مسند أحمد ت شاكر

أحمد بن حنبل

المُسْنَد للإمام أحمد بن حنبل (164 - 241) شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر الجزء الأول من الحديث 1 إلى الحديث 920 دار الحديث القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

المُسْنَد

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1416 هـ -1995 م دار الحديث - طبع. نشر. توزيع 140 شارع جوهر القائد أمام جامعة الأزهر تليفون: 5116508 - 5918719 - 5919697 فاكس 5919697

إليه يصْعَدُ الكَلِمُ الطيِّبُ والعَمَلُ الصالِحُ يَرفعُه المسند للإمَامِ أحمَد بن محمّد بن حنبل (164 - 241) احتَفِظْ بِهَذَا الْمُسنَدِ فإنه سَيَكوُنُ للِناسِ إمَامًا أحمد بن حنبل شرحه وصنع فهارسه أحمَد محمّد شَاكر أكمله حمزة الزين

مقدمة المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم بركة من الله وحمد الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين. والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله. وصلى الله على خيرته المصطفى لوحيه، المنتخَب لرسالته، المفضل على جميع خلقه، بفتح رحمته، وختم نبوته. وأعمّ ما أُرسل به مرسَلٌ قبله، المرفوعِ ذكره مع ذِكره في الأولى، والشافع المشفع في الأخرى، أفضل خلقه نفساً، وأجمعهم لكل خلق رضيه في دين ودنيا، وخيرهم نسباً وداراً، محمدٍ عبده ورسوله (¬1). وصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، وصلى عليه في الأولين والآخرين، أفضلَ وأكثرَ وأزكى ما صلى على أحد من خلقه، وزكانا وإياكم بالصلاة عليه، أفضل ما زكى أحداً من أمته بصلاته عليه. والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. وجزاه عنّا أفضل ما جزى مرسلاً عن من أُرسل إليه، فإنه أنقذنا به من الهلكة، وجعلنا في خير أُمةٍ أُخرجت للناس، دائنين بدينه الذي ارتضى، واصطفى به ملائكته ومن أنعم عليه من خلقه. فلم تمس بنا نعمة ظهرت ولا بطنت، نلنا بها حظّاً في دين ودنيا، أو دُفع بها عنا مكروه فيهما وفى واحد منهما، إلا ومحمد - صلى الله عليه وسلم - سببها، القائد إلى خيرها، والهادي إلى رشدها، الذائد عن الهلكة وموارد ¬

_ (¬1) اقتباس من كلام الإمام الشافعي في كتاب "الرسالة" بشرحنا، رقم 27.

السَّوء في خلاف الرشد، المنبه للأسباب التى توردُ الهلكة، القائم بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم، إنه حميد مجيد (¬1). ... وبعد: فإني حين هُديت إلى حب السنة النبوية المطهرة، والشغف بالفقه فيها، والتعمق في علومها، والتنقيب عن روائعها ونفائس كتبها، وذلك منذ بضع وثلاثين سنة، في أوائل الشباب، بعد استكمال الدراسة الأولى، وجدت في دارنا، في كتب أبي رحمه الله، الصحاح الستة وغيرها، ووجدت فيما وجدت الديوان الأعظم، (كتابَ المسند) لإمام الأئمة، ناصر السنة وقامع البدعة، الإمام أحمد بن حنبل، رضى الله عنه. فوجدته بحراً لا ساحل له، ونوراً يستضاء به، ولكن تنقطع الأعناق دونه، بأنه رتب على مسانيد الصحابة، وجمعت فيه أحاديث كل صحابي متتالية دون ترتيب، فلا يكاد يفيد منه إلا من حفظه، كما كان القدماء الأولون يحفظون، وهيهات، وأنَّى لنا ذلك. فشغفت به وشُغلت. ورأيت أن خير ما تخدم به علوم الحديث أن يوفق رجل لتقريب هذا المسند الأعظم للناس، حتى تعم فائدته، وحتى يكون للناس إمامًا، وتمنيت أن أكون ذلك الرجل. ثم وجدتُ أن أكابر المحدثين وأئمة الشراح والمؤلفين، كان شأنهم بالنسبة للمسند قريبًا من شأننا، فما كان ليقدم على النقل منه أو على تحقيق رواية فيه، إلا فرد بعد فرد، وعامتهم ينقلون عمن قبلهم، ويقلدون في نسبة الحديث إليه من سبقهم، إلا بضعة رجال كانوا كأن المسند كلَّه على أطراف ألسنتهم، كانوا يعرفونه حقّاً. ولا أكاد أجزم بتسمية أحد من هؤلاء إلا ثلاثة: شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين بن تيمية، وتلميذاه ¬

_ (¬1) اقتباس منه أيضًا رقم 39.

الحافظان الكبيران، شمس الدين بن القيم، وعماد الدين بن كثير. فكان هذا المقصد أمنيةَ حياتي، وغاية همي، سنين طويلة، أن أقرب هذا (المسند) للناس. حتى وفقني الله، منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، إلى ما أريد، على النحو الذي أريد: أن يكون (المسند) بين أيدي العلماء والمتعلمين، كما هو، كما ألفه مؤلفه، وأن تكون له فهارس وافية متقنة، علمية ولفظية. وأعني باللفظية هذا النوع من الفهارس للأعلام وغيرها، التي شغف بها وبالتوسع فيها أهل عصرنا، تقليداً للإفرنج زعموا! وبالفهارس العلمية، فهارس للأبواب والمسائل العلمية، ترشد الباحث على ضوئها إلى كل ما جاء في المسند في المعنى الذي يريده. ومكثت أياماً طوالاً أضع خطط العمل ومناهجه، وأغير فيها وأبدل، حتى استقامت السبيل، ووضح النهج واستنار. فشرعت في العمل. وجعلت لأحاديث الكتاب أرقاماً متتابعة من أول الكتاب إلى آخره. وجعلتُ هذه الأرقام كالأعلام للأحاديث، بنيت عليها الفهارس التي ابتكرتها كلها. وأول فائدة لهذا أن الفهارس لا تتغير بتغير طبعات الكتاب، إذا وفق الله لإعادة طبعه. أما الفهارس اللفظية فهي أنواع: 1 - فهرس للصحابة رواة الأحاديث، مرتب على حروف المعجم، فيه موضع بدء مسنده من هذا مسند، ببيان الجزء ورقم الصفحة، وفيه أرقام الأحاديث التي من روايته، سواء أكانت في مسنده لخاص أم جاءت في مسند غيره من الصحابة؛ فإنه كثيراً ما يقع حديث صحابي في أثناء مسند

غيره، من غير أن يذكر في مسنده، فيشبَّه على كثير من الباحثين، حتى يظنوا أن الحديث ليس في الكتاب، إذ لم يجدوه في مظنته وكثيرًا ما يكون الحديث من مسند صحابيين أو أكثر، إما مشتركين فيه، وإما منسوبًا كل جزء منه لراويه، فهذا يجب أن يوضع رقمه في مسند كل صحابي له رواية فيه، ثم أستثني من أرقام مسند الصحابي الأحاديث التي ليست من روايته أصلاً، وضعًا للأمور مواضعها. وما كان من رواية صحابي لم يسمَّ وضع في اسم التابعي الذي رواه عن الصحابي المبهم. 2 - فهرس الجرح والتعديل. وهو فهرس للرواة الذين تكلم عليهم الإمام أحمد أو ابنه عبد الله في المسند. وهم قليل، وللرواة الذين أتكلم عليهم في كلامي على الأحاديث. إذ أنني إذا ما تكلمت على راوٍ مرةً، فمن النادر أن أتكلم عليه مرة أخرى، إلا لسبب يتعلق بالرواية. ولم أجعل هذا الفهرس عامًا لكل رجال الأسانيد، فإن هذا متعذر، وهو يطول جداً وتذهب فائدته. فما فائدة أن يذكر "شعبة بن الحجاج" مثلاً ويذكر بجانبه أرقام كل حديث جاء اسمه في إسناده؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يتتبع مواضع هذه الأرقام، وهي تتجاوز المئين؟! 3 - فهرس للأعلام التي تذكر في متن الحديث، إذ أنها تكون في الأغلب الأعلام التي تدور عليها قصة الحديث أو موضع العبرة منه. 4 - فهرس للأماكن التي تذكر في متن الحديث أيضاً، وهي كسابقتها. 5 - فهرس لغريب الحديث، أي للألفاظ اللغوية التي تحتاج إلى شرح كما في "الفائق" و "النهاية" و "اللسان" وغيرها. وقد زدت على ما في هذه الكتب ألفاظاً واستعمالات كثيرة. فأذكر (المادة) وأذكر من الحديث موضع الشاهد الذي يدخل تحتها، كما فعل صاحب النهاية، وأشير إلى رقم الحديث.

وقد كنتُ فكرت في أنواع أخرى من الفهارس اللفظية، وشرعت في بعضها فعلاً. ثم رأيت أن في ذلك إطالة وإرهاقًا لي وللقاريء، على قلة غَنائها، وأن ما اخترت الاقتصار عليه كافٍ وافٍ، والحمد لله. وأما الفهارس العلمية، فهي الأصل لهذا العمل العظيم. الذي أسأل الله أن يوفقني لإتمامه وإخراجه، وأن يسدّد يدي وعقلي في صنعه، وهو الابتكار الصحيح، الذي ما أظن أحداً سبقني إليه. وقد بنيت هذه الفهارس أيضاً على الأرقام للأحاديث، بل إن الأرقام هي التى سددت الفكرة وحدّدتها. فإن كل مطلع على الأحاديث يعلم أن الحديث الواحد قد يدل على معان كثيرة متعددة، في مسائل وأبواب منوعة، وأن هذا هو الذي ألجأ البخاري رضي الله عنه إلى تقطيع الأحاديث وتكرارها في الأبواب، استشهاداً بالحديث في كل موضع يستدل به فيه ولو من بعيد، فكانت صعوبة البحث في صحيحه، الصعوبةَ التى يعانيها كل المشتغلين بالسنة. مع أن هذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة للإفادة من الأحاديث: أن يستدلَّ بها في كل موضع تصلح للدلالة فيه. وأما سائر أصحاب الصحاح والسنن، فإنهم تفادوا ذلك، وذكروا الحديث في الموضع الأصلي في الاستدلال، وأعرضوا عما وراءَ ذلك، إلا في الندرة بعد الندرة. ولذلك صرت أجدني -مثلاً- بعد مروري على هذه الفهارس، أيسر عليّ أن أبحث عن حديث في صحيح البخاري من أن أبحث عنه في غيره من الصحاح والسنن، لأني -في الأكثر الأغلب- أجد الحديث في أيّ معنى من المعاني التى يصلح للدلالة عليها. فهذه الأرقام أراحتنا من كل ذلك، من تقطيع الحديث ومن تكراره. رقم الحديث يوضع في كل باب، وفي كل معنى يدل عليه، أو يصلح للاستشهاد به فيه، دون تكلف ولا مشقة.

فمن الميسور للباحث في هذا الفهرس أن يجد الباب الذي يريده، أو المعنى الذي يقصده فيجد فيه كل أرقام الأحاديث التي تصلح في بحثه، بالاستقصاء التام، والحصر الكامل. وقد قرأت من أجل هذا الفهرس كلَّ فهارس كتب السنة، وكتب الفقه، وكتب السير، وكتب الأخلاق، التي يسر لي الحصول عليها، ثم ضممت كل شبه إلى شبهه، وكل شكل إلى شكله. وتخيرت في ترتيبها أقربَ الطرق إلى عقل المحدّث والفقيه، بعد أن قسمتها إلى كتب جاوزت الأربعين، فيها أكثر من ألف باب. وكلما رأيت بابًا فيه شيء من العموم كثرت أرقام أحاديثه، اجتهدت في تقسيمه إلى معان فرعية، ليُحصر أقرب المعاني إلى بعضها في أرقام يسهل على القارئ الرجوع إليها. والمقصد الأول من هذا كله تقربُ الإفادة من هذا (المسند) الجليل إلى الناس عامة، وأهل الحديث خاصة. حتى يصلوا إلى ما في السنة النبوية من كنوز قد يعسر عليهم الوصول إليها، في كتاب هو كالأصل لجميع كتب السنة أو لأكثرها. ويعجبنى في هذا المعني كلمة قالها الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخِ بغداد 1: 213: " فإني رأيت الكتاب الكثير الإفادة المحكم الإجادة، ربما أريد منه الشيء، فيعمد من يريده إلى إخراجه، فيغمض عنه موضعه، ويذهب بطلبه زمانه، فيتركه وبه حاجة إليه، وافتقارٌ إلى وجوده". ... وبينا أنا أطبق القواعد التي ابتكرتها للفهارس على الأحاديث حديثاً حديثاً، كنتُ أجد كثيراً من الأحاديث يشتبه عليّ إسنادها، وأحتاج فيها إلى مراجعة دواوين الحديث وكتب الرجال، فتارة أراجعها وتارة أدعها. ثم بدا لي أن أقيد ما أراجعه في كراسة خاصة، ففعلت. وكنت أفكر في تتبع أحاديثه كلها، وتمييز صحيحها من ضعيفها، ثم أخشى الإقدام على ما قد أعجز

عنه والتعرض لشيء أظنني غير أهل له. ثم -كما يقول علماء البلاغة- "أقدم رجلاً وأؤخر أخرى"، وكان معنا في مدينة الزقازيق عاصمة مديرية الشرقية، حين كنت قاضيًا بالمحاكم الشرعية فيها، شاب من الرجال الصالحين المتقين، هو صديقي الدكتور "السيد أحمد أحمد الشريف" رحمه الله، وكان -على أنه تعلم الطب في أوربة، في ألمانيا- من كبار الزاهدين الخائفين من الله، يقوم الليل، ويقبل على قراءة القرآن والتفقه فيه، وعلى فقه السنة والعلم بها، وكانت لنا في مدارستها مجالس، وكنت أعرض عليه ما أعمل في خدمة هذا الديوان الأعظم، فكان يحثني ويستنهض همتي، فاستشرته مراراً في الإقدام على الكلام على الأحاديث من جهة الصحة والضعف، فكان لا يني أن يرغبني في ذلك، ويحملني على الإقدام عليه، بعد التوكل والاعتماد على الله. حتى شرح الله صدري لهذا العمل، فأقدمت واستعنت بالله. والحمد لله على التوفيق. ولم ألتزم في الكلام على الأحاديث أن أخرّجها كلها، فذلك أمر يطول جدًا إنما جعلت همتي ووكدي أن أبين درجة الحديث، فإن كان صحيحاً ذكرت ذلك، وإن كان ضعيفاً بينت سبب ضعفه. وإن كان في إسناده رجل مختلف في توثيقه وتضعيفه، اجتهدت رأيي على ما وسعه علمي، وذكرت ما أراه. وفي كثير من مثل هذا أخرج الحديث بذكر من رواه من أصحاب الكتب الأخرى. وعن هذا صنعت الفهرس الثاني من الفهارس اللفظية، ليكون الكلام على الرجل المضعف أو الموثق أو المختلف فيه مرةً واحدة في الأغلب، فيمكن للقاريء إذا عرض له في إسناد أن يبحث عنه في الفهرس، ثم يرجع إلى ما قلته فيه، وما اخترته درجةً له.

ولم أعرض في شرحي لشيء من أبحاث الفقه والخلاف ونحوهما، في هذا من عملي في هذا الكتاب. إنما هو عمل المستفيد المستنبط. بعد أن تجتمع له الأحاديث بدلالة الفهرس العلمي. وليس (المسند) من الكتب المرتبة على الأبواب حتى يستقيم هذا لشارحه. واقتصرت في تفسير غريب الحديث على ما تدعو إليه الضرورة جداً، وعلى ما وجدت أصحاب الغريب قد قصروا فيه، أو كان لي رأي يخالف ما قالوا، وهو شيء قليل نادر. وأحاديث المسند تتكرر كثيراً فيروي الحديث الواحد بأسانيد متعددة، وألفاظ مختلفة أو متقاربة، وبعضها مطول وبعضها مختصر. فرأيت أن أذكر بجواركل حديث رقم الرواية التي سبقت في معناه أو لفظه، فإن كان مكرراً بنصه أو قريباً من نصه قلت: "مكرركذا" وذكرت الرقم الذي مضى، وإن كان الآخر أطول من الأول قلت: "مطول كذا" وإن كان أوجز منه قلت: "مختصر كذا". ولهذا العمل فائدة أخرى: أن القاريء إذا جاء إلى حديث في معنى من المعاني في آخر مسند صحابي معيَّن، أمكنه بالرجوع إلى الأرقام التي أشير إليها عوداً على بدءٍ أن يجمع كل الروايات في ذلك المعنى للصحابي الواحد، دون أن يرجع فيه إلى الفهرس العلميّ. ولجمع الروايات فوائد عند علماء هذا الشأن يدركها كل من عاناها. وأقرب فوائدها تحقيق المعنى الصحيح للحديث، وتقوية أسانيده بانضمام بعضها إلى بعض. وقد بذلت جهدي في التحقيق والتوثق، وفي العناية بهذه الفهارس التي هي كما سميتها (مقاليد الكنوز). فإن يكن صواباً فإني أحمد الله على

توفيقه، وإن يكن خطأ، فما أردت إلا الخير، وأستغفر الله. وأرجو أن يكون عملي هذا محققاً لكلمة الإمام أحمد لابنه عبد الله: "احتفظ بهذا المسند، فإنه سيكون للناس إماماً" وهي الكلمة التى رواها ابن الجوزي في مناقب أحمد ص 191 وجعلناها في صدر الكتاب عنواناً له. فإن الإمام رضي الله عنه توقع أن يكون هذا، ولكنه لم يكن إلا لأفراد أفذاذ معدودين، لا لعامة المحدّثين. فإذا وفق الله لإتمام هذا العمل تحققت الكلمة وتمت: أن يكون المسند للناس إماماً. وقد قال الحافظ الذهبي، فيما رواه عنه الحافظ شمس الدين بن الجزري في كتاب "المصعد الأحمد" الذي سيأتي إن شاء الله: "فلعل الله تبارك وتعالى أن يقيض لهذا الديوان السامي من يخدمه ويُبوِّبُ عليه، ويتكلم على رجاله، ويرتب هيئته ووضعه، فإنه محتوٍ على أكثر الحديث النبويّ، وقلَّ أن يثبتَ حديث إلا وهو فيه". وإني أرجو أن تكون دعوةُ الذهبي أُجيبت بما صنعتُ. وأسأل الله سبحانه ِالهُدى والسداد، والعصمة والتوفيق. وما أبغي أن أتمدح بعملي أو أفخر به، لكني أستطيع أن أقول: إني في بعض ما حققتُ من الأسانيد قد حللت مشاكل، وبيَّنت دقائق، وصححت أخطاء، فاتت على كثير من أئمة الحديث السابقين، لا تقصيراً منهم، ولا اجتهاداً مني، ولكن هذا الديوان (السامي) كما سماه الحافظ الذهبي، كان مفتاحاً لما أغلق، ومناراً يُهتدى به في الظلمات، وكان للناس إماماً، حين وُفّق رجل لخدمته، وحين حُقّقَت أحاديثُه تحقيقاً مفصلاً. وقد يكون في بعض ما ذهبت إليه من التحقيق شيء من الخطأ، فما يخلو عمل إنسان غير معصوم من الخطأ، ولكني قد أراه خطأ يهدي إلى

كثير من الصواب، إذ فتح للباحثين بابَ البحث في دقائقَ كانت مغلقة، ومشاكل كانت مستعصية. ولا يظننَّ ظانّ أني أغلو فيما أقول، فإني أرجو أن يكون عملي خالصاً لوجه الله. وإن كثيرًا من إخواني من علماء السنة القائمين عليها، في مصر والحجاز والشام، قرأوا بعض ما كتبتُ، وأظنهم مُوافِقِيَّ على الوصف الذي وصفت والله الهادي إلى سواء السبيل. ... وكتاب (المسند) مطبوع بمصر في الطبعة الميمنية إدارة السيد أحمد البابي الحلبي، في مجلدات كبار، فيها نحو ثلاثة آلاف صفحة كبيرة، بحروف صغيرة، فرغ من طبعها في شهر جمادى الآخرة سنة 1313، وهي طبعة جيدة من ناحية التصحيح، الخطأ فيها قليل. وذكر مصححها في آخرها أن من أهمّ النسخ التي قوبلت عليها، نسخة من خزانة السادات الوفائية. وقد وجدت منه جزءاً صغيراً مطبوعاً بالمطبعة الحيدرية في بمبي بالهند في سنة 1308، وهو 280 صفحة من القطع المتوسط، فيه إلى آخر مسند "سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل" أي نحو 190 صفحة من طبعة الحلبي. وهذه القطعة نادرة الوجود، لم أر نسخة ثانية منها غير التي عندي، على أنها مطبوعة لا مخطوطة، وتصحيحها غير جيد. وغالب ظني أن تلك المطبعة الحيدرية لم تتم طبع الكتاب. وقد انتفعت بهذه القطعة في بعض التصحيح، على الرغم مما فيها من خطأ. وفى دار الكتب المصرية نسخة بخط مغربي دقيق، مصورة بالتصوير الشمسي، عن نسخة في مكتبة عالم لمغرب ومحدثه السيد عبد الحيّ

الكتاني، وهي نسخة صحيحة جيدة الضبط والإتقان، نادرة الغلط. وقد استعرتها من دار الكتب للمقابلة والتصحيح. ورمزت لهذه النسخ بالرموز الآتية: ح طبعة الحلبي سنة 1313 (¬1). هـ القطعة المطبوعة في بمبي بالهند. ك النسخة الكتانية المغربية. ولم آل جهدًا في تصحيح متون الأحاديث وأسانيدها، مستعيناً بكتب الحديث والرجال ومعاجم اللغة وغريب الحديث، والحمد الله على توفيقه. وأثبتُّ في هامش هذه الطبعة أرقام صحف طبعة الحلبي، لأنها مكثت في أيدي الناس أكثر من خمسين سنة، واعتمدها كثير منهم فيما ينقلون عنها، وذكروا أرقامها. وجعلت رقم الصفحة فوق رقم الجزء، ووضعت بينهما خطاً. وجميع نسخ المسند فيها إسناد أبي بكر القَطِيعي إلى أحمد، يقول في أول كل حديث: "حدثنا عبد الله ثنا أبي" وهذا على طريقة المتقدمين: يذكر الراوي إسناده إلى مؤلف الكتاب في كل حديث، أو في أول كل باب أو كتاب. فرأيت أن أحذف هذا، ليكون التحدث في كل حديث من الإمام أحمد، اكتفاء بإسناد الكتاب الذي ذكر في أوله، وخشية أن يقوم جاهل بصناعة الحديث والرواية فيجتريء فيزعم أن الكتاب ليس من تأليف الإمام أحمد، وأنه من تأليف القطيعي، كما كان منذ سنين، أن قام رجل في مصر يزعم أن كتاب "الأم" ليس من تأليف الشافعي، لشبهة مثل هذه الشبهة أو أضعف منها. ¬

_ (¬1) أما في القسم الثاني (تكملة حمزة) فقد رمز لها بـ ط.

ومن المعلوم للمحدثين والمطلعين أن في المسند أحاديث زادها عبد الله ابن أحمد بن حنبل بروايته عن شيوخه، وأحاديث من زيادات القطيعي عن شيوخه أيضاً، وهي قليلة، ففي هذه الأحاديث أبين ذلك صراحة، فأقول: "قال عبد الله بن أحمد" أو: "قال أبو بكر القطيعي". وكذلك في الأحاديث التي وجدها عبد الله بخط أبيه ولم يسمعها منه، أبين أن هذا قول عبد الله، حتى لا يشتبه شيء على القاريء، ولا يستطيع متلاعب أن يتلاعب. ... وقد وجدت أربعة كتب ُألِّفَتْ في شأن هذا المسند خاصة، هي أجزاء صغيرة، فرأيت أن ألحقها به في عملي. اثنان منها أقدمهما بين يديه، إذ كانا كالمقدمة له. وهما: (خصائص المسند) للحافظ أبي موسى المديني، المتوفى سنة 581. و (المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد) للحافظ شمس الدين بن الجزري، إمام القراءات، المتوفى سنة 833. وهذان الكتابان وجدهما السيد محمد أمين الخانجي رحمه الله، بخط "عبد المنعم بن علي بن مفلح الحنبلي" وتاريخ كتابتهما شهر ذي القعدة من سنة 895، فنسخهما ثم طبعهما في مطبعة السعادة بمصر سنة 1347. والكتابان الآخران، هما: (القول المسدد في الذبّ عن المسند) تأليف شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، المتوفى سنة 852، تكلم فيه على ثلاثة وعشرين حديثاً في المسند، مما ادعى بعض المحدثين أنها من الأحاديث الموضوعة، وأجاب عنها حديثاً حديثاً. والآخر (ذيل القول المسدد) تأليف المحدّث قاضي الملك محمد صبغة الله الِمدْراسي، فرغ من تأليفه في 6 صفر سنة 1281، تكلم فيه على اثنين وعشرين حديثاً، كالتي قبلها. وهما

مطبوعان معاً، في حيدر آباد الدكن سنة 1319. فهذان الكتابان رأيت أن ألحقهما بالمسند في آخره إن شاء الله، على أن أنبه عند كل حديث فيهما على رقمه في المسند. ثم أشير إلى أرقام أحاديث أخر على شرطهما في الكتابين فاتتهما. وكنتُ أولاً أريد أن أفرقهما في الكتاب، فأنقل كلام كل منهما في موضعه عند الحديث الخاصّ به. ثم رأيت أن ذلك يطيل القول المختصر الذي قصدت التعليق به على كل حديث، وأنّ أكثرَهُ توسع ومحاولة فيها تكلف، لتصحيح حديث ضعيف أو تحسينه. فاكتفيت بالإشارة عند كل حديث إلى ما قيل فيه، ولتحقيق ما أراه حقاً في شأنه، ثم أحفظ الأمانة بإثبات الكتابين بنصهما في آخر الكتاب. ... واخترتُ في ترجمة الإمام أحمد أن أثبت نص ترجمته من (تاريخ الإسلام)، للحافظ الذهبي، لأنها لم يسبق نشرها من قبل، ولأنها من ديوان كبير خطير من أعظم دواوين الإسلام، لرجل حافظ ثقة حجة، ونسخة عزيزة نادرة في المكاتب العامة، لا يوجد منها فيها إلا الجزء بعد الجزء. وأكمل نسخة فيما نعلم، هي التي بدار الكتب المصرية، على أنه ينقصها منه بعض الطبقات (¬1). ... وطالما فكرتُ في نشر المسند بين الناس، على النحو الذي صنعتُ ووضعتُ، شغفاً بخدمة السنة النبوية وأهلها، وحرصاً على إذاعة فائدة هذا الكتاب الذي جعله مؤلفه للناس إماماً، وخشية أن يضيع هذا العمل الذي لم ¬

_ (¬1) سميت هذه الرسائل التي قدمتها بين يدي المسند (طلائع الكتاب). وقد اقترح هذا الاسم صديقي الأديب النابه الأستاذ السيد أحمد محمد صقر، فأعجبني الاسم لرقته وطرافته.

أُسبق إليه، والذي أعتقد أنه سيكون، إن شاء الله، من أكبر المرغبات لأهل هذا العصر في دراسة الحديث، وأنه سيكون مفتاحاً لجميع كتب السنة لمن وفقه الله. وسعيت في سبيل ذلك جهدي سنين كثيرة، حتى كدت أيأس من طبعه، إلى أن وفقت إلى الاتفاق مع "دار المعارف" على طبعه، وهي من أكبر دور النشر في القاهرة، وأوثقها وأشدها إتقاناً. وصادف ذلك أن كانت الزيارةُ الرسمية التى شرف فيها مصرَ بزيارته، أسدُ الجزيرة، حامي حمى السنة، رجل العلم والعمل، والسيف والقلم الإمام العادل، (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود) أطال الله بقاءه. وكانت هذه الزيارة المباركة من يوم الخميس 6 صفر الخير من هذا العام 1365 إلى يوم الثلاثاء 18 منه (10 - 22 يناير سنة 1946) فما إن رُفع إلى جلالته شأنُ هذا الكتاب، حتى أصدر أمره الكريم إلى حكومته السنية، بالاشتراك في عدد كبير من نسخه، من أوله إلى آخره، إجلالاً لشأن الإمام الكبير، وعطفاً على شخصي الضعيف. بارك الله في جلالته، وحفظه مؤيداً منصوراً، ذخراً للإسلام والمسلمين، وناشراً للواء العرب، ومجدداً لمجدهم. وأقر عينيه بأنجاله الأشبال الكرام، السادة النجب، قادة العرب وقدوتهم، وموئل عزهم، الأمراء (سعود) و (فيصل) وإخوتهما. وأسأل الله المبتديء لنا بنعمه قبل استحقاقها، المديمَها علينا مع تقصيرنا في الإتيان على ما أوجب به من شكره بها، الجاعِلَنا في خير أمة أخرجت للناس، أن يرزقنا فهماً في كتابه، ثم سنة نبيه، وقولاً وعملاً يؤدِّي به عنّا حقَّه، ويوجب لنا نافلة مزيده. إنه سميع الدعاء. الثلاثاء 11 رجب سنة 1365 11 يونية سنة 1946 أحمد محمد شاكر عفا الله عنه

ثم الحمد لله حق حمده، والشكر له. فقد نفدت الطبعة الأولى من هذا الجزء (الأول) وأعدنا طبعه في عدد محدود من النسخ. وكان اقتناء الكتاب عزيزاً على علماء الحديث وطلابه. وكان من توفيق الله ورعايته أن تشرفت هذا العام بزيارة حضرة صاحب الجلالة الملك العادل، ناصر السنة وحافظ حماها، مولاي الإمام (عبد العزيز آل سعود) في (الرياض) الزاهرة، وعرضت على مسامعه الكريمة حاجة العلماء والطلاب إلى اقتناء (المسند) بقيمة ميسرة لهم. فصدر أمره الكريم بطبع عدد آخر على ورق أقل قليلا من الورق الأول، يباع لهم بثمن أقل كثيراً من الثمن الأول. وطوعاً للأمر العالي الكريم بدأت في الجزء السابع على الوضع الجديد: يكون ثمن الجزء من الورق الأصلي 80 قرشاً، وثمن الجزء من الورق الجديد 30 قرشاً، وقد بينت ذلك في كلمة كتبتها في صدر الجزء السابع. ثم تفضل حفظه الله وأيده، فأصدر أمره بإعادة طبع الأجزاء الستة الأولى على هذا الوضع أيضاً. وها هو ذا الجزء الأول، تتلوه الأجزاء الباقية، من فيض مولاي الملك الإمام وواسع كرمه، إن شاء الله. أطال الله بقاءه مؤيداً منصوراً، موفقاً للخير والعمل الصالح. الإثنين 19 ذي القعدة سنة 1368 12 سبتمبر سنة 1949 أحمد محمد شاكر عفا الله عنه

طلائع الكتاب

خصائص المسند للحافظ أبي موسى المديني المتوفى سنة 58

بسم الله الرحمن الرحيم خصائص المسند للحافظ أبي موسى المديني المتوفى سنة 581 (¬1) قال الشيخ عبد المنعم بن عليّ بن مُفْلح الحنبلي (¬2): أخبرتني الشيخة الجليلة الأصيلة المسندة المعمَّرة، أم عبد الله عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي ابن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامه المقدسي الصالحي (¬3)، إجازةً منها، قالت: أنبانا أبو عبد الله بن أحمد بن تمام بن حسان الصالحي وغيره، عن أبي العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي سماعاً (ح) قالت عائشة: وأنبأتنا به عالياً بدرجةٍ أمّ عبد الله زينب ابنة عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحمن البجدي، عن الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي، قالا: أنبأنا الحافظ أبو موسى محمد بن عمر بن أحمد بن عمر الأصبهاني المديني، رحمه الله تعالى، قال: الحمد لله الواسع المنعم، المفضل المكرم، العالم المعلم، الذي أحسن بدءاً وغفر آخراً. وصلواته على محمد المختار من ¬

_ (¬1) ولد بأصبهان سنة 501 وحصل بها من المسموعات ما لم يحصله أحد في زمانه، مع الحفظ والإتقان، وله مؤلفات كثيرة نافعة. ومن تلاميذه الحافظ أبو سعد السمعاني والحافظ عبد الغنى المقدسي، وغيرهما. ومات ببلده ليلة الأربعاء 9 جمادى الأولى سنة 581. (¬2) هو صدر الدين عبد المنعم بن القاضي علاء الدين علي بن أبي بكر بن مفلح. أخذ العلم عن والده وغيره، وكان من أهل العلم والدين. مات بحلب في ربيع الآخر سنة 897. وله ترجمة في شذرات الذهب 7: 359 - 396. (¬3) كانت محدثة دمشق، ولدت سنة 723، وماتت في أحد الربيعين سنة 816. عن الشذرات 7: 120 - 121.

خلقه وعلى آله. أما بعد: فإن مما أنعم الله علينا، أن رَزَقَنا سماعَ كتاب المسند للإمام الكبير، إمام الدين أبي عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى. فحصّل لي والدي، رحمه الله وجزاه عني خيراً، إحضاري قراءته سنة خمس وخمسمائة، على الشيخ المقريء بقية المشايخ أبي علي الحسن بن الحداد. وكان سماعه لأكثره عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ -وما فاته منه قريء عليه بإجازته له- وأبو نعيم كان يرويه عن شيخيه أبي علي محمد ابن أحمد بن الحسن الصواف، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعيّ، على ما تنطق فهرست مسموعاتي بخط والدي رحمه الله. ثم قرأناه أجمع ببغداد على الشيخ الرئيس الثقة أبي القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، من أصل سماعه إلا ما لم يكن عند شيخه، عن أبي على الحسن بن علي بن المذْهِب التميمي الواعظ، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، رحمهما الله تعالى. ولعمري إن من كان من قبلنا من الحفاظ يتبجحون بجزء واحد يقع لهم من حديث هذا الإمام الكبير، على ما أخبرني الإمام الحافظ أستاذي أبو القاسم إسماعيل بن محمد رحمه الله في إجازته لي، قال: أخبرنا أبو بكر ابن مَرْدَوَيه قال: كتب إليّ أبو حازم العبدوي، يذكر أنه سمع الحاكم أبا عبد الله عند منصرفه من بخارَى يقول: كنت [عند] أبي محمد المزني، فقدم عليه إنسان علوي من بغداد، وكان أقام ببغداد على كتابة الحديث، فسأله أبو محمد المزني، وذلك في سنة ست وخمسين وثلثمائة، عن فائدته ببغداد، وعن باقي إسناد العراق، فذكر في جملة ما ذكر: سمعت مسند

أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى من أبي بكر بن مالكٍ في مائة جزء وخمسين جزءاً، فعجب أبو محمد المزني من ذلك، وقال: مائة وخمسون جزءاً من حديث أحمد بن حنبل؟! كنا ونحن بالعراق إذا رأينا عند شيخ من شيوخنا جزءاً من حديث أحمد بن حنبل قضينا العجب من ذلك، فكيف في هذا الوقت هذا المسند الجليل! فعزم الحاكم على إخراج الصحيحين، ولم يكن عنده مسند إسحق الحنظلي، ولا مسند عبد الله بن شِيرويه، ولا مسند أبي العباس السراج، وكان في قلبه ما سمعه من أبي محمد المزني، فعزم على أن يخرج إلى الحج في موسم سنة سبع وستين، فلما ورد في سنة ثمان وستين، أقام بعد الحج ببغداد أشهراً، وسمع جملة المسند من أبي بكر بن مالك، وعاد إلى وطنه، ومد يده إلى إخراج الصحيحين على تراجم المسند (¬1). قال شيخنا الحافظ رحمه الله تعالى: وفى هذه السنة مات ابن مالك في آخر السنة سنة ثمان وستين. وأبو محمد المزني هذا من الحفاظ الكبار المكثرين. ... وهذا الكتاب أصل كبير، ومرجع وثيق لأصحاب الحديث، انتُقي من حديث كثير ومسموعات وافرة، فجعله إماماً ومعتمداً، وعند التنازع ملجأ ومستنداً. على ما أخبرنا والدي وغيره، رحمهما الله تعالى: أن المبارك بن عبد الجبار أبا الحسين كتب إليهما من بغداد: أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن ¬

_ (¬1) أظنه يريد: إخراج المستدرك على الصحيحين، وهو مستدرك الحاكم، المعروف المطبوع في حيدرآباد، في أربعة مجلدات كبار.

عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي قراءة عليه، حدثنا أبو الحفص عمر بن محمد بن رجاء، حدثنا موسى بن حمدون البزار، قال: قال لنا حنبل بن إسحق: جمعنا عمي، لي ولصالح ولعبد الله، وقرأ علينا المسند، وما سمعه منه -يعنى تاماً- غيرنا، وقال لنا: إن هذا الكتاب قد جمعته وأتقنته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفاً، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارجعوا إليه، فإن كان فيه وإلا فليس بحجة (¬1). بخط أبي بكر بن أبي نصر، قال أبو الحسن اللبناني: سمعت عبد الله ابن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يقول: كتب أبي عشرة آلاف ألف حديث، ولم يكتب سواداً في بياض إلا قد حفظه. وبه قال: أخبرنا البرمكي قراءة عليه فأقرّ به: حدثنى أبي حدثني أبو محمد القاسم بن الحسين الباقلاني بسُرّ مَنْ رأى، قال سمعت أبا بكر بن أبي حامد الفقيه صاحب بيت المال، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: قلت لأبي رحمه الله تعالى: لم كرهتَ وضع الكتب وقد عملت المسند؟ فقال عملت هذا الكتاب إماماً، إذا اختلف الناس في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رُجع إليه. قال: وحدثني أيضاً القاسم، قال: سمعت أبا الحسن بن عبيد الحافظ، سمعت أبا عبد الرحمن عبد الله بن أحمد يقول: خرج أبي المسند من سبعمائة ألف حديث. ¬

_ (¬1) هذه الألوف الكثيرة لا يراد بها أنها كلها أحاديث متباينة، كما يبدو من ظاهر اللفظ، وكما يظن كثير ممن لا يعرف، ويجعله أعداء السنة مطعناً في السنة كلها، يزعمون أن أكثرها غير صحيح! كلا، إنما هي طرق متعددة للأحاديث، فقد يروى الحديث الواحد بعشرات الأسانيد، فيختار المؤلف، كالإمام أحمد، أو البخاري، أصحها وأوثقها. ويدع المرسل والمنقطع وما في إسناده ضعف كثير، ورب حديث جاء بإسناد ضعيف وبأسانيد صحيحة. وفي هذه الألوف أيضاً آثار الصحابة والتابعين وغيرهم، يرويها المحدثون عنهم بالأسانيد، ويعدونها في عد الحديث.

قال الشيخ الحافظ أبو موسى رحمه الله: ولم يخرّج إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته، دون من طعن في أمانته. كما قرأته ببغداد على أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني بمكة، حدثنا محمد بن عمرو العقيلي، حدثنا عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن عبد العزيز بن أبان؟ فقال: لم أُخَرّج عنه في المسند شيئاً، قد أخرجت عنه على غير وجه الحديث، لما حدّث بحديث المواقيت تركته. ... فأما عدد أحاديث المسند، فلم أزل أسمعُ من أفواه الناس أنها أربعون ألفاً، إلى أن قرأت على أبي منصور بن زريق ببغداد، أخبرنا أبو بكر الخطيب (¬1)، قال: وقال ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه، يعني عبد الله بن أحمد بن حنبل، لأنه سمع المسند، وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير، وهو مائة ألف وعشرون ألفاً، سمع منه ثمانين ألفاً والباقي وِجادةٌ (¬2). فلا أدري هل الذي ذكره ابن المنادي أراد به ما لا مكرر فيه، أو أراد غيره مع المكرر؟ فيصح القولان جميعاً، أو الاعتماد على قول ابن المنادي دون غيره. ولو وجدنا فراغاً لعددناه إن شاء الله تعالى (¬3). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد 9: 375. (¬2) هنا في الأصل زيادة كلمة "وذكره" ولا معنى لها في هذا الموضع، ولا هي في تاريخ بغداد. (¬3) هو على اليقين أكثر من ثلاثين ألفاً. وقد لا يبلغ الأربعين ألفاً. وسيتبين عدده الصحيح عند إتمامه إن شاء الله. يقول مكمله حمزة: إنه لم يتجاوز الثلاثين ألفا بالمكرر. أ. هـ.

فأما عدد الصحابة فنحو من سبعمائة رجل. وجدت بخط الشيخ حامد بن أبي الفتح، ذكره أبو عبد الله الحسين بن أحمد الأسدي في كتابه المسمى (مناقب أحمد بن حنبل) أنه سمع أبا بكر بن مالك، يذكر أن جملة ما وعاه المسند أربعون ألف حديث غير ثلاثين أو أربعين، قال: وسمعته -يعني أبا بكر بن مالك- سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: أخرج أبي هذا المسند من جملة سبعمائة ألف حديث. وقال أبو عبد الله الأسدي: وقد أفردت لذلك كتاباً في جزء واحد، وسميته (كتاب المدخل إلى المسند) أثبتُّ فيه ذلك أجمع. وذكر الأسدي: سمعت أبا بكر بن مالك يقول: رأيت أبا بكر أحمد ابن سلمان النجاد في النوم، وهو على حالة جميلة، فقلت: أي شيء كان خبرك؟ قال: كل ما تحب، الزم ما أنت عليه وما نحن عليه، فإن الأمر هو ما نحن عليه وما أنتم عليه. ثم قال: بالله إلا حفظت هذا المسند، فهو إمام المسلمين واليه يرجعون، وقد كنت قديماً أسألك بالله إن أعَرْتَ منه أكثر من جزء لمن تعرفه، ليبقى. قال: وسمعت أبا بكر بن مالك يقول: حضرت مجلس يوسف القاضي سنة خمس وثمانين ومائتين، أسمع منه كتاب الوقوف، فقال لي: من عنده مسند أحمد بن حنبل والفضائل أيش يعملُ ههنا؟ أو كلاماً نحو هذا. ومن الدليل على أن ما أودعه الإمام أحمد رحمه الله تعالى مسنده قد احتاط فيه إسناداً ومتناً، ولم يورد فيه إلا ما صح عنده، على ما أخبرنا أبو علي سنة خمس، قال: حدثنا أبو نعيم (ح) وأخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذْهب قال: أخبرنا القَطيعي قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي: قال: حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي التَّيَّاح، قال: سمعتُ

أبا زُرْعَةَ يحدث عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يُهلك أمتي هذا الحيُّ من قريش، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله، قال: لو أن الناس اعتزلوهم؟ قال عبد الله: قال لي أبي في مرضه الذي مات فيه: اضربْ على هذا الحديث، فإنه خلاف الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني قوله: اسمعوا وأطيعوا [واصبروا]. وهذا مع ثقة رجال إسناده حين شذ لفظه عن الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه، فقال عليه ما قلناه. وفيه نظائر له (¬1). بخط أحمد بن محمد بن البرداني، عن أبي علي بن الصواف قال: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: صنف أبي المسند بعد ما جاء من عند عبد الرزاق. ذكر علي بن الحسين بن جدي، قال: قرأت بخط أبي حفص عمر ابن عبد الله العكبري، قال: سمعت أبا عبد الله عبيد الله بن محمد، قال سمعت أبا بكر أحمد بن سلمان يقول: سمعت أبا بكر يعقوب بن يوسف المطوعي يقول: جلست إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل ثلاث عشرة سنة، وهو يقرأ المسند على أولاده، ما كتبت منه حرفاً واحداً، وإنما كنت أكتب آدابه وأخلاقه وأتحفظها. وقال عبيد الله: قال لي أبو بكر بن أيوب: سمعت ¬

_ (¬1) هذا الحديث في المسند برقم 7992. وكلمة أحمد في الأمر بالضرب عليه ثابتة عقبه. وقد زدنا منه كلمة "واصبروا". وهو من أمانة عبد الله وشدة تحريه، فإن الإسناد صحيح لا مطعن عليه، وكونه في ظاهره مخالفاً للأمر بالسمع والطاعة ليس علة له، وما هو بالأمر بمخالفتهم والخروج عليهم، فلا ينافي السمع والطاعة. والحديث رواه الإمام بأسانيد أخرى أكثرها صحيح. ولكن ليس فيها "لو أن الناس اعتزلوهم". وهي بالأرقام 7858، 7961، 8020، 8283، 8339 , 8888 , 10297، 10748، 10940. وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير. وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.

يعقوب يقول: كنت أختلف إلى أحمد ثلاث عشرة سنة، لا أكتب عنه، وهو يقرأ المسند، إنما كنت أنظر إلى هديه أتأدَّبُ به. أخبرنا ابن الحُصين بإسناده: حدثنا عبد الله حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن محمد بن سالم عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن علي رضى الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فيما سقت السماء العشر، وما يُسقى بالغَرْب والداليَة ففيه نصف العشر. قال أبو عبد الرحمن: فحدثت أبي بحديث عثمان عن جرير فأنكره جدا، وكان أبي لا يحدثنا عن محمد بن سالم لضعفه عنده وإنكاره لحديثه. وقال عبد الله: حدثنا شيبان أبو محمد حدثنا عبد الوارث بن سعيد حدثنا الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم ابن ضَمْرة عن علي رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أتاني جبريل عليه السلام فلم يدخل عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما منعك أن تدخل؟ قال: إنا لا ندخل بيتاً فيه صورة ولا بول. قال: وحدثناه شيبان مرة أخرى: حدثنا عبد الوارث عن حسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبَّة بن أبي حبة عن عاصم نحوه. قال: وكان أبي لا يحدث عن عمرو بن خالد، يعني كان حديثه لا يسوى عنده شيئاً. قال: وكان في كتاب أبي عن عبد الصمد عن أبيه عن الحسن، يعني ابن ذكوان، عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يمشي في خف واحد أو نعل واحد. وفى الحديث كلام كثير غير هذا، فلم يحدثنا به، ضرب عليه في كتابه، فظننت أنه ترك حديثه من أجل أنه روى عن عمرو بن خالد الذي يحدث عن زيد بن علي، وعمرو بن خالد لا يسوى شيئا، وهذا أقوى، لأنه لم يرو عمن روى عن ضعيف وإن كان حاله خالصا. وبه: حدثنا أبو عامر حدثنا خارجة بن عبد الله عن أبي الرجال عن أمه

عمرة، وبه: حدثنا عصام بن خالد حدثني صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الخبائري وأبو اليمان الهَوْزَني عن أبي أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفاً بغير حساب"، فقال يزيد بن الأخنس السلمي: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإن ربي عز وجل قد وعدني سبعين ألفاً مع كل ألف سبعين ألفاً، وزادني ثلاث حثيات"، قال: فما سعة حوضك يا نبي الله؟ قال: "كما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع، يشير بيده، قال: فيه مَثْعَبان من ذهب وفضة" (¬1)، قال: فماء حوضك؟ قال: "ماء أشدُّ بياضا من اللبن، وأحلى مذاقةً من العسل، وأطيبُ رائحةً من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها". وبهذا الإسناد، قال عبد الله: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخطه وقد ضرب عليه، فظننت أنه قد ضرب عليه لأنه خطأ، إنما هو عن زيد عن أبي سلام عن أبي أمامة. قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا رجل كان يسمَّى في كتاب أبي عبد الرحمن عَمرو بن عُبيد، حدثنا أبو رجاء العُطاردِيّ عن عمران بن حُصين قال: ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من خبز مأدوم حتى مضى لوجهه. قال عبد الله: وكان أبي قد ضرب على هذا الحديث في كتابه، فسألته، وحدثني به، وكتب عليه صح صح. قال إنما ضرب أبي على هذا الحديث لأنه لم يرض الرجل الذي حدث عنه يزيد. قال الشيخ الإمام الحافظ أبو موسى: قد روى لابنه الحديث، لكنه ضرب عليه في المسند، لأنه أراد أن لا يكون في المسند إلا الثقات، ويروي في غير ¬

_ (¬1) المثعب، بفتح الميم: مكان انثعاب الماء، أي سيلانه وجريانه، جمعه "مثاعب".

المسند عمن ليس بذاك. ذكر أبو العز بن كادس أن عبد الله بن أحمد، قال لأبيه: ما تقول في حديث ربعيّ عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي رَوَّاد؟ قلت: يصح؟ قال: لا، الأحاديث بخلافه، وقد رواه الخياط عن ربعي عن رجل لم يسموه، قال: قلت له: فقد ذكرته في المسند؟ فقال: قصدت في المسند الحديثَ المشهورَ وتركتُ الناس تحت ستر الله تعالى، ولو أردت أن أقصد ما صح عندي، لم أروِ من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء، ولكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث، لست أخالف ما ضَعف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه. قال الشيخ الحافظ: وهذا ما أظنه يصح، لأنه كلام متناقض، لأنه يقول: لستُ أخالف ما فيه ضعف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو يقول في هذا الحديث بخلافه وإن صح، فلعله كان أولاً ثم أخرج منه ما ضعف لأني طلبته في المسند فلم أجده. ... آخر خصائص المسند إملاء الحافظ أبي موسى المديني رحمه الله تعالى علقه لنفسه فقير عفو ربه تعالى عبد المنعم بن علي بن مفلح الحنبلي، عفا الله عنه، في ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثمانمائة، أحسن الله تقضّيها في خير.

المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد للحافظ شمس الدين بن الجزري 75 - 8

بسم الله الرحمن الرحيم المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد للحافظ شمس الدين بن الجزري 751 - 833 قال الشيخ الإمام العالم العلامة شمسُ الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري رحمه الله تعالى (¬1)، عقيب ختم مسند الإمام المبجل، والحبر المفضَّل، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تغمده الله بالرحمة والرضوان، بالمسجد الحرام، وذلك في يوم الخميس حادي عشر ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وثمانمائة: أحمدُ الله الذي أسعد برواية الحديث النبوي وأصعد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يفوز بها من يشهد. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، سيد الخلق، وحبيب الحق، فاتح الخير، وخاتم الأنبياء، محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه. وشرّف وكرَّم ومجّد. وبعد: فلما مَنَّ الله تعالى وفتح علينا بالسبيل الأحمد، ويسر إسماع هذا المسند الشريف مسند الإمام أحمد، وقد ختمته بهذا الحرم الأشرف الأعظم الأمجد، رأيت أن أكتب خاتمةً تحمد، عند ختم هذا المسند. مشيراً إلى شيء مما رويناه في فضله وفضل جامعه، وذكر إسنادي إليه ومُسْمعه وسامعه. ¬

_ (¬1) ولد بدمشق ليلة السبت 25 رمضان سنة 751، وكان إمام القراءات في عصره غير مدافع. وله مؤلفات كثيرة فيها وفي الحديث، معروفة مشهورة ومات بشيراز في ربيع الأول سنة 833.

فأقول: أخبرني بجميع هذا المسند المبارك، وهو كتاب لم يُرْوَ على وجه الأرض كتاب في الحديث أعلى منه، جماعة من الشيوخ سماعاً وإجازةً، ولكن اعتمادي على السماع المتصل. فأخبرني به كذلك مع الزيادات فيه لعبد الله بن أحمد وأبي بكر القطيعي، الشيخ الصالح الأصيل رحلة البلاد، وجامع لواء الإسناد، وملحق الأحفاد بالأجداد، الإمام صلاح الدين أبو عبد الله وأبو عمر محمد بن الشيخ الصالح العالم تقي الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ عز الدين إبراهيم بن الشيخ عبد الله بن شيخ الإسلام أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة بن نصر المقدسي الحنبلي، رحمه الله تعالى، قراءة مني وسماعاً، في مجالس متعددة، أولها في شهور سنة سبعين وسبعمائة، وآخرها في سنة سبع وسبعين وسبعمائة، بالصالحية ظاهر دمشق المحروسة، وإجازة لما خالف أصل السماع إن خالف، قلت له: أخبرك بجميع مسند الإمام أحمد من رواية ابنه عبد الله، وبما فيه من زيادات ابنه عبد الله عن غير أبيه، وبزيادات القَطيعي أيضاً، وهي في مسند الأنصار رضي الله عنهم، الشيح الإمام العالم الثقة الصالح فخر الدين أبو الحسن علي بن الشيخ شمس الدين أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي، المشهور بابن البخاري الحنبلي، رحمه الله تعالى، قراءة عليه وأنت تسمع فأقرّ به، قال: أخبرنا به الشيخ الصالح الثقة المسند أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة الواسطي ثم البغدادي الرصافي المكبر، قراءة عليه وأنا أسمع، قال أخبرنا الشيخ الصدر العالم الصالح المعمر، رئيس العراق المسند، أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحُصين الأزرق الكاتب الشيباني سماعاً، قال: أخبرنا الشيخ المحدث العالم أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن

وهب بن شبل بن فروة بن واقد التميمي الواعظ البغدادي، المعروف بابن المُذْهِب، قال: أخبرنا الشيخ المحدث العالم المفيد الثقة أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله القطيعي البغدادي، قال: حدثنا الشيخ الإمام الحجة الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام الكبير العالم الحجة الحافظ أحد أعلام الأمة، ومن له على أهل السنة أعظم منَّة، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسدٍ الشيباني البغدادي، قال. حدثني أبي شيخ الإسلام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، فذكره. وسنشير إلى بعض هؤلاء، كما وعدنا. ... ونقدم فضل هذا الكتاب الجليل: أخبرنا الثقات مشافهة وإجازة عن علي بن أحمد، أن عفيفة بنت أحمد كتبت إليه، أن أحمد بن عبد الجبار أنبأها، قال: أنبأنا أبو إسحق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي الفقيه، ابن الفقيه، قال حدثني أبو محمد القاسم بن الحسن الباقلاني، قال: سمعت أبا بكر بن أبي حامد الفقيه يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: قلت لأبي: لمَ كرهتَ وضع الكتب وقد عملتَ المسند؟ فقال: عملت هذا الكتاب إماماً، إذا اختلف الناس في سنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع إليه. قلت: وقد أشكل هذا الكلام على بعض الناس فقال: كيف يقول الإمام أحمد هذا، ونحن نجد أحاديث صحاحاً ليست في المسند، كحديث أمّ زَرْع، رواه البخاري في صحيحه وغيره، وهو عند عبد الله بن أحمد، كما رواه الطبراني في كتاب العشرة؟

وأجيب عن ذلك بأن الإمام أحمد شرع في جمع هذا المسند، فكتبه في أوراق مفردة، وفرّقه في أجزاء منفردة، على نحو ما تكون المسودَّة. ثم جاء حلول المنية قبل حصول الأمنية، فبادر بإسماعه لأولاده وأهل بيته، ومات قبل تنقيحه وتهذيبه، فبقي على حاله، ثم إن ابنه عبد الله ألحق به ما يشاكله، وضم إليه من مسموعاته ما يشابهه ويماثله، فسمع القطيعي من كتبه من تلك النسخة على ما يظفر به منها، فوقع الاختلاط من المسانيد والتكرار من هذا الوجه قديماً، فبقي كثير من الأحاديث في الأوراق والأجزاء لم يظفر بها، فما لم يوجد فيه من الأحاديث الصحاح من هذا القبيل. قلت: أما حديث أم زرع، سمعت شيخنا الحافظ الحجة عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير يقول: إنما لم يخرجه أحمد في المسند لأنه ليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل هو حكاية من عائشة رضي الله عنها. -والله أعلم-. وبالإسناد إلى أبي إسحق البرمكي قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا القاسم ابن الحسن قال سمعت أبا الحسن بن عبيد الحافظ يقول: سمعت عبد الله ابن أحمد يقول: خرَّج أبي المسند من سبعمائة ألف حديث. وقال عثمان بن السباك: حدثنا حنبل قال: جمعنا أحمد بن حنبل أنا وصالح وعبد الله، وقرأ علينا المسند، وما سمعه غيرنا، وقال لنا: هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفاً، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارجعوا إليه، فإن وجدتموه وإلا فليس بحجة. قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: هذا القول منه على غالب الأمر، وإلا

فلنا أحاديث قوية في الصحيحين والسنن والأجزاء ما هي في المسند، وقدر الله تعالى أن الإمامَ قطع الرواية قبل تهذيب المسند، وقبل وفاته بثلاث عشرة سنة، فتجد في الكتاب أشياء مكررة، ودخول مسند في مسند، وسند في سند، وهو نادر. قلت: أما دخول مسند في مسند فواقع، وقد بينته في كتابي (المسند الأحمد). وأما قوله فما اختلف فيه من الحديث رجع إليه وإلا فليس بحجة، يريد أصول الأحاديث، وهو صحيح، فإنه ما من حديث غالباً إلا وله أصل في هذا المسند. والله أعلم. وأما دخول سندٍ في سندٍ، فلا أعلمه وقع فيه، ولا شك أن الإمام أحمد مات قبل ترتيبه وتهذيبه. والله أعلم. حدثني شيخنا الإمام العالم شيخ الفقهاء شمس الدين محمد بن عبد الرحمن الخطيب الشافعي، رحمه الله تعالى، قال: سئل الشيخ الإمام الحافظ أبو الحسين علي بن الشيخ الإمام الحافظ الفقيه محمد اليونيني، رحمهما الله تعالى: أنت تحفظ الكتب الستة؟ فقال: أحفظها وما أحفظها، فقيل له: كيف هذا؟ فقال: أنا أحفظ مسند أحمد، وما يفوت المسند من الكتب الستة إلا قليل، أو قال: وما في الكتب هو في المسند، يعني إلا قليل، وأصله في المسند، فأنا أحفظها بهذا الوجه. أو كما قال رحمه الله تعالى. وقال الإمام الحافظ الكبير أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني: وهذا الكتاب أصل كبير، ومرجع وثيق لأصحاب الحديث، انتُقِيَ من حديث كثير ومسموعات وافرة، فجعله إماماً ومعتمداً، وعند التنازع ملجأ ومستنداً.

قلت: ولعمري إن من كان قبلنا من الحفاظ يتبجحون بجزء واحد يقع لهم من حديث هذا الإمام الكبير. ثم ذكر حكاية عن الإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم، وأنه لما عزم على إخراج الصحيحين خرج إلى الحج في موسم سنة سبع وستين، فلما ورد في سنة ثمان وستين، يعني وثلثمائة، أقام بعد الحُجاج ببغداد أشهراً، وسمع جملة المسند من أبي بكر بن مالك، وعاد إلى وطنه، ومد يده إلى إخراج الصحيحين على تراجم المسند. ... قال الحافظ أبو موسى: فأما عدد أحاديثه فلم أزل أسمع من أفواه الناس أنها أربعون ألفاً، إلى أن قرأت على أبي منصور بن زريق القزاز ببغداد قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: حدثنا ابن المنادي: لم يكن أحد في الدنيا أروى عن أبيه منه، يعني عبد الله بن أحمد بن حنبل، لأنه سمع المسند، وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير، وهو مائة ألف وعشرون ألفاً، سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجَادة، فلا أدري هل الذي ذكره ابن المنادي أراد به ما لا مكرر فيه، أو أراد غيره مع المكرر، فيصح القولان جميعاً، أو الاعتماد على ابن المنادي دون غيره، قال: ولو وجدنا فراغاً لعددناه إن شاء الله تعالى. ثم قال: وجدت بخط الشيخ أبي حامد أبي الفتح: ذكر أبو عبد الله الحسين بن أحمد الأسدي في كتابه المسمى بمناقب أحمد بن حنبل أنه سمع أبا بكر بن مالك يذكر أن جملة ما وعاه المسند أربعون ألف حديث غير ثلاثين أو أربعين. قال الحافظ الذهبي: فلو عده بعض الأصحاب لأفاد. ولا يسهل عَدُّه إلا بالمكرر وبالمُعَاد، وأما عَدُّه بلا مكرر فيصعب، ولا ينضبط تحرير ذلك.

قلت: وقد وقفت لبعض أصحابنا على عدد بعض المسانيد. فقال: مسند بني هاشم: خمسة وسبعون حديثاً. مسند أهل البيت: خمسة وأربعون حديثاً. مسند عائشة: ألف حديث وثلاثمائة وأربعون حديثاً. مسند النساء: تسعمائة وستة وثلاثون حديثاً. مسند ابن مسعود: ثمانمائة وخمسة وسبعون حديثاً. مسند أنس: ألفان وثمانمائة وثمانون حديثاً. آخر ما رأيته، وجملته سبع آلاف ومائة وأحد وسبعون حديثاً (¬1). وبقي مسند العشرة، ومسند أبي هريرة، ومسند أبي سعيد الخدري، ومسند جابر بن عبد الله، ومسند عبد الله بن عمر، ومسند عبد الله بن عباس، ومسند عبد الله بن عمرو بن العاص، وفى آخره مسند أبي رِمْثة، ومسند الأنصار رضي الله عنهم، ومسند المكيين والمدنيين، ومسند الكوفيين، ومسند البصريين، ومسند الشاميين، فهذه جميع مسانيد مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى ورضي عنه. قال الحافظ أبو موسى: فأما عدد الصحابة فنحو سبعمائة رجل. ومن النساء مائة ونيف. قلت: قد عددتهما لما أفردتهم في كتابي المسند, فبلغوا ستمائة ونيفاً وتسعين. سوى النساء الصحابيات. وعددت النساء الصحابيات فبلغن ستاً وتسعين. ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، وهو خطأ، فإن جملة العدد الذي ذكر، هو 6151، وفيه خطأ في التفصيل أيضاً، فإن مسند ابن مسعود، في العد الذي عندي 900 حديث، ومسند أنس 2192.

واشتمل المسند على نحو ثمانمائة من الصحابة. سوى ما فيه ممن لم يسمَّ من الأبناء والمبْهمات وغيرهم. فأما الأبناء فيه فثمانية، منهم اثنان عُرف اسمهما، وهي ابنُ أَبْزى، وهو عبد الرحمن، وابنُ الأمين، واسمه عبد الله، وقيل زياد، ويقال له أبو لأي. وأما شيوخه الذين روَى عنهم في المسند فإني عددتهم، فبلغوا مائتين وثلاثة وثمانين رجلاً. وأما شيوخ ابنه عبد الله الذين روي عنهم في مسند أبيه فعدَّتهم مائة وثلاثة وسبعون رجلاً. وقد أثبت ذلك وذكرتهم في كتابي (المسند الأحمد). ولكن شيوخه الذين روي عنهم وسمع منهم فيزيدون على الأربعمائة، ذكره الحافظ أبو بكر بن نُقطة في كتاب مفرد. ... وأما شرطه، فقال الحافظ أبو موسى المديني: لم يخرج أحمد في في مسنده إلا عمن ثبت عنده صدقه، وديانته، دون من طعن في أمانته. قال: ومن الدليل على أن ما أودعه مسنده قد احتاط فيه إسناداً ومتناً ولم يورد فيه إلا ما صح عنده، وساق أبو موسى أحاديث ذكرتها في المسند، فلا نطول بذكرها هنا. وقال الحافظ أبو القاسم إسماعيل التيمي رحمه الله تعالى: لا يجوز أن يقال فيه السقيم، بل فيه الصحيح المشهور، والحسن، والغريب. وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: وقد تنازع الناس هل في أحمد حديث موضوع، فقال طائفة من حفاظ الحديث كأبي العلاء الهمداني ونحوه: ليس فيه موضوع، وقال بعض العلماء، كأبي

فصل في فضل جامعة وترجمة رجال إسنادنا إليه

الفرج بن الجوزي: فيه موضوع. قال أبو العباس: ولا خلاف بين القولين عند التحقيق، فإن لفظ "الموضوع" قد يراد به المختلق المصنوع الذى يتعمد صاحبه الكذب، وهذا مما لا يعلم أن في المسند منه شيئاً، بل شرط المسند أقوى من شرط أبي داود في سننه، وقد روى أبو داود في سننه عن رجال أعرض عنهم في المسند قال: ولهذا كان الإمام أحمد في المسند لا يروي عمن يعرف أنه يكذب، مثل محمد بن سعيد المصلوب ونحوه، ولكن يروي عمن يضعَّف لسوء حفظه، فإن هذا يكتب حديثه. ويُعتضد به ويُعتبر به، قال: ويراد بالوضوع ما يعلم انتفاء خبره، وإن كان صاحبه لم يتعمد الكذب، بل أخطأ فيه، وهذا الضرب في المسند منه، بل وفى سنن أبي داود والنسائي، وفى صحيح مسلم والبخاري أيضاً ألفاظ في بعض الأحاديث من هذا الباب، لكن قد بيَّن البخاري حالها في نفس الصحيح: قلت: ولهذا الكلام تتمة تذكر في المسند الأحمد. فصل في فضل جامعة وترجمة رجال إسنادنا إليه أما الإمام أحمد: فهو إمام المسلمين، وأزهد الأئمة، وشيخ الإسلام، وأفضل الأعلام في عصره، وشيخ السنة، وصاحب المنَّة على الأمة، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله ابن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذُهل ابن ثعلبة بن عُكابَةَ بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط ابن هِنْب بن أفْصى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلة بن أَسَد بن ربيعة بن نِزَار بن معدّ ابن عدنان. وقد غلط قوم فجعلوه من ولد ذُهل بن شيبان، وإنما هو من ولد شيبان

ابن ذُهل بن ثعلبة. وذهل بن ثعلبة هو عم ذهل بن شيبان. وقد اجتمع أحمد والنبي - صلى الله عليه وسلم - في نزار، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مُضريّ من ولد مُضر بن نزار، وأحمد بن حنبل ربيعيّ، من ولد ربيعة بن نزار، فهو أخو مضر بن نزار. وكانت أم أحمد شيبانية أيضاً، واسمها صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك الشيباني، من بني عامر، كان أبوه نزل بهم وتزوج بها. وكان عبد الملك بن سوادة بن هند الشيباني من وجوه بني عامر. وكان ينزل بها قبائل العرب فيضيفهم. وولد أَحمد رضي الله عنه في العشرين من ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة ببغداد، وجيء به من مرو إلى بغداد. وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي: إنه ولد بمرو ثم حمل إلى بغداد وهو رضيع. وكان أبوه في زي الغزاة، وأصله من البصرة، وتوفي أبوه وله ثلاثون سنة، وأحمد طفل. قال الإمام أحمد: لم أر جدي ولا أبي. فنشأ ببغداد وعرف فضله وهو غلام في الكتاب، فسمع من هشيم، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وعباد بن عباد، وهذه الطبقة. وسمع بالعراق والحجاز والشام واليمن. روى عنه البخاري، وروى عن واحد عنه في صحيحه، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، [وأبو حاتم الرازيان]، وعبد الله وأخوه صالح ابناه، وخلق كثير، آخرهم أبو القاسم البغوي.

وأول طلبه الحديث سنة تسع وسبعين، وله ست عشر سنة. رحمة الله تعالى. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث، قيل: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت على الأبواب. وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة أفقههم أحمد، ثم قال: لست أعلم في الإسلام مثله. وقال ابن المديني: إن الله تعالى أيد هذا الدين بأبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم الردة، وبأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يوم المحنة. وقال يحيى بن معين: والله ما تحت أديم السماء أفقه من أحمد بن حنبل، ليس في شرق ولا في غرب مثله. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما خلفت ببغداد أفقه ولا أورع ولا أعلم من أحمد. وقال الحافظ الذهبي، ومن خطه نقلت: انتهت إليه الإمامة في الفقه والحديث والإخلاص والورع، وأجمعوا على أنه ثقة حجة إمام. وقال أيضا فيه: عالم العصر، وزاهد الوقت، ومحدث الدنيا، ومفتي العراق، وعلم السنة، وباذل نفسه في المحنة، وقل أن ترى العيون مثله، كان رأساً في العلم والعمل، والتمسك بالأثر، ذا عقل رزين، وصدق متين، وإخلاص مكين، وخشية ومراقبة العزيز العليم، وذكاء وفطنة، وحفظ وفهم، وسعة علم هو أجل من أن يمدح بكلمي، وأن أفوه بذكره بفمي. قال: وكان ربعة من الرجال أسمر. وقيل: كان طويلا، يخضب بالحناء، وفي لحيته شعر أسود، ويلبس ثيابا غليظة، ويتزر ويعتم. تعلوه سكينة ووقار وخشية، رضي الله عنه.

قال: وكانت وفاته يوم الجمعة عاشر أو حادي [عشر]، ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين. وله سبع وسبعون وعشر ليال. وشيعه أمم لا يحصيهم إلا الله تعالى، حزروا بثماني مائة ألف نفس، فالله تعالى أعلم. ... وأما ابنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، فهو الإمام الحجة، الحافظ العمدة، الذهلي الشيباني البغدادي. أحد الأعلام. ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين. وطلب الحديث في حداثته، بل قبل ذلك. وكان أخوه صالح بن أحمد القاضي أسن منه. وأكبر شيخ له يحيى بن عبدون من أصحاب شعبة. روى عن قتيبة بن سعيد بالإجازة، وشيوخه يزيدون على الأربعمائة، كما تقدم. وروى عن أبيه المسند، والتفسير، والزهد، والتاريخ، والعلل، والسنة، والمسائل، وغير ذلك. روى عنه أبو الإمام أحمد، وأبو عبد الرحمن النسائي، وابن أبي حاتم، وابن صاعد، وأبو عَوَانة ودعلج، وأبو بكر النجاد، وأبو القاسم البغوي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو علي بن الصواف، والقاضي المحاملي، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللُنباني (¬1) وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر القطيعي، وجماعة كثيرة. وجمع وصنف، ورتب مسند أبيه وهذبه بعض التهذيب، وزاد فيه أحاديث كثيرة عن مشايخه. ¬

_ (¬1) بضم اللام وسكون النون وبعدها باء موحدة نسبة إلى "لنبان" وهي محلة بأصبهان، كما في المشتبه للذهبي 452 - 453 ومعجم البلدان 7 - 338.

قال عباس الدُوري: كنت يوما عند أحمد بن حنبل. فدخل ابنه عبد الله، فقال: يا عباس، إن أبا عبد الرحمن قد وعى علما كثيرا. وقال أبو زرعة: قال لي أحمد: ابني عبد الله محظوظ من علم الحديث، لا يكاد يذاكرني إلا بما لا أحفظ. وقال ابن عدي. نبل عبد الله بأبيه، وله في نفسه محل من العلم، أحيا علم أبيه بمسنده الذي قرأه أبوه عليه خصوصا، قبل أن يقرأه على غيره، ولم يكتب عن أحد إلا من أمره أبوه أن يكتب عنه. وقال بدر البغدادي: عبد الله بن أحمد جهبذ بن جهبذ. وقال الخطيب البغدادي: كان ثقة ثبتا فهما. وقال الذهبي: له من التصانيف كتاب السنة مجلد، وكتاب الجمل والوقعة مجلد، وكتاب سؤالاته أباه، وغير ذلك. قال: ولو أنه حرر ترتيب المسند وقربه وهذبه لأتى بأسنى المقاصد، فلعل الله تبارك وتعالى أن يقيض لهذا الديوان السامي من يخدمه ويبوب عليه، ويتكلم على رجاله، ويرتب هيئته ووضعه، فإنه محتو على أكثر الحديث النبوي، وقل أن يثبت حديث إلا وهو فيه. قال: وأما الحسان فما استوعبت فيه. بل عامتها إن شاء الله تعالى فيه. وأما الغرائب وما فيه لين فروى من ذلك الأشهر، وترك الأكثر مما هو مأثور في السنن الأربعة، ومعجم الطبراني الأكبر، والأوسط، ومسندي أبي يعلى، ومسند البزار، ومسند بقي بن مخلد، وأمثال ذلك. قال: ومن سعد مسند الإمام أحمد [أنه] قل أن تجد فيه خبرا ساقطا. قلت: أما ترتيب هذا المسند، فقد أقام الله تعالى لترتيبه شيخنا خاتمة

الحفاظ الإمام الصالح الورع، أبا بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت، رحمه الله تعالى، فرتبه على معجم الصحابة، ورتب الرواة كذلك، كترتيب كتاب الأطراف، تعب فيه تعباً كثيراً. ثم إن شيخنا الإمام مؤرخ الإسلام، وحافظ الشام عماد الدين أبا الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، رحمه الله تعالى، أخذ هذا الكتاب المرتب من مؤلفه، وأضاف إليه أحاديث الكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، وأجهد نفسه كثيراً وتعب فيه تعباً عظيماً، فجاء لا نظير له في العالم، وأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة، فإنه مات قبل أن يكمله، فإنه عوجل بكف بصره، وقال لي رحمه الله تعالى: لا زلت أكب فيه في الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصري معه، ولعل الله يقيض له من يكمله، مع أنه سهل، فإن معجم الطبراني الكبير لم يكن فيه شيء من مسند أبي هريرة رضي الله عنه. وقد بلغني أن بعض فضلاء الحنابلة بدمشق اليوم رتبه على ترتيب صحيح البخاري، وهو الشيخ الإمام الصالح العالم أبو الحسن علي بن زكنون الحنبلي، جزاه الله تعالى خيراً، وأعانه على إكماله في خير، فإنه أنفع كتاب في الحديث، ولا سيما أنه عزا أحاديثه. وأما رجال المسند: فما لم يكن في تهذيب الكمال، أفرده المحدث الحافظ شمس الدين محمد بن علي بن الحسين الحسيني، بإفادة شيخنا الحافظ أبي بكر محمد بن المحب فيما قصر، وما فاته فإني استدركته وأضفته إليه في كتاب سميته (المقصد الأحمد، في رجال مسند أحمد) وقد تَلف بعضه في الفتنة، فكتبته بعد ذلك مختصراً. ولما مرض عبد الله رحمه الله تعالى مَرَض الوفاة، وقيل له: أين تحب أن

تُدْفَن؟ فقال: صحَّ عندي أن بالقطيعة نبياً مدفوناً، فلأن أكون في جوار نبي أحبُّ إليَّ من أن أكون في جوار أبي. وتوفي رحمه الله تعالى يوم الأحد لتسع بقينَ من جمادى الآخرة، سنة تسعين ومائتين، عن سبع وسبعين سنة، كعمر أبيه، رحمه الله تعالى. ... وأما القطيعي الرواي عنه، فقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي عنه: هو المحدِّث العالم المفيد الصدوق، مسند بغداد، أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمَدان، واسم حمدان، أحمد بن مالك بن شبيب بن عبد الله، البغدادي المالكي نسباً، الحنبلي مذهباً، سكن قَطِيعةَ الدقيق فنسب إليها. ولد في المحرّم سنة أربع وسبعين ومائتين، وسمع، وهو مميز باعتناء أبيه، من محمد بن يونس الكدَيمي، وإبراهيم الحربي، وإسحق بن الحسن الحربي، وبشر بن موسى الأسدي، وعبد الله بن الإمام أحمد، وإدريس الحداد، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة، وارتحل إلى البصرة والكوفة والموصل وواسط، وكتب وجمع، مع الصدق والدين والخبر والسنة. حدَّث عنه الحاكمُ فأكثر، والدارقطني، وابنُ شاهين، وابن رَزْقَوَيْه، وابنُ أبي الفوراس، والقاضي الباقلاني، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو علي بن المُذْهِبُ، وخلق، آخرُهمْ موتاً أبو محمد الجوهريّ، بقي إلى سنة أربع وخمسين وأربعمائة. وكان مكثراً عن ابن الإمام أحمد، سمع منه المسندَ، والزهد، والفضائل، والتاريخ، والمسائل. قال محمد بن الحسين بن بُكَير: سمعت القَطيعي يقول: كان عبد الله

ابن أحمد يجيئنا فيقرأ عليه عمُّ أبي، أبو عبد الله بن الجصَّاص، فيقعدني عبد الله في حجره، حتى يقال له: يؤلمك؟ فيقول: إني أحبه. وقال أبو عبد الرحمن السُلَمي: سألت الدارقطني عن القَطيعي؟ فقال: ثقة زاهد قديم، سمعت أنه مجاب الدعوة. وقال البَرقاني: ليَّنتُه عند أبي عبد الله الحاكم فأنكر عليّ، وحسن حاله، وقال: كان شيخي. وقال الحاكم أيضاً: هو ثقة مأمون. وقال الخطيب البغدادي: لم نر أحداً ترك الاحتجاج به. قلت: توفي رحمه الله تعالى لسبع بقينَ من ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة ببغداد. وقد اجتمع في عصره أربعة كلٌّ منهم "أحمد بن جعفر بنِ حمدان": هو رحمه الله تعالى، والثاني أحمد بن جعفر بن حمدان الدِّينوري، يروي عن عبد الله بن محمد سنان، رَوى عنه علي بن القاسم بن شاذان الرازي وغيره. والثالت أحمد بن جعفر بن حمدان بن عيسى بن زريق أبو بكر السَّقطي البصري، حدث عن عبد الله بن أحمد الدَّوْرَقي وعنه أبو نعيم الأصبهاني. والرابع أحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، يروي عن عبد الله بن جابر الطرسوسي وغيره، حدث عنه عبد الرحمن بن أبي نصر الدمشقي وغيره، ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق. ... وأما الرواي عن القَطيعي وهو بن المُذهِب، فقال الحافظ الذهبي: هو المحدث العالم الواعظ المُعمَّر أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن أحمد بن وهب بن شبل بن فروة، التميمي البغدادي، ابنُ المُذْهِب.

ولد سنة خمس وخمسين، وسمع المسنَد وهو ابن عشر من القَطيعي، وسمع منه عدة أجزاء عالية، ومن محمد بن المظفَّر، وعلي بن لؤلؤ الورّاق، وأبي محمد بن ماسي، وأبى بكر الوراق، وأبي بكر بن شاذان، وابن شاهين، والدارقطني، وعدة. طلب بنفسه وكَتب وتنبَّه. وكان عنده الزهد أيضاً للإمام أحمد عن القَطيعي، وروى فضائل الصحابة أيضاً لأحمد وزياداته، وغيرُه أتقن منه وأعرف وأمثَلُ. روى عنه أبو بكر الخطيب كثيراً، وأبو الفضل بن خَيْرُون، وابن مَاكُولاَ الأمير، وأبو الحسين بن الطيوري، وابن الحُصين، وغيرهم. قال الخطيب: كان يروي عن القطيعي المسند بأسره، وكان سماعه صحيحاً إلا في أجزاء منه، فإنه ألحق اسمه. قال: وكان يروي الزهد ولم يكن به أصلٌ، إنما النسخة بخطه، وليس محلَّ الحجة، قال الذهبي عقيب هذا: لكنه في نفسه صدوق، ما هو بمتهم. ثم قال الخطيب: وحدث بحديث عن القطيعي عن أبي شعيب الحَرّاني ما كان عنده. قال الذهبي: لعله وهم. قال الخطيب: وكان يسألني عن أسماء جماعة فيلحق في أسمائهم أنسابَهم موصولةً، فأنهاه فلا ينتهي، قال الذهبي: هذا ترخُّص لا يسوغ. وقال ابن نُقْطَة: ليت الخطيب نبَّه في أي مسند تلك الأجزاء التي استثنى، ولو فعل ذلك لأفاد. قال: وقد ذكرنا أن مسنديْ فَضَالة بن عُبيد وعوف بن مالك لم يكونا في نسخة ابن المذهب، وكذلك أحاديث من مسند جابر سقطت، وقد

رواها الحَرّاني عن القطيعي، ثم قال: ولو كان ممن يلحق اسمه لألحق ما ذكرناه أيضاً. قال: والعجب من الخطيب يرد قولَه فعلُه، فقد يروي عنه من الزهد في مصنفاته!. قلت: وقد وُجد بخط الحافظ المِزّيّ رحمه الله تعالى، أن ابن المذهب فاته على القَطيعي من المسند حديثُ فَضَالة بن عُبيد وعوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنهما، وهما من مسند الشاميين رضي الله عنهم، قال: فإن ذلك ليس عند ابن المذهب. وقال الحافظ الذهبي: قال أبو الفضل بن خيرون، وناهيك به فضلاً وعلماً: سمعت من ابن المذهب جميعَ ما عنده، وقال: توفي في تاسع عشر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وأربعمائة. ... وأما ابن الحُصَين رحمه الله تعالى، فقال الحافظ الذهبي: هو الصدر العالم الكبير المرتَضى مسنَد العراق، أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحُصَين الشيباني البغدادي الكاتب، خال الوزير العادل عون الدين بن هُبيْرة. قال: ولدتُ في رابع ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وسمع المسندَ كاملاً من ابن المذهب في أواخر سنة ست وسبع وثلاثين وأربعمائة، وسمع منه أيضاً الغَيْلانيَّات وهي أحد عشر جزءاً، ومن أبي محمد الحسين ابن المقتدر، وأبي القاسم التَّنُوخي، وأبي الطيب الطبري، وآخرين، وأملى مجالس بانتقاء ابن ناصرٍ له. قرأ عليه المسند. وسمعه منه حفّاظ العصر وأئمته، منهم أبو الفضل بن ناصر، قرأه عليه مراراً، وأبو طاهر السّلَفِي وأبو العلاء الهَمْداني، وأبو القاسم بن عساكر،

وأخوه الصائن، وأبو موسى المديني، وقاضي القضاة أبو الحسن بن الدامغاني، وقاضي القضاة أبو سعيد بن أبي عصرون، والإمام أبو الفرج بن الجوزي، وشيخ الشيوخ أبو أحمد بن سُكَينة، وعبد الله بن أبي المجد الحربي، وأبو العباس المندائي، ولاحق بن حَيْدرة , والحسين بن أبي نصر الفارض، وعمر بن جُرَيرة (¬1)، ومبارك بن مختار، والقاضي عبيد الله بن محمد الساوي، وأبو محمد بن الخشاب النحوي، وأبو محمد بن شدقيني، وعلي ابن محمد الخوي الواعِظ، وعبد الله بن أحمد العمري، وأبو علي حنبل بن عبد الله الرصافي، وروى عنه خلق، منهم أبو حفص عمر بن طَبَرْزَدَ. قال أبو سعد السمعاني: ثقة دين صحيحُ السماع، واسمع الرواية، تَفَرَّد وازدحَموا عليه. وممن أخذ عنه مَعمر بن الفاخر، وابن عساكر، وعدة. وكانوا يصفونه بالسداد والأمانة والخيرية. وقال ابن الجوزي: كان ثقة. ومات في رابع عشر شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ودفن بمقبرة باب حربٍ، قريباً من بشر الحافي رحمهما الله تعالى. ... وأما حنبل رحمه الله تعالى. فهو المسند المعمِر الصالح الخير مسنُد العراق، أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سَعادة الواسطي البغدادي الرَّصافي المُكَبِّر. ¬

_ (¬1) هكذا بالأصل والذي في المشتبه للذهبي 106 أن "جريرة" بالتصغير: لقب عمر بن محمد القطان. وذكر أنه مات سنة 600.

وُلد سنة إحدى عشرة وخمسمائة، ولما ولد بادر والده إلى شيخ الإسلام عبد القادر الكيلاني فأعلمه أنه وُلد له ولدٌ ذَكر، فقال له: سم ابنك حنبلاً وأسمعه المسند، فإنه يُعَمَّر ويُحتاج إليه. قال الذهبي: فكانت هذه من كرامات الشيخ رحمه الله تعالى. فسمَّعه أبوه وعُمْره اثنتا عشرة سنة جميعَ المسند من ابن الحُصَين بقراءة نحوي [عصره] أبي محمد بن الخشاب، في شهر رجب وشعبان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، قراءةً بليغةً محررة، ما حُفظ عليه فيها لحنةٌ، وكان والده عبداً صالحاً، قد وقف نفسه على السعي في مصالح المسلمين، والمشي في حوائجهم، ويحرض على تجهيز موتى الطرق، ويُعين الملهوف. ثم قال الحافظ المجوّد أبو الطاهر بن الأنماطي فيما قرأتُ بخطه: تتبعت سماعَ حنبل للمسند من عدة نسخ وأثباتٍ، وخطوط أئمة أثباتٍ، إلى أن شاهدت بها أصول سماعه لجميع المسند، سوى أجزاء من أول مسند ابنِ عباس، شاهدت بها نقلَ سماعه بخطّ من يؤثق به، وسمعت منه جميع المسند ببغداد، في نيف وعشرين مجلساً، ثم أخذتُ أرغبه في السفر إلى الشأم، وقلت له: يحصل لك من الدنيا شيء، وتقبلُ عليك وجوه الناس، فقال: دعني، فوالله ما أُسافر من أجلهم، ولا لما يحصل منهم، إنما أسافر خدمةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أروي أحادثه في بلدٍ لا ترْوَى. قال: ولما علم الله تعالى نيته الصالحة، أقبل بوجوه الناس عليه، وحرَّك الهممَ للسماع عليه، فاجتمع عليه جماعةٌ ما اجتمعوا بمجلس بدمشق.

قلت: [وذلك] في مجالس، آخرها في صفر سنة ثلاث وستمائة. قال: فحدث بالمسند بالبلدة مرة، وبالجامع المظفرَّى أخرى، وازدحم عليه الخلقُ وسمع منه السلطانُ الملكُ المعظَّم وأقاربهُ، وأبو عمر الزاهد، وسائر المقادسة، وحدّث عنه الكبار بالمسند، كالشيخ الفقيه ببعلبك، وقاضي الحنفية شمس الدين عبد الله بن عطاء، والشيخ تقي الدين بن أبي اليسر، والشيخ شمس الدين بن قدامة، والشيخ شمس الدين أبي الغنائم بن غلان، والشيخ أبي العباس بن شيبان، والشيخ فخر الدين بن البخاري، والمرأة الصالحة زينب بنت مَكّي. وأما من حدث عنه ببعض المسند فعدد كثير، كالكمال عبد الرحيم بن عبد الملك، وأبي بكر بن محمد الهروي، وابن البخاري، وابن خليل، وابن الدَّبِيثي، وخطيب مراد، والشيخ الضياء، وأبي علي البكري، ويعقوب بن المعتمد، وعبد الوهاب بن محمد. ورجع إلى وطنه، فمر على حلب، فحدَّث المسند بها، ثم بالموصل، فحدَّث بالمسند بها أيضاً، وبإِرْبِلَ، ودخل إلى بغداد بخير كثير. فتوفي بالرصافة في نصف المحرم سنة أربع وستمائة، عن نحو ثلاث وتسعين سنة، رحمه الله تعالى. ... وأما ابن البخاري رحمه الله تعالى: فهو الشيخ الإمام العالم المحدّث، الفقيه الصالح، الثقة الأمين، علي فخر الدين أبو الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور، السعدي المقدسي الحنبلي، الشهير بابن البخاري، لأن أباه شمس الدين أحمد توجه إلى بخارى وتفقه بها.

ولد الشيخ فخر الدين في آخر يوم من سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وأجازه في سنة ست وتسعين خلق، وكتبوا له بالإجازة من خراسان، وفارس وأصبهان، وبغداد، ومصر والشام، وغير ذلك. ذكره شيخنا الحافظ تقي الدين أبو المعالي محمد بن رافع السلامي في ذيله على تاريخ بغداد، ومن خطه نقلت، فقال: أبو الحسن بن أبي العباس الصالحي، الملقب فخر الدين بن شمس الدين الحنبلي، المعروف بابن البخاري. سمع من أبي حفص عمربن محمد بن طَبَرْزَد، وحنبل بن عبد الله الرصافي، وزيد بن الحسن الكندي، والخضر بن كامل بن سالم بن سُبيع، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن البنّاء. والقاضي أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحَرَسْتَاني، وداود بن أحمد بن مُلاَعب، وأبي الفتوح محمد بن علي بن الجلاجلي، ومحمد بن عمرون البكري، وأبي المحاسن محمد بن كامل بن أسد التنوخي، وأبي الحرم مكي بن ريان الماكسيني، وعبد المجيد بن زهير الحربي، وأبي المعالي محمد بن وهب بن الزنف، وأبي الحسين غالب بن عبد الخالق الحنفي، وأبي مسعود عبد الجليل بن مَنْدويه الأجهاني، وأبي العباس هبة الله بن أحمد الكعفي، وأبي المعالي أسعد، وأبي محمد عبد الوهاب بن المنجا التنوخي، وأبي القاسم أحمد بن عبد الله العطار، وأبي الفضل أحمد بن محمد بن سيدهم، وأبي محمد هبة الله بن الخضر بن طاوس، وأبي المجد محمد بن الحسين القزويني، وأبي عمر محمد، وأبي محمد عبد الله، ابني أحمد بن قدامة، وست الكتبة نعمة بنت الطراح، وأم الفضل زينب بنت إبراهيم القيسية. وببغداد من أبي الفضل عبد السلام بن عبد الله الدَّاهري، وأبي حفص عمر بن كرم الدينوري، وغيرهم.

وبيت المقدس من الحسن بن أحمد الأوقي، وعمر بن بدر بن سعيد الموصلي. وبمصر من أبي البركات عبد القوي بن الحباب، والحسين بن يحيى بن أبي الرواد. وبالقاهرة من مرتضى بن العفيف. وبالإسكندرية من ظافر بن طاهر بن شحم، وجعفر بن علي الهمداني، والحسين بن يوسف الشاطبي، وعبد الوهاب بن رواح، وعبد الرحمن بن مكي سبط السلفي. وبحلب من يوسف بن خليل، وعمربن سعيد بن مخمش. وأجاز له من أصبهان أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان، وأبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، وغيرهما. ومن بغداد أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، ويوسف بن المبارك الخفاف، وهبة الله بن السبط، وعبد الله بن دَهبل بن كارة، والمبارك ابن العطوش، وضياء بن الخرَيف، وعبد الرحمن بن أبي ياسر من ملاح الشط، في آخرين. ومن دمشق بركات الخشوعي. وحدَّثَ، سمع منه الحفاظ سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، سمع عليه الحافظ رشيد الدين علي بن يحيى العطار، وسمع منه المنذري عبد العظيم، والقاضي بدر الدين بن جماعة، وأبو محمد الحارثي، وأبو الحجاج المِزِّي، وأبو محمد الحلبي، والبرزالي، وأبو الحسن بن علي بن العطار، والشيخ تقي الدين بن تيمية، وأبو الحسن علي بن حسن الأموري، وصالح بن مختار الأسنوي، وأبو محمد عبد العزيز البغدادي، وأبو عمر نصر الله، وابنا عمّي وهب وهمام ابني مُنَبه، وابن عمِّي الآخر شافع بن محمد، وأبو الفضل عبد الأحد بن سعد الله بن نجيح الحراني، وأبو إسحق إبراهيم بن علي المعروف بابن عبد الحق الحنفي، وعبد الكريم بن عبد النور الحلبي، وأحمد بن يعقوب بن أحمد الصابوني، ووالده، وقاضي القضاة عز الدين

محمد بن سليمان بن حمزة، والقاضي شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن النقيب. قال: فذكره الفرضي في معجمه، ونقلته من خطه فقال: نزيل سفح قاسِيُون، كان شيخاً عالماً، فقيهاً زاهداً، عابداً مسنداً، مكثراً وقوراً، صبوراً على قراءة الحديث، مكرماً للطلبة؛ ملازماً لبيته، مواظباً على العبادة، وكان من بيت العلم والحديث، والرواية والتحديث، وكان مسند عصره، ورحلة الدنيا في زمانه، قد ألحق الأصاغر بالأكابر، والأحفاد بالأجداد، قد حدَّث نحواً من ستين سنة، وتفرد بالرواية عن شيوخ كثيرة، سماعاً وإجازة. انتهى، أي كلام الفرضي. ثم قال شيخنا ابن رافع: وخرج له الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد الظاهري معجماً، وحدَّث به مراراً، وحفظ المقنِع، وعرضه على مصنفه الشيخ موفق الدين بن قدامة سنة ست عشرة وستمائة، وتفقه واشتغل، وكان فاضلاً صالحاً، كامل العقل متين الديانة، مكرماً لأهل الحديث، يحفظ كثيراً من الأحاديث، والنوادر، والملح والطرف، وتفرد بأكثر مسموعاته وإجازاته، وهو آخر من حدث عن ابن طبرزد بالسماع. انتهى ما نقلته من خط شيخنا ابن رافع. قلت: وقد قريء عليه المسند مرات، آخرها في سنة تسع وثمانين وستمائة، سمعه منه جماعات، بقراءة الإمام كمال الدين أحمد بن أحمد ابن محمد بن الشريشي منهم شيختنا أم محمد ست العرب بنت محمد ابنة حاضرة في الرابعة، وآخرهم شيخنا صلاح الدين محمد بن أحمد المدكور، وسمع منه غير ذلك جميع مشيخته التي خرجها الظاهري، وكتاب الشمائل للترمذي، وسمع منه غير ذلك. ولا زال يحدِّث حتى توفي يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر ستة تسعين

وستمائة، بجبل قاسيون، ودفن من يومه بسفحه، بظاهر دمشق، عند قبر والده رحمهما الله تعالى. ... وأما شيخنا صلاح الدين رحمه الله تعالى: فهو الشيخ الصالح الصدوق الديّن الخيّر، المسند، رحلة الآفاق، ومسند الدنيا على الإطلاق، أبو عبد الله، ويقال أبو عمر، محمد بن الشيخ العالم الصالح الأصيل تقي الدين أبي العباس أحمد، بن الشيخ العالم عز الدين أبي إسحق إبراهيم، بن الشيخ الجليل الصالح شرف الدين أبي محمد عبد الله، بن شيخ الإسلام أبى عمر محمد بن أحمد بن قُدَامة بن نصر الله المقدسي الحنبلي. فإنه ولد في سنة ثلاث وثمانين وستمائة وربما كُتب سنة أربع، وهو غلط، واعتني به من الصغر، فأسمعوه الكثير من الشيخ فخر الدين بن البخاري، وسمع أيضاً من الشيخ تقي الدين إبراهيم بن فضل الواسطي، وأخيه محمد، وشمس الدين محمد بن الكمال عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي، والشيخ تقي الدين أحمد بن مؤمن الصوري، وعيسي بن أبي محمد المَغَازي، والعز إسماعيل بن الفراء وغيرهم، وخرَّج له الشيخ صدر الدين سليمان الياسوفي مشيخة عن شيوخ السماع، قرأتها عليه، وأجاز له النجم أبو الفتح يوسف بن المجاور، وعبد الرحمن بن الزمن، وزينب بنت مكي، وزينب بنت العلم، وغيرهم، وحدث بأكثر مسموعاته. وكان رحمه الله عبداً خاشعاً ناسكاً، من بيت الرواية والعلم والصلاح، حدث هو وأخوه وأبوه وجده وجد أبيه وجد جده، رحمهم الله تعالى، سريع الدمعة إذا قريء عليه الحديث، حسن الإصغاء إلى السماع. أمَّ بمدرسة أبي جده أبي عمر بالسفح أكثرَ من ستين سنة، وأسمَعَ

الحديث نحو خمسين سنة، سمع منه الأئمة والحفاظ وغيرهم. صحبتُه وترددتُ إليه من سنة سبعين وسبعمائة، أسمع عليه الحديث، فلم أترك شيئاً من مسموعاته فيما علمت إلا قرأته أو سمعته عليه، وقرأتُ عليه أيضاً كثيراً من مروياته بالإجازة، وانتقيت عليه أحاديث من المعجم الكبير للطبراني فقرأتها عليه. وكان أولاً عسراً في الإسماع، ثم إنه صار متصدياً للإسماع ليلاً ونهاراً، لا يردُّ من يقصده للسماع في وقت من الأوقات، ومتِّع بسمعه وبصره وعقله إلى أن توفي. أخذت عنه المسند كاملاً بقراءتي وقراءة غيري في نحو سبع سنين، وسببه أن نسخةَ أصل سماعه كانت بخط الحافظ الضياء رحمه الله تعالى، فوُجد بعضها، وكان شيخنا الحافظ الكبير شمس الدين أبو بكر بن المحب يحرّضنا على سماع المسند منه، ويقول: لا تشكُّوا في أنه سمعه كاملاً على ابن البخاري، فبادروا إلى سماعه كاملاً، فكنا نقرؤه من نسخة وقف الباذرائية، لوضوحها، وكان بعضُ المحدثين قد احتاط عليها، ولا يعطي منها شيئاً إلا بعد تعب كثير، فطالت المدة لذلك. وسمعه أيضاً كاملاً الشيخ صدر الدين سليمان الياسوفي، والشيخ بدر الدين محمد بن مكتوم، والشيخ شهاب الدين أحمد بن شيخنا عماد الدين ابن الحسباني، والشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ علاء حجي، والمحدث شمس الدين محمد بن محمود بن إسحق الحلبي، والشيخ الإمام ناصر الدين محمد بن عشائر الحلبي، والشيخ جمال الدين محمد بن ظهيرة المكي، وصاحبنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن ميمون البلوي الأندلسي، والفقيه الفاضل شمس الدين محمد بن عثمان بن سعد بن السقّا المالكي وغيرهم. وسمع بعضه عليه جماعة كثيرون.

ولم يظهر سماعه بالمجلد الثاني من مسند أبي هريرة، ولا بمسند عبد الله ابن عمرو بن العاص، وفي آخره مسند أبي رمثة نحو ثلاثة أوراق. ولا بمسند الكوفيين، ومسند ابن مسعود، ومسند ابن عمر، ومسند الشاميين، ومسند المكيين، والمدنيين، لعدم وقوفنا على ذلك من نسخة الحافظ الضياء، فكنا نقرأ عليه ذلك إجازة، إن لم يكن سماعاً. فظهر قبل موته مجلدان من ذلك بخط الحافظ الضياء، وفيهما أصل سماعه فقال لنا الحافظ ابنُ المحبّ: ألم أقل لكم إنه سمع جميعَ المسند؟!. ثم بعد وفاة الشيخ صلاح الدين ظهر تتمة المسند بخط الحافظ الضياء، وظهر سماعه، فسرّ طلبة الحديث بذلك، فقلنا لشيخنا الحافظ أبي بكر بن المحب: هل في الإخبار نقول "إجازةً إن لم يكن سماعا ثم ظهر سماعه"؟ فقال: لا يحتاج، هكذا وقع في سنن ابن ماجة لأبي زرعة طاهر بن الحافظ أبي طاهر محمد المقدسي، فأفتى المعتبرون من الحافظ أنه لا يحتاج. ومن العجب أن مثل هذا الشيخ يروي مثل المسند الجليل، الذي لم يكن على وجه الأرض حديث أعلى منه، ولم يكن في همة حكام الزمان ولا رؤسائهم أن يجمعوا على إسماعه جماعةً من الشباب والصبيان والصغار، لينتفع الناس به كما انتفع من قبلهم بمن مضى، حتى وصل إلينا بهذا العلو، ولكن قصرتِ الهمم، وتغيرت الأحوال، وقرب الزمان، فلذلك لا أعلم بوجه الأرض من يروي هذا المسندَ العظيم، عن هذا الشيخ الجليل غيري، فلا حول ولا قوة إلا بالله. وإني إن سموت ببعض علم ... وإن قالوا: فلان حاز فضلاَ وإن علَّيتُ إسناداً فقولوا: ... لعمر أبيك ما نسب المعلَّى

توفي شيخنا صلاح الدين الإمام المذكور يوم السبت رابع عشر شوال سنة ثمانين وسبعمائة بمنزله، بدير الحنابلة بالسفح، ودفن يوم الأحد بروضة جده الشيخ أبى عمر من سفح قاسيون، ونزل الحديث بموته درجة. ... ومن طرف الحديث، وظرف أهل التحديث، ما ذَكرته في كتابي (البداية في علوم الرواية) في نوع السابق واللاحق، أن الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري روى عن ابن البخاري، وذكره في معجم شيوخه، وتوفي سنة ست وخمسين وستمائة، وروى عن ابن البخاري شيخنا صلاحُ الدين المذكور، وتوفي سنة ثمانين وسبعمائة، وبين وفاتيهما مائة وأربع وعشرون سنة.

وأنشد المصنف رحمه الله تعالى لنفسه في التاريخ المذكور: حديثُ النبيِّ المصطفى خير مسند ... وسنتهُ الغراء أرفعُ مسندِ فطوبى لمن أضحى الحديث شعارَه ... وبُشرى لمن أمسى بالأخيار يقتدي ويا فَوزَ من بات النبيُّ سميره ... ومن نوره في ظلمة الجهل يهتدي وإن كتابَ المسند البحر للرضىَ ... فتى حنبل للدين آيةُ مُسنِدِ حَوى من حديث المصطفى كل جوهر ... وجمَّع فيه كلّ درٍّ منضَّدِ فما من صحيح كالبخاريّ جامعاً ... ولا مسندٍ يُلفي كمسند أحمد إمامُ هدى للناس أفضل مُقتدى ... شديدٍ كبيرٍ للخلائق مُرشد هو الصابر الأوّاه في مِحَنٍ دَهَتْ ... له الِمنة العظمى على كل مهتدي ويكفيه مدحُ الشافعي وثناؤُه ... فسبحانَ من قد خصه بالتفرّدِ لقد طاف في الأقطار شرقاً ومغرباً ... وجابَ الفيافي فَدْفداً بعد فدفد فأشياخُه فيه زُهاء ثلاثةٍ ... مئينَ، سوى ما لابنه فيه مسندِ ونحو ثمان من مئينَ صحابةٍ ... حواه كما حققتُ هذا بمسند فأبرز هذا البحر من سَبع مايةٍ ... ألوفاً أحاديثاً بغير تأوُّد فجاء إماماً حجةً يُقتدى به ... إذا اختلفوا في سنة فبه اقْتد وأعلى حديثٍ في الزمان مصحَّح ... بعدل رضًى عن مسند بعد مسند وإني بحول الله أرويه عالياً ... تماماً، وفي الدنيا بذاك تَفَرُّدي سماعاً لبعض ثم بعض قراءةً ... على شيخي الخير الصلاح محمد عن ابن البخاري عن رواية حنبل ... فعن هبة الله الرئيس المسوَّد عن الحسن بن المذهِب انقل عن أحمد بـ ... نِ حمدان عن حبر إمام مسدَّد

وذلك عبد الله نجلُ ابن حنبل ... وذا عن أبيه شيخ الاسلام أحمد فبيني وبين الشيخ سبعة أنفسٍ ... عدول إذا ما رمْتهم بتعدد أجزت لكل العسامعين وقارئٍ ... رواية ما أروي بغير تردد ومالي من نظم ونثر وكل ما ... جمعتُ وما صنفتُ في كل مقصد فيا قارئًا هذا الكتاب وسامعًا ... ألا فاشكر الرحمنَ ربك واحمد لتوفيقه أن كان في يوم ختمه ... بذا الحرم الزاكي الشريف الممجد وحاديَ عشر الشهر ليلةَ مولد الب ... بي فأسعِدْ يومَ عيد ومولد عليه صلاة الله ثم سلامه ... وآلٍ له والصحب أفضلِ من هُدي إلهىَ يا ألله يا خيرَ راحم ... وأعظمَ مأمولَ وأكرمَ مسعِد أنلنا من الغفران والعفو سؤلنا ... وبالخير فاختم يا إلهي وسيدي وأبق لنا السلطانَ الاشرف واحْفظن ... وسخَر له مُلْكَ البلاد وخلد ووفقه للخيرات وانصر جيوشَه ... وهنئه بالملك الشريف وأِيدّ وأصلح ولاةَ السلمين جميعَهم ... ووفقهم سُبْلَ الرشاد وسدد إلهي وارحم كل من هو حاضر ... ومن غاب أيضًا فاعف [عنه] وأسعد وما كان من حاجاتنا فاقضه لنا ... وخطناَ: وجُدْ وانصر وسلمْ وأيد وقد قاله العبدُ الفقير محمدٌ ... فَتى الجَزري السائل العفوَ في غد

تم المصعد الأحمد بحمد الله وعونه وتوفيقه، على يد معلقه لنفسه الفقير إلى الله تعالى العلي، عبد المنعم بن على بن مفلح الحنبلي، عفا الله عنهم بمنه وكرمه، في الرابع والعشرين من ذى القعدة الحرام، من شهور سنة خمس وتسعين وثمان مائة، أحسن الله تقضيها في خير وعافية، بمحمد وآله، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا دائمًا. ... ثم في آخره مانصه: عن خط المصنف ما صورته: الحمد لله وسلامه على عباده الذين اصطفى. وبعد: فقد قرأ علي الشيخ الإمام العالم المحدّث، المخرج المفيد، تقي الدين، شرف المحدثين، أوحد الناقلين، أبوِ الفضل محمد بن محمد بن فهر الهاشمي المكي، نفع الله بفوائده، جميع مسند الإمام المعظم المبجل، أزهد الأئمة، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، رحمه الله تعالى ورضي عنه، وسمعه بقراءته جم غفير، وخلق كثير منهم أولاده أبو بكر وعمر وأم هانئ وأم البنين، وحضر ابنهُ عثمان من أول حديث حذيفة بن اليمَاني إلى آخر مسند الأنصار، وجميعَ مسند أنس بن مالك الأنصاري، وجميع مسند أبي هريرة، ومسند عبد الله بن مسعود، ومسند عبد الله بن عمر، ومسند بني هاشم، ومسند ابن عباس، ومسند البصريين، في آخر الثانية، حسبما ضبطه أبوه له، وأخبرني به، صحّ في مجالس، آخرها يوم الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمان وِعشرين وثماني مئة بالمسجد الحرام، وقد أجزت لهم رواية ذلك عني وجميع ما يجوز لي روايته بشرطه، وكذلك لمن سمعه

معهم، أو بعضه، أوحضره أو بعضَه، ويَتَلفظ بذلك، إجازة معينٍ لمعينٍ. قاله وكتبه محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، عفا الله عنهم، حامدًا ومصليًا، في التاريخ المذكور، بالمسجد الحرام، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وسمع أيضاً هو وأولاده المذكورون جميع هذا الجزء المسمى: (المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد) بقراءته، وجميعَ القصيدة الدالية التى هي من نظمي، بقراءة شهاب الدين يوسف بن الحسين الحَصْكفي، المقرئ بالحرم الشريف، وصح ذلك في التاريخ المذكور بالحرم الشريف، وأجزتهم أجمعين، كتبه محمد الجزري لطف الله به. انهى صورة خط الحافظ العلامة ابن الجزري.

كلمة ابن الجوزي

كلمة ابن الجوزي بشأن المسند في صيد الخاطر 245 - 246 فصل: كان قد سألني بعض أصحاب الحديث: هل في مسند أحمد ما ليس بصحيح؟ فقلت: نعم. فعظم ذلك جماعة ينسبون إلى المذهب، فحملتُ أمرهم على أنهم عوام، وأهملتُ فكر ذلك. وإذا بهم قد كتبوا فتاوي، فكتب فيها جماعة من أهل خراسان، منهم أبو العلاء الهمداني، يعظمون هذا القول، ويردونه، ويقبحون قول من قاله! فبقيت دهشًا متعجبًا. وقلت في نفسي: واعجبا! صار المنتسبون إلى العلم عامة أيضًا، وما ذاك إلا أنهم سمعوا الحديث ولم يبحثوا عن صحيحه وسقيمه، وظنوا أن من قال ماقلته قد تعرض للطعن فيما أخرجه أحمد. وليس كذلك، فإن الإمام أحمد روى المشهور والجيد والرديء، ثم هو قد رد كثيراً مما روَى ولم يقل به، ولم يجعله مذهبًا له. أليس هو القائل في حديث الوضوء بالنبيذ: مجهول؟ ومن نظر في كتاب العلل الذي صنفه أبو بكر الخلال رأى أحاديث كثيرة كلها في المسند، وقد طعن فيها أحمد. ونقلت من خط القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفرّاء في مسألة النبيذ، قال: إنما روى أحمد في مسنده ما اشتهر ولم يقصد الصحيح ولا السقيم، ويدل على ذلك أن عبد الله قال: قلت لأبي: ما تقول في حديث رِبْعيّ بن خراش عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي روّاد؟ قلت: نعم، قال: الأحاديث بخلافه، قلت: فقد ذكرته في المسند؟ قال: قصدتُ في المسند المشهور، فلو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشئ بعد الشئ اليسير، ولكنكَ يا بنيَّ تعرف طريقتي في الحديث: لستُ أُخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه. قال القاضى: وقد أخبر عن نفسه كيف طريقه في المسند. فمن جعله

أصلاً للصحة فقد خالفه وترك مقصده. قلت: قد غمني في هذا الزمان (¬1) أن العلماء لتقصيرهم في العلم صاروا كالعامة، وإذا مرّ بهم حديث موضوع قالوا: قد رُوي! والبكاء ينبغى أن يكون على خساسة الهمم!!. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ¬

_ (¬1) ابن الجوزي ولد سنة 510، ومات سنة 597.

ترجمة الإمام أحمد

ترجمة الإمام أحمد بن حنبل من كتاب (تاريخ الإسلام) للحافظ الذهبي 673 - 748 بسم الله الرحمن الرحيم الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بِن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان ابن ذُهل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل. الإمام أبو عبد الله الشيباني هكذا نَسَبه ولدُه عبدُ الله، واعتمده أبو بكر الخطيب وغيره. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح بن أحمد قال: وجدتُ في كتاب أبي نسبه، فساقه إلى مازن، ثم قال: ابن هذيل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة. قلت: قال فيه "هذيل بن شيبان" كما ترى، وهو غلط. وقال البَغَويّ: حدثنا صالح بن أحمد، فقال فيه "ذهل" بدل "هذيل". وكذا نقل إبراهيم بن إسحق الغسيل عن صالح. فدلّ على أن الوهم من ابن أبي حاتم. وأما قول عباس الدوري وأبي بكر بن أبي داود أن الإمام أحمد كان من بني ذهْل بن شيبان، فغلطهما الخطيب، وقال: إنما كان من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة، قال: وذهل بن ثعلبة هو عمُّ ذهل بن شيبان بن ثعلبة، فينبغي أن يقال فيه "أحمد بن حنبل الذهلي" على الإطلاق، وقد نسبه البخاري إليهما معًا، فقال: الشيباني الذهلي. وأما ابن ماكولا، مع بصره بالأنساب، فوهِمَ وقال في سياق نسبه، مازن ابن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. ولم يتابع عليه.

وقال صالح بن أحمد: قال لي أبي: وُلدت في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة. قال صالح: وجيء بأبي حمل من مرو، فتوفي أبوه محمد شاباً ابن ثلاثين سنة، فوليت أبي أمُّه، وقال أبي: وكانت قد ثقبت أذني، فكانت أمي تصير فيهما لؤلؤتين، فلما ترعرعت نزعتهما، فكانتا عندها، فدفعتهما إلي فبعتهما بنحوٍ من ثلاثين درهمًا. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن أبي خيثمة: إنه وُلدَ في ربيع الآخر. وقال حنبل: سمعتُ أبا عبد الله يقول: طلبت الحديث سنة تسع وسبعين، وجاءنا رجل وأنا في مجلس هشيم: فقال: مات حماد بن زيد. فمن شيوخه: هشيم، وسفيان بن عيينة، وابراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية، وعلي ابن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمار بن محمد بن أخت الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وغندر، وبشر بن الفضل، وزياد البكائي، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، وعباد بن عباد المهلبي، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمّي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، والمطلب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وابن نمير، وعبد الرحمن بن مهديّ، ويزيد بن هرون، وعبد الرزاق، والشافعي وخلق كثير. وممن روى عنه: خ م د، ومن بقى بواسطة، وفي خ د أيضًا بواسطة (¬1)، وابناه: صالح، وعبد الله، وشيوخه: عبد الرزاق، والحسن بن موسى الأشيب، ¬

_ (¬1) رمز المؤلف لأصحاب الكتب الستة برموز المحدثين المعروفة. فهو يريد أن البخاري ومسلما وأبا داود رووا عن أحمد مباشرة، وأن الباقين، وهم الترمذي والنسائي وابن ماجة، رووا عنه بواسطة، وأن البخاري وأبا داود رويا بواسطة أيضَا.

والشافعي، لكنه قال "الثقة" ولم يسمّه، وأقرانُه: عليّ بن المديني، ويحيى بن معين، ودحيم الشامي، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن صالح المصري. ومن القدماء: محمد بن يحيى الذُّهَلي، وأبَوا زرعة (¬1)، وعباس الدوري، وأبو حاتم، بقي بن مخلد، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المروزي، وحرب الكِرماني، وموسى بن هرون، ومطين، وخلق، آخرهم أبو القاسم البغوي. وقال أبو جعفر بن ذَريح العكبري: طلبتُ أحمد بن حنبل لأسأله عن مسئلة، فسلمت عليه، وكان شيخًا مخضوبًا طُوالاً أسمر شديد السمرة. وقال الخطيب: ولد أبو عبد الله ببغداد، ونشأ بها، وطلب العلم بها، ثم رحل إلى الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة. وقال أحمد: مات هشيم سنة ثلاث وثمانين، وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيام، ودخلتُ البصرة سنة ست وثمانين، ثم دخلتها سنة تسعين، وسمعت من علي بن هاشم سنة تسع وسبعين (¬2)، ثم عدتُ إليه المجلس الآخر وقد مات، وهي السنة التي مات فيها مالك. وقال: قدمنا مكة سنة سبع وثمانين وقد مات الفضيل، وفي سنة إحدى وتسعين، وفي سنة ستٍ، وأقمت بمكة سنة سبع، وخرجنا سنة ثمانٍ، وأقمت سنة تسع وتسعين عند عبد الرزاق، وحججتُ خمس حجج، منها ثلاث راجلاً، وأنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهمًا، ولو كان عندي خمسون درهمًا لخرجت إلى جرير بن عبد الحميد. ¬

_ (¬1) هما: أبو زرعة الرازي الحافظ، واسمه عبيد الله بن عبد الكريم، وأبو زرعة الدمشقى، واسمه عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري. (¬2) في تاريخ بغداد: 4: 416 زيادة: "في أول سنة طلبت الحديث"، يعنى أن أول طلبه الحديث كان سنة 179 سمع من على بن هاشم.

وقال: رأيت ابن وهب بمكة، ولم أكتب عنه. وقال محمد بن حاتم: ولي جدٌ لإمام أحمد بن حنبل سرَخْسَ، وكان من أبناء الدعوة. فحدثت أنه ضربه المسيب بن زهير الضبي ببخارى (¬1)، لكونه شغب الجند. وعن عباس النحوي قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه رَبعة يخضب بالحناء خضابًا ليس بالقاني، وفى لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظًا إلا أنها بيض، ورأيته معتمًا وعليه إزار. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه، وكان قد قدم فخرج إلى الثغر، فلم أسمع منه ولا رأيته. وقال عارم أبو النعمان: وضع أحمد عندي نفقته، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يوماً: يا أبا عبد الله، بلغني أنك من العرب؟ فقال يا أبا النعمان، نحن قوم مساكين، فلم يزل يدافعني حتى خرج، ولم يقل لي شيئًا. وقال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكة، ورافق يحيى بن معين، فقال أبي: نحجّ ونمضي إلى صنعاء، إلى عبد الرزاق قال فمضينا حتى دخلنا مكة. فإذا عبد الرزاق في الطواف، وكان يحيى يعرفه، فطفنا ثم جئنا إلى عبد الرزاق، فسلم عليه يحيى، وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل، فقال: حياه الله، إنه ليبلغنى عنه كلّ ما (¬2) ُأشرّ به، ثبتَه الله على ذلك، ثم قام لينصرف، فقال يحيى: ألا يأخذ عليه الموعد؟ فأبى أحمد، وقال لمَ أغيّر النيَّةَ في رحلتي إليه؟ أو كما قال، ثم سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكتب وأكثرَ عنه. ¬

_ (¬1) رسمت في الأصل "ببخارا". (¬2) رسمت في الأصل "كلما".

فصل في إقباله على العلم واشتغاله وحفظه

فصل في إقباله على العلم واشتغاله وحفظه قال الخلال: أخبرنا المرُّوذي أن أبا عبد الله قال له: ما تزوجتُ إلا بعد الأربعين. وعن أحمد الدورقيّ عن أبي عبد الله قال: نحن كتبنا الحديث من ستة وجوه وسبعة وجوه، لم نضبطه، كيف يضبطه من كتبه من وجه واحد!. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زُرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: حفظت كل شىء سمعته من هشيم وهشيم حيَّ. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سعيد بن عمرو البرذعي: يا أبا زرعة، أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل؟ قال: بل أحمد، قلت: وكيف علمت؟ قال: وجدت كتبه ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سمع منهم، فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا. وعن أبي زرعة قال: حُزِرَتْ (¬1) كتب أحمد يوم مات فبلغت اثني عشر حملاً وعدلاً، ما كان على ظهركتاب منها "حديث فلان" ولا في بطنه "حدثنا فلان" وكل ذلك كان يحفظ على ظهر قلبه. ¬

_ (¬1) في الأصل "حزر".

وقال الحسن بن منبه: سمعت أبا زرعة قال: أخرج إلي أبو عبد الله أجزاء كلها "سفيان" "سفيان"، ليس على حديث منها حدثنا فلان، فظننتها عن رجل واحد، فانتخبت منها، فلما قرأ علي جعل يقول: حدثنا وكيع ويحيى حدثنا فلان، فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيء من هذا، فلم أقدر. وقال المرُّوذي: سمعت أبا عبد الله يقول. كنت أذاكر وكيعًا بحديث الثوري، وكان إذا صلى العشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله، فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة، عشرة، أحاديث (¬1) فأحفظها، فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أمل علينا، فأملها عليهم (¬2). وقال الخلال: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، سمعت قتيبة بن سعيد يقول: كان وكيع إذا كانت العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيذاكره، فأخذ وكيع ليلة بعضادتي الباب، ثم قال: يا أبا عبد الله: أريد أن أُلقي عليك حديث سفيان، قال: هات، قال: تحفظ عن سفيان عن سلمة بن كهيل كذا؟ قال: نعم حدثنا يحيى، فيقول: سلمة كذا وكذا؟ فيقول: حدثنا عبد الرحمن، فيقول، وعن سلمة كذا وكذا؟ فيقول: أنت حدثتنا، حتى يفرغ من سلمة، ثم يقول أحمد: فتحفظ عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا، ثم يأخذ في حديث شيخ شيخ، قال: فلم يزل قائمًا حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب، أو قالت: الزهرة. وقال عبد الله: قال لي أبي: خذ أيَّ كتاب شئت من كتب وكيع، فإن ¬

_ (¬1) يريد "تسعة أحاديث"، عشرة. "أحاديث" فساق العددين مساق العد، فاختصر. (¬2) أملها عليهم: أملاها. يقال "أمله" و"أملاه" علي تحويل الضعيف. وفي التنزيل: (فليملل وليه بالعدل).

شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك الإسناد، وان شئت بالإسناد حتى أخبرك عن الكلام. وقال الخلال: سمعت أبا القاسم بن الجبُّلي (¬1) وكفاك به، يقول: أكثر الناس يظنون أن أحمد إذا سئل كأنّ علم الدنيا بين عينيه. وقال إبراهيم الحربي: رأيت أحمد كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين. وعن أحمد بن سعيد الرازي قال: ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أحمد حنبل. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سلمة سمعت إسحق بن راهويه يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأصحابنا، وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة، فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا، فأقول: أليس قد صح هذا بإجماع منا؟ فيقول: نعم. فأقول: ما تفسيره؟ ما فقهه؟ فيقفون كلهم إلا أحمد بن حنبل. وقال الخلال: كان أحمد قد كتب كتب الرأي وحفظها، ثم لم يلتفت إليها. وقال أحمد بن سنان: ما رأيت يزيد بن هرون لأحد أشدّ تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل ولا رأيته أكرم أحداً مثله، وكان يقعده إلى جنبه ويوقره ولا يمازحه. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أورع. وقال إبراهيم بن شماس: سمعت وكيعا يقول: ماقدم الكوفة مثل ذاك الفتى، يعني أحمد، وسمعت حفص بن غِياث يقول ذلك. ¬

_ (¬1) بفتح الجيم وضم الباء الموحدة المشددة. واسمه "إسحق بن إبراهيم" انظر المشتبه 89 وتاريخ بغداد 2786ولسان الميزان 348.

وعن عبد الرحمن بن مهدي، قال مانظرت إلى أحمد بن حنبل إلا تذكرت به سفيان الثوري. وقال القواريري: قال لي يحيى القطان: ما قدم عليّ مثلُ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وقال أبو اليمان: كنت أشبه أحمد بن حنبل بأرطاة بن المنذر (¬1). وقال الهيثم بن جميل: إن عاش هذا الفتى سيكون حجة على أهل زمانه، يعني أحمد. وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني أحمد بن حنبل. وقال أبو داود: سمعتَ قتيبة يقول: إذا رأيتَ الرجل يحبُّ أحمد فاعلم أنه صاحب سنة. وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه عن قتيبة: لو أدرك أحمد عصر الثوريّ والأوزاعي ومالك والليث لكان هو المقدم، فقلت لقتيبة: تضم أحمد إلى التابعين؟ فقال: إلى كبار التابعين. وسمعت قتيبة يقول: لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين. وقال أحمد بن سلمة: سمعت قتيبة يقول: أحمد بن حنبل إمام الدنيا. وقال العباس بن الوليد البيروتي: حدثنا الحرث بن عباس قال: قلت لأبي مسْهِر: هل تعرف أحدًا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إلا شاب في ناحية المشرق، يعني أحمد بن حنبل. قال المزني: قال لي الشافعى: رأيت ببغداد شابًا إذا قال "حدثنا" قال الناس ¬

_ (¬1) أرطاة بن المنذر بن الأسود الألهاني الحمصي: تابعي ثقة حافظ فقيه، قال محمد بن كثير. "ما رأيت أحداً أعبد ولا أزهد ولا الخوف عليه أبين منه" مات سنة 163.

كلهم: صدق. قلت: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد فما خلفتُ بها رجلاً أفضلَ ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل. وقال الزعفراني: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي. وقال محمد بن إسحق بن راهَويه. سمعت أبي يقول: قال لي أحمد ابن حنبل: تعالَ حتى أريَكَ رجلاً لم تَر مثلَه، فذهب بي إلى الشافعي، قال أبي: وما رأى الشافعي مثلَ أحمد بن حنبل، وْلولا أحمد وبَذل نفسه لما بذلها له لذَهَب الإسلام. وعن إسحق قال: أحمد حجةٌ بين الله وبين خلقه. وقال محمد بن عبدويه: سمعت علي بن المديني، وذكرَ أحمد بن حنبل، فقال: هو أفضل عندي من سعيد بن جبيرٍ في زمانه، لأن سعيدًا كان له نظراء، وإن هذا ليس له نظير، أوكما قال. وقال علي بن المديني: إن الله أعز هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الرِدة، وبأحمد بن حنبل يوم المِحْنَة. وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم. وذكر الحكاية. وقال محمد بن نصر الفراء: سمعت أبا عبيد يقول: أحمد بن حنبل إمامُنا، إني لأتَزين بذكره. وقال أبو بكر الأثرم عن أبى عبيد، مارأيت رجلاً أعلم بالسنة من

أحمد. وقال أحمد بن حسن الترمذي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: ماشبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك في سمته وهيئته. وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحسين الأنماطي قال: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة وجِماعة، فجعلوا يثنون علىِ أحمد بن حنبل، فقال رجل: لا تكثروا، بعض هذا! فقال يحيى بن معين: وكثرة الثناء على أحمد تستكثر! لو جلسنا مجالسنا بالثناء عليه ماذكرنا فضائله بكمالها. وقال عباس عن ابن معين- ما رأيت مثل أحمد وقال أبو جعفر النُّفيلى: كان أحمد من أعلام الدين. وقال المرُّوذي: حضرت أبا ثور سئل عن مسئلة، فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا كذا وكذا. وقال إبراهيم الحربي: قال ابن معين: ما رأيت أحداً يحدّث لله إلا ثلاثة: يعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل. وقال عباس الدُّوري: سمعت ابنَ معين يقول: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبداً. وقال أبو خيثمة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ولا أشدَّ قلباً منه. وقال على بن خشرم: سمعت بشر بن الحرث وسئل عن أحمد بن حنبل، فقال: أنا أُسأل عن أحمد؟! إن أحمد أُدخِلَ الِكيرَ فخرج ذهباً أحمر. رواها جماعة عن ابن خشرم.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أصحاب بشر بن الحرث حين ضُرب أحمد في المحنة: يا أبا نصر، لو أنك خرجت فقلت إني على قول أحمد بن حنبل! فقال بشر: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء! رويت من وجهين عن بشر، وزاد أحدهما: قال بشر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه. وقال القاسم بن محمد الصائغ سمعت المرُّوذِيَّ يقول، دخلت على ذي النون السجن ونحن بالعسكر، فقال: أي شيء حال سيدنا؟ يعني أحمد ابن حنبل. وقال إسحق بن أحمد سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم، وما قام أحد مثل ما قام أحمد به. وقال ابن أبى حاتم: قالوا لأبي زرعة: فإسحق بن راهويه؟ قال أحمد ابن حنبل أكبر من إسحق وأفقه، قد رأيت الشيوخ، فما رأيت أحدًا أكمل منه، اجتمع فيه زهد وفضل وفقه وأشياءكثيرة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي بن المدينى، وأحمد بن حنبل، أيهما أحفظ. فقال: كانا في الحفظ متقاربين، وكان أحمد أفقه. وقال أبي: إذا رأيت الرجل يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة. وسمعت أبي يقول: رأيت قتيبة بمكة، فقلت لأصحاب الحديث: كيف تَغْفلون عنه وقد رأيتُ أحمد بن حنبل في مجلسه؟! فلما سمعوا هذا أخذوا نحوه وكتبوا عنه. وقال محمد بن حماد الطهراني: سمعت أبا ثور يقول: أحمد بن حنبل أعلم أو أفقه من الثوري.

وقال محمد بن يحيى الذهلي: جعلت أحمد بن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله. وقال نصر بن علي الجَهْضَمي: كان أحمد أفضل أهل زمانه. وقال عمرو الناقد: إذا وافقنى أحمد على الحديث لا أُبالي من خالفني. وقال محمد بن مهران الجمال وذكر له أحمد بن حنبل، فقال: ما بقي غيره. وقال الخلال: حدثنا صاح بن علي الحلبي سمعت أبا همَّام السَّكُوني يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ولارأى أحدٌ مثله. وقال محمد بن إسحق بن خزيمة: سمعت محمد بن سختويه البرذَعي يقول: سمعت أبا عمير عيسى بن محمد الرملي، وذكر أحمد بن حنبل، فقال: رحمه الله، عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه، عرَضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها. وقال أبو حاتم الرازي: كان أبو عمير بن النحاس الرملي من عباد المسلمين، فقال لي: كتبت عن أحمد بن حنبل شيئا؟ قلت: نعم، قال: فأمْل علي، فأمليت عليه شيئًا. وعن حجاج بن الشاعر قال: ما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أُصَلِّ على أحمد بن حنبل. وعنه قال: قبّلت يومًا ما بين عين أحمد بن حنبل، وقلت: يا أبا عبد الله، بلغتَ مبلغ سفيان ومالك، ولم أظنَّ في نفسي أني بقيت غايةً، فبلغ والله في الإمامة أكثر من مبلغهمَا.

وعن حجاج بن شاعر قال: ما رأيت عيناي روحًا في جسدٍ أفضل من أحمد بن حنبل. وعن محمد بن نصر المَرْوَزي قال: اجتمعت بأحمد بن حنبل وسألته عن مسائل، وكان أكثر حديثًا من إسحق بن راهويه وأفقه منه. وعن محمد بن إبراهيم البوشنجِي قال: ما رأيت أجمع في كل شىء من أحمد بن حنبل ولا أعقل. وقال محمدِ بن مسلم بن وَارَة: كان أحمد صاحبَ فقه، وصاحبَ حفظ، وصاحب معرفة. وقال أبو عبد الرحمن النسَائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث والفقه، والورعَ والزهد والصبر. وقإل خطاب بن بشر عن عبد الوهاب بن الحكم الورّاق: لما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فَردوه إلى عالمِه" رددناه إلى أحمد بن حنبل، وكان أعلم أهل زمانه. وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيته ذَكر الدنيا قطّ. وقال صالح جزَرَةَ: أفقه من أدركتُ في الحديث أحمد بن حنبل. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه، وذُكر الشافعي عنده، فقال: ما استفاد منا أكثر مما استفدنا منه. قال عبد الله: كل شىء في كتاب الشافعي "أخبرنا الثقة". فهو عن أبي. وقال الخلاّل: حدثنا أبوبكر المروذي قال: قدم رجل من الزهاد، فأدخلته على أبي عبد الله وعليه فرو خَلَقٌ وحزيقةٌ على رأسه وهو حافٍ في برد

شديد، فسلم وقال: يا أبا عبد الله، قد جئت من موضع بعيد، وما أردتُ إلا السلًام عليك، وأريدُ عبّادَانَ، وأريد إن أنا رجعت أن أمر بك وأسلمَ عليك، فقال: إن قدّر، فقام الرجل وأبو عبد الله قاعد، قال المروذي: ما رأيمت أحدًا قط قام من عَند أبي عبد الله حتى يقوم أبو عبد الله إلا هذا الرجل، فقال لي أبو عبد الله: ما ترى، ما أشْبَهه بالأبدال؟! أو قال: إني لأذكر به الأبدال! فأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أرغفة مشطورة بكامخ، وقال: لو كان عندنا شىء لواسيناك. قال الخلال: وأخبرنا المروذي: قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الداعي لك! قال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا، بأي شىء هذا! وقلت لأبي عبد الله: إن رجلاً قدم من طرسوس فقال لي: إنَّا كنا في بلاد الروم في الغزو إذا هدأ الليلُ رفعوا أصواتهم بالدعاء: ادعوا لأبي عبد الله، وكنا نمد المنجنيق ونرمي عنه، ولقد رمي عنه بحجر والعلْج على الحصن متقوس بدرقة، فذهب برأسه وبالدرَقة، فتغير وجهه، وقال: لَيته لا يكون استدراجًا، فقلت: كلاً. قال الخلال: وأخبرني أحمد بن حسين قال: سمعت رجلاً من خراسان يقول: عندنا أحمد بن حنبل يروْن أنه لا يُشبه البشَر، يظنون أنه من الملائكة. وقال لي رجل: نظرة عندنا من أحمد تعدل عبادة سنة. قال الخلال: وقال المروذي: رأيت بعض النصارى الأطباء قد خرج من عند أبي عبد الله ومعه راهب، فسمعت الطبيب يقول: إنه سألني أن يجيء معي حتى ينظر إلى أبي عبد الله. وقال المروذي: وأدخلتُ نصرانيًا على أبي عبد الله يعالجه، فقال. يا أبا عبد الله، إني لأشتهي أن أراك منذ سنين، ما بقاؤك صلاح الإسلام وحدهم، بل للخلق جميعًا، وليس من أصحابنا أحد إلا رضي بك: قال

المرّوذي: فقلت لأبي عبد الله: إني لأرجو أن يكون يدعَى لك في جميع الأمصار، فقال: يا أبا بكر، إذا عَرَف الرجل نفسَه في ينفعه كلام الناس. وقال عبد الله بن أحمد: خرج أبي إلى طرسوس ماشيًا، وحج حجتين أو ثلاثًا ماشيًا، وكان أصبر الناس على الوحدة، وبشرٌ فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذا. وقال عباس الدوري: حدثني علي بن أبي فزارة جارُنا، قال: كانت أمي مقعدةً من نحو عشرين سنة، قالت لي يوماً: اذهبْ إلى أحمد حنبل فسلْه أن يدعو لي، فأتيت فدققت عليه وهو في دهليز، فلم يَفْتَح لي، وقال: من هذا؟ قال: أنا رِجل سألتني أمي وهِي مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلامَ رجل مغْضب، فقال: نحن أحوج إلى أن تدعو الله لنا، فوليْتُ منصرفًا، فخرجت عجوزٌ فقالت: إني قد تركتُه يدعو لها، فجئت إلى بيتنا دققت الباب، فخرجت أمي على رجليها تمشي، وقالت: قد وهب الله لي العافية. رواها ثقتان عن عباس. وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي كل يوم وليلة مائةَّ وَخمسين ركعة. وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا علي بن الجَهْمِ قال: كان لنا جار فأخرج إلينا كتابًا، فقال: أتعرفون هذا الخط؟ قلنا: هذا خط أحمد بن حنبل، فكيف كَتب لك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة، ففقدنا أحمد أيامًا، ثم جئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردود عليه وعليه خلِقان، فقلتُ: ما خَبرُك؟ قال: سُرقت ثيابي، فقلت له معي دنانير، فإن شئت صلةً وإن شئت قرضًا، فأبى، فقلت: تكتُب لي بأجرةٍ؟ قال: نعم، فأخرجت

دينارًا، فقال: اشتر لي ثوبًا واقطعْه نصفين، يعني إزارًا ورداءً، وجئنى ببقية الدنانير، ففعلتُ وجئت بورَق، فكتب لي هذا. وقال عبد الرزْاق: عرضت على أحمد بن حنبل دنانير فلم يأخذها. وقال إسحق بن راهويه: كنت أنا وأحمد باليمن عند عبد الرزّاق، وكنت أنا فوق الغرفة وهو أسفل، وكنت إذا جئتُ إلى موضع اشتريت جارية، قال: فاطلعت على أن نفقته فنيتْ، فعرضتُ عليه فامتنع، فقلت: إن شئت قرضًا، وإن شئت صلة، فأَبَى، فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيع وينفق. رواها أبو إسماعيل الترمذي عنه. وعن أبي إسماعيل قال: أتى رجل بعشرة آلاف درهم من ربح تجارته إلى أحمد، فأبَى أن يقبلها. وقال عبد الله عن أبيه قال: عرض عليّ يزيد بن هرون نحو خمسمائة درهم فلم أقبلها. فقيل إن صيرفيًا وصل أحمد بخمسمائة دينار فردها. وقال صالح: دخلت على أبي أيام الواثق، والله يعلم كيف حالنا، فإذا تحت لبده ورقة فيها: يا أبا عبد الله، بلغني ما أنت فيه من الضيق، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم. فلما ردَّ أبي من صلاته قلت: ما هذا؟ فاحمر وجهه، فقال: رفعتها منك، ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: وصل كتابك ونحن في عافية، فأما الديْنُ فلرجل لا يُرهقنا، وأما العيال فهم في نعمة الله، فذهبت بالكتاب، فلما كان بعد حين ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فامتنع، فلما مضى نحو سنة ذكرناها، فقال: لو انا قبلنا كانت قد ذهبت. وقال جماعةٌ: حدثنا سَلَمة بن شبيب قال: كنا في أيام المعتصم عند

فصل في آدابه

أحمد بن حنبل، فدخل رجل فقال: من منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتنا، فقال أحمد: هأنذا، قال: جئت من أربعمائة فرسخ براً وبحراً، كنتُ ليلةَ جمعة نائمًا فأتاني آت فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل؟ قلت: لا، قال: فأت بغداد وسل عنه، فإذا رأيته فقل: إن الخضر يقرئك السلام ويقول: إن ساكنِ السماء الذي على عرشه راض عنك، والملائكة راضون عنك بما صَفَوْت نفسك لله (¬1). فصل في آدابه قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرةً من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيضعها على فمه يقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي - صلى الله عليه وسلم - فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها، ورأيته يشرب ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه. وقال أحمد بن سعيد الدارمي: كتب إلى أحمد بن حنبل: لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد بن حنبل. وعن سعيد بن يعقوب قال: كتب أحمد: من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب، أما بعد، فإن الدنيا داء، والسلطان داء، والعالم طبيب، فإذا رأيتَ الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاحذره، والسلام عليك. وقال عبد الله بن عبد الرحمن الذهبي: حدثني أبي قال: مضى عمي أبو إبراهيم أحمد بن سعد إلى أحمد بن حنبل فسلم عليه، فما رآه وثب قائمًا وأكرمه. قال: المروذي: قال لي أحمد: ما كتبت حديثاً إلا وقد عملتُ به، حتى ¬

_ (¬1) أي أخذت صفوتها. يقال: "صفوت القدر" إذا أخذت صفوتها.

مرَّ بي أن النبى - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى أبا طيبَةَ دينارًا، فأعطيت الحجّام دينارًا حين احتجمت. وقال ابن أبي حاتم: ذكر عبد الله بن أبي عمر البكري قال: سمعت عبد الملك الميموني يقول: ما أعلم أني رأيت أحدًا أنظفَ ثوبَا ولا أشدَّ تعاهدًا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبًا وشدةَ بيِاض من أحمد بن حنبل. وقال الخلال: أخبرني محمد بن الجنيد أن المرُّوذي حدثهم قال: كان أبو عبد الله لا يدخل الحمّام، وكان إذا احتاج إلى النورة تنور في البيت، وأصلحتُ له غيرَ مرٍ ة النورة، واشتريت له جلدًا ليده يدخل فيه ويتنوّر. وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجلسائه: إذا شئتم. وقال المرّوذي: رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختَّانٍ درهمين في الطست. وقال موسى بن هرون: سئل أحمد بن حنبل فقيل له: أين يطلب البُدَلاء؟ (¬1) فسكت حتى ظننا أنه لا يجيب، ثم قال: إن لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري. وقال المرُّوذي: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقته العبرة، وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب. وقال: إذا ذكر الموت هان عليّ كلّ شىء من أمر الدنيا، وانما هو طعامٌ دونَ طعام، ولباسٌ دون لباس، وإنها أيام قلائل، ما أعْدِل بالفقر شيئًا. وقال: لو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذِكر. وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشعاب بمكة حتى لا أُعْرَف، قد ¬

_ (¬1) يريد الأبدال، ولم أر هذا الجمع "البدلاء" غير هذا الوضع.

فصل في قوله في أصول الدين

بُليتُ بالشهرة، إني لأتمنى الموت صباحًا ومساءً. وقال المرُّوذي: ذُكر لأحمد أن رجلاً يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضهم اللقاء، يتزَّين لي وأتَّزين له؟! وقالِ: لقد استرحت، ما جاءني الفرجُ إلا منذ حلفتُ أن لا أُحَدِّث، وليتنا نُتْركُ، الطريق ماكان عليه بشر بن الحرث. وقال المرُّوذي: قلت لأبي عبد الله: إن فلانًا قال لم يزهد أبو عبد الله في الدراهم وحدها، قد زهد في الناس، فقال. ومن أنا حتى أزهد في الناس؟! الناسُ يريدون أن يزهدواَ في. وسمعت أبا عبد الله يِكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله. وسمعته يقول: لا يُفلح من تعاطى الكلام، ويخلو من أن يتجهم. وسئل عن القراءة بالألحان، فقال: هذه بدعة، لا تسمع، وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله. فصل في قوله في أصول الدين وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، البِرّ كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان. وقال إسحق بن إبراهيم البغوي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال: كافر. وقال سَلَمة بن شَبيب: سمعت أحمد يقول: من يقول القرآن مخلوق فهو كافر. وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.

وقال إسماعيل بن الحسن السراج: سألت أحمد عمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال: كافر. وعمن يقول لفظي بالقرآن مخلوق؟ فقال: جهمى. وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أن أبا طالب يحكي أنه يقول لفظي بالقرآن غير مخلوق، فأخبرت أبي بذلك، فقال: من أخبرك! قلت: فلان، فقال: ابعث إلى أبي طالب، فوجهت إليه، فجاء وجاء فُوران، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق؟! وغضب، وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك (قل هو الله أحد) فقلت لي ليس هذا بمخلوق، فقال: فلم حكيت عني أنما قلت لك لفظي بالقرآن غير مخلوق؟! وبلغنى أنك وضعت ذلك في كتاب وكتبت به إلى قوم، فاْمحه، واكتبْ إلى القوم أنما لم أقله لك، فجعل فوران يعتذر إليه، وانصرفَ من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب فذكر أنه قد كان حَكّ ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم على أبي. قلت: الذي استقر عليه قول أبي عبد الله أن من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع. وقال أحمد بن زبخويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللفظية شر من الجهمية. وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا القرآن مخلوق، وفرقة قالوا القرآن كلام الله تعالى وسكتوا، وفرقة قالوا لفظنا بالقرآن مخلوق. وقال أبي: لا يصلَّى خلف واقِفِي ولا خلف لفظي. :قال المرُّوذي: أخبرتُ أبا عبد الله أن أبا شعيب السوسِي الذي كان بالرَّقة فرق بين ابنته وزوجها لما وقف في القرآن، فقال: أحسن عافاه الله، وجعل

يدعو له. وقد كان أبوشُعيب شاور النُّفيلي فأمره أن يفرق بينهما. قال المروذي: ولما أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذَّر أبو عبد الله عنه، وأمر بهجرانِه وهجران من كلمه. قلت: ولأبي عبد الله في مسألة اللفظ نصوص متعددة. وأول من أظهر اللفظ الحسين بن علي الكرابيسي، وذلك في سنة أربع وثلاثين ومائتين. وكان الكرابيسي من كبار الفقهاء. وقال المرّوذي في كتاب القصص: عزم حسن بن البزّار وأبو نصر بن عبد المجيد وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب المدلّسين الذي وضعه الكرابيسي يطعن فيه على الأعمش وسليمان التيمي، فمضيت إليه في سنة أربع وثلاثين فقلت: إن كتابك يريد قوم أن يَعرضوه على أبي عبد الله، فأظهِرْ. أنك قد ندمت عليه، فقال: إن أبا عبد الله رجل صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحق، قد رضيتُ أن يعرض عليه، لقد سألني أبو ثور: أن أمحوَه، فأبيت. فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلَّموا على مستبشعات من الكتاب، وموضع فيه وَضْعٌ على الأعمش، وفيه: إن زعمتم أن الحسن بن صالح كان يرى السيف فهذا ابن الزبير قد خرج. فقال أبو عبد الله: هذ أراد نصرة الحسن بِن صالح فوضع على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب، فقال أبو نصر: إن فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب؟ فقال: حذروا عنه، ثم انكشف أمره فبلغ الكرابيسي، فبلغني أنه قال: سمعت حسينًا الصائغ يقول: لأقولن مقالةً حتى يقول أحمد بن حنبل بخلافها فيكفر، فقال: (¬1) لفظي بالقرآن مخلوق، ¬

_ (¬1) بهامش الأصل "يعنى الكرابيسى".

فقلت لأبي عبد الله: إن الكرابيسي قال لفظي بالقرآن مخلوق، وقال أيضًا: أقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومن لم يقل إن لفظي بالقرآن مخلوق فهوكافر، فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتله الله، وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا؟! قالوا: كلام الله، ثم قالوا: مخلوق، وما ينفعه وقد نقص كلامه الأخير كلامَه الأول حين قال لفظي بالقرآن مخلوق؟ ثم قال أحمد: ما كان الله ليَدعَه وهو يقصد إلى التابعين، مثل سليمان الأعمش وغيره، يتكلم فيهم، مات بشر المَريسي وخلَفه حسين الكرابيسي، ثم قال: أيش خبر أبي ثوْر؟ وافقه على هذا؟ قلت: قد هجره، قال: قد أحسن، قلت: إني سألت أبا ثور عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق؟ فقال: مبتدع، فغضب أبو عبد الله، وقال أيش مبتدع؟! هذا كلام جهل بعينه، ليس يفلح أصحاب الكلام. وقال عبد الله بن أحمد: سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفية؟ فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي. فقال الحكم بن معبد: حدثني أحمد أبو عبد الله الدوْرَقي قال: قلتُ لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق؟ فرأيته استوى واجتمع وقال: هذا شرّ من قول الجهمية، من زعم هذا فقد زعم أن جبريل تكلم بمخلوق وجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخلوق! وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي سمعت أبا طالب أحمد بن موسى بن حميد قال: قلت لأحمد بن حنبل: قد جاءت جهمية رابعةٌ، فقال: ما هي؟ قلت: قال إنسان من زعم أن في صدره القرآن فقد زعم أن في صدره من الإلهية شيء! فقال: من قال هذا

فقد قال مثل قول النصارى في عيسى أن كلمة الله فيه! ما سمعت بمثل هذا قط! قلت: أهذا الجهمية؟ قال: أكبر من الجهمية، ثم قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يُنْزَع القرآن من صدوركم. قلت: الملفوظ كلام الله، وهو غير مخلوق، والتلفظ مخلوق، لأن التلفظ من كسب القاريء، وهو الحركة والصوت وإخراج الحروف، فإن ذلك مما أحدثه القاريء، ولم يحدث حروف القرآن ولامعانيه، إنما أحدثَ نطقه به، فاللفظ قدر مشترك بين هذا وهذا، ولذلك لم يجَوِّز الإمام أحمد "لفظي بالقرآن مخلوق" ولا "غير مخلوق" إذ كل واحد من الإطلاقين موهِم. والله أعلم. وقال أبو بكر الخلال: أَخبرني أَحمد بن محمد بن مطر وزكريا بن يحيى أن أبا طالبْ حدّثهم أنه قال لأبي عبد الله: جاءني كتاب من طرسوس أن سَرياً السَّقَطيّ قال: لما خلق الله الحروف سجدت إلاَّ الألفَ فإنه قال لا أَسجد حتى أُومن! فقال: هذا الكفر. فرحم الله الإمام أحمد، ما عنده في الدين محاباة. قال الخلاَّل: أَنبأنا محمد بن أبي هرون أن إسحق بن إبراهيم حدثهم قال: حضرت رجلا سأل أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله، إجماعُ المسلمين على الإيمان بالقَدَر خيره وشرّه؟ قال أبو عبد الله: نعم. قال: ولا تكفر أَحداً بذنبٍ؟ فقال أُبو عبد الله: اسكت، من ترك الصلاة فقد كفر، ومن قال القرآن مخلوق فهو كافر. وقال الخلال: أَخبرني محمد بن سليمان الجوهري حدثنا عبدوس بن

مالك العطار سمعت أحمد بن حنبل يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه الصحابة، وترك البدع، وترك الخصومات والجلوسِ مع أَصحاب الأهواء، وترك المرَاء والجدال، وليس في السنة قياس، ولا يُضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وإنه من الله ليس ببائن منه، وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله فهو صاحب بدعة، والإيمان بالرؤية يوم القيامة، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأَى ربه، فإنه مأثور عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رواه قتادة والحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس، والحديث عندنا على ظاهره، على ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به على ما جاء على ظاهره، وأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان. قال حنبل بن إسحق: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ}، و {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}؟ قال: عِلْمه عِلْمه. وسمعته يقول: ربنا تبارك وتعالى على العرش بلا حد ولا صفة. قلت: معنى قوله بلا صفة، أي بلا كيفيَّة ولا وصف. وقال أبو بكر المرُّوذي: حدثني محمد بن إبراهيم القيسي: قال: قلتُ لأحمد بن حنبل: يحكي عن ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف ربَّنا؟ قال في السماء على عرشه، قال أحمد: هكذا هو عندنا. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء

الله مخلوقة فقد كفر. وقال عبد الله بن أحمد في كتاب الردّ على الجهمية تأليفه: سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلَّم بصوت؟ فقال أبي: بلى، تكلَّم جل ثناؤه بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت. وقال أبي: حديث ابن مسعود "إذا تكلم الله سُمع له صوتٌ كَمَد السلسلة على الصَّفْوانِ" قال: وهذه الجهمية تنكره، وهؤلاء كفار، يريدون أَن يموهوا على الناس، ثم قال: حدثنا المحاربي عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرون سجداً. وقال عبد الله: وجد بخط أبي: مما يحتج به على الجهمية من القرآن {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} {رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} {وَتَمَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} (¬1) {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} {يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. قلت: وذكر آيات كثيرة في الصفات، أنا تركت كتابتَها هنا. ¬

_ (¬1) قراءة حفص وبعض القراء "كلمة ربك" بالإفراد، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وغيرهما (كلمات ربك) بالجمع. انظر النشر 2: 252.

وقال يعقوب بن إسحق المطوّعي: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن التفضيل؟ فقال: على حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أبو بكر وعمر وعثمان. وقال صالح بن أحمد: سئل أبي وأنا شاهد عمن يقدم عليَّا على عثمانِ، يُبَدَّع؟ فقال: هذا أهل أن يُبَدَّع، أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه قدّموا عثمان. وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي مَنْ الرافضي؟ قال: الذي يشتم رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو يتعرض لهم، ما أُراه على الإسلام. وقال أبو بكر المروذيّ: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر وقد جاء بعض رسل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيما كان بين عليّ ومعاوية؟ فقال: ما أقول فيهم إلا الحسنى. ... - وكلام الإمام أحمد كثير طيب في أصول الديانة، لا يتسع هذا الكتاب لسياقه، قد جمعه الخلال في مصنَّف سماه (كتاب السنة من أحمد بن حنبل) في ثلاث مجلدات. فمما فيه أخبرنا المروذي سمعت أبا عبد الله يقول: من تعاطى الكلام لا يفلح، من تعاطى الكلام لم يَخلُ من أن يتجهم. وسمعت أبا عبد الله يقول: لست أتكلم إلا ما كان من كتابِ أو سنةٍ أو عن الصحابة والتابعين، وأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: من أحب الكلام لم يفلح، لايؤول أمرهم إلى خير. وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث، وإياكم والخوض والجدال والمراء، فإنه لايفلح من أحب الكلام. وقال لي: لا تجالسهم ولاتكلم أحدا منهم. ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام. وسمعته يقول: مارأيت أحدا طلب الكلام واشتهاه فأفلح، لأنه يخرجه إلى أمر عظيم، لقد تكلموا يومئذ بكلام واحتجوا بشىء فما يقوى قلبى ولاينطلق لساني أن أحكيه. قال الخلال: أخبرني محمد بن هرون حدثنا أبو الحرث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيوب: إذا تمرق أحدهم لم يعد. وقال الخلال: أخبرنا أحمد بن أصرم المزني قال: حضرت أحمد بن حنبل قال له الهمداني: إني ربما رددت عليهم، قال أحمد لا ينبغي الجدال. ودخل أحمد المسجد وصلى، فلما انفتل قال: أنت عباس؟ قال: نعم، قال اتق الله، ولاينبغي أن تنصب نفسك وتشتهر بالكلام ولا بوضع الكتب، لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه الصحابة، ولم أر شيئا من هذه الكتب، وهذه كلها بدعة. قال: مقبول منك يا أبا عبد الله. أستغفر الله وأتوب إليه، إني لست أطلبهم ولا أدق أبوابهم، ولكن أسمعهم يتكلمون بالكلام وليس أحدا يرد عليهم فأغتم ولا أصبر حتى أرد عليهم، قال: إن جاءك مسترشد فأرشده، قالها مرارا. قال الخلال: أخبرنا محمد بن أبى هرون ومحمد بن جعفر أن أبا الحرث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله، قلت: إن ههنا من يناظر الجهمية ويبين خطأهم ويدقق عليهم المسائل، فما ترى؟ قال: لست أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يناظرهم، أليس قال معاوية بن قرة: الخصومات تحبط الأعمال؟ والكلام رديء، لا يدعو إلى خير، تجنبوا أهل

فصل من سيرته

الجدال والكلام، وعليك بالسنن وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البدع، وإنما السلامة في ترك هذا، لم تؤمر بالجدال والخصومات. وقال: إذا رأيتم من يحب الكلام فاحذروه. قال ابن أبى داود: حدثنا موسى أبو عمران الأصبهاني سمعت أحمد ابن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام وإن ذبوا عن السنة. وقال الميمونى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما زال الكلام عند أهل الخير مذموما. قلت: ذم الكلام وتعلمه قد جاء من طرق كثيرة عن الإمام أحمد وغيره. فصل من سيرته قال الخلال: قلت لزهير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدك؟ قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنين. كنا ندخل إليه في كل يوم جمعة أنا وأخواتي، وكان بيننا وبينه باب، وكان يكتب لكل واحد منا حبتين حبتين من فضة في رقعة إلى فامي يعامله، فنأخذ منه الحبتين وتأخذ الأخوات، وكان ربما مررت به وهو قاعد في الشمس وظهره مكشوف وأثر الضرب في ظهره، وكان لي أخ أصغر مني اسمه "علي" فأراد أبي أن يختنه، فاتخذ له طعاما كثيرا، ودعا قوما، فلما أراد أن يختنه وجه إليه جدي فقال: إنه بلغني ما أحدثته لهذا الأمر، وقد بلغنى أنك أسرفت، فابدأ بالفقراء والضعفاء فأطعمهم. فلما أن كان من الغد وحضر الحجام وحضر أهلُنا، فجاء جدي حتي جلس في الموضع الذي فيه الصبي، وأخرج صريرة فدفعها إلى الحجام، وصريرة دفعها إلى الصبي، وقام فدخل منزله، فنظر الحجام في الصريرة فإذا درهم واحد، وكنا قد رفعنا كثيرا مما افترش، وكان الصبي على مصطبة مرتفعة على شيء من الثياب الملونة، فلم ينكر ذلك. وقدم علينا من خراسان ابن خالة جدي، فنزل على أبي، وكان يكنى بأبي أحمد، فدخلت معه

إلى جدي، فجاءت الجارية بطبق خلاَف وعليه خبز وبقل وخل وملح ثم جاءت بغضارة فوضعتها بين أيديناَ، فيها مصلية فيها لحم وسلق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا، ويسأل أبا أحمد عمن بقي من أهلهم بخراسان في خلال ما يأكل، فربما استعجم الشئ على أبي أحمد فيكلمه جدي بالفارسية، ثم أخذ طبقا إلى جنبه فوضعه بين أيدينا، فإذا تمر بري وجوز مكسر، وجعل يأكل، وفى خلال ذلك يناول أبا أحمد. وقال عبد الملك الميموني: كثيرا ما كنت أسأل أبا عبد الله عن الشيء، فيقول لبيك لبيك. وعن المروذي قال: لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد الله، كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لايتكلم حتى يسأل. وإذا خرج إلي المسجد لم يتصدر، يقعد حيث انتهى به المجلس. وقال الطبراني: حدثنا موسى بن هارون سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لما خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق انقطعت به النفقة، فأكرى نفسه من حمالين إلى أن جاء صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة فلم يقبل. قال الفقيه على بن محمد عمر الرازي: سمعت أبا عمر غلام ثعلب سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي المزني سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات: رأيت بها نبطيا يتنحى علي حتى كأنه عربي وكأني نبطي! ورأيت أعرابيا يلحن حتى كأنه نبطي! ورأيت شابا وخطه الشيب فإذا قال حدثنا قال الناس كلهم: صدق. قال المزني: فسألته، فقال: الأول الزعفراني، والثاني أبو ثور الكلبي، وكان لحانا، وأما الشاب فأحمد بن حنبل.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت أبي حرَّج على النمل أن يخرج النمل من داره، ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك، نملا سودا فلم أرهم بعد ذلك، رواها أحمد بن محمد اللنباني عنه. قال أبو الفرج بن الجوزي: لما وقع الغرق سنة أربع وخمسين وخمسمائة غرقت كتبي وسلم لي مجلد فيه ورقتان بخط الإمام أحمد. ... وزمن نهي أبي عبد الله عن الكلام: قال المرُّوذي: أخبرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أن رجلا كتب كتابا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابا يشرح فيه الرد على أهل- البدع، فكتب إليه أبو عبد الله، قال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله، قال: وأخبرني محمد بن على الوراق حدثنا صالح بن أحمد قال: كتب رجل إلى أبي يسأل عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم؟ فأملى عليّ أبي جواب كتابه: أحسن الله عاقبتك، الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا أنهم كانوا يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله، لا تعد ذلك، ولم يزل الناس يكرهون كل محدث، من وضع كتاب وجلوس مع مبتدع ليورد عليه بعض ما يُلْبس عليه في دينه. وقال المرُّوذي: بلغنى أن أبا عبد الله أنكر على وليد الكرابيسي مناظرته لأهل البدع. وقال المرُّوذي: قلت لأبي عبد الله: قد جاؤوا بكلام فلان ليعرض عليك، وأعطيته الرقعة، فكان فيها: والإيمان يزيد وينقص فهو مخلوق، وإنما قلت إنه مخلوق على الحركة والفعل لا على القول، فمن قال الإيمان مخلوق وأراد القول فهو كافر. فلما قرأها أحمد وانتهى إلى قول "الحركة

فصل في زوجاته وأولاده

والفعل" غضب ورمى بها، فقال: هذاْ مثل قول الكرابيسي، إنما أراد الحركات مخلوقة، إذا قال الإيمان مخلوق فأي شيء بقى؟ ليس يفلح أصحاب الكلام. قلت: إنما حط عليه أحمد بن حنبل لكونه خاض ودقق وقسم، وفى هذا عبرة وزاجر، والله أعلم. فقد زجر الإمام أحمد كما ترى في قصة الرقعة التي في الإيمان، وهي والله بحث صحيح وتقسيم مليح، وبعد هذا فقد ذم من أطلق الخلق على الإيمان باعتبار قول العبد لا باعتبار مقوله، لأن ذلك نوع من الكلام وهو كان يذم الكلام وأهله وإن أصابوا، وينهى عن تدقيق النظر في أسماء الله وصفاته، مع أن محمد بن نصر المروزي قد سمع إسحق بن راهويه يقول: خلق الله الإيمان والكفر والخير والشر. فصل في زوجاته وأولاده قال زهير بن صالح بن أحمد: تزوج جدي بأم أبي عبَّاسة بنت الفضل (¬1)، من العرب من الربض (¬2)، لم يولد منها غير أبي، ثم ماتت. قال المرُّوذي سمعت أبا عبد الله يقول: أقامت معي، أم صالح ثلاثين سنة فما اختلفت أنا وهي في كلمة. وقال زهير: لما ماتت عبَّاسة تزوج جدي بعدها امرأة من العرب يقال لها ريحانة، فولدت له عبد الله وحده. ¬

_ (¬1) في ابن الجوزي 298 "عائشه" وذكر مصححه بالهامش أن في النسخة الأخرى في جميع المواضع "عباسة" فما هنا يرجح تلك النسخة الأخرى. (¬2) "الربض" بفتح الراء والباء: الفضاء يكون حول المدن. فلعله يريد من ضواحي بغداد.

وقال أبو بكر الخلال: حدثنا أحمد بن محمد بن خلف البراثي (¬1) أخبرني أحمد بن عبثر قال: لما ماتت أم صالح قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبى الى فلانة ابنة عمى فاخطبيها لي من نفسها، قالت: فأتيتها فأجابته، فلما رجعت إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك؟ قال: وكانت بعين واحدة، فقالت له: نعم، قال فاذهبي فاخطبي تلك التي بعينٍ واحدة، فأتتها فأجابته، وهي أم عبد الله ابنه، فأقام معها سبعا، ثم قالت له: كيف رأيت يا ابن عمى؟ أنكرت شيئا؟ قال: لا، إلا أن نعلك هذه تصرّ (¬2). فيما تقدم وهم، من أن أحمد رحمه الله تزوج بهذه بعد موت أم صالح وذلك لا يستقيم، لأن عبد الله ولد لأحمد ولأحمد خمسون سنة غير أشهر، وكان صالح أكبر من عبد الله بسنوات، لأنه سمع من عفان وأبي الوليد، وذكر أبو يعقوب الهروي وغيره أن صالحا ولد سنة ثلاث ومائتين ولأبيه إذ ذاك تسع وثلاثون سنة، فصالح أكبر من عبد الله بعشرين سنة. والله أعلم. وقال الخلال: حدثني محمد بن العباس حدثنا محمد بن علي حدثني أبو بكر بن يحيى قال: قال أبو يوسف بن بختان: لما أمرنا أبو عبد الله أن نشتري له الجارية، مضيت أنا وفوران، فتبعني أبو عبد الله فقال لي: يا أبا يوسف ويكون لها لحم. قال زهير بن صالح: لما توفيت أم عبد الله اشترى "حُسْنَ" فولدت منه زينب ثم الحسن والحسين توأماً (¬3)، وماتا بالقرب من ولادتهما، ثم ولدت ¬

_ (¬1) "البراثي" بفتح الباء والراء وبالثاء المثلثة، نسبة إلى "براث" وهو موضع ببغداد. (¬2) في ابن الجوزي 299 أن هذه الزوجة اسمها "ريحانة" ولها أخ اسمه "محمد بن ريحان". (¬3) قال ابن سيدة: "يقال الذكر توأم، وللأنثى توأمة، فإذا جمعوهما قالوا: هما توأمان، وهما توأم".

الحسن ومحمدا، فعاشا ثَم، حتى صارا من السن إلى نحو من الأربعين سنة، ثم ولدت، بعدهما سعيداً. قال الخلال: وحدثنا محمد بن علي بن بحر سمعت حُسْنَ أم ولد أبي عبد الله تقول: قلت لمولاي، أصرف فرد خلخالي؟ قال: وتطيب نفسك؟ قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي وفقك لهذا، قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرقها وقت حملي، فلما ولدت حسنا أعطى مولاتي كرَّامة درهمَّا، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى ابن شجاع القصَّاب يشترِي لك بهذا رأسا، فاشترى لنا رأسا وجاءت به، فأكلنا، فقال لي يا حسْن، ما أملك غير هذا الدرهم، ومالك عندي غير هذا اليوم، قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرح يومه ذلك، فدخل يوما فقال لي أريد أن احتجم اليوم، وليس معه شيء، فجئت إلى جرة لي فيها غزل فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحمًا بنصف درهم، وأعطى الحجام درهمًا، واشتريت طيبا بدرهم، ولما خرج إلى سُرَّ مَن رأى كنت قد غزلت غزلا لينًا وعملت ثوبًا حسنًا، فلما قدم أخرجته إليه، قال: ما أريده، فدفعته إلى فوران فباعه باثنين وأربعين درهما، واشتريت منه قطنا فغزلته ثوبًا كبيرًا، فلما أعلمته قال: لا تقطعيه، دعيه، فكان كفنه، كفِّنَ فيه، وأخرجت الغليظ فقطعه. وعن أحمد بن جعفر بن المنادي: أن أبا عبد الله اشترى جارية بثمن يسير، سماها ريحانة، ليتسرى بها. لم يتابع ابن المنادي على هذا. قال حنبل: ولد سعيد قبل موت أحمد بنحو من خمسين يوما.

ذكر المحنة

وقال بعض الناس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وتلاثمائة. وهذا لا يصح، فإن سعيدًا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهر، لأن إبراهيم الحربي عزى عبد الله بأخيه سعيد. وأما الحسن ومحمد قال ابن الجوزي: فلم نعرف من أخبارهما شيئا. وأما زينب فكبرت وتزوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صح ذلك. ذكر المحنة مازال السلمون على قانون السلف، من أن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله غير مخلوق، حتى نبغت المعتزلة والجهمية، فقالوا بخلق القرآن، متسترين بذلك في دولة الرشيد. فروى أحمد بن إبراهيم الدورقي عن محمد بن نوح: أن هارون الرشيد قال: بلغني أن بشر بن غياث يقول: القرآن مخلوق، لله على إن أظفرني به لأقتلنه. قال الدورقي: وكان بشر متواريا أيام الرشيد فلما مات ظهر بشر ودعا إلى الضلالة. قلت: ثم إن المأمون نظر في الكلام، وباحث المعتزلة، وبقي يقدم رجلا ويؤخر أخرى في دعاء الناس إلى القول بخلق القرآن، إلى أن قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها، كما سقناه. قال صالح بن أحمد بن حنبل: حُمل أبي ومحمد بن نوح مقيدين، فصرنا معهما إلى الأنبار، فسأل أبو بكر الأَحول أبي، فقال: يا أبا عبد الله: إن عرِضتَ على السيف تجيب؟ قال: لا. ثم سيّرا، فسمعت أبي يقول: صرنا إلى الرحبة ورحلنا- منها، وذلك في جوف الليل، فعرض لنا رجل، فقال: أيكم أحمد بن حنبل؟ فقيل له: هذا، فقال للجمال: على رِسْلِك، ثم

قال: يا هذا، ما عليك أن تُقتل ههنا وتدخل الجنة، ثم قال: أستودعك الله، ومضى. قال أبي: فسألت عنه، فقيل لي: هذا رجل من العرب من ربيعة، يعمل الشعر في البادية، يقال له جابر بن عامر، يُذْكَر بخير. وروى أحمد بن أبي الحواري: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في رحبة طوق، قال: يا أحمد إن يقتلك الحق مت شهيدًا، وان عشت عشت حميدًا، فقوي قلبي. قال صالح بن أحمد: قال أبي: صرنا إلى أذنة (¬1)، ورحلنا منها في جوف الليل، ليفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل، فقال: البشرى! قد مات الرجل، يعني المأمون، قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه. وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبينت الإجابة في دعوتين: دعوت الله أن لا يجمع بينى وبين والمأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل، فلم أر المأمون، مات بالبذندون (¬2)، وهو نهر الروم، وأحمد محبوس بالرقة، حتى بويع المعتصم بالروم، ورجع فرد أحمد إلى بغداد، وأما المتوكل فإنه لما أحضر أحمد دار الخلافة ليحدث ولده، قعد له المتوكل في خوخة، حتى نظر إلى أحمد ولم يره أحمد. قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس رُدا في أقيادهما، فلما صارا إلى الرقة حملا في سفينة، فلما وصلا إلى عانات توفي محمد، ¬

_ (¬1) أذنة، بفتحات: بلد قرب المصيصة، بنيت سنة 141 بأمر صالح بن علي بن عبد الله بن عباس. (¬2) البذندون: بفتح الباء والذال المعجمة وسكون النون بعدها دال مهملة: في ياقوت أنها "قرية بينها وبين طرسوس يوم، من بلاد الثغر، مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس". فلعلها سميت باسم نهر بجوارها.

فأطلق عنه قيده، وصلى عليه أبي. وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ما رأيت أحدًا على حداثة سنه وقدر علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح، وإني لأرجو أن يكون قد خُتم له بخير، قال لي ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله الله، إنك لست مثلي، إنك رجل يقْتَدَى بك، قدَّمَت الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك، فاتق الله واثبت لأمر الله، أو نحو هذا، فمات وصليت عليه ودفنته، أظنه قال: بعانة (¬1). قال لي صالح: وصار أبي إلي بغداد مقيدًا، فمكث بالياسرية أيامًا، ثم حُبس في دار اكتريت عند دار عمارة، ثم نقل بعد ذلك إلى حتس العامة في درب الموصلية، فقال أبي: كنت أصلي بأهل السجن وأنا مقيد، فلما كان في رمضان سنة تسع عشرة حِّولْت إلى دار إسحاق بن إبراهيم. وأما حنبل بن إسحاق فقال: حبس أبو عبد الله في دار عمارة ببغداد في إصطبل لمحمد بن إبراهيم أخو إسحاق بن إبراهيم، وكان في حبس ضيق، ومرض في رمضان، فحبس في ذلك الحبس قليلا، ثم حوّل إلى سجن العامة، فمكث في السجن نحوًا من ثلاثين شهرًا، فكنا نأتيه، وقرأ عليَّ كتاب الإرجاء وغيره في الحبس، فرأيته يصلي بأهل الحبس وعليه القيد، فكان يخرج رجله من حلقة القيد وقت الصلاة والنوم. رجعنا إلى ما حكاه صالح بن أحمد عن أبيه لما حُوِّل إلى دار إسحاق ابن إبراهيم: فكان يوجه إلي كل يوم برجلين، أحدهما يقال له أحمد بن رباح، والآخر أبو شعيب الحجام، فلا يزالان يناظراني، حتى إذا أرادا ¬

_ (¬1) عانة: سبق قبل أسطر تسميتها (عانات) ففى معجم البلدان: (عانة) بلد مشهور بين الرقة وهيت، يعد في أعمال الجزيرة، وجاء في الشعر عانات، كأنه جمع بما حوله.

الانصراف دُعي بقيد فزيد في قيودي. قال: فصار في رجله أربعة أقياد. قال أبي: فلما كان في اليوم الثالث دخل علي أحد الرجلين فناظرني، فقلت له: ما تقول في علم الله؟ قال: علم الله مخلوق، فقلت له: كفرت (¬1)، فقال الرسول الذي كان يحضر من قبل إسحاق بن إبراهيم: إن هذا رسول أمير المؤمنين، فقلت له: إن هذا قد كفر، فلما كان في الليلة الرابعة وجه، يعني المعتصم، ببُغَا الذي كان يقال له الكبير، إلى إسحاق فأمره بحملي إليه، فأدخلت على إسحاق، فقال: يا أحمد، إنها والله نفسك، إنه لا يقتلك بالسيف، إنه قد آلى إن لم تجبه أن يضربك ضربا بعد ضرب، وأن يقتلك في موضع لا تُرى فيه شمس ولا قمر، أليس قد قال الله عز وجل: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أفيكون مجعولا إلا مخلوقا؟ فقلت: قد قال الله تعالى {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} أفخلقهم؟ قال: فسكت، فلما صرنا إلى الموضع المعروف بباب البستان أخرجت، وجيء بدابة فَحُملتُ عليها وعليَّ الأقياد، ما معى أحد يمسكني، فكدت غير مرةٍ أن أخرَّ عَلى وجهي لثقل القيود، فجيء بي إلى دار المعتصم، فأُدخلت حجرة وأُدخلت إلى بيت، وأقفل الباب عليّ وذلك في جوف الليل، وليس في البيت سراج، فأردت أن أتمسح للصلاة، فمددت يدي، فإذا أنا بإناء فيه ماء وطست موضوع، فتوضأت وصليت، فلما كان من الغد أخرجت تكتى من سراويلي وشددت بها الأقياد أحملها، وعطفت سراويلي، فجاء رسول المعتصم فقال: أجب، فأخذ بيدي وأدخلني عليه والتكة في يدي أحمل بها الأقياد، وإذا هو جالس وابن أبي دُؤاد حاضر، وقد جمع خلقاً كثيرًا من أصحابه، فقال لي ¬

_ (¬1) هنا بهامش الأصل ما نصه: "إنما كفره لأنه إذا كان علم الله مخلوقاً لزم أن يكون في الأزل بغير علم حتى خلقه. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً". وهذا حق بديهي معلوم من الدين بالضرورة.

يعني المعتصم: ادْنُه، ادْنُه، فلم يزل يدنيني حتى قربت منه، ثم قال لي: اجلس فجلست، وقد أثقلتنى الأقياد، فمكثت قليلاً، ثم قلت: أتأذن لي في الكلام؟ فقال: تكلم، فقلت: إلى ما دعا الله ورسوله (¬1)؟ فسكت هنيهةً، ثم قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله، فقلت: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قلت: إن جدك ابن عباسٍ يقول: "لما قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن الإيمان؟ فقال: أتدرون ما الإيمان؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تعطوا الخمس من المغنم (¬2) "، قال: أبي قال، يعني المعتصم: لولا أني وجدتك في يد من كان قبلي ما عرضت لك. ثم قال: يا عبد الرحمن بن إسحاق، ألم آمرك برفع المحنة؟! فقلت: الله أكبر، إن في هذا لفرجًا للمسلمين، ثم قال لهم: ناظروه، وكلموه، يا عبد الرحمن كلمه، فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن؟ قلت له: ما تقول في علم الله؟ فسكت، فقال لي بعضهم: أليس قال الله تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} والقرآن أليس هو شيء؟ فقلت: قال الله تعالى {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} فدمرت إلا ما أراد الله؟ فقال بعضهم {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} أفيكون محدثٌ إلا مخلوقًا؟ فقلت: قال الله: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} فالذكر هو القرآن، ويلك! ليس فيها ألف ولام. وذكر بعضهم حديث عمران بن حصين أن الله عز وجل خلق الذكر فقلت: هذا خطأ، حدثنا غير واحد "إن الله كتب الذكر". واحتجوا بحديث ابن مسعود "ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي" فقلت: إنما وقع الخلق على الجنة والنار والسماء والأرض، ولم يقع على القرآن، فقال بعضهم: حديث حبَّاب "يا هنتاه، تقرب إلى الله بما ¬

_ (¬1) انظر لإثبات ألف "ما" مع حرف الجر، ما قلناه في شرح الحديث الآتي في المسند 317. (¬2) سيأتي الحديث في المسند 2020.

استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشئ أحب إليه من كلامه" فقلت هكذا هو. قال صالح بن أحمد: فجعل أحمد بن أبي دؤاد ينظر إلى أبي كالمغضب، قال أبي: وكان يتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأرد عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين، هو والله ضالّ مبتدع! فيقول: كلموه، ناظروه، فيكلمني هذا فأرد عليه، ويكلمني هذا فأرد عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويحك يا أحمد، ما تقول؟ فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به، فيقول ابن أبي دؤاد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله؟ فقلت له: كما تأولت تأويلاتٍ فأنت أعلم، وما تأولت ما يحبس عليه وما يقيد عليه. وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ولقد احتجوا عليّ بشئ ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه، أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعت مقالتهم، وجعلوا يدعون بقول الخصم وكذا وكذا، فاحتججت عليهم بالقرآن، بقوله {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} فذمّ إبراهيم أباه أن عبد ما لا يسمع ولا يبصر، فهذا منكر عندكم؟! فقالوا: شبّه يا أمير المؤمنين، شبه يا أمير المؤمنين! وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثني بعض أصحابنا أن ابن أبي دؤاد أقبل على أحمد يكلمه، فلم يلتفت إليه، حتى قال المعتصم: يا أحمد، ألا تكلم أبا عبد الله؟ فقال أحمد: لست أعرفه من أهل العلم فأكلمه!. وقال صالح بن أحمد: وجعل ابن أبي دؤاد يقول: يا أمير المؤمنين، لئن أجابك لهو أحبُّ إلي من مائة ألف دينار ومائة ألف دينار، فيعدَّ من ذلك ما شاء الله أن يعد، فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقنَّ عنه بيدي ولأركبنَّ إليه بجندي ولأطأن عقبه. ثم قال: يا أحمد، والله إني عليك لشفيق، وإني لأشفق عليك

كشفقتي على هرون ابني، ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سنة رسوله. فلما طال المجلس ضجر وقال: قوموا، وحبسني، يعني عنده، وعبد الرحمن بن إسحاق يكلمني، فقال المعتصم: ويحك أجبني، فقال: ما أعرفك! ألم تكن تأتينا؟ فقال له عبد الرحمن بن إسحاق: يا أمير المؤمنين، أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد والحج معك، قال: فيقول: والله إنه لعالم، وإنه لفقيه، وما يسوؤني أن يكون معي يردَّ عني أهل الملل. ثم قال لي: ما كنت تعرف صالحاً الرشيدي؟ قلت: قد سمعت باسمه، قال: كان مؤدبي، وكان في ذلك الوضع جالسًا، وأشار إلى ناحية من الدار، فسألته عن القرآن، فخالفنى، فأمرت به فوطىء وسحب! ثم قال: يا أحمد، أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي، قلت: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله، فطال المجلس وقام، ورددت إلى الموضع الذي كنت فيه. فلما كان بعد المغرب وجّه إليّ رجلين من أصحاب ابن أبي دؤاد، يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معى، حتى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام، ويجتهدان بي أن أفطر فلا أفعل، ووجّه إليّ المعتصم ابن أبي دؤاد في بعض الليل، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول؟ فأرد عليه نحوًا مما كنت أرد، فقال ابن أبي دؤاد: والله لقد كتب اسمك في السبعة، يحيى بن معين وغيره (¬1)، فمحوته، ولقد ساءني أَخذهم إياك، ثم يقول: إن أمير المؤمنين قد حلف أن يضربك ضربًا بعد ضرب، وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس، ويقول: إن أجابني جئت إليه حتى أطلق عنه بيدي، وانصرف. ¬

_ (¬1) قال ابن الجوزي 324: " قلت: السبعة. يحيى بن معين، وأبو خيثمة، وأحمد الدورقي، والقواريري، وسعدويه، وسجادة، وأحمد بن حنبل. وقيل: خلف المخزومى".

فلما أصبح جاء رسوله، فأخذ بيدي حتى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه وكلموه، فجعلوا يناظروني فأرد عليهم، فإذا جاؤوا بشئ من الكلام مما ليس في الكتاب والسنة قلت: ما أدري ما هذا؟! قال: يقولون: يا أمير المؤمنين، إذا توجهت له الحجة علينا ثبت، وإذا كلمناه بشئ يقول لا أدري ما هذا، فقال: ناظروه. فقال رجل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله، قلت: ما تقول في {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}؟ قال: خص الله بها المؤمنين، قلت: ما تقول إن كان قاتلا أو عبدًا؟ فسكت، وانما احتججت عليهم بهذا لأنهم كانوا يحتجون بظاهر القرآن، حيث قال لي أراك تنتحل الحديث احتججت بالقرآن، يعني فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزوال، فلما ضجر قال لهم: قوموا، وخلا بي وبعبد الرحمن بن إسحاق، فلم يزل يكلمني، ثم قال أبي: فقام ودخل، ورددت إلى الموضع. قال: فلما كان في الليلة الثالثة قلت: خليق أن يحدث غداً من أمري شيء، فقلت لبعض من كان معي، الموكل بي: ارتد لي خيطًا، فجاءني بخيط، فشددت به الأقياد ورددت التكة إلى سراويلي، مخافة أن يحدث من أمري شيء فأتعرّى، فلما كان من الغد في اليوم الثالث وجَّه إليَّ، فأدخلت، فإذا الدار غاصة، فجعلمت أدخل من موضع إلى موضع، وقوم معهم السيوف، وقوم معهم السياط، وغير ذلك، ولم يكن في اليومين الماضيين كبير أحد من هؤلاء، فلما انتهيت إليه، قال: اقعد، ثم قال: ناظروه، كلموه، فجعلوا يناظروني، ويتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأردّ عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض من على رأسه قائم يومئ إلي بيده، فلما طال المجلس نحاني ثم خلا بهم، ثم نحاهم وردني إلى عنده، فقال: ويحك يا أحمد! أجبني حتى أطلق عنك بيدي، فرددت عنه نحوًا مما كنت أرد، فقال لي: عليك وذكر اللعن، وقال: خذوه واسحبوه وخلَّعوه، قال: فسحبت ثم خُلَّعت.

قال: وقد كان صار إلي شعرٌ من شعر النبي طن - صلى الله عليه وسلم - في كم قميصي، فوجه إلي إسحاق بن إبراهيم: ماهذا المصرور في كم قميصك؟ قلت: شعر من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرقه على، فقال لهم، يعنى المعتصم: لا تخرقوه، فُنزع القميص عني، قال: فظننت أنه إنما دُرئ عن القميص الخرق بسبب الشعر الذي كان فيه، قال: وجلس المعتصم على كرسي، ثم قال: العقابين والسياط! فجيء بالعقابين، فمدت يداي، قال بعض من حضر خلفي: خذ نايَ الخشبتين بيديك وشدّ عليهما، فلم أفهم ما قال، فتخلعت يداي. وقال محمد بن إبراهيم البوشنجى: ذكروا أن المعتصم لاَيَن في أمر أحمد لما علق في العقابين، ورأى ثبوته وتصميمه وصلابته في أمره، حتى أغراه ابن أبي دؤاد، فقال له: إن تركته قيل إنك تركت مذهب المأمون وسخطت قوله، فهاجه ذلك على ضربه. قال صالح: قال أبي. لما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم وقال: ائتوني بغيرها، ثم قال للجلادين: تقدموا، فجعل يتقدم إلي الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول له: شد، قطع الله يدك! ثم يتنحى ويقوم الآخر فيضربني سوطين، وهو يقول في كل ذلك: شد، قطع الله يدك! فلما ضربت تسعة عشر سوطًا قام إلي، يعني المعتصم: وقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك؟ إني والله عليك لشفيق، قال: فجعل عُجيف ينخسني بقائمة سيفه، وقال: أتريد أن تغلب هؤلاءكلهم؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة على رأسك قائم! وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين، دمه في عنقي، اقتله! وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين، أنت صائم، وأنت في الشمس قائم! فقال لي: ويحك يا أحمد، ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقول به، فرجع وجلس، وقال للجلاد: تقدم وأوجع، قطع الله يدك! ثم قام الثانية، فجعل يقول: ويحك يا أحمد، أجبني، فجعلوا يقبلون على ويقولون: يا أحمد، إمامك على رأسك قائم! وجعل عبد الرحمن يقول: من صنع من

أصحابك في هذا الأمر ما تصنع؟ وجعل المعتصم يقول: ويحك، أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي، فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئًا من كتاب الله، فيرجع، وقال للجلادين: تقدموا، فجعل الجلاد يتقدم ويضربني سوطين ويتنحى، وهو في خلال ذلك يقول: شد، قطع الله يدك! قال أبي: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك فإذا الأقياد قد أُطلقت عنى، فقال لي رجل ممن حضر: إنا كببناك على وجهكِ، وطرحنا على ظهرك باريةً ودُسْناك! قال أبي: فما شعرت بذلك، وأتوني بسوِيق فقالوا لي: اشرب وتقيأ، فقلت: لا أفطر، ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم، فحضرت صلاة الظهر، فتقدم ابن سماعة فصلى، فلما انفتل من الصلاة قال لي: صليتَ والدم يسيل في ثوبك؟ فقلت: قد صلى عمروجرحه يثعبُ دمًا. قال صالح: ثم خُلي عنه فصار إلى منزله، وكان مكثه في السجن، منذ أخذ وحمل إلى أن ضرب وخُلي عنه، ثمانيةً وعشرين شهرًا. ولقد أخبرني أحد الرجلين اللذْين كانا معه، قال: يا ابن أخي، رحمة الله علي أبي عبد الله، والله ما رأيت أحدًا يشبهه، ولقد جعلت أقول له في وقت ما يوجه إلينا بالطعام: يا أبا عبد الله، أنت صائم، وأنت في موضع تَقيَّة (¬1)، ولقد عطش فقال لصاحب الشراب: ناولنى، فناوله قدحًا فيه ماء وثلجَ، فأخذه ونظر إليه ¬

_ (¬1) التقية إنما يجوز للمستضعفين الذين يخشون أن لا يثبتوا على الحق، والذين ليسوا بموضع القدوة للناس، وهؤلاء يجوز لهم أن يأخذوا بالرخصة. أما أولو العزم من الأئمة الهداة، فإنهم يأخذون بالعزيمة، ويحتملون الأذى ويثبتون، وفى سبيل الله ما يلقون. ولو أنهم أخذوا بالتقية، واستساغوا الرخصة لضل الناس من ورائهم، يقتدون بهم، ولا يعلمون أن هذه تقية. وقد أتي المسلمون من ضعف علمائهم في مواقف الحق، لا يصدعون بما يؤمرون، يجاملون في دينهم وفى الحق، لا يجاملون الملوك والحكام فقط، بل يجاملون كل من طلبوا منه نفعَا، أو خافوا ضراً في الحقير والجليل من أمر الدنيا. وكل أمر الدنيا حقير. فكان من ضعف المسلمين بضعف علمائهم ما نرى. ولقد قال رجل من أئمة هذا العصر المهتدين، فيما كتب إلى أبي رحمه الله، من خطاب سياسي عظيم، في=

هنَّيةً، ثم ردَّه ولم يشرب! فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش، وهو فيما هو فيه من الهول! قال صالح: كنت التمس واحتال أن أوصل إليه طعامًا أو رغيفاً في تلك الأيام، فلم أقدر. وأخبرني رجل حضره: أنه تفقده في هذه الأيام الثلاثة وهم يناظرونه، فما لحن في كلمة، قال: وما ظننت أن أحداً يكون في مثل شجاعته وشدة قلبه. وقال حنبل. سمعت أبا عبد الله يقول: ذهب عقلي مرارًا، فكان إذا رفع عني الضرب رجعت إلي نفسي، وان استرخيت وسقطت رفع الضرب، أصابني ذلك مرارًا، ورأيته، يعني المعتصم، قاعدًا في الشمس بغير مظلة، فسمعته وقد أوقفت يقول لابن أبي دؤاد: لقد ارتكبت في أمر هذا الرجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه! فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد، فقد كان أراد تخليتي بغير ضرب فلم يدعه ولا إسحق بن إبراهيم، وعزم حينئذ على ضربي. قال حنبل: وبلغني أن المعتصم قال لابن أبي دؤاد بعد ما ضرب أبو عبد الله: كم ضرب؟ فقال ابن أبي دؤاد: نيفًا وثلاثين، أو أربعةً وثلاثين سوطًا. وقال أبو عبد الله: قال لي إنسان ممن كان ثم: ألقينا على صدرك بارية وأكببناك على وجهك ودسناك. قال أبو الفضل عبيد الله الزهري: قال المروذيّ: قلت وأحمد بين الهنبارين: يا أستاذ، قال الله تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} قال: يا مروذي، اخرج انظر، فخرجت إلى رحبة دار الخليفة، فرأيت خلقًا لا يحصيهم إلا الله تعالى، ¬

_ = جمادى الأولى سنة 1337، قال: "كأن المسلمين لم يبلغهم من هداية كتابهم فيما يغشاهم من ظلمات الحوادث غير قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} ثم أصيبوا بجنون التأويل فيما سوى ذلك، ولست أدري وقد فهموا منها ما فهموا، كيف يقولون بوجوب الجهاد، وهو إتلاف للنفس والمال؟! وكيف يفهمون تعرضه - صلى الله عليه وسلم - لصنوف البلاء والإيذاء!؟ ولماذا يؤمنون بكرامة الشهداء والصابرين في البأساء والضراء على الله"؟!

والصحف في أيديهم والأقلام والمحابر، فقال لهم المروذي: أي شيء تعملون؟ قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه، فدخل إلى أحمد فأخبره، فقال يا مروذيّ، أضِل هؤلاء كلهم!؟. قلت: هذه حكاية منقطعة لا تصح (¬1). قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال: لما حمل أحمد ليضرب، جاؤوا إلى بشر بن الحرث، فقالوا: قد حمل أحمد بن حنبل، وحملت السياط، وقد وجب عليك أن تتكلم، فقال تريدون منّى مقام الأنبياء؟! ليس ذا عندي! حفظ الله أحمد بين يديه ومن خلفه!!. وقال الحسن بن محمد بن عثمان الفسويّ: حدثني داود بن عرفة حدثنا ميمون بن الأصبغ قال: كنت ببغداد، فسمعت ضجةً، فقلت: ما هذا؟ قالوا: أحمد يمتحن، فأخذت مالاً له خطر، فذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس، فأدخلوني، وإذا بالسيوف قد جرّدت وبالرماح قد ركزت، وبالتراس (¬2) قد صففت، وبالسياط قد طرحت، فألبسوني قباءً أَسود ومنطقةً وسيفًا، ووقفوني حيث أسمع الكلام، فأتى أمير المؤمنين فجلس على كرسي، وأتي بأحمد بن حنبل، فقال له: وقرابتي من رسول الله لأضربنك بالسياط، أو تقول كما أقول (¬3)، ثم التفت إلى جلاد، فقال: خذه ¬

_ (¬1) هكذا قال الذهبى. ونقلها ابن الجوزي أيضا 329 - 330 ثم قال: "هذا رجل هانت عليه نفسه في الله تعالى فبذلها، كما هانت على بلال نفسه. وقد روينا عن سعيد بن المسيب: أنه كانت نفسه عليه في الله تعالى أهون من نفس ذباب. وإنما تهون أنفسهم عليهم لتلمحهم العواقب، فعيون البصائر ناظرة إلى المآل. لا إلى الحال، وشدة ابتلاء أحمد دليل على قوة دينه، لأنه قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يبتلى المرء على حسب دينه فسبحان من أيده وبصره وقواه ونصره". (¬2) "التراس" بكسر التاء: جمع "ترس" بضمها وهو الذي يتوقى به من السلاح وهو معروف، ويجمع أيضاً على "أتراس" و "تروس". (¬3) هنا بهامش الأصل ما نصه: "هذه الحكاية باطلة". ولا أدرى لماذا؟!.

إليك، فأخذه، فلما ضرب سوطًا قال: بسم الله، فلما ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، فلما ضرب الرابع قال: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}، فضربه تسعةً وعشرين سوطًا، وكانت تكةُ أحمد حاشية ثوب، فانقطعت فنزل السراويل إلى عانته، فقلت: الساعة ينهتك، فرمى بطرفه إلى السماء وحرك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السراويل لم ينزل، فدخلت عليه بعد سبعة أيام، فقلت: يا أبا عبد الله، رأيتك وقد انحل سراويلك فرفعت رأسك أو طرفك نحو السماء، فما قلت؟ قال: قلت: اللهم إنى أسألك باسمك الذي ملأت به العرش إن كنت تعلم أني على الصواب فلا تهتك لي ستراً. وقال جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني: حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله قال: قال أحمد بن الفرج: حضرت أحمد بن حنبل لما ضُرب، فتقدم أبو الدنّ، فضربه بضعة عشر سوطًا، فأقبل الدم من أكتافه، وكان عليه سراويل، فانقطع خيطه فنزل السراويل، فلحظته وقد حرك شفتيه، فعاد السراويل كما كان، فسألته عن ذلك؟ فقال: قلت إلهي وسيدي، وقفتني هذا الموقف فتهتكني على رؤوس الخلائق. هذه حكاية لا تصح ولقد ساق فيها أبو نعيم الحافظ من الخرافات والكذب ما يستحى من ذكره. وأضعف منها ما رواه أبو نعيم في الحلية: حدثنا الحسين بن محمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضى حدثني أبوعبد الله الجوهري حدثني يوسف بن يعقوب سمعت عليّ بن محمد القرشي قال: لما قدم أحمد ليضرب وجرّد وبقي في سراويله، فبينا هو يضرب انحل سراويله، فجعل! يحرك شفتيه بشئ، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يضرب، فشدَّتا

السراويل، فلما فرغوا من الضرب قلنا له: ماكنت تقول؟ قال قلت: يا من لا يعلم العرشُ منه أين هو إلا هو، إن كنتُ على حق فلا تُبْد عورتي. قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة، ذكرها البيهقى وما جسر على تضعيفها! ثم روى بعدها حكايةً في المحنة عن أبي مسعود البجلي إجازة عن ابن جهضم، وهو كذوب، عن النجار عن ابن أبي العوّام الرياحي، فيها من الركاكة والخبط ما لا يروج إلا على الجَّهال، وفيها أن مئزره اضطرب فحرك شفتيه، في استتم الدعاء حتى رأيت كفّا من ذهب قد خرجت من تحت مئزره بقدرة الله! فصاحت العامة. وقال محمد بن أبي سمينة: سمعت شَابَاص التائب يقول: لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطًا، لو ضربته فيلاً لهدّتْه. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: قال إبراهيم بن الحرث العبادي (¬1): قال أبو محمد الطُّفاوي لأحمد: يا أبا عبد الله، أخبرني عما صنعوا بك؟ قال لما: ضربت جاء ذاك الطويلُ اللحية، يعني عُجيفًا، فضربنِى بقائم سيفه، فقلت: جاء الفرج، يضرب عنقي وأستريح، فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه ودمه في رقبتي، قال ابن أبي دؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنه إن قتل أو مات في دارك قال الناس: صبر حتى قتل، فاتخذوه إماماً، وثبتوا على ما هم عليه، ولكن أطلقه الساعة، فإن مات خارجًا عن منزلك شك الناس في أمره. قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زُرْعة يقول: دعا المعتصم بعمّ أحمد ابن حنبل، ثم قال- للناس: تعرفونه؟ قالوا: نعم، وهو أحمد بن حنَبل، قال: ¬

_ (¬1) في ابن الجوزي 339: "من ولد عبادة بن الصامت". وإبراهيم هذا من كبار أصحاب الإمام أحمد، قال الخلال: "كان أبو عبد الله- يعنى أحمد- يعظم قدره ويرفعه". وهو من شيوخ أبي داود وأبي بكر الأثرم. له ترجمة في التهذيب 1: 113.

فانظروا إليه، أليس هو صحيح البدن؟ قالوا: نعم. ولولا أنه فعل ذلك لكنت أخافُ أن يقع شيء لا يقام له، قال: فلما قال قد سلمته إليكم صحيح البدن، هدأ الناس وسكنوا. قال صالح: صارأبي إلى المنزل، ووجّه إليه من السّحَر مَن يُبصر الضربَ والجراحات ويعالجُ منها، فنظر إليه، فقال لنا: والله لقد رأيت من ضرب ألف سوط ما رأيت ضربًا أشدَّ من هذا، لقد جُر عليه من خلفه ومن قُدَّامه، ثم أدخلً ميلاً في بعض تلك الجراحات، وقال: لم ينقَبْ، فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهَه غير ضربة، ثم مكث يعالجه إلى ما شاء الله، ثمِ قال: إن ها هنا شيئًا أريد أن أقطعه، فجاء بحديدة فجعل يُعَلِق اللحمَ بها ويقْطعه بسكين، وهو صابر يحمد الله، فبرأ ولم يزل يتوجع من مواضع منه، وكان أثر الضرب بيَّناً في ظهره إلى أن توفي. وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيتُ المجهود من نفسي، ووددت أني أبخو من هذا الأمركفافًا لا على ولا لي. ودخلت على أَبي يومًا، فقلت له: بلغني أن رجلاً جاء إلى فَضْل الأنماطي فقال له: اجعْلني في حل إذْ لم أقم بنصرتك، فقال فضل: لاجعلت أحدًا في حل، فتبسم أبي وسكت، فلما كان بعد أيام قال: مررت بهذه الآية {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فنظرت في تفسيرها فإذا هو ما حدثني أبو النضْر حدثنا ابن فَضَالة المبارك حدثني من سمع الحسن يقول: إذا جثت الأم بين يدي رب العالمين نودوا: ليقم من أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا، قال أبي: فجعلت الميّت في حل من ضربه إياي، ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب الله بسببه أحدًا!. وقال حنبل بن إسحق: لما أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مبطنةً وقميصًا وطيلسانا وخفا وقلنسوة، فبينا نحن على باب الدار والناس في

الميدان والدروب وغيرها وأُغلقت الأسواق، إذ خرج أبو عبد الله على دابة من دار أبي إسحق المعتصم، وعليه تلك الثياب، وابن أبي دؤاد عن يمينه، وإسحق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد، عن يساره، فلما صار في دهليز المعتصم قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي دؤاد: اكشفوا رأسه، فكشفوه، يعني من الطيلسان فقط، وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبس، فقال لهم إسحق: خذوا به ها هنا، يريد دجلة، فذهب به إلى الزورق، وحمل إلى دار إسحق فأقام عنده إلى أن صليت الظهر، وبعث إلى أبي وإلى جيراننا ومشايخ المحالّ، فجمعوا وأدخلوا عليه، فقال لهم: هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يعرفه، والا فليعرفه، فقال ابن سماعة حين دخل للجماعة: هذا أحمد بن حنبل، فإن أمير المؤمنين ناظر في أمره، وقد خلى سبيله، وها هو ذا، فأخرج على دابة لإسحق بن إبراهيم عند غروب الشمس، فصار إلى منزله ومعه السلطان والناس، وهو منحني، فلما ذهب لينزل احتضنته ولم أعلم، فوقعت يديّ على موضع الضرب، فصاح، فنحيت يدي، فنزل متوكئًا عليّ، وأغلق الباب، ودخلنا معه، ورمى بنفسه على وجهه، لا يقدر يتحرك إلا بجهد، وخلع ما كان خلع عليه فأمر به فبيع، وأخذ ثمنه فتصدق به. وكان المعتصم أمر إسحق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره، وذلك أنه نزل فيما حكى لنا عند الإياس منه. وبلغنا أن المعتصم ندم وأسقط في يده حتى صلح فكان صاحب الخبر إسحق يأتينا كل يوم يتعرف خبره، حتى صح، وبقيت إبهاماه متخلعتين، تضربان عليه في البرد، حتى يسخن له الماء، ولما أردنا علاجه خفنا أن يدسّ ابن أبي دؤاد سما إلى المعالج، فعملنا الدواء والمرهم في منزلنا. وسمعته يقول: كل من ذكرني في حلّ إلا مبتدع، وقد جعلت أبا إسحق، يعني المعتصم، في حلّ، ورأيت الله تعالى يقول: {وَلْيَعْفُوا

فصل في محنته من الواثق

وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بالعفو في قصة مسطح، قال أبو عبد الله: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذب أخوك المسلم في سببك! فصل في محنته من الواثق قال حنبل: ولم يزل أبو عبد الله بعد أن بريء من مرضه يحضر الجمعة والجماعة، ويفتى- ويحدث، حتى مات المعتصم وولي ابنه الواثق، فأظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى ابن أبي دؤاد وأصحابه، فلما اشتد الأمر على أهل بغداد، وأظهر القضاة المحنة، وفرق بين فضل الأنماطي وامرأته وبين أبي صالح وامرأته، كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصلاة إذا رجع، ويقول: الجمعة تؤتى لفضلها، والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة، وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا: هذا الأمر قد فشا وتفاقم، ونحن نخافه علي أكثر من هذا، وذكروا أن ابن أبي دؤاد على أن يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في الكتاب مع القرآن: القرآن كذا وكذا، فنحن لا نرضى بإمارته، فمنعهم من ذلك وناظرهم. وحكى حنبل قصده في مناظرتهم وأمرهم بالصبر، فبينا نحن في أيام الواثق إذ جاء يعقوب ليلا برسالة إسحق بن إبراهيم إلى أبي عبد الله: يقول لك الأمير، إن أمير المؤمنين قد ذكرك، فلا يجتمعنَّ إليك أحد، ولا تساكنّي بأرضٍ ولا مدينةٍ أنا فيها، فاذهب حيث شئت من أرض الله. فاختفى أبو عبد الله بقية حياة الواثق، وكانت تلك الفتنة وقتل أحمد بن نصر. فلم يزل أبو عبد الله مختفيا في غير منزله في القرب، ثم عاد إلى منزله بعد أشهر أو سنة لما طفيء خبره، ولم يزل في البيت مختفيا لا يخرج إلى الصلاة ولا غيرها حتى هلك الواثق. وعن إبراهيم بن هانيء قال: اختفى أحمد بن حنبل عندي ثلاثة أيام،

ثم قال: اطلب لي موضعاً، قلت: لا آمن عليك، قال: افعل، فإذا فعلت أفدتك، فطلبت له موضعًا فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار ثلاثة أيام ثم تحول (¬1). قلت: أنا أتعجب من الحافظ أبي القاسم (¬2)، كيف لم يسق المحنة ولا شيئًا منها في تاريخ دمشق، مع فرط استقصائه، ومع صحة أسانيدها!! ولعل له نية في تركها (¬3). ¬

_ (¬1) زاد ابن الجوزي 350 بقية كلام الإمام أحمد: "وليس ينبغي أن تتبع سنة رسول الله في الرخاء وتترك في الشدة". وهي حكمة بالغة من الإمام، ليت الناس فهموها وعملوا بها. (¬2) يريد الحافظ ابن عساكر، مؤلف تاريخ دمشق. (¬3) ساق ابن الجوزي 350 - 352 وابن كثير 10 - 321 سبب ترك الواثق للمحنة، المعنى واحد واللفظ لابن كثير، قال: "وذكر عن محمد المهتدي بن الواثق: أن شيخًا دخل يوماً على الواثق، فسلم فلم يردّ عليه الواثق، بل قال: لا سلم الله عليك! فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك معلمك، قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فلا حييتنى بأحسن منها ولا رددتها! فقال ابن أبى دؤاد: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم، فقال: ناظره، فقال ابن أبى دؤاد: ما تقول يا شيخ في القرآن؟ أمخلوق هو؟ فقال الشيخ: لم تنصفني، المسألة لي، فقال: قل، فقال: هذا الذي تقوله، علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو ماعلموه؟ فقال ابن أبي دؤاد: لم يعلموه؟ قال: فأنت علمت ما لم يعلموا؟! فخجل وسكت، ثم قال. أقلنى، بل علموه، قال: فلم لا دعوا الناس إليه كما دعوتهم أنت؟ أما يسعك ما وسعهم؟ فخجل وسكت، وأمر الواثق له بجائزة نحو أربعمائة دينار، فلم يقبلها، قال المهتدي: فدخل أبى المنزل فاستلقى على ظهره، وجعل يكرر قول الشيخ على نفسه، ويقول: أما وسعك ما وسعهم؟! ثم أطلق الشيخ وأعطاه أربعمائة دينار ورده إلى بلاده، وسقط من عينيه ابن أبى دؤاد، ولم يمتحن بعده أحداً".

فصل في حال أبي عبد الله أيام المتوكل

فصل في حال أبي عبد الله أيام المتوكل قال حنبل: ولي جعفر المتوكل، فأظهر الله السنة، وفرّج عن الناس، وكان أبو عبد الله يحدثنا ويحدث أصحابه في أيام المتوكل، وسمعته يقول: ما كان الناس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا. ثم إن المتوكل ذكره وكتب إلى إسحق بن إبراهيم في إخراجه إليه، فجاء رسول إسحق إلى أبا عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع، فسأله أبي عما دعي له؟ فقال: قرأ عليّ كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العسكر، قال: وقال لي إسحق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن؟ فقلت: إن أمير المؤمنين قد نهى عن هذا! فقال: لا تعلم أحدًا أني سألتك! فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنَّتٍ؟ قال: بل مسألة مسترشد، فقلت له: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وقد نهى أمير المؤمنين عن هذا. وخرج إسحق إلى العسكر، وقدم ابنه محمد خليفةً له ببغداد، ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتجمّل به وينفقه، وكانت عندي مائة درهم. فأتيت بها إلى أبي فذهب بها إليه، فأخذها وأصلح بها ما احتاج إليه واكترى منها، وخرج، ولم يلق محمد بن إسحق بن إبراهيم ولا سلم عليه، فكتب بذلك محمد إلى أبيه، فحقدها إسحق عليه، فقال للمتوكل: يا أمير المؤمنين، إن أحمد بن حنبل خرج من بغداد ولم يأت محمدًا مولاك، فقال المتوكل: يردّ ولو وطيء بساطي، وكان أبو عبد الله قد بلغ بصرى (¬1)، فوجه إليه رسولا يأمره بالرجوع، فرجع وامتنع من الحديث إلا لولده ولنا، وربما قرأ علينا في منزلنا. ¬

_ (¬1) بصرى المشهورة: بالشأم، وهذه بصرى أخرى، من قرى بغدادقرب عكبراء. انظر معجم البلدان.

ثم إن رافعًا رفع إلى المتوكل: إن أحمد بن حنبل ربص علويا في منزله، وإنه يريد أن يخرجه ويبايع عليه، ولم يكن عندنا علم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصيف، سمعنا الجلبة، ورأينا النيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعد في إزار، ومظفر بن الكلبي صاحب الخبر وجماعة معهم، فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: ورد على أمير المؤمنين أن عندك علويا ربصته لتبايع له وتظهره، في كلام طويل، ثم قال له مظفر: ماتقول! قال: ما أعرف من هذا شيئًا، وإني لأري له السمع والطاعة في عسري ويسري، ومنشطي، ومكرهي وأثرةٍ عليّ (¬1)، وإني لأدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار، في كلام كثير غير هذا، فقال ابن الكلبي: قد أمرني أمير المومنين أن أحلفك! قال: فأحلفه بالطلاق ثلاثًا: أن ما عنده طلبة أمير المؤمنين! قال: وفتشوا منزل أبي عبد الله، والسرب، والغرف، والسطوح، وفتشوا تابوت الكتب، وفتشوا النساء والمنازل، فلم يروا شيئًا، ولم يحسّوا بشئ، ورد الله الذين كفروا بغيظهم، فكتب بذلك إلى المتوكل، فوقع منه موقعًا حسنًا، وعلم أن أبا عبد الله مكذوب عليه، وكان الذي دسّ عليه رجل من أهل البدع، ولم يمت حتى بين الله أمره للمسلمين، وهو ابن الثلجي (¬2). فلما كان بعد أيام بينا نحن جلوس بباب الدار إذا يعقوب أحد حجاب ¬

_ (¬1) يشير إلى حديث عباة بن الصامت في صحيح مسلم 2: 86: "بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم". وسيأتي في المسند بروايات أخر "ج5 ص 314، 316، 319، 331 ح ". (¬2) هو محمد بن شجاع أبو عبد الله بن الثلجي الفقيه، قال ابن عدي:"كان يضع الحديث في التشبيه، ينسبها إلي أصحاب الحديث، يسابهم بذلك"! وقال الأزدي: "كذاب، لا تحل الرواية=

المتوكل قد جاء، فاستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا ومع بعض غلمانه بدرة على بغل، ومعه كتاب المتوكل، فقرأه على أبي عبد الله: إنه صح عند أمير المؤمنين براءة ساحتك، وقد وجه إليك بهذا المال تستعين به، فأبى أن يقبله، فقال: مالي إليه حاجة فقال: يا أبا عبد الله، اقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به، فإن هذا خير لك عنده، فاقبل ولا ترده، فإنك إن رددته خفت أن يظن بك سوءاً، فحينئذ قبلها، فلما خرج قال: يا أبا علي، قلت: لبيك، قال: ارفع هذه الإيجانة وضعها، يعني البدرة، تحتها، فوضعتها وخرجنا، فلما كان من الليل إذا أم ولد أبي عبد الله تدقّ علينا الحائط، فقلت لها: مالك؟ قالت: مولاي يدعو عمّه، فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف الليل، فقال: يا عمّ، ما أخذني النوم هذه الليلة، فقال له أبي: ولم؟ قال: لهذا المال، وجعل يتوجّع لأخذه، وجعل أبي يسكته ويسهّل عليه، فقال: حتى تصبح وترى فيه رأيك، فإن هذا ليل، والناس في منازلهم، فأمسك وخرجنا، فلما كان في السحر وجه إلى عبدوس ابن مالك والحسن بن البزّار فحضرا، وحضر جماعة، منهم هرون الحمَّال، وأحمد بن منيع، وابن الدورقي، وأنا، وأبي، وصالح, وعبد الله، فجعلنا نكتب من يذكرونه من أهل الستر والصلاح ببغداد والكوفة، فوجّه منها إلى أبي سعيد الأشجّ، والى أبي كريب، وإلى من ذكر من أهل العلم والسنة، ممن يعلمون أنه محتاج، ففرقها كلها، ما بين الخمسين إلى المائة والمائتين، فما بقى في الكيس درهم، تم تصدق بالكيس على مسكين. فلما كان بعد ذلك مات إسحق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي بغداد عبد الله بن إسحق، فجاء رسوله إلى أبي عبد الله، فذهب إليه، فقرأ عليه ¬

_ = عنه لسوء مذهبه وزيغه عن الدين". مات في ذي الحجة سنة 266. وله ترجمة في تاريخ بغداد 5: 350 - 352 والميزان 3: 71 - 72 والتهذيب 9: 220 - 221 والشذرات 2: 151.

كتاب المتوكل، فقال له: يأمرك بالخروج، فقال: أنا شيخ ضعيف عليل، فكتب عبد الله بما ردَّ عليه، فورد جواب الكتاب بأن أمير المؤمنين يأمره بالخروج، فوجه عبد الله جنوده فباتوا على بابنا أياماً، حتى تهيأ أبو عبد الله للخروج، فخرج وخرج صالح وعبد الله وأبي، زميلةً (¬1). قال صالح: كان حمل أبي إلى المتوكل سنة سبع وثلاثين ومائتين، ثم عاش إلى سنة إحدى وأربعين، فكان قلَّ يوم يمضي إلا ورسول المتوكل يأتيه. قال حنبل في حديثه: وقال أبي: ارجع، فرجعت، فأخبرني أبي قال: لما دخلنا إلى العسكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل، فلما حاذى بنا قالوا: هذا وصيف، وإذا فارس قد أقبل، فقال لأحمد: الأمير وصيف يقرئك السلام- ويقول لك: إن الله قد أمكنك من عدوك، يعني ابن أبي دؤاد، وأمير المؤمنين يقبل منك، فلا تدع شيئا إلا تكلمت به، فما ردَّ عليه أبو عبد الله شيئًا، وجعلت أنا أدعو لأمير المؤمنين، ودعوت لوصيف، ومضينا، فأنزلنا في دار التيَّاح، ولم يعلم أبو عبد الله، فسأل بعد ذلك: لمن هذه الدار؟ قالوا: هذه دار التيَّاح، فقال: حوَّلوني، اكتروا لي دارا، قالوا هذه دار أنزلكها أمير المؤمنين، قال: لا أبيت ها هنا، قال أبي: فلم نزل حتى اكترينا له داراً، وكانت تأتينا في كل يوم مائدة فيها ألوان يأمر بها المتوكل والفاكهة والثلج وغير ذلك، فما نظر إليها أبو عبد الله، ولا ذاق منها شيئاً، وكانت نفقة المائدة كل يوم مائةَ وعشرين درهمًا، وكان يحيى بن خاقان وابنه عبيد الله وعلي بن الجهم يأتون أبا عبد الله، ويختلفون إليه برسالة المتوكل، ودامت العلة بأبي عبد الله، وضعف ضعفًا شديداً، وكان يواصل، فمكث ثمانية أيام لا يأكل ولا يشرب، فلما كان في اليوم الثامن دخلت عليه، وقد كاد أن يطفأ، فقلت: ¬

_ (¬1) الزملة، بضم الزاي وسكون الميم: الرفقة. فالظاهر أن هذا تصغيرها.

يا أبا عبد الله، ابن الزبير كان يواصل سبعة أيام، وهذا لك اليوم ثمانية أيام، قال: إني مطيق، قلت: بحقي عليك؟ قال: فإني أفعل، فأتيته بسويق فشرب، ووجه إليه المتوكل- بمال عظيم فردّه، فقال له عبيد الله بن يحيى: فإن أمير المؤمنين يأمرك أن تدفعها إلى ولدك وأهلك، قال: هم مستغنون، فردها عليه، فأخذها عبيد الله فقسمها على ولده وأهله، ثم أجرى المتوكل على أهله وولده أربعة آلاف في كل شهر، فبعث إليه أبو عبد الله: إنهم في كفاية، وليست بهم حاجة، فبعث إليه المتوكل: إنما هذا لولدك، مالك ولهذا؟ فأمسك أبو عبد الله، فلم يزل يجري علينا حتى مات المتوكل. وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي في ذلك كلام كثير، وقال: يا عمّ، ما بقي من أعمارنا؟ كأنك بالأمر قد نزل بنا، فالله الله، فإن أولادنا إنما يريدون يتأكّلون بنا، وإنما هي أيام قلائل، لو كشف للعبد عما قد حجب عنه لعرف ما هو عليه من خير أو شر، صبر قليل، وثواب طويل، إنما هذه فتنة، قال أبي: فقلت: أرجو أن يؤمنك الله مما تحذر، قال: فكيف وأنتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم؟ لو تركتموها لتركوكم، وقال: ما ننتظر؟ إنما هو الموت، فإما إلى جنة، وإما إلى نار، فطوبى لمن قدم على خير، قال أبي: فقلت له: أليس قد أمرت ما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس أن تأخذه؟ قال: قد أخذت مرةً بلا إشراف نفس، فالثانية والثالثة! في بال نفسك ألم تستشرف؟ فقلت: ألم يأخذ ابن عمر وابن عباس؟ فقال. ما هذا وذاك!! وقال: لو أعلم أن هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظلم ولا حيف لم أبال. قال حنبل: فلما طالت علة أبي عبد الله كان المتوكل يبعث بابن ماسويه المتطبب، فيصف له الأدوية، فلا يتعالج، ويدخل المتطبب على المتوكل، فقال: يا أمير المؤمنين، أحمد ليست به علة في بدنه، إنما هو من قلة الطعام

والصيام والعبادة، فسكت المتوكل. وبلغ أم المتوكل خبر أبي عبد الله فقالت لابنها: أشتهى أن أرى هذا الرجل، فوجّه المتوكل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنة المعتزّ ويسلم عليه ويدعو له، ويجعله في حجره، فامتنع أبو عبد الله من ذلك، ثم أجاب رجاء أن يطلق وينحدر إلى بغداد. فوجّه إليه المتوكل خلفه، وأتوه بدابة يركبها إلى المعتزّ فامتنع، وكانت عليها ميثرة نمور، فقدم إليه بغل لرجل من التجار فركبه، وجلس المتوكل مع أمّه في مجلس من المكان، وعلى المجلس ستر رقيق، فدخل أبو عبد الله على المعتزّ، ونظر إليه المتوكل وأمه، فلما رأته قالت: يا بني، الله الله في هذا الرجل، فليس هذا ممن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فأذن فليذهب، فدخل أبو عبد الله على المعتزّ، فقال: السلام عليكم، وجلس ولم يسلم عليه بالإمرة، قال: فسمعت أبا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لما دخلت عليه وجلست قال مؤدب الصبيّ: أصلح الله الأمير، هذا الذي أمره أمير المؤمنين يؤدبك ويعلمك، فردّ عليه الغلام، وقال: إن علمني شيئًا تعلمته! قال أبو عبد الله: فعجبت من ذكائه وجوابه على صغره، وكان صغيرًا. قال: ودامت علة أبي عبد الله، وبلغ الخليفة ما هو فيه، وكلمه يحيى بن خاقان أيضًا، وأخبره أنه رجل لا يريد الدنيا، فأذن له في الانصراف، فجاء عبيد الله بن يحيى وقت العصر، فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وأمر أن تفرش لك حراقة تنحدر فيها (¬1)، فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زورقًا فأنحدر فيه الساعة، فطلبوا له زورقًا فانحدر فيه من ساعته. قال حنبل: فما علمنا بقدومه، حتى قيل لي: إنه قد وافى، فاستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزورق، فمشيت معه، فقال لي تقدم لا يراك ¬

_ (¬1) الحراقة بفتح الحاء وتشديد الراء: السفينة الخفيفة، وكانت هذه السفن بالبصرة.

الناس فيعرفوني، فتقدمت بين يديه حتى وصل إلى المنزل، فلما دخل ألقى نفسه على قفاه من التعب والعياء. وكان في حياته ربما استعار الشيء من منزلنا ومنزل ولده، فلما صار إلينا من مال السلطان ما صار، امتنع من ذلك، حتى لقد وصف له في علته قرعةٌ تشوى، ويوخذ ماؤها، فلما جاؤوا بالقرعة، قال بعض من حضر: اجعلوها في تنور، يعني في دار صالح، فإنهم قد خبزوا، فقال بيده" لا. ومثل هذا كثير. وقد ذكر صالح بن أحمد قصة خروج أبيه إلى العسكر ورجوعه وتفتيش بيوتهم على العلوي، ثم ورود يعقوب قرقرة ومعه العشرة الآلاف، وأن بعضها كان مائتي دينار، والباقي دراهم، قال: فجئت بإجانة خضراء فأكتبها على البدرة، فلما كان عند المغرب قال: يا صالح، خذ هذا صيره عندك، فصيرته عند رأسي فوق البيت، فلما كان سحر إذا هو ينادي: يا صالح، فقمت وصعدت إليه، فقال: مانمت، قلت: لم يا أبه؟ فجعل يبكي، وقال: سلمت من هؤلاء حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم، قد عزمت عليك أن تفرق هذا الشيء إذا أصبحت، فقلت: ذاك إليك، فلما أصبح جاءه الحسن بن البزَّار، فقال: جئني يا صالح بميزانٍ، وجهوا إلى أبناء المهاجرين والأنصار، ثم وجّه إلى فلان حتى يفرق في ناحيته، وإلى فلان، حتى فرقها كلها، ونحن في حالة الله بها عليم، فجاءني ابن لي فقال: يا أبه، أعطنى درهمًا، فأخرجت قطعةً فأعطيته، فكتب صاحب البريد: إنه تصدق بالدراهم في يومه حتى تصدق بالكيس، قال علي بن الجهم: فقلت: يا أمير المؤمنين، قد تصدق بها وعلم الناس أنه قد قبل منك، ما يصنع أحمد بالمال؟! وإنما قوته رغيف، قال: فقال لي: صدقت يا علي. قال صالح: ثم أخرج أبي ليلاً ومعنا حراس معهم النفاطات، فلما أصبح

وأضاء الفجر قال لي: يا صالح، معك دراهم؟ قلت: نعم، قال: أعطهم، فلما أصبحنا جعل يعقوب يسير معه، فقال له: يا أبا عبد الله، ابن الثلجي بلغني أنه كان يذكرك، فقال له: يا أبا يوسف، سل الله العافية، فقال له: يا أبا عبد الله، تريد أن نؤدي عنك رسالة إلى أمير المؤمنين؟ فسكت، فقال: إن عبد الله بن إسحق أخبرني أن الوابصيّ (¬1) قال له: إني أشهد عليه أنه قال: إن أحمد يعبد ماني! فقال: يا أبا يوسف، يكفي الله، فغضب يعقوب والتفت إلي فقال: ما رأيت أعجب مما نحن فيه، أسأله أن يطلق لي كلمةً أخبر أمير المؤمنين فلا يفعل!! قال: ووجّه يعقوب إلى المتوكل بما عمل، ودخلنا العسكر، وأبي منكس الرأس ورأسه مغطَّى، فقال له يعقوب: اكشف رأسك يا أبا عبد الله، فكشفه، ثم جاء وصيف يريد الدار، ووجَّه إليه بعد ما جاز بيحيى بن هرثمة فقال: يقرئك أمير- المؤمنين السلام، ويقول: الحمد لله الذي لم يشمّت بك أهل البدع، قد علمت ما كان من حال ابن أبي دؤاد، فينبغي أن تتكلم بما يجب لله، ومضى يحيى، وأنزل أبي دار إيتاخ، فجاء عليّ بن الجهم وقال: قد أمر لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان تلك التي فرّقها، وأمر أن لا يعلم شيخكم بذلك فيغتمَّ، ثم جاءه محمد بن معاوية فقال: إن أمير المؤمنين يكثر ذكرك، ويقول: يقيم ها هنا يحدّث، فقال: أنا ضعيف. ثم صار إليه يحيى بن خاقان فقال: يا أبا عبد الله، قد أمر أمير المؤمنين أن أصير إليك لتركب إلى ابنه أبي عبد الله، يعنى المعتز، ثم قال لي: قد أمرني أمير المؤمنين يجري عليك وعلى قراباتك أربعة آلاف درهم تفرقها عليهم، ثم عاد يحيى من الغد فقال: يا أبا عبد الله، تركب؟ قال: ذاك إليكم، ولبس ¬

_ (¬1) هو عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر، من ولد وابصة بن معبد، كان يتولى قضاء بغداد، مات سنة 249. له ترجمة في تاريخ بغداد 14: 52 - 53 والتهذيب 6:322 - 323.

إزاره وخفه، وكان خفه له عنده نحو من خمسة عشر عامًا، قد رقع برقاع عدة، فأشار يحيى أن يلبس قلنسوة، قلت: ماله قلنسوة، إلى أن قال: فدخل دار المعتز، وكان قاعدًا على دكان في الدار، فلما صعد الدكان قعد، فقال له يحيى: يا أبا عبد الله، إن أمير المؤمنين جاء بك ليسرَّ بقربك ويصير أبا عبد الله ابنه في حجرك، فأخبرني بعض الخدم أن المتوكل كان قاعدًا وراء ستر، فلما دخل أبي الدار قال لأمه: يا أمه، قد نارت الدار، ثم جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وذكر قصةً في إلباسه القميص والطيلسان والقلنسوة، وهو لا يحرك يده ثم انصرف. وكانوا قد تحدثوا أنه يخلع عليه سوادًا، فلما صار إلى الدار نزع الثياب، ثم جعل يبكي، فقال: سلمت من هؤلاء منذ ستين سنةً، حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم! ما أحسبني سلمت من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب علىّ نصحه من وقت تقع عيني عليه إلى أن أخرج من عنده؟! يا صالح، وجَّه بهذه الثياب إلى بغداد تباع ويتصدق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئًا، فوجهت بها إلى يعقوب بن بختان (¬1) فباعها وفرق ثمنها، وبقيت عندي القلنسوة. قال: ومكث خمسة عشر يومًا يفطر في كل ثلاث على ثمن سويق، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلةً على رغيف وليلة لا يفطر، وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدهليز لئلا يراها، فيأكل من حضر، فكان إذا أجهده الحرُّ بلَّ خرقةً فيضعها على صدره، وفى كل يوم يوجه إليه بابن ما سويه، فينظر إليه ويقول: يا أبا عبد الله، أنا أميل إليك والى أصحابك، وما علة إلا الضعف ¬

_ (¬1) هو يعقوب بن إسحاق بن بختان، نسب هنا إلى جده، وهو من أصحاب أحمد، وكان أحد الصالحين الثقات، له ترجمة في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 276 وتاريخ بغداد 14: 280.

وقلة الرّز (¬1). إلى أن قال: وجعل يعقوب وغياث يصيران إليه، ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دؤاد وفي ماله؟ فلا يجيب في ذلك بشيء، وجعل يعقوب ويحيى يخبراه (¬2) بما يحدث في أمر ابن أبي دؤاد في كل يوم، ثم أحدر إلى بغداد بعد ما أشهد عليه يبيع ضياعه. وكان ربما صار إليه يحيى بن خاقان وهو يصلي، فيجلس في الدهليز حتى يفرغ. وأمر المتوكل أن يشترى لنا دار، فقال: يا صالح! قلت: لبيك، قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكوننَّ القطيعة بيني وبينكم، إنما يريدون أن يصيروا هذا البلد لي مأوى ومسكناً، فلم نزل ندفع شراء الدار حتى اندفع. وجعلت رسل المتوكل تأتيه يسألونه عن خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هو ضعيف، وفى خلال ذلك يقولون: يا أبا عبد الله، لا بد من أن يراك، وجاءه يعقوب فقال: يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول: انظر يومًا تصير فيه أي يوم هو حتى أعرفه؟ فقال: ذاك إليكم، فقال: يوم الأربعاء يوم خالي، وخرج يعقوب، فلما كان من الغد جاء فقال: البشرى يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السواد والركوب إلى ولاة العهود وإلى الدار، فإن شئت فالبس القطن، وإن شئت فالبس الصوف، فجعل يحمد الله على ذلك. ثم قال يعقوب: إن لي ابناً وأنا به معجب، وإن له من قلبي موقعًا، فأحبُّ أن تحدّثه بأحاديث، فسكت، فلما خرج قال: أتراه لا يرى ما أنا فيه! وكان يختم من جمعة إلى جمعة، وإذا ختم دعا، فيدعو ونؤمن، فلما ¬

_ (¬1) الزر، بكسر الراء وتشديد الزاي: غمز الحدث وحركته في البطن للخروج حتى يحتاج صاحبه إلى دخول الخلاء. (¬2) كذا في الأصل، وله وجه.

كان غداة الجمعة وجّه إلي وإلى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نؤمن، فلما فرغ جعل يقول: أستخير الله، مرات، فجعلت أقول: ما يريد، ثم قال: إني أعطي الله عهدًا إن عهده كان مسؤولأ، وقال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} أني لا أحدث حديث تمام أبدًا حتى ألقى الله، ولا أستثني منكم أحدًا، فخرجنا وجاء عليّ بن الجهم فأخبرناه، فقال: إنا لله وانا إليه راجعون، وأخبر المتوكل بذلك، وقال: إنما يريدون أحدّث ويكون هذا البلد حبسي، وإنما كان سبب الذين أقاموا بهذا البلد لما أعطوا فقبلوا وأمروا فحدّثوا. وجعل أبي يقول: والله لقد تمنيت الموت في الأمر الذي كان، وإني لأتمنى الموت في هذا، وذلك أن هذا فتنة الدنيا، وذلك كان فتنة الدين، ثم جعل يضم أصابع يده ويقول: لو كانت نفسى في يدي لأرسلتها، ثم يفتح أصابعه. وكان المتوكل يوجه في كل وقت يسأله عن حاله. وكان في خلال ذلك يأمر لنا بالمال، ويقول: يوصل إليهم ولا يعلم شيخهم فيغتمّ، ما يريد منهم؟ إن كان هو لا يريد الدنيا فلم يمنعهم؟! وقالوا للمتوكل: إنه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرم الذي تشرب! فقال لهم: لو نشر المعتصم، وقال فيه شيئًا لم أقبل منه. قال صالح: ثم انحدرت إلى بغداد، وخلفت عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدم وجاء بثيابي التي كانت عنده، فقلت: ما جاء بك؟ فقال: قال لي انحدر، وقل لصالح: لا تخرج فأنتم كنتم آفتي، والله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أخرجت واحدًا منكم معي، لولاكم لمن كانت توضع هذه المائدة؟ ولمن كانت تفرش هذه الفرش، وتجري الأمراء؟! فكتبت إليه أعلمه ما قال لي عبد الله، فكتب إلي بخطه: " أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحذور، الذي حملنى على الكتاب إليك الذي قلت لعبد الله لا

يأتيني منكم أحد رجاء أن ينقطع ذكري ويخمد، إذا كنتم ها هنا فشا ذكري، وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن إلا خير، فإن أقمت فلم تأتني أنت ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل في نفسك إلا خيرًا، والسلام عليك ورحمة الله". قال: ولما خرجنا من العسكر رفعت المائدة والفرش، وكل ما أقيم لنا، ثم ذكر صالح كتاب وصيته. ثم قال: وبعث إليه المتوكل بألف دينارليقسمها، فجاء علي بن الجهم في جوف الليل، فأخبره بأنه يهيء له حرّاقة ينحدر فيها، ثم جاء عبيد الله ومعه ألف دينار، فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وقد أمر لك بهذه، فقال: قد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره، فردها وقال: أنا رقيق على البرد والظهر، أرفق بي فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بن عبد الله في بره وتعاهده، فقدم علينا. ثم قال بعد قليل: يا صالح، قلت: لبيك، قال: أحب أن تدع هذا الرزق، فإنما تأخذونه بسببي، فسكت، فقال: مالك؟ قلت: أكره أن أعطيك شيئاً بلساني وأخالف إلى غيره، وليس في القوم أكثر عيالاً مني ولا أعذر، وقد كنت أشكو إليك، وتقول أمرك منعقد بأمري، ولعل الله أن يحل عني هذه العقدة، وقد كنت تدعو لي، فأرجو أن يكون الله قد استجاب لك، فقال: والله لا تفعل، فقلت: لا، فقال: لم؟ فعل الله بك وفعل! ثم ذكر قصةً في دخول عبد الله عليه وقوله له وجوابه له، ثم دخول عمه عليه وإنكاره للأخذ، إلى أن قال: فهجرنا، وسد الأبواب بيننا وبينه، وتحامى منازلنا أنْ يدخل منا إلى منزله شيء، ثم أخبر بأخذ عمه، فقال: نافقتني وكذبتني، ثم هجره، وترك الصلاة في المسجد وخرج إلى مسجد خارج نصلي فيه.

ثم ذكر قصةً في دعاءه صالحًا ومعاتبته في ذلك، ثم في كتبته إلى يحيى بن خاقان ليترك معونة أولاده، وبلوغ الخبر إلى المتوكل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم في عشرة أشهر، وهو أربعون ألف درهم، إليهم، وأنه أخبر بذلك، فسكت قليلاً، وضرب بذقنه على صدره، ثم رفع رأسه، فقال: ما حيلتي أن أردت أمرًا وأراد الله أمراً. قال أبو الفضل صالح: وكان رسول المتوكل يأتي أبي يبلغه السلام ويسأله عن حاله، فتأخذه نفضة حتى ندثره، ثم يقول: والله لو أن نفسي في يدي لأرسلتها. وجاء رسول المتوكل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من الناس سلمت، رفع رجل إليَّ أن علوياً قدم من خراسان، وأنك وجهت إليه من يلقاه، وقد حبست الرجل وأردت ضربه، فكرهت أن تغتم فمر فيه، قال: هذا باطل، يخلى سبيله. ثم ذكر قصةً في قدوم المتوكل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثم في مجيء يحيى بن خاقان من عند المتوكل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار فيفرقها، وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كل ما أكره، وفى توجيه محمد بن عبد الله بن طاهر إليه ليحضره، وامتناعه من حضوره، وقوله: أنا رجل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره. قال: وكان قد أدمن الصوم لما قدم، وجعل لا يأكل الدسم، وكان قبل ذلك يشترى له الشحم بدرهم فيأكل منه شهرًا!! فترك أكل الشحم وأدمن الصوم والعمل، فتوهمت أنه قد كان جعل على نفسه إن سلم يفعل ذلك. وقال الخلال أبو بكر: حدثني محمد بن الحسين أن أبا بكر المرّوذي

حدثهم: كان أبو عبد الله بالعسكر يقول: انظر هل تجد لي ماء الباقلا؟ فكنت ربما بللت خبزةً بالماء فيأكلها بالملح، وربما أنه منذ دخلنا العسكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبيخاً ولا دسماً. وعن المروذي قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هو قاعد، فقال: هو ذا يدار بي من الجوع، فأطعمني شيئاً، فجئته بأقلَّ من رغيف فأكله، قال: لولا أني أخاف العون على نفسي ما أكلت: وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضعف من الجوع، وحتى إن كنت لأبلُّ الخرقة فيلفها على وجهه، لترجع إليه نفسه، حتى أوصى من الضعف من غيرمرض، فسمعته يقول عند وصيته، ونحن بالعسكر، وأشهد على وصيته: "هذا ما أوصى به أحمد بن محمد، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله"، وذكر ما يأتي: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يومًا، ما ذاق شيئًا إلا مقدار ربع سويق، ورأيت ما في عينيه قد دخلا في حدقتيه. وقال صالح بن أحمد: وأوصى أبي بالعسكر هذه الوصية: "بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكْ له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في العابدين، ويحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وأوصي أني رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا، وأوصي أن لعبد الله بن محمد المعروف بفوارن عليّ نحواً من خمسين دينارًا، وهو مصدّق فيما قال، فيقضى ماله عليّ من غلة الدار إن شاء الله تعالى، فإذا استوفى أعطي ولد

صالح وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل، كل ذكر وأنثى عشرة دراهم، بعد وفاء مال أبي محمد، شهد أبو يوسف وصالح وعبد الله ابنا أحمد". أنبئت عمن سمع أبا علي الحداد أخبرنا أبو نعيم فما الحلية (¬1) حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كتب عبيد الله ابن يحيى إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أمرني أن أكتب إليك أسألك عن أمر القرآن، لا مسألة امتحان، ولكن مسألة معرفة وتبصرة. فأملى علي أبي رحمه الله إلى عبيد الله بن يحيى، وحدي ما معي أحد: " بسم الله الرحمن الرحيم، أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته. قد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين بأمر القرآن، بما حضرني، وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين، فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين، فنفى الله بأمير المؤمنين كلّ بدعة، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس (¬2) , فصرف الله ذلك كله، وذهب به بأمير المؤمنين، ووقع ذلك من المسلمين موقعًا عظيمًا، ودعوا الله لأمير المؤمنين، [وأسأل الله أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء، وأن يتم ذلك لأمير المؤمنين (¬3)]، وأن يزيد في نيته، وأن يعينه على ما هو عليه، فقد ذكر عن عبد الله بن عباس أنه قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم، وذكر ¬

_ (¬1) هي بنصها في الحلية لأبي نعيم 9: 216 - 219، ورواها ابن الجوزي في مناقب أحمد 377 - 379 بإسناده لأبي نعيم، ولكنه اختصرها، ولم يسق نصها كاملا. (¬2) فى الحلية "وضيق المجالس" وما هنا موافق لابن الجوزي. (¬3) الزيادة من الحلية وابن الجوزي، وهي مهمة لتمام الكلام.

عن عبد الله بن عمرو أن نفرًا كانوا جلوسًا بباب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا؟ فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج كأنما فقئ في وجهه حبُّ الرمان، فقال: بهذا أمرتم، أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما ها هنا في شيء، انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه. وروي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مراء في القرآن كفر. وروي عن أبي جهم، رجل من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي قال: لا تماروا في القرآن، فإن مراءً فيه كفر. وقال ابن عباس: قدم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا، فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة، قال: فزبرني عمر، وقال: مَهْ، فانطلقت إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي فخلا بي، فقال: ما الذي كرهت؟ قلت: يا أمير المؤمنين، متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقَّوا (¬1)، ومتى ما يحتقّوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا، قال: لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها. وروي عن جابر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي. وروي عن جبير بن نفير قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه؟ يعنى القرآن. وروي عن ابن مسعود أنه قال: جردوا القرآن ولا تكتبوا فيه شيئًا إلا كلام الله عز وجل. وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن هذا القرآن كلام الله، فضعوه مواضعه. وقال رجل للحسن البصري: يا أبا ¬

_ (¬1) يحتقوا: يقول كل منهم: الحق في يدي ومعي

سعيد، إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته كدت أن آيس (¬1) وينقطع رجائي، فقال: إن القرآن كلام الله، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير، فاعمل وأبشر. وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جارًا لخبّاب، وهو من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدي، فقال: يا هناه، تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه. وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما حمل أهل الأهواء على هذا؟ قال: الخصومات. وقال معاوية بن قرَّة، وكان أبوه ممن أتى النبى - صلى الله عليه وسلم: إياكم وهذه الخصومات، فإنها تحبط الأعمال. وقال أبو قلابة، وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تجالسوا أهل الأهواء، أو قال: أصحاب الخصومات، فإنه لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون. ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين، فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث؟ قال: لا، قال: فنقرأ عليك آية؟ قال: لا، لتقومانّ عني أو لأقومنَّه، فقاما، فقال بعض القوم: يا أبا بكر، وما عليك أن يقرأي (¬2) عليك آية؟ قال: إني خشيت أن يقرآ عليّ آية فيحرفانها، فيقرّ ذلك في قلبي، ولو أعلم أني أكون مثلي الساعة لتركتهما. وقال رجل من أهل البدع لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة؟ فولَّى وهو يقول بيده: ولا نصف كلمة. وقال ابن طاوس لابنٍ له يكلمه رجل من أهل البدع: يابني، أدخل أصبعيك في أذنيك، حتى لا تسمع ما يقول، ثم قال: اشدد اشدد. وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضً (¬3) للخصومات ¬

_ (¬1) في اللسان: "قال الجوهري: أيست منه آيس يأسَا. لغة في يئست منه أيأس يأسًا، ومصدرهما واحد". ونقل أيضًا عن ابن سيدة قال: "أيست من الشيء مقلوب عن يئست، وليس بلغة فيه". (¬2) كذا في الأصل. وفى الحلية "أن يقرآ". (¬3) كذا بالأصل، رسم المنصوب المنون بغير ألف كرسم المرفوع، وهو جائز، انظر أمثلة لذلك في=

أكثر التنقّل. وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم. وكان الحسن رحمه الله يقول: شرّ داء خالط قلبًا، يعني الأهواء. وقال حذيفة بن اليمان: اتقوا الله وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقًا بعيدا، ولئن تركتموه يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيدً، أو قال: مبيناً. قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين، لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} وقال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} فأخبر بالخلق، ثم قال (والأمر)، فأخبر أن الأمر غير الخلق. وقال عز وجل: ({الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} فأخبر أن القرآن من علمه. وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}. وقال: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} فالقرآن من علم الله، وفى هذه الآيات دليل على أن الذي جاءه هو القرآن، لقوله {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} وقد روي عن غير واحد ممن مضى من سلفنا أنهم كانوا يقولون: "القرآن كلام الله غير مخلوق، وهو الذي أذهب إليه، لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من هذا، إلا ما ¬

_ = رسالة الشافعي بتحقيقنا وشرحنا، أشرنا إلى مواضعها هناك في صفحة 661 من فهارسها.

ذكر مرضه رحمه الله

كان في كتاب الله، أو في حديثٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو عن أصحابه، أو عن التابعين، فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود". قلت: رواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده، وأما غيرها من الرسائل المنسوبة إليه، كرسالة الإصطخري، ففيها نظر، والله أعلم. ذكر مرضه رحمه الله قال ابنه عبد الله: سمعت أبي يقول: استكملت سبعًا وسبعين سنةً. فحمَّ من ليلته ومات يوم العاشر. وقال صالح: لما كان في أول يوم من ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ومائتين حمَّ أبي ليلة الأربعاء، وبات وهو محموم، يتنفس تنفساً شديداً، وكنت قد عرفت علته، وكنت أمرضه إذا اعتل، فقلت له: يا أبت، على ما أفطرت البارحة؟ قال: على ماء باقلا، ثم أراد القيام فقال: خذ بيدي فأخذت بيده، فلما صار إلى الخلاء ضعفت رجلاه حتى توكأ عليّ، وكان يختلف إليه غير متطبّب، كلهم مسلمون، فوصف له متطبّب قرعةً تشوى ويسقى ماءها- وهذا يوم الثلاثاء فتوفي يوم الجمعة- فقال: يا صالح، قلت: لبيك، قال: لا تشوى في منزلك ولا في منزل أخيك، وصار الفتح بن سهل إلى الباب ليعوده، فحجبه، وأتى ابن علي بن الجعد فحجبه، وكثر الناس، فقال أي شيء ترى؟ قلت: تأذن لهم فيدعون لك، قال: أستخير الله تعالى، فجعلوا يدخلون عليه أفواجاً حتى تمتلىء الدار، فيسألونه ويدعون له، ثم يخرجون ويدخل فوج آخر، وكثر الناس، وامتلأ الشارع، وأغلقنا باب الزقاق، وجاء رجل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني لأرى الرجل يحيي شيئًا من السنة فأفرح به، [فدخل فجعل يدعو له، فجعل يقول: له ولجميع المسلمين، وجاء رجل فقال: تلطف لي بالإذن عليه، فإني قد

حضرت ضربه يوم الدار، وأريد أن أستحله، فقلت له، فأمسك، فلم أزل به حتى قال: أدخله، فأدخلته، فقام بين يديه وجعل يبكي، وقال: يا أبا عبد الله، أنا كنت ممن حضر ضربك يوم الدار وقد أتيتك، فإن أحببت القصاص فأنا بين يديك، وإن رأيت أن تحلنى فعلت، فقال: على أن لاتعود لمثل ذلك؟ قال: نعم، قال: فإني قد جعلتك في حل، فخرج يبكي، وبكى من حضر من الناس (¬1)]، وكان له في خريقةٍ قطيعاتٌ، فإذا أراد الشيء أعطينا من يشتري له، وقال لي يوم الثلاثاء: انظر، في خريقتي شيء، فنظرت فإذا فيها درهم، فقال: وجّه اقتض بعض السكان، فوجهت فأعطيت شيئًا، فقال: وجّه فاشتر تمراً وكفَّر عني كفارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم، أو نحو ذلك، فأخبرته، فقال: الحمد لله، وقال: اقرأ عليّ الوصية، فقرأتها عليه، فأقرها، وكنت أنام إلى جنبه، فإذا أراد حاجةً حركني فأناوله، وجعل يحرك لسانه، ولم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها، ولم يزل يصلي قائمًا أمسكه، فيركع ويسجد، وأرفعه في ركوعه، واجتمعت عليه أوجاع الحصر، وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتًا، فلما كان يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، لساعتين من النهار، توفي. وقال المرُّوذي: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من ربيع الأول، ومرض تسعة أيام، وكان ربما أذن للناس فيدخلون عليه أفواجًا، يسلمون عليه ويرد عليهم بيده، وتسامع الناس وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السلطان ببابه وبباب الزقاق الرابطة وأصحاب الأخبار، ثم أغلق باب الزقاق، فكان الناس في الشوارع والمساجد، حتى تعطل بعض الباعة، وحيل بينهم وبين البيع والشراء، وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه ¬

_ (¬1) الزيادة من ابن الجوزي 403.

ربما دخل من بعض الدور وطرر الحاكة (¬1)، وربما تسلق، وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب، وجاءه حاجبُ ابن طاهر فقال: إن الأمير يقرئك السلام، وهو يشتهي أن يراك، فقال: هذا مما أكره، وأمير المؤمنين أعفاني مما أكره، وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العسكر، والبرد تختلف كل يوم، وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه، وجعلوا يبكون عليه، وجاء قوم من القضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم، ودخل عليه شيخ فقال: اذكر وقوفك بين يدي الله، فشهق أبو عبد الله، وسالت الدموع على خديه، فلما كان قبل وفاته بيوم أو يومين قال: ادعوا لي الصبيان، بلسان ثقيل، فجعلوا ينضمون إليه، وجعل يشمهم ويمسح بيده على رؤوسهم، وعينه تدمع، [فقال له رجل: لا تغتم لهم يا أبا عبد الله، فأشار بيده، فظننا أن معناه أني لم أرد هذا المعنى، وكان يصلي قاعداً، ويصلي وهو مضطجع، لا يكاد يفتر، ويرفع يديه في إيماء الركوع (¬2)]، وأدخلت الطست تحته فرأيت بوله دماً عبيطاً ليس فيه بول، فقلت للطبيب، فقال: هذارجل قد فتت الحزن والغم جوفه، واشتدت عليه (¬3) يوم الخميس، ووضأته، فقال: خلل الأصابع، فلما كانت ليلة الجمعة ثقل، وقبض صدر النهار، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت، وامتلأت السكك والشوارع. وقال أبو بكر الخلال: أخبرني عصمة بن عصام حدثنا حنبل قال: أعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، والظاهر أنه يريد أطراف مصانعهم، فإن "طرة" كل شيء طرفه، وجمعها، "طرر" بضم الطاء وفتح الراء الأولى. وفى ابن الجوزي 404 "طرز" بالزاي في آخره ولم أجد لها وجهاً. (¬2) الزيادة من ابن الجوزي 406. (¬3) كذا بالأصل، يريد: اشتدت عليه علته. وفي ابن الجوزي 406: "واشتدت به العلة".

شعرات، فقال: هذه من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه، ففعل به ذلك عند موته. وقال حنبل: توفي يوم الجمعة في ربيع الأول. وقال مطين (¬1): في ثاني عشر ربيع الأول. وكذلك قال عبد الله بن أحمد وعباس الدُّوري. وقال البخاري: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خلتا من ربيع الأول، ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة (¬2) خلت من ربيع الأول. قلت: غلط ابن قانع وغيره فقالوا: في ربيع الآخر. فليعرف ذلك. وقال الخلال: حدثنا المرّوذي قال: أخرجت الجنازة بعد منصرف الناس من الجمعة. قلت: وقد روى الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أبو عامر حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر (¬3) ". وقال صالح: وجه ابن طاهر، يعني نائب بغداد، بحاجبه مظفر ومعه غلامين (¬4) معهما مناديل فيها ثياب وطيب، فقالوا: الأمير يقرئك السلام ¬

_ (¬1) "مطين" بضم الميم وفتح الطاء وتشديد الياء المفتوحة: لقب "محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الحافظ" انظر المشتبه للذهبي 488 وشرح القاموس 9: 270 وطبقات الحنابلة 217 وتذكرة الحفاظ 2: 210 - 211. (¬2) في الأصل "لاثني عشرة". (¬3) سيأتى في المسند برقم 6582. (¬4) كذا في الأصل "غلامين".

ويقول: قد فعلت- ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك، فقلت أقرئ الأمير السلام، وقل له: إن أمير المؤمنين قد كان أعفاه في حياته مما كان يكره، ولا أحب أن أتبعه بعد موته بما كان يكرهه في حياته، فعاد وقال: يكون شعاره، فأعدتُ عليه مثل ذلك. وقد كان غزلت له الجارية ثوبًا عشاريًا قوّم بثمانية وعشرين درهماً ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه فوران لفافةً أخرى (¬1)، فأدرجناه في ثلاث لفائف، واشترينا له حنوطًا، وفرغ من غسله، وكفنّاه، وحضر نحو مائة من بني هاشم ونحن نكفّنه، وجعلوا يقبلون جبهته حتى رفعناه على السرير. وقال عبد الله بن أحمد: صلى على أبي محمد بن عبد الله بن طاهر، غلبنا على الصلاة عليه، وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون في الدار. وقال صالح: وجه ابن طاهر: من يصلي عليه؟ قلت: أنا، فلما صرنا إلى الصحراء إذا ابن طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزّانا، ووضع السرير، فلما انتظرت هنيةً تقدمت وجعلت أسوّي صفوف الناس، فجاءني ابن طاهر، فقبض هذا على يدي، ومحمد بن نصر على (¬2) يدي، وقالوا: الأمير! فمانعتهم، فنحياني وصلَّى، ولم يعلم الناس بذلك، فلما كان من الغد علم الناس فجعلوا يجيؤون ويصلون على القبر، ومكث الناس ما شاء الله يأتون فيصلون على القبر. ¬

_ (¬1) كذا بالأصل، وفى ابن الجوزي 412 "وأخذنا من فوران لفافة أخرى" وهو الصواب. (¬2) كذا بالأصل، وهر غير واضح، ولعل فيه خطأ، وفى ابن الجوزي 414: "فجاءنى ابن طالوت ومحمد، فقبض هذا على يدي، وهذا على يدي".

وقال عبيد الله بن يحيى بن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بن عبد الله: طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه. وقال أبو بكر الخلال: سمعت عبد الوهاب الورّاق يقول: ما بلغنا أن جمعًا في الجاهلية والإسلام مثله، حتى بلغنا أن الموضع مسح وحرز على الصحيح، فإذا هو نحو من ألف ألف، وحزرنا على القبور نحوًا من ستين ألف امرأة، وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع والدروب، ينادون من أراد الوضوء. وروى عبد الله بن إسحق البغوي: أن بُنان بن أحمد القضباني أخبره أنه حضر جنازة أحمد، فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألف امرأة، ونظروا فيمن صلى العصر في مسجد الرصافة، فكانوا نيفًا وعشرين ألفًا. وقال موسى بن هرون الحافظ: يقال إن أحمد لما مات مُسحت الأمكنة المبسوطة التى وقف الناس للصلاة عليها، فحُذر مقادير الناس بالمساحة علي التقدير ستمائة ألف وأكثر، سوى ما كان في الأطراف والحوالي والسطوح والمواضع المتفرقة، أكثر من ألف ألف. وقال جعفر بن محمد بن الحسين النيسابوري: حدثني فتح بن الحجاج قال: سمعت في دار الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر: أن الأمير بعث عشرين رجلاً فحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل؟ فحزروا، فبلغوا ألف ألف وثمانين ألفاً، سوى من كان في السفن في الماء. ورواها حُشنام (¬1) بن سعد، فقال: بلغوا ألف ألف وثلاثمائة ألف. ¬

_ (¬1) في الأصل "خشنام بن سعيد" وصححناه من طبقات الحنابلة. وفي ابن الجوزي 416 "محمد بن خشنام بن سعد" والراجح أنه خطأ.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن المتوكل أمر أن يمسح الموضع الذي وقف عليه الناس، حيث صلي على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمس مائة. وقال البيهقي: بلغني عن البغوي، أن محمد بن عبد الله بن طاهر أمر أن تحزر الخلق الذي في جنازة أحمد، فاتفقوا على سبعمائة ألف. وقال أبو همام الوليد بن شجاع: حضرت جنازة شريك، وجنازة أبي بكربن عياش، ورأيت حضورالناس، فمارأيت جمعَاً قط شبيه هذا، يعني في جنازة أحمد. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حضرت جنازة أبي الفتح القواس مع الدارقطني، فلما نظر إلى الجمع قال: سمعت أبا سهل بن زياد، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز (¬1). وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبو بكر محمد بن العباس المكي، سمعت الوَرْكاني جار أحمد بن حنبل يقول: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف: المسلمين، واليهود، والنصارى، والمجوس. وأسلم يوم مات عشرون ألفَا من اليهود والنصارى والمجوس. وفي لفظ عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف. ¬

_ (¬1) قال الحافظ ابن كثير في التاريخ 10: 342. "وقد صدق الله قول أحمد في هذا، فإنه كان إمام السنة في زمانه، وعيون مخالفيه أحمد بن أبي دؤاد، وهو قاضي قضاة الدنيا، لم يحتفل أحد بموته، ولم يلتفت إليه، ولما مات ماشيعه إلا قليل من أعوان السلطان، وكذلك الحارث ابن أسد المحاسبى، مع زهده وورعه وتنقيره ومحاسبته نفسه في خطراته وحركاته، لم يصل عليه- إلا ثلاثة أو أربعة من الناس، وكذلك بشر بن غياث المريسي، لم يصل عليه إلا طائفة يسيرة جدًا، فلله الأمر من قبل ومن بعد".

وهي حكاية منكرة، لا أعلم رواها أحد إلا هذا الوركاني، ولا عنه إلا محمد بن العباس، تفرد بها ابن أبي حاتم. والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث في بغداد، ولا ينقله جماعة تنعقد هممهم ودواعيهم على نقل ما هو دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المروذي، ولا صالح بن أحمد، ولا عبد الله بن أحمد، ولا حنبل، الذين حكوا من أخبار أبي عبد الله جزئيات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها، فوالله لو أسلم يوم موته عشرة أنفس لكان عظيمًا، ولكان ينبغى أن يرويه نحو من عشرة أنفس. ولقد تركت كثيرًا من الحكايات: إما لضعفها، وإما لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها. ثم انكشف لي كذب الحكاية بأن أبا زُرعة قال: كان الوركاني، يعني محمد بن جعفر، جار أحمد بن حنبل، وكان يرضاه، وقال ابن سعد وعبد الله بن أحمد وموسى بن هرون: مات الوركاني في رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين (¬1). فظهر لك بهذا أنه مات قبل أحمد بدهرٍ! فكيف يحكى يوم جنازة أحمد رحمه الله؟!. قال صالح بن أحمد: جاء كتاب المتوكل بعد أيام من موت أبي إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكتب، فحملتها، وقلت: إنها لنا سماع، فتكون في أيدينا وتنسخ عندنا، فقال: أقول لأمير المؤمنين، فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد لله. وقد جمع مناقب أبي عبد الله غير واحد، منهم أبو بكر البيهقى في مجلد، ومنهم أبو إسماعيل الأنصاري في مجلدين، ومنهم أبو الفرج بن الجوزي في مجلد، والله تعالى يرضى عنه ويرحمه. ¬

_ (¬1) وكذلك أرخ وفاته الخطيب في تاريخ بغداد (2: 116 - 118) والسمعاني في الأنساب (ورقة 518 ب).

مصادر أخر لترجمة الإمام أحمد من الكتب المطبوعة

مصادر أخر لترجمة الإمام أحمد من الكتب المطبوعة التاريخ الكبير للبخاري ج1 قسم 2 ص 6 التاريخ الصغير للبخاري ص 244 الفهرست لابن النديم 320 حلية الأولياء لأبي نعيم 9/ 161 - 233 تاريخ بغداد للخطيب 4/ 412 - 423 (¬1) مختصر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي 3 - 11 مختصر تاريخ ابن عساكر 2/ 28 - 48 مناقب أحمد لابن الجوزي، مجلد خاص في 544 صفحة صفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 190 - 202 تاريخ ابن الأثير 7/ 28 وفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 20 - 21 تذكرة الحفاظ للذهبي2/ 17 - 18 طبقات الشافعية لابن السبكى1/ 199 - 221 تاريخ الحافظ ابن كثير10/ 325 - 343 طرح التثريب للعراقي 1/ 31 - 32 تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر1/ 72 - 76 ¬

_ (¬1) ذكر الخطيب أنه أفرد مناقب الإمام في كتاب خاص.

مصادر ترجمة عبد الله بن أحمد

النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2: 304 - 306 مفتاح السعادة لطاشكبري زادة 2: 39 - 48 (¬1) شذرات الذهب لابن العماد 2: 96 - 98 مصادر ترجمة عبد الله بن أحمد تاريخ بغداد للخطيب 9/ 375 - 376 مختصر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 131 - 134 المنتظم لابن الجوزي 3/ 39 - 40 تاريخ ابن الأثير 7/ 188 تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 212 - 214 تاريخ الحافظ ابن كثير 11/ 96 - 97 طرح التثريب للعراقي 1/ 63 - 64 النجوم الزاهرة 3/ 131 شذرات الذهب لابن العماد 2/ 203 - 204 مصادر ترجمة القطيعي تاريخ بغداد للخطيب4/ 73 - 74 مختصر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 292 - 293 المنتظم لابن الجوزي 7/ 92 - 93 ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي 1/ 41 ¬

_ (¬1) كلامه عن المحنة فقط.

تاريخ الحافظ ابن كثير11/ 293 طرح التثريب للعراقي1/ 26 - 27 لسان الميزان للحافظ ابن حجر1/ 145 - 146 النجوم الزاهرة 4/ 132 شذرات الذهب لابن العماد 3/ 65

تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي

تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي هو من أكبر كتب التاريخ، وأوثقها وأتقنها، ألفه رجل حافظ مدقق محقق ثقة. أثبت فيه تراجم أعلام الإسلام من السنة الأولى من الهجرة إلى آخر سنة 700 رتبه على سبعين طبقة، كل طبقة عشر سنين يذكر التراجم في كل طبقة على حروف المعجم، ويسهب فيها إسهاباً محبوباً، ترى مثاله في ترجمة الإمام أحمد التى تراها. ولا تقتصر تراجمه على صنف معين من الأعلام، ففيه أولاً سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي تكاد تكون مجلدًا وحدها، ثم الصحابة، ثم التابعون، وفيه تراجم المحدّثين، والفقهاء، والأدباء، والشعراء، والمؤرخين، وغيرهم، مما لا نستطيع استيعابه في هذه الكلمة. وهذا الكتاب إذا طبع لا أظنه يخرج في أقل من أربعين مجلداً كبارًا، بل يزيد. ونسخه الكاملة نادرة، أو هي غير موجودة فيما نعلم. وأكمل نسخة فيما علمت هي نسخة دار الكتب المصرية، وهي ملفقة من عدة نسخ، وينقصها بعض الطبقات. وقد كنت تتبعت الموجود منها في دار الكتب المصرية وفى غيرها من دور الكتب، مستعينًا بفهارس دور الكتب بالإستانة وأوربة، وبكتاب "بروكلمان" فوجدت أن من المستطاع جمع الكتاب كله إلا قليلاً، وأن هذا القليل من أواسطه، فقد نجد من مقتني الكتب في العالم الإسلامي وغيره من يرشد إلى ما نقص منه، إذا ما شرع في نشره. وقد ذيلَ عليه العلامة ابن قاضي شهبة المتوفى سنة 851، فابتدأ من حيث انتهى الحافظ الذهبي، ووجد من هذا الذيل مجلدان بالمكتبة الأهلية بباريس، وصل فيهما إلى الكلام على أثناء سنة 806، وهي مصوران بدار الكتب المصرية، وفى الجزء الأول نقص يسير.

فهذه ثمانون طبقة من طبقات أعلام الإسلام، وهي الطبقات التي كان فيها مجد الإسلام وعزه، وفيها أئمته وعظماؤه. وأما الحافظ الذهبي فإنه غني عن التعريف، واسمه "شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد عثمان بن قايماز، التركماني الفارقي الأصل، المعروف بالذهبى". ولد بدمشق سنة 673. قال تلميذه الحافظ الشريف أبو المحاسن محمد بن على الحسيني في "ذيل طبقات الحفاظ" ص 35 - 36: "ومصنفاته ومختصراته وتخريجاته تقارب المئة، وقد سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان، وكان أحد الأذكياء المعدودين، والحفاظ المبرزين". ومات الذهبى بدمشق ليلة الاثنين 3 ذي القعدة سنة 748 رحمه الله تعالى. ... والجزء من "تاريخ الإسلام" الذي نقلت منه هذه الترجمة، ترجمة الإمام أحمد، جزء قديم، فيه الطبقة الخامسة والعشرون، أي تراجم الذين توفوا من سنة 241 إلى سنة 250، وعدد أوراقه 105 ورقات، أي 210 صفحات، وأسطر الصفحة 23 سطرًا، عرض السطر نحو 12.5 سنتي. وترجمة الإمام فيه في 49.5 صفحة. وليس فيه تاريخ كتابته، والظاهر الراجح من النظرة الأولى أنه من خطوط القرن الثامن. وهو جيد الضبط والتصحيح، واضح القراءة، يدل على أن كاتبه ناسخ متقن، وعالم متمكن، نقله من خط المؤلف، ونص ما كتب في آخره: "آخر الطبقة الخامسة والعشرين من تاريخ الإسلام. وعلقه من خط مؤلفه الحافظ شمس الدين بن الذهبى رحمه الله، فقير رحمة الله تعالى

محمد بن إبراهيم بن محمد البسلي عفى الله عنه، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". وكلمة "البسلي" أثبتت هكذا دون إعجام، وأعجمه واضعوا فهرس دار الكتب المصرية (ج 5 ص 71 طبعة سنة 1348) دون تثبت، هكذا "البسيلي"! فذهبت أبحث لأتثبت، فوجدت في الضوء اللامع ترجمتين لرجلين: أحدهما "محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد النشيلي نزيل مكة" ذكر أنه ولد سنة 835 ببلدة "نشيل" من الغربية، ولم يذكر تاريخ وفاته (ج 6 ص 271 - 272). والآخر "محمد بن إبراهيم المقدسى الحنبلي ويعرف بالسبلي، بكسر المهملة ثم تحتانية بعدها لام" وذكر أنه كان "خازن كتب الضيائية" وأنه مات قريب سنة 860 (ج 6 ص 283) فظننت أنه أحدهما على تردد. ثم وجدت اليقين، وجدت في الضوء اللامع أيضًا (6: 277 - 279) ترجمة "محمد بن إبراهيم بن محمد، الدمشقى الأصل الشاعر الشهير الطاهري، ويعرف بالبدر البشتكي" وأنه ولد بجوار جامع بشتك "الناصري"، ونشأ بخانقاه "بشتك"، وكان أحد صوفيتها، فعرف بالنسبة إليها، وذكر أنه كان ذا جلادة على النسخ مع الإتقان والسرعة الزائدة، بحيث كان ينسخ في اليوم خمس كراريس فأكثر، وأنه كتب بخطه من المطولات والمختصرات لنفسه ولغيره ما لا يدخل تحت الحصر كثرة، "خصوصًا النهر لأبي حيان، وإعراب السمين، والكرماني، وتاريخ الإسلام للذهبي" إلى آخره، فأيقنت أنه هو، بعد النص على أنه كان ينسخ تاريخ الإسلام. ومن العجب حقّا أنه كان ينسخ في اليوم "خمس كراريس فاكثر"، ومن المعروف أن الكراس عشرون صفحة، أي أنه ينسخ في اليوم اكثر من

مائة صفحة. وها أنت ذا ترى أن ترجمة الإمام التي بين يديك كانت في نسخته في 49.5 صفحة، أي أنه ينسخ في اليوم الواحد أكثر من مثليها، مع الإتقان والضبط والدقة، ووضع علامات حمر في أوائل الكلام، فهذا عجب! والبشتكي هذا ولد في أحد الربيعين من سنة 748، أي في السنة التي مات فيها الحافظ الذهبي، وتوفي يوم الاثنين 23 جمادى الأولى سنة 830 - وله ترجمة أخرى مختصرة في شذرات الذهب 7: 195. رحمه الله تعالى وإيانا، وعفا عنا وعنه.

أصح الأسانيد

أصح الأسانيد لأئمة الحديث وحفاظه كلمات في أصح الأسانيد، فالإمام أحمد! واسحق بن راهويه- مثلاً- يذهبان إلى أن أصح الأسانيد بإطلاق: الزهري عن سالم عن أبيه. والبخاري يذهب إلى أن أصحها بإطلاق: مالك عن نافع عن ابن عمر، وهي الترجمة التي اشتهرت عند المحدثين بأنها "سلسلة الذهب". قال النووي في التقريب مع شرح السيوطي في التدريب (ص 19): "والمختار أنه لا يجزم في إسناد أنه أصح الأسانيد مطلقًا. لأن تفاوت مراتب الصحة مرتب على تمكن الإسناد من شروط الصحة، ويعز وجود أعلى درجات القبول في كل واحد واحد من رجال الإسناد الكائنين في ترجمة واحدة. ولهذا اضطرب من خاض في ذلك، إذ لم يكن عندهم استقراء تام، وانما رجح كل منهم بحسب ما قوي عنده، خصوصًا إسناد بلده، لكثرة اعتنائه به". فانتهى تحقيقهم إلى أنه ينبغي تقييد هذا الوصف بالبلد أو الصحابي. ونصوا على أسانيد كثيرة، بعضهم أطلق، وبعضهم قيد. قال الحاكم أبو عبد الله في كتاب (معرفة علوم الحديث): "وقد اختلف أئمة الحديث في أصح الأسانيد: فحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر، أصح أسانيد أبي هريرة: أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وسمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يحكي عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: أصح الأسانيد كلها: الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي.

وأخبرني خلف بن محمد البخاري حدثنا محمد بن حريث البخاري قال: سمعت عمرو بن على يقول: أصح الأسانيد: محمد بن سيرين عن عَبيدة عن عليّ. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بَطة الأصبهاني عن بعض شيوخه قال: سمعت سليمان بن داود يقول: أصح الأسانيد كلها: يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وسمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول: سمعت محمد بن سليمان الميداني يقول: سمعت إسحق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أصح الأسانيد كلها: الزهري عن سالم عن أبيه. حدثني الحسين بن علي الصيرفي قال: حدثني محمد بن حماد الدوري بحلب قال: أخبرني أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست قال: حدثنا حجاج بن الشاعر قال: اجتمع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني في جماعة معهم، اجتمعوا فذكروا أجود الأسانيد الجياد، فقال رجل منهم: أجود الأسانيد: شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر أخي أم سلمة عن أم سلمة. وقال علي بن المديني أجود الأسانيد: ابن عون عن محمد عن عبيدة عن عليّ. وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: أجود الأسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه، وقال يحيى: الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري؟ فقال: برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري، الزهري يرى العرض والإجازة، وكان يعمل لبني أمية، وذكر الأعمش فمدحه، قال: فقير صبور مجانب السلطان، وذكر علمه بالقرآن وورعه. قال الحاكم: فأقول وبالله التوفيق: إن هؤلاء الأئمة الحفاظ قد ذكر كلٌ ما أدى إليه اجتهاده في أصح الأسانيد، ولكل صحابي رواة من التابعين،

ولهم أتباع، وأكثرهم ثقات، فلا يمكن أن يقطع الحكم في أصح الأسانيد لصحابي واحد. فنقول وبالله التوفيق: إن أصح أسانيد أهل البيت: جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي، إذا كان الراوي عن جعفر ثقة. وأصح أسانيد الصديق: إسمعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر. وأصح أسانيد عمر: الزهري عن سالم عن أبيه عن جده. وأصح أسانيد المكثرين من الصحابة، لأبي هريرة، الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، ولعبد الله بن عمر: مالك عن نافع عن ابن عمر، ولعائشة: عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة. سمعت أبا بكر أحمد بن سلمان الفقيه يقول: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة: ترجمة مشبّكة بالذهب. ومن أصح الأسانيد أيضًا: محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب بن زهرة القرشي عن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي عن عائشة. وأصح أسانيد عبد الله بن مسعود: سفيان بن سعيد الثوري عن منصور ابن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس النخعي عن عبد الله بن مسعود. وأصح أسانيد أنسٍ: مالك بن أنس عن الزهري عن أنس. وأصح أسانيد المكيين: سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر. وأصح أسانيد اليمانيين: مَعْمَر عن همام بن منبه عن أبي هريرة.

سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت أبا حامد الشًرْقي يقول: سألت محمد بن يحيى فقلت: أي الإسنادين أصح: محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، أو معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة؟ فقال: إسناد محمد بن عمرو أشهر، وإسناد معمر أمتن. قال الحاكم: فقلت لأبي أحمد الحافظ: محمد بن يحيى إمام غير مدافَع إمامته، ولكني أقول: معمر بن راشد أثبت من محمد بن عمرو، وأبو سلمة أجلّ وأشرف وأثبت من همام بن منبه. فأعجبه هذا القول وقال فيه ما قال. قلنا: وأثبت إسناد المصريين: الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني. وأثبت إسناد الشاميين: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن حسان بن عطية عن الصحابة. وأثبت أسانيد الخراسانيين: الحسين بن واقدٍ عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه. ولعل قائلاً يقول: إن هذا الإسناد لم يُخرَّج منه في الصحيحين إلا حديثان؟ فيقال له: [ما]، وجدنا للخرسانيين أصح من هذا الإسناد. فكلهم ثقات وخراسانيون، وبريدة بن حصيب مدفون بمرو". انتهى كلام أبي عبد الله الحاكم في كتاب (معرفة علوم الحديث) ص 53 - 56 وهو أقدم نصٍ بيْن يديّ في كتب أئمة الحديث وحفاظه، فلذلك أثبتُّه بحروفه. ثم جاء الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي المتوفي سنة 806 فجمع أحاديث الأحكام المروية بأصح الأسانيد في ستة عشر ترجمة، واقتصر في إخراجها من الموطأ ومسند الإمام أحمد، واختصر

أسانيدها، تقريباً لابنه أبي زرعة، وتيسيراً عليه لحفظها، وسمى هذا الكتاب (تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد). قال في مقدمته: "ولما رأيت صعوبة حفظ الأسانيد في هذه الأعصار لطولها، وكان قصر أسانيد المتقدمين وسيلة لتسهيلها، رأيت أن أجمع أحاديث عديدة في تراجم محصورة، وتكون تلك التراجم فيما عُدَّ من أصح الأسانيد مذكورة، إما مطلقًا على قول من عمه، أو مقيداً بصحابي تلك الترجمة". ثم قال: "فما كان فيه من حديث نافع عن ابن عمر، ومن حديث الأعرج عن أبى هريرة، ومن حديث أنس، ومن حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة-: فأخبرني به محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي ومحمد بن محمد بن محمد القلانسي بقراءتي عليهما، قالا: أخبرنا يوسف بن يعقوب المشهدي وسيدة بنت موسى المارانية، قال يوسف أخبرنا الحسن بن محمد البكري، قال: أخبرنا المؤيد بن محمد الطوبسي (ح) وقالت سيدة: أنبأنا المؤيد، قال: أخبرنا هبة الله بن سهل، قال: أخبرنا سعيد بن محمد، قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد قال: حدثنا أبو مصعب أحمد ابن أبي بكر قال: حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر. ومالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. ومالك عن الزهريّ عن أنس. ومالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة. وما كان من غير هذه التراجم الأربعة فأخبرني به محمد بن إسماعيل

ابن إبراهيم الخباز بقراءتي عليه بدمشق في الرحلة الأولى، قال: أخبرنا المسلم بن مكي، قال: أخبرنا حنبل بن عبد الله قال: أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال: أخبرنا أحمد ابن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنى أبي أحمد ابن محمد بن حنبل. فما كان من حديث عمر بن الخطاب فقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر. وما كان من حديث سالم عن أبيه فقال أحمد: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه. وما كان من حديث علي بن أبي طالب فقال أحمد: حدثنا يزيد هو ابن هرون قال: أخبرنا هشام عن محمد عن عبيدة عن علي. وما كان من حديث عبد الله بن مسعود فقال أحمد: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. وما كان من حديث همام عن أبي هريرة فقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن همام عن أبي هريرة. وما كان من حديث سعيد عن أبي هريرة فقال أحمد: حدثنا سفيان ابن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة. وما كان من حديث أبي سلمة وحده عن أبي هريرة فقال أحمد: حدثنا حسن بن موسى قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن قال: حدثنا يحيى بن أبى كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وما كان من حديث جابر فقال أحمد: حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر. وما كان من حديث بريدة فقال أحمد: حدثنا زيد بن الحُبَاب قال:

حدثنى حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. وما كان منْ حديث عقْبة بن عامر فقال أحمد: حدثنا حجاج بن محمد قال: حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر. وما كان من حديث عروة عن عائشة فقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق عن معمرعن الزهري عن عروة عن عائشة. وما كان من حديث عبيد الله عن القاسم عن عائشة فقال أحمد: حدثنا يحيى هو ابن سعيد عن عبيد الله قال: سمعت القاسم يحدث عن عائشة". انتهى ما قاله الحافظ العراقي في أول التقريب. وقد شرحه هو وابنه أبو زرعة، في شرح نفيس حافل، اسمه (طرح التثريب). وقد طبع الكتابان في مصر. وقال السيوطي في تدريب الراوي 32 - 33: "جمع الحافظ أبو الفضل العراقي الأحاديث التي وقعت في المسند لأحمد والموطأ، بالتراجم الخمسة التي حكاها المصنف وهي المطلقة، وبالتراجم التي حكاها الحاكم، وهي المقيدة، ورتبها على أبواب الفقه، وسماها تقريب الأسانيد. قال شيخ الإسلام- يعني الحافظ ابن حجر العسقلانى تلميذ الحافظ العراقي-: وقد أخلى كثيرا من الأبواب لكونه لم يجد فيها بتلك الشرطية، وفاته أيضا جملة من الأحاديث على شرطه، لكونه تقيد بالكتابين، للغرض الذي أراده، من كون الأحاديث المذكورة تصير متصلة الأسانيد مع الاختصار البالغ. قال: ولو قدر أن يتفرغ عارف لجمع الأحاديث الواردة بجميع التراجم المذكورة، من غير تقيد بكتاب، ويضم إليها التراجم المزيدة عليه، لجاءكتابا حافلا

حاويا لأصح الحديث". وقد تتبعت بأقصى وسعي ما قال علماء هذا الشأن وحملته العدول في أصح الأسانيد، إذ أن حكمهم أو حكم أحدهم في ترجمة من التراجم أنها أصح إسناد، أو من أصح الأسانيد، شهادة لها من عدل ثقة بأنها في الدرجة العليا من الصحة وإن تفاوتت درجاتها. وزدت عليها بعض التراجم: إما تفصيلا لمجمل، كما في أصح الأسانيد عن عمر: فإن أصح الأسانيد عن ابنه عبد الله تدخل في أصح الأسانيد عنه، إذا روى عنه ابنه عبد الله بن عمر. وكما في بعض الأسانيد التي يرويها مالك عن الزهري، فإنني زدت عليها رواية سفيان بن عيينة ورواية معمر عن الزهري، فإنهما ليس بأقل من مالك في الضبط والإتقان عن الزهري، ورتبت هذه التراجم على أسماء الصحابة على حروف المعجم. ومن شاء زيادة توثق وتثبت، وزيادة توسع وتفصيل، فليرجع إلى المصادر الآتية: معرفة علوم الحديث للحاكم أبي عبد الله 53 - 56 الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي 397 - 399 علوم الحديث لابن الصلاح بشرح الحافظ العراقي 10 - 11 شرح العراقي على ألفيته في مصطلح الحديث1/ 16 - 38 شرح السخاوي على ألفية العراقي 8 - 10 تدريب الراوي شرح تقريب النواوي 19 - 24 توجيه النظر إلى أصول الأثر لشيخنا الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله 214 - 215

شرحنا على ألفية السيوطي في مصطلح الحديث 4 - 9 شرحنا على اختصارعلوم الحديث للحافظ ابن كثير 7 - 11 وها هي ذي التراجم التي جمعناها، وسنفرقها أيضا في مواضعها عند البدء في مسند كل صحابي ممن ذكر فيها، إن شاء الله:

1 - أنس بن مالك: مالك عن الزهري عن أنس 2 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس 3 - معمر عن الزهري عن أنس 4 - حماد بن زيد عن ثابت عن أنس 5 - حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس 6 - شعبة عن قتادة عن أنس 7 - هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس 8 - بريدة: الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه 9 - أبو بكر الصديق: إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر 10 - جابر بن عبد الله: سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر 11 - أبو ذر الغفاري: سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر 12 - سعد بن أبي وقاص: علي بن الحسين بن علي عن سعيد بن المسيب 13 - أم سلمة أم المؤمنين: عن سعد بن أبي وقاص. شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر 14 - عائشة أم المؤمنين: أخي أم سلمة عن أم سلمة: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة 15 - هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة 16 - أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة 17 - سفيان الثوري عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن

18 - يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمربن حفص عن القاسم بن محمد عن عائشة 19 - مالك عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة 20 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة 21 - معمرعن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة 22 - عبد الله بن عباس: مالك عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس 23 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس 24 - معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس 25 - عبد الله بن عمر: مالك عن نافع عن ابن عمر 26 - مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه 27 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه 28 - معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه 29 - حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر 30 - يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر 31 - عبد الله بن عمرو بن العاصي: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده 32 - عبد الله بن مسعود: الأعمش عن إبراهيم بن يزيد عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود

33 - سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد عن علقمة عن ابن مسعود 34 - عقبة بن عامر: الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر 35 - على بن أبي طالب: أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن على 36 - عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي 37 - هشام الدستوائي عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي 38 - مالك عن الزهري عن على بن الحسين عن أبيه عن علي 39 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي 40 - معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي 41 - جعفربن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي 42 - الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي 43 - يحيى القطان عن سفيان الثوري عن سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمى عن الحرث بن سويد عن علي

44 - عمر بن الخطاب: مالك عن نافع عن ابن عمرعن عمر 45 - مالك عن الزهري عن السائب بن يزيد عن عمر 46 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن السائب بن يزيد عن عمر 47 - معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد عن عمر 48 - مالك عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر 49 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر 50 - معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر 51 - مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه عن جده 52 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه عن جده 53 - معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن جده حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر 55 - يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر 56 - أبو موسى الأشعري: شعبة عن عمرو بن مرة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري 57 - أبو هريرة: يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة

58 - مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة 59 - سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة 60 - معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة 61 - مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 62 - حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة 63 - إسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي هريرة 64 - معمر بن همام بن منبه عن أبي هريرة 65 - [ترجمة عامة] شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن شيوخه من الصحابة 66 - [ترجمة عامة] الأوزاعي عن حسان بن عطية عن شيوخه من الصحابة

وَهدُوا إلَى الطيّبِ مِن القَوْلِ وَهدوا إلَى صِرَاطِ الحَميدِ المسند

مسند العشرة المبشرين بالجنة

بسم الله الرحمن الرحيم (مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه *) أخبرنا ** الشيخ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد ابن الحصين الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع فأقر به قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي الواعظ، ويعرف بابن المذهب، قراءةً من أصل سماعه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن- عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، رضى الله تعالى عنهم، قال: حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد من كتابه قال: 1 - حدثنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد عن قيس قال: قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} إنا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه". 2 - حدثنا وكيع قال: حدثنا مِسْعرٌ وسفيان عن عثمان بن المغيرة

_ * أصح الأسانيد عن أبى بكر: إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن أبى بكر. ** الذي يقول "أخبرنا" إلخ هو حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي. وقد سبقت ترجمته في "طلائع الكتاب" في "المصعد الأحمد" ص 45 - 46. (1) إسناده صحيح، قيس هو ابن أبى حازم. (2) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. أسماء بن الحكم الفزاري: ثقة، وقد أطال الحافظ ابن حجر العسقلاني في التهذيب الكلام على هذا الحديث1/ 267 - 268 ونسبه لصحيح ابن خزيمة، وقال: "هذا الحديث جيد الإسناد". وأشار إليه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 1/ 55.

الثقفي عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن على قال: كنت إذا سمعت من رسول - صلى الله عليه وسلم - حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإن أبا بكر حدثنى، وصدق أبو بكر، أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من رجل يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء، قال مسعر: ويصلي، وقال سفيان: ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له. 3 - حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد يعني العنقزي قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازبٍ قال: اشترى أبو بكر من عازبٍ سرجًا بثلاثة عشر درهمًا، قال: فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى منزلي، فقال: لا، حتى تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت معه، قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا وليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصري هل أرى ظلا نأوي إليه، فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها، فإذا بقية ظلها، فسوَّيته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفرشت له فروةً، وقلت: اضطجع يا رسول الله، فاضطجع، ثم خرجت أنظر هل أرى أحداً من الطلب، فإذا أنا براعي غنم، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش، فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قال: قلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة منها، ثم أمرته

_ (3) إسناده صحيح، العنقزي، بفتح العين وسكون النون وفتح القاف ثم زاي، قال ابن حبان كان يبيع العنقز فنسب إليه، والعنقز: المرزبخوش، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبى إسحاق السبيعي، يروي عن جده. الكثبة من اللبن: القليل منه، وكل مجتمع من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلا فهو كثبة. الأجاجير: جمع إجَار، بكسر الهمزة وتشديد الجيم، وهو السطح الذي ليس حواليه مايرد الساقط عنه.

فنفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقةٌ، فحلب لي كثبة من اللبن، فصببت، يعني الماء، على القدح حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافيته وقد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت، ثم قلت: هل أتى الرحيل؟ قال: فارتحلنا والقوم يطلبونا، فلم يدركنا أحدٌ منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول الله: هذا الطلب قد لحقنا، فقال: لا تحزن إن الله معنا، حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة، قال: قلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، وبكيت، قال: لم تبكي؟ قال: قلت: أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن أبكي عليك، قال: فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللهم اكفناه بما شئت، فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد، ووثب عنها وقال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجينى مما أنا فيه، فوالله لأعمَّينَّ على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهمًا فإنك ستمرُّ بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حاجة لي فيها، قال: ودعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نأطلق، فرجع إلى أصحابه،. ومضى رسول - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه حتى قدمنا المدينة، فتلقاه الناس فخرجوا في الطريق وعلى الأجاجير، فاشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون: الله أكبر، جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جاء محمد، قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنزل الليلة على بنى النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك"، فلما أصبح غدا حيث أمر. قال البراء بن عازب: أول من كان قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، ثم قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر، ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبًا، فقلنا: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: هو على أثري، ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر معه، قال البراء: ولم يقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قرأت سورًا من المفصل. قال

إسرائيل: وكان البراء من الأنصار من بني حارثة. 4 - حدثنا وكيع قال: قال إسرائيل: قال أبو إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن أبي بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه ببراءة لأهل مكة، لا يحجُ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدةٌ فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسوله، قال: فسار بها ثلاثًا، ثم قال لعليّ: "الحقه فرد عليّ أبا بكر وبلَّغها أنت"، قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر بكي، قال: يا رسول الله حدث فيّ شيء. قال: "ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرتُ أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني". 5 - حدثنا حمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن يزيد عن خمير عن سليم بن عامر عن أوسط قال: خطبنا أبو بكر فقال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي هذا عام الأوّل، وبكى أبو بكر، فقال أبو بكر: سلوا الله المعافاة، أو قال: العافية، فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية أو المعافاة، عليكم بالصدق، فإنه مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور، وهما في النار، ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا

_ (4) إسناده صحيح، زيد بن يثيع، بضم الياء التحتية وفتح الثاء المثلثة وبعدها تحتية ساكنة ثم عين مهملة: تابعي ثقة، ويقال في اسم أبيه "أثيع" أيضاً، بقلب الياء الأولى همزة، وسيأتي معناه مختصراً 594 عن سفيان عن أبي إسحاق عنه به. (5) إسناده صحيح، خمير، بضم الخاء المعجمة. أوسط: هو ابن إسماعيل بن أوسط البجلي، ذكر الحافظ في الإصابة والتهذيب أنه تابعي، مستنداً إلى ما روي عنه أنه قدم بعد وفاة رسول الله بعام. ولكن سيأتي برقم 17 أنه حدث عن أبي بكر "أنه سمعه حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" إلخ، فهذا يدل على أنه كان في المدينة وقت وفاة رسول الله، فيحتمل جداً أن يكون رآه قبيل وفاته - صلى الله عليه وسلم -، ولأوسط ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري1/ 2/ 64.

إخواناً كما أمركم الله تعالى. 6 - حدثنا عبد الرحمن بن مهديّ وأبو عامر قالا: حدثنا زهير يعنى ابن محمد عن عبد الله يعني ابن محمد بن عقيل عن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري عن أبيه رفاعة بن رافع قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، فبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سرّي عنه، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في هذا القيظ عام الأوّل: "سلوا الله العفو والعافية واليقين في الآخرة والأولى". 7 - حدثنا أبو كامل قال: حدثنا حماد يعني ابن سلمة عن ابن أبى عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "السواك مطهرة للفم، مرضاةٌ للربّ". 8 - حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا الليث قال: حدثنى يزيد بن

_ (6) إسناده صحيح، عبد الله بن محمد بن عقيل ثقة، لا حجة لمن تكلم فيه. معاذ بن رفاعة، ثقة. وأبوه رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان: صحابى شهد بدراً. (7) هذا الإسناد منقطع، فإن ابن أبى عتيق هو محمد بن عبد الله بن أبى عتيق محمد بن عبد الرحمن ابن أبى بكر. و"أبو عتيق" جده، وأما أبوه فهو عبد الله بن محمد، وهو يعرف أيضاً بابن أبي عتيق. وأبوه هذا ما أظنه أدرك أبا بكر، وإنما يروي عن عائشة وابن عمر وغيرهما، وكان امرءاً صالحاً فيه دعابة. وقد روى هو هذا الحديث أيضاً عن عائشة، أخرجه النسائى 1/ 5 من طريق يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة، وعبد الرحمن هذا هو أخو محمد الراوي هنا، كلاهما روى هذا الحديث عن أبيه، فذكر أحدهما أنه عن أبي بكر، والآخر أنه عن عائشة. وحديث عائشة صحيح لصحة إسناده إليها، ولعلها روته عن أبيها أبى بكر أيضاً، فرواه أحد الأخوين على وجه، والآخر على الوجه الآخر. (8) إسناده صحيح، أبو الخير هو مرثد بن عبد الله اليزني. ثم إن الإمام أحمد روى هذا الحديث=

أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر الصديق: أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم". وقال يونس: كبيرًا. حدثناه حسن الأشيب عن ابن لهيعة قال: قال: كبيراً. 9 - حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر، فقال لهم أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا نورث، ما تركنا صدقةٌ، إنما يأكل آل محمد في هذا المال، وإنما والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنعه فيه إلا صنعته. 10 - حدثنا أبو عبد الرحمن المقري قال: حدثنا حيوة بن شريح قال: سمعت عبد الملك بن الحرث يقول: إن أبا هريرة قال: سمعت أبا بكر الصديق على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم من عام الأول، ثم استعبر أبو بكر وبكى، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لم تؤتوا شيئاً بعد كلمة الإخلاص مثل العافية، فاسألوا الله العافية". 11 - حدثنا عفان قال: حدثنا همام قال: أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا

_ = عقبه بإسناد آخر لم يتمه، ولكنه ظاهر. فرواه عن حسن الأشيب عن ابن لهيعة. يعنى عن يزيد بن أبي حبيب إلخ. ووقع في ح "عن أبي وهو لهيعة"، خطأ. (9) إسناده صحيح. (10) إسناده صحيح، عبد الملك بن الحرث: هو عبد الملك بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام، نسب إلى جد أبيه. وانظر الحديث رقم 5. (11) إسناده صحيح.

بكر حدثه قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الغار، وقال مرة ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، قال فقال: "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما". 12 - حدثنا روح قال: حدثنا ابن أبي عروبة عن أبي التياح عن المغيرة بن سبيع عن عمرو بن حريث عن أبي بكر الصديق قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم الَمجَانُّ المُطْرَقة. 13 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدثنا صدقة بن موسى صاحب الدقيق عن فرقد عن مرّة بن شراحيل عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة بخيل ولا خبُّ ولا خائن ولا سّيء الملكة، وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله عز وجل وفيما بينهم وبين مواليهم". 14 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة [قال عبد الله: وسمعته

_ (12) إسناده صحيح، المغيرة بن سبيع: ثقة، ذكر الحافظ في التهذيب 10/ 26 أن له في سننْ الترمذي والنسائي وابن ماجة هذا الحديث الواحد. (13) إسناده ضعيف، صدقة بن موسى الدقيقي: لين الحديث ليس بالقوي، قال ابن حبان كان شيخاً صالحاً إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان إذا روى قلب الأخبار، حتى خرج عن حد الاحتجاج به، فرقد هو ابن يعقوب السبخي، وهو ضعيف، قال الإمام أحمد رجل صالح ليس بقوي في الحديث، لم يكن صاحب حديث، وقال أيضاً: "يروي عن مرة منكرات"، وأما أبو سعيد مولى بنى هاشم، واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري: فإنه ثقة، وثقه أحمد وابن معين والطبراني والبغوي والدارقطني وغيرهم. (14) إسناده صحيح، الوليد بن جميع هو الوليد بن عبد الله بن جميع، نسب إلى جده، وهو ثقة. أبو الطفيل هو عامر بن واثلة، من صغار الصحابة، وهوآخرهم موتاً، مات سنة 107 أو=

من عبد الله بن أبي شيبة]، قال: حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أهله؟ قال: فقال: لا، بل أهله، قالت: فأين سهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله عز وجل إذا أطعم نبيًا طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده"، فرأيت أن أرده على المسلمين، فقالت: فأنت وما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم. 15 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطلَقاني قال: حدثني النضر بن

_ = سنة 110، والحديث ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه 5/ 289 نقلاً عن المسند، ثم قال: "هكذا رواه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل به. ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة. ولعله روي بمعنى ما فهمه بعض الرواة، وفيهم من فيه تشيع، فليعلم ذلك، وأحسن ما فيه قولها: أنت وما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الصواب، وهو المظنون بها، واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها ودينها، رضي الله عنها، وكأنها سألته بعد هذا أن يجعل زوجها ناظراً على هذه الصدقة فلم يجبها إلى ذلك لما قدمناه، فتعتبت عليه بسبب ذلك، وهى امرأة من بنات آدم، تأسف كما يأسفن، وليست بواجبة العصمة، مع وجود نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومخالفة أبي بكر الصديق، رضي الله عنها، وقد روينا عن أبي بكر رضى الله عنه أنه ترضى فاطمة وتلاينها قبل موتها، فرضيت، رضى الله عنها". (15) إسناده صحيح، أبو نعامة: هو عمرو بن عيسي بن سويد، وهو ثقة، أبو هنيدة العدوي: قال ابن سعد: كان معروفاً قليل الحديث، والان العدوي هو والان بن بيهس أو ابن قرفة. قال في لسان الميزان روي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق حديث الشفاعة مطولا، قال الدارقطني في العلل ليس بمشهور، والحديث غير ثابت. كذا قال، وقد قال يحيى بن معين: بصري ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات أو أخرج حديثه في صحيحه، قلت: وكذا أخرجه أبو عوانة، وهو من زياداته على مسلم، أقول: وقد أشار البخاري إلى حديثه هذا في التاريخ الكبير4/ 2/ 185فذكره عن ابن المديني عن روح بن عبادة عن عمرو بن عيسى عن=

شميل المازني قال: حدثنا أبو نعامة قال: حدثنا أبو هنْيدة البراء بن نوفل عن والانَ العدوي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس، حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب، كل ذلك لا يتكلم، حتى صلى العشاء الأخرة، ثم قام إلى أهله، فقال الناس لأبي بكر: ألا تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شأنه؟ صنع اليوم شيئاً لم يصنعه قط، قال: فسأله، فقال: "نعم، عرض عليَّ ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة، فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد، ففزع الناس يذلك، حتى انطلقوا إلى آدم عليه السلام والعرق يكاد يُلجمهم، فقالوا: يا آدم أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله عز وجل، اشفع لنا إلى ربك، فقال: لقد لقيت مثل الذي لقيتم، انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم، إلى نوح، إن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالين، قال: فينطلقون إلى نوح عليه السلام، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ولم يدع على الأرض من الكافرين ديار،، فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى إبراهيم عليه السلام، فإن الله عزّ وجل اتخذه خليلاً، فينطلقون إلى إبراهيم، فيقول: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى موسى عليه السلام، فإن الله عزّ وجل كلمه تكليمًا، فيقول موسى عليه السلام: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم، فإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا

_ = البراء بن نوفل عن والان. ورواه أيضاً الدولابي في الكنى 2/ 155 - 156 من طريق النضر بن شميل عن أبي نعامة، وانظر حديث ابن عباس في نحو هذا المعنى 2546.

إلى سيد ولد آدم، فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، انطلقوا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فيشفع لكم إلى ربكم عزّ وجل، قال: فينطلق، فيأتي جبريل عليه السلام ربه، فيقول الله عزّ وجل: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فينطلق به جبريل فيخر ساجدًا قدر جمعة، ويقول الله عزوجل: ارفع رأسك يا محمد، وقل يسمع، واشفع تشفع، قال: فيرفع رأسه، فإذا نظر إلى ربه عزّ وجل خر ساجدًا قدر جمعة أخرى، فيقول الله عزّ وجل: ارفع رأسك وقل يسمع واشفِع تشفع، قال: فيذهب ليقع ساجداً، فيأخذ جبريل عليه السلام بضبعيه، فيفتح الله عزّ وجل عليه من الدعاء شيئاً لم يفتحه على بشر قط، فيقول: أي رب، خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، حتى إنه ليرد عليَّ الحوضَ أكثر مما بين صنعاء وأيلة، ثم يقال: ادعوا الصديقين فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الأنبياء، قال: فيجيء النبي ومعه العصابة، والنبي ومعه الخمسة والستة، والنبي وليس معه أحد. ثم يقال: ادعوا الشهداء، فيشفعون لمن أرادوا، وقال: فإذا فعلت الشهداء ذلك، قال: يقول الله عزّ وجل: أنا أرحم الراحمين، أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئاً، قال: فيدخلون الجنة، قال: ثم يقول الله عزّ وجل: انظروا في النار هل تلقون من أحدٍ عمل خيرًا قط؟ قال: فيجدون في النار رجلاً، فيقول له: هل عملت خيراً قط، فيقول: لا، غير أني كنت أسامح الناس في البيع والشراء، فيقول الله عز وجل: أسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي، ثم يخرجون من النار رجلاً فيقول له: هل عملت خيرَا قط؟ فيقول: لا، غير أني قد أمرت ولدي إذا مت فأحرقوني بالنار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي إلى البحر فاذروني في الريح، فو الله لا يقدر عليّ ربُّ العالمين أبداً! فقال الله عزّ وجل: لم فعلت ذلك؟ قال: من مخافتك، قال:

فيقول الله عر وجل: انظر إلى مُلْك أعظم مَلك، فإن لك مثلَه وعشرة أمثاله، قال: فيقول: لم تسخر بي وأنت اَلملك؟ قالَ: وذاك الذي ضحكت منه من الضحى". 16 - حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا زهير يعنى ابن معاوية قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: حدثنا قيس قال: قام أبو بكر فحمد الله عز وجل وأثنى عليه فقال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] وإلى آخر الآية، وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه". قال: وسمعت أبا بكر يقول: يا أيها الناس إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان. 17 - حدثنا هاشم قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني يزيد بن خمير قال سمعت سليم بن عامرٍ رجلا من حمْيَر يحدث عن. أوسط بن إسماعيل ابن أوسط البجلي يحدث عن أبي بكرَ أنه سمعه حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الأوَّل مقامي هذا، ثم بكى، ثم قال: "عليكم بالصدق، فإنه مع البرّ، وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت رجل بعد اليقين شيئاً خيرِا من المعافاقه"، ثم قال: "لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً".

_ (16) إسناده صحيح، وهو مطول الحديث رقم 1. (17) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث رقم 1 وانظر 10.

18 - حدثنا عفان قال: حدثنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله لأوْدِيَّ عن حميد بن عبد الرحمن قال: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر في طائفة من المدينة، قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال: فداك أبي وأمي، ما ْأطيبك حيا وميتًا، مات محمد - صلى الله عليه وسلم - ورب الكعبة، فذكر الحديث، قال: فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم، فتكلم أبو بكر ولم يترك شيئاً أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شأنهم إلا وذكره، وقال: لقد علمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار واديًا سلكتُ وادي الأنصار"، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وأنت قاعد: " قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم"، قال: فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء وأنتم الأمراء. 19 - حدثنا على بن عياش قال: حدثنا العطاف بن خالد قال: حدثني رجل من أهل البصرة عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه قال: سمعت أبي يذكر أن أباه سمع أبا بكر وهو يقول: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله العمل على ما فرغ منه أو على أمر مؤتنف؟ قال: "بل على أمر قد فرغ منه"، قال قلت: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال: "كل ميسر لما خلق له".

_ (18) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن حميد بن عبد الرحمن الحميري التابعي الثقة يروي عن أمثال أبي هريرة وأبي بكرة وابن عمر وابن عباس، وذكر ابن سعد أنه روى عن على بن أبي طالب: ولم يصرح هنا بمن حدثه هذا الحديث، وظاهر أنه لم يدرك وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحديث السقيفة وبيعة أبي بكر. (19) إسناده ضيف، لجهالة الرجل من أهل البصرة الذي روى عنه العطاف بن خالد، وانظر ما يأتي 184، 196، وهو في تفسير ابن كثير 9/ 221.

20 - حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني رجل من الأنصار من أهل الفقه أنه سمع عثمان بن عفان يحدث: أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حين توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - حزنوا عليه حتى كاد بعضهم يوسوس، قال عثمان: وكنت منهم، فبينا أنا جالس في ظل ُأطمٍ من الآطام مرَّ عليّ عمر فسلم عليّ، فلم أشعر أنه مر ولا سلم، فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر فقال له: ما يعجبك أني مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يردَّ عليّ السلام، وأقبل هو وأبو بكر في ولاية أبي بكر، حتى سلما عليّ جميعًا، ثم قال أبو بكر: جاءني أخوك عمر فذكر أنه مر عليك فسلم فلم ترد عليه السلام، فما الذي حملك على ذلك؟ قال: قلت: ما فعلت، فقال عمر: بلى والله لقد فعلت، ولكنها عُبّيَتُكم يا بني أمية، قال: قلت: والله ما شعرت أنك مررت ولا سلمت، قال أبو بكر: صدق عثمان، وقد شغلك عن ذلك أمر، فقلت: أجل، قال: ماهو؟ فقال عثمان: توفى الله عزّ وجل نبيه قبل أن نسأله عن نجاة هذا الأمر، قال أبو بكر: قد سألته عن ذلك، قال: فقمت إليه فقلت له: بأبي أنت وأمي أنت أحق بها، قال أبو بكر: قلت يا رسول الله، ما نجاة هذا الأمر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قبل مني الكلمة التى عرضت على عمي فردَّها عليّ فهي له نجاةٌ". 21 - حدثنا يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثني شيخ من قريش عن رجاء بن حيوة عن جنادة بن أبي أمية عن يزيد بن أبي سفيان قال: قال أبو بكر حين بعثني إلى الشام: يا يزيد إن لك قرابةً عسيت أن تؤثرهم بالإمارة، وذلك أكبر ما أخاف عليك، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من

_ (20) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل من الأنصار الذي روي عنه الزهري. العبية: الكبر، وهى بضم العين وكسرها مع الباء المكسورة والياء المفتوحة المشددتين، انظر النهاية واللسان في مادة (عبب). (21) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ من قريش الذي روى عنه بقية بن الوليد.

ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحدًا محاباة فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً حتى يدخله جهنم، ومن أعطى أحداً حمى الله فقد انتهك في حمى الله شيئاً بغير حقه، فعليه لعنة الله، أو قال: تبرأت منه ذمة الله عزّ وجل". 22 - حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا المسعودي قال حدثني بكير بن الأخنس عن رجل عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، وقلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عزّ وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً"، قال أبو بكر: فرأيت أن ذلك آت على أهل القرى ومصيب من حافات البوادي. 23 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن زياد الجصّاص عن علي بن زيد عن مجاهد عن ابن عمر قال: سمعت أبا بكر يقول: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من يعمل سوءاً يجز به فالدنيا". 24 - حدثنا يعقوب حدثنا أبى عن صالح قال: قال ابن شهاب: أخبرني رجلٌ من الأنصار غير متهم أنه سمع عثمان بن عفان يحدث أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حزنوا عليه، حتى كاد بعضهم أن يوسوس، قال عثمان: فكنت منهم. فذكر معنى حديث أبي

_ (22) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الذي روى عنه بكير بن الأخنس. المسعودي في هذا الإ سناد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفى. وانظر مجمع الزوائد 10/ 410، وانظر مايأتى 1706. (23) إسناده ضعيف، زياد بن أبي زياد الجصاص: ضعيف جداً، وليس بشيء. علي بن زيد: هو ابن جدعان، وأثبت في ح "علي بن أبي زيد" وهو خطأ، وانظر الدر المنثور2/ 226. (24) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل من الأنصار وهو مختصر 20.

اليمان عن شعيب. 25 - حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته: أن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألت أبا بكربعد وفاة رسول الله أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة"، فغضبت فاطمة فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، قال: وعاشت بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، قال: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك، وقال: لست تاركا شيئاً كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت به، وإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ. فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى على وعباس فغلبه عليها على، وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه، وأمرهما إلى من ولي الأمر، قال: فهما على ذلك اليوم. 26 - حدثنا حسن بن موسى وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة: أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضى: وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ... ربيعُ اليتامى عصمةٌ للأرامل فقال أبو بكر: ذاكِ والله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 27 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني أبى: أن

_ (25) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. صالح: هو ابن كيسان المدني، والحديث مطول رقم 9، وانظر رقم 14. (26) إسناده صحيح، علي بن زيد: هو ابن جدعان، وهو ثقة. (27) إسناده ضعيف، لانقطاعه ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وأبو عبد العزيز=

أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدروا أين يقبرون النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى قال أبو بكر: سمعت رسول الله يقول: "لن يقبر نبي إلا حيث يموت"، فأخّروا فراشه وحفروا له تحت فراشه. 28 - حدثنا حجاج قال حدثنا ليث قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي بكر الصديق أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم". 29 - حدثنا حماد بن أسامة قال أخبرنا إسماعيل عن قيس قال: قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} حتى أتى آخر الآية، ألا وإن الناس إذا رأوا الظالم لم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقابه، ألا وإنّى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الناس، وقال مرة أخرى، وإنا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 30 - حدثنا يزيد بن هرون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق قال: أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا

_ = متأخر لم يدرك هذه القصة، واختلف في سماعه من عائشة، فأولى أن لم يسمع من أبي بكر. (28) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ليث: هو الليث بن سعد، والحديث مكرر 8. (29) إسناده صحيح، وهو مكرر رقم 1 ومختصر 16. (30) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] واني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الناس إذا رأواْ الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقابه". 31 - حدثنا يزيد قال أخبرنا همام عن فرقد السَّبَخي، وعفان، قالا حدثنا مُرَّة الطيب عن أبي بكر الصديق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجنة سَيء الملكة". 32 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا صدقة بن موسى عن فرقدٍ السبخي عنِ مرة الطيّب عن أبي بكر الصديق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا يدخل الجنة خَبُّ ولا بخيلُّ ولا منان ولا سِّيء الملكة، وأول من يدخل الجنة المملوك إذا أطاع الله وأطاع سيده. 33 - حدثنا رَوْح قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن أبي التيِاح عن المغيرة بن سبيع عن عمرو بن حريث: أن أبا بكر الصديق أفاق من مرضةٍ له فخرج إلى الناس فاعتذر بشيء وقال: ما أردنا إلا الخير، ثم قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن الدجال يخرج من أرض يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجانُّ المطرقة.

_ (31) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي، وهو مختصر رقم 13 وفي صيغة هذا الإسناد إشكال يجب بيانه، فإن عفان هو ابن مسلم الصفار، وهوشيخ أحمد بن حنبل وتلميذ همام بن يحيى، فليس المراد ما يوهمه ظاهر الإسناد: أن همامَا يروي عن فرقد السبخي وعفان معَا كلاهما عن مرة الطيب، فإن هذا غير معقول إنما "عفان" عطف على "يزيد"، أي أن أحمد بن حنبل روى الحديث عن يزيد بن هرون وعفان كلاهما عن همام عن فرقد السبخي، "قالا" يعنى يزيد وعفان في روايتهما أن فرقداً قال: "حدثنا مرة الطيب". (32) إسناده ضعيف، كسابقه، وهو أطول لفظَاً منه. وانظر ما يأتى 75. (33) إسناده صحيح، وهو مطول 12.

34 - حدثنا روح قال حدثنا شعبة عن يزيد بن خميرٍ قال: سمعت سليم بن عامر، رجلاً من أهل حمص، وكان قد أدرك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال مرةً قال: سمعت أوسط البجلي عن أبي بكر الصديق قال: سمعته يخطب الناس، وقال مرةً: حين استخلف، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام عام الأوّل مقامي هذا، وبكى أبو بكر فقال: أسأل الله العفو والعافية، فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية، وعليكم بالصدق، فإنه في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور وهما في النار، ولا تقاطعوا، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا إخوانًا كما أمركم الله عزّ وجل. 35 - حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر يعني ابن عيّاش عن عاصم عن زرٍ عن عبد الله: أن أبا بكر وعمر بشّراه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ". 36 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر ويزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، قال: غضاً أو رطباً. 37 - حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم حدثنا عبد العزيز بن محمد

_ (34) إسناده صحيح، وهو مكرر 17. (35) إسناده صحيح، ابن أم عبد: هو عبد الله بن مسعود. (36) إسناده صحيح، وهو من مسند عمر، ليس من مسند أبي بكر، وإنما جاء استطراداً لأنه في معنى الذي قبله. (37) إسناده ضعيف، لانقطاعه، محمد بن جبير بن مطعم: لم يدرك عثمان. عمرو بن أبي عمرو: هو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، وهو ثقة، أبو الحويرث: هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري، اختلف فيه، والراجع أنه ثقة، وثقه يحيى بن معين وروى عنه

وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام عن عمرو بن أبي عمرو عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم أن عثمان قال: تمنيت أن أكون سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ماذا ينجينا مما يلقي الشيطان في أنفسنا؟ فقال أبو بكر: قد سألته عن ذلك فقال: "ينجيكم من ذلك أن تقولوا ما أمرت عميى أن يقوله فلم يقله". 38 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن: أن أبا بكر خطب الناس فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس، إنّ الناس لم يعطوا في الدنيا خيرًا من اليقين والمعافاة فسلوهما الله عزّ وجل". 39 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: وحدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابنِ عباس قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبوِ عبيدة بن الجراح يضرَح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل يحْفرُ لأهل المدينة، فكان يَلْحَدُ، فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما: اذهب إلىَ أبي عبيدة، وللآخر: اذهب إلى أبي طلحة، اللهم خرْ لرسولك قال: فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 40 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة أخبرني عقبة بن الحارث قال: خرجت مع أبي بكر الصديق من صلاة العصر بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بليالٍ وعلىّ يمشي إلى جنبه، فمرّ

_ (38) إسناده ضعيف، لانقطاعه، الحسن: هو البصري ولم يدرك أبا بكر، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية، يونس: هو ابن عبيد. (39) إسناده ضعيف، الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس: ضعيف جداً، والحديث ليس من مسند أبي بكر، بل هو من مسند ابن عباس، وسيأتي فيه مطولا برقم 2357. (40) إسناده صحيح، عمر بن سعيد هو عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي المكي، وهو ثقة.

بحسن بن على يلعب مع غلمانٍ، فاحتمله على رقبته وهو يقول: وا بأبي شِبهُ النبي ... ليس شبيهاً بعلي قال: وعليُّ يضحك. 41 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامرٍ عن عبد الرحمن بن أَبْزَى عن أبي بكر قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا فجاء ماعز بن مالكٍ فاعترف عنده مرةً، فردَّة، ثم جاءه فاعترف عنده الثانية، فردَّه، ثم جاءه فاعترف الثالثة، فردَّه، فقلت له: إنك إن اعترفت الرابعة رجمك، قالٍ: فاعترف الرابعة، فحبسه، ثم سأل عنه، فقالوا: ما نعلم إلا خيراً،، قال: فأَمر برجمه. 42 - حدثنا عليّ بن عياش حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرني يزيد أبن سعيد بن ذي عصوان العنسيَّ عن عبد الملك بن عمير اللخميَّ عن رافع الطائيَّ رفيق أبي بكر في غزوة السلاسل، قال: وسألته عما قيل من بيعتهم، فقال وهو يحدّثه عما تكلمت به الأنصار وما كلمهم به وما كلَّم به عمر بن الخطاب الأنصار وما ذكرهم به من إمامتي إياهم بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: فبايعوني لذلك، وقبلتها منهم، وتخوفت أن تكون فتنة تكون بعدها ردة. 43 - حدثنا علي بن عياش حدثنا الوليد بن مسلم حدثني وحشيَّ ابن حرب بن وحشيَّ بن حرب عن أبيه عن جدّه وحشيَّ بن حرب: أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال: إني سمعت رسول

_ (41) إسناده ضعيف، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعى، جابر: هو ابن يزيد الجعفى، ضعيف جداً، عامر: هو ابن شراحيل الشعبى الإمام، والحديث رواه أيضا أبو يعلى والبزار، وفى إسناديهما جابر الجعفي، انظر مجمع الزوائد6/ 266. (42) إسناده صحيح، في ح "أبو الوليد بن مسلم" وهو خطأ، صوابه "الوليد بن مسلم". (43) إسناده صحيح، وانظر مجمع الزوائد 9/ 348

الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نِعْمَ عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله، سله الله عز وجل على الكفار والمنافقين". 44 - حدثنا عبد الرحمن بن مهديّ حدثنا معاوية يعني ابن صالح عن سليم بن عامرٍ الكلاعي عن أوسط بن عمرو قال: قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنة، فألفيت أبا بكر يخطب الناس، فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الأول، فخنقَته العبرة، ثلاث مرارٍ ثم قال: "يا أيها الناس، سلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت أحدٌ مثل يقين بعد معافاة، ولا أشد من ريبة بعد كفرِ وعليكم بالصدق، فإنه يهدي إلى البرّ، وهي في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه يهدي إلى الفجور، وهما في النار". 45 - حدثنا محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني المكفوف حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: إن أبا بكر لمَّا حضرته الوفاة قال: أيُّ يوم هذا؟ قالوا: يوم الاثنين، قال: فإن متُّ من ليلتي فلا تنتظروا بي الغد، فإن أحب الأيام والليالي إليَّ أقربها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 46 - حدثنا وكيع عن سفيان حدثنا عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: قام أبو بكر بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعام، فقال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي

_ (44) إسناده صحيح، وهو مختصر 34. (45) إسناده صحيح، محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني: ثقة، تكلم فيه بدون وجه. وفى ح "أبو سعيد" وهو خطأ. (46) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود، ولم يدرك أبا بكر، وقال الحافظ في تعجيل المنفعة 501: (الحديث الذي أخرجه أحمد من طريق عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي بكر: قد أخرجه الساجي في كتاب أحكام القرآن له فقال: عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبي بكر به. وروايته عن أبى بكر مرسلة".وانظر44 , 38

عام الأوّل فقال: سلوا الله العافية، فإنه لم يعط عبد شيئاً أفضل من العافية، وعليكم بالصدق والبرّ، فإنهما في الجنة، وإياكم والكذب والفجور، فإنهما في النار. 47 - حدثنا عبد الرحمن بن مهديّ حدثنا شعبة عن عثمان بن المغيرة قال: سمعت عليّ بن ربيعة من بني أسد يحدث عن أسماء أو ابن أسماء من بني فزارة، قال: قال عليّ: كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يذنب ذنبًا ثم يتوضأ فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله تعالى لذلك الذنب إلا غفر له"، وقرأ هاتين الآيتين: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} الآية. 48 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة قال: سمعت عثمان من آل أبي عقيل الثقفي إلا أنه قال: قال شعبة: وقرأ إحدى هاتين الآيتين: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً}. 49 - حدثنا بَهْزُ بن أسدٍ حدثنا سليم بن حيَّان قال: سمعت قتادة

_ (47) إسناده صحيح، علىَّ بن ربيعة من بني أسد: هو الوالبي، والبة: حيَّ من بني أسد، أسماء أو ابن أسماء من بني فزارة: هو أسماء بن الحكم الفزاري، شك في اسمه أحد الرواة، وقد سبق الحديث من طريق مسعر وسفيان برقم 2، وانظر شرحنا على الترمذي في الحديث406 (48) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (49) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن حميد بن عبد الرحمن التابعي الثقة لم يدرك عمر، قال الواقدي: "لم ير عمر ولم يسمع منه شيئاً، وسنه وموته يدل على ذلك، ولعله قد سمع من عثمان، لأنه كان خاله" وجزم البخاري في التاريخ الكبير1/ 2/ 343بانه سمع من عثمان، سليم: بفتح السين، وحيان: بفتح الحاء بعدها ياء تحتية مشددة، وانظررقم 17.

يحدث عن حُميد بن عبد الرحمن أن عمر قال: إن أبا بكر خطبنا فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا عام أوَّل فقال: "ألا إنه لم يقسم بين الناس شيء أفضل من المعافاة بعد اليقين، ألا إن الصدق والبر في الجنة، ألا إن الكذب والفجور في النار". 50 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت البراء قال: لما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة عطش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فمروا براعي غنم، قال أبو بكر: فأخذت قدحاً فحلبت فيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثبةً من لبن، فأتيته به فشرب حتى رضيت. 51 - حدثنا بهز حدثنا شعبة حدثنا يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو بكر: يا رسول الله، علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي، قال: " قل: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أو قال: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه".

_ (50) إسناده صحيح، وهو مختصر رقم 3. (51) إسناده صحيح، عمرو بن عاصم: هو عمرو بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحرث الثقفي وهو ثقة، وظاهر هذا الحديث أنه من رواية أبي هريرة عن أبي بكر، ولكنه سيأتي في مسند أبي هريرة برقم 7948 بما قد يفهم منه أنه من مسند أبي هريرة يحكي سؤال أبي بكر وجواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى كل فالحديث صحيح، وقد أشار الحافظ في التهذيب في ترجمة عمرو بن عاصم إلى أن هذا الحديث رواه أيضا البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي، وانظر 28.

52 - حدثنا عفان حدثنا شعبة عن يعلي بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم بن عبد الله، فذكر معناه. 53 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل قال: سمعت قيس بن أبي حازم يحدث عن أبي بكر الصديق: أنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". 54 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن توبة العنبري قال: سمعت أبا سوَّار القاضي يقول عن أبي برزة الأسلمي قال: أغلظ رجل لأبي بكر الصديق, قال: فقال أبو برزة ألا أضرب عنقه؟ قال: فانتهره وقال: ما هي لأحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 55 - حدثنا حجاج بن محمد حدثنا ليث حدثنى عُقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها أخبرته: أن فاطمة

_ (52) إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله. (53) إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن أبى خالد. وهو مكرر 30. (54) إسناده صحيح. توبة: بالتاء المثناة الفوقية، وفي ح بالمثلثة، وهو تصحيف، وهو توبة بن أبى الأسد كيسان العنبري، وكنيته (أبو المورع) بتشديد الراء المكسورة، ثقة، وهو جد العباس بن عبد العظيم العنبري. أبو سوار: هو عبد الله بن قدامة بن عنزة العنبري البصري، والد سوَّار القاضي الأكبر، وهو ثقة. وأشار الحافظ في التهذيب 5: 361 إلى أن هذا الحديث رواه النسائى وصححه الحاكم في المستدرك. وانظر ما يأتى برقم 61. (55) إسناده صحيح. الليث: هو ابن سعد. عُقيل، بضم العين: هو ابن خالد الأيلى. والحديث سبق معناه برقم 25.

بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدكَ وما بقي من خمس خيبر، فقال أبوبكر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال، وإني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فقال أبو بكر: والذي نفسى بيده، لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي أن أصل من قرابتى، وأما الذي شجر بينى وبينكم من هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الحق، ولم أترك أمرًا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنعه فيها إلا صنعته. 56 - حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان بن أبي زرعة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت علياً قال: كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا نفعنى الله بما شاء أن ينفعنى منه، وإذا حدثني غيري عنه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وحدثنى أبو بكر وصدق أبو بكر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد مؤمن يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله إلا غفر الله له"، ثم تلا {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}. 57 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عُبَيد بن السَّبَّاق عن زيد بن ثابت قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة

_ (56) إسناده صحيح. عثمان بن أبي زرعة: هو عثمان بن المغيرة الثقفى، ثقة. والحديث مكرر47. (57) إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني. "مقتل أهل اليمامة" في ح "بقتل أهل اليمامة" وهو خطأ، صححناه من ك.

فقال أبوبكر: يا زيد بن ثابت، إنك غلام شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتتبع القرآن فاجمعه. 58 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة: أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا نورث، ما تركنا صدقة، وإنما يأكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذا المال"، وإني والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنعه فيه إلا صنعته. 59 - حدثنا موسى بن داود حدثنا نافع يعني ابن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قيل لأبي بكر: يا خليفة الله، فقال: أنا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا راض به، وأنا راض به، وأنا راض. 60 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة: أن فاطمة قالت لأبي بكر: من يرثك إذا مت؟ قال: ولدي وأهلي، قالت: فما لنا لا نرث النبى - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن النبي لا يورث"، ولكني أعول من كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعول، وأنفق على من كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق.

_ (58) إسناده صحيح. وهو مختصر 55. (59) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن ابن أبي مليكة- بالتصغير- واسمه عبد الله بن عبيد الله، تابعي ثقة، ولكنه لم يدرك أبا بكر. نافع: هو ابن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي المكى الحافظ، ثقة. (60) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف تابعي ثقة، ولكنه لم يدرك أبا بكر وروايته عنه مرسلة. وسيأتي موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة 79 وانظر 58 وما قبله.

61 - حدثنا عفان حدثنا يزيد بن زُرَيع حدثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مطرف بن الشخير أنه حدثهم عن أبي برزة الأسلمي أنه قال: كنا عند أبي بكر الصديق في عمله، فغضب على رجل من المسلمين، فاشتد غضبه عليه جدًا، فلما رأيت ذلك قلت: يا خليفة رسول الله، أضرب عنقه! فلما ذكرت القتل صرف عن ذلك الحديث أجمع إلى غير ذلك من النحو، فلما تفرقنا أرسل إليَّ بعد ذلك أبوبكر الصديق، فقال: يا أبا برزة، ما قلت؟ قال: ونسيت الذي قلت، قلت: ذكرنيه، قال: أما تذكر ما قلت؟ قال: قلت: لا والله، قال: أرأيت حين رأيتني غضبت على الرجل فقلت أضرب عنقه يا خليفة رسول الله، أما تذكر ذاك؟ أو كنت فاعلاً ذاك؟ قال: قلت: نعم والله، والآن إن أمرتني فعلت، قال: ويحك، أو ويلك، إن تلك والله مما هى لأحد بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -. 62 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ابن أبي عتيق عن أبيه قال: إن أبا بكر الصديق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". 63 - حدثنا عفان قال حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم بن عبد الله قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو بكر: يا رسول الله، قل لي شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: "قل: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشِرْكه". وأمره

_ (61) إسناده صحيح. حميد بن هلال العدوي البصري: ثقة حجة. والحديث مطول 54. (62) هذا الإسناد منقطع، وهو مكرر رقم 7 وسبق الكلام عليه هناك. (63) إسناده صحيح. وهو مطول 52 وسبق الكلام عليه مفصلا في 51.

أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه. 64 - حدثنا محمد بن يزيد حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن عبد الله بن أبي مليكة قال: قيل لأبي بكر: يا خليفة الله، فقال: بل خليفة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أرضى به. 65 - حدثنا وسى بن داود حدثنا عبد الله بن المؤمل عن ابن أبي مليكة قال: كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق، قال: فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه، قال: فقالوا له: أفلا أمرتَنا نناولكه؟ فقال: إن حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرني أن لا أسأل الناس شيئا. 66 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي بكر قال: قام أبو بكر بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعامِ فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الأول فقال: إنً ابن آدم لم يُعْطَ شيئاً أفضل من العافية، فاسألوا الله العافية، وعليكم بالصدق والبر، فإنهما في الجنة، وإياكم والكذب والفجورَ، فإنهما في النار. 67 - حدثنا محمد بن يزيد قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزُهري عن عُبيدْ الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمرت أن أقاتلَ الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى"، قال:

_ (64) إسناده ضعيف لانقطاعه. وهو مختصر 59. (65) إسناده ضعيف لانقطاعه، سبق الكلام على مثله في 59. (66) إسناده ضعيف لانقطاعه. وهو مكرر 46 وسبق الكلام عليه. (67) إسناده صحيح. محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطى. سفيان بن حسين: هو الواسطى، ثقة، تكلموا في روايته عن الزهري وأنه يخطيء في بعضها، فالظاهر صحتها حتى يثبت خطؤه، ومامن لْقة إلا ويخطيء. فمن مقل ومن مكثر.

فلما كانت الردة قال عمر لأبي بكر: تقاتلهم وقد سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا وكذا؟ قال: فقال أبو بكر: والله لا أُفرّق بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلنَّ من فرَّق بينهما، قال: فقاتلنا معه فرأينا ذلكَ رشدًا. 68 - حدثنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا إسماعيل عن أبي بكر بن أبي زُهير قال: أخبرتُ أن أبا بكر قال: يا رسول الله، كيف الصلاحِ بعد هذه الأية {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فكلّ سوء عملنا جزينا به؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غفر الله لك ياْ أبا بكر، ألستَ تمرض، ألست تنصب، ألستَ تحزن، ألست تصيبك اللأواء؟ " قال: بلى، قال: "فهو ما- تجزون به". 69 - حدثنا سفيان قال حدثنا ابن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير، أظنه قال أبو بكر: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ قال: "يرحمك الله يا أبا بكر، ألست تمرض، ألست تحزن، ألست تصيبك اللأواء؟ " قال: بلى، قال: "فإن ذاك بذاك". 70 - حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا إسماعيل عن أبي بكر الثقفي قال: قال أبو بكر: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}؟ فذكر الحديث. 71 - حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير

_ (68) إسناده ضعيف لانقطاعه. فإن أبا بكر بن أبي زهير الثقفي: من صغار التابعين، ثم هو مستور لم يذكر بجرح ولا تعديل. إسماعيل: هو ابن أبي خالد. تنصب: تتعب، النصب، بفتح الصاد: التعب. اللأواء: الشدة وضيق المعيشة. والحديث في الدر المنثور 2: 226 ونسبه أيضاً للطبري وابن المنذر وابن حبان وأبن السنى والحاكم والبيهقى في الشعب، وهو في المستدرك 3: 74 - 75 وصححه الحاكم ووافقه الذهبى، وهو عجب منهما، فإن انقطاع إسناده بين! وانظر 23. (69 - 71) أسانيدها ضعاف، لانقطاعها. وهي تكرار للحديث السابق. وشيخ أحمد في 70=

الثقفي قال: لما نزلت {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله، إنا لنجازى بكل سوء نعمله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحمك الله يا أبا بكر، ألست تغضب، ألست تحزن، ألست تصيبك اللأواء؟ فهذا ما تجزون به". 72 - حدثنا أبو كامل حدثنا حمَّاد بن سلمة قال: أخذت هذا الكتاب من ثُمَامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك: أن أبا بكر كتب لهم: إن هذه فرائض الصدقة التي فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين، التي أمر الله عز وجل بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوق ذلكم فلا يعطه: "فيما دون خمساً وعشرين من الإبل ففي كل خمس ذود شاةٌ، فإذا بلغت خمساً وعشربن ففيها ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين، فإن لم تكن ابنة مخاضٍ فابن لَبُون ذكر، فإذا بلغت ستة وثلاثين ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا بلغت ستة وأربعين ففيها حقةٌ طَروقة الفحل إلى ستين، فإذا بلغت إحدى وستين ففيها جَذَعةٌ إلى خمس وسبعين، فإذا بلغت ستة وسبعين ففيها بنتا لَبُون إلى تسعين، فإذا بلغت إحدى وتسعين ففيها حقتَان طَرُوقَتا الفحل إلى عشرين ومائة، فإن زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين ابنة لبون، وفي كل خمسين حِقة، فإذا تباين أسنان الإبل في فرائض الصدقات فمن

_ = "يعلى بن عبيد" هو ابن أبي أمية أبو يوسف الطنافسي. وأثبت في ح "يحيى بن عبيد" وهو خطأ، صححناه من ك هـ. وليس في شيوخ أحمد من يسمى "يحيى بن عبيد" وانظرتفسير ابن كثير 587:2. (72) إسناده صحيح. ورواه أيضاً أبو داود والنسائي والدارقطني، ورواه البخاري مفرقاً في مواضع من صحيحه. وانظر المنتقى بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي برقم 1974، وقوله "ومن بلغت صدقته بنت مخاض" أثبت في ح "ومن بلغت عنده صدقته بنت مخاض" وزيادة: كلمة "عنده" خطأ، صححنا من ك هـ.

بلغت عنده صدقة الجذَعة وليست عنده جَذعَة وعنده حقة، فإنها تقبل منه، ويَجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهمًا، ومن بلغت عنده صدقةُ الحقة وليست عنده إلا جذعةٌ فإنها تقبل منه، ويعطيه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه، ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهماً، ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون وليست عنده إلا حقة فإنها تقبل منه، ويعطيه المصدّق عشرين درهما أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون وليست عنده ابنة لبون وعنده ابنة مَخاض فإنها تقبل منه، ويجعِل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهماً، ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليس عنده إلا ابن لبون ذكر فإنه يقبل منه وليس معه شيء، ومن لم يكن عنده إلا أربع من الإبل فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربُها. وفى صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين ففيها شاه إلى عشرين ومائة، فإن زادت ففيها شاتان إلى مائتين، فإذا زادت واحدة ففيها ثلاث شياه إلى ثلاثمائة، فإذا زادت ففي كل مائة شاة ولا تؤخذ في الصدقة هَرِمة ولا ذاتُ عوار ولا تيس إلا أن يشاء المصدق، ولا يجمع بين متفرّق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، واذا كانت سائمة الرجل ناقصةً من أربعين شاةً واحدة فليس فيها شيء إلا أن يشاء رُبها وفى الرِقّة ربع العشر، فإذا لم يكن المال إلا تسعين ومائة درهم فليس فيها شيء إلايشاء ربها. 73 - حدثنا عبد الرزاق قال: أهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاةَ من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبى - صلى الله عليه وسلم -، ما رأيت أحداً، أحسن صلاةً من ابن جريج.

_ (73) هذا أثر، وليس حديثاً. وهو في الثناء على صلاة ابن جريج وأنه يحسن أداءها على ما أخذ عملاً عن عطاء.

74 - حدثنا عبد الرازق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن عمر قال: تأيمت حفصة بنت عمر من خُنيس أوحذَيفة بن حذافة- شكَّ عبد الرزاق- وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن شهد بدرًاِ، فتوفي بالمدينة، قال: فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتُك حفصةَ، قال: سأنظر في ذلك، فلبثت ليالي فلقيني، فقال ما أُريد أن أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتُك حفصة ابنة عمر فلم يرجع إلي شيئاً، فكنت أوْجَدَ عليه مني على عثمان، فلبثتُ ليالي فخطِبها إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدْت عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال: قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئا حين عرضتها عليّ إلا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرها، ولم أكن لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولوتركها لنكحتها. 75 - حدثنا إسحق بن سليمان قال سمعت المغيرة بن مسلم أبا سلمة عن فرقد السبَّخي عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة سيء الملكة"، فقال رجل: يا رسول الله، أليس أخبرتنا أنه هذه الأمة أكثر الأم مملوكين وأيتامًا؟ قال: "بلى، فأكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون"، قالوا: فما ينفعنا في الدنيا

_ (74) إسناده صحيح، خنيس بن حذافة، بالتصغير: قرشى سهمى، أصابته جراحة يوم أحد فمات منها. وقد شك عبد الرزاق في أن اسمه "خنيس" أو "حذيفة" والصحيح أنه "خنيس" قولاً واحداً. (75) سبق الكلام على هذا الإسناد في 13 وهو ضعيف، وانظر 31، 32 وقد ضعفه الهيثمي 4/ 236 لأجل فرقد.

يارسول الله؟ قال: "فرس صالح ترتبطه تقاتل عليه في سبيل الله، ومملوكك يكفيك، فإذا صلى فهو أخوك، فإذا صلى فهو أخوك". 76 - حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس عن الزهري قال: أخبرني ابن السبّاق قال: أخبرني زيد بن ثابت: أن أبا بكر أرسل إليه مقتلَ أهل اليمامة، فإذا عمر عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر بأهل اليمامة من قرّاء القرآن من المسلمين، وأنا أخشي أن يستحرَّ القتلُ بالقراء في المواطن، فيذهب قرآن كثير لا يُوعَي، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر: وكيف أفعلُ شيئاً لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: هو والله خير، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله بذلك صدري ورأيت فيه الذي رأى عمر، قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنتَ تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجمعه، قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن، فقلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ 77 - حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عَوَانة عن الأعمش عن إسماعيل بن رَجَاء عن عمير مولى العباس عن ابن عباس قال: لما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستُخلف أبو بكر خاصم العباس عليَّا في أشياء تركها رسول الله - صلى الله عليه وسلم،

_ (76) إسناده صحيح، ابن السباق: هو عبيد. والحديث مطول 57. (77) إسناده صحيح، عمير مولى العباس: هو عمير بن عبد الله الهلالي مولى أم الفضل زوج العباس، وقد ينسب في ولائه إلى عبد الله أو الفضل ابنيها أيضاً. "أسكت" بفتح الهمزة، رباعى، يقال: تكلم الرجل ثم سكت بغير ألف، فإذا انقطع كلامه فلم يتكلم قيل: أسكت. وقيل: سكت: تعمد السكوت، وأسكت: أطرق من فكرة أو داء أو فرق. والمراد هنا أنه أطرق مفكراً فلم يتكلم.

فقال: أبو بكر: شيء تركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُحَرّكْه فلا أُحركهُ، فلما استُخلف عمرُ اختصما إليه، فقال: شيء لم يحركه أبو بكر فلستُ أحركه، فلما استُخلف عثمان اختصما إليه، قال: فأسْكَتَ عثمانُ ونَكسَ رأسَه، قال ابن عباس: فخشيتُ أن يأخذَه، فضربت يدي بين كتفي العباس فقلت: يا أبت، أقسمتُ عليكَ إلا سلمتَه لعليَّ، قال: فسلمه له. 78 - حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن كليب قال: حدثني شيخ من قريش من بنى تيم، قال: حدثنى فلان وفلان، فعدّ ستة أو سبعة كلهم من قريش، فيهم عبد الله بن الزبير، قال: بينا نحن جلوس عند عمر إذ دخل علي والعباس قد ارتفعت أصواتهما، فقال عمر: مَه يا عباسي، قد علمت ما تقول، تقول: ابن أخي ولي شطر المال، وقد علمت ما تقول يا علي، تقول: ابنته تحتي ولها شطر المال، وهذا ما كان في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد رأينا كيف كان يصنع فيه، فوليه أبو بكر من بعده فعمل فيه بعملْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وليته من بعد أبي بكر، فأحلف بالله لأجهدنَّ أن أعمل فيه بعمل رسول الله وعمل أبي بكر، ثم قال حدثنى أبو بكر، وحلف بأنه لصادق، أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن النبي لا يورث، وإنما ميراثه في فقراء المسلمين والمساكين"، وحدثني أبو بكر، وحلف بالله إنه صادق، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن النبي لا يموت حتى يؤمِّه بعض أمته". وهذا ما كان في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد رأينا كيف كان يصنع فيه، فإن شئتما أعطيتكما لتعملا فيه بعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمل أبي بكر حتى أدفعه إليكما، قال: فخلواً ثم جاءا، فقال العباس: ادفعه إلى عليّ فإني قد طبت نفساً به له. 79 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا محمد بن عمرو عن

_ (78) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ من قريش. وانظر 60. (79) إسناده صحيح، وقد سبق مطولا برقم 60 ولكنه هناك منقطع.

أبي سلمة عن أبي هريرة: أن فاطمة جاءت أبا بكر وعمر تطلب ميراثها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لا أورَث". 80 - حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عيسى يعني ابن المسيب عن قيس بن أبي حازم قال: إني لجالس عند أبي بكر الصديق خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدْ وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بشهر، فذكر قصة، فنودي في الناس: إن الصلاة جامعة، وهي أول صلاة في المسلمين نودي بها: إن الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر، شيئاً صنع له كان يخطب عليه، وهي أول خطبة خطبها في الإسلام، قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس، ولَوَددْت أن هذا كَفانيه غيري، ولئن أخذتموني بسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ما أطيقها، إن كَان لمعصوماً من الشيطان، وان كان لَينزلُ عليه الوحي من السماء. 81 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شيبان عن ليث عن مجاهد قال: قال أبو بكر الصديق: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي من الليل: اللهم فاطرَ السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمدًا عبدك ورسولك، أعوذ بك من شر نفسي وشرالشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجُرَّه إلى مسلم. آخر مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه

_ (80) إسناده حسن. عيسى بن المسيب البجلي قاضي الكوفة: صدوق لا بأس به، وهو صالح الحديث. وضعفه الهيثمى 5/ 184 لأجل عيسى البجلي. (81) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن مجاهداً وهو ابن جبر التابعى الثقة لم يدرك أبا بكر، بل ولد في خلافة عمر. ليث: هو ابن أبي سليم، وهو صدوق تكلموا فيه من جهة حفظه. شيبان: هو ابن عبد الرحمن أبو معاوية. وقد مضى الحديث بأسانيد صحاح 28، 63.52.51.

أول مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه

{أول مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه*} 82 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحق عن حارثة قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر فقالوا: إنا قد أصبنا أموالاً وخيلاً ورقيقاً نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهورُ، قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله، واستشار أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وفيهم علي، فقال عليَّ: هو حسن إن لم يكن جزيةً راتبةً يؤخذون بها من بعدك. 83 - حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي وائل: أن الصُبَيَّ بن معبد كان نصرانياً تغلبياً أعرابياً، فأسلم، فسأل: أى العمل أفضل؟ فقيل له: الجهاد في سبيل الله عزّ وجل، فأراد أن يجاهد، فقيل له: حججت؟ فقال: لا، فقيل: حُجَّ واعتمرْ ثم جاهدْ، فانطلق حتى إذا كان بالحوائط أهلَّ بهما جميعًا، فرآه زيد بِن صوحانَ وسَلْمانُ بن ربيعة، فقال: لهو أضل من جمله، أو: ما هو بأهدى من ناقته! فانطلق إلى عمر فأخبره بقولهما، فقال: هُديت لسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -، قال الحكم: فقلت

_ * أصح الأسانيد عن عمر: الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر. الزهري عن السائب بن يزيد عن عمر. (82) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. أبو إسحق: هو السبيعي. حارثة هو ابن مضرب- بكسر الراء المشددة- العبدي الكوفي، وهو تابعى ثقة. وانظر 112، 218 والمنتقى 1988. (83) إسناده صحيح. الصبي: بضم الصاد وفتح الباء وتشديد الياء، بصيغة التصغير، وهو تابعى ثقة، رأى عمر وعامة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والحديث رواه أيضاً بمعناه أبو داود والنسائي وابن ماجة. "الحوابط" مكان بالحجاز، ذكر الهمداني في صفة جزيرة العرب ص 218 س 16 في قصيدة العجلاني التي ذكره فيها أسماء "المنازل والمناهل والأودية والقرى الحجازية". ولم أجده في معجم البلدان. وفى ح "الحوائط" والظاهر أنه خطأ. وانظر نيل الأوطار 5: 46 وعون المعبود 2: 92 - 93 وما سيأتي 169.

لأبى وائل: حدثك الصبي فقال: نعم. 84 - حدثنا عفان حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت عمرو ابن ميمون قال: صلى بنا عمر بجمع الصبحَ ثم وقف وقال: إن المشركين كانوا لا يُفيضون حتى تطلع الشمش، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالفهم ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس. 85 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم بن كلَيب قال: قال أبي: فحدثنا به ابن عباس قال: وما أعجبك من ذلك كان عمر إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - دعاني معهم، فقال:. لا تتكلم حتى يتكلموا، قال: فدعانا ذات يوم أو ذات ليلة، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في ليلة القدر ما قد علمتم، فالتمسوها في العشر الأواخر وترًا، ففي أي الوتر ترونها. 86 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت عاصم بن

_ (84) إسناده صحيح. ورواه الجماعة إلا مسلماً. انظر المنتقى رقم 2598. جمع: علم للمزدلفة. (85) إسانده صحيح. عاصم بن كليب: ئقة. أبوه: كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي: تابعي ثقة، ذكره بعضهم في الصحابة وهماً، انظر الإصابة 5: 331. وقول عاصم "قال أبي: فحدثنا به ابن عباس " فيه اختصار، يظهر أنه سبق كلامهم في شيء يتعلق بليلة القدر، فروي لهم كليب شيئاً. ثم قال لهم: "فحدثنا به ابن عباس" يريد أنه أخبر ابن عباس بما سمع فقال له ابن عباس: "وما أعجبك من ذلك" إلخ. وانظر السنن الكبرى للبيهقي 4: 308 - 309. وسيأتى الحديث مختصراً 298. (86) إسناده ضعيف لانقطاعه، بجهالة الرجل الذي روى عنه عاصم بن عمرو. وروى ابن ماجة 214:1ما يتعلق بالصلاة في البيت، من طريق طارق عن عاصم قال: "خرج نفر من أهل العراق إلى عمر" ثم رواه نحوه من طريق أبي إسحق عن عاصم عن عمير مولى عمر بن الخطاب عن عمر. ونقل شارحه عن الزوائد: "مدار الطريقين عن عاصم بن عمرو، وهو ضعيف، ذكره العقيلى في الصعفاء، وقال البخاري: لم يثبت حديثه". ونقل ابن حزم في المحلى 2: 178 ما يتعلق بالحائض من طريق أبى إسحق عن عاصم: "أن نفراً سألوا عمر" ثم =

عمرو البَجَلي يحدث عن رجل من القوم الذين سألوا عمر بن الخطاب فقالوا له: إنما أتيناك نسألك عن ثلاث: عن صلاة الرجل في بيته تطوعًا، وعن الغسل من الجنابة، وعن الرجل ما يَصْلح له من امرأته إذا كانت حائضاً؟ فقال: أسُحَّارأنتم! لقد سألتموني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ سألتُ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: صلاة الرجل في بيته تطوعًا نور، فمن شاء نوَّر بيته، وقال في الغسل من الجنابة: يغسل فرجه ثم يتوضأ ثم يفيض على رأسه ثلاثا، وقال في الحائض له ما فوق الإزار. 87 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعَة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن ابن عمر أنه قال: رأيت سعد بن أبي وقاص يمسح على خفيه بالعراق حين يتوضأ فأنكرت ذلك عليه، قال: فلما اجتمعنا عند عمر بن الخطاب، قال لي: سل أباك عما أنكرت عليّ من مسح الخفين، قال: فذكرت ذلك له، قال: إذا حدثك سعد بشيء فلا ترد عليه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمسح على الخفين. 88 - حدثتا هرون بن معروف قال حدثنا ابن وهب عن عمرو بن.

_ = قال ابن حزم: "وروي أيضاً عن أبي إسحق عن عمير مولى عمر مثله". فهذا يدل على أن الحديث كله روي بالطريقين: موصولا ومرسلا. والموصول إسناده صحيح، خلافاً لما قال صاحب الزوائد، فإن عميراً مولى عمر ذكره ابن حبان في الثقات. وعاصم بن عمرو: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 348: "سألت أبي عنه، فقال: هو صدوق، وكتبه البخاري في كتاب الضعفاء، فسمعت أبي يقول: يحول من هناك". (87) إسناده صحيح. ابن لهيعة: هو عبد الله، وهو ثقة تكلموا فيه من قبل حفظه بحد احتراق كتبه، ونحن نرى تصحيح حديثه إذا رواه عنه ثقة حافظ من المعروفين. أبو النضر: هو سالم مولى عمر بن عبيد الله. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن. (88) إسناده صحيح. وهو مختصر ما قبله، ويؤيد رواية ابن لهيعة. وقد رواه البخاري 1/ 51 من طريق عمرو بن الحرث.، وعلقه من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي النضر. وانظر ما-

الحرث عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمر عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه مسح على الخفين، وأن عبد الله بن عمر سأل عمر عن ذلك؟ فقال: نعم، إذا حدثك سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً فلا تسأل عنه غيره. 89 - حدثنا عفان حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن سالم ابن أبي الجعد الغَطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري: أن عمر بن الخطاب قام على المنبر يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر أبا بكر ثم قال: رأيت رؤيا لا أراها إلا لحضور أجلي، رأيتُ كأن ديكاً نقرني نقرتين، قال: وذكر لي أنه ديك أحمر فقصصتها على أسماء بنت عُمَيس امرأة أبي بكر، فقالت: يقتلك رجل من العجم، قال: وإنّ الناس يأمرونني أن أستخلفَ، وإن الله لم يكن ليُضيع دينه وخلافته التي بعث بها نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وإن يَعْجَل بما أمر فإن الشورى في هؤلاء الستة الذين مات نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ، فمن بايعتم منهم فاسمعوا له وأطيعوا، وإني أعلم أن أناسًا سيطعنون في هذا الأمر، أنا قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام، أولئك أعداء الله الكفّار والضلال وايم الله ما أترك فيما عهد إلي ربي فاستخلفني شيئاً أهمَّ إليَّ من الكلالة، وأيم الله ما أغلظ لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء منذ صحبته أشدَّ ما أغلظ لي في شأن الكلالة، حتى طعن بإصبعيه في صدري، وقال: تكفيك آية الصيف التي نزلت في آخر سورة النساء، وإني إنْ

_ = يأتى 237، 1452، 3462 وانظر الفتح1/ 264. (89) إسناده صحيح. معدان بن أبى طلحة اليعمري: ثقة. وأثبت في ح "معبد" بدل "معدان" وهو خطأ. وفي ذخائر المواريث 5632 أنه رواه مسلم والنسائي وابن ماجة.

أعشْ فسأقضي فيها بقضاء يعلمه مَن يَقرأ ومَن لا يقرأ، وإني أُشهد الله على أمَراء الأمصار، إني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم ويبيّنوا لهم سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ويرفعوا إلي ما عمي عليهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا الثوم والبصل، وأيم الله لقد كنت أرى نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - يجد ريحَهما من الرجل فيأمر به فيؤخذ بيده فيخرج به من المسجد حِتى يؤتى به البقيع: فمن أكلهما لابدّ فليمتهما طبخاً، قال: فخطب الناس يوم الجمعة وأصيبَ يوم الأربعاء. 90 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال: خرجت أنا والزبير والمقداد ابن الأسود إلى أموالنا بخيبر نتعاهدها، فلما قدمناها تفرقنا في أموالنا، قال: فعدي علىّ تحت الليل وأنا نائم على فراشي، ففدعت يداى من مرفقي، فلما أصبحت استصرخ عليَّ صاحباي فأتياني فسألاني عمن صنع هذا بك؟ قلت: لا أدري، قال: فاصلحا من يدي، ثم قدموا على عمر، فقال: هذا عمل يهود، ثم قام في الناس خطيباً، فقال: أيها الناس، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عامل يهود خيبر على أنَّا نخرجهم إذا شئنا، وقد عدوا على عبد الله بن عمر، ففدعوا يديه كما بلغكم مع عدوتهم على الأنصار قبله، لا نشك أنهم أصحابهم، ليس لنا هناكْ عدوّ غيرهم، فمن كان له مال بخيبر فليلحق به، فإني مخرج يهود، فأخرجهم. 91 - حدثنا حسن بن موسى وحسين بن محمد قالا حدثنا شيبان

_ (90) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ابن إسحق: هو محمد بن إسحق بن يسار المطلبي صاحب السيرة، وهو ثقة، تكلم فيه بغير حجة. (91) إسناده صحيح، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. يحيى: هو ابن أبى كثير. وقوله "فقال: أيضاً" يريد: فقال: والوضوء أيضاً، فاختصر، كما هو ثابت في سائر روايات هذا الحديث، مثل ما يأتي برقم 199.

عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجل، فقال عمر: لم تحتبسون عن الصلاة؟ فقال الرجل: ما هو إلا أنْ سمعت النداء، فتوضأت، فقال: أيضا؟ أو لم تسمعوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل". 92 - حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا زهير قال حدثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: جاءنا كتاب عمر ونحن بأذربيجان: يا عتبة بن فرقد، واياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن لبوس الحرير، وقال "إلا هكذا"، ورفع لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إصبعيه. 93 - حدثنا حسن قال حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو الأسود أنه سمع محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة يحدث عن أبي سنان الدؤلي: أنه دخل على عمر بن الخطاب وعنده نفر من المهاجرين الأوّلين، فأرسل عمر إلى سفطٍ أتي به من قلعة من العراق، فكان فيه خاتم، فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه، فانتزعه عمر منه، ثم بكى عمر، فقال له من عنده: لم تبكى، وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقرَّ عينك؟ فقال عمر: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لا تفتح الدنيا على أحدٍ إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة"، وأنا أشفق من ذلك. 94 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنى نافع عن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف يصنع أحدنا إذا هو أجنب ثم أراد أن ينام قبل أن يغتسل؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليتوضأ

_ (92) إسناده صحيح، أبو عثمان: هو النهدي، واسمه عبد الرحمن بن مل. (13) إسناده صحيح، أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة. محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات. (94) إسناده صحيح.

وضوءه للصلاة ثم لينم". 95 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لما توفي عبيد الله بن أُبي دُعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصلاة عليه، فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة تحوَّلت حتى قمت في صدره، فقلت: يا رسول الله، أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا كذا وكذا؟ يعدّد أيامه، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبسم، حتى إذا أكثرت عليه قال "أخّرْ عني يا عمر , إني خيرت فاخترت، وقد قيل {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت"، قال: ثم صلى عليه ومشى معه فقام على قبره حتى فرغ منه، قال: فعجبٌ لي وجراءتي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله ورسوله أعلم، قال: فوالله ما كان إلا يسيرًا حتى نزلت هاتان الآيتان: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} فما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل. 96 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدثني عنه نافع مولاه قال: كان عبد الله بن عمر يقول: إذا لم يكن للرجل إلا ثوب

_ (95) إسناده صحيح، وذكر ابن كثير في التفسير 4: 218 أن الترمذي رواه وصححه، وأن البخاري رواه من حديث عقيل عن الزهري. وقوله "أخر عني" أي تأخر، وقيل معناه: أخر عني رأيك. (96) إسناده صحيح، وهو موقوف على عمر وعبد الله ابنه، ونافع يشك في رفعه، وسيأتي في مسند ابن عمر 6356. وقول ابن إسحق "حدثني عنه نافع مولاه" يريد "مولى ابن عمر" فأعاد الضميرين على متأخر لفظاً.

واحد فليأتزر به ثم ليصلّ، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول ذلك، ويقول: لا تلتحفوا بالثوب إذا كَان وحده كما تفعل اليهود، قال نافع: ولو قلت لك إنه أسند ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجوت أن لا أكون كذبت. 97 - حدثنا مؤمل حدثنا حمّاد قال حدثنا زياد بن مخراقٍ عن شهر عن عقبة بن عامر قال: حدثنى عمر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من مات يؤمن بالله واليوم الآخر قيل له: ادخل الجنة من أي أبواب الجنة الثمانية شئت". 98 - حدثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا جعفر يعنى الأحمر عن مطرّفٍ عن الحكم عن مجاهد قال: حذف رجلٌ ابنا له بسيف فقتله، فرفع إلى عمر، فقال: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لا يقاد الوالد من ولده"، لقتلتك قبل أن تبرح. 99 - حدثنا أسود بن عامر- قال حدثنا زهير عن سليمان الأعمش حدثنا إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر نظر إلى الحجر فقال: أما والله لولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبّلك ما قبَّلتك، ثم قبَّله.

(97) إسناده صحيح، مؤمل: هو ابن إسماعيل العدوي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما. حماد: هو ابن سلمة. شهر، بفتح الشين وسكون الهاء: هو ابن حوشب، وهو ثقة، تكلم فيه بعضهم بغير حجة. (98) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن مجاهد بن جبر ولد في خلافة عمر، فلم يسمع منه وروايته عنه مرسلة. جعفر: هو ابن زياد الأحمر. مطرف: هو ابن طريف. الحكم: هو ابن عتيبة. وللحديث طرق أخرى. أنظر السنن الكبرى للبيهقى 8: 38 - 39 وتلخيص الحبير 336. (99) إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. عابس بن ربيعة: هو النخعي الكوفي، وهو تابعى مخضرم ثقة. والحديث له طرق كثيرة، رواه أصحاب الكتب الستة. انظر المنتقى 2536.

100 - حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهريَّ قال: أخبرنا السائب بن يزيد ابن أخت نمرٍ أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله ابن السعديّ أخبره: أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ قال: فقلت: بلى، فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قال: قلت: أفراساً وأعبداً وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقةً على المسلمين، فقال عمر: فلا تفعل، فإني قد كنت أردت الذي أردت، فكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرةً مالاً فقلت: أعطه أفقر إليه منى، قال: فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: خذه فتموله وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرفٍ، لا سائل فخذه، ومالا فلا تتبعه نفسك. 101 - حدثنا سكن بن نافع الباهلي قال حدثنا صالح عن الزهريّ قال حدثني ربيعة بن درّاج: أن علي بن أبي طالب سبَّح بعد العصر ركعتين

_ (100) إسناده صحيح، قال الحافظ في التهذيب 3: 66 - 67 في ترجمة حويطب: "روى له الشيخان والنسائي حديثاً واحداً في العمالة، وهو الذي اجتمع في إسناده أربعة من الصحابة". يريد هذا الحديث. والصحابة الأربعة: هم السائب وحويطب وعبد الله بن السعدي وعمر. (101) إسناده فقطع، وإن كان ظاهره الاتصال. فإن الزهري ولد بين سنة 50 وسنة 58 وربيع ابن دراج الجمحي قديم، من مسلمة الفتح، عاش إلى عهد عمر، وقيل قتل يوم الجمل، فكلمة "حدثني ربيعة بن دراج" في هذا الإسناد وهم، ولعله من صالح بن أبي الأخضر الراوي عن الزهري. فإن الحديث سيأتي مختصراً 106 من طريق معمر "عن الزهري عن ربيعة" وقد أطال الحافظ الكلام على هذا الحديث في الإصابة 2: 198 ورجح رواية أبي زرعة عن أبي صالح عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن شهاب كتب إليه يذكر أن ابن محيريز أخبره عن ربيعة بن دراج " وفي رواية من طريق بشر بن عبد الله بن محيريز عن عم له قال: صليت خلف عمر، إلخ، فهذا العم هو ربيعة بن دراج. قال الحافظ:"فهذا الاختلاف على الزهري من أصحابه، وأرجحها رواية أبي صالَّح عن الليث". وانظر أيضاً =

في طريق مكة، فرآه عمر فتغيظ عليه، ثم قال: أما والله لقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها. 102 - حدثنا محمد بن يزيد حدثنا محمد بن إسحق قال حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من قريش من بنى سهم عن

_ = تعجيل المنفعة 127. صالح: هو ابن أبي الأخضر اليمامي. ثقة، وقد تكلموا فيه بأنه يخطيء، ولم يضعفوه بما يقدح في روايته. سكن بن نافع: هو من شيوخ أحمد ويكنى أبا الحسن، ذكره ابن الجوزي في كتاب مناقب أحمد في شيوخه، (ص 41). وقصر جداً الحافظ بن حجر في ترجمته في التعجيل فقال: "السكن بن نافع الباهلي، روى عن عمران بن حدير. روى عنه أبو خلاد المؤدب والحرث بن أبي أسامة، قال أبو حاتم الرازي: شيخ" ولم يقل غير هذا، مع أن أحمد يتحرى شيوخه، فلا يروي إلا عن الثقات منهم وانظر 110. (102) إسناده ضعيف، لانقطاعه بجهالة الرجل من قريش من بنى سهم. ولكن رواه أبو داود 3: 28 من طريق "حماد بن سلمة عن ابن إسحق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبى ماجدة" ثم قال أبو داود: "روى عبد الأعلى عن ابن إسحق، قال: ابن ماجدة رجل من بنى سهم" ثم رواه كذلك بإسناده، ثم رواه من طريق سلمة بن الفضل "حدثنا ابن إسحق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي ماجدة السهمي عن عمر". فهذه الروايات قد ترفع شبهة الانقطاع، ويكون صوابه "عن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من قريش من بنى سهم يقال له ماجدة ". وماجدة هذا ترجم له في التهذيب في الكنى "أبو ماجد "217:12 وذكر أنه هو علي بن ماجدة كما تدل عليه الرواية الأخرى في أبي داود (في رواية اللؤلؤي لسنن أبي داود) ثم نقل عن ابن أبي حاتم عن أبيه قال: "علي بن ماجدة السهمى عن عمر: مرسل". ثم قال الحافظ: "فيحتمل أن يكون كنية على بن ماجدة أبا ماجدة، فتكون الروايتان صحيحتين". وترجم له في "علي بن ماجد" 7: 375 وأشار إلى هذا الحديث وقال:"قال البخاري في تاريخه. قال لي إسحق. حدثنا محمد بن سلمة عن العلاء عن رجل من بني سهم عن علي بن ماجدة. سمع عمر، فذكره. قال: وقال لنا حجاج: حدثنا حماد بن سلمة عن ابن إسحق عن العلاء عن ابن ماجدة عن عمر، لم يصح إسناده. قال ابن حبان في =

رجل منهم يقال له ماجدة قال: عارَمْتُ غلاما بمكة فعض أذني فقطع منها، أوعضضت أذنه فقطعت منها، فلما قدم علينا أبو بكر حاجا رفعنا إليه، فقال انطلقوا بهما إلى عمر بن الخطاب، فإن كان الجارح بلغ أن يقتص منه فليقتص، قال فلما انتُهي بنا إلى عمر نظر إلينا، فقال: نعم قد بلغ هذا أن يقتص منه، ادعو إلي حجامًا، فلما ذكر الحجام قالْ: أما إني قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:" قد أعطيت خالتي غلاماً وأنا أرجو أن يبارك الله لها فيه، وقد نهيتها أن تجعله حجّاماً أو قصّاباً أو صائغاً". 103 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال وحدثني العلاء بن عبد الرحمن عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة السهمى أنه قال: حج علينا أبو بكر في خلافته، فذكر الحديث.

_ = الثقات: على بن ماجدة أبو ماجدة". وترجم له أيضا في التعجيل 381 - 382 وذكر الروايات ثم قال: "فأما من قال ابن ماجدة أو أبو ماجدة أو على بن ماجدة فالجمع بينها واضح، لأن من قال على بن ماجدة ذكر أباه- كذا، ولعله: اسمه- ومن قال ابن ماجدة أبهمه، ومن قال اُبو ماجدة كناه، لأنه ممن وافقت كنيته اسم أبيه، كما جزم به ابن حبان، ومن قال في روايته ماجدة فقد شذَّ، لإطباق أصحاب ابن إسحق على خلاف ما قال". فقد ظهر من كل هذا اضطراب هذا الإسناد وأنه لم يصح كما قال البخاري، وأن أبا حاتم غلط جداً إذ زعم أن رواية "علي بن ماجدة السهمى عن عمر" مرسلة، لأن الحديث هنا وعند أبي داود صريح في أنه كان غلاماً في خلافة أبي بكر، وأن عمر قضى بينه وبين خصمه، ولولا اضطراب الرواية في إسمه وفي انقطاعها بينه وبين العلاء بن عبد الرحمن لصح الحديث. والعلاء بن عبد الرحمن الحرقي: ثقة، وسيأتي 7211 قول عبد الله بن أحمد: "سألت أبي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وسهيل عن أبيه؟ فقال: لم أسمع أحداً ذكر العلاء إلا بخير، وقدم أبا صالح على العلاء"، عارمت: خاصمت وفاتنت، من العُرام، بضم العين، وهو الشدة والقوة والشراسة. (103) هو مكرر ما قبله. حج علينا: أبي حج فقدم علينا، أو حج قادماً علينا.

104 - حدثنا عبيدة بن حميد عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: خطب عمر الناس فقال: إن الله عز وجل رخص لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ما شاء، وإن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد مضى لسبيله، فأتموا الحج والعمرة، كما أمركم الله عز وجل، وحصنوا فروج هذه النساء. 105 - حدثنا عبيدة بن حُميد حدثني عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيرقد الرجل إذا أجنب؟ قال: "نعم إذا توضأ". 106 - حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا ابن المبارك قال حدثنا مَعْمَر عن الزهري عن ربيعة بن دَرَّاج: أن عليا صلى بعد العصر ركعتين، فتغيَّظ عليه عمر وقال: أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهانا عنها. 107 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا شريح بن عُبيد قال: قال عمر بن الخطاب: خرجت أتعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال: فقرأ ({إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ , وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ, قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ}

_ (104) إسناده صحيح، أبو سعيد: هو الخدري الصحابى. (105) إسناده صحيح، والحديث مختصر 94. (106) إسناده ضعيف لانقطاعه، سبق الكلام عليه في 101 وهو مختصر منه. (107) إسناده ضعيف لانقطاعه وستأتي لشريح رواية مرسلة عن علي أيضا بهذا الإسناد 896، شريح بن عبيد الحمصي: تابعي متأخر، لم يدرك عمر. في ح "ابن عبيدة" وهو خطأ. صفوان: هو ابن عمرو بن هرم السكسكى، مات سنة 155، ووقع في التهذيب 4: 429 "سنة 100" وهو خطأ، صححناه من التاريخ الصغير للبخاري 179 والخلاصة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الحمصي. والحديث في تفسير ابن كثير 472:8 ومجمع الزوائد:62:9

قال: قلت: كاهن، قال: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ, تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ,وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ,لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ,ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ,فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} إلى آخر السورة، قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع. 108 - حدثنا أبو المغيرة وعصام بن خالد قالا حدثنا صفوان عن شِريحِ بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب سَرْغ حدث أن بالشأم وباءً شديداً، قال: بلغني أن شدةَ الوباء في الشأم فقلت: إن أدركني أجلي وأبو عُبيدة بن الجراح حي استخلفته، فإن سألني اللهُ: لم استخلفته على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: إنما سمعت رسولك - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن لكل نبي أميناً وأميني أبو عُبيدة بن الجرّاح"، فأنكر القومُ ذلك، وقالوا: ما بال عُلْيَا قريش؟ يعنون بني فهْر، ثم قال: فإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة استخلفتُ معاذ بن جَبل، فإن سألني ربي عز وجل: لم استخلفته؟ قلتُ سمعتُ رسولك - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنه يُحشر يوم القيامة بين يَدَي العلماء نبذةً". 109 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا ابن عيَّاش قال حدثنى الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: وُلد لأخي أمّ سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - غلامٌ، فسَموْه الوليد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

_ (108) إسناده ضعيف، لانقطاعه، شريح: لم يدرك عمر، كما في الحديث السابق وكذلك راشد ابن سعد الحمصى: لم يدرك عمر، وانظر 1682، 1683 سرغ، بفتح السين والراء، وبسكون الراء أيضا: قرية بوادي تبوك من طريق الشأم. (109) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سعيد بن المسيب لم يدرك عمر إلا صغيرا، فروايته عنه مرسلة إلارواية صرح فيهاْ أنه يذكر فيها يوم نعي عمر النعمان بن مقرن على المنبر. ثم إن ذكر عمر في الإسناد خطأ، لعله من ابن عياش، وهو إسماعيل بن عياش، قال الحافظ في القول المسدد 15: "وغاية ما ظهر في طريق إسماعيل بن عياش من العلة أن ذكر عمر فيه لم يتابع عليه،=

"سميتوه بأسماء فراعنتكم؟ ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد، لهو شرّ على هذه الأمةِ- من فرعونَ لقومه". 110 - حدثنا بَهْزٌ حدثنا أَبَان عن قَتَادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال: شهد عندي رجالٌ مَرْضيُّون، منهم عمر، وأرضاهم عندي عمر: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "لا صَلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ". 111 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير عن الحرث بن معاوية الكندي: أنه ركب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ثلاث خلالٍ، قال: فقدم المدينة فسأله عمر: ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال، قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء

_ = والظاهر أنه من رواية أم سلمة، لإطباق معمر والزبيدي عن الزهري وبشر بن بكر والوليد بن مسلم عن الأوزاعي على عدم ذكر عمر فيه". وهذا أيضا ليس بشيء لأبي لم أجد في الروايات التى ذكرها الحافظ أن ابن المسيب روى هذا الحديث عن أم سلمة، فإن كل الروايات عن ابن أم المسيب: "ولد لأخي أم سلمة" إلخ ليس فيها "عن أم سلمة". وهذا الحديث مما ادعى فيه بعض الحفاظ أنه موضوع، منهم الحافظ العراقي، وقد أطال الحافظ ابن حجر الرد عليه لإثبات أن له أصلا، في كتاب "القول المسدد" (ص 5 - 6 و 11 - 16) وفي كثير مما قال تكلف ومحاولة. والظاهر عندي ما قلت: أنه ضعيف لانقطاعه. (110) إسناده صحيح. بهز: هو ابن أسد العمي. أبان: هو ابن يزيد العطار. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. والحديث أخرجه أصحاب الكتب الستة أيضا. وانظر101، 106 وعون المعبود 1: 492 - 493 والسنن الكبرى للبيهقى 2: 451 - 452. (111) إسناده صحيح. الحرث بن معاوية الكندي: ذكره بعضهم في الصحابة، ورجح الحافظ أنه تابعي مخضرم، وترجم له في الإصابة1: 304 والتعجيل 79 - 80 وله ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري 1/ 2/ 279.

ضيق فتحضر الصلاة، فإن صليتُ أنا وهي كانت بحذائي، وإن صلتْ خلفي خرجت من البناء؟ فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلي بحذائك إن شئت، وعن الركعتين بعد العصر؟ فقال: نهاَّنَي عنهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وعن القصَص فإنهم أرادوني على القصص؟ فقال: ما شئت، كأنه كره- أن يمنعه، قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك؟ قال: أخشىِ عليك أن تقُص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقصَّ فترتفع، حتى يُخيَّل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريَّا، فيضعكَ الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك. 112 - حدثنا بشرُ بن شُعيب بن أبي حمزة قال حدثني أبي عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره أن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله عزّ وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم"، قال عمر: فوالله ما حلفتُ بها منذ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها، ولا تكلمتُ بها ذاكراً ولا آثراً. 113 - حدثنا أبو اليَمَان حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن راشد بن سعد عن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليَمَان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأخذ من الخيل والرقيق صدقة.

_ (112) إسناده صحيح. بشر بن شعيب: ثقة، تكلم بعضهم في سماعه من أبيه، ولكنه صرح بالسماع منه هنا وفيما سيأتي مرارا، مثل 11860، 13385، 13386 زعم بعضهم أن أحمد امتنع عن الحديث عنه، مع أن حديثه ثابت في المسند كما ترى. "لا ذاكرا ولا آثرا" أي ما تكلمت بها مبتدئا من نفسي ولا رويت عن أحد أنه حلف بها، "والآثر" المخبر عن غيره. (113) إسناده ضعيف، لانقطاعه، راشد بن سعد: لم يدرك عمر، ولأن أبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم ضعيف لاختلاطه وسوء حفظه. وانظر 82.

114 - حدثنا علي بن إسحق أنبأنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أنبأنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَقامي فيكم فقال" استوصوا بأصحابي خيرًا، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى إن الرجل ليبتديء بالشهادة قبل أن يسئلها. فمن أراد منكم بحْبَحَة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرَّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" 115 - حدثنا أبو اليمان حدثنا أبو بكر عن حَكيم بن عمير وضَمرة بن حبيب قالا: قال عمر بن الخطاب: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلينظر إلى هَدْي عمرو بن الأسود.

_ (114) إسناده صحيح. وعلقه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 1/ 102من طريق ابن المبارك, ثم قال: "وقال لنا عبد الله بن صالح: حدثنى الليث قال: حدثني يزيد بن الهاد عن ابن دينار عن ابن شهاب: أن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وقال بعضهم عن ابن دينار عن أبي صالح. وحديث ابن الهاد أصح، وهو مرسل، إرساله أصح". وهذا تعليل من البخاري للحديث بعلة غير قادحة، فإن محمد بن سوقة ثقة ثبت مرضي، وقد وصل الحديث، فإرسال من أرسله لا يضر. وانظر 177 والرسالة للشافعي بتحقيقي وشرحي برقم 1315 وقد خرجنا الحديث هناك. "البحبحة" بموحدتين مفتوحتين وحاءين مهملتين الأولى ساكنة والثانية مفتوحة: التمكن في المقام والحلول. (115) إسناده ضعيف، لانقطاعه، ضمرة بن حبيب: ثقة، ولكنه لم يدرك عمر. حكيم بن عمير: ثقة أيضا ولكنه لم يدرك عمر. أبو بكر: هو ابن عبد الله بن أبي مريم، وهو ضعيف كما مضى 113. عمرو بن الأسود: هو عمرو بن الأسود العنسى أبو عياض، تابعي قديم، الظاهر أنه مخضرم، ويقال اسمه "عمير" له ترجمة في الإصابة 5: 122 والتهذيب 8: 4 - 6 وأشار الحافظ في الموضعين إلى هذا الأثر.

116 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا زائدة حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال عمر: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ركب، فقال رجل: لا وأبي، فقال رجل: "لا تحلفوا بآبائكم"، فالتفت فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 117 - حدثنا عصام بن خالد وأبو اليمان قالا: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة قال: لا توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الله، فمن قال لا إله الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله تعالى"، قال أبو بكر: والله لأقاتلن، قال أبو اليمان: لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدنها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. 118 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ (116) إسناده صحيح. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي. سماك: هو ابن حرب، وهو ثقة، وما تكلم به فيه بعضهم غير قادح. وانظر 112. (117) إسناده صحيح. عصام بن خالد: هو الحضرمي الحمصي. وأثبت في ح "عاصم" وهو خطأ. والحديث مطول 67. (العناق) بفتح العين: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم سنة. (118) إسناده ضعيف، لانقطاعه، عمرو بن شعيب: ثقة، ولكنه لم يدرك جد أبيه "عبد الله بن عمرو" وهو يروي عن أبيه "شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو" عن جده أبي جد أبيه "عبد الله بن عمرو" ومتن الحديث صحيح ورد من طرق أخرى ثابتة، انظر 110.

قال "لا صلاة بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغيب الشمس". 119 - حدثنا الحكم بن نافع حدثنا ابن عياش عن أبي سبأ عتبة ابن تميم عن الوليد بن عامر اليزني عن عروة بن مغيث الأنصاري عن عمر ابن الخطاب قال: قضى النبى - صلى الله عليه وسلم - أن صاحب الدابة أحق بصدرها. 120 - حدثنا أبو اليمِان الحكم بن نافع حد ثنا أبو بكر بن عبد الله عن راشد بن سعد عن حمرةَ بن عبد كَلال قال: سار عمر بن الخطاب إلى الشأم بعد مسيره الأول كان إليها، حتى إذا شارفها، بلغه ومن معه أن الطاعون فاشٍ فيها، فقال له أصحابه: ارجع ولا تَقَحَّم عليه، فلو نزلتها وهو

_ (119) إسناده صحيح. أبوسبأ- بفتحتين- عتبة بن تميم التنوخي، والوليد بن عامر اليزني: ذكرهما ابن حبان في الثقات. عروة بن معتب: نقل الحافظ في الإصابة 4: 239 والتعجيل 286 أن بعضهم ذكره في الصحابة، منهم البخاري في التاريخ، ولكني لم أجده في تاريخي البخاري: الكبير والصغير. وذكر أيضا أن الرواة اختلفوا في هذا الحديث على إسماعيل بن عياش، فبعضهم جعله من حديث عروة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعضهم جعله من حديث عروة عن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما هنا، وهذه زيادة من ثقة فتقبل، ويصح الإسناد لاتصاله ورفع شبهة الإرسال. "معتب" بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد التاء المثناة المكسورة وآخره باء موحدة، ويقال أيضا بسكون العين وكسر التاء مخففة، وحكى فيه الخطيب وابن ماكولا قولا آخر أنه "مغيث" بكسر الغين المعجمة وبالياء التحتية وآخره ثاء مثلثة، وهذا هو الثابت في نسخ المسند وانظر مجمع الزوائد 107:8. (120) إسناده ضعيف، لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، حمرة: بضم الحاء وبالراء المهملة، وذكر الحافظ في التعجيل 103 أن ابن حبان ذكره في الثقات "فيمن اسمه حمزة بفتح أوله وبالزاي، فصحف، وضبطه المحققون بضم أوله وبالراء المهملة، وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة. وقال "صحب عمر". وترجم له أيضا في المخضرمين من الإصابة 2: 65 ونقل عن ابن يونس أنه قال: "شهد فتح مصر" وترجم له أيضا في لسان الميزان 2: 359 - 360 وأشار إلى هذا الحديث من طريق آخر ثم قال: "ورواه أبو اليمان عن=

بها لم نر لك الشخوص عنها فانصرف راجعا إلى المدينة، فَعَرَّسَ من ليلته تِلك وأنا أقرب القوم منه، فلما انبعث انبعثت معه في أثره فسمعته يقول: ردوني عن الشأم بعد أن شارفت عليه لأن الطاعون فيه، ألا وما منصرفي عنه مؤخر في أجلي، وما كان قدوميه معجلي عن أجلي، ألا ولو قدمت المدينة ففرغت من حاجات لا بد لي منها لقد سرت حتى أدخل الشأم ثم أنزل حمص، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب ولا عذاب عليهم، مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في الَبْرث الأحمر منها". 121 - حدثنا عبد الله بن يزيد أخبرنا حَيْوة أخبرنا أبو عَقيل عن ابن عمه عن عقبة بن عامر: أنه خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما يحدث أصحابه، فقال "من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين غفر له خطاياه فكان كما ولدته أمه" قال عقبة بن عامر: فقلت: الحمد لله الذيْ رزقني أن أسمع هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي عمر بن الخطاب وكان تجاهي جالسا: أتعجب من هذا؟ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعجب من هذا قبل أن تأتي، فقلت: وما ذاك بأبي أنت وأمي؟ فقال عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من توضأ فأحسن

_ = أبي بكر، وليس في حديثه سمعت عمر، بل قال: عن عمر". وهذا خطأ ظاهر من الحافظ. لعله لم ير الحديث في المسند، فإنه هنا صريح في سماعه من عمر، ولكن العلة ضعف أبي بكر بن أبى مريم وانظر مجمع الزوائد 10: 61 "البرث" بفتح الباء وسكون الراء: الأرض اللينة، قال ابن الأثير: "يريد بها أرضا قريبة من حمص، قتل بها جماعة من الشهداء والصالحين". (121) إسناده ضعيف، لجهالة ابن عم أبي عقيل. حيوة: هو ابن شريح. أبو عقيل: هو زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام التيمي، وهو ثقة: والحديث في أصله صحيح، رواه مسلم 1: 82 - 83 وأبو داود1: 65 - 66 من طريق معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس =

الوضوء ثم رفع نظره إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء". 122 - حدثنا سليمان بن داود، يعني أبا داود الطيالسي، قال حدثنا أبو عَوَانة في داود الأودي عن عبد الرحمن المسْلي عن الأشعث بن قيس قال: ضفْتُ عمر فتناول امرأته فضربها، وقال: يا أشعث، احفظ عني ثلاثا حفظتهَن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسأل الرجل فيم ضرب امرأته، ولا تنم إلا على وتر، ونسيت الثالثة". 123 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا يزيد، يعني الرِشْك عن معاذة عن أم عمرو ابنة عبد الله أنها سمعت عبد الله بن الزبير يقولَ: سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته: أنه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من يلبس الحرير في الدنيا فلا يكساه في الآخرة".

_ الخولاني، ومن طريق معاوية أيضا عن أبي عثمان عن جبير بن نفير، كلاهما عن عقبة بن عامر. ثم رواه أبو داود عن الحسين بن عيسى عن عبد الله بن يزيد المقرئ بإسناده هنا نحوه. وفي مجمع الزوائد 2: 250 - 251 حديث نحو هذا عن مالك بن قيس عن عقبة، وقال: "رواه أبو يعلى، ومالك بن قيس: لم أجد من ذكره ". وانظر ما مضى 97. وسيأتي مختصرا في مسند عقبة بن عامر 4: 150 - 151 ح. (122) إسناده ضعيف، داود بن يزيد الأودي: ليس بقوي، يتكلمون فيه. عبد الرحمن المسلي: شبه المجهول، ذكر الحافظ في التهذيب 6: 304 أنه ليس له في أبي داود والنسائي وابن ماجه إلا هذا الحديث، وقال: "صححه الحاكم، وأما أبو الفتح الأزدي فذكر عبد الرحمن هذا في الضعفاء وقال: فيه نظر، وأورد له هذا الحديث. المسلي، بضم الميم وسكون السين: نسبة إلى بني مسلية، وهى قبيلة من كنانة أو من مذحج. والحديث في مسند الطيالسي ص 10. (123) إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. يزيد الرشك. هو يزيد =

124 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال: أخبرني عمر بن الخطاب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "ليسيرن الراكب في جنبات المدينة ثم ليقول: لقد كان في هذِا حاضر من المؤمنِين كثير" [قال عبد الله] قال أبي أحمد بن حنبل: ولم يجُزْ به حسن الأشْيب جابراً. 125 - حدثنا هرون حدثنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحرث أن عمر بن السائب حدثه أن القاسم بن أبي القاسم السَّبَئي حدثه عن قاص الأجناد بالقسطنطينية أنه سمعه يحدث أن عمر بن الخطاب قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدة يدار عليها بالخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار، ومن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تدخل الحمام".

_ ابن أبي يزيد الضبعى، و"الرشك" بكسر الراء وسكون الشين المعجمة، وهي لقبه. كلمة فارسية، معناها: الكبير اللحية. معاذة: هي بنت عبد الله العدوية العابدة. أم عمرو: هي بنت عبد الله بن الزبير، روت هذا الحديث عن أبيها. (124) إسناده صحيح. يحيى بن إسحق: هو السيلحيني. وقول عبد الله عن أبيه "لم يجز به حسن الأشيب جابرا" يريد أن حسن بن موسي الأشيب، شيخ أحمد، روى هذا الحديث عن ابن لهيعة، فجعله من حديث جابر عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، لم يذكر فيه عمر بن الخطاب، فيكون مرسل صحابي، ورواية حسن الأشيب ستأتي في مسند جابر 14731. (125) إسناده ضعيف، لجهالة قاص القسطنطنية وهو مجهول لم أعرفه، وقد سماه في التعجيل عبد الله بن يزيد قاص الأجناد بالقسطنطينية ثم قال لا أعرفه- وهذا كلام الحسيني، ثم تعقبه الحافظ فقال إنه لم يقع في المسند مسمى ولكنه وقع مسمى "عبد الله بن يزيد قاص مسلمة بالقسطنطينية6/ 27في ط الحلبي. ولكنه مع هذا يظل مجهولا. والقاسم بن أبي القاسم: ثقة. وعمر بن السائب بن أبي راشد المصري: ثقة. "السبئي" بفتح المهملة والموحدة بعدهما همزة بغير مد. كما نص عليه الحافظ في التعجيل 340. وانظر مجمع الزائد 1: 277 وما سيأتى 8258، 14704.

126 - حدثنا أبو سَلَمة الخزاعي أنبأنا ليث، ويونس حدثنا ليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان ابن عبد الله، يعني ابن سراقة، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت"، قال: قال يونس: أويرجع، "ومن بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى بنى الله له به بيتا في الجنة". 127 - حدثنا عفَّان حدثنا أبو عَوانة عن سليمان الأعمش عن شَقيق عن سَلْمانَ بن ربيعة قال: سمعت عمر يقول: قَسَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمة، فقلت: يا رسول الله، لَغَيْرُ هؤلاء أحق منهم، أهل الصُّفَّة، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم تُخيروني بين أن تسألوني بالفُحْشِ وبَيْنَ أن تُبَخِلوني، ولستُ بباخلٍ".

_ (126) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عثمان بن عبد الله بن سراقة: هو عثمان بن عبد الله بن عبد الله ابن سراقة، كما في ابن سعد 5: 181. وهو ابن زينب بنت عمر بن الخطاب، وكانت أصغر ولد عمر، ولم يدرك عثمان جده. وقد أشار الحافظ في التهذيب 7:.13 إلى هذا الحديث، وكاد يميل إلى أنه موصول، ولكن في هذا تكلف كثير. والحديث رواه ابن ماجة 2: 89 من طريق يونس عن الليث. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة الحافظ البغدادي. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي الحافظ. ليث: هو ابن سعد."حتى يستقل" أبي حتى يذهب ويحتمل ويرحل. (127) إسناده صحيح، شقيق: هو أبو وائل شقيق بن سلمة. سلمان بن ربيعة: هو سلمان الخيل، لأنه كان يلي الخيول في زمن عمر، وهو من كبار التابعين، ويقال أنه له صحبة. والحديث رواه مسلم 1: 287 من طريق جرير عن الأعمش. وفي ح "إنكم تخيروني أنكم تسألوني بالفحش" وهو خطأ ظاهر، صححناه من ك هـ. وبحاشية ك نسخة "إنهم يخيروني بين أن يسألوني بالفحش وبين أن يبخلوني".

128 - حدثنا عفان حدثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم ابن عبيد الله عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الحدَث توضأ ومسح على الخفين. 129 - حدثنا عفان حدثنا حمّاد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن أبي رافع: أن عمر بن الخطاب كان مستندًا إلى العباس وعنده ابن عمر وسعيد بن زيد، فقال: اعلموا أني لم أَقُل في الكلالة شيئاً، ولم أستخلف من بعدي أحداً، وأنه من أدرك وفاتي من سبي العرب فهو حر من مال الله عزّ وجل، فقال سعيد بن زيد: أما إنك لو أشرت برجل من المسلمين لائْتَمنَك الناس، وقد فعل ذلك أبو بكر وائتمنه الناس، فقال عمر: قد رأيت من أصحابي حرصاً سيئاً. وإني جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة الذين مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ، ثم قال عمر: لو أدركني أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه لوَثقت به: سالمٌ مولى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجراح. 130 - حدثنا عفان حدثنا همَّام حدثنا قتادة حدثني أبو العالية عن ابن عباس قال: شهد عندي رجال مرضيُّون فيهم عمر، وأرضاهم عندي عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس".

_ (128) إسناده ضعيف، عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب: ضعيف وانظر88. (129) إسناده صحيح. على بن زيد: هو ابن جدعان. أبو رافع: هو نفيع بن رافع الصائغ، تابعي كبير أدرك الجاهلية. وانظر 89. (130) إسناده صحيح. وهو مكرر 110 وانظر 111، 118.

131 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن عمر بن الخطاب أكبَّ على الركن فقال: إني لأعلم أنك حجرٌ، ولو لم أر حبيبي - صلى الله عليه وسلم - قبَّلك أو استلمكَ ما استلمتُك ولا قبَّلتُك، لقدكان لكم في رسول الله أسوة حسنة. 132 - حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا عمار بن أبى عمار أن عمر ابن الخطاب قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في يد رجل خاتماً من ذهب، فقال: "ألق ذا، فألقاه، فتختم بخاتَم من حديد، فقال: ذا شرٌ منه، فتختم بخاتم من فضة، فسكت عنه". 133 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا عاصم، وحُسين ابن علي عن زائدة عن عاصم عن زِر عن عبد الله قال: لما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت الأنصار: منّا أمير، ومنكم أميرٌ، فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمَرَ أبا بكر أن يؤمَّ الناس؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدمَ أبا بكر. 134 - حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لَهيعة عن أبي الزبير عنِ جابر: أن عمر بن الخطاب أخبره أنه رأى رجلا توضأ للصلاة فتركَ موضع

_ (131) إسناده صحيح. عبد الله بن عثمان بن خثيم: ثقة. وفي ح "عبد الله حدثنا عثمان بن خثيم" وهو خطأ. وانظر 99. (132) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم: ثقة، ولكنه متأخر، يروي عن إبن عباس وأبي هريرة وغيرهما، ولم يدرك عمر. وانظر ما يأتي 6518، 6680، (133) إسناده صحيح. حسين بن على: هو الجعفي شيخ أحمد، يروي أحمد هذا الحديث عنه وعن معاوية بن عمرو، كلاهما عن زائدة، وهو ابن قدامة. عاصم: هو ابن أبى النجود، بفتح النون وضم الجيم. زر: هو ابن حبيش، بالتصغير. عبد الله هو ابن مسعود. (134) إسناده صحيح. ورواه مسلم1: 85 من طريق معقل عن أبي الزبير.

ظُفْرٍ على ظهر قدمه، فأبصره النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ارجِعْ فأحْسنْ وضوءك، فرجع فتوضأ ثم صلى". 135 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا الهيَثْم بن رافع الطاطريّ، بصريّ، حدثني أبو يحيى رجل من أهل مكة. عن فَرُّوخ مولى عثمان: أن عمر وهو يومئذ أمير المؤمنين خرجِ إلى المسجد فرأى طعاماً منثورًا فقال، ما هذا الطعام؟ فقالوا: طعامٌ جلب إلينا، قال بارك الله فيه وفيمن جلبه، قيل: يا أمير المؤمنين، فإنه قد احتكر، قال: ومَن احتكره؟ قالوا: فَرُّوخ مولى عثمان وفلان مولى عمر، فأرسل إليهما فدعاهما، فقال: ما حملكما على احتكار طعام المسلمين؟ قالا: يا أمير المؤمنين، نشتري بأموالنا ونبيع، فقال عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالإفلاس أو بجذُام"، فقال فرّوخ عندَ ذلك: يا أمير المؤمنين، أعاهدُ الله وأعاهدكَ أن لا أعود في طعام أبداً، وأما مولى عمر فقال: إنما نشتري بأموالنا ونبيع، قال أبو يحيى: فلقد رأيتُ مولى عمر مجذوماً. 136 - حدثنا أبو اليَمَان أنبأنا شعيب عن الزهري حدثنا سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت عمر يقول: كان النبى - صلى الله عليه وسلم -: يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقرَ إليه منى، حتى أعطاني مرةً مالاً، فقلت: أعطه أفقر

_ (135) إسناده صحيح، الهيثم بن رافع الطاطري: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، و "الطاطري" بطاءين مفتوحتين، وفى الأنساب للسمعاني أن هذه النسبة بمصر والشأم تطلق على من يبيع الكرابيس والثياب البيض. أبو يحيى المكي، وفروخ مولى عثمان: ذكرهما ابن حبان في الثقات. والحديث رواه ابن ماجة 2: 5 مختصراً من طريق أبي بكر الحنفى عن الهيثم قال شارحه السندي: "وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله موثقون". وأشار إليه البخاري في التاريخ الكبير4/ 2/ 216 - 217 فذكره بإسناده عن إسحق عن الإمام أحمد. وليس لإنكار الذهبى هذا الحديث وجه، انظر الميزان 3: 263، 387 وانظر ما يأتي4880. (136) إسناده صحيح، وانظر 100.

إليه مني، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: " خذه فتموَّلْه وتصدَّقْ به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرِفٍ ولا سائل فخذه، وما لا فلا تُتْبعْهُ نفسَك". 137 - حدثنا هرون حدثنا ابنُ وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه- قال: سمعتُ عمر يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعَطيني العطاء، فذكر معناه. 138 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليثٌ حدثني بُكَيرٌ عن عبد الملكِ بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: هَشَشْت يوماً فقبَّلتُ وأنا صائم، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: صنعتُ اليومَ أمراً عظيماً فقبَّلتُ وأنا صائم، فقِال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتَ لو تمضمضتَ بماء وأنتَ صائم؟ " قلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ففيمَ؟ " 139 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا داود، يعني ابنَ أبي الفرات،

_ (137) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (138) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي. ليث: هو ابن سعد. بكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. عبد الملك: هو عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، تابعي ثقة. والحديث أخرجه أيضاً أبو داود والنسائي، والحاكم في المستدرك 1: 431 صححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبى. وفي نيل الأوطار 287:4: "أخرجه النسائي وقال إنه منكر، وقال أبو بكر البزار لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه. وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم"، وما أدري ما وجه النكارة فيه؟ ولذلك نقل الذهبي في الميزان 149:2 كلام النسائي ثم قال: "رواه بكير بن الأشج، وهو مأمون، عن عبد الملك، وقد روى عنه غير واحد، فلا أدري ممن هذا؟ ". (139) إسناده صحيح، أبو الأسود: هو الدؤلي. داود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي أبو عمر، نزل البصرة. وثقه ابن معين وأبو داود، ومات مع حماد بن سلمة في عام، وهو دواد ابن عمرو بن أبى الفرات، قاله الذهبي في الميزان 324:1، وفرق بينه وبين "داود ابن الفرات" الأشجعي المدني، ذاك "داود بن بكر بن أبي الفرات" وفات هذا الفرق الحافظ بن=

عن عبد الله بن بُريَدة عن أبي الأسود أنه قال: أتيتُ المدينةَ، فوافيتُها وقد وقع فيها مرض، فهم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بِن الخطاب، فمرت به جنازة، فأُثني على صاحبها خيرٌ، فقال عمر: وجبتْ، ثم مرَّ بأخرى، فأثني على صاحبها خير، فقال عمر: وجبت، ثم مرّ بالثالثة فأثني عليها شر، فقال عمر: وجبت، فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُّيما مسلم شهد له أربعةٌ بخير أدخله الله الجنة"، قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: فقال: "وثلاثة"،، قال: قلنا: واثنان، قال: "واثنان"، قال ثم لم نسأله عن الواحد. 140 - حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن لهُيعة حدثنا بُكير عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، والفتحَ في رمضان، فأفطرنا فيهما. 141 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا المثنَّي بن عوِف العَنَزِيّ، بصريّ، قال أنبأنا الغَضْبَان بن حنظلة: أن أباه حنظلة بن نعيم وفَدَ

_ = حجر، فلم يترجم لداود الكندي في التعجيل. عبد الله بن بريدة: هو ابن الحصيب الأسلمي، وهو ثقة. (140) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سعيد بن المسيب لم يدرك أن يسمع من عمر، كما مضى في 109. (141) إسناده صحيح، المثنى بن عوف العنزي: وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس به بأس. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/419 ولم يذكر فيه جرحاً. الغضبان بن حنظلة: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري أيضاً4/ 1/ 107 - 108. أبو حنظلة بن نعيم: تابعى قديم له إدراك، وثقه ابن حبان. وأشار الحافظ في الإصابة 2: 66 إلى أن هذا الحديث رواه أيضاً- الدولابي في الكنى من طريق أبي عاصم "حدثنا عمي غضبان بن حنظلة بن نعيم عن أبيه قال: كنت فيمن وفد إلى عمر" إلخ، فهذا وصل للإسناد: لولاه لكان ظاهر الإسناد الذي هنا منقطعاً. وأبو عاصم: هو الغنوي، يروي عن أبي الطفيل، ويروي عنه حماد=

إلى عمر، فكان عمر إذا مرّ به إنسان من الوفد سأله: ممن هو؟ حتى مرّ به أبي، فسأله: ممن أنت؟ فقال: من عَنَزَة، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حيّ من ههنا مبغي عليهم منصورون". 142 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيدُ بن أبي حبيب عن مَعْمر: أنه سأل سعيد بن المسيب عن الصيام في السفر؟ فحدثه عن عمر بن الخطاب أنه قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوتين في شهر رمضان: يوم بدر ويوم الفتح، فأفطرنا فيهما. 143 - حدثنا أبو سعيد حدثنا دَيْلم بن غزْوان، عبدي، حدثنا ميمون الكُرْدِيِّ حدثني أبو عثمان عن عمر بن الخطاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أخْوَف ما أخاف على أمتما كلُّ منافقٍ عليمِ اللسان". 144 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد حدثنا صالح ابن محمد بن زائدة عن سالم بن عبد الله: أنه كان مع مَسلَمة بن عبد الملك في أرض الروم، فوُجد في متاع رجل غلول، فسأل سالم بن عبد الله. فقال: حدثنى عبد الله عن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من وجدتم فى متاعه غلولا فأحرقوه"، قال: وأحْسبه قال: واضربوه، قال: فأَخرج متاعه فى السوق قال: فوجد فيه مصحفاً، فسأل سالماً؟ فقال: بعه وتصدق بثمنه. ________ = ابن سلمة ومحمد بن الحسن العنبري، قال ابن معين: ثقة، وله ترجمة في التهذيب والميزان. وانظر مجمع الزوائد 10: 51. (142) إسناده ضعيف-، لانقطاعه. وهو مطول 140. (143) إسناده صحيح، أبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن ملَّ. ميمون الكردي: وثقة أبو داود وابن حبان وغيرهما. ديلم بن غزوان: وثقه ابن معين وابن حبان وغيرهما. في ح "ويلم"، بالواو، وهو خطأ، صوابه "ديلم" بالدال وسيأتى الحديث 310. (144) إسناده ضعيف، صالح بن محمد بن زائدة: هو أبو واقد الليثي الصغير، قال البخاري. "منكر الحديث، تركه سليمان بن حرب، روى عن سالم عن أبيه عن عمر رفعه: من =

145 - حدثنا أبو سعيد وحسين بن محمد قالا حدثنا إسرائيل عن أبى إسحق عن عمرو بن ميمون عن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان يتعَّوذ من خمسٍ: من البخل، والجبن، وفتنة الصدر، وعذاب القبرْ، وسُوء العَمَل. 146 - حدثنا أبوسعيد حدثنا ابن لَهيعة قال: سمعتُ عَطَاء بن دينار عن أبي يزيد الخوْلاني أنه سمع فَضَالة بن عُبيد يقول: سمعتُ عمر ابن الخطاب أنه سمع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الشهداء ثلاثةِ: رجل مؤمن جيّد الإيمان لقي العدِوَّ فصدق الله حتى قُتل، فذلك الذي يَرفع إليه الناسُ أعناقَهم يوم القيامة، ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسَه حتى وقعت قلنسوته، أو قلنسوة عمر، ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدوَّ فكأنما يُضرب جلده بشوك الطَّلْح أتاه سهم غرب فَقَتَله، هو في الدرجة الثانية، وِرجل مؤمن جيد الإيمان خَلَط عملا صالحاً وآخر سيئاً، لقي العدوَّ فصدقَ الله حتى قُتل: فذلك في الدرجة الثالثة".

_ = وجدتموه قد غل فأحرقوا متاعه، لا يتابع عليه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صلوا على صاحبكم. ولم يحرق متاعه. عامة أصحابنا يحتجون بهذا الحديث في الغلول، وهو حديث باطل ليس له أصل، وصالح هنا لا يعتمد عليم". والحديث رواه أبو داود 3: 21 والحاكم في المستدرك 2: 127 - 128 وصححه ووافقه الذهبي. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي. (145) إسناده صحيح، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحق السبيعي، يروي عن جده أبي إسحق. وسيأتي تفسير "فتنة الصدر" في 388. (146) إسناده حسن، عطاء بن دينار المصري الهذلي: ثقة، وقال البخاري: ليس به بأس، وقال ابن يونس: مستقيم الحديث ثقة معروف بمصر. أبو يزيد الخولانى المصري الكبير: قال الذهبى: لا يعرف. فضالة بن عبيد: صحابي شهد أُحداً وما بعدها. والحديث رواه الترمذي (3: 8 - 9 تحفة الأحوذي) عن قتيبة عن ابن لهيعة، وقال: "حديث حسن غريب" وأشار إليه البخاري في كتاب الكنى برقم 783. قوله "قلنسوته أو قلنسوة عمر" الذىِ في الترمذي. "حتى وقعت قلنسوته، فلا أدري: قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبي - صلى الله عليه وسلم"، وهو أوضح. وانظر ما يأتى 150.

147 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد الله بن لَهيعة حدثنا عَمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده عن عمر أن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يقاد والد من ولد"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، "يرث المالَ من يرث الوَلاء". 148 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة حدثنا عَمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يقاد لولدٍ من والده". 149 - حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا الضحَّاك بن شُرَحْبِيل

_ (147) إسناده صحيح، عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص: ثقة، وإنما تكلموا في روايته عن أبيه عن جده، حتى تأول بعضهم أن "جده" في مثل هذا هو محمد ابن عبد الله بن عمرو! وهو خطأ، فإن المراد "عن جد أبيه" يعنى عبد الله بن عمرو، فإن محمداً مات وترك ابنه شعيباً صغيراً فرباه جده عبد الله بن عمرو، حتى لقد كان يدعوه أباه، ففى السنن الكبرى للبيهقى 92:5 - 93: "عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: كنت أطوف مع أبي عبد الله بن عمرو بن العاص" فسماه أباه، وهو أبوه الأعلى، وهذا شيء جائز معروف. والصحيح أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو موصولة، قال ابن عبد البر في التقصي 254 - 255: "حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده: مقبول عند أكثر أهل العلم بالنقل". ثم روي بإسناده عن على بن المدينى قال: "سمع عمرو بن شعيب من أبيه، وسمع أبوه من عبد الله بن عمرو بن العاص". وقد ذكرت الأدلة مفصلة على صحة ذلك في شرحي على الترمذي 140:2 - 144. وقد صرح شعيب في الإسناد الذي بعد هذا بأنه "عن عبد الله بن عمرو". ومتن هذا الحديث في الحقيقة حديثان: في قود الوالد بولده، والثاني في ميراث الولاء. فالأول رواه أيضاً الترمذي 2: 307 من طريق حجاج ابن أرطاة عن عمرو بن شعيب بإسناده، وذكر أنه روي أيضاً عن عمرو بن شعيب مرسلا، وقال: "وهذا حديث فيه اضطراب". وكذلك رواه ابن ماجة 2: 76 من طريق حجاج. والثاني رواه الترمذي 3: 186 من طريق ابن لهيعة بإسناده، وقال: "هذا حديث ليس إسناده بالقوي". يريد لأن فيه ابن لهيعة. وانظر مجمع الزوائد 6: 288 و 4: 231. وانظر أيضاً ما مضى98 وما يأتى 346. (148) إسناده صحيح، وهو بعض الحديث قبله. (149) إسناده صحيح، الضحاك بن شرحبيل الغافقي المصري: قال أبو زرعة: لا بأس به صدوق.=

عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرةً مرة. 150 - حدثنا يحيى بن إسحق أنبأنا ابن لَهيعة عن عطاء بن دينار عن أبي يزيد الخَولاني قال: سمعتُ فَضَالة بن عبيد يقول: سمعت عمر ابن الخطاب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله فَقُتلُ، فذلك الذي يَنْظر الناس إليه هكذا، ورفع رأسَه حتى سقطت قلنسوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أِوقلنسوُة عمر، والثاني رجل مؤمن لقي العدو فكأنما يُضرب ظهره بشَوك الطلح، جاءه سهم غربٌ فقتله، فذاك في الدرجة الثانية، والثالث رجل مؤمن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ولقي العدو فصدَقَ الله عز وجل حتى قُتل، قال: فذاك في الدرجة الثالثة، والرابع رجل مؤمن أسرف على نفسه إصرافاً كثيراً، لقي العدوَّ فصدقَ الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة. 151 - حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رِشْدِينُ بن سعد حدثنى أبو عبد الله الغافقيّ عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه توضأ عامَ تبوكَ واحدةً واحدةً. 152 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر أن

_ = وذكره ابن حبان في الثقات، أسلم والد زيد: هو مولى عمر، من كبار التابعين. والحديث أشار إليه الترمذي 1: 51 من طريق رشدين بن سعد عن الضحاك، وقال: "ليس هذا بشىء، ولعله من أجل رشدين بن سعد. ورواية رشدين ستأتي 151. (150) إسناده حسن، هو مطول 146 وسبق الكلام عليه. (151) إسناده ضعيف، رشدين بن سعد: ضعيف. أبو عبد الله الغافقى: هو الضحاك بن شرحبيل. وهو مكرر 149 فيكون صحيحَاً لغيره، وسبقت الإشارة إليه. (152) إسناده صحيح، حسن: هو ابن موسى الأشيب. وانظر 124، وسيأتى في مسند جابر برقم 14790. "أو لايعرفها" صححناه من ك. وفي ح "أولا يعبر بها" وهو تكرار لا معني له.

عمر بِن الخطاب أخبره أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " سيخرج أهل مكة ثم لا يَعْبُر بها أو لا يعرفها إلا قليل، ثم تمتلىء وُتبْنى، ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبداً". 153 - حدثنا الحسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا توضأ لصلاة الظهر فترك موضع طُفر على ظهر قدمه، فأبصره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ارجعْ فأحْسِنْ وضوءك"، فرجع فتوضأ ثم صلى. 154 - حدثنا هُشَيم قال: زعم الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن ُعُتبة بن مسعود عن ابن عباس عن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبدُ الله ورسولُه". 155 - حدثنا هُشيم أنبأنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عنِ ابن عباس قال: نزلت هذه الآية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوار بمكة {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قال: كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، قال: فلما سمع ذلك المشركون سبُّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله عزّ وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أي بقراءتك فيسمعَ المشركون فيسبُّوا القرآن، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك فلا تسمعهم

_ (153) إسناده صحيح، وهو مكرر 134. (154) إسناده صحيح، هشيم بن بشير الواسطي: ثقة حجة، إلا أنهم تكلموا في سماعه من الزهري، وأنه سمع منه صحيفة فطارت منه فلم يحفظ منها إلا قليلا، وأنه يدلس في بعض روايته. وقوله هنا "زعم الزهري" قد يؤيد أنه لم يسمعه منه، ولكن الحديث ورد بأسانيد أخرى عن الزهري، فتبين أنه صحيح عنه. "هشيم" بضم الهاء. "بشير" بفتح الباء. وانظر 164 , 331، 391. (155) إسناده صحيح، أبو بشر: هو جعفر بن إياس. والحديث ليس من مسند عمر. وقد نقله ابن كثير في التفسير 5: 245 عن المسند، وقال: "أخر جاه في الصحيحين". وفى ابن كثير: =

القرآن حتى يأخذوه عنك، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}. 156 - حدثنا هُشَيم أنبأنا علي بن زيد عن يوسف بن مهْرَان عن ابن عباس قال: خطب عمر بن الخطاب، وقال هُشيم مرَّة: خطبنا، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، فذكر الرجم، فقال: لا تُخْدَعُنَّ عنه، فإنه حدٌ من حدود الله تعالى، أَلا إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رجَمَ ورجَمَنا بعده، ولولا أن يقول قائلون زاد عمر في كتاب الله عز وجل ما ليس منه لكتبتُه في ناحية من المصحف: شهد عمرُ بن الخطاب، وقال هُشَيم مَرَّةً: وعبد الرحمن بن عوف وفلانٌ وفلانٌ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رَجم ورجَمْنا من بعده، ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذّبون بالرجم وبالدجَّال وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتَحَشوا. 157 - حدثنا هُشيم أنبأنا حميد عن أنسٍ قال: قال عمر: وافقتُ ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مَقَام إبراهيم مُصَلّى، فنزلتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} وقلت: يا رسِول الله، إن نساءك يَدْخُل عليهنّ البرُّ والفاجر، فلو أمرتهن أن يحْتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساؤه في الغيرة، فقلتَ لهن: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} قال: فنزلت كذلك.

_ = "سبوا القرآن وسبوا من أنزله". وسيأتي بهذا الإسناد في مسند ابن عباس 2808. (156) إسناده صحيح، يوسف بن مهران البصري: وثقة أبو زرعة وابن سعد، وله ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري4/ 2/ 375. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 50:6عن المسند. وانظر ما يأتي 197 ,249، 276، 302، 352.331، 391. "امتحشوا" بالبناء للفاعل وبالبناء للمفعول: من المحش، وهو احتراق الجلد وظهور العظم. (157) إسناده صحيح، حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

158 - حدثنا عبد الأعلى بنِ عبد الأعلى عن مَعْمر عن الزهري عن عروة بن الزُبير عن الِمسْوَر بن مَخْرمة: أن عمر بن الخطاب قال: سمعتُ هشام بن حكيم بن حِزام يقرأ سورة الفرقان، فقرأ فيها حروفًا لمِ يكن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأنيها، قال: َ فأردت أن أساوره وأنا في الصلاة، فلما فَرَغ قلت: من أقرأكَ هذه القراءة؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: كذبتَ والله، ما هكذا أقرأك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذت بيده أقوده فانطلقت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إنك أقرأتني سورة الفرقان، واني سمعت هذا يقرأ فيها حروفاً لم تكن أقرأتنيها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ يا هشام"، فقرأ كما كان قرأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هكذا: أُنزلتْ"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن القرآن نزل على سبعة أحرفٍ". 159 - حدثنا عمرو بن الهيثم حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عنْ النعمان بن بَشير عن عمر قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَلْتَوي ما يجد ما يملأ به بطنه منَ الدَّقَلِ. 160 - حدثنا ابن أبي عديّ عن حُميدٍ عن أنس قال عمر: وافقت ربي عز وجل في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلث: يا رسول الله، لو اتخذتَ المقام مصلى؟ قال: فأنزل الله عز وجل {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وقلت: لو حجبت عن أمهات المؤمنين فإنه يدخل عليك البر والفاجر، فأنزلت آية الحجاب، قال: وبلغني عن أمهات المؤمنين شيء، فاستقريتهن أقول لهن: لتكفن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ليبدلنه الله بكن أزواجاً

_ (158) إسناده صحيح، وسيأتى أيضاً 277، 278 ,297.296. وستأتى الإشارة إليه في 3275. (159) إسناده صحيح، "الدقل" بفتح الدال والقاف: رديء التمر ويابسه. (160) إسناده صحيح، ابن أبى عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبى عدي. والحديث مكرر 157.

خيراً منكن مسلمات، حتى أتيت على إحدى أمهات المؤمنين، فقالت: يا عمر، أما في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يعظ نساءه حتى تَعظَهُنَّ، فكففت، فأنزل الله عز وجل {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ} الآية. 161 - حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي أن يحيى بن أبي كثير حدثه عن عكرمة مولى ابن عباس قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالعقيق يقول: "أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حجة" قال الوليد: يعني ذا الحليفة. 162 - حديث سفيان عن الزهري سمع مالك بن أوس بن الحدثان سمع عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال سفيان مرة: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الذهب بالورِق ربا إلا هاء وهاء، والبُرُّ بالبُرِّ رباً إلا هاء وهاء، والشعير بالشعيرر بًا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر رباً إلا هاء وهاء. 163 - حدثنا سفيان عن الزهري سمع أبا عبيدٍ قال: شهدت العيد

_ (161) إسناده صحيح، العقيق ها هنا: هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة، وهو الأقرب منها، كما قال ياقوت في معجم البلدان، وكما فسره الوليد بن مسلم هنا. ووهم ابن الأثير في النهاية فجعله العقيق الذي بالمدينة. (162) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. "الحدثان" بفتح الحاء والدال المهملتين وبالثاء المثلثة. "هاء وهاء" هو أن يقول كل واحد من البيعين "ها" فيعطيه ما في يده، كالحديث الآخر "إلا يداً بيد" يعني مقايضة في المجلس، قاله في النهاية. (163) إسناده صحيح، أبو عبيد: هو سعد بن عبيد مولى ابن أزهر، ويقال مولى عبد الرحمن بن عوف، وسيأتي الحديث 224، 225، 282، وانظر 427.

مع عمر، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام هذين اليومين، أما يوم الفطر ففطركم من صومكم، وأما يوم الأضحى فكلوا من لحم نسككم. 164 - حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبده ورسوله". 165 - حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر: أنه سأل النبى - صلى الله عليه وسلم -: أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: "يتوضأ وينام إن شاء"، وقال سفيان مرة: ليتوضأ ولينم. 166 - حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر حمل على فرس في سبيل الله عز وجل، فرآها أو بعض نتاجها يباع، فأراد شراءه، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه، فقال: "اتركها توافكَ أو تَلقَها جميعًا"، وقال مرتين: فنهاه وقال: "لا تشتره، ولا تَعُدْ في صدقتَك". 167 - حدثنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر ابن ربيعة يحدث عن عمر يبلغ به النبي، وقال سفيان مرة: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

_ (164) إسناده صحيح، وهو مكرر 154. (165) إسناده صحيح، عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر، والحديث مكرر 105. (166) إسناده صحيح. (167) إسناده ضعيف، عاصم بن عبيد الله: ضعيف وقد ورد معناه من حديث ابن مسعود، نسبه السيوطي في- الجامع الصغير، برقم 3227 لأحمد والترمذي والنسائي، وصححه الترمذي، ومن حديث ابن عمر أيضاً برقم 3228 ونسبة للدارقطني والطبراني ورمز له بالضعف.

قال: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث". 168 - حدثنا سفيان عن يحيى عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص قال: سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما الأعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله عز وجل فهجرته إلى ما هاجر إليه، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". 169 - حدثنا سفيان عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل قال: قال الصُّبَيُّ بن مَعْبَد: كنت رجلا نصرنياً فأسلمت، فأهللت بالحج والعمرة، فسمعني زيد بن صُوحان وسَلمان بن ربيعة وأنا أهل بهما، فقالا: لهذا أضل من بعير أهله، فكأنما حُمِل عليَّ بكلمتهما جبلٌ، فقدمت على عمر فأخبرته، فأقبل عليهما فلامهما، وأقبل عليّ فقال: هُديت لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، هديت لسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -، قال عبدة: قال أبو وائل: كثيراً ما ذهبت أنا ومسروق إلى الصُّبَيّ نسأله عنه. 170 - حدثنا سفيان عن عَمرو عن طاوس عن ابن عباس: ذُكر لعمر أن سَمُرَة، وقال مرةً: بلغ عمر أن سمرةَ باع خمراً، قال: قاتَل الله سمُرة، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله اليهودَ حرمت عليهم الشحوم فجَمَلوها فباعوها".

_ (168) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري. (169) إسناده صحيح، وهو مكرر 83. (170) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. "جملوها" بتخفيف الميم: أذابوها واستخرجوا دهنها.

171 - حدثنا سفيان عن عمرو ومَعْمرٍ عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحَدَثَان عن عمر بن الخطاب قال: كانت أموال بنى النَّضير مما أفاء الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما لم يوجف المسلمون عليه بخيلٍ ولاركاب، فكانت لرِسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالصةً وكان ينفق على أهله منها نفقة سنة، وقال مرةً: قُوتَ سنة، وما بقى جعله في الكُراع والسّلاح عُدَّةً في سبيل الله عز وجل. 172 - حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس قال: سمعتُ عمر يقول لعبد الرحمن بن عَوف وطلحة والزبير وسعد: نَشَدْ تُكم بالله الذي تقوم السماء والأرض به، أعلمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنا لا نورث، ماتركنا صدقة؟ " قالوا: اللهم نعم. 173 - حدثنا سفيان عن يزيدَ بن أبي زياد عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الولد للفِرَاش". 174 - حدثنا ابن إدريس أنبأنا ابن جريج عن ابن أبي عمَّار عن

(171) إسناده صحيح، وانظر 55، 58، وهو مخنصر 1781، 1782. (172) إسناده صحيح، وانظر 78، 79. (173) هذا إسناد مشكل، وأخشى أن يكون خطأ في النسخ من الناسخين، فإن يزيد بن أبي زياد وإن كان يروي عنه سفيان بن عيينة إلا أنهم لم يذكروا أنه يروي عن أبيه أبي زياد، ولم يذكروا أبا زياد هذا في الرواة أصلا، والحديث رواه ابن ماجة1/ 316عن ابن أبي شيبة سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالولد للفراش، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 402 من طريق الشافعي عن ابن عيينة بإسناده وفيه قصة، وهذا إسناد صحيح، أبو يزيد المكي والد عبيد الله: ذكره ابن حبان في الثقات. فيحتمل جداً أن يكون هذا الإسناد هو الأصل هنا، ثم أخطأ الناسخون. (174) إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي. ابن أبي عمار: هو=

عبد الله بن بَابيه عن يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقد أمنَ الله الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". 175 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمشُ عن إبراهيم عن عَلْقمَةَ قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة، قال أبو مُعاوية: وحدثنا الأعمش عن خَيْثمة عن قيس بن مَرْوان أنه أتى عمر فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة وتركتُ بها رجلاً يملي المصاحفَ عنِ ظهر قلبه، فغضب وانتفخَ حتى كاد يملأ ما بيين شُعبتَىِ الرَّحْل، فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله ابن مسعود، فما زال يُطْفأَ ويسرَّى عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك والله ما أعلمُهُ بقيَ من الناس أحدٌ هو أحقُّ بذلك منه، وسأحدّثك عن ذلك، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لايزال يسمرُ عند أبي بكر الليلةَ كذاك في الأمر من أمر المسلمين، وانه سَمَرَ عنده ذات ليلةٍ وأنا معه،

_ = عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار القرشي المكي، وكان يلقب بالقسّ لعبادته، وهو صاحب القصة المعروفة مع سلامة، وهو ثقة، عبد الله بن بابيه: ثقة، والحديث رواه مسلم وأهل السنن وصححه الترمذي، انظر تفسير ابن كثير2/ 557 - 558، وانظر حديث ابن عباس 1852. (175) هو حديث واحد بإسنادين، جمعهما أبو معاوية، وهي إسنادان صحيحان، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، علقمة: هو ابن قيس بن عبد الله النخعى، خيثمة: هو ابن عبد الرحمن، قيس بن مروان: هو الجعفي الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، في ح في أول الإسناد الثانى " قال معاوية وهو خطأ، "الرحل" بسكون الحاء المهملة، وفي ح بالجيم، وهو خطأ، وانظرشرحنا على الترمذي1/ 315 - 318 وما سيأتى 265.

فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلى في المسجد فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمعِ قراءته، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أن يقرأ القرآنَ رطباً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أُمّ عبد"، قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له: "سل تُعطَهْ، سل تُعْطَهْ"، قال عمر: قلت: والله لأغْدُونَّ إليه فلأُبشّرنَّه، قال: فغدوتُ لأبشّره فوجدتُ أبا بكر قد سبقني إليه فبشّره، ولا واللهَ ما سبقتُه إلى خير قط إلاَّ وسبقني إليه. 176 - حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن إبرهيم عن عابس بن ربيعة قال: رأيتُ عمر يُقبّل الحجرَ ويقول: إني لأقبّلك وأعلم أنكَ حجر" ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبّلك لم أقبلك. 177 - حدثنا جرير عن عبد الملك بن عُمير عن جابر بن سَمُرة قال: خطب عمرُ الناسَ بالجابية فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في مثل مقامي هذا فقال: "أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم يحلفُ أحدُهم على اليمين قبلَ أن يُستحلف عليها، ويشهد على الشهادة قبل أن يُستشهد، فمن أحَبّ منكم أن ينال بُحْبُوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطانَ مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلونّ رجل بامرأة، فإن ثالثهما الشيطانُ، ومن كان منكم تسره حسنته وتسوؤه سيئته فهو مؤمن". 178 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عني إبراهيم عن علقمة

_ (176) إسناده صحيح، وهو مكرر 99 وانظر 131. (177) إسناده صحيح.، وهو مطول 144، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي الرازي. (178) إسناده صحيح، وهو مختصر 175.

عن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْمرُ عند أبي بكر الليلةَ كذلك في الأمر من أمر المسلمين وأنا معه. 179 - حدثنا إسماعيل عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة قال: قال عمر: ما سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء أكثرَ مما سألته عن الكَلاَلة، حتى طَعن بإصبعه في صدري وقال: "تكفيك آيةُ الصَّيْف التي في آخر سورة النساء". 180 - حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثنا قتادة عن سَعيد بن المسُيَّب عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الميتُ يُعَذَّب في قبره بالنياحة عليه". 181 - حدثنا يحيى عن عبد الملك حدثنا عبد الملك حدثنا عبد الله مولى أسماء قال: أرسلتني أسماء إلى ابن عمر: أنه بلغها أنك تُحرِّم أشياء ثلاثة: الَعَلم في الثوب، وميثرة الأرجوان، وصومَ رجب كلّه، فقالَ: أما ما ذكرت من صوم رجب فكيف بمن يصومُ الأبد، وأما ما ذكرت من العَلَم في الثِوب فإني سمعتُ عمر يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة". 182 - حدثنا يحيى بن سعيد وأنا سألته، حدثنا سليمانُ بن المغيرة

_ (179) إسناده صحيح، وهو مختصر 89، وانظر 129، إسماعيل: هو ابن علية. (180) إسناده صحيح، يحيى هو ابن سعيد القطان. (181) إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبى سليمان العرزمي، عبد الله مولى أسماء: هو عبد الله ابن كيسان، وأسماء: هي بنت أبي بكر."الميثرة بكسر الميم: من مراكب العجم تعمل من حرير أو ديباج تتخذ كالفراش الصغير تحشى بقطن أو صوف، يجعلها الراكب تحته على الرحال فوق الجمال، "الأرجوان" بضم الهمزة: صبغ أحمر شديد الحمرة: وانظر 14735. (182) إسناده صحيح، وانظر 4864.

حدثنا ثابت عن أنس قال: كنَّا مع عمر بين مكة والمدينة. فتراءينا الهلالَ، وكنتُ حَديد البصر فرأيته، فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ قال: سأراه وأنا مستلق على فراشِي، ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدرٍ قال: إنْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَيُرينَا مَصَارِعهم بالأمس، يقول: "هذا مصرَّعُ فلان غداً إن شاء الله تعالى، وهذا مصرع فلان غداً إن شاء الله تعالى، قال: فجعلوا يصرعون عليها، قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أخطؤا تِيكَ، كانوا يُصْرعُون عليها، ثم أمَر بهم فطُرحوا في بئر، فانطلق إليهم فقال "يا فلان، يا فلانُ، هل وجدتم ما وعدَكم الله حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني الله حِقَّا"، قال عمر: يا رسول الله، أتكلم قوماً قد جيَّفُوا؟ قال: "ما أنتم بأسْمعَ لما أقول منهم، ولكن لا يستطيعون أن يُجيبوا". 183 - حدثنا يحيى حدثنا حسين المُعَلمِ حدثنا عَمرو بن شُعيب

_ (183) إسناده صحيح، حسين المعلم: هو حسين بن ذكوان، وهكذا ثبت هذا الحديث في المسند محذوفًا منه أوله غير متصل بشيء، وقد رواه أبو داود3/ 86من طريق عبد الوارث عن حسين المعلم، ورواه البيهقي في السنن الكبرى10/ 304من طريق أبي داود، ورواه ابن ماجة2/ 85 - 86 من طريق أبي أسامة عن حسين المعلم. ولم أجد الحديث كاملا في هذا المسند، فرأيت إثبات لفظ ابن ماجة، إذ هو أطول الروايات التى أشرنا إليها:" قال: تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد بن سهم أم وائل بنت معمر الجمحية، فولدت له ثلاثة، فتوفيت أمهم، فورثها بنوها رباعها وولاء مواليها، فخرج بهم عمرو بن العاص إلى الشأم، فماتوا في طاعون عمواس، فورثهم عمرو وكان عصبتهم، فلما رجع عمرو بن العاص جاء بنو معمر يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول: "ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان"، قال: فقضى لنا به، وكتب لنا به كتاباً فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وآخر، حتى إذا استخلف عبد الملك بن مروان توفي مولى لها وترك ألفي دينار، فبلغنى أن ذلك القضاء قد غير، فتخاصموا إلى هشام بن إسماعيل، فرفعنا إلى عبد الملك، فأتيناه بكتاب عمر، فقال: إن كنت لأرى أن هذا من القضاء الذي لا يشك فيه، وما كنت أرى أن أمر =

عن أبية عن جده قال: فلمارَجَع عَمْرو جاء بنو مَعْمرِ بن حَبيب يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر بن الخطاب، فقال: أقضي بينكم بِما سمعت منِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان"، فقَضى لنا به. 184 - [قال أحمد بن حنيلِ]: قرأتُ على يحيى بن سعيد عن عثمان بن غيَاث حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحُميد بن عبد الرحمنَ الحمْيري قالا: لقينا عبدَ الله بن عمر، فذكرنا القدر وما يقولون فيه، فِقال: إذا رَجعتم إليهم فقولوا: إن ابنَ عمر منكم بريء وأنتم منه برآء، ثلاث مرار، ثم قال: أخبرني عمر بن الخطاب أنهم بيْنا هم جلوس أو قعودٌ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل يمشي، حسنُ الوجه حسن الشعر عليه ثيابُ بَياضٍ فنظر القوم بعضُهم إلى بعضٍ: ما نعرفُ هذا، وما هذا بصاحب سفرٍ،

_ = أهل المدينة بلغ هذا: أن يشكوا في هذا القضاء، فقضى لنا فيه، فلم نزل فيه بعد". وفى هامش عون المعبود زيادة من نسخة واحدة صحيحة من نسخ أبي داود نصها: "حدثنا أبو داود حدثنا أبو سلمة قال: حماد عن حميد قال: الناس يتهمون عمرو بن شعيب في هذا الحديث، قال أبو داود: وروي عن أبي بكر وعمر وعثمان خلاف هذا الحديث، إلا أنه روي عن علي بن أبي طالب بمثل هذا". ومعاذ الله أن يتهم عمرو بن شعيب في ذلك، فإنه ثقة صدوق، وإنما الخلاف في إرسال أحاديثه ووصلها كما أشرنا إليه فيما مضى 147 ورجحنا وصلها وصحتها ولله الحمد. (184) إسناده صحيح، والحديث رواه مسلم في أول كتاب الإيمان1/ 17 - 18 من طريق كهمس عن عبد الله بن بريدة، ثم رواه عن محمد بن حاتم عن يحيى القطان عن عثمان بن غياث، ولم يسق لفظه، بل قال: "واقتص الحديث كنحو حديثهم عن عمر عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وفيه شيء من زيادة وقد نقص منه شيئاً". وانظر 367، 368، 374، 375، 2926، 5639، 5856، 5857 وانظر أيضاً 19.

ثم قال: يارسول الله، آتيك؟ قال: "نعم"، فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه، فقال: ما الإسلام؟ قال: "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيمُ الصلاةَ وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحجُّ البيتَ"، قال: فما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كلَّه"، قال: فما الإحسان؟ قال: "أنْ تعملَ لله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، قال: فمتى الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فما أشراطها، قال: "إذا العُراة الحُفاة العالَةُ رعَاءُ الشاء تَطاوَلوا في البنيان ووَلَدَت الإماء ربَّاتهنَّ"، قال: ثم قال: "عليَّ الرجلَ"، فطلبوه فلم يَروا شيئاً، فمكث يوميَن أوثلاثة ثم قال: "يا ابن الخطاب، أتدري من السائل عن كذا وكذا؟ لما قال: الله ورسولهُ أعلم، قال: "ذلكَ جبريلُ جاء يعلَّمكم دينكم". قال: وسأله رجلٌ من جُهَينة أو مُزَينة فقال: يا رسول الله، فيما نعمل، أفي شيء قد خلا أو مَضَى أو في شيء يُسْتأنف الآن؟ قال: "في شيء قد خلا أو مضَى"،ِ فقال رجل أو بعض القوم: يا رسول الله، فيما نعمل؟ قال: "أهل الجنة يُيَسَّرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ُيَيَسَّرون لعمل أهل النار". قال يحيى: هو هكذا، يعنى كما قرأتَ عليّ. 185 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا سَلمَة بن كُهيل قالِ: سمعتُ أبا الحَكَم قال: سألت ابنَ عباس عن نبيذ الجَرّ والدُّباَّءِ فقال: نهى

_ (185) إسناده صحيح، أبو الحكم: هو عمران بن الحرث السلمي الكوفي، ثقة، وأما قوله في آخر الحديث: "وحدثنى أخى عن أبي سعيد" فإني لم أعرف من الذي قال هذا: أسلمة بن كهيل أم أبو الحكم؟ ولم أعرف هذا الأخ الذي روى عن أبي سعيد، ومعنى الحديث ثابت عن أبي سعيد في روايات كثيرة، ستأتي في مسنده إن شاء الله، "الجر": جمع جرة، وهى الإناء المعروف من الفخار، الدباء: القرع، المزفت: الإناء الذي طلى بالزفت، وهو نوع من القار، وسيأتي أوله في مسند ابن عباس 1852.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجر والدبّاء وقال: "من سره أن ُيحرَّم ما حَرَّم الله تعالى ورسوله فليحرِّم النبيذ"، قال: وسألت ابن الزبير فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدباء والجر، وال: وسألت ابنَ عمر فحدَّث عن عمر: أن النب - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الدباء والمُزفَّت، قال: وحدثني أخي عن أبي. سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الجر والدباَء والمزَفَّت والبُسر والتمر. 186 - حدثنا يحيى بن سعيد أنا سألتُه حدثنا هِشامِ حدثنا قَتَادة عن سالم بن أبي الجَعْد عن مَعْدان بن أبي طلحة: أن عمر خطب يوم جمعة فذكر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر أبا بكر، وقال: إني قد رأيت كأن ديكاً قد نقرني نقرتين، ولا أراه إلا لحضور أجلي، وإن أقواما يأمروني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته والذي بعث به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض، وإني علمت أن أقواما سيطعنون في هذا الأمر، أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، وإني لا أدع بعدي شيئا أهم إلي من الكلالة، وما أغلظ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء منذ صاحبته ما أغلظ لي في الكلالة، وما راجعته في شيء ما راجعته في الكلالة، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: "يا عمر، ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟ " فإن أعش أقضي فيها قضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن، ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، فإنما بعثتهم ليعلَّموا الناس دينهم وسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ويقسموا فيهم فيئهم ويعدلوا عليهم ويرفعوا إليَّ ما أشكل عليهم من أمرهم، أيها الناس، إنكم تأكلون من

_ (186) إسناده صحيح، هشام: هو الدستوائي. "أنا سألته" يريد الإمام أحمد أنه سأل يحيى القطان فحدثه بهذا الحديث، وهو مختصر 89 ومطول 179.

شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخذ بيده فأخرج إلى البقيع، ومن أكلهما فليمتهما طبخاً. 187 - حدثنا عبد الله بن نمير عن مجالد عن عامر عن جابر بن عبد الله قال: سمعتِ عمر بن الخطاب يقول لطلحة بن عبيد الله: ما لي أراك قد شعثت واغْبَرَرْت منذ توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لعلك ساءك يا طلحة إمارة ابن عمك؟ قال: معاذ الله، إني لأحْذَركم أن لا أفعل. ذلك، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها أحد عند حضرة الموت إلا وجد روحه لها رَوْحاً حين تخرج من جسده وكانت له نوراً يوم القيامة"، فلم أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها، ولم يخبرني بها، فذلك الذي دخلني، قال عمر فأنا أعلمها، قال: فلله الحمد. فما هي؟ هي الكلمة التي قالها لعمه: لا إله إلا الله، قال طلحة: صدقت. 188 - حدثنا جعفر بن عون أنبأنا أبو عميسٍ عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: وأي آيةٍ هي؟ قال: قوله عز وجلا {ِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} قال: فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي

_ (187) إسناده صحيح، مجالد: هو ابن سعيد الهمداني، عامر: هو الشعبي، وانظر 252، 447، 1384، 1386، في ح "مجاهد" بدل "مجالد" وهو خطأ، صححناه من ك هـ،" إمارة ابن عمك" يريد أبا بكر، فإنهما يجتمعان في "عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة". (188) إسناده صحيح، أبو عميس، بالتصغير: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي، والحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، انظر تفسير ابن كثير3/ 67.

نزلت فيه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية عرفة في يوم الجمعة. 189 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف: أن رجلا رمى رجلاً بسهم فقتله، وليس له وارث إلا خال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر، فكتب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له". 190 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي يعفور العبدي قال سمعت شيخاً بمكة في إمارة الحجاج يحدث عن عمر بن الخطاب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا عمر، إنك رجل قوي. لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، والا فاستقبله فهلل وكبر". 191 - حدثنا وكيع حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر: أن جبريل عليه السلام قال للنبي - صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره"،

_ (189) إسناده صحيح، حكيم بن حكيم، بفتح الحاء فيهما: وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له الترمذي وابن خزيمة، والحديث رواه الترمذي وحسنه3/ 182 وابن ماجة2/ 86، وانظر المنتقى 3316، وسيأتى الحديث مطولا 323. (190) إسناده ضعيف، لإبهام الشيخ الذي روى عنه أبو يعفور، أبو يعفور العبدي: اسمه وقدان، وقيل واقد، وثقه ابن معين وابنْ المديني وغيرهما وانظر مجمع الزوائد 3/ 241. (191) إسناده صحيح، وهو مختصر 184، ولكنه جعله هنا من حديث ابن عمر، ولعله سهو من الناسخين، فإن رواية كهمس قد أشرنا هناك بلى أنها في مسلم، وهي هناك من حديث ابن عمر عن أبيه: في ح "يحيى بن معمر" وهو خطأ.

فقال له جبريل عليه السلام: صدقت، قال: فتعجبنا منه يسأله ويصدقه، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم". 192 - حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عاصم بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أقبل الليل، وقال مرة: جاء الليل من ها هنا وذهب النهار من ها هنا فقد أفطر الصائم"، يعني المشرق والمغرب. 193 - حدثنا يزيد أنبأنا إسرائيل بن يونس عن عبد الأعلى الثعلبى

_ (192) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن عمر بن الخطاب. في ح "هشام بن عروة عن أبيه عن عروة" وزيادة "عن" خطأ، وسيأتي بهذا الإسناد 383، والحديث من مسند عمر كما ترى، ولكن وقع في المنتقي برقم 2162 أنه "عن ابن عمر" ونسبه للمسند والصحيحين، وهو خطأ، لم ينبه عليه الشوكاني 4/ 299، والحديث في البخاري 4/ 171 من فتح الباري، ومسلم 1/ 303 كلاهما من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمرعن عمر. (193) إسناده ضيف، لانقطاعه، فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى كان صغيراً جداً في حياة عمر، ولد لست بقين من خلافته، كما قال هو نفسه فيما رداه عنه الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 300 وكما في التهذيب أيضا، فأما قوله هنا "كنت مع عمر" إلخ فإنه عندنا خطأ من عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وهو صدوق يهم، وقد ضعفه أحمد وأبو زرعة وغيرهما، قال الحافظ في التهذيب: "وصحح الطبري حديثه في الكسوف، وحسن له الترمذي، وصحح له الحاكم، وهو من تساهله" وسيأتي الحديث برقم 307 من طريقه أيضاً عن ابن أبي ليلى قال "كنت مع البراء بن عازب وعمر بن الخطاب" ورواه ابن سعد في الطقات 6/ 75 عن مالك بن إسماعيل عن إسرائيل عن عبد الأعلى فدار الحديث كله على عبد الأعلى، ورواه ابن حزم في المحلى 6/ 238 من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن على بن عبد الأعلى عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء، وصححه ابن حزم، فهذا موصول، فإما أن الحديث عن ابن أبي ليلى عن البراء، وإما أن يكون ابن أبي ليلى شهد ذلك من عمر وهو صغير جداً وكان البراء حاضراً، ثم لما حدثه =

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كنت مع عمر فأتاه رجل فقال إني رأيت الهلال هلال شوال، فقال عمر: يا أيها الناس أفطروا، ثم قام إلى عسٍ فيه ماء فتوضأ ومسح على خفيه، فقال الرجل: والله يا أمير المؤمنين ما أتيتك إلا لأسألك عن هذا، أفرأيت غيرك فعله؟ فقال: نعم، خيراً مني وخير الأمة، رأيت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل الذي فعلت وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فأدخل يده من تحت الجبة، ثم صلى عمر المغرب. 194 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن سليمان عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال: إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لم يحرّم الضب ولكن قذره، وقال غير محمد: عن سليمان اليشكري. 195 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن عبد الله بن عمر عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه استأذنه في العمرة فأذن له، فقال: "يا أخي لا تنسنا من دعائك"، وقال بعد في المدينة: "يا أخي أشركنا في دعائك" فقال عمر: ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس، لقوله: يا أخي. 196 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج قال سمعت

_ = به البراء ذكره، وإن كان هذا بعيداً مستغرباً، والله أعلم، وانظر.87، ,88، 128. (194) إسناده ضعيف، لانقطاعه فإن قتادة لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكري، كما جزم بذلك البخاري ويحيى بن معين، سعيد: هو ابن أبي عروبة، وفي عدم تحريم الضب حديثان آخران. من رواية أبي الزبير عن جابر عن عمر في صحيح مسلم2/ 115. (195) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله بن عمر، قوله "عن عمر" سقط من ح وأثبتناه من ك، والحديث رواه الترمذي4/ 275وصححه، رواه أبو دواد وابن ماجة، انظر ذخائر المواريث 5842. (196) إسناده ضعيف، لضعف عاصم، ولكن معناه مضى جزءاً من حديث آخر صحيح، وهو =

شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر عن عمر: أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت ما نعمل فيه، أقد فرغ منه أو في شيء مبتدأ أو أمر مبتدع؟ قال: "فيما قد فرغ منه"، فقال عمر: ألا نتكل؟ فقال: "اعمل يا ابن الخطاب، فكل ميَسر، أما من كان من أهل السعادة فيعمل للسعادة، وأما أهل الشقاء فيعمل للشقاء". 197 - حدثنا هشيم حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود أخبرنا عبد الله بن عباس حدثنا عبد الرحمن بن عوف: أن عمر ابن الخطاب خطب الناس فسمعه يقول: ألا وإن أناساً يقولون ما بال الرجم؟ في كتاب الله الجلد؟ وقد رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمناه بعده، ولولا أن يقول قائلون، أو يتكلم متكلمون: أن عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه، لأثبتها كما نزلت. 198 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت يزيد بن خمير يحدث عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير عن ابن السمط: أنه أتى أرضاً يقال لها دُومين، من حمص على رأس ثمانية عشر ميلاً، فصلى ركعتين، فقلتُ له: أتصلي ركعتين؟ فقال: رأيتُ عمر بن الخطاب بذي الحُلَيْفة يصلي ركعتين، فسألته، فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ = 184 , وقوله في هذا الإسناد "وحجاج قال: سمعت شعبة" معناه أن أحمد رواه عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد المصيصي، كلاهما عن شعبة، فقال الأول: "حدثنا شعبة" وقال الثاني "سمعت شعبة". (197) إسناده صحيح، وانظر 156. (198) إسناده صحيح، "خمير" بضم الخاء المعجمة، ابن السمط: هو شرحبيل بن السمط الكندي، وهو مخضرم اختلف في صحبته.

199 - [قال أحمد بن حنبل]: قرأت على عبد الرحمن بن مهديّ: مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال: دخل رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد يوم الجمعة وعمر بن الخطاب يخطب الناس، فقال عمر: أية ساعةٍ هذه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، انقلبت من السوق فسمعت النداء فما زدت على أن توضأت، فقال عمر: والوضوء أيضًا وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بالغسل؟!. 200 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو ابن ميمون عن عمر بن الخطاب قال: كان المشركون لا يفيضون من جمع حتى تشرق اْلشمس على ثبيبرٍ، فخالفهم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأفاض قبل أن تطلع الشمس. 201 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج حدثني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً". 202 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه: أن عمر بن الخطاب بينا هو قائم يخطب يوم الجمعة فدخل رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداه عمر: أيَّةُ ساعة هذه؟ فقال: إني شُغلت اليومَ فلم أنقلبْ إلى أهلي حتى سمعت النداء، فلم أزد على أن توضأت، فقال عمر:

_ (199) إسناده صحيح، وانظر 91. (200) إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي، عمرو بن ميمون: هو الأودي، والحديث مكرر 84 مع زيادة ونقص. ثبير، بفتح الثاء المثلثة: جبل بين مكة وعرفة. (201) إسناده صحيح، (202) إسناده صحيح، وهو مكرر 199.

الوضوء أيضاً وقد علمتم، وفى موضع آخر، وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بالغسل. 203 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة يعنى ابن عمار حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال: حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر ابن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلا، إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن الخطاب، اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون"، قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون. 204 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا داود يعنى ابن أبي الفرات حدثني عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الديلى قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، فهِم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب فمرت به جنازة، فأُثْنِي على صاحبها خير، فقال عمر: وجبت، ثِم مرَّ بأخرى، فأُثنِيَ على صاحبها خيرٌ، فقال: وجبت، ثم مرّ بالثالثة، فأُثنِي على صاحبها شَر، فقال عمر: وجبت، فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة"، قال: قلنا: أو ثلاثة؟ قال: "أو ثلاثة"، فقلنا: أو اثنان؟ قال: "أو اثنان"، ثم لم نسأله عن الواحد.

_ (203) إسناده صحيح، عكرمة بن عمار العجلي: ثقة، وشذ ابن حزم فضعفه جداً، بل كاد يرميه بالوضع، في الإحكام 6/ 24 وقد رددت عليه هناك، سماك بن الوليد الحنفي أبو زميل، بضم الزاي: ثقة. (204) إسناده صحيح، عبد الله بن يزيد: هو المقري، عبد الله بن بريدة: بضم الباء الموحدة وبالراء، وفي ح "يزيد" بدل "بريده" وهو خطأ، والحديث مكرر 139.

205 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حَيْوَة أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول إنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول سمع عمر بن الخطاب يقول: إنه سمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً". 206 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثني سعيد بن أبي أيوب حدثنى عطاء بن دينار عن حكيمِ بن شريك الهذلي عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن ربيعة الجُرَشيَّ عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم"، وقال أبو عبد الرحمن مرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 207 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير الهمداني أبي عمر قال: سمعت حبيب بن عبيد يحدّث عن جبير بن نفير

_ (205) إسناده صحيح، أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقري. حيوة: هو ابن شريح. بكر ابن عمرو: هو المحافري المصري. أبو تميم الجيشاني: هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الرعيني، وأصلة من اليمن، وهاجر زمن عمر، وشهد فتح مصر، ومات قديماً. (206) إسناده صحيح، سعيد بن أبي أيوب: أثبت في ح "سعيد بن أيوب" وهو خطأ، عطاء بن دينار: سبق في 146، حكيم بن شريك الهذلي: ذكره ابن حبان في الثقات، وجهله أبو حاتم، يحيى بن ميمون الحضرمي: تابعى ثقة، ربيعة بن عمرو، أو ابن الحرث، أو ابن الغاز، الجرشي، بضم الجيم وفتح الراء: ثقة، وقيل إنه صحابي، والحديث رواه أبو داود 4/ 365 عن الإمام أحمد. (207) إسناده صحيح، وهو مختصر 198. "أبي عمر" كنية يزيد بن خمير، وأثبت في ك "عن يزيد بن خمير الهمداني عن ابن عمر رضي الله عنه" وهو خطأ عجيب صححناه من ك هـ

عن ابن السمط: أنه خرج مع عمر إلى ذي الحليفة، فصلى ركعتين، فسألته عن ذلك، فقال: إنما أصنع كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 208 - حدثنا أبو نوح قُرَاد أنبأنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زُميل حدثنى ابن عباس حدثنى عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدرٍ، قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وهم ثلثمائة ونَيَّف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - القبلة، ثم مدَّ يديه وعليه رداؤه وإزاره. ثم قال: "اللهم أين ما وعدتنى، اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً"، قال: فما زال يستغيث ربه عزّ وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرداه، ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عزّ وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} فلما كان يومئذ والتقوا، فهزم الله عزّ وجل المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا، وأسر منهم سبعون رجلاً، فاستشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعلياً وعمر، فقال أبو بكر: يانبي الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم

_ (208) إسناده صحيح، قراد، بضم القاف وتخفيف الراء: اسمه عبد الرحمن بن. غزوان، وهو ثقة، وتكلم فيه بعضهم بما لا يجرح، ومن الغريب أن الدارقطنى وثقه كما في التهذيب، ولكنه قال في السنن 161: "قراد شيخ مجهول"، والحديث نقله ابن كثير في تفسيره عن المسند4/ 18 - 19 وقال: " ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طرق عن عكرمة بن عماربه، صححه علي بن المديني والترمذي، وقالا: لا يعرف إلا من حديث عكرمة بن عمار اليمانى"، ونقله أيضَاً2/ 285 - 286 من طريق ابن أبي حاتم عن أبى بكر بن أبي شيبة عن قراد مختصراً.

الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوةً لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكون لنا عضداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ترى يا ابن الخطاب؟ " قال: قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان، قريباً لعمر، فأضرب عنقه، وتمكن عليَّا من عقيلٍ فيضرب عنقه.، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم، وقادتهم، فهوي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء، فلما أن كان من الغد، قال عمر: غدوت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو قاعد وأبو بكر، وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيتِ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الذي عَرَض عليّ أصحابك من الفداء، لقد عُرِض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة، لشجرةٍ قريبة"، وأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} ألي قوله {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} من الفداء، ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحدٍ من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدرٍ من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه، وأنزل الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} الآية بأخذكم الفداء. 209 - حدثنا أبو نوح حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن

_ (209) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير عن المسند 7/ 518 وقال: "ورواه البخاري والترمذي والنسائي من طريق مالك، وقال على بن المديني: هذا إسناد مدني جيد، لم نجده إلا عندهم"، وقوله "نزرت رسول الله" أى ألححت عليه في المسئلة إلحاحاً أدبك =

أبيه عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، قال: فسألته عن شيء ثلاث مرِاتٍ فلم يرد عليّ، قال: فقلت لنفسي: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نَزَرْت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات فلم يرد عليك، قال: فركبت راحلتي فتقدمت مخافة أن يكون نزل في شيء، قال فإذا أنا بمناد ينادي: يا عمر، أين عمر؟ قال: فرجعت وأنا أظن أنه نزل فيَّ شيء، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نزلت عليّ البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (2)}. 210 - حدثنا أبو النضر حدثنا المسعوديّ عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحَوْتَكيّة، قال: أُتي عمر بن الخطاب بطعامٍ، فدعا إليه رجلا فقال: إنا صائم، ثم قال: وأيّ الصيام تصوم؟ لولا كراهية أن أزيد أو أنقص لحدثتكم بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه الأعرابي بالأرنب، ولكن أرسلوا إلى عمّار، فلما جاء عمّار قال: أشاهدٌ أنت رسول الله في يوم جاءه الأعرابي بالأرنب؟ قال: نعم، فقال: إني رأيت بها دماً، فقال: كلوها، قال: إني صائم، قال: وأي الصيام تصوم؟ قال: أول الشهر وآخره، قال: إن كنت صائمًا فصم الثلاث عشرة والأربع عشرة والخمس عشرة.

_ = بسكونه عن جوابك، يقال " فلان لا يعطى حتى ينزر" أي يلح عليه، قاله في النهاية، ورواية ابن كثير، "ألححت كررت على رسول الله". (210) إسناده ضعيف، حكيم بن جبير الأسدي: ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، ابن الحوتكية: هو يزيد بن الحوتكية التميمي، وهو أحد أخوال موسى بن طلحة بن عبيد الله، وذكره ابن حبان في الثقات، وفى هذا الحديث اضطراب على موسى بن طلحة، فمن ذلك أن النسائي رواه عنه عن ابن الحوتكية عن أبي زر، ورواه عنه بطرق أخرى 1/ 328 - 329.

211 - حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل حدثنا مجالد بن سعيد أخبرنا عامر عن مسروق بن الأجدع قال: لقيت عمر بن الخطاب فقال لي: من أنت؟ قلت: مسروق بن الأجدع، فقال عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الأجدع شيطان"، ولكنك مسروق بن عبد الرحمن، قال عامر: فرأيته في الديوان مكتوباً: مسروق بن عبد الرحمن، فقلت: ماهذا؟ فقال: هكذا سماني عمر. 212 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها. 213 - حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال حدثنا هشام يعني

_ (211) إسناده حسن، مجالد بن سعيد، صدوق تكلموا في حفظه، أبو عقيل: هو عبد الله بن عقيل الثقفي، وهو ثقة، والحديث رواه أبو داود 4/ 444 - 445 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن هاشم بن القاسم وهو أبو النضر. (212) إسناده صحيح، محرر بن أبي هريرة: ذكره ابن حبان في الثقات، والحديث رواه أيضاً ابن ماجة1/ 304 عن الحسن الخلال عن إسحق بن عيسى، وضعفه صاحب الزوائد بابن لهيعة، وابن لهيعة عندنا ثقة، وانظر المنتقى 3639. (213) إسناده صحيح، هشام بن سعد: هو المدني القرشى، وهو صدوق، وضعفه بعضهم، لكن قال أبو داود: "هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم" ونحن نرجح هذا لأن البخاري وصفه في التاريخ الكبير4/ 2/200 بأنه "يتيم زيد بن أسلم" فهو أجدرأن يحفظ حديثه، والحديث رواه يحيى بن آدم في الخراج رقم 106 بتحقيقنا عن ابن المبارك عن هشام بن سعد، ورواه أيضاً 107 عن عبد الله بن إدريس عن مالك عن زيد ابن أسلم، ورواه أبو عبيد في الأموال رقم 143 بتحقيق الأخ الشيخ حامد الفقي عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، ورواه البخاري من طريق مالك، كما بينا هناك وانظر 284.

ابن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر يقول: لئن عشت إلى هذا العام المقبل لا يفتح للناس قرية إلا قسمتها بينهم كما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر. 214 - حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فحلفت: لا وأبي، فهتف بي رجل من خلفي فقال: "لا تحلفوا بآبائكم"، فإذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم -. 215 - حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن عمر قال: لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب. 216 - حدثنا سليمان بن داود أبو داود حدثنا شريك عن عاصم ابن عبيد الله عن أبيه عن عمر قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على الخفين. 217 - حدثنا سليمان بن داود أبو داود حدثنا سلام يعنا أبا

_ (214) إسناده صحيح، وهو مكرر 116. (215) إسناده صحيح، أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي، سفيان: هو الثوري، وهذا موقوف، ومضى مرفوعاً 201. وسيأتي مرفوعاً 219. (216) إسناده ضعيف، لانقطاعه لأن عبيد الله بن عاصم بن عمر متأخر، إنما يروي عن التابعين، ولضعف ابنه عاصم أيضاً، والحديث مختصر 128، وانظر 88، 193. (217) إسناده صحيح، سيار بن المعرور التميمي المازني: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المديني: مجهول، وأبوه "المعرور" بالعين المهملة، وضبطه الذهبي في المشتبه 44، 492 بالمعجمة، وحكى قو، أنه بالمهملة، وقال الحافظ في اللسان 3/ 130 - 131: "تفرد ابن معين بأن عين والده معجمة، ولا أدري من أين أخذ ذلك"، سلاَّم أبو الأحوص: هو =

الأحوص عن سماك بن حرب عن سيار بن المعرور قال: سمعت عمر يخطب وهو يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنى هذا المسجد ونحن معه، المهاجرون والأنصار، فإذا اشتد الزحام فليسجد الرجل منكم على ظهر أخيه، ورأى قوماً يصلون في الطريق فقال: صلوا في المسجد. 218 - [قال أحمد بن حنبل]،: قرأت على يحيى بن سعيد: زهير قال حدثنا أبو إسحق عن حارثة بن مضرّب: أنه حج مع عمر بن الخطاب فأتاه أشراف أهل الشأم، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا أصبنا [من أموالنا] رقيقاً ودوابَّ فخذ من أموالنا صدقةً تطهرّنا بها وتكون لنا زكاة، فقال: هذا شيء لم يفعله اللذان كانا من قبلي، ولكن انتظروا حتى أسأل المسلمين. 219 - حدثنا روح ومؤمل قالا حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير

_ = سلام بن سليم الحنفي الحافظ، والحديث في مسند الطيالسي رقم 70 مختصراً، ويروي ابن حزم في المحلى 4/ 84 بإسناده عن أحمد بن حنبل:"حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان اْلثوري عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن زيد بن وهب عن عمر بن الخطاب قال: إذا اشتد الحر فليسجد أحدكم على ثوبه، وإذا اشتد الزحام فليسجد على ظهر رجل". وهذا إسناد صحيح، ولم أجده في المسند، فلا أدري أهو في موضع آخر، أم هو كتاب آخر، من كتب الإمام. (218) إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية الجعفي، وقوله "زهير" يريد أنه قرأ على يحيى ما يأتي "زهير" إلخ، يعنى أن يحيى رواه عن زهير وقرأه عليه أحمد، ومثل هذا كثير في الأسانيد، وهذا هو الثابت في ك هـ، ولكن اشتبه الأمر على مصحح ح فأثبته "يحيى بن سعيد بن زهير"وهو خطأ، وزيادة "من أموالنا" زدناها من ك، والحديث رواه ابن حزم في المحلى 5/ 229 من طريق أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد عن زهير بن معاوية، والحديث مختصر 82 وانظر 113. (219) إسناده صحيح، وهو مكرر 201 وانظر 215.

عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلماً". 220 - حدثنا عتاب بن زياد حدثنا عبد الله يعنى ابن المبارك أخبرنا يونس عن الزهري عن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الرحمن بن عبدٍ عن عمر بن الخطاب [قال عبد الله: وقد بلغ به أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -]، قال: من فاته شيء من ورده، أو قال: من جزئه من الليل فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر فكأنما قرأه من ليلته. 221 - حدثنا أبو نوح قراد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثنى ابن عباس حدثنى عمر قال: لما كان يوم بدر قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وهم ثلثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبيُّ القبلة ثم مدَّ يديه وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: "اللهم أين ما وعدتنى، اللهم أنجز ما وعدتنى، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدًا"، قال: فما زال يستغيث ربه

_ (220) إسناده صحيح، السائب بن يزيد: صحابي صغير، حج به أبوه مع النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن سبع سنين، عبد الرحمن بن عبد: هو القاريّ، بتشديد الياء، نسبة إلى "القارة" بفتح الراء المخففة، وهى قبيلة مشهورة بجودة الرمي، قوله "قال عبد الله" إلخ، هو عبد الله بن أحمد ابن حنبل، يحكي أن أباه رفع هذا الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس موقوفاً على عمر. (221) إسناده صحيح، وهو تكرار للحديث 208 بإسناده ولفظه، وما ندري كيف هذا، ولكنه ثابت هكذا في كل الأصول، فلم نستجز حذفه، حرصاً على إثبات الكتاب على أصله، وقد وقع في ح في هذه الرواية نقص بعض ألفاظ زدناها من ك هـ وهى ثابتة في الرواية السابقة.

ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه [فرداه، ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يانبي الله، كفاك منا شدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك] وأنزل الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله المشركين، فقتل منهم سبعون رجلاً، وأسر منهم سبعون رجلاً، فاستشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعليّا وعمر، فقال أبو بكر: يانبي الله، هؤلاء بنو العمّ والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم الفداء، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله عز وجل أن يهديهم فيكونون لنا عضداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ماترى يا ابن الخطاب؟ فقال: قلت والله ما أرى ما رأى أبو. بكر، ولكني أرى أن تمكننى من فلان، قريبٍ لعمر، فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا- هوادةٌ للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد قال عمر: غدوت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو قاعد وأبو بكر، وأذا هما يبكيان، فقلت: يارسول الله، أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الذي عرض عليّ أصحابك من الفداء، ولقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة، لشجرة قريبة"، وأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (67)} إلى قوله {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ (68)} من الفداء، ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحدٍ من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل سبعونً منهم، وفرّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه، فأنزل الله: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ (165)}

مِثْلَيْهَا} إلي قوله {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} بأخذكم الفداء. 222 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس قال: لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر ابن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللتين قال الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} حتى حج عمر وحججت معه، فلما كنا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة، فتبرز، ثبم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ، فقلت يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللتان قال الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} فقال عمر: واعجباً لك يا ابن عباس! قال الزهري: كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه عنه، قال: هي حفصة وعائشة، قال: ثم أخذ يسوق الحديث، قال: كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في بني أميه بن زيد بالعوالي، قال: فتغضبت يوماً على امرأتي، فإذا هي تراجعنى، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك! فوالله إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم

_ (222) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير عن المسند 8/ 408 - 410 وقال: "وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن الزهري به". وقوله "رمال حصير" هو بضم الراء وتخفيف الميم، وهو ما رُمل، أبي نسج، يقال "رمل الحصير"، ونظيره "الركام والحطام" لما ركم وحطم، وقال بعضهم "الرمال" جمع "رمل" بمعنى مرمول، وقوله في هذا الموضع "ح وحدثناه يعقوب" إلخ: هو تحويل للسند في هذا الحرف، يريد أن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثه إياه عن صالح عن الزهري فقال"رمال" بدل "رمل"، عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور القرشي المدني: ذكره ابن حبان في الثقات, ونقل الحافظ =

إلى الليل، قال: فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت؟ لا تراجعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسأليه شيئأ، وسليني ما بدا لك؟ ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله منك، يريد عائشة، قال: وكان لي جارٌ من الأنصار، وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فينزل يوماً وأنزل يوماً، فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك، قال: وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي يوماً، ثم أتاني عشاء فضرب بابي، ثم ناداني، فخرجت إليه، فقال: حدث أمر عظيم! قلت: وماذا، أجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق الرسول نساءه، فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائناً، حتى إذا صليت. الصبح شددت عليّ ثيابي، ثم نزلت، فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: لا أدري، هو هذا معتزل في هذه المشربة، فأتيت غلاماً له أسود فقلت: استأذن لعمر، فدخل الغلام ثم خرج إليّ، فقال: قد ذكرتك له فصمت، فانطلقت حتى أتيت المنبر، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست قليلاً، ثم غلبني ما أجد، فأتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر، فدخل الغلام ثم خرج عليّ فقال: قد ذكرتك له فصمت: فخرجت فجلست إلى المنبر، ثم غلبني ما أجد، فأتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت، فوليت مدبراً، فإذا الغلام

_ = في التهذيب عن الخطيب أنه لم يرو عن غير ابن عباس ولم يرو عنه الزهري وانظر 339 - 2103 - 2744 - 2753.

يدعوني، فقال: ادخل فقد أذن لك، فدخلت فسلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو متكيء على رَمل حصير [ح وحدثناه يعقوب في حديث صالح قال: رمال حصير]، قد أثر في جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءك؟ فرفع رأسه إلي وقال: "لا"، فقلت: الله أكبر، لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فتغضبت على امرأتي يوماً فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك! فوالله إن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر، أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت؟ فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، فدخلت على حفصة فقلت لا يغرّك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك، فتبسم أخرى، فقلت: أَسْتأَنسُ يا رسول الله؟ قال: "نعم", فجلست فرفعت رأسي في البيت، فوالله ما رَأيت فيه شيئاً يرد البصر إلا أهبةً ثلاثة، فقلت: ادع يا رسول الله أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالساً، ثم قال: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا"، فقلت استغفر لي يا رسول الله، وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن، حتي عاتبه الله عزّ وجل. 223 - حدثنا عبد الرازق أخبرني يونس بن سليم قال: أملى عليّ

_ (223) إسناده صحيح، نقله ابن كثير في التفسير6/ 2 - 3 عن المسند ثم قال: "ورواه الترمذي في تفسيره، والنسائي في الصلاة من حديث عبد الرزاق به، وقال الترمذي: منكر، لا نعرف أحداً رواه غير يونس بن سليم، ويونس لا نعرفه" كذا قال، ولم أجده في سنن =

يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن

_ = النسائي، وهو في الترمذي 4/ 151 - 152 من طريق عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن الزهري، ثم رواه من طريق عبد الرزاق أيضاً عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري، ثم قال: "هذا أصح من الحديث الأول، سمعت إسحق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري هذا الحديث، قال أبو عيسى: ومن سمع من عبد الرزاق قديماً فإنهم إنما يذكرون فيه عن يونس بن يزيد، وبعضهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه عن يونس بن يزيد فهو أصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد، وربما لم يذكره، واذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل" ولم يقل غير هذا، فالظاهر أن ما نسبه ابن كثير للترمذي سهو منه، وأنه كلام النسائي، لأن في الخلاصة أن النسائي قال: "لا أعرفه". ويونس بن سليم الصنعاني هذا: ذكره ابن حبان في الثقات، وفي التهذيب عن النسائي قال: "ثقة"، فلا أدري أهذا سهو آخر على النسائي، أم هو قول آخر له؟ وفى التاريخ الكبير للبخاري4/ 2/ 413: "قال أحمد بن حنبل: سألت عبد الرزاق عنه، فقال: كان خير، من عين بقة! فظننت أنه لا شيء"! و"عين بقة" هذه غلط، فاتت على مصححي الكتاب، وصحفها بعضهم إلى "غير ثقة"، وصحتها عن التاريخ الصغير للبخاري 214: " قال أحمد: قال عبد الرزاق: يونس بن سليم خير من برق، يعني عمرو بن برق، قال أحمد: فلما ذكر هذا عند ذاك علمت أن ذا ليس بشيء"، وعمرو بن برق هو عمرو بن عبد الله بن الأسوار اليماني، وفيه ضعف، فالظاهر أن توثيق ابن حبان ليونس بن سليم صحيح، لأن عبد الرزاق فضله على عمرو بن برق، ثم وجدت الحديث رواه الحاكم في المستدرك 1/ 535 بإسنادين أحدهما من طريق السند، وصححه ووافقه الذهبي، فهذا موافقة من الحاكم والذهبي على توثيق يونس بن سليم، وفى آخر رواية الحاكم "قال عبد الرزاق: ويونس بن سليم هذا كان عمه والياً على أيلة، قال: أرسلني عمي إلى يونس بن يزيد حتى أملى علي أحاديث". والحديث نسبه السيوطي في الدر المنثور 5/ 2 أيضاً لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والعقيلي والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.

ابن عبدٍ القاريّ سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي يسمع عند وجهه دوي كدويّ النحل، فمكثنا ساعةً، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنَّا وأرضنا، ثم قال: لقد أنزلت علىّ عشر آياتٍ من أقامهن دخل الجنة"، ثم قرأ علينا: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} حتى ختم العشر. 224 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف: أنه شهد العيد مع عمر بن الخطاب، فصلى قبل أن يخطب بلا أذان ولا إقامة، ثم خطب فقال: يا أيها الناس، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام هذين اليومين، أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم وعيدكم، وأما الأخر فيوم تأكلون فيه من نسككم. 225 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محصد بن إسحق حدثنا الزهري عن سعد أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب، فذكر الحديث.

_ (224 - 225) إسناداه صحيحان، أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف: هو سعد بن عبيد مولى ابن أزهر، وهو من فقهاء المدينة، مجمع على ثقته، أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم - ولم يثبت له عنه رواية، والإسناد الثاني في ح "الزهري عن سعيد عن سعدْ بن أبى عبيد"،. وهو خطأ، صححناه من ك هـ، والحديث مكرر 163.

226 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن عمر قبل الحجر ثم قال: قد علمت أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك. 227 - حدثنا هشيم أخبرني سيَّار عن أبي وائل أن رجلا كان نصرانيا يقال له الصُّبَيُّ بن معبد أسلم، فأراد الجهاد. فقيل له: ابدأ بالحج، فأتى الأشعري فأمره أن يُهل بالحج والعمرة جميعاً، ففعل، فبينما هو يلبي إذ مر يزيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة، فقال أحدهما لصاحبه: لهذا أضل من بعيرأهله، فسمعها الصبي، فكبر ذلك عليه.، فلما قدم أتى عمر فذكر ذلك له، فقال له عمر: هديت لسنة نبيك، قال: وسمعته مرة أخرى يقول: وفقت لسنة نبيك. 228 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمر عند أبي بكر الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين وأنا معه. 229 - حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت الأصَيْلِعَ، يعني عمر، يقبل الجر ويقول: إني لأقبلك وأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك لم أقبلك.

_ (226) إسناده صحيح، عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة في حفظه سيء. والحديث مكرر 176. وانظر 190. (227) إسناده صحيح، سيار: هو أبو الحكم العنزي الواسطي. والحديث مكرر 169. وانظر254 (228) إسناده صحيح، وهو قمة من الحديث 175. (229) إسناده صحيح. عبد الله بن سرجس، بفتح السين وسكون الراء وكسر الجيم: صحابى. والحديث مطول 226.

230 - حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن عمر: قلت: يا رسول الله، أيرقد أحدنا وهو جنب؟ قال "نعم إذا توضأ". 231 - حدثنا ابن نميرأخبرنا هشام عن أبيه عن عاصم عن عمر ابن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطرت". 232 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب (ح) وحدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري، المعنى، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: أن نافع بن عبد الحرث لقي عمر بن الخطاب بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى، قال: وما ابن أبزى؟ فقال: رجل من موالينا، فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟ فقال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض قاضي، فقال عمر أما إن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قد قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين". 233 - حدثنا محمد بن فضيل حدثنا إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن أبي البختري قال: قال عمر لأبي عبيدة بن الجراح: ابسط يديك حتى أبايعك، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "أنت أمين هذه

_ (230) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عمر بن الخطاب, والحديث مكرر 165. (231) إسناده صحيح. وهو مختصر 192. (232) إسناده صحيح. أبو الطفيل: صحابي معروف. نافع بن عبد الحرث: هو الخزاعي، قال ابن عبد البر: "كان من كبار الصحابة وفضلائهم، ويقال إنه أسلم يوم الفتح فأقام بمكة ولم يهاجر". وله مسند سيأتي. ابن أبزى: هو عبد الرحمن بن أبزى، مختلف في صحبته، والراجح أنه صحابي. قوله "قاضي" كذا هو بإثبات الياء في ك هـ وهو جائز، وحذفت الياء في ح على الجادة. والحديث رواه مسلم224:1. (233) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو البختري: هو سعد بن فيروز، وهو تابعى ثقة، ولكنه لم يدرك عمر، فروايته عنه مرسلة. وهكذا قال الهيثمي5/ 183. مسلم البطن: هو ابن =

الأمة"، فقال أبوعبيدة: ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يؤمنا فأمنا حتى مات. 234 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن سلمان بن ربيعة عن عمر قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمة فقلت: يارسول الله، لغير هؤلاء أحق منهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني، فلست بباخل". 235 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل ينام أحدنا وهو جنب؟ قال "نعم، ويتوضأ وضوءه للصلاة". 236 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن نافع. عن ابن عمر: أن عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. 237 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا عبيد الله بن عمر عن نافع قال: رأى ابن عمر سعد بن مالك يمسح على خفيه، فقال ابن عمر: وإنكم لتفعلون هذا؟ فقال سعد: نعم فاجتمعنا عند عمر، فقال سعد: يا أمير المؤمنين أفت ابن أخي في المسح على الخفين، فقال عمر: كنا ونحن مع نبينا - صلى الله عليه وسلم - نمسح على خفافنا، فقال ابن عمر: وإن جاء من الغائط والبول؟ فقال عمر: نعم، وإن جاء من الغائط والبول، قال نافع: فكان ابن عمر بعد ذلك يمسح عليهما ما لم يخلعهما، وما يوقت لذلك وقتا. فحدثت به معمرا فقال:

_ = عمران، ويقال ابن أبي عمران. إسماعيل بن سميع الحنفى الكوفي: تابعي ثقة مأمون. (234) إسناده صحيح. وهو مكرر 127. (235، 236) إسنادهما صحيحان. وهي مكرر 230. (237) إسناده صحيح. وانظر 87، 88، 128، 193، سعد بن مالك: هو سعد بن أبي وقاص."فاجتمعا": في ح هـ "فاجتمعنا" وهو خطأ، صح من ك، ولأن نافعا لم يدرك عمر. والذي يقول "فحدثت به معمرا" إلخ هو عبد الراق.

حدثنيه أيوب عن نافع مثله. 238 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان قال: صرفت عند طلحة بن عبيد ورقا بذهب، فقال: أنظرني حتى يأتينا خازننا من الغابة، قال: فسمعها عمر بن الخطاب، فقال: لا والله، لا تفارقه حتى تستوفي منه صرفه، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء". 239 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما ارتد أهل الردة في زمان أبي بكر قال عمر: كيف تقاتل الناس يا أبا بكر، وقد قال رسول "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟ " فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدنها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم عليها قال عمر: فو الله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. 240 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال عمر: كنت في ركب أسير في غزاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحلفت فقلت: لا وأبي، فنهرني رجل من خلفي وقال: لا تحلفوا بآبائكم، فالتفت فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (238) إسناده صحيح. وهو مختصر 162. (239) إسناد ظاهره الانقطاع. فإن رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عمر مرسلة، لأنه لم يدركه. ولكن سبق الحديث 67، 117 عنه عن أبي هريرة موصولا. وقوله "عناقا" في ك "عقالا" وبهامشها نسخة "عناقا". و"العقال" الحبل الذي يعقل به البعير. (240) إسناده صحيح، وهو مكرر 214، وانظر 112.

241 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر قال: سمعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أحلف بأبي، فقال "إن الله ينهاكم أن تحلفو! بآبائكم"، قال عمر: فوالله ما حلفت بها بعد ذاكرا ولا آثرا. 242 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا خالد عن خالد عن أبي عثمان عن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص في الحرير في إصبعين. 243 - حدثنا يحيى بن سعيد التيمي عن أبي عثمان قال: كنا مع عتبة بن فرقد، فكتب إليه عمر بأشياء يحدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان فيما كتب إليه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من ليس له في الآخرة منه شيء، إلا هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى"، قال أبو عثمان: فرأيت أنها أزرار الطيالسة حين رأينا الطيالسة. 244 - حدثنا يحيى عن ابن جريج حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي عمار عن عبد الله بن بابيه عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب: إقصار الناس الصلاة اليوم، وإنما قال الله عزّ وجل {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} فقد ذهب ذاك اليوم؟ فقال: عجبت مما عجبتَ منه، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته". 245 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج سمعت عبد الرحمن بن

_ (241) إسناده صحيح. وهو مكرر 112، وانظر 240. (242) إسناده صحيح. خالد: هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان. عن خالد: هو ابن مهران الحذاء. عن أبي عثمان: وهو النهدي. والحديث مختصر 92 وانظر 123، 181. (243) إسناده صحيح. التيمى: هو سليمان بن طرخان. وانظر ماقبله. (244، 245) إسناداه صحيحان. وهو مكرر 174.

عبد الله بن أبي عمار يحدث، فذكره. 246 - حدثنا يحيى عن ابن أبي عروبة حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض ولم يفسرها، فدعوا الربا والريبة. 247 - حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه". 248 - حدثنا يحيى عن عبد الله أخبرنا نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "يعذب الميت ببكاء أهله عليه". 249 - حدثنا يحيى عن يحيى قال: سمعت سعيد بن المسيب: أن عمر قال: إياكم أن تَهْلِكوا عن أية الرجم، لا بخد حدين في كتاب الله، فقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رجم وقد رجمنا. 250 - حدثنا يحيى حدثنا حميد عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، ووافقني ربي في ثلاث. قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من

_ (246) إسناده ضيف، لانقطاعه، سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر، كما بينا في 109 ابن أبي عروبة: هو سعيد بن أبي عروبة. والحديث رواه ابن ماجة 21:2 ونقله ابن كثير في تفسيره 2: 58 عن المسند، ونسبه السيوطي أيضا في الدر المنثور 1: 365 لابن جرير وابن المنذر. (247) إسناده صحيح. وهو مكرر 180 بإسناده ولفظه. (248) إسناده صحيح. عبيد: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم: والحديث مكرر ما قبله. (249) إسناده ضعيف، لانقطاعه، سعيد بن المسيب عن عمر: مرسل. يحيى: هو ابن سعيد القطان. عن يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري. وانظر 197. (250) إسناده صحيح. وهو مكرر 160.

مقام إبراهيم مصلى؟ فأنزل الله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، قلت يا رسول الله، إنه يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب؟ فأنزل الله آية الحجاب، وبلغني معاتبة النبي عليه السلام بعض نسائه، قال: فاستقريت أمهات المؤمنين، فدخلت عليهن، فجعلت أستقريهن واحدة واحدة: والله لئن انتهيتن وإلا ليبدلن الله رسوله خيرا منكن، قال: فأتيت على بعض نسائه قالت: يا عمر، أما في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يعظ نساءه حتى تكون أنت تعظهن! فأنزل الله عز وجل {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}. 251 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثني أبو ذبيان سمعت عبد الله بن الزبير يقول: لا تُلبسوا نساءكم الحرير، فإني سمعت عمر يحدث يقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة"، وقال عبد الله بن الزبير من عنده: ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة، قال الله تعالى {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}. 252 - حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا عامر، وحدثنا محمد بن

_ (251) إسناده صحيح. أبو ذبيان: هو خليقة بن كعب التميمي، وهو ثقة "ذبيان" بكسر الذال المعجمة. ويجوز ضمها، وثبت بالضبطين معا في صحيح البخاري 150:7من الطبعة السلطانية 243:10 من فتح الباري. وضبط في الخلاصة "ذئبان مثنى ذئب" وهو شاذ. والحديث رواه البخاري، ورواه مسلم152:1 والنسائي 2: 297 والدولابي في الكنى 1: 171 كلهم من طريق شعبة. وانظر 243. (252) إسناده في ظاهره ضعيف، لانقطاعه. فإن عامرا الشعبى لم يدرك عمر ولا طلحة، روايته عنهما مرسلة. ولكن مضى الحديث موصولا 187 عن الشعبى عن جابر بن عبد الله. محمد بن عبيد: هو محمد بن عبيد بن أبي أمية الأحدب. وفي روايته "إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن الشعبي" والتى قبلها في هذا الإسناد رواية يحيى القطان عن إسماعيل "حدثنا عامر" فالأخرى لا تعلل الأولى، لعل إسماعيل سمعه أولا من رجل =

عبيد حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن الشعبي قال: مر عمر بطلحة، فذكر معناه، قال: مر عمر بطلحة فرآه مهتما، قال: لعلك ساءك إمارة ابن عمك؟ قال: يعنى أبا بكر، فقال: لا، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنما لأعلم كلمة لا يقولها الرجل عند موته إلا كانت نورا في صحيفته، أو وجد لها روحا عند الموت، قال عمر: أنا أخبرك بها، هى الكلمة التي أراد بها عمه، شهادة أن لا إله إلا الله، قال فكأنما كشف عنى غطاء، قال: صدقت، لو علم كلمة هي أفضل منها لأمره بها. 253 - حدثنا يحيى عن ابن جريج حدثني سليمان بن عتيق عن عبد الله بن بابيه عن يعلى بن أمية قال: طفت مع عمر بن الخطاب، فلما كنت عند الركن الذي يلى الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم، فقال: أما طفت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بلى، قال: فهل رأيته يستلمه؟ قلت: لا، قال: فانفذ عنك: فإن لك في رسول الله إسوة حسنة. 254 - حدثنا يحيى عن الأعمش حدثنا شقيق حدثني الصبي بن

_ = عن الشعبى ثم سمعه من الشعبى، فرواه مرة هكذا ومرة وهكذا. (253) إسناده صحيح. سليمان بن عتيق: حجازي، وثقه النسائى وابن حبان. وسيأتى الحديث في مسند يعلى بن أمية (222:4 ح) "عن عبد الله بن بابيه عن بعض بنى يعلى بن أمية" وكذلك سيأتى 313، فهذا فيه مجهول، قال الحافظ في التعجيل (ص 542): "لعله صفوان"، يعني صفوان بن يعلى بن أمية، وهذا محتمل: وانظر مجمع الزوائد 3: 240 ولكن يعل هذا الحديث بأن الاُحاديث الصحاح ثبت فيها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استلم الحجر وأن عمر رآه وروى عنه ذلك. انظر 229، 190. وقوله "فانفذ عنك" أي دعه وتجاوزه، يقال "سر عنك" و "انفذ عنك" أي امض عن مكانك وجزه، قاله في النهاية. وفي ح "فانفذ عندك" وهو خطأ، صححناه من ك هـ ومما سيأتى في مسند يعلى وصححه مصحح مجمع الزوائد فجعله "فابعد عنه"!!. (254) إسناده صحيح. وهو مكرر 227.

معبد، وكان رجلا من بنى تغلب، قال: كنت نصرانيا قأسلمت، فاجتهدت فلم آلُ، فأهللت بحجة وعمرة، فمررت بالعذيب على سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان، فقال أحدهما: أبهما جميعا؟ فقال له صاحبه: دعه لهو أضل من بعيره، قال: فكأنما بعيري على عنقي، فأتيت عمر فذكرت ذلك له، فقال لي عمر: إنهما لم يقولا شيئا، هديت لسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -. 255 - حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثنى نافع عن ابن عمر عن عمر أنه قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف في المسجد الحرام ليلة؟ فقال له: "فأوف بنذرك". 256 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن صبي بن معبد التغلبى قال: كنت حديث عهد بنصرانية، فأردت الجهاد أو الحج، فأتيت رجلا من قومي يقال له هديم، فسألته، فأمرني بالحج، فقرنت بين الحج والعمرة، فذكره. 257 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان عن

_ (255) إسناده صحيح: ورواه الشيخان أيضا, كما في المنتقى 2283. (256) إسناده صحيح. وهو مكرر 254. "هديم" بالتصغير، ويقال "أديم" بالهمزة بدل الهاء. انظر الإصابة103:1. وفي سنن أبي داود أنه "هديم بن ثرملة" قال في عون المعبود 92:2 - 93: "هكذا في بعض النسخ، وهو غلط، فإنه هديم بن عبد الله كما في رواية النسائي، وكذا قاله ابن ماكولا وابن الأثير والحافظ ابن حجر وغيرهم". (257) إسناده ضعيف، لانقطاعه، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر، كما فصلنا في 193. وقد رواه أحمد هنا عن شيوخ ثلاثة: وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هرون، وفصل روايتهم، فرواية وكيع فيها الرواية عن سفيان عن زبيد، مرة يقول: "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر" ومرة يقول: "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أراه عن عمر"، وعبد الرحمن بن مهدي يقول: "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر" =

زبيد الإيامي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر قال: صلاة السفر ركعتان، وصلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، تمام غير قصر، على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال سفيان: وقال زبيد مرة: أراه عن عمر، قال عبد الرحمن على غير وجه الشك، وقال يزيد يعنى ابن هرون: ابن أبي ليلى قال: سمعت عمر. 258 - حدشماوكيع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر: أنه وجد فرسًا كان حَمَل عليها في سبيل الله تباع في

_ على غير وجه الشك، ويزيد بن هرون يقول: "ابن أبي ليلى قال: سمعت عمر"، وهذه رواية لو صحت صح الحديث، ولكنها رواية شاذة. ذكر الحافظ في التهذيب 6: 261 - 262 أن أبا خيثمة رواه في مسنده عن يزيد بن هرون كذلك أيضا، وقال: "قال أبو خيثمة، تفرد به يزيد بن هرون هكذا، ولم يقل أحد: سمعت عمر، غيره، ورواه يحيى بن سعيد وغير واحد عن سفيان عن زبيد عن عبد الرحمن عن الثقة عن عمر، وراه شريك عن زبيد عن عبد الرحمن عن عمر، ولم يقل سمعت، وقال ابن خيثمة في تاريخه: وقد روى سماعه من عمر من طرق، وليست بصحيح". والحديث رواه النسائي 209:1 وابن ماجة170:1من طريق شريك عن زبيد، وقال النسائي عقيبه: "عبد الرحمن بن أبا ليلى لم يسمع من عمر". ورواه النسائي أيضا 211 - 212 من طريق شعبة و232 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن زبيد عن ابن أبى ليلى عن عمر. ورواه ابن ماجة170:1 من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن زبيد "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن عمر". ورواه ابن حزم في المحلى 4: 265 من طريق النسائي من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد كرواية ابن ماجة. فهذا الإسناد بزيادة" كعب بن عجرة "إسناد صحيح متصل، صح به هذا المنقطع هنا، لأن يزيد بن زياد بن أبي الجعد ثقة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات. وبهذا التفصيل تعرف تقصير الشوكاني 3: 250 في كلامه على هذا الحديث. (258) إسناده صحيح، وهو مختصر 166.

السوق، فأراد أن يشتريها، فسأل النبىَّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فنهاه، وقال: لا تعودنَّ في صدقتك. 259 - حدثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن قيس قال: رأيت عمر وبيده عَسيبُ نخلِ وهو يجلس الناس، يقول: اسمعوا لقول خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجَاء مولى لأبي بكر يقال له شديد بصحيفة فقرأها على الناس، فقال: يقول أبو بكر: اسمعوا وأطيعوا لما في هذه الصحيفة، فوالله ما ألوتكم، قال قيس: فرأيت عمر بعد ذلك على المنبر. 260 - حدثنا مُؤمل حدثنا سفيان عن سلمة عن عمران السُّلمي قال: سألت ابن عباس عن النبيذ، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجر والدباء فلقيت ابن عمر فسألته فأخبرني، فيما أظن، عن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -! نهى عن نبيذ الجر والدباء، شك سفيان، قال: فلقيت ابن الزبير فسألته، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجر والدباء. 261 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان

_ (259) إسناده صحيح، ابن أبي خالد. هو إسمعيل. قيس: هو ابن أبي حازم. شديد: هو مولى لأبي بكر، لانعرف من خبره غير هذا الخبر، وذكره الحافظ في الإصابة فيمن أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - 222:3 - 223 ومن المحتمل جداً أن تكون له صحبة، بل هو أقرب. وهذا الحديث رواه الطبري في التاريخ 4: 51 - 53 من طريق سفيان بن عيينة عن إسمعيل ابن أبي خالد. وقال الهيثمى 5/ 184 رجاله رجال الصحيح. (260) إسناده صحيح، مؤمل: هو ابن إسمعيل العدوي. سلمة: هو ابن كهيل. عمران: هو ابن الحرث السلمي أبو الحكم. والحديث مختصر 185. وشك شفيان هنا في ذكر عمر لا يعل الحديث، فقد جزم به شعبة هنا وفيما يأتي 360. (261) إسناده حسن، أبو سنان: هو عيسى بن سنان الحنفي القسملي، بفتح القاف والميم، صدوق في حديثه لين، وذكره ابن حبان في الثقات، عبيد بن آدم: ذكره ابن حبان في =

عن عُبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب: أن عمر بن الخطاب كان بالجابية، فذكر فتح بيت المقدس، قال: فقال أبو سلمة: فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب: أين ترى أن أصلي؟ فقال: إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك! فقال عمر: ضاهيت اليهودية، لا، ولكن أصلى حيث صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتقدم إلى القبلة فصلى، ثم جاء فبسط رداءه، فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس. 262 - حدثنا أبو نعيم حدثنا مالك يعني ابن مغْوَلٍ قال سمعت الفضيل بن عمرو عن إبراهيم النخعي عن عمر قال: سَألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكلالة؟ فقال " تكفيك آية الصيف"، فقال: لأن أكون سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم. 263 - حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله حدثنا سفيان عن

_ = الثقات. وقد شرح هنا بالسماع من عمر، له ترجمة في التعجيل 286، وهو غير عبيد ابن آدم العسقلاني شيخ النسائي، المترجم في التهذيب 58:7. أبو مريم: الراجح عندي أنه عبد الله بن زياد الكوفي، أبو شعيب، قال العراقي: "لا يعرف" وتعقبه الحافظ في التعجيل 495 بأنه "لا وجود له، ولا أدري كيف وقع له هذا؟ فإنه إنما يتبع غالبا شيخنا الهيثمي، وليس هذا في كراس الهيثمي، وفتشت مسند عمر مرارا فلم أجد له في مسند عمر ذكرا "! ثم قال: "وليس فيه لأبي شعيب ذكر أصلا، وليس في الكنى لأبي أحمد الحاكم ممن يكنى أبا شعيب أحد يروي عن عمر"! هكذا قال الحافظ وجزم، وهو وهم منه عجيب! فأبو شعيب في المسند كما ترى، وانظر الكنى للدولابي:111:2 قوله "فقال أبو سلمة": هو حماد بن سلمة. (262) إسناده ضعيف، لانقطاعه. إبراهيم النخعي: لم يدرك عمر، ولد بعد وفاته بدهر. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وانظر 186. (263) إسناده صحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري الكوفي. =

عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه تصيبني الجنابة؟ فأمره أن يغسل ذكره ويتوضأ وضوءه للصلاة. 264 - حدثنا عفان حدثنا همام عن قتادة عن قزعة قال: قلت لابن عمر: يعذب الله هذا الميت ببكاء هذا الحي؟ فقال: حدثني عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما كذبت على عمر، ولا كذب عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 265 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن قيس أو ابن قيس، رجل من جعفي، عن عمر بن الخطاب قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه وأبو بكرَ على عبد الله بن مسعود وهو يقرأ، فقام فسمع قراءته، ثم ركع عبد الله وسجد، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "سل تعطه، سل تعطه" قال: ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه من ابن أم عبد"، قال: فأدلجت إلى عبد الله بن مسعود لأبشره بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما ضربت الباب، أوقال: سمع صوتي قال: ما جاء بك هذه

_ = سفيان: هو الثوري. عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وانظر 236. وفي الحديث اختصار، فإنه يسأل عن النوم بعد الجنابة، فلم يذكر النوم في هذه الرواية. وانظر أيضا 359 (264) إسناده صحيح. قزعة، بفتح القاف والزاي والعين: هو ابن يحيى أو ابن الأسود أبو الغادية البصري، تابعي ثقة، وانظر 248. (265) إسناده صحيح. الحسن بن عبيد الله: هو أبو عروة النخعي، ثقة. القرثع، بفتح القاف والثاء ولينهما راء ساكنة: هو الضبي الكوفي، تابعى ثقة كان من القراء الأولين. قيس أو ابن قيس: شك من الراوى وهو قيس بن أبي قيس،. واسم أبيه مروان. وقد مضى باسم "قيس بن مروان" في 175، والحديث هناك عن علقمة عن عمر، وعن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر. فالظاهرأن علقمة سمعه من عمر ومن القرثع عن قيس عن عمر. وانظر 228.

الساعة؟ قلت: جئت لأبشرك بما قال رسول الله، قال: قد سبقك أبو بكر، قلت: إن يفعل فإنه سباق بالخيرات، ما استبقنا خيرا قط إلا سبقنا إليها أبو بكر.- 266 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال: لما أقبل أهل اليمن جعل عمر يستقري الرفاق فيقول: هل فيكم أحد من قرن؟ حتى أتى على قرن. فقال: من أنتم؟ قالوا: قرن، فوقع زمام عمر أو زمام أويس، فناوله أحدهما الآخر، فعرفه، فقال عمر: ما اسمك؟ قال أنا أويس، فقال: هل لك والدة؟ قال: نعم، قال: فهل كان بك من البياض شيء؟ قال: عم، فدعوت الله عز وجل فأذهبه عني إلا موضبع الدرهم من سرتي، لأدكر به ربي، قال له عمر: استغفر لي، قال: أنت حق أن تستغفر لي، أنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: إنما سمعت رسول لله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة، وكان به ياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه إلا موضع في سرته "، فاستغفر له، ثم دخل في غمار الناس: فلم در أين وقع، قال: فقدم الكوفة، قال: وكنا بختمع في حلقة فنذكر الله، وكان يجلس معنا، فكان إذا كر هو وقع حديثه من قلوبنا موقعا لا يقع حديث غيره، فذكر الحديث. 267 - حدثنا عبد الملك ن أبي الشوارب حدثنا عبد الواحد بن زياد

_ (266) إسناده صحيح. أسير: التصغير، ويقال "يسير" بإبدال الهمزة ياء، وهو ثقة. والحديث رواه مسلم 2: 273 - 274 ختصراومطولا. (267) في إسناده نظر، فلم أجد ترجمة لعبد الملك بن أبي الشوارب شيخ أحمد، وهو كرار للحديث 265. وعبد الملك هذا لم يذكره الحافظ في التعجيل، ولا ذكره ابن الجوزي في شيوخ حمد. وإنما ترجم في التهذيب لابنه "محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب " وهو من أقران أحمد، ومات عده سنة 244. وسقط من هذا الإسناد ذكر "علقمة" وهو ثابت في الإ سناد السابق.

حدثنا الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن القرثع عن قيس أو ابن قيس رجل من جعفي، عن عمر بن الخطاب، فذكر نحو حديث عفان. 268 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس: أن عمر بن الخطاب لما عولت عليه حفصة، فقال: يا حفصة أما سمعت النبي يقول "المعول عليه يعذب؟ " قال: وعول صهيب، فقال عمر: يا صهيب، أما علمت أن المعول عليه يعذب. 269 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد حدثنا يزيد الرشك عن معادة عن أم عمرو ابنة عبد الله أنها سمعت عبد الله بن الزبير يحدث أنه سمع عمر بن الخطاب يخطب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لبس الحرير في الدنيا فلا يكساه في الآخرة". 270 - حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أبو العالية عن ابن عباس: حدثني رجال مرضيون فيهم عمر، وقال عفان، مرة: شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا صلاة بعد صلاتين: بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس". 271 - حدثنا عفان حدثنا أبان حدثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس، بمثل هذا: شهد عندي رجال مرضيون. 272 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب: أن اليهود قالوا لعمر: إنكم تقرؤون آية. لو أنزلت فينا لاتخذنا

_ (268) إسناده صحيح. "عولت": رفعت صوتها بالبكاء والصياح. وانظر 264. (269) إسناده صحيح. وهو مكرر 123. وانظر 251. "معاذة" في ح " معاذ" وهو خطأ، صححناه من ك هـ ومما مضى. (270، 271) إسناداه صحيحان. وهو مكرر 130. (272) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر 188.

ذلك اليوم عيدا، فقال: إنما لأعلم حيث أنزلت، وأي يوم أنزلت، وأين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزلت، يوم عرفة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف بعرفة، قال سفيان: وأشك "يوم جمعة" أولا، يعني {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. 273 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالبطحاء، فقال: "بم أهللت؟ " قلت: بإهلال كإهلال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال "هل سقت من هدي؟ " قلت: لا، قال "طف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل"، فطفت بالبيت وبالصفا والمروة، ثم أتيت امرأة من قومي فمشطتني وغسلت رأسى، فكنت أفتى الناس بذلك بإمارة أبي بكر وامارة عمر، فإنما لقائم في الموسم إذ جاءني رجل فقال: إنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في شأن النسك، فقلت: أيها الناس، من كنا أفتيناه فتيا فهذا أمير المؤمنين قادم عليكم فبه فائتموا فلما قدم قلت: ما هذا الذي قد أحدثت في شأن النسك؟ قال: إن نأخذ بكتاب الله تعالي فإن الله تعالى قال {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}، وأن نأخذ بسنة نبينا فإنه لم يحل حتى نحر الهدي. 274 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: رأيت عمر يقبل الحجر ويقول: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولكني رأيت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - بكْ حفيا. 275 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان، وعبد الرزاق أنبانا سفيان عن

_ (273) إسناده صحيح. وسيأتى في مسند أبي موسى الأشعري بأطول من هذا (393:4ح). ونسبه السيوطى في الدر المنثور 216:1 للبخاري ومسلم والنسائي. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. (274) إسناده صحيح. إبراهيم بن عبد الأعلى الجعفي: ثقة. وهو مختصر 229، وانظر 253. (275) إسناده صحيح. وهو مطول 200، أبو إسحق: هو السبيعي، وفي النسخ الثلاث هنا "ابن إسحق" وهو خطأ واضح، فالحديث حديث السبيعي في الأسانيد الماضية، وفي كل الروايات، وليس لابن إسحق رواية عن عمرو بن ميمون. وسيأتي على الصواب 295. =

أبي إسحق عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر، قال عبد الرزاق: سمعت عمر: إن المشركين كانوا لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير، قال عبد الرزاق: وكانوا يقولون: أشرق ثبير، كيما نغير، يعني فخالفهم النبى - صلى الله عليه وسلم -، فدفع قبل أن تطلع الشمس. 276 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله عن ابن عباس قال: قال عمر: إن الله تعالى بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فقرأنا بها وعقلناها ووعيناها، فأخشى أن يطول بالناس عهد فيقولوا إنا لا نجد آية الرجم فتترك فريضة أنزلها الله تعالى، وإن الرجم في كتاب الله تعالى حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الأعتراف. 277 - حدثناعبد الرحمن عن مالك عن الزهري عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد عن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في الصلاة على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأنيها، فأخذت بثوبه فذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله إني سمعته يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال: "اقرأ"، فقرأ القراءة التي سمعتها منه، فقال "هكذا أنزلت"، ثم قال لي: "أقرأ"، فقرأت، فقال "هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر". 278 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن

_ = وقوله "قال عبد الرزاق: سمعت عمر"معناه أن رواية عبد الرحمن بن مهدي" عن عمرو ابن ميمون قال قال عمر" فلم يصرح بالسماع، ورواية عبد الرزاق "عن عمرو بن ميمون سمعت عمر" فصرح بالسماع. (276) إسناده صحيح. وانظر 246، 197، 156. (277، 278) إسناداه صحيحان. وهو مكرر 158. وانظر شرحنا على رسالة الشافعي رقم 752 ص 273 - 274.

المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري: أنهما سمعا عمر يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان، فذكر معناه. 279 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد عن عبد الله بن السعدي قال: قال لي عمر: ألم أحدث أنك تلى من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة لم تقبلها؟ قال: نعم، قال: في تريد إلى ذاك؟ قال: أنا غني، لي أعبد ولي أفراس، أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، قال: لا تفعل، فإني كنت أفعل مثل الذي تفعل، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العطاء فأقول، أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال: "خذه، فإما أن تموله وإما أن تصدق به، وما آتاك الله من هذا المال وأنت غير مشرف له ولا سائله فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك". 280 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهرى عن السائب بن يزيد قال: لقى عمر عبد الله بن السعدي، فذكر معناه، إلا أنه قال: تصدق به، وقال: لا تتبعه نفسك. 281 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: حملت على فرس في سبيل الله، فأضاعه صاحبه، فأردت أن أبتاعه، وظننت أنه بائعه برخص، فقلت: حتى أسأل

_ (279) إسناده صحيح. على أنه قد حذف في هذا الإسناد "حويطب بن عبد العزى" بين السائب بن يزيد وعبد الله بن السعدي، فلعل السائب سمعه منهما، أو لعله أرسله في هذا الإسناد، وقد سبق موصولا بذكر حويطب برقم 100. وانظر 136، 137. (280) إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله. (281) إسناده صحيح. وهو مطول 258. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "لا تبتعه وأن أعطاكة بدرهم، فإن الذي يعود في صدقته فكالكلب الذي يعود في قيئه". 282 - قرأت على عبد الرحمن عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى ابن أزْهر أنه قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب، فصلى ثم انصرف فخطب الناس فقال: إن هذين يومان نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيامهما، يوم فطركم من صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم. 283 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يحيى بن أبي إسحق عن سالم بن عبد الله قال: كان عمر رجلا غيورا، فكان إذا خرج للصلاة اتبعته عاتكة ابنة زيد، فكان يكره خروجها ويكره منعها، وكان يحدن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا استأذنتكم نساؤكم إلى الصلاة فلا تمنعوهن". 284 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر. 285 - حدثنا إسماعيل حدثنا سلمة بن عَلْقمة عن محمد بن سيرين قال: نبئت عن أبي العَجْفَاء السُّلمي قال: سمعت عمر يقول: ألا

_ (282) إسناده صحيح. وهو مكرر 225. (283) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سالم بن عبد الله بن عمر لم يدرك جده عمر ولم يسمع منه. وانظر مجمع الزوائد 2: 33. (284) إسناده صحيح. وانظر 213. (285) إسناده صحيح. وإن كان ظاهره الانقطاع، يقول ابن سيرين "نبئت عن أبي الجعفاء، وأبو الجعفاء: اسمه "هرم" بفتح الهاء وكسر الراء "بن نسيب" بفتح النون وكسر السين، وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان. وقد سمع ابن سيرين هذا الحديث من أبي العجفاء كما سيأتي 340 فالظاهر أنه سمعه منه ومن غيره عنه، فتارة يرويه هكذا، وتارة يقول "عن أبي =

لا تُغْلوا صُدُق النساء، ألا لا تُغْلوا صُدُق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما أصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية، وإن الرجل ليبتلى بصدقة امرأته، وقال مرة: وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته حتى تكون لها عداوة في نفسه، وحتىَ يقول: كلفت إليك علق القربة، قال: وكنت غلاما عربيا مولدا لم أدر ما علق القربة، قال: وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم ومات: قتل فلان شهيدا، ومات فلان شهيدا، ولعله أن يكون قد أوقر عجز دابته أو دفَّ راحلته ذهبا أو ورقا يلتمس التجارة، لا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال النبي، أوكما قال محمد - صلى الله عليه وسلم - "من قتل أومات في سبيل الله فهو في الجنة".

_ = العجفاء"، كما سيأتي 287. وقال البخاري في التاريخ الصغير 112 - 113 "قال سلمة ابن علقمة عن ابن سيرين نبئت عن أبي العجفاء عن عمر، في الصداق. قال هشام عن ابن سيرين: حدثنا أبو العجفاء. وقال بعضهم عن ابن سيرين عن ابن أبي العجفاء عن أبيه، في حديثه نظر". وهشام هو ابن حسان الأزدي، قال سعيد بن أبي عروبة:"ما رأيت أحفظ عن محمد بن سيرين من هشام". والحديث رواه الحاكم في المستدرك 2: 175 - 176 من طريق يزيد بن هرون عن ابن عون عن ابن سيرين "عن أبى العجفاء". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه أيوب السختياني وحبيب بن الشهيد وهشام بن حسان وسلمة بن علقمة ومنصور بن زاذان وعوف بن أبي جميلة ويحيى بن عتيق، كل هذه التراجم من روايات صحيحة عن محمد بن سيرين. وأبو العجفاء السلمي اسمه هرم بن حيان، وهو من الثقات". وتعقبه الحافظ الذهبى في اسمه وقال: "بل هرم بن نسيب" ولم يتعقبه في تصحيح الحديث. ورواه أيضا أبو داود 2: 199 والترمذي 2: 183 - 184 والنسائي 2: 87 - 88 وابن ماجة298:1 - 299 والبيهقى في السنن الكبرى 7: 234، بعضهم طوله وبعضهم اختصره. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وفى أكثر هذه الروايات "عن ابن =

286 - حدثنا إسماعيل أنبأنا الجريري سعيد عن أبي نضرة عن أبي فراس قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس، ألا إنا إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرينا النبى - صلى الله عليه وسلم -، وإذ ينزل الوحي، واذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا وإن النبى - صلى الله عليه وسلم - قد انطلق، وقد انقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما

_ سيرين عن أبي العجفاء" ولكن حكاية البخاري أن هشام بن حسان قال عن ابن سيرين "حدثنا أبو الجعفاء" والرواية الآتية 340 رواية سفيان بن عيينة عن أيوب عن ابن سيرين "سمعه من أبي الجعفاء" صريحتان في وصل الحديث، لأنهما من رواية رجلين من أثبت الناس في حديث ابن سيرين، وهي أيوب السختياني وهشام بن حسان. سلمة بن علقمة التميمي البصري: ثقة حافظ متقن. إسماعيل شيخ أحمد: هو ابن علية. "صدق النساء" بضمتين: جمع صداق أيضا، "بصدقة امرأته": الصدقة، بفتح الصاد والقاف وضم الدال وآخرها تاء: الصداق أيضا، ويجوز فيها فتح الدال وإسكانها مع فتح الصاد، ويجوز ضم الصاد مع ضم الدال وإسكانها. "علق القربة" بفتح العين واللام: هو حبل القربة الذي تعلق به، يريد: تحملت لأجلك كل شيء حتى علق القربة. وفى بعض الروايات "عرق القربقة" بفتح العين والراء، قال في النهاية: " أي تكلفت إليك وتعبت حتى عرقت كعرق القربة، وعرقها: سيلان مائها. وقيل: أراد بعرق القربة عرق حاملها من ثقلها. وقيل: أراد إني قصدتك وسافرت إليك واحتجت إلى عرق القربة، وهو ماؤها. وقيل: أراد تكلفت لك ما لم يبلغه أحد وما لا يكون، لأن القربة لا تعرق. وقال الأصمعى: عرق القربة معناه الشدة، ولا أدري ما أصله". وقال الزمخشري في الفائق: "جشمت إليك عرق القربة أو علق القربة: هذا مثل تضربه العرب في الشدة والتعب، وفيه أقاويل ذكرتها في كتاب المستقصى في أمثال العرب"."أو دفَّ راحلته": دف الراحلة. بفتح الدال: جانب كورها، وهو السرج. ْ (286) إسناده حسن. أبو فراس: هو النهدي، وسماه بعضهم "الربيع بن زياد" وفيه نظر. وقال ابن سعد في الطبقات7/ 1/89: "وكان أبو فراس شيخا قليل الحديث". وفى الميزان أنه لا يعرف، وفي التقريب: "مقبول". "ولا تجمروهم". تجمير الجيش. جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم.

نقول لكم: من أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى على حين وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيل إلى بآخرة ألا إن رجالا قد قرؤوه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم، ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فو الذي نفسي بيده إذن لأقصنه منه، فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، أو رأيت إن كان رجل من المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته أئنك لمقتصه منه؟. قال: إي والذي نفس عمر بيده، إذن لأقصنه منه، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه، ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تجمروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم. 287 - حدثنا إسماعيل مرة أخرى: أخبرنا سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين قال: نبئت عن أبي العجفاء قال: سمعت عمر يقول: ألا لا تغلوا صدق النساء، فذكر الحديث، قال إسماعيل: وذكر أيوب وهشام وابن عون عن محمد عن أبي العجفاء عن عمر، نحوا من حديث سلمة، إلا أنهم قالوا: لم يقل محمد نبئت عن أبي العجفاء. 288 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال: كنت عند عبد الله بن عمر ونحن ننتظر جنازة أم أبان ابنة عثمان بن عفان، وعنده عمرو بن عثمان، فجاء ابن عباس يقوده قائده، قال: فأراه أخبره بمكان ابن عمر، فجاء حتى جلس إلى جنبي، وكنت بينهما، فإذا صوت

_ (287) إسناده صحيح، وهو مكرر 285 وسبق الكلام عليه مفصلا. (288 - 290) أسانيده صحاح، وانظر268وما سيأتى 4865.

من الدار، فقال ابن عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه"، فأرسلها عبد الله مرسلة، قال ابن عباس: كنا مع أمير المؤمنين عمر، حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو برجل نازل في ظل شجرة، فقال لي: انطلق فاعلم من ذاك فانطلقت، فإذا هو صهيب، فرجعت إليه فقلت: إنك أمرتني أن أعلم لك من ذاك وإنه صهيب، فقال: مروه فليلحق بنا، فقلت: إن معه أهله، قال: وإن كان معه أهله، وربما قال أيوب مرة: فليلحق بنا، فلما بلغنا المدينة لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب، فجاء صهيب فقال: وا أخاه! واصاحباه؟ فقال عمر: ألم تعلم، أو لم تسمع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه؟ " فأما عبد الله فأرسلها مرسلة، وأما عمر فقال: ببعض بكاء، فأتيت عائشة فذكرت لها قول عمر، فقالت: لا والله ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الميت يعذب ببكاء أحد، ولكن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الكافر ليزيده الله عز وجل ببكاء أهله عذابا. وإن الله لهو أضحك وأبكى، ولا تزر وازرة وزر أخرى. قال أيوب: وقال ابن أبي مليكة: حدثنا القاسم قال: لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت: إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين، ولكن السمع يخطيء. 289 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة، فذكر معنى حديث أيوب، إلا أنه قال: فقال ابن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه. 290 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة قال: توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة فحضرها ابن عمر وابن عباس، وإني لجالس بينهما، فقال ابن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهة: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله

عليه،، فذكر نحو حديث إسماعيل عن أيوب عن ابن أبي مليكة. 291 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال عمر: كنت في ركب أسير في غزاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحلفت فقلت: لا وأبي، فهتف بي رجل من خلفي: لا تحلفوا بآبائكم، فالتفت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 292 - حدثنا محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني حدثنا محمد بن "إسحق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: كان عمر يحلف على أيمان ثلاث: يقول: والله ما أحد أحق بهذا المال من أحد، وما أنا بأحق به من أحد، والله ما من المسلمين أحد إلا وله في هذا المال نصيب إلا عبدا مملوكا، ولكنا على منازلنا من كتاب الله تعالى وقسمنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالرجل وبلاؤه في الإسلام، والرجل وقدمه في الإسلام، والرجل وغناؤه في الإسلام، والرجل وحاجته، ووالله لئن بقيت بهم ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو يرعى مكانه. 293 - حدثنا عبد القدوس بن الحجاج حدثنا صفوان حدثني أبو

_ (291) إسناده صحيح. حسين بن محمد: هو حسين بن محمد بن بهرام المؤدب المروذي، بتشديد الراء وكسر الراء وكسر الذال. ويقال "المروروذي"، منسوب لمرو الروذ، وهو ثقة. والحديث مكرر 240 وانظر 241. (292) إسناده صحيح. محمد بن ميسر: سبق في 45. محمد بن إسحق سبق في 90. (293) إسناده حسن. صفوان: هو ابن عمرو السكسكي، وهو ثقة. زهير بن سالم: هو العنسي الشامي، ضعفه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات. عمير: هو ابن سعد بن عبيد ابن النعمان بن قيس، وهو من فضلاء الصحابة وزهادهم، يقال له: نسيج وحده، استعمله عمر على حمص، مات في خلافة عثمان أو بعدها، وأخطأ من زعم أنه مات في خلافة عمر، فإن الطبري ذكره في تاربخه 5: 42 في عمال عمر على الأمصار حين مقتله، ثم ذكر في سنة 31 ص 69 أنه مرض في إمارة عثمان مرضا طال به، وأنه =

المخارق زهير بن سالم: أن عمير بن سعد الأنصاري كان ولاه عمر حمص، فذكر الحديث، قال عمر، يعني لكعب: إني أسألك عن أمر فلا تكتمني، قال: والله لا أكتمك شيئا أعلمه، قال: أخوف شيء تَخَوَّفه على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أئمة مضلين، قال عمر: صدقت، قد أسر ذلك إلي وأعلمنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 294 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: فقال سالم: فسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال عمر: أرسلوا إلى طبيبا ينظر إلى جرحي هذا، قال: فأرسلوا إلى طبيب من العرب، فسقى عمر نبيذا، فشبَّه النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة، قال: فدعوت طبيبا آخر من الأنصار من بني معاوية. فسقاه لبنا فخرج اللبن من الطعنة صلدا أبيض، فقال له الطبيب: يا أمير المؤمنين اعْهَدْ، فقال عمر: صدقنى أخو بني معاويه ولو قلت غير ذلك كذبتك، قال: فبكى عليه القوم حين سمعوا ذلك فقال: لا تبكوا علينا، من كان باكيا فليخرج، ألم تسمعوا ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "يعذب الميت ببكاء أهله عليه"، فمن أجلْ ذلك كان عبد الله لا يقرأن يبكى عنده على هالك من ولده ولا غيرهم. 295 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا الثوري عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمونِ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان أهل الجاهلية لا يُفيضون من جمْع حتى يروا الشمس على ثَبِير، وكانوا يقولون: أَشرِقْ ثَبير، كيما

_ = استعفى عثمان من إمارة حمص فأعفاه وضمها إلى معاوية. وخلط بعض المتقدمين بينه وبين عمير بن سعد الذي كان ابن امرأة الجُلاس بن سويد بن الصامت وكان يتيما في حجره، وقد فصل بينهما ابن سعد في الطبقات4/ 2/88 - 89 فهما أثنان. (294) إسناده صحيح. يقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. صالح: هو إبن كيسان. وانظر 290. (295) إسناده صحيح. وهو مكرر 275.

نغير، فأفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل طلوع الشمس. 296 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن الِمسْوَر بن مَخرمة وعبد الرحمن بن عبد القريّ أنهما سمعا عمر يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان فيما حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستمعت قراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكدت أن أساوره في الصلاة، فنظرت حتى سلم، فلما سلم لببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التى تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلت له: كذبت، فوالله إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لهو أقرأني هذه السورة التي تقرؤها، قال: فانطلقت أقوده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرسله يا عمر، اقرأ ياهشام"، فقرأ عليه القراءة التى سمعته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هكذا أنزلت"، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ يا عمر"، فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هكذا أنزلت"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا منه ما تيسر". 297 - حدثنا الحكم بن نافع أنبأنا شعيب عن الزهري حدثني عروة عن حديث المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاريّ أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكدت أساوره في الصلاة، فنظرت حتى

_ (296) إسناده صحيح. وهو مطول 278. "فنظرت حتى سلم" أي انتظرت، يقال "نظرته وانتظرته" بمعنى واحد. (297) إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله.

سلم فلما سلم، فذكر معناه. 298 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن أبيه عن ابن عباس قال: قال عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان منكم ملتمساً ليلة القدر فليلتمسها في العشر الأواخر وتراً". 299 - حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمران: أن عمر قيل: ألا تستخلف؟ فقال: إن أتْركْ فقد ترك من هو خير مني، رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وان أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، أبو بكر. 300 - حدثنا يزيد أنبأنا يحيى بن سعيد أن محمد بن إبراهيم أخبره أنه سمع علقمة بن وقاص الليثى يقول: إنه سمع عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس وهو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما العمل بالنية، وإنما لامريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر اليه". 301 - حدثنا يزيد حدثنا عاصم عن أبي عثمان النهدي عن عمر

_ (298) إسناده صحيح. حسين بن على: هو الجعفي. زائدة: هو ابن قدامة. عاصم: هو ابن كليب الجرمي. والحديث مختصر 85. (299) إسناده صحيح. محمد بن بشر، هو ابن الفرافصة العبدي، وهو ثقة. وانظر 332186. (300) إسناده صحيح. يزيد: هو ابن هرون. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. (301) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول "الركب" بضمتين: جمع "ركاب"، يريد أن يدعوا الاستعانة بها على ركوب الخيل. "وانزوا نزوا" أي ثبوا على الخيل وثبا، لما في ذلك من القوة والنشاط. "وعليكم بالمعدية" يريد خشونة اللباس والعيش، تشبها بمعد ابن عدنان جد الحرب، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش، ففي التنعم اللين والطراوة، ثم يتبعها الضعف والذلة. وانظر 243.269.

ابن الخطاب أنه قال: اتّزورا وارتَدُوا وانتعلوا، وألقوا الخفاف والسراويلات، وألقوا الرُّكُبَ، وانْزُوا نزواً، وعليكم بالَمعَدّية، وارموا الأغراض، وذروا التنعم وزيّ العجم، وإياكم والحرير، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عنه، وقال: "لا تلبسوا من الحرير إلا ما كان هكذا"، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإصبعيه. 302 - حدثنا يزيد أنبأنا يحيى عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال: إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم، وأن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله تعالى، فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجم ورجمنا بعده. 303 - حدثنا يزيد أنبأنا العوَّام حدثني شيخ كان مرابطاً بالساحل، قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال: حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ليس مِن ليلة إلا والبحر يُشرِف فيها ثلاث مرات على الأرض يستأذن الله في أنَ ينفَضِخ عليهم، فيكفه الله عز وجل". 304 - حدثنا يزيد أخبرنا عبد الملك: عن أنس بن سيرين قال:

_ (302) إسناده ضعيف، لإرساله، سعيد بن المسيب لم يدرك أن يروي عن عمر، وهو مكرر 249. وانظر 276، 197. (303) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ لذي روى عنه العوام بن حوشب. أبو صالح مولى عمر مجهول أيضاً ذكر في التعجيل برقم 3131 ورمز له الحافظ برمز عبد الله بن- أحمد عن غير أبيه، وهو خطأ، فإن حديثه هنا عن أبيه الإمام، من أصل المسند لا من الزيادات. وذكره الدولابي في الكنى 10:2قال: "أبو صالح مولى عمر بن الخطاب الذي يروي عنه في قصة التجارة في البحر" ولم يزد. "ينفضخ" بالخاء المعجمة، أي ينفتح ويسيل، يقال "انفضخ الدلو" إذا دفق ما فيه من الماء. وفي ح بالحاء المهملة، وهو خطأ صححناه من ك هـ. (304) إسناده صحيح، عبد الملك هو ابن أبي سليمان العرزمي، بفتح العين وسكون الراء وفتح الزاي وهو ثقة مأمون ثبت، تكلم فيه شعبة بما لا يقدح.

قلت لابن عمر: حدثني عن طلاقك امرأتك؟ قال طلقتها وهي حائض، قال: فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب، فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مُرْه فليراجعها، فإذا طهرت فليطلقْها في طهرها"، قال: قلت له: هل اعتددت بالتي طلقتها وهي حائض؟ قال: فمالي لا أعتد بها وإن كنت قد عجزت واستحمقت؟!. 305 - حدثنا يزيد أنبأنا أصبغ عن أبي العلاء الشامي قال: لبس أبو أُمامة ثوباً جديداً، فلما بلغ ترقوته قال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استجدْ ثوباً فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق، أو قال: ألقي، فتصدق به، كان في ذمة الله تعالى وفى جوار الله وفى كنف الله، حيَّاً وميتَّاً، حيَّاً وميتَّاً، حيَّاً وميتَّاً". 306 - حدثنا يزيد أنبأنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر عليه

_ (305) إسناده ضعيف، أبو العلاء الشامي: لا يعرف اسمه، ولم أجد فيه جرحَاً ولا تعديلا. أصبغ: هو ابن زيد بن علي الجهني، وثقه ابن معين وأبو داود والدارقطني. أبو أمامة: هو الباهلي. والحديث رواه الترمذي 4: 275 وابن ماجة 2: 192 كلاهما من طريق يزيد ابن هرون. قال الترمذي: "هذا حديث غريب وقد رواه يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة"، وراية يحيى بن أيوب رواها الحاكم 4: 193 من طريق عبد الله بن المبارك عن يحيى، وقال: "هذا حديث لم يحتج الشيخان بإسناده، ولم أذكر أيضاً في هذا الكتاب مثل هذا على أنه حديث تفرد به إمام خراسان عبد الله بن المبارك عن أئمة أهل الشأم" ونقل المباركفوري شارح الترمذي أن الحاكم صححه وهو خطأ كما ترى، فإنه ضعفه باعتذاره عن إخراجه. (306) إسناده صحيح، وهو مطول263.

عن عمر بن الخطاب قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: يا رسول الله، أحدنا إذا أراد أن ينام وهو جنب كيف يصنع قبل أن يغتسل؟ قال: "يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام". 307 - حدثنا يزيد أنبأنا وَرْقاء، وأبو النضر قال حدثنا ورقاء، عن عبد الأعلى الثعلبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: كنت مع البراء بن عازب وعمر بن الخطاب في البقيع ينظر إلى الهلال، فأقبل راكب، فتلقاه عمر فقال: من أين جئت؟ فقال: من العرب، قال: أهللت؟ قال: نعم، قال عمر: الله أكبر، إنما يكفي المسلمين الرجل، ثم قام عمر فتوضأ فمسح على خفيه، ثم صلى المغرب، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع، قال أبو النضر: وعليه جبة ضيقة الكمين، فأخرج يده من تحتها ومسح. 308 - حدثنا يزيد أخبرنا جرير أنبأنا الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال: خرج رجل من طاحية مهاجراً يقال له بيرح بن أسد، فقدم المدينة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأيام، فرآه عمر فعلم أنه غريب، فقال له: من أنت؟ قال:

_ (307) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وإن كان ظاهره الاتصال. وقد فضلنا القول فيه في الرواية الماضية 193 وانظر 237. (308) إسناده صحيح، جرير: هو ابن حازم. الزبير بن الخريت: تابعى ثقة. أبو لبيد: هو لمازة، بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي، بن زبار، بفتح الزاي وتشديد الباء الموحدة وآخره راء، وهو تابعي ثقة أيضاً، بيرح بن أسد الطائي. ذكره الحافظ في الإصابة 1: 182 فيمن كان على عهد رسول الله ولم يلقه، وقال: "قال الرشاطى: قدم المدية بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيام، وكان قد رآه، كذا قال". والحديث نسبه الحافظ في الإصابة أيضاً لابن أبي خيثمة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 52 عن المسند، وقال: "رجاله رجال الصحيح غير لمازة بن زبار، وهو ثقة , ورواه أبو يعلى كذلك". "الخريت" بكسر الخاء المعجمة وتشديد الراء المكسورة وآخره تاء مثناة، وفى ح هـ والإصابة "الحريث" وهوخطأ.

من أهل عمان، قال: نعم، قال: فأخذ بيده فأدخله على أبي بكر، فقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إني لأعلم أرضاً يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر، بها حيّ من العرب لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر. 309 - حدثنا يزيد أنبأنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر عن عمر قال: لا أعلمه إلا رفعه، قال: يقول الله تبارك وتعالى: من تواضع لي هكذا، وجعل يزيد باطن كفّه إلى الأرض وأدناها إلى الأرض، رفعته هكذا، وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء. 310 - حدثنا يزيد أنبأنا ديلم بن غزوان العبدي حدثنا ميمون الكردي عن أبي عثمان النهدي قال: إني لجالس تحت منبر عمر وهو يخطب الناس، فقال في خطبته: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان". 311 - حدثنا روح حدثنا مالك (ح) وحدثنا إسحق أخبرني مالك

_ (309) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. أبوه محمد: سمع من جده عبد الله بن عمر، والحديث في مجمع الزوائد 82:8 ونسبه لأحمد والبزار، وقال: "رجال أحمد والبزار رجال الصحيح"، وفى ح زيادة "رفعته هكذا" عقب قوله "من تواضع لى هكذا" قبل قول أحمد "وجعل يزبد باطن كفه إلى الأرض"، وهي زيادة في غير موضعها، وليست في ك ولا هـ ولا مجمع الزوائد، فخذفناها. (310) إسناده صحيح. وهو مطول 143. (311) أسانيده صحاح وإن كان ظاهره الانقطاع. رواه أحمد عن روح بن عبادة عن إسحق بن عيسى الطباع، ورواه عبد الله بن أحمد، وهو من زياداته، عن مصعب بن عبد الله الزبيري. ثلاثتهم عن مالك، وهو في المؤطأ 2: 92. مسلم بن يسار: هو الجهني، وهو تابعي ثقة. قال ابن كثير في التفسير 3: 586 - 587 بعد أن نقله عن المسند: "وهكذا رواه أبو داود عن العقنبي، والنسائي عن قتيبة، والترمذي في تفسيره عن إسحق بن موسي عن معن، =

[قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وحدثنا مصعب الزبيري حدثنى مالك] عن يزيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني: أن عمر بن الخطاب سُئِل عن

_ = وابن أبي حاتم عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، وابن جرير عن روح بن عبادة وسعيد بن عبد الحميد بن جعفر، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من رواية مصعب الزبيري، كلهم عن الإمام مالك بن أنس به. قال الرمذي: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع عمر. كذا قاله أبو حاتم وأبو زرعة، زاد أبو حاتم: وبينهما نعيم بن ربيعة. وهذا الذي قاله أبو حاتم رواه أبو داود في سننه عن محمد بن مصفى عن بقية عن عمر ابن جعثم القرشي عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فذكره. وقال الحافظ الدارقطني: وقد تابع عمر بن جعثم يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وقولهما أولى بالصواب من قول مالك، والله أعلم قلت: الظاهر أن الإمام مالكا إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدا لما جهل حال نعيم ولم يعرفه، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيرا من المرفوعات، ويقطع كثيرا من الموصولات". أقول: "نعيم بن ربيعة" ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير 4/ 2/ 96 - 97 فلم يذكر فيه جرحا، قال: "نعيم بن ربيعة الأودي عن عمر ابن الخطاب عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، روى عنه مسلم بن يسار الجهني. قال محمد بن يحيى نا محمد بن يزيد سمع أباه سمع زيدا عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار الجهنى عن نعيم بن ربيعة الأودي، قال مسلم: سألته عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فقال نعيم: كنت عند عمر فسئل فقال عمر" إلخ، فذكر الحديث نحو حديث المسند. "ذرياتهم" بالجمع: قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر وغيرهم، وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي "ذريتهم" بالإفراد. فأثبتت في كل روايات الحديث هنا على قراءة الجمع. وانظر 2455.

هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الآية، فقال عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عنها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه، واستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية. فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون"، فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخله به النار". 312 - حدثنا روح حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله بن عمر عن أبيه: أن رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد يوم الجمعة وعمر بن الخطاب قائم يخطب، فقال عمر: أية ساعة هذه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، انقلبت من السوق فسمعت النداء، فما زدت على أن توضأت فأقبلت، فقال عمر: الوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا بالغسل؟! 313 - حدثنا روح حدثنا ابن جريج أخبرني سليمان بن عتيق عن عبد الله بن بابيه عن بعض بني يعلى عن يعلى بن أمية. قال: طفت مع عمر ابن الخطاب فاستلم الركن، قال يعلى: فكنت مما يلي البيت، فلما بلغت الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت بيده ليستلم، فقال: ما شأنك؟

_ (312) إسناده صحيح. وهو مكرر 202. (313) إسناده صحيح. وإن كان فيه مبهم، فإن عبد الله بن بابيه يروى عن يعلى بن أمية وهو مولاه، وقد تكلمنا على هذا الإسناد مفصلا في 253، وسيأتي الحديث عن محمد بن بكر عن ابن جريج بهذا الإسناد، ولكن فيه أنه كان مع عثمان بدل عمر، في مسند عثمان 512. وانظر 174، 274.

فقلت: ألا تستلم؟ قال: ألم تطف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: بلى، فقال: أفرأيته يستلم هذين الركنين الغربين؟ فقلت: لا، قال: أفليس لك فيه أسوة حسنة؟ قال: قلت: بلى، قال: فانفذ عنك. 314 - حدثنا عثمان بن عمر وأبو عامر قالا: حدثنا مالك عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: جئت بدنانير لي، فأردت أن أصرفها، فلقيني طلحة بن عبيد الله فاصطرفها وأخذها، فقال: حتى يجيء أُسلم خازني، قال أبوعامر: من الغابة، وقال فيها كلها: هاء وهاء، قال: فسألت عمر بن الخطاب عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير ربا إلاهاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلاهاء وهاء". 315 - حدثنا عثمان بن عمرأخبرنا يونس عن الزهري عن سعيد ابن المسيب أن عمر قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الميت يعزب ببكاء أهله عليه". 316 - حدثنا بكر بن عيسى حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل من طيئ في ألفين ويعرض عني، قال: فاستقبلته، فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه فأعرض عني، قال:

_ (314) إسناده صحيح. عثمان بن عمر: هو العبدي البصري. أبو عامر: هو العقدي، بفتح العين والقاف، واسمه عبد الملك بن عمرو. "قالا: حدثنا مالك" في ح "قال" وهو خطأ بديهي، وصححناه من ك. والحديث مطول 238. (315) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال لأن سعيد بن المسيب لم يدرك عمر، ولكن سبق الحديث 180، 247 من طريق قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن عمر. وانظر أيضا 294. (316) إسناده صحيح. بكر بن عيسى: هو الراسي أبو بشر، وهو ثقة. المغيرة: هو ابن مقسم، بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين، الضبي. والحديث رواه ابن الأثير في أسد الغابة 3: 393 مختصرا بإسناده من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي. وذكره الحافظ في =

فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك حتى استلقى لقفاه، ثم قال: نعم والله إني لأعرفك، آمنت إذ كفروا، أقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوه أصحابه صدقة طيئ جئت بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أخذ يعتذر، ثم قال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقه وهم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق. 317 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن زيد ابن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: فيما الرملان الآن والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله؟ ومع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 318 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا حدثنا. داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة، قال عفان: عن ابن بريدة، عن أبي الأسود الديلي قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، قال عبد الصمد: فهم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلي عمر بن الخطاب فمرت به جنازة فأثني على صاحبها خير، فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى، فأثني على صاحبها خير، فقال وجبت، ثم مر بأخرى فأثني عليها شر، فقال عمر: وجبت، فقال أبو

_ = الإصابة 4: 228 - 229 وقال: "أخرجه أحمد وابن سعد وغيرهما، وبعضه في مسلم". "صدقة طيئ" في ح "صدقة على" وهو خطأ، صححناه من ك والإصابة. (317) إسناده صحيح "فيما". "ما" استفهامية، وظاهر كلام النحويين وجوب حذف ألفها إذا دخل عليها حرف الجر، ولكن قرأ عبد الله وأبي وعكرمة وعيسى "عما يتساءلون" بالألف، وقال أبو حيان في البحر 8: 410: "وهو أصل عم، والأكثر حذف الألف من ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر وأضيف إليها، ومن إثبات الألف قوله * على ما قام يشتمنى لئيم *. وقد أثبتت الألف أيضا في الحديث في النهابة 1: 34. "الرملان هو الرمل في الطواف، بفتح الراء والميم، وهو الإسراع في المشي وهز المنكبين." أطأ" أي ثبته وأرساه، والهمزة فيه بدل من واو "وطأ". وفى ح "أطأ" بالمد، وصححناه من ك والنهاية. (318) إسناده صحيح، وهو مكرر 204. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.

الأسود: فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما وجبت؟ فقال: قلت كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أيما مسلم شهد له أربعة بخير إلا أدخله الله الجنة"، قال: قلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قلنا: واثنان؟ قال: واثنان، قال: ولم نسأله عن الواحد. 319 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب، يعني ابن شداد، حدثنا يحيى حدثنا أبو سلمة حدثنا أبو هريرة قال: بينما عمر بن الخطاب يخطب إذ جاء رجل فجلس، فقال عمر: لم تحتبسون عن الجمعة؟ فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، ما هو إلا أن سمعت النداء فتوضأت ثم أقبلت، فقال عمر: وأيضا، ألم تسمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل". 320 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثناْ الحسين المعلم حدثنا يحيى أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره: أن عمر بينا هو يخطب، فذكره. 321 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب حدثنا يحيى عن عمران بن حطان فيما يحسب حرب: أنه سأل ابن عباس عن لبوس الحرير، فقال: سل عنه عائشة، فسأل عائشة، فقالت: سل ابن عمر، فسأل ابن عمر، فقال: حدثنى أبو حفص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من لبس الحرير في الدينا فلا

_ (319) إسناده صحيح، وهو مكرر 91 وانظر 312. (320) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (321) إسناده صحيح، عمران بن حطان: هو الخارجي المشهور، وهو تابعي ثقة، قال قتادة: "كان عمران بن حطان لا يتهم في الحديث". والحديث رواه البخاري (10: 244 من فتح الباري) من طريق علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير. وفيه أنه سأل عائشة أولا فأحالته إلى ابن عباس فأحاله إلى ابن عمر، ثم رواه من طريق حرب عن يحيى، ولم يذكر متنه، قال: "وقص الحديث". وانظر 301، 269. وفي ح "يحيى عن عمر - رضي الله عنه - أن ابن خطان" إلخ!! وهو خطأ عجيب، فصل فيه بين جزئي "عمران" بزيادة "رضي الله عنه" من عند الناسخ أو المصحح، وصحناه من ك."اللبوس" بفتح اللام: ما يلبس.

خلاق له في الآخرة". 322 - حدثنا يحيى بن حماد وعفان قالا حدثنا أبو عوانة عن داود ابن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري حدثنا ابن عباس بالبصرة قال: أنا أول من أتى عمر حين طعن، فقال: احفظ عني ثلاثا، فإني أخاف أن لا يدركني الناس، أما أنا فلم أقض في الكلالة قضاء، ولم أستخلف على الناس خليفة، وكل مملوك له عتيق، فقال له الناس: استخلف، فقال: أي ذلك أفعل فقد فعله من هو خير مني: إن أدع إلى الناس أمرهم فقد تركه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير منى، أبو بكر، فقلت له: أبشر بالجنة، صاحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأطلت صحبته، ووليت أمر المؤمنين فقويت وأديت الأمانة، فقال: أما تبشيرك إياي بالجنة فوالله لو أن لي، قال عفان: فلا والله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا بما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم الخبر، وأما قولك في أمر المؤمنين فوالله لوددت أن ذلك كفافا لا لي ولا علي، وأما ما ذكرت من صحبة نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فذلك. 323 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عياش عن حكيم بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل قال: كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح أن علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي، فكانوا يختلفون إلى الأغراض، فجاء سهم غرب إلى غلام فقتله، فلم يوجد له أصل، وكان في حجر خال له، فكتب فيه أبو عبيدة إلى عمر: إلى من أدفع

_ (322) إسناده صحيح، داود بن عبد الله الأودي: ثقة. وانظر 299، 262، 186، 129. "كفافاً" هكذا ثبت بالنصب في الأصول، وله وجه من العربية. (323) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن عياش: هو عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة. والحديث مطول 189.

عقله؟ فكتب إليه عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول "الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له". 324 - حدثنا عبد الله بن زيد أخبرنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يرث الولاء من ورث المال من والد أو ولد". 325 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر أتى الحجر فقال: أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك، ثم دنا فقبله. 326 - حدثنا أبو سعيد حدثنا دجين أبو الغصن، بصري، قال: قدمت المدينة فلقيت أسلم مولى عمر بن الخطاب فقلت: حدثنى عن عمر، فقال: لا أستطيع، أخاف أن أزيد أو أنقص، كنا إذا قلنا لعمر: حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أخاف أن أزيد حرفا أو أنقص، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

_ (324) إسناده صحيح، وانظر 147، 183. (325) إسناده صحيح، وهو مكرر 176 وانظر 274، 313. (326) إسناده ضعيف، دجين، بضم الدال وفتح الجيم: هو ابن ثابت اليربوعي البصري، وهو ضعيف، ابن معين والنسائي وأبو حاتم وأبو رزعة والدارقطنى، وقال ابن حبان: "كان قليل الحديث منكر الرواية على قلته، يقلب الأخبار، ولم يكن الحديث شأنه". وروى البخاري في التاريخ الصغير 181 عن ابن المديني عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "قال لنا دجين أول مرة: حدثني مولى لعمر بن عبد العزيز، لم يدرك عمر بن الخطاب، فتركه, فما زالوا يلقنونه حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، ولا يعتد به، كان يتوهم ولايدري ما هو". ونقل الذهبى في الميزان أن بعضهم نقل عن يحيى بن معين أنه قال: "الدجين هو جحا" قال الذهبي: "وهذا لم يصح عنه، وقد روى عن الدجين ابن المبارك ووكيع وعبد الصمد، وهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا، ولدجين أعرابي من بني يربوع". والحديث في مجمع الزوائد 1: 142 - 143 ونسبه أيضاً لأبي يعلى، ونسبه الذهبي لابن عدي.

"من كذب علي فهو في النار". 327 - حدثنا أبو سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير عن سالم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال في سوق: لا إله إلا الله حده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، كتب الله له بها ألف ألف حسنة، ومحا عنه بها ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة". 328 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مروا برجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كلا، إنى رأيته يُجَرّ إلى النار في عباءة غلها، اخرج يا عمر فناد في الناس: أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون"، فخرجت فناديت: انه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون. 329 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا سعيد بن مسروق عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن عمر أنه قال: لا وأبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ (327) إسناده ضعيف جدا، عمرو بن دينار أبو يحيى البصري الأعور، قهرمان آل الزبير. قال أحمد: "ضعيف منكر الحديث". وقال الفلاس والنسائي: "روى عن سالم أحاديث منكرة". وقال ابن حبان: "لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب، كان يتفرد بالموضوعات عن الأثبات". وهو غير عمرو بن دينار المكي الجمحي الإمام. (328) إسناده صحيح، وهو مكرر 203. (329) إسناده صحيح، وانظر 291. والحديث رواه أبو داود 3: 217 والترمذي 2: 371 والحاكم 1: 18 من طريق الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر، لم يذكر فيه عمر. وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. ونسبه الحافظ في التلخيص 395 - 396 أيضاً لابن حبان، وقال: "قال البيهقي: لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر. قلت: قد رواه شعبة عن منصور عنه قال: كنت عند ابن عمر، ورواه الأعمش عن =

"مهْ، إنه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك". 330 - حدثنا حماد الخياط حدثنا عبد الله عن نافع: أن عمر زاد في المسجد من الأسطوانة إلى المقصورة، وزاد عثمان، وقال عمر: لولا. أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "نبغي نزيد في مسجدنا ما زدت فيه". 331 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس عن عمر أنه قال: إن الله عز وجل بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالحق، وأنزل معه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، فرجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده، ثم قال: قد كنا نقرأ: ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تطروني كما أُطري ابن مريم، وإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبده ورسوله"، وربما قال معمر: كما أطرت النصارى ابن مريم.

_ = سعد عن أبي عبد الرحمن السلمى عن ابن عمر". وفى أكثر هذه الروايات تصريح ابن عمر بأنه سمعه من رسول الله، فالظاهر أنه كان حاضراً حين حلف أبوه، فتارة يرويه عن عمر على أنه صاحب الحادثة، وتارة يرويه سماعاً عن رسول الله، لأنه حضر وسمع. والحديث لم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، مع أنه لم يرو في شيء من الكتب الستة من مسند عمر، ولعله اكتفى بروايته في أبي داود والترمذي من مسند ابن عمر، وإن كان ذلك لا يوافق طريقته موافقه دقيقة. (330) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن نافعَا مولى ابن عمر لم يدرك عمر ولا عثمان. حماد الخياط: هو حماد بن خالد. عبد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. (331) إسناده صحيح، وسيأتي مطولا من طريق مالك عن الزهري 391. وانظر 154، 156، 164، 197، 249، 276، 302.

332 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر: أنه قال لعمر: إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لكم، زعموا أنك غير مستخلف، فوضع رأسه ساعةً ثم. رفعه فقال: إن الله عز وجل يحفظ دينه، وإني إن لا أستخلف فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يستخلف، وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف، قال: فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن يعدل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحداً، وأنه غير مستخلف. 333 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: أرسل إلي عمر، فذكر الحديث، فقلت لكما: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا نورث، ما تركنا صدقةٌ". 334 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب قال: لما مات أبو بكر بُكِي عليه، فقال عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الميت يعذب ببكاء الحيّ". 335 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رباح عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول - صلى الله عليه وسلم - وكفر من كفر، قال عمر بن الخطاب: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس وقد

_ (332) إسناده صحيح، وانظر 322، 299. وهو مختصر، ورواه مسلم مطولا 0: 82 - 81 من طريق عبد الرزاق عن معمر، ورواه أبو داود مختصراً 3: 93 - 94 من طريق عبد الرزاق. [(333) إسناده صحيح، وقد وقع هكذا مختصراً في هذا الموضع، ويأتى مطولا]، بالإسناد نفسه 425. وانظر 172، 336، 337، 349. وراه مسلم 2: 52 - 53 مطولا أيضا من طريق مالك عن الزهري. (334) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الانقطاع: سبق الكلام عليه في 315. (335) إسناده صحيح، وهو مكرر 239.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه، وحسابه على الله عز وجل؟ " قال أبو بكر: لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، إن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها، فقال عمر: والله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر بالقتال فعرفت أنه الحق. 336 - حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس عن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا لا نورث ما تركنا صدقة". 337 - حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس قال: أرسل إلي عمر، فذكر الحديث، وقال: إن أموال بني النضيركانت مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيلٍ ولا ركاب، فكان ينفق على أهله منها نفقة سنة، وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله عز وجل. 338 - حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عاصم بن عمر عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغربت الشمس فقد أفطر الصائم". 339 - حدثنا سفيان عن يحيى، يعني ابن سعيد، عن عبيد بن

_ (336) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. وهو مختصر 333. (337) إسناده صحيح، وهو جزء من الحديث المطول الذي سيأتي 425. وأشرنا إليه في الكلام على 333. (338) إسناده صحيح، وهو مكرر 231. (339) إسناده صحيح، عبيد بن حنين المدني: تابعي ثقة. وفى ح "بن حنيف" بالفاء في آخره بدل النون، وهو خطأ صححناه من ك، وليس في الرواة من يدعى "عبيد بن حنيف" والحديث مخثصر 222.

حنين عن ابن عباس قال: أردت أن أسأل عمر، فما رأيت موضعاً، فمكثت سنتين، فلما كنا بمرالظهران وذهب ليقضي حاجته، فجاء وقد قضى حاجته، فذهبت أصب عليه من الماء. قلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: عائشة وحفصة. 340 - حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين سمعه من أبي العجفاء سمعت عمر يقول: لا تغلو صدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أوتقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما أنكح شيئاً من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة أوقية وأخرى تقولونها في مغازيكم: قتل فلان شهيدًا، مات فلان شهيدًا، ولعله أن يكون قد أوقر عجز دابته أو دف راحلته ذهبًا وفضةً يبتغي التجارة: فلا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال محمد - صلى الله عليه وسلم - "من قتل في سبيل الله فهو في الجنة". 341 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد بن أبي عروبة، أمله علي، عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري: أن عمر قام خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه، وذكر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر، ثم قال: إني رأيت رؤيا كأن ديكاً نقرني نقرتين، ولا أدري ذلك إلا لحضور أجلي، وإن ناساً يأمرونني أن أستخلف، لأن الله عز وجل لم يكن ليضيع خلافته ودينه ولا الذي بعث به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فإن عجل بي أمرٌ فالخلافة شورى في هؤلاء الرهط الستة، الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ، فأيهم بايعتم له فاسمعوا له وأطيعوا، وقد عرفت أن رجالاً سيطعنون في هذا الأمر، وإني قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، وإني والله ما أدع بعدي شيئاً هو أهم إلي من أمر الكلالة،

_ (340) إسناده صحيح، وهو مكرر 287 وسبق الكلام عليه مفصلا في 285. (341) إسناده صحيح، وهو مطول 186 و89. وانظر 129، 179.

ولقد سألت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عنها، فما أغلظ لي في شيء قط ما أغلظ لي فيها، حتى طعن بيده أو بإصبعه في صدري أو جنبي، وقال "يا عمر، تكفيك الآية التى نزلت في الصيف التي في آخر سورة النساء"، وإني إن أعش أقض فيها قضية لا يختلف فيها أحد يقرأ القرآن أو لا يقرأ القرآن، ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، فإني بعثتهم يعلمون الناس دينهم وسنة نبيهم. ويقسمون فيهم فيأهم، ويعدلون عليهم، وما أشكل عليهم يرفعونه إلي، ثم قال: يا أيها الناس، إنكم تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا الثوم والبصل، لقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوجد ريحه منه فيؤخذ بيده حتى يخرج به إلى البقيع فمن كان آكلهما لا بد فليمتهما طبخاً، قال: فخطب بها عمر يوم الجمعة وأصيب يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي لحجة. 342 - حدثنا عبد الرزاق قال: وأخبرني هشيم عن الحجاج بن أرطاة عن الحكم بن عتيبة عن مارة عن أبي بردة عن أبي موسى أن عمر قال: هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعني لمتعة، ولكني أخشى أن يعرسوا بهن تحت الأراك ثم يروحوا بهن حجاجاً. 343 - حدثنا علي بن عاصم أنبأنا يزيد بن. أبي زياد عن عاصم بن

_ (342) إسناده صحيح، الحجاج بن أرطاة: ثقة صدووق، ولكنه مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث، ولكن سيأتي الحديث 351 من طريق شعبة عن الحكم بن عتيبة، فذهب ما كان يخشى من تدليس الحجاج. عمارة: هو ابن عمير التيمي، ثقة. أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. والحديث رواه مسلم1: 349 من طريق محمد بن جعفر عن شعبة كالإسناد الآتي 351. والمتعة في هذا الحديث متعة الحج، لا متعة النكاح. (343) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله. وهو مكرر 128 وهو هناك "عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه عن جده" لم يذكر شك يزيد. وسيأتى 387 عن عاصم عن سالم عن ابن عمر، وهو اضطراب من ضعف عاصم. وانظر 216، 307. على بن عاصم الواسطى =

عبيد الله عن أبيه أو جده. الشك من يزيد، عن عمر قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ بعد الحدث ومسح على خفيه وصلى. 344 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك قال: سمعت عياضاً الأشعري قال: شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبا سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، وليس عياضٌ هذا بالذي حدث سماكاً، قال: وقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة، قال: فكتبنا إليه: إنه قد جاش إلينا الموت، واستمددناه، فكتب إلينا إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإني أدلكم على

_ = شيخ أحمد: تكلموا فيه كثيراً، والراجح عندي أنه ثقة. ففي التهذيب: " ذكره العجلي فقال: كان ثقة معروفَاً بالحديث، والناس يظلمونه في أحاديث يسألون أن يدعها فلم يفعل". وفيه أيضاً: "قال ابن أي خيثمة: قيل لابن معين: إن أحمد يقول إن علي بن عاصم ليس بكذاب؟ فقال: لا والله، ما كان علي عنده قط ثقة، ولا حدَّث عنه بشيء، فكيف صار اليوم عنده ثقة؟! " وهذا غلو من ابن معين، ونفي للثابت عن أحمد، فإن أحاديثه عن على ابن عاصم كثيرة في المسند، وفي التهذيب أيضاً: "قال محمود بن غيلان: أسقطه أحمد وابن معين وأبوخيثمة، ثم قال لي عبد الله بن أحمد أن أباه أمره أن يدور على كل من نهاه عن الكتابة عن على بن عاصم فيأمره أن يحدث عنه". فهذا بين في أن أحمد رجع عن قوله فيه، وتبين له أنه ثقة فأمر بالحديث عنه. (344) إسناده صحيح، عياض الأشعري: هو عياض بن عمرو، مختلف في صحبته، والراجح أنه تابعي. وعياض أحد الأمراء الخمسة في اليرموك: هو عياض بن غنم الفهري، فهو المذكور في الوقعة، وهو صحابي معروف. "جاش إلينا الموت": أي تدفق وفاض، ومنه الحديث الآخر "حتى بجيش كل ميزاب" أي يتدفق ويجري بالماء. "يراهني": أصلها "يراهنني" والمراهنة: المخاطرة. "تنقزان": يريد تهتزان من شدة الجري، وأصل النقز: القفز والوثوب، وقد نقل الحديث ابن كثير في التفسير2/ 232وقال: هذا إسناد صحيح، وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث بندار عن غندر بنحوه وأختاره الحافظ الضياء المقدس في كتابه.

من هو أعز نصراً وأحضر جنداً، الله عز وجل، فاستنصروه، فإن محمد - صلى الله عليه وسلم - قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم، فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني، قال: فقاتلناهم فهزمناهم وقتلناهم أربع فراسخ، قال: وأصبنا أموالاً، فتشاوروا، فأشار علينا عياض أن نعطى عن كل رأس عشرة، قال: وقال أبو عبيدة: من يراهني؟ فقال شاب: أنا إن لم تغضب، قال: فسبقه، فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه على فرس عربي. 345 - حدثنا محمد بن بكر أنبأنا عيينة عن علي بن زيد قال: قدمت المدينة فدخلت على سالم بن عبد الله وعليّ جبة خز. فقال لي سالم: ما تصنع بهذه الثياب؟ سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما يلبس الحرير من لا خلاق له". 346 - حدثنا أبو المنذر أسد بن عمرو أراه عن حجاج في عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال: قتل رجل ابنه عمداً، فرفع إلى عمر بن الخطاب، فجعل عليه مائة من الإبل، ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة، وأربعين ثنية، وقال: لا يرث القاتل، ولولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يقتل والد بولده"، لقتلتك. 347 - حدثنا هشيم ويزيد عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب قال: قال عمر: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليس لقاتل شيء" لورثتك، قال: ودعا خال المقتول فأعطاه الإبل.

_ 345) إسناده صحيح، عيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، وهو ثقة. على بن يزيد: هو ابن جدعان. وانظر 321. (346) إسناده ضعيف، لأن حجاج بن أرطاة يدلس عن عمرو بن شعيب. وقد مضى الحديث مختصراً بإسناد صحيح عن عمرو بن شعيب 148 وانظر 98. (347) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عمرو بن شعيب لم يدرك عمر. وانظر ما قبله.

348 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عبد الله بن أبي بحيج وعمرو بن شعيب كلاهما من مجاهد بن جبر، فذكر الحديث، وقال: أخذ عمر من الإبل ثلاثين حقة وثلاثين جذعة وأربعين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة، قال: ثم دعا أخا المقتول فأعطاها إياه دون أبيه، وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "ليس لقاتل شيء". 349 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: جاء العباس وعلي إلى عمر يختصمان، فقال العباس: اقض بيني وبين هذا الكذا كذا، فقال الناس: افصل بينهما، افصل بينهما، قال: لا أفصل بينهما، قد علما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة". 350 - حدثنا إسماعيل عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن ابن المسيب أن عمر قال: إن من آخر ما نزل آية الربا، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي ولم يفسرها، فدعوا الربا والريبة. 351 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن عمارة بن عمير عن إبراهيم بن أبي موسى عن أبي موسى: أنه كان يفتي بالمتعة، فقال له رجل: رويدك ببعض فتياك، فإنك لا تدري ما أحدث يا أمير المؤمنين في النسك بعدك! حتى لقيه بعد، فسأله، فقال عمر: قد علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد فعله وأصحابه، ولكني كرهت أن يظلوا بهن معرسين في الأراك-، ثم يروحون بالحج تقطر رؤوسهم.

_ (348) إسناده ضعيف، لانقطاعه. مجاهد لم يدرك عمر. وانظر الحديثين قبله. (349) إسناده صحيح، إسمعيل: هو ابن علية. وهو مطول 336 وانظر 333. (350) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سعيد بن المسيب عن عمر: مرسل. وهو مكرر 246. (351) إسناده صحيح، وانظر 342 فقد سبق الكلام عليه هناك.

352 - حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة عن سعد ابن إبراهيم قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف قال: حج عمر بن الخطاب فأراد أن يخطب الناس خطبة، فقال عبد الرحمن بن عوف: إنه قد اجتمع عندك رعاع الناس، فأخر ذلك حتى تأتي المدينة، فلما قدم المدينة دنوت منه قريباً من المنبر، فسمعته يقول: وإن ناساً يقولون ما بال الرجم وإنما في كتاب الله الجلد؟ وقد رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده، ولولا أن يقولوا أثبت في كتاب الله ما ليس فيه لأثبتها كما أنزلت. 353 - حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان، يعني ابن بشير، يخطب قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه. 354 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن أبيه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه" وقال حجاج: بالنياحة عليه.

_ (352) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وسيأتي الحديث مطولا 391 وانظر 276، 331. (353) إسناده صحيح، وهو مطول 159. (354) إسناده صحيح، وقوله "وحجاج قال: حدثني شعبة" بيانه: أن أحمد رواه عن شيخين، هما محمد بن جحفر قال له "حدثنا شعبة"، وحجاج فقال له "حدثني شعبة" فبين رواية كل منهما. ثم بين أيضاً في آخره أن حجاجاً رواه بلفظ "بالنياحة عليه" بدلا من "بما نيح عليه". والحديث مكرر 247 وانظر 290، 294، 334.

355 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت رفيعاً أبا العالية يحدث عن ابن عباس: حدثنا رجال، قال شعبة: أحسبه قال من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: وأعجبهم إليَّ عمر بن الخطاب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة في ساعتين: بعد العصر حتىْ تغرب الشمس, وبعد الصبح حتى تطلع. 356 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة، عن قتادة قال: سمعت أبا عثمان النهديّ قال: جاءنا كتاب عمر ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد أو بالشأم: أما بعد، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحرير إلا هكذا، أصبعين، قال أبو عثمان. فما عتمنا إلا أنه الأعلام. 357 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج وأبو داود قال: حدثنى شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا عثمان النهدي قال: جاءنا كتاب عمر. 358 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وأبو داود عن شعبة، عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون قال: صلى عمر الصبح وهو بجمع، قال أبو داود: كنا مع عمر بجمع، فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير، وإن نبي الله - صلى الله عليه وسلم خالفهم فأفاض قبل طلوع الشمس.

_ (355) إسناده صحيح، وهومكرر 271. أبو العالية: اسمه "رفيع" بضم الراء وفتح الفاء، وكتب هنا في ح بالباء بدل الفاء، وهو خطأ. (356) إسناده صحيح، وانظر 345، 301، 243. "عتمنا" بفتح العين وتشديد التاء، أي أبطأنا، يريد: ما أبطأنا عن معرفة ما عنى وما أراد، وأنه لم يعن إلا الأعلام. (357) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. أبو داود: هو الطيالسي. (358) إسناده صحيح، وهو مطول 295.

359 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: سأل عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: تصيبني الجنابة من الليل فما أصنع؟ قال "اغسل ذكرك ثم توضأ ثم ارقد". 360 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الحكم قال: سألت ابن عمر عن الجر؟ فحدثنا عن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الجر وعن الدباء وعن المزفت. 361 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت الأصيلع، يعنى عمر بن الخطاب، يقبل الحجر ويقول: أما إني أعلم أنك حجر، ولكن رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك. 362 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت أبا جمرة الضبعي يحدث عن جويرية بن قدامة قال: حججت فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال: إنما رأيت كأن ديكاً أحمر نقرني نقرة أو نقرتين، شعبة الشاك، فكان من أمره أنه طعن، فأذن للناس عليه، فكان أول من دخل عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أهل المدينة، ثم أهل الشأم ثم أذن لأهل العراق، فدخلت فيمن دخل، قال: فكان كلما دخل عليه قوم أثنوا عليه وبكوا، قال: فلما دخلنا عليه، قال: وقد عصب بطنه بعمامة سوداء والدم يسيل، قال: فقلنا أوصنا قال: وما سأله الوصية أحد غيرنا، فقال:

_ (359) إسناده صحيح، وهو مطول 263 وانظر 306. (360) إسناده صحيح، وهو مختصر 260 وانظر التهذيب 8/ 124. (361) إسناده صحيح، وهو مختصر 229 وانظر 325. (362) إسناده صحيح، جويرية بن قدامة: تابعى ثقة. والحديث روى البخاري في التاريخ الكبير 1/ 2/ 240 أوله عن آدم بن أبي إياس عن شعبة. قال الحافظ في التهذيب 2: 125: "وأخرج في الصحيح عن آدم طرفَاً منه" ونسبه أيضاً إلى أبن أبي شيبة. ولكن سمى التابعي "جارية بن قدامة". وانظر 129، 332، 341.

عليكم بكتاب الله، فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه، فقلنا: أوصنا فقال: أوصيكم بالمهاجرين، فإن الناس سيكثرون ويقلون، وأوصيكم بالأنصار، فإنهم شعب الإسلام الذي لجئ إليه، وأوصيكم بالأعراب، فإنهم أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بأهل ذمتكم، فإنهم عهد نبيكم ورزق عيالكم، قوموا عني، قال: فما زادنا على هؤلاء الكلمات. قال محمد بن جعفر: قال شعبة: ثم سألته بعد ذلك، فقال في الأعراب: وأوصيكم بالأعراب، فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم. 363 - حدثنا حجاج أنبأنا شعبة سمعت أبا جمرة الضبعي يحدث عن جويرية بن قُدامة قال: حججت فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرة أو نقرتين، شعبة الشاك، قال: فما لبث إلا جمعة حتى طعن، فذكر مثله، إلا أنه قال: وأوصيكم بأهل ذمتكم، فإنهم ذمة نبيكم، قال شعبة: ثم سألته بعد ذلك، فقال في الأعراب: وأوصيكم بالأعراب فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم. 364 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد، وعبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أنه قال: شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر، وأرضاهم عندي عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب. 365 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن الشعبي

_ (363) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (364) إسناده صحيح، وهو مكرر 355. سعيد: هو ابن أبي عروبة. "وعبد الوهاب" عطف على "محمد بن جعفر"، وهو عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. "عن سعيد": في ح "عن شعبة" وصححناه من ك. وشعبة قد روى الحديث أيضا كما مضى. (365) إسناده صحيح، وانظر 357. سويد بن غفلة، بالغين المعجمة والفاء والام المفتوحات: =

عن سويد بن غفلة: أن عمر خطب الناس بالجابية فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لبس الحرير إلا موضع أصبعين أو ثلاثة أو أربعة، وأشار بكفه. 366 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن سعيد ابن المسيب عن ابن عمر عن عمرأن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه". 367 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا كهمس عن ابن بريدة، ويزيد بن هرون حدثنا كهمس عن ابن بريدة عند يحيى بن يعمر سمع ابن عمر قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: بينما نحن ذات يوم عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى، قال يزيد: لا نرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، ثم قال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، ما الإسلام؟ فقال: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتجج البيت إن استطعت إليه سبيلا"، قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: ثم قال: أخبرني عن الإيمان؟ قال: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر كله، خيره وشره"، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان، ما الإحسان؟ قال يزيد: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البناء"، قال: ثم

_ = تابعي قديم مخضرم. (366) إسناده صحيح، وهو مكرر 354. (367) إسناده صحيح، وهو مختصر 184.

انطلق، قال: فلبثت مليا، قال يزيد: ثلاثا، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عمر أتدري من السائل؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" 368 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر سمع ابن عمر قال: حدثنا عمر قال: كنا جلوسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث، إلا أنه قال: ولا يرى عليه أثر السفر، وقال: قال عمر: فلبثت ثلاثا، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عمر". 369 - ِ حدثنا بَهز، قال: وحدثنا عفان قالا: حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي نضرة قال: قلت لجابر بن عبد الله: إن ابن الزبير ينهى عن المتعة، وإن ابن عباس يأمر بها؟ قال: فقال لي: على يدي جرى الحديث، تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عفان: ومع أبى بكر، فلما ولي عمر بن خطب الناس فقال: إن القرآن هو القرآن، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الرسول، وإنهما كانتا متعتان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إحداهما متعة الحج، والأخرى متعة النساء. 370 - حدثنا حجاج أنبأنا ابن لَهيعة عن عبد الله بن هُبَيْرة عن أبي تميم أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: سَمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا". 371 - حدثنا حجاج حدثنا ليث حدثنا بُكير بن عبد الله عن بُسر

_ (368) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (369) إسناده صحيح، وانظر 273، 351. (370) إسناده صحيح، وهو مكرر 205. (371) إسناده صحيح، وهومكرر 280. ليث: هو ابن سعد. ابن الساعدي المالكي: هو عبد الله ابن السعدي الصحابي.

ابن سعيد عن ابن الساعدي المالكى أنه قال: استعملني عمر بن الخطاب على الصدقة، فلما فرغت منها وأديتها أمر لي بعمالة، فقلت له: إنما عملت لله، وأجري على الله، قال: خذ ما أعطيت، فإني قد عملت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعملني، فقلت مثل قولك، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق". 372 - حدثنا حجاج حدثنا ليث حدثنا بكير عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب أنه قال: هششت يوما فقبلت وأنا صائم، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: صنعت اليوم أمرا عظيما، قبلت وأنا صائم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ " فقلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ففيم؟! " 373 - حدثنا يحيى بن إسحق أنبأنا ابن لَهِيعة حدثنا عبد الله بن هبيرة قال: سمعت أبا تميم الجيشاني يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، ألا ترون أنها تغدو خماصا وتروح بطانا". 374 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن

_ (372) إسناده صحيح، وهو مكرر 138 بإسناده ولفظه. (373) إسناده صحيح، وهو مكرر 370. (374) إسناده صحيح، وقد سبق بمعناه في 184، 367، 368 من طريق عبد الله بن بريدة، رواه عنه عثمان بن غياث وكهمس، من رواية عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب. وهذا الحديث من رواية سليمان بن بريدة، وهو أخو عبد الله بن بريدة، هما توأم، وكلاهما ثقة. قال أحمد عن وكيع: يقولون: إن سليمان كان أصح حديثاً من أخيه وأوثق، وقال ابن عيينة: حديث سليمان بن بريدة أحب إليهم من حديث عبد الله. وفات هذا الحديث الحافظ الهيثمي فلم ينسبه إلى المسند، بل ذكره مختصرًا بعض الشيء من حديث ابن عمر، ونسبه للطبراني فقط 1: 40 - 41 فقال: "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون". فقد =

سليمان بن بريدة عن ابن يعمر قال: قلت لابن عمر: إنا نسافر في الآفاق فنلقى قوما يقولون لا قدر؟ فقال ابن عمر: إذا لقيتموهم فأخبروهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء وأنهم منه برآء ثلاثا، ثم أنشأ يحدث: بينما نحن عندرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل فذكرمن هيئته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادنه، فدنا، فقال: ادنه، فدنا، فقال: ادنه، فدنا، حتى كاد ركبتاه تمسان، فقال: يا رسول الله، أخبرني ما الإيمان، أو عن الإيمان؟ قال" تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر" قال سفيان: أراه قال: خيره وشره، قال: فما الإسلام؟ قال "إقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وغسل من الجنابة"، كل ذلك قال: "صدقت، صدقت" قال القوم: ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا، كأنه يعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: يا رسول الله، أخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله أو تعبده كأنك تراه، فإن لا تراه فإنه يراك"، كل ذلك نقول: ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول من هذا، فيقول: صدقت، صدقت، قال: أخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل"، قال: فقال: صدقت، قال: ذلك مرارا، ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا، ثم ولى، قال سفيان: فبلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "التمسوه"، فلم يجدوه، قال: "هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم، ما أتاني في صورة إلا

_ = اختلف الأخوان: سليمان وعبد الله، الذي حضر سؤالات جبريل هو ابن عمر؟ أم عمر فروى عنه ابنه عبد الله بن عمر؟ ولا يحتمل أن يكونا حضراه معَا وأن ابن عمر كان يحكيه مرة عن نفسه ومرة عن أبيه، لأن مخرج الحديث واحد، وأن يحيى بن يعمر سأل ابن عمر عن القدر فحدثه الحديث. فلا يعقل أن يسأله مرتين فيحدثه إياه مرتين! والراجح عندي رواية عبد الله بن بريدة، أن عمر هو الذي حضر وحدث ابنه، فإنها زيادة ثقة مقبولة، ويكون الوهم في حذف عمر في هذا الإسناد من سليمان بن بريدة أو من علقمة بن مرثد. وسيأتى في 758، 1112، 2926 م.

عرفته غير هذه الصورة". 375 - حدثنا أبو أحمد حدثناسفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابن يعمر قال: سألت ابن عمر، أوسأله رجل: إنا نسير في هذه الأرض فنلقى قوما يقولون لا قدر؟ فقال ابن عمر: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء وهم منه برآء، قالها ثلاث مرات، ثم أنشأ يحدثنا قال: بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل فقال: يا رسول الله , أدنو؟ فقال: "ادنه"، فدنا رتوة، ثم قال: يا رسول الله، أدنو؟ فقال: "ادنه"، فدنا رتوة، ثم قال يا رسول الله، أدنو؟ فقال: "ادنه"، فدنا رتوة، حتى كادت أن تمس ركبتاه ركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ فذكر معناه. 376 - حدثنا حسن بن موسى الأشيب حدثنا ابن لهيعة حدثتا الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة: العدوي عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا حتى يستقل بجهازه كان له مثل أجره، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بني الله له بيتا في الجنة". 377 - حدثنا عتاب، يعنما ابن زياد، حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أنبأنا يونس عن الزهري عن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة عن عبد الرحمن بن عبد عن عمر بن الخطاب، [قال عبد لله: وقد بلغ به أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -]، قال "من فاته شيء من ورده، أو قال من

_ (375) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. الرتوة، بفتح الراء: الخطوة، كالرتبة. (376) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سبق الكلام عليه 126: الجهاز: بفتح الجيم وكسرها، والفتح أفصح، أو الكسر لغة رديئة. (377) إسناده صحيح، وهو مكر 220 بإسناده ولفظه.

جزئه، من الليل فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، فكانما قرأه من ليلته". 378 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب قال: لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الأية التي في سورة البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} قال: فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} فكان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قال: فقال عمر انتهينا، انتهينا. 379 - حدثنا عفان حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي وائل عن

_ (378) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 1: 449 - 500، 3: 226 وقال: "وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن أبي إسحق، وكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق الثوري عن أبي إسحق عن أبي ميسرة، واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي، عن عمر وليس له عنه سواه. ولكن قال أبو زرعة: لم يسمع منه، والله أعلم. وقال علي بن المديني: هذا إسناد صالح صحيح. وصححه الترمذي، وزاد ابن أبي حاتم بحد قوله انتهينا: إنها تذهب المال وتذهب العقل ". وقول أبي زرعة أن أبا ميسرة لم يسمع من عمر، لا أجد له وجهَاً، فإن أبا ميسرة لم يذكر بتدليس، وهو تابعي قديم مخضرم، مات سنة 63، وفي طبقات ابن سعد 6: 73 عن أبي إسحق قال: "أوصى أبو ميسرة أخاه الأرقم: لا تؤذن بي أححَداً من الناس، وليصل عليّ شريح قاضى المسلمين وإمامهم". وشريح الكندي استقضاه عمر على الكوفة، وأقام على القضاء بها ستين سنة، فأبو ميسرة أقدم منه.

صبي بن معبد: أنه كان نصرانيا تغلبيا فأسلم، فسأل: أي العمل أفضل؟ فقيل له: الجهاد في سبيل الله عز وجل، فأراد أن يجاهد، فقيل له: أحججت، قال: لا، فقيل له: حج واعتمر ثم جاهد، فأهل بهما جميعا، فوافق زيد بن صوحان وسلمان بى ربيعة، فقالا: هو أضل من ناقته! أو: ماهو بأهدى من جمله! فانطلق إلى عمر فأخبره بقولهما، فقال: هديت لسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - أو لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 380 - حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال: أخبرني أبي: أن عمر قال: للحجر إنما أنت حجر، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك، ثم قبله. 381 - حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه أن عمر أتى الحجر فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا وتنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ماقبلتك، ثم قبله. 382 - حدثنا وكيع حدْثنا سفيان عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة: أن عمر قبله والتزمه، ثم قال: رأيت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - بك حفيا، يعني الحجر. 383 - حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا جاء الليل من ها هنا وذهب النهار

_ (379) إسناده صحيح، وهو مطول 256 ومكرر 83. (380) إسناده ضعيف، لانقطاعه. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وعروة لم يدرك عمر، ولد سنة 23 في اخر خلافته، وقيل. ولد لست خلون من خلافة عثمان. وانظر 361، 313. (381) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله. (382) إسناده صحيح، وهو مكرر 274، وانظر 381. (383) إسناده صحيح، وهو مكرر 338. وقد سبق بهذا الإسناد 192.

من ها هنا فقد أفطر الصائم". 384 - حدثنا وكيع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مثل الذي يعود في صدقته كمثل الذي يعود في قيئه". 385 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عمر قال: كان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمع حتى يقولوا أشرق ثبير، كيما نغير، فلمِا جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالفهم، فكان يدفع من جمع مقدار صلاة المُسْفِرين بصلاة الغداة قبل طلوع الشمس. 386 - حدثنا وكيع حدثنا رباح بن أبي معروف عن ابن أبي مليكة سمع ابن عباس يقول: قال لي عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه". 387 - حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر قال: قال عمر: أنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على خفيه في السفر. 388 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عمرو بن

_ (384) إسناده صحيح، وهو مختصر 281 وانظر 258، 1872. (385) إسناده صحيح، وهو مطول 295. (386) إسناده صحيح، رباح بن أبي معروف المكي: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان ممن يخطىء ويهم ". وقال أحمد: "كان صالحَاً". وقال ابن عدي: "ما أرى برواياته بأسَاً، ولم أجد له شيئاً منكرَاً" وأخرج له مسلم. وانظر 366. (387) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله، وانظر 128، 216، 343. (388) إسناده صحيح، وهو مكرر 145 ولكن ذكر هناك "سوء العمل" بدل "أرذل العمر". وقوله "فتنة الصدر" إلخ، يريد أن وكيعَاً فسرها بان الرجل يموت في فتنة لم يتب منها، =

ميمون عن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من البخل، والجبن، وعذاب القبر، وأرذل العمر، وفتنة الصدر. قال وكيع: فتنة الصدر أن يموت الرجل، وذكر وكيع الفتنة لم يتب منها. 389 - حدثنا وكيع حدثنا عمر بن الوليد الشني عن عبد الله بن بريدة قال: جلس عمر مجلسا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يجلسه ,تمر عليه الجنائز، قال" فمروا بجنازة فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا: هذا كان أكذب الناس، فقال: إن أكذب الناس أكذبهم على الله، ثم الذين يلونهم من كذب على روحه في جسده، قال: قالوا: أرأيت إذا شهد أربعة؟ قال: وجبت، قالوا: أو ثلاثة؟ قال: وثلاثة وجبت، قالو: واثنين؟ قال: وجبت، ولأن أكون قلت واحدا أحب إلي من حمر النعم، قال: فقيل لعمر: هذا شيء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا بل سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ = ولكن يظهر أن الإمام أحمد شك في اللفظ الذي قاله وكيع. فأشار إليه إشارة بقوله "وذكر وكيع الفتنة " إلخ. (389) إسناده ضعيف، لانقطاعه. فإن عبد الله بن بريدة ولد سنة 15 ومات سنة 115 فلم يدرك عمر، ولكن أصل الحديث صحيح، رواه داود بن أبي الفرات عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الديلي عن عمر، وقد مضى ذلك 139، 204، 318. والظاهر أن الخطأ في هذه الرواية من عمر بن الوليد الشني، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن حبان وغيرهم، ولينه يحيى القطان، وقال ابن المدينى: "سمعت يحيى بن سعيد ذكر عمر بن الوليد فقال بيده يحركها، كأنه لا يقويه، قال على: فاسترجعت وقلت: إذا حركت يدك فقد أهلكته! قال: لست أعتمد عليه، ولكنه لا بأس به!. و"الشني"، بفتح الشين المعجمة وكسر النون المشددة: نسبة إلى "شن" وهو بطن من عبد القيس. وقد وقع في ح في لفظ هذا الحديث" قالوا: أو ثلاثة، قال: وثلاثة قال وجبت فلفظ "قال" الأخير لا معنى له في السياق، وزيادته خطأ، ولم يذكر في ك فحذفناه.

390 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة قال: بلغ عمر أن سعدا لما بنى القصر قال: انقطع الصويت! فبعث إليه محمد بن مسلمة، فلما قدم أخرج زنده وأورى ناره، وابتاع حطبا بدرهم، وقيل لسعد: إن رجلا فعل كذا وكذا، فقال: ذاك. محمد بن مسلمة، فخرج إليه، فحلف بالله ما قاله، فقال: نؤدي عنك الذي تقوله، ونفعل ما أمرنا به، فأحرق الباب، ثم أقبل يعرض عليه أن يزوده، فأبى، فخرج فقدم على عمر، فهَجَّر إليه، فسار ذهابه ورجوعه تسع عشرة، فقال: لولا حسن الظن بك لرأينا أنك لم تؤد عنا، قال: بلى، أرسل يقرأ السلام ويعتذر، ويحلف بالله ماقاله، قال: فهل زودك شيئا، قال: لا، قال: فما منعك أن تزودني أنت؟ قال: إني كرهت أن آمر لك فيكون لك البارد ويكون لي الحار وحولي أهل المدينة قد قتلهم الجوع، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يشبع الرجل دون جاره". آخر مسند عمر بن الخطاب

_ (390) إسناده ضعيف، لانقطاعه عباية بن رافع: هو عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري الزرقى، وهو ثقة، لكنه تابعي صغير، يروي عن جده رافع وعن ابن عمر والحسين بن على بن أبى الب، وهذه القصة مفصلة في تاريخ الطبري 4: 192 - 193. وتاريخ ابن كثير 74:7 - 75 تاريخ ابن الأثير2/ 222 - 224، وهذا القصر هو أول ما أنشىء من الكوفة، بناه سعد بن أبي قاص سنة 17 تلقاء محراب المسجد، للإمارة وبيت المال، فكان يغلق بابه ويقول: سكن الصويت! فلذلك أرسل عمر محمد بن مسلمة لتحريق الباب، أراد بذلك أن لا يكون بينه، وهو الأمير، وبين رعيته باب ولا حجاب، ولذلك كتب له في رواية الطبري: "ولا تجعل على القصر باباً يمنع الناس من دخوله وتنفيهم به عن حقوقهم "، سفيان، هو الثوري، وأبوه: سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، "الصويت" تصغير الصوت، "فخرج إليه": في ح "خرج" بدون الفاء، وصححناه من ك، "فهجر إليه" بتشديد الجيم، التهجير: التبكير في كل شيء والمبادرة إليه، وهي لغة حجازية، "يقرأ السلام" كذا في ح. وفى ك "يقرئك السلام"، كلاهما صحيح، "قال: إنما كرهت" في ك "قال: كرهت" بحذف "إني".

حديث السقيفة

[حديث السقيفة] 391 - حدثنا إسحق بن عيسى الطباع حدثنا مالك بن أنس

_ (391) إسناده صحيح، وهو عن مالك كما ترى، ولكنه لم يسقه كله في الموطأ، بل روى قطعة الرجم منه فقط 3: 41 - 42. ورواه البخاري مطولا 8 - 168 - 170 (12: 128 - 139 فتح) الباري من طريق صالح، وروى بعضه مسلم 2: 33 من طريق يونس، وأبو دواد 4: 251 - 252 من طريق هشيم، والترمذي 1: 269 من طريق معمر، وابن ماجة من طريق سفيان بن عيينة، كلهم عن ابن شهاب الزهري، وذكر الحافظ ابن حجر أن الدارقطنى رواه في الغرائب وصححه ابن حبان، ورواه ابن إسحق عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري (ص 1013 - 1016 من سيرة ابن هشام). وكان هذا الحديث في سنة 23 قبيل مقتل عمر، قوله "في عقب ذي الحجة" ضبط في اليونينية من البخاري "عقب": بفتح العين وكسر القاف، وبضم العين وسكون القاف، ورجح الحافظ الأولى،"عجلت الرواح" في ح "الأرواح" وهو خطأ، صححناه من ك والبخاري، "صكة الأعمى": أشد الهاجرة، وفسره مالك هنا في سياق الحديث بأنه "لايبالي أي ساعة خرج" إلخ، وانظر الفتح 130 واللسان 12: 343، 19: 333، ما "ما عسيت ": السين في "عسى" مفتوحة، ولكن "عسيت" يجوز فيها الفتح والكسر، قرأ أكثر القراء "فهل عسيتم" بفتح السين، وقرأ نافع بكسرها، قال الجوهري: "يقال عيست أن أفعل ذلك، وعسيت، بالفتح والكسر"، "تقطع إليه الأعناق": قال ابن التين: هو مثل، يقال للفرس الجواد: تقطعت أعناق الخيل دون لحاقه، وفى اللسان: "أراد أن السابق منكم الذي لا يلحق شأوه في الفضل أحد لا يكون مثلا لأبي بكر". مزمل بتشديد الميم المفتوحة: ملفف الدافة: القوم يسيرون جماعة سيراً ليس بالشديد، يخزلونا، بالزاي: يقتطعونا ويذهبون بنا منفردين وفى ك هـ "يبتزونا" أي ينتزعونا، وفي البخاري "يختزلونا" وهي نسخة بهامش ك، يحتضنونا من الأمر، بالحاء المهملة والضاد المعجمة: أي يخرجونا، يقال "حضنه من الأمر واحتضنه" أخرجه في ناحية عنه واستبد به أو حبسه عنه، كأنه جعله في حضن منه، أي جانب، زورت: هيأت وحسنت، والتزوير: إصلاح الشيء، وكلام مزور، أي محسن الحد، بفتح الحاء: الحدة من الغضب، الجذيل: تصغير جذل، بكسر الجيم وسكون الذال، وهو العود الذي ينصب للابل =

حدثنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن ابن عباس أخبره: أن عبد الرحمن بن عوف رجع إلى رحله، قال ابن عباس: وكنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف، فوجدني وأنا أنتظره، وذلك بمنى، في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب، قال عبد الرحمن بن عوف: إن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال: إن فلانا يقولِ لو قد مات عمر بايعت فلانا، فقال عمر: إناِ قائم العشيةَ في الناس فمُحذَّرهم هؤلاء الرهطَ الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهِمِ، قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل: فإن الموسم يجمع: رعاع الناس وغوغاءهم، وإنهم الذين يغلبون على مجلسك إذا قمت في الناس، فأخشى أن تقول مقالة يطير بها أولئك فلا يعوها ولا يضعوها على مواضعها، ولكن حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة وتخْلُص بعلماء الناس وأشرافهم، فتقول ما قلت متمكنا، فيعون مقالتك ويضعونها مواضعها، فقال عمر: لئن قدمتُ المدينة سالما صالحا لأكلمنَّ بها

_ = الجربي لتحتك به، وهو تصغير تعظيم، أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود، وقيل: أراد أنه شديد البأس صلب المكسر، العذيق: تصغير العذق، بفتح العين وسكون الذال، وهو النخلة، وهو تصغير تعظيم أيضاً، المرجب: من الترجيب، وهو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع، " تغرة" بفتح التاء وكسر الغين وتشديد الراء المفتوحة، وقد ثبت في البخاري في النسخة اليونينة بالتنوين، قال في النهاية: "مصدر غررته: إذ ألقيته في الغرر، وهي من التغرير، كالتعلة من التعليل، وفى الكلام مضاف محذوف، تقدير: خوف تغرة أن يقتلا، أي خوف وقوعهما في القتل"، وفي اللسان عن الأزهري: "يقول: لا يبايع الرجل إلا بعد مشاورة الملأ من أشراف الناس واتفاقهم، ومن بايع رجلا من غير اتفاق من الملأ لم يؤمر واحد منهما، تغرةَ بمكر المؤمر منهما، لئلا يقتلا أوأحدهما، ونصب تغرة لأنه مفعول له، وإن شئت مفعول من أجله، وقوله أن يقتلا، أي حذار أن يقتلا، وكراهة أن يقتلا"، "معن بن عدي": في ح "معمر" وهو خطأ، صححناه من ك ومن الفتح، وانظر 18، 42، 133، 156، 197، 233، 249، 276، 302، 2331، 35.

الناس في أول مقام أقومه، فلما قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، وكان يوم الجمعة، عجلت الرواح صكة الأعمى، فقلت لمالك: وما صكة الأعمى؟ قال: إنه لا يبالي أي ساعة خرج، لا يعرف الحر والبرد ونحو هذا، فوجدت سعيد بن زيد عند ركن المنبر الأيمن قد سبقني، فجلست حذاءه تحك ركبتي ركبتَه، فلم أنشَبْ أن طلع عمر، فلمارأيته لخإ: ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة ما قالها عليه أحد قبله، قال: فأنكر سعيد بن زيد ذلك، فقال: ما؟ عسيت أن يقول ما لم يقل أحد؟ فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذن قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، أيها الناس، فإني قائل مقالة قد قُدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن وعاها وعقلها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن لم يَعها فلا أُحلُّ له أن يكذب علي إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحقَ، وأنزل علَيه الكتاب، وكان مما أنزل عليه آيةُ الرجم، فقرأناها ووعيناها، ورجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: لا نجد آية الرجم في كتاب الله عز وجل! فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله عز وجل، فالرجم في كتاب الله حق على من زنى، إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قالا البينة أو الحَبَل أو الاعتراف، ألا وإنا قد كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم، فإنَّ كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ألا وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "لا تُطْروني كما أُطْرى عيسى بن مريم عليه السلام، فإنما أنا عبد الله، فقولوا: عبد الله وِرسوله" وقد بلغنى أن قائلا منكم يقول: لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يَغْتَّرن امرؤ أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، ألا وإنها كانت كذلك، ألا وإن الله عز وجل وَقَى شرَّهاِ، وليِسِ فيكم اليوم من تُقْطعُ إليه الأعناق مثل أبي بكر، ألا وانه كان من خبرِنا حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عليا والزبير ومن كان معهما تخلفوا في بيت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،

وتخلفت عنا الأنصار بأجمعها في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت له: يا أبا بكر، انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقنا نؤمهم، حتى لَقينا رجلان صالحان، فذكرا لنا الذي صنع القوم، فقالا: أين تريدون يا معَشر المهاجرين؟ فقلت: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين، فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون، واذا بين ظهرانيهم رجل مُزمَّل، فقلت: من هذا؟ فقالوا: سعد ابن عُبادة، فقلت: ماله؟ قالوا: وَجِعٌ، فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله، وقال: أما بعد، فنحن أنصار الله عز وجل، وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا، وقد دفت دافة منكم يريدون أن يخزلونا من أصلنا ويحضنونا من الأمر، فلما سكت أردت أن أتكلم، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني، أردت أن أقولها بين يدى أبي بكر، وقد كنت أداري منه بعض الحد، وهو كان أعلم مني وأوقر، فقال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، وكان أعلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل، حتي سكت، فقال: أما بعد، فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، أيهما شئتم، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح، فلم أكره مما قال غيرها، وكان والله أن أُقَدَّم فتضرب عنقي لا يُقربَّني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، إلا أن تَغَّير نفسي عند الموت، فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المُرَجَّب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. فقلت لمالك: ما معنى أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب؟ قال: كأنه يقول أنا داهيتها. قال. وكثر اللغط وارتفعت الأصوات، حتى

خشيت الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل منهم: قتلتم سعدا، فقلت: قتل الله سعدا، وقال عمر: أما والله ماوجدنا فيما حضرنا أمرا هو أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما أن نتابعهم على مالا ترضى، وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد، فمن بايع أميرا عن غير مشورة المسلمين فلا بيعة له، ولا بيعة للذى بايعه، تَغرةً أن يقتلا، قال مالك: وأخبرني ابن شهاب عن عروة بن الزبير: أن الرجلَين اللذين لقياهما: عويمر بن ساعدة ومعن بن عدي، قال ابن- شهاب: وأخبرني سعيد بن المسيب: أن الذي قال "أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب" الحباب بن المنذر. 392 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرني مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ بني النجار، ثم بني عبد الأشهل، ثم بلحارث بن الخزرج، ثم بني ساعدة، وقال: في كل دور الأنصار خير. 393 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يكون البيع خيارًا. 394 - حدثنا إسحق بن عيسى أنبأنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع حَبَل الحبلة. 395 - حدثنا إسحق بن عيسى أنبأنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نتبايع الطعام علي عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيبعث علينا من يأمرنا بنقله

_ (392) إسناده صحيح، (393 - 397) إسناده صحيح، وانظر 2145 و 2645.

مسند عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه

من المكان الذي ابتعناه فيه إلى مكان سواه قبل أن نبيعه. 396 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يستوفيه. 397 - حدثنا إسحق بن عيسى أنبأنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من أعتق شركاً له في عبد فكان له ما يبلغ ثمن العبد فإنه يقوم قيمة عدل فيعطى شركاؤه حقهم، وعتق عليه العبد، والا فقد أعتق ما أعتق. 398 - حدثنا سفيان عن أيوب عن سعيد قال: قلت لابن عمر: رجل لاعن امرأته؟ فقال: فرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما، وذكر الحديث. {مسند عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه} 399 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سعيد حدثنا عوف حدثنا

_ (398) إسناده صحيح، أيوب: هو السختياني، سعيد: هو ابن جبير، وسيأتي الحديث 4477، 4955، وانظر 4693، وهذه الأحاديث السبعة 392 - 398 ليست من منسد عمر، كما ترى، أولها من مسند أنس بن مالك، وباقيها من مسند عبد الله بن عمر. (399) إسناده صحيح، في إسناده نظر كثير، بل هو عندي ضعيف جداً، بل هو حديث لا أصل له، يدور إسناده في كل رواياته على "يزيد الفارسى" الذي رواه عن ابن عباس، تفرد به عنه عوف بن أبي جميلة الأعرابي، وهو ثقة، فقد رواه أبو داود1: 287 - 288 - والترمذي 4: 113، وقال: "هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد الفارسى عن ابن عباس"، وفى نسخة الترمذي طبعة بولاق 2: 182 - 183 "حسن صحيح" وزيادة التصحيح خطأ، فإن النسخ الصحيحة التي في شرحه للمباركفوري ليس فيها هذا، وكذلك لم يذكر في مخطوطتنا الصحيحة من الترمذي، التي صححها الشيخ عابد السندي محدث المدينة في القرن الماضى، وهى التي وصفتها في ص 13 من مقدمة شرحي على الترمذي، وأيضا فلم ينقل المنذري والسيوطي عن الترمذي إلا تحسينه، انظر شرح أبي داود والدر المنثور 3، 207 ورواه أيضاً ابن أبي داود في كتاب المصاحف- 31 - 32 بثلاثة =

يزيد, يعني الفارسي، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي أحمد بن حنبل:

_ = أسانيد، والحاكم في المستدرك 2: 330.221 وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبى! ورواه البيهقي في السنن الكبرى 2: 42، كلهم من طريق عوف عن يزيد الفارسى، ونسبه السيوطي أيضاً في الدر المنثور لابن أبي شيبة والنسائي- ولم أجده فيه- وابن المنذر وابن حبان، وغيرهم، ويزيد الفارسي هذا اختلفت فيه: أهو يزيد بن هرمز أم غيره؟ قال البخاري في التاريخ الكبير2/ 4/ 367: "قال لي علىّ: قال عبد الرحمن: يزيد الفارسي هو ابن هرمز، قال: فذكرته ليحيى فلم يعرفه، قال: وكان يكون مع الأمراء". وفي التهذيب 11: 369: "قال ابن أبي حاتم: اختلفوا هل هو- يعني ابن هرمز- يزيد الفارسي أو غيره، فقال ابن مهدي وأحمد: هو ابن هرمز، وأنكر يحيى بن سعيد القطان أن يكونا واحداً، وسمعت أبي يقول: يزيد بن هرمز هذا ليس يزيد الفارسي، هو سواه". وذكره البخاري أيضاً في كتاب "الضعفاء الصغير" ص 37 وقال نحواً من قوله في التاريخ الكبير، فهذا يزيد الفارسي الذي انفرد برواية هذا الحديث، يكاد يكون مجهولا، حتى شبه على مثل ابن مهدي وأحمد والبخاري أن يكون هو ابن هرمز أو غيره، ويذكره البخاري في الضعفاء، فلا يقبل منه مثل هذا الحديث ينفرد به، وفيه تشكيك في معرفة سور القرآن، الثابتة بالتواتر القطعي، قراءة وسماعاً وكتابة في المصاحف، وفيه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السهر، كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه من ذلك، فلا علينا إذا قلنا إنه "حديث لا أصل له" تطبيقاً للقواعد الصحيحة التى لا خلاف فيها بين أئمة الحديث، قال السيوطي في تدريب الراوي 99 في الكلام على أمارات الحديث الموضوع: أن "يكون منافياً لدلالة الكتاب القطعية، أو السنة المتواترة، أو الإجماع القطعي". وقال الحافظ ابن حجر في شرح النخبة: "ومنها ما يؤخذ من حال المروي، كأن يكون مناقضا لنص القرآن، أو السنة التواترة. أو الإجماع القطعي". وقال الخطب في كتاب الكفاية 432: "ولا يقبل خير الواحد في منافاة حكم العقل، وحكم القرآن الثابت المحكم، والسنة المعلومة، والفعل الجاري مجرى السنة، وكل دليل مقطوع به". وكثيراً ما يضعف أئمة الحديث راوياً لا نفراده براوية حديث منكر يخالف المعلوم من الدين بالضرورة، أو يخالف المشهور من الروايات، فأولى أن نضعف يزيد الفارسي هذا، بروايته هذا الحديث منفرداً به. إلى أن البخاري ذكره. في الضعفاء، وينقل عن يحيى القطان أنه كان يكون مع الأمراء، ثم =

وحدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن يزيد قال: قال لنا ابن عباس: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة، وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا، قال ابن جعفر، بينهما سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا أنزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده، يقول: ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وينزل عليه الآيات فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وينزل عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وبراءة من أخر القرآن، فكانت قصتها شبيهاً بقصتها، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يبين لنا أنها منها، وظننت أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم، قال ابن جعفر: ووضعتها في السبع الطوال. 400 - حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة أخبرني أبى أن حمران أخبره قال: توضأ عثمان على البلاط، ثم قال: لأحدثنكم حديثًا

_ = بعد كتابة ما تقدم وجدت الحافظ ابن كثير نقل هذا الحديث في التفسير 4: 106 - 107 وفي كتاب فضائل القرآن المطبوع في آخر التفسيرص17 - 18ووجدت أستاذنا العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله علق عليه في الموضعين، فقال في الموضع الأول بعد الكلام على يزيد الفارسى: "فلا يصح أن يكون ما انفرد به معتبراً في ترتيب القرآن الذي طلب فيه التواتر". وقال في الموضع الثانى: "فمثل هذا الرجل لا يصح أن تكون روايته التي انفرد بها مما يؤخذ به في ترتيب القرآن المتواتر". وهذا يكاد يوافق ما ذهبنا إليه، فلا عبرة بعد هذا كله في الموضع بتحسين الترمذي ولا بتصحيح الحاكم ولا بموافقة الذهبي، وإنما العبرة للحجة والدليل، والحمد الله على التوفيق. (400) إسناده صحيح، حمران هو ابن أبان، مولى عثمان بن عفان، البلاط، بفتح الباء، موضع بالمدينة مبلط بالحجارة، بين مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين سوق المدينة.

سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه، سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم -: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم دخل فصلى، غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها". 401 - حدثنا يحيى بن سعيد عن مالك حدثنا نافع عن نبيه بن وهب عن أبان بن عثمان عن أبيه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "المحرم لا ينكح ولا ينكح ولا يخطب". 402 - حدثنا يحيى عن ابن حرملة قال سمعت سعيداً، يعنى ابن المسيب، قال: خرج عثمان حاجاً، حتى إذا كان ببعض الطريق قيل لعليَّ: إنه قد نهى عن التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال عليّ لأصحابه: إذا ارتحل فارتحلوا، فأهل عليّ وأصحابه بعمرة، فلم يكلمه عثمان في ذلك، فقال له عليّ: ألم أخبر أنك نهيت عن التمتع بالعمرة؟ قال: فقال: بلى، قال: فلم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمتع؟ قال: بلى. 403 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عامر بن شقيق عن أبي وائل عن عثمان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثلاثًا ثلاثًا.

_ (401) إسناده صحيح، نافع: هو مولى ابن عمر، نبيه بن وهب: ثقة من أشراف بنى عبد الدار، وفي التهذيب عن الطبقات: "روى نافع عن نبيه، وليس نبيه بأسن منه". (402) إسناده حسن، ابن حرملة: هو عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سنة، بفتح السين وتشديد النون، الأسلمي، وهو ثقة صدوق يخطىء، وضعفه تلميذه يحيى بن سعيد القطان، "فلم تسمع رسول الله" يريد: فلم تشاهد رسول الله، فوضع "تسمع" موضع تري وتشاهد، وفى ح "فلم تسمع من رسول الله"، وهو خطأ، صححناه من ك هـ، وانظر 369. (403) إسناده صحيح، عامر: هو ابن شقيق بن جمرة الأسدي، وهو ثقة، ضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه شعبة، وهو لا يروي إلا عن ثقة، وصح له الترمذي حديثَاً، رقم 31 من الترمذي ج 1ص 46 بشرحنا، أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي، من كبار التابعين، أدرك رسول الله ولم يره.

404 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي النضر عن أنس: أن عثمان توضأ بالمقاعد ثلاثاً ثلاثاً، وعنده رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: أليس هكذا رأيتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟ قالوا: نعم. 405 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان، عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن عن عثمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه". 406 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن جامع بن شداد قال: سمعت حمُران بن أبان يحدث عن عثمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهنّ".

_ (404) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري، أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية مولى عمر بن عبيد الله التيمى، المقاعد: عند باب الأقبر بالمدينة، وقيل مساقف حولها، وقيل هي دكاكين عند دار عثمان بن عفان، عن معجم البلدان. (405) إسناده صحيح، أبو عبد الرحمن: هو السلمي، عبد الله بن حبيب، تابعي ثقة، والحديث رواه البخاري (9: 66 - 68 من الفتح) من طريق سفيان كما هنا بلفظ "إن أفضلكم" ورواه من طريق شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمى، بلفظ "خيركم"، وأطال الحافظ في الفتح الكلام على إدخال شعبة سعد بن عبيدة بن علقمة وأبي عبد الرحمن، وقال: "ورجح الحفاظ رواية الثوري، وعدوا رواية شعبة من المزيد في متصل الأسانيد" ثم قال: "وأما البخاري فأخرج الطريقين، فكأنه ترجح عنده أنهما جميعاً محفوظان"، وستأتي رواية شعبة 412، 413 وسيأتي أيضاً 500 من رواية سفيان وشعبة معاً بزيادة سعد بن عبيدة في الإسناد، والحديث نسبه السيوطي في الجامع الصغير 4111 لأبي داود والترمذي وابن ماجة، فقصر إذ لم ينسبه للبخاري. (406) إسناده صحيح، حمران، بضم الحاء وسكون الميم، بن أبان: تابعي ثقة، كان أحد العلماء الجلة أهل الوجاهة والرأي والشرف. في ح "عمران بن أبان" وهو خطأ، صححناه من ك هـ.

407 - حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قال قيس: فحدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار حين حصر: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إليّ عهداً، فأنا صابر عليه"، قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم. 408 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان، وعبد الرزاق قال حدثنا سفيان، عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان، قال عبد الرزاق، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: "من صلى صلاة العشاء والصبح في جماعة فهو كقيام ليلة"، وقال عبد الرحمن: من صلى العشاء في جماعة فهو كقيام نصف ليلة، ومن صلى الصبح في جماعة فهو كقيام ليلة.

_ (407) إسناده صحيح، أبو سهلة، بفتح السين المهملة وسكون الهاء: هو مولى عثمان، وهو تابعي ثقة، ليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند الترمذي وابن ماجة، فرواه الترمذي4/ 324من طريق وكيع، وقال: "هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد". وررى ابن ماجة1/ 28 حديثين من طريق ركيع أيضاً عن إسماعيل عن قيس، وهو ابن أبي حازم عن عائشة، فذكر حديثَاً، ثم قال: "قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان أن عثمان بن عفان قال يوم الدار"، فذكر هذا الحديث، وروى الحديثين الحاكم في المستدرك3/ 99من طريق يحيى القطان عن إسماعيل عن قيس عن أبي سهلة عن عائشة، فجعلهما حديثًا وأحداً عن عائشة، وهو عندي خطأ من أحد الرواة، والصواب تفصيل ابن ماجة، ويؤيده أن روراية الحاكم نفسها فيها: "قال: فلما كان يوم الدار قلنا: ألا تقاتل؟ قال: لا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلى أمراً فأنا صابر نفسي عليه" فالذي يقول لعثمان "ألا تقاتل" هو أبو سهله لا عائشة. (408) إسناده صحيح، عثمان بن حكيم بن عبَّاد بن حنيف الأنصاري: ثقة ثبت وقوله "وعبد الرزاق قال حدثنا سفيان" أثبتناه من هـ، وفي ح ك "قالا حدثنا سفيان"وهو غير جيد، فإن عبد الرحمن بن مهدي قال من قبل: "حدثنا أَنَّ سفيان" فلا معنى بعد ذلك لأن يثنى في التحديث مع عبد الرزاق.

409 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا على بن المبارك عن يحيى، يعني ابن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم عن عثمان بن عفان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى العشاء في جماعة فهوكمن قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فهو كمن قام الليل كله". 410 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا يونس، يعني ابن عبيد، حدثني عطاء بن فروخ مولى القرشيين: أن عثمان اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه، فلقيه فقال له: ما منعك من قبض مالك؟ قال: إنك غبنتني، فما ألقى من الناس أحدًا إلا وهو يلومني، قال: أو ذلك يمنعك؟ قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أدخل الله عز وجل الجنة رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً وقاضياً ومقتضياً". 411 - حدثنا إسماعيل حدثنا يونس بن عبيد عن أبي معشر عن

_ (409) إسناده ضعيفا لانقطاعه محمد بن إبراهيم التيمي: لم يدرك عثمان فروايته عنه مرسلة، على بن المبارك الهنائي، بضم الهاء وتخفيف النون: ثقة، "يعني ابن أبي كثير" في ح "يعني ابن كثير" وهو خطأ، صححناه من ك هـ، وانظر 408. (410) إسناده صحيح، عطاء بن فروخ: ثقة، وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث، ولكن نقل الحافظ في التهذيب عن العلل لعلي بن المدينى أنه لم يلق عثمان، ولم أجد ما يؤيد هذا، والحديث رواه النسائي1/ 234وابن ماجة 2/ 12 من طريق ابن علية عن يونس بن عبيد، ولم يذكرا القصة التي في أوله، ووقع في ح "حدثنا إسماعيل حدثنا إبراهيم حدثنا يونس يعني ابن عبيد الله" وهو خطأ، صححناه من ك هـ، فإسماعيل بن إبراهيم هو ابن علية، ويونس هو ابن عبيد، كما هو ثابت أيضاً في النسائي وابن ماجة، وسيأتي الحديث 414، 485، 508. (411) إسناده صحيح، أبو معشر: هو زياد بن كليب التميمى الحنظلي، وهو ثقة متقن، إبراهيم: هو ابن زيد النخعى، علقمة: هو ابن قيس النخعي.

إبراهيم عن علقمة: كنت مع ابن مسعود وهو عند عثمان، فقال له عثمان: ما بقي للنساء منك: قال: فلما ذكرت النساء قال ابن مسعود: ادن يا علقمة، قال: وأنا رجل شابّ، فقال عثمان: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فتية من المهاجرين فقال: "من كان منكم ذا طولٍ فليتزوج، فإنه أغض للطرف وأحصن للفرج، ومن لا فإن الصوم له وجاء". 412 - حدثنا محمد بن جعفر وبهز وحجّاج قالوا: حدثنا شعبة قال: سمعت علقمة بن مرثد يحدّث عن سعد بن

_ (412 - 413) إسناداه صحيحان، سبق الكلام عليه في 405، ولكن هنا قول شعبة "لم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان ولا من عبد الله" يعنى ابن مسعود، ولكن قد خالفه البخاري فقال في التاريخ الصغير 98: "حدثني حفص بن عمر قال: حدثنا حماد بن زيد عن عطاء عن أبي عبد الرحمن: صمت ثمانين رمضان، سمع عليا وعثمان وابن مسعود، وقال أبو حصين عن أبي عبد الرحمن: قال لنا عمر". ونقل الحافظ في التهذيب نحو ذلك عن التاريخ الكبير للبخاري أيضاً، فهذا يدل على أن البخاري ثبت عنده أنه سمع من عمر، فسماعه من عثمان أولى، خصوصا مع قوله "صمت ثمانين رمضان" فإنه مات على الراجح سنة 85 عن 90 سنة، فكان رجلاً كبيراً في عهد عثمان بل في عهد عمر، لأنه يكون قد ولد قبل الهجرة، وكان الواجب على الحافظ أن يذكره في قسم المخضرمين في الإصابة على شرطه، ولكنه لم يفعل، وفى صحيح البخاري في رواية شعبة زيادة" قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدنى مقعدي هذا"، قال الحافظ في الفتح: "بين أول خلافة عثمان وآخر ولا ية الحجاج اثنتان وسبعون سنة إلا ثلاثة أشهر، وبين آخر خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج العراق ثمان وثلاثون سنة، ولم أقف على تعيين ابتداء إقراء أبي عبد الرحمن وآخره، فالله أعلم بمقدار ذلك، ويحرف من الذي ذكرته أقصى المدة وأدناها". وقد أطال الحافظ في الفتح 9/ 66 - 68 في ترجيح سماعه من عثمان، وهو الصحيح، الذي رجحه البخاري عملا بإخراجه حديثه في صحيحه.

عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمى عن عثمان بن عفان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن خيركم من علم القرآن أو تعلمه"، قال محمد بن جعفر وحجاج: فقال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد، قال حجاج: قال شعبة: ولم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان ولا من عبد الله، ولكن قد سمع من عليّ. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال بهز عن شعبة: قال علقمة بن مرثد: أخبرني، وقال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". 413 - حدثنا عفان حدثنا شعبة أخبرني علقمة بن مرثد، وقال فيه: من تعلم القرآن أو علّمه. 414 - حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار قال: سمعت رجلاً يحدث عن عثمان بن عفان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان رجل سمحاً بائعاً ومبتاعاً، وقاضياً ومقتضياً، فدخل الجنة". 415 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا سعيد عن قتادة: عن مسلم ابن يسار عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان: أنه دعا بماء فتوضأ، ومضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً وذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه وظهر قدميه، ثم ضحك، فقال لأصحابه: ألا تسألوني عما أضحكني؟

_ (414) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الذي روى عنه عمرو بن دينار، ويحتمل جداً أن يكون عطاء بن فروخ الذي روى الحديث آنفاً برقم 410 عن عثمان. (415) إسناده صحيح، مسلم بن يسار المكي الفقية: ثقة فاضل عابد ورع، والحديث ذكره المنذري في الترغيب 1/ 94 - 95 وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد واُبو يعلى، ورواه البزار بإسناد صحيح" وهو في مجمع الزوائد أيضاً 1/ 224 وقال: "هو في الصحيح. باختصار، وقد رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات"، وانظر 404، 406.

فقالوا: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -دعا بماء قريبا من هذه البقعة فتوضأ كما توضأت، ثم ضحك فقال: ألا تسألوني ما أضحكني! فقالوا ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: "إن العبد اذا دعا بوضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإن مسح برأسه كان كذلك، واذا طهّر قدميه كان كذلك". 416 - حدثنا بهزأخبرنا مهديّ بن ميمون حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد مولى حسن بن علي عن رباح قال: زوجني أهلي أمةً لهم روميةً، فوقعت عليها فولدت لي غلاما أسود مثلي، فسميته عبد الله، ثم وقعت عليها فولدت لي غلاما أسود مثلي فسميته عبيد الله، ثم طبن لها غلام لأهلى رومى يقال له يوحنّس، فراطنها بلسانه، قال: فولدت غلاما كأنه وزغة من الوزغات! فقلت لها: ما هذا؟ قالت: هو ليوحنس! قال: فرفعنا إلى أمير المؤمنين عثمان، قال مهدي: أحسبه

_ (416) إسناده حسن، الحسن بن سعد: ثقة، رباح: كوفي من الموالي، ذكره ابن. حبان في الثقات وقال: "لا أدري من هو، ولا ابن من هو". والحديث رواه أبو داود 2/ 250 - 251 عن موسى بن إسماعيل عن مهدي بن ميمون، وسكت عنه المنذري، "يوحنس" بالحاء المهملة، وفي هـ وأبى داود "يوحنَّة"، وهذه الأعلام الأعجمية كانوا يلعبون بها إذا نطقوها بالعربية، وفى ح "يوخنس" بالخاء العجمة، وهو تصحيف، وسيأتي فيها على الصواب 502، وسيأتى في مسند علي 820 من طريق الحجاج بن أرطاة عن الحسن بن سعد عن أبيه بنحوه ولكن جعل الزوج "يحنس" وأبهم الأخر، والظاهر أنه خطأ من الحجاج بن أرطأة، طبن لها: في النهاية: "أصل الطبن والطبانة الفطنة، يقال طبن لكذا فهو طبن، أي هجم على باطنها وخبر أمرها وأنها ممن تواتيه على المراودة، هذا إذا روي بكسر الباء، وإن روي بالفتح كان معناه خببها وأفسدها"، الوزغة: هى سام أبرص، يريد أنه أبيض أشقركلون الروم، لون الوزغ.

قال: سألهما فاعترفا، فقال: أترضيان أن أقضي بينكما بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى أن الولد للفراش وللعاهر الحجر، قال مهديّ: وأحسبه قال: جلدها وجلده، وكانا مملوكين. 417 - حدثنا شيبان أبو محمد حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن رباح، فذكر الحديث، قال: فرفعتها إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان فقال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى أن الولد للفراش"، فذكر مثله. 418 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم، يعنى ابن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن حمران قال: دعا عثمان بماء وهو على المقاعد فسكب على يمينه فغسلها، ثم أدخل يمينه في الإناء فغسل كفّيه ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاث مرار، ومضمض واستنشق واستنثر, وغسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاث مراتٍ، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرارٍ، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدّث نفسه فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه". 419 - حدثنا إبراهيم بن نصر الترمذي حدثنا إبراهيم بن سعد عن

_ (417) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله، شيبان: هو ابن فروخ. (418) إسناده صحيح، وانظر 404، 406، 415. (419) إسناده حسن، إبراهيم بن أبي الليث نصر الترمذي: ضعفوه، بل كذبه بعضهم، وأن أمره أشكل على أحمد حتى ظهر بعد، ونقل ابن حاتم أن أحمد كان يحمل القول فيه، ووثقه ابن معين وقال إنه أفسد نفسه بخمسة أحاديث، يعنى أحاديث أنكروها عليه فذكرها، وهى في التعجيل ولسان الميزان، والحديث صحيح في ذاته فهو مكرر ما قبله، =

ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن حمران مولى عثمان: أنه رأى عثمان دعا بإناء، فذكر نحوه. 420 - حدثنا أبو قطن حدثنا يونس، يعنى ابن أبا إسحق، عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أشرف عثمان من القصر وهو محصور، فقال: أنشد بالله من شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حراء، إذ اهتز الجبل فركله بقدمه ثم قال: اسكن حراء، ليس عليك إلا نبي أو صديق أوشهيد، وأنا معه؟ فانتشد له رجال، قال: أنشد بالله من شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بيعة الرضوان، إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة، قال: هذه يدي وهذه يد

_ أقول: ثم استدرك الشيخ شاكر رحمه الله وقال: ذهبت إلى تحسين إسناده ثم ترجح عندي أن إبراهيم بن أبى الليث ضعيف جداً بعد أن قرأت ترجمته في تاريخ بغداد 6/ 191 - 196 وقد بينت ذلك في 990 فالإسناد ضعيف. (420) إسناده صحيح، إلا أنهم تكلموا في سماع أبى سلمة بن عبد الرحمن من طلحة ومن عبادة بن الصامت، قال الحافظ في التهذيب: "ولئين كان كذلك فلم يسمع أيضاً من عثمان ولا من أبي الدرداء، فإن كلا منها مات قبل طلحة"، وقد صححت سماعه من عثمان في 1403 أبو قطن، بفتحتين: هو عمرو بن الهيثم بن قطن، وهو ثقة، يونس: هو ابن أبى إسحق السبيعي، والحديث رواه النسائى2/ 124 - 125 من طريق عيسى بن يونس عن أبيه بهذا الإسناد، ثم رواه من طريق زيد بن أبى أنيسة عن أبى إسحق عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان، ورواه الترمذي كذلك4/ 319 - 320، وقال: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبى عبد الرحمن السلمي عن عثمان". فكأن أبا إسحق السبيعي سمعه من أبي عبد الرحمن السلمى ومن أبى سلمة بن عبد الرحمن. "فانتشد" هكذا في كل النسخ، وفي النهاية: "حديث عثمان: فأنشد له رجال، أي أجابوه، يقال: نشدته فأنشدني وأنشد لي، أي سألته فأجابني، وهذه الألف تسمى ألف الإزالة، يقال قسط الرجل إذا جار، وأقسط إذا عدل، كأنه أزال جوره، وهذا أزال نشيده".وانظر 511.

عثمان، فبايعى لي، فانتشد له رجال، قال: أنشد بالله من شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد بيت في الجنة؟ فابتعته من مالي فوسعت به المسجد؟ فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله من شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم جيش العسرة قال: من ينفق اليوم نفقةً متقبلةً؟ فجهزت نصف الجيش من مالي؟ قال: فانتشد له رجال، وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل، فابتعتها من مالي فأبحتها لابن السبيل؟ انتشد له رجال. 421 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن حمران بن أبان قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ فأفرغ على يديه ثلاثاً فغسلهما، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك، ثم مسح برأسه، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ نحواً من وضوئي هذا ثم قال: "من توضأ وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه". 422 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن نبيه بن وهب قال: أرسل عمر بن عبيد الله إلى أبان بن عثمان: أيكحل عينيه وهو محرم؟ أو بأي شيء يكحلهما وهو محرم؟ فأرسل إليه أن يضمدهما بالصبر، فإني سمعت عثمان بن عفان يحدث ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 423 - حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا عثمان بن عمر حدثنا

_ (421) إسناده صحيح، وهو مختصر 419. (422) إسناده صحيح، (423) إسناده ضعيف، عبد الملك بن عبيد السدوسي: مجهول، ووقع في التهذيب "بن عبد" وهو خطأ، مخالف لما في الميزان والخلاصة والتقريب، عمران بن حدير السدوسى: ثقة، =

عمران بن حدير عن الملك بن عبيد عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من علم أن الصلاة حق واجب دخل الجنة". 424 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثني أبو معشر، يعنى البراء، واسمه يوسف بن يزيد، حدثنا ابن حرملة عن سعيد بن المسيب قال: حجع عثمان حتى إذا كان في بعض الطريق أخبر عليّ أن عثمان نهى أصحابه عن التمتع بالعمرة والحج، فقال علي لأصحابه: إذا راح فروحوا، فأهل عليّ وأصحابه بعمرة، فلم يكلمهم عثمان، فقال عليّ: ألم أخبر أنك نهيت عن التمتع؟ ألم يتمتع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما أدري ما أجابه عثمان. 425 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: أرسل إليّ عمر بن الخطاب، فبينا أنا كذلك إذ جاءه مولاه يرفأ، فقال: هذا عثمان وعبد الرحمن وسعد والزبير بن العوام، قال:

_ = عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي: ثقة من شيوخ أحمد، وقد روى عنه هنا بواسطة عبيد الله بن عمر، كما في ح هـ. وفى ك بحذف الواسطة، عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري: ثقة ذكره ابن الجوزي في شيوخ أحمد، وفى التهذيب أن أحمد كتب عنه، وهو من شيوخ ابنه عبد الله أيضاً. (424) إسناده حسن، ابن حرملة: هو عبد الرحمن بن حرملة، وفى ح "حرملة" بحذف "ابن" وهو خطأ صححناه من ك هـ. يوسف بن يزيد: لقبه "البراء" بفتح الباء وتشديد الراه، وهو ثقة، وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، ولكن في ك "حدثنا عبد الله حدثنا أبي حدثنا محمد بن أبى بكر المقدمي" وأظن هذا خطأ، فإن المقدمي لم يذكر في شيوخ أحمد، بل هو من شيوخ ابنه، والحديث مكرر 402. (425) إسناده صحيح، وهو مطول 3433، 39 وسيأتي في 1391 أن طلحة كان معهم وسيأتي أيضاً في مسند العباس بن عبد المطلب 1781 و 1782.

ولا أدري أذكر طلحة أم لا، يستأذنون عليك، قال: ائذن لهم ثم مكث ساعة، ثم جاء فقال: هذا العباس وعليَّ يستأذنان عليك، قال: ائذن لهما، فلما دخل العباس قال: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا، وهي حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير، فقال القوم: اقض بينهما يا أمير المؤمنين، وأرح كل واحد من صاحبه، فقد طالت خصومتهما، فقال عمر: أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السموات والأرض، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة؟ " قالوا: قد قال ذلك، وقال لهما- مثل ذلك، فقالا: نعم، قال: فإني سأخبركم عن هذا الفيء، إن الله عز وجل خص نبيه - صلى الله عليه وسلم - منه بشيء لم يعطه غيره، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} وكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصةً، والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم، لقد قسمها بينكم وبثها فيكم، حتى بقي منها هذا المال، فكان ينفق على أهله منه سنةً، ثم يجعل ما بقى منه مجعل مال الله، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعده، أعمل فيها بما كان يعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها. 426 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسماعيل أبو معمر

_ (426) إسناده صحيح، إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي وهو ثقة، يحيى بن سليم الطائفي: ثقة يخطيء موسي بن عمران بن مناح: ذكره ابنْ حبان في الثقات، وليس بمشهور، وذكره البخاري في التاريخ الكبير4/ 1 /296 باسم "موسى بن مناح" نسبه إلى جده، "منَّاح" بفتح الميم وتشديد النون، كنا ضبطه الذهبي في المشتبه 510 وهو بالنون في نسخ المسند الثلاث وتاريخ البخاري، ووقع في التعجيل 415 "مباح" وهو خطأ، وهذا الحديث من زيادات عبد الله، وسيأتي من زياداته أيضاً 495 وسيأتي من رواية أبيه الإ مام 457.

حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن موسى بن عمران ابن مناح عن أبان بن عثمان عن عثمان أنه رأى جنازةً فقام إليها، وقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى جنازةً فقام لها. 427 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا خالد بن الحرث حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن عبد الله بن قارظ عن أبي عبيد قال: شهدت عليَّا وعثمان في يوم الفطر والنحر يصليان ثم ينصرفان فيذكران الناس، فسمعتهما يقولان: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم هذين اليومين. 428 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج حدثني ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الجندعي أنه سمع حمران مولى عثمان بن عفان قال: رأيت أمير المؤمنين عتمان يتوضأ فأهراق على يديه ثلاث مرات، ثم استنثر ثلاث مرات، ومضمض ثلاثاً، وذكر الحديث مثل معنى حديث معمر.

_ (427) إسناده صحيح، محمد بن أبى بكر: هو المقدمي، سعيد بن عبد الله بن قارظ: هو سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ، نسب بلى جده، وهو ثقة، أبو عبيد: هو مولى ابن أزهر، واسمه "سعد بن عبيد" سبق الكلام عليه في 224، وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، وانظر 282، 435. (428) إسناده صحيح، محمد بن بكر شيخ أحمد: هو محمد بن بكر البرسانى، بضم الباء وسكون الراء ثم سين مهملة، وهوثقة. وفي ح ك "محمدبن أبى بكر"- وهو خطأ صححناه من هـ، وإنما رجحنا ذلك لأن محمد بن أبى بكر المقدمي ليس. من شيوخ أحمد، كما قلنا في 424 ولم يرو عن ابن جريج، ولا هو من طبقة تلاميذه، الجندعي: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال، وهو عطاء بن يزيد الليثى، جندع: بطن من ليث، والحديث مكرر 421 وهو حديث معمر الذي أحال عليه.

429 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا الجريري عن عروة بن قبيصة عن رجل من الأنصار عن أبيه أن عثمان قال: ألا أريكم كيف كان وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: بلى، فدعا بماء فتمضمض ثلاثاً، واستنثر ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً وذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه، وغسل قدميه ثلاثاً، ثم قال: واعلموا أن الأذنين من الرأس، ثم قال: قد تحريت لكم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 430 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا عوف الأعرابي عن معبد الجهني عن حمران بن أبان قال: كنا عند عثمان بن عفان فدعا بماء فتوضأ، فلما فرغ من وضوئه تبسم، فقال: هل تدرون مما ضحكت؟ قال: فقال: توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما توضأت، ثم تبسم، ثم قال: هل تدرون ممّ ضحكت؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: إن العبد إذا توضأ فأتم وضوءه، ثم دخل في صلاته فأتم صلاته، خرج من صلاته، كما خرج من بطن أمه من الذنوب. 431 - حدثنا روح حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت عبد الله بن شقيق يقول: كان عثمان ينهى عن المتعة، وعليَّ يفتي بها، فقال له عثمان

_ (429) إسناده ضعيف، فيه رجلان مجهولان: الرجل من الأنصار وأبوه، ولذلك أعله الهيثمي في مجمع الزوائد أيضاً1/ 234، عروة بن قبيصة: وثقه ابن حبان. (430) إسناده صحيح، إسحق بن يوسف: هو الأزرق، عوف الأعابي، هو ابن أبي جميلة، معبد الجهني: هو أول من تكلم في القدر بالبصرة، وكان رأساً في القدر، ولكنه تابعي ثقة، كان لا يتهم بالكذب، وانظر التاريخ الكبير للبخاري 4/ 1/399 - 400 والتهذيب، والحديث مختصر 415 وانظر 419. (431) إسناده صحيح، عبد الله بن شقيق العقيلي: تابعي ثقة من خيار المسلمين، لا يطعن في حديثه، وانظر 424.

قولاً، فقال له عليّ: لقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك، قال عثمان: أجل، ولكنا كنا خائفين، قال شعبة: فقلت لقتادة: ما كان خوفهم؟ قال: لا أدري. 432 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال: قال عبد الله بن شقيق: كان عثمان ينهى عن المتعة وعليّ يأمر بها، فقال عثمان لعليَّ قولاً، ثم قال عليّ: لقد علمت آنا قد تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: أجل، ولكنا كنا خائفين. 433 - حدثنا روح حدثنا كهمس عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال: قال عثمان بن عفان وهو يخطب على منبره: إني محدثكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما كان يمنعنما أن أحدثكم إلا الضّن عليكم، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حرس ليلةٍ في سبيل الله تعالى أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها".

_ (432) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وانظر أيضاً 707 و756 و 1139 و 1146. (433) إسناده ضعيف، مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير: ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، ثم هو منقطع أيضاً، لأن مصعباً مات سنة 157 عن 71 سنة أو 73، فقد ولد بعد مقتل عثمان بنحو 50 سنة، وأنا لا أزال أعجب من الحاكم كيف يصححه مع هذا في المستدرك 2/ 81 ثم من الذهبي كيف يوافقه؟! وإن يكن شبه عليهما مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بعم أبيه "مصعب بن الزبير" فذاك أعجب!! على أن مصعباً بن الزبير لم يسمع من عثمان أيصاً، فإنه ولد في أواخر خلافته سنة 33، والحديث رواه ابن ماجة 2/ 90 من حديث مصعب بن ثابت أيضاً، ولعثمان حديث آخر بمعناه بلفظ "رباط يوم في سبيل الله" سيأتي442، 480، 558، وقوله في هذا الحديث "إلا الضن عليكم": الضن، بكسر الضاد وفتحها: البخل، يريد: إلا الضن بكم، فوضع "عليكم" موضع "بكم"، كماسيأتي 463.

434 - حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد، يعنى ابن جعفر، عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بنى مسجداً لله عز وجل بنى الله له مثله في الجنة". 435 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر قال: رأيت عليّا وعثمان يصليان يوم الفطر والأضحى، ثم ينصرفان يذكران الناس، قال: وسمعتهما يقولان: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام هذين اليومين، قال: وسمعت عليّاً يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبقى من نسككم عندكم شيء بعد ثلاث. 436 - حدثنا صفوان بن عيسى عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان قال: فسمعني أمضمض،

_ (434) إسناده صحيح، عبد الحميد بن جعفر الأنصاري: ثقة أبوه جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري: ثقة أيضاً، محمود بن لبيد: من صغار الصحابة على الصحيح، كان له ثلاث عشرة سنة حين وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيأتي مطولا 506. (435) إسناده صحيح، وهو مطول 427. (436) إسناده صحيح، محمد بن عبد الله بن أبي مريم: مدني ثقة، روى عنه مالك، ابن دارة، مولى عثمان: تابعي ذكره ابن حبان في الثقات، واختلف في اسمه، فسماه البخاري "زيد ابن دارة"، قال الحافظ في التعجيل 533: "ذكره ابن مند في الصحابة فسماه عبد الله، ولم يذكر دليلا على صحبته، بل قال: كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرف له عنه رواية ". وقال أيضاً: "ولما أخرج الدارقطني حديثه الذي أخرجه أحمد عن عثمان في صفة الوضوء قال: إسناده صالح" يعني هذا الحديث، وهو في سنن الدارقطنى 34 ولكن ليس فيها الكلام على إسناده، وقد رواه البيهقى أيضاً في السنن الكبرى1/ 62 - 63 وانظر 430.

قال: فقال: يا محمد، قال: قلت: لبيك، قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: رأيت عثمان وهو بالمقاعد دعا بوضوء فمضمض ثلاثاً، واشتنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه ثلاثاً، وغسل قدميه، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 437 - حدثنا سليمان بن حرب وعفان، المعنى، قالا: حدثنا حماد بن زيد حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل قال: كنا مع عثمان وهو محصور في الدار، فدخل مدخلا كان إذا دخله يسمع كلامه من على البلاط، قال: فدخل ذلك المدخل، وخرج إلينا فقال: إنهم يتوعدوني بالقتل آنفاً، قال: قلنا: يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين، قال: وبم يقتلونني؟ إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثٍ: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفساً فيقتل بها"، فوالله ما أحببت أن لي بديني بدلاً منذ هداني الله، ولا زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط، ولا قتلت نفساً، فبم يقتلونني؟. 438 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال: إني لمع عثمان في الدار وهو محصور، وقال: كنا ندخل مدخلاً، فذكر الحديث مثله، وقال: قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول،

_ (437) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. (438) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وهذا من زيادات عبد الله، وانما ذكره عقبة لأنه علا به درجة، إذ أن بينه وبين حماد بن زيد فيه شيخاً واحمداً، وفي الذي قبله اثنين: أباه أحمد ابن حنبل وشيخي أبيه سليمان بن حرب وعفان.

فذكر الحديث مثله أو نحوه. 439 - حدثنا عبد الصمد حدثنا القاسم، يعني ابن الفضل، حدثنا عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان ناساً من. أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم عمّار بن ياسر، فقال: إني سائلكم واني أحب أن تصدقوني، نشدتكم الله أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤثر قريشًا على سائر الناس، ويؤثر بنى هاشم على سائر قريش؟ فسكت القوم، فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بن أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، فبعث إلى طلحة والزبير، فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه، يعنى عماراً، أقبلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخذاً بيدي نتمشى في البطحاء، حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون: فقال أبو عمار: يا رسول الله، الدهر هكذا؟ فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: اصبر، ثم قال: "اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت". 440 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حريث بن السائب قال: سمعت

_ (439) إسناده ضعيف، لانقطاعه، سالم بن أبى الجعد: تابعي ثقة متأخر، لم يدرك عثمان، قال الحافظ في الإصابة3/ 174: "لم يدرك ثوبان ولا أبا الدرداء ولا عمرو بن عبسة، فضلا عن عثمان، فضلا عن عمر، فضلا عن أبي بكر". القاسم بن الفضل: ثقة, ووقع في ح "الفضيل" بالتصغير، وهو خطأ، صححناه من ك هـ ثم ليس في الرواة من يسمى "القاسم ابن الفضيل". (440) إسناده صحيح، حريث بن السائب البصري. وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الساجي، ففي التهذيب: "قال الساجي: قال أحمد: روى عن الحسن عن حمران عن عثمان حديثَاً منكراً- يعني هذا الحديث- وقد ذكر الأثرم عن أحمد علته فقال: سئل أحمد عن حريث فقال: هذا شيخ بصري روى حديثاً منكراًعن الحسن عن حمران عن عثمان -فذكر هذا الحديث- قال. قلت: قتادة يخالفه؟ قال: نعم، سعيد عن قتادة عن الحسن عن حمران عن رجل من أهل الكتاب، قال أحمد: حدثناه روح حدثنا سعيد". وهذا التعليل =

الحسن يقول: حدثنا حمران عن عثمان بن عفان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل شيء سوى ظلّ بيت وجلف الخبز وثوبٍ يواري عورته والماء، فما فضل عن هذا فليس لابن آدم فيهن حق". 441 - حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا حميد الطويل عن شيخ من ثقيف، ذكره حميد بصلاح، ذكر أن عمه أخبره أنه: رأى عثمان بن عفان جلس على الباب الثاني من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا بكتف فتعرقها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ، ثم قال: جلست مجلس النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأكلت ما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصنعت ماصنع النبي - صلى الله عليه وسلم -. 442 - حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم حدثنا ابن لهيعة حدثنا زهرة بن معبد عن أبي صالح مولى عثمان أنه حدثه قال: سمعت عثمان بمنى يقول: يا أيها الناس، إني أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ = ليس بشىء، فإذا كان الراوي ثقة فلا يضره أن يخالفه غيره، والحديث رواه الترمذي 3/ 267 وقال: هذا حديث صحيح" ورواه أيضاً الحاكم في المستدرك 4/ 312 وصححه ووافقه الذهبي، الحسن: هو البصري، جلف الخبز: الخبز وحده لا أدم معه، وقيل: الخبز الغليظ اليابس. (441) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ من ثقيف وعمه، وسيأتي معناه بإسناد موصول 505، وقد ذكره الهيثمى في مجمع الزوائد 1/ 151 ونسبه لأحمد وقال: "ورجال أحمد ثقات" وهو تساهل موهم، فإنه يريد الحديث الأخر الموصول، وهو بلفظ آخر، تعرقها: أخذ عنها اللحم بأسنانه، والعرق، بفتح العين وسكون الراء: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم. (442) إسناده صحيح، أبو صالح مولى عثمان: مصري، اسمه الحرث، وثقه ابن حبان والعجلي، وسيأتي مزيد كلام عنه 513، والحديث رواه الترمذي 3/ 18، 19 وقال: "حسن غريب من هذا الوجه" والنسائي 2/ 63، كلاهما من هذا الوجه، من طريق زهرة ابن معبد، وأشار إليه البخاري في الكبير 1/ 2/ 148، وانظر 433.

يقول: "رباط يوم في سبيل الله أفضل من ألف يوم فيما سواه فليرابط امرؤ كيف شاء، هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد". 443 - حدثنا أبو سعيد، يعني مولى بني هاشم، حدثنا عكرمة بن إبراهيم الباهلي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبيه: أن عثمان بن عفان صلى بمنى أربع ركعات، فأنكره الناس عليه، فقال: يا أيها الناس" إني تأهلت بمكة منذ قدمت، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول: "من تأهل في بلد فليصلّ صلاة المقيم".

_ (443) في إسناده بحث، والظاهر عندي أن إسناده ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى ذباب: ثقة، له ترجمة في التهذيب 5/ 292 والتعجيل 221، وأبوه عبد الرحمن: ذكره ابن حبان في الثقات، وإنما موضع النظر هو عكرمة بن إبراهيم الباهلي: ترجم له في التعجيل 290 فنقل عن الحسينى أنه "ليس بالمشهور" ونقل عن ابن شيخه أنه قال: "لا أعرف حاله"، وهذا كلام سليم مستقيم، ولكن تعقبه الحافظ بأنه "مشهور وحاله معروفة قدا ثم أطال الكلام على" عكرمة بن إبراهيم الأزدي "وأنه ضعفه ابن معين والعقبلى والنسائي وغيرهم، ثم قال "واتفقوا على أنه أزدي فينظر فيمن نسبه باهليآ"؟! وأنا أرى أن هذا وهم من الحافظ، تبع فيه ابن القيم في زاد المعاد 130 حيث ذكر هذا الحديث فقال: "فروى عكرمة بن إبراهيم الأزدي عن أبي ذئاب عن أبيه" إلخ، هكذا فيه "عن أبي ذئاب" وهو خطأ كما ترى! فمن أين لهم أن هذا الأزدي الذي ترجموا له هو الباهلي؟! والأزدي معروف، ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 4/ 1 / 50 قال: "عكرمة بن إبراهيم الأزدي الموصلي كان على قضاء الري فيما زعموا"، وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد12/ 262 و263 ولم يشر إلى أنه يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، ولا إلى أنه يروي عنه أبو سعيد مولى بنى هاشم، فلذلك أنا أرجح أن الباهلي الذي في هذا الإسناد غير الأزدي وأنه راو مجهول الحال، يتوقف في حديثه حتى يستبين أمره، وقد أشار ابن القيم إلى أن هذا الحديث. رواه عبد الله بن الزبير الحميدي في مسنده، وأشار الحافظ في الفتح 2/ 470 إلى أن البيهقى رواه، ولم أجده في السنن الكبرى قال ابن القيم: "وقد أعله =

444 - حدثنا أبو سعيد مولى بنا هاشم حدثنا عبد الله بن لهيعة حدثنا موسى بن وردان قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت عثمان يخطب على المنبر وهو يقول: كنت أبتاع التمر من بطن من اليهود يقال لهم بنو قينقاع، فأبيعه بريح، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا عثمان، إذا اشتريت فاكتل، واذا بعت فكل". 445 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لهيعة حدثنا موسى بن وردان عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان، فذكر مثله. 446 - حدثنا عبيد بن أبي قرة حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن

_ = البيهقي بانقطاعه وتضعيفه عكرمة بن إبراهيم قال أبو البركات بن تيمية: يمكن المطالبة بسبب الضعف، فإن البخاري ذكره في تاريخه ولم يطعن فيه وعادته ذكر الجرح والمجروحين"، وهذا مبنى على أن عكرمة هو الأزدي الذي ترجم له البخاري، وأني لنا إثبات ذلك؟ وانظر نيل الأوطار 3/ 359 - 260، وسيأتي هذا الإسناد مكرراً، مع الإشارة إلى هذا المتن 559. (444) إسناده صحيح، موسى بن وردان القرشي العامري: مصري تابعي ثقة. والحديث ذكره في مجمع الزوائد 4/ 98 وقال: "إسناده حسن"، ورواه ابن ماجة بمعناه من طريق عبد الله بن يزيد عن ابن لهيعة 2/ 115. (445) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (446) إسناده صحيح، عبيد بن أبي قرة: ثقة، ولا حجة لمن تكلم فيه، له ترجمة في تاريخ بغداد 11/ 95 - 97 ولسان الميزان 4/ 122 - 123 والتعجيل 276 - 277 وهي فيه كثيرة الغلط، تصحح من تاريخ بغداد واللسان، وسيأتى مزيد كلام عليه في 1786، عبد الرحمن بن أبي الزناد: ثقة، صحح الترمذي عدة من أحاديثه وقال: "ثقة حافظ" تكلموا فيه دون دليل، وله ترجمة في تاريخ بغداد 10/ 228 - 230 والتهذيب، والحديث رواه الترمذي 4/ 228 وابن ماجة 2/ 230 كلاهما عن محمد بن بشار عن أبي داود الطيالسي عن ابن أبي الزناد، قال الترمذي: "حسن غريب صحيح"، ورواه أبو داود =

أبان بن عثمان عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. لم يضره شيء". 447 - حدثنا عبد الوهاب الخفاف حدثنا سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران بن أبان أن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه إلا حرَّم على النار"، فقال له عمر بن الخطاب، أنا أحدثك ما هي، هي كلمة الإخلاص التي أعز الله تبارك وتعالى بها محمداً - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عمّه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا الله. 448 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا الحسين، يعنى المعلم، عن يحيى، يعني ابن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة أن عطاء بن يسار أخبره أن زيد بن خالد الجهني أخبره: أنه سأل عثمان بن عفان قلت، أرأيت إذا جامع امرأته ولم يمن؟ فقال عثمان: يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره، وقال عثمان: يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره، وقال عثمان: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألت عن ذلك عليّ بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب، فأمروه بذلك.

_ = 4/ 484 بإسنادين في أحدهما مبهم ورواه الحاكم في المستدرك 1/ 514 من طريق عبد الله بن سلمة عن ابن أبي الزناد، وصححه يوافقه الذهبى 474 و528. (447) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد1/ 15وقال: "رجاله ثقات". وانظر 187 و 252، ألاص عليها عمه: أي أداره عليها وراوده فيها. وعمه: هو أبو طالب. (448) إسناده صحيح، وقد رواه الشيخان وغيرهما، انظر الفتح1/ 47، 338 - 339.

449 - حدثنا عبيد بن أبي قرة قال: سمعت مالك بن أنس يقول: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} قال: بالعلم، قلت: من حدثك؟ قال: زعم ذاك زيد بن أسلم. 450 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا مسرة بن معبد عن يزيد بن أبي كبشة عن عثمان بن عفان قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في فقال يارسول الله، إني صليت فلم أَدْر أشفعت أم أوترت؟ فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -:"إياي وأن يتلعب بكم الشيطان في صلاتكم، من صلى منكم فلم يدر أشفع أو أوتر فليسجد سجدتين، فإنهما تمام صلاته". 451 - حدثنا يحيى بن معين وزياد بن أيوب قالا: حدثنا سوار أبو

_ (449) هذا ليس بحديث، بل هو أثر عن زيد بن أسلم التابعي، واسناده إليه صحيح، وهذا الأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 28 ونسبه لأبى الشيخ فقط وثبت هنا في ح "عبيد الله بن أبى قرة" وهو خطأ، صححناه من ك ومن كتب الرجال. (450) إسناده منقطع، ورجاله ثقات، وسيأتي عقبه موصولا. مسرة بن معبد اللخمي: قال أبوحاتم: شيخ ما به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات وفى الضعفاء، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير 4/ 2/ 64 ولم يذكر فيه جرحاً، يزيد بن أي كبشة السكسكي: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري4/ 2/ 354 - 355 ولم يذكر فيه جرحا، وذكر الحديث الآتي الموصول مختصرا ويظهر أن الحافظ لم يطلع على هذا الحديث فلم يشر إليه في التهذيب 11/ 354 - 355 على أنه يكاد يحصر فيه الأحاديث التي رواها يزيد هذا. (451) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله لكنه موصول وذاك منقطع، سوار أبو عمارة: هو سوار بن عمارة وكنيته أبو عمارة، وثقه ابن معين وغيره، والحديث ذكره البخاري في الكبير قال: "محمد بن عبد العزيز: لأن سوار بن عمارة الرملي سمع مسرة بن معبد". إلخ، والحديث في نسخ المسند من حديث أحمد عن يحيى بن معين وزياد بن أيوب، وهما من أقران أحمد، وقد روى عنهما وذكرا في شيوخه، ولكن ذكر. الحديث في مجمع الزوائد 2/ 150 من الطريق السابقة وقال: "رواه أحمد من طريق يزيد بن أبي كبشة عن عثمان، =

عمارة الرملي عن- مسرة بن معبد قال: صلى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر، فانصرف إلينا بعد صلاته، فقال: إني صليت مع مروان بن الحكم فسجد مثل هاتين السجدتين، ثم انصرف إلينا فأعلمنا أنه صلى مع عثمان، وحدّث عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله نحوه. 452 - حدثنا إسحق بن سليمان قال: سمعت مغيرة بن مسلم أبا سلمة يذكر عن مطرٍ عن نافع عن ابن عمر: أن عثمان أشرف على أصحابه وهو محصور، فقال: علام تقتلوني؟ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم، أو قتل عمدَاً فعليه القود، أو ارتدّ بعد إسلامه فعليه القتل"، فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت أحداً فأقيد نفسي منه، ولا إرتددت منذ أسلمت، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدَاً عبده ورسوله. 453 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا عبد الله بن لهيعة حدثنا أبو قبيل قال: سمعت مالك بن عبد الله الزيادي يحدث عن أبي ذر: أنه جاء

_ = ويزيد لم يسمع عن عثمان، ورواه ابنه عبد الله عن يزيد بن أبي كبشة عن مروان عن عثمان. قال: مثله أو نحوه، ورجال الطريقين ثقات". فكأن الحديث وقع للحافظ الهيثمى في نسخته من المسند من زوائد عبد الله، لا من رواية أبيه الإمام، وعلى كل فالإسناد الموصول صحيح. "مسرة بن معبد" بفتح الميم والسين، يوقع في ح في الإسنادين "مرة بن معبد"، وهو خطأ صححناه من ك هـ ومن كتب الرجال. (452) إسناده صحيح، إسحق بن سليمان: هو الرازي العبدي، وهو ثقة ثبت، مغيرة بن مسلم: هو القسملي، بفتح القاف والميم وبينهما سين ساكنة، السراج، وهو ثقة، وقع هنا في ح "أنا سلمة" كأنه اختصار "أخبرنا سلمة" وهو خطأ صوابه "أبا سلمة" وهي كنية مغيرة بن مسلم صححناه من ك هـ. مطر: هو ابن طهمان الوراق، ذكره إبن حبان في الثقات، وقال ابن معين وأبو زرعة: صالح، وضعفه أحمد وغيره في روايته عن عطاء خاصة، وليس هذا منها والحديث بمعناه مكر 437، 438. (453) إسناده صحيح، إن شاء الله. أبو قبيل، بفتح القاف: اسمه "حيي بن هانئ المعافري =

يستأذن على عثمان بن عفان، فأذن له وبيده عصاه، فقال عثمان: يا كعب، إن عبد الرحمن توفي وترك مالاً فما ترى فيه؟ فقال: إن كان يصل فيه حق الله فلا بأس عليه، فرفع أبو ذرّ عصاه فضرب كعبًا، وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما أحب لو أن لي هذا الجبل ذهباً أنفقه ويتقبل مني أذر خلفي منه ست أواقٍ"، أنشدك الله يا عثمان، أسمعته؟ ثلاث مرات؟ قال: نعم.

_ = المصري" وهو تابعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم مالك بن عبد الله الزبادي: ترجم له الحافظ في التعجيل 388 - 381 ولم يذكر فيه جرحاً ولا توثيقاً، وهو تابعي قديم، شهد فتح مصر، والظاهر أنه مستور، لو كان فيه جرح لذكره البخاري أو غيره في الضعفاء، بل لذكره الذهبى في الميزان، وقال الحافظ في التعجيل: "وقع في نسبته في المسند تحريف لم ينبه عليه، وقد ذكره ابن يونس فقال: مالك بن عبد الله البردادي، بفتح الموحدة وسكون المهملة ودالين بينهما ألف، هكذا ضبطه بالحروف في نسخة الحافظ الحبال المصري، وابن يونس أعلم بالمصريين من غيره فقال: مالك بن عبد الله البردادي، ذكر فيمن شهد فتح مصر، يروي عن أبي ذر، روى عنه أبو قبيل، انتهى، وقد أورد حديثه هذا- يعنى هذا الحديث- ابن الربيع الجيزي في ترجمة أبى ذر من كتاب الصحابة الذين دخلوا مصر، وسبقه إلى ذلك عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في فتوح مصر". وابن الربيع هو محمد، ووالد الربيع بن سليمان الجيزي صاحب الشافعى، ولمحمد هذا كتاب في الصحابة الذين دخلوا مصر، لخصة السيوطي وزاد عليه في الجزء الأول من حسن المحاضرة، وفى نسخة التعجيل المطبوعة "الحيري" وهو تصحيف، وإذا صحت نسبة مالك بن عبد الله "البردادي" كما رجح الحافظ، كان نسبة إلى "برداد" من قرى سمرقند، كما في معجم البلدان، ولكنى أستبعد ذلك، والحديث رواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر 286 كما قال الحافظ عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 239 ولم يعله إلا بابن لهيعة، وأبن لهيعة ثقة، ولأبي ذر حديث آخر في معناه سيأتي في مسنده (5/ 149ح) وهو في مجمع الزوائد 3/ 120 وكعب في هذا الحديث هو كعب الأحبار.

454 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني يحيى بن معين حدثنا هشام بن يوسف حدثنا عبد الله بن بحير القاصّ عن هانئ مولى عثمان قال: كان عثمان إذا وقف على قبرٍ بكى حتى يبلّ لحيته؟ فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه". 455 - حدثنا زكريا بن عدي حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان، وما إخاله يتهم علينا، قال: أصاب عثمان رعاف سنة الرعاف، حتى تخلف عن الحج وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش، فقال: استخلف، قال: وقالوه؟ قال: نعم، قال: من هو؟ قال: فسكت، قال: ثم دخل عليه رجل آخر فقال له مثل ما قال له الأوّل، وردّ عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: قالوا: الزبير؟ قال: نعم: أما والذي نفسي بيده إن كان لخيرهم ما علمت وأحبَّهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (454) إسناده صحيح، هشام بن يوسف: هو الصنعاني الأبناوي قاضى صنعاء، وهو ثقة متقن، وفى ح "هشام بن يونس" وهو خطأ، صححناه من ك هـ. عبد الله بن بحير، بفتح الباء وكسر الحاء، بن ريسان، بفتح الراء وسكون الياء وبالسين المهملة، المرادي القاصَّ اليماني الصنعاني: وثقه ابن معين وغيره، هانئ البربري مولى عثمان: ثقة والحديث رواه الترمذي 3/ 258 وقال:- "حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف"ورواه ابن ماجة 2/ 294 والحاكم في المستدرك 1/ 371، وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (455) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5/ 21 عن خالد بن مخلد عن علي بن مسهر، ورواه الحاكم3/ 363من طريق زكريا بن عدي، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وهو في البخاري كما ترى، فاستدراكه عليه خطأ.

456 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا سويد حدثنا علي بن مسهر، بإسناده مثله. 457 - حدثنا زكريا بن أبي زكريا حدثنا يحيى بن سليم حدثنا إسماعيل بن أمية عن عمران بن منَّاح قال: رأى أبان بن عثمان جنازة فقام لها، وقال: رأى عثمان بن عفان جنازة فقام لها، ثم حدث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى جنازةً فقام لها. 458 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا شيبان عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة أن عطاء بن يسارأخبره عن زيد بن خالد الجهني أخبره: أنه سأل عثمان بن عفان قال: قلت: أرأيت إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن؟ فقال عثمان: يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره، قال: وقال عثمان: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألت عن ذلك عليّ بن أبى طالب والزبير وطلحة وأبيَّ بن كعب، فأمروه بذلك. 459 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا شيبان عن يحيى عن محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمى قال: أخبرني معاذ بن عبد الرحمن أن حمران بن أبان أخبره قال: أتيت عثمان بن عفان وهو جالس في المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في هذا المجلس توضأ

_ (456) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. سويد: هو ابن سعيد. (457) إسناده صحيح، وهو مكرر 426 ولكن في هذا الإسناد خطأ في النسخ الثلاث: "عمران بن مناح" صوابه "موسى بن عمران بن مناح" كما في الإسناد الماضى، والظاهر أنه خطأ من الناسخين، فإن مؤلفى التراجم لم يترجموا "عمران بن مناح" ولم يذكروا له رواية، فلو كان الخطأ قديماً لذكروه ونصوا على أنه خطأ. (458) إسناده صحيح، وهو مكرر 448. (459) إسناده صحيح، شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النحوي، يحيى: هو ابن أبي كثير، معاذ بن عبد الرحمن التميمى: ثقة، وسيأتى 478 من رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن =

فأحسن الوضوء ثم قال: "من توضأ مثل وضوئي هذا ثم أتى المسجد فركع فيه ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تغتروا". 460 - حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر التيمي قال: سمعت أبي يقول، سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسى يقول: كنت عند سليمان بن عليّ، فدخل شيخ من قريش فقال سليمان: انظر إلى الشيخ فأقعده مقعداً صالحاً، فإن لقريشٍ حقَّا، فقلت: أيها الأمير، ألا أحدثك حديثاً بلغني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال، بلى، قال له: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أهان قريشاً أهانه الله"، قال: سبحان الله، ما أحسن هذا، من حدثك هذا قال: قلت: حدثنيه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن عثمان بن عفان قال: قال لي أبي: يابني، إن وليت من أمر الناس شيئاً فأكرم قريشاً، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أهان

_ = شقيق بن سلمة عن حمران، وانظر 421 و436 لا تغتروْا في ح هـ "ولا تقتروا" بالقاف، وهو خطأ، صححناه من ك ومن الرواية الآتية. (460) إسناده صحيح، عبيد الله بن محمد بن حفص شيخ أحمد: صدوق ثقة، كان من سادات البصرة، كان له- خلق جميل وكرم، وكان يحبب إلى الناس، نسب إلى القدر وهو بريء منه، وفى ح "جعفر" بدل "حفص" وهو خطأ، أبوه محمد بن حفص بن عمر بن موسى التيمي: ذكره البخاري في التاريخ الكبير1/ 1/ 65 ولم يذكر فيه جرحاً، ونقل الحافظ في التعجيل أن ابن أبى حاتم لم يذكر فيه جرحاً أيضاً، وأن ابن حبان ذكر في الثقات في الطبقة الرابعة وأخرج له في صحيحه، عمه عبيد الله بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي: ذكره ابن حبان في الثقات، وفى ح "عبيد الله بن عمر" وهو خطأ، عمرو ابن عثمان بن عفان: مدني ثقة من كبار التابعين، والحديث رواه الحاكم في المستدرك 4/ 74 من طربق محمد بن إبراهيم العبدي عن عبيد الله بن محمد بن حفص، واختصر أوله فلم يذكر القصة التي دارت مع سليمان بن علي، وهو سليمان بن على بن عبد الله بن عباس، وهو عم المنصور.

قريشاً أهانه الله". 461 - حدثنا إسماعيل بن أبان الورّاق حدثنا يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى عن عثمان بن عفان، قال: قال له عبد الله بن الزبير حين حصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك، فهل لك أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك؟ قال: لا، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله، عليه مثل نصف أوزار الناس". 462 - حدثنا عبد الله بن بكر ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا سعيد عن مطر ويعلى بن حكيم عن نافع عن نبيه بن وهب عن أبان بن عثمان بن عفان عن عثمان بن عفان، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب". 463 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا كهمس حدثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال: قال عثمان وهو يخطب على منبره: إني محدثكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لم يكن يمنعني أن أحدثكم به إلا الضّنُّ بكم، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلةٍ يقام ليلها ويصام نهارها".

_ (461) إسناده ضعيف، لانقطاعه. إسماعيل بن أبان الوراق: ثقة مأمون، ويشبه على كثير من الناس بأخر اسمه "إسماعيل بن أبان الغنوي" وهو كذاب، يعقوب: هو ابن عبد الله بن سعد بن مالك القمى، وهو ثقة، جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمى: وثقه أحمد وغيره، ابن أبزى: هو سعيد بن أبي عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، وهو تابعي ثقة من صغار التابعين، يروي عن ابن عباس ووائلة، قال أبو زرعة: "روايته عن عثمان مرسلة". (462) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة مطر، هو ابن طهمان الوراق، سبق الكلام عليه في 452، يعلى بن حكيم الثقفي: ثقة والحديث مكرر 401. (463) إسناده ضعيف، وهو مكرر 433 وسبق الكلام عليه هناك، وانظر 442.

464 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت خالداً عن أبي بشر العنبري عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة". 465 - حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب بن موسى حدثنا نبيه بن وهب: أن عمر بن عبيد الله بن معمر رمدت عينه وهو محرم، فأراد أن يكحلها، فنهاه أبان بن عثمان وأمره أن يضمدَّها بالصبر، وزعم أن عثمان حدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه فعل ذلك. 466 - حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب بن موسى عن نبيه بن وهب: أن عمر بن عبيد الله أراد أن يزوج ابنه وهو محرم، فنهاه أبان، وزعم أن عثمان حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المحرم لا ينكح ولا ينكح". 467 - حدثنا عفان حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب يحدّث عن رباح قال: زوّجني أهلي أمةً لهم روميةً، ولدت لي غلاماً أسود، فعلقها عبد روميّ يقال له يوحنّس، فجعل يراطنها

_ (464) إسناده صحيح، أبو بشر العنبري: هو الوليد بن مسلم بن شهاب التميمي خالد: هو ابن مهران الحذاء، وفي ح " خالد العنزي" وفى ك هـ "خالد العنبري" وكلها خطأ، ليس في الرواة من يسمى بهذا ولا بذاك، والحديث حديث خالد الحذاء، رواه مسلم في صحيحه 1/ 24من طريق ابن علية وبشر بن المفضل كلاهما عن خالد الحذاء، وسيأتي على الصواب 498. (465) إسناده صحيح، عبد الوارث: هو ابن سعيد بن ذكوان، أحد الأعلام، أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص: ثقة فقيه، والحديث مكرر 422. (466) إسناده صحيح، وهو مكرر 401، 462 بزيادة: ونقص، وانظر 535 "فنهاه أبان، بدله في ح "فنهاه أبوه" وهو خطأ واضح، صحناه من ك هـ. (467) إسناده منقطع، لأن محمد بن عبد الله بن أبى يعقوب لم يسمعه من رباح ولم يدركه، =

بالرومية، فحملت، وقد كانت ولدت لي غلامًا أسود مثلى، فجاءت بغلام كأنه وزغة من الوزغات، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: هو من يوحنس، فسألت يوحنس فاعترف، فأتيت عثمان بن عفان فذكرت ذلك له، فأرسل إليهما فسألهما، ثم قال: سأقضي بينكما بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الولد للفراش وللعاهر الحجر، فألحقه بي، قال: فجلدهما، فولدت لي بعد غلاماً أسود. 468 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل قال: كنت مع عثمان في الدار وهو محصور، قال: وكنا ندخل مدخلا إذا دخلناه سمعنا كلام من على البلاط، قال: فدخل عثمان يوماً لحاجة، فخرج إلينا منتقعاً لونه، فقال: إنهم ليتوعدوني بالقتل آنفا، قال: قلنا: يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين، قال: فقال: وبم يقتلوني؟ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنه لا يحل دم امرئٍ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زني بعد إحصانه، أو قتل نفساً بغير نفسٍ، فوالله ما زنيت في جاهليةٍ ولا إسلام، ولا تمنيت بدلاً بديني منذ هداني الله عز وجل ولا قتلت نفساً، فبم يقتلوني؟!. 469 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ح وسريج وحسين قالا: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عامر بن سعد، قال حسين: ابن. أبي وقاص، قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون أوعى أصحابه عنه، ولكني

_ = وإنما سمعه من الحسن بن سعد عن رباح، كما مضى في 416، 417. (468) إسناده صحيح، وهو مكرر 437، 438، 452. (469) إسناده صحيح، "سريج" بالسين المهملة المضمومة وآخره جيم، وهو سريج بن النعمان، وفي ح "شريج" وهو خطأ، وهذا الإسناد يحتاج إلى بيان، فحرف الحاء الذي بين قوسين هو علامة تحويل الإسناد عند المحدثين، ونحن زدنا القوسين ليكون ظاهراً، ومعنى ذلك أن =

أشهد لسمعته يقول: "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار"، وقال حسين: أوعى صحابته عنه. 470 - حدثنا هاشم حدثنا ليث حدثني زهرة بن معبد القرشي عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان قال: سمعت عثمان يقول على المنبر: أيها الناس، إني كتمتكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كراهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رباط يوم في سبيل الله تعالى خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل". 471 - حدثنا هاشم حدثنا أبو جعفر الرازي عن عبد العزيز عن عمر عن صالح بن كيسان عن رجل عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفراً أوغيره فقال حين يخرج: بسم الله، آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، إلا رزق خير ذلك المخرج، وصرف عنه شر ذلك المخرج".

_ = أحمد سمع الحديث من إسحق بن عيسى وسريج وحسين، وإنما فصل الأخيرين عن الأول، لأن الأول ذكر اسم ابن أبي الزناد "عبد الرحمن" والآخران لم يذكراه، فبين رواية كل منهم، وفي الإسناد أيضاً "قال حسين: ابن أبي وقاص" فهذا معناه أن حسيناً قال في حديثه: "عن عامر بن سعد بن أبي وقاص" وأن إسحق وسريجاً قالا: "عن عامربن سعد" فقط، وهذا من ضبط الإمام وشدة تحريه، أن ينسب لكل واحد من شيوخه ما قال بالحرف، وإن كان المراد واحداً، وانظر 326 ومجمع الزوائد 1/ 143، وسبق الكلام على ابن أبي الزناد 446. (470) إسناده صحيح، وهو مكرر 442 وانظر 463. (471) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الذي روى عنه صالح بن كيسان. وانظر مجمع الزوائد 10/ 128. عبد العزيز بن عمر: هو ابن عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين رضى الله عنه.

472 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن الحجاج عن عطاء عن عثمان قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فغسل وجهه ثلاثاً، ويديه ثلاثاً، ومسح برأسه، وغسل رجليه غسلاً. 473 - حدثنا هاشم حدثنا شعبة قال أخبرِني أبو صخرة جامع بن شداد قال: سمعت حمران بن أبان يحدث أبا بُرْدَة في مسجد البصرة وأنا قائم معه أنه سمع عثمان بن عفان يحدث عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "من أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل فالصلوات الخمس كفارات لما بينهن ". 474 - حدثنا سُرَيج حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان وهو يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من قال في أول يومه أو في أول ليلته: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة". 475 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا أبو سِنان عن يزيد

_ (472) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عطاء بن أبي رباح: روايته عن عثمان مرسلة. حجاج: هو ابن أرطاة. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد-. وانظر 436. (473) إسناده صحيح، وهو مكرر 406 وانظر 419، 430. (كفارات) في ح (كفارة) والتصحيح من ك هـ. (474) إسناده صحيح، وهو مطول 446. (475) إسناده بحث، يزيد بن موهب: قال الحسينى فيما نقل في التعجيل: قال ابن أبي حاتم: يزيد بن موهب الأملوكى عن مالك بن يخامر، وعنه ابنه موسى، فلعله هذا "وهذا الذي نقله الحسينى قال مثله البخاري في التاريخ الكبير 4/ 2 / 357. وعقب الحافظ في التعجيل على هذا فقال: "ليس هو هذا، بل هو يزيد بن عبد الله بن موهب نسب لجده". =

إبن مَوْهب: أن عثمان قال لابن عمر: اقض بين الناس، فقال: لا أقضي بين اثنيَن ولا أؤم رجلين، أما سمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "من عاذ بالله فقد عاذ بمَعاذ؟ " قال عثمان: بلى، قال: فإني أعوذ بالله أن تستعملني، فأعفاه وقال: لا تخبر بهذا أحدا.

_ = ثم لم يترجم الحافظ ليزيد بن عبد الله بن موهب في التعجيل ولا في التهذيب. وقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير4/ 1/ 345 قال: (يزيد بن عبد الله بن موهب قاضي أهل الشام سمع منه رجاء بن أبى سلمة وأبو سنان: عيسى). فإن كان يزيد الرواي هنا هو ابن عبد الله ابن موهب والرجح أنه هو، كان الإسناد في غالب الظن منقطعاً، لأن رجاء بن أبى سملة الذي سمع منه، كما ذكر البخاري، مات سنة 161 عن 70 سنة أي أنه ولد سنة 91 فلا يستقيم أن يسمع من يزيد إلا إن كان يزيد عاش إلى ما بعد 100 سنة فيبعد جدا أن يكون أدرك عثمان، وإلا كان من المعمرين المعروفين بكثرة الرواية، إذ يكون قد عاش نحو الثمانين أو أكثر. وأبو سنان القسملي: في حديثه لين، سبق الكلام عليه 261. وأما الحافظ الهيثمى فقد أراح نفسه، ذكر الحديث في مجمع الزوائد 5: 200 وقال: (يزيد لم أعرفه، ولقية رجاله رجال الصحيح)! وهذا الحديث من مسند عثمان وابن عمر كما ترى، ولكن لم يذكره الإمام في مسند ابن عمر. ثم وجدت الحديث في سنن الترمذي 2: 472 - 275 من طريق المعتمر بن سليمان قال: (سمعت عبد الملك يحدث عن عبد الله ابن موهب أن عثمان قال لابن عمر: اذهب فاقض بين الناس، قال: أو تعافيني يا أمير المؤمنين؟ قال: في تكره من ذلك وقد كان أبوك يقضي؟ قال إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! يقول: من كان قاضياً فقضى بالعدل فبالحري أن ينقلب منه كفافاً، فما أرجو بعد ذلك). قال الترمذي: (وفى الحديث قصة) ثم قال: (حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتصل، وعبد الملك الذي روى عنه المعتمر هذا هو عبد الملك بن أبي جميلة. وذكره الحافظ المنذري في الترغيب 3: 131 - 132 مطولا، قال: (رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه والترمذي باختصار) ثم حكى رأى الترمذي في أنه ليس متصل الإسناد وقال:. وهو كما قال، فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان). المعاذ، بفتح الميم: الذي يستعاذ به.

476 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عثمان بن حكيم حدثنا محمد بن المنكدر عن حمران عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره". 477 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثناه سُويد بن سعيد سنة ست وعشرين حدثنا رِشدين بن سعد عن زهرة بن معبد عن أبي صالح مولى عثمان أن عثمان قالَ: أيها الناس هجِّروا فإني مهجر، فهجِّر الناس، ثم قال: أيها الناس، إني محدثكم بحديث ما تكلمت به منذ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومي هذا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن رباط يوم في سبيل الله أفضل من ألف يوم مما سواه، فليرابط امرؤحيث شاء"، هل بلّغتكم؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد. 478 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي حدثني شقيق بن سَلَمة عن حمران قال:

_ (476) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 85 من طريق عبد الواحد بن زياد، وانظر 415، 430، 472. (477) إسناده ضعيف، لضعف رشيدين بن سعد، وقد سبق الكلام عليه في 151. إلا أنه في أصله صحيح، لأنه سبق بإسنادين صحيحين 442، 470. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، وقد ذكر فيه أنه سمعه سنة 226 أي حين كان ابن 13 سنة، لأنه ولد سنة 213 - وشيخه سويد بن سعيد: وثقه الإمام أحمد والعجلي وغيرهما، وقال البغوي: (كان من الحفاظ، وكان أحمد ينتقي عليه لولديه فيسمعان منه). وتكلم فيه بعضهم، والراجح ما قلنا. لأن أحمد لم يكن يأذن لابنه عبد الله أن يسمع إلامن الثقات، مات سويد سنة 240 عن 100 سنة. وانظر تاريخ بغداد 9/ 231. (478) إسناده صحيح، وهو مكرر 459.

كان عثمان قاعداً في المقاعد، فدعا بوَضوء فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ في مقعدي هذا ثم قال "من توضأ مثل وُضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا تغتروا". 479 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا أرطاة، يعني ابنَ المنذر، أخبرني أبو عون الأنصاري: أن عثمان بن عفان قال لابن مسعود: هل أنت مُنته عما بلغني عنك، فاعتذر بعض العذر، فقال عثمان: ويحك إني قد سمعت وحفظت، وليس كما سمعتَ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "سيُقْتل أمير وينتَزِي مُنْتَزِي"، وإني أنا المقتول، وليس عمر إنما قتل عمرَ واحدٌ، وإنه يجتمع علي. 480 - حدثنا بشرِ بن شعيب حدثني أبي عن الزهري حدثني عروة ابن الزبير أن عبيد الله بن عَديّ بن الخِيار أخبره: أن عثمان بن عفان قال له:

(479) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عون الأنصاري الشامي الأعور: اسمه عبد الله بن أبي عبد الله، ذكره ابن حبان في الثقات، ولكنه يروي عن أبي! إريس الخولاني وسعيد بن المسيب، فلم يدرك أحداً من الصحابة، وفي التهذيب عن ابن عبد البر: أنه روى عن عثمان مرسلا. أرطاة بن المنذر: ثقة عابد، قال محمد بن كثير: "ما رأيت أحداً أعبد ولا أزهد ولا الخوف عليه أبين، منه". والحديث في مجمع الزوائد 7: 227 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات" فقد قصر إذ لم يذكر علته. "وينتزي منتزي": الانتزاء والتنزي: الوثوب، وتسرع الإنسان إلى الشر. وإثبات الياء في المنقوص المُنَكرَّ رفعاً وجرا جائز، خلافَاً لما يظنه كثير من الناس، وقد حذفت في ح وأثبتت في ك هـ. (480) إسناده صحيح، بشر بن شعيب بن أبي حمزة: ثقة، ومن تكلم في سماعه من أبيه قد أخطأ. عبيد الله بن عدي بن الخيار: ثقة، ومن كبار التابعين، ولد في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ابن أخت عثمان. والحديث رواه البخاري مطولاً، وفيه قصة 5: 14. وانظر مجمع الزوائد 9: 88.

ابنَ أخي، أدركتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فقلت له: لا، ولكنِ خَلَص إليّ من علمه واليقينِ ما يخلص إلى العذراء في سترها، قال: فتَشَهَّدَ ثم قال: أما بعد، فإن الله عز وجل بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمِن بما بُعث به محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، ثم هاجرت الهجرتين كما قلت، ونلتُ صِهْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه، حتى توفاه الله عز وجل. 481 - حدثنا علي بن عيّاش حدثنا الوليد بن مسلم قال: وأخبرني الأوزاعي عن محمد بن عبد الملك بن مروان أنه حدثه عن المغيرة بن شعبة: أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالاً ثلاثاً، اختر إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإن معك عدداً وقوة، وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن نخرق لك باباً سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشأم، فإنهم أهل الشأم وفيهمِ معاوية، فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أول من خلَف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "يلحد رجل من قريش

_ (481) في إسناده نظر. محمد بن عبد الملك بن مروان: هو أخو الخلفاء أولاد عبد الملك بن مروان، وهو ثقة، وكان ناسكا. وأمه أم ولد، قتل سنة 132، وأشار البخاري في التاريخ الكبير 1/ 1/ 163 إلى هذا الحديث، وترجم له الحافظ في التعجيل 370 - 371 وقال:"ما أظن روايته عن المغيرة إلا مرسلة". وأنا أرجح هذا، لأن المغيرة بن شعبة مات سنة 50 فيبعد أن يسمع منه ثم يعيش بعده 82 سنة، ولو كان لذكر المعمرين من الرواة. ولذلك أرجح أن الحديث ضعيف لانقطاعه. وانظر مجمع الزوائد 7: 229 - 230. "وأنت على الحق" كلمة "وأنت" لم تذكر في خ وأثبتناها من ك هـ.

بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم"، فلن أكون أنا إياه، وأما أن ألحق بالشأم فإنهم أهل الشأم وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 482 - [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: حدثناه علي بن إسحق عن ابن المبارك، فذكر الحديث، وقال: يلحد. 483 - حدثنا حجاج ويونس قالا: حدثنا ليث قال حجاج: حدثني يزيد بن أبي حَبيب عن عبد الله بن أبي سَلَمة ونافع بن جُبَيْر بن مُطْعم عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي عن حمران مولى عثمان عن عثمان أنَه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها غفر له ذنبه". 484 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوانة عن عاصم عن المسيّب عن موسى بن طلحة عن حمران قال: كان عثمان يغتسل كل يوم مرة من منذُ

_ (482) هو مكرر ما قبله. ابن المبارك: هو عبد الله، وهو يرويه عن الأوزاعي. (483) إسناده صحيح، عبد الله بن أبي سلمة الماجشون: ثقة. ويحتاج هذا الإسناد إلى بيان: فقوله "قال حجاج: حدثني يزيد بن أي حبيب" لا يراد به ظاهره أن حجاجاً سمعه من يزيد، وإنما أراد الإمام أحمد تحري ألفاظ شيوخه كعادته، فروى الحديث عن يونس وحجاج بن محمد كلاهما عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، ولكن حجاج قال في روايته عن الليث: "حدثني يزيد بن أبي حبيب"، فالذي يقول "حدثني يزيد" هو الليث. ولهذا نظائر في المسند، أوضح الحافظ أمثلة منها في التعجيل 90 - 91. وانظر 459 و478 و526. (484) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود- بفتح النون- الأسدي. المسيب: هو ابن. رافع الأسدي الكاهلى. موسى بن طلحة بن عبيد الله القرشى التيمى: من كبار التابعين، يروي عن عثمان وعلى وغيرهما، ولكنه روى هنا عن حمران عن عثمان.

أسلم، فوضعت وَضوءاً له ذات يوم للصلاة، فلما توضأ قال: إني أردت أن أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: بدا لي أن لا أحدثكموه، فقال الحكم بن أبي العاص: يا أمير المؤمنين، إن كان خيراً فنأخذ به أو شراً فنتقيه، قال: فقال: فإني محدثكم به، توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الوضوء ثم قال: "من توضأ هذا الوضوء فأحسن الوضوء ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها كفرت عنه ما بينها وبيبن الصلاة الأخرى ما لم يصب مقتلة" يعني كبيرة. 485 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن عطاء بن فُرُّوخ عن عثمانْ بن عفان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أدخل الله الجنة رجلاً كان سهلاً قاضياً ومقتضياً، وبائعاً ومشترياً". 486 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن إبراهيم بن المهاجر عن عكرمة بن خالد حدثني رجل من أهل المدينة: أن المؤذن أذَّن لصلاة العصر، قال: فدعا عثمان بطهور فتطهر، قال: ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من تطهر كما أُمر، وصلى كما أُمر، كفرت عنه ذنوبه"، فاستشهد على ذلك أربعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فشهدوا له بذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - 487 - حدثنا ابن الأشجعي ما حدثنا أبي عن سفيان عن سالم أبي

_ (485) إسناده صحيح، وهو مختصر 410. وانظر 414. (486) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل من أهل المدينة الذي روى عنه عكرمة بن خالد. وانظر 473، 484. (487) إسناده صحيح، ابن الأشجعي: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن وهو ثقة. أبوه عبيد الله بن عبيد الرحمن "بتصغير عبيد فيهما" الأ شجعى: ثقة مأمون، كان أعلم الناس بحديث سفيان الثوري، كما قال ابن معين. بسر بن سعيد: تابعي عابد زاهد، مات سنة 100 عن 78 سنة. وانظرما قبله و 404، 419، 421، 429، 478،472.

النضر عن بُسْر بن سعيد قال: أتى عثمانُ المقاعد، فدعا بوَضوء، فتمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه ثلاثاً ثلاثًا، ثم مسح برأسه ورجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هكذا يتوضأ، يا هؤلاء، أكذاك؟ قالوا: نعم، لنفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنده. 488 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثني سالم أبو النضر عن بُسْر بن سعيد عن عثمان بن عفان: أنه دعا بماء فتوضأ عند المقاعد، فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً.، ثم قال لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل رأيتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل هذا؟ قالوا: نعم. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: هذا العدني كان بمكة مُسْتَملي ابن عُيَيْنةَ. 489 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي عن حِمران بن أبان مولى عثمان بن عفان قال: رأيت عثمان بن عفان دعا بوضوء وهو على باب المسجد، فغسل يديه، ثم مضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه وأمرّ بيديه على ظاهر أذنيه، ثم مرّ بهما على لحيته، ثم غسل رجليه إلى

_ (488) إسناده صحيح، وفي آخره كلمة أحمد في التعريف بشيخه "عبد الله بن الوليد"، وهو ثقة يروي عن سفيان الثوري، قال ابن عدي: "روى عن الثوري جامعه" وقال حرب عن أحمد: "سمع من سفيان، وجعل يصح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء" وقال الدارقطني: "ثقة مأمون". والحديث مختصر ما قبله، وهو في مجمع الزوائد 1: 288 - 229 وقال: "رواه أحمد، وحديث عثمان في الصحيح، ورجال هذا رجال الصحيح". (489) إسناده صحيح، وهو مطول 459 وانظر 478، 483، 488.

الكعبين ثلاث مرات، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال: توضأت لكم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، ثم ركعت ركعتين كما رأيته ركع، قال: ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من ركعتيه: "من توضأ كما توضأت ثم ركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفرله ما كان بينهما وبين صلاته بالأمس". 490 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عاصم عن شقيق قال: لقي عبد الرحمن بن عوف الوليدَ بن عقبة، فقال له الوليد: مالي أراك قد جفوتَ أمير المؤمنين عثمان؟ فقال له عبد الرحمن: أبْلغْه أني لم أفر يوم عينينِ، قال عاصم: يقول: يوم أحد، ولم أتخلف يوم بدَر، ولم أترك سنة عمر، قال: فانطلق فخَّبر ذلك عثمان، قال: فقال: أما قوله إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب وقد عفا الله عنه فقال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ}؟ وأما قوله إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أُمَرَّض رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ماتت، وقد ضرب لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمى، ومن ضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمه فقد شهد، وأما قوله إني لم أترك سنة عمر فإني لا أطيقها ولا هو، فأِته فحدَّثه بذلك. 491 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا سفيان عن أبي سَهْل، يعني

_ (490) إسناده صحيح، زائدة: هو ابن قدامة. عاصم: هو ابن بهدلة. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 2: 273 عن المسند، والسيوطي في الدر المنثور 2: 89 ونسبه أيضاً لابن المنذر، والهيثمي في مجمع الزوائد 7: 226 و 9: 83 - 84 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والطبراني والبزار. عينان: قال ياقوت: "هضبة جبل أحد بالمدينة، ويقال جبلان. عند أحد، ويقال ليوم أحد يوم عينين". ووقع في تفسير ابن كثير "حنين" بدل "عينين" وهو خطأ مطبعي ظاهر. (491) إسناده صحيح، ونسبه المنذري في الترغيب 1: 153 لمالك ومسلم وأبى داود والترمذي وصحيح ابن خزيمة، على اختلاف في ألفاظهم.

عثمان بن حَكيم، حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة". 492 - حدثنا إسماعيلِ حدثنا أيوب عن نافع عن نُبَيه بن وهب قال: أراد ابن معمر أن يُنكْح ابنه ابنةَ شيبة بن جُبير، فبعثني إلى أبان بن عثمان وهو أمير الموسم، فَأتيته فقلت له: إن أخاك أراد أن ينكح ابنه فأراد أن يشهدك ذاك، فقال: ألا أراه عراقياً جافياً! إن المُحْرِم لا يَنكح ولا يُنكح، ثم حدّث عن عثمان بمثله يرفعه. 493 - حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام عن أبيه عن حمران مولى عثمان: أن عثمان توضأ بالمقاعد فغسل ثلاثاً ثلاثاً، وقال: سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من توضأ وضوئي هذا ثم قام إلى الصلاة سقطت خطاياه"، يعني من وجهه ويديه ورجليه ورأسه. 494 - حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن نُبَيه بن وهب قال: اشتكى عمر بن عبيد الله بن معمر عينيه، فأرسل إلى أبان بن عثمان، قال سفيان: وهو أمير، ما يصنع بهما؟ قال: ضمدهما بالصبر، فإني سمعت عثمان يحدث ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (492) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. أيوب: هو السختياني. والحديث مطول 401، 462، 466 ابن معمر: هو عمر بن عبيد الله بن معمر الذي ذكر آنفاً في 466 وسيأتي في 535. (493) إسناده صحيح، هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وانظر 400، 489. (494) إسناده صحيح، وهو مكرر 422، 465.

495 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن موسى بن عمران ابن منّاح عن أبان بن عثمان: أنه رأى جنازة مقبلة، فلما رآها قام، وقال: رأيت عثمان يفعل ذلك، وأخبرني أنه رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - يفعله. 416 - حدثنا سفيان عن أيوب بن موسى عن نُبَيه بن وهب عن أبان بن عثمان عن عثمان يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَنكح المحرم ولا يخطب". 497 - حدثنا سفيان عن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد عن نُبَيه بن وهب رجلٍ من الحَجَبَة عن أبان بن عثمان أنه حدث عن عثمان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخَّص، أو قال، في الُحْرِم إذا اشتكى عينَه أن يُضمَّدها بالصبر. 498 - حدثنا إسماعيل عن خالد الحذَاء عن الوليد أبي بشر عن

_ (495) إسناده ضعيف، سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان: ضعيف، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، فيه نظر. وهذا الإسناد من زيادات عبد الله ابن أحمد. وقد مضى الحديث من زياداته أيضاً 426 بإسناد صحيح، وكذلك مضى من رواية الإمام أحمد 457 بإسناد صحيح أيضاً. وسيأتي في 529 مرة أخرى بهذا الإسناد. (496) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. والحديث مختصر 462 وانظر 492. (497) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. والحديث مختصر 494. وفي ح "عن أيوب بن موسى عن عمرو بن سعيد"وهو خطأ صححناه من ك هـ، وهو أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية. قوله "رجل من الحجبة" يعنى من حجاب البيت، لأن نبيه بن وهب من بنى عبد الدار بن قصي. (498) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. والحديث مكرر 464 "أنه لا إله إلا الله" في ك هـ "أن لا إله إلا الله" وبحاشية ك نسخة "أن" كما هنا.

حمران عن عثمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة". 499 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عوف بن أبي جميلة حدثني يزيد الفارسي حدثنا ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى سورة الأنفال، وهي من المثاني، وإلى سورة براءة، وهي من الِمئِين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، فوضعتموها في السبع الطِّوال؟ فما حملكم على ذلك؟ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا أنزل عليه الشىء دعا بعض من يكتب له فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وإذا أنزلت عليه الآيات قال: ضعوا هذه الآيات فى السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وإذا أنزلت عليه الآية قال: ضعوا هذه في السورة التي يذكر- فيها كذا وكذا، وكانت سورة الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت سورة براءة من أواخر ما أُنزل من القرآن، قال: فكانت قصتها شبيهاً بقصتها، فظننا أنها منها، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنتُ بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتُها في السبع الطِوال. 500 - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال سفيان: "أفضلكم"، وقال شعبة: "خيركم من تعلم القرآن وعلَّمَه".

_ (499) إسناده ضعيف جداً. وهو مكرر 399 وقد سبق الكلام عليه مفصلا هناك. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية. (500) إسناده صحيح، سبق الكلام عليه مفصلا في405 وانظر 412، 413، وما سيأتي في مسند علي 1317.

501 - حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قال قيس: فحدثني أبو سَهْلة أن عثمان قال يوم الدار حين حُصر: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهداً فأنا صابر عليه، قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم. 502 - حدثنا يزيد أخبرنا مهديّ بن ميمون عنِ محمد بن عبد الله ابن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد قال: حدثني رباح قال: زوّجني مولاي جاريةً رومية، فوقعتُ عليها، فولدت لي غلاماً أسود مثلي، فسميته عبد الله، ثم وقعت عليها فولدت لي غلاماً أسود مثلي، فسميته عبيد الله، ثم طبن لي غلام رومي. قال: حسبته قال: لأهلي، رومي يقال له يوحنّس: فراطنها بلسانه: يعنى بالرومية: فوقع عليها: فولدت غلاماً أحمر كأنه وزَغة من الوزْغان، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: هذا من يوحنس! قال: فارتفعنا إلى عثمان بن عفان، وأقرّا جميعاً، فقال عثمان: إن شئتم قضيت بينكم بقضية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى أن الولد للفراشْ، قال: حسبته قال: وجلدهما. 503 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن جامع بن شدَّاد قال: سمعت حمران بن أبان يحدث أبا بُرْدة في المسجد أنه سمع عثمان ابن عفان يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن".

_ (501) إسناده صحيح، وهو مكرر 407 بإسناده ولفظه. (502) إسناده حسن، سبق الكلام عليه في 416، 417، 467. طبن لى: هكذا هو هنا في الأصول، وله وجه: أن يكون فطن لأمرها وأمره، أدرك أنهما ممن يخدع ويستغفل، فيصل إلى مقصده منها بغفلة زوجها. الوزغان، بضم الواو وكسرها: جمع يزغة. وفيما مضى "الوزغات" وهو جمع قياسي ظاهر. (503) إسناده صحيح، وهو مكرر 473 وانظر486.

504 - حدثنا محمد بين جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت عبّاد بن زاهر أبا رُواع قال: سمعت عثمان يخَطب فقال: إِنا والله قد صحبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويَتْبَع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وان ناساً يُعْلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط. 505 - حدثنا الوليد بن مسلم حدثني شعيب أيو شَيبة قال: سمعت عطاء الخراساني يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: رأيت عثمان قاعداً في المقاعد، فدعا بطعام مما مسته النار فأكله، ثم قام إلى الصلاة فصلى، ثم قال عثمان: قعدتُ مقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكلت طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصليت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 506 - حدثنا الضحاك بن مَخْلد حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن محمود بن لبيد: أن عثمان أراد أن يبني مسجد المدينة،

_ (504) إسناده حسن، عباد بن زاهر: قال أبو حاتم: "شيخ"، وقال الدولابي في الكنى 1: 172: "سمع عثمان بن عفان". ولم أجد من ذكر فيه جرحاً، فأمره إلى التوثيق إن شاء الله، وخاصة أنه من قدماء التابعين. وكنيته "أبو الرواع" قال الحافظ في التعجيل: "ضبطه المزي بخطه بضم الراء وتخفيض الواو، وكذا هو في نسخة معتمدة من كتاب ابن أبي حاتم، وبخط العماد ابن كثير: هكذا ضبطه شيخنا. قال ابن كثير: والذي أحفظه بفتح الراء وتشديد الواو". ونحن نرجح ما ثبت بالضبط بخط الأئمة. (505) إسناده صحيح، شعيب أبو شيبة: هو شعيب بن رزيق، بتقديم الراء مصغراً، وثقه الدارقطنى وغيره. عطاء بن أبي مسلم الخراساني: ثقة. وقد مضى الحديث بمعناه بإسناد منقطع 441 وتكلمنا عليه هناك. (506) إسناده صحيح، الضحاك بن مخلد: هو أبو عاصم النبيل الشيباني. والحديث مطول 434 وانظر 420.

فكره الناس ذاك، وأحبوا أن يَدَعوه على هيئته، فقال عثمان: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من بنى مسجداً لله بنى الله له بيتاً في الجنة مثْلَه. 507 - حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من تعمَّد علي كذباً فليتبوأ بيتاً في النار". 508 - حدثنا إسماعيل حدثنا يونس حدثنا عطاء بن فرُّوخ مولى القرشيين عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أدخل الله رجلاً الجنة كان سهلاً مشترياً وبائعاً، وقاضياً ومقتضياً". 509 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن أبا أُمامة بن سهل بن حُنيف قال: كنا مع عثمان وهو محصور في الدار، قال: ولم تقتلوني؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أوقتل نفساً فيقتل بها". 510 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ عن أبي عُبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر قال: رأيت عليَّا وعثمان يصليان يوم الفطر والأضحى، ثم ينصرفان يُذَكِّران الناس، قال: وسمعتمها يقولان: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام هذين اليومين، قال: وسمعت عليَّا يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبقى من نُسْككم عندكم شيء بعد ثلاث.

_ (507) إسناده صحيح، وانظر 469. (508) إسناده صحيح، وهو مختصر 410 ومكرر 485. وانظر 414 و 532. (509) إسناده صحيح، وهو مختصر 468. وانظر 1402. (510) إسناده صحيح، وهو مكرر 435 بإسناده ولفظه.

511 - حدثنا بَهْز حدثنا أبو عَوَانة حدثنا حُصَين عن عمرو بن جاوان قال: قال الأحنف: انطلقنا حجّاحاً فمررنا بالمدينة، فبينما نحن في منزلنا إذ جاءنا آت فقال: الناس من فزع في المسجد، فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي، فقال: أها هنا عليَّ؟ قالوا: نعم، قال: أها هنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أها هنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أها هنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من يبتاع مرْبَد بنى فلان غفر الله له"، فابتعته، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني. قد ابتَعته، فقال: "اجعله في مسجدنا وأَجْره لك"؟ قالوا:؟ نعم، قال: أنشدكِم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من يبتاع بئر رُومَة" فابتعتها بكذا وكذا فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني قد ابتعتها، يعني بئر رومة، فقال: "اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك"؟ قالوا: نعم، قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر في وجوه القوم يوم جيش العُسْرة فقال "من يجهز هؤلاء غفر الله له"، فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهَد، ثم انصَرف. 512 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُرَيْج أخبرني سليمان بن

_ (511) إسناده صحيح، عمرو بن جاوان التميمي السعدي: ذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه النسائي مطولا ومختصراً 2: 65 - 66، 123 - 124، وذكره ابن كثير في التاريخ 7: 177 نقلا عن المسند. وانظر 420. (512) إسناده فيه مجهول، وهو بعض بني يعلى بن أمية. وقد مضى هذا الحديث عن روح عن ابن جريج 313 بهذا الإسناد، ولكن فيه أن الذي طاف معه يعلى هو عمر، وهنا هو =

عَتيق عن عبد الله بن بابيه عن بعض بني يعلى بن أمية قال: قال يعلى: طفت مع عثمان، فاستلمنَا الركن، قال يعلى: فكنت مما يلي البيت، فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت بيده ليستلم، فقال: ما شأنك؟ فقلت: ألا تستلم؟ قال: فقال: ألم تطف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: بلي، قال: أرأيتَه يستلم هذين الركنين الغربيين؟ قلت: لا، قال: أفليس لك فيه أسوة حسنة؟! قلت: بلى، قال: فانفُذْ عنك. 513ـ حدثنا أبو عبد الرحمن المُقْري حدثنا حَيْوَة أنبأنا أبو عقَيل أنه سمع الحرث مولى عثمان يقول: جلس عثمان يوماً وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء، أظنه سيكون فيه مُدّ، فتوضأ ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يتوضأ وضوئي هذا ثم قال: "ومن توضأ وضوئي ثم قام فصلى صلاة الظهر غُفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينها

_ = عثمان. فلعل الواقعة تعددت، أو أن بعض الرواة وهم. وقد مضى أيضاً بإسناد موصول صحيح من حديث عمر 253. وحديث عثمان هذا ذكره الهيثمى في مجمع الزوائد 3: 240 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، وله عند أبي يعلى إسنادان، رجال أحدهما رجال الصحيح، وفى إسناد أحمد راو لم يسم". "فانفذ عنك" سبق تفسيرها 253، وصحفت هنا في نسخة المجمع المطوعة، كما صحفت هناك. (513) إسناده صحيح، حجوة: هو ابن شريح التجيبي المصري. أبو عقيل: هو زهرة بن معبد. الحرث مولى عثمان: هو الحرث بن عبيد أبوصالح المدني، كما في التعجيل 78 ثم قال: "وجدته بخط الحافظ ابن علي البكري في كتاب الثقات: الحرث بن عبد، بالتكبير، وكذا في النسخة المعتمدة من المسند". والنسخ التي معنا من المسند ليس فيها "ابن عبد" ولا "ابن عبيد" والحرث هذا سبق له الحديث 442 ذكر بكنيته "أبوصالح" وهو هو، وله ترجمة في التهذيب بالكنيةْ، وهو ثقة كما تقدم. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير عن المسند 4: 401 و 5: 289 ونسبه في الوضع الأول للطبري أيضاً. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 297 وقال: "في الصحيح بعضه، رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير الحرث بن عبد الله مولى عثمان بن عفان، وهو ثقة". الظاهر أن قوله "الحرث بن عبد الله" خطأ من الناسخ، صوابه "بن عبد" أو "بن عبيد" كما سبق، وانظر 473، 484.

وبين صلاة الظهر، ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاِة العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات"، قالوا: هذه الحسنات، في الباقيات يا عثمان؟ قال: هن لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 514 - حدثنا حجَاج حدثنا ليث حدثني عُقيل عن ابن شهاب عن يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص أخبره، أن عائشة زوج النبى - صلى الله عليه وسلم - وعثمان حدثاه: أن أبا بكر استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع على فراشه لابسٌ مرْطَ عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته س. ثم انصرف، ثَم استأذن عمر، فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس وقال لعائشة: "اجمعي عليك ثيابك"، فقضىِ إلي حاجتي ثم انصرفت، قالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فَزِعْت لأبي بكر وعمركما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن عثمان رجل حي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ في حاجته". وقال الليث: وقال جماعة الناس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة "ألا أستحي ممن يستحي منه الملائكة؟ ".

_ (514) إسناده صحيح، ليث: هو ابن سعد. عقيل، بالتصغير: هو ابن خالد الأيلي. سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص الأموي: تابعى كبير، ولد قبل وفاة رسول الله بتسع سنين، قال ابن عبد البر: كان من أشراف قريش. وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان. والحديث رواه مسلم في صحيحه 2: 235 عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده، ولم يذكر في آخره قول الليث:" وقال جماعة الناس" إلخ. فهذا منقطع لم يسنده الليث، فليس من الصحيح الإسناد.

515 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عثمان وعائشة حدثاه: أن أبا بكر استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع على فراشه لابس مِرْطَ عائشة، فذكر معنى حديث عُقيل. 516 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله يعني ابن أبي سَلَمة، ونافع بن جبير بن مطْعم عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي عن حمران مولى عثمان عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها غفر له ذنبه". 517 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا عُبيد الله، يعني ابن

_ (515) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد رواه مسلم أيضاً 2: 235 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان. (516) إسناده صحيح، وهو مكرر 483 ومختصر 489 وانظر 503، 513. (517) إسناده صحيح، على خطأ فيه، أعني في الإسناد، وليس الخطأ من الناسخين، فقد اتفقت النسخ عليه وتكرر في موضعين آخرين، سنشير إليهما. عبيد الله بن عبد الله بن موهب: من متوسطي التابعين، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "روى عنه ابنه يحيى، ويحيى لا شيء، وأبوه ثقة، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قِبَل ابنه". والحديث الذي هنا ليس من رواية ابنه، بل هو من رواية ابن أخيه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب، وهو ثقة، وثقه ابن معين والحجلي، وضعفه بعضهم. والخطأ الذي في هذا الإسناد: هو قول محمد بن عبد الله بن الزبيري شيخ أحمد: "حدثنا عبيد الله يعنى ابن عبد الله بن موهب أخبرني عمي عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب" فهذا قلب لنسب العم وابن أخيه، والصواب أن شيخ الزبيري هو "عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب" وأن عمه هو "عبيد الله بن عبد الله بن موهب" والظاهر أن الخطأ فيه من الزبيري لا من =

عبد الله بن مَوْهَب، أخبرني عمي عُبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن أبي هريرة قال: راح عثمان إلى مكة حاجاً، ودخلتْ على محمد بن جعفر ابن أبي طالب امرأته، فبات معها حتى أصبح، غدا عليه رَدْعُ الطيب وملْحَفة مُعَصْفَرَة مُفْدَمة، فأدرك الناسَ بملل قبل أن يَرُحوا، فلما رآه عثمان انتهر وأفَّفَ، وقال: أَتَلْبَس المُعَصْفَر، وقد نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال له عليّ بن أبي طالب: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَنْهَه ولا إياك، إنما نهاني. 518 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي وأبو خَيْثَمة قالا: حدثنا يعقوب، قال أبي في حديثه: قال: أخبرنا ابن أخي ابن شهاب، وقال أبو خيثمة: حدثنا، عن عمه قال: أخبرني صالح بن عبد الله بن أبي فروة

_ = الناسخين، لأن الزبيري ذكر هذا الإسناد على هذا الخطأ فيما سيأتي 11405 و "ج 6 ص 299 ح " وسمى شيخه "عبيد الله بن عبد الله بن موهب" في 12636 أيضاً. وقد ذكر وكيع الإسناد على الصواب فيما يأتي 11532: "ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن عمه". وسيأتي مزيد تحقيق لهذه الأعلام فيما يأتي في مواضعه، ونشير إلى ما قلنا هنا، إن شاء الله. وانظر ما يأتي في مسند علي 611، 0710 المفدم، بسكون الفاء: المشبع حمرة. ملل، بفتحتين: موضع بين مكة والمدينة. (518) إسناده صحيح، أبو خيثمة: هو زهير بن حرب. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري. عمه: هو ابن شهاب الزهري المشهور، واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله. صالح ابن عبد الله بن أبي فروة المدني: ثقة. وثقه ابن معين وابن حبان. وفي هذا الإسناد إسنادان، رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه وأبي خيثمة، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم عن ابن أخي ابن شهاب عن عمه ابن شهاب الزهري، وقد بين عبد الله لفظي شيخيه، أبوه قال: " ثنا يعقوب أخبرنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه، وأبو خيثمة قال: "ثنا يعقوب حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه. والحديث رواه ابن ماجة 1: 219 عن عبد الله بن أبي زياد عن يعقوب بن إبراهيم. وانظر الترغيب والترهيب 1: 137.

أن عامر بن سعد بن أبي وقاص أخبره أنه سمع أبان بن عثمان يقول: قال عثمان: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "أرأيتَ لو كان بفناء أحدكم نهر يجري يغتسل منه كل يوم خمس مرات، ما كان يبقى من دَرَنه؟ " قالوا: لا شيء، قال "إن الصلوات تُذهب الذنوب كما يُذهب الماء الدرن". 519 - قال أبو عبد الرحمن [يعني عبد الله بن أحمد بن حنبل]: وجدت في كتاب أبي: حدثنا محمد بن بشر حدثنى عبد الله بن عبد الله بن الأسود عن حُصَين بن عمر عن مخارق بن عبد الله بن جابر الأحمسي عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي". 520 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عباس بن محمد وأبو

_ (519) إسناده ضعيف، حصين بن عمر الأحمسي: ضعيف جداً، رماه أحمد بالكذب، وقال البخاري والساجي وأبو زرعة: منكر الحديث. عبد الله بن عبد الله بن الأسود: قال أبو حاتم: شيخ كوفي محله الصدق، وأخطأ الحافظ في التهذيب 5: 280 فنقل كلام الترمذي الآتي في "حصين بن عمر" وجعله في عبد الله هذا. مخارق الأحمسي: كوفي ثقة. والحديث رواه الترمذي 4: 276 وقال: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي". وهذا الحديث مما وجده عبد الله بن أحمد بخط أبيه ولم يسمعه منه، فأثبته في المسند، ولعل أحمد ترك قراءته في المسند لهذا الضعف الشديد الذي تراه. (520) إسناده ضعيف، لما سيأتي. أبو يحيى البزاز، بزايين: هو محمد بن عبد الرحيم البغدادي الحافظ المعروف بصاعقة. حجاج بن نصير الفساطيطى القيسي: كان شيخاً صدوقاً يخطىء ويهم، أخذوا عليه أشياء أخطأ فيها من أحاديث شعبة، منها هذا الحديث. قال ابن صاعد: " ليس هذا من حديث عثمان، إنما رواه أبو عثمان عن سلمان". العوام بن مراجم: ثقة، وثقه ابن معين. "مراجم" بالراء والجيم، ونقل ابن الصلاح في علوم الحديث 241 في النوع الخامس والثلاثين أن يحيى بن معين صحف فيه فقال"ابن مزاحم" وكذلك وقع =

يحيى البزاز قالا حدثنا حجاج بن نصير حدثنا شعبة عن العوام بن مراجم من بني قيس بن ثعلبة عن أبي عثمان النهدي عن عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الجَمّاء لَتُقَصُّ من القَرْناء يوم القيامة". 521 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا مُبارك بن فَضَالة حدثنا الحسن قال: شهدت عثمان يأمر في خطبته بقتل الكلاب وذبح الحَمَام. 522 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا جَرير عن مغْيرة عن أم موسى قالت: كان عثمان من أجمل الناس. 523 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا سُويَدْ بن سعيد حدثنا

_ = مصحفاً في مجمع الزوائد 10: 352، ونسب الحديث أيضاً للبزار."الجماء" التى لا قرن لها."القرناء" ذات القرن. وهذا الحديث والأحاديث بعده بلى رقم 533 من زيادات عبد الله ابن أحمد. (521) إسناده صحيح، شيبان بن أبى شبة: هو شيبان بن فروخ. المبارك بن فضالة: تكلم فيه بعضهم، والراجح عندي أنه ثقة. الحسن: هو البصري، وفي التهذيب أنه لم يسمع من عثمان، ولكن هذا الحديث يرد عليه صريحاً، فإنه يصرح بأنه شهد عثمان يأمر في خطبته، فقد رآه وسمع خطبته وحدث عنه. والحديث موقوف على عثمان، وقد نقله الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 42 وقال: "رواه أحمد وإسناده حسن، إلا أن مبارك بن فضاْلة مدلس". وهذا الكلام غير محرر، فإنه لم يروه أحمد، بل هو من زيادات ابنه، ولو كان المبارك مدلسَاً لم يضر، لأنه صرح بالسماع من الحسن. (522) إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي. أم موسى: هي سرية على بن أبي طالب، كوفية تابعية ثقة. وهذا الأثر في مجمع الزوائد 9: 80. (523) إسناده صحيح، إبراهيم: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. جده إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة، يعد في الطقة الأولى من التابعين، وعده بعضهم =

إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن أبيه قال: كنت أصلى، فمر رجل بين يدي فمنعته، فأبَى، فسألت عثمان بن عفان، فقال: لا يضرك يا ابن أخي. 524 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا سُوَيْد حدثنا إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن أبيه: قال: قال عثمان: إن وجدتم في كتاب الله عز وجل أن تضعوا رجلي في القيد فضعوها. 525 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أحمد بن عَبْدَة البصري حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحرث الخزومي حدثنا أبي عبد الرحمن ابن الحرث عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه علي بن حسين عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفة وهو مُرْدِفٌ أسامة بن زيد، فقال: "هذا الموقف، وكل عرفة موقف"، ثم دفع يسير العَنَقَ، وجعل الناس يضربون يميناً وشمالاً، وهو يلتفت ويقول: "السكينةَ أيها الناس، السكينة أيها الناس"، حتى جاء المزدلفة وجمع بين الصلاتين، ثم وقف بالمزدلفة، فوقف على قَزح، وأردف الفضل ابن العباس، وقال: ْ "هذا الموقف، وكل مزدلفة موقف"، ثم دفع وجعل يسير

_ = في صغار الصحابة الذين ولدوا في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وهذا الأثر في مجمع الزوائد 2: 62 - 63. (524) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 227. (525) إسناده صحيح، أحمد بن عبدة: هو الضبي. المغيرة: هو ابن عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وهو ثقة فقيه، كان فقيه أهل المدينة بعد مالك. والحديث من مسند علي، لا مناسبة بينه وبين مسند عثمان، وسيأتي كاملا بهذا الإسناد =

العَنَق، والناس يضربون يميناً وشمالاً، وهو يلتفت ويقول: "السكينةَ أيها الناس، السكينة"، وذكر الحديث بطوله. 526 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يونس بن أبي اليعفور العبدي عن أبيه عن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان: أن عثمان بن عفان أعتق عشرين مملوكاً، ودعا بسراويل فشدها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! البارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمر، وإنهم قالو! لي: اصبر، فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه، فقُتل وهو بين يديه. 527 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر المُقَدَّمِيّ وأبو الربيع الزَّهْراني قالا: حدثنا حماد بن زيد عن الحجاج عن عطاء عن عثمان قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فغسل وجهه ثلاثاً، ويديه ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه، وغسل رجليه غسلاً.

_ = نفسه 564. وسيأتي أيضاً من حديث الإمام أحمد عن الزبيري عن الثوري عن عبد الرحمن بن الحرث 562، وسنفسر غريبه هناك إن شاء الله. (526) إسناده صحيح، يونس بن أبي يعفور: ضعفه أحمد وغيره، ووثقه الدارقطني، وخرج له مسلم في صحيحه. أبوه: اسمه "وقدان" سبق الكلام عليه 190. مسلم أبو سعيد: هو مسلم بن سعيد، كما في التاريخ الكبير للبخاري4/ 1 /262، وكما في الكنى لأبي أحمد الحاكم فيما نقل الحافظ في التعجيل، وهو ثقة. والحديث في مجمع الزوائد 7: 232 و 9: 96 - 98 ونسبه أيضاً لأبي يعلى في الكبير. وانظر 536. (527) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سبق الكلام عليه في 472. أبو الربيع الزهراني: هو سليمان بن داود العتكى، وهو ثقة حافظ. وانظر 489، 493.

528 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن إسحق المسيبي حدثنا أنس بن عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال: بسمْ الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مراتٍ، لم تفجأه فاجئة بلاء حتى الليل، ومن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح، إن شاء الله". 529 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا الحكم بن موسى حدثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن موسى بن عمران بن مناح عن أبان بن عثمان: أنه رأى جنازة مقبلة، فلما رآها قام، فقال: رأيت عثمان يفعل ذلك، وخبّرني أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. 530 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو إبراهيم الترجمانى

_ (528) إسناده صحيح، محمد بن إسحق المسيبي: ثقة، قال مصعب الزبيري: "لا أعلم في قريش أفضل من المسيبي". أنس بن عياض الليثي: ثقة، أبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي المدني، وهو ثقة من أهل النسك والفضل، محمد بن كعب: هو القرظي، والحديث رواه أبو داود 4/ 484 عن عبد الله بن مسلمة عن أبي مودود "عمن سمع أبان بن عثمان يقول سمعت عثمان" إلخ، ثم رواه عن نصر بن عاصم الأنطاكي عن أنس بن عياض "حدثنى أبو مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان"، فظهر بالسند الثاني اسم المبهم في السند الأول، وهو يوافق رواية عبد الله بن أحمد هنا، وقد سبق الحديث بإسناد آخر صحيح من روايتين 446، 474 وسبق الكلام عليه في الأولى. (529) إسناده فعيف، سبق بهذا الإسناد 495. (530) إسناده ضعيف جداً، ابن أبي فروة: هو إسحق بن عبد الله بن أبي فروة، قال البخاري في =

حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصُّبحة تمنع الرزق". 531 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى سريج بن يونس حدثنا

_ = التاريخ الكبير1/ 1 /396: "مدينى تركوه" ثم قال: "نهى ابن حنبل عن حديثه" وفى التهذيب عن أحمد: "لا تحل عندي الرواية عنه" ورماه بعضهم بالكذب، واتهمه أهل المدينة في دينه، وقال ابن معين: "بنو أبي فروة ثقات إلا إسحق"، أبو إبراهيم الترجمانى: هو إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي، وهو ثقة صاحب سنة وفضل، قال عبد الله ابن أحمد: "انتقى عليه أبي أحاديث، وذهب وأنا معه فقرأها عليه"، إسماعيل بن عياش: مختلف فيه، وهو صدوق، والراجع أنه ثقة، محمد بن يوسف: هو مولى عثمان ابن عفان أو مولى ابنه عمرو، وهو ثقة، الصبحة: بفتح الصاد وضمها: نوم الغداة، وفى اللسان: "وفى الحديث أنه نهى عن الصبحة، وهي النوم أول النهار، لأ نه وقت الذكر ثم وقت طلب الكسب"، والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير 5129 ونسبه أيضاً لابن عدي في الكامل والبيهقي في الشعب من حديث عثمان، وللبيهقي في الشعب أيضاً من حديث أنس، ورمز له بالصحة، وهو خطأ، لأن أسانيده تدور على ابن أبى فروة، وبذلك تعقبه المناوي في الشرح الكبير4/ 232، وقد استدركه قاضي الملك المدراسي في ذيل القول المسدد 65 و 67 وأطال القول فيه، وتكلف في بعض ما قال، حتى لقد قال في ابن أبى فروة: "تكلموا فيه لكن لم يتهم بالكذب"، وهذا غير جيد، فإن إسحق اتهم بالكذب كما نقلنا آنفاً. (531) في إسناده نظر، سريج بن يونس: ثقة، محبوب بن محرز: ثقة، وسيأتى قول سريج في توثيقه 542، إبراهيم بن عبد الله بن فروخ: ترجم له الحافظْ في التعجيل، فذكر حديثه الآتي 542 ثم قال: "وأما إبراهيم فذكره الذهبي في الميزان فقال" وترك الوضع بياضَاً فلم يكتب فيه شيئاً، وبحثت عنه في الميزان ولسان الميزان فلم أجد له ذكراً ولم أجد له ترجمة تبين حاله من جرح أو تعديل، أبوه عبد الله بن فروخ التيمي مولى آل طلحة بنْ عبيد الله: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى له النسائي حديثاً واحداً في قبلة الصائم، =

محبوب بن محرز عن إبراهيم بن عبد الله بن فروخ عن أبيه قال: شهدت عثمان عن عفان دفن في ثيابه بدمائه ولم يغسل. 532 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو يحيى البزاز محمد بن عبد الرحيم حدثنا الحسن بن بشر بن سلم الكوفي حدثنِا العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد القرشي عن أبيه عن محجن مولى عثمان عن عثمان قال: سمعمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أظل الله عبداً في ظله يوم لا ظل إلا ظله، أنظر معسراً، أو ترك لغارم". 533 - [قال عبد الله بز، أحمد]: حدثنا يحيى بن عثمان، يعني

_ = والأثر في مجمع الزوائد7/ 233ولم يتكلم عليه، بل قال:"رواه عبد الله" ولم يقل غير ذلك. (532) إسناده ضعيف جداً، الحسن بن بشر بن سلم الكوفى: ثقة، العباس بن الفضل الأنصاري الواقفي: ضعيف جداً، قال ابن المديني:"ذهب حديثه"، وقال البخاري في التاريخ الكبير 4/ 1/ 5: "منكر الحديث" وكذلك قال في الضعفاء الصغير 25، وقال عبد الله بن أحمد: "لم يسمع منه أبي، ونهاني أن أكتب عن رجل عنه"! فالعجب لعبد الله أن يخرج حديثه في زيادات المسند بعد نهى أبيه وكذا قال الهيثمي4/ 133وقال رواه عبد الله في المسند وفيه عباس بن الفضل الأنصاري ونسب إلى الكذب. هشام بن زياد القرشي أبو المقدام: ضعيف أيضاً، قال ابن معين: "ضعيف ليس شيء"، وقال البخاري في التاريخ 4/ 2/ 199 - 200: "ضعيف"، وقال النسائى في الضعفاء 54 "متروك الحديث"، أبوه زياد بن أبى يزيد مولى عثمان: لينه البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ابنه ضعيف، كذا في التعجيل، محجن مولى عثمان: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عنه أهل المدينة، قال الحافظ في التعجيل: "الراوي عنه ضعيف، ولم يذكروا عنه راوياً غيره". وذكره البخاري في التاريخ 4/ 2/ 4 ولم يذكر فيه جرحاً، وانظر 508. (533) إسناده ضعيف جداً، وهو مكرر 530 وقد سبق الكلام عليه مفصّلاً، وقد زاده ضعفَاً إبهام الرجل الذي روى عنه إسماعيل بن عياش، وهو إسحق بن أبى فروة، وهو علة =

الحربي أبو زكريا حدثنا إسماعيل بن عيّاش عن رجل قد سماه عن محمد ابن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصبحة تمنع الرزق". 534 - حدثنا يحيى بن سعيد عن مالك حدثني نافع عن نُبيه بن وهب عن أبان بن عثمان عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المحرم لا ينكح ولا ينكح ولا يخطب". 535 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر

_ = الحديث، أما شيخ عبد الله بن أحمد، وهو يحيى بن عثمان الحربى، فإنه ثقة. (534) إسناده صحيح، وهو مكرر 401 بإسناده ولفظه وانظر 462 و 466 و 492 و 496 و535. (535) إسناده صحيح، قوله "بعثني عمر بن عبيد الله" إلخ هو الصواب الذي في ك. وفى ح "حدثني" بدل "بعثني"، وهو خطأ، فإن الروايات الماضية كلها على أن الحديث عن نبيه عن أبان بن عثمان، خصوصاً رقم 492 فإن فيه أن ابن معمر أرسل نبيه بن وهب إلى أبان بن عثمان يدعوه أن يشهد النكاح، وفى هـ "بعثنى وحدثني" ولا معنى لها، وانظر ما قبله، وأما قوله في آخر الحديث، "وحدثنى نبيه عن أبيه بنحوه" فالظاهر عندى أن نبيهاً بعد أن سمع الحديث من أبان حدثه به أبوه وهب، إما عن عثمان، وإما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن وهباً والد نبيه هو "وهب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان ابن عبد الدار بن قصي وقد ذكره الحافظ في الإصابة في القسم الأول من حرف الواو، أي في الصحابة6/ 327وذكر أن أباه، يعنى عثمان بن أبى طلحة، قتل يوم أحد مشركا، فمن الراجح جداً أن يكون ابنه صحابياً، أو على الأقل من صغار الصحابة، وهو استدراك جيد من الحافظ، فإن أحداً غيره- فيما أعلم- لم يذكر وهباً هذا في الصحابة، لا ابن سعد ولا ابن عبد البر ولا ابن الأثير، وترجمة وهب هذا تستدرك على الحافظ في التعجيل، فإنه لم يذكره ولم يشر إليه، ومن الواضح البين أن الذي يقول "وحدثنى نبيه عن أبيه بنحوه" هو نافع مولى ابن عمر.

ومن أخبارعثمان بن عفان رضي الله عنه

المُقدمي حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع حدثني نُبيه بن وهب قال: بعثني عمر بن عبيد الله بن معمر وكان يخطب بنت شيبة بن عثمان على ابنه، فأرسل إلى أبان بن عثمان وهو على الموسم، فقال: ألا أُراه أعرابيا؟! إن المحرم لا يَنكح ولا يُنكح، أخبرني بذلك عثمان عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وحدثنى نبيه عن أبيه بنحوه. 536 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى محمد بن أبي بكر حدثنا زهير بن إسحق حدثنا داود بن أبي هند عن زياد بن عبد الله عن أم هلال ابنة وكيع عن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان ببن عفان قالت: نعس أمير المؤمنين عثمان فأغفى، فاستيقظ فقال: ليقتلنني القوم، قلت: كلا إن شاء الله، لم يبلغ ذاك، إن رعيتك استعتبوك، قال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامي وأبو بكر وعمر فقالوا: تفطر عندنا الليلة. (ومن أخبارعثمان بن عفان رضي الله عنه) 537 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى زياد بن أيوب حدثنا

_ (536) في إسناده نظر، زياد بن عبد الله بن حريز الأسدي: فال في التعجيل 141: "فيه نظر"، أم هلال بنت وكيع: قال في التعجيل 564: "لا تعرف"، ولكن قال الذهبي في الميزان 3/ 295:" فصل في النسوة المجهولات، وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها"، فلو عرف زياد الراوي عنها كان الإسناد حسنَاً على الأقل، إن شاء الله، نائلة بنت الفرافصة: قال الحافظ في التعجيل: "ذكرها ابن سعد في الصحابة. قلت: وفيه نظر، وقد ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين"، والحديث في مجمع الزوائد7/ 232وقال: "وفيه من لم أعرفهم"، وانظر 526. (537) إسناده ضيف، أبو المقدام: هو هشام بن زياد القرشي، وهو ضعيف، سبق بيان حاله في 532، وانظر مجمع الزوائد 9/ 80، وهذه الأحاديث 535 - 537 من زيادات عبد الله بن أحمد.

هُشيم قال: زعم أبو المقدام عن الحسن بن أبي الحسن قال: دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان بن عفان متكئ على ردائه، فأتاه سقاآن يختصمان إليه، فقضى بينهما، ثم أتيته فنظرت إليه، فإذا رجل حسن الوجه، بوجنته نكتات جدريّ، واذا شعره قد كسا ذراعيه. 538 - حدثنا وكيع حدثتني أم غراب عن بُنانة قالت: ما خضب عثمان قط. 539 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد حدثني واقد بن عبد الله التميمي عمن رأى عثمان بن عفان ضبب أسنانه بذهب. 540 - حدثنا هُشيم بن بُشير إملاء قال: أنبأنا محمد بن قيس

_ (538) إسناده حسن، أم غراب: اسمها "طلحة" ذكرها ابن حبان في الثقات بنانة:- بضم الباء الموحدة ونونين بينهما ألف، ما ضبطها الذهبي في المشتبه 516 وكما رجح الحافظ في التعجيل 554 ,555 وهي خادم كانت لأم البنين امرأة عثمان. (539) إسناده ضعيف، لإبهام الراوي الذي رأى عثمان، أبو القاسم بن أبي الزناد: ثقة، واسمه كنيته. واقد بن عبد الله: هو الحلقانى الحنظلي التميمي الكوفى أبو عبد الله بياع الغنم، كما صححه الحافظ العراقي، وقد شبه على الحافظ الحسيني فظنه "واقد بن عبد الله بن عبد مناف التميمى الحنظلي" الصحابى القديم الذي شهد بدراً وأحداً والخندف والمشاهد كلها، ومات في أول خلافة عمر، وهو وهم عجيب تعقبه من أجله الحافظ في التعجيل، وواقد هذا الرواي هنا ثقة، ذكره ابن أبي حاتم في الثقات وقال: "سألت أبي عنه فقال: شيخ محله الصدق"وترجم له البخاري في الكبير4/ 2/ 173فلم يذكر فيه جرحاً، "التميمى" في هـ ح "التيمى" وهو خطأ، صححناه من ك ومن مراجع الترجمة، وهذا الأثر من زوائد عبد الله بن أحمد. (540) إسناده صحيح، محمد بن قيس الأسدي الوالبى: ثقة من المتقنين.

الأسدي عن موسى بن طلحة قال: سمعت عثمان بن عفان وهو على المنبر والمؤذن يقيم الصلاة وهو يستخبر الناس، يسألهم عن أخبارهم وأسعارهم. 541 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سويد بن سعيد حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد: أن عثمان سجد في ص. 542 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سريج بن يونس حدثنا محبوب بن محُرْز بياع القوارير، كوفي ثقة، كذا قال سريج، عن إبراهيم بن عبد الله، يعنى ابن فرَّوخ، عن أبيه قال: صليت خلف عثمان العيد فكبر سبعاً وخمساً. 543 - حدثنا عبد الصمد حدثنا سالم أبو جميع حدثنا الحسن وذكر عثمان وشدة حيائه فقال: إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق في يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه. 544 - حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني حدثني أمية بن شِبْل

_ (541) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد2/ 285وقال: "رجاله رجال الصحيح"، وهو والذي بعده من زيادات عبد الله بن أحمد. (542) في إسناده نظر، وهو الإسناد الذي سبق الكلام عليه 531 وإن كان الحديث غير ذاك. (543) إسناده صحيح، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. سالم أبو جميع، بالتصغير: هو سالم بن دينار أو ابن راشد القزاز البصري، وهو ثقة. الحسن: هو البصري. والأثر في مجمع الزوائد 9/ 82 وقال:"رجاله ثقات". (544) هذا أثر منقطع، إبراهيم بن خالد القرش الصنعاني: ثقة، كان مؤذن مسجد صنعاء سبعين سنة، أمية بن شبل: يماني ذكره ابن حبان في الثقات، ولا يمكن أن يكون أدرك عثمان ولا غيره من الصحابة، وانما يروي عن أتباع التابعين.

وغيره قالوا: ولي عثمان ثنتي عشرة، وكانت الفتنة خمس سنين. 545 - حدثنا إسحق بن عيسى الطباع عن أبى معشر قال: وقتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة مضت من ذي الحجة سنة خمسٍ وثلاثين، وكانت خلافته ثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما. 546 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبيد الله بن معاذ حدثنا مُعْتمر بن سليمان قال: قال أبي: حدثنا أبو عثمان: أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق. 547 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا أبو هلال حدثنا قتادة: أن عثمان قتل وهو ابن تسعين سنةً أوثمان وثمانين. 548 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني جعفر بن محمد بن

_ (545) إسناده منقطع، إسحق بن عيسى الطباع: ثقة، أبو معشر المدنى: اسمه "بخيح بن عبد الرحمن السندي" وهو ضعيف، وقال البخاري في الكبير4/ 2/ 114: "منكر الحديث"، وهو متأخر لم يدرك عثمان، فإنه مات سنة 170، والخبر في مجمع الزوائد 7/ 232. (546) إسناده صحيح، والد معتمر: هو سليمان بن طرخان التيمي. أبو عثمان: هو النهدي. والأثر في مجمع الزوائد 7/ 232، 233 وقال: "رجاله رجال الصحيح"، وهو من زوائد عبد الله بن أحمد. (547) إسناده منقطع، قتادة: لم يدرك عثمان، أبو هلال: هو الراسبى، واسمه محمد بن سليم، وهو ثقة، قال البخاري في الكبير1/ 1/ 105: "كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، وابن مهدي يروي عنه" وذكر مثل ذلك في الضعفاء الصغير 28، وقال ابن أبي حاتم: "أدخله البخاري في الضعفاء، وسمعت أبي يقول: يحول منه". وقال أبو داود: "أبو هلال ثقة"، والأثر في مجمع الزوائد 9/ 99 وقال: رواه أحمد والطبرانى، ورجاله إلى قتادة ثقات". (548) إسناده صحيح، جعفر بن محمد بن الفضيل: ثقة، أبو خلدة، بفتح الخاء المعجمة =

فضَيل حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو خَلْدَة عن أبي العالية قال: كنا بباب عثمان في عشر الأضحى. 549 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة قال: صلى الزبير على عثمان ودفنه، وكان أوصى إليه. 550 - حدثنا زكريا بن عديّ عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله ابن محمد بن عَقيل قال: قتل عثمان سنة خمس وثلاثين، فكانت الفتنة خمس سنين، منهَا أربعة أشهر للحسن. 551 - حديث أبو نعيم حدثنا أبو خلدة عن أبى العالية قال: كنا بباب عثمان في عشر الأضحى. 552 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبيد الله بن عمر

_ = وسكون اللام: هو خالد بن دينار التميمي السعدي، وهو ثقة، وهذا الأثر من زيادات عبد الله بن أحمد، وسيأتي 551 من رواية الإمام أحمد عن أبي نعيم. (549) إسناده منقطع، قتادة لم يدرك عثمان: وهو في مجمع الزوائد 7/ 233 وقال: "رجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك القصة". (550) إسناده منقطع، عبد الله بن محمد بن عقيل لم يدرك عثمان، وكذلك قال في مجمع الزوائد 7/ 232 ونسبه أيضاً للطبراني، إلا أنه أخطأ في نسبته لعبد الله بن أحمد، وهو من رواية الإمام نفسه، كما في كل النسخ، وفي كلام ابن عقيل شيء من التساهل، فإن عثمان قتل في شهر ذي الحجة سنة 35 وقتل علي في شهر رمضان سنة 40 ثم بويع الحسن بن على، فمكث في الخلافة نحو ستة أشهر، ونزل عنها صلحَاً لمعاوية في ربيع الأول سنة 41، فهي ستة أشهر لا أربعة. (551) إسناده صحيح، وهومكرر 548 إلا أن هذا من رواية الإمام وذاك من رواية ابنه عبد الله، وهو في مجمع الزوائد 7/ 232 وقال: "رواه أحمد ورجال رجال الصحيح". (552) إسناده فيعيف، القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري: قال أبو حاتم: "مجهول" وقال الذهبي في الميزان:"محله الصدق"، أبو عبادة الزرقي: اسمه عيسى بن عبد الرحمن بن =

القواريري حدثني القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري حدثنى أبو عبادة الزُّرقي الأنصاري من أهل المدينة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل عليه السلام، فقال: أيها الناس، أفيكم طلحة؟ فسكتوا، ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا، ثم قال: يا أيها الناس، أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله، فقال له عثمان: ألا أراك ها هنا؟ ماكنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني! أنشُدُك الله يا طلحة، تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسولً الله - صلى الله عليه وسلم - في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم، فقال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ياطلحة، إنه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة، وان عثمان بن عفان هذا، يعنيني، رفيقى معي في الجنة؟ قال طلحة: اللهم نعم، ثم انصرف. 553 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني العباس بن الوليد النرسي

_ = فروة، قال أبو حاتم:" منكر الحديث ضعيف الحديث شبيه بالمتوك" عن الجرح والتعديل 3/ 1/ 280 وضعفه النسائي وابن حبان وغيرهم والحديث من زيادات عبد الله، وهو في مجمع الزوائد 7/ 227 - 228 و 9/ 91 وقال: "رواه عبد الله، وفيه أبو عبادة الزرقي، وهو متروك، ورواه أبو يعلى في الكبير وأسقط أبا عبادة من السند". وذكر أن السنائي روى طرفاً منه بإسناد منقطع، ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 97 - 98 وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بأن قاسم بن الحكم قال البخاري: "لا يصح حديثه" وأن أبا حاتم جهله، وهو عجب منه! نسي أنه قال في الميزان "محله الصدق" واختصر كلمة البخاري، فإنه قال، كما في التهذيب:" سمع أبا عبادة، ولم يصح حديث أبي عباده"، فالبخاري ضحف بهذا أبا عبادة ولم يضعف القاسم، ثم نسي الذهبي أن علة الحديث ضعف أبي عبادة الزرقى، كما بينا، والحمد لله. (553) إسناده صحيح، العباس بن الوليد النرسي، بفتح النون وسكون الراء ثم سين مهملة: ثقة، =

حدثنا يزيد بن زُرَيع حدثنا سعيد حدثنا قتادة عن مسلم بن يَسار عن حمران ابن أبان: أنه شهد عثمان توضأ يوماً فمضمض واستنشق وغسل وجهه ثلاثاً، وحدّث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحو حديث ابن جعفر عن سعيد. 554 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني وهب بنِ بقية الواسطي أنبأنا خالد، يعني ابن عبد الله، عن الجُرَيري عن عروة بن قبيصة عن رجل من الأنصار عن أبيه قال: كنت قائماً عند عثمان بن عفان فَقال. ألا أنبئكم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟ قلنا: بلى، فدعا بماء فغسل وجهه ثلاثاً، ومضمض واشتنشق ثلاثًا، ثم غسل يديه إلى مرفقيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه وأذنيه، وغسل رجليه ثلاثاً، ثم قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ. 555 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر بن علي الْمُقَدمي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا هلال بن حِقّ

_ = والحديث من زيادات عبد الله، ولم يسقه كاملا، بل أحال على روايته عن أبيه عن محمد بن جعفر عن سعيد، وقد مضى الحديث ومضى الكلام عليه 415. وانظر 527. (554) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل من الأنصار وأبيه، والحديث من زيادات عبد الله، وقد سبق من رواية أحمد بأطول من هذا 429، وهب بن بقية الواسطى: ثقة. خالد بن عبد الله: هو أبو الهيثم الطحان الواسطي، وهو ثقة. (555) إسناده صحيح، هلال بن حق، بكسر الحاء وتشديد القاف: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير 4/ 2/ 210 ولم يذكر فيه جرحاً، ثمامة بن حزن ابن عبد الله القشيري: تابعي ثقة، أدرك رسول الله ولم يره، وقدم على عمر وهو ابن 35 سنة. والحديث من زيادات عبد الله: وقد علق البخاري جزء، منه، انظر فتح الباري 5/ 22، 304 - 307 ورواه الترمذي 4/ 321 - 322 والنسائى2/ 124 من طريق يحيى بن أبي الحجاج عن سعيد الجريري، قال الترمذي: "حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عثمان".

الجُرَيْري عن ثُمامة بن حَزْنٍ القشيري قال: شهدت الدار يوم أصيب عثمان، فطلع عليهم اطلاعة، فقال: ادعوا لي صاحبيكم اللذين ألَّباكم عليّ، فدُعيا له، فقال: نشدتكما الله، أتعلمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله فقال: "من يشترى هذه البقعة من خالص ماله فيكون فيها كالمسلمين وله خير منها في الجنة؟ " فاشتريتها من خالص مالي فجعلتها بين المسلمين، وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه ركعتين؟! ثم قال: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة لم يكن فيها بئر يستعذب منه إلا رومة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يشتريها من خالص ماله فيكون دلوه فيها كدُلِيَّ المسلمين وله خير منها في الجنة؟ " فاشريتها من خالص مالي، فأنتم تمنعوني أن أشرب منها؟! ثم قال: هل تعلمون أني صاحب جيش العُسْرَة؟ قالوا: اللهم نعم. 556 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى أبي وأبو خَيْثَمة قالا: حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عاصم عن شقيق قال: لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة، فقال له الوليد: ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان؟ قال عبد الرحمن: أبلغْه، فذكر الحديث، وأما قوله: إني تخلفتْ يوم بدر فإني كنت أُمَرِّض رقيةَ بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ماتت، وقد ضرب لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهم، ومن ضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهم فقد شهد، فذكر الحديث بطوله إلى آخره. 557 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سفيان بن وكيع حدثني

_ (556) إسناده صحيح، سبق من رواية أحمد وحده عن معاوية بن عمرو 490، وإنما زاد عبد الله هنا سماعه إياه من أبي خيثمة كسماعه من أبيه، ولذلك لم يسق لفظه كاملا، بل أحال على ما مضى. (557) إسناده ضعيف، سفيان بن وكيع بن الجراح: هو صدوق في نفسه، إلا أنه كان يلقن، وكان وراقه يلقنه، فأفسد حديثه وأسقطه , وهذا الأثر من زيادات عبد الله.

قَبيصة عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم عن أبا وائل قال: قلت لعَبد الرحمن بن عوف: كيف بايعتم عثمان وتركتم عليّا؟ قال: ماذنبي؟ قد بدأت بعلي فقلت: أبايعك علي كتاب الله وسنة رسوله وسيرة أبا بكر وعمر، قال: فقال: فيما استطعت، قال: ثم عرضتها على عثمان فقبلها. 558 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا ليث حدثنا زُهرة بن معبدٍ القرشي عن أبي صالح مولى عثمان قال: سمعت عثمان يقول على المنبر: أيها الناس، إني كتمتكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كراهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل. 559 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عكرمة بن إبراهيم، باهلي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب، وذكره. 560 - حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن لَهيعة أخبرنا موسى بن وَرْدان

_ (558) إسناده صحيح، وهو مكرر 470 بإسناده ولفظه، وانظر 477. (559) في إسناده نظر، سبق الكلام عليه 443 واستظهرنا أنه ضعيف، ولم يسق هنا لفظ الحديث، وأحال إلى الموضع السابق. (560) إسناده صحيح، وهو مكرر 444، 445. آصع: جمع صاع، قال في المصباح: "والصاع يذكر ويؤنث، قال الفراء: أهل الحجاز يؤنثون الصاع ويجمعونها في القلة على أصوع، وفي الكثرة على صيعان، وبنو أسد وأهل نجد يذكرون ويجمعون على أصواع، وربما أنثها بعض بني أسد، وقال الزجاج: التذكير أفصح عند العلماء، ونقل المطرزي عن الفارسي أنه يجمع أيضاً على آصع بالقلب، كما قيل دار وآدر بالقلب. وهذا الذي نقله جعله أبو حاتم من خطأ العوام، وقال ابن الأنباري: وليس عندي بخطأ في القياس، لأنه وإن كان غير- مسموع من العرب لكنه قياس ما نقل عنهم وهو أنهم ينقلون الهمزة من موضع العين إلى موضع الفاء، فيقولون: أبآر وآبار" وهذا الذي قاله ابن الأنباري صحيح، وقد ثبت في لفظ هذا الحديث، فصح بالسماع كما صح بالقياس.

ومن مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه

قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت عثمان يخطب على المنبر وهو يقول: كنت أبتاع التمر من بطن من اليهود يقال له بنو قَيْنُقاعِ فأبيعه بربح الآصُع، فبلغ- ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا عثمان، إذا اشتريت فاكْتَّل، وإذا بعت فكِل". 561 - حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة حدثني أبي عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عديّ بن الخيار أخبره أن عثمان قال له: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: إن الله قد بعث محمداً عليه الصلاة والسلام بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بعث به محمداً عليه الصلاة والسلام، ثم هاجرتُ الهجرتين، ونلتُ صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله ما عصيتُه ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل. (ومن مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1)) 562 - حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا سفيان

_ (561) إسناده صحيح، وهو مختصر 480. (1) أصح الأسانيد عن علي: أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي. عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي. هشام الدستوائي عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي. مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي. سفيان بن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي. معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي. جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي. الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي. يحيى القطان عن سفيان الثوري عن سليمان التميمي عن الحرث بن سويد عن علي. (562) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري، والحديث مضى بعضه من زيادات عبد الله في أثناء =

عن عبد الرحمن بن الحرث بن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال: وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة فقال: "هذا الموقف، وعرفة كلها موقف"، وأفاض حين غابت الشمس، ثم أردف أسامة فجعل يُعْنق على بعيره، والناس يضربون يميناً وشمالا، يلتفت إليهم ويقول: "السكَينةَ أيها الناس"، ثم أتى جَمْعاً فصلى بهم الصلاتين، المغرب والعشاء، ثم بات حتى أصبح، ثم أتى قَزَح، فوقف علىِ قزح، فقال: "هذا الموقف، وجمع كلها موقف"، ثم سار حتى أتى محُسِّراً، فوقف عليه، فَقَرَع ناقته فخَّبت حتى جاز الوادي، ثم حبسها، ثم أردف الفضلَ وسار حتى أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحرِ فقال: "هذا المنحر، ومنى كلها منحر"، قال: واستفتته جاريةٌ شابةٌ من خَثْعَمٍ فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أَفْنَد، وقد أدركَتْه فريضة الله في الحج، فهل يجزئ عنه أن أؤدي عنه؟ قال: "نعم، فأدَّي عن أبيك"، قال: وقد لَوى عنق الفضل،

_ = مسند عثمان 525، وسيأتي أيضاً في 564 و613 و1347، ونقله ابن كثير في التاريخ5/ 184 - 185 عن هذا الموضع وقال: وقد رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم عن سفيان الثوري، وقد رواه الترمذي عن بندار عن أبي أحمد الزبيري، وابن ماجة عن على بن محمد عن يحيى بن آدم، وقال الترمذي حسن صحيح، لا نعرفه من حديث على إلا من هذا الوجه، قلت. وله شواهد من وجوه صحيحة مخرجة في الصحاح وغيرها، فمن ذلك قصة الخثعمية، وهو في الصحيحين من طريق الفضل، وانظرما يأتي في مسند الفضل 1805 و1823. يعنق: يسرع، من العنق، بفتحتين، وهو ضرب من سير الدابة والإبل فيه إسراع، قزح، بضم ففتح، هو القرن الذي يقف عنده الإمام بالمزدلفة، ولا ينصرف للعدل والعلمية، قاله في النهاية. محسر، بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين المكسورة: موضع بمنى. خبت: سارت الخبب، بفتحتين، وهو ضرب من العدو. أفند: تكلم بالفند، بفتحتين، وهو في الأصل الكذب، ثم قالوا للشيخ إذا هرم "قد أفند" لأنه يتكلم بالمخرف من الكلام على سنن الصحة.

فقال له العباس: يا رسول الله، لمَ لويت عنق ابن عمك؟ قال: رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهماَ، قال: ثم جاءه رجل فقال: يا رسول الله، حلقتُ قبل أن أنحر؟ قال: "انحر ولا حرج"، ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله، إني أفضتُ قبل أن أحلق؟ قال: "احلق أو قَصِّر ولا حرج".، ثم أتى البيت فطاف به، ثم أتى زمزم فقال: "يا بني عبد المطلب، سقايتكم، ولولا أن يغلبكم الناس عليها لنَزَعْت بها". 563 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا هشام عن قَتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن عليّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بول الغلام يُنضح عليه، وبول الجارية يُغسل"، قال قتادة: هذا ما لم يَطْعَما،: فإذا طَعما غسل بولهما. 564 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أحمد بن عَبْدَة البصري حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحرث المخزومي حدثني أبي عبدُ الرحمن ابن الحرث عن زيد بن علي بن حسين بن علي عن أبيه علي بن حسين عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن علي بن أبي طالب: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفة وِهو مردف أسامة بن زيد، فقال: "هذا الموقف، وكل عرفة موقف"، ثم دَفَع، يسير العَنَق، وجعل الناس يضربون يميناً وشمالاً، وهو يلتفت ويقول: "السكينةَ أيها الناس، السكينة أيها الناس"، حتى جاء المزدلفة، وجمع بين الصلاتين، ثم وقف بالمزدلفة، فوقف على قُزَح، وأردف الفضل بن عباس، وقال: "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف"، ثم

_ (563) إسناده صحيح، أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي. بصري ثقة، والحديث رواه أيضاً الترمذي وقال: "حسن صحيح"، وانظر كلامنا عليه في شرحنا على الترمذي2/ 509 - 510. وسيأتى 757 و1148، وبهذا الإسناد في 1149. (564) إسناده صحيح، وقد مضى جزء منه بهذا الإسناد نفسه 525، وهو من زيادات عبد الله ابن أحمد، ومضى أيضاً من رواية أبيه 562. وسيأتى جزءآخر منه 768. وانظر 613.

دَفَع وجعل يسير العَنَق، والناس يضربون يمينًا وشمالاً، وهو يلتفت ويقول: "السكينةَ السكينة أيها الناس، حتى جاء ُمحَسَّراً، فقرع راحلته فخَبَّتْ حتى خرج، ثم عاد لسيره الأوّل، حتى رمى الجمرة، ثم جاءِ النحر فقال: "هذا اْلمنحر، وكل منًى منحر"، ثم جاءته امرأة شابة من خَثْعَم، فقالت: إن أبي شيخ كبير وقد أفند، وأدركَتْه فريضة الله في الحج ولا يستطيع أداءها، فيجزئ عنه أن أؤديها عنه؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم "، وجعل يصرف وجه الفضل بن العباس عنها، ثم أتاه رجل فقال: إني رميت الجمرة وأفضت ولبست ولم أحلق؟ قال: "فلا حرج فاحلق"، ثم أتاه رجل آخر فقال: إني رميت وحلقت ولبست ولم أنحر؟ فقال: "لا حرج فانحر،، ثم أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا بسَجْل من ماء زمزم فشرب منه وتوضأ، ثم قال: "انزعوا يابني عبد المطلب، فولا أن تُغْلبوا عليها لنزعت"، قال العباس: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إني رأيتك تصرف وجه ابن أخيك؟ قال: "إني رأيت غلاماً شابا وجاريةً شابةً فخشيت عليهما الشيطان". 565 - حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم حدثنا إسرائيل حدثنا أبو

_ (565) إسناده ضعيف جداً، الحرث: هو ابن عبد الله الأعور الهمداني، من كبار التابعين، نستخير الله فيه، ونرجح قول من ضعفوه، قال البخاري في التاريخ الكبير 1/ 2/ 271: "عن إبراهيم أنه اتهم الحرث" وقال أيضاً: "عن مغيرة: سمعت الشعبي: حدثنا الحرث وأشهد أنه أحد الكذابين"، ثم لم يذكر فيه بعد ذلك تعديلا. ونحو ذلك في التاريخ الصغير 78، وفي الميزان: "قال أيوب: كان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروي عن عليّ باطل" وفيه أيضاً- "قال ابن المديني كذاب"، واختلفت الرواية عن ابن معين في شأنه، وأكثر الرواية عنه أنه يضعفه، وفى التهذيب عن ابن شاهين في الثقات قال: "قال أحمد بن صالح المصري: الحرث الأعور ثقة، ما أحفظه وما أحسن ما روى عن علي، وأثنى عليه، قيل له: فقد قال الشعبي: كان يكذب؟ قال: لم يكن يكذب في الحديث، إنما كان كذبه في رأيه"! وهذا تمحل وتأول ضعيف بعيد! ما الكذب في الرأي هذا؟ والشعبى يقول: حدثنا الحرث وأشهد أنه أحد الكذابين!! وقال الذهبى في الميزان: حديث الحرث في =

إسحق عن الحرث عن على قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عَوَّذ مريضًا قال: "أَذْهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادرَ سقماً". 566 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحق عن الحرث عن على قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت مؤمِّراً أحداً. دون مشورة المؤمنين لأمرت ابن أمّ عَبْدٍ". 567 - حدثنا أبو سعيد حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام،

_ = السنن الأربعة، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى أمره، والجمهور على توهين أمره مع روايتهم لحديثه في الأبواب، هذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه، والظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكاياته، وأما في الحديث النبوي فلا"! وهذا كلام ضعيف أيضاً، فإن الكذب في اللهجة والحكايات ينافي العدالة، ويضع حديث الكاذب موضع الشك، ثم ما أظن أن الشعبي أراد هذا، وأما ما نقل عن النسائي ففيه تساهل، فإن النسائي ضعفه في كتاب الضعفاء والمتروكين، قال: "حارث بن عبد الله الأعور: ليس بالقوي" وقال الحافظ في التهذيب معقباً على الذهبى: "قلت: لم يحتج به النسائي ,وإنما أخرج له في السنن حديثاً واحداً، مقروناً بابن ميسرة، وآخر في اليوم والليلة متابعة، هذا جميع ما له عنده". (566) إسناده ضعيف جداً، كالذي قبله، والحديث رواه الترمذي 4/ 348 وقال: "هذا حديث إنما نعرفه من حديث الحرث عن عليّ"، وكذلك رواه ابن ماجة1/ 32وابن سعد في الطبقات3/ 1/ 109من طريق الحرث، ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 318 من طريق عاصم بن ضمرة عن على، وصححه، وتعقبه الذهبى بأن عاصماً ضعيف. وعاصم بن ضمرة ثقة، من تكلم فيه فقد بالغ وأخطأ، فالحديث صحيح من طريق عاصم لا الحرث. وسيأتى مراراً، من حديث الحرث 739 و 846 و852. (567) إسناده صحيح، عمرو بن سليم: هو الزرقي، بضم الزاي وفتح الراء، وهو تابعي ثقة، مات سنة 104. أمه: لم يذكرها أحد ممن ألفوا في الصحابة باسمها، بل قالوا "أم عمرو بن سليم" وفي طبقات ابن سعد 5/ 52 أن اسمها "النوار بنت عبد الله بن الحرث بن =

مدنيّ مولى لآل عمر، حدثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عمرو بن سُليم عن أمه قالت: بينما نحن بمنَّى إذا عليّ بن أبي طالب يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن هذه أيام أكل وشرب، فلا يصومها أحد". واتبع الناس على جمله يصرخ بذلك. 568 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن عليّ ورفعه، قال: "من كذَب في حُلْمه كُلَّف عقد شعيرةٍ يوم القيامة". 569 - حدثنا أبو سعيد وحسين بن محمد قالا: حدثنا إسرائيل

_ = جماز" وهي صحابية، والحديث رواه الشافعي في الرسالة 1127 بشرحنا عن عبد العزيز الدراوردي عن ابن الهاد عن عبد الله بن أبي سلمة عن عمرو بن سليم، فزاد في الإسناد "عبد الله بن أبي سلمة" وهو الماجشون، وسيأتي 824 عن قتيبة عن الليث عن ابن الهاد، كذلك، فالظاهر أنه سقط من نسخ المسند، أو هو سهو من سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، والحديث أشار إليه الحافظ في الإصابة 8/ 263 فأثبت في إسناده "عبد الله ابن سلمة". وسعيد بن سلمة: ثقة، روى له مسلم. وأثبت اسم أبيه هنا في ح هـ "مسلمة" وهو خطأ، صححناه من ك ومن المصارد الأخرى، وقوله "فلا يصومها أحد" قال السيوطي في عقود الزبرجد: "كذا وقع في هذه الرواية، والوجه: فلا يصمها، أو فلا يصومنها، ووجه هذه الرواية أن تضم الميم ويكون لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر". والراجح عندي أن هذه لغة جائزة: إجراء المعتل مجرى الصحيح، والشواهد عليه متوافرة يتأولونها. انظر شواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك 11 - 15. (568) إسناده ضعيف، عبد الأعلى: هو ابن عامر الثعلبي، وهو ضعيف، ضعفه أحمد وأبو زرعة وغيرهما، وسبق الكلام عليه 193. أبو عبد الرحمن: هو السلمي، قوله. "ورفعه"، هكذا هو في الأصول الثلاثة بإثبات واو العطف، يريد: أنه حدث بالحديث ورفعه إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، والحديث رواه الترمذي 3/ 250 من طريق سفيان وأبي عوانة كلاهما عن عبد الأعلى بنحوه ورواه الحاكم 4/ 392 وصححه، وتعقبه الذهبي بضعف عبد الأعلى. (569) إسناده ضعيف جداً، من أجل الحرث الأعور.

عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ركعتي الفجر عند الإقامة. 570 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد الواحد بن زياد الثقفي حدثنا عمارةِ بن القعقاع عن الحرث بن يزيد العُكْلِي عن أبي زُرعة عن عبد الله ابن ُنجيّ قال: قال علي: كانت لي ساعةٌ من السحر أدخل فيها على رسول الله، فإن كان قائماً يصلي سبّح بي، فكان ذاك إذنه لي، وإن لم يكن يصلي أَذن لي. 571 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسماعيل بن عُبيد بن أبي كَريمة الحَرّاني حدثنا محمد بن سَلَمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أُنيسة عن الزهريّ عن عليّ بن حسين عن أبيه قال: سمعت عليّا يقول: أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا نائم وفاطمة، وذلك من السَّحَر، حتى قام على الباب،

_ (570) إسناده ضعيف، عبد الله بن نجيّ، بالتصغير، بن سلمة الحضرمي: ثقة، وثقه النسائي وابن حبان، ولكنه لم يسمع من علي، بينه وبينه أبوه، كما جزم بذلك ابن معين، فهذا منقطع، ورواه النسائي1/ 178من طريق المغيرة عن الحرث العكلي بنحوه، ولكن فيه "تنحنح"، وعنوان الباب فيه "التنحنح في الصلاة"، وكذلك رواه ابن ماجة2/ 208، ورواه النسائي أيضاً بعد ذلك من طريق شرحبيل بن مدرك، وهو ثقة، "عن عبد الله بن نجي عن أبيه قال: قال لي علي" فدل هذا على انقطاع الإسناد هنا، وعلى صحة الحديث بالإسناد الموصول، وسيأتي مختصراً من طريق على بن مدرك عن أبي زرعة عن عبد لله بن نجي عن أبيه عن على 632، وسيأتي مفصلا من طريق شرحبيل بن مدرك عن ابن نجي عن أبيه عن على 647. (571) إسناده صحيح، إسماعيل بن عبيد بن اُي كريمة: ثقة. محمد بن سلمة بن عبد الله الباهلي الحراني: ثقة فاضل عالم. أبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحراني مولى بنى أمية، وهو خال محمد بن سلمة، وهو ثقة. زيد بن أبي أنيسة الجزري الرهاوي: ثقة كثير الحديث فقيه راوية للعلم، وهذا الحديث من زيادات عبد الله وسيأتي من زياداته أيضاً 575، وسيأتي من رواية أحمد 705 و 900 و901، وانظر تفسير ابن كثير 5/ 300.

فقال: "ألا تصلون؟ " فقلت مجيباً له: يا رسول الله، إنما نفوسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا، قال: فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يرجع إلى الكلام، فسمعته حين وَلى يقول، وضرب بيده على فخذه: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}. 572 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحق عن الحرث عن عليّ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهلُه يغتسلون من إناء واحد. 573 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا سماك عن حَنش عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فانتهينا إلىَ قوم قد بنوا زُبْيَةً للأسد، فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل، فتعلق بآخر، تم تعلق رجل بآخر، حتى صاروا فيها أربعة، فجرحهم الأسد، فانتدَب له رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم، فقاموا أولياء الأول إلى أولياء الآخر فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم عليّ على تَفيئة ذلك، فقال: تريدون أن

_ (572) إسناده ضعيف جدًا، من أجل الحرث الأعور. كتب اسمه هنا في ح "الحارثة" وهو خطأ. (573) إسناده صحيح، حنش: هو ابن المعتمر الكنابي: وثقه أبو داود والعجلي، وقال البخاري: "يتكلمون في حديثه" وقال النسائي: "ليس بالقوي"، والحديث في مجمع الزوائد 6/ 287 وذكر الذهبي في الميزان 1/ 291 أن البخاري أورد هذا الحديث في الضعفاء، والظاهر أنه يريد كتاب الضعفاء الكبير، فإنه لم يذكره في الضعفاء الصغير في ترجمة حنش: الزبية: حفيرة تحفر للأسد والصيد ويغطي رأسها بما يسترها ليقع فيها. على تفيئة ذلك: أي على أثره. "وإلا حجز بعضكم عن بعض" هذا هو الثابت في ك ح، وهو صواب، وفي هـ "والا حجز بعضكم على بعض" بالزاي مع "على" وهو تصحيف، وفي المنتقى 3994 ومجمع الزوائد "حجر" بالراء مع "على" وله وجه. "حفروا" في ح "حضروا" وهو خطأ، صححناه من ك.

تَقاتَلوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي؟! إني أقضي بينكم قضاءً إن رضيتم فهو القضاء، وإلا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فيكون. هو الذي يقضي بينكم، فمن عَدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل الذين حفروا البئر رِبُع الدية وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملةً، فللأول الربع، لأنه هلك من فوقه، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، فأبوا أن يرضوا. فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عند مقام إبراهيم، فقصوا عليه القصة، فقال: أ"نا أقضي بينكم"، واحتبى، فقال رجل من القوم: إن عليّا قضى فينا، فقصوا عليه القصة، فأجازه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 574 - حدثنا بهز حدثنا حماد أنبأنا سماك عن حَنش أن عليّا قال: وللرابع الدية كاملةً. 575 - [قال عبد الله بن أحمد]: كتب إلي قتيبة بن سعيد: كتبتُ إليك بخطي وختمت الكتاب بخاتمي، يذكر أن الليث بن سعد حدثهم عن عُقَيل عن الزهري عن علي بن الحسين أن الحسين بن علي حدثه عن علي بن أبي طالب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة، فقال: "ألا تصلون؟ " فقلت: يارسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا أشاء أن يبعثنا بعثنا، وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قلت له ذلك، ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول: " {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} ". 576 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني نصر بن عليّ الأزدي

_ (574) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله وفيه تتميم له، لأن الرواية السابقة لم يذكر فيها دية الرابع، فذكرت في هذه، ورواية بهز عن حماد عن سماك هذه ستأتي مطولة في 1309 وسيأتي الحديث أيضاً مختصراً من رواية وكيع عن حماد عن سماك في 1063. (575) إسناده صحيح، وهو مكرر 571، وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، وسيأتي مطولا من أصل المسند 703. (576) إسناده حسن، علي بن جعفر: لم يذكره أحد بجرح ولا توثيق. أخوه موسى: هو موسى =

أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي حدثني أخي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد حسن وحسين فقال: "من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة". 577 - حدثنا حسن بِن موسى حدثنا ابن لَهيعة حدثنا عبد الله بنُ هُبَيرة السبأي عن عبد الله بن زُرَير الغافقي عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها". 578 - حدثنا حسن وأبو سعيد موليِ بني هشام قالا: حدثنا ابن لَهيعة حدثنا عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن زرير أنه قال: دخلِت على علي ابن أبي طالب، قال حسن: يوم الأضحى، فقرَّب إلينا خزيرة، فقلت:

_ = الكاظم، والحديث رواه الترمذي: 4/ 331 - 332 عن نصر بن على الأزدي الجهضمي الذي رواه عنه عبد الله بن أحمد هنا، وقال: "حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه"، والتحسين ثابت في بعض نسخ الترمذي دون بعض، ولذلك قال الذهبي في الميزان 2/ 220 في ترجمة علي بن جعفر: "ما هو من شرط كتابي، لأنى ما رأيت أحداً لينه، نعم، ولا من وثقه، لكن حديثه منكر جداً، ما صححه الترمذي ولا حسنه". ثم ساقه الذهبى بإسناده إلى نصر بن علي الجهضمي، وفى التهذيب 10/ 430 في ترجمة نصر: "قال أبو على بن الصواف عن عبد الله بن أحمد: لما حدث نصر بن علي بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط! فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا من أهل السنة، فلم يزل به حتى تركه". (577) إسناده صحيح، عبد الله بن هبيرة السبإيّ الحضرمي المصري: ثقة معروف، "السبإي" بفتح السين المهملة والباء الموحدة وبالهمزة من غير مد، نسبة إلى "سبأ"، وفى ح "عبيد الله" وهذا خطأ. عبد الله بن زرير، بالتصغير، الغافقي المصري: تابعي ثقة، والحديث في مجمع الزوائد 4/ 263 ونسبة أيضاً لأبي يعلى والبزار. (578) إسناده صحيح، "مولى بنى هاشم" كتب في ح "موسى بن هاشم" وهو خطأ، والحديث =

أصلحك الله، لو قربت إلينا مِن هذا البطّ، يعني الوَزّ، فإن الله عز وجل قد أكثر الخير، فقال: يا ابن زُرَير، إنما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان، قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس". 579 - حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن مغيرة عن أم موسى عن علي قال: ما رمدت منذ تَفَل النبي - صلى الله عليه وسلم - في عيني. 580 - حدثنا محمد بن فُضيل حدثنا مُطَرَّف عن أبي إسحق عن عاصم عنِ علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر في أول الليل وفي وسطه وفى آخره، ثم ثبت له الوتر في آخره. 581 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى أبو إبراهيم التَّرْجُماني حدثنا الفرج بن فَضالة عن [محمد بن]، عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين عن حسين عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تديموا النظر إلى المجذَّمين، وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قِيد رُمْحٍ.

_ =في مجمع الزوائد 5/ 231 وتاريخ ابن كثير 8/ 3 الخزيرة، بفتح الخاء المعجمة وكسر الزاي: لحم يقطع صغاراً ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرَّ عليه الدقيق، الوز: بفتح الواو وتشديد الزاي، وهي عربية صحيحة، ويقال فيها "إوز" أيضًا بزيادة همزة مكسورة في أولها. (579) إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن مقسم الضبى. أم موسى: هي سرية علي، سبق الكلام عليها 522. (580) إسناده صحيح، مطرف: هو ابن طريف الحارثي، وهو ثقة. أبو إسحق: هو السبيعي، عاصم: هو ابن ضمرة السلولي، وهو ثقة، سبق الكلام عليه 566. (581) إسناده ضعيف، الفرج بن فضالة: ضعيف، قال البخاري في التاريخ الكبير 4/ 1/ 134: "منكر الحديث" وكذلك قال مسلم. أبو إبراهيم الترجماني: هو إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، سبق الكلام عليه 530. محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان: هو - المعروف بالديباج لحسنه، وكان ثقة كثير الحديث عالماً، قتله المنصور سنة 145، وأمه =

582 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر الْمُقَدَّمي حدثنا هرون بن مسلم حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن محمد ابن علِي عن أبيه عن علي قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ياعلي، أسبغ الوضوء، وإن شق عليك، ولا تأكل الصدقة، ولا تُنْزِ الحمير على الخيل، ولا تجالس أصحاب النجوم". 583 - حدثنا محمد بن فُضيل عن الأعمش عن عبد الملك بن

_ = فاطمة بنت الحسين بن على بن أبي طالب: تابعية ثقة، "تزوجها ابن عمها حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب: فولدت له عبد الله وإبراهيم وحسنًا وزينب، ثم مات عنها فخلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، زوجها إياه ابنها عبد الله بن حسن بأمرها" كما- قال ابن سعد: 8/ 347 - 348، فهذا هو الصواب في الإسناد: "الفرج ابن فضالة عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان"، ولكن الذي في النسخ الثلاث: الفرج بن فضالة عن عبد الله بن عمرو بن عثمان"، وهو خطأ، لأن عبد الله بن عمرو ابن عثمان هو زوج فاطمة بنت الحسين لا ابنها، وقد مات قديماً بمصر سنة 96، فلذلك صححنا الإسناد فزدنا [محمد بن]، لأن الخطأ ظاهر أنه من الناسخين، لا من أصل الكتاب. والحديث في مجمع الزوائد 5/ 100 - 101 وقال: "وفيه الفرج بن فضالة، وثقه أحمد وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات، إن لم يكن سقط من الإسناد أحد"، فيظهر لي أن الحافظ الهيثمي اشتبه في الإسناد حين وجده "الفرج بن فضالة عن عبد الله بن عمرو بن عثمان" وحق له أن يظن سقوط أحد منه، ولكنه لم يحقق أن عبد الله هو زوج فاطمة لا ابنها، وأن الخطأ من الناسخين، كما بينا. (582) إسناده ضعيف، لانقطاعه. محمد بن علي: هو الباقر، بن على زين العابدين، بن الحسين ابن علي بن أبي طابى، وهو ثقة. أبوه زين العابدين: لم يدرك على بن أبي طالب جده، فروايته عنه مرسلة. هرون بن مسلم: هو صاحب الحناء أبو الحسين العجلي، وثقه الحاكم وابن حبان وابن خزيمة، وترجم له البخاري في الكبير 4/ 2/224 فلم يذكر فيه جرحًا. وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله. (583) إسناده صحيح، النزال بن سبرة: تابعي ثقة من كبار التابعين، اختلف في أنه صحابي.

ميسَرة عن النَزّال بن سَبْرَة قال: أُتي عليّ بكوز من ماء وهو في الرَّحْبة، فأخذ كفَّا من ماء، فمضمض واستنشق، ومسح وجهه وذراعيه ورأسه، ثم شرب وهو قائم، ثم قال: هذا وضوء من لم يحْدث، هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل. 584 - حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن حَبيب عن ثعلبة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب علىّ متعمدا" فليتبوّأ مقعده من النار". 585 - حدثنا محمد بن فُضيل حدثنا المغيرة عن أم موسى عن على قال: كان آخر كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاةَ الصلاةَ، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم". 586 - حدثنا محمد بن فُضيل عن عاصم بن كُليب عن أبى بردة بن أبي موسى عن أبي موسى عن عليّ قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أجعل خاتمي في هذه السبّاحة أو التي تليها. 587 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا معمر أنبأنا الزهريّ عن أبي عُبيد مولى عبد الرحمن بن عوف قال: ثم شهدتُ علىّ بن أبى طالب بعد

_ (584) إسناده صحيح، حبيب: هو ابن أبى ثابت. ثعلبة: هو ابن يزيد الحماني الكوفي، وثقه النسائي، وقال ابن عدي: "لم أر له حديثاً منكراً في مقدار ما يرويه". وقال البخاري في الكبير1/ 2/ 174: "فيه نظر" ثم ذكر له حديثاً آخر وقال: "لايتابع عليه"، وذكره ابن حبان في الثقات، فهذا حاله أن يقبل حديثه ويصح، إلا أن يروي حديثاً لا يتابع عليه فيردّ ذاك الحديث وحده. (585) إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن مقسم الضبي. أم موسى: هي سرية علي، كما مضى في 579. (586) إسناده صحيح، وانظر 863. (587) إسناده صحيح، وانظر 510.

ذلك، يوم عيد، بدأ بالصلاة قبل الخطبة، وصلى بلا أذان ولا إقامة، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يمسك أحد من نسكه شيئاً فوق ثلاثة أيام. 588 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا سُريج بن يونس حدثنا علي بن هاشم، يعني البَرِيد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن عمر ابن علي بن حسين عن أبيه عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خَيّر نساءه الدنيا والآخرة، ولم يخيّرهن الطلاق. 589 - [قال عبد الله بن أحمد]: وحدثناه يحيى بن أيوب حدثنا علي بن هاشم ابن البَريد، فذكر مثله، وقال خَيّر نساءه بين الدنيا والآخرة، ولم يخيّرهن الطلاق.

_ (588) إسناده ضعيف جداً، ثم هو منقطع. محمد بن عبيد الله أبي رافع، قال البخاري في الكبير. 1/ 1/ 171: "منكر الحديث، قال ابن معين: ليس بشيء"، وضعفه غيرهما أيضًا، ووقع في الأصول الثلاثة هنا "محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع"، فزيادة: "علي" في نسبه خطأ، لأنه معروف النسب، وأبوه "عبيد الله بن أبي رافع" تابعي معروف، وجده "أبو رافع" هو مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فزيادة "علي" في هذا النسب خطأ لا شك فيه، فلذلك حذفناها. علي بن هاشم ابن البريد: ثقة، وثقه ابن معين وابن المديني وغيرهما. عمر ابن علي بن حسين: ثقة، ولكن انقطاع الحديث لأن أباه زين العابدين لم يدرك جده علي بن أبى طابى، كما مضى 582. والحديث في تفسير ابن كثير6/ 542وقال: "وهذا منقطع". وقد وقع فيه اسم "محمد بن عبيد الله بن أبي رافع" على الخطأ، كما في نسخ المسند، فدل على أنه خطأ قديم من الناسخين، وفى ابن كثير خطأ آخر "عثمان بن علي بن الحسين" وصوابه كما هنا "عمر بن علي بن الحسين" وليس في أولاد زين العابدين على بن الحسين من يسمى "عثمان"، انظر طبقات ابن سعد 5/ 156، ثم إن هذا الحديث خطأ يخالف الأحاديث الصحاح: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير أزواجه الطلاق فاخترن الله ورسوله، رضي الله عنهن. (589) إسناده ضعيف جداً، وهو مكرر ما قبله، وهما من زيادات عبد الله بن أحمد.

590 - حدثنا أبو يوسف المؤدِّب يعقوب جارُنا حدثنا إبراهيم بن سعد عن عبد العزيز بن المطلب عن عبد الرحمن بن الحرث عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من قُتل دون ماله فهو شهيد". 591 - حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي

_ (590) إسناده صحيح، أبو يوسف المؤدب، جار الإمام أحمد: هو يعقوب بن عيسى بن ماهان، مروزي الأصل، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 14: 271 - 272. عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: "صالح"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، ولي قضاء المدينة في زمن المنصور ثم المهدي، وولي قضاء مكة، ووصفه الزبير بن بكار بالجود والمعرفة بالقضاء والحكم. عبد الرحمن: هو ابن الحرث بن عبد الله بن عياش، وهو ثقة، من أهل العلم. زيد ابن علي بن الحسين: هو الذي ينسب إليه الزيدية، وهو ثقة، وكان يبرأ من الرافضة. والظاهر من هذا الإسناد أن الحديث من مسند الحسين بن على، لا من مسند أبيه على بن أبي طالب، لأن زيداً يرويه عن أبيه علي زين العابدين، عن جده وهو الحسين بن على، وكذلك شرح به في مجمع الزوائد 6: 244 فجعله من حديث الحسين بن علي، وقال: "رجاله ثقات". والحديث رواه الخطب في ترجمة أبي يوسف المؤدب من طريق المسند، وأضاف إليه طرقاً أخرى تجتمع كلها إلى أبي يوسف هذا. (591) إسناده صحيح، محمد بن أبي عدي، وهو محمد بن إبراهيم القسملي البصري، وهو ثقة. سعيد: هو ابن أبي عروبة. أبو حسان: هو الأعرج، ويقال الأجرد أيضاً، واسمه "مسلم ابن عبد الله"، بصري تابعي ثقة. عبيدة، بفتح العين: هو السلمانى المرادي، كوفي تابعي ثقة مخضرم، أسلم قبل وفاة رسول الله بسنتين ولم يلقه. آبت الشمس: في النهاية: "أي غربت، من الأوب: الرجوع، لأنها ترجع بالغروب بلى الموضع الذي طلعت منه، ولو استعمل ذلك في طلوعها لكن وجهَاً، لكنه لم يستعمل". والحديث نسبه ابن كثير في التفسير 1: 578 للشيخين وأبي داود والترمذي والنسائى وغير واحد من أصحاب المساند والسنن والصحاح عن عبيدة عن علي.

حسان عن عَبيدة عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب "ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً كَمَا شغلونا عن الصلاة حتى آبت الشمس". 592 - حدثنا سفيان عن الزهري عن الحسن وعبد الله ابني محمد ابن علي عن أبيهما، وكان حسنٌ أرضاهما في أنفسنا، أن عليا قال لابن عباس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر. 593 - حدثنا سفيان عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقسم بُدْنَه، أقوم عليها، وأن أقسم جلودها وجلالها، وأمرني أن لا أعطي الجازر منها شيئاً، وقال: نحن نعطيه من عندنا. 594 - حدثنا سفيان عنِ أبي إسحق عن زيد بن أُثَيْع رجل من هَمْدان: سألنا عليًّا: بأي شيء بُعثْت؟ يعنى يوم بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر في الحجة، قال: بعثت بأربع: "لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد فعهده إلى مدته، ولا يحج المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا".

_ (592) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، الحسن بن محمد بن علي: يكنى أبا محمد، وهو ثقة من ظرفاء بني هاشم وأهل الفضل منهم. أخوه عبد الله: يكنى أبا هاشم، وهو ثقة أيضاً. أبوهما محمد بن علي بن أبى طالب: هو المعروف بابن الحنفية، وهي أمه، واسمها "خولة بنت جعفر بن قيس" من بنى حنفية، وهو تابعي ثقة. (593) إسناده صحيح، عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. والحديث رواه أيضاً الشيخان، وهو في المنتقى 2753. وسيأتى مختصراً ومطولا 897 و 1002 و 1003 وانظر 2359 في مسند ابن عباس. (594) إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي. وقد مضى الحديث بمعناه مطولا برقم 4 عن زيد بن يثيع عن أبى بكر. ونقله ابن كثير4/ 112عن المسند.

595 - حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الحرث عن علي: قضى محمد - صلى الله عليه وسلم - أن الدَّيْن قبل الوصية، وأنتم تقرؤون الوصيةَ قبل الدَّيْن، وأن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العَلات. 596 - حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا أعطيكم وأدعُ أهل الصُّفة تَلَوَّ ى بطونهم من الجوع"، وقال مرة: "لا أُخْدِمكما وأدع أهل الصفة تَطْوَى".

_ (595) إسناده ضعيف، من أجل الحرث الأعور. وسفيان هنا هو ابن عيينة وسيأتي الحديث أيضا عن وكيع عن سفياد الثوري عن أبي إسحاق 1091. ورواه الترمذي مطولا ومختصرَاً 4: 179، 190 وقال: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحق عن الحرث عن علي، وقد تكلم بعض أهل العلم في الحرث. والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم ". ونسبه ابن كثير في التفسير أيضاً لابن ماجة 2: 368 وقال في شأن الحرث: "لكن كان حافظاً للفرائض معتنياً بها وبالحساب". وقال ابن كثير أيضاً: "أجمع العلماء من السلف والخلف على أن الدين مقدم على الوصية، وذلك عند إمعان النظر يفهم من فحوى الآية الكريمة". أعيان بني الأم: هم الإخوة لأب واحد وأم واحدة، مأخوذ من عين الشىء وهو النفيس منه. بنو العلات، بفتح العين: هم الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد. يريد أنهم إذا اجتمعوا توارث الإخوة الأشقاء دون الإخوة لأب. (596) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. عطاء بن السائب: ثقة، قال أحمد:"ثقة ثقة رجل صالح"، وقد اختلط في آخر عمره، فاضطرب في بعض حديثه, واتفقوا على أن سماع من سمع منه قديماً سماع صحيح، ومن هؤلاء سفيان بن عيينة، كما نقل في التهذيب 7: 206 - 207 أبوه السائب بن مالك: تابعي ثقة. لا أخدمكما: أي لا أعطيكما خادما، يخاطب عليا وفاطمة، إذ جاءت تشكو إليه ما تلقى من مشقة في مهنة بيتها. تطوى: يقال "طوي من الجوع يطوَى طوَى فهو طاوٍ" أي خالي البطن جائع لم يأكل. والحديث مختصر من حديث مطول سيأتي 838.

597 - حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي زياد القَطْواني حدثنا زيد بن الحُباب أخبرني حرب أبو سفيان المنْقَرِيّ حدثنا محمد بن على أبو جعفر حدثنا عمى عن أبيه: أنه رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يسعى بين الصفا والمروة في المسعى كاشفاً عن ثوبه قد بَلَغ إلى ركبتيه. 598 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو كُريب محمد بن

_ (597) إسناده صحيح، ولكن فيه شيء من الغلط. أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي زياد القطواني: هو عبد الله بن الحكم بن أبي زياد، وهو ثقة، مات سنة 255 أو بعدها بقليل. زيد بن الحباب، بضم الحاء وتخفيف الباء، العكلي الكوفي: ثقة، تُكُلَّم فيه بغير حجة. حرب أبو سفيان: هو حرب بن سريج بن المنذر، وثقه ابن معين، وقال أحمد: "ليس به بأس". محمد بن على بن الحسين: هو أبو جعفر الباقر. عمه: الظاهر أنه يريد به عم أبيه، محمد ابن على بن أبي طالب، وهو ابن الحنفية، لأن الحديث حديث على بن أبي طالب. "القطواني": بفتح القاف وسكون الطاء، نسبة إلى "قطوان" موضع بالكوفة، وفي ح "العطواني" وهو خطأ. "حدثنى عمى عن أبيه" في ح هـ "حدثنى عمي عن أبي" وهو خطأ، صححناه من ك. وهذا الحديث في نسخ المسند الثلاث من حديث الإمام أحمد عن أبي عبد الرحمن القطواني، والراجح عندي أنه خطأ، وأنه من زيادات عبد الله بن أحمد، أولا: لأن الهيثمي ذكره في مجمع الزوائد 247:3 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد والبزار ورواته ثقات"، وثانياً: لأن القطواني متأخر الوفاة عن أحمد، وبعيد أن يروي عنه ويثبت روايته في المسند لغير فائدة خاصة، وهو يرويه عن زيد بن الحباب، وزيد من شيوخ أحمد، وثالثاً: لأن ابن الجوزي لم يذكره في الشيوخ الذين روى عنهم أحمد وإن كانوا من أقرانه. والذي رجّح عندي أن أبا جعفر الباقر يريد بقوله "عمى" عم أبيه: أن الهيثمي ذكر الحديث لعلي ابن أبي طالب، فلو كان المراد عم الباقر نفسه لكان مجهولا غير معروف، ولكان الحديث عن الحسين بن علي بن أبي طالب. والله أعلم. وسيأتي حديث آخر 1130 يرويه عبد الله ابن أحمد عن عبد الله بن أبي زياد. (598) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن أيوب: هوالغافقي المصري، وهو ثقة. عبيد الله بن زحر، بفتح الزاي وسكون الحاء: صدوق يخطئ, وثقه بعضهم وضعفه آخرون، وقال البخاري: =

العلاء حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَخْرٍ عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أُمامة قال: قال علي: كنت آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأستأذن، فإن كان في صلاة سَّبح، وإن كان في غير صلاة أذن لي. 599 - حدثنا سفيان عن مطرف عن الشعبي عن أبي جُحَيْفَة قال: سألنا عليَّا: هل عندكم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء بعد القرآن؟ قال: لا والذي فَلَق اَلحبّة وبَرأ النسَمَة، إلا فهم يؤتيه الله عز وجل رجلاً في القرآن، أو ما في الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العَقْل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر.

_ = "مقارب الحديث ولكن الشأن في علي بن يزيد". علي بن يزيد: هو الألهاني، بفتح الهمزة وسكون اللام، وهو ضعيف جداً، قال البخاري: "منكر الحديث ضعيف". القاسم: هو ابن عبد الرحمن الشامي أبو عبد الرحمن، اختُلِف فيه، والحق أنه ثقة، وأن الضعف في بعض حديثه إنما يجيء من الرواة عنه، وفي التهذيب 7: 13 في ترجمة عبيد الله بن زحر: "قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، فإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات! وإذا اجتمع في إسناده خبر عبيد الله بن زحر وعلى بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم! انتهى، وليس في الثلاثة من اتهم إلا علي بن يزيد، وأما الآخران فهما في الأصل صدوقان وإن كانا يخطئان". وهذا الحديث من زيادات عبد الله ابن أحمد. وأما متنه فقد سبق معناه بإسناد آخر 570. إسناده صحيح، مطرف: هو ابن طريف الحارثي. أبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي، بضم السين وتخفيف الواو، وهو الذي سماه عليّ "وهب الخير". العقل: الدية. الفكاك، بفتح الفاء وكسرها: ما فك به. والحديث رواه البخاري مرتين من طريق سفيان بن عيينة (12: 217، 230 من الفتح) وفي المنتقى 3906 أنه رواه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي. "إلا فهم" هكذا ثبت بالرفع في النسخ الثلاث، وفي البخاري "إلا فهماً" بالنصب، وهي نسخة أخرى في المسند ثابتة في ك، ولذلك أثبتنا الضبطين. وانظر615و782 و959.

600 - حدثنا سفيان عن عمرو قال: أخبرني حسن بن محمد بن علي أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، وقال مرة: أن عبيد الله بن أبي رافع أخبره أنه سمع عليَّا يقول: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد، فقال: "انطلقوا حتىِ تأتوا رَوْضة خاخ، فإن بها ظَعِينة معها كتاب، فخذوه منها"، فانطلقنا تَعادى بنا خيلنا، حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظَّعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب! قلنا: لَتُخْرجنَّ الكتاب أو لَنَقْلِبَنَّ الثياب، قال: فَأَخْرَجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكَتاب فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بَلْتَعَةَ إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا حاطب، ما هذا؟ "قال: لا تعِجل علي، إني كنت امرأ مُلْصَقا في قرِيش ولم أكن من أنفسها، وكان من كان معك من المهاجرين لهم قَرابات َيحْمُون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يَدًا يحمون يها قرابتي، وما فعلتُ

_ (600) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. حسن بن محمد بن على: هو ابن محمد بن الحنفية، سبق الكلام عليه في 592. وفي الأصول الثلاثة هنا "حسين بن محمد بن علي"، وهو خطأ، فليس في الرواة من يسمى بهذا، وليس لمحمد بن الحنفية ابن يدعى "الحسين" وانظر طبقات ابن سعد 5: 67، فلذلك لم نتردد في تصحيحه، خصوصَاً وأن الحديث رواه البخاري (6: 100 و7: 400 و 8: 486 من الفتح) ومسلم 262:2 من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد بن علي، ورواه البخاري أيضاً (7: 237 و 11: 39 و 12: 271) ومسلم 2: 262 - 263 من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن علي. وفي ذخائر المواريث 5385 أنه رواه أيضاً أبو داود والترمذي. روضة خاخ، بخاءين معجمتين: بقرب حمراء الأسد من المدينة. حاطب بن أبي بلتعة: هو من بني راشدة من لخم، وكان حليفَاً للزبير بن العوام من بنى أسد بن عبد العزى، ولذلك قال: "إني كنت امرأ ملصقاً في قريش ولم أكن من أنفسها". وانظر 827 و 1083 و 1090.

ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنه قد صدَقكم"، فقال عمر: دَعْني أضرب عنق هذا المنافق، فقال: "إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". 601 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني حجاج بن يوسف الشاعر حدثنا يحيى بن جماد حدثنا أبو عَوانة عن عطاء بن السائب عن موسى بن سالم أبي جَهْضَم أن أبا جعفر حدثه عن أبيه: أن عليا حدثهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهاني عن ثلاثة، قال فما أدري له خاصة أم للناس عامة: نهاني عن القَسِّيّ والِميثَرة، وأن أقرأ وأنا راكع. 602 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني وهب بن بَقِيَّة الواسطي

_ (601) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن رواية زين العابدين علي بن الحسين عن جده علي بن أبي طالب مرسلة، لم يدرك جده، فقوله "أن علياً حدثهم" الظاهر أنه يريد به حدث الناس الذين سمعوا منه والذين حدثوه عنه، لا أنه حدثه هو! ولعل هذا مما خلط فيه عطاء بن السائب، وقد سبق الكلام عليه 596، فإن أبا عوانة سمع منه في الصحيح والاختلاط جميعاً. موسى ابن سالم أبو جهضم: هو مولى آل العباس, وهو ثقة. وفى ح "بن جهضم" وهو خطأ صوابه "أبي جهضم" كما في هـ ك. أبو جعفر: هو الباقر محمد بن علي بن الحسين. القسي، بفتح القاف وكسر السين المشددة وآخره ياء مشددة: هي ثياب من كتان مخلوط بحرير، يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطىء البحر قريب من تنيس، يقال لها القس. الميثرة: من مراكب العجم تعمل من حرير أو ديباج. وسيأتي الحديث مطولا بإسناد آخر 710 وانظر 181. وانظر أيضاً المنتقى 703 وذخائر المواريث 5365. (602) إسناده صحيح، عمر بن يونس اليمامي: ثقة ثبت. وفى ح "عمرو بن يونس" وهو خطأ. عبد الله بن عمر اليمامي: يقال له أيضاً عبد الله بن محمد، وعرف بابن الرومي، وثقه ابن حبان وغيره، وروى له مسلم وسماه "عبد الله بن محمد". وانظر التهذيب 6: 21 - 22 والتعجيل 0230 الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبي طالب: ثقة، روى عنه مالك =

حدثنا عمر بن يونس، يعني اليمامي، عن عبد الله بن عمر اليمامي عن الحسن بن زيد حدثني أبي عن أبيه عن علي قال: كنت عند النبى - صلى الله عليه وسلم - فأقبل أبو بكر وعمر، فقال "يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين". 603 - أنبأنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن أبيه عن رجل سمع عليا يقول: أردتُ أن أخطب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنتَه، فقلت: ما لي من شيء، فكيف؟! ثم ذكرتُ صلتَه وعائدته، فخطبتها إليه، فقال "هل لك من شيء؟ " فقلت: لا، قال "فَأين درعك الحُطَمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ " قال: هي عندى، قال "فأعطها"، قال: فأعطيتها إياه. 604 - حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي: أن فاطمة أتت النبى - صلى الله عليه وسلم - تستخدمه، فقال: "ألا أدُلكِ

_ = وغيره، وأخطأ من صعفه، وهو والد السيدة نفيسة. أبوه زيد بن الحسن: ثقة، مات في حدود سنة 120 عن 90 سنة. والحديث رواه أيضاً الترمذي 4: 310 وابن ماجة1: 25 - 26 بإسنادين آخرين ضعيفين. وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (603) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الذي سمع عليا. ابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار الثقفي، وهو ثقة، أبوه يسار: تابعي مكي ثقة، قال أحمد: "ابن أبي نجيح ثقة، وكان أبوه من خيار عباد الله". والحديث في مجمع الزوائد 282:4 - 283 وقال: "فيه رجل لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح". الحطمية، بضم الحاء وفتح الطاء: وهي التى تحطم السيوف، أي تكسرها، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم حطمة بن محارب، كانوا يعملون الدروع، وهذا أشبه الأقوال، قاله في النهاية. في ح "قال فأعطها إياه "بحذف"قال: فأعطتها" والتصحيح من ك. "إياه" يعني الدرع، وهي تذكر وتؤنث. (604) إسناده صحيح، عبيد الله بن أبي يزيد المكي، ثقة كثير الحديث، وانظر 596. 740، 838.

على ماهو خير لك من ذلك؟ تسبحين ثلاثا وثلاثين، وتكبرين ثلاثا وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين، أحدها أربعا وثلاثين ". 605 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا داود بن عبد الرحمن حدثنا أبو عبد الله مسلمة الرازي عن أبي عمرو البَجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يحب العبد المؤمن المُفتن التواب". 606 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن عبد الله بن نُمَيْر حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن المنذر عن محمد بن علي عن علي قال: كنت رجلا مَذَّاءً فكنت أستحي أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمكان ابنته، فأمرت المقداد فسأله، فقال: "يغسل ذكره ويتوضأ". 607 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عُقْبة بن مُكَرّم الكوفي

_ (605) إسناده ضعيف جدا، أبو عبد الله مسلمة الرازي: لم أجد له ترجمة، وذكر في التعجيل عرضا في ترجمة أبي عمرو البجلي. أبو عمرو البجلي: في التعجيل 508: "يقال اسمه عبيدة" ثم نقل عن ابن حبان قال: "لا يحل الاحتجاج به". عبد الملك بن سفيان الثقفى: قال في التعجيل 265: "قال الحسيني: مجهول". والحديث في مجمع الزوائد200:10 وقال: "رواه عبد الله وأبو يعلى، وفيه من لم أعرفه". وهو في الجامع الصغير برقم 1870 ونقل المناوي عن الزين العراقي أنه قال: "سنده ضعيف". المفتن، بفتح الثاء المشددة: الذي يفتن ويمتحن بالذنوب. (606) إسناده صحيح. المنذر: هو ابن يعلى الثورى الكوفي، وهو ثقة. وهذا حديث معروف، رواه أصحاب الكتب الستة. وسيأتي الحديث من رواية الإمام أحمد 618 و 1010 و1182. انظر ذخائر المواريث 5302. (607) إسناده صحيح. وهو في الحقيقة إسنادان: فرواه ابن إسحق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، وعن عبيد بن أبى رافع عن أبيه عن علي. وفى ح "عن أبي هريرة عن عبيد الله" =

حدثنا يونس بن بكير حدثنا محمد بن إسحق عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِيّ عن أبي هريرة، وعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن علي قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". 608 - حدثنا أبو بكير بِن عَيّاش حدثنا مغيرة بن مِقْسَم حدثنا الحرث العُكلي عن عبد الله نُجَيّ قال: قال علي: كان لي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدخلان بالليل والنهار، وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلى تنحنح، فأتيته ذات ليلة فقال: "أتدري ما أحدث الملَك الليلة؟ كنت أصلي فسمعت

_ = بحذف الواو، وهو خطأ ظاهر، صححناه من هـ. عقبة بن مكرم الكوفي: ثقة. يونس بن بكير الشيباني الحافظ: ثقة، ضعفه بعضهم بدون حجة. والحديث معروف بأسانيد كثيرة غير هذا، وسيأتي في مسند أبي هريرة مرارا، منها 7335، وهذا الحديث والحديثان قبله من زوائد عبد الله بن أحمد وسيأتي بإسنادين عن أبى هريرة 967 وعن عبيد الله بن أبى رافع عن أبيه عن علي 968 بأطول مما هنا. (608) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عبد الله بن نجي: لم يسمع من علي، وإنما يروي عن أبيه عن علي. كما مضى 570. وهذا الحديث مطول ذاك، ولكن هناك يروي الحرث العكلي عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجي، وهنا يروي الحرث عن عبد الله بن نجي، والحرث يروي عن كليهما، ولكن الحديث واحد، فلعل أبا بكر بن عياش وَهِم في حذف أبى زرعة والحديث أشار إليه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 2/ 121 في ترجمة نجي والد عبد الله، وقد روى النسائي بعضه1: 178 عن محمد بن عبيد، وكذلك ابن ماجة 2: 208 عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أي بكر بن عياش. وانظر 598. أبو بكر ابن عياش: ثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد: "ثقة، وربما غلط"، وقال ابن حبان: "كان من العباد الحفاظ المتقنين، وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه، وذلك أنه لما كبر ساء حفظة، فكان يهم إذا روى، والوهم والخطأ شيئان لا ينفك عنهما البشر، فمن كان لا يَكْثُر ذلك منه فلا يستحق ترك حديثه بعد تقديم عدالته". الخشفة، بفتح الخاء وسكون الشين: الحس والحركة، وقيل هى الصوت، وفتح الشين: الحركة. وقيل هما بمعنى. وانظر 632، 647.

خَشفة في الدار، فخرجت فإذا جبريل عليه السلام"، فقال: ما زلت هذه الليلة انتظرك، إن في بيتك كلبا فلم أستطع الدخول، وإنا لا نَدْخل بيتا فيه كلب ولا جُنُبٌ ولا تمثال. 609 - حدثنا أبو بكر بن عياش حدثنا أبو إسحق عن شريح بن النعِمان الهمداني عن علي بن أبي طالب قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضحى بالمقابَلة أو بمدابَرة أو شرقاء أو خرقاء أو جدعاء. 610 - حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن هلال عن

_ (609) إسناده صحيح. أبو إسحق: هو السبيعي. شريح بن النعمان الهمداني الصائدي: ثقة، و"صائد" بطن من همدان. والحديث رواه الترمذي355:2 وقال: "هذا حديث حسن صحيح، وشريح بن النعمان الصائدي كوفي، وشريح بن الحرث الكندى الكوفي القاضي يكنى أبا أمية، وشريح بن هانىء كوفي، وهانىء له صحبة، وكلهم من أصحاب على في عصر واحد". أقول: وأما سريج بن النعمان الجوهرى اللؤلؤي، فهو بالسين المهملة آخره جيم، وهو متأخر، روى عنه أحمد بن حنبل والبخاري، له في المسند أحاديث، منها 469، 474. والحديث رواه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجة. وصححه ابن حبان والحاكم، انظر بلوغ المرام رقم 1378. المقابلة، بفتح الباء: هي التى يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا كأنه زنمة. المدابرة، بفتح الباء: هو التي قطع من مؤخر أذنها شيء ثم يترك معلقا كأنه زنمة. الشرقاء: المشقوقة الأذن باثنتين، الخرقاء: التي في أذنها ثقب مستدير. الجدعاء: المقطوعة الأذن أو الأنف أو الشفة. (610) إسناده صحيح، منصور: هو ابن العتمر، هلال: هو ابن يساف الأشجعي، وهو ثقة: "يساف" بكسر الياء وتخفيف السين، ويقال "إساف" بقلب الياء همزة. وهب بن الأجدع الهمداني الكوفي: تابعي ثقة، قال البخاري في التاريخ الكبيبر4/ 2/ 163: "سمع عمر وعليا". والحديث رواه النسائي 97:1 من طريق جرير، وأبو داود 491:1 - 492 من طريق شعبة، كلاهما عن منصور. وانظر 101، 106. وسيأتي من طريق الثوري وشعبة عن منصور 1193 وسيأتي من طريق الثوري عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة عن على 1076.

وَهْب بن الأجدع عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يصلَّى بعد العصر إلا أن تكون الشمس بيضاء مرتفعة". 611 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عَجْلاْن حدثنى إبراهيم بن عبد الله بن حُنَين عن أبيه عن ابن عباس عن علي قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ وأنا راكع، وعن خاتم الذهب، وعن القسِّي والمُعَصْفرِ. 612 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن الحكم بن عُتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: جاء أبو موسى إلى الحسن بن علي يعوده، فقال له علي: أعائدا جئتَ أم شامتا؟ قال: لا، بل عائدا، قال: فقال له علي: إن كنتَ جئت عائدا فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافةَ الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غُدْوة صلىَ عليه سبعون ألف مَلَك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح". 613 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا سُوَيْد بن سعيد في سنة

_ (611) إسناده صحيح. ابن عجلان: هو محمد بن عجلان المدني، وهو ثقة مأمون. عبد الله بن حنين، بضم الحاء وفتح النون: هو مولى العباس، ويقال مولى علي، وهو مدني تابعي ثقة. وانظر 601، 710. وسيأتي بإسناده ولفظه في 1004. (612) إسناده صحيح. عبد الرحمن بن أبي ليلى: سمع من علي كما قال ابن معين، والحديث رواه أيضا أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم. وانظر الترغيب والترهيب 4: 162 - 163. وانظر أيضا 702، 754. "خرافة الجنة" بكسر الخاء، قال المنذري "أي في اجتناء ثمر الجنة". (613) إسناده ضعيف. مسلم بن خالد الزنجي: فقيه مكي صدوق، وهو شيخ الشافعي الذي تفقه عليه، ولكنه كثير الوهم والغلط في الرواية، حتى قال البخاري: "منكر الحديث", وقال ابن المديني: "ليس بشيء"، وضعفه النسائي وغيرهم، وذكر الذهبي في الميزان بعض ما أنكر عليه من الحديث وقال: "فهذه الأحاديث ترد بها قوة الرجل ويضعف". انظر التاريخين =

ست وعشرين ومائتين حدثنا مسلم بن خالد الزنجي [قال أبو عبد الرحمن: قلت لسويد: ولم سُمي الزنجي؟ قال: كان شديد السواد]، عن عبد الرحمن إبن الحرث عن زيد بن على بن الحسين عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن على بن أبي طالب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفِة وهو مُرْدِف أسامة بن زيد، فقال: "هذا مَوْقِف، وكل عرفة موقف"، ثم دفع فجعل يسير العَنَق، والناس يَضربون يمينا وشمالا، وهو يلتفت ويقول: "السكينةَ أيها الناس، السكينة أيها الناس، حتى جاء المزدلفةَ، فجمع بين الصِلِاتين، ثم وقف بالمزدلفة فأردف الفضل بن عباس، ثم وقف على قُزحِ، فقال: "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف"، ثم دفع فجعل يسير اْلعَنَق والناس يضربون يمينا وشمالا، وهو يلتفت ويقول: السكينةَ أيها الناس، السكينة أيها الناس"، فلما وقف على مُحَسِّرٍ قرعَ راحلته فخَبَّتْ به حتى خرجت من الوادي، ثم سار مسيرته حتى أتى الجمرة، ثم دخل المنحر، فقال: "هذا المنحر، وكل مِنًى منحر"، فذكر مثل حديث أحمد بن عَبْدة عن المغيرة بن عَبدالرحمن، مثله أو نحوه. 614 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى إسماعيل أبو مَعْمرٍ

_ = للبخاري: الكبير 4/ 1/ 260 والصغير 125. والحديث في ذاته صحيح، سبق 525، 564، وهي رواية أحمد بن عبدة التي أحال عليها عبد الله في آخره. و 562 وهي رواية أبي أحمد الزبيري عن سفيان. (614) إسناده ضعيف. زيد بن جبيرة، بفتح الجيم وكسر الباء، ابن محمود المدني: ضعيف جدا، قال البخاري في التاريخ الصغير 164: "منكر الحديث" وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث جدا. متروك الحديث، لا يكتب حديثه. وقال ابن عبد البر: "أجمعوا على أنه ضعيف". داود بن الحصين: ثقة، تكلم فيه بعضهم بغير حجة. إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر. وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. وانظر 519.

حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن زيد بن جَبيرة عن داود بن الحُصَين عنِ عبيد الله بن أبي رافع عن على قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُبْغِض العرب إلا منافق". 615 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: خطبنا على فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، صحيفة فيها أسنان الإبل وأشياءٍ من الجراحات، فقد كذَب، قال: وفيها: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المدينة حرمٌ ما بين عير إلى ثَوْر، فمن أَحْدَث فيها حَدَثا أوآوى محْدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدْلا ولا صَرْفا، ومن ادعى- إلى غير أبيه أو تَوَلَّى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجِمِعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، وذمة المسلمين واحدة، يسْعى بها أدناهم". 616 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن خَيْثَمة عن سُويد بن

_ (615) إسناده صحيح. يزيد بن شريك التيمي، والد إبراهيم: تابعي ثقة، يقال إنه أدرك الجاهلية. "عير" و"ثور": جبلان، قال ابن الأثير النهاية139:1 "أما عير فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور فالمعروف أنه بمكة، وفيه الغار الذي بات به النبى - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر، وفي رواية قليلة: بين عير وأحد، وأحد بالمدينة، فيكون ثور غلطا من الراوي، وإن كان هو الأشهر في الرواية والأكثر، وقيل: إن عيرا جبل بمكة، ويكون المراد أنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة، أو حرم المدينة تحريما مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة، على حذف المضاف وووصف المصدر المحذوف". وانظر أيضا معجم البلدان 3: 27، 6: 246. الحدث: الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة، الصرف: التوبة، وقيل النافلة. العدل: الفدية. وانظر 599، 782، 959، 976، 1166. (616) إسناده صحيح. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن. سويد بن غفلة، بالغين المعجمة والفاء المفتوحتين: تابعي قديم أدرك الجاهلية، قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفن رسول الله. والحديث ذكر في ذخائر المواريث 5343 أنه رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. وسيأتى 696، 697، 912، 1086، 1345.

غَفَلَة قال: قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا فلأن أخرَّ من السماء أحب إلي منِ أكذب عليه، وإذا حدثتكم عن غيره فإنما أناَ رجل محارب، والحرب خدْعة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يخرج فِي آخر الزمان أقوام أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون مِن قول خير البرِيّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرَهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أَجْرٌ لمن قتلهم يوم القيامة". 617 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم عن شُتَيْر بن شَكَل عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: "شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا"، ثم صلاها بين العشاءين، بين الغرب والعشاء. 618 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن المنذر أبي يعلى عن محمد بن الحنفية عن علي قال: كان رجلا مذاء، فاستحى أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المذي، قال: فقال للمقداد: سل لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المذي، قال: فسأله، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فيه الوضوء". 619 - حدثنا عبد الله بن نُمَيرْ حدثنا حجّاج عن أبي إسحق عن

_ (617) إسناده صحيح. مسلم: هو ابن صُبَيْح الهمداني الكوفي، وهو تابعي ثقة. شتير بن شكل ابن حميد العبسي الكوفي: تابعى ثقة قديم. "صبيح": بالتصغير. "شتير": بضم الشين المعجمة وفتح التاء المثناة الفوقية. "شكل" بالشين المعجمة والكاف المفتوحتين. والحديث مضى معناه 591. (618) إسناده صحيح. المنذر أبو يعلى: هو المنذر بن يعلى، وافقت كنيته اسم أبيه. والحديث سبق بمعناه من زيادات عبد الله 606. (619) إسناده ضعيف، من أجل الحرث الأعور. حجاج: هو ابن أرطاة. أبو إسحق: هو السبيعي. وانظر 611، 710.

الحرث عن علي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقرأ الرجل وهو راكع أو ساجد. 620 - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرِحمن السُّلمي عن علي قال: قلت: يا رسول الله، مالك تَنوق في قريش وتَدَعُنا؟ قال: "وعندكم شيء؟ " قال: قلت: نعم، ابنة حمزة، قال: "إنها لاتحل لي، هي ابنة أخي من الرضاعة". 621 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عُبَيْدة عن أبي عبد الرحمن السّلَمي عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم جالسا وفي يده عود ينكت به، قال: فرفع رأسه فقال: "ما منكم من نفس إلا وقد علِم منزلها من الجنة والنار"، قال: فقالوا: يا رسول الله، فلم نعمل؟ قال:

_ (620) إسناده صحيح. سعد بن عبيدة السلمي: تابعي ثقة، كان زوج ابنة أبي عبد الرحمن السلمي. وفى نسخ المسند "سعيد بن عبيدة" وهو خطأ. أبو عبد الرحمن السلمي: اسمه عبد الله بن حبيب. تنوق: تتنوق، أي تتأنق، وفي اللسان: "تنوق في أموره: تجود وبالغ، مثل تأنق فيه" وفيه أيضا عن الليث: "تنوق فلان في منطقه وملبسه وأموره إذا تجود وبالغ، وتنيق لغة فيمدا وفيه أيضا: "تأنق فلان في الروضة إذا وقع فيها معجبا بها" وفيه عن التهذيب: "وقعت في روضات دمثات اتأنق فيهن، أبو عبيد: قوله أتأنق فيهن: أتتبع محاسنهن وأعجب بهن". فهذا هو المعنى، أي أنه يعجب بنساء قريش فيتخير منهن أزواجه، وأنه يدع بنى هاشم فلا يتزوج إليهم، ولذلك عرض عليه علي ابنة عمه حمزة بن عبد المطلب. وكان حمزة أخا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبى لهب، كما ثبت في الصحيحين، وكان أسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين أو بأربع. والحديث رواه مسلم413:1من طريق أبى معاوية وآخرين عن الأعمش، ورواه أيضا أبو داود والنسائي، كما في ذخائر المورايث 5505. وسيأتي في 770، 931، 1038. (621) إسناده صحيح. "فقالوا: يا رسول الله" في ح "فقال: يا رسولْ الله"، وصححناه من ك هـ. وسيأتي مختصرا ومطولا 1067، 1068، 1110، 1181 , 1348 وقد سبق في 19.

"اعملوا، فكل مُيَسَّر لما خُلق له {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}. 622 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عُبَيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَرِية، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، قال: فلما خرجوا، قال: وجد عليهم في شيء، فقال:-قال لهم: أليس قد أمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تطيعوني؟ قال: قالوا: بلى، قال: فقال: اجمعوا حطبا، ثم دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال: عَزَمْتُ عليكم لَتَدْخُلُنَّها! قال: فهمّ القوم أن يدخلوها،. قال: فقال لهم شابّ منهم: إنما فررتم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النار، فلا تعجلوا حتى تَلْقَوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها، قال: فرجعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه، فقال: لهم "لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف". 623 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن عمرو قال: حدثني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: شهدت جنازة في بني سَلمة، فقمت، فقال لي نافع بن جبير: اجلس، فإني سأخبرك في هذا بثبَتٍ، حدثني مسعود بن الحَكَم الزرَقي أنه سمع على بن أبي طالب برحَبَة

_ (622) إسناده صحيح. وسياتى مختصرا 724، 1065 ومطولا 1018. (623) إسناده صحيح. وانظر 631: 1094، 1167، 1199. محمد بن عمرو: هو محمد ابن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثى. واقد بن عمرو بن سعد: تابعي ثقة. نافع بن جبير: هو نافع بن جبير بن مطعم. مسعود بن الحكم الزرقي: تابعي ثقة مأمون ثبت، ولد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،يعد في جلة التابعين وكبارهم. والحديث رواه مالك في الموطأ 1: 232 عن يحيى بن سعيد عن واقد بن عمرو، يرواه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 2/ 174 - 175 من طرق أخرى تنتهي إلى مسعود بن الحكم. وانظر المنتقى 1887.

الكوفة وهو يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرَنا بالقيام في الجنازة، ثم جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس. 624 - حدثنا إسماعيل عن سعيد بن أبي عَرُوبة عن عبد الله الداناج عن حُضَين أبي ساسان الرقاشي: أنه قدم ناس من أهل الكوفة على عثمان، فأخبروه بما كان من أمر الوليد، أي بشربه الخمر، فكلمه عليّ في ذلك، فقال: دونك ابنَ عمك فأقم عليه الحد، فقال: يا حسنِ، قمِ فاجلده، قالِ: مِا أنت من هذا في شَيء! وَلِّ هذا غيرك! قال: بلِ ضعُفْت ووَهنتَ وعَجزْت، قم يا عبد الله بن جعفر، فجعل عبد الله يضربه ويَعُدُّ علي، حتى بلغ أربعين، ثم قال: أمسك، أو قال: كُفّ، جَلَد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين، وأبو بكر أربعين، وكملها عمر ثمانين، وكُل سُنة. 625 - حدثنا إسماعيل حدثنا محمد بن إسحق حدثني محمد

_ (624) إسناده صحيح. عبد الله الدناج: هو عبد الله بن فيروز البصري، لقبه "الداناج" بفتح الدال والنون وآخره جيم. حضين أبو ساسان: حضين، بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة، ابن المنذر بن الحرث بن وعلة الرقاشي، وكنيته أبو ساسان، وهو تابعي ثقة، قال أبو أحمد العسكري: "كان صاحب راية علي يوم صفين، ثم ولاه اصطخر، وكان من سادات ربيعة، ولا أعرف حضينا بالضاد غيره وغير من ينسب إليه من ولدما. وله خبر طريف في الكامل للمبرد بتحقيقنا 718 - 721. وفى ح "حضين بن ساسان" وهو خطأ، صححناه من ك هـ. والحديث رواه مسلم بأطول من هذا 2: 38 - 39 من طريق سعيد بن أبي عروبة وعبد العزيز بن المختار عن الداناج. وانظر 1184 وسيأتي مطولا 1229. (625) إسناده صحيح. محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة: ثقة. عبيد الله الخولاني: هو عبيد الله ابن الأسود، ويقال ابن الأسد، وهو تابعي ثقة. والحديث رواه أبوداود 43:1 - 45 وقال الخطابي في معالم السنن51:1 "وأما هذا الحديث فقد تكلم الناس فيه، قال أبو عيسى: سألت محمد بن إسماعيل عنه فضعفه، وقال: "ما أدري ما هذا؟! " وليس الحديث في الترمذي، فلعل ما نقله الخطابي عنه في كتاب آخر. وما أدري أنا وجه تضعيف البخاري =

ابن طلحة بن يزيد بن رُكانة عِن عبيد الله الخَوْلاني عن ابن عباس قال: د خل علي علي بيتي، فدعا بوضوء، فجئنا بقَعْبٍ يأخذ المد أو قريبه، حتى وضع بين يديه وقد بال، فقال: يا ابن عباس، ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلتُ: بلى، فداك أبي أمي، قال: فوضِع له إناء، فغسل يديه، ثم مضمض واستنشق واستنثر، ثم أخذ بيديه فصكّ بهما وجهه، وأَلْقَمَ إبهامه ما أقبل من أذنيه، قال: ثم عاد في مثل ذلك ثلاثا، ثم أخذ كفّا من ماء بيده اليمنى فأفرغها على ناصيته، ثم أرسلها تسيل على وجهه، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، ثم يده الأخرى مثل ذلك، ثم مسح برأسه وأذنيه من ظهورهما، ثم أخذ بكفيه من الماء فصكّ بهما على قدميه وفيهما النعل، ثم قلبها بها، ثم على الرِّجْل الأخرى مثل ذلك، قال: فقلت: وفى النعلين؟ قال: وفى النعلين، قلت: وفى النعلين؟ قال: وفي النعلين، قلت: وفى النعلين؟ قال: وفى النعلين. 626 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوِب عن محمد عن عَبيدة عن علي قال: ذَكَر الخوارج فقال: فيهم مُخْدَج اليد، أو مُودَن اليد، أو مُثَذَّن اليد، لولا أن تبطورا لحدثتُكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان

_ = إياه!! محمد بن إسحق: ثقة، وزعم بعضهم أنه مدلس، وقد ارتفعت هذه الشبهة، إن وجدت، بتصريحه في هذا الإسناد بالتحديث، فلا وجه لتضعيف هذا الحديث. القعب، بفتح القاف وسكون العين: القدح الضخم الغليظ الجافي، وقيل: قدح من خشب مقعر. ثم قلبها بها: يعنى ثم قلب رجله بالنعل ليسيل الماء فيعم القدم، فلا يدل هذا الحديث على ما يزعمة الشيعة الإمامية من مسح القدمين دون الخفين. الذي يقول- "قلت وفي النعلين" هو ابن عباس يسأل عليا، ويحتمل أن يكون عبيد الله الخولاني يسأل ابن عباس. إسناده صحيح. محمد: هو ابن سيرين. عبيدة: هو السلماني. مخدج، بضم الميم وسكون الخاء وفتح الدال: ناقص الخلق، من الخداج، وهو النقصان. مودن، بضم الميم وفتح الدال مخففة: أي ناقص اليد صغيرها، يقال "ودنت الشيء وأودنته" إذا نقصته وصغرته. مثدن، =

محمد، قلت: أنت سمعته من محمد؟ قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة. 627 - حدثنا أبومعاوية حدثنا شعبة في عمرو بن مرّة عن عبد الله ابن سَلِمة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقْرِئُنا القرآن ما لم يكن جُنُبا. 628 - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثنا محمد بن عمر ابن على بن أبي طالب عن علي قال: قلت: يا رسول الله، إذا بعثتني أكون كالسِّكًة الُمحْماة، أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: "الشاهد يرى ما لا يرى الغائب". 629 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا منصور قال: سمعت رِبْعِياَّ

_ = بضم الميم وفتح الثاء وتشديد الدال: صغير اليد مجتمعها، والمثدن والمثدون: الناقص الخلق، قاله ابن الأثير. والحديث رواه مسلم 1: 293 - 294. (627) إسناده صحيح. عبد الله بن سلمة، بفتح السين وكسر اللام. المرادي: تابعي ثقة، قال يعقوب بن شيبة: "يعد في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة". وكان قد كبر فربما أخطأ، ولهذا تكلم بعضهم فيه وفي هذا الحديث. وقد رواه أيضا أصحاب السنن، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح" وفصلنا القول فيه في شرحنا له 1: 273 - 275، وصححه أيضا الحاكم ووافقه الذهبى 4: 107، وسيأتي مرارا أيضا 639، 840، 1011، 1123 وسيأتي معناه بإسناد آخر 872. وانظر المنتقى 385، 386. (628) إسناده ضعيف، لانقطاعه. محمد بن عمر بن على بن أبي طالب: ذكره ابن حبان في الثقات، لكن روايته عن جده مرسلة. لم يدركه. السكة: حديدة قد كتب عليها، يضرب عليها الدراهم، وهو منقوشة، فهى طابع يطع به الذهب والفضة ونحوهما. والحديث رواه البخاري في الكبير 1/ 1/ 177 عن أبي نعيم عن يحيى بن سعيد عن سفيان. (629) إسناده صحيح. منصور هو ابن المعتمر. ربعي بن حراش: تابعي ثقة من خيار الناس. "ربعي" بكسر الراء وسكون الباء وكسر العين وتشديد الياء. "حراش" بكسر الحاء وتخفيف الراء وآخره شين معجمة. وانظر 584. وانظر 1000، 1001 فقدكتبنا عن سماع ربعي من على.

قال: سمعت عليا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تكذبوا عليَّ، فإنه من يكذب عليَّ يَلج النار". 630 - حدثنا حسين حدثنا شعبة عن منصورعن ربعي بن حراش قال: سمعت عليا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تكذبوا علي، فإنه من يكذب علي يَلج النار". 631 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا محمد بن اُلمنْكَدر عن مسعود بن الحكم عن علي قال: قد رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فقمنا، وقعد فقعدنا. 632 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثني علي بن مُدْرك عن أبي زُرْعة عن ابن نجَي عن أبيه عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جُنُب ولا صورة ولاكلب". 633 - حدثنا يحيى عن هشامِ حدثنا قتادة عن ُجَريّ بن كلَيب عن علي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُضحى بعَضْباء القَرْن والأذن. ________ (630) إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله. (631) إسناده صحيح. وهو مختصر 623. (632) إسناده صحيح. علي بن مدرك النخعي الكوفي: ثقة، ابن نجي: هو عبد الله بن نجي. أبوه نجي، بالتصغير، الحضرمي الكوفي: تابعى ثقة، كان على مطهرة علي، وكان له عشرة أولاد، قتل منهم سبعة مع علي، وقد مضي الحديث مطولا 608 بإسناده منقطع عن ابن نجي عن علي، وكذلك 570، وذكرنا هناك أن النسائي رواه من طريق شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه عن علي، وشرحبيل بن مدرك هذا ليس أخا على بن مدرك، فإنه جعفي، وعلي نخعي، وكلاهما ثقة. وانظر 647. وسيأتي من طريق شعبة. (633) إسناده صحيح. جري بن كليب السدوسي البصري: ثقة، وفي التاريخ الكبير للبخاري 1/ 2/ 242 - 243: "عن قتادة عن جري بن كليب وكان يثني عليه خيرا". وأشار الحافظ في التهذيب 2: 78 إلى أن هذا الحديث رواه أصحاب السنن الأربعة. وقد مضى حديث في معناه 609.العضباء: المكسورة القرن، قال ابن الأثير في النهاية: "وقد يكون =

634 - حدثنا يحِيى عن سفيان حدثنى سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سُوَيد عن علي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدُّبّاء والُمزَفَّت. [قال أبو عبد الرحمن]: سمعت أبي يقول: ليس بالكوفة عن علي حديث أصح من هذا. 635 - حدثنا يحيى عن مجالد حدثنى عامر عن الحرث عن علي قال: لعنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة: آكل الربا، وموكله وكاتبه، وشاهديه، والحالَّ، والمحلَّل له، ومانع الصدقة، والواشمة، والمستوشمة. 636 - حدثنا يحيى عن الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَرِيّ عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن وأنا حديثُ السن،

_ = العضب في الأذن أيضا، إلا أنه في القرن أكثر". "جري" بالجيم والراء وبالتصغير. وسيأتي في 791، 1048. (634) إسناده صحيح. الحرث بن سويد التيمي الكوفي: ثقة، وقد نص أحمد هنا على أن هذا الإسناد من أصح الأسانيد، وكذلك في التهذيب 143:2 عن ابن معين قال: "إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد عن علي: ما بالكوفة أجود إسنادا منه". وقد مضى في بحث "أصح الأسانيد" في ص 148 من الجزء الأول "عن سليمان التيمي عن الحرث بن سويد" وهو سهو، وصحته "عن سليمان عن إبراهيم التيمى عن الحرث بن سويد" ومضى معنى الحديث من حديث عمر 360. (635) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. عامر: هو الشعبي. الحال: اسم فاعل من الثلاثي "حل" وهو هنا متعد، يقال "حللت لفلان امرأته فأنا حال وهر محلول له"، ويأتي لازما كما هو معروف، ويتعدى بالهمزة وبالتضعيف، فيقال "أحل"، و"حلل"، انظر الفائق والنهاية، ونقل ابن الأثير قولا آخر، أن معنى "حال" ذو إحلال، مثل قولهم ريح لاقح، أي ذات إلقاح. "والمحلل له" من الرباعي المعدى بالتضعيف، فاستعمل الثلاثي والرباعي في حديث احد. ولفظ الحال سيأتي مرة أخرى 980. (636) إسناده ضعيف لانقطاعه. أبو البختري، بفتح الباء الموحدة والتاء المثناة بينهما خاء معجمة =

قال: قلت: تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علمِ لي بالقضاء؟ قال: "إن الله سيهدي لسانك ويثبت قلبك، قال: فما شَكَكْت في قضاء بين اثنين بَعْدُ. 637 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلمة عن علي قال: مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وَجِع، وأنا أقول: اللهم إن كَان أجلى قد حضر فأرحني، وإن كان آجلا فارفعني، وإن كان بلاء فصَبَّرْني قال. "ما قلت"؟ فأعدتُ عليه، فضربني برجله فقال: "ما قلتَ"؟ قال: فأعدتُ عليه، فقال: "اللهم عافه"، أو "اشفه"، قال: فما اشتكيتُ ذلك الوجع بَعْدُ. 638 - حدثنا عفان حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سَلمة عن علي قال: كنتُ شاكيا فمر بي رسول الله، فذكر مِعناه، إلا أنه قَال: "اللهم عافه، اللهم اشفه"، فما اشتكيتُ ذلك الوجع بعد.

_ = ساكنة: هو سعيد بن فيروز، وهو ثبت ولم يسمع من علي شيئا، كما قال ابن معين، وقال ابن سعد في الطبقات 6: 205: "كان أبو البختري كثير الحديث، يرسل حديثه ويروي عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسمع من كبير أحد، فما كان من حديثه سماعا فهو حسن، وما كان "عن" فهو ضعيف". وأما ادعاء ابن حزم في المحلى 3: 14 أنه "صاحب ابن مسعود وعلي" فإنه خطأ لا دليل عليه، وقد رددت عليه هناك. والحديث رواه ابن ماجة 2: 26 من طريق الأعمش به وسيأتي منقطعا أيضا فى 1145 عن أبي البختري أخبرني من سمع عليا، وسيأتي بإسنادين آخرين متصلين 666، 690 ويأتي موصولا بإسناد ثالث في 882. (637) إسناده صحيح. فارفعني: من الرفع ضد الوضع، كأنه يقول: قوني. (638) إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله.

639 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا عمرو بن مرة عن عبد الله ابن سَلِمة قال: أتيت على علي أنا ورجلان، فقال: كان رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته تم يخرج فيقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم، ولا يحْجِزه، وربما قال يحجبه، من القرآن شيء ليس الجنابةَ. 640 - حدثنا عبد الله بن نُمَيْر حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله ابن جعفر عن على قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خير نسائها مريم

_ (631) إسناده صحيح. وقد مضى بعض معناه 627. "ليس الجنابة": قال الخطابي في معالم السنن1: 76: "معناه غير الجنابة، وحرف "ليس" لها ثلاثة مواضع: أحدها، أن تكون بمعنى الفعل، ترفع الاسم وتنصب الخبر، كقولك ليس عبد الله عاقلا، وتكون بمعنى لا، كقولك رأيت عبد الله ليس زيداً، تنصب به زيدا كما تنصب بلا، وتكون بمعنى غير، كقولك ما رأيت أكرم من عمرو ليس زيد، أي غير زيد، وهو يجر ما بعده". قال السيوطي في عقود الزبرجد بعد نقل كلام الخطابي: "وقال الزركشي في تخريج أحاديث الرفاعي " ليس"، هنا بمعنى غير، وقال البزار: إنها بمعنى إلا، ويؤيده رواية ابن حبان: إلا الجنابة، وفي رواية: ما خلا الجنابة. وقال الشيخ ولي الدين العراقي في شرح أبي داود: ضبطنا لفظ الجنابة في أصلنا بالنصب، وله توجيهان: أحدهما أن ليس هي الناسخة، واسمها ضمير راجع للبعض المفهوم مما تقدم، ولفظ الجنابة هو الخبر، والتقدير: ليس بعض ذلك الشىء الجنابة. والثاني أنها حرف ناصب للمستثنى، بمعنى إلا، ويدل عليه قوله في رواية مسلم وابن ماجة إلا الجنابة. وقد أثبت بعضهم هذا المعنى لليس، والصحيح إنكاره، وأن ماورد من ذلك يحمل على أنها ناسخة بالتقدير المتقدم. ويمكن في قوله ليس الجنابة الرفع، على أن يكون الجنابة اسم ليس، وخبرها محذوف، تقديره: ليس الجنابة من ذلك. انتهى". (640) إسناده صحيح. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. عبد الله بن جعفر: هو ابن جعفر بن أبي طالب. والحديث رواه البخاري 6: 339 و 7: 100 - 101 من الفتح، ورواه أيضا مسلم 2: 243 والترمذي 4: 365. نسائها: في الفتح:" قال القرطبي: الضمير عائد على غير مذكور، لكنه يفسره الحال والمشاهدة، يعنى به الدنيا .. قلت: ووقع عند مسلم من رواية وكيع عن هشام في هذا الحديث: وأشار وكيع إلى السماء والأرض. فكأنه أراد أن يبين أن المراد نساء الدنيا وأن الضميرين يعودان إلى الدنيا".

بنت عمران، وخير نسائها خديجة". 641 - حدثنا ابن نُمَيْر حدثنا عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الِكندي عن زاذان أبي عمر قال: سمعتُ عليا في الرَّحْبة وهو يَنْشُد الناس: من شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غَدير خُمّ وهو يقول ما قالِ؟ فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "من كنتُ مولاه فعلى مولاه".

_ (641) إسناده ضعيف. لجهالة بعض رواته. ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 107 وقال: "وفيه من لم أعرفهم"، وهو كما قال. عبد الملك: هكذا هو في ح هـ" عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الكندى"، وفي ك "عبد الملك بن أبي عبد الرحيم"، وفى التعجيل 266: "عبد الملك، غير منسوب عن عبد الكريم الكندي؟ وعنه عبد الله بن أحمد؟ استدركه شيخنا الهيثمي، وليس بجيد، وقد أوضحت في ترجمة عبد الرحيم أنه عبد الملك بن عمير التابعي الشهور". هكذا في التعجيل "عبد الكريم" وصوابه "أبي عبد الرحيم" و" عبد الله بن أحمد" وصوابه " عبد الله بن نمير"، ثم ما أدري من أين جزم الحافظ ابن حجر بأنه عبد الملك بن عمير التابعي؟! وقال في ترجمة عبد الرحيم 259: "عبد الرحيم الكندي، عن زاذان بن عمر عن علي رض الله عنه، روى عنه عبد الملك بن عمير، استدركه شيخنا الهيثمي، وروايته في أصل المسند عن عبد الملك عن ابن عبد الرحيم؟ وسيأتى ذكره في الكنى"! وهكذا فيه أيضاً "زاذان بن عمر" وصوابه "زاذان أبي عمر" و"عن ابن عبد الرحيم" وصوابه "عن أبي عبد الرحيم". ثم جاء في الكنى 500 فقال: "أبو عبد الرحيم الكندي" ثم لم يقل شيئا، وترك ما أمام اسمه بياضاً. فقد صدق الهيثمي أن لم يعرف بعض رواته. زاذان أبو عمر الكندي الكوفي الضرير: تابعي ثقة، وحكى في التهذيب قولا آخر أن كنيته "أبو عبد الله" ولكن الراجح "أبو عمر" لأنه كذا كني به في طبقات ابن سعد 6: 124 والكنى للدولابي 2: 42. وفي ح "زاذان بن عمر" وهو خطأ. وأما متن الحديث فإنه صحيح، ورد من طرق كثيرة، ذكر المناوي في شرح الجامع الصغيرفي الحديث 9000 عن السيوطي أنه قال: "حديث متواتر" وطرقه أو أكثرها في مجمع الزوائد 9: 103 - 109. خم، بضم الخاء وتشديد الميم: واد بين مكة والمدينة عند الجحفة، به غدير عنده خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وانظر 670 و 950.

642 - حدثنا ابن نمير حدثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زرّ بين حُبيش قال: قال علي: والله إنه مما عهد إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يبغِضني إلا منافق، ولا يحبني إلا مؤمن. 643 - حدثنا أبو أسامة أنبانا زائدة حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي قإل: جهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في خَميل وقِرْبَة ووسادهِ أدم حشوها ليفُ الإذخِر. 644 - حدثنا أسباط بن محمد حدثنا نُعَيْم بن حَكيم المدائني عن أبي مريم عن علي قال: انطلقت أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس" وصعِد على منكبي، فذهبت لأنهض به، فرأى

_ (642) إسناده صحيح. عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي: تابعي ثقة، وكونه كان شيعيا لا يؤثر في روايته إذ كان ثقة صادقا. والحديث رواه مسلم 1: 35 من طريق الأعمش، وفي ذخائر المورايث 5323 أنه رواه أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة. وسيأتي 731، 1062. (643) إسناده صحيح. زائدة بن قدامة سمع من عطاء بن السائب قديما قبل تغيره، وقد سبق الكلام على عطاء 596. والحديث مختصر 838. وفى ذخائر المواريث 5332 أنه رواه النسائي وابن ماجة. الخميل بفتح الخاء: القطيفة. الأدم: الجلد. الإذخر: حشيشة رطبة طيبة الرائحة. (644) إسناده صحيح. نعيم بن حكيم المدائنى. وثقه ابن معين وغيره، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير 4/ 2/ 99 فلم يذكر فيه جرحا. أبو مريم: هو الثقفي المدائني، وهو ثقة، وترجم له البخاري أيضا 4/ 1/ 151 فلم يذكر فيه جرحا. والحديث سيأتي مختصرا في 1301 ورواه النسائي في خصائص على ص 22 عن أحمد بن حرب عن أسباط. والحديث مجمع الزوائد 6: 23 ونسبه لأحمد وابنه وأبي يعلى والبزار، وقال: "ورجال الجميع ثقات". أفق السماء، بضم الفاء وسكونها: ناحيتها. الصفر، بضم الصاد وقد تكسر وسكون الفاء: ضرب من النحاس. أزاوله: أعالجه وأحاوله. ومن الواضح أن هذه القصة كانت قبل الهجرة.

مني ضعفا فنزل، وجلس لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "اصعد على منكبي"، قال: فصعدت على منكبيه، قال: فنهض بي، قال: فإنه يخيل إلي أني لو شئت لنلتَ أفق السماء، حتى صعِدت على البيت، وعليه تمثال صفْر أو نحاس، فجلت أُزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقذف به"، فقذفت به، فتكسر كما تتكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستبق، حتى توارينا بالبيوت، خشية أن يلقانا أحد من الناس. 645 - حدثنا فَضْل بن دُكَيْن حدثنا ياسين العْجلىّ عن إبراهيم ابن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي قال: قال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "المهدي منا أهلَ البيت، يصلحه الله في ليلة". 646 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا هاشم بن البَرِيد عن حسين ابن ميمون عن عبد الله بن عبد الله قاضي الرَّيَّ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت أمير المؤمنين عليا يقول: اجتمعت أنا وفاطمة والعباس

_ (645) إسناده صحيح. ياسين العجلي: صالح ليس به بأس، وقال يحيى بن يمان: "رأيت سفيان الثوري يسأل ياسين عن هذا الحديث". وقال ابن عدي:"وهو معروف به"، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير4/ 2/ 429 ولم يذكر فيه جرحا. إبراهيم بن محمد بن الحنفية: وثقه العجلي وابن حبان, وترجمه البخاري1/ 1/ 317 وذكر هذا الحديث وقال: "في إسناده نظر". والحديث رواه ابن ماجة 2: 269. يصلحه الله في ليلة: في شرح السندي عن ابن كثير: "أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك". (646) إسناده حسن، وقال الهيثمي 9/ 14 رجاله ثقات هاشم بن البريد الكوفي: ثقة، وثقه ابن معين، وقال الدارقطني: "مأمون". حسين بن ميمون: هو الخندقي، نسبة إلى "الخندق" وهو موضع بجرجان، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ"، وقال ابن المديني: "ليس بمعروف، قل من روى عنه"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي في الحديث، يكتبه حديثه"، ونقل الحافظ في التهذيب أن البخاري ذكره في الضعفاء، ولم أجده فيه. عبد الله بن عبد الله قاضي الري: ثقة، كانت جدته مولاة لعلي أو جارية. والحديث رواه أبو داود 3: 107 - =

زِيد بن حارثة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال العباس: يا رسول الله، كبر سنى، ورقً عظمي، وكثرت مؤنتي، فإن رأيت يا رسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا وَسْقا من طعام فافعل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نفعل ذلك" ثم، ثم قال زيد بن حارثة: يا رسول الله، كنتَ أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها ثم قبضتَها، فإن رأيت أن تردها علي فافعل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نفعل ذاك"، قال: فقلت أنا: يا رسول الله، إن رأيت أن توليني هذا الحق الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس، فأقسمه في حياتك، كيلا ينازعنيه أحد بعدك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نفعل ذاك"، فولأنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقسمته في حياته، ثم ولانيه أبو بكر فقسمته في حياته، ثم ولانيه عمر فقسمت في حياته، حتى كانت أخر سنة من سني عمر، فإنه أتاه مال كثير. 647 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا شُرَحْبيل بن مُدْرِك الجفي عن عبد الله بن ُنجَيّ الحضرمي عن أبيه قال: قال لي علي: كانت لي مِنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة لم تكن لأحد من الخلائق، إني كنت آتيه كل سحر فأُسَلَّم عليه حتى يتنحنح، وإني جئت ذات ليلة فسلمت عليه فقلت: السلام عليك يا نبي الله، فقال: "على رِسْلِك يا أبا حسن حتى أخرج

_ = 108 فذكر منه القسم الثالث الخاص بعلي، وذكر آخر الحديث المحذوف هنا، وسنذكره. وأشار إليه البخاري في التاريخ الكبير1/ 2/ 381 في ترجمة حسين بن ميمون، وقال: "وهو حديث لم يتابع عليه". وآخر الحديث في أبي داود: " حتى إذا كانت آخر سنة من سني عمر، فإنه أتاه مال كثير، فعزل حقنا، ثم أرسل إلى. فقلت. بنا عن العام غنى، وبالمسلمين إليه حاجة، فاردده عليهم، فرده عليهم، ثم لم يَدْعُني إليه أحد بعد عمر، فلقيت العباس بعد ما خرجت من عند عمر، فقال: يا علي، حرمتنا الغداة شيئا لا يرد علينا أبدا، وكان رجلا داهيا"! وانظر 58, 60, 77, 78, 171, 333, 337, 425, 1329, 1406, 1550, 1781, 1772. (647) إسناده صحيح. شرحبيل بن مدرك الجعفي الكوفي: ثقة. وسبقت الإشارة إلى هذا الإسناد 570. وانظر أيضاً 598، 608، 632.

إليك"، فلما خرج إلي قلت: يا نبي الله، أغضبك أحد؟ قال: "لا"، قلت: فما لك لاتكلمني فيما مضى حتى كلمتني الليلة؟ قال: "سمعتُ في الحجرة حركة"، فقلت: "من هذا؟ " فقال: أنا جبريل، قلت: "ادخل"، قال: لا، أُخْرُجْ إلي، فلما خرجت قال: إن في بيتك شيئا لا يدخله مَلَك ما دام فيه، قلت: "ما أعِلمه يا جبريل"، قال: اذهب فانظر، ففتحت البيت فلم أجد فيه شيئا غير جَرْوِ كلب كان يلعب به الحسن، قلت: "ما وجدتُ إلا جروا"، قال: إنها ثلاث لن يَلِج مَلَك ما دام فيها أبدا واحد منها: كلب أو جنابة أو صورة رُوح. 648 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا شَرحْبِيل بن مدْرِك عن عبد الله بن نجي عن أبيه: أنه سار مع علي، وكان صاحب مطهَرَته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفِّين فنادى علي: اصبر أبا عبدَ الله، اصبر أبا عبد الله بشطِّ الفرات، قلت: ومَاذا؟ قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وعيناه تَفيضان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: "بل قام من عندي جبريل قبلُ، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات"، قال: فقال: هل لك إلى أن أُشِمَّك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا. 649 - حدثنا مروان بن معاوية الفَزاري أنبانا الأزهر بن راشد

_ (648) إسناده صحيح. وهو في مجمع الزوائد 187:9 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبرانى، ورجاله ثقات، ولم ينفرد نجي بهذا". (649) إسناده حسن. أزهر بن راشد الكاهلي: ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم:" مجهول" كما في التهذيب، ولكن ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 1/ 1/ 455ـ 456 ولم يذكر فيه جرحا، وهو غير "أزهر بن راشد البصري" فرق بينهما ابن معين والبخاري. الخضر بن القواس: جهله أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. أبو سخيلة، بالتصغير: قال أبو زرعة: "لا أعرف اسمه"، ولم يذكروا فيه جرحا، والتابعون على الستر والقبول حتى يثبت فيهم ما يجرحهم. والحديث رواه الدولابي في الكنى1: 185 - 186 من طريق مروان بن معاوية. =

الكاهلي عن الخَضر بن القوَّاس عن أبي سُحَيُلة قال: قال على: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاَب الله تعالى، حدثنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)}. وسأفسرها لك يا على: ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله تعالى أكرم من أن يثني عليهم العقوبة في الآخرة، وما عفا الله تعالى عنه في الدنيا فالله تعالى أحلم من أن يعود بعد عفوه". 650 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان وإسرائيل وأبي عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة قال: سألنا عليا عن تطوَّع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار؟ فقال: إنكم لا تطيقونه، قال قلنا: أخبرنا به نأخذ منه ما أَطَقْنا، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم -

_ = وهو في مجمع الزوائد 7: 103 - 104 ونسبه أيضا لأبي يعلى، وضعفه بأزهر بن راشد. وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير 7: 373 عن ابن أبي حاتم من طريق مروان بن معاوية، ثم نسبه أيضاً لأحمد. ونسبه السيوطي في الدر المنثور أيضا 6: 9 لابن راهويه وابن منيع وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن مردويه والحاكم. ولكن رواية الحاكم في المستدرك 2: 445 ليست من هذه الطريق، بل من طريق أبي جحيفة عن علي، وهي رواية مختصرة، وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وستأتي هذه الرواية 775. (650) إسناده صحيح. والد وكيع: هو الجراح بن مليح الرؤاسي، وهو ثقة، تكلم فيه بغير حجة، وترجمه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 2/ 226 - 227 فلم يذكر فيه جرحا ولم يذكره في الضعفاء. ووكيع يروي هذا الحديث عن ثلاثة: هم أبوه وسفيان الثوري وإسرائيل. أبو إسحق: هو السبيعي. والحديث روى الترمذي بعضه برقم 424، 429، 598، 599 من طريق سفيان ومن طريق شعبة عن أبي إسحق، وحسنه، وقال: "وروى عن عبد الله بن المبارك أنه كان يضعف هذا الحديث. وإنما ضعفه عندنا، والله أعلم، لأنه لا يروى مثل هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، عن عاصم بن ضمرة عن على، وعاصم بن ضمرة هو ثقة عن بعض أهل العلم". وانظر شرحنا علي الترمذي 2: 289، 293، 494 - 495. وقول حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحق "يسوى حديثك هذا ملء مسجدك ذهبا" يريد به =

إذا صلى الفجر أَمْهَل، حتى إذا كانت الشمس منْ ها هنا، يعنى من قبَل المشرق، مقدارها من صلاة العصر من ها هنا، من قِبَل المغرب، قام فصَلى ركعتين ثم يمهل، حتى إذا كانت الشمس من ها هنا، يعنى من قبل المشرق، مقدارها من صلاة الظهر من ها هنا، يعني من قبل المغرب، قام فصلى أربعا، وأربعا قبل الظهر إذا زالت الشمس، دركعتين بعدها، وأربعا قبل العصر، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين، قال: قال علي: تلك ست عشرة ركعة تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار، وقل من يداوم عليها. حدثنا وكيع عنِ أبِيه، قال: قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحق حين حدثه: يا أبا إسحق، يَسْوَى حديثك هذا ملء مسجدك ذهبا. 651 - حدثنا أسود بن عامر وحسين قالا حدثنا إسرائيل عن أبي

_ = تصحيح الحديث وتقويته. وقد أخطأ الحافظ في التهذيب خطأ مستغربا 2: 146 فجعل هذه الكلمة ثناء على الحرث الأعور، فذكرها في ترجمته، قال: "قلت: وفي مسند أحمد عن وكيع عن أبيه قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحق حين حدث عن الحرث عن على في الوتر: يا أبا إسحق، يساوي حديثك هذا ملء مسجدك ذهبا"! وهو انتقال نظر منه رحمه الله، فإن هذه الكلمة كما ترى إنما هي عن حديث عاصم بن ضمرة، ولكن جاء بعدها حديث الحرث في الوتر، فانتقل نظر الحافظ حين النقل، فظن أن الكلمة بعد حديث الحرث لا قبله، وقوله "يسوى" هو بفتح الياء والواو وبينهما السين ساكنة، أي يساوي، وفى اللسان 19: 136: قال الليث: يَسْوَى نادرة، ولا يقال منه سَوِي ولا سَوَى، كما أن نكراء جاءت نادرة، ولا يقال لذكرها أنكر، ويقولون: نكر ولا يقولون ينكر. قال الأزهري: ... وقولهم: لا يسوى، أحسبه لغة أهل الحجاز، وقد روي عن الشافعي". وسيأتي أيضا في 1201، 1202، 1207، 1233، 1240، 1241، 1260، 1375 وقد بينا خطأ الحافظ في نقله مدحا لحديث الحارث الأعور فانظر ما يقطع بصحة ما قلنا في 1207. (651) إسناده ضعيف، من أجل الحرث الأعور. وقد مضى بإسناد صحيح من طريق عاصم بن ضمرة عن علي 580. وسيأتي كذلك 653.

إسحق عن الحرث عن علي قال: من كل الليل قد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أوله وأوسطه، فثبت الوتُر آخر الليل. 652 - حدثنا وكيع حِدثنا سفيان عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: الوتر ليس بَحْتم مثل الصلاة، ولكنه سنة سنَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 653 - حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن عاصم ابن ضَمْرة عن علي قال: أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أول الليل وآخره وأوسطه، فانتهى وتره إلى السَّحر. 654 - حدثنا وكيع حدثنا إِسرائيل عن أبي إسحق عن حارثة بن مُضرِّب عن على قال: لقد رأيتُنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أقرُبنا إلى العدوّ، وكان من أشدّ الناس يومئذ بأساً. 655 - حدثنا وكيع حدثنا عبد الملك بن مسلم الحنفي عن أبيه

_ (652) إسناده صحيح. وفي المنتقى 1183 أنه رواه أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجة. (653) إسناده صحيح. وهو مكرر 580. وانظر 651. (654) إسناده صحيح. وهو عند الطبري في التاريخ بمعناه 2/ 270 عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن موسى عن إسرائيل. وسيأتي في 1042. (655) إسناده صحيح. عبد الملك بن مسلم الحنفي: وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات. أبوه: مسلم بن سلام الحنفي: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 1 / 262 فلم يذكر فيه جرحا. والحديث رواه الترمذي مختصرا 2: 205 من طريق وكيع بهذا الإسناد، وقال: "وعلي هذا هو علي بن طلق"، وقد روى قبله حديث على بن طلق من طريق أبي معاوية "عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان عن مسلم =

عن علي قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنا نكون بالبادية فتخرج من أحدنا الرُوَيحة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله عز وجل لا

_ = ابن سلام عن علي بن طلق قال: أتى أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، الرجل منا يكون في الفلاة فتكون من الرويحة، وتكون في الماء قِلة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهن، فإن الله لا يستحيي من الحق"، ثم قال الترمذي: "حديث علي بن طلق حديث حسن: سمعت محمدا- يعني البخاري- يقول: لا أعرف لعلي بن طلق عن النبى - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي، وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - ". وحديث علي بن طلق روى منه أبو داود نقض الوضوء فقط1:83، 384 من طريق جرير ابن عبد الحميد عن عاصم الأحول بهذا الإسناد. وروى البيهقى منه النهى عن إتيان النساء في أدبارهن 7: 198 من طريق سفيان عن عاصم الأحول. وفى تفسير ابن كثير 1: 519: "قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عاصم عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي بن طلق قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يؤتى النساء في أدبارهن، فإن الله لا يستحي من الحق، وأخرجه أحمد أيضا عن أبي معاوية، وأبو عيسى الترمذي من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، به، وفيه زيادة، وقال: هو حديث حسن. ومن الناس من يورد هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب، كما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل، والصحيح أنه علي بن طلق". وهكذا وافق الحافظ ابن كثير رأى الترمذي في أن عليا في هذا الإسناد هو ابن طلق، لأنه ذكر فيه من غير نسب، فلم ينص على أنه هذا أو ذاك. وأنا أرجح أن رأي الترمذي ومن تبعه خطأ، لأنه من المستبعد جدا أن يخفى مثل هذا على الإمام أحمد وابنه عبد الله، ولأن علي بن طلق اشتبه أمره على البخاري، فظن أنه شخص آخر غير "طلق بن علي اليمامى" فلم يعرف له غير هذا الحديث =

يستحيي من الحق، إذا فعل أحدُكم فليتوضأ، ولاتأتوا النساء في أعجازهن، وقال مرةً: في أدبارهنّ.

_ الواحد. وظن ابن عبد البر أن علي بن طلق هو والد طلق بن علي، وقوى الحافظ في التهذيب هذا الظن 7: 341 لاتفاق نسبهما. ولو كان هذا صحيحا لكان علي بن طلق صحابيا قديما معمرا، حتى يدركه مسلم بن سلام، بل حتى يدركه عيسى بن حطان الرقاشي، فيما يزعم الحافظ في التهذيب 8: 207 أنه روى عنه "على خلاف فيه". بل أنا أظن أن الحديث حديث علي بن أبى طاب كما ذكره الإمام في مسنده، رواه عنه مسلم ابن سلام، درواه عن مسلم ابنه عبد الملك على الصواب، ثم رواه عن مسلم أيضا عيسى بن حطان، فأخطأ، فقال عنه "عن علي بن طلق". وقد أخطأ الحافظ في التهذيب في هذا الإسناد خطأ آخر 6: 424 فقال في ترجمة عبد الملك بن مسلم: "روى عن أبيه، وقيل عن عيسى بن حطان عنه، وهو الصحيح"! وهذا الذي زعمه الصحيح لم أجد عليه دليلا، فرواية عبد الملك عن أبيه ثابتة، وإن روى عن عيسى بن حطان فتلك رواية أخرى لا تنفي روايته عن أبيه. ثم إن مجد الدين بن تيمية الأكبر ذكر حديث علي بن أبي طالب وحديث علي بن طلق في المنتقى، جعلهما حديثين منفصلين، برقمي 3648، 3650 وهو احتياط منه. وأما الحافظ الهيثمي فذكر حديث علي في مجمع الزوائد 1: 243 و 4: 299 وقال: "رواه أحمد من حديث علي بن أبى طالب، وهو في السنن من حديث علي بن طلق الحنفي. وقد تقدم حديث على بن أبى طالب قبله كما تراه، والله أعلم، ورجاله موثقون". وأما رواية الإمام أحمد حديث "علي بن طلق" التي أشار الحافظ ابن كثير إلى أنه رواها بإسنادين، فلم أجدها في المسند، بل لم أجد لعلي بن طلق فيه مسندا خاصا، بما حصرت مسانيده في فهارسي، ولا فيما أتممت تحقيقه من هذا الديوان الأعظم، وهو أكثر من خمسة عشر ألف حديث، فلعله سيأتي في باقي الكتاب في أثناء مسند صحابي آخر، والله أعلم. وانظر 1164.

656 - حدثنا إسحق بن عيسى الطبَّاع حدثني يحيى بن سُليم عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن عبيد الله بن عياض بيت عمرو القاِري قال: جاء عبد الله بن شدّاد فدخل على عائشة ونحن عندها جلوس، مَرْجعَه من العراق ليالي قُتل علي، فقالت له: يا عبد الله بن شداد، هل أنت صادقَي عما أسألك عنه؟ تحدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي؟ قال: وما لي لا أَصْدقك! قالت: فحدثني عن قصتهم، قال: فإن عليا لما كاتب معاوية وحكم الحَكَمان خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس، فنزلوا بأرض يقال لها حَرُوراء من جانب الكوفة، وإنهم عَتَبوا عليه فقالوا: انسلخت من قميص ألبَسَكَه الله تعالى، واسم سمّاك الله تعالى به، ثم انطلقت فَحَكمْتَ في دين الله، فلا حكم إلا لله تعالى، فلما أن بلغ عليا ما عَتَبوا عليه وفارقوه عليه، فأمر مؤذنا فأذّن. أن لا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن، فلما أن امتلأت الدار من قراء الناس، دعا بمصحف إمام عظيم، فوضعه بين يديه، فجعل يصكه بيده ويقول: أيها المصحف! حدث الناس! فناداه الناس

_ (656) إسناده صحيح، عبيد الله بن عياض: تابعي ثقة. عبد الله بن شداد بن الهاد: تابعي ثقة أيضاً. "خثيم" بالتصغير وتقديم المثلثة، وفي ح "خيثم" وهو تصحيف. والحديث ذكره ابن كثير في تاريخه 7/ 279 - 280 وقال: "تفرد به أحمد، وإسناده صحيح، واختاره الضياء" يعني في المختارة. وهو في مجمع الزوائد 6/ 235 - 237 وقال: "رواه أبو يعلى ورواته ثقات"، وفي هذا خطأ يقيناً، فلا أدري أصحته "رواه أحمدل" أم "رواه أحمد وأبو يعلى". قوله "لا تواضعوه كتاب الله" و"والله لنواضعنه كتاب الله" أصل المواضعة المراهنة، فهو يريد تحكيم كتاب الله في المجادلة، فكأنهم وضعوه حكماً بينهم. الثبت، بفتح الثاء والباء: الحجة والبينة. وانظر 626. وقد رواه الحاكم 2: 152 من طريق محمد بن كثير العبدي "حدثنا يحيى بن سليم وعبد الله بن واقد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد. قال: قدمت على عائشة .. " الخ، وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وانظر 1378 و 1379.

فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما تسأل عنه؟ إنما هو مداد في ورق! ونحن نتكلم بما روينا منه! فماذا تريد؟ قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب الله، يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا}، فأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم دمًا وحرمةً من امرأةٍ ورجل، ونقموا عليّ أن كاتبت مُعاوية: كتب علي بن أبي طالب، وقد جاءنا سُهَيل بن عمروٍ ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية حين صالح قومَه قريشًا، فكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: "كيف نكتب؟ " فقال: اكتب باسمك اللهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فاكتب محمد رسول الله"، فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك، فكتب: هذا ماصالح محمد بن عبد الله قريشاً، يقول الله تعالى في كتابه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} , فبعث إليهم عليّ عبد الله بن عباس، فخرجت معه، حتى إذا توسطنا عسكرهم قام ابن الكَوَّاء يخطب الناس، فقال: يا حملة القرآن، إن هذا عبد الله بن عباس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرّفه من كتاب الله ما يعرفه به، هذا ممن نزل فيه وفي قومه {هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} فردوه إلى صاحبه، ولا تواضِعوه كتابَ الله، فقام خطباؤهم فقالوا: والله لَنُواضعنَّه كتاب الله، فإن جاء بحقٍّ نعرفه لَنَتَّبعنَّه، وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطلهَ، فواضعوا عبد الله الكتاب ثلاثة أيام، فَرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب، فيهم ابن الكوّاء، حتى أدخلهم على عليّ الكوفة، فبعث عليّ إلى بقيتهم فقال: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم، فقفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراماً أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا ذمّةً، فإنكم إن فعلتم فقد نَبَذْنا إليكم الحرب على سَواء، إن الله لا يحب الخائنين، فقالت له عائشة: يا ابن شدَّاد، فقد قتلهم، فقال: والله ما بعث إليهم حتى

قطعوا السبيل وسفكوا الدم واستحلوا أهل الذمة، فقالت: الله؟، قال: الله الذي لا إله إلا هو لقد كان، قالت: في شيء بلغني عن أهل الذمّة يتحدثونه، يقولون: ذو الُثَديّ وذو الثديّ؟ قال: قد رأيته وقمِت مع عليّ عليه في القتلى، فدعا الناس، فقال: أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول: قد رأيته في مسجد بني فلان يصل، ورأيته في مسجد بنى فلان يصلي، ولم يأتوا فيه بثَبت يعرف إلا ذلك، قالت: فما قول على حين قام عليه كما يزعم أهل العَّراق؟، قال: سمعته يقول: صدق الله ورسوله، قالت: هل سمعت منه أنه قال غير ذلك؟، قال: اللهم لا، قالت: أجل، صدق الله ورسوله، يرحم الله عليَّا، إنه كان من كلامه لا يرى شيئاً يعجبه إلا قال صدق الله ورسوله، فيذهب أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث. 657 - حدثنا معاوية حد ثنا أبو إسحق عن شبعة عن الحكم عن

_ (657) إسناده حسن، معاوية: هو ابن عمرو الأزدي الكوفي، صدوق ثقة: أبو إسحق: هو الفزاري، واسمه إبراهيم بن محمد الحرث، وهو ثقة مأمون إمام، وهو أول من عمل في الإسلام إصطرلابا، وله فيه تصنيف، أبو محمد الهذلي: سيأتي في الحديث التالي أن. هذه كنيته عند أهل الكوفة، وأن أهل البصرة يكنونه أبا مورع، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره الذهبي في الميزان بالاسمين، وقال في كليهما: "لا يعرف". وأنا أرى أن التابعين على الستر والثقة، حتى نجد خلافهما، وكلمة "رجل" المزادة، سقطت من ح وزدناها من ك هـ. وسيأتي الحديث عقب هذا 658 وأيضاً 1170 ولم أجده في شيء من المصادر، إلا التهذيب12/ 225أشار إلى أن النسائي رواه في مسند علي، ولعلى في معناه حديث آخر أنه قال لأبي الهياج الأسدي: "أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن لا تدع قبراً إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته" رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وسيأتي 741، 1064 وانظر أيضاً 683، 889، وانظر مجمع الزوائد 5/ 172وماسيأتي 741 و 881 و 1175 و 1177.

أبي محمد الهُذَليّ عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فقال: "أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثناً إلا كَسَره، ولا قبراً إلا سوّاه، ولا صورة إلا لطخها؟ " فقال [رجل]: أنا يا رسول الله، فانطلق فهاب أهلَ المدينة، فرجع، فقال على: أنا أنطلق يا رسول الله، قال: "فانطلق"، فانطلق ثم رجع، فقال: يا رسول الله، لم أدع بها وثناً إلا كسرته، ولا قبراً إلا سويته، ولا صورةً إلا لطختها، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عاد لصنعة شيء من هذا فقد كفر بما أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: لا تكونن فنّاناً ولا مختالاً ولا تاجراً إلا تاجر خيرٍ، فإن أولئك هم المسبوقون بالعمل". 658 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبِة عن الحكم عن رجل من أهل البصرة، قال: ويكنونه أهلُ البصرة أبا مُورّع، قال: وأهل الكوفة يكنونه بأبي محمد، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فذكر الحديث، ولم يقل: عن على، وقال: "ولا صورة إلا طلخها"، فقال: ما أتيتك يا رسول الله حتى لم أدع صورة إلا طلختها، وقال: "لا تكن فتّاناً ولا مختالاً". 659 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنا شريك عن أبي إسحق

_ (658) إسناده حسن، على أنه مرسل، ولكن تبين وصله مما قبله ومما سيأتي 1170، وهو في مسند الطيالسي 96 عن شعبة موصولا، وأورده الهيثمي 5/ 172، "إلا طلختها" بتقديم الطاء على اللام والتخفيف، والطلخ: اللطخ بالقذر وإفساد الكتاب ونحره، واللطخ أعم، وقال شمر: "أي لطخها بالطين حتى يطمسها من الطلخ- بتحريك اللام- وهو الذي يبقى في أسفل الحوض والغدير، معناه يسودها، وكأنه مقلوب". (659) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور، شريك: هو القاضي، ابن عبد الله بن أبي شريك النخعي، وهو ثقة مأمون كثير الحديث، وكان يغلط، كما قال أبن سعد. أبو إسحق: هو السبيعي، إبراهيم بن أبي العباس شيخ أحمد: هو الكوفي السامرى، بفتح الميم وكسر الراء مخففة، كما ضبطه الحافظ عبد الغني في مشتبه النسبة والذهبي في المشتبه, وهو ثقة، وله ترجمة في التاريخ الكبير 1/ 1/ 309.

عن الحرث عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: كان يوتر عند الأذان، ويصلي الركعتين عند الإقامة. 660 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا أبو جعفر، يعني الرازي، عن حُصَين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن الحرث عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: لا شك إلا أنه علي قال: لَعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، والواشمة، والمستوشمة، والمحلَّل، والمحلَّل له، ومانع الصدقة، وكان ينهى عن النَّوح. 661 - حدثنا خلف حدثنا قيس عن الأشعث بن سواَّر عن عديَّ ابن ثابت عن أبي طَبْيان عن عليّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا علي، إن أنت وليت [هذا]، الأمر بعدي فأخرج أهل نجران من جزيرة العرب. 662 - حدثنا خلف حدثنا أبو جعفر، يعني الرازي، وخالد، يعني

_ (660) إسناده ضعيف، للحرث أيضاً، خلف بن الوليد العتكي الجوهري: ثقة. أبو جعفر الرازي التميمي: اسمة عيسى بن أبي عيسى، وهو ثقة عالم بتفسير القرآن، والحديث مطول 635. (661) إسناده صحيح، قيس: هو ابن الربيع الأسدي الكوفي، وهو ثقة، وثقه الثوري وشعبة وغيرهما، وضعفه وكيع، كما في تاريخي البخاري: الكبير4/ 1/156، والصغير 0192 الأشعث بن سوار الكندي: وثقه ابن معين في رواية عنه، وترجمه البخاري في الكبير1/ 1/ 430وروى عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "سمعت سفيان يقول: أشعث أثبت من مجالد"، وقد روى عنه شعبة، وهو لا يروي إلا عن ثقة، وضعفه آخرون، والحق أنه ثقة، والحديث في مجمع الزوائد5/ 185وقال: "رواه أحمد، وفيه قيس غير منسوب، والظاهر أنه قيس بن الربيع، وهو ضعيف، وقد وثقه شعبة والثوري، وبقية رجاله ثقات". وأنظر 219، كلمة "هذا" زيادة من ك. (662) إسناده صحيح، يزيد بن أبي زياد: هو أبو عبد الله القرشي مولى بنى هاشم، وهو ثقة، قال أحمد بن صالح المصري: "ثقة ولا يعجبني قول من تكلم فيه"، وفيه خلاف كثير، والراجح ما قلنا، وقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير4/ 2/ 334ولم يذكر فيه =

الطحّان، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ بن أبي طالب قال: كنت رجلاً مذّاءً، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أما المنيّ ففيه الغسل، وأما المذي ففيه الوضوء". 663 - حدثنا خلف حدثنا خالد عن مُطرَّف عن أبي إسحق عن الحرث عن علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل العشاء وبعدها، يغلَّط أصحابه وهم يصلّون. 664 - حدثنا خلف حدثنا خالد عن عاصم بن كُليب عيب أبى بُرْدَة (1) بن أبي موسى أن عليّا قال،: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سل الله تعالى الهُدَي والسداد"، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، واذكر بالسداد تسديدك السهم. 665 - حدثنا محمد بن الصبّاح [قال عبد الله: وسمعتُه أنا من

_ = جرحاً، وأخطأ الشوكاني 1/ 275 فضعفه جداً، كأنه شبه عليه بيزيد بن زياد ويقال ابن أبى زياد القرشي الدمشقي، ثم أخطأ إذ زعم أن الحديث مرسل لأن ابن أبى ليلى لم يسمع من علي، وقد سمع منه كما صرح به ابن معين، وكماسيأتي تصريحه بالسماع في الحديث 890، والحديث رواه الترمذي، وأطلنا القول فيه في شرحنا إياه 1/ 193 - 197 قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ورواه أيضا ابن ماجة 1/ 94، وسيأتي مراراً، 811، 869، 890، 891، 893، 977، وانظر أيضاً 618، أول الإسناد في ح "حدثنا خلف بن أبى جعفر" وهو خطأ صححناه من ك هـ, وليس في الرواة ولا في شيوخ أحمد من يسمى بهذا. (663) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور وسيأتي في 752، مطرف: هو ابن طريف الحارثي، ونقل الحافظ في التهذيب 3/ 101 عن التمهيد لابن عبد البر أنه قال في هذا الحديث: "تفرد به خالد، وهو ضعيف، وإسناده كله ليس مما يحتج به" ثم عقب عليه فقال: "وهي مجازفة ضعيفة، فإن الكل ثقات إلا الحرث، فليس فيهم ممن لا يحتج به غيرما. وأول السند في ح "حدثنا خلف بن خالد"، وهو خطأ كسابقه. (664) إسناده صحيح، والحديث رواه مسلم 2/ 317. (1) في ك عن أبى بردة عن أبي موسى، وكلاهما صحيح كما بينا في 1124. (665) إسناده صحيح، محمد بن الصباح: هو أبو جعفر الدولابي البغدادي، وهو ثقة مشهور،=

محمد بن الصباح] حدثنا إسماعيل بن زكريا عن كَثير النوّاء عن عبد الله ابن مُلَيل قال: سمعت عليّا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليس من نبيّ كان قبلي إلا قد أُعْطِي سبعة نُقَباء وزراء نجَباء، وإني أعطيت أربعة عشر وزيراً نقيباً نجيباً، سبعةً من قريش، وسبعةً من المهاجرين. 666 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن

_ = روى عنه أحمد والبخاري، وسمع منه عبد الله بن أحمد أيضاً، كما قال هنا أنه سمع منه هذا الحديث. إسماعيل بن زكرياء: هو الخلقاني، بضم الخاء وسكون اللام، الأسدي، وهو ثقة. كثير النواء: هو أبو إسماعيل، كوفي، ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير4/ 1 /215 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء. عبد الله بن مليل، بلامين بالتصغير: ذكره ابن حبان في الثقات، والحديث رواه الترمذي 343:4 من طريق الثوري "عن كثير النواء عن أبي إدريس عن المسيب بن بخبة قال: قال علي بن أبي طالب: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن كل نبي أعطى سبعة نجباء رفقاء، أو قال: رقباء، وأعطيت أنا أربعة عشر، قلنا: من هم؟ قال: أنا وابناي وجعفر وحمزة وأبو بكر وعمر ومصعب بن عمير وبلال وسلمان وعمار والمقداد وحذيفة وعبد الله بن مسعود"، قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا عن علي موقوفاً". وهذا إسناد صحيح أيضاً. أبو إدريس: هو الهمداني المرهبي، بضم الميم وسكون الراء وكسر الهاء، وهو ثقة. المسيب نجبة، بالنون والجيم والباء المفتوحات: تابعي مخضرم ,ثم وجدت الحديث في مجمع الزوائد 9/ 156 - 157 وفيه أسماؤهم، وقال: "عزاه في الأطراف لبعض روايات الترمذي، ولم اُجده في نسختي". وهو في الترمذي كما ترى، ثم نسبة لأحمد والبزار وللطبراني باختصار، ثم قال: "وفيه كثير النواء، وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله موثقون"، والرواية التي فيها أسماء النجباء الرفقاء ستأتي في 1262 وفيها أبو ذر بدل مصعب بن عمير، والرواية الموقوفة ستأتي. (666) إسناده صحيح، وقد مضى بإسناد آخر منقطع 636. ورواه أبو دواد 3/ 327 مطولا من طريق سماك عن حنش عن علي، يروى الترمذي بعضه2/ 277وحسنه، وسيأتي =

حارثة بن مُضَرِّب عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، إنك تبعثني إلى قوم هم أَسَنّ مني لأقضي بينهم، قال: "اذهب، فإن الله تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك". 667 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا أبان، يعنى ابن عبد الله، حدثني عمرو بن غُزّيّ حدثني عمي علْباء عنٍ علي قال: مرّت إبل الصدقة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأهوى بيدهَ إلى وَبرة من جنب بعير، فقال: "ما أنا بأحق بهذه الوبرة من رجل من المسلمين". 668 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا الحرث بن يزيد عن عبد الله بن زُرَيْر الغافقي عن علي بن أبي طالب قال: بينما نحن معْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصلي، إذ انصرف ونحن قيام، ثم أقبل ورأسه يَقْطر، فصلى لنا الصلاة، ثم قال: "إني ذكرت أني كنت جنبا حين قمت إلى الصلاة، لم- أغتسل، فمن وجد منكم في بطنه رِزّا أو كان على مثل ما كنتُ عليه، فلينصرف حتى يَفْرُغ من حاجته أو غُسله، ثم يعود إلى

_ = 690، وسيأتي بهذا الإسناد في 1341. (667) إسناده حسن، أبان بن عبد الله البجلي: ثقة، وثقه ابن معين وأحمد والعجلي وابن نمير، وصحح له الترمذي والحاكم وابن خزيمة، عمرو بن غزي بن أبي علباء: مستور، وقال الذهبي: "مجهول"، عمه علباء بن أبي علباء: ذكره ابنْ حبان في الثقات، وذكر البخاري في التاريخ الكبير هذا الحديث في ترجمته4/ 1/ 77 ولم يذكر فيه ولا في ابن أخيه جرحاً. "غزي" بضم الغين المعجمة وتشديد الزاي المكسورة وتشديد الياء الأخيرة. والحديث في المجمع 3/ 84 وعزاه لأبي يعلى وقال فيه عمرو بن غزي، ولم يروه عنه غير أبان، وبقية رجاله ثقات، فقصر إذا لم ينسبه للمسند، لكن نسبه له في 5/ 231. (668) إسناده صحيح، الحرث بن يزيد: هو الحضرمي المصري، وهو ثقة، والحديث في مجمع الزوائد 2/ 68 ونسبه أيضاً للبزار والطبراني في الأوسط. الرز، بكسر الراء وتشديد الزاي: الصوت الخفي، ويريد به القرقرة، وقيل: هو غمز الحدث وحركته للخروج، وانظر 777.

صلاته". 669 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لَهِيعة عن الحرث بن يزيد عن عبد الله بن زرَير عن على، فذكر مثله. 670 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا الربيع، يعني ابن أبي صالح الأسلمي، حدثني زياد بن أبي زياد: سمعت على بن أبي طالب يَنْشُد الناس فقال: أْشُدُ الله رجلا مسلما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غَدير خُمّ ما قال؟ فقام اثنا عشر بَدْرياً فشهدوا. 671 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحرث عن على قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب الربا، وآكله، وكاتبه، وشاهديه، والمحلِّل، والمحلَّل له. 672 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا إسماعيل بن مسلم

_ (669) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. يحيى بن إسحق البجلي السيلحيني: قال أحمد: "شيخ صالح ثقة صدوق". (670) إسناده صحيح، الربيع بن أبي صالح الأسلمي: وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، زياد بن أبي زياد: لم يترجم له الحافظ في التعجيل، لعله ظن أنه "المخزومي" أو "الجصاص" المترجمان في التهذيب3/ 367 - 368ولكنهما متأخران، يبعد جداً أن يدركا علي بن أبي طالب، وهذا يصرح بالسماع منه، فأنا أرجح أنه غيرهما، وأنه تابعي قديم، ويؤيده أن الحافظ ذكر في التعجيل في ترجمة الربيع بن أبي صالح 125 أنه يروي عن زياد بن أبى زياد ومدرك بن أبى زياد، ومدرك هذا ترجمه البخاري في التاريخ الكبير4/ 2/ 2 قال: "مدرك أبو زياد مولى على، عن على، روى عنه الربيع بن أبي صالح"، فهذا قد يدل على أن زياداً ومدركاً أخوان موليان لعلي، والحديث في مجمع الزوائد 9/ 106 - 107 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات"، وانظر 641 و 950. (671) إسناده ضعيف، للحرث. وهو مختصر 660. (672) إسناده صحيح، إسماعيل بن مسلم العبدي القاضي: ثقة. أبو كثير مولى الأنصار: في =

العبدي حدثنا أبو كثير مولى الأنصار قال: كنت مع سيدي مع علي بن أبي طالب حيث قُتل أهلُ النَّهْرَوان، فكأن الناس وَجَدُوا في أنفسهم من قتلهم، فقال علي: ياَ أيها الناس، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حدثنا بأقوام يمَرُقون من الدِّين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة، ثم لا يرجعون فيه أبدا حتى يرجع السهم على فَوقِه، وإن آية ذلك أن فيهم رجلا أسود مُخْدَجَ اليد، إحدى يديه كثدي المرأة، لها حلمة كحلمة ثدي المرأة، حوله سبع هَلَبات، فالتمِسوه، فإني أُراه فيهم، فالتمَسوه فوجدوه إلى شفِير النهر تحت القتلى، فأخرجوه، فكبّر علي فقال: الله أكبر، صدق الله وِرسوله، وانه لمتقلد قوسا له عربية، فأخذها بيده فجعل يَطْعن بها في مُخْدَجته ويقول: صدق الله ورسوله، وكبّر الناس حين رأوه واستبشروا، وذهب عنهم ما كانوا يجدون. ِ 673 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للمسلم على المسلم من المعروف ست: يسلم عليه إذا لقيه، ويشمِّتُه إذا عَطِس، ويعوده إذا مرض، ويجيبه إذا دعاه، ويشهده إذا تُوفي، ويحب له ما يحب لنفسه، وينصح له بالغيب".

_ = التعجيل 516: "ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحاً، وتبعه أبو أحمد الحاكم"، وهو في الكنى للبخاري 64 وأشار إلى هذا الحديث عن إسماعيل بن مسلم عنه، ولم يعقب عليه بجرح ولا تعليل. الفوق، بضم الفاء: موضع الوتر من السهم. هلبات، بفتح الهاء واللام: أي شعرات أو خصلات من الشعر، واحدتها هلبة، بفتح الهاء، وسكون اللام. " في مخدجته" بصيغة اسم المفعول: يريد يده المخدجة الناقصة. "إحدى يديه". في ح "أحد ثدييه" وفي هـ "أحد يديه" وكلاهما خطأ، صححناه من ك. "مخدجته". في ح "مخدجيه" وهو خطأ لا معنى له وانظر 626 و 706 و 735. (673) إسناده ضعيف، لضعف الحرث. والحديث رواه الترمذي 4/ 1 - 2 وابن ماجة1/ 226 كلاهما من طريق أبي إسحق، قال الترمذي: "حديث حسن، قد روي من غير وجه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقد تكلم بعضهم في الحرث الأعور".

674 - حدثنا حسين حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحرث، فذكر نحوه بإسناده ومعناه. 675 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحق عن الحرث عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يُلتمس رجل من أصحابي كما تُلتمس أو تُبتغي الضالة، فلا يوجد". 676 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل عن أبى إسحق عن حارثة ابن مُضَرَّب عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: "من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب، فإنهم خرجوا كرها". 677 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السُلمي عن علي عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} قال: "شرْكَكُم، مُطِرْنا بِنوْء كذا كذا، بنَجْم كذا وكذا". 678 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير وأسود بن عامر قالا

_ (674) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (675) إسناده ضعيف، كاللذين قبله. (676) إسناده صحيح. (677) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وذكره ابن كثير في التفسير 8/ 208 بالرواية الآتية 849 ثم قال: "وهكذا رواه ابن أبي. حاتم عن أبيه عن مخول ابن إبراهيم النهدي، وابن جرير عن محمد بن المثنى عن عبيد الله بن موسى، وعن يعقوب بن إبراهيم عن يحيى بن أبي بكير، ثلاثتهم عن إسرائيل به مرفوعاً، وكذا رواه الترمذي عن أحمد بن منيع عن حسين بن محمد، وهو المروزي، به، وقال: حسن غريب، وقد رواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى ولم يرفعه". وسيأتي في 850 قول مؤمل: "قلت لسفيان: إن إسرائيل رفعه؟ قال: صبيان، صبيان! ". (678) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور ورواه الترمذي من طريق أبي بكر بن عياش عن =

حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بتسع سور من المفصل، قال أسود: يقرأ في الركعة الأولى {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} و {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} وفي الركعة الثانية {وَالْعَصْرِ} و {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وفى الركعة الثالثة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. 679 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت عبد الأعلى يحدث عن أبي جَميلة عن علي: أن أَمَةً لهم زنت فحملت، فأتى علي النبى - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال له: "دعها حتى تلد أو تضع ثم اجلدها". 680 - حدثنا هاشم وحسن قالا حدثنا شيبان عن عاصم عن زِرّ ابن حبْيش قال: استأذن ابن جُرموز على علي فقال: من هذا؟ قالوا: ابن جرموز يستأذن، قال: ائذنوا له، ليدخلْ قاتل الزبير النارَ، إنما سمعت

_ = أبا إسحق، وانظر شرحنا عليه2/ 323. وستأتي رواية أبي بكر بن عياش مختصرة 685. وانظر 2720. (679) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وسيأتي من طريقه مراراً 736، 1137، 1138، 1142، 1230 وأصل الحديث صحيح بمعناه تقريباً من حديث سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي، رواه مسلم 2/ 38 وسيأتي 1340، إبو جميلة: هو الطهوي، سيأتي الكلام عليه 692. (680) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن أبا النجود. زر بن حبيش: تابعي قديم مخضرم ثقة، عاش 127 سنة، والحديث رواه الترمذي مختصراً 4/ 333وقال: "حسن صحيح". ومن عجائب التصحيف أن الحافظ ذكر هذا الحديث في الإصابة 3/ 6 فقال: "وروى أحمد من طريق عاصم عن زر قال" إلخ، فصحفه مصححه فجعله "من طريق عاصم بن الزبرقان قال "!! وليس في الرواة أصلا من يسمى "عاصم بن الزبرقان". "زر": بكسر الزاي وتشديد الراء. "حبيش": بضم الحاء المهملة وآخره شين معجمة.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن لكل نبي حوارياً، وحوارييَّ الزبير". 681 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عاصم عن زِرّ بن حُبَيْش قال: استأذن ابن جُرْموز على علي وأنا عنده، فقال علي: بَشِّرَ قاتلَ ابن صفية بالنار، ثم قال علي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن لكل نبي حوارياً، وحوارييَّ الزبير"، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: سمعت سفيان يقول: الحواري الناصر. 682 - حدثنا سليمان بن داود أنبأنا شعبة عن أبي إسحق سمع عاصم بن ضَمرة عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي من الضحى. 683 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد، يعنى ابن سلمة، عن

_ (681) إسناده صحيح، زائدة: هو ابن قدامة. ابن صفية: هو الزبير بن العوام، أمه صفية بنت عبد المطلب، عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. في النهاية: الحواريون أصحاب المسيح عليه السلام، أي خلصانه وأنصاره، وأصله من التحوير: التبييض، قيل إنهم كانوا قصارين يحورون الثياب، أي يبيضونها"، وقال الأزهري: "الحواريون: خلصان الأنبياء، وتأويله الذين أخلصوا ونُقوا من كل عيب"، وقد روى عبد الله بن أحمد عن أبيه هنا تفسير سفيان بن عيينة للحواري، وسيأتي مرة أخرى 14687. (682) إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي الحافظ الإمام صاحب المسند المطبوع، والحديث فيه برقم 127، وهو في مجمع الزوائد2/ 235ونسبه أيضاً لأبي يعلى، وقال "رجال أحمد ثقات". وسيأتي مطولا 1251. (683) إسناده ضعيف، يونس بن خباب، بفتح الخاء وتشديد الباء: ضعيف، كان شيعيا غالياً يشتم عثمان، كذبه يحيى بن سعيد، وضعفه غيره، وقال ابن حبان: "لاتحل الرواية عنه"، وفى الميزان والتهذيب عن البخاري أنه قال:"منكر الحديث"، ولم أجد هذا في التاريخ الكبير4/ 2/ 404، ولم يذكره في الصغير ولا في الضعفاء. جرير بن حيان، بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء التحتية: ذكره ابن حبان في الثقات، أبوه حيان بن حصين: هو أبو الهياج الأسدي الكوفي، تابعي ثقة. والحديث أشار الحافظ في التهذيب =

يونس بن خبّاب عن جَرير بن حَيّان عن أبيه: أن عليا قال: أَبْعَثُك فيما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أمرني أن أُسَوِّي كل قبر وأَطْمس كل صنم. 684 - حدثنا يونس حدثنا حماد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيهِ قال: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - ضخم الرأس، عظيم العينين، هَدبَ الأشفار، مُشْرب العين بحُمْرة، كَثَّ اللحية، أزهر اللون، إذا مشى تَكَفَأ كَأنما يمشي في صعد، وإذا التفتَ التفت جميعا، شَثْن الكفين والقدمين. 685 - حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو بكر عن أبي إسحق عن

_ =2/ 72 إلى أن النسائي رواه في مسند علي، وأصل الحديث صحيح من رواية أبي الهياج الأسدي، كما سيأتى 741، 1064، وقد أشرنا إليه في شرح 657. في ح "حدثنا يونس بن محمد حدثنا محمد حدثنا حماد" وزيادة" حدثنا محمد" في الإسناد خطأ، لا معنى لها، وصححناه من ك هـ. كلمة "أمرني" لم تذكر في ك. (684) إسناده صحيح، محمد بن على: هو ابن الحنفية، وهو خال عبد الله بن محمد بن عقيل. هدب الأشفار، بفتح الهاء وكسر الدال: الأشفار: جمع "شفر" بضم الشين وقد تفتح وسكون الفاء، وهو حرف جفن العين الذي ينبت عليه الشعر، وهدبه: طول الشعر الذي ينبت عليه وكثرته. "أزهر اللون"، أبيض مستنير، وهو أحسن الألوان. "تكفأ": تمايل إلى قُدَّام. "الصعد"، بضمتين: جمع صعود، بفتح الصاد، وهي الطريق صاعدا، والعقبة الشاقة. والصعد، بفتحتين: خلاف الصبب، يعنى موضعاً عاليَّا يصعد فيه التفت جميعاً،: أي بكليته، أراد أنه لا يسارق النظر، وقيل: أراد لا يلوي عنقه يمنة ولا يسرة إذا نظر إلى الشيء، وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف، ولكن كان يقبل جميعاً أو يدبر جميعاً، قاله الجزري كما في شرح الترمذي 4/ 303، وانظر شرح على القاري للشمائل 1/ 32. "شنن الكفين والقدمين"، بفتح الشين وسكون الثاء المثلثة: في الترمذي 4/ 304: "الشثن الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين"، وفي النهاية: "أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر، وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال، لأنه أشد لقبضهم، ويذم في النساء". وانظر 744 و 746. (685) إسناده ضعيف، من أجل الحرث الأعور. أبو بكر: هو ابن عياش. الحديث مختصر 678.

الحرث عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بثلاث. 686 - حدثنا أسود حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما أحدث قبل أن يَمَسّ ماء، وربما قال إسرائيل: عن رجل عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 687 - حدثنا أسود حدثنا شَريك عن موسىْ الصغير الطحّان عن مجاهد قال: قال علي: خرجت فأتيت حائطا، قال: فقال: دلْوٌ بتمرة، قال: فدلَّيتُ حتى ملأت كفي، ثم أتيت الماء فاسعتذبت، يعنى شربت، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطعمته بعضه وأكلت أنا بعضه. 688 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا إسرائيل عن جابر عن

_ (686) إسناده ضعيف، كسابقه. وانظر 639. (687) إسناده صحيح، وقد كان الشيخ أحمد شاكر رحمه الله قد ضعفه لظنه أن مجاهداً لم يسمع من علي، ثم استدرك ذلك، وقال: سمع منه لأن مجاهداً ولد سنة 21 في خلافة عمر، وهو ليس بمدلس، والجزم بأنه لم يسمع من علي لا دليل عليه. موسى الصغير: هو موسى بن مسلم الحزامي، ويقال الشيباني الكوفي. وثقه ابن معين، وهذا الحديث موجز حتى لا يكاد يفهم، وهو اختصار للحديث الآتي 1135، وخلاصته: أن عليَّا جاع جوعاً شديداً، فخرج إلى عوالي المدينة، فآجر نفسه على أن يملأ كل دلو بتمرة، فملأ ستة عشر دلواً، ثم شرب من الماء وأخذ التمرات، وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فأكل معه منها انظر. 838. قوله: "فقال دلو بتمرة" في ح "فقال دلو وتمر" وفى هـ "دلو وتمرة" وكلاهما خطأ لا معنى له، صححناه من ك. "حتى ملأت كفي" هكذا في الأصول هنا، وفيما يأتي "حتى مجلت كفي" أي ظهر فيها ما يشبه البثور من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة. (688) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفى. محمد بن علي: هو الباقر، وأبوه زين العابدين على بن الحسين: لم يدرك علي بن أبي طالب جده. والحديث في مجمع الزوائد 4/ 188.

محمد بن علي عن أبيه عن علي قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني نذرت أن أنحر ناقتي وكيتَ وكيتَ! قال: "أما ناقتك فانحرها، وأما كيت وكيتَ فمن الشيطان"!. 689 - حدثنا أبو نوِح، يعني قُرادا، أنبأنا شعبة، عن أبى التيَّاح سمعت عبد الله بن أبي الهُذيل يحدث عن رجل من بني أسد قال: خرج علينا على بن أبي طاب فسألوه عن الوتر؟ قال: فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نوتر هذه الساعة، ثَوِّبْ يا ابن التيّاح، أو أذِّن، أو أقِم. 690 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن حنش عن علي قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تقدم إليك خصمانَ فلا تسمع كلام الأول حتى تسمع كلام الآخر، فسوف ترى كيف تقضي"، قال: فقال علي: في زلتُ بعد ذلك قاضيا.

_ (689) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل من بنى أسد الراوي عن على. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، بضم الضاد وفتح الباء، قال أحمد: "ثبت ثقة ثقة". عبد الله بن أبي الهذيل العنزي: تابعي قديم ثقة، روى عن عمر وعلي وغيرهما، ولكنه روى هذا الحديث عن رجل لم يسم. ولم أجد هذا الحديث في مجمع الزوائد ولا في السنن الأربعة، ولكن في الزوائد حديث آخر 2/ 246 عن على: "أنه كان يخرج حين يؤذن ابن التياح عند الفجر الأول فيقول: نعم ساعة الوتر هذه" إلخ، رواه الطبراني في الأوسط، وفيه راو متروك، فابن التياح هذا ظاهر أنه كان مؤذن علي. ثوب: فعل أمر من التثويب، يريد به النداء بالأذان أو الإقامة، وأصله أن يجيء الرجل مستصرخاً فيلوحْ بثوبه ليُرى ويشتهر، فسمى الدعاء تثويباً لذلك، قاله في النهاية. وانظر 580، 651، 653، 659، 860، 861. (690) إسناده صحيح، زائدة: هو ابن قدامة. سماك: هو ابن حرب. حنش: هو ابن المعتمر الكناني، سبق الكلام عليه 573، وفي ح "حسن" وهو خطأ- وانظر 636، 666.

691 - حدثنا أبو النَّضْر هاشم بن القاسم حدثنا أبو سلام عبد الملك ابن مسلم الحنفي عن عمران بن ظَبْيان عن حُكَيْم بن سعد أبي يحيى عن علي قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفر قال: "بك اللهم أصول، وبك أجول (1)، وبك أسير". 692 - حدثنا أبو النضر هاشم وأبو داود قالا: حدثنا وَرْقاء عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي جَميلة عن علي قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرني أن أعطي الحجام أجره. 693 - حدثنا بكر بن عيسى الراسبى حدثنا عمر بن الفضل عن نُعيم بن يزيد عن علي بن أبي طالب قال: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن آتيه بطَبَق يكتب فيه ما لا تَضل أمتُه من بعده، قال فخشيت أن تفوتني نفسُه، قال: قلت: إني أحفظَ وأَعي، قال: "أُوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم".

_ (691) إسناده صحيح، عمران بن ظبيان الحنفي الكوفي: ثقة، وثقه يعقوب بن سفيان، وذكره ابن حبان في الثقات، حكيم بن سعد الحنفي الكوفي: تابعى ثقة. "حكيم" بضم الحاء. "أبو تحيى" بكسر التاء المثناة في أوله وسكون الحاء وآخره ألف مقصورة. (1) صوابه وبك أحول بالحاء المهملة، وقد بينا ذلك في 1295. (692) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي، ورقاء: هو ابن عمر بن كليب، وهو ثقة. أبو جميلة هو الطهوي صاحب راية على، واسمه ميسرة بن يعقوب، ذكره ابن حبان في الثقات. وسيأتي معناه أيضاً 1129، 1130، 1136. (693) إسناده حسن، عمر بن الفضل السلمي، ويقال الحرشي البصري: وثقه ابن معين وابن حبان. نعيم بن يزيد: تابعي لم يرو عنه غير عمر بن الفضل، قال أبو حاتم "مجهول"، والتابعون على الستر حتى نجد فيهم جرحاً صريحاً، وبمثل هذا قال الهيثمى3/ 63 باختصار. الطبق، بفتحتين: عُظيم رقيق يفصل بين العقارين، وكانوا يكتيون على العظام ونحوها.

694 - حدثنا حُجَين حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي بن طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كذَب في حُلْمه كُلِّف عَقْد شعيرة يوم القيامة". 695 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر المقدّمي حدثنا فُضيل بن سليمان، يعنى النُميري، حدثنا محمد بن أبي يحيى عن اياس بن عمرو الأسلمي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه سيكون بعدي اختلاف أو أمر، فإن استطعتَ أن تكون السَّلْم فافعل". 696 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن جعفر

_ (694) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. أبو عبد الرحمن: هو السلمي عبد الله بن حبيب. والحديث مكرر 568. في ح "من كذب على في حلمه"، وزيادة كلمة "علي" خطأ لا معنى لها، وليست في ك هـ. (695) إسناده صحيح، فضيل بن سليمان النميري: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه علي بن المديني وكان من المتشددين، وتكلم فيه ابن معين وغيره، ولكن ترجم له البخاري في التاريخ الكبير4/ 1 /123 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء، وخرج له في الصحيح. محمد بن أبي يحيى الأسلمى: مدني ثقة. إياس بن عمرو الأسلمي: ذكره ابن حبان في الثقات، ويعد في المدنيين أيضاً. السلم، بفتح السين ْوكسرها: المسالم، الذكر والأنثى والمفرد والجمع في ذلك سواء. والحديث من زوائد عبد الله وعزاه له الهيثمي 7/ 234 وقال رجاله ثقات. (696 - 697) إسناداه ضعيفان، وإن كان ظاهر أولهما الاتصال، فإن سعيد بن ذي حدان غير معروف، قال ابن المدينى: "لا أدري سمع من سهل بن حنيف أم لا، وهو رجل مجهول، لا أعلم أحداً، روى عنه إلا أبو إسحق". والإسناد الثاني دل على أن بينه وبين علي واسطة مبهمة، والإسناد الثاني أرجح من الأول في إعلال الحديث، لأن سفيان الثوري أحفظ من شريك. أما متن الحديث "الحرب خدعة" فإنه صحيح معروف في =

الوَرْكانِي واسماعيل بن موسى السُدِّي وحدثنا زكريا بن يحيى زَحْمَوَيْه قالوا: أنبأنا شرِيك عن أبي إسحق عن سعيد بن ذيِ حُدَان عن علي قال: إن الله عز وجل سمّى الحرب على لسان نبيه خَدْعَة، قال زحمويه في حديثه: على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. 697 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي وعبيد الله بن عمر القواريري قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عنِ أبي إسحق عن سعيد بن ذي حُدّان حدثني من سمع عليا يقول: الحرب خَدْعَة على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. 698 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني إسحق بن إسماعيل

_ = الصحيحين وغيرهما من حديث جابر ومن حديث أي هريرة، وورد عن غيرهما أيضاً، وسيأتي كثير من رواياته، منها 8097، 8138، 13374، 13375، 14226، 14358. "حدان" بضم الحاء وتشديد الدال المهملتين. خدعة: قال ابن الأثير. "يروى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال، وبضمها مع فتح الدال، فالأول معناه: أن الحرب ينقضي أمرها بخدعة واحدة من الخداع، أي إن المقاتل إذا خدع مرة "واحدة لم تكن لها إقالة، وهى أفصح الروايات وأصحها. ومعنى الثاني: هو الاسم من الخداع. ومعنى الثالث: أن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم لا تفي لهم، كما يقال رجل لعبة وضحكة، أي كثير اللعب والضحك" والأحاديث 695 - 697 من زيادات عبد الله، إلا أن الأخير رواه عن أبيه الإمام وعن عبيد الله القواريري. محمد بن جعفر الوركاني: ثقة، وثقه أحمد وغيره. إسماعيل بن موسى: هو الفزاري نسيب السدي، وهو صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير1/ 1/ 373 فلم يذكر. فيه جرحاً. زكريا بن يحيى زحمويه، بفتح الزاي وسكون الحاء وفتح الميم والواو: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان من المتقنين في الروايات". (698) إسناده صحيح، يحيى بن عباد الضبعي: صدوق، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير4/ 2/ 292 فلم يذكر فيه جرحاً، وأخرج له الشيخان. زيد بن وهب =

حدثنا يحيى بن عباد حدثنا شعبِة عن عبد الملك بن ميسرة سمع زيد بن وهب عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُهْديت له حُلَّة سيَراء، فأرسل بها إلي، فَرُحْتُ بها، فعرفتُ في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغضب، قاَل: فقسمتها بين نسائي. 699 - حدثنا عبد الله بن الوليد وأبو أحمد الزبيري قالا حدثنا سفيان عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب، قال سفيان: لا أعلمه إلا قد رفعه، قال: من كذب في حُلْمه كُلَّف يوم القيامة عقد شعيرة، قال أبو أحمد: قال: أُراه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 700 - حدثنا حُجَين بن المُثني حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواصل إلى السَّحَر. 701 - حدثنا رَوْح حدثنا أسامة بن زيد عن محمد بن كعب

_ = الجهني: تابعى مخضرم، أسلم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهاجر إليه فلم يدركه. وانظر 601، 611، 0710 السيراء، بكسر السين وفتح الياء والمد: قال ابن الأثير:" نوع من البرود يخالطه حرير كالسيور، فهو فعلاء من السير المدّ، هكذا يروى على الصفة، وقال بعض المتأخرين: إنما هو حلة سيراء على الإضافة، واحتج بأن سيبويه قال: لم يأت فعلاء صفة، ولكن اسماً، وشرح السيراء بالحرير الصافي، ومعناه حلة حرير". وهذا الحديث من زيادات عبد الله. وانظر 755 و 710 و958. (699) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. والحديث مكرر 694. (700) إسناده ضعيف، من أجل عبد الأعلى، وسيأتي من رواية عبد الأعلى عن ابن الحنفية 1194. (701) إسناده صحيح، وانظر 712، 726، 1363، وقد رواه الحاكم1/ 508من طريق روح عن أسامة، ثم من طريق سعيد بن منصورعن يعقوب بن عبد الرحمن عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب، وزاد في آخره: فكان عبد الله بن جعفر يلقنها الميت، وينفث بها على الموعوك، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وسيأتي أيضا من حديث عبد الله بن جعفر في 1762 ومن حديث ابن عباس 2012 وانظر 726=

القُرظي عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طَالب قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل بي كَرْب أن أقول: لا إله إلا الله الحليمُ الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين. 702 - حدثنا عبيدة بن حُميد حدثني ثوير بن أبى فاختة عن أبيه قال: عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي: قال: فدخل عليَّ فقال: أعائدا جئت يا أبا موسى أم زائرا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لا، بل عائدا، فقال علي: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما عاد مسلم مسلما إلا صلى عليه سبعون ألف مَلَك من حين يصبح إلى أن يمسي، وجعل الله تعالى له خريفا في الجنة"، قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين، وما الخريف؟ قال: الساقية التي تسقي النخل. 703 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني علي بن حَكيم الأودي أنبأنا شريك عن عثمان بن أبي زُرْعة عن زيد بن وهب قال: قدم عليَّ على قوم من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجل يقال له الجَعْد بن بَعْجة، فقال له: اتق الله يا علي فإنك ميت، فقال علي: بل مقتول، ضربة على هذا تخضب هذه، يعني لحيته من رأسه، عهد معهود، وقضاء مَقْضِي، وقد خاب من افترى، وعاتبه في لباسه، فقال: ما لكم وللباس؟ هو أبَعد من الكِبْر،

_ = و1363. (702) إسناده ضعيف جداً، ثوير بن أبي فاختة: روى البخاري في الكبير 1/ 2/ 183 والصغير 128 عن الثوري قال: "كان ثوير من أركان الكذب"، وفى الكبير:"كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عنه". أبوه، أبو فاختة: اسمه سعيد بن علاقة، وهو مولى أم هانئ بنت أبي طالب، تابعي ثقة. وانظر 612، 754. (703) إسناده صحيح، على بن حكيم الأودي: ثقة. شريك: هو ابن عبد الله النخعي. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

وأجدر أن يقتدي بي المسلم. 704 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: وذكر محمد ابن كعب القُرظي عن الحرث بن عبد الله الأعور قال، قلت: لآتين أمير المؤمنين فلأسألنه عما سمعت العشية، قال: فجئته بعد العشاء فدخلت عليه، فذكر الحديث، قال ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد: إن أمتك مختلفة بعدك، قال: فقلت له: فأين المخرج يا جبريل، قال: فقال: كتاب الله تعالى، به يَقْصم الله كلّ جبار، من اعتصم به نجى، ومن تركه هلك، مرتين، قول فَصْلَ، وليس بالهزل، لا تختلقه الألسن، ولا تفنى أعاجيبه، فيه نبأ ما كان قبلكم، وفَصْل ما بينكم،

_ (704) إسناده ضعيف جدًا، من أجل الحرث الأعور. ثم الظاهر أنه منقطع، لقول ابن إسحق: "وذكر محمد بن كعب القرظي" فإني لم أجد أنه روى عنه مباشرة، بل هو يروي في السيرة عنه بواسطة. وهكذا وقع الحديث في المسند مختصراً،، فيه إشارة اٍ لى قصة لم تذكر، ولم يرد مرة أخرى فيه. ولذلك نقله الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن 6 - 7 عن المسند ثم قال:" هكذا رواه الإمام أحمد"، ثم ذكر رواية أخرى للحديث من سنن الترمذي من طريق حمزة الزيات عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحرث الأعور عن الحرث، ونَقَل قول الترمذي أنه حديث غريب "لانعرفه إلا من حديث حمزة الزيات، وفي إسناده مجهول، وفي الحرث مقال"، ثم قال ابن كثير: "لم ينفرد بروايته حمزة بن حبيب الزيات". ورواية الترمذي في السنن 4/ 51 - 052 "ابن إسحق": هو محمد بن إسحق صاحب السيرة، وفي ح ك "عن أبي إسحق" وهو خطأ صححناه من هـ، وقد بين ابن كثير عند نقل هذا الحديث أنه "محمد بن إسحق، شرح باسمه. "لا تختلقه الألسن" كذا في ح ك، والظاهر أنه من إخلاق الثوب، أي إبلائه، يقال "أخلقت الثوب" أبليته. ولكن "تختلقه" فعل لم أجده في مراجع اللغة، وفي ابن كثير "لا تخلقه الألسن" وهو واضح.

وخبر ما هو كائن بعدكم". 705 - حدثنا يعقوب حدثنا أبى عن ابن إسحق حدثنى حَكيم بن حَكيم بن عبّاد بن حنَيف عن محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب عن علي بن حسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال: دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى فاطمة من الليل، فأيقظنا للصلاة، قال: ثم رجع إلى بيته فصلى هَويَّا من الليل، قال فلم يسمع لنا حسا. قال: فرجع إلينا فأيقظنا، وقال: "قوما فَصلَّيا"، قال: فجلست وأنا أعرك عيني وأقول: إنا والله مانصلي إلا ما كُتب لنا، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول ويضرب بيده على فخذه: "ما نصلي إلا ما كُتب لنا! ما نصلي إلا ما كتب لنا! {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} ". 706 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى أحمد بن جَميل أبو يوسف أخبرنا يحيى بن عبد الملك بن حُميد بن أبي غَنِيَّة عن عبد الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كُهيل عن زيد بن وهب قال: لما خرجت الخوارج بالنهْرَوان قام علِي في أصحابه فقال: إن هؤلاء القوم قل! سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سَرْح الناس، وهم أقرب العدو إليكم، وان تَسيروا إلى

_ (705) إسناده صحيح، وهو مطول 575. الهوي، بفتح الهاء وكسر الواو وتشديد الياء، ويجوز ضم الهاء أيضاً: الطويل من الزمان، وقيل هو مختص بالليل. (706) إسناده صحيح، أحمد بن جميل المروزي: ثقة. يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الخراعي الكوفي: ثقة. عبد الملك بن أبي سليمان: هو العرزمي. سلمة بن كهيل: هو الحضرمي التنعي، بكسر التاء وسكون النون وبالعين الهملة، نسبة إلى "تنع" بطن من همدان، وهو تابعي ثقة ثبت في الحديث متقن. وانظر 672 و 735. وهذا الحديث مختصر، كما في آخره، ولم يُذكر مرة أخرى في المسند، وقد مضت أحاديث آخر في شأن الخوارج، وسيأتي غيرها، وهذا من زيارات عبد الله بن أحمد. السرح: الماشية تُسَّرح للرعي، وهو اسم جمع، أو هو تسمية بالمصدر.

عدوكم أنا أخاف أن يَخْلُفَكم هؤلاء في أعقابكم، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تخرج خارجة من أمتي، ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون عن الإسلام كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عَضد وليس لها ذراع، عليها مثل حلمة الثدي. عليها شعرات بيض، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما لهم على لسان نبيهم لاتَّكلوا على اَلعمل، فسيروا على اسم الله"، فذكر الحديث بطوله. 707 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: والله إنا لمع عثمان بن عفان بالجُحْفة، ومعه رهط من أهل الشأم، فيهم حبيب بن مَسْلمة الِفهْري، إذ قال عثمان، وذُكر له التمتع بالعمرة إلي الحج: إنّ أتمّ للحج. والَعمرة أن لا يكونا في أشهر الحج، فلو أخرتم هذه العمرة حتى تزوروا هذا البيت زورتين كان أفضل، فإن الله تعالى قد وَسَّع في الخير، وعلي بن أبي طالب في بطن الوادى يعلف بعيرا له، قال: فبلغه الذي قال عثمان، فأقبل حتى وقف على عثمان، فقال: أعَمَدْتَ إلى سُنَّة سنَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورخصة رخص الله تعالى بها للعباد في كتابه، تُضَّيق عليهم فيها وتنهى عنها، وقد كانت لذي الحاجة ولنائي الدار؟ ثم أَهَلَّ بحجة وعمرة معا، فأقبل عثمان على الناس فقال: وهلِ نهيت عنها؟ إني لم أَنْهَ عنها، إنما كان رأيا أشرتُ به، فمن شاء أخذ به، ومن شاء تركه.

_ (707) إسناده صحيح، يحيى بن عباد: ثقة. أبوه عباد بن عبد الله بن الزبير: ثقة، كان عظيم القدر عند أبيه، وكان على قضائه بمكة، وكان يستخلفه إذا حج، وكان أصدق الناس لهجة. وانظر 432. وانظر أيضاً ذخائر المواريث 5416. وانظر 733.

708 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عبد الله بن أبي سَلمة عن مسعود بن الحكم الأنصاري ثم الزُّرَقي عن أمه أنها حدثته قالتَ: لُكأني أنظر إلى علي بن أبي طالب وهو على بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيضاء، حين وقف على شعب الأنصار في حجة الوداع، وهو يقول: أيها الناس، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنها ليست بأيام صيام، إنما هي أيام أكل وشرب وذِكْر". 709 - حدثنا يعقوب وسعد قالا حدثنا أبي عن أبيه عن عبد الله بِن شدَّاد، قال سعد: ابن الهاد، سمعت عليا يقول: ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يَجْمع أباه وأمه لأحد غير سعد بن أبي وقاص، فإني سمعته يقول يوم أُحُد: "ارْمِ يا

_ (708) إسناده صحيح، أم مسعود بن الحكم: صحابية، اسمها "حبيبة بنت شريق" بفتح الشين، وقيل "أسماء". وانظر الإصابة 8/ 13، 50، 280 وذكر أن الحديث رواه النسائي، وانظر 567. (709) إسناده صحيح، يعقوب وسعد: هما ابنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهما ثقتان من أهل بيت كلهم ثقات، كما قال العقيلي. عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي: ثقة من كبار التابعين. وقوله" قال سعد: ابن الهاد" هذا من دقة الإمام أحمد وحرصه على أن يبين لفظ كل راو، فإنه روى الحديث عن الأخوين: يعقوب وسعد، فقال له يعقوب في روايته "عن عبد الله بن شداد" لم يذكر باقي نسبه، وقال له سعد "عن عبد الله بن شداد بن الهاد"، فنص على زيادة سعد تمام النسب. وخفي هذا المعنى على مصحح ح فأثبته: "وقال سعد بن الهاد" جعله اسماً واحداً!!. والحديث رواه الترمذي 4/ 335 من طريق الثوري عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن شداد، وقال:"هذا حديث صحيح"، وقال شارحه: "وأخرجه الشيخان ". وسيأتي من رواية الثوري كرواية الترمذي 1017 ومن رواية شبعة عن سعد بن إبراهيم 1047 ومن رواية مسعرعن سعد بن إبراهيم 1356.

سعد فداك أبي وأمي". 710 - حدثنا يعقوب حدثنا أبى عن ابن إسحق حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حُنَين عن أبيه قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا أقول نهاكم، عن تختيم الذهب، وعن لبس القَسِّيَّ والمُعَصْفَر، وقراءة القرآن وأنا راكع، وكساني حُلَّة من سيَراء فخرجت فيها، فقال: "يا علي، إني لم أكْسُكَها لتلبسها"، قال: فرجعت بها إلىْ فاطمة، فأعطيتها ناحيتها، فأخذتْ بها لتطويها معي، فشققتُها بِثنْتَيْن، قال: فقالت: تَرَبَتْ يداك يا ابن أبي طالب: ماذا صنعتَ؟ قال: َ فَقلت لها: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لبسها، فالبَسِي واكسي نساءك. 711 - حدثنا سُريج بن النعمان حدثنا أبو عَوانة عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد عفوتُ لكم عن الخيل والرقيق، فهاتوا صدقة الرَّقَة، من كل أربعين درهما درهما، وليس في تسعين ومائة شيء، فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم". 712 - حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا علي بن صالح عن أبي

_ (710) إسناده صحيح، إبراهيم بن عبد الله بن حنين. تابعي ثقة. "الرقة" بكسر الراء وتخفيف القاف: يريد الفضة والدراهم المضروبة منها، وأصل اللفظة "الورق" بكسر الراء، وهي الدراهم المضروبة خاصة، فحذفت الواو وعوض منها الهاء، قاله ابن الأثير. وانظر 601، 611، 619، 698. (711) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2/ 3 من طريق أبي عوانة، وفي ذخائر المواريث 5497 أنه رواه أيضاً أبو داود والنسائي وابن ماجة. وانظر 82، 113، 218. (712) إسناده صحيح، على بن صالح بن صالح بن حي الهمداني: ثقة، وهو أخو الحسن بن =

إسحق عن عمرو بن مُرّة عن عبد الله بن سَلِمة عن على قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك، مع أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين". 713 - حدثنا أبو أحمد حدثنا شَرِيك عن عمران بن ظَبْيان عن أبي تحْيىَ، قال: لما ضَرب ابن ملجم عليَّا الضربة قالَ على: افعلوا به كما أراد رَسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل برجل أراد قتله فقال: "اقتلوهْ ثم حرّقو". 714 - حدثنا محمد بن سابق حدثنا إبراهيم بن طَهْمان عن منصور عن المنْهال بن عمرو عن نُعيم بن دَجاجة أنه قال: دخل أبو مسعود عُقْبة بن عمَرو الأنصاريّ على علي بن أبي طالب، فقال له علي: أنت الذي تقول لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تَطْرِف؟ إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف

_ = صالح. وسيأتي الحديث بإسناد آخر صحيح 1363، وانظر 701، 726 والمستدرك 3/ 138. (713) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد9/ 145وقال: "رواه أحمد، وفيه عمران بن ظبيان، وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". (714) إسناده صحيح، محمد بن سابق التميمى البزار: ثقة. إبراهيبم بن طهمان، بفتح الطاء وسكون الهاء: ثقة صحيح الحديث. منصور: هو ابن المعتمر. المنهال بن عمرو الأسدي: ثقة تكلم فيه شبعة دون حجة، ومع ذلك فقد قال البخاري في الكبير 4/ 2/ 12: "روى عنه منصور وشعبة". وفي التهذيب10/ 393: "قال الآجري عن أبي داود: كان منصور لا يروي إلا عن ثقة". نعيم بن دجاجة الأسدي: من التابعين القدماء، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في الكبير 4/ 2/ 98 فلم يذكر فيه جرحاً. وسيأتي الحديث أيضاً 718.

ممن هو حيّ اليوم"، والله إن رجاء هذه الأمة بعد مائة عام. 715 - حدثنا معاوية بن عمرو وأبو سعيد قالا حدثنا زائدة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي قال: جهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في خَميلٍ وقِربةٍ ووسادةِ أَدمٍ حَشْوها إذْخِر، قال أبو سعيد: لِيف. 716 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا شعبة عن سَلَمة والُمجالد عن الشَّعبي أنهما سمعاه يحدّث: أن عليَّا حين رَجَم المرأة من أهل الكوَفة ضربها يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، وقال: أجلدها بكتاب الله، وأرجمها بسنة نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. 717 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن أبي الزناد عن موسى بن عُقْبَة عن عبد الله بن الفضل بن عبد الرحمن بن فلان ابن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب الهاشمي عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبى طالب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبّر ورفع يديه حَذْوَ منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع رأسه من الركوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكَّبر.

_ (715) إسناده صحيح، وهو مكرر 643 ومختصر 838. (716) إسناده صحيح، سلمة: هو ابن كهيل، والحديث ذَكر في المنتقى 4015 أنه رواه أيضاً البخاري، وانظر 839 و 978 و 1185 و 1190 و 1209. (717) إسناده صحيح، وفي نيل الأوطار 2/ 197 أنه رواه أيضاً أبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة، وقال: "وصححه أيضاً أحمد بن حنبل فيما حكى الخلال".

718 - حدثنا علي بن حفص أنبأنا ورقاء عن منصورعن المنهال عن نُعيم بن دَجَاجة قال: دخل أبو مسعود على عليّ فقال: أنت القائل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يأتي على الناس مائة عام وعلى الأرض نفس مَنْفُوسة؟ " إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يأتي على الناس مائة عام وعلى الأرض نفس منفوسة ممن هو حي اليوم، وإن رجاء هذه الأمة بعد المائة". 719 - حدثنا علي بن إسحق أنبأنا عبد الله حدثنا الحجاج بن أرطاة عن عطاء الخراساني أنه حدثه عن مولى امرأته عن علي بن أبي طالب قال: إذا كان يومُ الجمعة خرج الشياطين يُرِّبثُونَ الناس إلى أسواقهم ومعهم الرايات، وتقعد الملائكة على أبواب المساجد، يكتبون الناس على قدر منازلهم: السابق والمصلِي والذي يليه، حتى يخرجَ الإمام، فمن دنا من الإمام فأنصت أو استمع ولم يلغُ كان له كِفْلانِ من الأجر، ومن نأى عنه فاستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل منَ الأجر، ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان من الوزر، ومن نأى عنه فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفل من الوِزر، ومن قال صه فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له، ثم قال: هكذا سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. 720 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن

_ (718) إسناده صحيح. علي بن حفص المدائني البغدادي: ثقة. والحديث مكرر 714. (719) إسناده ضعيف، لجهالة مولى امرأة عطاء الخراساني. عبد الله: هو ابن المبارك. وفى ح "أنبأنا عبد الله بن الحجاج بن أرطاة" وفى هـ "أنبأنا عبيد الله حدثنا الحجاج بن أرطاة" وكلاهما خطأ. والتصويب من ك. علي بن إسحق: هو السلمي المروزي الداركاني، هو ثقة صدوق، كان معروفا بصحبة عبد الله بن المبارك. والحديث في مجمع الزوائد 17702 وقال: "روى أبو داود طرفا منه". يربثون الناس: يحبسونهم ويثبطونهم، يقال "ربثته عن الأمر" بالتضعيف، أي حبسته وثبطته. الكفل، بكسر الكاف وسكون الفاء: الحظ والنصيب. (720) إسناده ضعيف. من أجل الحرث الأعور. وهو مكرر 675.

الحرث عن علي قال: قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: "لاتقوم الساعةحتي يَلْتَمَسَ الرجلُ من أصحابي كما تُلتمس الضالة، فلا يوجد". 721 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب الربا، وآكله، وشاهديه، والمحلل والمحلَّل له. 722 - حدثنا عفان حدثنا شعبة قال أنبأنا أبي إسحق قال سمعت هُبَيرة يقول: سمعت عليَّا يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أو نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خاتم الذهب، والقِسِّي، والميثَرة. 723 - حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا أيوبْ عن عكرمة عن، على

_ (721) إسناده ضعيف: كالذي قبله. وهو مختصر 671. (722) إسناده صحيح. هبيرة، بالتصغير: هو ابن يريم الشبامي، قال أحمد:"لا بأس بحديثه" وقال ابن سعد في الطبقات 6: 118 "وكان معروفَاً وليس بذاك"،وقال أيضاً "وقد كان من هبيرة هنة أيام المختار". وهي ما قال البخاري في الكبير4/ 2/ 241: "كان يجيز على القتلى مع المختار". وذكر ابن حبان في الثقات. وهبيرة كان خال زوج أبى إسحق السبيعي. "يريم" بفتح الياء التحتية وكسر الراء. "الشبامي" نسبة إلى "شبام" بكسر الشام المعجمة وتخفيف الباء وآخره ميم، قال ابن سعد: "وشبام هو هو عبد الله بن أسعد بن جشم بن حاشد، وسمى شبام بجبل لهم". وفي التقريب والخلاصة "الشيباني" وهو تصحيف. والحديث مختصر 710. (723) إسناده صحيح. عكرمة: هو مولى ابن عباس وهو ثقة، على الرغم ممن تكلم فيه، قال البخاري في الكبير 4/ 1/ 49: "ليس: من أصحابنا أحد إلا احتج بعكرمة"، يزعم أبو زرعة أن حديثه عن على مرسل، كما في المراسيل لابن أبي حاتم 58 - 59 وهذا قول هو دعوى. والعبرة في صحة الرواية بعد الثقة والضبط بالمعاصرة، وعكرمة أهداه سيده حصين ابن أبى الحر العنبري لابن عباس حين ولاه علىَّ البصرة، وعلى أمر ابن عباس على البصرة سنة 36 كما في تاريخ الطبري 5: 224، فقد عاصر عكرمة عليَّا أربع سنين أو أكثر =

ابن أبي طالب عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "يودَى المكاتب بقدر ما أدّى". 724 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن زبيد الإيَامي عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عليّ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشاً وأمر عليهم رِجلاً، فأوقد نارا فقال: ادخلوها! فأراد ناس أن يدخلوها، وقال آخرون: إنما فرَرْنا منها، فذُكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: "لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة، وقال للآخرين قولا حسنا، وقال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف".

_ = مملوكا لابن عباس ابن عم علي، ثم قد كان يافعا إذ ذلك، فإنه مات علىْ الراجح سنة 105 عن 80 سنة كما قالت بنته، فكان عمره حين مقتل على 15 سنة. والحدث رواه أيضا البيهقي 10: 325 - 326 من طريق عفان وأعله بالإرسال. وتكلم عليه طويلا. وروى أبو داود نحوه بمعناه من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، ثم أشار إلى هذا الإسناد فقال: "ورواه وهيب عن أيوب عن عكرمة عن علي عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأرسله حماد بن زيد وإسمعيل عن حماد عن أيوب عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجعله إسمعيل بن علية قول عكرمة". وماشيء من هذا بتعليل للحديث، ووهيب ثقة كثير الحديث حجة، فلا تعل روايته بإرسال من أرسل الحديث. وقد أشار ابن حزم في الإحكام 7: 199 إلى صحة هذا الحديث من حديث على ومن حديث ابن عباس، وفصل القول في ذلك في المحلى 9: 227 - 228 وانظر نيل الأوطار 6: 217 - 219. وحديث ابن عباس سيأتي 2356، 3423،2660، 3489: وسيأتي قريب من معناه أيضا لابن عباس 1944، 1984. يودى: من الدية، بدون همز، يعنى إذا قتل كانت ديته دية الحر بقدر ما أدى من كتابته، وقوم قيمة عبد فيما بقى عليه من ثمن رقبته. وفى ح هـ وأكثر الكتب المطبوعة "يؤدى" بالهمزة، وهو خطأ. (724) إسناده صحيح. زبيد الإيامي. هو ابن الحرث بن عبد الكريم وهو ثقة قال ابن حبان: "كان من العباد الخشن، مع الفقه في الدين ولزوم الورع الشديد". الإيامي: نسبة إلى "إيام " بكسر الهمزة، وهو بطن من همدان، ويقال له "يام" أيضا دون ألف، فينسب إليه فيقال "اليامي". انظر اللباب 1: 77. والحديث مختصر 622.

725 - حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي سمعت الأعمش يحدث عن عمرو بن مُرَّة عن أبي البختري عن علي قال: قال عمر بن الخطاب للناس: ماترون في فَضْلٍ فَضَلَ عندنا من هذا المال؟ فقال الناس: يا أمير المؤمنين، قد شغلناك عن أهلك وضيعَتك وتجارتك، فهو لك، فقال لي: ما تقول أنت؟ فقلت: قد أشاروا عليكَ، فقال لي: قل، فقلت: لِمَ تجْعلُ يقيَنك ظناً؟! فقال: لَتَخْرُجن مما قلتَ، فقلت: أجل، والله لأخرجن منه، أتذكر حين بعثك نبى الله - صلى الله عليه وسلم - ساعيا فأتيت العباس بن عبد المطلب، فمنعك صدقته، فكان بينكما شيء، فقلت لي: انطلق معي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجدناه خاثرا، فرجعنا، ثم غَدوْنا عليه فوجدناه طيب النفس، فأخبرته بالذي صنع، فقال لك: أما علمت أن عمَّ الرجل صنْوُ أبيه؟ وذكرنا له الذي رأيناه من خُثُوره في اليوم الأول والذي رأيناه من طَيب نفسه في اليوم الثاني، فقال: إنكمَا أتيتماني في اليوم الأول وقد بقي عندي من الصدقة ديناران، فكان الذي رأيتما من خثوري له، وأتيتماني اليوم وقد وجهتهما، فذاك الذي رأيتما من طيب نفسي؟ فقال عمر: صدقت، والله لأشكرن لك الأولى الآخرة. 726 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن ابن عجلان عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن عبد الله بن جعفر عن

_ (725) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو البختري أحاديثه عن على مرسلة، كما أوضحنا في 636. وهب بن جرير: ثقة. أبوه جرير بن حازم: ثقة أيضاً. والحديث في مجمع الزوائد 10: 238 وأعله سماع أبي البخترى من على ولا عمر، ثم قال:" فهو مرسل صحيح"! ونحن لا نعرف المرسل الصحيح، إنما المرسل كله ضعيف لانقطاعه. وفى الزوائد خطأ من النسخ أو الطبع، وهو حذف "عن على" في أوله. فرأيناه خاثراً،:" الخثور" أصله نقيض الرقة، يقال "هو خاثر النفس" أي ثقيلها غير طيب ولا نشيط، والخاثر والمخثر: الذي يجد الشيء القليل من الوجع والفترة. (726) إسناده صحيح. وهو مكرر 701 وانظر 712

علي بن أبي طالب قال: لقنني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء اْلكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولهن: لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم. والحمد لله رب العالمين. 727 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء ابن السائب عن زاذان عن علي قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ترك موضع شعرة من جنابة لم يصبها ماء فعل الله تعالى به كذا وكذا من النار، قال علي: فمن ثم عاديت شعري". 728 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد عن عبد الله بن محمد ابن عقيل عن محمد بن على ابن الحنفيه عن أبيه قال: كُفِّنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في سبعة أثواب. 729 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الماجشون حدثنا عبد الله بن الفضل والماجشون عن الأعرج عن عبيدْ الله بن أبي رافع عن

_ (727) إسناده صحيح. حماد بن سلمة: سمع من عطاء: قبل اختلاطه، على الراجح في ذلك. قال يعقوب بن سفيان: "هو ثقة حجة وما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة، سماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بآخره". والحديث رواه أيضا أبو دواد كما في المنتقى430. وسيأتي في 794. (728) إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة. والحديث رواه أيضا ابن أبي شيبة والبزار. وانظر المحلى 5: 118 - 119 ومجمع الزوائد 3: 23 ونيل الأوطار 4: 71. (729) إسناده صحيح. ورواه ابن حزم في المحلى 4: 95 - 96 من طريق أحمد بن حنبل وزهير بن حرب، ورواه مسلم 1: 215، وقد خرجناه في تعليقنا على المحلى. قوله "والماجشون" يريد به عمه "يعقوب بن ابى سلمة الماجشون" كما بين ذلك في رواية المحلى وأبي داود 1: 277 - 278. يعقوب هذا: تابعي ثقة. وقوله "قال أبو النضر: وأنا أول المسلمين" يرد أن أبا عمر هاشم بن القاسم خالف أبا سعيد في هذا الحرف، قال "أول المسلمين" بدل "من المسلمين" ورواية أبى النضر ستأتي 803. وانظر 2440 و 2489.

علي بن أبي طالب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كان إذا كبر استفتح ثم قال: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين"، قال أبو النضر: وأنا. أول المسلمين، اللهم لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لايهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك، وكان إذا ركع قال: "اللهم- لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي"، واذا رفع رأسه من الركعة قال: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ملء السموات والأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد"، وإذا سجد قال: "اللهم لك سجدت وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه فصوره فأحسن صوره، فشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين"، فإذا سلم من الصلاة قال: "اللهم اغفر لي ماقدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت". 730 - حدثنا وكيع حدثنا فطر عن المنذر عن ابن الحنفية قال: قال علي: يا رسول الله، أرأيت إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: "نعم"، فكانت رخصة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي.

_ (730) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال لقوله "عن ابن الحنفية قال قال على" ولكن أوضحته رواية الترمذي: "عن محمد وهو ابن الحنفية عن على بن أبي طالب أنه قال يا رسول الله" إلخ. فطر، بكسر الفاء وسكون الطاء: هو ابن خليفة وهو ثقة صالح الحديث، وثقة أحمد وابن معين وغيرهما. المنذر: هو ابن يعلى الثوري، سبق الكلام عليه في 606. والحديث رواه أبو دواد 4: 448 والترمذي 314 وقال: "حديث حسن صحيح".

731 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عدىّ بن ثابت عن زِرّ بن حُبيش عن على قال: عهد إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. 732 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سلمة عن حجية عن علي قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن. 733 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن علي بن الحسين عن مروان بن الحكم قال: كنا نسير مع عثمان فإذا رجل يلبي بهما جميعا، فقال عثمان: من هذا؟ فقالوا: علي، فقال: ألم تعلم أني قد نهيت عن هذا؟ قال: بلى؟ ولكن لم أكن لأدع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقولك. 734 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجية قال: سأل رجل عليا عن البقرة؟ فقال: عن سبعة، فقال: مكسورة القرن؟ فقال: لا يضرك، قال: العرجاء؟ قال: إذا بلغت المنسك فاذبح، أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن.

_ (731) إسناده صحيح. وهو مكرر 642. (732) إسناده صحيح. سلمة هو ابن كهيل. حجية، بضم الحاء وفتح الجيم وتشديد الياء: هو ابن عدي الكندي، وهو تابعي ثقة. نستشرف العين والأذن: أى نتأمل سلامتهما من آفة تكون بهما، وقيل: هو من الشرفة، وهى خيار المال، أي أمرنا أن نتخيرها، قاله في النهاية. وذلك في الهدي والأضحية، كما سيأتي الحديث مطولا 734. وقد سبق في 633. (733) إسناده صحيح. مسلم البطين: هو مسلم بن عمران الكوفي، وهو ثقة. مروان بن الحكم: ثقة غير متهم في الحديث. وانظر 707. (734) إسناده صحيح. وهو مطول 732. "عن سبعه" يعنى أن البقرة تجزئ في الضحية أو الهدي عن سبعة نفر، وفي ح "عن شعبة"! وهو تصحيف سخيف.

735 - حدثنا وكيع حدثنا جرير بن حازم وأبو عمرو بن العلاء عن ابن سيرين سمعِاه عن عَبيدة عن علي قال: قال رسيول الله - صلى الله عليه وسلم -:"يخرج قوم فيهم رجل مُودن اليد، أو مَثْدونُ اليد، أو مُخْدَج اليد"، ولولا أن تبطروا لأنباتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -، قال عبيدة: قلت لعلي: أأنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال أي ورب الكعبة، أي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة. 736 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي جميلة الطهوي عن علي: أن خادما للنبي - صلى الله عليه وسلم - أحدثت، فأمرني النبى - صلى الله عليه وسلم - أن أقيم عليها الحد، فأتيتها فوجدتها لم تجف من دمها، فأتيته فأخبرته، فقال: "إذا جفت من دمها فأقم عليها الحد. أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم". 737 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبى إسحق عن عبد خير عن علي قال: كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسيح من ظاهرهما،

_ (735) إسناده صحيح. أبو عمرو بن العلاء: ثقة، وهو أحد القراء المعروفين. وقوله "سمعاه عن عبيدة" معناه أن جرير بن حازم وأبا عمرو بن العلاء سمعا هذا الحديث من ابن سيرين رواه لهما عن عبيدة، والحديث مكرر 626 وانظر 672، 706. (736) إسناده ضعيف, لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وهو مطول 679. أحدثت: يريد زنت، وهذه كناية. (737) إسناده صحيح. عبد خير: هو ابن يزيد الخيواني الهمداني، وهو تابعي مخضرم ثقة. جاوز عمره 120 سنة. "الخيواني" نسبة إلى "خيوان" بفتح الخاء وسكون الياء وفتح الواو، وهو بطن من همدان، انظر اللباب 1: 401. وهذا الحديث ليس في الكتب الستة، ولم يذكر في مجمع الزوائد، ولكن روى أبو داود حديثا بمعناه عن علي: "لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على ظاهر خفيه" ورواه الدارقطني أيضا. وانظر المنتقى 309. وانظر أيضاً ما يأتي 917، 918.

حتى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح ظاهرهما. 738 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عثمان الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي قال: نهانا رسول. الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُنْزِي حماراً على فرس. 739 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو استخلفت أحدا عن غير مشورة لاستخلفت ابن أم عبد". 740 - حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثنا علي: أن فاطمة شكت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أثر العجين في يديها، - فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - سبى، فأتته تسأله خادما، فلم تجده، فرجعت، قال: فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، قال: فذهبت لأقوم، فقال: مكانكما، فجاء حتى جلس، حتى وجدت برد قدميه، فقال: "ألا أدلكما على ما هو. خير لكما من خادم؟ إذا أخذتما مضجعكما سبحتما الله ثلاثا وثلاثين، وحمدتماه ثلاثا وثلاثين، وكبرتماه أربعا وثلاثين". 741 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حبيب عن أبي وائل عن أبى الهياج الأسدي قال: قال لي علي: أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله

_ (738) إسناده صحيح. عثمان الثقفى: هو عثمان بن المغيرة. سبق الكلام عليه 56. وانظر 582، 766، 785، 1108، 1358، 1977. (739) إسناده ضعيف، من أجل الحرث وهو مكر 566. ومتنه صحيح. (740) إسناده صحيح. حبيب: هو ابن عتيبة. والحديث مطول 604 وانظر 838: وهو مختصر 1141. (741) إسناده صحيح. حبيب: هو ابن أبي ثابت: تابعي ثقة. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، أبو الهياج الأسدي: هو حيان بن حصين. والحديث سبقت الإشارة إليه في 657، وانظر 658، 683، 889.

- صلى الله عليه وسلم -، أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته. 742 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب هذه السورة، {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}. 743 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: جاء ثلاثة نفر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أحدهم: يا رسول الله، كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير، وقال الآخر: يارسول الله، كان لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار، وقال الآخر: كان لي دينار فتصدقت بعشره، قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم في الأجر سواء، كلكم تصدّق بعشر ماله". 744 - حدثنا وكيع حدثنا المسعودي ومسْعَر عن عثمان بن عبد الله ابن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن علَي قال. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَثنَ الكفين والقدمين، ضخم الكراديس.

_ (742) إسناده ضعيف جدا، لضعف ثوير بن أبي فاخته، والحديث ذكره الحافظ ابن كثير في التفسير 9: 176 وقال: "تفرد به أحمد"، والسيوطي في الدر المنثور 6: 337 ونسبه أيضا للبزار وابن مروديه، ولم يعله واحد منهما. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 136 وقال: "رواه أحمد. وفيه ثوير بن أبى فاختة، وهو متروك". (743) إسناده ضعيف لضعف الحرث الأعور. والحديث في مجمع الزوائد 3: 111 ونسبه أيضا للبزار، وأعله بالحرث. (744) إسناده صحيح. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، وهو ثقة، ولكنه تغير حفظه بآخره، ووكيع سمع منه قبل تغيره. مسعر، بكسر الميم وسكون السين وفتح العين: هو ابن كدام، بكسر الكاف وتخفيف الدال، وهو ثقة حجة. عثمان بن عبد الله بن هرمز: ذكره ابن حبان في الثقات، ترجم في التهذيب باسم "عثمان بن مسلم ابن هرمز" وقال الحافظ: "ويقال أن اسم أبيه عبد الله". نافع بن جبير بن مطعم: تابعي ثقة مشهور، أحد الأئمة. والحديث أشارفي التهذيب 7: 153 إلى أنه رراه الترمذي والنسائي-

745 - حدثنا وكيع عن شريك عن سمَاك عن حَنش عن عِلي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جلس إليك الخصمانَ فلا تكلمْ حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول". 746 - حدثنا وكيع أنبأنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بالطويل ولا بالقصير، ضخمِ الرأس واللحية، شثْنُ الكفّين والقدمين، مشربٌ وجهُه حمرة، طويل المَسُربةَ، ضخم الكَراديس، إذا مشى تكفَّا تكفّياً، كأنما ينَحطُّ من صَبَبٍ، لم أَرقبله ولا بعده مثله، - صلى الله عليه وسلم -. 747 - حدثنا يزيد أنبأنا إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي قال: أهْدَى كسرى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل منه، وأهدى له قيصر فقبل

_ = في مسند علي. وسيأتي مطولا 746 وانظر 684. الكراديس: رؤوس العظام. واحدها كردوس وقيل: هما ملتقى كل عظمين ضخمين، كالركبتين والمرفقين والمنكبين، أراد أنه ضخم الأعضاء، قاله في النهاية. وسيأتي مطولا ومختصرا 944، 946، 947 و 1053 و 1122. (745) إسناده صحيح. شريك: هو ابن عبد الله القاضي. والحديث مختصر 690. (746) إسناده صحيح. وهو مطول 744. ورواه الترمذي 4: 302 ما طريق أبى نعيم ووكيع عن المسعودي، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". المسربة، بفتح الميم وسكون السين وضم الراء: ما دق من شعر الصرد سائلا إلى الجوف. تكفا تكفيا: في ح "تكفأ تكفؤا" بالهمزة، وأثبتنا هنا ما في ك هـ والتزمذي، قال في النهاية: "هكذا روي غير مهموز، والأصل الهمز، ولعضهم يرويه مهموزا، لان مصدر تفعل من الصحيح تفعل، كتقدم تقدما وتكفأ تكفأ، والهمزة حرف صحيح، فأما إذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه، نحو تحفى تحفيا وتسمى تسميا، فإذا خففت الهمزة التحقت بالمعتل، وصار تكفيا، بالكسر". الصبب، بفتحتين: الموضع المنحدر، وفي ك "ليس بالطويل البائن" وهذه الزيادة ليست في الأخريين ولا في الترمذي، وفى ح "عن صبب" وصححناه من ك هـ والترمذي. (747) إسناده ضعيف لضعف ثوير.

منه، وأهدت له الملوك فقبل منهم. 748 - حدثنا يزيد عن الححاج عن الحكم عن القاسم بن مُخَيْمَرة عن شريح هانيء قال: سألت عائشة عن المسح على الخفين؟ فقالت: سل عليَّا فإنه أعلم بهذا مني، كان يسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فسألت عليَّا؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يومٌ وليلة". 749 - حدثنا يزيد عن الحجاج عن أبي إسحق عن علي بن ربيعة عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله. 750 - حدثنا يزيد أنبأنا محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصَّعْبَة عن عبد الله بن زُريْر الغافقي قال: سمعت

_ (748) إسناده صحيح. يزيد: هو ابن هرون الواسطي، أحد الأعلام الحفاظ. الحجاج: هو ابن أرطاة الكوفي القاضي، وهو ثقة. الحكم: هو ابن عتيبة. القاسم بن مخيمرة: تابعى ثقة. شريح بن هانئ: تابعي مخضرم ثقة. والحديث وراه مسلم 1: 91 وفي المنتقى 307 أنه رواه أيضا النسائي وابن ماجة. (749) إسناده صحيح. علي بن ربيعة: هو الوالبي، وهو تابعي ثقة. والحديث مختصر ما قبله. وأنا أكاد أظن أن هذا الإسناد منقول في نسخ المسند عن موضعه، وأنه تابع للحديث الآتى 753 تكرار له، فإنى لم أجد أبدا رواية لعلي بن ربيعة في المسح على الخفين، وهذا لإسناد أشبه عندي بإسناد 753، ولكني لا أجرؤ على الجزم بذلك ما لم أجد حجة ودليلا، والكلام في شأن الأسانيد شديد. (750) إسناده منقطع، عبد العزيز بن أبى الصعبة: ذكره ابن حبان في الثقات، ولكن بينه وبين عبد الله بن زرير في هذا الحديث "أبو الأفلح الهمدانى كما ثبت ذلك في رواية النسائي 2: 285 عن عمرو بن الفلاس عن يزيد بن هرون عن محمد بن إسحق، وفى رواية ابن ماجة 2: 196 عن أبي بكر عن عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحق. فلعل اسم أبي الأفلح سقط من الإسناد في نسخ المسند من الناسخين. وسيأتي 935 من طريق =

عليَّا يقول: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهبا بيمينه، وحريرا بشماله، ثم رفع بهما يديه فقال "هذا حزام على ذكور أمتي". 751 - حدثنا يزيد أنبأنا حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو عن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن على: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك". 752 - حدثنا يزيد بن هرون حدثنا خالد بن عبد الله عن مطرف عن أبي إسحق عن الحرث عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يجهر القوم بعضهم على بعض بين المغرب والعشاء بالقرآن. 753 - حدثنا يزيد أنبأنا شريك بن عبد الله عن أبي إسحق عن علي

_ = الليث عن يزيد بن أبي حبيب على الصواب، ورواه أبو داود 89:4من طريق الليث، ولكن أسقط "عبد العزيز بن أبى الصعبة"، ورواه النسائي بأسانيد مختلفة من طريق الليث. فيظهر أن الاضطراب من بعض الرواة عن الليث. والصواب إثبات أبي الأفلح في الإسناد، كما في الرواية الآتية ورواية النسائي وابن ماجة. وأبو الأفلح الهمداني: تابعي ثقة. (751) إسناده صحيح. هشام بن عمرو الفزاري: ثقة شيخ قديم. عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة المخزومي: تابعي ثقة ولد في زمن رسول الله وكان ربيب عمر في حجره. والحديث رواه أيضا أصحاب السنن الأربعة، كما في المنتفى 1214. وسيأتي من زيادات عبد الله 1294. (752) إسناده ضعيف، لضعف الحرث والحديث مكرر 663 وسبق الكلام عليه مفصلا. (753) إسناده صحيح. وذكره ابن كثير في التفسير 7: 388 - 389 عن هذا الموضع، وقال: "وهكذا رواه أبو دواد والترمذي والنسائي من حديث أبي الأحوص، زاد النسائي ومنصور، عن أبي إسحق السبيعي عن علي بن ربيعة الأسدىِ الوالبي، به، وقال الترمذي: حسن صحيح". ونسبه السيوطي في الدر المنثور 6: 14 أيضاً الطيالسي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. وانظر749.

ابن ربيعة قال: رأيت عليَّا أُتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: باسم الله، فلما استوى عليها قال: الحمد الله، سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم حمد الله ثلاثا، وكبر ثلاثًا، ثم قال: سبحانك لا اله إلا أنت، قد ظلمت نفسي، فاغفر لي ثم ضحك، فقلت: مم ضحكت يا أمير المؤمنين: قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل ما فعلت، ثم ضحك: فقلت: مم ضحكت يارسول الله؟ قال: "يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر لي، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري". 754 - حدثنا يزيد حدثنا حماد بن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن يسار: أن عمرو بن حريث عاد الحسن بن علي، فقال له علي: أتعود الحسن وفى نفسك ما فيها؟ فقال له عمرو: إنك لست بربي فتصرف قلبي حيث شئت! قال علي: أما إن ذلك لا يمنعنا أن نؤدي النصحية، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم عاد أخاه إلا ابتعث الله له سبعين الف ملك يصلون عليه من أي ساعات النهاركان حتى يمسي، ومن أي ساعات الليل كان حتى يصبح"، قال له عمرو: كيف تقول في المشي في الجنازة بين يديها أوخلفها؟ فقال على: إن فضل المشي من خلفها على بين يديها كفضل صلاة المكتوبة في جماعة على الوحدة، قال عمرو: فإني رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمام الجنازة؟ قال على: إنهما إنما كرها أن يحرجا الناس.

_ (754) إسناده صحيح. يعلى بن عطاء العامري: ثقة. عبد الله بن يسار أبو همام الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات. عمرو بن حريث المخزومي: من صغار الصحابة. والحديث في مجمع الزوائد 3: 30 - 31: وقال: "رواه أحمد والبزار باختصار، ورجال أحمد ثقات". وانظر 612 و 702.

755 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن زيد بن وهب عن علي بن أبى طالب قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة سيراء، فخرجت فيها فرأيت الغضب في وجهه، قال: فشققتها بين نسائي. 756 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال عبد الله ابن شقيق: كان عثمان ينهى عن المتعة وعليَّ يأمر بها، فقال عثمان لعلي: إنك كذا وكذا! ثم قال علي: لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: أجل، ولكنا كنا خائفين. 757 - حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن أبي حرب ابن أبي الأسود عن أبي الأسود الديلي عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في الرضيع: "ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية"، قال قتادة: وهذا ما لم يطعما الطعام، فإذا طعما غسلا جميعا. 758 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن منصور عن ربعي ابن حراش عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لايؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله بعثني بالحق، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت، وحتى يؤمن بالقدر".

_ (755) إسناده صحيح، وهو مكرر 698 وانظر 710. (756) إسناده صحيح، وقد مضى في مسند عثمان بهذا الإسناد 432 وانظر 707 و 431 و733 و 1139. (757) إسناده صحيح، وهو مكرر 563. (758) إسناده صحيح. وانظر في 375. وفى ذخائر المواريث 5321 أنه رواه الترمذي وابن ماجة. فهو عند الترمذي 3/ 201 وابن ماجة 1/ 22 وسيأتي أيضا في 2/ 11.

759 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبى إسحق قال سمعت ناجية بن كعب يحّدث عن علي: أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أبا طالب مات: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب فواره"، فقال: إنه مات مشركا، فقال: "اذهب فواره"، قال: فلما واريتُه رجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: "اغتسل" 760 - حدثنا حمد بن جعفر حدثنا سعيد، يعنى بن أبي عروبة، عن الحكَم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أبيع غلامين أخوين، فبعتهما ففرقت بينهما، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أدركهما فارجعهما، ولا تبعهما إلا جميعاً". 761 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن علي قال: ليس الوتر بحتم كهيئة الصلاة، ولكن سنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (759) إسناده صحيح. ناحية بن كعب: هو الأسدي، وهو تابعي كوفى ثقة، ترجم له البخاري في الكبير 4/ 2 / 107 ولم يذكرفيه جرحاً، وخلط بعضهم بينه وبين "ناجية بن خفاف أبى خفاف العنزي" الراوي عن عمار بن ياسر، وهما اثنان قطعاً، فرق بينهما البخاري في الكبير، فترجم لكل منهما وحده، وفرق بينهما أيضا مسلم وأبو حاتم، كما حقق ذلك الحافظ في التهذيب. والحديث رواه أبو داود 3: 206 والنسائى 1: 282 - 283. وسيأتي مطولا 1093 وانظر 807 و 1074. (760) إسناده صحيح وفى تلخيص الحبير 238 أنه رواه أيضا الدارقطني. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 107 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وانظر 800 والمنتقى 2829. ووقع في ح "شعبة" بدل "سعيد" وهو خطأ بين. واستدرك ذلك الشيخ أحمد شاكر فقال: منقطع لأنه سيأتي عن سعيد بن أبى عروبة عن رجل عن الحكم فهو ضعيف. هكذا قال في استدراكاته وأثبت هذا للأمانة. (761) إسناده صحيح. وهو مكرر 652. ورواه الترمذي (2: 316 من شرحنا) عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي.

762 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان وشعبة واسرائيل- عن أبي إسحق عن هبيرة عن علي قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان. 763 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا زهير عن عبد الله، يعني ابن محمد بن عقيل: عن محمد بن علي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء"، فقلنا: يارسول الله، ما هو؟ قال: "نُصرْتُ بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسُميت أحمد، وجُعل التراب لي طهورا، وجُعلت أمتى خيرَ الأمم". 764 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر عند الأذان، ويصلي ركعتي الفجر عند الإقامة. 765 - حدثنا أبو النضر حدثنا الأشجعي عن. سفيان عن جابر عن عبد الله بن نُحي عن علي عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: ذكرنا الدجال عند النبى - صلى الله عليه وسلم -

_ (762) إسناده صحيح-. هبيرة: هو ابن بريم. والتحديث رواه الترمذي 2: 69 وقال: "حديث حسن صحيح"، وانظر مجمع الزوائد 3: 174. (763) إسناده صحيح. وهو في مجمع الزوائد 1: 260 - 261، وأعله بعبد الله بن محمد بن عقيل , ثم قال: "فالحديث حسن". وقد رجحنا من قبل، في الحديث 6 أن عبد الله بن محمد بن عقيل ثقة، فالحديث صحيح. (764) إسناده ضعيف جداً. لضعف الحرث الأعور. والحديث مكرر 659. (765) إسناده ضعيف جداً. جابر: هو ابن يزيد الجعفي، ضعيف جدا، كما مضى في الحديث 41. والحديث في مجمع الزوائد 7: 334 وضعفه. قوله "ذكر كلمه" هكذا هو في المسند والزوائد، يظهر أن أحد الرواة نسي الكلمة، ولعلها ما ورد في حديث حذيفة من الفتنة يثيرها بعض المسلمين، وهو حديث صحيح في الزوائد 7: 335 ونسبه لأحمد والبزار.

وهو نائم، فاستيقظ محمرًا لونه فقال: "غير ذلك أخوف لي عليكم"، ذكر كلمةً. 766 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن عثمان بن أبى زرْعة عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة عن علي قال: أهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغل أو بغلةٍ، فقلت: ما هذا؟ قال: "بغل أو بغله"، قلت: ومن أي شيء هو؟ قال: "يحمل الحمار على الفرس فيخرج بينهما هذا"، قلت: أفلا نحمل فلانا على فلانة؟ قال: "لا، إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون". 767 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن مبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن علي قاْل: كنت إذا استأذنت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن كان في صلاة سبَّح , وان كان غير ذلك أذَنَ. 768 - حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان بن سعيد عن عبد الرحمن ابن الحرث عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى المنحر بمنى، فقال: "هذا النحر، ومنى كلها منحر".

_ (766) إسناده صحيح. علي بن علقمة الأنماري: ذكره ابن حبان في الثقات، وفى التهذيب عن البخاري: "في حديثه نظر"،، ثم قال: "وذكره العقيلي وابن الجارود في الضعفاء تبعا للبخاري على العاده"، ولم أجده في الضعفاء للبخاري، ولا في الضعفاء للنسائى، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 197 فلم يذكر فيه جرحا. والحديث مطول 738. (767) إسناده ضعيف. وهو مكرر 598 وسبق الكلام عليه مفصلا. وانظر 647. (768) إسناده صحيح. وهو مختصر 564 وانظر 613.

769 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن بن هانئ عن علىّ قال: لما وُلد الحسنُ سميته حرباً، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: "بل هو حسن"، فلما وُلد الحسين سميته حرباً، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟ " قال: حرباً، قال: "بل هو حسين"، فلما ولد الثالث سميته حربًا، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟ " قلت: حرباً، قِال: "بل هو ُمحَسِّن"، ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هرون: شَّبر وشَبِير ومُشَّبر. 770 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هانئ بن هانئ وُهبيرة بن يرِيم عن على قال: لما خرجنا من مكة اتبعتنا ابنة حمزة تنادي: يا عم! ويا عم! قال: فتناولتها بيدها فدفعتها إلي فاطمة، فقلت: دونك ابنة عمك، قال: فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها أنا وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي، يعني أسماء بنت عُمَيْس، وقال زيد: ابنة أخي، وقلت أنا: أخذتها وهي ابنة عمي، فقال

_ (769) إسناده صحيح. هانئ بن هانئ الهمداني: قال النسائي: "ليس به بأس" وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 229 وقال: "سمع عليا"، ولم يذكر فيه جرحا. والحديث في مجمع الزوائد 52:8 ونسبه أيضا للبزار والطبراني، وقال: "ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير هانئ بن هانئ وهو ثقة". "شبر" بفتح الشين وتشديد الباء. "شبير" بوزن "أمير". "مشبر" بضم الميم وفتح الشين وكسر الباء المشددة، كما ضبطت في اللسان وشرح القاموس. وكتبت في مجمع الزوائد "بشر وبشير ومبشر" وهو خطأ مطبعي فيما أرجع، ما أظنه من المؤلف. والحديث سيأتي 953. وانظر 1370. (770) إسناده صحيح. وفى نصب الراية 3: 267 أنه رواه إسحق بن راهويه في مسنده عن يحيى ابن آدم بهذا الإسناد. ووراه أبو داود 252:2 مختصراً عن عباد بن موسى عن إسمعيل =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما أنت يا جعفر فأشبهتَ خَلْقي وخلُقُي، وأما أنت يا علي فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيد فأخونا وِمِولانا، والجارية عند خالتها، فإن الخالة والدة"، قلت: يا رسول الله، ألا تَزَوَّخُها قال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة". 771 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الخليل عن علي قال: سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: أيستغفر الرجل لأبويه وهما مشركان؟ فقال: أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه؟ فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} إلي قوله {تَبَرَّأَ مِنْهُ} قال: لما مات، فلا أدري قاله سفيان، أو قاله إسرائيل، أو هو في الحديث، "لما مات". 772 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى بن أيوب حدثني عمي إياس بن عامر سمعت علي بن أبي طالب يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ ابن جعفر عن إسرائيل، والبيهقي 8/ 6 من طريق أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ وانظر 620. وسيأتي معناه أيضا من حديث ابن عباس 2040. (771) إسناده صحيح. أبو الخليل: هو عبد الله بن الخليل الحضرمي الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه الترمذي مختصرا 4: 120 وحسنه، والنسائي 1: 286. ونقله ابن كثير في التفسير 4: 250 عن المسند. قوله: "فلا أدري قاله سفيان" إلخ يعني أن يحيى بن آدم شك في لفظ: "لما مات" أهو من أصل الحديث من كلام علي، أم هو بيان من سفيان الثوري، أم من إسرائيل بن يونس بن أبي إسحق السبيعي، ويظهر من هذا أن يحيى بن آدم سمعه أيضا من إسرائيل عن جده أبي إسحق. وهذه الجملة من أول قوله في الحديث:"إلى قوله تبرأ منه" إلي آخر الحديث مضطربة في ح، يوضع مصححها إشارة إلى اشتباهه فيها. وصححناها من ك هـ وتفسير ابن كثير. والحديث سيأتي في 1085. وعبد الله بن الخليل قيل أيضا هو عبد الله بن أبي الخليل. وانظر 1271. (772) إسناده صحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ. وهو ثقة معروف من شيوخ =

ُيُسبِّح من الليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة. 773 - حدثنا حجاج وأبو نعيم قالا حدثنا فِطرْ عن القاسم بن أبي بَزَّة عن أبي الطُّفَيل قال حجاج: سمعت عليا يقول: َ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله عز وجل رجلا منا، يملؤها عدلا كما ملئت جَوراً"، قال أبو نعيم: رجلا منا، قال: وسمعته مرة يذكره عن حبيب عن أبي الطفيل عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

_ = أحمد والبخاري. موسى بن أيوب بن عامر الغافقي: وثقه ابن معين وأبو داود، وترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/ 280. عمه إياس بن عامر الغافقي كان من شيعة علي والوافدين عليه من أهل مصر، ذكره ابن حبان في الثقات وصحح له ابن خزيمة، وترجمه البخاري 1/ 1/ 441ورى هذا الحديث عن المقرئ بهذا الإسناد. والحديث في مجمع الزوائد 2: 62 عن المسند، وقال: "رجاله موثقون"، ولكن في آخره هناك زيادة "من قيام الليل"، وليست ثابتة في نسخ المسند، وهي فضل من القول لا موضع لها هنا، ولأن قوله "يسبح من الليل" يؤدي هذا المعنى، والتسبيح: صلاة التطوع والنافلة. وأصل الحديث، أعني اعتراض عائشة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلى، ثابت في المسند والصحيحين، انظر المنتقى 1144. (773) إسناداه صحيحان. فطر: هو ابن خليفة، وهو ثقة كما قلنا في 730، فلا يلتفت إلى قول ابن يونس وأبي بكر بن عياش والجوزجاني في تضعيفه، بل هو قول مردود، كما في عون المعبود، خصوصا وقد ترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/ 139 فلم يذكر فيه جرحا. و "فطر" بكسر الفاء وسكون الطاء، وفي ح "قطر" بالقاف، وهو تصحيف. القاسم بن أبي بزة: ثقة. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. حبيب في الإسناد الثاني: هو حبيب بن أبي ثابت. وخلاصة ذلك أن أحمد رواه عن حجاج وأبي نعيم عن فطر عن القاسم عن أبي الطفيل، ورواه عن أبي نعيم وحده عن فطر عن حبيب عن أبي الطفيل، والحديث رواه أبو داود 4: 174 عن عثمان بن أبي شيبة عن الفضل بن دكين، وهو أبو نعيم، عن فطر عن القاسم عن أبي الطفيل، وقال في عون المعبود: =

774 - حدثنا حجاج حدثنى إسرائيل عن أبي إسحق عن هانئ عن على قال: الحسن أشبه الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين الصدر إلي الرأس، والحسين أشبه الناس بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان أسفل من ذلك. 775 - حدثناحجاج قال: يونس بن أبي إسحق أخبرِني عن أبي إسحق عن أبي جُحَيفة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أذنب في الدنيا ذنباً فعوقب به فالله أعدل من أن يثُنِّي عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبًا في الدنيا فستر. الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه". 776 - حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم حدثنا يحيى بن سلمة، يعني ابن كُهَيل، قال: سمعت أبي يحدث عن حَبَّة العُرَني قال: رأيت عليا ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكاً أكثر منه، حتى بدت نواجذه، ثم

_ = "سكت عنه المنذري ... سنده حسن قوي". وانظر 645. (774) إسناده صحيح. هانئ: هو ابن هانئ الهمداني، سبق الكلام عليه 769. والحديث رواه الترمذي 4: 341 عن الدارمي عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، وقال: "حديث حسن غريب" ونقل ثارحه أنه رواه أيضا ابن حبان. (775) إسناده صحيح. وقوله "حجاج قال: يونس بن أبي إسحق أخبرني يونس عن أبي إسحق" هو متصل بالتحديث والسماع، معناه أن حجاج بن محمد قال: أخبرني يونس عن أبى إسحق، فقدم الفاعل على الفعل. والحديث رواه الحكم 2: 445 من طريق محمد بن الفرج "حدثنا حجاج بن محمد حدثنا يونس بن أبى إسحق حدثنا أبو إسحق" وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ونقلا أن ابن راهويه رواه في تفسيره. ونقله ابن كثير في التفسير 7: 373 عن ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبى جحيفة مطولا موقوفاً على عليّ. وقد سبقت الإشارة إلى هذا الحديث في 649. (776) إسناده ضعيف. يحيى بن سلمة بن كهيل: قال البخاري في الكبير 4/ 2 /277 - 278، وفى الضعفاء 37: "في حديثه مناكير" وقال النسائي في الضعفاء 31: "متروك =

قال: ذكرت قول أبي طالب، ظَهَر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نصلي ببطن نَخْلَة، فقال: ماذا تصنعان يا ابن أخي؟ فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي الإسلام، فقال: ما بالذي تصنعان بأس، أو. بالذي تقولان بأس، ولكن والله لا تَعْلُوني استي أبداً! وضحك تعجباً لقول أبيه، ثم قال: اللهم لا أعترف أن عبداً لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك؟ ثلاث مرات، لقد صليتُ قبل أن يصلي الناس سبعاً. 777 - [قال عبد الله بن أحمد]: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي، وأكثر علمى إن شاء الله أني سمعته منه: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عبد الله بن لَهيعة حدثنا عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن زُرير الغافقي عن على بن أَبِي طالب قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً، فانصرف، ثم جاء ورأسه يَقْطُر ماء، فصلى بنا، ثم قال: "إني صليت بكم آنفاً وأنا جُنُب، فمن أصابه مثل الذي أصابني، أو وجد رِزاً في بطنه فليصنع مثل ما صنعتُ". 778 - حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال عن عبد الرحمن

_ = الحديث" وقال البخاري في الصغير 141: "منكر الحديث". حبة العرني: هو حبة بن، جوين: تابعي ثقة، وثقه أحمد والعجلي، وضعفه غيرهما، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. "حبة" بفتح الحاء وتشديد الباء الموحدة. "جوين" بالجيم والواو مصغرا. "العرني" بضم العين وفتح الراء. والحديث في مجمع الزوائد 9: 102 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى باختصار، والبزار والطبراني في الأوسط، وإسناده حسن". وسيأتي بعضه مختصرا بإسناد صحيح في 1191. (777) إسناده صحيح. والحديث في مجمع الزوائد 2: 68. وهو في معنى 668، 669. (778) إسناده حسن. ابن أبي ليلى شيخ وكيع: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الفقيه، قاضي الكوفة، وهو ثقة صدوق عدل، وكان سيئ الحفظ، قال شعبة: =

ابن أبي ليلى قال: كان أبي يسْمُر مع علي، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقيِل له: لو سألته، فسأله فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلي وأنا أرْمَدُ العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله، إني أرمد العين، قال: فتَفل في عينى وقال: "اللهم اذهبْ عنه الحرَّ والبرد"، في وجدت حراً ولابرداً، منذ يومئذ، وقال: "لأعطيَنَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ليس بفرَّار"، فتشرّف لها أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأعطانيها. 779 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان قال أبو إسحق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: كنت جالساً عند النبى - صلى الله عليه وسلم -، فجاء عمّارفاستأذن، فقال: "ائذنوا له، مرحباً بالطيِّب المطيَّب". 780 - حدثنا أبوِ سعيد مولي بني هاشم حدثنا شعبة عن الحكم وغيرة عن القاسم بن مُخيمرة شريح بن هانئ قال: سألت عائشة عن

_ "أفادني ابن أبي ليلى أحاديث فإذا هي مقلوبة"، وانظر التاريخ الكبير للبخاري 1/ 1/ 162 وشرحنا على الترمذي 2: 199، 438. وابن أبي ليلي لم يدرك أباه، فلذلك يروي عنه بالواسطة. المنهال: هو ابن عمرو الأسدي. أبو ليلى الأنصاري: هو والد عبد الرحمن، وهو صحابي، شهد أحدا وما بعدها. فتشرف لها أصحاب النبي: أي تطلعوا لها، لما فيها من فضل وشرف. والحديث رواه ابن ماجة 1: 29 من طريق وكيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فإن كانت رواية ابن ماجة محفوظة كان ابن أبي ليلى سمعه من المنهال ومن الحكم كلاهما عن أبيه عبد الرحمن، فرواه مرة هكذا ومرة هكذا، والا فلعله خطأ في رواية ابن ماجة، أو اضطراب من ابن أبي ليلى. ونقل في مجمع الزوائد 122:9 حديثا مطولا بمعناه، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن" وسيأتي بهذا الإسناد في 1117. (779) إسناده صحيح. ووراه الترمذي 4: 345 وابن ماجة 1: 34 قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وسيأتي مختصرا من طريق شعبة عن أبي إسحاق في 999. (780) إسناده صحيح. وهو مكرر 748.

المسح على الخفين؟ فقالت: سل عليَّا، فسألته، فقال: ثلا ثة أيام ولياليهن، يعني للمسافر، ويومٌ وليلة للمقيم. 781 - حدثنا أبن الأشجعي حدثنا أبي عن سفيان عن عَبْدة بن أبي لُبَابة عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانئ قال: أمرني عليَّ أن أمسح على الخفين. 782 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شَريك عن مُخَارق عن طارق ابنه شهاب قال: شهدتُ عليَّا وهو يقول على المنبر: والله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلا كتابَ الله وهذه الصحيفة، معلقةً. بسيفه، أخذتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيها فرائض الصدقة، معلقةً بسيف له، حليتُه حديد، أو قال: بَكرَاته حديد، أي حِلَقُه. 783 - حدثنا هاشم حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة، عن علي بن زيد حدثنا عبد الله بن الحرث بن نوفل الهاشمي قال كان أبي الحرث على أمر من أمر مكة في زمن عثمان، فأقبل عثمان إلى مكة، فقال عبد الله بن الحرث: فاستقبلت عثمان بالنُّزُل بقديَدٍ، فاصطاد أهل الماء حَجَلاً، فطبخناه

_ (781) إسناده صحيح. ابن الأشجعي: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن. عبدة بن أبي لبابة الغاضري: تابعي ثقة من ثقات أهل الكوفة. وهذا الحديث موقوف، ولكنه مختصر من الذي قبله، فهوفي معنى المرفوع. (782) إسناده صحيح. طارق بن شهاب البجلي الأحمسي: صحابي على ما نرجحه بما يدل عليه حديث له في مسند الطيالسي. وانظر 599. 615."حلقه": بكسر الحاء وفتح اللام، والحلقة، بفتح الحاء وسكون اللام: جمعها" حلاق" بكسر الحاء أيضاً على الغالب، و"حلق" بكسر ففتح، على النادر. (783) إسناده صحيح. هاشم: هو ابن القاسم الليثي، وهو ثقة ثبت حافظ. سليمان بن المغيرة القيسي: ثقة ثبت. على بن زيد: هو ابن جدعان، وقد سبق في 26 أننا وثقناه، وهو =

بماء وملح، فجعلناه عُرَاقاً للثريد، فقدَّمناه إلى عثمان وأصحابه، فأمسكوا، فقال عثمان: صيد لم أصطده ولم نأمر بصيده، اصطاده قومٌ حِلُّ فأطعموناه، فما بأسٌ؟ فقال عثمان: من يقول في هذا؟ فقالوا: عليّ، فبَعث إلى عليّ فجاء، قال عبد الله بن الحرث: فكأني أنظر إلى عليّ حين جاء وهو يحت الخَبَطَ عن كفيه، فقال له عثمان: صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده اصطاده قومٌ حلّ فأطعموناه فما بأس؟ قال: فغضب علي وقال: أَنْشُد الله رجلاً شهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي بقائمة حمار وحشٍ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا قوم حُرُم فأطعموه أهلَ الحل"؟ قال: فشهد اثنا عشر رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال علي: أنشدُ الله رجلاً شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي ببيض النعام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا قوم حرُم أطعموه إهلِ الحلّ؟ " قال: فشهد دونهم من العدة من الاثني عشر، قال: فثنىَ عثمانُ وِرَكه عن الطعام فدخل رَحْله، وأكل ذلك الطعام أهلُ الماء.

_ = مختلف فيه، والراجح عندنا توثيقه، وقد صح له الترمذي أحاديث، منها رقم 109، 545 في شرحنا عليه. عبد الله بن الحرث بن نوفل: من كبار التابعين، ولد على عهد رسول الله، فحنكه النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقد حدث عنه علي بن زيد سماعَا، قال "حدثنا عبد الله ابن الحرث ولم يذكر في التهذيب في ترجمة واحد منهما أنه يروي عنه، بل ذكر في ترجمة علي بن زيد أنه يروي عن ابنه إسحق، وعلي بن زيد أدرك أن يسمع عبد الله بن الحرث، فإنه مات سنة 129 ومات عبد الله بن الحرث سنة 84. وأول الإسناد في ح "ثنا هاشم بن سليمان المغيرة" وهو خطأ واضح، صححناه من ك هـ. النزل: المنزل، وهو أيضا قرى الضيف، والظاهر أن المراد به هنا مكان أعد لنزول الضيوف. قديد، بصيغة التصغير: موضع قرب مكة. الحجل، بفتحتين: طائر. العراق، بضم الحين وتخفيف الراء: جمع عَرْق، بفتح فسكون، وهو العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم وبقى عليه لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ، وهو جمع نادر. وأراد به هنا أنهم جعلوا الحجل موضع العراق =

784 - حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همَّام حدثنا علي بن زيد عن عبد الله بن الحرث، أن أباه ولي طعامَ عثمان، قال: فكأني أنظر إلى الحجل حوالي الجفان، فجاء رجل فقال: إن عليَّا يكره هذا، فبعث إلى علي وهو مِلطِّخ يديه بالخبط، فقال: إنك لكثير الخلاف علينا، فقال علي: أُذكّر الله من شهد النبى - صلى الله عليه وسلم - أُتي بعجز حمار وحش وهو محرم فقال: "إنا محرمون فأطعموه أهل الحل"؟ فقام رجال فشهدوا، ثم قال: أذكِّر الله رجلا شهد النبى - صلى الله عليه وسلم - أتي بخمس بيضات بيض نعام فقال: "إنا محرمون فأطعموه أهل الحلّ؟ " فقام رجال فشهدوا، فقام عثمان فدخل فُسطاطه، وتركوا الطعام علىَ أهل الماء. 785 - حدثنا هاشم حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن زُرير الغافقي عن علي بن أبي طالب

_ = فطنخوا عليه مرقا، أو أراد به المرق نفسه، وفي اللسان 12: 116: "قال أبو زيد: وقول الناس ثريدة كثيرة العراق، خطأ، لأن العراق العظام" وأرى أنا أنه ليس بخطأ، وأن إرادة المرق به على سبيل التوسع والتجوز، كما جاء في هذا الحديث. الخبط، بفتحتين: ورق العضاه من الطلح ونحوه يُخبط بالعصا فيتناثر ثم يعلف الإبل. في ح "أشهد الله" بدل "أنشد الله" في المرة الثانية، وصححناه من ك هـ ومجمع الزوائد. والحديث فيه 3: 229 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار، وفيه علي بن زيد، وفيه كلام كثير، وقد وثق". (784) إسناده صحيح: هدبة بن خالد البصري: ثقة حافظ، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وعبد الله بن أحمد، وهو من طبقة الإمام أحمد، أقدم منه قليلا، وقد روى عنه أحمد هنا، ولم ينص على ذلك في التهذيب، ولا ذكره ابن الجوزي في شيوخه، والنسخ الثلاث متفقة على أنه من رواية أحمد عنه. وفى ح"هدبة عن خالد" وهو خطأ. همام: هو ابن يحيى بن دينار، وهو ثقة، والحديث مختصر ما قبله. (785) إسناده صحيح. هاشم: هو ابن القاسم. يزيد بن أبى حبيب المصري: ثقة، قال الليث بن سعد: "يزيد بن أبى حبيب سيدنا وعالمنا". أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني، بفتح =

أنه قال: أُهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلة، فقلنا: يارسول الله، لو أنا أنزينا الحُمُر على خيلنا فجائتنا بمثل هذه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما يفعل ذلك الذين لايعلمون". 786 - حدثنا هاشم حدثنا أبو خَيْثمة حدثنا أبو إسحق عن عاصم ابن ضَمْرة عن علي قال: إن الوتر ليس بحَتْم، ولكنه سنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن الله عز وجل وتر يحب الوتر. 787 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني أبي إسحق ابن يسار عن مقْسَم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحرث بن نوفل عن مولاه عبد الله بن الحَرث قال: اعتمرتُ مع علي بن أبي طالب في زمان عمر أو زمان عثمان، فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب، فلما فرغ من عمرته رجع، فسُكب له غُسْل فاغتسل، فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق، فقالوا، يا أبا حسن، جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه، قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: أجل، عن ذلك جئنا نسألك، قال: أحدث الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُثَم بن العباس.

_ = الياء والزاي وبعدهما نون، وهو ثقة، له فضل وعبادة، وكان مفتي أهل مصر في زمانه. وانظر 766. (786) إسناده صحيح. أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية الجعفى، وهو ثقة حافظ. ورواه الترمذي (2: 316 من شرحنا) من طريق أبي بكر بن عياش عن أبى إسحق، ورواه النسائي والحاكم، وانظر 761. (787) إسناده صحيح. إسحق بن يسار والد محمد بن إسحق: ثقة، وثقة ابن معين وأبوزرعة، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 405 فلم يذكر فيه جرحا، وقال الدارقطني:"لا يحتج به" فلم يصنع شيئا!. مقسم، بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين: هو ابن بَجَرة، بفتح الجيم والراء، وهو مكي تابعي ثقة، وفي التهذيب: "وذكره البخاري في =

788 - حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عتيبة عن بُرَيْد بن أَصْرم قال: سمعت عليا يقول مات رجل من أهل الصُّفَّة وتركَ دينارين أو درهمين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيَّتان، صلُّوا على صاحبكم". 789 - حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الأعلي الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كذب في الرؤيا متعمداً كُلِّف عقد شِعيرة يوم القيامه".

_ = الضعفاء، ولم يذكر فيه قدحا، بل ساق حديث شعبة عن الحكم عن مقسم في الحجمة، وقال إن الحكم لم يسمع منه". ولم أجده في الضعفاء للبخاري ولا في الضعفاء للنسائي، ولكن ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 /33 فلم يذكر فيه جرحا، وترجمه في الصغير 135 - 137 فلم يجرحه أيضا ولكن تكلم في تعليل أحاديث من رواية الحكم عنه. ومقسم هذا كان يلزم ابن عباس فلذلك يقال أيضا "مقسم مولى ابن عباس". والحديث نقله في أسد الغابة 4: 197 مختصرا عن المسند. "فسكب له غسل": الغسل بضم العين وسكون السين: الماء الذي يغتسل به، كالأكل لما يؤكل، وهو الاسم أيضا من غسلته، والغسل، بالفتح المصدر، وبالكسر ما يغسل به من خِطْمِي وغيره. قاله في النهاية. (788) إسناده ضعيف. جعفر بن سليمان الضُّبعي، بضم الضاد وفتح الباء، البصري: ثقة، عتيبة الضرير: مجهول، وترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/ 96 فلم يذكر فيه جرحا، ولكنه ضعف الإسناد كما سيأتي. بريد بن أصرم: ذكره ابن حبان في الثقات، ولكنه اضطرب فيه فذكره مرة أخرى في اسم"يزيد"! كما حكى الحافظ في التهذيب، فدل على أنه لم يتوثق من أمره، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 2/ 140 وروى هذا الحديث مختصرا عن عفان بهذا الإسناد، ثم قال: "قال أبوعبد الله: إسناده مجهول". والحديث في الزوائد 10: 240 وأعله بجهالة عتيبة."عتيبة" بالتصغير، ووقع في بعض المواضع في التهذيب والميزان بالتكبير، وهو خطأ. "بريد" بضم الباء الموحدة وفتح الراء، على الراجح الثابت، وبعضهم يصحفه. "أصرم" بالصاد، ووقع في التهذيب والخلاصة "أخرم" بالخاء، وهو خطأ. وسيأتي. في 1155. (789) إسناده ضعيف. لضعف الثعلبي. وهو مكرر 699.

790 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن سليمان لُوَيْن حدثنا محمد بن جابر عن عبد الملك بن عُمير عن عُمارة بن رُوَيبة عن على بن أبي طالب قال: سمعت أذناي ووعاه قلبي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الناس تبع لقريش، صالحهم تبع لصالحهم، وشرارهم تبع لشرارهم". 791 - حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا رجل من بني

_ (790) إسناده حسن.- محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي. ثقة، لقبه "لوين" تصغير "لون" لأنه كان يبيع الدواب فيقول: هذا الفرس له لوين هذا الفرس. محمد بن جابر بن سيار السحيمي: صدوق له أغلاط، وضعفه النسائي وغيره، وقال البخاري في الكبير 1/ 1/ 53: "ليس بالقوي" وقال في الصغير 195: "يتكلمون فيه" وقال في الضعفاء 30: "ليس بالقوي عندهم". عمارة بن رويبة الثقفي: صحابي، وقد روى هنا عن علي، وترجمه المزي فذكر أنه يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن علي، وتعقبه الحافظ في التهذيب فقال: "الراوي عن علي آخر غيره. وبيان ذلك أن ابن أبي حاتم ذكر في الجرح والتعديل عمارة بن رويبة روى عن علي بن أبي طالب أنه خيره بين أبيه وأمه وهو صغير فاختار أمه، روى عنه يونس الجرمي، فتبين أنه غيره، الصحابي ثقفي، والراوي عن علي جرمي، ولأن الذي روى عن علي كان صغيرا في زمن علي، فليس بصحابي". وقال الحافظ قريبا من ذلك مختصرا في الإصابة 4: 276. وهذا خطأ بني على انتقال نظر، فإن ابن أبي حاتم ترجم في الجرح والتعديل3/ 1/ 365 لعمارة بن رويبة:، وقال: "له صحبة" ثم ترجم بعده بترجمة لعمارة بن ربيعة الجرمي قال: "خيرني علي وأنا صبي فاخترت أمي، فجعلنى معها" فأخطأ حافظ فقرأ الترجمة الثالثة كالأولى، جعل أبا كل منهما "رويبة" مع أن الثالث أبوه "ربيعة"، وأخطأ أيضا إذ نفى رواية عمارة بن رويبة الصحابي عن علي، وهي ثابتة في المسند كما ترى. ويؤيد أنهما اثنان مختلفان في اسم الأب أن ابن سعد ترجم لعمارة بن رويبة الثقفي 6: 26 ولعمارة بن ربيعة الجرمي 6: 159. والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، وهو في مجمع الزوائد 5: 191 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد والبزار وفيه محمد بن جابر اليمامي، وهو ضعيف عند الجمهور، وقد وثق". ومعنى الحديث صحيح من حديث جابر، رواه مسلم، وسيأتي في المسند 14597، 15110، 15111، 15172 وسيأتي كذلك في مسند أبي هريرة 7304 , 7547، 8226، 9121، 9591. (791) إسناده صحيح. سبق الكلام عنه 633، إلا أن في هذا زيادة سؤال قتادة لسعيد بن =

سَدُوسِ يقال له جُرَيّ بن كُلَيب عن علي بن أبي طالب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن عضْباء الأذن والقرن، قال: فسألت سعيد بن السيب؟ فقال: النصف في فوق ذلك. 792 - حدثنا عفان حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا قيس بن الربيع عن أبي المقْدام عن عبد الرحمن الأزرق عن علي قال: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسنُ أو الحسين. قال: فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى شاة لنا بَكِيء، فحلبها فدَرَّت، فجاءه الحسن فنحاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت فاطمة: يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك؟ قال: "لا، ولكنه استسقى قبله"، ثم قال: "إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامه".

_ = المسيب عن حد النقص في الأذن أو القرن في العضباء، فذكر له أنه النصف فما فوقه. وانظر 734. (792) إسناده صحيح. وقد سبق بنحوه، انظر 576، أبو المقدام: هو ثابت بن هرمز الكوفي الحداد، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو داود، وترجمه البخاري في الكبير1/ 2/ 171ولم يذكر فيه جرحا. عبد الرحمن الأزرق: رجح الحافظ في التعجيل 259 أنه عبد الرحمن بن بشر، ثم زعم أنه لعله "عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرق "المترجم عنده 247، وهو احتمال بعيد، لأن هذا متأخر روى عنه الشافعي، وعبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري المدنى الأزرق: روى له مسلم وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 143. والحديث في مجمع الزوائد 9: 169 - 170 ونسبه أيضا للبزار والطبراني ولأبي يعلى باختصار، وقال: "وفى إسناده أحمد بن قيس بن الربيع، وهو مختلف فيه، وبقية رجال أحمد ثقات، وقيس سبق الكلام عليه 661، الشاة البكيء والبكيئة: التي قل لبنها، وقيل انقطع. قوله "الحسن أو الحسين" كذا في أصول المسند، وفي مجمع الزوائد والرياض النضرة 2: 209 "الحسن والحسين " وهو أوضح. قوله "وهذين وهذا الراقد" كذا في الأصول الثلاثة، ولكن السيوطي ذكره في عقود الزبرجد بلفظ "وهذان" ثم أطال القول في توجيهه بوجهين: أنه عطف على موضع اسم "إن" قبل الخبر، لأن موضع اسمها رفع تقديره: أنا وأنت وهذان. والثاني أنه على لغة من يجري المثنى بالألف في كل حال. وانظر شواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك 65 - 66.

793 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن سليمان لُوَين حدثنا حُدَيْج عن أبي إسحق عن أبي حذيفة عن علي قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خرجتُ حين بزغ القمر كأنه فِلقُ جفْنَة، فقال: الليلة ليلُة القدر.- 794 - حدثنا عفان حَدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن زاذان أن علي بن أبي طالب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: من ترك موضع شعرة من جسده من جنابة لم يصبها الماء فعل به كذا وكذا من النار، قال علي: فمن ثمَّ عاديتُ رأسي. 795 - حدثنا عفان حدثنا حماد عن عطاء بن السائب عن زاذان: أن علي بن أبي طالب شرب قائماً، فنظر إليه الناس كأنهم أنكروه، فقال: ماتنظرون؟! إن أشرب قائماً فقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يشرب قائمًا، وإن أشربْ

_ (793) إسناده حسن حديج: هو ابن معاوية بن حديج أخو زهير بن معاوية أبي خيثمة، قال البخاري في الضعفاء 11: "يتكلمون في بعض حديثه" وقال النسائى فى الضعفاء 8: "ليس بالقوي" وقال أحمد: "لا أعلم إلا خيرًا" وقال أبو حاتم: "محله الصدق، وليس مثل أخيه، في بعض حديثه ضعف، يكتب حديثه". "حديج" بضم الحاء المهملة وفتح الدال وآٌ خره جيم. أبو حذيفة: هو الكوفي الهمداني الأرحبي واسمه "سلمة بن صهيب" أو "بن صهيبة" وهو تابعي ثقة. فلق الجفنة، بكسر الفاء وسكون اللام: نصفها، أي أحد شقيها إذا انفلقت. والحديث في مجمع الزوائد 3: 174 وقال: "فيه حديج بن معاوية، وثقه أحمد وغيره، وفيه كلام" ونسبه أيضاً لأبي يعلي. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. (794) إسناده صحيح، وهو مكرر 727.وسيأتي من زيادات عبد الله 1121. (795) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 79 وقال: "له في الصحيح الشرب قائماً فقط. رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح". وسماع حماد بن سلمة من عطاء كان قبل اختلاطه، كما قلنا في 727. وانظر 916. فإنه عن عطاء عن ميسرة عن على و 1125 فإنه عن عطاء عن ميسرة وزاذان معا عن علي وسيأتي أيضاً من رواية حماد عن عطاء عن زاذان 1128.

قاعداً فقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يشرب قاعداً. 796 - حدثنا عفان وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد عن عبد الله، يعني ابن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضخم الرأس، عظيم العينين، هدب الأشفار، قال حسنٌ: الشفار، مشرب العينين بحمرة، كث اللحية، َ أزهرْ اللون، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى كأنما يمشي في صعد، قال حسن: تكفأ، واذا التفت التفتَ جميعاً. 797 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عِياض، وقال لي: هو اسمي وكنيتي، حدثنا مالك بن سعير يعني ابن

_ (796) إسناده صحيح. وهو مكرر 684. قوله "قال حسن: الشفار" يريد أن عفان قال كالرواية الماضية، رواية يونس عن حماد: "هدب الأشفار" وأن حسنا قال "هدب الشفار"، والأشفار جمع" شفر" بضم الشين، قال سيبويه: "لايكسر على غير ذلك" يعني أنه مثل "قفل وأقفال"، وأما رواية حسن فإنما تجيء على لغة من فتح الشين فيه، وهى لغة حكاها كراع، فتكون جمعاً قياسياً فإن "فعال" بكسر الفاء يطرد في جمع "فعل" بفتح وسكون، اسماً أو صفة، نحو "كعب وكعاب"و"صعب وصعاب" انظر همع الهوامع 2: 176 - 177. (797) إسناده صحيح. أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض: قال الذهبي في الميزان: "فيه لين، قال ابن الجوزي ضعيف. وقد وثقه الدارقطني فلا يلتفت إلى تضعيف ابن الجوزي". وقال الحافظ في اللسان: "ذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديثه في صحيحه، وكذلك الحاكم، ولم يذكره أحد ممن صنف في الضعفاء". ولم أجد لأبي عبيدة هذا ترجمة إلا في الميزان واللسان، بل لم يترجم له الحافظ في التعجيل وهو على شرطه، ولم يذكر في الكنى للبخاري والدولابي. مالك بن سعير، بالتصغير، بن الخمس بكسر الخاء وسكون الميم: قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه أبو داود، ولكن أخرج له البخاري في الصحيح ولم يذكره في الضعفاء، وترجمه في الكبير 4/ 1 /315 ولم يذكر فيه جرحَاً. فرات بن أحنف. ثقة. وثقه الي ابن معين والعجلي، وفي =

الخمس، حدثنا فرات بن أحنف حدثنا أبي عن ربْعي بن حراش: أن علي ابن أبي طالب قام خطيبَاً في الرحبة، فحمد الله وَأثنى عليه، ثم قال ما شاء الله أن يقول، ثم دعا بكوز من ماء، فتمضمض منه وتمسَّح، وشرب فضل كوزه وهو قائم، ثم قال: بلغني أن الرجل منكم يكره أن يشرب وهو قائم، وهذا وضوء من لم يحدث، ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل هكذا. 798 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني حدثنا شريك عن مخارق عن طارق قال: خطبنا عليُّ فقال: ماعندنا شيء من الوحي، أو قال: كتابٌ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا ما في كتاب الله وهذه الصحيفة المقرونة بسيفي، وعليه سيف حليته حديد، وفيها فرائض الصدقات. 799 - حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيش: أن عليَّا قيل له: إن قاتل الزبير على الباب، فقال: ليدخل قاتل ابن صفية النار، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن لكل نبي حواري، وإن الزبير حواريي".

_ الجرح والتعديل 3/ 2/ 79 - 80 عن أبى حاتم قال: "كوفى صالح الحديث" وترجمه البخاري في الكبير4/ 1/ 129 ولم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء. وضعفه النسائي وأبو داود وابن حبان لغلوه في التشيع، ولكن العبرة في الرراية بالصدق والحفظ. أبوه الأحنف الهلالي أبو بحر: تابعى كوفي أدرك الجاهلية، وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وله ترجمة في الكبير للبخاري 1/ 2/ 51. وانظر 795. (798) إسناده صحيح. وهو مكرر 782. وهو والذى قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (799) إسناده صحيح. وهو مختصر681.

800 - حدثنا عفان وإسحق بن عيسى قالا حدثنا حماد بن سلمة عن الحجَّاج عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي قال: وهب لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلامين أخوين، فبعت أحدهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما فعل الغلامان؟ " فقلت: بعت أحدهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رُدَّه". 801 - حدثنا عفان وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال عفان: حدثنا عبد الله بن محمد بن

_ (800) إسناده صحيح. الحكم: هو ابن عتيبة. ميمون بن أبي شبيب: تابعي ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عمرو بن علي الفلاس: "كان رجلا تاجراً، كان من أهل الخير، وليس يقول في شيء من حديثه سمعت، ولم أخبر أن أحداً يزعم أنهم سمع من الصحابة"، وفى التهذيب: " قال ابن خراش: لم يسمع من على، وصحح له الترمذي روايته عن أبي ذر، لكن في بعض النسخ، وفى أكثرها قال: حسن، فقط". وهذا لا يدل على أنه لم يسمع من علي، فإنه إذا أدرك أبا ذر فقد أدرك عليَّا لأن أبا ذر مات قبل علي. وترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/ 33 فلم يذكر فيه جرحاً. وانظر 760. والحديث نسبه في التلخيص 238 لأبي داود وقال: "وأعله بالانقطاع بين ميمون بن أبي شبيب وعلي، والحاكم وصحح إسناده، ورجحه البيهقي لشواهده، لكن رواه الترمذي وابن ماجة من هذا الوجه، وأحمد والدارقطني من طريق الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي- فذكر الحديث 760 - وصحح ابن القطان رواية الحكم هذه، لكن حكى ابن أبي حاتم عن أبيه في العلل أن الحكم إنما سمعه من ميمون بن أبي شبيب عن علي، وقال الدارقطني في العلل بعد حكاية الخلاف فيه: لا يمتنع أن يكون الحكم سمعه من عبد الرحمن ومن ميمون، فحدث به مرة عن هذا، ومرة عن هذا". وما قاله الدارقطني هو الصحيح المتعين. وانظر المستدرك 54:2 - 55. (801) إسناده صحيح. وهو مكرر 728. وقوله "قال عفان: حدثنا عبد الله عن محمد عن عقيل". ليس يراد به أن عفان سمعه من عبد الله، وإنما هو كعادة الامام في دقته في التفرقة بين الفاظ شيوخه، فحسن بن مرسي. رواه له عن حماد عن عبد الله بلفظ العنعنه وعفان رواه له عن حماد أيضاً عن عبد الله، ولكن قال في روايته عن حماد: "حدثنا عبد الله" إلخ.

عقيل، عن محمد بن علي بن الحنفية عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم: كفن في سبعة أثواب. 802 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا محمد، يعني ابن راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن فَضَالة بن أبي فضالة الأنصاري، وكان أبو

_ (802) إسناده صحيح. محمد بن راشد: هو الخزاعي الشامي، يروي عن مكحول ويكنى أبا يحيى، قال أحمد: "ثقة ثقه" ووثقه أيضاً ابن معين المديني وعبد الرزاق وغيرهم، ولاحجة لمن ضعفه، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 81 فلم يذكر فيه ضعفاً. فضالة بن أبي فضالة الأنصاري: تابعي، ترجم له البخاري أيضاً 4/ 1/ 125 ولم يجرحه، وجهله الذهبي تبعاً لابن خراش، فكان ماذا؟! بعد أن عرفه البخاري ووثقه ابن حبان. أبوه أبو فضالة الأنصاري ترجمه ابن عبد البر في الاستيعاب 701 وابن الأثير في أسد الغابة 5: 273 والحافظ في الإصابة 7: 152 وفى التعجيل 513، فهو صحابي معروف شهد بدراً. والحديث رواه ابن عبد البر بإسناده من طريق البخاري عن موسى بن إسمعيل التبوذكي، ومن طريق عارم بن الفضل، ومن طريق أسد بن موسى، كلهم عن محمد بن راشد، ورواه ابن الأثير من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن الحسن الأشيب عن محمد بن راشد. ونقله الحافظ في التعجيل عن المسند، وقال: "من وجه لين" ولا لين فيه. ونسبه في الإصابة للحرث بن أبي أسامة وابن أبي خيثمة والبغوي وأسد بن موسى في الصحابة والبخاري في الكنى، قال: "وذكره البخاري في الكني مختصراً قال: حدثنا موسى حدثنا محمد بن راشد" إلخ. وهو في مجمع الزوائد 9: 136 - 137 وقال: "رواه البزار وأحمد بنحوه، ورجاله موثقون". وقد نسبوا الحديث لرواية البخاري، وبين الحافظ أنه رواه في كتاب الكني، ونقل هو وابن عبد البر بعض إسناده، ولكنه غير موجود في كتاب الكنى المطبوع، بل لم توجد فيه أية كنية في باب الفاء، فحن هذا نوقن أن الأصل الذي طبع عنه كتاب الكني ينقصه بعض التراجم، لاندري أكثيرة أم قليلة. وفى معنى هذا الحديث حديث آخر عن أبي سنان الدؤلي رواه الحاكم في المستدرك 3: 113 وصححه على شرط البخاري، ونسبه في مجمع الزوائد 9: 137 للطبراني "وإسناده حسن ". وانظر ما يأتي 1078.

فضالة من أهل بدر، قال: خرجت مع أبي عائداً لعلي بن أبي طالب من مرض أصابه ثقل منه، قال: فقال له أبي: ما يقيمك في منزلك هذا؟ لو أصابك أجلك لم يلك إلا أعراب جهينة، تحمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلَّوا عليك، فقال على: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلىّ أن لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه، يعني لحيته، من دم هذه، يعنى هامته، فقتل وقتل أبو فضالة مع عليّ يوم صفين. 803 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد العزيز، يعنى ابن عبد الله ابن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله ابن أبي رافع عن علي بن أبي طالب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استفتح الصلاة يكبر ثم يقول: "وجهت وجهى للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من الشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لاشريك له، وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين، اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لايهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبّيك وسعديك , والخير كلَّه في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك"، وإذا ركع قال: "اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي

_ (803) إسناده صحيح. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر والحديث مكر 729 وقد سبقت الإشارة إليه هناك. وفي آخر هذه الرواية تفسير النضر بن شميل لقوله في الحديث "والشر ليس إليك" من رواية عبد الله بن أحمد بلاغاً عنه. قوله"اصرف عني سيئها" هكذا في ح بدون واو العطف، وفي ك هـ بإثباتها، ولكن حذفها هو الصواب في هذه الرواية، لأنه سيذكر بعدها رواية حجين، وينص على أن روايته بإثباتها، بياناً للفرق بين الروايتين.

وعظامي وعصبي "، وإذا رفع رأسه قال: "سمع الله لمن حمده"، ربنا ولك الحمد، ملء السموات والأرض وما بينهما، وملء ماشئت من شيء بعد، واذا سجد قال: "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره، فشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين"، وإذا فرغ من الصلاة وسلم قال: "اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت". [قال أبو جعفر القطيعي]: حدثنا عبد الله [يعني ابن أحمد بن حنبل] قال: بلغنا عن إسحق بن راهويه عن النضر بن شميل أنه قال في هذا الحديث: والشر ليس إليك، قال: لا يتقرب بالشر إليك. 804 - حدثنا حجين حدثنا عبد العزيز عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا افتتح الصلاة كبّر ثم قال: "وجهت وجه"، فذكر مثله، إلا أنه قال: واصرف عني سيئها. 805 - حدثنا حجين حدثنا عبد العزيز عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن على بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. 806 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن

_ (804) إسناده صحيح. حجين، بالتصغير: هو ابن المثنى اليمامي، وهو ثقة، وكان قاضياً في خراسان، مات سنة 250 أو بعدها، فهو من أقران الإمام أحمد وعاش بعده، والإمام يروي عنه. والحديث مكرر ما قبله. (805) إسناده صحيح. وهو مكرر ماقبله، وقد سبقت رواية عبد الله بن الفضل الهاشمي أيضاً في729. (806) إسناده صحيح. وهو مختصر 587.

عمه أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهرأنه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحل لامرئ مسلم أن يصبح في بيته بعد ثلاث من لحم نسكه شي". 807 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنا الحسن بن يزيد الأصم قال سمعت السدي إسمعيل يذكره عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: لما توفي أبو طالب أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن عمك الشيخ قد مات، قال: "اذهب فواره ثم لا تحدث شيئاً حتى تأتيني"، قال: فواريته ثم أتيته، قال: "اذهب فاغتسل ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني"، قال: فاغتسلت ثم اتيته قال: فدعا لى بدعوات ما يسرني أن لي بها حمر النَّعم وسودها، قال: وكان علي إذا غسل الميت اغتسل. 808 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني في سنة سبع وعشرين ومائتين حدثنا أبو عقيل يحيى بن التوكل (ح)

_ (807) إسناده صحيح. وسيأتي معناه في 1074، 1093، الحسن بن يزيد الأصم: وثقة أحمد والدارقطني وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير1/ 2/ 306فلم يذكر فيه جرحاً. إسمعيل السدي: هو السدي الكبير، واسمه إسمعيل بن عبد الرحمن بن أبى كريمة، وهو ثقة, وثقه أحمد وغيره، وقال البخاري في الكبير1/ 1/ 361: "قال على: وسمعت يحيى يقول: ما رأيت أحداً يذكر السديَّ إلا بخير، وماتركه أحد" وتكلم فيه بعضهم بغير حجة، وعاب بعضهم على مسلم إخراج حديثه، فقال الحاكم: "تعديل عبد الرحمن بن مهدي أقوى عند مسلم ممن جرحه بجرح غيرمفسر". وانظر 759، 1074. (808) إسناده ضعيف. يحيى بن المتوكل أبو عقيل: ضعفه أحمد وابن معين وقال: "منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "ينفرد بأشياء ليس لها أصول، لا يرتاب الممعن في الصناعة أنها معمولة". إبراهيم بن حسن: ذكره ابن حبان في الثقات، وهو أخو عبد الله بن الحسن، وعم محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن اللذين خرجا على المنصور، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 279 - 280. أبوه حسن بن حسن: ذكره ابن حبان في =

وحدثنا محمد بن سليمان لوين في سنة أربعين ومائتين حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن كثير النواء عن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي ابن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قال علي بن أبي طالب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يظهر في آخر الزمان قوم يسمَّون الرافضة, يرفضون الإسلام". 809 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال علي: كنت آتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأستأذن، فإن كان في صلاة سبّح، وان كان في غير صلاةٍ أذن لي. 810 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى عبد الأعلى بن حماد حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار حدثنا أبو عبد الله مسلمة الرازي عن أبي عمرو البجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن. علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ان الله تعالى يحب العبد المفتن التوب". 811 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى محمد بن جعفر الوركاني

_ = الثقات, وترجم له البخاري أيضا 1/ 2/ 287ولم يذكر فيهما جرحَاً. وهذا الحديث ذكره البخاري في الكبير في ترجمة إبراهيم بن حسن بلفظ: "يكون قوم نبزهم الرفضة، يرفضون الدين"رراه عن محمد بن الصباح عن يحيى بن المتوكل، وكأنه لم يره ضعيفَاً، فإنه لم يجرح أحداً من رواته. وذكره أيضاً الحافظ في التعجيل 14 عن 41 المسند، فلم يذكر له علة، ولم يشر إلى رواية البخاري إياه في التاريخ. (809) إسناده ضعيف، سبق الكلام عليه مفصلا في 598 وهر مكر 767. وانظر 647. على بن يزيد: هو الألهاني، وفي ح "على بن أبي يزيد" وهو خطأ صححناه من ك. (810) إسناده ضعيف، سبق الكلام عليه في 605، وهو مكرر بإسناده ولفظه "عن أبي عمرو البجلي" في ح "عن ابن عمرو البجلي" هو خطأ. (811) إسناده صحيح، عبد ربه بن نافع أبو شهاب الحناط: ثقة، وثقه أحمد وغيره. والحديث مكرر 618 وانظر 662.

الوركاني أنبأنا أبو شهاب الحنَّاط عبد ربه بن نافع عن الحجاج بن أرطاة عن أبي يعلى عن محمد بن الحنفية عن علي بن أبي طالب قال: لما أعياني أمر المذي أمرت المقداد أن يسأل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:. فيه الوضوء، استحياء من أجل فاطمة. 812 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر المقدَّمي حدثنا حماد بن زيد حدثنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن محمد بن علي عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: نهى يوم خبير عن المتعة وعن لحوم الحمر. 813 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عاصم عن زر أن عليا قيل له: إن قاتل الزبير على الباب، فقال علي: ليدخلنّ قاتل ابن صفية النار، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لكل نبي حواريَّ، وإن حواريي الزبير بن العوام". 814 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد

_ الحسن عن أبيهما محمد بن على. وسيأتي كذلك موصلا 1203. والأحاديث 808 - 812 من زيادات عبد الله بن أحمد. (813) إسناده صحيح، وهو مكرر 799. (814) إسناده صحيح. وهو مختصر 783، 784. شائله بأرجلها: أي رافعتها، يقال "شالت الناقة بذنبها شولا" أي رفعته. يضفز بعيراً له: أى يعلفه الصفائز، وهي اللقم الكبار، الواحدة ضفيزة والضفيز: شعير يجرش وتعلفة الإبل، قاله في النهاية. وهي بالضاد المعجمة والفاء والزاي. يوقع في مجمع الزوائد "يصفن" وهو تصحيف مطبعي لامعنى له. وتتمير وحش: أي لحم من لحم الوحش مقطع صغارًا كالنمر، وتتمير اللحم: تقطيعه وتجفيفه وتنشيفه. والحديث في مجمع الزوائد 3: 229 - 230.

عن عبد الله بن الحرث بن نوفل: أن عثمان بن عفان نزل قديدًا، فأتي بالحجل في الجفان شائلة بأرجلها، فأرسل إلى علي وهو يضفز بعيراً له، فجاء والخبط يتحات من يديه، فأمسك عليّ وأمسك الناس، فقال عليّ: من هنا من أشجع؟ هل تعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءه أعرابي ببيضات نعام وتتمير وحش فقال: أطعمهن أهلك فإنا حرم؟ قالوا: بلى، فتورك عثمان عن سريره ونزل، فقال: خبثت علينا. 815 - حدثنا عفان حدثنا شعبة أخبرني علي بن مدرك قال سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير يحدث عن عبد الله بن نجي عن أبيه عن على عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة". 816 - حدثنا عفان حدثنا شعبة أخبرنا أبو إسحق سمعت هبيرة قال: سمعت عليَّا يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خاتم الذهب والقسّي والميثرة. 817 - حدثنا عفان حدثنا خالد، يعني الطحان، حدثنا مطرف عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العتمة وبعدها، يغلط أصحابه في الصلاة. 818 - حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن علي ابن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يودى المكاتب بقدر ما أدي".

_ (815) إسناده صحى. وهو مختصر 632، 647. وسيأتي عن محمد بن جعفر عن شعبة 1172 وسيأتى بإسناد منقطع 845. (816) إسناده صحيح، وهو مكرر 722 بإسناده ولفظه. وانظر 755. (817) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. وهو مكرر 663، 752. (818) إسناده صحيح. وهومكرر 723 بإسناده ولفظه. "يودى" بدون الهمز، وفى ح "يؤدى" بالهمزة، هو خطأ، كما أوضحنا هناك.

819 - حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرّتين. 820 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا حجاج عنا الحسن بن سعد عن أبيه: أن يحنس وصفية كانا من سبي الخمس، فزنت صفية برجل من الخمس فولدت غلاماً، فادعاه الزاني ويحنس، فاختصما إلى عثمان، فرفعهما إلى علي بن أبي طالب، فقال علي: أقضى فيهما بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الولد الفراش وللعاهر الحجر، وجلدها خمسين خمسين. 821 - حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا المفضل بن فضالة حدثني يزيد بن عبد الله عن عبد الله بن أبي سلمة عن عمرو بن سليم الزرقي عن أمه قالت: كنا بمنى، فإذا صائح يصيح: ألا إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تصومنَّ فإنها أيام أكلٍ وشرب"، قالت: فرفعت أطناب الفسطاط فإذا الصائح علي بن أبي طالب.

_ (819) إسناده صحيح. سماع حماد بن سلمه من عطاء قبل اختلاطه. والحديث مكرر 715 وسيأتي مطولا 838، وانظر740. (820) إسناده صحيح. سعد بن معبد والد الحسن بن سعد: هو مولى الحسن بن علي، وهو تابعي ذكره ابن حبان في الثقات. الحديث مضى بمعناه 416، 417، 467، 502 ولكن هناك أن زوج المرأة اسمه "رباح" وأن الآخر "يوحنس"، وهو عندي أصح، لأن الحسن بن سعد سمعه من رباح نفسه، ولعل الخطأ هنا من الحجاج بن أرطاة. (821) إسناده صحيح. يحيى بن غيلان الخزاعي: ثقة. المفضل بن فضالة بن عبيد المصري قاضيها: قال ابن يونس: "ولي القضاء بمصر مرتين، وكان من أهل الفضل والدين، ثقة في الحديث في أهل الورع". يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثى. مدني ثقة. والحديث مكرر 567 وانظر 708.

822 - حدثنا سعيد بن منصورحدثنا إسمعيل بن زكريا عن حجاج بن دينار عن الحكم عن حجية بن عدي عن علي: أن العباس بن عبد المطلب سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعجيل صدقته قبل أن تحل، فرخص له في ذلك. 823 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أحمد بن عيسى حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن سليمان بن يسار عن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب: أرسلت المقداد بن الأسود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن المذي يخرج من الإنسان كيف يفعل به؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "توضأ وانضح فرجك".

_ (882) إسناده صحيح. سعيد بن منصور: هوصاحب السنن، وهو ثقة من المتقنين الأثبات ممن جمع وصنف، كما قال أبوحاتم. حجاج بن دينار الواسطي: ثقه، وثقة ابن المبارك وابن المديني وأبو داود وغيرهم. الحكم: هو ابن عتيبة والحديث رواه أيضاً أبو داود 2: 32 - 33 وأعله بما لايصلح علة. ورواه الترمذي وابن ماجة والحاكم والدارقطني والبيهقي وانظر المنتقى 2018. (823) إسناده صحيح. أحمد بن عيسى بن حسان التستري المصري: ثقة، كذبه ابن معين في سماعه من بن وهب، وغيره وثقه، روى عنه البخاري ومسلم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 7 وقال: "سمع بن وهب" ولم يذكر فيه جرحاً وقال الخطيب: "ما رأيت لمن تكلم فيه حجة توجب الاحتجاج بحديثه"، وقد صرح هنا بسماعه من ابن وهب، فهو على الصدق إن شاء الله. مخرمة بن بكير: ثقة، تكلموا في سماعه من ابيه، قال البخاري في الكبير 4/ 2/16:" قال ابن هلال: سمعت حماد بن خالد الخياط قال: أخرج مخرمة بن بكير كتباً فقال: هذه كتب أبي لم أسمع منها شيئا". و"ابن هلال". الذي يكنى عنه البخاري هو الإمام أحمد، فهو "أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال". وخالفه غيره في نفى هذا السماع، فقال ابن أبي أويس: "وجدت في ظهر كتاب مالك: سألت مخرمة عما يحدث به عن أبيه، سمعها من أبيه؟ فحلف لي: ورب هذه البنية سمعت من أبي". ولئن كان لم يسمع من أبيه ووجد كتبه ونقل منها إنها لو جادة جيدة، لاتقل درجة عن =

824 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن ابن الهاد عن عبد الله بن أبي سلمة عن عمرو بن سليم الزرقي عن أمه أنها قالت: بينما نحن بمنى إذا علي بن أبي طالب على جمل يأكل وهو يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن هذه أيام طعمٍ وشرب، فلا يصومن أحدٌ، فاتَّبع الناس". 825 - حدثنا عفان حدثنا شعبة قال أبو إسحق أنبأني غير مرة، قال: سمعت عاصم بن ضمرة عن علي أنه قال: من كل الليل قد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أوله وأواسطه وآخره، وانتهى وتره إلى آخر الليل. 826 - حدثنا عفان حدثنا شعبة قال: سلمة بن كهيل أنبأني، قال: سمعت حجية بن عدي، رجلاً من كندة، قال: سمعت رجلاًسأل عليَّا قال: إني اشتريت هذه البقرة للأضحى؟ قال: عن سبعة، قال: القرن؟ قال لايضرك، قال: العرج؟ قال: إذا بلغت المنسك فانحر، ثم قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن. 827 - حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة حدثنا حصين حدثني سعد بن

_ = السماع عندي. أبوه بكير بن عبد الله بن الأشج: ثقة ثبت مأمون. وانظر 811. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (824) إسناده صحيح. سبق الكلام عليه في 567، وانظر 821. (825) إسناده صحيح. وهو مكرر 653. (826) إسناده صحيح. وهو مكرر 734. "سلمة بن كهيل" في ح "أبو سلمة بن كهيل" وهو خطأ. (827) إسناده صحيح. وانظر 1083 و 1090 حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وهو تابعي ثقة مأمون. حبان بن عطية: الظاهر أنه تابعي، وهو ليس راوياً في هذا الحديث، إنما ذكر في قصته، وذلك أنكر الحافظ في التهذيب على المزي ذكره في رواة البخاري، ثم قال: "لم يعرف من حاله شيء، ولا عرفت فيه إلى الآن جرحاً ولا تعديلا". والحديث رواه البخاري 12: 271 - 276 عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة، ورواه في مواضع أخر أيضاً وانظر 600. "روضة خاخ" بخاءين: هذا هو الثابت هنا في الأصول الثلاثة، وهو الصواب، ولكن رواية البخاري فيها أن أبا عوانة قالها "حاج" بحاء مهملة وجيم خطأ، =

عبيدة قال: تنازع أبو عبد الرحمن السلمى وحبان بن عطية، فقال أبو عبد الرحمن لحبان: قد علمت ما الذي جرأ صاحبك، يعنى عليَّا، قال: فما هو لا أبالك؟ قال: قول سمعته من على يقوله، قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والزبير وأبا مرثد وكلنا فارس، قال: "انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ، فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فأتوني بها"، فأنطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تسير على بعير لها قال: وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا لها: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنحنا بها بعيرها فابتغينا في رحلها فلم نجد فيه شيئاً، فقال صاحباي: مانرى معها كتابا، فقلت: لقد علمتما ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حلفت: والذي أحلف به، لئن لم تخرجي الكتاب لأجردنَّك، فأهوت إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقه، قال: "يا حاطب، ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يارسول الله والله ما بي أن لا أكون مؤمناً بالله ورسوله، ولكني أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، ولم يكن أحد من أصحابك إلا له هناك من قومه من يدفع الله تعالى به عن أهله وماله، قال: "صدقت، فلا تقولوا له إلا خيراً"، فقال عمر: يارسول الله، إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقه، قال: "أوليس من أهل بدر؟ ومايدرك لعل الله عز وجل اطلع عليهم" فقال: "اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة"، فاغرورقت عينا عمر وقال: الله تعالى ورسوله أعلم.

_ = فلعل الوهم من موسى بن أسماعيل شيخ البخاري.

828 - حدثنا هرون بن معروف، قال عبد الله [يعني ابن أحمد بن حنبل]: وسمعته أنا من هرون، أنبأنا ابن وهب حدثني سعيد بن عبد الله الجهني أن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثه عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة يا علي لا تؤخرهنّ، الصلاة إذا آنت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا". 829 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو داود المباركي سليمان ابن محمد، جار خلف البزار، حدثنا أبو شهاب عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن ابن عباس عن علي قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خاتم الذهب، وعن لبس الحمرة، وعن القراءة في الركوع والسجود.

_ (828) إسناده صحيح. سعيد بن عبد الله الجهني: مصري ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. عمر بن على بن أبي طالب: تابعي ثقة، وعمر بن الخطاب هو الذي سماه على اسمه "عمر". الحديث رواه الترمذي 1: 320 - 321 بشرحنا وقال: حديث غريب حسن" ورواه البخاري في الكبير 1/ 1/ 177 كلاهما عن قتيبة عن ابن وهب، وروى ابن ماجة منه النهي عن تأخير الجنازة فقط 1: 233 الأيم: هي التي لا زوج لها، بكرا كانت أوثيباً، مطلقة أو متوفى عنها. (829) إسناده ضعيف، عبد الكريم: هو ابن أبي المخارق أمية المعلم البصري، ضعيف، قال النسائي في الضعفاء 21: "متروك الحديث"وضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، قال أحمد: "ليس هو بشيء شبه المتروك" وانظر ترجمته في الجرح والتعديل 3/ 1/ 59 - 60. أبوداود المباركي سليمان بن محمد: ثقة، روى عنه أحمد وأبيه عبد الله. و"المباركي" نسبة إلي "المبارك": قرية بين واسط وفم مصلح. أبو شهاب: هو الحناط عبد ربه بن نافع. ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. خلف البزار جار المباركي: هو خلف بن هشام البغدادي المقرئ، أحد القراء العشرة المعروفين. وانظر 710، 722، 816، 939.

830 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا عمران بن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن عبد الكريم عن عبد الله ابن الحرث عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بلحم صيد وهو محرم فلم يأكله. 831 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن عبيد بن محمد المحاربي حدثنا عبد الله بن الأجلح عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن عبد الله بن الحرث عن ابن عباس عن علي قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لباس القسي والمياثر والمعصفر، وعن قراءة القرآن والرجل راكع أو ساجد. 832 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو محمد سعيد بن محمد الجرمي قدم علينا من الكوفة، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زر بن حبيش (ح) قال عبد الله: وحدثني سعيد بن يحيى ابن سعيد حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن عاصم عن زر بن حبيش قال: قال عبد الله بن مسعود: تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون آية، ست وثلاثون آية، قال: فانطلقنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدنا عليَّا يناجيه، فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة، فاحمَّر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال على: إن

_ (830) إسناده ضعيف، لضعف عبد الكريم أبي أُمية. عمران بن أبي ليلى: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1 /305 فلم يجرحه. وهذا الحديث من أغلاط عبد الكريم، فإنه جعل الحديث عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن ابن عباس عن علي، مع أنه قد مضى بإسنادين صحيحين 784، 814 عن عبد الله بن الحرث عن علي، وفى أولهما ما يدل صراحة على أنه شهد الكلام في ذلك بين عثمان وعلي. (831) إسناده ضعيف، من أجل عبد الكريم، كسابقه. محمد بن عبيد بن محمد المحاربي: ثقة، روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم. عبد الله بن الأجلح الكندي: ثقة، وأبوه "الأجلج" اسمه "يحيى بن عبد الله بن حجبة". والحديث مكرر 829. (832) إسناداه صحيحان. يحيى بن سعيد بن أبان الأموي: ثقة من أهل الصدق قليل الحديث. ابنه سعيد بن يحيى: ثقة، قال ابن المدينى: "هو أثبت من أبيه" سعيد بن =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن تقرؤا كما علّمتم. 833 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي حدثنا حماد عن عاصم (ح) وحدثنا عبيد الله القواريري حدثنا حماد، قال القواريري في حديثه: حدثنا عاصم بن أبي النَّجود عن زر، يعني ابن حبيش، عن أبي جحيفة قال: سمعت عليَّا يقول: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر؟ عمر. 834 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو صالح هدية بن عبد الوهاب بمكة حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثنا يحيى بن أيوب البجلي عن الشعبي عن وهب السوائي قيل: خطبنا علي فقال: من خير

_ = محمد الجرمي: ثقة روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما. (833) إسناداه صحيحان. صالح بن عبد الله الترمذي: ثقة صاحب حديث وسنة وفضل. عبيد الله بن عمر القواريري: ثقة ثبت كثير الحديث. وقد روى البخاري معنى هذا الحديث 7: 26 عن محمد بن الحنفية قال: "قلت لأبى: أي الناس خير بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر، وخشيت أن يقول عثمان! قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين". وفي ذخائر المواريث 5409 أنه رواه أيضاً أبو داود وابن ماجة. وأما حديث أبي جحيفة هذا والروايات بعده إلى 837 فليست في الكتب الستة. (834) إسناده صحيح، هدية بن عبد الوهاب المروزي أبو صالح: ثقة. محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي: ثقة ثبت. يحيى بن أيوب بن أبي زرعة بن عمرو، بن جرير البجلي: ثقة، روي عن ابن معين بضعيفه وتوثيقه، وترجم له البخاري في الكبير4/ 2/ 260 فلم يذكر فيه جرحاً. وهب السوائي: هو أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي. "هدية" بفتح الهاء وكسر الدال وتشديد الياء التحتية. والحديث مطول ما قبله. والأحاديث 829 - 834 من زيادات عبد الله بن أحمد.

هذه الأمة بعد نبيها؟ فقلت: أنت يا أمير المؤمنين، قال: لا، خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، وما نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. 835 - حدثنا إسمعيل بن إبراهيم أنبأنا منصور بن عبد الرحمن، يعني الغداني الأشل، عن الشعبي حدثنا أبو جحيفة الذي كان علي يسميه "وهب الخير"، قال: عليّ يا أبا جحيفة، ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: بلى، قال: لم أكن أرى أفضل منه، قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر، وبعدهما آخر ثالث، ولم يسمه. 836 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك عن أبي إسحق عن أبي جحيفة قال: علي: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر، ولو شيء أخبرتكم بالثالث لفعلت. 837 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا منصور بن أبي مزاحم

_ الأشل: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وترجم له البخاري في الكبير4/ 1/345 - 346 فلم يذكر فيه جرحاً. و"الغداني" بضم الغين المعجمة وتخفيف الدال المهملة، نسبة الى "غدانة بن يربوع بن حنظلة" بطن من تميم، انظر المشتبه للذهبي 354، 384 والأنساب في الورقة 406 وهب الخير: ثبت بهذا الإسناد أن عليَّا هو الذي سماه بهذا. ومع ذلك فقد حكى الحافظ في التهذيب ذلك بصيغة التمريض "يقال" وهو غير جيد. وقد أشار إلى هذا الإسناد في الفتح 6: 27. والحديث بمعنى ما قبله- (836) إسناده صحيح. وهو مختصر ما قبله. (837) إسناده صحيح، منصور بن أبي مزاحم: هو مولى الأزد، واسم أبيه "بشير"، ومنصور هذا ثقة، روى عنه مسلم وأبو داود، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 349 ولم يذكر فيه جرحاً. خالد الزيات: قال الحسيني مجهول، وتعقبه الحافط في التعجيل 115 قال: "بل هو معروف، وهو خالد بن يزيد الزيات، كوفي يكنى أبا عبد الله، ذكره البخاري في تاريخه في موضعين، وذكر له في أحدهما حديثه المذكور في المسند" ثم أشار إلى هذا الحديث، ثم =

حدثنا خالد الزيات حدثني عون بن أبي جحيفة قال: كان أبي من شرط عليّ، وكان تحت المنبر، فحدثني أبي أنه صعد المنبر، يعني عليَّا، فحمد الله تعالى وثنى عليه وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، والثاني عمر، وقال: يجعل الله تعالى الخير حيث أحب. 838 - حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما زوّجه فاطمة بعث معه بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحيين وسقاء وجرتين، فقال عليّ لفاطمة ذت يوم: والله لقد سنوت حتى لقد اشتكيت صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه، فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما جاء بك أي بنية؟ " قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله، ورجعت، فقال: مافعلت؟ قالت: استحييت أن أساله، فأتيناه جميعا، فقال: علي: يا رسول الله، والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله

_ = نقل عن أحمد وأبي حاتم أنهما لم يريا به بأساً، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. عون بن أبي جحيفة: ثقة، روى له الجماعة، والحديث بمعنى ما قبله، على أنه موقوف في معنى المرفوع. (838) إسناده صحيح. وقد مضت قطعة منه بهذا الإسناد 819 ومضت أجزاء منه أيضاً من طريق عطاء بن- السائب 643،596، 715 وسيأتى بعضه كذلك 853 ومضى بعض معناه من طريق عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي 604، 740. وقال الهيثمي 10/ 99 - 100 فيه عطاء بن السائب وقد سمع فيه حماد بن سلمة قبل اختلاطه وبقية رجاله ثقات وسنفسر من غريبه ما لم يسبق تفسيره. سنوت: استقيت، ومنه "السانية" وهي الناقة التي يستقي عليها. استخدميه: اسأليه خادماً، ولفظ "الخادم " يقع على الذكر والأنثى. مجلت اليد، بفتح الميم مع فتح الجيم وكسرها: نفطت من العمل فمرنت وصلبت وثخن جلدها وتعجر وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة. ابن الكواء: هو عبد الله بن الكواء كان من رؤوس الخوارج، له ترجمة في لسان الميزان 3: 321 - 330 =

بسبي وسعة، فأخدمنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثانهم، فرجعا، فأتاهما النبى - صلى الله عليه وسلم - وقد دخلا في قطيفتهما. إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال: مكانكما، ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ " قالا: بلى، فقال: "كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام"، فقال: "تسبحان في دبر كل صلاة عشراً وتحمدان عشراً وتكبران عشراً، واذا أويتما إلي فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين"، قال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال له ابن الكواء، ولا ليلة صفين؟! فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم، ولا ليلة صفين. 839 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة عن سلمة بن كهيل عن الشعبي: أن عليا جلد شراحة يوم الخميس، ورجمها يوم الجمعة، وقال: أجلدها بكتاب الله، وأرجمها بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 840 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: دخلت على علي بن أبي طالب أنا ورجلان، رجل من قومي ورجل من بني أسد، أحسب، فبعثهما وجهاً وقال: أما إنكما

_ = قال البخاري: لم يصح حديثه، وقال الحافظ: "له أخبار كثيرة مع علي، وكان يلزمه ويعييه في الأسئلة، وقد رجع عن مذهب الخوارج وعاود صحبة علي". وقد مضى بعض خبره في ذلك 657. وانظر 687، 1135. وفي ح تكررت كلمة "قد طحنت" في الموضع الثاني مرتين، فحذفنا إحداهما، كما في ك هـ. (839) إسناده صحيح. وهو مكرر 716. (840) إسناده صحيح، وهو مطول 627، 639 وانظر 686: الوجه: الجهة. إنكما علجان الخ: في النهاية: "العلج: الرجل القوي الضخم. وعالجا: أي مارسا. العمل الذي ندبتكما اليه واعملا به".

علجان فعالجا عن دينكما، ثم دخل المخرج فقضى حاجته، ثم خرج، فأخذ حفنة من ماء فتمسح بها، ثم جعل يقرأ القرآن، قال: فكأنه رآنا أنكرنا ذلك، ثم قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته ثم يخرج فيقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم، ولم يحجبه عن القرآن شيء ليس الجنابة. 841 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمروبن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب قال: كنت شاكيَّا، فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحمني، وإن كان متأخراً فارفعني، لأن كان بلاء فصبرني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف قلت؟ " فأعاد عليه ما قال، قال: فضربه برجله وقال: "اللهم عافه، أو اللهم اشفه، شك شعبة، قال: في اشتكيت وجعي ذاك بعد. 842 - حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحق سمعت عاصم بن ضمرة يحدث عن علي قال: ليس الوتر بحتم كالصلاة، ولكن سنة، فلا تدعوه، قال شعبة: ووجدته مكتوباً عندي: وقد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 843 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا شريك عن أبي الحسناء عن

_ = واعملا به". (841) إسناده صحيح. وهو مكرر 637. (842) إسناده صحيح. وهو مكرر 786. (843) إسناده صحيح. وسيأتي مطولا 1278 وشريك: هو ابن عبد الله النخعي. الحكم: هو ابن عتيبة. حنش: هو ابن المعتمر. والحديث رواه أبو داود 3: 50 والترمذي 2: 353 - 354 وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك". وفي طبعة بولاق 1: 282 - 283 زيادة نصها:" قال محمد: قال علي بن المديني: وقد رواه غير شريك. قلت له: أبو الحسناء ما اسمه؟ فلم يعرفه. قال مسلم: اسمه الحسن" وهذه الزيادة ثابتة في مخطوطتنا الصحيحة من الترمذي. وأبو الحسناء هذا ترجم له في التهذيب فلم يذكر فيه جرحاً ولاتعديلا وقال: "اسمه الحسن ويقال الحسين" وترجمه الذهبي في الميزان فقال: =

الحكم عن حنش عن علي قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أضحّي عنه، فأنا أُضحي عنه أبداً. 844 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن الحرث عن علي. قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه، والواشمة والمستوشمة للحسن، ومانع الصدقة، والمحل والمحلَّل له، وكان ينهي عن النوح. 845 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن جابر عن عبد الله بن نجي عن علي قال: كنت آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل غداة، فإذا تنحنح دخلت، واذا سكت لم أدخل، قال: فخرج إلى فقال: حدث البارحة أمر سمعت خشخشة في الدار، فإذا أنا بجبريل عليه السلام، فقلت: ما منعك من دخول البيت؟ فقال: في البيت كلب، قال: فدخلت فإذا جرو للحسن تحت كرسي لنا، قال: فقال: إن الملائكة لا يدخلون البيت إذا كان فيه ثلاث: كلب أو صورة أو جنب. 846 - حدثنا موسى بن داود حدثنا زهير عن منصور بن المعتمر

_ = "لا يعرف". ولكن الحديث رواه أيضاً الحاكم في المستدرك 4: 229 - 230 وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو الحسناء هذا هو الحسن بن الحكم النخعى" ووافقه الذهبي. والراجح عندي ما قاله الحاكم. والحسن بن الحكم النخعي الكوفي يكنى أبا الحسن، ورجح الحافظ في التهذيب 2: 271 أنه يكنى أبا الحكم، فقد اختلف في كنيته، فالظاهر أن بعضه كناه أيضا أبا الحسناء، وهو من شيوخ شريك أيضاً، وقد وثقه أحمد وابن معين، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 289 فلم يذكر فيه جرحاً. (844) إسناده ضعيف. لضعف الحرث الأعور. والحديث مطول 721. (845) إسناده ضعيف جداً، من وجهين: لضعف جابر الجعفي، ولانقطاعه، لأن عبد الله بن نجي لم يسمعه من علي. وقد مضى مختصراً منقطعاً أيضا 608 ومضى موصولا بأسانيد صحاح 632، 647، 815. وسيأتي موصولا 1172 ومنقطعاً في 1289. (846) إسناده ضعيف، لضعف الحرث. والحديث مكرر 739. زهير: هو ابن معاوية.

عن أبي إسحق عن الحرث الأعور عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت مؤمِّراً أحداً من أمتى من غير مشهرة لأمَّرتُ عليهم ابن أم عبد. 847 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا رزام بن سعيد التيمي عن جواب التيمي عن يزيد بن شريك، يعني التيمي، عن علي قال: كنت رجلاً مذاء، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إذا خذفت فاغتسل من الجنابة، وإذا لم تكن خاذفاً فلا تغتسل. 848 - حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني حدثنا إسرائيل حدثنا إبراهيم، يعني ابن عبد الأعلى، عن طارق بن زياد قال: خرجنا مع علي إلى الخوارج، فقتلهم ثم قال: انظروا، فإن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنه سيخرج قوم يتكلمون بالحق لايجوز حلقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية، سيماهم أن منهم رجلاً أسود مخدج اليد، في يده شعرات سود"، إن كان هو فقد قتلتم شر الناس، وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس، فبكينا، ثم قال: اطلبوا، فطلبنا، فوجدنا المخدج، فخررنا سجوداً وخر علي معنا ساجداً، غير أنه قال: يتكلمون بكلمة الحق.

_ (847) إسناده صحيح. أبو أحمد: هو الزبيري. رزام، بكسر الراء وتخفيف الزاي، بن سعيد التيمى: وثقه أحمد وابن حبان، ولكن نسبه في التهذيب والتقريب والخلاصة "الضبي". جوَاب، بتشديد الواو: هو ابن عبيد الله التيمى الكوفي، ثقة يتشيع، وتكلم فيه بعضهم بغير حجة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 245 فلم يذكر فيه. جرحاً. يزيد بن شريك: هو والد إبرهيم التيمي، إذا خذفت: أي إذا أنزلت، وخذف النطفة، بالخاء والذال المعجمتين: إلقاؤها في الرحم. وانظر 823. (848) إسناده صحيح. الوليد بن القاسم بن الوليد الخذعي، بكسر الخاء المعجمة وسكون الباء الموحدة وفتح الذال المعجمة، نسب إلى "خبذع بن مالك بن ذي بارق" بطن من همدان: ثقة، وثقه أحمد وغيره وترجمه البخاري في الكبير4/ 2/ 152 فلم يذكر فيه جرحَاً. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحق. طارق بن زياد: ذكره ابن حبان في الثقات، وانظر 735. وسيأتي عن أبي نعيم عن إسرائيل 1254.

849 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} يقول: شكركم {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، بنجم كذا كذا. 850 - حدثنا مؤمل حدثنا إسرائيل حدثنا عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} قال مؤمل: قلت لسفيان: إن إسرائيل رفعه؟ قال: صبيان صبيان!! 851 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا أبو إسحق عن شريح بن النعمان، قال أبو إسحق: وكان رجل صدق، عن علي قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن، وأن لا نضحي بعوراء ولا مقابلة ولامدابرة ولاشرقاء ولاخرقاء. قال زهير: قلت لأبي إسحق: أذكر عضباء؟ قال: لا، قلت: ما المقابلة؟ قال: يقطع طرف الأذن، قلت: ما المدابرة؟ قال: يقطع مؤخر الأذن، قلت: ما الشرقاء؟ قال: تشق الأذن، قلت: ما الخرقاء؟ قال: تخرق أذنها السمة. 852 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا منصور بن المعتمر عن أبي إسحق عن الحرث عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت مؤمرًا أحداً من أمتي عن غير مشورة منهم لأمرت عليهم ابن أم عبد".

_ (849) إسناده ضعيف. وهو مكرر 677 وسبق الكلام عليه مفصلا هناك. (850) إسناده صحيح. وهو مكرر ماقبله. (851) إسناده صحيح. وهو مطول 609 وانظر 826. (852) إسناده ضعيف، من أجل الحرث. وهو مكرر 846.

853 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ومعاوية بن عمرو قالا حدثنا زائد حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي قال: جهَّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف. قال معاوية: إذخر. قال أبي: والخميلة القطيفة المخملة. 854 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هانئ ابن هانئ قال قال على: الحسن أشبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه ما أسفل من ذلك. 855 - حدثنا [قال عبد الله]: حدثنا أبو بكبر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن منصور بن حيان عن أبى الطفيل قال: قلنا لعلي: أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما أسر إلي شيئاً كتمه الناس، ولكن سمعته يقول: لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثاً، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من غير تخوم الأرض، يعنى المنار.

_ (854) إسناده صحيح. وهو مكر 774. إسناده صحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيَّان الأزدي، وهو ثقة ثبت أمين صاحب سنة. منصور بن حيان بن حصين الأسدي: ثقة، قال أبو حاتم: كان من أثبت الناس، ترجمه البخاري في الكبير4/ 1 /347. والحديث رواه أيضاً مسلم والنسائي، كما في الجامع الصغير 07282 التخوم بفتح التاء: مفرد، جمعه "تخم " بضمتين، كرسول ورسل، وهي لغة الكوفيين، ونقل الجواليقي عن أبي عبيد أنه قول أصحاب العربية، والتخوم بضم التاء: جمع، واحدهما "تخم" بفتح التاء وسكونْ الخاء، وهى لغة البصريين، ولغة أهل الشأم فيما نقل الجواليقي عن أبي عبيد. وانظر المعرب بتحقيقنا 87 - 88. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

856 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا أسرائيل عن أبي إسحق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: كنت رجلاً مذاء، فإذا أمذيت اغتسلت، فأمرت المقداد فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فضحك وقال: فيه الوضوء. 857 - حدثنا أسود، يعنى ابن عامر، أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعفر وزيد، قال: فقال لزيد: أنت مولاي، فحجل! قال: وقال لجعفر: أنت أشبهت خلقى وخلقي، قال: فحجل وراء زيد! قال لي: أنت مني وأنا منك، قال: فحجلت وراء جعفر!. 858 - حدثنا [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان حدثنا سليمان بن حيان عن منصور بن حيان قال: سمعت عامر بن واثلة قال: قيل لعلي بن أبي طالب: أخبرنا بشيء أسر إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما أسر إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً وكتمه الناس، ولكنه سمعته يقول: لعن الله من سب والديه، ولعن الله من غير تخوم الأرض، ولعن الله من آوي محدثاً. 859 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا عبد الحميد بن أبي جعفر،

_ (856) إسناده صحيح، وانظر 847. (857) إسناده صحيح. وانظر 770، 931. (858) إسناده صحيح. على بن الحسن بن سليمان: كنيته أبو الحسين، وعرف بأبي الشعثاء، وهو ثقة. عامر بن واثلة: هو أبو الطفيل. والحديث مختصر 855، وهو من زيادات عبد الله ابن أحمد. (859) إسناده صحيح. عبد الحميد بن أبى جعفر الفراء: ترجمه الحافظ في التعجيل 244 فقال: "وثقه ابن حبان" ولم يزد، فقصر فيه جداً، وهو مترجم في الجرح والتعجيل 3/ 1/ 17 وذكر أنه سمع منه المحاربي والأسود بن عامر، وأن شريكا أثنى عليه خيراً، ثم قال ابن أبى حاتم: "سألت أبي عن عبد الحميد بن أبي جعفر؟ فقال: هو شيخ كوفي" =

يعني الفراء، عن إسرائيل عن أبي إسحق عن زيد بن يثيع عن علي قال: قيل: يا رسول الله، من يؤمر بعدك؟ قال: إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أميناً زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أميناً لا يخاف في الله لومة لائم، وإن تؤمروا عليا، ولا أراكم فاعلين، تجدوه هادياً مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم". 860 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شعبة عن أبي التياح قال: سمعت رجلاً من عنزة يحدث عن رجل من بني أسد قال: خرج علينا علي فقال: إن النبى - صلى الله عليه وسلم - أمر بالوتر، ثبت وتره هذه الساعة، يا ابن التياح أذن أو ثوب. 861 - حدثنا محمد بن جعفرثنا شعبة عن أبي التياح حدثني رجل من عنزة عن رجل من بني أسد قال: خرج علي حين ثوب المثوب لصلاة الصبح فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بوتر، فثبت له هذه الساعة، ثم قال: "أقم يا ابن النواحة". 862 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شعبة عن أبي التياح سمعت عبد الله بن أبي الهذيل العنزي يحدث عن رجل من بني أسد قال: خرج

_ = وذكر أيضاً أن اسم أبيه أبي جعفر "كيسار". والحديث في مجمع الزوائد 5: 176 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال البزار ثقات" فيظهر لي أن الهيثمي لم يعرف عبد الحميد بن أبي جعفر ورأى إسناد البزار معروفَاً له، فوثق رجاله. (860) إسناده ضعيف. لجهالة الرجل من بني أسد، الراوي عن على وأما الرجل من عنز الذي سمع منه أبو التياح فهو عبد الله بن أبي الهذيل، كما سمي فيما مضى 689 وكما يأتي في 862.- (861) إ سناده ضعيف. هو مكرر ما قبله. (862) إسناده ضعيف. كاللذين قبله، ولكنه لم يسق هنا لفظه، وأحال إحالة غريبة في قوله "فذكر نحو حديث سويد بن سعيد كنت عند عمر وهو مسجي في ثوبه". وحديث سويد =

علينا علي، فذكر نحو حديث سويد بن سعيد: كنت عند عمر وهو مسجى في ثوبه. 863 - حدثنا هاشم حدثنا شعبة عن عاصم بن كليب قال: سمعت أبا بردة يحدث عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتختم في ذه أو ذه: الوسطى والسبابة، وقال جابر، يعني الجعفي: الوسطى لاشك فيها. 864 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن جابر عن عبد الله بن نجي عن علي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضحى بعضباء القرن والأذن. 865 - حدثنا على بن بحر حدثنا عيسى بن يونس حدثنا زكريا عن أبي إسحق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: كان أبو بكو يخافت بصوته إذا قرأ، وكان عمر يجهر بقراءته، وكان عمار إذا قرأ يأخذ من هذه السورة وهذه، فذكر ذاك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لأبي بكر: "لم تخافت؟ " قال: إنى لأسمع من أناجي، وقال لعمر: "لم تجهر بقراءتك؟ " قال: أفزع الشيطان وأوقظ الوسنان، وقال لعمار: "لم تأخذ من هذه السورة وهذه؟ " قال: أتسمعني أخلط به ما ليس منه؟ قال: "لا"، قال: "فكله طيب".

_ = لا علاقة له بمسألة الوتر ولا بهذا الإسناد، وسيأتي 867 ثم هو من زيادات عبد الله، وهذا من أصل المسند. وأنا أظن أن الصواب" فذكر نحوه" ثم جاء بقي الكلام زيادة من ناسخ أو خطأ من سامع. (863) إسناده صحيح. أبو بردة بن أبي موسي الأشعري: تابعي ثقة، يروى عن أبيه وعن علي، وقد مضى الحديث 586 بروايته عن أبيه عن علي، فلعله سمعه منهما، أو أرسله هنا ووصله هناك. وأما قول شعبة "وقال جابر" إلخ فهذه متابعة ضعيفة، لضعف جابر الجعفي. (864) إسناده ضعيف، من أجل جابر الجعفي. وانظر 791، 851. (865) إسناده صحيح، علي بن بحر القطان البغدادي: ثقة مأمون، قال ابن حبان:"كان من أقران أحمد بن حنبل في الفضل والصلاح ". عيسى بن يونس بن أبي إسحق السبيعي: =

866 - حدثنا [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن جعفر الوركاني حدثنا أبو معشر نجيح المديني مولى بنى هاشم عن نافع عن ابن عمر قال: وضع عمر بن الخطاب بين المنبر والقبر، فجاء علي حتى قام بين يدي الصفوف فقال: هو هذا، ثلاث مرات، ثم قال: رحمة الله عليك، ما من خلق الله تعالى أحب إلي من أن ألقاه بصحيفته بعد صحيفة النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا المسجى عليه ثوبه. 867 - حدثنا [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا سويد بن سعيد الهروى حدثنا يونس بن أبي يعفور عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت عند عمر وهو مسجى ثوبه قد قضى نحبه، فجاء علي فكشف الثوب عن وجهه ثم قال: رحمة الله عليك أبا حفص، فو الله مابقي بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد أحب إلي أن القى الله تعالى بصحيفته منك. 868 - حدثنا عبيدة بن حميد التيمي أبو عبد الرحمن حدثني ركين عن حصين بن قبيصة عن علي بن أبي طالب قال: كنت رجلاً مذّاء، فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقَّق ظهري، قال: فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أو ذكر له، قال: فقال:"لا تفعل، إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوك للصلاة، فإذا فضخت الماء فاغتسل".

_ = ثقة، يروي عن جده أبي إسحق بواسطة، لم يسمع منه. زكريا: هو ابن أبي زائدة. (866) إسناده ضعيف، لضعف أبي معشر. وانظر 867، 898. (867) إسناده صحيح، يونس بن أبي يعفور: ثقة كما قلنا في 526 وثبت اسمه في ح هـ "يونس بن أبي يعقوب" وفى ك "يونس بن يعقوب" وكلها خطأ، ليس في الرواة من يسمى بهذا ولا بذاك، بل هو "يونس بن أبي يعفور" الذي يروي عن عون بن أبي جحيفة: مسجي ثوبه: أي مغطي بثوبه، وهكذا ثبت في ح هـ بحذف حرف الجر، وله وجه، وفى ك "مسجي بثوبه". وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله. وانظر ما قبله و898. (868) إسناده صحيح. عبيدة بن حميد: ثقة صالح الحديث، صاحب نحو وعربية وقراءة للقرآن. وفى ح "عبيدة بن عبيد" وهو خطأ. ركين، بالتصغير: هو ابن الربيع بن عميلة الفزاري، وهو ثقة. حصين بن قبيصة الفزارري: تابعي ثقة. وانظر 856.

حُصين بن قَبيصة عن علي بن أبي طالب قال: كنت رجلا مذّاءً، فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري، قال: فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أو ذكر له، قال: فقال: "لا تفعل، إذا رأيتَ المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلاة، فإذا فَضَخْتَ الماء فاغتسل". 869 - حدثنا عَبيدة بن حميد حدثني يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن على قال: كنت رجلا مذاءً، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سُئل عن ذلك، فقال: "في المذي الوضوء، وفى المني الغسل". 870 - حدثنا عبيدة حدثني سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال علي: كنت رجلا مذاءً، فأمرت رجلا فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "فيه الوضوء". 871 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن سليمان لُوَين حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زرعن أبي جحيفة قال: خطبنا علي فقال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر الصديق، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر؟ فقال: عمر. 872 - حدثنا عائذ بن حبيب حدثني عامر بن السمط عن أبي

_ = وقراءة للقرآن. وفى ح "عبيدة بن عبيد"وهو خطأ. ركين، بالتصغير: هو ابن الربيع بن عميلة الفزاري، وهو ثقة. حصين بن قبيصة الفزاري: تابعي ثقة. وانظر 856. (869) إسناده صحيح: وهو مكرر 662. وانظر ما قبله. (870) إسناده صحيح، وانظر ماقبله. (871) إسناده صحيح، وهو مكرر 833 وانظر 837. وهذا الحديث من زيادات عبد الله. (872) إسناده صحيح، عائذ بن حبيب الملاح أبو أحمد: قال أحمد: "كان شيخاً جليلا عاقلا"، وقال أيضاً: "ذاك ليس به بأس، قد سمعنا منه"، وفى التهذيب عن سعيد بن عمرو البرذعي قال: "شهدت أبا حاتم يقول لأبي زرعة: كان ابن معين يقول: عائذ بن حبيب زنديق؟ =

الغريف قال أُتيَ علي بوضوء فمضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه وذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، ثم قرأ شيئا من القرآن، ثم قال: هذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا، ولا آية. 873 - حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا ربيعة بن عتبة الكناني عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال: مسح علي رأسه في الوضوء حتى أراد أن يقطر، وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ. 874 - [قال عبدِ الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبان بن عمران الواسطي حدثنا شريك عن مُخارق عن طارق، يعني ابن شهاب، قال: سمعت عليا يقول: ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلا ما في القرآن وما في هذه الصحيفة، صحيفة كانت في قُراب سيف كان عليه، حليته حديد، أخذتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيها فرائض الصدقة.

_ = فقال أبو زرعة: أما عائذ بن حبيب فصدوق". ولكن نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 17 عن ابن معين أنه قال: "عائذ بن حبيب ثقة" فهذا هو التبت. وقد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 60 - 61 فلم يذكر فيه جرحَاً. عامر بن السمط التميمي السعدي: وثقه يحيى بن سعيد والنسائي وابن حبان وقال: "كان حافظاً". أبو الغريف، بفتح الغين المعجمة وكسر الراء: اسمه "عبيد الله بن خليفة الهمدانى" ذكره ابن حبان في الثقات، وكان على شرطه علي. والحديث رواه البخاري في الكبير 4/ 1/ 60 - 61 عن أحمد بن إشكاب عن عائذ، ولم يعلله بشيء: وانظر شرحنا على الترمذي1:273 - 275. (873) إسناده صحيح، مروان بن معاوية الفزاري: حافظ ثقة: ربيعة بن عتبة الكناني: وثقه ابن معين والعجلى وغيرهما. والحديث رواه أبو داود 11: 42 - 43 مطولا. (874) إسناده صحيح، محمد بن أبان الواسطي: ثقة، أخرج له البخاري. والحديث مكرر 798.

875 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن سليمان الأسدي لُوَين حدثنا يحيى بن أبي زائدة حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عن زياد بن. زيد السُّوائي عن أبي جحيفة عن علي قال: إن من السنة في الصلاة وضع الأكف على الأكف تحت السرة. 876 - حدثنا مروان حدثنا عبد الملك بن سَلْع الهمداني عن عبد خير قال: علمنا علي وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصب على يديه حتى أنقاهَما، ثم أدخل يده في الركوة فمضمض واستنشق، وغسل وجهه ثلاثا ثلاثا، وذراعيه إلي المرفقين ثلاثا ثلاثا، ثم أدخل يده في الركوة فغمر أسفلها بيده ثم أخرجها فمسح بها الأخرى، ثم مسح بكفيه رأسه مرة، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاثا ثلاثا، ثم اغترف هُنَيَّة من ماء بكفه فشربه، ثم قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ. 877 - حدثنا علي بن بحر حدثنا عيسى بن يونس حدثنا زكريا عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر". 878 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا وهب بن بقية الواسطي

_ (875) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن إسحق أبو شيبة الواسطي الكوفي: ضعيف، ضعفه ابن سعد وأبو داود والنسائي وغيرهم، وقال البخاري في الضعفاء 21: "قال أحمد: هو منكر الحديث"زياد بن زيد السوائي: مجهول. والحديث رواه أبو داود 1: 274 من طريق حفص ابن غياث عن عبد الرحمن بن إسحق. وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله. (876) إسناده صحيح، مروان: هو ابن معاوية الفزاري. عبد الملك بن سلع: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء. والحديث أشار الحافظ في التهذيب 6: 396 إلى أن النسائي رواه في مسند على وأنه رواه أيضَاً في السنن في نسخة ابن الأحمر- وانظر 872، 873، 910. (877) إ سناده صحيح، وانظر 786، 842. (878) إسناده صحيح، بيان: هو ابن بشر الأحمسي البجلي، وهو ثقة. عامر: هو الشعبي.=

أنبأنا خالد بن عبد الله عن بيان عن عامر عن أبي جحيفة قال: قال علي بن أبي طالب: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، ثم عمر، ثم رجل آخر. 879 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مالك بن مغول عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد خير عن علي، وعن الشعبي عن أبي جحيفة عن علي، وعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن علي، أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وخيرها بعد أبي بكر عمر، ولو شئت سميت الثالث. 880 - حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي خالد (ح) وحدثنا أبو معاوية حدثنا إسماعيل عن الشعبي عن أبي جحيفة سمعت عليا يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ولو شئت لحدثتكم بالثالث. 881 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شعبة قال الحكم أخبرني عن أبي محمد عن عليّ قال: بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فأمره أن يسوي القبور. 882 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن سماك عن حَنَش عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي اليمن، قال: فقلتَ: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم أسن مني وأنا حديث لا أبصر القضاء؟ قال: فوضع يده على صدري وقال: "اللهم ثبت لسانه واهد قلبه، يا علي، إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخركما سمعت من الأول،

_ والحديث مكرر 871. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. (879) أسانيده صحاح، حبيب بن أبي ثابت يرويه عن ثلاثة: عبد خير والشعبي وعون. وهو مكرر ما قبله. (880) إسناداه صحيحان، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. والحديث مكرر ما قبله. (881) إسناده حسن، وهو مختصر 658. (882) إسناده صحيح، وهو مطول 745 وانظر 666، 690.

فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء"، قال: فما اختلف على قضاء بعد، أوما أشكل على قضاء بعد. 883 - حدثنا أسو بن عامر حدثنا شَريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي قال: لما نزلت هذا الآية {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: جمعِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أهلِ بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، قال: فقال لهم: "من يَضْمَنُ عني ديني ومواعيدي وِيكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ " فقال رجل لم يُسمّه شريك: يا رسول الله، أنت كنت بَحْراً، من يقوم بهذا! قال: ثم قال الآخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي: أنا. 884 - حدثنا أسود حدثنا شريك عن أبي إسحق عن الحرث عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر عند الأذان، ويصلي الركعتين عند الإقامة. 885 - حدثنا أسود حدثنا شريك عن أبي إسحق عن عاصم عن على قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالنهارست عشرة ركعة. 886 - حدثنا إسحق بن إبرهيم الرازي حدثنا سلمة بن الفضل

_ (883) إسناده حسن، وقال الهيثمى 9/ 113 إسناده جيد وانظر رقم 1371. المنهال: هو ابن عمرو الأسدي. عباد بن عبد الله الأسدي: ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه ابن المديني، ونقل التهذيب عن البخاري أنه قال: "فيه نظر" وعن ابن الجوزي قال: "ضرب ابن حنبل على حديثه عن على أنا الصديق الأكبر، وقال: هو منكر". وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتحديل 3/ 1/ 82 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث في تفسير ابن كثير 6: 246 عن المسند، وذكر له طرقاً أخرى، وفيه "أنت كنت تجري"! وهو خطأ لا معنى له، صوابه ما هنا "أنت كنت بحراً" كناية عن واسع كرمه وجوده، - صلى الله عليه وسلم - (884) إسناده ضعيف، من أجل الحرث الأعور. والحديث مكرر 764. (885) إسناده صحيح، وهو مختصر 650. (886) إسناده صحيح، إسحق بن إبراهيم الرازي: هو ختن سلمة بن الفضل، قال أبو حاتم: =

حدثني محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن مَرْثَد بن عبد الله اليزَني عن عبد الله بن زُرَير الغافقي عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يركب حماراً اسمه عُفَيْر. 887 - حدثنا علي بن بحر حدثنا بقية بن الوليد الحمصي حدثني الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن السَّهَ وكاء العين، فمن نام فليتوضأ."

_ = "سمعت يحيى بن معين أثنى عليه خيراً". سلمة بن الفضل: هو الأبرش قاضي الري، قال البخاري في الصغير: "قال علي: رمينا بحديثه قبل أن يخرج من الري، وضعفه إسحق بن إبراهيم" ولكن وثقة ابن معين قال: "ثقة"، كتبنا عنه، كأن كتب مغازية أتم، ليس في الكتب أتم من كتابه" وقال أيضَاً: "سمعت جريراً يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن يبلغ خراسان أثبت في ابن إسحق من سلمة". ووثقه أيضاً أبو داود، ونحن نرجح قول من وثقه. (887) إسناده صحيح، بقية بن الوليد الحمصي: اختلف فيه كثيراً، والحق أنه ثقة مأمون إذا حدث عن ثقة وصرح بالتحديث، لأن عيبه التدليس، وقد روى عنه شعبة، وهو لا يروي إلا عن ثقة، وقد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 150 فلم يذكر فيه جرحاً، وكذلك في الصغير 220، ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء، وقال الحاكم: "ثقة مأمون" وقال ابن حبان، بعد أن ذكر تتبعه أحاديثه: "فرأيته ثقة مأمونَاً، ولكنه كان مدلسَاً" وهذا أعدل الأقوال فيه، وهو هنا قد صرح بالسماع من شيخه. الوضين بن عطاء الخزاعي: ثقة. وثقه أحمد وابن معين وابن حبان وغيرهما. محفوظ بن علقمة الحضرمي: ثقة. عبد الرحمن بن عائذ الثمالى الأزدي: تابعي ثقة، وزعم أبو حاتم وأبو زرعة أنه لم يدرك عليَّا، مع أن ابن مندة نقل عن البخاري أنه ذكره في الصحابة، وإن كان الصحيح أنه تابعي، وانظر التهذيب 6: 203 والإصابة 5: 153 - 154. والحديث رواه أبو داود1: 81 وابن ماجة1: 90 - 91 كلاهما من طريق بقية بن الوليد. وفي التهذيب 11: 121 في ترجمة الوضين: قال الساجي: عنده حديث واحد منكر عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن =

888 - حدثنا حسين بن الحسن الأشقر حدثني ابنِ قابوس بن أبي ظَبيان الْجَنبي عن أبيه عن جده عن علي قال: لما قتلت مَرْحبا جئت برأسه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

_ = على حديث: العينان وكاء السه. قال الساجي: رأيت أبا داود أدخل هذا الحديث في كتاب السنن، ولا أراه ذكره فيه إلا وهو عنده صحيح". وانظر نصب الراية 1: 45. السه: قال ابن الأثير: "السه حلقة الدبر، وهو من الاست، وأصلها ستة بوزن فرس، وجمعها أستاه كأفراس" ثم قال: "ومعنى الحديث أن الإنسان مهما كان مستيقظاً كانت أسته كالمشدودة الموكي عليها، فإذا نام انحل وكاؤها، كنى بهذا اللفظ عن الحدث وخروج الريح. وهو من أحسن الكنايات وألطفها". وهذا التفسير على الرواية المشهورة أن العين وكاء السه، ولكن الذي هنا "السه وكاء العين" وأظن أن هذا على القلب، وهو جائز في اللسان، كثير في الكلام. (888) إسناده ضعيف جداً، حسين بن الحسن الأشقر الفزاري: ضعيف جداً، قال البخاري في الكبير 1/ 2/ 382: "فيه نظر" وقال في الصغير 230: "عنده مناكير" وقال أبو زرعة: "منكر الحديث" وقال النسائي في الضعفاء 9: "ليس بالقوي" وفي التهذيب قصة عن أحمد أنه روى عنه وكان لا يرى أنه ممن يكذب، ثم نوقش في حديثين له "فأنكره جداً، وكأنه لم يشك أن هذين كذب" وكذلك قطع بكذبهما علي بن المدينى، وفي ح "حسين بن الحسين" وهو خطأ، صححناه من ك هـ وكتب الرجال. ابن قابوس بن أبي ظبيان: مجهول لم يعرف اسمه ولا حاله، ترجمه الحافظ في التعجيل 534 فقال: "ابن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن جده" ثم بيض له فلم يكتب فيه شيئاً، وذكر في التهذيب 8: 305 في ترجمة قابوس: "عنه ابنه ولم يسم". فهذا مجهول الشخص والحال. أبوه قابوس ابن أبي ظبيان الجنبي: ضعيف، قال ابن حبان: "كان رديء الحفظ ينفرد عن أبيه بما لا أصل له" وضعفه أحمد والنسائي وابن سعد والدارقطني، ووثقه ابن معين، وروى البخاري في الكبير 4/ 1/193 عن جرير قال: "أتينا قابوس بعد فساده" وانظر الجرح والتعديل 3/ 2/ 145. أبوه أبو ظبيان الجنبي: اسمه "حصين بن جندب" وهو تابعي. ثقة. "ظبيان" بفتح الظاء =

889 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا شيبان أبو محمد حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا يونس بن خباب عن جرير بن حيَّان عن أبيه: أن عليا قال لأبيه: لأبعثنك فيما بعثني فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن أسوي كل قبر، وأن أطمس كل صنم. 890 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا محمد بن فُضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا يقول: كنت رجلا مذاءً فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "فيه الوضوء" 891 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني وهب بن بقية الواسطي أنبأنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: كنت رجلا مذاءً فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "فيه الوضوء، وفي المني الغسل". 892 - حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا ابن أبي ليلى عن ابن

_ = المعجمة. "الجنبي" بفتح الجيم وسكون النون وبالباء الموحدة، نسبة بلى "جنب" وهي قبيلة من اليمن. (889) إسناده ضعيف، سبق الكلام عليه683. شيبان أبو محمد: هو شيبان بن فروخ، وهو ثقة، وثقه أحمد وغيره، وروى له مسلم. وانظر 741. وقوله "عن أبيه: أن عليَّا قال لأبيه" هو من الإظهار في مقام الإضمار، يريد أن عليَّا قال لحيان والد جرير. (890) إسناده صحيح، إسحق بن إسماعيل: هو الطالقاني، بفتح اللام، وهو ثقة. محمد بن فضيل بن غزوان، بفتح الغين وسكون الزاي: ثقة صدوق ثبت. والحديث مختصر 869 وانظر 870. (891) إسناده صحيح، خالد: هو ابن عبد الله الطحان. والحديث مطول ما قبله. وهو والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (892) إسناده حسن، يحيى بن سعد الأموي: سبق الكلام عليه 832 وقد روى عنه الإمام =

الأصبهاني عن جدة له وكانت سُرِّية لعلي، قالت: قال علي: كنت رجلا نؤُوماً، وكنت إذا صليت المغرب وعلي ثيابي نمت ثَمَّ، قال يحيى بن سعيد: فأنام قبل العشاء، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فرخص لى. 893 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني شيبان أبو محمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم، يعنى أبا زيد القسملي، حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: كنت رجلا مذاءً فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؟ فقال: "في المذي الوضوء، وفي المني الغسل". 894 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر الباهلي محمد ابن عمرو بن العباس حدثنا عبد الوهاب، يعنى الثقفي، حدثنا أيوب عن عبد الكريم وابن أبي نجيِح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بعث معه بهديه، فأمره أن يتصدق بلحومها وجلودها

_ = أحمد هنا، ولم يذكر ذلك الحافظ في التهذيب، ولا ابن الجوزي في شيوخه، فيستدرك عليهما. ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن، سبق الكلام عليه 778. ابن الأصبهاني: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني الكوفي، وهو تابعي ثقة. جدته: لم يعرف اسمها، ولم يذكر الحافظ شيئاً عنها في التعجيل، ولا أشار إلى رواية ابن الأصبهاني عنها، وهى تابعية بحكم أنها كانت سرية على، وأمرها إلى الستر والصدق إن شاء الله. والحديث في مجمع الزوائد 1: 314 وقال: "فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي، وهو ضعيف لسوء حفظه، وفيه راو لم يسم" كذا قال. (893) إسناده صحيح، عبد العزيز بن مسلم القسملي: ثقة من أفاضل الناس، "القسملي" بفتح القاف والميم بينهما سين ساكنة، نسبة إلي "القساملة" بفتح القاف وكسر الميم، وهى قبيلة من الأزد نزلت البصرة، كما قال السمعاني في الأنساب. والحديث مكرر 891. (894) إسناده صحيح، أبو بكر الباهلي: اسمه "محمد بن خلاد بن كثير" وهو ثقة، له ترجمة في التاريخ الكبير 1/ 1/ 76 والجرح والتعديل3/ 2 /246، وأما تسميته هنا "محمد بن عمرو بن العباس" فهى خطأ يقينَاً، فلايوجد في الرواة من يسمى بهذا. وأكبر ظني أن هذا =

وأجلتها. 895 - حدثنا شجاع بن الوليد قال: ذكر خلف بن حَوْشَب عن أبي إسحق عن عبد خير عن علي قال: سَبَقَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصلى أبو بكر، وثلث عمر، ثم خبطتنا أو أصابتنا فتنة، يعفو الله عمن يشاء. 896 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني شريح، يعني ابن عبيد، قال: ذكر أهل الشأم عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين! قال: لا، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الأبدال يكونون بالشأم، وهم أربعون رجلا، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا، يُسْقَى بهم الغيثُ، وينُتصر بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشأم بهم العذاب".

_ = الخطأ من أحد الناسخين. وإن ثبت في الأصول الثلاثة، وأنه ليس خطأ قديماً، إذ لو كان لنبه عليه الحفاظ، خصوصَاً الحافظ ابن حجر في التعجيل. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. ابن أبي نجيح: هو عبد الله. وانظر 593. وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله. (895) إسناده صحيح، شجاع بن الوليد أبو بدر: ثقة، أخطأ من تكلم فيه. خلف بن حوشب: ثقة، أثنى عليه سفيان بن عيينة وذكره ابن حبان في الثقات. أبو إسحق: هو السبيعي. والحديث في مجمع الزوائد 9: 54 ونسبه لأحمد والطبراني. في الأوسط وقال: "رجال أحمد ثقات" وانظر 880. (896) إسناده ضعيف، لانقطاعه. شريح بن عبيد الحضرمي الحمصي: لم يدرك عليَّا، بل لم يدرك إلا بعض متأخري الوفاة من الصحابة، وقد سبقت له رواية منقطعة أيضاً عن عمر بهذا الإسناد 107. والحديث ذكره قاض الملك المدارسي في ذيل القول المسدد 89 - 90 مستدلا به على ثبوت حديث الأبدال، وهو استدلال ضعيف كما ترى! وسيأتي في شأنهم حديث آخر في مسند عبادة بن الصامت 5: 322 ح قال فيه أحمد هناك: "وهو منكر" وسياتي الكلام عليه مفصلا إن شاء الله. وانظر أيضاً 15611 وفي حديث عبادة بن الصامت.

897 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى سُويد بن سعيد الهروي حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن جريح عن الحسن بن مسلم عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البُدْن، قال: لا تعط الجازر منها شيئا. 898 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله، يعنى ابن المبارك، أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة أنه سمع ابن عباس يقول: وُضع عمر بن الخطابِ على سريره، فتكنَّفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يُرفع، وأنا فيهم، فلم يرُعْني إلا رجل. قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب، فترحم على عمر فقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله تعالى بمثل عمله منك، وأيم الله إن كنت لأظن ليجعلنك الله مع صاحبيك، وذلك أني كنت أُكثر أن أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "فذهبت أنا وأبو بكر وعمر"، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وإن كنت لأظن ليجعلنك الله معهما. 899 - حدثنا علي بن إسحق أنبأنا عبد الله أنبأنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن علي بن أبي طالب أخبره: أنه كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فكنت إذا وجدته يصلي سبَّح فدخلت، وإذا لم يكن يصلي أَذِن.

_ (897) إسناده صحيح، الحسن بن مسلم بن يناق، بفتح الياء وتشديد النون: ثقة. والحديث مختصر 593 وانظر 894. وهو من زيادات عبد الله. (898) إسناده صحيح، ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، مكي تابعي ثقة. وانظر 867. (899) إسناده ضعيف، وهو مكرر 809 وسبق الكلام عليه مفصلا 598. وانظر 647.

900 - حدثنا أبو اليَمان أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرني على بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبِي طالب أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طَرَقَه وفاطمة ابنة النبى - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقال: "ألا تصليان؟ " فقلت: يا رسول الله، إِنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبِعثنا بعثنا! فانصرف حين قلت ذلك ولم يَرْجع إلي شيئا، ثم سمعته وهو مُوَلَّ يضرب فخذه يقول: " {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} ". 901 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: أخبرني علي بن حسين أن أباه حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طَرَقَه وهو فاطمة، فذكر مثله. 902 - حدثنا علي بن بحر حدثنا عبد الله بن إبرهيم بن عمر بن كَيْسان قال أبي، سمعته يحدث عن عبد الله بن وهب عن أبي خليفة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله رَفيق يحب الرفق، ويعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف".

_ (900) إسناده صحيح، وهو مكرر 705. (901) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (902) إسناده حسن، عبد الله بن إبرهيم: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، روى عنه أحمد بن حنبل وابن المديني وغيرهما، وقد روى أحمد هنا عنه بواسطة أيضاً، وسيأتي حديث رواه عنه مباشرة 12688. أبوه إبرهيم بن عمر بن كيسان اليماني الصنعاني: ثقة، وثقه ابن معين وابن حبان. عبد الله بن وهب بن منبه الصنعاني: ترجم له في التهذيب فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال في التقريب: "ما علمت أحداً وثقه، بلى، قال أبو داود: معروف"، فمثل هذا يكون مقبول الرواية. أبو خليفة الطائي البصري: مقبول أيضاً كما في التقريب. وهذا الحديث رواه البخاري في الكبير 1/ 1/307 - 308 قال: "قال لي إبراهيم بن موسى قال حدثنا هشام بن يوسف قال: أخبرني إبراهيم ابن عمر، وكان من أحسن الناس صلاة، وكان في رأيه شيء، عن عبد الله بن وهب بن =

903 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن محمد بن أبي شيبة حدثنا ابن فُضَيل عن الأعمش عن الحكَم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حَدَّث عنى حديثا يرى أنه كذب فهو أكذب الكاذبين". 904 - [قال عبد الله أحمد]: حدثني محمد بنِ أبي بكر المُقَّدَّمي حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد عن عبيدة: أن عليا ذكر أهل النَّهْرَوان فقال: فيهم رجل مُودَن، أو مَثْدُون اليد , أو مُخْدَج اليد، لولا أن تبطروا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقلت

_ = منبه عن أبيه عن أبى خليفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف". فهذا الإسناد زيد فيه "وهب بن منبه" أنه هو الذي رواه عن أبي خليفة، فلعله سقط من إسناده في المسند، أو سقط من رواية أحد رواته. والحديث في مجمع الزوائد 8: 18 وقال: "رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، وأبو خليفة لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات" وذكره السيوطي في الجامع الصغير 1743 ونسبه لأحمد والبيهقي في الشعب من حديث علي، وللطبراني من حديث أبى أمامة، وللبزار من حديث أنس، وهو تقصير منه، فإنه رواه البخاري بمعناه 4: 44 و8: 12، 13 و85,84.57 و 9: 16 (الطبعة السلطانية) من حديث عائشة بألفاظ مختلفة، ورواه مسلم كذلك 2: 285. (903) إسناده صحيح، عثمان بن محمد بن أبى شيبة: ثقة أمين مأمون، ألف المسند والتفسير، وهو من أقران الإمام أحمد. ابن فضيل: هو محمد بن فضيل بن غزوان. والحديث رواه ابن ماجة 1: 10 عثمان بن أبي شيبة، ورواه أيضاً مسلم 1: 5 من حديث سمرة والمغيرة، وكذلك رواه ابن ماجة من حديثهما، ولفظه عندهم "فهو أحد الكاذبين". وانظر 630.584. وانظر أيضاً شرحنا على الرسالة للشافعي 1098. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمدْ في ك هـ، ولكن في ح جعل من رواية الإمام نفسه، وغالب الظن عندنا أنه من زيادات عبد الله. (904) إسناده صحيح، محمد: هو ابن سيرين. والحديث من زيادات عبد الله. وهو مختصر 735. وانظر 848.

لعلي: أنت سمعته منه؟ قال: إي ورب الكعبة. 905 - حدثنا منصور بن وَرْدان الأسدي حدثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البَخْتَري عن علي قال: لما نزلت هذه الآية: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قالوا: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: أفي كل عام؟ فسكت، قال: ثم قالوا: أفي كل عام؟ فقال: "لا، ولو قلت نعمِ لوجبت"، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} إلى آخر الآية. 906 - حدثنا أيوب حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن الحكم عن القاسم بن مُخَيْمرَة عن شُريح بن هانئ قال: سألتُ عائشة عن المسح؟ فقالت: ائت عليا فهَو أعلم بذلك مني، قال: فأتيت عليا فسألته عن المسح على الخفين؟ قال: فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نمسح على الخفين يوما وليلة، وللمسافر ثلاثا. 907 - حدثنا يزيد أنبأنا حجاج، رفَعَه.

_ (905) إسناده ضعيف، لانقطاعه، ولضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، كما مضى 193، 568، أبو البختري: لم يسمع من علي، كما مضى 636. علي بن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي: ثقة، وثقه البخاري فيما نقل عنه الترمذي 257:1 من شرحنا. منصور بن وردان الأسدي: وثقه أحمد، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير عن المسند 2: 195 و3: 250 وقال في الموضع الأول: "وكذا رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم من حديث منصور بن وردان به، ثم قال الترمذي: حسن غريب، وفيما قال نظر، لأن البخاري قال: لم يسمع أبو البختري من علي". (906) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث مطول 781 ومكرر 780. (907) إسناده صحيح، وهو إسناد مختصر تابع لما قبله، يعني أن الإمام رواه عن يزيد بن هرون عن الحجاج بن أرطأة عن الحكم بن عتيبة. وقد مضى عن يزيد بن هرون بهذا الإسناد كاملا 748.

908 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني نصر بن علي الأزدي حدثنا بشر بن المفضَّل عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد خَيْر سمعت عليا يقول-: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أبو بكر وعمر. 909 - حدثنا حدثنا عبد الله بن عون حدثنا مبارك بن سعيد أخو سفيان عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد خير الهَمْداني قال: سمعت عليا يقول على المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: فذكر أبا بكر، ثم قال: ألا أخبركم بالثاني؟ قال: فذكر عمر، ثم قال: لو شئت لأنباتكم بالثالث، قال: وسكت، فرأينا أنه يعني نفسه، فقلت: أنت سمعته يقول هذا؟ قال: نعم ورب الكعبة، والا صُمَّتا. 910 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسمعيل حدثنا

_ (908) إسناده صحيح، نصر بن علي الأزدي: هو الجهضمي شيخ أصحاب الكتب الستة، وهو ثقة، وسبق كلام عنه 576. بشر بن المفضل بن لاحق: ثقة، قال أحمد: "إليه المنتهى في التثبت بالبصرة". والحديث مختصر880 وانظر 895. وهو من زيادات عبد الله. (909) إسناده صحيح، عبد الله بن عون بن أبي عون الهلالي الأدمي: ثقة مأمون، وهو من شيوخ مسلم وعبد الله بن أحمد، لم أجد نصًا على أن أحمد روى عنه، وإن كان قد أثنى عليه وجعل يقول فيه خيراً، ولكن هكذا الحديث في ك ح عن أحمد عنه، وفي هـ جعل من رواية عبد الله بن أحمد عن عبد الله بن عون، فيكون من الزيادات. مبارك بن سعيد: هو أخو سفيان الثوري، وهو ثقة أبوه سعيد بن مسروق الثوري: ثقة. قوله "وإلا صمتا" يريد أذنيه، أعاد الضمير عليهما من غير ذكرهما لفهمه من السياق، يدعو عليهما بالصمم إذا كان غير صادق في أنه سمع. والسائل والمجيب حبيب بن أبي ثابت وعبد خير، أو عبد خير وعلي، والحديث مطول ما قبله. والراجع أن هذا من زيادات عبد الله كما بينا في 2886. (910) إسناده صحيح، مسهر بن عبد الملك بن سلع: ثقة، وثقه الحسن بن علي الخلال والحسن =

مُسَّهِر بن عبد الملك بن سَلْع حدثنا أبي عبد الملك بن سلع عن عبد خير عن على: أنه غسل كفيه ثلاثًا، ومضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وقال: هذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 911 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم بن صُبَيح عن شُتَير بن شَكل عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: شغلونا عن الصلاة الوسطي صلاة العصر، ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً، قال: ثم صلاها بين العشاءين، بين المغرب والعشاء، وقال أبو معاوية مرة: يعني بين المغرب والعشاء. 912 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن خَيْثَمة عن سُوَيد بن غَفْلَة قال: قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثناً فلأن أَخَّر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم عن غيره، فإنَما أنا رجل محارب، والحرب خدعة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، لايجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة". 913 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا الأعمش عن أبي إسحق عن عاصم

_ = ابن حماد الوراق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري في الصغير 218: "فيه بعض النظر" لكنه ترجمه في الكبير 4/ 2/ 73 ولم يجرحه ولم يذكره في الضعفاء. والحديث مختصر 876 وأشار الحافظ في التهذيب 10: 149 بلى أن هذا الحديث في سنن النسائي في رواية ابن الأحمر. (911) إسناده صحيح، وهو مكرر 617 بإسناده ولفظه، عدا قوله في آخره "قال أبو معاوية مرة" إلخ. وذكره ابن كثير في التفسير 578:1 عن المسند، وانظر 990، 994، 1036. (912) إسناده صحيح، وهو مكرر 616 بإسناده ولفظه. وانظر 697، 706. (913) إسناده صحيح، وهو مختصر 711.

ابن ضَمْرة عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قد عفوتُ لكم عن الخيل والرقيق وليس فيما دون مائتين زكاة". 914 - حدثنا ابن ُنمَير حدثنا الأعمش عن سعد بن عُبيِدة عن أبي عبد الرحمن عن علي: قال: قلت: يارسول الله، ما لي أراك تَنَوَّق في قريش وتدعنا؟ قال:"عندك شيء؟ " قلت: بنت حمزة، قال: "هي بنت أخي من الرضاعة". 915 - حدثنا محمد بن سلَمة عن ابن إسحق عن أبان بن صالح عن عكرمة قال: أفضتُ مع الحسين بن على من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فسألته؟ فقال: أفضت مع أبي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فسألته؟ فقال: أفضت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة. 916 - حدثنا محمد بن فُضَيل عن عطاء بن السائب عن مَيْسَرَة

_ (914) إسناده صحيح، في ح ك "سعيد بن عبيدة"وهو خطأ، صوابه "سعد بن عبيدة". والحديث مكرر 620 وانظر770, 857, 931. وسيأتي في 1333 عن محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق على الصواب الذي رجحناه. (915) إسناده صحيح، محمد بن مسلمة: هو الباهلى الحرانى، وهو ثقة، مات سنة 191، ابن إسحق هو محمد بن إسحق بن يسار صاحب السيرة، المتوفي سنة 151 أو 152، وفي نسخ المسند "عن أبي إسحق " وهو خطأ ظاهر، فإن أبا إسحق السبيعي مات سنة 129، وهو أقدم من أبان بن صالح، وإن كان أبان مات قبله. أبان بن صالح بن عمير: وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 451 - 452 فلم يذكر فيه جرحاً، وضعفه ابن عبد البر، وقال ابن حزم:" ليس بالمشهور"، وتعقبهما الحافظ فقال: "وهذه غفلة منهما وخطأ تواردا عليه، فلم يضحف أبان هذا أحد قبلهما، ويكفى فيه قول ابن معين ومن تقدم معه". (916) إسناده حسن، لأن سماع محمد بن فضيل من عطاء بن السائب كان بعد اختلاطه، =

قال: رأيت عليَّا يشرب قائماً، قال: فقلت له: تشرب قائماً؟! فقال: إنْ أشربْ قائماً فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قائماً، وإن أشرب قاعداً فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قاعداً. 917 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسمعيل حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي إسحق عن عبد خَيْر عن علي قال: كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح ظاهرهما. 918 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسمعيل حدثنا سفيان عن أبي السوداء عن ابن عبد خَيْر عن أبيه قال: رأيت عليا توضأ فغسل ظهر قدميه وقال: لولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغسل ظهور قدميه لظنت أن بطونهما أحق بالغَسْل. 919 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسمعيل حدثنا

_ = كما نص عليه التهذيب 7: 205. ميسرة: هو ابن يعقوب الطهوي. والحديث مضى 795 من رواية حماد بن سلمة عن عطاء عن زاذان، وسيأتي من روايته كذلك أيضاً 1128، وسيأتي من رواية خالد بن عبد الله عن عطاء عن زاذان وميسرة 1125. فدلت هذه الأسانيد على أن عطاء سمعه منهما. وحديث ميسرة لم يشر إليه في مجمع الزوائد مع أنه ذكر حديث زاذان. وسيأتي من رواية خالد بن عبد الله عن عطاء عن زاذان وميسرة 1125 ومن رواية حماد بن سلمة عن عطاء عن زاذان فقط 1128. (917) إسناده صحيح، وهو مكرر 737، ذاك من رواية أحمد نفسه عن وكيع. (918) إسناده صحيح، أبو السوداء: هو عمرو بن عمران الهندي الكوفي، وثقه أحمد وابن معين وذكره ابن حبان في الثقات. ابن عبد خير: هو السيب بن عبد خير، وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /408 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث أشار إليه أبو داود معلقاً، قال: "ورواه أبو السوداء" إلخ، وذكر شارح عون المعبود أن هذه رواية اللؤلؤي، وأن رواية ابن داسة موصولة وذكر إسنادها. وانظر ما قبله، وانظر أيضاً 1015،1014. (919) إسناده صحيح، الحسن بن عقبة أبو كبران: ترجم له البخاري في الكبير 1/ 2/ 299 =

وكيع حدثنا الحسن بن عُقبة أبو كبْران عن عبد خَيْر عن علي قال: هذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، توضأ ثلاثاً ثلاثاً. 920 - حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا مغيرة عن أم موسى قالت: سمعت عليّا يقول: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنَ مسعود فصَعِد على شجرة، أمره أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة، فضحكوا من حُمُوشة ساقيه! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماتضحكون؟! لَرِجلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أُحُد". **** تم بحمد المجلد الأول (1) ويليه إن شاء الله المجلد الثاني

_ = فقال: "الحسن بن عقبة أبو كبران المرادي، سمع الضحاك بن مزاحم، سمع منه عبيد الله أبن موسى وأبو نعيم"، وذكره الدولابي في الكنى 90:2 قال: "سمعت العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو كبران اسمه الحسن بن عقبة المرادي، وهو ثقة"، وذكره ابن سعد في الطقات 6: 250 دون ترجمة، ثم لم أجد له ترجمة ولا ذكراً بعد ذلك، فلم يترجمه الحافظ في التعجيل، وهو مما يستدرك عليه. "كبران" ثبت بالباء الموحدة في نسخ المسند الثلاث، وضبطت الكاف بالقلم في ك بالكسر، وكتب بهامشها بقلم ناسخها "بالموحدة بعد الكاف"، وكذلك كتب في ابن سعد، ورسم في التاريخ الكبير والكنى دون ضبط "كيران" بالياء التحتية، فرجحنا ما ثبت في المسند والطبقات: والحديث مختصر 910. وسيأتي أيضاً 1007 من رواية الإمام أحمد عن وكيع عن الحسن بن عقبة. (920) إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن مقسم الضبي. أم موسى: هي سرية على، حموشة الساقين: دقتهما. والحديث في مجمع الزوائد 9: 288 - 289 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى، وهي ثقه".

المسند للإِمَام أحمد بن محمد بن حنبل (164 - 241) شَرحهُ وَصَنعَ فهَارِسَهُ أحمَد محمَّد شَاكِر الجزء الثاني من الحديث 921 إلى الحديث 2175 دارُ الحديث القاهرة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المُسَند

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1416هـ - 1995م دار الحديث طبع. نشر. توزيع 140 شارع جوهر القائد أمام جامعة الأزهر تليفون 5919697/ 5918719/ 5116508 فاكس 5919697

921 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن الأسود بن قيس عن رجل عن علي أنه قال يوم الجَمَل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعهد إلينا عهدًا نأخذ به في إمارة، ولكنه شيء رأيناه من قبَل أنفسنا، ثم استُخلف أبو بكر، رحمةُ الله على أبى بكر، فأقام واستقام، ثَمِ استُخلف عمر، رحمةُ الله على عمر، فأقام واستقام، حتى ضرب الدِّينُ بِجِرانِهِ. 922 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني وهب بن بقية الواسطي أنبأنا خالد عن عطاء، يعني ابن السائب، عن عبد خير عن علي قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، وخيرها بعد أبى بكر عمر، ثم يجعل الله الخير حيث أحب. 923 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور عن الحكم عمن سمع عليَّا وابن مسعود يقولان: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجوار. 924 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن إبرهيم بن

_ (921) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل الراوية عن على. الأسود بن قيس العبدي، وقيل البجلى: ثقة. روى له أصحاب الكتب الستة. سفيان: هو الثوري. والحديث في مجمع الزوائد 5: 175 وقال: "رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، وباقي رجاله رجال الصحيح". الجران، بكسر الجيم وتخفيف الراء: مقدم العنق من مذبح البعير إلى منحره، فإذا برك البعير ومد عنقه على الأرض قيل "ألقى جرانه بالأرض"، فقوله "ضرب الدين بجرانه" أراد به أنه استقام وقر في قراره، كحال البعير إذا برك واستراح وتمكن. وانظر 909. (922) إسناده حسن، خالد: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان، لم يذكر فيمن سمع من عطاء قبل اختلاطه، فيتوقف فيه. والحديث بمعناه مكرر 909. وانظر 921. (923) إسناده ضعيف،. لإبهام الرجل الذي سمع من علي وابن مسعود. ولفظ الحديث مجمل مختصر، لاندري أيريد قضى بحق الجار، أم قضى بالشفعة للجار؟ ولم أجد الحديث في مسند ابن مسعود ولا في مكان آخر. (924) إسناده صحيح، وهو مختصر 710. وانظر 831.

عبد الله بن حُنَين عن أبيه عن علىِ بن أبى طالب قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التختم بالذهب، وعن لباس القَسِّيّ، وعن القراءة في الركوع والسجود، وعن لباس المُعَصْفَر. 925 - حدثنا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبى إسحق عن الحرث عن علي قال: جاء ثلاثة نفر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أحدهم: كانت لي مائة أوقية فأنفقت منها عشر أواق، وقال الآخر: كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير، وقال الآخر: كانت لى عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنتم في الأجر سواء، كل إنسان منكم تصدق بعشر ماله". 926 - [قال عبد الله بنِ أحمد]: حدثني وهب بن بقية الواسطي أخبرنا خالد بن عبد الله عن حصين عن المسيب بن عبد خير عن أبيه قال: قام علي فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، وإنا قد أحدثنا بعدهم أحداثاً يقضي الله تعالى فيها ما شاء. 927 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر والثوري عن أبى إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: ليس الوتر بحَتْم كهيئة المكتوبة، ولكنه سنة سنّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 928 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن عبد الله ابن

_ (925) إسناده ضعيف، من أجل الحرت الأعور. وهو مكرر 743. (926) إسناده صحيح، حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمى. وهذا الإسناد يصح الإسناد 922، ويدل على أن خالداً الطحان روي الحديث عن شيخين: عطاء بن السائب وحصين بن عبد الرحمن، كلاهما عن المسيب بن عبد خير. (927) إسناده صحيح، وهو مكرر 842. (928) إسناده صحيح، محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة الأزدي: أحد الحفاظ المكثرين =

عمّار حدثنا القاسم الجَرْميّ عن سفيان عن خالد بن عَلْقَمة عن عبد خير عن علي: أن النبى؟ - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثلاثا ثلاثا. 929 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا إسرائيل عن أبى إسحق عن الحرث عن علي: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر عند الأذان. 930 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أبى إسحق عن علي بن ربيعة، قاله مرة، قال عبد الرزاق: وأكثر ذاك يقول: أخبرنى من شهد عليّا حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى قال: الحمد لله، ثم قال: سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنَّا إلى ربنا لمَنقلبون، ثم حمد ثلاثاً وكبَّر ثلاثًا، ثم قال: اللهم لا إله إلا أنت،

_ = الثقات، جعله بعض أهل الحديث مثل على بن المديني في علم الحديث. القاسم الجرمي: هو القاسم بن يزيد، كان حافظا للحديث متفقهاً، وثقه أبو حاتم وغيره. سفيان: هو الثوري. خالد بن علقمة: هو أبو حية الوادعي، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وهو الذي زعم جماعة من المحدثين أن شعبة صحف اسمه فسماه "مالك بن غرفطة"! وقد رددنا ذلك مفصلا في شرحنا للترمذي 1: 67 - 70. والحديث مكرر 919. وستأتي رواية شعبة مطولة 989. (929) إسناده ضعيف، لضعف الحرث. وهو مختصر 884. (930) إسناده صحيح، وهو مطول 753. ولكن هذا الإسناد يحتاج إلى بيان: فالحديث رواه أبو إسحق السبيعي عن على بن ربيعة الوالبي، ورواه شريك بن عبد الله عن أبي إسحق، كما مضى هناك، فكان يقول عنه "عن على بن ربيعة"، ورواه معمر عن أبى إسحق، كما هنا، فبين عبد الرزاق أن معمراً حدثهم به مراراً، فقال مرة واحدة: "عن أبي إسحق عن على بن ربيعة"، وأنه كان يقول في أكثر المرات "عن أبي إسحق أخببرنى من شهد عليَّا"، وهذا الإرسال لا يعلل الموصول، فالمفهوم أن أبا إسحق أبان عن شيخه وسماه، ولكنه كان في بعض أحيانه يبهمه، وما في هذا بأس، بعد أن عرف الراوي وأنه ثقة.

ظلمتُ نفسي فاغفر لى، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، قال: فقيل: ما يضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل ما فعلتُ وقال مثل ما قلتُ ثم يضحكك، فقلنا: ما يضحكك يا نبي الله؟ قال: "العبد، أو قال: عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا أنت ظلمتُ نفسى فاغفر لي إنه لايغفر الذنوب إلا أنت يَعْلَم أنه لا يغفر الذنوب إلاَّ هو. 931 - حدثنا حجاج حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هانئ بن هانئ وهُبيرة بن يَرِيم عن علي: أن ابنة حمزة تبعتهم تنادي: يا عم! يا عم! فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك فحوِّليها، فاختصم فيها عليّ وزيد وجعفر، فقال على: أنا أخذتها وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمى وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخالتها، وقال: "الخالة بمنزلة الأم"، ثم قال لعلي: "أنت مني وأنا منك"، وقال لجعفر:"أشبهت خَلْقىِ وِخُلُقي"، وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا"، فقال له عليّ: يا رسول الله، ألا تَزَوَّج ابن حمزة؟ فقال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة". 932 - حدثنا سفيان بن عُيَيْنَة عن أبى إسحق عن عبد خَيْر عن على أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر. 933 - حدثنا وكيع عن سفيان وشعبة عن حبيب بن أبى ثابت عن عبد خَيْر عن على أنه قال: ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر ثم عمر.

_ (931) إسناده صحيح، وهو مكرر 770. وانظر 857، 914. (932) إسناده صحيح، وهو مختصر 926. (933) إسناده صحيح، وانظر ما قبله. وهو مختصر 922.

934 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى سُوَيد بن سعيد حدثنا الصُّبَيّ بن الأشعث عن أبي إسحق عن عبد خَيْر عن علي: ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، والثاني عمر، ولو شئتُ سميتُ الثالث. قال أبو إسحق: فتهجَّاها عبد خَيْر لكيلا تمتَرُون فيما قال عليّ. 935 - حدثنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الصَّعْبة عن رجل من هَمْدان يقال له أبو أَفْلح عن ابن زُرَيْر أنه سمع على بن أبى طالب يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ حريراً فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال: "إن هذين حرام على ذكور أمتي". 936 - حدثنا حجاج حدثنا ليث حدثنا سعيد، يعني المَقْبُري، عن

_ (934) إسناده صحيح، الصبي بن الأشعث السلولي، قال الذهبى: "له مناكير، وفيه ضعف يحتمل"، وقال أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات، وله ترجمة في لسان الميزان 3: 182، ولكن لم يترجمه الحافظ في التعجيل، وهو على شرطه. "الصبي" بالتصغير، كما في المشتبه 311. وانظر ما قبله، وهو مختصر 909. "لكيما يمترون" في ح "تمترون" وفى ك هـ "يمترون" فأثبتناهما، و"كي" من نواصب الأفعال، ولكن جاء الفعل هنا بعدها مرفوعاً، وهو لحن من أبي إسحق السبيعي، وليس أبو إسحق ممن يحتج بنطقه في العربية كالصحابة والتابعين القدماء. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (935) إسناده صحيح، على ما فصلنا في 750، ذاك منقطع وهذا متصل. أبو الصعبة: هو عبد العزيز بن أبى الصعبة. (936) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ثقة ثبت، قال أحمد: ما كان أضبطه وأشد تعاهده للحروف، ورفع أمره جداً. ليث: هو ابن سعد الإمام. سعيد: هو ابن أبى سعيد المقبري، تابعي ثقة معروف. عاصم بن عمرو: حجازي مدنى، وثقه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه الترمذي 4: 372 عن قتيبة عن الليث، وقال: "حديث حسن صحيح". ونسبه الحافظ في التهذيب 5: 54 أيضاً للنسائي، ولم أجده في أبي داود، =

عمرو بن سُلَيم الزُرَقي عن عاصم بن عمرو عن علي بن أبي طالب أنه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كنا بالحَرَّة، بالسُّقْيا التى كانت لسعد بن أبي وقاص، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتوني بوضوء"، فلما توضأ قام فاستقبل القبلة ثم كبّر ثم قالي: "اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعا لأهل مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوكَ لأهل المدينة أن تبارك لهم في مُدِّهم وصاعهم مِثْلَي ما باركت لأهل مكة، مع البركة بركتين". 937 - حدثنا هُشيم أنبأنا أبو عامر المزني حدثنا شيخِ بن بني تِمِيم قال: خطبَنا علي، أو قال: قال علىّ: يأتي على الناس زمان عَضُوض، يعض الموسر على ما في يديه، قال: ولم يؤمر بذلك، قال الله عز وجل: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}، ويَنْهَد الأشرار، ويُسْتَذَل الأخيار، ويبايِع المضطرون، قال: وقد نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع المضطرين، وعن بيع الغَرَر، وعن بيع الثمرة قبل أن تُدْرِك.

_ = ولعله خطأ منه، وأن النسائي رواه في السنن الكبرى. وذكره الحافظ الهيثمي 3: 305 وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح"، ففاته شيئان: أن الحديث ليس من الزوائد، وأن أحمد رواه، فقصر في نسبته للطبراني وحده. السقيا، بضم السين وسكون القاف: أصلها الاسم من السقي، لْم أطلقت على مكان في آبار يستقي منها قريب من المدينة، بينها وبين الحديبية، كما سيأتي في الحديث 15125، فالظاهر أن كل بئر منها للسقي كانت تنسب لصاحبها، كما قال "بالسقيا التى كانت لسعد". (937) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ من بني تميم. أبو عامر المزني: هو صالح بن رستم الخزاز، ضعفه ابن معين، ووثقه أبو داود الطيالسي وأبو داود السجستاني وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه أبو داود 3: 263 - 264: "حدثنا محمد بن عيسى حدثنا هشيم أخبرنا صالح بن عامر، قال أبو داود: كذا قال محمد" فذكر الحديث مختصراً، فقول محمد ابن عيسى "صالح بن عامر" خطأ، صوابه "صالح أبو عامر"، ولذلك نبه عليه أبو داود، وانظر التهذيب 4: 395 وقد نسب الحديث أيضاً لسعيد بن منصور في سننه. وهو في الدر =

938 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو خَيْثَمة زُهَير بن حرب حدثنا وكيع (ح) وحدثنا إسحق بن إسمعيل حدثنا أبو معاوية ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبى طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير نسائها خديجة، وخير نسائها مريم". 939 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو داود المباركي سليمان ابن محمد حدثنا أبو شهاب عن ابن أبى ليلي عن عبد الكريم عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن ابن عباس عن علي قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خاتم الذهب، وعن لبس الحمراء، وعن القراءة في الركوع والسجود. 940 - حدثنا هشيم أنبأنا يونس عن الحسن عن علي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رفع القلم عن ثلاثة، عن الصغير حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستقيظ، وعن المصاب حتى يُكْشَف عنه".

_ = المنثور مختصراً 293:1، ونسبه أيضاً لابن أبى حاتم والخرائطي والبيهقي. وذكره ابن كثير في التفسير 2: 575 عن أبى بكر بن مردويه بإسناد آخر، ولم يشر إلى رواية المسند هذه. (938) إسناده صحيحان. وهو مكرر 640. (939) إسناده ضعيف، هو مكرر 829 بإسناده ولفظه، وانظر 924. وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (940) إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد، وهو ثقة من سادات أهل زمانه علماً وفضلا وحفظاً وإتقاناً. الحسن: هو البصري، وفى سماعه من علي خلاف، شرح أبو زرعة بأنه رآه ولم يسمع منه، ونفي غيره أنه رآه، ولكنا نرى أن المعاصرة كافية في هذا، وكان الحسن شاباً أيام علي، فإنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وكان ابن 14 سنة يوم الدار، انظر التهذيب، ونصب الراية 1: 90 - 91 والتاريخ الكبير 1/ 2/ 287 - 288. والحديث رواه الترمذي 317:2 من طريق همام عن قتادة عن الحسن، وهى الطريق الآتية 956، وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن علي ... ولانعرف للحسن سماعاً =

941 - حدثنا هُشيم حدثنا إسمعيل بن سالم عن الشعبي قال: أُتِيَ على بزان محصَن، فجلده يوم الخميس مائة جلدة، ثنم رجمه يوم الجمعة، فقيل لة: جمعت عليه حدَّين؟ فقال: جلدته بكتاب الله ورجمته بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 942 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنى أبي حدثنا هُشيم، وأبو إبراهيم المُعَقِّب عن هشيم أنبأنا حصين عن الشعبي قال: أُتِيَ على بمولاة لسعيد بن قيس محصنة قد فَجَرَت، قال: فضربها مائة ثم رجمها، ثم قال: جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ = من علي بن أبي طالب". والحديث رواه أبو داود مطولا ومختصراً 243:4 - 245 من طريق الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن على، ومن طريق عطاء بن السائب عن أبي ظبيان عن علي، وستأتي هذه الطريق 1327، 1360، 1362 ومن طريق وهيب عن خالد عن أبي الضحى عن على، وهذا طريق منقطع، أبو الضحى لم يدرك عليَّا. ورواه ابن ماجة 1: 322 من طريق ابن جريج عن القاسم بن يزيد عن علي، وهو منقطع أيضاً، وأشار إليه أبو داود، ورواه الحاكم من طريق الأعمش، كرواية أبي داود الأولى1: 258 و 2: 59 و 4: 389 وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. (941) إسناده صحيح،- إسمعيل بن سالم الأسدي: ثقة ثبت. والحديث مطول 839 على شيء من الاختلاف، فإن المقام عليه الحد هناك هو شراحة الهمدانية. وانظر الحديث التالي. (942) إسناده صحيحان، وانظر ما قبله. رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه وعن أبي إبراهيم المعقب، كلاهما عن هشيم كما هو ظاهر. أبو إبراهيم المعقب: لم يذكره الحافظ في الكنى ولا الألقاب في التعجيل، وترجمه في الأعلام، وهو إسمعيل بن محمد بن جبلة أبو إبراهيم المعقب السراج البغدادي، ذكره نقلا عن الحسيني، ثم عقب عليه بما لا طائل تحته، كأنه يشك في صحة الاسم والترجمة، إذ لم يجده في كتب ذكرها، منها تاريخ البخاري! وهو وهم منه، فالرجل معروف، ذكره ابن الجوزي في شيوخ أحمد، وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ترجمة جيدة 6: 265 - 266 وأثنى عليه الإمام أحمد، قال فيما يأتي 11683: =

943 - حدثنا إسحق بن يوسف عن شَريك عن السُّدِّيّ عن عبد خَيْر قال: رأيت عليّا دعا بماء ليتِوضأ، فتمسح به تمسحاً، ومسح على ظهر قدميه، ثم قال: هذا وضوء من لم يحدث، ثم قال: لولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على ظهر قدميه رأيت أن بطونهما أحق، ثم شرب فضل وضوئه وهو قائم، ثم قال: أين الذين يزعمون أنه لا ينبغي لأحد أن يشرب قائماً؟!. 944 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني علىِ بن حَكيم وأبو بكر ابن أيى شيبة وإسمعيل ابن بنت السُّدِّيّ قالوا: أنبأنا شريك عن عبد الملك ابن عُمير عن نافع بن جُبير بن مُطْعم عن علي بن أبي طالب: أنه وصف النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان عظيم الهامة، أبيض مشرباً بحمرة، عظيم اللحية، ضخم الكراديس، شَثْن الكفين والقدمين، طويل المَسْرُبة، كثير شعر الرأس

_ = "حدثنا أبو إبراهيم المعقب إسمعيل بن محمد وكان أحد الصالحين". وفيما يأتي أيضاً 12499 حديث رواه عنه الإمام أحمد، ثم قال ابنه عبد الله بعده: "حدثناه أبو إبراهيم المعقب، وكان من خيار الناس" ثم قال القطيعي: "وعظم أبو عبد الرحمن أمره جداً" وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن أحمد. (943) إسناده صحيح، إسحق بن يوسف الأزرق: ثقة صحيح الحديث. وانظر 583، 737، 840، 876، 916 - 918. (944) إسناده صحيح، إسمعيل ابن بنت السدي: هو إسمعيل بن موسى الفزاري نسيب السدي، سبق الكلام عليه 696، وقال الحافظ في التهذيب: "جزم البخاري ومسلم في الكنى وابن سعد والنسائي وغيرهم بأنه ابن بنت السدي"، ولكنه نقل عن أبي حاتم قال: "سألته عن قرابته من السدي فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابة بعيدة". الهامة: الرأس. راجل الشعر: هكذا جاء في هذه الرواية، والمعروف ما في الرواية الأخرى "رجله" بفتح الراء مع فتح الجيم وكسرها وسكونها، أما إثبات الألف فلم أجد له وجهاً. في ح " قال" بدل "قالوا" وهو خطأ. والحديث مطول 744، 746 وانظر 684، 796.

راجله، يتكَفَّأ في مشيته كأنما ينحدر في صَبَب، لا طويل ولا قصير، لم أر مثله، لا قبله ولا بَعده، - صلى الله عليه وسلم -. وقال على بن حكيم في حديثه: ووصف لنا على بن أبي طالب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان ضخم الهامة، حَسَن الشعر رَجِله. 945 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمَّار حدثنا القاسم الجَرْمي عن سفيان عن خالد بن علقمة عن عبد خَيْر عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثلاثاً ثلاثاً. 946 - حدثنا [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سُرَيِج بن يونس حدثنا يحيى بينِ سعيد الأموي عن ابن جُرَيج عن صالح بن سعيد أو سُعَيد عن نافع بن جُبَير بن مُطْعم عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا قصير ولا طويل، عظيم الرأس رَجلهَ، عظيم اللحية، مُشْرَباً حمرة، طويل المَسْرُبة، عظيم الكراديس، شَثْن اَلكفين والقدمين، إذا مشى تَكَفأ كأنما يهبط في

_ (945) إسناده صحيح، وهو مكرر 928 بإسناده ولفظه. (946) إسناده صحيح، صالح بن سعيد: أبوه "سعيد" بفتح السين، وقيل بضمها، كما ثبت هنا، وكما نقل الحافظ في التهذيب، وقال: "وصوب ابن ماكولا أن أباه سعيد بالضم، وقال: كذا قاله ابن مهدي"، وذكر الحافظ أن صالحَاً هذا حجازي يروي عن نافع بن جبير وعمر بن عبد العزيز، وأنه يروي عنه ابن جريح وسعيد بن السائب، وأنه ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكره الذهبي في المشتبه، ولكن أثبت ناشره حاشية عن هامش إحدى نسخه نصها:" وصالح بن سعيد عن عمر بن عبد العزيز وعنه سعيد بن المسيب (السائب) قال ابن ماكولا: هو بالضم وقيل بالفتح، ويلتبس بصالح بن سعيد شيخ ابن جريج، وآخر شيخ الحميدي". وهذه حاشية غير محررة، فالراجح أن الاسمين لشخص واحد، اختلف في ضبط اسم أبيه، وإن كان الراجح ضم السين، ولذلك اقتصر عليه الحافظ في التعجيل 181. والحديث المكرر 944.

صَبَب، لم أر قبله ولا بعده مثله، - صلى الله عليه وسلم -. 947 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيَّان عن حجاج عن عثمان عن أبي عبد الله المكي عن نافع بن جُبَير بن مُطْعم قال: سئِل عليِ عن صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: لا قصير ولاطويل، مشرباً لونُه حُمْرَة، حَسن الشعر رَجله، ضخم الكَراديس، شَثْن الكفين، ضخم الهام، طويل المَسْرُبة، إذا مشىَ تَكَفَّأ كأنما ينحدر من صَبَب، لم أر مثله قبله ولا بعده، - صلى الله عليه وسلم -. 948 - حدثنا حجاج حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن حارثة بن

_ (947) في إسناده نظر، وهو صحيح لولا خطأ فيه. فقد ترجم الحافظ في التعجيل 497 - 498 لأبي عبد الله المكي قال: "أبو عبد الله المكي عن نافع بن جبير عن علي رضى الله عنه وعنه عثمان. قلت: كذا اختصره الحسيني. والحديث عند عبد الله بن أحمد في زياداته من طريق أبي خالد عن حجاج، وهو ابن أرطأة، عن عثمان عن أبي عبد الله المكي. وأظن فيه تصحيفاً، والصواب: عن عثمان بن عبد الله المكي، فقد أخرجه أحمد من طرق عن المسعودي ومسعركلاهما عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -. والحديث عند الترمذي من طريق المسعودي ". وقال نحواً من هذا أو أطول منه في ترجمة "- عثمان عن أبي عبد الله المكي" 284 - 285 وهو تحقيق جيد. ورواية أحمد من طريق المسعودي ومسعر مضت 744 وكذلك رواه من طريق المسعودي 746. "على بن الحسن بن سليمان" في ح "على بن الحسين بن سليمان" وهو خطأ. والحديث مكرر ما قبله. والأحاديث 944 - 947 من زيادات عبد الله بن أحمد. (948) إسناده صحيح، ونقله الحافظ ابن كثير في التاريخ 3: 277 - 278 وقال: "هذا سياق حسن، وفيه شواهد لما تقدم ولما سيأتي. وقد تفرد بطوله الإمام أحمد، وروى أبو داود بعضه من حديث إسرائيل". وهو في مجمع الزوائد 6: 75 - 76 وقال: "رواه أحمد والبزار، =

مُضَرَّبِ عن علي قال: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها، فاجَتَوْيناها، وأصابنا بها وعْك، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَخبر عن بدر، فلما بلغَنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركون إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم، رجلا من قريش، ومولى لعُقْبة بن أبي مُعَيْط، فأما القرشي فانفلت، وأما مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم واللهِ كثيرٌ عددُهم شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتى انتهوا به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: "كم القوم؟ " قال: هم والله كثير

_ = ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب، وهو ثقة"، وقد رواه الطبري في التاريخ 2/ 269 عن هارون بن اسحاق عن مصعب بن المقدام عن إسرائيل. فاجتويناها: أصابنا الجوى، وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها، قاله في النهاية. الوعك، بسكون العين: الحمى، أو الألم يجده الإنسان من شدة التعب. يتخبر: يتعرف، يقال تخبر الخبر واستخبر" إذا سأل عن الأخبار ليعرفها. الجزور: الناقة المجزورة، ويقع على الذكر والأنثى، وهو يؤنث لأن اللفظة مؤنثة، وجمعها "جزائر وجزر وجزرات" بضم الجيم والزاي في الأخيرتين. وفى ح "كم ينحرون من الجزور" بالإفراد، وصححناه من ك. الحجف، بفتحين: جمع حجفة، وهى الترس. الضلع، بكسر الضاد وفتح اللام: جبيل منفرد صغير ليس بمنقاد، يشبه بالضلع. اعصبوها برأسي: قال في النهاية: "يريد السبة التي تلحقهم بترك الحرب والجنوح إلى السلم، فأضمرها اعتماداً، على معرفة المخاطبين، أي اقرنوا هذه الحال بي، وانسبوها إلى، وإن كانت ذميمة". لأعضضته: أي قلت له "أعضض بأير أبيك". يا مصفر استه: في النهاية: "رماه بالأبنة، وأنه كان يزعفر استه! وقيل: هى كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحكه التجارب والشدائد". عبيدة بن الحرث بن المطلب بن عبد مناف": أسلم قديماً. وكان أسن بني عبد مناف، وهو أسن من رسول الله بعشر سنين، جرح يوم بدرثم مات، وله ترجمة في ابن سعد 3/ 1/ 34 - 35 والإصابة 4: 209 - 210. "عبيدة" بالتصغير. في ح ك "بن عبد المطلب" وزيادة "عبد" خطأ من الناسخين، صححناه من هـ ومن ابن كثير والزوائد ومراجع السيرة والتراجم. الرجل الأجلح؟ هو الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه. الفرس الأبلق: الذي ارتفع التحجيل إلى فخذيه. وانظر 208.

عددهم شديد بأسهم، فجَهَد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخبره كم هم فأبى، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله: "كم ينحرون من الجِزز؟ " فقال: عشرًا كل يوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "القوم ألف، كل جزُور لمائة وتَبَعها"، ثم إنه أصابنا من الليل طَشَّ من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحَجَف نَستظلّ تحتها من المطر، وبات رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربه عز وجل ويقول: "اللهم إنك إن تهْلك هذه الفئة لا تُعْبد"، قال: فلما أن طلع الفجر نادى: "الصلاة عباد الله"، فجاء الناس من تحت الشجر والحَجَف، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحرض على القتال، ثم قال: "إن جمع قريش تحت هذه الضَّلَع الحمراء من الجبل"، فلما دنا القوم منا وصافقناهم إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير في القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا علي، ناد لي حمزة، وكان أقربهم مَن المشركين، من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم؟ " ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر"، فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال ويقول لهم: يا قوم، إني أرى قوماً مستميتين، لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم، اعصبوها اليوم برأسي وقولوا: جَبن عتبة بن ربيعة! وقد علمتم أني لست بأجبنكم، فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا، والله لو غيرك يقول هذا لأعْضَضْته، قد ملأتْ رئَتُك جوفَك رُعْبًا، فقال عتبة: إياى تُعَيَّر يا مُصَفَّر استه؟ ستعلم اليوم أينا الجبان، قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حميَّةً، فقالوا: من يبارز! فخرج فِتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاءَ، ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قم يا علي، وقمِ يا حمزة، وقم يا عبيدة بن الحرث بن المطلب"، فقَتل الله تعالى عُتبةَ وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة، وجرح عبيدة، فقتلنا منهم سبعين، وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا، فقال العباس: يا رسول الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرنى رجل أَجْلَح من أحسن الناس وجهًا على فرس أَبْلَق ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا

أسرته يا رسول الله، فقال: "اسكت، فقد أيدك الله تعالى بملَك كِريم"، فقال علي: فأسرنا، وأسرنا من بني عبد المطلب العباس وعَقِيلاً ونوْفل بن الحرث. 949 - حدثنا حجّاج حدثنا شريك عن المقدام بن شرَيح عن أبيه قال: سألت عائشة فقلت: أخبريني برجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أسأله-عن المسح على الخفين؟ فقالت ائت عليّا فسله، فإنه كان يَلْزَم النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأتيت عليّا فسألته؟ فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمسح على خفافنا إذا سافرنا. 950 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا على بن حكيم الأَوديٍ أنبأنا شريك عن أبي إسحق عن سعيد بن وهب وعن زيد بنِ يُثَيْعِ قالا: نشد علي الناس في الرَّحْبة: من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خمّ إلا قام؟ قال: فقام من قِبَل سعيد ستة، ومِن قبَل زيد ستة، فشهدَوا أنهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي يوم غدير خمَّ: "أليس الله أولى بالمؤمنين؟ " قالوا: بلى، قال: "اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه". 951 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا علي بن حَكيم أنبأنا شَريك عن أبي إسحق عن عمرو ذي مُرّ بمثل حديث أبي إسحق، يعني عن سعيد وزيد، وزاد فيه: "وانصر من نصره، واخذل من خذله".

_ (949) إسناده صحيح، المقدام بن شريح بن هانئ: ثقة، وثقه أحمد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. والحديث مختصر 907. وانظر 917. (950) إسناده صحيح، سعيد بن وهب الهمداني الخيوانى، بفتح الخاء وسكون الياء: تابعي ثقة قديم، أدرك زمن رسول الله وسمع من معاذ بن جبل في حياته، وكان يلزم علي بن أبي طالب. وانظر 641، 670. (951) إسناده صحيح، عمرو ذو مر الهمداني: قال العجلي: "كوفى تابعي ثقة"، وقال البخاري: "لا يعرف"، وقال أيضاُ "فيه نظر"، وقال مسلم وأبو حاتم: "لم يرو عنه غيرأبى إسحق". والحديث مكرر ما قبله. وانظر الزوائد 9: 104 - 105، 107.

952 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا على أنبأنا شَريك عن الأعمش عن حبيب ثابت عن أبي الطُفَيل عن زيد بن أرقم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. 953 - حدثنا حدثنا حجاج حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هانئ ابن هانئ عن علي قال: لما وُلد الحسن جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أروني ابني، ما سميتموه؟ "قلت: سميته حرباً، قال: "بل هو حسن"، فلما وُلد الحسين قال: "أروني ابني، ما سميتموه؟ " قلت سميته حرباً، قال: "بل هو حسين"، فلما ولدتُ الثالث جاء النبِي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أروني ابني, ما سميتموه؟ " قِلت. حربًا، قال: "بل هو محُسِّن"، ثم قال: "سميتهم بأسماء ولد هرون: شبَر وشَبير ومُشمر". 954 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت القاسم بن أبي بزَّة يحدث عن أبي الطُّفَيل قال: سئل علي: هل خصَّكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ (952) إسناده صحيح، وليس من مسند علي, إنما هو من مسند زيد بن أرقم, ولم يذكر هذا الإسناد فيما سيأتي من مسنده، بل رواه أحمد من طريق عطية العوفي عن زيد، ومن طريق فطر عن أبي الطفيل عن زيد، وبإسنادين من طريق ميمون أبي عبد الله عن زيد (4: 368، 370، 372 - 373 ح). ورواه الحاكم في المستدرك 3: 109 مطولا بأسانيد تنتهي إلى يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب عن أبي الطفيل عن زيد، وأحد هذه الأسانيد عن عبد الله بن أحمد عن أبيه الإمام عن يحيى بن حماد، وصححه على شرط الشيخين، ولما يتعقبه الذهبي بإقرار ولا إنكار، خلافَا لعادته، إذ لم يستطع أن يجد علة في إسناده. وسنشير إليه في موضحه من مسند زيد بن أرقم إن شاء الله. والأحاديث 950 - 952 من زيادات عبد الله بن أحمد. (953) إسناده صحيح، وهو مكرر 769. (954) إسناده صحيح، وهو مكرر 858. "بزة" بفتح الباء وتشديد الزاي، وفى ح "برزة" وهو خطأ. وفيها أيضاً "فقالوا ما خصنا" إلخ، وهو خطأ واضح. وسيأتي في 1306.

بشيء؟ فقال: ماْ خصّنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء لم يعمّ به الناسَ كافة، إلا ما كان في قراب سيفي هذا، قال: فِأِخرج صحيفة مكتوب فيها:"لعن الله من ذبح لغيَر الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى مُحدِثاً". 955 - حدثنا بَهْز وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطِاء، قال عفان: أنبأنا يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يَسَار عن عمرو بن حريث: أنه عاد حسناً وعنده علي، فقال علي: يا عمِرو، أتعود حسناً وفى النفس ما فيها؟ قال: نعم، إنك لستَ بربّ قلبي فتصرفه حيث شئتَ! فقال: أمَا إن ذلك لا يمنعني أن أؤدي إليك النصيحة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ألف مَلَك يصلون عليه أيّ ساعةِ من النهاركانت حتى يمسي، وأيّ ساعة من الليل كانت حتى يصبح". 956 - حدثنا بَهْز وحدثنا عفان قالا حدثنا همَّام عن قتادة عن الحسن البصري عن علي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المعتوه، أو قال: المجنون، حتى يعقل، وعن الصغير حتى يشبَّ". 957 - حدثثا بَهْز وأبو كامل قالا حدثنا حماد، قال بهز: قال: أنبأنا هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي

_ (955) إسناده صحيح، وهو مختصر 754. (956) إسناده صحيح، وهو مكرر 940. (957) إسناده صحيح، وهو مكرر 751. في ح "كان يقول في آخر وقته، بدل "وتره" وهو خطأ.

عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر وتْره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، ولا أُحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك". 958 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عَمرو بن العباس الباهلي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة أخبرني أبو بشر سمعت مجاهدًا يحدّث عن ابن أبي ليلى سمعتُ عليَّا يقول: أُتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بحُلَّة حرير، فبعث بها إلىّ، فلبستها، فرأيت الكراهيةَ في وجهه، فأمرني فأطَرْتُها خُمُراً بين النساء. 959 - حدثنا بَهْز حدثنا همَّام أنبأنا قتادة عنْ أبي حسَّان: أن عليَّا- كان يأمر بالأمر فيؤْتَى، فيقال: قد فعلنا كذا وكذا، فيقول: صدق الله

_ (958) إسناده صحيح، على أنى لم أجد ترجمة لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي شيخ عبد الله بن أحمد. وفى ح "أبو بكر محمد بن عمرو" إلخ، وأثبتنا ما في ك هـ. أبو بشر: هو جعفر بن إياس، وهو ابن أبي وحشية، اليشكري البصري، وهو ثقة، ولكن تكلم شعبة في سماعه من مجاهد، فزعم أنه أخذه من صحيفة. فأطرتها، بتخفيض الطاء: أي شققتها وقسمتها. والحديث مكرر 755. وهو من زيادات عبد الله ابن أحمد. (959) إسناده صحيح، أبو حسان: هو الأعرج، يروي عن علي كما هنا، وعن عبيدة عن على كما مضى 591. تفشغ: أي فشا وانتشر، وأصله من الظهور والعلو والانتشار. قراب السيف، بكسر القاف: شبه جراب من أدم يضع الراكب فيه سيفه. بجفنه وسوطه وعصاه وأداته. "حرم ما بين حرتيها" أثبتنا ما في ك، وفى ح هـ "حرام ". "لا يختلى خلاها": الخلا، مقصور: النبات الرطب الرقيق ما دام رطباً، واختلاؤه: قطعه. وانظر 599، 615، 656، 782، 855، 858، 874، 936، 954, 962، 993، 1037، 1297، 1457.

ورسوله، قال: فقال له الأشتر: إنّ هذا الذي تقول قد تَفَشَّغ فىَ الناس، أفشَىْء عهده إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال علي: ما عهد إلىّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً خاصةً دونَ الناس، إلا شىءُ سمعته منه فهو في صحيفة في قرَاب سيفي، قال: فلم يزالوا به حتى أخرج الصحيفة، قال: فإذا فيها: "من أحَدث حدثاً أو آوِى محدثاً فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين، لايُقبل منه صرفٌ ولا عدْل"، قَال: وإذا فيها: "إن إبراهيم حَّرم مكة، وإني أحرِّم المدينةَ، حَرَمٌ ما بين حَرَّتَيْها وحمَاها كلُّه، لا يُخْتَلى خَلاَها، ولا يُنفَّر صيدُها، ولاتُلتقط لُقَطَتها إلا لمن أَشار بها، ولا تُقطع منها شجرةٌ إلا أن يَعْلفَ رجل بعيره، وِلا يُحمل فيها السلاحُ لقتالٍ"، قالِ: وإذا فيها: "المؤمنون تتكَافأ دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم، وهو يَدٌ عَلَى من سواهم، ألاَ لا يُقتلُ مؤمنٌ بكافرٍ، ولا ذو عَهْدٍ في عَهده". 960 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جُرَيج أخبرني موسى بن عُقْبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن على بن أبي طالب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ركعِ قال: "اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي، خشع سمعي وبصري ومخّي وعظمي وعصَبي وما استقلت به قدمي - صلى الله عليه وسلم - لله رب العالمين". 961 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عُبيد الله بن عمر

_ (960) إسناده صحيح، روح: هو ابن عبادة، بضم العين وتخفيف الباء، وهو ثقة مأمون. وانظر 729، 803. (961) إسناده صحيح، يونس بن أرقم الكندي البصري: قال البخاري في الكبير 4/ 2/ 410: كان يتشيع، سمع يزيد بن أبي زياد، معروف الحديث"، وهذا توثيق، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه الحافظ في التعجيل 459 ولكن كتب اسمه "يوسف" وهو خطأ مطبعي، وترجمه في لسان الميزان 6: 331. والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.=

القواريري حدثنا يونس بن أرقم حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليَّا في الرَّ حْبة يَنشد الناس: أنشد اللهَ من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غَدير خمّ: "من كنت مولاه فعلى مولاه" لمَا قام فشهد؟ قال عبد الرحمن. فقام اثنا عشر بدرياً، كأني أنظر إلى أحدهم، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غَدير خمٍّ: "ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتُهم؟ " فقلنا: بلىَ يا رسول الله، قال: "فمن كنت مولاه فعليُّ مولاه، اللهم وال منِ والاه، وعاد من عاداه". 962 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن مُخارق عن طارق بن شهاب قال: رأيت عليَّا على المنبر يخطب، وعليه سيف حلْيته حديد، فسمعته يقول: والله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلا كتابَ الله تعالى وهذه الصحيفة، أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيها فرائضُ الصدقة، قال: الصحيفة معلقةٍ في سيفه. 963 - حدثنا على بن عاصم أنبأنا إسماعيل بنِ سُمَيع عن مالك ابن عُمير قال: كنت قاعداً عند علي، قال: فجاء صعْصَعة بن صُوحَان فسلم، ثم قام فقال: يا أمير المؤمنين، انْهَنَا عما نهاك عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: نهانا عن الدُّبّاء والحَنْتَم والمزَفَّت والنقير، ونهانا عن القَسِّيّ والميثَرة الحمراء، وعن الحرير والحِلق الذهب، ثم قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةً

_ = وهو مطول 950. وانظر 951، 952. (962) إسناده صحيح، وهو مكرر 874. وانظر 959. (963) إسناده صحيح، مالك بن عمير الحنفي الكوفي: تابعي مخضرم، بل ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة. الحلق، بكسر ففتح.: جمع حلقة، بفتح فسكون، وهى الخاتم لا فص له. قوله "فأمرني بنزعهما" التثنية لأن الحلة لا تكون إلا من ثوبين: إزار ورداء. وانظر 634، 939، 958، 1077، 1162، 1163.

من حرير، فخرجت فيها ليرى الناس علىَّ كسوةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فرآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمرني بنزعهما، فأرسل بإحداهما إلى فاطمة، وشقَّ الأخرى بين نسائه. 964 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أحمد بن عمر الوَكيعي حدثنا زيد بن الحُباب حدثنا الوليد بن عُقبة بن نزار العَنْسي حدثني سَماك ابن عُبيد بن الوليد العَبْسي قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني: أنه شهد عليًا في الرَّحْبة قال: أنْشُد الله رجلاً سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهده يومَ غَدير خُمّ إلاَّ قام ولا يقوم إلاَّ من قد رآه؟ فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأيناَه وسمعناه حيث أخذ بيده يقوِل: "اللهم والِ مَن والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذُل من خذله"، فقام إلا ثلاثةٌ لم يقوموا، فدعا عليهم، فأصابتْهم دعوُتُه. 965 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن الِمنْهال أخو

_ (964) إسناده ضعيف، الوليد بن عقبة بن نزار العنسي، بالنون: مجهول الحال، كما في الميزان والتهذيب والتقريب. أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي: ثقة ثبت، ولقب "الوكيعي" لصحبته وكيع بن الجراح، وفى ح "الركيعي" وهو تصحيف. سماك بن عبيد بن الوليد العبسي: ذكره ابن حبان في الثقات، ونسبته "العبسي" بالباء الموحدة كما في ح هـ وفي ك "العيسي" بالياء التحتية واضحة النقطتين، وفى التعجيل 168 "العنسي" بالنون، وما أظنها صحيحة. والحديث ذكره في الزوائد 9: 105 بمعناه وقال: "رواه أبو يعلى، ورجاله وثقوا، وعبد الله بن أحمد"، فأعرض الهيثمي عن الكلام على هذا الإسناد واكتفى بإسناد أبي يعلى، ولعله فعل لأنه لم يعرف الوليد بن عقبة أيضاً. قوله "فقام إلا ثلاثة" يريد " فقاموا" وأفرد الضمير كأنه يريد: فقام هؤلاء. وانظر 961. (965) إسناده ضعيف، محمد بن المنهال العطار البصري الأنماطي: ثقة، وثقه أبو حاتم وابن قانع وغيرهما، وقال عبد الله بن أحمد فيما يأتي 8004: "وكان ثقة". عبد الرحمن بن =

حجاج بن منهال حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحق حدثني أبو سعيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان على بن أبي طالب إذا سمع المؤذن يؤذن قال كما يقول، فإذا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله قال على: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله وأن الذين جحدوا محمداً هم الكاذبون. 966 - حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني الحكَم عن القاسم بن مُخَيْمرة عن شُريح بن هانئ قال: سألتُ عائشة عن المسح على الخفين؟ قالت: َ سَلْ على بن أبي طالب، فإنه كان يسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألته؟ فقال: للمسافر ثلاثةُ أيام ولياليهن، وللمقيم يومٌ وليلة، قال يحيى: وكان يرفعه، يعنى شعبة، ثم تركه. 967 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحق حدثني

_ = إسحق: هو الواسطي، وهو ضعيف كما مضى 875. أبو سعيد: غير معروف. قال الهيثمي في الزوائد 1: 332 في هذا الحديث: "رواه عبد الله في زياداته. وفيه أبو سعيد عن ابن أبي ليلى، ولم أجد من ذكره". (966) إسناده صحيح، وهو مكرر 907 ومطول 949. وقول يحيى أن شعبة كان يرفع الحديث ثم ترك رفعه، ليس تعليلا له ولاتضعيفَاً، فقد رفعه الثقات غيره، وقد حدث هو به مرفوعَاً من قبل، فإن شك في رفعه حتى تركه، فشكه إنما هو عن تحوطه للرواية، ولا يرفع الثقة بما ثبت. (967) إسناده صحيح، عطاء المدني مولى أم صبية: ذكره ابن حبان في الثقات. "صبية" بضم الصاد وفتح الباء الوحدة. وهذا الحديث من مسند أبي هريرة ليس من مسند على، وإنما ذكر في هذا الموضع توطئة لحديث على بعده مثله. ووقع في ح "عن أبي هريرة عن على" وزيادة "عن علي" خطأ، ححناه من ك هـ ومراجع الحديث. وسيأتي الحديث نفسه في مسند أبي هريرة 10626 عن ابن أبي عدي عن ابن إسحق، وانظر أيضاً =

سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن عطاء مولى أم صُبَيَّة عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لولا أن أشُق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخّرت عشاءَ الآ ثلث الليل الأول هبط الله تعالى إلىِ السماء الدنيا فلم يزل هناك حِتى يطلع الفجرُ فيقولَ قائل: ألاَ سائل يعطى، ألاَ داع يُجاب، ألا سَقيم يستشفي فيُشْفى، ألاَ مذنب يستغفر فيُغفرُ له". 968 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عمي عبد الرحمن بن يَسار عن عُبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبيه عن علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثل حديث أبي هريرة. 969 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الحجاج عن أبي إسحق عن عاصم ابن ضَمْرة عن علي قال: سئل عن الوتر أواحب هو؟ قال: أمّا كالفريضة فلا، ولكنها سنة صنعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى مَضَوْا على ذلك.

_ = 7335، 7406، 9589، 9590 وشرحنا على الترمذي 1: 310 - 312 ومجمع الزوائد 1: 221 و 10: 154. وقد مضى برقم 607 بعض هذا الحديث وحديث علي الذي بعده من طريق ابن إسحق عن المقبري عن أبي هريرة، لم يذكر فيه مولى أم صبية، وعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن علي، فلعل سعيداً المقبري سمع بعضه من أبي هريرة أو سمعه كله، وسمعه من عطاء مولى أم صبية. (968) إسناده صحيع، عبد الرحمن بن يسار عن محمد بن إسحق: ثقة، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات. وقد تبين من هذا الإسناد أن الإسناد في 607 فيه شيء من الإرسال، وأن ابن إسحق لم يسمعه من عبيد الله بن أبي رافع، وإنما سمعه من عمه عبد الرحمن عنه. وانظر ما قبله. (969) إسناده صحيح، أبو معاوية: هو محمد بن حازم الضرير الثقة، وفى ح "معاوية"، وهو خطأ. والحديث مطول 927.

970 - حدثنا ابن الأشجعي حدثنا أبي عن سفيان عن السُّدِّيّ عن عبد خيرٍ عن على: أنه دعا بكوز من ماء، ثم قال: أين هؤلاء الذين يزعمون أنهم يكرهون الشراب قائماً؟ قال: فأخذه فشرب وهو قائم، ثم توضأ وضوءاً خفيفاً ومسح على نعليه، ثم قال: هكذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للطاهر ما لم ُيحُدْث. 971 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثنا أبو إسحق عن أبي حيَّة بن قيس عن علي: أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً وشرب فضل وَضوئه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل. 972 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا على بن مسْهِر عن ابن أبي ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين، وليقل مَن حوله: يرحمك الله، وليقل هو: يَهديكم الله ويُصلح بَالكم".

_ (970) إسناده صحيح، في ح "السري" بدل "السدي" وهو خطأ. والحديث مختصر 943. (971) إسناده صحيح، أبو حية، بالياء التحتية المثناة، بن قيس الوادعي الخارفي الهمداني: ثقة، وصح ابن السكن حديثه، وهو يروي عن علي وعن عبد خير عن على والحديث مطول 945 ومختصر 876. وأول إسناد هذا الحديث في ح: "حدثنا ابن الأشجعي حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن الوليد"وزيادة ابن الأشجعي وأبيه في الإسناد خطأ، جعل بين أحمد وبين شيخه عبد الله بن الوليد واسطتين، وصححناه من ك هـ. (972) إسناده حسن، على بن مسهر، بضم الميم وسكون السين وكسر الهاء، القرشي الكوفي: حافظ ثقة. ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن، سبق في 778. عيسى: هو أخوه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، له ترجمة في الجرح والتعديل 3/ 1 / 281 يصح منها البياض الذي في التهذيب. وهذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8: 57 ونسبه للطبرانى في الأوسط وقال: "وفيه يحيى =

973 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا داود بن عمرو الضَّبي حدثنا منصور بن أبي الأسود عن ابن أبي ليلى عن الحكم أو عيسى، شك منصورٌ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن على قال: قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل له من عنده: يرحمك الله، ويرد عليهم: يهديكم الله ويصلح بالكم". 974 - حدثنا غسَّان بن الربيع حدثنا أبو إسرائيل عن السُّدّي عن عبد خيرٍ قال: خرج علينا علي بن أبي طالب ونحن في المسجد، فقَال: أين السائل عن الوتر؟ فمن كان منَّا في ركعة شَفَع إليها أخرى، حتى اجتمعنا إليه، فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر في أول الليل، ثم أوتر في وسطه، ثم

_ = ابن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف"، فلعله لم ير الحديث في المسند فلم ينسبه إليه قبل غيره كعادته، ويحيى الحماني: تكلم فيه، والظاهر أنه ثقة، وقد خرج له مسلم في صحيحه. والحديث ليس من الزوائد، فقد رواه الترمذي 4: 4 من حديث على، كما سيأتي بيانه 995. (973) إسناده حسن، داود بن عمرو بن زهير الضبي: ثقة مأمون من شيوخ أحمد، روى عنه أيضاً عبد الله بن أحمد كما هنا. منصور بن أبي الأسود الليثي: ثقة. الحكم: هو ابن عتيبة. وشكُّ منصور في أن محمد بن عبد الرحمن يرويه عن أخيه عيسى أو عن الحكم لا يؤثر، فإنه تردد بين ثقتين، ويرجح أنه عن عيسى ما مضى في الحديث قبله. وهذا والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (974) إسناده ضعيف، غسان بن الربيع الأزدي: قال الحافظ في التعجيل: "ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان ثقة فاضلا ورعَا، وأخرج له في صحيحه". أبو إسرائيل: هو الملائي، بضم الميم وتخفيف اللام، واسمه إسماعيل بن أبي إسحق خليفة العبسي، ضعفه كثيرون منهم النسائي، قال في الضعفاء: "ليس بثقة"، وقال البخاري في الكبير 1/ 1/ 346: "ضعفه أبو الوليد" يعنى الطيالسي، وقال أيضاً: "تركه ابن مهدي"، وقال نحو ذلك في الصغير 187. والحديث مطول 929.

أُثبت الوتر في هذه الساعة، قال: وذلك عند طلوع الفجر. 975 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الله ابن نافع قال: عاد أبو موسى الأشعري الحسنَ بن على، فقال له علي: أعائداً جئتَ أم زائراً؟ فقال أبو موسى: بل جئتُ عائداً، فقال علي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من عاد مريضاً بكراً شيعه سبعون ألف ملكٍ، كلهم يستغفر له حتى يمسي، وكان له خَريف في الجنة، وإن عاده مساءً شيَّعه سبعون ألف ملَك، كلهم يستغفرله حتى يصبح، وكان له خَريف في الجنة". 976 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الله ابن نافع قال: عاد أبو موسى الأشعريُّ الحسنَ بن علي بن أبي طالب فقال له علي: أعائداً جئتَ أم زائراً؟ قال: لا، بل جئت عائداً، قال على: أمَا إنه ما من مسلم يعود مريضًا إلا خرج معه سبعوِن ألف مَلَكٍ كلهم يستغفرله، إن كان مصبحاً حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة، وإن كان ممسياً خِرج معه سبعون ألف ملَك، كلهم يستغفر له حتى يصبح، وكان له. خريف في الجنة. 977 - حدثنا شيبان أبو محمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم، يعنى أبا يزيد القَسْمَلي، حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن

_ (975) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. عبد الله بن نافع الكوفي أبو جعفر مولى بني هاشم: كان غلاماً للحسن بن علي، ذكره ابن حبان في الثقات. قوله "بكراً" هو بفتح الباء والكاف كالسحر، ومعناه البكرة، أو هو بضم الباء وفتح الكاف جمع "بكرة"، وكلها بمعنى البكور. والحديث مكرر 612. وانظر 702، 754، 955. (976) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (977) إسناده صحيح، وهو مكرر 893 بإسناده ولفظه.

على قال: كنتُ رجلا مذاءً فسألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؟ فقال: "في المَذي الوضوء، وفي المنيّ الغسل". 978 - حدثنا يحيى بن سعيد عن مُجالد حدثنا عامر قال: كان لشَراحَة زوج غائب بالشأم، وإنها حملت، فجاء بهَا مولاها إلى علي بن أبي طالب فقال: إن هذه زنت، فاعترفتْ، فجلدَ ها يوم الخميس مائةً، ورجمها يومَ الجمعة، وحفر لها إلى السُّرةِ وأنا شاهد، ثم قال: إن الرجم سنةٌ سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو كانِ شِهد على هذه أحد لكان أول من يرمي، الشاهد يشهد ثم يُتْبِع شهادتَه حَجَرهَ، ولكنها أقرَّت فأنا أول من رماها، فرماها بحجر، ثم رمي الناس وأنا فيهم، قال: فكنت والله فيمن قَتَلها. 979 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا إسرائيل عن محمد بن عُبيد الله عن أبيه عن عمه قال: قال علي، وسئل: يركب الرجل هَدْيَه؟ فقالِ: لا بأس به، قد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر بالرجال يمشون فيأمرهم يركبون هَدْيَه، هَدْيَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ولا تتبعون شيئاً أفضل من سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. 980 - حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثنا عامر عن الحرث عن علي قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا ومُطْعمه، وشاهديه وكاتبه، ومانع الصدقة، والواشمة والمستوشمة، والحالّ والمحلَّل له، قال: وكان ينهى

_ (978) إسناده حسن، عامر: هو الشعبي. والحديث مطول 839. وانظر 942. (979) إسناده ضعيف، لضعف محمد بن عبد الله بن أبي رافع، سبق الكلام عليه 588. أبوه عبيد الله: معروف، ولكن عمه لم أدر من هو؟. والحديث في مجمع الزوائد 3: 227. "هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -" بدل من "هديه" لبيان الضمير، وفى ح "وهدي" وزيادة الواو خطأ، وفيها أيضاً "ولا تتبعوا" على النهي وهو خطأ صحناهما من ك هـ ومجمع الزوائد. (980) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. إسماعيل: هو ابن أبي خالد. والحديث مكرر 844. "الحال" فسرت في 635.

عن النَّوح. 981 - حدثنا يزيد أنبأنا هشام عن محمد عن عَبيدة عن على قال: نهى عن مياثر الأرجوان ولبس القَسِّي وخاتَم الذهب، قال محمد: فذكرت ذلك لأخي يحيى بن سيرين فقال: أو لم تسمع هذا؟ نعم، وكِفاف الديباج. 982 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد أنبأنا أيوب عن محمد عن عَبيدة قال: ذكر علىَّ أهل النَّهروان فقال: فيهم رجل مُودَن اليد، أو مثدون اليد، أو مُخْدَج اليد، لولا أن أن تبطرَوا لنبّأتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال قلت: أأنت سمعت منه؟ قال: إي ورب الكعبة. 983 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر المقدَّمي حدثنا حماد بن يحيى الأبَحَّّ حدثنا ابن عون عن محمد عن عبيدة

_ (981) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان الأزدي. محمد: هو ابن سيرين، كما هو واضح، وكما يؤيده قوله في آخره "فذكرت ذلك لأخي يحيى بن سيرين"، وفي ح "محمد بن عبيدة" فجعل "بن" بدل "عن" وهو خطأ. يحيى بن سيرين: تابعي ثقة، مات قبل أخيه محمد. والظاهر أنه يروي ما زاده هنا عن عبيدة السلماني، ولكن لم يذكر ذلك صراحة. الكفاف، بكسر الكاف: جمع كفة، بضم الكاف، وهى حاشية الثوب: أي ما استدار حول الذيل والأكمام والجيب. وانظر 963. (982) إسناده صحيح، وهو مكرر 904 وانظر 912. (983) إسناده صحيح، حماد بن يحيى الأبح: ثقة، تكلم بعضهم في حفظه، وقال أبو داود: "يخطئ كما يخطئ الناس" وهذا إنصاف. "الأبح" بالهمزة والباء المفتوحتين وتشديد الحاء المهملهَ. والحديث في معنى الذي قبله. في ح "محمد بن عبيدة" وهو خطأ. وهذا والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد.

قال: لما قَتل عليُّ أهل النهروان قال: التمسوه، فوجدوه في حفرة تحت القتلى فاستخرجوه، وأقبل عليّ على أصحابه فقال: لولا أن تبطَروا لأخبرتكم ما وعد الله من يقتل هؤلاء على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -، قلت: أنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إي ورب الكعبة. 984 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حجاج عن أبي إسحق عن الحرث عن عليِّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق، وفي الرِّقة ربع عُشْرها". 985 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مُرَّة عن أبي

_ (984) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. وقد مضى بأسانيد صحاح، منها 913. (985) إسناده منقطع، لأن أبا البختري لم يدرك علياً، كما بينا في 636. ولكن جاء بعده إسنادان موصولان صححاه: "عن أبي البختري عن أبي عبد الرحمن السلمي عن على"، وسيأتي موصولا أيضاً 1039، 1081، 1082. "حدثتم" بالبناء لما لم يسم فاعله، وفى ك "حدثتكم" نسخة واحدة في هذا الحديث، وفى الحديثين الآخرين كتب بهامشها نسخة "حدثتم". "أهيا" ثبت بالياء المثناة التحتية واضحة في ك، وهى عمدة في الضبط والإتقان، وكذا في ح، وفى هـ وابن ماجة "أهنا" بالنون: قال السندي شارحه: "أي الذي هو أوفق به من غيره وأهدى وأليق بكمال هداه، وأتقاه، أي وأنسب بكمال تقواه، وهو أن قوله صواب ونصح واجب العمل به، لكونه جاء به من عند الله تعالى وبلغه الناس بلا زيادة ولا نقصان. وأهنا: في الأصل بالهمزة، اسم تفضيل من هنأ الطعام بالهمزة: إذا ساغ أو جاء بلا تعب ولم يعقبه بلاء، لكن قلبت همزته ألفَاً للازدواج والمشاكلة. وأتقى: اسم تفضيل من الاتقاء، على الشذوذ، لأن القياس بناء اسم التفضيل من الثلاثي المجرد". وهذا الذي قاله جيد، إلا أن الشأن في تسهيل الهمزات غير ما قال، فالتسهيل أكثر مما يظن وأشيع في لسانهم، وخاصة لسان قريش، ولعل أكثر القراءات وأفصحها بتسهيل الهمزات. وتوجيه "أهيا" بالياء، كما ثبت في ك ح أنه من الهيئة، وهى الشارة. يقال رجل هّيئ أي حسن الهيئة، وفعله ثلاثي مجرد. والخلاف بين =

البَخْتَرِي عن علي قال: إذا حُدِّثتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فظنُّوا به الذي هو أهْدى، والذي هو أهْيا، والذي هو أتْقى. 986 - حدثنا يحيى بن سعيد عن مسْعَرحدثنا عمرو بن مرة عن أبي البَخْتَري عن أبي عبد الرحمين عنَ على قال: إذا حُدّثتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فظُنّوا به الذي أَهْيَاهُ وأهْداُه وأتْقاه. 987 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البَخْتَري عن أبي عبد الرحمن السُّلمي عن على قال: إذا حُدّثتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً فظنوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهْيَاهُ وأتقاه وأَهداهُ، وخرِجِ عليُّ علينا حين ثَوَّب المثوِّب فقال: أين السائل عن الوتر؟ هذا حينُ وتر حَسَنٌ. 988 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن أبي بكر بن على المقدَّمي حدثنا حماد، يعنى ابنَ زيد، عن أيوب وهشام عن محمد عن عَبيدة: أن عليّا ذكر أهلَ النهرَوان فقال: فيهم رجل مُودَنُ اليد، أو مثدون اليد، أو مُخْدَج اليد، لولا أن تَبْطَروا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقلت لعلي: أأنت سمعته؟ قال: إي ورب الكعبة. 989 - حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني مالك بن عُرْفُطَة

_ = النسخ في هذا الحرف ثابت في الحديثين الآتيين أيضاً. (986) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (987) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. وقد رواه ابن ماجة 1: 7 عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة بهذا الإسناد، ولم يذكر القسم الآخر منه في خروج على عند النداء. وانظر 974. (988) إسناده صحيح، وهو مكرر 982. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. (989) إسناده صحيح، وهو مطول 928. مالك بن عرفطة: رجح الحفاظ أن صحته "خالد بن =

سمعت عبد خَيْر قال: كنت عند علي فأُتي بكرسي وِتَوْر، قال: فغسل كفيه ثلاثاً، ووجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً ومسح برأسه، وصف يحيى: فبدأ بمقدَّم رأسه إلى مؤخره، وقال: ولا أدري أردَّ يده أم لا، وغسل رجليه، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [قال أبو بكر القطيعى]: قال لنا أبو عبد الرحمن [يعني عبد الله بن أحمد]: هذا أخطأ فيه شعبة، إنما هو "عن خالد بن علقمة عن عبد خير". 990 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو إسحق الترمذي حدثنا الأشجعي عن سفيان عن عاصم عن زِرّ بن حبيش عن عَبيدة السلماني عن علي قال: كنا نُراها الفجرَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هى صلاة العصر" يعنى صلاة الوسطي. 991 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عُبيد الله بن عمر

_ = علقمة" كالإسناد السابق، وأن شعبة أخطأ فيه، وقد أشرنا إلى ذلك هناك. وانظر 1133. (990) إسناده ضعيف، أبو إسحق الترمذي: هو إبراهيم بن أبي الليث نصر، ترمذي الأصل، بغدادي الدار، ذهبنا في 419 إلى تحسين حديثه، ثم قرأنا ترجمته في تاريخ بغداد 6: 191 - 196 فثبت لنا أنه ضعيف جداً، قال يحيى بن معين: "ابن أبي الليث يكذب في الحديث، ولو حدث بما سمع كان خيرَاً له". الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن. سفيان: هو الثوري. ومعنى الحديث صحيح، فقد ذكر ابن كثير في التفسير 1: 578 حديث ابن أبي حاتم عن أحمد بن سنان عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان بهذا الإسناد نحوه بمعناه، وقال: "ورواه ابن جرير عن بندار عن ابن مهدي، به". وانظر 911. (991) إسناده صحيح، محمد بن عبد الواحد بن أبي حزم القطي، بضم القاف وفتح الضاء: ثقة، قال يحيى بن معين: "صاحب سنة". عمر بن عامر السلمي قاضي البصرة: ثقة، =

القواريري حدثنا محمد بن عبد الواحد بن أبي حَزْم حدثنا عمر بن عامر عن قتادة عن أيى حسّان عن علي أنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ألاَ لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده". 992 - حدثنا يحيى عن يحيى بن سعيد عن يوسف بن مسعود عن جدته: أن رجلاً مرّ بهم على بعير يوُضعُه بمني في أيام التشريق: إنها أيام أكلٍ وشرب، فسألت عنه؟ فقالوا: على بَن أبي طالب. 993 - حدثنا يحيى حدثنا سعيد بن أبيِ عَروبة عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عُبَاد قال: انطلقت أنا والأشتر إلى عليّ فقلنا: هل عهد إليك نبي الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً لم يعهده إلى الناس عامةً؟ قال: لا, إلا ما في كتابيِ هذا، قال: وكتاب في قِراب سيفه، فإذا فيه: "المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يَدٌ على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألاَ لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، من أحدث حدثاً أوآوى مُحَدِثاً فعليه لعنة الله

_ = وثقه أحمد وأبو زرعة والعجلي وابن معين، وانظر ترجمته في التهذيب والجرح والتعديل 3/ 1/ 126 - 127. والحديث أشار الحافظ في التهذيب 9: 318 إلى أنه رواه النسائي. وهو مختصر 959. وهو والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (992) إسناده صحيح، يحيى شيخ أحمد: هو يحيى بن سعيد القطان الإمام الحافظ. عن يحيى ابن سعيد: هو الأنصاري القاضي، وهو ثقة حجة ثبت. يوسف بن مسعود بن الحكم الزرقي: ذكره ابن حبان في الثقات. جدته: هى أم أبيه، سبق بيانها في 708. وانظر 824 و1456. يوضعه: يحمله على سرعة السير. (993) إسناده صحيح، قيس بن عباد القيسي الضبعي: تابعي ثقة من كبار الصالحين، قدم المدينة في خلافة عمر. أبوه "عباد"، بضم العين وتخفيف الباء، كما نص عليه الذهبي في المشتبه 333 والحافظ في التقريب. والحديث مختصر959.

والملائكة والناس أجمعين. 994 - حدثنا يحيى عن هشام عن محمد عن عَبيدة عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الخندق: "شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غربت الشمس، أؤ كادت الشمس أن تغرب، ملأ الله أجوافهم أو قبورهم نارًا". 995 - حدثنا يحيى عن ابن أبي ليلى حدثني أخى عن أبي عن على عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا عَطسَ أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل له: يرحمكم الله، وليقل هو: يهديكم الله ويصلح بالكم"، فقلت له: عن أبي أيوب؟ قال: عليّ رضى الله عنه.

_ (994) إسناده صحيح، وهو مكرر 911. وانظر 990. (995) إسناده حسن، يحيى: هو ابن سعيد القطان. ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. أخوه: هو عيسى بن عبد الرحمن. وقوله "فقلت له: عن أبي أيوب؟ قال: علي" الظاهر أن السؤال من الإمام أحمد لشيخه، أهذا الحديث من حديث أبي أيوب أم من حديث علي؟ فجزم له بأنه من حديث علي. وسبب ذلك أن شعبة رواه عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن أخيه عيسى عن أبيه عن أبي أيوب، وقد رواه كذلك الترمذي 4: 3 - 4 عن محمود بن غيلان عن أبي داود الطيالسي عن شعبة، وعن محمد بن المثّنى عن محمد بن جعفر عن شعبة، ثم قال الترمذي: "وهكذا روى شعبة هذا الحديث عن ابن أبي ليلى وقال: عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث، يقول أحيانَاً: عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقول أحيانَاً: عن على عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم رواه عن محمد بن بشار ومحمد بن يحيى الثقفي، كلاهما عن يحيى القطان مثل إسناد أحمد الذي هنا، وأنا أرجح أن رواية من رواه من حديث علي أصح من رواية شعبة، لأنه رواه على بن مسهر ومنصور بن أبي الأسود عن محمد ابن عبد الرحمن مثل رواية يحيى القطان، كما مضى 972، 973، وإن كانت رواية شعبة محفوظة كان الحديثان ثابتين عن علي وأبى أيوب، ولا نسمي مثل هذا اضطراباً. وحديث أبي أيوب من رواية شعبة سيأتي بإسنادين 5: 422 ح.

996 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن عَبيدة عن على قال: اشتكتْ إلىّ فاطمةُ مَجْل يديها من الطحن، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، فاطمة تشتكي إليك مَجْل يديها من الطحن وتِسألك خادمًا، فقال: "ألاَ أدلكما على ما هو خيرٌ لكما من خادم؟ " فأمرنا عند مَنامنا بثلاث وثلاثين وثلاث وثلاثين وأربع وثلاثين، من تسبيح وتحميد وتكبَير. 997 - [قال عبد الله بن أحمد]: وجدت في كتاب أبي قال: أُخبرت عن سنان بن هرون حدثنا بَيَان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن على بن أبي طَالب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع لو وُضع قَدَحٌ من ماء على ظهره لم يُهراق. 998 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة

_ (996) إسناده صحيح، أحمد بن محمد بن يحيى القطان: ثقة متقن. أزهر بن سعد السمان الباهلي ثقة مأمون، أوصى إليه عبد الله بن عون. وفى التهذيب 1: 203 نقلاً عن العقيلي عن على بن المديني قال: "رأيتْ في أصل أزهر في حديث على في قصة فاطمة في التسبيح: عن ابن عون عن محمد بن سيرين، مرسلا، فكلمت أزهر فيه وشككته، فأبى"! وماذا في هذا؟ الرجل ثقة، وهو من خلصان ابن عون حتى أوصى إليه، فلعله سمعه مرة مرسلا ومرة موصولا، وليس ما كتب بدليل على نفي غيره. والحديث من زيادات عبد الله، وهو مختصر 838. (997) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ الذي روى عنه أحمد، ولعله لذلك لم يقرأه في المسند، وإنما نقله عبد الله من كتابه. سنان بن هرون البرجمي الكوفي: صدوق، وثقه الذهلي وضعفه غيره. بيان: هو ابن بشر الأحمسي. "لم يهراق" هكذا هو بإثبات الألف مع الجازم، والجادة أن يقول "لم يهرق" وإثباتها جائز على تأويلات، أطال القول في مثلها ابن مالك في شواهد التوضيح 11 - 15. (998) إسناده صحيح، وهو مطول 928 ومختصر 989. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. =

حدثنا شَريك عن خالد بن علقمة عن عبد خَير عن على قال: توضأ علي فتمضمض ثلاثًا، واشتنشق ثلاثًا من كفٍّ واحد، وغسل وجهه ثلاثًا، ثم أدخل يده في الرَّكْوة فمسح رأسه، وغسل رجليه، ثم قال: هذا وضوء نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. 999 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثني أبو إسحق عن هانئ بن هانئ عن على: أن عمارًا استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "الطيّب المطيَّب". 1000 - حدثنا يحيى، يعنى ابن سعيد، عن شعبة (ح) وحدثنا حجاج أنبأنا شعبة عن منصور، قال يحيى: قال: حدثني منصور، عن ربعيّ قال: سمعت عليَّا يقول؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تكذبوا على، فإنه من يكذبْ علىّ يلج النار"، قال حجاِج: قلت لشعبة: هل أدرك عليَّا؟ قال: نعم، حدثني عن على، ولم يقل سمِع. 1001 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن منصورعن ربعي

_ = وانظر 1133. (999) إسناده صحيح، وهو مختصر 779. (1000) إسناداه صحيحان، رواه أحمد عن يحيى القطان عن شعبة، وعن حجاج بن محمد عن شعبة، وفصل رواية كل منهما. وذكر في آخره سؤال حجاج لشعبة عن ربعي بن حراش: أأدرك عليَاً أم لا؟ وجواب شعبة أنه أدركه، وأن منصورًا حدثه عن ربعي عن علي، وأنه لم يقل: سمع علياً، وهذا مشكل، إلا أن يكون شعبة نسى حين حدث حجَّاجَّا، فقد مضى الحديث بإسنادين صحيحين 629، 630 عن شعبة عن منصور عن ربعي قال: "سمعت عليَا". ونحن نرجح رواية المثبت السماع على رواية النافي، ويؤيده الرواية الآتية عقب هذه. (1001) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ومؤيد لروايتى يحيى وحسين الماضيتين 629، 630.

ابن حِرَاش: أنه سمع عليَّا يخطب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله. 1002 - حدثنا يحيى حدثنا ابن جريج أخبرني حسن بن مسلم وعبد الكريم أن مجاهدًا أخبرهما أن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخبره أن عليَّا أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يَقوم على بُدْنه, وأمره أن يقسم بدْنه كلَّها، لحومَها وجلودَها وجِلالَها، ولا يعطى في جِزَارتها منها شيئاً. 1003 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن عبد الكريم، فذكر الحديث، وقال: "نحن نعطيه من عندنا الأجر". 1004 - حدثنا يحيى عن ابن عَجلان حدثني إبراهيم بن عبد الله ابن حُنين عن أبيه عن ابن عباس عن على قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خاتم الذهب، وأن أقرأ وأنا راكع، وعن القَسِّىّ والمعَصْفَر. 1005 - حدثنا وكيع حدثني شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزَّال بن سبرة: أن عليَّا لما صلى الظهر دعا بكوز من ماء في الرَّحْبة، فشرب وهو قائم، ثم قال: إن رجالاً يكرهون هذا، وإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كالذي رأيتموني فعلت، ثم تمسح بفضله، وقال: هذا وضوء مَن لم يحدث. 1006 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن

_ (1002) إسناده صحيح، وهو مكرر 593 ومطرل 897. الجلال، بكسر الجيم: جمع "جل" بضم الجيم وفتحها، وهو الغطاء الذي يوضع على الدابة لتصان به. (1003) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وعبد الكريم فيهما: هو ابن مالك الجزري. (1004) إسناده صحيح، وهو مكرر 611 بإسناده ولفظه، ومكرر 624. وانظر 939، 981. (1005) إسناده صحيح، وهو مكرر 583 مختصر 970. وانظر 971، 989. (1006) إسناده صحيح، ورواه أيضًا أبو دارد والترمذي وابن ماجة وغيرهم. وانظر شرحنا على الترمذي 1: 8 - 9، والمنتقى 838.

عقيل عن محمد بن الحنفية عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مفتاح الصلاة الطُّهور وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم". 1007 - حدثنا وكيع حدثنا الحسن بنِ عقبة أبو كبْرَان الُمرادي سمعت عبد خَيْر يقول: قال علي: ألا أريكم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا. 1008 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا مُسْهِر بن عبد الملك بن سَلْع حدثنا أبي عبد الملك بن سلع قال: كان عبد خير يؤمُّنا في الفجر، فقال: صلينا يومًا الفجر خلف علي، فلما سلم قام وقمنا معه، فجاء يمشي حتى انتهي إلى الرَّحْبة، فجلس وأسند ظهره إلى الحائط، ثِم رفع رأسه فقال: يا قَنْبَرُ، ائتي بالرَّكْوة والطَّست، ثم قال له: ُصُبَّ، فصَبَّ عليه، فغَسل كفه ثلاثًا، وأدخل كفه اليمنى فمضمض واستنشق ثلاثًا، ثم أدِخل كفيه فغسل وجهه ثلاثًا، ثم أدخل كفه. اليمنى فغسل ذراعه الأيمن ثلاثًا، ثم غسل ذراعه الأيسر ثلاثًا، فقال: هذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1009 - حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: قال

_ (1007) إسناده صحيح، وهو مكرر 919. وانظر 989، 1133. (1008) إسناده صحيح، وهو مطول 910، 998، 1007. وانظر 1005. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. (1009) إسناده صحيح، وفى التهذيب 7: 185: "قال ابن أبي حاتم عن أبيه: عروة بن الزبير عن علي: مرسل". وهذا نقل خطأ، فليس موجوداً في المراسيل لابن أبي حاتم ص 55، ثم هو في نفسه خطأ، لأن عروة ولد في خلافة عمر، وكان يوم الجمل ابن ثلاث عشرة سنة، وفى التهذيب عن مسلم بن الحجاج في كتاب التمييز "حج عروة مع عثمان، وحفظ عن أبيه فمن دونهما من الصحابة"، وهذا الثبت. والحديث مضى =

علي: كنت رجلاً مذّاء، وكنت أستحي أن أسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - لمكان ابنته، فأمرت المقدادَ فسأله؟ فقال: "يغسل ذكره وأنثييه ويتوضأ". 1010 - حديث وكيع حدثنا الأعمش عن منذر أبى يعلى عن ابن الحنفية: أن علياً أمر المقداد فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المذي؟ فقال: "يتوضأ". 1011 - حديث وكيع عن شعبة عن عمروبن مرة عن عبد الله بن سَلمة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي الحاجة فيأكل معنا اللحم ويقَرأ القرآن، ولم يكن يَحْجِزه أو يَحْجُبه إلا الجنابة. 1012 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرَة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على كل أثر صلاةٍ مكتوبةٍ ركعتين، إلا الفجر والعصر، وقال عبد الرحمن: في دبر كل صلاة. 1013 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل وأبو خَيْثَمة قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي إسحق عن عبد خَيْرٍ عن علىّ قال: كنت أرى أن باطن القدمين أحقُّ بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح ظاهرهما. 1014 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل

_ = بأسانيد أخر. وانظر 977. (1010) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. وانظر 606، 618، 811. (1011) إسناده صحيح، وهو مختصر 840. (1012) إسناده صحيح. (1013) إسناده صحيح، وهو مكرر 918. (1014) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ومكرر 918 بإسناده ولفظه.

حدثنا سفيان عن أبي السوداء عن ابن عبد خَيْر عن أبيه قال: رأيت عليَّا توضأ فغسل ظهور قدميه وقال: لولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغسل ظهور قدميه لظننتُ أن بطونهما أحقُّ بالغَسْل. 1015 - [قال عبد الله بِن أحمد]: حدثنا إسحق حدثنا سفيان مرةً أخرى، قال: رأيت عليَّا توضأ فمسح ظهورهما. 1016 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا وكيع حدثنا الحسن بن عُقبة أبو كبْران عن عبد خَيْرٍ عن علي قال يعني: هذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم توضأَ ثلاَثاً. 1017 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شدّاد عن على قال: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُفدّي أحداً بأبويه إلا سعدَ بن مالك، فإنى سمعته يقول له يومَ أحدٍ: ارْمِ سعدُ فِدَاك أبي وأمي. 1018 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سريةً، وأمَّر عليهم رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، قال فأغضبوه في شيء، فقال: اجمعوا لي حطبًا، فجمعوا حطبًا، ثم قال: أوقدوا نارًا، فأوقدوا له نارًا، فقال: ألم يأمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى، قال: فادخلوها! قال: فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل

_ (1015) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1016) إسناده صحيح، وهو مكرر 1007، ومكرر 919 بإسناده. وانظر 1133. والأحاديث 1013 - 1016 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1017) إسناده صحيح، سعد بن مالك: هو سعد بن أبي وقاص. والحديث مكرر 709، وسيأتي من رواية شعبة عن سعد بن إبراهيم 1147. (1018) إسناده صحيح، وهو مطول 724.

النار، فكانوا كذلك إذْ سكن غضبه وطَفئَت النارُ، قال: فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكروا ذلك له، فقال: "لو دخلوهَا مَا خرجوا منها، إنما الطاعةُ في المعروف". 1019 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان، وعبد الرزاق أنبأنا سفيان، عن عاصم، يعني ابن كليب، عن أبي بردة عن علي قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أجعل الخاتم في هذه أو في هذه، قال عبد الرزاق: لإصبعيه السبابة والوسطى. 1020 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي هاشم القاسم بن كَثير عن قيس الخارفي قال: سمعت عليَّا يقول: سبق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وصلى أبوَ بكر، وثَلَّثَ عمر، ثم خبطتنا أوأصابتنا فتنةٌ، فما شاء الله جل جلاله. قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: قوله "ثم خبطتنا فتنة" أراد أن يتواضع بذلك. 1021 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان وشعبة وحماد بن سَلَمة عن سلمة بن كُهيل عن حُجَيَّة بن عَديّ: أن رجلا سأل عليَّا عن البقرة؟ فقال: عن سبعة، قال: القَرَن؟ قال: لَا يضرّك، قال: فالعرجاء؟ قال: إذا بلغت المنْسَك، قال: وأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العينَ والأذن.

_ (1019) إسناده صحيح، وهو مكرر 863. (1020) إسناده صحيح، أبو هاشم القاسم بن كثير الخارفي: يقال له "بياع السابري" وهو ثقة، وثقه النسائي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 147 - 173. قيس الخارفي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 / 147 فلم يذكر فيه ولا في القاسم جرحَا. وروى الحديث في ترجمة القاسم عن أبي نعيم عن سفيان. وانظر 926، 934، 1107، "الخارفي" نسبة إلى "خارف بن عبد الله" بطن من همدان. (1021) إسناده صحيح، وهو مكرر 826. وانظر 851، 864.

1022 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سلَمة بن كُهيل قال: سمعت حُجيَّة بن عديّ قال: سمعت على بن أبي طالب وسأله رجل، فذكر الحديث. 1023 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحق عن حارثة بن، مُضَرِّب عن علي قال: ما كان فينا فارسٌ يومَ بدر غيرُ المقداد، ولقد رأُيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح. 1024 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي حَصين عن عُمَير بن سعيد عن علي قال: ما من رجل أقمتُ عليه حداً فمات فأجد في نفسي إلا الخمر، فإنه لو مات لَوَدَيْته، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَسُنَّهُ. 1025 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي

_ (1022) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1023) إسناده صحيح، وهو عند الطبري في التاريخ 2/ 270 عن عمرو بن على عن عبد الرحمن بن مهدي وقد ذكره الحافظ ابن كثير في التفسير 4: 22 ولكن نسبه لأبي يعلى عن زهير عن عبد الرحمن بن مهدي، فلعل الحافظ نسى أنه في المسند، فلم ينسبه إليه. وسيأتي أيضاً عن محمد بن جعفرعن شعبة 1161. (1024) إسناده صحيح، أبو حصين، بفتح الحاء: هو عثمان بن عاصم الأسدي، وهو ثقة حافظ صاحب سنة. عمير بن سعيد: هو النخعي الصبهاني، بضم الصاد وسكون الباء، وهو ثقة، وفى التهذيب أن ابن حزم أفرط في الملل والنحل فزعم أن هذا الحديث مكذوب، وأن هذا من أشنع ما وقع لابن حزم، وقد صدق، فإنها سقطة عالم، رحمه الله، والحديث رواه أيضاً الشيخان كما في المنتقى 4104 وأبو داود- وابن ماجة والنسائي في مسند على، كما في التهذيب 8: 146. قال في المنتقى: "ومعنى قوله لم يسنه، يعنى لم يقدره ويوقته بلفظه ونطقه". (1025) إسناده صحيح، وهو مختصر 971 وانظر 1016.

حيّة عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ ثلاثاً. 1026 - حدثنا عبد الرحمن عن زائدة بن قُدَامة عن أبي حَصين الأسدي، وابن أبي بكير حدثنا زائدة أنبأنا أبو حَصين الأسدي عن أبي عبد الرحمن عن علي: قال: كنت رجلاً مذّاءً، وكانت تحتي ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمرت رجلاً فسأله؟ فقال: "توضأ واغسله". 1027 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن جعفرِ الوَرْكاني أنبأنا شريك عن خالد بن عَلْقَمة عن عبد خَيْر قال: صلينا الغداة فأتيناه فجلسنا إليه، فدعا بوَضوء، فأتي برَكْوة فيها ماء وطَسْتِ، قال: فأفرغ الركوةَ على يده اليمنى فغسل يديه ثلاثاً، وتمضمض ثلاثاً، َ واستنثر ثلاثاً، بكَفّ كَفٍّ، ثم غسلِ وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ثم وضع يده في الركوَّه: فمسح بها رأسه بكفَّيْه جميعًا مرةً واحدةً، ثم غسل رجليه ثلاثاً، ثم قال: هذا وضوء نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فاعلموه. 1028 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا زائدة عن الرُّكَيْن بن الربيع عن حصمَين بن قَبيصة عن علي قال: كنت رجلاً مذاءً، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "إذا رأيت المذْيَ فتوضأ واغسل ذكرك، وإذا رأيتَ فَضخ الماء فاغتسلْ"، فذكرتُه لسفيان فقال: قد سمعتُه من رُكَيْن.

_ (1026) إسناده صحيح، ابن أبي بكير: هو يحيى بن أبي بكير الأسدي الكرماني، وهو ثقة من شيوخ أحمد. والحديث مطول 1010. (1027) إسناده صحيح، وهو مطول 1025، 1016، 928، 876. وانظر 1133. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (1028) إسناده صحيح، والذي يقول في آخره "فذكرته لسفيان" هو عبد الرحمن بن مهدي، سمعه من زائدة، ثم ذكره لسفيان الثوري فحدثه أنه سمعه أيضاً من الركين. فضخ الماء، بفتح الفاء وسكون الضاد وآخره خاء معجمة: أي دفقه, يريد المني. والحديث مختصر 868 ومطول 1026.

1029 - حدثنا معاوية وابن أبي بُكير قالا حدثنا زائدة حدثنا الرُّكين بن الرَّبيع بن عَميلة الفَزاري، فذكر مثله، وقالا: فَضْخَ الماء، وحدثنا ابن أبي بكير حدثنا زائدةَ، وقال: فَضْخَ، أيضاً. 1030 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني وهب بن بقية أنبأنا خالد عن عطاء، يعنى ابنَ السائب، عن عبد خَيْر عن علي قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم -؟ أبو بكر، ثم خيرُها بعدْ أبي بكر عمر، ثم يجعل الله الخيرحيث أحبَّ. 1031 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بَحر عبد الواحد البصري حدثنا أبو عَوَانة عن خالد بن عَلْقَمة عن عبد خير قال: قال علي لما فرغ من أهل البصرة: إن خير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر، وأحدثنا أحداثاً يصنعُ الله فيها ما شاء. 1032 - [قال عبد الله بِن أحمد]: حدثني وَهْب يبن بَقيّة الواسطي أنبأنا خالد بن عبد الله عن حُصين عن المسيَّب بن عبد خَيْر عَن أبيه قال: قام علي فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر، وإنا قد أحدثنا بعد أحداثا يقضي الله فيها ما شاء. 1033 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن

_ (1029) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1030) إسناده حسن، وهو مكرر 922 بإسناده ولفظه، وانظر 926، 934، 1020. (1031) إسناده صحيح، أبو بحر: هو عبد الواحد بن غياث المربدي البصري، وهو ثقة. والحديث مكرر ما قبله بمعناه. (1032) إسناده صحيح، وهو مكرر 926 بإسناده ولفظه، ومكرر ما قبله في المعنى. والأحاديث 1030 - 1032 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1033) إسناده صحيح، وهو مكرر 779 ومطول 999.

هانئ بن هانئ عن علي قال: جاء عمار يستأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ائذنوا له، مرحبا بالطيِّب المطيّب". 1034 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحق عن سعيد ابن ذي حُدَّان حدثني من سمع عليَّا يقول: سمَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحرب خدعة. 1035 - حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام أخبرني أبي: أن عليَّا قال للمقداد: سَلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يدنو من المرأة فيُمْذي؟ فإني أستحي منه لأن ابنته عندي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يغسل ذكره وأنثييه ويتوضأ". 1036 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن أبي الضُّحَى عن شُتَيْر بن شَكلٍ عن علي قال: شغلونا يوم الأحزاب عن صلاة العصر حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "شغلونا عن صلاةِ الوسطي صلاة العصر، ملأ الله قبورَهم وبيوتهم أو أجوافهم ناراً". 1037 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي قال: ما عندنا شيء. إلا كتاب الله تعالى وهذه الصحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المدينة حَرام ما بين عائر إلى ثَوْر، من أحدث

_ (1034) إسناده ضعيف، سبق الكلام عليه مفصلا 696، 697. وانظر 912. "سعيد بن ذي حدان" في ح "سعيد بن أبي حدان" وهو خطأ، صححناه من ك هـ ومما مضى. (1035) إسناده صحيح، وهو مطول 1009. وانظر 1029. هشام: هو ابن عروة. (1036) إسناده صحيح، أبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، بالتصغير. والحديث مختصر 911. وانظر 994. (1037) إسناده صحيح، وهو مطول 615. وانظر 993، 959 والأحاديث التى أشرنا إليها فيه، وانظر أيضاً1297. عائر: في معجم البلدان 6: 103: (قال الزبير: وهو جبل بالمدينة. وقال عمه مصعب: لا يعرف بالمدينة جبل يقال له غير ولا عائر ولا ثور". أخفره: نقض عهده.

فيها حدثا أوآوىِ مُحْدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقْبل منه عَدْل ولا صَرْف"،َ وقال: "ذمةُ المسلمين واحدة، فمن أخْفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرف ولا عدل، ومن تولَّي قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً". 1038 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن سعد ابن عُبِيدة عن أبي عبد الرحمنَ عن علي قال: قلت: يا رسول الله ما لى أراكَ تَنَوَّق في قريش وتَدَعُنا أن تَزوَّج إلينا؟ قال: "وعندك شيء؟ " قال: قلت: ابنةُ حمزة، قال: "إنها ابنةُ أخي من الرضاعة". 1039 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَرِيّ عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي قال: قال على: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا فظُنُّوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهياه وأهداه وأتقاه. 1040 - حديث وكيع عن سفيان وشعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد خَيْر عن علي أنه قال: ألاَ أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم -؟ أبو بكر، ثم عمر. 1041 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن أبي شيبه

_ (1038) إسناده صحيح، وهو مكرر 620. وانظر 770، 931. (1039) إسناده صحيح، وهو مختصر 987. (1040) إسناده صحيح، وهو مختصر 1032. (1041) إسناده صحيح، المطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي الكوفي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 8 فلم يذكرفيه جرحاً. والحديث في مجمع الزوائد 7: 41 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد والطبراني في الصغير والأوسط، ورحال المسند ثقات". وذكره ابن كثير في التفسير 4: 499 عن ابن أبي حاتم عن =

حدثنا مُطَّلِب بن زياد عن السُّدِّيّ عن عبد خَيْرٍ عن على في قوله {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} وقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنذرُ، والهاد رجل من بني هاشم. 1042 - حدثنا عبد الرحمن عن إسرائيل عن أبي إسحق عن حارثة ابن مُضَرَّب عن على قال: لما حضر البأس يوم بدر اتَّقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان من أشد الناس ما كان، أو لم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه. 1043 - قرأتُ على عبد الرحمن عن مالك عن نافع، وحدثنا إسحِق، يعني ابن عيسى، أخبرني مالك عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنَين، قال إسحق: عن أبيه عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبس القَسِّيّ والمُعَصْفَر، وعن تختم الذهب، وعن قراءة القرآن في الركوع.

_ = علي بن الحسين عن عثمان بن أبي شيبة، ولم يذكره من المسند، فلعله نسي أو لم يطلع عليه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4: 45 ونسبه للحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر، وهو تساهل منه، فإن رواية الحاكم في المستدرك: 3: 129 - 130 بلفظ منكر، قال علي: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنذر، وأنا الهادي" وصححه وتعقبه الذهبي قال: "بل كذب، قبح الله واضعه"! وهو بإسناد غير هذا الإسناد، رواه الحاكم من طريق حسين بن حسن الأشقر عن منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي. وحسين الأشقر: ضعيف جداً، كما مضى في 888. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (1042) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 6/ 37 عن عمرو بن على عن عبد الرحمن ابن مهدي. وهو مطول 654. (1043) إسناده صحيح، إلا أنه اختلف على مالك ها هنا، فقال عبد الرحمن بن مهدي عن مالك "عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي"، وقال إسحق بن عيسى الطباع عن مالك "عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيهء عن على"، وإبراهيم لم يدرك عليَّا، ورواية إسحق بن عيسى أصح، وهى الموافقة لرواية الموطأ =

1044 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي وأبو خَيْثَمة قالا حدثنا إسمَاعيل أنبأنا أيوب عن نافع عن إبراهيم بن فلان بن حُنين عن جده حنين قال: قال علي: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لبس المعصفَر، وعن القَسِّيّ، وعن خاتَم الذهب، وعن القراءة في الركوع، قال أيوب: أو قال: أن أقرأ وأِنا راكع، قال أبو خيثمة في حديثه: حُدِّثت أن إسماعيل رجع عن (جده حُنَين).

_ = 1: 101. وسيأتي مزيد بحث في هذا الحديث في الإسناد التالي لهذا. (1044) إسناده في ذاته صحيح، إلا قوله "عن إبراهيم بن فلان بن حنين عن حنين" فإنه خطأ، وقد حكى أبو خيثمة أنه بلغه أن إسماعيل رجع عن قوله "عن جده حنين" فهو لم يكن متوثقاً منها. وحنين هذا: كان غلاماً لرسول الله، فوهب لعمه العباس فأعتقه، وأشار الحافظ في الإصابة 2: 46 والتهذيب 3: 64 إلى أن النسائي روى هذا الحديث على الاختلاف. ثم قال في الإصابة: "والأول أشبه بالصواب لا يعني كرواية مالك في الإسناد السابق. وقد مضى الحديث أيضاً 710 من طريق ابن إسحق و 924 من طريق الزهري، كلاهما عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي، كإسناد الموطأ، ومضى 611، 1004 من طريق ابن عجلان عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن ابن عباس عن علي. ورواه مسلم في صحيحه 1: 138 - 139 على الوجهين بأسانيد متعددة، قال النووي في شرحه 4: 199 - 200: "ذكر مسلم الاختلاف على إبراهيم بن حنين في ذكر ابن عباس بين علي وعبد الله بن حنين، قال الدارقطني: من أسقط ابن عباس أكثر وأحفظ. قلت: وهذا اختلاف لا يؤثر في صحة الحديث، فقد يكون عبد الله بن حنين سمعه من ابن عباس عن علي، ثم سمعه من علي نفسه". ويؤيده أن رواية ابن إسحق الماضية 710 صرح فيها عبد الله بن حنين بالسماع من على، وكذلك رواية أسامة بن زيد الآتية 1098 عن عبد الله بن حنين: "سمعت عليَّا"، وكذلك رواية الزهري في صحيح مسلم فيها: "حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حنين أن أباه حدثه أنه سمع على بن أبي طالب" وهذا إسناد متصل بالسماع صريحاً، وكفي بالزهري حجة وحفظاً. وهذا الحديث رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه وأبى خيثمة زهير =

1045 - حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن رجل عن الحكم بن عُتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي أنه قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أبيع غلامين أخوين، فبعتهما ففرَّقتُ بينهما، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أدركهما فارتجعهما، ولا تبعهما إلا جميعاً، ولا تفرّقْ بينهما". 1046 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا خلف بن هشام البزَّار حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق عن أبي حيَّةَ قال: رأيت عليَّا يتوضأ، فغسل كفيه حتى أنقاهما، ثم مضمض ثلاثاً، ثم استنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه، وغسل قدميه إلى الكعبين، وأخذ فضل طَهوره فشرب وهو قائم، ثم قال: أحببتُ أن أريكم كيف كان طُهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1047 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا خلف بن هشام البزّار حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق قال: وذكر عبد خَيْر عن عليّ مثلَ حديث أبي حيَّة، ألا أن عبد خير قال: كان إذا فرغ من طُهوره أخذ بكفيه

_ = ابن حرب، وهو ثقة ثبت متقن. (1045) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الرواي عنه سعيد بن أبي عروبة. وقد مضى هذا الحديث 710 من طريق سعيد بن أبي عروبة عن الحكم، دون واسطة، وصححناه هناك، ولكن هذه الرواية بينت علته أنه منقطع، وفى كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 29: "أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلى: حدثني أبي قال: لم يسمع سعيد بن أبي عروبة من الحكم بن عتيبة شيئاً". فيستدرك على ما قلنا هناك، بحد أن تبين ضعف الإسناد. وقد مضى الحديث بإسناد آخر 800 من طريق الحكم عن ميمون بن شبيب عن على. في ح "الحكم بن عقبة" وهو خطأ صححناه من ك هـ. (1046) إسناده صحيح، وهو مكرر 1005، 1027. (1047) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وهما من زيادات عبد الله بن أحمد.

من فضل طَهوره فشرب. 1048 - حدثنا عبد الوهاب قال: سئل سعيد عن الأعضب هل يُضَحَّى به؟ فأخبرنا عن قتادة عن جُرَيّ بن كلَيبٍ رجل من قومه أنه سمع عليَّا يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُضحى بأعْضَب القرن والأذن، قال قتادة: فذكرت ذلك لسعيد بن المسيَّب فقال: العَضَب النصفُ كثر من ذلك. 1049 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن هُبيرة عن علي قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التختم بالذهب وعن لبس القَسِّيّ والمياثر. 1050 - حدثنا وكيع عن إسرائيل، وعبد الرزاق أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي حيَّة الوادعي، قال عبد الرزاق، عن أبي حيَّة، قال: رأيت عليَّا بال في الرَّحْبة ودعا بماء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاثاً، ومضمض واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه، وغسل قدميه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قام فشرب من فضل وَضوئه، ثم قال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كالذي رأيتموني فعلتُ، فأردت أن أرِيكمُوه. 1051 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو صالح الحكَم بن موسى حدثنا شِهاب بن خِرَاش حدثني الحجاج بن دينار عن أبي مَعْشر عن

_ (1048) إسناده صحيح، وهو مطول 791 وانظر 864. "رجل من قومه ": لأن قتادة بن دعامة سدوسي، وجرى بن كليب سدوسى مثله. (1049) إسناده صحيح، سبق الكلام عليه مفصلا 722. وانظر 816، 1044. (1050) إسناده صحيح، وهو مطول 1047. (1051) إسناده صحيح، الحكم بن موسى القنطري أبو صالح: ثقة ثبت في الحديث، روى عنه أحمد وابنه عبد الله. شهاب بن خراش الشيباني الواسطي: ثقة صاحب سنة. أبو معشر: هو الكوفي، وإسمه زياد بن كليب التميمي الحمظلى، سبق الكلام عليه 411. والحديث مكرر 1032.

إبراهيم النخعي قال: ضَرب عَلْقَمة بن قيس هذا المنبر وقال: خطبنا عليَّ على هذا المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر ما شاء الله أن يذكر، وقال: إنّ خير الناس كان بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر، ثم عمر، ثم أحدثنا بعدهما أحداثاً يقضي الله فيها. 1052 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو صالح الحكم بن موسى حدثنا شِهاب بن خراش أخبرني يونس بن خبَّاب عن المسيَّب بن عبد خير عن عبد خَيْر قال: َ سمعت عليَّا يقول: إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر. 1053 - حدثنا وكيع حدثنا مجَمِّع بن يحيى عن عبد الله بن

_ (1052) إسناده ضعيف، لضعف يونس بن خباب، كما مضى في 683. والحديث مختصر ما قبله. وهي من زيادات عبد الله بن أحمد. (1053) هذا إسناد مشكل، وهو إسنادان في الحقيقة، على ما أرجح بعد البحث: فرواة وكيع عن مجمع بن يحيى عن عبد الله بن عمران الأنصاري عن علي، ورواه أيضاً عن المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير عن علي. والإسناد الثاني الصحيح، سبق في المسند مختصراً ومطولا 744، 746، 944، 946، 947. فالإشكال في الإسناد الأول، مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية: ثقة، وثقه أبو داود وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 / 41 وذكر أن وكيعاً روى عنه، ولم يذكر فيه جرحاً، وهو يروي عن كبار التابعين، مثل أبي أمامة بن سهل بن حنيف، وأما شيخه عبد الله بن عمران الأنصاري، فإنى لم أجد له ترجمة ولا ذكراً، فإن لم يكن الاسم محرفَاً فلعله من التابعين الذين لم أجد لهم ترجمة. "تكفياً": بدون همزة، كما ثبت في ك وكما مضي في 746، وثبت في ح "تكفأ تكفأ" بالهمز. وقوله "وقال أبو النضر: المسربة" إلخ: هكذا هو في الأصول، ولا أدري ما وجهه؟ إلا إن كان يريد ضبط الراء، فإن "المسربة" بضم الراء وفتحها. وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم شيخ أحمد. وقوله "وقال: كأنما ينحط" إلى آخر الحديث لم يذكر في ك. أبو قطن، بفتح القاف والطاء: هو عمرو بن الهيثم بن =

عِمْران الأنصاري عن على، والمسعوديُّ عن عثمان بن عبد الله بن هُرْمُز عن نافع بن جُبير عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بالقصير ولا بالطويل، ضخم الرأس واللحية، شثنَ الكفين والقدمين، ضخم الكراديس، مُشِرباً وجهُهُ حمرة، طويل المَسْرُبَة، إذا مشى تَكَفّا تكفياً كأنما يتقلع من صخر، لم أرِ قبله ولا بعده مثله، - صلى الله عليه وسلم -. وقال أبو النضر: المسربة، وقال: كأنما ينحط من صَبَب، وقال أبو قَطَن: المسربة، وقال يزيد: المسربة. 1054 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو صالح الحَكَم بن موسى حدثنا شهاب بنن خِراش حدثنا الحجاج بن دينار عن حُصَين بن عبد الرحمن عَن أبي جُحَيفَة قال: كنت أرى أن عليَّا أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث، قلت: لاوالله يا أمير المؤمنين، إني لم أكن أرى أن أحداً من المسلمين بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل منك، قال: أفلا أحدثك بأفضل الناس كان بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: قلت: بلى، فقال: أبو بكر، فقال: أفلا أخبرك بخير الناس كان بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر؟ قلت: بلى، قال: عمر. 1055 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سُريج بن يونس حدثنا مروان الفزاريّ أخبرنا عبد الملك بن سَلْع عن عبد خير، قال: سمعته يقول: قام عليّ على المنبر فذكَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ = قطن البصري، وهو ثقة من شيوخ أحمد. يزيد: هو يزيد بن هرون، من شيوخ أحمد أيضاً، وفى هـ "أبو يزيد" هو خطأ. (1054) إسناده صحيح، وقوله فيه "فذكر الحديث" اختصار لحديث لم أجده، ولعله يقع إلى فأنبه عليه. والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. وقد مضى شيء من معنى هذا الحديث 833 - 837. وانظر 1052. (1055) إسناده صحيح، وانظر ما قبله. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

واستُخلف أبو بكر، فعمل بعمله وسار بسيرته، حتى قبضه الله عز وجل على ذلك، ثم استُخلف عمر على ذلك، فعمل بعملهما وسار بسيرتهما، حتى قبضه الله عز وجل على ذلك. 1056 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن علي بن ربيعة قال: كنتُ رِدْفَ عليّ، فلما وضع رجِله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى قال: الحمد الله، سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرِنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، وقال أبو سعيد مولى بني هاشم: ثم حمد الله ثلاثاً، والله أكبر ثلاثاً، ثم قال: سبحان الله ثلاثاً، ثم قال: لا إله إلا أنت، ثم رجع إلى حديث وكيع: سبحانك إني ظلمتُ نفسي فاغفر لى، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، قلت: مايُضحكك؟ قال: كنتُ رِدْفاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل كالذي رأيتَني فعلتُ، ثمِ ضحك، قلت: يا رسول الله، ما يضحِكك؟ قال: "قال الله تبارك وتعالى: عَجَبٌ لعبدي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري". 1057 - حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرّة عن عبد الله بن. سَلمة عن علي قال: اشتكيتُ فأتاني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقول: اللهم إن كان أجَلي قد حضر فأرِحْني، وإن كان متأخراً فأشفني أو عافني، وإن كان بلاءً فَصبِّرني، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "كيف قلتَ؟ " قال: فأعدت عليه، قال: فمسح بيده ثم قال: "اللهم اشفه أو عافه"، قال: في اشتكيتُ وجعي ذاكَ بعدُ. 1058 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن هُبيرة عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوقظ أهله في العَشْر.

_ (1056) إسناده صحيح، وهو مكرر 930. وفى أثناء هذا الإسناد تفصيل لرواية أبي سعيد مولي بني هاشم لهذا الحديث، وهو يدل على أن أحمد رواه عنه أيضاً كما رواه عن وكيع. (1057) إسناده صحيح، وهو مكرر 841. (1058) إسناده صحيح، وهو مكرر 762.

1059 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيبة حدثنا ابن نُمير في عبد الملك بن سَلع عن عبد خَيْر قال: سمعت عليَّا يقول: قَبض الله نبَّيه - صلى الله عليه وسلم - على خيرما قبض عليه نبىُّ من الأنبياء عليهم السلام، ثم استُخلف أبو بكر فعَمِل بعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم وسنة نبيه، وعمر كذلك. 1060 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا زكريا بن يحيى زَحْمَوْيَهِ حدثنا عمر بن مُجَاشع عن أبي إسحق عن عبد خَيْر قال: سمعت عليَّا يقول على المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ولو شئتُ أن أسمي الثالثَ لسميتُه، فقال رجل لأبي إسحق: إنهم يقولون إنك تقول أفضل في الشر! فقال: أحَرُوِريَّ؟. ِ1061 - حدثنا وكيع عن إسرائيل وعلى بن صالح عن أبي إسحق عن شُرَيح بن النعمان عن علي قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن، ولا نضحّي بشَرْقاء ولا خرقاء ولا مقابلة ولا مدابَرة. 1062 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عديّ بن ثابت عن زِرّ ابن حُبيش عن علي قال: عهد إلىّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يحُّك إلا مؤمن، ولا

_ (1059) إسناده صحيح، أبو بكر بن أبي شيبة: هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان، الحافظ الكوفي، وهو ثقة، ومن تلاميذه البخاري ومسلم، و "أبو شيبة" كنية جده إبراهيم. ابن نمير: هو عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي، وهو ثقة صاحب سنة. وانظر 1055. (1060) إسناده صحيح، عمر بن مجاشع المدائني: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم في الجرح والتعديل 3/ 1/135 فلم يُذكر فيه جرح. والحديث مكرر 934 غير كلمة أبي إسحق. وانظر ما قبله. وهما من زيادات عبد الله بن أحمد. (1061) إسناده صحيح، وهو مختصر 851. وانظر 1022، 1048، 1274. (1062) إسناده صحيح، وهو مكرر 731 بإسناده ولفظه.

يبغضك إلا منافق. 1063 - حدثنا وكيع حدثنا حماد بن سلَمة عن سمَاك بن حرب عن حَنشٍ الكِنَاني: أن قوماً باليمن حفروا زُبْيَةً لأسدِ، فوقع فيها، فكابَّ الناسُ عليه، فوقع فيها رجل، فتعلق بآخر، ثم تِعلق الآَخر بآخر، حتى كانوا فيها أربعة، فتنازع في ذلك حتى أخذ السلاح بعضُهم لبعض، فقال لهم علي: أتقتلون مائتين في أربعة؟! ولكن سأقضي بينكم بقضاءٍ إن رضيتموه، للأوَّل ربعِ الدية، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدَّية، وللرابع الدية، فلم يرْضوْا بقضائه، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سأقضي بينكم بقضاء، فأُخبر بقضاءِ علي، فأجازه. 1064 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن حبيب عن أبي وائل عن أبي الهيَّاج قال: قال لى علي، وقال عبد الرحمنِ: أن علياً قال لأبي الهِيّاج: أبْعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا تَدعَ قبراً مُشْرِفاً إلا سَوَّيْتَه، ولا تمثالا إلا طَمَسْتَه. 1065 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن زبيد عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا طاعة لبشرٍ في معصية الله". 1066 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت جُرَيَّ بن كُلَيب يحدّث عن على قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن

_ (1063) إسناده صحيح، وهو مختصر 573، 574 .. وسيأتي مطولا 1309. (1064) إسناده صحيح، وهو مكرر 741، 889. (1065) إسناده صحيح، وهو مختصر 724. وانظر 1018. (1066) إسناده صحيح، وهو مكرر 1048.

عَضَب الأذن والقَرْن، قال: فسألت سعيد بن المسيب: ما العَضَب؟ فقال: النِّصْف، فما فوق ذلك. 1067 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا زائدة عن منصور عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي قال.: كنَّا مع جنازة في بَقِيع الغَرْقَدِ، فأَتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس وجلسنا حوله، ومعه مخْصَرة يَنكت بها، ثم رفع بصره فقال: "ما منكم من نفس منفوسه إلا وقدَ كُتب مقعدُها من الجنة والنار، إلاَّ قد كُتبت شقية أو سعيدة"، فقال القوم: يا رسول الله، أفلا نمكث على كتابنا ونَدَعُ العملَ، فمن كان من أهل السعادة فسيصيرُ إلى السعادة، ومن كان من أهلي الشَّقْوة فسِيصير إلى الشَّقْوة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل اعملوِا، فكل مُيَسَّرٌ، أمّا من كان من أهلَ الشِّقوة فإنه يُيَسَّر لعمل الشقوة، وأما من كان من أهل السعادة فإنه يُيَسَّرُ لعمل السعادة، ثم قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} إلى قوله {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} 1068 - حدثنا زياد بن عبد الله البَكَّائي حدثنا منصور عن. سعد بن

_ (1067) إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي: وهو ثقة، وعده أحمد في المتثبتين الأربعة في الحديث. وفى ح" عبد الرحمن بن زائدة"! وهو خطأ، صححناه من ك هـ. بقيع الغرقد: هو مقبرة أهل المدينة، وأصل "البقيع" الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى، و "الغرقد" ضرب من شجر العضاه وشجر الشوك، وسمى البقيع به لأنه كان فيه غرقد وقطع. الشقوة، بكسر الشين وفتحها: الشقاء والشقاوة. والحديث مطول 621 وقد ذكره ابن كثير في التفسير 9: 221 - 222 من رواية البخاري، ثم قال: "وقد أخرجه بقية الجماعة من طرق عن سعد بن عبيدة، به". واسم "سعد بن عبيدة" حُرَّف في ابن كثير إلى "سعيد"، وهو خطأ مطبعي فيما أرى. وانظر 19، 184، 196، 311. وانظر أيضاً 1068، 1110، 1181. (1068) إسناده صحيح، زياد بن عبد الله البكائي العامري: ثقة، لا حجة لمن تكلم فيه، وهو الذي =

عُبيدة عن أَبى عبد الرحمن عن على قال: كنا مع جنازة في بقيع الغَرْقَد، فذكر معناه. 1069 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أَبو كُريب الهَمْداني حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن جابر عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كا ن يصوم يومَ عاشوراءَ ويأمربه. 1070 - [قال عبد الله بن أَحمد]: وحدثنا خلف بن هشام البزَّار حدثنا أبو عَوانة عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كذب على عينيه كُلِّف يوم- القيامة عقداً بين طَرَفىْ شعيرة". 1071 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بحر عبد الواحد بن

_ = روى سيرة ابن إسحق، ورواها عنه عبد الملك بن هشام، الذي اشتهرت باسمه. "البكائي" بفتح الباء وتشديد الكاف، نسبة إلى "بني البكاء" وهم من بني عامر بن صعصعة. والحديث مكررما قبله. (1069) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الحافظ، وهو ثقة، مات سنة 248 وهو ابن 87 سنة. معاوية بن هشام القصار الكوفي: ثقة، وثقه أبو دواد وغيره، وضعفه بعضهم بغير حجة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /337 فلم يذكر فيه جرحا ً. والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، كما في هـ. وفى ك ح جعل من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، فإن أبا كريب متأخر الوفاة عن أحمد، ولم يذكره أحد في شيوخه، ويؤيد ذلك أن الهيثمي ذكر الحديث في مجمع الزوائد 3: 184 ونسبه لعبد الله بن أحمد والبزار. (1070) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. في ح "وحدثناه خلف" إلخ، وزيادة هاء الضمير لا ضرورة لها ليست في ك هـ. والحديث مكرر 789. وهو من زيادات عبد الله ابن أحمد. (1071) إسناده صحيح، إلا رواية عبد الله بن أحمد عن سفيان بن وكيع، فإنه ضعيف كما =

غيَاث البصري، وحدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، وسفيانُ بن وَكيع، وحِدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قالوا حدثنا أبو بكر بن عيّاش عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن على أنه قال: كنت رجل! مذَّاءً، َ فاستحييت أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن ابنته كانت عندي، فامرت رجلاً فسأله، فقال: "منه الوضوء". 1072 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن محمد بن الحنفية عن علي قال: قال رسول الله في:"مفتاح الصلاة الوضوء، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم". 1073 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان وشعبة عن منصور عن هلال عن وَهْب بن الأجدع عن على عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تصلوا بعد العصر، إلاَّ أن تصلوا والشمسُ مرتفعة". 1074 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا زكريا بن يحيى زَحْمَوَيْه وحدثنا محمد بن بكّار وحدثنا إسماعيل أبو معمر وسُريج بن يونس قالوا:

_ = مضى في 557. أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر: هو الأموي الكوفي، لقبه "مشكدانة" بضم الميم والكاف وسكون الشين المعجمة، وهى بلغة أهل خراسان، ومعناها: وعاء المسك، وهو ثقة أخرج له مسلم. أحمد بن محمد بن أبيوب: هو أبو جعفر الوراق صاحب المغازي، تكلم فيه بعضهم، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "ما أعلم أحداً يدفعه بحجة"، والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، رواه عن أربعة شيوخ عن أبي بكر بن عياش. وهو مختصر 1035. (1072) إسناده صحيح، وهو مكرر 1006. (1073) إسناده صحيح، وهو مكرر 610. وسيأتي 1076 من طريق الثوري عن أبي إسحق عن عاصم عن علي. (1074) إسناده صحيح، سبق الكلام عليه 807، ولكن هذا من زيادات عبد الله بن أحمد.

حدثنا الحسن بن يزيد الأصمّ، قال أبو معمر: مولى قريش، قال: أخبرني السُّدِّيُّ، وقال زحمويه في حديثه: قال سمعت السديّ، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي قال: لما توفي أبو طالب أَتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: إن عَمك الشيخَ قد مات، قال: "اذهب فواره، ولا تُحْدثْ من أمره شيئاً حتى تأتيني"، فواريُته ثم أَتيته، فقال اذهب فاغتسل، ولا تُحْدث شيئاً حتى تأتيني، فاغتسلت ثم أَتيته، فدعا لى بدَعَوات ما يسُرُّنى بهنَّ حُمَر النَّعَم وسُودُها، وقال ابن بكَّار في حديثه: قال السُّدّي: وكان علي إذا غسل ميتاً اغتسل. 1075 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النَّرْسي حدثنا أبو عَوانة عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعدَه من النار". 1076 - حدثناه إسحق بن يوسف أخبرنا سفيان عن أبي سفيان عن أبي إسحق عن عاصم عن علي عن النبىّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة"، قال سفيان: فما أدري بمكة؟ يعني أو بغيرها. 1077 - حدثناه وكيع حدثنا مِسْعَر عن أبي عَوْن عن أبي صالح

_ (1075) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. والحديث قد مضى بإسناد آخر صحيح 584. وانظر 1001، 1070. عبد الأعلى بن حماد النرسي: ثقة، روى عنه البخاري ومسلم وعبد الله بن أحمد وغيرهم. "النرسي" بفتح النون وسكون الراء نسبة إلى "نرس" وهو نهر بالكوفة عليه عدة قرى. وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (1076) إسناده صحيح، وهو مكرر 610، 1073، ولكن هذا بإسناد آخر. (1077) إسناده صحيح، أبو عون: هو محمد بن عبد الله بن سعيد الثقفي الكوفي الأعور، وهو ثقة. أبوصالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس. وهو ثقة من خيار التابعين، وقد أخطأ =

الحنفي عن علي: أن أُكَيْدرَ دُومَةَ أهدَى للنبى - صلى الله عليه وسلم - حلةً أو ثوبَ حريرٍ، قال: فأعطانيه، وقال: "شَقِّقْه خُمَرُاً بين النسوة". 1078 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجَعْد عن عبد الله بن سَبُع قال: سمعت علياً يقول: لتُخْضَبَنَّ هذه منِ هذا، فما يَنتظر بي الأشقى؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، فأخبرنا به نبير عتْرتَه! قال: إذن تالله تقتلون بي غيرَ قاتلي، قالوا: فاستخلفْ علينا، قال: لا، ولَكن أتركُكم إلى ما تَركَكمِ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: فما تقول لربك إذا أتيتَه، وقال وكيع مرةً: إذا لقيته، قال: أقول: اللهم تركتَني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئتَ أصلحتَهم. وإن شئتَ أفسدتهم. 1079 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن هانئ بن

_ = بعضهم فزعم أن أبا صالح الحنفي هو ماهان أبو سالم، وهو وهم، قال البخاري في الكبير 4/ 2/ 67 في ترجمة ماهان: "وقال بعضهم: ماهان أبو صالح، ولايصح". وانظر التهذيب 6: 256 - 257، و10: 25 - 26 وكلمة "الحنفي" لم تذكر في ح فأثبتناها من ك هـ. والحديث أشار الحافظ في التهذيب 6: 257 إلى أنه رواه أيضاً مسلم وأبو داود والنسائي. وانظر 963. "دومة" بضم الدال، وهى دومة الجندل، وهي حصن وقرى بين الشأم والمدينة قرب جبلي طيئ عليها سور يتحصن به، وفى داخل السور حصن منيع يقال مارد. و" أكيدر" هو ملكها، واسمه أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحي الكندي، وكان نصرانياً، صالحه النبي وأمنه ووضع عليه الجزية وعلى أهله، ثم نقض الصلح بعد وفاة رسول الله، فغزاه خالد بن الوليد فقتله في عهد أبي بكر. "شققه" في ك" شقه". (1078) إسناده صحيح، عبد الله بن سبع، بضم الباء: ذكره ابن حبان في الثقات، ويقال في اسم أبيه" سبيع! بالتصغير. والحديث في مجمع الزوائد 9: 137 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سبيع، وهو ثقة، ورواه البزار بإسناد حسن". وانظر 802. (1079) إسناده صحيح، وهو مكرر 1033.

هانئ عن علي قال: كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاءه عمار فاستأذَن، فقال: "ائذنوا له، مرحباً بالطيِّب المطيَّب". 1080 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نُمير عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن أبي البَخْتَرِي عن على بن أبي طالب قال: إذا حُدِّثتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فَظُنُّوا به الذي هو أهيا، والذي هو أهدى، والذي هو أتقى. 1081 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عثمان حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَرِي عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي مثله. 1082 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أحمد ببن محمد بن أيوب حدثنا أبو بكر بن عيَّاش عن الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي أنه قال: إذا حُدِّثتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديث فظُنُّوا به الذي هو أهدى، والذي هو أتقى،- والذي هو أهيا. 1083 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نُمير قالا حدثنا محمد بن فُضَيل عن حُصين بن

_ (1080) إسناده منقطع، كما مضى في 985, ولكنه جاء موصولا بأسانيد صحاح موصولة 986، 987، 1039، 1081، 1082، 1092. (1081) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1082) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1083) إسناده صحيح، وهو مختصر 827. والزيادة التى أثبتناها هى من هـ ك. وهي تدل على أن ابن نمير رواه عن محمد بن فضيل فلم يسم الروضة، بل قال: "روضة كذا وكذا" أبهمها، ورواه عن عفان عن خالد، فسماها "روضة خاخ" كرواية ابن أبي شيبة. وانظر 1090. والأحاديث 1080 - 1083 من زيادات عبد الله بن أحمد.

عبد الرحمن عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمِن السُّلَمي قال: سمعت علياً يقول: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا مَرْثَد والزبير بنَ العوّام، وكلنا فارس، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ"، كذا قال ابنُ أبي شيبة "خاخ"، وقال ابن نُمير [في حديثه: "روضة كذا وكذا"، وقال ابن نمير]: وحدثناه عفَّان حدثنا خالد عن حُصين، مثلَه، قال "روضةَ خاخ". 1084 - حدثنا وكيع حدثنا مسْعَر وسفيان عن أبي حَصين عنِ عُميرِ بن سَعيد قال: قال علي: ما كنَتُ لأقيمَ على رِحل حداً فَيموت فأجد في نفسي- منه، إلا صاحبَ الخمر، فلو مات ودَيْتُه، وزاد سفيان: وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَسُنه. 1085 - حدثنا وكيع عن سفيان (ح) وحدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الخليل عن علي قال: سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويكَ وهما مشركان؟ فقال: أليس قد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك؟ قال: فذكرت ذلك للنبى - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} وإلى آخر الآيتين، قال عبد الرحمن: فأنزلَ الله: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} 1086 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش، وعبد الرحمن عن سفيان

_ (1084) إسناده صحيح، وهو مكرر 1024. في ح زيادة كلمة "قبل" قبل قوله "لم يسنه"، وهي زيادة لا معنى لها، وليست في ك هـ فحذفناها. (1085) إسناده صحيح، وهو مكرر 771. (1086) إسناداه صحيحان، رواه أحمد عن وكيع عن الأعمش، وعن عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري عن الأعمش. والحديث مكرر 616، 912 وانظر 696، 697، 706 =

عن الأعمش عن خَيْثمة عن سُوَيْد بن غَفَلة قال: قال علي: إذا حدَّثْتُكمِ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فَلأَن أَخرَّ من السماءِ أحبُّ إلى من أن أكَذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكَم فإنّ الحرب خَدْعَة، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يخرجِ قوم في آخر الزمان أحداثُ الأسنان، سفهاءُ"، وقال عبد الرحمن: "أسْفاهُ الأحلامِ، يقولون منْ قَول خير البريَّة، يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ حَنَاجرهم، قال عبد الرحمن: لا يجَاوز إيمانُهم حناجرهم، يمرقون من الدِّين كماَ يمرق السَّهم من الرمِيَّة، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم عند الله عز وجل يوم القيامة"، قال عبد الرحمن: "فإذا لقيتَهم فاقتلهم، فإن قتلهم أجرٌ لمن قتلهم يومَ القيامة". 1087 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا يحيى بن أبي بُكير عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} قال:"شكركم" {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} قال: "تقولون: مُطِرنا بنَوْء كذا وكذا". 1088 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني إسحق بن إسماعيل حدثنا قَبيصة حدثنا سفيان عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي قال: أُراهَ رَفعه، قال: "من كذب في حُلْمه كُلِّف عقد شعيرةٍ: يومَ القيامة".

_ = 1034. وقوله في رواية ابن مهدي "أسفاه الأحلام" كذا هو في الأصول بالهمزة في أوله، ولم أجد له وجهَاً، فإن جمع "سفيه" "سفهاء" و"سفاء" بكسر السين، مثل "عظيم وعظماء وعظام". (1087) إسناده ضعيف، من أجل عبد الأعلى الثعلبي. والحديث مكرر 849. وانظر 850. (1088) إسناده ضعيف، من أجل عبد الأعلى أيضاً. قبيصة: هو ابن عقبة بن محمد السوائي، وهو ثقة ثبت، ومن تكلم في روايته عن الثوري فلا حجة له. والحديث مكرر 1070. وانظر 1075.

1089 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني إبراهيم بن الحسن المُقْري الباهلي حدثنا أبو عَوَانة عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كذَب في الرؤيا متعمداً فليتبوّأ مقعدَه من النار". 1090 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا حُصَين حدثني سعد ابن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والزبيرَ وأبا مَرْثَد، وكلنا فارس، فقال: "انطلقوا حتى تبلغوا روضة حَاجِ"، كذا قال أبو عَوَانة، "فإن فيهاِ امرأةً معها صحيفة من حاطب بن أبي بلْتعة إلى المشركين"، وذكر الحديث بطوله. 1091 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الحرث عن على قال: قضىِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدَّين قبل الوصية وأنتم تقرؤون: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} وإن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العَلاَّت.

_ (1089) اسناده ضعيف، لعبد الأعلى أيضاً. إبراهيم بن حسن بن نجيح الباهلي المقرئ التبان: كان صاحب قرآن، وكان بصيراً به، وكان شيخاً ثقة، كما قال أبو زرعة. وانظر 1070، 1075، 1088. والأحاديث 1087 - 1089 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1090) إسناده صحيح، وهو مختصر 827 بهذا الإسناد، ولكن هناك ثبت في الأصول "خاخ" بخاءين، وذكرنا هناك أن رواية البخاري من طريق أبي عوانة "حاج" بحاء وجيم، وقلنا "فلعل الوهم من موسى بن إسماعيل شيخ البخاري" فيستدرك على ذلك، لأنه تبين من هذه الرواية أن الوهم من أبي عوانة نفسه. وانظر 600، 1083 وفتح الباري 12: 272، وقد حقق الحافظ أن الخطأ من أبي عوانة. (1091) إسناده ضعيف، للحرث الأعور. والحديث مكرر 595. وسفيان هنا هو الثوري، وأما سفيان هناك فهو ابن عيينة.

1092 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثَمة زُهَيْر بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَريّ عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي قال: قال على: إذا حُدِّثتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً فظنُّوا به الذي هو أهيا، والذي هو أهدى، والذي هو أتقى. 1093 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن ناجيهَ بن كعب عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: إن عمك الشيخ الضالَّ قد مات، فقال: "انطلقْ فواره، ولا تُحدثْ شيئاً حتى تأتيني"، قال: فانطِلقتِ فواريتُه، فأمرني فاغتسلت، ثم دعا لى بَدعواتٍ ما أُحبُّ أن لى بهن ما عَرُضَ من شيء. 1094 - حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر عن مسعود بن الحكَم عن على قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للجنازة فقمنا، ثم جلس فجلسنا. 1095 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري حدثنا ابن مهديَّ عن سفيان عن زُبَيْد عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا طاعة لخلوق في معصية الله عز وجل". 1096 - حدثنا وكيع عن سفيان عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيَّب قال قال علي: قلت: يا رسول الله، ألاَ أدلك على أجمل فتاةٍ في

_ (1092) إسناده صحيح، وهو مكرر 1082. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (1093) إسناده صحيح، وهو مطول 759. وانظر 807, 1074 "ما عرض من شيء" بضم الراء: أي ما كان عريضاً واسعاً، ويريد كثيراً جليلا. (1094) إسناده صحيح، وهو مكرر 631. (1095) إسناده صحيح، وهو مكرر 1065. وهذا من زيادات عبد الله بن أحمد. (1096) إسناده صحيح، علي بن زيد: هو ابن جدعان. وانظر 1038.

قريش؟ قال: "ومن هىِ؟ " قلت: ابنةُ حمزة، قال: "أما علمتَ أنها ابنةُ أخي من الرضاعة؟ إن الله حرّم من الرضاعة ما حرَّم من النسب". 1097 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحِق عن الحرث عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد عفوتُ لكم عن صدقة الخيل والرقيق، ولكن هاتوا ربع العُشُور، من كل أربعين درهماً درهماً". 1098 - حدثنا وكيع وعثمان بِن عمر قالا حدثنا أسامة بن زيد، قال وكيع: قال: سمعت عبد الله بن حُنَين، وقال عثمان: عن عبد الله بن حُنين، سمعت عليَّا يقول: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أقول نهاكم، عن المُعَصْفَر والتختم بالذهب. 1099 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن عبد الله بن نُمَير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن سعد بن. عُبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي: قلت: يا رسول الله، ما لي أراكَ تَنَوَّق في قريش وتدَعنا؟ قال: "عندك شيء؟ " قلت: ابنةُ حمزة، قال: "هى ابنة أخى. من الرضاعة". 1100 - حدثنا وكيع حدثنا سيف بن سليمان المكي عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نحر البُدْنَ أمرني أن أتصدق

_ (1097) إسناده ضعيف، من أجل الحرث الأعور. وهو مكرر 984. (1098) إسناده صحيح، عثمان بن عمر: هو عثمان بن عمر بن فارس، وفي ح "عثمان بن عمرو" وهو خطأ. أسامة بن زيد: هو الليثي، وهو ثقة، وحكى ابن معين عن يحيى القطان أنه ضعفه، ولكن حكى غيره عنه أنه وثقه، وفى الكبير للبخاري 1/ 2/ 23: "كان يحيى بن سعيد القطان يسكت عنه". وفي التهذيب في ترجمة عثمان بن عمر 7: 143: " قال البخاري في تاريخه: قال عليَّ: احتج يحيى بن سعيد بكتاب عثمان بن عمر بحديثين عن أسامة عن عطاء عن جابر". وانظر 1044، 1049. (1099) إسناده صحيح، وهو مكرر 1038. وانظر 1096. والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (1100) إسناده صحيح، سيف بن سليمان المخزومي المكي: ثقة ثبت، والحديث مختصر 1003.

بلحومها وجلودها وجِلاَلها. 1101 - حدثنا وكيع قال: زاد سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان، عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أعطي الجازِرَ منها على جِزارتها شيئاً. 1102 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق عن هُبيرة عن علي قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خاتَم الذهب، وعن المِيثرة، وعن القَسِّيّ، وعن الجِعَة. 1103 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو بكر بن عيَّاش عن أبي إسحق عن هُبيرة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العَشْرُ أيقظ أهلَه ورفَع المئزر، قيل لأبي بكر: ما رفع المئزر؟ قال: اعتَزَل النساء. 1104 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خيثمة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان وشعبة وإسرئيل عن أبي إسحق عن هُبيرة عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوقظ أهلَه في العشر الأواخر من رمضان.

_ (1101) إسناداه صحيحان، رواه أحمد عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن الثوري، وهو تتمة للحديث قبله. (1102) إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي. الجعة، بكسر الجيم وتخفيف العين المفتوحة: نبيذ الشعير، ذكرها الجوهري في مادة (وج ع) وتعقبه صاحب اللسان، فنقل عن ابن بري: "لامها واو، من جعوت، أي جمعت، كأنها سميت بذلك لكونها تجعو الناس من شربها، أي تجمعهم" ثم ذكرها في مادة (ج ع و). والحديت مطول 1049. وانظر 1098. (1103) إسناده صحيح، وهو مطول 1058. (1104) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله.

1105 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني يوسف الصفَّار مولى بني أمية وِسفيانُ بن وكيع قالا حدثنا أبو بكر بن عيَّاش عن أبي إسحق في هُبيرة بن يرِيم عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر الأواخر شد المئزرَ وأيقظ نساءه، قال ابنُ وكيع: رفَع المئزر. 1106 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن بكار مولى بني هاشمِ حدثنا أبو وكيع الجرّاح بن مَليح عن أبي إسحق الهمداني عن هُبيرة بن يرِيم عن علي بن أبي طالب قال: أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العينَ والأذن فصاعداً. 1107 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم بن كثير عن قيس الخارفي عن علي قال: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصلى أبو بكر، وثَلَّث عمر، ثم خَبَطتنا فتنةٌ، فهو ماشاء الله. 1108 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عثمان الثقفي عن سالم ابن أبي الجَعْد عن علي قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُنزِيَ حمارًا على فرس.

_ (1105) إسناداه أحدهما صحيح والآخر ضعيف، رواه عبد الله عن يوسف الصفار، وهو يوسف بن يعقوب الصفار، وهو ثقة من أهل الخير، روى عنه البخاري ومسلم. ورواه عن سفيان بن وكيع، وهو ضعيف، كما قلنا في 557. هبيرة بن يريم، بفتح الياء وكسر الراء، وفى ح "مريم" وهو خطأ. والحديث مطول ما قبله. (1106) إسناده صحيح، محمد بن بكار بن الريان البغدادي الرصافي: ثقة. شيخه الجراح والد وكيع: تكلمنا عليه في 650. "يريم" في ح "مريم" وهو خطأ. والحديث مختصر 1061. والأحاديث 1102 - 1106 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1107) إسناده صحيح، وهو مكرر 1020. وانظر 1051. (1108) إسناده صحيح، وهو مكرر 738 بإسناده ولفظه. وانظر 785.

1109 - حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروةْ عن أبيه في عبد الله ابن جعفر عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير نسائها خديجة، وخير نسائها مريم بنت عمْران". 1110 - حَدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي قال: كنا جلوسًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، أُراه قال: ببقيع الغَرْقَد، قال: فنكَت في الأرض، ثم رفع رأسه فقال: "ما منكم من أحد إلا وقد كُتب مقعدُه من الجنة ومقعدهِ من النار"، قال: قلنا يا رسول الله، أفلا نتَّكل؟ قال: "لا، اعملوا فكل مُيَسَّر، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} إلىَ قوله: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} ". 1111 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سُويد بن سعيدِ أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن أبي إسحق عن هُبيرة بن يرِيم عن على: أن رسولي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اطلبوا ليلة القدْر في العَشْر الأواخر من رمضان، فإن غُلبتم فلا تُغْلَبوا على السَّبْع البَوَاقي". 1112 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور عن رِبْعِي بن حِرَاش عن رجل عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لن يؤمن عبد حتى

_ (1109) إسناده صحيح، وهو مكرر 938. (1110) إسناده صحيح، وهو مختصر 1068. (1111) إسناده صحيح، عبد الحميد بن الحسن الهلالي: وثقه ابن معين، وتكلم فيه غيره. والحديث في مجمع الزوائد 3: 174 عن المسند. ومعنى الحديث صحيح، مضى من حديث عمر 85، 298، وورد من حديث غيره من الصحابة. وانظر 793، والمنتقى 2297 - 2306. "يريم" أثبتت في ح "مريم" وهو خطأ. (1112) إسناده فيه رجل مبهم، وقد مضى 758 من طريق شعبة عن منصور عن ربعي عن على، دون واسطة مبهمة، والخلاف في هذا قديم، فقد رواه الطيالسي في مسنده برقم 106 عن شعبة وورقاء عن منصور عن ربعي "قال شعبة: عن علي، وقال ورقاء: عن ربعي عن رجل عن علي". ورواه الترمذي 3: 201 من طريق الطيالسي عن شعبة عن =

يؤمن بأربعِ: يؤمن بالله، وأن الله بعثني بالحق، ويؤمنْ بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدَر خيرِه وشره". 1113 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا يحيى بن عبّاد حدثنا شعبة أخبرني أبو إسحق عن هبيرة عن علي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خاتَم الذهب، وعن لبس القَسِّيّ، وعن الِميثرَة. 1114 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو موسى محِمد بن المثنى حدثنا أبو بكر بن عيَّاش حدثني أبو إسحق عن هُبيِرة بن يرِيم عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوقظ أهله في العَشْر الأواخر، ويَرْفَع المئَزر. 1115 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سُريج بن يونسِ حدثنا سَلْم بن قُتَيبة عن شعبة وإسرائيل عن أبي إسحق عن هبيرة بن يرِيم عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوقظ أهله في العَشْر. 1116 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني علي بن حَكيم الأوْدي

_ = منصور عن ربعي عن علي، ثم رواه من طريق النضر بن شميل: "عن شعبة نحوه، إلا أنه قال: ربعي عن رجل عن علي" ثم قال الترمذي: "حديث أبي داود عن شعبة عندي أصح من حديث النضر، وهكذا روى غير واحد عن منصور عن ربعي عن علي". ورواه ابن ماجة 1: 22 من طريق شريك عن منصور عن ربعي عن علي، ونحن نرجح ما رجحه الترمذي، أنه ليس فيه الرجل المبهم. (1113) إسناده صحيح، هو مختصر 1102. (1114) إسناده صحيح، محمد بن المثنى: هو الحافظ الحجة، شيخ أصحاب الكتب الستة وغيرهم. والحديث مختصر 1105. (1115) إسناده صحيح، سلم بن قتيبة الشعيري، بفتح الشين: ثقة مأمون. والحديث مختصر ما قبله. (1116) إسناده صحيح، وعثِمان بن علي هذا: أمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن جعفر بن ربيعة بن الوحيد بن عامر بن كعب بن كلاب، قتل مع أخيه لأبيه الحسين بن علي، =

حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن هبيرة بن يَرِيم قال: كنا مع عليّ فدعا ابناً له يقال له عثمان، له ذُؤَابة. 1117 - حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلي عن المنْهال بن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان أبي يَسْمُر مع علَيّ فكان عليّ يلبس ثيابَ الصيف في الشتاء، وثيابَ الشتاء في الصيف، فقيل له: لو سألته؟ فسأله، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلىّ وأنا أَرْمَدُ يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله، إني رَمِدٌ، فَتَفَل في عيني وقال: "اللهم أذهبْ عنه الحرَّ والبرد"، فما وجدت حراً ولا برداً بعد، قال: وقال: "لأبعثنَّ رجلاً يحبّه الله ورسوله ويحبُّ الله ورسولَه، ليس بفرّار"، قال: فتشرّف لها الناسُ، قال: فبعث عليَّا. 1118 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو السَّرِيّ هنّاد بن السريِّ حدثنا شريك، وحدثنا على بن حَكيم الأوْدي أنبأنا شريك عن أبي إِسحق عن هبيرة عن علي، قال علي بن حكيم في حديثه: أما تَغَارون أن يخرج نساؤكم، وقال هناد في حديثه: ألا تستحيون أو تغارون؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العُلُوج؟!. 1119 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحَكَم قال سمعت القاسم بن مُخَيْمرَة يحدِّث عن شُريح بن هانئ: أنه سأل عائشة عن المسح على الخفين؟ فَقالت: سل عن ذلك عليَّا، فإنه كان يغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأله، فقال: للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يومٌ وليلة.

_ = انظر طبقات ابن سعد 3/ 1/12. "يريم" في هذا الحديث والحديثين قبله كتبت في ح "مريم" وهو خطأ. والأحاديث 1113 - 1116 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1117) إسناده حسن، وهو مكرر 778 بهذا الإسناد. (1118) إسناداه صحيحان، هناد بن السري التميمي الدارمي: ثقة. والحديث من زيادات عبد الله ابن أحمد. (1119) إسناده صحيح، وهو مكرر 966.

قيل لمحمد: كان يرفعه؟ فقال: إنه كان يَرَى أنه مرفوع، ولكنه كان يَهَابُه. 1120 - حدثنا محمد بن أبي عديّ عن ابن عون عن الشعبي قال: لَعَن محمد - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهده، والواشمة والمتوشمة: قال: ابن عون: قلت: إلاَّ من داء؟ قال: نعم، والحالّ والمحلَّل له، ومانع الصدقة، وقال: وكان ينهى عنَ النوح، ولم يقل: لَعَن، فقلت: من حدَّثك؟ قال: الحرث الأعور الهَمْداني. 1121 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناحي ومحمد بن أبان بن عمران الواسطي قالا حدثنا حماد بن سلمة، وهذا لفظ محمد بن أبان، عن عطاء بن السائب عن زاذانَ عن علي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من تَرك موضعَ شعرة من جنابةٍ لم يصبهِا الماء فُعل به كذا وكذا من النار"، قال على: فمن ثَمَّ عاديتُ شعري كما ترون. 1122 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شَريك عن ابن عُمَير، قال شريك: قلت له: عمن يا أبا عمير؟ عمن حدثه؟ قال: عن نافع بن جُبير عن أبيه عن علي قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ضَخْم الهامة، مشربًا حمرةً، شثن الكفين والقدمين، ضخم اللحية، طويل المَسْرُبة، ضخم الكَرَاديس، يمشي

_ (1120) إسناده ضعيف، للحرث الأعور. ولم يذكر هنا أنه عن علي. ولكن سبق مرار، أنه عن على. وهو مكرر 980. (1121) إسناده صحيح، وهو مكرر 794. وهذا الإسناد من زيادات عبد الله بن أحمد. (1122) إسناده صحيح، ابن عمير: هو عبد الملك بن عمير. قول شريك "عمن يا أبا عمير؟ عمن حدثه؟ " يريد أنه سأل عبد الملك بقوله "عمن يا أبا عمير؟ " ثم بين ذلك بأنه سأله عمن حدثه. وعبد الملك بن عميركنيته "أبو عمرو" وقيل "أبو عمر" كما في التهذيب وغيره، وذكره الدولابي في الكنى فيمن كنيته "أبو عمرو" 2: 43، ولعل ما هنا أرجح في كنيته. وقوله "عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن على" فيه نظر، فإن نافع بن جبير يروي عن على، وأبوه صحابي لم يذكر أنه روى عن علي، وقد روى =

في صبب، يتكفأ في المِشْيَة، لا قصيرٌ ولا طويلٌ، لم أرَقبله مثلَه ولا بعدَه، - صلى الله عليه وسلم -. 1123 - حدثنا أبو معاوية حدثنا ابن أبي ليلى عن عمرو بن مُرّة عن عبد الله بن سَلمة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقرِئُنا القرآنَ ما لم يكن جُنُباً. 1124 - حدثنا علي بن عاصم أخبرنا عاصم بن كليب الجَرْمي عن أبي بُردة بن أبي موسى قال: كنت جالساً مع أبي، فجاء علي، فقام علينا فسلم، ثم أمر أبا موسى بأمور من أمور الناس، قال: ثمِ قال على: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سل الله الهُدَى، وِأنت تعني، بذلك هداية الطريق، واسأل الله السَّدادَ، وأنت تعني بذلك تسديدك السهم"، ونهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أجعل خاتمي في هذه أو هذه، السبابة والوسطى، قال: فكان قائماً فما أدري في أيتهما، قال: ونهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الميثَرة وعن القَسَّيَّة، قلنا له: يا أمير المؤمنين، وأيَّ شىِء الميثرة؟ قال: شيء يصَنعه النساء لبعولتهن على رِحالهن، قال: قلنا: وما القَسّية؟ قال: ثياب تأتينا من قبل الشأم مضلَّعة، فيها أمثال الأُتْرُجّ، قال: قال أبو بردة: فلما رأيت السَّبَنِىّ عرفتُ أنها هي.

_ = عبد الملك بن عمير هذا الحديث عن نافع عن علي، لم يذكر "عن أبيه" وكذلك رواه غيره عن نافع. انظر 744، 746، 944، 946، 947، 1053، فأنا أرجح أن كلمة "عن أبيه" خطأ: إما من أحد الرواة، وإما من الناسخين. (1123) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. وقد مضى الحديث بأسانيد صحاح، أقربها 1011. (1124) إسناده صحيح، وأبو بردة بن أبي موسى يروي عن علي، وعن أبيه عن علي، وهو هنا يصرح أنه كان حاضرًا، ومع ذلك فقد مضت بعض قطع من هذا الحديث عنه عن أبيه عن علي 586، 664 وبعضها عنه عن علي دون واسطة 863، 1019. وانظر 1113. السبني: بفتح السين والباء وكسر النون وآخره ياء مشددة، قال في النهاية: "السبنية: ضرب من الثياب تتخذ من مشاتة الكتان، منسوبة إلى موضع بناحية المغرب، يقال له سبن". وانظر معجم البلدان 5: 31.

1125 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني وَهْب بن بَقيَّة الواسطي حدثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن ميسرة وزاذانً قالا: شرب علىّ قائمًا ثم قال: إنْ أشربْ قائماً فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قائمًا، وإنْ أشربْ جالسًا فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب جالساً. 1126 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا سفيان، وعبد الرزاق أخبرنا سفيان، عن عمرو بن قيس عن الحَكَم عن القاسم بن مُخَيْمرة عن شُريح ابن هانئ عن على قال: جَعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسافر ثلاثةَ أيَام ولياليهن، وللمقيم يوماً وليلة. 1127 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن عون بن أبي جُحَيفة عن أبيه قال: قال علي: إذا حدثْتُكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فلأَنْ أقَعَ من السماء إلى الأرض أحب إلىّ من أن أقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل، ولكن الحرب خَدْعَة. 1128 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني إبراهيم بن الحجاج حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان: أن علي بن أبي طالب شرب قائمًا، فنظر الناسُ فأنكروا ذلك عليه، فقال علي: ما تنظرون؟!

_ (1125) إسناده صحيح، خالد بن عبد الله الواسطي لم يذكر أنه ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه، ولكن روايته هذه عنه محفوظة، فقد رواه حماد بن سلمة عن عطاء عن زاذان 795، 1128، ورواه ابن فضيل عن عطاء عن ميسرة 916، فجمع هذا الإسناد الروايتين، ودل على أنهما جميعاً محفوظتان. (1126) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. عمرو بن قيس: هو الملائي، بضم الميم وتخفيف اللام، وهو ثقة مأمون، من ثقات أهل العلم وأفاضلهم. الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث مختصر 1119. (1127) إسناده صحيح، وانظر 1086. (1128) إسناده صحيح، إبراهيم بن الحجاج بن زيد السلمي: ثقة. والحديث مكرر 1125.

إن أشربْ قائماً، فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قائماً، وإن أشربْ قاعداً فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قاعداً. 1129 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو حفص عمرو بن على حدثنا أبو داود أخبرنىِ وَرْقاء عن عبد الأعلى عن أبي جَميلة عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجامَ أجره. 1130 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثَمة حدثنا هاشم ابن القاسم، قال أبو عبد الرحمن [يعنى عبِد الله بن أحمد]: وحدثني عبد الله بن أبي زياد حدثنا أبو داود قالا حدثنا ورْقاء عن عبد الأعلىِ عن أبي جَميلة عن علي قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرني فأعطيت الحجام أجره. 1131 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فُضَيل عن محمد بن عثمان عن زاذانَ عن علي قال: سألتْ خديجةُ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - عن ولدين ماتا لها في الجاهلية؟ فقال

_ (1129) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وهو مكرر 692. عمرو بن على أبو حفص: هو الفلاس الحافظ، من نبلاء المحدثين. (1130) إسناده ضعيف، وهومكرر ما قبله. عبد الله بن أبي زياد: هو عبد الله بن الحكم بن أبي زياد، سبق الكلام عليه 597. وهذا الحديث رواه عبد الله بن أحمد عن أبي خيثمة عن هاشم بن القاسم، وعن عبد الله بن أبي زياد عن أبي داود الطيالسي، كلاهما عن ورقاء، وقد مضى من رواية الإمام نفسه عن هاشم وأبى داود عن ورقاء 692. (1131) إسناده حسن، على الأقل إن شاء الله. محمد بن عثمان: قال الحافظ في التعجيل 372: "قال الذهبي في الميزان. لا يدرى من هو، فتشت عليه في أماكن، وخبره منكر. قال شيخنا الهيثمي: ذكره ابن حبان في الثقات وأغفله الحسيني. قلت: وذكره الأزدي في الضعفاء". أقول: أبو الفتح الأزدي يغلو في التضعيف بغير حجة. ودعوى الذهبي أن الخبر منكر لا دليل عليها، وليس في معناه نكارة. "ذريتهم" و"ذرياتهم" كذا ثبت في ح هـ بالإفراد في الأولى والجمع في الثانية. على قراءة نافع وأبى جعفر، وفى ك "ذرياتهم" =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هما في النار"، قال: فلما رأى الكراهيةَ في وجهها قال:! لو رأيت مكانَهما لأبْغَضْتهما"، قالت: يا رسول الله، فولدي منك؟ قال: "في الجنةَ"، قال: ثم قالَ رَسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المؤمنين وأولادَهمِ في الجنة، وإن االمشركين وأولادَهم في النار"، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}. 1132 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الحَكَم عنِ يحيىِ بن الجزَّار عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قاعداً يوم الخندق على فُرْضةٍ من فُرض الخندق فقال: "شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ الله بطونَهم وبيوتَهم نارًا".

_ = بالجمع فيهما معًا، على قراءة ابن عامر ويعقوب. وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف "ذريتهم" بالإفراد فيهما معاً. وقال الطبري: "والصواب من القول في ذلك أن جميع ذلك قراءات معروفات مستفيضات في قراءة الأمصار، متقاربات المعاني، فبأيتها قرأ القارئ فمصيب". انظر تفسير الطبري 27: 16 واتحاف فضلاء البشر 400. والحديث في تفسير ابن كثير 83:8 ومجمع الزوائد 7: 217 والميزان للذهبي 3: 101 والدر المنثور مختصراً 6: 119 وكلهم نسبه لعبد الله بن أحمد. وقال في الزوائد: "فيه محمد بن عثمان، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح ". هكذا قال الهيثمي هنا، مع أن الحافظ نقل عنه في التعجيل كما قدمنا أنه قال في محمد بن عثمان: "ذكره ابن حبان في الثقات" فلعله كتب ما في الزوائد قبل أن يراه في ابن حبان. والأحاديث 1128 - 1131 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1132) إسناده صحيح، يحيى بن الجزار العرني، بضم العين وفتح الراء، الكوفي: تابعي ثقة، كان يتشيع، وقال حرب: قلت لأحمد: هل سمع من علي؟ قال: لا. ولكن قال شعبة: "لم يسمع يحيى بن الجزار من علي إلا ثلاثة أحاديث" فذكر هذا الحديث منها. فرضة الخندق: كفرضة النهر، وهي ثلمته التي يستقي منها. والحديث مكرر 1036.

1133 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا زائدة بن قُدَامة عن خالد بن عَلْقَمة حدثنا عبد خَيّرٍ قال: جلس عليّ بعد ما صلى الفجر في الرَّحْبة، ثم قال لغلامه: ايتني بطَهور، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطَسْت، قال عبد خَيْر: ونحن جلوس ننظر إليه، فأخذ بيمينه الإناءَ فأكفأه على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، ثم أخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، فعله ثلاثَ مرارٍ، قال عبد خَيْر: كل ذلك لا يُدخْل يدَه في الإِناء حتى يغسلها ثلاث مراتٍ، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى، فعل ذلك ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمني في الإناء فغسل وجهه ثلاث مرأت، ثم غسل يده اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق، ثم غسل يده اليسرى ثلاث مرات إلى الرفق، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها الماء، ثم رفَعها بما حملتْ من الماء، ثم مسحها بيده اليسرى، ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما مرةً، ثم صبَّ بيده. اليمنى ثلاث مراتِ على قدمه اليمنى، ثم غسلها بيده اليسرى، ثم صبّ بيده اليمنى علىَ قدمه اليسرى، ثم غسلها بيده اليسرى ثلات مرات، ثم أدخل يده اليمنى فغرف بكفه فشرب، ثم قال: هذا طُهور نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فمن أحب أن ينظر إلى طُهور نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا طهوره. 1134 - حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن أبي حسَّان الأعرج عن عَبيدة السَّلماني عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب: "اللهم املأ بيوتَهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى آبت الشمس".

_ (1133) إسناده صحيح، وهو أطول رواية في هذا لعبد خَيْر، وقد مضى مختصراً مرارًا 876، 910، 919، 928، 945، 989، 998، 1007 , 1016، 1027. وانظر 1050. (1134) إسناده صحيح، وهو مكرر 1132.

1135 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أنبأنا أيوب عن مجاهد قال: قال علي: جُعْتُ مرةً بالمدينة جوعًا شديدًا، فخرجت أطلب العمل في عَوَالي المدينة، فإذِا أنا بامرأة قد جمعت مَدَراً، فظننتها تريد بَلَّه، فأتيتها فقاطعُتها كلّ ذَنُوب على تمرة، فمددت ستة عشر ذنوبًا حتى مَجَلَتْ يدايَ، ثم أتيت الماءَ فأصبتُ منه، ثم أتيتها فقلت بكفّيّ هكذا بين يديها، وبسط إسماعيل يديه وجمعهما، فعدَّتْ لى ستة (1) عشر تمرًة:، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فأكل معي منها. 1136 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع، قال [عبد الله بن أحمد]: وحدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي، عن أبي جَنَاب عن أبي جَميلة اللهَوِي قال: سمعت عليّا يقول: احتجم رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال للحجام حين فرغ: "كم خَرَاجُك؟ " قال: صاعان، فوضع عنه صاعًا وأمرني فأعطيتُه. صاعًا.

_ (1135) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن مجاهدَا لم يسمع من على. انظر 687، 838. والحديث في مجمع الزوائد 4: 97 وقال: "رجاله رجال الصحيح، إلا أن مجاهدًا لم يسمع من على" ونسبه أيضاً لابن ماجة باختصار. قوله "فقاطعتها كل ذنوب على تمرة": هذا المعنى لم يذكر في المعاجم إلا في الأساس في المجاز: "وقاطعت الأجير على كذا". (1) هكذا بالأصل وبالطبعة الحلبية والظاهر أنها ست عشرة والله أعلم. [المصحح]. (1136) إسناداه ضعيفان، أبو جناب الكلبي: هو يحيى بن أبي حية، ضعيف، ضعفه يحيى القطان وابن سعد وغيرهما، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "أحاديثه مناكير". وأحسن حاله أن ابن نمير قال: "صدوق، كان صاحب تدليس، أفسد حديثه بالتدليس، كان يحدث بما لم يسمع". والحديث في الزوائد 4: 94 وقال: "فيه أبو جناب الكلبي، وهو مدلس، وقد وثقه جماعة". "أبو جناب" بفتح الجيم وتخفيف النون، وفى الزوائد "أبو حباب" وهو غلط مطبعي. وانظر 1130و2155 من مسند ابن عباس.

1137 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن! إسماعيل حدثنا وكيع عن سفيان (ح) وقال [عبد الله بن أحمد]: وحدثني أبو خَيْثَمة حدثنا يزيد بن هرون حدثنا سفيان، عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي جَميلة عن علي: أن خادمًا للنبى - صلى الله عليه وسلم - فَجَرتْ، فأمرني أن أُقيم عليها الحدَّ، فوجدتُها لم تجفَّ من دمها، فأتيتُه فذكرت له، فقال: "إذا جفّتْ من دمها فأقِمْ عليها الحد، أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانُكم". وهذا لفظ حديث إسحق بن إسماعيل. 1138 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة والعباس بن الوليد قالا حدثنا أبو الأحِوِصِ عن عبد الأعلى عن أبي جَميلة عن على قال: أُخبِر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأَمةٍ له فَجَرَتْ، فذكر الحديث. 1139 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن الحكم عن علي ابن الحسين في مروانَ بن الحَكَم أنه قال: شهدت عليّا وعثمانْ بين مكة والمدينة، وعثمانُ ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى ذلك عِليّ أهلَّ بهما فقال: لبيك بعمرِةٍ وحجّ معًا، فقال عثمان: تَراني أنهَى الناس عنه وأنت تفعله؟! قال: لم أكن أدَع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقول أحدٍ من الناس. 1140 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي وإسحق بن إسماعيل قالا حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب، [قال عبد الله بن

_ (1137) إسناداه ضعيفان، من أجل عبد الأعلى الثعلبي. وهو مكرر 736. (1138) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. قوله "قالا حدثنا أبو الأحوص" سقط من ح خطأ، فزدناه من ك هـ على الصواب. والأحاديث 1136 - 1138 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1139) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. وانظر 432.431 , 707, 756, 1146. (1140) أسانيده صحاح، إلا رواية عبد الله عن سفيان بن وكيع. رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه وإسحق بنن إسماعيل عن محمد بن فضيل عن عطاء، ورواه أيضاً عن سفيان بن=

أحمد]: وحدثني سفيان بن وكيع حدثنا عمِران بن عيينة، جميعاً عن عطاء بن السائب عن ميسرة: رأيت عليَّا شرب قائماً, فقلت: تشرب وأنت قائم؟ قال: إن أشربْ قائماً فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قائمًا، وإن أشرب قاعدًا فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قاعدًا. 1141 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة في الحَكَم قال سمعت ابن أبي ليلى حدثنا علي: أن فاطمة اشتكتْ ما تلقَى من أثر الرَّحَى في يدها، وأتَى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْىٌ، فانطلقتْ فلم تجده، ولقيتْ عائشة فأخبرتْها، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أخذْنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على مكانكما"، فقعد بيننا حتى وجدتُ برد قدميه على صدري، فقال: "ألا أعلمكما خيرًا مما سألتما؟ إذ أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعًا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثاً وثلاثين، وتحمداه ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لكما من، خادم". 1142 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن بكار مولى بني هاشم وأبو الربيع الزَّهراني قالا حدثنا أبو وكيع الجرّاحُ بن مَليح عن

_ = وكيع عن عمران عن عطاء. عمران بن عيينة: هو أخو سفيان بن عيينة، وهو صالح الحديث كما قال ابن معين وأبو زرعة وغيرهما. وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 302: "لا يحتج بحديثه فإنه يأتي بالمناكير"، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. والحديث مكرر 1128. (1141) إسناده صحيح، وهو مطول 740 وانظر 838، 996، 1135. (1142) إسناده ضعيف، من أجل عبد الأعلى الثعلبي. أبو الربيع الزهراني: هو سليمان بن داود العتكي الحافظ. أبو جميلة: اسمه ميسرة بن يعقوب، كما قلنا في 692، وإنما أراد عبد الله بن أحمد هنا أن يفرق بين لفظي شيخيه، أحدهما قال "عن أبي جميلة" والآخر قال "عن ميسرة أبي جميلة"، ثم بين لفظ كل منهما في متن الحديث أيضاً، والمعنى واحد. "تعالت" أي ارتفعت وظهرت، يريد شفيت. والحديث مكرر 1138.

عبد الأعلى الثعلبي عن أبي جَميلة عن علي، وقال أبو الربيع حديثه: عن مَيْسَرة أبي جميلة عن علي، أنه قال: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أمَة له سوداء زَنَتْ، لأجلدَها الحدَّ، قال: فوجدتها في دمائها، فأتيت النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتْه بذلك، فقال لى: "إذا تَعَالَتْ من نُفَاسها فاجلدْها خمسين"، وقال أبو الربيع في حديثه: قال: فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إذا جفت من دمائها فحُدَّ ها"، ثم قال: "أقيموا الحدود". 1143 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبوأسامة عن عبد الله بن محمد بن عمر بن على عن أبيه عن جده: أن عليّا كان يسير حتى إذا غربت الشمس وأَظْلَمَ، نزل فصلى المغرب، ثم صلى العشاء على أثرها، ثم يقول: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع. 1144 - حدثنا عفان حدثنا شعبة أخبرنا الحَكَم قال سمعت ابن أبي ليلى أن عليَّا حدثهم: أن فاطمة شَكَتْ إلى أبيها ما تلقَى من يديها من الرَّحى، فذكر معنى حديث محمد بن جعفر عن شعبة. 1145 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن عمرو بن مُرّة قال سمعت أبا البَخْتَرِيّ الطائي قال: أخبرني من سمع عليّا يقول: لما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت: تبعثني وأنا رجل حديث السنَّ، وليس لى علم بكثير من القضاء؟ قال: فَضَرب صدري رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "اذهب،

_ (1143) إسناده صحيح، أبو أسامة؟ هو حماد بن أسامة، وهو ثقة ثبت مأمون. عبد الله بن محمد ابن عمر بن على بن أبي طالب: ذكره ابن حبان في الثقات، والحديث رواه أبو داود 1: 476 وسكت عنه هو والمنذري وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (1144) إسناده صحيح، وهو مكرر 1141. (1145) إسناده ضعيف، لانقطاعه، سبق الكلام عليه 636. وقد مضى بأسانيد متصلة 666،

فإن الله عز وجل سيثبّت لسانك ويهدي قلبك"، قال: فما أعياني قضاءٌ بين اثنين. 1146 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن عمرو بن مُرَّة عن سعيد بن المسيَّب قال: اجتمع على وعثمان بعُسْفَان، فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة، فقال على: ما تريد إلى أمر فَعَله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنهى عنها؟ فقال عثمان: دَعْنا منك. 1147 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيمِ قال سمعت عبد الله بن شدّاد يقول: قال علي: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَمع أبويه لأحدٍ غيرِ سعد بن مالك، فإنْ يوم أُحد جعل يقول: "ارْم فداك أبي وأمي". 1148 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي وعبيد الله بن عمر

_ (1146) إسناده صحيح، وانظر 1139. (1147) إسناده صحيح، وهو مكرر 1017. (1148) هذا الحديث رواه عبد الله بن أحمد بإسنادين، أحدهما: عن أبيه والقواريري والمقدمي وبندار، أربعتهم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبي حرب، وهو إسناد صحيح متصل، والثاني: عن أبي خيثمة عن عبد الصمد بن عبد الوارث ومعاذ بن هشام عن هشام عن أبي حرب، فحذف أبو خيثمة في روأيته "قتادة" من الإسناد منقطعًا، لأن هشامًا الدستوائي لم يدرك أبا حرب بن أبي الأسود، بل هو يروي حديثه بواسطة قتادة، كما مضى 757.563 وكما سيأتي، 1149. ثم إن نسخ المسند وقع فيها هنا خطأ في إسناد رواية أبي خيثمة، فإن فيها: "وحدثنى أبو خيثمة حدثنا عبد الصمد ومعاذ بن هشام" فكلمةْ "بن هشام" خطأ، صوابها "عن هشام" كما صححناها وأثبتناها، فإن قول عبد الله بن أحمد في آخر الحديث "ولم يذكر أبو خيثمة في حديثه (عن قتادة) "دليل على أن الفرق بين روايته وبين رواية غيره أنه حذف"قتادة" وذكروه، فلو كان حذف "عن هشام" أيضاً لنص عليه إن شاء الله، إذ يزيد به الإسناد انقطاعاً فوق انقطاع.

القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدَّمي ومحمد بن بشار بُنْدَار قالوا حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي، قال [عبد الله بن أحمد]: وحدثني أبو خَيْثَمة حدثنا عبد الصمد ومعاذ عن هشام، عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود، وقال أبو خيثمة في حديثه "ابن أبي الأسود عن أبيه" عن على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بول الغلام الرضيعِ ينضَح، وبول الجارية يُغْسَل"، قال قتادة: وهذا ما لم يَطْعَمَا الطعامَ، فإذا طَعما الطعامَ غُسلا جميعًا، قال عبد الله: ولم يذكر أبو خيثمة في حديثه "عن قتَادة". 1149 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا هشام عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن على بن أبي طالب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فىِ الرضيع: "يُنضح بول الغلام ويُغسل بول الجارية"، قال قتادة: وهذا ما لم يَطْعما الطعام، فإذا طعما غُسلا جميعًا. 1150 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أبي حسّان الأعرج عن عَبيدة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: "شَغلونا عن صلاة الوسطى حتى آبت الشمس، ملأ الله قبورهم ناراً وبيوتهم، أو بطونهم"، شك شعبة في البيوت والبطون. 1151 - حدثنا حجاج حدثني شعبة قال سمعت قتادة قال سمعت أبا حسان يحدث عن عَبيدة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى آبت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم أو بطونهم ناراً"، شك في البيوت والبطودن، فأما القبور فليس فيه شك.

_ (1149). إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ومكرر 563 بإسناده. (1150) إسناده صحيح، وهو مكرر 1134. (1151) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

1152 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة في أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: من كلّ الليل أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أوّل وأوسطه وآخره، وانتهى وتره إلى آخره. 1153 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن هُبيرة عن علي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان. 1154 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن هُبيرة عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُهديت له حلة من حرير فكسانيها، قال: علي: فخرجت فيها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لست أرضى لك ما أكره لنفسي"، قال: فأمرني فشققتها بين نسائي خُمُرًا، بين فاطمة وعمته. 1155 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن عُبيد بن حسَاب حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عُتيبة، وهو الضرير، عن بُريْد بن أَصَرم قال: سمعت عليّا يقول: مات رجل من أهل الصُّفَّة، فقيل: يا رسول الله، ترك ديناراً ودرهماً، فقال: "كيَّتَانِ، صلوا على صاحبكم".

_ (1152) إسناده صحيح، وهو مختصر 974. وانظر 987. (1153) إسناده صحيح، وهو مكرر 1115. (1154) إسناده صحيح، وانظر 1077. وفى رواية لمسلم: "إنما بعثت بها إليك لتشققها خمرًا بين الفواطم" ونقل الحافظ في الفتح عن ابن قتيبة قال: "المراد بالفواطم: فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفاطمة بنت أسد بن هاشم والدة علي، ولا أعرف الثالثة". إنظر المنتقى 700، فلعل المراد بعمته هنا "فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف " فإنها بنت عم أبيه. (1155) إسناده ضعيف، لجهالة عتيبة. وهو مكرر 788 وسبق الكلام عليه مفصلا. محمد بن عبيد بن حساب الغُبَري: ثقة: روى عنه مسلم وأبو داود. "حساب " بكسر الحاء وتخفيف السين، وفى ح "حبان " وهو خطأ. جعفر بن سليمان: هو الضبعي. "عتيبة"=

1156 - [قال عبد الله بن أحمد]: وحدثني أبو خَيْثَمة حدثنا حَبّان ابن هلال حدثنا جعفر، فذكر مثله نحوه. 1157 - حدثنا حجاج حدثني شعبة عن قتادة قال: سمعت جُرَىَّ ابن كُلَيب يقول: سمعت عليَّا يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عَضَب القَرْن والأذن، قال قتادة:: فسألت سعيد بن المسيب، قال: قلت: ما عَضَبُ الأذن؟ فقال: إذا كان النِّصْفَ أو أكثرَ من ذلك. 1158 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد في قتادة عن جُرَىّ ابن كُلَيب أنه سمع عليّا يقول: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُضَحَّى بأعضب القردن والأذدن، قال قتادة: فذكرت ذلك لصعيد بن المسيب، فقال: نعم، العضَب النِّصْفُ أو أكثُر من ذلك. 1159 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن هُبيرة عن على: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى، أو نهاني، عن الميثَرَة والقسِّيّ وخاتم الذهب. 1160 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن هانئ بن هانئ عن على: أن عماراً استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "الطِّيب

_ = بالتصغير، وفى ح "عتبة" وهو خطأ. (1156) إسناده ضعيف، لجهالة عتيبة. حبان بن هلال الباهلي: ثقة ثبت حجة، قال أحمد: "إليه المنتهى في التثبت بالبصرة". "حبان " بفتح الحاء الهملة وتشديد الباء الموحدة. والحديث مكرر ما قبله. وهي من زيادات عبد الله بن أحمد. (1157) إسناده صحيح، وهو مكرر 1066. (1158) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1159) إسناده صحيح، وهو مكرر 1113. (1160) إسناده صحيح، وهو مكرر 1079.

المطيَّب، ائذنْ له". 1161 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة في أبي إسحق قال: سمعت حارثة بن مُضَرّب يحدث عن علي قال: لقد رأيُتنا ليلة بدرٍ وما منّا إلا نائم، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه كان يصلي إلى شجرة ويدعو حتى أصبح وما كان منّا فارس يومَ بدر غير المقداد بن الأسود. 1162 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن إسماعيل بن سُمَيع حدثني مالك بن عُمير قال: جاء زيد بن صُوحَان إلى على فقال: حدّثْني ما نهاك عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: نهاني عن الحَنْتم والدُّباء والنَّقير والجَعة، وعن خاتم الذهب، أو قال حَلْقة الذهب، وعن الحرير والقَسِّي والميثَرة الحمراء، قال: وأُهديتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلةُ حرير فكسانيها، فخرجتُ فيهَا، فأخذها فأعطاها فاطمةَ أو عمتَه. إسماعيلُ يقول ذلك. 1163 - حدثناه يونس حدثنا عبد الواحد، فذكره بإسناده ومعناه، إلا أنه قال: جاء صَعْصَعَةُ بن صُوحَان إلى على.

_ (1161) إسناده صحيح، وهو مكرر 1023. (1162) إسناده صحيح، وهو مكرر 963 إلا أن هناك أن الذي سأل عليَّا هو صعصعة بن صوحان كالذي في الرواية الآتية. وزيد وصعصعة أخوان لأب وأم، شهدا يوم الجمل هما وأخوهما سيحان بن صوحان، وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة، وكانت الراية يوم الجمل في يده، فقتل فأخذها زيد فقتل، فأخذها صعصعة، كما في ابن سعد 6: 154 وذكرأن صعصعة روى معنى هذا الحديث عن علي. وترجم أيضاً لزيد6: 84 - 86 ونقل أنه لما أصيب ورفع من المعركة وهو جريح قال: "أدفنونى وابن أمى في قبر، ولاتغسلوا عنا دماً، فإنا قوم مخاصَمون ". ولزيد ترجمة في الإصابة 3: 45 - 46 والتعجيل 142 - 143، ولصعصعة ترجمة في الإصابة 3: 259 - 260 والتهذيب 4: 422. أبوهما "صوحان" بضم الصاد. (1163) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

1164 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن بكار حدثنا حبّان بن على عن ضرَار بن مُرّة عن حُصين المزني قال: قال علي بن أبي طَالب على المنبر: أيهَا الناس، إني سمعتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يقطع الصلاة إلا الحدث"، لا أستحييكم مما لا يستحيي منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: والحدث أن يفْسُوَ أو يضرِط. 1165 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني قَطن بن نُسَير أبو عبَّاد الذَّارع حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عُتيبة الضرير حدثنا بُريد بن أصرم قال: سمعت عليّا يقول: مات رجل من أهل الصُّفَّة وترك ديناراً ودرهماً، فقيل: يا رسول الله، ترك ديناراً ودرهماً، فقال: "كيَّتان، صلوا على صاحبكم". 1166 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر

_ (1164) إسناده ضعيف، حبان بن على العنزي الكوفي: قال البخاري في الضعفاء 11: "ليس عندهم بالقوي"، وكذا قالْ في التاريخ الكبير 2/ 1/ 81، وقال النسائى 10: "ضعيف كوفي". "حبان" بكسر الحاء وتشديد الباء الموحدة. ضرار بن مرة الكوفي: ثقة ثبت. حصين المزني: قال ابن معين: "لا أعرفه"، وقال الحافظ في التعجيل 97 - 98: "ذكره ابن حبان في الثقات فقال: حصين بن عبد الله الشيباني". وأنا أرى أن هذا خطأ أو كالخطأ، فأين مزينة من شيبان؟! فلعل الحافظ وهم واشتبه عليه. ولكن حصينًا المزني هذا تابعي، والتابعون على الستر والأمانة حتى بخد جرحاً واضحاً، وذكرت نسبته في التعجيل "المدني" بالدال، وهو خطأ مطبعي فيما أرى. والحديث في الزوائد 1: 243 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على أبيه، والطبرانى في الأوسط، وحصين قال ابن معين: لا أعرفه". (1165) إسناده ضعيف، لجهالة عتيبة الضرير. قطن بن نسير أبو عباد الذارع: صدوق يخطىء، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه مسلم. "قطن" بفتح القاف والطاء. "نسير". بضم النون وفتح السين. والحديث مكرر 1156. (1166) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل من الأنصار الراوية عن على. مسلم بن أبي مريم =

المقدَّمي حدثنا سعيد بن سلمة، يعنى ابن أبي الحُسَام، حدثنا مسلم بن أبي مريم عن رجل من الأنصار عن على: أن النبِي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من عاد مريضاً مشى في خِرَاف الجنة، فإذا جلس عنده استَنْقَع في الرحمة، فإذا خرج من عنده وُكل به سبعون ألف ملَك يستغفرون له ذلك اليوم". 1167 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج أنبأنا شعبة، قال: سمعت محمد بن المنكدر قال: سمعت مسعَر بن الحَكَم قال: سمعت عليّا، قال حجاج: قال: حدثنا على قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في جنازة فقمنا، ورأيته قعد فقعدنا. 1168 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبة عن عاصم بن كليب قال سمعت أبا بردة قال سمعت على بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قل: اللهم إني أسألك الهُدَى والسَّداد، واذكر بالهدي هدايَتك الطريق، واذكر بالسداد تسديدك السهم"، قال: ونهى، أو نهاني، عن القَسِّيّ والميثرة، وعن الخاتم في السبَّابة أو الوسطى. 1169 - حدثنا محمد بن جعفير حدثنا شعبة عن. أبي عَوْن قال سمعت أبا صالح قال: قال علي: ذَكَرتُ ابنةَ حمزة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

_ = السلولى المدني: تابعي ثقة، من شيوخ مالك والليث وشعبة. وقد مضى معنى الحديث بأسانيد أخر، بعضها صحيح 612، 702، 754، 955, 975, 976. استنقع في الرحمة: استقر فيها، يقال "استنقع في الماء" إذا ثبت فيه يبترد، على البناء للفاعل، ويجوز أن يكون بضم التاء وكسر القاف، على ما لم يسم فاعله، يقال "استنقع الشىء في الماء". والأحاديث 1164 - 1166 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1167) إسناده صحيح، وهو مكرر 1094. (1168) إسناده صحيح، وهو مختصر 1124. وانظر 1162. (1169) إسناده صحيح، وسبق الكلام على مثل هذا الإسناد 1077. والحديث في معنى 1099.

إنها ابنة أخي من الرضاعة. 1170 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو داود المباركي سليمان بن محمد حدثنا أبو شهاب عن شعبة عن الحَكَم عن أبي المُوَرّع عنِ علي قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فقال: "من يأتي المدينةَ فلا يَدعُ قبرًا إلا سوّاه، ولا صورةً إلا طَلَخها، ولا وثنًا إلا كسره؟ "، قال: فقام رجل فقال: أنا، ثم هاب أهلَ المدينة فجلس، قال علي: فانطلقت، ثِمِ جئت فقلت: يا رسول الله، لم أدع بالمدينة قبرًا إلا سوَّيته ولا صورة إلا طلختها، ولا وثنًا. إلا كسرته، قال: فقال: "من عاد فصنع شيئاً من ذلك فقد كفر بما أنزل الله على محمد، يا علي، لاتكونن فتاناً، أو قال: مختالاً، ولا تاجراً، إلا تاجر الخير، فإن أولئك هم المسَوِّفُون في العمل". 1171 - حدثنا محمد بن جِعفرحدثنا شعبة عن أبىٍ عَوْن عن أبي صالح قال: سمعت عليّا قال: أُهديَتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلةٌ سيراء، فبعث بها إلىّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجت فيهَا، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رأيت الغضب في وجهه، فقال: "إني لم أُعطكها لتلبَسها"، قال: فأمرني فأطَرْتهُا بين نسائي. 1172 - حدثنا محمد بِن جعفر حدثنا شعبة عن علي بن مُدْرك عن أبي زُرْعة عن عبد الله بن نُجَىّ عن أبيه عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة ولا جُنُب ولا كلب".

_ (1170) إسناده حسن، أبو شهاب: هو الحناط عبد ربه بن نافع. وسبق الكلام على هذا الإسناد 657، وانظر 658، 683، 741، 881، 889، 1064، 1175 - 1177 وهو في المجمع 5/ 172 - 173. في ح "المسوفون" وفى ك هـ "المسبوقون". (1171) إسناده صحيح، وهو مطول 1077. وانظر 1154 , 1162. (1172) إسناده صحيح، وهو مطول 815 ومكرر 632. وانظر 647 ,845.

1173 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزّال بن سَبْرة: أنه شهد عليَّا صلىِ الظهرثم جلس في الرَّحْبة في حوائج الناس، فلما حضرت العصر أُتى بتَوْر، فأخذ حفنةَ ماء، فمسح يديه وذراعيه ووجهه ورأسه ورجليه، ثم شرب فضله وهو قائم، ثم قال: إن ناسًا يكرهون أن يشربوا وهم قيام، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع كما صنعتُ، وهذا وضوء من لم يُحدِث. 1174 - حدثنا عفان حدثنا شعبة أنبأنا عبد الملك بن ميسرة قال سمعت النزّال بن سَبْرَة قال: سمعت عليَّا، فذكر معناه، إلا أنه قال: أُتي بكوز. 1175 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شعبة قال: الحَكَم أخبرني عن أبي محمد عن على قال: بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فأمره أن يُسوِّيَ القبور. 1176 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني شيبان أبو محمد حدثنا حماد، يعنى ابن سلمة، أنبأنا حجاج بن أرطاة عن الحكم بن عُتيبة عن أبي محمد الهذلي عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلاً من الأنصار أن يسوي كلَّ قبر وأن يلطخ كلَّ صنم، فقال: يا رسول الله، إني أكره أن أدخل بيوت قومي، قال: فأرسَلني، فلما جئت قال: "يِا على، لاتكوننّ فتاناً ولا مختالا، ولا تاجراً، إلا تاجر خيرٍ، فإن أولئك مُسوِّفون أو

_ (1173) إسناده صحيح، وهو مطول 1005. وانظر 1050، 1140. (1174) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1175) إسناده حسن، وهو مختصر 1170. (1176) إسناده حسن، وانظر المجمع 5/ 172، وهو مطول ما قبله. مسوفون: من التسويف، وهو المطل والتأخير. وقوله "أو مسبوقون" سقط من ح وأثبتناه من ك هـ. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

مسبوقون في العمل". 1177 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن الحكم عن رجل من أهل البصرة، قال: وأهل البصرة يكنونه أبا مورِّع، قال: وكان أهل الكوفة يكنونه بأبي محمد، قال: كان رسول الله فَي في جنازة، فذكر نحو حديث أبي داود عن أبي شهاب. 1178 - حدثنا محمد بن جعفر، قال: وحجاج، قال: حدثني شعبة قال سمعت مالك بن عُرْفُطَة قال سمعت عبد خَيِر قال: رأيت عليَّا أُتي بكرسى فقعد عليه، ثم أُتى بكوز، قال حجَّاج: بتور من ماء، قال: فغسل يديه ثلاثاً، ومضمض ثلاثاً مع الاستنشاق بماء وَاحد، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً، قال حجاج: ثلاثاً ثلاثاً، بيد واحدة، ووضع يديه في التوْر، ثم مسح رأسه، قال حجاج: فأشار بيديه من مقدّم رأسه إلى مؤخر رأسه، قال: ولا أدري أرَدّها إلى مقدّم رأسه أم لا، وغسل رجليه ثلاثاً، قال حجاج: ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى طُهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا طُهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1179 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عُبيد الله بن عمر

_ (1177) إسناده حسن، على أنه مرسل، ولكن تبين وصله من الروايات الأخر، وقد سبق بهذا الإسناد 658، والحديث في معنى ما قبله. وهو من رواية الإمام ولكن ابنه عبد الله اختصره، وأحال على الإسناد الذي رواه هو من زياداته عن أبي داود المباركي عن أبي شهاب، وقد مضى 1170. (1178) إسناده صحيح، وهو مكرر 989. وانظر 1133 والأحاديث التى أشرنا إليها هناك، وانظر أيضاً 1173. (1179) إسناده صحيح، جميل بن مرة الشيباني البصري: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 215 فلم يذكر فيه جرحا ً. أبو الوضيء: =

القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا جَميل بن مُرَّة عن أبي الوَضِيء قال: شهدت عليَّا حيث قَتل أهل النَّهْرَوان، قال: التمسوا لى المُخدج، فطلبوه في القتلي، فقالوا: ليس بخده، فقال: ارجعوا فالتمسوا، فوالله ما كَذَبتُ ولا كُذْبُت، فرجعوا فطلبوه، فردّد ذلك مرارًا، كل ذلك يحلف بالله: ما كذَبت ولاَ كُذبتُ، فانطلقوا فوجدوه تحت القتلى في طين، فاستخرجوه، فجيء به، فقَال أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه، حبشي عليه ثَدْي قد طبق إحدى يديه مثل ثدي المرأة، عليها شعرات مثل شعراتٍ تكون على ذَنَب اليرْبُوع. 1180 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سُويد عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن الدُّبّاء والمُزَفَّتْ. 1181 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سليمان عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن على عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان في جنازة فاخذ عوداً ينكتُ في الأرض، فقال: "ما منكم من أحد إلا

_ هو عباد بن نسيب، بالتصغير، السحتني، وهو مشهور بكنيته، وكان على شرطة علي، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وانظر ترجمته في الجرح والتعديل 3/ 1/ 87. "السحتني" بفتح السين والتاء وبينهما حاء ساكنة وآخره نون، نسبة إلى "سحتن" وهو لقب جشم بن عوف بن جذيمة. "قتل أهل النهروان" في ح "مثل" بدل "قتل" وهو خطأ، صححناه من ك هـ. وانظر 848، 982، 983، 1086، 1188، 1189، 1196. (1180) إسناده صحيح، وهو مكرر 634. وانظر 1163. (1181) إسناداه صحيحان، وقول شعبة "حدثني به منصور بن المعتمر" إلخ: يعنى أن منصوراً حدثه به عن سعد بن عبيدة. والحديث مكرر 1110، وقد مضى أيضاً من طريقين عن منصور 1067، 1068.

قد كُتب مقعده من النار أو من الجنة، قالوا: يا رسوِل الله، أفلا نتكلِ؟ قال: اعملوا، فكل ميَسَّر {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} " قَال شعبة: وحدثني به منصور بن المعتمر، فلمَ أنكر من حديث سليَمان شيئاً. 1182 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة قال سمعت سليمان يحدث عن المنذر الثوري عن محمد بن علي عن علي قال: استحييت أن أسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المذي من أجل فاطمة، فأمرت المقداد بن الأسود فسأل عن ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "فيه الوضوء". 1183 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن: أن عمر بن الخطاب أراد أن يرجم مجنونة، فقال له علي، ما لَكَ ذلك، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الطفل حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يبرأ أو يعقل"، فأَدرأ عنها عمر. 1184 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن عبد الله الداناج

_ (1182) إسناده صحيح، سليمان: هو الأعمش. المنذر الثوري: هو المنذر بن يعلى أبو يعلى. والحديث مطول 1010. وانظر 1071. (1183) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال، لأن الحسن البصري لم يدرك عمر، ولكنه يروي هذا الحديث عن علي فهو يحكي القصة رواية لا مشاهدة، وقد مضى الحديث مختصراً من روايته عن على 940، 956. قوله "قال سمعت رسول الله": أي أنه اعترض على عمر ثم قال له ذلك. وفى ك "فإني سمعت". درأ الحد: دفعه، ثلاثي، ولكنه جاء هنا "أدرأ" رباعياً، ولم أجده في المعاجم، و "فعل وأفعل" علي اتفاق المعنى باب واسع. (1184) إسناده صحيح، حُضَين بالضاد العجمة، وفى ح "حصين" بالهملة، وهو تصحيف. والحديث مكرر، 624، وسيأتي مطولا 1229.

عن حُضَين قال: شُهد على الوليد بن عقْبة عند عثمان أنه شرب الخمر، فكلَّم علىَّ عثمانَ فيه، فقال: دونَك ابن عمك فاجلدْه، فقالِ: قِم يا حسنُ، فقال: ما لكَ ولهذا؟ وَلِّ هذا غيرك! فقال: بل عَجزْت ووهَنْتَ وضَعُفتَ! قم يا عبدَالله بن جعفر، فجلده، وعدّ علىّ، فلما كمل أربعين، قال: حَسْبُكَ، أو: أَمْسكْ، جلد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين، وأبو بكر أربعين، وكمَّلها عمر ثمانين، وَكلَّ سُنة. 1185 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن الشعبي: أن شَرَاحة الهَمْدانية أَتت عليَّا فقالت: إني زنيت، فقال: لعلك غَيْرَى، لعلك رأيت في منامك، لعلك اسُتكْرِهت، فكلَّ تقول: لا، فجلدها يوم الخميس، ورجَمها يوم الجمعة، وقال: جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنة نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. 1186 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَر أنبأنا الزهري عن أبي عُبيد مولى عبد الرحمن بن عوف قال: شهدتُ عليَّا قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى أن يمسك أحد من نسكه شيئاً فوقَ ثلاثة أيامِ. 1187 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثمة زُهَير بن حَرْب وسفيان عن وكيع بن الجراح قالا حدثنا جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو عن نُعيم بن دَجاجة الأسدي قال: كنت عند على فدخل عَليه أبو مسعود فقال له: يا فرُّوخ، أنت القائل لا يأتي على الناس مائةُ سنة

_ (1185) إسناده صحيح، وهو مطول 839. وانظر 978. (1186) إسناده صحيح، وهو مكرر 806. (1187) إسناده صحيح، وهو مطول 718. أبو مسعود الأنصاري البدري: اسمه عقبة بن عمرو، كما مضى 714، فقول على له هنا "يا فروخ" ليس نداء له باسمه، ولعله قاله له كناية عن عدم فهمه كلام رسول الله، لأنهم قالوا إن "فروخ" هو أبو العجم الذين في وسط البلاد، وأنه ابن إبراهيم وأخو إسحق وإسماعيل، عليهم السلام.

وعلى الأرض عينٌ تَطْرفُ؟ أخْطَت استُكَ الحفْرَة! إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يأتي على الناسٍ مائةُ سنة وعلىَ الأرض عين تطرف ممن هو اليومَ حَىٌ"، وإنمارخاء هذه وفَرَجُها بعد المائة. 1188 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدَّمي حدثنا حماد بن زيد حدثنا جَميل بن مُرة عن أبي الوَضيء قال: شهدت علياً حين قَتل أهل النهْرَوان قال: التمسوا في القتلى، قالوا لم نجده، قال: اطلبوه، فوالله ما كَذْبتُ ولا كُذبْت، حتى استخرجوه من تحت القتلى، قال أبو الوضيء: فكأنى أنظر إلَيه، حبشيّ، إحدى يديه مثل ثدي المرأة، عليها شعَرات مثل ذَنَب اليرْبُوع. 1189 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني حجاج بن يوسف الشاعر حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا يزيد بن أبي صالح أن أبا الوضيء عبَّاداً حدثه أنه قال: كنا عامدين إلىِ الكوفة مع علي بن أبي طالب، فلما بلغْنا مسيرة ليلتين أوثلاث من حرُوراء، شذَّ منّا ناس كثير، فذكرنا ذلك لعلي فقال: لايَهُولنَّكم أمرُهم، فإنهم سيرجعون، فذكر الحديث بطوله، قال: فحمد الله عليُّ بن أبي طالب وقال: إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مُخْدَج اليد، على حلمة ثديه شعراتٌ كأنهن ذَنَب اليرْبُوع،

_ (1188) إسناده صحيح، وهو مكرر 1179. (1189) إسناده صحيح، حجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي، عرف بابن الشاعر: ثقة من الحفاظ، روى عنه مسلم وأبو داود وغيرهما، كان أبوه يوسف شاعراً صحب أبا نواس. عبد الصمد بن عبد الوراث: ثقة مأمون. يزيد بن أبي صالح. هو أبو حبيب الدباغ، وهو تابعي ثقة، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وهو أوثق من بقي بالبصرة من أصحاب أنس. وروى عنه الطيالسي 2137 وقال: "ما لقينا عن أصحاب أنس أوثق منه، روى عنه حماد بن زيد وحماد بن سلمة، وكان شعبة يأتيه". والحديث مطول ما قبله. والأحاديث 1187 - 1189 هن زيادات عبد الله بن أحمد.

فالتمسوه فلم يجدوه، فأتيناه فقلنا: إنَّا لم نجده، فقال: فالتمِسوه، فوالله ما كَذَبتُ ولا كُذبْتُ، ثلاثا، فقلنا: لم نجده، فجاء علي بنفسه، فجعل يقول: اقلبوا ذا، اقلبوَا ذا، حتى جاء رجل من الكوفة فقال هو ذا، قال علي: الله أكبر، لا يأتيكم أحد يخْبِركم مَنْ أبوه، فجعل الناس يقولون: هذا مَلَك هذا مَلَك! يقول على: ابنُ مَنْ هو؟!. 1190 - حدثنا بَهْز حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا سَلَمة بن كهَيل عن الشعبي: أن علياً قال لشَرَاحة: لعلكِ استُكرهْتِ، لعل زوجك أتاكِ، لعلك، لعلك؟ قالت: لا، قال: فلما وضعت ما في بطنها جلَدَها ثم رجمها، فقيل له: جلدتَها ثم رجمتَها؟! قال: جلدتُها بكتاب الله، ورجمتُها بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1191 - حدثنا يزيد أنبأنا شعبة عن سَلَمة بن كُهَيل عنْ حبَّة العُرَني قال: سمعت عليّا يقول: أنا أول رجلِ صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1192 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري عن أبي عُبيد مولى عبد الرحمن بن عوف قال: ثم شهدتُه مع علىّ فصلى قبل أن يخطب بلا أذان ولا إقامة، ثم خطب فقال: يا أيها الناس، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى أن تأكلوا نسككم بعد ثلاث ليال، فلا تأكلوها بعد. 1193 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يِسَافٍ عن وَهْب بن الأجْدَع عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

_ (1190) إسناده صحيح، وهو مطول 839. وانظر 1185. في ح "بهز بن حماد بن سلمة" وهو خطأ صححناه من ك هـ. (1191) إسناده صحيح، وهو مختصر 776. (1192) إسناده صحيح، وهو مكرر 587. وانظر 1186. (1193) إسناده صحيح، وهو مكرر 1076.

"لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة". 1194 - حديث عبد الرزاق حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن محمد بن على عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يواصل من السَّحَر إلى السَّحَر. 1195 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن عُيَيَنة عن محمد بن سُوقَةَ عن منذر الثوري عن محمد بن على قال: جاء إلى علىّ ناسٌ من الناس، فشكَوْا سُعَاةَ عثمان، قال: فقال لى أبي: اذهبْ بهذا الكتاب إلى عثمان فقل له: إن الناس قد شكَوْا سُعَاتَك، وهذا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصدقة، فُمرْهم فليأخذوا به، قال: فأتيت عثمانَ فذكرتُ ذلك له، قال: فلو كان ذاكرًا عثمان بشيء لذكَره يومئذ، يعني بسوء. 1196 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني حَجّاج بن الشاعر حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا يزيد بن أبي صالح أبا الوضيء عبّادًا حدثه أنه قال: كنّا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب، فذكر حديث المُخْدَج، قال على: فوالله ما كَذبتُ ولا كُذبتُ، ثلاثا، فقال علي: أما إن خليلي أخبرني ثلاثةَ إخوةٍ: من الجنّ، هذا أكبرهم، والثاني له جمع كثير، والثالث فيه ضعف. 1197 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا زكريا بن يحيى زَحْمَوَيْهِ

_ (1194) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي. والحديث مكرر700 رواه عبد الأعلى هناك عن أبي عبد الرحمن السلمي، ورواه هنا عن ابن الحنفية. (1195) إسناده صحيح، وفي ذخائر المواريث 5411 أنه رواه البخاري. (1196) إسناده صحيح، وهو مكرر 1189 بإسناده، ولم يسق هنا لفظه، لكنه زاد في آخره زيادة ليست هناك. (1197) إسناده صحيح، وهو مكرر 1027 ومختصر 1133. وانظر 1178، 1323.

حدثنا شَريك عن خالد بن عَلْقَمِة عن عبد خَيْر قال: صلينا الغداة فجلسنا إلى علي بن أبي طالب، فدعا بوضوء، فغسل يديه ثلاثاً، ومضمض مرتين من كف واحد، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه، ثم غسل قدميه ثلاثاً، ثم قال: هذا وضوء نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فاعلموا. 1198 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو بَحْر حدثنا أبو عَوانة عن خالد بن عَلْقَمة عن عبد خَيْر قال: أتينا عليّا وقد صلى، فدعا بكوز، ثم تمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثا، تمضمض من الكف الذي يأخذ، وغسل وجهه ثلاثا، ويده اليمنى ثلاثا ويده الشمال ثلاثا، قال: من سره أن يعلم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو هذا. 1199 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن ليث عن مجاهد عِن أبي مَعْمَر قال: كنا مع علي فمر به جنازة، فقام لها ناس، فقال علي: من أفتاكم هذا؟ فقالوا: أبو موسىِ، قال: إنما فعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرةً، فكان يتشبه بأهل الكتاب، فلما نُهِى انتَهى.

_ (1198) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. والأحاديث 1196 - 1198 من زيادات عبد الله ابن أحمد. (1199) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. ليث: هو ابن أبي سُليم، وهو ثقة تكلموا فيه من قبل حفظه، والحق أنه كغيره من الرواة، يترك ما يتبين فيه خطؤه، وقد غلا بعضهم في الكلام فيه حتى قال وكيع: "كان سفيان لا يسمي ليثاً" وها هو ذا قد سماه هنا! وحتى قال الساجى: "كان أبو داود لا يُدخل حديثه في كتاب السنن الذي صنفه"، وتعقبه ألحافظ في التهذيب فقال: "كذا قال، وحديثه ثابت في السنن، لكنه قليل"! وقد ترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/246 فلم يذكر فيه جرحا. أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي، وهو تابعي ثقة. وسيأتي الحديت بأطول من هذا من طريق ليث أيضاً في مسند أبي موسى الأشعري 413:4 ح. وانظر 1467.

1200 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جُريج حدثني ابن شهاب عن على بن حسين بن علي عن أبيه حسين بن علي عن علي بن أبي طالب قال: قال علي: أصبتُ شَارفاً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المغنم يوم بدر، وأعطانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شارفاً أخرى فأنختهما يوما عند باب رجل من الأنصار، وأناِ أريد أن أحمل عليهما إذْخِرًا لأبيعه، ومعي صائغ من نبي قَيْنُقاع لأستعيَن به على وليمة فاطمة؟ وحمزُة بن عبد المطلبِ يشرب فىِ ذلك البيت، فثار إليهما حمزة بالسيف فجَبَّ أسنمتهما وبقَر خَواصرهما، ثم أخذ من أكبادهما، قلت لابن شهاب: ومن السنام؟ قال: جَبَّ أسنمتهما فذهب بها. قال: فنظرتُ إلى منظر أفظعنيَ، فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد بن حارثة، فأخبرته الخبر، فخرج ومعه زيد، فانطلق معه، فدخل على حمزة فتغيَّظ عليه، فرفع حمزةُ بصره، فقال: هل أنتم إلا عبيدٌ لأبي! فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقَهْقِر حتى خرج عنهم، وذلك قبل تحريم الخمر. 1201 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة قال: قال ناس من أصحاب علي لعلي: ألاَ تحدثنا بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنهار والتطوّع؟ فقال على: إنكم لا تطيقونها، فقالوا له: أخبرنا بها نأخذ منها ما أطقنا، فذكر الحديث بطوله.

_ (1200) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 122 - 123 عن يحيى بن يحيى عن حجاج بن محمد عن ابن جريج. وفى ذخائر المورايث 5306 أنه رواه أيضاً البخاري وأبو داود. الشارف: الناقة المسنة. "فذهب بها" أي بالأسنمة، وفى ح "بهما" وهو خطأ، صححناه من ك هـ وصحيح مسلم. "فرفع حمزة بصره" في ح "فرجع"؟ هو خطأ، صححناه منها أيضاً. (1201) إسناده صحيح وهو مختصر650.وانظر 1012.

1202 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو كامل الجَحْدَرِيّ فُضَيْل بن الحسِينِ إملاء علىّ من كتابه حدثنا أبو عَوانة عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرَة عن علي: أنه سئل عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنهار؟ فقال: كان يصلي ستّ عشرة ركعة، قال: يصلي إذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا كصلاة العصر ركعتين، وكان يصلى إذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا كصلَاة الظهر أربعَ ركعات، وكان يصلى قبل الظهرأربع ركعات، وبعد الظهر ركعتين، وقبل العصرأربع ركعات. 1203 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري عن الحسن وعبد الله ابني محمد بن على عن أبيهما محمد بن على: أنه سمع أباه علي بن أبي طالب قال لابن عباس، وبلغه أنه رخّص في متعة النساء، فقال له على بن أبي طالب: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نَهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الأهلية. 1204 - حدثنا عبد الرزاق عن سفيان عن أبي إسحق عن أبي حيَّة ابِن قيس عن علي: أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح رأسه، ثم شرب فَضْل وضوئه، ثم قال: من سره أن ينظر إلى وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلينظر إلى هذا. 1205 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن شيخ لهم يقال له سالم

_ (1202) إسناده صحيح، أبو كامل الجحدري فضيل بن الحسين: ثقة، قال أحمد: "بصير بالحديث متقن"، وهر من شيوخ البخاري ومسلم. والحديث مطول ما قبله. وهما من زيادات عبد الله بن أحمد. (1203) إسناده صحيح، وهو مطول 812. (1204) إسناده صحيح، وهو مختصر 1050. (1205) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سالم: هو ابن أبي حفصة العجلي، وهو ثقة، وثقه ابن=

عن عبد الله بن مُلَيْلٍ قال: سمعت عليَّا يقول: أعطي كلُّ نبي سبعةَ ُنجَباء من أمته، وأعطي النبيُ - صلى الله عليه وسلم - أربعةَ عشر نَجيباً من أمته، منهم أبو بكر وعمر. 1206 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن علي بن زيد عن الحسن عن قيس بن عُباَد قال: كنا مع على فكان إذا شهد مَشْهداً أو أشرف على أكَمة أو هَبَط وادياً قال: سبحان الله، صدق الله ورسوله، فقلت لرجل من بني يَشْكر: انطلقْ بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسألَه عن قوله صِدق الله ورسوله، قال: فانطلقنا إليه، فقلنا: يا أمير المؤمنين، رأيناك إذا شَهدت مشِهداً أو هبطتَ وادياً أو أشرفتَ على أكمةِ قلتَ صدق الله ورسوله، فهل عهد رسولُ الله إليك شيئاً في ذلك؟ قال: َ فأعْرَض عنَّا، وألححنا عليه، فلما رأى ذلك قال: والله ما عهد إلىَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهداً إلا شيئاً عهده إلى الناس، ولكن الناس وقعوا على عثمان فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأ حالا وفعلا مني، ثم إني رأيت أني أحقهم بهذا الأمر فوثبتُ عليه، فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا.

_ = معين والعجلي، وتكلموا فيه، وإنما كلامهم من أجل تشيعه، وقال ابن عدي: "وعامة ما يرويه في فضائل أهل البيت، وهو من الغالين في متشيعي أهل الكوفة، وانما عيب عليه الغلو فيه، وأما أحاديثه فأرجو أنه لا بأس به" فهذا إنصاف مع توثيق ابن معين والعجلي. وظاهر الإسناد الاتصال، فقد قال الحافظ في التعجيل 237 في ترجمة عبد الله ابن مُليل: قال ابن حبان في الثقات: عداده في أهل الكوفة، وذكر في الرواة عنه سالم ابن أبي حفصة". ولكن سيأتي 1273 عن سالم بن أبي حفصة قال: بلغني عن عبد الله بن مُليل، فغدوت إليه، فوجدتهم في جنازة. فحدثني رجل عن عبد الله بن مُليل" إلخ، فدل هذا على أنه لم يسمع منه هذا الحديث. وهذه الرواية موقوفة. وقد مضى نحوها مرفوعا 665 من حديث كثير النواء عن عبد الله بن مُليل، وسيأتي من طريقه أيضاً مرفوعاً مفصلا بذكر أسمائهم 1262. (1206) إسناده صحيح، على بن زيد: هو ابن جدعان. الحسن: هو البصري.

1207 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل وأبو خَيْثَمة قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق [قال عبد الله بن أحمد]: وحدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا سفيان وإسرائيل عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة قال: سألنا عليَّاَ عن تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار؟ قال: قال على: تلك ستَّ عشرة ركعةً تطوُّع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنهار، وقلّ مَن يداوم عليها. قال [عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي حدثنا وكيع قال: وقال أبي: قال حبيب بن أبي ثابت: يا أبا إسحق، ما أُحبُّ أن لي بحديثك هذا ملءَ مسجدك هذا ذهباً. 1208 - حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقُوم على بُدْنه، وأن أتصدق بجلودها وجلالها. 1209 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أخبرنا مُجَالد عن عامر قال: حَمَلتْ شَرَاحةُ وكان زوجها غائباً، فانطلق بها مولاها إلى علي، فقال لها علي: لعل زوجك جاءك، أو لعل أحداً استَكرهك على نفسكِ؟ قالت: لا، وأقرتْ بالزنا، فجلدها علَي يوم الخميس، أنا شاهدُه، ورجمها يَومَ

_ (1207) أسانيده صحاح، رواه عبد الله بن أحمد عن إسحق بن إسماعيل الطالقاني وأبي خيثمة وأبيه الإمام أحمد، كلهم عن وكيع. والحديث مكرر 1202، وقد سبق أيضاً مطولا 650 من رواية الإمام أحمد عن وكيع عن سفيان وإسرائيل وأبيه، أي الجراح بن مليح والد وكيع. وسبق عقيبه كلمة حبيب بن أبي ثابت التى رواها وكيع عن أبيه في تفخيم شأن هذا الحديث، وأشرنا هناك إلى خطأ الحافظ ابن حجر وظنه أن هذه الكلمة ثناء على الحرث الأعور، انتقال نظر منه، إذ ظنه تابعاً لحديث الحرث الذي بعده 651، فهذا الذي هنا يؤيد ما قلنا، إذ ليس للحرث ذكر في هذا الموضع لا قبله ولا بعده. (1208) إسناده صحيح، وهو مكرر 1100. وانظر 1101. (1209) إسناده حسن، وهو مطول 978. وانظر 1190. وانظر أيضاً 331، 391.

الجمعة، وأنا شاهده، فأمر بها فحفر لها إلى السرة، ثم قال: إن الرجم سنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كانت نزلت آيةُ الرجم، فهلك من كان يقرؤها وآيًا من القرآن باليمامة. 1210 - حدثنا حسين بن على عن زائدة عن سمَاك عن حنش عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا تقاضَى إليك رجلانَ فلا تقض للأوَّل حتى تسمع ما يقول الآخر، تَرى كيف تقضى، قال: فما زلتُ بعدُ قاضياً. 1211 - حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن جعفر حدثه أنه سمع عليَّا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة". 1212 - [قال عبد الله بن أحمِد]: حدثنا محمد بن عبّاد حدثنا عبد الله بن معاذ، يعني الصنعاني، عن معْمر عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سره أن يُمدَّ له في عمره ويُوسَّع له في رزقه ويُدْفَعَ عنه مِيتةُ السُّوء فليتّق الله ولْيَصِلْ رَحِمَه".

_ (1210) إسناده صحيح، وهو مختصر 882. وانظر 1145. (1211) إسناده صحيح، وهو مكرر 1109. (1212) إسناده صحيح، محمد بن عباد الزبرقان المكي: قال أحمد: "حديثه حديث أهل الصدق، وأرجو أنه لا يكون به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه الشيخان، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 175 فلم يذكر فيه جرحَاً. عبد الله بن معاذ بن نشيط، بفتح النون، الصنعاني: ثقة، كان عبد الرزاق يكذبه، ووثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: "وأنا أقول: هو أوثق من عبد الرزاق". معمر: هو ابن راشد الأزدي الحداني، وهو ثقة مأمون معروف، وفى ح "يعمر" وهو خطأ صححناه من ك هـ. "ميتة" بدلها في ح "منية" فأثبتنا ما في ك هـ ومجمع الزوائد. والحديث فيه 8: 152 - 153 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح غير عاصم ابن ضمرة، وهو ثقة". وفيه "حمزة" بدل "ضمرة" هو خطأ مطبعي.

1213 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثَمة حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن على قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل وِتْر يحبّ الوتر"، فأوتروا يا أهل القرآن. 1214 - [قال عبدِ الله بن أحمد]: حدثني عُبيد الله بن عمر القِواريري حدثني يزيد بن زُرَيع حدثني شعبة عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمْرة عن علي قال: من كل الليل قد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أوّله وأوسطه وآخره، وانتهى وتره إلى آخر الليل. 1215 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير حدثنا الحسن بن الحرّ حدثنا الحَكَم بن عُتَيْبة عن رجل يدعي حَنشًا عن علي قال: كَسَفت الشمس، فصلى على للناس، فقرأ يس أو نحوها، ثم ركع نحواً من قدر السورة، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ثم قام قدْرَ السورة يدعو ويكبر، ثم ركع قدر قراءته أيضاً، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام أيضاً قدرَ السورة، ثم ركع قدرَ ذلك أيضاً، حتى صلى أربعَ ركعات، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد، ثم قِام في الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى، ثم جلس يدعو ويَرْغب، حتى انكشفت الشمس، ثم حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك فعل. 1216 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو َخْيثَمة حدثنا جرير

_ (1213) إسناده صحيح, وهو مكرر 877. (1214) إسناده صحيح، يزيد بن زريع أبو معاوية البصري: ثقة حافظ مأمون. والحديث مكرر 1152. والأحاديث 1212 - 1214 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1215) إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية الجعفي أبو خيثمة. الحسن بن الحر بن الحكم: ثقة مأمون، وكان بليغاً جواداً. حنش: هو ابن المعتمر الكناني. والحديث في الزوائد 2: 207 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات". ولكنه اختصر لفظه، أو لعله سهو من الناسخ أو الطابع. (1216) إسناده صحيح، مطرف: هو ابن طريف الحارثي. والحديث مختصر 1012.

ومحمد بن فُضَيل عن مُطَرّف عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمَرَة عن علي قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يصلى صلاةً إلا صلى بعدَها ركعتين. 1217 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثَمة حدثنا محمد ابن فضيل عن مُطَرَّف عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر في أول الليل وفى أوسطه وفى آخره، ثم ثبت له الوتر في آخره. 1218 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال سمعت عليّا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن العبد إذا جلس في مُصَلاه بعد الصلاهَ صلَّت عليه الملائكة، وصلاتهُم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، وإن جلس ينتظر الصلاهَ صلَّت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه". 1129 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا علي بن حَكيم الأَوْدي أنبأنا شريك عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن علي قال: الوتر ليس بحتم، ولكنه سنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1220 - حدثنا يزيد أنبأنا هشام عن محمد عن عَبيدة عِن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق: "ما لهم ملأ الله بيوتَهم وقبورهم نارًا كما حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس".

_ (1217) إسناده صحيح، وهو مكرر 1214. وهذا والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (1218) إسناده حسن, عطاء بن السائب: اختلط بآخرة، ولم يذكروا إسرائيل بن يونس فيمن سمع منه قديمَا قبل اختلاطه. أبو عبد الرحمن: هو السلمي. والحديث في الزوائد 2: 36. (1219) إسناده صحيح، وهو مختصر 969. وهذا من زيادات عبد الله بن أحمد. (1220) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. هشام: هو ابن حسان. محمد: هو ابن سيرين. عبيدة: هو السلماني. والحديث مكرر 1151.

1221 - حدثنا يزيد أنبأنا زكريا عنِ أبي إسحق عن الحرث عن علىِ قال: إنكم تقرؤون {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالدَّين قبل الوصية، وأنَ أعيَان بني الأمَ يتوراثون دون بن العَلاّت، يرث الرجل أخاه لأبيه وأمَّه دون أخيه لأبيه. 1222 - حدثنا يزيد أنبأنا مسْعَر عن عبد الملك بن مَيْسَرة عن النَّزّال ابن سبْرة قال: أُتي عليُّ بإناء من مَاء، فشرب وهو قائم، ثم قال: إنه بلغني أن أقواماً يكرهون أن يشرب أحدهم وهو قائم، وقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل ما فعلتُ، ثم أخذ منه فتمسَّح، ثم قال: هذا وضوء من لم يُحْدِث. 1223 - حدثنا يزيد أنبأنا هشام عن محمد عن عَبيدة قال: قال علي لأهل النَّهْرَوان: منهم رجل مَثْدُون اليد، أو مُودَن اليد، أو مُخْدَج اليد، لوِلا أن تبطرَوا لأنبأتكم ما قضىِ الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - لمن قتلهم، قال عبيدة: فقلت لعلي: آنْتَ سمعته؟ قال: نعم ورب الكعبة، يحلف عليها ثلاثاً. 1224 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله وتر يحب الوتر". فأوتروا يا أهل القرآن.

_ (1221) إسناده ضعيف، من أجل الحرث الأعور. وهو مكرر 1091. (1222) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. مسعر: هو ابن كدام. وفى ح "يزيد بن مسعر"! جعلهما واحداً، وهو خطأ، صححناه من ك هـ، ثم ليس في الرواة من يسمى بهذا. والحديث مختصر 1174. (1223) إسناده صحيح، وهو مكرر 988. (1224) إسناده صحيح، وهو مكرر 1213.

1225 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة السّلولي عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على أثر كل صلاهٍ مكتوبةٍ ركعتين، إلا الفجر والعصر. 1226 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا جرير وِمحمد بن فُضَيل بن غَزْوان عن مُطرَّف. عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمْرة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي صلاْةً يُصَلَّى بعدَها إلاَّ صلى بعدَها ركعتين. 1227 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله وتر يحبُّ الوتر"، فأوتروا يا أهل القرآن. 1228 - حدثنا يزيد أنبأنا العوّام عن عمرو بن مُرة عنِ عبد الِرحمن ابن أبي ليلى عن علي قال: أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلة حتى وضع قدمه بيني وبين فاطمة، فعلمَنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعَنا، ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرةً، قال علي: فما تركتُها بعدُ، فقال له رجل: ولا ليلةَ صِفِّين؟ قال: ولا ليلةَ صفين.

_ (1225) إسناده صحيح، وهو مطول 1216. (1226) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1227) إسناده صحيح، وهو مكرر 1224. والأحاديث 1224 - 1227 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1228) إسناده صحيح، العوام: هو ابن حوشب، وهو ثقة ثبت صاحب سنة. وانظر 838، 1144.

1229 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن عبد الله الداناج عن حُضَين بن المنذر بن الحرث بن وَعْلَة: أن الوليد بن عُقبة صلى بالناس الصبحَ أربعاً، ثم التفتَ إليهم فقال: أزيدكم!! فُرفع ذلك إلى عثمان، فأمر به أن يُجْلد، فقال علي للحسن بن علِى: قم يا حسنُ فاجلدْه، قال: وفيمَ أنتَ وذاك؟ فقال علي: بل عجَزْت ووهنْت! قم يا عبد الله بن جعفر فاجلدْه، فقام عبد الله بن جعفر فجلده، وعلي يَعدُّ، فلما بلغ أربعين قال له: أَمْسكْ، ثم قال: ضَرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخمر أربعين، وضرب أبو بكر أربعينَ، وعمر صدراً من خلافته، ثم أتمها عمرُ ثمانين، وكلّ سنَّةٌ. 1230 - حدثنا يزيد أنبأنا سفيان بن سعيد عن عبد الأعلِىِ الثعلبي عن أبي جَميلة عن علي بن أبي طالب: أن جارية للنبي - صلى الله عليه وسلم - نفِستْ من الزنا، فأرسلني النبي - صلى الله عليه وسلم - لأقيم عليها الحد، فوجدتُها في الدم لم يجفّ عنها، فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال لي: "إذا جفَّ الدم عنها فاجلدْها الحدَّ"، ثم قال: "أقيموا الحدود على ما ملكتْ أيمانُكم". 1231 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عمرو بن محمد بن بُكير الناقد حدثنا عبد الله بن داود الخُريبى عن علي بن صالح عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: إن الوتر ليس بحَتْمٍ، ولكنه سُنَّة سنَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأوتروا يا أهل القرآن.

_ (1229) إسناده صحيح، وهو مطول 1184. (1230) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبى. والحديث مكرر 1142. (1231) إسناده صحيح، عمرو بن محمد الناقد: ثقة أمين صدوق، من شيوخ البخاري ومسلم. عبد الله بن داود الخريبي: ثقة صدوق مأمون. "الخريبي" بضم الخاء المعجمة، نسبة إلى محلة بالبصرة سكنها. وانظر 1219، 1227.

1232 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني العباس بن الوليد النَّرْسي حدثنا أبو عَوَانة حدثنا أبو إسحق عن عاصم بن ضَمرة عن عليِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عفوتُ لكم عن الخيل والرقيق، فأدّوا صدقةَ الرِّقة، من كل أربعين درهماً درهماً، وليس في تسعين ومائةٍ شىْءٌ، فإذا بلغتْ مائتين ففيها خمسة دراهم". 1233 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني العباس بن الوليد حدثنا أبو عَوانة عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة قال: سئل عليُّ عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان يصلى من الليل ستَّ عشرة ركعةً. 1234 - حدثنا يزيد أنبأنا! إسرائيل بن يونس عن ثُوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: أهدى كسرى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبَل منه، وأهدى قيصر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل منه، وأهدتِ الملوكُ فقبل منهم. 1235 - حدثنا يزيد أنبأنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن

_ (1232) إسناده صحيح، والحديث مطول 1097، (1233) إسناده صحيح، وهو مختصر 1207، على أن في هذا المتن خطأ لا ندري ممن هو؟ وذلك قوله "من الليل" تضافرت عليه النسخ الثلاث، وصوابه "من النهار" كما سبق الحديث مرارا ومفصلا في بعض الروايات. وسيأتي هذا الخطأ أيضاً في 1240 ثم يأتي على الصواب عقبه 1241. والأحاديث 1231 - 1233 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1234) إسناده ضعيف، لضعف ثوير. وهو مكرر 747 بإسناده ومتنه. (1235) إسناده ضعيف، ربيعة بن النابغة: مجهول وإن ذكره ابن حبان في الثقات، الأنه لم يرو عنه إلا على بن زيد بن جدعان، فهو مجهول الحال، ويكاد يكون مجهول العين. أبوه النابغة: مجهول أيضا، وفى لسان الميزان 6: 143: "قال ابن أبي حاتم: ويقال: نابغة بن مخارق بن سليم. قلت: أبوه مختلف في صحبته، وأما هو فلا أعرف حاله". وفى الميزان: "ربيعة بن النابغة عن أبيه عن علي في الأضحية: لم يصح قاله البخاري". وقال الحافظ =

ربيعة بن النابغة عن أبيه عن علي قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن زيارة القبور، وعن الأوعية، وأن تُحبس لحومُ الأضاحي بعدَ ثلاث، ثم قال: "إني كنتُ نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة، ونهيتكم عن الأوعية، فاشربوا فيها، واجتنبوا كل ما أسكر، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تحبسوها بعد ثلاثٍ، فاحبسوها ما بدا لكم". 1236 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا على بن زيد عن ربيعة بن النابغة عن أبيه عن علي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن زيارة القبور، فذكر معناه، إلاَّ أنه قال: "وإياكم وكلَّ مُسْكرٍ". 1237 - حدثنا يزيد أنبأنا شَريك عن الرُكَين بن الرَّبيع عن حُصَين

_ = في التعجيل 128 - 129 في ترجمة ربيعة: " وقال البخاري لم يصح، فذكره العقيلي في الضعفاء بذلك. ومراد البخاري أن الذي رواه عن أبيه عن علي في النهي عن زيارة القبور وعن ادخار لحوم الأضاحي بعد ثلاث وعن الأوعية- لا يعمل به، لأنه منسوخ"! وهذا كلام غير محرر، فإن الذي رواه ربيعة- كما ترى هو النهي والنسخ. فكأن الحافظ لم يستحضر المسند حين كتب، بل لم يقرأ نص الحديث في العقيلي، لأنه قال في لسان الميزان 2: 449: "وذكره العقيلي في الضعفاء وأخرج حديثه من رواية حماد بن سلمة عن علي بن زيد عنه عن أبيه عن علي في النهى عن ادخار الأضاحي فوق ثلاث ثم الرخصة فيها بعد". فهذا يدل على أنه قرأ نصه في العقيلي حين كتب ما في اللسان ولم يقرأه حين كتب ما في التعجيل، ويدل على أن البخاري نفى صحة هذا الإسناد، لا ما تأول به الحافظ في التعجيل أنه أراد بذلك أنه منسوخ!! والحديث في مجمع الزوائد 3: 58 و 4: 25 وقال في الموضع الأول: "رواه أبو يعلى وأحمد، وفيه ربيعة بن النابغة، قال البخاري: لم يصح حديثه عن على في الأضاحى". وقال في الثانى: "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه النابغة، ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه". (1236) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (1237) إسناده صحيح، وهو مطول 1029. وانطر 1182.

ابن قَبيصة عن علي قال: كنت رجلاً مذاءً، فاستحييت أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل ابنته، فأمرت المقداد فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يجد المذْي؟ فقال: "ذلك ماء الفحل، ولكل فحلٍ ماء، فليغسل ذكره وأُنثييه، وليتوضأ وُضُوءَه للصلاة". 1238 - حدثنا يزيد أنبأنا أشعث بِن سَوَّار عن ابن أشْوَع عن حَنَش ابن المعتمر: أن عليَّا بعث صاحبَ شُرَطه، فقال: أبِعثُك لما بعثني له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا تَدَعْ قبراً إلا سوَّيته، ولا تمثالاً إلا وضعتَه. 1239 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن أبِي شيبة حدثنا جرير عن محمد بن سالم عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة عن

_ (1238) إسناده صحيح، ابن أشوع: هو سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني الكوفي القاضي، وهو ثقة، قال أبن معين: مشهور، وقال البخاري: رأيت إسحق بن راهويه يحتج بحديثه. وصاحب الشرط هر أبو الهياج الأسدي. وانظر 1064، 1177. (1239) إسناده ضعيف، محمد بن سالم الهمداني أبو سهل: ضعيف جداً، كما ذكر عبد الله ابن أحمد عن أبيه عقب الحديث، وفى التهذيب عن الساجي: "أنكر أحمد أحاديث رواها، وقال: هى موضوعة"، وقال البخاري في الكبير 1/ 1/ 105: "يتكلمون فيه، كان ابن المبارك ينهى عنه"، وكذلك قال في الضعفاء 31. هذا عن هذا الإسناد، وأما المتن فإنه صحيح، رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال رقم 1416 عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة عن علي، ورواه يحيى بن آدم في الخراج بتحقيقنا بأسانيد بعضها صحيح وبعضها ضعيف رقم 373 - 379، ولكنه في الأموال والخراج موقوت غير مرفوع. ومعنى الحديث أيضاً صحيح مرفوعاً، رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود من حديث جابر, ورواه أحمد والبخاري وأصحاب السنن من حديث ابن عمر، انظر المنتقى 1995، 1996. وسيأتي حديث جابر في المسند 14719، 14720، 14859.الغرب، بسكون الراء: الدلو العظيمة التى تتخذ من جلد ثور. الدالية: شيء يتخذ من خوص وخشب يستقى به بحبال تشد في رأس جذع طويل، تدار بالبقر ونحوها.

علىِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فيما سَقَت السماء ففيه العُشر، وما سُقي بالغَرْب والدالية ففيه نصفُ العشر". قال أبو عبد الرحمن: فحدثتُ أبي بحديث عثمان عن جرير، فأنكره جدَّا، وكان أبي لا يحدثنا عن محمد بن سالم، لضعفه عنده وإنكاره لحديثه. 1240 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو عبد الرحمن بن عمر حدثنا عبد الرحيم، يعني الرازي، عن العلاء بن المسيّب عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ستَّ عشرة ركعةً سوى المكتوبة. 1241 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله ابن عمر أخبرنا عبد الرحيم الرازي عنِ زكريا بن أبي زائدة والعلاء بن المسيَّب عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمْرة قال: أتينا عليِّ بن أبي طالب فقلنا: يا أمير المؤمنين، ألاَ تحدثنا عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تطوّعَه؟ فقال: وأيكم يُطيقه! قالوا: نأخذ منه ما أَطَقْنا، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من النهار ستَّ عشرة ركعةً سوى المكتوبة. 1242 - حدثنا يزيد أنبأنا سفيان وشريك عن أبي إسحق عن الحرث عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عفوتُ لكم عن صدقة الخيل والرقيق،

_ (1240) إسناده صحيح، أبو عبد الرحمن بن عمر: هو عبد الله بنْ عمر بن محمدٍ بن أبان، الملقب مشكدانة، سبق الكلام عليه 1071. عبد الرحيم الرازي: هو عبد الرحيم بن سليمان المروزي الأمثل، وهو ثقة. العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي: ثقة مأمون. والحديث مكرر 1233، وفيه الخطأ في المتن كما في ذاك: "من الليل" صوابه "من النهار"، وسيأتي في الذي بعده على الصواب. (1241) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله و1207. والأحاديث 1239 - 1241 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1242) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. وهو مختصر 1232.

فأدُّوا ربع العشور". 1243 - حدثنا يزيد أنبأنا إسرائيل بن يونس حدثنا أبو إسحق عن الحرث عن علي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا على، إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لِنفسي، لا تقرأ وأنت راكع ولا وأنت ساجد، ولا تصلِّ وأنت عاقصٌ شعرَك، فإنه كفْل الشيطان، ولا تُقْعِ بين السجدتين، ولا تعبَثْ بالحصى، ولا تفترشْ ذراعَيك، ولا تَفَتَحْ على الإمام، ولا تتختم بالذهب، ولا تلبس القَسِّيَّ، ولا تركبْ على المَيَاِثر". 1244 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عمرو بن قيس عن الحَكَم عن القاسم بن مخُيَمْرة عن شُريح بن هانئ قال: أتيت عائشة أسألها عن الخفين؟ فقالت: عليكَ بابن أبي طالب فاسأله، فإنه كان يسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته فسألته؟ فقال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلةً للمقيم. 1245 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمشْ عن أبي الضحى عن شُتَير بن شَكَل العبسي قال: سمعت عليّا يقول: لما كان يوم الأحزاب صلينا العصر بين المغرب والعشاء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله قبورهم وأجوافهم ناراً". 1246 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا شيبان أبو محمد حدثنا

_ (1243) إسناده ضعيف، من أجل الحرث. وانظر 1044، 1162. عقص الشعر: ليه وإدخال أطرافه في أصوله، وهو كالضفر. كفل الشيطان: مقعده. وهو بكسر الكاف وسكون الفاء. (1244) إسناده صحيح، وهو مطرل 1126. (1245) إسناده صحيح، وهو مطرل 1036. وانظر 1220. (1246) إسناده ضعيف جداً، الحسن بن ذكوان أبو سلمة البصري: ضعفه أحمد وابن معين =

عبد الوارث بن سعيد حدثنا الحسن بنِ ذَكْوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضَمْرة عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتاني جبريل عليه السلام فلم يدخل علي" فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما منعك أن تدخل؟ قال: إنا لا ندخل بيتاً فيه صورة ولا بول". 1247 - [قال عبد الله بن أحمد]: وحدثناه شيبانُ مرةً أخرى حدثنا عبد الوارث عن حسيِن بن ذَكْوان عن عمرو بن خالد عن حبَّة بن أبي حبَّة عن عاصم بن ضَمْرة عن على بن أبي طالبِ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتانى جبريل عليه السلام يسلم عليَّ" فذكر الحديث مثله نحوه. قال أبو عبدِ الرحمن: وكان أبي لا يحدّث عن عمرو بن خالد، يعني كان حديثُه لا يسْوى عنده شيئاً.

_ = وابن المديني وغيرهم، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له البخاري حديثاً واحداً في صحيحه، وترجم له في التاريخ الكبير 1/ 2/ 291 فلم يذكر فيه جرحاً، وأكثر ما أخذ عليه أنه روى حديثين عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم. بن ضمرة عن علي، قال ابن عدي: "إنما سمعهما الحسن من عمرو بن خالد عن حبيب، فأسقط اْلحسن بن ذكوان عمرو بن خالد من الوسط"، وهذان الحديثان أحدهما 1252 وأنا أرجح أن الآخر هو 1253، والتدليس عيب، ولكن الرجل قد ذكر الواسطة هنا، فسقطت تهمة التدليس، والراجح عندي أنه ثقة، تبعاً لصنيع البخاري، وانظر التهذيب 2: 276 - 277، ومقدمة فتح الباري 394. عمرو بن خالد الواسطي: ضعيف جدًا، قال ابن معين: "كذاب، غير ثقة ولا مأمون"، وقال الأثرم: "لم أسمع أبا عبد الله- يعني أحمد ابن حنبل- يصرح في أحد ما صرح به في عمرو بن خالد من التكذيب"، وسيأتي في آخر الحديث التالى ما نقل عبد الله عن أبيه في شأنه. وانظر 845. (1247) إسناده ضعيف جداً، كالذي قبله، من أجل عمرو بن خالد. حسين بن ذكوان المعلم البصري: ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. حبة بن أبي حبة: لم أجد له ترجمة ولا ذكراً، إلا قول الذهبي في المشتبه 144: "وحبة بن أبي حبة عن عاصم بن ضمرة"=

1248 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عُبيد الله بن عمر القواريري حدثني يزيد أبو خالد البَيْسَري اِلقرشي حدثنا ابن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت عنِ عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُبرِز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حىّ ولا ميت".

_ = فيستدرك على الحافظ إذ لم يذكره في التعجيل. والحديث مكرر ما قبله. (1248) إسناده صحيح، يزيد أبو خالد البيسري القرشي: هو يزيد بن عبد الله، ترجم له البخاري في الكبير 4/ 2/ 346 فلم يذكر فيه جرحاً، وذكره الذهبي في المشتبه 47 قال: "يزيد ابن عبد الله البيسري البصري، عن ابن جريج وطبقته"، وترجمه في الميزان 3: 314 - 315 قال: "يزيد بن عبد الله البيسري أبو خالد القرشي البصري، عن ابن جريح وغيره، وعنه القواريري وأبو داود الطيالسي وجماعة"، ثم نقل الحديث الذي هنا عن القواريري بهذا الإسناد، ثم قال: "أورده ابن عديَّ ومشَّاه، فقال: ليس هو بمنكر الحديث"،ثم روى له حديثاً آخر. ومن عجب أن الحافظ ابن حجر نقل كلام الذهبي كله في لسان الميزان 6: 290 ثم جاء في التعجيل 455 - 654 فقال: "يزيد أبو خالد النسري! القرشي عن ابن جريج، وعنه عبيد الله القواريري: مجهول، قلت: وذكر ابن حبان في الثقات ما نصه: يزيد أبو خالد من أهل الكوفة، روى عن أبي جعفر، وعنه حفص بن غياث، وهو غير هذا". وقد صدق في أنه غير هذا، ولكن فاته أن هذا الرجل معروف مترجم في تاريخ البخاري وفى الميزان وفى كتابه هو: لسان الميزان! "البيسري" بفتح الباء الموحدة وسكون الياء التحتية وفتح السين، نسبة إلى "البياسرة" وهم جيل بالسند يستأجرهم النواخذة أصحاب السفن لمحاربة العدو كما في القاموس وشرحه 3: 42. والحديث رواه أبو داود 3: 165 و 4: 71 عن علي بن سهل الرملي عن حجاج عن ابن جريج قال: "أخبرت عن جيب بن أبي ثابت" وقال أبو داود عقيبه في الوضع الثانى: "هذا الحديث فيه نكارة" ورواه الحاكم في المستدرك 4: 180 - 181 من طريق روح بن عبادة: "حدثنا ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت"، ولم يعلله هو ولا الذهبي. ونسبه في المنتقى 657 وذخائر المواريث 5494 المنذري فيما نقل شارح أبي داود وابن حجر في التلخيص إلى ابن ماجة، بل عين صاحب الذخائر أنه في كتاب الجنائز منه، ولم أجده =

_ = بعد طول البحث. وقال الحافظ في التلخيص 108 بعد أن أشار إلي رواية أبي داود "عن ابن جريج أخبرت عن حبيب" قال: "وقد قال أبو حاتم في العلل: إن الواسطة بينهما هو الحسن بن ذكوان، قال: ولا يثبت لحبيب رواية عن عاصم، فهذه علة أخرى، وكذا قال ابن معين: أن حبيباً لم يسمعه من عاصم، وأن بينهما رجلا ليس بثقة، وبين البزار أن الواسطة بينهما هو عمرو بن خالد الواسطي. ووقع في زيادات المسند وفى الدراقطني ومسند الهيثم بن كليب تصريح ابن جريج بأخبارحبيب له. وهو وهم في نقدي". ورواية الدارقطني التى أشار إيها الحافظ هى في سننه 83 من طريق روح بن عبادة: "حدثنا ابن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت، ثم رواه من طريق عبد المجيد بن أبي رواه "عن ابن جريج عن حبيب". وهذا النقد من الحافظ والتعليل شيء غير محرر، فإن راويين ثقتين، هما يزيد البيسري هنا وروح بن عبادة عند الدارقطني نقلا عن ابن جريج أنه قال: " أخبرني حبيب بن أبي ثابت"، فلا يستقيم بعد ذلك ادعاء أن ابن جريج لم يسمع من حبيب! وابن جريج ثقة قديم، وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، مات سنة 150 أو 151 عن نحو 76 أو أكثر، وحبيب بن أبي ثابت مات سنة 119 عن أكثرمن 70 سنة، وأكثرما قيل في ابن جريج شيء من التدليس، قال يحيى بن سعيد: "كان ابن جريج صدوقاً، فإذا قال حدثني فهو سماع، وإذا قال أخبرني فهو قراءة، وإذا قال قال. فهو شبه الريح"، وقال سليمان بن النضر: "ما رأيت أصدق لهجة من ابن جريج"، فكيف يستساغ بعد هذا الحكم بالوهم دون حجة على راويين رويا عنه أنه قال "أخبرني حبيب"!! وأما ادعاء أبي حاتم أن الواسطة بينهما هو الحسن بن ذكوان، فهو قول عجيب، لا أكاد أجد له وجهَاً، ولا أدري من أين أتى؟! وأما أن حبيباً لم يسمع من عاصم بن ضمرة وأن بينهما رجلا ليس بثقة، كما نقل الحافظ عن ابن معين، وأن هذا الذي ليس بثقة هو عمرو بن خالد الواسطي، كما نقل عن البزار، فأخشى أن يكون وهماً من الحافظ، انتقل به نظره من موضع إلى موضع!! فقد مضى في 1246 شبه هذا التعليل: أن الحسن بن ذكوان روى حديثين عن عاصم بن ضمرة، وأنه لم=

1249 - حدثنا أسود بن عامر وحسينِ وأبو أحمد الزبيري قالوا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن هُبَيْرة بن يَرِيم عن علي قال: قلت لفاطمة: لو أتيتِ النبِي - صلى الله عليه وسلم - فسألتيه خادماً، فقد أجهَدك الطَّحْنُ والعمل؟ قال حسين: إنه قد جَهَدَك الطحنُ والعمل، وكذلك قَال أبو أحمد، قالت: فانطلقْ معي، قال: فانطَلقت معها فسألناه، ققال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من ذلك؟ إذا أَوَيتما إلى فراشكما فسبِّحا الله ثلاثا وثلاثين، واحْمَداه ثلاثاً وثلاثين، وكبِّراه أربعًا وثلاثين، فتلك مائةٌ على اللسان، وألف في الميزان" فقال علىّ: ما تركتها بعد ما سمعتُها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل: ولا ليلةَ. صِفَّين؟ قال: ولا ليلةَ صفين. 1250 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن عطاء بن ________ = يسمع منه، وإنما رواهما عن عمرو بن خالد الواسطي، فأخشى أن يكون الحافظ حين رأى قول أبي حاتم أن الواسطة بين ابن جريج وحبيب هو الحسن من بن ذكوان- رجع إلى ترجمة الحسن بن ذكوان في التهذيب فوجد فيها الكلام في أن الواسطة. بينه وبين حبيب وعمرو بن خالد، فظن لسرعة القراءة أن عمرو بن خالد واسطة بين حبيب وبين عاصم بن ضمرة، هذا ظن لا أجزم به، ولكني أرجحه، فإن حبيب بن أبي ثابت من صغار التابعين، أدرك من هم أقدم من عاصم بن ضمرة، نعم، قد روى الآجري عن أبي داود قال: "ليس لحبيب عن عاصم بن ضمرة شيء يصح" كما في التهذيب 2: 179، ولكن قد روى ابن أبي حاتم في المراسيل 10 - 11 عن أبيه قال: "سمعت على بن المديني يقول: لم يرو حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة إلا حديثاً واحدًا" فهذه هى المعاصرة وهذا هو اللقاء قد ثبتا، فأنى لنا أن نزعم أنه لم يسمع هذا الحديث منه؟! والأحاديث 1246 - 1248 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1249) إسناده صحيح، وانظر 838، 1228 وما أشير إليه فيهما من الأحاديث. "يريم" في ح "مريم" وهوخطأ. (1250) إسناده حسن، وهو مطول 1218. وعزاه الهيثمي10/ 107 للبزار وقال: فيه عطاء =

السائب قال: دخلت على أبي عبد الرحمن السُّلَمي وقد صلى الفجر وهو جالس في المجلس، فقلت: لو قمتَ إلى فراشك كان أوطأ لك؟ فقال: سمعت عليّا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى الفجر ثم جلس في مُصَلاّه صلَّت عليه الملائكةُ، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ومن ينتظرُ الصلاة صلَّت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه". 1251 - [قال عبد الله بن أحمد]:حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله ابنِ عمر حدثنا المحاربي بن فُضَيل بن مرزوق عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضُّحى حين كانت الشمس من الشرق من مكانها من المغرب صلاةَ العصر. 1252 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن يحيى بن

_ = ابن السائب وقد اختلط. فلم ينسبه للمسند. (1251) إسناده صحيح، المحاربي: هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد الكوفي، وهو ثقة. فضيل ابن مرزوق: ثقة، وثقه الثوري وابن عيينة وغيرهما، ومن تكلم فيه فإنما تكلم في أحاديث رواها عن عطية العوفي، والحمل فيها على عطية، وقد ترجم البخاري في الكبير للفضيل 4/ 1/122 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث مطول 682. وانظر 1202، 1241. (1252) إسناده ضعيف جداً، لانقطاعه، فإن الحسن بن ذكوان لم يسمع من حبيب بن أبي ثابت، قال أبن أبي حاتم في المراسيل 17 عن ابن معين: "الحسن بن ذكوان لم يسمع من حبيب بن أبي ثابت شيئاً، إنما سمع من عمرو بن خالد عنه، وعمرو بن خالد لا يسوى حديثه شيئاً، إنما هو كذاب". وهذا الحديث هو أحد الحديثين اللذين أشرنا في 1246 إلى أنه لم يسمعهما منه وإنما سمعهما من عمرو بن خالد، فقد نص عليه الذهبي في الميزان 1: 227 - 228. وهو أيضاً في مجمع الزوائد 3: 94 وقال: "رواه =

أبي سَمِينة حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا حسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سأل مسألة عن ظَهْر غنًى استكثر بها من رَضْف جهنم"، قالوا: ماظهرُ غِنَّى؟ قال: "عَشاءُ ليلةٍ". 1253 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن يحيى حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا حسن بن ذَكْوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضَمْرة عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كل ذي ناب من السَّبُع، وكل ذي مخْلَب من الطَيْر، وعن ثمن الميتة، وعن لحم الحُمُر الأهلية، وعن مهر البَغِيَّ، وعن عَسْب الفَحْل، وعن المَياثِر الأرجوان. 1254 - حدثنا أبو نُعيم حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى

_ = عبد الله بن أحمد والطبراني في الأوسط" وأعله بما أعللناه به. محمد بن يحيى بن أبي سمينة: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد. عن ظهر غنى: أي عن غنى، قال ابن الأثير: "والظهر قد يزاد في مثل هذا إشباعاً للكلام وتمكيناً"، أي كما يقال "حفظته عن ظهر قلبى" و "حمل القرآن على ظهر لسانه" وانظر الأساس. الرضف، بفتح الراء وسكون الضاد: الحجارة المحماة على النار. في ح "قالوا عشاء ليلة" وصوابه "قال" كما في ك هـ. (1253) إسناده ضعيف جداً، كالذي قبله سواء، وأنا أرجح أن هذا الحديث هو الحديث الثاني الذي أشار في التهذيب 2: 277 إلى أنه رواه الحسن بن ذكوان ولم يسمعه من حبيب. والحديث في مجمع الزوائد 4: 87 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله ثقات"، كذا قال! وفاتَه أن علته إسقاط عمرو بن خالد بين الحسن بن ذكوان وحبيب بن أبي ثابت، كما بينا في الذي قبله. في ح "حدثني محمد بن يحيى بن عبد الصمد" وهو خطأ، صححنا من ك هـ. والأحاديث 1251 - 1253 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1254) إسناده صحيح، وهو مكرر 848. وانظر 706، 1086، 1189.

عن طارق بن زياد قال: سار علي إلى النَّهْرَوان، فقتل الخوراج، فقال: اطلبوا، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سيجيء قوم يتكلمون بكلمة الحق، لا يجاوز حلوقهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة، سيماهم، أو فيهم، رجل أسودُ مُخْدَج اليد، في يده شعرات سُود"، إن كانَ فيهم فقد قتلتم شرَّ الناس، وإن لم يكن فيهم فقد قتلتم خير الناس، قال: ثم إنا وجدنا الخدج، قال فخررنا سجوداً، وخرَّ علىَّ ساجداً معَنا. ْ1255 - حدثنا أبو نعيم حدثنا شَريك عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان قال: خطب رجل يومَ البصرة حين ظهر عليَّ، فقال علي: هذا الخطيب الشَحْشَح! سَبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصلى أبو بكر، وثلَّث عمر، ثم خَبطتنا فتنة بعدَهم، يصنع الله فيها ما شاءَ. 1256 - حدثنا أبو نعيم حدثنا مِسْعَر عن أبىْ عَوْن عن أبي صالح

_ (1255) في إسناده نظر، والظاهر عندي أنه منقطع، فإن عمرو بن سفيان هذا الذي روى عنه الأسود بن قيس لم يذكروا عنه إلا أنه يروي عن ابن عباس وابن عمر من الصحابة، بل اقتصر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 234 على ابن عباس، فما أظن إلا أن روايته عن علي مرسلة، ولو كانت له رواية عنه لذكروها إن شاء الله. وقد مضى معنى الحديث مراراً. انظر 1107، 1206، 01258 الشحشح، بفتح الشينين بينهما حاء ساكنة وآخره حاء أيضاً: هو الماهر الماضي في كلامه، من قولهم "قطاة شحشح" و"ناقة شحشحة" أي سريعة، قاله في النهاية. (1256) إسناده صحيح، أبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي. أبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس. والحديث في مجمع الزوائد 6: 82 ذكره مرتين متعاقبتين بلفظ واحد، إلا أن فيه "عن علي قال: قال لى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأبى بكر" إلخ، وقال في الموضع الأول: "رواه أحمد بنحوه والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عبد العزيز ابن عمران، وهو ضعيف" وليس هو الإسناد الذي هنا، وقال في الموضع الثانى: "رواه أحمد بنحوه والبزار، واللفظ له، ورجالهما رجال الصحيح" فهو الإسناد الذي هنا.

الحنفي عن على قال: قيل لعلي ولأبي بكر يوم بدر: مع أحدكما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ وإسرافيلُ ملك عظيم يَشْهد القتال؟ أو قال: يشهد الصف. 1257 - حدثنا أبو نعيم حدثنا مسْعَر عن أبي إسحق عن عاصم عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى أربعاً قبل الظهَر. 1258.- حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن القاسم بن كثير أبي هاشم بياع السابريّ عن قيس الخارِفي قال: سمعت عليّا يقول على هذا المنبر: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصلى أبو بكر، وثلَّث عمر، ثم خبطتنا فتنة، أو أصابتنا فتنة، فكان ما شاء الله. 1259 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا يحيى بن عَبْدَويهِ أبو محمد مولى بني هاشم حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: من كل الليل قد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من أوله وأوسطه وآخره،

_ (1257) إسناده صحيح، وهو مختصر 1202. (1258) إسناده صحيح، وهو مكرر 1107. وانظر 1255. (1259) إسناده صحيح، يحيى بن عبدويه: لم يترجم له الحافظ في التعجيل، وترجمه في لسان الميزان 6: 268 - 269 ولم يذكر كنيته، وله ترجمة في تاريخ بغداد 14: 165 - 166 وكنيته هناك "أبو زكريا مولى عبيد الله بن الهدي"، وعبيد الله من بني هاشم، ويحيى هذا كان شيخَاً كبيراً في الربض، وسئل عنه يحيى بن معين فقال: هو في الحياة؟ فقالوا: نعم، فقال: كذاب، رجل سوء! ولكن أثنى عليه أحمد بن حنبل وحث ابنَه عبد الله على السماع منه، ولم يكن عند عبد الله إسناد بينه وبين شعبة فيه رجل واحد غيره. وأنا أرجح قول الإمام أحمد في هذا الرجل، خصوصاً وأن البخاري والنسائي لم يذكراه في الضعفاء. والحديث مكرر 1217. "عبدويه" في ح "عبد ربه" وهو تصحيف صححناه من ك هـ ومصادر الترجمة.

وانتهى وتره إلى آخر الليل. 1260 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنىِ عثمان بن أبي شيبة حدثنا سعيد بن خُثَيْم أبو مَعْمَر الهلالي حدثنا فُضَيل بن مرزوق عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من التطوع ثماني ركعات، وبالنهار ثنتي عشرة ركعة. ِ1261 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عبد الله بن صَنْدل وسُوَيد بن سَعيد، جميعاً في سنة ست وعشرين ومائتين، قالا حدثنا أبو بكر ابن عياش عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة السَّلولي قال: قال على: ألا إن الوتر ليس بحَتْم كصلاتكم المكتوبة، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوتر، ثم قال: أوتروا يا أهل القرآن، أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر. وهذا لفظ حديث عبد الله ابن صندل، ومعناهما واحد. 1262 - حدثنا أبو نعيم حدثنا فطر عن كَثير بن نافع النَّوّاء قال: سمعت عبد الله بن مُلَيل قال سمعت عليَّا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه لم

_ (1260) إسناده صحيح، سعيد بن خثيم، بضم الخاء وفتح الثاء المثلثة: ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وصح له الترمذي. وانظر 1241. (1261) إسناده صحيح، عبد الله بن صندل: شيخ من شيوخ عبد الله بن أحمد. روى عنه هو وغيره، وقال الحسيني: مجهول، وتعقبه الحافظ في التعجيل 225 فقال: "كيف يكون مجهولا من روى عنه جماعة، ويأذن أحمد لابنه في الكتابة عنه، فإن عبد الله كان لا يأخذ إلا عمن يأذن له أبوه في الأخذ عنه". والحديث مطول 1227، 1231. والأحاديث 1259 - 1261 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1262) إسناده صحيح، فطر: هو ابن خليفة، سبق الكلام عليه 730، 773. كثير بن نافع النواء: يقال أيضاً أن اسم أبيه "إسماعيل". الحديث مطول 665 وقد أشرنا هناك إلى رواية الترمذي، ومضى أيضاً مختصراً موقوفاً على علي 1205.

يكن قبلي نبي إلا قد أُعطي سبعةَ رفقاء نُجَباء وُزَراء، وإني أُعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وعلي، وحسن، وحسين، وأبو بكر، وعمر، والمقداد، وعبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وحُذيفة، وسَلْمان، ْ وعَمَّار، وبلال". 1263 - حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس عن أبي إسحق عن عبد خَيْر قال: رأيت عليّا توضأ ومسح على النعلين، ثم قال: لولا أنى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كما رأيتموني فعلتُ لرأيت أن باطن القدمين هو أحقّ بالمسح ظاهرهما. 1264 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا شريك عنِ أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: ليس في مالٍ زكاهٌ حتى يَحُول عليه الحول. 1265 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا شريك عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمرة قال: قلت للحسن بن على: إن الشيعة يزعمون أن عليّا يرجع، قال: كذَب أولئك الكذابون! لو علمنا ذاك ما تزوَّج نساؤه ولا قسمنا ميراثه. 1266 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أحمد بن محمد بن

_ (1263) إسناده صحيح، وهو مكرر 1013. وانظر 1015. (1264) إسناده صحيح، وهو موقوف على علي، ورواه أبو داود 2: 10 - 11 من طريق جرير ابن حازم وآخر عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة والحرث الأعور عن على مرفوعاً. وهذا إسنإد صحيح أيضاً، من جهة عاصم لا الحرث، وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبري 4: 95 من طريق جرير. وانظر نصب الراية 2: 328 - 329. (1265) إسناده صحيح، وهو أثر عن علي , ليس حديثا من مسند هذا ولا ذاك (1266) إسناده صحيح ,وهو مختصر1242

أيوِب حدثنا أبو بكر بن عيّاش عن الأعمش عن أبي إسحق عن عاصم ابن ضَمْرة عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني قد عفوتُ لكم عن الخيل والرقيق، ولا صدقةَ فيهما". 1267 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا عمرو بن عثمان الرَّقِّي حدثنا حفص أبو عمر عن كَثير بن زاذان عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ القرآن

_ (1267) إسناده ضعيف جداً، عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي الرقي: ضعيف، قال النسائي في الضعفاء 23: "متروك"، وفى الجرح والتعديل 3/ 1/ 249 عن أيى حاتم: "يتكلمون فيه، كان شيخاً أعمى بالرقة يحدث الناس من حفظه بأحاديث منكرة". حفص أبو عمر: هو حفص بن سليمان البزاز القارئ، صاحب "قرءاة حفص" المعروفة، التى يقرأ بها الناس بمصر، وهو متروك الحديث مع إمامته في القراءة! كذا قال الحافظ في التقريب، وقال البخاري في الضعفاء 9: "تركوه، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: قال يحيى: أخبرني شعبة قال: أخذ مني حفص بن سليمان كتابَاً فلم يرده، قال: وكان يأخذ كتب الناس فينسخها". يعني أنه كان ينسخ كتبًا لم يسمعها فيحدث بها كأنها من سماعه، ولذلك قال ابن معين: "كان حفص وأبو بكر "يعنى ابن عياش" من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان كذابَاً، وكان أبو بكر صدوقاً". وضعفه أيضاً أحمد وابن الديني وابن مهدي ومسلم وغيرهم. كثير بن زاذان: مجهول، قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: شيخ مجهول، وانظر الجرح والتعديل 3/ 2/ 151. والعلة في الحديث ضعف حفص القارئ، فإن عمرو بن عتمان الرقي لم ينفرد بروايته، فقد رواه عبد الله بن أحمد فيما يأتي 1277 عن محمد بن بكار عن حفص، ورواه الترمذي 4: 51 عن على بن حجر عن حفص. ورواه ابن ماجة 1: 48 من طريق محمد بن حرب عن أبي عمر، وهو حفص: قال الترمذي "هذا حديث غريب، لانعرفه إلا من هذا الوجه، وليس له إسناد صحيح، وحفص بن سليمان أبو عمر: بزاز كوفي يضَّعف في الحديث".

فاستظهره شُفِّع في عشرة من أهل بيته قد وجبتْ لهم النار". 1268 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن إشكاب حدثنا محمد بن أبي عُبيدة حدثني أبي عن الأعمش عن أبي إسحق عن عاصم بن ضَمْرة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عفوت عن الخيل والرقيق في الصدقة". 1269 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو سَلْم خليل بن سَلْم حدثنا عبد الوارث عن الحسن بنِ ذَكْوان عن عمرو بن خالد عن حبيب ابن أبي ثابت عن عاصم بن ضَمْرة عن علي: أن جبريل أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنا لا ندخل بيتاً فيه صورة أو كلب، وكان الكلب للحسن في البيت. 1270 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني إسماعيل أبو مَعْمَر

_ (1268) إسناده صحيح، محمد بن إشكاب: هو محمد بن الحسين بن إبراهيم البغدادي الحافظ، و"إشكاب" لقب أبيه الحسين، وهو ثقة من أهل العلم والأمانة، روى عنه البخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم. محمد بن أبي عبيدة المسعودي: ثقة، روى له مسلم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/173 - 174 فلم يذكر فيه جرحا ً. أبوه: أبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، يقال اسمه "عبد الملك" ويقال اسمه كنيته، وهو مشهور بها، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي. والحديث مختصر 1266. (1269) إسناده ضعيف جداً، من أجل عمرو بن خالد الواسطي، وقد سبق الكلام مفصلا على مثل هذا الإسناد 1246، 1247، 1252، 1253. أما شيخ عبد الله هنا، وهو أبو سلم خليل بن سلم: فقد ترجم له في التعجيل 117 - 118 ونقل عن أبي حاتم أنه قال: مجهول، وعن أبن حبان: ينفرد بأشياء لا يتابع عليها، أستحب مجانبة ما انفرد به من الأخبار، ثم أراد أن يعقب فقال: "قلت" وترك الموضع بياضاً. وترجم له في اللسان فلم يزد شيئاً. وانظر 1172. (1270) إسناده صحيح، إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي، مضى =

حدثنا ابن عُلَيَّة عن يونس عن الحسن عن قيس بن عُبَاد قال: قلت لعلي: أرأيت مسيرك هذا، عهدٌ عَهِده إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم رأيٌ رأيتَه؟ قال: ما تريد إلى هذ!؟ قلت: ديننا، ديننا، قال: ماعهد إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه شيئاً، ولكن رأي رأيُته. 1271 - حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الخليل عن عليّ قال: كان للمغيرة بن شعبة رمح، فكنا إذا خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزاة خرج به معه، فيركزه، فيمرّ الناس عليه فيحملونه، فقلت: لئن أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - لأخبرنّه، فقال: إنك إنْ فعلتَ لم ترفعْ ضالَّةً. 1272 - حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي حيَّة بن قيس قال: توضأ عليّ ثلاثاً ثلاثاً، ثم شرب فَضل وضوئه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ. 1273 - حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة قال: بلغني عن عبد الله بين مُلَيل، فغدوتُ إليه، فوجدتهم في جنازة، فحدثني رجل عن عبد الله بن مُلَيل قال: سمعت عليّا يقول: أُعطي كلُّ

_ = الكلام عليه 426. ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، وهو ثقة، وصفه شعبة بأنه ريحانة الفقهاء، وبأنه سيد المحدثين. والأحاديث 1264 - 1270 من زيادات عبد الله بن أحمد. والحديث رواه أبو داود 4/ 350 عن إسماعيل بن إبراهيم الهذلي عن ابن علية. (1271) إسناده صحيح، أبو الخليل: سبق في 771، وترجمه ابن سعيد في الطبقات 6: 169 فقال: "عبد الله بن أبي الخليل الهمداني، روى عن علي ثلاثة أحاديث من حديث أبي إسحق،. والحديث رواه ابن ماجة 2: 97. (1272) إسناده صحيح، وهو مختصر 1204. (1273) إسناده ضعيف لانقطاعه، فقد صرح سالم بن أبي حفصة بأنه لم يسمعه من ابن مليل، وسبقت الإشارة إلى هذا 1205. وانظر 1262.

نبى سبعةَ بخباء، وأُعطي نبيكم أربعةَ عشر نجيباً، منهم أبو بكر، وعمر، وعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر. 1274 - حدثنا يحيى بن بُكَير حدثنا زُهَير أنبأنا أبو إسحق عن شُريح بن النعمان، قال: وكان رجل صدْق، عن علي قال: أمرَنا رسولي الله - صلى الله عليه وسلم - أنِ نستشرف العين والأذن، وأنَ لا نضحي بعوراء ولا مُقابَلة ولا مُدابَرة ولا شرْقاء ولا خَرْقاء، قال زهير: فقلت لأبي إسحق: أذَكر عضباء؟ قال: لا، قلت ما المقابَلة؟ قال: هى التي يقطع طرفُ أذنها، قلتِ: فالمدابَرة؟ قال: التي يُقطع مؤخر الأذن، قلت: ما الشرقاء؟ قال: التى يُشَقَّ أذنها، قلت: في الخرقاء؟ قال: التى تَخرق أذنَها السِّمَةُ. 1275 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي عُبيد مولى عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت عليَّا يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تحبسوا لحوم الأضاحي بعد. ثلاثٍ. 1276 - حدِثنا يزيد أنبأنا الحجاج بن أَرْطاة عن الحَكَم عن القاسم بن مُخَيْمرة عن شُرَيح بن هانئ قال: سألت عائشة عن المسح على الخفين؟ فقالت: سل عليّا، فهوأعلم بهذا مني، هو كان يسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألتُ عليّا؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن". 1277 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن بَكَّار حدثنا

_ (1274) إسناده صحيح، وهو مطول 1061. (1275) إسناده صحيح، وانظر 1192، 1235، 1236. (1276) إسناده صحيح، وهو مكرر 1244. (1277) إسناده ضعيف، لضعف حفص وجهالة كثير. وقد سبق الكلام عليه مفصلا 1267.

حفصِ بن سليمان، يعني أبا عمر القارئ، عن كَثِير بن زاذان عن عاصم ابن ضمْرة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تعلم القرآن فاستظهره وحفظه أدخله الله الجنة وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلُّهم قد وجبت لهم النار". 1278 - [قال عبد الله بن أحمِد]: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمِدِ بن عُبَيد المحاربي قالا حدثنا شريك عن أبي الحسناء عن الحَكَم عن حنش عن علي قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أضحي عنه بكبشين، فأنا أحب أن أفعلة، وقال محمد بن عبُيد المحاربي في حديثه: ضحى عنه بكبشين: واحدٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والآخر عنه، فقيل له فقال: إنه أمرني فلا أدعُه أبداً. 1279 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محُرْز بن عَوْن بن أبي عون حدثنا شرِيك عن سمَاك عن حَنَش عِن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاضياً، فقال: "إذا جاءكَ الخصمان فلا تَقْضِ على أحدهما حتى تسمع من الآخر، فإنه يبين لك القضاءُ". 1280 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو الربيع الزهراني، وحدثنا على بن حَكيم الأوْدِي، وحدثنا محمد بن جعفر الوَرْكاني،

_ (1278) إسناده صحيح، وهو مطول 843. وسبق الكلام على الإسناد مفصلا هناك. (1279) إسناده صحيح، محرز بن عون بن أبي عون الهلالي: ثقة ثبت، من شيوخ أحمد وابنِه عبد الله ومسلم. والحديث مطول 1210. وانظر الحديث الآتي. (1280) إسناده صحيح، أبو الربيع الزهرانى: اسمه "سليمان بن داود العتكي". عبد الله بن عامر ابن زرارة الحضرمي: قال أبو حاتم: "صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "مستقيم الحديث"، وهو من شيوخ مسلم، روى عنه في صحيحه حديثين أو ثلائة، كما في التهذيب. والحديث مطول ما قبله، ومكرر. 882 وانظر أيضاً 1145.

وحدثنا زكريا بن يحيى زَحْمَوَيه، وحدثنا عبد الله بنِ عامر بن زُرَارة الحضرِمي، وحدثنا داود بن عَمروَ الضَّبَّبي قالوا حدثنا شرِيك عن سِماك عن حَنَش عن علي قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قاضياً، فقلت: تبعثني إلى قوم وأنا حَدَث السنّ ولا علم لى بالقضاء؟ فوضع يده على صدري، فقال:"ثبّتك الله وسدّدك، إذا جِاءك الخصمان فلا تَقْضِ للأول حتى تسمع من الآخر، فإنه أجدر أن يبين لك القضاءُ"، قال: في زلتُ قاضياً. وهذا لفظ حديث داود بن عَمرو اَلضبي، وبعضهم أتمُّ كلامًا من بعضٍ. 1281 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن سليمان لُوَين، وحدثنا محمد بن جابر عن سمَاكُ عن حَنَش عن على بن أبي طالب قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - قاضياً إلى الَيمن، فذكر الحديث، قال: "إن الله مثبّتٌ قلبَك وهادٍ فؤادَك"، فذكر الحديث. 1282 - قال لَوَين: وحدثنا شَريك عن سماك عن حَنَش عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بمثل معناه. 1283 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبُيد الله بن القوارِيرِي حدثنا السَّكَن بن إبراهيم حدثنا الأشعث بن سوّار عن ابن أشْوَع عن حَنَشٍ الكناني عن علي: أنه بعث عامل شُرَطته فقال له: أتدري على ما أبعُثك؟ على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن أنحتَ كلَّ، يعني صورة، وأن أسوّيَ كلّ قبرٍ.

_ (1281) إسناده حسن، محمد بن جابر السحيمي سبق في 790. والذي يقول هنا "وحدثنا محمد بن جابر" هو لوين. والحديث مكرر ما قبله. (1282) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1283) إسناده صحيح، السكن بن إبراهيم: بصري، ذكره ابن حبان في الثقات. والحديث مكرر 1238. والأحاديث 1277 - 1283 من زيادات عبد الله بن أحمد.

1284 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي، وحدثني أبو بكر ابن أبي شيبة قالا حدثنا حسين بن على عن زائدة عن سمَاك عق حَنَش عن علي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تقاضِى إليك رجلان فلا تقضِ للأول حتى تسمع ما يقول الآخر، فإنك سوف تَرى كيف تقضي". 1285 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنىِ عثمان بن أبي شيبة حدثنا شريك عن أبي الحسناء عن الحَكَم عن حنَش قال: رأيت عليّا يضحي بكبشين، فقلت له: ما هذا؟ فقال: أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أضحي عنه. 1286 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر حدثنا عمرو

_ (1284) إسناده صحيح، حسين بن على: هو الجعفي الكوفي المقرئ، وهو ثقة حجة. والحديث مختصر 1282، وقد رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه الإمام وعن أبي بكر بن أبي شيبة معَاً. (1285) إسناده صحيح، وهو مختصر 1278. (1286) إسناده صحيح، عمرو بن حماد بن طلحة القناد: ثقة، روى عنه مسلم وغيره، وقد ينسب إلى جده، فيقال له "عمرو بن طلحة"،. وله ترجمة في الجرح والتعديل 3/ 1 / 228 أسباط بن نصر الهمداني: سئل عنه أحمد: كيف حديثه؟ قال: ما أدري! وكأنه ضعفه, وضعفه أبو نعيم، وقال البخاري في تاريخه الأوسط: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، واختلفت الرواية فيه عن أبن معين بين تضعيف وتوثيق، كما في التهذيب، وقد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 53 فلم يذكر فيه جرحا ً، فهذا كله يرجح عندي أنه ثقة والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 4: 111 - 112 عن المسند، وذكره السيوطي في الدر النثور 3: 210 ونسبه لأبي الشيخ، ولكن في لفظه نكارة، إذ خلط بين هذا وبين قصة إرساله إلى اليمن، وهو خلط من أحد الراوة لا شك. وانظر ما يأتي 1296. اللسن، بكسر السين. ذو البيان والفصاحة. الخطيب، بإثبات الياء: واضحة، ولكن في ح "الخطب" بحذف الياء، وأثبتنا ما في ك هـ وابن كثير. وهذا =

ابن حماد عن أسباط بن نصر عن سمَاك عن حَنَش عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه ببراءة، فقال: يا نبي الله، َ إني لستُ باللَّسِن ولا بالخطيب، قال: "ما بُدَّ أن أذهبَ بها أنا أو تَذهب بها أنت"، قال: فإن كان ولا بدّ فسأذهب أنا، قال: "فانطلقْ، فإن الله يثبت لسانَك ويهدي قلبك"، قال: ثم وضع يده على فمه. 1287 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جابرأن عاصم ابن بَهْدَلة قال: سمعت زِراً يحدث عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال يوم أحد: "شغلونا عن صلاة الوسطى حتى آبت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم وبطونهم ناراً". 1288 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جابر قال سمعت الشعبي يحدث عن الحرث عن علي أنه قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكلَ الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه، والواشمة والمتوشمة، والمحلَّ والمحلَّل له، ومانع الصدقة، ونهى عن النَّوح. 1289 - حدثناِ محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جابر قال: سمعت عبد الله بن نُجَىَّ يحدث عن علي قال: كانت لى ساعةٌ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل، ينفعني الله عز وجل بما شاء أن ينفعني بها، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جُنُب، قال: فنظرتُ فإذا جَرْوٌ للحسن بن علي تحت السرير، فأخرجته.

_ = الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (1287) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي، وقد مضى الحديث مراراً بأسانيد صحاح، آخرها 1245. (1288) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي والحرث الأعور. والحديث مكرر 112. (1289) إسناده ضعيف جداً، من أجل جابر الجعفي، ولانقطاعه بأن عبد الله بن نجي يسمع من علي. وهو مختصر 845. وسبق الحديث موصولا صحيحَاً 1172. وانظر1269.

1290 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جابر قال سمعت أبا بُرْدة يحدث عن علي قال: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أضع الخاتم في الوسطى. 1291 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن رِبْعيٍّ بن حِرَاش أنه سمع عليَّا يخطب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تكذبوا علىّ، فإنه من يكذب عليّ يلج النار". 1292 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبيد الله بنِ عمر القواريري حدثنا خالد بن الحرث حدثنا سعيد عن قتادة أنه سمِع جُرَيّ بن كُلَيب يحدث أنه سمع عليَّا يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عضْباء القَرْن والأذن. 1293 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثَمة حدثنا عَبْدة ابن سليمان عن سعيد عن قتادة عن جُرَيّ بن كُلَيب النَّهدي عن علي قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُضحَّى بأعضب القرْن والأذن. 1294 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن ابن الحرث بن هشام عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله

_ (1290) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وانظر 1168. (1291) إسناده صحيح، وهو مكرر 1001 بهذا الإسناد. وانظر 1075. (1292) إسناده صحيح، خالد بن الحرث بن عبيد الهجيمي: إمام ثقة، من شيوخ الإمام أحمد. والحديث مكرر 1158. (1293) إسناده صحيح، عبدة بن سليمان الكلابي: ثقة صالح صدوق، من شيوخ أحمد أيضاً. والحديث مكررما قبله. (1294) إسناده صحيح، وهو مكرر 751.

- صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سَخَطك، ومعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحْصِي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك". 1295 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني نصر بن علي الأزْدِي أخبرني أبي عن أبي سلاّم عبد الملك بن مُسْلم بن سلاَّم عن عمران بن ظَبْيان عن حُكَيْم بن سعد عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد سفرًا قال: "اللهم بك أَصُول وبك وأَحُول، وبك أَسير". 1296 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن سليمان لُوَيْن حدثنا محمد بن جابر عن سمَاك عن حَنش عن علي قال: لمَّا نزلت عشر آيات من براءةْ على النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لى: "أدركْ أبا بكر، فحيثما لَحقتَه فخذ الكتاب منه فاذِهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم"، فلحقتُه بَالجُحْفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، نزل فىّ شيء؟ قال: "لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجلٌ منك".

_ (1295) إسناده صحيح، على بن نصر بن علي الجهضمي الأزدي، والد نصر بن علي: ثقة صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة: "حكيم" بالتصغير، كما مضى. والحديث مكرر 691. أحول، بالحاء المهملة: أي أتحرك، أو أحتال، أو أدفع وأمنع. وثبت فيما مضى الجيم، وهو خطأ. (1296) إسناده حسن، محمد بن جابر السحيمي: سبق الكلام عليه 790. والحديث في مجمع الزوائد 7: 29 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد، وفيه محمد بن جابر السحيمي، وهو ضعيف، وقد وثق". ونقله ابن كثير في التفسير 4: 111 وقال: "هذا إسناد فيه ضعف، وليس المراد أن أبا بكر رجع من فوره، بل بعد قضائه المناسك التى أمّره عليها =

1297 - حدثنا محمد بنِ جعفرحدثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سُوَيد قال: قيل لعلي: إن رسولكم كان يخصكم بشىء دون الناس عامة؟ قال: ما خصنارسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشىء، لم يخصَّ الناسَ، إلا بشىء في قراب سيِفِي هذا، فأخرج صحيفةً فيها شيء من أسنان الإبل، وفيها: "إن المدينة حرم من بين ثَوْر إلى عائر، مَن أَحْدَث فيها حَدَثاً أوآوى محْدِثاً فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه يوم القيامة صَرْف ولا عَدْل، وذمة المسلمين واحدة، فمن أَخْفَر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه يوم القيامة صرف ولا وعدل، ومن تولَّى مولىَّ بغير إذنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل". 1298 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سليمان عن أبي الضحىِ عن شُتَير بن شَكَل عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال يوم الأحزاب: "حبَسونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر حتى غَرَبت الشمس،

_ = رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وهو في الدر المنثور 3: 209 ونسبه أيضاً لأبي الشيخ وابن مردويه. وانظر 1286. والأحاديث 1292 - 1296 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1297) إسناده صحيح، بل هو من أصح الأسانيد، فإن شعبة أثبت من سفيان الثوري وأوثق، وقد مضى في أصح الأسانيد برقم 43 أن منها "الثوري عن سليمان- وهو الأعمش، عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد عن علي". فهذا يلحق به أيضاً. إبراهيم التيمى: هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي العابد الثقة، روى عنه الأعمش، كما ثبت في المسند مراراً، وكما نص عليه البخاري في الكبير 1/ 1 /335. والحديث في معنى روايات أخر رواها إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي، مضى كثير منها، آخرها 1037. (1298) إسناده صحيح، وهو مكرر 1245. وانظر 1287.

ملأ الله قبورهم وبيوتهم، أو قبورهم وبطونهم نارًا"، قال شعبة: "ملأ الله قبورهم وبيوتهم أو قبورهم وبطونهم ناراً"، لا أدري أفى الحديث هو أم ليس في الحديث؟ أَشُكُّ فيه. 1299 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا نصر بن علي حدثنا نوح بن قيس حدثنا خالد بن خالد عن يوسف بن مازن: أن رجلاً سأل عليَّا فقال: يا أمير المؤمنين، انعتْ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، صفه لنا، فقال: كان ليس بالذاهب طولاً وفوقَ الرَّبْعَة، إذا جاء مع القوم غَمَرَهم، أبيضَ شديدَ الوضَح، ضخم الهامة، أغرّ، أبلج، هَدِب الأشفار، شَثْن الكفين والقدمين، إذا مشى يَتَقَلَّع كأنما ينحدر في صَبَب، كأن العرق في وجهه اللؤلؤ، لم أر قبله ولا بعده مثله، بأبي وأمى، - صلى الله عليه وسلم -.

_ (1299) إسناده ضعيف، لما سيأتي. نوح بن قيس بن رباح الأزدي الحداني الطاحي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 111 - 112 فلم يذكر فيه جرحا ً. "الطاحي": نسبة إلى "سويقة طاحية" كان ينزل بها فنسب إليها. خالد ابن خالد: مجهول، وفى التعجيل 111 - 112: "لا يعرف. قلت: هو خالد بن قيس أخو نوح الأزدي البصري، وليس في شيوخ نوح بن قيس أحد اسمه خالد إلا أخوه، ولا في الرواة عن يوسف بن مازن من اسمه خالد إلا خالدَاً الحذاء، لكنه لم يذكر في شيوخ نوح بن قيس". وهذا الجزم من الحافظ بأنه خالد بن قيس ليس حجة، فما الدليل عليه؟ ونسخ المسند كلها في هذا الحديث الذي بعده واضحة "خالد بن خالد"!. فهو شيخ مجهول لا يعرف. يوسف بن مازن: هو الراسبي، قال البخاري في الكبير 4/ 2/ 374: "روى عنه القاسم بن الفضل ونوح بن قيس، يعد في البصريين، قال: قال الحسن بن علي" يريد أنه روى عن الحسن بن علي بقوله "قال"، فلم يذكر سماعاً، كعادة البخاري في مثل هذه الإشارات، فهو متأخر لم يدرك أن يروي عن علي، ويؤيده الرواية الآتية 1300 "عن يوسف بن مازن عن رجل عن علي". وأما المزي فقد ذهب في التهذيب إلى أن "يوسف بن مازن" هو "يوسف بن سعد" خلط الترجمتين! وتعقبه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب بأن البخاري فرق بينهما، وأن ابن أبي حاتم فرق =

1300 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أبي بكر المقدَّمي حدثنا نوح بن قيس حدثنا خالد بن خالد عن يوسف بن مازِن عن رجل عن علي: أنه قيل له: انعتْ لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كان ليس بالذاهب طولاً، فذكر مثلَه سواءً. 1301 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني نصر بن علي حدثنا عبد الله بن داود عن نُعيم بن حَكيم عن أبي مريم عن علي قال: كان على الكعبة أصنام، فذهبتُ لأحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها، فلم أستطع، فحملني، فجعلتُ أقطعها، ولو شئتُ لنلتُ السماء. 1302 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثَمة حدثنا شَبابة بن سوّار حدثني نُعيم بن حَكيم حدثني أبو مريم حدثا على بن أبي طالب أن رٍ سول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن قوماً يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة يقرؤون القرآن لا يجاوز تَرَاقيَهم، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، علامتهم رجل مُخْدَج اليد". 1303 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني نصر بن علي وعُبيد الله

_ = بينهما كذلك، وقد ترجم البخاري ليوسف بن سعد ترجمة مطولة 4/ 2/ 373. والصحيح صنيع البخاري. فهذا الحديث ضَعْفُه من جهالة خالد بن خالد، ومن انقطاعه. وانظر 1122. (1300) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (1301) إسناده ضحيح، وهو مختصر 644. (1302) إسناده صحيح، شبابة بن سؤار المدائني: ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة، والكلام فيه بشأن الإرجاء ليس مما يرفع الثقة بحديثه. والحديث في معنى 1254. (1303) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 332 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد والبزار وأبو يعلى، ورجاله ثقات".

ابن عمر قالا حدثنا عبد الله بن داود عن نُعيم بن حَكيم عن أبي مريم عن علي: أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إن الوليد يضربها، وقالي نصر بن على في حديثه: تشكوه، قال: "قولي له: قد أجارنى"، قال علي: فلم تلبثْ إلا يسيراً حتى رجعتْ فقالت: ما زادني إلا ضرباً. فأخذ هُدْبةً من ثوبه فدفعها إليها، وقال: "قولى له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أجارني، فلم تلبثْ إلا يسيراً حتى رجعتْ، فقالت: مازادني إلا ضرباً، فرفع يديه وقال: "اللهم عليك الوليدَ، أثِمَ بي"، مرتين، وهذا لفظ حديث القواريري، ومعناهما واحد. 1304 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدتني أبو بكر بن أبي شيبة وأبو خَيْثَمة قالا حدثنا عُبيد الله بن موسى أنبأنا نُعيم بن حَكيم عن أبي مريم عن علي: أن امرأة الوليد بن عقبة جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تشتكي الوليد أنه يضربها، فذكر الحديث. 1305 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن الحَكَيم عن يحييِ بن الجزَّار عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يوم الأحزاب على فُرْضة من فُرَض الخندق، فقال: "شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غربت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم، أو بطونهم وبيوتهم ناراً". 1306 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت القاسم ابن أبي بَزَّة يحدث عن أبي الطُّفَيل قال: سئل عليُّ: هل خَصَّكم

_ (1304) إسناده صحيح، عبيد الله بن موسى بن أبي المختار: ثقة، روى عنه البخاري، وأخرج له سائر أصحاب الكتب الستة، وتُكلم فيه من حيث التشيع، وهو صدوق. والحديث مكرر ما قبله، والأحاديث 1299 - 1304 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1305) إسناده صحيح، وهو مكرر 1132، 1298. (1306) إسناده صحيح، وهو مكرر 954 بإسناده ومتنه. وانظر 1297.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشىء؟ فقال: ما خصنارسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشىء لم يعمَ به الناسَ كافةً، إلا ما كان في قرَاب سيفي هذا، قال: فأخرجِ صحيفةً فيها مكتوب: "لعن الله من ذبح لغيَر الله، لعن الله من سرق مَنار الأرض، ولعنْ الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محُدِثاً". 1307 - حدثنا محمدْ بن جعفز حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن عَبيدة عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب: "اللهم املأ بيوتَهم وقبورهم ناراً، كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى آبت الشمس". 1308.- حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سَلَمة بن كُهَيل قال سمعت حُجيَّة بن عديّ قال: سمعت علي بن أبي طالب وسأله رجل عن البقرة؟ فقال: عن سبعة، وسأله عن الأعرج؟ فقال: إذا بلغت المنسَك، وسئل عن القَرَن؟ فقال: لا يضره، وقال علي: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العينَ والأذن. 1309 - حِدثنا بَهْز وعفَّان، المعنى، قالا حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا سمَاك عن حنش بن المعتمر: أن عليَا كان باليمن، فاحتفروا زُبْيَةً للأسد فَجاء حتى وقع فيهارجل، وتعلق بآخر، وتعلق الآخر بآخر، وتعلق الآخر بآخر حتى صاروا أربعة، فجرحهم الأسد فيها، فمنهم من مات فيها، ومنهم من أُخرج فمات، قال: فتنازعوا في ذلك حتى أخذوا السلاح، قال:

_ (1307) إسناده صحيح، وهو مكرر 1220، 1305. (1308) إسناده صحيح، وهو مكرر 1022 بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه هناك. وانظر 1158، 1274، 1293. (1309) إسناده صحيح، وهو مطول 1063 ومكرر 573، 574.

فأتاهم علي فقال: ويلكم! تقتلون مائتي إنسان في شأن أربعة أَنَاسيّ! تعالَوْا أقضِ بينكِم بقضاء، فإن رضيتم به وإلا فارتفعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: فقضى للأول ربع دية، وللثاني ثلث دية، وللثالث نصف دية وللرابع دية كاملةً، قال فرضي بعضُهم وكره بعضُهم، وجعل الدية على قبائل الذين ازدحمِوا، قال: فارتفَعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال بهز: قال حماد: أحسبه قال: متكئاً فاحتَبى، قال: "سأقضي بينكم بقضاءٍ"، قال: فأُخبر أن عليَّا قَضى بكذا وكذا، قال: فأمضى قضاءه، قال عفان: "سأقضي بينكم". 1310 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني حَجّاج بن الشاعر حدثنا شَبابة حدثني نُعيم بن حَكيمِ حدثني أبو مريم ورجل من جُلَساء علي عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم غَدير خُمَّ: "من كنتُ مولاه فعليّ مولاه"، قال: فزاد الناس بعدُ: "وال مَن والَاه، وعادِ من عاداه". 1311 - حدثنا بَهْز بن أسد حدثنا حماد بن سَلَمة أنبأنا سلمة ابن كُهَيل عن حُجَيَّة بن عديّ: أن عليّا سئل عن البقرة؟ فقال: عن سبعة، وسئل عن المكسورة القرن؟ فقال: لا بأس، وسئل عن العرج؟ فقال: ما بلغت المنسَك، ثم قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العينين والأذنين. 1312 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني العباس بن الوليد

_ (1310) إسناده صحيح، وقوله "رجل من جلساء علي": جهالة هذا الرجل لا تضر، فإن الحديث موصول عن أبي مريم، فهو عن معروف وعن مجهول معاً، وصحة الإسناد إنما هي للموصول. والحديث في مجمع الزوائد 9: 107 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات" وانظر 964. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (1311) إسناده صحيح، وهو مكرر 1308. (1312) إسناده حسن، سعيد الجريري، بضم الجيم: هو سعيد بن إياس، وهو ثقة، كان محدث =

النَّرسي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا سعيد الجُرَيْري عن أبي الوَرْد عِن ابن أعْبُدَ قال: قال لى علي بن أبي طالب: يا ابن أعبد، هل تدري ما حقُّ الطعام؟ قال: قلت: وما حقُّه يا ابن أبي طالب؟ قال: تقول: بسم الله، اللهم

_ = أهل البصرة، كما قال أحمد. أبو الورد: هو ابن ثمامة بن حزن القشيري، قال ابن سعد: كان معروفاً قليل الحديث، وقال في التقريب: مقبول. ابن أعبد: نقل في عون المعبود عن المنذري قال: "ابن أعبد: اسمه علي، وقال علي بن المديني: ليس بمعروف، ولا أعرف له غير هذا". وفى الميزان 3: 388 أن اسمه "علي". ونص ترجمته في التهذيب 7: 283: "على بن أغيد عن علي بن أبي طالب في قصة فاطمة في جرها بالرحى، وعنه أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري، قال ابن المديني ليس بمعروف، ولا أعرف له غير هذا الحديث. روى له أبو داود والنسائي في مسند علي هذا الحديث ولم يسمياه. قلت: له حديث آخر في مسند أحمد في زيادة ابن عبد الله في شكر الطعام، ولم أعرف من سماه علياً"! كذا قال الحافظ، وكأنه لم يقرأ الحديث في المسند، فيعرف أنه حديث واحد، فيه شكر الطعام وقصة فاطمة، وإن أبا داود والنسائي اقتصرا على شطره الآخر. وقد ترجم البخاري في الكبير 4/ 2 / 430 لابن أعبد فقال: "ابن أعبد، روى عن علي" ولم يزد. فهذا تابعي لم نجد فيه جرحاً ولا توثيقاً، فحاله على القبول والستر إن شاء الله. "أعبد" بالعين المهملة وضم. الباء الموحدة، كما ضبط في ك بالشكل، وكما ضبط بالحروف في عون المعبود 3: 110 وكما ثبت في تاريخ البخاري دون ضبط، وكتب في التهذيب "أغيد" وضبط في الخلاصة بالحروف "بإسكان المعجمة وفتح التحتانية"، وأنا أرجح أنه خطأ.، لأنهم لم يذكروا في أعلام الرجال "أغيد" وما هو مما يناسب أن يسمى به رجل! وأما "أعبد" فقد سموا به، كما في القاموس، وهو إما جمع عبد، فيكون مصروفاً، كما صنع صاحب القاموس، وإما على وزن الفعل المضارع، فيكون غير مصروف، كما ذهب إليه صاحب عون المعبود. وصدر الحديث في مجمع الزوائد 5: 21 - 22 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد وذكره بطوله، وابن أعبد قال ابن المديني: ليس بمعروف، وبقية رجاله ثقات". والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. وانظر 1249.

بارك لنا فيما رزقتنا، قال: وتَدري ما شُكره إذا فرغتَ؟ قال: قلت: وما شُكره؟ قال: تقول: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، ثم قال: ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟ كانت ابنةَ رسِول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت من أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فَجَرَتْ بالرَّحى حتى أثَّر الرحى بيدها، وأسْقَتْ بالقربة حتى أثَّرت القرِبة بنَحْرها، وقَمَّت البيتَ حتى اغبرَّتْ ثيابُها، وأوقدتْ تحت القدْر حتى دَنستْ ثيابُها، فأصابَها من ذلك ضَرَر، فقُدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسَبْي أو خدمَ، قال: فقلت لها: انطلقي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسأليه خادماً يقيك حَرَّ ما أنت فيه، فانطلقتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدت عنده خدماً أو خُدَّاماً، فرجعتْ ولم تسأله، فذكر الحديث، فقال: "ألاَ أدلك على ما هو خير لك من خادم؟ إذا أَوَيْت إلى فراشك سبِّحي ثلاثاً وثلاثينَ، واحمَدي ثلاثاً وثلَاثين، وكبِّري أربعاً وثَلاثين"، قال: فأخرجتْ رأسها فقالت:- رضيتُ عن الله ورسوله، مرتين، فذكر مثلَ حديث ابن عُلَيّة عن الجُرَيْريّ أو نحوَه. 1313 - حدثنا بَهْز حدثنا همّام عن. قتادة عن أبي حَسَّان عن عَبيدة قال: كنا نرى أن صلاةَ الوسطى صلاةُ الصبح، قال: فحدثنا عليّ أنهم يوم الأحزاب اقتتلوا وحبسونا عن صلاة العصر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم املأ قبورهم ناراً، أو املأ بطونهم ناراً، كما حبسونا عن صلاة الوسطى"، قال: فعرفنا يومئذ أن صلاةّ الوسطى صلاةُ العصر. 1314 - حدثنا بَهْز حدثنا شعبة أخبرني عبد الملك بن مَيسَرة عن زيد بن وهب عن عليّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إليه حلَّةً سيَرَاء، فلبسها وخرج على القوم، فعَرَف الغضبَ في وجهه، فأمره أن يشققهَا بين نسائه.

_ (1313) إسناده صحيح، وهو مطول 1307. (1314) إسناده صحيح، وانظر 1154.

1315 - حدثنا بَهْز حدثنا شعبة عن عبد الملك بن مَيْسَرة قال: سمعت النَّزَّال بن سَبْيرة قالٍ: رأيت عليّا صلى الظهر ثم قعد لحوائج الناس، فلما حضرت العصر أُتي بَتَورْ من ماء، فأخذ منه كفّا فمسح وجهه وذراعيه ورأسه ورجليه، ثم أخذ فضله فشرب قائماً، وقال: إن ناساً يكرهون هذا، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله، وهذا وضوء من لم ُيُحْدِث. 1316 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن سلمة بن كُهَيل عن الشعبي: أن عليّا قال لشَرَاحة: لعلك استُكْرِهْت؟ لعل زوجَك أتاك؟ لعلك؟! قالت: لا، فلما وضعت جَلدَهاَ ثم رجمهاَ، فقيل له: لمَ جلدتَها ثم رَجمتها؟ قال: جلدتُها بكتاب الله، ورجمتها بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1317 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو كامل فُضَيل بن الحسين، وحدثنا محمد بن عُبيد بن حسَاب قالا حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عن النعَمان بن سعد عن علي قال: قال

_ (1315) إسناده صحيح، وهو مطول 1222. (1316) إسناده صحيح، وهو مختصر 1209. (1317) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحق كما مضى 965. عبد الرحمن بن زياد العبدي: ثقة مأمون. النعمان بن سعد الأنصاري: تابعي لم يرو عنه غير ابن أخته عبد الرحمن بن إسحق، كما قال البخاري في الكبير 4/ 2 / 78 وكما نقل في التهذيب عن أبي حاتم. والحديث رواه الترمذي 4: 53 عن قتيبة عن عبد الواحد بن زياد، ثم قال: "هذا حديث لا نعرفه من حديث علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحق". وأخطأ السيوطي في الجامع الصغير 4111 إذ نسبه للبخاري، وأصل الحديث صحيح من حديث عثمان، كما مضى 405، 412، 413، 500 وقد ذكرنا في 405 أن السيوطي لم ينسبه للبخاري، فالظاهر عندي أنه أراد أن ينسب حديث عثمان للبخاري، فأخطأ فنسب إليه حديث علي!.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خِيارُكم من تَعَلَّم القرآن وعَلَّمه". 1318 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله ابن عمر حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحق القرشي عن سَيّار أبي الحَكَم عن أبي وائل قال: أَتى عليّا رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني عجزت عن مكاتبتي، فأعنّي، فقال علي: ألا أعلمكِ كلماتٍ علمنيهنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لو كَان عليك مثل جبل صيرٍ دنانير لأدّاه الله عنك؟ قلت: بلى، قال: قلْ: "اللهم اكفني بحلالكَ عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك". 1319 - [قال عبد اللهِ بن أحمد]: حدثنا أبو كامل الجَحْدَرِي ومحمد بن أبي بكر المقدَّمي ورَوْح بن عبد المؤمن المقرئ، وحدثنا محمد ابن عُبيد بن حساب وعُبيد الله بن عمر القواريري، قالوا: حدثنا عبد الواحد ابن زياد حدثناَ عبد الرحمن بن إسحق بن النعمان بن سعد عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بارك لأمتي في بكورها". 1320 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن عاصم بن كُلَيب حدثني أبو بردة بن أبي موسى قال: كنت جالساً مع أبي موسى، فأتانا على، فقام على أبي موسى فأمره بأمرٍ مِن أمر الناس قال: قال علِي: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قل؟ "اللهم اهدني وسَدَّدنى، واذكر بالهدى هدايتك الطريق،

_ (1318) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحق. صير، بكسر الصاد: جبل بلاد طىء. (1319) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وقد ذكر السيوطي في الجامع الصغير متن هذا الحديث 1457 من رواية صحابة آخرين، وانظر شرحه الكبير للمناوي. والأحاديث 1317 - 1319 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1320) إسناده صحيح، وهو مكرر 1124 ومطول 1168.

واذكر بالسداد تسديدَ السهم"، ونهانى أن أجعل خاتمى في هذه، وأهوى أبِوِ بردة إلى السبابة أو الوسطى، قال عاصم: أنا الذي اشتبه على أيتهما عنى، ونهاني عن الميثرة والقَسِّيّةَّ، قال أبو بردة: فقلت لأمير المؤمنين: ما الميثَرَة وما القسية؟ قال: أما الميثرَة شيء تصنعه النساء لبعولتهن يجعلونه على رَحالهم، وأما القسي فثياب كانت تأتينا من الشأم أو اليمن، شك عاصم، فيها حرير، فيها أمثال الأُتْرُجّ، قال أبو بردة: فلما رأيتُ السَّبَنِيَّ عرفتُ أنها هي. ْ1321 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن المنْهال أخو حَجَّاج حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عَن النعمان ابن سعد قال قال رجل لعلي: يا أمير المؤمنين، أي شهر تأمرني أن أصوم بعد رمضان؟ فقال: ما سمعتُ أحداً سأل عن هذا بعد رجل سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي شهر تأمرني أن أصوم بعد رمضان؟ فقال: "إن كنتَ صائماً شهراً بعد رمضان فصُم المحرَّم، فإنه شهر الله، وفيه يومٌ تاب على قومٍ، ويتوب فيه على قومٍ". 1322 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا رَوْح بن عبد المؤمن حدثنا عبد الواحد بن زياد، وحدثني عمرو الناقد حدثنا محمد بن فُضَيل، عن عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".

_ (1321) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحق. والحديث رواه الترمذي 2: 53 - 54 من طريق عبد الرحمن بن إسحق، وقال: "حديث حسن غريب"، وقال شارحه: "وأخرجه النسائي وصححه ابن حبان وابن عبد البر وابن حزم، كذا في عمدة القاري". وقد صح من حديث أبي هريرة فضل صوم شهر المحرم، انظر المنتقى 1235. (1322) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحق. والحديث مكرر 1319. وهو والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد.

1323 - حدثنا عفان أُراه عن أبي عَوانة عن خالد بن عَلْقَمة عن عبد خَيْرقال: أتيت عليّا وقد صلى، فدعا بطَهور، فقلنا: ما يصنعِ بالطهور وقد صلى؟ ما يريد إلا أن يعلمنا، فأُتي بطَسْتٍ وإناء، فرفع الإناء فصبَّ على يده فغسلها ثلاثا، ثم غمس يده في الإناء فمضمض واستنثر ثلاثا، ثم تمضمض وتنثر من الكف الذي أَخذ منه، ثم غسل وجهه ثلاثاً، وغسل يده اليمنى ثلاثاً، ويده الشمال ثلاثاً، ثم جعل يده في الماء فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثاً، ورجله الشمال ثلاثاً، ثم قال: من سره أن يعلم طُهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو هذا. 1324 - حدثنا معاذ أنبأنا زُهَير بن معاوية أبو خَيْثَمة عن عبد الكريم الجَزَرِي عن مجاهد عن عبد الرحمن بن. أبي ليلى عن علي قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقوم على بُدْنه، وأن أتصدق بلحومها وجلودها وأجِلَّتها، وأن لا أُعطي الجازِرَ منها، قال: "نحن نعطيه من عندنا". 1325 - حدثنا معاذ حدثنا سفيان الثوري عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مثل هذا، إلا أنه لم يقل: "نحن نعطيه من عندنا". 1326 - حدثنا عفان حدثنا همَّام أنبأنا قتادة عن أبي حسان عن عَبيدة السَّلماني عن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب: "ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً، كما حبسونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت

_ (1323) إسناده صحيح، وهو مطول 1198. وانظر 1315. "رجله اليمنى" كلمة "رجله" سقطت من خ خطأ، وأثبتناها من ك هـ. (1324) إسناده صحيح، وهو مطول 1208. (1325) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (1326) إسناده صحيح، وهو مختصر 1313.

الشمس"، أو قال: "حتى آبت الشمس"، إحدى الكلمتين. 1327 - حدثنا عفان حدثنا حماد عن عطاء بن السائب عن أبي ظَبْيان الجَنْبي: أن عمر بن الخطاب أُتي بامرأة قد زنت، فأمر برجمها، فذهبوا بها ليرجموها، فلقيهم علي، فقال: ما هذه؟ قالوا: زنت، فأمر عمر برجمها، فانتزعها عليّ من أيديهم وردهم، فرجعوا إلى عمر، فقال: ما ردَّكم؟ قالوا: ردنا عليّ، قال: ما فعل هذا عليّ إلا لشىءِ قد عَلمه، فأرسل إلى عليِ، فجاء وهو شبه المُغضَب، فقال: ما لَك رددت هؤلاءَ؟ قال: أما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: رُفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتَلَى حتى يعقل؟ " قال: بلى، قال علي: فإن هذه مُبتلاة بني فلان، فلعله أتاها وهو بها، فقال عمر: لا أدري، قال: وأنا لا أدري، فلم يرجمها. 1328 - [قال عبد الله بنِ أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا على بن مُسْهِر، وحدثني رَوُح بن عبد المؤمن حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال: قال

_ (1327) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. أبو ظبيان، بفتح الظاء المعجمة: هو حصين بن جندب الكوفي الجنبي، بفتح الجيم وسكون النون، نسبة إلى "جنب" قبيلة من اليمن، وهو تابعي ثقة. وانظر 940، 956، 1183، 1260. قوله "فلعله أتاها وهو بها" يعني لعل الفاعل أتاها في وقت كان بها البلاء، أي الصرع أو الجنون الذي كان ينوبها. (1328) إسناده ضعيف، من أجل عبد الرحمن بن إسحق. وقد رواه عبد الله بن أحمد عن شيخين: عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن مسهر، وعن روح بن عبد المؤمن عن عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحق. روح بن عبد المؤمن المقرئ: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: صدوق، وهو من شيوخ البخاري وعبد الله ابن أحمد، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 283. والحديث مكرر 1322.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم بارك لأمتي في بكورها". 1329 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب رَفَعه: أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يقرأ القرآن وهو راكع، وقال: "إذا ركعتم فعظموا الله، وإذا سجدتم فادعوا، فقَمِن أن يُستجاب لكم". 1330 - حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال: قال عَبِيدة: لا أحدثك إلا ما سمعتُ منه، قال محمد: فحلف لنا عَبيدةُ ثلاث مرارٍ، وحلف له علي: لولا أن تَبْطرَوا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم عن لساَّن محمد، قال: قلت: آنت سمعتَه منه؟ قال إي وربَّ الكعبة، إي وربّ الكعبة إي وربّ الكعبة، فيهم رجل مُخْدج اليد، أو مَثدُون اليد، أَحْسبه قال: أو مُودَن اليد. 1331 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو مَعْمَر حدثني علي ابن مُسْهِر وأبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بارك لأمتي في بكورها". 1332 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سُوَيد بن سعيد أخبرنا

_ (1329) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحق. والحديث في مجمع الزوائد 2: 127 وقال: "رواه عبد الله من زياداته، وأبو يعلى موقوفاً والبزار، قلت: في الصحيح منه: إني نهيت أن أقرأ في الركوع والسجود، فقط، وفيه عبد الرحمن بن إسحق بن الحرث، وهو ضعيف عند الجميع". وانظر 1243. وهذا والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (1330) إسناده صحيح، وهو مطول 1223. وانظر 1302. (1331) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحق. وهومكرر 1328. (1332) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحق. والحديث في مجمع الزوائد 7: 55=

على بن مُسْهِر عن عبد الرحمن بن إسحق حدثنا النعمان بن سعد قالِ: كنا جلوساً عند علي، فقرأ هذه الآية: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} قال: لا والله، ما على أرجلهم يُحشرون، ولا يُحشر الوفد على أرجلهم، ولكن بِنُوقٍ لم يَرَ الخلائقُ مثلَها، عليها رحائلُ من ذهب، فيركبون عليها حتى يضربوا أبوابَ الجنة. 1333 - حدثنا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحق حدثني أَبان بن صالح عن عكرمة قال: وقفتُ مع الحسين، فلم أزل أسمعه يقول: لبيك، حتى رمى الجمرة، فقلت: يا أبا عبد الله، ما هذا الإهلال؟ قال: سمعت على بن أبي طالب يُهلُّ حتى انتهى إلى الجمرة، وحدثني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل حتى انتهى إليها. 1334 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني زُهَير أبو خَيْثَمة حدثنا

_ = وأعله بعبد الرحمن بن إسحق، ولكن أخطأ إذ نسبه للإمام أحمد، وهو من زيادات ابنه. وذكره ابن كثير في التفسير 5: 401 عن هذا الموضع، ونسبه أيضاً لابن جرير وابن أبي حاتم. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 4: 285 أيضا لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث. وهو في المستدرك 2: 377 وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"! وتعقبه الذهبي، قال: "بل عبد الرحمن هذا لم يرو له مسلم، ولا لخاله النعمان، وضعفوه". وهذا الحديث والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (1333) إسناده صحيح، وهو مكرر 915. وهذا الإسناد يؤيد ما صححنا إليه ذاك الإسناد فيما ثبت في النسخ هناك "عن أبي إسحق" فأثبتناه "عن ابن إسحق" فهو هنا صريح "عن محمد بن إسحق". (1334) إسناده ضعيف، من أجل عبد الرحمن بن إسحق. وهو مختصر 1321. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

أبو معاوية حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال: أتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فقال: يا رسول الله، أخبرِني بشهر أصومه بعد رمضان؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن كنت صائمًا شهرًا بعدَ رمضاْن فصم المحرَّم، فإنه شهر الله، وفيه يومٌ تاب فيه على قوم، ويُتاب فيه على آخرين". 1335 - حدثنا أسود بن عامرأخبرنا شَريك عن منصور عن ربعيّ عن علي قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أناسٌ من قريش، فقالوا: يا محمد، إنا جيرَاُنك وحلفاؤك، وإن ناساً من عبيدنا قد أتَوك، ليس بهم رغبةٌ في الدِّين، ولا رغبةٌ

_ (1335) إسناده صحيح، وقد رواه أبو داود كما في المنتقى 4399، وهو عند الترمذي 4/ 327 عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن شريك، وفيه زيادة ونقص وقال: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي، وهذا الحديث يدل على قاعدة عظية من أسس القواعد الإسلامية: أن يقبل ممن أسلم طاهر إسلامه، كما يدل عليه القرآن والسنة، وأنه لا يملك أحد، لا قاض ولا أمير، ولا ملك ولا خليفة، أن يبحث في الدوافع التي تدفع من أسلم إلى الإسلام، أسلم مخلصاً، أسلم متعوَّذَاً، أسلم طامعَاً، أسلم لأي شيء، كل ذلك سواء في ظاهر الحكم، لا نملك غير ذلك، حتى إن رسول الله، وهو الذي يوحي إليه، تغير وجهه لصاحبيه: أبي بكر وعمر، إذ ظنا أنه يجوز البحث في ذلك، لما بدا لهما من صحة القرائن التى شرحها هؤلاء الوفد من قريش، ولكن رسول الله اطرح كل هذا، وأثبت ظاهر الإسلام. وقد تأدب عمر بهذا الأدب الذي أدبه رسول الله، حتى لقد جاءه في خلافته رجل من الشعوب، أي الأعاجم، فشكا إليه أنه أسلم وأن الجزية تؤخذ منه، فقال عمر: "لعلك أسلمت متعوَّذَاً؟ " فقال الرجل: "أما في الإسلام ما يعيذني؟! " قال عمر: "بلى". رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال برقم 122 بإسناد صحيح. فهذا الرجل لم يرض أن يجادل عن نفسه، وأن يتحدث عن ضميره،. فيقول مثلا: إنه أسلم خالصَاً راغباً في الإسلام! وقد لا يصدقه عمر، وإنما لجأ إلى سماحة الإسلام، وإلى حكم الإسلام، فهلا يعيذه هذا الإسلام ويحميه، إذا كان أسلم متعوذَاً، سأل سؤالا واضحَاً صريحَاً، فلم يستطع عمر إلا أن يجيب الجواب الصحيح: بلى. وإن عمر لصادق وموفق، وإنه تعلم ما علمه معلم الخير، رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

في الفقه، إنما فرُّوا من ضياعنا وأموالنا، فارددهم إلينا، فقال لأبي بكر: "ما تقول؟ " قال: صدقوا إنهمَ جيرانك، قال: فتغير وجهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال لعمر: "ما تقول؟ " قال: صدقوا، إنهم لجيرانك وحلفاؤك، فتغير وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -. 1336 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سويد بن سعيد سنة ست وعشرين ومائتين أخبرنا على بن مُسْهِر عن عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي: قال: سأله رجل:؟ أقْرأ في الركوع والسجود؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني نُهيت أن أقْرأ في الركوعِ والسجود، فإذا ركعتم فعظموا الله، وإذا سجدتم فاجتهدوا في المسئلة، فقمن أن يُستجاب لكم". 1337 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عبّاد بن يعقوب الأسدي أبو محمد حدثنا محمد بن فُضيل عن عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة لغُرَفاً يرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها"، فقال أعرابي: يا رسول الله؟ لمن

_ (1336) إسناده ضعيف، من أجل عبد الرحمن بن إسحق. وهو مطول 1329. "آقرأ"، بمد الهمزة وسكون القاف، وأصلها "أأقرأ" قلبت الهمزة الثانية ألفَاً، استثقالا للجمع بين الهمزتين، وعلى ذلك قرأ ورش وغيره من القراء في "أأنذرتهم" وأمثالها، وأنكر الزمخشري ذلك، لما فيه من الجمع بين الساكنين، ورد عليه أبو حيان بأن القراءة الصحيحة النقل لا تدفع باختيار المذاهب، وانظر البحر1: 47 - 48 وإعراب القرآن للعكبري 1: 9 والنشر1: 358 وإتحاف فضلاء البشر 44. (1337) إسناده ضعيف، لعبد الرحمن بن إسحق أيضَاً. عباد بن يعقوب الأسدي: ثقة في روايته، شيعي في رأيه، روى عنه البخاري وأبو حاتم وغيرهما، انظر الجرح والتعديل 3/ 1/88. والحديث رواه الترمذي 3: 324 من طريق على بن مسهر عن عبد الرحمن، وقال: "هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل الحديث في عبد الرحمن بن إسحق هذا من قِبل حفظه، وهو كوفي، وعبد الرحمن بن إسحق القرشي مديني، وهو أثبت من هذا".

هى؟ قال: "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وصلى لله بالليل والناس نيام". 1338 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني رَوْح بن عبد المؤمن المقرئ حدثنا عبد الواحد بن زياد، وحدثني عباد بن يعقوب الأسدي حدثنا ابن فُضيل، جميعاً عن عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن على قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بارك لأمتي في بكورها". 1339 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا أبو بكر عن الأعمش عن سَلَمة بن كُهَيل عن عبد الله بن سبع قال: خطبنا علي فقال: والذِي فَلَق الحبَّة وبَرا النسَمة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه، قال: قال الناس: فأَعْلمنا من هو؟ والله لنُبيرَنَّ عترته! قال: أنْشُدكم بالله أن يُقتل غير قاتلي، قالوا. إن كنت قد علمَتَ ذلكَ استخلفْ إذن، قال: لا، ولكن أكَلُكم إلى ما وَكَلَكم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1340 - حدثنا سليمان بن داود أنبأنا زائدة عن السُّدّي عن سعد ابن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي قال: خطب علي: يَا أيها الناس، أقيموا على أرقائكم الحدود، من أُحصن منهم، ومن لم يحصن، فإن أمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - زنت فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقيم عليها الحد، فأتيتها. فإذا هي حديث عهد بنفاس، فخشيت إن أنا جلدتُها أن تموت، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ (1338) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وهو مكرر 1331. وهو والذي قبله من زيادات عبد الله بن أحمد. (1339) إسناده صحيح، وهو مختصر 1078. وانظر 802 عبد الله بن سبع: ذكر في التهذيب أنه روى عنه سالم بن أبي الجعد ولم يذكر سلمة بن كهيل، وها هي ذي رواية سلمة عنه ثابتة. (1340) إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، والحديث في مسنده برقم 112. وانظر 1230. وقد أشرنا إلى هذا الحديث في 679.

فذكرت ذلك له، فقال: "أحسنت". 1341 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل. عن أبي إسحق عن حارثة بن مُضَرِّب عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فقلت: إنك تبعثني إلى قوم وهم أَسنُّ منّي لأقضي بينهم، فقال: "اذهب، فإن الله سيهدي قلبك ويتْبث لسانك". 1342 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة سُوقاً ما فيها بيعٌ ولا شراء، إلا الصور من النساء والرجال، فإذا اشتهى الرجل صورةً دخل فيها، وإن فيها لمَجْمعاً للحُور العين، يرفعن أصواتاً لم يرَ الخلائق مثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نَبيد، ونحَن الراضيات فلا نَسْخَط، ونحن الناعمات فلا نَبْؤُس، فطوبَى لمن كان لنا وكنَّا له".

_ (1341) إسناده صحيح، وهو مكرر 666 بإسناده ولفظه. وانظر 1282. (1342) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن إسحق. والحديث في القول المسدد 35 - 36 وقال: "أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضاً، وقال: هذا حديث لا يصح، والمتهم به عبد الرحمن بن إسحق، وهو أبو شيبة الواسطي، قال أحمد: ليس بشىء، منكر الحديث، وقال يحيى: متروك، انتهى. قلت: قد أخرجه من طريقه الترمذي، وقال: غريب، وحسَّن له غيره مع قوله أنه تُكلم فيه من قِبل حفظه، وصح الحاكم من طريقه حديثاً غير هذا، وأخرج له ابن خزيمة في الصيام من صحيحه، ولكن قال: في القلب من عبد الرحمن شيء". ثم قال الحافظ: "والمستغرب منه قول: دخل فيها! والذي يظهر لى أن المراد به أن صورته تتغير فتصير شبيهة بتلك الصورة، لا أنه دخل فيها حقيقة، أو المراد بالصورة الشكل والهيئة والبزة". أقول أنا: وهل يمكن أن يراد هنا بالصوررة إلا هذا؟! ثم لست أدري- لعمري- لماذا اختار ابن الجوزي هذا الحديث =

1343 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني زُهَير أبو خَيْثَمةْ حدثنا أبو معاوية حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة سوقاً"، فذكر الحديث، إلا أنه قال: "فإذا اشتهى الرجلُ صورةً دخلها"، قال: "وفيها مُجْتمَع الحور العين، يرفعن أصواتاً"، فذكر مثله. 1344 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني محمد بن أَبان البَلْخِي حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي حيَّة بن قيس عن علي: أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح برأسه، ثم شرب فَضْل وَضوئه، ثم قال: من سره أن ينظر إلى وُضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلينظر إلى هذا. 1345 - حديث يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن سُويد بن غَفَلة عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون في آخر الزمن قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيَهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة، قتالُهم حقَّ على كلَ مسلم".

= وحده من أحاديث عبد الرحمن بن إسحق في المسند، وقد مضى منها كثير؟! انظر مثلاً 875، 965، 1321، 1329، 1337. والحديث في الترمذي مختصراً 3: 332 - 333 في أحمد بن منيع وهناد عن أبي معاوية، وقال: "هذا حديث حسن غريب". (1343) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (1344) إسناده صحيح، محمد بن أبان بن وزير البلخي: ثقة، يعرف بحمدويه كان مستملي وكيع، روى عنه أصحاب الكتب الستة، غير أن مسلماً روى عنه في غير الجامع. والحديث مختصر 1050 وانظر 1315. والأحاديث 1342 - 1344 من زيادات عبد الله بن أحمد. (1345) إسناده صحيح، وهو مختصر 1086 وانظر 616، 1302. والحديث في الزوائد 6: 231 وقال: "هو في الصحيح غير قوله: قتالهم حق على كل مسلم. رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح".

1346 - حدثنا أبو كامل حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق عن حارثة ابن المُضَرِّب عن علي، وحدثنا يحيى بن آدم وأبو النضر قالا حدثنا زهير عن أبي إسحق عن حارثة بن مُضَرِّب عن علي قال: كنا إذا احمر البأس ولقي القومُ القومَ اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما يكون منَّا أحدٌ أدنى من القوم منه. 1347.- حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عَيَّاش عن زيد بن علي عن أبيه عن عُبيد الله بن أبي رافع عن علي قال: وقَف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، فقال: "هذا الموقفِ، وعرفة كلها موقف"، ثم أردف أسامة، فجعل يُعْنق على ناقته والناسُ يضرِبِون الإبل يميناً وشمالاً لا يلتفت إليهم، ويقول: َ "السكينةَ أيها الناس"، ودفع جين غابت الشمس، فأتى جَمْعاً، فصلى بهِا الصلاتين، يعنى المغرب والعشاء، ثم باتِ بها، فلما أصبح وقف على قُزَح، فقال: "هِذا قِزَح، وهو الموقف، وجَمْعٌ كلها موقف"، قال: ثم سار، فلما أَتى مُحسَّراً قَرعها فَخَبَّتْ، حتى جاز الوادي، ثم حبسها، وأردت الفضل، ثم سار حتَى أتى الجمرة فرماها، ثم أِتى المنحر، فقال: "هذا المنحر، ومنَّى كلها منحر"، ثم أتته امرأةٌ شابة من خَثْعَم، فقالت: إن أبي شيخ قد أَفْنَد، وقد أدركتْه فريضةُ الله فىِ الحج، فهل يُجزئ أن أحج عنه؟ قال: "نعم، فأَدَّي عن أبيك"، قال: ولوَى عنقَ الفضل، فقال له

_ (1346) إسناده صحيح، وهو مطول 1042. احمر البأس: في النهاية: " أي إذا اشتدت الحرب استقبلنا العدو به وجعلناه لنا وقاية. وقيل أراد: إذا اضطرمت نار الحرب وتسعرت، كما يقال في الشر بين القوم: اضطرمت نارهم، تشبيهَاً بحمرة النار، وكثيراً ما يطلقون الحمرة على الشدة". وفى الفائق: "ومنه: موت أحمر، وهو مأخوذ من لون السبع، كأنه سبع إذا أهوى إلى الإنسان". (1347) إسناده صحيح، وهو مكرر 525، 562، 654، 613. عبد الرحمن بن عياش: هو عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.

العباس: يا رسولِ الله، ما لك لويتَ عنقَ ابن عمك؟ قال: "رأيت شاباً وشابةً فخفْتُ الشيطان عليهما"، قال: وأتاه رجل فقال: أفضتُ قبل أن أحلق؟ قالَ: "فاحلق أو قصّر ولا حرج"، قال: وأتَى زمزم فقال: "يا بني عبد المطلب، سقايتَكم، لولَا أن يغلبكم الناسُ عليها لَنَزَعْتُ". 1348 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا هاشم، يعني ابن البَرِيد، عن إسماعيل الحنفي، عن مسلم البَطِين عن أبي عبد الرحمن السُلَمي قال: أخذ بيدي عليُّ فانطلقنا نمشي حتى جلسنا على شط الفرات، فقال علي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نفس منفوسةٍ إلا قد سبق لها من الله شقاء أو سعادة"، فقام رجل فقال: يا رسول الله، فيمَ إذن نعمل؟ قال: "اعملوا، فكل مُيَسَّرٌ لما خلق له، ثم قرأ هذه الآية: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)} وإلى قوله {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} ". 1349 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا إسحق بن إسماعيل حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي حَيَّة الوَادعِيّ قال: رأيت عليّا بال- في الرَّحْبَة، ثم دعا بماء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاَثاً، وتمضمض واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه، وغسل قدميه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كالذي رأيتموني فعلت. 1350 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني زُهَير أبو خَيْثَمة حدثنا

_ (1348) إسناده صحيح، محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي. وقد مضى الحديث مراراً بمعناه من رواية سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي 621، 1067، 1068،- 1110، 1181. (1349) إسناده صحيح، وهو مكرر 1344. (1350) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله.

عبد الرحمن عن سفيان أبي إسحق عن أبي حَيَّة عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثلاثاً ثلاثاً. 1351 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق عن أبي حَيَّة قال: رأيت عليّا توضأ، فأنقى كفيه، ثم غسل وجه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه، ثم غسل قدميه إلى الكعبين، ثم قام فشرب فضل وَضوئه، ثم قال: إنما أردت أن أُريكم طُهورَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1352 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سُويد بن سعيد حدثنا مروان الفزاري عن المختار بن نافع حدثني أبو مَطرَ البصري، وكان قد أدرك عليّا: أن عليّا اشترى ثوباً بثلاثة دراهم، فلما لبسه قال: "الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أَتَجمل به في الناس وأُواري به عورتي"، ثم قال: هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول. 1353 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي حدثنا أبي حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي حَيَّة الهَمْدَاني قال: قال علي بن أبي طالب: من سَرَّه أن ينظر إلى وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلينظر إليّ، قال: فتوضأ ثلاثًا ثلاثاً ثم مسح برأسه، ثم شرب فضل وَضُوئه.

_ (1351) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. (1352) إسناده ضيف، وهو مختصر، سيأتي مطولا 1354 ونفصل الكلام فيه. (1353) إسناده صحيح، وهو مختصر 1351. سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي: سبق الكلام عليه 842، وفى ح "حدثني سعيد بن يحيى عن سعيد القرشي" وهو خطأ ظاهر، صححناه من ك هـ وكتب الرجال. والأحاديث 1349 - 1353 من زيادات عبد الله ابن أحمد.

1354 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا مختار بن نافع التمّار عن أبي مَطرَ: أنه رأى عليّا أتى غلامًا حَدَثاً فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم، ولبسه إلى ما بين الرسغين إلى الكعبين، يقول وَلبِسَه: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأُواري به عورتي، فقيل: هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هذا شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله عند الكسوة: "الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأُواري به عورتي". 1355 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا مختار عن أبي مَطَر قال: بينا نحن جلوس مع أمير المؤمنين على في السجد على باب الرَّحْبة، جاء رجل فقال: أرني وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وهو عند الزوال، فدعا قَنْبرًا فقال: ائتني بكوز من ماء، فغسل كفيه ووجهه ثلاثاً، وتمضمض ثلاثاً، فأدخل بعض أصابعه في فيه، واشتنشق ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثاً، ومسح رأسه

_ (1354) إسناده ضعيف، مختار بن نافع التمار: ضعيف، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /386 فلم يجرحه، ولكن ترجمه في الصغير 173 وقال: "منكر الحديث" وكذلك قال في الضعفاء 34، وفال أبو زرعة: "واهى الحديث". أبو مطر الجهني البصري: قال في التعجيل 520: "قال أبو حاتم: مجهول، تركه حفص بن غياث، وقال أبو زرعة: لا يعرف اسمه"، وترجمه البخاري في الكنى رقم 714 قال: "سمع عليّا، روى عنه المختار ابن نافع". والحديث في الزوائد 5: 118 - 119 ونسبه أيضاً لأبي يعلى، وضعفه بالمختار بن نافع. والحديث مطول 1352. (1355) إسناده ضعيف، لضعف مختار بن نافع وقد سبق الكلام على مثل هذا الإسناد في الحديث قبله. وانظر 1353. قوله "فقال: داخلهما من الوجه وخارجهما من الرأس" يريد الأذنين، وإن لم يجر لهما ذكر أو لعله حذف من بعض الرواة. ولم أجد نحو هذا المعنى إلا. ما نقل في نصب الراية 1: 22 - 23 عن ابن سريج أنه "كان يغسلهما مع =

واحدة، فقال: داخلهما من الوجه وخارجهما من الِرأس، ورجليه إلى الكعبين ثلاثاً، ولحيُته تَهِطل على صدره، ثم حَسَا حُسْوَةً بعد الوضوء، ثم قال: أين السائل عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ كذا كان وضوء نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. 1356 - حدثنا محمد بن عُبيد وأبو نُعيم قالا حدثنا مسعَر عن سعد بن إبراهيم عن ابن شدَّاد قال: سمعت عليّا يقول: ماَ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع أباه وأمه لأحد إلا لسعد. قال أبو نعيم: أبويه لأحدٍ. 1357 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبِد الرحمن عن علي قال: قلت: يا رسول الله، ما لكَ تَنَوَّقُ في قريش ولا تَزَوَّجُ إلينا؟ قال: "وعندك شيء؟ " قال: قلت: نعم، ابنةُ حمزة، قال: "تلك ابنةُ أخي من الرضاعة". 1358 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عِبد الله بن لَهيعة حدثناْ يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن زُرَير عن علي بن أبي طالب قال: أُهديتْ للنبي - صلى الله عليه وسلم - بغلة، فركبها، فقال بعض أصحابه: لو اتخذنا مثلَ هذا؟ قال: "أتريدون أن تُنْزُوا الحمير على الخيل! إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون". 1359 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عمرو بن محمد بن

_ = الوجه، ويمسحهما مع الرأس، فيجعل ما أقبل منهما من الوجه، وما أدبر من الرأس". كلمة "داخلهما" في ح "داخلها" وهو خطأ، صححناه من ك هـ. الحسوة، بفتح الحاء وضمها: القليل من الماء، ويقال أن الفتح للمرة، والضم لقدر ما يحسى مرة واحدة. (1356) إسناده صحيح، وهو مختصر 1147. (1357) إسناده صحيح، وهو مكرر 1099. وانظر 1169. (1358) إسناده صحيح، وهو مكرر 785. وانظر 1108. (1359) إسناده ضعيف جداً، العلاء بن هلال بن عمر بن هلال الباهلي الرقي: ضعيف جداً، =

بُكير. الناقد حدثنا العلاء بن هلال الرِقِّىُّ حدثنا عُبيد الله بن عمرو عن زيد ابن أبي أُنيسة عن أبي إسحق عن أبي حَيَّة قال: قال علي: ألا أريكم كيف كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟ قلنا: بلى، قال: فائتوني بطَسْت وتَور من ماء، فغسل يديه ثلاثا واستنشق ثلاثا، واستنثر ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً، ومسح برأسه ثلاثاً، وغسل رجليه ثلاثاً. 1360 - حدثنا أبوسعيد حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بنِ السائب عن أبي ظَيْان: أن عليّا قال لعمر: يا أمير المؤمنين، أما سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رُفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبَر، وعن المبتلَى حتى يعقل"؟. 1361 - حدثنا أبو سعيد حدثنا سعيد بن سَلَمة بن أبي الحسام حدثنا عبد الله بن محمد بن عَقيل عن محمد بن علي الأكبر أنه سمع أباه على بن أبي طالب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت أربعاً لم يعطهنَّ أحدٌ من أنبياء الله، أُعطيتُ مفاتيح الأرض، وسُميت أحمد، وجُعل الترابُ لي طَهوراً، وَجُعلتْ أمتي خيرَ الأم". 1362 - حدثنا أبوسعيد حدثنا حماد بن سَلَمة عن عطاء بن

_ = قال في الجرح والتعديل 3/ 1/ 361 - 362: "روى عنه عمرو بن محمد الناقد أحاديث موضوعة" وقال أبو حاتم: "منكر الحديث ضعيف الحديث، عنده عن يزيد بن زريع أحاديث موضوعة. عبيد الله بن عمرو الرقي أبو وهب الجزري: ثقة صدوق، روى له أصحاب الكتب الستة: وانظر 1353، 1355، وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (1360) إسناده صحيح، وهو مختصر 1327. (1361) إسناده صحيح، وهو مختصر 763. (1362) إسناده صحيح، وهو مكرر 1360 بإسناده ولفظه، وهو هكذا ثابت في الأصول الثلاثة.

السائب عن أبي ظَبْيان: أن عليّا قال لعمر: يا أمير المؤمنين، أما سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول-: "رفُع القلم عن ثلاثة، عن. النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يَكبَر، وعن المبتلَى حتى يعقل"؟. 1363 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألاَ أعلمك كلمات إذا قلتَهنَّ غُفر لك، على أنه مغفور لك، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله ألا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين". 1364 - حدثنا أبو سعيد حدثنا هَشَيم حدثنا حَصَين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن الحرث عن علي: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن آكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه، والمحلَّ والمحلَّل له، والواشمة والمستوشمة، ومانع الصدقة، ونهى عن النَّوْح. 1365 - حدثنا حَجّاج قال: يونس بن أبي إسحق أخبرني عن أبي إسحق عن أبي جُحَيفة عن علي قال قالِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أذنب في الدنيا ذنباً فعوقب به فالله أعدل من أن يُثنِّي عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنباً في الدنيا فستر الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه".

_ (1363) إسناده صحيح، وقد مضى نحوه بإسنادين آخرين صحيحين 701، 712، 726، ورواه الحاكم 3: 138 من طريق إسرائيل عن أبي إسحق، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. في ح " لا إله إلا هو الحليم الكريم" وأثبتنا ما في ك هـ والمستدرك. (1364) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. وهو مكرر 1288 .. (1365) إسناده صحيح، وهو مكرر 775 بإسناده ولفظه.

1366 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثَمة، وحِدثِنا إسحق بن إسماعيل قالا حدثنا جرير عن منصور عن عبد الملك بن مَيْسَرة عن النَّزَّال بن سَبْرة قال: صلينا مع على الظهر، فانطلق إلى مجلس له يجلسه في الرَّحْبة، فقعد وقعدنا حوله، ثم حضرت العصر، فأُتي بإناء، فأخذ منه كفَّاً فتمضمض واستنشق، ومسح بوجهه وذراعيه، ومسح برأسه، ومسح برجليه، ثم قام فشرب فضل إنائه، ثم قال: إني حُدَّثت أن رجالاً يكرهون أن يشرب أحدهم وهوْ قائم، إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعَل كما فعلتُ. 1367 - حدثنا حَجّاج حدثنا شَرِيك عن عاصم بن كُلَيب عن محمد بن كعب القُرَظي: أن عليّا قال لقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقتي اليومَ لأربعون ألفاً. 1368 - حدثنا أسود حدثنا شَرِيك عن عاصم بن كُلَيب عن محمد بن كعب القُرَظي عن علي، فذكر الحديث، وقال فيه: وإن صدقة مالى لتبلغ أربعين ألف دينار. 1369 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا حماد بن سَلَمة عن محمد بن إسحق عن محمد بن إبراهيم عن سَلَمة. بن أبي الطُّفَيل عن

_ (1366) إسناده صحيح، وهو مكرر 1315. وانظر 1359. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (1367) إسناده ضعيف، لانقطاعه. محمد بن كعب القرظي: تابعي ثقة، رجل صالح عالم بالقرآن، ولكنه لم يدرك عليَّا، إلا صبياً صغيراً، فإنه مات سنة 108 عن 78 سنة. ولذلك قال البخاري في الكبير 1/ 1 / 216: "مديني سمع ابن عباس وزيد بن أرقم " فكأنه يشير إلى أنه لم يسمع أقدم منهما. (1368) إسناده مقطع، وهو مكرر ما قبله. (1369) إسناده صحيح، سلمة بن أبي الطفيل: ذكره ابن حبان في الثقات. ونقل الحسيني عن =

على قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُتْبع النظرَ النظرَ، فإن الأولى لك، وليست لك الأخيرة" 1370 - حدثنا زكريَّا بن عدي أنبأنا عُبيد الله بن عَمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن علي قال: لما وُلد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر، قال: فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إني أُمرت أن أغيّر اسم هذين"، فقلت: الله ورسوله أعلم، فسماها حسناً وحسيناً. 1371 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانةْ عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب، فيهم رهط كلهم يأكل الجَذَعة ويشرب الفَرَق! قال: فصنع لهم مُداً من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، قال: وبقي الطعام

_ = ابن خراش أنه مجهول، وتعقبه الحافظ في التعجيل 160 فقال: "أقر كلام ابن خراش، وهو مردود، فإنه روى عنه أيضاً فطر بن خليفة كما جزم به ابن أبي حاتم، وأفاد أن أباه هو عامر بن واثلة الصحابي المخرج حديثه في الصحيح". وسيأتي الحديث مطولا 1373، ويأتي مزيد كلام عليه. في ك "النظرة النظرة" وبهامشها نسخة بحذف الهاء فيهما، موافقة لما في ح. (1370) إسناده صحيح، ولكنه يعارض ما مضى 769، 953 في تسميتهما، ولعل ما مضى أرجح. زكريا بن عدي التيمى الكوفي نزيل بغداد: ثقة صدوق صالح. عبيد الله: بالتصغير، وفى ح "عبد الله" وهو خطأ، وهو عبد الله بن عمرو الرقى. والحديث في الزوائد 8: 53 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح". (1371) إسناده صحيح، عثمان بن المغيرة الثقفي: هو عثمان بن أبي زرعة، وهو ثقة، سبق الكلام عليه 56. أبو صادق الأزدي الكوفي: من أزد شنوءة، سماه البخاري في الكبير "مسلم"، ونقل عن أحمد أنه قال مرة "مسلم بن نذير" ومرة "مسلم بن يزيد"، لم =

كما هو كأنه لم يُمَسَّ، ثم دعا بغُمَرٍ، فشربوا حتى رَوُوا، وبقي الشراب كأنه لم يمس، أو لم يشرب، فقال: "يا بني عبد المطلب، إني بُعِثتُ لكم خاصةً وإلى الناس بعامّة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيُّكَم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ " قال: فلم يقم إليه أحد، قال: فقمت إليه، وكنتُ أصغرَ القوم، قال: فقال: "اجلسْ" قال: ثلِاث مراتٍ، كلُّ ذلك أقوم إليه فيقول لى: "اجلس"، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي. 1372 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن عُمر حدِثنا ابن فضَيل عن الأعمش عن عبد الملك بن مَيْسَرة عن النَّزَّال بن سَبْرَة عن علي: أنه شرب وهو قائم، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ = يذكر فيه البخاري جرحا ً، وهو ثقة، وثقه يعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في الثقات، وسماه الدولابي في الكنى 2: 14 "عبد الله بن ناجذ" وكذلك النسائي وغيره، وقالوا إنه أخو ربيعة بن ناجذ، وحكى ابن سعد القولين 6: 206 - 207 وقال: "كان به من الورع شيء عجيب، وكان قليل الحديث، وكانوا يتكلمون فيه". ربيعة بن ناجذ الأزدي: كوفي تابعي ثقة، ترجم له البخاري في الكبير 2/ 1/ 257فلم يذكر فيه جرحا ً. "ناجذ" بالجيم والذال المعجمة، كما في ح هـ وأكثر المصادر، وفى ك "ناجد" بالجيم والدال المهملة، وكذلك هو في شرح القاموس، ووقع في تفسير ابن كثير "ماجد" وهو تصحيف. والحديث نقله ابن كثير 6: 246 - 247، وهو أيضاً في الزوائد 8: 302 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات". وانظر 883. الفرق، بفتح الفاء والراء: مكيال يسع ستة عشر رطلا، وهى اثنا عشر مداً أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز، كذا في النهاية. الغمر، بضم الغين وفتح الميم: القدح الصغير، والقعب أعظم منه. وفي ابن كثير "بعسَّ" وأظنه تحريفاً من النساخ، فما هنا هو الثابت في الأصول ومجمع الزوائد. إسناده صحيح، وهو مختصر 1366. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد.

1373 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة حدثنا محمد بن إسحق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن سَلَمة بن أبي الطُّفَيل عن علي ابن أبي طالب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا علي، إن لك كنزاً من الجنة، وإنك ذو قرنيها، فلا تُتْبِع النظرةَ النظرةَ، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة". 1374 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا محمد بن إسحق عن عبد الله بنِ أبي نَجيح عن مجاهدِ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: لمَّا نحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُدْنَه نحر بيده ثلاثين، وأمرني فنحرت سائرها، وقال: "اقسم لحومها بين الناس وجلودَهاْ وجِلاَلها، ولا تعطينَّ جازرًا منها شيئاً". 1375 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال

_ (1373) إسناده صحيح، وهو مطول 1369، وهو بهذا السياق في الزوائد 4: 277 ولكن لم ينسبه إلى المسند، بل نسبه للبزار والطبراني في الأوسط، وقال: "ورجال الطبراني ثقات"! فقصر إذ لم ينسبه للمسند. ورواه الحاكم في المستدرك 3: 123 من طريق حماد بن سلمة، وصححه، ووافقه الذهبي. وأشار إليه السيوطي في الدر المنثور 5: 40 ولم يذكر لفظه، ونسبه لابن أبي شيبة وابن مردويه. ونقله المنذري بهذا اللفظ في الترغيب 3: 64 وقال: "رواه أحمد، ورواه الترمذي وأبو داود من حديث بريدة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي: يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك". "إنك ذو قرنيها": قال المنذري: "أي ذو قرني هذه الأمة، وذاك لأنه كان له شجتان في قرني رأسه، إحداهما من ابن ملجم لعنه الله، والأخرى من عمرو بن ود". وفى النهاية: "أي طرفي الجنة وجانبيها، قال أبو عبيد: وأنا أحسب أنه أراد قرني الأمة، فأضمر، وقيل: أراد الحسن والحسين! ". (1374) إسناده صحيح، وهو مطول 1325. (1375) إسناده صحيح، وهو مختصر 650 ومطول 1241، 1260.

سمعت عاصم بن ضَمْرة يقول: سألنا عليّا عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النهار؟ فقال: إنكم لا تطيقون ذلك، قلنا: من أطاق منّا ذلك، قال: إذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند اْلعصر صلى ركعتين، وإذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند الظهر صلى أربعاً، ويصلى قبل الظهر أربعاً، وبعدها ركعتين، وقبل العصر أربعاً، ويفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين. 1376 - قال أبو عبد الرحمن [عبد الله بن أحمد]: حدثني سُريج ابن يونس أبوِ الحرث حدثنا أبو حفص الأبَار عن الحَكَم بن عبد الملك عن الحرث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي قال: قال لى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فَيك مَثَل من عيسى، أبغضتْه اليهود حتى بَهَتُوا أمه، وأحبته النصاري حتى أنزلوه بالمنزلة التى ليس به"، ثم قال: يهلك فىَّ رجلان، محبُّ مُفرِط يقرّظني بما ليس فيَّ، ومبغض يحمله شَنَآني على أن يَبْهَتَنِي. 1377 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو محمد سفيان بن

_ (1376) إسناده حسن، أبو حفص الأبار: هو عمر بن عبد الرحمن بن قيس الحافظ، نزيل بغداد، وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد وغيرهما. الحكم بن عبد الملك البصري، نزل الكوفة: قال ابن معين: "ليس بثقة، وليس بشىء"، وقال النسائى: "ليس بالقوي"، ووثقه العجلي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 /338 فلم يذكرفيه جرحَاً، ولم يذكره في الضعفاء، فلذلك نرى تحسين حديثه. الحرث بن حصيرة الأزدي: شيعي يغلو في التشيع، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 265 - 266 فلم يجرحه، ولم يذكره في الضعفاء، وتكلم فيه بعضهم من جهة تشيعه. وسيأتي الحديث عقب هذا، ويأتي فيه مزيد بحث. (1377) إسناده حسن، إن شاء الله. خالد بن مخلد القطواني: ثقة، تُكلم فيه من أجل تشيعه، وهو من شيوخ البخاري وأخرج له مسلم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 160 فلم =

وكيع بن الجراح بن مَليح حدثنا خالد بن مَخْلَد حدثنا أبو غَيلان الشيباني عن الحَكَم بن عبد الملك عن الحرث بن حَصِيرة عن أبي صادق عن ربيعة ابن ناجذ عن علي بن أبي طالب قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن فيك من عيسى مثلاً، أبغضتْه يهودُ حتى بَهَتُوا أمَّه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به"، ألاَ وإنه يهلك في اثنان، محبُّ يقرّظني بما ليسِ فيّ، ومبغض يحمله شَنآني على أن يَبْهَتَني، ألا إني لست بنبي ولا يُوحى إليّ، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحقُّ عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم. 1378 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو خَيْثَمة زُهَير بن

_ = يذكر فيه جرحاً. "مخلد" بفتح الميم وسكون الخاء. "القطواني" بفتح القاف والطاء، نسبة إلى "قطوان" موضع بالكوفة. أبو غيلان الشيباني: كذا في الأصول الثلاثة، ولم أعرف من هو؟ وأخشى أن يكون محرفا عن "أبو غسان النهدي"؟! ولكنه لم ينفرد بهذا الحديث عن الحكم بن عبد الملك، فقد رواه عنه أبو حفص الأبار، كما في الحديث الذي قبله، ورواه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 1/ 257 عن مالك بن إسماعيل "حدثنا الحكم بن عبد الملك" فذكره إلى قوله "حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به". ورواه الحاكم في المستدرك 123:3 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة: "حدثنا على بن ثابت الدهان حدثنا الحكم بن عبد الملك " فذكره بطوله، وزاد في آخره: "وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة لأحد في معصية الله عز وجل، إنما الطاعة في المعروف"، قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، فقال الذهبي "قلت: الحكم وهاه ابن معين"، ولذلك لم نضعف الحديث بسفيان بن وكيع، لأنه لم ينفرد به إذ ورد من طرق أخر عن غيره. والحديث في الزوائد 9: 133 وقال: "رواه عبد الله والبزار باختصار وأبو يعلى أتم منه، وفى إسناد عبد الله وأبي يعلى الحكم بن عبد الملك، وهو ضعيف". (1378) إسناده صحيح، القاسم بن مالك المزنى: ثقة. كليب بن شهاب الجرمى والد عاصم: تابعي ثقة، قال البخاري في الكبير 4/ 1/229: "سمع عليّا وعمر". وانظر 1330، 1345، وانظر أيضاً 656. وانظر الحديث الآتي، ففيه مزيد بحث.

حرب حدثنا القاسم بن مالك المُزَني عن عاصم بن كُلَيب عن أبيه قال: كنت جالسًا عند علي فقال: إني دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس عنده أحدٌ إلا عائشة فقال: "يا ابن أبي طالب، كيف أنت وقوم كذا وكذا؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال:"قوم يخرجون من الشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرِقون من الدَّين مروق السهم من الرَّميّة، فمنهم رجل مُخْدَجُ اليد كأن يديه ثَدْىُ حبشية". 1379 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني إسماعيل أبو مَعْمَر حدثنا عبد الله بن إدريس حدثنا عاصم بن كُلَيب عن أبيه قال: كنت جالساً عند عليّ، إذ دخل عليه رجل عليه ثياب السفر، فاستأذن على عليّ وهو يكلم الناس، فشُغل عنه، فقال عليّ: إني دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده عائشة، فقال لى: "كيف أنت وقوم كذا وكذا؟ " فقلت: الله ورسوله أعلمِ، ثم عاد، فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: فقال: "قوم يخرجون من قِبَل المشرق، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدَّين كما يمرق السهم من الرَّميَّة، فيهم رجل مُخْدَج اليد، كأن يده ثدْيُ حبشية"، أنشُدُكم بالله، هل أخبرَتكم أن فيهم؟ فذكر الحديث بطوله. 1380 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سفيان بن وكيع بن

_ (1379) إسناده صحيح، إسماعيل أبو معمر. هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر. عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي: ثقة من شيوخ أحمد وابن معين، قال أحمد: "كان نَسِيجُ وَحْدِه"، وقال أبو حاتم: "هو حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين ثقة". والحديث مطول ما قبله، وفيه قصة، نقله الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 238 - 239 بطوله، لم ينسبه للمسند، قال: "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، ورواه البزار بنحوه". وانظر أيضاً ما يأتي في مسند أبي سعيد الخدري 11021. (1380) إسناده ضعيف، لضعف سفيان بن وكيع، وانظر 1359. وقد مضى في صفة الوضوء =

الجراح حدثنا أبي عن أبيه عن أبي إسحق عن أبي حَيَّة الوَادعي وعَمْرو ذي مُرٍّ قال: أبصرْنا عليَّا توضأ فغسل يديه ومضمض واستنشق، قال: وأنا أشك في المضمضة والاستنشاق ثلاثا، ذكرها أم لا، وغسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا، كل واحدة منهما ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه، قال أحدهما: ثم أخذ غَرْفَة فمسح بها رأسه، ثم قام فشرب فضل وَضوئه، ثم قال: هكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ. {آخر مسند أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه}

_ = أحاديث صحاح كثيرة، منها 1351. والأحاديا 1376 - 1380 من زيادات عبد الله ابن أحمد.

مسند أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه

{مسند أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه (1)} 1381 - حدثنا وكيع حدثنا نافع بن عمر وعبد الجبار بن وَرْد عن ابن أبي مُلَيكة قال: قال طلحة بن عبيد الله: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نِعْمَ أهلُ البيت عبد الله وأبو عبد الله وأمُّ عبد الله". 1382 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا نافع بن عمر وعبد الجبار بن

_ (1) هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي. وهو أحد العشرة المبشرة: بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين رشحهم عمر للخلافة عند مقتله. قتل طلحة يوم الجمل سنة 36 وله من العمر 64 سنة، رحمه الله ورضي عنه. (1381) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي: إمام ثقة حافظ، قال أحمد: "ما رأيت أوعى للعلم من وكيع، ولا أحفظ منه". وقد مضى عنه حديث كثير، ولكنا لم نترجم له فترجمنا له هنا. نافع بن عمر: مضى في 59. عبد الجبار بن ورد بن أغر بن الورد المكي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. ابن أبي ملكية: هو عبد الله ابن عبيد الله بن أبي مليكة: تابعي ثقة كما قلنا في 59، 898 ولكنه لم يدرك طلحة ابن عبيد الله، وإن لم يجزم بذلك الحافظ في التهذيب، قال: "وقيل لم يسمع منه"، ولكن طلحة قتل يوم الجمل سنة 36 وابن أبي مليكة مات سنة 117 كما جزم بذلك ابن سعد 5: 347 - 348 والبخاري في الصغير 131، فبين وفاتيهما 81 سنة. " عبد الله وأبوه وأمه": هو عبد الله بن عمرو بن العاص، وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج ابن عامر السهمية، أسلمت وبايعت. وانظر الحديث التالي لهذا. (1382) إسناده ضعيف، لانقطاعه، كالذي قبله سواء. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. والقِسم الأول من هذا الحديث رواه الترمذي 4: 355 وقال: "هذا حديث إنما نعرفه من حديث نافع بن عمر الجمحي، ونافع ثقة، وليس إسناده بمتصل، ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة". ولم يعرفه الترمذي إلاحديث نافع، ولكن عرفه الإمام أحمد من =

الوَرْد عن ابن أبي مُلَيكة قال: قال طلحة بن عبيد الله: لا أحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً- إلا أني سمعته يقول: "إن عمرو بن العاص من صالح قريش "، قال: وزاد عبد الجبار بن ورد عن ابن أبي مُليكة عن طلحة قال: "نعم أهلُ البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله". 1383 - حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جُريج حدثني محمد بن المُنْكَدر عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن أبيه عبد الرحمن ابن عَثمان قال: كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حُرُم، فأُهديَ له طير، وطلحةُ راقد، فمنَّا من أكل ومنا من تورَّع فلم يأكل، فلما استَيقظ طلحة وفَّق مَن أكله، وقالْ أكلناه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1384 - حدثنا أسباط حدثنا مُطرِّف عن عامر عن يحيى بن طلحة عن أبيه قال: رأى عُمَرُ طلحةَ بن عُبيد الله ثقيلاً، فقال: ما لك يا أبا فلان؟ لعلك ساءتْك إمرُة ابنِ عمك يا أبا فلان؟ قال: لا، إلاّ أني سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات،

_ = حديث عبد الجبار بن ورد. (1383) إسناده صحيح، محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير، بالتصغير، التيمي: أحد الأئمة الأعلام، سبق كثير من حديثه. عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان التيمي: صحابي أسلم يوم الحديبية، وقيل يوم الفتح، وهو ابن أخي طلحهَ بن عبيد الله. والحديث رواه مسلم 1: 334 من طريق يحيى بن سعيد عن ابن جريج، ورواه النسائي أيضاً. وانظر 814، 830، 1392. (1384) إسناده صحيح، أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن، وهو ثقة من شيوخ أحمد وابن راهويه. مطرف: هو ابن طريف الحارثي. عامر: هو الشعبي. يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي: تابعي ثقة ثبت. وقد مضى معنى هذا من حديث عمر 187، 252 وقريب منه من حديث عثمان 447.

سمعتُه يقول: "إني لأعلم كلمةً لا يقولها عبدٌ عند موته إلا أشرق لها لونه ونفَّس الله عنه كربته"، قال: فقال عمر: إني لأعلم ما هي، قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمةً أعظمَ من كلمةٍ أمر بها عمه عند الموت: "لا إله إلا الله؟ " قال طلحة: صدقتَ، هي والله هي. 1385 - حدثنا وكيع عن إسماعيل قال: قال قيس: رأيت طلحةَ يدُه شلاَّء، وقى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد. 1386 - حدثنا إبراهيم بن مهدي حدثنا صالح بن عمر عن مطَرَّف عن الشعبي عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه: أن عمر رآه كئيَباً فقال: ما لك يا أبا محمد كئيباً؟ لعله ساءتْك إمْرةُ ابنِ عمك؟ يعني أبا بكر، قال: لا، وأثنى على أبي بكر، ولكني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرّج الله عنه كربته وأشرق لونُه"، فما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليها حتى مات، فقال له عمر: إني لأعلمها، فقال له طلحة: وما هي؟ فقال له عمر: هل تعلم كلمةً هي أعظمَ من كلمةٍ أمر بها عمه: "لا إله إلا الله؟ " فقال طلحة: هي والله هي. 1387 - حدثنا على بن عبد الله حدثني محمد بن مَعْن الغِفاري

_ (1385) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. قيس: هو ابن أبي حازم. وفى ذخائر المواريث 2472 أن الحديث رواه البخاري وابن ماجة. (1386) إسناده صحيح، إبراهيم بن مهدي المصيصي: ثقة، روى عنه أحمد وأبو داود وغيرهما. صالح بن عمر الواسطي: ثقة، وثقه أبو زرعة وابن معين وغيرهما. والحديث مكرر 1384. (1387) إسناده صحيح، على بن عبد الله: هو ابن المديني، إمام الجرح والتعديل، وهو من طبقة الإمام أحمد، يروي عنه أحمد رواية الأقران عن الأقران. محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة الغفاري: قال أبو داود:" ثقة ثقة"، قال البخاري في الكبير 1/ 1 /229: =

أخبرِنى داود بنِ خالد بن دينار: أنه مرَّ هو ورجل يقال له أبو يوسف، من بني تيْم، على ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال: قال له أبو يوسف- إنا لنجد عند غيرك مِن الَحديث ما لا بخده عندك! فقال: أما إن عندي حديثًا كثيرًا، ولكنَّ ربيعة بن الهُدَير قال، وكان يلزم طلحة بن عبيد الله: إنه لم يسمع طلحة يحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا قط غيرَ حديث واحد، قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: قلت له: وما هو؟ قال: قال لى طلحة: خرجنا مع رسِولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا أشرفنا على حَرَّة واقمٍ، قال: فدنونا منها، فإذا قبور بمَحْنيَة، قلنا: يا رسول الله، قبور إخواننا هَذه؟ قال: "قبور أصحابنا"، ثم خرجَنا حتى إذا جئنا قبور الشهداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذه قبور إخواننا". 1388 - حدثنا عُمر بن عُبيد حدثنا زائدة حدثنا سِمَاك بن حرب

_ = "قال لى إبراهيم بن المنذر: مات قريباً من موت ابن عيينة، وهو ابن بضع وتسعين سنة" وابن عيينة مات سنة 198. داود بن خالد بن دينار المدني: ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 218 فلم يذكر فيه جرحاً، وفي ترجمته في التهذيب خطأ، إذ ذكر أنه يروي عن ربيعة بن الهدير، وروايته الثابتة في المسند وأبى داود إنما هى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن ربيعة بن الهدير. ربيعة بن أبي عبد الرحمن المدني: هو المعروف بربيعة الرأي، وهو إمام حافظ ثقة. ربيعة بن الهدير، بالتصغير: هو ربيعة بن عبد الله بن الهدير، وهو تابعي كبير ثقة، كان من خيار الناس، ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو عم محمد بن المنكدر، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 /257. والحديث رواه أبو داود مختصراً 2: 171 - 172 عن حامد بن يحيى عن محمد بن معن. "حرَّة واقم": واقم أطم من آطام المدينة أضيفت إليه الحرة. "بمحنية" بفتح الميم وسكون الحاء وكسر النون: أي بحيث ينعطف الوادي، وهو منحناه أيضاً، ومحانى الوادي معاطفه، قاله في النهاية. " قبور إخواننا": إنما أضاف الرسول أخوتهم لنفسه لما للشهداء من منزلة عند الله، لا تتطاول إليها أعناق غيرهم. (1388) إسناده صحيح، عمر بن عبيد: هو الطنافسي، وهو ثقة. مؤخرة الرحل: هي آخرته، وهي الخشبة التى يستند إليها الراكب من كور البعير، قال في النهاية: "وهى بالهمزة =

عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: كنا نصلي والدوابُّ تمرُّ بين أيدينا، فذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مثلُ مُؤْخِرة الرَّحْل تكون بين يديْ أحدكم، ثم لا يضرّه ما مرعليه". وقال عُمر مرةً: "بين يديه". 1389 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا محمد بن إسحق عن محمد بن إبراهيم في أبي سَلَمة قال: نزل رجلان من أهل اليمن على طلحة بن عبيد الله، فقُتل أحدهما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم مكث الآخر بعده سنةً، ثم مات على فراشه، فأُريَ طلحة بن عبيد الله أن الذي مات على فراشه دخل الجنة قبل الآخر بحينٍ، فذكَر ذلك طلحةُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كم مكث في الأرض بعدَه؟ " قال: حولاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلى ألفاً وثمانمائة صلاة وصام رمضان". 1390 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مالك عن عمه عن أبيه أنه سمع طلحة بن عُبيد الله يقول: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا

_ = والسكون، لغة قليلة في آخرته، وقد منع منها بعضهم, ولا يشدد" يعني لا تشدد الخاء. والحديث رواه مسلم 1: 143 من طريق عمر بن عبيد. ورواه أيضاً أبو داود والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2475. (1389) إسناده ضعيف، لانقطاعه. فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يدرك القصة قطعاً، ولكن سيأتي 1403 "عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله" وفى سماع أبي سلمة من طلحة كلام، سنفصله هناك. وسيأتي هذا الحديث بمعناه بإسناد صحيح 1401. (1390) إسناده صحيح، عم مالك: هو أبوسهيل بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، واسم أبي سهيل "نافع"، وهو ثقة، كان يؤخذ عنه القراءة بالمدينة. أبوه مالك بن أبي عامر الأصبحي: تابعي ثقة، لا شك في سماعه من عمر وعثمان وطلحة وغيرهم. والحديث في الموطأ 1: 188 - 189 ورواه أيضاً البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

رسول الله، ما الإسلام؟ قال: "خمس صلوات في يوم وليلة"، قال: هل علىَّ غيرهنَّ؟ قال: "لا"، وسأله عن الصوم؟ فقال: "صيام رمضان"، قال: هل علي غَيْرُه؟ قال: "لا"، قال: وذكَر الزكاة، قال: هل علي غيرُها؟ قال: "لا"، قال: والله لا أزيد عليهنّ ولا أَنقص منهنّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أفلح إنْ صدق". 1391 - حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عِنِ مالك بن أوْس: سمعت عمر يقول لعبد الرحمن وطلحةَ والزبير وسعد.: نَشَدْتكم بالله الذي تقوم به السماء والأرض، وقال سفيان مرةً: الذي بإذنه تقوم، أعلمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّا لا نورث، ما تركنا صدقةٌ قالوا: اللهم نعم. 1392 - حدثنا يحيى بن سعد عن ابن جُريج حدثني محمد بن المُنْكَدر عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: كنا مع طلحة بن عبيدَ الله ونحن حُرُم، فأهديَ له طير، وطلحةُ راقد، فمنَّا من أكل ومنا من تورّع، فلما استيقظ طلحة وَفَّق مَن أكَلَه، وقال: أكلناه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1393 - حدثنا وكيع عن سفيان عن سمَاك بن حرب عن موسى ابن طلحة عن أبيه قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ماَيَسْتُر المصلي؟ قال: "مثلُ آخرَة الرَّحْل".

_ (1391) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. عمرو: هو ابن دينار المكي، وهو إمام تابعي ثقة. وقد مضى الحديث في مسند عمر مطولا 452. وانظر 333، وسيأتي في مسند الزبير بهذا الإسناد 1406 وفى مسند سعد بن أبي وقاص 1550 وفى مسند العباس 1781 و 1782. (1392) إسناده صحيح، وهو مكرر 1383. (1393) إسناده صحيح، وهو مختصر 1388.

1394 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سمَاك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. 1395 - حدثنا بَهْز وعِفَّان قالا حدثنا أبو عَوَانة عن سمَاك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم في رؤوسَ النخل،

_ (1394) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1395) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 223 وابن ماجة 2: 48 وسيأتي أيضاً 1399. وقد جاء نحو من هذا المعني في حديث لأنس بن مالك سيأتي 12571 ورواه مسلم أيضاً، وفى حديث لرافع بن خديج، رواه مسلم، ولم أجده في المسند. وهذا الحديث مما طنطن به ملحدو مصر وصنائع أوربة فيها، من عبيد المستشرقين، وتلامذة المبشرين، فجعلوه أصلا يحِجُّون به أهل السنة وأنصارها، وخدام الشريعة وحماتها، إذا أرادوا أن ينفوا شيئاً من السنة، وأن ينكروا شريعة من شرائع الإسلام، في المعاملات وشؤون الاجتماع وغيرها، يزعمون أن هذه من شؤون الدنيا، يتمسكون برواية أنس: "أنتم أعلم بأمر دنياكم"، والله يعلم أنهم لا يؤمنون بأصل الدين، ولا بالألوهية، ولا بالرسالة، ولا يصدقون القرآن، في قرارة نفوسهم، ومن آمن منهم فإنما يؤمن لسانه ظاهراً، ويؤمن قلبه فيما يخيل إليه، لا عن ثقة وطمأنينة، ولكن تقليدَاً وخشية، فإذا ما جد الجد، وتعارضت الشريعة، الكتاب والسنة، مع ما درسوا في مصر أو في أوربة، لم يترددوا في المفاضلة، ولم يحجموا عن الاختيار، فضَّلوا ما أخذوه عن سادتهم، واختاروا ما أُشْرِبَتْه قلوبهم! ثم ينسبون نفوسهم بعد ذلك، أو ينسبهم الناس، إلى الإسلام!! والحديث واضح صريح، لا يعارض نصَاً، ولا يدل على عدم الاحتجاج بالسنة في كل شأن، لأن رسول الله لا ينطق عن الهوى، فكل ما جاء عنه فهو شرع وتشريع {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، وإنما كان في قصة تلقيح النخل أن قال لهم: "ما أظن ذلك يغني شيئاً" فهو لم يأمر ولم ينه، ولم يخبر عن الله، ولم يسن في ذلك سنة، حتى يُتوسع في هذا المعنى إلى ما يُهدم به أصل التشريع، بل ظن، ثم اعتذر عن ظنه، قال "فلا تؤاخذوني بالظن"، فأين هذا مما يرمي إليه أولئك؟ هدانا الله وإياهم سواء السبيل.

فقال: "ما يصنع هؤلاء؟ " قالوا: يلقّحونه، يجعلون الذكر في الأنثى، قال: "ما أظنُّ ذلك يُغْني شيئًا"، فأُخبروا بذلك، فتركوه، فأُخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن كان ينفعهم فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظناً، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكنْ إذا أخبرتكم عن الله عز وجل بشىء فخذوه، فإني لن أكذب على الله شيئاً". 1396 - حدثنا محمد بن بشر حدثنا مُجَمِّع بن يحيى الأنصاري حدثنا عثمان بن مَوْهَب عن موسى بن طلحة عن أبَيه قال: قلت: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك؟ قال: "قل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد". 1397 - حدثنا أبو عامر حدثنا سليمان بن سفيان المدايني حدثني

_ (1396) إسناده صحيح، محمد بن بشر: هو ابن الفرافصة العبدي. عثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد الله بن موهب، نسب إلى جده، وهو تابعي ثقة. والحديث رواه النسائي 1: 190 عن إسحق بن إبراهيم عن محمد بن بشر، ورواه أيضاً بعده عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد عن عمه عن شريك عن عثمان بن موهب، والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 1/ 351 عن ابن المديني عنْ محمد بن بشر، ويرويه أيضا موسى بن طلحة عن زيد بن خارجة وسيأتي 714. (1397) إسناده حسن، أبو عامر: هو العقدي عبد الملك بن عمرو. سليمان بن سفيان المدني مولى آل طلحة: ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وفى التهذيب عن الترمذي في العلل المفردة عن البخاري: "منكر الحديث"، وفيه أيضاً أن ابن حبان ذكره في الثقات وقال: "كان يخطىء"، هذا أعدل ما قيل فيه. بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي: ذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه الترمذي 4: 245 عن محمد بن بشار عن العقدي، وقال: "حديث حسن غريب". وذكر ضارحه أنه رواه أيضاً الدارمي والحاكم وابن حبان. ورواه البخاري في الكبير 2/ 1/ 109. في ترجمة بلال، =

بلال بن يحيى بن طلحة بن عُبيد الله عن أبيه عن جده: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: "اللهم أَهلّه علينا باليُمْن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله". 1398 - حدثنا عبد الرحمن بن زائدة عن سماك بن حرب عن موسىِ بن طلحة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يجعل أحَدكم بين يديه مثل مُؤْخِرة الرَّحْل ثم يصلي". 1399 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا إسرائيل عن سِمَاك أنه سمع موسى ابن طلحة يحدث عن أبيه قال: مررتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في نخل المدينة، فرأى أقواماً في رؤوس النخل يلقحون النخل، فقال: "ما يصنع هؤلاء؟ " قال: يأخذون من الذكر فيحطون في الأنثى يلقحون به، فقال: "ما أظن ذلك يغني شيئاً"، فبلغهم فتركوه ونزلوا عنها، فلم تحمل تلك السنة شيئاً، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إنما هو ظنّ ظننته، إن كان يغني شيئاً فاصنعوا، فإنما أنا بشر مثلكِم، والظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم قال الله عزوجل فلن أكذب على الله". 1400 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا إسرائيل حدثنا سماك بن حرب عن موسى بن طلحة، فذكره.

_ = عن إسحق وعبد الله بن محمد عن أبي عامر العقدي، ولم يذكر له علة، ولذلك رجحنا تحسينه، إلا أن البخاري لم يذكر سليمان بن سفيان في الضعفاء. (1398) إسناده صحيح، وهو مختصر 1388 ومكرر 1394. في ح "مؤخر الرحل" دون هاء، وهو خطأ، صححناه من ك هـ. (1399) إسناده صحيح، وهو مطول 1395. (1400) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

1401 - حدثنا وكيعْ حدثني طلحة بن يحيى بن طلحة عنِ إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن شدّاد: أن نفرًا من بني عُذْرَة ثلاثةً أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلموا، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من يكفنيهم؟ "، قال طلحة: أنا، قال: فكانوا عِند طلحة، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثًا، فخرج فيه أحدُهم فاستشهد، قال: ثم بعثَ بعثًا، فخرج فيهم آخر، فاستشهد، قال: ثم مات الثالث على فراشه، قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة، فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي استشهد أخيرًا يليه، ورأيت الذي اسشهد أولَّهم آخرَهم، قال: فدخلني من ذلك، قِال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ ذلك له، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما أنكرت من ذلك؟ ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمن يُعَمَّر في الإسلام، لتسبيحه وتكبيره وتهليله". 1402 - حدثنا يزيد بن عبدربه حدثنا الحرث بن عَبيدة حدثني

_ (1401) إسناده صحيح، طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي: ثقة، وثقه أبن معين ويعقوب بن شيبة والعجلي وغيرهم، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان يخطئ"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث، حسن الحديث، صحيح"، وفى التهذيب عن البخاري أنه قال: "منكر الحديث" ولا أدري أين هذا، فإنى لم أجده في التاريخ الصغير ولا في الضعفاء. ابن عمه إبراهيم بن محمد بن طلحة: تابعي ثقة، كان شريفاً وكان أحد النبلاء. عبد الله بن شداد: هو ابن الهاد الليثى. والحديث قريب في معناه من 1389، 1403. قوله "من يكفنيهم" هكذا هو في الأصول على صورة المجزوم، مع أنه مرفوع، لأن "من" استفهامية، فكان يكون "من يكفينيهم". وقد ورد كثيراً، إثبات لفظ المضارع المرفوع على لفظ المجزوم من غير ناصب ولا جازم، كما في الحديث الآخر" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا" وسيأتي 1412 مزيد بحث في ذلك. (1402) في إسناده نظر، وهو إلى الضعف أقرب، وأخشى أن يكون منقطعاً. يزيد بن عبدربه الزبيدي الحمصي الجُرْجُسِي المؤذن: ثقة من شيوخ أحمد وابن معين وأبى زرعة =

محمد بن عبد الرحمن بن مُجبَّر عن أبيه عن جده: أن عثمان أشرف على الذين حصروه، فسلم عليهم، فلم يردّوا عليه، فقال عثمان: أفي القومِ طلحة؟ قال طلحة: نعم، قال: فإنا لله وإنا إليه راجعون! أُسّلم على قوم أنت

_ = وغيرهم، وروى له مسلم، وثقه ابن معين والحجلي وغيرهما، قال أحمد: "لا إله إلا الله، ما كان أثبته، ما كان فيهم مثله" يعنى أهل حمص، وكان ينزل بحمص عند كنيسة جرجس، فنسب إليها, وكان يقول: "أنا رجل من العرب، وقد ابتليت بهذه الكنيسة أنسب إليها"! الحرث ابن عبيدة الحمصي الكلاعي قاضي حمص: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وتناقض فذكره أيضاً في الضعفاء، وضعفه الدارقطني، وله ترجمة في التعجيل 78 - 79 واللسان 2: 154 وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 273 والصغير 208 وذكر أنه مات في ذي القعدة سنة 186 ولم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء، فلذلك رجحنا توثيقه. محمد بن عبد الرحمن بن مجبر العدوي العمري: ضعفه ابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وله ترجمة في الجرح والتعديل 3/ 2/ 320 والتعجيل 369 والميزان 3: 90 واللسان 5: 245 - 246، وتناقض الذهبي، فجزم في المشتبه 462 بأنه ضعيف، وجاء في تعقبه على المستدرك 1: 206 فتبع الحاكم في قوله أنه "ثقة". أبوه عبد الرحمن بن المجبر: ثقة, وثقه الفلاس وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من شيوخ مالك، وكان يتيما في حجر سالم ابن عبد الله بن عمر. مجبر، بفتح الجيم وتشديد الباء المفتوحة: هو مجبر بن عبد الرحمن الأصغر بن عمر بن الخطاب، واسمه "عبد الرحمن" كاسم أبيه وأسم ابنه، و"مجبر" لقب، مات أبوه وهو حمل، فلما ولد سمته عمته حفصة باسم أبيه، وقالت: لعل الله يجبره، وقيل: كان قد سقط فتكسر فجبر، فقيل له المجبر، فاشتهر بها، وذكر الحافظ في التعجيل 393 أن من أحفاده "عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن المجبر" واشتهر بالعمري، ولى قضاء مصر من سنة 185 إلى سنة 194. وكان المجبر هذا تابعيَا، فقد نقل في التعجيل عن الموطأ أن ابن عمر رآه أفاض قبل أن يحلق فأمره أن يرجع فيلحق أو يقصر ثم يفيض، ولكن ما أظنه أدرك قصة عثمان ومقتله، وقد مضى معنى هذا الحديث مرارَاً، منها 509، 552.

فيهم فلا تردّون؟! قال: قد رددتُ، قال: ما هكذا الردّ، أُسمعُك ولا تُسمعني؟! يا طلحة، أَنْشُدك اللهَ، أَسمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لاَيُحل دمَ المسلم إلا واحدةٌ من ثلاث: أن يكفر بعد إيمانه، أو يزني بعد إحصاَنه، أو يَقتل نفسًا فيقتلَ بها"؟ قال: اللهم نعم، فكبّر عثمان، فقال: والله ما أنكرت الله منذ عرفتُه، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام، وقد تركته في الجاهلية تكرُّهَاً، وفي الإسلام تعفّفاً وما قتلتُ نفسًا يَحِلُّ بها قتلي. 1403 - حدثنا قُتَيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مُضَر عن ابن الهاد

_ (1403) إسناده صحيح، بكر بن مضر بن محمد بن حكيم المصري: ثقة. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: تابعي كبير ثقة، كثير الحديث، اختلف في اسمه، والصحيح أن اسمه "عبد الله" وأنه كني "أبا سلمة" لما ولد له ابنه "سلمة" كما في ابن سعد 5: 115 - 117. وفى التهذيب 12: 17 أن المزي جزم بأنه لم يسمع من طلحة، وأن ابن أبي خيثمة والدوري رويا ذلك عن ابن معين، وأنا أرى أن الجزم بعدم سماعه من طلحة لا دليل عليه، فإن طلحة قتل يوم الجمل سنة 36 وكانت سن أبي سلمة إذ ذاك 14 سنة، لأنه مات سنة 94 عن 72 سنة على الصحيح الذي رجحه ابن سعد، بل لعله كان أكبر سناً من ذلك، ففي ابن سعد: "أن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية لما ولي المدينة لمعاوية بن أبي سفيان في المرة الأولى استقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف على المدينة، فلما عزل سعيد ابن العاص وولى مروان المدينة المرة الثانية عزل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن القضاء، وولى القضاء وشرطه أخاه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف". وولاية سعيد بن العاص الأولى على المدينة كانت في شهر ربيع الآخر سنة 49 وعَزْله وولاية مروان الثانية كانت سنة 54 كما في تاريخ الطبري 6: 130، 164 وقد نص الطبري أيضاً على استقضاء سعيد أبا سلمة في سنة 49، فكانت سن أبي سلمة حين مقتل طلحة سنة 36 أربعة عشر عاماً أو أكثر، وكانا مقيمين بالمدينة، فأنى لأحد أن يدعي أنه لم يسمع منه؟! وقد وقع لي في الجزء الأول من هذا الكتاب في شأن أبي سلمة بن عبد الرحمن خطأ =

عن محمد بن إبراهيم عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عُبيد الله: أن رجلين قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان إسلامهما جميعاً، وكان أحدهما أشدَّ اجتهاداً من صاحبه، فغزا المجتهد منهما، فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي، قال طلحة: فرأيت فيما يرى النائم كأني عند باب الجنة، إذا أنا بهما وقد خرج خارج من الجنة، فأَذن للذي تُوفّي الآخرَ منهما، ثم خرج فأَذن للذي استشهد، ثم رجعِا إلىَّ، فقالا لى: ارجع، فإنَه لم يأْن لك بعد، فأصبح طلحةُ يحدّث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من أيّ ذلك تعجبون؟ " قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشدَّ اجتهاداً ثم استُشهد في سبيل الله ودخل هذا الجنةَ قبله؟ فقال: "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ " قالوا: بلى، "وأدرك رمضانَ فصامه"؟ قالوا: بلى، "وصلى كذا وكذا سجدةً في السنة؟ " قالوا: بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَلَما بينهما أبعدُ ما بين السماء والأرض".

_ = مستغرب، أستدركه هنا وأستغفر الله، فقد حققت في شرح الحديثين 412، 413 أن أبا عبد الرحمن السلمي سمع من عثمان، وهذا صحيح، ثم جئت في شرح الحديث 420 فصححت إسناده، وهو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عثمان، وأحلت تصحيح سماع أبي سلمة من عثمان على الموضع السابق، شرح 412، 413، وهي إحالة خطأ، على شيء لم يكن، انتقل الذهن فيها من أبي عبد الرحمن السلمي إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن، ولكن إسناد 420 صحيح أيضاً، فإنْ أبا سلمة كان بالمدينة كما قلنا، وعثمان قتل سنة 35 قبل مقتل طلحة بقليل، فسماع أبي سلمة منه غير مستبعد، ولم يعرف أبو سلمة بتدليس، والحمدلله. لم يأن: لم يحن وقته. والحديث رواه أبن ماجة 2: 238 من طريق الليث بن سعد عن ابن الهاد. وهو مطول 1389. وانظر 1401. وفى الموطأ 1: 187 - 188 قصة نحو هذه بلاغَاً عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، وذكر ابن عبد البر أن ابن وهب رواه عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن عامربن سعد، وستأتي في 1534 موصولة في مسند سعد بن أبي وقاص.

1404 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنا سالم بن أبي أمية أبو النَّضْر قال: جلس إليّ شيخ من بني تميم في مسجد البصرة ومعه صحيفة له في يده، قال: وفى زمان الحجَّاج، فقال لي: يا عبد الله، أترى هذا الكتاب مغنيًا عنِّي شيئاً عند هذا السلطان؟ قال: فقلت: وما هذا الكتاب؟ قال: هذا كتاب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتبه لنا، أن لا يُتَعدَّى علينا في صَدَقاتنا، فقلت: لا والله، ما أظنّ أن يغني عنك شيئاً، وكيف كان شأن هذا الكتاب؟ قال: قدمت المدينة مع أبي، وأنا غلام شاب، بإبل لنا نبيعها، وكان أبي صديقًا لطلحة بن عُبيد الله التيمي فنزلنا عليه، فقال له أبي: اخرجْ معي فبعْ لى إبلي هذه، قال: فقال: إن رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى أن يبيع حاضر لباَدٍ، ولكن سأخرج معك فأجلسُ، وتعْرِض إبلَك، فإذا رضيت من رجل وفاءً وصدقاً ممن ساومك أمرتُك ببيعه، قال: فخرجنا إلى السوق، فوقفنا ظُهْرَنا، وجلس طلحة قريباً، فساوَمَنا الرجلُ، حتى إذا أعطانا رجلُ ما نرضَى، قال له أبي: أُبايُعه؟ قال: نعم، رضيت لكم وفاءَه، فبايعوه، فبايعناه، فلما قبضنا مالنا

_ (1404) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة مأمون كثير الحديث. أبوه إبراهيم: ثقة حجة. ابن إسحق: هو محمد بن إسحق، وفي ح هـ "ابن أبي إسحق" وكذلك كانت في ك، ولكنها صححت بالضرب على الزيادة، وهو الصواب، فالحديث حديث محمد ابن إسحق.- سالم بن أبي أمية: أجمعوا على أنه ثقة ثبت، وهو تابعي سمع أنس بن مالك، وهذا الحديث يدل أيضاً على سماعه من صحابي آخر، هو هذا الشيخ من بني تميم. والحديث روى أبو داود منه النهي عن بيع الحاضر للبادي 3: 283 عن موسى بن إسماعيل عن حماد عن محمد بن إسحق عن سالم المكي، ونقل شارحه عن المنذري أنه أعله بأن فيه رجلا مجهولا! وفاتَهما أن هذا المجهول صحابي، وأن جهالة الصحابي لا تضر. والحديث بتمامه في الزوائد 3: 82 - 83 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح".

وفرِغنا من حاجتنا، قال أبي لطلحة: خُذْ لنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاباً أن لا يُعتَدى علينا في صدقاتنا، قال: فقال: هذا لكم ولكل مسلم، قال: على ذلك إني أحب أن يكون عندي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاب، فخرج حتى جاء بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إن هذا الرجل من أهل البادية صديقٌ لنا، وقد أحبّ أن تكتب له كتاباً لا يُتعدَّى عليه في صدقته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا له ولكل مسلم"، قال: يا رسول الله، إني قد أحبّ أن يكون عندي منك كتابٌ على ذلك، قال: فكتب لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الكتاب. {آخر حديث طلحة بن عُبيد الله رضي الله عنه}

مسند الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه

{مسند الزُبير بن العوام رضي الله تعالى عنه (1)} 1405 - حدثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن ابنِ الزبير عن الزبير قال: لما نزلت {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)} قال الزبير: أيْ رسول الله، مع خصومتنا في الدَنيا؟ قَال: "نعم"، ولمَا نزلت {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} قال الزبير: أيْ رسول الله، أيُّ نعيم نُسأل عنه، وإنما، يعني، هماَ الأَسودانِ، التمر والماء؟ قال:"أمَا إن ذلك سيكون".

_ (1) هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العُزّى بن قصيّ بن كِلاب بن مُرّة وأمه عمة رسول الله، صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وخديجة بنت خويلد بن أسد زوج رسول الله عمته. وهو زوج أسماء ذات النطاقين بنت أبي بكر وأخت عائشة أم المؤمنين. وهو أحد العشرة المبشرة بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين رشحهم عمر للخلافة بعده. قتل يوم الجمل سنة 36. رحمه الله ورضى عنه. (1405) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثى: ثقة، من شيوخ مالك والثوري، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وتكلم فيه بعضهم من غير حجة، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 191 فلم يذكر فيه قدحاً. يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة: تابعي ثقة، ممن أدرك عليّا وعثمان، ولد في خلافة عثمان ومات سنة 104 وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 / 289. ابن الزبير: هو عبد الله بن الزبير الصحابي. والحديث رواه الترمذي مقطعاً إلى حديثين، كل تفسيرآية في موضع4: 175، 218، عن ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة، وقال في الموضع الأول: "حديث حسن صحيح" وقال في الثانى: "حديث حسن" فقط، وذكر شارحه أنه رواه أيضاً ابن ماجة وابن أبي حاتم. وانظر تفسير ابن كثير 7: 241، 9: 287. وسيأتي القسم الأول منه بمعناه 1434.

1406 - حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عِنِ مالك بن أَوْس: سمعت عمر يقول لعبد الرحمن وطلحة والزبير وسعد: نَشَدْتُكم بالله الذي تقوم به السماء والأرض وِقال سفيان مرة: الذي بإذنه تقوم، أعلمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنا لا نورث، ما تركنا صدقةٌ؟ " قال: قالوا: اللهم نعم. 1407 - حدثنا حفص بن غيَاث عن هشام عن أبيه عن الزبير بن العوامِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يَحملِ الرجلُ حبلاً فيحتطبَ به، ثم يجيء فيضعَه في السوق فيبيعَه، ثم يستغني به، فينفقَه على نفسه، خيرٌ له من أن يسأل الناس، أعطَوْه أو مَنَعُوه". 1408 - حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن

_ (1406) إسناده صحيح، وهو مكرر 1391 بإسناده ولفظه. "إنا لا نورث" حرف "لا" سقط من ح خطأ مطبعياً. وانظرأيضا 425. (1407) إسناده صحيح، حفص بن غياث بن طلق بن معاوية: ثقة مأمون فقيه. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. والحديث رواه البخاري 3: 265 وابن ماجة. وسيأتي مرة أخرى 1429. (1408) إسناده صحيح، ولم أجد في غير هذا الموضع أن رسول الله فدّى الزبير يوم أحد. فإن المعروف هو الحديث الآتى 1409 أنه فعل ذلك يوم الخندق، وأنه فدّى سعد بن أبي وقاص يوم أحد، كما مضى في حديث علىّ مرارًا، آخرها 1147, 1356، أنه لم يسمع رسول الله يجمع أبويه لأحد إلا لسعد، جعل يقول له يوم أُحُد: "ارم فداك أبي وأمي"، وكما سيأتي من حديث سعد نفسه 1495: "جمع لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أُحُد". وقد جمع الحافظ في الفتح 7: 66 بين تفدية رسول الله الزبير يوم الخندق وبين قول علي أنه لم يفعل إلا لسعد، بأن عليَّا لم يطلع على ذلك، أو مراده بقيد يوم أحد! وهذا تكلف، فإن كلام عليّ صريح في أنه لم يسمع إلا تفدية سعد، فلا ينفي هذا أن يكون قد حصل للزبير أيضًا يوم أُحُد ويوم الخندق.

الزبير عن الزبير قال: جَمَع لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أحد. 1409 - حدثنا أبو أسامة أنبأنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يومُ الخندق كنتُ أنا وعُمر بن أبي سَلَمَة في الأُطُم الذي فيه نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أُطُم حسّان، فكان يرفعنى وأرفعُه، فإذا رفعنى عرفتُ أبي حين يمرّ إلى قُريظة، وكان يقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق، فقال: "من يأتي بني قريظة فيقاتلهم؟ " فقلت له حين رجع: يا أبت، تالله إنْ كنتُ لأعرفك حين تمرّ ذاهباً إلى بني قريظة، فقال يا بني، أمَا والله إنْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليجمع لى أبويه جميعاً يفدّيني بهما، يقول: "فداك أبي وأمي". 1410 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا سليمان، يعني التيمي، عن أبي

_ (1409) إسناده صحيح، الأطم، بضم الهمزة والطاء: بناء مرتفع كالحصن وهو مفرد، جمعه "آطام". والحديث رواه البخاري 7: 64 - 65 ورواه أيضاً مسلم والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 1886. ورواه ابن سعد مختصراً 3/ 1/ 74. وسيأتي مرة أخرى 1423. وانظر 1408. (1410) إسناده صحيح، سليمان التيمي: هوسليمان بن طرخان، ولم يكن من بني تيم، وإنما نزل فيهم، وهو تابعي ثقة، كان من عباد أهل البصرة وصالحيهم ثقة وإتقانَاً وحفظَاً وسنة. أبو عثمان النهدي: عبد الرحمن بن مل بن عمرو، من بني نهد، وهو تابعي كبير ثقة، أدرك الجاهلية وأسلم على عهد رسول الله ولم يلقه، وهاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر، ثم سكن الكوفة ثم البصرة، مات سنة 100. عبد الله بن عامر: في التهذيب 5: 276: "قال ابن أبي حاتم: يحتمل أن يكون ابن عامر بن ربيعة" يعني العنزي حليف بني عدي. وأنا أرجح أنه "عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيحة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي" وهو تابعي كبير، ولد في حياة رسول الله، وذكره ابن منده في الصحابة، وكان جواداً شجاعاً، ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى سنة 29، وهو صاحب "نهر بن عامر"، وهو ابن خال عثمان، وشهد الجمل مع عائشة، ثم اعتزل الحرب بصفين، ثم ولاه معاوية البصرة ثلاث سنين، فهذا تابعي سكن =

عثمان عن عبد الله بن عامر عن الزبير بن العوام: أن رجلاً حَمل على فرس يقال لها غَمرة أو غَمراء، وقال: فوجد فرسًا أو مهرًا يُبَاع، فُنسبت إلى تلك الفرس، فُنهِي عنها. 1411 - حدثنا يزيد أنبأنا ابن أبي ذئب عن مسلم بن جُنْدَب عن الزبير بن العوام قال: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم ننصرف فنبتدرُ في الآجام، فلا بخد إلا قدر موضع أقدامنا، قال يزيد: الآجام: الآطام. 1412 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا هشام عن يحيى بن أبي كثير

_ = البصرة، وشهد يوم الجمل مع الزبير، فمن الأقرب أن يكون الحديث من روايته، يرويه عن رجل من أهل البصرة، هو أبو عثمان النهدي. وأما عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي فكان من أهل المدينة. "مل" بتثليث الميم وتشديد اللام. "كريز" بالتصغير. الرجل الذي حمل على الفرس: يحتمل أن يكون عمر بن الخطاب، كما مضى 281 ولكن الحديث رواه ابن ماجة 2: 37 - 38 عن يحيى بن حكيم عن يزيد بن هرون، وفيه: "عن الزبير بن العوام أنه حمل على فرس" فجعل الحادثة للزبير نفسه. ولعل هذا أقرب. (1411) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحرث بن أبي ذئب العامري القرشي، من بني عامر بن لؤي، عالم ثقة حافظ فقيه ورع عابد، فضله بعضهم على مالك. مسلم بن جندب الهذلي القاضي: تابعي ثقة من فصحاء الناس، لكنه لم يدرك الزبير فإنه مات سنة 106، فبين وفاته ووفاة الزبير 60 سنة، ويؤيد ذلك ما سيأتي 1436 أنه يقول في هذا الحديث "حدثني من سمع الزبير"، والحديث في الزوائد 2: 183 بالروايتين، وقال: "وفيه رجل لم يسم". (1412) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن التيمي: ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. والذي يقول "وأبو معاوية شيبان" هو يزيد بن هرون، يعنى أنه روى الحديث عن هشام وشيبان، وكلاهما عن يحيى. يحيى بن أبي كثير: تابعي صغير ثقة. يعيش بن الوليد بن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة بن أبي معيط: ثقة، ولكن لم يدرك الزبير، وسيأتي الحديث ثلاثة مرار 1430 - 1432 كلها عن يعيش عن =

َعن يعيش بن الوليد بن هشام وابو معاوية شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن الزبير بن العوَّام قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دبَّ إليكم داءُ الأمم قبلكم، الحسدُ والبغضاءُ، والبغضاء هى الحالقة، حالقةُ الدِّين، لا حالقةُ الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تؤمنوا حتى تَحَابُّوا، أفلاَ أُنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفْشُوا السلامَ بينكم". 1413 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جامع بن شدّاد

_ = مولى لآل الزبير، فهذا المولى مجهول. وفي التهذيب 12: 391 أن الطبراني سماه "حبان": فما زاده إلا جهالة، ولم يذكر حجته في هذا، والحديث رواه الترمذي 3: 320. "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا" إلخ: نقل شارح الترمذي عن الملا علي القاري: "كذا في النسخ الحاضرة بحذف النون، ولعل الوجه أن النهى قد يراد به النفى كعكسه المشهور عند أهل العلم" ونقل عنه نحو ذلك في شرح حديث أبي هريرة: "لا تدخلوا الجنة حتى تومنوا" 3: 383. وقد مضى نحو ذلك، إثبات الفعل المرفوع على صورة المجزوم 1401، وقد وردت أفعال كثيرة على هذا النحو، يتأولها علماء العربية، فيحملون "إذا" على معنى "متى"، ويحملون "لو" على معنى "إن"، كما في شواهد التوضيح لابن مالك 11 - 12، وأنا أرى أن هذا تكلف. والحديث في ذاته صحيح من حديث أبي هريرة، كما أشرنا إلى رواية الترمذي، ورواه أيضاً مسلم 1: 31 من حديث أبي هريرة.،سيأتي في السند مراراً 9073، 9074، 9707، 10180، 10435، 10658. (1413) إسناده صحيح، جامع بن شداد المحاربي: ثقة متقن. عامر بن عبد الله بن الزبير: ثقة من أوثق الناس. وسيأتي الحديث مرة أخرى 1428 عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة مختصراً، وليس فيه كلمة "متعمدً". وانظر 2675، 2976 ورواه البخاري 1: 178 - 179 عن أبي الوليد الطيالسى عن شعبة بحذفها أيضاً، وكذلك رواه الإسماعيلي من طريق غندر عن شعبة، فيما نقل الحافظ في الفتح. وقال: "والاختلاف فيه على شعبة". وغندر هو محمد بن جعفر الذي روى عنه الإمام أحمد هذا الحديث وفيه الزيادة. وكذلك رواه ابن ماجة 1: 10 عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار، عن غندر. بإثباتها. ورواه أبو داود 3: 357 من طريق وبرة بن عبد الرحمن عن عامر بن عبد الله بن الزبير، بإثباتها. ووبرة بن عبد الرحمن المسلى: تابعي ثقة. ونقل شارح أبي داود عن =

عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: قلتُ للزبير: ما لى لا أسمعك تحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أسمع ابنَ مسعود وفلاناً وفلاناً؟ قال: أمَا إني لم أفارقه منذ أسلمتُ، ولكني سمعت منه كلمةً: "من كذب علىّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". 1414 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا شداد، يعني ابن

_ = المنذري قال: "والحديث أخرجه البخاري والنسائي وابن ماجة، وليس في حديث البخاري والنسائي "متعمد، " والمحفوظ من حديث الزبير أنه ليس فيه "متعمداً". وقد روي عن الزبير أنه قال: والله ما قال متعمدَاً، وأنتم تقولون متعمدَاً"!! وهذا الذي جزم به المنذري عجيب، وأظنه خطأ في النقل، فإن تحقيق الحافظ وما ذكرنا من الأسانيد يدل على أن اللفظ محفوظ عن شعبة وعن غيره، وأن بعض الرواة عن شعبة هو الذي حذفه، لعله لم يسمعه منه. ويؤيد هذا أن ابن سعد رواه 3/ 1/ 74 عن عفان بن مسلم ووهب بن جرير بن حازم وأبى الوليد الطيالسي، ثلاثتهم عن شعبة، لحذف "متعمدَاً" ثم قال: "قال وهب بن جرير في حديثه عن الزبير: والله ما قال متعمداً وأنتم تقولون متعمدَاً". فهو اختلاف بين الرواة عن شعبة، ينكر جرير على إخوانه الذين حدثوا عن شيخه فزادوا كلمة لم يسمعها. ولكن اشتبه الأمر على المنذري فظن أن هذا الإنكار صدر من الزبير نفسه وليس في السياق ما يوجب هذه الشبهة، بل السياق وصريح اللفظ ينفيها. وقد نبغ في عصرنا نوابغ يحاربون السنة، طنطنوا بهذه الكلمة، وجعلوها معولا يزعمون أنهم يؤثرون به في صحة الرواية، بل لعلهم يرمون الصحابة والتابعين بالوضع والكذب مطمئنين، إذا كانوا غير عامدين!! والصحابة والعدول من حملة هذا العلم أنقى وأتقى لله من أن يكذبوا على رسول الله، وأما الخطأ فكل بشر يخطىء، وإنما الإثم في العمد. (1414) إسناده صحيح، شداد بن سعيد الراسبي: ثقة. غيلان بن جرير الأزدي: ثقة. مطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير الحرشى العامري، وهو تابعي ثقة، كان ذا فضل وورع وأدب، ولد في حياة رسول الله. "الشخير" بكسر الشين وتشديد الخاء المكسورة. "الحرشي" بفتح الحاء والراء. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 4: 39 عن المسند، ثم قال:=

سعيد حدثنا غَيْلان بن جرير عن مُطَرِّف قال: قلنا للزبير: يا أبا عبد الله، ما جاء بكم؟ ضيعتم الخليفة حتى قُتل، ثم جئتم تطلبون بدمه! قال الزبير: إنا قرأناها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} لم نكن نَحْسِب أنَّا أهْلُها، حتى وقعتْ منَّا حيث وقعتْ. 1415 - حدثنا محمد بن كُنَاسة حدثنا هشام بن عروة عن

_ = "وقد رواه البزار من حديث مطرف عن الزبير، وقال: لا نعرف مطرفَاً روى عن الزبير غير هذا الحديث". وهو أيضاً في الزوائد 7: 27 وقال: "رواه أحمد بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح"، يريد به هذا، ويريد بالإسناد الآخر ما يأتي 1438. (1415) إسناده صحيح، محمد بن كناسة، بضم الكاف وتخفيف النون: هو محمد بن عبد الله ابن عبد الأعلى الأسدي، أسد خزيمة، و"كناسة" لقب أببه، وأبوه كان من شعراء الدولة العباسية، ومحمد هذا ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وابن المديني وغيرهم، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس، ليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند النسائي، كما سيأتي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 135 فلم يذكر فيه جرحاً. عثمان بن عروة بن الزبير: ثقة، كان من خطباء الناس وعلمائهم، وكان أصغر من أخيه هشام، ولكنه مات قبله، والحديث رواه النسائي 2: 278 من طريق ابن كناسة عن هشام بن عروة بإسناده الذي هنا، وروى قبله مثله من طريق عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا، ثم قال: "كلاهما غير محفوظ" ولست أدري لماذا؟ فلا يعارض هذا ذاك، هشام سمع الحديث من طريقين، من أبيه عن ابن عمر، ومن أخيه عن أبيه عن الزبير، فكان ماذا؟ نعم، قال الحافظ في ترجمة ابن كناسة من التهذيب 9: 259 - 260 بعد أن أشار إلى حديثه هذا: "قال ابن معين: إنما هو عن عروة مرسل، وقال الدارقطني: لم يتابع عليه، ورواه الحافظ من أصحاب هشام عن عروة مرسلا". ولست أرى هذا تعليلاً دقيقَاً، فإن الراوي ثقة صدوق، وزيادته في الإسناد زيادة ثقة مقبولة، والمرسل يؤيد الموصول لا يضعفه.

عثمان بن عروة عن أبيه عن الزبير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غيّروا الشَّيب، ولا تَشبَّهوا باليهود". 1416 - حدثنا عبد الله بن الحرث، من أهل مكة، مخزومي،

_ (1416) إسناده صحيح، عبد الله بن الحرث بن عبد الملك المخزومي المكي: ثقة. محمد بن عبد الله بن عبد الله بن إنسان الثقفي: كذا في ك ح "بن عبد الله بن عبد الله" وفى هـ وسنن أبي داود والبيهقي وكتب الرجال "بن عبد الله بن إنسان" بحذف "عبد الله" الثاني، ومحمد هذا نقل أحمد هنا عن شيخه عبد الله بن الحرث أنه أثنى عليه خيرا، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، في حديثه نظر، وذكره ابن حبان في الثقات. أبوه "عبد الله": ذكر في كتب الرجال باسم "عبد الله بن إنسان" وفى التهذيب أنه روى عنه "ابنه محمد وابنه الآخر عبد الله، إن كان محفوظًا" فلعل هذا يؤيد صحة ما في ك ح أن اسمه "عبد الله بن عبد الله بن إنسان"، وعبد الله هذا ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان يخطىء وقال الذهبي معقباً عليه: "وهذا لا يستقيم أن يقوله الحافظ إلا فيمن روى عدة أحاديث، فأما عبد الله هذا فهذا الحديث أول ما عنده وآخره، فإن كان قد أخطأ فحديثه مردود على قاعدة ابن حبان"، ونقل الذهبي هذا الحديث في الميزان 2: 23 عن المسند. والحديث رواه أبو داود 2: 164 - 165 عن حامد بن يحيى عن عبد الله ابن الحرث، ورواه البيهقى 5: 200 من طريق الحميدي عن عبد الله بن الحرث: "حدثني محمد بن عبد الله بن إنسان، قال الحميدي: بطن من العرب". وأشار البخاري إليه في الكبير 1/ 1/140 في ترجمة محمد بن عبد الله وقال: "لم يتابع عليه". وقال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله: "صحح الشافعي حديثه وأعتمده". وانظر نيل الأوطار 5: 105 - 107 وشرح أبي داود. "لية" بكسر اللام وتشديد الياء التحتية: موضع من نواحي الطائف، وفى ح "اليلة" وهو خطأ. السدرة: شجرة النبق. القرن الأسود: أصل القرن الجبل الصغير، فلعله يريد جبلا بعينه. حذوها: حذاءها، الحذو والحذاء: الإزاء والمقابل. "نخب" ضبط في معجم البلدان والقاموس بوزن "كتف"، وهو واد بالطائف، وضبطه الأخفش بفتحتان، وضبط في النهاية بالقلم بفتح النون وسكون الخاء.=

حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الله بن إنسان، قال: وأثنى عليه خيراً، عن أبيه عن عروة بن الزبير عن الزبير قال: أَقْبَلْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ليَّةَ، حتى إذا كنا عند السِّدْرة، وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طرف القَرْن الأسود حَذْوَها، فاستقبلِ نَخِباً ببصره، يعنىٍ وادياً، ووقف، حتى اتَّفَق الناسُ كلهمِ، ثم قال: " إن صَيْدَ وَجّ وعِضاهَه حَرَم مُحَرَّم لله"، وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره ثقيف. 1417 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني يحيى بن

_ = اتفق الناس: يريد اجتمعوا كلهم، وهذا هو الثابت في نسخ المسند وسنن البيهقي، وفى أبي داود "اتقف الناس" أي وقفوا، وهو مطاوع "وقف" يقال "وقفته فوقف واتقف" مثل "وصفته فاتصف" و "وعدته فاتعد". وج، بفتح الواو وتشديد الجيم: هو الطائف، وقيل واد الطائف، العضاه، بكسر العين: كل شجر عظيم له شوك. ولم يَرِد في السنة، فيما نعلم، شيء آخريدل على تحريم وجّ، ولذلك قال الخطابي في المعالم 2252: "ولست أعلم لتحريمه وجّا معنى، إلا أن يكون ذلك على سبيل الحمى لنوع من منافع المسلمين، وقد يحتمل أن يكون ذلك التحريم إنما كان في وقت معلوم وفى مدة محصورة ثم نسخ. ويدل على ذلك قوله "وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره ثقيف" ثم عاد الأمر فيه إلى الإباحة كسائر بلاد الحل، ومعلوم أن عسكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -إذا نزلوا بحضرة الطائف وحصروا أهلها ارتفقوا بما نالته أيديهم من شجر وصيد ومرفق، فدل ذلك على أنها حل مباح. وليس يحضرني في هذا وجه غير ما ذكرته، إلا شيء يروى عن كعب الأحبار، لا يعجبني أن أحكيه، وأُعظم أن أقوله، وهو كلام لا يصح في دين ولا نظر". (1417) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. أوجب طلحة أي عمل عملا أوجب له الجنة، إذ حمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ظهره، وكان على رسول الله درعان، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع. والحديث في سيرة ابن هشام عن ابن إسحق 576 - 577، ورواه ابن سعد مختصراً 3/ 1 /155 ورواه الترمذي مطولاً،3: 28، 4: 332 =

عبَّاد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قالِ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يِوِمئذ: "أوْجَبَ طلحةُ"، حين صنَع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع، يعنى حين بَرَك لهً طلحة فصَعِد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على ظهره. 1418 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا عبد الرحمن، يعني ابن أبي الزناد، عن هشام عن عروة قال: أخبرني أبِى الزبيرُ: أنه لما كان يوم أُحد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى، قال: فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم، فقال: "المرأةَ المرأةَ! " قال الزبير: فتوسَّمْتُ أنها أمي صفيِة، قال: فخرجت أسعَى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلىِ القتلى، قال: فلَدَمتْ في صدري، وكانت امرأةً جَلْدَةً، قالت: إليك لا أَرْض لك، قال: فقلتُ: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَزَم عليك، قال: فوقفتْ، وأخرجت ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئتُ بهماَ لأخي حمزة فقد بلغني مقتلُه، فكفّنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة، فإذا إلى جنبه رجلَ من الأنصار

_ = بإسناد واحد، وقال لى الموضع الأول: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد ابن إسحق"، وقال في الثاني: "حديث حسن صحيح غريب". في ح "يحيى بن عباد ابن عبد الله بن الزبير عن الزبير" فسقط من الإسناد "عن أبيه عن عبد الله بن الزبير" وهو خطأ، صححناه من ك ومن سائر المصادر التى أشرنا إليها. (1418) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن أبي الزناد: سبق أن وثقناه في 446، ونزيد هنا قول ابن معين: "أثبت الناس في هشام بن عروة عبد الرحمن بن أبي الزناد"، وأن الساجي حكى أن أحمد قال: "أحاديثه صحاح" وأن الترمذي قال: "ثقة حافظ". هشام: هو ابن عروة. فلدمت في صدري: أي ضربت ودفعت. جلدة: قوية صبورة. لا أرض لك: في اللسان 8: 383: "ويقال لا أرض لك، كما يقال لا أم لك". والحديث في الزوائد 6: 118 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ضعيف، وقد وثق".

قتيلٌ، قد فُعل به كما فُعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضةً وحياءً أن نكفّن حمزةَ فِىِ ثوبين والأنصاريُّ لا كَفَن له، فقلنا: لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب، فَقَدَرْناهما فكان أحدُهما أكبَر من الآخر فأقرعْنا بينهما، فكفَّنَّا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له. 1419 - حدثنا أبو اليَمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني

_ (1419) إسناده صحيح، ورواه البخاري من طريق معمر وابن جريج وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة، كما في تفسير ابن كثير 2: 502 - 503 ثم قال: "وصورته صورة الإرسال، وهو متصل في المعنى، وقد رواه الإمام أحمد من هذا الوجه فصرح بالإرسال" ثم ذكر هذا الإسناد، وأراد بالإرسال أن الزهري قال: "أخبرني عروة بن الزبير كان يحدث". ثم قال ابن كثير: "هكذا رواه الإمام أحمد، وهو منقطع بين عروة وبين أبيه الزبير، فإنه لم يسمع منه، والذي من أخيه عبد الله"، ثم نقله من تفسير ابن أبي حاتم بإسناده من طريق الليث ويونس عن ابن شهاب: "أن عروة بن الزبير حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير" ثم قال بعد ذكره: "وهكذا رواه النسائي من حديث ابن وهب به، ورواه أحمد والجماعة كلهم من حديث الليث به، وجعله أصحاب الأطراف في مسند عبد الله بن الزبير، وكذا ساقه الإمام أحمد في مسند عبد الله بن الزبير. وسيأتي في 16185، وأقول: إن الحديث حديث الزبير، ولا يبعد أن يكون سمعه منه ابناُه عبد الله وعروة، وأن يكون عروة سمعه أيضاً من أخيه عبد الله، أو ثبته عبد الله فيه، وأما ادعاء أن عروة لم يسمع من أبيه فالأدلة تنقضه، فإنه كان مراهقاً أوبالغاً عند مقتل أبيه، كانت سنه 13 سنة، وفى التهذيب 7: 185: "قال مسلم بن الحجاج في كتاب التمييز: حج عروة مع عثمان، وحفظ عن أبيه فمن دونهما من الصحابة". شراج الحرة: جمع "شرجة" بفتح الشين وسكون الراء، وهي مسيل الماء من الحرة إلى السهل. "أسق" رباعي، يقال "سقاه الله الغيث وأسقاه"، ويقال أيضاً "عمقيته لشفته، وأسقيته لماشيته وأرضه": "أن كان ابن عمتك" بفتح همزة "أن" وهى للتعليل، كأنه قال: حكمت له بالتقديم لأجل أنه ابن عمتك، وقال البيضاوي: يحذف حرف الجر من "أن" كثيراً=

عروة بن الزبير أن الزبير كان يحدّث: أنه خاصم رجلاً من الأنصار قد شهد بدرًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في شرَاج الحرَّة، كانا يستقيان بها كلاهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للزبير: "أسْقِ ثم أَرسلَ إلى جارك"، فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله، أنْ كان ابنَ عَمتك! فتلوَّن وجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال للزبير: "أَسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجَدْرِ"، فاستوعَى النبي - صلى الله عليه وسلم - حينئذ للزبير حقَّه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سَعَةً له وللأنصاري، فلما أحْفظ الأنصاريُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - "استوعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير حقه في صريح الحُكْم، قالِ عروة: فقال الزبير: والله ما أحسب هذه الآيةَ أُنزلت إلا في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} 1420 - حدثنا يزيد بن عبدر به حدثنا بقية بن الوليد حدثني جُبير

_ = تخفيفاً، والتقدير: لأن كان، أو بأن كان. الجدر بفتح الجيم وسكون الدال: هو ما رفع حول المزرعة كالجدار، وقيل هو لغة في الجدار. وانظر الفتح 5: 26 - 30، 227، 8: 191. (1420) إسناده ضعيف، فيه مجاهيل. جبير بن عمرو القرشي: لا يدري مى هو؟ وقال الحافظ في التعجيل 67: "أحسب أن هذا غلط, نشأ عن تصحيف في اسمه وتحريف في أسم أبيه، وإنما هو حبيب بن عمر الأنصاري"، وما جاء بدليل على ما حسبه. أبو سعد الأنصاري: في التعجيل 487: "هو أبو سعيد، يأتي"، ثم قال 489: "أبو سعيد الأنصاري، آخر، ررى عن أبي يحيى مولى آل الزبير، روى عنه جبير بن عمرو الأنصاري (؟) كذا ذكره الحسيني والذي في المسند أبو سعد، بسكون العين، وكذا ذكر ضبطه شيخنا الحافظ العراقي "ثم لم يذكر عنه شيئاً آخر. أبو يحيى مولى آل الزبير: ترجمه الحافظ في التعجيل، فأشَار إلى حديثه الذي بعد هذا، ثم لم يذكر عنه شيئاً. فهؤلاء مجاهيل ثلاثتهم. والحديث في الجامع الصغير 3221 وقال شارحه المناوي: "قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف، وقال تلميذه الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم، وتبعه =

ابن عمرو القرشي حدثني أبو سعد الأنصاري عن أبي يحيى مولى آل الزبير ابن العوام عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله في: "البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، فحيثما أصبتَ خيراً فأقِمْ". 1421 - حدثنا يزيد حدثنا بَقِيّة بن الوليد حدثني جُبير بن عمرو عن أبي سعد الأنصاري عن أبي يحيى مولى آل الزبير بن العوَّام عن الزبير ابن العوّام قال: سمِعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} "وأنا علىَ ذلك من الشَاهَدين ياَربّ". 1422 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحق حدثني

_ = السخاوي وغيره". (1421) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وذكره ابن كثير في التفسير 2: 114 عن السند، ولى يتكلم في إسناده، وهو في الزوائد 6: 325 ونسبه لأحمد وبنحوه للطبراني، وقال: "وفي أسانيدهما مجاهيل". (1422) إسناده صحيح، عبد الله بن عطاء: ثقة، وثقه ابن معين، وضعفه النسائي، وقال الترمذي: "ثقة عند أهل الحديث". أم عبد الله بن عطاء: لم أعرف من هي، ولم يذكرها الحافظ في التعجيل ولا في الإصابة، وهى صحابية، لأنها كانت مع أم عطاء في هذه الحادثة في حجة الوداع، كما هو نص هذا الحديث، فتستدرك عليه فيهما. أم عطاء: قال في التعجيل 563: "سياق حديثها يشعر بأنها صحابية، وقد ذكرها ابن عبد البر فقال: لها صحبة، وكذا ابن منده وأبو نعيم"، وقال في الإصابة 8: 259: "قال أبو عمر: لها صحبة ورواية، قلت: أما الصحبهَ فصحيح، وأما الرواية فقد روت عن مولاها الزبير، روى حديثها أحمد" ثم ذكر هذا الحديث. فهذا الحافظ يستدل على صحبتها بهذا الحديث، ويستدرك على ابن عبد البر بأن روايتها ليست عن رسول الله بل عن الزبير، فما قاله فيها نقوله في أم عبد الله بن عطاء، كانتا معَاً، وسمعتا الزبير معاً، ولعلهما =

عبد الله بن عطاء بن إبراهيم مولى الزبير عن أمه وجدّته أم عطاء قالتا: والله لكأننا ننظر إلى الزبير بن العوام حين أتانا على بغلة له بيضاء، فقال: يا أم عطاء، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نَهى المسلمين أن يأكلوا من لحوم نسكهم فوق ثلاث، قال: فقلت: بأبي أنت، فكيف نصنع بما أُهدي لنا؟ فقال: أما ما أُهديَ لكُنَّ فشأنَكُنَّ به. 1423 - حدثنا عتَّاب بن زياد حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب جُعلت أنا وعمر بن أبي سَلَمة مع النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثة، فلما رجع قلت: يا أبتِ، رأيتك تختلف، قال: وهل رأيتني يا بني؟ قال: قلت: نعم، قال: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يأتي بني قُريظة فيأتيني بخبرهم؟ " فانطلقت، فلما رجعتُ جمع لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه فقال: "فداك أبي وأمي".

_ = حدثتا عبد الله بن عطاء معَاً. والحديث رواه أبن الأثير في أسد الغابة 6: 602 - 603 بإسناده عن المسند وهو في الزوائد 4: 25 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير. وعبد الله بن عطاء وثقه أبو حاتم وضعفه ابن معين، وبقية رجاله ثقات". ولكن في التهذيب أن ابن معين وثقه أيضاً. "أما ما أُهدي لكنَّ فشأنكن به"، لأنه إذ أُهدي لهن كان هدية لا نسكَاً، إنما هو نسك ممن قدمه، كما قال رسول الله في صدقة تُصدق بها على بريرة فأهدت منها له، فقال: "هو لها صدقة، وهو لنا هدية". رواه البخاري وغيره. (1423) إسناده صحيح، عتاب بن زياد الخراساني: ثقة من شيوخ أحمد. عبد الله بن المبارك: إمام ثقة حافظ جامع للعلم، قال ابن حبان: "كان فيه خصال لم تجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الأرض كلها"، وعده ابن مهدي أحد الأئمة الأربعة: الثوري ومالك وحماد بن زيد وابن المبارك والحديث مكرر 1409 بمعناه.

1424 - حدثنا عَتّاب حدثنا عبد الله قال أخبرنا عبد الله بن عُقْبة، وهو عبد الله بن لَهيعة بن عقبة، حدثني يزيد بن أبي حبيب عمن سمع عبد الله بن المغيرةَ بن أبي بردة يقول سمعت سفيان بن وهب الخَوْلاني يقول: لما افتتحنا مصر بغير عهدٍ قام الزبير بن العوام فقال: يا عمرو بن

_ (1424) إسناده ضعيف، للرجل المبهم فيه، عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني: حجازي روى عنه أهل المدينة، وذكره ابن حبان في الثقات. سفيان بن وهب الخولاني: صحابي شهد حجة الوداع وفتح مصر وعاش حتى ولى الإمرة لعبد العزيز بن مروان على الغزو إلى إفريقية سنة 78 فبقي بها إلى أن مات سنة 82. والحديث رواه أبو عبيد في الأموال رقم 149 عن ابن أبي مريم عن ابن لهيعة، ورواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر 88 عن عبد الملك بن مسلمة وعثمان بن صالح عن ابن لهيعة، رواه مرة أخرى 263 عن عبد الملك بن مسلمة وحده، وهو في النجوم الزاهرة 1: 25 - 26 عن المسند بهذا الإسناد، وقال: "تفرد به أحمد، وفى إسناده ضعف من جهة ابن لهيعة، ولكنه عليم بأمور مصر، ومن جهة المبهم الذي لم يسم". ولكن يصحح الحديث أنه رواه ابن عبد الحكم 263 بعد الرواية التى أشرنا إليها عن ابن لهيعة قال: "وحدثني يحيى بن ميمون عن عبيد الله بن المغيرة عن سفيان بن وهب نحوه". وهذا إسناد متصل، ويحيى ابن ميمون الحضرمي المصري القاضي: تابعي ثقة، كما قلنا في 206. وفى فتوح مصر في المواضع التى أشرنا إليها "عبيد الله بن المغيرة" بالتصغير، وأشار مصححه إلى أن في بعض نسخه "عبد الله" بالتكبير، وفى الرواة في التهذيب 7: 49 "عبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني" فإن لم يكن أحدهما محرفاً عن الآخر كان الراجح أنهما أخوان. وإنما أثبتناه هنا "عبد الله" لاتفاق نسخ المسند عليه, وموافقة النجوم الزاهرة لها، ولأن الحافط ترجم في التعجيل لعبد الله، وإن لم يشر في ترجمته إلى هذا الموضع. والحديث أيضاً في الزوائد 6: 2. حبل الحبلة: قال في النهاية: "يريد حتى يغزو منها أولاد الأولاد ويكون عامًا في الناس والدواب، أي يكثر المسلمون فيها بالتوالد". وقال أبو عبيد في الأموال: "أراه أراد أن تكون فيئَاً موقوفَاً للمسلمين ما تناسلوا، يرثه قرن عن قرن، فتكون قوة لهم على عدوهم".

العاص، اقسِمها، فقال عمرو: لا أقسمها، فقال الزبير: والله لَتَقْسمَنَّها كما قَسَم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، قال عمرو: والله لا أقسمها حتى أكِتب إلى أمير المؤمنين، فكتب إلى عمر، فكتب إليه عمر: أنْ أَقِرَّها حتى يَغْزُوَ منها حَبَلُ الحَبَلة. 1425 - حدثنا عَتّاب حدثنا عبد الله حدثنا فُلَيح بن محمد عن المنذر بن الزبير عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى الزبير سهماً، وأمّه سهماً، وفرسه سهمين. 1426 - حدثنا عفان حدثنا مبارك حدثنا الحسن قال: جاء رجل إلى الزبير بن العوام فقال: أقتلُ لك عليَّا؟! قال: لا، وكيف تقتله ومعه

_ (1425) في إسناده نظر، والظاهر أنه منقطع، فليح بن محمد: ترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/ 133 قال: "فليح بن محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام القرشي المدني عن أبيه، مرسل، روى عنه ابن المبارك". وقال الحافظ في التعجيل 335 بعد أن ذكر هذا الحديث، وأن فليحاً روى عن المنذر بن الزبير: "لكن ابن حبان ذكر فليحَاً في الطبقة الرابعة من الثقات، فساق نسبه كما في هذه الترجمة، لكن قال: روى عن أبيه، فلو كان عنده أنه روى عن جده لذكره في الطبقة الثالثة". والحديث في مجمع الزوائد 5: 342 وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". (1426) إسناده صحيح، مبارك بن فضالة: ثقة، وثقه ابن معين مرة وضعفه أخرى، ووثقه هشيم وغيره، وكان عفان يرفعه ويوثقه، وقال أبو زرعة: "يدلس كثيراً، فإذا قال حدثنا فهو ثقة" وهذا هو الإنصاف فيه. والحديث في مجمع الزوائد 1: 96 وقال: "رواه أحمد، وفيه مبارك بن فضالة، وهو ثقة، ولكنه مدلس، ولكنه قال: حدثنا الحسن". وسيأتي الحديث عقب هذا 1427 وسيأتي مرة ثالثة 1433 من رواية أيوب عن الحسن، فلم ينفرد به المبارك. وانظر تاريخ البخاري الكبير 1/ 2/288 قال: "حدثني خالد ابن يوسف بن خالد عن يزيد بن زريع عن الحسن نبئت أن رجلا".

الجنود؟! قال: ألْحَق به فأفتِكُ به، قال: لا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الإيمان قَيْدُ الفَتْكِ، لا يَفْتِكُ مؤمن". 1427 - حِدثنا يزيد بن هرون أنبأنا مبارك بن فَضالة حدثنا الحسن قال: أتى رجل الزبير بن العوام فقال: ألاَ أقتلُ لك عليّا! قال: وكيف تستطيع قتَله ومعه الناس؟! فذكر معناه. 1428 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن جامع بنِ شداد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: قلت لأبي الزبير بن العوّام؟ ما لك لا تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "ما فارقته منذ أسلمت، ولكنى سمعت منه كلمةً، سمعته يقول: "من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار". 1429 - حدثنا وكيع وابن نمُير قالا حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن جده، قال ابن نمير: عن الزبيِر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يأخذ أحدكمِ أحْبَلَه فيأتيَ الجبلَ فيجيء بحُزْمةٍ من حطب على ظهره فيبيعَها فيستغني بثمنها خير له من أن يَسأل الناسَ، أَعْطَوْه أو مَنَعُوه". 1430 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا حرب بن شدّاد عن يحيى بن أبي كثير أن يعيش بن الوليد حدثه أن مولّى لآل النربير حدثه أن الزبير بن العوام حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "دَبَّ إليكم داءُ الأم قبلكم، الحسَد

_ (1427) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1428) إسناده صحيح، وهو مكرر 1413. (1429) إسناده صحيح، وهو مكرر 1407. "أحبله": الأحبل: جمع حبل. (1430) إسناده ضعيف، لانقطاعه، لجهالة مولى آل الزبير، وهو مكرر 1412: عبد الرحمن: هو ابن مهدي. حرب بن شداد اليشكري: ثقة: قال أحمد: "ثبْت في كل المشايخ".

والبغضاءُ، والبغضاءُ هى الحالقة، لا أقول تَحْلق الشَّعَر، ولكن تحلق الدِّين، والذي نفسي بيده، أو والذي نفسُ محمدَ بيده، لا تدخلوا الجنة حتىِ تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تَحَابُّوا، أفلا أنبئكم بما يثَبِّت ذلك لكم! أَفْشُوا السلام بينكم". 1431 - حدثنا أبو عامر حدثنا على بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن يعيشِ بن الوليد أن مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "دبَّ إليكم"، فذكره. 1432 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَبَاح عن مَعْمَر عن يحيى ابن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن مولى لآل الزبير أن الزبير ابن العوام حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "دَبَّ إليكم"، فذكره. 1433 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن الحسن قال: قال رجل للزبير: ألا أقتل لك عليَّا؟! قال: كيف تقتله؟ قال: أَفْتكُ به، قال: لا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان قَيْدُ الفَتْكِ، لا يَفْتِك مؤمن". 1434 - حدثنا ابن نمير حدثنا محمد، يعنى ابن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير في الزبير بن العوام قال: لما نزلت هذه السورة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)} قال الزبير: أيْ رسولَ الله، أيُكَرَّر

_ (1431) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. أبو عامر: هو العقدي عبد الملك بن عمرو. (1432) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. رباح: هو ابن زيد الصنعاني، وهو ثقة، قال أحمد: "كان خياراً، ما أرى أنه كان في زمانه خير منه، قد انقطع عن الناس"، وقال أبو حاتم: "جليل ثقة"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 288. (1433) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. أيوب: هو السختياني. والحديث مكرر 1426، 1427، وهو يدل على أن المبارك بن فضالة لم ينفرد بروايته. (1434) إسناده صحيح، وهو في تفسير ابن كثير 7: 241 - 242 عن المسند، وقال: "رواه الترمذي من حديث محمد بن عمرو به، وقال: حسن صحيح".

علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواصِّ الذنوب؟ قال: "نعم، ليُكَرَّرَنَّ عليكم، حتى يؤدَّى إلى كل ذي حقٍّ حَقه"، فقال الزبير: والله إن الأمر لشديد. 1435 - حدثنا سفيان قال عمرو: وسمعت عكْرمة {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ} وقُرئ على سفيان: عن الزبير {نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} قال: بنَخْلَةَ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العشاء الآخرة، {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] قال سفيان: اللِّبَدُ: بعضُهم على بعضٍ، كاللبد بعضُه على بعضٍ. 1436 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا مسلم بن جُنْدَب حدثني من سمع الزبير بن العوام يقول: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة ثم نبادر فما نجد من الظلّ إلا موضع أقدامنا، أو قال: فما نجد من الظل موضع أقدامنا. 1437 - حدثنا كَثير بن هشام حدثنا هشام عن أبي الزبير عن

_ (1435) إسناده معقد، ثم هو منقطع فيما أرى. وتفسيره أن سفيان بن عيينة حدث به عن عمرو بن دينار عن عكرمة مولى ابن عباس، وأنه قرئ أيضاً على سفيان عن عمرو عن عكرمة، فزاد فيما قرئ عليه "عن الزبير" يعنى عن عكرمة عن الزبير، وزاد أيضا فيما قرئ عليه بقية الآية، وقد أُشكل هذا الإسناد على الحافظ الهيثمي- فيما أظن- فجعل الحديث "عن عكرمة وغيره" في الزوائد 7: 129، ولعله أشكل أيضاً على ابن كثير والسيوطي فأشاروا إليه إشارة، ولم يذكراه، ولم ينسباه للمسند. انظر ابن كثير 9: 19 - 20، 7: 474 والدر المنثور 6: 275، 6: 44 وأما انقطاعه، فإني أرجح أن عكرمة لم يسمع من الزبير، لأن مولاه إنما أهداه لابن عباس حين ولى البصرة من قِبل علي بن أبي طالب سنة 36، كما قلنا في 723، وذلك بعد وقعة الجمل ومقتل الزبير يقيناً. وفى الزوائد: " رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح" ففاته أيضاً أن يذكر علته. وانظر 2271، 2431. (1436) إسناده ضيعف، لانقطاعه، وهو مكرر 1141 وقد سبقت الإشارة إليه هناك. (1437) إسناده صحيح، كثير بن هشام: هو الكلابي الرقي، وهو ثقة صدوق من خيار =

عبد الله بن سَلمة أو مَسْلمة، قال كثير: وحفظي سَلِمة، عن على أو عن الزبير قال: كاَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبنا فيذكرنا بأيام الله، حتى نعرف ذلكِ في وجهه، وكأنه نذير قوم يُصَبَّحُهُمُ الأمرُ غُدْوَة، وكان إذا كان حديث عهدٍ بجبريل لم يتبسم ضاحكًا حتى يرتفع عنه. 1438 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا جرير قال سمعت الحسن قال: قال الزبير بن العوام: نزلت هذه الآية ونحن متوافرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} فجعلنا نقول: ما هذه الفتنة؟! ومَا نشعرأنهَا تَقَعُ حيث وقعَتْ. آخر حديث الزبير بن العوام رضي الله /تعالى عنه

_ = المسلمين. شيخه هشام: هو الدستوائي. عبد الله بن سلمة: هو المرادي الكوفي، سبق في 627، وشكُّ كثير بن هشام بين "سلمة" و"مسلمة" لا يؤثر، وكذلك الشك في أن الحديث عن علي أو عن الزبير لا أثر له في صحته. وهو في مجمع الزوائد 2: 188 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، وأبو يعلى عن الزبير وحده، ورجاله رجال الصحيح". (1438) إسناده صحيح، وهو مختصر 1414. وقد أشار إليه الهيثمي في مجمع الزوائد، كما سبق، وأشار إليه ابن كثير في التفسير 4: 39 قال بعد ذاك الحديث: "وقد روى النسائي من حديث جرير بن حازم عن الحسن عن الزبير نحو هذا".

مسند أبي إسحق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

{مسند أبي إسحق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (1)} 1439 - حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا ابن أبي نجيح قال سألت طَاوُساً عن رجل رمَى الجمرة بستَّ حَصَياتٍ؟ فقال: ليُطعَمْ قبضةً من طعام، قال: فلقيت مجاهداً فسألتهَ، َ وذكرت له قولَ طاوس، فقال: رحم اللهُ أبا عبد الرحمن، أمَا بلغه قول سعد بن مالك؟ قال: رمينِا الجمار، أو الجمرة، في حجتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جلسنا نتذاكر، فمنَّا من قال رميتُ بستٍّ، ومنّا من قال رميتُ بسبع، ومنّا من قال رميتُ بثمانٍ، ومنّا من قال رميت بتسع، فلم يَرَوْا بذلك بأساً. 1440 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا أيوب عن عمرو بن

_ (1) هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك، بن وُهَيب بن عبد مَناف بن زهرة أبن كِلاب بن مرة. وأمه حَمْنَة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصَي. أسلم قديمًا، وهاجر قبل رسول الله، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وشهد بدراً والمشاهد كلها. وهو أحد العشرة المبشرة، وأحد الستة أصحاب الشورى. وكان مجاب الدعوة مشهوراً، بذلك، وهو صاحب القادسية، الذي فتحها الله على يديه وفتح العراق وبنى الكوفة. وكان آخر المهاجرين وفاة، ومات سنة 55 على الراجح. وقيل غير ذلك. (1439) إسناده صحيح، عفان: هو ابن مسلم بن عبد الله الصفار، ثقة ثبت صاحب سنة. عبد الوارث: هو ابن سعيد. والحديث رواه النسائي 2: 51 مختصراً من طريق سفيان ابن عيينة عن ابن أبي نجيح. (1440) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من إبهام الثلاثة من ولد سعد، ومن الإرسال، فإنهم حكوا القصة هنا، لم يذكروا أنها عن أبيهم. وقد رواه مسلم في صحيحه 2: 9 من طريقين عن أيوب السختياني، إحداهما كما هنا، وفى الأخرى "عن ثلاثة من ولد سعد كلهم يحدثه عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على سعد يعوده " إلخ. قال النووي في شرحه =

سعيد عن حمُيد بن عبد الرحمن الحِمْيَري عن ثلاثة من ولد سعد عن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه يعوده وهو مريض وهو بمكة، فقال: يا رسولِ الله، قد خشيت أن أموت بالأرض التى هاجرتُ منها كما مات سعد ابن خوْلة، فادع الله أن يشفيني، قال: "اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً"، فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن لى مالاً كثيراً، وليس لى وارث إلا ابنة، أَفأوصي بمالى كله؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بثلثيه؟ قال: "لا"، قال: أَفأُوصي بنصفه؟ قال: "لا"، قال: أفأُوصي بالثلث؟، قال: "الثلثُ، والثلثُ كثير، إنَّ نفقتَك من مالك لك صدقة، وإن نفقتك علِى عيالك لك صدقة، وإن نفقتك علىِ أهلك لك صدقة، ِ وإنك أَنْ تَدَع أهلك بعيشٍ، أو قال بخيرٍ، خيرٌ من أن تَدَعهم يتكفّفون الناس". 1441 - حدثناَ أبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد حدثنا بُكير

_ = 11: 81: "فهذه الرواية مرسلة، والأولى متصلة، لأن أولاد سعد تابعيون، وإنما ذكرْ مسلم هذه الروايات المختلفة في وصله وإرساله ليبين اختلاف الراوة في ذلك. ولا يقدح هذا الخلاف في صحة هذه الرواية، ولا في صحة أصل الحديث، لأن أصل الحديث ثابت من طريق من غير جهة حميد من أولاد سعد، وثبت وصله عنهم في بعض الطرق التى ذكرها مسلم، وقد قدمنا في أول هذا الشرح أن الحديث إذا روي متصلا ومرسلا فالصحيح الذي عليه المحققون أنه محكوم باتصاله، لأنها زيادة ثقة". وقد ورد الحديث صحيحَاً من رواية عامر بن سعد، ومصعب بن سعد، وعائشة بنت سعد، كلهم عن أبيهم سعد، وورد عن غيرهم عنه أيضاً، وسيأتي مرارًا مطولا ومختصراً، منها 1474، 1479، 1480، 1482، 1488، 1501. ورواه أيضاً بقية الجماعة من طرق، كما في ذخائر المواريث 2087. وأنظر طبقات ابن سعد 3/ 1/ 102 - 104. عمرو ابن سعيد القرشي، ويقال الثقفي، البصري، ثقة مشهور. حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري: تابعي ثقة فقيه، قال ابن سيرين: "هو أفقه أهل البصرة". (1441) إسناده صحيح، أبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد: بصري ثقة من شيوخ أحمد، =

ابن مسْمار عن عامر بن سعد: أن أخاه عُمر انطلق إلى سعد في غنم له خارجَاً من المدينة فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب! فلما أتاه قال: يا أبت، أرضيتَ أن تكونَ أعرابياً في غنمك والناس يتنازعون في المُلك بالمدينة؟! فضرب سعد صدر عُمر، وقال: اسكتْ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله عز وجل يحب العبد التقيّ الغنيّ الخفيّ". 1442 - حدثنا أبو عامر حدثنا فُليح عبد الله بن عبد الرحمن،

_ = وكنيته في التهذيب "أبو يحيى" وهو خطأ من النسخ أو الطبع، وذُكر في التقريب على الصواب. بكير بن مسمار مولى سعد بن أبي وقاص: ثقة، وثقه العجلي، وقال البخاري في الكبير 1/ 2 /115: "فيه بعض النظر". وأخرج له مسلم. والحديث رواه مسلم 2: 385 عن إسحق بن إبراهيم وعباس بن عبد العظيم عن أبي بكر الحنفي. وقد صدق سعد في فراسته في ابنه عمر، إذ استعاذ بالله من شره، لعله كان يعرف عنه التطلع إلى الفتن السياسية، والطمع في الإمارة، فكان أن ابتلي عمر هذا بالدخول في أكبر فتنة، فاستعمله عبيد الله بن زياد على الري وهمدان، ثم أمره حين قدم الحسين بن علي إلى العراق أن يخرج إليه فيقاتله، فأبى، ثم أطاع إذ هدده ابن زياد بعزله وهدم داره، فكان على رأس الجيش الذي قتل الحسين رضى الله عنه، ثم انتقم الله له، لما غلب المختار بن أبي عبيد على الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصَاً. انظر التهذيب 7: 450 - 452 وابن سعد 5: 125. (1442) إسناده صحيح، أبو عامر: هو العقدي. فليح: هو ابن سليمان بن أبي المغيرة المدني، و"فليح" لقب غلب عليه, واسمه "عبد الملك"، وهو ثقة تكلموا فيه كثيرًا، فضعفه ابن معين وغيره، والظاهر أن سبب هذا أنه كان يتكلم في رجال مالك، وقال ابن عدي؟ "لفليح أحاديث صالحة، يروي عن الشيوخ من أهل المدينة أحاديث مستقيمة وغرائب، وقد أعتمده البخاري في صحيحه، وروى عنه الكثير، وهو عندي لا بأس به"، وقال الحاكم: "اتفاق الشيخين عليه يقوي أمره"، وقد ترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/ 133 والصغير193 فلم يذكر فيه جرحاً. ومع هذا فإنه لم ينفرد برواية هذا =

يعنى ابن مَعْمَر، قال: حدَّث عامرُ بن سعد عمرَ بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة أن سعداً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابَتَى المدينة على الريق لم يضرَّه يومَه ذلك شىءٌ حتى ُيمْسِي"، قال فليح: وأظنه قال: "وإن أكلها حين يمسي لم يضرّه شيء حتى يصبح"، فقال عمر: انظرْ يا عامر ما تحدّثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقال: أشهد ما كذبتُ على سعد، وما كذَب سعد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1443 - حدثنا أبو عامر حدثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد: أن سعداً ركب إلى قصره بالعقيق، فوجد غلاماً يخيط شجراً أو يقطعه، فسَلَبه، فلما رجع سعد جاءه أهل الغلام فكلموه أن يردَّ ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أردَّ شيئأ نَفَّلَنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبَى أن يردّ عليهم. 1444 - حدثنا رَوْح، أملاه علينا ببغداد، حدثنا محمد بن أبي

_ = الحديث، كما سيأتي. عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة، بضم الطاء: كان قاضي المدينة في زمن عمر بن عبد العزيز، وهو ثقة كثير الحديث. والحديث رواه مسلم 2: 143 من طريق سليمان بن بلال عن عبد الله بن عبد الرحمن، ورواه أيضاً من طرق عن هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد، وكذلك رواه البخاري 9: 493، 10: 203 وأبو داود 4: 8 من طريق هاشم بن هاشم. (1443) إسناده صحيح، عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المدني: ثقة، وثقه أحمد وغيره. إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: تابعي ثقة حجة. والحديث رواه مسلم 1: 386 عن إسحق بن إبراهيم وعبد بن حميد عن أبي عامر العقدي. ورواه أبو داود أيضاً، كما في ذخائر المواريث 2122. وانظر رقم 1460. (1444) إسناده ضعيف، محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي: لقبه "حماد" وهو ضعيف، ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وقال أحمد:=

حميد عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سعادة ابن آدم استخارتُه الله، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شَقْوة ابن آدم تركُه استخارةَ الله، ومن شِقْوة ابن آدم سخطه بما قَضى الله عز وَجل". 1445 - حدثنا رَوْح حدثنا محمد بن أبي حميد حدثنا إسماعيل ابن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شَقْوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن أدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالحِ، َ والمركَب الصالح، ومن شَقْوة ابن آدم المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء". -1446 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عبد الله بن لَهِيعة

_ = "أحاديثه مناكير"، وقال البخاري في الكبير 1/ 1/ 70: " منكر الحديث" وكذلك قال في الصغير والضعفاء. محمد بن سعد بن أبي وقاص: تابعي ثقة، خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج. روح: هو ابن عبادة. والحديث رواه الترمذي 3: 203 عن محمد بن بشار عن أبي عامر العقدي عن محمد بن أبي حميد، وقال: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ويقال له أيضاً حماد بن أبي حميد, وهو أبو إبراهيم المديني، وليس بالقوي عند أهل الحديث". (1445) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وقال في المجمع 4/ 272 وعزاه لأحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. وإسناد أحمد ضعيف كما ترى. ثم محمد بن أبي حميد ليس من رجال الصحيح. (1446) إسناده صحيح، بكير بن عبد الله بن الأشج: ثقة ثبت مأمون، كان من صلحاء الناس وعلمائهم. عبد الرحمن بن حسين: ترجم له البخاري في الكبير 1/ 2/ 378 باسم: "حسين بن عبد الرحمن الأشجعى، وقال بعضهم: عبد الرحمن بن حسين، عن سعد، وكذلك ترجم في التهذيب باسم "حسين بن عبد الرحمن "، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو تابعي، فقد صرح هذا بالسماع من سعد بن أبي وقاص، والحديث رواه الترمذي 3: 220 من طريق الليث عن عياش بن عباس القتباني، وهو ثقة، عن =

حدثنا بُكير بن عبد الله بن الأشَجّ أنه / سمع عبد الرحمن بن حسين يحدث أنه سمع سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ستكون فتنةٌ، القاعدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشى، ويكون الماشى فيها خيراً من الساعي"، قال: وأُراه قال: "والمضطجع فيها خير من القاعد". 1447 - حدثنا أبو سعيد حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن ابن أخ لسعد عن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبني ناجَية: "أنا منهم وهم منَّي". 1448 - حدثنا محمد بن جعفر، وذكر الحديث بقصةٍ فيه،

_ = بكير ابن الأشج عن بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص، وقال: "حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن ليث بن سعد وزاد في الإسناد رجلا وقد روي هذا الحديث عن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير هذا الوجه". وزيادة الرجل التي يشير إليها الترمذي هى ما في رواية أبي داود 4: 161 من طريق المفضل عن عياش عن بكير عن بسر بن سعيد عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي أنه سمع سعد بن أبي وقاص". وبسر بن سعيد: تابعي ثقة، ثبت سماعه من سعد، وكان يجالسه، كما في التاريخ الكبير 1/ 2/ 123 - 124. فالظاهر عندي أن الإسنادين صحيحان، وأن عبد الرحمن ابن حسين وبسر بن سعيد سمعاه من سعد، وسمعه منهما بكير بن الأشج، ويحتمل أن يكون في رواية أبي داود شيء من الوهم، ويكون صوابها "عن بكير عن بسر بن سعيد وحسين بن عبد الرحمن". فائدة: في التهذيب 2: 343 في ترجمة الحسين بن عبد الرحمن: "وعنه سويد بن سعيد" وهو خطأ، فإنه يشير إلى رواية أبي داود، وصحته "بسر بن سعيد"، والظاهر أنه خطأ من الناسخ أو الطابع. (1447) إسناده ضعيف، لجهالة ابن أخي سعد الذي روى عنه سماك ابن حرب. ورواية الليث ستأتي 1609. (1448) إسناده ضعيف، للسبب السابق في الحديث قبله، ولإرساله أيضاً بعدم ذكر سعد بن أبي وقاص فيه، وهو مكرر الذي قبله. وقول أحمد "حدثنا محمد بن جعفر، وذكر الحديث" إلخ يريد أن محمد بن جعفر حدثه به بمثل الإسناد السابق إلى ابن أخي=

فقال: ابن أخي سعد بن مالك، قد ذكروا بني ناجية عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هم حيٌّ مني"، ولم يُذكر فيه سعد. 1449 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أن ما يُقِلُّ ظُفُرٌ مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا ِسُوَاره لطَمَسَ ضوُءه ضوءَ الشمس، كماتطمس الشمسُ ضوءَ النجوم". 1450 - حدثنا أبو سلَمة الخُزَاعي أخبرنا عبد الله بن جعفر عن

_ = سعد، مرسلاً، لم يذكر فيه سعداً. والحديث في مجمع الزوائد 10: 50 وقال: "رواه أحمد متصلا ومرسلا باختصار، عن ابن المسند (؟) عن ابن أخ لسعد، ولم يسمه، وبقية رجالهما رجال الصحيح". وكلمة "عن ابن المسند" هكذا هي ثابتة في المجمع، وهى خطأ لا معنى لها وأرجح أنها سهو من الطابع. (1449) إسناده صحيح، داود بن عامر بن سعد: ثقة، وثقه مسلم والعجلي، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 212 فلم يذكر فيه جرحَاً. أبوه عامر بن سعيد بن أبي وقاص: تابعي ثقة كثير الحديث. والحديث رواه الترمذي 3: 328 من طريق ابن المبارك عن أبن لهيعة، وقال: "حديث غريب، لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة، وقد روى يحيى بن أيوب هذا الحديث عن يريد بن أبي حبيب، وقال: عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". يريد الترمذي أن يعلل الحديث بأن رواية يحيى بن أيوب فيها أنه عمر بن سعد بدل عامر بن سعد، وأنه مرسل. وما هذه بعلة فيما أرى، فإن الأقرب أن يكون الحديث عن داود بن عامر عن أبيه عن جده موصولا، وعن عمه مرسلا، فرواه على الوجهين، والوصل زيادة من ثقة فتقبل، والمرسل لا يعلل به الموصول. خوافق السموات: يريد النجوم حين تخفق، أي تتولى للمغيب. وسيأتي 1467. (1450) إسناده صحيح، اُبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة البغدادي الحافظ. والحديث =

إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن سعد قال: الْحَدُوا لي لَحْداً وانصبوا علىّ اللَبِنَ نَصْباً، كما صُنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1451 - حدثنا ابن مهدي حدثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل ابن محمد عن أبيه عن سعد، فذكر مثله، ووافقه أبو سعيد على عامر بن سعد كما قال الخزاعي. 1452 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر أخبرني موسى بن عُقْبة عن أبي النَّضْر مولى عُمر بن عُبيد الله

_ رواه مسلم 1: 264 عن يحيي بن يحيى عن عبد الله بن جعفر، ورواه أيضاً النسائي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2121. وانظر 1459 و1617. (1451) إسناده صحيح، بل هو في الحقيقة إسنادان، رواه أحمد عن ابن مهدي، وفى روايته أن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص يرويه عن أبيه محمد عن جده سعد، ثم أشار إلى أن أبا سعيد مولى بني هاشم رواه أيضاً فوافق أبا سلمة الخزاعي في أن إسماعيل ابن محمد يرويه عن عمه عامر بن سعد، كما في الحديث الماضي- والروايتان كلتاهما صحيحتان، عن محمد بن سعد وعن عامر بن سعد. وستأتي رواية ابن مهدي وحدها 1489. (1452) إسناده صحيح، وهو مختصر من قصة عبد الله بن عمر معه حين أخبره بذلك وأن عبد الله سأل أباه عن ذلك فأقره، كما مضى 87، 88، 237 وكما سيأتي من حديث ابن عباس 3462. والحديث رواه البخاري 1: 264 - 265 من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمر عن سعد مطولا، كالرواية الماضية 88، ثم قال: " وقال موسى بن عقبة: أخبرني أبو النضر أن أبا سلمة أخبره أن سعدم حدثه، فقال عمر لعبد الله، نحوه" فهذا التعليق هو هذا الإسناد الذي هنا، وأفاد أن أبا سلمة سمع الحديث من سعد كما سمعه من عبد الله بن عمر. ويظهر أن الحافظ ابن حجر لم يطلع على هذا الإسناد في المسند، فلذلك وصل الإسناد المعلق في البخاري من مستخرج الإسماعيلي.

ابن مَعْمَر عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في المسح على الخفين: "لا بأس بذلك". 1453 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثني مالك، يعنى ابن أنس, عن سالم أبي النضر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت أبي يقول: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحيٍّ من الناس يمشى إنه في الجنة إلا لعبد الله بن سلاَم. 1454 - حدثنا هُشَيم أنبأنا خالد عن أبي عثمان قال: لما ادُّعِي زيادٌ لقيتُ أبا بَكرة، قال: فقلت: ما هذا الذي صنعتم؟! إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أذني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "من ادَّعى أباً في الإسلام غيرَ أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام! " فقال أَبو بَكْرة: وأَنا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (1453) إسناده صحيح، وليس في الموطأ. ورواه أيضاً الشيخان، كما في ذخائر المواريث 2130. سلام: بتخفيف اللام. وعبد الله بن سلام بن الحرث الإ سرائيلي: صحابي، سيأتي مسنده 5: 450 - 453 ح. وهذه الرواية أشار إليها الحافظ في الفتح 7: 97 مرتين فنسبها للدارقطني فقط، فكأنه لم يرها في المسند. وانظر 1458. (1454) إسناده صحيح، هشيم: هو ابن بشير، وأثبتنا ما في هـ، وفى ح ك "هشام " وهو خطأ، فليس من شيوخ أحمد الذين يسمون هشاماً من روى عن خالد الحذاء. خالد: هو ابن مهران الحذاء، وهو ثقة كثير الحديث. أبو عثمان: هو النهدي. والحديث رواه مسلم 1: 33 عن عمرو الناقد عن هشيم بن بشير عن خالد الحذاء. انظر شرح النووي 2: 51 - 53، ورواه البخاري أيضاً، كما في ذخائر المواريث 2075. أبو بكرة: هو الصحابي المعروف، واسمه نفيع بن الحرث بن كلدة، وهو أخو زياد بن أبيه لأمه، أمهما سمية أمة الحرث بن كلدة.

1455 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن وهُيب عن أبي واقد الليثي عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تقطعَ اليدُ في ثمن المجَنّ". 1456 - حدثنا رَوْح حدثنا محمد بن أبي حمُيد المدني حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أناديَ أيام منًى: "إنها أيام أكل وشرب، فلا صوم فيها"، يعنى أيام التشريق. 1457 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا الفضيل بن سليمان

_ (1455) إسناده ضعيف، أبو واقد الليثي: هو الصغير، واسمه "صالح بن محمد بن زائدة"، وهو مدني ضعيف الحديث، ضعفه ابن معين وابن المديني، قال البخاري في الصغير 175: "تركه سليمان بن حرب، منكر الحديث"، وكذلك قال في الضعفاء 18، وسبق الكلام عليه أيضاً 144. المجن، بكسر الميم وفتح الجيم وتشديد النون: هو الترس، لأنه يوارى حامله ويستره. (1456) إسناده ضعيف، لضعف محمد بن أبي حميد. وانظر 992 والحديث في مجمع الزوائد 3: 202 بهذه الرواية والرواية الآتية 1500. ونسبهما للمسند ثم قال: "ورواه البزار، ورجال الجميع رجال الصحيح". وليس بيدي كتاب البزار حتى أعرف إسناده، أما الإسنادان اللذان في المسند هنا فليس رجالهما رجال الصحيح، بل فيهما محمد بن أبي حميد المدني، وهو ضعيف، ثم لم يخرج له واحد من صاحبي الصحيحين. وقد نقل الشوكاني كلام صاحب الزوائد 4: 352 ولم يتعقبه، فكأنه قلده. (1457) إسناده صحيح، أبو إسحق بن سالم: هو إبراهيم بن سالم بن أبي أمية التيمي، المعروف ببردان، بفتح الباء والراء، وهو ثقة، وانظر التعجيل 462 - 463 والتهذيب 1: 120 - 121 والتاريخ الكبير 1/ 1/ 291 - 292. والحديث روى مسلم 1: 385 - 386 بعضه بمعناه من حديث عثمان بن حكيم الأنصاري عن عامر بن سعد، وسيأتي حديث عثمان بن حكيم 1573. وانظر 959، 1297.

حدثنا محمد بن أبي يحيى عن أبي إسحق بن سالم عن عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: ما بين لاَبتَي المدينة حرامٌ، قد حرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرَّم إبراهيم مكة، اللهم اجعل البركة فيها بركتين، وبارك لهم في صاعهم ومُدّهم. 1458 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا عاصم بن بَهْدَلة عن مُصْعَب بن سعد عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بقصعة فأكل منها، ففضَلَتْ فضلةٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجيء رجل من هذا الفجّ من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة"، قال سعد: وكنت تركتُ أخي عُمَيرًا يتوضأ، قال: فقلت: هو عمير، قال: فجاء عبد الله بن سلاَم فأكلها. ْ1459 - حدثنا عفان/حدثنا وُهيب حَدثنا موسى بن عُقْبة قال: سمعت أبا النضْر يحدث عن أبي سَلَمة عن سعد بن أبي وقاص حديثًا رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوضوء على الخفين: أنه إلا بأس به". 1460 - حدثنا عفان حدثنا جَرِير بن حازم حدثني يعلى بن

_ (1458) إسناده صحيح، عاصم بن بهدلة: هو عاصم بن أبي النجود، بفتح النون، وهو ثقة. وهو أحد القراء السبعة المعروفين. وهذا الحديث أشار إليه الحافظ في الفتح 7: 97 ونسبه لابن حبان فقط، وهو في مجمع الزوائد 9: 326 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار. وفيه عاصم بن بهدلة، وفيه خلاف، وبقية رجالهم رجال الصحيح". ورواه الحاكم في المستدرك 3: 416 من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة، وصححه هو والذهبي، ونسبه الحافظ في الإصابة 5: 36 لمسند عبد بن حميد. عمير بن أبي وقاص أخو سعد: أسلم قديماً وشهد بدراً واستشهد بها، رضي الله عنه. وانظر 1453. (1459) إسناده صحيح، هو مكرر 1452. (1460) إسناده صحيح، سليمان بن أبي عبد الله، قال أبو حاتم: "ليس بالمشهور، فيعتبر بحديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري وأبو حاتم: "أدرك المهاجرين والأنصار". وقال =

حكَيم عن سليمان بن أبي عبد الله قال: رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلاً يصيد في حرم المدينة الذي حرَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلبه ثيابه، فجاء مواليه، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرَّم هذا الحرم وقال: "من رأيتموه يصيد فيه شيئاً فله سَلَبُه"، فلا أردُّ عليكم طُعْمَةً أطعمنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن إن شئتم أعطيتكم ثمنه، وقال عفان مرةً: إن شئتم أن أعطيَكم ثمنه أعطيتُكم. 1461 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني محمد ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحُصين أنه حدث عن سعد بن أبي وقاص: أنه كان يصلي العشاء الآخرة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يوتر بواحدة لا يزيد عليها، قال: فيقال له: أتوتر بواحدة لا تزيد عليها يا أبا إسحق؟ فيقول: نعم، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الذي لا ينام حتى يوتر حازم". 1462 - حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا يونس بن أبي إسحق

_ = الذهبي: "تابعي وثق". والحديث رواه أبو داود 2: 168 عن أبي سلمة عن جرير بن حازم. وانظر 1443. (1461) إسناده صحيح، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي: ثقة، ترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 156 - 157 ونقل عن ابن إسحق أنه قال: "كان صواماً قوامَا"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو في التعجيل 368 باسم "محمد بن عبد الله ابن الحصين" أسقط اسم أبيه، وفيه أيضاً أنه يروي عن "عوف بن ... " وترك بياضاً، يُتمَّم من تاريخ البخاري "عوف بن الحرث". والحديث في الزوائد 2: 244 وقال: "رجاله ثقات"، وللحديث شاهدان من حديث أبي قتادة وابن عمر، راوهما الحاكم 1: 301 وصححهما هو والذهبي. (1462) إسناده صحيح، إسماعيل بن عمر الواسطي أبو المنذر: ثقة، وثقه ابن المديني والخطيب، قال أحمد: "كان عابدَاً"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 370. يونس بن أبي =

الهَمْداني حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد حدثني والدي محمد عن أبيه سعد قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد، فسلمت عليه، فملأ عينيه منَّي ثم لم يردَّ عليَّ السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقلت: يا أمير المؤمنين، هل حدث في الإسلام شيء؟ مرتين، قال: لا، وما ذاك؟ قال: قلت: لا، إلا أني مررت بعثمان آنفاً في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منِّي ثم لم يردَّ عليَّ السلام، قال: فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه، فقال: ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال عثمان: ما فعلتُ، قال سعد: قلت: بلى، قال: حتى حلَفَ وحلفتُ، قال: ثم إن عثمان ذَكر فقال: بلى، وأستغفر الله وأتوب إليه، إنك مررت بي آنفاً وأنا أحدّثُ نفسي بكلمةٍ سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا والله ما ذكرتهُا قط إلا تَغَشَّى بصري وقلبى غِشاوةٌ، قال: قال سعد: فأنا أنبئك بها، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر لنا أولَ دعوةٍ:، ثم جاء أعرابي فشغَله حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاتّبعتُه، فلما أشفقتُ أن يسبقني إلى منزله ضربتُ بقدمي الأرض، فالتفت إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من هذا؟ أبو إسحق؟ " قالِ: قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فَمَه؟ " قال: قلت: لا والله إلاَّ أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فشغَلك، قال: "نعم، دعوةُ ذي النّون إذ هو في بطن الحوت: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فإنه لم يَدْعُ بها مسلم ربَّه في شيء قط إلاَّ استجاب له".

_ = إسحق السبيعي الهمداني: ثقة معروف، ترجمه البخاري 4/ 2/ 408. إبراهيم بن محمد ابن سعد بن أبي وقاص: وثقه النسائي، وترجمه البخاري 1/ 1/ 319ولم يَذكر في واحد من هؤلاء جرحاً. والحديث في تفسير ابن كثير5: 525 - 526 عن المسند، وقال: " ورواه الترمذي والنسائي في اليوم والليلة".

1463 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا سليمان بن بلال حدثنا الجُعَيْد بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها: أن عليّا خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى جاء ثَنِيَّةَ الوداع، وعلىّ يبكي يقول: تُخَلفُني مع الْخَوالف؟ فقال: "أوَما ترضى أن تكون منِّى بمنزلة هرون من موسى إلاّ النبوَّة! ". 1464 - حدثنا عصام بن خالد حدثني أبو بكر، يعني ابن أبي

_ (1463) إسناده صحيح، سليمان بن بلال المدني: ثقة كثير الحديث. الجعيد بن عبد الرحمن بن أوس المديني: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 239، ويقال في اسمه "الجعد" بالتكبير وسيأتي 1474 باسم "الجعد بن أوس". عائشة بنت سعد بن أبي وقاص: تابعية مدنية ثقة، لم يرو مالك عن امرأة غيرها. والحديث رواه البخاري 7: 60 مختصراً من حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه، ورواه مسلم 2: 226 - 227 والترمذي 4: 321 - 330، 331 مختصرًا ومطولا من حديث عامر بن سعد عن أبيه ومن حديث سعيد بن المسيب عن سعد. وستأتي رواية ابن المسيب 1490. وانظر 1505، 1509، 1532، 1547. (1464) إسناده ضعيف، عصام بن خالد الحضرمي الحمصي تابعي: ثقة من شيوخ أحمد والبخاري. أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم: ضعيف، كما مضى 113، قال أحمد: "ليس بشىء". راشد بن سعد المقرإي الحميري الحمصي: تابعي ثقة، قال المفضل الغلابي: "مِن أثبت أهل الشأم"، وفى المراسيل لابن أبي حاتم 22: قال أبو زرعة: راشد ابن سعد عن سعد بن أبي وقاص: مرسل" وليس هذا بعمدة، فإن راشدَاً قديم، شهد صفين وذهبت فيها عينه، كما في الكبير للبخاري 2/ 1/ 266 - 267. وصفين كانت سنة 37 وسعد مات سنة 55. "المقرإي" بضم اليم وفتحها، نسبة إلى "مقرأ" بلد باليمن قريب من صنعاء، وفى ح "عن راشد بن سعد بن أبي وقاص عن سعد" وهو خطأ صححناه من ك هـ، وما أبعد ما بين الحميري وبين سعد بن أبي وقاص القرشي! والحديث رواه أبو داود 4: 221 من طريق صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن سعد بن أبي وقاص، وهو منقطع أيضاً، فإن شريح بن عبيد لم يدرك سعداً. وفي تأويل =

مريم، عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "لا تَعْجزُ أُمتي عند ربي أن يؤخرها نصفَ يوم"، وسألت راشداً: هل بلغك ماذا النصَفُ يوم؟ قال: خَمسمائة سنة. 1465 - حدثنا أبو اليمان حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إني لأرجو أن لا يعْجز أُمِتى عند ربي أن يؤخرهم نصف يوم". فقيل لسعد: وكم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة. 1466 - حدثنا أبو اليمان حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص/ قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمَا إنها كائنة ولم يأَت تأوَيلها بعد". 1467 - حدثنا على بن إسحق أنبأنا عبد الله أنبأنا ابن لَهِيعة عن يزيد ابن أبي حبيب عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أن ما يُقلّ ظُفُرٌ مما في الجنة بدا لتزخرفتْ له خوافقُ السموات والأرض، ولو أن رجَلاً من أهل الجنة اطّلع فبدت أَساوره لطَمَس ضوءُه ضوءَ الشمس، كما تطمس الشمسُ ضوءَ النجوم".

_ = هذا الحديث- على ضعفه- كلام طويل، انظر بعضه في شرح المناوي للجامع الصغير 2632، وفى عون المعبود. (1465) إسناده ضعيف، كالذي قبله سواء، وهو في معناه. (1466) إسناده ضعيف، كضعف اللذين قبله. ورواه الترمذي 4: 103 - 104 من طريق أبي بكر بن أبي مريم، وقال: "حديث حسن غريب" ولكن ذكره ابن كثير في التفسير 3: 326 عن المسند ونسبه للترمذي، ونقل أنه قال: "حديث غريب" فلم يذكر عنه تحسينه، وهوثابت في مخطوطتنا الصحيحة من الترمذي. (1467) إسناده صحيح، وهو مكرر 1449.

1468 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد رأيت عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن يساره يوم أُحُد رجلين عليهما ثياب بيض، يقاتلان عنه كأشدّ القتال، ما رأيتهما قبل ولاَّ بعدُ. 1469 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثني إبراهيم، يعني ابن سعد، عن أبيه عن معاذ التيمي قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صلاتان لا يصلَّى بعدهما، الصبح حتى تطلع الشمس، والعصر حتى تغرب الشمس". 1470 - حدثنا يونس حدثنا إبراهيم عن أبيه عن رجل من بني تَيْم يقال له معاذ عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر

_ (1468) إسناده صحيح، "عن أبيه عن أبيه" يعني أن إبراهيم بن سعد يرويه عن أبيه سعد بن إبراهيم، وأبوه سعد يرويه عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وإبراهيم بن عبد الرحمن يرويه عن سعد بن أبي وقاص. والحديث رواه الشيخان، كما في ذخائر المواريث 2055، وسيأتي 1471. (1469) إسناده صحيح، معاذ التيمي: هو المكي، ذكره أبن حبان في الثقات كما في التعجيل 406، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 362 فلم يذكر فيه جرحاً، وذكر أنه روى عن سعد بن أبي وقاص وأنه روى عنه سعد بن إبراهيم وقال: "قاله يَسرة بن صفوان عن إبراهيم" يعني أن يسرة بن صفوان رواه عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن معاذ هذا عن سعد بن أبي وقاص، ثم ذكر أن أحمد "الأزرف" (ولعله الأزرقي) رواه عن إبراهيم ابن سعد عن معاذ هذا، يعنى لم يذكر "عن أبيه". ويرجح الأول أن إسحق بن عيسى ويونس روياه موصولا كما رواه يَسرة في هذا الحديث والذي بعده. والحديث في مجمع الزوائد 2: 225 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح". (1470) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

مثله. 1471 - حدثنا يعقوب وسعد قالا حدثنا أبي عن أبيه عن جده، قال سعد: عن إبراهيم بن عبد الرحمن، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: لقد رأيت عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن يمساره يوم أُحُد رجلين عليهما ثياب بيض، يقاتلان عنه كأشدّ القتال! ما رأيتهما قبلُ أو بعدُ. 1472 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب:

_ (1471) إسناده صحيح، قوله "قال سعد: عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف" هذا هو الصواب، وفي أصول الكتاب الثلائة "قال سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف" وهو خطأ ظاهر بيقين، فإن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من سعد بن أبي وقاص، ولم يدرك أن يلقاه، وإنما يروي عن أبيه عنه، وإنما أراد الإمام أحمد، كعادته في الحرص على ألفاظ شيوخه، أن يفرق بين لفظي شيخيه الأخوين: يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فيما كليهما يرويان الحديث عن أبيهما بن سعد بن إبراهيم عن أبيه سعد عن جده إبراهيم ابن عبد الرحمن، فقال يعقوب: "حدثنا أبي عن أبيه عن جده " وجده هو إبراهيم بن عبد الرحمن، وقال أخوه سعد: "حدثنا أبي عن أبيه عن إبراهيم بن عبد الرحمن" بدل "عن جده"، وهذا واضح، وإنما يخفى على من لم يمارس فن الرجال ودقق الأسانيد. والحديث مكرر 1468، وإسناد ذاك يوضح ما فسرنا به إسناد هذا. (1472) إسناده صحيح، صالح: هو ابن كيسان المدني، وهو إمام ثقة ثبت يعد في التابعين، وهو أكبر سناً من ابن شهاب الزهري، ولكنه تلمذ له وأخذ عنه العلم. عبد الحميد بن عبد الرحمن: تابعي ثقة مأمون، ولد في عهد عمر، وسماه أبوه "محمداً" ثم غيره عمر فسماه "عبد الحميد". ووقع في نسخ المسند هنا نَسَبُه هكذا "عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن محمد بن زيد" وزيادة "محمد" في النسب خطأ قطعَاً، فإن والد عبد الحميد هو "عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي"، ولد في حياة رسول الله، وله ترجمة في التهذيب 6: 179 - 180 والإصابة 5: 70 وذكره ابن سعد في الطبقات في ترجمة =

أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره أن أباه سعد بن أبي وقاص قال: استأذن عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده نساءٌ من قريشِ يكلِّمْنَه ويستكْثرْنَه، عاليةً أصواتهن، فلما استأذن قمْنَ يبتَدرْنَ الحجاب، فأذن له رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يعنى فدخل، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عجبت من هؤلاء اللاتي كنّ عندي فلما سمِعنِ صوتَك ابتدرْنَ الحجابَ"، قال عمر: فأنت يا رسولِ الله كنتَ أحق أن يهبن، ثم قال عمر: أيْ عَدُوّاتِ أنفسِهن، أَتَهبنَنِي ولا تهبنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قلن: نعم، أنت أغلظُ وأَفَظّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده ما لَقِيك الشيطانُ قط سالكًا فَجّاً إلا سلك فَجّا غيرَ فجّك". قال عبد الله [يعنى ابنَ أحمد بن حنبل]: قال أبي: وقال يعقوب: ما أُحْصِى ما سمعته يقول: حدثنا صالح عن ابن شهاب. 1473 - حدثنا يعقوب وسعد قالا حدثنا أبي عن صالح عن ابن

_ = أبيه "زيد بن الخطاب" 3/ 1/ 274، ولم يذكر لزيد من الولد غير "عبد الرحمن" هذا و"أسماء بنت زيد"، ثم هذه الزيادة ليست في إسناد الحديث في الصحيحين، فلذلك حذفناها عن ثقة، وانظر الفتح 7: 37 - 38 ومسلم 2: 233 - 234. وسيأتي الحديث أيضاً 1581، 1624. الفج: الطريق الواسع. وقوله في آخر الحديث "قال عبد الله: قال أبي" إلخ، يريد أن يعقوب رواه عن أبيه "عن صالح قال ابن شهاب" بالصيغة التى في الإسناد، وأنه حكى أنه سمع أباه مرارًا يقول أيضاً: "حدثنا صالح عن ابن شهاب" فصرح أبوه بالسماع من صالح، ونص عليه زيادة في التوثق. وسيأتي 1581 و 1624. (1473) إسناده صحيح، محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي: تابعي، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/103 وذكر له حديثاً آخر سمعه =

شهاب حدثني محمد بن أبي سفيان بن جارية أن يوسف بن الحَكَم أبا الحَجّاج أخبره أن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من يُرِدْ هَوَانَ قريشٍ أهانه الله عز وجلّ". 1474 - حدثنا يحيى بن سعيد عن الجعد بن أَوْس قال حدثتني عائشة بنت سعد قالت: قال سعد: اشتكيتُ شكوى لى بمكة، فدخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني، قال: قلت يا رسول الله، إني قد تركت مالاً، وليس لى

_ = من أم حبيبة أم المؤمنين. يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، وهو والد الحجاج: تابعي روى عن جماعة من الصحابة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه إلبخاري 4/ 2/ 376 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث رواه البخاري في التاريخ في ترجمة محمد بن أبي سفيان، عن سليمان بن داود الهاشمي عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن محمد بن أبي سفيان عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد عن أبيه، فزاد في الإسناد "محمد بن سعد" وكذلك رواه الترمذي 4: 370 عن أحمد بن الحسن عن سليمان بن داود، ورواه أيضاً عن عبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح، فزاد في الإسنادين "عن محمد بن سعد" فلعل يوسف بن الحكم سمعه من سعد بن أبي وقاص ومن ابنه محمد عنه، فرواه على الوجهين، مرة هكذا ومرة هكذا. وقال الترمذي: "هذا حديث غريب". وانظر 1586، 1587، وسيأتي 1586 و 1587 ولكن 1587 عن محمد بن أبي صفيان عن محمد بن سعد ليس فيه: يوسف بن الحكم فهو يدل على أن محمد بن أبي سفيان رواه عن شيخين: يوسف بن الحكم ومحمد بن سعد، فلعل صحة رواية البخاري والترمذي وعبد بن حميد: عن الزهري عن محمد بن أبي سفيان عن يوسف بن الحكم ومحمد بن سعد عن أبيه، وأظن أن هذا هو الراجح أو الصواب. (1474) إسناده صحيح، الجعد بن أوس: هو الجعد بن عبد الرحمن بن أوس، نسبه إلى جده، ويقال في اسمه "الجعيد" بالتصغير، كما مضى في 1463 والحديث مضى بمعناه 1440.

إلا ابنة واحدة، أَفأوصي بثُلُثَيْ مالى وأَتركُ لها الثلثَ؟ قال: "لا"، قال: أَفأُوصي بالنصف وأتركُ لها النصف؟ قال: "لا"، قال: أَفأُوصي بالثلث وأَترُكُ لها الثلثين؟ قال: "الثلث، والثلث كثير"، ثلاث مرارٍ، قال: فوضع على جبهته فمسح وجهي وصدري وبطني قال: "اللهم اشف سعدًا وأَتم لهْ هجرتَهُ، فما زلت يخيَّل إلىّ بأني أَجِدُ بَرْدَ يده على كبدي حتى الساعةَ". 1475 - / حدثنا يحيى عن ابن عَجْلان عن عبد الله بن أبي سَلَمة: أن سعداً سمع رجلاً يقول: لبيكَ ذا المعارج، فقال: إنه لذو المعارج، ولكنَّا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نقول ذلك. 1476 - حدثنا وكيع حدثنا سعيد بن حسان المخزومي عن ابن أبي

_ (1475) إسناده منقطع فيما أرى، ابن عجلان: هو محمد. عبد الله بن أبي سلمة: هو الماجشون، وما أظنه أدرك سعد بن أبي وقاص، فإنهم ذكروا أنه يروي عن ابن عمر وطبقته، ممن ماتوا بعد سنهَ 70، فلو كان أدرك سعداً وروى عن طبقته لذكروه إن شاء الله. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 264 ونسبه أيضا لابن خزيمة. وقال الهيثمي 3/ 223 رجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الله لم يسمع من سعد بن أبي وقاص. (1476) إسناده صحيح، سعيد بن حسان المخزومي المكي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 425. عبيد الله بن أبي نهيك المخزومي الحجازي: ثقة، وثقه العجلي والنسائي وغيرهما، ويقال في اسمه "عبد الله" بالتكبير، كما سيأتي في 1512. والحديث رواه أبو داود 1: 528. ورواه أيضاً ابن ماجة. "يتغن" هكذا فسرها وكيع، والراجح عندي غير ذلك، وفى النهاية: "أي لم يستغن به عن غيره، يقال: تغنيت وتغانيت واستغنيت. وقيل: أراد من لم يجهر بالقراءة فليس منا، وقد جاء مفسراً في حديث آخر: "ما أذن الله لشىء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به". قيل إن قوله يجهر به تفسير لقوله يتغنى به. وقال الشافعي: معناه تحسين القراءة وترقيقها. ويشهد له الحديث الآخر: "زينوا القرآن بأصواتكم". وكل من رفع صوته ووالاه فصوته عند العرب=

مُلَيكة عن عُبيد الله بن أبي نَهيك عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن"، قال وكيع: يعني يستغني به. 1477 - حدثنا وكيع حدثنا أُسامة بن زيد عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة عن سعد بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي". 1478 - حدثنا على بن إسحق عن ابن المبارك عن أسامة قال:

_ = غناء. قال ابن الأعرابي: كانت العرب تتغنى بالركباني إذا ركبت وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تكون هجيراهم بالقرآن، مكان التغني بالركباني. وأول من قرأ بالألحان عبيد الله بن أبي بكر، فورثه عنه عبيد الله بن عمر، ولذلك يقال: قراءة العمري، وأخذ عنه سعيد العلاف الإباضي". فهذا المعنى الآخر هو الراجح، بل هو الصحيح. (1477) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أسامة بن زيد: هو الليثي محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة: ذكرنا في 93 أنه ثقة، وقد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 152 - 153 فلم يذكر فيه جرحاً، ولكنه متأخر، يروي عن التابعين، كسعيد بن المسيب وعمر بن سعد ابن أبي وقاص، وصرح في التهذيب بأنه أرسل عن سعد. ويقال في نسبه أيضاً: محمد ابن عبد الرحمن بن لبيبة، كما سيأتي في الإسناد بعد هذا، فقيل إن "لبيبة" أمه، وقيل إن "أبا لبيبة" جده اسمه "وردان"، والظاهر أن كليهما صواب. (1478) إسناده منقطع أيضاً، هو تكرار للذي قبله. إلا أنه أبان هنا أن الرواية اختلفت على أسامة ابن زيد الليثي، فروى ابن المبارك عنه أنه سمعه من محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الرحمن، وروى يحيى القطان عنه أنه سمعه من محمد بن عبد الرحمن نفسه، والظاهر أنه سمعه منهما، فتارة يذكره بالواسطة، وتارة يذكره بحذفها. والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير 4009 ونسبه أيضا لابن حبان والبيهقي في الشعب. وهو في الزوائد 10: 81 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، وقد وثقه ابن حبان وقال روى عن سعد بن أبي =

أُخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي لبيبة أخبره، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال يحيى، يعني القطان: ابن أبي لبيبة أيضاً، إلا أنه قال: عن أُسامة قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة. 1479 - حدثنا وكيع حدثنا هشام عن أبيه عن سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه يعوده وهو مريض، فقال يا رسول الله، ألا أُوصي بمالي كله؟ قال: "لا"، قال: فبالشطر؟ قال: "لا"، قال: فبالثلث؟ قال: "الثلث، والثلث كثير، أوكبير". 1480 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عامر ابن سعد عن أِبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "إنك مهما أَنفقتَ على أهلك من نفقة فإنك تُؤْجَر فيها، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك". 1481 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عاصم بن أبي النَّجُود عن مُصْعَب بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الناس أَشدُّ بلاءً؟

_ = وقاص. قلت وضعفه ابن معين وبقية رجالهما رجال الصحيح" وهذا تقصير. لم يحقق انقطاع الرواية بين محمد بن عبد الرحمن وسعد بن أبي وقاص. وانظر 1559، 1560. (1479) إسناده صحيح، هشام: هو ابن عروة بن الزبير. والحديث مختصر 1440، 1474. (1480) إسناده صحيح، سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: هو ابن أخت عامر بن سعد بن أبي وقاص. وانظر 1440، 1474، 1479. (1481) إسناده صحيح، رواه الترمذي 3: 286 عن قتيبة عن شريك عن عاصم، وقال: "حديث حسن صحيح" قال شارحه: "وأخرجه أحمد والدارمي والنسائي في الكبرى وأبن ماجة وابن حبان والحاكم كذا في الفتح". الأمثل فالأمثل: في النهاية: "أي الأشرف فالأشْرف، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة. يقال: هذا أمثل من هذا، أي أفضل وأدنى إلى الخير".

قال: "الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمْثَلُ فالأمثلُ من الناس، يُبتلَى الرجل على. حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زِيد في بلِائه، وإن كان في دينه رِقّةٌ خُفِّف عنه، وما يزال البلاءُ بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة". 1482 - حدثنا وكيع حدثنا مِسْعَر وسفيان عن سعد بن إبراهيم، قال سفيان: عن عامر بن سعد، وقال مَسعر: عن بعض آل سعد عن سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه يعوده وهو مريض بمكة، فقلت يا رسول الله، أُوصي بمالي كله؟ قال: "لا"، قلت: فبالشطر؟ قال: "لا"، قلت: فبالثلث؟ قال: "الثلث، والثلث كبير، أو كثير، إنك أَن تَدَعَ وارثك غنياً خيرٌ من أَن تدعه فقيرًا يتكفَّف الناس، وإنك مهما أَنفقتَ على أهلك من نفقةٍ فإنك تؤجر فيها، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك"، قال: ولم يكن له يومئذ إلا ابنة،

_ (1482) إسناده صحيح، وجهالة "بعض آل سعد" في رواية مسعر لا تضر، لأن المبهم قد عرف من رواية وكيع أنه "عامر بن سعد". وانظر 1440، 1474، 1480. "يرحم الله ابن عفراء": سيأتي في 1488 "يرحم الله سعد بن عفراء" والمعروف في روايات هذا الحديث "سعد بن خولة" كما مضى في 1440، وهو من أصل اليمن من حلفاء بني عامر بن لؤي، هو من المهاجرين ممن شهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية، خرج إلى مكة فمات بها، انظر الطقات 3/ 1 /297، فلعله كان يدعى أيضاً "ابن عفراء" يكون عفراء اسم أمه، وهى ليست "عفراء بنت عبيد النجارية" تلك أنصارية نسبًا، لها سبعة أولاد شهدوا بدرًا، انظر الطبقات 8: 325. وهذه الرواية التي هنا توافق رواية البخاري 5: 270 - 276 عن أبي نعيم عن سفيان، وقد أطال الحافظ في الفتح الكلام في توجيهها، ثم رجح نحو ما قلنا، أن" الأقرب أن عفراء اسم أمه والآخر اسم أبيه". يرفعك: "أي يطيل عمرك، وكذلك اتفق، فإنه عاش بعد ذلك أزيد من أربعين سنة، بل قريباً من خمسين، لأنه مات سنة 55 من الهجرة، وقيل سنة 58، وهو المشهور فيكون عاش بعد حجة الوداع 45 سنة، أو 48 " قاله في الفتح.

فذكِر سعدٌ الهجرة، فقال: "يرحم الله ابنَ عفراء، ولعل الله يرفعك حتى ينتفع بك قومٌ ويُضَّر بك آخرون". 1483 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن زياد بن مِخْرَاق قال سمعت أبا عَبَاية عن مولى لسعد: أنِ سعداً سمع ابناً له يدعو وهو يقول: اللهمِ إني أسألك الجنةَ ونعيمها وإسْتَبْرَقها، ونحواً من هذا، وأعوذِ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، فقال: لقد سألت الله خيراً كثيراً وتعوذت بالله من شر كثيرَ! وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء"، وقرأ هذه الآية: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)} وإن حَسْبَك أن تقول: اللهم إني أسألك الجنةَ وما قربَ إليهَا من قولٍ أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قَرَّب إليها من قولٍ أو عمل. 1484 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو سعيد قالا حدثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد، قال أبو سعيد: قال: حدثنا

_ (1483) إسناده ضيعف، لجهالة مولى سعد. زياد بن مخراق: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وقال الأثرم: "سألت أحمد عنه؟ فقال: مما أدرى، قال: وقلت له: روى حديث سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء؟ فقال: نعم لم يقم إسناده". أبو عباية: كذا في المسند في هذا الموضع، فقال في التعجيل 497: "هو قيس عباية"، وهو كما قال، ولكن كنية قيس "أبو نعامة" فلعل بعض الرواة وهم، أو قال "ابن عباية" ثم صحف خطأ. وقيس بن عباية: تابعي بصري ثقة عند جميعهم. والحديث رواه أبو داود 1: 551 من طريق شعبة "عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن ابن لسعد" فجعل المبهم ابن سعد لا مولاه، وسيأتي 1584 مطولا "عن مولى لسعد عن ابن لسعد"، فأبهمهما معاً. وانظرتفسير ابن كثير 3: 490 - 491 وبنحوه مختصرا عند الحاكم 1/ 540 ووافقه الذهبي. (1484) إسناده صحيح، ورواه مسلم والنسائي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2120.

إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد عن أبيه قال: كإنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال أبو سعيد: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلِّم عن يمينه حتى يُرَى بياضُ خَدِّه، وعن يساره حتى يُرى بياض خدّه. 1485 - حدثنا/ عبد الرحمن عن همَّام عن قَتادة عن يونس بن جُبير عن محمد بن سعد عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه بمكة وهو مريض، فقال: إنه ليس لى إلا ابنةٌ واحدة، أَفأُوصي بمالي كله؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا"، قال: فأوصي بنصفه؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا"، قال: فأوصي بثلثه؟ قال: "الثلث، والثلث كبير". 1486 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن أبي غَلاّب عن محمد بن سعد بن مالك عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه، فذكر مثله، وقال عبد الصمد: "كثير"، يعني والثلث. 1487 - حدثنا عبد الرحمن وعبد الرزاق، المعنى، قالا أنبأنا سفيان

_ (1485) إسناده صحيح، يونس بن جبير أبو غلاب الباهلي: بصري تابعي ثقة. والحديث مختصر 1482. (1486) إسناده صحيح، والحديث مكرر ما قبله. (1487) إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي. العيزار بن حريث: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي والعجلي. عمر بن سعد بن أبي وقاص: تحدثنا في 1441 عن أنه هو الذي يحمل وزر قتل الحسين، ولكنه في نفسه غير متهم، كما قال الذهبي في الميزان، وقال العجلي: تابعي ثقة، وسئل عنه ابن معين؟ فقال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟! وانظر الجرح والتعديل 3/ 1/ 111 - 112، وأنا أرى أن انغماسه في فتنة سياسية شيء وصدقه في الرواية والثقة بخبره شيء آخر. والحديث في مجمع الزوائد 7: 209 وقال: "رواه أحمد بأسانيد، ورجالها كلها رجال الصحيح". وفى هذا شيء من التساهل، فإن الروايات الآتية وهى 1492، 1531، 1575 كلها من رواية عمر بن سعد هذا، وهو=

عن أبي إسحق عن العَيْزَار بن حُرَيث عن عمر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عجبتُ من قضاء الله عز وجل للمؤمن، إنْ أصابه خير حمد ربَّه وشكَر، وإن أصابته مصيبة حمد ربَّه وصَبَر، المؤمن يؤجر في كل شيء، حتى في اللقمةِ يرفَعُها إلى في امرأته". 1488 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال: جاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده وهو بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التى هاجر منها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يرحم الله سعد بن عَفْراء، يرحم الله سعدَ بن عفراء"، ولم يكن له إلا ابنة واحدة، فقال: يا رسول الله، أُوصى بمالي كله؟ قال: "لا"، قال: فالنصف؟ قال: "لا"، قال: فالثلث؟ قال: "الثلث، والثلثِ كثير، إنك أَن تَدَعَ ورثتك أغنياءَ خيرٌ من أن تدعهم عالةً يتكفَّفُون الناس في أيديهم، وإنك مهما أنفقتَ من نفقة فإنهِا صدقة، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك، ولعل الله أن يرفَعَك فينتفعَ بك ناس ويُضَرَّ بك آخرون". 1489 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل ابن محمد عن أبيه عن سعد قال: الْحَدُوا لى لَحْداً، وانْصُبُوا علىّ، كما فُعِل برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1490 - حدثنا عفان حدثنا حماد، يعنى ابن سَلَمة، أنبأنا علي بن

_ = ليس من رجال الصحيح في اصطلاحه، إذ ليست له رواية في واحد من الصحيحين. (1488) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. والحديث مطول 1482. وانظر 1487. (1489) إسناده صحيح، وهو مكرر 1451، ولم يذكر لفظه هناك. (1490) إسناده صحيح، وهو يفصل رواية مسلم 2: 236 أن سعيد بن المسيب سمعه من عامر=

زيد عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك: إني أريد أن أسألك عن حديث، وأنا أهابُكَ أن أسألك عنه؟ فقال: لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمتَ أن عندي علماً فسلني عنه، ولا تَهبْني، قال: قلت: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعليّ حين خلَّفه بالمدينة في غزوة تبوك، فقال سعد: خلَّف النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - عليَّا بالمدينة في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، أتُخَلفُني في الخالفة، في النساء والصبيان؟ فقال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلةَ هرون من موسى؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: فأدبر عليُّ مسرعاً كأني أنظر إلى غبار قدميه يَسْطعَ، وقد قال حماد: فرجع عليُّ مسرعاً. 1491 - حدثنا عفان حدثنا سَليم بن حيان حدثني عكرمة بن خالد حدثني يحيى بن سعد عن أبيه قالَ: ذُكر الطاعون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "رجْزٌ أصيب به مَن كان قبلكم، فإذا كان بأرض فلا تدخلوها، وإذا كان بها وأنتم بها فلا تخرجوا منها".

_ = ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مختصراً، ثم قال سعيد: "فأحببت أن أشافه بها سعداً، فلقيت سعداً فحدثته بما حدثني عامر، فقال: أنا سمعته، فقلت: أنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم وإلا سكتا". وانظر 01532 الخالفة: القاعدة من النساء في الدار. (1491) إسناده صحيح؟ سليم، بفتح السين، بن حيان. ثقة. عكرمة بن خالد بن العاص الخزومي القرشي: تابعي ثقة. يحيى بن سعد: لم يترجم في التهذيب ولا التعجيل، وهو مما يستدرك على الحافظ، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 275 فقال: "يحيى بن سعد بن أبي وقاص، وهو يحيى بن سعد بن مالك القرشي الزهري" فلم يذكر فيه جرحَاً، وذكره ابن سعد في الطبقات 5: 126 فلم يذكر شيئاً من حاله، وسكوت البخاري عن جرحه توثيق له. والحديث في ذاته صحيح، سيأتي مراراً بأسانيد متعددة 1508، 1527، 1536، 1554، 1577، 1615.

1492 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن أبي إسحق عن العَيْزَار بن حُريث عن عُمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عجبت للمؤمن، إذا أصابه خير حمد الله وشكَر، وإن أصابته مصيبة حمد الله وصبر، فالمؤمن يُؤجَر في كل أمره، حتى يؤجَر في اللقمة يرفعها إلى في امرأته". 1493 - حدثنا وكيع حدثنا محمد بن راشد عن مكحول عن سعد بن. مالك قال: قلت: يا رسول الله، الرجلِ يكون حاميةَ القوم، أيكون سهمُه وسهمُ غيره سواءً؟ قال: "ثكلتك أمُّك ابنَ أمّ سعدٍ!! وهل تُرْزَقُون وتُنْصرون إلا بضعفائكم؟! ". 1494 - حدثنا محِمد بن جعفرحدثنا شعبة عن عاصم بن بَهْدَلة قال: سمعت مُصْعب بن سعد يحدث عن سعد قال: سألت رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ فقال: "الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، فيُبتَلى الرجلُ علي حسب دينه، فإن كان رقيق الدِّين ابتُلي على حسب ذاك، وإن كان صُلْبَ الدِّين ابتُلي على حسب ذاك"، قال: "فما تزال البلايا بالرجل حتى يمشي في الأرض وما عليه خطيئة".

_ (1492) إسناده صحيح، وهو مكرر 1487. (1493) إسناده ضعيف، لانقطاعه. مكحول: هو الشامي الدمشقي، وهو ثقة، ولكنه لم يسمع من أحد من الصحابة إلا على خلاف في بعض صغارهم، وأما سعد فإنه لم يسمع منه، وانظر المراسيل لابن أبي حاتم 77. والحديت ى ذاته صحيح، رواه البخاري بنحوه مختصراً 6: 75 من حديث مصعب بن سعد قال: "رأى سعد أن له فضلا على من دونه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل تنصرون وترزقرن إلا بضعفائكم". وأشار الحافظ في الفتح إلى أنه رواه النسائي أيضاً، وأشار إلى رواية مكحول التى هنا أنها رواها عبد الرزاق. (1494) إسناده صحيح، وهو مكرر 1481.

1495 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيَّب قال: قال سعد بن مالك: جَمَع لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أُحُدٍ. 1496 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عبد الله مولى جُهَينة قال: سمعت مصعَب بن سعد يحدث عن سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أيعجزُ أحدكم أن يكسِبَ في اليوم ألفَ حسنة؟ " قال: ومن يطيقُ ذلك! قال: "يسبح مائَة تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة وتُمحى عنه ألف سيئة". 1497 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم الأحول قال: سمعت أبا عثمان قال: سمعت سعداً، وهو أوّل من رَمى بسهم في سبيل الله، وأبا بَكْرَة، تسوَّر حصنَ الطائف في ناس فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالا: سمعنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: "من ادَّعى إلى أبٍ غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنةُ عليه حرام". 1498 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل قال

_ (1495) إسناده صحيح، ررواه البخاري 7: 66 من طريق يحيى عن ابن المسيب. ورواه أيضاً مسلم والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2065. وانظر ما مضى في مسند الزبير 1408. (1496) إسناده صحيح، أبو عبد الله مولى جهينة: هو موسى بن عبد الله الجهني، ويقال في كنيته أيضاً "أبو سلمة"، وهو ثقة، وعدَّه يعلى بن عبيد في أربعة كانوا بالكوفة من رؤساء الناس ونبلائهم. والحديث رواه مسلم 2: 331 من طريق موسى الجهني، ورواه أيضاً الترمذي، كما في ذخائر المواريث 2095، وسيأتي 1563، 1612، 1613. (1497) إسناده صحيح، وهو مكرر 1454. (1498) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وهو تابعي ثقة حجة، من حفاظ الناس. =

سمعِت قيس بن أبي حازم قال: قال سعد: لقد رأيُتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابع سبعةٍ وما لنا طعامٌ إِلا ورق الحُبْلَة، حتى إن أحدنا ليضَع كما تَضَع الشاة، ما يخالطه شيء، ثم أصبحتْ بَنو أَسَد يُعَزَّرُوني على الإسلام، لقد خَسِرتُ إذن وضَلّ سَعْيي. 1499 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن عاصم حدثني أبو عثمان النَّهْدي قال: سمعت ابن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ادَّعى إلى غيرأبيه وهو يعلم فالجنةُ عليه حرام". 1500 - حدثنا محمد بن بكر أنبأنا محمد بن أبي حمُيد أخبرني إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال: قالِ لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا سعد، قم فأذّن بمنًى: إنها أيام أكل وشرب ولا صوم فيها". 1501 - حدثنا الحسين بن على عن زائدِة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي قال: سعد: فيَّ سَنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الثلثَ،

_ = والحديث رواه مسلم 2: 387 - 388. ورواه أيضاً البخاري والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2082. الحبلة، بضم الحاء وسكون الباء الموحدة: ثمر السمر، يشبه اللوبيا، والسمر، بفتح السين وضم الميم: ضرب من شجر الطلح: يعزروني من التعزيز. وهو المنع والرد، ومنه قيل للتأديب الذي هو دون الحد تعزير، يريد أنهم يوقفونه على الإسلام، أو يوبخونه على التقصير فيه. (1499) إسناده صحيح، وهر مختصر 1497 (1500) إسناده ضعيف، لضعف محمد بن أبي حميد المدني. والحديث مكرر 1456. (1501) إسناده صحيح، زائدة بن قدامة: سمع من عطاء بن السائب قديماً، فروايته عنه صحيحة. وانظر 1440، 1474، 1479 , 1480، 1482، 1485، 1486، 1488.

أتانى يعودني، قال: فقال لي: "أوصيتَ؟ " قال: قلت: نعم، جعلتُ مالي كلَّه في الفقراء والمساكين وابن السبيل، قال: "لا تفعل"، قلت: إن ورثتي أغنياء، قلت: الثلثين؟ قال: "لا"، قلت: فالشطر؟ قال: "لا"، قلت الثلث؟ قال: "الثلث، والثلث كثير". 1502 - حدثنا سُويد بن عمرو حدثنا أَبان حدثنا يحيى عن

_ (1502) إسناده صحيح، سويد بن عمرو الكلبي: كوفى ثقة ثبت في الحديث، وكان رجلا صالحاً متعبداً. أبان: هو ابن يزيد العطار، وهو ثقة. يحيى: هو ابن أبي كثير. حضرمي بن لاحق الأعرج التميمي من بني سعد: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عكرمة بن عمار: كان فقيهاً، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 116 وقال: "سمع سعيد بن المسيب". وخلط المزي بينه وبين راو آخر اسمه "الحضرمي" يروي عنه سليمان التيمي وحده، وهو شخص مجهول، قال ابن حبان: "لا أدري من هو ولا ابن من هو" وكذلك فرق البخاري بينهما، فترجم للآخر ترجمة مستقلة عقب الأولى. والحديث رواه أبو داود 4: 28 عن موسى بن إسماعيل عن أبان، وسكت عنه هو والمنذري. وقوله "إن يك" إلخ: أثبتنا هنا ما في ك هـ، وفى ح" إن يكن ففي المرأة والدابة والدار". ورواية أبي داود: "وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار". قال الخطابي في المعالم 4: 236: "إن معناه إبطال مذهبهم في التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء ونحوها، إلا أنه يقول: إن كانت لأحدكم دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس لا يعجبه ارتباطه، فليفارقها، بأن ينتقل عن الدار ويبيع الفرس وكأن محل هذا الكلام محل استثناء من غير جنسه، وسبيله سبيل الخروج من كلام إلى غيره. وقد قيل: إن شؤم الدار ضيقها وسوء جوارها، وشؤم الفرس أن لا يُغزى عليها، وشؤم المرأة أن لا تلد". فائدة: في عون المعبود: "عن سعد بن مالك: هو ابن أبي وقاص، قاله المنذري في مختصره والحافظ في الفتح. لكن قال الأردبيلي في الأزهار شرح المصابيح: هو سعد بن مالك بن خالد ابن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري والد سهل بن سعد الساعدي"؟ وهذا الذي قاله الأردبيلي خطأ لا يعول عليه، فإن سعد بن مالك الساعدي ليست له رواية، مات وهو يتجهز للخروج إلى غزوة بدر، فأني يروى عنه سعيد =

الحضرمي بن لاحِقٍ عنِ سعيد بن السيب في سعد بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا هامةَ ولا عَدْوَى ولا طِيَرة، إن يَكُ ففي المرأة والفرس والدار". 1503 - قرأت على عبد الرحمن عن مالك، وحدثنا عبد الرزاق أنبأنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن محمد بن عبد الله بن الحرث بن نوفل بن عبد المطلب أنه حدثه: أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحَّاك بن قيس عامَ حجَّ معاوية بن أبي سفيان، وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج فقال الضحاك: لا يصنع ذلك إلا من جهل أمرَ الله! فقال سعد: بئسما قلتَ يا ابن أخي! فقال الضحاك: فإن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك، فقال سعد: قد صنعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنعناها معه. 1504 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال: قال سعد، وقال مرةً: سمعت سعدًا يقول: سمعتْه أذناي ووعاه قلبي من محمد - صلى الله عليه وسلم - أَنه: "من ادعى أَباً غيرَ أبيه وهو يعلمَ أنه غيرُ أبيه فالجنة عليه حرام"، قال: فلقيت أبا بَكْرة فحدثُته، فقال: وأنا سمعتْه أذناي ووعاه قلبي من محمد - صلى الله عليه وسلم -.

_ = بن المسيب؟!. (1503) إسناده صحيح، محمد بن عبد الله بن الحرث بن نوفل الهاشمي: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 125 - 126 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث في الموطأ 1: 317 ورواه البخاري في الكبير من طريق عقيل عن الزهري، ومن طريق مالك عن الزهري، ومن طرق أخر، وأشار الحافظ في التهذيب 9: 251 إلى أنه رواه الترمذي والنسائي، وأنه ليس لمحمد بن عبد الله بن الحرث في الكتب الستة غير هذا الحديث عندهما. وانظر 1139، 1146. (1504) إسناده صحيح، وهو مطول 1499.

1505 - حدثنا محمد بن جعفر/ حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت إبراهيم بن سعد يحدث عن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعلي: "أماَ ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى؟ ". 1506 - حدثنا محمد ببن جعفر حدثنا شعبة، وحَجّاج حدثني شعبة، عن قتادة عن يونس بن جبير عن محمدِ بن سعد عن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأنْ يمتلئَ جوف أحدكم قَيْحاً يَرِيه خيرٌ له من أن يمتلئ ِشِعْراً"، قال حجاج: سمعت يونس بن جبير. 1507 - حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمة عن قتادة عن عُمر ابن سعد بن مالكِ عن سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأن يمتلىء جوفُ أحدكم قَيحاً حتى يَرِيَه خيرٌ من أن يمتلئ شعراً". 1508 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شبعة عن قتادة عن عكرمة

_ (1505) إسناده صحيح، وهو مختصر 1490. (1506) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 199 عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن محمد بن جعفر، ورواه أيضاً الترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 2085. يريه: من الوري، بفتح الواو وسكون الراء، وهو الداء، قال الجوهري: "وري القيح جوفه يريه ورياً: أكله" أو هو من الرئة، وأصلها من الوري أيضاً، فمعنى "يريه" يصيب رئته. وقوله في آخر الحديث. "قال حجاج: سمعت يونس بن جبير" لا يريد به أن حجاجاً سمع من يونس، ولكن يريد أن قتادة صرح بالسماع من يونس في الإسناد الذي رواه حجاج. (1507) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1508) إسناده صحيح، على إبهام اسم "ابن سعد"، فقد مضى اسمه في الحديث 1491 من طريق سليم بن حيان عن عكرمة، فقال: "عن يحيى بن سعد". والحديث رواه الطيالسي 203 عن شعبة بهذا الإسناد، ثم قال: "من قال غير هذا فقد خلط". وقول شعبة: "وحدثنى هشام أبو بكر أنه عكرمة بن خالد": هو متصل بالإسناد نفسه، يريد أن هشاماً =

عن ابن سعد عن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال في الطاعون: "إذا وقع بأرض فلا تدخلوها، وإذا كنتم بها فلا تفروا منه"، قال شعبة: وحدثنى هشام أبو بكر أنه عكرمة بن خالد. 1509 - حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن علي بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك: إنك إنسان فيك حدَّة، وأنا أريد أن أسألك: قال: ما هو؟ قال: قلت: حديث عليّ؟ قال: فَقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: "أمَا تَرضى أن تكون منِّى بمنزلة هرون من موسى؟ " قال: رضيتُ، ثم قال: بلى، بلى. 1510 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عَون عن جابر بن سَمُرة، وبَهْزٌ وعفان قالا: حدثنا شعبة أخبرني أبو عون، قال بهز: قال: سمعتُ جابر بن سمرة قال: قال عمر لسعد: شكاكَ الناسُ في كل شيء حتى في الصلاة؟ قال: أمَّا أنا فأَمُدُّ من الأُولَيَيْن وأَحْذِفُ منِ الأُخريين، ولا آلو ما اقتديتُ به من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عمَر: ذاكَ الظنّ بك، أوظنى بك. 1511 - حدثنا حَجَّاج حدثنا فِطرْ عن عبد الله بن شَريك عن

_ = الدستوائي حدثه عن قتادة هذا الحديث، فذكر له أن عكرمة في هذا الإسناد هو عكرمة ابن خالد، وقد مضى التصريح بذلك في 1491. وأبو بكر هشام بن أبي عبد الله الدستوائي: ثقة ثبت حجة، قال الطيالسي: "هشام الدستوائي أمير المؤمنين في الحديث" وهو من أفران شعبة، وقال فيه "وكان أعلم بحديث قتادة مني". (1509) إسناده صحيح، وهو مطول 1505. (1510) إسناده صحيح، أبو عون: هو الثقفي محمد بن عبيد الله بن سعيد. والحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، كما في الذخائر 2057. وانظر ما يأتي 1518. (1511) إسناده ضعيف، عبد الله بن الرقبم، بالتصغير، الكناني: مجهول، روى له النسائي في =

عبد الله بن الرُّقَيْم الكناني قال: خرجنا إِلى المدينة زمن الجَمَل، فلقينا سعد ابن مالك بها، فقال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب عليّ. 1512 - حدثنا حَجّاج أنبأنا ليث، وأبو النَّضْر حدثنا ليث، حدثني عبد الله بن أبي مُلَيكة القرشي ثم التيمي عن عَبد الله بن أبي نَهيك عِن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ليس منَّا من لم يَتَغنَّ بالقرآن". 1513 - حدثنا حَجّاج أنبأنا ليث حدثني عُقَيل عن ابن شهاب عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يَطْرُقَ الرجل أهْلَه بعد صلاة العشاء. 1514 - حدثنا حَجّاج أنبأنا ليث حدثني عُقيل عن ابن شهاب

_ = الخصائص وقال: "لا أعرفه"، وقال البخاري: "فيه نظر". عبد الله بن شريك العامري الكوفي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال النسائي في الضعفاء: "ليس بالقوي، مختاريَّ"، يعني من أصحاب المختار الكذاب، وكان ذلك في أوائل أمره، ولكنه تاب، كما في الميزان. وقد رمز له في التهذيب 5: 252 برمز (ع ص) وهو خطأ مطبعي، صوابه (س) كما في التقريب والخلاصة. فطر: هو ابن خليفة. والحديث في مجمع الزوائد 9: 114 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وقال "وإسناد أحمد حسن". وليس كما قال، بل هو ضعيف كما ترى. والحديث أطال الحافظ القول فيه في القول المسدد 6، 16 - 20. (1512) إسناده صحيح، وهو مكرر 1476. ليث: هو ابن سعد. (1513) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ابن شهاب الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، من بني زهرة بن كلاب، وهو إمام تابعي ثقة حجة، لكنه لم يدرك سعداً، ولد سنة 50 أو سنة 51. والحديث في مجمع الزوائد 4: 330 وأعله بذلك أيضاً. (1514) إسناده صحيح، ورواه الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في الذخائر=

أخبرني سعيد بن المسيب أنه سمع سعد بن أبي وقاص قال: أراد عثمان بن مظعون أن يتبتَّل، فنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو أجاز ذلك له لاختصينا. 1515 - حدثنا ابن نمُير حدثنا مالك بن أنس حدثني عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي عيَّاش عن سعد بن أبي وقاص قال:

_ = 2064. عثمان بن مظعون: صحابى قديم، من السابقين الأولين، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، مات بعد شهوده بدراً في السنة الثانية، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين، وأول من دفن بالبقيع منهم، رحمه الله ورضي عنه. ولما مات إبراهيم ابن رسول الله قال: "الْحَقْ بسلفنا الصالح، عثمان بن مظعون". (1515) إسناده صحيح، عبد الله بن يزيد المخزومي مولى الأسود بن سفيان: ثقة حجة من شيوخ مالك. أبو عيش: هو زيد بن عياش، وهو ثقة وثقه الدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات، وصح الترمذي وابن خزيمة وابن حبان حديثه هذا. والحديث في الموطأ 2: 128 ورواه الشافعي عن مالك. في الرسالة بشرحنا 907 وفى اختلاف إلحديث ص 319 وفى الأم 3: 15 ورواه أصحاب السنن الأربعة، قال الترمذي 2: 232 - 233: "حديث حسن صحيح". ورواه الحاكم في المستدرك 2: 38 - 39 وقال: "هذا حديث صحيح، لإجماع أئمة النقل على إمامة مالك بن أنس، وأنه محكم في كل ما يرويه من الحديث، إذ لم يوجد في روايته إلا الصحيح، خصوصَاً في حديث أهل المدينة، ثم لمتابعة هؤلاء الأئمة إياه في روايته عن عبد الله بن يزيد، والشيخان لم يخرجاه لما خشياه من جهالة زيد أبي عياش". وتمسك ابن حزم بجهالة زيد فضعفه، ورددت عليه في تعليقي على الإحكام 7: 153، وكذلك زعم في المحلى 8: 462. وقال الخطابي في معالم السنن 3: 78 "قد تكلم بعض الناس في إسناد حديث سعد بن أبي وقاص، وقال: زيد أبو عياش راويه ضعيف، ومثل هذا الحديث على أصل الشافعي لا يجوز أن يحتج به، قال الشيخ- يعني الخطابي- وليس الأمر على ما توهمه، وأبو عياش هذا مولى لبني زهرة معروف، وقد ذكره مالك في الموطأ، وهو لا يروي عن رجل متروك الحديث بوجه. وهذا من شأن مالك وعادته معلومٌ".

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرُّطَب بالتمر؟ فقال: "أليس يَنْقُص الرطب إذا يَبِس؟ "، قالوا: بلى، فكرهه. 1516 - حدثنا يعلى حدثنا عثمان بن حَكيم حدثنا عامر بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مررنا على مسجد بني معاوية، فدخل فصلى ركعتين وصلينا معه، وناجى ربه عز وجل طويلاً، قال: "سألت ربي عز وجل ثلاثاً: سألته أن لا يهلك أمتي بالغَرَق، فأعطانيهِا، وسألته أن لا يهلك أمتي بالسَّنَة، فأعطانيها، وسأَلته أن لا يجعل بأسَهم بينهم، فمنعنيها". 1517 - حدثنا يعلى ويحيى بن سعيد، قال يحيى: حدثني رجل كنت أسميه فنسيت اسمه عن عمر بن سعد قال: كانت لى حاجة إلى أبي: سعدٍ، قال: وحدثنا أبو حيان عن مجمع قال: كان لعمر بن سعد إلى / أبيه حاجة، فقدَّم بين يديْ حاجته كلاماً مما يحدِّث الناس يوصلون، لم يكن يسمعه، فلما فرغ قال: يا بني، قد فرغتَ من كلامك؟ قال: نعم، قال: ما كنتَ من حاجتك أبعدَ، ولا كنتُ فيك أزهدَ منِّي، منذ سمعت كلامك هذا! سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سيكون قوم يأكلون بألسنتهم

_ (1516) إسناده صحيح، يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي: وهو ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. والحديث في تفسير ابن كثير 3: 326 ونسبه أيضاً لصحيح مسلم. السنة: الجدب، يقال: أخذتهم السنة: إذا أجدبوا وأقحطوا، وهى من الأسماء الغالبة، نحو الدابة في الفرس، والمال في الإبل، قاله في النهاية. (1517) إسناداه ضعيفان، الأول بجهالة الرجل الذي نسي يحيى اسمه، والثاني بإرساله، لأن مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية لم يدرك القصة، إلا أن يكون سمعها من عمر بن سعد. والحديث في مجمع الزوائد 8: 116 ونسبه أيضاً للبزار، وأعله بالراوي المبهم. وسيأتي نحو هذا المعنى بإسناد آخر 1597.

كما تأكل البقرةُ من الأرض". 1518 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن عبد الملك بن عُمر عن جابر بن سَمُرة قال: شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر، فقالوا: لا يحُسن يصلي! قال: فسأله عمر؟ فقال: إني أصلي بهم صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أركُد في الأُولَيَين، وأَحذف في الأخريين، قال: ذلك الظنُّ بك يا أبا إسحق. َ1519 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن أبي إسحق عن عمر بن سعد حدثنا سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قتال المؤمن كفر، وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام". 1520 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أكبر المسلمين في المسلمين جُرْمًا رجلاً سأل عن شيء ونَقَّر عنه حتى أُنزل في ذلك الشىء تحريمٌ من أجل مسئلته".

_ (1518) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر 1510. أركد في الأوليين: أي أسكن وأطيل القيام في الركعتين الأوليين من الصلاة الرباعية. وأحذت في الأخريين: أي أخفف فيهما. (1519) إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي. الحديث روى النسائي بعضه 2: 175 عن إسحق بن إبراهيم عن عبد الرزاق بإسناده، وروى بعضه أيضاً ابن ماجة 2: 240 من طريق وكيع عن شريك عن أبي إسحق عن محمد بن سعد عن أبيه، وستأتي رواية أبي إسحق عن محمد بن سعد من طريق زكريا عن أبي إسحق1537. فقد سمعه أبو إسحق من الأخوين محمد وعمر، والحديث بطوله في الجامع الصغير 6092، ونسبه أيضاً لأبي يعلى والطبراني والضياء. (1520) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وأبو داود، كما في ذخائر المواريث 2136.

1521 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهري عن عمر بن سعد أو غيره أن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من يُهِنْ قريشاً يُهنْه الله عزوجل". 1522 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أعطىَ النبي - صلى الله عليه وسلم - رجالاً ولم يعط رجلاً منهم شيئاً، فقال سعد: يا نبي الله، أعطيتَ فلاناً وفلاناً ولم تعط فلاناً شيئاً وهو مؤمن؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أو مسلم! " حتى أعادها سعد ثلاثاً، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أو مسلم! " ثم قال النبىِ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعطي رجالاً وأدع مَن هو أحبُّ إليّ منهم فلا أعطيه شيئاً مخافة أن يُكَبُّوا في النارعلى وجوههم". 1523 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهري عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل الوَزَغ، وسماه فُوَيْسِقاً. 1524 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهري عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص في أبيه قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فمرضت مرضاً أشفيتُ على الموت، فعادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إن لي مالاً كثيراً، وليس يرثني إلا ابنةٌ لي أفأُوصي بثلثى مالي؟ قال: " لا"، قلت: بشطر مالي؟ قال: "لا"، قلت: فثلث مالي؟ قال:- "الثلث،

_ (1521) إسناده صحيح، وقول الزهري: "عن عمر بن سعد أو غيره" لا يضعف الحديث، لأن الزهري رواه بإسناد آخر صحيح فيما مضى 1473، فلعله يشير إليه بقوله "أو غيره". (1522) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وأبو داود والنسائي، كما في ذخائر المواريث 2135. (1523) إسناده صحيح، ورواه مسلم وأبو داود، كما في ذخائر المواريث 2137. (1524) إسناده صحيح، وهو مطول 1488. وانظر 1501. وقد مضى معناه مرارًا مطولا ومختصراً.

والثلث كثير، إنك يا سعدُ أَن تَدَعَ ورثتك أغنياءَ خيرٌ لك من أن تدعَهم عالةً يتكففِون الناس، إنك يا سعد لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجهَ الله تعالى إلا أُجرْت عليها، حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك"، قال: قلت: يارسول الله أخَلَّف بعد أصحابي؟ قال: "إنك لن تَتَخلف فتعملَ عملاً تبتغي به وِجهَ الله إلا ازددْت به درجةً ورفعة، ولعلك تُخَلَّف حتى ينفع الله بك أقوامًا ويَضُرَّ بك آخرين، اللهم أمْضِ لأصحابي هجرتَهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكنِ البائس سعدُ بن خوْلة"، رثَى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان مات بمكة. 1525 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد رَدَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان التبتل، ولو أحله لاختصينا. 1526 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا محمد بن إسحق عن داود بن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه عن جده أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إنه لم يكن نبي إلا وصف الدجال لأمته، ولأصفنَّه صفةً لم يَصِفْها أحدٌ كان قبلي، إنه أعور، وإن الله عز وجل ليس بأعور". 1527 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا حدثنا سَليم بن حيَّان حدثنا عكرمة/ بن خالد، قال عفان: حدثني عن يحيى بن سَعد عن سعد: أن الطاعون ذُكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إنه رِجْز أصيب به من كان قبلكم، فإذا كان بأرض فلا تدخلوها، وإذا كنتم بأرض وهو بها فلا تخرجوا منها".

_ (1525) إسناده صحيح، وهو مكرر 1514 بمعناه، عثمان: هو ابن مظعون، كما صرح به فيما مضى. (1526) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 337 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والبزار، وأعله بابن إسحق، ونحن في هذا نخالفه. (1527) إسناده صحيح، وهو مكرر 1491 ومطول 1508.

1528 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا فُلَيح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن مَعْمَر قال: حدَّث عامر بن سعد عمِر بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة أن سعدًا قال: قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أكل سَبْع تمرات عجوةٍ: ما بين لابَتَي المدينة حين يُصْبح لم يَضُرَّة يومه في ذلك شِيء حتى يُمْسِي"، قال فُليح: وأظنه قد قال: "وإن أكلها حين يُمسِى لم يَضرَّه شيء حتى يصبح"، قال: قال عمر: يا عامر، انظرْ ما تحدّثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!! فقال عامر: والله ما كذبت على سعد، وما كذَب سعَدٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1529 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا كَثير بن زيد الأسلمي

_ (1528) إسناده صحيح، وهو مكرر 1442 بإسناده ولفظه. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي. (1529) إسناده صحيح، كثير بن زيد الأسلمي المدني: ثقة، قال أحمد: "ما أرى به بأساُ" وقال ابن معين: "صالح"، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/ 216 فلم يذكر فيه جرحاً، وغلا ابن حزم فزعم أنه ساقط لا تحل الرواية عنه، ورماه بالكذب! وهم فظنه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، فخلط بينهما. المطلب: هو ابن عبد الله بن المطلب بن حنطب، وهو تابعي ثقة، ترجمه البخاري 4/ 2/ 8 برقم 1944 فلم يذكر نسبه كله، قال: "مطلب بن عبد الله: سمع رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن أبي موسى وأم سلمة وعائشة، روى عنه عمر بن أبي عمرو وكثير بن زيد، وهو مدني". وفرق بينه وبين "المطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي" الذي سمع عمر فترجمه 4/ 2/ 7 برقم 1942. وهما عندي غير "المطلب بن حنطب" الذي روى له الشافعي أحاديث عن رسول الله، وأرى أنه صحابي، وقد حققت ذلك مفصلا في شرحي على الرسالة رقم 306. وقد خلط التهذيب بين هؤلاء، أو بين الأول والثاني على الأقل. وهذا الحديث في معنى 1441، ولكن هناك الراوي عامر بن سعد والموجه إليه القول عمر بن سعد، عكس ما هنا، فلعلهما قصتان، أو لعل كثير بن زيد أخطأ حفظ القصة على وجهها.

عن المطَّلب عن عمر بن سعد عن أبيه أنه قال: جاءه ابنه عامر فقال: أَي بُنَي، أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأساً؟! لا والله حتى أُعْطىَ سيفاً إن ضربتُ به مؤمناً نَبَا عنه، وإن ضربتُ به كافراً قَتَله!! سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله عز وجل يحبّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ التقيَّ". 1530 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا مِسْعَر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال: رأيت عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن شماله يومَ أُحد رجلين عليهما ثياب بيض، لم أرهما قبلُ ولا بعدُ. 1531 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن العَيزَار عن عمر بن سعد عن أبيه سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "عجبتُ للمسلم، إذا أصاِبه خير حمد الله وشكَر، وإذا أصابته مصيبة احتَسب وصبر، المسلم يُؤجَر في كل شيء، حتى فىِ اللقمة يرفعها إلى فيه". 1532 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن قَتادة وعلي بن زيد بن

_ (1530) إسناده صحيح، وهو مختصر 1471. (1531) إسناده صحيح، وهو مكرر 1492. (1532) إسناده صحيح، ابن سعد الذي سمع منه ابن المسيب هو عامر بن سعد، كما بين في رواية مسلم التي أشرنا إليها في 1490. وانظر 1509. "حدثني ابن لسعد" في ح "حدثنا" بدل "حدثني". وقول ابن المسيب: "حدثني ابن لسعد بن مالك حدثنا عن أبيه" هكذا هو في الأصول الثلاثة، ومعناه أن ابن سعد بن أبي وقاص حدثه عن أبيه، فكرر، ولكن يظهر لي أن أصل الكلام "حدثني ابن لسعد بن مالك حديثاً عن أبيه"، فظن الناسخون أن كلمة "حديثاً" هى "حدثنا" فاختصروها على عادتهم في اختصارها، فكتبت في الأصول "ثنا". والمعنى واحد على كل حال، ولكن ما ظنناه أقرب وأوضح، ولم نستجز أن نغير ما في الأصول عن غير ثبت ويقين. وكذلك قوله "حديثاً حدثنيه عنك" الظاهر عندي أن صحته "حُدَّ ثْتُهُ عنك". "فدخلت" في ح "دخلت". وأثبتنا ما =

جُدْعانَ قالا حدثنا ابن المسيَّب حدثني ابنٌ لسعد بن مالك، حدثنا عن أبيه، قال: فدخلتُ على سعد فقلت: حديثاً حدثنيه عنك حين استَخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليّا على المدينة؟ قال: فغضب، فقال: من حدثك به؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضبَ عليه، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليّا على المدينة، فقال علي: يارسول الله، ما كنتُ أحب أن تخرج وَجْهاً إلا وأَنا معك، فقال: "أوَما ترضى أَن تكون منِّي بمنزلة هرون من موسى؟ غيرأنه لا نبي بعدي". 1533 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا مالك، يعني ابن أَنس، حدثنا أبو النَّضْر عن عامر بن سعد قال سمعت أبي يقول: ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لحي يمشي إنه في الجنة إلا لعبد الله بن سلاَم. 1534 - حدثنا هرون بن معروف [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته

_ = في ك هـ. (1533) إسناده صحيح، وهو مكرر 1453. وانظر 1458. (1534) إسناده صحيح، هرون بن معروف المروزي: ثقة ثبت من شيوخ أحمد وابنه عبد الله. مخرمة: هو ابن بكير بن عبد الله بن الأشج. الغمر، بفتح الغين وسكون الميم: الكثير، أي يغمر من دخله ويغطيه. الدرن: الوسخ. والحديث رواه مالك في الموطأ 1: 187 - 188 بلاغاً عن عامر بن سعد عن أبيه، وفى شرح السيوطي: "قال ابن عبد البر: لا تحفظ قصة الأخوين من حديث سعد بن أبي وقاص إلا في مرسل مالك هذا، وقد أنكره البزار وقطع بأنه لا يوجد من حديث سعد البتة! وما كان له أن ينكره، لأن مراسيل مالك أصولها صحاح كلها، وجائز أن يروي هذا الحديث سعد وغيره. وقد رواه ابن وهب عن مخرمة ابن بكير عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه مثل حديث مالك سواء، وأظن مالكاً أخذه من كتب بكير بن الأشج، أوأخبره به عنه مخرمة ابنه، فإن ابن وهب انفرد به، لم يروه أحد غيره، فيما قال جماعة من أهل الحديث. وتحفظ قصة الأخوين من حديث طلحة ابن عبيد الله وإبي هريرة وعبيد بن خالد". ورواية طلحة بن عبيد الله مضت في مسنده

أنا من هرون] حدثنا عبد الله بن وهب حدثني مَخْرَمة عن أبيه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت سعداً وناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: كان رجلان أَخَوَان فىِ عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أحدُهما أفضلَ من الآخر، فُتوفِّي الذي هو أَفضَلُهما، ثم عُمّرَ الآخُر، بعدَه أربعين ليلةً، ثم توفي، فُذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضلُ الأول عَلى الآخر، فقال: "ألم يكن يصلي؟ " فقالوا: بلى يا رسول الله، فكان لا بأس به، فقال: "ما يدريكم ماذا بلغت به صلاتُه؟! " ثم قال عند ذلك: "إنما مَثل الِصلاة كمثَل نِهِر حارٍ بباب رجلٍ غَمْرٍ عَذْبٍ، يقتحم فيه كلَّ يوم خمس مرات, فما تُرَوْنَ يُبْقِي ذلك من دَرَنِه؟ ". 1535 - حدثنا بَهْز حدثنا شعبة حدثنا قَتادة عن يونس بن جُبير عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأن يمتلىءَ جوف أحدكم قَيْحاً ودَماً خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا". 1536 - حدثنا بَهْز/ حدثنا شعبة أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال: قدمتُ المدينة، فبلغنا أن الطاعون وقع بالكوفة، قال: فقلت: من يروي هذا الحديث؟ فقيل: عامر بن سعد، قال: وكان غائباً، فلقيت إبراهيم بن سعد،

_ = 1389، 1401، 1403. (1535) إسناده صحيح، وهو مكرر 1507. (1536) إسناده صحيح، بهز: هو ابن أسد العمي، وهو ثقة، قال أحمد: "إليه المنتهى في التثبت". إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص: تابعي ثقة. وهذا الحديث هنا من مسند أسامة ابن زيد، حدث به سعداً، كان سعد يرويه أيضاً، كما مضى مرارا 1491، 1508، 1527. ورواه البخاري في الكبير 1/ 1/ 288 من طريق شعبة بهذا الإسناد، ثم رواه من طريق الأعمش عن حبيب عن إبراهيم عن أسامة وسعد مرفوعاً، ثم من طريق سفيان عن حبيب عن إبراهيم عن أسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت مرفوعَاً.

فحدثني أنه سمع أُسامة بن زيد يحدّث سعداً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا وقع الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا منها"، قال: قلت: أنت سمعتَ أُسامة؟ قال: نعمِ. 1537 - حدثنا علي بن بَحْرحدثنا عيسى بن يونس عن زكريا عن أبي إسحق عن محمد بن سعد بن مالك عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قتال المسلم كفر، وسبابه فسق". 1538 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا أبو بكر عن عاصم بن أبي النَّجُود عن مُصْعَب بن سعد عن سعد بن مالك قال: قال: يا رسول الله، قد شفاني الله من المشركين، فهب لى هذا السيفَ، قال: "إن هذا السيف ليس لك ولا لي، ضَعْه"، قال: فوضعته، ثم رجعتُ قلت: عَسى أن يعطى هذا السيف اليومَ من لم يُبْلِ بلائي، قال: إذا رجل يدعوني من ورائي، قال: قلت: قد أُنزل فيَّ شىءٌ؟ قال: "كنتَ سألتني السيف وليس هو لي، وإنه قد وُهبَ لى فهو لك"، قال: وأنزلت هذه الآية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}. 1539 - [قال عبد الله بن أحمد]: وجدتُ هذا الحديث في كتاب

_ (1537) إسناده صحيح، وهو مختصر 1519. وقد مضت الإشارة إلى هذا الإسناد هناك. (1538) إسناده صحيح، وهو في تفسير ابن كثير 4: 4 وقال: "ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن أبي بكر بن عياش به، وقال الترمذي: حسن صحيح". وانظر 1556، 1567. (1539) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عبد المتعالى بن عبد الوهاب الأنصاري: ترجمه الحافظ في التهذيب 6: 380 وذكر أن الحسيني أغفله في رجال المسند، ظنّا منه أنه راو آخر، ورجح هو أنه غير ذاك، وترجمه أيضاً في التعجيل 264 - 265 وأشار إلى هذا الحديث، وذكر أنه روى عنه أيضاً عبد الله بن أحمد وإبراهيم بن الحرث بن مصعب =

أبي بخط يده: حدثني عبد المتعالي بن عبد الوهاب حدثني يحيى بن سعد الأموي، قال أبو عبد الرحمن: وحدثنا سعيد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا المجالد عن زياد بنِ علاَقةَ عن سعد بن أبي وقاص قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة جاءتْه جُهَينةُ فقالوا: إنك قد نزلت بين أظهرنا، فأَوِثقْ لنا حتى نأتيك وتُؤْ منَّا، فأَوثقَ لهم، فأسلموا، قال: فبعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رجب، ولا نكَون مائةً، وأَمَرَنا أن نغير على حيّ من بني كِنانة إلى جنب جهينة، فأَغرنا عليهم، وكانوا كثيرًا، فلجأنا إلى جهينة، فمنعونا، وقالوا: لمَ تقاتلون في الشهر الحرام؟! فقلنا: إنما نقاتل مَن أخرجَنا من البلد الحَرام في الشهر

_ = "فكملت الرواة عنه ثلاثة" ليستدل بذلك على أنه غير "عبد المتعال بن طالب بن إبراهيم الأنصاري"، ولم أجد لعبد المتعالي بن عبد الوهاب هذا ترجمة في الجرح والتعديل، ولا في تاريخ بغداد، وذكره ابن الجوزي في مناقب أحمد 46 في شيوخه هكذا: "عبد المتعال بن عبد الوهاب بن عبيد بن أبي قرة البغدادي". ولم أجد فيه جرحاً ً ولا تعديلاً، ولكن المعروف عن أحمد أنه ينتقي شيوخه، فلا يروي إلا عن ثقة. المجالد: هو ابن سعيد. زياد بن علاقة، بكسر العين وتخفيف اللام وفتح القاف، بن مالك الثعلبي: ثقة، ولكن حديثه عن سعد مرسل، قال ابن أبي حاتم في المراسيل 22: "قال أبو زرعة: زياد بن علاقة لم يسمع من سعد بن أبي وقاص". وهذا الحديث لم يسمعه عبد الله بن أحمد من أبيه، ولكن وجده بخط يده، وسمعه من سعيد بن يحيى بن سعيد الأموى عن أبيه يحيى، فشارك أباه الإمام في الدرجة فيه، إذ كان بينه وبين يحيى شيخ واحد، كما بين أبيه وبين يحيى. والحديث لم أجده في شيء من المراجع إلا في هذا الموضوع، وإلا إشارة الحافظ إليه في التعجيل. "غضباناً" كذا هو في الأصول مصروفاً، ولم أجد له وجهاً. ثم وجدت الحديث في المجمع 6:66 - 67 ونسبه أيضاً للبزار مختصراً، وهو كذلك في تاريخ ابن كثير 3: 248 عن المسند ونسبه أيضاً للبيهقي في الدلائل، وقال: ثم رواه من حديث أبي أسامة عن مجالد عن زياد بن علاقة عن قطبة ابن مالك عن سعد بن أبي وقاص فذكر نحوه. فأدخل ابن سعد وزيادٌ قطبةَ بن مالك وهذا أنسب.

الحرام، فقال بعضُنا لبعضٍ: ما تَرون؟ فقال بعضنا: نأتي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فنخبره، وقال قوم: لا، بل نقيم ها هنا، وقلتُ أنا في أُناس معي: لا، بل نأتي عِيَر قريش فنقتطعُها، فانطلقنا إلى العير، وكان الفيءُ إذ ذاك: من أخَذ شيئاً فهو له، فانطلقنا إلى العير، وانطلق أصَحابُنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه الخبر، فقام غضبانًا محمرَّ الوجه، فقال: "أَذَهبتم من عندي جميعاً وجئتم متفرقين؟! إنما اهلك من كان قبَلكم الفُرْقة، لأبعثن عليكم رجلاً ليس بخيركم، أَصبَرُكم على الجوع والعطش"، فبعث علينا عبدَ الله بن جَحْشٍ الأسدي، فكان أولَ أمير أُمَّرَ في الإسلام. 1540 - حدثنا حسين عن زائدة عن عبد الملك بنِ عُمِير، وعبدُ الصمد حدثنا زائدة حدثنا عبد الملك بن عُمير عن جابر بن سَمُرَة عن نافع بن عُتبة بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تقاتلون جزيرةَ العرب فيفتحُها الله لكم، ثم تقاتلون فارس فيفتحها الله لكم، ثم تقاتلون الروم فيفتحُها الله لكم، ثم تقاتلون الدجال فيفتحه الله لكم"، قال: فقال جابر: لا يخرج الدجال حتى يُفتتح الرومُ. 1541 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا عبد الملك بن عُمير عن جابر بن سَمُرة عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص، أنه سِمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله لكم، وتغزون فارس فيفتحها الله

_ (1540) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 366 مطولاً، ورواه ابن ماجة مختصراً 2: 270 كلاهما من طريق عبد الملك بن عمير. وهذا الحديث والذي بعده ليسا من مسند سعد ابن أبي وقاص، بل هما من مسند ابن أخيه نافع بن عتبة بن أبي وقاص، وسيأتي مسنده 4: 337 - 338 ح وفيه هذا الحديث بإسنادين، مختصراً ومطولاً. ونافع بن عتبة: صحابي أسلم يوم الفتح، وليس له إلا هذا الحديث، يرويه عنه ابن عمته جابر بن سمرة. (1541) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

لكم، وتغزون الروم فيفتحها الله لكم، وتغزون الدجال فيفتح الله لكم ". 1542 - حدثنا يعقوب قال سمعت أبي يحدث عن محمد بن عكرمة عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص: أن أصحاب المزارع في زمان رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - كِانوا يُكْرُون مزارعَهم بما يكون على السواقي من الزروع وما سَعد بالماء مما حَوْلَ النبت، فجاءوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فاختصموا في بعض ذلك، فنَهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / أن يُكْروا بذلك، وقال: "أكْروا بالذهب والفضة". 1543 - حدثنا ابن أبي عدي عن ابن إسحق، ويعقوبُ، حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عبد الله بن محمد، قال يعقوب: ابن أبي عتيق، عن عامر بن سعد حدثه عن أبيه سعد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

_ (1542) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن ابن الحرث بن هشام المخزومي: ترجم له البخاري في الكبير 1/ 1 /195ولم يذكر فيه جرحَاً، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه البخاري في ترجمة محمد بن عكرمة من طريق إبراهيم بن سعد عنه. ورواه أبو داود والنسائي، كما في ذخائر المواريث 2069، وسيأتي الحديث مرة أخرى 1582. ما سعد بالماء: أي ما جاءه الماء سيحاً لا يحتاج إلى دالية، وقيل: ما جاء من غير طلب. (1543) إسناده صحيح، عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: هو المعروف بابن أبي عتيق، وهو تابعي ثقة، كما مضى برقم 7. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8: 114 ولكن نسبه للبزار فقط، وقال: "رجاله ثقات" فكأنه لم يره في المسند. في ح "ويعقوب حدثنا أبي عن أبي إسحق" وهو خطأ، صوابه "عن ابن إسحق" كما في ك هـ. قوله "قال يعقوب: ابن أبي عتيق ": يريد أن يعقوب بن إبراهيم ابن سعد قال في روايته عن أبيه عن ابن إسحق: "حدثني عبد الله بن محمد بن أبي عتيق"! أي أنه عرفه بشهرته التى عرف بها. وأثبت في الأصول الثلاثة: "قال يعقوب بن أبي عتيق"! كأن الناسخين لم يفهموا الإسناد، وظنوه شخصَاً يدعي هكذا!.

"إذا تنخم أحدكم في المسجد فليغيّب نُخامته، أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه". 1544 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن عبد الله بن يزيد عن زيد أبي عياش قال: سُئل سعد عن البيضاء بالسُّلْت؟ فكرهه، وقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسْأَل عن الرطب بالتمر؟ فقال: "ينقص إذا يَبس؟ " قالوا: نعم، قال: "فلا إذن". 1545 - حدثنا سفيان عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه بَلَغَ به النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أعظم المسلمين في المسلمين جُرْماً من سأل عن أمر لم يُحَرّمْ فحُرِّم على الناس من أجل مسئلته". 1546 - حدثنا سفيان عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه قال: مرضتُ بمكةَ عامَ الفتح مرضاً شديداً أَشفيت منه على الموت، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني، قلت: يا رسول الله، إن لى مالا كثيراً، وليس يرثني إلا ابنتي أفأتصدقُ بثلثيْ مالى؟ وقال سفيان مرةً: أتصدق بمالي؟ قال: "لا"، قال: فأتصدقُ بثلثيْ مالى؟ قال: "لا"، قلت: فالشَّطْر، قال: "لا"، قال: قلت: الثلث؟ قال: "الثلث، والثلث كبير، إنك أن تتركَ ورثتك أغنيِاء خيرٌ من أن تتركهم عالة يتكفَّفون الناس، إنك لن تنفقَ نفقةً إلا أُجرت فيها، حتى اللقمة ترفعُها إلى في امرأتك"، قلت: يارسول الله، أُخلَّفُ عن

_ (1544) إسناده صحيح، وهو مطول 1515، وسبق الكلام عليه مفصلا. "عن زيد أبي عياش" هذا هو الصواب، وفى ك حا عن زيد بن أبي عياش" وهو خطأ، فإنه "زيد بن عياش " وكنيته " أبو عياش ". البيضاء: الحنطة، وتسمى "السمراء" أيضاً. السلت، بضم السين وسكون اللام: ضرب من الشعير أبيض لا قشر له. (1545) إسناده صحيح، وهو مكرر 1520. (1546) إسناده صحيح، وهو مكرر 1524.

هجرتي؟ قال: "إنك لن تُخَلَّف بعدي فَتعمل عملاً تُريدُ به وَجه الله إلا ازددت به رِفْعةً ودرجةً، ولعلك أن تُخلَّف حتى ينتفع بك أقوامٌ ويُضَرَّ بك آخرون، اللهم أَمْضٍ لأصِحابي هجرتهم، ولا تردَّهم على أعقابهم، لكن البائسُ سعد بن خَوْلَة"، يَرْثي له أن مات بمكة. 1547 - حدثنا سفيان بن عُيَيْنة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: "أنت منَّى بمنزلة هرون من موسى"، قيل لسفيان: "غيرأنه لا نبي بعدي"؟ قال: قال: نعم. 1548 - حدثنا سفيان عن عبد الملك سمعه من جابر بن سَمُرة: شكا أهلُ الكوفة سعداً إلى عمرو، فقالوا: إنه لا يحسن يصلِّي: قال: آلأعاريب؟! والله ما آلو بهم عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في الظهر والعصر أَرْكُد في الأوليين، وأحْذِف في الأخريين، فسمعت عمر يقول: كذلك الظن بك يا أبا إسحق. 1549 - حدثنا سفيان عن عَمرو سمعتُ ابن أبي مُلَيكة عن عُبيد الله بنِ أبي نَهِيك عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منَّا من لم يَتَغَنَ بالقرآن". 1550 - حدثنا سفيان عن الزهري عن مالك بن أَوْس سمعتُ

_ (1547) إسناده صحيح، وهو مختصر 1532. (1548) إسناده صحيح، وهو مكرر 1518. سفيان هنا: هو ابن عيينة، وسفيان هناك: هو الثوري. فأحمد يروي الحديث عاليَاً عن ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير، ويرويه نازلا عن عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الملك بن عمير. (1549) إسناده صحيح، وهو مكرر 1512. سفيان: هو ابن عيينة. عمرو: هو أبن دينار. (1550) إسناده صحيح، وهو مكرر 1406 بإسناده ولفظه، ولكن هناك "سفيان عن عمرو عن =

عمر يقول لعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد: نَشَدْتُكم الله الذي تقوم به السماء والأرض، وقال مرةً: الذي بإذنه تقوم، أعلمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنا لا نُورث، ما تركنا صدقةٌ"؟ قالوا: اللهم نعم. 1551 - حدثنا سفيان عن العلاء، يعني ابن أبي العباس، عن أبي

_ = الزهري"، وهنا حذف "عن عمرو"، وسفيان بن عيينة سمع من الزهري مباشرة وروى عنه بالواسطة، والظاهر أنه هنا كما هناك وسقط من الناسخ، ويؤيده أنه مضى قبل مرة أخرى 1391 بإثباته. والحديث مختصر 425. وانظر 1781 و 1782. (1551) إسناده صحيح، العلاء بن أبي العباس: لم يترجم له في التعجيل، فيستدرَك عليه، وله ترجمة قاصرة في لسان الميزان 4: 184 - 185، وله ترجمة جيدة في الجرح والتعديل 3/ 1 / 356 نصها: العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي، واسم أبي العباس السائب بن فروخ مولى بني الديل، وروى عن أبي الطفيل وأبى جعفر محمد بن علي، روى عنه الثوري وابن جريج وسفيان بن عيينة، سمعت أبي يقول ذلك. نا عبد الرحمن "عبد الرحمن هو ابن أبي حاتم نفسه، والذي يقول حدثنا عبد الرحمن هو أحد تلامذته الراوي الكتاب عنه" أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلى، قال: سألت يحيى بن معين عن العلاء بن أبي العباس الشاعر؟ فقال: ثقة ثقة. نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن العلاء بن أبي العباس؟ فقال: هو من عتق الشيعة". وفى لسان الميزان: "أثنى عليه سفيان بن عيينة، وقال الأزدي شيعي غال، وذكره ابن حبان في الثقات". وهذا شيء طريف! أنه شيعي، وكان أبوه السائب بن فروخ هواه مع بني أمية، كما في ترجمته في التهذيب. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الصحابي. بكر بن قرواش الكوفي: ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 94 وقال: "سمع منه أبو الطفيل" وقال أيضاً: "فيه نظرا وفى التعجيل 54 عن العجلي: "ثقة تابعي من كبار التابعين من أصحاب عليَّ، كان له فقه"، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. ورواية أبي الطفيل عنه من رواية الأكابر عن الأصاغر. فهو صحابي يروي عن تابعي. "شيطان الردهة يحتدره" هكذا جاء الحديث مختصراً، مبهماً، وفى النهاية: "الردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، وقيل: الردهة قلة الرابية". ومعنى "يحتدره" فيما أرى: يحدره، أي يحطه من علو إلى =

الطُفَيل عن بكر بن قرْوَاشِ عن سعد، قيل لسفيان: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال: "شيطان الرَدهة يَحْتَدِره"، يعني رجلاً من بَجيِلَة. 1552 - حدثنا سفيان عن إسماعبل بن أُميَّة عن عبد الله بن يزيد عن أبي عَيّاش قال: سئل سعد عن بيع سُلْتٍ بشعير أو شىء من هذا؟ فقال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تمر برطب؟ فقال: "تنقص الرَّطبة إذا يبست؟ "

_ = سفل، والفعل ثلاثي متعد بنفسه، وأما "احتدر" وهو بوزن المطاوع فلم أجده، ثم هو يكون لازمَا على قياس المطاوع، والذي في اللسان في مطاوع "حدر": "حدره يحدره حدراً وحدوراً فانحدر وتحدر"ولكن هكذا جاء هنا فعل "احتدر" متعديًا. وفي ح هـ "يحتذره" بالذال معجمة، وهو تصحيف، صححناه من ك والنهاية واللسان في مادة "رده". والحديث هنا مختصر غير واضح المعنى, وهو في مجمع الزوائد 6: 234 مطول، ونصه: "عن سعد بن مالك، يعني ابن أبي وقاص: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر يعني ذا الثدية الذى يوجد مع أهل النهروان، فقال: شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة، يقال له الأشهب أو ابن الأشهب، علامة في قوم ظلمة، قال سفيان. قال عمار الدهبي حين حدث: جاء به رجل منا، أي من بجيلة فقال: أراه من دهن، يقال له الأشهب أو ابن الأشهب. رواه أبو يعلى وأحمد باختصار والبزار، ورجاله ثقات". وفى اللسان 17: 384 - 385: "روى الأزهري بسنده عن سعد قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر ذاك الذي قتل على، ذا الثدية، فقال: شيطان الردهة راعي الخيل، يحتدره رجل من بجيلة، أي يسقطه". والحديث رواه الحاكم في المستدرك 52114 من طريق الحميدي عن العلاء ابن أبي العباس- وكان شيعياً- ولفظه: "شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب راعي الخيل- وراعي الخيل علامة في القوم الظلمة" قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، قال الذهبي: ما أبعده عن الصواب وما أنكره. (1552) إسناده صحيح، إسماعيل بن أمية بن عمرو بن العاص الأموي: مكي ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. والحديث مكرر 1544

قالوا: نعم، قال: "فلا إذن". 1553 - حدثنا إسماعيل حدثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال: سمعت سعداً يقول: سمعتْ أذناى ووعَى قلبي من محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه: "من ادَّعَى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غيرُ أبيه فالجنة عليه حرام"، قال: فلقيت أبا بَكْرة فحدثْتُه، فقال: وأنا سمعه/ أذناي ووعَى قلبي من محمد - صلى الله عليه وسلم -. 1554 - حدثنا إسماعيل أخبرنا هشام الدَّستَوَائي عن يحيى بن أبي كثير: الحضرميُّ بن لاحق عن سعيد بن المسيب قال: سألت سعد بن أبِى وقاص عن الطَّيَرَة؟ فانتهرني، وقال: من حدِثك؟! فكرهتُ أن أحدثه من حدثني، قالَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدَوى ولا طيَرة ولا هَامَ، إن تكن الطيرُة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار، وإذا سمعتمَ بالطاعون بأرض فلا تهبطوا، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفرُّوا منه". 1555 - حدثنا إسماعيِل، يعني ابنَ إبراهيم، أنبأنا هشام الدَّسْتَوائي عن عاصم بن بَهْدَلة عن مُصْعَب بن سعد قال: قال سعد: يا رسول الله، أيُّ الناس أشد بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الأمْثَلُ فالأمثل، حتى يُبْتَلى العبد على قدر دينه ذاك، فإن كان صُلْبَ الدِّين ابُتلى على قَدْر ذاك"، وقال مرةً: "أشِدُّ بلاءً، َ وإن كان في دينه رقَّةٌ ابتُلي على قدر ذاك"، وقال مرةً: "على حَسب دينه"، قال: "فما تبرح البلايا عن العبد حتى يمشي في الأرض،

_ (1553) إسناده صحيح، وهو مكرر 1504 بهذا الإسناد. (1554) إسناده صحيح، وقد سبق القسم الأول منه 1502 من طريق يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق. وسبق القسم الآخر الذي بشأن الطاعون 1527، 1536 بإسنادين آخرين. وانظر 1577، 1615. قوله "يحيى بن أبي كثير: الحضرمي بن لاحق" هكذا هو الأصول، يريد "حدثنا الحضرمي" أو "قال الحضرمي" أو نحو ذلك. (1555) إسناده صحيح، وهو مكرر 1494.

يعني، وما إنْ عليه من خطيئة"، [قال عبد الله بن أحمد] قال أبي: وقال مرةً: عن سعد قال: قلت يارسول الله. 1556 - حدثنا أبو معاوية حدثنا أبو إسحق الشيباني عن محمد بن عُبيد الله الثقفِي عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يومُ ُقتل أخى عُمير، وقَتلتُ سعيدَ بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكَتيفة، فأتيتُ به نبىَّ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "اذهبْ فاطرحْه في القَبَض"، قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخى وأخذ سلبي، قال: فما جاوزت إلا يسيراً حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب فخذ سيفك". 1557 - حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عُمير عن جابر بن سَمُرة قال: شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر، فقالوا: لا يحسن يصلي! فذكر ذلك عمر له؟ فقال: أمّا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كنت أصلى بهم، أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين فقال: ذاك الظن بك يا أبا إسحق.

_ (1556) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو إسحق الشيباني: هو سليمان ابن أبي سليمان، وهو ثقة حجة. محمد بن عبيد الله الثقفي أبو عون: ثقة، كما قلنا في 1077، ولكنه لم يدرك سعداً، فإنه متأخر، مات سنة 116، وفى مراسيل ابن أبي حاتم 67: "قال أبو زرعة: محمد بن عبيد الله الثقفي عن سعد مرسل"، وهو في التهذيب أيضاً 9: 322 ولكن كُتب فيه "عن سعيد" وهو خطأ مطبعي واضح. والحديث في تفسير ابن كثير 4: 4، وهو أيضاً في الدر المنثور 3: 158 ونسبه لابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن مردويه. وقد مضى معناه بإسناد صحيح 1538. وانظر 1567. "ذو الكتيفة": بفتح الكاف، والكتيف السيف الصفيح، أي العريض. القبض، بفتح القاف والباء: بمعنى المقبوض، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم، قاله ابن الأثير. (1557) إسناده صحيح، جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي: ثقة حجة حافظ، روى عنه أحمد مراراً، منها هذا الموضع و177. والحديث مكرر 1548.

1558 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عمر بن نُبَيْه حدثني أبو عبد الله القرّاظ قال: سمعت سعد بن مالك يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أراد أهل المدينة بدَهْمٍ أو بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء". 1559 - حدثنا يحيى بن سعيد عن أسامة بن زيد حدثني محمد ابن عبد الرحمن بن لبيبة عن سعد بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي". 1560 - حدثنا على بن إسحق عن ابن المبارك عن أسامة قال أخبرني محمد بن عمرو بن عثمان أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة أخبره، فذكره. 1561 - حدثنا يحيى بن سعيد عن موسى الجهني حدثني مصعب

_ (1558) إسناده صحيح، عمر بن نبيه، بالتصغير، الكعبي الخزاعي: ثقة، وثقه ابن المديني وغيره. أبو عبد الله القراظ: اسمه دينار، وهو تابعي ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في الكبير 2/ 1 /223فلم يذكر فيه جرحاً. بدهم، بفتح الدال وسكون الهاء: أي بأمر عظيم وغائلة، من أمر يدهمهم، أي يفجؤهم. والحديث رواه مسلم 1: 390 "من طريق حاتم بن إسماعيل وإسماعيل بن جعفر عن عمر بن نبيه. وسيأتي أيضاً 1593، 8355 من طريق أسامة بن زيد عن أبي عبد الله القراظ عن أبي هريرة وسعد مطولاً، وصرح القراظ هنا وفيما أشرنا إليه بالسماع من سعد وبالسماع من أبي هريرة، وقال أبو حاتم الرازي: "روى عن سعد بن أبي وقاص، ولا ندري سمع منه أم لا". فهذا التصريح بالسماع يثبت ما غاب عن أبي حاتم. وأشار الحافظ في التهذيب 7: 501 إلى أن الحديث رواه النسائي أيضاً. (1559) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سبق الكلام فيه مفصلا 1477، 1478. (1560) إسناده ضعيف، كالذي قبله، وهو تكرار له. (1561) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 311 من طريق ابن مسهر وابن نمير عن موسى =

ابن سعد عن أبيه: أن أعرابياً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال علمني كلاماً أقوله؟ قال: "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، خمساً"، قال: هؤلاء لربي، فما لى؟ قال: "قل: اللهم اغفر لى وارحمني وارزقني واهدني وعافني". 1562 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد الأِنصِاري، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعداً يقول: جمع لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أُحد. 1563 - حدثنا يحيى عن موسى، يعني الجهني، حدثني مصعب ابن سعد حدثني أبي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كلّ يوم ألفَ حسنة؟ " فقال رجل من جلسائه: كَيف يكسب أحَدُنا ألف حسنة؟ قال: "يسبح مائة تسبيحة، تكتَبُ له ألفُ حسنة، أويُحَطُّ عنه ألفُ خطيئة"، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال ابن نمُير أيضاً "أويُحَطُّ" ويعلى أيضاً "أو يحُط". 1564 - حدثنا يحيى حدثنا محمد بن عمرو حدثني مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد في أِبيه سعد ابن مالك قال: كان/ النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلَّم عن يمينه وعن شِماله حتى يُرَى بَياضُ خدَّيه.

_ = الجهني. وسيأتي مرة أخرى 1611. (1562) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد شيخ أحمد: هو القطان. والحديث مكرر 1495. (1563) إسناده صحيح، وهو مكرر 1496. وسيأتي أيضاً 1612، 1613. (1564) إسناده ضعيف، لضعف مصعب بن ثابت، كما قلنا في 433. وقد مضى الحديث بمعناه بإسناد صحيح 1484.

1565 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليث عن الحُكَيم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، رضينا بالله رباً، وبمحمد رسولا، وِبالإسلام دينًا، غُفِرَ له ذنبه". [قال عبد الله بن أحمد: قال أبي]: حدثناه قُتَيبة عن الحَكَم بن عبد الله بن قيس. 1566 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا إسمِاعيل حدثنا قيس قال: سمعت سعد بن مالك يقول: إني لأول العرب رمَى بسهمٍ في سبيل الله، ولقد رأيُتنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحُبْلة وهذا السَّمُر، حتى إن أحدنا ليضَع كما تضع الشاةُ، ما له خِلْط، ثم أصبحت بنو

_ (1565) إسناده صحيح، الحكيم، بالتصغير، بن عبد الله بن قيس بن مخرمة المطلبي: تابعي ثقة، مات بمصر سنة 118، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 88 فلم يذكر فيه جرحاً. وفى ك هـ "الحكم" بالتكبير، وهو خطأ. وقول أحمد في آخره "حدثناه قتيبة عن الحكم ابن عبد الله بن قيس ": هكذا هو في الأصول الثلاثة، وهو خطأ في ذكر "الحكم" مكبراً، وصحته "الحكيم" بالتصغير وليس على ظاهره أيضاً، فإنه يريد أن قتيبة لم يروه عن الحكيم مباشرة، بل رواه عن الليث بن سعد عن حكيم، كذلك رواه مسلم 1: 113 وأبو داود 1: 207 والترمذي رقم 210 بشرحنا والنسائي 1: 110 كلهم عن قتيبة عن الليث، ورواه الحاكم 1: 203 من طريق قتيبة، ورواه أيضاً مسلم وابن ماجة 1: 127 عن محمد بن رمح عن الليث. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد عن حكيم بن عبد الله بن قيس". (1566) إسناده صحيح، وهو مطول 01498 السمر، بضم الميم: ضرب من شجر الطلح، الواحدة سمرة. "ما له خلط " بكسر الخاء وسكون اللام: قال في النهاية: "أي لا يختلط بخوهم بعضه ببعض، لجفافه ويبسه، فإنهم يأكلون خبز الشعير وورق الشجر، لفقرهم وحاجتهم". في ح "أتينا" بدل "رأيتنا" وهو خطأ.

أسد يُعزِّروني على الدِّين!! لقد خِبْتُ إذن وضَلَّ عملي. 1567 - حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني سِمَاك بن حرب

_ (1567) إسناده صحيح، وروه الطيالسي 208 عن شعبة مطولا، ولكنه اختصر آخره، وروى مسلم قطعة منه 29:2 - 50 من طريق محمد بن جعفرعن شعبة، ثم رواه مطولا 2: 239 - 240 من طريق الحسن بن موسى عن زهيرعن سماك بن حرب، ثم رواه عقبة من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن سماك، فلم يسق متنه، بل أحال على رواية زهير. وأشار ابن كثير في التفسير 4: 5 إلى رواية الطيالسي. وستأتي رواية محمد ابن جعفر عن شعبة 1614. وفى تفسير ابن كثير 6: 458 قصة سعد مع أمه، نقلاً عن كتاب العِشْرة للطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أحمد بن أيوب بن راشد عن مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن سعد، وفى آخرها أن أمه "أصبحت قد اشتد جهدها، فلما رأيت ذلك قلت: يا أمه، تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجتْ نفساً نفساً ما تركت دينى هذا لشيء، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي!! فأكلتْ". وقد مضى من معنى هذا الحديث معنيان، قصة الوصية بالثلث مضت مراراً آخرها 1546، وقصة السيف آخرها 1556. وسيأتي الحديث مرة أخرى 1614. وقوله "يسئلونك الأنفال" يعني بحذف "عن" ونصب "الأنفال" مفعولا به، وفى ح هـ بإثبات "عن" على القراءة العروفة، وفى ك بإثباتها ولكن ضرب عليها دلالة حذفها في هذا الموضع. وحذفها هو الصواب، لأنه يريد أن سعد بن أبي وقاص قرأها "يسئلونك الأنفال" بحذف "عن"، ثم أراد أحد الرواة أن يؤكد حذفها، وأنه ليس خطأ في الرواية فقال: "وهي قراءة ابن مسعود كذلك". وقراءة ابن مسعود معروفة بحذف "عن" في هذا الموضع، ففي تفسير الطبري 9: 177 - 178 أن ابن مسعود وأصحابه كانوا يقرؤونها "يسئلونك الأنفال" أي بحذف "عن" وكذلك في كتاب القراءات الشاذة لابن خالويه ص 48، بل أكثر من هذا أنها قراءة سعد بن أبي وقاص نفسه أيضاً، كما في تفسير البحر لأبي حيان 4: 456، وهو يفسر قوله هنا: "وهى قراءة ابن مسعود كذلك"، أي كقراءة سعد. "يشجروا فمها" "الشجر" بفتح الشين وسكون الجيم: هو مفتح الفم، فقوله "حتى يشجروا فهما" أي يدخلوا في شجره عوداً فيفتحوه. بلحيي =

عن مصعَب بن سعد قال: أُنزلتْ في أبي أرِبعُ آياتٍ، قال: قال أبي: أَصبتُ سيفاً، قلت: يارسول الله نَفّلْنيه، قال: "ضَعْه"، قلَّت: يارسول الله نَفِّلْنِيه، أُجْعَلُ كمن لا غَنَاء له؟! َ قال: "ضَعْه من حيث أخذتَه"، فَنَزلتْ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} قال وهي في قراءة ابن مسعود كذلك، {قُلِ الْأَنْفَالُ} وقالت أمي: أليس الله يأمرك بصلة الرحم وبر الوالدين؟ والله لا آكلُ طعامًا ولا أشرب شراباً حتى تكفر بمحمد!! فكانت لا يأكل حتى يَشْجُروا فَمَها بعصاً فيصبُّوا فيه الشرابَ! قال شعبة: وأُرِاه قال: والطعامَ، فأنزلتْ {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} وقرأ حتى بلغ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، وَدخَل عَلىَّ النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا مريض، قلت: يا رسول الله، أوصي بمالى كلَّه؟ فنهاني، قلت: النصف؟ قال: "لا"، قلت: الثلث؟ فسكت، فأخذ الناس به، وصنع رجل من الأنصارطعاماً كلوا وشربوا وانتَشَوا من الخمر، وذاك قبل أن تحرم، فاجتمعنا عنده، فتفاخروِا، وقالت الأنصار: الأنصارُ خير، وقالت المهاجرون: المهاجرون خيرٌ، فأهْوى له رجل بلَحْيَي جَزُور، ففزَرَ أنْفه، فكان أنفُ سعد مفزوراً، فنزلتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} إلى قوله {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} 1568 - حدثنا يحيى بن سعيد أنبأنا سليمان، يعني التيمي، حدثني غُنَيْم قال: سألت سعد بن أبي وقاص عن المتعة؟ قال: فعلناها وهذا

_ = جزور: اللحيان: حائطا الفم، وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان من داخل الفم. فزر أنفه: أي شقه. (1568) إسناده صحيح، غنيم: هو ابن قيس المازني الكعبي، أدرك رسول الله ولم يره، ووفد على عمر، وهو ثقة من الطبقة الأولى من أهل البصرة. والمتعة هنا متعة الحج، كما يفسره الحديث الماضي 1503.

كافر بالعرش!! يعني معاوية. 1569 - حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير عن محمد بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يمتلئ جوفُ الرجل قيحاً خيرٌ من أن يمتلئ شعراً". 1570 - حدثنا يحيى عن إسماعيل عن الزبير عن عَديَّ عن مصعَب بن سعد قال: صليتُ مع سعد، فقلت بيدي هكذا، ووصفَ يحيى التطبيق، فضرب بيدي وقال: كنَّا نفعل هذا فأُمرنا أن نرفع إلى الرُّكَب. 1571 - حدثنا عبد الله بن نمُير حدثنا هشام عن عائشة بنت سعد عن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تَصَّبح بسبع تمراتٍ من عجوة لم يضرَّه ذلك اليومَ سمٌّ ولا سِحر". 1572 - حدثنا مكي حدثنا هاشم عن عامر بن سعد بن أبي

_ (1569) إسناده صحيح، وهو مكرر 1535. (1570) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. الزبير بن عدي الهمداني اليامي: هو قاضي الري، وهو تابعي ثقة ثبت، وكان من العباد. والحديث رواه أصحاب الكتب الستة أيضاً، كما في المنتقى 944 وذخائر المواريث 2092. (1571) إسناده صحيح، هاشم: هو هاشم بن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وهو ثقة، وقال بعضهم: "هاشم بن هاشم بن عتبة" وهو غير صحيح، فإن هاشم بن عتبة قتل بصفين سنة 37 وهاشم هذا مات سنة 147 أو بعدها، فلا يمكن أن يكون ابنه، بل هو ابن ابنه، وكذلك ذكر البخاري نسبه في الكبير 4/ 2/ 233 - 234. والحديث مختصر 1528. (1572) إسناده صحيح، بل هما إسنادان، رواه أحمد عن مكي وعن أبي بدر، كلاهما عن هاشم بن هاشم بن هاشم بن عتبة. وهو يدل على أن هاشماً روى هذا الحديث عن عائشة بنت سعد، كما في الحديث السابق، وعن أخيها عامر بن سعد، كما في هذين الإسنادين. مكي: هو ابن إبراهيم الحنظلي الحافظ الثقة، وهو أقدم شيخ للبخاري، يروي =

وقاص عن سعد، فذكر الحديث مثله، قال عبد الله [يعني ابن أحمد]: وقال أبي: حدثناه أبو بدر عن هاشم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص. 1573 - حدثنا ابن نُمير عن عثمان، يعني ابن حَكيم، أخبرِنِي عامر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أُحَرَّم ما بين لابتى المدينة أن يُقطع عِضاهُها أو يقتلَ صيدُها"، وقال: "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يخرَجُ منها أحد رغبةً عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائِها وجَهْدِها إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة". 1574 - حدثنا عبد الله بن نُمير عن عثمان قال: أخبرني عامر بن سعد عن أبيه: أن رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - أقبل ذاتَ يوم من العالية، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل، فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا، فقال: "سألت ربي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يُهلكَ أمتي بسنَةَ فأعطانيها، وسألته أن لا يُهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعلَّ بأسَهم بينهم فمنَعنيها". 1575 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن العَيزار بن حُرَيث العبدي عن عمر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عجبِتُ للمؤمن، إِن أصابه خير حَمِد الله وشكَر، وإن أصابته مصيبة احتَسب وصَبَر، المؤمن يُؤْجَر في كل شيء، حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه".

_ = عنه ثلاثياته، ولد سنة 126 ومات سنة 215. أبو بدر: هو السكوني شجاع بن الوليد. (1573) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 385 من طريق ابن نمير. وانظر 1457. العضاه، بكسر العين: كل شجر عظيم له شوك. اللأواء: الشدة وضيق المعيشة. (1574) إسناده صحيح، وهو مطول 1516. (1575) إسناده صحيح، وهو مكرر 1531.

1576 - حدثنا وكيع حدثنا ابنُ أبي خالد عن الزُبير بن عَديّ عن مصعب بن سعد قال: كنت إذا ركعت وضعت يدي بين ركبتيَّ، قال: فرآني أبي سعد بن مالك، فنهاني وقال: إنَّا كنا نفعله فنهينا عنه. 1577 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن إبراهيم بن سعد عن سعد بن مالك وخزيمة بن ثابت وأسامة ببن زيد قالوا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا الطاعون رِجْزٌ وبقيةٌ من عذاب عُذّب به قومٌ قبَلكم، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرِارًا منه، وإذاَ سمعتم به في أرض فلا تدخلوا عليه". 1578 - حدثنا يزيد أنبأنا محمد بن إسحق عن داود بن عامر بن سعد بن مالك عنِ أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأصِفَن الدجالَ صفةً لم يصفها من كان قبلي، إنه أعور، والله عز وجل ليس بأعور". 1579 - حدثنا يزيد أنبأنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أتاه رَهْط فسألوه، فأعطاهم إلا رجلاً منهم، قال سعد: فقلت: يا رسول الله، أعطيتَهم وتركت فلانًا، فوالله إني لأراه مؤمنًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أوْ مسلمًا"، فردَّ عليه سعد ذلك ثلاثاً: مؤمنًا، وردَّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أوْ مسلماً"، فقال النبىِ - صلى الله عليه وسلم - في الثالثة: "والله إني لأعطي الرجل العطاء لَغَيُرُة أحبُّ إلىَّ منه، خوفًا أن يكُبَّه الله على وجهه في النار". 1580 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي قال: قال أبو نُعيم:

_ (1576) إسناده صحيح، ابن أبي خالد: هو إسماعيل، والحديث مكرر 1570. (1577) إسناده صحيح، وانظر 1527، 1536، 1554. وانظر مسند الطيالسي 630. (1578) إسناده صحيح، وقد مضى مطولا بهذا الإسناد 1526. (1579) إسناده صحيح، وهو مطول 1522. (1580) هذا ليس بحديث، بل هو أثر عن أبي نعيم أن صفيان الثوري سأله عن أبي بدر شجاع =

لقيتُ سفيان بمكة، فأولُ من سألني عنه قال: كيف شجاعُ؟ يعني أبا بدرٍ. 1581 - حدثنا يزيد أنبأنا إبراهيم بن سعد، وهاشم بن القاسم حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، قال هاشم في حديثه: قال: حدثني صالح بن كيسان، وقال يزيد: عن صالح عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن محمد بن سعد عن أبيه قال: دخل عمر ابن الخطاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وِعنده نِسوة من قريش يَسْألْنَه ويَسْتكثرْنَ، رافعاتٌ أصواتَهنَّ، فلما سَمِعْنَ صوت عمر انقمَعْنَ وسَكَتْنَ! فضحَكِ رسولً الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: يا عَدُوَّات أنفسهن! تَهَبْنَني ولا تَهَبْنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقلن: إنك أَفَظ من رسول الله وأغلَظُ!! فقال رسول الله: "يا عمر، ما لَقِيَكَ الشيطانُ سالكاً فَجّا إلا سلك غير فَجِّكَ". 1582 - حدثنا يزيد أخبرنا إبراهيم بن سعَد عن محمد بن عكرمة ابن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك قال: كنا نُكْرى الأرض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما على السواقي من الزَّرع وبما سَعدَ باَلماء منها، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وأذن لنا، أو رخصَ، بأن نُكْرِيَهاَ بالذهب والوَرِق. 1583 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن الحَكَم عن مصعَب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: خلَّف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَليّ ابن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفني في النساء

_ = ابن الوليد، وهو ثقة، كما قلنا في 895. (1581) إسناده صحيح، وهو مختصر 1472. وسيأتي أيضاً1624. (1582) إسناده صحيح، وهو مكرر 1542. (1583) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. وانظر 1532.

والصبيان؟ قال: "أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هرون من موسى؟ غيرأنه لا نبي/ بعدي". 1584 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا شعبة قال: زيافى بن مِخْرَاقٍ أخبرني قال: سمعتُ قيسَ بن عَبَاية يحدّث عن مولى لسعد [ح]، وحدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن زياد بن مخراق قال: سمعت قيس بن عَبَاية القيسي يحدّث عن مولى لسعد بن أبي وقاص عن ابن لسعدِ: أنه كان يصلي فكان يقول في دعائه: اللهم إني أسألك الجنة، وأسألك من نعيمها وبهجتها، ومن كذا، ومن كذا، ومن كذا، ومن كذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، ومن كذا، ومن كذا، قال: فسكت عنه سعد، فلما صلى قال له سعد: تعوَّذت من شرِّ عظيم، وسألتَ نعيماً عظيماً، أو قال: طويلاً، شُعبةُ شَكَّ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه سيكون قومٌ يَعْتَدُون في الدعاء"، وقرأ {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)} قال شعبة: لا أدري قوله {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} هذا منَ قول سعد أو قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال له سعد: قل اللهم أسألك الجنة وما قَرَّب إليها من قولِ أو عمل، وأعوذ بك من الناروما قرّب إليها من قول أو عمل. 1585 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن عبد الملك بن عُمير عن مصعَب عن سعد بن أبي وقاص: أنه كان يأمر بهؤلاء الخمس، ويخبر بهنَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك من البُخل، وأعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العُمُر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا،

_ (1584) إسناده ضعيف، وهو مكرر 1483. (1585) إسناده صحيح، ورواه البخاري والترمذي والنسائي، كما في ذخائر المواريث 2080. وانظر المنتقى 1042. وسيأتي الحديث مرة أخرى 1621.

وأعوذ بك من عذاب القبر". 1586 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية عن يوسف بن الحَكَم أبي الحجاج عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أهان قريشاً أهانه الله عز وجل". 1587 - حدثنا أبو كامل مرةً أخرى حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية عن محمد بن سعد عن أبيه سعد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من يُرِد هوانَ قريش أهانه الله". 1588 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: لقد رَدَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مَظْعُون التَّبتُّل، ولو أَذن له فيه لاختصينا. 1589 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن محمد بن سعد بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحل لمسلم أن يَهْجُر أخاه فوق ثلاثٍ".

_ (1586) إسناده صحيح، سبق الكلام فيه مفصلا 1473. (1587) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقوله "حدثني صالح" في ك "عن صالح" وكلاهما يراد به أبا كامل رواه مرة أخرى عن إبراهيم بن سعد عن صالح، ليس المراد أن أبا كامل يرويه عن صالح مباشرة. (1588) إسناده صحيح، وهو مكرر 1525. (1589) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 66 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح".

1590 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرإئيل عن أبي إسحق عن مصعَب بن سعد عن أبيه قال: حلفت باللات والعُزَّى، فقال أصحابى: قد قلتَ هُجْراً، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن العهد كان قريباً، وإنى حلفتُ باللات والعُزَّى، فقال رسِول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل: لا إله إلا الله وحده، ثلاثاً، ثم انْفُثْ عن يسارك ثلاثاً، وتَعَوّذْ، ولا تَعُدْ". 1591 - حدثنا أبو عبد الرحمن مؤمَّل بن إسماعيل وعفَّان، المعنى، قالا حدثنا حماد حدثنا عاصم عن مصعب بن سعد عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتى بقصعة من ثريد، كل، ففَضَل منه فَضْلةٌ، فقال: "يدخل من هذا الفجِّ رجلٌ منً أهل الجنة يأكل هذه الفَضْلة"، قال سعد: وقد كنتُ تركتُ أخي عُمير بن أبي وقاص يتهيَّأ لأن يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فطمِعْت أن يكون هو، فجاء عبد الله بن سَلام فأكلها. 1592 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا عاصم، فذكر معناه، إلا أنه قال: فمررتُ بعوَيْمر بن مالك.

_ (1590) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 330 مختصراً من طريق يحيى بن آدم، ورواه النسائي 2: 140 من طريق زهير عن أبي إسحق، ومن طريق يونس بن أبي إسحق عن أبيه. الهجر، بضم الهاء وسكون الجيم: الفحش والقبيح من الكلام. قوله: "إن العهد كان قريباً": يريد أنه كان قريب عهد بشرك، يوضحه قوله في رواية النسائي: "كنا نذكر الأمر وأنا حديث عهد الجاهلية". "ثم انفث", النفث بالفم: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل، لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق. وأمَره بالنفث طرداً للشيطان. وسيأتي الحديث مرة أخرى 1622. (1591) إسناده صحيح، وهو مكرر 1458. وانظر 1533. (1592) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، إلا أن قوله "قال: فمررت بعويمر بن مالك" مشكل، ولم أجد في شيء من المصادرأن "عمير بن مالك" أخا سعد كان يسمى باسم =

1593 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا أسامة، يعني ابن زيد، حدثنا أبو عبد الله القَرّاظ أنه سمع سعد بن مالك وأبا هريرة يقولان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مُدّهم، اللهم إن إبراهيم عبدُك وخليلك، وإني عبدُك ورسولُك، وإن إبراهيمَ سألك لأهل مكة، وإني أسألك لأهل المدينة كما سألك إبراهيم لأهل مكة ومثلَه معه،/ إن المدينة مُشبَّكة بالملائكة، على كل نَقْب منها مَلَكان يحرسانها، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، من أرادها بسوءٍ أذابه الله كما يذوب الملح في الماء". 1594 - حدثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سعد عن أبيه سعد قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يَضْرِب بإحدى يديه على الأخرى وهو يقول: "الشهر هكذا وهكذا، ثم نقص أصبعه في الثالثة". 1595 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشهر هكذا وهكذا، عشرٌ وعشرٌ، وتسعٌ مرةً".

_ = "عويمر". والمحروف باسم "عويمر بن مالك" هو أبو الدرداء، على بعض الأقوال في اسمه. (1593) إسناده صحيح، وسيأتي بهذا الإسناد في مسند أبي هريرة أيضاً 8355. ورواه مسلم 1: 390 من طريق عبيد الله بن موسى عن أسامة. وانظر 1457، 1558، 1573، 1606. (1594) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 300 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر، ورواه أيضا النسائي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2086. وانظر 1885. (1595) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله

1596 - حدثنا الطالَقَاني حدثنا ابن المبارك عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشهر هكذا وهكذا وهكذا، يعني تسعاً وعشرين". 1597 - حدثنا سُريج النعمان حدثنا عْبد العزيز، يعني الدرَاوَرْدي، عن زيد بن أسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يحزج قوم يأكلون بألسنتهم كما يأكل البقرُ بألسنتها". 1598 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا حسن عن إبراهيم بن المهاجر عن أبي بكر، يعني ابن حفص، فذكر قصةً، قال سعد: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نِعْمَ الِميتُة أن يموت الرجلُ دونَ حقه".

_ (1596) إسناده صحيح، الطالقاني: هو إبراهيم بن إسحق بن عيسى أبو إسحق، وهو ثقة ثبت. "طالقان" بفتح اللام: اسم بلد. والحديث مكرر ما قبله. (1597) إسناده ضعيف، لانقطاعه. زيد بن أسلم العدوي: ثقة من أهل الفقه والعلم، وكان عالما بتفسير القرآن، ولكنه لم يسمع من سعد، كما نص على ذلك أبو زرعة وغيره، انظر المراسيل 23 والتهذيب، مات زيد سنة 136. والحديث في مجمع الزوائد 8: 116 وقال: "رجاله رجال الصحيح، إلا أن زيد بن أسلم لم يسمع من سعد". (1598) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص: مدني، مشهور بكنيته، وقيل اسمه "عبد الله"، وهو ثقة من أهل العلم بإجماعهم، ولكنه لم يدرك سعداً، وروايته عنه مرسلة، كما نقل ابن أبي حاتم في المراسيل 92 عن أبيه، والقصة التى أشار إليها أحمد في هذه الرواية لم أجدها في موضع آخر. والحديث في مجمع الزوائد 6: 244 وقال: "رواه أحمد، وذكر فيه قصة، والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن أبا بكر بن حفص لم يسمع من سعد". وقد نقل بعد ذلك حديثاً آخر عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل دون ماله فهو شهيد" وقال: "رواه الطبراني في الصغير والبزار، وإسناد الطبراني جيد".

1599 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير، يعني ابن حازم، عن عمه جرير، يعني ابنَ زيد، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد قال: قلت: يا رسول الله، أُوصي بمالى كله؟ قال: "لا"، قلت: فثلثيه؟ قال: "لا"، قلت: فنصفه؟ قال: "لا"، قلت: فالثلث؟ قال: "الثلث، والثلث كبير، أحدكم يَدَعُ أهلَه بخيرٍ خيرٌ له من أن يدعهم عالةً على أيدي لناس". 1600 - حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عبد الله، يعني ابن حبيب ابن أبي ثابت، عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن سعد قال: لما خرجِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تَبوك خلَّف عليّا، فقال له: أتخَلَّفُني؟ قال له: "أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هرون من موسى؟ إلا أنه لا نبيّ بعدي". 1601 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد: أن سعدًا قال في مرضه: إذا

_ (1519) إسناده صحيح، جرير بن زيد بن عبد الله الأزدي: ثقة، روى له البخاري في الصحيح، وترجم له في الكبير 1/ 2/ 211 - 212. والحديث مختصر 1546. (1600) إسناده حسن إن شاء الله، عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت: ثقة، وثقه ابن معين وغيره. حمزة بن عبد الله القرشي: ترجم له البخاري في الكبير 2/ 1/ 45 فلم يذكر فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات، وأما أبو حاتم فزعم أن حمزة بن عبد الله في هذا الحديث آخر مجهول غير القرشي، فكأنه لم يعرفه، وصنيع البخاري وابن حبان أوثق، خصوصَاً وأن البخاري ذكر هذا الحديث في ترجمة القرشي عن أبي أحمد الزبيري بهذا الإسناد. أبوه عبد الله القرشي: تُرجم في التهذيب، ولم يُذكر بجرح ولا تعديل، وكأنه تبع أبا حاتم في أنه غير القرشي، ولم أجد له ترجمة أخرى، فإن الجزء الذي فيه ترجمته من تاريخ البخاري لما يطبع، وهو على كل حال تابعي، فشأنه إلى الستر والقبول حتى نجد جرحاً. والحديث أشار الحافظ في التهذيب 5: 183 و6: 92 إلى أن النسائي رواه في خصائص علي. وقد مضى الحديث مراراً بأسانيد أخر صحاح، آخرها 1583. (1601) إسناده صحيح، وهو مكرر 1489.

أنا مُتُّ فالْحَدُوا لى لحداً، واصنعوا مثل ما صُنِع برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1602 - حدثنا منصور بن سَلَمة الْخُزَاعي أخبرنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن سعد قال: الْحَدُوا لي لحداً وانْصُبوا عليَّ نصباً، كما صُنِع برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1603 - حدثنا سُريج النعمان حدثنا أبو شهاب عن الحَجّاج عن ابن أبي نجَيح عن مجاهد عن سعِد بن مالك قال: طفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمناَّ مَن طاف سبعاً، ومنَّا مِن طاف ثمانياً، ومنا من طاف أكثر من ذلك، فقَال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حرج". 1604 - حدثنا هرون بن معروف أنبأنا عبد الله بن وهب أخبرني

_ (1602) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1603) إسناده صحيح، أبو شهاب: هو الحناط عبد ربه بن نافع. الحجاج: هو ابن أرطاة. مجاهد: هو ابن جبر التابعي المشهور، وقد جزم أبو حاتم وأبو زرعة بأنه لم يسمع من سعد، وهو عاصر سعداً عهداً طويلا، فإنه ولد سنة 21 في خلافة عمر، فكانت سنه عند وفاة سعد قريباً من 35 سنة، والمعاصرة كافية إذا كان الراوي ثقة، والحديث في مجمع الزوائد 3: 246 وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وحديثه حسن". (1604) إسناده صحيح، على إبهام ابن سعد بن أبي وقاص، فإن أبناءه كلهم ثقات معروفون، وأبو حازم سلمة بن دينار: ثقة ثبت من صغار التابعين، لم يكن في زمانه مثله، فما يظن به أنه يروي عن رجل غير معروف له أنه هو ابن سعد. أبو صخر: هو حميد بن زياد الخراط المديني، سكن مصر، وهو ثقة، وثقه الدارقطي وابن حبان، وقال أحمد وابن معين: "ليس به بأس" وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 348 فلم يذكر فيه جرحا ً. وقول عبد الله بن أحمد: "وسمعته أنا من هرون" إلخ: لا يريد به ظاهر اللفظ أن هرون سمعه من أبي حازم, فهو غير معقول، وإنما هو ملحق بإسناد أبيه تابع له، أن هرون رواه عن ابن وهب عن أبي صخر "أن أبا حازم حدثه" وسمعه أحمد واينه من هرون، =

أبو صخر، قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من هرون، أن أبا حازم حدَّثه عن ابْنٍ لسعد بن أبي وقاص قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "إن الإيمان بدأ غريباً وسيعود كما بدأ، فطوبَى يومئذٍ للغرباء إذا فسد الناس، والذي نفسُ أبي القاسم بيده، ليأرِزَنَّ الإيمانُ بين هذين المسجدين كما تأرِزُ الحيَّة في جُحْرِها". 1605 - حدثنا سليمان بن داود أنبأنا عبد الرحمن، يعني ابن أبي الزناد، عن موسى بن عُقْبة عن أبي عبد الله القَرّاظ عن سعد بن أبي وقاص: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صلاةٌ في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام". 1606 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد أنبأنا عثمان/ بن حَكيم حدثني عامر بن سعد عن أبيه قالِ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أُحَرم ما بين لابَتَي المدِينة كما حرَّم إبراهيم حرمه. لا يُقطع عضَاهُها، ولا يُقتل صيدُها، ولا يخرج منها أحدُ رغبةً عنها إلا أبد لها الله خيَراً منه، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعملون، ولا يريدهم أحدٌ بسوء إلا أذابه الله ذَوْب الرّصاص في

_ = فالضمير في "حدثه" يعود إلى أبي صخر. ولفظ الحديث صحيح معروف من رواية أبي هريرة وغيره، انظر الجامع الصغير 1951، 1958. وفسره ابن الأثير قال: "أي أنه كان في أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده، لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود غريباً كما كان، أي يقل المسلمون في آخر الزمان. فيصيرون كالغرباء". "ليأرزن" إلخ، أي ينضم بين مسجدي مكة والمدينة ويجتمع بعضه إلى بعض. (1605) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوئد 4: 5 ونسبد أيضاً لأبي يعلى والبزار، وضعفه بابن أبي الزناد، وهو ثقة عندنا، كما قلنا في 446، 1418، ولفظ الحديث صحيح أيضاً من حديث ابن عمر وابن الزبير وجابر وأبي هريرة، انظر الترغيب والترهيب 2: 135 - 136. (1606) إسناده صحيح، وانظر 1573، 1593.

النار. أو ذَوْب الملح في الماء". 1607 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا عاصم بن بَهْدَلة حدثني مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أشدُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: فقال: "الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبتلى الرجلُ على حَسَب دِينه، فإن كان ديُنه صُلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة ابتُلىَ على حسَب دينه، فما يَبْرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة". 1608 - حدثنا قُتَيبة بن سعيد حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بُكير ابن مسْمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له، وخلَّفَه فىِ بعض مغازيه، فقال عليَّ: أتُخَلفني مع النساء والصبيان؟ قال: "يا عليّ، أمَا ترضى أن تكون منِّى بمنزلة هرون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي؟ " وسمعتُه يقول يومَ خيبر: "لأعطينَّ الرايةَ رجلاً يحبُّ الله ورسولَه، ويحبه الله ورسولُه"، فتطاولنا لها، فقال: "ادعوا لى عليّا"، فأُتي به أَرْمدَ، فبصَق في عينه، ودفع الرايةَ إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليّا وفاطمةَ وحسناً وحسيناً، فقال:

_ (1607) إسناده صحيح، وهو مكرر 1555. (1608) إسناده صحيح، حاتم بن إسماعيل المدني: ثقة مأمون كثير الحديث. والحديث رواه مسلم 2: 236 - 237 والترمذي 4: 329 - 330 كلاهما عن قتيبة بإسناده، قال الترمذي: "حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه". وفى أوله عندهما أن معاوية أمر سعداً فقال: "ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلن أسبه، لأن تكون لى واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم". وانظر 1600. وهذه الزيادة رواها الحاكم بمعناها في 3/ 108 - 109 من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه عن أبي بكر الحنفي عن بكر بن مسمار، وليست في المسند.

"اللهم هؤلاء أهلي". 1609 - حدثنا قُتَيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن عيَّاش بن عباس عن بُكير بن عبد الله عن بُسْر بن سعيد: أن سعد بن أبي وقاص قال عند فتنة عثمان بن عفان: أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنها ستكون فتنةٌ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير منِ الماشي، والماشي خير من الساعي"، قال: أفرأيتَ إن دَخَل عليَّ بيتي فَبَسَط يده إلىَّ ليقتلني؟ قال: "كن كابن آدم". 1610 - حدثنا على بن عبد الله حدثني محمد بن طلحة التيمي من أهل المدينة حدثني أبو سهيل نافع بن مالك عن سعيد بن المسيب عن سعد ابن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: "هذا العباس بن عبد المطلب أجودُ قريش كفّا وأوصَلُها". 1611 - حدثنا عبد الله بن نُمير ويعلى قالا حدثنا موسى، يعني

_ (1609) إسناده صحيح، وهو مطول 1446. (1610) إسناده صحيح، محمد بن طلحة التيمي: هو محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله، ويقال له "ابن الطويل، وجَدّه عثمان بن عبيد الله أخو طلحة بن عبد الله، ومحمد هذا ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 120 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 4: 328 - 329 مطولاً ومختصراً، عن يعقوب بن محمد الزهري، وعن أحمد بن صالح المصري، كلاهما عن محمد بن طلحة، وصححه ووافقه الذهبي. وهو في مجمع الزوائد 9: 268 ونسبه لأحمد وأبي يعلى والبزار والطبرانى في الأوسط، وقال: "وفيه محمد بن طلحة، وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح". (1611) إسناده صحيح، وهو مكرر 1561.

الجهني، عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: جاء النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: يا نبي الله، علمني كلاماً أقوله؟ قال: "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوَّة إلا بالله العزيز الحكيم"، قال: هؤلاء لربي عز وجل، فما لي؟ قال: "قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني"، قال ابن نُمير: قال موسى: أما "عافني" فأنا أتوهَّم، وما أدري!. 1612 - حدثنا عبد الله بن نمُير حدثنا موسى عن مصعب بن سعد حدثنىِ أبي قال: كنا جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أَيَعْجزُ أحدُكم أن يكسب كلَّ يوم ألفَ حسنة؟ " قال: فسأله سائل من جلسائَه: يا نبي الله، كيفَ يكسب أحدُنا ألف حسنة؟ قال: "يسبح مائة تسبيحة، فيُكتب له ألفُ حسنة، أويُحطُّ عنه ألفُ خطيئة". 1613 - حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا موسى عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: كنَّا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أَيَعْجزُ أحدُكم أن يكسبَ كلَّ يوم ألفَ حسنة؟ " فسأله سائل من جلسائه: كَيف يكسب أحدُنا يا رسول الله كل يوم ألف حسنة؟ قال: "يسبح مائةَ تسبيحةٍ، فيُكتب له ألفُ حسنة، أويُحطّ عنه ألف خطيئة." 1614 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سمَاك عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: أُنزلتْ فىّ أربعُ آياتٍ، يومَ بدرأصبَتُ سيفاً، فأتىَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، نَفِّلْنِيه، فقال: "ضَعْه"، ثم/ قام فقال: يا

_ (1612) إسناده صحيح، وهو مكرر 1563. (1613) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1614) إسناده صحيح، وهو مكرر 1567 - أوجروها: أي أدخلوا الطعام أو الشراب في فيها.

رسول الله، نَفِّلْنيه، فقال: "ضَعْه"، ثم قام فقال: يا رسول الله نَفِّلْنِيه، أُجْعَلُ كَمنْ لا غَنَاء لَه؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ضَعْه من حيثُ أخذتَه"، فنزلت هذه الآيه {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} قال: وصنع رجل من الأنصار طعاماً، فدعانا، فشربنا الخمرَ حتى انتَشَيْنا، قال: فتفاخرت الأنصار وقريش، فقالت الأنصار: نحن أفضل منكم، وقالتِ قريش: نحن أفضلُ منكم، فأخذ رجلٌ من الأنصار لَحْيَىْ جَزُور فضرب به أنفَ سعد، فَفزَرَه، قال: فكان أنفُ سعد مفْزُوراً، قال: فنزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} قال: وقالت أُمُّ سعد: أَليس اللَّه قد أمرهم بالبرّ؟ فواللهَ لا أَطْعَم طعاَماً ولا أَشرب شراباً حتى أموتَ أو تكفرَ بمحمد! قال: فكانوا إذا أرِادوا أن يطعموها شَجَرُوا فاها بعصاً ثم أَوْجُروها، قال: فنزلت هذه الاَية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} قال: ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سعد وهو مريض يعَوده، فقال: ياَ رسول الله، أُوصي بمالي كله؟ قال: "لا"، قال: فبثلثيه؟ فقال: "لا"، قال: فبثلثه؟ قال: فسكت. 1615 - حدثنا سُويد بن عمرو الكلبي حدثنا أبان حدثنا يحيى عن الحضرمي بن لاحق عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان الطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلاتفروا منه". 1616 - حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن خالد عن عكرمة عن سعد

_ (1615) إسناده صحيح، وهو مختصر 1554. وانظر 1577. (1616) إسناده صحيح، عبد الوهاب الثقفي: هو عبد الوهاب بن عبد المجيد، وهو ثقة من شيوخ الشافعي وأحمد. خالدة هو الحذاء. عكرمة: هو مولى ابن عباس، وقد قال ابن أبي حاتم =

ابن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: "ارمِهْ فداك أبي وأمي". 1617 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا الحَجّاج بن أَرْطاة عن يحيى بن عُبيد البَهراني عن محمد بن سعد، قال: وكان يتوضأ بالزاوية، فخرج علينا ذات يوم عن البِرَاز، فتوضأ ومسح خفيه، فتعجبنا وقلنا: ما هذا؟ قال: حدثني أبي أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل ما فعلت. 1618 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا إسماعِيل عن قيس قال: سمعت سعد بن مالك يقول: والله إني لأولُ العرب رمَى بسهم في سبيل الله، لقد كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحُبْلة وهذا السَّمُرِ حتى إن أحدنا ليَضع كما تضَع الشاةُ، ما له خلْط، ثم أصبحت بنو أسد يُعزِّروني على الدِّين، لقد خِبْتُ إذن وضلَّ عملي!!. 1619 - حدثنا يزيد أنبأنا أبو مَعْشَر عن موسي بن عُقْبة عن عامر

_ = في المراسيل 58: "سمعت أبي يقول: عكرمة لم يسمع من سعد بن أبي وقاص"، وهو - فيما أرى- غير صواب، فإن عكرمة عاصر سعداً دهراً، فقد أثبتنا في 723 أنه أدرك علياً وصححنا روايته عنه، فأولى أن تصح روايته عن سعد، والعبرة في صحة الرواية بالثقة والمعاصرة. وانظر 1562. (1617) إسناده صحيح، يحيى بن عبيد البهراني: ثقة. وانظر 1452، 1459، "البهراني" بفتح الباء وسكون الهاء، نسبة إلى "بهران" وهى قبيلة من قضاعة. البراز، بفتح الباء: الفضاء الواسع، فكنَّوا به عن قضاء الغائط، وقال الخطابي: "المحدثون يروونه بالكسر وهو خطأ، لأنه بالكسر مصدر من المبارزة في الحرب" وخالفه الجوهري، فنقل أن البراز بالكسر أيضاً كناية عن ثقل الغذاء وهو الغائط. (1618) إسناده صحيح، وهو مكرر 1566. في ح هـ "إسماعيل بن قيس" وهو خطأ، صحناه من ك ومما مضى. إسماعيل: هو ابن أبي خالد. قيس: هو ابن أبي حازم. (1619) إسناده ضعيف، لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. كما قلنا في 545.

ابن سعد عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلِّم عن يمينه وعن شماله. 1620 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن عون عن محمد بن محمد بن الأسود عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لما كان يومُ الخندق ورجل يتَّرِس جعل يقول بالترس هكذا، فوضعه فوقَ أنفه، ثم يقوِل هكذا، يُسَفِّلُه بَعدُ، قال: فأهويتُ إلى كنانتي فأخرجتُ مِنها سهماً مُدَمَّا، فوضعتُه في كبد القوس، فلما قال هكَذا، يُسَفّل الترس، رميتُ، فما نسيت وَقْعَ القِدْحِ على كذا وكذا من الترِس، قالَ: وسقط فقال برجله! فضحك نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، أحسبه قال: حتى بَدَتْ نَواجِذه، قال: قلت: لِمَ؟ قال: لفعل الرجل. 1621 - حدثنا رَوْح حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عُمير قال

_ = وقد مضى الحديث مطولا بإسناد ضعيف 1564. ومضى بإسناد صحيح 1484. (1620) إسناده صحيح، محمد بن محمد بن الأسود الزهري: من بني زهرة، ترجمه الحافظ في التهذيب 9: 431 فلم يقل فيه شيئَاً، وذكر في التقريب أنه مستور، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 226 فلم يذكر فيه جرحاً، وقال: "وأمه من ولد سعد، عن خاله عامر ابن سعد" ثم أشار إلى هذا الحديث عن الأنصاري عن ابن عون، ثم قال: "ويقال: ابن الأسود بن عبد عوف أخي عبد الرحمن بن عوف" يريد أن جده هو "الأسود بن عوف ابن عبد عوف" والأسود هذا صحابي معروف، له ترجمة في الإصابة. والحديث في مجمع الزوائد 6: 135 - 136 وقال: "رواه أحمد والبزار ... ورجالهما رجال الصحيح، غيرمحمد بن محمد بن الأسود، وهو ثقة". "يترس": أي يتترس، يعني يتوقى بالترس، وهذا الفعل "اترس" حكاه سيبويه، فأثبثناه على ما في ح، وفي ك هـ "يتترس". مدماً: هكذا رسمت بالألف في الأصول الثلاثة، وحقها الرسم بالياء، وفى النهاية: "المدمى من السهام: الذي أصابه الدم فحصل في لونه سواد وحمرة مما رمى به العدو، ويطلق على ما تكرر الرمى به، والرماة يتبركون به". القدح، بكسر القاف وسكون الدال: عود السهم. (1621) إسناده صحيح، وهو مكرر 1585.

سمعت مصعَب بن سعد يحدث عن أبيه سعد بن أبي وقاص: أنه كان يأمر بهذا الدعاء، ويحدّث به عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أَرْذَل العُمُر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر". - 1622 - حدثنا حُجَين بن المُثَنَّى وأبو سعيد قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق، قال أبو سعيد: قال حدثنا أبو إسحق، عن مصعب بن سعد بن أيى وقاص عن أبيه: أنه حلف باللات والعُزَّى، فقال له أصحابه: قد قلت هُجْراً!! فأتَى النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن العهد كان حديثاً، وإنى حلفتُ باللات والعزى؟ فقال له النبي/ - صلى الله عليه وسلم -: "قل: لا إله إلا الله وحده، ثلاثاً، واتْفُل عن شمالك ثلاثاً، وتعوَّذ بالله من الشيطان، ولا تَعُد". 1623 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا أسامة عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، أن سعد بن مالك قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خير الذِّكْر الخَفِيّ، وخير الرزق ما يكفي". 1624 - حدثنا أبو داود سليمان حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح ابن كيسان حدثنا ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن محمد ابن سعد عن أبيه قال؟ استأذن عمر على النبِى - صلى الله عليه وسلم -، وعنده جَوَارٍ قد علتْ أصواتُهن على صوته، فأذنَ له، فبادرنَ فذهبن، فدخل عمر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحكُ، فقال عمر: أضحك الله سِنَّك يا رسول الله، بأبي وأنت وأمي! قال:

_ (1622) إسناده صحيح، وهو مكرر 1590. (1623) إسناده صحيح، وهو مكرر 1560. (1624) إسناده صحيح، وهو مكرر 1581. أبو داود سليمان: هو الطيالسي، ولم أجد هذا الحديث في مسنده،

"قد عجبتُ لجواركُنَّ عندي، فلما سمعنَ حسَّك بادرنَ فذهبنَ! " فأقبلِ عليهنَّ فقال: أيْ عَدُواَّت أنفِسهن! والله لَرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كُنْتُنَّ أحقَّ أن تَهَبْنَ مِنَّي! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعهن عنكَ يا عمر، فوالله إنْ لَقيَك الشيطان بَفَجّ قطّ إلا أخذ فَجاً غير فَجّك". {آخرحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه}

مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه

{مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل رضي الله عنه (1)} 1625 - حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت عبد الملك بن عُمَير عن عمرو بن حُريث عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الكَمْأَة من المنّ، وماؤها شفاءٌ للعين". 1626 - حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عُمير عن عطاء بن

_ = (1) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رِزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وأبوه زيد بن عمرو بن نفيل رفض الأصنام في الجاهلية وعبد الله وحده، ومات وقريش تبني الكعبة قبل أن ينزل الوحي على رسول الله بخمس سنين. وأمه فاطمة بنت بعجة، وكانت من السابقين إلى الإسلام. وسعيد من السابقين الأولين، أسلم هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب قبل عمر بن الخطاب، وكان إسلام عمر عنده في بيته بسبب أخته هذه. وسعيد أحد العشرة المبشرة بالجنة، وشهد أحداً والمشاهد كلها، ولم يشهد بدراً لأنه كان غائباً في الشأم، وقدم بعدما انصرف منها رسول الله، فضرب له بسهمه. وشهد اليرموك وفتح دمشق. ومات بالعقيق سنة 50 أو 51 ودفن بالمدينة. وفي التاريخ الكبير للبخاري 2/ 1/ 413 - 414 أنه مات سنة 58، وهو خطأ، من النسخ أو الطبع، لأنه ورخه في التاريخ الصغير ص 53 فذكر أنه مات "سنة إحدي وخمسين". وعاش سعيد بضعاً وسبعين سنة. (1625) إسناده صحيح، معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي: ثقة صدوق. "الكمأة". شيء أبيض من شحم ينبت من الأرض، يقال له "شحم الأرض"، و "الكمأة" جمع، وواحدها "كمء" على غير قياس، وهي من النوادر، فإن القياس العكس، قاله في النهاية. "من المن": في النهاية: "أي هي مما مَنّ الله به على عباده، وقيل شبهها بالمن، وهو العسل الحلو الذى ينزل من السماء عفواً بلا علاج، وكذلك الكمأة، لا مؤونة فيها ببذر ولاسقي". والحديث رواه مسلم 2: 143 - 144 والترمذي 3: 170، ورواه أيضاً البخاري والنسائي وابن ماجة، كما في شرح الترمذي. (1626) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. والحديث مكرر ما قبله. قوله "عن عبد الملك بن =

السائب عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الكَمْأَة من الْمَنّ، وماؤها شفاء للعين". 1627 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا عطاء بن السائب

_ = عمير عن عطاء بن السائب عن عمرو بن حريث " كذا في ك ح ولم يذكر" عن عطاء ابن السائب" في هـ، وأنا أرجح أن يكون صوابه "عن عبد الملك بن عمير وعطاء بن السائب عن عمرو بن حريث، فإن عبد الملك سمع هذا الحديث من عمرو بن حريث، كما في روايتين عند مسلم، وكما سيأتي 1635. ثم هو وعطاء من طبقة واحدة، كلاهما يروي عن عمرو بن حريث، وكلاهما يروي عنه سفيان بن عيينة. (1627) إسناده صحيح، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وهذا الحديث في معنى ما قبله، ولكنه ليس من مسند سعيد بن زيد، بل هو من مسند "حريث بن عمروبن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي" وهو صحابي، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/64 - 65 وقال: عداده في الكوفيين، يختلفون فيه"، وترجمه ابن عبد البر في الاستيعاب 119 وقال: "حمل ابنه عمرو بن حريث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا له" ثم أشار إلى هذا الحديث، وترجمه أيضاً ابن الأثير في أسد الغابة 1: 399 والحافظ في الإصابة 2.: 4 وذكر له حديثين آخرين من صحيح أبي عوانة ومن كتاب ابن أبي خيثمة، ثم ذكر الحديث الذي هنا عن مسند مسدد، ثم قال: "قال ابن السكن: لعل عبد الوارث أخطأ فيه. وقال الدارقطني في الأفراد: تفرد به عبد الوارث، ولا يُعلَم لحريث صحبة ولا رواية، وإنما رواه عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد. وفال ابن منده: حديث سعيد هو الصواب" ثم قال الحافظ: "قلت: الاعتماد في صحبته على الخبر الأول والثاني"، كأنه أقر تعليل هذا الحديث، وما أرى ذلك بعلة، فعبد الوارث بن سعيد ثقة حجة حافظ، قال أبو حاتم:" هو أثبت من حماد بن سلمة"، فالحكم عليه بالوهم دون دليل لا يقبل، ولذلك ذكر البخاري الحديث في ترجمة حريث عن مسدد عن عبد الوراث بهذا الإسناد، ثم قال: "وقال الحسن العرني وعبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". فلم يعقب عليه بترجيح إحدى الروايتين، وكأنه رآهما =

عن عمرو بن حُريث قال: حدثني أبي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الكَمْأَة من السلوى، وماؤها شفاء للعين". 1628 - حدثنا سفيان قال: هذا حفظناه عن الزهريّ عن طلحة

_ = جميعاً صحيحتين، وأنا أرى أن صنيع الإمام أحمد هنا يشير إلى ذلك، إذ روى حديث حريث بعد حديث سعيد، فيكون عمرو بن حريث سمع الحديث من أبيه ومن سعيد ابن زيد. (1628) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري المدني: هو ابن أخى عبد الرحمن بن عوف، ولى قضاء المدينة، وهو تابعي ثقة، مات سنة 97 وهو ابن 72 سنة، وهو أحد الأجواد الأسخياء المعروفين، وله ترجمة في ابن سعد 5: 119 - 120. وقد روي هذا الحديث هنا عن سعيد بن زيد مباشرة، وسيأتي في 1639، 1641، 1643، 1646 أنه يرويه أو يروي بعضه عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل عن سعيد، وسيأتي أيضاً حديث فيه بعض معنى هذا 1652 يرويه عن سعيد مباشرة، وسيأتي في 1642 أنه ذهب مع عبد الرحمن بن عمرو بن سهل في نفر من قريش لشكوى أروى بنت أويس، فسمع الحديث من سعيد بن زيد، والظاهرأنها جاءت تشكو سعيد بن زيد لطلحة بن عبد الله حين كان قاضياً بالمدينة، فسمع الحديث من سعيد هو وعبد الرحمن، ولعله نسى بعض لفظه فثبته فيه عبد الرحمن، فكان يرويه مرة عنه ومرة عن سعيد، ثقة بما سمع منه، والحديث رواه الترمذي (1: 266 طبعة بولاق) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل عن سعيد بن زيد، ثم قال: "وهكذا روى شعيب بن أبي حمزة هذا الحديث عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عمرو ابن سهل عن سعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى سفيان بن عيينة عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر فيه سفيان عن عبد الرحمن ابن عمرو بن سهل. وهذا حديث حسن صحيح ". وهذه الرواية وما تبعها من التعديل ثابتة في طبعة بولاق من الترمذي، ولكنها غير ثابتة في المخطوطة التى عندى ولا في =

ابن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد بن عَمرو بن نُفيل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن ظَلم من الأرض شبراً طُوَّقَه من سبعِ أَرَضين". 1629 - حدثنا يحيى بن سعيد عن صدقة بن المثَّنى حدثني ريَاح ابن الحرث: أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر، وعنده أهل الكَوفة عن يمينه وعن يساره، فجاءه رجل يدعى سعيدَ بن زيد، فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السِرير، فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرةَ فسبَّ وسبَّ، فقال: منِ يسبُّ هذا يا مغيرِةُ؟ قال يسبُّ علي بن أبي طالب! قال يا مغير بن شُعْبَ، يا مغير بن شعب، ثلاثاً، ألاَ أسمعُ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسبُّون عندك لا تُنِكُر ولا تُغَيِّرُ!! فأنا أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ = نسخة شرح الترمذي. وروى النسائي 2: 172 وابن ماجة 2: 64 منه قوله: "من قتل دون ماله فهو شهيد" فقط، كلاهما من طريق سفيان عن الزهري. ثم وجدت الحديث رواه البخاري 5: 74 - 75 من طريق الزهري عن طلحة بن عبد الله عن عبد الرحمن ابن عمرو عن سعيد، وذكر الحافظ في الفتح الروايتين، وجمع بينهما بمثل ما جمعنا بينهما، والحمد لله، وانظر الفتح أيضاً 6: 211، وانظر أيضاً 1633، 1640، 1649، 1653 (1629) إسناده صحيح، صدقة بن المثنى بن رياح بن الحرث النخعي: ثقة، وثقه أبو داود والعجلي وغيرهما. رياح، بكسر الراء وتخفيف الياء التحتية، ابن الحرث النخعي: هو جد صدقة بن المثنى، وهو كوفي تابعي ثقة، ذكر البخاري في الكبير 2/ 1 / 300 بإسناده عن صدقة: "سمع جده رياحاً أنه حج مع عمر حجتين". والحديث رواه أبو داود 4: 344 عن أبي كامل الجحدري عن عبد الواحد بن زياد عن صدقة، ورواه أيضاً ابن ماجة 1: 32 - 33 من طريق صدقة. وانظر 1630، 1631، 1637، 1638، 1644، 1645. في ح "حدثني رباح بن الحرث بن المغيرة أن شعبة" إلخ، وهو خطأ واضح.

بما سمعتْ أذناي ووعاه قلبي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنى لم أكن أروي عنه كذبًا يسألني عنه إذا لقيتُه، إنه قال: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة"، وتاسع المؤمنين في الجنة، لِو شئتُ أن أُسميه لسمَّيتُه، قال: فضجَّ أهلُ المسجد يناشدونه: يا صاحب رسول الله، مَن التاسع؟ قال: ناشدتموني بالله، والله العظيمِ أنا تاسعُ المؤمنيين، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - العاشر، ثم أتْبَع ذلك يميناً قال: والله لَمَشْهدٌ شهده رجلٌ يُغَبِّرُ فيه وجهَه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضلُ من عمل أحدكم ولو عُمّرَ عُمُرَ نُوح عليه السلام. 1630 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حُصين ومنصور عن هلال

_ (1630) إسناده صحيح، هلال بن يساف، بكسر الياء: تابعي ثقة، سبق الكلام عليه في 610، وقد جزم البخاري في الكبير 3/ 2 /202 بأنه أدرك علياً وسمع أبا مسعود البدري الأنصاري، وأبو مسعود مات سنة 40، فأن يكون سمع سعيد بن زيد أولى، ولكنه اختلف عليه في هذا الحديث كما ترى، والظاهر أنه سمعه من ابن ظالم عن سعيد. ابن ظالم: هو عبد الله بن ظالم التميمى المازني، وهو ثقة، وثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات. وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند أصحاب السنن الأربعة. وخلاصة هذا الإسناد: أن وكعياً رواه عن الثوري عن حصين بن عبد الرحمن وابن عمه منصور بن المعتمر، كلاهما عن هلال بن يساف، وهنا اختلفا، فقال منصور: "عن هلال بن يساف عن سعيد بن زيد" مباشرة، وقال حصين: "عن هلال ابن يساف عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد". وسيأتي 1638، 1644، 1645 من طريق حصين. بزيادة ابن ظالم أيضاً، وكذلك رواه الترمذي 3: 336 وابن ماجة 1: 33 من طريق حصين. ورواه أبو داود 4: 343 عن محمد بن العلاء أبي كريب عن ابن إدريس عن حصين، فذكر فيه أيضاً عبد الله بن ظالم، وذكر في إسناده أيضاً أن أبا كريب رواه "عن سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم المازني، قال: ذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم المازني". ثم قال أبو داود بعد =

ابن يسَاف عن سعيد بن زيد، قال وكيع مرةً: قال منصور: عن سعيد بن زيد، وقال مرةً: حصين: عن ابن ظالمٍ عن سعيد بن زيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اسكُنْ حراء، فليس عليك إلا نبيّ أو صدّيقٌ / أو شهيد، قال: وعليه النبىُّ - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، َ وَعلى، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن ابن وعوف، وسعيد بن زيد، رضى الله عنهم. 1631 - حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن الحرّ بن الصيَّاح عن عبد الرحمن بن الأخنس قال: خَطبَنا المغيرُة بن شعبة، فنال من عليّ، فقام سعيد بن زيد فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "النبي في الجنة، وأبو بكر

_ = تمام الحديث: "ورواه الأشجعي عن سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن ابن حبان عن عبد الله بن ظالم، بإسناده نحوه". وهذا كلام غير محرر من أبي داود، أتى من انقطاع الرواية، فإن أبا كريب لم يدرك الثوري، الثوري مات سنة 161 وأبو كريب مات سنة 248 عن 87 سنة، وأبو داود لم يدرك الأشجعي. فروى كل منهما شيئاً لم يسمعه، فأخطآ فيه، جعلا رواية الثوري عن منصور فيها "عبد الله بن ظالم"، وجعلا أن هلالاً يسمعه من ابن ظالم، بل من رجل مجهول سماه أبو داود فيما حكى عن الأشجعي "ابن حيان"، ولن تعرف ابن حيان هذا!! ففي التهذيب 12: 291: "عنه هلال بن يساف، واختلف عليه فيه، ويقال اسمه حيان بن غالب"! فهذا كما ترى. والثقة إنما هي برواية أحمد في هذا المسند بالإسناد المتصل. وقد مضى شيء من معنى هذا الحديث في الحديث الذي قبله. (1631) إسناده صحيح، الحر بن الصياح النخعي: تابعي ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وذكر البخاري في الكبير 2/ 1/ 76 أنه سمع ابن عمر، و"الصياح" بتشديد الياء المثناة التحتية، كما ضبطه الذهبي في المشتبه والحافظ في التقريب وغيرها. عبد الرحمن بن الأخنس: ذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه أبو داود 4: 343 - 344 والترمذي 3: 336 كلاهما من طريق شعبة، قال الترمذي: "حديث حسن"

في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة"، ولو شئت أن أسمي العاشر. 1632 - حدثنا عُمر بن عُبيد عن عبد الملك بن عُمير عن عَمرو ابن حُريث عن سعيد بن زيد قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الكَمْأَة من الْمَنّ، وماؤها شفاءٌ للعين". 1633 - حدثنا يحيى عن هشام، وابن نمُير حدثنا هشام، حدثني أبي عن سعيد بن زيد بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن نمُير: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أخذ شبرًا من الأرض ظلماً طُوِّقه يومَ القيامة إلى سبع أَرَضين"، قال ابن نمير: "من سَبع أرضين". 1634 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عُمير عن عمرو بن حُريث عن سعيد بن زيد قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده كَمْأَة، فقال: "تدرون ما هذا؟ هذا من الْمَنّ، وماؤها شفاء للعين". 1635 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عُمير قال: سمعت عَمرو بن حُريث قال: سمعت سعيد بن زيد يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين". 1636 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة أخبرني الحَكَم بن

_ (1632) إسناده صحيح، وهر مكرر 1626. وانظر 1627. (1633) إسناده صحيح، هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وانظر 1628، 1640، 1642 وصحيح مسلم 1: 473 - 474. (1634) إسناده صحيح، وهو مكرر 1632. (1635) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1636) إسناده صحيح، الحسن العرني: هو الحسن بن عبد الله العرني البجلي الكوفي، وهو ثقة، =

عُتَيبة عن الحسن العُرَني عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال شعبة: لمَّا حدثني به الحكم لم أنكره من حديث عبد الملك. 1637 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحَجّاج حدثني شعبة، عن الحرّ بن صَيَّاح عن عبد الرحمن بن الأخْنَس: أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من عليّ، قال: فقام سعيد بن زيد فقال: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رسول الله في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة، وعثمان في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة"، ثم قال: إن شئتم أخبرتُكم بالعاشر، ثم ذكَر نفسه. 1638 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن حُصين عن هلال بن يِسَاف عن عبد الله بن ظالم قال: خطب المغيرةُ بن شعبة فنال من عليّ، فخرج سعيد بن زيد فقال: ألا تَعجب من هذا، يَسبُّ عليَّا!! أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا كنَّا على حرَاء أو أُحُدِ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اثبُتْ حراءُ أو أُحُدُ، فإنما عليك صِدِّيق أو شهَيد"، فسَمَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - العشرةَ، فسمَّى أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً، وطلحة، والزبير، وسعداً، وعبد الرحمن بن عوف، وسمَّى نفسَه سعيداً. 1639 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن سهلٍ عن سعيد بن زيد بي عمرو ابن نُفَيل: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سَرَق من الأرض شبراً طُوِّقَه من

_ = وثقه أبو زرعة وابن سعد والعجلي وغيرهم. والحديث تابع للذي قبله، لم يسق لفظه. (1637) إسناده صحيح، وهو مكرر 1631. (1638) إسناده صحيح، وهو مختصر 1630 وفى معنى 1637. (1639) إسناده صحيح، وهو مكرر 1628 وسبق الكلام فيه مفصلا هناك. وانظر 1633.

سبع أَرَضين"، قال معمر: وبلغني عن الزهري ولم أسمعه منه زاد في هذا الحديث: "ومن قُتل دون ماله فهو شهيد". 1640 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة: أن مروان قال: اذهبوا فأصلحوا بين هذين، لسعيد بن زيد وأُرْوى، فقال سعيد: أُترَوْني أخذتُ من حقها شيئاً؟ أشهد أنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أخذ من الأرض شبرًا بغير حقه طُوِّقه من سبع أَرَضين، ومن تولى مولى قوم بغير إذنهم فعليه لعنة/ الله، ومن اقتطع مال امرئ مسلم بيمينٍ فلا باركَ له فيها". 1641 - حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري حدثني طلحة ابن عبد الله بن عوف أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره أن سعيد ابن زيد قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ظَلم من الأرض شبراً فإنه يطوَّقُه من سبع أَرَضين". 1642 - حدثنا يزيد أنبأنا محمد بن إسحق عن الزهري عن طلحة

_ (1640) إسناده صحيح، الحرث بن عبد الرحمن: هو القرشي العامري الحجازي، وهو خال ابن أبي ذئب. ترجم له البخاري في الكبير 1/ 2/ 270 - 271 فلم يذكر فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد: "لا أرى به بأساً"، وكذلك قال النسائي. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن. أروى: هى بنت أويس، كما سيأتي 1642، وهى التي دعا عليها سعيد بن زيد، إذ كذبت في دعواها عليه، أن يعمى بصرها ويجعل قبرها في أرضها. وترك لها الأرض، فاستجيب له، فعميت، ثم كانت تمشي في أرضها فوقعت في حفرة، فكانت قبرها، كما في صحيح مسلم 1: 473 من طريقين. والحديث في مجمع الزوائد 4: 179، ونسبه أيضاً لأبي يعلى بتمامه وللبزار باختصار، وسيأتي مكرراً بهذا الإسناد 1649. وانظر 1628، 1633، 1639. (1641) إسناده صحيح، وهو مختصر 1639. وانظر 1640. (1642) إسناده صحيح، وأشار الحافظ في الفتح 5: 74 إلى أنه رواه من هذه الطريق أيضاً أبو =

ابن عبد الله بن عوِف قال: أتتني أرْوَى بنتُ أُوَيس في نفر من قريش، فيهم عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، فقالت: إن سعيد بن زيد قد انتقصَ من أرضي إلى أرضه ما ليس له، وقد أحببت أن تأتوه فتكلموه، قال: فركبنا إليه وهو بأرضه بالعقيق، فلما رآنا قال: قد عرفتُ الذي جاء بكم، وسأحدثكم ما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول: "من أخذ من الأرض ما ليس له طُوِّقَه إلى السابعة من الأرض يوم القيامة، ومن قُتل دون ماله فهو شهيد". 1643 - حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا بقية بن الوليد حدثني الزُّبيدي عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره أن سعيد بن زيد قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ظَلم من الأرض شيئاً فإنه يُطوَّقه من سبع أَرَضين". 1644 - حدثنا على بن عاصم قال: حُصين أخبرنا عن هلال بن يسَاف عن عبد الله بن ظالم المازني قال: لا خرج معاوية من الكوفة استعمل اَلمغيرةَ بن شعبة، قال: فأقام خطباء يقعون في علي، قال: وأنا إلى جنب سعيد بن زِيد بن عمرو بن نُفَيل، قال: فغضب، فقام فأخذ بيدي، فتبعته، فقال: أَلا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه، الذي يأمر بلعن رجلٍ من أهل الجنة! فأَشهدُ على التسعة أنهم فيَ الَجنة، ولو شهدتُ على العاشر لم آثَمْ، قال: قلت: وما ذاك؟ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اْثبُتْ حراءَ، فإنه ليس عليك إلا نبيّ أو صِدِّيق أو شهيد"، قال: قلت: من هم؟ فقالَ: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو

_ = يعلى في مسنده وابن خزيمة في صحيحه. وانظر 1628، 1640، 1641. (1643) إسناده صحيح، الزبيدي، بضم الزاي: هو محمد بن الوليد بن عامر الحمصى القاضى، وهو ثقة ثبت، كان أعلم أهل الشأم بالفتوى والحديث، وجعله ابن معين أثبت من ابن عيينة في الرواة عن الزهري. والحديث مكرر 1641. وانظر 1642. (1644) إسناده صحيح، وهو مكرر 1638.

بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وطلحة وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك، قال: ثم سكت، قال: قلت: ومن العاشر؟ قال: قال: أنا. 1645 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا حُصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم التيمي (1) عن سعيد ابن زيد بن عمرو بن نُفيلَ قال: أشهد أن عليَّا من أهِل الجنة، قلت: وما ذاك؟ قال: هو في التسعة، ولو شئت أن أسمَي العاشر سميته، قال: اهتزَّ حِراءٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اثْبُتْ حراءٌ، فإنه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد"، قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وعليّ، وعثمان، وَطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأنا، يعني س عيداً نفسه. 1646 - حدثنا إبراهيي بن أبي العباس حدثنا يونس أو أبو أُويس قال: قال الزهري: أخبرني طلحةُ بن عبد الله بن عوف أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره أن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ظَلم من الأرض شيئاً فإنه يُطوَّقُه في سبع أَرَضين". 1647 - حدثنا حماد بن أسامة أخبرني مِسْعَر عن عبد الملك بن

_ (1645) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (1) سبق أن صححنا أنه التميمي في شرح 1630 وكذا في كتب الرجال. (1646) إسناده صحيح، يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وهو ثقة من أثبت الناس في الزهري. أبو أويس: هو عبد الله بن عبد الله بن أويس الاُصبحي، وهو ابن عم مالك وزوج أخته، وهو صدوق تكلموا في حفظه، وأخرج له مسلم، وقال الحاكم: "قد نسب إلى كثرة الوهم، ومحله عند الأئمة محل. من يحتمل عنه الوهم ويذكر عنه الصحيح". وترددُ إبراهيم بن أبي العباس بين يونس وأبى أويس لا يضر، فهو قد سمعه من احدهما، فأيهما كان فالإمشاد صحيح. والحديث مكرر 1143. (1647) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 169 عن مسدد عن أبي الأحوص عن منصور =

مَيْسَرَة عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد قال: ذَكَر رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتناً كقطع الليل المظلم، أُراه قال: "قد يذهب فيها الناس أسرع ذهابٍ"، قال: فقيَل: أكلُّهم هاَلكٌ أم بعضهم؟ قال: "حَسْبُهم أو بحسَبْهِم القتلُ". 1648 - حدثنا يزيد حدثنا المسعودي عن نُفيل بن هشام بن سعيد ابن زيد بن عمرو بن نُفيل عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة هو وزيد بن حارثة، فمر بهما زيد بن عمرو بن نُفيل، فدعوه إلى سُفرٍ: لهما، فقال: يا ابن أخي، إني لاآكل مما ذُبح على النُّصب، قال: فما رُؤيَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك أكَلَ شيئاً مما ذُبح على النُّصب. قال: قلت: يا رسول

_ = عن هلال عن سعيد بن زيد، فلم يذكر "عبد الله بن ظالم" ولفظه: "كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر فتنة فعظم أمرها، فقلنا أو قالوا: يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه لتهلكنا! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلا، إن بحسبكم القتل، قال سعيد: فرأيت إخواني قتلوا". (1648) إسناده صحيح، المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله، سبق في 744، وكان قد تغير حفظه في آخر عمره، ويزيد بن هرون سمع منه بعد تغيره، قال ابن نمير: "كان ثقة، واختلط بآخرة، سمع منه ابن مهدي ويزيد بن هرون أحاديث مختلطة، وما روى عنه الشيوخ فهو مستقيم"، وإنما صححنا الحديث مع هذا لأنه ثبت معناه من حديث ابن عمر بإسناد صحيح، فيما سيأتي 5369. نفيل بن هشام: ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 136 فلم يذكر فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات. أبوه هشام بن سعيد بن زيد: ترجمه البخاري كذلك 4/ 2/ 196 فلم يجرحه، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث في مجمع الزوائد 9: 417 وقال: "رواه أحمد، وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات". زيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد: هو ابن عم عمر بن الخطاب، ومات قبل البعثة بخمس سنين، وله ترجمة في أسد الغابة 2: 236 - 238 والإصابة 3: 31 - 34. "أمة واحدة" هكذا في ح هـ، والمعروف في روايات أخر "أمة وحده" وهو الثابت في ك، والمعنى واحد أو مقارب.

الله، إن أبي كان كما قد/ رأيت وبلغك، ولو أدرككَ لآمنَ بك واتَّبعك، فاستغفِرْ له، قال: "نعم، فأَستغفِرُ له، فإنه يبعث يومَ القيامة أُمَّةً واحدةً". 1649 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة قال: قال لنا مروان: انطلقوا فأصلحواِ بينِ هذين، سعيد بن زيد وأَرْوَى بنت أُويس، فأَتينا سعيد بن زيد، فقال: أتُرَون أنى قد استنقصتُ من حقها شيئا؟! أشهد لَسَمعْت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أخذ شبراً من الأرض بغير حقه طُوَّقَه من سبعَ أَرَضين، ومن تولى قوماً بغير إذنهم فعليه لعنة الله، ومن اقتطع مال أخيه بيمينه فلا بارك الله له فيه". 1650 - حدثنا أبو سعيد حدثنا قيس بن الربيع حدثنا عبد الملك بن عُمير عن عمرو بن حريث قال: قدمت المدينة فقاسمتُ أخي، فقال سعيد ابن زيد: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يبارَك في ثمن أرضٍ ولا دارٍ لا يُجْعَل في أرضٍ ولا دارٍ". 1651 - حدثنا أبو اليمان أنبأنا شُعيب عن عبد الله بن عبد الرحمن

_ (1649) إسناده صحيح، وهو مكرر 1640 بإسناده. وانظر 1646. (1650) إسناده صحيح، عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان القرشي المخزومي: من صغار الصحابة، كان ابن 12 سنة حين قبض رسول الله، وله مسند سيأتي 4: 306 - 307 ح. أخوه سعيد بن حريث: صحابي أكبر منه، وسيأتي هذا المعنى من حديثه أيضاً في المسند 3: 467 و 4: 307 ح. وانظر الخراج ليحيى بن آدم بشرحنا رقم 264. والحديث في مجمع الزوائد 4:110 وقال: "رواه أحمد، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري وغيرهما، وقد ضعفه ابن معين وأحمد وغيرهما". وقد رجحنا توثيقه فيما مضى 661. (1651) إسناده صحيح، إلا أن الشطر الأول منه بلاغ عن لقمان، ليس حديثاً، والحديث هو الشطر الآخر المروي عن نوفل عن سعيد. عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، من =

اين أبي حسين قال: بلغني أنَّ لقمان كان يقول: يا بُنيَّ، لا تَعلَّمَ العلم لتُباهي بِه العلماءَ أو تماري به السفهاءَ وتُرائي به في المجالس، فذكره، وقال: حدثنا نوفل بنُ مُساحق عن سعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مِنْ أَرْبى الربا الاستطالةُ في عرْض مسلمٍ بغير حق، وإن هذه الرحم شِجْنةٌ من الرحمن، فمن قَطعهاَ حَرَّم الله عليه الجنة". 1652 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي عُبيدة بن محمد بن عَمّار بن ياسر عن طلحة بن عبد الله ابن عوف عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد". 1653 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن أبيه عن أبي عُبيدة بن

_ = بني نوفل بن عبد مناف: من صغار التابعين، ثقة فقيه عالم بالمناسك، روى له أصحاب الكتب الستة. نوفل بن مساحق بن عبد الله الأكبر بن مخرمة القرشي العامري: تابعي ثقة، ترجم له البخاري 4/ 2/ 108 - 109 وذكر له هذا الحديث عن الحكم عن شعيب بإسناده. "شجنة من الرحمن": قال ابن الأثير: "أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شهبه بذلك مجازاً، واتساعاً، وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة في غصن من غصون الشجرة". والشطر الأول من هذا الحديث في مجمع الزوائد1: 184 وقال: "رواه أحمد، وهو منقطع الإسناد كما ترى" يعني لأنه عن لقمان، والشطر الثاني الذي هو الحديث فيه أيضاً 8: 150 وقال: "رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير نوفل بن مساحق، وهو ثقة". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 157 من طريق أبي اليمان عن شعيب. وانظر 1680 - 1681 - 1686 - 1687 و 2956. (1652) إسناده صحيح، أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: ثقة، وثقه ابن معين، وسيأتي 7038 أن عبد الله بن أحمد يوثقه أيضاً. وانظر 1642، 1649 والحديث الآتي. (1653) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد رواه الترمذي 2: 316 عن عبد بن حميد عن =

محمد بن عَمَّارعن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله. 1654 - حدثنا الفَضْل بن دُكَين حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر حدثني من سمع عمرو بن حُريث يحدّث عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا معشر العرب، احمدوا الله الذي رفع عنكم العُشُور".

_ = يعقوب بن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد، وقال: "حديث حسن صحيح " ونسبه شارحه لأبي داود والنسائي. (1654) إسناده ضعيف، لجهالة الراوية عن عمرو بن حريث. وأما إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي: فإنهم اختلفوا فيه، والراجح توثيقه، وثقه ابن سعد، وقال الثوري وأحمد: "لا بأس به"، وروى عنه شعبة وهو لا يروي إلا عن ثقة، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 328 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء، وأخرج له مسلم. والحديث في مجمع الزوائد 3: 87 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه رجل لم يسم، وبقية رجاله موثقون". تنبيه: إلى هنا انتهى الجزء الأول من النسخة المطبوعة في بمبئ بالهند في سنة 1308، وهى التي كنا نرمز لها بحرف هـ، ولم يطبع من هذه الطبعة غير هذا الجزء فيما أعلم. وآخررقم فيه لعدد أحاديثه 1551، فهو ينقص عن طبعتنا هذه وطبعة الحلبي المرموز لها بحرف ح 103 أحاديث، لم نجد فائدة في الإشارة إلى سقوط كل منها في موضعه. ثم سيصير عمدتنا في تصحيح (المسند) من بعد هذا الموضع نسختان: طبعة الحلبي المرموز لها بحرف ح، والمخطوطة الكتانية المغربية المرموز لها بحرف ك، كما بينا في المقدمة ص من الجزء الأول. وأسأل الله الهدى والسداد والتوفيق.

حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه

{حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه (1)} 1655 - حدثنا بشر بن المفَضَّل عن عبد الرحمن بن إسحق عن

_ (1) هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحرث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، الزهري القرشي. كان اسمه في الجاهلية "عبد عمرو" فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "عبد الرحمن". أسلم قديماً قبل دخول دار الأرقم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد كلها. وهوأحد العشرة المبشرة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض. وكان من أغنياء المسلمين، أوصى في سبيل الله بخمسين ألف دينار، ومات عن أربع نساء، تخارجت إحداهن عن نصيبها من التركة، وهو ربع الثمن، بمائة ألف. مات عبد الرحمن سنة 32 عن 75 سنة، رضى الله عنه ورحمه. (1655) إسناده صحيح، والقسم الأخير منه الذي يقول فيه الزهري: "قال رسول الله" إسناده مرسل. عبد الرحمن بن إسحق بن عبد الله بن الحرث بن كنانة القرشي العامري: ثقة وثقه ابن معين وغيره، وحكى الترمذي عن البخاري أنه وثقه، كما في التهذيب، وفيه أيضاً عن أحمد: "أما ما كتبنا من حديثه فصحيح". وهو غير "عبد الرحمن بن إسحق الواسطي" ذاك ضعيف، كما بينا في 1337. محمد بن جبير بن مطعم: مدني تابعي ثقة. أبوه جبير بن مطعم بن عدي، صحابي أسلم عام خيبر قبل الفتح، وله مسند سيأتي 4: 80 - 85 ح. والحديث في مجمع الزوائد 8: 172 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح، وكذلك مرسل الزهري". والحديث نقله الحافظ ابن كثير في التاريخ 2: 290 - 291 عن البيهقي بإسناده إلى إسماعيل بن علية عن عبد الرحمن بن إسحق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يذكر فيه عبد الرحمن بن عوف ولا مرسل الزهري، ثم قال البيهقي: "وكذلك رواه بشر بن المفضل عن عبد الرحمن" ورواية بشر بن المفضل هى التي هنا، ورواية ابن علية ستأتي 1676 وفى كلتيهما أنه عن عبد الرحمن ابن عوف، فهما أصح مما رواه البيهقي، ثم نقل ابن كثير عن البيهقي قال: "وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدرك حلف المطيبين"، ثم قال ابن كثير: "قلت: هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشاً تحالفوا بعد موت قصي، وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية والرفادة واللواء والندوة والحجابة، =

الزهري عن محمد بن جُبير بن مُطْعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "شهدتُ حلْف اَلمُطَيَّبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحبُّ أن لي حُمْرَ النَّعَم وأنى أنكُثُه"، قالَ الزهري: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يُصِب الإسلام حلْفاً إلا زاده شدةً، ولا حلْف في الإسلام"، وقد أَلّفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين قَريش والأنصار. 1656 - حدثنا إبراهيم بن سعد حدثني محمد بن إسحق عن

_ = ونازعهم فيه بنو عبد مناف، وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش، وتحالفوا على النصرة لحزبهم، فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفنة فيها طيب، فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا، فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت، فسموا المطيبين كما تقدم، وكان هذا قديمَاً. ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول، وكان في دار عبد الله بن جدعان". وهو يشير إلى تفصيل كلامه عن حلف المطيبين في 2: 209 - ولا شك أن الحلف الذي كان عقيب موت قصي قديم، ولكن هذا لا ينفي أن يسمى الحلف الذي شهده رسول الله "حلف المطيبين" فهو حلف آخر كان قبل البعثة، ولعله كان توكيداً للحلف القديم، انظر النهاية 1: 249 - 250 وفيها: "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر رضي الله عنه من المطيبين، وكان عمر رضى الله عنه من الأحلاف". ونحو هذا في قاموس الفيروزابادي في مادة (ط ي ب). وأما مرسل الزهري فقد ورد معناه في أحاديث كثيرة موصولة ومرسلة، منها حديث جبير بن مطعم بإسناد صحيح موصول 4: 83 ح وانظر أيضًا 7012، 12685، 14031 وما أشرنا إلى أرقامه من الأحاديث في كل منها في موضعه، وانظر أيضاً 5: 61 ح. "الطيبون" بصيغة اسم المفعول، جمع "مطيب". في ك "وقد حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين قريش والأنصار"، وما هنا موافق لما في مجمع الزوائد. وانظر 2911. (1656) إسناده صحيح، إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة حجة من شيوخ أحمد القدامي، سمع منه أحمد، كما مضى في ترجمته، وكما ذكره ابن الجوزي في شيوخه، وإن كان كثيراً ما يروي عنه بالواسطة. كريب: هو ابن أبي مسلم مولى ابن عباس، وهو تابعي ثقة. والحديث رواه الترمذي مختصرًا من طريق إبراهيم بن سعد 2: 244 - 246 من شرحنا، وابن ماجة والحاكم وصححه هو والذهبي. وقد =

مكحول عن كُريب عن ابن عباس، أنه قال له عمر: يا غلام، هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو من أحد من أصحابه إذا شك الرجلُ في صلاته ماذا يصنع؟ قال: فبينا هو كذلك إذْ أَقبل عبد الرحمِن بن عوف، فقال: فيم أنتما؟ فقال عمر: سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أحد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع؟ فقال عبد الرحمن: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يَدْرِ أَوَاحدةً صلى أَم ثنتين فليجعلها واحدة، وإذا لم يدر ثنتين صلى أَم ثلاثاً فليجعلها ثنتين، وإذا لم يدر أثلاثاً صلى أم أربعاً فليجعلها ثلاثاً، ثم يسجدْ إذا فرغ من صلاته وهو جالس قبل أن يسلم سجدتين". 1657 - حدثنا سفيان عن عمرٍ وسمِع بَجَالة يقول: كنتُ كاتباً

_ = أعله الحافظ في التلخيص بالرواية الاَتية 1677، وأطلنا القول هناك في تحقيق صحته. وا نظر أيضاً 1689. (1657) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. عمرو: هو ابن دينار. بجالة، بفتح الباء وتخفيف الجيم: هو ابن عبدة، بفتح العين والباء، التميمى العنبري، وهو تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة ومجاهد بن موسى المكي، وترجمه البخاري في الكبير 3/ 1/ 46 وذكره ابن حبان في الثقات، ويظهر أن الشافعي كان يجهل أمره ثم عرفه، ففي الأم 6: 125 قال: "بجالة رجل مجهول ليس بالمشهور، ولا يعرف أن جزء بن معاوية كان لعمر بن الخطاب عاملا "، ونحو هذا في السنن الكبرى 8: 248 عن الشافعي، ولكنه قال بعد ذلك في الرسالة رقم 1186 بشرحنا: "وحديث بجالة موصول، قد أدرك عمر بن الخطاب رجلاً، وكان كاتباً لبعض ولاته ". وجزء بن معاوية كان من عمال عمر بناحية الأهواز، انظر تاريخ الطبري 4: 196، 211، وفى الفتح: "كان عامل عمر على الأهواز، ووقع في رواية الترمذي أنه كان على تنادر، قلت: هى من قرى الأهواز"، وانظر أيضاً ترجمته في الإصابة1: 244. والحديث رواه بتمامه أبو عبيد في الأموال رقم 77 عن سفيان ابن عيينة، ورواه الشافعي في الرسالة 1183 والأم: 6: 96 والطيالسي 225=

لجزْءَ بن معاوية عم الأحْنَف بن قيس، فأتانا كتابُ عمر قبل موته بسنةٍ: أَنِ اقتلوا كل ساحر، وربما قال سفيان: وساحرة /، وفَرِّقوا بين كل ذيِ مَحْرَم من المجوس، وانْهَوهم عن الزَّمزمة، فقلنا ثلاثةَ سواحر، وجعلنا نُفرق بين الرجل وبين حريمته في كتاب الله، وصَنع حزْءٌ طَعامًا كثيراً، وعَرَض السيف على فخذه، ودعا المجوس، فألْقَوْا وِقْر بغلٍ أو بغلين من وَرِقٍ، وأكلوا من غير زمزمة، ولم يكن عُمَرُ أخذَ، وربما قال سفيان: قَبلَ الجزيةَ من المجوس، حتِىِ شهد عبدُ الرحمن بن عوف: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذَها من مجوس هَجَرَ. [قال عبد الله بن أحمد]: وقال أبي: قال سفيان: حج بَجَالةُ مع مُصْعَب سنة سبعين. 1658 - حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عِنِ مالك بن أَوْس: سمعت عمر يقول: لعبد الرحمن وطلحة والزبير وسعد: نشدتكم بالله الذي

_ = أيضاً عن سفيان ولكن مختصراً، ورواه البخاري مطولا 6: 184 - 185 عن علي بن المدينى عن سفيان، وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى 8: 247 - 248 من طريق سعدان بن نصر عن سفيان. وانظر بقية تخريجه في شرحنا على الرسالة. وانظر أيضاً ما سيأتي 1672، 1685. الزمزمة: كلام يقوله المجوس عند أكلهم بصوت خفي. حريمته في كتاب الله: يريد المحرمة عليه في القرآن. وقر بغل: الوقر بكسر الواو: الحمل، وأكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار، قاله في النهاية. قوله "قال سفيان: حج بجالة" إلخ: يريد أن عمرو بن دينار المكي سمعه من بجالة حينذاك، ورواية البخاري عن سفيان: "قال سمعت عمراً قال: كنت جالساً مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس، فحدثهما بجالة سنة سبعين، عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم" فذكر الحديث. (1658) إسناده صحيح، وهو مكرر 1550 بإسناده. كلمة "به"، سقطت من ح وأثبتناها من ك.

تقوم "به"، السماء والأرض، وقال مرةً: الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أعَلمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنا لا نورث ما تركنا صدقةٌ"؟ قالوا: اللهم نعم. 1659 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا هشام الدَّسْتَوَائي عن يحيى

_ (1659) إسناده صحيح، إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: ذكره ابن حبان في الثقات، وهو قرشي حليف بني زهرة. أبوه عبد الله بن قارظ: لم أجد له ترجمة، لأنه اختلط على المترجمين بابنه إبراهيم، ففي التهذيب في ترجمة "إبراهيم" 1: 134 - 135؟ "روى عن جابر ابن عبد الله وأبى هريرة ومعاوية بن أبي سفيان والسائب بن يزيد وغيرهم، ورأى عمر وعلياً. روى عنه أبو عبد الله الأغر وأبو صالح السمان وعمر بن عبد العزيز ويحيى بن أبي كثير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم" ثم قال: "وجعل ابن أبي حاتم إبراهيم بن عبد الله بن قارظ وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ ترجمتين، والحق أنهما واحد، والاختلاف فيه على الزهري وغيره، وقال ابن معين: كان الزهري يغلط فيه". وهذا كما ترى شيء بعيد! أبو سلمة بن عبد الرحمن مات سنة 94 وعمر بن عبد العزيز مات سنة 101 ويحيى بن أبي كثير مات سنة 132، فمن العجب جداً أن يرووا جميعاً عن شيخ واحد، ثم من هذا الشيخ؟ رجل أدرك عمر وعليّا، بل سمع من عمر وعلى، كما جزم البخاري في الكبير! فقد عمر أكثر من مائة سنة حتى يدركه يحيى بن أبي كثير!! وأما البخاري فالظاهر عندي أنه لم يتحقق من ترجمة هذا وأقاربه، فقد ترجم له في الكبير 1/ 1/ 312 - 313 باسم "إبراهيم بن قارظ القرشي، حجازي سمع عمر وعليّاً، روى عنه الزهري" وذكر ترجمة طويلة أشار فيها إلى هذا الحديث فقال: "وقال لي سعد بن حفص قال: حدثنا شيبان عن يحيى أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -:قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وأنا خلقت الرحم "ثم أشار إلى أحاديث أخر، في بعضها "إبراهيم بن عبد الله" وفى بعضها "عبد الله بن إبراهيم" ثم ذكر حديثاً من طريق ابن أبي ذئب "عن قارظ بن شيبة عن أمه أم قارظ بنت إبراهيم بن قارظ أنها أرسلت إلى أبي هريرة". وترجم في 4/ 1/ 201 ترجمة "قارظ بن شيبة بن قارظ حلفاء بني زهرة"! فأنا أظن أن هذا الأخير ابن عم إبراهيم بن عبد الله، وأرجح أن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ هو غير عبد الله بن إبراهيم بن قارظ" كما جزم أبو حاتم، وأنه ابنه، أو لعل الرواة اختلف عليهم =

ابن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصَلَتْكَ رَحِمٌ، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خَلقتُ الرحم وشَققْتُ لها من اسمي، فمن يَصِلْها أَصِلْه، ومن يقطعها أقطعْه فأَبُتَّه"، أو قال: "من يَبُتَّها أَبُتّه".

_ = اسم الأب واسم ابنه، فتارة يسمون هذا "عبد الله" وذاك "إبراهيم" وتارة يعكسون. والذي لا أشك فيه أن أحدهما ابن الآخر، وأن يحيى بن أبي كثير وطبقته يروون عن الابن، وعمر بن عبد العزيز وأبو سلمة بن عبد الرحمن وطبقتهما يروون عن الأب، وأن الأب هو الذي سمع عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف. ويؤيد ذلك الرواية المفسرة التي هنا، التي هي صريحة في أن الأب دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده فحدثه بهذا الحديث، وفى أنه روى القصة لابنه بعد ذلك، وفى أن يحيى أبن أبي كثير سمعها من الابن، وهذا شيء واضح لا شك فيه. والجزء الذي فيه ترجمة العبادلة من التاريخ الكبير لم يطبع، فلم أستطع أن أعرف ما إذا كان البخاري عقد ترجمة خاصة باسم "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ" أم لا، وماذا قال فيها؟ وكذلك لم يطبع القسم الذي فيه ترجمة "إبراهيم" ولا الذي فيه ترجمة "عبد الله" من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وأظن، بل أرجع، أنهما لو وُجدا معنا لوجدنا الدلائل على صحة ما نقول. وعسى أن يرفَّق ذلك لى أو لغيري لتحقيقه إن شاء الله. وقد أشار الحافظ في التهذيب 3: 271 إلى هذا الإسناد فقال: "رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد الله ابن قارظ". والظاهر أنه كان بين عبد الرحمن بن عوف وابن قارظ قرابة قريبة، ولعلها من ناحية النساء، لقوله له إذ عاده: "وصلتك رحم" وما يقال هذا إلا لذي قرابة وشيجة. ويؤيد هذا أن ابن أخيه سعد بن خالد بن عبد الله بن قارظ قال مخاطباً أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: "يا خال ما تصنع"، وسيأتي 11666. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 4: 157 من طريق يزيد بن هرون بإسناده كما هنا. وسيأتي مرة أخرى بهذا الإسناد 1687، وبإسنادين آخرين 1680، 1681. وانظر 1651.

1660 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا القاسم ببن الفضل حدثنا النَّضْر بن شَيبان قال: لقيتُ أبا سلمة بن عبد الرحمن قلتُ: حدثْني

_ (1660) إسناده صحيح، القاسم بن الفضل بن معدان الحدانى، بضم الحاء وتشديد الدال: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد والنسائي والترمذي. النضر بن شيبان الحداني: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ممن يخطئ وتعقبه الحافظ في التهذيب بأن النضر لم يرو إلا هذا الحديث، وأنهم حكموا بأنه أخطأ فيه، "فإذا كان أخطأ في حديثه وليس له غيره فلا معنى لذكره في الثقات. إلا أن يقال: هو في نفسه صادق، وإنما غلط في اسم الصحابي، فيتجه". والمسئلة أن الزهري ويحيى بن أبي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري رووا عن أبي سلمة عن أبي هريرة معنى هذا الحديث، ولكنه لم يذكر "وسننت لكم قيامه"، فعلل البخاري والدراقطني حديث النضر بن شيبان بأنه أخطأ على أبي سلمة بن عبد الرحمن في جعل هذا الحديث عن أبيه عبد الرحمن بن عوف وإنما هو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولكن يعكر عليهم سياقُ الحديث هنا في أنه سأل أبا سلمة أن يحدثه بشيء سمعه من أبيه، فهي قصة واضحة لا تحتمل الخطأ في قوله "عن أبيه" و"عن أبي هريرة"، ولذلك لم يجد الحافظ مناصاً من أن يقول في التهذيب 10: 438 - 439: "وقد جزم جماعة من الأئمة بأن أبا سلمة لم يصح سماعه من أبيه، فتضعيف النضر على هذا متعين". وقد نسب في التهذيب للبخاري أنه قال في حديث النضر هذا: "لم يصح، وحديث الزهري وغيره عن أبي سلمة عن أبي هريرة أصح". ولم يقل البخاري هكذا، بل ترجم للنضر 4/ 2/ 88 فقال: "سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً، روى عنه نصر بن علي، وقال الزهري ويحيى بن أبي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أصح"، والفرق بين الصنيعين كبير!! فحديث أبي سلمة عن أبي هريرة أصح، لا شك في ذلك لكثرة من رواه عن أبي سلمة وثقتهم، وهذا صحيح، لأن راويه صادق لم يتهم بكذب، وهو يروي قصة أخرى معينة، ولم يغمزه البخاري بما قال، ولذلك لم يذكره في الضعفاء. وأما النسائي فإنه روى حديث أبي سلمة عن أبي هريرة بأسانيد كثيرة، ثم روى حديث النضر هذا 1: 308 بثلاثة أسانيد، من طريق نصر بن علي والقاسم بن الفضل عن النضر بن شيبان وقال:=

عن شيء سمعتَه من أبيك سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان، قال: نعم، حدثني أبي عنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله عز وجل فَرَض صيام رمضان، وسَننَتُ قيامه، فمن صامَه وقامه احتساباً خرج من الذنوب كيوم ولدتْه أُمُه". 1661 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لَهِيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر أن ابنَ قارظ أخبره عن عبد الرحمن بِن عوف قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلت المرأة خَمْسَها، وصامَت شهرها، وحَفظت فرجها، وأطاعت زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنةَ من أيّ أبواب الجنة شئت".

_ = " هذا خطأ، والصواب أبو سلمة عن أبي هريرة" فلم يضعف النضر ولكن خطأه، ولذلك لم يذكره أيضاً في الضعفاء. وكل صنيعهم في تخطئة النضر مبني على الجزم بأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه عبد الرحمن بن عوف. ففي مراسيل ابن أبي حاتم 91 عن ابن معين: "أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من أبيه شيئَا" وفى التهذيب 12: 117: "قال علي بن المديني وأحمد وابن معين وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة وأبو داود: حديثه عن أبيه مرسل، قال أحمد: مات وهو صغير، وقال أبو حاتم: لا يصح عندي، وصرح الباقون بكونه لم يسمع منه. وقال ابن عبد البر: لم يسمع من أبيه، وحديث النضر بن شيبان في سماع أبي سلمة عن أبيه لا يصححونه". وهذا عندي غير متجه، فإن أبا سلمة مات سنة 94 عن 72 سنة أو أكثر، كما فصلنا في 1403 فكانت سنه عند موت أبيه أكثر من 10 سنين، فيما يبعد أن يحفظ عن أبيه أحاديث، وقد حفظ من هو أصغر من هذا وقَبِل الأئمة روايته، كما يعرفه أرباب هذا الشأن، ولذلك لم يجزم البخاري بضعف هذا الحديث ولا علله، وإنما ذكر أن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أصح، وهو كما قال أصح. والحديث رواه أيضا ابن ماجة 1: 206 من طريق نصر بن علي والقاسم بن الفضل عن النضر بن شيبان، وذكر الذهبي في الميزان 3: 224 أنه رواه البزار عن عمر ابن موسى عن القاسم. قوله "حدثني عن شيء" في ك "حدثني بشىء" وهو الموافق لرواية النسائي، وانظر ما يأتي 1688. (1661) إسناده منقطع فيما أرى، فإن ابن قارظ هنا أُرجح أنه إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، لا =

1662 - حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي حدثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرٍو عن الحُويَرْث عن محمد بن جبير بن مُطْعم عن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتّبعتُه، حتى دخل نَخلاً، فسجد فأطال السجود، حتى خفت أو خَشيت أن يكون الله قد توفاه أو قبضه، قال: فجئتُ أنظر، فرفع رأسَه، فقالَ: "ما لك يا عبد الرحمن؟ " قال: فذكرت ذلك له، فقال: "إن جبريل عليه السلام قال لى: ألاَ أبشِّرك؟ إن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليكَ صليت عليه، ومن سلم عليك سلمتُ عليه". 1663 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد عن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي الحُويرث عن محمد بن جبير عن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت المسجد فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجاً من المسجد فاتبعتُه، فذكر الحديث. 1664 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا سليمان بن بلال

_ = عبد الله، لأن عبيد الله بن أبي جعفر متأخر عن أن يدرك عبد الله بن قارظ، كما أوضحنا في ترجمة الابن وأبيه في 1659. عبيد الله بن أبي جعفر المصري الفقيه: ثقة، وثقه أبو حاتم والنسائي، وقال ابن سعد: "ثقة فقيه زمانه". والحديث في مجمع الزوائد 4: 306 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح". (1662) إسناده صحيح، أبو الحويرث: هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث، سبق توثيقه 37. وانظر الحديثين بعده. (1663) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهكذا هو في الأصلين "عبد الرحمن بن أبي الحويرث" والمعروف في نسبه "عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث". وأظن أن صواب ما هنا "عن عبد الرحمن أبي الحويرث" بحذف "بن". (1664) إسناده صحيح، عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف. قال في التعجيل =

حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوجه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخرّ ساجداً فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل [قد]، قَبض نفسَه فيها، فدنوت منه فجلست، فرفع رأسه، فقال: "من هِذا؟ " قلت: عبد الرحمن، قال: "ما شأنك؟ " قلت: يا رسول الله، سجدت سجدةً خشيت أن يكون الله عز وجل قد قَبض نفسك فيها، فقال: "إن جبريل عليه السلام أتانى فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليتُ عليه، ومن سلم عليك سلمتُ عليه، فسجدت لله عزّ وجل شكراً". 1665 - حدثنا هَيْثَم/ بن خارجة، قال أبو عبد الرحمن [يعني

_ = 267: "ذكره البخاري وتبعه ابن أبي حاتم، فلم يذكرا فيه جرحا ً، وذكره ابن حبان في الثقات" وهو في الجرح والتعديل 3/ 1/ 23. والحديث في مجمع الزوائد 2: 287 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات". وفيه "نحو مشربته" بدل "نحو صدقته" وهو خطأ، لأن المشربة كالغرفة، والرواية في الحديثين الماضيين أنه دخل نخلا وخرج من المسجد، والنخل لا يكون في المشربة. والمراد بصدقته الحائط ونحوه الذي تكون فيه إبل الصدقة. وفى مجمع الزوائد 10: 160 - 161 حديثان ضعيفان في هذا المعنى لعبد الرحمن ابن عوف أيضاً رواهما أبو يعلى، وفيهما أنه "دخل حائطاً من الأسواف"، والأسواف، بالفاء: اسم لحرم المدينة. كلمة "قد" زيادة من ك. (1665) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. الهيثم بن خارجة الخراساني الحافظ: ثقة، روى عنه أحمد وابنه عبد الله والبخاري، قال عبد الله بن أحمد: "كان أبي إذا رضي عن إنسان وكان عنده ثقة حدث عنه وهو حي, فحدثنا عن الهيثم بن خارجة وهو حي". عبد الله بن الوليد بن قيس بن الأخرم التجيبي المصري: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات. والقصة في ذاتها ثابتة من حديث المغيرة بن شعبة، رواها أحمد والبخاري ومسلم، انظر المنتقى 1400.

عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا من الهيثم بن خارجة حدثنا رِشْدينٌ عن عبد الله بن الوليد أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن أَبيه، أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، فأدركهم وقت الصلاة فأقاموا الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن، فجاءَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى مع الناس خلفه ركعةً، فلما سلم قال: "أصبتم، أو أحسنتم". 1666 - حدثنا رَوْح حدثنا محمد بن أبي حفصة حدثنا الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا كان الوباء بأرض ولستَ بها فلا تدخلها، وإذا كان بأرض وأنت بها فلا تخرج منها". 1667 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سَلَمة عن محمد

_ (1666) إسناده صحيح، محمد بن أبي حفصة البصري: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 226 باسم "محمد بن ميسرة" وهو اسم أبي حفصة، وأخرج له الشيخان. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: تابعي ثقة فقيه شاعر، كثير الحديث والعلم. والحديث رواه البخاري 10: 15 - 16، 12: 303 ومسلم1: 188 وأبو داود 3: 153 - 154 من طريق الزهري عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن ابن عباس، وفيه قصة عند البخاري ومسلم. وسيأتي من هذه الطريق 1679. والمراد بالوباء هنا الطاعون. وانظر 1678. (1667) إسناده صحيح، يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي: تابعي ثقة فقيه. أركسوا: ردوا ورجعوا، وأصل "الركس" بفتح الراء: قلب الشىء على رأسه، أو رده أوله على آخره. {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} ردهم إلى الكفر. "فاجتوينا المدينة": سبق تفسيره 948. والحديث في مجمع الزوائد 7: 7، وقال:" رواه أحمد، وفيه ابن إسحق وهو مدلس، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه"، وذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 190 قال:" أخرج أحمد بسند فيه انقطاع". ونحن نخالفهما في ذلك، فابن إسحق ثقة، وقد حققنا في=

ابن إسحق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن ابن عوف عن عبد الرحمن بن عوف: أن قوماً من العرب أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ، فأسلموا، وأصابهم وباء المدينة، حُفاها، فأُركسُوا، فخرجوا من المدينة، فاستقبلهم نفر من أصحابه، يعني أصِحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباءُ المدينة، فاجْتويْنَا المدينة. فقالوا: أما لكم في رسول الله أُسوة؟ فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهمِ: لم ينافقوا، هم مسلمون، فأنزل الله عز وجل {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} الآية. 1668 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شَريك عن عاصم بنِ عُبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: سمع عمرُ بن الخطاب صوت ابن المُغْتَرفِ، أو ابن الغَرف، الحادي في جوف الليل، ونحن منطلقون إلى مكة، فأَوْضع عمر راحلَتَه حتِى دخل مع القوم، فإذا هو "مع"، عبد الرحمن، فلما طلع الفجر قال عمر: هيءَ الآن، اسكتِ الآن، قد طلع الفجر، اذكروا الله، قال: ثم أبصر على عبد الرحمن خفّين قال: وخفَّان؟! فقالِ قد لبستُهما معِ من هو خيرٌ منك، أو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ عمر: عَزمْتُ عليك إلا نزعتهما، فإني أخاف أن ينظر الناس إليك فيقتدون بك. 1669 - وحدثناه إسحق بن عيسى حدثنا شَريك، فذكره بإسناده،

_ = 1660 سماع أبي سلمة من أبيه، ولم يذكر ابن كثير هذا الحديث عند تفسير الآية. (1668) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب. في ح "عاصم بن عبيد" وهو خطأ. ابن المغترف، أو ابن الغرف: لم أجد له ذكرَا في غير هذا الموضع. أوضع راحلته: حملها على سرعة السير. "هيء" بفتح الهاء وسكون الياء وآخره همزة: اسم لفعل أمر وهو تنبه واستيقظ. حرف "مع" زيادة من ك. في ك "فقد طلع الفجر"، في ك "إن لا تنزعهما" وبهامشها نسخة أخرى كالتي هنا، بهامشها أيضاً نسخة "فيقتدوا بك". ولم أجد هذا الحديث في شيء مما بين يدي من المراجع. (1669) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله.

وقال: لبستهما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1670 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة حدثنا هشام بن عروة عن عروة: أن عبد الرحمن بن عوف قال: أقطعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمرَ بن الخطاب أرضَ كذا وكذا، فذهب الزبير إلى آل عمر فاشترى نصيبَه منهم، فأتى عثمانَ بن عفان فقال: إن عبد الرحمن بن عوف زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقطعه وعمرَ بن الخطاب أرضَ كذا وكذا، وإني اشتريتُ نصيبَ آل عمر؟ فقال عثمان: عبد الرحمن جائز الشهادة له وعليه. 1671 - حدثنا اِلحَكَم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عِيّاش عن ضَمْضَم بن زُرْعة عن شَريح عُبيد يرده إلى مالك بن يُخَامر عن ابن السعدي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تنقطع الهجرة ما دام العدوُّ يقاتل"، فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السيآت، والأخرى أن تهاجر

_ (1670) إسناده صحيح، إلا أني أشك في سماع عروة بن الزبير من عبد الرحمن بن عوف. كانت سنه حين وفاة عبد الرحمن نحو 9 سنين. ولم أجد هذا الحديث أيضاً. (1671) إسناده صحيح، الحكم بن نافع: هو أبو اليمان الحمصي، وهو نبيل ثقة صدوق. ضمضم بن زرعة الحمصي: ثقة، وثقه ابن معين وغيره. مالك بن يخامر السكسكي الحمصي: تابعي كبير ثقة، وذكره بعضهم في الصحابة. ابن السعدي: هو عبد الله بن السعدي، وهو صحابي، مضت له رواية عن عمر 100، 279، 280، 371، وسيأتي له حديث آخر بمعنى هذا الحديث 5: 270 ح. والحديث في مجمع الزوائد 5: 250 - 251 وقال: "روى أبو داود والنسائي بعض حديث معاوية. رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير من غير ذكر حديث ابن السعدي، والبزار من حديث عبد الرحمن بن عوف وابن السعدي فقط ورجال أحمد ثقات". "مقبولة" في ك "متقبلة". وما هنا هو الموافق لمجمع الزوائد. وانظر 1991، 2898.

إلى الله ورسوله، ولا تُقطع الهجرة ما تُقُبّلت التوبةُ، ولا تزال التوبةُ مقبولةً حتى تطلع الشمسُ من الغرب، فإذا طلَعت طبِع على كل قلبٍ بما فيه، وكفِي الناس العملَ. 1672 - حدثنا " أبو"، المغيرة حدثنا سعيد بن عبد العزيز حدثني سليمان بن موسى عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما خرج المجوسي من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألته فأخبرني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خيَّره بين الجزية والقتل، فاختار الجزية. 1673 - حدثنا أبو سَلَمة يوسف بن يعقوب الماجشون عن/ صالح

_ (1672) إسناده ضعيف، لانقطاعه، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، وهو ثقة من شيوخ أحمد، وفى الأصلين "المغيرة" ونحن زدنا "أبو"، لأنه ليس في شيوخ أحمد من يسمى "المغيرة"، وعبد القدوس هو الذي يروي عن سعيد بن عبد العزيز. سعيد ابن عبد العزيز التنوخي الدمشقي: ثقة حجة، جعله أحمد هو والأوزاعي سواء. سليمان ابن موسى الأشدق: ثقة، وهو فقيه أهل الشأم في زمانه، ولكنه متأخر لم يدرك عبد الرحمن بن عوف، مات سنة 115 أو سنة 119. والحديث في الزوائد 6: 12، وأعله بهذا الانقطاع. وانظر 1657. (1673) إسناده صحيح، يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون: ثقة. صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة قليل الحديث, ليس له في الصحيحين غير هذا. والحديث في مسلم 2: 51 عن يحيى بن يحيى عن يوسف بن الماجشون، ورواه البخاري أيضاً كما في ذخائر المواريث 5054. "بين أضلع منهما" أي بين أقوى منهما وأعظم جسما وأشد. "لم يفارق سوادي سواده" أى شخصي شخصه، وكل شخص من متاع أو إنسان أو غيره سواد، لأنه يرى من بحيد أسود. "الأعجل منا" يريد الأقرب أجلا، إصرارَاً على قتله أو يموت دونه، معاذ بن عفراء: هو معاذ بن الحرث بن رفاعة بن الحرث بن سواد ابن مالك، وعفراء أمه. اشتهر بالنسب إليها، "يجول" في ك "يدور" وبهامشها نسخة مثل ما هنا.

ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بنِ عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف أنه قال: إني لواقفٌ يوم بدر في الصف، نظرتُ عن يمينى وعن شمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثةٌ أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أَضْلَعَ منهما، فغمزَني أحدهما فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك يا ابني أخي؟ قال: بلغنيِ أنه سبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي نفسي بيده لو رأيته لم يفارق سَوَادى سوَادَه حتى يموت الأعجلُ منَّا، قال: فغمزني الآخرُ فقال لي مثلَها، قال: فتعجبت لذلك، قالٍ: فلم أَنْشَبْ أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت لهما: ألاَ تريَان! هذا صاحبُكما الذي تسألان عنه، فابتدراه، فاستقبلهما، فضرباه حتى قَتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: "أيكما قَتَله؟ " فقال كل واحد منهما: أنا قتلتُه، قال: "هل مسحتُما سيفيكما؟ " قالا: لا، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السيفين فقال: "كلاكما قتله"، وقَضَى بسلَبه لمعاذ بن عمرو بن الجَمُوح، وهما معاذ بن عمرو بن الجَمُوح ومعاذ ابن عَفْراء. 1674 - حدثنا عفّان حدثنا أبو عَوَانة عن عمر بن أبي سَلَمة عن أبيه قال: حدثني قاصّ أهل فلَسْطين قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاَث والذي نفس محمد بيده إن كنتُ

_ (1674) إسناده ضعيف، لجهالة قاص أهل فلسطين، عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة، وضعفه شعبة وغيره، وقال النسائي ليس بالقوي، ولكن أحمد قواه، قال ابن شاهين في الثقات: "قال أحمد بن حنبل: هو صالح ثقة إن شاء الله"، وذكره ابن حبان في الثقات، وفى التهذيب عن تاريخ البخاري قال: "صدوق إلا أنه يخالَف في بعض حديثه"، وصحح له الترمذي وابن معين. والحديث في الزوائد 3: 105 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه رجل لم يسم". في ك "والذي نفسى بيده" وهو الموافق للزوائد، وما هنا نسخة بهامشها. كلمة "عزاً"، زيادة من ك.

لَحَالفاً عليهنّ، لا يَنْقُص مالٌ من صدقة، فتصدقوا، ولا يعفو عبدٌ عن مظلَمة يبتغي بها وجه الله إلا رفعه الله بها [عِزّا]، "، وقال أبو سعيد مولى بني هاشم: "إلا زاده الله بها عزّا يوم القيامة، ولا يَفتح عبدٌ باب مسئلةٍ إلا فتح الله عليه باب فقر". 1675 - حدثنا قُتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدِي عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بين أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفَيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة". ْ1676 - حدثنا إسماعيل حدثنا ابن إسحق، يعني عبد الرحمن، عن الزهري عن محمد بن جُبير عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شهدت غلاماً مع عمومتي حلْفَ المطيبينَ، فما أُحب أن لى حُمْرَ النَّعَم وأني أَنْكُثُه". 1677 - حدثنا إسماعيل حدثنا محمد بن إسحق حدثني مكحول:

_ (1675) إسناده صحيح، عبد العزيز بن محمد الدراوردي: ثقة حجة، كما قال ابن معين. عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي وأبو حاتم وغيرهم. والحديث رواه الترمذي 4: 334 عن قتيبة بن سعيد. وانظز 1644. (1676) إسناده صحيح، وهو مختصر 1655. (1677) هذا إسناد ضعيف، لضعف حسين بن عبد الله، سبق الكلام عليه 39. ولكن الحديث مضى من غير ذكره 1656 وصححناه هناك، وأشرنا إلى تحقيقنا صحته تفصيلا في شرحنا على الترمذي. وانظر 1689. "إذ جاء عبد الرحمن" في ك "إذ جاءنا =

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم فشك في صلاته، فإن شك في الواحدة والثنتين فليجعلْهما واحدة، وإن شك في الثنتين والثلاث فليجعلهما ثنتين، وإن شك في الثلاث والأربع فليجعلهما ثلاثاً، حتى يكون الوهم في الزيادة، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم يسلم"، قال محمد بن إسحق: وقال لى حُسين بن عبد الله هل أَسْنَدَه لك؟ فقلت لا، فقال: لكنه حدثني أن كُريباً مولى ابن عباس حدثه عن ابن عباس قال: جلست إلى عمر بن الخطاب فقال: يا ابن عباس، إذا اشتَبه على الرجل في صلاته فلم يَدْرِ أزَاد أم نقص؟ قلت والله يا أمير المؤمنين ما أدري، ما سمعت في ذلك شيئاً، فقال عمر: واللهِ ما أَدري، قال: فبينا نحن على ذلك إذ جاء عبد الرحمن بن عوف فقال: ما هذا الذي تَذَاكَرانِ؟ فقال له عمر: ذكرنا الرجلَ يشكُّ في صلاته كيف يصنع؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، هذا الحديث. 1678 - حدثنا حَحَّاج ويزيد، المعنى، قالا أخبرنا ابن أبي ذئب عن الزهري عِن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر بن الخطاب وهو يسير في طريق الشأم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن هذا السَّقَم عُذِّب به الأمم قبلَكم، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها عليه،

_ = عبد الرحمن". (1678) إسناده صحيح، وانظر 1666، 1679. وهكذا وقع في الأصول في هذه الرواية "الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة" وسيأتي 1682 من طريق مالك "عن الزهري عن عبد الله بن عامر" ليس فيه ذكر "سالم"، وهو الصواب إن شاء الله، وهو الذي في الموطأ كما سيأتي، وليس لسالم بن عبد الله بن عمر رواية عن عبد الله بن عامر، بل الزهري يروي عن كليهما. وأخشى أن تكون زيادة "سالم" في هذا الإسناد خطأ من الناسخين. السقم، بفتحتين وبضم فسكون: أصله المرض، والمراد به هنا الطاعون.

وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه"، قال: فرجع عمر بن الخطاب من الشأم. 1679 - / حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري عن عبد الحميد اِبن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوْفل عن عبد الله بن عباس قال: خرج عمر بن الخطاب يريد الشأم، فذكر الحديث، قال: وكان عبد الرحمن بن عوف غائباً، فجاء، فقال: إن عندي منِ هذا علماً، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يقول: "إذا سمعتم به في أرضٍ فلا تَقْدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه". 1680 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري حدثني أبو سَلَمة

_ (1679) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم: مدني تابعي ثقة. والحديث سبقت الإشارة إليه بهذا الإسناد في 1666. وانظر 1678، 1682 - 1684. (1680) إسناده صحيح، أبو الرداد الليثى: ترجم له في الإصابة 7: 66 - 67 ونقل عن أبي أحمد والحاكم وابن حبان أن له صحبة، وكذلك نقل في أسد الغابة 5: 192 أن الواقدي ذكره في الصحابة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وترجم في التهذيب 3: 270 - 271 باسم "رداد الليثى" ونقل أن بعضهم قالا أبو الرداد"، قال:" وهو الأشهر"، أقول: بل هو الصواب. والحديث رواه أبو داود 2: 60 من طريق عبد الرزاق، ورواه هو والترمذي 3: 118 من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف، وزاد الترمذي في أوله "اشتكى أبو الرداد" إلخ، وهو الإسناد الآتي عن سفيان 1686، قال الترمذي، "حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح. وروى معمر عن الزهري هذا الحديث عن أبي سلمة عن رداد الليثى عن عبد الرحمن بن عوف، ومعمر كذا يقول، قال محمد "يعني البخاري": وحديت معمر خطأ". وهكذا أعل كثير من الحفاظ رواية معمر برواية سفيان، ففي التهذيب أن ابن حبان رواه في ثقات التابعين من طريق عبد الرزاق عن معمر وقال: "وما أحسب أن معمرا حفظه، روى =

ابن عبد الرحمن أن أبا الرَّدّاد الليثى أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خلقتُ الرَّحم وشققتُ لهامن اسمي اسماً، فمن وصلها وصلتُه، ومن قطعها بَتَتُّه". 1681 - حدثنا بشر بن شُعيب بن أبي حمزة حدثني أبي عن الزهري حدثني أبو سَلَمةَ بن عبد الرحمن أن أبا الرَّدَّاد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وأنا خلقتُ الرحم واشتققت لها من اسمي، فمن وصلها وصله

_ = هذا الخبر أصحاب الزهري عن أبي سلمة عن ابن عوف"، ونقل أيضاً عن أبي حاتم نحو ذلك. وكل هذا عندي خطأ، فإن رواية سفيان وإن حذف منها ذكر أبي الرداد في الإسناد إلا أنه مذكور في القصة كما سيأتي، ولا تضعف رواية معمر التى صرح فيها عن أبي سلمة "أن أبا الرداد أخبره"، ومعمر حافظ ثقة، ولم ينفرد بذلك، ففي الحديث الآتي عقب هذا أن شعيب بن أبي حمزة رواه عن الزهري عن أبي سلمة "أن أبا الرداد الليثى أخبره" فهذا ثقة آخر ثبت تابَعه، ونقل الحافظ في التهذيب أن البخاري رواه في الأدب المفرد "من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي" فهذه متابعة ثانية من ثقة أيضاً. وهذه الروايات التى أشرنا إليها كلها رواها الحاكم أبو عبد الله في المستدرك 4: 157 - 158. وأنا أظن أن حكم البخاري على معمر بالخطأ إنما هو فيما جاء في بعض الروايات عنه من ذكر "رداد" بدل "أبي الرداد" لا من جهة زيادة أبي الرداد في الإسناد. ولكن رواية أحمد هنا فيها "أن أبا الرداد" على الصواب، فليس الخطأ من معمر ولا من عبد الرزاق، فلعله ممن روى عن عبد الرزاق أو من غير عبد الرزاق ممن روى عن معمر، رواية أحمد أوثق وأصح. والحمد لله على التوفيق. (1681) إسناده صحيح، بشر بن شعيب: سبق الكلام عليه 112، 480. أبوه شعيب بن أبي حمزة: ثقة ثبت، من أثبت الناس في الزهري، كان كاتبَا له، وقال أحمد: "رأيت كتب شعيب فرأيتها مضبوطة مقيدة". والحديث مكرر ما قبله.

الله، ومن قطعها بَتتَّه". 1682 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرني مالك عن الزهري عن عبِد الله بن عامر بن ربيعة: أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشأم، فلما جاء سَرْغَ بلغه أن الوباء وقع بالشأم، فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم به بأرض فلا تَقْدَموا عليه، وِإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه، فرجع عمر بن الخطاب من سَرْغ". 1683 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرني مالك عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن عبدِ الله بن عباس: أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشأم، حتى إذا كان بسرْغ لقيه أمراء الأجناد، أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن اَلوباء قد وقع بالشأم، فذكر الحديث، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيباً في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علماً، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذِا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه، وإذا سمعتم به بأرض فلا تقْدَموا عليه"، قال: فحمد الله عمرُ ثم انصرف. 1684 - حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوّار حدثنا هشام بن سعد عن الزهري عن حمُيد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتم به بأرض ولستم بها

_ (1682) إسناده صحيح، وهو مطول 1678. وانظر 1679. وهو في الموطأ 3: 91. (1683) إسناده صحيح، وهو مطول 1679. وانظر ما قبله. والحديث في قصة مطولة في الموطأ 3: 89 - 91. (1684) إسناده صحيح، الحسن بن سوار البغوي: ثقة, وثقه أحمد وغيره. والحديث في معنى ما قبله.

فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فِراراً منها". 1685 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج أخبرني عَمرو بن دينار عن بَجَالة التميمي قال: لم يرِدْ عمرو أن يأخذ الجزيةَ من المجوِس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هَجر. 1686 - حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سَلَمة قال: اشتكى أبو الرَّدّاد، فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال أبو الرّدَّاد: خيرُهم وأوصَلُهم ما علمتُ أبو محمد، فقال عبد الرحمن بن عوف: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله عز وجل: أنا الله، وأنا الرحمنِ، خلقتُ الرحم وشققتُ لها من اسمي، فمن وصلهاوصلتُه، ومن قطعها بَتَتُّه". 1687 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدته: أنه دخل على عبد الرحمن ابن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن. وصَلَتْكَ رحمٌ: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"قال الله: أنا الرحمن، وخلقت الرحم، وشققتُ لها من اسمي، فمن يصلها أصلْه، ومن يقطعها أقْطَعْه"، أو قال: "من يَبُتَّها أبْتُتْه". 1688 - حدثنا سُرَيج بن النعمان حدثنا نوح بن قيس عن نصر بن

_ (1685) إسناده صحيح، وهو مختصر 1657. وانظر 1672. (1686) إسناده في ظاهره منقطع، لأن أبا سلمة إنما سمعه من أبي الرداد وقد سبق الكلام على هذا الحديث مفصلا 1680، 1681. وهذه الرواية تدل على أن أبا الرداد كانت له صلة قرابة بعبد الرحمن بن عوف. في ك "خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد". وفيها أيضا "ومن يقطعها بتته": وانظر 1651، 2956. (1687) إسناده صحيح، وهو مكرر 1659 بهذا الإسناد. (1688) إسناده صحيح، نصر بن على الجهضمي الكبير: ثقة متقدم، من شيوخ وكيع وأبي داود الطيالسي، وأما حفيده "نصر بن علي بن نصر بن علي" فقد سبق الكلام عليه =

على الجَهضَمي عن النَّضْر بن/ شَيْبان الحُدَّاني عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، قال قلت له: ألا تحدثني حديثاً عن أبيك سمعه أبوك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال له: أقبل رمضان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن رمضان شهر افترض الله عز وجل صيامه، وإني سننت للمسلمين قيامه، فمن صامه إيماناً واحتساباً خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه". 1689 - حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك: قال أبو عبد الرحمن: وجدتُ هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا محمد بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أنه كان يُذاكر عمرَ شأنَ الصلاة، فانتهى إليهم عبدُ الرحمن بن عوف، فقال: ألا أحدثكم بحديث سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: بلى، قال: فأشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى صلاةً يشكّ في النقصان فليصلّ حتى يشكَّ في الزيادة". {آخر أحاديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه}

_ = 908. والحديث مطول 1660، وفصلنا الكلام فيه هناك، وأشرنا إلى هذا الإسناد. (1689) إسناده حسن، أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان: هو القطيعي راوي هذا المسند عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل. محمد بن يزيد شيخ أحمد: هو الكلاعي الواسطي، وهو ثقة. إسماعيل بن مسلم: هو المكي، وأصله بصري سكن مكة، وكان فقيهاً مفتياً، وهو صدوق، تكلموا في حفظه. قال البخاري في الكبير 1/ 1/372: "تركه ابن المبارك وربما روى عنه. وتركه يحيى وابن مهدي"، وأثنى عليه تلميذه محمد بن عبد الله الأنصاري من جهة حفظه للحديث، كما في ابن سعد 7/ 2/ 34، =

حديث أبي عبيدة بن الجراح وإسمه عامر بن عبد الله رضي الله عنه

{حديث أبي عبيدة بن الجراح وإسمه عامر بن عبد الله رضي الله عنه (1)} 1690 - حدثنا زياد بن الربيع أبو خداش حهدثنا واصل مولى أبي عُيَينة عن بَشَّار بن أبي سيف الجَرْمي عن عَياض بن غُطَيْف قال: دخلنا

_ = وفصلنا القول فيه في شرحنا للترمذي 1: 454 وحسن له الترمذي حديثاً. وانظر 1656، 1677. (1) هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحرث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، شهر بكنيته وبالنسب إلى جده. وهو أمين هذه الأمة. كما سماه رسول الله، وهو أحد السابقين الأولين، هاجر الهجرتين وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. وكان موفقَاً في الفتوح، فتح الله الشأم على يديه. مات في طاعون عمواس بالشأم سنة 18، رحمه الله ورضى عنه. (1690) الإسناد في أصله صحيح، ولكنه وقع هنا ناقصًا منه أحد الرواة، كما سنبينه. زياد بن الربيع أبو خداش: ثقة من شيوخ أحمد. واصل مولى أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. بشار بن أبي سيف الجرمي الشامي: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 128 فلم يذكر فيه جرحاً. عياض بن غطيف، بضم الغين المعجمة وفتح الطاء المهملة: خلط ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 408 عن أبيه بينه وبين غطيف بن الحرث الشامي، وقال: "والصحيح غطيف بن الحرث" وتبعه المزي في التهذيب، ولكن الحافظ فصل بينهما في تهذيب التهذيب في ترجمة "غضيف ويقال غطيف بن الحرث" 8: 248 - 250. والأصل في ذلك عندي أن البخاري ترجم لعياض بن غطيف 4/ 1/ 21 فذكر هذا الحديث، ثم رواه من طريق سليم بن عامر "أن غطيف بن الحرث حدثهم عن أبي عبيدة"، ولكن في التهذيب أن ابن حبان ذكره في الثقات "وقال في حرف العين: عياض ابن غطيف، وهو الذي يقول فيه سليم بن عامر: غضيف بن الحرث، لم يضبط اسمه". والراجح عندي أنهما اثنان بل ثلاثة: عياض بن غطيف هذا، وهو الذي يروي عن أبي عبيدة، وأبوه غطيف بن الحرث له صحبة، وغضيف"بالضاد"، بن الحرث =

على أبي عُبيدة بن الجرَّاح نعوده من شكوى أصابه، وامرأتُهُ تُحَيْفَة قاعدة

_ = تابعي آخر، وقد ترجم الحافظ للثلاثة في الإصابة ج 5 ص 125، 190، 199 وقال في الأول: "عياض بن غطيف السكوني، له إدراك ورواية عن أبي عبيدة بن الجراح، وأبوه غطيف ابن الحرث، له صحبة، سيأتي". وأما النقص في هذا الإسناد فإن البخاري روى الحديث في الكبير 4/ 1/ 21 عن مسدد عن واصل عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن عياض، ثم رواه نحوه عن موسى عن جرير بن حازم عن بشار، وسيأتي من رواية الإمام أحمد 1701 عن يزيد عن جرير عن بشار عن الوليد عن عياض، كذلك روى النسائي منه "الصوم جنة ما لم يخرقها" 1: 311 من طريق حماد عن واصل- فقد سقط من الإسناد الذي هنا في الأصلين "عن الوليد بن عبد الرحمن" بين بشار وعياض يقيناً. والظاهر عندي أنه شيء من الناسخين، لأنهم لم يختلفوا في ترجمة بشار في أنه يروي عن الوليد بن عبد الرحمن، بل لم يذكروا له شيخاً غيره، ولم يختلفوا في أنه يروي عنه جرير بن حازم وواصل مولى أبي عيينة، بل لم يذكروا له راوياً غيرهما" وروايتهما جاء بها البخاري واضحة، ورواية واصل جاء بها النسائي أيضاً، ورواية جرير جاء بها أحمد كما ذكرنا، وفي كل هذه الروايات إثبات "الوليد بن عبد الرحمن". وانظر 1700. والحديث في مجمع الزوائد 2: 300 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه يسار بن أبي سيف "ولم أر من وثقه ولا جرحه! وبقية رجاله ثقات". وهذا خطأ من الحافظ الهيثمي، قرأه "يسار" بالياء التحتية والسين المهملة، فلذلك لم يجد له ترجمة، والصواب أنه "بشار" بالباء الموحدة وتشديد الشين المعجمة، وهو مترجم في التهذيب والتاريخ الكبير كما قدمنا. "تحيفة" هكذا هو بالتاء المثناة في أوله في ح، والظاهر أنه اسم امرأة أبي عبيدة، وفى مجمع الزوائد "نحيفة" بالنون، وفى ك "تحدثه" وهو خطأ فيما أرى. في ح "ألا تسألونني" وأثبتنا ما في ك والزوائد. ورواه الحاكم 3/ 265 من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه سمعت بشار بن أبي سيف يحدث عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف. إلخ وفيه: وامرأته نحيفة جالسة عند رأسه. "أو ماز أذى" أي نحاه وأزاله، وفى الزوائد "أو ما زاد"! وفي ح "أو ما زاد أذى"!! وهي خطأ عجيب. حطة: أي تحط عنه خطاياه وذنوبه.

عند رأسه، قلتُ: كيف بات أبو عُبيدة؟ قالت: والله لقد بات بأجرٍ، فقال أبو عُبيدة: ما بتُّ بأَجر وكان مقبلاً بوجهه على الحائط، فأقبل على القوم بوجهه فقال: ألاَ تسألوني عما قلت؟ قالوا: ما أعجبَنَا ما قلتَ فنسألك عنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أنفق نفقةً فاضلةً في سبيل الله فبسَبعمائة، ومن أنفق على نفسِه وأهله أو عاد مريضاً أو ماز أذًى فالحسنة بعشرأمثالهاً، والصومُ جُنَّة ما لم يخَرِقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطَّة". 1691 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا إبراهيم بن ميمون حدثنا سعد بن سَمُرُة بن جُنْدَب عن أبيه عن أبي عُبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أخرجوا يهودَ أهل الحجاز وأهل نجْرانَ من جزيرة العرب، واعلموا أن شِرَار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". 1692 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن خالد عن عبد الله ابن شَقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبي عبيدة بن الجراح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه ذكر الدجال فحّلاه بحلْية لا أحفظُا، قالوا: يا رسول الله، كيف قلوبُنا

_ (1691) إسناده صحيح، إبراهيم بن ميمون النحاس مولى آل سمرة: ثقة، وثقه ابن معين، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 325 - 326 وقال: "سمع سعد بن سمرة، سمع منه ابن عيينة ويحيى القطان ووكيع". سعد بن سمرة بن جندب الفزاري: ثقة، قال في التعجيل 148: "قال النسائي في التمييز: سعد بن سمرة ثقة، وقال الحسيني، وثقه ابن حبان، كذا قال، وما رأيته في نسختي من ثقات ابن حبان". والحديث في مجمع الزوائد 5: 325 وقال: "رواه أحمد بأسانيد، ورجال طريقين منها ثقات متصل إسنادهما، ورواه أبو يعلى". يريد هذا و 1694 ويريد بالثالث 1699. وفى 2: 28 عزاه للبزار فقط وقال رجاله ثقات. وانظر 1884. (1692) إسناده صحيح، سيأتي الكلام عليه في الحديث بعده. وانظر 1526 و1578 و2148.

يومئذٍ؟ كاليوم؟ فقال: "أوْ خيرٌ". 1693 - حدثنا عفان وعبد الصمد قالا حدثنا حماد بن سَلَمة أنبأنا خالد الحذّاء عن عبد الله بن شَقيق عن عبد الله بن سرَاقة عن أبي عبيدة بن الجراح قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر الدجالَ قومه، وإني أنذركموه"، قال: فوصفه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ولعله يدركه بعض من رآني أو سمع كلامي"، قالوا: يا رسول الله، كيف قلوبنا يومئذ؟ أَمثْلُها اليومَ؟ قال: أوْ خير. 1694 - حدثنا أبو أحمد الزبَيري حدثنا إبراهيم بن ميمون عن سعد بن سَمرة عن سمرَة بن جنْدَب عن أبي عبيدة بن الجراح قال: كان آخر ما تكلم به نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أن: "أخرجوا يهودَ الحجاز من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين يتخذون القبورَ مساجد". 1695 - حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا إسرائيل عن الحَجّاج بن

_ (1693) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. عبد الله بن سراقة الأزدي: تابعي ثقة، قال البخاري: "لا يعرف له سماع من أبي عبيدة"، لكن " في التهذيب 5: 231 أن يعقوب بن شيبة رواه في مسنده بلفظ: "خطبنا أبو عبيدة بالجابية" فهذا يدل على السماع، وهو كاف في إثباته. والحديث رواه أبو داود 4: 385 عن موسى بن إسماعيل، والترمذي 3: 233 عن عبد الله بن معاوية، كلاهما عن حماد، قال الترمذي. "حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح، لا نعرفه إلا من حديث خالد الحذاء". في ك "إلا أنذر" بحذف "وقد" وهى ثابتة في أبي داود. في ك "لعله" بحذف الواو، وهى محذوفة في أبي داود والترمذي. في ك "وسمع" وهى توافق رواية أبي داود، وما هنا يوافق رواية الترمذي. (1694) إسناده صحيح، وهو مختصر 1691. (1695) إسناده صحيح، الوليد بن أبي مالك: هو الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك =

أَرْطاة: عن الوليد بن أبي مالك عن القاسم عن أبي أُمامة قال: أجار رجل من المسلمين رجلاً، وعلي الجيش أبو عبيدة بن الجراح، فقال خالد بن الوليد وعَمرو بن العاص: لا تجُيروه، وقال أبو عُبيدة: بخيره، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يُجير على المسلمين أحدُهم". 1696 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا أبو

_ = الهمداني، نسب إلى جده، وهو ثقة. القاسم: هو القاسم أبو عبد الرحمن، سبق الكلام عليه 598. أبو أمامة: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، تابعي كبير ثقة، ولد في حياة رسول الله، وعده بعضهم في الصحابة. والحديث في مجمع الزوائد 5: 329 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس". "لا تجيروه": في ح "لا نجيره"، وأثبتنا ما في ك والزوائد. (1696) إسناده ضعيف، لإبهام الراوية عن أبي عبيدة، فإنه وإن كان سياق الإسناد عن مسلم بن أكيس عن أبي عبيدة، فإنه ليس على ظاهره، لقوله بعد: "ذكر من دخل عليه" إلخ، فهو يريد بقوله "عن أبي عبيدة" بيان صاحب القصة والحديث، ثم بين الرواية أنها عن رجل دخل على أبي عبيدة، فأبهم الرجل ولم يذكر اسمه. أبو حسبة مسلم بن أكيس الشامي: ترجمه في التعجيل 399 فقال: "روى عن أبي عبيدة بن الجراح" أخذ بظاهر هذا الإسناد، ولكنه استدرك بعد ذلك فذكر عن أبي حاتم أنه "مجهول وروايته عن أبي عبيدة مرسلة" وأن ابن سعد ذكره "في الطبقة الثانية، من تابعي أهل الشأم"، وهو الصواب، وترجمته في الطبقات 7/ 2/ 160 في آخر الطبقة الثانية، ومثل هذه الطبقة لا تدرك أبا عبيدة، ونقل في التعجيل أيضاً أن ابن حبان ذكره في الثقات، وقد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 254 فلم يذكر فيه جرحا، وصرح بأن روايته عن أبي عبيدة مرسلة. والحديث في مجمع الزوائد 10: 253 وقال: "رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، ويقية رجاله ثقات". "أبو حسبة": ضبطه عبد الغني في المؤتلف 42 بكسر الحاء وسكون السين الهملة وفتح الباء الموحدة، وكذلك ضبطه الذهبي في المشتبه 162، وكذلك هو في أصلى المسند دون ضبط، ووقع في مجمع الزوائد "أبو حسنة" بالنون وكذلك ذكره الدولابي في الكنى 1: 150 في باب "من كنيته أبو حسان وأبو حسنة وأبو حسناء"، =

حسْبَةَ مسلم بن أُكَيْسٍ مولى عبد الله بن عامر عن أبي عُبيدة/ بن إلجراح قاَل: ذَكَر من دخل عليه فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: نبكي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكَر يومًا ما يَفتح الله على المسلمين ويُفيء عليهم، حتى ذكَر الشأم، فقال: "إن يُنْسَأْ في أجلك يا أبا عُبيدةَ فحسبُك من الخدم ثلاثةٌ، خادم يخدُمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدُم أهلك ويردّ عليهم، وحسبُك من الدوابّ ثلاثة، دابة لرَحْلك، ودابة لثقلك، ودابة لغلامك، ثم هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا، وانظر إلى مربطي قد امتلأ دوابَّ وخيلاً، فكيف ألقَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا، وقد أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ أحبّكم إلىّ وأقرَبكم مني من لَقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها"؟!. 1697 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحق حدثني

_ = وهذا خطأ، فعبد الغنى والذهبي أوثق وأدق. وفى التعجيل "أبو حبيبة" وهو خطأ مطبعي لا شك فيه. "أكيس". وقع في ابن سعد "مسلم بن كيس أوكبيس" وضبط بالقلم بفتح الكاف وضمها، ما ثبت في المسند وسائر المصادر التى ذكرنا هو المتعين. "ينسأ في أجلك": يؤخر، من النسء، وهو التأخير. (1697) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ الذي روى عنه شهر بن حوشب وهو رابه زوج أمه. و"الرابّ" بتشديد الباء: زوج أم اليتيم، و "الرابة" امرأة الأب، وقد خفى هذا عن ناسخ ك فكتبها "عن رابة"، وكذلك وقع في تاريخي الطبري وابن كثير وأسد الغابة ومجمع الزوائد!! ظن الناسخون أن "رابة" اسم رجل بعينه، ووكد ذلك واضع فهرس الطبري المستشرق دي غويه، فكتبه فيها هكذا "رابة الأشعري الراوي"!! وهو إمعان في الغلط، فليس في الرواة على الإطلاق، فيما علمنا، من يسمى "رابة". والحديث رواه الطبري في التاريخ 4: 201 - 202 عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحق، ونقله ابن كثير 7: 78 - 79 عن ابن إسحق. وأرجح أنه من تاريخ الطبري، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة 5: 319 عن المسند. وهو في مجمع الزوائد 3: 316 وقال: "رواه أحمد، =

أبان بن صالح عن شَهْر بن حَوْشَب الأشعري عن رَابِّه، رجل من قومه كان خَلَف جملى أُمّه بعد أبيه، كان شهد طاعون عَمَواس، َ قال: لما اشتعل الوجعُ قام أبو عبيدةَ بن الجراح في الناس خطيبًا، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمةُ ربكم، ودعوة نبيكم، ليموت الصالحين قبلَكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يَقسم له منه حظه، قال: فطعِنَ، فمات رحمه الله، واستُخلف علىِ الناس معاذُ بن جبل، فقام خطيبًا بعده، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمةُ ربكم، ودعوة نبيكم، وموتُ الصالحين قبلَكم، وإن معاذاً يسأل الله أن يقسمِ لآل معاذ منه حظه، قال: فطُعن ابنه عبد الرحمن بن معاذ، فمات، ثم قام فدعا ربه لنفسه، فطُعن في راحته، فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهرَ كفّه، ثم يقول: ما أُحبُّ أن لى بما فيك شيئاً من الدنيا، فلما مات استُخلف على الناس عمرُو بنَ العاص، فقام فينا خَطيباً، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجعَ إذا وقع فإنما يشتعلُ اشتعالَ النار فَتَجبَّلُوا منه في الجبال، قال: فقال له أبو واثلة الهذَليّ: كذبت والله، لقد صحبتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنت شرُّ من حماري هذا!! قال: والله ما أَرُدُّ" عليك ما تقول، وايم الله لا نُقيم عليه، ثم خرج وخرج الناسُ فتفرقوا عنه، ودفعه الله عنهم، قال: فبلغ ذلك عمرَ بن

_ = وشهرفيه كلام، وشيخه لم يسم". ووقع فيه خطأ في اسم شهر، فكتب "وعن شهر بن حريث" وفى كلمة "وشيخه" كتبت "وبنسخة"! وهي من أغلاط الطبع. "عمواس" بفتح العين والميم وتخفيض الواو: كورة من فلسطين قرب بيت المقدس، كان منها ابتداء الطاعون في أيام عمر، ثم فشا في أرض الشأم، فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة ومن غيرهم، في سنة 18. "تجبلوا منه في الجبال": أي ادخلوا الجبال وصيروا إليها. أبو واثلة الهذلي: صحابي شهد فتوح الشأم، له ترجمة في أسد الغابة والإصابة 7: 211 - 212 وأشار إلى هذا الحديث. "مشكدانة": هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر ابن محمد بن أبان بن صالح بن عمير، مضى في 1071، وانظر الكبير للبخاري 1/ 1/ 451 - 452 ترجمه أبان بن صالح.

الخطاب مِن رأَى عمرو، فوالله ما كَرهه. قال أبو عبد الرحمن عبدُ الله بن أحمد بن حنبل: أبانُ بن صالح جَدُّ أبي عبد الرحمن مُشْكُدَانَةَ. 1698 - حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن عامر قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشَ ذات السَّلاسل، فاستعمل أبا عُبيدة على المهاجرين، واستعمل عَمرو بين العاص على الأعراب، فقال لهما: "تطاوَعَا"، قال: وكانوا يُؤْمرون أن يُغيروا على بَكْر، فانطلق عَمرو فأغار على قُضاعة، لأن بكرًا أخوالُه، فانطلقَ المغيرة بن شُعبة إلىِ أبي عُبيدة فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعملك علينا، وإن ابن فلان قد ارْتَبَعَ أمر القوم وليس لك معه أمر، فقال أبو عبيدة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن نتطاوع، فأنا أُطيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنْ عصاه عمرو. 1699 - حدثنا وكيع حدثني إبراهيم بن ميمون مولى آل سَمُرة

_ (1698) إسناده ضعيف، لإرساله. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي الهمداني، وهو إمام كبير تابعي ثقة حجة، ولكنه لم يدرك عمركما قلنا في 252 فأولى أن لم يدرك أبا عبيدة، ثم هو لم يرو هنا عن أبي عبيدة حتى يكون الحديث مسنداً منقطعاً، بل حكى القصة فأرسلها إرسالا. داود: هو ابن أبي هند، وهو ثقة ثبت من حفاظ البصريين. والحديث في مجمع الزوائد 6: 206 وقال:! رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح". ارتبع أمر القوم: أي انتظر أن يؤمر عليهم. (1699) في إسناده نظر، والظاهر أنه خطأ، وقد سبقت الإشارة إليه 1691. قال الحافظ في التعجيل 29: "إسحق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح، وعنه إبراهيم بن ميمون، وقيل: عن إبراهيم عن سعد بن سمرة عن أبيه. قلت، تفرد وكيع عن إبراهيم بقوله "إسحق بن سعد"، ورواه يحيى القطان وأبو أحمد الزبيري عن إبراهيم عن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبي عبيدة، ووقع في رواية أحمد التصريح بأن الراوي =

عن إسحق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبي عُبيدة بن الجراح قال: إن آخر ما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أخرجوا يهودَ أهلِ الحجاز وأهل نَجْران من جزيرة العرب". 1700 - حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا هشام عن واصل عن الوليد بن عبد الرحمن عن عِياض بن غُطَيف قال: دخلنا على أبي عبيدة نعوده، قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أنفق نفقة فاضلةً في سبيل الله فبسَبعمائة، ومن أنفق على نفسه أو على أهله أو عاد مريضاً أو مازَ أذًى عن طريق فهىَّ حَسنةٌ بعشر أمثالها، والصوم جُنَّة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهوله حِطَّة". 1701 - حدثنا يزيد أنبأنا جَرير بن حازمِ حدثنا بشّار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عِياض بن غُطيف قال: دخلنا على أبي

_ = عن أبي عبيدة هو سمرة، وهو المعتمد. وكأن وكيعاً كنى إبراهيم بأبي إسحق فوقع في روايته تغيير، فإني لم أر لإسحق بن سعد ترجمة". وأنا أرجح ما رأى الحافظ. وانظر 1694. (1700) إسناده فيه نقص فيما أرى، هشام: هو ابن حسان الأزدي. واصل: هو مولى أبي عيينة، سبقت ترجمته في 1690، وهو إنما يروي هذا الحديث عن بشار بن أبي سيف، كما مضى، وقد سقط من ذاك الإسناد "الوليد بن عبد الرحمن" وسقط من هذا الإسناد "بشار بن أبي سيف"، وقد أوضحنا هناك أن الحديث يرويه واصل عن بشار عن الوليد ابن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف، وأن بشاراً يروي عنه جرير بن حازم وواصل، وسيأتي الحديث بعد هذا على الصواب موصولا من طريق جرير بن حازم. "أو مازأذى" هنا في ك بد لها "أورد أذي". (1701) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله 1690.

حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله تعالى عنه

عُبيدة، فذكر الحديث. {حديث/ عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله تعالى عنه (1)} 1702 - حدثنا محمد بن أبي عَديّ عن سليمان، يعني التيمي، عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكَر قال: جاء أبو بكر بضيف له أو بأضياف له، قال: فأمسى عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما أمسى قالت له أمي: احتَبَسْتَ عن ضيفك أوأضيافك مُذ الليلة، قالِ: أَمَا عَشَّيْتِهِمْ؟ قالت: لا، قالت: قد عرضتُ ذاك عليه أو عليهَم فأبوا أو فأبى، قال: فغضب أبو بكر، وحلَفَ أن لا يَطْعَمه، وحلف الضيفُ أو الأضياف أن لا يطعموه حتى يطعَمه، فقال أبو بكر: إنْ كانت هذه من الشيطان، قال: فدعا بالطعام فأكل

_ (1) هو عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وكان شقيق عائشة، وهو أسن ولد أبي بكر. أسلم قبل الفتح، وكان رجلا صالحاً فيه دعابة، لم يجرب عليه كذبة قط، وكان شجاعاً رامياً حسن الرمي، شهد اليمامة مع خالد بن الوليد، فقتل سبعة من أكابرهم. وهو الذي أنكر على معاوية البيعة لابنه يزيد، وقال: "أهرقلية، كلما مات قيصر كان قيصر مكانه؟! لا يُفعل والله أبداً"، ثم أراد معاوية أن يسترضيه، فبعث إليه بعد ذلك بمائة ألف، فردها وقال: "لا أبيع ديني بدنياي" وخرج من المدينة إلى مكة، فمات ودفن بها سنة 58 قبل عائشة بسنة. رضى الله عنهم. (1702) إسناده صحيح، أبو عثمان هو النهدي. وهذا. الحديث والحديث1704 مختصران من 1712، وسيأتي تخريجه هناك إن شاء الله. "مذالليلة" في ك "منذ الليلة". "قد عرضت ذاك" في ك "ذلك". ربت: نمت وزادت. "يا أخت بني فراس": لأن زوج أبي بكر أم عبد الرحمن وعائشة هى أم رومان بنت عامر، من بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة. "قرة عيني" في ك "لا وقرة عيني"وهو موافق للرواية الآتية 1712. "فأكلوا" في ك "فأكل وأكلوا".

وأكلوا، قال: فجعلوا لا يرفعون لقمةً إلا رَبَتْ من أسفلها أكثرَ منها، فقال: يا أُخْتَ بني فرَاس، ما هذا؟ قال: فقالت: قرةُ عيني، إنها الآن لأكثرُ منها قبل أن نأكل، قال: فأكلوا، وبعث بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر أنه أكل منها. 1703 - حدثنا عَارِم حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال: كنا مع النبي في ثلاثين ومائة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل مع أحدٍ منكم طعام، فإذا مع رجل صاعٌ من طعام أو نحوُه، فعُجن، ثم جاء رجل مُشْرك مُشْعَانُّ طويلٌ بغنمٍ يسوقها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أبَيعاً أم عَطيّةً"، أو قال: "أم هديةً"، قال: لا، بل بَيْع، فاشترى منه شاةَ، فصُنعت، وأمر اَلنبى - صلى الله عليه وسلم - بسوَاد البطن أن يُشْوى، قال: وايم الله ما من الثلاثين والمائة إلاَّ قد حَزَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُزَّةً من سواد بطنها، إن كان شاهداً، أعطاها إياه، وإن كان غائباً خَبا له، قال: وجعل منها قصعتين، قال: فأكلنا أجمعون وشبعنا، وفضل في القصعتين، فجعلناه على البعير، أو كما قال. 1704 - حدثنا عارم وعفان قالا حدثنا معتمر بن سليمان، قال عفان في حديثه قال: سمعت أبي حدثنا أبو عثمان: أنه حدثه عبد الرحمن ابن أبي بكر: أن أصحاب الصُّفَّة كانوا أُناساً فقراءَ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال

_ (1703) إسناده صحيح، عارم: هو محمد بن الفضل السدوسى، قال: "سماني أبي عارماً، وسميت نفسي محمداً، وهو ثقة حجة، قال الذهلي: "حدثنا محمد بن الفضل عارم، وكان بعيداً من العرامة، صحيح الكتاب، وكان ثقة". والحديث رواه مسلم 2: 146 عن عبيد الله العنبري وحامد البكراوي ومحمد بن عبد الأعلى عن المعتمر. المشعان، بضم الميم وسكون الشين وتشديد النون: هو المنتفش الشعر الثائر الرأس. سواد البطن: هو الكبد. كما في النهاية. "إلا قد حز له حزة" الحز: القطع، والحزة بضم الحاء: القطعة من اللحم وغيره. (1704) إسناده صحيح، وانظر 1702، 1712.

مرةً: "من كان عنده طعامُ اثنين فليذهبْ بثالثٍ"، وقال عفان: "بثلاثة"، "ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامسٍ سادسٍ"، أو كما قال، وأن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - بعشرِة وأبو بكر بثلاثة، قال عفان: "بسادس". 1705 - حدثنا سفيان بن عُيَينة عن عمرو، يعني ابن دينار، أخبره عمر بن أوْس الثقفي أخبرني عبد الرحمِن بن أبي بكر قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أرْدِف عائشة إلى التنعيم فأُعْمِرها. 1706 - حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا هشام بن حسان عن القاسم بن مهْرَانَ عن موسى بن عُبيد عن ميمون بن مِهران عن

_ (1705) إسناده صحيح، عمرو بن أوس بن أبي أوس الثقفي: تابعي ثقة. والحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 05034 التنعيم: موضع بمكة في الحل، وهو بين مكة وسرف، وهو معروف إلى اليوم. (1706) إسناده ضعيف، عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي: ثقة صدوق. القاسم بن مهران: مجهول، لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاَ، ولذلك قال الذهبي في الميزان: "لا يعرف"، ولم يترجم له البخاري ولا ابن أبي حاتم، وهناك آخرون غيره يسمَّون "القاسم بن مهران" ولكن هذا ليس أحدهم. موسى بن عبيد: جهله الحسيني فيما نقل عنه في التعجيل 415، ولكن ترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/ 291 فلم يذكر فيه جرحا ً. ميمون بن مهران الجزري الرقي: ثقة من الطبقة الأولى من التابعين. والحديث في مجمع الزوائد 10: 410 - 411 وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني بنحوه، وفى أسانيدهم القاسم بن مهران عن موسى بن عبيد، وموسى بن عبيد هذا هو مولى خالد بن عبد الله ابن أسيد، ذكره ابن حبان في الثقات، والقاسم بن مهران ذكره الذهبي في الميزان وأنه لم يرو عنه إلا سليم بن عمرو النخعي، وليس كذلك، فقد روى عنه هذا الحديث هشام بن حسان، وباقى إسناده محتج بهم في الصحيح". أقول: ومثل هذا التعقب على الذهبي في التهذيب أيضاً، وهو يرفع جهالة عين "القاسم بن مهران " ولكنه لا يرفع جهالة حاله، فيما أرى. وانظر الحديث 22 في مسند أبي بكر.

عبد الرحمن بن أبي بكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ربي أعطاني سبعين ألفاً من أمِتي يدخلون الجنة بغير حساب"، فقال عمر: يا رسول الله، فهلا استزته؟ قال:"قد استزتُه فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفاً"، قال عمر: فهلاَّ استزته؟، قال: "قد استزته فأعطاني هكذا"، وفرَّج عبد الله بن بكر بين يديه، وقالِ عبد الله: وبسط باعيه، وحَثَا عبد الله، وقال هشام: وهذا من الله لا يدْرَى ما عدَدُه. 1707 - حدثنا يزيد أنبأنا صدقة بن موسى عن أبي عِمْران الجَوْني

_ (1707) إسناده حسن، صدقة بن موسى الدقيقى: ضعفه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وقال الترمذي: "ليس عندهم بذاك القوى"، وقال البزار: "ليس به بأس"، ولكن تلميذه الحافظ مسلم بن إبراهيم الفراهيدي قال: "حدثنا صدقة الدقيقي وكان صدوقَاً"، فهو أعرف بشيخه، فلذلك حسناً حديثه. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب، تابعي ثقة، أحد العلماء. قيس بن زيد: تابعي روى عن ابن عباس وغيره، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/152 فلم يذكر فيه جرحاً وقال: "روى عنه أبو عمران الجوني" وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 98 قال: "قيس بن زيد: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، لا أعلم له صحبة، روى عنه أبو عمران الجونى، سمعت أبي يقول ذلك". وهو مترجم في التعجيل باسم "قيس بن يزيد" وهو خطأ مطبعي صوابه"زيد" وقال: "مختلف في صحبته"، وفى لسان الميزان 4: 478 ونَقل عن الأزدي أنه ليس بالقوي، وعن أبي نعيم أنه أورد له في الصحابة حديثاً مرسلاً وقال: "هو مجهول ولا تصح له صحبة ولا رؤية". وهذا كله اضطراب حققه الحافظ في الإصابة 5: 289 فأبان أنه تابعي صغير أرسل حديثاً، فذكره جماعة في الصحابة، وأشار إلى هذا الحديث أيضاً، فتبين أنه تابعي، وأن ذلك الحديث الذي رواه أبو عمران الجوني عن قيس بن زيد في قصة حفصة حديث مرسل، والظاهر عندي أنه اشتبه عليهم الأمر، لأن هناك صحابياً اسمه "قيس الجذامي" سيأتي مسنده 4: 200 ح ويقال في اسمه "قيس بن زيد" وهو مترجم في الإصابة 5: 252 - 253 فظن بعض الناس أن هذا هو =

عن قيس بن زيد عن قاضي المصرَيْن، وهوشُرُيح، والمصران البصرة والكوفة، عن عبد الرحمن بن أبي بكَر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل لَيَدْعُو بصاحب الدين يوم القيامة فيُقيمه بين يديه فيقول: أَيْ عبدي، فيما أذهبتَ مال الناس؟ فيقول، أَيْ ربِّ، قد علمتَ أني لم أفسده، إنما ذهب في غَرَقٍ أو حَرَقٍ أو سرقة أو وَضِيعة، فيدعو الله عز وجل بشيء فيضعُه في ميزانه، فتَرْجُحُ حَسَنَاتُه". 1708 - حدثنا عبد الصمد حدثنا صَدَقَة حدثنا أبو عمران حدثني قيس بن زيد عن قاضي المصرَيْن عن عبد الرحمن بن أبي بكر: أن/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يدعو الله بصاحب الدَّين يوم القيامة حتى يوِقَف بين يديه، فيقال: يا ابن آدم، فيما أخذت هذا الدين وفيما ضَيَّعْت حقوق الناس؟ فيقول: يارب، إنك تعلم إني أخذته فلمِ آكِل ولم أشرب ولم أَلْبَسْ ولم أُضيعْ، ولكن أَتَى على يدي إما حَرَق وإما سرق وإما وضيعة، فيقول الله عز وجل: صدق عبدي، أنا أحقُّ من قضى عنك اليوم، فيدعو الله بشىء، فيضعه في كِفَّة ميزانه، فترْجُحُ حسناتُه على سيآته، فيدخل الجنة بفضل

_ = ذاك، وليس كذلك. وأما تضعيف الأزدي لقيس بن زيد الراوىِ هنا فلا يعول عليه، وتوثيق ابن حبان وسكوت البخاري عن جرحه أقوى من كلام الأزدي. قاضي المصرين: هو شريح بن الحرث الكندي التابعي المخضرم، كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع عنه، استقضاه عمر على الكوفة وأقره علي، وأقام على القضاء ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة، وعمر طويلا، جاوز المائة بكثير، وسيأتي الحديث بعد هذا بأطول منه، وسيأتي تخريجه إن شاء الله. (1708) إسناده حسن، وهو مطول ما قبله. وهو في مجمع الزوائد 4: 133 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، وفيه صدقة الدقيقي، وثقه مسلم بن إبراهم وضعفه جماعة". قوله "فيما" في ح في هذا والذي قبله "فيم" وأثبتنا ما في ك ومجمع الزوائد. الوضيعة: الخسارة.

رحمته". 1709 - حدثنا على بن إسحق أنبأنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أنبأنا زكريا بن إسحق عن ابن أبي نَجيح أن أباه حدثه أنه أخبره مَنْ سمع عبد الرحمن بن أبي بكر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارْحَلْ هذه الناقة ثم أردف أختَك، فإذا هبطتما من أكَمَة التنعيم فأهلاَّ وأَقْبلاَ"، وذلك ليلة الصَّدَر. 1710 - حدثنا داود بن مهْران الدبّاغ حدثنا داود، يعني العطار، عن ابن خثَيم عن يوسف عن ماهَك عن حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الرحمن: "أَرْدف أختك"، يعني عائشة، "فأَعمِرْها من التنعيم، فإذا هبطت من الأكمَة فمُرْها فلتُحرمْ، فإنها عُمْرة مُتَقبَّلة".

_ (1709) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل الذي سمع عبد الرحمن بن أبي بكر. وقد مضى معناه بإسناد صحيح 1705، وسياتي 1710. زكريا بن إسحق المكي: ثقة، تُكلم فيه من جهة القدَر، وروى له أصحاب الكتب الستة. ابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار. "ارحل هذه الناقة" أي ضع عليها الرحل، فعل أمر من الثلاثي، يقال "رحل البعير يرحله رحلا" جعل عليه الرحل. وضبط في ك بفتح الهمزة، من الرباعي، ولا وجه له. يوم الصدر، بفتح الصاد والدال: اليوم الرابع من أيام النحر، لأن الناس يصدرون فيه عن مكة إلى أماكنهم. (1710) إسناده صحيح، داود بن مهران الدباغ: ثقة، وثقه أبو حاتم، وقال ابن حبان: "كان متقناً". داود العطار: هو داود بن عبد الرحمن العبدي المكي، وهو ثقة من شيوخ ابن المبارك والشافعى، قال ابن حبان: "كان متقناً من فقهاء مكة". ابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان بن خثيم. يوسف بن ماهك، بفتح الهاء: تابعي ثقة. حفصة بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر: تابعية ثقة، كانت زوج المنذر بن الزبير. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 3: 477 من طريق الأزرقي عن داود العطار، وقال الذهبي "سنده قوي". وانظر 1709،1705.

1711 - حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثين ومائة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل مع أحد منكم طعام؟ " فإذا مع رجل صاعٌ من طعام أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشرك مُشْعانّ طويلٌ بغنم يسوقها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَبيعاً أم عطيةً؟ "، أو قال: "أم هبَةً؟ " قال: لا، بل بيع، فاشترى منه شاةً، فصنُعت، وأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بسواد اَلبطن أن يُشْوى، قال: وايم الله ما من الثلاثين والمائة إلا قد حَزَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له حزةً من سواد بطنها، إن كان شاهداً أعطاه إياه، وإن كان غائباً خَبأ له، قال: وجُعل منها قصعتين، قال: فأكلنا أجمعون وشبعنا، وفَضَل في القصعتين، فحملناه على بعير، أو كما قال. 1712 - حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر: أن أصحاب الصُّفّة كانوا أُناساً فقراء، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال مرةً: "من كان عنده طعام اثنين فليذهبْ بثالث، من كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس"، أو كما قال، وإن أبا بكًر جاء بثلاثة، فانطلق نبي الله بعشرة، وأبو بكر بثلاثة، قال: فهو أنا وأبي

_ (1711) إسناده صحيح، وهو مكرر 1703 بهذا الإسناد. (1712) إسناده صحيح، وهو مطول 1702, 1704. ورواه مسلم مطولا 2: 146 - 147 من طريق المعتمر عن أبيه، ورواه أيضاً من طريق الجريري عن أبي عثمان، وانظر شرح النووي 14: 17 - 22. ورواه أبو داود 3: 242 - 243 من طريق الجريري، ورواه البخاري أيضاً كما في ذخائر المواريث 5035. في ك ومسلم "وانطلق" بدل "فانطلق". "يا غنثر أو يا عنتر": اللفظتان رسمتا برسم متشابه في ك ح، والذي في صحيح مسلم "يا غنثر" فقط، وضبطه النووي "بغين معجمة مضمومة ثم نرن ساكنة ثم ثاء مثلثة مفتوحة ومضمومة، لغتان. هذه الرواية المشهورة في ضبطه، قالوا: هو الثقيل الوخم، وقيل: هو الجاهل، مأخوذ من الغثارة، بفتح الغين المعجمة، وهي الجهل، والنون فيه زائدة ". ثم =

وأمي، ولا أدري هل قال: وامرأتي وخادمٌ بين بيتنا وبيت أبي بكر، وإن أبا بكر تعِشّى عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تم لبث حتى صُلِّيت العشاء، ثم رجع، فلبث حتى نعس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بعد ما مضى منَ الليل مما شاء الله، قالت له امرأته: ما حَبَسَك عن أَضيافك أو قالت ضيفك؟ قال: أَوَما عشَّيْتهم؟ قالت: أَبَوْا حتيى تجيء، قد عرضوا عِليهم فغلبوهم، قال: فذهبتُ أنا فاَختبأت قال: يا غُنْثَرُ! أو ياعَنتَر! فجدَّع وسَبّ، وقال: كلوا، لا هَنيّا! وقال: والله لا أطْعمُه أبداً، قال: وحلف الضيف أن لا يطعمه حتى يطعمَه أبو بكر، قال: فقال أبو بكر: هذه من الشيطان، قال: فدعا بالطعام فأكل، قال: فايم الله ما كنَّا نأخذ من لقمة إلأ رَبا من أسفلها أكثر منها، قال: حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بني فِرَاس، ما هذا؟ قالت: لا وقرة عيني لهي الآنَ أكثرُ منها قبل ذلك بثلاث مرار، فأكل منها أبو بكر، وقال: إنما كان ذلك من

_ = قال: "ورواه الخطابي وطائفة: عنتر، بعين مهملة وتاء مثناة مفتوحين، قالوا: وهو الذباب، وقيل: هو الأزرق منه، شبهه به تحقيراً له". ونحو ذلك في النهاية، وزاد: "وقيل: هو الذباب الكبير الأزرق، شبهه به لشدة أذاه"، "فجدع" بتشديد الدال المفتوحة: قال ابن الأثير: "أي خاصمه وذمه، والمجادعة المخاصمة" وفى اللسان: "جادعة مجادعة وجداعاً: شاتمه وشارَه، كأن كل واحد منهما جدع أنف صاحبه". وقال النووي: "فجدع: أي دعا بالجدع، وهو قطع الأنف وغيره من الأعضاء". وهذا أصح وأقرب، فإن "جدع" غير "جادع". ويؤيده ما في اللسان: "وفى الدعاء على الإنسان: جدعًا له وعقرَا، نصبوها في حد الدعاء على إضمار الفحل غير المستعمل إظهاره، وحكى سيبويه: جدعته تجديعاً وعقرته: قلت له ذلك" وهذا نص صريح. "ثم أكل لقمة" في ك ومسلم "ثم أكل منها لقمة". "فعرفنا اثنى عشر رجلا": قال النووي: "هكذا هو في معظم النسخ [يعني نسخ صحيح مسلم]: فعرفنا، بالعين وتشديد الراء، أي جعلنا عرفاء، وفى كثير من النسخ: "ففرقنا" بالفاء المكررة في أوله وبقاف، من التفريق، أي جعل كل رجل من الأثني عشر =

حديث زيد بن خارجة رضي الله عنه

الشيطان، يعني يمينَه، ثم أكل لقمةً، ثم حملها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصبحت عنده، قال: وكان بيننا وبين قوم عَقْد فمضى الأجلُ، فعَرَّفْنا اثني عشر رجلاً مع كل رجل أناسٌ، الله أعلم كَمْ مع كل رجل، غير أنه بعث معهم، فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال. 1713 - حدثنا عفان حدثنا/ معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر: أن أصحاب الصُّفَّة كانوا أناساً فقراء، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان عنده طعام اثنين فليذهبْ بثلاثةٍ، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامسٍ بسادسٍ"، أو كما قال، وأن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بعشرة، قال: فهو أنا وأبي وأمي، ولا أدري هل قال: امرأتي، وخادم بين بيتنا وبيت أبي بكر، رضى الله تعالى عنه. {حديث زيد بن خارجة رضي الله عنه (1)} 1714 - حدثنا على بن بَحْر حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عثمان

_ مع فرقة، فهما صحيحان". والعريف: النقيب، وهو دون الرئيس. "بعث معهم " في ح "منهم". "أوكما قال "في ح "كما قيل" وصححنا الموضعين من ك وصحيح مسلم. (1713) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (1) هو زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك الأنصاري الخزرجي، له ترجمة في الكبير للبخاري 2/ 1/ 350 - 352 والاستيعاب 198 - 199 وأسد الغابة: 2: 227 - 228 والإصابة 3: 27. وأخطأ بعضهم فسماه "زيد بن جارية". وهو صحابي شهد بدراً ومات في خلافة عثمان، وأبوه صحابي قتل في عزوة أحد. وكان أبو بكر تزوج أخته فولدت له أم كلثوم. رضى الله عنهم. (1714) إسناده صحيح، خالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي، يعرف بالفأفاء: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن المديني وغيرهم. والحديث رواه النسائي 1: 190 مختصراً =

حديث الحرث بن خزمة رضي الله عنه

ابن حَكيم حدثنا خالد بن سَلَمة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن دعا موسى ابن طلحة حين عرَّس على ابنه، فقال: يا أبا عيسى، كيف بلغك في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، قال موسى: سألت زيد بن خارجة عن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال زيد: إني سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسي: كيف الصلاة عليك؟ قال: "صلوا واجتهدوا، ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركتَ على إبراهيم، إنك حميد مجيد". {حديث الحرث بن خَزْمَة رضي الله عنه (1)} 1715 - حدثنا على بن بَحْرحدثنا محمد بن سَلَمة عن محمد ابن إسحق عن يحيى بن عبَّاد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال: أتَى

_ = من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن عثمان بن حكيم. ورواه البخاري في الكبير في ترجمة زيد من طريق عبد الواحد عن عثمان بن حكيم، ومن طريق مروان عن عثمان أيضاً، ثم قال: "وتابعه عيسى بن يونس ويحيى بن سعيد بن أبان". وقال الحافظ في التهذيب 3: 409: "اختُلف فيه على موسى بن طلحة"، يريد ما رواه أحمد في مسند طلحة 1396 من طريق عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبيه، وقد أشرنا هناك إلى رواية النسائي إياه أيضاً. وليس هذا اختلافًا ولا تعليلاً، موسى بن طلحة سمع الحديث من أبيه ومن زيد بن خارجة، والرواة ثقات في الطريقين. وهذا الحديث في أسد الغابة 2: 227 من طريق المسند بهذا الإسناد. (1) هو الحرث بن خزمة بن عدي بن أبي غنم بن سالم بن عوف الخزرجي الأنصاري، شهد بدراً وما بعدها، ومات بالمدينة سنة40. له ترجمة في الاستيعاب 111 - 112 وأسد الغابة 1: 326 - 327 والإصابة 76. "خزمة" ضبطه الطبري بفتح الخاء والزاي، وتبعه الذهبي في المشبته 160 والحافظ في الإصابة والتعجيل، وتعقبه ابن عبد البر، فجزم، بأنه بفتح الجيم وسكون الزاي، وهو عندي أصح. (1715) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عباد بن عبد الله بن الزبير: ثقة كما قلنا في 707، ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن، بل ما أظنه أدرك الحرث بن خزمة، ولئن أدركه لما =

الحرثُ بن خَزْمَة بهاتين الآيتين من آخر براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى عمر بن الخطاب، فقال: من معك على هذا؟ قال: لا أدريَ، والله إني أشهد لَسَمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووعيتها وحفظتها، فقال عمر: أَشهد لسمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: لِو كانت ثلاثَ آيات لجعلُتها سورةً على حدة، فانظروا سورةً من القرآن فضَعُوها فيها، فوضعُتها في آخر براءة.

_ = كان ذلك مصححاً للحديث، إذ لم يروه عنه، بل أرسل القصة إرسالاً، والحديث رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف 30 عن محمد بن يحيى عن هرون بن معروف عن محمد بن سلمة، وهو في الزوائد 7: 35 وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن إسحق، وهو مدلس، وبقيه رجاله ثقات"! ولم يتنبه الحافظ الهيثمي لتعليله بالإرسال! وهو أيضاً في تفسير ابن كثير 4: 277 عن المسند، ولم يتكلم في تعليله بشىء. وقال ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة الحرث هذا: "وقد ذكر ابن منده أن الحرث بن خزمة هو الذي جاء إلى عمر بن الخطاب بالآيتين خاتمة سورة براءة {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة. وهذا عندي فيه نظر". ثم روى بإسناده من طريق الترمذي حديث زيد بن ثابت: "بعث إلى أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة، وذكر حديث جمع القرآن، وقال: فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت" ثم قال: "وهذا حديث صحيح". وحديث زيد بن ثابت في الترمذي 4: 122 - 123، ورواه أيضاً البخاري. فهذا هو الثبت، وأما حديث عباد بن عبد الله بن الزبير الذي هنا فإنه حديث منكر شاذ. مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة: أن القرآن بلّغه رسول الله لأمته سوراً معروفة مفصلة، يُفصل بين كل سورتين منها بالبسملة، إلا في أول براءة، ليس لعمر ولا لغيره أن يرتب فيه شيئَاً، ولا أن يضع آية مكان آية، ولا أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة، ومعاذ الله أن يجول شيء من هذا في خاطر عمر. ثم منَ هذا الذي يقول في هذه الرواية هنا "فوضعتها في آخر براءة" وفي رواية ابن أبي داود "فألحقتها في آخر براءة"؟! أهو الحرث ابن خزمة؟ لا، فإنه لم يكن ممن عُهد إليه بجمع القرآن في المصحف. أهو عمر؟ لا، فالسياق ينفيه، لأن هذه الرواية تزعم أنه أمر بوضعها في براءة، =

حديث سعد مولى أبي بكر رضي الله عنهما

{حديث سعد مولى أبي بكر رضي الله عنهما (1)} 1716 - حدثنا سليمان بن داود، يعني أبا داود الطيالسيى، حدثنا أبو عامر الخزّاز عن الحسنِ عن سعدٍ مولى أبي بكر قال: قَدَّمتُ بين يديْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمرًا، فجعلوا يَقْرُنون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَقْرنوا". 1717 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا أبو عامر عن الحسن عن سعد مولى أبي بكر، وكان يَخْدُم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي يعجبه خدمتُه، فقال: "أبا بكر، أعتق سعداً"، فقَال: يا رسول الله، ما لنا مَا هِنٌ غيرُه، قال:

_ = فهو غير الذي نفذ الأمر. أم هو الراوي عباد بن عبد الله بن الزبير؟ لا، إنه متأخر جداً عن أن يدرك ذلك، حتى لقد قال العجلي: "وأما روايته عن عمر بن الخطاب فمرسلة بلا تردد". وأما نص تفسير ابن كثير في هذه الكلمة "فوضعوها في آخر براءة" فإنه غير صحيح، ومخالف لنص المسند الذي يروي عنه، ولعلها تحريف أو تغيير من أحد الناسخين، فهذا الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن، وهو أحد الأحاديث التى يلعب بها المستشرقون وعبيدهم عندنا، يزعمون أنها تطعن في ثبوت القرآن، ويفترون على أصحاب رسول الله ما يفترون. وانظر ما كتبنا في مثل هذا عند الحديث 399. (1) هو سعد مولى أبي بكر الصديق، كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم يرو عنه إلا الحسن البصري، كما ذكر مسلم في المنفردات والواحدان ص 4. (1716) إسناده صحيح، أبو عامر الخزاز: هو صالح بن رستم وسبق توثيقه في 937. والحديث رواه ابن ماجة 2: 165 عن محمد بن بشار عن الطيالسي. القران: أن يقرن بين التمرتين في الأكل، قال في النهاية: "وإنما نهى عنه لأن فيه شرهاً، وذلك يزري بصاحبه، أو لأن فيه غبناً لرفيقه". (1717) إسناده صحيح، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة 2: 271 من طريق أبي يعلى عن محمد ابن المثنى عن الطيالسي، وهو في مجمع الزوائد 4: 241 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح". وهذا الحديث والذي قبله لم أجدهما في مسند =

مسند أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعتقْ سعداً، أتَتْك الرجال، [أَتتك الرجال] (1) ". قال أبو داود: يعني السَّبي. مسند أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين {حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما (2)} 1718 - حدثنا وكيع حدثنا يونس بن أبي إسحق عن بُرَيْد بن أبي مريم السَّلُولي عن أبي الحَوْراء عن الحسن بن علي: قال: علَّمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلماتٍ أقولهن في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن تولَّيت، وبارك لى فيما أَعطيت، وقني شرَّ ما قضيتَ، فإنك تَقْضي ولا يُقْضى عليك، إنه لا يَذلُّ من واليت، تباركتَ ربَّنا وتعاليت".

_ = الطيالسي. ماهن: أي خادم، و"المهنة" بفتح الميم: الخدمة، قال في النهاية: "ولا يقال مهنة بالكسر، وكان القياس لو قيل، مثل جلسة وخدمة، إلا أنه جاء على فعلة واحدة". وهذا قول الأصمعي، وحكى غيره جواز الكسر، قال الزمخشري: "وهو عند الإثبات خطأ". انظر اللسان والفائق. (1) الزيادة من ك. (2) هو الحسن بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وريحانته من الدنيا، ابن ابنته فاطمة رضى الله عنها، وهو وأخوه الحسين سيدا شباب أهل الجنة. ولد سنة 3 من الهجرة ومات سنة 50 رضى الله عنه. (1718) إسناده صحيح، بريد بن أبي مريم السلولي: تابعي ثقة، و "بريد" بالباء الموحدة مصغراً، وهو مشتبه في الاسم براو آخر تابعي من طبقته، اسمه "يزيد بن أبي مريم الدمشقي". ووقع هنا في ح ك "يزيد" وهو تصحيف. أبو الحوراء، بفتح الحاء المهملة بالواو بعدها =

1719 - حدثنا وكيع عن شَريك عن أبي إسحق عن هُبَيْرة خطَبَنا الحسن بن علي فقال: لقد فارقكم رَجلٌ بالأمس لم يسبقْه الأوّلون بعلمٍ، وَلا يُدركه الآخرون، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثه بالراية، جبريلُ عن يمينه، وميكائيل عن شَماله، لا ينصرف حتى يُفْتَح له. 1720 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عَمرو بن حُبْشِيّ قال: خطبَنا الحسنُ بن علي بعد قتل علي فقال: لقد فارقكم رجلٌ بالأمْس، ما سبقه الأوّلون بعلمٍ، ولا أدركه الآخرون، إنْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَيبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يُفتَح لَه، وما ترك من صَفْراءَ ولا بيضاءَ إلا سَبعمائة درهم من عطائه، كان يَرْصدها لخادم لأهله. 1721 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن أبي إسحق عن برَيد بن أبي مريم عن أبي الحَوراء عن الحسن بن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علَّمَه أن

_ = راء: هو ربيعة بن شيبان السعدي، وهو تابعي ثقة. والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة وغيرهم، انظر شرحنا للترمذي 1: 328 - 329، وقد فصلنا القول فيه هناك، وانظر نيل الأوطار 3: 51 - 52 وانظرأيضاً ما يأتي 1721، 1723، 1727، 1735. (1719) إسناده صحيح، هبيرة: هو ابن يريم، سبق الكلام عليه 722. وانظر الحديث التالي. (1720) إسناده صحيح، عمرو بن حبشي الزبيدي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 226 فلم يذكر فيه جرحَاً. "حبشي" بضم الحاء وسكون الباء. "الزبيدي" بضم الزاي. وفى مجمع الزوائد 9: 146 خطبة للحسن أطول مما في هذه الرواية والتى قبلها، رواها عن أبي الطفيل، ونسبها للطبراني في الأوسط والكبير وأبي يعلى والبزار بنحوه، ثم قال: "رواه أحمد باختصار كثير، وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان". والظاهر أنه يشير إلى هاتين الروايتين. وفى المستدرك 3: 172 خطبة أخرى بإسناد ليس بصحيح، كما قال الذهبي. (1721) إسناده صحيح، وهو مكرر 1718. وفى ح ك "يزيد" بدل "بريد" وهو تصحيف.

يقول في الوتر، فذكر مثل حديث يونس. 1722 - حدثنا عفان أنبأنا حِماد عن الحَجّاج بن أَرْطاة عن محمد ابن علي عن الحسن بن علي: أنه مَرّ بهم جنازٌ:، فقام القوم ولم يَقُمْ، فقال الحسن: ما صنعتم؟! إنما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأذياً بريح اليهوديّ. 1723 - حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني بُرَيد بن أبي مريم عن أبي الحَوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تَذْكر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أذكر أني أخذتُ تمرةً من تمر الصدقة، فألقيتها في فمي، فانترعَهَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلُعابها فألقاها في التمر، فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة؟ قال: "إنا لا يأكل الصدقة"، قال: وكان يقول: "دعْ ما يرِيبك إِلى ما لا يَرِيبك، فإن الصدق طُمأنينة، وإنِ الكذب رِيبة"، قال: وكان يعلَّمنا هذا الدعاء: "اللهم اهدني فيمن هديتَ، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لى فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنه لا يَذلّ من واليت"، وربما قال: "تباركتَ ربَّنا وتعاليت". 1724 - حدثنا محمد بن بكر حدثنا ثابت بن عمارة حدثنا ربيعة ابن شيبان: أنه قال للحسن بن على: ما تذكر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أَدخَلني غُرفةَ الصدقة، فأخذتُ منها تمرة فألقيتها في فمي، فقال رسول الله

_ (1722) إسناده ضعيف، لانقطاعه. محمد بن علي: هو أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو تابعي ثقة، ولكن لم يدرك الحسن بن علي عم أبيه، لأنه ولد سنة 56 والحسن مات سنة 50. وأنظر 1199، 1726. (1723) إسناده صحيح، وهو مطول 1718، 1721. وقوله "دع ما يريبك" إلخ، هو الحديث الحادي عشر من الأربعين النووية، انظر جامع العلوم والحكم 76 - 79. (1724) إسناده صحيح، محمد بن بكر البرساني، بضم الباء وسكون الراء: ثقة من شيوخ أحمد، ترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 48 - 49 فلم يذكر فيه جرحَاً- ثابت بن =

- صلى الله عليه وسلم -:"ألقِها: فإنها لا تَحِل لرسول الله ولا لأحد من أهل بيته"، - صلى الله عليه وسلم -. 1725 - حدثنا أبو أحمد، هو الزبيري، حدثنا العلاء بن صالح حدثنا بُرَيد بن أبي مريم عن أبي الحَوراء قال: كنا عند حسن بن علي، فسُئِل: ما عَقَلْتَ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كنتُ أمشي معهَ فمرَّ عَلَى جرِينٍ من تمر الصدقة، فأَخذت تمرة فألقيتها في فمي، فأخذها بلعابي، فقال بعض القومِ: وما عليكَ لو تركتها؟ قال: "إنا آلَ محمد لا تَحِلُّ لنا الصدقة"، قال: وعَقَلْتُ منه الصلواتِ الخمس. 1726 - حدثنا عفان حدثنا يزيد، يعني ابن إبراهيم، وهو التُسْتري، أنبأنا محمد قال: نُبِّئتُ أن جنازة مرت على الحسن بن علي وابن عباس، فقام الحسن وقعد ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتْ به جنازة؟ فقال ابن عباس: بلى، وقد جلس، فلم ينكر الحسن ما قال ابن عباس.

_ = عمارة الحنفي: ثقة، له ترجمة في الكبير للبخاري 1/ 2/ 166. والحديث مختصر ما قبله. وهو في مجمع الزوائد 3: 90 وفى ألفاظه بعض الخلاف، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". وانظر 1731. (1725) إسناده صحيح، العلاء بن صالح التيمي الكوفي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود. والحديث في معنى ما قبله. وهو في مجمع الزوائد 3: 90 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير، ورجال أحمد ثقات". الجرين، بفتح الجيم: هو موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة. (1726) إسناده ضعيف، لإبهام أحد رواته في قول محمد، وهو ابن سيرين، "نبئت أن جنازة". فهذا راو مبهم أخبر محمد بن سيرين. يزيد بن إبراهيم التسترى: ثقة ثبت من أصحاب الحسن وابن سيرين، قال أبوقطن: "حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري الذهب المصفى". وانظر 1722، 1728، 1729، 1733، 3126.

1727 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت بُرَيْد ابن أبي مريم يحدث عن أبي الحَوراء قال: قلت للحسن بن علي: ما تَذْكر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أذكر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنى أخذت تمرة من تمر الصدقة، فجعلتها في فيَّ، قال: فنزعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلعابها فجعلها في التمر، فقيل: يا رسول الله، ما كان عليكَ من هذه التمرة لهذا الصبِيّ؟، قال: "وإنا آِلَ محمد لا تَحلُّ لنا الصدقة"، قال: وكان يقول: "دَعْ ما يريبك إلى ما لا يرِيبك، فإن الصَدق طُمأنينة، وِإن الكذب رِيبة"، قال: وكان يعلمنا هذا الدعاء: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيتَ وتولني فيمِن توليتَ، وبارك لِى فيما أعطيتَ، وقني شرما قضيتَ، إنك تَقْضي ولا يقضى عليك، إنه لا يَذلّ من واليتَ"، قال شعبة: وأظِنه قد قال هذه أيضاً: "تباركتَ ربنا وتَعاليتَ"، قال شِعِبة: وقد حدثني من سمع هذا منه، ثمِ إني سمعته حدث بهذا الحديث مَخْرجَه إلى المهدي بعد موت أَبيه، فلم يَشكَّ في "تباركتَ وتعاليت" فقلت لشعبة: إنك تَشكُّ فيه؟ فقال: ليس فيه شك. 1728 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن ابن سيرين: أن ابن عباس والحسن بن عليّ مرتْ بهما/ جنازة، فقام أحدهما وجلس الآخر، فقال الذي قام: أما تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام؟ قال: بلى، وقعد.

_ (1727) إسناده صحيح، وهو مكرر 1723. وانظر 1725. (1728) إسناده صحيح، ولكن الحديث 1826 الذي فيه أن ابن سيرين يقول "نبئت" فيبهم الرواي بينه وبين الحسن وابن عباس، قد يعلَّل هذا الإسناد والإسناد الذي يليه. وقد روى النسائي 1: 272 مثل هذا المعنى من طريق حماد عن أيوب ومن طريق هشيم عن منصور، كلاهما عن ابن سيرين، كالإسناد الذي هنا دون إبهام راو، فلعل الرواية 1726 غلط من أحد الرواة، ويؤيد صحة الحديث في نفسه أن النسائي روى نحوه أيضاً من طريق سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أبن عباس والحسن.

حديث الحسين بن علي رضي الله عنه

1729 - حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد: أن الحسن بن علي وابن عباس رأيا جنازة، فقامِ أحدُهما وقَعد الآخر، فقال الذي قام: ألم يقمْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وقال الذي قعد: بلى، وقَعد. {حديث الحسين بن علي رضي الله عنه (1)} 1730 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن قالا حدثنا سِفيان عن مصعَب ابن محمد عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت حُسَين عن أبيها، قال عبد الرحمن: حسين بن علي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للسائل حقَّ وإن جاء على فرس".

_ (1729) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1) هو الحسين بن علي بن أبي طالب، الشهيد، سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وريحانته من الدنيا، شقيق الحسن بن علي، وهوأصغرمنه بنحو سنة. قتل بكربلاء يوم عاشوراء سنة 61 رضى الله عنه. (1730) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. مصعب بن محمد بن عبد الرحمن بن شرحبيل ابن أبي عزيز: قرشى من بني عبد الدار، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وروى عنه أيضاً سفيان بن عيينة وقال: "كان رجلا صالحَا"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 351 - 352. يعلى بن أبي يحيى: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: مجهول، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 416 وذكر له هذا الحديث وقال: "قاله محمد بن كثير عن الثوري عن مصعب بن محمد" ولم يذكر فيه جرحاً، فهو ثقة ليس بمجهول. والحديث رواه أبو داود 2: 51 عن محمد بن كثير عن سفيان، ثم رواه من طريق زهير "عن شيخ قال: رأيت سفيان عنده، عن فاطمة بنت حسين عن أبيها عن على". وهذا الشيخ المبهم الذي روى عنه زهير ورأى عنده سفيان الثوري، الظاهر أنه مصعبْ بن محمد. وأنه لم يحفظ عنه تماماً، فلذلك أرسل الحديث فحذف منه شيخ مصعب وأبهم اسمه. ولا يكون هذا الصنيع من زهير تعليلا للحديث. وهذا الحديث هو=

1731 - أنبأنا وكيع حدثنا ثابت بن عمارة عن ربيعة بن شَيبان قال: قلت للحسين بن علي:. ما تعقل عن رسول الله ك - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: صعدت غُرفةً فأخذت تمرةً فلُكْتُها في فيَّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألقها، فإنها لا تحلّ لنا الصدقة". 1732 - حدثنا ابن نُمير ويعلى قالا حدثنا حَجَّاج، يعني ابن دينار الواسطي، عن شُعيب بن خالد عن حسين بنِ على قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه". 1733 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جُريج قال سمعت محمد بن

_ = حديث الحادي عشر من ذيل القول المسدد 68 - 70 وقد أطال القول فيه واْفاد أنه أخرجه أيضا الضياء المقدسي في المختارة، وأن الحافظ العراقي قال: "هو إسناد جيد ورجاله ثقات"، وأنه جزم بصحته غير واحد. (1731) إسناده صحيح، وهو الحديث 1724 نفسه بمعناه، ولكن هناك رواه محمد بن بكر عن ثابت بن عمارة، فجعله من حديث الحسن، وهنا رواه وكيع عن ثابت فجعله من حديث الحسين، والظاهر أن الخطأ من ثابت، نسى فذكر الحسين بدل الحسن، فإن هذا الحديث قطعة من الحديث الذي فيه القنوت وغيره، وقد مضى مرارا من حديث الحسن 1718، 1721، 1723 - 1725، 1727. ويؤيد أنه حديث الحسن ما روى أحمد والشيخان عن أبي هريرة قال: "أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة" إلخ. انظر نيل الأوطار 4: 240. وسيأتي 1735 خطأ بعض الرواة أيضا في جعل حديث القنوت من مسند الحسين. (1732) إسناده ضعيف، لانقطاعه. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي- شعيب بن خالد البجلي: ثقة، وثقه العجلي وغيره، ولكنه متأخر لا يمكن أن يكون أدرك الحسين، لأنه يروي عن الزهري والأعمش وطبقتهما. والحديث في مجمع الزاوئد 8: 18 ولم يشر إلى علته. وسيأتي معناه بإسناد آخر صحيح 1737. (1733) إسناده ضيف، لانقطاعه. محمد بن علي: هو الباقر، وحديثه عن جده لأبيه الحسين =

على يزعم عن حسين وابن عباس أو عن أحدهما أنه قال: إنما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل جنازة يهوديّ مُرَّ بها عليه فقال: "آذاني ريحُها". 1734 - حدثنا يزيد وعبّاد بن عبّاد قالا أنبأنا هشام بن أبي هشام، قال عبّاد: ابن زياد، عن أمه عن فاطمة ابنة الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم ولا مسلمة يُصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها"، قال عباد: "قَدُم عهدها، فيُحْدث لذلك استرجاعاً، إلا جدّد الله له عند ذلك، فأعطاه مثلَ أجرها يوم أُصيبَ بها". 1735 - حدثنا يزيد أنبأنا شَرِيك بن عبد الله عن أبي إسحق عن

_ = ابن على مرسل، إذ لم يدركه إلا صغيراً جداً، وأما روايته عن ابن عباس فمتصلة، ولكنه لم يجزم في هذا الحديث بالرواية عنه، إذ لو سمعه منه لما قال "عن حسين وابن عباس أو أحدهما"، فإن هذا السياق يدل على أنه بلغه عنهما أو عن أحدهما. وقد مضى معنى هذا الحديت 1722 عن الباقر عن الحسن، وبينَّا هناك أنه منقطع أيضاً. (1734) إسناده ضعيف جداً، هشام بن أبي هشام: هو هشام بن زياد، سبق بيان ضعفه 532، 537. أمه: لا يعرف. من هي. وقوله "قال عباد: ابن زياد" أي أن عباد بن عباد حين سمى شيخه ذكر اسم أبيه لا كنيته، فقال "هشام بن زياد" وأن يزيد بن هرون ذكر الكنية فقط، فقال "هشام بن أبي هشام ". وقد خفى هذا على مصحح ح فكتبه "قال عباد بن زياد"، جعله اسماً واحداً، وزاده إبهاماً واضطراباً مصحح تفسير ابن كثير، فأثبت الإسناد هكذا: "قالا حدثنا هشام بن أبي هشام حدثنا عباد بن زياد"!! والحديث رواه ابن ماجة 1: 250 من طريق وكيع عن هشام، ونقل شارحه عن الزوائد قال: "وقد اختلف الشيخ، هل هو روى عن أبيه أو عن أمه". وذكره ابن كثير في التفسير 1: 366 وأشار إلى رواية ابن ماجة، ثم قال: "وقد رواه إسماعيل بن علية ويزيد بن هرون عن هشام بن زياد عن أبيه". (1735) إسناده صحيح، ولكن فيه علة، وذلك أن الحديث حديث الحسن لا حديث الحسين، كما أشرنا إلى ذلك في 1731، وذكر الحافظ في التلخيص 95 أن البيهقي رواه من =

بُرَيْد بن أبي مريم عن أبي الحَوْراء عن الحسين بن علي قال: علمني جدي، أو قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، كلماتٍ أقولهُن في الوتر، فذكر الحديث. 1736 - حدثنا عبد الملك بن عمرو وأبو سعيد قالا حدثنا سليمان

_ = طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحق، فجعله "عن الحسن أو الحسين"، وقال: "يؤيد رواية الشك أن أحمد بن حنبل أخرجه في مسند الحسين بن علي من مسنده من غير تردد، فأخرجه من حديث شريك بسنده، وهذا وإن كان الصواب خلافه، والحديث من حديث الحسن لا من حديث أخيه الحسين، فإنه يدل على أن الوهم فيه من أبي إسحق، فلعله ساء فيه حفظه فنسى هل هو الحسن أو الحسين، والعمدة في كونه الحسن على رواية يونس بن أبي إسحق عن بريد بن أبي مريم، وعلي رواية شعبة عنه، كما تقدم". يعني الحافظ برواية يونس الحديث 1718 وبرواية شعبة الحديثين 1723، 1727. ولكن يظهر لى بعد كل هذا أن السهو من أبي الحوراء ربيعة بن شيبان لأن ثابت بن عمارة روى عنه قصة تحريم الصدقة على آل رسول الله بالوجهين، عن الحسن وعن الحسين، كما مضى 1724، 1731. (1736) إسناده صحيح، عمارة بن غزية، بفتح الغين وكسر الزاي وتشديد الياء، بن الحرث بن عمرو الأنصاري: ثقة، وثقه أحمد وأبو زرعة وابن سعد وغيرهم. عبد الله بن علي بن الحسين: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له الترمذي والحاكم. أبوه علي بن الحسين بن علي: هو زين العابدين، وهو تابعي ثقة، كما قلنا في 582. وقد سمع من أبيه، لأنه ثبت أنه كان ابن 23 سنة حين مقتل الحسين، وكان معه حين مقتله بكربلاء، والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 6: 601 عن المسند، وقال: "ورواه الترمذي من حديث سليمان بن بلال، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح، ومن الرواة من جعله من مسند الحسين بن علي، ومنهم من جعله من مسند علي نفسه". ورواه أيضاً أبن السني في عمل اليوم والليلة برقم 376 والحاكم في المستدرك1: 549 من طريق خالد بن مخلد القطواني: "حدثنا سليمان بن بلال حدثنا عمارة بن غزية قال: سمعت عبد الله بن علي بن الحسين يحدث عن أبيه عن جده" وقال الحاكم: "هذا =

حديث عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه

ابن بلال عن عُماَرة بن غَزِيَّة عن عبد الله بن علي بن حسين عن أبيه [على بن حسين عن أبيه]: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "البخيلُ من ذكرْتُ عنده ثم لم يصلّ علي"، - صلى الله عليه وسلم -. 1737 - حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد الله بن عمر عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يَعْنيه". {حديث عَقِيل بن أبي طالب رضي الله عنه (1)}

_ = حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي: وذكر المناوي في "شرح الجامع الصغير 3194 نقلا عن الفتح أنه رواه أيضا النسائي وابن حبان وذكر الهيثمي معناه في مجمع الزوائد 10: 164 ونسبه للطبراني بإسناد آخر ضعيف، فلا أدري كيف فاته أن ينسبه إلى المسند، وهو فيه- كما نرى- بإسناد صحيح! والزيادة وهي قوله "على بن حسين عن أبيه" سقطت من ح خطأ، وزدناها من ك وتفسير ابن كثير. (1737) إسناده صحيح، موسى بن داود الضبي قاضي طرسوس: ثقة، وثقه ابن نمير وابن سعد والعجلي وغيرهم. عبد الله بن عمر: هو العمري، سبق توثيقه في 226. والحديث في مجمع الزوائد 8: 18 ونسبه أيضاً للطبراني في المعاجم الثلاثة، وقال: "ورجال أحمد والكبير ثقات". انظر 1732، وقد جاء معناه أيضاً من حديث أبي هريرة، وهو الحديث الثاني عشر من الأربعين النووية، وأطال الحافظ ابن رجب الكلام في طرقه وتعليله، انظر جامع العلوم والحكم 79 - 84. (1) هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله، وأخو علي وجعفر. أسر يوم بدر ففداه عمه العباس بن عبد المطلب، تأخر إسلامه إلى عام الفتح، وقيل أسلم بعد الحديبية، وهاجر في أول سنة 8، كان عالماً بأنساب قريش ومآثرها ومثالبها، وكان سريع الجواب المسكت. مات في أواخر خلافة معاوية على قول، وفى الإصابة: "وفى تاريخ البخاري الأصغر بسند صحيح أنه مات في أول خلافة يزيد قبل الحرة". ومعاوية مات في رجب سنة 60 ووقعة الحرة كانت ستة =

1738 - حدثنا الحَكَم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عَقيل قاِل: تزوَّج عَقيل بن أبي طالب فخرج علينا، فقلنا: بالرِّفاء والبنين، فقال: مهْ، لا تقولوا ذلك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهانا عن ذلك، وقال: "قولوا: بارك الله [لها]، فيك، وبارك لك فيها".

_ = 63 "عقيل" بفتح العين وكسر القاف. (1738) إسناده مشكل. لا أدري ما وجهه! إسماعيل بن عياش الحمصي: ثقة كما قلنا في 530، ولكنه يغرب ويخطيء فيما يحدث عن المدنيين والمكيين، قال البخاري في الكبير 1/ 1/ 369 - 370: "ما روى عن الشاميين فهو أصح". وشيخه سالم بن عبد الله: لا أستطيع أن أجزم من هو؟ ولكني أرجح أنه سالم بن عبد الله المكي، وهو ثقة روى عنه الثوري وقال: "كان مرضيّا" ووثقه أحمد وابن حبان. فهذا من طبقة يمكن أن يروي عنها إسماعيل بن عياش. وأما سالم بن عبد الله بن عمر وسالم بن عبد الله النصري فلا يمكن أن يدركهما إسماعيل، لأنه ولد سنة 102 أو 105 أو 106 ومات سالم بن عمر سنة 106 ومات النصري 110. عبد الله بن محمد بن عقيل: مات سنة 142 فمن البعيد جدَا أن يكون كبيراً في وقت يتزوج فيه جده عقيل بن أبي طالب، ويقول إنه خرج عليهم بعد الزواج، وبين وفاته ووفاة جده 80 سنة. وقد أثبت الإسناد في ك كما هنا، ولكن وضع فوق كلمتى "عبد الله بن" حرف "خـ" ممدوداً إشارة إلى حذفه في بعض النسخ، فلو صح هذا كان الإسناد هكذا: "عن سالم بن عبد الله عن محمد ابن عقيل قال تزوج عقيلاً إلخ، وهو أقرب أن يكون صواباً، فإن محمد بن عقيل يروي عن أبيه، كما في التهذيب. ولكن لم يذكر فيه أن أحداً روى عنه غير ابنه عبد الله بن محمد بن عقيل. فلعل صحة الإسناد "عن سالم" بن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبيه" ويكون قد عمقط قوله "عن أبيه" من الناسخين سهواً. ولست أستطيع أن أجزم بشيء من هذا، فإني لم أجد هذا الحدلث من هذا الوجه إلا هنا. ثم إن التهذيب لم يذكر في "محمد بن عقيل" جرحاً ولا تعديلا، فهو تابعي مستور، وقال في التقريب: "مقبول" وليست له ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري. وسيأتي الحدثِ عقب =

حديث جعفر بن أبي طالب وهو حديث الهجرة

1739 - حدثنا إسماعيل، وهو ابن عُلَيّة أنبأنا يونس عن الحسن: أن عَقيل بن أبي طالب تزوّج امرأة من بني جشَم، فدخل عليه القوم فقالوا: بالرِّفاء والبنين، فقال: لا تفعلوا ذلك، قالوا: فما نقول يا أبا يزيد؟ قال: قولوا: بارك الله لكم، وبارك عليكم، إنا كذلك نُؤمَر. {حديث جعفر بن أبي طالب (1) وهو حديث الهجرة} 1740 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحق حدثني محمد بن مسلم بن عُبيد الله بن شِهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن

_ = هذا بإسناد آخر بمحناه. الرفاء، بكسر الراء: الالتئام والاتفاق والبركة والنماء، وأصله من رفو الثوب. وزيادة (لها) نسخة بهامش لك. (1739) إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد. الحسن: هو البصري. والحديث رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة رقم 596 من طريق محمد بن كثير عن سفيان عن يونس، ورواه بمعناه النسائي 2: 91 وابن ماجة1: 302 من طريق أشعث عن الحسن. ونسبه الحافظ في الفتح 9: 192 للنسائي والطبراني وقال: "ورجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من عقيل، فيما يقال"، وهذه دعوى لا دليل عليها، فالحسن سمع من صحابة أقدم من عقيل، فقد أثبتنا سماعه من عثمان 521 وصحة روايته عن على 940. وقوله "يا أبا يزيد": هي كنية عقيل بن أبي طالب، وفى ح "يا أبا زيد" وهو خطأ، صححناه من ك ومن مراجع الترجمة. (1) هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، أخو علي وعقيل. أسلم قديماً. واستعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على غزوة مؤتة فاستشهد بها سنة 8 من الهجرة، وأخبررسول الله أن الله أبدله من ذراعيه اللتين قطعتا في القتال جناحين، فمن ذلك سمي "الطيار" و"ذا الجناحين". وهوأحد الرفقاء النجباء الوزراء الذين أعطيهم رسول الله، كما مضى في مسند علي 665، 1262 رحمه الله ورضي عنه. (1740) إسناده صحيح، أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة: تابعي كبير، وهو أحد الفقهاء السبعة المعروفين، وكان ثقة فقيهاً عالما من سادات قريش. والحديث=

الحرث بن هشام المخزومي عن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما نزلنا أرض الحبشة/ جاورْنا بها خير جارٍ، النجاشىَّ، أَمَّنا على ديننا، وعبدنا الله، لا نُؤْذَى ولا نسمع شيئاً نكرهه، فلما بلغ ذلكَ قريشاً ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جَلْدين، وأن يُهدوا للنجاشي هدايا مما يُسْتَطرف من متاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدَم، فجمعوا له أَدَماً كثيراً، ولم يتركوا من بطارقته بطرْيقاً إلا أهدَوْا له هديةَ، ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن [أبي] ربيعة بن اَلمغيرة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السَّهمي، وأمروهما أَمْرَهم، وقالوا لهما: ادفعوا إلي كل بطريق هديتَه قبل أن تُكلموا النجاشيَّ فيهم، ثم قدَّموا للنجاشي هداياه، ثم سلوه أن يُسْلِمَهم إليكم قبل أن يكلمهم، قالت، فخِرجا فقدما على النجاشي، ونحن عنده بخير دار، وعند خير جار، فلم يَبْقَ من بطارقته بطرْيقٌ إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، ثم قالا لكل بطرْيق منهم: إَنه قد صَبَا إلى بلد الملك منَّا غلمانٌ سفهاءُ، فارقوا دين قومهمِ، ولم يدخلوا في دينكم، وجاؤا بدين مبتدَع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشرافُ قومهم ليردَّهم إليهم، فإذا كلَّمْنا الملك فيهم فتشيروا عليه بأن يُسْلِمَهم إلينا ولا يكلمهم، فإن قومهم أَعْلَى بهم عينًا وأعلمُ بما عابوا

_ = سيأتي في المسند مرة أخرى بهذا الإسناد 5: 290 - 292 ح وهو في سيرة ابن هشام 217 - 221 (1: 211 - 214 من الروض الأ نف) عن ابن إسحق. والحديث كله بطوله في مجمع الزوائد 6: 24 - 27 وقال "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحق، وقد صرح بالسماع ". ثم لم أجده بهذا السياق في كتاب آخر. وذكر الحافظ ابن كثير في التاريخ 3: 72 - 75 رواية أم سلمة هذه بأطول من هذا السياق من رواية يونس بن بكير عن ابن إسحق "حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام عن أم سلمة". وذكر بعده أيضاً عن يونس عن ابن إسحق: "حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال: إنما كان يكلم النجاشي عثمان بن =

عليهم، فقالوا لهما: نعم، ثم إنهما قرَّبا هداياهم إلى النجاشي، فقبلها منهما، ثم كلماه فقالا له: أيها الملك، إنه قد صبا إلى بلدك منَّا غلمانٌ سفهاء فارقوا دينَ قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاؤا بدينٍ مبتدَع لاَ نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثَنا إليك فيهمْ أشراف قومهم في آبائهم وأعمامهم وعشائرهم فتردَّهم إليهم، فهم أعْلَى بهم عيناً وأعلمُ بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه، قالت: ولم يكن شيء أبغضِ إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم، فقالت بطارقته حوله: صدقوا أيها الملك، قومهم اعلَى بهم عيناً وأعلمُ بما عابوا عليهم، فأسلمْهم إليهما فليردَّاهم إِلي بلادهم وقومهم، قال: فغضب النجاشي ثم قال: لَا ها الله، ايْمُ الله، إذن لا أُسْلمهم إليهما ولا أُكادُ، قوماً جاوروني نزلوا بلادي واختاروني على مَن سوايَ، حتى أدعوَهم فأسألهم ماذا يقول هذان في أمرهم؟ فإن كانوا كما يقولان أسلمُتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم، وَإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني، قالت: ثم أرسل الى أصحاب رسول الله فدعاهم، فلما جاءهم رسولُه اجتمعوا، ثم قال بعضُهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -، كائن في ذلك ما هو كائنٌ، فلما جاؤه، وقد دعا النجاشيُّ

_ = عفان. والمشهور أن جعفراً هو المترجم. رضي الله عنهم". "جلدين" الجلد، بفتح الجيم وسكون اللام: القوي في نفسه وجسده. البطريق بكسر الباء: الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم، وهو ذو منصب وتقدم عندهم. "عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي" صحابي معروف من مسلمة الفتح، وهو أخو أبي جهل لأمه، وهو والد عمر بن أبي ربيعة الشاعر المشهور، فإنه "عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة" وإنما اشتهر بالنسبة إلى جده. ووقع في ح هنا وفى ك في كل موضع ذكر فيه في هذا الحديث "عبد الله بن ربيعة بحذف (أبي) وهو خطأ، وقد ثبت على الصواب في المسند فيما سيأتي 5: 290 - 292 ح وسيرة ابن هشام ومجمع الزوائد، وانظر الإصابة 4: 64 - 65. "صبا" بدون همزة: أي مال، ويجوز همزها أيضاً "صبأ" أي خرج، يقال "صبأت النجوم" أي خرجت من =

أساقفَتَه فنشروا مصاحفهم حولَه، سألهم فقال: ما هذا الدينُ الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأم؟ قالت: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب، فقال له: أيها الملك، كنا قوماً أهلَ جاهلية، نعبدُ الأصنام، ونأكل المَيْتَة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام ونُسيء الجوار، ويأكلُ القوِيُّ منَّا الضعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعث الله إلينَا رِسولآَ منا، نعرف نسبه وصدقَه وأمانته وعفافه. فدعانا إلى الله، لنوحّدَه ونعبده ونخلعَ ما كنَّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمَرَنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارمِ والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزّور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، قال: فعدَّد عليه أمورَ الإسلام، فصدَّقناه وآمنَّا، واتّبعناه على ما جاء به، فعبدْنا الله وحده فلم نُشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أَحَلَّ لنا، فعَدا علينا قومُنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليَرُدُّونا إلى عبادة الأوثان منِ عبادة الله، وأن نستحلَّ ما كنا نستحلُّ من الخبائث، فلما قهرونا وظلموِنا وشقُّوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك ورجوْنا أن لا نُظلم عندك أيها الملك، قالت: فقال

_ = مطالعها، والظاهر عندي أن المعنى كله يرجع إلى الميل، ومنه "صبأ" أي خرج من دين إلى دين. وهذا هو الثابت في أصلى المسند، وفى ابن هشام والزوائد بدلها "ضوى" قال السهيلي في الروض: "ضوى إليك فتية: أي أوو إليك ولاذوا بك". وفى اللسان: "ضويت إليه بالفتح أضوى ضوياً: إذا أويت إليه وأنضممت- .. ضوى إليه المسلمون:. أي مالوا". فالمعنى في هذه الحروف كلها متقارب. "فتشيروا عليه" كذا في ح، وفى ك "فتشيرون عليه" وفي ابن هشام والزوائد والرواية الآتية "فأشيروا عليه!. "أعلى بهم عيناً" قال السهيلي: "أي أبصر بهم، أي عينهم وإبصارهم فوق عين غيرهم في أمرهم. فالعين ها هنا بمعنى الرؤية والإبصار، لا بمعنى العين التى هي الجارحة، وما سميت الجارحة عيناً =

له النجاشىُّ: هل معك مما جاء به عن الله منْ شيء؟ قالت:/ فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه عَلي، فقرأ عليه صَدْراً من {كهيعص} [مريم: 1]، قالت: فبكى والله النجاشيُّ حتىِ أخْضَلَ لحيته، وبكتْ أساقفته حتى أَخْضَلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلاَ عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والله والذي جاء به موسى لَيَخرُج من مشكاة واحدة، انطلقا، فوالله لا أُسلِمَهم إليكم أبداً ولا أُكادُ، قالت أم سلمة: فلَّما خرجا من عنده قالَ عمرو بن العاص: والله لأنبئنهم غدًا عيبَهم عندَهم، ثم أَستأصل به خَضْرَاءَهم، قالت: فقال له عبد الله بن أبي ربيعة، وكان أَتقى الرجليَن فينا: لا تفعلْ، فإن لهم أرحاماً وإن كانوا قد خالفونا، قال: والله لاُخبرنَّه أنهم يزعمون أن عيسى ابنَ مريم عبدٌ، قالت: ثم غدا عليه الغَدَ، فقال له: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيما، فأرسلْ إِليهم فاسألهم عما يقولون فيه؟ قالت: فأرسل إليهم يسألُهم عنه، قالت: وَلم ينزل بنا مثلُه، فاجتمع القومُ فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟! قالوا: نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبيُّنا، كائناً في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه قال لهم: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاء به نبيُّنا: هو عبد الله ورسوله

_ = إلا مجازا، لأ نها موضع العيان". "ولا أكاد" بضم الهمزة، فعل مبني للمجهول، أي: ولا يكيدني أحد، ففي اللسان 4: 389: "يقولون إذا حمل أحدهم على ما يكره: لا والله ولا كيدَاً ولا هماً، ويريد لا أكاد ولا أهم" وضبط الفعلان فيه بوزن المبني للمجهول، وهذا هو الصواب عندي، خلافاً لضبطهما في القاموس. والمراد أنه يقول إنه لا يسلمهم أبداً ولا يهمه من ذلك شيء ولا يخشى أن يلقى فيه كيداً. وهذا استعمال نادر، لم أجد مثله في غير هذا الموضع. وقوله (قوماً) نصب على البدل من الضمير في قوله "لا أسلمهم"وفى ك وابن هشام: "لا أسلمهم إليهما ولا يكاد قوم جاوروني" إلخ، ويظهر لى أن هذا تحريف من الناسخين، لم يفهموا استعمال "ولا أكاد" في هذا الموضع =

وروحه وكلمتُه ألقاها إلى مريم العذراءَ البَتُول، قالت: فضرب النجاشيُّ يدَه إلى الأرض فِأخذ منها عوداً، ثم قال: ما عَدَا عيسى ابن مريم مِا قِلت هذا العودَ، فتناخَرَتْ بطارقتُه حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نخرْتم والله! اذهبوا فأنتم سُيُوم بأَرضي، والسُّيُوم: الآمنون، مَن سبَّكم غُرّم، ثم من سبكم غُرِّم، فما أُحب أن لي دَبْراً ذهباً وأني آذيتُ رجلاً منكَم، والدّبْر بلسان الحبشة الجِبل، ردُّوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها، فوالله ما أخذِ الله منّي الرِشْوة حين رد على ملكي فآخُذَ الِرشوةَ فيه، وما أطاعَ الناس في فأطعيهم فيه، قالت: فخرجا من عنده مَقْبَوحَيْن مردوداً عليهما ما جاآ به وأقمنا عِنده بخير دارٍ مع خير جار، قالت: فوالله إنّا على ذلك إذْ نَزَل به، يعني، مِن ينازعه في ملكه، قالت: فوالله ما علمنا حُزْنا قطُّ كانِ أشدَّ من حزنٍ حزِنَّاه عند ذلك، تخوُّفاً أن يَظْهَرَ ذلك على النجاشي فيأتي رجلٌ لا يعرف من حقنا ما كان النجاشيّ يعرف منه، قالت: وسِار النجاشي وبينهما عُرْضُ اَلنيل، قالت: فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: منْ رجلٌ يخرج حتى يحْضُر وقعةَ القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت: فقال الزبير بن العوّام: أنا، قالت: وكان من أحدث القوم سنا، قالت: فنَفخوا له يربةً فجعلها في صدره، ثم سبح عليها حتى خرجِ إلى ناحية النيل التى بها مُلْتَقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم، قالت ودَعوْنا اللهَ للنجاشيّ بالظهور على عدوّه والتمكين له في

_ = وظنوه خطأ، فجعلوه "ولا يكاد" وجعلوا "قوم" بالرفع نائب الفاعل، وما أثبتنا هو الذي في ح ومجمع الزوائد. وهو الصواب إن شاء الله، وسيأتي هذا الحرف مكررًا مرة أخرى في أواخر الحديث، ولم يغير في سيرة ابن هشام في ذلك الموضع، بل ضبط في طبعة أوربة بضم الهمزة، كما فعلنا هنا. "ما كنا نعبد نحن وآباؤنا" في ح "ما كنا نحن نعبد وآباؤنا" وفي ك "ما كنا نعبده وآباؤنا" وأثبتنا ما في السيرة ومجمع الزوائد لموافقته الرواية الآتية في المسند. "أخضل لحيته". أي بلها بالدموع. "استأصل به خضراءهم ": أي دهماءهم وسوادهم. "فتناخرت" بالخاء معجمة، قال في النهاية: "أي تكلمت، وكأنه كلام مع غضب ونفور"، وأصله من "النخر" وهو صوت الأنف. "سيوم " بالسين=

حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما

بلاده، واستوسق عليه أمرُ الحبشة، فكنّا عنده في خير منزل، حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة. {حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما (1)} 1741 - حدثنا إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن عبد الله بن جعفر رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل القِثّاء بالرُّطَب. 1742 - حدثنا إسماعيل أنبأنا حبيب بن الشهيد عن عبد الله بن مُلَيكة قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتَذكرُ إذ تلقَّينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -

_ = المهملة، قال في النهاية: "أي آمنون، كذا جاء تفسيره في الحديث، وهن كلمة حبشية، وتروى بفتح السين. وقيل سيوم: جمع سائم، أي تسومون في بلدي كالغنم السائمة لا يعارضكم أحد". وفى ابن هشام "شيوم" بالشين المعجمة، ثم ذكر رواية المهملة أيضاً. "دبراً" بفتح الدال وسكون الباء الموحدة، وفى ابن هشام رواية أخرى بكسر الدال. "الجبل" في ح "الجعل" وهو خطأ مطبعي فيما أرجح. "واستوسق عليه أمر الحبشة" أي اجتمعوا على طاعته واستقر الملك عليه، قال في النهاية. (1) هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم. وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية أخت ميمونة بنت الحرث لأمها. ولد بالحبشة حين كان أبواه مهاجرين بها. وهو من صغار الصحابة، كانت سنه نحو عشر سنين عند موت رسول الله. مات سنة 80 وهو ابن. 90 سنة. وأخباره في الكرم كثيرة شهيرة، قال ابن حبان: "كان يقال له قطب السخاء". رحمه الله ورضي عنه. (1741) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 142 عن يحيى وابن عون عن إبراهيم بن سعد، ورواه أيضاً البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2628 - (1742) إسناده صحيح، إسمعيل: هو ابن علية. حبيب بن الشهيد: ثقة ثبت من رفعاء الناس. وقد بين الإمام أحمد أن ابن علية حدث بالحديث على وجهين، مرة جعل المتروك هو ابن الزبير، وفي الأخرى جعل المتروك عبد الله بن جعفر، إذ حذف "قال" بعد قوله "نعم". وبهذا الوجه الثاني رواه مسلم 2: 242 - 243 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن علية، وعن ابن راهويه عن أبي أسامة عن حبيب بن الشهيد، فجعل السائل ابن=

أنا وأنت وابنُ عباس؟ فقال: نعم، قال: فحَملَنا وتركك! وقال إسماعيل مرةً: أَتَذْكر إذ تلقَّينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأنت وابنُ عباس؟ فقال: نعم، فحَملَنا وتركك. 1743 - حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم عن مُوَرِّق العجْلي عن عبد الله بن جعفر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قَدم من سفر تُلُقِّي بالصبيان من أهل بيته، قال: وإنه قدم مرةً من سفر، قَال: فسُبِق بي إليه، قال: فحملني بين يديه، قال: ثم جيء بأحد ابني فاطمة، إما حسن وإما حسين، فأردفه خلفَه، قال: فدخلنا المدينة ثلاثةً على دابة. 1744 - حدثنا يحيى حدثنا مسْعَر حدثني شيخ من/ فَهْم، قال: وأظنه يسمى محمد بن عبد الرحمن، قاَل: وأظنه حجازيا، أنه سمع عبد الله

_ = الزبير، والمجيب عبد الله بن جعفر قال: "نعم، فحملنا وتركك"، فهو نص في أن المتروك ابن الزبير. ويؤيده ما سيأتي في مسند ابن عباس 2146 من طريق شعبة عن حبيب عن ابن أبي مليكة أنه شهد ذلك وجعل السائل ابن الزبير والمجيب ابن عباس، قال له: نعم فحملني وغلاماً من بني هاشم وتركك. وقد أطال الحافظ في الفتح في تحقيق الخلاف، ورجح أن الصواب ما تدل عليه رواية البخاري، وأشار إلى رواية أحمد التي هنا بالوجهين. ولكن يعكر عليه ما سيأتي في مسند عبد الله بن الزبير 16198 من طريق هشام بن عروة عن أبيه قال: "قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر: أتذكر يوم استقبلنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فحملني وتركك؟ ". (1743) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وهو ثقة ثبت. مورق، بضم الميم وفتح الواو وتشديد الراء المكسورة. العجلي: تابعي ثقة عابد، قال ابن حبان: "كان من العباد الخشن". والحديث رواه مسلم 2: 243 من طريق عاصم. (1744) إسناده حسن، الشيخ من فهم الذي ظن مسعر أنه يسمى "محمد بن عبد الرحمن": ترجم له الحافظ في التهذيب 9: 254 باصم "محمد بن عبد الله بن أبي رافع الفهمي" وترجم له في التعجيل 369 - 370 باصم "محمد بن عبد الرحمن الحجازي" وذكر=

ابن جعفر يحدّث ابن الزبير، وقد نحرَتْ للقوم جزورٌ أو بعير: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والقوم يُلْقُون لرسول اَلله - صلى الله عليه وسلم - اللحمَ، يقول: "أطيبُ اللحم لَحْمُ الظَّهْر". 1745 - حدثنا يزيد أنبأنا مهدىّ بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب عن الحسبن بن سعد عن عبد الله بن جعفر، وحدثنا بَهز وعفان

_ = أنه روي عنه مسعر والمسعودي، وهذه رواية مسعر وستأتي مرة أخرى 1759. وستأتي رواية المسعودي 1756. وذكر في التقريب أنه "مقبول من الرابعة". وهو كما قال، فإنه تابعي لم يذكر فيه جرح، فهو على الستر إن شاء الله. وقال في التعجيل بعد أن أشار إلى طرق هذا الحديث: "فظهر من كل هذا أنه يسمي محمد،، وأن أباه إما عبد الله وإما عبد الرحمن، وأنه فهمي طائفي حجازي". والراجح عندي أن صحة اسمه: "محمد بن عبد الرحمن وأنه ذكره باسم "محمد بن عبد الله" إنما جاء في ابن ماجة فقط 2: 162 رواه عن بكر بن خلف عن يحيى بن سعيد عن مسعر، فالخلاف بين "عبد الله" و"عبد الرحمن" جاء بين روايتي أحمد وبكر بن خلف عن يحيى بن سعيد، وبكر بن خلف وإن كان ثقة إلا أنه لا يسامي أحمد بن حنبل في الثقة والضبط والحفظ، وأنى يكون بكر هذا بجانب أحمد! فأظن أن بكرَا أخطأ. والحديث رواه أيضاً الترمذي في الشمائل 1: 266 - 267 من شرح ملأ علي القارى، من طريق أبي أحمد عن مسعر قال: "سمعت شيخاً من فهم". وأشار الحافظ في التعجيل إلى أنه رواه أيضاً النسائي، ولم أجده في سننه. وسيأتي معناه بإسناد آخر 1749. (1745) إسناده صحيح، مهدي بن ميمون الأزدي البصري: ثقة. محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي الضبي البصري، ينسب إلى جده، وهو ثقة. والحديث روى مسلم بعضه 1: 105 و 243:2 وكذلك ابن ماجة 1:73. ورواه أبو داود مطولا 2: 328 - 329 كلهم من طريق مهدي بن ميمون. الهدف بفتحتين: قال الخطابي في المعالم 248:2: "كل ما كان له شخص مرتفع من بناء وغيره، وقد استهدف لك الشيء إذا قام وانتصب لك". حائش نخل: قال الخطابي: "الحائش: =

قالا: حدثنا مهدي حدثنا محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم خلفَه، فأسَّر إلىَّ حديثاً لا أخبر به أحدًا أبدًا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب ما استتر به في حاجته هدفٌ، أو حائشٍ نخِلِ، فدخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار، فإذا جَمِل قد أتاه، فجَرْجَر وذَرفتْ عيناه، قال بَهز وعفان: فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حِن وذَرَفَتْ عيناه، فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَرَاتَه وذِفْراه، فسَكن، فقال: "منْ صاحبُ الجمل؟ " فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال: "أمَا َتتَّقى الله في هذه البهيمة التى مَلَّككها الله، إِنه شكا إلىَّ أنك تجُيعُه وتُدْئِبُهُ". 1746 - حدثنا يزيد أنبأنا حماد بن سَلَمة قال: رأيت ابن أبي رافع يتختم في يمينه، فسألته عن ذلك؟ فذكَر أنه رأى عبد الله بن جعفر يتختم في يمينه، وقال عبد الله بن جعفر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتختم في يمينه. 1747 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جُريج أخبرني عبد الله بن مُسافع

_ = جماعة النخل الصغار، لا واحد له من لفظه". وقال ابن الأثير: "الحائش: النخل الملتف المجتمع، كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض ". "سراته": بفتح السين وتخفيف الراء، وسراة كل شيء: ظهره وأعلاه. "ذفراه" بكسر الذال وسكون الفاء، قال الخطابي: "والذفرى من البعير: مؤخر رأسه، وهو الموضع الذي يعرق من قفاه". تدئبه: تكده وتتعبه، من الدأب، وهو الجد والتعب. وانظر 1754. (1746) إسناده صحيح، ابن أبي رافع: هو عبد الرحمن بن أبي رافع، ويقال "ابن فلان بن أبي رافع" يعني أنه منسوب إلى جده، وهو صالح الحديث، كما قال ابن معين. والحديث رواه الترمذي 3: 52 وقال: "قال (يعني البخاري): وهذا أصح شيء روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب". ورواه أيضاً النسائي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث: 2630. (1747) إسناده صحيح، عبد الله بن مسافع بن عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة: =

أن مُصْعَب بن شَيْبة أخبره عن عُقْبة بن محمد بن الحرث عن عبد الله بن

_ = مستور لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلا، ولم يذكره البخاري والنسائي في الضعفاء، وصحح ابن خزيمة له هذا الحديث، فهو توثيق له، مات بالشأم مرابطاً سنة 99. مصعب بن شيبة ابن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة: ثقة، وثقه ابن معين والعجلي، وضعفه أحمد والنسائي، وهو ابن عمة عبد الله بن مسافع، فإن أمه هي "أم عمير بنت عبد الله الأكبر" أخت مسافع، انظر طبقات ابن سعد 5: 359. عقبة بن محمد بن الحرث بن نوفل: ذكره ابن حبان في الثقات، ونقل الحافظ في التهذيب 7: 101 - 102 عن أحمد أنه خطأ من سماه "لعقبة" بالقاف وأنه "عتبة" بالتاء، وعن ابن خزيمة أنه رجح ذلك أيضاً، وفي هذا عندي نظر، فإن روايات هذا الحديث في المسند كلها فيها اسمه "عقبة" بالقاف، انظر 1752، 1753، 1761، وكذلك روايات النسائي إياه 1: 185 بأربعة أسانيد، كلها فيها "عقبة"، وإنما سمي "عتبة" بالتاء في رواية أبي داود فقط 1: 397، وكذلك البيهقي في السنن الكبرى 2: 336 من طريق أبي داود. والذي أرجحه أن عقبة غير عتبة، اشتبها في رسم الاسمين بين القاف والتاء، وتشابها في اسم الأب والجد، لأن "عتبة بن محمد بن الحرث بن نوفل" متأخر، ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 374 ونقل عن أبيه عن سفيان بن عيينة أنه قال: "أدركته" وابن عيينة ولد سنة 107 فلا يعقل أن يدرك شيخاً يروي عنه مصعب بن شيبة الذي مات سنة 99، إلا أن يكون هذا الشيخ من المعمرين، ولو كان منهم لعرفه الشيوخ وكثرت عنه روايتهم، وابن جريج، وهو أقدم من ابن عيينة، إنما يروي حديث هذا الشيخ بواسطتين: عبد الله ابن مسافع ثم مصعب بن شيبة، وهم قد قالوا في ترجمة "عتبة" أنه يروي عنه ابن جريج، فهما اثنان تشابها. بل إنه سيأتي في الإسناد 1753 من طريق ابن جريج: عن عبد الله بن مسافع عن عقبة بن محمد بن الحرث، وكذلك هو في إسنادين عند النسائي، فجزم الحافظ في التهذيب 6: 26 أن الصحيح أن عبد الله بن مسافع يروي عن مصعب قريبه عن عقبة. والحديث قال البيهقي: "هذا الإسناد لا بأس به" وتعقبه ابن التركماني بما أغنى قولنا عن حكايته وعن الرد عليه. وسيأتي مرة أخرى بهذا الإسناد 1761 ولكن فيه "فليسجد سجدتين بعد ما يسلم" وهي رواية حجاج =

جعفر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من شك في صلاته فليسجدْ سجدتين وهو جالس". 1748 - حدثنا إسحق بن عيسي ويحيى بن إسحق قالا حدثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود قال سمعت عُبيدَ بن أم كلاب يحدث عن عبد الله ين جعفر، قال يحيى بن إسحق قال: سمعت عبد الله بن جعفر، قال أحدهما: ذي الجناحين، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عَطس حمد الله، فيقال له: يرحمك الله، فيقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم".

_ = وعبد الله عن ابن جريج 1752، 1753 وكذلك روايات النسائي الأربع، ولكنه قال في الأخيرة، وهي من طريق حجاج وروح عن ابن جريج: "قال حجاج: بعد ما يسلم، وقال روح: وهو جالس". فدلت روايتا المسند هنا أن روحاً رواه على الوجهين: "بعد ما يسلم" و "وهو جالس". (1748) إسناده صحيح، أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، عرف بيتيم عروة، لأن أباه كان أوصى إليه، وهو ثقة ثبت. عبيد بن أم كلاب: قال الحسيني: "لا يدرى من هو"، وتعقبه الحافظ في التعجيل 278 بأنه شاعر كان بالمدينة وكان يمدح عبد الله بن جعفر، قال:" ولعبيد المذكور قصة مع حبى المدنية المغنية المشهورة، وكانت أرغبته في تزويجه مع كبر سنها وهو شاب، فاشترط عليها شروطاً ودخل بها"، وهو الذي يقول في قصته معها هدبة بن خشرم العذري: فماوجدت وجدى بها أم واحد ... ولا وجد حبى بابن أم كلاب وقصة ذلك مشهورة معروفة، في الكامل للمبرد بتحقيقنا 1246 - 1249 والأغاني 21: 176. ولم يذكر الحافظ في عبيد هذا جرحاً ولا تعديلاً، ولكن الظاهر من صنيع الهيثمي في مجمع الزوائد أنه ثقة. والحديث فيه 8: 56 وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث على ضعف فيه، وبقية رجاله ثقات"."قال أحدهما: ذى الجناحين" يريد الإمام أحمد أن أحد شيخيه قال: "عبد الله بن جعفر ذي الجناحين" وهو لقب جعفر، وقد ثبت في الصحيح أن ابن عمر كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر قال: "السلام عليك يا ابن ذي الجناحين".

1749 - حدثنا نصر بن باب عن حَجّاج عن قتادة عن عبد الله ابن جعفر أنه قال: إِن آخر ما رأيتُ رسولٍ الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى يديه رُطَبات وفي الأخرى قِثَّاء، وهو يأكل من هذه ويَعَصّ من هذه، وقال: "إن أطيب الشاة لحمُ الظَّهْر". 1750 - حدثنا وهب بن جَرير حدثنا أبي قال: سمعت محمد ابن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشاً استعمل عليهم زيد بن حارثة، [وقال]: فإن قتل

_ (1749) إسناده صحيح، نصر بن باب أبو سهل الخراساني: اختلفوا فيه، حتى رماه بعضهم بالكذب، واختلف قول البخاري فيه، فقال في التاريخ الصغير 216: "سكتوا عنه"، وقال في الكبير 4/ 1052 - 106: "كان بنيسابور، يرمونه بالكذب"، وقال نحو ذلك في الضعفاء 35، وفي تاريخ بغداد 13: 279 ولسان الميزان 6: 151 عن أحمد أنه قال: "ما كان به بأس". وفي اللسان عن تاريخ نيسابور عن أحمد قال: "هو ثقة" وسيأتي في المسند 14382 قول عبد الله بن أحمد: "قلت لأبي: سمعت أبا خيثمة يقول: نصر بن باب كذاب؟ فقال: أستغفر الله! كذاب! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ، وإبراهيم الصائغ من أهل بلده، فلا ينكر أن يكون سمع منه"، وأحمد يتحرى شيوخه، وهو بهم عارف، فلذلك رجحنا توثيقه، حجاج: هو ابن أرطاة. قتادة بن دعامة السدوسي: تابعي ثقة معروف، ولكن نقل ابن أبي حاتم في المراسيل 62 عن أحمد قال: "ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عن أنس، قيل: فابن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعاً"، ولكن قد ثبت أنه سمع من غير أنس، وهو قد عاصر عبد الله بن جعفر، فإنه ولد سنة 61 وابن جعفر مات سنة 80، والمعاصرة كافية في وصل الحديث حتى يثبت ما ينفي اللقاء والسماع، "إن أطيب الشاة" في ك "إن أطيب اللحم". وانظر 1741، 1744. (1750) إسناده صحيح، وهو في تاريخ ابن كثير 4: 251 - 252 عن المسند، وفى مجمع الزوائد 6: 156 - 157 وقال: "روى أبو داود وغيره بعضه، رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح". وقال ابن كثير: "رواه أبو داود ببعضه، والنسائي في السير=

زيد أو أستُشهد فأميركم جعفر، فإن قُتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رَوَاحة، فلَقُوا العدوَّ، فأخذ الرايةَ زيد، فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الراية جعفر، فقاتل حتى قُتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، ففتح الله عليه، وأتى خبرَهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرج إلى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "إن إخوانكم لَقُوا العدوّ، وإن زيداً أخذ الراية، فقاتل حتى قُتل أو استُشهد، ثم أخذ الرايةَ بعده جعفر بن أبي طالب، فقاتل حتى قُتل أو استُشهد، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الرايةَ سيفٌ من سيوف الله، خالد بن الوليد ففتح الله عليه"، فأَمْهَلَ، ثم أَمْهَلَ آل جعفر ثلاثاً أن يأتيهم، ثم أتاهم، فقال: "لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادْعوا لى ابْنَيْ أخي"، قال فجيء بنا كأنَّا أفْرُخ، فقال: "ادعوا لي الحلاَّق"، فجيء بالحلاَّق، فحلق رؤوسنا، ثم قال: "أما محمد فشبيهُ عمَّنا أبي طالب، وأما عبدُ الله فشبيهُ خَلْقي وخُلقي"، ثم أخذ بيدي فأَشالَها، فقال: "اللهم اخْلُفْ جعفراً في أهله، وبارك لعبد الله فِي صَفْقَة يمينهِ"، قالها ثلاث مرار، قال: فجاءت أُمنا فذكرت له يُتْمَنَا، وجعلت تُفْرِحُ له، فقال: "العَيْلَة تخافين عليهم وأنا وليُّهم في/ الدنيا والآخرة؟! ".

_ = بتمامه، من حديث وهب بن جرير به". كلمة "وقال" زيادة من هامش ك وهي ثابتة في ابن كثير، وفى ح "وإن قتل". "ثم أخذها عبد الله بن رواحة" كذا في ح والزوائد، وفى ك وابن كثير "أخذ الراية". "ادعوا لى ابني أخي" في ح "أو غدا إلى ابني أخي"! وهو خطأ بين. فأشالها: أي رفعها. "وجعلت تفرح له": في النهاية: "قال أبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، وقد أضراب الطبراني عن هذه الكلمة فتركها من الحديث، فإن كان بالحاء فهو من أفرحه إذا غمه وأزال عنه الفرح، وأفرحه الدين إذا أثقله، وإن كانت بالجيم فهو من المفرج الذي لا عشيرة له، فكأنها أرادت أن أباهم توفي ولا عشيرة لهم". والرواية الثابتة في المسند وابن كثير بالحاء المهملة. العيلة، بفتح العين: الفاقة والفقر والحاجة.

1751 - حدثنا سفيان حدثنا جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله ابن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر حين قُتل قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يَشْغَلهم، أوأتاهم ما يشغلهم". 1752 - حدثنا حَجّاج قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن مسافع أن مصعب بن شَيبة أخبره عن عُقْبة بن محمد بن الحرث عن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من شك في صلاته فليسجدْ سجدتين بعد ما يسلم". 1753 - حدثنا حدثنا عليّ بن إسحق أنبأنا عبد الله أنبأنا ابن جُريج حدثنا عبد الله بن مسافع عن عُقْبة بن محمد بن الحرث، فذكر مثله بإسناده. 1754 - حدثنا وهب بن جَرِير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: ركب

_ (1751) إسناده صحيح، جعفر بن خالد: ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. أبوه خالد بن سارة، أو ابن عبيد بن سارة المخزومي المكي: ذكره ابن حبان في الثقات. "سارة" ضبط في المغني بتخفيف الراء وقيل بتشديدها، ولكن جد جعفر هذا ضبط بالقلم في التقريب بالتشديد فقط. والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 4: 251 عن المسند، ونسبه لأبي داود والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: "حسن". (1752) إسناده صحيح، سبق الكلام عليه مفصلا 1747. (1753) إسناده صحيح، إلا أن الصحيح أنه "عن عبد الله بن مسافع عن مصعب بن شيبة عن عقبة بن محمد بن الحرث" كما فصلنا ذلك في 1747. عبد الله في هذا الإسناد: هو ابن المبارك. (1754) إسناده صحيح، "وهب بن جرير" في ح "وهب بن جريج" وهو خطأ، صححناه من ك، وهو "وهب بن جرير بن حازم". الناضح: البعير يُستقى عليه- فحرجنا عليه أن =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلتَه وأردفني خلفه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تبرز كان أحبَّ ما تبرز فيه هدفٌ يستتر به أو حائشُ نخل، فدخِلِ حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه ناضحٌ له، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حن وذَرفتْ عيناه، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسح ذفْراه وسَرَاتَه، فسَكَن، فقال: "من ربُّ هذا الجمل؟ " فجاء شاب من الأنصَار فقال: أنا، فقال: "ألاَ تتقي الله في هذه البهيمة التى ملكك الله إياها؟ فإنه شكاك إليَّ، وزعم أنك تجُيعه وتُدْئبهُ"، ثم ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحائط وقَضَى حاجته، ثم توضأ، ثم جاء والماَء يَقْطر من لحيته على صدره، فأسرّ إليّ شيئاً لا أحدِّث به أحداً، فحرَّجْنَا عليه أن يحدثنا، فقال: لا أُفشي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سره حتى ألْقَى الله. 1755 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن عبد الله بن جعفر كان يتختَّم في يمينه، وزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختّم في يمينه. 1756 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا المسعودي حدثنا شيخ قدم علينا من الحجاز قال: شهدت عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر بالمزدلفة، فكان ابن الزبيرُ يحزُّ اللحم لعبد الله بن جعفر، فقال عبد الله بن جعفر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أطيب اللحم لحم الظَّهر".

_ = يحدثنا: أي ألححنا عليه وضيقنا، من الحرج، وهو الضيق. والحديث مطول 1745. (1755) إسناده في أصله صحيح، ولكن في هذا الإسناد خطأ، لقوله "حماد بن سلمة عن أبي رافع" وصوابه "عن ابن أبي رافع" وهو عبد الرحمن بن أبي رافع أو ابن فلان بن أبي رافع، كما مضى في 1746، والحديث حديث عبد الرحمن، فالخطأ يقيناً من الناسخين. وحماد بن سلمة لا يبلغ أن يدرك أبا رافع، لأنه مات قديماً بعد مقتل عثمان، وحماد مات سنة 167، وإنما يروي عن التابعين. (1756) إسناده حسن، سبق تفصيل الكلام عليه في 1744. وانظر 1749.

1757 - حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا محمد بن سَلَمة عن محمد بن إسحق عن إسماعيل بن حَكيم عن القاسم عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ينبغي لنَبيّ أن يقول: إني خير من يونس بن مَتَّى". قال أبو عبد الرحمن: وحدثناه هرونُ بن معروفٍ مثلَه. 1758 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: فحدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عروة عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

_ (1757) إسناده صحيح، أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني: ثقة من شيوخ أحمد والبخاري، قيل لأحمد: إن أهل حران يسيئون الثناء عليه؟ فقال: إن أهل حران قل أن يرضوا عن إنسان! هو يغشى السلطان لصنيعة له. ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 4 فلم يذكر فيه جرحاً. إسماعيل بن حكيم: هكذا قال محمد بن سلمة في روايته عن ابن إسحق، وهو وهم منه، صوابه "إسماعيل بن أبي حكيم" وهو ثقة حجة من شيوخ مالك، وكان كاتباً لعمر بن عبد العزيز، وترجمه البخاري في الكبير1/ 1/ 350 وقال: "قال محمد بن سلمة: إسماعيل بن حكيم، قال أبو عبد الله: وهو وهم". القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو تابعي ثقة حجة إمام. وقول أبي عبد الرحمن عبد الله ابن أحمد: "وحدثناه هرون بن معروف مثله" يريد أنه حدثه به محمد بن سلمة بهذا الإسناد. والحديث رواه أبو داود 4: 351 - 352 من طريق محمد بن سلمة. وانظر 2294، 3252. (1758) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 9: 223 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير محمد بن إسحق، وقد صرح بالسماع". ورواه الحاكم في الستدرك 3: 184 - 185 من طريق الإمام أحمد عن وكيع وعبد الله بن نمير عن هشام بن عروة، وليس هذا الإسناد في المسند، ورواه أيضاً من طريق المسند بالإسناد الذي هنا، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي. قال ابن الأثير: "القصب في هذا الحديث: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف. والقصب من =

قال: قالِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أن أُبَشِّر خديجة ببيت من قَصَب، لا صَخَب فيه ولا نَصب". 1759 - حدثنا وكيع حدثنا مسْعَر عن شيخ من فَهْم قال: سمعت عبد الله بن جعفر قال: أُتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلحمٍ، فجعل القوم يُلَقُّونَه اللحم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أطيب اللحم لحمُ الظَّهر". 1760 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جُريج أخبرني جعفِر بن خالد بن سارة أن أباه أخبره أن عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتَني وقُثَم وعبيدَ الله ابني عباسٍ ونحن صبيان نلعب، إذْ مَرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على دابة، فقال: "ارفعوا هذا

_ = الجوهر: ما استطال منه في تجويف". الصخب: الضجة واضطراب الأصوات للخصام. النصب: التعب. (1759) إسناده حسن، سبق الكلام عليه 1744، وانظر 1749، 1756. يلقونه اللحم: أي يلقونه إليه, يقال "لقاه الشيء وألقاه إليه وبه". وفى ك "يُلمقونه" فإن صح هذا كان من "اللماق" بفتح الام، وهو اليسير من الطعام، أو من "ألمقه الشيء" مقلوب "ألقمه"، لأنهم قالوا إن "لمق الطريق" بفتح اللام والميم، هو نجهه ووسطه، وهو قلب "لقم الطربق"، فإذا جاز القلب في هذا لم يمتنع أن يكون "ألمقه" مقلوب "ألقمه". (1760) إسناده صحيح، جعفر بن خالد وأبوه: سبقا في 1751. والحديث في مجمع الزوائد 9: 275 - 286 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات". ورواه البخاري في الكبير 4/ 1/ 194 من طريق روح بن عبادة عن ابن جريج. ورواه الحاكم في المستدرك 3: 567 من طريق أبي عاصم عن ابن جريج، وصححه هو والذهبي. ونسبه الحافظ في الإصابة 4: 198 أيضاً للبغوي والنسائي. قثم بن العباس بن عبد المطلب: صحابي صغير، كانت سنه حين وفاة رسول الله أكثر من ثمان سنين، وكان أحدث الناس عهداً برسول الله، كما ثبت ذلك من حديث علي في مضى 787، وغزا إلى سمرقند مع سعيد بن عثمان بن عفان، فاستشهد هناك. وعبيد الله بن عباس: أكبر من قثم، وهما شقيقا الفضل وعبد الله ومعبد، بني العباس، أمهم أم الفضل لبابة بنت الحرث. "فحمله =

إليّ"، قال: فحملني أمامه، وقال لقثم: "ارفعوا هذا إليّ"، فحمله وراءه، وكان عبَيد الله أحبَّ إلى عباس من قُثَم فما استَحى من عمه أن حمل قُثَماً وتركَه، قال: ثم مسح على رأسي ثلاثاً، وقال كلما مسح: "اللهم اخْلُفْ جعفراً في ولده"، قال: قلت لعبد الله: ما فعل قُثَم؟ قال: استُشهد، قال: قلت: الله أعلم بالخير ورسوله بالخير، قال: أَجَلْ. 1761 - حدثنا رَوْح قال: قال ابن جُريح أخبرني عبد الله بن مُسَافع أن/ مصعب بن شَيبة أخبره عن عُقْبة بن محمد بن الحرث عن عبد الله بن جعفر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من شك في صلاته فليسجدْ سجدتين بعد ما يسلم". 1762 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد بن سَلَمة عن ابن أبي رافع عن عبد الله بن جعفر: أنه زَوَّج ابنتَه من الحَجّاج بن يوسف، فقال لها: إذا دخل بك فقولي: "لا إله إلا الله اِلحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحَمد لله رب العالمين"، وزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حَزَبه أمرٌ قال هذا، قال حماد: فظننتُ أنه قال: فلم يَصِلْ إليها.

_ =وراءه" في ح "فجعله وراءه" وأثبتنا ما في ك ومجمع الزوائد. (1761) إسناده صحيح، وهو مكرر 1747 بهذا الإسناد ولكن في هذا: "فليسجد سجدتين بعد ما يسلم" وفى ذاك: "وهو جالس". انظر 1752، 1753. (1762) إسناده صحيح، ابن أبي رافع: هو عبد الرحمن، كما بينا في 1746. وهذا الذكر عند الكرب إنما رواه عبد الله بن جعفر عن على عن رسول الله، فهو هنا مرسل صحابي، 701، 726. وانظر أيضاً، 712، 1363. وروى الحاكم 1: 508 الحديث 701 من طريق روح بن عبادة، والحديث 726 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن محمد ابن عجلان، وزاد في آخره: "فكان عبد الله بن جعفر يلقنها الميت وينفث بها على الموعوك". وسيأتي نحوه من حديث ابن عباس مرارًا، منها 2012.

ومن مسند بني هاشم

ومن مسند بني هاشم {حديث العباس بن عبد المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (1)} 1763 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحرث عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله، عمك أبو طالب كان يَحُوطُك ويفعل؟ قال: "إنه في ضَحْضَاح من النار، ولولا أنا كان في الدَّرْك الأسفل [من النار] ". 1764 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد بن عامر بن سعد عن العباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجد الرجلُ سجد معه سبعةُ آرابٍ: وجههِ وكفَّيه، وركبتيه، وقدميه".

_ (1) هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عم رسول الله، وكان أشد الناس نصرة له بعد وفاة أبي طالب، وكان أسن من رسول الله بثلاث سنين. أسلم قبل فتح خيبر، وكان جواداً مطعماً وصولا للرحم، ذا رأي حسن ودعوة مرجوة، وكان لا يمر بعمر وعثمان وهما راكبان إلا نزلا إجلالا له. مات بالمدينة سنة 32 وهو ابن 88 سنة، رضي الله عنه. (1763) إسناده صحيح، ورواه الشيخان كما في ذخائر المواريث 2553. يحوطك: يقال "حاطه يحوطه" إذا حفظه وصانه وذب عنه وتوفر على مصالحه. قال ابن الأثير: "الضحضاح، في الأصل: ما رق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار". الدرك الأسفل من النار، بفتح الراء وإسكانها: أقصى قعرها، جمعه أدراك ودركات، وهي منازل أهل النار، والنار دركات والجنة درجات. كلمة، من النار" زيادة من ك، لم تذكر في ح. وانظر 1768، 1774، 1789. (1764) إسناده صحيح، وانظر 1765، 1769، 1780. الآراب: الأعضاء، واحدها "إرب" بكسر الهمزة وسكون الراء.

1765 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن جعفر عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله. 1766 - حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا حاتم، يعني بن أبي صَغيرة، حدثني بعض بني المطلب قال: قدم علينا عليّ بن عبد الله بن عباس في بعض تلك المواسم، قال: فسمعته يقول: حدثني أبي عبدُ الله بن عباس عن أبيه العباس: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أنا عَمّك، كَبِرَتْ سنّي واقترب أجلي، فعلمني شيئاً ينعفني الله به، قال: "يا عباس، أنت عَمَّي، َ ولا أُغني عنك من الله شيئاً، ولكن سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة"، قالَها ثلاثاً، ثم أتاه عندَ قَرْنِ الحَوْل، فقال له مثل ذلك. 1767 - حدثنا رَوْح حدثنا أبو يونس القُشَيري حاتم بن أبي صَغيرة حدثني رجل من ولد عبد المطلب قال: قدم علينا عليّ بن عبد الله بن عباس، فحضره بنو عبد المطلب، فقال: سمعت عبد الله بن عباس يحدث عن أبيه عباس بن عبد المطلب قال: أنتُ رسول الله، فقلت: يا رسول الله،

_ (1765) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. ورواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، كلهم من طريق ابن الهاد. (1766) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل من بني المطلب. وفى الحديث التالي 1767 "من ولد عبد المطلب" وهو الصواب إن شاء الله، لأن ابن سعد رواه في الطبقات 4/ 1/ 18 عن عبد الله بن بكر السهمي، شيخ أحمد هنا، وعن محمد بن عبد الله الأنصاري، كلاهما عن حاتم، وقال فيه"رجل من بني عبد المطلب. حاتم بن أبي صغيرة، بفتح الصاد وكسر الغين المعجمة، أبو يونس القشيري: ثقة ثقة، كما قال أحمد. "عند قرن الحول": أي عند آخر الحول وأول الثاني. وسيأتي الحديث بمعناه بإسناد آخر صحيح 1783. (1767) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله.

أنا عمَّك، قد كبرتْ سِنَّي، فذكر معناه. 1768 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا عبد الملك بن عُمير عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن عباس بن عبدِ المطلب قال: قلت: يا رسول الله، هل نفعتَ أبا طالب بشيء، فإنه كل يحُوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم، هو في ضَحْضاح من النار، ولولا ذلك لكان في الدَّرْك الأسفل من النار". 1769 - حدثنا يحيى بن إسحق أنبأنا ابن لَهِيعة عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجد ابنُ آدم سجد معه سبعة آراب: وجهِه، وكفّيه، وركبتيه، وقدميه". 1770 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب

_ (1768) إسناده صحيح، وهو مكرر 1763. وسيأتي مرة أخرى بهذا الإسناد 1789. (1769) إسناده صحيح، وهو مكرر 1765. في ح "وركبته" وصححناه من ك. (1770) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن العلاء الرازي البجلي: قال البخاري في الكببر 4/ 2 / 297: "كان وكيع يتكلم فيه"، وكذلك قال في الضعفاء 37، وقال النسائي في الضعفاء31: "متروك الحديث"، وفى الميزان والتهذيب: "قال أحمد بن حنبل: كذاب يضع الحديث"، وفى التهذيب أن وكيعاً قال: "كان يكذب، حدث في خلع النعلين نحو عشرين حديثاً". عبد الله بن عميرة: ذكره ابن حبان في الثقات، وحسن الترمذي حديثه وهو يروي في هذا الإسناد عن العباس، ولولا ضعف الإسناد لصح حديثه، لأنه قديم أدرك الجاهلية، وكان قائد الأعشى كما قال أبو نعيم، ولذلك ترجمه الحافظ في الإصابة 5: 94، والمعروف أنه يروي هذا الحديث عن الأحنف بن قيس عن العباس، فقول البخاري: "لا يعلم له سماع من الأحنف" لا يعلل روايته، إذ كان قديماً أدرك الجاهلية، فعاصر رسول الله وكبار الصحابة. والحديث من هذا الطريق رواه البغوي في =

ابن خالد حدثني سمَاك بن حرب عن عبد الله بن عَميرة عن عباس بن عبد المطلب قال: كَنا جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبطحاء، فمرت سحابة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتدرون ما هذا؟ "، قال: قلنا: السحاب، قال: "والمُزْن"، قلنا: والمزن، قال: "والعَنان"، قال: فسكتنا، فقال: "هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ "، قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "بينهما مسيرة خَمسمائة سنةِ، وِمن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثَفُ كل سماء [مسيرة] خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحرٌ بين أسَفله وأعلاه كما بينَ السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانيةُ أوعالٍ، بين/ رُكَبهنَّ وأَظْلافهنّ كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش، بين أسَفله وِأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تبارك وتعالى فوق ذلك، وليس يخْفى عليه من أعمالِ بني آدم شيء". 1771 - حدثنا محمد بن الصَّباح البزَّار ومحمد بن بكار قالا

_ = تفسيره 8: 465 - 466 بإسناده إلى عبد الرزاق. وسيأتي مزيد بحث وتخريج في الحديث الذي بعده. البطحاء: هي المحصب، وهو موضع معروف بمكة. المزن: الغيم والسحاب. العنان، بفتح العين. السحاب. هل تدرون "في ك" أتدرون". "كثف كل سماء" هكذا رسم الحرف في ك. ورسم في ح "كيف" وهو عندي خطأ لم أجد له وجهاً، ولا أستطيع إلا أن أقرأه "كثف بكسر الكاف وفتح الثاء المثلثة، بوزن "غلظ" ومعناه، ولكن مادة "كثف" لم أجد منها هذا الوزن، أعنى كسر الكاف وفتح الثاء، بل قالوا: "كثف يكثف كثافة" بضم الثاء في الماضي والمضارع، وفتح الكاف في المصدر. والذي في رواية البغوي "غلظ كل سماء". وكذلك في بعض روايات الحديث الآتي. كلمة (مسيرة) زيادة من ك. الأوعال: جمع "وعل" بفتح الواو وضمها مع كسر العين، وأصله تيس الجبل، والمراد هنا ملائكة على صورة الأوعال، كما قال ابن الأثير في النهاية. (1771) إسناده ضعيف أيضاً، الوليد بن أبي ثور، هو الوليد بن عبد الله بن أبي ثور، ينسب إلى =

حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سِماك بن حرب عن عبد الله بن عَميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه.

_ = جده، هو ضعيف، قال ابن معين: "ليس بشىء"، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: "كذاب"، وقال أبو زرعة: "منكر الحديث، يهم كثيراً". أحنف بن قيس: تابعي قديم مخضرم، وهو ثقة مأمون، وكان يضرب به المثل في الحلم، واسمه "الضحاك" ولكن عرف بالأحنف، وله ترجمة في التاريخ الكبير 1/ 2/ 50 - 51. والحديث رواه أبو داود 4 ك 368 - 369 عن محمد بن الصباح، وابن ماجة1: 43 عن محمد بن يحيى عن محمد بن الصباح، رواه أيضاً الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب "النقض على بشر المريسي" الذي طبعه أخونا العلامة الشيخ محمد حامد الفقي بمطبعة أنصار السنة المحمدية سنة 1358 باسم "رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد" ص 90 - 91 عن محمد بن الصباح، بهذا الإسناد. فلو كان الحديث بهذا الإسناد والذي قبله وحدهما لم يكن صحيحاً، لضعفهما كما ترى، ولكن لم ينفرد به الوليد بن أبي ثور، فقد رواه أبو داود أيضاً 4: 369 عن أحمد بن أبي سريج عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد ومحمد بن سعيد عن عمرو بن أبي قيس عن سماك ابن حرب بإسناده ومعناه، ورواه أيضاً عن أحمد حفص عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان عن سماك، ورواه الترمذي: 4: 205 - 206وعن عبد بن حميد عن عبد الرحمن ابن سعد عن عمرو بن أبي قيس عن سماك قال الترمذي: "قال عبد بن حميد: سمعت يحيى بن معين يقول: ألا يريد عبد الرحمن بن سعد أن يحج، حتى يسمع منه هذا الحديث؟ هذا حديث حسن غريب، وروى الوليد بن أبي ثور عن سماك نحوه رفعه، وروي شريك عن سماك بعض هذا الحديث ووقفه ولم يرفعه، وعبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن سعد الرازي". وهذه أسانيد صحاح. أحمد بن أبي سريج: هو أحمد بن الصباح النهشلي الرازي، وهو ثقة. عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الرازي: ثقة. محمد ابن سعيد بن سابق الرازي نزيل قزوين: ثقة صدوق. عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق: ثقة مستقيم الحديث. أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي قاضي نيسابور: ثقة من شيوخ البخاري وأبى داود، وروى عنه مسلم في غير الصحيح. أبوه حفص بن عبد الله بن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ راشد السلمي قاضي نيسابور: ثقة، وكان كاتب الحديث لإبرايهم بن طهمان، قال محمد ابن عقيل: "كان قاضينا عشرين سنة بالأثر، ولا يقضي بالرأي البتة". ورواه أيضاً البيهقي في الأسماء والصفات 286 - 287 من طريق أبي داود بإسناد الوليد بن أبي ثور وإسناد إبراهيم بن طهمان. ورواه الحاكم في المستدرك 2 ك 501500 من طريق شريك عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف عن العباس مختصراً موقوفاً، وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقد أسند هذا الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعيب ابن خالد الرازي والوليد بن أبي ثور وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام عن سماك بن حرب، ولم يحتج الشيخان بواحد منهم، وقد ذكرت حديث شعيب بن خالد إذ هو أقربهم إلى الاحتجاج". ثم رواه بإسناده إلى عبد الرزاق مختصراً، كإسناد الحديث الماضي 1770، ووافقه الذهبي على أن الإسناد الأول الموقوف على شرط مسلم، ثم تعقبه في تجويد حديث شعيب بن خالد فقال: " يحيى واه، بل حديث الوليد أجود". وفى عون المعبود: "وقال الحافظ ابن القيم في تعليقات سنن أبي داود: وأما رد الحديث بالوليد بن أبي ثور ففاسد، فإن الوليد لم ينفرد به، بل تابعه عليه إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن سماك، ومن طريقه رواه أبو داود، ورواه أيضاً عمرو بن أبي قيس عن سماك، ومن حديثه رواه الترمذي عن عبد بن حميد حثنا عبد الرحمن بن سعد عن عمرو بن أبي قيس، انتهى. ورواه ابن ماجة من حديث الوليد بن أبي ثور عن سماك، وأي ذنب للوليد في هذا؟ وأي تعلق عليه؟! وإنما ذنبه روايته ما يخالف قول الجهمية، وهي علته الموثرة عند القوم. انتهى كلامه مختصر". وقد امتحن أخونا الشيخ حامد الفقي بشأن هذا الحديث امتحاناً قاسياً، فقام أحد علماء الأزهر، حين طبع كتاب الدارمي، وثار به ثورة شديدة، يزعم أن الحديث موضوع، ولعله ظن أن الطابع وضعه!! وندب الأزهر لجنة من هيئة كبار العلماء فيه فحصت الكتاب، وبحثت أسانيد الحديث، فلم تجد مأخذاً لا على المؤلف ولا على الطابع. فأطفئت الفتنة، والحمد لله رب العالمين. وأخبار هذه الفتنة ذكرت مفصلة في عدد خاص من مجلة الهدي النبوي التى يصدرها جماعة أنصار السنة، وهو عدد شهر ذي القعدة سنة 1361 من المجلد السادس.

1772 - حدثنا يزيد، هو ابن هرون، أنبأنا إسماعيل، يعني ابن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله، إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لَقُوهم ببشْرٍ حسن، وإذا لَقُونا لَقُونا بوجوه لا نعرفُها، قال: فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - غضباً شَدَيداً، وقال: "والذي نفسي بيده، لا يدخل قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يحبّكم لله ولرسوله". 1773 - حدثنا جَرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث

_ (1772) إسناده صحيح، وهو متصل، فإن عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم تابعي قديم، ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عن عمر وعلي، وعن عم جده العباس بن عبد المطلب، وصرح بالسماع منه، كما سيأتي في 1774 والحديث رواه الحاكم في المستدرك 3: 333 من طريق يحيى بن سعيد عن إسماعيل ابن أبي خالد بإسناده، وقد روى قبله الحديث الآتي 1773، 1777 الذي رواه عبد الله ابن الحرث عن عبد المطلب بن ربيعة"وفى بعض الروايات المطلب بن ربيعة"وقال عقب الحديث الأول: "هذا حديث رواه إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد، ويزيد وإن لم يخرجاه فإنه أحد أركان الكوفيين"، ثم قال عقب هذا الحديث:"قد ذكرت في مناقب الحسن والحسين طرفاً في فضائل أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبينت علل هذا الحديث بذكر المطلب بن ربيعة ومن أسقطه من الإسناد. فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع". وقد بحثت عن الموضع الذي أشار إليه فلم أجده، ولكن يظهر من كلامه أنه يعلل هذا الإسناد بالإسناد الذي فيه زيادة "المطلب" أو "عبد المطلب"، وكأنه يرجح أن عبد الله بن الحرث لم يسمعه من العباس، وإنما سمعه من عبد المطلب عن العباس. وما هذا بتعليل، فإن السياق في الحديثين يدل على أنه سمع القصة من العباس، وسمعها من عبد المطلب، يؤكد كلاً من روايتيه بالأخرى. وسيأتي مزيد بحث في هذا في الحديث بعده. في ك "إذا لقى بعضها بعضاً". (1773) إسناده صحيح، وهو من مسند عبد المطلب بن ربيعة، لا من مسند العباس، لأن عبد الله =

عن عبد المطلب بنِ رِبيعة قال: دخل العباسُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّا لنخرج فنرى قريشاً تحَدَّثُ، فذكر الحديث. 1774 - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني عبد الملك بن

_ = ابن الحرث قال في هذا الإسناد: "عن عبد المطلب بن ربيعة قال: دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إلخ، فهو يحكي القصة رواية من حديثه، لا يسندها إلى العباس زنه أخذها عنه، وكذلك في الرواية الآتية 1777 بهذا الإسناد. وعبد المطلب بن ربيعة بن الحرث ابن- عبد المطلب بن هاشم: صحابي معروف. قال ابن عبد البر: "كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً، ولم يغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمه فيما علمت"، قال الحافظ في الإصابة 4: 190 - 191: "وفى ما قاله نظر، فإن الزبير بن بكار أعلم من غيره بنسب قريش وأحوالهم، ولم يذكر أن اسمه إلا المطلب. وقد ذكر العسكري أن أهل النسب إنما يسمون المطلب، وأما أهل الحديث فمنهم من يقول المطلب ومنهم من يقول عبد المطلب"، وقال نحو هذا في التهذيب. والذي يظهر لي أن اسمه "عبد المطلب" وأن رسول الله لم يغيره كما قال ابن عبد البر، ولكن كانت أسرته وأقاربه يختصرون اسمه كما يحدث في الأسر، فيقولون "المطلب". وسيأتي له مسندان بالأسمين "عبد المطلب" 4 ك 165 - 166 ح و "المطلب " 4: 167 ح. وسيأتي هذا الحديث بهذا الإسناد وبإسناد آخر 4: 165 ح. والحديث رواه الترمذي 4 ك 337 عن قتيبة عن أبي عوانة عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد وفى آخره: "حتى يحبكم لله ورسوله، ثم قال: يا أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه". قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح ". ورواه الحاكم 3 ك 332 - 333 من طريق جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد، وقد أشرنا إلى ذلك في الحديث السابق. وجرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي: ثقة حجة من شيوخ أحمد. ورواه ابن ماجة اك 33 بمعناه من طريق محمد بن كعب القرظي عن العباس. وهو إسناد منقطع، لأن محمد ابن كعب القرظي تابعي ثقة، ولكنه لم يدرك العباس قطعاً، لأنه مات سنة 108 أو بعد ذلك عن 78 سنة. (1774) إسناده صحيح، وهو مكرر 1768.

عُمير حدثنا عبد اللهِ بن الحرث حدثنا العباس قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أغنيتَ عن عمك، كان يَحُوطك ويغضب لك؟ قال: "هو في ضَحْضاح، ولولا أنا لكان في الدَّرْك الأسفل من النار". 1775 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهري أخبرني كَثير ابن عباس بن عبد المطلب عن أبيه العباس قال: شهدتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُنيناً، قال: فلقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب، فلزِمْنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم نفارقه، وهو على بغلة شهباء، وربما قال معمر: بيضاَء، أهداها له فَرْوة بن نَعَامة الجُذَامي، فلمِا التقي المسلمون والكفار وليَّ المسلمون مدبرين، وطَفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَرْكُض بغلتَه قبَل الكفار، قال العباس: وأنا آخذٌ بلجام بغلةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكُفُّها، وهو لا يَالوَ ما أسرعَ نحو المشركين. وأبوَ سفيان بن الحرث آخذٌ بغَرْزِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عباس، نَاد: يا أصحابَ السَّمُرة"! قال: وكنت رجلاً صَيتاً، فقلت بأعلى صوتي: أين أصَحابُ السمرة! قال: فوالله لكأنَّ عَطْفَتَهم حين

_ (1775) إسناده صحيح، كثير بن العباس بن عبد المطلب: تابعي ثقة، ممن ولد على عهد رسول الله، كان فقيهاً فاضلا، ولا عقب له، وذكره بعضهم في الصحابة، وسيأتي مزيد بيان لهذا في 1836. والحديث رواه مسلم 2 ك 10 - 61 من طريق يونس عن الزهري، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 3: 327 وزعم أن الشيخين لم يخرجاه، واستدرك عليه الذهبي بإخراج مسلم إياه. وأشار الحافظ في التهذيب 8: 421 إلى أنه رواه النسائي، ولم ينسب إليه في ذخائر المواريث 2559، إلا أن يكون في السنن الكبرى. وذكره ابن كتير في التاريخ 4 ك 331 من كتاب ابن وهب عن يونس، وأشار بعده إلى رواية مسلم. ورواه ابن سعد في الطبقات 4/ 1/ 1 من طريق ابن أخي الزهري عن عمه. وذكره ابن هشام في السيرة 846 عن ابن إسحق عن الزهري بمعناه. أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب: هو ابن عم =

سمعوا صوتي عطفةُ البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، وأقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثم قَصَّرَتِ الداعون على بني الحرث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحرث بن الخزرج، قال: فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا حينَ حمي الوَطِيس"، قال: ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَصَيَات فرمى بهنَّ وجوه الكفار، ثم قال: "انهزَموا وربَّ الكعبة، انهزَموا وربّ الكعبة"، قال: فذهبتُ أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما

_ = رسول الله وأخوه من الرضاعة، أسلم حين الفتح ورسول الله متوجه إلى مكة، ومات في خلافة عمر. فروة بن نعامة الجذامي: هكذا الرواية هنا "ابن نحامة" بفتح النون والعين، وهي توافق رواية مسلم من طريق عبد الرزاق، وفى روايته من طريق يونس عن الزهري "فروة بن نفاثة الجذامي" بضم النون وتخفيف الفاء، وفروة هذا ترجمه ابن سعد 7/ 2 / 148 - 149 باسم "فروة بن عمرو الجذامي" وذكر أنه كان عاملاً لقيصر على عَمان، وأنه أسلم وأهدى لرسول الله هدايا، منها بغلة يقال لها "فضة" وأن رسول الله قبل هديته، وأن قيصر حبس فروة لما بلغه إسلامه حتى مات في السجن فصلبوه. وترجمه الحافظ في الإصابة 5: 217 باسم "فروة بن عامر الجذامي أو ابن عمرو، وهو أشهر". وذكر ابن الأثير في أسد الغابة 4: 178 الأقوال كلها في اسمه ولم يرجح. والراجح عندي ما ثبت في المسند ومسلم "فروة بن نعامة" لاتفاق الروايتين الصحيحتين على ذلك. لا يألو ما أسرع: أي لا يقصر. الغرز: الركاب. السمرة، بفتح السين وضم الميم: هي الشجرة التى كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية. الصيت، بفتح الصادوكسر الياء المشددة: الشديد الصوت العاليه، يقال "هو صيت وصائت، كميت ومائت" قاله ابن الأثير. الوطيس: قال في النهاية:" شبه التنور، وقيل: هو الضراب في الحرب، وقيل: هو الوطء الذي يطس الناس، أي يدقهم، وقال الأصمعي: هو حجارة مدورة إذا حميت لم يقدرأحد يطؤها. ولم يسمع هذا الكلام من أحد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهو من فصيح الكلام، عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق".

أرى، قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحَصَيَاته، فما زلتُ أرى حَدَّهم كليلاً، وأمرهم مدبراً، حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يركض خلفَهم على بغلته. 1776 - حدثنا سفيان قال: سمعت الزهريَّ مرةً أو مرتين فلم أحفظه، عن كثير بن عباس قال: كان عباس وأبو سفيان معه: يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فخطبهم، وقال: "الآن حمي الوطيس"، وقال: " ناد: يا أصحاب سُورة البقرة". 1777 - حدثنا جِرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث عن عبد المطلب بن ربيعة قال: دخلِ العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنا لنخرج فنرى قريشاً تَحَدَّث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم -، ودَرَّ عرْق بين عينيه، ثم قال: "والله لا يدخل قلبَ امرئ إيمانٌ حتى يحبكم لله ولقرابتي". 1778 - حدثنا محمد بن إدريس، يعني الشافعي، حدثنا عبد العزيز ابن محمد عن يزيد، يعني ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن عباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ذاق طعمَ

_ (1776) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله، ولكن سفيان بن عيينة لم يحفظه عن الزهري، وكذلك رواه مسلم عن ابن أبي عمر عن سفيان عن الزهري، فأشار إليه ثم قال: "وساق الحديث، غير أن حديث يونس وحديث معمر أكثر منه وأتم". (1777) إسناده صحيح، وهو مكرر 1773 بإسناده وساق هنا لفظه. وهو من مسند عبد المطلب ابن ربيعة كما قلنا هناك. (1778) إسناده صحيح، محمد بن إدريس الشافعي الإمام الحجة: أشهر من أن يترجم. محمد ابن إبراهيم بن الحرث بن خالد بن صخر القرشي التميمي: تابعي ثقة كثير الحديث، =

الإيمان من رَضِىَ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً رسولاً". 1779 - حدثنا قُتَيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبيّا". 1780 - حدثنا قُتَيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مُضَر القرشي عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن عامر بن سعد عن العباس ابن عبد المطلب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهُه، وكفّاه، وركبتاه، وقدماه". 1781 - حدثنا أبو اليمان أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرني مالك ابن أوس بن الحدَثان الِنَّصْرِي: أن عمر دعاه، فذكر الحديث، قال: فبينا أن عنده إذْ جاء حاجبه يَرْفأ، فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟ قال: نعم: فأدخَلَهم، فلبث قليلاً ثم جاءه فقال: هل لك

_ = كان جده الحرث من المهاجرين الأولين. والحديث رواه مسلم والترمذي، كما في ذخائر المواريث 2552. (1779) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1780) إسناده صحيح، وهو مكرر 1769. بكر بن مضر القرشي: هو المصري مولى شرحبيل ابن حسنة القرشي أبو محمد، سبق توثيقه في 1403 ولكن نسبته "القرشي" لم تذكر في التهذيب، وذكرها البخاري في الكبير 1/ 2 / 95 وقال: "كناه لنا قتيبة وأثنى عليه خيراً. وفي ح "نصر" بدل "مضر" وهو خطأ، صححناه من ك وكتب التراجم. (1781) إسناده صحيح، وهو مكرر 425. وانظر 58, 60، 77، 78، 171، 333، 337، 646، 1391، 1406، 1550. "فلبث قليلا" في ك "ثم لبث قليلا". "الصواف" في ك "الصوافي" وحذف الياء في مثل هذا جائز، والصوافي: قال ابن الأثير: "هي =

في عليّ وعباس يستأذنان؟ قال: نعم، فأذنَ لهما، فلما دخلا قال عباس: يا أمير المؤمنين، اقْض بينى وبين هذا، لعَليّ، وهما يختصمان في الصَّوافِ التي أفاء الله على رسوله من أموال بني النَّضير، فقال الرهطُ: يا أمير المؤمنين، اقْض بينهما وأَرحْ أحدهما من الآخر، قال عمر: اتّئدُوا، أُناشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن النبيَ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نُورَث، ما تركنا صدقةٌ"، يريد نفسَه؟ قالوا: قد قال ذلك، فأقبل عمر علَى عليّ وعلَى العباس فقال: أُنشدكما بالله، أتعلمان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك؟ قالا: نعم، قال: فإني أحدّثكم عن هذا الأمر: إن الله عز وجل كان خَصَّ رسوله فىٍ هذا الفيء بشيء لم يعطه أحد غيرَه فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} إلى {قَدِيرٌ}، فكانت هذه خاصةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم واللهِ ما احتازَها دونَكم، ولَا استأثَر بها عليكم، لقد أعطاكموها وبثَّها فيكم حتى بقى منها هذا المال، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقةَ سنتهِم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مَجْعَلَ مالِ الله، فعمل بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياتَه، ثم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1782 - حدثنا يعقوب حدثنا ابن أخي ابنِ شهاب عن عمه محمد بن مسلم قال: أخبرني مالك بن أَوْس بن الحَدثان النَّصْري، فذكر الحديث، قال: فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ، فقال لعمر: هل لك في

_ = الأملاك والأراضي التي جلا عنها أهلها أو ماتو ولا وارث لها، واحدتها صافية". (1782) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله.

عثمان وعبد الرحمن وسعد والزبير يستأذنون؟ قال: نعم، ائذَن لهم، قال: فدخلوا فسلموا وجلسوا، قال: ثم لبث يرفأ قليلاً فقال لعمر: هل لك في علي وعباس؟ فقال: نعم، فأذِن لهما، فلما دخلا عليه جلسا، فقال عباس: يا أمير المؤمنين، اقْضِ بيني وبين علي، فقال الرهطُ عثمانُ وأصحابهُ: اقض بينهما وأرِحْ أحدهما من الآخر، فقال عمر: اتَّئدوا، فأَنْشُدكم بالله اَلذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورَث، ما تركنا صدقةٌ"، يريد بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسَه؟ قال الرهط: قد قال ذلك، فأقبل عمر علَى عليّ وعباسٍ فقال: أَنشدكما بالله، هل تعلمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك، فقال عمر: فإني أحدّثكم عن هذا الأمر: إن الله عز وجل كان خصّ رسوله في هذا الفىء/ بشيء لم يعطه أحداً غيرَه، فقال الله تعالي: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} الآية، فكانت هذه الآية خاصةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم واللهِ مَا احتازها ولا استأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها وبثّها فيكَم حتى بقي منها هذا المال، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقةَ سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقيِ منه فيجعله مَجْعَلَ مالِ الله، فعمل بذلكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته، أنشدكم الله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم: قال لعلي وعباس: فأَنشدكما بالله هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم، ثم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل به فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنتم حينئذ، وأقبل عَلى علي وعباس، تزعمان أن أبا بكر فيها كذا، والله يعلم إنه فيها لصادقٌ بارٌّ راشدٌ تابعٌ للحق. 1783 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن يزيد بن أبي زياد

_ (1783) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 264 بنحوه من طريق عبيدة بن حميد عن يزيد بن =

عن عبد الله بن الحرث عن العباس قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، علمني شيئاً أدعو به، فقال: "سل [الله]، العفو والعافية"، قال: ثم أتيته مرة أخرى، فقلت: يا رسول الله، علمني شيئاً أدعو به، قال: فقال: "يا عباس، يا عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سل الله العافية في الدنيا والآخرة". 1784 - حدثنا أبو سعيد حدثنا قيس بن الربيع حدثني عبد الله بن أبي السَّفَر عن ابن شُرحْبيل عن ابنِ عباس عن العباس قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده نساؤه، فاستَتَرن منّي إلا ميمونة، فقال: "لا يبقى في

_ = أبي زياد، وقال: "هذا حديث صحيح، وعبد الله هو ابن الحرث بن نوفل، وقد سمع من العباس بن عبد المطلب". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد بروايتين، وقال: "رواه كله الطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد، وهو حسن الحديث". ويزيد ثقة، كما قلنا في 662. وقد مضى هذا الحديث بنحوه بإسنادين ضعيفين 1766، 1767 وأشرنا إلى هذا هناك. وزيادة لفظ الجلالة من ك. (1784) إسناده صحيح، عبد الله بن أبي السفر سعيد الهمداني الثوري: ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. "السفر" بفتح السين والفاء، كما ضبطه الذهبي في المشتبه 265 والحافظ في التقريب. ابن شرحبيل: هو أرقم بن شرحبيل الأودي الكوفي، وهو ثقة، وثقه أحمد وأبو زرعة وابن سعد وابن عبد البر وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 47 وذكر أنه سمع من ابن مسعود، ولم يذكر فيه جرحاً، وهو غير أرقم بن أبي أرقم، كما فرق بينهما البخاري، وذكر أن الأخير مجهول. والحديث في مجمع الزوائد 5: 181 وقال: "رواه أحمد والطبراني والبزار باختصار كثير، وأبو يعلى أتم منهم، وفيه قيس ابن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وبقية رجاله ثقات". اللد، بفتح اللام وتشديد الدال: العلاج باللدود، بفتح اللام، وهو دواء يصب في أحد شقي الفم، وكان رسول الله أشار إليهم حين أرادوا لده أن لا يلدوه، فظنوا أنه من ضيق المريض بالدواء، فلدوه على إبائه إياه. وقصة اللد جاءت في أحاديث كثيرة، منها حديث عائشة، وسيأتي في =

البيت أحدٌ شَهِد اللَّدَّ إلاَّ لُدَّ، إلا أن يميني لم تُصب العباسَ"، ثم قال: "ْمُرُوا أبا بكر أن يصلي بالناس"، فقالت عائشة لحفصَة: قولي له إن أبا بكر رجل إذا قام مَقامك بكَى، قال: "مروا أبا بكر ليصلِّ بالناسٍ"، فقام فصلَّى، فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - خِفّةً، فجاء، فَنكَص أبو بكر فأراد أن يتأخَّر، فجلس إلى جنبه ثم اقْتَرَأَ. 1785 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا قيس حدثنا عبد الله بن أبي السَّفَر عن أَرْقَم بن شرحْبِيل عن إبن عباس عن العباس بن عبد المطلب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: "مُرُوا أبا بكر يصلي بالناس"، فخرج أبو بكر فكبَّر، ووجَد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - راحةً، فخرج يُهَادى بين رجلين، فلما رآه أبو بكر تأخَّر، فأشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: مكانَك، ثم جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب أبي بكر، فاقتَرَأ من المكان الذي بلغ أبو بكر من السورة. 1786 - حدثنا عُبيد بن أبي قُرَّة: حدثنا ليث بن سعد عن أبي قَبِيل

_ = المسند 118،53:6 ح وهو في البخاري 8: 112 ومنها حديث أسماء بنت عميس، وسيأتي أيضاً 6: 438 ح. وانظر سيرة ابن هشام 1007 وطبقات ابن سعد 2/ 2/ 31 - 32 وتاريخ ابن كثير5: 225 - 226. قوله "شهد اللد إلا لد" وقع في مجمع الزوائد "شهد أن لا إله إلا الله"! وهو تصحيف عجيب!! اقترأ: أي قرأ، والاقتراء: افتعال من القراءة. وفى مجمع الزوائد "اقتدى" وهو تصحيف أيضاً. (1785) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، مع زيادة واختصار. "يهادى بين رجلين": "أي يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايله، من تهادت المرأة في مشيتها: إذا تمايلت، وكل من فعل ذلك بأحد فهو يهاديه" عن النهاية. (1786) إسناده صحيح، أبو ميسرة: هو مولى العباس، كما ثبت ذلك في رواية هذا الحديث في. المستدرك وتاريخ بغداد، ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلا، فترجمه الحافظ في التعجيل 523 قال: "أبو ميسرة مولى العباس، عن العباس في ولاية ذريته، وعنه أبو قبيل"، وترجمه البخاري في الكنى ص 75 برقم 707 قال: "أبو ميسرة، قال: عبد الله بن =

عن أبي مَيْسرة عن العباس قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فقال: "انظرْ

_ = محمد الجعفي: حدثنا عبيد بن أبي قرة البغدادي قال ليث بن سعد عن أبي قبيل قال عبد الله قال سمعت أبا ميسرة سمعت العباس يقول: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فقال: هل ترى في السماء من نجم؟ قلت: نعم، وذكر الحديث". ثم لم يذكر فيه جرحاً ولم يذكر للحديث علة، ولم يذكره وهو ولا النسائي في الضعفاء. فهذا تابعي لم يجرحه أحد، فهو على الستر والثقة. وتصحيح بعض الحفاظ حديثه كما سيأتي توثيق له ضمناً. أبو قبيل، بفتح القاف: هو حيى، بالتصغير، بن هانئ المعافري المصري، وهو تابعي ثقة، كما قلنا في 453 وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 70. عبيد بن أبي قرة: ثقة من شيوخ أحمد كما مضى 446. والحديث في مجمع الزوائد 4: 186 وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه أبو ميسرة مولى العباس، ولم أعرفه إلا في ترجمة أبي قبيل، وبقية رجال أحمد ثقات". ورواه الحاكم في المستدرك 3: 326 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل: "حدثني يحيى بن معين حدثنا عبيد بن أبي قرة" فذكره بإسناده ثم قال: "هذا حديث تفرد به عبيد بن أبي قرة عن الليث، وإمامنا أبو زكريا رحمه الله [يعني يحيى بن معين] لو لم يرضه لما حدث منه بمثل هذا الحديث". وتعقبه الذهبي دون حجة فقال: "لم يصح هذا". ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 11: 96 - 97 في ترجمة عبيد بن أبي قرة، فروى بإسناده عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: "سئل يحيى بن معين، وأنا أسمع، عن عبيد بن أبي قرة؟ فقال: ما كان به بأس، كان من التجار في القطيعة، وكان من أهل الهيئة والكرم، وكان عنده كتاب عن عبد الجبار بن الورد وكتاب لسليمان بن بلال، ما سمعت منه عن الليث إلا ذاك الحديث الواحد"، ثم ذكر الخطيب أن يحيى بن معين يريد هذا الحديث، ورواه بإسناده من غير المسند إلى عبد الله ابن أحمد بن حنبل: "حدثني أبي وأبو خيثمة قالا حدثنا عبيد بن أبي قرة" وبإسناده إلى المسند من طريق القطيعي عن عبد الله بن أحمد: "حدثني أبي حدثنا عبيد بن أبي قرة". ثم رواه من طريق ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد القطان عن عبيد، ثم نقل عن ابن أبي حاتم قال: "سمعت أبي، وذكر هذا الحديث فقال: هذا حديث لم يروه إلا عبيد بن أبي قرة، وكان ببغداد عند أحمد بن حنبل أو يحيى بن معين، أنا أشك، وكان يضن به، ورأيته يستحسن هذا الحديث، وسر به حيث وجده عنده عن يحيى بن =

هل تَرى في السماء من نجم؟ " قال: قلت: نعم، قال: "ما تَرى؟ " قال:

_ = معين ". ثم رواه من طريق أبي بكر بن أبي داود عن أبيه عن حجاج بن الشاعر عن عبيد بن أبي قرة "بهذا الحديث"، ثم ذكر عن أبي بكر ابن أبي داود قال: "كتب هذا الحديث عن أبي أحمد بن صالح، والثريا يختلف في عددها: يقولون: ثمانية، ويقول قوم: لا يوقف على عددها كثرة". ثم روى بإسناده إلى يعقوب بن شيبة قال: "روى أبو ميسرة مولى العباس عن العباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للعباس: انظر كم في الثريا من نجم، رواه عبيد بن أبي قرة، تفرد به، وهو ثقة صدوق، عن ليث بن سعد عن أبي قبيل عنه". وقد ترجم الذهبي في الميزان لعبيد بن أبي قرة، وأشار إلى روايته هذا الحديث، وقال: "هذا باطل"! وتعقبه الحافظ في لسان الميزان 4: 122 - 123 فقال: "لم أر من سبق المؤلف إلى الحكم على هذا بالبطلان"، وتعقبه أيضاً في التعجيل 276 - 277 فقال: "وزعم الذهبي في الميزان أن حديث الليث المذكور باطل، وفى كلامه نظر، فإنه من أعلام النبوة، وقد وقع مصداق ذلك، واعتمد البيهقي في الدلائل عليه". ثم أشار إلى بعض طرقه التي ذكرنا، ثم كأنه لم يرض تصحيح الحديث، فالتمس له علة ما هي بعلة! قال: "ثم تذكرت أن للحديث علة أخرى غير تفرد عبيد به، تمنع إخراجه في الصحيح، هو ضعف أبي قبيل، لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، فإخراج الحاكم له في الصحيح من تساهله! وفيه أيضاً أن الذين وَلُوا الخلافة من ذرية العباس أكثر من عدد أنجم الثريا، إلا إن أريد التقييد فيهم بصفة ما، وفيه مع ذلك نظر"!! وهذا تعليل متهافت، لا ينطبق على القواعد الصحيحة لنقد الحديث. في علمنا أن أحداً زعم أن أبا قبيل كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، إلا قول يعقوب بن شيبة فيه: "كان له علم بالملاحم والفتن"، وأين هذا من النقل عن الكتب القديمة؟! ثم لو صح أنه ينقل عنها فمن ذا يستطيع أن يزعم أن هذا الحديث مرده إلى ذلك؟! وهو يرويه بإسناده إلى العباس مرفوعاً، ولو فعل، فاسنده كهذا الإسناد وهو ينقله عن الكتب القديمة لكان كذاباً وضاعاً، وما رماه أحد بذلك ولا بقريب منه، فهذا تعليل باطل لا يؤبه له. وأما نجوم الثريا فإنها كثيرة العدد، أكثر جداً من العدد الذي زعموا، وكان العرب يعرفون ذلك قديماً، ففي النهاية واللسان: "ويقال إن خلال أنجم الثريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد". قوله في آخر=

قلت: أرى الثريَّا، قال: "أمَا إنه يَلي هذه الأمةَ بعَدَدِها من صُلبك، اثنين في فتنة". 1787 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني يحيى بن الأشعث عن إسماعيل بن إياس بن عَفيف الكِنْدِيّ عن أبيه عن جده قال: كنت امرأ تاجِراً، فقدمت الحجَّ فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه

_ = الحديث "اثنين في فتنة" كذا هو في أصلي المسند ورواية الخطيب ومجمع الزوائد عنه، وما أدري ما تأويله، ولماذا كان على صورة المنصوب أو المجرور؟! ولو كان لى أن أقول في مثل هذا بالظن، لظنت أنه من تحريف النساخ، وأن أصله "آتين في فتنة"، ولكنى لا أستطيع أن أزعم ذلك عن غير بينة. (1787) إسناده صحيح، عفيف الكندي: صحابي، اختلف في اسم أبيه، والراجح أنه "عفيف ابن عمرو" كما سماه الحاكم في روايته، فيكون نسبه "عفيف بن عمرو بن معدي كرب الكندي" لأن الثابت في هذا الحديث أنه ابن عم الأشعث بن قيس، وجَدّ الأشعث هو "معدي كرب الكندي" وعفيفاً أيضاً أخو الأشعث لأمه، وله ترجمة في الاستيعاب 525 - 526 قال: "يقال له عفيف بن قيس بن معدي كرب الكندي، ويقال عفيف بن معدي، ويقال إن عفيفاً الكندي الذي له الصحبة غير عفيف بن معدي الذي يروي عن عمر. وقيل إنهما واحد، ولا يختلفون أن عفيفا الكندي له صحبة، روى عنه ابناه يحيى وإياس أحاديث، منها نزوله على العباس في أول الإسلام، حديث حسن جداً". والذي أرجحه أن عفيفاً هذا غير ابن معدي كرب الراوي عن عمر، فقد فرق بينهما البخاري في الكبير 4/ 1/ 74 - 75، فترجم لعفيف الكندي وقال: "له صحبة" ثم روى له هذا الحديث كما سنبين إن شاء الله، ثم ترجم: "عفيف ابن معدي كرب، سمع عمر، روى عنه هرون بن عبد الله، خرج من الكوفة إلى عمر"، وتبعه على ذلك أبو حاتم فيما روى عنه ابنه في الجرح التعديل 2913، وزاد في ترجمة الأول" ابن عم الأشعث بن قيس". والبخاري وأبو حاتم هما إماما هذا الشأن، وقولهما الحجة إن شاء الله. والظاهر عندي أن بعض الرواة نسب عفيفاً الكندي إلى جده، فاشتبه على بعض العلماء بعفيف بن معدي كرب الرواي عن عمر، والأول قديم كما هو ظاهر من هذا الحديث، وقد ذكره ابن حبيب في المحبر 237 فيمن =

بعضَ التجارة، وكان امرأ تاجراً، فوالله إني لَعنده بمنَّي إذ خرج رجل من خباء قريب منه، فنظر إلى الشمس، فلما رآها مالتْ، يعني قام يصلي، قال:

_ = "حرم في الجاهلية الخمر والسكر والأزلام" وسماه" عفيف بن معدي كرب الكندي". وقال الحافظ في الإصابة 4: 248 - 249: "عفيف الكندي ابن عم الأشعث بن قيس، وقيل عمه، وبه جزم الطبري، وقيل أخوه، والأكثر على أنه ابن عمه وأخوه لأمه. وبه جزم أبو نعيم. قال ابن حبان: له صحبة، وقال الطبري. اسمه شرحبيل، وعفيف لقب، وقال الجاحظ: اسمه شراحيل، ولقب عفيفاً لقوله في أبيات: وقالت لي هلم إلى التصابي ... فقلت عففت عما تعلمينا" وهذا الذي قاله الجاحظ هو الذي في المحبر 239 وذكر البيت وآخرين معه. ونقل الحافظ عن الطبري أنه جزم بأنه عم الأشعث، لعله شبه عليه شيء بشيء، فإن الذي في تاريخ الطبري: "وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس الكندي لأمه، وكان ابن عمه"، وكما اختلف في نسبه اختلف في ضبط اسمه "عفيف" والظاهر من كلام الحافظ في الإصابة أن الأكثرين ضبطوه بفتح العين، وأن بعضهم ضبطه بضمها بالتصغير، وشذ الذهبي فضبطه في المشتبه 367 بضم العين وتشديد الياء، والظاهر أنه أخطأ فيه جداً، إذ قال: "وبالتثقيل عفيف بن معدي كرب عن النبي، وعنه ابنه فررة، وقيل سعيد بن عفيف "!! فالظاهر أنه الآخر، اشتبهت عليه الأسماء، والراجح عندي أنه بفتح العين، لأن الحافظ ذكر في ترجمة عفيف الآخر، وهو الذي يروي عنه ابن ابنه "فروة بن سعيد بن عفيف" أن ابن ماكولا فرق بينهما، وضبط هذا بالتصغير، "وذَكَر الأولى في الجادّة" يعني أنه ذكر عفيفاً الكندي- الذي نتحدث عنه هنا- في الذين لم يصغر اسمهم، ويرجح هذا سبب تلقيبه بهذا اللقب، إذ المناسب له أن يكون بالتكبير. ومما يؤيد ما رجحنا أنه "عفيف بن عمرو" أن الحافظ قال في ترجمته في التهذيب 7: 236 - 237: "ووقع في المسند لأحمد أنه عفيف بن عمرو". وهذا الذي نقله عن المسند لم أجده فيه، والظاهر أنه ثابت في بعض النسخ، ويؤيده أن الحاكم رواه هكذا من طريق المسند. ابنه إياس بن عفيف: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "روى عن أبيه وله =

ثم خرجت امرأةٌ من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل، فقامت خلفَه تصلي، ثم خرج غلام حين راهَقَ الحُلُم من ذلك الخباء، فقام معه

_ = صحبة، وقد ذكر البخاري أباه في الصحابة" قاله في التعجيل 44، وقال في لسان الميزان 1: 475 - 476: "وقال ابن أبي حاتم: روى عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، روى عنه ابنه إسماعيل، يعد في الحجازيين، ولم يذكر فيه جرحاً "ابنه إسماعيل بن إياس: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، كما في لسان الميزان 1: 395 - 396 ولم يترجمه في التعجيل، فيستدرك عليه. وإسماعيل هذا وأبوه ترجمهما البخاري في الكبير 1/ 1/ 345، 441 وقال في كل منهما: "فيه نظر". يحيى بن الأشعث: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وزعم الذهبي أنه مجهول، وتعقبه الحافظ في التعجيل 438 - 439 بأن المجهول آخر روى عنه الطيالسي، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 261 فلم يذكر فيه جرحاً، وتختلف الروايات في اسم أبيه، ففي كل موضع ذكر فيه من الكبير للبخاري يذكر باسم "يحيى بن أبي الأشعث" وكذلك في المستدرك وغيره، ويظهر أن الخلاف فيه قديم، لأن الطبري ذكره في إسنادين لهذا في تاريخه الحديث 2: 212 - 213 باسم "يحيى بن أبي الأشعث" قال: "وهو في موضع آخر من كتابى عن يحيى ابن الأشعث". والحديث رواه البخاري في الكبير 4/ 1/ 74 - 75 عن ابن المديني عن يعقوب بن إبراهيم بن صعد عن أبيه عن ابن إسحق، بهذا الإسناد، وقال: "لا يتابع في هذا"- ورواه يونس بن بكير عن ابن إسحق، كما نقله ابن كثير في التاريخ 3: 25 وقال عقيبه: "وتابحه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحق " ورواه الحاكم في المستدرك 3: 183 من طريق أحمد بن حنبل وزهير بن حرب، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه، قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد معتبر من أولاد عفيف بن عمرو"، وقال الذهبي: "صحيح ". ورواه الطبري في التاريخ 2: 212 - 213 عن أبي كريب عن يونس بن بكير، وعن ابن حميد عن سلمة بن الفضل وعلى بن مجاهد، ثلاثتهم عن ابن إسحق. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب 525 - 526 من طريق زهيربن حرب ومن طريق يحيى بن معين، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه. وفى الميزان 1: 104 أنه رواه أيضاً يحيى بن سعيد الأنصاري عن إبراهيم بن سعد. وفى الإصابة 4: 249 أنه رواه أيضاً البغوي وابن أبي =

يصلي، قال: فقلتُ للعباس: من هذا يا عباسِ؟ قال: هذا محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب، ابن أخى، قال: فقلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأتُه خديجة ابنة خُويْلد، قال: قلت: مَن هذا الفتى؟ قال: هذا عليُّ بن أبي

_ = خيثمة وابن منده وصاحب الغيلانيات، كلهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد. وهو في مجمع الزوائد 9: 103 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد ثقات". وفى معنى هذا الحديث حديث آخر لابن مسعود، ذكر في مجمع الزوائد 9: 222. وأما "الشاهد المعتبر من أولاد عفيف بن عمرو" الذي أشار إليه الحاكم، فإنه يريد به الحديث الذي رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 526 بإسناده إلى أبي غسان مالك بن إسماعيل قال: "حدثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن عبد الله البجلي عن ابن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف" فنذكر الحديث بمعناه، قال ابن عبد البر: "رواه عن سعيد بن خثيم جماعة، منهم عبد الرحمن بن صالح الأزدي وأبو غسان مالك ابن إسماعيل". ورواه الطبري في التاريخ2: 212 عن محمد بن عبيد المحاربي عن سعيد بن خثيم عن أسد بن عبدة البجلي عن يحيى بن عفيف عن عفيف". ورواه ابن سعد في الطبقات 8: 10 - 11 عن يحيى بن الفرات القزاز "حدثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن عبيدة البجلي عن ابن يحيى بن عفيف عن جده عفيف الكندي". ورواه النسائي في خصائص على ص 2 - 3 عن محمد ابن عبيد بن محمد الكوفي قال: "حدثنا سعيد بن خثيم عن أسد بن وداعة عن أبي يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف". ورواه ابن الأثير في أسد الغابة 3: 414 من طريق أبي يعلى عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي "حدثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن وداعة البجلي عن أبي يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف"، ونقل ابن كثير هذا الحديث في تاريخه 3: 25 عن الطبري، وذكره الحافظ في الإصابة 4: 248 - 249 ونسبه للبغوي وأبى يعلى والنسائي في الخصائص والعقيلي في الضعفاء. وأنت ترى أن هذه الروايات اختلفت في اسم "أسد بن عبد الله البجلي"، فذكره الطبري باسم "أسد بن عبدة" وابن سعد باسم "أسد بن عبيدة" والنسائي وأبو يعلى في رواية =

طالب، ابنُ عمه، قال: فقلت: فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي، وهو يزعم أنه نبي، ولم يَتْبَعْه على أمره إلا امرأتُه وابنُ عمه هذا/ الفتى، وهو

_ = أسد الغابة باسم "أسد بن وداعة". وكل هذا خطأ، والصواب أنه "أسد بن عبد الله البجلي"، كما في رواية ابن عبد البر، وقد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 50 قال: "أسد بن عبد الله البجلي، وأثنى عليه سعيد بن خثيم خيراً، سمع ابن يحيى بن عفيف عن جده، أخو خالد القسري" وذكره أيضا بهذا الاسم في ترجمة "سعيد بن خثيم" 2/ 1/ 430 وذكر أن سعيدم روى عنه. ومن عجب أن الحافظ سماه في الإصابة فيما نقل عن النسائي وغيره "أسد بن وداعة" ولكنه لم يترجم له في التهذيب بهذا الاسم، بل ترجم له على الصواب "أسد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر البجلي" 1: 259 - 260 وذكره على الصواب أيضاً "أسد بن عبد الله" في ترجمة "يحيى بن عفيف" 11: 285 وكذلك في لسان الميزان نقلا عن الميزان وعن أبي يعلى والخصائص للنسائي، في ترجمة "إسماعيل بن إياس" 1: 395. وهذا اختلاف عجيب! فقد يفهم أن يُحَرَّف اسم "عبد الله" إلى "عبدة" وإلى "عبيدة" أما تحريفه إلى "وداعة" فلا أدري كيف كان. ثم لم يترجم أحد قط- فيما علمت- لمن يسمى "أسد ابن وداعة"، والظاهر أن نسخ الخصائص كانت مختلفة، كما يبدو من نقل الحافظ عنها نقلين مختلفين. وترى أيضاً أن الروايات اختلفت: أهو "عن ابن يحيى بن عفيف" أم "عن أبي يحيى بن عفيف" أم عن "يحيى بن عفيف"؟ أما الحافظ فقد نقل في الإصابة عن البغوي وأبي يعلى والنسائي والعقيلي أنه "عن أبي يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده" وكذلك هو في نسخة الخصائص المطبوعة وفى أسد الغابة نقلا عن أبي يعلى، وهذا خطأ يقيناً، لأنه يكون الحديث من رواية والد عفيف! ولم يقل بذلك أحد، ويظهر أنه تحريف في النسخ، لأن الذهبي نقل في الميزان1: 104 أن رواية سعيد بن خثيم "عن أسد بن عبد الله عن ابن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده" كرواية ابن عبد البر، وعقب عليه الحافظ في لسان الميزان: 1: 395 بقوله: "ورواية سعيد بن خثيم هكذا عند أبي يعلى، والذي في كتاب الخصائص للنسائي: عن أسد بن عبد الله عن =

يزعم أنه سَيُفتَح عليه كنوزكسرى وقيصرَ، قال: فكان عفيف، وهو ابنُ عم الأشعث بن قيس، يقول، وأَسْلَم بعد ذلك فَحَسُنَ إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلامَ يومئذٍ كونَ ثالثاً مع على بن أبي طالب. 1788 - حدثنا أبو نعيم عن سفيان عنِ يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن المطلب بن أبي وَداعة قال: قال العباس: بلغه - صلى الله عليه وسلم - بعضُ ما يقول الناس، قال: فصَعِدَ المنبرَ فقال: "مَنْ أنا؟ "، قالوا: أنت

_ = يحيى بن عفيف عن أبيه عفيف". وهذا يوافق رواية الطبري، ويوافق ما في التهذيب في ترجمة أسد أنه يروي عن يحيى نفسه، وكذلك في ترجمة يحيى أنه يروي عنه أسد، بل قال الذهبي في الميزان 3: 298: "تفرد عنه أسد بن عبد الله" ولكنه ناقض نفسه، فقال في الميزان في ترجمة أسد 1: 96 "عن ولد يحيى بن عفيف"!! وأما رواية بن سعد "عن ابن يحيى بن عفيف عن جده" فإنها توافق نقل البخاري في ترجمة أسد 1/ 2/ 50 إذ قال إنه "سمع ابن يحيى بن عفيف عن جده" وتوافق صنعيه في أنه لم يذكر ترجمة "يحيى بن عفيف" بل ذكر ترجمة ابنه المبهم في "باب من لا يعرف له اسم ويعرفون بآبائهم" فقال في آخر هذا الباب، وهي آخر ترجمة في الكتاب: "ابن يحيى بن عفيف الكندي" ثم لم يذكر عنه شيئاً. وأنا أظن أن ما نقل البخاري وابن سعد هو الأقرب للصواب. وهذه متابعة لا بأس بها لرواية إسماعيل بن إياس، التي معنا، وإن كان فيها ابن يحيى المبهم، وأما يحيى فقد ذكره ابن حبان في الثقات، كما نقل الحافظ في التهذيب. (1788) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. المطلب بن أبي وداعة السهمي: صحابي أسلم يوم الفتح، وهذا الحديث من روايته عن العباس كما ترى، ورواه الترمذي 4: 292 - 3 - 29 من طريق الثوري بإسناده "عن المطلب بن أبي وداعة قال: جاء العباس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكأنه سمع شيئاً، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر" إلخ، وكذلك رواه البغوي فيما نقل الحافظ في الإصابة 6: 104، فأوهم هذا أنه من مسند المطلب، ولكنه من روايته عن العباس، ولذلك لم يذكره الإمام أحمد فيما سيأتي من مسند المطلب في ثلاثة مواضع من المسند. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن". وفي معنى هذا الحديث آخر رواه عبد المطلب بن =

رسول الله، فقال: "أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائلَ، فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتاً، فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً وخيركم نَفْساً". 1789 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا عبد الملك بن عُمير عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن عباس بنِ عبد المطلب قال: يا رسول الله، هل نفعتَ أبا طالب بشيء، فإنه قد كان يحوطُك ويغضب لك؟ قال: "نعم، هو في ضَحْضَاح من النار، لولا ذلك لكان هو في الدرك الأسفل من لنار". 1790 - حدثنا أسباط بن محمد حدثنا هشام بن سعد عن عُبيد الله بن عباس بن عبد المطلب أخي عبد الله قال: كان للعباس ميزابٌ على طريق عمر بن الخطاب، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كانَ ذبح للعباس فرخانِ، فلما وافَى الميزابَ صُبَّ ماءٌ بدم الفرخين، فأصاب عمر وفيه دم الفرخين، فأمر عمر بقلعه، ثم رجَع عمر فطرح ثيابه ولبس ثياباً غير ثيابه، ثم جاء فصلى بالناس، فأتاه العباس فقال: والله إنه لَلمَوْضِعُ الذي وضَعه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر للعباس: وأنا أَعْزمُ عليك لَمَا صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففعل ذلك العباس.

_ = ربيعة ابن الحرت، سيأتي في المسند 4: 165 - 166 ح. (1789) إسناده صحيح، وهو مكرر 1774. وقد مضى أيضاً بهذا الإسناد 1768. وانظر 2636. (1790) إسناده ضعيف، لانقطاعه. هشام بن سعد: صدوق، كما قلنا في 213، ولكنه متأخر لا يروي إلا عن التابعين، مات سنة 160. عبيد الله بن عباس: من صغار الصحابة، كما =

مسند الفضل بن عباس رضي الله عنه

{مسند الفضل بن عباس رضي الله عنه (1)} 1791 - حدثنا عبَّاد بن عبَّاد عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس: أنه كان رِدْفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من جَمْع، فلم يزل يُلبي حتى رمَى الجمرةَ. 1792 - قرئ على سفيان: سمعت محمد بن أبي حَرْمَلة عن كُريب عن ابن عباس عن الفضل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبَّى حتى رمىَ الجمرة.

_ = مضى في 1760، ومات سنة 58، وأرخه البخاري في الصغير فيمن مات بين سنة 60 وسنة 70، فلم يدركه هشام بن سعد يقيناً. والحديث رواه ابن سعد في الطبقات 4/ 1/ 12 عن أسباط بن محمد بهذا الإسناد، وفى المستدرك 3: 331 - 332 قصة مطولة فيها شيء يشبه هذه القصة، رواها من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده، وقال: "والشيخان لم يحتجا بعبد الرحمن بن زيد بن أسلم". وعبد الرحمن ضعيف. (1) هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله. كان أكبر ولد العباس، غزا مع رسول الله مكة وحنيناً وثبت معه يومئذ فيمن ثبت. وشهد حجة الوداع، وأردفه رسول الله خلفه. مات في خلافة أبي بكر سنة 11 أو 12، وقيل في خلافة عمر سنة 18. رضى الله عنه ورحمه. (1791) إسناده صحيح، عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي: ثقة من شيوخ أحمد، عده فتيبة من الفقهاء الأشراف: مالك، والليث، وعبد الوهاب الثقفي، وعباد، وكان رجلا عاقلا أديباً، وسيأتي قول أحمد 5: 9 ح بعد أن سمع منه حديثاً: "فجعلت أتعجب من فصاحة عباد". والحديث رواه أصحاب الكتب الستة، كما في ذخائر المواريث 6068. وانظر ما يأتي 1805. (1792) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. محمد ابن أبي حرملة المديني: ثقة، جزم البخاري في الكبير 1/ 1/ 59 بأنه سمع من ابن عمر والحديث مختصر ما قبله.

1793 - حدثنا يحيى عن ابن جُرَيجِ أخبرني عطاء عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أدرف الفضل بن عباس من جَمْع، قال عطاء: فأخبرني ابن عباس أن الفضل أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يُلبّي حتى رمَى الجمرة. 1794 - حدثنا يحيى عن ابن جُرَيج أخبرني أبو الزبير أخبرني أبوِ مَعْبَدٍ قال سمعت ابن عباس يخبر عن الفضل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية عرفه غداةَ جَمْعٍ للناس حين دَفعْنا: "عليكم السكينةَ"، وهو كافُّ ناقَته، حتِى إذا دخل مِني حين هبط مُحَسِّراً قال: "عليكم بحصَى الخَذْف الذي يُرْمى به الجمرة"، ورِسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشير بيده كما يَخْذِفُ الإنسان، وقال رَوْح [و] البُرْسَاني: "عشية عرفةَ وغداةَ جَمْع" وقالا: "حين دَفَعُوا". 1795 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن الفضل بن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في الكعبة فسبَّح وكبَّر ودعا الله عز وجل واستغفر، ولم يركع ولم يسجد.

_ (1793) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1794) إسناده صحيح، أبو معبد: اسمه نافذ، وهو مولى ابن عباس، وهو ثقة. والحديث رواه مسلم1: 363 من طريق الليث عن أبي الزبير ومن طريق ابن جريج عن أبي الزبير. ورواية الليث ستأتي 1796. ورواه النسائي أيضاً، كما في ذخائر المواريث 6073. "حصى الخذف": بسكون الذال، والخذف: رميك بحصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك أو تجعل مخذفة من خشب ترمي بها بين الإبهام والسبابة، والمراد بحصى الخذف: الحصى الصغار. قوله "وقال روح والبرساني" في ح "وقال روح البرساني" بحذف واو العطف، وهو خطأ، صححناه من ك. وروح: هو ابن عبادة، والبرساني: هو محمد بن بكر، وروايتهما ستأتي 1821. "حين دفعوا": يريد أنها في روايتهما بدل "حين دفعنا" في هذه الرواية. وفي ح "رفعوا" بالراء، وهوخطأ. (1795) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 293 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه، ورجاله رجال الصحيح". وانظر 1801، 1819.

1796 - حدثنا حُجَين ويونس قالا حدثنا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن أبي مَعْبَد مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس، وكان رديفَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال في عشيةَ عرفة وغداةَ جَمْع للناس حين دفعوا: "عليكم السكينةَ"، وهو كافُّ ناقتَه، حتى إذا دخل مُحَسّراً، وهو من منًى، قال: "عليكم بحصىِ الخَذْف الذي يُرْمَى به الجمرة"، وقاَل: - لم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يلبّي حتى رمى الجمرةَ. 1797 - حدثنا حَجّاج قال: قال ابن جُريج أخبرني محمد بن عمر بن عليّ عن عباس بن عُبيد الله بن عباس عن الفضل بن عباس قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - عبّاساً في بادية لنا، ولنا كليبةٌ وحمارة تَرْعَى، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر وهي بين يديه فلم تُؤخرَا ولم تزجَرَا.

_ (1796) إسناده صحيح، وهو مكرر 1794. (1797) إسناده ضعيف، لانقطاعه. محمد بن عمر: هو محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، سبق توثيقه 628، وفى ك "محمد بن عمرو" وهو خطأ، بل جزم الحافظ في التهذيب 9: 377 بأنه ليس في أولاد علي أحد اسمه "عمرو". عباس بن عبيد الله بن عباس: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 3وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/211 فلم يذكرا فيه جرحاً، ولكن جزم ابن حزم بأنه لم يدرك عمه الفضل، ووافقه على ذلك الحافظ في التهذيب. والحديث رواه أبو داود 1: 261 والنسائي 1: 123 والطحاوي في معانى الآثار 1: 266، وذكره ابن حزم في المحلي 4: 13 بتحقيقنا، وقال: "وهذا باطل، لأن العباس بن عبيد الله لم يدرك الفضل". وهذا عندي متجه، لأن الفضل، مات سنة 12 أو 18 فكانت سن أخيه عبيد الله حين وفاته 13 سنة أو 19 سنة على الأكثر، فأنى يكون له ولد مميز يدرك عمه الفضل ويسمع منه؟!.

1798 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن أبي الطفيلٍ عن الفضل بن عباس: أنه كان رَديف النبي - صلى الله عليه وسلم - من جَمْع إلى منىً، فلم يزل يلبّي حتى رمى الجمرة. 1799 - حدثنا على بن إسحق أنبأنا عبد الله بن مبارك أنبأنا ليث بن سعد حدثنا عبد ربه بن سعيد عن عمرانَ بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع ابن العمْياء عن ربيعة بنِ الحرث عن الفضل بن عباسِ قال: قِال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاة مثنى مثنى، تَشَهد في كل ركعتين وتَضرَّعُ وتَخَشَّعُ

_ (1798) إسناده صحيح، وانظر 1793، 1796. (1799) في إسناده نظر، ولعله يكون صحيحاً إن شاء الله، عبدربه بن سعيد الأ نصاري: ثقة مأمون، وهو أخو يحيى بن سعيد بن عمران بن أبي أنس القرشي المصري: هو أحد بني عامر بن لؤي، وهو ثقة، وأصله مدني نزل الإسكندرية، وله ترجمة في الجرح والتعديل 3/ 1/ 294، وفي ح "عمران بن أنس" وهو خطأ، صححناه من ك ومراجع الترجمة والحديث. عبد الله بن نافع بن العمياء: في التهذيب أنه ذكره ابن حبان في الثقات، وأن ابن المديني قال: مجهول، وأن البخاري قال: لم يصح حديثه. وفيما نقل عن البخاري نظر، فإنه لم ينف صحة حديثه، وإنما رجح رواية على أخرى، كما سيجيء. ربيعة بن الحرث: زعم في التهذيب أنه "ربيعة بن الحرث ابن عبد المطلب" وحكى قولا بأنه غيره وأنه رجل من التابعين، لأن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب سنه قريبة من سن العباس، أو هو أسن منه بسنتين. ثم قال: "ليس في هذا دلالة ظاهرة على أنه غيره، بل روايته عن الفضل من رواية الأكابر عن الأصاغر"، وصنيع البخاري غير هذا، فإنه ترجمه في الكبير 2/ 1/ 258 - 259 في التابعين، وسماه "ربيعة بن الحرث" فقط فلم يجعله ابن عبد المطلب الصحابي، ونقل مصححه بهامشه أن ابن حبان فرق بينهما، فذكر الراوي هنا عن الفضل في التابعين، وذكر ذاك في الصحابة، وأن البخاري وابن أبي حاتم "لم يذكرا إلا هذا الرواي عن الفضل، ذكراه في التابعين"، وهذا هو الراجح عندي. والحديث رواه البخاري في الكبير 2/ 1 / 258 - 259 معلقاً عن عبد الله بن المبارك عن =

وتَمَسْكُن ثم تُقَنِّعُ يديك"، يقول: "ترفعُها إلى ربّك، مستقبلاً ببطونهما

_ = الليث، ورواه الترمذي 2: 225 - 227 من شرحنا من طريق ابن المبارك، والبيهقي 2: 487 - 488 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث. وقال البخاري بعد روايته: "وهو حديث لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع هؤلاء بعضهم من بعض. وقال آدم: حدثنا شعبة قال حدثنا عبد ربه بن سعيد أخو يحيى عن رجل من أهل مصر يقال له أنس بن أنس عن عبد الله بن نافع عن عبد الله بن الحرث عن المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه، وقد توبع الليث، وهو أصح". وقال الترمذي: "سمعت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] يقول: روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد فأخطأ في مواضع، فقال: عن أنس ابن أبي أنس، وهو عمران بن أبي أنس، وقال: عن عبد الله بن الحرث، وإنما هو عبد الله ابن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحرث، وقال شعبة: عن عبد الله بن الحرث عن المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو عن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب عن الفضل بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال محمد: وحديث الليث بن سعد هو حديث صحيح، يعني أصح من حديث شعبة". وحديث شعبة هذا سيأتي في المسند 167:4 ح بإسنادين، ثم يروي بعده رواية الليث التى هنا من طريق ابن وهب عنه، ثم يقول عبد الله بن أحمد: "قال أبو عبد الرحمن: هذا هو عندي الصواب!. ورواه أيضاً الطيالسي 1366 عن شعبة، وكذلك رواه أبو داود 1: 499 وابن ماجة 1: 205 والبيهقي 2: 488 كلهم من طريق شعبة. وقال الخطابي في المعالم 1: 279: "أصحاب الحديث يغلَّطون شعبة في رواية هذا الحديث، [ثم حكى كلام البخاري بنحو حكاية الترمذي ثم قال،: ورواه الليث بن سعد عن عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع عن ربيعة بن الحرث عن الفضل بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصحيح، وقال يعقوب بن سفيان في هذا الحديث مثل قول البخاري، وخطأ شعبة وصوب الليث بن سعد، وكذلك قال محمد بن إسحق بن خزيمة". أقول: وما أستطع أن أجزم بخطأ شعبة، في يدفع شعبة عن حفظ وإتقان، ولعله أحفظ من الليث. بل لعل الإسنادين صحيحان محفوظان ويكون الحديث حديثين: حديث للفضل بن العباس، وحديث للمطلب بن ربيعة، كلاهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فروى شعبة أحد الحديثين، وروى الليث الحديث الآخر. =

وجهَك، تقول: يارب، يارب، فمن لم يفعل ذلك"، فقال فيه قولاً شديداً. 1800 - حدثنا يزيد بن أبي حكيم العَدني حدثني الحَكَم، يعني ابنَ أبان، قال سمعت عكْرمة يقول: قال الفضل بن عباس: لما أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه فبَلغنا الشّعب، نزل فتوضأ، ثم ركبنا حتى جئنا المزدلفة. 1801 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عبد الله ابن أبي نَجيح عن عطاء بن أبي ربَاح أو عن مجاهد بن جبر عن عبد الله ابن عباس حدثني أخي الفضل بن عباس، وكان معه حين دخلها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يصل في الكعبة، ولكنه لما دخلها وقع ساجداً بين العمودين، ثم جلس يدعو. 1802 - حدثنا هشيم أنبأنا ابن أبي ليلىِ عن عطاء عن ابن عباس قاِل: أخبرني الفضل بن عباس: أنه كان رِدْف النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من جمْع، قال: فأفاض وعليه السكينة، قال: ولَبَّى حتى رمى جمرة العقبة، وقال مرةَ: أنبأنا ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس أنبأنا الفضل بن

_ = وقوله: "فقال فيه قولا شديداً" في رواية البخاري في الكبير "فهو خداج" والبيهقى "فهي خداج". (1800) إسناده صحيح، يزيد بن أبي حكيم العدني: ثقة أخرج له البخاري. الحكم بن أبان العدني: ثقة صاحب سُنة، ترجمه البخاري في الكبير1/ 2 / 334. وانظر 2265. (1801) إسناده صحيح، عطاء بن أبي رباح: تابعي ثقة، من سادات التابعين فقهاً وعلما وورعا وفضلا. والتردد بين عطاء ومجاهد لا يؤثر، فكلاهما صحيح. والحديث في مجمع الزوائد 3: 293 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات". وانظر 1795، 1819. (1802) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. والحديث مختصر 1796.

عباس قالِ: شهدت: الإفاضتينِ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأفاض وعليه السكينة وهو كافُّ بعيرهَ، قال: ولبَّى حتى رمى جمرة العقبة مراراً. 1803 - حدثنا عبْدَة بن سليمان حدثنا ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس، وكان رَديف النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من عرفة، قال: فرأى الناس يُوضِعُون، فأمر مناديَه فنادَى: "ليس البرُّ بإيضاع الخيل والإبل، فعليكم بالسكينَة". 1804 - حدثنا يعقوب حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام قال: قالت عائشةُ وأم سَلَمة زوجا النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح من أهله جُنُباً فيغتسلُ قبل أن يصلي الفجر، ثم يصوم يومئذ، قال: فذكرتُ ذلك لأبي هريرة؟ فقال: لا أدري، أخبرني ذلك الفضلُ بن عباس. 1805 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا جَرير عن أيوب عنِ الحَكَم بن عُتيبة عن ابن عباس عن أخيه الفضل قال: كنت رديفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جَمع إلى منًى، فبينا هو يسير إذ عَرَض له أعرابي مردفاً ابنةً

_ (1803) إسناده حسن، الإيضاع: أن يعدي بعيره ويحمله على السير الحثيث. (1804) إسناده صحيح، ورواه البخاري 4: 123 - 125 من طريق مالك عن سُمي عن أبي بكر بن عبد الرحمن، ومن طريق شعيب عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن، مطولا، ورواه مسلم مطولا أيضاً 1: 305 - 306 من طريق ابن جريح عن أبي بكر بن عبد الرحمن 1826. (1805) إسناده ضعيف، لانقطاعه. الحكم بن عتيبة: لم يذكروا له رواية عن صحابي إلا عن أبي جحيفة وعبد الله بن أبي أوفى، واختلف في سماعه من زيد بن أرقم، فلو كانت له رواية عن ابن عباس لذكروها، بل قد اختلفوا في سماعه كل ما رواه عن مقسم عن =

له جميلةً، وكان يسايره، قال: فكنت أنظر إليها، فنظر إلىّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقَلَب وجهي عن وجهها، ثم أعدتُ النظر، فقلب وجِهي عن وجهها، حتى فعل ذلك ثلاثاً، وأنا لا أنتهي، فلم يزل يلبِّي حتى رمى جمرة العقبة. 1806 - حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا قيس عن عطاء بن أبي رباح عِن ابن عباس عن الفضل بن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبَّى يوم النحر حتى رمى جمرة العقبة. 1807 - حدثنا رَوْح حدثنا شعبة عن عامر الأحول/ عن عطاء عِن ابن عباس عن الفضل: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان يلبي حتى رمى الجمرة. 1808 - حدثنا رَوْح حدثنا شعبة حدثنا على بن زيد قال: سمعتِ يوسف بن ماهَك عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فلبَّى في الجج حتى رمَى الجمرة يوم النحر.

_ = ابن عباس. والحديث في معناه صحيح، انظر 562، 564، 1347، 1802، 1803، 182. (1806) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. قيس: هو ابن سعد المكي، وهو ثقة، قال أبن سعد: "كان قد خلف عطاء في مجلسه، ولكنه لم يعمر". وقد جزمنا في حماد وقيس بما قلنا، لمشاكلة هذا الإسناد لإسناد آخر في حديث جابر بن عبد الله سيأتي 15194. والحديث مختصر 1798. وانظر 1805. (1807) إسناده صحيح، عامر الأحول: هو عامر بن عبد الواحد البصري، ضعفه أحمد، ووثقه أبو حاتم وابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس. وفي ك "عاصم الأحول"، ولكنها غير واضحة، كانت تقرأ "عامر" ثم جعلها كاتبها أقرب إلى أن تقرأ "عاصم". والحديث مختصر ما قبله. (1808) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

1809 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شعبة عن عامر الأحْول وجابر الجعْفِي وابن عطاء عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس: أنه كان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلبّى حتى رمَى الجمرة يوم النحر. 1810 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جابر وعامر الأحْول وابن عطاء عن عطاء عن ابن عباس: أن الفضل بن عباس كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يلبِّى يوم النحر حتى رَمى الجمرة. 1811 - حدثنا عفان حدثنا شعبة أخبرني مُشَاش عن عطاء بن أبِي رَباح عن ابن عباس عن الفضل بِن عباس قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضَعفة بني هاشم، أمرهم أن يتعجلوا من جمع بلَيْلٍ.

_ (1809) إسناده صحيح، إلا رواية جابر الجعفي. ابن عطاء: هو يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال ابن حبان: "ربما أخطأ، يعتبر حديثه من غير رواية زمعة عنه، فإن المعتبر إذا اعتبر حديثه الذي بين السماع فيه ولم يرو عنه إلا ثقة- لم يجد إلا الاستقامة". وهذا هو العدل، وقد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 398 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء. والحديث مكرر ما قبله. (1810) إسناده كالذي قبله، إلا أن محمد بن جعفر جعل الرواية هنا رواية ابن عباس يحكي القصة. وفى ك في هذا والذي قبله "عاصم الأحول" بدل "عامر الأحول". (1811) إسناده صحيح، مشاش، بضم الميم وتخفيف الشين الأولى: هو أبو ساسان الواسطي، وهو ثقة، قال ابن أبي حاتم: "مشاش الخراساني أبو ساسان، سألت أبي عنه؟ فقال: إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم أنه ثقة، إلا نفراً بأعيانهم، قلت: فما تقول أنت فيه؟ قال صدوق صالح الحديث، سئل عنه أبو زرعة؟ فقال: أبو ساسان بصري ليس به بأس، وقال أبي: ثقة"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 /66. والحديث رواه النسائي 2: 47 من طريق شعبة.

1812 - حدثنا هاشم حدثنا يحيى بن [أبي] إسحق عن سليمان ابن يَسار عن عُبيد الله بن عباس أو عن الفضل بن عباس: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أبي أدركه الإسلامِ وهو شيخ لا يَثْبُتُ على رِاحلته، أفأحج عنه؟ قال: "أرأيت لو كان عليه دين فقضيتَه عنه أكان يجْزيه؟ "، قال: نعم، قال: "فاحجج عن أبيك". 1813 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن يحيى بن أبي إسحق قال سمعت سليمان بن يسار حدثنا الفضل قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله رجل فقال: إن أبي أو أمي شيخ كبير لا يستطيع الحج؟ فذكر الحديث. 1814 - حدثنا حَجّاج حدثني شعبة عن الأحْول وجابر الجُعْفِي

_ (1812) إسناده صحيح، يحيى بن أبي إسحق الحضرمي النحوي: ثقة، كان صاحب قرآن وعلم بالعربية والنحو. وفى ح ك "يحيى بن إسحق" وهو خطأ، ويدل على الصواب الإسناد الآتي عقب هذا. عبيد الله بن عباس: صحابي صغير، سيأتي مسنده حديث واحد 1837، وفى التهذيب 3: 20: "وروى على بن عبد العزيز في مسنده بسند رجاله ثقات عن عبيد الله بن عباس: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر قصة". والظاهر أن الحديث حديث الفضل، رواه عنه أخواه عبد الله وعبيد الله، فتارة يرويانه عنه وتارة يرسلانه. وسليمان تابعي كبير، ولكنه لم يدرك الفضل لتقدم موته. وسيأتي 1818 أنه يروي الحديث عن ابن عباس- يعني عبد الله بن عباس- عن الفضل، وهو الصواب، والراجح عندي أن الخطأ في هذه الرواية من يحيى بن أبي إسحق. (1813) إسناده منقطع، وإن كان الحديث في نفسه صحيحاً. فإن سليمان بن يسار لم يدرك الفضل بن العباس يقيناً، فقوله هنا "حدثنا الفضل" خطأ لا شك فيه، وليس الخطأ منه فيما أرى، بل من يحيى بن أبي إسحق. وانظر 1812، 1818. وفى ك "يحيى بن إسحق" وهو خطأ. (1814) إسناده صحيح، إلا رواية الجعفي. الأحول: هو عامر بن عبد الواحد، كما ذكرنا في =

وابن عطاء عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فلبَّى حتى رمَى الجمرة يوم النحر. 1815 - حدثنا حدثنا عبد الله بن محمد، قال عبد الله [بن أحمد]: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه عن علي بن حسين عن ابن عباس عن الفضل بن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبِّي حتى رمَى جمرة العقبة، فرماها بسبع حَصَياتٍ، يكبّر مع كل حصاة. 1816 - حدثنا يَعْلَى ومحمد ابْنا عُبيد قالا: حدثنا عبد الملك عن عطاء عن عبد الله بن عباس عن الفضل قال: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفات، وأسامة بن زيد رِدْفُه، فجالتْ به الناقةُ وهو واقف بعرفات قبل أن يفُيض، وهو رافع يديه لا تجاوزان رأسَه، فلما أفاض سار على هِينته حتى أتى

_ = 1807. ابن عطاء: هو يعقوب، كما ذكرنا في 1809. والحديث مكرر 1810. (1815) إسناده صحيح، عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة. حفص: هو ابن غياث. جعفر: هو الصادق، بن محمد بن علي بن الحسين، وهو ثقة مأمون من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلا، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 198. أبوه: محمد بن علي الباقر. على بن حسين: هو زين العابدين. والحديث مطول ما قبله. وانظر الفتح 3: 425 - 426. ونقل ابن كثير في التاريخ 5: 185 عن البيهقي من طريق إمام الأئمة ابن خزيمة نحوه، رواه عن عمربن حفص الشيباني عن حفص بن غياث. (1816) إسناده صحيح، محمد بن عبيد الطنافسي: سبق الكلام عليه في 834. أخوه يعلى ابن عبيد الطنافسي: سبق في 1516. كلمة "ابنا" حرفت في ح "أنا" اختصار "أنبأنا"، فكانت لا معنى لها! عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي. والحديث رواه البخاري بنحوه 3: 425 من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس. وانظر 1820، 1829 على هينته بكسر الهاء: أي بسكون ورفق. في ك "رديفه" بدل "ردفه" في الموضعين. وانظر 1986.

جَمْعاً، ثم أفاض من جَمع، والفضل رِدفُه، قال الفضل، مازال النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبِّي حتى رمَى الجمرة. 1817 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جُرَيج حدثني محمد بن عُمر ابن على عن الفضل بن عباس قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - عبّاساً ونحن في بادية لنا، فقام يصلى، قال: أراه قال: العصر، وبين يديه كليبة لنا وحمار يرعى، ليس بينه وبينهما شيء يحول بينه وبينهما. 1818 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري عن سليمان بِن يَسار عن ابن عباس حدثني الفضل بن عباس قال: أتت امرأة من خَثْعَم فقالت: يا رسول الله، إن أبي أدركَتْه فريضةُ الله عز وجل في الحج وهو شيخ

_ (1817) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سبق 1797 من طريق محمد بن عمر بن علي عن عباس ابن عبيد الله بن عباس، وذكرنا أنه منقطع، لأن عباس بن عبيد الله لم يدرك عمه الفضل. فهذا أشد انقطاعاً. (1818) إسناده صحيح، ورواه أصحاب الكتب الستة، كما في ذخائر المواريث 6066، وقد أشرنا إلى هذا في 1812، 1813 وذكرنا أن الظاهر أن الحديث حديث الفضل، وقد رواه الترمذي 2: 112 - 113 من طريق ابن جريج عن الزهري عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس عن الفضل، ثم قال الترمذي: "حديث الفضل بن عباس حديث حسن صحيح. ورُوي عن ابن عباس أيضاً عن سنان بن عبد الله الجهني عن عمته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد رُوي عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألت محمداً [يعني البخاري] عن هذه الروايات؟ فقال: أصح شيء في هذا ما روى ابن عباس عن الفضل بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال محمد: ويحتمل أن يكون ابن عباس سمعه من الفضل وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم روى هذا فأرسله ولم يذكر الذي سمعه منه". وسيأتي من طريق ابن جريج 1822. وانظر 1890.

كبير لا يستطيع أن يثبت على دابته؟ قال: "فحُجّى عن أبيكِ". 1819 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا ابن جُرَيج أخبرني عمرو بن دينار: أن ابن عباس كان يخبر أن الفضل بن عباس أخبره: أنه دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - البيتَ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصلِّ في البيت حين دخله، ولكنه لما خرج فنزل ركع ركعتين عند باب البيت. 1820 - / حدثنا يحيى بن زكريا، يعني ابن أبي زائدة، حدثني عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أردف أسامة بن زيد من عرفة حتى جاء جَمْعاً، وأردف الفضل بن عباس من جْمع حتى جاءَ مِنًى، قال ابن عباس: وأخبرني الفضل بن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبِّي حتى رمَى الجمرة. 1821 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جُرَيج، وابن بكر قالا حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه أخبره أبو مَعْبَدٍ مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال في عشية عرفة وغداةَ جمع للناس حين دَفَعُوا: "عليكم السكينةَ"، وهو كافّ ناقته، حتِى إذا دخل منًى حين هبط مُحَسِّراً قال: "عليكم بحَصَى الخَذْف، الذي يُرْمَى به الجمرة"، والنبى - صلى الله عليه وسلم - يُشير بيده كما يَخْذِفُ الإنسان.

_ (1819) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 293 وقال: "رواه أحمد، وروى الطبراني معناه في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح". وانظر 1795 , 1801. (1820) إسناده صحيح، يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: ثقة ثبت صاحب سُنة، جمُع له الفقه والحديث. والحديث مكرر 1816. (1821) إسناده صحيح، وهو مكرر 1794، 1796. وقد سبق أن أشار الإمام أحمد في =

1822 - حدثنا رَوُح حدثنا ابن جُرَيج قال ابن شهاب حدثنيِ سليمان بن يَسَار عن عبد الله بن عباس عن الفضل: أن امرأةً من خَثْعَمٍ قالت: يا رسول الله، إن أبي أدركتْه فريضةُ الله في الحج وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يستوى على ظهر بعيره؟ قال: "فحُجِّى عنه". 1823 - حدثنا حُجَيْن بن المثَّنى وأبو أحمد، يعني الزُبيري، المعنى، قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس، قال أبو أحمد: حدثني الفضل بن عباس، قال: كنت رديفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من المزدلفة، وأعرابي يسايره ورِدْفُه ابنهٌ له حسناء، قال الفضل: فجعلتُ أنظر إليها، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهي يَصْرفني عنها، فلم يزل يلبِّي حتى رمَى جمرة العقبة. 1824 - حدثنا حماد بن خالد قال حدثنا ابن عُلاثَة عن مَسْلَمة الجهني قال سمعته يحدث عن الفضل بن عباس قال: خرجت مع

_ = 1794 إلى هذا الإسناد. (1822) إسناده صحيح، وهو مكرر 1818. (1823) إسناده صحيح، وهو في معنى 1805 ولكن ذاك إسناده ضعيف. (1824) إسناده ضعيف، لانقطاعه. حماد بن خالد الخياط: ثقة، وسيأتي قول أحمد في المسند 4: 151 ح "كان حماد بن خالد حافظاً، وكان يحدثنا، وكان يحفظ، كتبت عنه أنا ويحيى بن معين"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 25 ابن علاثة، بضم العين وتخفيف اللام: هو محمد بن عبد الله بن علاثة القاضي، قال البخاري في الكبير 2/ 1/ 132 - 133: "ويقال: محمد بن علاثة"، وهو ثقة يخطىء، وثقه ابن معين وابن سعد، وأفرط الأزدي وغيره في تضعيفه ورميه بالكذب، والحق ما قال البخاري" في =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً فبَرِح ظبيٌ، فمال في شقّه، فاحتضْنُته، فقلت: يا رسول الله تَطَّيرْتَ؟، قال: "إنما الِطيَرُة ما أمْضَاَك أو رَدَّك". 1825 - حدثنا وكيع حدثنا ابن جُرَيج عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبّى حتى رمى جمرة العقبة. 1826 - حدثنا إسماعيل أنبأنا ابن عَون عن رجاء بن حَيْوَة قال: بَنَى

_ = حفظه نظر". مسلمة الجهني: هو مسلمة بن عبد الله، ولم أجد فيه جرحاً، وقال في التقريب "مقبول" وقد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 388 ولم يجرحه، فهو ثقة، ولكنه متأخر عن أن يدرك الفضل بن عباس، فقد ذكروا أنه يروي عن عمه أبي مشجعة ابن ربعي وعمر بن عبد العزيز، وهما من التابعين. "فبرح ظبي": قال في النهاية: "هو من البارح ضد السانح، فالسانح ما مر من الطير والوحش بين يديك من جهة يسارك إلى يمينك، والعرب تتطير به، لأنه أمكن للرمي والصيد، والبارح ما مر من يمينك إلى يسارك، والعرب تتطير به، لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف". وانظر اللسان وتحقيقنا للشعراء لابن قتيبة 337. "ما أمضاك أو ردك": ما أثر عليك فحملك على الإقدام أو النكوص. وهذا الحديث على ضعفه لم أجده في موضع آخر. (1825) إسناده صحيح، وهو مختصر 1820. (1826) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان الخزار، بالزاي ثم الراء، وهو ثقة ثبت، كان من سادات أهل زمانه عبادة وفضلا وورعاً ونسكاً وصلابة في السُّنة وشدة على أهل البدع، و "ابن عون" بالنون، وفي ح "ابن عوف" بالفاء، وهو خطأ، صححناه من ك. رجاء بن حيوة: تابعي ثقة فاضل كثير العلم. يعلى بن عقبة: تابعي، لم يذكر بجرح ولا تعديل. فهو على الستر والثقة، وفى التقريب: "مقبول". ثم هو في هذا الحديث صاحب القصة، والقصة معروفة من رواية أبي بكر بن =

يعلى بن عُقْبة في رمضان، فأصبح وهو جُنُب، فلقي أبا هريرة فسأله؟ فقال: أَفْطِرْ، قال: أفلا أصومُ هذا اليومَ وأجزيَه من يومِ آخر؟ قال: أَفْطرْ، فأتَى مروانَ فحَدَّثه، فأرسل أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحرث إلى أم المؤَمنين فسألها؟ فقالت: قد كان يصبح فينا جُنُباً من غير احتلام ثم يصبح صائماً، فرجَع إلى مروان فحدثه، فقال: الْقَ بها أبا هريرة، فقال: جارٌ جارٌ! فقال: أَعْزِمُ عليك لتَلْقَ به، قال: فلقيه فحدَّثه، فقال: إني لم أسمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنما أنبأنيه اَلفضل بن عباس. قال: فلما كان بعد ذلك لقيتُ رجاءً فقلت: حديثُ يعلَى من حدَّثكه؟ قال: إيايَ حدَّثه. 1827 - حدثنا محمد، هو ابن جعفر، ورَوْح قالا حدثنا شعبة عن

_ = عبد الرحمن بن الحرث، كما مضى 1804. وهذا الحديث بهذا السياق لم أجده في مصدرآخر، ولكن أشار الحافظ في التهذيب 11: 404 إلى أنه عند النسائي، ولم أجده فيه، فلعله في السنن الكبرى. وقوله "بني" أي دخل بزوجه، كما هو ظاهر، وكتب بدله في ح "حدثني"! وهو تصحيف عجيب! والظاهر أنها رسمت في بعض النسخ من غير نقط، فظها بعض الناسخين "ثنى" اختصار "حدثني" ورسمت في ك "بنا" بالألف، ورسمها بالياء أجود، الفعل ياتي، يقال "بني البناء يبنيه بنياً وبناء وبنى، مقصور، وبنياناً وبنية وبناية". وقوله "وأجزيه" أي أقضيه، من الجزاء وهر القضاء، ومنه الحديث في اللسان: "قد كن نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحضن، أفأمرهن أن يجزين؟ أي يقضين". ورسم في ح "وأجزئه" بالهمزة، ويمكن توجيهه أن يكون رباعياً، من قولهم "يجزئ هذا من هذا" أي كل واحد منهما يقوم مقام صاحبه. وقوله "أم المؤمنين ": الظاهر أنه يريد عائشة، وإن كان في الروايات الأخرى أنه سأل عائشة وأم سلمة. وقوله "جار جار" يريد أنه جار، فيريد أن لا يجبهه بالرد عليه، له حرمة الجوار. وفى ك "جاري جاري". والذي يقول في آخر الحديث: "فلما كان بعد ذلك لقيت رجاء" إلخ، هو ابن عون، كما هو ظاهر. في ك: "أعزم عليك لتلقي به، قال: فلقيته فحدثته". (1827) إسناده صحيح، وهو مكرر 1808، 1825.

علي بن زيد عن يوسف عن ابن عباس عن الفضل: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، فكان يلبِّى حتى رمى الجمرة، قال روح: في الحج، قال روحِ، يعني في حديثه: قال حدثنا على بن زيد قال: سمعت يوسف بن ماهَك، كلاهما قال: ابن ماهَك. 1828 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا سعيد حدثنا كَثير بن شنْظير عن عطاء بن أبي ربَاَح عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عَباس: أنَه كَان رِدْفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، وكانت جاريةٌ خلفٍ أبيها، فجعلتُ أنظر إليها، فجَعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصرف وجهىِ عنها، فلم يَزَل من جَمْع إلى منىً رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يلبِّي حتى رمَى الجمرةَ يومَ النحر. 1829 - حدثنا بَهْز حدثنا همّام حدثنا قَتادة حدثني عَزْرَة عن

_ (1828) إسناده صحيح، محمد بن جعفر: لقبه "غندر" بضم الغين وسكون النون وفتح الدال، وهو ثقة ثبت، من أثبت الناس في حديث شعبة. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وهو ثقة مأمون. كثير بن شنظير، بكسر الشين وسكون النون وكسر الظاء المعجمة: قال أحمد وابن معين: "صالح" ووثقه ابن سعد، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 215 فلم يذكر فيه جرحاً، وقال النسائي في الضعفاء 26: "ليس بشىء"، وأخطأ ابن حزم فضعفه جداً. والحديث مكرر 1823. وانظر 1890 و 2266. (1829) إسناده مشكل جداً. ظاهره الاتصال، وحقيقته الانقطاع، وهو متصلاَ أشد إشكالاً منه منقطعَاً، فلو قال قتادة "عن عزرة" بدل "حدثني عزرة" لاحتمل أن يكون قتادة سمعه من شيخ لم يسمه وأعرض عن ذكره، ولو كان فيه "الشعبي عن الفضل، وعن أسامة" لكان مرسلا ظاهر الإرسال، ولكن الذي ثبت فيه "الشعبي أن الفضل حدثه" "الشعبي أن أسامة حدثه"!. عزرة، بفتح العين والراء وبينهما زاي ساكنة: هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن المديني، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 65 والجرح والتعديل 2/ 3/ 21 - 22. والحديث قال ابن أبي حاتم في المراسيل 659: "سألت أبي عن حديثين رواهما همام عن قتادة عن عزرة عن الشعبي أن أسامة =

الشعبي: أن الفضل حدثه: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - من عرفة، فلم ترفع راحلته رجلَها غاديةً حتى بلغ جَمْعاً، قال: وحدثني الشعبي: أن أسامة حدثه: أنهِ كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - من جَمْع، فلم ترفع راحلتُه رجلها غاديةً (1) حتى/ رمى الجمرة. 1830 - حدثنا أبو كامل حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن الفضل بن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام في الكعبة فسبَّح وكبَّر ودعا الله واستغفره، ولم يركع ولم يسجد.

_ = ابن زيد حدثه أنه كان ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - عشية عرفة، هل أدرك الشعبيَّ أسامة؟ قال: لا يمكن أن يكون الشعبي سمع من أسامة هذا، ولا أدرك الشعبي الفضل بن العباس"، وجزم الحاكم في علوم الحديث 111 بأن الشعبي لم يسمع من أسامة، وحكى الحافظ هذه الأقوال وغيرها في ترجمة الشعبي من التهذيب 5: 68 وكذلك أشار إلى إرسال روايته عن الفضل في ترجمة الفضل 8:.280 أما جزم أبي حاتم والحاكم ومن تبعهما بأن الشعبي لم يسمع من أسامة فلا دليل عليه، وأنت ترى أن أبا حاتم حاد عن سؤال ابنه، ابنه يسأله: "هل أدرك الشعبي أسامة؟ " فيجيب: "لا يمكن أن يكون الشعبي سمع من أسامة"، ولماذا لا يمكن؟! لا ندري، إن الشعبي ولد سنة 19 وأسامة بن زيد مات سنة 54 أو 58 أو 59 وقد ذكره البخاري في الصغير فيمن مات بين سنتي 50 - 60 فقد عاصره الشعبي أكثر من 30 سنة، فأين عدم الإمكان! وأما أنه لم يدرك الفضل، فإن الأدلة تؤيده، لأن الفضل مات سنة 18 في خلافة عمر، بل جزم البخاري في الكبير 4/ 1/ 114 بأنه مات في خلافة أبي بكر، وحكى القولين في الصغير 20، 28، وأيهما كان فإن الشعبي لم يدركه، فتصريحه هنا بأن الفضل حدثه مشكل أي إشكال، مع صحة الإسناد وثقة رواته. وأما معنى الحديث فصحيح، انظر 1816، 1820. (1) الصواب عادية كما أثبتنا، وفى الأصول بالمعجمة، ولكن انظر 2099 وسنن أبي داود 2/ 194. (1830) إسناده صحيح، أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الحافظ الثقة الثبت. والحديث مختصر 1819.

1831 - حدثنا مروان بن شجاع عن خُصَيف عن مجاهد عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أردف أسامةَ من عرفات إلى جَمْع، وأردفِ الفضل من جَمْع إلى منًى، فأخبره بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبِّي حتى رمى جمرة العقبة. 1832 - أنبأنا كَثير بن هشام حدثنا فُرات حدثنا عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عِن الفضل بن عباس: أنه كان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبِّي حتى رمى جمرة العقبة. 1833 - حدثنا أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله حدثنا أبو

_ (1831) إسناده صحيح، مروان بن شجاع الجزري: ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد وغيرهما، وقال أحمد: "شيخ صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات وفي الضعفاء، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 372 فلم يذكر فيه جرحاً. خصيف بالتصغير، بن عبد الرحمن الجزري الخضرمي: اختلف فيه كثيراً، والحق أنه ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 208 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء، وقال النسائي في الضعفاء11: "ليس بالقوي"، والظاهر أن ما أنكر عليه من الخطأ إنما هو من الرواة عنه من الضعفاء. "الخضرمي" بكسرالخاء والراء بينهما ضاد معجمة ساكنة، نسبة إلى "خضرمة" قرية من قرى اليمامة. والحديث مكرر 1820. وانظر 1829. (1832) إسناده صحيح، فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القزاز، وهو ثقة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 129. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وفرات يروي عن سعيد بن جبير مباشرة، ولكنه روى عنه هنا بالواسطة. سعيد بن جبير: هو التابعي المشهور الثقة الأمين، قتله الحجاج ظلماً سنة 95 وهو ابن 49 سنة. وفي ح "سعد بن جبير" وهو خطأ واضح. والحديث مختصر ما قبله. (1833) إسناده ضعيف، من وجهين. أبو إسرائيل: هو الملائي، وهو ضعيف، كما قلنا في 974. فضيل بن عمر الفقيمي: ثقة حجة. والوجه الثاني من الضعف والتردد بين ابن عباس وأخيه الفضل، فإن سعيد بن جبير سمع عبد الله بن عباس، ولكنه لم يدرك =

حديث تمام بن العباس بن عبد المطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم

إسرائيل عن فُضَيل بن عَمْرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أو عن الفضل بن عباس أو [عن] أحدهما عن صاحبه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد أن يحج فليتعجَّلْ، فإنه قد تَضِلَّ الضَّالَّهُ: ويمرض المريض وتكون الحاجَة". 1834 - حدثنا وكيع حدثنا أبو إسرائيل العبسي عن فَضَيل بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل أو أحدهما عن الآخر قال: قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِن أراد الحج فليتعجَّل، فإنه قد يمرض المريض وتَضِلُّ الضالَّة وتعْرِض الحاجَةُ". {حديث تَمَّام بن العباس بن عبد المطلب عن النبي (1) - صلى الله عليه وسلم} 1835 - حدثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر قال حدثنا سفيان عن

_ = الفضل. والحديث رواه ابن ماجة 2: 107 من طريق وكيع، وهو الإسناد الآتي بعد هذا، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 4: 340 من طريقين عن إسماعيل "الكوفي" و"أبي إسرائيل الملائي" ظنهما رجلين، وإسماعيل هو أبو إسرائيل. وفى الباب حديث رواه أبو داود 2: 75 من طريق الحسن بن عمرو الفقيمي عن مهران أبي صفوان عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد الحج فليتعجل" ورواه الحاكم 1: 448 والبيهقى 4: 339 - 340وسيأتي 1973، 1974. ومهران هذا: قال أبو زرعة: "لا أعرفه إلا في هذا الحديث" وذكره ابن حبان في الثقات، وترحمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 428 فلم يذكر فيه جرحاً. الحسن بن عمرو الفقيمي: هو أخو فضيل بن عمرو، وهو ثقة حجة، وترجمه البخاري أيضاً 1/ 2 /296. كلمة [عن] زيادة من ك، وفى ح "أو إحداهما عن صاحبه"! وهو خطأ واضح. وانظر 2869، 2975. (1834) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (1) هو تمام بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله. وكان أصغر ولد العباس، وبه تم له من الولد عشرة. وقد ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ورآه صغيراً، ولكن ليست له صحبة ولا رواية، ولذلك ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: "حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، وإنما رواه عن أبيه". انظر الإصابة 1: 194. (1835) إسناده ضعيف، لإرساله، كما أشرنا في ترجمة تمام آنفاً. سفيان: هو الثوري. أبو علي =

أبي علي الزّراد قال حدثني جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه قال: أتوُا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أوأُتِيَ، فقال: "ما لى أراكُمْ تأتوني قُلحاً؟! استاكوا، لولا أن أشُقَّ على أمتي لَفَرَضْتُ عليهم السواكَ كما فرضتُ عليهم الوضوء".

_ = الزراد: هو الصيقل، ترجمه البخاري في الكنى 52 "أبو على الصيقل عن جعفر بن تمام، روى عنه منصور والثوري، نسبه الأشجعي عن سفيان" وترجمه الحافظ في التعجيل 507 وقال: "عنه الثوري وأبو حنيفة، وسماه الحسن. قال أبو علي بن السكن: مجهول". وترجمه في لسان الميزان 6: 414 وحكى كلام الذهبي: "وعنه منصور، وقيل إن الثوري روى عنه"، وبنبغي أن يحكم بتوثيقه، فقد نقل في التهذيب 10: 313 في ترجمة منصور بن المعتمر عن الآجري عن أبي داود: "كان منصور لا يروي إلا عن ثقة"، ورواية منصور عنه ثابتة في أسانيد سنذكرها. "الزراد" بالزاي ثم الراء، ويصحف في كثير من كتب التراجم وغيرها "الرداد" وهو خطأ. جعفر بن تمام بن العباس: مدني تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة، وترجمه البخاري في الكبير1/ 2/ 186 - 187 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث في مجمع الزوائد 1: 221 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير ... وفيه أبو علي الصيقل، وهو مجهول". وإسناده هنا كما ترى: "سفيان عن أبي على الزراد" كما هو ثابت في ك ح، وكذلك رواه ابن الأثير في أسد الغابة1: 212 - 213 بإسناده من طريق المسند، وقال: "ورواه جرير عن منصور مثله، ورواه سريج بن يونس عن أبي حفص الأبار عن منصور عن أبي على عن جعفر بن تمام عن أبيه عن العباس نحوه". مبين أنه اختلف على منصور: أفيه العباس أم لا؟ وأنه لم يختلف على الثوري في أنه لم يذكر فيه العباس. ولكن قال البخاري في الكبير 1/ 2/ 157 في ترجمة تمام: "قال لى محمد بن محبوب: حدثنا عمر بن عبد الرحمن عن منصور عن أبي علي عن جعفر بن تمام عن أبيه عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تدخلون عليّ قلحاً! استاكوا. وقال الثوري عن منصور عن أبي علي الصيقل عن تمام بن عباس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال جرير عن منصور عن أبي علي عن جعفر بن تمام بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه"! فجعل الخلاف كله على منصور، وجعل الثوري راوياً إياه عن منصور، وأظن أن البخاري لم يحفظ هذه الأسانيد فأخطأ فيها، فإنه جزم في ترجمة =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = أبي علي في الكنى بأن الثوري يروي عنه، وهو يوافق رواية المسند. وقال الحافظ في لسان الميزان 6: 414 في ترجمة أبي علي: "ورواية الثوري عنه في مسند الإمام أحمد، وكأن منصوراً سقط من المسند، فإن الحديث مشهورعن منصور، رواه عنه فضيل بن عياض وبحر وعبد الحميد وزائدة وسنان بن عبد الرحمن وقيس بن الربيع، وهؤلاء الثلاثة من أقران سفيان. ثم إن من سمينا رووه عن منصور فلم يذكروا العباس في المسند، بل نفرد بذكر العباس فيه عمر بن عبد الرحمن الأبار". وحكى الحافظ الخلاف على منصور في هذا الحديث حكايتين متضاربتين، في الإصابة 1: 194 وفى التعجيل 59 - 60 وجعل فيهما أن رواية سفيان إنما هي عن منصور، وأنا أرجح أن هذا خطأ، وأن سفيان ومنصوراً رويا الحديث عن أبي الزراد، فجاءت رواية سفيان كما في المسند، واضطربت الرواية عن منصور، ولم تختلف الرواية عن سفيان إلا فيما روى عنه معاوية بن هشام: "حدثنا سفيان عن أبي على الصيقل عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم عن أبيه قال: أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلخ، وستأتي هذه الرواية في المسند 15720، ومعاوية بن هشام ثقة كما قلنا في 1069، ولكنه يخطئ فهذه الرواية من أغلاطه. وقول ابن حبان في ترجمة تمام: "حديثه مرسل وإنما رواه عن أبيه" هو الصواب، فقد روى الحديث الحاكم في المستدرك 1: 146 مختصراً من طريق إسحق بن إدريس البصري: "حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار حدثني منصور عن جعفر بن تمام عن أبيه عن العباس بن عبد المطلب" مرفوعاً، وإسحق بن إدريس الأسواري البصري: ضعيف جداً، ولكن لم ينفرد بروايته هكذا عن عمر بن عبد الرحمن، فقد رواه البزار من طريق سليمان بن كران، بفتح الكاف وتخفيف الراء، وقال: "بصري لا بأس به" عن عمر الأبار عن منصور عن أبي على الصيقل عن جعفر بن تمام عن أبيه عن جده العباس بن عبد المطلب، نقله الذهبي في الميزان وعنه الحافظ في لسان الميزان 3: 101 ثم قال الذهبي: "وقد رواه فضيل بن عياض عن منصور، فخلص منه سليمان"، قال الحافظ: "قد رواه البغدادي في معجمه عن سريج بن يونس عن الأبار. فخلص سليمان من عهدته". وعمر بن عبد الرحمن الأبار: ثقة حافظ، كما قلنا في 1376، وفضيل بن عياض: ثقة مأمون =

حديث عبيد الله بن العباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم

1836 - حدثنا جِرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَصُفُّ عبدَ الله وعبيد الله وكَثيراً، بني العباس، ثم يقول: "من سَبَقَ إلىَّ فله كذا وكذا"، قال: فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبّلهم، ويَلزَمُهُمْ. {حديث عُبيد الله بن العباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (1)}

_ = رجل صالح، وسريج بن يونس: ثقة أيضاً. وقد سبق أن نقلنا إشارة ابن الأثير إلى رواية سريج بن يونس، كحكاية الحافظ إياها، ورواية البخاري من طريق محمد بن محبوب عن عمر الأبار، التى نقلنا عنه آنفاً، وهي كرواية ابن الأثير والحافظ، ولكن فيها "عن ابن عباس "بدل" عن جده " أو "عن العباس"، فإما أن يكون هذا خطأ من البخاري أو من محمد بن محبوب، وإما أن يكون خطأ من ناسخي التاريخ الكبير، ومجموع هذه الروايات- عندي- تدل على صحة هذا الحديث، وأنه عن تمام بن العباس عن أبيه. "قلحاً" بضم القاف وسكون اللام: جمع "أقلح"، والقلح، بفتحتين: صفرة تعلو الأسنات ووسخ يركبها. (1836) إسناده ضعيف، لإرساله. عبد الله بن الحرث بن نوفل: تابعي ولد في حياة رسول الله، كما قلنا في 783، ولكنه حديثه عنه مرسل. والحديث في مجمع الزوائد 9: 285 وقال: "رواه أحمد وإسناده حسن"! فنسي أن يذكر علته. وذكره الحافظ في التهذيب 8: 421 ونسبه للبغوي عن داود بن عمرو عن جرير، ثم قال: "وهو مرسل جيد الإسناد، وقد رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن جرير مثله". وأشار إليه الحافظ في الإصابة 4: 198 و 5: 317 - 318. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة 3: 340 عن المسند. كثير: هو ابن العباس أيضاً، كما هو ظاهر. وفى ح "وكثيراً من بني العباس"! كأن ناسخها ظن "كثيراً" غير علم فزاد حرف "من". وأثبتنا ما فيه ك والتهذيب وأسد الغابة، وفى الإصابة "وكثيراً، أولاد العباس" وهي ترفع الإبهام. (1) هو عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله، وهو من صغار الصحابة، كان أصغر من أخيه عبد الله بسنة، وحقق الحافظ في التهذيب 7: 19 - 20 أن عمره كان حين مات رسول الله اثنتى عشرة سنة والراجح أن سنه كانت 14 سنة، لأن الصحيح أن سن أخيه عبد الله كانت 15 سنة عند وفاة النبي، وعبيد الله أصغر من عبد الله =

1837 - حدثني هُشيم أنبأنا يحيى بن أبي إسحق عن سليمان بن

_ = بسنة واحدة. وسبقت الإشارة إليه في 1760، 1790، 1812، 1836. (1837) إسناده صحيح، ونقله الحافظ عن المسند بهذا الإسناد في الإصابة 8: 87، وأشار إليه فيه أيضاً 4: 198 وقال: "ورجاله ثقات، إلا أنه ليس بصريح بأن عبيد الله شهد القصة" يعني فيكون من مراسيل الصحابة. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة 3: 341 عن المسند، وأشار إليه أيضاً 5: 460، 514. وعزاه للنسائي في ذخائر المواريث 2936 في أحاديث ابن عباس، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 340 مختصراً عن "عبيد الله والفضل ابن العباس" وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" فلم ينسبه للمسند. وهو في النسائي 2: 97 عن على بن حجر عن هشيم عن يحيى عن أبي إسحق عن سليمان ابن يسار عن عبد الله بن عباس. وهو عندي خطأ، ليس من النسائي، ولكنه من الناسخين، ولكنه خطأ قديم، فقد ثبت هكذا في السنن المطبوعة وفى نسختين مخطوطتين منها عندي. والخطأ فيه في موضعين: في قوله "يحيى عن أبي إسحق"، وصوابه "يحيى بن أبي إسحق" وقد جاء على الصواب في الاستيعاب 752 نقلا عن النسائي، والموضع الآخر في قوله "عبد الله بن عباس" وصوابه "عبيد الله بن عباس" وهذا يدل على أن الخطأ قديم في كثير من نسخ النسائي على الأقل، وإلا لم ينسبه الحافظ في الإصابة إلى مسند أحمد وحده، بل لذكر النسائي أيضاً إن شاء الله، على عادتهم في تقديم نسبة الحديث إلى أحد الكتب الستة إن كان فيها. ولكن التهذيب حين ترجم لعبيد الله بن العباس رمز له بحرف "س" وهو رمز النسائي، وقال: "رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه حديث العسيلة". فهذا يدل على أن الحافظ المزي مؤلف "التهذيب" الأصلي رآه في سنن النسائي "عبيد الله بن عباس" على الصواب فرمز له برمز النسائي، وتبعه الحافظ في "تهذيب التهذيب" وفي "التقريب". وأصرح منه أن الخزرجي في الخلاصة رمز له بالرمز نفسه، وقال: "له عنده فرد حديث" فهو يشير إلى هذا الحديث قطعاً. ولعل هذا هو الذي حدا بالهيثمي إلى أن لا يذكره في مجمع الزوائد بل ذكره عن "عبيد الله والفضل" لأنه لم يرد في شيء من الكتب الستة عن الفضل، فكان من الزيادات بالنسبة له. الغميصاء أو الرميصاء: امرأة أخرى غير أم سليم بنت ملحان، أم أنس بن مالك، فإنها تلقب أيضاً =

مسند عبد الله بن العباس بن عبد الطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم

يَسَار عن عُبيد الله بن العباس قال: جاءت الغُمَيْصَاء، أو الرُّمَيْصَاء، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشكو زوجها، وتزعم أنه لا يصل إليها، فما كان إلا يسيراً حتى جاء زوجها، فزعم أنها كاذبة، ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأوَّل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس لكِ ذلك حتى يذوقَ عُسَتيْلَتَك رجلٌ غيره". {مسند عبد الله بن العباس بن عبد الطلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (1)} أنبأنا أبو على الحسن بن علي بن محمد بن المُذْهب الواعظ (2) قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك قراَءةً عليه، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي من كتابه.

_ = بذلك، ولكنها كانت تحت أبي طلحة، ولم تكن لها هذه الحادثة. "الغميصاء" بضم الغين المعجمة, ووقعت في بعض المراجع بالعين المهملة، وهو خطأ. و"الرميصاء" بضم الراء أيضاً. "عسيلتك": في النهاية: شبه لذة الجماع بذوق العسل، فاستعار لها ذوقاً وإنما أنت لأنه أراد قطعة من العسل ... وإنما صغره إشارة إلى القدر القليل الذي يحصل به الحِل". وقد أشار الحافظ في الإصابة 8: 153 وغيره إلى أن زوجها هذا هو عمرو بن حزم. (1) هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وهو ترجمان القرآن، دعا له رسول الله بالحكمة، ودعا له بالفقه في الدين وبعلم التأويل. كان ابن عمر يقول "ابن عباس أعلم أمة محمد بما أنزل على محمد" وهو حبر هذه الأمة. كانت سنه خمس عشرة سنة عند وفاة رسول الله، على الصحيح. وقد مضى بإسناد صحيح 1656 أن عمر سأله هل سمع من رسول الله أو أحد من أصحابه في الشك في الصلاة، وكفى بهذا حجة في فضله وجلالة قدره، وكفى بعمر شاهداً. وأمه أم الفضل لبابة بنت الحرث الهلالية، أخت ميمونة أم المؤمنين. مات بالطائف سنة 68، وقيل 69، وقيل 70. رضي الله عنه ورحمه. (2) الذى يقول: "أنبأنا أبو على الحسن بن علي بن محمد بن المذهب الواعظ" هو الشيخ أبو القاسم هبة الله الشيباني، كما يعرف مما مضى في الجزء الأول ص 29، 44، 153. وهذا الإسناد ثابت في هذا الموضع في الأصلين، فأثبتناه في موضعه.

1838 - حدثنا هُشيم أنبأنا عاصمِ الأحول ومغيرةُ عن الشعبي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب من زمزم وهو قائم. 1839 - حدثنا هُشيم أخبرنا أَجْلَح عن يزيد بن الأصَمّ عن ابن عباس: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما شاء الله وشئتَ! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أجعلتني والله عَدْلاً؟! بل ما شاء الله وحدَه". 1840 - حدثنا هُشيم عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس: مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسي ودعا لى بالحكمة. 1841 - حدثنا هُشيم حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن

_ (1838) إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن مقسم، بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين، الضبي، وهو ثقة مأمون فقيه. والحديث رواه الترمذي 3: 111 من طريق هشيم، وقال: "حسن صحيح". وقال شارحه: "وأخرجه الشيخان". (1839) إسناده صحيح، الأجلح: هو ابن عبد الله الكندي، وهو ثقة، تُكلم فيه من قِبل حفظه، ووثقه العجلي وعمرو بن علي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 68 فلم يذكر فيه جرحاً. يزيد بن الأصم بن عبيد البكائي، بفتح الباء وتشديد الكاف، من بني عامر بن صعصعة: هو ابن أخت ميمونة بنت الحرث أم المؤمنين، وأمه برزة بنت الحرث، فابن عباس ابن خالته، وهو تابعي ثقة. العدل. بفتح العين وكسرها: المثل. والحديث سيأتي في 964 و 2561. (1840) إسناده صحيح، خالد: هو الحذاء. ورواه الترمذي بمعناه من طريق خالد 4: 351 وصححه، ونسبه شارحه للشيخين والنسائي وابن ماجة. وانظر 2397 و 2422 و 2881 و 3023 و 3033. (1841) إسناده صحيح، وفى البخاري حديث نحوه بمعناه. انظر المنتقى 2666. وهذا رسول الله، أشرف الخلق، وأنظف الناس وأطهرهم، يأبى أن يؤتى بشراب خاص له من بيت عمه العباس، ويأبى إلا أن يشرب مما يشرب الناس ويضعون فيه أيديهم. فانظروا ماذا يفعل المترفون، بل ماذا يفعل المتوسطون ممن يتشبهون بالمترفين، يأنف أحدهم أن يشرب من =

عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف بالبيت وهو على بعيره، واستلم الحَجَر بمحْجَنٍ كان معه، قال: وأتَى السِّقايةَ/ فقال: "اسقوني"، فقالوا: إن هذا يَخَوُضه الناس، ولكنَّا نأتيك به من البيت، فقال: "لا حاجة لي فيه، اسقوني مما يشربُ منه الناس". 1842 - حدثنا هُشيم عن أبي بشْرعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الخبرُ كَالمعاينة". 1843 - حدثنا هُشيم أخبرنا أبو بشْر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بتُّ ليلةً عند خالتى ميمونةَ بنتِ الحرث، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندها في ليلتها، فقام يصلي من الليل، فقمتُ عن يساره لأصلي بصلاته، قال: فأخذ بذؤابةٍ كانت لي، أو برأسى، حتى جعلني عن يمينه. 1844 - حدثنا هُشيم أنبأنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما خُيِّرتْ بَريرُة رأيب زوجها يتبعها في سكك المدينة ودموعُه تسيل على لحيته، فكُلِمّ العباس ليكلم فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -[فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]، لبَريرة: "إنه

_ = شراب أخيه مثيله. بل كثيراً ما رأينا بعض المترفين يأنفون أن يضع الناس أيديهم في أيديهم مصافحين، يقذرونهم!! ولعلهم أقرب إلى الخير والإيمان والتنزه منهم. والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 5/ 193 وذُكر نحوه عند أبي داود. وانظر 2946. (1842) إسناده صحيح، أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. والحديث مختصر 2447. ونسب السيوطي في الجامع الصغير 7575 الحديث المطول للطبراني والحاكم أيضاً. (1843) إسناده صحيح، وانظر 2164، 3490. (1844) إسناده صحيح، بريرة بفتح الباء وكسر الراء: مولاة كانت لبعض الأنصار فكاتبوها، فأدت عنها عائشة فأعتقتها، فصارت مولاة عائشة. وخيرها رسول الله بعتقها، فاختارت نفسها. وقصتها معروفة في الصحيحين وغيرهما من حديث عاشة وغيرها، وهي التى جاء فيها الحديث "الولاء لمن أعتق". وانظر ما يأتي 2542. وانظر المنتقى 3520 - 3526.

زوجُك"، فقالت: تأمرني به يا رسول الله؟ قال: "إنما أنا شافع"، قال: فخيَّرها، فاختارت نفسها، وكان عبداً لآل المغيرة، يقال له مُغيثٌ. 1845 - حدثنا هُشيمِ عن أبي بشْر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن ذرَاري المشرَكين؟ فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". 1846 - حدثنا هُشيم أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مِهْرَانَ عن ابن عباس قال: قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس وستين. 1847 - حدثنا هُشيم أتبأنا عمرو بن دينار عن طاوسِ عن ابن عباس قال: الطعامُ الذي نَهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يباع حتى يُقْبَض، قال ابن

_ (1845) إسناده صحيح، ورواه البخاري 3: 195 - 196 من طريق شعبة، ومسلم 2: 302 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي بشر. وسيأتي 3035. (1846) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 307 بإسنادين آخرين، وقال: "هذا حديث حسن الإسناد صحيح". وكذلك رواه مسلم 2: 219 - 220 من الوجه الذي رواه منه الترمذي، وسيأتي معناه مراراً، منها 1945، 2640، 3380، وانظر أيضاً 2399, 2680. وقد جاء عن ابن عباس أن سنه - صلى الله عليه وسلم - كانت 63 سنة في صحيح مسلم وغيره، وسيأتي ذلك مراراً، منها 2017، 2242، 3429، 3503، 3516. وانظر شرح الترمذي 4: 297. والحديث نقله ابن كثير في التاريخ 5/ 259. وقال تفرد به أحمد، وانظر أيضاً 2035 و 2325 و 2640. (1847) إسناده صحيح، طاوس بن كيسان: ثقة من سادات التابعين. هشيم: هو ابن بشير، كما هو ظاهر، وفى ح "هاشم" وهو خطأ صححناه من ك، ويؤيده أنه ليس في شيوخ أحمد من يسمى "هاشما" إلا "هاشم بن القاسم" ولم يذكر أنه ممن يروي عن عمرو بن دينار. وقوله "الطعام" مبتدأ، و "الذي" خبر، وهذه صيغة تفيد الحصر، يريد أن الذي علمه من النهي عن البيع قبل القبض إنما هو في الطعام، ثم يرى أن المعنى عام في كل بيع، وأن الطعام وغيره في ذلك سواء، والحديث بمعناه رواه الجماعة إلا الترمذي، انظر المنتقى 2823. وسيأتي أيضاً 1928 و 2438 و 3275 و 3346.

عباس: وأحسبُ كلَّ شيء مثله. 1848 - حدثنا هُشيم أنبأنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: خَطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "إذا لم يجد المحرم إزاراً فليلبس السراويل، وإذا لم يَجد النعلين فليلبس الخفين". 1849 - حدثنا هُشيم قال أخبرنا يزيد بن أبي زياد عن مِقْسَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرمٌ صائم. 1850 - حدثنا هُشيم أنبأنا أِبو بِشْر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رجلا كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَوقصَتْه ناقته وهو محرمِ فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اغسلوه بماء وسدْر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسُّوه بطيب، ولا تُخَمِّروا رأسَه، فإنه يُبعثُ يومَ اَلقيامة مُلبياً".

_ (1848) إسناده صحيح، جابر بن زيدة هو أبو الشعثاء، وهو تابعي ثقة من فقهاء أهل البصرة بشهادة ابن عمر، وكان من أعلم الناس بكتاب الله. والحديث رواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2439. وسيأتي أيضاً 2015 و 2526. (1849) إسناده صحيح، ورواه أيضاً أبو داود والترمذي وصححه، كما في المنتقى 2133. (1850) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى 1808. وقصته: الوقص: كسر العنق. السدر، بكسر السين وسكون الدال: شجر النبق. لا تخمروا رأسه: أي لا تغطوه، والخمار: غطاء الرأس."ملبياً" بهامش ك نسخة "ملبداً" وفى التهذيب 11: 62 في ترجمة هشيم: "قال حنبل: سمعت أحمد يقول: قال هشيم في حديث المحرم: يبعث يوم القيامة ملبداً، والناس يقولون: ملبياً". ورواية مسلم عن محمد بن مصباح ويحيى بن يحيى عن هشيم "ملبداً". انظر شرح النووي 8: 128 - 129. قال في النهاية: "وتلبيد الشعر: أن يجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام لئلا يشعث ويقمل، إبقاء على الشعر، وإنما يلبَّد من يَطُول مكثه في الإحرام". وانظر 1914 و 2395 و 2591.

1851 - حدثنا هُشيم أَخبرنا عَون عن زياد بن حُصين عن أَبي العالية عن اين عباس قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَداة جَمْعٍ: "هَلمَّ الْقُطْ ليِ"، فلَقَطْتُ له حَصَياتٍ من حَصى الخَذْف، فلما وضعهنَّ في يده قال: "نعمْ، بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلوَّ في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين". 1852 - حدثنا هُشيم عن منصورعن ابن سيرين عن ابن عباس: أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سافر من المدينة لا يخاف إلا الله عز وجل، فصلى ركعتين ركعتين حتى رجع.

_ (1851) إسناده صحيح، زياد بن حصين أبو جهمة الرياحي: تابعي ثقة، أبو العالية: هو رفيع، بالتصغير، ابن مهران الرياحي، وهو تابعي كبير مخضرم، مجمع على ثقته. والحديث في الجامع الصغير 2909 ونسبه أيضاً للنسائي وابن ماجة والحاكم. (1852) إسناده صحيح، منصور: هو ابن زاذان الواسطي، وهو ثقة ثبت. ابن سيرين: هو محمد ابن سيرين إمام وقته، وهو ثقة مأمون، وفى المراسيل لابن أبي حاتم 68 - 69 عن عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: "لم يسمع محمد بن سيرين من ابن عباس، يقول كلها: نبئت عن ابن عباس"، وعن ابن المديني: "أحاديث محمد بن سيرين عن ابن عباس قال: نبئت، إنما سمعها محمد من عكرمة، لقيه أيام المختار، ولم يسمع ابن سيرين من ابن عباس شيئاً". وهذا ليس بتعليل، ولا دليل على الجزم به، فابن سيرين عاصر ابن عباس طويلا، فهو على السماع حتى يتبين خلافه. وقد صحح الأيمة روايته عن ابن عباس. والحديث رواه الترمذي رقم 547 من شرحنا وقال: "حسن صحيح"، ونقله ابن كثير في التفسير 2: 558 من كتاب ابن أبي شيبة بإسناده، ورواه أيضاً النسائي 1: 211. وانظر حديث عمر 174. وسيأتي أيضا 1995. وقد تكلمنا في الشرح في سماع ابن سيرين من ابن عباس، ورجحنا سماعه ثم ثبت لى بعد ذلك سماعه منه فسيأتي بإسناد صحيح 2188، عن أيوب عن محمد بن سيرين أن ابن عباس حدثه. وهذا نص قاطع.

1853 - حدثنا هُشيم أنبأنا أَبو بشْر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُتَوار بمكة {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فَلما سمع ذلك المشركون سَّبواِ القرآن وسبَّوا مَن أَنزله ومن جاء به، قال: فقال الله عز وجل لنبيه {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أى بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}. 1854 - حدثنا هُشَيم أَنبأنا داود بن أَبى هند عن أبي العالية عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بوادي الأزرق، فقال: "أَيُّ واد هذا؟ " قالوا: هذا وادي الأزرق، فقال: "كأني أَنظر إلى موسى عليه السلام/ وهوِ هابط من الثنية وله جُؤَارٌ إلى الله عز وجل بالتلبية"، حتى أَتى على ثَنيَّة هَرْشاء، فقال: "أي ثَنيَّة هذه؟ " قالوا: ثنية هرشاء. قال: "كأني انظر إلىَ يونس بن متَّى على ناقةٍ حمراء جَعْدة، عليه جُبَّةٌ من صوف، خطام ناقته خُلْبَة"، قال هشيم: يعني لَيف، "وهو يلبَّي".

_ (1853) إسناده صحيح، وقد سبق بهذا الإسناد 155 في أثناء مسند عمر. (1854) إسناده صحيح، وفى ح "أبو داود بن أبي هند"، وهو خطأ، صحناه من ك. والحديث رواه مسلم 1: 60 - 61 عن أحمد بن حنبل وسريج بن يونس عن هشيم، ثم رواه بإسناد آخر أيضاً. ورواه ابن ماجة 2: 109 من طريق داود بن أبي هند. الجؤار، بضم الجيم وفتح الهمزة. رفع الصوت والاستغاثة. هرشاء: كذا هو بالمد في الأصلين، والذي في صحيح مسلم والنهاية ومعجم البلدان "هرشى" بالقصر، وهي ثنية بين مكة والمدينة، وقيل جبل قرب الجحفة. ناقة جعدة: مجتمعة الخلق مكتنزة اللحم شديدة. الخطام، بكسر الخاء: الحبل الذي يقاد به البعير يجعل على خطمه. الخلبة، بضم الخاء وفتح الباء وبينهما لام ساكنة أو مضمومة: هي الليف، كما فسرها هشيم. وانظر 2067 و 2501 و 2502.

1855 - حدثنا هُشيم أنبأنا أصحابنا منهِم شعبة عن قتادة عن أبي حَسَّان عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَشْعر بَدَنته من الجانب الأيمن، ثم سَلَتَ الدمَ عنها وقلَّدها بنعلين. 1856 - حدثنا هُشيم أنبأنا يزيد بن أبي زياد عن مقْسَم عن ابن عباس: أن الصَّعْب بن جثَّامة الأسديَّ أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رِجْلَ حمار وحشٍ وهو محرم، فردَّه، وقال: "إنا محرمون". 1857 - حدثنا هُشيم أخبرنا منصورعن عطاء عن ابن عباس: أن النِبِي - صلى الله عليه وسلم - سُئِل عمَّن حلَق قبل أن يَذْبح ونحو ذلك؟ فجعل يقول: "لا حَرَج، لاحَرَج". 1858 - حدثنا هُشيم أخبرنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس عن النبىٍ - صلى الله عليه وسلم -: سئل عمن قدَّم من نُسُكِه شيئاً قبل شيء؟ فجعل يقول: "لاحَرَج".

_ (1855) إسناده صحيح، أبو حسان. هو الأعرج، سبق الكلام عليه 591، 959. والحديث رواه أبو داود 3: 79 - 80 ونسبه شارحه لمسلم والترمذي والنسائي وأبن ماجة. وانظر المنتقى 2681. وفى النهاية. "البدنة تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل اُشبه، وسميت بدنة لعظمها وسمنها". وفى ك "أشعر بدنه" بالجمع، وفى أبي داود نسختان أيضاً، بالإفراد والجمع. وسيأتي مطولا 2296 ورواية أبي داود مطولة كالرواية الآتية. (1856) إسناده صحيح، وراه مسلم 1: 332 - 333 من طريق حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ورواه بأسانيد أخر من حديث ابن عباس عن الصعب بن جثامة. وسيأتي في مسند الصعب مرارًا، منها 16493، 16731. وانظر المنتقى 2479. وسيأتي من طريق حبيب بن أبي ثابت 2530. (1857) إسناده صحيح، ورواه بمعناه الشيخان وغيرهما. انظر المنتقى 2628 - 2630. وانظر ماسيأتي 2338. (1858) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله.

1859 - حدثنا هُشيم أخبرنا يزيد بن أبي زياد عن مقْسَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم اغفرْ للمحلّقين"، فقال رجل: وللمقَصّرين؟ فقال: "اللهم اغفرْ لمحلّقين"، فقال اَلرجل: وللمقصِّرين؟ فقال فىَ الثالثة أو الرابعة: "وللمقصِّرين". 1860 - حدثنا هُشيم عن عبد الملك عن عطاء عِن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفاض من عرفات وِرِدفُه أسامة، وأفاض من جمع ورِدفه الفضل ابن عباس، قال: ولبَّى حتى رمى جمرة العقبة. 1861 - حدثنا هُشيم عن أبي بشْر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن امرأة ركبت البحر، فنذرتْ إنَ الله تبارك وتعالىِ أَنجاها أن تصوم شهرًا، فأنجاها الله عز وجل فلم تَضُم حتى ماتت، فجاءت قرَابةٌ لها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له؟ فقال: "صُومي". 1862 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي حدثنا أيوب عن قتادة عن موسى بن سَلَمة قال: كنَّا مع ابن عباس بمكة، فقلت: إنا اذا كنَّا معكم صلينا أربعاً، وإذا رجَعنا إلى رحالنا صلينا ركعتين؟ قال: تلك سُنّةُ

_ (1859) إسناده صحيح، وفى ابن ماجة 2: 127 حديث آخر في الباب عن ابن عباس. ومعنى هذا الحديث ثابت في الصحيحين، وغيرهما من حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر. انظر المنتقى 2615 وشرح الترمذي 2: 109. (1860) إسناده صحيح، وانظر 1816، 1820، 1821، 1832، 2564. (1861) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 234 - 235 عن عمرو بن عون عن هُشيم. ولابن عباس حديث آخر بمعناه رواه أبو داود والنسائي. انظر المنتقى 4935. (1862) إسناده صحيح، محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، بضم الطاء وتخفيف الفاء: ثقة، وثقه ابن المديني وابن حبان وغيرهما، وتكلم فيه بعضهم من قِبل حفظه، واحتج به البخاري في صحيحه، وترجمه في الكبير 1/ 1/ 156 فلم يذكرفيه جرحاً. موسى بن سلمة بن =

أَبى القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 1863 - حدثنا إسحق، يعني ابن يوسف، حدثنا سفيان عن سِماك اين حرِب عن عكرمة عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُتَّخذَ ذُو الرُّوح غرضاً. 1864 - حدثنا إسحق، يعنىِ ابن يوسف، عن شَريك عن خُصَيف عن مقْسَم عن ابن عباس قال: كَسَفَتِ الشمسُ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحَابُه، فقرأ سورةً طويلة، ثم ركع، ثم رفع رأسه فقرأ، ثم ركع، وسجد سجدتين، ثم قام فقرأ وركع، ثم سجد سجدتين، أربعَ ركَعاتٍ وأربعَ سجدات في ركعتين. 1865 - حدثنا إسحق حدثنا سفيان عن الأعمش عن مُسْلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قالَ أبو بكر: أخرَجوا نبيَّهم؟ إنَّا لله وإنَّا إِليه راجعون! لَيهْلِكُنَّ، فنزلتْ {أُذِنَ

_ = المحبق بتشديد الباء الموحدة المفتوحة، الهذلي: ثقة سمع ابن عباس. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 284. وسيأتي 1996 و 2632 و 2637. (1863) إسناده صحيح، سفيان هو الثوري. ورواه الترمذي 2: 334 من طريق عبد الرزاق عن الثوري، وقال: "حديث حسن صحيح". وفى الجامع الصغير 9546 أنه رواه أيضاً النسائي. الغرض: الهدف. وسيأتي معناه في 2474 و 2480 و 2532 و2586 و 3705. (1864) إسناده صحيح، وهو في معناه مختصر 2711، وقد أشار إليه الترمذي 2: 447 بشرحنا: "وقد روي عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه صلى في كسوف أربع ركعات في أربع سجدات". وانظر ما أشرنا إليه من المراجع هناك، وانظر أيضاً ما يأتي 1975 و2673 و 2674 و 2711. (1865) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 151 من طريق إسحق بن يوسف، وقال: "حديث حسن، وقد رواه غير واحد عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن =

لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)} قال: فعرف أنه سيَكَون قتالَ، قالَ ابن عبَاس: هي أول آيةٍ نزلت فَى القَتال. 1866 - حدثنا عبّاد بن عبّاد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صَوَّر صورةً عُذِّب يوم القيامة حتى يَنْفُخَ فيها، وليس بنافخ، ومن تَحَلَّم عُذِّب يوم القيامة حتى يَعْقدَ شَعيرتين، وليس عاقداً، ومن استمع إلى حديث قوم يَفِرُّون به منه صُبَّ في أُدنيه يومَ القيامة عذابٌ". 1867 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن سالم بن

_ = جبير مرسلا وليس فيه ابن عباس". وكأنه يريد بهذا تعليل الحديث، ولذلك حسنه فقط. وما هذه بعلة، فالوصل زيادة من ثقة. ونقله ابن كثير في التفسير 5: 592 عن ابن جرير، ثم نسبه أيضاً للنسائي وابن أبي حاتم. "أذن" بفتح الهمزة وضمها: قراءتان. "يقاتلون" بفتح التاء وكسرها: قراءتان أيضاً. (1866) إسناده صحيح، ورواه البخاري 12: 374 - 376 من طريق ابن عيينة عن أيوب، وروى الترمذي منه التحلم 3: 250 من طريق عبد الوهاب عن أيوب، وروى باقيه 3: 54 من طريق حماد بن زيد عن أيوب، وصححه من الطريقين، وروى البخاري 10: 330 ومسلم 2: 163 الوعيد على التصوير من طريق النضر بن أنس بن مالك عن ابن عباس، وانظر ما مضى 1088 وما يأتي 2162، 2213، 2811، 3372، 3383، 4394. ونسب شارح الترمذي 3: 250 بعضه أيضاً لأبي داود والنسائي وابن ماجة، وانظر الجامع الصغير 8426، 8577، 8823. تحلم: إذا ادعى الرؤيا كاذباً. (1867) إسناده صحيح، روواه البخاري 1: 212 و6: 242 و 11: 161 و 13: 321. ومسلم 1: 408 كلاهما من طريق منصور عن سالم. عبد العزيز بن عبد الصمد العمي: ثقة حافظ. منصور: هو ابن المعتمر. وفى الأصلين "عبد العزيز بن عبد الصمد بن منصور"، وهو خطأ بيَن. وسيأتي 1908و2178 و 2555و2597

أبي الجَعْد الغَطَفاني عن كُريب/ عن ابن عباس: أن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لوِ أن أَحَدهم إذا أَتَى أهله قال: بسم الله، اللهِم جنِّبنى الشيطان وجنَّب الشيطان ما رزقتنَا، فإن قُدر بينهما في ذلك ولَدٌ لم يَضُرَّ ذلك الولدَ الشيطانُ أبداً". 1868 - حدثني إسماعيل بن إبراهيم حدثنا ابن أبي نَجيح عن عبد الله بن كَثير عن أبي المنْهال عن ابن عباس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ والناس يُسلَّفون في الَتمر العامَ والعامين، أو قال: عامين والثلاثة، فقال: "من سَلَّف في تمرٍ فليسلّف في كيل معلوم ووزن معلوم". 1869 - حدثنا إسماعيل أنبأنا أبو التيَّاح عن موسى بن سَلَمة عن

_ (1868) إسناده صحيح، عبد الله بن كثير الداري المكي: أحد القراء السبعة المعروفين، كان فصيحاً بالقرآن، وهو ثقة. أبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البناني، بضم الباء وتخفيف النون، وهو بصري نزل مكة، وهو تابعي ثقة، والحديث رواه الجماعة، كما في المنتقى 2957 وذخائر المواريث 2856. "سلف" في النهاية: "يقال سلفت وأسلفت تسليفاً وإسلافَا، والاسم السلف. وهو في المعاملات على وجهين: أحدهما القرض الذي لا منفعة فيه للمقرض غير الأجر والشكر، وعلى المقترض رده كما أخذه، والعرب تسمي القرض سلفاً. والثاني: هو أن يعطي مالاً في سلعة إلى أجل معلوم بزيادة السعر الموجود عند السلف، وذلك منفعة للمسلف، ويقال له: سلم، دون الأول". والمراد في الحديث هو الثاني، وهو السلم. وسيأتي 1937 و 2548. (1869) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 374 من طريق ابن علية وعبد الوارث عن أبي النياح، وأبو داود 2: 82 من طريق حماد وعبد الوارث عن أبي التياح، ونسبه شارحه أيضاً للنسائي. أزحف: أي أعيا، يقال "أزحف البعير فهو مزحف" إذا وقف من الإعياء. قال النووي في شرح مسلم 9: 76 "هو بفتح الهمزة وإسكان الزاي وفتح الحاء المهملة. هذا رواية المحدثين لا خلاف بينهم فيه. قال الخطابي: كذا يقوله المحدثون، قال: وصوابه والأجود: فأزحفت، بضم الهمزة" ثم قال النووي: "يقال زحف البعير وأزحف، لغتان، وأزحفه السير، وأزحف الرجل: وقف بعيره. فحصل أن إنكار الخطابي ليس بمقبول، بل الجميع جائز". وانظر في معنى الحديث المنتقى 2697 - 2699. وسيأتي مطولا 2189 وبأطول من ذلك 2518

ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَعَث بثماني عشرة بَدَنَة مع رجل، فأمره فيها بأمره، فانطلق ثم رجعِ إليه فقال: أَرأَيت إن أَزْحَفَ علينا منها شىءٌ؟ فقال: "انحرها ثم اصبغْ نعلها في دمها ثم اجعلها على صَفْحَتها، ولا تأكلْ منها أَنتَ ولا أحدٌ من أهل رُفْقَتك. قال عبد الله: قال أبي: ولم يسمع إسماعيل ابن عُليّة من أبي التيَّاح إلا هذا الحديث. 1870 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب قال: لا أدري أسمعتُه من سعيد بن جبير أَم نُبِّئْتُه عنه، قال: أَتيت على ابنِ عباس بعرفةَ وهو يأكل رمَّاناً، فقال: أَفطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفةَ، وبعثتْ إليه أُم الفضل بلبن فشربه وقال: "لعن الله فلاناً، عمدوا إلى أَعظم أَيام الحجّ فمَحَوْا زِينته، وإنما زينةُ الحج التلبية". 1871 - حدثنا إسماعيل حدثنا أَيوب عن عكرمة: أَن عليَّا حرَّق ناساً ارتدُّوا عن الإسلام، فبلغ ذلك ابنَ عباس، فقال: لم أكَن لأُحَرّقهم بالنار، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُعَذبوا بعذاب الله"، وكنتُ قاتلَهم، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدَّل دينه فاقتلوَه"، فبلغ ذلك عليَّا كرمَ الله وجهه،

_ (1870) إسناده ضعيف، لشك أيوب في سماعه من سعيد بن جبير. وضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللبن الذي بعثته إليه أم الفضل بعرفة ثابت من حديثها عند أحمد والشيخين، كما في المنتقى 2209، ومن حديث ابن عباس عند الترمذي 2: 56 من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، وقال: "حسن صحيح". وسيأتي جزم أيوب بأنه عن رجل عن سعيد بن. جبير 2516 وسيأتي طريق عكرمة 2517. (1871) إسناده صحيح، والظاهر أنه من رواية عكرمة عن ابن عباس، ولو كان من روايته عن علي وأنه حضر الوقعة وسمع كلام ابن عباس وكلام علي، كان متصلا أيضا، فقد أثبتنا اتصال روايته عن علي فيما مضى 723. والحديث رواه الجماعة إلا مسلماً، كما في المنتقى 4152.

فقال: وَيْحَ ابنَ أمِّ ابن عباس. 1872 - حدثنا إسماعيل أَخبرنا أيوب عن عِكْرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس لنا مَثَلُ السُّوء؟ العائدُ في هبته كالكلب يعود في قَيْئه". 1873 - حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا عطاء عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: لما نزلتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نُعيتْ إليّ نفسي"، بأنه مقبوض في تلك السنَة. 1874 - حدثنا محمد بن فُضَيل عن يزيد عن عطاء عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الصلاتين في السفر: المغرب والعشاء، والظهرُ والعصر. 1875 - حدثنا محمد بن سَلَمة عن محمد بن إسحق عن عمرو ابن أَبي عمرو عن عِكْرمة عن ابن عباس قالِ: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ملعونٌ من سبَّ أَباه، ملعون من سبَّ أمَّه، ملعون من ذبَح لغير الله، ملعون من غيَّر

_ (1872) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في ذخائر المواريث 1802. وانظر 384، 1901، 2119 و 2551 و 2529. (1873) إسناده صحيح، عطاء: هو ابن السائب. ونقله ابن كثير في التفسير 323:9 عن المسند، وقال: "تفرد به أحمد". ونسبه السيوطي في الدر المنثور 6: 406 أيضاً لابن جرير وابن المنذر وابن مردويه. وروى البخاري حديثاً آخر مطولا بمعناه، نقله ابن كثير أيضاً 9: 322 - 323 وقال: "تفرد به البخاري". (1874) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن أبي حبيب، وفى ح "عن زيد" وهو خطأ، صححناه من ك. عطاء: هو ابن أبي رباح. وقد ورد معنى الحديث عن ابن عباس من طرف كثيرة صحيحة. انظر منها 1918، 2191 والمنتقى 1532، 1533. (1875) إسناده صحيح، محمد بن سلمة: هو الحراني، من شيوخ أحمد، سبق توثيقه 571، =

تَخُوم الأرض، ملعون من كَمَهَ أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون مَن عَمِل بعمل قوم لوط". 1876 - حدثنا محمد بن سَلَمة عن ابن إسحق عن داود بن حُصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: ردّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينبَ ابنتَه على زوجها أبي العاص بن الربيع بالنكاح الأول، ولم يُحدِثْ شيئاً. 1877 - حدثنا مروان بن شجاع حدثني خُصَيف عن مجاهد عن ابن عباس: أنه طاف مع معاوية بالبيت، فجعل معاوية يستلم الأركانَ كلَّها، فقال له ابن عباس: لمَ تستلمُ هذين الركنين ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلمهما؟ فقال معاويَة: ليس شيء من البيت مهجوراً، فقال ابن عباس: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} فقال معاوية: صدقتَ. 1878 - حدثنا مروان حدثني خُصيف عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى أن يُجْمَعَ بين العمة والخالة، وبين العمتين والخالتين.

_ = وفى ح "محمد بن سملمة" وهو خطأ، صححناه من ك. وانظر 855، 1306، 2817. وأيضا 1915 و2917. (1876) إسناده صحيح، ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجة بمعناه. انظر المنتقى 3541 - 3544 والترمذي 2: 196. في ح "محمد بن- مسلمة" وهو خطأ أيضا. وسيأتي مطولا 2366. (1877) إسناده صحيح، وروى الترمذي 2: 92 معناه مختصراً بإسناد آخر عن ابن عباس. وسيأتي مطولا 2210 من الوجه الذي رواه منه الترمذي. (1878) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 188 مختصراً من طريق أبي حريز عن عكرمة، وصححه. ونسبه شارحه أيضاً لأبي داود وابن حبان.

1879 - / حدثنا مروان حدثنا خُصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال: إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الثوب المُصْمَت من قَزٍّ، قال ابن عباس: أما السَّدَى والعَلَم فلا نرى به بأساً. 1880 - حدثنا مُعَمَّر، يعني ابن سليمان الرَّقِّي، قال: قال خُصَيف حدثني غيُر واحد عن ابن عباس: عن المُصْمَت منه، وأما العَلَم فلا. 1881 - حدثنا عَثَّام بن علي العامري حدثنا الأعمش عن حبيب ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ركعتين، ثم ينصرف فيستاك. 1882 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَر، وعبدُ الرزاق قال

_ (1879) إسناده صحيح، ورواه أبو داود والطبراني والحاكم، كما في المنتقى والتعليق عليه 711. المصمت: هو الذي جميعه إبريسم لا يخالطه فيه قطن ولا غيره. السدى، بفتح السين. خلاف اللحمة، وهوما مدَّ من الثوب، وهو معروف. العلم: رسم الثوب، أو رقمه في أطرافه. وسيأتي مختصراً 2858 و 2859 ومطولاً 2953. (1880) إسناده ظاهره الانقطاع، لإبهام الذين حدثوا خصيفاً عن ابن عباس، ولكن قد عرف منهم عكرمة بالإسناد السابق. وهذا موقوف مختصر منه، وذاك مرفوع. معمر، بضم الميم وفتح العين وتشديد الميم الثانية المفتوحة: هو ابن سليمان الرقى أبو عبد الله النخعي، وهو ثقة من شيوخ أحمد، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 / 47. (1881) إسناده صحيح، عثام، بفتح العين وتشديد المثلثة، بن علي العامري الكلابي: ثقة، وثقه ابن سعد وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم. الأعمش: هو سليمان بن مهران الإمام الثقة، أشهر من أن يعرف. (1882) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 7: 28 عن هذا الوضع وقال: "هكذا رواه الإمام أحمد، وقد أخرجه مسلم في صحيحه من حديث صالح بن كيسان والأوزاعي =

أخبرنا مَعْمَر، أخبرنا الزهري عن علي بن حسين عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً في نفر من أصحابه، قال عبد الرزاق: من الأنصار، فُرميَ بنجم عظيم فاستنار، قال: "ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية؟ " قال: كنا نقول: يُولد عظيمٌ أو يموت عظيم! قال للزهري: أكان يُرمَى بها في الجاهلية؟ قال: نعم ولكن غُلظَتْ حين بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، [قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: "فإنه لا يُرْمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربَّنا تبارك اسمه إذا قضى أمراً سبَّح حملةُ العرش، ثم سبح أهلُ السماء الذين يَلُونهم، حتى يبلغ التسبيحُ هذه السماء الدنيا، ثم يستخبرُ أهلُ السماء الذين يَلون حملةَ العرش، فيقول الذين يلون حملةَ العرش لحملةِ العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم، ويخبر أهلُ كل سماءٍ سماءً، حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء، ويَخْطفُ الجنُّ السمع، فُيرْمَوْن، فما جاءوا به على وجهه فهو حقٌّ ولكنهم يَقْذفون ويزيدون". قال عبد الله [يعني ابن أحمد بن حنبل]: قال أبي: قال عبد الرزاق: "ويخطف الجنَّ ويُرْمَوْن".

_ = ويونس ومعقل بن عبيد الله، أربعتهم عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس عن رجل من الأنصار به، وقال يونس: عن رجال من الأنصار. وكذا رواه النسائي في التفسير من حديث الزبيدي عن الزهري به، ورواه الترمذي فيه عن الحسين بن حريث عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن رجل من الأنصار". وسيأتي عقب هذا من رواية الأوزاعي. وانظر صحيح مسلم 2: 192. وليس هذا تعليلا للإسناد، فإن ابن عباس كثيراً ما يروي عن الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فتارة يذكر ذلك وتارة يسنده إلى رسول الله، فيكون مرسل صحابي، وكان أصحاب رسول الله يصدق بعضهم بعضاً، وما كانوا كاذبين. زيادة [قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] من ك، وسقطت من ح. يقذفون في ك بدلها "يقرفون" وسنذكرها في الرواية الآتية.

1883 - حدثنا محمد بن مُصْعَب حدثنا الأوزاعيُّ عن الزهري عن علي بن حسين عن ابن عباس؟ حدثني رجال من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنهم كانوا جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، إذ رُمي بنجم، فذكر الحديث، إلا أنه قال: "إذا قضى ربنا أمراً سبَّحه حملةُ العرش، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيحُ السماءَ الدنيا، فيقولون الذين يلون حملةَ العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيقولون: الحقَّ وهو العلي الكبير، فيقولون كذا وكذا، فيخبر أهلُ السموات بعضُهم بعضاً، حتى يبلغ الخبرُ السماء الدنيا"، قال: "ويأتي الشياطينُ فيستمعون الخبر فيقْذفُون به إلى أوليائهمِ ويَرْمون به إليهم، فما جاؤا به على وجهه فهو حقَّ، وَلكنهم يزيدون فيه ويقْرِفون ويَنْقُصون". 1884 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزهري عن عُبيد الله بن

_ (1883) إسناده صحيح، وقد أشرنا إلى تخريجه في الحديث قبله. يقرفون، بفتح الياء وسكون القاف وكسر الراء: أي يخلطون فيه الكذب، يقال "قرف عليه" أي كذب. وانظر شرح النووي على مسلم 14: 225 - 227. في ك "يفترون" بدل "يقرفون". (1884) إسناده صحيح، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وهو ثقة. عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود: التابعي المعروف، سبق في 1666، وفى ح "عبد الله بن عبيد الله ابن عباس"! وهو خطأ، صححناه من ك ومن المصادر الأخرى. والحديث رواه البخاري 1: 444 ومسلم 1: 149 كلاهما من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة وابن عباس. "لما نزل برسول الله" بالبناء للفاعل ولما لم يسم فاعله، روايتان معروفتان، أي نزل به الموت. طفق: بكسر الفاء وهي اللغة العالية، ويجوز فتح الفاء أيضاً، لغة حكاها الزجاج والأخفش. الخميصة: كساء له أعلام. وأكثر المسلمين لم يحذروا ما حذرهم رسول الله في آخر حياته، حين يتهيأ للقاء ربه، بل اتخذوا قبور مَن سموهم =

عبد الله عن عبد الله بن عباس وعن عائشة أنهما قالا: لما نُزِل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طَفَقَ يُلقي خَميصةً على وجهه، فلما اغْتَمَّ رفعناها عنه، وهو يقول: "لعن الله" اليهودَ والنصَارى، اتخذوا قبور أَنبيائهم مساجد"، تقول عائشة: يحذِّرهم مثلَ الذي صَنعوا. 1885 - حدثنا عمرو بن الهيثم حدثنا شعبة عن سَلَمة بن كُهَيل عن أبي الحَكَم عن ابن عباس: أن جبريل عليه السلام أَتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: تَمَّ الشهُرتسعاً وعشرين. 1886 - حدثنا ابنُ أبي عَدي عن سعيد عن قَتادة عن عكرمة قال: قلت لابن عباس: صليتُ الظهرَ بالبطحاء خلف شيخ أحمقَ، فكبر اثنتين وعشرين تكبيرةً، يكبر إذا سجد، وإذا رفع رأسَه؟ قال: فقال ابن عباس: تلك صلاة أبي القاسم عليه الصلاة والسلام.

_ = "أولياء" مساجد، وقبور أهل البيت مساجد، وغلوا في ذلك غلواً شديدَاً. بل إنهم وضعوا قبور الملوك والأمراء في المساجد، والله أعلم بهم، وبما كان لهم من عمل في دنياهم، ومن أثر في الإسلام وبلاد الإسلام سيء أو حسن. بل زادوا بعداً عن طاعة رسول الله، فصار الرجل منهم إذا كان ذا مال بني لنفسه أو بني له أهله مسجداً، ثم دفنوه فيه. فعن ذلك ضعف شأن المسلمين وهانوا على أنفسهم وعلى أعدائهم، بما خالفوا عن أمر ربهم، وبما فعلوا فعل من لعنهم الله على لسان رسوله. هدانا الله جميعاً لاتباع السنة، ولما يحبه ويرضاه. وانظر 1691، 1694. (1885) إسناده صحيح، أبو الحكم: هو عمران بن الحرث السلمي، سبق في 185. والحديث رواه النسائي 1: 302 عن طريق شعبة. وانظر 1594 - 1596. وسيأتي مطولا 2103. (1886) إسناده صحيح، ورواه أيضاً البخاري، كما في المنتقى 936. وانظر 2257 و2656. والظاهر أن الشيخ المبهم هنا هو أبو هريرة كما في 2257.

1887 - حدثنا ابن أبي عَدِي عن سعيد، وابنُ جعفر حدثنا سعيد، المعنى، وقال ابن أبي عدي عن سعيد عن [أبي] يزيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلوات وسكتَ، فنقرأ فيما قرأ فيهنّ نبي الله، ونسكت فيما سَكت، فقيل له: فلعله كان يقرأ في نفسه؟ فغضب منها، وقال: أيُتهَم رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم -؟! وقال ابن جعفر وعبد الرزاق وعبد الوهاب: أتَتَّهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! 1888 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيِّم

_ (1887) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. أبو يزيد: هو المدني، تابعي ثقة، وثقه ابن معين، وسأل أبو داود عنه الإمام أحمد؟ فقال: "تسأل عن رجل روى عنه أيوب؟، وفى ح "عن يزيد" بحذف [أبي]، وهو خطأ. وروى الطحاوي في معاني الآثار 1: 121 من طريق جرير بن حازم عن أبي يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس: "أنه قيل له: إن ناساً يقرؤون في الظهر والعصر؟ فقال: لو كان لي عليهم سبيل لقلعت ألسنتهم!! إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ فكانت قراءته لنا قراءة، وسكوته لنا سكوتاً". وقد كان ابن عباس يشك في القراءة في الظهر والعصر، وستأتي أحاديث له في ذلك، منها 2085، 2238، 2246، 2332، 3092. وانظرشرح أبي داود 1: 297. (1888) إسناده صحيح، عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب: ثقة من شيوخ مالك. والحديث في الموطأ 2: 62 - 63، ورواه الجماعة إلا البخاري، كما في المنتقى 3458 - 3461. في النهاية الأيم: " في الأصل التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً، مطلقة كانت أو متوفى عنها، ويريد بالأيم في هذا الحديث الثيب خاصة". يدل على ذلك أن في بعض رواياته "الثيب" بدل "الأيم"، كماسيأتى 1897، ويدل عليه أيضاً مقابلتها بالبكر. وانظر 1897 و 2163 و 2365.

أحقُ بنفسها من وليها، والبكر تُسْتأمر في نفسها، وإذنها صُماتهُا". 1889 - حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعى حدثني المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب: أن ابن عباس كان يتوضأ مرةً مرةً، ويُسند ذاك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1890 - حدثنا سفيان عن الزهري سمع سليمان بن يَسَار عن ابن عباس: أن امرأة من خَثْعَم سألتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَداةَ جَمع، والفضلُ بن عباس رِدْفه، فقالت: إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يستمسك على الرَّحل، فهل تَرى أن أحج عنه؟ قال: "نعم". 1891 - حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس: جئت أنا والفضل ونحن على أَتانٍ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بعرفة، فمررنا على بعض الصَّف، فنزلنا عنها وتركناها تَرْتَع ودخلنا في الصف، فلم يقل لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئَّاَ.

_ (1889) إسناده صحيح، الوليد بن مسلم: عالم الشأم، ثقة متقن صحيح العلم. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، إمام أهل الشأم في وقته، ثقة مأمون فاضل كثير الحديث والعلم والفقه. والحديث بمعناه رواه الجماعة إلا مسلماً، كما في المنتقى 283. وسيأتي (1890) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. والحديث رواه الجماعة كما في المنتقى 2317. وانظر 1818، 1822، 1823. و 1828 و 2266. (1891) إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة، وفى ح "عبد الله" بالتكبير، وهو خطأ. والحديث رواه الجماعة كما في المنتقى 1154. وانظر شرحنا على الترمذي 2: 160 - 161. وانظر ما مضى 1797، 1817. وسيأتي 2376.

1892 - حدثنا سفيان عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم الفتح فصام، حتى إذا كان بالكَديد أفطر، وإنما يؤخذ بالآخر من فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل لسفيان: قوله "إنَما يؤخذ بالآخر" من قول اَلزهري أو قول ابن عباس؟ قال: كذا في الحديث. 1893 - حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس: أن سعد بن عُبادة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نذركان على أمه تُوُفّيَتْ قبل أن تقضيه؟ فقال: "اقْضِه عنها". 1894 - حدثنا سفيان عن الزهري عن عُبيد الله عن ابن عباس: أن أبا بكر أَقْسَمَ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُقْسِمْ". 1895 - حدثنا سفيان عن زيد بن أَسْلَمِ عن ابن وَعْلة عن ابن عباس قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أيَّما إهاب دُبِغَ فقد طَهُر".

_ (1892) إسناده صحيح، في ح "عبد الله بن عبيد الله" وهو خطأ. الكديد، بفتح الكاف: موضع على اثنين وأربعين ميلا من مكة. "قال: كذا في الحديث" أي أنه لم يعرف أهو من قول الزهري أم من قول ابن عباس. وفى ح "كذا قال في الحديث"! وهو خطأ، صححناه من ك. والحديث بمعناه رواه الشيخان وغيرهما، انظر المنتقى 2175. وسيأتي الحديث مطولا 3089. وانظر 2057 و 2350 و 2351 و 2363. (1893) إسناده صحيح، ورواه أبو داود والنسائي، قال في المنتقى 4935: "وهو على شرط الصحيح". وانظر 1861. (1894) إسناده صحيح، وهو مختصر 2113. ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 4873. (1895) إسناده صحيح، ابن وعلة: هو عبد الرحمن بن وعلة السبائي المصري، وهو تابعي ثقة. والحديث رواه أيضاً مسلم والترمذي وابن ماجة، كما في المنتقى 86. وفى التهذيب في ترجمة ابن وعلة:"وذكره أحمد فضعفه في حديث الدباغ". الإهاب: الجلد قبل أن يدبغ. وسيأتي مطولا 2435، 2522.

1896.- حدثنا سفياَن عن زياد، يعني ابن سعد، عن أبي الِزبير عن أبي مَعْبَد عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ارْفَعُوا عن بطن محُسِّر، وعليكم بمثل حَصى الخَذْف". 1897 - حدثنا سفيان عن زياد بن سعد عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جُبير عن ابن عباس يَبْلُغُ به النبىَّ - صلى الله عليه وسلم -: "الثيبُ أحقُّ بنفسها من وليها، والبكر يستأمرها أبوها في نفسها، وإذنها صُماتها". 1898 - حدثنا سفيان عن إبراهيمِ بن عقبة عن كُرَيب عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرَّوْحاء، فلقى ركْباً فسلم عليهم، فقال: "من القوم؟ " قالوا: المسلمون، قال: فمن أنتم، قال: رسول الله، ففزعت امرأة فأخذت بعَضُد صبيّ فأخرجته من محَفتَّها، فقالت: يا رسول الله، هل لهذا حجُّ؟ قال: "نعم، ولكِ أَجْرٌ". 1899 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن إبراهيم بن عُقْبة عن

_ (1896) إسناده صحيح، زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني: ثقة ثبت من الحفاظ التقنين. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو تابعي ثقة، وقال يعلى بن عطاء: "كان أكمل الناس عقلا وأحفظهم"!، ومن تكلم فيه لا حجة له، وقد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 221 - 222 فلم يذكر فيه جرحاً. أبو معبد: هو مولى ابن عباس: وانظر 1821. (1897) إسناده صحيح، وهو مكرر 1888. (1898) إسناده صحيح، إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش المدني: ثقة، وهو أخو موسى بن عقبة. وفى ح "عن إبراهيم عن عقبة" وهو خطأ. والحديث رواه مسلم 1: 379 من طريق ابن عيينة، ورواه أيضاً أبو داود والنسائي، كما في المنتقى 2339. "قال: فمن أنتم؟ " يعني أن الذي أجاب رسول الله سأل بعد ذلك ليعرف من يخاطب. المحفة بكسر الميم: رحل يحف بثوب ثم تركب فيه المرأة. وسيأتي نحوه: 1899 و 2187، 2610. (1899) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. في ح "إبراهيم عن عقبة" وهو خطأ.

كُريب مولى ابن عباس، معناه. 1900 - حدثنا سفيان حدثنا سليمان بن سُحيم، قال سفيان: لم أحفظ عنه غيره، قال: سمعته عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن ابن عباس قال: كَشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الستارة والناسُ صفوف خلف أبي بكر، فقال: "أيها الناس، إنه لم يَبْقَ مبن مُبَشِّرات النبوة إلا الرؤيا الصالحةُ يراها المسلمُ أو تُرى له"، ثم قال: "ألا إني نُهيتُ أن أَقرأ راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فَعَظِّموا فيه الربَّ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فَقَمِنٌ أن يُسْتجاب لكم". 1901 - حدثنا سفيان عن / أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُعَذِّبوا بعذاب الله عز وجل". 1902 - حدثنا سفيان عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس: أَشْهَدُ

_ (1900) إسناده صحيح، سليمان بن سحيم المدني: ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد والنسائي وغيرهم. إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس: ثقة، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 2 / 302 - 303 وصحح روايته عن ميمونة. أبوه عبد الله بن معمد بن عباس: ثقة، وثقه أبو زرعة وابن حبان. والحديث رواه مسلم1: 138 من طريق ابن عيينة ومن طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن سليمان بن سحيم. وذكر الحافظ في التهذيب في ترجمة عبد الله بن معبد أنه ليس له في الكتب إلا هذا الحديث الواحد، ورمز له برمز مسلم وأبى داود والنسائي وابن ماجة. وهو في المنتقى 951. قمن، بفتح الميم وكسرها: أي خليق وجدير، قال في النهاية: "فمن فتح الميم لم يثنّ ولم يجمع ولم يؤنث، لأنه مصدر، ومن كسر ثنَى وجمع وأنث، لأنه وصف". (1901) إسناده صحيح، وهو مختصر 1871. (1902) إسناده صحيح، ورواه الجماعة مطولا ومختصراً، انظر المنتقى 1675، 1676. الخرص، بضم الخاء وكسرها مع سكون الراء: الحلقة الصغيرة من الحلي، وهو من حلي الأذن. وانظر 1983، 2169، 2171، 2173، 2533.

على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى قبل الخطبة في العيد، ثم خطب، فرأى أنه لم يُسْمع النساءَ، فأتاهنَّ فذكَّرهنَّ ووعظهنَّ وأمرهنَّ بالصدقة، فجعلت المرأة تُلقى الخُرْصَ والخاتَم والشيء. 1903 - حدثنا سفيان عن عاصم عن الشعبي عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب من دَلْوٍ من زمزم قائماً، قال سفيان: كذا أحْسِبُ. 1904 - حدثنا سفيان في ابن جُدعان عن [عمرو بن] حَرْملة عن ابن عباس: شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وابنُ عباس عن يمينه وِخالُد بن الوليد عن شماله، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الشَّرْبة لك، وإن شئتَ آثَرْت بها خالداً" قال: ما أوثر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحداً. 1905 - حدثنا سفيان عن مَعْمَر عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن ابن أبي مُلَيكة، إن شاء الله، يعني: استأذن ابنُ عباس على عائشة، فلم

_ (1903) إسناده صحيح، وهو مكرر 1838. (1904) إسناده صحيح، ابن جدعان: هو علي بن زيد بن جدعان. عمرو بن حرملة: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة: "لا أعرفه"، ورجح في التهذيب تبعاً للبخاري أنه عمر ابن حرملة". ووقع في ح "عن حرملة" وصححناه من ك. والحديث رواه الترمذي مطولا 4: 247 وحسنه، ونسبه شارحه أيضاً لأبي داود وابن ماجة والبيهقي في شعب الإيمان. وأصل القصة في استئذان الصغير الجالس عن اليمين ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث سهل بن سعد، انظر المنتقى 4793 والفتح 10: 75 - 76. وعمرو بن حرملة سيأتي باسم عمر بن أبي حرملة 1978، 1979وباسم عمر بن حرملة2569. (1905) إسناده صحيح، ورواه ابن سعد في الطبقات 8: 51 مختصراً، وزاد في آخره: "فدخل عليها ابن الزبير خلافه، فقالت: أثنى على ابن عباس، ولم أكن أحب أن أسمع أحداً اليوم يثنى عليّ، لوددت أني كنت نسياً منسياً" وقد رواه البخاري مختصرا 8/ 371 - 372. وانظر 2496.

يزل بها بنو أخيها، قالت: أخاف أن يُزَكيني، فلما أذنتْ له قال: ما بينك وبين أن تَلقي الأحبة إلا أن يفارق الروحُ الجسد، كنتِ أحبَّ أَزواجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، ولم يكن يحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلاطَيَّباً، وسقطت قلاَدتك ليلة الأبواء فنزلت فيك آيات من القرآن، فليس مسجدٌ من مساجد اَلمسلمين إِلا يُتلى فيه عُذْرُك آنإء الليل وآناء النهار، فقالت: دعني من تزكيتك يا ابن عباس فوالله لَوَدِدْتُ. 1906 - حدثنا سفيان عن ليث عن رجل عن ابن عباس أنه قال لها: إنما سمُيتِ أمَّ المومنين لتَسعدِي، وإنه لاسْمُك قبل أن تُولدي. 1907 - حدثنا سفيان عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس إن شاء الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أن يُتَنَفَّس في الإناء أو يُنفخ فيه. 1908 - حدثنا سفيان عن منصور عن سالم عن كريب عن ابن عباس يَبْلغ بن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن أحدهم إذا أتي أهله قال: بسم الله، اللهم جَنَّبني الشيطان وجَنِّب الشيطانَ مارزقتنا، فقُضي بينهما ولد، ما ضره الشيطان". 1909 - حدثنا سفيان حدثنا عبد العزيز بن رُفيع قال: دخلت أنا

_ (1906) إسناده ضعيف، لجهالة الرواي عن ابن عباس. وهو تابع في المعنى للذي قبله. وذكر في مجمع الزوائد 9: 244 وأعله بجهالة راويه. وانظر 2497. (1907) إسناده صحيح، عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. ورواه أيضاً أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة، كما في المنتقى 4777. (1908) إسناده صحيح، وهو مكرر 1867. (1909) إسناده صحيح، عبد العزيز بن رفيع، بضم الراء: تابعي ثقة. شداد بن معقل: تابعي. محمد بن علي: هو ابن الحنفية، كما صرح به في رواية البخاري. والحديث رواه البخاري 58:9 عن قتيبة عن سفيان.

وشدَّادُ بن مَعقل على ابن عباس، فقال ابن عباس: ما تَرَك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ ما بين هذين اللَّوْحين، ودخلنا على محمد بن علي فقال مثل ذلك، قال: وكان المختار يقول: الوحي. 1910 - حدثنا سفيان قال: وقال موسى بن أبي عائشة سمعت سعيد بن جبير يقول: قال ابن عباس كان إذا نَزَل على النبي - صلى الله عليه وسلم - قرآن يريد أن يحفظه، قال الله عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)}. 1911 - حدثنا سفيان عن عمرو قال أخبرني كُرِيب عن ابن عباس أنه قال: لما صَلى ركعتي الفجر اضطجع حتى نَفَخَ، فكنا نقول لعمرو: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تنامُ عيناي ولا ينام قلبي". 1912 - حدثنا سفيان عن عمرو عن كُريب عن ابن عباس: بتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل، قال: فتوضأ وضوءاً خفيفاً، فقام فصنع ابنُ عباس كما صنع، ثم جاء فقام فصلى، فحوَّله

_ (1910) إسناده صحيح، موسى بن أبي عائشة: ثقة. والحديث مختصر 3191 ورواه الشيخان وغيرهما مطولا، انظر تفسير ابن كثير 9: 61 - 62. (1911) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. والحديث مختصر من حديث صلاة ابن عباس مع رسول الله قيام الليل في بيت ميمونة، وسيأتي مطولا مراراً، منها 3490، 3502. وقول ابن عيينة لعمرو بن دينار: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: تنام عيناي ولا ينام قلبي" معلق لم يذكر إسناده، وسيأتي مسندَا في مسند أبي هريرة 7411، 9655، وسيأتي معناه أيضاً في أثناء حديث آخر مطولا لابن عباس 2514. (1112) إسناده صحيح، وهو جزء من حديث صلاة الليل المشار إليه في الحديث السابق، وهو معروف في الصحيحين وغيرهما. وانظر أيضاً 2164، 2567، 2572، 3061، 3194، 3490، 3502.

فجعله عن يمينه، ثم صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم اضطجع حتى نفخ، فأتاه المؤذن، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. 1913 - حدثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب وهو يقول: "إنكم ملاقو الله حُفاةً عُراة مُشاةً غُرْلاً". 1914 - حدثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس يقول: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَخَرّرجل عن بعيره، فوقِصَ فمات وهو مُحْرم، فقال رسول/ الله - صلى الله عليه وسلم -: "غَسِّلوه بماء وسدْرٍ، وادفنوه في ثَوبيه، ولا تُخَمَّروا رأسه، فإن الله عز وجل يبعثه يوم القياَمة مُهلاً"، وقال مرةَ: "يهِلّ". 1915 - حدثنا سفيان عن إبراهيم بن [أبي] حُرَّة عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس: "ولاتُقَرِّبوه طِيبَا". 1916 - حدثنا سفيان عن عمرو عن عِكْرمة عن ابن عباس في قوله عز وجل {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قال: هي رؤيا

_ (1913) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 330. وسلم 2: 355 من طريق ابن عيينة، وروياه أيضاً من طريق شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير مطولا. غرلا، بضم الغين وسكون الراء: جمع "أغرل" وهو الأقلف، وهي من بقيت غرلته، وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر. (1914) إسناده صحيح، وهو مكرر 1850. (1915) إسناده صحيح، إبراهيم بن أبي حرة: من أهل نصيبين، سكن مكة, وهو ثقة، وثقه ابن معين وأحمد، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 281 والحافظ في التعجيل. وفى ح "إبراهيم بن حرة" وهو خطأ. وهذا الإسناد لم يذكر في ك. وهو مكرر ما قبله. (1916) إسناده صحيح، ورواه البخاري وعبد الرزاق، كما في تفسير ابن كثير 5: 199.

عين رآها النبي - صلى الله عليه وسلم - لية أُسْريَ به. 1917 - حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال مرةً: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يقول: "من لم يَجدْ نعلين فليلبس خُفَّين، ولم لم يجد إزاراً فليلبس سراويل". 1918 - حدثنا سفيان قال عمرو: أخبرني جابر بن زيد أنه سمع ابن عباس يقول: صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً، قال: قلت: له يا أبا الشَّعْثاء: أظنه أخّر الظهرَ وعَجَّلَ العصرَ، وأخَّر المغرب وعَجَّلَ العشاء؟ قال: وأنا أظن ذلك. 1919 - حدثنا سفيان قال عمرو: قال أبو الشَّعْثاء: من هي؟ قال قلت: يقولون ميمونة، قال: أخبرني ابنُ عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نكح ميمونة وهو محُرِم. 1920 - حدثنا سفيان عن عمرِو عن عطاء عن ابن عباس: أنا ممن قَدَّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ليلة المزدلفة في ضَعَفَة، وقال مرةً: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَدم ضَعَفَة أهله.

_ (1917) إسناده صحيح، وهو مكرر 1848. (1918) إسناده صحيح، أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد. والحديث رواه الشيخان، كما في نيل الأوطار 3: 266. وهذا الجمع الصوري من تأول أبي الشعثاء ولا حجة له فيه. وانظر 1874 و 2269، 2465. (1919) إسناده صحيح، وهو مختصر من قصة لم أجد سياقها، ولعلها مناقشة بين عمرو بن دينار وأبى الشعثاء. والحديث رواه الجماعة، كما في المنتقى 2467، 2468. وسيأتي معناه مراراً 2014، 2581، 2982، 2983، 3030، 3053، 3075، 3109، 3116، 3233، 3283، 3319، 3384، 3400، 3412، 3413. وسيأتي من حديث ابن عباس وحديث جابر 2672. (1920) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى 2601.

1921 - حدثنا سفيان عنِ عمرو عن عطاء عن ابن عباس: إنما رَمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حول الكعبة ليُرِي المشركين قُوّتَه. 1922 - حدثنا سفيان قال عمرو أولا: فحفظنا عن طاوس، وقال مرة أخبرني طاوس، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو مُحرِم. 1923 - [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقد حدثناه سفيان وقال عمرو عن عطاء وطاوس عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو مُحْرِم. 1924 - [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال سفيان عن عِمرِو عن عطاء عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أكل أحدكم فلا يمْسحْ يَده حتى يَلْعَقَها أو يُلْعِقَها". 1925 - حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال:

_ (1921) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وغيرهما مطولا، انظر المنتقى 2531. (1922) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2461. وانظر 1849. (1923) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1924) إسناده صحيح، ورواه أيضاً الشيخان وغيرهما، كما في المنتقى 4688، 4689. وهذا الحديث مما يتحدث فيه المترفون المتمدنون عبيد أوربة في بلادنا، يستنكرونه! والمؤدب منهم من يزعم أنه حديث مكذوب! لأنه لا يعجبه ولا يوافق مزاجه! فهم يستقذرون الأكل بالأيدي، وهي آلة الطعام التى خلقها الله، وهي التى يثق الآكل بنظافتها وطهارتها، إذا كان نظيفا طاهراً كنظافة المؤمنين، أما الآلات المصطنعة للطعام فهيهات أن يطمئن الآكل إلى نقائها، إلا أن يتولى غسلها بيده، فأيهما أنقى؟! ثم ماذا في أن يلعق أصابعه غيره إذا كان من أهله أو ممن يتصل به ويخالطه، إذا وثق كل منهما من نظافة صاحبه وطهره، ومن أنه ليس به مرض يُخشى أويستقذر؟! وانظر 2672. (1925) إسناده صحيح، المحصب، بتشديد الصاد المفتوحة: موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب. وكان رسول الله نزل به لأنه كان أسمح لخروجه، وليس بسنة من سنن الحج. والحديث رواه الشيخان أيضا، كما في المنتقى 2659. وانظر ما يأتي 3289.

ليس المَحَصَّب بشيء، إنما هو منزلٌ نَزَلَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 1926 - حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء، وابن جُرَيج عن عطاء، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخّرها حتى ذهب من الليل ما شاء الله، فقال عمر: يا رسول الله، نام النساء والولدان، فخرج فقال: "لولا أن أشُق على أمتي لأمرتهُم أن يصلوها هذه الساعة". 1927 - حدثنا سفيان في عمرو عن طاوس عن ابن عباس قال: أُمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَسْجد على سَبْع، ونُهىَ أن يكفَّ شعره وثيابه. 1928 - حدثنا سفيان عن عمرو في طاوس قإل سمعت ابن عباس قال: أمَّا الذي نَهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُباع حتى يُقْبض فالطعام، وقال ابن عباس برأيه: ولا أَحْسِب كل شيء إلاّ مِثْله. 1929 - حدثنا محمد بن عثمان بن صَفْوان بن أمَيّة الجمَحي

_ (1926) إسناده صحيح، وقوله "أخرها" يريد صلاة العشاء. والحديث رواه البخاري 2: 41 - 42 بمعناه مطولا في قصة، من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. وفى مجمع الزوائد 1: 313 في حديث آخر لابن عباس هذا المعنى، رواه الطبراني "ورجاله موثقون" (1927) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وغيرهما. انظر المنتقى 966 - 968. وسيأتي 1940 و 2300 و 2436. وانظر 1769. (1928) إسناده صحيح، وهو مكرر 1847. وسيأتي نحوه في 2438. (1929) إسناده صحيح، محمد بن عثمان بن صفوان بن أمية الجمحي القرشي. عداده في أهل الحجاز، وهو ثقة من شيوخ أحمد والشافعي، ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه أبو حاتم، ولكن ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 180 فلم يذكر فيه جرحا ً. وفى ح "محمد بن عثمان بن صفوان عن صفوان بن أمية الجمحي"، فزيادة "عن صفوان" خطأ، صححناه من ك ومن الكبير للبخاري، فقد روى الحديث بهذا الإسناد عن الإمام أحمد، في ترجمة محمد بن عثمان، ثم إن محمد بن عثمان يروي عن الحكم بن أبان، ولم يذكروا أنه يروي عن جده صفوان بن أمية الصحابي. وانظر 1918.

قال حدثنا الحَكَم بن أَبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة مقيماً غير مسافر سبعاً وثمانياً. 1930 - حدثنا سفيان عن عمرو عن عَوْسَجة عن ابن عباس: رجلٌ مات على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يترك وارثاً إلا عبداً هو أعتقه، فأعطاه ميراثه. 1931 - حدثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن حُنَين عن ابن

_ (1930) إسناده صحيح، عوسجة هو مولى ابن عباس، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة: "مكي ثقة"، وقال أبو حاتم والنسائي: "ليس بمشهور"، أما البخاري فترجمه في الكبير 4/ 1/ 76 قال: "عوسجة مولى ابن عباس الهاشمي، روى عنه عمرو ابن دينار، ولم يصح". وبهذا ضَغَّف الحديث من ضعفه، والحق أنه صحيح، إذ تبين أن عوسجة ثقة. والحديث رواه أبو داود 3: 84 والترمذي 3: 183 وحسنه، ونسبه المنذري أيضاً للنسائي وابن ماجة، وأشار في التهذيب 8: 165 - 166 إلى أنه رواه أصحاب السنن الأربعة، ثم قال: "قال عبد الله بن محمد بن قتيبة في كتاب مشكل الحديث: الفقهاء على خلاف حديث عوسجة هذا، لاتهامهم عوسجة، فإنه ممن لا يثبت به فرض ولا سنة، وإما لتحريف في التأويل، وإما لنسخ": وهذا كلام ضعيف، فليس الفقهاء ممن يؤخذ بقولهم في الجرح والتعديل، إلا أن يكونوا من علماء هذا الشأن، وأما الترمذي فإنه نظر في الحديث إلى مرمى آخر، قال: "هذا حديث حسن، والعمل عند أهل العلم في هذا الباب إذا مات رجل ولم يترك عَصَبة أن ميراثه يجعل في بيت مال المسلمين". فتأول الترمذي إعطاء رسول الله هذا العبد ميراث مولاه- عطاء من تصرف الإمام في بيت المال، لا استحقاقاً للميراث بصفة توجب له الميرات. (1931) إسناده حسن، محمد بن حنين. تابعي لم يرو عنه إلا عمرو بن دينار، ولم يُذكر بجرح، فهو على الستر والثقة إن شاء الله، وقد اضطربوا في صحة اسمه، ففي التهذيب 9: 136 "كذا وقع في بعض النسخ من النسائي، وفى الأصول القديمة "محمد بن =

عباس: عجبت ممن يَتَقَدَّم الشهرَ! وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصوموا حتى تروه"، أو قال: "صوموا لرؤيته". 1932 - حدثنا سفيان/ عن عمرو عن سعيد بن الحُوَيْرث سمع ابن عباس يقولِ: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتى الغائطَ، ثم خرج فدعا بالطعام، وقال مرةً: فأُتى بالطعام، فقيل: يا رسول الله، ألا توضَّأُ؟ قال: "لم أُصَلِّ فأتَوضَّأَ". 1933 - حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي مَعْبد عن ابن عباس

_ = جبير" وهو ابن مطعم، وهو الصواب، وكذلك هو في المسند وغيره. قالت: وقد ذكر الدارقطني أن محمد بن حنين أيضاً روى عن ابن عباس، قال: وهو أخو عبيد بن حنين، وكذا هو مجوَّد في السنن الكبرى رواية ابن الأحمر عن النسائي، والله أعلم". والذي نقله عن المسند يخالف ما ثبت في الأصلين هنا، ففيهما كما أثبتنا "محمد بن حنين". وأما معنى الحديث فإنه صحيح معروف من حديث ابن عباس وغيره، انظر المنتقى 2110 - 2112. وسيأتي 1985. (1932) إسناده صحيح، سعيد بن الحويرث المكي مولى آل السائب: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2 / 424. والحديث رواه مسلم 1: 111 من طريق ابن عيينة وغيره، وأشار في التهذيب 4: 11 إلى أنه رواه أيضاً الترمذي في الشمائل والنسائي، وأنه ليس لسعيد في الكتب الستة إلا هذا الحديث الواحد، قوله "لم أصل فأتوضأ" أي لا أريد الصلاة حتى أتوضأ لها، وضبطه النووي في شرح مسلم 4: 69 "لم" بكسر اللام، و"أصلي" بإثبات الياء في آخره، وقال: "وهو استفها م إنكار". والمعنى واضح في الحالين. وسيأتي 2558 ويأتي بنحوه من رواية ابن أبي مليكة عن ابن عباس 2549. (1933) إسناده صحيح، أبو معبد: هو مولى ابن عباس، وفى ح "عن أبي سعيد" وهو خطأ =

قال: ما كنتُ أعرف انقضاءَ صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ بالتكبير. قال عمرو: قلت له: حدثْتَني؟ قال: لا، ما حدِّثتُك به. 1934 - حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي مَعْبد عن ابن عباس: أن رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَخْلُوَنّ رجلٌ بامرأَة، ولا تسافر امرأة إلا ومعها ذو مَحْرَم"، وجاء رجل فقال: إن امرأتي خرجت إلى الحج وإنى اكتتَبْتُ في غزوة كذا وكذا؟ قال: "انطلقْ فاحْجُجْ مع امرأتك". 1935 - حدثنا سفيان عن سليمان بن أبي مسلم خال ابن أبي

_ = صححناه من ك ومن مصادر الحديث. والحديث رواه مسلم 1: 162 - 163 وأبو داود 1: 383، ورواه البخاري أيضاً كما قال المنذري. وقوله "قال عمرو: قلت له: حدثني" إلخ، في إحدى روايتي مسلم عن عمرو بن دينار "قال: أخبرني بذا أبو معبد ثم أنكره بعد"، وفى الأخرى "قال عمرو: فذكرت ذلك لأبي معبد فأنكره، وقال: لم أحدثك بهذا، قال عمرو: وقد أخبرنيه قبل ذلك". فقد نسى أبو معبد أنه حدث عمرو بن دينار، ومع ذلك أصر عمرو بن دينار على ما حدثه، قال النووي 5: 84: " في احتجاج مسلم بهذا الحديث دليل على ذهابه إلى صحة الحديث الذي يروى على هذا الوجه مع إنكار المحدث له، إذا حدث به عنه ثقة، وهذا مذهب جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والأصوليين، قالوا: يحتج به إذا كان إنكار الشيخ له لتشكيكه فيه أو لنسيانه، أو قال لا أحفظه، أو لا أذكر أني حدثتك به، ونحو ذلك". وانظر تدريب الرواي 123. وسيأتي الحديث مطولا 3478. (1934) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2327. اكتتبت: أي كُتب اسمي في جملة الغزاة. (1935) إسناده صحيح، سليمان بن أبي مسلم: هو سليمان الأحول المكي وهو ثقة، كما قال أحمد، والحديث رواه البخاري 6: 118، 195 و 8: 100 - 103 وشرح في الفتح =

نَجيح سمع سعيد بن جبير يقول: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس، ثم بكى حتى بلَّ دمُعه، وقال مرةَ: دموعُه الحصى، قلنا: يا أبا العباس، وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه، فقال: "ائتوني أكتبْ لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً، فتنازَعوا، ولا ينبغي عند نبي تَنَازُع"، فقالوا: ما شأنه؟ أهَجَرَ؟! قال سفيان: يعني هَذَى، اسْتَفهِموه، فذهبوا يعيدونَ عليه، فقال: "دعوني، فالذي أنا فيه خير مماَ تدعوني إليه"، وأمر بثلاثٍ، وقال سفيان مرةً: أوصى بثلاث، قال: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأَجيزوا الوَفْدَ بنحو ما كنتُ أُجيزهم"، وسكت سعيدٌ عن الثالثة، فلا أدري أَسَكت عنها عمداً، وقال مرة، أو نَسيها؟ وقال سفيان مرةً: وإما أن يكون تَركها أو نَسيها. 1936 - حدثنا سفيان عن سليمان عن طاوس عن ابن عباس: كان الناس ينصرفون في كل وجهٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينفِر أحدٌ حتى

_ = في الموضع الأخير. قوله "أهجر" فسره ابن عيينة بأنه هذى، وفى النهاية: "أي اختلف كلامه بسبب المرض، على سبيل الاستفهام أي هل تغيركلامه واختلط لأجل ما به من المرض". والوصية الثالثة التى سكت عنها سعيد بن جبير، إما الوصية بالقرآن، وإما تحهيز جيش أسامة، وإما قوله "لا تتخذوا قبري وثناً"، وإما قوله "الصلاة وما ملكت أيمانكم"، فقد أوصى بذلك كله في أحاديث صحيحة، انظر الفتح ورواه ابن سعد 2/ 2/ 36 عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. وذكره ابن كثير في التاريخ 5/ 227 عن البخاري ونسبه أيضاً لمسلم. وانظر: 2374 و 3111. وانظر ما يأتي 2676، 2992. (1936) إسناده صحيح، ورواه أيضاً مسلم وأبو داود وابن ماجة، وروى البخاري نحوه بمعناه كما في المنتقى 2669، 2670.

يكون آخرُ عهده بالبيت". 1937 - حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنْهال عن ابن عباس: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهم يُسَلَّفون في التمر السنتين وَالثلاث، فقال: "من سَلَّف فليسِلَّف في كيل معلوَم ووزن معلوم إلى أجل معلوم". 1938 - حدثنا سفيان قال أخبرني عُبيد الله بن أبي يزيد منذ سبعين سنة، قال سمعت ابن عباس يقول: ما علمتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صام يوماً يتحَّرى فضلَه على الأيام غيرَ يوم عاشوراء، وقال سفيان مرة أخرى: إلا هذا اليوم، يعني عاشوراء، وهذا الشهرَ شهرَ رمضان. 1939 - حدثنا سفيان أخبرني عُبيد الله أنه سمع ابن عباس يقول: أنا ممن قَدَّم النبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة المزدلفة في ضَعَفَة أهله. 1940 - حدثنا سفيان في ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أُمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسجد على سبْع، ونُهى أن يكف شعراً أو ثوباً.

_ (1937) إسناده صحيح، وهو مكرر 1868. (1938) إسناده صحيح، سفيان بن عيينة الإمام الحافظ: عاش 91 سنة، ولد سنة 107 ومات سنة 198. عبيد الله بن أبي يزيد المكي: سبق نوثيقه 604، ومات سنة 126 عن 86 سنة. والحديت رواه الشيخان، كما في المنتقى 2212. وسيأتي 2856. (1939) إسناده صحيح، وهو مكرر 1920. (1940) إسناده صحيح، ابن طاوس: هو عبد الله بن طاوس، وهو ثقة من خيار عباد الله فضلا ونسكاً وديناً، والحديث مكرر 1927. وسيأتي في 2300، 2436.

1941 - حدثنا سفيان عن عمار عن سالم: سُئل ابنُ عباس عن رجل قَتل مؤمناً ثم تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى؟ قال: ويحك! وأنى له الهُدى؟! سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل يقول: يارب، سل هذا فيم قتلني؟ " والله لقد أنزلها الله عز وجل على نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وما نسخها بعدُ إذْ أنزلها، قال: وأنّى له الهُدى؟! 1942 - حدثنا ابن إدريس قال: أخبرنا يزيد عن مقْسَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُفِّن في ثلاثة أثواب: في قميصه الَذي مات فيه، وخلَّة نَجْرانية، الحلة ثوبان. 1943 - حدثنا ابن إدريس أنبأنا يزيد بن أبي زياد عن مقْسَم عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين مكة والمدينة وهو صائم مُحْرِم. 1944 - حدثنا إسماعيل، يعني ابن إبراهيم، أخبرنا هشام عن

_ (1941) إسناده صحيح، عمار: هو ابن معاوية الدُهني، بضم الدال المهملة وسكون الهاء، وهو ثقة. سالم: هو ابن أبي الجعد. والحديث مختصر 2142، 2683. وقد رواه بمعناه نحوه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود، ورواه من هذه الطريق النسائي وابن ماجة، انظر تفسير ابن كثير 2: 537 - 539. وسيأتي 2142 و 2683. (1942) إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي. يزيد: هو ابن أبي زياد. مقسم: هو مولى ابن عباس، وفي ح "عن ابن مقسم" وهو خطأ، صححناه من ك. والحديث رواه أيضاً أبو داود، كما في المنتقى 1799. والحديث رواه أبو داود 3/ 170 عن أحمد وابن أبي شيبة عن ابن إدريس. وانظر 2021 و 2284. (1943) إسناده صحيح، وهو مكرر 1849. وانظر 1923 و 2108 و2186 و2228و 2243و2355. (1944) إسناده صحيح، هشام: هو الدستوائي. والحديث رواه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي، كما في المنتقى 3400. وانظر 723، 818. وسيأتي 1984. وانظر 2356 و 2660.

يحيىِ بن أبِى كثير عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المكاتب: "يَعْتق منه بقدر ما أدَّى ديةَ الحر، وبقدر ما رَقَّ منه/ ديةَ العبد". 1945 - حدثنا إسماعيل عن خالد الحذَّاء حدثني عمار مولى بني هشام قال: سمعت ابن عباس يقول: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس وستين سنة. 1946 - حدثنا حرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس: قال: آخر شدة يلقاها المؤمن الموتُ، وفى قوله {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}: كدُ رديّ الزيت، وفى قوله {آنَاءَ اللَّيْلِ} قال: جوف الليل، وقال: هل تدرون ما ذهابُ العلم؟ قال: هو ذهاب العلماء من الأرض. 1947 - حدثنا جَرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرب".

_ (1945) إسناده صحيح، عمار مولى بني هاشم: هو عمار بن أبي عمار، وهو ثقة. والحديث مكرر 1846. وقال في التهذيب في ترجمة عمار بن أبي عمار "قال البخاري في الأوسط بعد أن ساق حديثه عن ابن عباس فيما سن النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يتابع عليه"، ويُرد عليه بأن يوسف بن مهران قد تابعه عليه كما مضى في 1846. (1946) إسناده صحيح، جرير: هو ابن عبد الحميد. قابوس بن أبي ظبيان: سبق أن ضعفناه في 888 ولكن رأينا أن بعض الأئمة وثقه، كابن معين ويعقوب بن سفيان، وأن الترمذي والحاكم يصححان حديثه، فاستدركنا ورجعنا إلى توثيقه. وهذا أثر موقوف لا حديث مرفوع. دردي الزيت: عكارته التى ترسب في أسفله. (1947) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 54 عن أحمد بن منيع عن جرير، وقال: "حديث حسن صحيح". ونسبه شارحه أيضاً للدارمي والحاكم. وانظر الترغيب والترهيب 2: 212.

1948 - حدثنا جَرير عن قابوس عن ابن عباس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، ثم أمر بالهجرة، وأنزل عليه {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)}. 1949 - حدثنا جَرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصلح قبلتان في أرض، وليس على مسلم جِزْيَة". 1950 - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني المغيرة بن النعمان في سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يحُشر الناس حُفاةً عُراةً غرْلاً، فأول من يُكْسَى إبراهيم عليه السلام، ثم قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}. 1951 - حدثنا يحيى عن الأوزاعي حدثنا الزهري عن عبيد الله بن

_ (1948) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 137 وقال: "حديث حسن صحيح". ونقله ابن كثير في التفسير 5: 223 عن المسند، وأقر تصحيح الترمذي إياه. (1949) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 9 وقال؟ "حديث ابن عباس قد روي عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا ". وروى أبو داود 3: 136 منه "ليس على مسلم جزية". وكذلك روى منه هذه الكلمة أبو عبيد في الأموال رقم 121. وسيأتي الحديث أيضاً 2576، 2577. (1950) إسناده صحيح، المغيرة بن النعمان النخعي الكوفي: ثقة. والحديث رواه الشيخان، كما في تفسير ابن كثير 5: 541، الغرل بضم الغين وسكون الراء: جمع أغرل. وهو الأقلف الذي لم يختن. وسيأتي 2027 ومطولا 2096 و 2281. (1951) إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة، وفى ح "عبد الله بن عبيد الله" وهو خطأ، صححناه من ك. والحديث رواه أبو داود 1: 76 من طريق عقيل عن الزهري، قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة".

عبد الله عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب لبناً فمضمض، وقال: "إن له دَسَماً". 1952 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا قَتادة قال سمعت جابر بن زيد عن ابن عباس قال: ذُكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - ابنةُ حمزة، فقال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة". 1953 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا قَتادة قال سمعت جابر بن زيد عن ابن عباس قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، بالمدينة، في غير خوفٍ ولا مطر، قيل لابن عباس: وما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يُحرج أمته. 1954 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي ظَبيان عن ابن

_ (1952) إسناده صحيح، جابر بن زيد: هو أبو الشعثاء. والحديث روأه الشيخان بمعناه. انظر المنتقى 3858. وانظر أيضَاً ما مضى في مسند على 1357. وانظر 931 و 2040 و2490. (1953) إسناده صحيح، قوله "وما أراد إلى ذلك" في ح "وما أراد لغير ذلك" وهو خطأ واضح، لا معنى له، وفى ك "وماأراد إلى غير ذلك" ولكن ضرب فيها على كلمة "غير"، وحذفها هو الصواب الموافق لرواية مسلم 1: 197. والحديث رواه مالك في الموطأ 1: 161 عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن أبن عباس: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً، في غير خوف ولا سفر" وقال مالك بعده: "أرى ذلك كان في مطر"! وهذا الذي ظنه مالك تبين أنه خطأ بهذه الرواية التى فيها" في غير خوف ولا مطر". وهذه الرواية رواها الجماعة إلا البخاري، كما في المنتقى 1537. وقد رواها مسلم 1: 196 من طريق أبي الزبير الذي روى عنه مالك. وانظر 1874، 1918. وسيأتي 2557 و2269. (1954) إسناده صحيح، "من أطب الناس" أي من أعرفهم بالطب، وفى ح "أطيب" وهو خطأ، =

عباس قال: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني عامر، فقال: يا رسول. الله، أرني الخاتَم الذي بين كتفيك، فإني من أَطبِّ الناس، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أُريك آيةً؟ "، قال: بلى، قال: فنظر إلى نخلة فقال: "ادْعُ ذلك العذْقَ"، قالِ: فدعاه، فجاء يَنْقُزُ حتى قام بين يديه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارجَعْ"، فرجع إلى مكانه فقال العامري: يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلاَّ أًسحرَ!. 1955 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسعود بن مالك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني نُصرت بالصَّبا-، وإن عاداً أُهلكتْ بالدَّبُور". 1956 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن زياد بن الحُصَين

_ = صححناه من ك. والحديث رواه ابن سعد 1/ 1/ 112 مختصراً من طريق شريك عن سماك عن أبي ظبيان، وفى آخره: "فآمن به وأسلم" يعني الرجل السائل. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة 139 من طريق الأ عمش عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس مطولا، وفى آخره: "فقال العامري. والله لا أكذبكَ بقول أبداً، ثم قال: يا بني صعصعة، والله لا أكذبه بشيء يقوله أبداً". وهو في مجمع الزوائد 9: 10 بنحو رواية أبي نعيم، ونسبه لأبي يعلى وصححه. ورواه الترمذي مختصرا 4/ 299 من طريق سماك عن أبي ظبيان وقال: حسن صحيح غريب. وانظر تاريخ ابن كثير 6/ 124 - 125. (1955) إسناده صحيح، مسعود بن مالك الكوفي: هو مولى سعيد بن جبير، وهو ثقة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 423. والحديث رواه مسلم 1: 245 - 246 من طريق مسعود بن مالك، ورواه هو والبخاري من طريق مجاهد عن ابن عباس، انظر الفتح 2: 432 و 6: 215 - 216، 268 و 7: 309. الصبا، بفتح الصاد: ريح معروفة يقال لها "القبول" بفتح القاف، لأنها تقابل باب الكعبة، إذ مهبها من مشرق الشمس. وضدها الدبور. وسيأتي 2013 و 2984. (1956) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 8: 100 - 101 من صحيح مسلم من طريق وكيع عن الأعمش، ثم قال: "وكذا رواه سماك عن عكرمة عن ابن عباس =

عن أبي العالية عن ابن عباس: في قوله عز وجل: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} قال: رأى محمدٌ ربَّه عز وجل بقلبه مرتين. 1957 - حدثنا أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ابن حُدَير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ولُدت له ابنة فلم يَئدها ولم يُهِنْها ولم يؤِثرْ ولده عليها، يعني الذَّكَر، أدخله الله بها الجنة". 1958 - حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس قال: سافر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقام تسعَ عشرةَ يصلي ركعتين ركعتين، قال ابن عباس: فنحن إِذا سافرنا فأقمنا تسع عشرةَ صلينا ركعتين ركعتين، فإذا أقمنا أكثرَ من ذلك صلينا أربعاً. 1959 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حَجّاج عن الحَكَم عن مِقْسَم عن 23 ابن/ عباس قال: أعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ الطائف من خَرج إليه من عبيد المشركين.

_ = مثله". ونسبه السيوطى في الدر المنثور 6: 124 أيضاً للطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. (1957) إسناده صحيح، أبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق بن أشيم، وهو ثقة، قال ابن عبد البر: "لا أعلمهم يختلفون في أنه ثقة عالم". أبن حدير: بضم الحاء المهملة، وفى ح بالجيم، وهو خطأ، وهو تابعي سماه في المستدرك 4/ 177 زياد بن حدير، وهو ثقة معروف، وصححه ووافقه الذهبي. والحديث رواه أبو داود 4: 502 من طريق أبي معاوية. "فلم يئدها": من الوأد، وهو دفنها حية على ما كان بعض العرب يعملون في الجاهلية. (1958) إسناده صحيح، ورواه أيضاً البخاري وابن ماجة، كما في المنتقى 1526. وانظر ما مضى 1862. وسيأتي 2758 و 2885. (1959) إسناده صحيح، الحجاج: هو ابن أرطاة. الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث قال الشوكاني 8: 157. "أخرجه أيضاً ابن أبي شيبة، وأخرجه أيضاً ابن سعد من وجه آخر مرسلاً" ونسبه أيضاً في مجمع الزوائد 4: 245 للطبراني لنحوه. وانظر 1335.

1960 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقَلة والمُزَابنة، وكان عكرمة يكره بيع الفَصِيل. 1961 - حدثنا أبو معاوية حدثنا أبو إسحق، يعني الشيباني، عِن سعيد بن (1) جبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَتب إلى أهل جُرَش

_ (1960) إسناده صحيح، الشيباني: هو أبو إسحق. والحديث رواه البخاري 4: 322 عن مسدد عن أبي معاوية، ولكن لم يذكر فيه "وكان عكرمة" إلخ، وأشار إليه الترمذي 2: 232. المحاقلة: قال في النهاية: "المحاقلة مختلف فيها. قيل: هي اكتراء الأرض بالحنطة، هكذا جاء مفسراً في الحديث، وهو الذي يسميه الزرَّاعون المحارثة، وقيل: هي المزارعة على نصيب معلوم كالثلث والربع ونحوهما، وقيل: هي بيع الطعام في سنبله بالبر، وقيل: بيع الزرع قبل إداركه. وإنما نهى عنها لأنها من المكيل، ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلا بمثل ويداً بيد، وهذا مجهول لا يدرى أيهما أكثر، وفيه النسيئة، والمحاقلة: مفاعلة من الحقل، وهو الزرع إذا تشعب قبل أن يغلظ سوقه، وقيل: هو من الحقل، وهي الأرض التى تزرع، ويسميها أهل العراق القَرَاح". المزابنة: "هي بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر. وأصله من الزبن وهو الدفع، كأن كل واحد منهما يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه، وإنما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة" قاله ابن الأثير. وقد جاء تفسيرهما في حديث جابر مرفوعاً عن الشيخين وغيرهما: "والمحاقلة: أن يباع الحقل بكيل من الطعام معلوم. والمزابنة أن يباع النخل بأوساق من التمر"، والتفسير المرفوع هو الحجة. انظر المنتقى 2860 والفتح 4: 320 - 322، 337. الفصيل: ما فصل من اللبن من أولاد الإبل، وقد يقال في البقر. والحديث ذكره الهيثمي 4/ 103 - 104 وعزاه للطبراني وقال رجاله رجال الصحيح ولم ينسبه لأحمد، واللفظ الذي فيه سيأتي 2111 وانظر 2864. (1) هكذا وقع في الأصلين وصوابه أبو إسحق عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبيركماسيأتي مطولاً، في 3110 وكما عند مسلم. (1961) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 126 مطولا ومختصراً من طريق الشيباني. جرش، بضم =

ينهاهم أن يخلطوا الزبيب والتمر. 1962 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على صاحب قبر بعد ما دُفِن. 1963 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي عمر عن ابن عباس قال: كان يُنقَع للنبي - صلى الله عليه وسلم - الزبيبُ، قال: فيشربه اليوم والغدَ وبعدَ الغد إلى مساء الثالثة، ثم يؤمر به فيُسْقى أو يُهراقُ. 1964 - حدثنا أبو معاوية حدثنا أَجْلَح عن يزيد بن الأصمّ عن ابن عباس قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقول ما شاء الله وشئتَ! فقال: "بل ما شاء الله وحده". 1965 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الحَحَّاج عن الحَكَم عن يحيى بن الجزار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى في فضاء ليس بين يديه شيء. 1966 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الحَجَّاج عن الحَكَم عن مِقْسَم

_ = الجيم وفتح الراء: بلد باليمن. (1962) إسناده صحيح، ومعناه في الصحيحين وغيرهما، انظر المنتقى 1825. والشيباني هو أبو إسحق سليمان، وسيأتي أيضاً 2554. (1963) إسناده صحيح، أبو عمر: هو البهلواني يحيى بن عبيد، وفى ك "أبو عمرو" وهو خطأ. والحديث رواه مسلم 2: 131 من طريق أبي معاوية وجرير عن الأعمش، وفى رواية جرير عن الأعمش "عن يحيى أبي عمر" ورواه أيضاً أبو داود، كما في المنتقى 4771. وانظر 2068 و 2143 و2606. (1964) إسناده صحيح، وهو مختصر 1839. في ح "زيد بن الأصم " وهو خطأ، صححناه من ك ومما مضى. (1965) إسناده صحيح، ورواه أبو داود، كما في المنتقى 1138. (1966) إسناده صحيح، وروى الترمذي 3: 13 "عن ابن عجلا ن عن أبي حمازم عن أبي هريرة =

عن ابن عباس قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رَوَاحة في سرية، فوافق ذلك يومَ الجمعة، قال: فقدَّم أصحابَه وقال: أَتَخَلَّفُ فأصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة ثم ألحقُهم، قال: فلما رآه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما منعك أن تَغْدُوَ مع أصحابك؟ قال: فقال: أردتُ أن أصلي معك الجمعة ثمِ ألحقَهم، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنفقتَ ما في الأرض ما أدركتَ غَدوتهم". 1967 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الحَحَّاج عن عطاء عن ابن عباس قال: كتب نَجْدَةُ الحَرُورِيُّ إلى ابن عباس يسأله عن قتل الصبيان، وعن الِخُمُس لمن هو، وعن الصبي متى ينقطع عنه الْيُتْم، وعن النساء هل كان يخْرُج بهنَّ أو يَحْضُرْنَ القتال، وعن العبد هل له فيِ المغنم نصيب؟ قال: فكتب إليه ابن عباس: أما الصبيانُ فإن كنتَ الخَضِرَ تعْرِفُ الكافر من المؤمن فاقتلهم، وأما الخمس فكنِا نقول: إنه لنا، فزعم قومنا أنه ليس لنا، وأما النساء فقد كان رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُج معه بالنساء فيداوينَ المرضى ويَقُمْنَ على الجرحى ولا يحْضُرْنَ القتال، وأما الصبي فينقطع عنه اليُتْم إذا احتلم، وأما العبد فليس له من المغنم نصيب، ولكنه قد كان يُرْضَخُ لهم.

_ = عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها" وقال: "حسن غريب". وأما السياق الذي هنا فهو في الترمذي 1: 372 وأعله بأن الحكم يسمعه من مقسم. وانظر 2317. (1967) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 77 - 78 بأسانيد متعددة من طريق يزيد بن هرمز عن ابن عباس، وروى بعضه النسائي 2: 177 - 178 والبيهقى 6: 332، 344 - 345 من طريق يزيد أيضاً. بخدة الحروري: هو بخدة بن عامر، من غلاة الخوارج الحروريين وزعمائهم وفصحائهم. وفى ح "بخوة" بالواو، وهو خطأ ظاهر. "الخضر" هو صاحب موسى المذكور في سورة الكهف، وفى إحدى روايات مسلم: "فلا تقتل الصبيان، إلا أن تكون تعلم ما علم الخضر من الصبي الذي قتل. "ولكنه" في ح "ولكنهم" وأثبتنا ما في ك. يرضخ لهم: من الرضخ، وهو العطية القليلة.

1968 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منْ أيام العملُ الصالحُ فيها أحبّ إلى الله عز وجل من هذه الأيام"، يعني أياَمَ العَشْر، قال: قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلاَ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء". 1969 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح، قال: وحدثنا الأعمش عن مجاهد، ليس فيه (عن ابن عباس) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، يعني "ما من أيام العملُ فيها". 1970 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - امرأهٌ فقالت: يا رسولَ الله، إن أمي ماتت وعليها صومُ شهر، أفأَقْضي عنها؟ قال: فقال: "أرأيتِ لو كان على أمكِ دَيْنٌ، أما كنتِ تقضِينه؟ " قالت: بلى، قال: "فدَيْنُ الله عز وجل أحَقُّ". 1971 - حدثني أبو معاوية حدثنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن

_ (1968) إسناده صحيح، ورواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجة، كما في الترغيب والترهيب 2: 124. أيام العشر: هي العشرة الأولى من ذي الحجة. (1969) هذا بإسنادين مرسلين، عن أبي صالح وعن مجاهد مرفوعاً، لم يذكر فيه ابن عباس. وهو مكرر ما قبله، يؤيده، لا يعلله ولا يضعفه. (1970) إسناده صحيح، دوواه البخاري 4: 169 - 170 ومسلم 1: 315 - 316. وانظر 1861، 1893. وسيأتي 2005 و2336 و 3049. (1971) إسناده صحيح، القاسم بن عباس بن محمد بن معتب بن أبي لهب الهاشمي: ثقة، وثقه ابن معين وابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 168، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2 / 114. عبد الله بن عمير: هو مولى أم الفضل، وقد بنسب =

عباس عن عبد الله بن عُمير مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: قال رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم -: "لئن بَقِيتُ إلى قابلٍ لأصومنّ اليومَ التاسع". 1972 - حدثنا أبو معاوية حدثنا ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس قال: رَمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته وفى عُمَرِه كلها، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاء. 1973 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الحسن بن عَمرو الفُقيَمي عن مِهْرانَ أبي صفوان عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد الحجَّ فلَيتعجلْ".

_ = ولاؤه لابنها عبد الله بن عباس، وهو تابعي ثقة. والحديث رواه مسلم 1: 313 وابن ماجة 1: 272 كلاهما من طريق وكيع عن ابن أبي ذئب. (1972) إسناده صحيح، ونقله في المنتقى 2532 ولم ينسبه لغير أحمد. وكلمة "وعثمان" ليست فيه، ولكنها ثابتة في الأصلين. وانظر 1921. (1973) إسناده صحيح، الحسن بن عمرو الفقيمي: ثقة، تكلمنا عنه في 1833. مهران أبو صفوان: سبق هناك أيضاً، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 428 قال: "مهران عن ابن عباس، قاله الثوري عن عبد الله، وقال أبو معمر: كنيته أبو صفوان"، وفى ح "مهران ابن صفوان" وهو خطأ. والحديث رواه أبو داود 2: 75 عن مسدد "حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم عن الأعمش عن الحسن بن عمرو" وزيادة "الأعمش" فيه خطأ يقيناً، الظاهر أنه من الناسخين، فإن أبا معاوية سمعه من الحسن بن عمرو، ثم لم أجد أن الأعمش يروي عن حسن بن عمرو، وليست هذه الزيادة في شيء من أسانيد هذا الحديث، ورواه أيضاً الحاكم 1: 448 والبيهقي 4: 339 - 340 والدولابي في الكنى 2: 12 كلهم من طريق أبي معاوية عن الحسن بن عمرو. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو صفوان هذا سماه غيره مهران، مولى لقريش، ولا يعرف بالجرح" ووافقه الذهبي. وانظر 1833، 1834 والحديث الآتي.

1974 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد، يعني المحاربي، حدثنا الحسن بن عمرو عن صفوان الجمّال قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد الحجَّ فليتعجلْ". 1975 - حدثنا إسماعيل أنبأنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوِس عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى عند كسوف الشمس ثماني ركعاتٍ وأربعَ سجداتٍ. 1976 - حدثنا إسماعيل أنبأنا هشام قال: كتب إليَّ يحيى بن

_ (1974) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ولكن قوله هنا "عن صفوان الجمال" خطأ في أصل الرواية، ففي التعجيل 194: "إنما هو أبو صفوان الجمال الذي أخرج له أبو داود، وقد أخرج أحمد حديثه على الوجهين، أخرجه عن أبي معاوية عن الحسن بن عمرو عن أبي صفوان الجمال عن ابن عباس، حديث: من أراد الحج فليتعجل، وكذا أخرجه أبو داود والدارقطني والحاكم في المستدرك والحاكم أبو أحمد في الكنى، كلهم من طريق أبي معاوية، وقال أحمد أيضاً: حدثنا عبد الرحمن بن محمد هو المحاربي حدثنا الحسن بن عمرو عن صفوان الجمال، به، فكأن المحاربي وهم في تسميته، وإنما هو أبو صفوان، واسمه مهران، وهو مترجم في التهذيب". (1975) إسناده صحيح، ورواه مسلم والنسائي وأبو داود، كما في المنتقى 1726. وانظر ما مضى 1864. (1976) هو في الحقيقة حديثان بإسنادين: أحدهما حديث عكرمة عن عمر، وهو ضعيف لانقطاعه، فإن عكرمة لم يدرك عمر. والثاني حديث يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وإسناده صحيح. وهذا الثاني رواه مسلم 1: 424 من طريق ابن علية عن هشام الدستوائي، ومن طريق معاوية بن سلام. كلاهما عن يحيى بن أبي كثير. ورواه أيضاً البيهقي 7: 350 بأسانيد، ونسبه أيضاً للبخاري، وروى البيهقي =

[أبي] كثير يحدث عن عكرمة: أن عمر كان يقول في الحرام: يمينٌ يكفَّرها، قال هشام: وكتب إلىَّ يحيى يحدث عن يعلى بن حَكيم عن سعيد بن جُبير: أَن ابن عباس كان يقول في الحرامِ: يمين يكفّرها، فقال ابن عباس: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} 1977 - حدثنا إسماعيل حدثنا موسى بن سالم أبو جَهْضَمٍ حدثنا عبد الله بن عُبيد الله بن عباسٍ سمع ابنَ عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبداً مأموراً بلَّغ والله ما أُرْسِلَ به، وما اختصَّنا دونَ الناس بشيء ليس ثلاثاً، أمرنا أن نُسبغ الوضوءَ وأن لا يأكل الصدقة، ولا نُنْزي حماراً على فرسٍ، قال موسى: فلقيتُ عبدَ الله بن حسن فقلت: إن عبد اللهْ بنَ عُبيد الله حدثني كذا وكذا؟ فقال: إِن الخيل كانت في بني هاشم قليلة فأَحَبَّ أن تكثرُ فيهم. 1978 - حدثنا إسماعيل أخبرنا على بن زيد قال حدثني عمر بن

_ = الحديث الأول أيضاً، أعنى حديث عمر. في ح "يحيى بن كثير"- وهو خطأ. (1977) إسناده صحيح، عبد الله بن عبيد الله بن عباس: ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي وابن حبان، وفى ترجمة موسى بن سالم في التهذيب10: 344: "أرسل عن أبن عباس، وروى عن عبد الله بن عباس" وهو خطأ واضح، صوابه "وروى عن عبد الله بن عبيد الله ابن عباس" كما في الكبير للبخاري 4/ 1/ 284، وكما في التهذيب في ترجمة عبد الله بن عبيد الله 5: 306. والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة، كما أشير إليه في التهذيب وذخائر المواريث 2835. وانظر 582، 738، 766، 785، 1108، 1358. وسيأتي مطرلا 2238. وانظر 2060 و 2092. (1978) إسناده صحيح، وهو مطول 1104. ورواه الترمذي 4: 247 من طريق إسماعيل بن علية. ورواه أبو داود 3: 393 من طريق حماد بن سلمة، وهي الطريق الآتية عقب =

أبي حَرْمَلة عن ابن عباس قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علىِ ميمونة بنت الحرث، فقالت: ألا نطعمكم من هدية أهدتها لنا أم حُفيد؟ قال: فجيءَ بضبَّين مشويَّيْن، فتَبَزَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له خالد: كأنك تقْذَرُه؟ قال: "أَجَل"، قالت: ألا أُسْقيكم من لبن أَهدته لنا؟ فقال: "بلى"، قال: فجيء بإناء من لبن، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا عن يمينه

_ = هذا، وكلاهما اختصره قليلاً. قال الترمذي: "هذا حديث حسن، وقد روى بعضهم هنا الحديث عن علي بن زيد فقال: عن عمر بن حرملة، وقال بعضهم: عمرو بن حرملة، ولا يصح". ومضى باسم "عمروبن حرملة" 1904. أم حفيد، بضم الحاء وفتح الفاء وآخره دال: هي أخت ميمونة بنت الحرث، واسمها "هزيلة" بالتصغير، فهى خالة ابن عباس وخالد بن الوليد، وكانا نكحت في الأعراب. وأصل القصة في الموطأ والصحيحين، كما في الإصابة 8: 202، وفى ح "أم غفيق" وهو خطأ صححناه من ك. وقال في الإصابة: "وقع في مسند ابن أبي عمر المدني من هذا الوجه بلفظ "أم عتيق" بعين مهملة بدل الحاء المهملة وقاف في آخره بدل الدال، والمعروف أم حفيد". ولعل ما في ح ثابت في بعض النسخ "عفيق" بالعين المهملة والفاء، لأني أرى أن كتابته في الإصابة "عتيق" بالتاء تصحيف، فإن الحافظ ضبط كل حرف بدل الآخر. فلوكان "عتيق" بالتاء بدل الفاء لنص عليه أيضاً. والصواب ما أثبتنا، وهو الموافق لما في الصحيحين. تبزق، بالزاي: من البزق، وهذا المشتق لم يُنص عليه في المعاجم، وفي ح بالراء، وهو تصحيف، صححناه من ك وأبي داود. تقذره: أي تكرهه وتراه قذراً فتجتنبه، وهو من باب "سمع". الشربة: بفتح الشين وسكون الراء: ما يشرب مرة، والمرة الواحدة من الشرب. والحديث رواه أبو داود 3: 415 من طريق مالك فجعل القصة عن ابن عباس عن خالد وهو على غيرظاهره يريد عن قصة خالد، لأن ابن عباس شهد القصة بنفسه فهو لا يرويها عن خالد. وانظر 2299 و 2354 و2569 و 2684 و 2962 و 3009 وانظر أيضاً المنتقى 4581.

وخالدٌ عن شماله، فقال لي: "الشَّرْبةُ لك، وإن شئتَ آثرتَ بها خالداً؟ "، فقلت: ما كنتُ لأوِثرَ بسُؤْرك علىَّ أحداً، فقال: "من أطعمه الله طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غيرَ اللبن". 1979 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا على بن زيد عن عمر بن أبي حرملة عن ابن عباس عن أَم حُفَيد: أهدتْ إلى أختها ميمونة بضَّبين، فذكره. 1980 - حدثنا أبو معاوية ووكيع، المعنى، قالا حدثنا الأعمش

_ (1979) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وفى ح "أم غفيق" كما في الذي قبله، وأثبتنا ما في ك. وقوله هنا "عن أم حفيد" يريد عن قصة هديتها، لا أن ابن عباس يروي عنها، لأنه هو الذي شهد القصة ورواها، ولم تكن أم حفيد حاضرتها، ولم يذكر لأم حفيد رواية قط. (1980) إسناده صحيح، ورواه أيضاً البخاري1: 278، ورواه الترمذي مختصرم 2: 74 - 75 (1: 102 - 103 من شرحنا) ورواه أيضاً مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة، كما في شرح الترمذي. قال الخطابي في معالم السنن 1: 19 - 20: "وقوله لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا: فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه - صلى الله عليه وسلم - جعل مدة بقاء النداوة فيهما حداً لما وقعت به المسئلة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنى ليس في اليابس. والعامة في كثير من البلدان تفرش الخوص في قبور موتاهم، وأراهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تعاطوه من ذلك وجه". وقلت أنا في شرحي للترمذي: وصدق الخطابي وقد ازداد العامة إصراراً على هذا في العمل الذي لا أصل له، وغلوا فيه، خصوصاً في مصر، تقليداً للنصارى، حتى =

ومجاهد، قال وكيع: سمعت مجاهداً يحدث عن طاوس عن ابن عباس قال: مَرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبرين، فقال: "إنهما لَيُعذبان، وما يعذَّبان في كَبير، أمَّا أحدهما فكان لا يستنزه من البول"، قال وكيع: َ "من بوله، وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة"، ثم أخذ جريدةً فشقَّها بنصفين، فغَرزَ في كلِ قبر واحدةً، فقالوا: يا رسول الله، لم صَنعتَ هذا؟ قال: "لعلهما أن يُخَفَّف عنهما ما لم ديَيْبَسَا". 1981 - حدثنا حسين حدثنا شيبان عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال: مَرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحائط من حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذَّبان في قبرهما، فذكره، وقال: "حتى يَيْبَسا" أو "ما لم ييبسا".

_ = صاروا يضعون الزهور على القبور، ويتهادونها بينهم. فيضعها الناس على قبور أقربائهم ومعارفهم تحية لهم، ومجاملة للأحياء! وحتى صارت شبيهة بالرسمية في المجاملات الدولية، فتجد الكبراء من المسلمين. إذ نزلوا بلدة من بلاد أوربة ذهبوا إلى قبور عظمائها، أو إلى قبر من يسمون: الجندي المجهول، ووضعوا عليها الزهور. وبعضهم يضع الزهور الصناعية التى لا نداوة فيها تقليداً للإفرنج، وإتباعاً لسنن من قبلهم. ولا ينكر ذلك عليهم العلماء أشباه العامة! بل تراهم يصنعون ذلك في قبور موتاهم! ولقد علمت أن أكثر الأوقاف التى تسمى أوقافاً خيرية، موقوف ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور. وكل هذه بدع ومنكرات لا أصل لها في الدين، ولا مستند لها في الكتاب والسنة. ويجب على أهل العلم أن ينكروها، وأن يبطلوا هذه العادات ما استطاعوا". (1981) هو مكررما قبله، ولكن منصوراً جعله "عن مجاهد عن ابن عباس" مباشرة. قال الترمذي بعد رواية الحديث السابق: "وروى منصور هذا الحديث عن مجاهد عن ابن عباس، ولم يذكر فيه "عن طاوس"، ورواية الأعمش أصح، قال: وسمعت أبا بكر محمد بن أبان البلخي مستملى وكيع يقول: سمعت وكيعاً يقول الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور".

1982 - حدثنا إسماعيل أخبرنا هشام الدَّسْتوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المخنَّثين من الرجال، والمترجّلات من النساء وقال: "أخرجوهم من/ بيوتكم"، فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَلاناً، وأَخرج عمرُ فلاناً. 1983 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عطاء عن ابنِ عباس قال: أَشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى قبل الخطبة، ثم خطب، فيرَى أنه لم يُسْمعِ النساء، فأتاهنَّ ومعه بلال ناشراً ثوبه، فوعظهنَّ وأمرهن أن يتصدقْن، فجعلت المرأة تُلقي، وأشار أيوبُ إلى أُذُنه وإلى حلقه، كأنه يريد التُّومَةَ والقلادة. 1984 - حدثنا هشام الدَّسْتوائي عن يحيىِ بن أبِي كثير عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المكاتب: "يعْتق منه بقدر ما أَدَّى ديةَ الحرِّ، وبقدر ما رَقَّ منه ديةَ العبد". 1985 - حدثنا إسماعيل أخبرنا حاتم بن أبي صَغيرة عن سمَاك ابن حرب عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس يقول: قالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحابٌ فكَمِّلوا العِدَّة

_ (1982) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 17 من طريق معمر عن يحيى مختصراً، وقال: "حسن صحيح"، ونسبه الشارح أيضا للبخاري وأبى داود. (1983) إسناده صحيح، وهو مكرر 1902. التومة، بضم التاء وتخفيف الواو وفتح الميم: هي القرط فيه حبة. (1984) إسناده صحيح، وهو مكرر 1944. (1985) إسناده صحيح، ورواه الترمذي بمعناه 2: 33 من طريق أبي الأحوص عن سماك، قال الترمذي: "حديث ابن عباس حديث حسن صحيح، وقد روي عنه من غير وجه". ونسبه في المنتقى 2110 أيضاً للنسائي، وانظر 1931، 2335 و 3022.

ثلاثين، ولا تستقبلوا الشهرَ استقبالا"، قال حاتم: يعني عدَّهَ شعبان. 1986 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الملك حدثنا عطاء عن ابن عباس قال: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة ورِدْفُه أسامةُ بن زيد، فجالت به الناقة وهو رافعٌ يديه لا يجاوزان رأسه، فسار على هينَته حتى أتىِ جَمْعاً، ثم أفاض الغَدَ ورِدفه الفضلُ بن عباس، فما زال يلبَّي حتى رمى جمرةَ العقبة. 1987 - حدثنا يحيى عن حَبيب بن شهاب حدثني أبي قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خطب الناس بَتبُوكَ: "ما في الناسِ مثلُ رجلٍ آخذ برأس فرِسه يجِاهد في سبيل الله عز وجل ويَجْتَنب شرورَ النَاس، ومِثلُ آخرَ بادٍ في نعَمِة - يقْرِي ضيفه ويُعْطي حقَّه". 1988 - حدثنا يحيى عن مالك حدثني زيد بن أسلم عن عطاء ابن يَسارعن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل كتفاً ثم صلى ولم يتوضأ. 1989 - حدثنا يحيى عن هشام حدثني قَتادة عن عكرمة عن

_ (1986) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه في مسند الفضل بن عباس عن عبد الله بن عباس عنه 1816. وانظر 1860. "على هينته": في ح "على هيئته" والصواب ما أثبتناه. (1987) إسناده صحيح، حبيب بن شهاب العنبريْ بصري ثقة، روى عنه شعبة ويحيى القطان، وثقه ابن معين والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 317. أبو شهاب بن مدلج العنبري. تابعي ثقة. وثقه أبو زرعة وابن حبان. وانظر 2116. وقوله: بادِ في نعمه أي يرعي غنمه في البادية كما في 2838. (1988) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 48. ورواه أبو دواد 1: 75، وقال المنذري: "أخرجه البخاري ومسلم". وسيأتي في المسند مراراً، منها 1994، 2002، 2188، 2286، 2289، 2339، 2341، 2406، 2467، 2524، 2545، 2941، 3014، 3108، 3287، 3295، 3312، 3352، 3403 , 3433، 3453، 3463. وانظر مجمع الزوائد 1: 251، 1932، 2377. (1989) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 90 وقال "حسن صحيح". ونسبه شارحه عن =

ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لبن شاة الجلاَّلة، وعن المُجثَّمة، وعن الشُّرْب من فِي السِّقاء. 1990 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج حدثني الحسن بن مُسْلم عن طاوس قال: كنت مع ابن عباس، فقال له زيد بن ثابت: أنت تفتي الحائضَ أن تَصْدُرَ قبل أن يكونَ آخرُ عهدها بالبيت؟، قال: نعم، قال: فلا تُفْتِ بذلك، قالَ: إمَّاً لا، فاسْأل فلانة الأنصارية: هل أمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك؟ فرجع زيد إلى ابن عباس يضحك، فقال: ما أُراك إلا قد صدَقت. 1991 - حدثنا يحيى عن سفيان عن منصوِر عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونيَّة، إذا اسُتنْفِرْتم فانفِرُوا". 1992 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا صفوان بن سُليم عن

_ = التلخيص لأصحاب السنن وابن حبان والحاكم والبيهقي. وانظر 1863. الجلالة، بتشديد اللام، قال ابن الأثير: "الجلالة من الحيوان: التى تأكل العذرة، والجلة: البعر، فوُضع موضع العذرة". المجثمة، بتشديد الثاء المثلثة المفتوحة: قال ابن الأثير: "هي كل حيوان ينصب ويرمى ليقتل، إلا أنها تكثر في الطير والأرانب وأشباه ذلك مما يجثم في الأرض، أي يلزمها ويلتصق بها"."من في السقاء". أي من فم السقاء. وسيأتي 2161 و 2671 و 2951. (1990) إسناده صحيح، الحسن بن مسلم بن يناق: سبق توثيقه في 897، وفي ح "الحسن بن مسلم" هو خطأ. والحديث رواه الشافعي في الرسالة 1216 بشرحنا، عن مسلم بن خالد عن ابن جريج، ورواه البيهقي 5: 163 من طريق روح عن ابن جريج. وانظر ما يأتي 3256 والمراجع التى أشرنا إليها في شرح الرسالة. (1991) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 312 وقال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي". وانظر 1671، 2396، 2898. (1992) إسناده صحيح، صفوان بن سليم المدني: ثقة عابد، من شيوخ مالك والليث. والحديث =

أبي سَلَمة بن عبد الرحمن عن ابن عباس، قال: سفيان لا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: الخَطّ. 1993 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثني مُخَوَّل عن مسلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم (1) تَنْزِيلُ} و {هَلْ أَتَى} وفى الجمعة بسورة الجمعة و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}. 1994 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج قال: أخبرني عمر بن عطاء

_ = في تفسير ابن كثير 7: 454 عن المسند، وهو في مجمع الزوائد 7: 105 ونسبه أيضاً للطبراني في الكبير والأوسط، وقال: "ورجال أحمد للحديث المرفوع رجال الصحيح". قوله "أو أثرة من علم" كذا ثبا في المسند وابن كثير، والقراءة المعروفة، قراءة القراء الأربعة عشر وغيرهم "أثارة" بالألف، وفى إعراب القرآن للعكبري 2: 125: "أو أثارة، بالألف، وأثرة، بفتح الثاء وسكونها، أي ما يؤثر: أي يروى". وفى تفسير البحر لأبي حيان 8: 55 أنه قرأها "أثرة" بدون ألف مع فتح الثاء: على وابن عباس بخلافٍ عنهما وزيد ابن على وعكرمة وقتادة والحسن والسلمي والأعمش وعمرو بن ميمون، وأنه قرأها بسكون الثاء على والسلمي وقتادة أيضاً. وفى اللسان: "وقرئ أوأثْرَة من علم وأثرة من علم، وأثارة، والأخيرة أعلى. وقال الزجاج: أثارة في معنى علامة، ويجوز أن يكون على معنى بقية من علم، ويجوز أن يكون على ما يؤثر من العلم، ويقال أوشيء مأثور من كتب الأولين. فمن قرأ أثارة فهو المصدر مثل السماحة، ومن قرأ أثَرَة فإنه بناه على الأثر، كما قيل قتَرة، ومن قرأ أثْره فكأنه أراد مثل الخطفة والرجفة". (1993) إسناده صحيح، مخول: هو ابن راشد الكوفي، وهو ثقة. "مخول" بوزن "محمد". والحديث رواه أيضاً مسلم وأبو داود والنسائي، كما في المنتقى 1634. وهو عند أبي داود 1/ 417 - 418. وانظر 2456 و 2457 و 2800 و2908 و 3040. (1994) إسناده صحيح، عمر بن عطاء بن أبي الخوار، بضم الخاء وتخفيف الواو: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، والحديث في معنى 1988.

ابن أبي الخُوَار قال: سمعت ابن عباس يقول: أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما غيَّرت النارُ ثم صلى ولم يتوضأ. 1995 - حدثنا يحيى حدثنا ابن عَوْن عن محمد عن ابن عباس قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين مكة والمدينة، فصلى ركعتين، لا يَخاف إلا الله عز وجل. 1996 - حدثنا يحيى عن هشام حدثنا قَتادة عن موسى بن سَلَمة قال: قلت لابن عباس: إذا ليم تدرك الصلاة في المسجد، كَمْ تصلي بالبطحاء؟ قال: ركعتين، تلك سنة أبي القاسم/ - صلى الله عليه وسلم -. 1997 - حدثنا يحيى قال أملاه عليَّ سفيان إلى شعبة قال:

_ (1995) إسناده صحيح، وهو مكرر 1852. (1996) إسناده صحيح، وهو مكرر 1862. (1997) إسناده صحيح، عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق المرادي: ثقة ثبت مأمون، روى عنه الثوري وشعبة، ولكن هذا الحديث سمعه منه الثوري وأملاه على يحيى القطان ليرسله إلى شعبة. عبد الله بن الحرث الزبيدي- بضم الزاي- النجراني: ثقة ثبت، ويقال له أيضاً "المكتب" بضم الميم وفتح الكاف وتشديد التاء المكسورة، وهي بمعنى المعلم، يعلم الكتابة. طليق بن قيس الحنفي: ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي. "طليق" بفتح الطاء، كما يفهم من المشتبه 326 إذ لم يذكر إلا هذا الضبط، ولو كان هناك من يسمى يضم الطاء لذكره إن شاء الله، وضبط في شرح الترمذي بالتصغير، وأخشى أن يكون وهماً. والحديث رواه الترمذي 4: 273 وقال: "حديث حسن صحيح". قال شارحه: "وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة". وفي التهذيب 5: 3 إشارة إلى أنه رواه أيضاً البخاري في الأدب المفرد وأنه صححه ابن حبان والحاكم. "مخبتَاً": أي خاضعاً خاشعاً متواضعاً، من الإخبات، وهو الخشوع والتواضع. "أواها": الأواه: المتأوه المتضرع، وقيل هو الكثير البكاء، وقيل الكثير الدعاء، عن النهاية. "تقبل توبتي" في ح "تقبل دعوتي" وأثبتنا ما في ك والترمذي. الحوبة: الإثم. السخيمة: الحقد =

سمعت عمرو بن مُرَّة حدثني عبد الله بن الحرث المعلّم حدثني طَليق بن قيس الحنفي أخو أبي صالح عن ابن عباس: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يدعو: "ربِّ أَعنَّى ولا تُعنْ عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامْكُرْ لي ولا تمكرْ علىّ، وَاهدني ويَسِّر الهُدى إليَّ، وانصرني على من بَغَى عليَّ، ربِّ اجعلني لك شَكّاراً، لك ذَكَّاراً، لك رَهَّاباً، لك مطْواعاً، إليك مُخْبتاً، لك أَوَّاهاً منيباً، رب تقبَّلْ توبتي، واغسلْ حَوْبتي، وأَجبْ دعوتي، وَثَّبتْ حُجَّتي، واهْدِ قلبي، وسدّدْ لساني، واسْلُلْ سَخِيمَةَ قلبي". 1998 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا أبو بِشْر عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقولَ لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما صام شهراً تاماً منذ قَدِم المدينة إلا رمضان. 1999 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا قَتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذه وهذه سواء، الخِنصر والإبهام".

_ = في النفس. وصححه الحاكم 1/ 519 - 520 ووافقه الذهبي. (1998) إسناده صحيح, يحيى: هو ابن سعيد القطان. في ح "يحيى عن سعيد حدثنا أبو بشر"، وفى ك "يحيى بن سعيد حدثنا أبو بشر"، وكلاهما خطأ. فإن القطان لم يدرك أبا بشر جعفر بن أبي وحشية، يحيى ولد سنة 120، وأبو بشر مات سنة 123 أو 125. وليس في الرواة عن أبي بشر من يسمى "سعيداً". ثم الحديث حديث شبعة عن أبي بشر، رواه الطيالسي 2626 عن شعبة، ورواه مسلم1: 318 من طريق غندر عن شعبة. ورواه أيضاً من طريق عثمان بن حكيم الأنصاري عن سعيد بن جبير، ورواه هو والبخاري 45: 188 من طريق أبي عوانة عن أبي بشر. وسيأتي أيضا 2046 و 2151 و2450 و 2737 و 2949 و 3011. (1999) إسناده صحيح، يريد أن الخنصر والإبهام سواء في الدية. والحديث رواه الجماعة إلا مسلماً، كما في المنتقى 3974. وانظر 2621.

2000 - حدثنا يحيى عن عُبيد بن الأخْنَس قال حدثنا الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهَك عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما اقتبس رجلٌ علماً من النجوم إلا اقتبس بها شُعبَةً من السِّحْر، مازادَ زادَ".

_ (2000) إسناده صحيح، عبيد الله بن الاُخنس الكوفي الخزاز. بمعجمات: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي. والوليد بن عبد الله بن أبي مغيث: حجازي، وثقه ابن معين وابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 146. والحديث في الترغيب والترهيب 4: 53 وقال: "رواه أبو داود وابن ماجة وغيرهما" قال الخطابي في المعالم 4: 229 - 230: "علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التى لم تقع وستقع في مستقبل الزمان، كإخبارهم بأوقات هبوب الرياح، ومجيء المطر، وظهور الحر والبرد، وتغير الأسعار، وما كان في معانيها من الأمور. يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها. وباجتماعها واقترانها، ويدعون لها تأثيراً في السفليات، أوأنها تتصرف على أحكامها، وتجرى على قضايا موجباتها! وهذا منهم تحكم على الغيب، وتعاط لعلم استأثر الله سبحانه وتعالى به، لا يعلم الغيب أحد سواه. فأما علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والحس، الذي يعرف به الزوال، ويعرف به جهة القبلة، فإنه غير داخل فيما نهى عنه. وذاك أن معرفة رصد الظل ليس شيئاً بأكثر من أن الظل ما دام متناقصَاً فالشمس بعد صاعدة نحو وسط السماء من الأفق الشرقي. وإذا أخذ في الزيادة فالشمس هابطة من وسط السماء نحو الأفق الغربي، وهذا علم يصح دركه من جهة المشاهدة، إلا أن هذه الصناعة قد دبروه بما اتخذوا له الآلة التى يستغني الناظر فيها عن مراعاة مدته ومراصدته. وأما ما يستدل به من جهة النجوم على جهة القبلة، فإنما هي كواكب أرصدها أهل الخبرة بها من الأيمة الذين لا نشك في عنايتهم بأمر الدين ومعرفتهم بها وصدقهم فيما أخبروا به عنها، مثل أن يشاهدوها بحضرة الكعبة ويشاهدوها في حال الغيبة عنها، فكان إدراكهم الدلالة عنها بالمعانية، وإدراكنا لذلك بقبولنا لخبرهم، إذ كانوا غير متهمين في دينهم، ولا مقصرين في معرفتهم". وسيأتي 2841.

2001 - حدثنا يحيى حدثنا الحسين بن ذَكْوان عني أبي رجاء حدثني ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنْ هَمّ بحسنة فعملها كُتبت عشراً، وِإن لم يَعملها كتبتْ حسنةً، وِإن همّ بسيئة فعملها كتبتْ سيئةً، وإن لم يعملها كتبتْ حسنةً". 2002 - حدثنا يحيى عن هشام بن عروة حدثني وهب بن كَيسْان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس، قال: وحدثني محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس، قال: وحدثني الزهري عن علي بن عبد الله بنِ عِباس عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل لحماً أو عَرْقاً فصلى ولم يمَسَّ ماءً.

_ (2001) إسناده صحيح، أبو رجاء: هو العطاردي عمران بن ملحان، بكسر الميم وقيل بفتحها مع سكون اللام، وهو تابعي قديم مخضرم ثقة، أدرك الجاهلية وعمّر عمراً، طويلا أزيد من 120 سنة. والحديث رواه البخاري مطولا 11: 277 - 282 ومسلم كذلك 1: 48. وسيأتي مطولا كرواية مسلم 2519 و2828. (2002) أسانيده صحاح، رواه هشام بن عروة بثلاثة أسانيد: عن وهب بن كيسان، وعن محمد بن علي، وعن الزهري. هشام بن عروة بن الزبير: تابعي ثقة حجة. وهب بن كيسان مولى آل الزبير. مدنى تابعي ثقة. محمد بن عمرو بن عطاء: تابعي ثقة، كان امرأ صدق، وكانت له هيئة ومروءة. محمد بن علي بن عبد الله بن عباس: ثقة ثبت مشهور، وهو جد الخلفاء العباسيين، والد السفاح والمنصور، وهو أول من نطق بالدعوة العباسية. أبوه علي بن عبد الله بن عباس: تابعي ثقة عابد من خيار الناس. العرق، بفتح العين وسكون الراء: في النهاية: "العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم، وجمعه عراق" بضم العين وتخفيف الراء". وهو جمع نادر". والحديث في معنى 1988، 1994. وانظر 2153 و 2188 و2286 و2288 و 2339 و 2341 و2377 و 2461 و2467و2524و2545.

2003 - حدثنا يحيى حدثنا ابن جريج حدثنا عطاء عن ابن عباس: أن داجنةً لميمونةَ ماتت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا انتفعتم بإهابها، ألا دبغتموه، فإنه ذَكاته؟ ". 2004 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج حدثني الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى العيد بغير أذان ولا إقامة. 2005 - حدثنا يحيى سمعت الأعمش حدثني مسلم عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس: أن امرأةً قالت: يا رسول الله، إنه كان على أمها صوم شهر فماتتْ، أفأَصومه عنها؟ قال: "لو كان علي أمكِ دينٌ أكنتِ قاضيتَه؟ " قالت: نعم، قال: "فدين الله عز وجل أحقُّ أن يقْضَى". 2006 - حدثنا يحيى عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المترجّلات من النساء، واخنثين من الرجال، وقال: "أخرجوهم من بيوتكم"، قال: فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلاناً، وأخرج عمر

_ (2003) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا ابن ماجة بمعناه، انظر المنتقى 83. وانظر ما مضى 1895، الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، وفى لسان العرب: "ومن الناس من يقولها بالهاء"، يعني "داجنة". وهذا الحديث شاهد لذلك. "ألا" بتشديد اللام: بمعنى "هلأ"، تقول "هلاّ فعلت كذا" و"ألا فعلت كذا" وهي للتخصيص، وكأنك تقول: لِمَ لم تفعل كذا؟. وانظر 1895، 2117، 2369. (2004) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 445 وابن ماجة 1: 199 كلاهما من طريق يحيى ابن سعيد عن ابن جريج. ولابن عباس حديث آخر عند الشيخين بنحوه، انظر المنتقى 1665. وسيأتي مطولا عن ابن عباس 2171 و 2173 و 2574 وعن جابر 2172. (2005) إسناده صحيح، وهو مكرر 1970. (2006) إسناده صحيح، وهو مكرر 1982.

فلاناً. 2007 - حدثنا يحيى عن الأوزاعي قال حدثنا الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبناً فمضمض، وقال: "إن له دَسَماً". 2008 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني سليمان، يعني الأعمش، عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب، فأتته قريش، وأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوده، وعند رأسه مَقْعدُ رجلٍ، فقام أبو جهل فقعد فيه، فقالوا: إن ابن أخيك يقع في آلهتنا، قال: ما شأن يومين يَشمْكُونك؟ قال: يا عم، أريدهم على كلمة واحدة تَدين لهم بها العرب وتؤَدِّى العجمُ إليهم الجزية"، قال: ما هي؟ قال: "لا إَله إلا الله"، فقاموا فقالوا: أجَعَل الآلهةَ إلهاً واحداً؟ قال:/ ونزل {ص وَالْقُرْآنِ ذِي

_ (2007) إسناده صحيح، وهو مكرر 1951 بهذا الإسناد. في ح "عبد الله بن عبيد الله"، وهو خطأ صححناه من ك. (2008) إسناده صحيح، يحيى بن عمارة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 / 296 فلم يذكر فيه جرحا ً. وقد اختلف الرواة عن الأعمش في اسم هذا الشيخ، فسماه الثوري في روايته عنه "يحيى بن عمارة" وهذا هو الذي جزم به البخاري وابن حبان ويعقوب بن شيبة، وسماه أبو أسامة عن الأعمش "عباد" غير منسوب، وسماه الأشجعي عن الأعمش "يحيى بن عباد" الحديث نقله ابن كثير في التفسير 7: 181 عن تفسير الطبري من طريق أبي أمامة، ثم نسبه للمسند والنسائي من طريق أبي أمامة "عن الأعمش عن عباد غير منسوب، به نحوه" ثم قال: "ورواه الترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن جرير أيضاً، كلهم في تفاسيرهم، من حديث سفيان الثوري عن الأعمش عن يحيى بن عمارة الكوفي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكر نحوه، وقال الترمذي: حسن". والذي في الترمذي 4: 172 - 173: "حديث حسن صحيح".

الذّكر} وفقرأ حتى بلغ {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} قال عبد الله [بن أحمد]: قال أبي: وحدثنا أبو اسامة حدثنا الأعمش حدثنا عبَّاد، فذكر نحوه، وقال أبي: قال الأشجعي: يحيى بن عبَّاد. 2009 - حدثنا يحيى عن عُيَينة بن عبد الرحمن حدثني أبي قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل من أهل خُراسان، وإن أرضنا أرض باردة، فذكر من ضروب الشراب، فقال: اجتنبْ ما أسكَر من زبيب أو تمر أو ما سوى ذلك، قال: ما تقول في نبيذ الجَرّ؟ قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجَرّ. 2010 - حدثنا يحيى عن عبيد الله بن الأخْنس قال أخبرني ابن أبيِ مُلَيكة أن ابن عباس أخبره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كأني أنظر إليه أسْوَد أفْحَج، ينقُضها حجراً حجراً"، يعني الكعبة.

_ (2009) إسناده صحيح، عيينة بن عبد الرحمن: ثقة، كما قلنا في 345. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 73. وفى ح "ابن عيينة بن عبد الرحمن" وهو خطأ، صححناه من ك. أبوه عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني: تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة وابن سعد وغيرهما. ولابن عباس أحاديث في نبيذ الجر، مضى منها 185، 260 وسيأتي منها 2020، 2028. وانظر المنتقى 4747. وسيأتي من رواياته 2476. (2010) إسناده صحيح، ورواه البخاري 4: 368 عن ابن المديني عن يحيى. وقال الحافظ: "كذا في جميع الروايات عن ابن عباس في هذا الحديث. والذي يظهر أن في الحديث شيئاً حذف، ويحتمل أن يكون هو ما وقع في حديث علي عند أبي عبيد في غريب الحديث من طريق أبي العالية عن علي قال: استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه، فكأني برجل من الحبشة أصلع، أو قال: أصمع، حمش الساقين قاعد عليها وهي تهدم: ورواه الفاكهي من هذا الوجه ... ورواه يحيى الحماني في مسنده من وجه آخر عن علي مرفوعاً". أفحج: من الفحج بفتح الفاء والحاء وآخره جيم، وهو تباعد ما بين الفخذين.

2011 - حدثنا يحيى عن ابن أبي ذئب حدثني قارظ عن أبي عَطَفَان قال: رأيت ابن عباس توضأ، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "استنثروا مرتين بالغتين أوثلاثاً". 2012 - حدثنا يحيى حدثنا هشام حدثنا قَتادة عن أبي العالية عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش الكريم". 2013 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثني الحَكَم عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نُصِرْتُ بالصَّبَا، وأُهلكتْ عاد بالدَّبُور". 2014 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج أخبرني عمرو بن دينار أن أبا الشَّعْثاء أخبره أن ابن عباس أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَكَحَ وهو حرام.

_ (2011) إسناده صحيح، قارظ: هو ابن شيبة بن قارظ حليف بني زهرة، وهو ثقة، قال النسائي: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 201 فلم يذكر فيه جرحاً. أبو غطفان: هو ابن طريف المرى، وهو تابعي ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما. والحديث رواه أبو داود وابن ماجة، كما في المنتقى 241، وذكر الحافظ في التهذيب 7: 307 أنه رواه النسائي أيضاً: ورواه البخاري في الكبير في ترجمة قارظ عن آدم عن ابن أبي ذئب، وسيأتي 2889، ولكن وقع في النسخة المطبوعة "أبشروا" بدل "استنثروا" وهو خطأ. (2012) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2788. وانظر 726، 1363، 1762. وسيأتي في 2297 و 2344 و 2345 و 2411 و2537 و2568. (2013) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث مكرر 1955. (2014) إسناده صحيح، وهو مختصر 1919.

2015 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج أخبرني عمرو بن دينار أن أبا الشَّعْثاء أخبره أن ابن عباس أخبره: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب وهو يقول: "من لم يجد إزاراً ووجد سراويل فليلبسها، ومن لم يجد نعلين ووجد خفين فليلبسهما"، قلت: لم يَقُلْ ليقطعهما؟ قال: لا. 2016 - حدثنا يحيى عن ابن جُريِج قال: حدِثني سعيد بن الحُوَيِرْث عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تَبرَّز فَطعِمَ ولم يمسَّ ماءً. 2017 - حدثنا يحيى عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس: أنزل على النيى - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثلاث وأربعين، فمكث بمكة عشراً، وبالمدينة عشراً، وقُبض وهو ابن ثلاث وستين. 2018 - حدثنا يحيى حدثنا حمُيَد عن الحسن عن ابن عباس قال: فرَض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الصدقة كذا وكذا ونصفَ صاع بُراً.

_ (2015) إسناده صحيح، وهو مطرل 1848. (2016) إسناده صحيح، وهو مختصر 1932. (2017) إسناده صحيح، وقد سبقت الإشارة إليه في 1846. وانظر 1945، وصحيح مسلم 2: 219 - 220 والترمذي 4: 307. (2018) إسناده صحيح، الحسن: هو البصري. وقد تكلموا في سماعه من ابن عباس، وجزم كثير من العلماء بأنه لم يسمع منه، انظر التهذيب في ترجمة الحسن، والمراسيل لابن أبي حاتم 12 - 13 ونصب الراية 1: 90 - 91. والحسن قد عاصر ابن عباس يقيناً. وكونه كان بالمدينة أيام أن كان ابن عباس والياً على البصرة لا يمنع سماعه منه قبل ذلك أو بعده، نعم قد يمنع الرواية التى يعللونها في قوله: "خطبنا ابن عباس بالبصرة". والحديث رواه أبو داود 2: 31 - 32 مطولا. وأفاد شارحه أنه رواه النسائي والدارقطني، وستأتي الرواية الطولة 3291، وانظر نصا الراية 2: 418 - 420. وحديث 3126 فيه جزم بسماعه منه.

2019 - حدثنا يحيى عن شعبة عن أبي جَمْرة قال: سمعت ابن عباس قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى من الليل ثلاث عشرة. 2020 - حدثنا يحيى عن شعبةَ حدثني أبو جَمْرة، وابنُ جعفرِ قال حدثنا شعبة عن أبي جمرة، قال: سمعت ابن عباس يقول: إن وفد عبد القيس لمَّا قدموا المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ممن الوفد؟ " أو قال: "القَوم؟ " قالوا: ربيعة، قال: "مرحباً بالوفد"، أو قال: "القوم غيرِ خَزَايَا ولا نَدَامَى"، قالوا: يا رسول الله، أتيناك من شُقَّة بعيدة، وبيننا وبينك هذا الحيُّ من كفار مُضَر، ولسنا نستطيع أن نأتيك إلا في شهرٍ حرام، فأخبرنا بأمر ندخل به الجنة ونُخْبِرُ به مَنْ وراءنا، وسألوه عن أشّرِبة؟ فأمرهم بأربع،

_ (2019) إسناده صحيح، أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي، بضم الضاد المعجمة وفتح الباء الموحدة، وهو تابعي ثقة. ورواه مسلم 1: 214 والترمذي 1: 332، كلاهما من طريق شعبة، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وأفاد شارحه أن البخاري رواه أيضاً مطولا. (2020) إسناده صحيح، وهو حديث معروف مشهور، رواه أبو دواد 3: 380 - 381، قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي". وانظر 2009. "عبد القيس": قبيلة كانت تسكن البحرين وما والاها من أطراف العراق. "غير خزايا ولا ندامى": "غير" بالنصب على الحال، وروى بالكسر على الإتباع، ورجح الأول. "خزايا" جمع خَزيان، وهو المستحيي المهان. "ندامى" في النهاية: "أي نادمين، فأخرجه على مذهبهم في الإتباع لخزايا، لأن الندامى جمع ندمان، هو النديم الذي يرافقك ويشاربك، ويقال في الندم ندمان أيضاً، فلا يكن إتباعاً لخزايا، بل جمعاً برأسه". الدباء: القرع. الحنتم: جرار مدهونة خضر. النقير: أصل النخلة ينقر وسطها ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذاً مسكراً. المزفت: الإناء الذي طلى بالزفت، وهو القار أو نوع منه، وفى معناه "المقير". قد شرح الحافظ في الفتح هذا الحديث شرحاً وافياً 1: 120 - 125. وانظر أيضاً ما مضى 185، 260، 360، 634، 2009. وانظر ما يأتي 2476 و 2499.

ونهاهم عن أربع، أمرهم بالإيمان بالله، قال: "أتدرون ما الإيمان بالله؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تُعْطوا الخُمْس من المغنم"، ونهاهم عن الدُّبَّاء، والحَنْتَم، والنَّقير، والمزَفَّت، قال: وربما قال: والمُقَيَّر، قال: "احفظوهنَّ وأخبروا بهنَّ مَنْ وراءَكم". 2021 - حدثنا يحيى عن شعبة، وابن جعفر قال حدثنا شعبة، حدثني أبو جَمْرة، عن ابن عباس قال: جُعل في قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطيفةٌ، حمراء. 2022 - حدثنا يحيى بن أبي بُكَير حدثنا إسرائيل عن سِمَاك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فَرَغَ من بدر: عليك العيرَ، ليس دونها شيء، قال: فناداه العباس بن عبد المطلب: إنه لا يصلح لكَ، قال: "ولم؟ "، قال: لأن الله عز وجل إنما وعدك إحدى الطائفتين، وقد أعطاك ما وعدك.

_ (2021) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 153 وقال شارحه: "وأخرجه مسلم والنسائي وابن حبان". وانظر 1942 و 2284. (2022) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 4: 13 - 14 عن المسند وقال: "إسناد جيد". ورواه الترمذي 4: 112 من طريق عبد الرزاق عن إسرائيل، وقال: "حديث حسن". ونسبه السيوطي في الدر المنثور أيضاً 3: 169 للفريابي وابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن المندر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه. "فناداه العباس" زاد الترمذي وغيره: "وهو في وثاقه" يعني لأنه أسر يوم بدركما هو معروف. العير، بكسر العين: الإبل بأحمالها. وستأتي رواية عبد الرزاق 2875 ورواية يحيى بن آدم 3003.

2023 - حدثنا يحيى بِن أبي بُكير حدثنا إسرائيل عن سمَاك عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: مَرّ رجل من بني سُلَيم بنفر من أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يسوق غنماً له، فسلم عليهم، فقالوا: ما سلم علينا إلا ليَتَعَوَّذَ منَّا، فعمدوا إليه فقتلوه، وأتوا بغنمه النبىَّ - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}. 2024 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثني عبد الملك بن مَيسرة عن طاوس قال: أتى ابنَ عباس رجلٌ فسأله، وسليمانُ بن داود قال: أخبرنا شعبة أنبأني عبد الملك قال سمعت طاوساً يقول: سأل رجل ابنَ عباس، المعنى، عن قوله عز وجل {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فقال سعيد بن جُبير: قرابةُ محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عباس: عَجلْتَ! إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطنٌ من قريش إلا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم قرابةٌ، فنزلت {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}: إلاّ أن تَصِلُوا قرابةَ ما بيني وبينكم.

_ (2023) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 2: 544 عن المسند. ورواه الترمدي 4: 90 وقال: "حديث حسن" وكذلك قال السيوطي في الدر المنثور 2: 199 أنه حسنه، ونقل ابن كثير عن الترمذي أنه قال: "حسن صحيح". ونسبه السيوطي أيضاً لابن أبي شيبة والطبراني وعبد بن حميد وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه. وسيأتي 2462 و2988. (2024) إسناداه صحيحان، عبد الملك بن ميسرة الهلالي: ثقة، روى له الجماعة. وقد رواه أحمد عن شيخيه: يحيى القطان وأبي داود الطيالسي سليمان بن داود. ونقله ابن كثير في التفسير 7: 363 من صحيح البخاري من طريق محمد بن جعفر عن شعبة، ثم قال: "ورواه الإمام أحمد عن يحيى القطان عن شعبة، به". وانظر 2415 و2599.

2025 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج أخبرنا عطاء قال: سمعتُ ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لامرأة من الأنصار، سماها ابنُ عباس فنسيتُ اسمَها: "ما منعك أن تحجّي معنا العامَ؟ "، قالت: يا نبي الله، إنما كان لنا نَاضحاَن، فركب أَبو فلان وابنهُ، لزوجه! وابنها، ناضحاً، وترك ناضحاً ننضَح عِليَه، فَقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا كان رمضانُ فاعتمرى فيه. فإن عُمرةً فيه تعدل حَجَّة". 2026 - حدثنا يحيى عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عُبيد الله بن عبد الله عن عائشة وابن عباس: أن أبا بكر قبَّل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ميت. 2027 - حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني مغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "يحشر الناس عُراةً خُفاة غرْلاً، فأول من يُكْسَي إبراهيم عليه الصلاة والسلام"، ثم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}. 2028 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثني سَلَمة بن كُهَيل قال سمعت أبا الحَكَم قال: سألتُ ابن عباس عن نبيذ الجَرِّ؟ فقال: نَهى

_ (2025) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا الترمذي كما في المنتقى 2359. والذي نسى اسم المرأة هو ابن جريج، لأن الحديث في مسلم 1: 357 من روايته، ثم رواه بعده من طريق حبيب المعلم عن عطاء، فسمى المرأة "أم سنان"، وانظر ترجمتها في الإصابة 8: 245. وسيأتي مختصرا 2809 و 2810. (2026) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة، وفى ح "عبد الله بن عبيد الله"، وهو خطأ، صححناه من ك. والحديث رواه البخاري والنسائي وابن ماجة، كما في المنتقى 1778. (2027) إسناده صحيح، ومكرر1950 بهذا الإسناد، ومختصر 2096. (2028) إسناده صحيح، وهو مختصر 185. وانظر 260، 2009، 2020

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجَرّ والدُّبَّاء، وقال: من سَرَّه أن حرِّم ما حرم الله ورسوله فليحِرّمِ النبيذَ. 2029 - حدثنا يحيى عن فطرْ حدثنا أبو الطُّفَيل قال: قلت لابن عباس: إن قومك يزعمون أن رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - قد رَمَلَ بالبيت وأنها سُنَّة؟ قال: صدَقوا وكذَبوا! قلت: كيف صدقوا وكذَبوا؟! قال: قد رَمَلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبيت، وليس بسنة، قد رمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه، والمشرِكون على جبل قُعَيقِعَانَ، فبلغه أنهم يتحدثون أن بهم هَزْلاً، فأمر بهم أن يَرْمُلوا، ليُرِيهَم أن بهم قوةً. 2030 - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا محمد بن جُحَادة عن أبي

_ (2029) إسناده صحيح، فطر: هو ابن خليفة. والحديث رواه البخاري ومسلم، كما في نصب الراية 3: 45. وسيأتي مطولا 2707. وانظر 1921، 1972. قعيقعان، بضم القاف الأولى وكسر الثانية بينهما عين مفتوحة وياء ساكنة: جبل بمكة. الهزل، بفتح الهاء وضمها مع صكون الزاي: كالهزال، ضد السمن. وانظر 2077 و 2220 و 2305 و2639 و2688 و 2707 و 2708 و2783. (2030) إسناداه صحيحان، محمد بن جحادة، بضم الجيم وتخفيف الحاء المهملة: ثقة عابد ناسك. أبو صالح: هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب، واسمه "باذام" ويقال "باذان"، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 144 وقال: "ترك ابن مهدي حديث أبي صالح"، وذكره هو والنسائي في الضعفاء، ولكن قال يحيى القطان "لم أر أحداً من أصحابنا تركه، وما سمعت أحدَاً من الناس يقول فيه شيئاً"، وقال ابن معين: "ليس به بأس"، ووثقه العجلي، والحق أنه ثقة، ليس لمن ضعفه حجة، وإنما تكلموا فيه من أجل التفسير الكثير المرويَ عنه، والحمل في ذلك على تلميذه محمد بن السائب الكلبي، وقد ادعى ابن حبان أنه لم يسمع من ابن عباس! وهذه غلطة عجيبة منه، فإن أبا صالح تابعي قديم، روى عن مولاته أم هانئ وعن أخيها علي بن أبي طالب، وعن أبي هريرة، وكلهم أقدم من ابن عباس وأكبر. وانفرد ابن حبان فجزم بأن أبا صالح في هذا الحديث =

صالح عن ابن عباس، ووكيع قال حدثنا شعبة عن محمد بن جُحادة قال سمعت أبا صالح يحدث بعد ما كَبر عن ابن عباس قال: لَعَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائراتِ القبورِ والمتخذين عليها المساجَدَ والسُّرُج. 2031 - حدثنا يحيى عن على بن المبارك قال حدثني يحيى بن

_ = هو "ميزان البصري"، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وغيره. والصحيح أنه مولى أم هانئ كما شرح بذلك في الأطراف، قال الحافظ في التهذيب 10: 385 - 386: "ويؤيده أن على بن مسلم الطوسي روى هذا الحديث عن شعيب عن محمد بن جحادة سمعت أبا صالح مولى أم هانئ. فذكر الحديث، وجزم بكونه مولى أم هانئ الحاكم وعبد الحق في الأحكام وابن القطان وابن عساكر والمنذري وابن دحية". و "ميزان أبو صالح" ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 67، وأظنه لو كان صاحب هذا الحديث لأشار إليه البخاري هناك. والحديث رواه أيضاً الترمذي (2: 136 - 138 بشرحنا) وقال: "حديث حسن" وأطلنا في شرحه هناك. ورواه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 2948. وسيأتي 2603، 2986، 3118. وانظر 1884. (2031) إسناده حسن، "يحيى بن أبي كثير" في ح "يحيى بن كثير"، وهو خطأ، صححناه من ك ومن الرواية الآتية في المسند ومن مراجع الحديث. عمر بن معتب: شبه المجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 132 - 133 وروى بإسناده عن أحمد بن حنبل قال: "أما أبو الحسن فعندي معروف، ولكن لا أعرف عمر بن معتب"، ثم روى عن أبيه أبي حاتم قال: "عمر بن معتب لا نعرفه"، وذكره النسائي في الضعفاء 24 وقال: "ليس بالقوى"، وفى التهذيب عن ابن المديني قال: "منكر الحديث". فهذا راو فيه خلاف، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكره البخاري في الضعفاء، فنرى أن حديثه حسن. "معتب" بضم اليم وفتح العين المهملة وتشديد المثناة الفوقية المكسورة وآخره باء موحدة، ووقع في الأصلين هنا "مغيث"، هو تصحيف، صححنا من الرواية الآتية ومن المراجع الأخرى. أبو الحسن مولى بني نوفل: ثقة، وثقه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال ابن عبد البر: "اتفقوا على أنه ثقة، وترجمه البخاري في الكنى رقم 168 فلم يذكر فيه جرحاً، وقال: "أبو الحسن مولى الحرث بن نوفل، =

[أبي] كثير أن عمر بن مُعَتّب أخبره أن أبا حسن مولى أبي نَوْفل أخبره أنه استفتى ابنَ عباس في مملوَكِ تحته مملوكةٌ فطلقها تطليقتين ثم عَتَقَا، هل يصلح له أن يخطبها؟ قال: نعم، قَضَى بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2032 - حدثنا يحيى عن شعبة، ومحمد بن جعفر/ حدثنا شعبة،

_ = سمع ابن عباس". والحديث سيأتي 3088 عن عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير، وقال أحمد عقبه: "قيل لعمر: يا أبا عروة، ومن أبو حسن هذا! لقد تحمل صخرة عظيمة! ". ورواه أبو داود 2: 223 بإسنادين من طريق على بن المبارك: ثم قال أبو داود: "سمعت أحمد بن حنبل قال: قال عبد الرزاق: قال ابن المبارك لمعمر: من أبو الحسن هذا؟ لقد تحمل صخرة عظيمة! قال أبو داود: أبو الحسن هذا روى عنه الزهري، قال الزهري: وكان من الفقهاء، روى الزهري عن أبي الحسن أحاديث، قال أبو داود: أبو الحسن معروف، وليس العمل على هذا الحديث!. ورواه أيضاً البيهقي 7: 370 - 371 وقال: "وعامة الفقهاء على خلاف ما رواه [يعني عمر بن معتب]، ولو كان ثابتاً قلنا به، إلا أنا لا نثبت حديثاً يرويه من تُجْهل عدالته". والحديث نسبه في المنتقى 3722 أيضاً للنسائي وابن ماجة. "عتقا": بفتح العين، يقال "عتق العبد" و"أعتقته أنا"، وضبطه شارح أبي داود بالبناء للمجهول، وهو خطأ. وفى الأصلين هنا "أعتقها"! وهو خطأ واضح، صححناه من الرواية الآتية ومن مراجع الحديث. (2023) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: ثقة، كما سبق في 1472. والحديث رواه أبو داود 1: 108 - 109 من هذا الوجه، عن مسدد عن يحيى، ثم قال: "هكذا الرواية الصحيحة، قال: دينار أو نصف دينار. وربما لم يرفعه شعبة". وقد أشار الإمام أحمد هنا إلى ذلك، قال: "لم يرفعه عبد الرحمن ولا بهز" يعني أن عبد الرحمن بن مهدي وبهز بن أسد روياه عن شعبة بهذا الإسناد موقوفا على ابن عباس. وقال ابن أبي حاتم في العلل 1: 50 - 51 عن أبيه: "اختلفت الرواية فمنهم من يروي عن مقسم عن ابن عباس موقوفاً، ومنهم من يروي عن مقسم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا. وأما من حديث شعبة فإن يحيى بن سعيد أسنده، وحكى أن شعبة أسنده وقال: أسنده لى الحكم مرة ووقفه مرة". ورواه الدارمي 1: 254 عن أبي الوليد =

عن الحَكَم عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مقْسَم عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: في الذي يأتي امرأته وهي حائض، يتصدَّق بدينار أو بنصف دينار. قال عبد الله [بن أحمد]؟ قال أبي: ولم يَرْفعه عبدُ الرحمن ولا بَهزٌ. 2033 - حدثنا ابن نُمير عن مُجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كَمَثَل الحمار يحمل أسفاراً، والذي يقول له (أنصِتْ) ليس له جمعة". 2034 - حدثنيْ ابن نمُير حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عباس

_ = وعن سعيد بن عامر عن شعبة موقوفا، وقال: "قال شعبة: أما حفظي فهو مرفوع، وأما فلان وفلان فقال غيرمرفوع، قال بعض القوم: حَدَّثْنا بحفظك ودع ما قال فلان وفلان! فقال: والله ما أحب أني عمرت في الدنيا عمر نوح وأنى حدثت بهذا أو سكت عن هذا"! وهذا الحديث محل نزاع طويل بين علماء الحديث في تصحيحه وتعليله، والحق أنه حديث صحيح، وأن أصح رواياته وألفاظه هذه الرواية التي هنا، وقد حققت ذلك تحقيقاً وافياً في شرحي للترمذي 1: 244 - 254، وذكرت كل ما استطعت جمعه من رواياته وأسانيده. وهذا الحديث رواه الحكم بن عتيبة عن مقسم مباشرة، كرواية البيهقي 1: 315. وأعله بأن الحكم لم يسمعه من مقسم، بدلالة رواية شعبة التى هنا، أنه عن الحكم عن عبد الحميد عن مقسم، وليس هذا بشيء. فإن أحمد بن حنبل ويحيى القطان جزما بأن الحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث، منها هذا الحديث، كما في التهذيب 2: 434، فدل على أنه سمعه من مقسم ومن عبد الرحمن، فتارة يرويه بهذا، وتارة يرويه بذاك. وسيأتي كثير من طرقه وألفاظه في المسند 2121، 2122، 2201 , 2458،2595 , 2789 ,2844, 2997 , 3145، 3428، 3473، وانظر ما أشرت إليه من المراجع في شرح الترمذي. (2033) إسناده حسن، وهو في مجمع الزوائد 2: 184 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، وفيه مجالد بن سعيد، وقد ضعفه الناس، ووثقه النسائي في رواية". وانظر 719. (2034) إسناده صحيح، هشام: هو ابن عروة بن الزبير. والحديث رواه أيضا الشيخان، كما في =

قال: لو أنّ الناس غَضَّوا من الثلث إلى الربع، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الثلث كَثير. 2035 - حدثنا ابن نمُير حدثنا العلاء بن صالح حدثنا المنْهال بن عمرو عن سعيد بن جبير: أن رجلا أتى ابنَ عباس فقال: أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - عشراً بمكة وعشراً بالمدينة؟ فقال: من يقول ذلك؟! لقد أنزل [عليه] بمكة عشراً وخمساً وستين وأكثر. 2036 - حدثنا ابن نمُير حدثنا فُضيل، يعني ابن غَزْوان، عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: "يا أيها الناس، أيُّ يوم هذا؟ "، قالوا: هذا يوم حرامٌ. قال: "أيّ بلد هذا؟ "، قالوا: بلد حرام، قال: "فأي شهر هذا؟ "، قالوا: شهر حرام، قال: "إن أموالكم ودماءَكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا"، ثم أعادها مراراً، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: "اللهم هل بلغْت؟ "، مراراً، قال: يقول ابن عباس: والله إنها لوصية إلى ربه عز وجل،

_ = المنتقى 3276. ويريد به ابن عباس الوصية، إذ أن قول رسول الله لسعد بن أبي وقاص "الثلث كثير" يدل على أن الأفضل الإيصاء بأقل من الثلث. وانظر 1599. (2035) إسناده صحيح، ولكن لفظه في الأصلين ناقص: فكلمة [عليه] لم تذكر في ح وزدناها من ك، وقوله "وخمساً وستين وأكثر" كذا هو في الأصلين، وهو لا معنى له، وصواب رواية الحديث ما نقله ابن كثير في التاريخ 5: 259 عن المسند بهذا الإسناد: "لقد أنزل عليه بمكة خمس عشرة، وبالمدينة عشراً، خمساً وستين وأكثر". يعني: عاش خمساً وستين وأكثر. قال ابن كثير. "وهذا من أفراد أحمد إسناداً ومتنَاً". وانظر 1846، 1945، 2017. (2036) إسناده صحيح، فضيل بن غزوان بن جرير الضبي: ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 5: 194 عن صحيح البخاري: عن ابن المديني عن يحيى بن سعيد، ثم قال: "ررواه الترمذي عن الفلاس عن يحيى القطان، به، وقال: حسن صحيح ". وانظر البخاري 3: 457 - 458.

ثم قاِل: "ألاَ فلْيُبَلَّغْ الشاهدُ الغائبَ، لا تَرجعوا بعدي كفاراً يضربُ بعضكم رقاب بعضٍ". 2037 - حدثنا ابن نمير حدثنا موسى بن مسلم الطحان الصغير قال سمعت عكرمة يَرْفَع الحديث فيما أُرى إلى ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تركَ الحيَّاتِ مخافةَ طلبهنّ فليس منَّا، ما سالَمْنَاهُنَّ منذُ حاربْناهنَّ". 2038 - حدثنا ابن نمُير حدثنا عثمان بن حَكيم قال أخبرني سعيد بن يَسَار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الفجر في أول ركعة {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} إلى آخر الآية، وفى الركعة الثانية {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. 2039 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن هشام بن إسحق بن

_ (2037) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 534 - 535 عن عثمان بن أبي شيبة عن عبد الله ابن نمير. وفى شرحه عن المنذري قال: "لم يجزم موسى بن مسلم الراوي عن عكرمة بأن عكرمة رفعه". وسيأتي نحوه 3254 من طريق أيوب "عن عكرمة عن ابن عباس، قال: لا أعلمه إلا رفع الحديث". وانظر 3255. (2038) إسناده صحيح، وهو عند مسلم 1: 201 - 222 وسنن أبي داود 1/ 487. عثمان ابن حكيم بن عباد بن حنيف: سبق توثيقه في 408، وفى الأصلين هنا "عثمان بن أبي حكيم"، وهو خطأ. سعيد بن يسار أبو الحباب، بضم الحاء وتخفيف الباء: تابعي مدني ثقة، قال ابن عبد البر: "لا يختلفون في توثيقه". والحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائي، كما في ذخائر المواريث 2806. وانظر المنتقى 918. وسيأتي مرة أخرى 2045، 2386. (2039) إسناده صحيح، هشام بن إسحق. ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 196 - 197 فلم يذكر فيه جرحاً، وصح له الترمذي وغيره. أبوه إسحق بن عبد الله بن الحرث بن كنانة: مدني تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة، وذكره ابن =

عبد الله بن كنَانة عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج متخشِّعاً متضرِّعاً متواَضعاً متبذّلاً مترسّلا، فصلى بالناس ركعتين كما يصلي في العيد، لم يخطب كخطبَتكم هذَه. 2040 - حدثنا ابن نمُير أخبرنا حَجَّاج عن الحَكَم عن مِقْسَم عن

_ = حبان في الثقات، وصحح له هو والترمذي وغيرهما، وزعم أبو حاتم أنه لم يسمع من ابن عباس، وهو وهم، فإنه صرح بالسماع من ابن عباس، كما سنذكر. والحديث رواه أبو داود 1: 453 من طريق حاتم بن إسماعيل عن هشام بن إسحق: "أخبرني أبي قال: أرسلني الوليد بن عتبة، وكان أمير المدينة، إلى ابن عباس أسأله عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء؟ " فذكر الحديث بأطول مما هنا. ورواه الترمذي 1: 390 من طريق حاتم بن إسماعيل ومن طريق وكيع عن الثوري، كلاهما عن هشام بنحوه، وقال في كل من الطريقين: "حسن صحيح". ورواه النسائي 1: 224 من طريق الثوري ومن طريق حاتم، كلاهما عن هشام، وصرح في الروايتين بأن إسحق سأل ابن عباس. ورواه ماجة 1: 118 من طريق وكيع، وصرح بسؤال إسحق لابن عباس. ورواه الحاكم 1: 326 - 327 من طريق إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحق عن جده عن أبيه، ومن طريق وكيع أيضاً، وفيهما التصريح بالسماع كذلك وأشار الحافظ في التهذيب 1: 239 إلى أنه أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: "أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن الاستسقاء". قال شارح الترمذي: "وأخرجه أيضاً أبو عوانة وابن حبان والحاكم والدارقطني والبيهقي، وصححه أيضاً أبو عوانة وابن حبان". وانظر نصب الراية 2: 239 - 240، والمنتقى 1748، 1749. وانظر ما يأتي 2423. متبذلا: في النهاية: "التبذل: ترك التزين والتهيىء بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع". مترسلا: أي متأنياً، يقال "ترسل الرجل في كلامه ومشيه": إذا لم يعجل. وهذا الحرف، أعني "مترسلا" لم أجده إلا في رواية وكيع هنا وفى ابن ماجة والمستدرك. (2040) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 323 - 324 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس". وقد مضى معناه مراراً من حديث علي، منها 770، 931. وسيأتي 2423.

ابن عباس قال: لمَّا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة خرج علىُّ بابنة حمزة، فاختضم فيها عليّ وجعفر وزيد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال علي: ابنةُ عمي وأنا أخرجُتها، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي، وكان زيد مؤاخياً لحمزة، آخَى بينهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد: "أنت مولاي ومولاها"، وقال لعليّ: " أنت أخي وصاحبي"، وقال لجعفر: "أشبهتَ خَلْقي وخُلُقي، وهي إلى خالتها". 2041 - حدثنا يَعْلَى حدثنا محمد بن إسحاق عن القَعْقاع بن حَكيم عن عبد الرحمن بن وَعْلَة قال: سألتُ ابن عباس عن بيع الخمر؟ فقال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - صديق من ثَقِيف أو من دَوس، فلقيه بمكة عامَ الفتح برَاوِية خمبر يهُديها إليه! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا فلان، أمَا علمت أن الله حرمها؟ "، فأقبل الرجل على غلامه فقال: اذهبْ فبعْها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا فلان، بماذا أمرتَه؟ "، قال أمرتُه أن يبيعها، قال: "إن الذي حرَّم شربَها حرَّم بيعَها"، فأمر بها فأُفرغت في البطحاء. 2042 - حدثنا يَعْلى حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهريِ عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن/ ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض الكتابَ على جِبريل عليه السلام في كل رمضان، فإذا أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليلة التي يعْرِض فيها ما يعرض أصبح وهو أجودُ من الرِّيح المُرْسَلَة، لا

_ (2041) إسناده صحيح، القعقاع بن حكيم الكناني: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 188 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث رواه مسلم والنسائي، كما في المنتقى 4702. وسيأتي معناه في 2190 و2980. (2042) إسناده صحيح، ورواه الترمذي في الشمائل من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري، قال شارحه علي القاري 2: 208 - 213: "وقد رواه عنه الشيخان أيضاً، لكن مع تخالف في بعض الألفاظ". وانظر 2494، 2616 و 3001، 3012، 3102، 3422.

يُسْئَلِ عنِ شيء إلا أعطاه، فلما كان في الشهر الذي هلك بعده عَرَض عليه عَرْضَتين. 2043 - حدثنا يَعْلى حدثنا عمر بن ذَرّ عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: "ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ "، قال: فنزلت {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} إلى آخر الآية. 2044 - حدثنا جعفر بن عَوْن أخبرنا ابن جُريجِ عن عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس جنازةَ ميمونةَ زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بسرِف، قال: فقال ابن عباس: هذه ميمونة، إذا رفعتم نعشَها فلا تُزعزعوها ولا تُزلزلوها، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عنده تسعُ نسوة:، وكان يَقْسِم لثمانٍ، وواحدةٌ لم يكن لِيَقسِمَ لها، قال عطاء: التي لم يكن يَقسِمُ لها صفية.

_ (2043) إسناده صحيح، عمر بن ذر: ثقة، وثقه القطان وابن معين والعجلي وغيرهم. أبوه ذر بن عبد الله بن زراة المرهبي، بضم الميم وسكون الراء وكسر الهاء: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 244. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 5: 384 وقال: "انفرد بإخراجه البخاري فرواه عند تفسير هذه الآية عن أبي نعيم عن عمر بن ذر، به، ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير"، ويريد بانفراد البخاري أنه لم يروه مسلم، السيوطي في الدر المنثور 4: 278 لمسلم وعبد بن حميد والنسائي وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الدلائل، ولم أجده في صحيح مسلم، والظاهر أن السيوطي أخطأ، فقد رواه أيضاً الترمذي 4: 145 فقال شارحه: "أخرجه أحمد والبخاري والنسائي في التفسير". (2044) إسناده صحيح، جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 197. والحديث رواه مسلم1: 419 من طريق محمد بن بكر عن ابن جريج. ورواه ابن سعد في الطبقات مختصراً 7: 100 عن الواقدي عن ابن جريج.

2045 - حدثنا يعلى حدثنا عثمان عن سعيد عن ابن عباس قال: كان أكثر ما يصلِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الركعيتن اللتين قبل الفجر {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} إلى آخر الآية، والأخرى {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. 2046 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عثمان بن حَكيم قال: سألتُ سعيد بن جُبير عن صوم رجب، كيف تَرى؟ قال: حدثني ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم حتى نقولَ لا يفطر، ويفطر حتى نقولَ لا يصوم. 2047 - حدثنا يَعْلى بن عُبيد حدثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ أكَحالكم الإثمد، يَجْلو البصرَ ويُنبت الشعر".

_ (2045) إسناده صحيح، عثمان: هو ابن حكيم، سعيدة هو ابن يسار. والحديث مكرر 2038 (2046) إسناده صحيح، وهو مكرر 1998. وسيأتي بهذا الإسناد 3011. (2047) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. عبد الله: هو ابن عثمان بن خثيم، بالتصغير، سبق في 131، وقال ابن معين: "ثقة حجة". والحديث رواه أبو داود 4: 9 - 10، وأوله عنده: "البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم". وهذا القسم الأول رواه الترمذي 2: 132 - 133 وابن ماجة 1: 231 من طريق عبد الله بن عثمان، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وروى الترمذي 3: 60 - 61 من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً: "اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر"، وقال: "حديث حسن، لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور. وقد روي من غير وجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر". "الإثمد" بكسر الهمزة والميم وبينهما ثاء مثلثة ساكنة: حجر معروف يتخذ منه الكحل. وسيأتي مطولاً بذكر البياض 2219 و 2479.

248 - حدثنا أسباط بن محمد حدثناِ عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير قال: لقيني ابنُ عباس فقاِل: تزوّجتَ؟ قال: قلت: لا، قال: تزوَّجْ، ثم لقيني بعد ذلك فقال: تزوجت؟ قال: قلت: لا، قال: تزوّجْ، فإن خير هذه الأمة كان أكثرَها نساءً. 2049 - حدثنا أسباط حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن حمّاد عن إبراهيم عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أرسلتَ الكلب فأكل من

_ (2048) إسناده حسن، أسباط بن محمد لم يذكر فيمن سمع من عطاء قبل الاختلاط، وهو متأخر، فالظاهر أنه سمع منه أخيراً. وسيأتي 2179. (2049) إسناده صحيح، حماد: هو ابن أبي سليمان الكوفي الفقيه، هو ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 /28. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي الفقيه، وهو ثقة حجة، ولكن قال ابن المديني: لم يلق النخعي أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل له: فعائشة؟ قال: هذا لم يروه غير سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن إبراهيم، وهو ضعيف، يعني أبا معشر، وهذه الرواية عن عائشة عند البخاري في الكبير 1/ 1 /333 - 334 وفيه أنه "كان يحج مع عمه وخاله فدخل عليها وهو غلام". وفي التهذيب أنه لم يسمع من ابن عباس، وهذا النفي المطلق لا دليل عليه، والنخعي ثقة، وإذا أدرك عائشة ودخل عليها وهو غلام فأن يدرك ابن عباس أولى، وقد عاش بعدها أكثر من 10 سنين، وسن إبراهيم تدل على أنه عاصر ابن عباس طويلاً، وهي كافية في الدلالة على وصل الحديث إذ كان الراوي ثقة. والحديث في الزوائد 4: 31 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وهو في المنتقى 4622 ولم ينسبه لغير أحمد أيضاً. وقول عبد الله بن أحمد في آخر الحديث أنه كان في كتاب أبيه الإمام: "عن إبراهيم قال: سمعت ابن عباس" وأن أباه ضرب عليه "كذا قال أسباط": يعني ضرب عليه وكتب هذه العبارة-: هذا القول من عبد الله يدل على أن الرواية كان فيها "عن إبراهيم قال: سمعت ابن عباس" وأن أباه شك في صحتها لقولهم أنه لم يلق أحداً من الصحابة، فكتب عليها "كذا قال أسباط"، وهذا عندي يؤيد سماع إبراهيم من ابن عباس، لا ينفيه.

الصيد فلا تأكلْ فإنما أمْسَك على نفسه، وإذا أرسلتَه فَقَتَلَ ولم يأكل فكلْ، فإنما أمسَك على صاحبه". قال عبد الله [بن أحمد]: وكان في كتاب أبي: (عن إبراهيم قال: سمعت ابن عباس)، فضرب عليه أبي (كذا قال أسباط). 2050 - حدثنا شجاع بن الوليد عن أبي جَنَاب الكلبي عن عكْرمة عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ثلاث هن علىَّ فَرائضُ، وهن لكم تَطُّوع، الوتر، والنحر، وصلاة الضُّحَى". 2051 - حدثنا أبو خالد سليمان بن حَيَّان قال سمعت الأعمش عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفاض من مزدلفةَ قبل طلوع الشمس. 2052 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوها في العشر الأواخر، في تاسعةٍ تَبْقَى، أو خامسة تَبْقَى، أو سابعة تبقى".

_ (2050) إسناده ضعيف، أبو جناب الكلبي: هو يحيى بن أبي حية، وقد سبق تضعيفه 1136. والحديث رواه الحاكم 1: 300 والدارقطني 171 كلاهما من طريق شجاع بن الوليد، ولكن في الدراقطي"وركعتا الفجر" بدل "وصلاة الضحى". قال الذهبي: "وهو غريب منكر، ويحيى ضعفه النسائي والدارقطني". وانظر نصب الراية 2: 115. وانظر ما مضى 1261. (2051) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 104 من طريق أبي خالد الأحمر، وهو سليمان بن حيان، وقال: "حديث حسن صحيح". وانظر ما مضى في مسند عمر 84. وسيأتي 3021. (2052) إسناده صحيح، ورواه أيضاً البخاري وأبو داود، كما في المنتقى 2301. والمراد به ليلة القدر. وانظر 2149 و 2302 و 2352 و 2520 و2543 و2547.

2053 - حدثنا حفص بن غياث حدثنا حَجّاج بن أَرْطاة عن ابن أبي نِجيح عن أبيه عن ابن عباس قَال: ما قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوماً حتى يدْعُوَهم. 2054 - حدثنا حفص حدثنا حَجّاج عن عبد الرحمن بن عابس عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بناته ونساءَه أن يخرجن في العيدين. 2055 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثني أبي عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شُرَحْبيل عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ أبا بكر/ أن يصلي بالناس، ثم وجد خِفَّةً، فخرج، فلما أحسَّ به أبو بكر

_ (2053) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 304 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح": وهو تصرف منه عجيب! كان ينبغي أن يعين الإسناد الذي صححه. ونسبه المنتقى 4225 لأحمد فقط. (2054) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي الكوفي: ثقة. والحديث رواه ابن ماجة 1: 203 من طريق حفص بن غياث. (2055) إسناده صحيح، زكريا بن أبي زائدة: ثقة، رجح أحمد رواياته عن أبي إسحاق السبيعي على روايات إسرائيل إذا اختلفا, وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 / 196 - 197. والحديث نقله ابن كثير في التاريخ 5: 234 عن هذا الوضع. وسيأتي أيضاً مختصرا ومطولا عن وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق 3330، 3355. ورواه ابن سعد مختصراً 3/ 1/ 130 عن وكيع، ورواه ابن ماجة 1: 193. مطولاً من طريق إسرائيل، وكذلك البيهقي 3: 81. وقد مضى نحوه مطولاً ومختصراً من طريق عبد الله بن أبي السفر عن أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس عن أبيه العباس 1784، 1875. فغاية الأمر أن يكون ابن عباس رواه عن أبيه، فمرة يذكر أباه، ومرة يرسل الحديث، فيكون مرسل صحابي، هو صحيح على الحالين وانظر نصب الراية 2: 50 - 52. وانظر 1784 و 1785.

أراد أن يَنكُصَ، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره، واستفتح الآية التي انتهى إليها أبو بكر. 2056 - حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا حَجّاج عن الحَكَم عن أبي القاسم عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رمَى الجمرةَ، جمرةَ العقبة، يومَ النحر راكباً. 2057 - حدثنا وكيعِ عن سفيان عن عبد الكريم الجزري عن طاوس عن ابن عباس قال: لا تعب على من صام في السفر، ولا على من أفطر، قد صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الَسفر وأفطر. 2058 - حدثنا وكيع عن إسرائيل أو غيره عن جابر عن عكْرمة عن ابن عباس قال: أرسلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلِى أهل قرية على رأس أَربعة فراسخ، أو قال فرسخين، يِوم عاشوراء، فأمر من أكل أن لا يأكل بقية يومه، ومن لم يأكل أن يُتِمَّ صومه.

_ (2056) إسناده صحيح، أبو القاسم: هو مقسم مولى ابن عباس. والحديث رواه الترمذي 2: 104 عن أحمد بن منيع عن يحيى بن زكريا، وقال: "حديث حسن، والعمل عليه عند بعض أهل العلم". ورواه ابن ماجة 126:2 من طريق أبي خالد الأحمر عن حجاج. (2057) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 290 مطولاً من طريق منصور عن مجاهد عن طاوس، وسيأتي 2652، 2996. وانظر 1892. (2058) إسناده ضعيف من وجهين، لشك وكيع في شيخه، أهو إسرائيل أم غيره؟ ولضعف جابر الجعفي. والحديث في مجمع الزوائد 3: 184 - 185 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه جابر الجعفي، وثقه شعبة والثوري، وفيه كلام كثير" ونسي صاحب الزوائد العلة الأولى! ومعنى الحديث صحيح ثابت من حديث الربيع بنت معوذ، رواه الشيخان وغيرهما، انظر المنتقى 2121.

2059 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رجلاً جاء مسلماً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جَاءت امرأُته مسلمةً بعدَه، فقال: يا رسول الله، إنها أسلمتْ معي، فردّها عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2060 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي جَهْضَمٍ عن عبد الله ابن عُبَيد الله عن ابن عباس قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسباغ الوضوء. 2061 - حدثنا وكِيع حدثنا زَمْعَةُ بن صالح عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، وسلمَة بن وهْرام عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على بساط.

_ (2059) إسناده صحيح، رواه الترمذي 2: 196 عن يوسف بن عيسى عن وكيع، وقال: "هذا حديث صحيح". وانظر 1876. وسيأتي مفصلاً 2974. (2060) إسناده صحيح، وهو مختصر 1977. عبد الله بن عبيد لله بن عباس: سبق توثيقه هناك، ووقع هنا في الأصلين "عن عبيد الله بن عبد الله"، وهو خطأ يقيناً، فإن أبا جهضم موسى ابن سالم إنما يروي عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، والحديث حديثه، وسيأتي حديث آخر 2092 مختصر من 1977 بهذا الإسناد نفسه على الصواب. (2061) إسناداه ضعيفان، زمعة بن صالح الجندي: ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود، وقال البخاري في الكبير 2/ 1/ 412: "يخالف في حديثه، تركه ابن مهدي أخيراً"، وقال النسائي في الضعفاء13: "ليس بالقوي، مكي، كثير الغلط عن الزهري"، وأخرج له مسلم ولكن مقروناً بغيره. وقد روى زمعة هذا الحديث عن شيخين: "عمرو بن دينار عن ابن عباس" و"سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس". سلمة بن وهرام اليماني: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وضعفه أبو داود، والحق ما قال ابن حبان في الثقات: "يعتبر حديثه من غير رواية زمعة بن صالح عنه". "زمعة" بفتح الزاي والعين بينهما ميم ساكنة. "وهرام" بفتح الواو والراء بينهما هاء ساكنة. والحديث رواه ابن ماجة 1: 166 من الطريق الأولى فقط، ورواه البيهقي 2: 436 - 437 من الطريقين كل منهما بإسناد. وانظر المنتقى 764. وانظر 2426.

2062 - حدثني وكيعِ عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال: قلت لابن عباس: أَشَهدْت العيدَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدتُه لصغَري، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى عند دار كَثير بن الصَّلْت ركعتين ثم خطب، لم يذكر أذاناً ولا إقامة. 2063 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي بكر بن أبي الجَهْم ابن صُخَير عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاَة الخوف بذي قَرَد، أرضٍ من أرض بني سُلَيم، الناس خلفَه صَفّين، صف موازي العدوِّ، وصف خلفَه، فصلى بالصف الذي يليه ركعةً، ثم نكصً هؤلاء إلى مَصَافِّ هؤلاء، وهؤلاء إلى مصافّ هؤلاء، فصلى بهم ركعة أخرى.

_ (2062) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 444 - 445 بأطول مما هنا، عن محمد بن كثير عن سفيان الثوري. ونُسب في ذخائر المواريث 2854 أيضاً للبخاري والنسائي. وانظر 2004. كثير بن الصلت: تابعي كبير، قيل إنه ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصله من اليمن، وهاجر هو وإخوته إلى المدينة فسكنوها، قال ابن سعد في الطبقات 5: 7: "وله دار بالمدينة كبيرة في المصلى، وقبلة المصلى في العيدين إليها، وهي تشرع على بطحاء الوادي الذي في وسط المدينة"، وانظر الإصابة 5: 317 والتهذيب 8: 419 - 420. في ح "الصامت " بدل "الصلت"، وهو خطأ، صححناه من ك ومن باقى المراجع. (2063) إسناده صحيح، أبو بكر بن أبي الجهم بن صخير: ثقة، وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه شعبة، وترجمه البخاري في الكنى رقم 92. فلم يذكر فيه جرحاً. ووقع في ح "عن ابن أبي بكر" وزيادة "ابن" خطأ، صححناه من ك. وترجم في التهذيب باسم "أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم" تبعاً، بن أبي حاتم، وهو عندي خطأ أيضاً. والصواب ما هنا الموافق للبخاري. والحديث رواه النسائي1: 228 من طريق يحيى بن سعيد عن سفيان. وانظر المنتقى 1708. ذو قرد، بفتح القاف والراء: ماء على ليلتين من المدينة. بينها وبين خيبر.

2064 - حدثنا وكيع حدثنا أسامة بن زيد قال: سألت طاوساً عن السُّبْحَة في السفر؟ قال: وكان الحسن بن مسلم بن يَنّاق جالساً، فقال الحسن بن مسلم وطاوس يسمعُ: حدثنا طاوس عن ابن عباس قال: فَرَض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الحضر والسفَر فكماِ تصلي في الحضر قبلَها وبعدَها فصَلِّ في السفر قبلها وبعدها، قال وكيع مرّةً: وصَلها في السفر. 2065 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمرتُ بركعتي الضحى وبالوتر ولم يُكْتَبْ". 2066 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} قال: "سبحان ربي الأعلى". 2067 - حدثنا وكيع حدثنا زَمْعَة بن صالح عن سَلَمة بن وَهْرام

_ (2064) إسناده صحيح، أسامة بن زيد: هو الليثي، سبق توثيقه في 1098. والحديث رواه ابن ماجة 1: 171 من طريق وكيع. (2065) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. والحديث مختصر 2050. وأشار في نصب الراية 2: 115 إلى أن الحاكم رواه من هذه الطريق، ولم أجده في المستدرك. وسيأتي 2081 و 2918 و 2919. (2066) إسناده صحيح، أبو إسحاق: هو السبيعي. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 9: 177 عن هذا الموضع، ونسبه أيضاً لأبي داود، ونسبه السيوطي في الدر المنثور 6: 338 أيضاً لابن مردويه والبيهقي. ونقل ابن كثير عن أبي داود أنه أشار إلى رواية شعبة وغيره إياه عن أبي إسحاق عن سعيد عن ابن عباس موقوفاً، كأنه يريد تعليل هذا المرفوع بذلك! وما هذه بعلة. (2067) إسناده ضعيف، لضعف زمعة بن صالح. ونقله ابن كثير في التاريخ 1: 138، وقال: "إسناده حسن، وقد تقدم في قصة نوح عليه السلام من رواية الطبراني وفيه: نوح وهود =

عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لمَّا مَرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوادي عُسْفَانَ حين جحّ قَال: "يا أبا بكر، أيُّ واد هذا؟ "، قال: وادي عسفان، قال: "لقد مَرّ به هودٌ وصالحِ على بَكَرات حُمْرٍ خُطُمها اللَّيف، أُزُرُهم العَباء، وأرديتهم النّمار، يُلَبَّون يحَجُّون البيت العتيق". 2068 - حدثنا وكيع حدثنا شعبة/ عن يحيى بن عُبيد عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُنبَذ له ليلةَ الخميس، فيشربه يومَ الخميس ويوم الجمعة، قال: وأُراه قال: ويوم السِبت، فإذا كان عند العصر فإن بقي منه شيء سقاه الخَدَم، أوأَمر به فأُهَرِيق. 269 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الأعلى الثَّعلبي عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعدَه من النار".

_ = وإبراهيم"، يشير إلى ماذكره في 1: 119، ولكنه هناك عن أبي يعلى لا الطبراني، وقال بعده: "فيه غرابة". وانظر 1854. "عسفان" بضم العين وسكون السين: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة. بكرات: جمع بكرة، بفتح الباء وسكون الكاف: وهي الفَتِية من الإبل. الخطم، بضمتين: جمع خطام. النمار، بكسر النون وتخفيف الميم: جمع "نمرة" بفتح النون وكسر الميم، وهي الشملة المخططة من مآزر الأعراب، كأنها أخذت من لون النمر. (2068) إسناده صحيح، وهو مطول 1963. (2069) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي. وإلحديث رواه الترمذي 4: 64 وقال: "حديث حسن" وفي بعض نسخه زيادة "صحيح" قال المناوي في شرح الجامع الصغير 8899: "ورواه عنه أيضاً أبو داود في العلم والنسائي في الفضائل، خلافاً لما أوهمه صنيع المصنف من تفرد الترمذي به عن الستة. ثم إن فيه من جميع جهاته عبد الأعلى بن عامر الكوفي، قال أحمد وغيره: ضعيف، وردوا تصحيح الترمذي له".=

2070 - حدثني وكيع حدثنا سِفيان عن آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد قال سمعت سعيد بن جُبير في ابن عباس قال: لماَّ نزلت هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال: دخل قلوبَهم منها شيءٌ لم يدخل قَلوبهم من شيء، قالَ: فقاَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا"، فألقَى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله عز وجل: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}. قال أبو عبد الرحمن [عبد الله بن أحمد]: آدم هذا هو أبو يحيى بن آدم.

_ = ولم أجده في كتاب العلم من سنن أبي داود، بل فيه حديث آخر لجندب 3: 358. وليس في النسائي المطبوع كتاب للفضائل، فلعله في سننه الكبرى. وسيأتي أيضاً 2429 و 3025، وسيأتي مطولاً 2976 وكلها من طريق عبد الأعلى الثعلبي. (2070) إسناده صحيح، آدم بن سليمان: ثقة، وثقه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 39، قال في التهذيب. "أخرج له مسلم حديثاً واحداً في الإيمان متابعة"، يريد هذا الحديث، ولكنه ليس فيه متابعة، بل هو أصل. وهو في صحيح مسلم 1: 47 من طريق وكيع، وزاد فيه: "قال: قد فعلت"، يعني أن الله استجاب لهم دعاءهم، والحمد لله. ونقله ابن كثير في التفسير 2: 81 عن المسند من هذا الوضع.

2071 - حدثنا وكِيع حدثنا زكريا بن إسحاق المكي عن يحيى بن عبد الله بن صَيْفي عن أبي مَعْبد عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذ بن جَبَل إلى اليمن قال: "إنك تأتي قوماً أهلَ كتاب، فادْعُهُمْ إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسِول الله، فإنْ هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله عز وجل افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإنْ أطاعوا لذلِك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقةً في أموالهمِ تؤخذ من أغنيائهمِ وتُردُّ في فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكَرَائِم أموالهم واتَّقِ دعوة المظلوم، فِإنها ليس بينها وبين الله عز وجل حجاب". 2072 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن زيد بن أَسْلَم عن عطاء ابن يَسار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرةً مرةً. 2073 - حدثنا وكيع حدثنا ابن أبيٍ ذئِب عن شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سَجد يُرَى بياضُ إبْطَيْه.

_ (2071) إسناده صحيح، يحيى بن عبد الله بن صيفي، ويقال "يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن صيفي" ويقال غير ذلك: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 /284. والحديث رواه أصحاب الكتب الستة، كما في ذخائر المواريث 2952. كرائم أموالهم: في النهاية: "أي نفائسها التي تتعلق بها نفس مالكها، ويختصها لها، حيث هي جامعة للكمال الممكن في حقها، وواحدتها كريمة". (2072) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا مسلماً، كما في المنتقى 283، وأشرنا إليه في 1889. وسيأتي مفصلاً بوصف الوضوء من طريق زيد بن أسلم 2416. (2073) إسناده حسن، شعبة مولى ابن عباس: هو شعبة ابن دينار، وهو صدوق، في حفظه شيء، قال أحمد: "ما أرى به بأساً". والحديث روى أبو داود 1: 339 حديثاً آخر بإسناد آخر بمعناه عن ابن عباس. ومعناه ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن بحينة، وانظر المنتقى 961. وسيأتي مطولاً 2935.

2074 - حدثنا وكيع حدثنا ابن سليمان بن الغَسيل عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس وعليه عِصابة دَسِمَة. 2075 - حدثنا وكيع حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن محمد بن عبد الله بن عَمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين عن ابن عباس، وصفوانُ أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن محمد بن عبد الله ابن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين: أنها سمعت ابن عباس يقول: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُديِموا إلى المجذومين النظر". 2076 - حدثنا وكيع حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عباس قال: وددت أن الناس غَضُّوا من الثلث إلى الربع في الوصية، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الثلث كثير"، أو "كبير".

_ (2074) إسناده صحيح، ابن سليمان بن الغسيل: هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري، نسب إلى جده الأعلى حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة يوم أحد، لأنه استشهد وهو جنب، وعبد الرحمن هذا ثقة، أخرج له الشيخان، ويعد في التابعين، لأنه رأى أنس بن مالك وسهل بن سعد، ومات سنة 175 وقد جاوز 100 سنة. العصابة: العمامة. الدسمة: السوداء، والدسمة، بضم الدال وسكون السين: السواد، أو الغبرة إلى سواد. والحديث مختصر 2629 ولكن ليس هناك "عصابة دسمة" ودل على أنه مختصر من روايات البخاري الثلاث. (2075) إسناداه صحيحان، رواه أحمد عن وكيع وعن صفوان، كلاهما عن عبد الله بن سعيد. صفوان: وهو ابن عيسى الزهري البصري، وهو ثقة صالح من خيار عباد الله. عبد الله بن سعيد بن أبي هند الفزاري المدني: ثقة ثقة، كما، قال أحمد. والحديث رواه ابن ماجة 2: 190 من طريق وكيع ,ولم يروه غيره من أصحاب الكتب الستة. وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان 2721. (2076) إسناده صحيح، وهو مكرر 2034.

2077 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا فطرْ عن عامر بن واثِلَة قال: قلت لابن عباس: إن قومك يزعمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد رَمَل وأنها سنُة؟، قال: صدَق قومي وكذبوا! قد رَمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست بسينة، ولكنه قدم والمشركون عِلى جبل قُعَيْقعان فتحدثوا أن به وبأصحابه هُزْلاً وجَهْداً وشدَّةً، فأمر بهم فرملوا بالبيت، لَيُرِيَهم أنهم لم يصبْهم جَهْدٌ. 2078 - حدثنا وكيع حدثنا ابن ذَرّ عن أبيه عن سعيد بنِ جُبَير عن ابن عباس قال: قال رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - لجبريل عليه السلام: "ألا تَزُورنا، أكثرَ مما تزورنا؟ "، فنزلت: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} إلى آخر الآية. 2079 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحَكَم عن مقْسَم في ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدَى في بُدْنِه جملاً كان لأبي جهلَ، بُرَتُه فضَّة. 2080 - حدثنا وكيعِ حدثنا إسرائيل عن جابر عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتِىَ بجُبْنة، قال: فجعل أصحابه يضربونهَا بالعصيّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضعوا السكينَ واذكروا اسمَ الله وكلوا".

_ (2077) إسناده صحيح، وهو مكرر 2029. وسيأتي مطولاً 2707. الجهد بفتح الجيم: المشقة والشدة: وانظر 2220. (2078) إسناده صحيح، ابن ذر: هو عمر بن ذر. والحديث مكرر 2043. (2079) إسناده حسن، سفيان: هو الثوري. ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. وسيأتي 2362 مطولاً بإسناد آخر صحيح. وهذا الهدي كان في عمرة الحديبية، والجمل كان مما غنمه المسلمون من المشركين يوم بدر. البرة: بضم الباء وفتح الراء الخففة: حلقة تجعل في لحم الأنف. وانظر 2362 و 2428 و 2466. (2080) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي، والحديث في مجمع الزوائد 5: 42 - 43، ونسبه أيضاً للبزار والطبراني، وأعله بالجعفي. وسيأتي مطولاً 255.

2081 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر وعطاء، قالا: الأضحى سُنة، وقال عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْت بالأضحي والوتر، َ ولم تُكْتبْ". 2082 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان ومِسْعَر عن سَلَمة بن كُهَيل

_ (2081) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وأوله كلام موقوف على أبي جفر الباقر محمد ابن علي بن الحسين وعطاء بن أبي رباح. والقسم الثاني منه حديث مرفوع. وقد مضى نحوه من رواية الجعفي 2065. ورواية الحكم عن مقسم ستأتي مطولة 2507 ومختصرة 3005، والحديث سيأتي أيضاً 2842. (2082) إسناده ضيف، لانقطاعه. الحسن بن عبد الله العرني: ثقة، كما قلنا في 1636، ولكنه لم يسمع من ابن عباس، كما قال الإمام أحمد، بل قال أبو حاتم: "لم يدركه". والحديث رواه أبو داود 2: 138 والنسائي 2: 50، كلاهما من طريق سفيان الثوري، ورواه ابن ماجة 2: 125 من طريق سفيان ومسعر. ولكن رواه البخاري في التاريخ الصغير 136 من طريق الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس، بمعناه وزيادة ونقص: وهذا إسناد صحيح عندي. على أن البخاري قال فيه: "وحديث الحكم عن مقسم هذا مضطرب لما وصفنا، ولا ندري الحكم سمع هذا من مقسم أم لا؟ "، ثم قال البخاري: "ورواه سفيان عن سلمة عن الحسن العرني عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لضعفة أهله: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس. ولم يسمع الحسن من ابن عباس". وهذا اللفظ المختصر الأخير رواه الترمذي 2: 103 من طريق وكيع عن المسعودي عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم ضعفة أهله، وقال: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس". ثم قال: "حديث ابن عباس حديث حسن صحيح". فظهر لي أن الحديث صحيح باللفظين، من جهة الحكم عن مقسم. وسيأتي مرة أخرى مختصراً 2089. أغيلمة: في النهاية: "تصغير أغلمة جمع غلام في القياس، ولم يرد في جمعه أغلمة، وإنما قالوا: غلمة ومثله أصيبية تصغير صبية، ويريد بالأ غيلمة الصبيان ولذلك صغرهم" حمرات بضم الحاء والميم: في النهاية: "هي جمع صحة لحمر، وحمر جمع حمار". يلطح: اللطح، بالحاء المهملة: الضرب بالكف وليس بالشديد، أبيني: في النهاية: =

عن الحسن العُرَني عن ابن عباسِ قال: قدَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أُغَيْلمةَ بني عبد المطلب على حُمُرَاتِ لنا من جمع، قال سفيان: بلَيل، فجعل يَلْطَحُ أفخاذَنا ويقول: "أُبَيْنَى، لا تَرَّموا الجِمرة حتى تطلع الشمسُ"، وزاد سفيان: قال ابن عباس ما أخال أحداً يَعْقِل يرمي حتى تطلع الشمس. 2083 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان قال حدثنا سَلَمة بن كُهَيل عن كُرَيب عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في الليل فقَضى حاجته، ثم غسل وجهه ويديه، ثم جاء فنام. 2084 - حدثنا وكيع عن سفيان عن سَلَمة بن كُهَيل عن كُرَيب عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام حتى نَفَخ، ثم قام فصلى ولم يتوضأ. 2085 - حدثنا وكيع عن سفيان عن سَلَمة عن الحسن يعني العُرَني، قال: قال ابن عباس: ما ندري أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر والعصر؟ ولكنّا نقرأ. 2086 - حدثنا وكيع حدثنا حماد بن نَجِيح سمعه من أبي رجاء

_ = "قد اختلف في صيغتها ومعناها. فقيل إنها تصغير أبْنَى كأعمَى وأعَيْمى، وهو اسم مفرد يدل على الجمع. وقيل إن ابناً يجمعِ على أبْنَا مقصوراً وممدوداً، وقيل هو تصغير ابن، وفيه نظر. وقال أبو عبيدة: هو تصغير بنيَّ جمع ابن مضافاً إلى النفس، فهذا يوجب أن يكون صيغة اللفظ في الحديث أُبينِي، بوزن سُرَيْجِي، وهذه التقديرات على اختلاف الروايات". (2083) إسناده صحيح، وهو مختصر من 2567. وانظر 1912. (2084) إسناده صحيح، وهو مختصر من 1912، 2567. (2085) إسناده ضعيف، لانقطاعه: الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس، كما مضى مفصلاً في 2082، وانظر 1887، 2246. (2086) إسناده صحيح، حماد بن بخيح الإسكاف: ثقة، وثقه ابن معين وأحمد وغيرهما. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 23 وقال: "سمع منه وكيع ووثقه". أبو رجاء: هو =

عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطلعتُ في الجنة فرأيتُ أكثرَ أهلها الفقراء، واطَّلعتُ في النار فرأيت أكثر أهلها النساء". 2087 - حدثنا وكيعِ حدثناِ سفيان عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: كنَّا نُخَابر ولا نرى بذلك بأساً، حتى زعم رافع بن خَديج أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عنه. قال عمرو: ذكرتُه لطاوس؟ فقال طاوس: قالَ ابن عباس: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يمنح أحدُكم أخاه الأرضَ خير له من أن يأخذ لها خراجاً معلوماً". 2088 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لمَّا نزل تحريم الخمر قالوا يا رسول الله، كيف بإخَواننا الذين

_ = العطاردي. والحديث رواه النسائي، كما في التهذيب 2: 20. (2067) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 267 من طريق الثوري. قال المنذري: "وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجة". وحديث رافع بن خديج سيأتي في مسنده مراراً، منها 15868، 15873، 15880 وج 4 ص 140 ح. نخابر: من المخابرة، في النهاية: "قيل: هو المزارعة على نصيب معين، كالثلث والربع وغيرهما، والخبرة [بضم الخاء وسكون الباء]: النصيب وقيل: هو من الخبار [بفتح الخاء وتخفيف الباء]: الأرض اللينة. وقيل: أصل المخابرة من خيبر، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرها في أيدي أهلها على النصف من محصولها، فقيل خابرهم، أي عاملهم في خيبر". وانظر المنتقى 3051، 3052، 3059، 3060. وسيأتي مختصرا 2541 ومطولا 2598. وانظر 2864. (2088) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 98 من طريق إسرائيل عن سماك. وقال: "حديث حسن صحيح". ونسبه السيوطي في الدر المنثور 2: 320 للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان. وفاته أن ينسبه للمسند والترمذي! وانظر تفسير ابن كثير 3: 233. وسيأتي 2452، 2775، ومطولا 2691.

ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} إلى آخر الآية. 2089 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سَلَمة عن الحسن العُرَني عن ابن عباس قال: قدَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أغيلمةَ بني عبد المطلب من جَمْع بليل، على حُمُراتٍ لنا، فجعل يَلْطَحُ أفخاذنا ويقول: "أُبَيْنَى، لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس". 2090 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سَلَمة عن الحسن العُرنَي عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رميتم الجمرة فقد حلَّ لكم كلُّ شيء إلا النساء"، فقال رجل: والطِّيب؟ فقال ابن عباس: أمّا أنا فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُضَمِّخ رأسَه بالمسك، أَفطيبٌ ذاك أم لا؟!. 2091 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن جابر عن عامر عن ابن عباس قال: احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأخْدَعَيْن وبين الكتفين. 2092 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي جَهْضَمٍ عن عبد الله ابن عُبيد الله بن عباس عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُنْزي حماراً على فرس.

_ (2089) إسناده منقطعا وهو مختصر 2082، وفصلنا القول فيه هناك. (2090) إسناده منقطع، لم يسمع الحسن العرني من ابن عباس، كما ذكرنا في 8082. والحديث في المنتقى 2618 ونسبه شارحه لأبي داود والنسائي وابن ماجة. يضمحُ: من التضمخ، وهو التلطخ بالطيب وغيره والإكثار منه. (2091) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. عامر: هو الشعبي. والحديث في مجمع الزوائد 5: 92. الأخدعان: عرقان في جانبى العنق. "وبين الكتفين" في ح "وبين الكعبين"، وهو خطأ، صححناه من ك ومجمع الزوائد. وانظر 2155. ومعنى الحديث، صحيح، سيأتي من حديث أنس 12217، 13033. (2092) إسناده صحيح، وهو مختصر 1977. وانظر 2060.

2093 - حدثنا وكيع حدثنا شَريك عن سماك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قدمتْ عيرٌ المدينة، فاشترى النبي - صلى الله عليه وسلم - فربح أواقيَّ، فقسمها في أرامل بني عبد المطلبَ، وقال: "لا أشتري شيئاً ليس عندي ثمنُه". 2094 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن عبد الكريم الجزري عن قيس بن حَبْتَر عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مهر البَغِيّ, وثمن الكلب، وثمن الخَمْر. 2095 - حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن الحَكَم عن يحيى بن

_ (2093) إسناده صحيح، وهر في مجمع الزوائد 4: 110 وقال: "رواه الطبراني ورجاله ثقات" ونسى أن ينسبه للمسند. ورواه الحاكم 2: 24 من طريق شريك، وقال: "وقد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بسماك وشريك، والحديث صحيح ولم يخرجاه"، وصححه الذهبي أيضاً. وسيأتي 2972، 2973. (2094) إسناده صحيح، قيس بن حبتر، بفتح الحاء المهملة والتاء المثناة بينهما باء ساكنة، الكوفي: ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 148. والحديث أشار الحافظ في التهذيب 8: 389 إلى أن أبا داود رواه، ولكن لم أجد فيه إلا بعضه 3: 297، وهو النهي عن ثمن الكلب وسيأتي برقم 2512 عندنا، ورواه الطيالسي في مسنده 2755 عن سلام عن عبد الكريم الجزري عن رجل من بني تميم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثمن الكلب حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الخمر حرام". وهذا الرجل المبهم هو قيس بن حبتر، فإنه نهشلي من بني تميم. مهر البغي: ما تأخذه الزانية على الزنا، وهو حرام بالنص وبإجماع المسلمين، وسماه "مهراً" لكونه على صورته. وسيأتي مطولاً 2626. (2095) إسناده صحيح، يحيى بن الجزار: تابعي ثقة، سمع عليَّا كما قلناَ في 1132، وروى أيضاً عن ابن عباس، ولكنه روى هنا عنه بواسطة. صهيب: هرأبو الصهباء مولى ابن عباس، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة وذكره ابن حبان في الثقات، وفي التهذيب أن النسائي ضعفه، ولكني لم أجده ذكره في كتاب الضعفاء. وقوله ففرَّع بينهما أي فرق بينهما كما في أبي داود 1: 261 والنهاية 3: 195. وسيأتي الحديث مطولاً 2258. وانظر 1891.

الجزار عن صُهيب عن ابن عباس قال: كان النِبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فجاءت جاريتان من بني عبد المطلب حتى أخذتا بركيتيه، فَفرَّعَ بينهما. 2096 - حدثنا وكيع وإبن جعفر، المعنى، قالا: حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بموعظة، فقال: "إنكم محشورون إلى الله تعالى حُفاةً عراةً غرْلاً {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}، فأول الخلائق يُكسَىِ إبراهيم خليل الَرحمن عز وجلِ"، قال: "ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال"، قال ابن جعفر: "وإنه سيَجُاء برجال من أمتي فيؤخذُ بهم ذات الشَمال، فأقول: يا رب، أصحابي"، قال: "فيقال لِي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك، لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مُذْ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} الآية إلى {فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} ". 2097 - حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذَرّ بن عبد الله الهَمْدَاني عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني أحَدِّث نفسي بالشيء لأن اخرَّ من السماء أحب إلي من أن أتكلَّم به؟ قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة". 2098 - حدثنا وكيع عن سفيان عن سِماك عن عِكْرمة عن ابن

_ (2096) إسناده صحيح، ورواه الطيالسي في مسنده 2638 عن شعبة مطولاً، ونقله عنه ابن كثير في التفسير 3: 282، ونسبه السيوطي في الدر المنثور 2: 349 لابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبى الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. وقد مضى بعضه مختصرا 2027،1950. وسيأتي مطولاً 2281. (2097) إسناده صحيح. (2098) إسناده صحيح، ونسبه في المنتقى 3016 لابن ماجة، وابن ماجة إنما رواه حديثين 2: 30، الأول "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبته على جداره" رواه من طريق ابن =

عباسٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اختلفتم في الطريق فاجعلوه سبع أذْرُع، ومن بني بناءً فَلْيُدْعمْه حائطَ جاره". َ2099 - حدثنا وكيع عن المسعودي عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أفاض من عرفة تسارع قومٌ، فقالَ: "امتدُّوا وِسُدُّوا، ليس البرُّ بإيضاع الخيل ولا الرَكاب"، قال: في رأيتُ رافعةً يدها تعْدُوا حتى أتينا جَمْعاً. 2100 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سماك عن عكْرمة عن ابن عباس: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الماء لا يُنَجّسه شيء". 2101 - حدثنا وكيع عن سفيان عن سماك بن حرب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن امرأة من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اَغتسلت من الجنابة، فاَغتسل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو توضأ من فَضْلها.

_ = لهيعة عن أبي الأسود عن عكرمة عن ابن عباس، والثاني الاختلاف في الطريق، رواه من طريق الثوري بالإسناد الذي هنا. "سبع أذرع" الذراع مونثة, وقد تذَكّر، ولذلك جاء في بعض الروايات "سبعة أذرع". "فليدعمه حائط جاره" من "الدعم" وهو أن يميل الشيء فتدعمه بدعام ليستقيم. والفعل ثلاثي يتعدى بنفسه، وعدي هنا إلى مفعولين بالهمزة رباعياً: "أدعم يدعم". وسيأتي 2757. وانظر 2307 و 2867. (2099) إسناد"صحيح، المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، سبق في 744 أن وكيعاً سمع منه قبل تغيره. "امتدوا وسدوا" كذا في ح، وفي ك "ائتدوا"، فقط، وهو الصواب. وانظر 2264، 2507. (2100) إسناده صحيح، وهو مختصر من الحديث الآتي 2102. وفي التلخيص ص 4: "عن ابن عباعى بلفظ: الماء لا ينجسه شيء، رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان، ورواه أصحاب السنن بلفظ: إن الماء لا يجنب، وفيه قصة، وقال الحازمي: لا يعرف مجوْدَّا إلا من حديث سماك بن حرب عن عكرمة, وسماك مختلف فيه. وقد احتج به مسلم". ويريد بالقصة الحديث 2102. وانظر المنتقى 16 ونصب الراية 1: 95 وشرحنا على الترمذي 1: 94. وسيأتي مطولاً 2566. (2101) إسناده صحيح، وهو مختصر من الذي بعده.

2102 - حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله أخبرنا سفيان عن سماك عن عكْرمة عن ابن عباس: أن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اغتسلتْ من الَجنابة، فتوضَأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بفضلها، فذكرت له ذلك فقال: "إن الماء لا ينجسه شيء". 2103 - حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد العنقَزِيِ أخبرنا سفيان عن سَلَمة بن كُهَيل عن عمران عن ابن عباس قال: هَجَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهراً، فلما مضى تسعٌ وعشرون أتاه جبريل فقال: قد بَرَّت يمينُك، وقد تمّ الشهرُ. 2104 - حدثنا وكيع عن فِطُر، ومحمد بن عُبيد قال حدثنا فِطْر،

_ (2102) إسناده صحيح، علي بن إسحاق: هو السلمي المروزي شيخ أحمد، وفي ح "على بن أبي إسحاق" وهو خطأ، صححناه من ك. عبد الله: هو ابن المبارك. سفيان: هو الثوري. والحديث مطول اللذين قبله، وقد أشرنا إلى تخريجه في 2100. وسيأتي 2566 و 2806 و2808. (2103) إسناده صحيح، عمرو بن محمد العنقزي: سبق في رقم 3، وهو ثقة من شيوخ أحمد. عمران: هو ابن الحرث أبو الحكم السلمي، والحديث مطول 1885. وانظر 1985، وانظر أيضاً ما مضى في مسند عمر 222. (2104) إسناده صحيح، فطر: هو ابن خليفة. شرحبيل: هو ابن سعد الخطمي المدني، وثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له هو وابن خزيمة في صحيحيهما. وفي التقريب: "صدوق اختلط بآخرة"، وذلك أنه عاش حتى جاوز 100 سنة، ومات سنة 123، قال ابن سعد 5: 228: "كان شيخاً قديماً روى عن زيد بن ثابت وأبى هريرة وأبى سعيد الخدري وعامة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبقى إلى آخر الزمان حتى اختلط واحتاج حاجة شديدة، وله أحاديث، وليس يحتج به"، وفي التهذيب: "وقال ابن المديني: قلت لسفيان بن عيينة: كان شرحبيل بن سعد يفتي! قال، نعم، ولم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه، فاحتاج، فكأنهم اتهموه! وقال في =

عن شُرَحْبِيل أبي سعد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كانت له أختان فأحسن صحبتهما ما صحبتاه دخل بهما الجنة". وقال محمد بن عُبيدَ: "تُدْرِكُ له/ ابنتان فأحسن إليهما ما صحبتاه إلا أدخله الله تعالى الجنة". 2105 - حدثنا بشْر بن السَّرِي حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن أبيه عن ابن عباس قالَ: مَا قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوماً قطُّ إلاَّ دعاهم. 2106 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا ابن أبي ذئب، ورَوْح قال حدثنا ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لئن عشتُ"، قال روح: "لئن سَلمتُ، إلى قابلٍ لأصومنّ التاسع، يعني عاشوراء".

_ = موضع آخر عن سفيان لم يكن أحد أعلم بالبدريين منه، وأصابته حاجة، فكانوا يخافون إذا جاء الرجل فلم يعطه أن يقول: لم يشهد أبوك بدراً! ": فهذا هو السبب عندي في تضعيف من ضعفه، فالإنصاف أن تعتبر رواياته فيما يتعلق بمثل هذا الذي اتهم به، وأما أن ترد رواياته كلها فلا، إذ كان صدوقاً، وأظن أنه لذلك لم يذكره البخاري في الضعفاء. وشرحبيل كنيته "أبو سعد"، وفي ح "عن شرحبيل أبي سعد" وهو خطأ. وفي ك "عن شرحبيل بن سعد". والحديث في الترغيب والترهيب 3: 83 وقال: "رواه ابن ماجة بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه من رواية شرحبيل عنه أيعني عن ابن عباس، والحاكم وقال: صحيح الإسناد". وهو في المستدرك 4: 178 وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي قال:"شرحبيل واه "! وهو غلو شديد منه. وقوله في رواية محمد بن عبيد: "تدرك له" إلخ فيه اختصار لأول الحديث، وكأن أوله: "ما من مسلم تدرك له ابنتان" إلخ، كما سيأتي في رواية أخرى 3424. وانظر 1957. (2105) إسناده صحيح، بشر بن السري البصري: ثقة، قال أحمد: "وكان متقناً للحديث عجيباً". والحديث مكرر 2053. (2106) إسناده صحيح، وهو مكرر 1971.

2107 - حدثني يزيد قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن داود بن الحُصَين عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأديان أحبُّ إلى الله؟، قال: "الحنيفية السَّمْحَة". 2108 - حدثنا يزيد أخبرنا هشام، وابنُ جعفر قال حدثنا هشام، عن عكْرمة عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْرِم احتجامة في رأسَه، قال يزيد: مِن أذَّى كان به. 2109 - حدثنا يزيد أخبرنا هشام عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: قُبض النبي - صلى الله عليه وسلم - ودِرْعه مرهونة عند رجل من يهودَ، على ثلاثين صاعاً من شعير، أخذها رِزْقاً لعياله. 2110 - حدثنا يزيد قال: أخبرنا هشام، وابن جعفر قال: حدثنا هشام، عن عكْرمة عن ابن عباس قال: بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو أنزل عليه القرآن، وهوَ ابنُ أربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنةً، وبالمدينة عشر سنين، قال: فمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ ثلاثٍ وستين.

_ (2107) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 60 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والبزار، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس ولم يصرح بالسماع". (2108) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان. وانظر 1922، 1923، 1943. في ح "قالا حدثنا هشام"، وهو خطأ، صححناه من ك. (2109) إسناده صحيح، وسيأتي معناه مطولاً من طريق آخر عن ابن عباس 2724. ومعناه ثابت أيضاً في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة. انظر تاريخ ابن كثير 5: 282 - 284. وذكر في المنتقى 2974 حديث عائشة، ثم قال: "ولأحمد والنسائي وابن ماجة مثله من حديث ابن عباس". (2110) إسناده صحيح، وانظر 2035.

2111 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُعتق مَن جاءه من العبيد قَبْلَ مواليهم إذا أسلموا، وقد أعتق يوم الطائف رجلين. 2112 - حدثنا يزيد أخبرنا سفيان عن منصور عن المنْهال عن سعيد بنٍ جُبَير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُعوِّذ حسَناً وحسيناً يقول: "أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامَّة"، وكان يقول: "كان إبراهيم أبي يعوّذ بهما إسماعيل وإسحق". 2113 - حدثنا يزيد أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن

_ (2111) إسناده صحيح، وهو مطول 1959. وهذه الرواية هي التي في مجمع الزوإئد 4: 245 وأشرنا إليها آنفاً. (2112) إسناده صحيح، المنهال: هو ابن عمرو الأسدي. والحديث رواه الترمذي 3: 166 من طريق يزيد بن هرون وعبد الرزاق ويعلى، عن الثوري، وقال: "حديث حسن صحيح"، ونسبه شارحه لابن ماجة. الهامة، بتشديد الميم: في النهاية: "كل ذات سم يقتل، والجمع الهوام، فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة، كالعقرب والزنبور. وقد يقع الهوام على ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل، كالحشرات". اللامة، بتشديد الميم أيضاً: من اللمم، وهو "طرف من الجنون يلم بالإنسان، أي يقرب منه ويعتريه"، قاله ابن الأثير، ثم قال: "ومن كل عين لامهَ، أي ذات لمم، ولذلك لم يقل ملمة، وأصلها من ألممت بالشيء". وسيأتي 2434. (2113) إسناده صحيح، سفيان بن حسين الواسطي: سبق الكلام عليه 67. وفي ح "سفيان عن ابن حسين"، وهو خطأ صححناه من ك. والحديث روى البخاري 12: 345 قطعة من أوله من طريق الليث عن يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله: "أن ابن عباس كان يحدث أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت الليلة، في المنام وساق الحديث"، ثم قال البخاري: "وتابعه سليمان بن كثير وابن أخي الزهري وسفيان بن حسين، عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال الزبيدي عن الزهري عن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = عبيد الله أن ابن عباس وأبا هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال شعيب وإسحق بن يحيى عن الزهري، كان أبو هريرة يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان معمر لا يسنده حتى كان بعد". ثم رواه البخاري كاملا 12: 379 - 384 من طريق الليث عن يونس عن الزهري، بنحو السياق الذي هنا. وأطال الحافظ في هذا الموضع في ذكر اختلاف الرواة عن الزهري: الحديث عن ابن عباس عن النبي، أم عن ابن عباس عن أبي هريرة عن النبي، أم عن ابن عباس أو أبي هريرة عن النبي؟ وقال في آخره: "وصنيع البخاري يقتضى ترجيح رواية يونس ومن تابعه، وقد جزم بذلك في الأيمان والنذور حيث قال: وقال ابن عباس قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: لا تقسم، فجزم بأنه عن ابن عباس". وقوله لأبي بكر "لاتقسم" سبق مختصراً من رواية ابن عيينة عن الزهري 1894. والحديث بتمامه رواه الترمذي 3: 252 - 253 من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن أبي هريرة. ولكن سيأتي عقب هذا عن عبد الرزاق عن معمر، ليس فيه ذكر أبي هريرة، والذي يظهر لي أن الإمام أحمد كان يذهب إلى ترجيح أن الحديث حديث ابن عباس، ليس فيه "أبو هريرة" فلذلك لم يذكره في مسند أبي هريرة. وقال الحافظ في الفتح 12: 279: "وقع بيان الوقت الذي وقع فيه ذلك في رواية سفيان بن عيينة عند مسلم أيضاً، ولفظه: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - منصرفه من أحد. وعلى هذا فهو من مراسيل الصحابة. سواء كان عن ابن عباس، أو عن أبي هريرة، أو من رواية ابن عباس عن أبي هريرة، لأن كلا منهما لم يكن في ذلك الزمان بالمدينة، أما ابن عباس فكان صغيراً مع أبويه بمكة، فإن مولده قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح، وأُحد كانت في شوال في السنة الثالثة، وأما أبو هريرة فإنما قدم المدينة زمن خيبر، سنة سبع". قوله "فجاء للنبي" في ك "فجاء بها إلى النبي". الظلة، بضم الظاء المعجمة: سحابة لها ظل، وكل ما أظل من سقيفة ونحوها يسمى ظلة. تنطق، بضم الطاء وكسرها: تقطر. "فمن بين مستكثر" في ح "فبين مستكثر"، وأثبتنا ما في ك والفتح نقلا عن المسند. المستكثر والمستقل: الآخذ كثيراً والآخذ قليلاً. السبب: الحبل. "فأعبرها": عبَر الرؤيا عبراً، ثلاثي، وعبَّرها تعبيراً، رباعي بالتضعيف: فسرها وأخبر بما يؤول إليه أمرها. "يأخذ =

عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: رأى رجلٌ رؤيا، فجاءِ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت كأنَّ ظَلَّة تَنْطفُ عسلاً وسمناً، وكأنّ الناس يأخذون منها، فمن بَيْن مستكثر وبينَ مستقل وبين ذلك، وكأنَّ سبباً متصلًا إلى السماءَ، وقال يزيد مرةً. وكأن سبباً دُلِىَ من السماء، فجئتَ فأخذت به، فعلوت فعلاَّك الله، ثم جاء رجل من بعدك فأَخذ به، فعَلاَ ْفعلاَّه الله، ثم جاء رجل من بعدكما فأخذ به، فعلا فأَعلاه الله، ثم جاء رجل من بعدكم فأخذ به، فقُطع به، ثم وصل لهُ فعَلا فأَعلاه الله، قال أبو بكر: ائذن لي يا رسول الله فأعبُرها له، فأذن له، فقال: أما الظُّلَّةُ فالإسلام، وأما العسل والسمن فحلاوة القرآن، فبين مستكثرٍ وبين مستقلٍّ وبين ذلك، وأما السبب فما أنتَ عليه، تعلو فيعليك الله، ثم يكون من بعدك رجل على منهاجك، فيعلو ويُعليه الله، ثم يكون من بعدكما رجل يأخذ بإخذكما، فيعلو فيعليه الله، ثم يكون من بعدكم رجل يُقطع به ثمِ يُوصل لِه، فيعلوْ فيُعليه الله، قال: أصبتُ يا رسول الله؟، قال: أصبت وأخطأت"، قال: أقسمتُ يا رسول الله لتُخْبِرنِّي! فقال: "لا تُقْسِم". 2114 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمر عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر معناه. 2115 - حدثنا يزيد أخبرنا شعبة، ومحمد قال: حدثنا شعبة، عن الحَكَم عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذه عمرة استمتعنا

_ = بإخذكما" بكسر الهمزة: أي بخلائقكما وزيكما وشكلكما وهديكما. "فيعلو فيعليه الله" في ك "ثم يعلو". (2114) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2115) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 355 من طريق شعبة، ورواه أيضاً أبو داود والنسائي 2: 24، كما في المنتقى 2423. وانظر 2287.

بها، فمن لم يكن معه هَدْيٌ فليَحِلَّ الحِلَّ كلّه، فقد دخلت العمرةُ في الحج إلى يوم/ القيامة". 2116 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذُؤيب عن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم وهم جلوس، فقال: "ألاَ أُحدثكم بخير الناس منزلةً؟ "، فقالوا: بلي يا رسول الله، قال: "رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله، حتى يموتَ أو يُقتل، أفأخبركم بالذي يليه؟ "، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "امرؤ معتزل في شعْب يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويعتزل شرورَ الناس، أفأُخبركم بشرِّ الناس منزلة؟ "، قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "الذي يَسْئل بالله

_ (2116) إسناده صحيح، سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ الكناني المدني: ثقة، وثقه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات، ونقل بعضهم عن النسائي أنه ضعفه، واستنكر ذلك الحافظ في التهذيب، ولم يذكره هو ولا البخاري في الضعفاء، بل ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 429 ولم يذكر فيه جرحاً. إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب الأسدي: ثقة، وثقه أبو زرعة وابن سعد والدارقطني، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1 /362 - 363. والحديث روى الترمذي معناه مختصراً 3: 14 من طريق ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن عطاء بن يسار عن ابن عباس، وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". وروى البخاري بعضه في الكبير في ترجمة إسماعيل بن عبد الرحمن من طريق ابن أبي ذئب التي هنا، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 173 كما هنا وقال: "رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ لهما، وهو أتم، ورواه مالك عن عطاء بن يسارمرسلاَ ". وانظر 1987. "يسئل بالله" يحتمل البناء للمعلوم، أي يسأل غيره بحق الله ثم إذا سئل هو به لا يعطى بل ينكص ويبخل، ويحتمل البناء للمجهول، أي يسأله غيره بالله فلا يجيب. وكلاهما شر الناس، نسأل الله العصمة. وسيأتي 2929 و 2930 و 2961. وانظر 2838.

ولايُعْطِى به". 2117 - حدثنا يزيد أخبرنا مسْعَر بن كدَام عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجَعْد عن أخيه عن ابنَ عباس عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - في جلود الميتة قال: "إن دباغه قد ذهب بخَبَثِه" أو "رِجْسِه"، أو "نجَسِه". 2118 - حدثنا يزيد أخبرنا مسْعَر بن كدَام عن عمرو بن مُرَّة عن سالم بن أبي الجَعْد عن أخيه عِن ابنَ عباس عنَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه طاف بالبيت على ناقته، يستلم الحجَر بمحْجنه، وبين الصفا والمروة، وقال يزيد مرةً: على راحلته يستلم الحجر. 2119 - حدثنا يزيد أخبرنا حسين بن ذَكْوان عن عمرو بن

_ (2117) إسناده صحح، سالم بن أبي الجعد له خمسة إخوة، سماهم في التهذيب 12: 368 لكن رواي هذا الحديث منهم هو "عبد الله بن أبي الجعد" الأشجعي الغطفاني، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان: "مجهول الحال"، ولكن تصحيح الأئمة حديثه يؤيد توثيقه. والحديث رواه الحاكم 1: 161 وقال: "هذا حديث صحيح، ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، رواه البيهقي 1: 17 وقال: "وهذا إسناد صحيح، وسألت أحمد بن علي الأصبهاني عن أخي سالم هذا! فقال: اسمه عبد الله بن أبي الجعد". ورواه أيضاً ابن خزيمة في صحيحه، كما في نصب الراية 1: 117. قوله "قد ذهب بخبثه": في ح "قد أذهب بخشه"! وهو خطأ لا معنى له، صححناه من ك ومن سائر الروايات التي أشرنا إليها. وسيأتي 2880. وانظر 1895 و 2003 و 2369 و 2435 و2522 و2538 و 3018. (2118) إسناده صحيح، وطواف رسول الله على راحلته ثابت في أحاديث عن ابن عباس وعن غيره. انظر 1841، وانظر المنتقى 2562 - 2566. (2119) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 194 وقال: "حديث حسن صحيح"، ونسبه شارحه لأبي داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم صححاه. وانظر 1872، وانظر =

شعيب عن طاوس: أن ابن عُمر وابنِ عباس رفعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يحل للرجل أن يعطي العطية فيرجعِ فيها، إلا الوالدَ فيما يعطي ولَدَه، ومَثَل الذِي يعطي العطية فيرجعُ فيها كمثَل الكلب، أكل حتى [إذا] شبع قاء ثم رجع في قيئه". 2120 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا حسين المعلم عن عمرو ابن شعيب عن طاوس عن ابن عمر وابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: فذكر مثله. 2121 - حدثني يزيد أخبرنا سعيد عن قَتادة عن مقْسَم عن ابن عباس قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يأتي امرأته وهي حائض أنَ يتصدق بدينار أو نصف دينار.

_ = المنتقى 3216 والتلخيص 260. كلمة [إذا] سقطت من ح وزدناها من ك ومصادر الحديث. (2120) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. في ح "عمرة" بدل "ابن عمر"، وهو خطأ، صححناه من ك. (2121) إسناده صحح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. والحديث رواه البيهقي 1: 315 - 316 من طريق عبد الوهاب، وهو الحديث الذي بعد هذا، ثم زعم أن قتادة لم يسمعه من مقسم، بل من عبد الحميد بن عبد الرحمن، ثم رواه كذلك، ثم زعم أنه لم يسمعه أيضاً من عبد الحميد، بل من الحكم بن عتيبة! وقلت في شرحى للترمذي1: 251: "ولست أدري ما قيمة هذا التعليل؛ فإنه إن صح ما ذكره كان الحديث موصولا معروف المخرج في وصله. وإن لم يصح كان إسناده الأول على الوصل. وقتادة تابعي ثقة، مات سنة 117 أو 118، وكان معاصراً لمقسم، وسمع ممن هم أقدم منه، فلا يبعد سماعه منه". ثم بينت ضعف الإسنادين اللذين ذكرهما للتعليل. والحديث مكرر 2032، وقد أشرنا إليه هناك. وسيأتي بهذا الإسناد 2844.

2122 - حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قَتادة عن مقْسَم عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. ورواه عبد الكريم أبو أُمية مثله بإسناده. 2123 - حدثني يزيد أخبرنا هشام عن يحيى عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَعن المخنَّثين من الرجال والمترجّلات منَ النساء، وقال: "أخرجوهم من بيوتكم"، فأخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فلاناً، وأخَرج عمر فلاناً. 2124 - حدثنا يزيد أخبرنا أبو عَوانة حدثنا بُكير بن الأخْنَس عن مجاهد عن ابن عباس: إن الله عز وجل فرض الصلاة على لسان نبيكم

_ (2122) إسناده صحيح، عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، روى عن سعيد بن أبي عروبة ولازمه وعُرف بصحبته، وهو ثقة، وثقه ابن معين والدارقطني وغيرهما. والحديث مكرر ما قبله. عبد الكريم أبو أمية: هو عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف، كما قلنا في 829. وقد أشرنا إلى روايته في شرحنا على الترمذي. (2123) إسناده صحيح , هشام: هوالدستوائي. يحيي: هو ابن كثير. والحديث مكرر 1982، 2006. وانظر 2263 و 2291. (2124) إسناده صحيح، أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، إمام حافظ حجة، كفى قول أحمد ويحيى: "ما أشبه حديث أبي عوانة بحديث الثوري وشعبة"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 181. بكير بن الأخنس: كوفى ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 112/ 2/ 1، وفي التهذيب 1: 489 - 490: "هو قديم، ما روى عنه شعبة ولا الثوري، فلا أدري كيف روى عنه أبو عوانة! ولا أين لقيه! حكاه عنه ابنه في العلل"! وما هذا بتعليل، فأبو عوانة رأى الحسن وابن سيرين، وبكير متأخر عنهما. والحديث رواه مسلم 1: 192 من طريق أبي عوانة، ورواه أيضاً من طريق أيوب بن عائذ الطائى عن بكير بن الأخنس، وروى البخاري بعضه في الكبير في ترجمة بكير من طريق أبي عوانة، وكذلك رواه البيهقي 4: 135، ورواه أيضاً أبو داود والنسائي، كما في المنتقى 1711. وانظر ما مضى 2063. وسيأتي بإسناد آخر عن بكير 2177. وانظر 2264.

على المقيم أربعاً، وعلى المسافر ركعتين، وعلى الخائف ركعة. 2125 - حدثني يزيد، يعني ابن هرون، أخبرنا شَريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابنٍ عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمرت بالسواك حتى ظننتُ أو حَسِبتُ أنْ سينزِلُ فيه قرآن". 2126 - حدثنا يزيد أخبرنا همّام بن يحيىِ حدثنا عطاء عن ابن عباس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة وفيها ستُّ سَوَارٍ، فقام عند كل سارية ولم يصلّ. 2127 - حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن

_ (2125) إسناده صحيح، التميمي: اسمه "أربدة" بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الباء الموحدة، قال العجلي: "تابعي كوفي ثقة"، وقال ابن حبان في الثقات: "أصله من البصرة، كان يجالس البراء بن عازب"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 64 وقال: "سمع ابن عباس" ثم ذكر أنه كان يجالس البراء. وسيأتي الحديث مرة أخرى بنحو هذا المعنى 2573. وانظر مجمع الزوائد 2: 98. ورواه الطيالسي 2739 بنحوه عن شعبة عن أبي إسحاق. (2126) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في نصب الراية 2: 320 وسيأتي مرة أخرى 2834. وانظر 1830، 2562، 3093. (2127) إسناده صحيح، ورواه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 290 عن يزيد بن هرون وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب، ثلاثتهم عن حماد بن سْلمة، وذكر أن في رواية عفان "رقية بنت رسول الله" بدل "زينب". وفي رواية سليمان بن حرب "ابنة لرسول الله". ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب 495 من طريق يزيد بن هرون. وهو في مجمع الزوائد 3: 17 عن هذا الموضع من المسند، وقال: "رواه أحمد، وفيه علي بن زيد، وفيه كلام، وهو موثق"، ونقله في 9: 302 مختصراً وقال: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف"، وفي رواية الطبراني هذه "رقية" بدل "زينب". وقوله "قالت امرأة: هنيئاً لك الجنة" كذا في الأصلين، والذي في مجمع الزوائد "قالت امرأته"، وكذلك هو في كل =

يوسف بن مِهْرَان عن ابِن عِباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأةٌ: هنيئًا لك الَجنة عثمان بن مظعون، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليها نظر غضبانَ، فقال: "وما يدريك؟ "، قالت: يا رسول الله، فارِسُك وصاحبُك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله إني لرسول الله وما أدري ما يُفَعل بي"، فأشفق الناسُ على عثمان، فلما ماتت زينبُ ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحَقِي بسَلَفِنا الصالح الخَيْر، عثمانَ بن مظعون"، فبكت النساء، فجعل عمر يضربهنَّ بسوطه، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: "مهلاً/ يا عمر"، ثم قال: "ابْكينَ، وإياكنَّ ونَعيقَ الشيطان"، ثم قال: "إنه مهما كان من العين والقلب فمنَ الله عز وجل ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان". 2128 - حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس: قال: وَقَّتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الخُلَيْفة، وِلأهل الشأم الجُحْفَة، ولأهل اليمن يَلَمْلَم، ولأهل نجد قَرْناً، وقال: "هن وقْتٌ لأهلهنَّ ولمن مَرَ بهنَّ من غير أهلهنَّ" يريد الحج والعمرة، فمن كان منزلُه من وراء الميقات فإهلالُه من حيثُ يُنْشِيء، وكذلك، حتى أهلُ مكة، إهلالُهم من حيث يُنشِؤُون. 2129 - حدثنا يزيد أخبرنا جَرير بن حازم عن يَعْلَى بن حَكيم في عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لماعز بن مالك، حين أتاه فأقرَّ عنده بالزنا: "لعلكِ قبَّلْتَ أو لَمَسْتَ؟ "، قال: َ لا، قال: "فنِكْتَها؟ "، قال: نعم، فأمر به فرُجِم.

_ = الروايات التى أشرنا إليها. (2128) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضَا، كما في المنتقى 2343. (2129) إسناده صحيح، دوواه البخاري 12: 119 - 120 من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه. ورواه أيضاً أبو داود كما في المنتقى 4031.

2130 - حدثنا يزيد حدثنا صالح بن رُسْتم أبو عامر عن عبد الله بن أبي مُلَيكة عن ابن عباس قال: أقيمت صلاةُ الصبح، فقام رجل يصلى ركعتين، فجذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثوبه فقال: "أتصلّي الصبح أربعاً؟! ". 2131 - حدثنا يزيد أخبرنا عبّاد بن منصورعن عِكْرمة عن ابن

_ (2130) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 5 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وهذا الرجل هو ابن عباس نفسه، كما روى الطيالسي 2736 عن أبي عامر، وهو صالح بن رستم الخزاز، عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس، وكذلك رواه البيهقي 2: 482 من طريق الطيالسي، والحاكم 1: 307 من طريق وكيع والنضر بن شميل، وابن حزم في المحلى 3: 107 - 108 من طريق وكيع، كلهم عن أبي عامر، قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وهذه الرواية في مجمع الزوائد 2: 75 وقال: "رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وأبو يعلى، ورجاله ثقات". (2131) إسناده صحيح، عباد بن منصور الناجي القاضي: ثقة، قال يحيى بن سعيد: "عباد ثقة، لا ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه" يعني القدر، وضعفه ابن معين وغيره، فقال ابن سعيد في الطبقات 7/ 2/ 31: "كان قاضياً بالبصرة، وهو ضعيف، له أحاديث منكرة"، وقال النسائي في الضعفاء22: "ضعيف، وقد كان أيضاً تغير"، وكلامهم فيه يَرْجع إلى رأيه في القدر وإلى أنه يدلس فيروي أحاديث عن عكرمة لم يسمعها منه، ولم يطعن أحد في صدقه، فقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 86: "سألت أبي عن عباد ابن منصور؟ قال: كان ضعيف الحديث يُكتب حديثه، ونرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس"، وقال البزار: "روى عن عكرمة أحاديث ولم يسمع منه"، وأطلق غيره ذلك أيضاً، كالذهبي، بل إن الذهبي نقل في الميزان 2: 15 عن يحيى بن سعيد "قلت لعباد بن منصور: عمن أخذت حديث اللعان؟ قال: حدثني ابن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس"!! يعني به هذا الحديث، وهو عندي خطأ، فإن عباداً صدوق، وقد صرح بسماعه هذا الحديث من عكرمة، كما سنذكر في تخريجه، والمدلس الصادق إذا صرح بالتحديث =

عباس قال: لما نزلتْ {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ

_ = ارتفعت شبهة التدليس وصح حديثه. والحديث في مجمع الزوائد 5: 11 - 12 ولم يسق لفظه كاملاً، ثم قال: "حديث ابن عباس في الصحيح باختصار، وقد رواه أبو يعلى، والسياق له، وأحمد باختصار عنه، ومداره على عباد بن منصور، وهو ضعيف". ونقله ابن كثير في التفسير 6: 60 - 63 ثم قال: "ورواه أبو داود عن الحسن بن علي عن يزيد بن هرون، به نحوه مختصراً، ولهذا الحديث شواهد كثيرة في الصحاح وغيرها من وجوه كثيرة، فمنها ما رواه البخاري" ثم ساق حديث البخاري من طريق هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس، ثم قال: "انفرد به البخاري من هذا الوجه، وقد رواه من غير وجه عن ابن عباس وغيره". ورواية أبي داود في السنن 2: 244 - 245، ونقل شارحه عن المنذري قال: "في إسناده عباد بن منصور، وقد تكلم فيه غير واحد، وكان قدرياً داعية". وانظر أيضاً شرح الخطابي 3: 268 - 270. والحديث رواه بطوله الطيالسي 2667 "حدثنا عباد ابن منصور قال حدثنا عكرمة عن ابن عباس" إلخ، فصرح عباد بالسماع من عكرمة، وفي آخره: "قال عباد: فسمعت عكرمة يقول: لقد رأيته أمير مصر من الأمصار، لا يدرى من أبوه"، ورواه الطبري في التفسير 18: 65 - 66 عن خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل قال: "أخبرنا عباد قال: سمعت عكرمة عن ابن عباس" فصرح بالسماع أيضاً، وكفى بهما حجة في صحة الحديث، ورواه البيهقي 7: 394 - 395 من طريق الطيالسي، ورواه الواحدي في أسباب النزول 237 - 238 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هرون، بالإسناد الذي هنا، ولكنه اختصر الحديث فذكر بعضه من أوله. وساقه السيوطي في الدر المنثور 5: 21 - 22 ونسبه أيضاً لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مروديه. "لكاعاً": اللكع، بضم اللام وفتح الكاف: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم، يقال للرجل "لكع" وللمرأة "لكاع"، قاله ابن الأثير. "قال: فما لبثوا إلا يسيراً" في ح "قالوا" وهو خطأ، وأثبتنا ما في ك وابن كثير عن المسند. "فلم يهجه"، بفتح الياء من الثلاثي، يقال "هاج الشىء، وهاجه غيره"، يستعمل لازماً ومتعدياً بنفسه، أي لم يزعجه ولم ينفّره. تربد جلده: أي تغير إلى الغبرة، =

فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} قال سعد بن عُبادة, وهو سَيد الأنصارَ: أهكذا نَزَلتْ يا رسول الله؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الأنصار، ألاَ تسمعون إلى ما يقول سَيَّدُكم؟! "، قالوا: يا رسول الله، لا تَلُمْه، فإنه رجل غيور، والله ما تزوجَ امرأةً قط إلا بكراً، وما طلق امرأةً له قط فاجترأ رجل منّا على أن يتزوجها من شدة غَيرته، فقال سعد: والله يا رسول الله إنّي لأعلمِ أنها حقّ، وأنها من الله تعالى، ولكني قد تعجبتُ أَنى لو وجدتُ لَكاعاً تَفَخَّذها رجل لم يكن لي أن أَهيجه ولا أحرِّكه حتى آتى بأربعة شهداء، فوالله لا آتى بهم حتى يقضي حَاجتَه!! قالِ: فما لبثوا إلا يسيراً حتى جاء هلال بن أمية، وهو أحد الثلاثة الذين تِيب عليهم، فجاء من أرضه عشاءً فوجد عند أهله رجلاً، فرأَى بعينيه وسمع بأذنيه، فلم يَهِجْه حتى أَصبح، فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إني جئت أهلي عشاءً فوجدت عندها رجلاً، فرأيت بعيني وسمعتُ بأذني، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء به، واشتدّ عليه، واجتمعت الأنصار فقالوا: قد ابتُلينا بما قال سعد بن عُبَادة، الآن يَضربُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هلالَ بن أمية ويُبْطلِ شهادتَه في المسلمين، فقال هلال: والله إني لأرجو أن يجعلَ الله لي منهاَ مخرجاً، فقال هلال: يا رسول الله، إني قد أرى ما اشتدَّ عليك مما جئتُ به. والله يعلم إني لصادق، ووالله

_ = وقيل "الربدة" بضم الراء وسكون الباء: لون بين السواد والغبرة. فسري عن رسول الله: أي كشف عنه وأزيل ما كان به من التغير. أصيهب: تصغير "أصهب" وهو الذي يعلو لونه صهبة، وهي كالشقرة، حمرة الشعر يعلوها سواد. أريسح: تصغير "أرسح" وهو الذي لا عجز له، أو هي صغيرة لاصقة بالظهر. حمش الساقين: دقيقهما. أورق: أي أسمر. جعداً: أي جعد الشعر ليس بسبطه. الجمالي، بضم الجيم وتخفيف الميم وكسر اللام وتشديد الياء: الضخم الأعضاء التام الأوصال، مشبه بالجمل عظماً وبدانة. خدلج الساقين، بفتحات مع تشديد اللام: أي عظيمهما. "أميراً على مصر": يعني على مصر من الأمصار، كما بين في رواية الطيالسي التي أشرنا إليها آنفاً.

إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يأمر بضربه إذْ أنزل الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحيَ، وكان إذا نَزَل عليه الوحي عرفوا ذلك في تَرِبُّد جلده، يعني فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي، فنزلتْ {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} الآية، فسُرِّي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَبْشرْ يا هلال، فقد جعلَ الَلّه لك فَرَجاً ومخرجًا"، فقال هلال: قد كنت أرجَو ذاك من ربي عز وجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرسلوا إليها"، فأرسَلوا إليها، فجاءت، فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهما، وذكّرهماَ، وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشدُّ من عذاب الدنيا، فقال هلال: والله يا رسول الله لقد صدقتُ عليها، فقالت: كَذَب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاعنُوا بينهما"، فقيل لهلالٍ: اشْهَدْ، فشَهِد أربع شهاداتٍ بالله إنه لمن الصادقيَن، فلما كان في الخامسة قيل: يا هلال اتق الله، فإن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، وإن هذه المُوجبَةُ، التى توجب عليك العذابَ، فقال: والله لا يعذبني الله عليها كما لمَ يَجلدْني عليها، فشهد في الخامسة أنَّ لعنةَ/ الله عليه إنْ كان من الكاذبين، ثم قَيل لها: اشْهدي أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، فلما كانت الخامسةُ قيل لها: اتقي الله، فإن عذاب الدَّنيا أهونُ من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبةُ، التى توجبُ عليك العذابَ، فتلكّأَتْ ساعةً، ثم قالت: والله لا أَفْضَحُ قومي، فشهدتْ في الخاَمسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصِادقين، ففرَّق رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما، وقضَى أنه لا يُدْعَى ولدُها لأبٍ، وِلا تُرْمى هي به، ولا يُرْمَى ولدُها، ومن رماها أو رمَى ولدَها فعليه الحدَّ، وقضَى أن لا بيت لها عليه ولا قوت، من أجلِ أنهما يتفرقان من غير طلاق ولا متوفَّى عنها، وقال: إنْ جاءَت به أُصَيْهب أُرَيْسِحَ حَمْشَ الساقين فهو لهلالٍ، وإنْ جاءت به أَوْرَقَ جَعْداً جُمَاليًا خَدلَّج الساقين سابغَ الإليتين فهو للذي رُميَتْ به، فجاءتْ به أورقَ جعداً جُماليّاً خدلج الساقين سابغَ الإليتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لولا "الأيْمان، لكان لي ولها شان"، قال عكرمة: فكان بعد

ذلك أميراً على مصرٍ، وكان يدْعَى لأمه، وما يدْعَى لأبيه. 2132 - حدثنا يزيد أخبرنا هشام الدّستَوَائي عن يحيى بن أبي كثير

_ (2132) إسناده صحيح، أبو سلام: هو ممطور الأسود الحبشي، وهو تابعي ثقة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 / 57 - 58.الحكم بن ميناء: تابعي ثقة، ذكر الحافظ أن له في الكتب الستة حديثاً واحداً، هو هذا، عند مسلم والنسائي وابن ماجة، وأنه مختلف في إسناده، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 340 - 341. والحديث رواه النسائي 1: 202 من طريق يحيى بن أبي كثير "عن زيد عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء" فهذا وجه من الخلاف في إسناده، فقد ذكروا في ترجمة يحيى بن أبي كثير أنه لم يسمع من أبي سلام، وفي التهذيب 11: 269: "قال حسين المعلم: قال لي يحيى بن أبي كثير: كل شيء عن أبي سلام إنما هو كتاب". ولكن هذا عندي محل نظر، فإن يحيى قديم، رأى أنساً وروى عن كبار التابعين، وهو ثقة، والذي روى عنه الحديث هنا هو هشام الدستوائي، وهو أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير، قال أبو حاتم: "سألت أحمد بن حنبل عن الأوزاعي والدستوائي، أيهما أثبت في يحيى بن كثير؟ قال: الدستوائي، لا تسأل عنه أحداً، ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه، أما مثله فعسى، وأما أثبت منه فلا"، وقال أبو حاتم: "سألت ابن المديني: من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير؟ فقال: هشام، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الأوزاعي، وسمى غيره قال: فإذا سمعت عن هشام عن يحيى فلا تُرِد به بدلا"، وأما الذي روى عنه النسائي عن يحيى فزاد في الإسناد ما زاد، فهو أبان بن يزيد العطار، وهو ثقة، ولكن أنى يكون مثل هشام! والحديث رواه أيضاً مسلم 1: 236 من طريق معاوية بن سلام عن أخيه زيد عن جده أبي سلام عن الحكم بن ميناء: "أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه" إلخ، فهو الوجه الآخر في إلاختلاف، وليس باختلاف على الحقيقة، فقد سمع الحكم الحديث من الثلاثة: ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة، فرواه على الوجهين وأما نسبته لابن ماجة، كما أشار إليه الحافظ في التهذيب، فإني لم أجده في سنن ابن ماجة. "عن ودعهم" بفتح الواو وسكون الدال: في النهاية:" أي عن تركهم اياها والتخلف عنها، يقال "ودع الشيء يدعه ودعاً" إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العرب أماتوا ماضى يدع ومصدره واستغنوا عنه بترك، والنبى - صلى الله عليه وسلم - أفصح. وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله، فهو شاذ في الاستعمال، =

عن أبي سلاّم عن الحَكَم بن ميناء عن ابن عمر وابن عباس: أنهما شهدا علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال وهوَ على أعواد المنبر: "لَينتَهيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم الجُمُعَات، أو لَيَخْتمَنَّ الله عز وجل على قلوبهم، ولَيُكْتَبُنَّ من الغافلين". 2133 - حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سَلَمة عن فَرْقَد السَّبَخِيّ عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس: أن امرأةً جاءت بولدها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، إن به لَمَماً، وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسدُ علينا طعامَنا، قال: فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدرَه ودعَا له، فَتَعَّ تَعَّةً، فخرج مِن فيِه مثلُ الجَرْوِ الأسود، فشُفي. 2134 - حدثنا بَهْز أخبرنا همَّام حدثنا قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن عقبة بن عامر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أخته نذرت أن تمشي إلى البيت، وشَكا إليه ضعفَها؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله غنيّ عن نذرأختِك، فلتركبْ ولتُهْدِ بَدنَةً".

_ = صحيح في القياس". (2133) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي، وسبق الكلام فيه 13، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 131 والصغير 143، 152 والضعفاء29 والنسائي في الضعفاء 25 وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 81 - 82. وسيأتي الحديث من طريقه أيضاً 2288، 2418. "فتع تعهَ": هكذا هو في الأصلين في هذا الموضع بالتاء المثناة، وسيأتي في الموضعين الآخرين" ثع" بالثاء المثلثة، أي قاء، وفي اللسان 9: 383 - 384: "التع: الاسترخاء، تع تعاً وأتع: قاء، كثع، عن ابن دريد. قال أبو منصور في ترجمة تعع: روى الليث هذا الحرف بالتاء المثناة تع إذا قاء، وهو خطأ، إنما هو بالثاء المثلثة لا غير". (2134) إسناده صحيح، وهو في الزوائد 4: 188 - 189 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وذُكر في المنتقى أيضاً 4915. وأصل القصة ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث عقبة بن عامر، انظر المنتقى 4910 - 4913.

2135 - حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا حاجب بن عمر حدثني عمي الحَكَم بن الأعرج قال: أتيت ابن عباس وهو متكئٌ عند زمزم، فجلست إليه، وكان نعْمَ الجليسُ، فقلت: أخبرني عن يوم عاشوراء؟ قال: عن أيّ باله تَسأل؟ َ قلت: عن صومه؟ قال: إذا رأيتَ هلال المحرم فاعدُدْ، فإذا صبحتَ من تاسعةٍ فأصبِحْ منها صائماً، قلت: أكذاك كان يصومه محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. 2136 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت ليثاً سمعت طاوساً يحدّث عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "علموا، ويَسِّروا ولا تُعَسِّروا، وإذا غضب أحدُكم فليسكتْ". 2137 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد أبي خالد

_ (2135) إسناده صحيح، معاذ بن معاذ العنبري الحافظ: هو قاضي البصِرة، وهو إمام ثقة، إليه المنتهى في التثبت في البصرة. حاجب بن عمر الثقفي. ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 74، وهو أخو عيسى بن عمر النحوي. الحكم بن الأعرج: هو الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج، وهو ثقة، وثقه أحمد وأبو زرعة وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 330. والحديث رواه مسلم 1: 313 من طريق وكيع عن حاجب بن عمر، ومن طريق القطان عن معاوية بن عمرو عن الحكم بن الأعرج. ورواه أبو داود 2: 303 من طريق معاوية وحاجب، كلاهما عن الحكم. ورواه الترمذي 2: 57 من طريق وكيع وقال: "حديث حسن صحيح". (2136) إسناده صحيح, وسيأتي بأطول من هذا 2556، وذاك المطول ذكر في مجمع الزوائد 1: 131 وقال: "رواه أحمد والبزار، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف". ونحن نخالفه، وقد سبق توثيق ليث 1199. "يسروا" بدلها في ح "بشروا" وهو تصحيف، صححناه من ك ومن الرواية الآتية. (2137) إسناده صحيح، يزيد أبو خالد: هو الدالاني الواسطي، وهو ثقة، ضعفه بعضهم بغير =

قال سمعت المنْهال بن عمرو يحدّث عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "ما منْ عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضُر أجُله فيقول سبع مراتٍ: أسأل الله العظيمَ ربَّ العرش العظيم أن يَشْفِيَك، إلاَّ عُوفي". 2138 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حَجّاج عن المنْهال بن عمرو عن عبد الله بن الحرث عن ابن عباس، قال أبو معاوية: أراه رَفعَه، قال: "مِن عاد مريضاً فقال: أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يشفيك، سبع مراتٍ، شفاه الله إنْ كان قد أُخِّرَ"، يعني في أجله. قال عبد الله [بن أحمد]: قال أبي: وحدثنا يزيدُ لم يشكَّ في رفعه، ووافقه على الإسناد. 2139 - حدثنا يزيد أخبرنا همّام عن قَتادة عن عِكْرمة عن ابن عباس أن عُقْبة بن عامر أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر أن أخته نذرت أن تمشىَ إلى البيت؟ قال: "مُرْ أختَك أن تركب ولتُهْدِ بدنةً".

_ = حجة، قال ابن معين والنسائي: " ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "صدوق ثقة"، وقال الحاكم: "إن الأئمة المتقدمين شهدوا له بالصدق والإتقان"، ورواية شعبة عنه توثيق له أيضاً، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 327 - 328. في ح "زيد بن خالد" وهو خطأ. والحديث قال المنذري في الترغيب والترهيب 4: 164: "رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري" وسيأتي أيضاً 2138، 2182. (2138) إسناده صحيح، عبد الله بن الحرث: هو الأنصاري البصري نسيب ابن سيرين، وهو تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي وغيرهما. والحديث مكرر ما قبله، فيكون المنهال رواه عن شيخين عن ابن عباس: سعيد بن جبير وعبد الله بن الحرث. ثم رواه أحمد عقبه عن يزيد بن هرون عن الحجاج بن أرطأة بإسناده ولم يشك في رفعه. (2139) إسناده صحيح، وهو مختصر 2134.

2140 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بشْر قال سمعت سعيد بن جُبير يحدث عن ابن عباس: أن امرأةً نذرتْ أَن تحجَّ، فماتتْ، فأتَى أخوها النبِي - صلى الله عليه وسلم - فسأل عن ذلك؟ فقال: "أرأيت لو كان على أختكَ دَينٌ أكنتَ قاضيه؟ "، قال: نعم، قال: "فاقْضوا الله عز وجل، فهو أحق بالوفاء". 2141 - حدثنا محمد بن جعفر ورَوْح قالا حدثنا شعبة، قال روح: سمعت مسلماً القُرِّى، قال محمد: عن مسلم القُرّي قال: سمعت ابن عباس يقول: أهلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعمرة، وأهلَّ أصحابُه بالحج، قال روح: أهلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بالحج، فمن لم يكن معه هَدْي أحل، وكان ممن لم يكن معه هدي طلحةُ ورجل آخر، فأَحلاَّ. 2142 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة سمعت يحيى بن

_ (2140) إسناده صحيح، وانظر 1861، 1893، 1970، 2005. (2141) إسناده صحيح، مسلم القرى: هو مسلم بن مخراق، وهو تابعي ثقة، وثقه النسائي والعجلي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 0271" القرى" بضم القاف وتشديد الراء المكسورة، نسبة إلى "بني قرة" لأنه كان مولاهم، والحديث رواه مسلم 1: 354 - 355. وانظر المنتقى 2383. (2142) إسناده صحيح، يحيى بن المجبر: هو يحيى بن عبد الله بن الحرث المجبر، قال أحمد: "ليس به بأس " وضعفه ابن معين والنسائي، وعندي أنه ثقة، إذ روى عنه شعبة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 286 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء. "المجبر" بتشديد الباء المكسورة، ويقال "الجابر"، والظاهر أنه في جده الحرث، لأنه كان يجبر الأعضاء. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 2: 538 عن هذا الموضع ثم قال: "وقد رواه النسائي عن قتيبة، وابن ماجة عن محمد بن الصباح عن سفيان بن عيينة عن عمار الدهني ويحيى الجابر وثابت الثمالي عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس، فذكره وقد روي هذا عن ابن عباس من طرق كثيرة". ونقله قبل ذلك من تفسير =

المجبر التيمي يحدث عن سالم بن أبي الجَعْد عن ابن عباس: أن رجلاً أتاه فقَال: أَرأيت رجلاً قتَل رجلاً متعمداً؟ قال: جزاؤه حهنم خالداً فيها وِغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيماً، قال: لقد أُنزلت في آخر ما نزَل، ما نسخها شيءٌ حتى قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما نزل وحيٌ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: أرأيت إن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدي؟، قال: وأنَّى له بالتوبة؟! وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ثكلتْه أمُّه رجلٌ قَتلِ رجلاً متعمداً يجيء يوم القيامة آخذاً قاتله بيمينه أو بيساره، وآخذاً رأسه بيمينه أوِ شماله، تَشْخَبُ أَوْداجُه دماً في قُبُلِ العرش، يقول: يا رب، سَلْ عبدَك فيم قَتَلني؟ ". 2143 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن يحيى أبي عمر قال: ذكروا النبيذ عند ابن عباس، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُنْبَذ له في السّقَاء، قال شعبة: مثلَ ليلة الاثنين، فيشربُه يوم الاثنين والثلاثاء إلى العصر، فإنَ فَضل منه شيء سقاه الخدَّام أو صبَّه، قال شعبة: ولا أحسبه إلا قال: ويوم الأربعاء إلى العصر، فإن فضل منه شيء سقاه الخدَّام أو صَبَّه. 2144 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عَدِيّ بن ثابت

_ = الطبري بإسناده من طريق جرير عن يحيى الجابر. وقد سبق 1941 عن ابن عباس بمعناه، وأشرنا هناك إلى أنه بمعناه عند الشيخين وغيرهما. "تشخب": أي تسيل، وأصل الشخب ما يخرج من تحت يد الحالب عند كل غمزة وعصرة لضرع الشاة. (2143) إسناده صحيح، يحيى أبو عمر: هو يحيى بن عبيد البهراني. والحديث رواه مسلم 1: 131 عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر، ورواه أيضاً بأسانيد أخر من طريق شعبة ومن طريق الأعمش. وهو مكرر 1963، 2068. وفي الأصلين هنا "بحيى بن أبي عمر"، وهو خطأ صححناه مما مضى ومن صحيح مسلم. (2144) إسناده صحيح، ورواه الطيالسي 2618 بمعناه عن شعبة مرفوعاً، وسيأتي مرة أخرى =

وعطاء بن السائب عن سعيد بن جُبَيرِ عن ابن عباس، قال: رفعه أحدُهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن جبريل كان يَدُسُّ في فم فرعون الطينَ مخافةَ أن يقول لا إله إلا الله". 2145 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أيوب عن سعيد ابن جُبَير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال في السّلَف في حَبَل الحَبَلة: "رِباً".

_ = بهذا الإسناد 3154. ونقله ابن كثير في التفسير 4: 330 من الطيالسي وقال: "وقد رواه أبو عيسى الترمذي أيضاً، وابن جرير أيضاً من غير وجه عن شعبة، فذكر مثله، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. ووقع في رواية عند ابن جرير عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة عن عطاء وعدي عن سعيد عن ابن عباس: رفعه أحدهما، فكأن الآخر لم يرفع". وهذه إشارة إلى هذا الإسناد، فإن محمد بن جعفر هو غندر. (2145) إسناده صحيح، ولم أجد أحداً ذكر هذا الحديث، إلا إشارة الترمذي إليه. فقد روى الترمذي 2: 234 عن قتيبة عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع حبل الحبلة"، ثم قال: "وفي الباب عن عبد الله بن عباس"، ثم قال: "وقد روى شعبة هذا الحديث عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وروى عبد الوهاب الثقفي وغيره عن أيوب عن سعيد بن جبير ونافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أصح". فقال شارحه عند إشارته إلى حديث ابن عباس: "أخرجه الطبراني في معجمه، ذكره الزيلعي"، يريد ما في نصب الراية 4: 10 نقلاً عن الطبراني من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهي عن بيع المضامين، والملاقيح، وحبل الحبلة"، وذكر أن البزار رواه أيضاً في مسنده. وهو في مجمع الزوائد 4: 104 ونسبه إليهما أيضاً. ومن البين أن هذا غير الذي أشار إليه الترمذي، فإنه إنما يشير إلى هذا الحديث الذي رواه شعبة. وحديث ابن عمر الذي رواه الترمذي رواه الشيخان وغيرهما بزيادة تفسير حبل الحبلة: "وكان أهل الجاهلية يتبايعون لحوم الجزور إلى حبل الحبلة، وحبل الحبلة أن تنتج الناقة ما في بطنها، ثم تحمل التي نتجت، فنهاهم - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك". انظر المنتقى 2792.

2146 - حدثنا محمد بين جعفرحدثنا شعبة عن حبيب، يعني ابن الشَّهيد، عن عبد الله بن أبي مُلَيكة قال: شهدت ابن الزّبير وابنَ عباس، فقال ابن الزبير لابن عباس: أتذكر حين استقبلْنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد جاء من سفر؟ فقال: نعم، فحملني وفلاناً غلاماً من بني هاشم وتَرَكَك. 2147 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سِمَاك بن

_ (2146) إسناده صحيح، وقد تقدم في مسند عبد الله بن جعفر 1742 عن ابن علية عن حبيب ابن الشهيد عن ابن أبي مليكة أن السائل ابن جعفر والمجيب ابن الزبير، ورجحنا هناك ما تدل عليه رواية البخاري وإحدى روايتي أحمد من أن المتروك هو ابن الزبير، وهذه الرواية تؤيده، فيكون الغلام من "بني هاشم" هو عبد الله بن جعفر. وشعبة أحفظ من كل هؤلاء الرواة، وقد بين أن ابن أبي مليكة شهد السؤال والجواب، والظاهر أن ابن أبي مليكة شهد مجلسي سؤال: بين ابن عباس وابن الزبير، وبين ابن جعفر وابن الزبير. وانظر الفتح 6: 133. (2147) إسناده صحيح، وكذا- هو في الأصلين "فقال: يا محمد، علام سببتني" إلخ، وزيادة "يا محمد" خطأ ينافي السياق، فإن الذي نسب إليه السب والشتم هو هذا المنافق الأزرق، ورسول الله يسأله ويتهمه، وهو يحلف كاذباً يتبرأ من التهمة. وقد رواه الطبري في التفسير 28: 17 عن ابن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة، فالظاهرأن الخطأ بهذه الزيادة من بعض رواة المسند أو ناسخيه، لأنها ثابتة أيضاً في نقل مجمع الزوائد 7: 122 عن المسند. وقد رواه ابن أبي حاتم من طريق زهير عن سماك بن حرب، بأطول من هذا، وفيه: "فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمه فقال: علام تشتمني أنت وفلان وفلان؟ نفر دعاهم بأسمائهم"، وبين الآية الأخرى أنها {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)}، نقله ابن كثير في التفسير 8: 271 - 272 ثم قال: "هكذا رواه الإمام أحمد، من طريقين عن سماك، به، ورواه ابن جرير عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة عن سماك، به نحوه، وأخرجه أيضاً من حديث سفيان الثوري عن سماك بنحوه، إسناد جيد، ولم =

حرب عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يدخل عليكم رجلٌ ينظر بعينِ شيطانٍ، أو بعيني شيطانٍ"، قال: فدخل رجل أزرق، فقال: يا محمد، عَلامَ سببتَني؟ أو شتمتني؟ أو نحو هذا، قال: وجعَل يحلف، قال: فنزلتْ هذه الآية في المجادلة {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} والآية الأخرى. 2148 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سمَاك بن حرب في عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الدجالَ: "أعور هجَانٌ أزْهَرُ، كأنّ رأسه أصَلَةٌ، أشبهُ الناسِ بعبد العُزَّى بن قَطَنِ، فإما هَلَك الَهُلَّكُ فإن ربكم تعالى ليس بأعور"، قال شعبة: فحدثتُ به قتادةَ فحدثني بنحو من هذا.

_ = يخرجوه"، يعني أصحاب الكتب الستة. ورواية الطبري من طريق الثوري فيه أيضاً 28: 17 ولكنها مرسلة عن سعيد بن جبير، لم يذكر فيها ابن عباس. والرواية المطولة في مجمع الزوائد أيضاً، ونسبها للطبراني، ونسب المختصرة للبزار. والحديث في الدر المنثور 6: 186 ونسبه أيضاً لابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والحاكم وصححه. (2148) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 337 ونسبه للطبراني أيضاً. وأشار إليه الحافظ في الفتح 13: 89 ونسبه كذلك لأحمد والطبراني. الهجان بكسر الهاء وتخفيف الجيم: "الأبيض، ويقع على الواحد والاثنين والجميع والمؤنث بلفظ واحد"، عن النهاية. الأزهر: الأبيض أيضاً. الأصلة، بفتحات: "الأفعى، وقيل: هي الحية العظيمة الضخمة. والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية". قاله ابن الأثير. عبد العزى بن قطن، بفتح القاف والطاء: رجل من بني المصطلق من خزاعة، قال الزهري: "هلك في الجاهلية". انظر الفتح 13: 87، 89. الهلك، بضم الهاء وتشديد اللام المفتوحة: جمع هالك. قال في النهاية: "أي فإن هلك به ناس جاهلون وضلوا فاعلموا أن الله ليس بأعور" وقول شعبة: "فحدثت به قتادة فحدثني بنحو من هذا" يعني عن عكرمة عن ابن عباس. وانظر 1526، 1578، 1693.

2149 - حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عكْرمة عن عبد الله بِن عباس: أن رجلاً أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبيَّ الله، إنىَ شيخ كبير عَلِيل، يَشُقُّ عليَّ القيامُ، فأمُرْني بليلةٍ لعلَّ الله يوفّقني فيها ليلةَ القدر؟ قال: "عليك بالسابعة". 2150 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي حَمْزة سمعت ابن عباس يقول: مَرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعبُ مع/ الغلْمان، فاختبأتُ منه خلفَ بابٍ، فدعاني فَحَطأني حَطْأَةً، ثم بعث بي إلى معَاوية.

_ (2149) إسناده صحيح، والظاهر أن المراد بالسابعة لسبع بقين من رمضان قال الشوكاني 4: 393: "أو لسبع مضين بعد العشرين". والحديث في مجمع الزوائد 3: 176 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح"، وهو في المنتقى 2294 ونسبه الشوكاني أيضاً للطبراني في الكبير. وانظر 2052. وقوله "يوفقني فيها ليلة القدر" هكذا في الأصلين وله وجه من العربية. وفي مجمع الزوائد: لليلة القدر. بزيادة لام الجر. وانظر 2302 و 2352. (2150) إسناده صحيح، أبو حمزة، بالحاء المهملة والزاي: هو عمران بن أبي عطاء الأسدي الواسطي القصاب، بياع القصب، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد: "ليس به بأس، صالح الحديث"، وقال البخاري في الصغير 150: "سمع أباه وابن عباس وابن الحنفية". والحديث مختصر، فإن رسول الله أرسل ابن عباس يدعو معاوية لحاجة له، وكان معاوية كاتبه. وسيأتي مطولاً، 4651، 3104، 3131. ورواه أيضاً الطيالسي مطولاً 2746. وفي التهذيب 8: 135 - 136 أنه رواه أيضاً مسلم. فحطأني: ذكره ابن الأثير في (ح ط أ) بلفظ "فحطاني حطوة" وقال: "قال الهروي هكذا جاء به الراوي غير مهموز، قال ابن الأعرابي: الحطو تحريك الشيء مزعزعاً، وقال: رواه شمر بالهمز، يقال حطأه يحطؤه حطأ: إذا دفعه بكفه، وقيل: لا يكون الحطء إلا ضربة بالكف بين الكتفين". والرواية هنا بالهمزة، كرواية شمر.

2151 - حدثني محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن أبي بِشْر عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقول لا يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقولَ لا يريد أن يصوم، وما صام شهراً متتابعاً غير رمضان منذ قدم المدينة. 2152 - حدثنا هُشَيم أخبرنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: أهلَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - با لحج، فلمَّا قدم طاف بالبيت وبين الصفا والمروة، ولم يُقَصِّرِ ولم يُحلَّ من أجل الهدي، وأمر من لم يكن ساق الهدي أن يطوف وأن يسعى ويقصَّر أو يحلق ثم يُحِلّ. 2153 - حدثنا هُشَيم أخبرنا جابر الجُعْفِي حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بقدْر فأخذ منها عَرْقاً وكتفاً فأكله، ثم صلى ولم يتوضأ. 2154 - قال هُشيم: أخبرنا ابن أبي ليلى عن داود بن عليّ عن

_ (2151) إسناده صحيح، وهو مكرر 1998 ومطول 2046. (2152) إسناده صحيح، وهو في معنى 2141. (2153) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وقد مضى معناه مراراً، بأسانيد صحاح، آخرها 2002. (2154) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. داود بن علي بن عبد الله بن عباس: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يخطئ"، وسئل ابن معين: كيف حديثه؟ قال: أرجو أنه ليس يكذب، وقال ابن عدي: وعندي أنه لا بأس بروايته عن أبيه عن جده. والحديث في المنتقى 2222، وهو في مجمع الزوائد 3: 188 - 189 وقال: "رواه أحمد والبزار، وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام". وأشار إليه الترمذي 2: 57 - 58 قال: "وروي عن ابن عباس أنه قال: صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود". وانظر 2058، 2106، 2135. قوله "صوموا قبله" في ح "وصوموا" والواو ليست في ك ولا =

أبيه عن جده ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً". 2155 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جابرعن الشَّعبِي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا احتجم احتجم في الأخْدَعَيْن، قال: فدعا غلاماً لبني بَيَاضة، فحجمه، وأعطى الحَجَّام أجره مُدّا ونصفاً، قال: وكلَّم مواليَه فَحَطُّوا عنه نصف مُدٍّ، وكان عليه مُدَّانِ. 2156 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبةِ عن جابر قال: سمعت الشَّعبي يحدث عن ابن عمر وابن عباس قالا سَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاةَ في السفر ركعتين، وهي تمام، والوترُ في السفر سُنَّة. 2157 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن جابر عن عَّمار

_ = المنتقى ولا الزوائد، فحذفناها. (2155) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وأصل الحديث ثابت عن ابن عباس: "احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطى الحجام أجره، ولو كان سحتاً لم يعطه" رواه أحمد والبخاري، كما في المنتقى 3074، وسيأتي 3085، وسيأتي معنى الحديث الذي هنا بإسناد صحيح 3078. وانظرصحيح مسلم 1: 463، وانظر ما مضى 1136، 2091، وما سيأتي 2249، 2337، 2659، 2670. (2156) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وهو في مجمع الزوائد 2: 155 وقال: "رواه البزار، وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة والثوري، وضعفه آخرون"، فنسى أن ينسبه إلى المسند، وانظر 2124. (2157) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. عمار: هو ابن معاوية الدهني. وهو في مجمع الزوائد 2: 7 وقال: "رواه أحمد والبزار، وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف". ومعنى الحديث صحيح، رواه ابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله، انظر الترغيب والترهيب 1: 117. مفحص القطاة: "موضعها الذي تجثم فيه وتبيض، كأنها تفحص عنه التراب، أي تكشفه، والفحص: البحث والكشف"، قاله في النهاية.

عن سعيد بن جبَير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من بني لله مسجداً ولو كمَفْحَص قَطَاةٍ لبَيْضها بَنى الله له بيتاً في الجنة". 2158 - حدثنا محمد بن حعفر وحَجَّاج قالا حدثنا شعبة قال سمعت أبا جَمْرة الضُّبَعيّ قال: تمتَّعتُ، فنهاني ناسٌ عن ذلك، فأتيتُ ابن عباس فسألته عن ذلك؟ فأمرني بها، قال: ثم انطلقتُ إلى البيت فنمتُ، فأتاني آتٍ في منامي فقال: عُمْرةٌ مُتَقبَّلة وحج مبرور، قال: فأتيت ابن عباس فأخبرته بالذيِ رأيت، فقال: الله أكبر، الله أكبر، سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -، وقال في الهدي: جَزُور أو بقرة أو شاة أو شِرْكٌ في دم. قال عبد الله [بن أحمد]: ما أسند شعبةُ عن أبي جمرة إلا واحداً، وأبو جمرة أوثقُ من أبي حمزة. 2159 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن

_ (2158) إسناده صحيح، أبو جمرة الضبعي: هو نصر بن عمران، مضى في 2019. والحديث رواه الطيالسي 2749 عن شعبة. وانظر 2141، 2152. وكلمة عبد الله بن أحمد في آخر الحديث أن شعبة لم يسمع من أبي جمرة الضبعي إلا حديثاً واحداً-: وهَمْ، فإن شعبة سمع من أبي جمرة حديثاً كثيراً، وإنما هذه الكلمة لأبي داود في أبي عوانة. ففي التهذيب 10: 432: "قال الآجرى عن أبي داود: روى أبو عوانة عن أبي حمزة القصاب ستين حديثاً، وروى عن أبي جمرة الضبعي أراه حديثاً واحداً". وأبو حمزة القصاب: هو عمران بن أبي عطاء، سبق في 2150، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري الحافظ. (2159) إسناده صحيح، أبو السفر، بفتح الفاء: هو سعيد بن يحمد، بضم الياء وسكون الحاء وكسر الميم، ويقال: ابن أحمد، الهمداني الثوري، وهو تابعي ثقة، روى عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما، قال ابن عبد البر: "أجمعوا على أنه ثقة فيما روى وحمل". سعيد ابن شفي، بضم الشين وفتح الفاء وتشديد الياء: قال أبو زرعة: "كوفي همداني ثقة"، =

أبي السَّفَر عن سعيد بن شُفَيّ عن ابن عباس قال: جعل الناس يسألونه عن الصلاة في السفر؟ فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من أهله لم يصلّ إلاَّ ركعتين حتى يرجع إلى أهله. 2160 - حدثنا أسود حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن شُفَيّ قال: كنتُ عند ابن عباس، فذكر الحديث. 2161 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قَتادة عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المُجثَّمة، والجلاَّلة، وأن يشرب مِن في السّقَاء. 2162 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا سعيد عن النَّضْر بن أنس قال: كنت عند ابن عباس وهو يُفْتي الناس، لا يُسْنِدُ إلى نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً

_ = وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 441. والحديث رواه الطيالسي 2737 عن شعبة، وأشار إليه البخاري في ترجمة ابن شفي عن محمد بن عرعرة عن شعبة. وسيأتي بعد هذا من طريق إسرائيل عن جده أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن شفي، فالظاهر أن أبا إسحاق وصله مرة وقطعه أخرى، ولذلك قال البخاري في الكبير بعد الرواية الأولى: "وقال أبو نعيم: حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن رجل من حيه سعيد بن شفي عن ابن عباس، وقال عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن شفي سمع ابن عباس". وقوله "عن رجل من حيه" يريد من قبيلته، إذ كلاهما من همدان. ويحتمل أن يكون أبو إسحاق سمعه من سعيد بن شفي ومن أبي السفر عنه. في ح "حتى رجع إليه أهله"، وصححناه من ك والطالسى والتاريخ الكبير. وانظر 2156. (2160) إسناده صحيح، على ما فيه من احتمال الانقطاع، وقد فصلنا ذلك في الذي قبله. (2161) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة، وفي ك "شعبة"، وهو محتمل أن يكون صحيحاً، ولكن يرجح عندي أنه "سعيد" أن الترمذي رواه 3: 90 من طريق ابن أبي عدي "عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة". والحديث مكرر 1989. (2162) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 330 ومسلم 2: 163 مختصراً من طريق النضر. وهو النضر بن أنس بن مالك، وهو تابعي ثقة. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر 1866، =

من فُتْيَاه، حتى جاءه رجل من أهل العراق، فقال: إني رجل من أهل العراق، وِإني أصوِّر هذه التصاوير؟ فقال له ابن عباس: اُدْنُهْ، إمّا مرتين أو ثلاثاً، فدنَا، فقال ابن عباس: سمعت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صَوَّر صورة في الدنيا يُكلَّف يومَ القيامة أن ينفخ فيه الروح، وليس بنافخ". 2163 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن عبد الله بن الفَضْل عن نافع بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم -: "الأيِّم أحقُّ بنفسها من وليّها، والبكر تُستأذَن في نفسها، وإذْنها صُماتها". 2164 - قرأت على عبد الرحمن عن مالك عن مَخْرمَة بن سليمان عن كُريب مولى ابن عباس: أن عبد الله بن عباس أخبره: أنه بات عند ميمونةَ زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي خالته، قال: فاضطجعتُ في عَرْض الوِساَدة، واضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهلُه في طُولها، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا انتصف الليل، أو قبلَه بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلس يمسح النومَ عِن وجهه بيده، ثم قرأ العشِرَ الآياتِ خَوَاتِيمَ سورة آل عمران، ثم قام إلى شنّ معلَّقة، فتوضأ منها فأحْسن وُضوءه، ثم قام يصلي، قال ابن عباس: فقمتُ فصنعت مثلَ الذي صنِعٍ، ثم ذهبتُ فقمت إلى جنبه، فوضع يده على رأسي وأخذ أُذني اليمنى ففتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أَوْتَر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلَّى الصبحَ.

_ = 2811. "إما مرتين أو ثلاثا" في ح "إما مرتان أو ثلاثة" وهو خطأ، صححناه من ك. (2163) إسناده صحيح؟ وهو مكرر 1888 بهذا الإسناد، و 1897 بإسناد آخر. (2164) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 142 - 163، ورواه أبو داود 1: 518 - 519 عن القعنبي عن مالك، قال المنذري: "أخرجه البخاري ومسلم". وانظر 1843، 1911، 3490.

2165 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا حماد بن سَلَمة عن عمَّار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام بنصف النهار أشعثَ أغبر، معه قارورة فيها دمٌ يلتقطه أو يَتَتبَّع فيها شيئاً، قال: قلت: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابُه، لم أَزَلْ أَتَتَبَّعه منذُ اليوم، قال عمَّار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قُتل ذلك اليوم. 2166 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن سَلَمة بن كُهَيل عن عمران بن الحَكَم عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اُدْعُ لنا رَبَّك أن يجعل لنا الصَّفَا ذهباً ونؤمن بك! قال: "وتفعلون؟ "، قالوا: نعم، قال: فدعا، فأتاه جبريل فقال: إن ربك عز وجل يَقْرأُ عليك السلام ويقول:

_ (2165) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 193 - 194 وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح". وانظر 648. (2166) إسناده صحيح، عمران بن الحكم: هكذا هو في الأصلين، بل هو قديم في أصول المسند، بل أظن أن الخطأ فيه من عبد الرحمن بن مهدي أو سفيان الثوري، ففي التعجيل 319: "كذا وقع، والصواب عمران بن الحرث أبو الحكم، كما في صحيح مسلم وغيره"، يعني في حديث آخر، فإن هذا الحديث ليس في صحيح مسلم. والظاهر أن أصل الرواية "عن عمران أبي الحكم" فأخطأ أحد الرواة فقال "عن عمران بن الحكم"، وليس في الرواة الذين رأينا تراجمهم من يسمى "عمران بن الحكم". وعمران ابن الحرث: سبق توثيقه 185، وهو كوفي تابعي ثقة، وفي الجرح والتعديل 3/ 1/ 296 عن أبي حاتم: "صالح الحديث". والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 3: 52 وقال: إسناد جيد، وفيه "عمران بن حكيم" وهو خطأ مطبعي. وذكره في التفسير 3: 280 وفيه "عمران بن الحكم"، وقال: "رواه أحمد وابن مردويه والحاكم في مستدركه من حديث سفيان الثورى، به" فهذا يدل على أن الخطأ قديم في نسخ المسند، وهو في المستدرك 2: 314 من طريق سفيان الثوري، وفيه "عمران بن الحكم أيضاً، فهذا يدل على أن الخطأ من أحد الرواة لا من النسخ، وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط مسلم, ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وسيأتي بمعناه بإسناد آخر عن ابن =

إن شئتَ أصبح لهم الصَّفَا ذهباً، فِمن كفر بعد ذلك منهم عذّبته عذاباً لا أُعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحتُ لهم باب التوبة والرحمة، قال: "بل باب التوبة والرحمة". 2167 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن قَتادة قال سمعت أبا العالية يقول: حدثني ابنُ عمَّ نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، يعني ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى"، ونسبه إلى أبيه. 2168 - قرأت على عبد الرحمن عن مالك عن أبي الزُبير المكي عن طاوس اليماني عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم الدعاءَ كما يعلمهم السورةَ من القرآن، يقول: "قولوا: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المَحْيَا والمَمات". 2169 - حدثنا عبد الله بن يزيد عن داود، يعني ابن أبي الفُرَات،

_ = عباس 2333. (2167) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 351 بنحوه من طريق شعبة، وقال المنذري: أخرجه البخاري ومسلم". وانظر 1757. (2168) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 216 - 217. دوواه أبو داود 1: 566 عن القعنبي عن مالك، وقال المنذري: "وأخرجه مسلم والنسائي والترمذي". (2169) إسناده صحيح، داود بن أبي الفرات الكندي: ثقة، وثقه ابن معين وابن المبارك وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 215. إبراهيم: هو ابن ميمون الصائغ، وهو ثقة، وثقه ابن معين والنسائي، قال ابن حبان: "كان فقيهَا فاضلاَ من الأمارين بالمعروف"، قتله أبو مسلم الخراساني ظلماً، وكان له صديقاً، أتاه فوعظه، فقال له: انصرف إلى منزلك فقد عرفنا رأيك، فرجع ثم تحنط بعد ذلك وتكفن، وأتاه وهو في مجمع من الناس، فوعظه وكلمه بكلام شديد، فأمر به فقتل وطرح في بئر، انظر ابن =

عن إبراهيم عن عطاء عن ابن عباس قال: صلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس يومَ فطر ركعتين بغير أذان ولا إقامة، ثم خطب بعد الصلاة، ثم أخذ بيد بلال فانطِلق إلى النساء فخطبهنَّ، ثم أمر بلالاً بعد ما قَفى من عندهن أن يأتيهنَّ فيأمرَهُنَّ أن يتصدقْنَ. [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل من كتابه (1): 2170 - حدثنا يحيى بن سعيد الأموي قال: الأعمش حدثنا عن طارق عن سعيد بن جُبَير قال: قال ابن عباس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إنك أَذَقْتَ أوائل قريش نكالاً، فأذِقْ آخِرهم نَوَالاً". 2171 - حدثنا محمد بن ربيعة حدثنا ابن جُريج عن الحسن بن مُسْلم عن طاوس عن ابن عباس قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيدَ وأبي

_ = سعد 7/ 2/ 103، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 325. عطاء: هو ابن أبي رباح. قفى: بتشديد الفاء بالتضعيف: أي ذهب مولياً، وكأنه من القفا، أي أعطاهن قفاه وظهره، عن النهاية. والحديث في معنى 1983. وانظر 2004، 2062. (1) هذه الجملة ثابتة هنا في الأصلين، فأثبتناها في موضعها. ولكن في ح "بن كنانة" بدل "من كتابه"، وهو تصحيف عجيب!. (2170) إسناده صحيح، طارق: هو ابن عبد الرحمن البجلي الأحمسي، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي والدارقطني وغيرهم، وضعفه القطان، وقال أحمد: "في حديثه بعض الضعف"، وقال ابن البرقي: "وأهل الحديث يخالفون يحيى بن سعيد [يعني القطان] فيه ويوثقونه". والحديث رواه الترمذي 4: 371 عن عبد الوهاب الوراق عن الأموي، وعن أبي كريب عن يحيى الحماني، عن الأعمش وقال: "حديث حسن صحيح غريب". (2171) إسناده صحيح، محمد بن ربيعة الكلابى الرؤاسى: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 79 - 80. والحديث مطول 2004.

بكر وعمر وعثمان، فكلهم صلى قبل الخطبة، بغير أذانٍ ولا إقامة. 2172 - حدثنا محمد بن ربيعة حدثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بمثل ذلك. 2173 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا سفيان عن ابن جُريج عن الحسن ابن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيد ثم خطب، وصلى أبو بكر ثم خطب، وعمرثم خطب. وعثمان ثم خطب، بغير أذان ولا إقامة. 2174 - حدثنا القاسم بن مالك أبو جعفر عن حنظلة السَّدُوسي

_ (2172) إسناده صحيح، ولكن هذا من مسند "جابر بن عبد الله" وذكر هنا تبعاً للذي قبله. ورواه مسلم بمعناه، انظر المنتقى 1666. (2173) إسناده صحيح، مؤمل: هو ابن إسماعيل أبو عبد الرحمن، ذكرنا في 97 أنه ثقة، وقد وثقه ابن معين وغيره، وقال الآجري: "سألت أبا داود عنه؟ فعظمه ورفع من شأنه، إلا أنه يهم بعض الشيء"، وتكلم فيه بعضهم بغير حجة، ونقل الحافظ في التهذيب أن البخاري قال فيه: "منكر الحديث"، وما أدري أين قال هذا؟! فإنه لم يذكره في الضعفاء، وترجم له في الكبير 4/ 2/ 49 وفي الصغير 227 فلم يذكر فيه جرحاً. والظاهر عندي أن مؤلف التهذيب حين رجع إلى التاريخ الكبير انتقل نظره إلى الترجمة التي بعده، وهي ترجمة "مؤمل بن سعيد الرحبي"، فهو الذي قال فيه البخاري ذلك!! والحديث مكرر 2171. (2174) إسناده حسن، القاسم بن مالك أبو جعفر: سبق توثيقه 1378، وهو من شيوخ أحمد. حنظلة السدوسي: هو حنظلة بن عبد الله، ويقال "بن عبيد الله"، وهو صدوق، روى عنه شعبة، وذكره ابن حبان في الثقات، ولكنه كبر واختلط، ففي الكبير للبخاري 2/ 1/ 41: "قال يحيى القطان: قد رأيته وتركته على عمد، وكان قد اختلط"، وكذلك في الصغير 166 والضعفاء10، وقال أحمد: "ضعيف الحديث، يروي عن أنس =

عن شَهْر بن حَوْشَب عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيدَ ركعتين، لا يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب، لم يزد عليها شيئاً. 2175 - حدثنا يزيد بن أبي حَكيم حدثنا الحَكَم، يعني ابن أبان، قال سمعت عكْرمة يقول: قالِ ابن عباس: رُكزت العَنَرةُ بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفات، فصلىَ إليها، والحمارُ يَمُرُّ من وراءِ العنَزة. آخر المجلد الثاني (2) ويليه إن شاء الله تعالى المجلد الثالث

_ = أحاديث مناكير، وقد روى عنه بعض الناس، وترك بعض الناس الرواية عنه"، وقد حسن له الترمذي حديثاً سيأتي في مسند أنس 13076. والحديث في مجمع الزوائد 2: 203 وقال: "رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وفيه كلام، وقد وثق". وشهر: ثقة كما قلنا في 97، وقال في مجمع الزوائد 6: 228: "ثقة، وفيه كلام لايضر". (2175) إسناده صحيح، وانظر 1891، 1965.

كلمة الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة

كلمة الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة نشرت في مجلة "الكتاب" عدد أبريل سنة 1947 أحَبَّ صديقي الشيخ أحمد محمد شاكر السُّنة النبوية المطهرة منذ شبابه الأول، وشغف بفقهها، والتعمق في علومها، والتنقيب عن روائعها، ونفائس كتبها. وما زال يتعهد هذا الحب وينميه ويسقيه بما يتيح الله له من التوفيق، وجمع كتب الحديث وعلومه، المخطوط منها والمطبوع في كل بلدان العالم، مما جعل مكتبته لا نظير لها مطلقاً عند عالم ممن أعرف، على كثرة من أعرف في البلدان الإسلامية. وقد وهبه الله صبراً دائباً على الدرس، وحافظة قوية لا يند عنها شيء، وذوقاً رفيعاً في استكناه الآثار واعتبارها بالعقل والنقل، وإجالة النظر وإعمال الفكر، دون تقليد لأحد، أو تقبل لرأي من سبق. وقد ساهم الأستاذ في إحياء كتب السنة مساهمة مشكورة، فنشر كثيراً من كتبها نشراً علميا ممتازاً، وهو اليوم يتوج أعماله بنشر كتاب "المسند" للإمام العظيم أحمد بن حنبل. والمسند مع نفاسته لا يكاد يستفيد منه إلا من حفظه على طريقة الأقدمين، وهيهات! ولعله أوضح مثال لقول الخطيب البغدادي: "فإني رأيت الكتاب الكثيرِ الفائدة المحكم الإجادة، ربما أريدَ منه الشيء فيعمد من يريد إلى إخراجه، فيَغْمُض عنه موضعُه، ويذهب بطلبه زمانُه، فيتركه وبه حاجة إليه وافتقار إلى وجوده". ولقد كانت صعوبة المسند هذه مصدر شكوى من كبار المحدثين وأعلامهم، وهذا ما جعل الحافظ الذهبي يقول: "فلعل الله تبارك وتعالى أن يقيض لهذا الديوان السامي من يخدمه ويبوب عليه ويتكلم على رجاله، ويرتب هيئته ووضعه، فإنه محتو

على أكثر الحديث النبوي". ولعل دعوة الذهبي قد أجيبت بما صنع الشيخ أحمد شاكر في نشر هذه الطبعة الممتازة التي كانت أمنية حياته، وغاية همه سنين طويلة. فقد جعل لأحاديث الكتاب أرقاماً متتابعة كانت كالأعلام للأحاديث، بني عليها فهارس ابتكرها، منها: فهرس للصحابة رواة الحديث مرتب على حروف المعجم، وفهرس الجرح والتعديل، وفهرس للأعلام والأماكن التي تذكر في متن الحديث، وفهرس لغريب الحديث. أما الفهارس العلمية فهي الأصل لهذا العمل العظيم، وما نظن أحداً سبق الأستاذ المحقق إلى مثلها، وقد بناها على أرقام الأحاديث، فذلل الصعوبة التي يعانيها المشتغلون بالسنة، فإن الحديث الواحد قد يدل على معان كثيرة متعددة في مسائل وأبواب منوعة، مما ألجأ البخاري- رضي الله عنه- إلى تقطيع الأحاديث وتكرارها في الأبواب، فصار من الميسور للباحث- بعد هذا الجهد البالغ الذي قام به الأستاذ المحقق- أن يجد الباب الذي يريده أو المعنى الذي يقصده بالاستقصاء التام والحصر الكامل. وبعد: فهذا العمل العظيم حقاً، ليس وليد القراءة العاجلة، أو إزجاء الفراغ فيما يلذ ويَشُوق ويسهل. وإنما هو نتاج الكدح المتواصل، والتنقيب الشامل، والتحقيق الدقيق، والغوص العميق في بطون الكتب وثنايا الأسفار. وقد أنفق فيه صديقي نحو ربع قرن من الزمان، لو أنفقه في التأليف أو في نشر الكتب الخفيفة لكان لديه منها الآن عشرات وعشرات، ولجمع منها مالاً جزيلا، وذكراً جميلا، ولكنه آثر السنة النبوية وتقريبها لطالبيها على كل ذلك، فحقق الله أمله، وبارك عمله، ووفقه لطبع الجزء الأول من "المسند" هذه الطبعة الممتازة التي لا مثيل لها بين طبعات الكتب الإسلامية دقة وأناقة، وجمالا يشرح الصدور، ويونق الأبصار، ويشوق النفوس إلى إدمان المطالعة،

وذلك أجل ما يُسدى إلى شباب العربية في هذا الزمان. فجزى الله الناشر على صنيعه خير الجزاء، وأعانه على إتمام طبع بقية "المسند" وغيره من المصادر التي اعتزم نشرها خدمة لقراء العربية، وحفظاً لتراثها العظيم، إن شاء الله تعالى.

رقم الإيداع: 10859/ 1994 م (9 - 56 - 5227 - 977: I.S.B.N)

المسند للِإمام أحمد محمد بن حنبل (164 - 241) شَرحَهُ وَصَنعَ فَهَارِسَهُ أحمد محمد شاكر الجزء الثالث من الحديث 2176 إلى الحديث 3712 دار الحديث القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

المسند

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1416هـ - 1995 م دار الحديث. طبع. نشر. توزيع 140شارع جوهر القائد أمام جامعه الأزهر تليفون 5116508/ 5918719/5919697 فاكس 5919697

2176 - حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خُنَيس حدثنا الحَجّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: حاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهلَ الطائف، فخرج إليه عَبدانِ، فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعتِق العبيد إذا خرجوا إليه. 2177 - حدثنا اِلقاسم بن مالك المزني أبو جعفر عن أيوب بن عائذ عن بُكير بن الأخْنس عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن الله عز وجل فرض الصلاة على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - في الحضر أربعاً، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة. 2178 - حدثنا عمار بن محمد، ابن أخت سفيان الثوري، عن منصور عن سالم عن كُريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيعجِزُ أحدُكم إذا أتى أهلَه أن يقول: بسم الله، اللهم جنِّبني الشيطان وجنّبَ الشيطان ما رزقتني، فإن الله قَضَى بينهما في ذلك ولداً لم يضرَّه الشيطانُ أبداً". 2179 - حدثنا علي بن عاصم عن عطاء عن سعيد قال: قال لي

_ (2176) إسناده صحيح، عبد القدوس بن بكر بن خنيس: من شيوخ أحمد، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1 /56 عن أبيه: "لا بأس بحديثه"، وفي التهذيب عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة: أنهم ضربوا على حديثه! ولكن ها هو ذا حديثه في المسند، لم يضرب عليه أحمد. والحديث مطول 2111. (2177) إسناده صحيح، أيوب بن عائذ بن مدلج الطائي: ثقة، ترجم له البخاري في الكبير 1/ 1/ 420. والحديث مكرر 2124. وانظر 2156. (2178) إسناده صحيح، عمار بن محمد الثوري، ابن أخت سفيان: ثقة، وثقه ابن معين، وقال على بن حجر: "كان ثبتاً ثقة"، وله ترجمة في الصغير للبخاري 211 والجرح والتعديل 3/ 1/ 393. والحديت مكرر 1867، 1908. (2179) إسناده حسن، وهو مكرر 2048.

ابن عباس، يا سعيد، ألك امرأة؟، قال: قلتِ: لا، قال: فإذا رجعتَ فتزوّجْ، قال: فعِدتُ إليه، فقال: يا سعيد، أتزوّجت؟، قال: قلت: لا، قال: تزوّجْ، فإن خير هذه الأمة كان أكثَرَهم نساءً. 2180 - حدثنا علي بن عاصم حدثنا أبو على الرَّحَبِي عن عكْرمة أخبرنا ابن عباس قال: اغتسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جنابة. فلما خرج رأىَ لمُعْةً على منكبه الأيسر لم يُصبْها الماءُ، فأخذَ من شعره فبَلَّها، ثم مضى إلى الصلاة. 2181 - حدثنا أبو اليمَان حدثنا إسماعيل بن عَيّاش عن ثَعْلَبة بن

_ (2180) إسناده ضعيف، أبو على الرحبي: هو حسين بن قيس الواسطى، لقبه "حنش"، وهو ضعيف، قال البخاري في الكبير 1/ 2 /389: "ترك أحمد حديثه"، ونحو ذلك في الصغير 161 وكذلك في الضعفاء، وقال النسائي في الضعفاء "متروك الحديث"، وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث". لمعة، بضم اللام وسكون الميم: قال ابن الأثير: "أراد بقعة يسيرة من جسده لم ينلها الماء، وهي في الأصل قطعة من النبت إذا أخذت في اليبس". (2181) إسناده حسن، ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشامي: ذكره ابن حبان في الثقات في الطبقة الرابعة، قال الحافظ: "فكأنه عنده ما لقي التابعين"، ولكن ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 175 وقال: "روى عن أبي عمران الأنصاري عن أم الدرداء، روى عنه إسماعيل ابن عياش"، وأبو عمران الأنصاري تابعي، وهو مولى أم الدرداء وقائدها، وقد جزم البخاري برواية ثعلبة عنه. أبو كعب مولى ابن عباس: لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو تابعي حاله على الستر، حتى يتبين، فلذلك حسنَّا الحديث، وقد ترجم له الحافظ في التعجيل، قال: "فيه جهالة، قال أبو زرعة: لا يسمى ولا يعرف إلا في هذا الحديث". ووقع في ح "عن أبي بن كعب مولى ابن عباس"، فزيادة كلمة "بن" خطأ، وهي ثابتة أيضاً في ك ولكن ضرب عليها هناك. ووقع في ترجمته في التعجيل خطأ آخر، إذ قال: "أبو كعب عن مولاه عن ابن عبد الله بن عباس"، وصوابه كما هو ظاهر: "أبو كعب عن مولاه عبد الله بن عباس". والحديث في مجمع الزوائد 5: 167 وقال: "رواه =

مسلم الخثعَمي عن أبي كعب مولى ابن عباس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قيل له: يا رسول الله، لقد أبطأ عنك جبريل عليه السلام؟، فقال: "ولمَ لا يبطىء عنّي وأنتم حولي لاَتَسْتنَّون ولا تُقَلَّمون أظفاركم ولا تَقُصَّون شواربكم ولا تُنَقُّون رَوَاجِبَكم". 2182 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شعبة عن أبي خالد يزيد عن المنْهال بن عمرو عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أَتى مريضاً لم يحضر أجلُه فقال سبع مراتٍ: أسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يشفيه، إلاَّ عُوفي". 2183 - حدثنا هاشم حدثنا شعْبة عن عاصم عن الشعبي عن ابن عباس قال: مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - قريباً من زمزم، فدعا بماء واستسقى، فأتيتُه بدلو من زمزم، فشرب وهو قائم. 2184 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثني صالح بن كَيْسان وابنُ أخي ابنِ شهاب كلاهما عن ابن

_ = أحمد والطبراني، وفيه أبو كعب مولى ابن عباس، قال أبو حاتم: لا يعرف إلا في هذا الحديث". لا تستنون: من الاستنان، وهو استعمال السواك، وهو "افتعال" من الأسنان، أي يمره عليها، قاله ابن الأثير. الرواجب: هي ما بين عقد الأصابع من داخل، واحدتها "راجبة". (2182) إسناده صحيح، هاشم بن القاسم: هو أبو النضر الحافظ. ووقع في ح "هاشم بن أبي القاسم" وهو خطأ، صححناه من ك. أبو خالد يزيد: هو الدالاني الواسطي، سبق في 2137، ووقع هنا في ح "عن خالد بن يزيد"، وهو خطأ، وكذلك كان في ك، ولكن صححها ناسخها في الهامش، والصواب ما أثبتنا، والحديث مكرر 2137، 2138. (2183) إسناده صحيح، وهو مطول 1903. (2184) إسناده صحيح، أسانيده إلى ابن عباس صحاح، وأما رواية ابن المسيب فضعيفة لإرسالها. سليمان بن داود الهاشمي: ثقة مأمون، وهو من تلاميذ الشافعي، وقال الشافعي: "ما =

شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، ويعقوبُ قال حدثني أبي عن صِالح قال ابنُ شهاب: أخبرني عُبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس أخبره قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبدَ الله بن حُذَافة بكتابه إلى كسرى، قال: فدفعه إلى عظيم البَحْرين، يدفعه عظيمُ البحرين إلى كسرى، قال يعقوب: فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزَّقه، قال ابنُ شهاب: فحسبت ابنَ المسيَّب قال: فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن يُمزقوا/ كلَّ مُمَزَّق. 2185 - حدثنا هاشم حدثنا شُعْبة عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة حتى أتى قُديداً، فأُتى بقدح من لبن، فأفطر، وأمر الناس أن يفطروا. 2186 - حدثنا هاشم حدثنا شُعْبة عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم بالقَاحَة وهو صائم. 2187 - حدثنا حُجَين بن المثنَّى ويونس، يعني ابن محمد، قالا

_ = رأيت أعقل من رجلين: أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي" وقال أحمد: "لو قيل لي: اختر للأمة رجلاً، استخلفْ عليهم، استخلفت سليمان بن داود". والحديث، رواه البخاري1: 143 و8: 96، وقال الحافظ في الموضع الثاني عن مرسل ابن المسيب: "وقع في جميع الطرق مرسلاً، ويحتمل أن يكون ابن المسيب سمعه من عبد الله بن حذافة صاحب القصة، فإن ابن سعد ذكر من حديثه أنه قال: فقرأ عليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذه فمزته". (2185) إسناده صحيح، وانظر 1892، 2057، 2350، 3089. قديد، بالتصغير: موضع قرب مكة. (2186) إسناده صحيح، وهو مختصر 1943. القاحة: موضع على ثلاث مراحل من المدينة. (2187) إسناده صحيح، يونس بن محمد بن مسلم المؤدب: ثقة ثقة حافظ. عبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، نسب إلى جده، وهو ثقة فقيه ورع، أحد الأعلام.=

حدثنا عبد العزيز، يعني ابن أبي سَلَمة، عن إبراهيم بن عُقْبة عن كُريب مولى عبد الله بن عباس [عن عبد الله بن عباس] (1) قال مرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأةٍ ومعها صبي لها في محَفَّة، فأَخذتْ بضبعِهِ، فقالت: يا رسول، ألهذا حجٌّ؟، قال: "نعم، ولكِ أجر". 2188 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد، في أيوب عن محمد بن سيرين أَن ابن عباس حدثه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تَعرَّق كتفاً ثم قام فصلى ولم يتوضأ. 2189 - حدثنا يونس حدثنا حمَّادْ يعني ابن زيد، عن أبي التَّيَّاح

_ = والحديث مختصر 1898، 1899. الضبع، بسكون الباء: وسط العضد، وقيل: ما تحت الإبط. (1) ما بين المعقوفين زيادة من ك لضبط المسند. (2188) إسناده صحيح، وانظر 2002، 2153. وهذا الإسناد حجة لنا في تصحيح رواية ابن سيرين عن ابن عباس، وقد رددنا في 1852 على القول بأنه لم يسمع منه، فها هو ذا عن ابن سيرين بإسناد صحيح "أن ابن عباس حدثه". (2189) إسناده صحيح، وسنان بن سلمة هو أخو موسى بن سلمة بن المحبق. وقوله "فذكر الحديث" ساقه مسلم 1: 374 من طريق عبد الوارث عن أبي التياح: "حدثني موسى بن سلمة الهذلي قال: انطلقت أنا وسنان بن سلمة معتمرين، قال: وانطلق سنان معه ببدنة يسوقها، فأزحفت عليه بالطريق، فعنى بشأنها إن هي أبدعت، كيف يأتي بها، فقال: لئن قدت البلد لأستحفين عن ذلك، قال: فأضحيت، فلما نزلنا البطحاء قال: انطلق إلى ابن عباس نتحدث إليه، قال: فذكر له شأن بدنته، قال: على الخبير سقطت، بعث رسول الله بست عشرة بدنة مع رجل، وأمره فيها، قال: فمضى ثم رجع فقال: يا رسول الله، كيف أصنع بما أبدع على منها؟ قال: انحرها ثم اصبغ نعليها في دمها ثم اجعله على صفحتها، ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك". وقد مضى مختصر هذا المعنى 1869 من طريق أبي التياح أيضاً. وأما آخر الحديث هنا في سؤال الرجل عن =

عن موسى بن سَلَمة قال: خرجت أنا وسنَانُ بن سلمة ومعنا بدنتان، فأزحفتا علينا في الطريق، فقال لي سنانَ: هل لك في ابن عباس؟، فأتيناه، فسأله سنان، فذكر الحديث، قال: وقال ابن عباس: سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - الجهنىُّ فقال: يا رسول الله، إن أَبي شيخ كبير ولم يحجج؟، قال: "حجّ عن أبيك". 2190 - حدثنا يونس حدثنا فُليح عن زيد بن أسْلَم عن عبد الرحمن ابن وَعْلةَ قال: سألت ابن عباس فقلت: إنَّا بأرضٍ لنا بها الكروم، وإن أكثر غلاّتها الخمر؟، فقال: قدم رجل من دَوْس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - براوية خمر أهداها له، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:ً "هل علمتَ أن الله حرَّمها بعدَكً؟ "، فأقبل صاحب الراوية علي إنسان معه فأمره، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بماذا امرتَه؟ "، قال: ببيعها، قال: "هل علمتَ أن الذي حَرَّم شربَها حَرَّم بيعَها وأكْلَ ثمنِها؟ "، قال: فأمر بالمزادة فأُهرِيقَتْ. 2191 - حدثنا يونس وحسن بن موسي، المعني، قال: حدثنا

_ = الحج عن أبيه، فلم يذكره مسلم في ذلك السياق. وسيأتي الحديث بأطول من هذا 2518 من طريق حماد بن سلمة عن أبي التياح. وانظر 1890، 2140. في ح "يونس بن حجاج" وهو خطأ، صححناه من ك. (2190) إسناده صحيح، وقد مضي نحوه بمعناه 2041. (2191) إسناده صحيح، أبو قلابة، بكسر القاف وتخفيف اللام: هو الجرمي، بفتح الجيم وسكون الراء، واسمه عبدا بن زيد، وهو أحد الأعلام، تابعي ثقة كثير الحديث. والحديث ذكره الحافظ في الفتح 2: 480 وقال: "أخرجه البيهقي ورجاله ثقات، إلا أنه مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنه موقوف. وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر مجزوماً بوقفه علي ابن عباس". والإسنادان في البيهقي 3: 164، الأول من طريق سليمان بن حرب عن حماد بن زيد، والثاني من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة. وانظر 1874.

حماد، يعني ابِن زيد، عن أَيوب عن أبي قلاَبة عن ابن عباس، قال: لا أعلمه إلا قد رَفَعه، قال: كان إذا نزل منزلاً فأَعجبه المنزل أخَّر الظهر حتى يجمع بين الظهر والعصر، وإذا سار ولم يتهيأ له المنزل أخَّر الظهر حتى يأتي المنزل، فيجمع بين الظهر والعصر، قال حسن: كان إذا سافر فنزل منزلاً. 2192 - حدثنا أيوبِ حدثنا أَبو عَوَانة عن أبي بشر عن ميمون بن مِهْران عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير. 2193 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعنِي ابن زيد، عن كَثير بن شنْظير عن عطاء عن ابن عباس قال: إنما كان بدْءُ الإيضاع من قبَل أهل الَبادَية، كانوا يقفون حافتي الناس حتى يعلَّقوا العصِى وِالجِعاب واَلقعاب، فإذا نفَروا تَقَعْقَعَتْ تلك، فنفَروا بالناس، قال: ولقَد رؤِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن

_ (2192) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا البخاري والترمذي، كما في المنتقى 4576. (2193) إسناده صحيح، "وهو في مجمع الزوائد 3: 256" وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وانظر 1968، 2099، وانظر أيضا 1821. "بدء الإيضاع". رسمت في ح "بدوّ" بشدة على الواو، ولكنها رسمت في ك "بدؤ" بهمزة على الواو وفوقها ضمة. فرسمناها الرسم المعروف "بدء". و"الإيضاع": حمل البعير ونحوه على الإسراع. "يقفون حافتي الناس" في ح "يقعون"، وهو تصحيف صححناه من ك. الجعاب، بكسر الجيم: جمع "جعبة" بفتحها، وهي الكنانة التي تجعل فيها السهام. القعاب، بكسر القاف: جمع "قعب" بفتحها، وهو القدح الضخم الغليظ الجافي. فقعقعت: أي ضرب بعضها بعضا فكان منها صوت وصخب ينفر منه الناس والدواب. ذفرى ناقته: أصل أذنها، وهي مؤنثة، وألفها للتأنيث أو للإلحاق، قاله ابن الأثير. "لتمس" هكذا رسم الفعل في ك بنقطتين فوق التاء ونقطتين تحتها، لتقرأ بهما معاً ورسم في ح الياء فقط. الحارك: أعلى الكاهل. والمراد أنه يكلها عن الإسراع بجذب رأسها إليه حتى يمس كاهلها أو يكاد.

ذفْرَى ناقته لَيَتَمس حاركَها وهو يقول بيده: "يا أيها الناس، عليكم بالسكينة، يَا أيها الناس، عليكم بالَسكينة". 2194 - حدثنا يونس حدثنا حماد بن سَلَمة عن حميد وأيوب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نام حتى سمُع له غَطيط، فقام فصلىَ ولم يتوضأ، فقال عكرمة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - محفوظاً. 2195 - حدثنا يونس وعفان قالا حدثنا حماد بن سَلَمة عن أيوب، قال عفان: قال حماد أخبرنا أيوب وقيس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخّر العشاء ذاتَ ليلة حتى نام القوم ثم استيقظوا، ثم ناموا ثم استيقظوا، قال قيس: فجاء عمر بن الخطاب فقال: الصلاةَ يا رسول الله، قال: فخرج فصلى بهم، ولم يَذكر أنهم توضّؤوا. 2196 - حدثنا يونس وحسن قالا حدثنا حماد بن سَلَمة/ عن عمرو بن دينار عن كُريب بن أبي مسلم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في بيت ميمونة بنت الحرث، فقام يصلي من الليل، قال: فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فأقامني عن يمينه، ثم صلى، ثم نام حتى نفخ، ثم جاء بلال بالأذان، فقام فصلى ولم يتوضأ، قال حسن، يعني في حديثه: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونة، فلما قَضى صلاتَه نام حتى نفخ. 2197 - حدثنا يونس حدثنا شَيبان حدثنا قَتادة عن أبي العالية

_ (2194) إسناده صحيح، حميد: هو الطويل، وهو حميد بن أبي حميد، وهو خال حماد بن سلمة، وهو ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. وقول عكرمة "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - محفوظاً" مرسل. والحديث في معنى 1911. وانظر 1912، 2084. (2195) إسناده صحيح، قيس: هو ابن سعد المكي، مضى في 1806. وانظر 1926، 2194. (2196) إسناده صحيح، وهو مختصر 2164. وانظر 2194. (2197) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 226 ومسلم1: 60 بأطول مما هنا. وانظر الدر المنثور =

حدثنا ابنُ عم نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، ابنُ عباس، قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: رأَيت ليلةَ أُسْري بي موسى بن عمرانَ، رجلاً آدَمَ طُوَالاً جَعْداً، كأنه من رجال شَنْوَءَة، ورأَيتُ عيسى ابنَ مريم، مربوعَ الخَلقْ، إلى الحمرة والبياض، سَبْطَ الرأس. 2198 - حدثنا حسن في تفسير شَيبان عن قَتادة قال حدثنا أبو العالية حدثنا ابنُ عم نبيكم، ابنُ عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله. 2199 - حدثنا محمد بن ربيعة حدثنا عبَّاد بن منصور عنِ عكْرمة عن ابن عباس قال: قضَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ابن المُلاَعَنَة أن لا يُدْعىَ لأب، ومن رماها أو رَمى ولدها فإنه يُجلد الحدَّ، وقضَى أن لاَ قوت لها ولا سُكْنَى، من أجل أنهما يتفرقان من غيرطلاقٍ ولا متوفّى عنها. 2200 - حدثنا يونس حدثنا حماد بن سَلَمة عن حُمَيد عن عكرمة عن ابن عباس؟ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمو بنت الحرث وهما مُحْرِمان. 2201 - حدثنا يونس حدثنا حماد بن سَلَمة عن عطاء العطار عن

_ = 4: 152. آدم: أسمر. الطوال، بضم الطاء وتخفيف الواو: الطويل. شنوءة: بفتح الشين وضم النون وبعد الواو همزة، وهم حى من اليمن، ينسبون إلى "شنوءة" وهو عبد الله بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، ولقب "شنوءة" لشنآنِ كان بينه وبين أهله، قاله الحافظ في الفتح 6: 307. السبط من الشعر، بسكون الباء: المنبسط المسترسل. (2198) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2199) إسناده صحيح، وهو مختصر 2131. (2200) إسناده صحيح، وقد سبق بمعناه 1919، 2014. (2201) إسناده ضعيف جداً، عطاء العطار: هو عطاء بن عجلان الحنفي البصرى، قال البخاري =

عكْرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يتصدق بدينار"، يعني الذي يغَشى امرأته حائضاً. 2202 - حدثنا يونس حدثنا أبو عَوَانة عن سمَاك عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماعزَ بن ماَلك، فقالِ: "أَحَقَّ ما بلغني عنك؟ "، قال: وما بلغك عني؟، قال. "بلغني أنك فَجَرْت بأَمَةِ آل فلان؟ "، قال: نعم، فردَّه حتى شهد أربعَ مراتٍ، ثم أمر برجمه. 2203 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن علي بن زيد عن يوسف بن مهْران عن ابن عباس: أن جبريل عليه السلام قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو رأيتَني وأنَا آخذ من حال البحر فأدسّه في في فرعون. 2204 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عِن أيوب عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الثَّقل من جمْع بليلٍ.

_ = في الضعفاء28: "منكر الحديث"، وروى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 335 عن يحيى بن معين: "ليس حديثه بشيء، كذاب"، وعن عمرو بن علي الفلاس: "كان كذاباً"، وعن أبيه أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث جداً". وسيأتي الحديث من طريقه أيضاً 2789، 3428، وكذلك رواه البيهقي من طريقه1: 318. وانظرما قلنا في 2032، 2122 وشرحنا على الترمذي1: 244 - 254. (2202) إسناده صحيح، ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وصححه، كما في المنتقى 4026. وانظر ما مضى 2129. (2203) إسناده صحيح، ورواه الترمذيِ مطولاً 4: 125 من طريق حجاج بن منهال عن حماد ابن سلمة، وقال: "حديث حسن". وسيأتي المطول 2821. وانظر 2144. الحال: الطين الأسود كالحمأة. (2204) إسناده صحيح، ورواه مسلم1: 366 والترمذي 2: 103 وقال: "حديث صحيح". وانظر1939 الثقل، بفتح الثاء المثلثة والقاف: متاع المسافر.

2205 - حدثنا يونس عن حماد، يعني ابن سَلَمة، عن علي بن زيد عن يوسف بن مهْران عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال لي جبريل: إنه قَدْ حُبِّبَ إَليك الصلاة، فخُذْ منها ما شئت". 2206 - حدثنا يونس وعفان حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمةَ، عن على بن زيد، قال عفان أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهْرَان عن ابن عباس أن رجلاً أتىِ عمر فقال: امرأه جاءت تبايعُه؟، فأَدخلتُها الدَّوْلَجَ فأصبتُ منها ما دون الجماع؟، فقال: ويحكَ، لعلَّها مُغيبٌ في سبيل الله؟، قال: أَجَلْ، قال: فائت أبا بكر فاسأله، قال: فأتاه فسأله؟، فقال: لعلَّها مُغيبٌ في سبيل الله؟، قال. فقال مثلَ قول عمر، ثم اتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له مَثلَ ذلك، قال: "فلعلها مُغيبٌ في سبيلَ الله؟ "، ونزل القرآن: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} إلي آخرِ الآية، فقال: يا رسول الله، ألي خاصةً أم للناسَ عامةَ؟، فضرب عمرُ صدرَه بيده فقال: لا، ولا نَعْمَةَ عَيْنٍ، بل للناس عامةً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدَق عمر".

_ (2205) إسناده صحيح، وهو في الجامع الصغير 6078 ولم ينسبه لغير المسند، وأشار شارحه إلى أنه في الزوائد، وقد خفي علي موضعه منه. (2206) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 4: 403 عن هذا الموضع. وهو في مجمع الزوائد 7: 38 ونسبه أيضاً للطبراني في الكبير بزيادة، وفي الأوسط باختصار كثير، وقال: "وفي إسناد أحمد والكبير علي بن زيد، وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات". وقد بينا في 783 أن علي بن زيد ثقة. الدولج، بفتح الدال وسكون الواو وفتح اللام: قال ابن الأثير: "المخدع، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير، وأصل الدولج وَولج، لأنه فَوعل من ولج يلج، إذا دخل، فأبدلوا من الواو تاء فقالوا تولج، ثم أبدلوا من التاء دالاً فقالوا دولج. وكل ما ولجت فيه من كهف أو سرب ونحوهما فهو تولج ودولج، والواو فيه زائدة". "ولا نعمة عين" أي: ولا قرة عين، والنون في "نعمة" بالحركات الثلاث، كما نص عليه في اللسان 16: 60.

2207 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن عليِ بن زيد عن يوسف بن مهْرَان عن ابن عباس قال: جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وردِيفُه أُسامةُ بن زيد، فسقيناَه من هذا الشراب، فقال: "أحسنتم، هكذا فاصنعوا". 2208 - حدثنا مروان بن شجاع قال: ما أَحفظهُ إلا سالماً الأفْطَسَ الجزري ابنَ عَجْلانَ حدثني عن سِعيد بنِ جبَير عن ابن عباس قال: "الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشَرطةُ مِحْجَم، وكيّةُ نار، وأَنهى أُمتي عن الكي. َ 2209 - حدثنا إسحاق بن عيسى حدثني إبراهييم، يعني ابن سعد عن الزهري [قال عبد الله بن أحمد]: قال أَبي: ويعقوبُ حدثني أبي عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: كان المشركون

_ (2207) إسناده صحيح، وانظر 1841. (2208) إسناده صحيح، سالم بن عجلان الأفطس الجزري: ثقة، تكلموا فيه من ناحية الإرجاء. وقول مروان بن شجاع "ما أحفظه" إلخ: يريد أنه سمعه من سالم بن عجلان ولكنه شك فيه بعض الشيء، وهذا الشك قد رُفع بجزمه بالتحديث عنه سماعاً في البخاري وابن ماجة. وظاهر السياق أنه الحديث موقوف على ابن عباس، ولكن قوله في آخره "وأنهى أمتي عن الكي يدل على رفعه، وزاد البخاري في روايته 10: 115 - 116 في آخره "رفع الحديث ثم رواه مرة أخرى عقيبه مرفوعاً. وكذلك جاء في رواية ابن ماجة 2: 184 في آخر الحديث: "رفعه". (2209) إسناده صحيح، في ح "إبراهيم يعني ابن سعيد" وهو خطأ، صححناه من ك. وقول عبد الله بن أحمد "قال أبي: ويعقوب" يعني أن أباه الإمام قال "حدثنا إسحق" ثم قال: "ويعقوب"، فهو يرويه عن إسحاق بن عيسى وعن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن الزهري. وفي ح "قال ابن يعقوب" بدل "قال أبي ويعقوب"، وهو خطأ، صححناه من ك. والحديث رواه الشيخان وأصحاب السنن، كما في عون المعبود 4: 131 - 132.

يَفْرِقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يَسْدلُون، قال يعقوب: أَشعارَهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب ويعجبه موافقةُ أهل الكَتاب، قال يعقِوِب: في بعض ما لم يؤمر، قال إسحق: فيما لم يؤمر فيه، فسَدَل ناصيته، ثم فرق بعدُ. 2210 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا أبو خْيثَمة عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن أبي الطُّفَيل قال: رأيت معاوية يطوف بالبيت عن يساره عبد الله بن عباس، وأنا أتلوهما في ظهورهما أسمع كلامهما، فطفق معاوية يستلم ركن الحجْر. فقال له ابن عباس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يستلم هذين الركنين، فيقوَل معاوية: دعني منك يا ابن عباس! فإنه ليس منها شيء مهجور، فطفق ابن عباس لا يزيده كلما وضع يده على شيء من الركنين قال له ذلك. 2211 - حدثنا يونس حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن عكْرمة عن ابن عباس قال: اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعاً: عمرةً من

_ (2210) إسنادَه صحيح، حسن بن موسى: هو الأشيب البغدادي، قاضي طبرسان والموصل وحمص، وهو ثقة ثبت من شيوخ أحمد، قال أحمد: "وهو من متثبتي أهل بغداد". أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية. والحدبث رواه الترمذي 2: 92 مختصراً من طريق سفيان ومعمر عن ابن خثيم، وقال: "حسن صحيح"، ونسبه شارحه للحاكم أيضاً. وانظر 1877، وقد أشرنا إلى رواية الترمذي هناك. (2211) إسناده صحيح، داود بن عبد الرحمن: هو العطار، وهو ثقة كما قلنا في 1710، وترجم له البخاري في الكبير 2/ 1/ 220. والحديث رواه الترمذي 2: 80 وقال: "حديث غريب، وروى ابن عيينة هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن عكرمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربع عمر، ولم يذكر فيه: عن ابن عباس " ثم رواه بذلك من طريق ابن عيينة. وكأنه يريد تعليل هذا الموصول بالمرسل، وما هذه بعلة. وقال شارحه: "وأخرجه أبو داود وابن ماجة، وسكت عنه أبو داود والمنذري، ورجاله كلهم ثقات". الجعرانة، بكسر الجيم والعين وتشديد الراء، وقيل بسكون العين: موضع بينه وبين مكة ستة أميال أو تسعة.

الحُدَيبية، وعمرةَ القَضاء في ذي القَعْدَة من قابل، وعمرة الثالثة من الجِعِرَّانة، والرابعة التي مع حجته. 2212 - حدثنا إبراهيم عن أبي العباس حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: إن الله عز وجل أنزل {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} و {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} و {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} قال: قالِ ابن عباس: أنزلهَا الله في الطاَئفتين من اليهَود، وكانت إَحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية، حتى ارتضوا أو اصطلحوا على أن كل قتيل قتله العزيز من الذليلة فَديَتُهُ خمسون وَسْقاً، وكل قتيل قتله الذليلُة من العزيزة فديُته مائة وَسَق، فكَانوا على ذلك حتى قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فذلَّت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسولي الله - صلى الله عليه وسلم -، ويومئذ لم يظهر ولم يوطئهما عليه وهو في الصلح، فقتلت الذليلُة من العزيزة قتيلاً، فأرسلت العزيزة إلى الذليلة أن ابعثوا إلينا بمائة وَسْقٍ، فقالت الذليلة: وهل كان هذا في حَّيين قطَّ دينُهما واحد ونسبُهما واحد وبلدُهما واحد، ديةُ بعضهم نصفُ دية بعض؟، إنا إنما أعطيناكم هذا ضيماً منكم لنا وفَرَقاً منكم، فأما إذْ قدم

_ (2212) إسناده صحيح، ونسبه السيوطي في الدر المنثور 2: 281 أيضاً لأبي داود وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبى الشيخ وابن مردويه. ورجح ابن كثير في التفسير 3: 154 - 155 في شأن هذه الآيات أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنيا وتحاكم اليهود فيهما إلى رسول الله، وذكر أحاديث ابن عمر والبراء وجابر، ثم نقل هذا الحديث 159 - 161 عن المسند، وقال: "وقد يكون اجتمع هذان السببان في وقت واحد، فنزلت الآيات في ذلك". وهذا هو الصحيح المتعين، وليس يجب أن يكون نزول الآيات لحادث واحد، وقد صح وقوع الاثنين. وكثيراً ما تقع حوادث عدة، ثم يأتي القرآن فيصلاً في حكمها، فيحكي بعض الصحابة بعض السبب، ويحكى غيره غيره، وكل صحيح.

محمد فلا نعطيكم ذلك، فكادت الحرب تَهيج بينهما، ثم ارتضَوْا على أن يجعلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، ثم ذَكَرت العزيزةُ، فقالت: والله ما محمدٌ بمعطيكم منهم ضعفَ ما يعطيهم منكَم، ولقِد صدقوا، ما أعطونا هذا إلا ضَيماً مناً وقهراً لهم فدسُّوا إلى محمد مِن يخبُرُ لكم رأيَه، إن أعطاكم ما تريدون حَكّمتموه، وإن لم يعطكم حذرْتُمْ فلم تُحكِّموه، فدَسُّوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناساً من المنافقين ليَخْبروا لهمَ رأيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر الله رسولَه بأمرهم كلَّه وما أرادوا، فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا} إلى قوله {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ثم قال: فيهما والله نزلتْ، وإياهما عَنى الله عز وجل. ً 2213 - حدثنا علي بن عاصم أخبرنا خالد عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يستمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صُبَّ في أذنه الآنُكُ، ومن تَحلَّم عُذِّب حتى يعقد شعيرةً، وليس بعاقدٍ، ومن صور صورةً، كُلِّف أن ينفخ فيها، وليس بنافخ". 2214 - حدثنا علي بن عاصم أخبرنا معاوية بن عمرو بن غَلاَب

_ (2213) إسناده صحيح، خالد: هو الخذاء. والحديث مكرر 1866، وانظر 2162، 3272. الآنك، بضم النون: قال ابن الأثير: "هو الرصاص الأبيض، وقيل الأ سود، وقيل هو الخالص منه، ولم يجيء على أفعل [يعني بضم العين] واحداً غير هذا، فأما أشد فمختلف فيه هل هو واحد أو جمع. وقيل: يحتمل أن يكون الآنك فاعلاً لا أفعُلاً، وهو أيضاً شاذ". (2214) إسناده صحيح، معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب: ثقة، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /334، وأخرج له مسلم هذا الحديث. "غلاب" بفتح الغين المعجمة وتخفيف اللام، ويقال إنه اسم امرأة، وهي أم =

عن الحَكَم بن عبد الله بن الأعرج قال: كنت عند ابن عباس في بيت السِّقَاية، وهو متوسِّد بُرْداً له: قال: فقلت: يا أبا عباس، أخبرني عن عاشوراء؟، قال: عن أيّ باله؟، قال: قلت: عن صيامه؟، قال: إذا أنتَ أهللتَ المحرّم فاعدُدْ تسعاً ثم أصبح يوم التاسع صائماً، قلت: كذا كان يصومه محمد - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: نعم. 2215 - حدثنا علي بن عاصم أخبرني عبد الله بن عثمان بن خُثَيمِ عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي هذا الحجَرُ يومَ القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق". 2216 - حدثنا علي بن عاصم قال: قال داود حدثنا عَكْرمة عن ابن عباس قال: كان ناس من الأسرى يوم بدرٍ لم يكن لهم فداءٌ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فداءَهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابةَ، قال: فجَاء يوماً غلامٌ يبكي إلىِ أبيه، فقال: ما شأنُكَ؟، قال: ضربني معلمي، قال: الخبيث! يطلب بذحْلِ بدرٍ! والله لا تأتيه أبداً. 2217 - حدثنا علي بن عاصم عن عطاء بن السائب عن سعيد

_ = خالد، وأن أباه "الحرث بن أوس بن النابغة" من بني نصر. والحديث مكرر 2135. (2215) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 123 عن قتيبة عن جرير عن ابن خثيم، وقال: "حديث حسن"، ونسبه شارحه لابن ماجة والدارمي، ونقل عن الفتح أنه رواه ابن خزيمة في صحيحه وصححه ابن حبان والحاكم. ونسبه المنذري في الترغيب 2: 122 بنحوه للطبراني في الكبير. (2216) إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند. والحديث في المنتقى 4387. الذحل، بفتح الذال وسكون الحاء المهملة: الثأر، أو العداوة. (2217) إسناده حسن، ورواه أبو داود 3: 164، وقال المنذرى:" أخرجه ابن ماجة، وفي إسناده =

ابن جُبَير عن ابن عباس قال: أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد بالشهداء أن يُنزع عنهم الحديد والجلود، وقال: "ادفنوهم بدمائهم وثيابهم". 2218 - حدثنا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن عكْرمة عن ابن عباس: أنَّ رجلاً من الأنصار ارتدَّ عن الإسلام ولحقَ بالمشركَين، فأنزل الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إلى آخر الآية، فبعث بها قومُه، فرجع تاَئبا، فقَبل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك منه، وَخلَّى عنه. 2219 - حدثنا على قال أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "البَسُوا من ثيابكم البَيَاض، فإنها من خير ثيابكم، وكفِّنوا فيها موتاكم. وإن من خير أكحالكم الإثْمد، يجلو البصر وينبت الشعر". 2220 - حدثنا علي بن عاصم عن الجُرَيري عن أبي الطُّفَيل، وعبد الله بن عثمان بن خُثيم عن أبي الطفيل، كلاهما عن ابن عباس

_ = علي بن عاصم الواسطي، وقد تكلم فيه جماعة، وعطاء بن السائب، وفيه مقال". وهو في المنتقى 1805. وعلي بن عاصم قد وثقناه في 343، ولكنه سمع من عطاء أخيراً، كما في التهذيب 7: 204. (2218) إسناده صحيح، ورواه الطبري من طريق يزيد بن زريع عن داود بن أبي هند، كما نقله ابن كثير في التفسير 2: 181ثم قال: "وهكذا رواه النسائي والحاكم وابن حبان من طريق داود بن أبي هند، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه". (2219) إسناده صحيح، والقسم الأول منه، في البياض، في المنتقى 1803 ونسبه لأبي داود والترمذي وابن ماجة، وقال: "وصححه الترمذي". والقسم الثاني منه، في الإثمد، مضى بنحوه 2047. والحديث بجزأيه في الجامع الصغير 4062 ونسبه لابن ماجة والطبراني والحاكم. (2220) إسناده صحيح، وانظر 2077.

قالِ: رَمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثةَ أشواط بالبيت، إذَا انتهى إلى الركن اليَمَاني مشى حتى يأتي الحَجَرَ، ثم يرمل، ومًشَى أربعةَ أطوافٍ، قال: قال ابن عباس: وكانت سُنَّةً. 2221 - حدثنا علي بن عاصم أخبرنا الحَذاء عن بَرَكَة أبي الوليد أخبرنا ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعداً في المسجد مستقبلاً الحجْرَ، قال: فنظر إلى السماء فضحك، ثم قال: "لعن الله اليهود، حُرَّمت علَيهم الشحومُ فباعوها وأكَلُوا أثمانَها، وإن الله عز وجل إذا حرَّم على قوم أكَلَ شيء حَرَّم عليهم ثمنه". 2222 - حدثنا علي بن عاصم أخبريا أبو المُعَلَّى العطار حدثنا الحسن الغُرَني قال: ذُكر عند ابن عباس "يقطعُ الصلاةَ الكلبُ والحمار والمرأة"، قال: بئسما عَدَلْتم بامرأة مسلمةٍ كلباً وحماراً! لقد رأيتني أقبلتُ على حمار، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس، حتى إذا كنتُ قريباً منه مستقبلَه، نزلتُ عنه وخلَّيتُ عنه، ودخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاته، فما أعَاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاتَه ولا نهاني عما صنعتُ، ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي

_ (2221) إسناده صحيح، الحذاء: هو خالد. بركة أبو الوليد: هو بركة بن العريان المجاشعي، كما سيأتي نسبه 2678، وأخطأ ابن حبان فسماه "بركة بن الوليد"، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة، وترجم له البخاري في الكبير 1/ 2/147 باسم "بركة أبو الوليد المجاشعي". وفي ح "عن بركة عن أبي الوليد"، وهو خطأ صححناه من ك. والحديث في المنتقى 2778 ونسبه أيضاً لأبي داود. ورواه البخاري في الكبير في ترجمة بركة مختصراً. (2222) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس، كما بينا في 2082. أبو المعلى العطار: هو يحيى بن ميمون الضبي، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 306 فلم يذكر فيه جرحاً. وانظر 1891، 2095، 2653.

بالناس فجاءتْ وليدهٌ تَخَلَّل الصفوفَ، حتى عاذتْ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما أعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاتَه ولا نهاها عما صنعتْ، ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في مسجدٍ فخرج جَدْيٌ من بعض حُجُرات النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذهب يجتاز بين يديه، فمنعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عباس: أفلا تقولون الجَدْيُ يقطعُ الصلاة؟!. 2223 - حدثنا عبد الله بن ميمون أبو عبد الرحمن الرَّقّي قال أخبرنا الحسن، يعني أَبا المَليِحِ، عن حبيب، يعني ابن أبي مرزوق، عن عطاء عن ابن عباس قال: من قدم حاجّا وطاف بالبيت وبين الصفا والمروة فقد انقضَتْ/ حَجَّتُه وصارت عمرةً، كذلك سنةُ الله عز وجل وسنةُ رسوله - صلى الله عليه وسلم -. 2َ224 - حدثنا زيد بن الحُبَاب أخبرنا سيف أخبرنا قيسِ بن سعد المكي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَضى بشاهدٍ ويمين.

_ (2223) إسناده صحيح، عبد الله بن ميمون الرقى: ترجمه في التهذيب 6: 49 وذكر أنه روى عنه أحمد، ولم يذكر شيئاً من حاله، وقال في التقريب: "مقبول"، وترجمه في التعجيل 239 وقال: "وفيه نظر"، وهو تقصير، فإنه من شيوخ أحمد، كما ذكره ابن الجوزي فيهم، وأحمد كان ينتقي شيوخه، ويتوقى في الرواية عنهم، كما هو معروف. الحسن أبو المليح: هو الحسن بن عمر الرقي، وهو ثقة ضابط الحديث، كما قال أحمد، ووثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 297، حبيب بن أبي مرزوق الرقي: ثقة، وثقه أبو داود، وقال الدارقطني: "ثقة يحتج به"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 323. وانظر 2115. (2224) إسناده صحيح، سيف: هو ابن سليمان المكي. والحديث رواه مسلم 2: 40 عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير، كلاهما عن زيد بن الحباب. وهو في المنتقى 4986 ونسبه أيضاً لأبي داود وابن ماجة.

2225 - حدثنا إسماعيل بن يزيد الرَّقّي أبو يزيد حدثنا فُرَات عن عبد الكريم عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلَي عند الكعبة لآتَيَّنه حتى أطأَ علي عنقه، قال: فَقال: لو فعل لأخذتْه الملائكة عياناً، ولو أنَ اليهود تمنَّوا الموت لماتُوا ورأَوْا مقاعدَهم في النار، ولو خرج الذَين يباهلون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرَجَعوا لا يجدون مالاً ولا أهلاً. 2226 - حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا عُبيد الله عن عبد الكريم

_ (2225) إسناده صحيح، إسماعيل بن يزيد أبو يزيد الرقي: من شيوخ أحمد وقد ذكره ابن الجوزي فيهم، وترجمه الحافظ في التعجيل 38 ونقل عن الحسيني قال: "فيه جهالة"، ثم استدرك عليه بأنه معروف وأنه إنما نسب إلى جده، وأنه مترجم في التهذيب باسم "إسماعيل بن عبد الله بن يزيد الرقى قاضي دمشق"، والذي في التهذيب"إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد" 1: 307، وأنا أرى أن هذا خطأ، وأن هذا غير ذاك. أما أولاً فإن الذي في التهذيب كنيته "أبو عبد الله" وقيل "أبو الحسن"، والذي هنا كنيته "أبو يزيد" كما شرح بذلك الإمام أحمد، وأما ثانيَا فإن المترجم في التهذيب متأخر، من شيوخ ابن ماجة، ومات بعد سنة 240، وأما ثالثاً فإن الذي هنا يحدث عن "فرات بن سلمان" سماعاً، وفرات مات سنة 150. فأنى له أن يدركه ويسمع منه! ولعل شيخ أحمد عم ذاك الذي في التهذيب، وأيا ما كان فهما اثنان، وأحمد يتحرى شيوخه فلا يروي إلا عن ثقة، وعن ذاك صححنا حديثه. فرات: هو ابن سلمان الحضرمي الجزري الرقى، وهو ثقة، وثقه أحمد، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 129 فلم يذكر فيه جرحاً. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 2: 156 عن هذا الموضع، ووقع فيه "قرة" بدل "فرات" وهو خطأ. وقال: "وقد رواه البخاري والترمذي والنسائي من حديث عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم، به. وقال الترمذي: حسن صحيح". وذكره فيه أيضاً 9: 248، وأشار إليه فيه 1: 235. وذكر منه ما يتعلق بأبي جهل، في التاريخ 3: 43 - 44. في ح "فرات بن عبد الكريم"، وهو خطأ، صححناه من ك ومن ابن كثير ومصادر التراجم. (2226) إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي الجزري. والحديث مكرر ما قبله.

عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال أبو جهل، فذكر معناه. 2227 - حدثنا نصر بن باب أبو سهل، في شوّال سنة إحدى وثلاثين ومائة، عن الحَجّاج عن الحَكَم عن مقسَم عنِ ابن عباس قال: طاف رسو ل الله - صلى الله عليه وسلم - بالبيت، وجعل يستلم الحَجًرَ بمحْجنِه، ثم أَتى السقاية بعد ما فرغ، وبنو عمه ينزعون منها، فقال: "ناولوني"، فرفِع له الدَّلو, فشرب، ثم قال: "لولا أن الناس يتخذونه نُسُكا ويغلبونكم عليه لنَزَعْتُ معكم"، ثم خرج فطاف بين الصفا والمروة. 2228 - حدثنا نصر بن باب عن الحَجّاج عن الحَكَم عن مِقْسَم

_ (2227) إسناده صحيح، نصر بن باب: سبق توثيقه في 1749، وكنيته "أبو سهل" ولكن وقع هنا في ح "أبو سهيل" بالتصغير، وكذلك في ك، وكتب فوقها نسخة "أبو سهل" على الصواب. والشكل هنا تاريخ التحديث "سنة إحدى وثلاثين ومائة"، وهو خطأ محال، فإن أحمد ولد سنة 164. وأنا أرجع أن صوابه "إحدى وثمانين ومائة"، فإن أحمد بدأ طلب الحديث سنة 179 فسمع من هُشيم، والغالب أن ينص على تاريخ متقدم، وإلا فيحتمل أيضاً سنة 191، لأن نصر بن باب مات ببغداد سنة 193، وأرجع سنة 181 لأن "ثمانين" و"ثلاثين" تشتبهان على السامع في النطق، وتشتبهان أيضاً على القارئ في الكتابة إذ كانوا في ذلك الوقت يكتبون الأرقام على الرسم الذي نسميه الآن "الأرقام الإفرنجية" وهي الهندية الأصلية التي نقلها العرب عن الهند، وبقيت في الكتابة العربية بالأندلس والمغرب، ولا تزال تكتب كذلك في بلاد المغرب إلى الآن، ورسم 3 فيها يشبه رسم 8 كما نرى. ومعنى الحديث ثابت بأسانيد أخر، انظر 1841، 3527 وتاريخ ابن كثير 5: 191 - 193. (2228) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 169 - 170، وقال: "له حديث في الصحيح، أنه احتجم وهو صائم محرم من غير ذكر الكراهة. رواه [يعني الحديث الذي هنا] أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير، وفيه نصر بن باب، وفيه كلام كثير، وقد وثقه أحمد". وانظر 1943.

عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم صائماً مُحرماً، فغُشي عليه، قال: فذلك كره الحجامة للصائم. 2229 - حدثنا نصر بن باب عن الحَجّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس أنه قال: قالِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف: "من خرج إلينَا من العبيد فهو حرّ"، فخرج عبيد من العَبيد، فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2230 - حدثنا نصر بن باب قال حدثنا الحَجّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس أَنه قال: قَتَل المسلمون يوم الخندق رجلاً من اَلمشركين، فأَعْطَوْا بجيفته مالاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادفعوا إليهم جيفتَهم، فإنه خبيث الجيفة، خبَيثُ الدية"، فلم يَقبل منهم شيئاً. 2231 - حدثنا نصر بن باب حدثنا الحَجّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: رمَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمَار عند زوال الشمس، أوَ بعد زوال الشمس.

_ (2229) إسناده صحيح، وهو مكرر 2176. (2230) إسناده صحيح، روراه الترمذي 3: 37 مختصراً من حديث سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى عن الحكم، وقال: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم، ورواه الحجاج ابن أرطاة أيضاً عن الحكم". ونقله ابن كثير في التاريخ 4: 107 عن هذا الموضع، ونسبه بنحوه للبيهقي من حديث حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطأة، وفيه أنهم عرضوا اثني عشر ألفا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا خير في جسده، ولا في ثمنه". (2231) إسناده صحيح، والمراد في غير يوم النحر، وأما الرمى في يوم النحر فإنه يكون ضحى، كما في حديث جابر عند مسلم: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى الجمرة ضحى يوم النحر وحده، ورمى بعد ذلك بعد زوال الشمس". والحديث رواه الترمذي 2: 104 من طريق زياد بن عبد الله عن الحجاج، وقال: "حديث حسن". ونسبه شارحه أيضاً لابن ماجة.

2232 - حدثنا نصر بن باب عن الحَجّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس أنه قال: إنِ أهل بدركانوا ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً وَكان المهاجرون ستةً وسبعينَ، وكان هزيمةُ أهلِ بدر لسبع عشرة مَضَيْن يوم الجمعة في شهر رمضان. 2233 - قال عبد الله [بن أحمد] وجدتُ في كتاب أبي بخط يده: حدثنا مهدي بن جعفر الرمْلي حدثنا الوليد، يعني ابن مسلم، عن ابِن جُريح عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسْمَحْ يُسْمَحْ لك". 2234 - قال [عبد الله بن أحمد]: وجدتُ في كتاب أبي بخط

_ (2232) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 6: 93 ونسبه أيضاً للبزار بمعناه. (2233) إسناده صحيح، مهدي بن جعفر الرملي الزاهد أبو محمد: ثقة، وثقه ابن معين، ومات سنة 230، وفيها ذَكر وفاته ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 2: 258، ونقل الذهبي في الميزان 3: 206 أن ابن عدي قال: "يروي عن الثقات ما لا يتابع عليه" ولكنه استدرك بأنه لم يره في الكامل لابن عدي، بل نقله من تاريخ دمشق، ونقل هو وصاحب التهذيب أن البخاري قال: "منكر الحديث"! ولم أجد لهذا الرجل ترجمة عند البخاري، لا في الكبير ولا في الصغير ولا في الضعفاء، ولم يذكره النسائي أيضاً في الضعفاء. والظاهر عندي أنه اشتبه عليهم بآخر ثقة، وهو "مهدي بن حفص البغدادي أبو أحمد"، لأن صاحب التهذيب ذكر الرملي بعد البغدادي على سبيل التمييز، فظن بعضهم كصاحب الخلاصة أن الرملي يسمى أيضاً "مهدي بن حفص"، بل وقع هذا الخطأ قديماً، إذ ذكره ابن الجوزي في شيوخ أحمد باسم مهدي بن حفص أبو محمد الرملي"!! ولكن ترتيب الذهبي في الميزان جعله في موضعه هكذا: "مهدي بن الأ سود" "مهدي بن جعفر" "مهدي بن حرب"، فوضع الجيم في أسماء الآباء بعد الألف وقبل الحاء. والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير 1037 ونسبه أيضاً للطبراني والبيهقي في الشُّعَب. (2234) إسناده صحيح، الحكم بن مصعب القرشي المخزومي: قال أبو حاتم: "مجهول"، وذكره =

يده: حدثنا مهدي بن جعفر الرملي حدثنا الوليد، يعني ابن مسلم، عن الحَكَم بن مصعب عن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أكثَر من الاستغفار جِعَل الله له من كل هّم فرجاً، ومِن كل ضيق مَخْرجاً، ورَزَقه مِن حيثُ لا يحَتْسِب". 2235 - حدثنا عفان أخبرِنا جَرير بن حازم أخبرنا قيس بن سعد عن يزيد بن هُرْمُزَ قال: كتب نَجْدَةُ بن عامر إلىِ ابن عباس يسأله عن أشياءَ، فشهدتُ ابن عباس حين قَرأَ كتابَه، وحين كَتب جِوابَه، فقال ابن عباس: والله لولا أنْ أَرُدَّه عن شرٍّ يقع فيه ما كتبتُ إليه ولا نعْمَةَ عَيْنٍ، قال:

_ = ابن حبان في الثقات، وذكره أيضاً في الضعفاء وقال: "لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار"! قال الحافظ في التهذيب: "وهو تناقض صعب"!! والذي أراه إنْ جَهِله أبو حاتم فقد عرفه غيره، وإن تناقض فيه ابن حبان فلا يؤخذ بكلامه، فإن البخاري عرفه وترجمه في الكبير 1/ 2 / 336 قال: "الحكم بن مصعب القرشي: سمع محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وسمع منه الوليد بن مسلم"، فلم يذكر فيه جرحاً، فهو ثقة عنده، خصوصاً وأنه لم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء. والحديث رواه أبو داود 1: 560 عن هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم، ونسبه المنذري للنسائي وابن ماجة، قال:"وفى إسناده الحكم بن مصعب، ولا يحتج به"، وهذا غلوَّ منه شديد! وذكره السيوطي في الجابع الصغير 8508 ونسبه لأحمد والحاكم. (2235) إسناده صحيح، وهو مطول 1967، ورواه مسلم 2: 77 - 78 من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه، ومن طريق بهز عن جرير. "لولا أن أرده" حرف "أن" سقط من ح خطأ، وأثبتناه من ك وصحيح مسلم. "نعمة عين" سبق تفسيرها 02206 البأس: الشدة، يريد الحرب وشدائدها. يحذيا: يعطيا. وفي ح "يجزن" وهو خطأ، صححناه من ك وصحيح مسلم، وانظر أبا داود 3: 26 والترمذي 1: 294 (بولاق) والشوكاني 8: 113.

فِكتب إليه: إنك سألتني عن سهم ذوي القربى الذي ذكر الله عز وجل، منْ هم؟، وإنَّا كنَّا نُرى قَرابةَ رسول الله هم، فأبى ذلكَ علينا قومُنا، وسأله عن اليتيم متى ينقضيي يُتْمه؟، وإنَّه إذا بلغ النكاحَ/ وأُونسَ منه رُشْدٌ دُفِعَ إليه مالُه وقد انقضَى يُتْمُه، وسأله: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - َ يقتل من صبيان المشركين أحداً؟، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقتلْ منهم أحداً، وأنَت فلا تقتلْ، إلا أن تكون تَعْلمُ ما عَلِم الخَضر من الغلامِ الذي قتله!، وسأله عن المرأة والعبد، هل كان لهما سهم معلَوم، إذا حضروا البأس؟، وإنه لم يكن لهم سهم معلوم، إلاَّ أن يُحْذَيَا من غَنَائم المسلمين. 2236 - حدثنا عفَّان أخبرنا حمَّاد عن عَمّار بن أبي عمار عن

_ (2236) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 6: 129 - 130 عن هذا الموضع، وقال: "وهذا الإسناد على شرط مسلم، ولم يروه إلا ابن ماجة من حديث حماد بن سلمة". وهو في ابن ماجة 1: 223. وحنين الجذع من المعجزات الكونية الثابتة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتواتر القطيعي، خلافا لما يتوهمه الجاهلون أتباع أوربة، الذين يؤمنون، أو يتظاهرون بالإيمان بمعجزات الأنبياء السابقين، يزعمون أنهم يؤمنون بها لثبوتها في القرآن، وما أظنهم يؤمنون- إن آمنوا بها- إلا تقليداً لسادتهم، إذ ربوهم وعلموهم أنها ثابتة في التوراة!! ثم هم ينكرون كل معجزة لرسول الله، يزعمون أن لا معجزة له إلا القرآن، يظنون بذلك أو يوهمون الأغفال الأغرار أنهم ينصرون الإسلام. قال الحافظ ابن كثير في التاريخ 6: 125 "باب حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشفقاً من فراقه. وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة، بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان". ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة، ثم ختم الباب بما روى أبو حاتم الرازي عن عمرو بن سواد قال: "قال لي الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى الله محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: أعطى عيسى إحياء الموتى؟ فقال: أعطى محمداً الجذع الذي كان يخطب إلى جنبه حتى هُيئ له المنبر، فلما هيئ له المنبر حن الجذع حتى سُمع صوته، فهذا أكبر من ذلك".

ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب إلى جِذْع قبل أن يتَّخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر وتحوَّل إليه حنّ عليه، فأتاه فاحتضنه، فسكن، قال: "ولو لم أَحتضنْه لَحَنّ إلى يوم القيامة". 2237 - حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. 2238 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا موسى بن سالم أبو جَهْضم حدثنا عبد الله بن عُبيد الله بن عباس قال: دخلْتُ أنا وفتْيةٌ من قريش على ابن عباس، قال: فسأَلوه: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقَرأُ في الظهر والعصر؟، قال: لا، قال: فقالوا: فلعله كان يقرأ في نفسه؟، قال: خَمْشاً!

_ (2237) إسناده صحيح، وهو في معنى الذي قبله، ولكن هذا من حديث أنس بن مالك، وإنما جاء به في هذا الموضع لأن حماد بن سلمة كان يروي الحديثين معاً، كما في رواية ابن ماجة 1: 223 من طريق بهز: "حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس، وعن ثابت عن أنس فذكره. ولم يأت به الإمام بعد ذلك في مسند أنس بهذا الإسناد، فلذلك نقله ابن كثير في التاريخ 6: 126 من مسند البزار عن هدبة عن حماد، قال ابن كثير: "وهذا إسناد على شرط مسلم". وسيأتي بمعناه في مسند أنس13396 من طريق المبارك عن الحسن عن أنس. (2238) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1/ 297 عن مسدد عن عبد الوارث عن موسى بن سالم. ورواه الترمذي مختصراً 3: 31 عن أبي كريب عن إسماعيل بن إبراهيم عن موسى، وقال: "حدثنا حسن صحيح". ورواه النسائي مطولاً 2: 121 عن حميد بن مسعدة عن حمادعن موسى، ومختصراً 1: 34 عن يحيى بن حبيب عن حماد عن موسى. وروى ابن ماجة منه الأمر بإسباغ الوضوء 1: 85 عن أحمد بن عبدة عن حماد عن موسى. وقد مضى بعضه مطولاً ومختصراً، 1977، 2060، 2092. وانظر 1887، 2085. "خمشاً": قال ابن الأثير: "دعا عليه بأن يخمش وجهه أو جلده، كما يقال: جدعاً وقطعاً، وهو منصوب بفعل لا يظهر". وكتبت الكلمة في ح محرفة.

هذه شَرُّ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عبداً مأموراً، بلَّغ ما أُرسل به، وإنه لم يَخُصَّنا دون الناس إلاَّ بثلاثٍ: أَمرنا أَن نُسبغ الوضوء، ولا نأكلَ الصدقة، ولا نُنْزِيَ حماراً على فرس. 2239 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن الحَكَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحَّل ناساً من بني هاشم بليل، قال شُعبة: أَحسبه قال: ضَعَفَتهم، وأَمرهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس، شعبةُ شَكَّ في (ضعفتهم). 2240 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَر قال أخبرني ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباسِ، قال: وَقَّت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحُلَيفة، ولأهل الشأم الجُحْفة، ولأهل نجدٍ قَرْناً، ولأهل اليمن يَلَمْلَم، قال: "هنَّ لهم ولمن أتى عليهم ممن سواهم، ممن أراد الحج والعمرة، من حيث بدأ، حتى يبلغَ ذلك أهلَ مكة". 2241 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن أيوب عن عبد الله بن شَقيق عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصيب من الرؤوس وهو صائم. 2242 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا هشام عن عِكْرمة عن ابن

_ (2239) إسناده ضعيف، لانقطاعه. الحكم بن عتيبة لم يدرك ابن عباس كما بينَّا في 1805. ومعنى الحديث الصحيح. انظر 2089، 2204. (2240) إسناده صحيح، وهو مكرر 2128. (2241) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 176 ونسبه لأحمد والبزار والطبراني في الكبير، وقال: "ورجال أحمد رجال الصحيح". "يصيب من الرؤوس": هو كناية عن التقبيل. (2242) إسناده صحيح، وهو مكرر 2017، وسبقت الإشارة إليه 1846.

عباس قال: أُنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن أربعين، وكان بمكة ثلاثَ عشرة، وبالمدينة عشراً، فمات وهو ابن ثلاث وستين. 2243 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا هشام عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجامةً في رأسه وهو مُحْرِم. 2244 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عاصم الأحول عن الشَّعْبِي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بشراب، قال: فأتيتُه بدلو من ماء زمزم، فشرب قائماً. 2245 - حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس: أنه أتَى خالتَه ميمونةَ زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل إلى سقاية، فتوضأ، ثم قام فصلى، قال: وقمتُ فتوضأتُ، ثم قمت عن يساره، قال: فأخذ بيدي فأدارني من خلفه حتى أقامني عن يمينه. 2246 - حدثنا سُريج بن النعمان حدثنا هُشيم أخبرنا حُصَين عن

_ (2243) إسناده صحيح، وهو مكرر 2108. وانظر 2228. (2244) إسناده صحيح، وهو مكرر 2183. (2245) إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي. والحديث مختصر 2164، 2196. (2246) إسناده صحيح، ورواه الطبري في التفسير 16: 39 عن يعقوب عن هُشيم. وروى أبو داود 1: 297 شطره الأول في القراءة في الظهر والعصر عن زياد بن أيوب عن هشام. وروى الحاكم 2: 244 شطره الآخر في قراءة كلمة "عتياً" من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن حصين، وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وذكر هذا الشطر الأخير في مجمع الزوائد 7: 155 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". ونقل ابن كثير الحديث كاملاً في التفسير 5: 348 - 349 عن الطبري، ثم قال: "ورواه الإمام أحمد عن سريج بن النعمان، وأبو داود عن زياد بن أيوب، كلاهما عن هُشيم، به".

عِكْرمة عن ابن عباس قال: قد حفظتُ السُّنة كلَّها، غير أني لا أدري: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في الظهر والعصر أم لا؟، ولا أَدري: كيف كان يقرأ هذا الحرف {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أو (عُسِياً). 2247 - حدثنا رَوْح حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار:

_ = وسيأتي مطولاً 2332 عن عثمان عن جرير عن حصين. وانظر أيضاً 2238. قوله "عتياً أو عسياً" هما بضم العين وكسر التاء أو السين، وقد كتبا كلاهما في ح "عتيا" بالتاء، وكذلك كتبا في ك وضبطت الأولى بضم العين: الثانية بكسرها، ثم صححت الثانية بهامشها "عسيَّا" بالسين بدل التاء، وهو الصواب. فإن ابن عباس إنما شك بين التاء والسين، لا بين ضم العين وكسرها، وقد ثبت في المستدرك النص على أنهما كليهما بالضم، ولكن كتب فيه "جثيَّا" بدل "عسيَّا"! وهو خطأ مطبعي ظاهر. واللغتان معروفتان: بالتاء وبالسين، والقراء الأربعة عشر قرؤا "عتيّا" بالتاء لا غير، ولكن حمزة والكسائي والأعمش وحفص يكسرون العين، والباقون يضمونها، وأما قراءتها "عسيّا" بالسين، فقال أبو حيان في البحر 6: 175: "وعن عبد الله ومجاهد "عسيا" بضم العين والسين مكسورة، وحكاها الداني عن ابن عباس، وحكاها الزمخشري عن أبي ومجاهد. يقال: عتا العود وعسا: يبس"، وفي اللسان 19: 253: "عتا الشيخ عتيّا: أسن وكبر وولى" وقال أيضاً: "كل شيء انتهى فقد عتا يعتو عتيّاوعتوا، وعسا يعسو عسواً وعسيا"، ونحو ذلك فيه أيضاً 19: 283، وزاد أنه رأى في حاشية أصل التهذيب للأزهري الذي نقل منه، حديثاً متصل السند إلى ابن عباس، فذكر الحديث الذي هنا، ثم قال: "فما أدري أهذا من أصل الكتاب، أم سطره بعض الأفاضل". (2247) إسناده صحيح، وفي ح "ابن عمر بن دينار" بدل "حدثنا عمرو بن دينار" وهو خطأ، صححناه من ك. يطعم، بكسر العين، قال ابن الأثير: "يقال أطعمت الشجرة إذا أثمرت، وأطعمت الثمرة إذا أدركت، أي صارت ذات طعم وشيئا يؤكل". ويجوز فتح العين أيضاً، وهو رواية، قال ابن الأثير: "أي تؤكل، ولا تؤكل إلا إذا أدركت". وهو معنى الأحاديث =

أن ابن عباس كان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يباع الثَّمَر حتى يُطْعِمَ". 2248 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا خالد بن الحرث حدثنا سعيد عن قَتادة/ عن أبي نَهيك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أستعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطُوه". 2249 - حدثنا أبو داود عن زَمْعَة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجْرَه.

_ = الأخرى: "نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه"، وهي في الصحيحين وغيرهما من حديث جابر وابن عمر وأبي هريرة وغيرهم، وسيأتي معناه 15053 من حديث جابر وابن عباس وابن عمر معاً. وفي مجمع الزوائد 4: 102 نحوه من حديث ابن عباس، وقال: "رواه الطبراني في الكبير من طرق، ورجال بعضها ثقات". وانظر 937. (2248) إسناده صحيح، علي بن عبد الله: هو ابن المديني الحافظ الإمام، وهو من أقران الإمام أحمد. سعيد: هو ابن أبي عروبة. أبو نهيك، بفتح النون: هو الأزدي الفراهيدي صاحب القراءة، واسمه "عثمان بن نهيك"، وترجم في التهذيب في الأسماء وفي الكنى 7: 157 و 12: 259 لاختلافهم في اسمه، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وجهله ابن القطان وغيره، ولكن عرفه البخاري، فترجمه في الكنى برقم 721 قال: "أبو نهيك: سمع ابن عباس، روى عنه قتادة وحسن بن واقد وزياد بن سعد"، وهذا كاف في معرفته وتوثيقه. والحديث رواه أبو داود 4: 489 عن نصر بن علي وعبيد الله ابن عمر الجشمي، كلاهما عن خالد بن الحرث. (2249) إسناده ضعيف، لضعف زمعة بن صالح، كما بينَّا في 2061. وقد مضى معنى هذا الحديث بإسناد آخر ضعيف 2155، وبينَّا هناك أن معناه صحيح ثابت في البخاري وغيره.

2250 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حَجّاج عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العُمْرَى لمن أُعْمِرَها، والرُقْبى لن أُرْقِبَها، والعائد في هبته كالعائد في قَيْئِه". 2251 - حدثنا ابن نمُير حدثنا حَجّاج عن أبي الزُّبَير عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أعْمَر عمْرى فهي لمن أُعْمِرَها جائزة، ومن أَرْقَب رُقْبي فهي لمن أُرْقِبَها جائزة، ومن وَهب هبةً ثم عاد ليها فهوكالعائد في قَيْئه".

_ (2250) إسناده صحيح، ورواه النسائي 2: 135 عن أحمد بن حرب عن أبي معاوية، ورواه بأسانيد أخر أيضاً. وانظر المنتقى 3227. وانظر أيضاً ما مضى 02120 العمري، بضم العين وسكون الميم وبالألف المقصورة: قال ابن الأثير: "يقال: أعمرته الدار عمرى، أي جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إلى. وكذا كانوا يفعلون في الجاهلية، فأبطل ذلك، وأعلمهم أن من أعمر شيئاً أوأرقبه في حياته فهو لورثته من بعده. وقد تعاضدت الروايات على ذلك. والفقهاء فيها مختلفون: فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكاً، ومنهم من يجعلها كالعارية، ويتأول الحديث". الرقبي، بوزن العمرى: قال ابن الأثير: "هو أن يقول الرجل للرجل: قد وهبت لك هذه الدار، فإن مت قبلي رجحت إليّ، وإن مت قبلك فهي لك. وهي فُعلى من المراقبة، لأن كل واحد منهما يرقب موت صاحبه. والفقهاء فيها مختلفون: منهم من يجعلها تمليكاً، ومنهم من يجعلها كالعارية". والحق أن الأحاديث صريحة، وأنها على إطلاقها. والمقصود منها نهيهم عن هذه العقود الجاهلية، وتعليمهم أن مثل هذه الشروط باطل. وانظر نيل الأوطار 6: 117 - 120. (2251) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

2252 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سِماك بن حرب عن عِكْرمة عنِ ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه إلى بيت المقدس ستةَ عشر شهراً، ثم صُرِفت القبلةُ بعدُ. 2253 - حدثنا أحمد بن الحَجّاج أخبرنا ابن المبارك أخبرنا الحَجّاج ابن أَرْطاة عن الحَكَم عن أبي القاسم عن ابن عباس قال: رمَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمرةَ العقبة، ثم ذبح، ثم حلق. 2254 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال حدثني محمد بن الوليد بن نُوَيْفِع مولى آل الزبير عن كُريب مولى عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس: أن ضِمَام بن ثعلبة أخا بني سعد بن بكر لمَّا أسلم سأل

_ (2252) إسناده صحيح، وهو في الدر المنثور 1: 142 ونسبه للطبراني فقط. وسيأتي معناه مطولاً 2993 من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس، وهو في الدر المنثور أيضاً والزوائد 2: 12. وانظر تاريخ ابن كثير 3: 252 - 254. (2253) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. أبو القاسم: هو الحسين بن الحرث الجدلي، وهو تابعي معروف، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/378 وأثبت سماعه من ابن عمر وغيره، ولم يذكر فيه جرحاً. ومعنى الحديث ثابت من حديث أنس، عند الجماعة إلا ابن ماجة. انظر نصب الراية 3: 79. (2254) إسناده صحيح، محمد بن الوليد بن نويفع: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 254. وسيأتي الحديث مطولاً بهذا الإسناد 2380، وذكر الحافظ في التهذيب 9: 504 أنه رواه أبو داود. وهو مطولاً في سيرة ابن هشام 943 - 944. وقصة ضمام بن ثعلبة هذه ثابتة في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس بن مالك. انظر الإصابة 3: 271 - 272.

- صلى الله عليه وسلم - عن فرائض الإسلام من الصلاة وغيرها؟، فعدّ عليه الصلوات الخمس، لمِ يزد عليهنَّ، ثم الزكاة، ثم صيامَ رمضان، ثم حجَّ البيتِ، ثمَ أعلَمه ما حرّم الله عليه، فلما فرغ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، وسأفعلِ ما أمرتني به، لا أزيد ولا أَنْقُص، قال: ثم ولىَّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ يصْدُقْ ذو العقِيصَتَينِ يَدْخُلِ الجنة". 2255 - حدثنا سُريج بن النعمان حدثنا هُشيم عن ابن أبي ليلى عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَفع خيبَر أرضَها ونخلَها، مُقاسمةً عَلى النِّصْف. 2256 - حدثنا علي بن عاصم عن يزيد بن أبي زياد عن مقْسَم ومجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيتُ خمساً لم يُعَطهنَّ أحدٌ قبلي، ولا أَقوله فخراً: بُعثْت إلى كل احمر وأَسَود، فليس من أَحمر ولا أَسود يدخل في أمتي إلاَّ كَان منهم، وجُعلتْ لي الأرضُ مسجداً". 2257 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا عبد العزيز، يعني الدبَّاغ، عن عبد الله الداناج حدثنا عِكْرمة مولى ابن عباس قال: صليتُ خلف أَبي

_ (2255) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. والحديث رواه ابن ماجة 2: 48. وانظر المنتقى 2048. (2256) إسناده صحيح، وهو مختصر في هذه الرواية، لم يذكر فيها سائر الخمس. وسيأتي مطولاً بذكرها كلها 2742. وهو في مجمع الزوائد 8: 258 بالروايتين، ونسبه لأحمد والبزار والطبراني، وقال: "ورجال أحمد رجال الصحيح, غير يزيد بن أبي زياد، وهو حسن الحديث". (2257) إسناده صحيح، عبد العزيز الدباغ: هو عبد العزيز بن المختار البصري مولى حفصة بنت سيرين، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم والدارقطني والعجلى وغيرهم. ومعنى الحديث رواه البخاري، كما مضى 1886. وانظر 2656.

هريرة، قال: فكان إذا ركعِ وِإذا سجد كبَّر، قال: فذكرت ذلك لابن عباس؟ فقال: لا أُمَّ لك! أو ليس تلك سنةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!. 2258 - حدثنا عبد الوهاب حدثنا شُعْبة عن عمرو بن مُرَّة عن يحيى بن الجزار قال: قال ابن عباس: مرّتْ جاريتان من بني هاشم، فجاءتا إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فأَخذتا بركبتيه، فلم ينصرف، قال ابن عباس: ومررتُ أَنا ورجل من الأنصار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، ونحن على حمار، فجئنا فدخلنا في الصلاة. 2259 - حدثنا علي بن إسحاق أخبرنا عبد الله أخبِرنا خالد الحَذاء عن عكْرمة عن ابن عباس قال: حَمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضَ غِلمة بني عبد المطَلب، واحداً خلفَه، وواحداً بين يديه. 2260 - حدثنا مُعَمَّر بن سليمان الرَّقّى عن الحَجَّاج عن عِكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نكاحَ إلاَّ بوليّ، والسلطانُ وليُّ من لا وليَّ له". 2261 - حدثنا مُعَمَّر بن سليمان الرَّقي قال حدثنا حَجّاج عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة عن النبي/ - صلى الله عليه وسلم -، مثله.

_ (2258) إسناده صحيح، وقد سبق بعضه مختصراً 2095 من طريق شعبة عن الحكم عن يحيى ابن الجزار عن صهيب عن ابن عباس. ويحيى بن الجزار سمع ابن عباس، ويروي أيضاً عنه بالواسطة، فيحمل هذا على الاتصال، فلعله سمعه منهما. وانظر 2222. (2259) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك. وانظر 2146. (2260) إسناده صحيح، وانظر الحديث الآتي بعده. (2261) إسناده صحيح، وروى ابن ماجة1: 297 الحديثين، حديث ابن عباس السابق وحديث عائشة هذا، بإسناد واحد عن أبي كريب عن عبد الله بن المبارك عن حجاج "عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن عكرمة عن ابن عباس قالا: قال =

2262 - حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا حميد بن علي العُقَيلي حدثنا الضحّاك بن مُزَاحم عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سافر ركعتين، وحين أقام أربعاً، قال: قال ابن عباس: فمن صلي في السفر أربعاً كمن صلى في الحضر ركعتين، قال: وقال ابن عباس: لم تُقْصَر الصلاةُ إلاَّ مرّةً، حيث صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، وصلى الناسُ ركعةً ركعةً ركعةً. 2263 - حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا ابن لَهِيعة عن أبي الأسود

_ = رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا نكاح إلا بولي، وفي حديث عائشهَ: والسلطان ولى من لا ولي له". ولكن رواية أحمد 2260 تدل على أن هذه الزيادة ثابتة أيضاً في حديث ابن عباس. والحافظ الهيثمي ذكر حديث ابن عباس في مجمع الزوائد 4: 285 - 286 كاملا، ونسبه للطبراني وقال:"وفيه الحجاج بن أرطأة، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات"، ففاته أن ينسبه إلى المسند. وانظر نصب الراية 3: 188 والسنن الكبرى 7: 106 - 107. (2262) إسناده صحيح، حميد بن علي العقيلي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة: "كوفي لا بأس به" وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 350 - 351 فلم يذكر فيه جرحاً، وقال: "عن الضحاك: مرسل". والضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم: تابعي، روى عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما، وهو ثقة مأمون كما قال أحمد، وقد أنكر بعضهم سماعه من ابن عباس أو من غيره من الصحابة، وإليه يشير البخاري بقوله في ترجمة حميد "مرسل"، يريد أن الحديث الذي رواه مرسل. وفي هذا نظر كثير، بل هو خطأ، فإنه مات سنة 102 وقيل سنة 105 وقد بلغ الثمانين أو جاوزها، كما في التاريخ الصغير للبخاري 116، وكما روي عنه أبو جناب الكلبي أنه قال: "جاورت ابن عباس سبع سنين". وانظر 2124، 2156، 1772, 2293. (2263) إسناده صحيح، أبو الأسود: هو يتيم عروة، واسمه "محمد بن عبد الرحمن نوفل"، تقدم في 1748. وذكر في مجمع الزوائد منه لعن الواصلة والموصولة فقط 5: 161 ونسبه =

عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الواصلةَ، والموصولة، والمتشبَهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. 2264 - حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا المسعودي عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: لمَّا أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفات أَوْضَع الناسُ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منادياً ينادي: "أيها الناس، ليس البرُّ بإيضاع الخيل ولا الركاب"، قال: فما رأيتُ مِن رافعةٍ يَدها عاديةً، حتى نزل جَمْعا. 2265 - حدثنا إسماعيل بن عمرو حدثنا ابن أبي ذئب عن شُعْبة عن ابن عباس: أن أسامة بن زيد كان ردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة، فدخل الشِّعْب، فنزل فأهْرَاق الماء، ثم توضأ وركب ولم يُصَلِّ. 2266 - حدثنا سعد بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابِن شهاب أن سليمان بن يَسَار أخبره أن ابن عباس أخبره: أن امرأةً من خَثْعَمٍ استفتتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، والفضل بن عباس رديفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله في الحِج أدركتْ أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أَن يستوي على الراحلة، فهل يقْضِي عنه أَن أَحج عنه؟،

_ = للطبراني، وقال: "وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات"، وذكر أن عند أبي داود لابن عباس: "لعنت الواصلة والمستوصلة" من غير ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -. وانظر أبا داود 4: 127. وانظر ما مضى 2123. (2264) إسناده صحيح، وهو مختصر 2099. وانظر 2427. (2265) إسناده ضعيف، لانقطاعه. شعبة بن الحجاج: إمام أهل الجرح والتعديل، ثقة مأمون ثبت حجة، ولكنه لم يدرك ابن عباس، ولد سنة 82 ومات سنة 160، وهكذا هو في الأصلين "شعبة عن ابن عباس". وانظر 1800. (2266) إسناده صحيح، سعد: هو ابن إبراهيم بن سعد، وفي ح "سعيد" وهو خطأ، صححناه من ك. والحديث مطول 1890. وانظر 1828.

فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم"، فأَخذ الفضل بن عباسِ يلتفتُ إليها، وكانت امرأَةً حسناء، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفضل فحوَّل وجهه من الشِّقِّ الآخَر. 2267 - حدثنا حسين بن حسن الأشقر حدثنا أَبو كُدَيْنة عن عطاء عن أَبي الضحى عن ابن عباس قال: مَرّ يهوديّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس، قال: كيفِ تقول يا أَبا القاسم يومَ يجعل الله السماء على ذه، وأشار بالسبابة، والأرض على ذه، والماءَ على ذه، والجبالَ على ذَه، وسائَر الخلق علي ذه، كل ذلك يشير بأصابعه، قال، فأنزل الله عزّ وجل {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. 2268 - حدثنا حسين الأشقر حدثنا أَبو كُدَينة عن عطاء عن أَبي

_ (2267) إسناده ضعيف، لضعف حسين بن حسن الأشقر، كما قلنا في 888. أبو كدينة، بضم الكاف: اسمه يحيى بن المهلب البجلي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 305. ولكن الحديث صحيح، لأنه ثابت من غير رواية حسين الأشقر. فرواه الترمذي 4: 176 - 177 عن الدارمي عن محمد بن الصلت عن أبي كدينة، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو كدينة اسمه يحيى بن المهلب. ورأيت محمد بن إسماعيل روي هذا الحديث عن الحسن بن شجاع عن محمد بن الصلت". ونقله ابن كثير في التفسير 7: 263 عن المسند ثم نسبه للترمذي أيضاً. (2268) إسناده ضعيف، كسابقه، من أجل حسين الأشقر. وذكره ابن كثير في التاريخ 6: 97 عن هذا الموضع، وقال: "تفرد به أحمد، ورواه الطبراني من حديث عامر الشعبي عن ابن عباس بنحوه". ورواية الطبراني مطولة في مجمع الزوائد 8: 299 - 300 ونسبه للطبراني في الكبير وله في الأوسط والبزار وأحمد باختصار، وقال: "وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط". والأحاديث في نبع الماء من بين أصابعه، - صلى الله عليه وسلم -، ثابتة ثبوت التواتر، من رواية كثير من الصحابة بأسانيد صحاح متعددة. انظر شيئاً منها في تاريخ بن كثير 6: 93 - 101.

الضحى عن ابن عباس قال: أَصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يوم وليس في العسكر ماء، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، ليس في العسكر ماء، قال: "هل عندك شيء؟ "، قال: نعم، قال: "فأتني به"، قال: فأتاه بإِناء فيه شيء من ماء قليل، قال: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَصابعه في فم الإناء، وفتح أصابعه، قال: فانفجرت من بين أَصابعه عُيونٌ، وأَمر بلالاً فقال: "ناد في الناس: الوضوءَ المبارك". 2269 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد عن الزُّبير، يعني ابن خِرّيت، عن عبد الله بن شَقيق قال: خَطَبَنا ابن عباس يوماً بعد العصر، حتى غرَبت الشمس وبدت النجوم، وعَلقَ الناس ينادونه: الصلاةَ، وفي القوم رجل من بني تميم، فجعل يقول: الصَلاِةَ، الصلاةَ! قال: فغضب، قال: أَتعلمني بالسُّنة؟، شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قال عبد الله: فوجدتُ في نفسي من ذلك شيئاً، فلقيتُ أَبا هريرة، فسألتُه فوافقَه. 2270 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن

_ (2269) إسناده صحيح، الزبير بن خريت، بكسر الخاء وتشديد الراء المكسورة وآخره تاء مثناة: سبق توثيقه في 308. والحديث رواه مسلم 1: 197 عن أبي الربيع الزهراني عن حماد. وانظر 1953. علق الناس: أي طفقوا. (2270) إسناده صحيح، ورواه الطيالسي 2691 عن حماد بن سلمة، وهو في مجمع الزوائد 8: 206 ونسبة أيضاً للطبراني، وقال: "وفيه علي بن زيد، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات". وذكره ابن كثير في التفسير 2: 71 وقال: "وكذا رواه ابن أبي حاتم عن يوسف بن أبي حبيب [كذا فيه! وأرجح أن صوابه: يونس بن حبيب] عن أبي داود الطيالسي عن حماد بن سلمة. هذا حديث غريب جداً، وعلى بن زيد بن جدعان في أحاديثه نكارة"، ثم نسب الحديث نحوه للحاكم بأسانيد من حديث أبي هريرة. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1: 370 ونسبه أيضاً لأبي يعلى وابن سعد وأبي الشيخ في =

يوسف بن مهْرَان عن ابن عباس أَنه قال: لمَّا نزلت آيةُ الدَّيْن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:َ "إن أَوّل من جحد آدمُ عليه السلام، أَو أَوّل من جحد آدم، إن الله عزّ وجل لمَّا خلق آدم مسح ظهره، فأخرج منه ما هو من ذراريَّ إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذريته عليه، فرأَى فيهم رجلاً يزْهَر، فقال: أَيْ ربّ، من هذا؟، قال: هذا ابنُك داود، قال: أَيْ ربّ، كم عمرُه؟، قال ستون عاما، قال: رب زدْ في عمره، قال: لا، إلا أن أَزيده من عمرك، وكان عمرُ آدمَ أَلفَ عام فزاده أَربعين عاماً، فكتب الله عز وجل عليه بذلك كتاباً وأَشهد عليه الملائكة، فلما احتُضرآدم وأَتته الملائكة لتَقْبضه، قال إنه قد بقى من عمري أَربعون عاماً، فقيل: إِنك قد وهبتها لابنك داود، قال: ما فعلتُ! وأَبرز الله عزّ وجل عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكةُ". 2271 - حدثنا عفان حدثنا أَبو عَوَانة حدثنا أَبو بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: ما قرأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجنَّ ولا رآهم، انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سُوق عُكاظ، وقد حِيلَ

_ = العظمة والبيهقي في السنن. وعلي بن زيد بن جدعان: ثقة، كما قلنا في 783.26 وما نرى في هذا الحديث شيئا من النكارة، أما أنه غريب، بمعنى أنه لم يروه غيره، فعسى، ولكن مجيء معناه من حديث أبي هريرة قد يذهب بغرابته. معنى يزهر: أي يضىء وجهه حسنا، من الزُهْرة، وهي الحسن والبياض وإشراق الوجه. (2271) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 7: 474 - 475 عن هذا الوضع وعن دلائل النبوة للبيهقي، وقال: "رواه البخاري عن مسدّد بنحوه، وأخرجه مسلم عن شيبان ابن فروخ عن أبي عوانة، به، ورواه الترمذي والنسائي في التفسير من حديث أبي عوانة"، ونسبه السيوطي في الدر المنثور 6: 270 أيضاً لعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والطبراني وابن مردويه وأبى نعيم في الدلائل. وانظر 1435. نخلة: موضع قريب من مكة.

بين الشياطين وبين خبر السماء، وأُرسلتْ عليهم الشُّهُبُ، قال: فرجعت الشياطين إِلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأُرسلتْ علينا الشهُبُ، قال: فقالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حَدَث، فاضْربوا مشارق الأرض ومغاربَها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء؟، قال: فانطلقوا يضربون مشارقَ الأرض ومغاربَها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء، قال: فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهَامة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بنخلةَ عامداً إِلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحاَبه صلاة الفجر، قال: فلما سمعوا القرآن استَمَعوا له، وقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، قال: فهنالك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} الآية، فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} وإنما أوُحىَ إليهَ قول الجن. 2272 - حدثنا عفّان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقَّت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشأم الجُحْفَة، ولأهل نجد قَرْنَ المَنَازل، ولأهل اليمن يَلَمْلَم، هنَّ لهم ولكل آت اتى عليهن من غيرهن، ممن أراد الحج والعمرة، فمن كان من دون ذلك فمِنْ حيث أَنشأ، حتى أهلُ مكة بن مكة. 2273 - حدثنا عفَّان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكح ميمونةَ وهو مُحْرم. 2274 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن

_ (2272) إسناده صحيح، وهو مكرر 2240. (2273) إسناده صحيح، وهو مكرر 2200. (2274) إسناده صحيح، ورواه البخاري 3: 337 - 338 عن موسى بن إسماعيل عن وهيب، و7: 112 عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي عن وهيب. ورواه مسلم 1: 355 عن =

أبيه عن ابن عباس قال: كانوا يَرَوْنَ العمرةَ في أشهر الحج فيِ أفجر الفجور في الأرضِ، ويجعلون المحرَّم صفرا، ويقولون: إذا بَرأَ الدَّبَرُ، وعَفَا الأثُر، وانسلخ صفَر، حلَّت العمرة لمن اعتمر، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لصبيحة رابعةٍ مُهلين بالحجَّ فأمرهم أن يجعلوها عمرةً، فَتَعَاظم ذلك عندَهم، فقالوا: يا رسول اَللَّه، أَىُّ الحِلّ؟، قال: "الحِلُّ كُلُّه". وفي كتابه: "لصبح". 2275 - حدثنا عفّان حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى أن يبيع الرجلُ طعاماً حتى يستوفيه، قال: فقلت له: كيف ذلك؟، قال: ذلك دراهمُ بدراهمَ والطعامُ مُرْجَأ. 2276 - حدثنا عفَّان حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن عِكْرمة بن خالد عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام من الليل يصلى، فقمت فتوضِأتُ، فقمت عن يساره، فجذبني فجرَّني فأقامني عن يمينه، فصلى ثلاث عشرة ركعةً، قيامُه فيهنّ سَوَاءٌ. 2277 - حدثنا عفَّان حدثنا وُهيب حدثنا أيوب عن ابن أبي مُلَيكة

_ = محمد بن حاتم عن بهز عن وهيب. "إذا برأ الدبر" الدبر، بفتح الدال والباء: الجرح الذي يكون في ظهر البعير من الحمل عليه ومشقة السفر، فإنه كان يبرأ بعد إنصرافهم من الحج. (وعفا الأثر) قال الحافظ في الفتح: "أي اندرس أثر الإبل وغيرها في سيرها، ويحتمل أثر الدبر المذكور". وقال أيضاً: "وهذه الألفاظ تقرأ ساكنة الراء، لإرادة السجع". وقوله: "وفي كتابه: لصبح": الظاهر أنه من كلام عبد الله بن أحمد، أنه سمعه من أبيه "لصبيحة رابعة" ولكن رآه في كتابه بخطه "لصبح رابعة". ورواية الشيخين "صبيحة" دون لام. وانظر 2141. (2275) إسناده صحيح، وهو في معنى 1928. وانظر 3346. (2276) إسناده صحيح، وهو مختصر 2164. وانظر 2325.2245. (2277) إسناده صحيح، وانظر 2274. قوله "يا عرية": هو تصغير "عروة"، وهو عروة بن الزبير.

قال: قال عروة لابن عباس: حتى متى تُضلُّ الناسَ يا ابن عباس؟!، قال: ما ذاك يا عُرَيَّة؟، قال: تأمرنا بالعمرة فىَ أشهر الحج، وقد نَهى أبو بكر وعمر؟، فقال ابن عباس: قد فعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عروة: كانا هُمَا أَتْبَعَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلمَ به منكَ. 2278 - حدثنا عفَّان حدثنا همَّام أخبرنا قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن عُقْبة بن عامر أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أُخته نذرت أن تمشي إلي البيت؟، فقال: "إن الله عز وجل لَغَنِي عن نذر أختك، لتَحُج راكبةً ولْتُهْدِ بَدَنَةً". 2279 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا خالد عن عكْرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله عز وجل حرم مكة، فلم تَحلَّ لأحد كان قبلي، ولا تَحلُّ لأحدٍ بعدي، وإنما أُحلَّت لي ساعةً من نهارِ، ولا يُختلى خَلاها، ولا يُعْضَد شجرِها، ولايُنْفَر صَيدها ولا تُلتقط لُقَطَتهَا إلا لمُعَرِّف"، فقال العباس: إلاَّ الإذخِر لصاغتنا وقبورنا؟، قال: "إلاَّ الإذخر". 2280 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن عطاء بن السائب

_ (2278) إسناده صحيح، وهو مكرر 2134، 2139. (2279) إسناده صحيح، خالد: هو الحذاء. والحديث رواه أيضاً الشيخان، كما في المنتقى 2491. وسيأتي مطولاً 2353. الخلا، مقصور: النبات. الرطب الرقيق ما دام رطبا، واختلاؤه: قطعه، قاله ابن الأثير. لا يعضد شجرها. أي لا يقطع. إلا لمعرف، بصيغة اسم الفاعل: أي لا يلتقط اللقطة إلا من أخذها ليعرفها ويبين معالمها وأوصافها حتى يستدل عليها صاحبها. الإذخر، بكسر الهمزة والخاء بينهما ذال ساكنة: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت فوق الخشب. (2280) إسناده صحيح، أبو يحيى: هو زياد المكي الأنصاري، مولى قيس بن مخرمة، ويقال مولى الأنصار، وهو ثقة، وثقه ابن صعين وأبو داود وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 345 - 346 وفي الصغير 97، وروى فيهما صدر هذا الحديث عن عبدان عن =

عن أبي يحيى عن ابن عباس: أن رجلين اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدعي البينة، فلم يكن له بينة، فاستحلف المطلوب، فحلفِ بالله الذي لا إله إلا هو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك قد فعلتَ، ولكن غُفِر لك بإخلاصك قول لا إله إلا الله". 2281 - حدثنا عفان حدثنا شعْبة حدثنا المغيرة بن النعمان، شيخٌ من النّخَعِ، قال: سمعت سعيد بن جبَير يحدث قال: سمعت ابن عباس قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بموعظة، فقال: "يا أيها الناسِ، إنكم محشورون إلى الله حُفاةً عُراةً غُرْلاً، {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ألاَ وإن أوَّل الخلق يُكسى يومَ القيامة إبرَاهيم، وإنه سيُجاءُ بأناس منَ أَمتي، فيؤخذ بهمِ ذات الشِّمال، فلأقولنّ: أصحابي! فلَيقالنَّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فلأقولنّ كما قال العبدُ الصالِح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} إلى {فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فيقال: إن هؤلاء لم يزالَوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتَهم"، قال شَعبة أملَّه علىّ سفيان، فأملَّه علىّ سفيانُ مكانه.

_ = أبي حمزة عن عطاء عن أبي يحيى. والحديث رواه أبو داود 3: 225، وقال المنذري: "أخرجه النسائي، وفي إسناده عطاء بن السائب، وقد تكلم فيه غير واحد، وأخرج له البخاري مقروناً بأبي بشر". وقد بينا في 727, 795 أن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل اختلاطه، فحديثه عنه حديث صحيح، وسيأتي الحديث أيضاً 2613، 2695، 2959. وانظر ذيل القول المسدد 73 - 75. (2281) إسناده صحيح، وهو مطول 2096. وقوله في آخر الحديث "قال شعبة أمله علي سفيان" إلخ: يعني أملاه، قال الفراء: "أمللت لغة أهل الحجاز وبني أسد، وأمليت لغة بني تميم وقيس". والمراد أن شعبة سمع هذا الحديث من المغيرة بن النعمان مع سفيان الثوري، وأن المغيرة أملاه على سفيان فأملاه سفيان على شعبة فوراً.

2282 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بموعظةٍ، فذكره. 2283 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا أبو بشْر عن سعيد بن جُبَير قال: سمعت ابن عباس قال: إن الذي تَدْعُونه المفَصَّلَ هو المُحْكَم، توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر سنين وقد قرأتُ المحكَم. 2284 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد حدثنا الحَجّاج بن أَرْطاة حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، قال: يعني حجاًجاً: وحدثني الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُفِّن في ثوبين أبيضين وفي بُرْدٍ أحَمر. 2285 - حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن إبراهيم جاء بإسماعيل عليهما السلام وهاجَرَ، فوضعهما بمكة في موضع زمزم، فذكر الحديث، ثم جاءتْ من المَرْوة إلى إسماعيل وقد نبعت العينُ فجعلتْ تفحصُ العين بيدها هكذا، حتى اجتمع الماء من شقّه، ثم تأخذه بقدحها فتجغله في سقائها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحمها الله، لو تركتْها لكانت عيناً سائحة تجري إلى يوم

_ (2282) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وانظر 2327. (2283) إسناده صحيح، وسيأتي أيضاً 2601، 3125. (2284) إسناداه صحيحان، فقد رواه الحجاج بن أرطاة عن أبي جعفر الباقر عن ابن عباس، وعن الحكم عن مقسم عن ابن عباس. وانظر 1942، 2021. (2285) إسناده صحيح، وروي البخاري القصة مطولة بمعناها ومختصرة 5: 33 و6: 283 - 292 من طريق أيوب السختياني وكثير بن كثير عن سعيد بن جبير. وانظر 3250، 3390.

القيامة". 2286 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا موسى بن عُقْبة حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء أنه سمع ابن عباس يقِول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكلَ إمَّا ذراعا مشوياً وإما كتفا، ثم صلى ولم يتوضأ ولم يَمسَّ ماءً. 2287 - حدثنا عفان حدثنا خالد حدثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال: قدمْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُجَّاجاً، فأمرهم فجعلوها عمرةً، ثم قال: "لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ لفعلتُ كما فعلوا، ولكنْ دخلت العمرةُ في الجج إلى يوم القيامة"، ثم أنشَبَ أَصابَعه بعضَها في بعضٍ، فحلَّ الناسُ إلا من كان معه هَدْيٌ، وقدم عليٌّ من اليمن، فقال له رسول/ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بمَ أهللتَ؟ "، قال: أهللت بما أهللتَ به، قال: "فهل معك هَدْىٌ؟ "، قال: لا، قال: "فأقسِمْ كما أنتَ ولك ثُلُثُ هَدْيي"، قال: وكان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنةٍ. 2288 - حدثنا عفان حدثنا حمَّاد عن فَرْقَد السَّبَخِي عن سعيد بن

_ (2286) إسناده صحيح، وهو مكرر 2002 ومطول 2188. (2287) إسناده صحيح، خالد: هو ابن عبد الله الطحان. والحديث مطول 2115. (2288) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي. والحديث مكرر 2133. قوله "فثع ثعة"، بالثاء المثلثة، أي قاء قاءة، والثعة المرة الواحدة، والثعثعة: حكاية صوت القالس. وهي هكذا في هذا الموضع بالثاء المثلثة في ح، وفي ك "فتع تعة" بالتاء المثناة، وهي توافق الرواية الماضية، وقد بيناها هناك. وقوله "قال عفان: فسألت أعرابياً؟ فقال: بعضه على أثر بعض": هذا تفسير للثعثعة، أي قاء شيئَا متتابعاً على أثر بعض. وفي ح "عثمان بن فسألت أعرابياً وهو خطأ لا معنى له، صححناه من ك. قوله "وشفي" هكذا هو في ك وهو الموافق لما مضى. وفي ح "فسعى" وفي اللسان 9: 389 "فسعى في الأرض"! وأنا أرجح أنه خطأ، وأن الصواب ما أثبتنا عن ك.

جُبير عن ابن عباس: أن امرأة جاءت بابنٍ لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا به جنون، وإنه يأخذه عند غَدائنا وعشائنا فيفسدُ علينا، فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدرَه ودعا، فَثَعَّ ثَعَّةً، قال عفّان: فسألت أعرابياً؟، فقال: بعضُه على أَثَر بعضٍ، وخرج من جوفه مثل الجَرْوِ الأسود، وشفِي. 2289 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتشل من قدْرٍ عَظماً فصلىَ ولم يتوضأ. 2290 - حدثنا عفان حدثنا أَبانُ العطَّار حدثني يحيى بن أبي كَثير عن زيد عن أبي سلاّم عن الحَكَم بن ميناءَ عن ابن عباس وعن ابن عمر: أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لَيَنتَهَيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِمُ الجمعاتِ، أو لَيَخْتِمَنَّ الله على قلوبهم، ثم ليُكْتَبُنَّ من الغافلين". 2291 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد

_ (2289) إسناده صحيح، وهو مختصر 2286. (2290) إسناده صحيح، زيد: هو ابن سلام بن أبي سلام الحبشي، وهو ثقة، وثقه النسائي: أبو زرعة الدمشقي والدارقطني وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 361. والحديث مكرر 2132 وقد فصلنا القول في تعليله هناك. وهذه الرواية هي التي أشرنا إليها من رواية النسائي. (2291) إسناده صحيح، خلف بن الوليد العتكي الأزدي الجوهري: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 /178. خالد: هو ابن عبد الله الطحان. والحديث مختصر 2123 وانظر 2263.

عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المُخنَثِين من الرجال والمترجّلات من النساء. قال: فقلت: ما المترجّلات من النساء؟، قال: المتشبهات من النساء بالرجال. 2292 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا علي بن زيد عن رجل عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على النَّجاشي. 2293 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا بُكَير بن الأخْنَس عن مجاهد عن ابن عباس قال: فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعاً، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعةً. 2294 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة قال: أَخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مِهْرَان عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما مِن أحدٍ

_ (2292) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل الراوية عن ابن عباس. وهو في مجمع الزوائد 3: 37 وقال: "رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم". وصلاة رسول الله على النجاشي ثابتة في الصحيحين وغيرهما من حديث جابر وحديث أبي هريرة، وفي الترمذي والنسائي من حديث عمران بن حصين. انظر المنتقى 1821 - 1825. (2293) إسناده صحيح، وهو مكرر 2177 وانظر 2262. (2294) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 5: 352 وقال: "وهذا أيضاً ضعيف، لأن على بن زيد بن جدعان له منكرات كثيرة "! وذكر الهيثمي أوله في مجمع الزوائد 8: 209 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وزاد: فإنه لم يهمَّ بها ولم يعملها، والطبراني، وفيه علي بن زيد، وضعفه الجمهور، وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح". وعلي بن زيد قد بينا مرارا أنه ثقة، آخرها 2270. "من ولد آدم" في ح "من ولد آم"! وهو خطأ صححناه من ك وابن كثير والزوائد. وانظر 1757، 2167.

من ولد آدم إلاَّ قد أخطأ أو همَّ بخطيئةٍ، ليس يحيى بن زكريا، وما ينبغي لأحد أن يقول أَنا خير من يونس بن متَّى، عليه السلام". 2295 - حدثنا عفان حدثنا شعبة عن عمرو بن مُرَّة عن يحيى بن الجزار أن ابن عباس قال: مررت أنا وغلام من بني هاشم على حمارٍ، وتركناه يأكل من بَقْل بين يديْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم ينصرف، وجاءت جاريتان تَشْتدَّان حتى أخذتا بركبتَي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم ينصرف. 2296 - حدثنا عفان حدثنا شعبة قال قَتادة أخبرني قال: سمعت أبا حسَّان يحدث عن ابن عباس: أِن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر بذي الحُليفة، ثمِ دعا ببدنته، أو أتي ببدنته، فأشْعر صفحةَ سنامها الأيمن، ثم سَلَتَ الدم عنها، وقلدها بنعلين، ثم أتَى راحلتَه، فلما قعد عليها واستوتْ به على البَيْداء أَهَلَّ بالحج. 2297 - حدثنا أَبان بن يزيد حدثنا قَتادة عن أبي العالية الرِّيَاحِي عن ابن عم نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، يعني ابنَ عباس: أَن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهذه الدعوات عند الكَرْب: "لا إله إلا الله العليمُ العظيم، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السمواتِ السبع وربُّ العرش الكريم". 2298 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة عن قَتادة قال: سمعتُ أبا العالية قال سمعت ابن عم نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، ابنَ عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبَهْزٌ قال حدثنا

_ (2295) إسناده صحيح، وهو مكرر 2258. تشتدان: تجريان وتعدوان، والشد: العدو. (2296) إسناده صحيح، وهو مطول 1855، ورواه أبو داود مطولاً 2: 79 - 80. (2297) إسناده صحيح، وهو مكرر 2012. (2298) إسناده صحيح، وهو مكرر 2167 وانظر 2294. وقوله "قال عفان: عبد في أن يقول" كذا في ح وهو غير واضح، وكان فيها "ابن عفان" وزيادة كلمة "ابن" خطأ بين. وفي ك "عبد له أن يقول" وهو غير واضح أيضاً.

شُعبة أَخبرني قَتادة عن أَبى العالية قال: حدثني ابنُ عم نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ينبغي لعبد"، قال عفان: "عبد في أَن يقول: أَنا خير من يونس بن متَّى"، ونسبه إلى أبيه. 2299 - حدثنا عفان حدثنا شعبة أخبرني أبو. بشْر قال سمعت - سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس: أن خالتَه/ أم حُفيْد أهدتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَمْناً وأَضُبّا وأَقطاً، قال: فأكَلَ من السمن وَمن الأقط، وتَرك الأضُبَّ تَقَذُّراً، فأكل على مَائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو كان حراماً لم يؤكل على مائدة رسولَ الله-صلي الله عليه وسلم-، قلت: من قال:"لو كان حراماً"؟، قال: ابنُ عباس. 2300 - حدثنا عفان حدثنا شعبة قال عمرو بن دينار: أنبأني طاوس عن ابن عباس قال: أمرت أن أسجد على سبعة، ولا أَكُفَّ شعراً ولا ثوباً، ثم قال مرة أخرى: أُمر نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أن يسجد على سبع، ولا يكف شعراً وَلا ثوباً. 2301 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة قال أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مِهْيران عن ابن عبِاس: أن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه قد حُبّبَ إليك الصلاةُ، فَخُذ منها ما شئت. 2302 - حدثنا عفان حدثنا أبو الأحوص قال أخبرنا سِماك عن

_ (2299) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 414 - 415 من طريق شعبة. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي". وانظر 1979. "أضب" بفتجع الهمزة وضم الضاء: جمع "ضبّ" مثل "كف وأكف". (2300) إسناده صحيح، وهو مكرر 1940. (2301) إسناده صحيح، وهو مكرر 2205. (2302) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 176 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح". وانظر 2052، 2149.

عكْرمة قال: قال ابن عباس: أُتيت وأنا نائم في رمضان، فقيل لي: إن الليلةَ ليَلةُ القدر، قال: فقمتُ وَأنا ناعس، فتعلَّقتُ ببعض أطناب فسطاط رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، فأتيتُ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- فإذا هو يصلي، قال فنظرت في تلكَ الليلة فإذا هي ليلةُ ثلاثٍ وعشرين. 2303 - حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا ثابت، يعني ابن يزيد، حدثنا هلال عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- كان يبيت الليالي المتتابعةَ طاوياً وأهلُهَ لا يجدون عَشاءً، قال: وكان عامةُ خبزهم خبزَ الشعير. 2304 - حدثنا عفان حدثنا سليمان بن كثير أبو داود الواسطي قال سمعت ابن شهاب يحدث عن أبي سنان عن ابن عباس قال: خطبَنا، يعني رسولَ الله-صلي الله عليه وسلم-، فقال: "يا أيها الناس، كُتب عليكم الحج"، قال: فقام الأقْرع بن حابس فقال: في كل عام يا رسول الله؟، قال: "لو قلتها لوَجَبَت، ولو وجبتْ لم تعملوا بها، أو لم تستطيعوا أن تعملوا بها، فمن زاد فهو تطوُّع".

_ (2303) إسناده صحيح، ثابت بن يزيد: هو أبو زيد البصري الأحول، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 172. هلال: هو ابن خباب العبدي، وهو ثقة مأمون، كما قال ابن معين، وزعم يحيى بن سعيد القطان وغيره أنه تغير قبل موته واختلط، فأنكر ذلك ابن معين وقال: "لا، ما اختلط ولا تغير". وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 210 - 211. والحديث رواه الترمذي 3: 272 عن عبد الله ابن معاوية الجمحي عن ثابت بن يزيد، وقال: "حديث حسن صحيح". ونسبه شارحه أيضاً لابن ماجة. وانظر المواهب اللدنية 1: 308. (2304) إسناده صحيح، سليمان بن كثير أبو داود العبدي الواسطي: قال النسائي: "ليس به بأس إلا في الزهري، فإنه يخطئ عليه"، وأخرج له الشيخان وغيرهما، وهو لم ينفرد بهذا الحديث عن الزهري، كما سيأتي. أبو سنان: هو الدؤلى، واسمه "يزيد بن أمية" وهو تابعي ثفة، سبق في 93 أنه دخل على عمر بن الخطاب، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث. روإه أبو داود 2: 70 - 71 وابن ماجة 2: 108 من طريق سفيان بن

2305 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن عكْرمة عن ابنِ عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف سبعاً وطاف سعياً، وإنما سعَى أَحَبَّ أن يرِيَ النَّاس قُوَّته. 2306 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أخبرنا أبو زُبيد عن الأعمش عن الحَكَمِ عن مقْسَم عن ابن عباس قال: صلى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- بمنًى يوم التروية الظهر. 2307 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لَهِيعة عن أبي الأسود عِن عكْرمة عِن ابن عباس أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "لا يمنعْ أحدُكم أخاه مرفِقَهَ أن يَضَعه على جِدَاره". 2308 - حدثنا قُتيبة بن سعيد حدثنا ابن لَهِيعة عن ابن هُبَيرة عن

_ = حسين، والنسائي 2: 2 من طريق عبد الجليل بن حميد، كلاهما عن الزهري. (2305) إسناده صحيح، وانظر 2077، 2220، 2707. (2306) إسناده صحيح، أبو زبيد: هو عبثر، بفتح العين المهملة والثاء المثلثلة بينهما باء موحدة ساكنة، ابن القاسم الزبيدي الكوفي، وهو صدوق ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 94. وانظر المنتقى 2582، 2583. (2307) إسناده صحيح، أبو الأسود: هو يتيم عروة، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل. المرفق، بفتح الميم وسكون الراء وكسر الفاء، وبكسر الميم وسكون الراء وفتح الفاء: هو ما ارتفق به وانتفع، والمراد هنا ما يحتاج إليه الجار من منفعة بحائط جاره أو نحوه، مما يسمى اليوم "حق الارتفاق" كما مضى نحو معناه في 2098. وقد أشرنا هناك إلى رواية ابن ماجة نحو هذا المعنى من هذا الطريق "ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبته على جداره" هذا لفظ ابن ماجة. (2308) إسناده حسن، ابن هبيرة: هو عبد الله بن هبيرة السبائي، مضى 577. ميمون المكي: ترجم في التهذيب ولم يذكر فيه جرح ولا توثيق، وفي الخلاصة والتقريب: "مجهول"، =

ميمون المكي: أنه رأَى ابن الزبير عبدَ الله، وصلى بهم، يشير بكفَّيه حين يقوم وحين يركع وحين يسجد وحين ينهض للقيام فيقوم فيشير بيديه، قال: فانطلقتُ إلى ابن عباس، فقلتُ له: إني قد رأيت ابن الزبير صلى صلاةً لم أر أحداً يصليها؟، فوصِف له هذه الإشارة، فقال: إن أحببتَ أن تنظر إلى صلاة رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فاقتدِ بصلاة ابن الزبير. 2309 - حدثنا قُتيبة بن سعيد حدثنا يحيى بن زكريا عن داود عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسألُ عنه هذا الَرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه؟، فنزلت {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} قالوا أوتينا علماً كثيراً، أُوتينا التوراة، ومن أُوتي التوراة فقدَ أُوتي خَيراً كثيراً، قال: فأنزل الله عز وجل {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ}. 2310 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة [قال عبد الله بن

_ = هو تابعي كما ترى، فأمره على الستر والعدل حتى يتبين فيه جرح، فلذلك حسنَّا حديثه. والحديث رواه أبو داود 1: 269 عن قتيبة بهذا الإسناد، وسكت عنه، وقال المنذري:" في إسناده عبد الله بن لهعية، وفيه مقال". فلم يعله بجهالة ميمون. وابن لهيعة ثقة عندنا، كما قلنا في 87 وانظر المحلى لابن حزم بتحقيقنا في المسئلة رقم 442 ج 4 ص 87 - 95. (2309) إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند. والحديث رواه الترمذي 4: 137 - 138 عن قتيبة، وقال: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"، ونقل شارحه عن الحافظ أنه قال في الفتح: "رجاله رجال مسلم". ونقله ابن كثير في التفسير 5: 227 عن هذا الموضع. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4: 199 - 200 ونسبه أيضاً للنسائي وابن المنذر وابن حبان وأبى الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه وأبى نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل. وانظر 3688. (2310) إسناده صحيح، ابن مبارك: هو عبد الله بن المبارك. الأسلمي: هو ماعز بن مالك. وانظر=

أحِمِد بن حنبل]: وسمعته أنا من ابن أبي شيبة، حدثنا ابن مبارك عن معْمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- للأسْلميّ: "لعلكَ قبَّلْتَ أَو لَمَسْتَ أو نَظرت؟ ". 2311 - / حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، حدثنا أبو الأحوص عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله-صلي الله عليه وسلم-إذا أراد أن يخرجَ إلى سفر قَال: "اللهم أنت الصاحبُ في السفر، وإلخليفةُ في الأهل، اللهم إني أعِوذ بك من الضُبْنَة في السفر، والكآبة في المُنْقَلَب، اللهم اطْوِ لنا الأرض، وهوِّنْ علينا السفر"، وإذا أراد الرِجوِع قال: "آيبون تائبون عابدوِن، لربنا حامدون"، وإذا دخل أهلَه قال: "توْباً توْباً، لربنا أوْباً، لا يُغادِرُ علينا حوْباً". 2312 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لَيَقرأن القرآنَ أقوامٌ من أمتي يمرقون

_ = 2129، 2202. (2311) إسناده صحيح، أبو الأحوص: هو سلام بن سليم. والحديث في مجمع الزوائد 10: 129 - 130 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى والبزار، وزادوا كلهم على أحمد "آيبون" ورجالهم رجال الصحيح إلا بعض أسانيد الطبراني". وكلمة "آيبون" ثابتة عندنا في المسند، فلعلها كانت ساقطة من نسخة الحافظ الهيثمي. الضبنة، بضم الضاد وكسرها مع سكون الباء وفتح النون: قال ابن الأثير: "ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته، سموا ضبنة لأنهم في ضبن من يعولهم، والضبن (بكسر الضاد): ما بين الكشح والإبط. تعوذ بالله من كثرة العيال في مظنة الحاجة، وهو السفر. وقيل: تعوذ من صحبة من لا غناء فيه ولا كفاية من الرفاق، إنما هوكَلّ وعيال على من يرافقه". توباً: أي توباً راجعاً مكرراً. أوباً: يقال آب أوباً فهو آيب، أي رجع، عن النهاية. الحوب: الإثم. (2312) إسناده صحيح، وهو تابع للإسناد قبله. وهو في مجمع الزوائد 6: 232 وقال: دارواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح"، وفاته أن ينسبه إلى المسند. وانظر 1345، 1379.

من الإسلام كما يمرق السَّهمُ من الرَّمِيَّة". 2313 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَسْتَقبلوا، ولا تحَفِّلُوا، ولا يَنْعِقْ بعضُكم لبعض". 2314 - حدثنا عبد الله بن محمد، [قال عبد الله بن أحمد]:

_ (2313) إسناده صحيح، تابع لإسناد 2311. ولكن لفظه مشكل، ولم أجده في موضع آخر: ففي ح "لا تستقبلوا" بالباء الموحدة، وهو يحتمل معنيين: النهي عن استقبال الركبان، كالحديث الآخر لابن عباس في المنتقى 2838: "لا تَلَقَّوا الركبان، ولا يبيع حاضر لباد، فقيل لابن عباس: ما قوله حاضر لباد؟ قال: لا يكون سمساراً" رواه الجماعة إلا الترمذي. والمعنى الآخر النهى عن القبالات، بفتح القاف، ففي النهاية 3: 226: "في حديث ابن عباس: إياكم والقبالات فإنها صغار، وفضلها رباً. هو أن يتقبل بخراج أو جباية أكثر مما أعطى، فذلك الفضل رباً، فإن تقبل وزرع فلا بأس. والقبالة، بالفتح: الكفالة". وفي ك "لا تستقيلوا" بالياء التحتية، من الاستقالة! وقوله "ولا تحفلوا" هكذا هو في ح، فيكون بتشديد الفاء المكسورة، ويكون معناه النهى عن حبس اللبن في ضرع الشاة ونحوها أياماً حتى يظنها المشتري غزيرة اللبن، وتسمى "المحفّلة" و"المصّراة"، وقد جاء النهي عن ذلك في أحاديث في المنتقى 2941 - 2944، منها حديث ابن مسعود مرفوعاً: "من اشترى محفلة فردها، فليرد معها صاعاً" رواه البخاري. وفي ك "لا تحلفوا"، وهي واضحة. "ولا ينعق بعضكم لبعض": النعيق: دعاء الراعي الغنم، يصيح بها ويزجرها، فنهى عن أن ينادي بعضهم بعضاً بمثل هذا الصوت المنكر. (2314) إسناد"صحيح، يعقوب بن عبتة بن المغيرة بن الأخنس: ثقة، له أحاديث كثيرة وعِلم بالسيرة، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 / 389. وفي ح "عتيبة" بدل "عتبة" وهو تصحيف، وفيها"عن عكرمة بن عباس"، وهو خطأ واضح، صححناهما من ك ومن المراجع الآخر. والحديث في مجمع الزوائد 8: 127 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس". ورواه صاحب الأغاني مختصراً عن جرير الطبري عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق (4: 128 من طبعة دار الكتب =

وسمعته من عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عَبْدَةُ بن سليمان عن محمد ابن إسحاق عن يعقوب بن عُتْبة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صدَّقَ أَميةَ في شيء من شعره فقال: رَجلٌ وثَوْرٌ تحت رِجْل يمينه ... والنسْر للأخرى وليْثٌ مُرْصَدُ فقا ل النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صَدَق"، وقال: والشمس تُطلعُ كل آخِر ليلة ... حمراءَ يصبح لونهُا يتورَّدُ

_ = المصرية). أمية: هو أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر المشهور، ترجمه الحافظ في القسم الرابع حرف الألف من الإصابة: 1/ 133 - 134 وذكر أن ابن السكن ذكره في الصحابة لأنه لم يدركه الإسلام وقد صدقه النبي في بعض شعره، وأشار إلى هذا الحديث. ثم ذكر الحافظ من حديث أبي هريرة مرفوعاً من صحيح البخاري: "وكاد أمية ابن أبي الصلت أن يسلم". ثم عقب على ابن السكن بما ثبت أنه مات في السنة التاسعة "ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافراً، وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر". وله ترجمة في الشعراء لابن قتيبة بتحقيقنا 429 - 433. وقول أمية في البيت الأول "رجل" إلخ، فهو بالراء والجيم، وفي الحيوان للجاحظ (6: 221 - 222 بتحقيق الأستاذ عبد السلام محمد هرون): "قالوا: وقد جاء في الخبر أن من الملائكة من هو في صورة الرجال، ومنهم من هو في صورة الثيران، ومنهم من هو في صورة النسور، ويدل على ذلك تصديق النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمية بن أبي الصلت حين أنشد" وذكر البيت. وانظر الخزانة للبغدادي 1: 120. ووقع في الإصابة ومجمع الزوائد "زحل" بالزاي والحاء، وهو تصحيف من الناسخين أو الطابعين. وقوله في البيت الثالث "في رسلها" الرسل، بكسر الراء وسكون السين: الرفق والتؤدة. ورواية ابن قتيبة والخزانة* ليست بطالعة لهم في رسلها. وقال ابن قتيبة: "يقولون: إن الشمس إذا غربت امتنعت من الطلوع، وقالت: لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله، حتى تدفع وتجلد فتطلع"! هكذا قال، وما ندري ما وجهه. وفي ح "تأتي" بدل "تأبى" وهوتصحيف، صححناه من ك ومجمع الزوائد والأغاني 3: 130.

تأبَى فما تَطْلُعْ لنا في رِسْلِها ... إلاّ معذبةً، وإلاّ تُجْلدُ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صدَق"َ. 2315 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، حدثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن قَتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس عِلى من نام ساجداً وضوء، حتى يضطجعَ، فإنه إذا اضطجع استرختْ مفاصلُه". 2316 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا منه، حدثنا أبو خالد الأحمر عن حَجّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس: أَن رجلاً أخذ امرأَةً أَو سباها، فنازعتْه قائمَ سيفه، فقتلها، فمرَّ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأُخبِر بأمرها، فنهى عن قتل النساء. 2317 - وإن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- بَعثَ إلى مؤْتَهً، فاستعمل زيداً، فإن قُتل

_ (2315) إسناده ضعيف، وله علة. يزيد بن عبد الرحمن: هو أبو خالد الدالاني، وهو ثقة كما قلنا في 2137، ولكنه لم يسمع من قتادة، كما نص عليه أحمد بن حنبل والبخاري. وقتادة لم يسمع من أبي العالية إلا أربعة أحاديث، ذكرها أبو داود في سننه 1: 80 - 81، وليس هذا منها، وقال: "هو حديث منكر، لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن قتادة". وقال أيضاً: "ذكرت حديث الدالاني لأحمد بن حنبل، فانتهرني استعظاماً له، فقال: ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة؟! ولم يعبأ بالحديث". وانظر المنتقى 322 وشرحنا على الترمذي 1: 111 - 113 ونصب الراية 1: 44 - 45. وانظر 2196. (2316) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 316 وأعله بالحجاج بن أرطأة. والنهي عن قتل النساء ثابت من حديث ابن عمر عند الشيخين وغيرهما، انظر المنتقى 3271. وذلك إذا لم يباشرن القتال ولم يُعِنّ عليه. (2317) إسناده صحيح، وهو تابع للإسناد قبله. وقد سبق نحوه بمعناه من حديث الحجاج عن =

زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فابنُ رواحة، فتخلَّفَ ابنُ رواحة، فجمَّع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرآه، فقال له: "ما خلّفَكَ؟ "، قال: أجَمِّعُ معك، قال: "لَغَدْوة أَوْ رَوْحَةٌ خير من الدنيا وما فيها". 2318 - وقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ليس منا من وطئ حُبْلَى". 2319 - حدثنا عبد الله بين محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا منه، حدثنا علي بن مُسْهِر عن ابن أبي ليلى عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: أُصيبَ يومَ الخندق رجل من المشركين، وطلبوا إَلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجُنَّوه، فقال: َ "لا، ولا كرامةَ لكم"، قالوا: فإنَّاً نجعلُ لك على ذلك جُعْلاً! قَال: "وذلك أَخْبث وأخبث". 2320 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]:

_ = الحكم 1966. وانظر شرحنا على الترمذي 2: 405 - 406 والجامع الصغير 5758. "فجمع مع رسول الله" بتشديد اليم: أي صلى الجمعة معه. (2318) إسناده صحيح، وهو تابع لا قبله. وهو في مجمع الزوائد 4: 299 - 300 ونسبه أيضًا للطبراني. وذكر حديثاً بمعناه لابن عباس 6: 4 "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن توطأ الحامل حتى تضع. رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات". (2319) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن، سبق أن بينا حاله وحسنّا حديثه في 778. والحديث رواه الترمذي 3: 37 من طريق الثوري عن ابن أبي ليلى، وقال: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحكم، ورواه الحجاج بن أرطأة أيضاً عن الحكم. وقال أحمد بن الحسن: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ابن أبي ليلى لا يحتج بحديثه. قال محمد بن إسماعيل [يعني البخاري]: ابن أبي ليلى صدوق، ولكن لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه، ولا أروي عنه شيئاً. وابن أبي ليلى هو صدوق فقيه، وربما يهم في الإسناد". ورواية الحجاج بن أرطأة التي أشار إليها الترمذي مضت 2230 - "أن يجنوه" أي يدفنوه ويستروه، ويقال للقبر "جنن" بفتحتين. (2320) إسناده ضعيف، حسين: هو ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، وهو ضعيف، كما =

وسمعتُه أنا منه عِن حسين عن عكْرمة عن ابن عباسِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في ثوبٍ واحد مُتَوشِّحاً به، يتقي بفُضُوله حَرَّ الأرض وبَرْدها. 2321 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا منه، حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود عن عكْرمة عن ابن عباس قال: مرّ أبو جهل فقال: ألم أنهك؟، فانتهره النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له أبو جهل: لمَ تنتهرُني يا محمد؟، فوالله لقد علمتَ ما بها رجل أكثرَ نادياً منِّي!!،َ قال: فقال جِبريل عليه السلام: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}، قال: فقال ابَن عباس: والله لو دعا نادِيه لأخذتْه زبانيُة العذاب. 2322 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا منه، قالِ: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الحَجّاج - عن الحَكَم عن مقْسم عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه/ كان يخطب يوم

_ = مضى 39. والحديث في مجمع الزوائد 2: 48 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح"! وهو وهم منه وخطأ، في كان حسين هذا من رجال الصحيح، ولا روى له واحد من صاحبي الصحيحين. وانظر المنتقى 970 وما سيأتي 2385. (2321) إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند. ورواه الترمذي بنحوه 4: 216 عن عبد الله بن سعيد الأشج عن أبي خالد الأحمر، وقال: "حديث غريب حسن صحيح". وذكره ابن كثير في التفسير 9: 248 ونسبه أيضاً للنسائي وابن جرير. وانظر 3045. وقال الهيثمي 228/ 8: "في الصحيح بعضه ورواه أحمد من طريق ذكوان عن عكرمة، ولم أعرف ذكوان، وبقية رجاله رجال الصحيح!. فيظهر أن في النسخة عند الهيثمي: ذكوان وهو تحريف وصوابه داود كما هنا وفيما يأتي 3045 وهو داود بن أبي هند. وقال الهيثمي 8/ 228 في الصحيح بعضة. ورواه أحمد من طريق ذكوان عن عكرمة، ولم أعرف ذكوان ولقية رجاله رجال الصحيح. فيظهر أن في النسخة عند الهيثمي: ذكوان وهو تحريف وصوابه داود كما هنا وفيما يأتي 3045 وهو داود بن أبي هند (2322) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 187 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى

الجمعة قائماً، ثم يقعد، ثم يقوم فيخطب. 2323 - حدثنا عثمان بن محمِد [قال عبدِ الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا من عثمان بن محمد، حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منكم من أحدٍ إلا وقد وُكل به قَرينه من الشياطين"، قالوا: وأنت يا رسول الله؟، قال: "نعم، ولكن الله أَعانني عَليه فأَسْلَمُ". 2324 - حدثنا عِثمان بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا منه، حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: ليلة أُسريَ بنبى الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل الجنة، فسمع من جانبها وجْساً، قال: "يا جبريل، ما هذا؟ "، قال: هذا بلال المؤذن، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حين جاءَ إلى الناس: "قد أفلح بلال، رأيت له كذا وكذا"، قال: فلقيه موسى - صلى الله عليه وسلم -، فرحَّب به، وقال: مرحباً بالنبى الأميّ، قال: فقال: وهو رجُل آدَمُ طويل سَبْطٌ شَعَرُه، مع أذنيه أو فوقهما، فقال: "من هذا يا جبريل؟ "، قال: هذا موسى عليه السلام، قال: فمضى، فلقيه عيسى، فرحَّب به، وقال "من هذا يا جبريل؟ "، قال: هذا عيسى، قال: فمضى، فلقيه شيخ جليل مهِيب، فرَحَّب به وسلَّمَ عليه، وكلهم يسلم عليه، قال: "من هذا يا جبريل؟ "، قال: هذا أبوك إبراهيم، قال:

_ = والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال الطبراني ثقات". ومعناه ثابت عند الجماعة من حديث ابن عمر، كما في المنتقى 1614. (2323) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 225 وقال: "رواه أحمد والطبراني والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير قابوس بن أبي ظبيان، وقد وثق على ضعفه". وقابوس ثقة، كما بينا في 1946. ومعنى الحديث ثابت في صحيح مسلم 2: 346 من حديث ابن مسعود وحديث عائشة. قوله "فأسلم" قال النووي في شرح مسلم 17: 157: "برفع الميم وفتحها، وهي روايتان مشهورتان. فمن رفع قال: معناه أسلم أنا من شره وفتنته. ومن فتح قال: إن القرين أسلم، من الإسلام وصار مؤمنَا". (2324) إسناده صحيح، هو في تفسير ابن كثير 5: 126 - 127 وقال: "إسناده صحيح ولم

فنظر في النار فإذا قوم يأكلون الجِيَف، فقال: "من هؤلاء يا جبريل؟ "، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس، ورأى رجلاً أحمر أزرقَ جَعْداً شَعثاً،! إذا رأيتَه، قال: "من هذا يا جبريل؟ "، قال: هذا عاقرُ الناقة، قال: فلماَ دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجدَ الأقصى قام يصلِّي، فالتفتَ ثم التَفتَ، فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقدحين، أحدهما عن اليمين، واِلآخر عن الشمال، في أحدهما لبن، وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح: أَصَبْت الفِطْرَة. 2325 - حدثنا عثمان بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه منه، قال: حدثنا جَرير عن الأعمش عن سالم بن أَبي الجَعْد عن كُريب عن ابن عباس قال: قمتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة عن شماله فأقامني عن يمينه. 2326 - حدثنا عثمان بن محمد حدثنا جَرير عن الأعمش عن سُمَيْع الزَّيَّات مولى ابن عباس عن ابن عباس، مثل ذلك. 2327 - حدثنا عثمان بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أَنا منه، حدثنا جَرير عن ليث بن أَبى سُليم عن عبد الملك بن سعيد عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَنا

_ = يخرجوه". وانظر 2197، 2198. الوجس، بفتح الواو وسكون الجيم: الصوت الخفي. (2325) إسناده صحيح، وهو مختصر 2276. (2326) إسناده صحح، سميع الزيات الكوفي أبو صالح الحنفي مولى ابن عباس: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، كما في التعجيل 169. والحديث مكرر ما قبله، ورواه الدارمي 1: 153 عن قبيصة عن الثوري عن الأعمش. (2327) إسناده صحيح، عبد الملك بن سعيد بن جبير: ثقة أخرج له البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: "عزيز الحديث ثقة" وهو يروي عن أبيه وعن عكرمة. والحديث مختصر 2281، 2282.

فَرَطُكم على الحوض، فمن وَرَد أَفلح، ويؤتَى بأقوام فيؤخذُ بهم ذاتَ الشَّمال، فأقول: أَي ربّ، فيقال: مازالوا بعدَك يرتدون على أعقابهم". 2328 - حدثنا عثمان بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا منه، قال: حدثنا جَرير عن ليث بن أبي سُليم عن عبد الملك بن سعيد بن جُبير عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتفاءل ولا يتطَّير، ويعجبه الاسَم الحسَن. 2329 - حدثنا عثمان بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا من عثمان بن محمد، حدثنا جَرير عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جُبير عن عكْرمة عن ابن عباس يرفعه إلِى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منَّا من لم يوقَّر الكبير ويَرْحَمِ الصغير ويأمر بالمعروف وينهِى عن المنكر". 2330 - حدثنا عثمان بن محمد حدثنا جرير عن ليث عن طاوس

_ (2328) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 47 ونسبه أيضاً للطبراني. (2329) إسناده صحيح، دوواه الترمذي 3: 122 من طريق شريك عن ليث عن عكرمة، وقال: "حديث غريب"، وفي بعض نسخه: "حسن غريب". وذلك عندي لأنه شك في أن ليثاً سمعه من عكرمة، وقد تبين من رواية المسند هنا أنه لم يسمعه منه، بل رواه عنه بواسطة عبد الملك بن سعيد، فزالت علة الإرسال أو شبهته. قال الترمذي: "قال بعض أهل العلم: ليس منا: ليس من سنتنا، يقول: ليس من أدبنا. وقال علي بن المديني. قال يحيى ابن سعيد: كان سفيان الثوري ينكر هذا التفسير، ليس منا، يقول: ليس مثلنا". قوله "وينهى" هكذا ثبت في ح ونسخة بهامش ك، وهو من إثبات المجزوم علي. صورة المرفوع، وله شواهد كثيرة وفي ك والترمذي "وينه" على الجادة. (2330) إسناده صحيح، وهو في المنتقى 2498 والجامع الصغير 3951 ونسباه لأحمد فقط، ونسبه في مجمع الزوائد 3: 228 - 229 أيضاً لأبي يعلى والبزار والطبراني في الكبير والأوسط.

عن ابن عباسِ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خمس كلهنّ فاسقة، يقتلُهن المُحْرم، ويُقْتلن في الحرَم: الفأرة، والعقرب، والحية، والكلب العَقُور، والغراب". 2331 - حدثنا عثمان حدثنا جَرير عن حُصين بن عبد الرحمن عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خمس كلهنَّ فاسقة، يقتلهنَ المُحْرِم، ويقتلن في الحرم"، مثله. 2332 - حديث عثمان حدثنِا جَرير عن حُصين بن عبد الرحمن عنِ عكْرمة عن ابن عباس قال: ما سَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً إلا وقد علمْتُه غير ثَلاث، لا أَدْري كان يقرأ في الظهو والعصر/ أَم لا، ولا أدري كيف كان يقرأً: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أو (عُسيَّا)؟، قال حُصين: ونسيتُ الثالثة، قال عبد الله [بن احمَدَ بن حنبل]:َ سمعتُها كلها أنا من عثمان بن محمد {عِتِيًّا}. 2333 - حدثنا عثمان بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا منه، حدثنا جَرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد ابن جُبير عنِ ابن عباس قال: سأَلِ أهل مكة النبيَّ -صلي الله عليه وسلم- أن يجعل لهمِ الصَّفَا ذهباً، وأَن يُنحِّي الجبال عنهم فيَزْدرِعُوا، فقيل له: إن شئت أن تستأني بهمِ، وإن شئتَ أن تؤتيهم الذي سأَلوا، فإن كفروا أُهْلِكوا كما أَهْلَكتُ منْ قبلَهم، قال: "لا، بل أستأني بهم"، فأَنزل الله عزّ وجل هذه الآية: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً

_ (2331) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد فات هذا الإسناد صاحب مجمع الزوائد، لأنه قال في الحديث الذي قبله: "فيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس"، فنسي هذا الإسناد الذي ليس فيه ليث. (2332) إسناده صحيح، وهو مطول 2246. وانظر 2238، 3092. (2333) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 5: 197 والتاريخ 3: 52 وقال: "وهكذا رواه النسائي عن جرير". وقد سبق معناه بإسناد آخر 2166.

2334 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا سفيان عِن محمد بن عبد الرحمن عن كُريب عن ابنِ عباس قال: كان اسم جُوَيْرِيَةَ بَرّةَ، فكأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَره ذلك، فسماها جُويْريَةَ، كراهة أن يقال خَرج من عند بَرَّة، قال: وخرج بعد ما صلى فجاءها، فقالت: ما زلْتُ بعدكَ يا رسول الله دائبةً، قال: فقال لها: "لقد قلتُ بعدَك كلماتٍ لو وُزِنَّ لرَجحْن بما قُلْتِ: سبحان اللهِ عَدَدَ ما خلق الله، سبحان الله رضاءَ نفسه، سبحان الله زِنَة عرشِه، سبحان الله مِدَادَ كلماته". 2335 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سمَاك بن حرب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صومواَ لرؤيته، وأفطروا لرؤيتهَ، فإن حال دونه غَيَايةٌ، فأكَملوا العدةَ، والشهرُ تسعُ وعشرون"، يعني أنه ناقص.

_ (2334) إسناده صحيح، أسود بن عامر: لقبه "شاذان"، وهو ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. محمد بن عبد الرحمن بن عبيد مولى آل طلحة:: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وقال سفيان بن عيينة: "كان أعلم من عندنا بالعربية"، روى عنه السفيانان وغيرهما. وسفيان في هذا الإسناد: هو الثوري. والحديث رواه ابن سعد في الطبقات 8: 84 - 85 عن قبيصة بن عقبة عن الثوري، وأشار الحافظ في الإصابة 8: 44 إلى أنه رواه الترمذي من طريق شعبة عن محمد بن عبد الرحمن. جويرية: هي بنت الحرث، أم المؤمنين، رضي الله عنها. دائبة أي دائمة مجدة في العبادة والعمل. وفي رواية ابن سعد: "ثم جاء وهي في مصلاها". (2335) إسناده صحيح، وهو مكرر 01985 الغياية:، بياءين مثناتين تحتين: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه، كالسحابة وغيرها. وفي ح "غيابة" بالباء الموحدة، وأثبتنا ما في ك، وهو الصواب، ونقل شارح الترمذي 2: 34 عن العيني قال: "هذا هو المشهور في ضبط هذا الحديث. وقال ابن العربي: يجوز أن يجعل بدل الياء الأخيرة باء موحدة، من الغيب، تقديره: ما خفي عليك واستتر".

2336 - حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن الأعمش عن مسلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أَفأَقضيه عنها؟، فقال: "لو كان علىِ أُمك دين أكنت قاضيَه عنها؟ "، قال: نعم، قال: "فدَيْنُ الله أحقُّ أن يُقْضَى"، قال سليمان: فَقال الحَكَم وسَلَمة بن كُهَيل ونحن جميعاً جلوس حين حدَّث مسلم بهذا الحديث، قالا: سمعنا مجاهداً يذكر هذا عن ابن عباس. 2337 - حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرني وُهَيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجرَه، واسْتعط. 2338 - حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا وُهيب أخبرنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: سئل عن الذبح والرمي والحلق والتقديم والتأخير؟، فقال: "لا حَرَج".

_ (2336) إسناده صحيح، وهو مكرر 2005. وانظر 3049. سليمان: هو الأعمش, سليمان بن مهران. وهذا الذي ذكره الأعمش إسنادان آخران للحديث صحيحان، سمعه من مسلم البطين عن سعيد بن جبير، ومن الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل عن مجاهد، كلاهما عن ابن عباس. قوله "حدث مسلم" في ح "حديث مسلم"،:هو خطأ واضح، وصححناه من ك. (2337) إسناده صحيح، وقد مضى نحوه بإسنادين ضعيفين 2155، 2249، وسيأتي مرة أخرى بإسناد صحيح من هذا الوجه 02659 أستعط: من السعوط بفتح السين، وهو ما يجعل من الدواء في الأنف. وفي ح "وأسقط"، وهو تصحيف صححناه من ك ومن الرواية الآتية 2659. (2338) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في المنتقى 2628. وانظر ما مضى 1857، 1858.

2339 - حدثنا عبد الوهاب الخفَّاف قال أخبرني محمد بن الزبير عن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتِي بكتفٍ مشوية، فأكل منها نُتَفاً، ثم صلى ولم يتوضأمن ذلك. 2340 - حدثنا مكيّ بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند أنه سمع أباه يحدث عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الصحةَ والفراغَ نعمتان من نعم الله، مغبونٌ فيهما كثير من الناس". 2341 - حدثنا عتَّاب بن زياد حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا موسى بن عقبة عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه حدثه أنه سمع ابن عباس يقول: رأيت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- أكل من كتف أو ذراع ثم قام فصلى ولم يتوضأ. 2342 - حدثنا إسماعيل بن عمر قال حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من شر المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والمات".

_ (2339) إسناده ضعيف، محمد بن الزبير التميمي الحنظلي: ضعيف، قال البخاري في الضعفاء 31: "منكر الحديث" وقال في التاريخ الكبير 1/ 1/ 86: "فيه نظر"، وضعفه أيضاً ابن معين والنسائي وأبو حاتم. ومعنى الحديث صحيح، مضى مراراً ,آخرها 2289. (2340) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 196 عن مكي بن إبراهيم بلفظ "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ"، وأشار الحافظ إلى أن الدارمي رواه عن مكي كرواية المسند، ورواه أيضاً الإسماعيلى في مستخرجه، كما في الفتح، والترمذي وابن ماجة، كما في الجامع الصغير 9280. (2341) إسناده صحيح، وهو مختصر 2286. وانظر 2339، 2377. (2342) إسناده صحيح، وهو من مسند أبي هريرة، ذكر هنا للحديث الذي بعده.

2343 - حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن ابن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس، مثلَه، غير أنه قال: "من فتنة المسيح الدجال". 2344 - قال عبد الوهاب أخبرنا هشام عن قَتادة عن أبي/ العالية عن ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو عند الكرب: "لا إِله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله [أنت] رب العرش العظيم، لا إله إلا أنت رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم". 2345 - حدثنا عبد الوهاب أخبرنا سعيد عن قَتادة عن أبي العالية الرِّياحي عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله، يعني مثل دعاء الكرب. 2346 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا عُبيد الله بن عمر عن

_ (2343) إسناده صحيح، وقد مضى من طريق مالك أيضاً 2168، وانظر الحديث السابق. (2344) إسناده صحح، وهو مكرر 2297. في ح "عن ابن عباس مثله أن نبي الله" إلخ، وزيادة كلمة "مثله" هنا لا معنى لها، وهي ثابتة أيضاً في ك، ولكن ضرب عليها، فحذفناها. كلمة [أنت] زيادة ثابثة في ح، وليست في ك. (2345) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2346) إسناده ضعيف، زائدة بن أبي الرقاد الباهلي: ضعيف، قال البخاري في الكبير 2/ 1 / 396: "منكر الحديث" وكذلك قال النسائي في الضعفاء 13، وقال أبو حام: "يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندري منه أو من زياد". زياد النميري: هو زياد بن عبد الله، ضعفه ابن معين وغيره، وقال ابن عدي: "عندي إذا روى عنه ثقة فلا بأس بحديثه" وذكر له أحاديث، وقال "البلاء من الرواة عنه، لا منه". وهذا هو الصحيح، ولذلك ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 328 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث في مجمع الزوائد في موضعين 2: 165 مطولاً وقال: "رواه البزار، وفيه زائدة ابن أبي الرقاد، قال البخاري: منكر الحديث، وجهله جماعة"، و3: 140 مختصراً ونسبه للبزار والطبراني في الأوسط، فنسي في الموضعين أن ينسبه إلى المسند! ومردّ ذلك عندي أنه من مسند أنس وأُثبت هنا في غير موضعه، أثناء مسند ابن عباس، ولم يذكر في مسند أنس فيما تتبعتُ. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

زائدة بن أبي الرُّقَاد عن زياد النُّميري عن أنس بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا فْى رجب وشعبان، وبارك لنا في رمضان"، وكان يقول: "ليلةُ الجمعة غراءُ ويومُها أَزْهَر". 2347 - حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قَتادة عن أبي العالية الرّياحي حدثنا ابن عم نبيكم، ابنُ عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيتُ ليلةَ أُسري بي موسىِ بن عمران عليه السلام رجلاً آدمَ طوَالاَ جَعْد الرأس، كأنه من رجال شَنُوءة، ورأيت عيسى ابن مريم عليه السلام مربوعَ الخَلق، في الحمرة والبياض، سبطاً". 2348 - حدثنا عَبيدة بن حُمَيد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس: أن رسول الله فَي قال لأصحابه "اجعِلوها عمرةً، فإني لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ لأمرتُكم بها، وليحلَ من ليس معه هَدْي"، وكان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هديٌ، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دخلت العمرُة في الحج إلى يوم القيامة"؟ وخلَّل بين أصابعه. 2349 - حدثنا عَبيدة بن حُميد حدثنا يزيد بن أبي زياد عن رجل عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فعرَّس من الليل، فرقد ولم

_ (2347) إسناده صحيح، وهو مكرر 2197، 2198. وانظر 2324. (2348) إسناده صحيح، وهو مختصر 2287. قوله "وليحل" في ح "ويحل" دون لام الأمر، وأثبتنا ما في ك. (2349) إسناده ضعيف، لجهالة شيخ يزيد. والحديث في مجمع الزوائد 1: 321 وقال: "فرواه أحمد عن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن ابن عباس، ورواه أبو يعلى والبزار والطبراني عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن سلمة عن مسروق عن ابن عباس، ورجال أبي يعلى ثقات". وتميم بن سلمة الكوفي: ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 153 - 154 وذكر أنه رأى عبد الله بن الزبير. وأصل القصة =

يستيقظ إلا بالشمس، قال: فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالاً فأذّن، فصلى ركعتين، قال؟ فقال ابن عباس: "ما تسرني الدنيا وما فيها بها"، يعني الرخصة. 2350 - حد ثنا عَبيدة حدثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة يريد مكة، فصام حتى أتى عُسْفان، قال: فدعا بإناء فوضعه على يده حتى نظر الناس إليه، ثم أفطر، قال: فكان ابن عباس يقول: من شاء صام ومن شاء أفطر. 2351 - حدثنا حسين حدثنا شيبان عن منصور، فذكره بِإسناده ومعناه. 2352 - حدثنا عَبيدة حدثني قابوس عن أبي ظبيان عن ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل إليهم مسرعاً، قال: حتى أفزعَنا من سرعته، فلما أنتهى إلينا قال: "جئتُ مسرعاً أخبركم بليلة القدر فأُنسيتُها بيني وبينكم، ولكل التمسوها في العشر الأواخر من رمضان". 2353 - حدثنا عَبيدة حدثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة؟ "إن هذا البلد حرامٌ، حرمه الله يومَ خَلَق السمواتِ والأرض، فهو حرام حرّمه الله إِلى يوم القيامة، ما أُحِلَّ

_ = ثابت من حديث أبي قتادة عند مسلم، كما في المنتقى 613. (2350) إسناده صحيح، وهو مطول 2185. (2351) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2352) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد3: 178 ولم يسقه كاملا، وقال. "رواه الطبراني في الكبير، وفيه كلام، وقد وثق"! وهذا كلام ناقص، الظاهر أنه سقط من الطبع شيء هو يريد أُن يقول: وفيه قابوس بن أبي ظبيان، وفيه كلام، وقد وثق. وقد قال صاحب جا الزوائد في قابوس نحو هذا، فيما مضى 2323. وقابوس ثقة، كما قلما في 1946. وانظر 2052، 2149، 2302. (2353) إسناده صحيح , وهو مطول 2279.

لأحد فيه القتلُ غيري، ولا يحلُّ لأحد بعدي فيه، حتى تقوم الساعة، وما أحلَّ لي فيه إلا ساعة مِن النهار، فهو حرامِ حرّمه الله عز وجل إلى أن تقوم السَاعة، ولا يُعْضَدُ شَوْكُه، ولا يُخْتَلَى خلاَه، ولا يُنَفَّر صيدُه ولا تُلْتقَطُ لُقَطَته إلاَّ لمعُرَفٍ"، قال: فقال العباس، وكان من أهل البلد، قد عَلمَ الدي لا بد لهمَ منه: إلاَّ الإذخرَ يا رسول الله، فإنه لابدّ لهم منه، فإنهَ للقبور والبيوت، قال: فقال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إلاَّ الإذْخِر". 2354 - حدثنا عَبيدة قال حدثني واقد أبو عبد الله الخياط عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: أُهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمن وأَقطٌ وضَبّ، فأكل السمن والأقط، ثم قال للضب: "إن هذا الشيءَ ما أكَلتُه قط، فمن شاء أن يأكلَه فليأكله"، قال: فأكل على خِوَانِه. 2355 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا هشام، يعني ابن حسان، حدثنا عِكْرمة عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم، في رأسه، من صُداع كان به، أو شيء كان به، بماءٍ يقال لَحْيُ جَمَلٍ. 2356 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا هشام بن أبي عبد الله

_ (2354) إسناده صحيح، واقد أبو عبد الله الخياط مولى زيد بن خليدة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/173 - 174 وقال: "قال يحيى القطان: أثنى عليه الثوري". وانظر 1978، 1979، 2299. "إن هذا الشيء" في ك "إن هذا شيء". (2355) إسناده صحيح، محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري: ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، من تلاميذه أيضاً ابن المديني والبخاري، وترجمه في الكبير 1/ 1/ 132. وانظر 1943، 2186، 2243. "لحي جمل" بفتع اللام وسكون الحاء: موضع بين مكة والمدينة. (2356) إسناده صحيح، وانظر 723، 1984. كلمة "يودى" رسمت في ح بهمزة فوق الواو، =

حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عكْرمةَ عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُودى المكاتَبُ بقدرَ ما أدَّى ديةَ الحر, وبقدر ما رَقَّ دية العبد". 2357 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني حسين ابن عبد الله عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لما اجتَمع القوم لغَسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليسَ في البيت إلا أهلُه، عمه العباس بن عبد المطلب، وعلى بن أَبي طالب، والفضل بن العباس، وقُثَم بن العباس، وأسامة بن زيد بنِ حارثة، وصالح مولاه، فلما اجتمعوا لغَسْله نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري، ثم أحد بنِي عوف بن الخزرج، وكان بدرياً، علي بن أبي طالب، فقال له: يا علي، نَشدتك الله وحطّنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال له علي: ادخلْ، فدخل، فحَضر غَسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يَلِ من غَسله شيئاً، قال: فأسنده إلى صدره وعليه قميصُه، وكان العباس والفضل وقُثم يقلبونه مع علي بن أَبى طالب، وكِان أسامة بن زيد وصالح مولِاهما يصبان الماء، وجعل علىّ يغْسله، ولم يُرمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء مما يُرى من الميت، وهو يقول: بأبي وأمَي، ما أطيبكَ حياً وميتاً، حتى إذا فرغوا من غَسل رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، وكان يُغسل بالماء والسّدْر، جَفَّفوه، ثمِ صنع به ما يُصنع بالميت، ثم أُدْرِجَ في ثلاثة أثواب، ثوبينَ أبيضين وبرد حبرةٍ، ثم دعا العباس رجلين، فقال: ليذهبْ أحدُكماً إلى أبي عُبيدة بن الجرَّاح، وكان أبو عبيدة

_ = وهو خطأ، كما بينا في 723. (2357) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله، كما ذكرنا في 39 وقد روي بعضه هناك أثناء مسند أبي بكر، وبعضه أيضاً في سيرة ابن هشام 1019 عن ابن إسحق. وساقه ابن كثير بتمامه في التاريخ 5: 260 - 261 عن هذا الموضع، وقال: "انفرد به أحمد". في ح "مما يراه من الميت" وصححناه من ك.

يَضْرَحُ لأهل مكة، وليذهب الآخر إلى أبي طلحة بن سهل الأنصاري، وكان أبو طلحة يَلْحَد لأهل المدينة، قال: ثم قال العباس لهما حين سَّرحهما: اللهم خرْ لرسولك، قال: فذهبا، فلم يجد صاحبُ أبي عُبيدة أبا عُبيدة، ووجد صاحَبُ أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به فلَحَدَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2358 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثنا خصيف ابن عبد الرحمن الجَزَرِي عن سعيد بن جبير قال: قلت لعبد الله بن عباس: يا أبا العباس، عجباً لاختلاف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إهلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أوْجَب؟!، فقال: إني لأعْلمُ الناس بذلك، إنها إِنما كانت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة واحدةً، فمن هنالك اختلفوا، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجاً، فلما صلى في مسجده بذي الحليفة ركعتيه أوْجب في مجلسه، فأهل بالحج حين فرغ من ركعتيه، فسمع ذلك منه أقوامٌ، فحفظوا عنه، ثم ركب، فلما استقلَّت به ناقتُه أَهَلَّ وأدرك ذلك منه أقوام، وذلك أن الناس إنما كانوا يأتون أرْسالاً، فسمعوه حين استقلَّتْ به ناقتُه، يهل، فقالوا: إنما أهل رسِوِل الله - صلى الله عليه وسلم - حين استقلَّتْ به ناقته، ثم مضى رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، فلما علا على شَرَف البيداء، أهلّ، وأدركٍ ذلك منه أقوام، فقالوا: إنما أهل رسول الله-صلي الله عليه وسلم- حين علا على شرف البيداء، وايْمُ الله لقد أوجبَ في مَصَلاَّه، وأهلّ حين استقلَّتْ به ناقته، وأهَلَّ حين علا على شرف البيداء، فمن أخذ بقول عبد الله بن عباس أهلّ في مصلاّه إِذا فرغ من ركعتيه.

_ (2359) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 84 عن محمد بن منصور عن يعقوب بن إبراهيم ابن سعد. قال المنذري: "في إسناده خصيف بن عبد الرحمن الحراني، وهو ضعيف". وخصيف: ثقة، كما رجحنا في 1831. "استقلت به ناقته": أي ارتفعت وتعالت. "شرف البيداء": ما ارتفع منها وعلا، والشرف: كل نشز من الأرض قد أشرف على ما حوله، سواء كان رملاً أو جبلاً. قوله "فمن أخذ بقول عبد الله بن عباس" إلخ، هو من كلام سعيد بن جبير، كما بين ذلك في أبي داود. وانظر 2296.

2359 - حدثنا يعِقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني رجل عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جَبْر عن ابن عباس قال: أَهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجةَ الوداع مائةَ بدنة، نحر منها ثلاثين بدنةً بيده، ثم أمر علياً فنحر ما بقى منها، وقال: "اقسم لًحومها وجِلالها وجلودها بين الناس، ولا تعطينَّ جرَّاراً منها شيئاً، وخُذ لنا من كِل بِعير حُذْيةً من لحمٍ، ثم اجعلها في قدْرٍ واحدة، حتى نأكل من لحمها ونحْسُو من مرقها"، ففَعل. 2360 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد ابن مسلم الزهري عن كُريب مولىِ عبد الله بنِ عباس عن عبد الله بن عباس قال: قلت له: يا أبا العباس، أرأيت قولك: ما حَجَّ رجل لم يَسُقِ الهديِ معه ثم طاف بالبيت إلاَّ حَل بعمرة، وما طاف بها حاجُّ قد ساق معه الهدي إلا اجتمعتْ له عمرة وحجةَ، والناس لا يقولون هذا؟، فقال: ويحك! إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ومن معه من أصحابه لا يذكرون إلا الحج، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لم يكن معه الْهَدْيُ أن يطوف بالبيت ويُحِلَّ بعمرة، فجعل الرجل منهم يقول: يا رسول الله، إِنما هو الحج؟، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه ليس بالحج، ولكنها عمرة". 2361 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال حدثني

_ (2359) إسناده ضعيف، لإبهام شيخ ابن إسحق. وهو في مجمع الزوائد 3: 225 - 226 ونسبه للمسند وأعله بهذا. وانظر 1374، 1869، 2287. الحذية، بضم الحاء وسكون الذال: القطعة من اللحم تقطع طولا. (2360) إسنادهـ صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 23، ونسبه للمسند وقال: "رجاله ثقات" وقال أيضاً: "هو في الصحيح باختصار". وانظر 2141، 2152، 2223، 2277، 2287، 2348. (2361) إسناده صحيح, وانظر 2274.

عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: ما أعمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة ليلة الحصبة إلا قطعاً لأمر أهل الشرك، فإنهم كانوا يقولون: إذا برأ الدَّبَرْ، وعَفَا الأثر، ودخل صفر، فقد حلَّت العمرةُ لمن اعتمر. 2362 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله ابن أبي نَجيح عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدِ كان أهدى جمل أبي جهل، الذي كان استَلَبَ يومَ بدر، في رأسه بُرةٌ من فضة، عامَ الحديبية، في هديه، وقال في موضع آخر: ليَغِيظ بذلك المشركين. 2363 - حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني بُشَير بن يَسَار مولى بني حارثة عن عبد الله بن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتحِ في رمضان، فصام رمضان وصام المسلمون معه، حتى إذا كان بالكَديد دعا بماء في قَعْبِ وهو على راحلته، فشرب والناسُ ينظرون، يعلمهم أنهَ قد أفطر، فأفطر المسلمَون. 2364 - حدثنا يعقوب حدثني أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عنِ ابن عباس: أنه قال: كان أهل الكتاب يَسْدلون أَشعارَهم، وكان المسلمون يَفْرِقون رؤوسهم، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه مِوافقة أهلِ الكتاب في بعض ما لم يؤْمر به فيه، فَسَدل رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، ثم فَرَق بعدُ.

_ (2362) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 79 من طريق ابن إسحق، وسكت عنه هو والمنذري. وقد مضى نحوه مختصراً بإسناد آخر حسن 2079. (2363) إسناده صحيح، بشير بالتصغير، بن يسار الأنصاري مولى بني حارثة: تابعي ثقة، قال ابن سعد 5: 223: "كان شيخاً كبيراً فقيهاً، وكان قد أدرك عامة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وروى له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 132. وانظر 1892، 2057، 2350، 2351، 2392، 3089. (2364) إسناده صحيح، وهو مكرر 2209.

2365 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني صالح ابن كَيْسَان عن عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة عن نافع بن جُبير ابن مُطْعم عن عبد الله بن عباس أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الأَيَّم أولَى بأمرها، واليتيمةُ تُسْتأَمر في نفسها، وإذنهُا صُماتهُا". 2366 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال حدثني داود ابن الحُصَين عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردَّ ابنتَّ زينبَ على أبي العاص بن الرَّبيع، وكان إسلامُها قبل إسلامهِ بستِّ سنين، على النكاح الأوّل، ولم يُحْدِثْ شَهَادةً ولا صَدَاقاً. 2367 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: وذكر طلحةُ بن نافع عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: تزوجَ رجلٌ امرأةً من الأنصار من بَلْعَجْلانِ، فدخل بها فبات عندها. فلما أصبح قال: ما وجدتهُا عذراء! قال: فرُفع شأنهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا الجاريةَرسول الله-صلي الله عليه وسلم-

_ (2365) إسناده صحيح، وهو مكرر 2163. (2366) إسناده صحيح، وهو مطول 1876. (2367) إسناده صحيح، طلحة بن نافع أبو سفيان: تابعي ثقة لا بأس به، ومن تكلم فيه فإنما تكلم في سماعه من جابر بن عبد لله، وقد سمع منه أحاديث وروى عن ابن عمر وابن عباس وابن الزبير، فلا نشك في روايته عن سعيد بن جبير: وهذا الحديث لم أجده لم في شيء من المراجع إلا في مجمع الزوائد 5: 13 وقال: "رواه البزار، ورجاله ثقات"، فلم ينسبه للمسند، ولم أجده فيه في باب التفسير في تفسير سورة النور، ولا في تفسير ابن كثير، فلعله فاتهما من المسند.

فسألها؟، فقالت: بلى، قد كنتُ عذراء، قال: فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلاعَنا وأعطاها المهرَ. 2368 - حدثنا يعقوب وسعد قالا حدثنا أَبي عن ابن إسحاق قال: وحدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكَانة عن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني عن ابن عباس قال: أمر رسول الله-صلي الله عليه وسلم- برجم اليهودي واليهودية عند باب مسجده، فلما وجد اليهوديّ مَسَّ الحجارة قام على صاحبته فحنى عليها يقيها مسَّ الحجارة، حتى قُتلا جميعاً، فكان مما صَنَعَ الله عز وجل لرسوله في تحقيق الزنا منهما. 2369 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال: وحدَّث ابنُ شِهاب/ أن عُبيد الله بن عبد الله أخبره أن ابن عباس أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ بشَاة ميتة، فقال: هلا استمتعتم بإهابها؟، فقالوا: يا رسول الله، إنها ميتَة، فقال: إنما حرم أكلها. 2370 - حدثنا يعقوب قال حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه محمد بن مسلم قال أخبرني عُبيد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعو أن عبد الله بن عباس أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث كتابه مع دِحْيَةَ الكلبيّ، وأمره رسولَ الله-صلي الله عليه وسلم- أن يدفعه إلى

_ (2368) إسناده صحيح، إسماعيل بن إبراهيم الشيباني: حجازي , روى عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما، وروى البخاري في الكبير 1/ 1/ 340 عنه "أنه رأى ابن عباس توضأ مرة مرة"، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث في مجمع الزوائد 6: 371 ونسبه أيضاً للطبراني بمعناه، وقال: "ورجال أحمد ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية أحمد". (2369) إسناده صحيح، وهو مختصر 2003. وانظر 2117 ونصب الراية 1: 116 - 117. (2370) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 30 - 43 من طريق شعيب عن الزهري، وقال البخاري: "رواه صالح بن كيسان ويونس ومعمر عن الزهري" ورواه البخاري في مواضع

عظيم بُصْرَى ليدفعه إلىِ قيصر، فدفعه عظيم بصرى، وكان قيصرُ لمَّا كشف الله عز وجل عنه جنودَ فارس مشى من حِمْص إلى إيليا على الزَّرَابي تُبْسَطُ له، فقال عبد الله بن عباس: فلما جاء قيصَر كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين قرأه: التمسوا لي من قومه مَن أسأله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشأم في رجال من قريش، قدموا تجاراً وذلك في المدة التي كانت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين كفار قريش، قال أَبو سفيان: فأتاني رسول قيصر، فانطلق بي وبأصحابي، حتى قدمنا إيليا، فأُدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس مُلْكه عليه التاج، وإذا حولَهُ عظماء الروم، فقال لتَرْجمانه: سلهم: إيهم أقرَب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟، قال أبو سفيان: أنا أقربهم إليه نسباً، قال: ما قرابتُك منه؟، قال: قلت: هو ابن عمي، قال أبو سفيان: وليس في الركب يومئذ رجلٌ من بني عبد مناف غيري، قال: فقال قيصر: ادْنُوه مني، ثم أمر بأصحابي، فجُعلوا خلف ظهري عند كتفي، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه إني سائل هذا عن الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كَذَب فكذبوه، قال أبو سفيان: فوالله لولا الاستحياء يومئذ أن يأثرَ أصحِابي عنِي الكذب لكذَبْتُه حين سألني، ولكني استحيْتُ أن يأثروا عنِّي اَلكذب، فصَدقْتُه عنه، ثم قال لترجمانه: قل

_ = أخر من صحيحه، ورواه مسلم في المغازي وأبو داود في الأدب والترمذي في الاستئذان والنسائي في التفسير، ولم يخرجه ابن ماجة، كما قال القسطلاني في شرح البخاري 1: 70. وستأتي روايتا صالح بن كيسان ومعمر عقب هذه الرواية. التجار بكسر التاء وتخفيف الجيم: جمع تاجر، ويجوز أيضاً ضم التاء مع تحفيف الجيم وتشديدها. إيليا، بالمد وبالقصر: هي بيت المقدس. "يأثر بضم الثاء وكسرها، يقال "أثر الحديث عن القوم يأثره ويأثره" أي رواه وحكاه. الأريسيون: جمع أريس، وهم الأكارة، يعني الفلاحين وهم التبع والضعفاء. "أمر أمر ابن أبي كبشة" أي كثر وارتفع شأنه، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن الأثير: "كان المشركون ينسبون النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي كبشة، وهو رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان، وعَبَد الشعرى والعبور، =

له: كيف نَسَبُ هذا الرجل فيكم؟، قال: قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القولَ منكم أحدٌ قطُّ قبلَه؟، قال: قلت: لا، قال: قال: فهل كنتم تتهمونه في الكذب قبل أن يقول ما قال؟، قال: فقلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من مَلَكٍ؟، قال: قلت: لا، قال: فأشراف الناس اتّبعوه أم ضعفاؤهم، قال: َ قلَت: َ بل ضِعفاؤهم، قال: فيزيدون أم يَنقْصون؟، قال: قلت: بل يزيدون، قال: فهلِ يرْتَدُّ أحدٌ سخْطَةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟، قال: قلت: لا، قال: فهل يغْدر؟، قال: قلت: لا، ونحن الآنَ منه في مُدَّةٍ ونحن نخاف ذلك! قال أبو سَفيان: ولم تمكنّي كلمةٌ أُدخل فيها شيئاً أنْتَقصُه به غيرها، لا أخاف أن يأثروا عنّي، قال: فهل قاتلتموه أو قاتلكم؟، قالَ: قلت: نعمِ، قال: كيف كانت حربُكم وحربُه؟، قال: قلت: كانت دُوَلاً سجالاً، تُدال عليه المرّةَ ويُدَال علينا الأخرى، قال: فبمَ يأمركم؟ قال: قَلت: يأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشركَ به شيئاً، وينهانا عَما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: فقال لترجمانه حين قلتُ له ذلك: قل له: إني سألتُك عن نسبه فيكم فزعمتَ أنه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل، تُبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال هذا القول أحدٌ منكم قط قبلَه فزعمت أَنْ لا، فقلت: لو كان أحد منكم قال هذا القولَ قبلَه قلتُ: رجل يأتَمُّ بقولٍ قيلِ قبلَه، وسألتك هل كنتم تتّهمونه بالكذبِ قبل أن يقول ما قِال فزعمت أنْ لا، فقد أعْرِفُ أنه لم يكن ليَذَر الكذب على الناس ويكذب على الله عز وجل، وسألتك هل كان من آَبائه مَنْ مَلَكٍ فزعمتَ أَنْ لاَ، فقلتُ: لو كان من آبائه ملكٌ قلتُ: رجل يطلبَ مُلْكَ آبائِه، وسألتك أشرافُ الناس يتبعونه أم

_ = فلما خالفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في عبادة الأوثان شبهوه به".

ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أَتباعُ الرسل وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمتَ أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يَتمَّ، وسألتُك هلْ يرتدُّ أحد سَخْطةً لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا، وكذلك الإيمانُ حين يخالط بشاشَةَ القلوب لا يَسْخَطه أحد، وسألتك هل يغدر فزعمتَ أنْ لا، وكذلك الرسل، وسألتك هل قاتلتموه وقاتَلكمِ فزعمت أنْ قد فعَل، وأن حربكم وحربه يكون دُوَلاً، يُدال عليكم المرة وتُدَالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل، تُبْتَلَى ويكون لها العاقبةُ، وسألتك بماذا يأمركم فزعمتَ أنه يأمركم أن تعبدوا الله عز وجل وحده لا تشركوا به شيئاً وينهاكم عما كان يعبدُ آباؤكم ويأمركم بالصدق والصلاة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، وهذه صفة نبيّ، قد كنت أعلمِ أنه خارج، ولكن لم أظنّ أنه منكم، فإن يكن ما قلتَ فيه حقّا فيوُشك أن يَمْلِكَ موضعَ قدميَّ هاتين، والله لو أرجو أخْلُصَ إليه لَتَجَشَّمْتُ لُقَيَّه، ولو كنتُ عنده لغَسَلْتُ عن قدميه، قال أبو سيفان: ثم دعا بكتاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فأمر به فقِرئ، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقْلَ عظيم الروم، سلامٌ على من اتَّبع الهدَى، أما بعد: فإني أدعوك بدعَاية الَإسلام، أَسمْلمْ تَسْلَمْ، وأَسمْلمْ يؤْتكِ الله أجرك مرَّتين، فإنْ تولَّيْتَ فعليكَ إثْمُ الأريسيِّين، يَعنى الأكَّارَة، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} قال أبو سفيان: فلمَا قضى مقَالتَهَ عَلَتْ أصواتُ الذين حوَله من عَظماء الروم، وكثر لَغَطُهم، فلا أدري ماذا قالوا، وأمَر بنا فأُخْرجْنا، قال أبو سفيان: فلما خرجتُ مع أصحابي وخَلَصْتُ لهم، قلت لهم: أَمرَ أَمْرُ ابنِ أبي كَبْشَة، هذا مَلكُ بني الأصفر يَخَافه، قال أبو سفيان: فواللهَ مازلتُ ذليلاً مستيقناً أن أمَره سيظهر، حتى أدخل الله قلبي الإسلامَ وأنا كارهٌ.

2371 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيْسان قال: قال ابن شَهاب: أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - كتب، فذكره. 2372 - حدثنا عبد الرزاق عن مَعْمَر، فذكره. 2373 - حدثني يعقوب قال حدثنا أبي عن صالح قال: قال

_ (2371) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2372) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2373) إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود. والحديث رواه البخاري 8: 71 - 72 و 12: 368 - 369 عن سعيد بن محمد الجرمي عن يعقوب بن إبراهيم ابن سعد عن أبيه عن صالح عن عبد الله بن عبيدة بن نشيط قال قال عبيد الله بن عبد الله: سألت عبد الله بن عباس إلخ، فزاد في الإسناد "عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي"، وهو ثقة، بين صالح وبين عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. قال الحافظ في الفتح 12: 369: "وقد اختلف على يعقوب بن إبراهيم بن سعد في سنده، فأخرجه النسائي عن أبي داود الحراني عنه عن أبيه عن صالح قال قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أسقط عبد الله بن عبيدة من المسند. وهكذا أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن أبي داود الحراني ومن رواية عبيد الله بن سعد بن إبراهيم عن عمه يعقوب، قال الإسماعيلى: هذان ثقتان روياه هكذا. قلت: لكن سعيد ثقة، وقد تابعه عباس بن محمد الدوري عن يعقوب بن إبراهيم، أخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريقه". يريد الحافظ أن يرجح رواية البخاري بزيادة "عبد الله بن عبيدة" في الإسناد، ولكني أرى أن رواية أبي داود الحراني وعبيد الله بن سعد عن يعقوب أرجح، لأن الإمام أحمد وافقهما على حذف "عبد الله بن عبيدة" من الإسناد، ومهما يكن من توثيق سعيد الجرمي شيخ البخاري وعباس بن محمد الدوري فلن يكونا أوثق من الإمام أحمد ولا أحفظ منه، وقد تابعه على روايته راويان ثقتان. وصالح بن كيسان: تابعي معروف، أدرك ابن عمر وابن الزبير، وسمع من كبار التابعين، منهم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ولعله سمع الحديث =

عُبيد الله: سألتُ عبدَ الله بن عباس عن رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي ذَكَر؟، فقال ابن عباس: ذَكر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينما أنا نائم رأيت أنه وُضِعَ في يديّ سواران من ذهبٍ، ففَظعتُهما، فكرهتُهما، وأُذن لي فنفخْتُهما، فطارا، فأوَّلْتُه كَذَّابَيْن يخرجان"، قَال عُبيد الله: أحدهما العنَسي الذي قتله فَيْروزُ باليمن، والآخر مُسيلِمَةُ.

_ = منه ومن عبد الله بن عبيدة معاً، فرواه على الوجهين. وانظر مقدمة الفتح 413. وقول ابن عباس "ذكر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال" في رواية البخاري: "ذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال"، قال الحافظ 8: 72: "كذا فيه بضم الذال من ذكر على البناء للمجهول، وقد وضح من حديث الباب قبله أن الذي ذكر له ذلك هو أبو هريرة" يريد حديث نافع بن جبير عن ابن عباس 8: 70 وفيه: "قال ابن عباس: فسألت عن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت؟ فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " إلخ. ولكن رواية المسند هنا في الأصلين ليس فيها حرف "أن" فيتعين أن يكون "ذكر" بالبناء للمعلوم. والظاهر من سياق حديث نافع بن جبير أن ابن عباس شهد القصة، قصة مجيء مسيلمة وسمع قول رسول الله له "إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت" فسأل عنه أبا هريرة، ولا يبعد أن يكون سمع الرؤيا بعد ذلك من رسول الله، فتحدث به على الوجهين، ويكون تصريحه هنا بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر له ذلك مؤيداً له. وقد سبق أن رجحنا رواية الإمام أحمد على رواية سعيد الجرمي شيخ البخاري. فهي أرجح إسنادا ومتناً. العنسي: هو "الأسود العنسي" بالنون: وأسمه "عبهلة بن كعب"، وكان كاهناً شعباذاً وكان يريهم الأعاجيب، كما قال الطبري، وقد قتله فيروز الديلمى في سنة 11 من الهجرة، وفيروز صحابي يماني، من أبناء الأساورة من فارس، الذين كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة. انظر الإصابة 5: 214 وتاريخ الطبري 3: 188 وما بعدها. ففظعتهما: قال ابن الأثير: "هكذا روى متعدياً حملا على المعنى، لأنه بمعنى أكبرتهما وخفتهما، والمعروف فضعت به، منه"، وسيأتي معناه من حديث أبي هريرة 8232، 8441، 8511 ومن حديث أبي سعيد أيضاً 118319.

2374 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال: قال ابن شهاب أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك أن ابن عباس أخبره: أن عليّ بن أبي طالب خرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي تُوفي فيه , فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: أصبح بحمد الله بارئاً، قال ابن عباس: فأخذ بيده عباسُ بن عبد المطلب فقال: ألا تَرى أنتَ والله؟، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيُتَوفى في وجعه هذا، إنِي أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، فاذهب بنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلْنسْأَلْه فيمن هذا الأمر؟، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان فىٍ غيرنا كلمناه فأوصى بنا، فقال عليّ: والله لئن سألناها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنَعَنَاها لا يعطينَاها الناس أبداً، فوالله لا أسأَله أبداً. 2375 - حدثنا يعقوب حدثِنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه حدثني عروة بن الزبير أن المسْوَر بن مَخْرَمة وعبد الرحمن بن عبد القاريَّ حدثاه أنهما سمعا عمر بنَ الخطاب يقول: سمعت هشام بن حَكيم بن حِزَام يقرأ، فذكر الحديث، قال محمد: وحدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن ابن عباس حدثه: أن رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - قال: أقرأني جبريل

_ (2374) إسناده صحيح، عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري- مدني تابعي ثقة, وأبوه كعب بن مالك هو أحد الثلاثة الذين خلفوا ثم تاب الله عليهم. والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 5: 227 من صحيح البخاري من طريق الزهري، وقال "أنفرد به البخاري". وانظر 1935. (2375) إسناداه صحيحان، وهو في الحقيقة حديثان بإسنادين: الأول حديث عمر بن الخطاب، وقد مضى مطولاً ومختصرَاً في مسنده 158، 277، 278، 296، 297، والثاني حديث ابن عباس. المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري، وأمه "الشفاء" أخت عبد الرحمن ابن عوف، وهو من صغار الصحابة. وحديث ابن عباس رواه البخاري 6: 222 و 9: 20 - 21. وحديث عمر رواه البخاري أيضاً 9: 21 - 23.

عليه السلام على حَرْفٍ، فراجعتُه، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف. 2376 - حدثنا يعقوب حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود أَن ابن عباس قال: أَقبلتُ وقد ناهزتُ الحُلُم أَسيرُ على أَتانٍ، ورسول الله -صلي الله عليه وسلم- قائم يصلي للناس، يعِني، حِتىِ صرتُ بين يديْ بعض الصفّ الأول، ثم نزلتُ عنها، فرتَعَتْ، فصففْتُ مع الناس وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2377 - حدثنا يعقوب حدثنا أَبي عن محمد بن إسحق حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء بن عِباس بن علقمة أَخو بنىِ عامر بن لُؤَيّ قال: دخلت على ابن عباس بيت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - لغد يومِ الجمعة، قال: وكانت ميمونة قد أَوصت له به، فكان إذا صلى الجَمعة بُسَط له فيه، ثم انصرف إليه فجلس فيه للناس، قال: فسأله رجل، وأَنا أسمع، عَن الوضوء مما مَسَّت النارُ مِنِ الطعامِ؟، قال: فرفع ابنُ عباس يدَه إلى عينيه، وقد كُفَّ بصرهُ، فقاِل: بَصُرَ عيناي هاتان، رأيت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- توضأ لصلاة الظهر في بعض حُجَره، ثم دعا بلال إلى الصلاة، فنهض خارجاً، فلما وقف على باب الحجرة لقيتْهُ هديةٌ من خبزٍ ولحم، بعث بها إليه بعض أصحابه، قال: فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه، ووضعت لهم في الحجرة، قال: فأكل وأكَلوا معه، قال: ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه إلى الصلاة، ومما مَسَّ ولا أحدٌ ممن كان معه ماءً، قال: ثم صلى بهم، وكان ابن عباس، إنما عَقل من أمرِ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- آخِرَه.

_ (2376) إسناده صحيح، وهو في معنى 1891. وانظر 2295. (2377) إسناده صحيح، وانظر 2341 وشرحنا على الترمذي 1: 119 - 122.

2378 - حدثنا يحيى بن أَبي بُكير حدثنا إبراهيم بن طَهْمان حدثني خالد الحذَّاء عن عكْرمة عن ابن عباس قال: طاف رسول الله -صلي الله عليه وسلم- على بعيره، فكلما أتى علىَ الركن أشار إليه وكبَّر. 2379 - حدثنا يعقوب حدثنا أَبى عن محمد بن إسحاق حدثني الحَجّاج بن أَرْطاة عن عطاء بن أبي رَبَاح قال سمعت ابن عباس يقول: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا خَتِينٌ. 2380 - حدثنِا يعقوب حدثنا أَبى عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن الوليد بن نُوَيْفِع عن كُريب مولى عبد الله بن عباس عن عبد الله ابن عباس قال: بعثت بنو سعد بن بكرٍ ضِمَامَ بن ثعلبة وافداً إلى

_ (2378) إسناده صحيح، وانظر 2118. (2379) إسناده صحيح، وفي الإصابة 4: 90 أن هذا الحديث في الصحيح، ولعله في صحيح مسلم. وانظر 2283. (2380) إسناده صحيح، وقد مضى بهذا الإسناد مختصراً 2254. وهذه الرواية المطولة في سيرة ابن هشام 943 - 944 كما أشرنا هناك. ورواه ابن سعد مختصراً 1/ 2/ 43 - 44 عن الواقدي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس. الجلد، بفتح الجيم وسكون اللام: القوي الشديد. الأشعر: الكثير الشعر أو الطويله. "ذا غديرتين" أي ضفيرتين، وفي ح "غريرتين " بالراء بدل الدال، وهو تصحيف. العقيصة: الغديرة أيضاً، وهي الشعر المعقوص نحو من المضفور، وفي ح "وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله"، وكلمة "سيدنا" ليست في ك ولا سيرة ابن هشام. ورسول الله -صلي الله عليه وسلم- سيدنا وسيد الخلق، بأبي هو وأمي، ولكن الزيادة على النص الوارد غير جائزة، وهذه زيادة من الناسخين يقيناً. وقول ضمام "بئست اللات والعزى" هكذا في الأصلين، وفي السيرة "بايستْ اللات والعزى"، وهي أقرب إلى كلمات هؤلاء الأعراب.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم عليه، وأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عَقَله، ثم دخلِ المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في أَصحابه، وكان ضمَامٌ رجلاً جَلْداً أَشْعَر ذا غَديرَتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فىَ أصحابه، فقال: أَيكم ابنُ عَبد المطلب؟!، فقال رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنا ابن عبد المطلب"، قال: محمد؟، قالِ: "نعم"، فقال: ابن عبد المطلب! إني سائلك ومُغَلَّظٌ في المسئلة، فلا تجدَنَّ في نفسك!، قاِلْ "لا أَجدُ في نفسي، فسَل عمَّا بدا لك"، قال: أَنْشُدُكَ الله إلهَكَ وإلهَ منْ كان قَبْلَكَ وإله من هوِ كائنٌ بعدَك، الله بعثَك إلينا رسولاً؟، فقال: "اللهم نعم"، قال: فأنشُدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن تأمرنا أَن نعبده وحده لا نشرك به شيئاً وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟، قال: "اللهِم نعم"، قال: فأنشدك الله إلهك وإله منْ كان قبلك وإله من هو كائن بعدك، آلله أَمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟، قال: "اللهمِ نعم"، قال: ثِم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضةً، الزكاة والصيام والحجَّ وشرائعَ الإسلام كلَّها، يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وسأُؤَدِّي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أَنقص، قال: ثم انصرف راجعاً إلى بعيره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولىَّ: "إنْ يَصْدُقْ ذو العَقيصتَيَن يَدْخُلِ الجنة"، قال: فأَتى إلى بعيره فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قَدم على قومه، فاجتمعوا إليه،/ فكان أولِ ما تكلم بهَ أَنْ قال: بئْست اللات والعُزى! قالوا: مَهْ يا ضمام، اتّق البرص والجذَام، اتق الجنوِن! قال: وَيلَكم، إنهما والله لا يضرَّان ولا ينفعاَن، إن الله عز وجل قد بعث رسولاً، وأنزل عليه كتاباً، استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، إني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه، قال: فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجلٌ ولا امرأةٌ إلاَّ مسلماً، قال: يقول ابن عباس: فما سمعنا بوافدِ قومٍ كان

أفضلَ من ضمَامِ بن ثعلبة. 2381 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني محمد ابن الوليد بن نُوَيفِع مولى آل الزبير، فذكره مختصراً. 2382 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني داود بن الحُصَين مولى عَمْرو بين عثمان عن عكْرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: ما كانت صلاة الخوف إلا كَصلاة أحراسكِم هؤلاء اليومَ خلف أيمتكم، إلاَّ أنها كانت عُقْباً، قامت طائفة وهم جمْعٌ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسجدتْ معه طائفةٌ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجدَ الذين كانوا قياماً لأنفسهم، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقاموا معه جميعاً، ثم ركع وركعواِ معه جميعاً، ثم سجد، فسجد معه الذين كانوا قياماً أول مرةٍ، وقام الآخرون الذين كانوا سجدوا معه أول مرة، فلما جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم سجد الذين كانوا قياماً لأنفسهم، ثم جلسوا فجمَعَهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسلام. 2383 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني الزهري

_ (2381) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله، وهو الذي سبق 2254. فيعقوب بن إبراهيم حدث الإمام أحمد الحديث على الوجهين بإسناد واحد، مرة مختصراً ومرة مطولاً، فأثبتهما معاً، زيادة في الأمانة والتوثق، رضى الله عنه ورحمه. (2382) إسناده صحيح، ورواه النسائي 1: 228 عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم عن عمه عن أبيه عن ابن إسحاق، وفيه اختصار قليل، ورواه البيهقي 3: 258 - 259 من طريق أبي الأزهر عن يعقوب. وانظر! 2063. الأحراس: هم الحراس والحرس. قوله "وهم جمع" في ك "وهم جميعاً" كرواية النسائي، وفي البيهقي "وهم جميع". قوله "فسجد معه الذين كانوا قياماً أول مرة" أثبتنا فيه نص ك والنسائي والبيهقي، وفي ح تأخير "معه" بعد "كانوا" (2383) إسناده صحيح , ورواه البخاري 2: 210 - 211 من طريق شعيب عن الزهري، =

عن طاوس اليَمَاني قال: قلت لعبد الله بن عباس: يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم، وإن لم تكونو! جُنُباً، وِمَسُّوا من الطِّيب، قال: فقال ابن عباس: أما الطيب فلا أدري، وأما الغُسْلُ فنَعَمْ. 2384 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني سَلَمة ابن كُهَيل الحضرمي ومحمد بن الوليد بن نُوَيْفِع مولى آل الزبير كلاهما حدثني عن كريب مولى عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى من الليل في بردٍ له حَضْرميّ، مُتَوَشِّحَه، ما عليه غيرُه. 2385 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثنا حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكْرمة مولى عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم مَطيرٍ، وهو يتَّقي الطينَ إذا سجد بِكساءٍ عليه، يجعله دون يديه إلى الأرض إذا سَجد. 2386 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني

_ = ومختصراً من طريق ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة، كلاهما عن طاوس. ورواه مسلم أيضاً كما في القسطلاني 2: 135. (2384) إسناده صحيح، وانظر 2320. (2385) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله. والحديث مطول 2320. وانظر 2384. (2386) إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن ابن عباس. عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 8 ونقل عن ابن عيينة قال: "كان رجلاً صالحاً". والحديث نقله السيوطي في الدر المنثور 1: 379 ونسبه لأبي يعلى فقط، ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، ولعله اكتفى بما رواه أحمد فيما مضى بإسنادين 2038، 2045 ومسلم 1: 201 - 202 بإسنادين أيضاً من طريق عثمان ابن حكيم عن سعيد بن يسار عن ابن عباس: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في ركعتي =

العباس بن عبد الله بن مَعْبَد بن عباس عن بعض أهله عن عبد الله بن عباس أنه كان يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في ركعتيه قبل الفجر بفاتحة القرآن والآيتين من خاتمة البقرة في الركعة الأولى، وفي الركعة الآخرة بفاتحة القرآن وبالآية من آل عمران {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} حتى يختم الآية. 2387 - حدثنا سعد بن إبراهيم حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني داود بن الحُصَين عن عكْرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: طلَّق رُكَانةُ بن عبد يزيد أخوَ بني مُطَّلِبِ امرأتَه ثلاثاً في مجلس واحد، فحزن عليها حزناً شديداً، قال: فسأله رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف طلقْتَها؟ "، قال: طلقُتها ثلاثاً، قال: فقال: "في مجلس واِحد؟ "، قال: نعم، قال: "فإِنِما تلك واحدةٌ، فارْجعْها إنْ شئت"، قال: فرجَعَها، فكان ابن عباس يرى أَنَّما الطلاق عند كَلّ طهر.

_ = الفجر {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} والتي في آل عمران {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} والآية الأولى هي الآية 136 من سورة البقرة. ورواه أيضاً أبو داود 1: 487 ونسبه المنذري للنسائي. والحديثان متقاربان، والظاهر أن الراوي المبهم الذي هنا أخطأ في حكاية إحدى الآيتين. (2387) إسناده صحيح، ورواه الضياء في المختارة، كما نقله ابن القيم في إغاثة اللهفان 158، ورواه أبو يعلى، كما ذكر الشوكاني 7: 17 - 18، ورواه البيهقي، كما في الدر المنثور 1: 279. وهذا الحد يث عندي أصل جليل من أصول التشريع في الطلاق، يدل على أن الخلاف في وقوع الطلقات الثلاث مجتمعة وعدم وقوعه إنما هو في الطلاق إذا كرره المطلق، أي طلق مرة ثم مرة ثم ثالثة في العدة، في مجلس واحد أو مجالس. وأنه ليس الخلاف في وصف الطلاق بالعدد، كقولهم "طالق ثلاثَا" مثلا، فإن هذا الوصف لغو في اللغة، باطل في العقل. وقد شرحته وفصلت القول فيه في كتابي "نظام الطلاق في الإسلام "ص 39 وما بعدها.

2388 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني إسماعيل ابن أمية بن عَمرو بن سعيد عن أبي الزبير المكي عن ابن عباس /قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لما أُصيب إخوانُكم بأُحد جعل الله عز وجل أرواحَهم في أجواف طير خُضْرٍ، ترد أنهارَ الجنة تأكلً من ثمارها، وتأوي إلي قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم وماكِلهم وحسْنَ مُنْقَلَبهم قالوا: ياليت إخواننا يعلمون بما صَنع الله لنا، لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينْكُلُوا عن الحرب، فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم"، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}. 2389 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أُمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه. 2390 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني

_ (2388) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 2: 290 وذكر أنه رواه أيضاً أبو داود والحاكم وابن جرير، وذكر أن في رواية أخرى لأبي داود والحاكم "عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: "وهذا أثبت" يريد زيادة "سعيد بن جبير" في الإسناد، وهي الرواية الآتية بعد هذه. (2389) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وقد أشرنا هناك إلى هذه الرواية، ولعل أبا الزبير سمع الحديث من ابن عباس وسعيد بن جبير، فرواه على الوجهين، وكلاهما صحيح. (2390) إسناده صحح، الحرث بن فضيل الأنصاري: ثقة: وثقه ابن معين والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 277. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 2: 292 عن المسند، وقال: "تفرد به أحمد" ثم ذكر أن ابن جرير رواه أيضاً من طريق ابن إسحاق وقال؟ "وهو إسناد جيد". وهو في مجمع الزوائد 5: 298 ونسبه أيضاً للطبراني، وقال: =

الحرث بن فُضيل الأنصاري عن محمود بن لَبيد الأنصاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشهداء على بَارقَ، نهرٌ بباب الجنة، في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقُهم من الجنة بُكْرً وعَشِيّاً". 2391 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني ثورِ بن يزيد عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: مشى معهم رسول الله-صلي الله عليه وسلم- إلى بقِيع الغَرْقَد، ثمِ وجههم، وقال: "انطلقوا على اسم الله، وقال: اللهم أَعِنهم"، يعني النَّفَر الذين وجههم إلى كعب بن الأشرف. 2392 - حدثنا يعقوب قال حدثنا أبِي عن ابن إسحاق قال فحدثني محمد بن مسلم الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عن عبد الله بن عباس قال: ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسفره، واستخلف على المدينة أبا رُهْمٍ

_ = "ورجال أحمد ثقات "- وذكر ياقوت 2: 33 أن الحديث رواه ابن حبان في التقاسيم والأنواع، وهو اسم صحيح ابن حبان. وانظر الحديث السابق. (2391) إسناده صحيح، ثور بن يزيد الكلاعي أبو خالد الحمصي: ثقة، وثقه ابن إسحاق وابن سعد والثوري ووكيع والقطان وغيرهم، وأخرج له البخاري في صحيحه، وترجمه في الكبير1/ 2 / 180 - 181 وروى عن عيسى بن يونس قال: "كان ثور من أثبتهم"، ومن تكلم فيه فإنما تكلم في رأيه في القدر، وأما الثقة به فنعم، والحديث في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق 551 - 552 في قصة مقتل كعب بن الأشرف. وكذلك نقله ابن كثير في التاريخ 4: 7 عن ابن إسحق. (2392) إسناده صحيح، وهو في سيرة ابن هشام 810 في خبر غزوة الفتح، ونقله ابن كثير في التاريخ 4: 285 عن ابن إسحاق. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 164 عن المسند، وقال: "ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع"، وقال أيضاً: " في الصحيح طرف منه في الصيام". وانظر 2363، 3089. أبو رهم، بضم الراء وسكون الهاء، الغفاري: أحد الذين بايعوا تحت الشجرة رضى الله عنه. أمج، بفتح الهمزة واليم وآخره جيم: بلد من أعراض المدينة- مر الظهران: موضع على مرحلة من مكة.

كُلْثُومَ بن حُصين بن عُتبة بن خَلَف الغِفَاري، وخرج لعشرة مَضَين من رمضان، فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصام الناسِ معه، حتى إذا كان بالكَديد، ماءٍ بين عُسْفَان وأمْج أفطر، ثم مضى حتى نزَل بمَرِّ الظّهْرَان، في عشرَة آلاف من المسلمين. َ 2393 - حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي عن محمد بن إسحق قال: حدثني أَبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رَبَاح ومجاهد أبي الحَجَّاج عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوّج ميمونة بنت الحرث في سفره وهو حَرَام. 2394 - حدثنا حسين، يعني ابن محمد، حدثنا شيبان عن منصور عِن الحَكَم عن ابن جُبير عن ابن عباس أنه قال: ذُكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ وقَصتْه راحلتُه وهو مُحْرِم، فقال: "كفِّنوه ولا تُغطوا رأسَه، ولا تُمِسوه طيباً، فإنه يبعث يوم القيامة وهو يلبِّى"، أو "وهو يُهِلُّ". 2395 - حدثنا أسود حدثنا إسرائيل، بإسناده، إلاَّ أنه قال: "ولا تغطوا وجهَه".

_ (2393) إسناده صحيح، مجاهد أبو الحجاج: هو مجاهد بن جبر، كنيته "أبو الحجاج". وفي ح "مجاهد بن الحجاج" وهو خطأ، صححناه من ك. والحديث مطول 2273. (2394) إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر. الحكم: هو ابن عتيبة. ابن جبير: هو سعيد. والحديث مكرر 1850، 1914. (2395) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وإسرائيل رواه أيضاً عن منصور بهذا الإسناد، كما في صحيح مسلم 1: 339، ولكن الذي فيه "منصور عن سعيد بن جبير" فلم يذكر الحكم، وقد ظهر من الرواية السابقة أنه إنما سمعه من الحكم عن سعيد، ومنصور يروي عن سعيد مباشرة أيضاً.

2396 - حدثنا زِياد بن عبد الله قال: حدثنا منصور عن مجاهد عنِ ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ فتح مكة: "لا هجرةَ"، يقول: "بعد الفتح، ولكنْ جهاد ونَّيةٌ، وإن استُنْفِرْتمُ فانْفِروا". 2397 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زُهير أبو خَيْثَمة عن عبد الله ابنِ عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على كتفي أو على منكبي، شكَّ سعيد، ثم قال: "اللهم فَقِّهْه في الدَّين، وعلمه التأويل". 2398 - حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا ثابت أبو يزيد عن

_ (2396) إسناده صحيح، مجاهد: سمع من ابن عباس، ولكن هذا الحديث مضى 1191 من روايته عن طاوس عن ابن عباس. وهكذا رواية كل من رواه عن منصور، رواه عنه عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس، كما في روايات البخاري 4: 40 و6: 3، 28، 132، 202، ومسلم 2: 92 - 93، وأبي داود 2: 312، وأحمد فيما يأتي 2898، فلعل زياد بن عبد الله البكائي أخطأ في روايته فحذف من الإسناد "عن طاوس". وقال الحافظ في الفتح 4: 40: "عن مجاهد عن طاوس: كذا رواه منصور موصولا، وخالفه الأعمش، فرواه عن مجاهد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسلاً، أخرجه سعيد بن منصور عن أبي معاوية عنه. وأخرجه أيضاً عن سفيان عن داود بن شابور عن مجاهد، مرسلاً، ومنصور ثقة حافظ، فالحكم لوصله". قوله "يقول: بعد الفتح" في ك "يعني بعد الفتح". (2397) إسناده صحيح، زهير أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية, يكنى "أبا خيثمة". ووقع في الأصلين هنا "زهير بن خيثمة"، وهو خطأ، وليس في الرواة- فيما نعلم- من يسمى بهذا. والحديث في مجمع الزوائد 9: 267 ونسبه لأحمد والطبراني، وقال: "ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح". وانظر 1840، 2422. (2398) في إسناده نظر, ثابت أبو يزيد: هو ثابت بن موسى بن عبد الرحمن الضبي، وهو ضعيف، ولكني أستبعد أن يكون هو الذي في هذا الإسناد، فإنه متأخر من طبقة حسن =

عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذا الحَجَر لساناً وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحقٍّ ". 2399 - حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا حماد بن، سَلَمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة خمس عشرةَ سنةً، ثمان سنين أو سبعاً يَرَى الضوءَ ويَسمع الصوتَ، وثمانياً أو سبعاً يُوحَى إليه، وأقام بالمدينة عشراً. 2400 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سَلَمة عن عمّار ابن أبي عمار عن/ ابن عباس/ وثابت البُنَانيّ عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطبُ إلى جذْع نخلةٍ، فلما اتخذَ المنبر تحول إلى المنبر، فحن الجذعُ حتى أتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه، فسكن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لم أحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إلى يوم القيامة". 2401 - حدثنا عفان حدثنا حماد عن عمَّار عن ابن عباس عن

_ = ابن موسى، وأكاد أظن أنه ثابت بن يزيد الأحول، وكنيته "أبو زيد" وهو ثقة، كما مضى في 2303. والحديث لم يذكر في ك حتى أتوثق من صحة الاسم. وقد مضى الحديث بإسناد آخرصحيح 2215. (2399) إسناده صحيح، وانظر 2242. (2400) إسناداه صحيحان، وهو في الحقيقة حديثان: حماد عن عمار عن ابن عباس، وحماد عن ثابت عن أنس. وقد مضى من هذين الطريقين 2236، 2237. (2401) إسناداه صحيحان، وهو مكرر ما قبله. وقد مضى بالإسنادين نفسيهما عن عفان 2236، 2237.

النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثل معناه. 2402 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سَلَمة عن علي ابن زيد بنٍ جُدْعان عن يوسف بن مهْرَان عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه فيما يرى النائمُ مَلَكان، فقعد أحَدُهما عند رجليه، والآخرُ عند رأسه، فقال الذي عند رجليه للذَي عند رأسه: اضربْ مَثَلَ هذا ومَثَلَ أمته، فقال: إن مَثَلَة ومَثَلَ أمته كمثَل قومٍ سَفْرٍ انتَهَوْا إلى رأس مفازة، فلم يكنَ معهم من الزاد ما يقطعونَ به المفازة ولا ما يرجعوِن به، فبينما هم كذلك إذْ أتاهم رجل في حُلّةٍ حبَرَةٍ، فقال: أرأيتم إنْ ورَدْتُ بكم رياضا مُعْشبةً وحِيَاضاً رُوَاءً، أَتتَّبعوني؟، فقالوا: نعم، قال: فانطلق بهم فأوردهم رياضاً معشبةً وحيَاضاً روَاءً، كلوا وشربوا وسَمنُوا، فقال لهم: ألم ألْقَكم على تلك الحال فجَعلتم لي إِنْ وردت بكم رياضاً معشبة وحياضاً رواء أن تَتَّبعوني؟، فقالوا: بلى، قال: فإن بين أيديكم رياضاً أعْشَبَ من هذه وحياضاً هي أرْوَى من هذه، فاتّبعوني، قال: فقالت طائفة: صدق والله، لنتّبعنه، وقالت طائفة: قد رضينا بهذا نُقيمُ عليه. 2403 - حدثنا يحيى بن يَمَان عن حسن بن صالح عن جعفر

_ (2402) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 260 وقال: "رواه أحمد والطبراني والبزار، وإسناده حسن". وإنما هذا عنده من أجل علي بن زيد، وقد بينا في 783 أنه ثقة. "حلة حبرة": الحبرة، بكسرالحاء وفتحها مع فتح الباء والراء: ضرب من برود اليمن مُنَمَّر، ويجوز "حلة حبرة" على الوصف وعلى الاضافة، كما نص عليه في اللسان 5: 230.الرواء، بضم الراء والمد: المنظر الحسن، يريد حسنة المنظر. (2403) إسناده ضعيف، لانقطاعه. جعفر بن محمد: هو الصادق، وهو من أتباع التابعين، لم يدرك ذلك، ولم يسنده. يحيى بن يمان العجلي: صدوق من شيوخ أحمد، وثقه يعقوب بن شيبة والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمةُ البخاري في الكبير =

ابن محمد قال: كان الماءُ ماءُ غسله - صلى الله عليه وسلم - حين غسّلوه بعد وفاته، يستنقع في جفون النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان عليّ يَحْسُوهُ. 2404 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن الضحّاك بن مُزَاحم قال: كان ابن عباس إذا لبَّى يقول: "لبيك اللَهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمةَ لَك، والملكَ لا شريك لك"، قال: وقال ابن عباس: انْتَهِ إليها، فإنها تلبيةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2405 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن التميمي الذي يحدث التفسيرَ عِن ابن عباس قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خلفه، فرأيتُ بياضً إبْطيه وهو مُجَخّ قد فَرَّج يديه. 2406 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زُهير حدثنا سمَاك بن حرب عن عِكْرِمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل كتف شاهَ ثم صلى ولم يُعِدِ الوضوء.

_ = 4/ 2 / 313 فلم يذكرفيه جرحَا، وإنما تكلم فيه أحمد وغيره من جهة حفظه وتغيره وكثرة خطئه في حديثه عن الثوري. الحسن بن صالح بن صالح حي: ثقة مأمون، قال أبو زرعة: "اجتمع فيه إتقان وفقه وعبادة وزهد"، وقال أبو حاتم: "ثقة حافظ متقن"، ومن تكلم فيه تكلم بغيرحجة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 393. يحسوه: يشربه، وفي ك، "يلحسه". (2404) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 222 وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". (2404) إسناده صحيح، التميمي: هو أربدة، مضى 2125، وهو التفسير عن ابن عباس، ولذلك قال هنا: "الذي يحدث التفسير". والحديث لما أجده في غير المسند، وقد أشار إليه الترمذي 1: 233 بقوله "وفي الباب"، ولم أجده في مجمع الزوائد. مجخ: اسم فاعل من "جخى" بتشديد الخاء المعجمة، أي فتح عضديه وجافاهما عن جنبيه ورفع بطنه عن الأرض، وذلك في السجود. (2406) إسناده صحيح، وهو في معنى 2341. وانظر 2377.

2407 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا سِماَك حدثني سعيد بنِ جُبير أن ابن عباس حدثه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ظل حجرة من حُجره، وعنده نفر من المسلمين قِد كاد يَقْلصُ عنهم الظلُّ، قال: فقال: إنه سيأتيكم إنسانٌ ينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا أتاكم فلا تكلموه، قال: فجاء رجل أزرقُ، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمه، قال: علام تشتمني أنت وفلانٌ وفلان؟، نفرٌ دعاهم بأسمائهم، قال: فذهب الرجل فدعاهم، فحلفوا بالله اعتذروا إليه، قال: فأنزل الله عز وجل {فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ} الآية. َ2408 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا إسرائيل حدثنا سماك عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً في ظل حجرةٍ:، قد كاد يَقْلصُ عنه الظلَ، فذكره. 2409 - حدثنا حسن حدثنا زُهير عن قابوسَ أن أباه حدثه عن ابن عباس قال: جاء نبي الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان حاجتهما واحدة، فتكلم أحدُهما، فوجد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من فيه إخْلافاً، فقال له: "ألاَ تَسْتَاك؟! "، فقال: إني لأفعلُ، ولكِنِّي لم أَطْعَم طعاماً منذ ثلاثٍ، فأمر به رجلاً فآواه، وقضى له حاجتَه.

_ (2407) إسناده صحيح، وهو مكرر 2147. يقلص عن الظل: ينزوي ويذهب. وفي هذه الرواية دليل على جواز حذف حرف العطف ونحوه عند الاستشهاد بآية إذا لم يكن مغيرا لمعنى الكلام، فإن تلاوة هذه الآية، وهي الآية 18 من سورة المجادلة: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ}. (2408) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2409) إسناده صحيح، الإخلاف: من قولهم "أخلف فمه" إذا تغيرت رائحته، ومنه خلوف فم الصائم.

2410 - حدثنا حسن حدثنا زُهير عن قابوسَ بن أبي / ظَبيَانَ أن أباه حدثه قال: قلنا لابنِ عباس: أرأِيت قول الله عز وجلَّ {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} ما عني بذلك؟، قال: قام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً يصلي، قال: فخطر خَطرْةً، فقال المنافقون الذين يُصلّون معه: ألاَ تَرَوْن له قَلْبَين، قال: قلبٌ معكم وقلبٌ معهم؟، فأنزل الله عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}. 2411 - حدثنا حسن، يعني ابن موسى، حدثنا حماد بن سَلَمة عن يوسف بن عبد الله بن الحرث عن أبي العالية عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حَزَبه أمرٌ قال: "لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إِله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم"، ثم يدعو. 2412 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا أبو إسحاق عن عطاء

_ (2410) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 162 بإسنادين من طريق زهير، وقال: "حديث حسن". ونقله ابن كثير في التفسير 6: 499 ونسبه أيضاً لابن جرير وابن أبي حاتم. (2411) إسناده صحيح، يوسف بن عبد الله بن الحرث: هو ابن أخت محمد بن سيرين، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وروى له مسلم، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 / 372. والحديث مطول 2345. (2412) إسناده حسن، إن لم يكن صحيحا. أبو إسحق: هو الفزاري، وأنا أرجح أنه سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه، وإن لم أجد نقلاَ في ذلك. وسيأتي نحوه 2475 من رواية الثوري ص أبي إسحاق، والثوري سمع منه قديماً، فهو صحيح. والحديث في مجمع الزوائد 3: 18 مختصراً، ونسبه للبزار، وأعله بعطاء، وكأنه لم يره في المسند. أم أيمن: هي حاضنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وانظر 2127، 02130 السوق، بفتح السين: النزع، كأن الروح تساق لتخرج من البدن.

ابن السائب عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلىٍ بعض بناته وهي في السَّوْق، فأخذها ووضعها في حجره حتى قُبضَتْ، فَدَمَعَتْ عيناه، فبكتْ أمُّ أيْمَنَ، فقيل لها: أتبكين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: ألاَ أبكي ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي؟! قال: إني لم أبْكِ، وهذه رحمةٌ، إن المؤمن تَخْرُجُ نَفْسُه من بين جنبيه وهو يَحمدُ الله عز وجل. 2413 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم وعبد الصمد، المعنى، قالا حدثنا ثابت حدثنا عاصم عن الشَّعبي عن ابن عباس: قال: قمتُ أصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقمت عن يساره، فقال بيده من ورائه، حتي إذا أخذ بِعَضُدِي أو بيدى حتى أقامني يمنيه. 2414 - حدثنا يحيي، بن غيلان حدثنا رِشْدِينٌ حدثنا حسن بن ثَوْبان عن عامر بن يحيىِ المَعَافِريّ حدثني حَنَشَ عن ابن عباس قال: أُنزلت هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} في أناسٍ من الأنصار, أتَوُا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اِيْتِها على كل حال، إذا كان في الفَرْج".

_ (2413) إسناده صحيح، ثابت: هو ابن يزيد الأحول. عاصم: هو ابن سليمان الأحول. أبو سعيد مول بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبدا بن عبيد البصرى، وهو ثقة من شيوخ أحمد. والحديث مكرر 2326. (2414) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. وفي ك "رشيد" بضم الراء، وهو خطأ واضح. حسن بن ثوبان بن عامر الهمداني المصرى: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 /285 وقال ابن يونس: "كان أميراً على ثغر رشيد في خلافة مروان، وكانت له عبادة وفضل". وفي ك "حسين بن نعمان" وهو خطأ، وليس في الرواة من هذا اسمه. عامر بن يحيى بن حبيب المعافري المصري ثقة، وثقه أبو داود والنسائي. حنش: هو الصنعاني، واختلف في اسم أبيهْ "عبدا" أو "على"، وهو تابعي ثقة. والحديث نقله ابن كثير في التفسير1: 515 عن هذا الموضع ونقله بمعناه قبل ذلك عن ابن أبي حاتم. وهو في مجمع الزوائد 6: 219 ونسبه للطبراني فقط، وضعفه من أجل رشدين. ونقله السيوطي في الدر المنثور1: 262 فلم ينسمه للغير المسند. وقد ثبت متن الحديث في ح محرفاً وفيه تقديم وتأخير أفسد معني الكلام، فصححناه من ك وابن كثير.

2415 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا قَزَعَةُ، يعني ابن سُوَيد، حدثني عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا أسألكم على ما أتيتُكم به من البينات وا لهُدَى أجراً، إلاَّ أن تَوَدُّوا الله، وأن تقرَّبوا إليه بطاعته". 2416 - حدثنا أبو سَلَمة الخُزَاعي قال أخبرنا ابن بلال عن زيد ابن أَسْلَمِ عن عطاء بن يَسار عن ابن عباس: أنه توضأ فغسل وجهه، ثم إخذ غَرْفَةً من ماء فتمضمض بها واستنثر، ثم أخذ غرفة فجعل بها هكذا، يعني أضافها إلى يده الأخرى، فغسل بها وجهه، ثم أخذ غرفةً من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفةً من ماء فغسل بها، يده اليسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفةً من ماء ثم رشّ على رجله اليمنى حتى غسلها ثم أخذ غرفةً أخرى فغسل بها رجله اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (2415) إسناده ضعيف، قزعة، بفتح القاف والزاي والعين, ابن سويد الباهلي: ضعيف، ضعفه أحمد والنسائي وغيرهما، وقال البخاري في الكبير 4/ 1/ 192 والضعفاء30: "ليس هو بذاك القوي". والحديث نقله ابن كثير في التفسير 7: 364 عن هذا الموضع، ونسبه أيضاً لابن أبي حاتم. وهو في مجمع الزوائد 7: 103 وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد فيهم قزعة بن سوِيد، وثقه ابن معين وغيره، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات"، وابن معين اختلفت عنه الروإية في قزعة، تضعيفاً وتوثيقاً. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 6 ونسبه ايضاً الحاكم وصححه وابن مردويه. وهو في المستدرك 2: 443 - 444 وصححه ووافقه الذهبي علي تصحيحه. قوله "إلا أن تودوا الله" في ح "إلا أن توادوا الله ورسوله"، وكلمة "تودوا " هي الثابتة في ك مضبوطة، وفي كثير من الروايات الّتي أشرنا إليها، وكلمة "ورسوله" لم تذكر في ك ولا في سائر المصادر، فحذفناها وانظر 2024، 2599. (2416) إسناده صحيح، ابن بلال: هو سليمان بن بلال. والحديث رواه البخاري 1: 211 - 212 عن محمد بن عبد الرحيم عن أبي سلمة الخزاعي، ورواه أبو داود 1: 52 من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم. وانظر 1889، 2072.

2417 - حدثنا أبو سَلَمة حدثنا ابن بِلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني يعقوب بن إبراهيم عن ابن عباس، نحو هذا، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2418 - حدثنا أبو سَلَمة حدثنا حماد بن سَلَمة عن فَرْقَد السَّبَخِي عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن امرأةً جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بابنٍ لها، فقالت: إن ابني هذا به جنون يأخذه عند غَدائنا وعَشائنا، فيخبثُ علينا، فمسح الَنبي - صلى الله عليه وسلم - صدره ودعا، فَثعَّ ثَعَّةَ، يعني سَعَل، فخرج من جوفه مثلُ الجَرْوِ الأسود. 2419 - حدثنا أبو سعيد حدثنا سليمان بن بلال عن عمرو، يعني

_ (2417) إسناده مشكل، أما يحيى بن سعيد: فهو الأنصاري. وأما يعقوب بن إبراهيم: فما أدري من هو؟، وليس في التهذيب بهذا الاسم إلا اثنان: يعقوب بن إبراهيم بن سعد، شيخ أحمد، ويعقوب بن إبراهيم بن كثير، وهو من طبقة أحمد. وفي التاريخ الكبير للبخاري بضعة أشخاص يسمون "يعقوب بن إبراهيم" أقربهم إلى أن يكون الراوي هنا "يعقوب ابن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص" 4/ 2 /395. فإنه يروي عن أبيه عن عمر، فمثل هذا لا يبعد أن يكون أدرك ابن عباس، و"يعقوب بن إبراهيم بن عبد الله بن حنين" 396 وهو مولى ابن عباس، يروي عن نافع، ويروي عن أبيه عن جده عن ابن عباس، فإن كان هذا كانت روايته منقطعة، وقد سبق ذكر أبيه: 710، 1043 وجده 611. والحديث مكرر ما قبله، فهو في ذاته صحيح. (2418).إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي. والحديث مكرر 2133، 2288. "فثع ثعة" في ح بالثاء، وفي ك بالتاء المثناة، وقد أوضحنا ذلك آنفاً. (2419) إسناده صحيح، عمرو بن أبي عمرو: هو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، وهو ثقة، كما مضى 37، وفي التهذيب: "قال البخاري: روى عن عكرمة في قصة البهيمة، فلا أدري سمع أم لا؟ "، يريد الحديث الآتي عقب هذا، وهذا تشكيك، وعمرو سمع من أنس، وهو أقدم موتاً من عكرمة، والمعاصرة تكفي في صحة الرواية، وتحُمل على السماع، إلا من المدلس. والحديث في مجمع الزوائد 2: 172 وقال: "رجاله رجال =

ابن أبي عمرو، عن عكْرمة عن ابن عباس: وسأله رجل عن الغسل يوم الجمعة، أواجبٌ هو؟، قال: لا، ومن شاء اغتسل، وسأحدثكم عن بدء الغُسل: كان الناس محتاجين، وكانوا يلبسون الصوف، وكانوا يَسْقُون النخلَ على ظهورهم، وِكان مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ضيّقاً متقاربَ السقف، فراحَ الناس في الصوف، فعرِقوا، وكان منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - َ قصيراً، إنما هو ثلَاثُ درجاتٍ، فعرِقَ الناس في الصوف، فثارتْ أرواحُهم، أرواحُ الصوف، فتأذّى بعضُهم ببعضٍ، حتى بلغتْ أرواحُهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر، فقال: "يا أيها الناس، إذا جئتم الجمعةَ فاغتسلوا، ولْيَمسَّ أحدكم من أطيب طِيبٍ إنْ كان عنده". 2420 - حدثني أبو سعيد حدثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن

_ = الصحيح" وقال: "في الصحيح بعضه". وانظر 2383، 3059. الأرواح: جمع ريح، وتجمع أيضاً على "رياح"، قال الجوهري: "أصلها الواو، وإنما جاءت بالياء لانكسار ما قبلها". (2420) إسناده صحيح، وهو الحديث الذي أعله البخاري بشكه في سماع عمرو من عكرمة، كما أشرنا إليه في الحديث السابق. والحديث رواه الترمذي 2: 335 وأبو داود 4: 271 والبيهقي 8: 233 - 234 والحاكم 4: 355 - 356 كلهم من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة، زاد الترمذي وأبو داود: "فقيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟، فقال: ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذاك شيئاً، ولكن أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كره أن يؤكل لحمها أو ينتفع بها وقد عمل بها ذاك العمل"، واللفظ للترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي-صلي الله عليه وسلم-، وروى سفيان. الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس أنه قال: من أتي بهيمة فلا حد عليه. حدثنا بذلك محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان الثوري. وهذا أصح من الحديث الأول". وكذلك صنع أبو داود، روى أثر ابن عباس الموقوف هذا من طريق شريك وأبي الأحوص وأبى بكر بن عياش عن عاصم، ثم قال: "حديث عاصم يضعف حديث عمرو بن أبي عمرو" وأراد الترمذي وأبو داود تعليل رواية عمرو =

أبي عمرو عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من وقع على بهيمةٍ فاقتلوه واقتلوا البهيمة". 2421 - حدثنا أبوسعيد حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في التقديم والتأخير في الرمى والذبح والحلق: "لاحَرَج". 2422 - حدثنا أبو سعيد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثنا حسين بن عبد الله عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم أعْطِ ابنَ عباس الحِكْمًة وعلمه التأويل". 2423 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن

_ = ابن أبي عمرو برواية عاصم الموقوفة، وهذا خطأ، ورد البيهقي عليهما وعلى من تبعهما فقال 8: 234: "وقد رويناه من أوجه عن عكرمة، ولا أرى عمرو بن أبي عمرو يقصر عن عاصم بن بهدلة في الحفظ، كيف وقد تابعه على روايته جماعة؟ وعكرمة عند أكثر الأيمة من الثقات الأثبات". وقد رواه البيهقي وغيره من طريق عباد بن منصور عن عكرمة، ومن طريق داود بن الحصين عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً بمعنى حديث عمرو بن أبي عمرو، وستأتي رواية داود بن الحصين 2727، ورواية عباد بن منصور 2733. وتعليل الترمذي وأبى داود خطأ من وجه آخر: أن الراجح عند المحدثين والفقهاء ترجيح رواية الصحابي عن رسول الله على رأيه وفتواه، كما هو بديهي معروف. وانظر أيضاً 1875، 2732، 2817، 2915 - 2917. وفي هذا الحديث كلام طويل، انظر بلوغ المرام 1242 والمنتقى 4059 والتلخيص 352 ونصب الراية 3: 242 - 243. (2421) إسناده صحيح، وهو مكرر 2338. (2422) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله، كما بينا في 39، 2320. وقد مضى معناه بإسناد آخر صحيح 2397. (2423) إسناده صحيح، وهو مطول 2039 وسبقت الإشارة إليه هناك.

إسحق بن عبد الله بن كنانة قال: سمعت جَدّي هشام بن إسحق بن عبد الله يحدث عن أبيه قال: بعث الوليد يسأل ابنَ عباس: كيف صنَع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء؟، فقال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُتَبَذِّلاً متخشِّعاً فأتَى المُصَلَّى، فصلى ركعتين كما يصلي في الفطر والأضحى. 2424 - حدثنا أبو سعيد حدثنا زائدة حدثنا سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من الشعر حُكْماً، ومن البياَن سِحْرا". 2425 - حدثنا أبو سعيد حدثنا زائدة حدثنا سِمَاك عن عِكْرمة عن

_ (2424) إسناده صحيح، وسيأتي أيضاً 2473، 2761، 2815، 2861، 3026، 3069. ورواه أبو داود 4: 461 من طريق سماك. قال المنذري: "وأخرجه البخاري وابن ماجة". وليس هو في البخاري- فيما أعلم- من حديث ابن عباس، بل هو فيه من حديث ابن عمر ومن حديث أبي بن كعب. وروى الترمذي منه "إن من الشعر حكمَا" 4: 32 من طريق أبي عوانة، وقال: "حديث حسن صحيح"، ونسبه شارحه للبخاري في الأدب المفرد، لعل هذا هو مراد المنذري، وإن كان إطلاقه موهمَا أنه في الصحيح. وروى الحاكم 3: 613 قصة تفاخر الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم وقول رسول الله "إن من البيان لسحراً" من طريق الحكم عن مقسم عن ابن عباس. وانظر الفتح 9: 173 و 10: 202، 446 والإصابة 3: 3 - 4 وأسد الغابة 2: 194 وابن سعد 7/ 1/ 25 وتاريخ ابن كثير 5: 44 - 45 وجمهرة الأمثال 3 - 4 ومجمع الأمثال 1: 6 ولباب الآداب بشرحنا 354 - 355 والمفضلية 023 الحكم، بضم الحاء وسكون الكاف: الحكمة، قال ابن الأثير: "أي من الشعر كلامَاً نافعَاً يمنع من الجهل والسفه وينهى عنهما، قيل: أراد بها المواعظ والأمثال التي ينتفع بها الناس". (2425) إسناده صحيح، رواه ابن ماجة 2: 189 من طريق أبي الأحوص عن سماك مختصراً، وليس فيه تفسير سماك ولا سؤال الرجل عن الإبل الجربة، ونقل شارحه عن الزوائد: "حديث ابن عباس صحيح، رجاله ثقات". وفي مجمع الزوائد 5: 102 "عن ابن =

ابن عباس أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "لا عَدْوى، ولا طيَرَةَ، ولا صَفَرَ، ولا هَام"، فذكرَ سماك أن الصَّفَر دابةٌ تكون في بطن الإنسَان، فقال رجل: يا رسول الله، تكَون في الإبل الجَرِبةُ في المائة فتُجربُها؟، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فمن أَعْدَى الأوَّل؟! ". 2426 - حدثنا عبد الرحمن وأبو سعيد قالا حدثنا زائدة حدثنا

_ = عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا عدوى، فقال أعرابي: يا رسول الله، فإنا نأخذ الشاة الجربة فنطرحها في الغنم فتجرب؟، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: يا أعرابي، من أجرب الأولى؟!. رواه الطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح". والحديث صحيح ثابت عند الشيخين وغيرهما من حديث أبي هريرة، وعند أحمد ومسلم من حديث السائب بن يزيد ومن حديث جابر. وقد مضى معناه صحيحًا من حديث سعد 1502، 1554 وسيأتي أيضاً من حديث ابن عباس 3032 وابن مسعود 4198 وجابر 14162، 14400، 15164. الصفر: فسره سماك، ونحوه في النهاية، قال: "كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك. وقيل: أراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله". الهام: جمع هامة، وهي الرأس واسم طائر، قال ابن الأثير: "وهو المراد في الحديث. وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة، قيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرَك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرِك بثأره طارت. وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت، وقيل روحه، تصير هامة فتطير، ويسمون الصدى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه". "الجربة" هكذا هو في الأصلين، وهو مؤنث "جرب" بفتح فكسر، ولكن الذي في المعاجم أن الأنثى "جرباء". (2426) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 1: 273 عن قتيبة عن أبي الأحوص عن سماك، وقال: "حديث حسن صحيح". ورواه الجماعة إلا الترمذي من حديث ميمونة، كما في المنتقى 767. قال الترمذي: "الخمرة: هو حصير صغير". وانظر 2061.

سِمَاك، قال عبد الرحمن: "عن سماك" عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى على الُخمْرَة. 2427 - حدثنا مؤمَّل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن الأعمش عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: فأفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة، وأمرهم بالسكينة، وأردف أسامة بن زيد، وقال: يا أيها الناس، عليكم بالسكينة والوقار، فإن البرَّ ليس بإيجاف الإبل والخيل، فما رأيتُ ناقةً رافعةَ يدها عادية حتى بلغت جمعاً، ثم أردف الفضلَ بن عباس من جْمع إلي منّي وهو يقول: يا أيها الناس، عليكم بالسكينة والوقار، فإِن البرَّ ليس بإيجاف الإبل والخيل، فما رأيتُ ناقة رافعة يدها عادية حتى بلغت منّي. 2428 - حدثنا مؤمَّل قال حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: أهْدَي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مائةَ بدن، فيها جمل أحمرُ لأبي جهل، في أنفه بُرَةٌ من فضَّة. 2429 - حدثنا مؤمل حدثنا سفيان حدثنا عبد الأعلى عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعدَه من النار". 2430 - حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان قال حدثنا حماد قال حدثنا على بن زيد عن يوسف بن مِهْران عن ابن عباس: أن امرأةً مُغِيباً أتتْ

_ (2427) إسناده صحيح، وهو مطول 2264. وانظر 2507. (2428) إسناده حسن، سفيان: هو الثورى. والحديث مكرر 2079، وانظر 2362. (2429) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. الحديث مكرر 2069 وسيأتي مطولاً ومختصراً 2976، 3025. (2430) إسناده صحيح، وهو مكرر 02206 المغيب والمغيبة: التي غاب زوجها.

رجلاً تشتري منه شيئاً، فقال: ادخُلي الدَّوْلج حتى أُعطيَك، فدخلتْ، فقبَّلها وغمزها، فقالت: ويحك! ِ إني مغيب، فتركها، وندم عَلى ما كان منه، فأتى عمرَ فأخبره بالذي صنع، فقال: ويحك! فلعلها مغيب؟، قال: فإنها مغيب، قال: فائْت أبا بكر فاسأله، فأتى أبا بكر فأخبره، فقال أبو بكر: ويحك! لعلها مغيبِ؟، قال: فإنها مغيب، قال: فائْت النبي -صلي الله عليه وسلم- فأخبِره، فأتى النبي -صلي الله عليه وسلم- فأخبره، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لعلها مغيب؟ "، قال: فإنها مغيب، فسكت رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، ونزل القرآن: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} إلى قوله {لِلذَّاكِرِينَ}، قال: فقاَل الرجل: يا رِسوٍ ل الله، أهي فيَّ خاصةً أو في الناس عامةً؟، قال: فقال عمر: لا، ولا نعْمة عينٍ لك! بل هي للناس عامةً، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "صَدَق عمر". 2431 - حدثنا مؤَمَّل قال أبو عَوانة حدثنا أبو بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال في قول الجن {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)} قال: لما رأوه يصلي بأصحابه، ويصَلون بصلاته، ويركعون بركَوَعه، ويسجدون بسجوده، تعجبوا من طَوَاعية أصحابه له، فلما رجعوا إِلى قومهم قالوا: إِنه لما قام عبد الله، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوه كادوا يكونون

_ (2431) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 207 - 208 وجعله تابعاً للحديث الذي سبق برقم 2271، وقال: "حديث حسن صحيح". ونقله ابن كثير في التفسير 9: 19 - 20 من رواية الطبري من طريق أبي عوانة. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 6: 275 أيضاً لعبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة. "وأنه": قرأ نافع وأبو بكر بكسر الهمزة، وباقي السبعة بفتحها. "لبداً" قرأ هشام بضم اللام، والباقون بكسرها. انظر التيسير 215. وقال أبو حيان في البحر 8: 353: "وقرأ الجمهور لبداً بكسر اللام وفتح الباء، جمعْ لبدة، نحو كسرة وكسر، وهي الجماعات، شبهت بالشيء المتلبد بعضه فوق بعض ... وقرأ مجاهد وابن محيصن وابن عامر بخلاف عنه، بضم اللام، جمع لبدة، كزبرة وزُبر" وانظر 1435، 2271، 2482.

عليه لُبداً. 2432 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا جرير عن يعلى بن حَكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه في خرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إنه ليس أحدٌ أَمَنَّ عليّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحَافة، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكنْ خُلة الإسلام أفضل سُدُّوا عنّي كل خَوْخَةٍ في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر". 2433 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا جرير عن يعلى بن حكيم عن عكْرمة عن ابن عباسِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أتاه ماعزُ بن مالك قال: "لعلك قبلتَ أو غَمَزْتَ أو نظرت؟ " قال: لا، قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "أِنكْتَهَا؟ " لا يَكْنى، قال: نعم، فعند ذلك أمر برجمه. 2434 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور عن النْهال بِن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَوَّذ الحسن والحسين فيقول: "أُعيذكما بكلمة الله التامّة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامَّة". ثم يقال: "هكذا كان أبي إبراهيمُ عليه السلام يُعوِّذ إسماعيل وإسحق، عليهما السلام".

_ (2432) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1:: 464 عن عبد الله بن محمد عن وهب بن جرير عن أبيه، قال القسطلاني 1: 370: "وأخرجه في الفرائض بزيادة، وأخرجه النسائي في المناقب". وذكره ابن كثير في التاريخ 5: 230 من رواية البيهقي، وأشار إلى رواية البخاري. (2433) إسناده صحيح، وهو مكرر 2129. (2434) إسناده صحيح، وهو مكرر 2112.

2435 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم قال: حدثني عبد الرحمن بن وعْلَة عن ابن عباس قال: قلت له: إِنا نغزُو (1) فنؤتى بالإهاب والأسقية؟ قال: ما أدري ما أقولُ لكَ، إلاَّ أنِّى سمعتُ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول: "أيُّما إهابٍ دُبغ فقد طَهُر". 2436 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: أُمر النبي -صلي الله عليه وسلم- أن يسجد على سبع، ولا يكفَّ شعراً ولاثوباً. 2437 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم. 2438 - حدثنا عبد الزراق حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من اشترى طعاماً فلا يبعْه حتى يستوفيه" قال ابن عباس: وأحسِب كلَّ شىءٍ بمنزلة الطعام. 2439 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عطاء بن السائب عن

_ (2435) إسناده صحيح، وهو مطول 1895، وسفيان هنا: هو الثوري، وهناك: هو ابن عيينة. والحديث في نصب الراية 1: 115 - 116، ونسبه أيضاً للنسائي ومالك في الموطأ وابن حبان في صحيحه. والشافعي وإسحق بن راهوية والبزار، وانظر 2003، 2117، 2369. (1) في الأصل وفي الحلبية (نغزوا)، فحذفنا الألف. [المصحح]. (2436) إسناده صحيح، وهو مكرر 2300. (2437) إسناده صحيح، وهو مختصر 2393. (2438) إسناده صحيح، وهو مكرر 1847، 1928. وانظر 2275، 3346. (2439) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري، وهو قد سمع من عطاء بن السائب قديماً، فحديثه =

سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "كلوا في القصعة من جوانبها، ولا تأكلوا من وَسَطها، فإن البركة تنزل في وَسَطها". 2440 - حدثنا سُريج حدثنا حماد، يعني ابِنِ سَلَمة، عن قيس بن سعد عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس، أحسبه رفعهُ، قال: كان إذا رفعِ رأسه من الركوع قال: "سمع الله لِمن حمده، َ اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماء وملءَ الأرض وملءَ ماشئت من شيء بعدُ". 2441 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبّاد، يعني ابن العوَّام، عن الحَجّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن/ ابن عباس: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- خطب ميمونة بنت الحرث، فجعلت أَمرها إلى العباس، فزوجها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -.

_ = عنه صحيح. والحديث رواه الترمذي 3: 82 - 83 من طريق جرير عن عطاء، وقال: "حديث حسن صحيح، إنما يعرف من حديث عطاء بن السائب، وقد رواه شعبة والثوري عن عطاء بن السائب". ونسبه شارحه أيضاً لأبي داود والنسائي وابن ماجة والدرامي وابن حبان في صحيحه والحاكم، وهو في المستدرك 4: 116 وصححه الحاكم والذهبي، وفي رواية الحاكم قصة تدل على أن عطاء سمعه من سعيد بن جبير حين حدثهم. (2440) إسناده صحيح، ويظهر أن الذي شك في رفعه هو حماد بن سلمة، فقد رواه مسلم1: 137 - 138 مطولا ومختصراً والنسائي 1: 162 مختصراً من طريق هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً دون شك، يحتمل أن يكون عطاء هو الذي جزم برفعه، وسعيد بن جبير شك فيه. وعلى كل فهو حديث صحيح. (2441) إسناده صحيح، مقسم: هو مولى عبد الله بن الحرث، الذي يقال له "مولى ابن عباس" للزومه له، وفي ح "القاسم" وهو خطأ صححناه من ك. وإنما جعلت أمرها إلى العباس أنه كان زوج أختها لبابة أم الفضل. والحديث رواه ابن سعد 8: 95 من-طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس.

2442 - حدثنا سُرَيِجِ حدثنا عبّاد عن الحَجّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: قتل اِلمسِلمون رجلاً من المشركين يوم الخندق، فَأرسلوا رسولاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغرمون الدية بجيفته، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه لخبيثٌ، خبيث الدية، خبيثُ الجيفة"، فخلَّى بينهم وبينه. 2443 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبّاد عن حَجّاج عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار: أن يعقلوا مَعَاقلهم، وأن يَفْدُوا عانِيَهم بالمعروف، والإصلاح بين المسلمين. 2444 - حدثني سُرَيج حدثنا عبّاد عن حَجّاج عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عباس، مثله. 2445 - حدثنا سُرَيج حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعمى عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: تَنَفَّل

_ (2442) إسناده صحيح، وهو مكرر 2230. وانظر 2319. (2443) إسناده صحيح، وهو من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، ذكر هنا لرواية الحديث الآتي بعده "مثله" من حديث ابن عباس. والحديثان: هذا والذي بعده، في تاريخ ابن كثير 3: 224، وقال: "تفرد به الإمام أحمد". العاقل: الديات، جمع "معقلة" بضم القاف. العاني: الأسير. (2444) إسناده صحيح، وانظر ما قبله. (2445) إسناده صحيح، ابن أبي الزناد، هو عبد الرحمن. والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 4: 11 - 12 من رواية البيهقي من طريق وهب عن ابن أبي الزناد، بأطول مما هنا، وقال: "رواه الترمذي وابن ماجة من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه، به". "ذو الفقار" بفتح الفاء: سمي بذلك لأنه كانت فيه حفر صغار حسان، والسيف المفقرة الذي فيه حزوز مطمئنة عن متنه. الفل، بفتح الفاء وتشديد اللام: الثلم في السيف، وأصله الكسر والضرب، ومنه "الفل" للقوم المنهزمين.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفَه ذا الفَقَار يومِ بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد فقال "رأيت في سيفي ذي الفَقَار فَلاّ، فأولْتُهُ فَلاَّ يكونُ فيكم، ورأيتُ أني مُرْدف كبشاً، فأَوَّلْتُه كبشَ الكتيبة، ورأيتُ أني في درع حصينة، فأوَّلْتُها المدَينة، ورأيت بقراً تذبح، فبَقَرٌ والله خيرٌ، فبَقَرٌ والله خيرٌ، فكان الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2446 - حدثنا سُرَيج حدثنا ابن أبي الزناد عن عمرو بن أبيِ عمِرو عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: كانت قراءةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل قدْرَ ما يَسمعه مَنْ في الحجرة وهو في البيت. 2447 - حدثنا سُرَيج بن النعمان حدثنا هُشَيم عن أبِي بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قالِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الخَبَرُ كَالمعاينة، إن الله عز وجل أخبر موسى بما صنَع قومُه في العجل، فلم يُلْقِ الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت". 2448 - حدثنا سُرَيج حدنا هُشيم أخبرنا حُصَين بن عبد الرحمن

_ (2446) إسناده صحيح، ورواه أبو داود1: 501 عن الوركاني عن ابن أبي الزناد، قال المنذري: "في إسناده ابن أبي الزناد، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان. وفيه مقال، وقد استشهد به البخاري في مواضع". وابن أبي الزناد ثقة كما بينا مراراً، آخرها 1605. (2447) إسناده صحيح، وهو مطول 1842. وهذا المطول نقله ابن كثير في التفسير 3: 558 بنحوه عن ابن أبي حاتم، وذكره السيوطي في الدر المنثور 3: 127 ونسبه أيضاً لعبد بن حميد والبزار وابن حبان والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه. ورواه الحاكم 2: 321 من طريق سريج، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. (2448) إسناده صحيح، ورواه البخاري مطولاً ومختصراً 10: 130 - 131، 179 - 180. و11: 352 - 358. ورواه مسلم1: 78 - 79 عن سعيد بن منصور عن هُشيم. "من عين": قال ابن الأثير: "يقال أصابت فلاناً عين: إذا نظر إليه عدو أو حسود فأثرت =

قال: كنت عند سعيد بن جُبير قال: أيّكم رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحة؟، قلت: أنا، قلت: أمَا إني لم أكن في صلاة، ولكنّي لُدغْتُ، قال: وكيف فعلتَ؟، قلت: اسْتَرْقَيْتُ، قال: وما حملك على ذلَك؟، قلت: حديثٌ حدثناه الشَّعبي عن بُريْدة الأسلمي أنه قال: لا رقيَة إلاَّ من عَيْنٍ أوحُمَةِ، فقال سعيد، يعني ابنَ جُبير: قد أحسن من انتَهى إلى ما سمع، ثم قَال: حدثنا ابنُ عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرِضتْ على الأمُم، فرأيت النبي ومعه الرّهْط، والنبي ومعه الرجل والرجلين، والنبي وليس معه أحدٌ، إذْ رُفِعَ لي سَوَاد عظيم، فقلت: هذه أمتي؟، فقيل: هذا موسى وقومُه، ولكنِ انظر إلى الأفق، فإذا سواد. عظيم، ثم قيل: انظرْ إلى هذا الجانب الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل: هذه أمتُك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذابِ"، ثم نهض النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل، فخاض القومُ في ذلك، فقالوا: مَنَ هؤلاء الذَين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟، فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يُشْركوا بالله شيئاً قط، وذكروا أشياء، فخرج إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -،

_ = فيه فمرض بسببها، يقال منه عانه يعينه فهو عائن: إذا أصابه بالعين، والمصاب معين" يعني بفتح الميم. والحمة: بضم الحاء وتخفيف الميم، ويقال أيضاً بتشديدها، وأنكره الأزهري، وهي السم، قال ابن الأثير: "ويطلق أيضاً على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم منها يخرج". "ومعه الرجل والرجلين": هكذا في الأصلين، وفي صحيح مسلم "والرجلان". "بمقالتهم" كذا في ح، وفي ك "بمقالاتهم". "أنت منهم": في ح "أنت فيهم"،وصححناه من ك وصحيح مسلم. "ثم قال الآخر" في ك "فقام رجل آخر". "عكاشة": بضم العين وتشديد الكاف ويجوز تخفيفها أيضاً، وهو عكاشة بن محصن الأسدي، من السابقين الأولين، وشهد بدراً، واستشهد في قتل أهل الردة، رضي الله عنه. وهذه القصة ثبت نحوها أيضاً في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة، ومن حديث عمران بن حصين. وسيأتي نحوها كذلك من حديث ابن مسعود 3806، 3819، 3987.

فقال: "ما هذا الذي كِنتِم تخوضون فيه؟ "، فأخْبَروه بمقالتهم، فقال: "هم الذين لا يَكْتَوُون ولا يَسْتَرقُون ولا يَتَطَيَّرون وعلى ربهم يتوكلون"، فقام عُكَّاشة بن محْصَن الأسَدي، فقال: أنا منهم يا رسول الله؟، فقال: "أنت منهمِ"، ثم قَام الآخر فقَال: أنا منهم يا رسول الله؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَبَقك بها عُكَّاشَة". 2449 - حدثنا شجاع حدثنا هُشَيم، مثلَه. 2450 - حدثنا سريج بن النعمان حدثنا أبو عَوَانة عن أبي بشْر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهراً كاَملاً قطُّ غيرَ رمضان، وإنْ كان لَيَصُوم إذا صام حتى يقولَ القائلُ والله لا يفطر، وإنْ كان ليفطر إذا أفطر حتى يقول القائل والله لا يصوم. 2451 - حدثنا سُريج حدثنا عبد الله بِن المؤَمَّل عن عطاء عن ابن عباس: أن رسوِل اِلله - صلى الله عليه وسلم - قطع الأودية وجاءَ بهَدْيٍ، فلم يكن له بُدٌّ من أن يطوف بالبيت ويسْعى بين الصفا والمروة قبل أن يقف بعرفة، فأما أنتم يا أهل مكة فأخِّرُوا طوافَكم حتى تَرجعوا. 2452 - حدثنا أسود بن عامر أخبرنا إسرائيل عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لما حُرِّمت الخمرُ قالوا: يا رسول الله، أصحابُنا

_ (2449) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2450) إسناده صحيح، وهو مكرر 1998، 2046، 2151. (2451) إسناده صحيح، عبد الله بن المؤمل المخزومي: وثقه ابن سعد وابن نمير، وقال ابن معين: صالح الحديث، وضعفه أبو داود والنسائي، وقال أحمد: ليس بذاك، وقال أيضاً أحاديثه مناكير. ويظهر لي أن كلامهم فيه إنما هو من جهة حفظه، فهذا يصحح حديثه حتى يتبين خطؤه. وانظر 2360. (2452) إسناده صحيح، وهو مكرر 2088. ونقله ابن كثير في التفسير 3: 233 عن هذا الموضع من المسند. وهو في المستدرك 4: 143، وصححه الحاكم والذهبي.

الذين ماتوا وهم يشربونها؟، فأنزل الله عز وجل: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}. 2453 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا الحسن، يعني ابن صالح عن محمد بن المنكدر قال: حُدِّثتُ عن ابنٍ عباس أنه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "مُدْمِنُ الخمر إن مات لقي الله كعابد وَثَنٍ". 2454 - حدثنا حسين حدثنا شَيبان عن عيسي بن علي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن يُمْن الخيل في شُقْرِها".

_ (2453) إسناده ضعيف، لجهالة من حدث ابن المنكدر. وهو في مجمع الزوائد 5: 74 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن ابن المنكدر قال: حُدثت عن ابن عباس. وفي إسناد الطبراني يزيد بن أبي فاختة, ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وفي التاريخ الكبير للبخاري 1/ 1/ 129 في ترجمة محمد بن عبد الله: "قال لنا إسماعيل: حدثني أخي عن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن عبد الله عن أبيه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مدمن خمر كعابد وثن. وقال لي فروة: حدثنا محمد بن سليمان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. ولا يصح حديث أبي هريرة في هذا". (2454) إسناده حسن، عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس: ثقة، قال ابن معين: "لم يكن به بأس، كان له مذهب جميل، وكان معتزلا للسلطان، وليس بقديم الموت، بلغني أنه مات في السنة التي مات فيها شعبة"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح التعديل 4/ 1/ 282 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء، وفي التهذيب عن البزار أنه لم يرو عن أبيه حديثاً مسنداً غير هذا الحديث، وفي هذا تساهل، فقد ذكر له ابن أبي حاتم حديثاً آخر. والحديث رواه أبو داود 2: 328 عن يحيى بن معين عن حسين بن محمد عن شيبان، قال المنذري: "وأخرجه الترمذي وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من. حديث شيبان، يعني ابن عبد الرحمن".

2455 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا جَرير، يعني ابن حازم، عن كلثوم بن جَبْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "أخذ الله الميثاقَ من ظهرآدم بنَعْمَان، يعني عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذَرَأها، فنثرهم بين يديه كالذَّرّ، ثم كلمهم قبَلاً {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}.

_ (2455) إسناده صحيح، كلثوم بن جبر بن مؤمل الديلي: تابعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 227 وقال: "سمع أبا غادية الجهني صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم -". والحديث في مجمع الزوائد 7: 25 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". ونقله ابن كثير في التفسير 3: 584 - 585 عن هذا الوضع، وقال: "وقد روى هذا الحديث النسائي في كتاب التفسير من سننه عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عن حسين بن محمد المروزي، به. ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث حسين بن محمد، به، إلا أن ابن أبي حاتم جعله موقوفاً. وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث حسين بن محمد وغيره عن جرير بن حازم عن كلثوم بن جبر، به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر. هكذا قال. وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير فوقفه. وكذا رواه إسماعيل ابن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه، به. وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس. فهذا أكثر وأثبت". وكأن ابن كثير يريد تعليل المرفوع بالموقوف! وما هذه بعلة، والرفع زيادة من ثقة، فهي مقبولة صحيحة. وانظر 311 - "كلثوم بن جبر" بفتح الجيم وسكون الباء، ووقع في ابن كثير"كلثوم بن جبير" وهو تصحيف. نعمان، بفتح النون: واد لهذيل على ليلتين من عرفات. "ثم كلمهم قبلاً" بكسر القاف وفتح الباء، وبضم القاف وفتح الباء، وبفتحهما، وبضمهما، أي عياناً ومقابلة لا من وراء حجاب ومن غير أن يولى أمرهم أو كلامهم أحداً من ملائكته.

2456 - حدثنا حسين حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن أبي الأحوص قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في كل صلاة الفجر يوم الجمعة {الم (1) تَنْزِيلُ} و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}. 2457 - حدثنا حسين حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، مثله. 2458 - حدثنا حسين حدثنا شَريك عن خُصَيف عن مقْسَم عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: في الرجل يأتي امرأتَه وهي حائض، قال "يتصدق بنصف دينار". 2459 - حدثنا حسين حدثنا شَريك عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: عجَّلَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أو عَجَّل أمَّ سَلَمة وأنا معهم، من الزدلفة إلى جمرة العقبة، فأمرنا أن نرميَها حين تطلع الشمس. 2460 - حدثنا حسين حدثنا داود، يعني العطار، عن عمرو قال:

_ (2456) إسناده ضعيف، لإرساله. أبو الأحوص: هو الجشمي،:اسمه "عوف بن مالك بن نضلة"، وهو تابعي ثقة، وروى هذا الحديث مرسلاً، وإنما رواه الإمام هنا للحديث بعده الموصول، "مثله". وانظر 1993. (2457) إسناده صحيح، وانظر ما قبله، و 1993. (2458) إسناده صحيح، خصيف: هو ابن عبد الرحمن الجزري. والحديث من طريق شريك عن خصيف رواه الترمذي 1: 244 - 245 من شرحنا، والدارمي 1: 254 وأبو داود 1: 109 والبيهقي 1: 306، وأطلنا الكلام عليه وعلى سائر أسانيد الحديث هناك، وانظر 2032، 2121، 2122، 2201. (2459) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. وانظر 2204. (2460) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. والحديث رواه مسلم1: 366 مختصراً من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار. وانظر الحديث السابق.

حدثني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ثَقَله وضَعَفهَ أهله ليلةَ المزدلفة، فصلينا الصبح بمنىً ورمينا الجمرة. 2461 - حدثنا حسين حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن محمد ابن عمرو بن عطاء بن عَلْقَمة القرشي قال: دخلنا بيت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجدنا فيه عبد الله بن عباس، فذكرنا الوضوء مما مَسَّت النار، فقال عبد الله: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل مما مستْه النار ثم يصلى ولا يتوضأ، فقالِ له بِعضِنا: أنت رأيتَه يا ابن عباس؟، قال: فأشار بيده إلى عينيه فقال: بَصُرَ عَيْنَيَّ. 2462 - حدثنا حسين بن محمد وخلف بن الوليد قالا حدثنا إسرائيل عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: مرَّ رجل من بني سُلَيم على نفر من أصَحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: وهو يسوق غنماً له، فسلم عليهم، فقالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوَّذ منكم، فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه، فأتوا بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} إلى آخر الآيةَ. 2463 - حدثنا حسين وأبو نعيم قالا حدثنا إسرائيل عن سِمَاك

_ (2461) إسناده صحيح، وهو مختصر 2377. (2462) إسناده صحيح، وهو مكرر 2023. (2463) إسناده صحيح، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، بضم الدال، وهو ثقة ثبت صدوق، قال أحمد: "أبو نعيم صدوق ثقة، موضع للحجة في الحديث"، وقال أيضاً: "ثقة، كان يقظان في الحديث عارفاً به، ثم قام في أمر الامتحان ما لم يقم غيره، عافاه الله"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 118. والحديث أشار إليه ابن كثير في التفسير 2: 213 وذكر أنه رواه أيضاً النسائي في سننه والحاكم في مستدركه. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 2: 63 أيضاً إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني.

عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس في قوله عز وجل {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} قال: هم الذين هاجروا مع محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، قالَ أبو نعيم: مع النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2464 - حدثنا حسين وأبِو نُعيم قالا: حدثنا إسرائيل عن عبد العزيز بن رُفَيْع قال: حدثني من سمع ابن عباس يقول: لم ينزل رسول الله-صلي الله عليه وسلم- بين عرفاتٍ وجَمْع إلا لِيُهَرِيق الماء. 2465 - حدثنا حسين حدثنا شعبة قال أخبرني عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن زيد قال: سمعت ابن عباس يقول: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانياً جميعاً وسبعاً جميعاً. 2466 - حدثنا حسين حدثنا جَرير بن حازم عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابِن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهدَى في بُدْنِه بعيراً كان لأبي جهل، في أنفه بُرَةٌ من فضة. 2467 - حدثنا حسين حدثنا جَرير عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهس عِرْقاً ثم صلى ولم يتوضأ. 2468 - حدثنا حسين حدثنا جَرير عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لما قذَف هلال بن أمية امرأتَه قيل له: َ والله لَيَجلدنَّك رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ثمانين جلدةً، قال: الله أعدلُ من ذلك أن يضربني ثمانين ضربة،

_ (2464) إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن ابن عباس. وانظر 2265. (2465) إسناده صحيح، وهو مختصر 1918. وانظر 2269. (2466) إسناده صحيح، وهو مختصر 2362. وانظر 4328. (2467) إسناده صحيح، وهو مكرر 2289. وانظر 2461. (2468) إسناده صحيح، وهو مختصر 2131.

وقد علم أني قد رأيتُ حتى استيقنتُ، وسمعتُ حتى استيقنتُ، لا والله لا يضربني أبداً، قال: فنزلتْ آيةُ الملاعَنَة. 2469 - حدثنا حسين حدثنا جَرير عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن جارية بكراً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت أن أباها زوَّجهاَ وهي كارهة، فخيَّرها النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2470 - حدثنا حسين وأحمد بن عبد الملك قالا حدثنا عُبيد الله،

_ (2469) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 195 عن عثمان بن أبي شيبة عن حسين بن محمد، ثم رواه عن محمد بن عبيد عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال أبو داود: "لم يذكر ابن عباس، وهكذا رواه الناس مرسلاً، معروف". يريد أبو داود تعليل الموصول بالمرسل، وتبعه على ذلك البيهقي، وهو تعليل غير مقبول. وقد رد ابن القيم هذا التعليل قال: "وعلى طريقة البيهقي وأكثر الفقهاء وجميع أهل الأصول هذا حديث صحيح، لأن جرير بن حازم ثقة ثبت، وقد وصله، وهم يقولون: زيادة الثقة مقبولة، في بالها تقبل في موضع، بل في أكثر المواضع التي توافق مذهب المقلد، وترد في موضع يخالف مذهبه؟! وقد قبلوا زيادة الثقة في أكثر من مائتي حديث رفعاً ووصلاً، وزيادة لفظ ونحوه. هذا لو انفرد به جرير، فكيف وقد تابعه على رفعه عن أيوب زيدُ بن حبان، ذكره ابن ماجة في سننه". انظر المنتقى 3468، وفي عون المعبود عن الفتح: "والطعن في الحديث فلا معنى له، فإن طرقه تقري بعضها ببعض" وانظر 2365. (2470) إسناده صحيح، عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. والحديث رواه أبو داود 4: 139 وصرح فيه "عن عبد الكريم الجزري". وذكره الحافظ في القول المسدد 41 - 42 وقال: "أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي القاسم البغوي عن هاشم بن الحرث عن عبيد الله بن عمرو، به. قال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبد الكريم بن أبي الخارق أبو أمية البصري، ثم نقل تجريحه عن جماعة. قلت: وأخطأ في ذلك، فإن الحديث المذكور من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرج له =

يعني ابن عمرو، عن عبد الكريم عن ابن جُبير، قال أحمد: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يكون قومِ في آخر الزمان يَخْضِبون بهذا السواد"، قال حسين: "كحواصل الحمام، لا يرِيحون رائحةَ الجنة". 2471 - حدثنا حسين حدثنا عبد الحميد بن بَهْرام عن شَهرْ بن حَوْشَب قال: قال عبد الله بن عباس: حضرتْ عصابة من اليهود رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا أبا القاسم، حدِّثْنا عن خلاَل نسألُك عنها، لا يعلمهنّ إلا نبي؟، فكان فيما سألوه: أيُّ الطعام حَرَّم إسرائيلُ على نفسه قبل أن تُنَزَّل التوراة؟، قال: "فأنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوبَ عليه السلام مرض مرضاً شديداً فطال سقمُه فنذر لله نذراً لئن شفاه الله من سقمه ليُحَرِّمَنَّ أحبَّ الشراب إليه وأحبَّ الطعام إليه، فكان أحب الطعام إليه لُحماَنُ الإبلِ وأحبَّ الشراب إليه ألبانهُا؟ "، فقالوا: اللهم نعم.

_ = في الصحيح. وقد أخرج الحديث المذكور من هذا الوجه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه"، ثم ذكر الحافظ أنه أخرجه الحاكم وأبو يعلى "والحافظ ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين، من هذا الوجه أيضاً". لا يريحون: لا يشمون، ولا يجدون ريحها، يقال "راح يريح" و"راح يراح" و"أراح يريح" إذا وجد رائحة الشيء. (2471) إسناده صحيح، عبد الحميد بن بهرام، بفتح الباء، الفزاري: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وتكلم فيه بعضهم من أجل روايته عن شهر، وهو راويته، ولكن شهر ابن حوشب ثقة، كما قلنا في 2174، وقال أحمد بن صالح المصري: "عبد الحميد ابن بهرام ثقة، يعجبني حديثه، أحاديثه عن شهر صحيحة". والحديث مختصر 2514. وانظر 2483. وذكر ابن كثير في التفسير الحديث الطول الآتي 2: 186 - 187 =

2472 - حدثنا الفَضْل بن دُكَين حدثنا زَمْعَة عن سَلَمة بن وَهْرام عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على بساط. 2473 - حدثنا الفَضْل قال حدثنا شَريك عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن من الشِّعرَ حُكْماً، وَإن من القول سحرا". 2474 - حدثنا الفَضْل حدثنا سفيان عن سمَاك عن عِكْرمة قال: مَرّ ابن عباس على أناسٍ قد وضعوا حمامةً يَرْمونَها، فقَال: نهى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- أن يُتَّخذ الرُّوح غَرَضاً. 2475 - حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: أخذ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بنتاً له تَقْضي، فاحتضنها، فوضعها بين ثدييه، فماتتْ وهي بين ثدييه، فصاحتْ أم أَيمن، فقيل أتبكي عند رسول الله-صلي الله عليه وسلم-؟، قالت: أَلَسْتُ أراكَ تبكي يا رسول الله؟، قال: "لست أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل خير على كل حالٍ، إنّ نفسَه تَخرج من بين جنبيه وهو يَحمد الله عز وجل".

_ = وأشار إلى هذا فقال: "ورواه أحمد أيضاً عن حسين بن محمد عن عبد الحميد، به". (2472) إسناده ضعيف، لضعف زمعة. والحديث مكرر 2061. وانظر 2426. (2473) إسناده صحيح، وهو مكرر 2424. (2474) إسناده صحيح، وهو مطول1863. وانظر 2480، 2532. (2475) إسناده صحيح، وهو مكرر 2412، وسفيان: هو الثوري، وسماعه من عطاء قبل اختلاطه.

2476 - حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن علي بن بَذيمة حدثني قيس بن حَبْتَر قال: سألتُ ابن عباس عن الجرّ الأبيض واَلجرّ الأخضر والجرّ الأحمر؟، فقال: إن أول من سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفدُ عبد القيس، فقالوا: إنا نصيب من الثَّقَل، فأيّ الأسقية؟، فقال: "لا تشربوا في الدُّبَّاء والمزفَّت والنَّقير والحنَتْم، واشربوا في الأسقية"، ثم قال: "إن الله حَرَّم عليّ"، أو "حَرَّم الخَمرَ والميسرَ والكُوبة، وكلُّ مسكرٍ حرام"، قال سفيان: قلتُ لعلي بن بَذِيمة: ما الكُوبة؟، قال: الطَّبْل. 2477 - حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن رجل عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العين حق، تَستنزل الحالِق". 2478 - حدثنا عبد الله بن الوليد العَدَني قال حدثنا سفيان عن

_ (2476) إسناده صحيح، علي بن بذيمة، فتح الباء وكسر الذال المعجمة الحِزري: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، وقال أحمد: "ثقة وفيه شيء"! وقال أيضاً: "صالح الحديث، ولكن كان رأساً في التشيع". وانظر ترجمته في الجرح والتعديل 3/ 1 / 175 - 176. والحديث رواه أبو داود 3: 382 وسكت عنه هو والمنذري. وانظر 2020، 2028، 2499 الكوبة، بضم الكاف، قال الخطابي 4: 267: "الكوبة يفسر بالطبل، ويقال: هو النرد. ويدخل في معناه كل وتر ومِزْهر، في نحو ذلك من الملاهي والغناء". (2477) إسناده ضعيف، لإبهام من روى عنه سفيان. وانظر الحديث التالي. الحالق: الجبل العالي المنيف المشرف. (2478) إسناده صحيح، إسماعيل بن ثوبان: ثقة من أتباع التابعين، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1 /349، وفرق كلاهما بينه وبين إسماعيل بن ثوبان التابعي، وذكر الحافظ في التعجيل 34 - 35 أن ابن أبي حاتم خلط الترجمتين، =

دويد عن إسماعيل بن ثَوْبَان عن جابر بن زيد عن ابن عباس، مثلَهُ. 2479 - حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "خير أكحالكم الإثْمد عند النوم، ينبت الشعر، ويَجْلو البصر، وخير ثيابكم البياض، فالبَسُوها وكفِّنَوا فيها موتاكم". 2480 - حدثنا أبوأحمد حدثنا العلاءُ بن صالح حدثنا عديّ بن

_ = وتعقبه بذلك. دويد: هو دويد البصري، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 / 230 فقال: "دويد: سمع إسماعيل بن ثوبان عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي-صلي الله عليه وسلم-: العين حق، العين حق. قاله إسحق بن إبراهيم. حدثنا عبد الله بن الوليد قال حدثنا سفيان. وقال وكيع وقبيصة عن سفيان عن رجل عن جابر ابن زيد، وقال وكيع. وقد يستنزل بها الجمل، ولم يذكر قبيصة: يستنزل". وترجمه الذهبي في الميزان وتبعه الحافظ في اللسان، ولكنه وهم فذكر في التعجيل في ترجمة إسماعيل بن ثوبان أن الذي روى عنه هو "دويد بن نافع"، وجزم بذلك! فلذلك لم يترجم فيه لدويد البصري اكتفاء بترجمة "دويد بن نافع" في التهذيب، فوقع فيما نعاه علي ابن أبي حاتم، مع أن البخاري فرق في الكبير بين الترجمتين. وهي اثنان يقينَا. والحديث في مجمع الزوائد 5: 107 وقال: " في الصحيح منه: العين حق، فقط. رواه أحمد والطبراني، وفيه دويد البصري، قال أبو حاتم: لين، وبقية رجاله ثقات". وذكره السيوطي في الجامع الصغيره 574 ونسبه أيضاً للحاكم. (2479) إسناده صحيح، وهو مكرر 2219. (2480) إسناده صحيح، وهو مختصر 2474. "شيء" في ح "شيئَا"، وهو خطأ، =

ثابت عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- أن يُتَّخَذ شيءٌ فيه الروح غَرَضاً. 2481 - حدثنا أبو أحمد حدثنا عُبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب قال: أخبرني نافع بن جبير عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الأيِّم أَمْلَكُ بأمرها من وليّها، والبكرُ تُستأمر في نفسها، وصُمَاتُها إقرارهُا". 2482 - حدثنا أبو أحمد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: كان الجنَّ يسمعون الوحي، فيسمعون الكلمةَ فيزيدون فيها عشراً، فيكون ما سمعوا حقّا وما زادوه باطلاً، وكانت النجوم لا يرمى بها قبل ذلك، فلما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أحدهم لا يأتي مقعدَه إلاَّ رمى بشهابٍ يحرق ما أصاب، فشكَوْا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هذا إلاَّ من أمر قد حدَث، فبث جنوده فإذا هم بالنبى - صلى الله عليه وسلم - يصلي بين جَبَليْ نَخْلَة، فأتوه فأخبروه، فقال: هذا الحدَث الذي حدث في الأرض.

_ = صححناه من ك. (2481) إسناده صحيح، عبيد الله بن عبد الله بن موهب: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن موهب، وانظر ما قلنا فيه في 517، وفي ح "عبد الله بن عبيد الله بن موهب"، وهو خطأ، صححناه من ك. والحديث مكرر 2365. (2482) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 7: 475 وقال: "ورواه الترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما من حديث إسرائيل، به، وقال الترمذي: حسن صحيح". وهو في الترمذي 4: 208. والحديث مختصر 2271. وانظر 2431.

2483 - حدثنا أبو أحمد حدثنا عبد الله بن الوليد العِجْلي، وكانت له هيئةٌ، رأيناه عند حسن، عن بُكَير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلتْ يهود إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم، إنَّا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن عرفْنا أنك نبي واتبعناك، فأَخذ عليهم ما أخذ إسرائيلُ على بنيه إذ قالوا {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} قال: "هاتوا"، قالوا: أَخبرْنا عن علامة النبي؟، قال: "تنامُ عيناه ولا ينامُ قلبه"، قالوا: أخبرنا كيف تُؤنث المرأةُ وكيف تُذكِر؟، قال: "يلتقي الماآن، فإذا علا ماء الرجل ماءَ المرأة أَذْكرت، وِإذا علا ماء المرأة ماءَ الرجل آنثَتْ"، قالوا: أخبرنا ما حرَّم إسرائيل

_ (2483) إسناده صحيح، عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني: كان يكون في بني عجل، فربما قيل "العجلي"، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي والنسائي. وقول أبي أحمد الزبيري: "رأيناه عند حسن" يريد أنه لقى عبد الله بن الوليد عند الحسن بن ثابت الأحول. بكير بن شهاب الكوفي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 114، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وليس له في الكتب الستة غير هذ الحديث عند الترمذي والنسائي. والحديث ذكر البخاري أوله في ترجمة بكير، رواه عن أبي نعيم عن عبد الله بن الوليد. وذكره ابن كثير في التفسير 1: 240 و 2: 187 - 188 عن هذا الموضع، وقال: "وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن الوليد العجلي, به نحوه. وقال الترمذي حسن غريب". وانظر 2471، 02514 النسا، بفتح النون وبالقصر، بوزن "عصا": عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذين ثم يمر بالعرقوب حتى يبلغ الكعب أو الحافر، قال الأصمعي وابن سيده: "لا يقال عرق النسا" وأشار ابن بري إلى هذا الحديث وقال: "فإذا ثبت أنه مسموع فلا وجه لإنكار قولهم: عرق النسا، ويكون من باب إضافة المسمى إلى اسمه، كحبل الوريد، ونحوه ... وقد يضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظان، كحبل الوريد، وحب الحصيد، وثابت قطنة، وسعيد كرز". انظر اللسان 20: 194.

على نفسه؟، قال: "كان يشتكي عرْقَ النًسَا فلم يجد شيئاً يُلائمه إلا ألبانَ كذا وكذا" [قال عبد الله بن أحمدَ]: قال أبي: قال بعضهم: يعني الإبل، قال: "فحرَّم لحومَها"، قالوا: صدقت، قالوا: أخبرْنا ما هذا الرَّعد؟، قال: "مَلَك من ملائكة الله عزِ وجل مُوَكَّل بالسحاب، بيَده أو في يده مِخْرَاق من نار، يزجر به السحاب يسوقه حيثُ أمر الله"، قالوا: في هذا الصوت الذي يُسمع، قال: "صوتُه"، قالوا: صدقت، إنما بقيتْ واحدةٌ، وهي التِي نُبايعك إن أخبرتَنا بها، فإنه ليس من نبي إلا له مَلَكٌ يأتيه بالخبَر، فأخبرنا منْ صاحبُك؟، قال: "جبريل عليه السلام"، قالوا: جبريل، ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب، عدوُّنا!!، لو قلتَ ميكائيل، الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر، لكان، فأنزل الله عز وجل: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} إلى آخر الآية. 2484 - حدثنا الحسن بن يحيى حدثنا الفَضْل بن موسى عن حسين بن واقد عن عِلْباء بن أحمر عنِ عَكْرمة عن ابن عباس قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فحضر النحر، فذبحنا البقرةَ عن سبعة، والبعيرَ عن عشرة. 2485 - حدثنا الحسن بن يحيى والطالَقاني قالا حدثنا الفَضْل بن

_ (2484) إسناده صحيح، الفضل بن موسى السيناني، بكسر السين، نسبة: إلى "سينان" قرية من خراسان: ثقة صاحب سنة، إمام من أئمة عصره في الحديث، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 117 الحسين بن واقد المروزي، قاضي مرو: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 386. علباء، بكسر العين، بن أحمر اليشكري: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 78. والحديث رواه الترمذي 2: 356 عن الحسين بن حريث عن الفضل بن موسى، وقال: "حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى". وفي المنتقى 2691 أنه رواه أيضاً النسائي وابن ماجة. (2485) إسناده صحيح، الطالقاني: هو إبراهيم بن إسحق. ثور بن زيد الديلي: ثقة، وثقه ابن=

موسى حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثَوْر بن زيد عن عَكْرمة عنِ ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي يلتفتُ يميناً وشمالاً، ولاْ يَلْوِي عنقه خلف ظهره. قال الطالقاني: حدثني ثور عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، مثلَه. 2486 - حدثنا وكيع حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن رجل من أصحاب عِكْرمة قال: كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يَلْحَظُ في صلاته من غير

_ = معين وأبو زرعة والنسائي، روى عنه مالك، وقال فيه وفي ناس سئل عنهم: "كانوا لأن يخروا من السماء أسهل عليهم من أن يكذبوا كذبة! وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 180. وقول أحمد في آخر الحديث "قال الطالقاني" إلخ: يريد به أن الطالقاني قال في روايته عن الفضل عن عبد الله بن سعيد: " حدثني ثور" أي أن ثورا حدث عبد الله ابن سعيد، لا أنه حدث الطالقاني. والحديث رواه الترمذي 1: 406 عن محمود بن غيلان وغير واحد عن الفضل بن موسى، وقال: "حديث غريب"، ثم رواه عن محمود ابن غيلان عن وكيع، وهي الرواية الآتية عقب هذه، "عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن بعض أصحاب عكرمة"، يريد تعليل هذا الإسناد المتصل بالإسناد الآخر الذي فيه مبهم. وقلت في شرحي للترمذي 2: 483: "وليست هذه علة، بل! إسناد الحديث صحيح. والرواية المتصلة زيادة من ثقة، فهي مقبولة. والفضل بن موسى ثقة ثبت، والحديث رواه أحمد مرة أخرى من طريق الفضل 2792 والنسائي 1: 178 والحاكم 1: 236 - 237 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. ثم ذكر الحاكم شاهداً له بإسناد صحيح من حديث سهل بن الحنظلية، وفيه: فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي ويلتفت إلى الشعب- وفيه قصة، ووافقه الذهبي على تصحيحه أيضاً". (2486) إسناده ضعيف، لإرساله ولإبهام راويه عن عكرمة. ولكن تبين من الحديث السابق أن الحديث في ذاته صحيح متصل الإسناد. في ح "عبد الله عن سعيد بن أبي هند" وهو خطأ ظاهر، صححناه من ك.

أن يَلْوِيَ عنقه. 2487 - حدثنا حسن بن الربيع حدثنا حماد بن زيد عن الجَعْد أبي عثمان عن أبي رجاء عن ابن عبِاس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رأيِ من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فِإنه من خالف الجماعة شِبْراً فمات فمِيتته جاهلية". 2488 - حدثنا أبو نُعيم الفَضْل بن دُكَين حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي قال حدثنا أبو المتوكل: أن ابن عباس حدّث: أنه بات عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلة، فقام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فخرج فنظر في السماء، ثم تلا هذه الآية التي في آل عمران {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}. حتي بلغ {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. ثم رجعَ إلىَ البيت فتسوّك وتوضأ، ثم قام فصلى، ثم اَضطجع، ثم رجع أيضاً فنظر في السماء، ثم تلا هذه الآية، ثم رجع فتسوّك وتوضأ، ثم قام فصلى، ثم اضطجع، ثم رجع أيضاً فنظر في السماء، ثم تلا هذه الآية، ثم رجع فتسوّك وتوضأ، ثم قام فصلى. 2489 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن منصور عن

_ (2487) إسناده صحيح، حسن بن الربيع بن سليمان البجلي: ثقة رجل صالح متعبد، روى له أصحاب الكتب الستة، وترجمة البخاري في الكبير 1/ 2/ 292. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وترجمه البخاري 1/ 2/ 238. والحديث رواه مسلم 2: 89 عن الحسن بن الربيع بإسناده. (2488) إسناده صحيح، أبو المتوكل: هو الناجي، واسمه "علي بن دُوَاد" ويقال "داود"، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وانظر 2164، 2245. (2489) هو بإسنادين عن منصور، ثانيهما صحيح، جزم به منصور بن المعتمر ولم يشك فيه، وهو سماعه إياه من عون عن أخيه عبيد الله، يريد "عن ابن عباس". عون: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وهو ثقهَ، وثقه أحمد وابن معين والعجلي والنسائي. أخوه =

أبي هاشم عن يحيى بن عبَّاد، أو عن أبي هاشم عن حَجّاج، شك منصور، عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله-صلي الله عليه وسلم- إذا قال سمع الله

_ = عبيد الله: تابعي ثقة، سمع من ابن عباس وغيره من الصحابة. والإسناد الأول مشكل! والظاهر عندي ضعفه، رواه منصور عن أبي هاشم عن أحد رجلين شك فيهما: أهو يحيى بن عباد أم حجاج، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس؟. منصور: هو ابن المعتمر، وهو ثقة ثبت، وكان لا يروي إلا عن ثقة، كما قلنا، في 1835، وهو يروي عن سعيد بن جبير مباشرة، ولكنه روى عنه هنا بواسطتين، ومات سنة 132، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 / 346. أبو هاشم: هو الرماني، واسمه "يحيى بن دينار" وقيل "يحيى بن أبي الأسود"، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وقال ابن عبد البر: "لم يختلفوا في أن اسمه يحيى، وأجمعوا على أنه ثقة"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 271، مات سنة 122، وهو يروي عن سعيد بن جبير مباشرة، ولكنه روى عنه هنا بأحد واسطتين: يحيى بن عباد أو حجاج. يحيى بن عباد بن شيبان بن مالك الأنصاري: ثقة، وثقه النسائي وغيره، وأثنى عليه مجاهد، وهو من طبقة أبي هاشم الرماني، مات بأحد سنة 120، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 291 - 292. فلو كان منصور جزم في هذا الإسناد بأنه عن أبي هاشم عن يحيى بن عباد لكان الإسناد صحيحاً، ولكنه شك في شيخ شيخه أبي هاشم، هل هو يحيى أو حجاج، وحجاج لم أعرف من هو في هذا الإسناد، ومن المحتمل أن يكون حجاج بن أرطأة أو حجاج بن دينار، وكلاهما- فيما أرى- متأخر عن أن يدرك سعيد بن جبير، بل هما متأخران عن منصور، يرويان عنه، وقد ورد كثيراً رواية الأكابر عن الأصاغر، ولكن روايتهما عن سعيد بن جبير تكون منقطعة. وعن ذلك أرى ضعف هذا الإسناد. والحديث صحيح بكل حال، بالإسناد الثاني، رواية منصور عن عون، كما قلنا آنفا. وقد مضى بإسناد آخر صحيح 2440 من رواية قيس بن سعد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ورواه مسلم 1: 137 - 138 والنسائي 1: 162 من طريق قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عباس، وسيأتي من هذه الطريق 2498، ورواه النسائي أيضاً من طريق وهب بن ميناس العدني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وستأتي رواية وهب بن ميناس 2505.

لمن حمِده قال: "اللهم ربنا لك الحمد، مِلْءَ السموات ومِلْءَ الأرض وملْءَ ما شئت من شيء بعدُ"، قال: وقال منصور: وحدثنى عَوْنَ عن أخيه عُبيدَ الله بهذا. 2490 - حدثنا عبد الله بن بكر ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا سعيد عن قَتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُرِيدَ على ابنة حمزة أن يتزوجها، فقال: "إنها ابنةُ أخي من الرضاعة، وإنه يَحْرم من الرَّضاعة ما يحرم من النَّسَب". 2491 - حدثنا عبد الله بن بكر قال حدثنا سعيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المُسَيّب عن ابن عباس: أن عليَّا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - في ابنة حمزة، وذَكَر من جمالها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها ابنة أخي من الرَّضاعة:"، ثم قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما علمتَ أن الله عز وجل حرم من الرضاعة ما حرَّم من النّسَب". 2492 - حِدثنا عبد الله بن بكر ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا سعيد ابنِ أبي عروبة عنٍ يَعْلَى بين حَكيم عن عكْرمة عن ابن عباس: أنه كان لا يرى بأساً أن يتزوَّج الرجلُ وهو محُرمِ، ويَقول: إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - تزوَّج ميمونة بنتَ الحرث، بماءٍ يقال له سَرِفٌ، وهِو مُحْرِم، فلما قَضى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حجتَه أقبل، حتى إذا كان بذلك الماءِ أَعْرَس بها. 2493 - حدثنا محمد بن سابق حدثنا إسرائيل عن أبي يحيى

_ (2490) إسناده صحيح، وهو مكرر 1952. وانظر 931، 1357، 2040. (2411) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر الحديث السابق. (2492) إسناده صحيح، وانظر 1919، 2437. (2493) إسناده صحيح، أبو يحيى القتات، بفتح القاف وتشديد التاء: اختلف في اسمه، =

القتّات عن مجاهد عن ابن عباس قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل وفخِذُه خارجة، فقال: "غطّ فخذَك، فإن فخذ الرجل من عورته". 2494 - حدثنا محمد بن سابق حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال: أيُّ القراءتين كانت أخيراً، قراءة عبد الله أو قراءةُ زيد؟، قال: قلنا: قرأءة زيد، قال: لا، إلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعرِضٍ القرآن على جبرائيل كلّ عام مرة، فلما كان في العام الذي قُبض فيه عَرَضَه عليه مرتين، وكانت آخِرَ القراءة قراءةُ عبد الله. 2495 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إِسحق عن سفيان عن

_ = وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 400 باسم "زاذان"، وهو ثقة لم يذكر فيه البخاري جرحًا ولم يذكره في الضعفاء، ووثقه ابن معين، وقال النسائي "ليس بالقوي"، وقال أحمد: "روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة مناكير جداً"، ونحن نرجح توثيقه، بما وثقه ابن معين والبخاري. والحديث رواه الترمذي 4: 19 مختصراً، وقال: "حديث حسن غريب"، وأشار إليه البخاري في الصحيح 1: 403 تعليقاً فقال: "ويروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي -صلي الله عليه وسلم-: الفخذ عورة، وقال أنس: حسر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فخذه. وحديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط، حتى يُخرج من اختلافهم". وانظر 1248. (2494) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن مسعود. وزيد: هو ابن ثابت. والحديث في مجمع الزوائد 9: 288 وقال: "رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح" وذكر أن في الصحيح بعضه، يشير إلى ما مضى 2042. (2495) إسناده صحيح، حبيب بن أبي عمرة القصاب: ثقة، وثقه جرير بن عبد الحيمد وأحمد وابن معين والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 320. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 6: 413 وقال: "هكذا رواه الترمذي والنسائي جميعَاً عن الحسين بن حريث عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحق الفزاري عن سفيان الثوري، به. وقال =

حبيب بن أبي عَمْرة عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس في قوله {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} قال: غُلبتْ وغَلبت، قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فاَرسُ على الروم، لأنهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنهم سيَغْلبون"، قال: فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعلْ بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرَنا كانِ لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذَكر ذلك أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ألاَ جعلتَها إلى دون"، قال: أُراه قال: "العَشْر"، قال: قال سعيد بن جبير: البضْعُ ما دون العَشْر، ثم ظهرت الرِوم بعدُ، قال: فذلك قوله {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} إلى قوله {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)} قال: يفرحون {بِنَصْرِ اللَّهِ}. 2496 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة حدثنا عبد الله بن خُثَيم قال حدثني عبد الله بن أبي مُلَيكة أنه حدثه ذَكْوانُ حاجبُ عائشة: أنه جاء عبد الله بن عباس يستأذن، على عائشة فجئتُ، وعندَ رأسها ابنُ أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقلت: هذا ابنُ عباس يستأذن، فأكبَّ عليها ابن أخيها عبد الله، فقال: هذا عبد الله بن عباس يستأذن، وهي تموت، فقالت:

_ = الترمذي: حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان عن حبيب". ثم نسبه بعدُ لابن أبي حاتم وابن جرير. ورواه البخاري في الكبير في ترجمة حبيب من طريق الفزاري مختصراً: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر لما نزلت {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)}: ألا قلت؟ البضع دون العشر". (2496) إسناده صحيح، وهو مطول 1905. ورواه البخاري 8: 371 - 372 مختصراً. وفي ذخائر المواريث 2909 في هذا الحديث رمز مسلم (م) وهو خطأ مطبعي، وصوابه (خ) رمز البخاري، فلم يروه من أصحاب الكتب الستة غيره. كلمة [فيه] زيادة من ك.

دعني من ابن عباس، فقال: يا أُمَّتَاهْ، إن ابن عباس من صالحي بَنيك، لِيُسلِّمْ عليك ويُوَدِّعْكِ؛ فقالت: ائذنْ له إن شئتَ، قال: فأدخلتُه، فَلمَا جَلس قال: أَبْشري، فقالت: أيضاً! فقال: ما بينكِ وبين أن تَلْقَيْ محمداً - صلى الله عليه وسلم - والأحبَّة إلا أن تخرج الروح ُمن الجسد، كنت أحَبَّ نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رسول الله، ولم يكن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يحبُّ إلاَ طيِّباً" وسقطتْ قلادَتُك ليلةَ الأبواء، فأصبحِ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- حتى يصبح في المنزل، وأصبحَ الناسُ ليس معهم ماء، فأنزلَ الله عز وجل {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] فكان ذلك في سببكِ، وما أنزل الله عز وجل لهذه الأمة من الرَخصة، وأنزلَ اللهُ براءَتَك من فوق سبع سماوات، جاءَ به الرُّوحُ الأمين، فأصبح ليس لله مسجد من مساجد الله يُذكر الله [فيه] إلا يُتْلَى فيه آناءَ الليل وآناء النهار، فقالت: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لَوَدِدتُّ أنى كنتُ نَسْياً منسِيّاً. 2497 - حدثنا سفيان عن ليث عن رجل قال: قال لها ابن عباس: إنما سُمِّيتِ أمَّ المؤمنين لتَسْعَدِي، وإنه لاَسْمُكِ قبل أن تُولدي. 2498 - حدثنا سفيان عن ليث حدثنا معاوية قال حدثنا زائدة عن هشام عن قيس بن سعد حدثني عطاء أن ابن عباس حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركوِع قال: "اللهم ربنا لك الحمد، مِلْءَ السموات وملءَ الأرض وملءَ ماشئت من شيء بعدُ.

_ (2497) إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن ابن عباس. وهو تابع للذي قبله، ومكرر 1906 بهذا الإسناد. (2498) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان. والحديث رواه مسلم1: 137 - 138 مطولاً من طريق هُشيم عن هشام. وهو مكرر 2489.

2499 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا حبيب بن أبي عَمْرة عن سعيد بن جُبير في ابن عباس قال: نَهى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- عن الدّبّاء والحَنْتَم والمزفّت والنَّقِير، وأن يُخْلَط البَلَحُ والزَّهْوُ. 2500 - حدثنا معاوية حدينا أبو إسحق عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: كان الفتحُ في ثلاثَ عشرة خَلَتْ من رمضان. 2501 - حدثنا محمد بن أبي عَديّ عن ابن عَوْن عن مجاهد قال: كنا عند ابن عباس، فذكروا الدجال، فقَالوا: إنه مكتوب بين عينيه ك ف ر، قال: ما تقولون! قال: يقولون: مكتوب بين عينيه ك ف ر، قال: فقال ابن عباس: لم أسمعْه قال ذلك، ولكن قال: "أمَّا إبراهيم عليه السلام فانظروا

_ (2499) إسناده صحيح، وسيأتي مطولاً 2772. وانظر 2020، 2476. "حبيب بن أبي عمرة" في ح "بن أبي عمر" وهو خطأ ظاهر. (2500) إسناده صحيح، ورواه البيهقي من طريق أبي إسحق الفزاري، كما في تاريخ ابن كثير 4: 285 - 286، ثم قال: وروى البيهقي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج في رمضان ومعه عشرة آلاف من المسلمين، فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر، فقال الزهري، وإنما يؤخذ بالأحدث فالأحدث، قال الزهري: فصبّح رسول الله مكة لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان. ثم عزاه في الصحيحين من طريق عبد الرزاق". وانظر 2392، 2996، 3089. (2501) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 61 عن محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي. وانظر الحديث التالي لهذا. وانظر أيضاً 1693، 1854، 2067، 2148، 2197، 2198.

إلى صاحبكم، وأَمَّا موسى عليه السلام فرجل آدمُ جَعْدٌ، على جمل أحمر مخطوم بخُلْبَةٍ، كأني انظر إليه إذا انحدر في الوادي يُلَبِّي". 2502 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن عوْن عن مجاهد قال: ذكروه، يعني الدجال، وقال: مكتوب بين عينيه ك ف ر، فقال ابن عباس: لم أسمعه يقول ذاك، ولكن قال: "أما إبرِاهيم عليه الصلاة والسلام فانظروا إلى صاحبكم"، قال يزيد: يعني نفسه - صلى الله عليه وسلم -، "وأما موسى فرجل آدم جَعْدُ طُوَال، على جَمل أحمر مخطوم بخلْبة، كأني انظر إليه وقد انحدر في الوادي يلبِّي"، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أَبي: قال هُشيم: الخُلْبُة الِلّيف. 2503 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن ابن عَوْن عن محمد أن ابنَ عباس، قال ابن عون: أظنه قد رفعه، َ قال: أمر منادياً فنادى في يوم مَطير، أنْ: صَلُّوا في رحالكم. 2504 - حدثنا يحيى بن أبي بُكَير حدثنا إبراهيم، يعني ابن نافع، عن عمرو بن دينارعن عطاء عن ابن عباس: أنه ماتت شاةٌ في بعض بيوت نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا انتفعتم بمَسْكِها؟! ".

_ (2502) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. والحديث مكرر ما قبله. وتفسير هشيم للخلبة مضى في 1854. (2503) إسناده صحيح، محمد: هو ابن سيرين. والحديث مختصر، ورواه أبو داود1: 411 - 412 مطولاً من رواية عبد الله بن الحرث ابن عم محمد بن سيرين عن ابن عباس مرفوعاً. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم وابن ماجة". وانظر المنتقى 1409. (2504) إسناده صحيح، إبراهيم بن نافع المخزومي المكي: ثقة، قال ابن مهدي: "كان أوثق شيخ بمكة"، وترجمه البخاري في الكبير1/ 1/ 332 - 333 وقد سمع من عطاء، ولكنه روى عنه هنا بواسطة. وانظر 2003، 2117، 2369، المسك، بفتح الميم وسكون السين: الجلد.

2505 - حدثنا ابن أبيِ بُكَير، هو يحيى، حدثنا إبراهيم، يعني ابن نافع، عن وهب بن ميناس العَدني عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أرادَ السجود بعد الركعةِ يقول: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملءَ الأرض وملءَ ماشئت من شيء بعدُ". 2506 - حدثنا موسى بن داود قال حدثنا ابن لَهِيعة عن خالد بن أبي عمران عن حَنَشٍ الصنعاني عن ابن عباس قال: وُلد النبي في يوم الاثنين، واستُنْبِئَ يومَ الاثنين، وتوفِي يوم الاثنين، وخرجِ مهاجِراً من مكة إلى المدينة يومَ الاثنين، وقدم المدينةَ يوم الاثنين، ورفَع الحجر الأسود يومَ الاثنين. 2507 - حدثنا عثمان بن محمد حدثنا جَرير عن الأعمش عن الحَكَم عن مِقْسم عن ابن عباس قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفات واقفاً، وقد

_ (2505) إسناده صحيح، وهب بن ميناس، ويقال "مانوس"، العدني، ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 168 - 169 فلم يذكر فيه جرحاً، وجزم بأنه سمع سعيد بن جبير. وروى له هذا الحديث عن يحيى بن أبي بكير. والحديث مكرر 2498، وسيأتي 3083. (2506) إسناده صحيح، خالد بن أبي عمران التجيبي، بضم التاء وكسر الجيم، قاضي إفريقية: ثقة، وثقه ابن سعد والعجلي وغيرهما، وقال ابن يونس: "كان فقيه أهل المغرب، ومفتي أهل مصر والمغرب"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 150. والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 2: 259 - 260 عن هذا الموضع. وقال: "تفرد به أحمد". وهو في مجمع الزوائد 1: 196 ونسبه لأحمد والطبراني في الكبير، وقال: "وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح". (2507) إسناده صحيح، عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وهو من أقران أحمد، وجرير بن عبد الحميد من شيوخ أحمد، ولكنه روى هنا عن شيخه بواسطة أحد إخوانه، كعادة العلماء الثقات. والحديث مطول 2427. وانظر 2266، 3042، ضعفى، بالألف المقصورة: جمع ضعيف.

أردف الفضل، فجاء أعرابي فوقف قريباً وأَمةٌ خلفَه، فجعل الفضل ينظر إليها، ففَطنَ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يصرف وجهه، قال: ثم قال: "يا أيها الناس، ليسَ البرّ بإيجاف الخيل ولا الإبل، فعليكم بالسكينة"، قال: ثم أفاض، فما رِأيتُها رافعةً يدَها عاديةً حتى أتي جَمْعاً، قال: فلما وقف بجَمع أردف أسامة، تم قال: "يا أيها الناس، إن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل، فعليكم بالسكينة"، قال: ثم أفاض، فما رأيتُها رافعةً يدَها عاديةً، حتى أتتْ منًى، فأَتانا سَواد ضَعْفَى بني هاشم على حُمُراتٍ لهم، فجعل يضرب أفخاذَنا ويقول: "يا بَني، أفيضوا، ولا ترموا الجمرةَ حتى تطلُع الشمس". 2508 - حدثنا هرون بن معروف حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحرث أن بُكيراً حدثه عن كُريب مولى ابن عباس عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل البيتَ وجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم، فقال: "أمّا هم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، هذا إبراهيم مصوراً، فما باله يَسْتَقسِم؟! ". 2509 - حدثنا هرون، قال أبو عبد الرحمن [عبد الله بن أِحمد]: وسمعته أنا من هِرون قال أخبرنا ابن وهب حدثني أبو صَخر عن شريك بن عبد الله بن أبي نمرٍ عن كُريب مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس: أنه مات ابنٌ له بقُدَيد أو بعُسْفانَ، فقال: يا كريب، انظرْ ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجتُ فإذا ناس قد اجتمعوا له، فأخبرتُه، قال: يقول: هم أربعون؟، قال: نعم، قال: أخرجوه، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلمٍ يموتُ فيقومُ على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلاَّ

_ (2508) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التاريخ 4: 302 - 303 وقال: "وقد رواه البخاري والنسائي من حديث ابن وهب، به". (2509) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 260 عن هرون بن معروف وشيخين آخرين. ورواه أبو داود 3: 175 - 176 مختصراً. قديد وعسفان: موضعان قرب مكة.

شفَّعهم اللهُ فيه". 2510 - حدثنا عبد الجبار بن محمد، يعني الخطَّابي، حدثنا عُبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رجلاً خرج فتبعه رجلان، ورجل يتلوهما يقولَ: ارجعا، قال: فرجعا، قال: فقال له: إن هذين شيطانان، وإني لمِ أزَلْ بهما حتى رددتُهما، فإذا أتيتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأَقرئْه السلامَ، وأعْلِمْه أنَّا في جمْعِ صَدَقاتنا، ولو كانتْ تصلح لأرسلنا بها إليه، قال: فَنهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك عن الخلوة. 2511 - حدثنا أبو قَطن عن المسعودي قال: ما أدركْنا أَحداً أقومَ بقول الشيعة من عَدِيّ بن ثابت. 2512 - حدثنا عبد الجبار بن محمد، يعني الخطابيّ، حدثنا

_ (2510) إسناده صحيح، عبد الجبار بن محمد بن عبد الحميد الخطابي العدوي: ثقة من شيوخ أحمد، ذكره ابن حبان في الثقات، وعُرِف بالخطابي لأن جده عبد الحميد هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. قاله الحافظ في التعجيل 243 - 244. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. والحديث في مجمع الزوائد 8: 104 ونسبه لأحمد وأبي يعلى وقال: "ورجالهما رجال الصحيح" ثم نسبه أيضاً للبزار. ومن الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني الجن، ولذلك كانت صدقاتهم لا تصلح للناس، إذ لم تكن من مادتهم التي يرون والتى يعرفون. (2511) هذا ليس بحديث، بل هو أثر عن المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة. عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي: سبق توثيقه 642، ونزيد هنا ما روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2 / 2 عن عبد الله بن أحمد قال: "قال أبي: عدي بن ثابت ثقة"، ثم قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن عدي بن ثابت الأنصاري؟ فقال: هو صدوق، وكان أمام مسجد الشيعة وقاصهم"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 / 44 فلم يذكر فيه جرحاً. (2512) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 297 بمعناه من طريق عبيد الله بن عمرو الرقى، =

عبيد الله، يعني ابن عمرو، عن عبد الكريم عن قيس بن حَبْتَر عن ابن عباس قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ثمن الكلب خبيث"، قال: "فإذا جاءك يطلب ثمن الكلب فاملأ كفّيه تراباً". 2513 - حدثنا يزيد أخبرنا شُعبة في قَتادة عنٍ أبي حسّان قال: قاِل رجل من بَلْهُجيم: يا أبا العباس، ما هذه الفتيا التي تفشغتْ بالناس: أن من طاف بالبيت فقد حلّ؟، فقال: سنةُ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وإن رغِمْتُم. 2514 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد حدثنا شَهْر قال ابن عباس: حضرتْ عصابةٌ من اليهود نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً فقالوا: يا أبا القاسم حدِّثنا عن خلالِ نسأَلُك عنهن، لا يعلمهن إلاَّ نبيّ، قال: "سلوني عما شئتم ولكن اجَعلوا لي ذمةَ الله وما أخذ يعقوبُ عليه السلام على بنيه: لَئنْ حدَّثتكم شيئاً فعرفتموه لَتُتَابعُنّي على الإسلام"، قالوا: فذلك لك، قال: " فسلوني عما شئتم"، قالوا: أَخبرْنا عن أربع خلالٍ نسألك عنهنّ: أخبرنا أيُّ الطعام حرمَ إسرائيل على نفسه من قبل أن تُنزل التوراة، وأخبرنا كيف ماء المرأة وماءُ الرجل؟، كِيف يكون الذكر منه؟، وأخبرنا كيف هذا النبي الأُمي في النوم؟، ومن وليُّه من الملائكة؟، قال: "فعليكم عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتُكم لَتُتَابعُنّي؟ "، قال: فأعطَوْه ما شاء من عهدٍ وميثاق: قال: "فأَنشُدكم بالذيَ أنزل التوراة على موسى - صلى الله عليه وسلم -، هل

_ = وسكت عنه هو والمنذري. وانظر 2094. وقد أشرنا إلى رواية أبي داود هناك. "فاملأ كفيه تراباً، قال الخطابي في المعالم 3: 131: "ومعنى التراب ها هنا: الحرمان والخيبة، كما يقال: ليس في كفه إلا التراب، وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: وللعاهر الحجر، يريد الخيبة، إذ لا حظ له في الولد، وكان بعض السلف يذهب إلى استعمال الحديث على ظاهره، ويرى أن يوضع التراب في كفه". (2513) إسناده صحيح، وانظر 2223، 2360، 2539. تفشغت: أي فشتْ وانتشرت. (2514) إسناده صحيح، وهو مطول 2471. ونقله ابن كثير في التفسير 2: 186 - 187 عن هذا الموضع، وقد أشرنا إليه هناك. وانظر أيضاً 2483.

تعلمون أن إسرائيلَ يعقوبَ عليه السلام مرض مرضاً شديداً وطال سقمه، فنذر لله نذراً، لئن شفاه الله تعالى من سقمه لَيُحَرَّمَن أحبَّ الشراب إليه وأحبَّ الطعام إليه، وكان أحبَّ الطعام إليه لحمان الإبل، وأحبَّ الشراب إليه ألبانُها؟ "، قالوا: اللهم نعم، قال: "اللهم اشهدْ عليهم، فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماءَ الرجل أبيض غليظ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان له الولد والشّبه بإذن الله، إن علا ماءُ الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله؟ "، قالوا: اللهم نعم، قال: "اللهم اشهدْ عليهم، فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي الأميّ تنام عيناه ولاِ ينامِ قلبه؟ "، قالوا: اللهم نعم، قال: "اللهم اشهدْ"، قالوا: وأنت الآن فحدِّثْنا من وليُّك من الملائكة؟، فعندها نجامعك أو نفارقك، قال: "فإن ولييّ جبريل عليهَ السلام، ولم يبعث الله نبيّا قط إلا وهو وليّه"، قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليُّك سواه من الملائكة لتابعناك وصدقناك!!، قال: "فما يمنعكم من أن تصدقوه؟ "، قالو!: إنه عدوّنا!، قالِ: فعند ذلك قال الله عز وجل: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} إلى قوله عز وجل: {الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} فعند ذلك {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} الآية. 2515 - حدثنا محمد بن بكّار حدثنا عبد الحميد بن بَهْرَام حدثنا شَهْر عن ابن عباس، بنحوه. 2516 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا أيوب عن رجل عن

_ (2515) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2516) إسناده ضعيف، لإبهام شيخ أيوب. ومضى الحديث مطولاً 1870 عن أيوب أيضاً قال: =

سعيد بن جُبير قال: أتيتُ على ابن عباس وهو يأكل رماناً بعرفة، وحدَّث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفطر بعرفةَ، بعثتْ إليه أم الفضل بلبنٍ فشرب. 2517 - حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفطر بعرفة، قال: بعثتْ إليه أمّ الفضل بلبنٍ فشربه. 2518 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا أبو التَّياحِ عن موسِى بن سلَمة قال: حججت أنا وسنَان بن سلمة، ومع سنان بدَنة، فأزْحفتْ عليه، فَعَيي بشأنها، فقلت: لئنَ قدمتُ مكة لأستبحثنَّ عن هذا، قال: فلما قدمنا مَكة قلت: انطلقْ بنا إلى ابن عباس، فدخلنا عليه وعنده جارية، وكان لي حاجتان، ولصاحبي حاجة، فقال: أَلاَ أَخْلِيك؟، قلت: لا، فقلت: كانت معي بدنة فأزحفِت علينا فقلت: لئن قدمت لأستبحثن عن هذا؟، فقال ابن عباس: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبُدْن مع فلان، وأمره فيها بأمره، فلما قَفَّا رجع فقال: يا رسول الله، ما أصنع بَما أزْحف عليّ منها؟، قال: "انحرها واصبُغْ نعلَها في دمها واضربْه على صفحتها، ولا تأكل منهِا أنت ولا أحدٌ من رفقتك"، قال: فقلت له: أكون في هذه المغازي فأُغْنم

_ = "لا أدري أسمعته من سعيد بن جبير أم نبئته عنه". وقد جزم هنا بأنه عن رجل عن سعيد. وانظر الحديث الآتي. (2517) إسناده صحيح، وقد رواه الترمذي من طريق أيوب عن عكرمة 2: 56، وقد أشرنا إليه في 1870. وانظر الحديث السابق. (2518) إسناده صحيح، وهو مطول 2189. لأستبحثن: من البحث. قفا، بفتح القاف وتشديد الفاء: في النهاية: "أي ذهب مولياً، وكأنه من القفا أي أعطاه قفاه وظهره لا، وحقه أن يرسم بالياء، ولكنه رسم هنا في الأصلين بالألف وهو جائز، ووُضع فوق الألف همزة في ح، وهي خطأ لا وجه له. وآخر الحديث في "ماء البحر" لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة، وهو في مجمع الزوائد 1: 215 - 216 ونسبه لأحمد وصححه.

فأَعْتقُ عن أمي، أفيجزئ عنها أن أُعتق؟، فقال ابن عباس: أَمَرَتِ امرأةٌ سلمَانَ بن عبد الله الجهني أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمها توفيتْ ولم تَحْجُجْ، أيجزئ عنها أن تحجّ عنها؟، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتَ لو كان على أمها دينٌ فقضتْه عنها، أكان يجزئ عن أمها؟ "، قال: نعم، قال: "فلتحجج عن أمها"، وسأله عن ماء البحر؟، فقال: "ماء البحرطهور". 2519 - حدثنا عفان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا الجَعْد أبو عثمان عن أبي رجاء العُطارِدي عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمِا رَوَىِ عن ربه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ربكم تبارك وتعالى رحيم، من هم بحسنة فلم يعملها كُتبتْ له حِسنةً، فإن عملها كتبتْ له عشرة، إلى سبعمائة، إلى أضعافِ كثيرة، ومن هَمّ بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنةً، فإن عملها كُتبتْ لهَ واحدةً، أو يمحوها الله، ولا يَهْلِكُ على الله تعالى إلا هالك". 2520 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمَضان، في تاسعةٍ تبقَى، أو سابعةٍ تبقى، أو خامسة: تبقى". 2521 - حدثنا عفان حدثنا سَليم بن حَيَّان حدثنا أيوب عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في {ص}.

_ (2519) إسناده صحيح، وهو مطول 2001، وقد ذكرنا هناك أن البخاري ومسلماً روياه مطولاً، وهما قد روياه من طريق الجعد أبي عثمان. (2520) إسناده صحيح، وهو مكرر 2052. وانظر 2352. (2521) إسناده صحيح، وهو مختصر 3387. ورواه البخاري مطولاً 1: 456 من طريق حماد ابن زيد عن أيوب، والترمذي 1: 401 من طريق سفيان عن أيوب. وانظر 3388.

2522 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا زيد بن أَسْلَم عن عبد الرحمن بن وَعْلَة قال: قلتُ لابن عباس: إنا نغزو أهلَ المغرب وأكثر أسْقيَتِهم، وربما قال حماد: وعامَّةُ أسقيتهم المَيتة؟، فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقَول: "دباغها طُهورها". 2523 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا عمار بِن أبي عِمار عن ابن عباس قال: أقام النبي-صلي الله عليه وسلم- بمكة خمس عشرة سنة، سبع سنين يرى الضوءَ ويَسمع الصوت، وثماني سنين يُوحَى إليه، وأقام بالمدينة عشر سنين. 2524 - حدثنا عفان حدثنا همَّامِ بن يحيى عن قَتادة عن يحيى ابن يَعْمُر عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انتَهَس من كتف ثم صلى ولم يتوضأ. 2525 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن جابر عن سعيد بن جُبير قال حدثني عبد الله، لم يَنسِبْه عفان أكثرَ من "عبد الله" قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رآني في المنام فإيايَ رأى، فإن الشيطان لا يَتَخيَّل بي"،

_ (2522) إسناده صحيح، وهو مكرر 2435. (2523) إسناده صحيح، وهو مكرر 2399. (2524) إسناده صحيح، يحيى بن يعمر البصري: تابعي ثقة معروف، قال ابن حبان: "كان من فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علماً باللغة، مع الورع الشديد، وكان على قضاء مرو"، وأخذ النحو عن أبي الأسود الديلى، وترجمه البخاري في الكبير4/ 2 /311 - 312. "يعمر" بفتح الياء وسكون العين وفتح الميم، ويجوز ضمها. والحديث مكرر 2467. (2525) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي، عمار: هو ابن معاوية الدهني. والحديث رواه ابن ماجة 2: 234 من طريق أبي عوانة. وسيأتي معناه مطولاً بإسناد آخر 3410. ومعنى الحديث صحيح ثابت من حديث ابن مسعود وأبي هريرة وأبى قتادة وأنس وغيرهم. انظر شرح الترمذي 3: 248 - 249.

وقال عفانُ مرةً: "لا يتَخيَّلُني". 2526 - حدثنا بَهز حدثنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن زيد يخبر أنه سمع عبد الله بن عباس: أنه سمع رسول ال له-صلي الله عليه وسلم- يخطب بعرفاتٍ: "من لم يجدْ نعلين فليلبس خفين، ومن لم يجدْ إزاراً فليلبس سراويل". 2527 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعبة حدثنا عمرو بن دينار قال: سمعت طاوساً يحدث عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ولا أكفَّ شعراً ولا ثوباً"، وقال مرةً أخرى: أُمر نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أن يسجد على سبعة أعظم، ولايكفَّ شعرً أولا ثوباً. 2528 - حدثنا بَهْز قال حدثنا شُعبة قال: قَتادة أخبرني قال: سمعت أبا حسَّان يحدث عنِ عبد الله بن عباسِ قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر بذي الحُلَيفة، ثم أتى ببدَنته فأَشعر صَفْحة سَنامها الأيمن، ثم سَلتَ الدمَ عنها، ثم قلّدها نعلين، ثم أُتى براحلته، فلما قعد عليها واستوت به على البَيْداء أهلَّ بالحج. 2529 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعبة أخبرني قَتادة قال سمعت سعيد ابن المسيب يحدّث أنه سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العائد في هبته كالعائد في قيئِه".

_ (2526) إسناده صحيح، جابر بن زيد: هو أبو الشعثاء. والحديث مكرر 1848 ومختصر 2015. (2527) إسناده صحيح، وهو مكرر 2436. (2528) إسناده صحيح، وهو مكرر 2296. (2529) إسناده صحيح، وهو مختصر 1872. وانظر 2119، 2120، 2251.

2530 - حدثنا بَهْز حدثنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أهْدِي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجُز حمار، أو قال: رِجْل حمار، وهو مُحرم، فردَّه. 2531 - حدثنا بَهْز حدثنا حماد قال أخبرنا يوسف بن عبد الله بن الحرث عن أبي العالية عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حَزَبَه أمرٌ قال: "لا إله إلا الله رب العرش العظيم الكريم، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم". 2532 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعبة قال أخبرني عَدِيّ بن ثابت قال سمعت سعيد بن جُييرِ يحدث عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرَضاً"، قال شعبة: قلت له عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، قال. عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2533 - حدثنا بَهْز حدثنا شعبة قال أخبرني عَدِيّ بن ثابت قال سمعت سعيد بن جُبير يحدث عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فطرِ لم يُصل قبلَها ولا بعدَها، ثم أَتَى النساءَ ومعه بلال، فجعل يقول: "تَصَدَّقْن"، فجعلت المرأةُ تلقي خُرصها وسِخَابَها.

_ (2530) إسناده صحيح، وهو مختصر 1856. وقد أشرنا هناك إلى أن مسلماً رواه من هذه الطريق، طريق حبيب بن أبي ثابت. وسيأتي بإسناد آخر 2535. (2531) إسناده صحيح، وهو مكرر 2411. (2532) إسناده صحيح، وهو مكرر 2480. (2533) إسناده صحيح، وانظر 1902، 1983، 2169. السخاب، بكسر السين وتخفيف الخاء المعجمة: خيط ينظم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجواري، وقيل: هو قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب وسُك ونحوه، وليس فيها من الجوهر واللؤلؤ شيء. قاله ابن الأثير.

2534 - حدثنا بَهْز حدثنا شعبة قال أخبرني الحَكَم قال: صلى بنا سعيد بن جبير، فجمع، المغرب ثلاثاً بإقامة، قال: ثم سلم، ثم صلى العشاء ركعتين، ثم ذكر أن عبد الله بن عمر فعل ذلك، وذكر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فعل ذلك. 2535 - حدثنا بَهْز حدثنا شعبة عِن الحَكَم قال سمعت سعيد بن جُبير يحدث عن ابن عباس قال: أهدَى صَعْبُ بن جَثَّامة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رِجْل حمارٍ وهو محرم، فردَّه وهو يقطر دماً. 2536 - حدثنا بَهْزحدثنا شُعبة عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم. 2537 - حدثنا بَهْز حدثنا أَبان بن يزيد العطار حدثنا قَتادة عن أبي العالية الرِّيَاحي عن ابن عم نبيكم، يعني ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهذه الدعوات عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش الكريم". 2538 - حدثنا بَهْز حدثنا حماد بن سَلَمة حدثنا زيد بن أسْلَم عن عبد الرحمن بن وَعْلة قال: سألت ابن عباس قلت: إنَّا نغزو هذا المغرب،

_ (2534) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. وهذا الحديث من مسند عبد الله بن عمر، لا علاقة له بمسند ابن عباس، وسيأتي معناه مراراً في مسند ابن عمر، منها 4452، 4460، 4472، 4542، 4598. وانظر 2465. (2535) إسناده صحيح، وهو مطول 2530. (2536) إسناده صحيح، وهو مختصر 2228. (2537) إسناده صحيح، وهو مكرر 2531. (2538) إسناده صحيح، وهو مكرر 2522.

وأكثرُ أسقيتهم جلودُ الميتة؟، قال: فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "دباغُها طُهورها". 2539 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمَّام حدثنا قَتادة عن أبي حسَّان: أن رجلاً قال لعبد الله بن عباس: إن هذا الذي تقول قد تَفَشَّغ في الناس؟، قال همَّام: يعني كل من طاف بالبيت فقد حَلّ، فقال: سنةُ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وإن رَغِمْتُمْ، قال همام: يعني من لم يكن معه هَديٌ. 2540 - حدثنا عفان حدثنا حاجب ابن عُمر أبو خُشينَة أخو عيسى النحوي قال حدثنا الحَكَم بن الأعرج قال: جلست إلى ابن عباس، وهو متوسِّدٌ رداءَه عند بئر زمزم، فجلست إليه، وكان نِعْم الجليس، فسألتُه عن عاشوراء؟، فقال: عن أيّ باله تسأل؟، قلت: عن صيامه؟، قال: إذا رأيت هلال المُحرم فاعْدُدْ، فإذا أصبحتَ مِن تاسِعِه فصُمْ ذلك اليوم، قلت: أهكذا كان يصومه محمد - صلى الله عليه وسلم -؟، قأل: نعم. 2541 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد أخبرنا عمرو بن دينار أن طاوساً قال: حدثني منْ هو أعلم به منهم، يعني عبد الله بن عباس، أن رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأنْ يَمنح الرجل أخاه أرضَه خيرٌ له من أن يأخذ عليها خرجاً معلوماً". 2542 - حدثنا عفان حدثنا همّام قال أخبرنا قَتادة عن عرمة عن

_ (2539) إسناده صحيح، وهو مكرر 2513. (2540) إسناده صحيح، وهو مكرر 2135، 2214. (2541) إسناده صحيح، وهو مختصر 2087. (2542) إسناده صحيح، وروى البخاري والترمذي بعضه بمعناه، كما في المنتقى 3524، 3525. وانظر ما مضى 1844.

ابن عباس: أنَّ زَوْجَ بَرِيرَة كان عبداً أسود يسمى مغِيثاً، قال: فكنتُ أراه يتبعها في سكك المدينة، يعصر عينيه عليها، قال: وقَضَى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعَ قَضيَّاتٍ: إن مواليَها اشترطوا الوِلاءَ، فقضَى النبي - صلى الله عليه وسلم - الولاء لمن أعتق، وخيَّرها، فاخَتارتْ نفسها، فأَمرها أن تَعْتَدَّ، قال: وتصدِّق عليها بصدقة فأهدت منها إلى عائشة، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "هو عليها صدقة، وعلينا هدية". 2543 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زيِاد حدثنا عاصم الأحول عن لاحق بن حُمَيد وعكْرمة قالا: قال عمر: من يعلمُ متَى ليلةُ القَدْر؟، قالا: فقَال ابِن عباس: قَال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي في العشر، في سبع يَمْضِين أو سبع يَبْقَيْنَ". 2544 - حدثنا أبو معاوية عنِ الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عنِ ابن عباس قال: صعدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً الصفَا، فقال: "يا صَبَاحاهْ، يا صَباحاهْ"، قال: فاجتمعَتْ إليه قريش، فقالوا له: ما لكَ؟، فقال: "أرأيتم لو أخبرتكم أن العدوَّ مُصبِّحكم أو ُممَسِّيكمِ، أمَا كنتم تصدقوني؟ "، فقالوا: بلى، قال: فقال: "إني نذير لكم بين يدَيْ عذاب

_ (2543) إسناده صحيح، لاحق بن حميد السدوسي: تابعي ثقة، سمع ابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 258 - 259. وهو وعكرمة لم يدركا عمر، ولكن الحديث حديث ابن عباس، فالظاهر أنه هو الذي حدثهما عن سؤال عمر وعن جوابه إياه. وانظر 2520. (2544) إسناده صحيح، ورواه البخاري 8: 415، 567. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 6: 408 - 409 أيضاً لمسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبى نعيم والبيهقي في الدلائل. "يا صباحاه" قال ابن الأثير: "هذه كلمة يقولها المستغيث، وأصلها إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح، ويسمون يوم الغارة يوم الصباح، فكأن القائل يا صباحاه يقول: قد غشينا العدو".

شديد"، قال: فقال أبو لهب: ألهذا جَمَعْتَنَا؟، تَبّا لك!، قال: فأنزل الله عز وجل {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} إلى آخر السورة. 2545 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا هشام بن عروة عن وَهْب بن كيْسان عن محمد بنِ عمرو بن عطاء عن عبد الله بن عباس قِاِل: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل عرْقاً من شاه ثم صلى ولم يمَضْمضْ ولم يمسَّ ماءً. 2546 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن أبي نَضْرة قال: خطبَنا ابنُ عباس عِلى منبر البصرة فقال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إنه لم يكن نبي إلاَّ له دعوةٌ قد تَنجَّزها في الدنيا، وإنى قد اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي، وأنا سيد ولد آدمَ يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وبيدي لَواء الحمد ولا فخر، آدمُ فمَنْ دونَه تحت لوائي ولا فخر، ويَطُول يوم القيامة على الناس، فيقول بعضهم لبعضٍ: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فليشفعْ لنا إلى ربنا عز وجل فلْيَقْضِ بيننا، فيأتون آدمَ - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون: يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنتَه وأسْجَد لك ملائكتَه، اشفعْ لنا إلى ربنا فليقضِ بيننا، فيقول: إنِي لستُ هُنَاكُمْ، إني قد أُخرجْتُ من الجنة بخطيئتي، وإنه لا يهِمُّني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحاً رأسَ النبيين، فيأتون نوحاً، فيقولون: يا نوح، اشفعْ لنا إلى ربنا فليقض

_ (2545) إسناده صحيح، وهو مكرر 2002. وانظر 2524. (2546) إسناده صحيح، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة، بضم القاف وفتح الطاء والحين، العبدي، وهو تابعي ثقة، وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 355 - 356. والحديث في مجمع الزوائد 10: 372 - 373 ونسبه لأحمد وبعضه لأبي يعلى، وقال: "وفيه علي بن زيد، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما رجال الصحيح". وانظر الحديث 15 في مسند أبي بكر. وسيأتي أيضاً 2692.

بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني دعوت بدعوةٍ أغرقتْ أهل الأرض، وإنه لا يُهِمُّني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيمَ خليلَ الله، فيأتون إبراهيم عليه السلام، فيقولون: يا إبراهيم، اشفع لنا إلى رِبنا فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني كذَبتُ في الإسلام ثلاث كذْباتِ- والله إنْ حاوَل بهنّ إلا عن دين الله، قوله {إِنِّي سَقِيمٌ (89)} وقولهَ {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)} وقولَه لامرأته حين أتى على الملَك: "أُخْتي" - وإنه لا يُهمَّني اليومَ إلا نفسي ولكن ائتوا موسى عليه السَلام، الذي اصطفاه الله برسالته وكلامه، فيأتونه، فيقولون: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلَّمك، فاشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: لست هناكم، إني قتلت نفساً بغير نفسٍ، وإنه لا يهِمني اليوم إلاَّ نفسي، ولكن ائتوا عيسى روحَ الله وكلمتَه، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، اشفعْ لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني اتُخذْتُ إلهاً من دون الله، وإنه لا يهمني اليومَ إلاَّ نفسي، ولكنْ أَرأَيتمِ لو كان مَتاعٌ في وعاء مختوم عليه، أكَان يقْدَرعلى ما في جوفه حتى يفضَّ الخاتَم؟، قال: فيقولون: لا، قال: فيقول: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خاتَم النبيين، وقد حضَر اليوم، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأَخر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فيأتوني، فيقولون: يا محَمد، اشفعْ لنا إِلىِ ربك فليقض بيننا، فأَقول: أنا لَهَا، حتي يأذن الله عز وجل لمن يشاء ويرضي، فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يَصدع بين خلقه ناِدى منادٍ: أين أحمد وأمَّتُه؟، نحن الآخرون الأولون، نحن آخر الأُمم وأولُ من يحاسب، فتفْرَج لنا الأمم عن طريقَنا فنمضى غُرّا مُحَجَّلين من أثر الطُّهور، فتقول الأممِ كادتْ هذه الأمة أن تكون أنبياءَ كلها، فنأتي باب الجنة، فآخُذُ بحَلْقَةِ الباب، فأَقْرعُ الباب، فيقال: مَنْ أنت؟، فأقول: أنا محمد، فُيفْتَحُ لي، فآتي ربي عز وجلِ علي كرسيه"، أو"سريره"، شكَّ حمّاد، "فأخِرُّ له ساجداً، فأحمده بمَحَامِد لم يحمده بها أحدٌ كان قبلي، وليس يحمده بها أحد

بعدي، فيقال: يا محمد، ارفعْ رأسك، وسَلْ تُعْطَهْ، وقُلْ تُسْمَعْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفعُ رأسى، فأقول: أيْ ربّ، أُمتي، أُمتي، فيقول: أَخْرج من كان في قلبه مثقالُ كذا وكذا"، لم يَحفَظ حماد، " ثم أُعيد فأَسجد، فأَقول ما قلتُ، فيقال: ارفع رأسَك، وقل تُسمعْ، وسل تُعطه، واشفعْ تُشَفعْ، فأَقول: أيْ ربّ، أُمتي، أُمتي، فيقول: أَخرج من كان في قلبه مثقال كذا وكذا، دون الأول، ثم أُعيد فأَسجد، فأِقول مثل ذلك، فيقال لي: ارفع رأسَك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أي ربّ، أمتي، أمتي، فيقال: أَخرجْ من كان في قلبه مثقال كذا وكذا دون ذلك". 2547 - حدثنا عفان حدثنا أبو الأحوص قال أخبرنا سمَاك عن عكْرمة قال: قال ابن عباس: أُتيتُ وأَنا نائم في رمضان، فقيل لي: إنَّ الليلةَ ليَلةُ القدر، قال: فقصتُ وأنا ناعس، فتعلقتُ ببعض أطناب فُسطاط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فإذا هو يصلي، فنظرت في تلك الليلة، فإذاَ هي ليلة ثلاث وعشرين. 2548 - حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد الله بن أبي نَجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنْهال عن ابن عباس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يُسْلِفُون، فقال: "من أسْلف فلا يُسْلِفْ إلا في كيلٍ معلوم ووزنٍ معلوم". 2549 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا أيوب عن ابن أبي مُلَيكة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الخلاء فأتي بطعام فقيل له: ألا تتوضأ؟ فقال: "إنما أُمرت بالوضوء إذا قمتُ إلى الصلاة".

_ (2547) إسناده صحيح، وهو مكرر 2302 بهذا الإسناد. (2548) إسناده صحيح، وهو مختصر 1868، 1937. (2549) إسناده صحيح، وهو مكرر 1932. وانظر 2545.

2550 - حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا حَنْظَلة السَّدُوسي قال: قلت لعكْرمة: إني أقرأ في صلاة المغرب {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} وإن ناساً يعيبون ذلك عليّ؟، فقال: وما بَأسٌ بذلك، اقرأْهما فإنهما من القرآن، ثم قال: حدثني ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- جاء فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب. 2551 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن عِكْرمِة: أن عليّا أُتى بقومِ من هؤلاء الزنادقة، ومعهم كتب، فأمر بنار فأُجِّجَتْ، ثم أحرقَهم وكُتُبَهم، قال عكرمة: فبلغِ ذلك ابنَ عباس، فقال: لو كنتُ أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، ولَقتَلتُهم، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدَّل دينه فاقتلوه"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُعذبوا بعذاب الله عز وجل". 2552 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب عن أيوب عن عكْرمة: أن عليّا أخذ ناساً ارتدُّوا عن الإسلام، فحرَّقهم بالنار، فبلغ ذلك ابنَ عَباس، فقال لو كنتُ أَنا لم أُحَرَّقهم، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تعَذبوا بعذاب الله عز وجل أحداً"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدل دينه فاقتلوه"، فَبَلغَ عليّا ما قال ابن عباس، فقال: ويحَ ابنِ أمِّ [ابن] عباس. 2553 - حدَثنا عفان حدثنا حماد، هو ابن سَلَمة، أخبرنا عمَّار

_ (2550) إسناده حسن، ليذكِر المرفوع منه في مجمع الزوائد 2: 115 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والبزار، وفيه حنظلة السدوسى، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان". وقد سبق القول في حنظلة 2174. (2551) إسناده صحيح، وهو مطول 1871، 1901. وانظر الحديث التالى. (2552) إسناده صحيح, وهو مكرر ما قبله. كلمة [ابن] سقطت من ح خطأ، وزدناها تصحيحاً للكلام، كما مضى في 1871. وفي ك "ويح ابن عباس". (2553) إسناده صحيح، وهو مكرر 2165. والذي يقول "فأحصينا" إلخ. هو عمار بن أبي =

عن ابن عباس قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يَرَى النائمُ، بنصف النهار، وهو قائم أشْعَثَ أَغْبَرَ، بيده قارورةٌ: فيها دم، فقلتُ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا؟، قال هذا دم الحسين وأصحابه، لم أَزَل ألْتَقطُه منذُ اليوم، فأحصينا ذلك اليوم، فوجدُوه قُتل في ذلك اليوَم. 2554 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان عن سليمان الشيباني عن الشَّعبي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على جنازة بعد ما دُفِنتْ، ووكيعٌ، قال حدثنا سفيان، مثله. 2555 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان عن منصور عن سالم ابن أبي الجَعْد عن كُريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن أحدَهم إذا أتَى أهله قال: بسم الله: اللهم جنِّبني الشيطانَ وجنِّب الشيطانَ ما رزقتني، فيولد بينهما ولد، فيضرّه الشيطان أبداً". 2556 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان عن ليث عن طاوس عن ابنِ عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "علِّموا، ويسِّروا ولا تعسِّروا، وإذا غضبت فاسكتْ، وإذا غضبتَ فاسكتْ، وإذا غضبتَ فاسكتْ". 2557 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن سعيد

_ = عمار، كما بُيَّن هناك. (2554) إسناداه صحيحان، سليمان الشيباني: هو أبو إسحق. وقد رواه أحمد هنا عن عبد الرزاق ووكيع، كلاهما عن سفيان الثورى، والحديث مكرر 1962. (2555) إسناده صحيح، وهو مكرر 2178. (2556) إسناده صحيح، وهو مطول 2136. (2557) إسناده صحيح، وهو مكرر 1953. وانظر 2269. وفي ح "قال: ذلك أراد أن لا يحرج" إلخ، وكلمة "ذلك" لا معنى لها هنا، ولم تذكر في ك، فحذفناها.

ابن جُبير عن ابن عباس قال: جَمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر بالمدينة، في غير سفبر ولا خوفٍ، قال: قلت: يا أبا العباس، ولمَ فعل ذلك؟، قال: أراد أَن لا يحرج أحداً من أمته. 2558 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحُوَيرث عن ابن عباس قالِ: ذهب النبي -صلي الله عليه وسلم- للبَرَاز فقَضَى حاجتَه، ثم قُرِّب له طعام، فقالوا أنأتيك بوضوءٍ؟، فقال: "من أي شيء أتوضأ؟! أوَ صلَّيتُ فأَتوضأ؟ ". 2559 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان عن سَلَمة بن كُهَيل عن كُريب عن ابن عباس قال: نمتُ عند خالتي ميمونة بنت الحرث، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فأَتَى الحاجةَ، ثم جاء فغسل وجهه ويديه، ثمِ نام، ثم قام من الليل، فأتَى القِرْبة فأطلق شنَاقَها، فتوضأ وضوءاً بين الوضوءيْنِ، لم يُكْثِرْ وقد أبْلَغَ، ثم قام يصلي، وتمطّيْتُ كراهةَ أن يراني كنتُ أَبْقِيه، يعني أَرْقُبهَ، ثم قمتُ ففعلتُ كما فعل، فقمت عن يساره، فأخذ بما يلِى أُذني حتى أدارني فكنت عن يمينه وهو يصلي، فتتامَّتْ صلاتُه إلى ثلاث عشرةَ ركعةً، فيها ركعتا الفجر، ثم اضطجع، فنام حتى نفخ، ثم جاء بلال فآذَنَه بالصلاة فقام فصلى ولم يتوضأ.

_ (2558) إسناده صحيح، وهو مكرر 1932، 2549. (2559) إسناده صحيح، وهو مطول 2325. وانظر 2164، 2567. الشناق، بكسر الشين، وتخفيف النون: الخيط أو السير الذي تعلق به القربة، والخيط الذي يشد به فمها. "أبقيه"، بفتح الهمزة، فعل ثلاثي، يقال "بقاه يبقيه" من باب "رمى"، أي انتظره ورصده.

2560 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان عن عبد الله بن عثمان في سعيد بن جبُير عن ابن عباس قال: تزوّج النبي -صلي الله عليه وسلم- وهو مُحْرِم، واحتجم وهوُ مُحرم. 2561 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأجْلحِ عن يزيد بنِ الأصَمّ عن ابن عباسِ: أن رجلاً قال: يا رسوِل الله، ما شاء الله وشئتَ، فقال: "جعلتَني لله عِدْلاً؟! بل ما شاءَ الله وحدَه". 2562 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر أخبرني عثمان الجَزَري أنه

_ (2560) إسناده صحيح، وانظر 2355، 2492. (2561) إسناده صحيح، وهو مكرر 1839 ومطول 1964. وما وجدت هذا الحديث في غير المسند، بعد طول البحث والتتبع، حتى لم أجده في مجمع الزوائد. نعم، روى ابن ماجة 1: 332 من طريق عيسى بن يونس عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس مرفوعاً: "إذا حلف أحدكم فلا يقل ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما ضاء الله ثم شئت". فلعل صاحب الزوائد ظنه هذا الحديث الذي هنا أو في معناه. ولكني أرى غير ذلك، وأن حديث ابن ماجة، غير حديث المسند، وإن تقاربا في المعنى. (2562) في إسناده نظر، عثمان الجزري: ترجم في التهذيب باسم "عثمان بن ساج" وأحال على ترجمة "عثمان بن عمرو بن ساج" وفيها قال: إن ابن حبان ذكره في الثقات، ثم تعقب الحافظ ابن حجر أصل المزي في قوله "وقد ينسب إلى جده" بأن هذا "يوهم الجزم بأنه عثمان بن ساج الراوي عن خصيف ومقسم وغيرهما"، وأن الفاكهي أكثر التخريج في تاريخ مكة عن "عثمان بن ساج" من غير ذكر "عمرو" بينهما، وأن النسائي والعقيلي وغيرهما "ما زادوا في نسب عثمان بن عمرو شيئاً، إلا أنهم قالوا: أنه حراني، ولا يسمى أحد منهم جده"، قال الحافظ: "فيدل مجموع ذلك على المغايرة بينهما"، وابن أبي حاتم غاير بينهما فترجم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 153: "عثمان بن الساج، روى عن خصيف، روى عنه معتمر بن سليمان ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، سمعت أبي يقول ذلك" ثم روى عن أبيه .... ووقع بياض في النسخ سقط به =

سمع مقْسَماً مولى ابن عباس يحدث عن ابن عباس قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - البيتَ فَدعا في نواحيه، ثم خرج فصلى ركعتين. 2563 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل قال عبد العزيز، يعني ابن رُفَيْعِ: أخبرني منْ سمع إبنَ عباس يقول: لم ينزل النبي - صلى الله عليه وسلم - بين عرفاتٍ وجمْع إلاَّ لِيُهرِيقَ الماءَ. 2564 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبَّى حتى رمى جمرة العقبة. 2565 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا مَعْمِر عن أيوب عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونةَ/ بسرِفٍ وهو مُحْرم. 2566 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن سمَاك بن حرب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن امرأَةً من نساء النبي -صلي الله عليه وسلم- اسَتَحَمَّتْ من جنابة، فَجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأُ من فَضْلها، فقالت: إني اغتسلتُ منه" فقال: "إن الماء لايُنَجِّسه شيء".

_ = ما بعد ذلك. وترجم 3/ 1/ 162: "عثمان بن عمرو بن ساج، جزري، روى عن ابن جريج ومحمد بن إسحق بن يسار وخصيف وموسى بن عبيدة وزهير بن محمد، روى عنه سعيد بن سالم القداح" ثم روى عن أبيه قال: "عثمان والوليد ابني عمرو بن ساج: يكتب حديثهما ولا يحتج بهما". فهذا عثمان الجزري، إن كان ابن ساج، فهو مجهول الحال عندنا، لم نتبين أمره، وإن كان ابن عمرو بن ساج فهو إلى الضعف أقرب. ومعنى الحديث مضى بنحوه 2126. (2563) إسناده ضعيف، لجهالة راوية عن ابن عباس، وهو مكرر 2464. (2564) إسناده صحيح، وهو مختصر 1860. (2565) إسناده صحيح، وهو مختصر 2560. (2566) إسناده صحح، وهو مكرر 2102.

2567 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبة عن سَلَمة بن كُهَيل عن كُريب عن ابن عباس قال: بتُّ في بيت خالتي ميمونة فرَقَبْتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كيف يصلي، فقام فبال، ثمِ غسل وجهه وكفيه ثم نام، ثم قام فعَمَدَ إلى القِرْبة فأطلق شنَاقَها، ثم صَبَّ في الجَفْنة أو القَصعة، وأكبَّ يدَه عليها، ثم توضأ وضوءاً حسناً بين الوضوءَيْن، ثم قام يصلي، فجئتُ فقمت عِن يساره، فأخذني فأقامني عن يمينه، فتكاملتْ صلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة ركعة، قال: ثم نام حتى نفخ، وكنّا نعرفه إذا نام بنفخه، ثم خرج إلى الصلاة، فصلى، وجعل يقول في صلاته، أو في سجوده: "اللهم اجعلْ في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، واجعلني نوراً"، قال شعبة: أو قال: "اجعلْ لي نوراً"، قال: وحدثني عمرو ابن دينار عن كريب عن ابن عباس: أنه نام مضطجعاً. 2568 - حدثنا رَوْح حدثنا سعيد وهشام بن [أبي] عبد الله عن قَتادة عن أبي العالية عن ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم".

_ (2567) إسناداه صحيحان، فقد رواه شعبة عن سلمة بن كهيل، ثم أشار إلى روايته إياه عن عمرو بن دينار، والحديث مطول 2559. وانظر 1912، 2083، 2084، 2164، 2572. (2568) إسناده صحيح، روح: هو ابن عبادة. سعيد: هو ابن أبي عروبة. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ووقع هنا في الأصلين "هشام بن عبد الله"، وهو خطأ، فلذلك زدنا كلمة [أبي]، وقد مضى الحديث من طريق الدستوائي 2012، 2344، ومضى من طرق أخرى، آخرها 2537.

2569 - حدثنا محمد بن جِعفر قال: حدثنا شُعبة قال: سمعت على بن زيد قال: سمعت عمر بن حَرْمَلة قال: سمعت ابن عباس يقول: أهدتْ خالتي أم حُفَيْدِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمناً ولبناً وأَضُباً، فأما الأضُبُّ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - تَفَلَ عليها، فقال له خالد بن الوليد: قَذِرْته يا رسول الله؟، قال: "نعم"، أو: "أجلْ"، وأخذ النبِي - صلى الله عليه وسلم - اللبن فشرب منه، ثمِ قال لابن عباس وهو عن يمينه: "أمَا إنّ الشَّرْبة لك، ولكنْ أتأذنُ أن أَسْقِي عمَّك؟ "، فقال ابن عباس: قلت: لا والله، ما أنا بمُؤثرٍ على سُؤْرِك أحَداً، قال: فأخذتُه فشربتُ ثم أعطيتُه، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أعلم شراباً يُجزئ عن الطعام غيرَ اللبن، فمن شربه منكم فليقل: اللهم باركْ لنا فيه وزدنا منه، ومن طَعمَ طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه". 2570 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا ابن جُريج حدثنا سعيد بن الحُوَيرث عن اِبن عباس قال: تبرز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، ثم رجع، فأُتي بعَرْق، فلم يتوضأ، كل منه، وزادَ عمروٌ علىَّ في هذا الحديث عن سعيد ابن اَلحُوَيْرث: قال: قيل: يا رسول الله، إنك لم تتوضأ؟، قال: "ما أردتُ الصلاة فأتوضأ".

_ (2569) إسناده صحيح، وقد سبق مطولاً ومختصراً 1904، 1978، 1979. وانظر 2299، 2354. "عمر بن حرملة" في ح "عمر بن حرمل" فصححناه من ك، ولكن في ك "عمرو بن حرملة"، وقد سبق 1978، 1979 باسم "عمر بن أبي حرملة"، وذكرنا الخلاف فيه في 1904. (2570) إسناده صحيح، والذي يقول: "وزاد عمرو عليّ" إلخ هو ابن جريج، فإنه سمع الحديث من سعيد بن الحويرث، وسمع الزيادة من عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث، ورواية عمرو بن دينار مضت 2558، يوضحه رواية مسلم 1: 111 من طريق أبي عاصم عن ابن جريج قال: "حدثني سعيد بن الحويرث" فذكره بنحوه، وفي آخره: "قال وزادني عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له: إنك لم توضأ؟ قال: ما =

2571 - قال أبو عبد الرحمن [عبد الله بن أحمد]: وجدتُ هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا سعيد بن محمد الورَّاق قال: حدثنا رِشْدينُ بن كُريب عن أبيه عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا شرب تَنفَّسَ مرتين في الشراب. وكَتَب أبي في أثر هذا الحديث: لا أُرى عبد الله سمع هذا الحديث.

_ = أردت صلاة فأتوضأ، وزعم عمرو أنه سمعه من سعيد بن الحويرث". (2571) إسناده ضعيف، سعيد بن محمد الوراق الثقفي شيخ أحمد: ضعيف، قال أحمد: "لم يكن بذاك، وقد حكوا عنه عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة حديثاً منكراً في السخاء"، وضعفه ابن معين وابن سعد وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 / 471 وقال: "قال ابن معين: ليس بشيء"، ونحو ذلك في الصغير 220، وقال النسائي في الضعفاء: "ليس بثقة"، ولكنه لم ينفرد بهذا الحديث، فرواه الترمذي 3: 13 من طريق عيسى بن يونس، وابن ماجة 2: 175 من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن رشدين بن كريب، وسيأتي أيضاً في رواية عيسى بن يونس 2578، قال الترمذي: "هذا حديث غريب أوفى بعض نسخه: حديث حسن غريب،، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب، قال: وسألت عبد الله بن عبد الرحمن [يعني الدارمي] عن رشدين ابن كريب، قلت: هو أقوى أم محمد بن كريب؟ قال: ما أقربهما، ورشدين بن كريب أرجحهما عندي، وسألت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] عن هذا؟ فقال: محمد ابن كريب أرجح من رشدين بن كريب، والقول عندي ما قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن: رشدين بن كريب أرجح وأكبر، وقد أدرك ابن عباس ورآه، وهما أخوان، وعندهما مناكير"، ورشدين هذا ضعفه ابن معين وابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 308 وقال: "عنده مناكير" وفي الصغير 163 وقال: "منكر الحديث، في محمد نظر"، وذكره النسائي في الضعفاء 12، فبه ضعف الحديث، لا بسعيد الوراق شيخ أحمد، وهذا الحديث مما وجده عبد الله بخط أبيه، وقد أثبت أبوه بجواره أنه يرجع أن ابنه عبد الله لم يسمعه منه.

2572 - قال [عبد الله بن أحمد]: وجدت في كتاب أبي بخطه قال: حدثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن ثابت العبدي العَصَرِيّ قال: حدثنا جَبَلةُ بن عطية عن إسحق بن عبد الله عن عبد الله بن عباس قال: تَضيَّفْتُ ميمونة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي خالِتي، وهي ليلةَ إذْ لا تُصلي، فأخذتْ كساءً فثَنته وألقتْ عليه نُمْرُقَةً، ثم رمتْ عليه بكساء آخر، ثم دخلت فيه، وبسطت لي بساطاً إلى جِنبها، وتوسَّدت معها على وِسَادها، فجاء النبي-صلي الله عليه وسلم- وقد صلى العشاءَ الآخرة، فأخذ خرقةً فَتَوَازَر بها، وأَلقى ثوْبَه، ودخل معها لحافها وبات، حتى إذا كَان من آخر الليل قام إلىِ سقَاءٍ معلَّق فحركه، فهممتُ أن أقومِ فأصبَّ عليه، فكرهتُ أن يرى أَنى كنت مستيقظاً، قال: فتوضأ، ثم أتى الفراشَ فأخذ ثوبه وألقى الخرقة، ثم أتى المسجد، فقام فيه يصلى؟ وقمتُ إلى السقاء فتوضأت ثم جئت إلى المسجد، فقمت عن يساره، فتناولني فأقامني عن يمينه، فصلى وصليتُ معه ثلاث عشرة ركعة، ثم قعد وقعدت إلىِ جنبه، فوضع مرفقه إلى جنبه، وأصْغَى بخده إلى خدّي حتى سمعتُ نفسَ النائم، فبينا أنا كذلك إذ جاء بلال، فقال: الصلاةَ يا رسول الله، فسار إلى المسجد واتَّبعته، فقام يصلي ركعتي الفجر، وأخذ بلال في الإقامة.

_ (2572) إسناده حسن، محمد بن ثابت العبدي العصري البصري: هو عندي حسن الحديث، اختلف فيه قول ابن معين، قال مرة: "ليس بشيء" ومرة: "ليس به بأس" ومرة: "ينكر عليه حديث ابن عمر في التيمم لا غير"، ووثقه لوين والعجلي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1 / 50 وقال: "يخالف في بعض حديثه"، ثم ذكر أنه روى عن نافع عن ابن عمر حديثاً مرفوعَا في التيمم، وقال: "وخالفه أيوب وعبيد الله والناس، فقالوا: عن نافع عن ابن عمر، فعله"، يعني موقوفَاً، وهذا هو الذي أشار إليه ابن معين، فيما نقلنا عنه آنفاً، وقال نحو ذلك في الصغير 197، والضعفاء30، وقال النسائي في الضعفاء26: "ليس بالقوي"، فهذا أكثر ما أخذوا عليه خطأ في رفع حديث. "العصري" بفتح العين =

2573 - حدثنا ابن مهديّ عن سفيان عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس، فِذكِر شيئاً، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُكثر السواك قال: حتى ظننَّا أو رأينا أنه سَيُنْزَل عليه. 2574 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن ابن جُريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خطب، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، في العيد، بغير أذانٍ ولا إقامة. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: قد سمعه عبد الله. 2575 - قال [عبد الله بن أحمد]: وجدتُ هذا الحديث في كتاب أبي: حدثنا حَجّاج حدثنا شُعبة عن أبي إسحق عن أبي السَّفَر عن سعيد بن شُفَيّ عن ابن عباس: أنهم جعلوا يسألونه عن الصِلاة في السفر؟، فقال ابن عباس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من أهله لم يزِدْ على ركعتين حتى يرجع. 2576 - قال [عبد الله بن أحمد]: وجدتُ هذا الحديث في

_ = والصاد المهملتين، نسبة إلى "عصر" بطن من عبد القيس، وهو عصر بن عوف بن عمرو بن عوف. جبلة ابن عطية الفلسطيني: ثقة، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 219. إسحق: هو ابن عبد الله بن الحرث بن كنانة، سبق توثيقه 2029. والحديث في معنى 2567، وما أشرنا إليه من الأحاديث هناك. وانظر أيضاً 3061، 3490. النمرقة، بضم النون والراء وبكسرهما: الوسادة. (2573) إسناده صحيح، وهو بمعنى 2125. (2574) إسناده صحيح، وهو مكرر 2173. (2575) إسناده صحيح، وهو مكرر 2159، 2160. (2576) إسناده صحيح، جعفر الأحمر: هو جعفر بن زياد، وهو ثقة، وثقه ابن معين وعثمان ابن أبي شيبة والعجلي وغيرهم, وتكلم فيه آخرون، وما تكلموا فيه إلا للتشيع، وترجمه =

كتاب أبي بخطه: حدثنا أسود بن عامر حدثنا جعفر الأحمر عن قابوسَ عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تَصْلح قبلتان في مصرٍ واحد ولا على المسلمين جزية". 2577 - حدثنا جَرير، رفعه أيضاً، قال: "لا تصلح قبلتان في أرضٍ، وليس على مسلم جزيةٌ". 2578 - حدثنا الحَكَم بن موسى حدثنا عيسى بن يونس عن رِشْدينٍ عن أبيه عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتنفس في الإناء مرتين. 2579 - حدثنا الحَكَم حدثنا عبد السلام بن حرب عن خُصَيف عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبَّى دُبُرَ الصلاة. 2580 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سَلَمة عن قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" رأيت ربي تبارك وتعالى". [قال عبد الله بن احمد] وقد سمعتُ هذا الحديث من أبي، أمْلَى عليّ في موضع آخر.

_ = البخاري في الكبير 1/ 2/ 191 فلم يذكر فيه جرحَاً. والحديث مكرر 1949. (2577) لم يذكر إسناده كاملاً، وهو الإسناد الذي مضى 1949 عن جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس، والحديث مكررما قبله. (2578) إسناده ضعيف، وهو مكرر 2571. (2579) إسناده صحيح، عبد السلام بن حرب: ثقة حجة حافظ، من تكلم فيه فقد أخطأ، وهو من شيوخ أحمد، ولكنه روى عنه هنا بواسطة "الحكم بن موسى"، والحديث مختصر 2358. وانظر 2528. (2580) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 78 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".

2581 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- تزوّج وهو مُحرِم. 2582 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه صلى سبعاً جميعاً، وثمانياً جميعاً. 2583 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد يحدث عن ابن عباس: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب بعرفات، فقال: "من لم يجد إزاراً فليلبسْ سراويلَ، ومن لم يجد نعلين فليلبسْ خفَّين". 2584 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن طاوس يحدث عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أُمرْتُ أن أسجد على سبعةٍ، ولا أكفَّ شعراً ولا ثوباً". 2585 - حدثنا محمد بن جعفرِ حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن طاوس يحدث عنِ ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الطعام حتى يستوفيَه، أويُسْتَوْفى، وقال ابن عباس: أحسب البيوعَ كلَّها بمنزلته. 2586 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عَدِيّ بن ثابت

_ (2581) إسناده صحيح، وهو مختصر 2565. (2582) إسناده صحيح، وهو مكرر 2465. (2583) إسناده صحيح، وهو مكرر 2526. (2584) إسناده صحيح، وهو مكرر 2527. (2585) إسناده صحيح، وهو مكرر 2438. (2586) إسناده صحيح، وهو مكرر 2532.

قال: سمعت سعيد بن جُبيِر يحدث عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تتخذوا شيئاً فيه الرُّوح غَرضاً". 2587 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن الحَجَّاج بن أَرْطاة وابن عطاء أنهما سمعا عطاءً يحدث عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوّج ميمونةَ وهو محُرْم. 2588 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أُمرتُ أن أسجد على سبعةٍ، ولا أكفَّ شعراً ولاثوباً". 2589 - حدثنا محمد بن جعفر حدثني شُعبة عن يزيد بن أبي زياد عن مقْسَم عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحِرماً صائماً. َ 2590 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عمرو بن ينار عن طاوس يحدث عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُمرت أن أسجد على سبعةٍ، ولا أكفَّ شعراً ولاثوباً". 2591 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قَتادة وأيوب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رجلاً صُرع من راحلته فمات، وهو مُحرْمِ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَغْسلوه بماءٍ وسدْرٍ، وأن يكفنوه في ثوبيه، وأن لا ُيخمِّرُوا رأسَه، فإنه يُبْعَث يوم القَيامة مُلَبِّياً، وَقال أيوب: مُلبِّداً.

_ (2587) إسناده صحيح، ابن عطاء: هو يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، روى شعبة هذا الحديث عنه وعن الحجاج بن أرطأة كلاهما عن عطاء. والحديث مكرر 2581. (2588) إسناده صحيح، وهو مكرر 2584 بإسناده، (2589) إسناده صحيح، وهو مختصر 2228. وانظر 2536، 2560. (2590) إسناده صحيح، وهو مكرر 2588 بإسناده. (2591) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة، والحديث مكرر 1850، 1914، 2395.

2592 - حدثنا محمد بن جعفرحدثناِ سِعيد عن يَعْلَى بن حَكيم عن عِكْرمة عن ابن عباس: أنه كان لا يَرَى بأساً أن يتزوّج الرجل وهو محرِم، ويقول إن نبي الله -صلي الله عليه وسلم- تزوّج ميمونة بنت الحرث بماءٍ يقال له سَرِفٌ، وهو مُحرْم، فلما قضى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَّه أقبل حتى كان بذلك الماءِ أعْرَس بها. 2593 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن أيوب عن عطاء: أنه شَهِد على ابن عباس وابنُ عباس شَهِد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه صلى في يوم عيد، ثم خطب، ثم أتَى النساءَ فأمرهن بالصدقة، فجعلْنَ يُلْقِينَ. 2594 - حدثني محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم صائماً. 2595 - حدثنا محمد بنِ جعفر عن شعبة عن الحَكَم عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مِقْسم عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الذي يأتي امرأته وهي حائض: "يتصدق بدينار أو نصف دينار". 2596 - حدثنا هُشيم في عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أُمرتُ أن أسجد على سبعة أعظُمٍ، ولا أكفَّ شعراً ولاثوباً".

_ (2592) إسناده صحيح، وهو مكرر 2492 ومطول 2587. (2593) إسناده صحيح، وهو مختصر 1983. وانظر 2533، 2574. (2594) إسناده صحيح، وهو مختصر 2581. (2595) إسناده صحيح، وهو مكرر 2032، وقد فصلنا القول هناك وفي شرحنا للترمذي 1: 248 - 249. وانظر 2458. (2516) إسناده صحيح، وهو مكرر 2590.

2597 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن منصور عن سالم ابن أبي الجَعْد عن كُريب عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لو أن أحَدكم، أو: لو أن أحدهم إذا أتَى امرأَتَه قال: اللهم جنّبني الشيطانَ وجنّب الشيطانَ ما رزقتني، ثم كان بينهما ولد، إلاَّ لم يُسَلَّط عَليه الشيطانُ، أو: لم يَضرَّه الشيطان". 2598 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عبد الملك بن مَيْسَرة عن طاوس وعطاء ومجاهد عن رافع بن خَديج قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِنهانا عن أمرٍ كان لنا نافعاً، وأَمْرُ رسولَ الله -صلي الله عليه وسلم- خيرٌ لنا مما نهانا عنه، قال: "منْ كانت له أرضٍ فليَزْرعها أو لِيَذَرْها أو ليَمْنَحْها"، قال: فذكرتُ ذلك لطاوس، وكان يرىِ أن ابن عباس من أعلمهَم، قال: قال ابن عباس: إنما قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "منْ كانت له أرض أن يمنحَها أخاه خيرٌ له". قال شعبة وكان عبد الملك يمنح هؤلاء: طاوساً وعطاءً ومجاهداً، وكان الذي يحدّثُ عنه مجاهد، قال شعبة: كأنه صاحبُ الحديث. 2599 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاوساً قال: سُئل ابنُ عباس عن هذه الآية {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}؟ , قال: فقال سعيد بن جُبير: قُرْبى آلِ محمد، قال: فقال ابن عباس: عَجلْتَ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن [بطنٌ] من بطون قريش إلا كان له فيهم قراَبةٌ، فقال: إلاَّ أن تَصِلُوا ما بيني وبينكم من القرابة.

_ (2597) إسناده صحيح، وهو مكرر 2555. (2598) إسناده صحيح، وهو مطول 2087، 2541. (2599) إسناده صحيح، وهو مكرر 2024. وانظر 2415، وكلمة [بطن] زيادة من ك.

2600 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة قال: سمعت أبا بشْر يحدث أنه سمع سعيد بن جُبير يحدث أنه سمعِ ابن عباس يحدث: أن رَجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحرم، فوقع من ناقته، فأوْقصَته، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغسل بماء وسدر، وأن يُكفَّن في ثوبين، وقال: "لا تمسُّوه بطيب خارجَ رأسه"، قال شعبة: ثم إنه حدثني به بعد ذلك فقال: " خارجَ رأسه أوً وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة مُلَبِّداً". 2601 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن أبي بِشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابنُ عشر سنين، وأنا مختون، وقد قرأت المحكَم من القرآن، قال: فقلت لأبي بشر: ما المحكم؟، قال: المُفَصَّل. 2602 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن أبي بِشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فقمتُ عن يساره، فأخذني فجعلني عن يمينه. 2603 - حدثني محمد بن جعفرحدثنا شُعبة عن محمد بن جُحَادَة عن أبي صالح عن ابن عِباس قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائراتِ القبورَ والمتخذين عليها المساجدَ والسُّرُج. 2604 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا عبد الرحمن بن

_ (2600) إسناده صحيح، وهو مكرر 2591. (2601) إسناده صحيح، وهو مكرر 2283. (2602) إسناده صحيح، وهو مختصر 2572. (2603) إسناده صحيح، وهو مكرر 2030. (2604) إسناده صحيح، موسى بن عقبة بن أبي عياش: ثقة ثبت، وثقه مالك وابن معين وأبو =

أبي الزناد عن موسى بن عُقبة عن صالح مولى التَّوْأَمة قال: سمعت ابن عباس يقول: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن شيء من أمر الصلاة:؟، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خلّل أصابعَ يديك ورجليك"، يعني إسباغ الوضوء، وكان فيما قال له: "إذا ركعتَ فضعْ كفَّيك عِلى ركبتيك حتى تطمئنَّ"، وقال الهاشمي مرَّةً: "حتى تطمئنَّا، وإذا سجدت فأمْكِنْ جبهتَك من الأرض حتى تجدَ حَجْمَ الأرض". 2605 - حدثنا علىَ بن إسحق قال: أخبرنا عبد الله، وعَتَّاب قال:

_ = حاتم وغيرهم، وهو صاحب المغازي، وكان مالك يقول: "عليكم بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصح المغازي"، ويعد في التابعين، قال البخاري في الكبير 4/ 1 / 292: "سمع أم خالد، وكانت لها صحبة، وأدرك ابن عمر وسهل بن سعد"، مات سنة 141. صالح مولى التوأمة. هو صالح بن نبهان، وهو ثقة حجة، كما قال ابن معين، ومن تكلم فيه فإنما تكلم على أنه كبر وخرف، فمن سمع منه بعد ذلك فروايته ضعيفة، أما القدماء فلا، قيل لابن معين: "إن مالكاً ترك السماع منه؟ فقال: إن مالكاً إنما أدركه بعد أن كبر وخرف، والثوري إنما أدركه بعد ما خرف، وسمع منه أحاديث منكرات، ولكن ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرف"، مات صالح بعد سنة 127 وبدأ خرفه سنة 125, وموسى بن عقبة قديم وسمع منه قديماً، كما ذكر الحافظ في التلخيص 34، والحديث روى الترمذي منه الأمر بتخليل الأصابع فقط 1: 50 وكذلك ابن ماجة 1: 87، قال الترمذي: "حديث حسن غريب"، وفي التلخيص أنه رواه أيضاً الحاكم وحسنه البخاري، وأما آخره فلم أجده في موضع آخر، "التوأمة" بفتح التاء وسكون الواو وفتح الهمزة، وهي التوأمة بنت أمية بن خلف. (2605) إسناداه صحيحان، رواه أحمد عن شيخين: عن علي بن إسحق، وعن عتاب بن زياد الخراساني، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، والحديث مكرر 2209، 2364.

حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس عن الزهري قال: حدثني عُبيد الله عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَسْدل شعره، وكان المشركون يَفْرِقون رءوسهم، وكان أهل الكتاب يَسْدِلوَن شعورهم، وكان يحبُّ موافقةَ أهل الكتاب فيما لم يُؤمر فيه بشيء، ثم فَرقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسَه. 2606 - حدثنا علىّ بن إسحق حدثنا عبد الله قال: أخبرنا حسين ابن عبد الله عن عِكْرمة: أن رجلاً سأل ابن عباس عن نبيذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: كان يشرب بالنهار ما صُنع بالليل، ويشرب بالليل ما صُنع بالنهار. 2607 - حدثنا عليّ بن إسحق قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس عن عكْرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النَّقير والدُّبّاء والمزفَّت، وقَال: "لا تشربوا إلا في ذي إكاء"، فصنعوا جلود الإبل ثم جعلوا لها أعناقاً من جلود الغنم، فبلغه ذلك، فقال: "لا تشربوا إلا فيما أعلاه منه". 2608 - حدثني عليّ بن إسحق أخبرنا عبد الله، وعَتَّاب قال:

_ (2606) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله. وانظر 1963، 2143. (2607) إسناده ضعيف، من أجل الحسين، وهو في مجمع الزوائد 5: 60، وقال؟ "في الصحيح طرف من أوله، رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وهو متروك، ضعفه الجمهور، وحكى عن ابن معين في رواية أنه لا بأس به يكتب حديثه". وانظر 2499 الإكاء: الوكاء. (2608) إسناداه صحيحان، وهو مكرر 2244.

حدثنا عبد الله أخبرنا عاصم عن الشَّعْبي أن ابن عباس حدثه قال: سقيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زمزمَ، فشرب وهو قاَئم. 2609 - حدثني سليمان بن داود أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عِبِيد الله عن ابن عباس أنه قال: ما نَصَر الله تبارك وتعالى في موطن كما نصر يوم أُحُد، قال: فأنكرنا ذلك! فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى، إن الله عز وجل يقول في يوم أحُد {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} يقول ابن عباس: والحَسُّ القتلُ {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} إلى قوله {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} وإنَما عنى بهذا الرماة، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع، ثم قال: "احْمُوا ظهورَنا، فإن رأيتمونا نُقتَل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا

_ (2609) إسناده صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك 2: 296 - 297 من طريق عثمان بن سعيد الدارمي عن سليمان بن داود، وصححه هو والذهبي، وذكره ابن كثير في التفسير 2: 261 - 262 وقال: "هذا حديث غريب، وسياق عجيب وهو من مرسلات ابن عباس، فإنه لم يشهد أحداً ولا أبوه، وقد أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي النضر الفقيه عن عثمان بن سعيد عن سليمان بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، به، وهكذا رواه ابن أبي حاتم والبيهقي في دلائل النبوة من حديث سليمان بن داود الهاشمي، به. ولبعضه شواهد في الصحاح وغيرها". وذكره في التاريخ 2: 24 - 25 وقال: "وهذا حديث غريب، وهو من مرسلات ابن عباس، وله شواهد من وجوه كثيرة". وهو في مجمع الزوائد 6: 110 - 111، وقال: "رواه أحمد وفيه عبد الرحمن ابن أبي الزناد، وقد وثق على ضعفه". وفي الدر المنثور 2: 84 ونسبه أيضاً لابن المنذر والطبراني، وهو حديث غريب حقاً! في لفظه ما يوهم أن ابن عباس شهد الوقعة، وما كان ذلك قط، فإنه كان إذ ذاك طفلاَ مع أبيه بمكة. والظاهر عندي أنه حكاه عن واحد من الصحابة ممن شهد أحدَاً، ونسى بعض الرواة أن يذكر من حدث ابن عباس به، حتى يقول في حديثه "فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل" إلخ وأما سياق القصة في ذاتها فصحيح، له شواهد كثيرة في الصحاح، أشار ابن كثير إلى بعضها في التفسير وفي =

قد غنمنا فلا تَشْرَكُونا"، فلما غَنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحُوا عسكرَ المشركين أكبَّ الرُّماةُ جميعاً فدخلوا في العسكر ينهبون، وقد التقت صفوفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهُمْ كذا، وشبّك بين أصابع يديه، والتَبَسُوا، فلما أخلَّ الرماة تلك الخَلّة التي كِانوا فيها، دخلت الخيلُ من ذلك الموضع على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فضرب بعضهم بعضاً والتَبَسُوا، وقُتل من المسلمين ناسٌ كثير، وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أولُ النهار، حتى قُتل من أصحاب لواء المشركين سبعةٌ أوتسعةٌ، وجال المسلمون جوْلةً نحو الجبل، ولم يبلغوا حيثُ يقول الناس الغارَ، إنما كانوا تحت المهْرَاس، وصاح الشيطانُ: قُتل محمد، فلم يُشَكَّ فيه أنه حق، فما زلناِ كَذلك ما نَشُك أنه قد قُتل، حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السَّعْدينِ، نعرفه بتكَفِّئه إذا مَشَى، قال: ففرحنا [حتى]

_ = التاريخ. وقد أشار الحافظ في الفتح 7: 270 إلى هذه الرواية ونقل شيئاً منها. "ينهبون" في ك "ينتهبون"، وما هنا هو الموافق لتفسير ابن كثير وتاريخه ومجمع الزوائد. التبسوا: أي اختلطوا، خالط بعضهم بعضا، والملابسة المخالطة. الخلة بفتح الخاء: الخصاصة والفرجة. المهراس: ماء بجبل أحد، دفن بجواره حمزة عم رسول الله. "بين السعدين" هكذا هو في كل الأصول، والواضح أنهما مكانان في ذاك الموضع، ولم أجد لهما ذكراً في مصدرآخر. التكفؤ: التمايل إلى قدام، وانظر 684، 746، 944. كلمة [حتى] زيادة من ك، وهي ثابتة في التفسير والزوائد. "فرقي" بكسر القاف وفتح الياء، وهو الثابت في ك وسائر الروايات، وفي ح "فرقا" بالألف، وهو جائز على لغة، وحقه أن يكتب بالياء أيضاً مع فتح القاف. "دمّوا وجه رسوله": أي أسالوا دمه، يقال "دماه يدميه" بتشديد الميم، "ابن أبي كبشة" يريد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انظر 2370 ابن أبي قحافة: يريد أبا بكر الصديق، أبوه اسمه "عثمان" وكنيته "أبو قحافة". "إنه قد أنعمت عينها فعاد عنها، أو فعال عنها". أنعمت عينها، أي قرت، وكلمة "عينها" ثابتة في الأصلين وتاريخ ابن كثير، وأما ابن الأثير فلم يذكرها، وفسر "أنعمت" فقال 3: 125 "كان الرجل من قريش إذا أراد ابتداء أمر عمد إلى سهمين فكتب على أحدهما "نعم" وعلى الآخر "لا" ثم يتقدم إلى الصنم ويجيل سهامه، فإن خرج سهم نعم أقدم، وإن خرج سهم لا امتنع، =

كأنه لِم يصبنا ما أصابنا، قال: فَرَقِيَ نَحْوَنا وهو يقول: "اشتد غضب الله على قومِ دموْا وَجْه رسوِله"، قال: ويقول مرةً أخرى: "اللهم إِنه ليس لهم أن يَعْلونا"، حتى انتهى إلينا، فمكث ساعةً، فإذا أبو سفيان يصيِح في أسفل الجبل: أُعْلُ هُبَلُ، مرتين، يعني آلهتَه، أين ابن أَبى كبشة؟، أَين ابن أَبي قُحافة؟، أَين ابن الخطاب؟، فقال عمر: يا رسول الله، أَلاَ أجيبه؟، قال: "بلى"، قال: فلما قال اُعْلُ هُبل قال عمر: الله أعلىِ وأجلُّ، قال: فقال أبو سفيان: يا ابنَ الخطاب، إنه قد أنعمتْ عينها، فعاد عنها، أو فَعَال عنها، فقال: أين ابن أبي كبشة؟، أين ابن أبي قُحافة؟، أينَ ابن الخطاب؟، فقال عمر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذِا أبو بكر، وها أنا ذا عمر، قال: فقال أبو سفيان: يومٌ بيومِ بدرٍ، الأيام دول، وإن الحرب سجَال، قال: فقال عمر: لا سواءً، قتلاناِ في الجنة وقتلاكم في النارِ، قال: إَنكم لتزعمون ذلك، لقد خبْنا إذن وخسرنا، ثم قال أبو سفيان: أما إنكم سوف تجدون في قتلاكم مَثْلاً، ولم يكنَ ذاك عن رأي سَرَاتنا قال: ثم أدركتْه حَمِيَّة الجاهلية، قال: فقال: أمَا إنه قد كان ذاكَ ولمَ نَكْرَهْهُ.

_ = وكان أبو سفيان لما أراد الخروج إلى أحد استفتى هبل، فخرج له سهم الإنعام، فذلك قوله لحمر أنعمت فعال عنها، أي تجاف عنها ولا تذكرها بسوء يعني آلهتهم". وقال أيضاً 4: 158: "أنعمت فعال عنها، أي اترك ذكرها فقد صدقت في فتواها وأنعمت، أي أجابت بنعم"، وأما قوله "فعاد عنها" فلم يذكر ابن الأثير، ومعناه أيضاً تجاف عن ذكرها وتجاوز، من "التعدي" وهو مجاوزة الشيء إلى غيره، أو من "التعادي" وهو التباعد، والأصل واحد. "سجال" بكسر السين: جمع "سجل" بفتحها وسكون الجيم، أي مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل واحد منهم سجل، قاله ابن الأثير. "مثلاً" بفتح الميم وسكون الثاء: مصدر "مثل بالقتيل" من بابي "ضرب" و "نصر" إذا نَكّل به بجَدْع أنفه أو قطع أذنه أو نحو ذلك، كمثل به تمثيلا، ورسم في ح "مثلي" بالياء، وهو خطأ لا وجه له، صححناه من ك والصادر الآخر. "سراتنا": السراة، بفتح السين: جمع سرى، وهم الأشراف والكبراء. "ولم نكرهه" في ح "لم يكرهه"، وهو خطأ،، صححناه من ك.

2610 - حدثنا نوح بن ميمون قال أخبرنا عبد الله، يعني العُمَري، عن محمد بن عقبة عن أَخيه إبراهيم بن عقبة عن كُريب عن ابن عباس: أن امرأة أَخرجتْ صبيّا لها، فقالت: يا رسول الله، هل لهذا حج؟، فقال: "نعم، ولك أجرٌ". 2611 - حدثنا نوح بن ميمون حدثنا سفيان عن أبي الزُبَير عن ابن عباس وعائشة قالا: أفاض رسول الله-صلي الله عليه وسلم- من منىً ليلاً. 2612 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن عائشة وابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخَّر طواف يوم النحر إلى الليل.

_ (2610) إسناده صحيح، نوح بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال: ثقة، وثقه الخطيب في تاريخ بغداد 13: 318، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "ربما أخطأ" وهو من تلاميذ مالك والثوري، ومن شيوخ أحمد. محمد بن عقبة بن أبي عياش الأسدي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي، وهو يروي عن كريب، ولكنه روى هنا عنه بواسطة أخيه إبراهيم، وهما أخوا موسى بن عقبة. والحديث مكرر 2187، وقد مضى هناك. "عن كريب مولى عبد الله بن عباس قال" إلخ، سقط منه "عن عبد الله بن عباس" وهو خطأ في ح، وذكر في ك على الصواب، فيستدرك هناك ويصح. (2611) إسناده حسن، أبو الزبير: هو المكي محمد بن مسلم بن تدرس، سبق توثيقه 1896، ولكن في سماعه من ابن عباس وعائشة شك، روى ابن أبي حاتم في المراسيل 71 عن سفيان بن عيينة قال: "يقولون إن المكي لم يسمع من ابن عباس". وروى عن أبيه أبي حاتم قال "أبو الزبير رأى ابن عباس رؤية، ولم يسمع من عائشة". والحديث رواه أبو داود 2: 156 - 157 والترمذي 2: 111 من طريق الثوري عن أبي الزبير، قال الترمذي: "حديث حسن". وذكره البخاري في صحيحه تعليقاً. "وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس" 3: 452، وانظر الفتح. (2612) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله.

2613 - حديث حسن بن موسى حدثنا حماد بن سَلَمة عن عطاء ابن السائب عن أبي يحيى عن ابنِ عباس: أن رجلين اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدعى البينةَ، فلم يكن له بينة، فاستَحلف المطلوب، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك قد حلفتَ، ولكن قد غفر الله لك بإخلاصك قولَكَ لا إله إلا الله". 2614 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن لَهِيعة عن عبد الله بن هُبَيْرة عن حَنَشٍ عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج فيُهَرِيق الماء، فيتمسح بالتراب، فأقول: يا رسول الله، إن الماءَ منكَ قريب، فيقول: "وما يدريني، لعلي لا أَبْلُغُه". 2615 - حدثنا عَتّاب بن زياد قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا الحسين ابن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصوموا يوم الجمعة وحده". 2616 - حدثنا عَتّاب حدثنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري

_ (2613) إسناده صحيح، وهو مكرر 2280. وسيأتي أيضاً معناه من حديث ابن عمر 5361، 5380، وسيأتي من حديث ابن عباس بهذا الإسناد أثناء مسند ابن عمر 5379. وانظر ذيل القول المسدد 73 - 75. "إنك قد حلفت": يعني حلفت كاذباً، كما تدل عليه الروايات الآخر فيما مضى وما سيأتي: "قد فعلت". (2614) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 263 ونسبه أيضاً للطبراني، وأعله بابن لهيعة، وهو ثقة، كما قلنا مراراً. عبد الله: هو ابن مبارك. (2615) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله. وهو في مجمع الزوائد 3: 199 ولم ينسبه لغير المسند. والنهي عن صوم يوم الجمعة وحده ثابت عند الشيخين وغيرهما من حديث جابر ومن حديث أبي هريرة، وعند البخاري من حديث جويرية بنت الحرث. انظر المنتقى 2234 - 2239. (2616) إسناده صحيح، ورواه البحاري 1: 29 و 4: 99. ورواه مسلم أيضاً كما في القسطلاني =

قال حدثني عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقى جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسُه القرآن، قال: فلَرَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودُ بالخير من الريح المُرْسَلة. 2617 - حدثنا عَتّاب حدثنا عبد الله قال أخبرنا مَعْمَر عن يحيى ابن أبي كثير عن عكْرمة عن ابن عباس: أن الأسلمِيّ أتَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعترف بالزنا، فقال "لعلك قبّلتَ أو غَمَزْتَ أو نظرت؟ ". 2618 - حدثنا عَتّاب حدثنا عبد الله قال أخبرنا مَعْمَر عن عَمرو

_ = 1: 60. وانظر 2042. (2617) إسناده صحيح، وهو مختصر 2433. (2618) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 62 من طريق عبد الله بن المبارك. قال المنذري: "في إسناده عمرو بن عبد الله الصنعاني، وهو الذي يقال له عمرو بن برق، وقد تكلم فيه غير واحد". وعمرو: هو ابن عبد الله بن الأسوار اليماني، تكلم فيه ابن معين وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد سبقت الإشارة إلى "عمرو بن برق" في شرح 223، ولكني لم أجد ما يدل على أن عمرو بن عبد الله هو عمرو بن برق إلا كلمة المنذري، وأظن أن التهذيب قلده في ذلك. وقد ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/ 244 فلم يذكر أنه هو ابن برق، وقال: "حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي، يعني ابن المديني، قال: سألت هشاماً، يعني ابن يوسف، عن عمرو بن عبد الله الذي روى عن عكرمة روى عنه معمر؟، فقال: هو عمرو بن عبد الله بن الأسوار. قال هشام: قال معمر: فذكرت حديثه عن عكرمة لأيوب، فلم ينكر ذلك، قال معمر: ولم أره حمل إلا ما حمل الفقهاء. سمعت أبي يقول: قال علي بن المديني: سألت هشاماً، يعني ابن يوسف، عن عمرو ابن عبد الله الذي روى عنه معمر؟ فقال: كان عكرمة ينزل على أبيه، فقال لي أمية بن شبل: إنما كان عدا على كتاب لعكرمة فنسخه، ثم جعل يسأل عكرمة، فعلم عكرمة أنه كتبه من كتابه، فقال: علمت أن عقلك لم يبلغ هذا". فهذه الترجمة تدل على أنه =

ابن عبد الله عن عكْرمة عن أبي هريرة وابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يأكل الشَّريطَة، فإنهَا ذبيحةُ الشيطان". 2619 - حدثنا عَتّاب حدثنا عبد الله قال أخبرنا شُعبة عن الحَكَم عن ميمون بن مهْران عن ابن عباس: أنه نَهى عن كل ذي ناب من السباع وذي مخْلَب منَ الطير، قال: رفَعَه الحكم، قال شعبة: وأنا أكره أن أُحدِّث برفعه، َ قال: وحدثني غَيْلانُ والحَجّاج عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: لم يرفعه. 2620 - حدثنا عَتّاب قال أخبرنا عبد الله أخبرنا سفيان عن الحَكَم عن مقْسَم عنِ ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على أبي قتادة وهو عند رجل قد قَتَله، َ فقال: "دعوه وسَلَبَه". ________ = سمع من عكرمة صغيراً ونقل كتابه، وهو أمارة الإتقان، فهو تلميذٌ فقه كتاب أستاذه، فغدا يسأل ويجادل، ففهم أستاذه أن أسئلته فوق عقله، وأنه إنما أخذ من كتابه. ومثل هذا لا يكون مطعناً ولا جرحَاً. الشريطة: قال الخطابي في المعالم 4: 281: "إنما سمي هذا شريطة الشيطان من أجل أن الشيطان هو الذي يحملهم على ذلك ويحسن هذا الفعل عندهم. وأخذت الشريطة من الشرط، وهو شق الجلد بالمبضع ونحوه، كأنه اقتصر على شرطه بالحديد دون ذبحه والإتيان بالقطع على حلقه". وقال ابن الأثير: "كان أهل الجاهلية يقطعون بعض حلقها ويتركونها حتى تموت". (2619) إسناداه صحيحان، وتردد شعبة في رفعه، بعد أن جزم بأن شيخه رفعه، لا يصلح علة للحديث، وكذلك روايته إياه موقوفًا عن غيلان والحجاج. والحديث ثابت مرفوعاً. وهو مكرر 2192. (2620) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 330 - 331 وقال: "رواه [أحمد و] أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط بمعناه، ورجال أحمد والكبير رجال الصحيح، غير عتاب بن زياد، وهو ثقة". واسم [أحمد] لم يذكر في الزوائد، خطأ مطبعياً، كما هو واضح.

2621 - حدثنا عَتّاب قال أخبرنا أبو حمزة عن يزيد النحوي عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوَّى بين الأسنان والأصابع في الَدية. 2622 - حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا موسى بن أَعْيَن حدثنا عمرو بن الحرث عن بُكَير بن عبد الله عن سعيد بن المسيب قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما مَثَلُ الذي يتصدق ثم يعود في صدقته كالذي يقيء ثم يأكل قيئَه".

_ (2621) إسناده صحيح، أبو حمزة: هو محمد بن ميمون السكري، وهو ثقة، وثقه ابن المبارك والنسائي وغيرهما، وسئل ابن المبارك عن الأيمة الذين يقتدى بهم؟ فذكر أبا بكر وعمر، حتى انتهى إلى أبي حمزة، وأبو حمزة حى، وقال الدوري: "لم يكن يبيع السكر، وإنما سمى السكري لحلاوة كلامه"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 234. يزيد النحوي: هو يزيد بن أبي سعيد المروزي، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة وابن معين وأبو داود والنسائي، قتله أبو مسلم لأمره إياه بالمعروف سنة 131، و"النحوي" نسبة إلى "بني نحو" بطن من الأزد، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 339. والحديث رواه أبو داود 4: 313 من طريق علي بن الحسن عن أبي حمزة، وسكت عنه هو والمنذري، وهو الإسناد الآتي 2624، وروى منه دية الأصابع فقط من طريق حسين المعلم عن يزيد النحوي. وروى الترمذي منه دية الأصابع أيضاً من طريق الحسين بن واقد عن يزيد النحوي، وقال: "حديث حسن غريب". وانظر 1999. (2622) إسناده صحيح، موسى بن أعين الجزري الحراني: ثقة، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وابن معين، وكان يثني عليه، وقال الأوزاعي: "إني لأعرف رب من الأبدال، فقيل له: من هو؟ قال: موسى بن أعين"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 280 - 281. عمرو ابن الحرث بن يعقوب المصري: إمام حافظ ثقة، قال أبو حاتم: "كان أحفظ الناس في زمانه"، روى عنه قتادة ومالك والليث، وقال الذهبي: "كان عالم الديار المصرية ومحدثها ومفتيها مع الليث"، وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/ 225. والحديث مكرر 2529.

2623 - حدثنا أحمد بن عبد الملك الحَرّاني قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النُّكْرِي قال سمعت أبي يحدث عن أبي الجَوْزاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كفارة الذنب الندامة"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لم تُذنبوالجاء الله عز وجل بقوم يذنبون ليغفر لهم". 2624 - حدثنا علي بن الحسن، يعني ابن شَقيق، قال أخبرنا أبو حمزة قال حدثنا يزيد النحوي عن عِكْرمة عن ابنَ عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "الأسنان سواء، والأصابع سواء". 2625 - حدثنا أحمد بن عبد الملك وعبد الجبار بن محمد قالا

_ (2623) إسناده ضعيف، يحيى بن عمرو بن مالك النكري: ضعيف، ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود والنسائي وغيرهم، ورماه حماد بن زيد بالكذب، وقال أحمد: "ليس بشيء"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 292 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء. أبوه عمرو بن مالك: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، يخطئ ويغرب"، وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/ 259 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. أبو الجوزاء: وهو أوس بن عبد الله الربعي، بفتح الباء الموحدة، وهو تابعي بصري ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 17 - 18 فلم يذكر فيه جرحَاً، وذكر أثرَاً من رواية عمرو بن مالك النكري عنه، ثم قال: "في إسناده نظر"، يريد هذا الإسناد بعينه، فظن بعض الناس أنه جرح لأبي الجوزاء، وقد بين ابن حبان الصواب في ذلك، كما قلنا. والحديث ذكره الذهبي في الميزان 3: 299 وجعله من مناكير يحيى بن عمرو. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 215، ونسبه لأحمد والطبراني في الكبير باختصار والأوسط والبزار، وقال: "فيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري، وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات"، وذكر القسم الأول منه 10: 199 ونسبه لأحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وقال: "وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري، وهو ضعيف"! "النكري" بضم النون وسكون الكاف وآخره راء، نسبة إلى "بني نكرة" من بني عبد القيس. (2624) إسناده صحيح، وهو الطريق الذي رواه منه أبو داود، كما أشرنا إليه في 2621. (2625) إسناده صحيح، عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. والحديث مختصر 2476. وانظر 2499.

حدثنا عبيد الله، يعني ابن عمرو، عن عبد الكريم عن قيس بن حبتَر عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبةَ"، وقال: "كل مسكر حرام". 2626 - حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا عبيد الله عن عبد الكريم عن قيس بن حبتَر أن ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنِ ثمن الخمر ومهر البغيّ وثمن الكلب، وقال: "إذا جاء صاحبه يطلب ثمنه فاملأكفيه تراباً". 2627 - حدثنا موسى بن داود قال حدثنا ابن لَهيعة عن ابن هبَيرة أن ميمون (1) المكّي أخبره: أنه رأَى عبد الله بن الزبير صلىَ بهم، يشير بكفيه حين يقوم، وحين يركع، وحين يسجد، وحين ينهض للقيام، فيقوم فيشير بيديه، قال: فانطلقت إلى ابن عباس، فقلت: إني رأيت ابن الزبير يصلي صلاة لم أرَ أحداً يصليها، فوصفت له هذه الإشارة؟، فقال: إنْ أحببتَ أن تنظر إلى صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فاقْتَدِ بصلاة ابن الزبير. 2628 - حدثنا داود بن مهْران حدثنا داود، يعني العطار، عن ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد عنَ ابن عباس قال: قال رجل: كم يكفيني من الوضوء؟، قال: مدٌّ، قال: كم يكفيني للغسل؟، قال: صاع، قال: فقال الرجل: لا يكفيني! قال: لا أمً لك! قد كَفى من هو خيرٌ منك، رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. (2626) إسناده صحيح، وهو مطول 2014، 2512. (2627) إسناده حسن، وهو مكرر 2308. (2628) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 218 - 211، 270، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات". (1) هكذا في طبعة الشيخ شاكر، وفي الحلبية، والظاهرأنها (ميمونا). والله أعلم. (المصحح).

2629 - حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد الرحمن بن الغَسيل عن عكْرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متقنِّعاً بثوبه، فقالَ: "أيها الَناس، إن الناس يَكثُرون، وإن الأنصار يَقلُّون، فمن وَليَ منكم أمراً ينفعُ فيه أحداً فلْيَقْبَلْ مِن/ مُحْسِنِهمْ ويَتجاوَزْ عن مُسِيئهِمْ". 2630 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة قال أخبرني الحَكَم بن عُتَيبة قال سمعت سعيد بن جُبير يحدث عن ابن عباس: أن الصَّعْب بن جَثَّامة الليثي أَهدَى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محْرِم بقدَيْدٍ عَجُز حمارٍ، فردَّه، وهو يقطر دماً. 2631 - حدثنا عفان قال شُعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- ردَّه. 2632 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة قال: قَتادة أنبأني قال سمعت موسى بن سلَمة قال: سألت ابن عباس، قال: قلت: إني أكون بمكة، فكيف أصلي؟، قال: ركعتين، سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 2633 - حدثنا بَهْز وعفان قالا حدثنا هَمّام عن قَتادة، قال عفان: قال حدثنا قتادة، عن جابر بن زيد عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرِيدَ على

_ (2629) إسناده صحيح، ورواه البخاري مطولا 2: 335 عن إسماعيل بن أبان، و6: 462 عن أبي نعيم، و7: 92 - 93 عن أحمد بن يعقوب، كلهم عن ابن الغسيل، وهو عبد الرحمن بن سليمان. وقد تبين من روايات البخاري أن الحديث2074 "خطب الناس وعليه عصابة دسمة" مختصرة من هذا الحديث ولكن في رواياته "دسماء"، وهي بمعنى "دسمة"، أو معناها: لونها كلون الدسم وهو الدهن. (2630) إسناده صحيح، وهو مكرر 3535. (2631) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2632) إسناده صحيح، وهو مكرر 1996. (2633) إسناده صحيح، وهو مختصر 2491.

ابنة حمزة، فقال: "إنها ابنةُ أخي من الرضاعة، ويحرم من الرضاعة ما يحرم من الرَّحم"، قال عفان: "وإنها لا تحل لي". 2634 - حدثنا عفان حدثنا عبد الصمد بن كَيْسان حدثنا حمَّاد ابن سلمة عن قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رأيتُ ربي تبارك وتعالى". 2635 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد حدثنا الحَجّاج حدثنا الحَكَم بن عُتَيْبة عن مقْسَم عن ابن عباس قال: رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمارَ حين زالت الشمس. 2636 - حدثنا عفان حدثنا حماد قال أخبرنا ثابت عن أبي عثمان النَّهْدي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال. "أهونُ أهل النار عذاباً أبو طالبَ، وهو منْتعل نعلين من نارٍ يَغْلي منهما دماغُه".

_ = في إسناده نظر، عبد الصمد بن كيسان: في التعجيل 260: "عن حماد بن سلمة وعنه عفان، فيه نظر. قلت: أظنه الأول، تصحف اسمه". يريد الذي ترجم قبله، وهو "عبد الصمد بن حسان المروروذي" خادم سفيان الثوري، وهو ثقة من شيوخ أحمد، مات سنة 211، فلا يبعد أن يكون هو، وهو من طبقة عفان، أقدم منه قليلاً، عفان مات سنة 220. والحديث في ذاته صحيح، سبق بإسناد صحيح 2580. (2635) إسناده صحيح، عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي. والحديث مكرر 2231. (2636) إسناده صحيح، ثابت: هو ابن أسلم البُستَاني، وهو تابعي ثقة مأمون، صحب أنس بن مالك أربعين سنة، وقال أنس: "إن ثابتَا لمفتاح من مفاتيح الخير"، وسمع ابن عمر وابن الزبير، ترجمه البخاري في الكبير1/ 2 / 159 - 160. "البناني" بضم الباء وتخفيف النون، نسبة إلى قبيلة "بني بنانة". والحديث رواه مسلم 1: 77 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان. وانظر 1789.

2637 - حدثنا عفان حدثنا هَمَّام قال أخبرنا قَتادة عن موسى بن سَلَمة: أنه سأل ابنَ عباس عن الصلاة بالبطحاء إذا لم يدرك الصلاة مع الإمام، قال: ركعتان، سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 2638 - حدثنا عفان حدثنا هَمَّام حِدثنا حَجّاج عن الحَكَم بن عُتَيبة عن مقْسَم عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذَبَح حلق. 2639 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهُ وقد وهَنَتْهُم حمَّى يثرب، قال: فقال المشركون: إنه يَقْدَم عليكم قومٌ قد وهنتْهُم الحمَّى، قال: فأَطلع الله النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فأمر أصحابه أن يَرْمُلُوا، وقعد المشركون ناحية الحجْر ينظرون إليهم فرَمَلُوا ومَشَوْا ما بين الركنين، قال: فقال المشركون: هؤَلاء الذين تزعمون أن الحمى وهنتْهم؟!، هؤلاء أقوى من كذا وكذا، ذكروا قولهم، قال ابن عباس: فلم يمنعه أن يأمرهم أن

_ (2637) إسناده صحيح، وهو مكرر 2632. موسى بن سلمة، بفتح السين، وفي ح "مسلمة"، وهو خطأ. (2638) إسناده صحيح، وانظر تاريخ ابن كثير 5: 189. (2639) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 359 عن أبي الربيع الزهراني عن حماد بن زيد. وانظر 2029، 2077، 2220، 2305. وقول عفان في آخره: "وقد سمعت حماداً " إلخ، وهو شك منه فيما سمع من حماد: أهو عن أيوب عن سعيد بن جبير مباشرة، أم عن أيوب عن عبد الله بن سعيد جبير عن أبيه؟ وهذا الشك لا يضر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، ولذلك قال بعد ذلك: "لا شك فيه عنه" يعني أنه حديث سعيد لا شك فيه سواء أكان أيوب سمعه منه أم من ابنه عبد الله. وهذا الشك من عفان وحده، ولم يشك فيه أبو الربيع الزهراني شيخ مسلم، فرواه عن حماد بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير. وعبد الله بن سعيد بن جبير: ثقة مأمون، كما قال النسائي، وحكى الترمذي عن أيوب قال: "كانوا يعدونه أفضل من أبيه".

يرمُلُوا الأشواط كلَّها إلا إبقاءٌ عليهم. وقد سمعتُ حماداً يحدثه عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس، أو عن عبد الله بن سعيد بن جبير، لا شك فيه عنه. 2640 - حدثنا عفان حدثنا يزيد بن زُريع حدثنا يونس عن عمّار مولى بني هاشم قال: سألت ابن عباس: كم أَتَى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات؟، قال: ْ ما كنتُ أَرى مثلَكَ في قومه يخفى عليك ذلك!، قال: قلت: إني قد سألتُ فاختُلف عليّ، فأحببتُ أن أعلم قولَك فيه، قال: أتَحْسبُ؟، قلت: نعم، قال: أَمْسِكْ، أربعين بُعثَ لها، وخمسَ عشرةَ أقامَ بمكة يأمَنُ ويخاف، وعشراً مهاجراً بالمدينة. 2641 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا أيوب عن رجل قال: سمعت ابن عباس يقول: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهُ لصبح رابعةٍ مُهلِّين بالحج، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلوها عمرةً إلا من كان معه الهَدْي، قال: فلُبِسَتِ القُمُصُ، وسَطَعَتِ المَجَامِرُ، ونُكِحَت النساء. 2642 - حدثنا عفان حدثنا سليمان بن كَثير أبو داود الواسطى

_ (2640) إسناده صحيح، والحديث نقله ابن كثير في التاريخ 5: 258 - 259 عن هذا الموضع، وقال: "وهكذا رواه مسلم من حديث يزيد بن زريع وشعبة بن الحجاج، كلاهما عن يونس بن عبيد عن عمار عن ابن عباس بنحوه". وانظر 2242، 2399. وانظر أيضاً 1846 وما أشرنا إليه من الاً حاديث هناك. "مهاجراً" في ح " مهاجرة"، وأثبتنا ما في ك وابن كثير. (2641) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الذي روى عنه أيوب. وقال الحافظ في التعجيل 537: "لعله عكرمة". وانظر 2360. (2642) إسناده صحيح، وهو مكرر 2304 بهذا الإسناد، ولكن وقع هنا في الأصلين =

قال: سمعت ابن شهاب يحدث عن أبي سنان عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله-صلي الله عليه وسلم- فقال: "يا أيها الناس، كُتب عَليكم الحج"، قال: فقامِ الأقرع ابن حابس فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟، فقال: "لو قلتُها لوَجَبَتْ، ولو وجبت لم تعملوا بها، ولم تستطيعوا أن تعملوا بها، الحج مرة، فمن زاد فهو تطوُّعٌ". 2643 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمةَ عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليبعثنَّ الله الحجرَ يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحقٍّ". 2644 - حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جُبير عن أبيه عن ابن عباس- قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فرأى اليهودَ يصومون يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا اليوم الذي تصومون؟ "، قالوا: هذا يومٌ صالح، هذا يوم نَجًى اللهُ بني إسرائيل من عدوّهم، قال: فصامه موسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أحق بموسى منكم"، قال: فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصومه.

_ = "الطيالسي " بدل "الواسطي"، وهو خطأ بين، فالطيالسي هو سليمان بن داود، وسليمان ابن كثير العبدي الواسطي لم ينسب "طيالسياً": وهذا الخطأ من الناسخين يقينَا، فما كان مثل الإمام أحمد ليخطئ في هذا، وفي أسماء شيوخه خاصة. وسيأتي معنى هذا الحديث 2741 من رواية أبي داود الطيالسي عن شريك عن سماك. وانظر 2663. (2643) إسناده صحيح، وهو مكرر 2215، 2398. في ح "يشهد به على من استلمه"، ويحتاج لتأويل، وأثبتنا ما في ك لوافقته الروايتين الماضيتين. (2644) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في المنتقى 2218. وانظر 2540.

2645 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد: حِفْظِي عن أيوب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن حَبَل الحَبَلة. 2646 - حدثنا عفان حدثنا هَمَّام حدثنا قَتادة عن سعيد بن الْمُسَيّب عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "العائد في هبته كالعائد في قَيْئه"، قال قتادة: ولا أعلم القيءَ إلاَّ حراماً. 2647 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه قال: كنا نقول ونحن صبيان: العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قَيْئه، ولم نعلم أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ضَرب في ذلك مثلاً، حتى حدثنا ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه". 2648 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل في حجة الوداع، فقال: يا رسول الله، حلقت قبِل أن أذبح؟، قال: فأومأ بيده وقال: "لا حرج"، وقال رجل: يا رسول الله، ذبحت قبل أن أرمي؟، قال: فأومأ بيده وقال:"لا حرج"، فما سُئِل يومئذٍ عن شيء من التقديم والتأخير إلاَّ أومأ بيده وقال: "لا حرج". 2649 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام أخبرنا أبو جمرة قال: كنت أدفع الناس عن ابن عباس، فاحتبست أياماً، فقال: ما حَبَسك؟، قلت: الحمى، قال: إن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "إن الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بماء زمزم".

_ (2645) إسناده صحيح، وهو مختصر 2145. وانظر 394. (2646) إسناده صحيح، وهو مكرر 2622. (2647) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2648) إسناده صحيح، وهو مطول 2421. (2649) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 238 مختصرَاً من طريق أبي عامر العقدي عن =

2650 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن أبي بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدُّبّاء والحنْتَم والمُزَفَّت. 2651 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة قال أخبرنا أبو حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول: كنتُ غلاماً أسعى مع الصبيان، قال: فالتفتُّ فإذا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - خلفي مقبلاً، فقلت: ما جاء نبي الله-صلي الله عليه وسلم- إلاَّ إليّ، قال: فَسَعيتُ حتى أختبئِ وراء باب دارٍ!، قال: فلم أَشعر حتى تناولني، قال: فأخذ بقَفَايَ فَحَطاني حَطْأَةً، قال: "اذهبْ فادْعُ لي معاوية"، وكان كاتِبَه، قال: فسعيتُ فقلت: أَجِبْ نبي الله -صلي الله عليه وسلم-، فإنه على حاجةٍ. 2652 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: خرج رسول الله -صلي الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة، فصام حتى بلغ عُسْفان، ثم دعا بماءِ فرفعه إلى يده ليُريَه الناس، فأفطر حتى قدم مكة، وذلك في رمضان، وكاَن ابن عباس يقول: قد صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفطر، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر.

_ = همام، وقال: "فأبردوها بالماء، أو بماء زمزم، شك همام"، قال الحافظ في الفتح 10: 147: "وقد تعلق به من قال بأن ذكر ماء زمزم ليس قيدَاً لشك راويه، وممن ذهب إلى ذلك ابن القيم، وتعقب بأنه وقع في رواية أحمد عن عفان عن همام: فأبردوها بماء زمزم، ولم يشك، [يريد الحافظ هذه الراوية] وكذا أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم من رواية عفان". أبو جمرة بالجيم والراء، وهو نصر بن عمران الضبعي. (2650) إسناده صحيح، وهو مختصر 2607. (2651) إسناده صحيح وهو مطول 2150، ورواه مسلم مختصراً 2: 288، وفيه زيادة "لا أشبع الله بطنه"، أبو حمزة: بالحاء والزاي، وهو عمران ابن أبي عطاء. (2652) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 290 عن مسدد عن أبي عوانة، قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي"، وسيأتي أيضاً 2996. وانظر 2057، 2392، 3089.

2653 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة قال: أخبرني عمرو قال: سمعت يحيى بن الجزار عن ابن عباس، لم يسمعه منه: أن جَدْياً أراد أن يمر بين يديْ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- وهو يصلي، فجعل يتَّقيه. 2654 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهْران عن ابن عباس أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "ما مِنْ أحد من ولد آدم إلا قد أخَطأ أو هَمَّ بخطيئةٍ، ليس يحيى بن زكريا، وما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متىَّ". 2655 - حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا علي بن زيد عن يوسف ابن مهْران عن ابن عباس قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وردِيفه أسامة، فسقيناه من هَذا النبيذ، يعني نبيذ السِّقَاية، فشرب منه، وقال: "أحسنتم، هكذا فاصنعوا". 2656 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام عن قَتادة عن عِكْرمة قال: _______ (2653) إسناده منقطع، للتصريح بأن يحيى بن الجزار لم يسمعه من ابن عباس، وفي ترجمته في التهذيب 11: 192: "قال ابن أبي خيثمة: لم يسمع من ابن عباس! كذا رأيت هذا بخط مغلطاي، وفيه نظر، فإن ذلك إنما وقع في حديث مخصوص، وهو حديثه عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي، فْذهب جدي يمر بين يديه، الحديث، فإن ابن أبي خيثمة رواه عن عفان عن شعبة عن عمرو بن مرة عنه عن ابن عباس، قال: ولم أسمعه منه، وهو في كتاب أبي داود عن سليمان بن حرب وغيره عن شعبة عن عمرو ابن يحيى عن ابن عباس، ولم يقل في سياقه ولم أسمعه منه، وكذلك رواه ابن أبي شيبة كما رواه ابن أبي خيثمة". وانظر أيضاً 2095، 2258، 2295، وانظر أيضاً 1891، 1965، 2175، 2222، 2376. (2654) إسناده صحيح، وهو مكرر 2294 بإسناده. وانظر 2298. (2655) إسناده صحيح، وهو مكرر 2207. (2656) إسناده صحيح، وهو مكرر 1886. وانظر 2257.

صليتُ خلف شيخ بمكة، فكبر في صلاة الظهر ثنتين وعشرين تكبيرةً، فأتيتُ ابن عباس، فقلت: إني صليتُ خلف شَيخ أحمقَ!، فكبَّر في صلاة الظهر ثنتين وعشرين تكبيرةً؟، قال: ثكلتْك أمُّك! تلك سُنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 2657 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب بن خالد حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَلحِقُوا الفرائضَ بأهلها، فما بقى فهو لأوْلَى رجلٍ ذَكَرٍ". 2658 - وبهذا الإسناد، [قال عبد الله بن أحمد]: كذا قال أبي: إن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "أُمرْت أن أسجدَ على سبعة أعْظُمٍ: الجبهة، ثم أشار بِيده إلى أنفه، واليدين، وَالركبتين، وأطراف القدمين، ولا نَكُفَّ الثياب ولا الشعر". 2659 - وبهذا الإسناد، قال [عبد الله بن أحمد]: كذا قال أبي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتَجم وأعطى الحجامَ أجره، واستَعَطَ. 2660 - حدثنا عفان حدثنا أَبانُ العطار حدثنا يحيى بنِ أبي كثير عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المكاتَب يُودى ما أعتق منه بحَساب الحُرّ، وما رَقّ منه بحساب العبد". 2661 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا جَرير بن حازم عن

_ (2657) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في المنتقى 3299. (2658) إسناده صحيح، وهو مطول 2596. (2659) إسناده صحيح، وهو مكرر 2337. (2660) إسناده صحيح، وهو مكرر 2356، "يودى" رسمت في ح بهمزة فوق الواو، "رق" في ح "أرق" وكلاهما خطأ، صححناه من ك. (2661) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله، والحديث مختصر 2357.

محمد- يعني ابن إسحق- عن حسين عن عكْرمة عن ابن عباس قال: "كان بالمدينة رجلان يحفران القبور، أبو عبيدَة بن الجرّاح، يحفر لأهل مكة، وأبو طلحة، يحفر للأنصار ويَلْحَد لهم، قال: فلما قبض رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بعث العباسُ رجلين إِلِيهما، فقال: اللهم خِرْ لنبيك، فوجدوا أبا طلحة ولم يجدوا أبا عُبيدة، فحفر له ولَحَدَ. 2662 - حدثنا حسين حدثنا أبو وكيع عني أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس قال: استدبرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت بياض إبْطيه وهو ساجد. 2663 - حدثنا أبو أحمد الزّبَيري حدثنا شَريك عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "على كل مسلم حجّة، ولو قلت كَلَّ عام لكان". 2664 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد حدثنا ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: تمتع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مات، وِأبو بكر حتى مات، وعمر حتى مات، وعثمان حتى مات، وكان أوّلَ من نهى عنها معاوية، قال ابن عباس: فعجبت منه وقد حدثني أنه قصَّر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمِشْقَصٍ.

_ (2662) إسناده صحيح، أبو وكيع: هو الجراح بن مليح الرؤاسي، سبق توثيقه 650، التميمي: هو أربدة، سبق توثيقه 2125. والحديث مختصر 2405. (2663) إسناده صحيح، وهو في معنى 2642، 2741. (2664) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم، قال الحافظ ابن كثير في التاريخ 5: 124 في حديث عائشة "تمتع رسول الله بالعمرة إلى الحج" ما نصه: "إن أريد بذلك التمتع الخاص، وهو الذي يحل منه بعد السعي، فليس كذلك، فإن في سياق الحديث ما يرده، ثم في إثبات العمرة المقارنة لحجه عليه السلام ما يأباه وإن أريد به التمتع العام دخل فيه =

2665 - حدثني يونس وحُجَين قالا حدثنا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، فكان يقول: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك" قال حجين: "سلام عليك، أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله". 2666 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن أبي الزُّبَير عن عطاء بن أبي ربَاح عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محُرْم. 2667 - حدثنا يونس حدثنا البَرَاء, يعني ابن عبد الله الجنَوِيّ، عن أبي نَضْرَة قال: كان ابن عباس على منبر أهل البصرة، فسمعته يقول: إِن نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوّذ في دُبر صلاته من أربع، يقول: "أعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من عذاب النار، وأعوذ بالله من الفِتَن، ما ظهر منها وما بَطن، وأعوذ بالله من فتنة الأعور الكذّاب".

_ = القِران، وهو المراد"، وقال أيضاً 5: 126: "وأكثر السلف يطلقون المتعة على القران"، وانظر 2090، 2115، 2158، 2211، 2223، 2274، 2348, 2360، 2513،2451، 2539، 2641. (2665) إسناده صحيح، ورواه الشافعي في الرسالة 743 بتحقيقنا عن الثقة، وهو يحيى بن حسان، عن الليث بن سعد، قال الشافعي في اختلاف الحديث (ص 63): "وإنما قلنا بالتشهد الذي روي عن ابن عباس لأنه أتمها، وأن فيه زيادة على بعضها: المباركات"، والحديث رواه أصحاب الكتب الستة عدا البخاري، انظر المنتقى 998 - 1003. (2666) إسناده صحيح، وهو مختصر 2589. وانظر 2785. (2667) إسناده صحيح، البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي البصري القاضي قد ينسب إلى جده، وعن هذا اضطرب قولهم فيه، فجعله النسائي في الضعفاء 6: راويين قال: "براء بن =

2668 - حدثنا يونس حدثنا داود بن أبي الفُرَات عن علْباء عن عكْرمة عن ابن عباس قال: خطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض أربعةَ خطوط، قَال: "تدرون ما هذا؟ "، فقالوا: الله ورسِوله أعلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل نساء أهل الجنة خديجةُ بنت خُويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسيةُ بنت مُزاحم امرأةُ فرعون، ومريم ابنةُ عمران". 2669 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن قيس بن الحَجّاج عن حَنَشٍ

_ = يزيد الغنوي، يروي عن أبي نضرة، ضعيف "ثم قال: "براء بن عبد الله بن يزيد، روى عن عبد الله بن شقيق، ليس بذاك، بصري"، وتبعه في الفرق بينهما ابن عدي وابن حبان وغيرهما، وقال أحمد: "سمع سعيد، يعني ابن أبي عروبة، من ذاك الشيخ الضعيف، البراء بن عبد الله الغنوي"، وتكلم فيه غيره أيضاً، وأما البخاري فجزم بأنه راو واحد، ترجم في التاريخ الكبير 1/ 2/ 119 - 120: "البراء بن يزيد العابد الغنوي" وذكر أنه "يعد في البصريين" ثم روى هذا الحديث تعليقاً: "وقال مسلم وسعيد بن سليمان: حدثنا البراء بن يزيد قال حدثنا أبو نضرة عن ابن عباس "الحديث، وقال بعده: "وقال لي إسحق: حدثنا ابن شميل قال حدثنا البراء أبو يزيد الغنوي قال حدثنا أبو نضرة بهذا، وقال أبو نعيم: حدثنا البراء بن عبد الله الغنوي القاص البصري، وقال أحمد: البراء ابن عبد الله الغنوي أحب إلى من عقبة الأصم"، وكذلك في التهذيب 7: 244 في ترجمة عقبة: "قال عبد الله بن أحمد: سئل أبي عن عقبة يعني الأصم؟، فقال: البراء الغنوي أحبَّ إلي منه"، فلم يذكر البخاري في البراء هذا جرحاً، بل ذكر كلمة أحمد، ثم لم يذكره في الضعفاء، فهو عنده ثقة أو مقبول، وإلى هذا نذهب، وانظر 2168، 2343. (2668) إسناده صحيح، علباء: هو ابن أحمر اليشكري، والحديث في مجمع الزوائد 9: 223، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح". (2669) إسناده صحيح، ليث: هو ابن سعد، قيس بن الحجاج الكلاعي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن يونس: "كان رجلاً صالحَا"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 155، وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث عند الترمذي، وهو الحديث 19=

االصنعاني عن عبد الله بن عباس أنه حدثه أنه ركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا غلام، إني معلمك كلماتٍ: احفظ الله يَحفظْك، احفظ الله تَجدْه تجَاهَك، وإذا سألتَ فلتسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله، واعلمْ أنَ الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضيّروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلامُ وجَفتِ الصُّحُفُ". 2670 - حدثنا أَبو سعيد حدثنا وُهيب حدثنا [ابن] طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم، وأعطى الحجام أجره، واستَعَط. 2671 - حدثني معاذ بن هشام قال: حدثنا أبي عن قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن الشرب من في السّقَاء، وعن المجثَّمة، وعن لبن الجلاَّلة.

_ = من الأربعين النووية، قال النووي: "رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح" قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم 132: "وخرجه الإمام أحمد من حديث حنش الصنعاني مع إسنادين آخرين منقطعين، ولم يميز بعضها من بعض"! فكأن الحافظ ابن رجب لم ير في المسند إلا الإسناد الذي أشار إليه، وسيأتي 2804، ولكن الإمام أحمد رواه مرتين بإسنادين صحيحين من طريق حنش، مميز اللفظ غير مختلط بإسناد منقطع، وهي هذا الحديث والحديث 2763. (2670) إسناده صحيح، أبو سعيد: هو مولى بني هاشم. والحديث مكرر 2659. "ابن طاوس"، هو عبد الله. وكلمة [ابن] سقطت خطأ من ح، والتصحيح من ك. (2671) إسناده صحيح، معاذ بن هشام الدستوائي: ثقة مأمون من شيوخ أحمد، ليس لمن تكلم فيه وجه، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 366 وأخرج له أصحاب الكتب الستة والحديث مكرر 2161.

2672 - حدثنا عبد الله بن الحرث عن ابن جُريج قال: أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أكل أحدكم من الطعام فلا يمسحْ يده حتى يَلْعِقَها، أو يُلْعقَها" قال أبو الزبير: سمعت جابر ابن عبد الله يقول ذلك: سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ولا يرفعِ الصّحْفَةَ حتى يَلْعَقَها أو يُلْعقَها، فإن آخرَ الطعامِ فيه البركةُ". 2673 - حدثنا حسن يعني ابن موسى حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا يزيد ابن أبي حبيب عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: صليت مع رسول الله-صلي الله عليه وسلم- الكسوفَ، فلم أسمعْ منه فيها حرفاً من القرآن. 2674 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ابن لَهِيعة عن يزيد بن أبيِ حبيب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: صليتُ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخسوف فلم أَسمعْ منه فيها حرفاً واحداً.

_ (2672) إسناداه صحيحان، بل هو في الحقيَقة حديثان رواهما ابن جريج: عن عطاء عن ابن عباس، وعن أبي الزبير عن جابر، وحديث ابن عباس مكرر 1924، وحديث جابر سيأتي بنحوه في مسنده 14270، وانظر المنتقى 4690، "الصحفة" بفتح الصاد وسكون الحاء: إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها، وفي ح "الصحيفة"، وهو خطأ، والصواب من ك. (2673) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 207 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والطبراني في الأوسط، وأعله كعادته بابن لهيعة، وذكر أن لابن عباس حديثاً في الصحيح خالياً عن قوله "فلم أسمع منه حرفا"، ويحمل هذا على أن ابن عباس كان بعيداً في آخر الصفوت، بأنه كان صبياً، فلم يسمع القراء، وهو قد أثبت القراءة فيها، كما مضى 1864، وقد ثبت الجهر فيها في حديث عائشة في الصحيحين وغيرهما، انظر المنتقى 1732، 1733. (2674) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك: والحديث مكرر ما قبله،

2675 - حدثنا [حسن حدثنا] (1) أبو عَوَانَةَ الوَضّاح عن عبد الأعلى الثعلبي عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقُوا الحديث عنِّي إلا ما عَلمتم، فإنه من كذَب عليّ متعمداً فليتبوا مقعدَه من النار". 2676 - حديث حسني حدثنا شَيبان عن ليث عن طاوس عن ابن عباس أنه قال: لما حضر رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "ائتوني بكتف أكتبْ لكم فيه كتاباً لا يختلف منكمَ رجلان بعدي"، قال: فأقبل القوم في لَغَطهم، فقالت المرأة: ويحكم، عهدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2677 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا عبد الله بن هُبَيرة عن حَنَش بن عبد الله أن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في أبوال الإبل وألبانها شفاءً للذَّرِبَةِ بطونُهم". 2678 - حدثنا سُريج حدثنا هُشيم أخبرنا خالد الحَذّاء عن بَرَكة ابن الغرْيان المجَاشعي قال: سمعت ابن عباس يحدث قال: قال رسول الله

_ (2675) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي، والحديث في مجمع الزوائد 1: 146 - 147 نسبه للطبراني في الكبير فقط، وأعله بعبد الأعلى، وانظر 1413، 1428، 2976. (1) الزيادة من ك. (2676) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سُليم. وانظر 1935، 2992، 3111 (2677) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 88 وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات"، وأشار إليه الترمذي 4: 159 ونسبه شارحه لابن المنذر فقط. "الذربة" بفتح الذال وكسر الراء: من الذرب، بفتحهما، وهو الداء الذي يَعْرُض للمعدة فلا تهضم الطعام ويفسد فيها فلا تمسكه. (2678) إسناده صحيح وهو مكرر 2221.

- صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله اليهود، حُرمت عليهم الشحومُ فباعوها وأكلوا أثمانَها، وإن الله عز وجل إذا حَّرم أكلَ شيءٍ حَرَّم ثمنَه". 2679 - حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمة عن عَمّار بن أبي عمار: أن ابن عباس قال: كنتُ مع أبي عند رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، وعنده رجل يناجيه، فكان كالمُعْرِض عن أبي، فخرجنا من عنده، فقال لي أبي، أي ُبُنَيَّ، ألم تَرَ إلى ابن عمك كالمعرضِ عنّي؟، فقلت: يا أبت، إنه كان عنده رجل يناجيه، قال: فرجعنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبي: يا رسول الله، قلتُ لعبد الله كذا وكذا، فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك، فهل كان عندك أحدٌ؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهل رأيتَه يا عبد الله؟ "، قال: قلت: نعم، قال: "فإن ذاك جبريل، وهو الذي شغلني عنك". 2680 - حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمة عن عَمَّار بن أبي عمّار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة خمس عشرة سنة، ثمان سنين أو سبعاً يَرَى الضوءَ ويَسمع الصوتَ، وثمانياً أو سبعاً يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشراً. 2681 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن دويد حدثني إسماعيل بن ثوبان عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العين حق، العين حقّ، تَستنزلُ الحالِق".

_ (2679) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 9: 276 وقال: "رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجالها رجال الصحيح". (2680) إسناده صحيح، وهو مكرر 2399، 2523، وهو في تاريخ ابن كثير 5: 258، وقال: "رواه مسلم من حديث حماد بن سلمة، به"، وانظر 2640. (2681) إسناده صحيح، وهو مكرر 2478.

2682 - حدثنا وهب بن جَرير حدثنا أبي قال: سمعت يونس يحدث عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الصحابة أربعة، وخير السَّرَايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعةُ آلاف، ولا يُغْلَبُ اثنا عشر ألفاً من قِلَّةٍ". 2683 - حدثنا يونس حدثنا عبد الواحد حدثنا يحيى بن عبد الله قال: حدثنا سالم بن أبي الجَعد قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا ابن عباس، أرأيتَ رجلاً قَتل مؤمناً؟، قال: فقال ابن عباس: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}، إلى آخر الآية، قال: فقال: يا ابن عباس، أرأيت إنْ تاب وآمن وعمل صالحاً؟، قال: ثكلتْه أمُّه!، وأنَّى له التوبة؟!، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المقتول يجيء يوم القيامة متعلقاً رأسَه بيمينه"، أو قال: "بشماله، آخذاً صاحبه بيده الأخرى، تَشْخَب أوداجُه دماً في قبل عرش الرحمن، فيقول: ربّ، سَلْ هذا فيمَ قتلني؟! ". 2684 - حدثنا يونس حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الشيباني قال: حدثنا يزيد بن الأصمّ قال: دعانا رجل، فأتَى بخِوَانٍ عليه ثلاثة عشر

_ (2682) إسناده صحيح، وهو في الجامع الصغير 4019 ونسبه لأبي داود والترمذي والحاكم، وسيأتي أيضاً 2718. (2683) إسناده صحيح، عبد الواحد: هو ابن زياد. يحيى: هو ابن عبدي الله بن الحرث المجبر. والحديث مختصر 2142. (2684) إسناده صحيح، سليمان الشيباني: هو أبو إسحق سليمان بن أبي سليمان. وانظر 1978، 2299، 2354، 2569. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أكله ولا أحرمه" ثابت صحيح عند الشيخين وغيرهما من حديث ابن عمر، وإنما أنكر ابن عباس ما يظنه ناقل هذا في مجلسه أن ذلك أمارة التحريم أو الكراهة، فأنكر فهم الراوي، لا ما روى، وانظر المنتقى 4582، 4583.

ضَباً، قال: وذاك عشَاءً، فآكلٌ وتارِكٌ، فلما أصبحنا غدونا على ابن عباس، فسألتُه، فأكثر فىَ ذلك جلسَاؤه، حتى قال بعضهم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا آكله ولا أُحرمه"، قال: فقال ابن عباس: بئسما قلتم! إِنما بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحلاً ومحرِّماً، ثم قال: كان رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عند ميمونة، وعنده الفضل ابن عبَاس وخالد بن الوليد وامرأةٌ، فأُتى بخِوَانِ عليه خبز ولحم ضَبّ، قال: فلما ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتناول قالتَ له ميمونَة: إنه يا رسول الله لحم ُضبّ، فكفَّ يده، وقال: "إنه لحم لم آكلْه، ولكن كلُوا"، قال: فأكل الفضل بن عباس وخالد بن الوليد والمرأة، قال: وقالت ميمونة: لا آكل من طعامٍ صَام لم يأكلْ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2685 - حدثنا عبد الوهاب بنِ عطاء أخبرنا جَرير بن حازم عن قيس بن سعد عن يزيد بن هُرْمُزَ أن نَجْدةَ كتب إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القُرْبَى، لمن هو؟، وعن اليتيم، متى ينقضى يتْمه؟، وعن المرأة والعبد يشهدان الغنيمة؟، وعن قتل أطفال المشركين؟، فقال ابن عباس: لولا أن أرُدَّه عنَ شيء يقع فيه ما أَجبتُه، وكتب إليه: إنك كتبتَ إلىَّ تسأل عن سهم ذي القربى لمن هو، وإنّا كنا نراها لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأبى ذلك علينا قومنا، وعن اليتيم متى ينقضى يتمه، قال: إذأ احتلم أو أُونسَ منه خيرٌ، وعن المرأة والعبد يشهدان الغنيمة، فلا شيء لهما، ولكنَهما يُحْذَيَانِ ويُعْطَيَان، وعن قتل أطفال المشركين، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَقتلْهم، وأنتَ فلا تقتلْهم، إلاَّ أن تعلم منهم ما عَلِم الخَضِرُ من الغلام حين قتله!. 2686 - حدثنا يونس حدثنا حماد يعني ابن زيد حدثنا أيوب عن

_ (2685) إسناده صحيح، وهو مختصر 2235. (2686) إسناده صحيح، وهو مكرر 2639.

سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قدم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وأصحاُبه مكة، وقد وهَنَتْهم حُمَّى يثبرب، فقال المشركون: إنه لقد قدم عليكم قوم قد وهنتْهم حمى يثرب ولَقوا منها شراً، فجلس المشركون من الناِحية التي تلي الحجْر، فأطلع الله نبيَّه على ما قالوا، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرْمُلوا الأشواط الثلَاثة، ليرى المشركون جَلَدهم، قال: فرملوا ثلاثة أشواط، وأمرهم أن يمشوا بين الركنين حيث لا يراهم المشركون، وقال ابن عباس: ولم يمنعِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهِم، فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم؟، هؤلاء أَجْلد من كذا وكذا!. 2687 - حدثنا يونس حدثنا حماد يعني ابن زيد عن عمرو ابن دينار عن طاوِس عن ابن عباس أن أعرابياً وهب للنبِى - صلى الله عليه وسلم - هبةً، فأثابه عليها، قال: رَضِيت؟، قال: لا، قال: فزاده، قال: رضيت؟، قال: لا، قال: فزاده، قال: رضيتَ؟، قال: نعم، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد هممتُ أن لا أَتهَّبَ هبةً إلا من قرشي أو أَنصاري أَو ثقفي". 2688 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سَلَمة عن عبد الله بن عثمان بن خثَيمِ عنِ أبي الطفَيل عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه اعتمروا من جِعِرَّانة، فرَمَلو بالبيت ثلاثاً، ومَشَوْا أربعاً.

_ (2687) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 148، ونسبه أيضاً للبزار والطبراني في الكبير بمعناه، وقال: "ورجال أحمد رجال الصحيح". ونسبه الحافظ في التلخيص أيضاً 260 لابن حبان في صحيحه. "أن لا أتهب" إلخ، بتشديد التاء: قال ابن الأثير: "أي لا أقبل هدية إلا من هؤلاء، لأنهم أصحاب مدن وقرى، وهم أعرف بمكارم الأخلاق، ولأن في أخلاق البادية جفاء وذهاباً عن الروءة وطلبَاً للزيادة، وأصله أوتهب، فقلبت الواو تاء وأدغمت في تاء الافتعال، مثل اتزن واتعد، من الوزن والوعد". (2688) إسناده صحيح، وهو مختصر 2029، وانظر 2077، 222، 2305، 2639، 2707.

2689 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سَلَمة أَخبرنا على بن زيد عن يوسف بن مهْران عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من الناس أَحدٌ إِلا قد أَخطَأ، أَو هَمَّ بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا". 2690 - حدثنا حسن وعفّان، المعنى، قالا: حدثنا حماد بن سَلَمة عن ثابت البُنَاني عن أَبى عثمان النَّهْدي عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أهون أهل النار عذاباً أبو طَالب، في رجليه نعلان من نارٍ، يغلي منهما دماغُه". 2691 - حدثنا شاذانُ أَخبرنا إسرائيل عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لما حرمت الخمر قال أناسٌ: يا رسول الله، أصحابُنا اَلذين ماتوا وهم يشربونها؟، فأنزلتْ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} قال: ولما حُوِّلت القبلةُ قالَ أناس: يا رسول الله، أصَحابُنا الذين ماتوا وهَو يصلون إلى بيت القدس؟، فأُنزلتْ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. 2692 - حدثنا حسين حدثنا حماد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن أبي نَضْرة قال: خطبنا ابنُ عباس على هذِا الِمنبر، منبر البصرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه لم يكن نبي إلاَّ له دعوة تَنَجَّزَها في الدنيا، وإنى اختبأتُ

_ (2689) إسناده صحيح، وهو مختصر 2654. (2690) إسناده صحيح، وهو مكرر 2636. (2611) إسناده صحيح، شاذان: هو أسود بن عامر. والقسم الأول من الحديث في شأن الخمر مضى 2088، 2452، والثاني في شأن القبلة رواه الترمذي 1: 70 من طريق وكيع عن إسرائيل، وقال: "حديث حسن صحيح"، ونسبه السيوطي في الدر المنثور 1: 146 أيضاً لوكيع والفريابى والطيالسى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه. (2692) إسناده صحيح، وهو مكرر 2546.

دعوتى شفاعةً لأُمتي، وأنا سيدُ ولد آدمَ يومَ القيامة ولا فخر، وأنا أولُ منِ تنشقُّ عنه الأرض ولا فخر، وبيدي لواءُ الحمد ولا فخر، آدمُ فمن دونه تحت لوائي"، قال: "ويطول يوم القيامة علي الناس، حتى يقول بعضُهم لبعضٍ: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فيشفع لنا إلى ربه عز وجل فلْيَقْضِ بيننا، فيأتون آدمَ عليه السلام، فيقولون: يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنتَه وأَسْجَدَ لك ملائكتَه، فاشفع لنا إلى ربك فلْيَقْضِ بيننا، فيقول: إني لستُ هُناكم، إني قد أُخرجتُ من الجنة بخطيئتي، وإنه لا يهِمُّني اليوم إِلا نفسي، ولكن ائتوا نوحاً رأس النبيين، فيأتون نوحاً، فيقولون: يا نوح، اشفعْ لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: إني لست هُناكم، إني قد دعوت دعوةً غرقتْ أهلَ الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم خليلَ الله عليه السلام، قالَ: فيأتون إبراهيم، فيقولون: يا إبراهيم اشفعْ لنا إلى ربك فِليقض بيننا، فيقول: إني لست هُناكم، إني قد كذَبْت في الإسلام ثلاث كذْبات، وإنه لا يهمني اليومَ إلا نفسي"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ حاَولَ بهنّ إلا عن دين الله، قوله {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} وقوله {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وقوله لامرأته: "إنها أختى"، ولكن اَئتوا موسى عليه السلام اَلذي اصطفاه الله برسالته وكلامه، فيأتون موسى، فيقولون: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلَّمك، فاشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: إني لست هُنَاكم، إني قَتَلت نفساً بغير نفس، وإنه لا يُهمني اليومَ إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى روحَ الله وكلمتَه، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، أنت روحُ الله وكلمتُه، فاشفعْ لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: إني لست هُناكم، قد اتُخِذْت إلهاً من دون الله وإنه لا يُهمني اليوِم إلا نفسي، ثم قال: أرأيتم لو كان متاع في وعاء قد خُتم عليه، أكان يُقْدر علي ما في الوعاء حتى يُفضَّ الخاتَم؟، فيقولَون: لا، فيقَول: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين قد حضر اليوم، وقد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر"، قال رسول الله: "فيأتوني، فيقولون: يا مَحمد، اشفعْ لنا إلى ربك فليقض بيننا،

فأقوِل: نعم، أنا لها، حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله عز وجل أن يصْدَع بين خلقه نادى منادٍ: أين أحمدُ؟ وأمته فنحن الآخروِن الأولون، فنحن آخر الأمم وأولُ من يحاسَبُ، فتفْرَج لنا الأم عن طريقنا، فنمضي غُراً محجّلينَ من أثر الطهور، وتقول الأمم كادت هذه الأمة أن تكون أنبياءَ كلها"، قال: "ثم آتي باب الجنة، فآخذ بحَلْقة باب الجنة، فأَقرع البابَ، فيقال: من أنت؟، فأقول: محمدٌ، فيفتح لي، فأرى ربي عزِ وجِل وهو على كرسيِّه"، أو "سريره، فأخر له ساجداً، وأحمده بمحامد لم يحْمدْه بها أحدٌ كان قبلي، ولا يحمدُه بَها أحدٌ بعدي، فيقال: ارفعْ رأسك، وقلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطهْ، واشفعْ تشَفعْ"، قال: "فِأرفعُ رأسي، فأقول: أيْ ربّ، أمتي، أمتي فيقال لي: أَخْرجْ من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا، فأخرجهم، ثم أعود فأخرّ ساجداً، وأحمده بمحامد لم يَحمده بها أحدٌ كان قبلي، ولا يحمده بها أحدٌ بعدي، فيقال لي: ارفع رأسك، وقل يسمعْ لك، وسل تعطهْ، واشفعْ تُشِفعْ، فأرفع رأسي، فأقول: أيْ ربّ، أمتي، أمتي، فيقال: أَخرجْ من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا، فأُخرجُهم، قال: وقال في الثالثة مثلَ هذا أيضاً. 2693 - [قال] عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل: حدثني أبي حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمة عن ثابت البُنَاني عن أنس ابن مِالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه، أنه قال في الأول: "من كان في قلبه مثقال شعِيرة من الإيمان"، والثانيةِ "بُرَّة"، والثالثةِ "ذَرَّة".

_ (2693) إسناده صحيح، وهو من مسند أنس، وإنما ذكر تبعاً للذي قبله، بياناً للمثاقيل المبهمة في حديث أبي نضرة عن ابن عباس. وسيأتي بنحوه في مسند أنس 3625 عن عفان عن حماد عن ثابت عن أنس، وسيأتي من حديثه أيضاً بأسانيد أخر 12179، 12496، 12497، 12855، 13597 بمعناه.

2694 - حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مِهْران عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "قال لي جبريل عليه السلام: إِنه قد حُبِّبتْ إِليك الصلاةُ، فخذ منها ما شئتَ". 2695 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شَرَيك عن عطاء بن السائب عن يحيى الأعرج عن ابن عباس قال: اختصم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلان، فوقعت اليمينُ على أحدهما، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما لَه عنده شيء، قال: فنزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه كاذب، إن له عنده حقَّه، فأمره أن يعطيَه حقه، وكفّارةُ يمينه معرفتُه أن لا إله إلا الله، أَو شهادتُه. 2696 - حدثنا حسن حدثنا شَيبان عن يحيى قال وأخبرني أبو سلَمة عن عائشة وابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشراً. 2697 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن عثمان، يعني ابن المغيرة، عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت عيسى ابنَ مريم وموِسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمرُ جَعْدٌ عريضُ الصدر، وأما موسى فإنه جَسِيم"، قالوا له: فإبراهيم؟، قال: "انظروا إِلى صاحبكم"، يعني نفسه. 2698 - حدثنا حسن حدثنا زُهَير قال حدثنا قابوس بن أبي ظَبْيان

_ (2694) إسناده صحيح، وهو مكرر2205، 2301 (2695) إسناده صحيح، وهو مطول 2280، 2615 (2696) إ سناده صحيح، يحيى: هو ابن أبي كثير. والحديث في تاريخ ابن كثير 5: 257 أنه رواه البخاري عن أبي نعيم عن شيبان، قال: "ولم يخرجه مسلم". وانظر 2640. (2697) إسناده صحيح، وانظر 2324، 2347, 2501، 2502. (2698) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 394 من طريق زهير عن قابوس، وأعله المنذري =

أن أباه حدثه عن ابن عباس عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، قال زهير: لا شك فيه، قال: "إن الهَدْيَ الصالح والسَّمْتَ الصالح والاقتصادَ جزْء من خمسةِ وعشرين جزءاً من النبوّة". 2699 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا زُهَير وجعفر، يعني الأحمر، عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السمت الصالح"، فذكر مثله. 2700 - حدثنا أسود/ حدثنا أبو كُدَينة يحيى بن المهلَّب عن الأعمش عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنًى خمس صلوات. 2701 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو المُحَيَّاة يحيى بن يَعْلَى التيمي عن الأعمش عن الحَكَم عن مِقسَم عن ابن عباس: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- صلى الظهر يوم التروية بمنىً وصلى الغداةَ يوم عرفةَ بها. 2702 - حدثنا حسن حدثنا حماد بن زيد عن الجَعْد أبي عثمان قال سمعت أَبا رجاءٍ العُطارِدِيَّ يحدث عن ابن عباس يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

_ = بقابوس، وقد سبق أن بينا في 1946 أنه ثقة. السمت: الهيئة الحسنة. الاقتصادْ سلوك القصد في القول والفعل، والدخول فيهما برفق على سبيل يمكن الدوام عليها. (2699) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2700) إسناده صحيح، وذُكر في المنتقى 2583 منسوبَاً لأحمد فقط. وانظر الحديث الآتي. (2701) إسناده صحيح، يحيى بن يعلى أبوالمحياة، بضم الميم وفتح الحاء تشديد الياء وآخره هاء، التيمي: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 /311. والحديث في المنتقى 2582 ونسبه أيضاً لأبي داود. وهو مطول2306. (2702) إسناده صحيح، وهو مكرر 2487. وحسن هنا: هو ابن موسى الأشيب، وأما هناك فهو =

قال: "من رأَى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فإنه ما أحدٌ يفارق الجماعةَ شبراً فيموتَ إِلا مات مِيتةً جاهليةً". 3. لإ 2 - حدثنا حسن حدثنا يعقوب، يعني القُمِّي، عن جعفر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هلكتُ! قال: "وما الذي أهلكك؟ "، قال حَوَّلْتُ رَحْلي البارحةَ، قال: فلم يَرد عليه شيئاً، قال: فأوحى الله إلى رسوله هذه الآيةِ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أَقبِلْ وأَدْبِرْ، واتَّقوا الدُّبر والحَيْضَة. 2704 - حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا إسرائيل عن عطاء بن

_ = حسن بن الربيع. (2703) إسناده صحيح، يعقوب القمي: هو يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري، وهو ثقة، وثقه الطبراني وابن حبان، وقال محمد بن حميد الرازي: "دخلت بغداد فاستقبلني أحمد وابن معين، فسألاني عن أحاديث يعقوب القمي"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 /391. جعفر: هو ابن أبي المغيرة الخزاعي، وهو ثقة، وثقه أحمد وغيره، وترجمه البخاري 1/ 2 / 200. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 1: 515 - 516 وقال: "ورواه الترمذي عن عبد بن حميد عن حسن بن موسى الأشيب، به. وقال: حسن غريب". وهو في الترمذي 4: 75 - 76 ونسبه شارحه لأبي داود وابن ماجة، ولم أجده فيهما. والظاهر عندي أنه خطأ منه، فإن السيوطي ذكره في الدر المنثور 1: 262، ولم ينسبه لهما، بل نسبه لأحمد وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والخرائطي في مساوي الأ خلاق والبيهقي في سننه والضياء في المختارة. وانظر 2414. "حولت رحلي": قال ابن الأثير: "كنى برحله عن زوجته، أراد به غشيانها في قبلها من جهة ظهرها، لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلى وجهها فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرحل الذي ترْكب عليه الإبل، وهو الكور". (2704) إسناده حسن، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحق السبيعي، وهو ثقة، ومن تكلم فيه =

السائب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: أتَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضَ بناته وهي تجود بنفسها، فوقع عليها، فلم يرفِع رأسَه حتى قبضتْ، قال: فرفع رأسه، وقال: "الحمد لله، المؤمن بخير، تُنزَعُ نفسهُ من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل". 2705 - حدثنا أسود بن عامر وخلف بن الوليد قالا حدثنا إسرائيل عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: مرَّ النبي-صلي الله عليه وسلم- برهطٍ من الأنصار وقد نصَبوا حمامةً يرمونها، فقال: "لا تتخذوا شيئاً فيه الرُّوحُ غَرَضاً". 2706 - حدثنا أسود حدثنا إسرائيل عن جابر عِن مسلم بن صُبَيْح عن ابن عباس قال: أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفَه، وقُثَمُ أَمَامه. 2707 - حدثنا سُريج ويونس قالا حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن أبي عاصم الغَنَويّ عن أبي الطُّفَيل قال قلتُ لابن عباس: يزعم قومُك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَمَل بالبيت، وأن ذلك سُنة؟، فقال: صدقوا وكذبوا!، قلت: وما صدقوا وكذبوا؟!، قال: صدقوا، رَمَل رسول الله-صلي الله عليه وسلم- بالبيت،

_ = أخطأ، ولكن لم يذكر فيمن سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه، كما قلنا في 1218. وقد مضى الحديث مطولاً بإسنادين صحيحين 2412، 2475. (2705) إسناده صحيح، وهو مطول 2586. وانظر 2474. (2706) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وانظر 1760، 2146، 2259. (2707) إسناده صحيح، أبو عاصم الغنوي: ثقة، وثقه ابن معين، وترجمه البخاري في الكنى رقم 527 وأشار إلى هذا الحديث كعادته في إشاراته الدقيقة، قال: "أبو عاصم عن أبي الطفيل عن ابن عباس، قال: الذبيح، قال حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة". والحديث نقل الحافظ ابن كثير في التفسير 7: 149 آخره عن هذا الموضع، من أول قوله "لما أمر إبراهيم بالمناسك"، وكذلك صنع الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 259 و 8: 200 - 201 من أول قوله "قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعى بين =

وكذبوا، ليس بسنة، إن قريشاً قالت زمن الحُديبية: دَعُوا محمداً وأصحابه حتى يموتوا موتَ النَّغَف، فلما صالحوه على أن يَقْدَمُوا من العامِ المقبلِ ويقيموا بمكة ثلاثة أيام، فقَدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمشركون من قبَل قُعيْقعان، فقال رسول الله لأصحابه: "ارْملوا بالبيت ثلاثاً"، وليس بسنة، قلت: وَيزعم قومك أنه طاف بين الصفا والمروة على بعير، وأن ذلك سنة؟، فقال: صدقوا وكذبوا! فقلت: وما صدقوا وكذبوا؟!، فقال: صدقوا، قد طاف بين الصفا والمروة على بعير، وكذبوا، ليست بسنة، كان الناس لا يُدْفَعون عن رسول الله ولا يُصْدَفُون (1) عنه، فطاف على بعير، ليسمعوا كلامه، ولا تنالُه أيديهم، قلت: ويزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعى بينِ الصفا والمروة، وأنْ ذلك سنة، قال: صدقوا: إن إبراهيم لما أُمِر بالمناسك عرض له الشيطانُ عند المسعَى، فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريلِ إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان، قال يونس: الشيطان، فرماه بسبع حَصياتِ حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى، فرماه بسبعِ حصيات، قال: قد تَلَّه للجَبين، قال يونس: وثَمَّ تله للجبين، وعلى إسماعيل قميص أبيض، وقال، يا أَبت، إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره، فاخلعْه حتى تكفنني فيه، فعالجَه لَيخلعَه، فنودي من خلفه {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}، فالتفت إبراهيم فإذا هو بكَبش أبيضَ أَقْرَنَ أَعْيَنَ، قَال ابن عباس: لقد رأيتُنا نبيع هذا

_ = الصفا والمروة" وقال في الموضع الأول: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات". وقال في الثاني: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير أبي عاصم الغنوي، وهو ثقة". وكذلك ذكر السيوطي جزءاً منه في الدر المنثور 5: 280 ونسبه أيضاً لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. وانظر 2029، 2077، 2688، 2783. النغف، بالنون والغين المفتوحتين: دود تكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها "نغفة". تله: ألقاه صرعه. (1) لا يصدفون أي لا يُمالون ولا يمنعون، من أصدفه عن الشيء إذا أماله عنه.

الضَّرْبَ من الكباش، قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القُصْوَى، فعَرض له الشيطان، فرَماه بسبع حصيات حتي ذهب، ثم ذهب به جبريل إلى منىً، قال: هذا منيً، قال يونس: هذا مُنَاخُ الناس، ثم أتى به جَمْعاً فقال: هذا المَشْعَر الحرَامِ، ثم ذهب به إلى عرفة، فقال ابن عباس: هِلِ تدري لمَ سُمّيَتْ عرفة؟، قلت: لا، قال: إِن جبريل قال لإبراهيم: عَرَفتَ؟، قاَل يونس: هل عرفتَ؟، قال: نعم، قال ابن عباس: فمن ثَمَّ سميت عرفة. ثم قال: هل تدري كيف كانت التلبية؟، قلت: وكيف كانت؟، قالِ: إن إِبراهيم لما أُمر أن يُؤَذِّن في الناس بالج خَفضَتْ له الجبال رؤوسها ورفعتْ له القُرَى، فأذَّن في الناس بالحج. 2708 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا حماد حدثنا أبو عاصم الغَنَوي قال سمعت أبا الطُفَيل، فذكره، إِلا أنه قال: لا تنالُه أيديهم، وقال: وثَمَّ تَلَّ إبراهيمُ إسماعيلَ للجبين. 2709 - حدثنا إسحق بن عيسى قال أخبرنا مالك عن أبي الزُّبَير عن طاوس عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، أن يقول:" اللهم إنىَ أعوذ بك من عذاب جهنم، وأَعوذ بك من عذاب القبر، وأَعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات". 2710 - حدثنا إسحق قال أخبرنا مالك عن أبي الُّزبَير عن طاوس

_ (2708) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2709) إسناده صحيح، وهو مكرر 2168، 2343. وانظر 2342، 2667. (2710) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 217. القيام: بمعنى القيوم، أي الذي لا يزول، والقائم على كل شيء، أي المدبر أمر خلقه. وانظر 2748.

عن ابن عباس: أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: "اللهم لك الحمد أنت نور السمَوات والأرض، ولك الحمد أنت قَيَّام السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهنَّ، أَنت الحق، وقولك الحق، ووعْدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنت، وعليك توكلتُ، وإليك أَنبت، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخّرت، وما أسررتُ وأَعلنتُ، أنت الذي لا إله إلا أَنت". 2711 - حدثنا إسحق، يعني ابن عيسى، قال أخبرنا مالكِ عِن زيد، يعني ابن أَسْلَم، عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: خسَفت الشمسُ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه، فقام قياماً طويلاً، قال: نحواً منَ سورة البقرة، ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع فقام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام، فقام قياماً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وفيما قرأتُ على عبد الرحمن قال: ثم قام قياماً طويلاً، قال: دون القيام الاول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، [ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع

_ (2711) إسناده صحيح، عطاء بن يسار المدني: تابعي كبير الثقة، مات بالإسكندرية سنة 103 عن 84 سنة. والحديث في الموطأ1: 194 - 195. ورواه الشيخان أيضاً كما في المنتقى 1719. وقد أبان الإمام أحمد أثناء الحديث أنه رواه أيضاً عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، قرأه على عبد الرحمن. وذكر الخلاف بين روايته ورواية إسحق بن عيسى في بعض لفظ الحديث. ورواية الموطأ المطبوعة من رواية يحيى بن يحيى عن مالك توافق روايته عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك. والزيادة التي أثبتناها بين معكفين هي من ك والموطأ، وسقطت خطأ من ح. وهي ثابتة أيضاً في البخاري 2: 247 من روايته عن عبد الله بن مسلمة عن مالك وانظر 1864، 1975. "تكعكعت" أي أحجمت وتأخرت إلى الوراء، قال الحافظ في الفتح 2: 448: "يقال: كع الرجل إذا نكص على عقيبه، قال الخطابي: أصله تكعَّعْت، فاستثقلوا اجتماع ثلاث عينات، فأبدلوا من إحداهما حرفَاً مكرراً".

الأول] ثم سجد، ثم انصرف، ثم رجع إلى حديث إسحق، ثم انصرِف وقد تجلت الشمس، فقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله"، قالوا: يا رسول الله، رأَيناكَ تناولتَ شيئاً في مَقامك، ثم رأيناك تَكَعْكَعْتَ؟، فقال: "إني رأيت الجنة، فتناولتُ منها عنقوداً، ولو أخذتُه لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيتُ النار، فلم أرَك اليو مَنْظراً قط، ورأيتُ أكَثر أَهلها النساء"، قالوا: لمَ يا رسول الله؟، قالِ: "بكفرهنَّ"، قيل أيَكفُرْنَ بالله؟، قال: "يكفرن العَشيرً، ويكفرن الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهنَّ الدهر ثم رأتْ منك شيئاً قالَت: ما رأيتُ منك خيراً قط!! ". 2712 - حدثنا حَجّاج عن ابن جُريج قال أخبرني ابنُ أبي مُلَيكة أَن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره: أَن مرواِن قِال: اذهب يا رافع، لبوّابه، إلى ابن عباس فقلِ: لئن كان كل امرئٍ منا فرِح بما ُأوتى وأَحبَّ أَن يُحمد بما لم يَفْعل لنُعَذَّبَنَّ أَجمعون؟، فقال ابن عباس: وما لكم وهذه؟! إنما نزلت هذه في أَهل الكتاب، ثم تلا ابن عباس {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} هذه الآية، وتلا ابن عباس {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} , وقال ابن

_ (2712) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 2: 316 عن هذا الوضع، وقال: "وهكذا رواه البخاري في التفسير ومسلم والترمذي والنسائي في تفسيريهما وابن أبي حاتم وابن خزيمة والحاكم في مستدركه وابن مردويه، كلهم من حديث عبد الملك بن جريج بنحوه، ورواه البخاري من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن علقمة بن وقاص: أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس، فذكره". عفانظر الفتح 8: 175 - 176. قول مروان "بما أوتى" هكذا هو في الأصلين والبخاري. وفي الآية {بِمَا أَتَوْا} في الأصلين، وفي البخاري {بِمَا أَتَوْا}، انظر الطبعة السلطانية 6: 40 - 41، قال القسطلاني 7: 56: "ولأبى ذر عن المستملي والكشميهني: بما أوتوا"، ونقل الحافظ في الفتح أن {أَتَوْا} قراءة السلمي وسعيد بن جبير.

عباس: سألهم النبي -صلي الله عليه وسلم- عن شيء فكتموه إياه، وأَخبروه بغيره، فخرجوا قد أَرَوْه أَنْ قد أَخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أَتَوْا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه. 2713 - حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهْرانِ عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول من جحد آدمُ"، قالها ثَلاث مراتٍ، "إن الله لما خلقه مسح ظهره، فأخرج ذريته، فعرضهم عليه، فرأى فيهم رجلاً يَزْهَر، قال: أي ربّ، من هذا؟، قال: ابنك داود، قال: كم عمره؟، قال: ستون، قال: أيْ ربّ، زِد في عمره، قال: لا، إِلا أن تزيده أنت من عمرك، فزاده أربعين سنة من عمره، فكتب الله عليه كتاباً وأشهد عليه الملائكة، فلما أراد أن يقبض روحه قال: بقى من أجلي أربعون!، فقيل له: إنك جعلتَه لابنك داود، قال: فجحد، قال: فأخرجِ الله عز وجل الكتاب، وأقام عليه البينة، فأتمها لداود مائة سنة، وأتمها لآدم عمرَه، ألف سنة". 2714 - حدثنا أبو أحمد حدثنا أبو بكر، يعني النَّهْشَلي، عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن الجزّار عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ثماني ركعات، ويوتر بثلاث، ويصلي الركعتين، فلما كَبِر صار إِلى تسع وستِّ وثلاثٍ. 2715 - حدثنا عَتَّاب بن زياد حدثنا عبد الله قال أخبرنا ابن لَهِيعةَ

_ (2713) إسناده صحيح، وهو مطرل 2270. (2714) إسناده صحيح، أبو بكر النهشلي: رجح البخاري في الكنى رقم 54 أنه أبو بكر بن عبد الله بن قطاف، وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن مهدي وأبو داود وغيرهم. وانظر 2572. (2715) إسناده ضعيف، لإبهام راويه عن ابن عباس. والحديث في مجمع الزوائد 1: 204 وأعله بذلك. وانظر المنتقى 137، 138.

قال حدثني ابن هُبَيرة قال أخبرني من سمع ابن عباس يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اتقوا المَلاعِنَ الثلاث"، قيل: ما الملاعن يا رِسول الله؟، قال: "أن يقعد أحدكم في ظل يُسْتَظَلُّ فيه، أو في طريق، أو في نقعِ ماء". 2716 - حدثنا أبو سَلَمة الخزاعي قال أخبرنا ليث عن أبي الزُّبَير عن عطاء عن ابن عباس: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم. 2717 - حدثنا يعقوب حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال حدثني عُبيد الله بن عتبة أن ابن عباس حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقرأني جبريل عليه السلام على حرفٍ، فراجعتُه، فلم أَزَلْ أَستزيدُه ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف". 2718 - حدثنا يونس حدثنا حِبّان بن علي حدثنا عُقَيْل بن خالد عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الأصحاب أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف"، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لن يُغْلب قوم عن قلَّةٍ يبلغون أن يكونوا اثني عشر ألفاً". 2719 - حدثنا زكريا بن عَدِيّ أخبرنا عُبيد الله عن عبد الكريم عن

_ (2716) إسناده صحيح، وهو مكرر 2594. (2717) إسناده صحيح، وهو مكرر حديث ابن عباس في 2375. (2718) إسناده ضعيف، لضعف حبان بن علي، كما سبق في 1164. عقيل، بالتصغير، ابن خالد الأيلى: ثقة حافظ حجة، من أوثق الناس في الزهري. وقد مضى الحديث بإسناد آخر صحيح 2682. (2719) إسناده صحيح، وهو مكرر 2510. "ارجعا، ارجعا" في ح "اربعا، اربعا" وهو خطأ، صححناه من ك ومن الزوائد 8: 104.

عكْرمة عن ابن عباس قال: خرج رجل من خيبر، فاتّبعه رجلان، وآخر يتَلوهما، يقول: ارجعَا، ارجعَا، حتى ردّهما، ثم لحق الأولَ فقال: إن هذين شيطانان، وإني لم أَزل بهمَا حتى رددتُهما، فإذا أَتيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقرِئه السلامَ، وأَخبرْه أنا ها هنا في جمع صَدَقاتنا، ولو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه، قال: فلما قدمِ الرجل المدينة أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعند ذلك نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخَلْوة. 2720 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا شَرِيك عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بثلاثِ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} 2721 - حدثنا إسحق حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد من آل عمرو بن عثمان عن فاطمة بنت حسين قالت: سمعت ابن عباس يقول: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُديم النظر إلى المجذَّمين. 2722 - حدثنا إسحق حدثني محمد بن ثابت العبدي عن جَبَلَة ابن عطية عن إسحق بن عبد الله بن الحرث عن ابن عباس قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت بعض نسائه، إذْ وضَع رأسه فنام، فضحك في منامه،

_ (2720) إسناده صحيح، ورواه أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في المنتقى 1210. وهو في الترمذي 1: 341 ونسبه شارحه لأبي داود، وهو وهم. وسيأتي الحديث أيضاً 2725، 2726. وانظر 678. (2721) إسناده صحيح، محمد من آل عمرو بن عثمان: هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وفاطمة بنت الحسين بن علي: أمه. والحديث مكر 2075. (2722) إسناده حسن، وهو في مجمع الزوائد 5: 281 وقال: "رواه أحمد، وفيه محمد بن ثابت العبدي، وثقه ابن معين في روارية، وكذلك النسائي، وبقية رجاله ثقات". ومحمد ابن ثابت حسن الحديث، كما حققنا في 2572.

فلما استيقظ قالت له امرأةٌ من نسائه: لقد ضحكتَ في منامك، فما أضحكك؟، قال: "أَعجبُ من ناسٍ من أمتي يركبون هذا البحر هَوْلَ العدوّ، يجاهدون في سبيل الله"، فذكر لهم خيراً كثيراً. 2723 - حدثنا إسحق حدثنا أبو الأحْوَص عن سِمَاك بن حرب عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج في سفر قال: "اللهم أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من الضُّبْنَة في السفر، والكآبة في المُنْقَلَب، اللهم اقبض لنا الأرض، وهَوِّنْ علينا السفر". 2724 - حدثنا عفان وأبو سعيد، المعنى، قال حدثنا ثابت حدثنا هلال بن خَبَّاب عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - التفتَ إِلى أُحُدٍ فقال: "والذي نفس محمد بيده، ما يسرني أن أُحُداً يُحَوَّلُ لآل محمد ذهباً أُنفقه في سبيل الله، أموتُ يومَ أموتُ أَدَعُ منه دينارين، إلا دينارين أُعدُّهما لدَيْنِ إنْ كان"، فماتَ وما ترك ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا وليدةً، وترك دِرْعه مرهونةً عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شَعيرٍ". 2725 - حدثنا حسين بن محمد وأبو أحمد الزُّبيري قالا حدثنا

_ (2723) إسناده صحيح، وهو مختصر 2311. (2724) إسناده صحيح، ثابت: هو ابن يزيد الأحول. والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 5: 283 - 284 عن المسند 2743، وقال: "وقد روى آخره ابن ماجة عن عبد الله بن معاوية عن ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب العبدي الكوفي، به". وقد مضى بعض معناه 2109 وأشرنا إلى هذا هناك. وانظر مجمع الزوائد 10: 239، 326. (2725) إسناده صحيح، وهو مكرر 2720.

شَريك، وحَجّاج قال حدثنا شَريك، عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث: ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}. 2726 - حدثنا خَلَف بن الوليد قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله. 2727 - حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال أخبرني ابن أبي حَبيبة عن داود بن الحُصمَين عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوا الفاعل والمفعوَل به، في عمل قوم لوط، والبهيمةَ والواقع على البهيمة، ومن وقع على ذات مَحْرمِ فاقتلوه".

_ (2726) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2727) إسناده حسن، أبو القاسم بن أبي الزناد: ثقة من شيوخ أحمد، وهو أخو عبد الرحمن ابن أبي الزناد، وقد سبق توثيقه 539. ابن أبي حبيبة: هو إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري، قال أحمد: "ثقة"، وقال العجلي: "حجازي ثقة"، وضعفه ابن معين وغيره، وقال البخاري في الكبير 1/ 1 /271 - 272: "منكر الحديث"، وكذلك قال في الضعفاء ص 2، وقال النسائي في الضعفاء ص 2: "ضعيف مدني"، وقال الترمذي في السنن 2: 339: "يضعف في الحديث"، والظاهر عندي أن من تكلم فيه فإنما تكلم في حفظه وفي خطه في بعض ما يروي، فقد قال الحربي؟ "شيخ مدنى صالح له فضل، ولا أحسبه حافظًا"، وقال ابن سعد: "كان مصليَا عابدَا، صام ستين سنة، وكان قليل الحديث"، وقال العقيلي: "له غير حديث لا يتابع على شَيء منها"، ثم ضرب المثل بحديثه الآتي 2729، ومِثلُ هذا لا يَقِل حديثه عن درجة الحسن. وانظر2420 وقد أشرنا إلى هذا الحديث هناك.

2728 - حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال أخبرني ابن أبي حَبيبة عن داود بن الحُصَين عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول ال له-صلي الله عليه وسلم- إذا بعث جيوشه قال: "اخَرجوا بسم الله، تقاتلون في سبيل الله، من كفر بالله، لاَ تَغْدِروا، ولا تَغُلُّوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تقتلوا الوِلْدَان، ولا أصحابَ الصَّوامع". 2729 - حدثنا أبو القاسم قال أخبرني ابن أبي حَبيبة عن داود بن الحُصَين عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا من الحمَّى والأوجَاع: "بسم الله الكبير، أعوذ بالله العظيم، من شر عرْق نَغَّار، ومن شر حِرّ النار". 2730 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شُعبة عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بقَصْعة من ثَرِيد فقال: "كلوا من حولها، ولا يأكلوا من وسطها، فإن البركة تَنزل في وسطها". 2731 - حدثنا رَوح حدثنا هشام عن عطاء بن السائب عن ابن

_ (2728) إسناده حسن، وهو في مجمع الزوائد 5: 316 - 317، ونسبه لأحمد وأبى يعلى والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، ثم قال: "وفي رجال البزار إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، وثقه أحمد، وضعفه الجمهور، وبقية رجال البزار رجال الصحيح"! ولست أدري لم جعل كلامه على رجال البزار وأمامه رجال المسند؟! وقد سبق الكلام على هذا الإسناد في الحديث قبل هذا. (2729) إسناده حسن، كسابقيه. وهذا الحديث هو الذي أشار العقيلي إلى أنه مما لا يتابع عليه ابن أبي حبيبة، كما قلنا في 2727. النعار: من قولهم "نعر العرق بالدم": إذا ارتفع وعلا، وجرح نعار ونعور: إذا صَوَّت دمه عند خروجه. قاله ابن الأثير. (2730) إسناده صحيح، وهو مكرر 2439. (2731) إسناده حسن، وانظر 2648.

عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل يومَ النحر عن رجل حَلقَ قبل أن يرمي؟، أو نحِر؟، أو ذبِحِ؟، وأشباه هذا في التقديم والتأخير؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا َحَرَج، لاحَرَج". 2732 - حدثنا أبو سلَمة الخُزاعي قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من وجدتموه يعمل عَمل قوم لوطٍ فاقتلوا الفاعلَ والمفعولَ به" 2733 - حدثنا عبد الوهاب قال أخبرنا عبَّاد بن منصور عن عِكْرمة عن ابن عباس: أنه قال في الذي يأتي البهيمة: اقتلوا الفاعل والمفعول به. 2734 - حدثنا حُجين بن المُثنى حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن ابن جُبير عن ابن عباس: أن رجلاً من الأنصار وقع في أبٍ للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه فقالوا: والله لنلطمنَّهَ كما لطمه، فلبسوا السلاح، فبلغ ذلكَ رسولَ الله -صلي الله عليه وسلم-، فصعد المنبر، فقَال: "أيها الناس، أيُّ أهل الأرض أكرم على الله؟ "، قالوا: أنت، َ قال: "فإن العباس مني وأنا

_ (2732) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 336 عن محمد بن عمرو السواق عن عبد العزيز ابن محمد الدراوردي، به، وقال: "وإنما نعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا الوجه. وروى محمد بن إسحق هذا الحديث عن عمرو بن أبي عمرو فقال: ملعون من عمل عمل قوم لوط، ولم يذكر فيه القتل، وذكر فيه: ملعون من أتى بهيمة". وكأن الترمذي يرمي إلى تعليل الحديث! وما أتى بعلة. وانظر 2420. (2733) إسناده صحيح، وهو موقوف على ابن عباس، يؤيد المرفوع السابق في 2420، وقد أشرنا إليه هناك. وانظر 2727. (2734) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وقد ورد هذا المعنى في أحاديث كثيرة. انظر مجمع الزوائد 8: 76. أحيانا: أحياءنا، بتسهيل الهمزة.

منه، فلا تسبُّوا موتانا فتؤذوا أحيانا"، فجاء القوم فقالوا: يا رسول الله، نعوذ بالله من غضبك. 2735 - حدثنا رَوح حدثنا شُعبة قال سمعت سليمان عِن مجاهد: أن الناس كانوا يطوفون بالبيت وابن عباس جالس معه محْجَن، فقال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)}، ولو أن قطرَةً من الزقُّوم قُطِرَتْ لأمَرَّتْ عَلى أهل الأرض عيشَهم، فكيف مَن ليس لهم طعام إلاَّ الزَّقُّوم". 2736 - حدثنارَوح حدثنا حماد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهْران عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِنْ أَحَدٍ من الناس إلا وقدَ أخطأ أو هَمَّ بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا". 2737 - حدثنا يحيى بن حماد قال أخبرنا أبو عَوَانة عن أبي بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: والله ما صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَهراً كاملاً قطُّ غيرَ رمضان، وكان إِذا صام صام حتى يقول القائل: والله لا يفطر، ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل: والله لا يصوم.

_ (2735) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 2: 201 عن هذا الموضع، ثم قال: "وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من طرق عن شعبة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ثم ذكره مرة أخرى 7: 139 من رواية ابن أبي حاتم بإسناده من طريق شعبة. (2736) إسناده صحيح، وهو مكرر 2689. (2737) إسناده صحيح، يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني: ثقة من شيوخ أحمد والبخاري، وثقه ابن سعد وأبو حاتم وغيرهما، وقال العجلي: "بصري ثقة، وكان من أروى الناس عن أبي عوانة". والحديث مكرر 245.

2738 - حدثنا يحيى بن أبي بُكَير حدثنا حسن بنِ صالح عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قالْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُصُّ شاربه، وكَان أبوكم إَبراهيم من قبله يقصُّ شاربه. 2739 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا هشَام، يعني الدَّسْتَوَائي، عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا فىَ الجاهلية، فوالذي نفسي بيده، لَمَا يدَهْدهُ الجُعَلُ بمنخريه خيرٌ من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية". 2740 - حدثنا سليمان بن داود قال حدثنا أبو بكر النَّهْشَلي عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن الجزار عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بثلاث. 2741 - حدثنا سليمان بن داود أبو داود قال أخبرنا شَريك عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رجلاً قال: يا رسول الله، الحج كلَّ عَامِ؟، فقال: "بل حجّة على كل إِنسان، ولو قلت نعم كلّ عام لكان كل عام".

_ (2738) إسناده صحيح , ورواه الترمذي 4: 10 من طريق يحيى بن آدم عن إسرائيل عن سماك،:قال: "حديث حسن غريا". وانظر 2181. (2739) إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو الطيالسي. والحديث في مسنده 2682. وهو في مجمع الزوائد 8: 85 ونسبه أيضاً للطبراني في الأوسط والكبير، وقال: "رجال أحمد رجال الصحيح". الجعل، بضم الجيم وفتح العين: حيوان صغير قذر كالخنفساء، وفي اللسان: "قيل: هو أبو جعران، بفتح الجيم". يدهده: أي يدحرج، وهو يدحرج العذر والقاذرورات. (2740) إسناده صحيح، وهو مختصر 2714. وانظر 2726. (2741) إسناده صحيح، وهو في مسند الطيالسي 2669.:انظر ما مضى 2663.

2742 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا يزيد عن مقْسَم عن ابن عباس أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "أُعطيت خمساً لم يُعطهنَّ نبي قَبلي، ولا أقولهنَّ فخراً، بُعثْتُ إلى الناس كافة، الأحمر والأسود، ونُصرت بالرعب مسيرةَ شهرٍ، وأُحلَّتْ لي الغنائم، ولم تحل لأَحد قبلي، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً، وأُعطيتُ الشفاعة، فأخَّرْتُها لأمتي، فهي لمن لايشرك بالله شيئاً". 2743 - حدثنا عبد الصمد حدثنا ثابت حدثنا هلال عن عكْرمة عن ابن عِباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى أُحُد، فقال: "والذي نفس مَحمد بيده، ما يسُرني أن أُحُداً لآل محمد ذهباً أُنفقه في سبيل الله أموتُ يوم أموتُ وعندي منه ديناران، إلا أن أُعدَّهما لدَيْن"، قال: فمات وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا وَليدة، وتَرك درعه رهناً عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير. 2744 - حدثنا عبد الصمد وأبو سعيد وعفان قالوا حدثنا ثابت حدثنا هلال عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه عمر وهو على حصير قدَ أثر في جنبه، فقال: يا نبي الله، لو اتخذت فراشاً أَوْثَرَ من هذا؟، فقال: "ما لي وللدنيا؟، ما مثَلي ومَثلُ الدنيا إلا كراكبٍ سار في يومِ صائف، فاستظل تحت شجرٍ: ساعةً من نهار، ثم راح وتركها".

_ (2742) إسناده صحيح، وهو مطول 2256. وذُكر في مجمع الزوائد 8: 258 وأشرنا إليه هناك. يزيد: هو ابن أبي زياد. (2743) إسناده صحيح، وهو مكرر 2724. (2744) إسناده صحيح، وهو في تاريخ ابن كثير 6: 49 - 50 عن هذا الموضع، وقال: (تفرد به أحمد". وهو في مجمع الزوائد أيضاً 10: 326 وقال: "ورجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خبَّاب، وهو ثقة). وانظر الحديث 222 في مسند عمر.

2745 - حدثنا عبد الصمد حدثنا ثابت حدثنا هلال عن عْكرمة عن ابن عباس قال: قاتل النبي - صلى الله عليه وسلم - عدواً، فلم يفرغ منهم حتى أخّر اَلعصر عن وقتها، فلما رأى ذلك قال: "اللهم من حبسنا عن الصلاة الوسطى فاملأ بيوتَهم ناراً، واملأ قبورَهم ناراً"، ونحو ذلك. 2746 - حدثنا عبد الصمد وغفان قالا حدثنا ثابت عن هلال عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قَنَت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهراً متتابعاً في الظهر والعصر وَالمغرب والعشاء والصبح، في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرِة، يدِعو عليهم، على حَيِّ من بني سلَيم، على رِعْلٍ وذَكْوَان وعُصيَّة، ويؤمِّن منْ خلفه، أرسلَ إليهم يدعوهم إلى الإسلام، فقتلوهم. قال عفان في حديثه: قال: وقال عِكْرمة: هذا كان مفتاح القُنُوت. 2747 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا أبو عَوَانة حدثنا الحَكَم وأبو بشْر عن ميمون بن مهْران عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن كل ذَي ناب من السباع، وَكل ذي مِخْلَب من الطير.

_ (2745) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 309، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون". وانظر 1326. (2746) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 541 عن عبد الله بن معاوية الجمحي عن ثابت بن يزيد، قال المنذري: "في إسناده هلال بن خباب أبو العلاء العبدي مولاهم الكوفي، نزل المدائن، وقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو حاتم الرازي، وقال أبو حاتم: كان يقال تغير قبل موته من كبر السن، وقال العقيلي: في حديثه وهم، تغير بأخرة، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"، وقد بينا في 2303 أن هلالا ثقة مأمون، ما اختلط ولا تغير. والقنوت بالدعاء على هذه القبائل ثابت من حديث أنس في صحيح مسلم 1: 187. (2747) إسناده صحيح، وهو في مسند الطيالسي 2745. وهو مكرر 2192، 2619.

2748 - حدثنا عبد الِصمد حدثنا أبي حدثنا حسين حدثنا ابن بُرَيدة قال حدثني يحيى بن يَعْمُرَ في ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلت وإليك أَنبتُ، وبك خاصمتُ، أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت، أن تُضِلّني، أنت الحيّ الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون". 2749 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حفص بن غياَثِ حدثنا داود ابن أبي هند عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابنَ عباس قال: قدم ضماَدٌ الأزدي مكةَ، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغلمانٌ يتْبعونه، فقال: يا محمد، إني أُعالِجُ من الجنون!، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوِذ بالله من شرورأنفسنا، من يَهْده الله فلا مضلَّ له، ومن يضْللْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محَمداً عبده ورسوله"، قال: فقال: "رد علي هذه الكلمات؟ "، قال: ثم قال: لقد سمعتُ الشِّعر والعيافَة والكَهَانة، فما سمعتُ مثل هذه الكلمات، لقد بَلَغْنَ قاموس البحر، وِإنى أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فأَسْلم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أسلم: "عليك وعلى

_ (2748) إسناده صحيح، حسين: هو ابن ذكوان. ابن بريدة: هو عبد الله. وانظر 2710. (2749) إسناده صحيح، يحيى بن آدم بن سليمان: ثقة ثبت حجة من شيوخ أحمد، وهو مؤلف (كتاب الخراج) الذي حققناه ونشرته المكتبة السلفية سنة 1347، مات يحيى سنة 203. حفص بن غياث بن طلق بن معاوية: ثقة من شيوخ أحمد أيضاً، وهو قاضي الكوفة وقاضي بغداد، مات سنة 194. والحديث رواه مسلم 1: 237 من طريق عبد الأعلى عن داود بن أبي هند مطولاً، وذكر الحافظ في الإصابة 3: 271 أنه رواه النسائي أيضاً. ضماد، بكسر الضاد وتخفيف الميم وآخره دال: هو ابن ثعلبهَ الاُزدي من أزد شنوءة، وهو غير "ضمام بن ثعلبة السعدي من بني سعد بن بكر" الذي مضى ذكره مراراً في قصة وفوده على رسول الله، منها 2254، 2380.

قومك؟ "، قال: فقال: نعم، عليّ وعلى قومي، قال: فمرتْ سَرِيَّةٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بقومه، فأصاب بعضُهم منهم شيئاً، إدَاوَةً أو غيرَها، فقالوا: هذه من قوم ضِمَادٍ، رُدُّوها: قال: فرَدُّوها. 2750 - حدثنا أبو جعفر الْمَدائني قال أخبرنا عبَّاد بن العوّام عن محمد بن إسحق حدثنا حسين بن عبد الله عن عكْرمة عن ابن عباس قال: جاءت أم الفَضْل ابنةُ الحرث بأم حَبيبة بنت عبَاس، فوضعتْها في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبالت، فاخْتَلَجَتْها أمّ الفضل، ثم لَكَمَتْ بين كتفيها، ثم اختلجتها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيني قدحاً من ماء"، فصَبَّه على مَبالها، ثم قال: "اسلكوا الماء في سبيل البول". 2751 - حدثنا حَجّاج قال قال ابن جرَيج أخبرني زِياد أن قَزَعَةَ مولًى لعبد القيس أخبره أنه سمع عِكْرمة مولى ابن عباس يقول: قال ابن

_ (2750) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله. وهو في مجمع الزوائد 1: 284، وقال: "رواه أحمد، وفيه حسين بن عبد الله، ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، وابن معين في رواية، ووثقه في أخرى". أم الفضل هي لبابة بنت الحرث الهلالية، وهي زوج العباس، وهي شقيقة ميمونة أم المؤمنين. أم حبيبة بنت العباس: كانت طفلة عند وفاة رسول الله، وذكر الحافظ في الإصابة 8: 221 أن الأشهر في اسمها "أم حبيب" دون هاء. اختلجتها: جدبتها وانتزعتها. (2751) إسناده صحيح، زياد: هو ابن سعد الخراساني. قزعة، بفتحات مولى عبد القيس: قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 139: "سئل أبو زرعة عن قزعة مولى عبد القيس؟ فقال: مكي ثقة" وذكره ابن حبان في الثقات وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/192, فقول الذهبي في الميزان 2: 347 "لا يدرى من هو" ليس بشيء. والحديق رواه النسائي، كما أشار إلى ذلك الحافظ في التهذيب 8: 377.

عباس: صليت إلى جنب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعائشةُ خلفنا تصلي معنا، وأنا إِلى جنب النبي - صلى الله عليه وسلم - أصلي معه. 2752 - حدثنا أسود حدثنا أيوب بن عُتْبة عن يحيى بن أبي كَثير عن عطاء عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الغَرَر، قال أيوب: وفسَّر يحيى بيعَ الغَرَر، قال: إن من الغَرَر ضرْبَةَ الغائص، وبيعُ الغَرر العبدُ الآبق، وبيع البعير الشارد، وبيعُ الغرر ما في بطون الأنعام، وبيع الغَرر تراب المعَادن، وبيع الغرر ما في ضروع الأنعام، إلا بكَيْلٍ. 2753 - حدثنا أسود حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجداً مخُوِّياً، حتى رأيت بياض إبْطمه.

_ (2752) إسناده ضعيف، أيوب بن عتبة أبو يحيى قاضي اليمامة: قال البخاري في الكبير 1/ 1/ 320: "وهو عندهم لين"، وكذلك قال في الصغير 216 والضعفاء 5، وفي التهذيب: "قال الترمذي عن البخاري: ضعيف جداً، لا أحدث عنه، كان لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه"، وضعفه أحمد في رواية، وقال في موضع آخر: "ثقة، إلا أنه لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير"، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند ابن ماجة 2: 10. والنهي عن بيع الغرر ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، كما في المنتقى 2788. وانظر ما مضى 2145، 2645. الغرر بفتحتين: "هو ما كان له ظاهر يغر المشتري وباطن مجهول. وقال الأزهري: الغرر ما كان على غير عهدة ولا ثقة، وتدخل فيه البيوع التي لا يحيط بكنهها المتبايعان، من كل مجهول". عن النهاية. (2753) إسناده صحيح، وهو مكرر 2405، 2662. مخوياً: أي مجافياً بطنه عن الأرض رافعها، مجافياً عضده عن جنبيه.

2754 - حدثنا أَسود حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن الضحاك عن ابن عباس قال: كانت تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لبّيك لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إِن الحمد والنعمة لك، والملْك لا شريك لك". 2755 - حدثنا أسود حدثنا شَريك عن جابر عن عكْرمة عن ابن عباس قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بجبْنَة في غَزَاةٍ، فقال: "أين صنعتْ هذه؟ "، فقالوا: بفارس، ونحن نرى أنه يُجْعل فيها ميتة، فقال: "اطعنوا فيها بالسكين واذكروا اسم الله وكلوا"، ذكره شريك مرةً أخرى فزاد فيه: فجعلوا يضربونها بالعِصِيّ. 2756 - حدثنا أسود حدثنا الحسن، يعني ابن صالح، عن أبيه عن سَلَمة بن كُهَيل عنِ سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: جاء عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مشْربة له، فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك، أيَدْخُل عمر؟. 2757 - حدثنا أسود حدثنا شَريك عن سِماَك عن عكْيرمة عن ابن عباس عن- النيى - صلى الله عليه وسلم - قالِ: "إذا اختلفتم في الطريق فدَعُوا سبع أَذْرُع ثم ابنوا، ومن سأله جاره أن يَدْعَم على حائطه فلْيَدَعْهُ".

_ (2754) إسناده صحيح، الضحاك: هو ابن مزاحم. والحديث مختصر 2404. قوله "لبيك لبيك" في أول الحديث: هكذا ثبت مكرراً، في ح، وهو الثابت في مجمع الزوائد، وفي ك مرة واحدة فقط. (2755) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. والحديث مطول 2080. (2756) إسناده صحيح، صالح بن صالح بن حي (والد الحسن بن صالح): ثقة ثقة، كما قال أحمد، وروى له أصحاب الكتب الستة. والحديث في مجمع الزوائد 8: 44، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وانظر ما مضى في مسند عمر 222. المشربة، بضم الراء الغرفة. (2757) إسناده صحيح، وهو مكرر 2098. وانظر 2307.

2758 - حدثنا أسود حدثنا شَريك عن ابنِ الأصبهاني عن عكْرمة عن ابن عباس قال: فتحَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مكةَ، أقامَ فيها سبع عشرةَ يصلّي ركعَتين. 2759 - حدثنا أسود حدثنا شَريك عن حسينِ بن عبد الله عن عكْرمة عن ابن عباس قال: من وَلدتْ منه أَمتُه فهي مُعْتَقَة عن دُبُرٍ منه، أو قاَل: بعدَه. 2760 - حدثنا أسود حدثنا شَريك عن حسين عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في ثوب واحد متوشحاً به، يتَّقي بفضوله بَرْد الأرض وحرَّها. 2761 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا أبو عَوَانة عن سماَك بن حرب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن أعرابيّا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فتكلم بكلام بَيِّنٍ، فَقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان سِحْراً، وإن من الشِّعْر حُكْماً". 2762 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا يحيى بن سُلَيم عن عبد الله ابن عثمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إِن الملأ من قريش

_ (2758) إسناده صحيح، ابن الأصبهانى: هو عبد الرحمن بن عبد الله. وانظر 1958. (2759) إسناده ضعيف، لضعف حسين برن عبد الله. والحديث رواه ابن ماجة 2: 55 من طريق وكيع عن شريك. وسيأتي أيضاً 2912، 2939، وانظر طبقات ابن سعد 8: 155 والمنتقى 3402 - 3404. (2760) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وهو مكرر 2320. وانظر 2384، 2385. (2761) إسناده صحيح، وهو مطول 2424، 2473. (2762) إسناده صحيح، وسيأتي بمعناه 3485. وهو في مجمع الزوائد 8: 228 وقال: "رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح". وأقول: بل كلاهما. عقروا، بفتح العين وكسر القاف: من العقر، بفتحتين، وهو "أن تسلم الرجلَ قوائمُه من الخوف. وقيلْ هو أن يفجأه الروْع فيدهش ولا يستطيع أن يتقدم أو يتأخر". عن النهاية.

اجتمعوا في الحجْر، فتعاقدوا باللات والعُزَّى ومناتَ الثالثة الأخرى ونائلةَ وإساف: لو قَدْ رأيَنا محمداً لقد قمنا إِليه قيامَ رجلٍ واحد فَلم نفارقْه حتى نقتلَه، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي، حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوْكَ لقد قاموأ إِليك فقتلوكَ، فليس منهم رجل إِلاَّ قد عَرَف نصيبَه من دمك، فقال: "يا بُنَيَّة، أَرِيني وَضُوءاً"، فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا، وخَفَضموا أبصارَهم، وسقطت أذقانهُم في صدورهم، وعَقِرُوا في مجالسهم، فلم يرفعوا إِليه بصراً، ولم يَقمْ إِليه منهم رجل، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتِىِ قام على رؤوسهم، فأخذ قبضةً من التراب، فقال: "شاهَتِ الوجوه"، ثم حصبَهم بها، فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاةٌ إلا قتِل يومَ بدرٍ كافراً. 2763 - حدثنا يحيى بن إِسحق حدثنا ابن لَهِيعة عن نافع بن يزيد أن قيس بن الحَجّاج حدثه أن حَنَشاً حدثه أن ابن عباس حدثه قال: كنت ردْفَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: "يا غلام، إني محدثك حديثاً: احفظ الله يَحفظْك، احفظ الله تجدْه تجَاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله، فقد رفعتَ الأقلامُ: وجَفَّت الكتب، فلو جاءت الأُمةُ ينفعونك بشيء لم يكتُبه الله عز وجل لك لما استطاعتْ، ولو أرادتْ أن تضرك بشيء لم يكتبه الله لك ما استطاعت". 2764 - حدثنا يحيى بن إسحق وموسى بن داود قالا حدثنا ابن

_ (2763) إسناده صحيح، وهو مكرر 2669. وقوله في هذا الإسناد "حدثنا ابن لهيعة عن نافع ابن زيد" إلخ، كذا هو في الأصلين، وسيأتي في 2804 أن عبد الله بن يزيد المقرئ يرويه عن ابن لهيعة ونافع بن يزيد عن قيس بن الحَجّاج. وكذلك رواه الترمذي 3: 321 - 322 من طريق ابن المبارك بن الليث ابن سعد وابن لهيعة عن قيس، فابن لهيعة رواه عن قيس مباشرة. وسيأتي مزيد بحث لهذا هناك، إن شاء الله. (2764) إسناده صحيح، إلا أن زيادة يحيى بن إسحق في الإسناد "عن الأعرج" بين عبد الله بن =

لَهيعة عن عبد الله بن هُبَيرة، قال يحيى: عن الأعرج، ولم يقل موسى "عن الأعرج"، عن حَنَشٍ عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج فيُهَرِيقُ الماء، فيتمسَّح بالتراب، فأقول: يا رسول الله، إن الماء منك قريب، قال: "ما أدري، لعلي لا أَبْلغُه". 2765 - [قال أحمد بن حنبل]: قال يحيى مرة أخرى: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج فأهراق الماءَ، فتيمم، فقيل له: إن الماء منَّا قريب. 2766 - حدثنا أسود بن عامر قال أخبرنا أبو كُدَينْة عنِ الأعمش عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى خمس صلوات بمنى. 2767 - حدثنا أسود حدثنا هُرَيْم عن ليث عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتفاءل ولا يتطير، ويعجبه الاسْم الحَسَن. 2768 - حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رِشدين حدثني عمرو بن الحرث عن بُكير بن الأشجّ عن كُريب عن ابن عباسَ: أنه رأى عبد الله بن

_ = هبيرة وحنش الصنعاني أكبر الظن أنها خطأ، فإن الحديث رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة كرواية موسى بن داود، ليس فيها عن"الأعرج "، وقد مضت رواية ابن المبارك 2614. (2765) إسناده صحيح، على ما فيه مما بينا في الذي قبله، وهو تابع له. (2766) إسناده صحيح، وهو مكرر 2700. (2767) في إسناده نظر، ولعله مرسل. هريم، بالتصغير، ابن سفيان البجلي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 / 244. ليث بن أبي سليم يروي عن عكرمة مباشرة، ولكنه روى هذا الحديث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة، كما مضى 2328، وقد حذت هنا "عبد الملك"، فإما أنه أرسل الحديث مرة ووصله أخرى، وإما أنه سمعه من عكرمة ومن عبد الملك عن عكرمة. (2768) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. ولكن الحديث صحيح، رواه مسلم 1: 141 من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحرث، ورواه أيضاً أبو داود والنسائي، كما في المنتقى 1104.

الحرث يصلي ورأسُه معقوصٌ من ورائه، فقام وراءَه وجعل يَحُلُّه، وأقَرَّ له الآخر، ثم أقبل إلى ابن عباس فقال: ما لَكَ ورأسي؟، قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما مثل هذا كَمَثَل الذي يصلي وهو مكتوف". 2769 - حدثني معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة حدثنا سِمَاك ابن حرب عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجتنبوا أن تشربوا في الحنتَم والدُّبّاء والمُزَفَّت، واشربوا في السَّقَاء". 2770 - حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحق عن سفيان عن حَبيب بن أبي عَمْرة عن سعيد بِن جُبير عن ابن عباس قال: كان المسلمون يحبوِن أن تَظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، وكان المشركون يحبون أن تظهر. فارس على الروم، لأنهم أهل أوثان، فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر، فذكر أبو بكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أمَا إنهم سيهزمون"، فذكر ذلك أبو بكر لهم، فقالوا: اجعلْ بيننا وبينك أَجَلاً، فإن ظهروا كِان لك كذا وكذا، وإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، فجعل بينهمِ أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، َ فذَكر ذلك أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ألا جعلتَه"، أُراه قال: "دون العشر؟ "، قال: وقال سعيد: البضعُ ما دون العَشْر، قال: فظهرت الروم بعد ذلك، فذلك قوِله تعالى {غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ} قاَل: فغلبت الروم ثم غلبت بعدُ، قال: َ {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ} قال: يفرحَ المؤمنون بنصر الله. 2771 - حدثنا حسن حدثنا دُوَيْد عن سَلْم بن بَشِير عن عِكْرمة

_ (2769) إسناده صحيح، وهو مختصر 2476. وانظر 2499، 2772. (2770) إسناده صحيح، وهو مكرر 2495. (2771) إسناده مشكل عندي، سلم بر بشيرة ترجمه الحسيني باسم "سالم بن بشير":تعقبه الحافظ في التعجيل 144 قال: "سالم بن بشير عن عكرمة وعنه دويد الخراساني؟ =

عن ابن عباس قال: النبي - صلى الله عليه وسلم -: "التَقى مؤمنان علي باب الجنة:- مؤمن غني، ومؤمن فقير، كانا في الدنيا، فأُدخل الفقير الجنة، وحُبس الغني ما شاء الله أن يحُبس، ثم أُدخل الجنةَ، فلقيه الفقيرُ، فيقول: أَيْ أَخي، ماذا حَبسَك؟ والله لقد احتُبسْتَ حتى خفتُ عليك، فيقول: أيْ أخي، إني حُبستُ بعدَك مَحْبساً فَظيعاً كريهاً، وِما وصلتُ إليك حتىِ سال مني من العَرَق ما لَو ْوَرَدَهُ ألفَ بعيرٍ كلها آكلةُ حمْضٍ لَصَدَرَت عنه رِواءً". 2772 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا يزيد بن عطاء عن

_ = مجهول. قلت: هذا غلط نشأ عن تحريف، وإنما هو سلم بسكون اللام بعدها ميم، وسأذكره على الصواب إن شاء الله تعالى"، ثم جاء في ص 158 وقال: "سلم بن بشير: تقدم في سالم "!! ثم لم يقل شيئاً، ولم يف بما وعد. ولم أجد لسلم هذا ترجمة أصلاً، خصوصا وأن القسم الذي يحتمل أن يكون فيه من (التاريخ الكبير) لم يطبع، وجزم الهيثمي بأنه ثقة، كما سنذكر. والحديث في مجمع الزوائد 10: 263 - 264 وقال: "رواه أحمد، وفيه دويد غير منسوب فإن كان هو الذي روى عنه سفيان [في النسخة: عن سفيان، وهو خطأ مطبعي] فقد ذكره العجلي في كتاب الثقات، وإن كان غيره لم أعرفه , وبقية رجاله رجال الصحيح، غير مسلم بن بشير، وهو ثقة". وهكذا نرى أن الهيثمي وثق "سلم بن بشير" ولكن ذكره باسم "مسلم" بالميم في أوله، وهو الموافق لما في ك في هذا الحديث. ولم أجد ترجمة أيضاً للذي سماه الهيثمي "مسلم بن بشير". وأما دويد الذي أشار إليه الهيثمي فقد سبق في الحديث 2478 ولكن وصَفه في التعجيل بأنه "الخراساني" لم أدر ما وجهه؟ أخطأٌ هو، أم صواب فيكون شيخاً آخر؟!. المحبس بكسر الباء: مصدر كالحبس، فيما حكاه صاحب اللسان عن بعضهم، هذا الحديث شاهده. الحمض، بفتح الحاء وسكون الميم: نبات لا يهيج في الربيع ويبقى على القيظ، وفيه ملوحة، إذا أكلته الإبل شربت عليه. وإذا لم تجده رقت وضعفت، وهو كالفاكهة للإبل. رواء، بكسر الراء وتخفيف الواوآخره همزة: جمع ريان وريا، للمذكر والمؤنث، يقال "رجل ريان وامرأة ريا من قوم رواء". (2772) إسناده صحيح، يزيد بن عطاء بن يزيد اليشكري الواسطي: قال أبو داود: "كان أحمد =

حَبيب، يعني ابن أبي عَمْرهَ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدُّبّاء والحَنْتَم والنَّقير والمُزَفَّت، وأن يخلط البح بالزَّهْو، قال: قلت: يا ابن عباس، أرأيتَ الرجلَ يجعل نبيذه في جرّة خضراء كأنها قارورة، ويشربه من الليل؟، فقال: ألا تنتهوا عما نَهاكم عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!. 2773 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا يزيد، يعني ابن عطاء، عن يزيد، يعني ابن أبي زياد، عن عكْرمة عن ابن عباسَ قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان قد اشتكى، فطاف بالبيت عَلى بعير ومعه محجن، كلما مر عليه استلمه به، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين. 2774 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن سماك في عكْرمة عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يباشرُ الرجلُ الرجلَ، ولا المرأةُ المَرأةَ". 2775 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لما نزل تحريمُ الخمر قالوا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذين مَاتوا وهم يشربون الخمر؟، فنزلتْ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

_ = يوثقه "في رواية عن أحمد أيضاً: "ليس به بأس"، وتكلم فيه بعضهم من قِبل حفظه، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 351 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث مطول 2499. وانظر 2769. (2773) إسناده صحيح، وهر مطول 2378. (2774) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 102 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الصغير، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك رجال البزار". وسيأتي مرة أخرى 2873 بإسناد صحيح، و 2874 بإسناد مرسل، وهو الآخر الذي يشير إليه صاحب الزوائد. (2775) إسناده صحيح، وهو مختصر 2691.

{الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} إلى آخر الآية. 2776 - حدثنا خَلَف حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لما حُوِّلَت القبلة قيل: يا رسول الله، أَرأيتَ الذينَ ماتوا وهم يصلون إلى بيت القدس؟، فأنزل الله {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. 2777 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنا شَريك عن مُخَوّل عن مُسْلم البَطِين عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاثٍ ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}. 2778 - حدثنا يحيى بن إسحق قال أخبرنا وُهيب بن خالد حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُمرت أن أسجد عن سبعة أعْظُم: الجبهة، وِأشار بيده إلى أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف الأصابع، ولا أكف الثياب ولا الشعر". 2779 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا البَرَاء بن عبد الله الغَنَوِي، من أنفُسِهم، قال سمعت أبا نَضْرة يحدث قال: كان ابن عباس على هذا المنبر يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ دُبر كل صلاةٍ: من أربع، يقول: "اللهم إني أَعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أَعوذ بك من عذاب النار, اللهم إني أعوذ بك من الفِتَن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم إني أعوذ بك من فتنة الأعور الكذَّاب".

_ (2776) إسناده صحيح، وهو مختصر 2691. (2777) إسناده صحيح، وهو مكرر 2726. (2778) إسناده صحيح، وهو مكرر 2658. (2779) إسناده صحيح، وهو مكرر 2667. وانظر 2709.

2780 - حدثنا موسى بن داود قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل دون مَظْلَمته فهو شهيد". 2781 - حدثنا موسى حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب أن عُبيد الله بن عبد الله أخبره أن ابن عباس أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه إلى كسرى مع رجل، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البَحْرين، فدفعه عظيمُ البحرين إلى كسرى، فلما قرأه خَرَّقه، قال: فحَسِبتُ أن ابن المسيَّب قال: فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُمَزَّقوا كل مُمَزَّق. 2782 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا إسرائيل عن أبي إسحِق عن التميمي عن ابن عباس قال: تدبرتُ صلاة رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فرأيته مخُوِّياً، فرأيتُ بياض إبْطَيه. 2783 - حدثنا محمد بن الصبّاح حدثنا إسماعيل، يعني ابن

_ (2780) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 6: 244، وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". في ح "مظلمة" بغير إضافة للضمير، وأثبتنا ما في ك ومجمع الزوائد. وانظر 590، 1598، 1653. (2781) إسناده صحيح، وهو مكرر 2184. في ح "فحسب ابن المسيب قال" وأثبتنا ما في ك. (2782) إسناده صحيح، وهو مكرر 2753. (2783) إسناده صحيح، وانظر 2686، 2688، 2707، 2708 وما أشير إليه من الأحاديث فيها. مر الظهران: موضع على مرحلة من مكة. يتباعثون: من "البعث" وأصله الإثارة، ومنه يقال "انبعث الشيء وتبعّث" أي اندفع. العجف، بفتح العين والجيم: ذهاب السَّمَن، والهُزال. "انتحرنا": من النحر، يريد نحرنا، و"انتحر" تأتي بمعنى نحر نفسه، وبمعنى تناحر، يقال "تناحروا على الشيء وانتحروا" أي تشاحوا عليه فكاد بعضهم ينحر بعضَا، وأما المعنى الذي هنا فلم أجده في المعاجم. "من ظهرنا": الظهر الإبل التي يحمل عليها وتركب. جمامة، بفتح الجيمْ أي راحة وشبع وريّ. الأنطاع: جمع "نطع" بفتح =

زكريا، عن عبد الله، يعني ابن عثمان، عن أبي الطُّفَيل عِن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمَّا نَزَل مر الظَّهْرَان في عمرته، بلغ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قريشاً تقول: ما يَتَبَاعَثُوِن من الَعَجف، فقال أصحابه: لو انتحرنا من ظَهْرنا فأكلنا من لحمه وحَسَوْنا من مَرَقه أصبحنا غداً حين ندخلُ على القوم وبنا جَمَامَةٌ؟، قال: "لا تفعلوا، ولكنَ اجمعوا لي من أزوادكم"، فجمعوا له، وبَسَطوا الأنْطاعَ، فأكلوا حتى تَوَلَّوْا، وحَثَا كلُّ واحدٍ منهم في جرَابه، ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حِتى دخل المسجد، وقعدتْ قريش نحو الحجْر، فَاضْطَبَع بردائه ثم قال: "لا يرى القوم فيكم غَميزَةً"، فاستَلم الركنَ، ثَم دخل حِتى إذا تغيب بالركن اليماني إلى الركَن الأسود، فقالت قريش: ما يرضون بالمشى، إنهم لينقُزُون نقْز الظِّباء!، ففعل ذلك ثلاثة أطواف، فكانت سُنةً. قال أبو الطفيل: وأَخبرنى ابنِ عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك في حجة الوَدَاع. 2784 - حدثنا سُرَيج حدثنا نوح بن قيس عن عمرو بن مالك

_ = النون وكسرها، مع سكون الطاء وفتحها، أربع لغات، وفي بعضها خلاف، وهو بساط من جلد، يجعل كالمائدة. اضطبع بردائه: هو أن يأخذ الرداء فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن ويلقى طرفيه على كتفه الأيسر من جهتي صدره وظهره، وسمى بذلك لإبداء الضبعين. الغميزة: العيب، من الغمز، والمغامز: المعايب. النقز: الوثبان صُعُداً في مكان. (2784) إسناده صحيح، ورواه الطيالسي 2712 عن نوح بن قيس، والترمذي 4: 131، والحاكم 2: 353، كلاهما من طريق نوح. قال الترمذي: "وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء، نحوه، ولم يذكر فيه ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح". وذكره ابن كثير في التفسير 5: 12 - 13 من تفسير الطبري بإسناده، ثم نسبه لأحمد وابن أبي حاتم والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما وابن ماجة، وقال: "وهذا الحديث فيه نكارة ديدة"، ثم رجح أن يكرن من كلام أبي الجوزاء. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال عمرو بن علي [يعني الفلاس]: لم يتكلم أحد في نوح بن قيس الطاحي بحجة"، =

النُّكْرى عن أبي الجَوْزاء عن ابن عباس قال: كانت امراةٌ حسناءُ تصلي خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فكان بعضِ القوم يستقدم في الصفّ الأول لئلاّ يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المَؤخّر، فإذا ركع نَظرَ من تحت إبْطيه، فأنزل الله في شأنها {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)}. 2785 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبَّاًد عن هلال عن عكْرمة عن ابن عباس: أن امرأةً من اليهود أَهْدتْ لرسول الله-صلي الله عليه وسلم- شاةً مسمومةَ، فأرسل إليها، فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ "، قالت: أحببتُ، أو أردتُ إن كنتَ نبيّا فإن الله سيُطْلعَك عليه، وإن لَم تكن نبيّا أُريحُ الناس منكَ!، قال: وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا وجدَ من ذلك شيئاً احتجم،/ قال: فسافر مرةً، فلما أحرم وجد من ذلك شيئاً فاحتجم. 2786 - حدثنا حسين حدثنا أبو أوَيس حدثنا كَثير بن عبد الله بن

_ = ووافقه الذهبي وزاد: "قلت: هو صدوق، خرج له مسلم". ونوح بن قيس سبق توثيقه 1299. وتعليل الترمذي وابن كثير ليس بعلة. والحديث في الدر المنثور 4: 96 - 97 ونسبه أيضاً لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي. (2785) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 4: 209 عن هذا الموضع، وقال: "تفرد به أحمد، وإسناده حسن". وهو في مجمع الزوائد 8: 295، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير هلال بن خباب، وهو ثقة". (2786) إسناده صحيح، أبو أويس: هو عبد الله بن أويس، سبق الكلام عليه 1646. كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني: تكلموا فيه طويلاً وضعفوه، بل رماه بعضهم بالكذب، ففي الجرح والتعديل 3/ 2 / 154 عن أبي طالب: "سألت أحمد، يعني ابن حنبل، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف؟ فقال: منكر الحديث، ليس بشيء"، وفي التهذيب 8: 422: "قال عبد الله بن أحمد: ضرب أبي على حديث كثير بن عبد الله في المسند، ولم يحدثنا عنه بشيء"، وهذا حق، فإن أحمد لم يخرج شيئاً من =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = مسند عمرو بن عوف جد كثير، وإنما أخرج هذا الإسناد هنا ليذكر الإسناد الذي بعده من حديث ابن عباس "مثله"، فإنه لم يسمع من شيخه حسين بن محمد المروزي لفظ حديث ابن عباس، بل سمع منه حديث كثير، ثم حديث ابن عباس "مثله" فحرص على أن يثبت لفظ شيخه، وفي التهذيب أيضاً عن أبي داود أنه سئل عن كثير؟ فقال: "كان أحد الكذابين"، وعن الشافعي أنه قال فيه: "ذاك أحد الكذابين"، أو"أحد أركان الكذب"! وأما البخاري، حجة أهل الجرح والتعديل، فقد أبي أن يضعف كثير بن عبد الله، ففي التهذيب عن الترمذي قال: "قلت لمحمد في حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة، كيف هو؟ قال: هو حديث حسن، إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يضعفه، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه"، والحديث الذي أشار إليه الترمذي، هو في سننه 1: 355، وقال فيه: "حديث عمرو بن عوف حديث حسن غريب". وانظر شرحنا عليه 2: 361 - 362. وقد روى الترمذي أيضاً2: 284 حديث "الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً حرم حلالاً أوأحل حراماً" من طريق كثير عن أبيه عن جده، وقال: "حديث حسن صحيح" فأنكر عليه العلماء تصحيحه، حتى قال الذهبي في الميزان 2: 354 - 355: "فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي"!! وقد حاول بعضهم أن يعتذر عن الترمذي بأنه إنما صححه لما أيده من الشواهد. والذي أراه أن الترمذي حسنه تبعاً لأستاذه البخاري في تحسين حديث كثير بن عبد الله، وصححه للشواهد التي عضدته. والبخاري لم يتردد في شأن كثير هذا، فإنه ترجم له في الكبير 4/ 1/ 217 والصغير 187 وأثبت فيهما أنه روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ولم يذكر فيه جرحاً ولم يذكره في الضعفاء، ونحن نذهب إلى ما ذهب إليه البخاري ثم الترمذي: أن حديثه حسن، فإذا اعتضد بشواهد تقويه كان صحيحاً، وعن هذا صححنا هذا الإسناد، لما أيده الحديث بعده من حديث ابن عباس. أبوه عبد الله ابن عمرو بن عوف: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات. جده عمرو بن عوف المزني: صحابي قديم الإسلام، كان أحد البكائين، قيل إن أول غزوة شهدها الأبواء وقيل الخندق، ومات في خلافة معاوية.

عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَقْطعَ بلالَ بن الحرث المزنى معادنَ القبَليّة: جَلْسيَّها وغَوْرِيَّها وحيثُ يَصْلُح الزرع من قُدْسٍ، ولم يعطه حقَّ مسلمٍ، وكتب له اَلنبي - صلى الله عليه وسلم -: "بسم الله الرحمن الرحيمِ، هذا ما أعطى محمد رسول الله بلال بن الحرث المزني، أعطاه معادن القَبَليّة: جَلْسيّها وغَوْرِيَّها وحيثُ يَصْلُح الزرع من قُدْسٍ، ولم يُعطه حقَّ مسلمٍ". 2787 - حدثنا حسين حدثنا أبو أُوَيس قال حدثني ثَور بن زيد موِلى بني الدِّيل بن بكر بن كِنانة عن عِكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله.

_ = والحديث رواه أبو داود 3: 138 - 139 عن العباس بن محمد وغير واحد عن حسين ابن محمد، بإسناده هنا. وانظر شرحنا على خراج يحيى بن آدم رقم 294 والأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام، بشرح العلامة الشيخ محمد حامد الفقي رقم 677. المعادن: المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض، كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك. القبلية: قال ابن الأثير: "منسوبة إلى قبل، بفتح القاف والباء، وهي ناحية من ساحل البحر، بينها وبين المدينة خمسة أيام. وقيل هي من ناحية الفرع [بضم الفاء وسكون الراء]، وهو موضع بين نخلة والمدينة. هذا هو المحفوظ في الحديث. وفي كتاب الأمكنة: معادن القلبة، بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء". وانظر معجم البلدان 7: 29. جلسيها: نسبة إلى "الجلس" بفتح الجيم وسكون اللام، وهو كل مرتفع من الأرض. غوريها: نسبة إلى "الغور" بفتح الغين وسكون الواو, وهو ما انخفض من الأرض. قدس، بضم القاف وسكون الدال: جبل معروف، وقيل هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة. في ح "من معادن القبلية" في المرة الأولى، و"يصلح للزرع" في المرتين، وهو خطأ، والتصويب من ك وأبي داود. (2787) إسناده صحيح، وهو في معنى ما قبله، مؤيد له، ومقو رواية كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف. والحديثِ رواه أبو داود بالإسناد السابق، الذي أشرنا إليه في الحديث الماضي. "كنانة" في ح "كنان"، وهو خطأ واضح، والصواب من ك وأبى داود.

2788 - حدثنا سُرَيج ويونس قالا حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن عبد الله بن عثمان عن أبِي الطفَيل عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه اعتمروا من جِعِرانة، فرملوا بالبيت ثلاثاً، ومشَوْا أربعاً. 2789 - حدثنا سُرَيج حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن عطاء العطار عن عكْرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يتصدق بدينار، فإن لم يجد ديناراً فنصف دينار". 2790 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر، قال أخبرني محمد، يعني ابن أبي حرْمَلة، عين كُرَيب: أن أُم الفَضْل بنت الحرث بعثتْه إلى معاوية بالشأم، قال: فقدمتُ الشام فقضيتُ حاجيها، واستهلَّ عليّ رمضان وأنا بالشأم، فرأَينا الهلالَ ليلةَ الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبدُ الله بن عباس، ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتموه؟، فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيتَه؟، قلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنَّا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نُكَمِّل ثلاثين أو نراه، فقلت: أَوَلاَ تكتفي برؤية معاوية

_ (2788) إسناده صحيح، وهو مكرر 2688. وانظر 2783. (2789) إسناده ضعيف جداً، لضعف عطاء بن عجلان العطار. والحديث مكرر 2201 وقد تكلمنا عليه هناك. وانظر 2032، 2122، 2595. "يعني ابن سلمة" في ح "يعني أبا أسامة"، وهو خطأ صحح من ك. (2790) إسناده صحيح، إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري القارئ: ثقة مأمون قليل الخطأ، شارك مالكَا في أكثر شيوخه، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/349 - 350. والحديث رواه مسلم 1: 300 وأبو داود 2: 271 والترمذي 2: 35، كلهم من طريق إسماعيل بن جعفر، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب". ورواه أيضاً النسائي، كما في عون المعبود نقلاً عن المنذري.

وصيامه؟، فقال: لا، هكذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2791 - حدثنا سليمان قال أخبرنا إسماعيل قال أخبرني عبد الله ابن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يُرِد الله به خيراً يفَقِّهْهُ في الدَّين". 2792 - حدثنا إبراهيم بن إسحق حدثنا الفَضْل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند قال حدثني ثَوْر عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يلتفت في صلاته يميناً وشمالَاً، ولا يلوي عنقَه. 2793 - حدثنا سرَيج ويونس قالا حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه اعتمروا من جِعِرانة، فاضطبعوا أرديتَهم تحت آباطِهم. حدثنا يونس: جعلوا أرديتهم، قال يونس: وقذفوها على عواتقهم اليسرى. 2794 - حدثنا سُيرَيج ويونس قالا حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن أيوب عنِ سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن قريشاً قالت: إن محمداً وأصحابه قد وهَنَتْهم حمى يثرب، فلما قدم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لعامه الذي اعتمر فيه، قال لأصحابه: "ارمُلُوا بالبيت ثلاثاً، ليرَى المشركون قوَّتَكم"، فلما رَمَلوا

_ (2791) إسناده صحيح، عبد الله بن سعيد بن أبي هند: سبق توثيقه 2075. أبوه سعيد بن أبي هند الفزاري مولى سمرة بن جندب: تابعي ثقة. والحديث رواه الترمذي 3: 369 من طريق إسماعيل بن جعفر، وقال: "حديث حسن صحيح". (2792) إسناده صحيح، وهو مكرر 2485، 2486. وقد سبقت الإشارة إليه هناك. (2793) إسناده صحيح، وانظر 2783، 2788. (2794) إسناده صحيح، وهو مختصر 2783. وانظر 2788، 2793.

قالت قريش: ما وَهَنَتْهم. 2795 - حدثنا يونس أخبرنا حماد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة، فَعَرَض له الشيطان، فرماه بسبع حَصَياتٍ، فساخ، ثم أَتى الجمرة الوسطى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات، فساخ، ثم أتى الجمرة القُصْوَى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات، فساخ، فلما أراد إبراهيمِ أن يذبح ابنه إسحق قال لأبيه: يا أَبت، أَوَثِقني، لا أضطرب، فينتضح عليك من دمى إذا ذبحتني، فشدَّه، فلمَا أخذ الشَّفْرة فأراد أن يذبحه، نودي مِن خلفِه {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} " 2796 - حدثنا يونس حدثنا حماد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحجر الأسود من الجنة، وكان أشدَّ بياضاً من الثلج، حتى سوَّدَتْه خطايا أَهلِ الشرك".

_ (2795) إسناده صحيح، إلا أن قوله فيه "فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحق" نراه خطأ من عطاء بن السائب، فالذبيح إسماعيل، كما دل عليه الكتاب والسنة. والحديث في مجمع الزوائد 3: 259 - 260 وقال: "رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط". وأشار إليه ابن كثير في التفسير 7: 149 عن هذا الموضع، وقال: "فعن ابن عباس في تسمية الذبيح روايتان، والأظهر عنه إسماعيل"! ونقول: بل هذه الرواية خطأ قطعا، فيكون عن ابن عباس رواية واحدة. وانظر 2707. (2796) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 98 من طريق جرير عن عطاء بن السائب، وقال: "حديث حسن صحيح". ونقل شارحه عن الفتح أنه تعقبه بأن جريراً سمع من عطاء بعد اختلاطه، ثم أجاب الحافظ بأنه رواه النسائي مختصرا من طريق حماد بن سلمة عن عطاء، وأن حمادَاً ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط. وهذا هو الحق، والإسناد الذي هنا من رواية حماد، فهو صحيح.

2797 - حدثنا يونس حدثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَيُبْعَثنَّ الحجرُيوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، ويشهد على من استلمه بحقٍّ". 2798 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا حماد حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثيم، فذكره، إلا أنه قال: "يُبعث الركن". 2799 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس قال: "لقد أُمرت بالسواك، حتى رأيت أنه سينزل علي به قرآن، أو وحىٌ"، النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قائلُ هذا. 2800 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الفجر منِ يوم الجمعة {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} 2801 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا ابن أبي ذئب عن شُعبة مولى ابن عباس: أن ابن عباس كان إذا اغتسل من الجنابة أفرغ بيده اليمني على اليسرى فغسلها سبعاً قبل أن يدخلها في الإناء، فنسى مرةً كم أفرغ على

_ (2797) إسناده صحيح، وهو مكرر 2215، 2398، 2643. (2798) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2799) إسناده صحيح، وهو مكرر 2125. وانظر 2573. (2800) إسناده صحيح، وهو مكرر 2457. وانظر 1993، 2456. (2801) إسناده حسن، ورواه أبو داود 1: 102 من طريق ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب، قال المنذري في مختصره رقم 239: "شعبة هذا: هو أبو عبد الله، ويقال أبو يحيى، مولى عبد الله بن عباس، مدني، لا يحتج بحديثه" وشعبة قد بينا في 2073 أنه حسن الحديث.

يده، فسأَلني: كم أفرغتُ؟، فقلت: لا أدري!، فقال: لا أُمَّ لك!، ولم لا تدري؟، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم يفيض الماء على رأسه وجسده، قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتطهر، يعني يغتسل. 2802 - حدثنا عبد الله بن نمُير عن الأعمش عن عمرو بن مُرَّة عِن سعيد بنِ جُبير عن ابن عباس قال: لما أنزلِ الله عز وجل {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، قال: أتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصفَا، فصعد عليه، ثم نادى: "يَا صَباحاهْ"، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إلَيه، وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا بني عبد المطلب، يا بني فهْر، يا بني لُؤَيّ، أَرأيتُم لو أخبرتُكم أن خيلاً بسفْحِ هذا الجبل تريد إن تغير عليكمً، صدَّقتموني؟ "، قالوا: نعم، قال: َ "فإني نذير لكم بين يدَيْ عذَاب شديد"، فقال أبو لهب: تَبّا لك سأئرَ اليوم!، أمَا دعوتَنا إلاَّ لهذا؟، فأنزل الله عز وجل {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)}. 2803 - حدثنا حَجّاج بن محمد عن ابن جُريج قال أخبرني عكْرمة مولى ابن عباس زَعَم أن ابن عباس أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قسَم غنماً يوم الَنحر في أصحابه، وقال: "اذبحوها لعمرتكم، فإنها تجزئ عنكم"، فأَصاب سعدَ بن أبي وَقَّاص تَيْسٌ. 2804 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا كَهْمَسُ بن الحسن عن الحَجّاج بن الفُرَافصَة، قال أبو عبد الرحمن أهو عبد الله بن يزيد،: وأنا قد رأيتُه في طريقٍ فسَلم عليّ وأنا صبي، رفعه إلى ابن عباس، أو أسنده إلى ابن

_ (2802) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 6: 344 عن هذا الموضع، وقال: "ورواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، من طرق عن الأعمش، به" وهو مطول 2544. (2803) إسناده صحيح، وفي مجمع الزوائد 4: 19 - 20 حديث بنحوه عن ابن عباس، وقال: "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح". (2804) هذا حديث رواه أحمد عن شيخه عبد الله بن يزيد المقرئ بثلاثة أسانيد، أحدها صحيح، =

عباس، قال: وحدثنا همَّام بن يحيى أبو عبد الله صاحب البصري، أسنده إلى

_ = والآخران منقطعان، ودخل حديث بعضهم في بعض، فقال عبد الله بن يزيد: "ولا أحفظ حديث بعضهم من بعض". وهو الحديث الذي أشار إليه ابن رجب في جامع العلوم والحكم 132، وقد نقلنا قوله في شرح الحديث 2669. أما الإسناد الأول فهو: عبد الله بن يزيد عن كهمس بن الحسن عن الحجاج بن الفرافصة، رفعه إلى ابن عباس. وهذا منقطع. الحجاج بن الفرافصة، بضم الفاء الأولى وكسر الثانية، الباهلي: متأخر، إنما يروي عن التابعين، كابن سيرين وأيوب، وعمن بعدهم كيحيى بن أبي كثير، ولم يدرك ابن عباس، وقد ذكر أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ شيخ أحمد أنه رآه وهو صبي فسلم عليه، وعبد الله بن يزيد مات سنة 212 أو 213 وقد نيف على المائة. وقد زدنا بين معكفين عند قوله "قال أبو عبد الرحمن" [هو عبد الله بن يزيد]، حتى لا يظن أحد أنه عبد الله بن أحمد بن حنبل رواي المسند. والحجاج هذا ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "شيخ صالح متعبد" وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 372. كهمس بن الحسن التميمي البصري: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم، وترجمه البخاري أيضاً 4/ 1/ 239 - 240، مات سنة 149. الإسناد الثاني: عبد الله بن يزيد عن همام بن يحيى أسنده إلى ابن عباس. وهذا منقطع أيضاً. همام بن يحيى بن دينار البصري: سبق توثيقه 784، وهو يروي عن التابعين كعطاء بن أبي رباح ونافع، وعمن بعدهم كابن جريج، ولم يدرك ابن عباس، ومات سنة 163، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 237. الإسناد الثالث: عبد الله بن يزيد المقرئ عن عبد الله بن لهيعة ونافع بن يزيد عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس. وهذا إسناد صحيح متصل. ابن لهيعة: ثقة، كما قلنا مراراً، مات سنة 174، وقد روى عن قيس بن الحجاج، كما في التهذيب في ترجمة قيس، وكما سنذكر. نافع بن يزيد الكلاعي، بضم الكاف وتخفيف اللام، المصري: ثقة ثبْت مأمون من خيار الناس، مات سنة 168، وترجمه البخاري أيضاً 4/ 2 / 86. فهذا إسناد صحيح متصل. وقد روى الترمذي هذا الحديث 3: 321 - 322 من طريق عبد الله بن المبارك عن الليث بن سعد وابن لهيعة عن قيس بن الحجاج، ومن طريق أبي الوليد عن الليث بن سعد عن قيس بن الحجاج، وقال: =

ابنِ عباس، وحدثني عبد الله بن لَهيعة ونافع بن يزيد المصريان عنِ قيس بن الحجّاج عن حَنَشٍ الصنعاني عنِ ابن عباس، ولا أحْفَظُ حديث بعضهم منِ بعضٍ، أنه قال: كنتُ رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا غلام"، أو "يا غُليم، ألا أُعلمك كلمات ينفعُك الله بهنَّ؟ "، فقلت: بلى، فِقال: "احفظ الله يحفظْك، احفظ الله تَجدْه أمامك، تَعَرَّف إليه في الرخاء يَعْرِفْك في الشدة، وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله، قد جَفَّ القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعاً أرادوا أَن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، وإن أَرادوا ان يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أن فِي الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن الفَرَج مع الكَرْب،/وأن مع العسر يسراً.

_ = "حديث حسن صحيح". ولنحو ذلك رواه أحمد فيما مضى، فرواه 2669 عن يونس عن الليث عن قيس بن الحجاج، ورواه 2763 عن يحيى بن إسحق عن ابن لهيعة عن نافع بن يزيد عن قيس، وهكذا هو في الأصلين في 2763" ابن لهيعة عن نافع ابن يزيد"، ولكن الرواية التي هنا عن عبد الله بن يزيد المقرئ، ورواية الترمذي تدلان على أن ابن لهيعة رواه هو ونافع معاً عن قيس بن الحجاج، فإما أن يكون ما وقع في الأصلين خطأ من الناسخين صوابه "ابن لهيعة ونافع بن يزيد"، وإما أن يكون ابن لهيعة سمعه من قيس ومن نافع عن قيس، أوثبته فيه نافع، فرواه على الوجهين. وعلى كل فالإسناد صحيح. وقد وقع في ح خطأ عجيب في الإسناد الثالث أُثبت فيها هكذا: "وحدثني عبد الله قال حدثني أبي ثنا ابن لهيعة"!! ظن الناسخ أن هذا إسناد مبتدأ في المسند يرويه القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، فأثبته على الجادة، وظن أنه سقط منه [قال حدثني أبي ثنا] فزاد ذلك في الإسناد، فأوهم أن الذي يقول "وحدثني عبد الله" هو القطعي, وأوهم أن الإمام أحمد يروي عن ابن لهيعة مباشرة!! وهو محال باطل، ينفيه التأريخ وفقه الأسانيد. وقد كاد يقع ناسخ ك في هذا الخطأ فزاد هذه الزيادة، ثم استدرك خطأه، فضرب عليها، فأصاب الصواب. بل الذي يقول "وحدثني عبد الله بن لهيعة" هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

2805 - حدثنا الأشجعي حدثنا أبي عن سفيان عن سَلَمة بن كهَيل عن الحسن العُرَني عن ابن عباس قال: جئت أنا وغلام من بني عبد المطلب على حمار، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، قال: فأرخيناه بين أيدينا يرعى، فلم يَقْطَعْ، قال: وجاءت جاريتان من بني عبد المطلب تستبقان، فَفَرَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما، فلم يَقْطع، وَسقط جَدْيٌ، فلم يَقْطع. 2806 - حدثنا عبد الله بن الوليد قال حدثنا سفيان عن سِماَك عن عكْرمة عن ابن عباس: أن امرأة من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - استحمَّت من جنابة، فَجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَحمُّ من فضلها، فقالت: إني اغتسلت منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِن الماء لا ينجّسه شيء". 2807 - حدثنا وكيع عن سفيان عن سماَك بن حرب عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الماء لاَ ينجسه شيء". 2808 - [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي في حديثه: حدثنا به وكيع في المصَّنفِ عن سفيان عن سِماَك عن عِكْرمة، ثم جَعَلَه بعدُ: عن ابن عباس.

_ (2805) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وهو مختصر 2222. وانظر 1891، 2095، 2295، 2653. (2806) إسناده صحيح، وهو مكرر 2102، 2566. (2807) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (2808) هذا بيان للإسناد السابق، يريد الإمام أن يوضح أن شيخه وكيع بن الجراح حدثه بالحديث على وجهين: حدثه به في كتابه (المصنف) عن عكرمة مرسلاً، ثم حدثه بعد ذلك متصلاً: عن عكرمة عن ابن عباس. وهذا لا يؤثر في صحة الحديث، فإن زيادة الاتصال زيادة ثقة، وفد توبع عليها وكيع في الأسانيد الماضية.

2809 - حدثنا عبد الله بن نُمير حدثنا ابنِ أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُمرة في رمضان تَعدِل حجّةً". 2810 - حدثنا عبد الله بن نُمير قال وأخبرنا حَجّاج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثلَه. 2811 - حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن يحيى، يعني ابن أبي إسحق، عن سعيد بن أَبى الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا ابن عباس، إني رجل أُصَوِّر هذه الصور وأصنع هذه الصور، فأَفْتني فيها؟، قال: أُدْنُ مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بَما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كل مصوِّر في النار، يُجعل له بكل صَورة صَوَّرها نفسٌ تعذبه في جهنم، فإن كنت لا بُدّ فاعلاً فاجعل الشجَر وما لا نَفْس له". 2812 - حدثنا محمد بن ميمون الزعفراني قال حدثني جعفر عن

_ (2809) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. وقد مضى الحديث مطولاً بإسناد صحيح 2025. وسيأتي مكررَاً عقيب هذا. (2810) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن أرطأة. والحديث مكرر ما قبله. (2811) إسناده صحيح، سعيد بن أبي الحسن: هو أخو الحسن البصري، أبوهما أبو الحسن اسمه "يسار"، وسعيد تابعي ثقة، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 /423، والحديث رواه البخاري 4: 345 من طريق عوف عن سعيد، وليس لسعيد هذا في البخاري غيره، كما قال الحافظ في التهذيب. وانظر 2162. (2812) إسناده صحيح، محمد بن ميمون الزعفراني الكوفي: وثقه ابن معين وأبو داود، وأما البخاري فأساء القول فيه، قال في الكبير 1/ 1/ 234: "منكر الحديث"، وكذلك ضعفه النسائي والدارقطني والحاكم وابن حبان، ولم أجده في الضعفاء للبخاري، ولا في الضعفاء للنسائي، وقال أبو زرعة: "ليّن" وقال أبو حاتم "لا بأس به"، ونحن نرجح قول =

أبيه عن يزيد بن هُرْمُزَ قال: كتب نَجْدَة إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال، فقال ابن عباس: إن الناس يزعمون أن ابن عباس يكاتب الحَرُورية، ولَولا أني أخاف أن أكتم علمي لم أكَتب إليه، كتب إليه نجدةُ: أما بعد، فأخبرني: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بالنساء معه؟، وهل كان يَضْرب لهنَّ بسهم؟، وهل كان يَقتل الصبيانَ؟، ومتى ينقضي يُتْمُ اليتيم؟، وأَخبرْني عن الخمس لمن هو؟، فكتبِ إليه ابن عباسِ: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان يغزو بالنساء معه، فيداوينَ المرضى، ولم يكن يضرب لهن بسهم، ولكنه كان يُحْذيهنَّ من الغنيمة، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يقتل الصبيان، ولا تَقتلِ الصَبيان، إلا أن تكون تعلمِ ما عَلم الخَضر من الصبي الذي قتله، فتقتلَ الكافرَ وتَدَع المؤمن! وكتبت تسألني عن يُتَم اليتيم متى ينقضي؟، ولعمري إن الرجل تَنْبُتُ لحيتُه وهو ضعيف الأخْذ لنفسه، فإذا كان يأِخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناسُ فقد ذهب اليُتم، وأما الخمس فإنَّا كنا نُرَى أنه لنا، فَأَبى ذلك علينا قومُنا. 2813 - قرأت على عبد الرحمن عن مالك عن أبي الزُّبَير المكي عن طاوس عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: "اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق والجنة حق، والنار حق، والساعة حق،

_ = ابن معين وأبى داود، لأن أحمد روى عنه، وهو يتحرى شيوخه، ويتوثق من حديثهم. جعفر: هو الصادق، ابن محمد الباقر. والحديث سبق بمعناه 1967، 2235، 2685. وانظر 2943. (2813) إسناده صحيح، وهو مكرر 2710.

اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أَنبْتُ، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمْتُ وأخَّرتُ، وأسررتُ وأعلنتُ، أنت إلهي، لا إله إلا أنت". 2814 - حدثنا عبد الرحمن عن زائدة، وعبدُ الصمد حدثنا زائدة، عن سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على الخُمْرَة. َ 2815 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا أبو عَوَانَة عن سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "إن من الشَعر حُكْماً، وإن من الَبيان سحْراً". 2816 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي الزُّبَير عن عائشة وابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخر الطواف يومَ النحر إلى الليل. 2817 - حدثتا عبد الرحمن عن زُهير عن عمرو، يعني ابن أبي عمرو، عن عكْرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله من ذَبح لغير الله، لعن الله من غَيَّر تَخُومَ الأرض، ولعن الله من كَمَهَ الأعمى عن السبيل، ولعن الله من سبَّ والدَه، ولعن الله من تولَّى غيرَ مواليه، ولعن الله من عَمِل عَمَلَ قومِ لوط، ولعن الله من عمل عمل قوم لوط، ولعن الله من عمل عمل قوم لوط". 2818 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن

_ (2814) إسناده صحيح، وهو مكرر 2426. (2815) إسناده صحيح، وهو مختصر 2761. (2816) إسناده صحيح، وهو مكرر 2612. (2817) إسناده صحيح، وهو مطول 1875. (2818) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 113 من طريق سفيان عن عبد الكريم الجزري، =

عبد الكريم عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النفخ في الطعام والشراب. 2819 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حبيبِ عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:"لا يُبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله ورسوله"، أو"إلاَّ أبغضَه الله ورسوله". 2820 - حدثنا محمد بن جعفر ورَوح، المعنى، قالا حدثنا عوف عن زُرَارَة بن أَوفَى في ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لماِ كان ليلة أسْرِيَ بي، وأصبحتُ بمكة، فَظِعْتُ بأمري، وعرفتُ أن الناس مُكَذِّبِيّ"،

_ = وقال: " حديث حسن صحيح". وروى أبو داود نحوه 3: 392 من طريق ابن عيينة عن عبد الكريم، وسيأتي مرة أخرى 3366. (2819) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 370 من طريق سفيان عن حبيب بن أبي ثابت، وقال: "حديث حسن صحيح". في ح "لا يبغضن" والتصويب من ك والترمذي. (2820) إسناده صحيح، زرارة بن أوفي العامري الحرشى، بفثح الحاء والراء، البصري القاضي: تابعي ثقة، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 401. والحديث في تفسير ابن كثير 5: 128 عن هذا الوضع، وقال: "وأخرجه النسائي من حديث عوف بن أبي جميلة، وهو الأعرابي، به. ورواه البيهقي من حديث النضر بن شميل وهوذة عن عوف، وهو ابن أبي جميلة الأعرابي، أحد الأئمة الثقات". وهو في مجمع الزوائد 1: 64 - 65 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح". ونسبه السيوطي في الدر المنثور 4: 155أيضاً لابن أبي شيبة وابن مردويه وأبى نعيم في الدلائل والضياء في المختارة وابن عساكر بسند صحيح. وانظر 3546. "فظعت بأمري": أي اشتد على وهِبْته. "بين ظهرانينا": قال ابن الأثير في حديث: "فأقاموا بين ظهرانيهم": "قد تكررت هذه اللفظة في الحديث، والمراد أنهم أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم. وزيدت لحيه ألف ونون مفتوحة تأكيدَاً، ومعناه: أن ظهرَا منهم قدامه وظهرَا منهم وراءه، فهو مكتوف من جانبيه، ومن جوانبه إذا قيل بين أظهرهم، ثم كثر حتى استعمل في الإتامة بين القوم مطلقَا".

فقعدَ معتزلاً حزيناً، قال: فمر عدوُّ الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمسَتهزئ: هل كان من شيءٍ؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم"، قال: ما هو؟، قال. "إنه أسْرِيَ بىَ الليلة"، قال: إلى أين؟، قال: "إلى بيت المقدس"، قال: ثمِ أصبحتَ بين ظَهْرَانَينْا؟، قال: "نعم"، قال: فلم يُرِ أنه يُكذِّبه، مخافةَ أن يجْحَدَه الحديثَ إذا دعا قومَه إليه!، قال: أَرأيتَ إن دعَوتُ قومَك تحدّثُهم ما حدثتني؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم"، فقال: هيَّا معشرَ بني كعب بن لؤي، قال: فانَتفَضَتْ إِليه المجالس، وجاؤوا حتي جلسوا إليهما، قال: حدّثْ قومَك بما حدثتني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أُسريَ بي الليلة"، قالوا: إلىَ أين؟، قلت: "إلى بيت المقدس"، قالوا: ثم أصبحتَ بين ظهرانينا؟، قال: "نعم"، قال: فمن بَيْنِ مُصَفّقٍ، ومن بينِ واضع يدَه على رأسه، مِتعجباً للكذب زَعَم!، قالوا: وهل تستطَيع أن تنعت لنا المسجدَ، وفي القوم مننْ قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فذهبتُ أَنعَتُ، فما زلت أنعت حتى التَبَسَ عليَّ بعفضُ النعت"، قال: "فجيء بالمسجد وأنا انظر، حتى وُضِع دونَ دار عقال أو عُقَيل، فنعتُّه وأنا انظر إِليه"، قال: وكان مع هذا نعتٌ لم أحفظه، قالَ: فقال القوم: أمَّا النعت فوالله لقد أصاب. 2821 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سَلَمة عن علي ابن يزيد عن يوسف بن مِهْران عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما قال فرعون {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} قال: قال لي جبريل: يا محمد، لو رأيتَني وقد أخَذتُ حالاً من حال اَلبحر فدسَّيْتُه في

_ (2821) إسناده صحيح، سليمان بن حرب الأزدي البصري قاضي مكة: ثقة، قال أبو حاتم: "إمام من الأئمة". والحديث مطول 2203. وهو في تفسير ابن كثير 4: 330. وانظر 2144.

فيه، مخافةَ أن تنالَه الرحمة". 2822 - حدثنا أبو عمر الضرير أخبرنا حماد بن سَلَمة عن عطاء ابن السائب عن سعيد بِن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما كانت الليلةُ التي أسري بي فيها، أتتْ على رائحةٌ طيبة، فقلت: يا جبريل، ما هذه الرائحة الطيبة؟، فقال: هذه رائحة ماشطةِ ابنةِ فرعون وأولادها، قال: قلت: وما شأنها؟، قال: بينا هي تمشط ابنةَ فرعون ذات يوم إذْ سقطتْ المدْرَى من يديها، فقالت: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبي!، قالت: لا، وَلكن ربي ورب أبيك الله، قالت: أُخْبِره بذلك؟، قالت: نعم، فأخبرتْه، فدعاها، فقال: يا فلاَنة، وِإن لك رَباً غيري؟، قالت: نعم، ربي وربُّك الله، فأمر ببقرةٍ: من نحاس فأُحْميَتْ، ثم أَمر بها أن تلقى هي وأولادُها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة، قالَ: وما حاجتك؟، قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظامَ ولدي في ثوب واحد وتدفننا، قال: ذلك لك علينا من الحق، قال: فأمر بِأولادها فأُلقوا بين يديها واحداً واحداً، إلى أن انتَهى ذلك إلى صبي لها مُرْضعٌ، وكأنها تقاعستْ من أجله، قال: يا أُمَّه، اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، فاقتحمتْ"، قال: قال ابن عباس: تكلم أربعة

_ (2822) إسناده صحيح، أبو عمر الضرير: هو حفص بن عمر البصري، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "صدوق صالح الحديث، عامة حديثه محفوظة". والحديث في مجمع الزوائد 1: 65 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط". وفات الحافظ الهيثمي أن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل اختلاطه. وذكره ابن كثير في التفسيره: 127 - 128 من رواية البيهقي من طريق عفان عن حماد بن سلمة، وقال: "إسناد لا بأس به، ولم يخرجوه". فلعله لم يره في المسند، وذكره السيوطي في الدر المنثور 4: 150 ونسبه أيضاً للنسائي وابن مردويه، وصحح إسناده.

صغار: عيسى ابنُ مريم عليه السلام، وصاحب جُرَيْج، وشاهد يوسف، وابن ماشطة ابنة فرعون. 2823 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة قال أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أُسريَ به مرت به رائحة طيبة، فذكر نحوه. 2824 - حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لما أسري به مِرتْ به رائحة طيبة، فذكر معناه، إلا أنه قال: "من ربك، قالت: ربي وربّك منْ في السماء"، ولم يذكر قول ابن عباس (تكلم أربعة). 2825 - حدثنا هُدْبة بن خالد حدثنا حماد بن سَلَمة عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه. 2826 - حدثنا أبو كامل حدثنا سعيد بن زيد حدثنا الجَعْد أبو عثمان حدثني أبو رَجاء الغطاردي، يرويه عن ابن عباس، يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أيُّما رجل كره من أَميره أمراً فليصبر، فإنه ليس أحد من الناس يَخرج من السلطان شبراً فمات إلا مات مِيتةً جاهليّة.

_ (2823) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2824) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2825) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2826) إسناده صحيح، أبو كامل: هو الخراساني مظفر بن مدرك. سعيد بن زيد بن درهم: ثقة، تكلم فيه بعضهم، ووثقه ابن معين وابن سعد والعجلي وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 / 432 وقال: "قال مسلم [يعني ابن إبراهيم]: حدثنا سعيد بن زيد أبو الحسن، صدوق حافظ". والحديث مكرر 2487، 2702.

2827 - حدثنا يونس حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا الجَعْد أبو عثمان حدثنا أبو رَجاء قال: سمعت ابن عباسِ، يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "من رأى من أميره شيئاً يكرهه"، فذكر نحوه. 2828 - حدثنا أبو كامل حدثنا سعيد بن زيد أخبرنا الجَعْد أبو عثمان قال حدثني أبو رَجاء العُطاَرِدي عن ابن عباس، يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربه عز وجل، قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات، فمن هَم بحسنة فلم يعملها كتب الله له عنده حسنةً كاملةَ، وإن عملها كتبها الله عشراً، إلى سبعمائة، إلى أضعاف كثيرة، أو إلى ما شاء الله أن يَضَاعف، ومن هَمَّ بسيئةٍ فلم يعملها كتبهاً الله له عنده حسنة كاملة، فإن عمَلها كتبها الله سيئة واحدة". 2829 - حدثنا أبو كامل حدثنا شَريك عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كُرَيب عن ابن عباس قال: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إن أختي نذرتْ أن تحج َّماشية؟، قال: "إن الله لا يصنع بشقاء أختك شيئاً، لِتَخْرُج راكبةً ولتُكفِّرْ عن يمينها". 2830 - حديث بهْز حدثنا هَمّام قال أخبرنا قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بالبيت سبعاً، وسعى سبعاً، وَإنما سعى أحبَّ أن يُرِيَ الناس قوتَه.

_ (2827) إسناده صحيح، وهر مكرر ما قبله. (2828) إسناده صحيح، وهو مطول 2001 ومكرر 2519. (2829) إسناده صحيح، ورواه أبو داود أيضاً، كما في المنتقى 4914. وانظر ما مضى 2134، 2139، 2278. (2830) إسناده صحيح، وانظر 2794، 2836.

2831 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمّام أخبرنا قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: كان يكره البُسر وحده، ويقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفَدَ عبد القيس عن المُزَّاء، فأَرْهب أن تكون البُسْر. 2832 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جُبير عن أبيه عن ابن عباس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ "، قالوا: هذا يومٌ صالح، هذا يومٌ نَجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى عليه السلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أحقُّ بموسى منكم"، فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصومه. 2833 - حدثنا عبد الصمد [حدثنا أبي] حدثني أيوب عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، قيل: يا رسول الله،

_ (2831) إسناده صحيح، وانظر 2476. المزاء، بضم الميم وتشديد الزاء وبالمد: قال ابن الأثير في حديث "ألا إن المزات حرام": "يعني الخمور, وهي جمع مزة، وهي الخمر التي فيها حموضة، ويقال لها المزاء بالمد أيضاً. وقيل: هي من خلط البسر والتمر. ومنه الحديث: أخشى أن تكون المزاء التي نُهِيَت عنها عبد القيس. وهي فُعَلاء، من المزازة، أو فعال من المز، الفضل". يريد أن المر، بكسر الميم تشديد الزاء: هو الفضل، يقال: "هذا شيء له مز على هذا" أي فضل. وفي اللسان: "المزاء: الخمر اللذيذة الطعم، سميت بذلك للذعها اللسان". (2832) إسناده صحيح، وهو مكرر 2644. (2833) إسناده صحيح، وهو مكرر 2648. وانظر 2731. في ح "حدثنا عبد الصمد حدثني أيوب"، بحذف [حدثنا أبي]، وهو خطأ، صحته من ك. وعبد الصمد بن عبد الوراث لم يدرك أيوب بن أبي تميمة السختياني، وأنى له أن يدركه؟! مات أيوب سنة 131 وقيل قبلها، وعبد الصمد مات سنة 206 أو 207 وإنما يروي عن أبيه عبد الوارث بن سعيد عن أيوب.

رجل ذَبَحَ قبل أن يَرمي، أو حلق قبل أن يذبح؟، فقال: " لا حَرَج "، قال: فما سئل يومئذ عن شيء إلاَّ قبض بكفّيه كأنه يرمى بهما، ويقول: "لا حرج، لاحرج". 2834 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هَمّام حدثنا عطاء عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- دخل الكعبة وفيها ستُّ سَوَارٍ، فقام إلى كل سارية، فدعا، ولم يصلّ فيه. 2835 - حدثنا عبد الصمد وعفان، المعنى، قالا حدثنا هَمَّام حدثنا قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن أخت عُقْبة بن عامر نذرتْ أن تحج ماشيةً، فسَألِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: "إن الله عز وجل غنيّ عن نذر أختك، لتَرْكَبْ ولْتُهْدِ بدَنَة". 2836 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا حدثنا هَمَّام حدثنا قَتادة عنِ عكْرمة عن ابن عباس قال: طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَعْياً، وإنما طِاف ليُرِي المَشركين قوّته، وقال عفان: ولذا أحبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُرِيَ الناس قوّتَه. 2837 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن أبي مِجلز قال: سألت ابن عباس عن الوِتْر؟، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ركعةٌ من آخر الليل"، وسألتَ ابن عمر؟، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ (2834) إسناده صحيح، وهو مكرر 2126. وانظر 2562، 3093 وتاريخ ابر كثير 4: 302 (2835) إسناده صحيح، وهو مكرر 2278. وانظر 2829. (2836) إسناده صحيح، وهو مختصر 2830. (2837) إسناده صحيح، أبو مجلز، بكسر اليم وسكون الجيم وفتح اللام وآخره زاء معجمة: هو لاحق بن حميد السدوسي، سبق توثيقه 2543. والحديث رواه مسلم، كما في المنتقى 1194،1193.

يقول: "ركعة من آخر الليل". 2838 - حدثنا رَوح حدثنا حَبيب بن شهاب العنبَرِي قال سمعت أبي يقول: أنت ابن عباس أنا وصاحب لي، فلقينا أبا هريرة عند باب ابن عباس، فقال: من أنتما؟، فأخبرناه، فقال: انطلِقا إلى ناس على تَمرٍ وماءٍ، إنما يَسيلُ كلُّ واد بقَدْرِه، قال: قلنا: كَثُر خَيْرُكَ، استأذِنْ لنا على ابن عباس، قال: فاستأذَن لنا، فسمعنا ابن عباس يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: خطب رسول الله يوم تبوك، فقال: "ما فيِ الناس مثْلُ رجل أخذ بعنان فرسه، فيجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس، ومثل رجل بادٍ في غنمه، يَقْري ضَيفه، ويؤدّي حقّه"، قال: قلت: أَقالها؟، قال: قالها، قال: قلت: أقالها؟، قال: قالها، قال: قلت: أقالها؟، قال: قالها، فكبَّرْتُ الله وحمدتُ الله وشكرتُ. 2839 - حدثنا رَوح حدثنا مالك عن أبي الزُّبَير عن طاوس عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنّم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المَحْيا وفتنة الممات". 2840 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُريج قال: قالِ: عطاء الخراساني عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل فقال: إن علىّ بدَنة، وأنا موسرٌ لها

_ (2838) إسناده صحيح، وهو مطول 1987. وقول أبي هريرة "انطلقا" إلخ: هو يدعوهما إلى ضيافته على ماء وتمر، ويعتذر عما يقدم لهما من قليل، فهو يجود بما عنده. (2839) إسناده صحيح، وهو مكرر 2168، 2709. وانظر 2779. (2840) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عطاء بن أبي مسلم الخراساني: سبق توثيقه 505 ولكنه لم يسمع من ابن عباس، بل لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من أنس في قول الطبراني، =

ولا أجدها فأشتريَها؟، فأمره النبي -صلي الله عليه وسلم- أن يبتاعَ سبعَ شِيَاهٍ فيذبَحَهُنّ. 2841 - حدثنا رَوح حدثنا أبو مالك عُبيد الله بن الأَخْنَس عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن يوسف بن مَاهَك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شُعبةً من سِحرٍ، ما زاد زاد، وما زاد زاد". 2842 - حدثنا رَوح حدثنا الثوري حدثنا سَلَمة بن كُهَيل عن الحسن العُرَني عن ابن عباس قال: قدمنا على رسول الله-صلي الله عليه وسلم- ليلة المزدلفة، أغيلمةَ بني عبد المطلب على حُمُرَاتنا، فجعل يَلْطَحُ أفخاذنا بيده، ويقول: "أيْ بنيّ، لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس"، فقال ابن عباس: ما أَخال أحداً يرمي الجمرة حتى تطلع الشمس. 2843 - حدثنا رَوح حدثنا حماد عن عاصم الغَنَوِيّ عن أبي الطفَيل، كذا قال روح (عاصم) والناس يقولون (أبو عاصم)، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومُك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بين الصفا والمروة على

_ = روى ابن أبي حاتم في المراسيل 58 عن أحمد بن حنبل قال: "عطاء الخراساني لم يسمع ابن عباس شيئاً، وقد رأى ابن عمر ولم يسمع منه شيئَا"، وروى عن أبي زرعة قال: "لم يسمع من أنس". وانظر الجرح والتعديل 3/ 1/ 334 - 335. والحديث رواه أيضاً ابن ماجة، كما في المنتقى 2686. وسيأتي مرة أخرى 2853. (2841) إسناده صحيح، وهو مكرر 2000. (2842) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 2082 ومطول 2089. وانظر 2507. (2843) إسناده صحيح، وهو مختصر 2707، 2708. أبو عاصم الغنوي سبق فيهما، وقد بين أحمد هنا أن شيخه روح بن عبادة وهِم فيه، فقال "عاصم" وأن صوابه "أبو عاصم". لا يصدفون: أي لا يدفعون ولا يمالون، الصُّدوف: الميل عن الشيء، وأصدفني عنه: أي أمالني عنه.

بعير، وأن ذلك سنة؟، فقال: صدقوا وكذبوا!، قلت: وما صدقوا وكذبوا؟، قال؟ قد طاف بين الصفا والمروة علِى بعير، وليس ذلك بسنة، كان الناس لا يُصْدَفون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يُدْفعون، فطاف على بعير ليستمعوا وِليَرَوْا مكانهَ ولا تنالُه أَيديهم. 2844 - حدثني يزيد قال أخبرنا سعيد عن قَتادة عن مقْسَم عن ابن عباس قال؟ أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يأتي امرأتَه وهي حائض أن يتصَدق بدينار أو بنصف دينار. 2845 - حدثنا محمد بن بكر قال أخبرنا ابن جُريج أخبرني عمر

_ (2844) إسناده محيح، وهو مكرر 2121 بإسناده. وانظر 2789. (2845) إسناده صحيح، عمر بن عطاء: هو عمر بن عطاء بن أبي الخوار، وقد سبق توثيقه 1994، وأعلّ بعضهم هذا الحديث وضعفه بأن عمر بن عطاء فيه هو"عمر بن عطاء ابن ورّاز" بفتح الواو وتشديد الراء وآخره زاي، وهو ضعيف، لقول الإمام أحمد: "كل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن عكرمة فهو ابن وراز، وكل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن ابن عباس فهو ابن أبي الخوار، كان كبيراً، قيل له: أيروي ابن أبي الخوار عن عكرمة؟، قال: لا"، وكذا جاء نحو هذا عن ابن معين قال: "عمر بن عطاء الذي يروى عنه ابن جريج يحدث عن عكرمة، ليس هو بشيء، وهو ابن ورّاز، وهم يضعفونه، كل شيء عن عكرمة فهو ابن وراز، وعمر بن عطاء بن أبي الخوار ثقة": وأما ابن حبان فقد جمعها رجلاً واحدَاً، فوهم، ذكره في الثقات باسم "عمر بن عطاء بن وراز بن أبي الخوار"؟ وأما أن ابن أبي الخوار كبير يروي عن ابن عباس فلا يمنع أن يروي عن عكرمة الذي من طبقته، وقد بين أبو داود أن هذا الراوي هو ابن أبي الخوار، فروى الحديث 2: 74 من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان عن ابن جريج "عن عمر بن عطاء يعني ابن أبي خوار عن عكرمة". وأخطأ المنذري خطأ شديداً فقال: "في إسناده عمر بن عطاء، وهو ابن أبي الخوار وقد ضعفه غير واحد من الأئمة":؟ وقد تبع في هذا الخطأ أبا داود، فقد قال الآجري: "سألت أبا =

ابن عطاء عن عِكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "لا صَوُرَة في الإسلام ". 2846 - حدثنا أبو كامل وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد قال أخبرنا عَمّار بن أبي عمّار، قال حسن: عن عمّار، قال حماد: وأظنه عن ابن عباس، ولم يشكَّ فيه حسن، قال: قال ابن عباس، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وحدثنا عفان حدثنا حماد عن عمّار بن أبي عمار، مرسلٌ، ليس فيه (ابن عباس): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة، فذكر عفان الحديث، وقال أبو كامل وحسن في حديثهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة: "إني أرى ضَوْءاً وأسمع صوتاً، وإنى أخشَى أن يكون بي جَنَنٌ"، قالت: لم يكن اللهُ ليفعلَ ذلك بك يا ابن عبد الله، ثم أتتْ وَرَقَة بن نوْفَل، فذكرتْ

_ = داود عن عمر بن عطاء الذي روى عنه ابن جريج؟، فقال: هذا عمر بن عطاء بن أبي الخوار، بلغني عن يحيى أنه ضعفه"!، قال الحافظ: "كذا قال: والمحفوظ عن يحيى أنه وثقه وضعف الذي بعده" يعني ابن ورّاز. انظر ترجمتيهما في التهذيب 7: 483 - 484. والحديث رواه الحاكم أيضاً 1: 448 وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. الصرورة، بفتح الصاد وضم الراء الأولى: قال ابن الأ ثير: "قال أبو عبيد: هو في الحديث التبتل وترك النكاح، أي ليس ينبغي لأحد أن يقول لا أتزوج، لأنه ليس من أخلاق المؤمنين، وهو فعل الرهبان، والصرورة أيضاً: الذي لم يحج قط، وأصله من الصر: الحبس والمنع. وقيل أراد من قَتل في الحرم قُتل، ولا يقبل منه أن يقول إني صرورة ما حججت ولا عرفت حرمة الحرم، كان الرجل في الجاهلية إذا أحدث حدثاً فلجأ إلى الكعبة لم يُهَج، فكان إذا لقيه ولى الدم في الحرم قيل له: هو صرورة فلا تهجه". والظاهر أن أبا داود والحاكم رجحا أن الصرورة هو الذي لم يحج، فأخرجا الحديث في أبواب الحج. (2846) إسناده صحيح، وانظر 2680.

ذلك له، فقال: إن يَكُ صادقاً فإن هذا ناموسٌ مثلُ ناموس موسى، فإن بُعثَ وأنا حىُّ فسأُعَزِّزُه وأنصره وأُومن به. 2847 - حدثنا أبو كامل حدثنا حماد أخبرنا عَمّار بن أبي عِمِّار عن ابن عباس قال: أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة خمس عشرة سنة، سبع سنين يرى الضوءَ والنور ويسمع الصوت، وثماني سنين يوحَى إليه، وأقام بالمدينة عشراً. 2848 - حدثنا أبو كامل وعفّان، المعنى، قالا حدثنا حمّاد أخبرنا عمار بن أبي عَمّارعن ابن عباس قال: كنت مع أبي عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنده رجل يناجيه، قال عفان: وهو كالْمُعْرِض عن العباس، فخرجنا من عنده، فقال: ألم تَرَ إلى ابن عمك كالمعرض عنّي؟، فقلت: إنه كان عنده رجل يناجيه، قال عفان: فقال: أوَ كان عنده أحد؟، قلت: نعم، قال: فرجع إليه فقال: يا رسول الله، هل كان عندك أحد، فإن عبد الله أخبرني أن عندك رجلاً تناجيه؟، قال: "هل رأيتَه يا عبد الله؟ "، قال: نعم، قال: "ذاك جبريل، وهو الذي شغلني عنك". 2849 - حدثنا عفّان: إنه كان عندك رجل يناجيك. 2850 - حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حماد بن سَلَمة عن عَمّار عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه. 2851 - حدثنا أبو كامل حدثنا حماد بن سَلَمة عن عَمّار بن أبي

_ (2847) إسناده صحيح، وهو مكرر 2680، وانظر الحديث السابق. (2848) إسناده صحيح، وهو مكرر 2679. (2849) إسناده صحيح، وهو تابع لما قبله. (2850) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2851) إسناده فيه نظر، والأقرب أنه ضعيف، لشك حماد بن سلمة في وصله، إذ قال: "عن =

عمار عن ابنِ عباس، فيما يَحْسِبُ حماد: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- ذكر خديجة، وكان أبوها يَرغَب أن يزوجه، فصَنعت طعاماً وشراباً، فدعت أباها وزُمَراً من قريش، فطَعمُوا وشربوا حتى ثَمِلُوا، فقالت خديجة لأبيها: إن محمد بن عبد الله يخطَبني، فزوّجْني إياه؟، فِزوَّجها إياه، فخلعتْه وألبستْه حُلةً، وكذلك كانوا يفعلون بالآباءَ، فلماَ سُرِّي عنه سُكْرهِ نظر فإذا هو مُخَلَّق وعليه حُلة، فقال: "ما شأني؟، ما هذا؟ "، قالت: زوجتني محمد بن عبد الله، قال: أنا أزوِّج يتيم أبي طالب؟!، لا لعمري!، فقالت خديجة: أما تستحي؟، تريد أن تُسفِّه نفسَك عند قريش؟، تخبر الناس أنك كنتَ سكرانَ؟!، فلم تزل به حتى رضي. 2852 - حدثنا عفان حدثنا حماد قال: أخبرنا عَمّار بن أبي عمار عن ابن عباس، فيما يحسب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر خديجة بنت خُوَيْلد،

_ = ابن عباس فيما يحسب حماد" فلم يجزم، وهو في مجمع الزوائد 9: 220 بذلك، وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد والطبراني رجال الصحيح"؟ وأشار إليه الحافظ ابن كثير في التاريخ 2: 295 باختصار من رواية البيهقي، فكأنه لم يره في المسند أو نسيه، ثم ذكر نحو هذه القصة مطولة من رواية البيهقي من حديث عمار بن ياسر، وهو أيضاً في مجمع الزوائد 9: 220 - 221 عن عمار، وقال: "رواه الطبراني والبزار، وفيه عمر بن أبي بكر المؤملي، وهو متروك"، وهو كما قال، قال ابن كثير بعد نقل ما ذكرنا: "وقد ذكر الزهري في سِيَره أن أباها زوجها وهو سكران، وذكر نحو ما تقدم، حكاه السهيلي، قال: المؤملي: المجتمع عليه أن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها منه، وهذا هو الذي رجحه السهيلي، وحكاه عن ابن عباس وعائشة، قالت: وكان خويلد مات قبل الفِجَار". قوله "يرغب أن يزوجه": يريد يرغب عن أن يزوجه، كما يدل عليه السياق. سري عنه، بالبناء للمجهول مع تشديد الراء: أي كُشف عنه. مخلق: أي مضمخ بالخلوق، بفتح الخاء، وهو طِيب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، وتغلب عليه الحمرة والصفرة. (2852) إسناده أقرب إلى الضعف، مكرر ما قبله.

فذكر معناه. 2853 - حدثنا محمد بن بكر قال: أخبرني ابن جرَيج قال: قال عطاء الخُرَساني عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل فقال: إن عليّ بَدَنة، وأنا موسر بها ولا أجدُها فأشتريَها، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبتاع سبع شياهٍ فيذبحهُنَّ. 2854 - حدثنا وهب بن جَرير قال: أخبرني شُعبة عن/ سمَاك بن حرب عن عكْرمة عن ابن عباس ذَكَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر الدجال، قَال: "هو أعورُ هجَانٌ كأنَّ رأسه أصَلَةٌ، أشبهُ رجالكم به عبد العُزَّى بن قَطَن، فإمّا هَلَكَ اَلهُلَّكُ فإن ربكم عز وجل ليس بأعور". 2855 - حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق قالا أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوساً يقول: قلنا لابن عباس في الإقعاء على القَدَمين؟ , فقال: هي السُّنة، قال: فقلنا: إنّا لنَرَاه جفاءً الرِّجْل؟، فقال ابن عباس: هي سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -. 2856 - حدثنا محمد بن بكر قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني

_ (2853) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر2840. (2854) إسناده صحيح، وهو مكرر 2148 (2855) إسناده صحيح ورواه مسلم 1: 150 - 151 وأبو داود 1: 313 - 314 والترمذي 1: 235 كلهم من طريق ابن جريج. "الرجل" اخترنا ضبطها بكسر الراء وسكون الجيم، يعني القدم , تبعاً لابن عبد البر، وضبطه الجمهور بفتع الراء وضم الجيم، ورجحه النووي في شرح مسلم 5: 19. وانظر معالم السنن للخطابي 1: 208 - 209 وشرحنا علي الترمذي 2: 73 - 76. وانظر ما يأتي 2857. (2856) إسناده صحيح, وقد رواه أحمد فيما مضى 938 عالياً عن سفيان بن عيينة عن عُبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس.

عُبيد الله بن أبي يزيد أنه سمِع ابن عباس يقول: ما علمت رسولَ الله كان يتحرى يوما كان يبتغي فضله على غيره، إلاَّ هذا اليومَ، يومَ عاشوراء، أو شهر رمضان. 2857 - حدثنا يحيى بنِ إسحق أخبرنا ابن لَهِيعة عن ابن الزُّبَير عن طاوس قال: رأيت ابن عباس يجْثو على صدور قدميه فقلتُ: هذا يزعم الناس أنه من الجفاء؟، قال: هو سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -. 2858 - حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جُريج أخبرني عكْرمة ابن خالد عن سعيد بين جُبير عز، ابن عباس عن قال: إنماَ نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الثوب المُصْمَتِ حريراً. 2859 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جريج قال أَخبرني خُصَيفِ عن سعيد بن جُبير وعكْرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الثَوب المُصْمَتِ. 2860 - حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا مَعْمَر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتْبَة عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَقرأني جبريلُ على حرف، فراجعتُه، فلم أَزَلْ أَستزيده ويزيدني، فانتهى إلى سبعة أحرف"، قال الزهري: وإنما هذه الأحرف في الأمر الواحد، وليس يختلف في حلالٍ ولا حرامٍ.

_ (2857) إسناده صحيح، وهو مكرر 2855. وقوله "يجثو" إلخ: هو تفسير الإقعاء. ووقع في ح "يحبو"؟ وهو تصحيف، صحح من ك. (2858) إسناده صحيح، وهو مختصر 1879، 1880. (2856) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2860) إسناده صحيح، وهو مكرر 2717 إلا قول الزهري، فإنه زائد في هذه الرواية.

2861 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من الشَّعْر حُكْماً، وإن منَ البيان سَحْراً". 2862 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن ابن طاوس عن أَبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقسموا المال بين أَهل الفرائض على كتاب الله تبارك وتعالى، فما تركت الفرائضُ فلأَوْلى ذَكَرٍ". 2863 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلي عن الحَكَم في مقْسَم عن ابن عباس قال: كُفّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بُرْدَين أبيضين وبُرْدٍ أَحمر. 2864 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: لأن يَمنحَ أحدكم أَرضَه خير له من أن يأخذ عليها كذا وكِذِا، لشيء معلوم، قال: قال ابن عباس: وهو الحَقْلُ، وهو بلسان الأنصار المحُاقلة. 2865 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: تمتَّع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان كذلك، وأوَّل من نَهى عنها معاوية.

_ (2861) إسناده صحيح، وهو مكرر 2815. (2862) إسناده صحيح، وهو مكرر 2657. (2863) إسناده حسن، وهو مكرر 2284. وانظر 2351. (2864) إسناده صحيح، وهو مطول 2541. وانظر 2598. وانظر أيضاً 1960. (2865) إسناده صحيح، وهو مختصر 2664.

2866 - حدثنا أَسود بن عامر، معناه بإسناده. 2867 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن جابر عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ضَرر ولا ضِرار، وللرجلَ أن يجعل خشبةً في حائط جاره، والطريق المِيتَاءُ سبعة أَذْرُع". 2868 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أنبأنا عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: إن استطعتم أن لا يَغْدُوَأحدُكم يويم الفطر حتى يَطْعَم فليفعلْ، قال: فلم أدَعْ أن آكل قبل أن أَغْدُوَ منذُ سمعت ذلك من ابن عباس، فآكلَ من طَرَفِ الصَّرِيقَة الأكلةَ أو أشربَ اللبنَ أو الماء، قلت: فعلامَ يؤَوَّل هذا؟،

_ (2866) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وهو يعني أن أسود بن عامر شاذان حدثه عن سفيان الثوري بإسناده بمعنى الحديث. (2867) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وقوله "لا ضرر ولا ضرار" رواه ابن ماجة 2: 30 - 31 من طريق عبد الرزاق بإسناده. ومعناه صحيح ثابت بإسناد صحيح عند ابن ماجة أيضاً من حديث عبادة بن الصامت. وكلمة "ضرار" بكسر الضاد، وفي ح "إضرار، بألف قبل الضاد، وأثبتنا ما في ك، لموافقته ابن ماجة. وأما باقي الحديث فقد مضى معناه بأسانيد صحاح 2098، 2307، 2757. الميتاء، بكسر اليم: الطريق المسلوك، وهو "مفعال" من الإتيان، واليم زائدة، وبابه الهمزة، قاله ابن الأثير. (2868) إسناده صحيح، إلا أن عطاء شك في المرفوع منه، سمعه من ابن عباس، وجزم بأن ابن عباس سمعه، ولكن شك في أنه سمعه من النبي-صلي الله عليه وسلم-، إذلعله سمعه من غيره من الصحابة. والحديث في مجمع الزوائد 2: 198 - 199، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". الصريفة، بفتح الصاد وبالقاف: قال ابن الأثير: "الرقاقة، وجمعها صرق [يعني بضمتين] وصرائق. وروى الخطابي في غريبه عن عطاء أنه كان يقول: لا أغدو حتى آكل من طرف الصريفة، وقال: هكذا روي بالفاء، وإنما هو بالقاف". الضحاء، بالمد وفتح الضاد: هو إذا عَلَت الشمس إلى ربع السماء فما بعده.

قال: سمعه أظنُّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كانوا لا يخرجون حتى يمتدَّ الضَّحَاءُ، فيقولون: نَطْعَم لئلا نَعْجَل عن صلاتِنا. 2869 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن إسماعيل، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: هو أبو إسرائيل المُلائى، عن فُضيْل، يعني ابنَ عمرو، عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قالِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعجّلوا إلى الحج، يعني الفريضة، فإن أحدكم لا يدري ما يَعْرِضُ له". 2870 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن ابن خُثيم عن أبي الطُّفَيل عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه، حين أردوا دخول مكة في عمرته بعد الحُديبية: "إن قومكم غداً سَيَرَوْنَكم، فلْيَرَوْكُم جُلْداً"، فلما دخلوا المسجد استلموا الركنَ ثم رَمَلوا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - معهم، حتى إذا بلغوا إلى

_ (2869) إسناده ضعيف، لضعف الملائي، وهو إسماعيل بن خليفة، كما قلنا في 974. والحديث قد مضى في مسند الفضل بن عباس 1833 عن أبي أحمد الزبيري، و 1834 عن وكيع، كلاهما عن الملائي عن فضيل عن ابن جُبير عن ابن عباس عن الفضل أو عن أحدهما عن الآخر، وسيأتي كذلك مرة أخرى 2975 عن أحمد الزبيري. ورواه البيهقي 4: 340 من طريق الثوري عن الملائي كما هنا، ثم رواه بإسنادين من طريق أبي الوليد الطيالسي عن الملائي، فقال في الأول: "عن ابن عباس عن الفضل بن عباس"، وقال في الثاني: "عن ابن عباس عن الفضل أو عن أحدهما". وانظر 1973، 1974. تنبيه: روايهَ البيهقي من طريق الثوري فيها هكذا: "سفيان بن سعيد عن إسماعيل الكوفي"، فظن البيهقي أن "إسماعيل الكوفي" شخص آخر، فقال بعده: "ورواه أبو إسرائيل الملائي عن فضيل"؟ ثم ذكر الإسنادين اللذين أشرنا إليهما. وإسماعيل الكوفي هو الملائي نفسه، وسفيان بن سعيد هو الثوري. (2870) إسناده صحيح، وهو مطول 2836.

الركنِ اليَمَاني مَشَوْا إلى الركن الأسود، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم مشَى الأربعَ. 2871 - حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا إسرائيل، وِأبو نُعَيم حدثنا إسرائيل، عن سِماك عن عكْرمة أن ابن عباس قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرِّكاز الخُمُس. 2872 - حدثنا أسود حدثنا إسرائيل، قال: وقضَى، وقال أبو نُعَيم في حديثه: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرِّكازِ الخُمُس. 2873 - حدثنا عبد الرزاق وخلف بن الوليد قالا حدثنا إسرائيل في سماك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يباشر الرجلُ الَرجلَ، ولا الَمرأةُ المرأة". 2874 - قا ل عبد الله [بن أحمد]: قال أبي: ولم يرفعه أسود،

_ (2871) إسناده صحيح، ولم أجده في مجمع الزوائد، وذكره العيني في شرح البخاري 9: 102 ونسبه لابن أبي شيبة في مصنفه. ثم وجدته في القطعة التي طبعت من (الصنف) ببلاد الهند، وهي الجزء الرابع، في ص 67، ورواه عن الفضل بن دكين، وهو أبو نعيم، عن إسرائيل. ومتن الحديث ثابت عند الجماعة من حديث أبي هريرة، انظر المنتقى 2013. الركاز بكسر الراء وتخفيف الكاف وآخره زاي: قال ابن الأثير: "الركاز عند أهل الحجاز كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض. وعند أهل العراق المعادن. والقولان تحتملهما اللغة، لأن كلا منهما مركوز في الأرض، أي ثابت ... والحديث إنما جاء في التفسير الأول، وهو الكنز الجاهلي، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه". وانظر تفصيل القول فيه في الأموال لأبي عبيد 856 - 873. (2872) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، تابع له. (2873) إسناده صحيح، وهو مكرر 2774. (2874) إسناده ضعيف، لإرساله. وهو مكرر ما قبله، وقد أشرنا إليه في 2774.

وحدثناه عن حسن عن سماك عن عِكْرمة، مرسلاً. 2875 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سماك عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين فرغٍ من بدر: َ عليك العيرَ ليس دونَها شيء، قال: فناداه العباس وهو أسير في وِثاقه: لا يصلح، قال: فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لمَ؟ "، قال: لأن الله عز وجل وعدَك إحدى الطائفتين، وقد أعطاك ما وعدك. 2876 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سِمَاك عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بماعزٍ، فاعترف عنده مرتين، فقال: "اذهبوا به"، ثم قال: "ردّوه"، فاعترف مرتين، حتى اعترف أربعَ مراتٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اذهبوا به فارجُموه". 2877 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: كان الطلاق علي عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وسنتينِ من خلافة عمر بن الخطاب، طلاقُ الثلاث: واحدةً، فقال عمر: إنّ الناس قد استعجلوا في أمرٍ كان لهم فيه أَنَاةٌ، فلو أمضيناهُ عليهم؟، فأمضاه عليهم.

_ (2875) إسناده صحح، وهو مكرر 2022. (2876) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 254 - 255 عن نصر بن علي عن أبي أحمد عن إسرائيل. وقد سبق بنحوه 2202 من طريق أبي عوانة عن سماك. وانظر 2129، 2310، 2433، 2617. (2877) إسناده صحيح، ورواه مسلم1: 423 - 424 والحاكم 2: 196 كلاهما من طريق عبد الرزاق، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، ويستدرك عليهما أنه في صحيح مسلم. وقد أوفيت هذا الحديث شرحاً في كتابي نظام الطلاق في الإسلام ص 42 وما بعدها. وانظر 2387.

2878 - حدثنا أبو النَّضْر قال: حدثنا الفَرَج بن فَضَالة عن أبي هَرِم عن صَدَقة الدمشقي قال: جاء رجل إلى ابن عباس يسأله عن الصيام؟، فقال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "إن من أفضل الصيام صيامَ أخي داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً". 2879 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: تمتع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان، وأوّل من نَهى عنها معاوية. 2880 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مسْعَر عن عمرو بن مُرَّة عن سالم بن أبي الجَعْد عن أخيه عن ابن عباس قالَ: أراد النبي - صلى الله عليه وسلم -[أن] يتوضأ من سِقَاءٍ، فقيل له: إنه ميتة، فقال: "دباغه يُذهب خَبَثه"، أو "رِجْسَه"، أو

_ (2878) إسناده ضعيف، لضعف الفرج بن فضالة، كما ذكرنا في 581. أبو هرم: مجهول الشخص والحال، وقال الحافظ في التعجيل 186 - 187: "ساق أحمد الحديث من رواية فرج بن فضالة عن أبي هرمز، كذا هو في الأصل بضم الهاء وسكون الراء بعدها ميم ثم زاي منقوطة. وكتبها الحسيني بخطه ومن تبعه بغير زاي، وهو الذي في تاريخ ابن عساكر بخط ولد المصنف. وجزم ابن عساكر بأنه أبو هريرة، وهو الحمصي"، ثم أشار إلى رواية أخرى للحديث مطولة، وأن فيها "عن أبي هريرة الحمصي". وانظر التعجيل أيضاً 524 - 525. ولكن الذي في الأصلين هنا "عن أبي هرم"، وأيا ما كان فهو مجهول. صدقة الدمشقي: غير معروف أيضاً، ورجح الحافظ في التعجيل تبعاً لابن عساكر أنه "صدقة بن عبد الله السمين"، فإن يَكُنْةُ فهو ضعيف ومتأخر لم يدرك ابن عباس، وإلا يكنه فهو مجهول. والحديث في مجمع الزوائد 3: 193 وقال: "رواه أحمد، وصدقة ضعيف، وإن كان فيه بعض توثيق، ولم يدرك ابن عباس"!، فجزم بأنه السمين، ونسى سائر ما في الإسناد من جهالة وضعف. (2879) إسناده صحيح، وهو مكرر 2865، 2866. (2880) إسناده صحيح، وهو مكرر 2117. وانظر 2538. زيادة [أن] من ك.

"نجسه". 2881 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهَير عن عبد الله بن عثمان ابن خثَيم قال: أخبرني سعيد بن جُبير أنه سمع ابن عباس يقولِ: وضعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده بين كتفيّ، أو قال: على منكبي، فقال: "اللهم فَقِّهْه في الدِّين، وعَلّمْةُ التأويل". 2882 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهَير عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنِ الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: نحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحج مائةَ بدنة، نحر بيده منَها ستين، وأمر ببقيتها فنُحِرت، وأخذ من كل بدنة بضْعَةً فجُمعت في قدْر، فأكل منها، وحسَا من مَرَقها، ونحر يوم الحديبية سبعين، فيها جملُ أَبى جهل، فلما صُدَّت عن البيت حنَّتْ كما تَحِنُّ إلى أولادها. 2883 - حدثنا أبو الجوّاب حدثنا عَمّارِ، يعني ابن رُزَيق، عن محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحِمن بن أبي ليلى عن عليّ قال: ساق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة بَدَنة، فذكر نحوه.

_ (2881) إسناده صحيح، وهو مكرر 2397. وانظر 2422. (2882) إسناده حسن، زهير: هو ابن معاوية. وانظر 2359، 2466. (2883) إسناده حسن، أبو الجواب، بتشديد الواو: هو الأحوص بن جوَّاب الضبي الكوفي، وهو ثقة من شيوخ أحمد، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 59. عمار بن رزيق، بضم الراء وفتح الزاي، الضبي الكوفي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال أحمد: "كان من الأثبات"، وانظر ترجمته في الجرح والتعديل 3/ 1 / 392. وهذا الحديث من مسند على، وإنما جيء به هنا تبعاً، لأنه نحو حديث ابن عباس الذي قبله. وانظر 1374 في مسند علي.

2884 - حدثنا يحيى بن آدم عن إدريس عن محمد بن إسحق عن الزهري عنِ عُبِيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- خرج عام الفتح لعشر مَضَيْن من رمضان، فلما نزل مَرَّ الظهْرَانِ أفطر. 2885 - حدثنا يحيى بن آدم وأبو النَّضْر قالا حدثنا شَريك عن ابن الأصْبَهاني عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة عام الفتح سبع عشرة، يصلي ركعتين، قال أبو النضر: يَقْصُر، يصلي ركعتين. 2886 - [قاِل عبد الله بن أحمد]: حدثنا عبد الله بن عَوْن الخرَّاز، من الثقات، حدثنا شريك. قال [عبد الله بن أحمد]: وحدثني نصر بن علي قال: أخبرني أبي عن شريك عن ابن الأصبهاني عن عِكرمة عن ابن

_ (2884) إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي. وهو مختصر 2392. وانظر 2652. (2885) إسناده صحيح، وهو مكرر 2758. (2886) إسناداه صحيحان، وهو مكرر ما قبله. وهذا الحديث بهذين الإسنادين من زيادات عبد الله ابن أحمد فيما أجزم به، وإن كان الإسناد الأول في الأصلين عن القطيعي هكذا: "حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن عون"، فظاهر هذا اللفظ أن أحمد هو الذي يقول "حدثنا عبد الله بن عون". ولكن الإسناد الثاني يدل على غير ذلك، فإنه في الأصلين عن القطيعي هكذا: "ثنا عبد الله قال: وحدثنى نصر بن علي" فهذا يدل على أن الإسنادين عن عبد الله بن أحمد عن الشيخين: عبد الله بن عون ونصر بن علي، وأن زيادة "حدثني أبي" في الإسناد الأول سهو من الناسخين، مشوا فيه على الجادة. وقد ذكرنا نحواً من هذا الشك في رواية أحمد عن عبد الله بن عون، فيما مضى 909، ولكنا نثق الآن بأن هذا وذاك من زيادات عبد الله. و"الخراز" بتقديم الراء على الزاي. وقوله "من الثقات" هو توثيق من عبد الله بن أحمد لشيخه عبد الله بن عون، وفي الأصلين "عن الثقات"، وهو خطأ واضح، فإن ابن عون يروي عن شريك مباشرة.

عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوَه. 2887 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شَريك عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كُريب عن ابن عباس، يرفعه إليه، أنه قال: " لتَرْكَبْ ولْتُكَفِّرْ يمينَها". 2888 - حدثنا زيد بن الخباب أخبرنا سيف بن سليمان المكي حدثنا قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بالشاهد واليمين. 2889 - حدثنا هاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب في قارظ بن شَيْبة عن أبي غَطَفان قال: دخلت على ابن عباس فوجدتُه يتوضأ، فمضمض ثم استنشق، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اثنتين اثنتين، أو اثنتين با لغتين، أو ثلاثاً". 2890 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني حَبيب ابن الشهيد حدثني ميمون بن مِهْران أنه سمع ابن عباس يقول: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محُرْم. 2891 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شَريك عن أبي غُلْوَان قال:

_ (2887) إسناده صحيح، وهو مختصر 2829. وانظر 2835. (2888) إسناده صحيح، وهو مكرر 2224 بهذا الإسناد. (2889) إسناده صحيح، وهو مكرر 2011. (2890) إسناده صحيح، وهو مختصر 2785. (2891) إسناده صحيح، أبو علوان، بضم العين وسكون اللام: هو عبد الله بن عصم، بضم العين وسكون الصاد وآخره ميم، ويقال "ابن عصمة"، ورجح أحمد قول شريك، أنه "عبد الله ابن عصم" دون هاء، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: "ليس به بأس"، وجرحه =

سمعت ابن عباس يقول: فُرض على نبيكم - صلى الله عليه وسلم - خمسون صلاة، فسأل ربَّه عز وجل فجعلها خَمساً. 2892 - حدثنا حسيبن بن محمد حدثنا شَريك عن عبد الله بن عُصْمٍ اعن ابنِ عباس يقول: أُمر نبيكم - صلى الله عليه وسلم - بخمسين صلاة، فسأل ربه فجعلها خمس صلواتٍ. 2893 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شَريك عن عبد الله بن عُصْم عن ابن عباس قال: فرض الله عز وجلِ على نبيه - صلى الله عليه وسلم - الصلاةَ خمسين صلاة، فسأل ربه عز وجل فجعلها خمس صلواتٍ. 2894 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن بن حمُيد حدثنا

_ = ابن حبان بكثرة الخطأ، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. والحديث رواه ابن ماجة 1: 220 من طريق أبي الوليد عن شريك. ونقل شارحه السندي عن الزوائد قال: "روى ابن ماجة هذا الحديث عن ابن عباس، والصواب: عن ابن عمر، كما هو في أبي داود. ثم قال: وإسناد حديث ابن عباس واه، لقصور عبد الله بن عصم وأبي الوليد الطيالسي عن درجة أهل الحفظ والإتقان"!، وهذه جرأة عجيبة!، فأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك: حافظ إمام حجة ثقة ثبت، يكفى قول أحمد فيه: "أبو الوليد شيخ الإسلام، ما أُقَدم اليوم عليه أحداً من المحدثين"، وقوله فيه: "متقن"، وقول أبي حاتم: "إمام فقيه عاقل ثقة حافظ، ما رأيت بيده كتاباً قط"، ثم لم ينفرد أبو الوليد بهذا الحديث عن شريك. فها هو ذا أحمد قد رواه هنا عن ثلاثة من شيوخه ثقات، في هذا الإسناد والإسنادين بعده. وأنه رواه أبو داود من حديث ابن عمر لا يعلل روايته من حديث ابن عباس. (2892) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2893) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2894) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، بضم الراء وفتح =

أبو الزُّبَير عن طاوس عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا التشهدَ كما يعلمنا السورةَ من القرآن. 2895 - حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمرت بالسواك، حتى خشيتُ أن يوحى إلىّ فيه". 2896 - حدثنا يحيى بن آدم وخلف بن الوليد قالا حدثنا إسرائيل عن سِمَاك عن عِكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة". 2897 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا كامل بن العلاء عن حَبيب ابن أبي ثابت عن ابن عباس، أو عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال بين السجدتين في صلاة الليل: "ربِّ اغفر لي وارحمني وارفعني وارزقني واهدني"، ثم سجد.

_ = الهمزة مخففة: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم. والحديث مختصر 2665. (2895) إسناده صحيح، وهو مكرر 2125، 2799. وانظر 2573. (2896) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 172، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجاله رجال الصحيح". (2897) إسناده صحيح، كامل بن العلاء التميمي السعدي: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 244 - 245. وسيأتي الحديث مطولاً 3514. وقوله "أو عن سعيد جن جُبير عن ابن عباس": الظاهر أنه شك من يحيى بن آدم فيما سمع من كامل، أهو "عن حبيب عن ابن عباس "أم" عن =

2898 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مُفَضَّل عنِ منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: "إن هذا البلد حرام حرَّمه الله، لم يحل فيه القتلُ لأحدٍ قبلي، وأُحلَّ لِى ساعةً، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يُنَفَّر صيدُه، ولا يُعْضَدُ شوكُه، ولا يَلتقط لُقَطَتَه إلاَّ مَن عرفها، ولا يُخْتَلى خَلاَه"، فقال العباس: يا رسول الله، إلاَّ الإذْخِر، فإنه لبيوتهم ولقَيْنِهم، فقال: "إلاَّ الإذخر، ولا هجرة، ولكن جهادٌ ونية، وإذا استُنْفرتم فانَفِروا". 2899 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حَيْوُة أخبرني مالك بن خَيْر

_ = حبيب عن سعيد عن ابن عباس"؟ ولكن الرواية المطولة الآتية رواها أسود بن عامر عن كامل عن حبيب عن ابن عباس، ولم يشك. (2898) إسناده صحيح، مفضل: هو ابن مهلهل السعدي، وهو ثقة ثبت صاحب سُنة وفضل وفقِه، وقال ابن حبان في الثقات: "كان من العباد الخشْن، ممن يفضل على الثوري"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 406. والحديث مطول 2353، 2396. (2899) إسناده صحيح، أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقري. حيوة، بفتح الحاء وسكون الياء وفتح الواو: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي المصري الفقيه الزاهد، وهو ثقة ثقة، كما قال أحمد، ووثقه ابن معين وغيره. وقال ابن المبارك: "ما وُصف لي أحد ورأيته، إلا كانت رؤيته دون صفته، إلا حيوة فإن رؤيته كانت أكبر من صفته"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 111 - 112. مالك بن خير الزيادي أبو الخير: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري 4/ 1/ 312، وقال: "سمع مالك بن سعد"، ولم يذكر فيه جرحَاً. مالك بن سعد التجيبي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة: "مصري لا بأس به"، وترجمه البخاري أيضاً 4/ 1/ 308، وأشار إلى هذا الحديث عن عبد الله بن يزيد المقري عن حيوة. والحديث ذكره المنذري في الترغيب 3: 181 وقال: "رواه أحمد بإسناد صحيح، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: "صحيح =

الزيادي أن مالك بن سعد التُّجِيبى حدثه أنه سمع ابن عباس يقول: سمعت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول: "أتاني جبريل فقال: يا محمد، إن الله عز وجل لعن الخمر، وعاصِرها، ومعتصرها، وشاربَها، وحاملها، والمحمولةَ إليه، وبائعَها، ومبتاعَها، وساقيها، ومُسْتَقيَها". 2900 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن لَهِيعة بن عُقْبة الحضرمي أبو عبد الرحمن عن عبد الله بن هُبَيرة السَّبائي عن عبد الرحمن ابن وَعْلَة قال: سمعت ابن عباس يقول: إن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبإ ما هو؟، أرجل أم امرأة أم أرض؟، فقال: "بل هو رجلِ وَلَد عشرةً، فسكَنَ اليمنَ منهم ستة، وبالشأمِ منهمٍ أربعة، فأما اليمانيون فَمَذْحجٌ وكنْدَة والأزْد والأشعريون وأَنْمار وحِمْير، عرباً كلها، وأما الشامية فلخمٌ وجُذَامُ وعامِلُة وغَسَّان".

_ = الإسناد". وهو في مجمع الزوائد 5: 73 وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات". قوله "ومستقيها" في ك "ومسقاها"، وهو الموافق للترغيب والزوائد. (2900) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 7: 15 عن هذا الموضع وقال: "ورواه عبد [يعني ابن حميد] عن الحسن بن موسى عن ابن لهيعة به. وهذا إسناد حسن، ولم يخرجوه. وقد رواه الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب (القصد والأمم بمعرفة أصول أنساب العرب والعجم) من حديث ابن لهيعة عن علقمة بن وعلة عن ابن عباس، فذكر نحوه". وذكره أيضاً في التاريخ 2: 159. وهو في مجمع الزوائد 7: 94، ونسبه لأحمد والطبراني. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 5ْ231 أيضاً لابن أبي حاتم وابن عدي والحاكم وصححه وابن مردويه. ورواية ابن عبد البر في (القصد والأمم) ص 20 مختصرة من طريق عثمان بن كثير عن ابن لهيعة عن علقمة بن وعلة عن ابن عباس. و"علقمة بن وعلة" هذا لم أجد له ترجمة ولا ذكراً في غير هذا الموضع، ولا أعرف من هو؟ إلا أن يكون أخَاً لعبد الرحمن بن وعلة.

2901 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا المسعودي عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فجاءت جاريتان حتى قَامتا بين يديه عند رأسه، فنحّاهما، وأومأ بيديه عن يمينه وعن يساره. 2902 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا المسعودي حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كُريب عن ابن عباس: كان اسمُ جُوَيْريةَ بنت الحرث زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَرَّةَ، فحوَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمها، فسماها جويرية. 2903 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا داود عن علْبَاء عن عكْرمة عن ابن عباس قال: خَطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض أربعَة خطوط، َ قال: "أتدرون ما هذا؟ "، قالوا: الله ورسوله أَعلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل نساء أهل الجنة خديجةُ بنت خوَيلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسيةُ بنت مُزَاحم امرأةُ فرعون". 2904 - حدثنا حَجّاج أخبرنا ليث حدثنا عمرو بن الحرث عن بُكير ابن عبد الله عن شُعبةَ مولى ابن عباس وكُريبٍ مولى ابن عباس: أن عبد الله ابن عباس مرَّ بعبد الله بن الحرث بن أبي ربيعة وهو يصلي مضفورَ

_ (2901) إسناده صحيح، وانظر 2805. (2902) إسناده حسن، وهو مختصر 2334. وإنما حسنته لأن أبا عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ سمع من المسعودي بعد إلاختلاط. وانظر 3308. (2903) إسناده صحيح، وهو مكرر 2668. (2904) إسناداه أحدهما حسن، وهو طريق "شعبة مولى ابن عباس"، والآخر صحيح، وهو طريق "كريب مولى ابن عباس". وقد مضى معناه مختصراً بإسناد ضعيف 2768 من طريق كريب. وأشرنا هناك إلى أن مسلماً رواه من رواية عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحرث عن بكيرعن كريب. وانظر عون المعبود 1: 246.

الرأس معقوداً من ورائِه، فوقف عليه فلم يبرَحْ يَحلُّ عُقَدَ رأسه، فأقرّ له عبد الله بن الحرث، حتى فرغ من حَلّه، ثم جلس، فلما فرغ اَبنُ الحرث من الصلاة أتاه، فقال: عَلامَ صنعتَ برأسي ما صنعتَ برأسي آنفاً؟، قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَثَل الذي يصلي ورأسه معقودٌ من ورائه كمثل الذي يصلي مكتوفاً". 2905 - حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لَهِيعة عن بُكير عن كُرَيب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَثَل الذي يصلي ورأسُه معقوصٌ كمثل الذي يصلي وهو مكتوف". 2906 - حدثنا حَجّاج أخبرنا شَريكِ عِن جابر عن عامر عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم ثلاثاً في الأخدعين وبين الكتفين، وأعطى الحجام أجرتَه، ولو كان حراماً لم يعطه إياه. 2907 - حدثنا حَجّاج أخبرنا شَريك عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث، ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}. 2908 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الفجر من يوم الجمعة {الم (1) تَنْزِيلُ}، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}

_ (2905) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (2906) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. عامر: هو الشعبي. والحديث مطول 2670 وانظر 2155، 2981. (2907) إسناده صحيح، وهو مكرر 2777. (2908) إسناده صحيح، وهو مكرر، 280 بإسناده.

2909 - حدثنا حَجّاج أخبرنا شَريك عن أبيِ إسحق عن التميمي / عن ابن عباس قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجداً قد خَوَّى، حتى يُرَى بياض إبْطيه. 2910 - حدثنا أسود حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس قال: تدبرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيته ساجداً مخَوِّياً، ورأيتُ بياض إبْطيه. 2911 - حدثنا حَجّاج أخبرنا شَريك عن سمَاك عن عكْرمة عِن ابن عباس: رفَعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كل حلْفٍ كانَ في الجاهلَية لم يَزِده الإسلامُ إلاَّ شدةً"، أو "حِدَّةً". 2912 - حدثنا حَجّاج حدثنا شَريك عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيُّما امرأة وَلَدتْ من سيدها فهي مُعْتَقة عن دُبُرٍ منه"، أو قال: "مِنْ بعده"، وِربما قالهما جميعاً. 2913 - حدثنا حَجّاج حدثنا شريك عن حِسين بن عبد الله عن عِكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أمر عليّا فوضع له غُسْلاً، ثم أعطاه

_ (2909) إسناده صحيح، وهو مكرر 2782. (2910) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2911) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 173 وفيه زيادة من أبي يعلى، قال: "وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا حلف في الإسلام، وما كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة، أو حدة. رواه أبو يعلى وأحمد باختصار، ورجالهما رجال الصحيح". فهو يريد هذا الحديث وقد مضى معناه مرسلاً عن الزهري مع حديث لعبد الرحمن بن عوف 1655. (2912) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله. وهو مكرر 2759. (2913) إسناده ضعيف، من أجل الحسين. وهو في مجمع الزوائد 1: 269 وقال: "رواه أحمد =

ثوباً فقال: "استرني وولَّنِي ظهرَك". 2914 - حدثنا حَجّاج حدثنا شرَيك عن سِماك بن حرب عن عْكرمة عن ابن عباس, رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا اختلفتم في الطريق فاَجعلوه سبعة أَذْرُع، ومن سأله جارُه أن يَدْعَم على حائطه فليفعلْ". 2915 - حدثنا حَجّاج أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن عمرو ابن أبي عمرو عن عكْرمة عن ابنِ عباس أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله من غيَّر تَخُوم الأرضِ، لعَن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من تولَّى غير مواليه، لعن الله من كَمَه أعمى عن السبيل، لعن الله من وِقَعِ على بهيمة، لعن الله من عَمل عَمَلَ قوم لوط، لعن الله من عمل عملَ قومِ لوطٍ"، ثلاثاً 2916 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال حدثنا عمرو ابن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ملعون منِ سَبَّ أباه، ملَعون من سب أمه، ملعون من ذَبح لغير الله، ملعون من غَيَّر تخَوُم الأرضِ، ملعون من كَمَه أعمى عن الطريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عَمل عَمَل قوم لوط"، قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مراراً ثلاثاً في اللوطية.

_ = والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح"! وقد وهم الهيثمي كما وهم في إسناد 2320، فما كان حسين هذا من رجال الصحيح، بل هو ضعفه مراراً، منها ما نقلناه في 2607، 2750. هنا في ح "عن حسين بن عبد الله عن سماك عن عكرمة "، وزيادة "عن سماك" خطأ واضح، صححناه من ك، فحذفناها. (2914) إسناده صحيح، وهو مكرر 2757. وانظر 2867. (2915) إسناده صحيح، وهو مكرر 2817. (2916) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

2917 - حدثنا أبو سعيد حدثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن عِكْرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله من غيَّر تَخُوم الأرض، لعن الله من تولى غير مواليه، لعن الله من كَمَه أعمى عن الطريق، لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من وقع على بهيمة، لعن الله من عقَّ والديه، لعن الله من عَمِل عَمَل قوم لوط"، قالها ثلاثاً. 2918 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا إسرائيل عن جابر عن عكْرمة عن ابن عباس قالِ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت بركعتي الضُّحَى، ولم تؤَمروا بها، وأُمرت بالأضْحى، ولم تُكْتَبْ". 2919 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شَريك عن جابر عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله طيق: "أمرت بركعتي الضحى، ولم تَؤمروا بها، وأمرت بالأضحى، ولم تُكتب". 2920 - حدثنا أسود بن عامير حدثنا شَريك عن جابر عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كُتب علىَّ النحرُ، ولم يُكتب علَيكم، وأمرت بركعتي الضحى، ولم تؤمروا بها". 2921 - حدثنا هاشم بين القاسم حدثنا شَيبان عن عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى ابن عُقَيل الأنصاري قال: قال ابن عباس: لقد علَمت آيةً من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري، أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها فيسألوا عنها؟، ثم طَفِق يحدثنا، فلما قام

_ (2917) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2918) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وهو مكرر 2065، 2081. (2919) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (2920) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله بإسناده، اللفظ مقارب والمعنى واحد. والظاهر أن أسود ابن عامر سمعه من شيخه شريك مرتين باللفظين. (2921) إسناده صحيح، شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النحوي. عاصم: هو ابن بهدلة، =

تلاوَمْنا أن لا نكون سألناه عنها، فقلت: أنا لها إذا راح غداً، فلما راح الغَدَ قلت: يا ابن عباس، ذكرتَ أمسِ أن آيةً من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري أعلمها الناسُ فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها؟، فقلتُ: أخبرني عنها وعن اللاتي قرأتَ قبلها؟، قال: نعم، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال

_ = وهو ابن أبي النجود. أبو رزين: هو الأسدي، واسمه مسعود بن مالك، وهو مولى سعيد ابن جُبير، سبق في 1955. أبو يحيى: هو المعرقب، بفتح القاف، واسمه "مصدع" بكسر الميم وسكون الصاد وفتح الدال وآخره عين مهملة، وفي التهذيب أنه "مولى عبد الله بن عمرو ويقال مولى معاذ بن عفراء"، والذي هنا أنه مولى ابن عقيل الأنصاري، فالظاهر أنه مولى الأنصار، وهو تابعي روى عن علي وغيره من الصحابة، وتكلموا فيه من أجل التشيع، وأخرج له مسلم، وقال عمار الدهني: "كان عالماً بابن عباس"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 65 وقال: "قال ابن حنبل: هو مولى معاذ ابن عفراء، وهو الأعرج". والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 7: 406 - 407 عن هذا الموضع، ثم ذكر نحوه عن ابن أبي حاتم من حديث ابن عباس. وهو في مجمع الزوائد 7: 104 ونسبه أيضاً للطبراني، وقال: "وفيه عاصم بن بهدلة، وثقه أحمد وغيره، وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح"، وعاصم ثقة أخرج له الشيخان وسائر أصحاب السنة. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 19 - 20 ونسبه أيضاً لابن مردويه. قوله "وما تقول في محمد" هكذا هو في الأصلين وابن كثير، وفي الزوائد "وما يقول محمد"، ولعله أصح، أو يكون في الكلام نقص. {يَصُدُّونَ} قرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم الصاد، ووافقهم الحسن والأعمش، وقرأ باقي الأربعة عشر بكسر الصاد. والقراءتان في اللسان، وفسر الأولى "يصدون" بضم الصاد: يعرضون، والثانية بكسرها: يضجون ويعجون، ونقل عن الأزهري: "تقول: صد يصِد ويصُد، مثل شد يشِد وبشُد، والاختيار يصدون بالكسر، وهي قراءة ابن عباس، وفسره يضجون ويعجون " {لَعِلْمٌ} بكسر العين وسكون اللام، وهي قراءة أكثر القراء، وقرأ الأعمش "لعلم" بفتح العين واللام، انظر اتحاف فضلاء البشر 386.

لقريش: "يا معشر قريش، إنه ليس أحدٌ يعْبَد من دون الله فيه خير، وقد علمتْ قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم، وما تقول في محمد"، فقالوا: يا محمد، ألستَ تزعم أن عيسى كان نبيّا وعبداً من عباد الله صالحاً، فلئن كنت صِادقاً فإن آلهتَهم لكما تقولون، قال: فأنزل الله عز وجل {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)} قال: قلت: ما يصدون؟، قالَ: يَضجُّون، {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} قال: هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلَام قبل يوم القيامَة. َ 2922 - حدثنا أبو النَّضْر قال حدثنا عبد الحميد حدثنا شَهْرٌ حدثنا عبد الله بن عباس قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفناء بيته بمكة جالس، إذا مر به عثمان بن مظعون، فكَشَر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تجلسُ؟))، قال: بلى، قال: فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبلَه، فبينما هو يحدثه إذْ شَخَص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببصره إلى السماء، فنظر ساعَةً إلى السماء، فأخذ يضع بصره حتى وضَعَه على يِمينه في الأرض، فتحرَّف رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصرِه، وأخذ ينْغض رأسَه كأنه يَسْتَفْقِهُ ما يقال له، وابنُ مظعون ينظر، فلما قضى حاجته واَستفقه ما يقالِ له، شخص بصرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء كما شخَص أولَ مرة، فأتْبعه بصره حتى توارى في السماء فأقبل إلى عثمان بجلسته الأولى، قال: يا محمد، فيم

_ (2922) إسناده صحيح، وهو أجدر أن يكون من مسند "عثمان بن مظعون" لأن ابن عباس لي يدرك القصة يقينَا، وقد قال في آخر الحديث: "قال عثمان: فذلك حين استقر الإيمان في قلبي، وأحببت محمداً". وابن عباس لم يدرك عثمان بن مظعون أيضاً، فيكون الحديث مرسل صحابي، سمعه من صحابي آخر عن عثمان. وعثمان بن مظعون بن حبيب الجمحي: من المهاجرين الأولين السابقين إلى الإسلام، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً، وهاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة، وشهد بدراً، ثم مات، عقبها في سنة 2 من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين وأول من دفن بالبقيع منهم. وهو الذي =

كنتُ أجالسك وآتيك ما رأيتُك تفعل كفعلك الغَداة!، قال: "وما رأيتَنىِ فعلتُ؟ "، قال: رأَيتك تشخص ببصرك إلى السماء ثم وضعتَه حيث وضعته على يمينك فَتَحَرَّفْتَ إليه وتركتني، فأخذتَ تُنْغض رأسَك كأنك تستفقه شيئاً يقال لك، قال: "وفَطَنْتَ لذاك؟ "، قَال عثمان: نعم، قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "أتاني رسول الله آنفاً وأنت جالس"، قال: رسول الله؟، قال: "نعم"، قال: فما قال لك؟، قال: " {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} قال عثمان: فذلك حين استقَّر الإيمان في قلبي وَأحببتُ محمداً.

_ = قال رسول الله لبنته زينب حين ماتت: "الحقي بسلفنا الصالح الخير عثمان بن مظعون" فيما مضى 2127 وفيما سيأتي 3103. وقد أثبتنا رقم هذا الحديث في فهارسنا في مسنده. والحديث في تفسير ابن كثير 5: 84 عن هذا الموضع، وقال: "إسناد جيد متصل حسن، قد بين فيه السماع المتصل. ورواه ابن أبي حاتم من حديث عبد الحميد ابن بهرام مختصر،". وفى مجمع الزوائد 7: 48 - 49 وقال: "رواه أحمد، وإسناده حسن". وفي الدر المنثور 4: 128 ونسبه أيضاً للبخاري في الأدب المفرد والطبراني وابن مردويه. "جالس" كذا في ح ونسخة بهامش ك وابن كثير، وفي ك والزوائد والدر المنثور "جالساً". فكشر: أي تبسم، والكشر، بسكون الشين المعجمة: بدوّ الأسنان عند التبسم، وفي ح "فتكشر" وأثبتنا ما في ك، وهو الموافق لسائر المصادر. "ينغض رأسه"، بكسر الغين: أي يحركه ويميل إليه، وفي ح "ينفض" بالفاء، وهو خطأ، صححناه من ك وابن كثير والزوائد. وكذلك "تنغض" الآتية بعد أسطر. "كأنه يستفقه ما يقال له" في ك "كأنه يستفقه شيئَا يقال له". "فأقبل إلى عثمان" كذا في ح وابن كثير والدر المنثور، وفي ك والزوائد "فأقبل على عثمان". "فتحرفت إليه"، بالفاء: أي انحرفت، وفي ح "فتحركت"، وصححناه من ك وابن كثير والزوائد. "فطنت" مثلثة الطاء، من أبواب "فرح" و "نصر" و "كرم".

2923 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا عبد الحميد حدثنا شَهْر قال ابن عباسِ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل نبي حَرَم، وحَرَمِي المدينة، اللهمِ إني أُحَرَّمُها بحُرَمِك، أن لا يُؤْوَى فيها مُحْدِث، ولا يُخْتَلى خلاها، ولا يُعْضَدُ شوكُها، ولا تؤخذ لُقَطتُها إلا لمنشدٍ". 2924 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا عبد الحميد حدثنا شَهْر قال: قالِ ابن عباس: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "أيُّما رجلٍ ادَّعَى إلى غير والده، أو تولىَّ غيرَ مواليه الذين أعتقوه، فإن عليه لعنةَ الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم القيامة، لا يُقْبل منه صَرْفٌ ولا عَدْل". 2925 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا عبد الحميد حدثني شَهرْ عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أصناف النساء إلا ما كان من المؤمنات المهاجرات، قال: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} وأحل الله عز وجل فَتَياتِكم المؤمنات، {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ}، وحَرَّم كل ذات دَين غير دين الإسلام، قالَ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي

_ (2923) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 301 وقال: "رواه أحمد، وإسناده حسن". "يؤوى" في ح "يأوى"، وأثبتنا ما في ك. وانظر 1297. (2924) إسناده صحيح، وانظر 1297، 1553، 2915. (2925) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 167 عن عبد بن حميد عن روح عن عبد الحميد ابن بهرام، وقال: "حدثنا حسن، إنما نعرفه من حدثنا عبد الحميد بن بهرام. سمعت أحمد بن الحسن يذكر عن أحمد بن حنبل قال: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب". وهو في الدرالمنثور 5: 211 ونسبه أيضاً لعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. وانظر تفسير ابن كثير 6: 583.

الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)}]، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} وإلى قوله {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}، وحَرَّم سِوَى ذلك من أَصناف النساء. 2926 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا عبد الحميد حدثنا شَهْر حدِثنِي عبد الله بن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب امرأة من قومه يقال لها سودة، وكانتْ مُصْبيَةً، كان لها خمسةُ صِبية أو ستة، من بعلٍ لها مات، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يمنعُك منِّي؟ "، قَالت: والله، يِانبيِّ الله، ما يمنعني منك أن لا تكونَ أحبَّ البرية إلَىّ، ولكني أُكرمك أن يَضْغُو هؤلاء الصبية عند رأسك بُكرةً وعشية، قال: "فهل منعك مني شيء غيرذلك؟ "، قالت: لا والله، قال لها رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "يرحمكِ اَلله، إنَّ خير نساء ركبْنَ أعجازَ الإبل صالحُ نساء قريشٍ، أَحْناه على ولَدٍ في صِغَر، وأَرْعاه على بعلٍ بذات يدٍ". 2926 م- وقال: جلس رسول الله-صلي الله عليه وسلم- مجلساً له، فأتاه جبريل عليه

_ (2926) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 270 - 271 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وهو ثقة، وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات". سودة هذه: غير سودة بنت زمعة أم المؤمنين، لم يعرف نسبها، ولذلك ترجمها الحافظ في الإصابة 8: 118 باسم "سودة القرسْية"، وأشار إلى هذا الحديث وأنه رواه ابن مردويه، فكأنه لم يره في المسند. يضغو بالضاد والغين العجمتين: أي يصيح ويبكي، ضغا الصبي يضغو ضغواً وضغاء: إذا صاح وضج. (2926م) هو بإسناد الحديث قبله، تابع له، وقد كان أجدرأن يكون له رقم خاص، ولكن فاتنا ذلك، فاستدركناه بتكرار الرقم وأتبعناه بحرف م تمميزاً له- والحديث في تفسير ابن كثير 6: 475 وقال: "حديث غريب، ولم يخرجوه" يعني أصحاب الكتب الستة. وهو في مجمع الزوائد 1: 38 - 39 وقال: "رواه أحمد والبزار بنحوه، إلا أن في البزار: أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - في هيئة رجل شاحب مسافر. وفي إسناد أحمد شهر بن حوشب". وانظر حديث عمر في سؤالات جبريل 184، 367، 368، 374، 375. قوله في آخر الحديث " "العرب" في الزوائد "العريب " بالتصغير، وهي نسخة بهامش ك.

السلام، فجلس بين يديْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعاً كفَّيه على ركبتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، حدثني ما الإسلام؟، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإسلام أن تُسْلم وجهَك لله، وتشهدَ أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأنا محمداً عبده ورسوله"، قال: فإذا فعلتُ ذلك فأنا مسلم؟، قال: "إذا فعلتَ ذلك فقد أسلمتَ"، قال: يا رسول الله فحدثني ما الإيمان؟، قال: "الإيمان أن تؤمن بالله واليوم والآخِر والملائكة والكتاب والنبيين، وتؤمن بالموت، وبالحياة بعد الوت، وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان، وتؤمن بالقَدَر كله، خيرِه وشر"، قال: فإذا فعلتُ ذلك فقد آمنتُ؟، قال: "إذا فعلتَ ذلك فقد آمنت"، قال: يا رسول الله، حدثني ما الإحسان؟، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه، فإنك إن لم تره فإنه يراك"، قال: يا رسوِل الله، فحدثني عن متى الساعة؟، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله!، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا هو {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}، ولكنْ إن شئَت حدثتُك بمعالمَ لها دون ذلك"، قالَ: أجل ياَ رسولَ الله، فحدَّثني، قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "إذا رأيتَ الأمَةَ وَلَدَتْ ربتَها"، أو "رَبَّها، ورأيتَ أصحاب الشاءِ تطاولوا بالبنيان، ورأيتَ الحفاة الجيَاع العالة كانوا رؤوس الناس، فذلك من معالم الساعة وأشراطها"، قال: ياَ رسول الله، ومَن أصحابُ الشاء والحُفاةُ الجياعُ العالةُ؟، قال: "العرب". 2927 - حدثنا هاشم حدثنا أبو معاوية، يعني شَيبان، عن ليث عن عبد الملك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله يتفاءل ولا يتطير، ويعجبه كل اسمَ حسنٍ.

_ (2927) إسناده صحيح، هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. شيبان: هو ابن عبد الرحمن. ليث: هو ابن أبي سليم. والحديث مكرر 2328، 2767.

2928 - حدثنا هاشم حدثنا إسرائيل عن سِمَاك عن سعيد عن جُبير عن ابن عباس في قوله {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: الذين هاجروا مع محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة. 2929 - حدثنا أبو النَّضْر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذُؤيب عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- جاء أو خرج عليهم وهم جلوس، فقال: "ألاَ أحدثكم بخير الناس منزلاً؟ "، قال: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "رجلِ ممسك برأس فرس في سبيل الله حتى يموت أو يقْتل"، ثم قال: "ألا أخبركم بالذي يليه"، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "امرؤ معتزل في شِعْبٍ يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس"، ثم قال: "ألاَ أخبركمَ بشرّ الناس منزلاً؟ "، قال: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الذي يُسْئَل بالله ولا يعطى به". 2930 - حدثنا حسين أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب عن عطاء بن يسار عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم وهم جلوس، فقال: "ألا أحدثكم بخير الناس منزلةً"،-فذكره. 2931 - حدثنا أبو النَّضْر عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس

_ (2928) إسناده صحيح، وهو مكرر 2463. (2929) إسناده صحيح، وهو مكرر 2116. وانظر 2838. (2930) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2931) إسناده ضعيف، لانقطاعه. القاسم بن عباس: سبق توثيقه 1971، ولكنه متأخر لم يدرك ابن عباس، ويروي عن أصحابه، وقتل سنة 130. وهذا الحديث لم أجده في غير المسند، وذُكر في المنتقى 4231 ولم ينسبه لغيره، ولم يذكر الشوكاني علته، ولم يذكره صاحب مجمع الزوائد، لعلهما لم يرياه في المسند. وانظر 2812.

عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي المرأةَ والمملوكَ من الغنائم ما يصيبُ الجيش. 2932 - حدثناه حسين قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن رجل عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعطي العبد والمرأةَ من الغنائم. 2933 - حدثناه يزيد، قال: عمن سمع ابن عباس، وقال: دون ما يصيب الجيش. 2934 - حدثنا أبو النَّضْر عن ابن أبي ذئب عن شُعبة: أن المسْوَرَ ابن مَخْرَمة دخل على ابن عباس يعوده من وجَع، وعليه بُرْد إستبرَق، فقال: يا أبا عباس، ما هذا الثوب؟، قال: وما هو؟، قال: هذا الإستبرق، قال: والله ما علمتُ به، وما أظن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن هذا حين نَهى عنه إلا للتجبّر والتكبّر، ولسنا بحمد الله كذلك، قال: فما هذه التصاوير في الكانون؟، قال: ألا تَرى قد أحرقناها بالنار؟، فلما خرج المسور قال: انزعوا هذا الثوب عنى، واقطعوا رؤوس هذه التماثيل، قالوا: يا أبا عباس، لو ذهبت بها إلى السوق كان أنفقَ لها مع الرأس، قال:؟ لا، فأمر بقطع رؤوسها.

_ (2932) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، وأشد ضعفاً منه، فإن الإسناد السابق بين أن هذا الرجل المبهم هو القاسم بن عباس. وأما الحافظ فأشار إليه في التعجيل 549 وجزم بأن الرجل المبهم هو مقسم، ولا أدري من أين له هذا؟!. (2933) إسناده ضعيف، لانقطاعه أيضاً. وهو مكرر ما قبله. (2934) إسناده حسن، شعبة: هو ابن دينار مولى ابن عباس، سبق في 2073، 2801 أن حديثه حسن.

2935 - حدثنا هاشم عن ابن أبي ذئب عن شُعبة قال: وجاءَ رجل إلى ابن عباس فقال: إن مولاك إذا سجد وضَع جبهته وذراعيه وصدرَه بالأرض، فقال له ابن عباس: ما يحملك على ماتصنعِ؟، قال: التواضع!، قال: هكذا رِبْضَةُ الكلب، رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذا سجد رؤِي بياضُ إبْطَيه. 2936 - حدثناه حسين أخبرنا ابن أبي ذئب، فذكر مثله. 2937 - حدثنا هاشم عن ابن أبي ذئب عن شعبة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبعثه مع أهله إلى منىً يوم النحر، ليَرموا الجمرةَ مع الفجر. 2938 - حدثناه حسِين قال حدثنا ابن أبي ذئب عنٍ شُعبة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثَ به مع أهله إلى منًى يوم النحر، فَرَمُوا الجمرةَ مع الفجر. 2939 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا شَريك عن حسين عن عِكْرمة عنِ ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من وَطِئَ. أَمتَه فولدتْ له، فهي مُعْتَقَة عن دُبُرٍ". 2940 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا شَريك عن حسين عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في ثوب متوشحاً به، يتّقى بفضوله حَرَّ الأرض وبردها.

_ (2935) إسناده حسن، وهو مطول 2073. وانظر 2909. (2936) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله. (2937) إسناده حسن، وانظر 2842. (2938) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله. (2939) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله. وهو مكرر 2912. (2940) إسناده ضعيف، كسابقه. وهو مكرر 2320، 2760. وانظر 2385.

2941 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة في سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأتيه الجاريةُ بالَكتف من اَلقدْر، فيأكل منها، ثم يخرج إلى الصلاة، فيصلي ولم يتوضأ ولم يمسَّ ماءً. 2942 - حدثنا حسين عن زائدة عن سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الخُمْرةَ. 2943 - حدثنا عثمان بن عمر حدثني يونس عن الزهري عن يزيد بن هُرْمُزَ: أن نَجْدَةَ الحَرُورِيّ حين خرج من فتنة ابن الُّزبَير أرسل إلى ابن عباس يسأَله عن سهم ذي القربى: لمن تراه؟، قال: هو لنا، لقُربى رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، قسمه رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لهم، وقد كان عمر عَرَض علينا منه شيئاً رأيناه دونِ حقنا، فرددناه عليه، وأبينا أن نقبله، وكان الذي عَرَض عليهم أن يُعين ناكحَهم، وأن يَقْضي عن غارمهم، وأن يعطي فقيرَهم، وأبى أن يزيدهم عَلى ذلكَ. 2944 - حدثنا عثمان بن عمرو حدثنا يونسِ عن الزهري عن عُبيد الله بنِ عبد الله عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يَسْدل شعره، وكان المشركون يفرقوِن رؤوسهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب موافقةَ أهَلِ الكتاب فيما لم ينزل عليه، ففَرَق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسَه. 2945 - حدثنا رَوح حدثنا حماد عن علي بن زيد عن يوسف بن

_ (2941) إسناده صحيح، وهو مطول 2467. وانظر 2545. (2942) إسناده صحيح، وهو مكرر 2814. (2943) إسناده صحيح، وانظر 2812. (2944) إسناده صحيح، وهو مكرر 2605. (2945) إسناده صحيح، وهو مكرر 2736 بإسناده.

مهْران عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أَحدٌ من الناس إلاَّ وقد أخطأ أوَهَمَّ بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا". 2946 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُريج قال أخبرني حسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس وداودُ بن علي بن عبد الله بن عباس، يزيد أحدهما على صاحبه: أن رجلاً نادى ابنَ عباس والناس حولَه فقال: أَسُنَّةً تتبغون بهذا النبيذ، أم هو أهون عليكم من اللبن والعسل؟، فقال ابن عباسِ: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عباسًا فقال: "اسقُونا"، فقال: إن هذا النبيذ شرابٌ قد مُغثَ ومُرثَ، أَفلا نسفيك لبناً أو عسلاً؟، قال: "اسقونا مما تسقون منه النَاس"، فَأُتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه من المهاجريِنِ والأنصار بسقاءين فيهما النبيذ، فلما شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - عَجلَ قبلَ أن يَرْوَى، فرفع رأسه فقال: "أحسنتم، هكذا فاصنعوا"، قال ابنَ عباس: فرِضا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك أحبُّ إليّ من أن تسيل شِعابها لبناً وعسلاً. 2947 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر عن الأعمش عن

_ (2946) إسناده ضعيف، حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس: ضعيف، كما قلنا مرارًا، ثم هو لم يدرك ابن عباس، مات سنة 140 أو 141، فهو منقطع. داود بن علي بن عبد الله بن عباس. ثقة، كما بينا في 2154، ولكنه لم يدرك جده ابن عباس، مات سنة 133 وهو ابن 52 سنة، فهو منقطع من جهته أيضاً. والحديث أشار إليه ابن كثير في التاريخ 5: 193. وانظر 1841، 2227، 3527. مغث، بالغين المعجمة والثاء المثلثة والبنا للمجهول: "المغث" بسكون الغين، وهو المرس والدلك بالأصابع. مرث، بالراء والمثلثة: وهو المرس أيضًا، قال ابن الأثير: "أي وسخوه بإدخال أيديهم فيه". "أصحابه" في ح "أصحاب"، والتصحيح من ك. (2947) إسناده صحيح، أبو بكر: هو ابن عياش. عبد الله بن عبد الله هو أبو جعفر الرازي قاضي الري، سبق في 646. والمراد أن الصحابة يسمعون ويتعلمون من إمامهم معلم الخير، - صلى الله عليه وسلم -، والتابعون لهم يسمعون منهم ما تعلموا، ثم يسمع منهم تلاميذهم العلماء الأئمة، =

عبد الله بن عبد الله عن سعيِد بن جُبيير عِن ابنِ عِباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَسمعون ويُسْمَع منكم، ويُسْمَع ممن يَسْمَع منكم". 2948 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُريج قال أخبرني زكريا بن عمر أن عطاء أخبره: أن عبد الله بن عباس دعا الفضل يوم عرفة إلى طعامٍ، فقال: إني صائم، فقال عبد الله: لا تَصُمْ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قُرّبَ إليه حِلابٌ فشربَ منه هذا اليوم، وإن الناس يَسْتنُّون بكم. 2949 - حدثنا يحيى بن حمَّاد حدثنا أبو عَوَانة عن أبي بشْر عن سعيد بنِ جُبير عن ابن عباس قال: والله ما صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهراً كاملاً قطُّ غير رمضان، وكان إذا صام صام حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر، ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل: والله لا يصوم.

_ = وهكذا، أداء للأمانة، وإبلاغاً للرسالة. (2948) في إسناده نظر، زكريا بن عمر: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 384 قال: "زكريا عن عطاء. حدثني محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا روح قال حدثنا ابن جريج قال أخبرني زكريا بن عمر أن عطاء أخبره: أن عبد الله بن عباس قال للفضل: شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفة". وأخطأ الحافظ في التعجيل 138 في إشارته لهذا الحديث، جعله "عن ابن عباس عن الفضل في الشرب بعرفة"!، وسياق المسند وتاريخ البخاري يأبى هذا. عطاء: هو ابن أبي رباح، وهو لم يدرك القصة يقينَاً، إذ لم يدرك الفضل بن عباس، ولد سنة 27 بعد موت الفضل بسنين. فإن يكن سمعه من عبد الله بن عباس، كان متصلاً، وإلا فهو منقطع. وانظر 1870، 2516، 2517. الحلاب، بكسر الحاء وتخفيف اللام: المحلب الذي يحلب فيه اللبن. وهنا استدراك فقد ورد في 3239 أن ابن عباس دعا أخاه عبيد الله وهو الصواب. والظاهر أن الخطأ في هذه الرواية من زكريا بن عمر. وانظر أيضاً 3476، 3477. (2949) إسناده صحيح، وهو مكرر 2737 بهذا إسناد.

2950 - قال [عبد الله بن أحمد]: وكان في كِتاب أبي: عن عبد الصمد عن أبيه عن الحسين، يعني ابن ذَكْوَان، عِن حَبيب عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى أن يُمْشَى في خُفّ واحدٍ أو نعل واحدةٍ. وفي الحديث كلام كثير غيرُ هذا، فلم يحدثنا به، ضَرب عليه في كتابه، فظَننْتُ أنه ترك حديثَه من أجل أنه رَوى عن عمرو بن خالد الذي يحدث عن زيد بن علي، وعمرو بن خالد لا يساوى شيئاً. 2951 - . . . . . . .

_ (2950) إسناده صحيح، على الرغم من التعليل الآتي. حبيب: هو ابن أبي ثابت. والحديث في مجمع الزوائد مطولاً 5: 139 وقال: "رواه الطراني وعبد الله بن أحمد وجادة عن كتاب أبيه، وقال: ضرب عليه أبي ولم يحدثنا به. ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك رجال الطبراني، إلا أن عبد الله نقل عن أبيه أنه ضرب على الحديث من أجل الحسين بن ذكوان. قلت: وهو من رجال الصحيح". والحسين بن ذكوان ثقة، كما قلنا في 1247. تنبيه: في مجمع الزوائد "الحسن بن ذكوان"، ولكن الذي في الأصلين هنا "الحسين" واضحة، ومع ذلك فالحسن بن ذكوان ثقة أيضاً، كما قلنا في 1246. ومعنى الحديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة، رواه الترمذي, ورواه الشيخان أيضاً، كما روى مسلم نحوه من حديث جابر. انظر شرح الترمذي 3: 67. ولسنا ندري لم ضرب الإمام أحمد على هذا الحديث، وما نظنه ما ظن ابنه عبد الله. فأن يروي الرواي الثقة عن راو ضعيف لا يكون مطعناً فيه، وكم من ثقات كبار رووا عن ضعفاء. "فظننت" في ح "فطنته"، وأثبتنا ما في ك. (2951) هنا في ح حديث نصه: "ثنا عبد الصمد ثنا هشام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يمشي في خف واحد ونعل واحدة" ثم بعده قول عبد الله "وفي الحديث كلام كثير" إلخ، بنص ما مضى عقب الحديث السابق. وهذا الحديث =

2952 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هشام عن قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن المُجَثَّمة، وعن لبن الجَلَاّلة، وعن الشرب مِن في السّقاء. 2953 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن عبد الله

_ = خطأ من الناسخين يقيناً، فلم يثبت في ك، ولا له معنى بعد كلام عبد الله بن أحمد السابق، إذ لو كان هذا الإسناد ثابتَاً لم يكن الحسين بن ذكوان موضع التعليل ولا عمرو ابن خالد. ولو كان لذكر صاحب مجمع الزوائد أن له إسنادَاً آخر عند أحمد، بل لسقط التعليل كله. وهذا الإسناد إن هو إلا تكرار للإسنادا الآتي 2952 مع متن الحديث السابق 2950. وقد كنا أثبتنا لهذا الإسناد رقمَاً، فلم نستطع تغيير الأرقام بعده. ورأينا أن الأمانة أن نتبت ما وقع في النسخة التي في أيدى الناس. فأثبتنا الرقم، ووضعنا بجواره نقطاً في المتن، كما ترى. (2925) إسناده صحيح، وهو مكرر 2671. (2953) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار: ثقة، وضعفه بعضهم، فقال ابن معين: "في حديثه عندي ضعف، وحدث عنه يحيى القطان"، قال الحافظ في مقدمة الفتح: "ويكفيه رواية يحيى عنه"، وقال ابن المديني: "صدوق"، وقد أخرج له البخاري في الصحيح في مواضع، فقال الدارقطني: "خالف فيه البخاري الناسَ، وليس بمتروك"، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. والحديث في مجمع الزوائد 3: 224 وقال: "رواه أحمد، وفيه جعفر بن عياش، وهو من تابعي أهل المدينة، عنه أبو حازم سلمة بن دينار، ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح". وجعفر هذا اضطرب فيه الحافظ في التعجيل فقال: جعفر بن عباس أو ابن عياش، ثم قال: ومن المحتمل أن يكون جعفر بن عياض، وهذا شك لا داعي له وإنما هو جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب، فقد ذكره البخاري في الكبير 1/ 2/ 187 وترجم له وذكر هذا الحديث في ترجمته، وجعفر بن تمام تابعي ثقة كما قلنا في 1835 والحمد لله، وأبو حازم مدني ومما يقوي أنه هو أن البخاري لم يذكر جعفر بن عباس أو ابن عياش، وهو أجدر أن لا يفوته، فلو أنه هو كان الإسناد صحيحاً.

ابن دينار، حدثنا أبو حازم عن جعفر عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن جبريل أتاني فأمرني أن أعلن بالتلبية". 2954 - حدثنارَوح حدثنا ابن جُريج أخبرني خُصَيف عن سعيد ابن جُبير وعن عكْرمة مولي ابن عباس عن ابن عباس أنه قال: إنما نَهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الثوبَ الحرير المُصْمَت، فأما الثوب الذي سَدَاه حرير ليس بحرير مُصْمَتٍ فلا نرى به بأساً، وإنما نَهىَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُشرب في إناء الفضة. 2955 - حدثنا رَوح حدثنا شُعبة قال سمعت حُصَيناً قال: كنت عند سعيد بن جُبير فقال عن ابن عباس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يدخل الجنة منِ أمِتي سبعون ألفاً بغير حساب"، فقلت؟ من هم؟، فقال: "هم الذين لا يَسْتَرْقون، ولا يَتطيَّرون، ولا يَعْتافون، وعلى ربهم يتوكلون". 2956 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُريج قال أخبرني زياد أن صالحاً مولى التوْأمَة أخبره أنه سمع ابن عباس يحدث عنِ النبي-صلي الله عليه وسلم-: "إن الرحم شِجْنة آخِذةٌ بحُجْزَة الرحمن، يَصِل من وصَلها، ويَقطع من قَطَعها".

_ (2945) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 76 ونسبه أيضاً للطبراني في الأوسط، وقال: "ورجالهما رجال الصحيح". والقسم الأول منه الخاص بالحرير مطول 2859. (2955) إسناده صحيح، حصين: هو ابن عبد الرحمن. والحديث مختصر 2448، 2449. يعتافون: من العيافة، بكسر العين، وهي زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادة العرب كثيراً، وهو كثير في أشعارهم. قاله ابن الأثير. (2956) إسناده صحح، زياد: هو ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني، سبق توثيقه 1896. صالح مولى التوأمة: سبق في 2604 أنه تغير بعد ما كبر، وفي التهذيب عن ابن عدي أن زياد بن سعد ممن سمع منه قديمَاً. والحديث في مجمع الزوائد 8: 150 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني بنحوه، وفيه صالح مولى التوأمة، وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح". وقد بينا خطأ هذا التعليل. "شجنة" بضم الشين وكسره: سبق تفسيرها =

2957 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا داود، يعنىِ العطار، عن عمرو عن عكْرمة عن ابن عباس قال: اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع عُمَرٍ: عمرةَ الحديبية، وَعمرة القضاء والثالثةَ من الجِعِرَّانة، والرابعة التي مع حجته. 29582 - حدثنا أبو الَّنْضر وحسين قالا حدثنا شَيبان عن أَشْعَثَ حدثني سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا ينظر إلى مُسْبِلٍ". 2959 - حدثنا هاشَم بن القاسم حدثنا شَريك عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى الأعرج عن ابن. عباس قال: اختصم رجلان، فدارت اليمين على أحدهما، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليه حتي، فنزل جبريل فقال: مُرْه فليعطه حقَّه، فإن الحق قبَلَه، وهو كاذب، وكفارةُ يمينه معرفتُه بالله أنه لا إله إلا هو، أو شهادته أنه لاَ إله إلا هو.

_ = 1651. "بحجزة الرحمن": قال ابن الأثير 1: 203: "أي اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرة، ويدل عليه قوله في الحديث: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. وقيل: معناه أن اسم الرحم مشتق من اسم الرحمن، فكأنه متعلق بالاسم آخذ بوسطه، كما جاء في الحديث الآخر: الرحم شجنة من الرحمن. وأصل الحجزة موضع شد الإزار، ثم قيل للإزار حجزة، للمجاورة. واحتجز الرجل بالإزار: إذا سنده على وسطه، فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسك بالشيء والتعلق به. وانظر 1680، 1681، 1686، 1687. (2957) إسناده صحيح، وهو مكرر 2211. (2958) إسناده صحيح، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. أشعث: هو ابن أبي الشعثاء سليم المحاربي، وهو ثقة من ثقات شيوخ الكوفيين، أخرج له أصحاب الكتب الستة. والحديث رواه النسائي 2: 299 من طريق شعبة عن أشعث. المسبل: الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى، وإنما يفعل ذلك كبرَاً واختيالا. قاله ابن الأثير. (2959) إسناده صحيح، وهو مكرر 2695.

2960 - حدثنا عبد الصمد حدثنا داود قال حدثنا علْباء بن أحمر عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- خطَّ أربعةَ خطَوط، ثم قال: "أتدروَن لمَ خططتُ هذه الخطوط؟ "،قالوِا: لا، قال: "أفضل نساء الجنة أربعٌ، مريمُ بنت عِمْران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمةُ ابنة محمد، وآسية ابنة مُزَاحم". 2961 - حدثنا عثمان بن عمرو قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إسماعيل بن عبد الرحمن عن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- خرج عليهم وهم جلوس في مجلس لهم، فقال: "ألا أخبركم بخير الناس؟ "، قالوا: بلي يا رسول الله، قال: "رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل، أفأخبركم بالذي يليه؟ "، قال: قلنا: نعم، قال: "رجل معتزِل في شِعْبٍ، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس، أفأخبركم بشرّ الناس منزلاً؟ "، قالوا: نعم، قال: "الذي يُسْئَل بالله ولا يُعْطِي به". 2962 - حدثنا هاشم حدثنا شُعبة قال أخبرني جعفر بن إياس قال سمعت سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: أهدتْ أُمُّ حُفَيد خالةُ ابن عباس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَمْناً وأَقطاً وأَضُباً، فأكل من السمن ومن الأقط، وتَرك الأضُبَّ تَقَذُّراً، قال: وأُكل على مائدة رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، ولو كان حراماً لم يؤكل على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2963 - حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا مالك بن مِغْوَل عن سليمان

_ (2160) إسناده صحيح، وهو مكرر 2903. (2961) إسناده صحيح، وهو مكرر 2930. (2962) إسناده صحيح، وهو مكرر 2299. وانظر 2569 (2963) إسناده صحيح، مالك بن مغول، بكسر الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الواو، ابن =

الشيباني عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتَماً فِلبسه، ثم قال: "شغلني هذا عنكم منذُ اليوم، إليه نظرةٌ" وإليكم نظرةٌ، ثم رمى به. 2964 - حدثنا محبوب بن الحسن حدثنا خالد عن بَرَكة أبي الوليد عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله اليهود، حرّم عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا أثمانها، وإن الله إذا حَرّم على قوم شيئاً حَرَّم عليهم ثمنه". 2965 - حدثنا رَوح بن عُباَدة حدثنا زكِريا حدثنا عمرو بن دينار عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَقِتْ في الخمر حداً، قال ابن عَباس: شرب رجل فسَكر، فلُقىِ يَميل في فَجِّ، فانطُلقَ به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما حاذَى بدار عَباسٍ انَفلتَ، فدخل على عباسَ، فالتزمه من ورائِه!، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فضحك، وقال: "قد فعلها! "، ثم لم يأ مرهم فيه بشيء.

_ = عاصم البجلي الكوفي: ثقة ثبت في الحديث، كما قال أحمد، رجل صالح مبرز في الفضل، كما قال العجلي، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 314. سليمان الشيباني: هو أبو إسحق الشيباني، سليمان بن أبي سليمان. (2964) إسناده صحيح، محبوب بن الحسن: هو محمد بن الحسن بن هلال البصري، اسمه "محمد"، ولقبه "محبوب" وهو به أشهر، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له البخاري. خالد: هو الحذاء. والحديث مكرر 2678. (2965) إسناده صحيح، زكريا: هو ابن إسحق. والحديث رواه أبو داود 4: 276 - 277 عن طريق ابن جريج عن محمد بن علي بن ركانة عن عكرمة عن ابن عباس، وقال: "هذا مما تفرد به أهل المدينة"، والظاهر أنه قال لأن عكرمة مولى ابن عباس معدود في أهل المدينة. ولكنه أخطأ فيما قال، فإن هذا الإسناد عند أحمد! إسناد مكي، وزكريا وعمرو مكيان، فلم ينفرد به أهل المدينة. وانظر 624، 1024، 1084، 1184، 1229.=

2966 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن سماَك عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - حُوِّلت القبلةُ، فما لَلذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟، فأنزل الله تبارك وتعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. 2967 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عَيّاش عن إدريس ابن مُنبهٍ عن أبيه وهب بن منبه عن ابن عباس قال: سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريلَ أن يراه في صورته، فقال: ادْعُ ربك، قال، فدعا ربَّه، قال: فطلع عليه سَوادٌ من قبَلٍ المشرق، قال: فجعل يرتِفع وينتشر، قال: فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - صَعِق، فأتَاهَ فنعشه ومسَح البُزَاق عن شِدقيه.

_ = "لم يقت": بفتح الياء وكسر القاف، أي لم يوقت ولم يقد رولم يحده بعدد مخصوص، يقال "وقت الشيء يوقته" بتشديد القاف، رباعي، و"وقته يقته" ثلاثي. (2966) إسناده صحيح، وهو مكرر 2776. "فما للذين ماتوا"، في ح "فأما الذين ماتوا"، وهو خطأ، ليس له معنى، والتصحيح من ك. (2967) إسناده صحيح، إدريسِ بن منبه: هو إدريس بن سنان اليماني الصنعاني، وهو ابن بنت وهب بن منبه، ضعفه الدارقطني، وقال ابن معين: "يكتب من حديثه الرقاق"، وقال ابن حبان في الثقات: "يُتقى حديثه من رواية ابنه عبد المنعم عنه"، فالظاهر أن ما أنكر من حديثه كان من رواية ابنه، ونرى أن ما قال ابن حبان أعدل، ولذلك ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 34 فلم يذكر فيه جرحاً. وهب بن منبه اليماني الصنعاني: تابعي ثقة، أخرج له الشيخان وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 4/164، وبعض أهل عصرنا يتكلم فيه عن جهل، ينكرون أنه يروي الغرائب عن الكتب القديمة، وما في هذا بأس، إذ لم يكن ديناً، ثم أنى لنا أن نوقن بصحة ما روي عنه من ذلك أنه هو الذي رواه وحدث به، فكم من مفتريات في كتب التاريخ، ونَقْل المحدثين هو الثبت والحجة. قال ابن القيم في التعليق على سنن أبي داود 1: 362: "لا تجوز معارضة الأحاديث الصحيحة المعلومة الصحة بروايات التاريخ المنقطعة المغلوطة". وهي قاعدة جليلة. قوله "عن =

2968 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هشامِ بن أبي عبد الله عن قَتادة عن أنس: أن عليّا أُتى بأناس من الزُّطِّ يعبدون وثَناً، فأحرقهم، فقال ابن عباس: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدَّل دينه فاقتلوه". 2969 - حدثنا زيد بن الحُبَاب أخبرني سيف بن سليمان المكي عنِ قيس بن سعد المكي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- قَضى بيمين وشاهد. قال زيد بن الحُبَاب: سألتُ مالكَ بن أنس عن اليمين والشاهد، هل يجوز في الطلاق والعَتاَق؟، فقال: لا، إنما هذه في الشراء والبيع وأشباهه. 2970 - حدثني عبد الله بن الحرث عن سيف بن سليمان عِن قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضى باليمين مع الشاهد.

_ = إدريس بن منبه عن أبيه وهب بن منبه": الظاهر أن إدريس هذا كان مع جده لأمه، فكان ينسب إليه تساهلاً، وكان يسمى جده لأمه أباه، قال الحافظ في التهذيب 1: 194 - 195: " وفي نسخة من المسند: عن إدريس ابن بنت منبه. وعلى الحالين في قوله: عن أبيه، تجوز، وإنما هو جده لأمه". والحديث في مجمع الزوائد 8: 257 وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجالهما ثقات". (2968) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مراراً، من رواية عكرمة عن ابن عباس 1871، 901، 2551، 2552. الزط، بضم الزاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة: جيل من الهند. (2970) إسناده صحيح، وهو مكرر 2888 بهذا الإسناد، ولكن هنا زيادة سؤال زيد بن الحباب لمالك بن أنس. (2970) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ولكن في آخر هذا كلمة لعمرو بن دينار توافق رأي مالك في الذي قبله.

قال عمرو: إنما ذاك في الأموال. 2971 - حدثنا الزُّبَيْري محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا شَريك عن سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "على كل مسلم حجّة، ولو قلت كَلَّ عام لكان". 2972 - حدثنا الزُّبَيري وأسود، المعنى، قالا حدثنا شَريك عن سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: ابتاع النبي - صلى الله عليه وسلم - من عير أقبلتْ، فربح أوَاقيَّ، فقَسَمَها بين أرامل عبد المطلب، ثم قال: "لا أبتاعُ بَيعا ليس عندي ثمنه". 2973 - وحدثناه وكيع أيضاً، فأسنده. 2974 - حدثنا الزُّبَيري وأسود بن عامر قالا حدثنا إسرائيل عن سِماَك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: أسلمت امرأةٌ على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فتزوّجتْ، فجاء زوجها الأول إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمتُ وعَلمتْ إسلامي، فنزعها النبي - صلى الله عليه وسلم - من زوجها الآخر وردَّها على زوجها الأوَّل. 2975 - حدثنا أبو أَحمد محمد بن عبد الله حدثنا أبو إسرائيل عن فُضَيْل بن عمرو عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس، أو عن الفضل بن عباس، أو عن أحدهما عن صاحبه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد الحج

_ (2971) إسناده صحيح، وهو مختصر 2741، ومكرر 2663 بإسناده. (2972) إسناده صحيح، وهو مكرر 2093. (2973) إسناده صحيح، أي أن وكيعاً حدثه به عن شريك، وقد مضى عن وكيع 2093. (2974) إسناده صحيح، وهو مطول 2059. وانظر 1876. (2975) إسناده ضعيف، لضعف أبي إسرائيل الملائي، وقد بينا ضعفه في 974. والحديث مكرر 2869، وقد فصلنا القول فيه هناك.

فليتعجَّلْ، فإنه قد تَضِلُّ الضالَّة، ويمرَض المريض، وتكون الحاجَة". 2976 - حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عَوَانَة عن عبد الأعلى عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "اتقوا الحديث عنِّي إلا ما علمتم، فإنه من كذب عليِّ متعمداً فليتبوَّأ مقعدَه من النار، ومن كذَب في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار". 2977 - حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عَوَانة عن عطاء عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قد مسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخفين، فاسألوا هؤلاء الذين يزعمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح قبل نزول المائدة أو بعد المائدة؟، والله ما مسح بعد المائدة، ولأنْ أَمسح على ظهر عابر بالفلاة أحبُّ إلىَّ من أن أمسح عليهما. 2978 - حدثنا وكيع عن عبد الجبار بن وَرْدٍ عن ابن أبي مُلَيكة

_ (2976) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وهو مطول 2429، 2675. (2977) إسناده صحيح، أبو الوليد: هو الطيالسي هشام بن عبد الملك. وسيأتي نحو من هذا المعنى 3462. وروى البيهقي1: 273 من طريق فطر بن خليفة قال: "قلت لعطاء: يا أبا محمد، إن عكرمة كان يقول: كان ابن عباس يقول: سبق الكتاب المسح على الخفين!، قال: كذب عكرمة!، كان ابن عباس يقول: امسح على الخفين وإن خرجت من الخلاء". ولكن عكرمة لم ينفرد بهذا عن ابن عباس كما ترى؟ فالظاهر أنه ثبت عنه إنكار المسح، ثم رجع عنه. قال البيهقي: "ويحتمل أن يكون ابن عباس قال ما روى عنه عكرمة، ثم لما جاءه التثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مسح بعد نزول المائدة قال ما قال عطاء". وهذا هو الحق، والمسح بعد نزول المائدة ثابت ثبوتاً لا شك فيه. وانظر 87، 88، 237، 1452، 1459، 1617، 1668، 1669، وأحاديت على في المسح على الخفين، وأرقامها مبينة في فهرس الجزء الثالث ص 379. وانظر أيضاً المنتقى 294، 295، وتفسير ابن كثير 3: 95. (2978) إسناده صحيح، وهو مختصر 2277.

قال: قال ابن عباس لعروة بن الزبير: يا عُرَيَّة، سَل أُمَّك، أليس قد جاء أبوك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأَحَلَّ. 2979 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماَك عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كانت للشياطين مقاعد في اَلسماء، فكِانوا يستمعون الوحي، وكانت النجوم لا تَجري، وكانت الشياطين لا تُرْمَي، قال: فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض فزادوا في الكلمة تسعاً، فلما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الشيطان إذا قعد مقعده جاءه شهابٌ فلم يُخْطه حتى يِحرقه، قال: فشكَوْا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هذا إلا من حَدَث حدث، قال فبثَّ جنوده، قال: فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي بين جَبَلَي نخلةَ، قال: فرجعوا إلى إبليس فأخبروه، قال: فقال: هو الذي حدث. 2980 - حدثنا رِبْعيِّ بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن إسحق حدثنا زيد بن أَسْلَم عن ابن وعْلة عن ابن عباس: أن رجلاً خرج والخمر حلال، فأهدى لرسول الله -صلي الله عليه وسلم- راويةَ خمر، فأقبل بها يقتادها علي بعيرٍ، حتي وجد رسول الله-صلي الله عليه وسلم- جالساً، فقال: "ما هذا معك؟ "، قال: راويةُ خمرٍ أهديتُها لك!، قال: "هل علمتَ أن الله تبارك وتعالى حرَّمها؟ "، قال: لا، قال: "فإن الله حرّمها"، فالتفتَ الرجل إلى قائد البعير، وكلمه بشيء فيما بينه وبينه، فقال: "ماذا قلتَ له؟ "، قال: أمرتُه ببيعها، قال: "إن الذي حرَّم

_ (2179) إسناده صحيح، وهو مكرر 2482. (2980) إسناده صحيح، ربعي بن إبراهيم بن مقسم الأسدي: عرف بابن علية، كأخيه إسماعيل، وربعي ثقة من شيوخ أحمد، قال أحمد فيما سيأتي 7444: "كان يفضل على أخيه"، وقال ابن معين: "ثقة مأمون"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 299. عبد الرحمن بن إسحق: هو القرشي المدني، سبق في 1655. والحديث مكرر 2041، 2190. العزالى: جمع "عزلاء"، وهو فم المزادة الأسفل.

شربَها حَرَّم بيعَها"، قال: فأمر بَعزَالِي الْمَزادهِ ففتِحتْ، فخرتجت في التراب، فنظرت إِليها في البطحاء ما فيها شْيء. 2981 - حدثني هاشم حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعطى الحجامَ أجره، ولو كان حراماً لم يعطه، وكان يحتجم في الأخْدَعَين وبين الكتفين، وكان يحجمه عبدٌ لبني بَيَاضَة، وكالن يؤخذ منه كل يوم مُدُّ ونصف، فشمع له النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله فجُعِلَ مُداً. 2982 - حدثنا هاشم حدثنا شُعبة عن عمرو بن دينار عن جابر ابن زيد عن ابن عباس قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحِرم. 2983 - حدثنا هاشم حدثنا شُعبة عن ابن عطاء عن عطاء عن ابن عباس، مثلَه. 2984 - حدثنا هاشم حدثنا شعبة عن الحَكَم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نُصِرْتُ بالضَّبَا، وأُهلكتْ عاد بالدَّبور". 2985 - حدثنا هاشم حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار قال: سمعت طاوساً يحدت عن ابن عباس قال: أمر - صلى الله عليه وسلم - أَن يسجد على سبعة، قال شعبة: وحدثنيه مرةً أخرى قال: أُمرتُ بالسجود، وأدن لا أكفَّ شعراً ولا ثوباً.

_ (2981) إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي. وهو مكرر 2155 ومطول 2906. (2982) إسناده صحيح، وهومكرر 2587 ومختصر 2592. (2983) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (2984) إسناده صحيح، وهو مكرر 2013. (2985) إسناده صحيح, وهو مختصر 2778

2986 - حدثنا هاشم حدثنا شُعبة عن محمد بن جُحَادة عن أبي صالحع عن ابن عِباس قال: لعق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجدَ والسُّرُج. 2987 - حدثنا هاشم حدثنا شُعبة عن أبي جَمْرة قال: سمعت ابن عباس يقول: كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يصلي ثلاثَ عشرةَ ركعةً من الليل. 2988 - حدثنا يحيىِ بن آدم حدثنا إسرائيل عن سماك عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: مَرّ نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل من بني سُلَيم معه غنم له، فسلم عليهم، فقالوا: ما سلم عليكم إلا تَعَوُّذاً منكم، فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه، فأتَوا بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله تبارك وتعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} إلى آخَر الآية. 2989 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عنِ سِماك عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس: في قوله {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين هاجروا معه إلى المدينة. 2990 - حدثنا حسين بن حسن الأشقر حدثنا أبو كُدَينة عن عطاء عن أبي الضُّحَى عن ابن عباس قال: مر يهوديّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس، فقال: كيف تقول يا أبا القاسم يوم يجعل الله تبارك وتعالى السماءَ على ذِهْ، وأشار بالسبابة، والأرضَ على ذِهْ، والماء على ذِهْ، والجبال على ذِهْ،

_ (2986) إسناده صحيح، وهومكرر 2603. (2987) إسناده صحيح، وهو مختصر 2572. وانظر 2714. (2988) إسناده صحيح، وهو مكرر 2462. (2989) إسناده صحيح، وهو مكرر 2928. (2990) إسناده ضعيف، لضعف حسين الأشقر. وهو في ذاته صحيح من غير روايته. والحديث مكرر 2267 بإسناده، وقد بينا رواياته هناك.

وسائرَ الخلائق على ذهْ؟، كل ذلك يشير بأصبعه، قال: فأنزل الله تبارك وتعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية. 2991 - حدثنا حسين بن الحسن حدثنا أبوكُدَينة عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم وليس في العسكر ماء، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، ليس في العسكر ماء، قال: "هل عندك شيء؟ "، قال: نعم، قال: "فأتني به"، فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل، قال: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه على فم الإناء، وفتح أصابعه، قال: فانفجرتْ من بين أصابعه عيونٌ، وأمر بلالاً فقال: "ناد في الناس: الوَضوءَ المبارك". 2992 - حدثني وَهْب بن جَرير حدثنا أبي قال سمعت يونس يحدث عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: لما حضرت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - الوفاةُ قال: "هَلُمَّ أكتبْ لكم كتاباً لن تضلوا بعده"، وفي البيت رجال، فيهم عمر/ بن الخطاب، فقال عمر: إن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قد غَلَبه الوجَعُ، وعندكم القرآنُ، حسبُنا كتابُ الله، قال: فاختلف أهلُ البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: يكتبُ لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: قَرَّبوا يكتبْ لكمِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف، وغُمَّ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "قوموا عنِّي"، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كلَّ الرَّزِيّة ما حال بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أن يكتب لهم ذلك

_ (2991) إسناده ضعيف، كسابقه. وهو مكرر 2268 بإسناده. (2992) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 5: 227 - 228 من صحيح البخاري من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، ثم قال: "ورواه مسلم عن محمد بن رافع وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق بنحوه. وقد أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه، من حديث معمر ويونس عن الزهري، به". وانظر 1935، 2374، 2676، 3111.

الكتاب، من اختلافهم ولَغَطهم. 2993 - حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عَوَانة عن الأعمشِ عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس، والكعبةُ بين يديه، وبعد ما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهراً، ثم صُرِف إلى الكعبة. 2994 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسن عن أبيه عن سَلَمة بن كُهَيل عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: جاء عمر فقال: السلام على رسول الله، السلام عليكم، أيَدْخل عمر؟. 2995 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا وُهَيب بن خالد عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألحقُوا الفرائض بأهلها، فما بقى فلأَوْلَى رجل ذكًرٍ". 2996 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مُفَضَّل عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: سافر رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عامَ الفتح في رمضان، فصام حتى بلغ عُسْفَانَ، ثم دعا بإناء فشرب نهاراً، ليراه الناس، ثم أفطر حتى دخل مكة، وافتتح مكة في رمضان، قال ابن عباس: فصام رسول الله -صلي الله عليه وسلم-

_ (2993) إسناده صحيح، وهو مطول 2252. وهو في مجمع الزوائد 2: 12 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار، ورجاله رجال الصحيح". وفي الدر المنثور 1: 142 ونسبه أيضاً لابن أبي شيبة وأبى داود في ناسخه والنحاس والبيهقي. (2994) إسناده صحيح، وهو مختصر 2756. (2995) إسناده صحيح، وهو مكرر 2657، 2862. (2996) إسناده صحيح، مفضل: هو ابن مهلهل السعدي الكوفي، وهو ثقة ثبت صاحب سُنة وفضل، وكان من أقران الثوري. والحديث رواه أبو داود 2: 290 من طريق أبي عوانة عن منصور، قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي". وانظر 2057، 2350، 2392، 2652، 2884، 3089.

في السفروأفطر، فمن شاء صام، ومن شاءأفطر. 2997 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن خُصَيف عن مِقْسَم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: في الِرجل يجامع امرأتَه وهي حائض، قال: "عليه نصف دينار"، قال: وقال شريك: عن ابن عباس. 2998 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شَريك عن سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: سأل رجلٌ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحج كل عَام؟، فقال: "على كل مسلم حجة، ولو قلتُ كل عام لكان". 2999 - حدثنا يحيى بن آدم عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن عبد الله بن كعب عن ابن عباس قال: خرج علي من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه، فقالوا: كيف أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا حسن؟، فقالٍ: أصبح بحمد الله بارِئاً، فقال العباس: ألا ترى!، إني لأرَى رسولِ الله -صلي الله عليه وسلم- سيُتَوَفَّى من وَجَعه، وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت، فانطلِقْ بنا إلى رسول الله فلْنُكَلَّمْه، فإن كان الأمرُ فينا بَيَّنه، وإن كان في غيرنا كلَّمناه وأوصى بنا، فقال عليُّ: إن كان الأمر في غيرنا فلم يُعْطناه الناس أبداً، وإني والله لا أُكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا أبداً. 3000 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن المبارك عن مَعْمَر عن

_ (2997) إسناده ضعيف، لإرساله، لأنه "عن مقسم عن النبي" لم يذكر فيه ابن عباس. ولكنه في ذاته صحيح، أرسله سفيان الثوري عن خصيف، ووصله شريك، كما أشار إليه الإمام أحمد عقبه. ورواية شريك الموصولة مضت 2458. (2998) إسناده صحيح، وهو مكرر 2971. (2999) إسناده صحيح، وهو مكرر 2374. (3000) إسناده صحيح، وهو مطول 2617. وانظر 2876.

يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لماعزٍ حين قال زنيتُ: "لعلكَ غَمَزتَ، أو قبلْتَ، أو نظرتَ إليها؟ "، قال: كأنه يخاف أن لا يدري ما الزنا. 3001 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيلِ عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعْرِض القرآنَ على جبريل في كل سنة مرةً، فلماكانت السنةُ التي قُبض فيها عَرضَه عليه مرتين، فكانت قراءةُ عبد الله آخرَ القراءة. 3002 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير عِنِ ابن عباس قال: لما نزلتْ {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} عزلوا أموالَ اليتامى، حتى جعل الطعامُ يَفْسد، واللَحَمُ يُنْتن، فذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلتْ {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}، قال: فخالَطوهم. 3003 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من بدَرٍ: عليك الَعيرَ ليس دونها شيء، قال: فناداه العباسُ: إنه لا يصلح، إن الله وعَدَك

_ (3001) إسناده صحيح، وهو مختصر 2494. (3002) إسناده حسن، لأني لم أجد ما يدل على أن إسرائيل سمع من عطاء قديماً، بل الظاهر أنه ممن سمع عنه أخيرَاً بعد اختلاطه. والحديث رواه أبو داود مطولاً 3: 73 - 74 من طريق جرير عن عطاء. قال المنذري: "وفي إسناده عطاء بن السائب، وقد أخرج له البخاري حديثاً مقروناً. وقال أيوب: ثقة، وتكلم فيه غير واحد. وقال الإمام أحمد: من سمع منه قديماً فهو صحيح، ومن سمع منه حديثاً لم يكن بشيء. ووافقه على ذلك يحيى بن معين. وجرير بن عبد الحميد ممن سمع منه حديثاً، وهذا الحديث من رواية جرير عنه". وانظر تفسير ابن كثير 1: 504 - 505. (3003) إسناده صحيح، وهو مكرر 2022، 2875.

إحدى الطائفتين، وقد أعطاك ما وعدك. 3004 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شَريك عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل ذي ناب من السَّبُع. 3005 - حدثنا يحيِى بن آدم حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن الحَكَم بن عُتَيبة عن مقْسم عن ابن عباس قال: مر بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ النحر، وعلينا سوادٌ منَ الليل، فجعل يضرب أفخاذَنا ويقول: "أَبَنِيَّ، أفيضوا ولا تَرْموا الجمرةَ حتى تطلع الشمس". 3006 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر النَّهْشَلي عن حَبيب ابن أبي ثابت عن يحيى بن الجَزَّار عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالليل ثماني ركعات، ويوتر بثلاث، ويصلي ركعتي الفجر. 3007 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا المسعودي عن محمد بن عبِد الرحمن مولى أبي طلحة عن كُريب عن ابن عباس قال: كان اسم جويرية بنت الحرث بَرَّةَ، فحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمَها، فسماها جُويرية. 3008 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا المسعودي عن الحَكَم عن

_ (3004) إسناده صحيح، وهو مختصر 2747. (3005) إسناده صحيح، أبو الأحوص. هو سلام بن سليم. والحديث مختصر 2507 وانظر 2082، 2089، 2842. في ح "حدثنا أبو الأحوص والأعمش"، وهو خطأ، فإن يحيى بن آدم لم يدرك الأعمش، بل يروي عنه بوسائط، منهم أبو الأحوص. وفي ك "أبو الأحوص عن الحكم بن عتيبة"، وهو خطأ أيضاً، فإن أبا الأحوص لم يدرك الحكم. والصواب ما أثبتنا. (3006) إسناده صحيح، وهو مختصر 2714. وانظر 2987. (3007) إسناده صحيح، وهو مكرر 2902، وسيأتي مطولاً، 3308. (3008) إسناده صحيح، وهو مكرر 3005.

مقْسَم عن ابن عباس: أن رسولَ الله -صلي الله عليه وسلم- قدَّم ضَعَفَة أهله من المزدلفة بليلٍ، فَجعل يوصيهم أن لا يرموا جمرةَ العقبة حتى تطلع الشمس. 3009 - حدثنا أَسْباط حدثنا أبو إسحق، يعني الشَّيباني، عن يزيد ابن الأصَمّ قال: أتيت ابن عباس فقلت: تزوج فلان فقرَّب إلينا طعاماً، فأكَلْنا، ثم قرب إلينا ثلاث عشرة ضَباً، فبين آكل وتاركٍ، فقال بعضُ منْ عند ابن عباس: لا آكله ولا أُحرمه، ولا آمر به ولا أنهى عنه، فقال ابن عباس: بئس ما تقولون، ما بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا محُلاً ومُحَرَّماً، قُرِّب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمد يده ليأكل منه، فقالت ميمونة: يا رسول الله، إنّه لحم ضبّ، فكف يده، وقال: هذا لحم لم آكلْه قط، فكلوا، فأكل الفضلُ بن عباس وخالدُ بن الوليد وامرأهٌ كانت معهم، وقالت ميمونة: لا آكل مما لم يأكل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 3010 - حدثنا أَسْباط حدثنا مُطرَّف عن عطية عن ابن عباس: في قوله {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف أَنْعَمُ

_ (3009) إسناده صحيح، وهو مكرر 2684. وانظر 2962. (3010) إسناده ضعيف، عطية: هو ابن سعد بن جنادة العوفي، وهو ضعيف، روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 382 - 283 عن عبد الله بن أحمد قال: "سمعت أبي، وذكر عطية العوفي، فقال: هو ضعيف الحديث، بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان الثوري وهشيم يضعفان حديث عطية"، وقال البخاري في الصغير 126 عن أحمد في حديث رواه عطية: "أحاديث الكوفيين هذه مناكير"، وقال البخاري أيضاً 126، 134: "كان هُشيم يتكلم فيه"، وقال ابن حبان في الضعفاء: "لا يحل كَتْب حديثه إلا على سبيل التعجب"، ومن عجب أن الإمام أحمد أخرج له في المسند أحاديث كثيرة، خصوصاً في مسند أبي سعيد الخدري. مطرف: هو ابن طريف. :الحديث ذكره ابن كثير في التفسير 9: 43 عن ابن أبي حاتم، ثم نسبه للمسند ولتفسير ابن جرير. وهو في مجمع الزوائد 7: 131 ونسبه للمسند والطبراني. وقال: "وفيه عطية، وهو ضعيف".

وصاحبُ القَرْن قد الْتَقَمَ القرن وحَنَى جبهته، يسمعُ متى يؤمر فينفُخ؟ "، فقال أصحاب محمد: كيف نقول؟، قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا". 3011 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنِا عثمان بن حكيم قال: سألت سعيد بن جُبير عن صوم رجب، كيف تَرى فيه؟، قال: حدثني ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم. 3012 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا محمد بن إسق عن ابن شهابِ عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرِض الِقرآن في كل رِمضان على جبريل، فيصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ليلته التي يعرض فيها ما يعرض وهو أجود منِ الريح المُرْسَلة، لا يُسْئل عن شيء إلا أعطاه، حتى كان الشهرُ الذي هَلَك بعده عرض فيه عَرْضَتيَن. 3013 - حدثنا عبد الله بن الوليد ومؤَمَّل، المعنى، قالا حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحَكَم عن مقْسم عن ابن عباس: ان المسلمين أصابوا رجلاً من عظماء المشركين، فقتلوَه، فسألوا أن يشتروا جِيفتَه. 3014 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ للصلاة، قال له بعضُ نسائهَ: اجلس فإن القِدْر قد نَضِجَتْ، فناولتْه كِتفاً، فأكل ثم مسح

_ (3011) إسناده صحيح، وهو مكرر 2046 بهذا الإسناد. وفي معنى 2949. (3012) إسناده صحيح، وهو مكرر 2042. وانظر 3001. (3013) إسناده حسن، وهو مختصر 2319. وانظر 2442. (3014) إسناده صحيح، وهو مكرر 2947. وانظر 3287.

يده، فصلى ولم يتوضأ. 3015 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عنِ أبيه عن ابن عباس أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "العائد في هبته كالكلب يقِيء ثم يعود فيه". 3016 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عمر، يعني ابن فروخ، حدثنا حَبيب، يعني ابن الزُّبَير، عن عكْرمة قال: رأيت رجلاً دخل المسجد فقام فصلى، فكان إذا رفع رأسه كبَر، وإذا وضع رأسه كبًر، وإذا ما نهض من الركعتين كبر، فأنكرت ذلك، فأتيت ابن عباس فأخبرتُه بذلك، فقال: لا أُمَّ لك!، أو ليس تلك صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!. ْ3017 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا نوح بن جَعْوَنة السُّلَمي،

_ (3015) إسناده صحيح، وهو مكرر 2647. (3016) إسناده صحيح، عمر بن فروخ العبدي بياع الأقتاب: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم، كما في الجرح والتعديل 3/ 1/ 128، ورضيه أبو داود وقال: "مشهور". حبيب بن الزبير بن مشكان الأصبهاني مولى بني هلال: ثقة، وثقه النسائي، وصحح له الترمذي، وقال أحمد: "ما أعلم إلا خيرَاً"، وقال ابن المديني: "مجهول"، ولكن عرفه غيره، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 315. "حبيب": بفتح الحاء المهملة، وفي ح "خبيب" بالمعجمة، وهو تصحيف. والحديث مكرر 2656. (3017) إسناده ضعيف، نوح بن جعونة السلمي: ترجمه في التعجيل 425 - 426 وقال: "حجازي" وأنه ذكره ابن حبان في الثقات، وفي الميزان 3: 243: " أجوَّز أن يكون نوح ابن أبي مريم، أتى بخبر منكر" ثم أشار إلى هذا الحديث من مسند الشهاب من طريق ابن أبي ميسرة عن عبد الله بن يزيد المقري، ثم قال: "فالآفة من نوح". وهذا التجويز من الذهبي بعيد، فإن نوح بن جعونة خراسانى، كما نص عليه هنا في المسند، لا حجازي، كما في التعجيل، ونوح بن أبي مريم مروزي. وأيهما كان فهو ضعيف. مقاتل بن حيان النبطي البلخي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وكان ناسكَاً فاضلاً، =

خُراساني، عن مقاتل بن حيَّان عن عطاء عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد وهو يقول بيده هكذا، فأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض: "مِن أنظِر معسراً أو وضَع له وقاه الله من فَيْح جهنم، ألاَ إن عمل الجنة حزْنٌ برَبْوةٍ"، ثلاثاً، "ألا إن عمل النار سَهْل بشهوة، والسعيد من وُقى الفتَنَ، وما من جَرْعَةٍ أحبُّ إلى من جرعة غيظ يَكْظمُها عبدٌ، ما كظَمَها عبدٌ لله إلا ملأ الله جوفَه إيماناً". 3018 - حدثنا حمّاد بن خالد عن مالك عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بشاة ميتة، فقال: "لمن كانت هذه الشاة؟ "، فقالوا: لميمونة، قال: "أفلا انتفعتم بإهابها؟ ".

_ = ونقل أبو الفتح الأزدي قال: "كان أحمد بن حنبل لا يعبأ بمقاتل بن سليمان ولا بمقاتل بن حيان، ثم نقل عن وكيع أنه كذبه"، وتعقبه الحافظ في التهذيب 10: 278 - 279 قال: "فقرأت بخط الذهبي: أحسبه التبس على أبي الفتح بابن سليمان، فإنه هو الذي كذبه وكيع". ومقاتل بن سليمان ضعيف لا شك فيه، قال البخاري في الكبير 4/ 2/ 14: "لا شيء البتة". وأما مقاتل بن حيان فقد ترجمه 4/ 2 / 13 فلم يذكر فيه جرحَا، وأخرج له مسلم في الصحيح. "بشهوة": كذا في الأصلين بالشين المعجمة. وفي النهاية 2: 197 بالمهملة، وقال: "السهوة: الأرض اللينة التربة. شبه المعصية في سهولتها على مرتكبها بالأرض السهلة التي لا حُزُونة فيها". والصواب ما قال. والقسم الأول من الحديث في مجمع الزوائد 4: 133 - 134 وقال: "رواه أحمد، وفيه عبد الله بن جعوبة السلمي، ولم أجد مَن ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح"! هكذا في نسخة الزوائد المطبوعة، وفي التعجيل 218: "عبد الله أبو جعونة السلمي، عن مقاتل بن حيان عن عطاء عن ابن عباس، فيمن انظر معسرَاً، وعنه أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد. هكذا استدركه شيخنا الهيثمي، والذي وقع في المسند: حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا نوح بن جعونة. بهذا المسند". (3018) إسناده صحيح، وهو مختصر 2369. وانظر 2117، 2880.

3019 - حدثنا حماد بن خالد حدثنا ابن أبي ذئب عن شُعبة عن ابن عباس قال: مررتُ أنا والفضل على أتانٍ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس في فضاء من الأرض، فنزلنا، ودخلنا معه، فما قال لنا في ذلك شيئاً. 3020 - حدثنا أبو داود حدثنا زَمْعَة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- احتجم وأعطاه أجره. 3021 - حدثنا سليمان بن داود حِدتنا عبّاد بن منصور عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف بجَمْع، فلما أضاء كل شيء قبَل أن تطلع الشمس أفاض. 3022 - حدثنا محمد بن جعفر وهاشم قالا حدثنا شُعبة عن عمرو بن مُرَّة قال سمعت أبا البَخْتَرِيّ قال: أهللنا هلالَ رمضان ونحن بذات عرْقٍ، قال: فأرسلنا رجلاً إلى ابن عباس يسأله، قالِ هاشم: فسأله، فقال اَبن عباس: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الله قد مَدَّ رؤيته"، قال هاشم: "لرؤيته، فإن أُغمىَ عليكم فأكملوا العِدَّة". 3023 - حدثنا هاشم حدثنا وَرْقاء سمعت عُبيد الله بن أبي يزيد

_ (3019) إسناده حسن، شعبة: هو مولى ابن عباس. وانظر 2805. (3020) إسناده ضعيف، لضعف زمعة بن صالح. وقد مضى معناه مراراً بأسانيد صحاح، منها 2670. انظر 2981. (3021) إسناده صحيح، سليمان: هو أبو داود الطيالسي. عباد بن منصور: ثقة، كما رجحنا في 2131 - وانظر 2051. (3022) إسناده صحيح، أبو البختري: هو سعيد بن فيروز، وهو تابعي جليل ثقة، شرح البخاري في الكبير 2/ 1/ 464 بأنه سمع ابن عباس وابن عمر. والحديث سبق معناه مطولاً 1185، 2335. (3023) إسناده صحيح، هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري. عبيد الله =

عن ابن عباس قال: أتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلاءَ، فوضعت له وَضُوءاً، فلما خرج قال: "من وضع ذا؟ "، قال: ابن عباس، قال: "اللهم فَقِّهْه في الدِّين". 3024 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا جعفر بنِ أبي وَحْشيّة أبو بشْر عن ميمون بن مهْران عن ابن عباس قال: نهى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل ذي ناب منَ السَّبُع، وعن كل ذي مِخْلَب من الطير. 3025 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا عبد الأعلى الثعلبي عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اتقوا الحديث عنّي إلا ما علمتم"، قال: "ومن كذب على القرآن بغير علمٍ فليتبوا مقعدَه من النار". 3026 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا سمَاك بن حرب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يتكلم بَكلام بين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان سحْراً، وإن من الشَّعْر حُكْماً".

_ = ابن أبي يزيد: هو المكي مولى آل قارظ، سبق الكلام عليه 604، 1937. وفي الأصلين "عبد الله بن زيد"، وهو خطأ يقيناً، ولذلك صححناه على الرغم من اتفاقهما عليه. لأن الحديث رواه البخاري 1: 214 ومسلم 2: 257 كلاهما من طريق هاشم ابن القاسم عن ورقاء عن عبيد الله بن أبي يزيد. ثم لم أجد ما يدل على أن ورقاء يروي عن أبي قلابة الجرمي عبد الله بن زيد، أحد الرواة عن ابن عباس. والحديث مختصر 2881. وانظر 3033. في ح "اللهم فقه"! ولم يذَكر فيها "في الدين"، وصححناه من ك. (3024) إسناده صحيح، وهو مكرر 2747 ومطول 3004. (3025) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي. والحديث مختصر 2976. (3026) إسناده صحيح، وهو مكرر 2761 ومطول 2861.

3027 - حدثنا عفان حدثنا أبوِ عِوَانة عن سماك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: ماتت شاة لسَوْدَةَ بنت زمْعة، فقالتَ: يا رسول الله، ماتت فلانة، يعني الشاة، فقال: "فلولا أخذتم مَسْكَها؟ "، فقالت: نأخذ مَسْكَ شاة قد ماتت؟، فقال لِها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما قال الله عز وجل {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ}، فإنكم لا تَطْعَمونه، إن تدبغوه فتنتفعوا به"، فأرسلتْ إليها فسلخت مسكها فدبغته، فاتخَّذتْ منه قِرْبة, حتى تخرَّقتْ عندها. 3028 - حدثنا أسود حدثنا إسرائيل عن سِماك عن عِكْرمة عن سَودَةَ بنت زمعة، فذكره. 3029 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا سماك بن حرب عن سعيد بن جُبير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم - لِمَاعزِ بن مالك: "أحق ما بلغني عنك، أنك وقعت على جارية بني فلان؟ "، قال: فشهد أربعَ شهادات، قال: فرجمه.

_ (3027) إسناده صحيح، وهو في تفسير ابن كثير 3: 415 - 416 عن هذا الموضع وكذلك في الفتح 9: 569. وانظر 3018. وانظر أيضاً الحديث التالي لهذا. (3028) هذا مرسل، ولكنه في الحقيقة موصول، لأن عكرمة رواه عن ابن عباس عن سودة، فهو من مسندها. قال ابن كثير عقب الحديث السابق: "ورواه البخاري والنسائي من حديث الشعبي عن عكرمة عن ابن عباس عن سودة بنت زمعة، بذلك أو نحوه". وهو في البخاري 11: 494 من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عكرمة عن ابن عباس عن سودة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: "ماتت لنا شاة، فدبغنا مسكها، ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شناً". وفي النسائي 2: 191 من طريق إسماعيل أيضاً: وسيأتي في مسند سودة ج 6 ص 429 ح. وانظر أيضاً الفتح 9: 567 - 569. (3029) إسناده صحيح، وهو مختصر 2202. انظر 300.

3030 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعبد بن جُبير قال: سمعت ابن عباس يقول: نكح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالتي ميمونةَ الهلالية وهو مُحْرم. 3031 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا أبو بشْر عن سعيد بن جُبيرِ عن ابن عباس: أنهم خرجوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - محْرِمينَ، وأن رجلاً منهم وَقصه بعيرُه فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اغسلوه بماء وسدرٍ، وكفنوه في ثوبين، ولا تُمِسُّوه طِيباً، ولا تُخَمِّروا رأسه، فإنه يُبعث يوم القيامة مُلَبِّداً". 3032 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لاطيَرة، ولا عَدْوَى، وَلا هامة، وَلا صَفَر"، قال: فقال رجل: يا رسول الله، إنا لَنأخذ الشاةَ الجَرْبَاء فنطرحُها في الغنم فتَجْرَبُ؟، قال: "فمنْ أَعْدَى الأوّل". 3033 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في بيت ميمونة، فوضعتُ له وَضوءاً من الليل، قال: فقالت ميمونة: يا رسول الله، وضع لك هذا عبدُ الله بن عباس، فقال: "اللهم فَقِّهه في الدِّين، وعلِّمه التأويل". 3034 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن داود بن أبي

_ (3030) إسناده صحيح، وهو مطول 2983. (3031) إسناده صحيح، وهو مكرر 2600. (3032) إسناده صحيح، وهو مكرر 2425. (3033) إسناده صحيح، وهو مطول 3023، 3397. (3034) إسناده صحيح، على إبهام اسم التابعي فيه، فإنه عكرمة: والحديث في مجمع الزوائد 8: 281 وقال: "رواه أحمد والبزار، وزاد: لم يلتفت، يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا =

هند قال حدثني فلان عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مشَى مشَى مجْتَمِعاً، ليس فيه كَسَلٌ. 3035 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوانة حدثنا أبو بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن أولاد المشركَين؟، قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين إذْ خلَقهم". 3036 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "الْبَسُوا من ثيابكم البِيضَ، فإنها من خير ثيابكم، وكفّنوا فيها موتاكم، وإن من خير أكحالكم الإثْمدَ، إنه يَجْلو البصر، ويُنْبت الشَعر". 3037 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بنن جُبير عن ابن عباس: أن الِنِبى - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل فقال: يا رسول الله، حَلقْت، ولم أنحر؟، قال: "لا حرجِ"، وجاءه آخر فقال: يا رسول الله نَحَرْت قبل أن ارمي؟، قال: "فارْمِ ولا حرَج". 3038 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن

_ = وهن. ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن التابعي غير مسمى، وقد سماه البزار، وهو عكرمة، وهو من رجال الصحيح أيضاً". مجتمعاً: أي شديد الحركة قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي: قاله ابن الأثير. (3035) إسناده صحيح، وهو مكرر 1845. (3036) إسناده صحيح، وهو مكرر 2219، 2479. (3037) إسناده صحيح، وهو مكرر 2648. وانظر 2731. (3038) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 2: 68 من طريق محمد بن أبي الضيف عن عبد الله ابن عثمان بن خثيم. ونقل شارحه عن صاحب الزوائد أن في إسناده ابن أبي الضيف، قال: "ولم أر لأحد فيه كلامَاً، لا بجرح ولا بتوثيق، وباقي رجال الإسناد على شرط =

خُثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أنه سمعه يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ادَّعى إلى غير أبيه، أو تولىّ غيرَ مَوَاليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". 3039 - حِدثنا عفان حدننا عبد الِوهاب بن زياد حدثنا الحَجّاج عن الحَكَم عن مقْسم عن ابن عباس قال: رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمَار بعد ما زالت الشمس. 3040 - حدثنا عمان حدثنا أبو عَوَانة عن مُخَوَّل بن راشد عن مسلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاةَ الفجر يوم الجمعة {تَنْزِيلُ}، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} 3041 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا أبو بِشْر عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباسِ: أن أم حُفَيْد بنت الحرث بن حَزْن، خالةَ ابن عباس، أهدتْ للنبي - صلى الله عليه وسلم - سمْناً وأَقطاً وأَضباً، قال: فدعا بهنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأُكلْنَ على مائدته، وتركهنَّ رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم - كالمتقذِّر، فلوكنَّ حراماً ما أُكلن علىَ مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أَمر بأكلهنّ. 3042 - حدثنا عفان حدثني سُكَين بن عبد العزيز قال حدثني

_ = مسلم". وابن أبي الضيف هذا لم ينفرد بهذا الحديث، فقد رواه أحمد هنا، كما ترى، عن عفان عن وهيب عن ابن خثيم، وهو إسناد صحيح كالشمس. وانظر 1915، 1924. وانظر أيضاً 1297، 1553. (3039) إسناده صحيح، وهو مكرر 2635 بهذا الإسناد. (3040) إسناده صحيح، وهو مختصر 1993 ومكرر 2908. (3041) إسناده صحيح، وهو مطول 2962. وانظر 3009. (3042) إسناده صحيح، سكين بالتصغير، ابن عبد العزيز: ثقة، وثقه وكيع وابن معين والعجلي وغيرهم. أبو العزيز بن قيس العبدي: ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات.=

أبي قال سمعت ابن عباس قال: كان فلانٌ رديفَ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يومَ عرفة، قِال: فجعلِ الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، قال: وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصرِف وجهه بيده من خلفه مرارا، قال: وجعل الفتىِ يلاحظ إليهِنّ، قالِ: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ابنَ أخي، إن هذا يومٌ مَن مَلكَ فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له". 3043 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا خالد عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو في قُبّة يومَ بدر: "اللهم إَني أَنْشُدُك عهدَك ووعدَك، اللهم إنْ شئت لم تُعْبدْ بعد اليوم"، فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبُك يا رسول الله، فقد ألحَحْت على ربك، وهو يَثبُ في الدرع، فخرج وهو يقول: " {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)}. 3044 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُريدَ على بنت حمزة، فقال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة، وإنها لا تحل لي، ويحرم من الرضاعة ما يحرم من الرَّحِم". 3045 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا داوفى عن عكْرمة عن ابن عباس قال: جاء أبو جهل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فنهاه، فتهَدَّده النبي

_ = والحديث في مجمع الزوائد 3: 251 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير، وقال: كان الفضل بن عباس رديف. ورجال أحمد ثقات". وانظر 2507، 3050. (3043) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 8: 139 عن صحيح البخاري من طريق عفان عن وهيب، ثم قال: "وكذا رواه البخاري والنسائي في غير موضع، من حديث خالد، وهو ابن مهران الحذاء، به". ولم يذكر هذا الحديث في المسند غير هذه المرة، وجاء مثل معناه عن عمر بن الخطاب، عند الطبراني في الأوسط، كما في مجمع الزوائد 6: 78. (3044) إسناده صحيح، وهو مكرر 2633. (3045) إسناده صحيح، وهو مطول 2321.

- صلى الله عليه وسلم -، فقال: أتهددني؟!، أمَا والله إني لأكثَر أهل الوادي نادياً!، فأنزل الله {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)} قال ابن عباس: والذي نفسي بيده، لو دعا ناديه لأخذتْه الزبانيةُ. 3046 - حدثنا عفان حدثنا شَريك عن سماَك عن عكْرمة عن ابن عباس ورَفَعَه، قال: "ما كان من حلْفٍ في الجاهلَية لم يزده الَإسلامُ إلا حدَّةً وشدَّةً". 3047 - حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحَجَر الأسود من الجنة، وكان أشدَّ بياضاً من الثلج، حتى سَوَّدته خطايا أهل الشرك". 3048 - حدثنا محمد بن مُصْعَب حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: مَرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاةٍ ميتة قد ألقاها أهلها، فقال: "والذي نفسي بيده، لَلدُّنيا أهونُ على الله من هذه على أهلها".

_ (3046) إسناده صحيح، وهو مكرر 2911. (3047) إسناده صحيح، وهو مكرر 2796. (3048) إسناده صحيح، محمد بن مصعب القرقساني، بقافين مضمومتين بينهما راء ساكنة: تكلموا فيه من قِبل حفظه، وأكثرمن تكلم فيه يحيى بن معين، قال البخاري في الكبير 1/ 1/239: "كان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه"، ثم لم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء، ولعل كلام ابن معين فيه كان عن إباء محمد بن مصعب أن يخرج له كتابه حين سمع منه، فقال ابن أبي الخناجر الأطرابلسي: "كنا على باب محمد بن مصعب، فأتاه يحيى بن معين ونحن حضور، فقال له: يا أبا الحسن، أخرج إلينا كتابَاً من كتبك، فقال له: عليك بأفلح الصيدلاني!، فقام غضبان، فقال له: لا ارتفعت لك راية معي أبدا!، قال له محمد بن مصعب: إن لم ترتفع إلا بك فلا رفعها الله! "، وأعدل ما قيل =

3049 - حدثنا محمد بن مُصْعَب حدثنا الأوزاعيِ عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نذر كان على أُمّه، توفيتْ قبل أن تقضيَه؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقض عنها". 3050 - حدثنا محمد بن مُصْعَب حدثناَ الأوزاعي عن الزهري عن سليمان بن يَسار عن ابن عباس: أن امرأةً من خَثْعَمٍ سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداعِ، والفضلُ بن عباس رديفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله في الحج على عباده أدركتْ أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يستمسك على الراحلة، أَفأَحج عنه؟، فقال: "نعم، حُجّي عن أبيكِ". 3051 - حدثنا محمد بن مُصْعَب حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبناً، ثم دعا بماء فمضمض، وقال: "إن له دَسَماً". 3052 - حدثنا محمد بن مُصْعب حدثنا الأوزاعي عن الزهري

_ = فيه كلام الإمام أحمد، فقال أبو داود: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث القرقساني- يعني محمد بن مصعب- عن الأوزاعي مقارب، وأما عن حماد بن سلمة ففيه تخليط: فقلت لأحمد: تحدث عنه، أعني القرقساني؟، قال: نعم". وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 3: 276 - 279. والحديث في مجمع الزوائد 10: 286 - 287 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه محمد بن مصعب، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهم رجال الصحيح". (3049) إسناده صحيح، وانظر 1970، 3080. (3050) إسناده صحيح، وهو مختصر 2266. وانظر 2518. (3051) إسناده صحيح، وهو مكرر 2007. (3052) إسناده صحيح، وهو مختصر 3028. وانظر 2117، 3018.

عن عُبيد الله عن ابن عباس قال: مَرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاةٍ ميتة، فقال: "أِلاّ استمتعتم بجلدها؟ "، قالوا: يا رسول الله، إنها مَيتَة، قال: "إنما حَرُمَ أكلها". 3053 - حدثنا أبو الْمُغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا عطاء بن أبي ربَاح عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوّج ميمونه وهو محُرم. 3054 - حدثنا أبو الْمُغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا عبد الكريم قال حدثني من سمع ابن عباس يقوَل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أمر ضُبَاعَةَ أن تشترط في إحرامها. 3055 - حدثنا أبو الْمُغيرة حدثنا الأوزاعي عن بعض إخوانه عن محمد بن عُبيد المكي عن عبدَ الله بن عباس قال: قيل لابن عباسِ: إن رجلاً قدم علينا يكذَّب بالقدَر، فقال: دلوني عليه، وهو يومئذ قد عمىَ، قالوا: وما تصنعِ به ياَ أبا عباس؟، قال: والذي نفسي بيده، لئنً استمكَنتُ منه لأعَضَّنَّ أنفه حتى أقطعَه! ولئن وقعتْ رقبتُه فِي يدي لأدُقَّنَّها!، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "كأني بنساء بني فهر يَطُفْنَ بالخزرج، تَصْطَفق أَلْيَاتُهنَّ مشركاتٍ"، هذا أوَّل شرك هذه الأمة، والذي نفسي بيده لَينتَهِيَنَّ بهم سوءُ رأيهم حتى يخرجوا الله مَن أن يكون قَدَّر خيراً، كما أخرجوه من

_ (3053) إسناده صحيح، وهو مكرر 3030. (3054) إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن ابن عباس. ولكن سيأتي الحديث من وجه آخر مطولاً صحيح3117. ضباعة: هي بنت الزبير بن عبد المطلب، بنت عم رسول الله، وكانت زوج المقداد بن الأسود. وسيأتي هذا الحديث في مسندها 6: 420ح من طريق الأوزاعي عن عبد الكريم الجزري عمن سمع ابن عباس يقول: "حدثتني ضباعة". وسيأتي أيضاً 6: 360 ح من طريق هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس: "أن ضباعة" إلخ. (3055) إسناده ضعيف، لإبهام من روى عنه الأوزاعي. وانظر الإسناد التالي لهذا.

أن يكون قدَّر شرا. 3065 - حدثنا أبو المُغيرة حدثنا الأوزاعي حدثني العلاء بن الحَجّاج عن محمد بن عُبيد المكَي عن ابن عباس، بهذا الحديث. قلت: أدرك محمدٌ ابنَ عباس؟ قال: نعم. 3057 - حدثنا أبو المُغِيرة حدثنا الأوزاعي قال: بلغني أن عطاء بن

_ (3056) إسناده حسن، على الأقل. العلاء بن الحجاج: ترجمه الحافظ في التعجيل 323 وقال: "ضعفه الأزدي ... وأخرج له أحمد من رواية الأوزاعي عنه وذكره البخاري مختصراً جداً". والأزدي يغلو في التضعيف دون بينة، فلا يؤخذ بقوله إلا أن يبين. والظاهر من صنيع الحافظ أن البخاري ذكره في التاريخ الكبير ولم يجرحه، والقسم الذي فيه هذا الاسم لمَّا يطبع، فلا نستطيع الجزم بذلك، وإنما هو الاستنباط وغالب الظن. محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وثبت هنا من سؤال الأوزاعي وجواب العلاء أنه أدرك ابن عباس، وضعفه أبو حاتم فيما حكى عنه في التهذيب، ولكن البخاري ترجمه في الكبير1/ 1/ 171 - 172 فلم يذكر فيه جرحَا. والحديث في مجمع الزوائد 7: 204 وقال: "رواه أحمد من طريقين وفيهما أحمد بن عبيد المكي، [كذا فيه، وصوابه محمد بن عبيد]، وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم. وفي إحداهما رجل لم يسم وسماه في الأخرى العلاء بن الحجاج، ضعفه الأزدي. وقال في المسند أن محمد بن عبيد سمع ابن عباس". (3057) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الانقطاع. وكذلك رواه أبو داود1: 133 من طريق محمد بن شعيب "أخبرني الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء بن أبي رباح". قال المنذري 1: 209: "أخرجه منقطعاً. وأخرجه ابن ماجة موصولا وفي طريق ابن ماجة عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الدمشقي ثم البيروني، كاتب الأوزاعي، وقد استشهد به البخاري، وتكلم فيه غير واحد، وقال ابن عدي يغرب عن الأوزاعي بغير حديث لا يرويه غيره، وهو ممن يكتب حديثه". وهو في ابن ماجة 1: 104 من طريق ابن أبي العشرين: "ثنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح". وابن أبي العشرين: ثقة، وثقه أحمد وغيره، وقال ابن معين: "ليس به بأس"، وسئل هشام بن عمار عن أوثق أصحاب الأوزاعي؟، فقال: "كاتبه عبد الحميد"، ونرى أن من تكلم فيه بأن له أحاديث عن الأوزاعي لم يروها غيره- ليس بمطعن، بل هو المعقول، أن يكون عند كاتب الأوزاعي =

أبي رَبَاح قال أنه سمع ابن عباس يخبر: أن رجلاً أصابه جرحٌ في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قد أصابه احتلام، فأمر بالاغتسال فمات، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "قتلوه!، قلتهم الله!، ألم يكن شِفَاءَ العِيّ السؤالُ؟! ". 3058 - حدثنا أبو المُغيرة حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن عباسَ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أردفه على دابته، فلما

_ = الملازم له ما ليس عند غيره. ومع ذلك فإنه لم ينفرد عن الأوزاعي بوصل هذا الحديث، فقد رواه الحاكم1: 187 من طريق الهقل بن زياد قال: "سمعت الأوزاعي قال: قال عطاء عن ابن عباس"، والهقل بن زياد: ثقة، وكان كاتب الأوزاعي أيضاً، قال أحمد: "لا يكتب حديث الأوزاعي عن أوثق من هقل" ووثقه ابن معين: "ما كان بالشأم أوثق منه"، وقال أبو صالح: "هو ثقة من الثقات من أعلى أصحاب الأوزاعي". وأصرح من هذا وأقوى أنه رواه الحاكم أيضاً 1: 178 من طريق بشر بن بكر: " حدثني الأوزاعي حدثنا عطاء بن أبي رباح أنه سمع عبد الله بن عباس". وبشر بن بكر التنيسي: ثقة مأمون من أصحاب الأوزاعي، وخرج له البخاري. وقد صرح في هذه الرواية بأن عطاء حدث الأوزاعي به. فلعله بلغه عن عطاء ثم سمعه منه، فحدث به على الوجهين. ولم يبق وجه لتعليل رواية الثقة عبد الحميد بن أبي العشرين. وزاده تأييداً وثبوتَا أن الحاكم رواه 1: 165 من طريق الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح "أن عطاء حدثه عن ابن عباس"، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. والوليد بن عبيد الله بن أبي رباح: هو ابن أخي عطاء، يروي عن عمه، وترجم في لسان الميزان 6: 23 وذكر أن الدارقطني ضعفه، وأن ابن حبان ذكره في الثقات وأخرج له ابن خزيمة في صحيحه، وتصحيح الحاكم والذهبي حديثه توثيق له أيضْا. فتبين من كل هذا أن الحديث صحيح ثابت، وإن كان ظاهره الانقطاع. (3058) إسناده ضعيف، أبو بكر بن عبد الله: هو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، سبق أن بينا ضعفه في 113، 1464. علي بن أبي طلحهَ: ثقة، تكلم فيه بعضهم، والظاهر أنهم تكلموا فيه من أجل رأيه في التشيع، وأخرج له مسلم، ولكن لم يسمع من ابن عباس. والحديث في مجمع الزوائد 10: 131 ونسبه للمسند فقط، وأعله بأبي بكر بن أبي مريم.

استوى عليها كبَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً، وحمد الله ثلاثاً، وسبَّح الله ثلاثاً، وهلل الله واحدةً، ثم استلقى عليه فضحك، ثم أقبل عليَّ فقال: "ما من امرئٍ يركب دابته فيصنع كما صنعتُ إلا أقبل الله تبارك وتعالى فضحك إِليه كما ضحكتُ إليك". 3059 - حدثنا أبو اليَمَان حدثنا شُعيب قال: سئل الزهري: هل في الجمعة غسل واجب؟، فقال: حدثني سالم بن عبد الله بن عمر أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من جاء منكم الجمعة فليغتسلْ"، وقال طاوس: قلت لابن عباس: ذكروا أن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جُنُباً، وأصيبوا من الطيب؟، فقال ابن عباس: أما الغسل فنعم، وأما الطيب فلا أدري. 3060 - قال عبد الله [بن أحمد]: وجدت في كتاب أبي بخط يده هذا الحديث: حدثنا يحيى بن إسحق أخبرنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لعن الواصلة، والموصولة، والمتشبَهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. 3061 - حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا حاتم بن أبي صَغيرة أبو

_ (3059) إسناده صحيح، وهو في الحقيقة حديثان: لابن عمر وابن عباس أما حديث ابن عباس فهو مكرر 2383 وانظر 2419. وأما حديث ابن عمر فقد رواه أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى 400، 401. (3060) إسناده صحيح، وهو مكرر 2263 بإسناده، والظاهر أن عبد الله سمعه من أبيه في ذاك الموضع، ثم وجده بخطه في هذا الموضع، فأثبت ما وجد. وانظر 2291. (3061) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 9: 284 وقال:"رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وانظر 2572، 2602، 3033، 3490. خنست: أي انقبضت وتأخرت، هو من بابي "ضرب" و"نصر".

يونس عن عمرو بن دينارأن كُريباً أخبره أن ابن عباس قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آخر الليل، فصليتُ خلفه، فِأخذ بيدي فجرَّني فجعلني حذَاءه، فلما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صلاته خنَسْتُ. فصلى رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، فلَما انصرف قال لي: "ما شأني أجعلك حذائي فَتَخْنُس؟ "، فقلت: يا رسول الله، أوَ ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسولَ الله الذي أعطاك الله؟، قال: فأعجبته، فدعا الله لي أن يزيدني علماً وفهماً، قال: ثم رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نام حتى سمعته ينفُخ، ثم أتاه بلال فقال: يا رسول الله الصلاة، فقام فصلى، ما أعاد وُضوءاً. 3062 - حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عَوَانة حدثنا أبو بَلْج

_ (3062) إسناده صحيح، أبو بلج، بفتح الباء وسكون اللام وآخره جيم: اسمه "يحيى بن سليم" ويقال "يحيى بن أبي الأسود" الفزاري، وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني وغيرهم، وفي التهذيب أن البخاري قال: "فيه نظر"! وما أدري أين قال هذا؟، فإنه ترجمه في الكبير 4/ 2/ 279 - 280 ولم يذكر فيه جرحاً، ولم يترجمه في الصغير، ولا ذكره هو والنسائي في الضعفاء، وقد روى عنه شعبة، وهو لا يروي إلا عن ثقة. عمرو بن ميمون: هو الأودي، وهو تابعي ثقة، وأخرج له أصحاب الكتب الستة. والحديث في مجمع الزوائد 9: 119 - 120 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي بلج الفزاري، وهو ثقة وفيه لين". روى الترمذي منه قطعتين عن محمد بن حميد الرازي عن إبراهيم بن المختار عن شعبة عن أبي بلج، الأولى "أمر بسد الأبواب إلا باب على" 4: 331، والثانية "أول من صلى على" 332، رقم 5342 وهذا الحديث أشار إليه الحافظ في القول المسدد 17 نسبه للنسائي أيضاً، ولعل النسائي روى بعضه. يخلونا: يخلو لنا المجلس. قوله "ثم بعث فلاناً بسورة التوبة": يريد أبا بكر رضى الله عنه، كما مضى 1296. "شرى نفسه " أي باعها. يتضور: يتلوى. "نرميه فلا يتضور" في ح "نراميه" والتصحيح من ك ومجمع الزوائد. قول عمر "ائذن لي فلأضرب عنقه" يريد به حاطب بن أبي بلتعة حين بعث =

حدثنا عمرو بن ميمونة قال: إني لجالس إلى ابن عباس: إذْ أتاه تسعةُ رهط، فقالوا: يا أبا عباس، إما أن تقوم معنا وإما أن/ يُخْلونَا هؤلِاء، قال: فقال ابِن عباسٍ: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يَعْمَى، قال: فابتَدؤا فتحدَّثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينْفُض ثوبه ويقول: أُفْ وتُفْ!، وقعوا في رجل له عَشْرٌ، وقعوا في رجل قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحبُّ الله ورسوله"، قال: فاستشرف لها من استشرف، قال؟ "أين علي؟ "، قالوا: هو في الرحْل يَطْحَنُ، قال: "وِما كان أحدُكم ليطحنَ؟! "، قال: فجاء وهو أَرمَدُ لا يكاد يبصر، قِال: فنَفثَ في عينيه ثم هزّ الراية ثلائاً فأعطاها إياه، فجاء بصفيةَ بنت حُييّ، قال: ثم بعث فلاناً بسورة التوبة، فبعث عليّاً خلفَه فأخذها منه، قاَل: "لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه"، قال: وقال لبني عمه: "إيُّكم يُواليني في الدنيا والآخرة؟ "، قال: وعليُّ معه جالس، فأبَوْا، فقال على: أنا أُوَاليك في الدنيا والآخرة، قال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة"، قال: فتركه، ثم أقبل على رجل منهم فقال: "أيكم يواليني. في الدنيا والآخرة؟ "، فأبوا، قال: فقال علي: أنا أُوَاليك في الدنيا والآخرة، فقال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة"، قال: وكان أولَ من أسلم من الناس بعد خديجة، قال: وأخذ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين فقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} قال: وشِرى علىّ نفسه، لبس ثوب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم نام مكانه، قال: وَكان المشركون يرْمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال: وأبو بكر يَحْسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال له على إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد انطلق نحو بئر ميمون فأدْركْه، قال: فانطلِق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل على يُرْمى بالحجارة كما كانَ يُرْمى نبي الله

_ = صحيفة إلى المشركين، كما مضى مفصلاً من حديث علي 827. وقد مضت أحاديث فيها بعض معانى هذا الحديث، منها 1371، 8511، 1608، 1787.

وهو يتضوّر، قد لَفَّ رأسَه في الثوب لا يخِرجه، حتى أصبح، تم كشَف عن رأسه، فقالوا: إنك لَلَئيم!، كان صاحبُك نرْمِيه فلا يتضوّر وأنت تتضوّر، وقد استنكرنا ذلك!، قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرجُ معك؟، قال: فقال له نبي الله: "لا"، فبكى عليُّ، فقال له: "أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هرون من موسى؟، إلا أنك لحست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي"، قال: وقال له رسولِ الله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي"، وقال: "سدُّوا أبواب المسجد غيير باب عليّ". فقال: فيدخل المسجد جُنباً وهو طريقه، ليس له طريق غيره، قال: وقال: "من كنتُ ولاه فإن مولاه علىّ"، قال: وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، هل حدَّثنا أنه سخط عليهمِ بعدُ؟!، قال: وقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر حين قال ائذن لي فلأَضْرِبْ عنقه، قال: "أوَ كنتَ فاعلاً؟!، وما يدريك لعل الله قد اطَّلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم". 3063 - حدثنا أبو مالك كثير بن يحيى قال حدثنا أَبو عَوَانة عن

_ (3063) إسناده صحيح، كثير بن يحيى بن كثير أبو مالك: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة: "صدوق"، قال أبو حاتم: "محله الصدق، وكان يتشيع"، وأنكر عليه الأزدي حديثاً عن علي، قال الذهبي: "ولم أعرف من حدث به عن كثير" فقال الحافظ في لسان الميزان 4: 484 - 485: "فلعل الآفة ممن بعده". فالأزدي رأى الحديث الذي أنكره فجعل نكارته من كثير هذا، دون أن يبحث فيمن رواه عنه، فهذا تحامل. والحديث هنا من رواية الإمام أحمد عن كثير بن يحيى في الأصلين، ولكن الحافظ حين ترجمه في اللسان والتعجيل ذكر أن الذي يروي عنه هو عبد الله بن أحمد، ورمز له في التعجيل برمز عبد الله، ولم يذكر ابن الجوزي كثيراً هذا في شيوخ أحمد. فلعل الحديث من زيادات عبد الله وأخطأ الناسخون، ويحتمل أيضا أن يكون من رواية =

أبي بَلْج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس، نحوه. 3564 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جريج أخبرني حسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال: شهدت الصلاةَ يومَ الفطر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان، فكلهم كان يصليها قبل الخطبة، ثمِ يخطب بعدُ، قال: فنزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، كأني انظر إليه حين يُجْلسُ الرجال بيده، ثِم أقبل يَشُقَّهم، حتى جاءَ النساءَ ومعه بلال، فقال: " {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا}، فتلا هذه الآية حتى فرغ مَنها، ثم قَال حين فرغ منها: "أنتُن عَلى ذلكِ؟ "، فقالت امرأةٌ واحدة، لمِ يُجبْه غيرُها منهن: نعم يِا نبي الله، لا يَدْري حسَنٌ من هي، قال: "فَتَصَدَّقْن"، قال: فبسط بلال ثوبه، ثم قال: هَلُمَّ لَكُن، فدَاكنَّ أبي وأمي، فجعلْنَ يُلْقينَ الفَتَخَ والخَوَاتِم في ثوب بلال، قال ابن بكر: الخواتيم. 3065 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: شهدتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم العيد ثم خطب، فَظنَّ أنه لم يُسْمِع النساء، فأتاهنّ فوعظهنّ، وقال: "تصدَّقْنَ"، فجَعَلَت المرأة تُلقي الخاتموالخُرْصَ والشيء، ثم أمر بلالاً فجمعه في ثوب حتى أمَضاه. 3066 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه،

_ = أحمد، فلا نستطيع أن نجزم. والحديث مكرر ما قبله. (3064) إسناده صحيح، هو مطول2173، 2574، انظر 2593. ابن بكر: هو محمد بن بكر البرساني، وفي ح في أول الإسناد "وأبو بكر" والتصحيح من ك. الفتخ، بفتح الفاء والتاء وآخره خاء معجمة: جمع "فتخه" بسكون التاء، وهي خواتيم كبار تُلبس في الأيدي، وربما وضعت في أصابع الأرجل، وقيل هي خواتيم لا فصوص لها. قاله ابن الأثير. (3065) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله مكرر 1902، 2533. (3066) إسناده صحيح، والتردد بين وصله وإرساله في هذه الرواية لا يؤثر، فقد رواه عمرو بن =

قال مرةً: عن ابن عباس، فقلت: لم يكن يجاوِزُ به طاوساً؟، فقال: بلى، هو عن ابن عباس، قال: ثم سمعه يذكره بعدُ ولا يذكر ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُهِلُّ أهل المدينة من ذي الحُلَيفة، ويهل أهل الشأم من الجحْفَة، ويهل أهلُ اليمن مِن يَلَمْلَم، ويهل أهل نَجْد من قَرْن، وهنّ َلهنّ ولمن أتى عليهنّ ممن سواهم، ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان بيتُه مِن دون الميقات فإنه يُهل من بيته، حتى يأتي على أهل مكة". قال أبو عبد الرحمن [عبد الله بن أحمد]: قال أبي: قد أحرمت من يلملم حين جئتُ من عند عبد الرزاق. 3067 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله بن عُتْبة عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن قتل أربع من الدوابّ: النملة، والنحلة، والهُدْهُد، والصُّرَد. 3068 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزهري عن أبي أُمامة ابن سهل بن حُنَيف عن ابن عباس قال: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضَبيّن مشويَّين، وعنده خالد بن الوليد، فأهوى النبي - صلى الله عليه وسلم - يده ليأكل، فقيل له: إنه ضبّ، فأمسك يده، فقال له خالد: أحرام هو يا رسول الله؟، قال: "لا، ولكنه لا يكون بأرض قومي فأجدُني أعافه"، فأكل خالد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه. 3069 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سمَاك عن عكرمة عن ابن عباس قال: أَتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فجعل يُثني عليهَ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

_ = دينار عن طاوس عن ابن عباس 2128 ورواه معمر ووهيب عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس 2240، 2272 دون تردد. والظاهر أن التردد هنا من عبد الرزاق، فإن رواية معمر الماضية رواها عنه غندر محمد بن جعفر فلم يذكر ما ذكر عبد الرزاق هنا. (3067) إسناده صحيح، ورواه أبو داود وابن ماجة، كما في المنتقى 4607. (3068) إسناده صحيح، وانظر 3041. (3069) إسناده صحيح، وهو مكرر 3026.

"إن من البيان سحْراً، وإن من الشِّعْر حكْماً". َ3070 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن قَتادة عن رجل عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل كل ذي ناب من السباع، وعن أكل كل ذي مخْلب من الطير. َ3071 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن حمُيد الأعرج عن مجاهد قال: دخلت على ابن عباس فقلت: يا أبا عباس، كنتُ عِند ابن عمر فقرأ هذه الآيةَ فبكى، قال: إيّةُ آية؟، قلتُ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ قال ابن عباس: إن هذه الآيةَ حين أُنْزَلتْ غَمّتْ أصحاب رسول لله - صلى الله عليه وسلم - غماً شديداً، وغاظتْهم غيظاً شديداً، يعَني، وقالوا: يا رسول الله هَلَكْنا إن كنّا نُؤَاخذ بما تَكلمنا وبما نعملُ، فأما قلوبنا فليستْ بأيدينا، فقال لهم رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "قولوا: سمعنا وأطعنا"، قال: فنسختْها هذه الآية {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} إلى {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فتجوِّز لهم عن حديث النفس، وأُخِذُوا بالأعمال. 3072 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل، والأسود قال حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن قريشاً أَتَوا كاهنةً فقالوا

_ (3070) إسناده ضعيف، لجهالة التابعي الذي روى عنه قتادة. والحديث في ذاته صحيح، مضى مراراً بأسانيد صحاح آخرها 3024. وانظر 3141. (3071) إسناده صحيح، حميد الأعرج: هو حميد بن قيس المكي القارئ، قارئ أهل مكة، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين والبخاري وغيرهم، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 350. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 2: 81 عن هذا الموضع، ونسبه السيوطي في الدر المنثور1: 374 أيضاً لعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر. وقد مضى معناه من وجه آخر 2070. (3072) إسناده صحيح، ولم أجده في موضع آخر. وقد مضى مراراً في أحاديث الإسراء أن =

لها: أخبرينا بأقربنا شبَهاً بصاحب هذا المقام؟، فقالت: إنْ أنتم جَرَرْتُم كساءً على هذه السَّهْلة ثم مشيتم عليها أنبأتُكم، فجرّوا، ثم مشَى الناسُ عليها، فأبصرتْ أثَر محمدِ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: هذا أقربكم شبهاً به، فمِكثوا بعد ذلك عشرين سنة أوقريباً من عشرين سنة، أوما شاء الله، ثم بُعِث - صلى الله عليه وسلم -. 3073 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا داود بن قيس عن زيد بن أَسْلَم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرةً مرةً. 3074 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر والثوري عن ابن خُثَيم عن أبي الطُفَيل قال: كنت مع ابن عباس ومعاوية، فكان معاوية لا يمر بركنِ إلا استلمه، فقال ابن عباس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليستلم إلا الحَجَر واليماني، فقال معاوية: ليس شيء من البيت مهجوراً. 3075 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن ابن خُثَيم، وأبو نُعَيم حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: تزوّج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محُرم، واحتجم وهو محرم. 3076 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عِنٍ أيوب عن سعيد بن جبُير عن ابن عباس: أن رجلاً خَرَّ عن بعيره وهو مُحرم، فوقَصَه، أو أقصَعَه، شك

_ = رسول الله كان أشبه الناس بجده إبراهيم، صلى الله عليهما وسلم، آخرها 2697. (3073) إسناده صحيح، داود بن قيس الفراء الدباغ: ثقة حافظ، كما قال الشافعي، ووثقه أحمد وغيره وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/220. والحديث مكرر 2072 وانظر 2416. (3074) إسناده صحيح، وهو مختصر 2210. (3075) إسناده صحيح، وهو مطول 2890، 3053. (3076) إسناده صحيح، وهو مكرر 3031. قوله "أو أقصعه" كذا هو في ح، وفي ك "أو أوقصه". وكلاهما خطأ، فإنه يقال "وقصته ناقته ووقصه بعيره " ثلاثى من باب "وعد" ولم يجيء رباعيَا بهذا المعنى: و "أقصعه" بتقديم الصاد على العين/ بعيد المعنى، فإن "القصع" ضمك الشيء على الشيء حتى تقتله أوتهشمه، وليس مراداً هنا. والراجح عندي أن يكون الصواب "أو أقعصه" بتقديم العين على الصاد، يقال "قعصته" ثلاثياً، و"أقعصته" رباعياً: إذا قتلته قتلاً سريعَا

أيوب، فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "اغسلوه بماء وسدْر، وكَفِّنوه في ثوبه، ولا تخَمِّروا رأسَه، ولا تقرّبوه طِيباً، فإن الله يبعثه يوم القَيامة مُحِرماً". 3077 - حدثنا عبد الرزاق قال مَعْمَر: وأخبرني عبد الكريم الجزَري عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رجلاً خرَّ عن بعيرٍ نادٍّ وهو محرم، فوُقصَ وَقْصاً، ثم ذكر مثل حديث أيوب. 3078 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأخدَعين وبين الكتفين، حجمه عبدٌ لبَنِي بَيَاضة، وكان أجره مُداً ونصفاً، فكلم أهله حتى وضعوا عنه نصفَ مدّ، قال ابن عباس: وأعطاه أجره، ولو كان حراماً ما أعطاه. 3079 - حدثنا عبد الرزاق عن المنذر بن النعمان الأَفْطَس قال: سمعت وَهْباً يحدّث عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يخرجِ من عَدَن أَبْيَنَ اثنا عشر ألفاً، ينصرون الله ورسولَه، هم خيرُ مَن بيني وبينهم"، قالَ لي مَعْمَر: اذهبْ فاسأله عن هذا الحديث.

_ (3077) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3078) إسناده صحيح، وقد مضى معناه بإسناد ضعيف 2155 وأشرنا إلى هذا هناك. وانظر 3020. (3079) إسناده صحيح، المنذر بن النعمان الأفطس اليماني: وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 358 - 359، ومما يؤيد توثيقه أن يأمر معمر عبد الرازق أن يذهب فيسمع منه هذا الحديث. والحديث في مجمع الزوائد 10: 55 ونسبه لأبي يعلى والطبراني، قال: "ورجالهما رجال الصحيح، غير منذر الأفطس، وهو ثقة"، وفاته أن ينسبه إلى المسند. عدن أبين، بفتح الهمزة والياء التحتية بينهما باء موحدة ساكنة: هي عدن التي على ساحل البحر، يفرق بذلك بينها وبين "عدن لاعة". =

3080 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني يعلىِ أنه سمع عكْرمة مولى ابن عباس يقول: "أنبأنا ابن عباس: أن سعد بن عبادة، قال ابنَ بيهر: أخا بني ساعدة، تُوفيتْ أمُّه وهو غائب عنها فقال يا رسول الله، إن أمي تُوفيتْ وأنا غائب عنها، فهل ينفعُها إنْ تصدقتُ بشيء عنها؟، قال: "نعم"، قال: فإني أُشْهِدُك أن حائط المَخْرَف صدقةٌ عليها، وقال ابن بكر: المَخرَاف. 3081 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحرث حدثني حَكيم بن حَكيم عن نافع بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "أمّني جبريل عند البيت، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس فكانت بقدر الشّراك، ثم صلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثلَيه، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى بي الفجر حين حَرُم الطعام والشراب على

_ = قال ياقوت 6: 127: "لاعة مدينة في جبل صبر من اعمال صنعاء، إلى جانبها قرية لطيفة يقال لها: عدن لاعة، وليست عدن أبين الساحلية، وأنا دخلت عدن لاعة". (3080) إسناده صحيح، يعلى: هو ابن حكيم الثقفي. وانظر 3049. أم سعد بن عبادة: هي بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي النجارية الأنصارية، ماتت سنة 5 شهر ربيع الأول، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة دومة الجندل. فلما جاء رسول الله إلى المدينة أتى قبرها فصلى عليها. وكان لأبيها خمس بنات، كلهن اسمها "عمرة"، وكلهن بايعن رسول الله، وهذه هي الرابعة منهن في ترتيب ابن سعد 8: 330 - 331، وجعلها الحافظ في الإصابة 8: 147 الأولى، وأظن أن ابن سعد في هذا أرجح. (3080) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 150 - 151 والترمذي 1: 140 - 141 وقال: "حديث حسن"، وفي بعض نسخه الصحيحة "حسن صحيح"، وقال شارحه: "صححه ابن عبد البر وأبو بكر بن العربي، قال ابن عبد البر: إن الكلام في إسناده لا وجه له، والحديث أخرجه أيضاً أحمد وأبو داود وابن خزيمة والدارقطني والحاكم".

الصائم، ثم صلى الغدَ الظهرَحين كان ظل كل شيء مثله، ثم صلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثلثه، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشاء إلى ثلث الليل الأوّل، ثم صلى بي الفجر فأسْفَر، ثم التفتَ إلىّ فقال: يا محمد، هذا وقتُ الأنبياء من قبلك، الوقت فيما بين هذين الوقتين". 3082 - حدثني أبو نُعَيم حدثنا سفيان عن عبد الرحمنِ بن الحرث ابن عَيّاش بن أبي ربيعة عن حَكيم بن حَكيم بن عَبّاد بن حنيف، فذكره بإسناده ومعناه، إلا أنه قال في الفجر في اليوم الثاني: لا أدري أي شيء قال، وقال في العشاء: صلى بي حين ذهب ثلث الليل الأوّل. 3083 - حدثنا عبد الرزاق حدثني إبراهيم بن عمر الصنعاني أخبرني وهب بن مانوس العَدَني قال: سمعت سعيد بن جُبير يحدث عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركوعِ قال: "سمع الله لمن حمده"، ثم يقوِل: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملءَ الأرض وملءَ ماشئت من شيء بعدُ". 3084 - حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كَيسان حدثني أبي عن وهب بن مانُوس غير هذا الحديث.

_ (3082) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3083) إسناده صحيح، وهو مكرر 2505. ووهب بن مانوس، ويقال "ميناس" سبق الكلام عليه هناك. (3084) هذا ليس بحديث، بل هو إخبار من الإمام أحمد أنه سمع من عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان حديثاً آخر غير هذا الحديث، ولعله يريد حديث أنس في أنه لم ير أحداً أشبه بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عمر بن عبد العزيز، وسيأتي في مسند أنس12688، وقد أشرنا إليه في شرح الحديث 902.

3085 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا هشام عن محمد عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وأعطى الحجام أجره، ولو كان سُحْتاً لم يُعطه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 3086 - حدثنا عبدِ الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أبي جَمْرة الضُّبَعيِ قال: سمعت ابن عباس يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدّبّاء والنَّقير، وَالمُزفَّت، والحَنْتَم. َ 3087 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن صالح بن كيسان عن نافع بن جُبير بن مُطْعم عنِ ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس للولي مع الثيّب أمر، واليتيمة تَستأمرُ، فصمتُها إقرارُها". 3088 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معْمَر عن يحيى بن أبي كثير عن عمر بن مُعَتّب عن مولي بني نوفل، يعني عن أبا الحسن، قال: سئل ابن عباس عن عبد طلق امرأته بطلقتين ثم عَتَقا، أيتزوّجها؟، قال: نعم، قيل: عمّن؟، قال: أفتَى بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عبد الله ابن أحمد،: قال أبي: قيل لمعمر: يا أبا عروة، من أبو حسن هذا؟، لقد تحمَّل صخرةً عظيمةً!!. 3089 - حدثنا عبد الرزاق عن مَعْمَر قال: قال الزهري: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتْبة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في رمضان من المدينة، معه عشرة آلاف من المسلمين، وذلك على رأس ثمان سنين

_ (3085) إسناده صحيح، وهو مختصر 3078. (3086) إسناده صحيح، وهو مختصر 2020. وانظر 2772. (3087) إسناده صحيح، وهو مكرر 2481. (3088) إسناده حسن، وهو مكرر 3031، وسبق الكلام عليه مفصلاَ هناك. (3089) إسناده صحيح، وهو مطول 2392، وانظر 2996، وانظر أيضاً تاريخ ابن كثير 4: 286.

ونصف من مَقْدَمه المدينة، فسار بمن معه من المسلمين إِلى مكة يصوم ويصومون، حتىَ إِذا بلغ الكَدِيد، وهو ما بين عُسْفان وقُدَيْدٍ، أفطر وأفطر المسلمون معه، فلم يَصُمْ. 3090 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزهري قال: حدثني أبو سَلَمة بن عبد الرحمن قال: كان ابن عباس يحدّث أن أبا بكر الصديق دخل المسجد وعمر يحدِّث الناس، فمضى حتى أتىَ البيت الذي تِوِفي فيه رسِول الله - صلى الله عليه وسلم -: وهو في بيت عائشة، فكشف عن وجهه بُرْدَ حَبرَةٍ: كان مُسَجَّى به، فنظر إلى وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أكبَّ عليه يقبّله، ثم قالَ: والله لا يَجمع الله عليه موتتين، لقد مُت الموتةَ التي لا تموت بعدها. 3091 - حدثنا يعقوب حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال: حدثني أبو سَلَمة بن عبد الرحمن: سمع أبا هريرة يقول: دخل أبو بكر الصديق المسجدَ، وعمر يكلم الناس، فذكر الحديث. 3092 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا أيوب عن عكْرمة قال: لم يكن ابن عباس يقرأ في الظهر والعصر، قال: قرأ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فيما أُمر أن يقرأ فيه، وسكت فيما أُمر أن يسكت فيه، قد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة، وماكان ربك نَسِياً. 3093 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي أخبرنا أيوب عن عِكْرمة

_ (3090) إسناده صحيح، وروى البخاري 8: 111 نحوه بمعناه من طريق عقيل عن الزهري، في حديث طويل، وانظر تاريخ ابن كثير5: 242. وانظر 2026، والحديث 18 في مسند أبي بكر. (3091) إسناده صحيح، وهو بمعنى الذي قبله، ولكن هذا من مسند أبي هريرة. (3092) إسناده صحيح، وانظر 2238، 2332. (3093) إسناده صحيح، ورواه البخاري عن إسحق بن منصور عن عبد الصمد، كما في تاريخ =

عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة أبي أن يدخل البيتَ وفيه الآلهة، فأمر بها فأُ خرجتْ، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في أيديهما الأزلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قاتلهم الله! أمَا والله لقد علموا ما اقتسما بها قطّ"، قال: ثم دخل البيت فكبّر في نواحي البيت، وخرج، ولم يصلّ في البيت. 3094 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبيِ حدثنا أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه في الثَّقَل من جمع بليلٍ. 3095 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس أنه كره نبيذ البُسْر وحدَه، وقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبدَ القيس عن المُزّاء، فأكره أن يكون البُسْرُ وحدَه. 3096 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن عَزْرَة عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، قال عفان: ب {الم (1) تَنْزِيلُ}. 3097 - حدثنا أسود بن عامر أخبرنا بُكَير بن أبي السَّميط: قال

_ = ابن كثير 4: 302، وتفرد: "تفرد به البخاري" يعني لم يروه مسلم. وانظر 2508، 2834. (3904) إسناده صحيح، وهو مختصر 3008. (3095) إسناده صحيح، وهو مكرر 2831. (3096) إسناده صحيح، وهو مكرر 3040. (3097) إسناده صحيح، بكير بن أبي السميط: ثقة، وثقه العجلي، وقال ابن معين: "صالح"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 116. "السميط" بضم السين، وقيل بفتحها، وحكى البخاري القولين. والحديث مكرر ما قبله.

قَتادة: عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قرأ في صلاة الغداة يوم الجمعة {تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}. 3098 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد ربه بن بارِقٍ الحنفي حدثنا سمَاك أبو زُمَيْل الحنفي قال،: سمعت ابن عباس يقول: سَمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "منَ كان له فَرَطَان من أمتي دخل الجنة"، فقالت عائشة: بأبِي، فمن كان لو فَرَط؟، فقال: َ "ومن كان له فرطٌ يا مُوَفَّقة"، قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟، قال: "فأنا فرَطُ أمتي، لم يُصَابوا بمثلي". 3099 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هشام الدَّستَوَائي عن يحيى قال: حدّث أبو سلاّم عن الحَكَم بن مينَاء أنه سمع عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على أعواد منبره: "لَيَنْتَهِيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِمُ الجُمُعات، أو لَيَخْتمَنَّ الله على قلوبهم، ثيم لَيُكْتَبُنَّ من الغافلين". 3100 - حدثنا هُدْبَة بن خالد حدثنا أَبانُ بن يزيد العطار عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلاّم عن الحَكَم بن مِيناء عن ابن عباس وإبن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بمثله. 3101 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن فَرُّوخ حدثني حَبيب،

_ (3098) إسناده صحيح، عبدربه بن بارق الحنفي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه عمرو بن علي الفلاس وأثنى عليه خيراً، وهو ابن بنت أبي زميل سماك بن الوليد الحنفي. والحديث رواه الترمذي 2: 159 بإسنادين عن عبد ربه بن بارق، وقال: "حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبدربه بن بارق، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة"، الفرط: الولد الصغير يموت قبل أبيه أو أمه، فهو أجر يتقدمهما. (3099) إسناده صحيح، وهو مكرر 2290. (3100) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3109) إسناده صحيح، وهو مكرر 3016، في ح "عمرو بن فروخ"، وهو خطأ.

يعني ابن الزبير، عن عكْرمة قال: رأيت رجلاً يصلي في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يكبر إذا سجدَ وإذا رفع وإذا خفض، فأنكرتُ ذلك، فذكرته لابن عباس؟، فقال: لا أُمَّ لك!، تلك صلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 3102 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونة، فوضعت له وَضُوءاً من الليل، فقالت له ميمونة: وضَع لك هذا عبد الله بن عباس، فقال: "اللهم فقِّهْه في الدِّين، وعلِّمه التأويل". 3103 - حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد عن علي بن زيد، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: حدثنا عفان حدثنا ابن سلَمة أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهْران عن ابن عباس قال: لا مات عثمان بن مظعون، قالت امرأته: هنيئاً لكَ يا ابنَ مظعون بالجنة، قال: فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظرةَ غضب، فقال لها: "ما يدريك!، فوالله إني لَرَسول الله وما أدري مايُفْعَل بي! "، قال عفان: "ولا به"، قالَت: يا رسول الله، فَارِسُك وصاحبُك؟، فاشتدَّ ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال ذلك لعثمان, وكان من خيارهم، حتي ماتتْ رُقَيّةُ ابنةُ رسول - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الْحَقِى بسَلَفِنا الخَيْر عثمانَ بن مظعون"، قال: وبكت النساء، فجعل عمر يضربهنّ بسوطه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: "دَعْهنَّ يبكينَ، وإياكنّ ونعِيق

_ (3102) إسناده صحيح، وهو مكرر 3033. وانظر 3061. (3103) إسناده صحيح، وهو مكرر 2127، ولكن في آخر هذه الرواية زيادة قعود رسول الله على شفير القبر إلخ، وهذه الزيادة ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 17، وأشار الحافظ الذهبي إليها في الميزان 2: 225، من رواية أحمد عن عفان، في ترجمة على ابن زيد، وقال: "هذا حديث منكر، فيه شهود فاطمة الدفن، ولا يصح "!، ولا ندري لماذا؟، فالظاهر أن هذا كان قبل النهي عن زيارة النساء المقابر، لأن عثمان بن مظعون مات عقب غزوة بدر سنة 2 من الهجرة.

الشيطان"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مهما يكنْ من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما كان من اليد واللسان فمن الشيطان"، وقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شَفِير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح عينَ فاطمة بثوبه، رحمة لها. 3104 - حدثنا بكر بن عيسى أبو بشْر الراسبي حدثنا أبو عَوَانة عن أبي حَمْزة قال: سمعت ابن عباس يقول: كَنت غلاماً أسعى مع الغلمان، فالتفتُّ فإذا أنا بنبي الله- صلى الله عليه وسلم- خلفي مقبلاً، فقلت: ما جاء نبيُّ الله- صلى الله عليه وسلم - إَلاّ إليّ، قال: فسعيتُ حتىِ أختبئَ وراء باب دار، قال: فلم أشْعُرْ حتى تناولني، فأخذ بقفاي فحَطَأَني حطْأَةً، فقال: "اذهب فادْعُ لي معاوية"، قال: وكان كاتِبَه، فسعيتُ فأَتيت معاوية، فقلت: أجبْ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه على حاجة. 3105 - حدثنا عبد الصمد حدثنا داود، يعني ابن أبي الفُرَات، وأبو عبد الرحمن عن داود، قال: حدثنا إبراهيم عن عطاء عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ فطر ركعتين بغير أذان، ثم خطب بعد الصلاة، ثم أخذ بيد بلالِ فانطلق إلى النساء، فخطبهن، ثم أمر بلالاً بعد ما قَفَّى من عندهنّ أن يأتيهنَّ فيأمرهن أن يتصدقْنَ. 3106 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا الْمُغِيرة بن عبد الرحمن

_ (3104) إسناده صحيح، وهو مطول 2150 ومكرر 2651. (3105) إسناده صحيح، وهو مكرر 2169، وفي معنى 3065. (3106) إسناده صحيح، عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي. المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى الحزامي المدني: لقبه "قصى"، قال أحمد وأبو داود: "لا بأس به"، ويروى عن ابن معين تضعيفه، وغلّط أبو داود من حكى ذلك عن ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في =

عن أبي الزنِّاد عنِ القاسمِ بن محمد أنه سمع ابن عباس يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاعِنَ بين العجْلاَنّي وامرأته، قال: وكانت حُبْلى، فقال: والله ما قَرَبْتُها منذُ عَفَرْنا، والعَفْرُ: أن يسقى اَلنخل بعد أن يُترك من السقي بعد الإبَارِ بشهرين، قال: وكان زوجها حَمْشَ الساقين والذراعين، أصهبَ الشعرة، وكان الذي رُميتْ به ابنَ السَّحْماء، قال: فولدتْ غلاماً أسود أَجْلَى جَعْداً عبل الذراعين، قال: فقال ابن شدَّاد بن الهَاد لابن عباسٍ: أهى المرأة التي قال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "لو كنتُ راجماً بغير بينة لرجَمتُهَا"؟، قال: لا، تلك امرأة قد أعلنتْ في الإسلام.

_ = الكبير 4/ 1/ 321، وروي له أصحاب الكتب الستة، ولذلك قال الحافظ في مقدمة الفتح 445: "وقد اعتمده الجماعة"، أبو الزناد: اسمه "عبد الله بن ذكوان"، وهو تابعي ثقة فقيه فصيح بصير بالعربية عالم عاقل، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم من وجه آخر بسياق آخر، من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد، وهو في البخاري 9: 400 - 401، 405 - 406 و 12: 159 - 160، وفي مسلم 1: 438، وسؤال ابن شداد وجواب ابن عباس في آخر الحديث رواه البخاري 12: 159 ومسلم1: 438 من طريق سفيان عن أبي الزناد عن القاسم بن محمد، وفي روايتهما أن السائل "عبد الله بن شداد بن الهاد"، قال ألحافظ في الفتح 9: 406: "وهو ابن خالة ابن عباس وانظر 2131، 2199، 2468، قوله "منذ عفرنا": هو ثلاثي، كما هو ظاهر من قوله "والعفر" إلخ، وكذلك ضبط في ك بفتح الفاء دون تشديد، والذي في النهاية بتشديد الفاء، وقال: "التعفير: أنهم كانوا إذا أبروا النخل تركوها أربعين يومَا لا تُسقى، لئلا ينتقض حملها، ثم تسقى، ثم تترك إلى أن تعطش، ثم تسقى"، وهذه الرواية التي هنا نص في الثلاثي أيضاً. ابن السحماء: هو شريك بن سحماء، وهي أمه، واسم أبيه عبدة بن معتب البلوي حليف الأنصار، انظر الإصابة 3: 206. أجلى، بالجيم: وهو الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدعين والذي انحسر الشعر عن جبهته. عبل الذراعين، بفتح العين وسكون الباء: أي ضخمهما وفي ح "أعبل" وهو =

3107 - حدثنا سُريج حدثنا ابن أبي الزنِاد، فذكر معناه، وقال فيه: عَبل الذراعين خَدْل الساقين، وقال الهاشمي: خَدْل، وقال: بعد الإبار. 3108 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا فلَيح حدثني الزهري عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل عضواً ثم صلى ولم يتوضأ. 3109 - حدثنا عبد الله بن بكر أخبرنا سعيد، وعبد الوهاب عن سعيد، عن قتادة ويعلى ابن حكيم عن عِكْرمة عن ابن عباس أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- تزوّج ميِمونة بنت الحرث وهوِ محرِم، قال: وفي حديث يعلىِ ابن حكيم: بني بها بماء يقال له سَرِفَ، فلما قضى نسكه أَعْرَس بها بذلك الماء. 3110 - حدثنا أَسْباط حدثنا الشَّيباني عن حَبيب بن أبي ثابت عن

_ = خطأ، صححناه من ك، قوله "تلك امرأة قد أعلنت في الإسلام": يوضحه رواية الشيخين: "تلك امرأة كانت تظهر في الإسلام السوء"، قال الحافظ في الفتح 9: 406: "أي كانت تعلن بالفاحشة، ولكن لم يثبت ذلك عليها ببينة ولا اعتراف"، وقال أيضاً 12: 160: "في رواية عروة عن ابن عباس بسند صحيح عند ابن ماجة: لو كنت راجمَاً أحدَا بغير بينة له لرجمت فلانة، فقد ظهر فيها الريبة في منطقها وهيئتها ومن يدخل عليها"، والرواية التي يشير إليها هي في سنن ابن ماجة 2: 61، قال شارحها، "في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات". (3107) إسناده صحيح، ابن أبي الزنادة هو عبد الرحمن، يريد أنه عن ابن أبي الزناد عن أبيه بالإسناد السابق، وقوله "وقال الهاشمي" إنخ: يريد أن سليمان بن داود الهاشمي حدثه به أيضاً عن ابن أبي الزناد. خدل الساقين: أي ساقاه غليظتان ممتلئتان. (3108) إسناده صحيح، وهو مختصر 3014. (3109) إسناده صحيح، وهو مطول 3053. وانظر 3075. (3110) إسناده صحيح، الشيباني: هو أبوإسحق، والحديث مطول 1961.

سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البُسْر والتمر أن يخلطا جميعاً، وعن الزبيب والتمر أن يخلطا جميعاً، قال: وكتب إلى أهل جُرَش أن يخلطوا الزبيبَ والتمر. 3111 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله-صلي الله عليه وسلم- وفي البيت رجال، وفيهم عمر بن الخطاب، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " [هَلُمَّ] أكتبْ لكم كتاباً لن تَضِلوا بعده أبداً"، فقال عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد غَلَبَ عليه الوجعُ، وعندنا القرآن، حَسْبُنا كتابُ الله، فاختلف أهل البيت، فاختصموا، فمنهم من يقول: قَرّبوا يَكتبْ لكم كتاباً لا تضلوا بعده، وفيهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثَروا اللغو والاختلاف عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا"، قال عُبيد الله: وكان ابن عباس يقول: إن الرَّزِيَّةَ كل الرزية ما حال بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولَغَطِهم. 3112 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن ابن سعيد بنِ جُبير عن أبيه عن ابن عباس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فوجد يَهُودَ يصومون يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا؟ "، فقالوا: هذا يوم عظيم، يوم نَجَّى الله موسى وأغرق آل فرعون، فصامه موسى شكراً، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإني أولى بموسى وأحقُّ بصيامه"، فصامه وأَمر بصيامه. 3113 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن زيد بن أَسْلَم عن عطاء

_ (3111) إسناده صحيح، وهو مكرر 2992، كلمة [هلم]، زيادة من ك. (3112) إسناده صحيح، ابن سعيد بن جُبير: هو عبد الله، والحديث مكرر 2832. (3113) إسناده صحيح، وهو مطول 3073.

ابن يَسار عن ابن عباس أنه توضأ فغَسل كل عضو منه غسلةً واحدةً، ثم ذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَه. 3114 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُريج قال: حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس وداود بن علي: أن رجلاً نادَى ابنَ عباس والناس حوله فقال: سُنةً تبتغون بهذا النبيذ، أو هو أهون عليكم من العسل واللبن؟، فقال ابن عباس: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عباساً فقال: "اسقونا"، فقال: إن هذا النبيذ شراب قد مُغَثَ ومُرِثَ، أفلا نسقيك لبناً وعسلاً؟، فقال: "اسقوني مما تسقون منه الناس"، قال: فأُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه من المهِاجرين والأنصار بعسَاسٍ فيها النبيذ، فلما شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - عَجِلَ قبل أن يَرْوى، فرفع رأسه فقَاَل: "أحسنتم، هكذا فاصنعوا"، قال ابن عباس: فرِضَا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ذلك أعجبُ إلى من أن تَسيل شِعابُها علينا لبناً وعسلاً. 3115 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جربه ورَوح قال: حدثنا ابن جربه قال: أخبرني عمرو بن دينار أن أبا الشَّعْثاءِ أخبره قال: حدثني ابن عباس أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وهو يخطب يقول: "من لم يَجدْ إزاراً ووجد سروايل فليلبسْها، ومن لم يجد نعلين ووجد خفين فليلبسْهما". 3116 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُريج وحَجّاج عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار أن أبا الشَّعْثاء أخبره أن ابن عباس

_ (3114) إسناده ضعيف، لانقطاعه، ولضعف حسين بن عبد الله، والحديث مكرر 2946، وفصلنا القول فيه هناك، وسيأتي معناه صحيحَا ً في 3495. (3115) إسناده صحيح، وهو مطول 2583. (3116) إسناده صحيح، وهو مختصر 3109.

أخبره، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: نكح ميمونةَ وهو حَرام. 3117 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُريج أخبرنا أبو الزبَير أنه سمع طاوساً وعكْرمة مولى ابن عباس يخبران عن ابن عباس أنه قال: جاءتْ ضبَاعة بنت الزَبير بن عبد المطلب رسولَ الَلّه - صلى الله عليه وسلم -، [فقالت: يا رسول الله] إني امرأة ثقيلة، وإني أُريد الحجِ، فكيف تأمرني كيف أُهلُّ؟، قال: "أهلِّي واشترطي أن مَحِلي حيث حَبَستني"، قال: فأَدْرَكَتْ. 3118 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجّاج قالا: حدثنا شُعبة عن محمد بن جُحَادة عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لعَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُّرُج، قال حجاج: قال شُعبة: أُرَاه يعني اليهودَ. 3119 - حدثنا حمد بن جعفر حدثنا شُعبة، وحَجّاج قال: حدثني شعبة، عن قَتاده: عن موسى بن سَلَمة قال: سألت ابن عباس كيف أصلي إذا كنتُ بمكة إذا لم أُصَلّ مع الإمام؟، فقال: ركعتين، سُنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 3120 - حدثنا حَجّاج أخبرنا شَريك عن سمَاك عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: أَجْنَب النبي - صلى الله عليه وسلم - وميمونة، فاغتسلتَ ميمونة في جَفْنة،

_ (3117) إسناده صحيح، وهو مطول 3054، والحديث رواه الجماعة إلا البخاري، كما في المنتقى 2375، والزيادة من ك، وهي ضرورية وثابتة في الروايات الآخر. (3118) إسناده صحيح، وهو مكرر 2986. (3119) إسناده صحيح، وهو مكرر 2637. (3120) إسناده صحيح، وهو مكرر 2806، ومطول 2807، 2808.

وفَضَلَتْ فَضْلةٌ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل منها، فقالت: يا رسول الله، إني قد اغتسلتُ منه فقال: يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الماء ليستْ عليه جنابة", أوقال: "إن الماء لا يَنْجُسُ". 3121 - حدثنا حَجّاج حدثنا شَريك عن الأعمش خن الفُضَيْل ابن عمرو، قال: أُراه عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: تمتع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال عُروة بن الزبَير: نَهى أبو بكر وعمر عن المتعة!، فقال ابن عباس: ما يقول عُرَيّة؟، قال: يقول: نَهى أبو بكر وعمر عن المتعة!، فقال ابن عباس: أُراهم سَيَهْلِكُون!، أقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقول: نهى أبو بكر وعمر!!. 3122 - حدثنا حَجّاج حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لقد أُمرت بالسواك حتى ظننتُ أنه سينزل به علىّ قرآن" أو"وحي". 3123 - حدثنا حَجّاج حدثنا ليث حدثنا عُقيل عن ابن شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه قال: شرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبناً، ثم دعا بماء فمضمض، ثم قال: "إن له دَسَماً". 3124 - حدثنا حَجّاج عن ابن جُريج قال: أخبرني يَعلَى بن مُسْلِم

_ (3121) إسناده صحيح، وانظر 2277، 2978. وانظر أيضاً 2879. (3122) إسناده صحيح، وهو مكرر 2895. وانظر 3152. (3123) إسناده صحيح، وهو مكرر 3051. (3124) إسناده صحيح، يعلى بن مسلم بن هرمز: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وترجمه =

عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أنه قال: نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} في عبد الله بن حُذَافة بن قيس بن عَديَّ السهمي، إذْ بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السَّريَّة. 3125 - حدثنا هُشيم أخبرنا أبو بشْر عن سعيد بن جُبيرِ عن ابن عباس قال: جمعتُ المحكَم في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابنُ عشر حجج، قال: فقلت له: وما المحكم؟، قال: المُفَصَّل. 3126 - حدثنا هشَيم أخبرنا منصورعن ابن سيرين: أن جنازَة مرتْ بالحسن وابن عباس، فقام الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أقام لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: قام وقعد.

_ = البخاري في الكبير 4/ 1/ 417، وفي التهذيب: "قال الآجري عن أبي داود: يعلى بن مسلم، بصري كان بمكة، وهو غير يعلى بن مسلم المكي، ذاك اخو الحسن بن مسلم"، وهذا خطأ، فالذي في تاريخ البخاري: "قال محمد هذا والأول أراه أخو عبد الله ابن مسلم". والحديت ذكره ابن كثير في التفسير 2: 494 عن البخاري, وقال: "وهكذا أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجة ومن حديث حجاح الأعور، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج". وهذا إشارة إلى قصة ستأتي في مسند أبي سعيد الخدري 11662، وقد مضت الإشارة إليها أيضاً في مسند علي مراراً، منها 622، 1095. (3125) إسناده صحيح، وهو ومكرر 2601. (3126) إسناده صحيح، وقد صححنا في 2188 سماع ابن سيرين من ابن عباس. وقد تكلموا في سماع الحسن البصري من ابن عباس، بل في لقائه إياه، كما أشرنا في 2018 ورجحنا هناك صحة حديثه، لأنه عاصره, وهذا الإسناد قاطع في ذلك، فإنه صريح في أنه لقى ابن عباس وسأله وسمع منه. والحديث في المنتقى 1888. وانظر ما مضى 1733.

3127 - حدثنا هُشَيم أخبرنا أبو بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب يأذن لأهَلِ بدر، ويأذن لي معهم، فقال بعضهم: يأذن لهذا الفتى معنا، ومن أبنائنا من هو مثله؟!، فقال عمر: إنه ممن قد علمتم، قال: فأذن لهم ذاتَ يوم وأذن لي معهم، فسألهم عن هذه السورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}؟، فقالوا: أَمر نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - إذا فُتح عليه أن يستغفره ويتوب إليه، فقالَ لي: ما تقول يا ابن عباس؟، قال: قلت: ليست كذلك، ولكنه أخْبَر نبيَّه عليه الصلاة والسلام بحضور أجله، فقال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} فتح مكة {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)} فذلك علامة موتك {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} ,فقال لهم: كيف تلوموني علي ما ترون؟. 3128 - حدثنا هُشيم أنبأنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: أهلَّ النبي -صلي الله عليه وسلم- بالحج، فلما قدم طاف بالبيت وبين الصفا والمروة، ولم يُقَصر ولم يَحِلَّ من أجل الهَدْي، وأَمر مَن لم يكن ساق الهدي أن يطوف وأن يسعي وأن يُقَصّر أو يَحْلِق، ثم يَحِلّ. 3129 - حدثنا حَجّاج عن ابن جُريج قال أخبرني إسماعيل بن

_ (3127) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير بمعناه 9: 322 - 323 عن البخاري. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 407 ونسبه لسعيد بن منصور وابن سعد والبخاري وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي وأبى نعيم في الدلائل، ولم ينسبه للمسند. وانظر 1873. (3128) إسناده صحيح، وهو مختصر 2287. وانظر 2360، 2641، 3121. (3129) إسناده ضعيف، لإ بهام التابعي الراوية عن ابن عباس، وهو في مجمع الزوائد 5: 78 - 79 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن تابعيه لم يسم". ورواه الترمذي عن سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة 1895 ثم في 1896 عن الزهري مرسلاً، وقال: "هذا أصح من حديث ابن عيينة"، وهو عند عبد الرزاق 9583=

أُمَيّة عن رجل عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل: أيُّ الشراب أطيب؟، قال: "الحلو البارد". 3130 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة، وحَجّاج قال أخبرنا شُعبة، عن أبي جَمرة قال: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة. 3131 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي حَمْزة قال: سمعت ابن عباس يقول: مرَّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعب مع الغلمان" فاختبأتُ منه خلفَ باب، فدعاني فحَطأَني حَطْأةً، ثم بعثني إلى معاوية، فرجعتُ إليه فقلت: هو يأكل. 3132 - حدثنا محمد بن جعفر وبَهْز قالا: حدثنا شُعبة عن حَبيب، قال بهز: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت سعيد بن جُبير يحدث عن ابن عباسَ يقول: أهدَى الصَّعْبُ، وقال ابن جعفرِ: ابنُ جَثّامة، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شِقَّةَ حمارٍ وهو محرِم، فردَّه، قال بهز: عجُزَ حمار، أو قال: رِجْلَ حمار. 3133 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن الِمنْهال بن

_ = وابن أبي شيبة 8/ 37. (3130) إسناده صحيح، أبو حمرة بالجيم والراء، وهو نصر بن عمران الضبعي. والحديث مكرر 2987. (3131) إسناده صحيح، أبو حمزة: بالحاء والزاي، وهو عمران بن أبي عطاء. والحديث مختصر 3104. (3132) إسناده صحيح، وهو مكرر 2631. شقة حمار، بكسر الشين: أي قطعة تشق منه. (3133) إسناده صحيح، ورواه البخاري 9: 554 - 555 من طريق أبي عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر، وحده. ورواه مسلم 2: 116 من طريق أبي عوانة أيضاً، =

عمرو قال سمعت سعيد بن جُبير قال: مررتُ مع ابن عمر وابن عباس في طريق من طرق المدينة، فإذا فتْيَةٌ قد نَصَبُوا دَجاجةً يرمونَها، لهم كل خاطئة، قال: فغضب، ليقال: من فَعل هذا؟، قال: فتفرقوا، فقال ابن عمر: لعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- من يمَثِّل بالحيوان. 3134 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبة قال سمعت سليمان الشيباني قال سمعت الشَّعْبِي قال: أخبرني من مَرَّ معِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبر منبوذ، فأمَّهم وصَفُّوا خلفه، فقلت: يا أبا عمرو، من حدثك؟، قال: ابن عباس. 3135 - حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن عبد الملك بن

_ = وكذلك من طريق هُشيم عن أبي بشر. قال البخاري: "تابعه سليمان عن شعبة: حدثنا المنهال عن سعيد عن ابن عمر: لعن النبي-صلي الله عليه وسلم- من مثل بالحيوان. وقال عدي: عن سعيد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". وقد تبين من هذه الرواية في المسند أن سعيد بن جُبير حضر هذا مع ابن عمر وابن عباس، وأن المتحدث ابن عمر، وسكوت ابن عباس موافقة له، فلذلك أئبت هنا في مسنده. وقد مر هذا المعنى من حديث ابن عباس مراراً، آخرها 2705. وسيأتي أيضاً في مسند ابن عمر بقريب مما هنا 5018، 5587، 5801، 6259، وبنحو هذا المعنى 4622، 5247. قوله "لهم كل خاطئة": قال الحافظ في الفتح: "وفي رواية الإسماعيلي: فإذا فتية نصبوا دجاجة يرمونها، وله كل خاطئة. يعني أن الذي يصيبها يأخذ السهم الذي ترمى به إذا لم يصبها"!،:هو تفسير لا معنى له. والرواية الواضحة رواية مسلم. "وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم". قال ابن الأثير: "أي كل واحدة لا تصيبها، والخاطئة ها هنا: بمعنى المخطئة". وهذا التفسير الصواب. (3136) إسناده صحيح، وهو مطول 2554. (3135) إسناده صحيح، وهو مختصر 2864.

مَيسَرة عن طاوس قال: قال ابن عباس: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت له أرضٌ أن يمنحها أخاه خيرٌ له". 3136 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبِة عن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس: أنه كان عند الحَجَر وعنده محجن يضرب به الحجر ويقبله، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، لو أن قطرةً قطِرَتْ من الزَّقّوم في الأرض لأمَرَّتْ على أهل الدنياَ معيشتهم، فكيف بمن هو طعامه، وليس له طعام غيره". 3137 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة قال سمعت سليمان يحدث عن مسلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أنه قال: ركبت امرأهٌ البحر فنذرتْ أَن تصوم شهراً، فماتت قبل أن تصوم، فأتت أختها النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فأمرها أن تصوم عنها. 3138 - حدثنا القَوَارِيري حدثنا فُضَيل بن عياض عن سليمان، يعني الأعمش، عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: لو أن قطرةً من الزَّقُّوم، فذكره. 3139 - حدثنا مجمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن سليمان عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما

_ (3136) إسناده صحيح، سليمان: هو الأعمش. والحديث مكرر 2735. (3137) إسناده صحيح، وهو مكرر 2005. وانظر 2336، 3049، 3080. (3138) إسناده صحيح، أبو يحيى: هو القتات. والحديث مختصر 3136 ولكن هذا موقوف في الظاهر، وهو على الرفع، بما تبين. س الروايات الآخر. (3139) إسناده صحيح، وهو مكرر 1968، 1969.

عملٌ أفضل منه في هذه الأيام، يعني أيام العَشر"، قال: فقِيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟، قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا من خرج بنفسه وماله ثم لم يَرْجِع بشيء من ذلك". 3140 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن قَتادة عن عكْرمة قال: قلت لابن عباس: صليتُ خلف شيخ أحمقَ صلاةَ الظهر، فَكبَّر فيها ثنتين وعشرين تكبيرةً، يكبر إذا سجد، وإذا رفع رأسَه من السجود؟، فقال ابن عباس: لا أمَّ لك!، تلك سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 3141 - حدثنا محمد بن جعفر ورَوح قالا حدثنا سعد بن أبي عروبة عن علي بن الحَكَم عن ميمِونِ بن مِهْران عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى يوم خيبر عن كل ذي مِخْلَب من الطير، وعن كل ذي ناب من السباع. 3142 - حدثنا محمد بن جعفر وأبو عبد الصمد قالا حدثنا شُعبة عن قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ِ نهى عن المُجَثَّمة والجَلاّلة، قال أبَو عبد الصمد: نهى عن لبن الجَلاّلة، وأن يَشْرب من في السِّقاء. 3143 - حدثنا أبو عبد الصمد حدثنا سعيد عن قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبن الجَلاّلة، وعن المُجَثَّمة، وعن

_ (3140) إسناده صحيح، وهو مكرر 3101. (3141) إسناده صحيح، علي بن الحكم البناني: ثقة، وثقه ابن سعد وأبو داود والنسائي وغيرهم. والحديث مكرر 3070. (3142) إسناده صحيح، وهو مكرر 2952. (3143) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

الشرب من في السّقاء. 3144 - حدثنا محمد بن جعفر وابن بكر قالا حدثنا سعيد عن قَتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُريدَ على ابنة حمزة أن يتزوجها، فقال: "إنها ابنةُ أخي من الرضاعة، فإنه َيحْرُم من الرضاع ما يحرم من النَّسَب". 3145 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قَتادة عن مِقْسَم عن ابن عباس أن رجلاً غَشِي امرأته وهي حائض، فسأل عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فأمره أن يتصدق بدينار أو نصف دينار. 3146 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قَتادة عن سعيد بن المُسَيّب عن ابن عباس أن نبي الله- صلى الله عليه وسلم-قال:"العائد في هبته كالعائد في قَيْئه". 3147 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قَتادة، ويزيد ابن هرون قال أخبرنا سعيد عن قَتادة، قال حدثنا أبو العالية الرِّياحي عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السموات والأرض وربّ العرش الكريم"، قال يزيد: "ربّ السموات السبع وربّ العرش الكريم". 3148 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَر قال أخبرنا ابن طاوس

_ (3144) إسناده صحيح، وهو مكرر 3044. (3145) إسناده صحيح، وهو مكرر 2121، 2122، 2844، 2997. (3146) إسناده صحيح، وهو مكرر 3015. (3147) إسناده صحيح، وهو مكرر 2568. (3148) إسناده صحيح، وهو مكرر 3066.

عن أبيه عن ابن عباس: وقَّتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهلِ المدينة ذا الحُلَيفة، ولأهل الشأم الجُحْفة، ولأهل بخد قَرْن، ولأهل اليمن يلَمْلَم، قال: "هُنّ لهم ولمن أتى عليهنّ ممن سواهم، ممن أراد الحج والعمرة، ثم من حيحث بدأ حتى بلغ ذلك أهل مكة". 3149 - حدثنا حَجّاج حدثنا شُعبة عن قَتادة قال سمعت أبا حسان الأعرج يحدث عِن ابن عباس قال: صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر بذي الحُلَيفة، فأُتي ببدنة فأَشْعَر صفحة سَنامها الأيمن ثم سَلَتَ الدم عنها وقلّدها نعلين، ثم دعا براحلته فركبها، فلما استوتْ به على البيداء أهلَّ بالحج. 3150 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة، وحَجّاج قال حدثني شُعبة، عن قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذه وهذه سواء" يعني الخنصَر والإبهام. 3151 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجّاج قالا: حدثنا شعبة عن قَتادة عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لعَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال حَجّاج؟ لعن الله المتشبهينَ من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. 3152 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة قال سمعت أبا إسحق يحدث أنه سمع رجلاً من بني تميم: سألت [ابن عباس] عن قول

_ (3149) إسناده صحيح، وهو مكرر 2528. (3150) إسناده صحيح،، وهو مكرر 1999 وانظر 2621، 2624. (3151) إسناده صحيح، وانظر 3060. (3152) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الضعف، لإبهام الرجل من بني تميم، فإنه أربدة التميمي، كما يتبين مما سيأتي. وهذا الحديث في الحقيقة ثلاثة أحاديث: ثانيها في شأن السواك، وقد مضى 3122 من طريق أبي إسحق، وهو السبيعي، عن التميمي، وهو أربدة. وثالثها في صفة السجود, وقد مضى 2909 من طريق أبي إسحق عن التميمي أيضاً. وأولها في الإشارة في الجلوس للتشهد، وقد رواه البيهقي 2: 133 من طريق الأعمش عن أبي إسحق عن العيزار قال- "سئل ابن عباس" إلخ. ثم قال البيهقي: "ورواه =

الرجل بإصبعه، يعني هكذا، في الصلاة؟، قال: ذاك الِإخِلاص، وقال ابن عباس: لقد أَمَرَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسواك حتى ظننا أنه سينزل عليه فيه، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد حتى يُرى بياض إبْطيه. 3153 - حدثنا محمد بنِ جعفر وبَهْز قالا حدثنا شُعبة عن عَدِيّ ابن ثابت، قال بهز: أخبرني عديّ بن ثابت، قال سمعت سعيد بن جُبير يحدث عن ابن عباس: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم أَضحى أو يوم فطر، قالِ: وأكبر ظني أنه قال: يومَ فطر، فصلى ركعتين، لم يصلّ قبلَهما ولا بعدَهما، ثم أَتِى النساءَ ومعه بلال، فأمرهنّ بالصدقة، فجعلت المرأة تلقي خُرْصَها وسخَابَها، ولم يشكّ بهز، قال: يوم فطر، وقال: صِخابها. 3154 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة حدثنا عَديّ بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قالَ، رفعه أحدهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن جبريل كان يدسُّ في في فرعون الطين، مخافةَ أن يقول لا إله إلا الله". 3155 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عَدِيّ بن ثابت

_ = الثوري في الجامع عن أبي إسحق عن التميمي وهو أربدة، عن ابن عباس". فظهر من هذا أن أبا إسحق رواه عن تابعيين: العيزار بن حريث، وهو عبدي، وأربدة، وهو تميمي، فهو الذي أُبهم اسمه هنا. زيادة [ابن عباس] أثبتناها من ك، ولم تذكر في ح، وأظن أن حذفها خطأ مطبعي. (3153) إسناد"صحيح، وهو مطول 3105. ورواية بهز "وصخابها" بالصاد لم أجد لها نصاً، إلا قول صاحب القاموس: "والصخبة [أي بفتح الصاد وسكون الخاء]، خرزة تستعمل في الحب والبغض". والظاهر عندي أن ما هنا من باب إبدال السين صاداً، وهو كثير، بل هو قياسي. ففي اللسان 1: 444: "والصاد والسين يجوز في كل كلمة فيها خاء". وانظر الزهر للسيوطي 1: 469. (3154) إسناده صحيح، وهو مكرر 2144. وانظر 2821. (3155) إسناد"صحيح، وهو مكرر 2586 بإسناده. وانظر 2705، 3133.

قال: سمعت سعيد بن جُبيِر يحدث عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لاتتخذوا شيئاً فيه الرُّوح غَرَضاً". 3156 - حدثنا هاشم، مثلَه، قال، أي: شُعبة: قلت: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 3157 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبة عن سَلَمة بن كُهَيل قال: سمعت أبا الحَكَم قال: سألَت ابن عباس عن نبيذ الجَرّ وعن الدُّبَّاء والحَنْتَم؟، فقال ابن عباس: من سره أن يحرّم ما حرّم الله ورسولُه فليحرّم النبيذَ. 3158 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبة عن سَلَمة بن كُهَيل قال: سمعت أبا الحَكَم يحدث عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَمَّ الشهر، تسعٌ وعشرون". 3159 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن مُشَاشٍ قال: سألت عطاء بن أبي رَبَاِح؟، فحدّث عن ابنِ عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أمر صبيانَ بني هاشم وضَعَفتهم أن يتحمَّلوا من جَمْع بليلٍ. 3160 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبة عن مُخَوَّلٍ قال سمعت مسلماً البَطِينَ يحدث عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي

_ (3156) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، يعني أن هاشم بن القاسم أبا النضر حدثه به عن شعبة، مثل حديث محمد بن جعفر عن شُعبة، وزاد فيه أن شعبة استوثق من شيخه عدي بن ثابت في رفع الحديث. (3157) إسناده صحيح، وهو مكرر 2028. (3158) إسناده صحيح، وهو مختصر 2103. (3159) إسناده صحيح، وهو مكرر 1811. وانظر 2507، 3094. (3160) إسناده صحيح، وهو مكرر 1993. وانظر 3097.

- صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقرأ في صلاة الصبح {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، وفي الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين. 3161 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجّاج قالا حدثنا شُعبة عن سليمان ومنصور عن ذَرّ عن عبد الله بن شدَّاد عن ابن عباس: أنهم قالوا: يا رسول الله، إنا نحدّث أنفسنا بالشيء لأنْ يكون أحدنا حمَمَةً أحبُّ إليه من أن يتكلم به؟، قاَل: فقال أحدهما: "الحمد لله لم يَقْدِرْ منكم إلا على الوسوسة"، وقال الآخر: "الحمد لله الذي رَدَّ أمره إلى الوسوسة". 3162 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجّاج قالا حدثنا شُعبة عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- خرج من المدينة في رمضان حين فتح مكة، فصام حتى أتى عُسْفَان، ثم دعا بُعسَّ من شراب، أو إناء، فشرب، فكان ابن عباس يقول: من شاء صام ومن شاء أفطر. 3163 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن أبي بشْر عن سعيد بن جُبير قال: سمعت ابن عباس يقول: أهدتْ خالتي أمُّ حُفَيْد إلى رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَمناً واقطاً وأضُبّاً، فأكل من السمن والأقط، وترك الأضُبَّ تقَذُّراً، وأُكلَ على مائَدة رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، ولو كان حراماً مَا أُكل على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 3164 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بِشْر عن

_ (3161) إسناده صحيح، سليمان: هو ابن مهران الأعمش، فشعبة رواه عن الأعمش ومنصور، كلاهما عن ذر بن عبد الله المرهبي الهمداني. والحديث مكرر 2097. حممة، بضم الحاء وفتح الميمين، أي فحمة. (3162) إسناده صحيح، وهو مكرر 2996. وانظر 3089. (3163) إسناده صحيح، وهو مكرر 3041. وانظر 3068. (3164) إسناده صحيح، وهو مكرر 3112.

سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فإذا اليهود قد صاموا يوم عاشوراء، فسألهم عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "أنتم أولى بموسى منهم، فصوموه". 3165 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن أبي بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه سُئل عَن أولاد المشركين؟، فقال: "الله إذْ خَلقهم أعلم بما كانوا عاملين". 3166 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجّاج قالا حدثنا شُعبة عن

_ (3165) إسناده صحيح، وهو مكرر 3035. (3166) إسناده صحيح، يحيى أبو عمر: هو يحيى بن عبيد البهراني، سبق توثيقه 1617. وفي ح "يحيى بن عمر"، وهو خطأ، صححناه من ك. وفي التعجيل 445 - 446 ما نصه: "يحيى بن أبي عمر عن ابن عباس، وعنه الحكم: مجهولان وقال في الإكمال: لا يدرى من هو. قلت [القائل هو الحافظ ابن حجر]. كلا. بل هما معروفان. وإنما وقع في النسخة زيادة (بن) والذي في أصل المسند: عن يحيى أبي عمر، هي كنية يحيى نفسه: والحكم الراوي عنه هو ابن عتيبة الفقيه المشهور. والحديث الذي أخرجه له أحمد قال [وذكر نص الحديث الذي هنا]. وقد أخرجه مسلم عن بندار عن محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد، لكن لم يذكر الحكم في الإسناد، وأخرج أحمد أيضاً بهذا الإسناد في المسند حديثاً ليس فيه الحكم، لكن قال فيه: شعبة عن يحيى أبي عمر عن ابن عباس. وكذا أخرجه مسلم والنسائي جميعاً عن بندار عن محمد بن جعفر. وأخرجه أحمد أيضاً عن وكيع عن شعبة عن يحيى بن عبيد عن ابن عباس. [يريد الحديث 2068] ويحيى بن عبيد: هو أبو عمر نفسه، وهو عند أحمد أيضاً عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي عمر عن ابن عباس. وأخرجه مسلم وأبو داود من طريق أبي معاويهَ. فورد هذا الراوي عند أحمد على ثلاثة أنحاء: عن يحيى أبي عمر، بالاسم والكنية معاً، وعن أبي عمر، بالكنية فقط، وعن يحيى بن عبيد بالاسم فقط. وهو يحيى بن عبيد أبو عمر البهراني وقد ترجم له في التهذيب. ولو راجع الصنف [يريد محمد بن علي =

الحَكَم عن يحيى أبي عُمر عن ابن عباس أنه قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدُّبّاء والمُزَفَّت والنَّقِير. 3167 - حدثنا محمد بنِ جعفر وعفان قالا حدثنا شُعبة عن الحَكَم عن يحيى بن الجزّار عن صُهَيب عن ابن عباس، وقال عفان، يعنِي في حديثه: أخبرنيه الحَكَم عن يحيى بن الجزار عن صهيب، قلت: مَنْ صهيب؟، قال: رجل من أهل البصرة، عن ابن عباس: أنه كان على حمار هو وغلام من بني هاشم، فمر بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فلم ينصرفْ، وجاءت جاريتان من بني عبد المطلب فأخذتا بركبتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ففَرَّعَ بينهما، أوفَرَّق بينهما ولم ينصرف. 3168 - حدثنا محمد بن جعفر وبَهْز قالا حدثنا شُعبة عن الحَكم عن سعيد بن جُبير، قال بهز: سمعت سعيد بن جُبير، عن ابن عباسِ: أن الصَّعْب بن جَثَّامة أهدَى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بقُدَيْد وهو مُحْرِمٌ عَجُزَ حمارٍ، فردّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقطر دماً. 3169 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبة عن الحَكَم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أنه بات عند خالته ميمونة، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد العشاء الآخرة، فصلى أربعاً، ثم نام، ثم قام، فقال: "أنامَ الغُلام؟ "، أو

_ = الحسيني الحافظ] أصل المسند لما خفي عليه وجه الصواب". وهذا تحقيق دقيق واف من الحافظ ابن حجر رحمه الله. والحديث مكرر 3086. (3167) إسناده صحيح، وهو مطول209 ومختصر 2258، 2295.وانظر2805. (3168) إسناده صحيح، وهو مكرر 2630، 3132. (3169) إسناده صحيح، وقد سبق معناه مراراً مطولاً ومختصراً، منها 2164، 2572، 3061، 3102، 3130. الخطيط: قريب من الغطيط، وهر صوت النائم. والخاء والغين متقاربتان. قاله ابن الأثير.

كلمة نحوها، قال: فقام يصلي، فقمت عن يساره، فأخذني فجعلني عن يمينه، ثم صلى خمساً، ثم نام حتى سمعتُ غَطيطه أو خَطيطه، ثم خرج فصلى. 3170 - حدثنا حسين حدثنا شُعبة عن الحَكَم عن ابن جُبير عن ابن عباس قال: بتُّ عند خالتي ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصلى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- العشاء، ثم جاء فصلى أربعاً، ثم نام، ثم قام فصلى أربعاً، فقال: "نام الغُلَيِّم؟ "، أو كلمةً نحوها، قال: فجئتُ فقمتُ عن يساره، فجعلني عن يمينه، ثم صلى خمس ركعات، ثم ركعتين، ثم نام حتى سمعتُ غطيطه أو خَطيطه، ثم خرج إلى الصلاة. 3171 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعبة عن الحَكَم عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "نُصِرْتُ بالصَّبَا، وأُهلكت عاد بالدَّبُور". 3172 - حدثنا محمد بن جعفر ورَوح قالا حدثنا شُعبة عن الحَكَم، قال روح: حدثنا الحَكَم، عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذه عمرة استمتعنا بها، فمن لم يكن عنده هَدْيٌ فليَحِلَّ الحِلَّ كلّه، فقد دخلت العمرُة في الحج إِلى يوم القيامة". 3173 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عمرو بن مرة

_ (3170) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3171) إسناده صحيح، وهو مكرر 2984. (3172) إسناده صحيح، وهومكرر 2115. وانظر 2348، 2360، 2978، 3128. (3173) إسناده صحيح، وانظر 2247. "يوزن": قال ابن الأثير: (أي تحزر وتخرص. سماه وزناً لأن الخارص يحزرها ويقدرها، فيكون كالوزن لها. ووجه النهى أمران: أحدهما تحصين الأموال، وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الإدارك، وذلك أوان الخرص". =

عن أبي البَخْتَرِيّ الطائي قال: سألت ابن عباس عن بيع النخل؟، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بِيع النخل حتى يأكل منه، أويِؤكل منه، وحتى يُوزن، قال: فقلت: ما يُوزن؟، فقال رجل عنده: حتى يُحْزَر. 3174 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحَجّاج عن عمرو ابن مُرَّة عن يحيى بن الجزار عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي، فجعل جَدْىٌ يريد أن يمر بينِ يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يتقدم ويتأخر، قال حَجّاج: يتقيه ويتأخر، حتى يُرى وراءَ الجدي. 3175 - حدثنا بَهْز حدثنا شَعبة حدثني الحَكَم قال سمعت سعيد ابن جُبير يحدث عن ابن عباس قال: بتُّ في بيت خالتي ميمونة، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم جاء فِصلى أربعاً، ثم قال: "أنام الغُلَيِّم"، أو "الغلام؟ "، قال شُعبة: أو شيئاً نحو هذا، قال: ثم نام، قال: ثم قام فتوضأ، قال: لا أحفظ وُضوءه، قال: ثم قام فصلى، فقمتُ عن يساره، قال: فجعلني عن يمينه، ثم صلى خمس ركعات، قال: ثم صلى ركعتين، قال ثم نام حتى سمعت غَطيطه أو خَطيطه. ثم صلى ركعتين، ثم خرج إِلى الصلاة. 3176 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعبة حدثنا الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، وهو يغزو مكَة فصام

_ = والثانى أنه إذا باعها قبل ظهور الصلاح بشرط القطع وقبل الخرص، سقط حقوق الفقراء منها، لأن الله أوجب إخراجها وقت الحصاد". (3174) إسناده منقطع، وقد مضى الكلام عليه 2653. وانظر 3167. (3175) إسناده صحيح، وهو مكرر 3170. (3176) إسناده صحيح، وهو في معنى 2996، 3089, 3162.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى قدَيْداً، ثم دعا بقدح من لبن فشربه، قال: ثم أفطر أصحابُهُ حتى أتوا مكة. 3177 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة، وحَجّاج قال: حدثني شعبة، قال: سمعت قَتادة يحدث عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العائد في هبته كالعائد في قَيْئه". 3178 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعبة حدثني قَتادة قال: سمعت سعيد ابن المُسَيّب يحدث أنه سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العائد في هبته كالعائد في قَيْئه". 3179 - حدثني حَجّاج حدثني شُعبة عن قَتادة عن أبي العالية قال: حدثني ابنُ عم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "قال الله عز وجل: ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن مَتَّى"، ونسبه إلى أبيه، قال: وذَكَر أنه أُسرِيَ به، وأنه رأى موِسى عليه السلام آدَمَ طُوَالا كأنه من رجال شَنُوءَة، وذكر أنه رأى عيسى مرْبُوعاً إلى الحمرة والبياض جَعْداً، وذكر أنه رأى الدجّال، ومالكاً خازن النار. 3180 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن قَتادة قال: سمعت أبا العالية الرِّيَاحِي قال: حدثنا ابنُ عمُ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن مَتَّى"، ونسبه إلى أبيه، وذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ (3177) إسناده صحيح، وهو مكرر 3146. (3178) إسناده صحيح، فهو مكرر ما قبله. (3179) إسناده صحيح، وانظر 2654، 2347، 3546. (3180) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ولكن ظاهره أن أوله موقوف، والرواية السابقة وما مضى من الروايات تثبت أنه مرفوع! فالوقف هنا اختصار من بعض الرواة فقط.

حين أُسرى به، فقال: "موسى آدمُ طُواِل كأنه من رجال شَنُوءَة"، وقال: "عيسى جَعْدٌ مربوع"، ذكر مالكاً خازن جهنم، وذكر الدجّال. 3181 - حدثنا مِحمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن قَتادة قال: سمعت أبا حَسَّان الأعرجِ قال: قال رجل من، بني الهُجَيم لابن عباس: ما هذه الفُتْيَا التي قد تَشَغفتْ أوتَشَعَّبَتْ بالناس: أنّ من طاف بالبيت فقد حَلّ؟، فقال: سنُةُ نبيكَم - صلى الله عليه وسلم - وإنْ رَغِمْتُمْ. 3182 - حديث حَجّاجِ حدثني شُعبة عن قَتادة أن أبا حسان الأعرج قال: قال رجل من بنِيِ الهُجَيم، يقِال له فلان بن بُجَيْل، لابن عباس: ما هذه الفَتْوَى التي قد تَشَغَّفَت الناس: من طاف بالبيِتٍ فقد حَلّ؟، فقال: سنُة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وإنْ رَغمْتُم، َ قال شُعبة: أنا أقول: شَغَبَتْ، ولا أدري كيف هي؟!. 3183 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة، فذكر الحديث، وقال: قد تَفَشّغَ في الناس.

_ (3181) إسناده صحيح، وهو مكرر 2513. وانظر 2539. تشغفت، بتقديم الغين على الفاء: أي وسوستهم وفرقتهم، كأنها دخلت شغاف قلوبهم. تشعبت بالعين المهملة والباء: أي تفرقت بهم. (3182) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. تشغفت، كما في الرواية السابقة، وفي ك "تشغبت" بالغين المعجمة والباء الموحدة، من الشغب. وقول شعبة "شغبت" من الشغب أيضاً، و"الشغب" بسكون الغين: تهييج الشر والفتنة والخصام، والعامة تفتحها، يقال "شغبتهم وبهم وفيهم وعليهم". (3183) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد مضى بهذا الإسناد 2539. و"تفشغ" مضى تفسيرها 2513. وهذه الألفاظ في هذه الروايات حكاها ابن الأثير وفسرها بما نقلنا عنه.

3184 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزهري عن عُبيد الله ابن عبد الله عن ابن عباس قال؟ جئتُ ورسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصلي بمنىً وأنا علي حمار، فتركِته بين يدي الصفّ، فدخلت في الصلاة، وقد ناهزت الاحتلامَ، فلم يَعِبْ ذلك. 3185 - حدثنا وقرأت على عبد الرحمن هذا الحديث، قال: أقبلتُ راكباً على أَتانٍ، وأنا يوِمئذ قد ناهزتُ الاحتلامَ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس، فمررتُ بين يَديْ بعض الصفّ، فنزلتُ وأرسلتُ الأتانَ، فدخلت في الصفّ، فلم ينكِرْ ذلك عليَّ أحد. 3186 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن عاصم الأحول عن الشَّعْبِي عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب من زمزم وهو قائم. 3187 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عكْرمة بن عَمّار قال حدثني أبو زُمَيْل قال: حدثني عبد الله بن عباس قال: لَما خرجت الحَرْوريّة

_ (3184) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 171 - 172. وانظر 3019، 3167. (3185) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهذا اللفظ أقرب إلى رواية الموطأ. (3186) إسناده صحيح، وهو مكرر 2608. "أن النبي" في ح "عن النبي"، والتصحيح من ك. (3187) إسناده صحيح، وهو قطعة من قصة طويلة، في مناظرة ابن عباس مع الحرورية، رواها الحاكم مطولة 2: 150 - 152 من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي عن عكرمة بن عمار. وعمر بن يونس: ثقة معروف، روى له أصحاب الكتب الستة، وقال أحمد: "ثقة ولم أسمع منه". قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وأشار إليها الحافظ ابن كثير في التاريخ 7: 281 فذكر شيئَاً منها، وذكر أنه رواه يعقوب بن سفيان عن موسى بن مسعود عن عكرمة بن عمار. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد مطولاً 6: 239 - 241 وقال: "رواه الطبراني، وأحمد ببعضه، ورجالهما رجال الصحيح". وانظر 656.

اعتزلوا، فقلت لهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ الحُدَيبية صالحَ المشركين، فقال لعلي: "اكتبْ يا علي: هذا ما صالح عليه محمدٌ رسول الله"، قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك!، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "امْحُ يا علي، اللهم إنك تعلم أني رسولك، امْحُ يا عليّ، واكتب: هذا ما صالحِ عليه محمد بن عبد الله"، والله لرسولُ الله خير من على، وقد محا نفسه، ولم يكن مَحْوُه ذلك يمحَاه مَن النبوّة، أَخَرَجْتُ من هذه؟، قالوا: نعم. 3188 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مُلَيكة قال: كتب إلىّ ابنُ عباس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أن الناس أُعْطوا بدعواهم ادَّعَى ناس من الناس دماءَ ناسٍ وأموالَهم، ولكن اليمينُ على المدعى عليه". 3189 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أَرْقم بن شُرحْبيل عن ابن عباس قال: مات رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ولم يُوصِ. 3190 - حدثنا عبد الرحمن وابن جعفر قالا حدثنا شُعبة عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بقَصْعة من ثريد، فقال: "كلوا من حولها، ولا يأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها"، قال ابن جعفر: "من جوانبها"، أو"من حافَتيْها". 3191 - حدثنا عبد الرحمن عن أبي عَوَانة عن موسى بن أبي

_ (3188) إسناده صحيح، ورراه أيضاً مسلم، كما في المنتقى 5018. (3189) إسناده صحيح، رسيأتى مطولاً 3355، 3356. (3190) إسناده صحيح، وهو مكرر 2730. (3191) إسناده صحيح، وهو مطول 1910، وقد أشرنا إليه هناك. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 61 عن هذا الموضع. وقال: "وقد رراه البخاري ومسلم من غير وجه عن موسى بن أبي عائشة، به".

عائشة عن سعيد بن جُبير عن اين عباس: في قوله {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)} قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعالج من التنزيل شدةً، فكان يحرَكَ شفتيه، قَال: فقَالَ لي ابن عباس: أنا أحرك شفتِيَّ كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرك، وقال لي سعيد: أنا أحرك كما رأيتُ ابن عباس يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجلِ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)} قال: جَمعه في صدركَ، ثَم نقرؤه {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)} فاستمع له وأَنْصتْ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} فكان بعدَ ذلك إذا انطلق جبريل قرأه كما أَقرأه. 3192 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن سَلَمة بن كُهَيل عن الحسن العُرَني عن ابن عباس قال: قدَّمَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُغَيْلمةَ بني عبد المطلب عَلَىِ حُمُراتنا ليلةَ المزدلفة، فجعل يَلْطَحُ أفخاذَنا ويقولَ: "بَنِىَّ، لا ترموا الجمرة حتىُ تطلع الشمس"، قال ابن عباس: لا أخال أحداً يرمى حتى تطلع الشمس. 3193 - حدثنا عبد الرحمنِ حدثنا سفيان عنِ سَلَمة عن الحسن، يعني العُرَني، عن ابن عباس: أن جدْياً سقط بين يَدَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فلم يقطع صلاته. 3194 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سلَمة عن كُريب عن

_ (3192) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 2842. وقد فصلنا القول فيه في 2082. وانظر 3159. (3193) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مختصر 2805. وانظر 3174. (3114) إسناده صحيح، إلا قول كريب "وسبع في التابوت" إلخ، فإن أوله مرسل، وباقيه عن مجهول، وهو "بعض ولد العباس". والحديث مطول 2559، 2567. وانظر 3061، 3175. قال ابن الأثير: "أراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه، كالقلب والكبد وغيرهما، تشبيهاً بالصندوق الذي يحرز فيه المتاع، أي أنه مكنون موضوع في الصندوق". كلمة =

ابن عباس قال: بتُّ عند خالتي ميمونة فقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم- من الليل فأتَى حاجته، تم غسل وجهه ويديه، ثم قام فأتى القرْبة فأطلق شِنَاقها، ثم توضأ وضوءاً بينِ اِلوضوءين، لم يكثر وقد أبْلَغ، ثم قَام فصلى، فقمتُ فتمطَّأت كراهيةَ أن يرى أنى كنتُ أرتقبه، فتوضأتُ، فقام يصلي، فقمت عن يساره، فأخذني بأذني فأدارني عن يمينه، فتتامّتْ صلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع، فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام فصلى [ولم] يتوضأ، وكان يقول في دعائه: "اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، ومن فوقي نورَّاَ، ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، وأعْظمْ لي نوراً"، قال كريب: وسبع في التابوت، قال: فلقيت بعض ولد العبَاس فحدثني بهنّ، فذكر: "عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري"، قال: وذكر خَصلتين. 3195 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن إبراهيم بن عُقْبة عن كُريب: أن امرأةً رَفَعَتْ صبيّاً لها، فقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟، قال: "نعم، ولكِ أجر".

_ = [ولم] سقطت من ح خطأ، والتصحيح من ك. (3195) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال، فإن إبراهيم بن عقبة يرويه عن كريب عن ابن عباس، كما مضى 1898، 1899 من رواية سفيان بن عيينة ومعمر عنه، وكذلك رواه مسلم 1: 379 من طريق ابن عيينة. وأما الذي رواه مرسلاً هنا فهو سفيان الثوري، وكذلك رواد مسلم من طريقه، ولكنه محمول على الاتصال كما قلنا، ولذلك أخرجه مسلم في الصحيح. بل قد رواه الثوري موصولا أيضاً، كما سيأتي 3202. وانظر 2610.

3196 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن محمد بن عُقْبة عن كُريب عن ابن عباس: بمثله. 3197 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيِان عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُرَى بياضُ إبطيه إذا سجد. قال أبو عبد الرحمن [عبد الله بن أحمد]: سمعت أبي يقول: كان شُعبة يتفقدُ أصحابَ الحديث، فقال يوماً: ما فعل ذلك الغلامُ الجميل؟، يعني شَبَابَة. 3198 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن زيد بن أَسْلَم عن عبد الرحمن بن وَعْلة عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "أيُّما إهاب دُبغ فقد طَهُرَ". 3199 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حَبيب عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبَّى حتى رمَى الجمرة. 3200 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا جَرير بن حازم عن قيس بن سعد عن يزيد بن هرْمز قال: كتب نَجْدةَ بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن أشياء فشهدت ابنَ عباس حين قرأ كتابه، وحين كتب جوابه،

_ (3196) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وكذلك رواه مسلم من طريق الثوري عن محمد بن عقبة. (3197) إسناده صحيح، وهو مختصر 3152. (3198) إسناده صحيح، وهو مكرر 1895ومختصر 2435، 2522. وفي آخرالحديث كلمة عن شعبة أنه كان يتفقد أصحابه، وأنه سأل يوماً عن شبابة بن سوار الفزاري، أحد تلاميذه. وما أدري لم جاءت هذه الكلمة هنا!!. (3199) إسناده صحيح، وهو مكرر 2564. (3200) إسناده صحيح، وهو مختصر 2685. وانظر 2812، 2943.

فكتب إليه: إنك سألتني، وذكر الحديث، قال: وسألتَ هل كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقتل من صبيان المشركين أحداً: وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يقتل منهيم أحداً، وأنت فلا تقتل منهم أحداً، إلا أن تكون تعلم منهم ما علم الخَضر من الغلام حين قتله!. 3201 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصمِ عن أبي رَزين عن ابن عباس قال: لما نزلتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} علَم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ قد نُعيَتْ إليه نفسُه، فقيل {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} السورة كلهاَ. 3202 - حدثنا أبو أحمد وأبو نُعَيْم حدثنا سفيان عن إبراهيم بن عُقْبة عن كُريب عن ابن عباس: أن امرأةً رفعتْ صبياً لها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟، قال: "نعم، ولكِ أجر". 3203 - حدثنا وكيع حدثنا المسعوديِ عن الحَكَم عن مقْسَمِ عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدَّم ضَعَفة أهله من جمْع، وقال: "لا ترمَوا الجَمْرةَ حتى تطلع الشمس". 3204 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن سَلَمة ابن كُهَيل عن الحسن الغُرَني عن ابن عباس قال: إذا رميتم الجَمْرةَ فقد حل لكم كل شيء إلا النساء، قال: فقال رجل: والطِّيب؟، قال عبد الرحمن: فقال له رجل: يا أبا العباس، فقال ابن عباس: أمّا أنا فقد رأيتُ

_ (3201) إسناده صحيح، أبو رزين: هو الأسدي مسعود بن مالك. والحديث مختصر 3127. وذكره ابن كثير في التفسير 9: 315 عن هذا الموضع. (3202) إسناده صحيح، وهو مكرر 3195، 3196. (3203) إسناده صحيح، وهو مكرر 3008. وانظر 3192. (3204) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 2090.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُضَمِّخ رأسَه بالمسك، أفطِيبٌ ذاك أم لا؟!. 3205 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس قال: وقَّت

_ (3205) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 77 عن أحمد بن حنبل بهذأ الإسناد. قال المنذري: "وأخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن. هذا آخر كلامه. وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهوضعيف، وذكر البيهقي أنه تفرد به". وهو في الترمذي 2: 86 عن أبي كريب عن وكيع عن سفيان. ررواه البيهقي في السنن الكبرى 5: 28 من طريق أبي داود. ونقله الحافظ الزيلعي في نصب الراية 3: 13 - 14، ونقل عن البيهقي في المعرفة أنه قال: "تفرد به يزيد بن أبي زياد" ثم نقل عن ابن القطان قال: "هذا حديث أخاف أن يكون منقطعاً، فإن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس إنما عهد أن يروي عن أبيه عن جده ابن عباس، كما جاء ذلك في صحيح مسلم، في صلاته عليه السلام من الليل. وقال مسلم في كتاب التمييز: لا نعلم له سماعاً من جده، ولا أنه لقيه. ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم أنه يروي عن جده، وذكر أنه يروى عن أبيه". وأقول: أما يزيد بن أبي زياد فثقة عندنا، كما بينا في 662. وأما محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فقد سبقت روايته عن أبيه عن جده 2002، وذكر في التهذيب أنه "روى عن جده، يقال: مرسل"، ولكن الظاهر عندي أنه أدرك جده عبد الله بن عباس وسمع منه، فإنه من طبقة تدرك ذلك، إذ أن من الرواة عنه هشام بن عروة، وهو قديم، أدرك ابن عباس صغيراً، فإنه ولد سنة 61، أي كانت سنه عند وفاة ابن عباس فوق السابعة يقيناً, فشيخه لو كان أقدم منه ببضع سنين لا بَعُد أن يسمع من جده، وهو من أهله. بل أكثر من هذا: أن من الرواة عنه أيضاً، أعني عن محمد بن علي, حبيب بن أبي ثابت، وهو أقدم من هشام بن عروة، سمع ابن عمر وابن عباس، فأن يكون شيخه سمع من ابن عباس أولى. وقد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 183 فذكرأنه روى عن أبيه، وهذا لا ينفي أنه روى عن جده أيضاً، ولعله لم يسمع من جده إلا قليلاً، فكانت أكثر روايته عن إليه عن جده، وإن لم يمتنع أن يروى عن جده أيضاً.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المشرق العَقِيقَ. 3206 - حدثنا وكيع حدثنا هشام في قَتادة عن أبي حسان الأعرج عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لمَّا أتَى ذا الحُلَيفة أحرم بالحج، وأشْعَرَ هَدْيَه في شقِّ السّنَامِ الأيمن، وأماط عنه الدم، وقَلَّد نعلين. 3207 - حدثنا وكيع حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس، الفراغ والصحة". 3208 - حدثنا وكيع حدثنا شُعبة عن عمرو بن مُرَّة عن أبي البَخْتَرِي قال: تراءينا هلال رمضان بذات عرْقٍ، فأرسلنا رجلاً إلى ابن عباس؟ فسأله؟، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَدَّه إلىَ رؤَيته. 3209 - حدثنا وكيع عن شُعبة عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة صائماً في شهر رمضَان، فلما أتى قديداً أفطر، فلم يزل مفطراً حتى دخل مكة. 3210 - حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التَوْأمة عن ابن عباس: أنهم تماروا في صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ عرفة، فأرسلتْ أمُّ الفضل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلبن، فشرب.

_ (3206) إسناده صحيح، وهو مكرر 3149. (3207) إسناده صحيح، وهو مكرر 2340. (3208) إسناده صحيح، وهو مكرر 3022. (3209) إسناده صحيح، وهر مختصر 3176. (3210) إسناده صحيح، لأن ابن أبي ذئب ممن روى عن صالح قديماً. والحديث مطول 2517. وانظر 2948.

3211 - حدثنا وكيع ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شُعبة عن الحَكَمِ عن مِقْسَم عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم، قال وكيع: بالقَاحة، وهو صائم. 3212 - حدثنا وكيع حدثنا حاجب ابن عُمر سمعه من الحَكَم ابن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسدٌ رداءه في زمزم، فقلت: أخبرني عن عاشوراء، أي يوم أصومه؟، فقال: إذا رأيتَ هلال المحرم فاعدُدْ، فأَصْبِحْ من التاسعة صائماً، قال: قلت: أكذاك كان يصومه محمد عليه الصلاة والسلام؟، قال: نعم. 3213 - حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن عُمير، مولَّى لابن عباس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لئن بَقِيتُ إلى قابلٍ لأصومنّ اليوم التاسع". 3214 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاتأكلوا الطعامَ من فوقهِ، وكلوا من جوانبه، فإن البركة تنزل من فوقه". 3215 - حدثنا وكيع وابن جعفر قالا حدثنا شُعبة عن عَديّ بن ثابت، قال ابن جعفر: سمعت سعيد بِنِ جُبير عن ابن عباس قالَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتخذوا شيئاً فيه الرُّوحُ غرضاً".

_ (3211) إسناده صحيح، وهو مكرر 2186، 2716. (3212) إسناده صحيح، وهو مختصر 2135، 2214، 2540. (3213) إسناده صحيح، وهو مكرر 2106. (3214) إسناده صحيح، وهو مكرر 3190. (3215) إسناده صحيح، وهو مكرر 3156.

3216 - حدثنا وكيع عن سفيان [وعبد الرزاق قال: أخبرنا الثوريّ، عن سمَاك بن حرب في عِكْرمة عن ابن عباس] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إلا تتخَذوا شيئاً فيه الرُّوح غَرضاً"، قال عبد الرزاق: نَهى أن يُتَّخذ. 3217 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن أبي الضُحى عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمله وحمل أخاه، هذا قُدَّامَه، وهذا خلفَه. 3218 - حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن الحَكمْ عن سعيد بِن جُبير عن ابن عباس: أن الصَّعْب بن جَثَّامة أهدى إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَجُزَ حمار يقطر دماً، وهو مُحْرم، فردَّة. 3219 - حدثنا وكيع حدثنا جعفر بن بُرْقان عن يزيد بن الأصمّ، سمعت منه، قال: ذُكر عند ابن عباس الضَّبُّ، فقال رجل من جلسائه: أُتي به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُحِلَّه ولم يُحرِّمه، فقال: بئس ما تقولون!، إنما بُعث رسول الله -صلي الله عليه وسلم- مُحلاً ومحرِّماً، جاءت أمُّ حُفَيد بنت الحرث تزور أختَها ميمونة بنت الحرث، ومَعها طعام؟ فيه لحم ضبّ، فجاء رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بعد ما اغْتَبَقَ، فقُرِّب إليه، فقيل له: إن فيه لحم ضَبّ، فكف يده، فأكله مَنْ عنْدَه ولو كان حراماً نهاهم عنه، وقال: "ليس بأرضنا ونحن نَعافُه".

_ (3216) إسناده صحيح، وقد سقط أكثر الإسناد من ح خطأ، وأثبتناه من ك. ويؤيد صحة ما أثبتنا أن الحديث مضى 1863، 2474 من طريق الثوري عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس. رواية عبد الرزاق عن الثوري "نهى أن يتخذ" اختصار، وباقى المعنى واضح، وفي ح زيادة:"شيئَاً فيه الروح"، ولا ضرورة لها ولم تكمل اللفظ، فأثبتنا ما في ك. (3217) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. أبو الضحى: هو مسلم بن صبيح. والحديث مكرر 2706. (3218) إسناده صحيح، وهو مكرر 3186. (3219) إسناده صحيح، جعفر بن برقان، بضم الباء وسكون الراء: ثقة عدل ضابط، ومن تكلم =

3220 - حدثنا وكيع حدثنا شُعبة عن قَتادة عن عِكْرمة عن ابن عباسِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذه وهذه سواء"، وضَمَّ بين إبهامه وخِنْصَره. 3221 - حدثنا وكيع وأبو عامر قالا حدثنا هشام عن قَتادة عن سعيد بن المُسَيَّب عن ابن عباس قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "العائد في هبته كالعائد في قَيئه". 3222 - حدثنا وكيع عن مالك بن أنس عن عبد الله بن الفَضْل عن نافع بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيَّم أولى بنفسها من وليّها، والبكر تُستأمر في نفسها"، قال: "وصُمَاتُها إقرارُها". 3223 - حدثنا وكيع عن سفيان عن سَلَمة عن عِمرانَ أبي الحَكَم السُّلَمي عنِ ابن عباس قال: قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ادْعُ لنا ربَّك يُصْبِحْ لنا الصَفا ذَهبةً، فإن أصبحتْ ذهبة اتّبعناك وعرفنا أن ما قلتَ كما قلت!، فسأل ربَّه عز وجل، فأتاه جبريل فقال: إن شئتَ أصبحتْ لهم هذه الصفا ذهبةً، فِمن كفر منهم بعد ذلك عذّبْتُه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحنا لهم أبوابَ التوبة، قال: "يا رب، لا، بل افتح لهم أبوابَ التوبة".

_ = فيه فإنما تكلم في بعض اضطرابه في حديثه عن الزهري خاصة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 186 فلم يذكر فيه جرحَاً. والحديث مختصر 2684، 3009. وانظر 3163، 3246، 4479. (3220) إسناده صحيح، وهو مكرر 3150. (3221) إسناده صحيح، وهو مكرر 3178. (3222) إسناده صحيح، وقد مضى من طريق مالك 1888، 2163، وبأسانيد آخر، آخرها 3087. (3223) إسناده صحيح، وهو مكرر 2166. ورواية الثوري هنا فيها "عن عمران أبي الحكم =

3224 - حدثنا وكيع حدثنا شُعبة عن أبي بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أختي نذرتْ أن تحجَّ وقد ماتتْ؟، قال: "أرأيتَ لو كان عليها دَين، أكنتَ تَقضيه؟ "، قال: نعم، قال: "فالله تبارك وتعالى أحقُّ بالوفاء". 3225 - حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جُريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال: شهدتُ العيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر وعمر، فبدؤا بالصلاة قبل الخطبة. 3226 - حدثنا وكيع عن سفيان قال سمعت عبد الرحمن بن عابس قال سمعت ابن عباس قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ عيدٍ، ولولا مكاني منه ما شهدتُه من الصغَر، فأتَى دارَكَثير بن الصَّلْت، فصلى ركعتين، قال: ثم خطب وأَمر بالصدقة، قال: ولم يذكر أذاناً ولا إقامة. 3227 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن ابن جُريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خطب، وأبو بكر وعمر وعثمان، في العيد، بغير أذانٍ ولا إقامة. 3228 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثني سليمان عن مسلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما منَ الأيام أَيامٌ

_ = السلمي" على الصواب، وهي تدل على أن الخطأ الذي أشرنا إليه هناك ليس من الثوري، بل ممن بعده من الرواة، بل لعلها من أحد رواة المسند. وانظر 2333. (3224) إسناده صحيح، وهو مكرر 2140. وانظر 2518. (3225) إسناده صحيح، وهو مختصر 3064. (3226) إسناده صحيح، وهو مكرر 2062. وانظر 3064، 3225. (3227) إسناده صحيح، وهو مطول 3225. (3228) إسناده صحيح، سليمان: هو الأعمش. والحديث مكرر 3139.

العملُ فيه أفضلُ من هذه الأيام"، قيل: ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟، قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يَرْجِعْ بشيء منه". 3229 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج حدثني عطاءِ عن ابن عباس قال: ولم يسمعه، قال: بعثني نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بسَحرٍ من جَمْع في ثَقَلِ نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. 3230 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج قال حدثني عمرو بن دينار أن سعيد بن جُبير أخبره أن ابن عباس أخبره قالِ: أقبل رجل حَرامٌ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج من فوق رأسه، فُوقِص وَقْصاً فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اغسلوه بماءٍ وسدْر، وأَلبِسُوه ثوبيه، ولا تُخَمّروا رأسَه، فإنه يُبعث يومَ القيامة يلبّي". 3231 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج قال حدثني عمرو بن دينار عِنِ أبي مَعْبَد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسافر امرأةٌ إلا ومعها ذو محْرَم"، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يقال: إني اكتتبتُ في غزوة كذا وكذا، وامرأتي حاجَّة؟، قال: "فارجعْ فحُج َّمعها". 3232 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جُريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع أبا مَعْبَد مولى ابن عباس يخبر عن ابن عباس، قال رَوْح: "فاحْجُجْ معها".

_ (3229) إسناده منقطع، لتصريحه بأن عطاء لم يسمعه من ابن عباس. وقد مضى معناه بأسانيد أخر. آخرها 3192، 3203. (3230) إسناده صحيح، وهو مكرر 3077. (3231) إسناده صحيح، وهو مختصر 1934. (3232) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

3233 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج حدثنا هشام حدثنا عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوّج ميمونة وهو مُحْرِم، واحتجَم وهو مُحْرم. 3234 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج قال أخبرني عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أكل أحدُكم فلا يمسح يده بالمنديل حتى يَلْعَقَها أو يُلْعقَها. 3235 - حدثنا يحيىِ عن داود بن قيس قال حدثنا صالح مولى التَّوْأمة عن ابن عباس: قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، في غير مطر ولا سفر، قالوا: يا أبا عباس، وما أراد بذلك؟ قال: التوسُّع على أُمته. 3236 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا حَبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه صلى بهم في كسوف ثمان ركعات، قرأ ثم ركع ثم رفع، ثم قرأ ثم ركع ثم رفع، ثم قرأ ثم ركع ثم رفع، ثم قرأ ثم ركع ثم رفع، ثم سجد، قال: والأخرى مثلُها. 3237 - حدثنا يحيى عن شُعبة حدثنا قَتادة عن جابر بن زيد عن

_ (3233) إسناده صحيح، وانظر 3116، 3211. (3234) إسناده صحيح، وهو مكرر 1924. وانطر 2672. (3235) إسناده صحيح، فإن صالح بن نبهان مولى التوأمة اختلط في آخر عمره، وأنا أرجح أن داود بن قيس سمع منه قديماً، لأنه بلديه، كانا جميعاً بالمدينة. والحديث مكرر 2557. (3236) إسناده صحيح، وفي ح "حبيب بن ثابت"، وهو خطأ واضح، صحح من ك. والحديث مطول 1975. وانظر 2711. (3237) إسناده صحيح، وهو مختصر 3144.

ابن عباس قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو تزوّجتَ بنتَ حمزة؟، قال: "إنها ابنةُ أخي من الرضاعة". 3238 - حدثنا يحيى أخبرنا مالك قِالِ حدثني ابن شهاب عن سليمان بن يَسَار عن ابن عباس: أن امرأةً من خَثْعَم قالت: يا رسوِل الله، إن فريضة الله في الحج أدركتْ أباها شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يَثْبُت على الرَّحل، أفأَحُجُّ عنه؟، قال: "نعم". 3239 - حدثنِا يحيى عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس: دعا أخاه عُبيد الله يوم عرفة إلى طعام، قال: إنِى صائم، قال: إنكم أيمةٌ يُقْتَدَى بكم، قد رأيتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بحلابِ في هذا اليوم فشرب، وقال يحيى مرةً: أهل بيتٍ يُقْتَدَى بكم. 3240 - حدثنا يحيى عن عِمران أبي بكر قال حدثنا عطاء بن أبي

_ (3238) إسناده صحيح، وهو مختصر 3050 (3239) إسناده صحيح، لكنه منقطع. وقد مضى معناه 2948 من طريق ابن جُريج عن زكريا بن عمر عن عطاء: "أخبره أن عبد الله بن عباس دعا الفضل يوم عرفة" إلخ، وبينا هناك أن ذاك مرسل، لأن عطاء بن أبي رباح لم يدرك الفضل بن عباس، إلا أن يكون سمع ذلك من عبد الله بن عباس. وقد تبين من هذه الرواية أن تلك خطأ، وأن المدعو هو عبيد الله بن عباس. وعطاء أدرك عبيد الله. لأنه مات بعد 60 سنة يقيناً، فقد ذكره البخاري في الصغير 71 فيمن مات بين سنتي 60 - 70، بل أرخه غير واحد أنه مات سنة 87. وابن جُريج سمع من عطاء وروى عنه الكثير، فالظاهر أنه سمع منه هذه الرواية الصواب، وسمع من زكريا بن عمر تلك الرواية الخطأ. في ك "عن ابن عباس: دعاه أخوه عبيد الله" وهو خطأ ظاهر، وأثبتنا ما في ح. وانظر 3210، 3477، وفيه دليل على أن ابن جُريج لم يسمع بن عطاء. (3240) إسناده صحمِح، ورواه أيضاً الشيخان، كما في المنتقى 4802.

رَبَاح قال: قال لي ابن عباس: أَلا أُريك امرأةً من أهل الجنة، قال: قلت: بلي، قال: هذه السوداء، أتت الِنِبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني أُصْرَع وأَتكشَّف، فادعُ الله لي، قال: "إن شئت صَبَرْت ولك الجنة، وإن شئت دعوتُ الله لك أن يعافيك"، قالت: لا، بل أَصْبرُ، فَادْعُ الله أن لا أتكَشَّفَ، أو لا ينكشفَ عني، قال. فدعا لها. 3241 - حدثنا يحيى عن شُعبة قال حدثني قَتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس، قال يحيى: كان شُعبة يرفعه: "يقطع الصلاةَ الكلبُ والمرأةُ الحائضُ". 3242 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج قال حُدِّثْتُ عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل النحْلة، والنملة، والصَّرَد، والهدهد، قال يحيى: ورأيت في كتاب سفيان عن ابن جُريج عن ابن لَبيد عن الزهري. 3243 - حدثنا يحيى عن عبد المطلب عن ابن عباس: بتُّ في

_ (3241) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 259 عن مسدد عن يحيى عن شُعبة، ثم قال: "وقفه سعيد وهشام وهمام عن قتادة عن جابر بن زيد على ابن عباس". قال المنذري في مختصره 671: "وأخرجه النسائي وابن ماجة". ورفع شُعبة زيادة ثقة، فهي مقبولة، ولا تعل الرواية المرفوعة بالموقوفة، كما قلنا مراراً. وانظر 2222. وانظر أيصاً نصب الراية 2: 78 - 79. (3242) إسناده صحيح، على الرغم من ظاهره، في قول ابن جُريج "حدثت عن الزهري"، لأن يحيى القطان رأى في كتاب سفيان "عن ابن جُريج عن ابن أبي لبيد عن الزهري". وابن أبي لبيد: هو عبد الله بن أبي لبيد المدني، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره. فاتصل الإسناد بوَجادة جيدة. وقد مضى الحديث بإسناد آخر صحيح 3067. (3243) إسناده مشكل، هو محرف أو مغلوط. فليس في الرواة المترجمين من يسمى "عبد =

بيت خالتي ميمونة، فقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، من الليل، فأطلق القرْبة، فتوضأ فقام إلى الصلاة، فقمت عن يساره، فأخذ بيميني، فأدارني، َ فأقامني عن يمينه، فصليتُ معه. 3244 - حدثنا يحيى عن شُعبة قال حدثني قتادة، وحدثنا رَوَح حدثنا شُعبة قال سمعت أبا حسان عن ابن عباس قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- الظهر بذي الحُلَيفة، ثم دعا ببَدَنَته، فأشعر صفحةَ سَنَامها الأيمن، وسَلَتَ الدم عنها، وقلَّدها نعلين، ثم دعا براحلته، فلما استوتْ به على البيداء أهلّ بالحج. 3245 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج قال حدثني سعيد بن الحُوَيرث عن ابن عباس قال: تبرز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، ثم أُتي بطعام فأكله ولم يمسَّ ماء. 3246 - حدثنا يحيى عن شُعبة حدثنا أبو بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال أهدتْ أُمُّ حُفَيد، خالةُ ابن عبَاس، إلىِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَمْناً وأَقِطاً وأَضبّاً، فأكل السمن والأقط، وترك الأضُبَّ تَقَذُّراً، وأُكِل على

_ = المطلب" إلا عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث، وهو صحابي أكبر من ابن عباس، سبق الكلام عليه 1772، 1773، فلم يدركه يحيى القطان ولا قارب. هذا ما في ح. وفي ك "يحيى عن المطلب عن طاوس عن ابن عباس"، وكتب "عن طاوس" بهامشها وعليه علامة التصحيح. وهو مشكل أيضاً، فإن جميع من يسمى "المطلب" في الرواة المترجمين، لا يصلح واحد منهم أن يروي عن طاوس ويروي عنه يحيى القطان. وأما الحديث في ذاته فقد مضى معناه مراراً بأسانيد صحاح، آخرها 3194. (3244) إسناداه صحيحان، وهو مكرر 3149 ومطول 3206. (3245) إسناده صحيح، وهو مختصر 2570. (3246) إسناده صحيح، وهو مكرر 3163. وانظر 3219.

مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو كان حراماً لم يؤكل على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 3247 - حدثنا يحيى عن أَجْلَح قال حدثنا يزيد بن الأصَمّ عن ابن عباس قال: جاء رجل إلِى النبي - صلى الله عليه وسلم - يراجعه الكلامَ، فقال: ما شاء الله وشئتَ! فقال: "جعلتَني لله عِدْلاً؟، ما شاء الله وحده". 3248 - حدثنا يحيى وإسماعيل، المعنى، قالا حدثنا عوف حدثني زياد بن حُصَين عن أبي العالية الرِّياحي عن ابن عباس، قال يحيى: لا يدري عوف: عبد الله أو الفضل؟، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَداة العَقَبة، وهو واقف على راحلته: "هات القُطْ لي"، فلقَطْتُ له حَصَيات هنَّ حصى الخَذَف، فوضعهن في يده، فقال: "بأمثال هؤلاء"، مرتين، وقال بيده، فأشار يحيى أنه رفعها، وقال: "إياكم والغلوَّ، فإنما هَلَكَ من كان قبلَكم بالغُلوّ في الدّين". 3249 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سمَاك بن حرب عن عكرْمة عن ابن عباس قال: لما وُجِّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبَة قالوا: يا رسول الله فَكيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك، الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟، فأنزل الله عز وجل {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. 3250 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب وكَثير بن كَثير

_ (3247) إسناده صحيح، وهو مكرر 2561. ونزيد على ما قلنا هناك: أن الحافظ ذكره في الفتح 11: 470 ونسبه أيضاً للنسائي وابن ماجة. (3248) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وشك عوف هنا في أن ابن عباس هو عبد الله أو أخوه الفضل، لا يؤثر، لأن أبا العالية تابعي قديم أدرك الجاهلية، وروى عمن هو أقدم من الفضل من الصحابة. والحديث مكرر 1851. (3249) إسناده صحيح، وهو مكرر 2966. (3250) إسناده صحيح، كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة: ثقة قليل الحديث، وكان =

ابن المُطَّلب بن أبي وَدَاعة، يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جُبير قال ابن عباس: أول ما اتخذت النساءُ المنْطَقَ من قبَل أُمِّ إسماعيل، اتخذتْ منْطقاً لتُعَفِّى أثرها على سَارَة، فذكر الحَديث، قالَ ابن عباس: رحم الله أم إَسماعيل، لو تركتْ زمزمَ، أو قال: لو لم تَعرفْ من الماء، لكانتْ زمزمُ عيناً مَعينا، قال ابن عباس: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فألفَى ذلك أمَّ إسماعيل وهي تحب الإنس، فنزلوا، وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم"، وِقال في حديثهِ: فهبطِت من الصَّفَا، حتى إذا بلغت الواديَ رفعتْ طرف درْعِها ثم سعتْ سعي الإنسان المجهود، حتىِ جاوزت الوادي ثم أتت المَرْوَةِ فَقامتْ عليها، ونظرتْ، هل تَرى أحدَّاَ، فلم ترَ أحداً، ففعلتْ ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فلذلك سعَى الناسُ بينهما". 3251 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر قال: وأخبرني عثمان

_ = شاعراً، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 211. وقد اختصر الإمام أحمد الحديث جداً فذكر منه مواضع متفرقة. وقد رواه البخاري مطولاً 6: 283 - 289 عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق، وروى بعضه 5: 33 بالإسناد نفسه. ونقله ابن كثير في التاريخ 1: 154 - 156 عن البخاري، ثم قال: "وهذا الحديث من كلام ابن عباس، وموشح برفع بعضه. وفي بعضه غرابة وكأنه مما تلقاه ابن عباس عن الإسرائيليات "!! وهذا عجب منه، فما كان ابن عباس ممن يتلقى الإسرائيليات. ثم سياق الحديث يفهم منه ضمناً أنه مرفوع كله. ثم لو سلمنا أن أكثره موقوف، ما كان هناك دليل أو شبه دليل على أنه من الإسرائيليات. بل يكون الأقرب أنه مما عرفته قريش وتداولته على مر السنين، من تأريخ جَدّيهم إبراهيم وإسماعيل، فقد يكون بعضه خطأ وبعضه صواباً. ولكن الظاهر عندي أنه مرفوع كله في المعنى. والله أعلم. (3251) في إسناده نظر، من أجل عثمان الجزري، كالإسناد 2562. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 4: 49 عن هذا الموضع. وهو في مجمع الزوائد 7: 27 ونسبه أيضاً للطبراني، وقال: "فيه عثمان بن عمرو الجزري، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية =

الجَزَري أن مقْسَماً مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس: في قوله {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} قال: تشاورتْ قريشٌ ليلةً بمكة، فقال بعضهَم: إذاَ أصبح فأثبتوه بَالوَثاق، يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطْلع الله عز وجل نبيَّه على ذلك، فبات عليَّ على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق بالغار، وبات المشركَون يحرسون عليّا، يحسبونه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليّا رد الله مكرهم، فقالوا: أَين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتَصُّوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصَعدوا في الجبل، فمِروا بالغار، فرأوا على بابه نَسْج العنكبوتِ، فقالوا: لو دخَل ها هنا لم يكن نسْجُ العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليالٍ. 3252 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن قَتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لا ينبغي لأحد أن يقول إني خير من يونس بن متَّى"، نسبه إلى أبيه، "أصاب ذنباً ثم اجتباه ربُّه". 3253 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عنِ عمرو بن دينار عن ابن عباسِ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الفتح: "لا يُخْتَلَى خَلاها، ولا يُنَفَّر صيدُها، وِلا يُعْضَد عضَاهُها، ولا تَحِلّ لُقَطَتها إلا لمُنْشد"، فقال العباس: إلا الإذْخر يا رسول الله؟، فقال النبيَ - صلى الله عليه وسلم -: "إلا الإذخر، فأنه حلال". 3254 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن عِكْرمة عن

_ = رجاله رجال الصحيح"، ونسب في الدر المنثور 3: 179 أيضاً لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه وأبى نعيم في الدلائل والخطيب. وانظر 3062، 3063. (3252) إسناده صحيح، وهو مختصر 3180. وسيأتي 3703. (3253) إسناده صحيح، وهو محتصر 2898. (3254) إسناده صحيح، الجنان بكسر الجيم وتشديد النون وآخره نون أيضاً هي الحيات إلى تكون في البيوت واحدها جان، وهو الدقيق الخفيف. قاله ابن الأثير. وفي ح "الجان" =

ابن عباس قال: لا أعلمه إلا رَفَعَ الحديث، قال: كان يأمر بقَتْل الحيَّات، ويقول: "من تركهنَّ خشيةَ"، أو"مخافةَ تأثيرٍ فليس منَّا"، قال، وقال ابن عباس: إن الجنَّانَ مَسِيخُ الجنَّ، كما مُسِخَت القِرَدةُ من بني إسرائيل. 3255 - حدثنا إبراهيم بن الحَجّاج حدثنا عبد العزيز بن المختار عن خالد الحَذّاء عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "الحَيّات مَسِيخُ الجِنّ". 3256 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس قال: كنت مع ابن عباس إذ قال له زيد بن ثابت: أنت تُفتي أن تَصْدُر الحائضُ قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت؟، قال: نعم، قال: فلا تُفْت بذلك!، فقال له ابن عباس: إمَّا لاَ، فَسَلْ فلانة الأنصارية: هل أمرهاَ بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، فرجع إليه زيد بن ثابت يضحك ويقول: ما أُراك إلا قد صَدقْتَ. 3257 - حدثنا محمد بن بكرِ حدثنا ابن جُريج قال أخبرني أبو حاضر قال: سُئل ابن عمر عن الجَرَّ يُنْبَذُ فيه؟، فقال: نهى الله عز وجل عنه ورسوله، فانطلقِ الرجل إلى ابن عباس فذكر له ما قال ابن عمر، فقال ابن عباس: صدق، فقال الرجل لابن عباس: أيُّ جَرَّ نهى عنه

_ = وهو تحريف، صححناه من ك. وقول ابن عباس هذا، نقل السيوطي نحوه مرفوعَا من حديث ابن عباس، في الجامع الصغير 3871 ونسبه للطبراني وأبى الشيخ في العظمة، ورمز إليه بعلامة الصحة. وكذلك هو في مجمع الزوائد 4: 46 ونسبه للطبراني في الكبير والأوسط والبزار. وقال: "رجاله رجال الصحيح". وانظر 2037، 3984. (3255) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (3256) إسناده صحيح، وهو مكرر 1990. (3257) إسناده صحيح، أبو حاضر: هو عثمان بن حاضر الحميري، ويقال الأزدي، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة وابن حبان. وانظر 2009، 2772، 3157.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: كل شيء يُصْنَع من مَدَر. 3258 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني ابن شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه خرج عام الفتح في شهر رمضان، فصام، حتى بلغ الكَدِيد فأفطر. 3259 - حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جُريج قالِ أخبرني عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بسرِف، فقال ابن عباس: هذه زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوا بها ولا تزلزلوا، وارفقوا، فِإنه كان يَقْسِم لثمان، ولا يقسم لواحدة، قال عطاء: التي لا يقسم لها صفية بنت حييّ بن أَخْطَب. 3260 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني سعيد ابن الحُويرث أنه سمع ابن عباس يقول: تَبَرَّزِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقضى حاجته للخلاء، ثم جاء فقُرِّب له طعام، فأكل ولم يَمَسَّ ماءً. 3261 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا ابن جُريج قال أخبرني عطاء: أن ميمونة زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - خالةَ ابن عباس تُوفيتْ، قال: فذهبتُ معه إلى سَرِف، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال أمُّ المؤمنين، لا تزعزعوا بها ولا تزلزلوا، ارفقوا، فإنه كان عند نبي الله تِسْع نسوة، فكان يَقْسِم لثمانٍ ولا يقسم

_ (3258) إسناده صحيح، وهو مطول 3209. (3259) إسناده صحيح، وهو مكرر 2044. "فلا تزعزعوا بها" في ح "فلا تزعزعوها"، وأثبتنا ما في ك. (3260) إسناده صحيح، وهو مكرر 3245. (3261) إسناده صحيح، وهو مطول 3259.

للتاسعة، يريد صفيةَ بنتَ حُيَيَّ، قال عطاء: كانت آخرَهن موتاً، ماتت بالمدينة. 3262 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن ابن خُثَيم عن ابن أبي مُلَيكة عن ذَكْوَان مولى عائشة: أنه استأذنَ لابن عباس على عائشة وهي تموت، وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقال: هذا ابن عباس يستأذنُ عليك، وهو من خَير بَنيك، فقالت: دعني من ابن عباس ومن تزكيته، فقال لَها عبد الله بن عبدَ الرحمن: إنه قارئ لكتاب الله فقيهٌ في دين الله، فائذني له فليسلمْ عليكِ وليودِّعْك، قالت: فائْذَنْ له إن شئت: قال: فأذن له، فدخل ابن عباس، ثم سلم وجَلس، وقال: أبشري يا أم المؤمنين، فوالله ما بينكِ وبين أن يذهب عنك كلُّ أذى ونَصَب، أو قال: وَصَب، وتَلْقَيٍ الأحبة، محمداً وحِزْبَه، أو قال: أصحابه، إلا أن تفارق روحُك جسدك، فقالت: وأيضاً؟، فقال ابن عباس: كنت أحبُّ أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، وَلم يكن يحبُّ إلا طَيَّباً، وأنزل الله عز وجَل براءَتَك من فوق سبع سموات، فليس في الأرض مسجد إلا وهو يتلى فيه آناء الَليل وآناء النهار، وسقطت قلادَتُكِ بالأبْواء، فاحتبس النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنزل والناس معه في ابتغائها، أو قال: في طلبها، حتى أصبح القوم على غير ماء، فأنزل الله عز وجل {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} الآية: فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك، فوالله إنكِ لمبَاركة: فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا، فوالله لَوَدِدتّ أنى كنت نَسْياً مَنْسِيّاً.

_ (3262) إسناده صحيح، ابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان بن خثيم، وفي ح "أبي خثيم" وهو خطأ. ذكوان مولى عائشة: تابعي ثقة. والحديث مكرر 2496.

3263 - حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس قال: أخبرني أعلمهم قال: ولكن يَمْنَحُ أخاه خيرٌ له من أن يعطيه عليها خَرْجاً معلوماً. 3264 - حدثنا سفيان حدثنا إسماعيل بن أُمَيّة عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن يزيد بن هُرْمُزَ لحال: كتب نَجْدَةُ إلى ابن عباس يسأله عن قتل الولدان؟، فكتب إليه: كتبت تسألني عن قتل الولدان، وإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لم يكن يقتُلهم، وأنت فلا تقتلْهم، إلا أن تعلم منهم مثل ما عَلم صاحب موسى من الغلام!. 3265 - حدثنا سفيان عن أبي الزُّبَير عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً، قلت لابن عباس: لمَ فعل ذاك؟، أراد أن لا يحُرج أُمَّته. 3266 - حدثنا سفيان عن أيوب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: أتيته بعرفةَ فوجدته يأكل رُمَّاناً، فقال: ادْنُ فكلْ، لعلك صائم؟، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يصومه، وقال مرةً: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَصُم هذا اليوم. 3267 - حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا الحَجّاج عن الحَكَم عن

_ (3263) إسناده صحيح، وهو مختصر 3135. (3264) إسناده صحيح، وهو مكرر 3200. (3265) إسناده صحيح، وهو مختصر 3235. (3266) إسناده منقطع، وإن كان ظاهره الاتصال، فإن أيوب شك في سماعه من سعيد بن جُبير في 1870، وجزم بأنه "عن رجل عن سعيد" في 2516. وانظر 2517، 3239. (3267) إسناده صحيح، وهو مكرر 2229. والزيادة من ك.

مِقْسَم عن ابن عباس قال: لما حاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهلَ الطائف أعتق [مَن خَرج إليه] من رقيقهم. 3268 - حدثنا مروان بن معاوية أخبرنا حُميد بن علي العُقَيلي حدثنا الضَّحَّاك بن مُزَاحم عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سافر ركعتين، وحين أقام أربعاً، قال: قال ابن عباس: فمن صلى في السفر أربعاً كمن صلى في الحَضَر ركعتين، قال: وقال ابن عباس: لم يَقصُر الصلاةَ إلا مرةً واحدة، حيث صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ركعتين وصلى الناس ركعةً واحدةً. 3269 - حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني أبو جعفر محمد بن علي أنه سمِع سعيد بن المُسَيَّب يخبر أنه سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثل الذي يتصدق ثم يرجع في صدقته مَثلُ الكلب يقيء ثم يأكل قَيْئَه. 3270 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى بَيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم صرفت القبلةُ بعدُ. 3271 - حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن حَبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قام من الليل، فاستنَّ، ثم صلى ركعتين، ثم نام، ثم قام فاستن، وتوضأ وصلى

_ (3268) إسناده صحيح، وهو مكرر 2262 بإسناده. (3269) إسناده صحيح، وهو مكرر 2622، 3221. (3270) إسناده صحيح، وهو مكرر 2252 بهذا الإسناد، ومختصر 2993. (3271) إسناده صحيح، محمد: هو ابن علي بن عبد الله بن عباس. والحديث مختصر 3194.

ركعتين، حتى صلى ستّاً، ثم أوتر بثلاث، وصلى ركعتين. 3272 - حدثنا محمد بن بِشْر حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبةَ أنه شهد النَّضْر بن أنس يحدث قَتادة أنه شهد عبد الله بن عباس يفتي الناسَ ولا يَذْكر في فتْياه رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، حتي جاء رجل فقال: إني رجل عراقي، وإنى أصوّر هذه التصاوير؟، فقال: ادْنُهْ، مرتين أو ثلاثاً، سمعت محمداً - صلى الله عليه وسلم - أو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صور صورة في الدنيا كلِّف يومَ القيامة أن ينفخ فيها الرُّوحَ، وليس بنافخ". 3273 - حديث زكريا بن عَديّ أخبرنا عبيد الله عن عبد الكريم عن قيس بن حَبْتَر التميمي عن ابن عَباس عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: أنه نَهى عن الخمر ومهر البَغِيّ، وثمن الكلب، وقال: "إذا جاءك يطلب ثمن الكلب فاملأ كفيه تراباً". 3274 - حدثنا زكريا أخبرنا عُبيد الله عن عبد الكريم عن قيس بن حَبْتَر عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكُوبة"، وقال: "كل مسكر حرام". 3275 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن داود بن أبي هند عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -

_ (3272) إسناده صحيح، وهو مكرر 2162. وانظر 2213، 2811. (3273) إسناده صحيح، وهو مكرر 2626. (3274) إسناده صحيح، وهو مكرر 2625. (3275) إسناده صحيح، وهذا بعض خطبة التزويج. كما في حديث ابن مسعود في المنتقى 3481. وقد رواه النسائي 2: 79، وابن ماجة 1: 300، وسيأتي في 3720.

كلم رجلاً في شيء، فقال: "الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". 3276 - حدثنا الفضل بن دُكَين حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي حدثنا أبو المتوكل عن ابن عباس: أنه بات عند نبي الله-صلي الله عليه وسلم- ذات ليلة، فقام نبي الله-صلي الله عليه وسلم- من الليل، فخرج فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية التي في آل عمران {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} حتى بلغ {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ثم رجع إلى البيت فتسوّك وتوضأ، ثم قام فصلى، ثم اضطجع، ثم قام فخرج فنظر في السماء، ثم تلا هذه الآية، ثم رجع فتسوّك وتوضأ، ثم قام فصلى. 3277 - حدثنا أبو أحمد ويحيى بن أبي بُكَير قالا حدثنا إسرائيل عن سماك عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً في ظل حجرته، قال يحيى: قد كاد يَقْلص عنه، فقال لأصحابه: "يجيئكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان، فإذا رأيَتموه فلا تكلموه"، فجاء رجل أزرق، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاه، فقال: "علام تشتمني أنت وأصحابك؟ "، قال: كما أنت حتى آتيَكَ بهم، قال: فذهب فجاء بهم، فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا وما فعلوا، وأنزل الله عز وجل {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} إلى آخر الآية. 3278 - حدثنا زيد بن الحُبَاب أخبرني ابن لَهِيعة قال أخبرني يزيد

_ (3276) إسناده صحيح، وهو مكرر 2488 بإسناده. وانظر 3271. (3277) إسناده صحيح، وهو مكرر 2408. (3278) إسناده صحيح، وهو مكرر 2674.

ابن أبي حَبيب عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في كسوف الشمس فلم نسمع منه حرفاً. 3279 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شُعبة حدثنا الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، حتى أتي قَدَيداً، فأُتى بقدح من لبن، فأفطر، وأَمر الناس أن يفطروا. 3280 - حدثنا زيد بن الحُباب أخبرني عبد الله بن المؤَمَّل حدثنا عبد الله بن أبي مُلَيكة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب وظهره إلى المُلتَزَمَ. 3281 - حدثنا زيد بن الحُبَاب قال أخبرني عبد الرحمن بن ثَوْبان قال سمعت عمرو بن دينار يقول: أخبرني من سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدين النصيحة"، قالوا: لمن؟، قال: "لله ولرسوله ولأيمة المؤمنين".

_ (3279) إسناده صحيح، وهو مكرر 3209. وانظر 3258، 3460. (3280) إسناده صحيح. (3281) إسناده ظاهره الانقطاع، كما سنذكر. عبد الرحمن بن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان، قال أحمد: "أحاديثه مناكير"، وقال أيضاً "لم يكن بالقوي في الحديث"، وقال أيضاً: "كان عابد أهل الشأم"، وقال يعقوب بن شيبة: "اختلف أصحابنا فيه، فأما ابن معين فكان يضعفه، وأما على [يعني ابن المديني] فكان حسن الرأي فيه، وقال: ابن ثوبان رجل صدق لا بأس به، وقد حمل عنه الناس"، ووثقه الفلاس ودحيم وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، واختلفت الرواية فيه عن ابن معين، فروى عنه أيضاً أنه قال: "صالح"، الظاهر أنهم تكلموا فيه من أجل القدر، ومن أنه تغير عقله في آخر عمره، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء، وصحح له الترمذي حديثاً، انظر شرحنا على الترمذي 1: 62 - 63. والحديث في مجمع الزوائد 1: 87، وقال: "رواه =

3282 - حدثنا عبد الأعلى عن خالد عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحِرم. 3283 - حدثنا عبد الأعلى عن خالد عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحِرم. 3284 - حدثنا عبد الأعلى عن خالد عن عكْرمة عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعطاه أجره، ولو كان حراماً ما أعطاه. 3285 - حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن مَطرَ عن عطاء: أن

_ = أحمد والبزار والطبراني في الكبير، وقال: ولأيمة المسلمين وعامتهم. قال أحمد: عن عمرو بن دينار أخبرني من سمع ابن عباس، وقال الطبراني: عن عمرو بن دينار عن ابن عباس. فمقتضى رواية أحمد إلانقطاع بين عمرو بن دينار وابن عباس، ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد ضعفه أحمد وقال: أحاديثه مناكير. ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، ولفظ أبي يعلى: "قالوا: لمن يا رسول الله؟، قال لكتاب الله ولنبيه ولأيمة المسلمين". والحديث في ذاته صحيح، رواه مسلم من حديث تميم الداري، وهو الحديث السابع من الأربعين النووية، ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة. وانظر جامع العلوم والحكم 54 - 58. (3282) إسناده صحيح، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى. خالد: هو الحذَّاء. والحديث مختصر 3233. (3283) إسناده صحيح، وهو مختصر 3233. (3284) إسناده صحيح، وهو مكرر 3085. (3285) إسناده حسن، سعيد: هو ابن أبي عروبة. مطر: هو ابن طهمان الوراق، وهو ثقة، كما قلنا في 452 إلا أن يحيى بن سعيد كان يضعف حديثه عن عطاء، وكان يشبهه بابن أبي ليلى في سوء الحفظ، ولما ذكره ابن حبان قال: "ربما أخطأ"، وكان معجباً برأيه وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 400 - 401 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث في=

ابن الزُّبَير صلى المغرب فسلم في ركعتين، ونهض ليستلم الحَجَر، فسبح القوم، فقال: ما شأنكم؟، قال: فصلى ما بقى وسجد سجدتين، قال: فذُكر ذلك لابن عباس، فقال: ما أماط عن سُنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -. 3286 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج عن الحَكَم عن مقْسَم عن ابن عباس، وعن هشام بن عروة عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجَم وأعطى الحَجّام أجره. 3287 - حدثنا يزيد، يعني ابن هرون، أخبرنا الحَجَّاج عن الحسن ابن سعد عن علي بنِ عبد الله بن عباس عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على ضُبَاعة بنت الزُّبير، فأكل عندها كَتِفاً من لحم، ثم خرج إلى الصلاة ولم يحْدث وضوءاً. 3288 - حدثنا يزيد عن الحَجَّاج عن الحَكَم عن مقسَم عن ابن عباس وسعيد بن جُبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الصلاتين في السفر. 3289 - حِدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج بن أَرْطاة عن عطاء عن ابن عباس أنه كان لا يَرى أن ينزل الأبْطَحَ، ويقول: إنما قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ = المنتقى 1330 عن المسند، ونسبه شارحه للبيهقي، وهو في مجمع الزوائد 2: 150 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح". (3286) هو بإسنادين، أحدهما صحيح، وهو "مقسم عن ابن عباس" والآخر مرسل، وهو "هشام ابن عروة عن أبيه". يزيد: هو ابن هرون، وفي ح "زيد"، والتصحيح من ك. والحديث مختصر 3284. (3287) إسناده صحيح، وهو مطول 3108. وانظر 3014، 3295. (3288) إسناده صحيح، إلى ابن عباس وسعيد بن جُبير، ولكنه من حديث ابن عباس متصل، ومن حديث سعيد بن جُبير مرسل. والحديث مختصر 1874. وانظر 2534. (3289) إسناده صحيح، وهو في معنى 1925.

على عائشة. ْ329 - حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد بن إسحق عن داود بن حُصَين عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رد ابنتَه زينب على أبي العاص زوجِهاَ بنكاحها الأوّل بعد سنتين، ولم يُحْدِثْ صَدَاقاً. 3291 - حدثنا يزيد قال أخبرنا حميد عن الحسن قال: خطب ابن عباس الناس في آخر رمضان، فقال: يا أهل البِصرة، أدُّوا زكاةَ صومكم، قال: فجعل الناس ينظر بعضُهم إلى بعض، قال: منْ ها هنا من أهل اِلمدينة؟، قوموا فعلموا إخوانكم، فإنهم لا يعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض صدقة رمضان نصف صاع من بُرٍّ، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، على العبد والحر، والذكر والأنثى. 3292 - حدثنا يزيد أخبرنا نافع عن ابن أبي مُلَيكة قال: كتب إلىّ ابن عباس: إن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اليمين على المدعَى عليه، ولو أن الناس أُعْطوا بدعواهم لادَّعى ناس أموالاً كثيرةً ودماءً". 3293 - حدثنا يزيد أخبرنا عمران بن حدَير، ومعاذ قال حدثنا عمران، يعني ابن حُدَير، عن عبد الله بن شَقيق قال: قام رجل إلى ابن عباس فقال: الصلاةَ!، فسكت عنه، ثم قال: الصلاةِ؟، فسكت عنه، ثم قال: الصلاةَ؟، فقال: أنت تعلمنا بالصلاة!، قد كنَّا نجمع بين الصلاتين مع رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، أو على عهد رسول الله، قال معاذ: على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (3290) إسناده صحيح، وهو مكرر 2366. وانظر 6938، و3488 بهذا الإسناد. (3291) إسناده صحيح، وهو مطول 2018، وقد أشرنا إليه هناك، وذكرنا خلافهم في سماع الحسن من ابن عباس، ويؤيد سماعه منه ما قلنا في 3126. (3292) إسناده صحيح، نافع: هو ابن عمر الجمحي. والحديث مكرر 3188. (3293) إسناده صحيح، وهو مختصر 2269.

3294 - حدثنا يزيد أخبرنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قَتادة عن عكرمة قال: صليت خلف شيخ بالأبْطح، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة، فَأتيتُ ابنَ عباس فذكرتُ ذلك له؟، فقال: لا أُمَّ لك!، تلك صلاة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 3295 - حدثنا يزيد أخبرنا سعيد عن محمد بن الزبير أن علي ابن عبد الله بن العباس حدثهم أن ابن عباس أخبره: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- أتى بكَتف مشوية، فأكل منها فتملّى، ثم صلى وما توضأ من ذلك. 3296 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن قارظ بن شَيْبة عن أبي غَطَفان قال: دخلتُ على ابن عباس، فوجدته يتوضأ، فمضمض واستنشق، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انتثروا ثنتين بالغتين أو ثلاثاً". 3297 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عمنِ سمع ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعطي المرأةَ والمملوكَ من المغنم دون ما يصيب الجيش. 3298 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج عن الْمنْهَال عن عبد الله بن الحرث عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماَ مِنْ مسلم عاد أخاه

_ (3294) إسناده صحيح ,وهو مختصر 3140. (3295) إسناده ضعيف، من أجل محمد بن الزبير، وقد مضى من طريقه 2339. ومضى من طرق أخرى صحاح، آخرها 3287. "فتملى": أصلها الهمزة، من "الملأة" بضم الميم وسكون اللام، بمعنى الامتلاء من الطعام، وحذف الهمزة تسهيل، قال ابن السكيت: "تملأت من الطعام تملؤاً، وقد تمليت من العيش تمليَاً؟ إذا عشت ملياً، أي طويلاً". (3296) إسناده صحيح، وهو مكرر 2011، 2889. (3297) إسناده ضعيف، لجهالة راويه. وهو مكرر 2933. (3298) إسناده صحيح، وهو مكرر 2182. وسبقت إشارة الإمام أحمد إلى رواية يزيد هذه، عقب الحديث 2138.

فيدخلَ عليه ولم يحضر أجلُه فقال: أسأل الله العظيم، ربَّ العرش العظيم، أن يشفي فلاناً من وجعه، سبعاً، إلا شفاه الله عز وجل منه". 3299 - حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد، يعني ابن إسحق، عن محمد بن علي وعن الزهري عن يزيد بن هُرْمزَ قال: كتب نَجْدةُ الحَرُورِيّ إِلى ابن عباس يسأله عن قتل الولدان؟، وهل كنَّ النساءُ يحضرنَ الحرب مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، وهل كان يضرب لهنَّ بسهم؟، قال يزيد بن هرمز: وأنا كتبت كتابَ ابن عباس إلى نجدة، كتب إليه: كتبتَ تسألني عن قتل الولدان، وتقول: إن العالم صاحب موسى قد قتل الغلامَ!، فلو كنتَ تعلم من الولدان مثلَ ما كان يَعلم ذلك العالم قتلتَ!، ولكنك لا تعلم، فاجتنبْهم، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِد نهى عن قتلهم، وكتبتَ تسألني عن النساء: هل كُنَّ يحضرنَ الحرب مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، وهل كان يَضْرب لهنَّ بسهم؟، وقد كُنَّ يِحضرنَ مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأما أن يضرب لهنَّ بسهمٍ فلم يفعل، وقد كان يرْضَخُ لهنَّ. 330 - حدثنا يزيد أخبرنا منصور بن حيان قال سمعت سعيد ابن جُبير يحدث عن ابن عمر وابن عباس: أنهما شهدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن الدَّبَّاء، والحنْتَم، والمُزَفَّت، والنَّقِير، ثم تلا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.

_ (3299) إسناده صحيح، يزيد بن هرمز: تابعي ثقة، كان من أبناء الفرس الذين جالسوا أبا هريرة، وهو غير "يزيد الفارسي"، كما بينا في 399. والحديث مختصر 2812، ومطول 3264. وانظر 3297. (3300) إسناده صحيح، وهو من حديث ابن عباس وابن عمر وقد مضى معناه من حديث ابن عباس مراراً، آخرها 3086، ومضى قريب منه من حديثهما معاً 3257.

3301 - حدثنا يزيد بين هرون أخبرنا سفيان، يعني ابن حسين، عن أبي هاشم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: بتُّ عند خالتي ميمونة بنت الحرث، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم رجع إليها، وكانت ليلتَها، فصلى ركعتين، ثم انفتل، فقال: "أنامَ الغلامُ؟ "، وأنا أسمعه، قال: فسمعتهُ قال في مصلاّه: "اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي لساني نوراً، وأَعظمْ لي نوراً". 3302 - حدثنا يزيد أنبأَنا سفيان، يعنىِ ابن حسين، عن أبي بشْر عن عَكْرمة عن ابن عباس: أن ضُبَاعة بنت الزُّبَير أرادتِ الحج، فقال لَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اشترطي عند إحرامك: مَحلّي حيث حَبَسْتني، فإن ذلك لك". 3303 - حدثنا يزيد أخبرنا سفيان عن الزهري عن أبي سِنان عن ابن عباس قال: سأل الأقرع بنُ حابس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، مرة الحجُّ، أو في كل عام؟، قال: "لا، بل مرة، فمن زاد فتطوُّعٌ". 3304 - حدثنا يزيد أخبرنا سفيان عن ابن أبي ذئب، وروح: قال ابن أبي ذئب، عن شُعبة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه مع أهله إلى

_ (3301) إسناده صحيح، سفيان بن حسين: هو الواسطي. أبو هاثم: هو الرماني الواسطي. والحديث مختصر 3194. (3302) إسناده صحيح، أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية الواسطي. والحديث مختصر 3117. (3303) إسناده صحيح، أبو سنان: هو يزيد بن أمية الدؤلي المدني. والحديث مختصر 2642. وانظر 2998. (3304) إسناده حسن، شُعبة: هو مولى ابن عباس. والحديث في معنى 3203، 3229. في ح "بعثه إلى أهله". والتصحيح من ك.

منىً ليلة النحر، فرمينا الجَمْرةَ مع الفجر. 3305 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن شُعبة قال؟ رأى ابنُ عباس رجلاً ساجداً قد ابتسط ذراعيه، فقال ابن عباس: هكذا يَربضْ الكلبُ!، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد رأيت بياض إبْطَيْه. 3306 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب، وحماد [قال أخبرنا ابن أبي ذئب، المعنى، عن شُعبة عن ابن عباس قال: جئت أنا والفضل على حمار]، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس، قال الخياط، يعني حماداً: في فضاء من الأرض، فمررنا بين يديه ونحن عليه، حتى جاوزنا عامة الصف، فما نهانا ولا رَدَّنا. 3307 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبيِ ذئبِ عنِ شُعبة قال: دخل المسْوَر ابن مَخْرَمة على ابن عباس يعوده في مرضٍ مرِضه، فرأى عليه ثوب إسَتبرق، وبين يديه كانون عليه تماثيل، فقال له: يا أبا عباس، ما هذا الثوب الذي عليك؟، قال: وما هو؟، قال: إستبرق، قال: والله ما علمتُ به. وما أظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عنه إلا للتجَبُّر والتكبُّر، ولسنا بحمد الله كذلك، قال: فما هذا الكانون الذي عليه الصور؟، قال ابن عباس: ألا تَرى كيف أحرقْناها بالنار؟!. 3308 - حدثنا يزيد أخبرنا المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن

_ (3305) إسناده حسن، وهو مختصر 2936، وفي معنى 3197. (3306) إسناده حسن، حماد الخياط: هو حماد بن خالد، شيخ الإمام أحمد. والزيادة بين معكفين سقطت من ح، ووضع مصححها إشارة تدل على أن الأصل الذي كان بيده فيه هذا السقط، وزدناه من ك. والحديث في معنى 3185. (3307) إسناده حسن، وهو مختصر 2934. (3308) إسناده حسن، المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، ويزيد بن هرون سمع =

مولى بني طلحة عن كُريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: كان اسم جويرية بنت الحرث بَرَّةَ، فحوَّل النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمَها، فسماها جويرية، فمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هي في مصلاها تسبّح الله وتدعوه، فانطلق لحاجته، ثم رجع إِليها بعد ما ارتفع النهار، فقال: "يا جويرية، مازلت في مكانك؟ "، قالت: ما زلتُ في مكاني هذا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد تكلمَت بأربع كلمات أعُدُّهن ثلاث مراتٍ، هنَّ أفضل مما قلتِ: سبحان الله عدد خلقه، وسبحان الله رضاء نفسه، وسبحان الله زِنَةَ عرشه، وسبحان الله مدَاد كلماته، والحمد لله مثل ذلك". 3309 - حدثنا يزيد أخبرنا المسعودي عن الحَكَيم عن مقْسَم عن ابن عباس قال: لما أفاض النبي - صلى الله عليه وسلم - من عَرَفات أَوْضَعَ الناسُ، فأَمرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - منادياً فنادى: "يا أيها الناس، إنه ليس البرُّ بإيضاع الخيل والركاب"، فما رأيتُها رافعةً يدَها عاديةً. 3310 - حدثنا يزيد قال قال محمد، يعني ابن إسحق، حدثني

_ = منه بعد اختلاطه. وقد مضى الحديث مطولاً، ومختصراً بإسنادين صحيحين 2334، 3007. (3309) إسناده حسن، كسابقه. وقد سبق معناه مطولاً بإسناد صحيح 2507. (3310) إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن عكرمة. وهو في مجمع الزوائد 6: 85 - 86 وقال: "رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات". ورواه ابن سعد في الطبقات 4: 6، 7 - 8 على قطعتين من طريق ابن إسحق، قال في الأولى: "حدثني بعض أصحابنا عن مقسم أبي القاسم عن ابن عباس"، ولم يذكر ابن إسحق في الثانية إسناده إلى ابن عباس. وفي تاريخ ابن كثير 3: 299 قصة الفداء عن ابن إسحق: "حدثني العباس بن عبد الله بن مغفل عن بعض أهله عن ابن عباس"، ثم قال ابن كثير: وقد رواه ابن إسحق عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس". و"العباس بن عبد الله بن مغفل" =

من سمع عكْرمة عنِ ابن عباس قال: كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اَليَسَر بن عمرو، وهو كعب بن عمرو، أحد بني سلمة. قال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "كيف أسرته يا أبا اليسر، قال: لقد أعانني علَيه رجل ما رأيته بعد ولا قبلُ، هيئته كذا، هيئته كذا، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد أعانك عليه مَلَك كريم"، وقال للعباس: "يا عباس افْدِ نفسَك وابنَ أخيك عَقيلَ ابن أبي طالب ونوفلِ بن الحرث وحليفَك عُتْبة بن جَحْدَم أحد بني الحَرث بن فِهْر"، قال: فأَبى، وقال: إني قد كنتُ مسلماً قبل ذلك، وإنما استكرهوني، قال: "الله أعلم بشأنك، إنْ يَكُ ما تدَّعي حقاً فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهرُ أمرِك فقد كان علينا، فافْدِ نفسك"، وكان رسول الله قد أخذ منه عشرين أوقية ذهب، فقال: يا رسول الله، احسبها لي من فدَايَ، قال: "لا، ذاك شيء أعطاناه الله منك"، قال: فإنِه ليس لي مال، قال: َ "فأَين

_ = تحريف، وفي نسخة من التاريخ أثبتها مصححه "معقل" بدل "مغفل"، وهو خطأ أيضاً، والظاهر أنها العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس" يروي عن أبيه وأخيه وعكرمة وغيرهم، ويروي عنه ابن إسحق وغيره، وقد سبق توثيقه 2386. ويؤيده أن الطبري روى بعضه 2: 288 من طريق ابن إسحق: "وحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن عبد الله بن عباس". ثم روى الطبري قصة أسر أبي اليسر العباس عن ابن حميد عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحق قال: فحدثني الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: كان الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو وأخو بني سلمة، وكان أبو اليسر رجلاً مجموعَاً، وكان العباس رجلاً جسيما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي اليسر: كيف أسرت العباس يا أبا اليسر؟!، فقال يا رسول الله، لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ذلك ولا بعده، هيئته كذا وكذا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد أعانك عليه ملك كريم". وهذا إسناد صحيح. "أبو اليسر" بفتح الياء والسين المهملة: صحابي أنصاري، شهد العقبة وبدر، وله فيهما آثاركثيرة، مات بالمدينة سنة 55. سيأتي مسنده 15586 - 15591. "بنو سلمة" من الأنصار: بفتح السين وكسر اللام، والنسبة إليها "سلمى" بفتحتين.

المال الذي وضعتَه بمكة حيث خرجتَ، عند أم الفضل، وليس معكما أحدٌ غيركما، فقلتَ: إن أُصبْت في سفري هذا فللفضل كذا ولقُثَمٍ كذا ولعبد الله كذا؟ "، قال: فَوالذي بعثك بالحق ما عَلم بهذا أحدٌ من الناس غيري وغيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله. 3311 - حدثنا يزيد قال قال محمد، يعني ابن إسحق: حدثني عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: حَلَق رجال يوم الحديبية وقَصَّر آخرون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحم الله المحلِّقين"، قالوا: يا رسول الله، والمقصِّرين؟، قال: "يرحم الله المحلقين"، قالوا: يا رسول الله والمقصّرين، قال: "يرحم الله المحلقين"، قالوا: وِالمقِصّرين، قال: "والمقصّرين"، قالوا: فما بال المحلقين يا رسول الله ظاهَرْتَ لهَم الرحمةَ؟، قال: "لمْ يَشُكُّوا"، قال: فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 3312 - حدثنا يزيد أخبرنا هشام عن محمد عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -تعَرَّق كَتِفاً ثم قام فصلى ولم يتوضأ. 3313 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج عن عطاءة أنه كان لا يَرَى

_ (3311) إسناده صحيح، وروى ابن ماجة آخره في سؤالهم لم ظاهر للمحلقين 2: 127 من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحق. وقد مضى نحو هذا الحديث مختصراً بإسناد آخر 1859، وأشرنا هناك إلى حديث ابن ماجة. "ظاهرت لهم الرحمة" أي جمعتها، كأنه من التظاهر، وهو التعاون والتساند. "لم يشكوا": قال السندي في شرح ابن ماجة: "أي ما عاملوا معاملة من شك في أن الاتباع أحسن. وأما من قصر فقد عامل معاملة الشاك في ذلك، حيث ترك فعله - صلى الله عليه وسلم -". (3312) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان. محمد: هو ابن سيرين. والحديث مكرر 2188 ومختصر 3295. (3313) هذا ليس بحديث، بل هو أثر عن عطاء. وإنما ذكره ليروي بعده حديث ابن عباس =

بأساً أن يُحْرم الرجل في ثوب مصبوغ بزعفران قد غُسل، ليس فيه نَفْضٌ ولا رَدْعٌ. 3314 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج عن الحسين بن عبد الله بن عُبيد الله عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. 3315 - حدثنا يزيد عن الحَحَّاج عن عبد الرحمن بن عابس عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه في يوم العيد أن يُخرج أهلَه، قال: فخرجنا، فصلى بغير أذان ولا إِقامة، ثم خطب الرجال، ثم أتى النساء فخطبهنّ، ثم أمرهنَّ بالصدقة، فلقد رأيتُ المرأةَ تُلقي تومَتَها وخاتمها، تعطيه بلالاً يتصدق به. 3316 - حدثنا يزيد أخبرنا عبّاد بن منصور عن عِكْرمة عن ابن

_ = مرفوعاً "مثله". (3314) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله. وفي ح "الحسين بن عبد الله بن عبيد الله" وهو خطأ، صحح من ك. وسيأتي الحديث من طريقه مرة أخرى 3418. والحديث في مجمع الزوائد 3: 219، وقال: "رواه أبو يعلى والبزار، وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وهو ضعيف"، وفاته أن ينسبه للمسند. النفض: أصله الحركة المعروفة، نفض الثوب ونحوه، والمراد هنا أن لا ينفض الصبغ أثره على الجسم. الردع: أثر الخلوق والطيب ونحوه، يريد ذهاب أثر الصبغ من الثوب، وهو بالعين المهملة، وفي ك بالمعجمة، وهو تصحيف. (3315) إسناده صحيح، وهو مختصر 3064. وانظر 3227. التومة: سق تفسيرها 1983. (3316) إسناده صحيح، عباد بن منصور: ثقة، كما بينا في 2131، وأثبتنا هناك أنه سمع ذاك الحديث من عكرمة. وهو قد سمع منه هذا الحديث أيضاً، فقد رواه الترمذي 3: 163 - 164 مطولاً: "حدثنا عبد بن حميد حدثنا النضر بن شميل حدثنا عباد بن منصور قال: سمعت عكرمة قال: كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون، فكان أْثنان يغلان عليه =

عباس عن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة، وتسع عشرة،

_ = وعلى أهله، وواحد يحجمه: يحجم أهله، قال: وقال ابن عباس: قال نبي الله: نعم العبد الحجام، يذهب بالدم، ويخفّ الصُّلْب،:يجلو البصر. وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين عُرج به ما مر على ملأ من الملائكة إلا قالوا: عليك بالحجامة. وقال إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة، ويوم تسع عشرة، ويوم إحدى وعشرين- وقال: إن خير ما تداويتم به السَّعوط واللدود والحجامة والمَشِيّ. وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لدّه العباس وأصحابه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من لدني؟، فكلهم أمسكوا، فقال: لا يبقى أحد ممن في البيت إلا لد، غير عمه العباس. قال النضر: اللدود: "الوَجور". قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور". قال شارحه: "وأخرجه الحاكم بتمامه مفرقا في ثلاثة أحاديث، وقال في كل منها: صحيح الإسناد. كذا في الترغيب للمنذري". وقصة. اللد مضت من وجه آخر 1784، والحاكم فرقه في أربعة مواضع، لا ثلاثة. فروى قوله "خير ما تداويتم به السعوط" إلخ 4: 209 من طريق أبي عاصم، وروى قوله "ما مررت بملأ من الملائكة" إلخ 4: 209 من طريق يزيد بن هرون، روى قوله "خير ما تحتجمون فيه" إلخ 4: 210 من طريق يزيد أيضأ، وروى قوله "نعم العبد الحجام" إلخ 4: 212 من طريق أبي النضر، كلهم عن عباد بن منصور. وقال الحاكم فيها كلها: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ومن عجب أن يوافقه الذهبي في الثلاثة الأخيرة، فيقول "صحيح" ويتعقبه في الأولى، فيقول: "عباد ضعفوه"!!، فلا أدري: أيظن أنهم ضعفوه في طريق دون طريق أو دون طرق؟!، ولكن هكذا كان، وهكذا قال!!، وروى الطيالسي منه "خير ما تحجمون فيه" عن عباد 2666. وقد بينا في 2131 خطأ من زعم أن عباداً لم يسمع حديث اللعان من عكرمة، بما شرح من سماعه منه في رواية الطيالسي، وهذا مثل ذاك، صرح بالسماع منه في رواية النضر بن شميل عنه عند الترمذي، والنضر بن شميل: ثقة حافظ، كان إماماً في العربية والحديث. وقد قلنا فيما مضى في شأن عباد: "والمدلس الصادق إذا صرح بالتحديث ارتفعت شبهة التدليس وصح حديثه". ولكني أستدرك هنا، بما حققت في هذا الحديث، أن عباداً لم يكن مدلساً أصلاً، بل هي تهمة نسبت إليه لكلمات نقلت، لا نراها تصح أوتسقيم. فقد نقلنا فيما مضى عن =

وإحد ى وعشرين"، وقال: "وما مررتُ بملأٍ من الملائكة ليلة أُسْريَ بي إلا

_ = الجرح والتعديل لابن أبي حاتم قول أبيه "نرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة". وعن الميزان سؤال يحيى بن سعيد عباداً عمن أخذ حديث اللعان؟، فقال: "حدثني ابن أبي يحيى" إلخ ونزيد هنا ما جاء في التهذيب 5: 104: "قال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد: قلت لعباد بن منصور: سمعت حديث ما مررت بملأ من الملائكة [يعني هذا الحديث]، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكتحل ثلاثاً [يعني هذا الحديث الآتي بإسنادين 3317، 3320]، يعني من عكرمة؟، فقال: حدثهن ابن أبي يحيى عن داود عن عكرمة". فهذه كلمات توهم التدليس، وقد أوقعت في وهمِ كثير من المحدثين أنه أخذ هذه الأحاديث من إبراهيم بن أبي يحيى، حتى إن بعضهم حين نقل شيئَا من هذه الكلمات، كالميزان والتهذيب، لم يقل "ابن أبي يحيى" بل قال "إبراهيم بن أبي يحيى"، وإبراهيم ضعيف جدَا عندهم، فأخطؤا خطأ فاحش، ونسبوا الرجل إلى التدليس عن راو ضعيف، هو منه براء، وهو تدليس بعيد أن يكون، إن لم يكن غير معقول. فإنهم زعموا أنه يدلس اسم راو متأخر عنه جداً، عاش بعده 32 سنة!!، عباد بن منصور مات سنة 152 وإبراهيم بن أبي يحيى مات سنة 184، فكيف يدلس عباد راويَا لا يزال حيّاً، وهو أصغر من بعض تلاميذه!!، فإن من الرواة عن عباد شُعبة وإسرائيل، ماتا (سنة 160) وحماد بن سلمة (سنة 167)، وعباد إنما يروي عن شيوخ قدماء: عكرمة (سنة 104 أو 107) والقاسم بن محمد (سنة 106) وأبو رجاء العطاردي (سنة 109) والحسن (سنة 110) وعطاء (سنة 114) وأيوب (سنة 131) وهشام بن عروة (سنة 146) فهو يروى عن شيوخ أقدم من داود بن الحصين (سنة 135) الذي يزعمون أنه دلس عن إبراهيم بن أبي يحيى عنه، فلماذا- لو كان مدلساً- لم يجعل تدليسه لداود بن الحصين مباشرة، وهو قد عاصره يقيناً؟!، والظاهر عندي أن هذه الكلمات- إن صحت- فإنما هي محرفة، ثم بني عليها الوهم كله، فإني أجد جوابه الذي رواه علي بن المديني عن يحيى بن سعيد في التهذيب: "حدثهن ابن أبي يحيى عن داود عن عكرمة"، وأجده في الميزان "حدثني ابن أبي يحيى" إلخ، وفرق كبير بين اللفظين وأجد ابن أبي حاتم ينقل في =

قالوا: عليك بالحجامة يا محمد". 3317 - حدثنا يزيد أخبرنا عبد الله بن عَون عن محمد بن سيرين عن ابن عباس قال: سرنا مع النبي-صلي الله عليه وسلم- بين مكة والمدينة ونحن آمنون لا نخاف شيئاً، فصلى ركعتين. 3318 - حدثنا يزيد أخبرنا عباد بن منصور عن عِكْرمة عن ابن

_ = الجرح والتعديل 3/ 1/ 86 قوله "وترى أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبي يحيى عن داود بن حصين" إلخ، ثم أجد هذه الكلمة نفسها في التهذيب 5: 104 بلفظ عن إبراهيم بن أبي يحيى، وهو فرق كبير أيضاً، واللفظ الأول- إن صح- أقرب إلى القبول، ويكون المراد به "محمد بن أبي يحيى" والد "إبراهيم"، و"محمد بن أبي يحيى" ثقة مات سنة 146، ويروى عن عكرمة أيضاً. فلو صحت هذه الأسئلة وهذه الجوابات من عباد لكان الأقرب إلى الصواب أن يكون قال: حدثهن ابن أبي يحيى وداود ابن حصين عن عكرمة، يريد تقوية روايته بأن داود بن الحصين ومحمد بن أبي يحيى رويا هذه الأحاديث أيضاً عن عكرمة كما رواها، لا أنه يريد أن يثبت على نفسه تدليساً لا حاجة له به، وقد صرح بالسماع فيها أو في بعضها، في رواية الثقات عنه. (3317) إسناده صحيح، وهو مكرر 1995. (3318) إسناده صحيح، وقد فصلنا القول في رواية عباد بن منصور عن محرمة في 3316. والحديث رواه الطيالسي 2681: "حدثنا عباد عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر، وزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة، ثلاثاً في هذه، وثلاثاً في هذه". ورواه الترمذي 4: 60 عن محمد بن حميد عن الطيالسي، وقال: "حديث حسن، لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور، وقد روي من غير وجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر". وهو كما قال، فقد مضى من طريق سعيد بن جُبير عن ابن عباس 2047. وسيأتي هذا الحديث مطولاً 3320.

عباس قال: كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُكْحُلة يكتحل بها عند النوم ثلاثاً في كل عينٍ. 3319 - حدثنا يزيد أخبرنا هشامِ عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة بنت الحرث بسَرِف وهو مُحِرم، ثم دخل بها بعد ما رجع بسرِف. 3320 - حدثنا حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن عَبّاد بن منصور عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي كان يكتحل بالإثْمد كلَّ ليلة قبل أن ينام، وَكان يكتحل في كل عين ثلاثة أميالٍ. 3321 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سمَاك بن حرب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: هم الذين هاجروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة. 3322 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن حرث بن عَيَّاش بن أبي ربيعة عن حَكيم بن عبَّاد بن حُنيف عن نافع بن جُبير بن مطْعم عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "أَمَّني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين: ثم قال: يا محمد، هذا وقتك ووقتُ النبيين قبلك: صلى به الظهر حين كان الفيء بقدْر الشَّراك، وصلى به المغرب حين أفطر الصائم وحل الطعام والشراب.

_ (3319) إسناده صحيح، وهو مطول 3283. (3320) إسناده صحيح، وهو مطول 3318. الميل: الِمْرَود، وفي اللسان "الأصمعي: قول العامة الميل لما تُكحل به العين خطأ، إنما هو الملمول [بضم الميمين وسكون اللام بينهما]، وهو الذي يكحل به البصر". وهذا الحديث نص وحجة يرد عليه. (3321) إسناده صحيح، وهو مكرر 2989. (3322) إسناده صحيح، وهو مختصر 3081، 3082.

3323 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حَبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، في المدينة، من غير خوف ولا مطر، قلت لابن عباس: لم فعل ذلك؟، قال: كى لا يُحرج أُمتَه. 3324 - حدثنا وكيع عن محمد بن قيس عن الحَكَم عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس: بتُّ عند خالتي ميمونة، قال: فقام "النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل فتوضأ، قال: فقمت فتوضأت، ثم قام فصلى، فقمت خلفه أو عن شماله، فأدارني حتى أقامني عن يمينه. 3325 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن مُخَوَّل بن راشد عن مسْلم البَطين عن سعيد بن جُبيرِ عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في اَلفجر يَوم الجمعة ب {الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ}، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، قال عبد الرحمن في حديثه: وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين. 3326 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن مُسْلم البَطين عن سعيد بن جُبير عنِ ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ يوم الَجمعة في الفجر {الم (1) تَنْزِيلُ}، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}. 3327 - حدثنا وكيع حدثنا شَريك عن حسين بن عبد الله عن

_ (3323) إسناده صحيح، وهو مطول 3265. وانظر 1953، 3235. (3324) إسناده صحيح، محمد بن قيس: هو الأسدي. الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث مطول 3243. (3325) إسناده صحيح, وهو مكرر 3160. (3326) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (3327) إسناده ضعيف، من أجل الحسين بن عبد الله. وهو مكرر 2940.

عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- صلى في كساء، يتقى بفضوله حَرَّ الأرض وبردها. 3328 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن إبى إسحِق عن التميمي عن ابن عباس قال: تدبرتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سجد، وكان يُرى بياضُ إبْطيه إذا سجد. 3329 - حدثنا وكيع حدثنا صالح بن رُسْتُم عن ابن أبي مُلَيكة عن ابن عباس قال: أقيمت الصلاةُ ولم أصلّ الركعتين، فرآني وأنا أصليهما، فدَنا، وقال: أتريد أن تصلي الصبح أربعاً؟! فقيل لابن عباس: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. 3330 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن إبى إسحق عن الأرْقَم ابن شَرَحْبيل الأوْدي عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين جاء أخذ من القراءة منَ حيث كَان بَلَغَ أبو بكر. 3331 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن هشام بن إسحق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال: أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن الصلاة في الاستسقاء؟، فقال ابن عباس: ما منعه أن يسألني؟!، خرج

_ (3328) إسناده صحيح, وهو مكرر 3117. وانظر 3305. (3329) إسناده صحيح، وهو مكرر 2130، وفيه التصريح بأن الرجل المبهم هناك هو ابن عباس، كما بينا. وهذه الرواية هي التي ذكرنا أنها رواها الطيالسي والحاكم والبيهقي وابن حزم وغيرهم. وذكر شارح الترمذي 1/ 323 أنه رواه أيضاً ابن حبان في صحيحه. (3330) إسناده صحيح، وهو مختصر 2055. وسيأتي مطولاً بهذا الإسناد 3355. ورواه ابن سعد 3/ 1/ 130 مختصراً عن وكيع, بهذا الإسناد نفسه. (3331) إسناده صحيح، وهو مطول 2039، 2423 في ح " خطبكم هذه" بصيغة الجمع، وأثبتنا ما في ك.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم- متواضعاً متبدِّلاً متخشِّعاً مترسِّلاً متضرعاً، فصلى ركعتين كما يصلي في العيد، لم يخطبْ خطبتكم هذه. 3332 - حدثنا وكيع حدثنا أبو عَوَانة عن بُكَير بنِ الأخْنَس عن مجاهد عن ابن عباس قال: فرض الله عز وجل صلاةَ الحضَر أربعاً، وفي السفر ركعتين، والخوف ركعة، على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -. 3333 - حدثَنا وكيع حدثنا شُعبة عن عَدِيّ بن ثابت عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَوم عيد فطر أو أضحى، فصلى بالناس ركعتين ثم انصرف، ولم يصلّ قبلها ولا بعدها. 3334 - حدثنا وكيع حدثنا قُرّة بن خالد ويزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عنِ ابن عباس قال: سافر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة والمدينة، لا يخاف إلا الله، يَقْصُر الصلاة. 3335 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرزاق قال أخبرنا سفيان، عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن أبي عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا هجرة بعدَ الفتح ولكن جهادٌ ونية، وإذا اسْتُنْفرتُم فانْفِرُوا". 3336 - حدثنا وكيع حدثنا مالك بن مِغْوَل عن طلحة بن

_ (3332) إسناده صحيح، وهو مكرر 2293. (3333) إسناده صحيح، وهو مختصر 3153. وانظر 3315. (3334) إسناده صحيح، قرة بن خالد السدوسى البصري: ثقة متقن ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/183 وقال: "قال يحيى القطان: قرة بن خالد من أثبت شيوخنا". والحديث مكرر 3317. (3335) إسناده صحيح، وهو مختصر 2898. (3336) إسناده صحيح، طلحة بن مصرف: بكسر الراء المشددة، اليامي ثقة ثبت من القراء، قال عبد الملك بن أبجر: "ما رأيت مثله، وما رأيته في قوم إلا رأيت له الفضل عليهم". =

مُصَرِّف عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: يوم الخميس، وما يوم الخميس! ثم نظرتُ إلى دموعه على خديه تَحْدركأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتوني باللوح والدواة أو الكَتفَ أكتبْ لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً"، فقالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَهْجُرُ!. 3337 - حدثنا وكيع حدثنا شُعبة عن يحيى بن عُبيد البَهْراني سمع ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُنبذ له في سقاءٍ. 3338 - حدثنا وكيع حدثنا شُعبة عن الحَكَم عن مجاهد عن ابن عباس قال؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نُصرتُ بالصَّبَا، وأُهلكتْ عاد بالدَّبُور. 3339 - حدثنا وكيعِ حدثنا عَبّاد بن منصور عن عكْرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لاَعَنَ بالحَمْل. 3340 - حدثنا وكيع حدثنا أبو إسرائيل العبسي عن فُضَيْل بن عمرو عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس والفضل، أو أحدهما عن الآخر قال: قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِن أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريضُ وتضلُّ الراحلةُ وتَعْرض الحاجَةُ".

_ = والحديث مختصر 1935. وانظر 3111. يهجر: من الهجر بضم الهاء، يريد تغيرَ كلامه واختلط من أجل المرض. (3337) إسناده صحيح، وهو مختصر 2143. وانظر الكلام على مثل هذا الإسناد مفصلاً 3166. (3338) إسناده صحيح، وهو مكرر 3171. (3339) إسناده صحيح، وهو مختصر 2131. وانظر 3107. وقد تكلمنا على هذا الإسناد تفصيلا في 2131 وعلى مثله في 3316. (3340) إسناده ضعيف، لضعف أبي إسرائيل العبسي الملائي. والحديث مكرر 2975، وتكلمنا ليه مفصلاً في 2869.

3341 - حدثنا وكيع حدثنا شُعبة عن أبي جَمْرة عن ابن عباس قال: جُعل في قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطيفةٌ حمراء. 3342 - حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن ابن خُثَيم عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير ثيابكم البَياض، فالبَسُوها أحياءً، وكفِّنوا فيها موتاكم، وخير أكحالكم الإثْمِدُ". 3343 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان حدثنا عُبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب عن نافع بن جُبير عن ابن عباسِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيَّم أَولَى بنَفسها من وليها، والبكر تُستأمر في نفسها، وصمتُها إقرارُها". 3344 - حدثنا وِكيع عن/ إسرائيل عن عبد الكريم عن قيس بن حَبْتَر عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مهر البَغِيّ، وثمن الكلب وثمن الخمر. 3345 - حدثنا أبو نُعَيم حدثنا إسرائيل عن عبد الكريم عن قَيْس ابن حَبْتَر عن ابن عباس قال، رَفَع الحديث، قال: "ثمن الكلب، ومهر البَغِي، وثمن الخمر، حرام".

_ (3341) إسناده صحيح، وهو مكرر 2021. (3342) إسناده صحيح، لأن سماع وكيع من المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله قديم قبل اختلاطه. والحديث مختصر 3036. (3343) إسناده صحيح، وهو مكرر 2481، 3222. (3344) إسناده صحيح، وهو مكرر 2094 بهذا الإسناد، ومختصر 3273. (3345) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وانظر 3373.

3346 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "من ابتاع طعاماً فلا يبعْه حتى يقبضَه"، قلت لابن عباس: لمَ؟، قال: ألا تَرَى أنهم يتبايعون بالذهب والطعام مُرْجأٌ. 3347 - حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عين الحَكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله-صلي الله عليه وسلم- مكة عام الحُديبية مَرَّ بقريش وهم جلوس في دار الندوة، فقال رسول الله: "إن هؤلاء قد تحدَّثوا أنكم هَزْلَى، فارْملوا إذا قدمتم ثلاثاً"، قال: فلما قدموا رَمَلوا ثلاثاً، قال: فقال المشركون: أهؤلاء الذين نتحدث أن بهم هُزْلاً؟ ما رضي هؤلاء بالمشي حتى سَعَوْا سَعْياً!!. 3348 - حدثنا وكيع عن محمد بن سُلَيم عن ابن أبي مُلَيكة أن ابن عباس كتب إليه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المدعى عليه أولى باليمين". 3349 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن سعيد بن شُفَىّ سمع ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان مسافراً صلى ركعتين. 3350 - حدثنا وكيع عن سُكين بن عبد العزيز عن أبيه عن ابن

_ (3346) إسناده صحيح، وهو مكرر 2275. في ح "يبتاعون"، وصح من ك. ورواه أبو داود 3: 299 - 300. (3347) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. وانظر 2029، 2870. (3348) إسناده صحيح، محمد بن سليم: هو أبو هلال الراسبي، سبق توثيقه 547. والحديث مختصر 3292. (3349) إسناده صحيح، على ما فيه من احتمال الانقطاع، وقد فصلنا الكلام فيه في 2159، 2160، 2575. وانظر 2334. (3350) إسناده صحيح، وهو مختصر 3042.

عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأي الفضل بن عباس يلاحظ امرأةً عشيِةَ عرفة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - هكذا بيده على عين الغلام، قال: "إن هذا يوم من حفظ فيه بصره ولسانه غُفر له". 3351 - حدثنا وكيع عن عبد الجبار بن الوَرْد عن ابن أبي مُلَيكة قال: قال ابن عباس لعُرْوة بن الزُّبَير: يا عروة، سلْ أمَّك، أليس قد جاء أبوك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحلَّ؟!. 3352 - حدثنا وكيع حدثنا هشام عن زيد عن عطاء بن يَسار عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل عَرْقاً ثم خرج إلى الصلاة. 3353 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن أبي رَزِين: أن عمر سأل ابن عباس عن هذه إلآية {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}؟، قال: لما نزلتْ نُعيَتْ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه. 3354 - حدثنا وكيع حدثنا هشام عن قَتادة عن أبي العالية عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العَلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش العظيم". 3355 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أَرْقَم بن

_ (3351) إسناده صحيح، وهو مكرر 2978 بإسناده. وانظر 2277، 3121. (3352) إسناده صحيح، وهو مختصر 3312. (3353) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال، لأن حقيقته أنه عن أبي رزين عن ابن عباس: وقد مضى محناه بهذا الإسناد نفسه، ذكر فيه أنه عن ابن عباس 3201. وانظر 3127. (3354) إسناده صحيح، وهو مكرر 3147. (3355) إسناده صحيح، وهو مطول 2055، 3189، 3330. وانظر 3336، 5141. وانظر أيضاً تاريخ ابن كثير 5: 234 ونصب الراية 2؟ 50 - 52.

شُرَحْبيل عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله -صلي الله عليه وسلم- مرضَه الذي مات فيه، كان في بيت عائشة، فقال: "ادْعُوا لي عليَا"، قالت عائشة: ندعو لك أبا بكر؟، قال: "ادعوه"، قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر؟، قال: "ادعوه"، قالت أم الفضل: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ندعو لك العباس؟، قال: "ادعوه"، فلما اجتمعوا رفَع رأسه بلم ير عليّا، فسكت، فقال عمر: قوموا عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فجاء بلال يُؤذُنه بالصلاةِ، فقال: "مروا أبا بكر يصلي بالناس"، فقالتِ عائشة: إن أبا بَكر رجل حَصرٌ، ومتى ما لا يراك الناس يبكون، فلو أمرت عمر يصلي بالناس؟!، فخرَج أبو بكر فصلى بالناس، ووجد النبي-صلي الله عليه وسلم- من نفسه خِفَّةً، فخرج يُهَادَى بين رجلين، وِرجلاه تخُطّان في الأرض، فلما رآه الناس سبَّحوا أبا بكر، فذهب يتأخر، فأومأ إليه، أنْ مكانَك، فجاء النبي-صلي الله عليه وسلم- حتي جلس، قال: وقام أبو بكر عن يمينه، وكان أبو بكر يأتمُّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، والناس يأتمُّون بأبي بكر، قال ابن عباس وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من القراءة من حيثُ بلغ أبو بكر، ومات في مرضه ذاك، عليه السلام، وقال وكيع مرةً: فكان أبو بكر يأتمُّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، والناس يأتمُّون بأبي بكر. 3356 - حدثنا حجّاج أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الأرْقَم ابن شرحبيل قال: سافرتُ مع ابن عباس من المدينة إلى الشأم، فسألته: أوْصى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، فذكر معناه، وقال: ما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاةَ حتى ثَقُل جداً، فخرج يُهادَي بين رجلين، وإن رجليه لَتَخُطَّان في الأرض، فمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يُوصِ. 3357 - حدثنا وكيع حدثنا شُعبة عن أبيْ بشْر عن سعيد بن

_ (3356) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3357) إسناده صحيح، وهو مكرر 2601 ومطول 3125. وانظر 3543.

جُبير عن ابن عباس قال: قُبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر سنين مختونٌ، وقد قرأتُ مُحْكَم القرآن. 3358 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس يقول: خرجتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فطر أو أضحى، فصلى، ثم خطب، ثم أتى النساء فوعظهنَّ وذكّرهنّ وأمرهنّ بالصدقة. 3359 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش قال: سألت إبراهيم عن الرجل يصلي مع الإمام؟، فقال: يقوم عن يساره! فقلت: حدثني سُمَيِعِ الزيات قال: سمعت ابن عباس يحدث أن النبي-صلي الله عليه وسلم- أقامه عن يمينه، فأخذ به. 3360 - حدثنا رَوْح بن عُبَادة حدثنا ابن جُريج قال أخبرني يحيى ابن سعيد عن القاسم بن محمد عن ابن عباس: أن رجلاً جاء إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ما لىِ عهد بأهلي منذ عَفَار النخل، قال: وعَفَار النخل: أنها إذا كانت تُؤْبر تُعْفَر أربعين يوماً لا تُسْقَى بعد الإبار، فوجِدتُ معِ امرأتي رجلاً؟، وكان زوجها مُصْفَراً حَمْشاً سَبْطَ الشعر، والذي رُميتْ به خدْلٌ إلى السواد جَعْدٌ قَطَطٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بَيَّنْ، ثم لاعَنَ بينهما"، فجاءت برجل يشبه الذي رُميتْ به. 3361 - حدثنا رَوح حدثنا زكريا بن إسحق حدثنا عمرو بن

_ (3358) إسناده صحيح، وهر مختصر 3315. (3359) إسناده صحيح، وهو مطول 2326، ورواه الدارمي 1: 153 بنحو هذا، كما أشرنا هناك. وانظر 3324. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. (3360) إسناده صحيح، وهو مختصر 3106، 3107. (3361) إسناده صحيح، وهو مكرر 2247 بهذ الإسناد. وانظر 3173.

دينار: أن ابن عباس كان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يباع الثَّمَر حتى يُطْعَم". 3362 - حدثنا رَوح وعبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي موسىِ عن وَهْب بن مُنَبّه عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن سَكَن البادية جَفا، ومن اتَّبَع الصيدَ غًفَل، ومن أتَى السلطانَ افتتَن". 3363 - حدثنا عبد الرحمن عن زائدة، وعبد الصمد قال حدثنا

_ (3362) إسناده صحيح، وهو عند الترمذي 2: 42 ط بولاق وقال: حسن صحيح غريب، ورواه البخاري في كتاب الكنى برقم 649 عن عمرو بن علي عن سفيان: "حدثني أبو موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس، رفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم-، فذكره. ورواه النسائي 2: 197 عن إسحق بن إبراهيم وعن محمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان. ورواه أبو داود 3: 70 عن مسدد عن يحيى عن سفيان. قال المنذري: "وأخرجه الترمذي والنسائي مرفوعَاً، وقال الترمذي: حسن غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلا من حديث الثوري. هذا آخر كلامه. وفي إسناده أبو موسى عن وهب بن منبه، ولا نعرفه. قال الحافظ أبو أحمد الكرابيسي: حديثه ليس بالقائم. هذا آخر كلامه". وأبو موسى هذا، وإن جهله المنذري وصاحب التهذيب، فقد عرفه ابن حبان، فذكره في الثقات، وعرفه البخاري، فترجمه في الكنى وذكر هذا الحديث من روايته، ولم يذكر فيه جرحَاً، فهو منه توثيق، وعرفه الترمذي فحسن حديثه. ووقع في هذا الإسناد خطأ في ح، فكان فيها هكذا: "حدثنا روح (حدثنا إسحق حدثنا عمرو بن دينار، وحدثنا) عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان" إلخ، فهذه الزيادة التي نراها بين قوسين، خطأ يقيناً، وإلا ما تكلموا في إسناده، إذ لو كان عندهم من حديث عمرو بن دينار ما كان غريبَا، ولا قال الترمذي "لا نعرفه إلا من حديث الثوري" ثم مَن "إسحق" هذا الذي يرويه عن عمرو بن دينار؟!، وأما نسخة ك فقد ثبتت فيها الزيادة أيضاً، ولكن فيها "إسرائيل" بدل "إسحق"، ثم ضرب عليها ناسخها فألغاها. وقد رأيت أنها زيادة مغلوطة من الناسخين، فحذفتها أنا أيضاً. (3363) إسناده صحيح، وهو مكرر 3270. في رواية عبد الصمد " [نحو البيت] "، الذي في الأصلين "نحو بيت المقدس"!! وهو خطأ واضح أُوقنُ أنه خطأ من الناسخين، ولذلك كتبتها [البيت] وبينت ما كان في الأصلين.

زائدة، عن سِماك عن عكْرمة عن ابن عباس قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو بيت المقدس، قال عبد الصَمد: ومن معه، ستِة عشر شهراً، ثم حُوَّلت القبلة بعدُ، قال عبد الصمد: ثم جُعلت القبلة نحو [البيت]، وقال معاوية، يعني ابن عمرو: ثم حُوَّلت القبلة بعد. 3364 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي بكر، يعني ابن أبي الجَهْم، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- صلاةَ الخوف بذي قَرَدٍ، صفاً خلفَه وصفاً موازي العدوّ، وصلى بهم ركعة ثم سلم، فكانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ولكل طائفة ركعة. 3365 - حدثنا عبد الرحمن عن ابن ذَرِّ عن أبيه عن سعيد بن ُجُبير عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: "ما يمنعُك أن تزورنا أكثر مما تزورُنا؟ "، قال: فنزلتْ ({وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}، قال: وكان ذلك الجوابَ لمحمد - صلى الله عليه وسلم -.َ 3366 - حدثنا عبد الرحمن عن إسرائيل عن عبد الكريم الجَزَرِي عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن النفخ في الطعام والشراب. قال عبد الله [بن أحمد]: قال أبي: وحدثناه أبو نُعيم، عن عِكْرمة مرسلاً. وحدثنا محمد بن سابق، أسنده عن ابن عباس.

_ (3364) إسناده صحيح، وهو مختصر 2063. (3365) إسناده صحيح، وهو مطرل 2078. (3366) إسناده صحيح، وهو مكرر 2818 بإسناده، ولكنه زاد هنا أن أبا نعيم رواه عن إسرائيل بهذا الإسناد فجعله عن عِكْرمة مرسلاً، وأن محمد بن سابق رواه عن إسرائيل كرواية عبد الرحمن بن مهدي، فجعله عن عِكْرمة عن ابن عباس. والوصل زيادة ثقة مقبولة.

3367 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا شُعبة عن أبي بشْر عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس قال: سئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن أولادَ المشركين؟، فقال: "خلقهم الله حين خلقهم وهو أعلم بما كانوا عاملين". 3368 - حدثنا سفيان بن عُيَينة عن سليمان بن أبي مسلم سمعه من طاوس عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام يتهجد من الليل قال: "الك الحمد، أنت نورالسموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قَيَّم السموات والأرض ومن فيهن، ولك والحمد، أنت مَلك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدُك حق، َ ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - حق، والنبيون حق، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليلث أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قَدّمتُ وما أخّرتُ، وما أسررتُ، وما أَعلنتُ أْنت المقدِّمُ، أنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت"، أو "لا إله غيرك". 3369 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن عَوْسَجَة مِولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس: أن رجلاً مات ولم يَدَعْ أحداً يرثه، فرفَع النبي - صلى الله عليه وسلم - ميراثَه إلى مولى له أعتقه الميتُ، هو الذي له ولاءه، والذي أَعتَق. 3370 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن عبد الله بن كَثير عن أبي الِمنْهال عن ابن عباس قال: قدم

_ (3367) إسناده صحيح، وهو مكرر 3165. (3368) إسناده صحيح، وهو مكرر 2813. (3369) إسناده صحيح، وهو مطول 1930. (3370) إسناده صحيح، وهو مطول 2548.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يُسْلِفون في الثمار السنةَ والسنتين، أو السنتين والثلاث، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَلَّفوا في الثمار في كيل معلوم، ووزنٍ معلوم، ووقتٍ معلوم". 3371 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا زائدة، يعني ابن قدامة، عن سمَاك عن عكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يصلي على الَخُمْرة. 3372 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن مَخْرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس قال: بتُّ عند خالتي ميمونة، فقلت، لأنظرنَّ إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطُرِحَتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسادةٌ، فنام في طولها ونام أهله، ثم قام نصفَ الليل أو قبله أو بعده، فجعل يمسح النومَ عن نفسه، ثم قرأ الآيات العشرَ الأواخر من آل عمران، حتى ختم، ثم قام فأتى شَنّاً معلقاً، فأخذ فتوضأ، ثم قام يصلي، فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم جئت فقمت إلى جنبه، فوضع يده على رأسي، ثم أخذ بأذني فجعل يَفتلها، ثم صلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر. 3373 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أَسْلَم عن ابن

_ (3371) إسناده صحيح، وهو مكرر 2942. (3372) إسناده صحيح، مخرمة بن سليمان الأسدي الوالبي: تابعي ثقة، روى عن ابن عباس، وعن كريب مولى ابن عباس، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 15. والحديث مضى بأطول من هذا 2164 بهذا الإسناد، ومضى معناه مرار، كثيرة، مطولاً، ومختصراً، منها 3175، 3194، 3324. (3373) إسناده صحيح، وهو مطول في الموطأ 3: 57. وهو مختصر 2980.

وَعْلة عن ابن عباس: أن رجلاً أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رَاوِيَة خمر، وقال: "إن الخمر قد حُرّمتْ"، فدعِا رجلاً فسارَّه، فقال: "ما أمرته؟ "، فقال: أمرتُه ببيعها، قال: "فإن الذي حَرّم شربها حرّم بيعها"، قال: فصُبَّتْ. 3374 - قرأت علي عبد الرحمن عنِ مالك، وحدثني إسحق قال حدثنا مالك، عن زيد بن أَسْلم عن عطاء بن يسَار عن عبد الله بن عباس أنه قال: خسفت الشمس، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس معه، فقام قياماً طويلاً، قال: نحواً من سورة البقرة، قال: ثم ركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع، فقام قياماً طويلاً وهو دون الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلَّت الشمس، فقال: "إن الشمس والقمرآيتان من آيات الله، لا يخْسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله"، قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئاً في مَقَامكَ هذا، ثم رأيناك تَكعْكعْتَ؟، قال: "إني رأيتُ الجنة"، أو "أُريتُ الجنة"،ولم يشكَّ إسحق، قال: "رأيتُ الجنة فتناولتُ منها عُنقوداً، ولو أخذتُه لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيتُ النار، فلم أُرَكاليوم مَنْظراً أفظع، ورأيتُ أكثر أهلها النساء"، قالوا: لم يا رسول الله؟، قال: "بكفرهنَّ"، قال: أيكفرن بالله عز وجل؟، قال: َ "لا، ولكن يَكفرْن العشير، ويَكفرْن الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهنَّ الدهر ثم رأتْ منك شيئاً قالت: ما رأيتُ منك خيراً قط!! ". 3375 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن ابن شهاب عن

_ (3374) إسناده صحيح، وهو مكرر 2711. وانظر 3236. (3375) إسناده صحيح، وهو مطول في الموطأ 1: 329، وقد مضى معناه مراراً، آخرها 3238.

سليمان بن يَسَار عن عبد الله بن عباس قال: كان الفضلُ رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءت امرأة من خَثْعَم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَصرف وجه الفضل إلى الشِّق الآخر, فقالت: يا رسول الله، إن فرِيضة الله على عباده في الحج أدركتْ أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يَثْبُت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: "نعم"، وذلك في حجة الوداع. 3376 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب قال: لا أدري أسمَعته من سعيد بن جُبير؟، لم ينسبه عنه، قال: أتيت على ابن عباس بعرفة وهو يأكل رُمَّاناً، وقال: أفطر رسول الله-صلي الله عليه وسلم- بعرفة، وبعثتْ إليه أم الفَضْل بلبن فشربه. 3377 - حدثنا إسماعيل أخبرنا يحيى بن [أبي] إسحق قال حدثني، وقال مرةً حدثنا سليمان بن يَسار قال حدثني أحد ابني العباس، إما الفضل وإما عبد الله قال: كنتُ رديفَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رجل فقال: إن أبي أو أمي، قال يحيى: وأكبر ظني أنه قال: أبي، كبير ولم يحج، فإنْ أنا حملتُه ْ" على بعير لم يثبت عليه، وإن شددته عليه لم آمنْ عليه، أفأحجج عنه؟، قال: "أكنتَ قاضياً دَيناً لو كان عليه؟ "، قال: نعم، قال: "فاحجج عنه".

_ (3376) إسناده صحيح، وقد مضى نحوه من طريق أيوب عن سعيد بن جُبير، لم يشك فيه 3266. ومضى أيضاً من طريق أيوب عن عِكْرمة عن ابن عباس 2517. (3377) إسناده صحيح، على خطأ فيه من يحيى بن أبي إسحق. وقد فصلنا القول فيه 1812، 1813، في مسند الفضل. وانظر 3375. في الأصلين "يحيى بن إسحق" وهو خطأ. كما بينا هناك.

3378 - حدثنا هُشيم أخبرنا يحيى بن أبي إسحق عن سليمان ابن يَسار عن عبد الله بن عباس، أو عن الفضل بن عباس: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر معناه. 3379 - حدثنا إسماعيل أخبرنا خالد الحَذّاء عن عكْرمة قال: قال ابن عباس ش ضمني إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "اللهم علِّمْه الكتَاب". 3380 - حدثنا إسماعيل عن خالد الحَذّاء قال حدثني عَمّار مولى بني هاشم قال: سمعت ابن عباس يقول: توفي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وهو ابن خمس وستين. 3381 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن ابن أبي مُلَيكة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الخلاء، فقرِّب إليه طعام، فعرضوا عليه الوَضوء، فقال: "إنما أمرتُ بالوضوء إذا قمتُ إلى الصلاة". 3382 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحُوَيرث عن ابن عباسِ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الخلاء، فقُرِّب إليه طعام، فقالوا: أَلاَ نأتيك بوضوء؟، فقال: "أصلي فأتوضأ؟! ". 3383 - حدثنا إسِماعيل حدثنا أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صَوَّر صورةً كلّف يوم القيَامة أن ينفخ فيها،

_ (3378) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3379) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. والحديث مختصر 3102. (3380) إسناده صحيح، وهو مكرر 1945 بهذا الإسناد. وانظر 2242، 2640، 2847. (3381) إسناده صحيح، وهو مكرر 2549. وانظر 2570، 3352. (3382) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3383) إسناده صحيح، وهو مكرر 1866، 2213 - وانظر 3272.

وعُذّب، ولن ينفخ فيها، ومن تَحَلّم كُلّف يوم القيامة أن يعقد شعيرتين"، أو قالَ: "بين شعيرتين، وعُذِّب، ولن يعَقد بينهما، ومن استمع إلى حديث قومِ يكرهونه صُبَّ في أُذنيه الآنُك يومَ القيامة"، قال: إسماعيل: يعني الرَّصَاص. 3384 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عكْرمة عنِ ابنِ عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكح ميمونة وهو محْرِم، وبنى بها حَلالاً، بسَرِفَ، وماتتْ بسرف. 3385 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عكْرمة قال: قال ابن عباس في الجَدّ: أمّا الذي قال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لوكَنتُ متخذاً من هذه الأمة خليلاً لاتخذتُه"، فإنه قَضَاه أباً، يعني أبا بكر. 3386 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن أبي رجاء العُطاردي قال: سمعت ابن عباس يقول: قال محمد - صلى الله عليه وسلم -: "اطَّلعتُ في الجنة فرَأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعتُ في النار فرأيتُ أكثر أهلها النساء".

_ (3384) إسناده صحيح، وهو مطول 3319. (3385) إسناده صحيح، ورواه البخاري 12: 17 من طريق عبد الوارث عن أيوب. ورواه البيهقي 6: 246 من طريق وهيب عن أيوب. وانظر 2432، 3580. والمراد بهذا الحديث أن أبا بكر قضى بأن الجد يُنزَّل في الميراث منزلة الأب عند فقد الأب، فيرث ما يرثه، ويَحجب الإخوة الأشقاء والإخوة لأب. وانظر تفصيل هذا في الفتح 12: 15 - 19. (3386) إسناده صحيح، ورواه البخاري 9: 262 من طريق عوف عن أبي رجاء عن عمران بن الحصين، وكذلك فيه 11: 238 من طريق سَلْم بن زَرِير عن أبي رجاء، وقال: "تابعه أيوب وعوف، وقال صخر وحماد بن بخيح عن أبي رجاء عن ابن عباس". وقال الحافظ في الفتح في الموضع الأول: "واختلف فيه على أيوب، فقال عبد الوراث عنه هكذا [يعني عن أبي رجاء عن عمران]، وقال الثقفي وابن علية وغيرهما: عن أيوب عن أبي رجاء عن ابن عباس". وهذه رواية ابن علية عن أيوب. وانظر 3374.

3387 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس أنه قال في السجود في {ص}: ليست من عزائمَ السجود، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها. 3388 - حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِيّة قال أخبرنا العَوَّام ابن حَوْشب قال: سألت مجاهداً عن السجدة التي في {ص}؟، فقال: نعم، سألت عنها ابن عباس فقال: أتقرأ هذه الآية {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} وفي آخرها {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}؟، قال: أمر نبَيُّكم - صلى الله عليه وسلم - أن يقتدي بداود. 3389 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جُبير عن أبيه عن ابن عباس قال: قال: بتُّ عند خالتي ميمونة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل، فقمتُ أصلى معه، فقمتُ عن شماله، فقال لي هكذا، فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه. 3390 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب قال: أُنْبِئْت عن سعيد بن

_ (3387) إسناده صحيح، وهو مطول 2521. ونقله ابن كثير في التفسير 7: 193 عن هذا الموضع، ونسبه للبخاري وأبى داود والترمذي والنسائي في تفسيره. (3388) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 7: 194 عن البخاري من طريق محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام. ونقله أيضاً 3: 357 عن البخاري من طريق سليمان الأحول عن مجاهد، بمعناه. وانظر ما قبله. (3389) إسناده صحيح، وهو مكرر 3324. وانظر 3372. (3390) إسناده ظاهره الانقطاع، ولكنه صحيح في الحقيقة. فإن أيوب رواه عن عبد الله بن سعيد ابن جُبير عن أبيه، كما جاء في رواية البخاري 6: 282 من طريق وهب بن جرير عن أبيه عن أيوب. وقد رواه أيوب أيضاً عن سعيد بن جُبير، كما مضى مطولاً 3250 عن عبد الرزاق عن معمر عن كثير بن كثير وأيوب، وكلاهما عن سعيد بن جُبير، وكذلك رواه البخاري من طريق عبد الرزاق كما قلنا هناك. قال الحافظ في الفتح: =

جُبير قال: قال ابن عباس فجاء الملَكُ بها حتى انتهى إلىِ موضع زمزم، فضرب بعَقبه، ففارت عيناً، فعجلت الإنسانةُ، فجعلت تقْدح في شنَّتها، فقال رسولَ الله: "رحم الله أُمَّ إسماعيل، لولا أنها عَجِلَتْ لكانت زمزمُ عيناً مَعيناً". 3391 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن شيخ من بني سَدُوس قال: سُئل ابن عباس عن القبلة للصائم؟، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصيب من الرؤوس وهو صائم. 3392 - حدثنا ابن جعفر حدثنا سعيد عن أيوب عن عبد الله بن شَقيق عن ابن عباس، فذكره. 3393 - حدثنا إسماعيل أخبرنا يونس عن الحَكَم بن الأعرج قال: سألتُ ابن عباس عن يوم عاشوراء؟، فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدُدْ، فإذا أصبحت من تاسعة فأَصْبِحْ صائماً، قال يونس: فأُنبئتُ عن الحَكَم أنه قال: فقلت: أكذاك صام محمد - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: نعم. 3394 - حدثنا إسماعيل ومحمد بن جعفر قالا حدثنا عوف عن

_ = "والذي يظهر أن اعتماد البخاري في سياق الحديث إنما هو على رواية معمر عن كثير ابن كثير عن سعيد بن جُبير، وإن كان أخرجه مقروناً بأيوب، فرواية أيوب إما عن سعيد ابن جُبير بلا واسطة أو بواسطة ولده عبد الله، ولا يستلزم ذلك قدحا، لثقة الجميع. فظهر أنه اختلاف لا يضر. لأنه يدور على ثقات حفاظ". (3391) إسناده ظاهره الانقطاع، وهو صحيح أيضاً. فإن الرجل المبهم يغلب على الظن أنه "عبد الله بن شقيق". كما سيأتي في الإسناد عقب هذا، وكما مضى 2241. (3392) إسناده صحيح، وهو مكرر 2241 بإسناده، ومكرر الحديث السابق. (3393) إسناده صحيح، ولكن آخره فيه راو مبهم، وقد مضى كله بأسانيد صحاح 2135، 2214، 2540، 3212. (3394) إسناده صحيح، وهو مكرر 2811، وقد ذكرنا هناك أن البخاري رواه من طريق عوف، =

سعيد بن أبي الحسن، قال ابن جعفر: حدثني سعيد بن أبي الحسن، قال: كنت عند ابن عباس وسأله رجل فقال: يا ابن عباس، إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي، وإنى أصنع هذه التصاوير؟، قال: فإني لا أحدثك إلا ما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، [سمعته يقول]: "من صوَّر صورةً فإن الله عز وجِل معذبه يومَ القيامة حتى يَنفخ فيها الرُّوح، وليس بنافخ فيها أبداً"، قال: فرَبَا لها الرجل ربوةً شديدة، واصفرَّ وجهه، فقال له ابن عباس: ويحك!، إن أبَيْتَ إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه رُوح. 3395 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن رجل قال: قال ابن عباس: أَمرَنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أن نَحل، فحللنا، فلُبست الثيابُ، وسَطَعت المجَامر، ونُكحَت النساءُ. 3396 - حدثنا إسماعيل أخبرنا ليث قال قال طاوس: قال ابن عباس: إن النبي -صلي الله عليه وسلم- لم يصلّ فيه، ولكنه استقبل زواياه. 3397 - حدثنا إسماعيل أخبرنا ليث عن طاوس عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، في السفر، والحَضَر. 3398 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: أفطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، وبعثتْ إليه أم الفَضْل بلبَن فشربه.

_ = فهذه طريق عوف. وانظر3383. ربا: أي انتفخ، والربوة: بضم الراء وفتحها. والمراد: ذعر وامتلأ خوفاً. (3395) إسناده ضعيف، لإبهام التابعي. والحديث مختصر 2641. وانظر 3128. (3396) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. والحديث مختصر 3093. (3397) إسناده صحيح، وانظر 3323. (3398) إسناده صحيح، وهو مختصر 3376.

3399 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عكْرمة قال: قال ابن عباس: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما أُمر أن يقرأ فيه، وسكتَ فيما أُمر أن يسكت فيه، وما كان ربك نسيّاً، ولقد كان لكم في رسول الله أُسْوة حسنة. 3400 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو مُحرِم. 3401 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوا [ليلة القَدْر] في العشَر الأواخر، في تاسعةٍ تَبْقَى، أو خامسةٍ تبقى، أو سابعةٍ تبقى". 3402 - حدثنا بَهْز حدثنا عبد الوراث حدثنا الجَعْد صاحبُ الحلي أبِو عثمان حدثنا أبو رجاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيما يروي عن ربه عز وجل: قال: "إن الله عز وجل كَتب الحسناتِ والسيآت، ثم بيَّن ذلك، فمن هَمَّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كَاملة، فإن عملها كُتبتْ له عشر حسنات، إلى سَبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وإنْ هو هَمَّ بسيئةٍ فلم يعملها كتَبها الله له عنده حسنةً كاملة، فإن عملها كتبتْ له سيئة واحدة". 3403 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمَّام حدثنا قَتادة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهس من كَتِف ثم صلى ولم يتوضأ.

_ (3399) إسناده صحيح، وهو مختصر 3092. (3400) إسناده صحيح، وهو مختصر 3384 بهذا الإسناد. (3401) إسناده صحيح, وهو مكرر 2520. زيادة أليلة القدر، أثبتناها من ك. (3402) إسناده صحيح، وهو مختصر 2828. (3403) إسناده صحيح، وهو مكرر 3352.

3404 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمَّام عن قَتادة عن عَزْرَة عن سعيد ابن جُبير، وعبدُ الصمد قال حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن صاحب له عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة والمنافقين. 3405 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمَّام أخبرنا قَتادة عن عَكْرمة عن ابن عباس: أن زوجِ بريرة كان عبداً أسْوَد، [يُسَمّى] فُغيثاً، وكنتُ أراه يَتْبعها في سكك المدينة، يَعْصُر عينيه عليها، قال: فقَضى فيَهِا النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعَ قَضِيَّاتٍ: قَضَى أن الولاء لمنَ أعتق، وخَيَّرها، وأمرها أن تَعْتَدَّ، قال همام مرةً. عدة الحُرّة، قال: وتُصُدّق عليها بصدقة، فأهدتْ منها إلى عائشة، فذكرتْ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: "هو عليها صدقة، ولنا هدية". 3406 - حدثنا بَهْز حدثنا أَبانُ بن يزيد العَطَّار حدثنا قَتادة عن سعيد بن المُسَيّب وعن عِكْرمة عن ابنِ عباس: أن وفد عبد القَيس أتَوْا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فيهم الأشجُّ أخوِ بني عصَر، فقالوا: يا نبي الله، إنا حَيَّ من ربيعة، وإن بيننا وبينك كفَّارَ مُضَر، وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمُرْنا بأمرٍ إذا عملنا به دخلنا الجنة، وندعو به مَن وراءَنا، فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع: أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً، وأن يصوموا رمضان،

_ (3404) إسناداه صحيحان، إلا أن عبد الصمد أبهم في الإسناد الثاني شيخ قتادة، وهو عزرة، كما في رواية بهز. والحديث مختصر 3325، وقد سبق باقيه، وهو في القراءة في الفجر يوم الجمعة. في 3096 عن عبد الصمد وعفان عن همام عن قتادة عن عزرة، فأيد هذا أن عزرة هو الرجل الذي أبهم اسمَه عبد الصمد هنا. عزرة: بالزاي والراء، وهو ابن عبد الرحمن, وفي ح "عروة"، وهو خطأ صحح من ك ومما بينا. (3405) إسناده صحيح، وهو مكرر 2542. (3406) إسناده صحيح، وهو في معنى 2020. وانظر 3095.

وأن يحجوا البيت، وأن يعطوا الخُمُس من المغانم، ونهاهم عن أربع: عن الشرب في الحَنْتَم، والدُّبَّاء، والنَّقير، والمُزَفَّت، فقالوا: ففيم نشرب يا رسول الله؟، قال: "عليكم بأَسْقية الأدَمَ التي يُلاَث على أفواهها". 3407 - حدثنا عفان حدثنا أَبان قال سمعت قَتادة يذكر عن سعيد بن المُسَيّب عن ابن عباس، وعكْرمة عنِ ابن عباس: أن وفد عبد القيس أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيهم الأشَجُّ أخَو بني عَصَر، فذكر معناه. 3408 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمّامِ عن قَتادة، وحدثنا عفَّان قال حدثنا هَمَّام عن قَتادة، قال عفان أخبرنا قتادة، عن أبي مجْلَز قال: سألتُ ابن عمر عن الوتر؟، فقال: سمعت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول. "ركعة من آخر الليل"، قال: وسألت عبد الله بن عباس؟، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ركعة من آخر الليل". 3409 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا هشام عن عكْرمة عن ابن عباس قال: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودِرْعه مرهونة عند يهودي، بثلاثين صاعاً من شعير، أخذه طعاماً لأهله. 3410 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف بن أبي جَميلة عن يزيد الفارسي قال: رأيت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- في النوم زمنَ ابن عباس، قال:

_ (3407) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3408) إسناده صحيح، وهو مكرر 2837. (3409) إسناده صحيح، وهو مكرر 2109. وانظر 2724، 2743. (3410) إسناده ضعيف، لضعف يزيد الفارسى، كما بينا في 399، 499. وانظر 2525. والحديث في مجمع الزوائد 8: 272 وقال:"رواه أحمد، ورجاله ثقات" وقد عرفت ما فيه.

وكان يزيد يكتب المصاحف، قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم، قال ابن عباس: فإن رسول الله كان يقول: "إن الشيطان لا يسِتطيع أن يتشبَّه بي، فمن رآنى في النوم فقد رآنى"، فهل تستطيع أن تنعت ليا هذا الرجل الذي رأيتَ؟، قال: قلت: نعم، رأيت رجلاً بين الرجلين جسمُه ولحمه، أسمر إلى البياض، حسن المَضْحَك، أكحل العينين، جميلُ دوائر الوجه، قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأ نحره، قَال عوف: لا أدري ما كان مع هذا منِ النعت، قال: فقال ابن عباس: لو رأيتَه في اليقظة ما استطعتَ أن تنعتَه فوق هذا. 3411 - حدثنا محمد بن أبي عَدي عن ابن عَون عن محمد عن ابن عباس: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين مكَة والمدينة لا نخاف إلا الله عز وجل، نصلي ركعتين. 3412 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة بنت الحرث وهو مُحْرِم. 3413 - حدثنا إسحق بن يوسف عن سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْرِم. 3414 - حدثنا إسحق عن سفيانِ عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد يُرَى بياض إبْطيه وهو ساجد.

_ (3411) إسناده صحيح، محمد: هو ابن سيرين: والحديث مكرر 3334. (3412) إسناده صحيح، وهو مكرر 3400. (3413) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3414) إسناده صحيح، وهو مكرر 3328.

3415 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حَجَّاج عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: أعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف من خرج من رقيق المشركين. 3416 - حدثنا معتمر عن سَلْم عن بعض أصحابه عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسِولٍ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا مُساعاة في الإسلامِ، من سَاعى في الجاهلية فقد أَلْحَقْتُه بعَصبَتَه، من ادَّعَى وَلَدَه من غير رِشْدَة فلا يرث ولايورث". 3417 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن حَبيب عن سعيد

_ (3415) إسناده صحيح، وهو مكرر 3267. (3416) إسناده ضعيف، لإبهام راويه عن سعيد بن جُبير. معتمر: هو ابن سليمان. سلم، بفتح السين وسكون اللام: هو ابن أبي الذيَّال، بفتح الذال المعجمة وتشديد الياء، وهو بصري ثقة ثقة، والحديث رواه أبو داود 2: 246 - 247 رقم 2264 عن يعقوب بن إبراهيم عن معتمر، بهذا الإسناد، ونسي صاحب مجمع الزوائد، فذكره 4: 227 من وجه آخر ضعيف جدَاً عند الطبراني في الأوسط. قال ابن الأثير: "المساعاة: الزنا. وكان الأصمعي يجعلها في الإماء دون الحرائر، لأنهن كن يسعين لمواليهن، فيكسبن لهم بالضرائب كانت عليهن. يقال: ساعت الأمة: إذا فجرت، وساعاها فلان: إذا فجر بها. وهو مفاعلة من السعي, كأن كل واحد منهما يسعى لصاحبه في حصول غرضه. فأبطل الإسلام ذلك، ولم يلحق النسب بها. وعفا عما كان منها في الجاهلية ممن ألحق بها". من غير رشدة: قال: ابن الأثير: "يقال: هذا ولد رشدة: إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زنية، بالكسر فيهما. وقال الأزهري في فصل: بغى: المعروف: فلان ابن زَنية وابن رشدة، (يعني بالفتح فيهما)، وقد قيل: زنية ورشدة (يعني بالكسر فيهما) والفتح أفصح اللغتين". (3417) إسناده صحيح، وهو مطول 3218.

ابن جُبير عن ابن عباس قال: أهدى الصَّعْب بن جَثّامة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمارَ وحش وهو محرم، فرده، وقال: "لولا أنَّا محرمون لقبلناه منك". 3418 - حدثنا ابن نُمَير عن حَجَّاج بن أَرْطاة عن حسين بن عبد الله عن عكْرمة عنِ ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخَّص في الثَّوب المصبوغ، ما لمَ يكن به نَفْضٌ ولارَدْعٌ. 3419 - حدثنا حمَّاد بن أسامة قال سمعت الأعمش قال حدثنا عبَّاد بن جعفر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش، منهم أبو جهل، فقالوا: يا أبا طالب، ابنُ أخيك يشتم آلهتَنا، يقول ويقول، ويفعل ويفعل، فأرْسلْ إليه فانْهَه، قال: فأرسل إليه أبو طالب، وكان قُرْبَ أبي طالب موضع رجلٍ، فخشى إن دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على عمه أن يكون أرقَّ له عليه، فوثب فجلس في ذلك المجلس، فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجد مجلساً إلا عند الباب، فجلس، فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إن قومك يَشْكُونك، يزعمون أنك تشتم آلهتَهم وتقول وِتقول وتفعل وتفعل؟، فقال: "يا عَمِّ، إني إنما أُريدُهمِ على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب، وتُؤدِّي إليهم بها العجمُ الجزية"، قالوا: ومَّاَ هي؟، نَعَمْ، وأبيكَ، عَشْراً، قال: "لا إله إلا الله"، قال: فقاموا وهم ينفضون ثيابَهم وهم يقولون {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)}!!، قال: ثم قرأ حتى بلغ {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)}

_ (3418) إسناده ضعيف، لضعف الحسين بن عبد الله. والحديث مكرر 3314. (3419) إسناده صحيح، وهو مطول 2008، وقد ذكرنا مَن خرجه هناك. وانظر أيضاً تاريخ ابن كثير 3: 123.

3420 - حدثنا ابن نُمير حدثنا الأعمش عن مُسْلم البَطين عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتتْه امرأة فَقالت. إن أمي ماتت وعليها صومِ شهر رمضان، أفأقضيه عنها؟، قال: "أرأيتَكِ لو كان عليها دَينِ كنت تَقْضينه"؟، قالت: نعم، قال: "فدَيْن الله عز وجل أحقُّ أن يُقْضَى". 3421 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا مالك، يعني ابن أنس، قال حدثني عبد الله بن الفَضْل عن نافع بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "الأيَّمُ أولى بنفسها من وليها، والبِكر تستأمر في نفسها، وصمتُها إقرارُها". 3422 - حدثنا يعلى ومحمد، المعنى، قالا حدثنا الأعمش عن أبي ظَبْيَانَ عن ابن عباس قال: أيُّ القراءتين تَعُدُّون أَوَّل؟، قالوا: قراءة عبد الله، قال: لا، بل هي الآخرة، كان يعْرض القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل عام مرة، فلما كِان العامُ الذي قبض فيه عرض عليه مرتين، فشهد عبد الله، فعلم ما نُسِخَ وما بُدِّل. 3423 - حدثنا يَعلى حدثنا حَجَّاج الصَّوّاف عن يحيى عن

_ (3420) إسناده صحيح، وهو في معنى 3137. وانظر 3224، 3377، 3378. وهذه الرواية صريحة في أن السؤال كان عن قضاء صوم رمضان، ولم يشر إليها الحافظ في الفتح 4: 169 - 170. والظاهر أن حوادث السؤال تعددت، فمرة عن نذر، ومرة عن رمضان، والسائل مرة رجل، ومرة امرأة. (3421) إسناده صحيح، ابن نمير، هو عبد الله. والحديث مكرر 3343، وقد مضى من طريق مالك أيضاً 3222. (3422) إسناده صحيح، وهو مختصر 2494. وانظر 3001، 3012. (3423) إسناده صحيح، يعلى: هو ابن عبيد. حجاج الصواف: هو حجاج بن أبي عثمان، وهو =

عكْرمة عن ابن عباس قال: قَضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المكاتَب يُقْتل، يُودَى لمَا أدَّى من مكاتبته ديةَ الحُرِّ، وما بقي ديةَ العَبْد. 3424 - حدثنا يَعلى حدثنا حَجَّاج الصَّوَّاف عن يحيى عن عِكرمة قال: كنت جالساً عند زيد بن علي بالمدينة، فمر شيخ يقال له شُرَحْبِيل أبو سعد، فقال: يا أبا سعد، من أين جئتُ؟، فقال: من عند أمير المؤمنين، حدثتُه بحديث، فقال: لأن يكون هذا الحديثُ حقا أحبُّ إلى من أن يكون لي حُمْرُ النعَمِ، قال: حدث به القوم؟، قال سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما من مسلم تُدْرِك له ابنتان فيُحسن إليهما ما صَحِبتاه أو صَحبَهما إلاَّ أدخلتاه الجنة". 3425 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضانِ حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى يَنْسَلخ، يَعْرِض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَجودَ بالخير من الريح المرسَلة.

_ = ثقة حافظ ثبت، قال القطان:"هو فطن صحيح كيس". وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 372. يحيى: هو ابن أبي كثير. والحديث مكرر 2660. (3424) إسناده صحيح، وهو مطول 3104، ذاك عن فطر بن خليفة عن شرحبيل، وأفادت رواية الحاكم 4: 178 أن فطر بن خليفة شهد هذا المجلس عند زيد بن علي، وهذه الرواية تفيد أن عكرمة شهده أيضاً. وفي رواية الحاكما من عند أمير المدينة" بدل "أمير المؤمنين"، ولعلها أقرب إلى الصواب، إلا أن يكون أحد الخلفاء كان زائراً للمدينة إذ ذاك. (3425) إسناده صحيح، وهو مختصر 3012. وانظر 3422.

3426 - حدثنا أبو كامل حدثنا زُهَير حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، وعبد الرزاق قال أخبرنا سفيان عن عبد الله، المعنى، عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْبَسُوا من ثيابكم البَياض، فإنها من خير ثيابكم، وكَفَّنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثْمد، إنه يُنْبتُ الشعر، ويَجْلُو البصر". 3427 - حدثنا أبو كامل حدثنا نافع عن ابن أبي مَلَيكة قال: كتبتُ إلى ابن عباس، فكتب إليَّ: إن رسول الله ت - صلى الله عليه وسلم - قال: إن اليمين على المدعي عليه، ولو أُعطي الناس بدعواهم لادّعى أناس أموال الناس ودماءهم. 3428 - حدثنا أبو كامل حدثنا حماد حدثنا عطاء العطار عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرجل يأتي امرأتَه وهي حائض، قاَل: "يتصدق بدينار، فإن لم يجد فنصف دينار". 3429 - حدثنا أبو كامل وعفان قالا حدثنا حماد عن أبي جَمْرة، قال عفان قال أخبرنا أبو جمرة، عن ابن عباس قال: أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشراً يوحَى إليه، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة. 3430 - حدثنا أبو كامل ويونس قالا حدثنا حماد عن عَمّار بن أبي عمار عن ابن عباس: أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب إلى جِذْع، فلما صُنع

_ (3426) إسناده صحيح، وهو مكرر 3036 ومطول 3342. (3427) إسناده صحيح، وهو مكرر 3392 ومطول 3348. (3428) إسناده ضعيف جداً، لضعف عطاء العطار. وهو مكرر 2201، 2789.وانظر 3145. (3429) إسناده صحيح، وهو مختصر 2242. وانظر 2680، 3380. (3430) إسناده صحيح، وهو مكرر 2236، 2237، 2400، 2401.

المنبر فتحوَّل إليه حنَّ الجذْع، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه، فسكن، وقال: "لو لم أحتضنه لَحَنّ إلى يوم القيامة". 3431 - حدثنا يونس حدثنا حماد عن ثابت عن أنس، مثله. 3432 - حدثنا الخُزاعي قال أخبرنا حماد بن سَلَمة عن عَمّار ابن أبي عمار، عن ابن عباس، وعن ثابت عن أنس أن النبي-صلي الله عليه وسلم- كان يخطب إلى جذع النخلة، فذكر معناه. 3433 - حدثنا محمد بن سَلَمَة عن هاشم عن ابن سيرين عن ابن عباس قال: تعرَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عظماً، ثم صلى ولم يمس ماءً. 3434 - حدثنا محمد بن سَلَمة عن ابن إسحق عن داود بن حصَين عن عِكْرمة عن ابن عباس: في قوله عز وِجل {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} قال: كان ينو النَّضِير إذا قَتلوا قتيلاً من بني قُرَيظَة أدَّوا إليهَم نصف اَلدَية، وإذا قَتل بنو قُريظة من بني النَّضير قتيلاً أدَّوا إليهم الديةَ كاملةً، فسوَّى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بينهم الدية [كاملةً].

_ (3431) إسناده صحيح، وهو من مسند أنس، ومكرر 2237 وفي معنى ما قبله. (3432) إسناده صحيح، وهو من مسند أنس وابن عباس معه، وفي معنى ما قبله. (3433) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان. والحديث مكرر 3403. (3434) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 3: 160 عن تفسير الطبري، من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحق، ثم قال: "ورواه أحمد وأبو داود والنسائي من حديث ابن إسحق، بنحوه"، ثم ذكره عن الطبري أيضاً، من طريق عبيد الله بن موسى عن علي بن صالح عن سماك عن عِكْرمة عن ابن عباس وقال: "رواه أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم في المستدرك، من حديث عبيد الله بن موسى، بنحوه". وهذا إسناد =

3435 - حدثنا مروان بن شُجَاع حدثني خُصَيف عن عكْرمة ومجاهد وعطاء عن ابن عباس، رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن النفساء والحَائض تغتسل وتُحْرم وتقضي المناسكَ كلها، غير أنْ لا تطوفَ بالبيت حتى تَطْهُرَ. 3436 - حدثنا ابن فُضيل حدثنا ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد في {ص}. 3437 - حدثنا ابن فُضَيل أخبرنا رِشْدين بن كرَيب عن أبيه عن ابن عباس قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقمتُ إلَى جنبه عن يساره، فأخذني فأقامني عن يمينه، قال: وقال ابن عباس: وأنا يومئذ ابن عشر سنين. 3438 - حدثنا عمر بن عبيد عن عطاء بن السائب قال: دُعينا إلى طعام، وفيها سعيد بن جُبير (1) ومقْسَم مولى ابن عباسِ، فلما وضُع الطعام قال سعيد: كلكم بلغه ما قيل فىَ الطعام؟، قال مِقْسم: حَدِّثْنا (2) أبا عبد الله

_ = صحيح أيضاً. وقد مضى معناه مطولاً 2212 من طريق أبي الزناد عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس. [كاملة] زيادة من ك. (3435) إسناده صحيح، وانظر 1990، 3265. وانظر نصب الراية 3: 89 - 90. (3436) إسناده صحيح، ابن فضيل: هو محمد بن فضيل بن غزوان. ليث: هو ابن أبي سليم. والحديث مختصر 3387. (3437) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن كريب. وقد مضى معناه مطولاً ومختصرَا مراراً كثيرة، بأسانيد صحاح، آخرها 3372، ومضى نحوه بإسناد آخر صحيح 3389. (3438) إسناده حسن على الأقل، فإني لم أجد ما يدل على أن عمرو بن عبيد الطنافسي سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه، والظاهر عندي أنه ممن سمع منه متأخرَا. ورواه الحاكم 4: 116 بنحوه من طريق الحميدي عن سفيان عن عطاء. وقد أشرنا إلى روايته في 2439. وانظر أيضاً 2730، 3190، 3213. (1) وفي هامش ك وفي القوم سعيد بن جُبير. (2) وفي ك (حدث يا أبا عبد الله) ولعلها أجود.

من لم يكن يسمع، فقال: حدَّثني ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وضِع الطعام فلا تأكلوا من وسطه، فإن البركة تنزل وسطه، وكلوا من حافتيه أوحافَتَيْها". 3439 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أنبأنا ابن جُريج قال أخبرني

_ (3439) إسناده صحيح، وهو من مسند حمل بن مالك بن النابغة، وسيأتي في مسنده عن عبد الرزاق عن ابن جُريج 16798. درواه أبو داود 4: 317 وابن ماجة 2: 73 - 74 كلاهما من طريق أبي عصام عن ابن جُريج. قال المنذري: داود "وأخرجه النسائي وابن ماجة. وقوله (وأن تقتل) لم تذكر في غير هذه الرواية وقد روى عن ابن دينار أنه شك في قتل المرأة بالمرأة". والنسائي لم يروه هكذا، وسنذكر روايته بعد، والمنذري يشير بشك ابن دينار إلى رواية المسند هذه، إذ قال ابن جُريج لعمرو بن دينار: "أخبرني ابن طاوس عن أبيه كذا وكذا" إلخ، كأنه يريد أن يذكر له أن ابن طاوس لم يذكر عن أبيه "وأن تقتل"، ونص العبارة في الرواية الآتية في 16798: "وأن تقتل بها. قلت لعمرو: لا، أخبرني عن أبيه بكذا وكذا، قال: لقد شككتني". ويظهر أن هذا التشكيك كان له عند عمرو أثره، فروى الحديث مرة أخرى دون هذا الحرف الذي شك فيه. فكذلك رواه الحاكم 3: 575 من طريق عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس. وكذلك رواه الشافعي في الرسالة (رقم 1174 بشرحنا) عن سفيان عن ابن دينار وابن طاوس عن طاوس: أن عمر" إلخ، ولم يذكر "ابن عباس" وكذلك رواه أبو داود 4: 317 من طريق سفيان، والنسائي مختصرم من طريق حماد، كلاهما عن عمرو بن دينار عن طاوس، مرسلاً. وأما أصل القصة فثابت عن أبي هريرة عند الشيخين وغيرهما، وعن غير أبي هريرة أيضاً. انظر عون المعبود 4: 316 - 318. المسطح، بكسر الميم وفتح الطاء: عود من أعواد الخباء. قال ابن الأثير: "الغرة: العبد نفسه أو الأمة. وأصل الغرة البياض يكون في وجه الفرس. وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الغرة عبد أبيض أو أمة بيضاء، وسمى غرة لبياضه، فلا يُقبل في الدية عبد أسود ولا جارية سوداء!. وليس ذلك شرطَاً عند الفقهاء، وإنما الغرة عندهم ما يبلغ ثمنه نصف عشر الدية من العبيد والإماء. وإنما تجب الغرة في الجنين إذا سقط ميتَاً، فإن سقط حيَّا ثم مات، ففيه الدية كاملة".

عمرو بن دينار أنه سمع طاوساً يخبر عن ابن عباس عن عمر: أنه شهد قضاءَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فجاء حَمَلُ بن مالك بن النابغة، فقال: كنتُ بيِن امرأتين، فضربتْ إحداهما الأخرى بمسْطَح فقَتَقتها وجنينَها، فقضى النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنينها بغُرةِ عبدٍ، وأن تُقْتَلَ، فقلت لعمرو: أخبرني ابن طاوس عن أبيه كذا وكذا؟، فقال: لقد شككتَني، قال ابن بكر: كان بيني وبين امرأتيّ، فضربت إحداهما الأخرى. 3440 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جُريج قال أخبرنا عطاء الخُراساني عن ابن عباس: أن خذَاماً أبا وَديعة أنكح ابنَته رجلاً، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فاشتكتْ إليه أنها أُنكحَتْ وهي كارهة، فانتزعها النبي - صلى الله عليه وسلم - من زوجها، وقال: "لا تكرهوهن"، قال: فَنكحت بعد ذلك أبا لُبَابة الأنصاري، وكانت ثَيَّباً.

_ (3440) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس. كما قلنا في 2840 وأصل القصة صحيح. فقد رواها مالك في الموطأ 2: 69 من حديث خنساء بنت خذام نفسها، وكذلك رواها البخاري 9: 166 - 169 من طريق مالك، وستأتي كذلك في مسند خنساء من طريق مالك وغيره (ج 6 ص 328 - 329 ح). وهذه الرواية التي هنا ذكرها الحافظ في الفتح 6: 168 عن عبد الرزاق، فأظنه نقلها من مصنفه، ولم يرها في المسند. خذام: بالخاء والذال المعجمتين، بوزن "كتاب"، وضبَطه الحافظ في الفتح وتبعه السيوطي في شرح الموطأ بالدال المهملة، والصواب بالمعجمة، وهو ثابت في الأصول الصحيحة من صحيح البخاري في النسخة اليونينية المطبوعة ببولاق 7: 18 وفي نسخة منها مخطوطة صحيحة عندي. وبذلك ضبطها القسطلاني 8: 44 وهو قد ضبط نسخته على أصل اليونينية. وهو "خذام بن خالد"، ويكنى "أبا وديعة"، وقيل: هو "خذام بن وديعة" قال الحافظ في الفتح: "والصحيح أن اسم أبيه خالد، ووديعة اسم جده فيما أحسب".

3441 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جُريج قال حدثني عطاء الخُراساني عن ابن عباس، نحوه، وزاد: ثم جاءتْه بعد فأخبرتْه أنْ قد مَسَّها، فمنعها أن ترجع إلى زوجها الأول، وقال: "اللهم إن كان إيمانه أن يُحلّها لرفاعة فلا يَتم له نكاحُها مرةً أخرى"، ثم أتتْ أبا بكر وعمر في خلافتهَما، فَمَنَعاها كلاهما. 3442 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني سليمان الأحول أن طاوساً أخبره عن ابن عباس: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- مَرَّ وهو يطوف بالكعبة بإنسان يقود إنساناً بِخِزَامَةٍ في أنفه!، فقطعها النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده، وأمره أن يقوده بيده. 3443 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني سليمان الأحول أن طاوساً أخبره عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر وهو يطوف بالكعبة

_ (3441) إسناده ضعيف، لانقطاعه، كالذي قبله، وهو تابع له. وفي هذا فوق ذلك خطأ وتخليط. فإن التي تريد أن تعود إلى زوجها رفاعة، هي تميمة بنت وهب، وفي رواية مالك في الموطأ 2: 66، وقيل غيرها، وانظر ترجمة رفاعة بن سموأل القرظي في الإصابة 2: 210 - 211. وقد مضت قصة أخرى للغميصاء أو الرميصاء. أنها كانت تريد أن ترجع إلى زوجها الأول 1837. وقال في مجمع الزوائد 4: 276: "رواه أحمد هكذا- وقوله بنحوه لم يذكر قبله ما يناسبه، ولا أدري على أي شيء عطفه، والله أعلم، ورجاله رجال الصحيح". (3442) إسناده صحيح، الخزامة، بكسر الخاء وتخفيف الزاي: حلقة من حديد أو شعر تجعل في أحد منخري البعير. (3443) إسناده صحيح، وهو نحو الذي قبله في المعنى وبإسناده، فهو يدل على أنهما حادثتان متشابهتان، رواهما عبد الرزاق عن أبي جُريج. وهي في معنى تكريم الإنسان، أن لا يعامل كما تعامل البهائم.

بإنسان قد رَبطَ يده إلى إنسان آخر بسَيرٍ أو بخيط أو بشيء غير ذلك، فقطعه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده، ثم قال: "قُدْهُ بيده". 3444 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمشِ عن زياد بن حُصين عن أبي العالية عن ابن عباس قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفر يَرْمُون، فقال: "رمياً بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً". 3445 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن يحيى بن عبد الله عن سالم بن أبي الجَعْد قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فذكر الحديث، فقال: ولقد سمعتُ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يجيء المقتول يوم القيامة آخذا رأسَه، إما قال: بشماله، وإما بيمينه، تَشْخَبُ أوداجُه، في قُبُل عرش الرحمن تبارك وتعالى، يقول: يا رب، سَلْ هذا، فيمَ قتلني؟ ". 3446 - حدثنا عبد الرزاق أخبرِنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد يُرى بياضُ إبْطيه. 3447 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبي إسحق عن التميمي عن ابن عباس، مثل ذلك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

_ (3444) إسناده صحح، ورواه الحاكم 2: 94 من طريق إسحق بن إبراهيم الصنعاني، ومن طريق أحمد بن حنبل، كلاهما عن عبد الرزاق: وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ورواه ابن ماجة 2: 98 عن محمد بن يحيى عن عبد الرزاق. (3445) إسناده صحيح، وهو مختصر 2142، 2683. وانظر 1941. (3446) إسناده ضعيف، لإرساله. فإن إبراهيم النخعي من أتباع التابعين وإنما رواه الإمام أحمد هنا ليروي حديث ابن عباس "مثله" عقبه. (3447) إسناده صحيح، وهو مكرر 3414.

3448 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "علموا، ويَسِّروا ولا تعسروا، وإذا غضبتَ فاسكتْ، وإذا غضبتَ فاسكتْ". 3449 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جُريج قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن القاسم بن محمد عن ابن عباس، أن رجلاً أتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما لي عَهْدٌ بأهلي منذ عَفَار النخل، أو عَقَاره، قال: وعَفار النخل أو عَقارها: أنها كانت تُؤْبَر ثم تُعْفَر أو تُعْقَر أربعين يوماً لا تُسْقَى بعد الإبار، قال: فوجدِتُ رجلاً مع امرأتي، وكان زوجُها مُصْفَراً حَمْشاً سبطَ الشعر، والذي رُمِيتْ به رجل خَدْل إلىِ السواد جَعْد قَطَطٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "اللهم بَيَّنْ، اللهم بَيَّنْ"، ثم لاعنَ بينهما، فجاءتْ بولد يُشبه الذي رُمِيَتْ به. 3450 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن زيد بن أَسْلَم عن عطاء بن يَسار عن ابن عباس قال: ألاَ أخبركم بوُضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟،فدعا بماء فجعل يغرف بيده اليمنى ثم يصبُّ على اليسرى. 3451 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن سُمَيْع الزيات عن ابن عباس أنه قال: كنتُ قمت إلى جنب رسول الله-صلي الله عليه وسلم- إلى شماله، فأدارني فجعلني عن يمينه.

_ (3448) إسناده صحيح، وهو مكرر 2556 بإسناده. (3449) إسناده صحيح، وهو مكرر 3360. "عفار النخل أو عقارها"و"تعفر أو تعقر": الأولى في كل منهما بالفاء والثانية بالقاف، وفي ح"أو إغفارها" و" أو تغفر" بالغين المعجمة والفاء، وهوتصحيف لامعنى له. وليس للغين والفاء هنا محل، والتصحيح من ك، ويؤيده قول ابن الأثير 3: 109: "ويروى بالقاف، وهو خطأ". (3450) إسناده صحيح، وانظر 2416. (3451) إسناده صحيح، وهو مطول 3359 ومختصر 3437 ومكرر 2326.

3452 - حدثنا عبد الرزاق حدثنِا مَعْمَر عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتْبة عن ابن عباس قال: مَرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة لميمونة ميتة، فقال: "ألاّ استمتعتم بإهابها؟ "، قالوا: وكيف وهي ميتة؟، فًقال: "إنما حرم لحمها"، قال معمر: وكان الزهري ينكر الدباغ، ويقول: يُستمتع بها على كل حال. 3453 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن زيد بن أَسْلَم عن عطاء ابن يَسار أنه سمع ابن عباس يقول: توضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم احتَزَّ من كَتفٍ فأكل، ثم مضى إلى الصلاة ولم يتوضأ. 3454 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر، وعبد الأعلي عن معمر، عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة عن ابن عباس قال: جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، أو قال: يوم الفتح وهو يصلي، أنا والفضل مرتدفان على أَتان، فقطعنا الصف ونزلنا عنها، ثم دخلنا الصف، والأتان تمر بين أيديهم، لم تقطع صلاتَهم، وقال عبد الأعلى: كنت رديفَ الفضل على أتانٍ، فجئنا ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنًى. 3455 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى الصورَ في البيت، يعني الكعبة، لَم يدخل، وأمر بها فمُحيَتْ، ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام، فقال: "قاتلهَمْ الله!، والله ما استقسما بالأزلام قطّ".

_ (3452) إسناده صحيح، وهو مكرر 2369. وانظر 3028، 3052. (3453) إسناده صحيح، وهو مكرر 3433. (3454) إلمناداه صحيحان، وهو مطول 3185. (3455) إسناده صحيح، وهو مختصر 3093.

3456 - حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التمسوها في العشر الأواخر، في تَاسعةٍ تَبْقَى، أو خامسة تبقى، أو سابعةٍ تبقى". 3457 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عنِ عاصم الأحول عن الشَّعْبَي عن ابن عباس قال: حجم النبي - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ لبني بيَاضة، وأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - أجره، ولو كان حراماً لم يعطه، قال: وأمر مَوَالِيه أن يخففوا عنه بعضَ خَراجِه. 3458 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن يحيى بن أبي كَثير وأيوب عن عكْرمة عن ابن عباس قال: لعن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- المخنَّثَ من الرجال، والمترَجلاتِ من النساء. 3459 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن ابن طاوس عن عكْرمة ابن خالد عن ابن عباس قال: كنت في بيت ميمونة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يَصلي من الليل، فقمت معه علي يساره، فأخذ بيدي فجعلني عنِ يمينه، ثم صلى ثلاث عشرة ركعة، حزَرْت قَدْرَ قيامه في كل ركعة قدْرَ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}. 3460 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: خرج رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عام الفتح إلى مكة، في شهر رمضان، فصام، حتى مر بغَدِير في الطريق، وذلك في نَحر الظهيرة، قال:

_ (3456) إسناده صحيح، وهو مكرر 3401. (3457) إسناده صحيح، وهو مختصر 3087 ومطول 3286. (3458) إسناده صحيح، وهو مختصر 3151. (3459) إسناده صحيح، وهو مطول 3451. وانظر 3372. (3460) إسناده صحيح، وهو مطول 3089، 3279.

فعطش الناسُ وجعلوا يمدون أعناقَهم وتَتُوقُ أنفُسهم إليه، قال: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدح فيه ماء، فأمسكه على يده حتى رآه الناس، ثم شرب، فشرب الناسُ. 3461 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال سمعت عطاء قال سمعت ابن عباس، قال ابن بكر: ثم سمعته بعدُ، يعني عطاء، قال: سمعت ابن عباس يقول: كانت شاة أو داجنة لإحدى نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فماتت، فقال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "هلاّ استمتعتم بإهابها"، أو "مَسْكِها؟ ". 3462 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُريج، ورَوْح قال حدثنا ابن جُريج، قال أخبرني خُصَيف أن مقْسَماً مولى عبد الله بن الحرث بن نوفل أخبره أن ابن عباس أخبره: قال: أناَ عند عمر حين سأله سعدٌ وابن عمر عن المسح على الخفين؟، فقضى عمر لسعد، فقال ابن عباس: فقلت: يا سعد، قد علمنا أن النبي-صلي الله عليه وسلم- مسح على خفيه، ولكن أَقبْلَ المائدةِ أم بعدَها؟، قال: فقال روح: أو بعدها؟، قال: لا يخبرك أحد أن النبي-صلي الله عليه وسلم- مسح عليهما بعد ما أُنزلت المائدة، فسَكت عمر.

_ (3461) إسناده صحيح، وهو مختصر 3452. قوله "قال ابن بكر: ثم سمعته بعد، يعني عطاء" ليس على ما يوهم ظاهره أن محمد بن بكر سمعه من عطاء، فهو محال، وإنما قوله "يعني عطاء" بيان للقائل "ثم سمعته بعد"، يعني أن عبد الرزاق روى عن ابن جُريج "قال سمعت عطاء"، وابن بكر روى عن ابن جُريج أنه قال "ثم سمعته بعد" يريد: سمعت عطاء، ولعل ذلك كان من ابن جُريج في سياق كلام دعا إلى أن يعبر بهذا. (3462) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه من حديث ابن عباس 2988. وانظر أيضاً87، 88، 237، 1452، 1459. ونقل الهيثمي في مجمع الزوائد1: 256 نحو هذا عن ابن عباس، ونسبه للطبراني في الأوسط، وقال: "وفيه عبيد بن عبيدة التمار، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. وقال: يغرب": وعبيد هذا مترجم في لسان الميزان 4: 120 - 121.

3463 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قال أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوَار أنه سمع ابن عباس يقول: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل عَرْقاً أتاه المؤذن، فوضعه وقام إلى الصلاة، ولم يمسَّ ماءً. 3464 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني محمد بن يوسف أن سليمان بن يَسار أخبره أنه سمع ابن عباس: ورأى أبا هريرة يتوضأ، فقال: أتدري مما أتوضأ؟، قال: لا، قال: أتوضأ من أثوَارِ أقط أكلتُها، قال ابن عباس: ما أبالي مما توضأت، أشهد لَرَأيتُ رسولَ الله أكل أكل كَتف لحم ثم قام إلى الصلاة وما توضأ، قال: وسليمان حاضرٌ ذلك منهما جمَيعاً. 3465 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: علمي والذي يخطر على بالي أن أبا الشَّعْثاء أخبرني أن ابن عباس أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل بفضل ميمونة، قال عبد الرزاق: وذلك أني سألُته عن إخلاء الجُنُبَيْن جميعاً. 3466 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قال أخبرنا ابن جُريج قال: قلت لعطاء: أيُّ حينٍ أحبُّ إليك أن أصلي العشاء، إماماً أو خِلْواً؟، قال:

_ (3463) إسناده صحيح، وهو مكرر 1994، 3553. (3464) إسناده صحيح، محمد بن يوسف بن عبد الله بن يزيد الكندي الأعرج: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن المديني وغيرهم، وهو من شيوخ مالك. والحديث رواه البيهقي 1: 157 - 158 بنحوه من طريق ابن جُريج. وانظر الحديث السابق و2377. أثوار أقط: قال ابن الأثيرة "الأثوار: جمع ثور، وهي قطعة من الأقط وهو لبن جامد مستحجر". (3465) إسناده صحيح، ورواه مسلم1: 101 من طريق محمد بن بكر عن ابن جُريج. وانظر 3120. (3466) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مختصراً، 1926، وأشرنا هناك إلى رواية البخاري إياه مطولاً فهذه هي الرواية المطولة. (أو خلواً" بكسر الخاء وسكون اللام أي منفرداً.

سمعت ابن عباس يقول: أَعْتَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً بالعشاء، حتى رقد الناس واستيقظوا، ورقدوا واستيقظوا، فقام عمر بن الخطاب فقال: الصلاةَ، قال عطاء: قال ابن عباس: فخرج نبي الله-صلي الله عليه وسلم- كأَني انظر إليه الآن يَقْطر رأسُه ماءً، واضعٌ يَدَه على شِقّ رأسِه، فقال: "لولا أن أَشُقَّ على أمتي لأمرتهم أن يصلوها كذلك". 3467 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُريج، وابن بكر قال أخبرنا ابن جُريج: قال أخبرني عمرو بن دينارأن أبا الشَّعْثاء أخبره أن ابن عباس أخبره قال: صليت وراء رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً. 3468 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني سليمان الأحول أن طاوساً أخبره أنه سمع ابن عباس يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تهجد من الليل، فذكر نحو دعاء سفيان، إلا أنه قال: "وعدُك الحقُّ، وقولك الحق، ولقاؤك الحق"، وقال: "وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت إلهي، لا إله إلا أنت". 3469 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزهري عن عُبيد الله عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجْوَد البَشر، فما هو إلا أن يدخل شهر رمضان فيدارسَه جبريلُ - صلى الله عليه وسلم -، فلَهُوَ أجودُ من الريح. 3470 - حدثنا عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزهري عن أبي سَلَمة قالِ: كان ابن عباس يحدث: أن أبا بكر كشفَ عن وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ميتٌ بُرْد حِبَرةٍ كان مُسَجّي عليه، فنظر إلى وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أكبَّ عليه فقبَّله.

_ (3467) إسناده صحيح، وهو مختصر 3265. (3468) إسناده صحيح، وهو مكرر 3368، وذاك هو رواية سفيان التي أشار إليها الإمام. (3469) إسناده صحيح، وهو مختصر 3425. "أجود البشر" في ح "أجود ابش"، والتصحيح من ك. (3470) إسناده صحيح، وهو مختصر 3090 بهذا الإسناد.

3471 - حدثنِا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني إبراهيم بن مَيْسَرة عن طاوس عن ابن عباس: أنه ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغسل يوم الجمعة، قال طاوس: فقلت لابن عباس: ويمسّ طيباً أو دُهْناً إن كان عند أهله؟، قال: لا أعلمه. 3472 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا ابن جُريج قال حدثني إبراهيم بن أبي خدَاش أن ابن عباس قال: لما أسْرف النبي-صلي الله عليه وسلم- على المقْبَرة، وهي على طريقَه الأولى، أشار بيده وراء الضفير، أو قال: وراء الضفيرة، شك عبد الرزاق، فقال: "نِعْم المقبَرة هذه"، فقلت للذي أخبرني: أخصَّ

_ (3471) إسناده صحيح، إبراهيم بن ميسرة الطائفي: تابعي ثقة، قال ابن عيينة: "كان ثقة مأموناً، من أوثق من رأيت "، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 328. والحديث مختصر 3059، وقد أشرنا في 2383 إلى أن البخاري رواه من طريق ابن ميسرة. (3472) إسناده صحيح، إبراهيم بن أبي خداش بن عتبة بن أبي لهب: ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وترجمه البخاري في الكبير1/ 1 / 284 وقال: "سمع ابن عباس" وترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 352 وقال: "وأمه صفية بنت أراكة من بني الديل"، وفي التعجيل 15 - 16 عن أنساب الأشراف للبلاذري: "كان أبو خداش بن عتبة بن أبي لهب من جلساء معاوية، وكان ذا نسب وقال بعد ذلك: ومن ولد أبي لهب حمزة بن عتبة بن إبراهيم بن أبي خدش، وكان جميلا نبيلا، صيره الرشيد في صحابته" وأنكر الحافظ على الحسيني قوله في ترجمة إبراهيم "مجهول" إنكاراً شديدَاً، وفد أصاب. والحديث في مجمع الزوائد 3: 297 - 298 ونسبه للمسند وللبزار والطبراني في الكبير، بنحوه، وقال: "وفيه إبراهيم بن أبي خداش، حدث عنه ابن جريح وابن عيينة، كما قال أبو حاتم، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح". ورواه البخاري في الكبير مختصراً من طريق أبي عاصم عن ابن جُريج عن ابن أبي خداش عن ابن عباس "عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: نعم المقبرة هذه، وزعم ابن جُريج أنها مقبرة مكة"، ثم رواه مختصراً أيضاً من طريق هشام عن ابن جُريج بلفظ: "لما أشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - على المقبرة". ورواه الأزرق في تاريخ مكة 2: 169 عن جده عن الزنجي عن ابن جُريج بلفظ: "نعم المقبرة هذه، مقبرة أهل مكة". الضفير: قال ياقوت: "بفتح أوله وكسر ثانيه، والضفيرة: =

الشِّعْب؟، قال: هكذا قال، فلم يخبرني أنه خص شيئاً إلا كذلك: أشار بيده وراء الضفيرة أو الضفير، وكنا نسمع: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- خص الشِّعبَ المقابلَ للبيت. 3473 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني عبد الكريم وغيره عن مقَسم مولى عِبد الله بن الحرث أن ابن عباس أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل في الَحائض نصاب دينارٍ، فإن أصابها وقد أدبر الدم عنها ولم تغتسل فنصف دينار، كل ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 3474 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع محمدِ بن جُبير يقول: كان ابن عباس ينكر أن يتَقَدم في صيام رمضان إذا لم يُرَ هلالُ شهر رمضان، ويقول: قال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "إذا لم تروا الهلال فاستكملوا ثلاثين ليلة". 3475 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال

_ = مثل المسنّاة المستطيلة في الأرض: فيها خشب وحجارة، ومنه الحديث: فقام على ضفير السدة، كأنه أخذ من الضفر، وهو نسج قوي الشعر". والظاهر أنه موضع بعينه بمكة، فيه المقابر. الشعب: قال أبو الوليد الأزرقي 2: 169: "قال جدّى: لا نعلم بمكة شعبَاً يستقبل ناحية من الكعبة ليس فيه إنحراف، إلا شعب القبرة، فإنه يستقبل وجه الكعبة كلها مستقيما"، ثم وصف الشعاب التي في مقبرة مكة وصفاً مفصلاً 169 - 170. (3473) إسناده صحيح، عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وانظر 3428 وشرحنا على الترمذي 1: 247. (3474) إسناده صحيح، محمد: هو ابن جُبير بن مطعم. والحديث مطول 1931 وهو هناك باسم "محمد بن حنين"، ونقلنا قول التهذيب أنه في الأصول القديمة من النسائي "محمد بن جُبير" قال: "وكذلك هو في المسند وغيره"، وعقبنا عليه بأن ما في الأصلين من المسند في ذلك الموضع "محمد بن حنين"، ولكنا الآن استدركنا، ورأينا أن نقله عن المسند صحيح، إذ هو يريد هذا الموضع. وانظر 1985، 2335، 3280. (3475) إسناده صحيح، وهو مكرر 1938، 2856.

أخبرني عُبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس يقول: ما علمت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يتحرى صيامَ يوم يبتغي فضلَه على غيره، إلا هذا اليوم، ليوم عاشوراء، أو رمضان، قال رَوح: أو شهر رمضان. 3476 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال: قال عطاء: دعا عبد الله بن عباس الفضلَ بن عباس يومَ عرفة إلىِ طعام، فقال: إني صائم، فقال عبد الله: لا تصم، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرِّب إليه حِلاَب فيه لبن يوم عرفة فِشرب منه، فلا تصم، فإن الناس مسْتنون بكم، قال ابَن بكر ورَوح: إن الناس يسْتنُّونَ بكم. 3477 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جريج أخبرني زكرياء بن عمر: أن عطاء أخبره: أن ابن عباس دعا الفضل. 3478 - حدثنا عبد الرِزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني عمرو بن دينارأن أبا معْبَد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس أخبره: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرفُ الناسُ من المكتوبة كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه قال: قال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك، إذا سمعتُه. 3479 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني عطاء عن ابن عباس قال: بتّ ليلةً عند خالتي ميمونة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - متطوّعاً من الليل، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى القِرْبة فتوضأ، فقام يصلي، فقمتُ لما رأيتُه صنع ذلك فتوضأت من القربة، ثم قمتُ إلى شقِّه الأيسر، فأخذ بيدي من وراء ظهري يَعْدِلني كذلك من وراء ظهري إلى الَشق الأيمن.

_ (3476) إسناده ضعيف، لانقطاعه. فإن عطاء لم يدرك الفضل بن عباس، كما بينا في 2948. وانظر 3239 وما كتبناه من الاستدراك عليه وعلى ذلك. وانظر أيضأ 3398. (3477) في إسناده نظر، وهو مكرر 2948 بهذا الاٍ سناد. (3478) إسناده صحيح، وهو مطول 1933. (3479) إسناده صحيح، وقد تكرر هذا المعنى مراراً من حديث ابن عباس، آخرها 3459.

3480 - حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني حسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس عن عكْرمة وعن كُريب: أن ابن عباس قال: ألا أحدثكم عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر؟، قال: قلنا: بلى، قال: كان إذا زِاغت الشمس في منزله جَمَع بين الظهر والعصر قبل أن يركب، وإذا لم تزِغْ له في منزله سار، حتى إذا حانت العصر نزل فجمع بين الظهر والعصر، وإذا حانت الغرب في منزله جمع بينها وبين العشاء، وإذا لم تحن في منزله ركب، حتى إذا حانت العشاء نزل فجمع بينهما. 3481 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ابتاع طعاماً فلا يبعْه حتى يقبضه"، قال: قال ابن عباس: وأحسِب كل شيء بمنزلة الطعام. 3482 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معْمَر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُتَلَقَّى الرُّكْبَان، وأن يبيع حاضرٌ لِباَد، قال: قلت لابن عباس: ما قوله: (حاضر لبادٍ)؟، قال: لا يكون لَه سِمساَرا. 3483 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن عبد الكريم عن عكْرمة قال: قال ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً يصلي عند الَكعبة

_ (3480) إسناده ضعيف، لضعف حسين بن عبد الله. وقد مضى بمعناه بإسناد آخر صحيح 2191. وانظر 3288. (3481) إسناده صحيح، وهو مكرر 1847، 1928، 2438. وانظر 2275، 3346. (3482) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا الترمذي، بزيادة في أوله "تلقوا الركبان" كما في المنتقى 2838، وقد أشرنا إليه في 3213. وانظر 4531. (3483) إسناده صحيح، عبد الكريم: هو الجزري. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 9: 248 عن البخاري من طريق عبد الرزاق عن معمر. ثم قال: "وكذا رواه الترمذي والنسائي في تفسيرهما من طريق عبد الرزاق، به، وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن زكريا بن=

لأطأن على عنقه!، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لو فعل لأخذتْه الملائكة عياناً". 3484 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن أبي قلاَبة عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتاني ربي عز وجل الليلةَ في أحَسن صورة"، أحسبه يعني في النوم، "فقال: يا محمد، هل تدري فيم يخْتَصم الملأ الأعلى؟ "، قال: "قلت: لا"، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فوضع يده بين كتفيً حتى وجدت بردَها بين ثَدْيي"، أو قال: "نحرِي، فعلمت ما في السموات ومما في الأرض، ثم قال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟، قال: قلت: نعم، يختصمون في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات والدرجات؟، قال: المكمث في الِمساجد، والمشي على الأقدام إلى الجمعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخيرٍ، وكان من خطيئته كيوم وَلَدَتْه أمه، وقل يا محمد إذا صليت: اللهم إني أسألك اَلخيرات، وترك الَمنكرات، وحب المساكين، وإذا أردتَ بعبادك فتنةً أن تقبضني إليك غير مفتون"، قال: "والدرجات بذل الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام".

_ = عدي عن عبيد الله بن عمرو [يعني عن عبد الكريم]، به " وقد مضى معناه مطولاً من وجه آخر 2225. وانظر 2321، 3045. (3484) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 173 - 174 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، وقال: "وقد ذكروا بين أبي قلابة وابن عباس في هذا الحديث رجلاً، وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس " ثم رواه من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس، وقال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". وما أظن الترمذي يريد بذلك تعليل رواية معمر عن أيوب، فإن معمرا أحفظ من معاذ بن هشام وأثبت وأتقن، وخالد بن =

3485 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن ابن خثَيم عن سعيد ابن جُبير عن ابن عباس: أن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاهدوا باللات والعُزَّى ومناةَ الثالثة الأخرى: لو قدْ رأينا محمداً قمنا إليه قيامَ رجل واحد فلم نفارقْه حتى نقتلَه، قال: فأقْبلتْ فاطمة تبكي حتى دخلتْ على أبيها، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك في الحجر قد تعاهدوا أنْ لو قد رأوك قاموا إليك فقتِلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك، قال: "يا بُنَيَّة، أَدْني وضُوءَا"، فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: هو هذا، فخفضوا أبصارهم، وعُقِرُوا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه أبصارهم، ولم يقم منهم رجل، فأقبل رَسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضةً من تراب فحصَبَهم بها، وقال: "شاهت الوجوه"، قال: فما أصابتْ رجلاً منهم حصاةٌ إلا قتل يوم بدركافراً. 3486 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن عثمان الجَزَرِي عن مقْسَم قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس: أن راية النبي - صلى الله عليه وسلم - مع على ببن أبي طَالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبَادة، وكان إذا استَحَرَّ القتل كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- مما يكون تحت راية الأنصار.

_ = اللجلاج العامري: ثقة، فلو صحت رواية معاذ بن هشام كان الحديث أيضاً صحيحا ولكن الظاهر أن رواية معاذ بن هشام غريبة، ولذلك قال في التهذيب في ترجمة خالد ابن اللجلاج: "روى عن ابن عباس فيما قيل". والحديث نسبه السيوطي في الدر المنثور 5: 319 أيضاً لعبد الرزاق وعبد بن حميد ومحمد بن نصر، ولكن سقط منه "عن ابن عباس لا، وهو خطأ مطبعي واضح. وانظر تفسير ابن كثير 7: 220 - 221. (3485) إسناده صحيح، وهو مكرر 2762. (3486) في إسانده نظر، وقد سبق حديث آخر 2562 بهذا الإسناد، وفصلنا القول فيه. والحديث أشار إليه الحافظ في الإصابة 3: 80 ولم يذكر من خرجه.

3487 - حدثنا يزيد أخبرنا سفيان بن سعيد عن عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس وسُئل: هل شهدتَ العيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: نعم، ولولا قرابتي منه ما شهدتُه من الصغر، فصلى ركعتين، ثم خطب، ثم أتى العَلَم الذي عند داركَثير بن الصَّلْت، فوعظ النساء وذكّرهن وأمرهن بالصدقة، فأهْوَيْن إلى آذانهن وحلوقهن فتصدقْنَ به، قال: فدفَعْنَه إلى بلال. 3488 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج بن أَرْطاة عن ابن عباس: أنه كان لا يَرَى أن ينزل الأبْطَح، ويقول: إنما أقام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة. 3489 - حدثنا يزيد أَخبرنا حماد بن سَلَمة عن أيوب عن عكْرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُودَى المكاتَب بحِصّة ما أَدَّى دية الحُرّ، وما بقى ديةَ عبدٍ". 3490 - حدثنا يزيد أخبرنا عَبَّاد بن منصور عن عِكْرمة بن خالد

_ (3487) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. سفيان بن سعيد: هو الثوري. والحديث مطول 3226. وانظر 3358. (3488) إسناده صحيح، وهو مكرر 3289 بإسناده. (3489) إسناده صحيح، وهو مكرر 3423. (3490) إسناده صحيح، وقد مضى كثير من معناه مراراً، مطولاً ومختصراً، منها 1911، 2164، 2567، 2572، 3061، 3194، 3372، 3459، 3479. وسيأتي 3502. الشجب، بفتح الشين وسكون الجيم: عمود من عمد البيت وجمعه شجوب، ويحتمل أيضاً أن يكون "على شجب" بضمتين، وهو جمع "شجاب" بكسر الشين وتخفيف الجيم، هي خشبات موثقة منصوبة توضع عليها الثياب وتنشر، و"المشجب" بكسر الميم وسكون الشين وفتح الجيم، كالشجاب وأما ابن الأثير فذكر الحديث بلفظ "فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شجب فاصطحب منه الماء وتوضأ"، فسَره قال: "الشجب:=

المخزومي عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: أتيت خالتي ميمونة بنت الحرث، فبتُّ عندها، فوجدتُ ليلتَها تلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، العشاء ثم دخل بيته، فوضع رأسَه على وسادة من أدَمٍ حَشْوُها ليف، فجئتُ فوضعتُ رأسي على ناحية منها، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنظر فَإذا، عليه ليلٌ، فسبَّح وكبَّر حتىِ نام، ثَّم استيقظ وقد ذهب شطرُ الليلِ، أو قال: ثلثاه، فقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقضى حاجته، ثم جاء إلى قرْبة على شَجْب فيها ماء، فمضض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ومسح برأسه وأذنيه ثم غسل قدميه: قال يزيد: حسبته قال: ثلاثاً ثلاثاً، ثم أتى مصلاه، فقمت وصنعت كما صنع، ثم جئتُ فقمتُ عن يساره، وأنا أُريد أن أُصلي بصلاته، فأمهل رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، حتى إذا عرف أني أريد أن أصلي بصلاته لَفتَ يمينَه فأخذ بأذني فأدارني حتى أقامني عن يمينه، فصلى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- مما رأى أنّ عليه ليلاً ركعتين، فلما ظن أن الفجر قد دنا قام فصلى ستَّ ركعات، أوتر بالسابعة، حتي إذا أضاء الفجر قام فصلى ركعتين، ثم وضع جنبه فنام حتى سمعتُ فَخيخَه، ثم جاء بلال فآذنه بالصلاة، فخرج فصلى وما مسّ ماءً، فقلت لسَعيد بن جُبير: ما أحسِنَ هذا!، فقال سعيد بن جُبير: أما والله لقد قلتُ ذاك لابن عباس، فقال: مه، إنها ليست لك ولا لأصحابك، إنها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنه كان يُحْفَظُ. 3491 - حدثنا يزيد أخبرنا سفيان عن سَلَمة بن كُهَيل عن الحسن العُرَني قال: سئل ابن عباس عن الرجل إذا رمى الجمرة، أيتطيب؟، فقال: أما أنا فقد رأيت المسك في رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أفمن الطيب هو، أم لا؟!.

_ = بالسكون، السقاء الذي قد أخلق وبلي وصار شَناً". الفخيخ: الغطيط. (3491) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مختصر 3204.

3492 - حدثنا يزيد أخبرنا الجُرَيْري عن أبي الطُّفَيل قال: قلت لإبن عباس: حدِّثْني عن الركوب بين الصفا والمروة، فإن قومك يزعمون أنها سنةٌ، فقال: صدقوا وكذبوا!، قلت: ما صدقوا وكذبوا؟، ماذا؟، قال: قدم رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، فخرجوا حتى خرجت العواتق، وكان رسول الله-صلي الله عليه وسلم- لا يضْرب عنده أحد، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَطاف وهو راكب، ولو نزل لكان المشى أحبَّ إليه. 3493 - حدثنا معاذ حدثنا ابن عَون عن محمد عن ابن عباس قال: قد سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين مكة والمدينة، لا نخاف إلا الله عز وجل، نصلي ركعتين. 3494 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن سعيد عن قَتادة عن موسى ابن سَلَمَة قال: سألت ابن عباس عن الَصلاة بالبطحاء إذا فاتني (1) الصلاة في الجماعة؟، فقال: ركعتين، تلك سُنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 3495 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن حُمَيد عن بكر عن ابن عباس قال: ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الَمسجد وهو على بعيره، وخلفَه أسامة

_ (3492) إسناده صحيح، الجريرى: هو سعيد بن إياس. والحديث مكرر 2843. (3493) إسناده صحيح، وهو مكرر 3411. (3494) إسناده صحيح، وهو مكرر 3119. (1) في ك (فاتتني). (3495) إسناده صحيح، حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. بكر: هو ابن عبد الله المزني، وهو تابعي ثقة مأمون، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 90، والحديث رواه أبو داود 2: 162 من طريق حميد، وأوله عنده: (قال رجل لابن عباس: ما بال أهل هذا البيت يسقون النبيذ، وبنو عمهم يسقون اللبن والعسل والسويق؟، أبخل بهم أم حاجة؟، قال ابن عباس: ما بنا بخل ولا بنا حاجة، ولكن دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" إلخ. قال المنذري: "وأخرجه مسلم". ونسبه المحب الطبري في كتاب القِرى للشيخين، ولم أجده في =

ابن زيد، فاستسقى، فسقيناه نبيذاً فشرب، ثم نال فضله أسامة بن زِيد، فقال: "قد أحسنتم وأجْملتم، فكذلك فافعلوا"، فنحن لا نريد أن نُغَيَّر ذلك. 3496 - حدثنا إسحق بن يوسف أخبرنا مسْعَر عن عبد الملك بن ميسَرة عن طاوس عِن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ابتاع طعاماً فلا يبعْه حتى يقبضه"، قال مسْعَر: وأظنه قال: "أو علفاً". 3497 - حدثنا عَبْدَة بن سليمان حدثنا عاصم عن الشَّعْبِي عن ابن عباس قال: سقيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - من زمزم، فشرب وهو قائم. 3498 - حدثنا رَوح بن عبَادة حدثنا هشام قال أخبرنا قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركِوع قال: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعدُ". 3499 - حدثنا رَوح حدثنا ابن، جُريج قال سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "إذا أكل أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتى يَلْعَقَها أويُلْعِقها". 3500 - حدثنا رَوح حدثنا زكريا بن إسحق حدثنا عمرو بن دينار

_ = البخاري. وقد مضى معناه بإسناد ضعيف 2946، 3114. (3496) إسناده صحيح، وهو مكرر 3481. (3497) إسناده صحيح، وهو مكرر 3186. (3498) إسناده صحيح، وهو مكرر 3083. (3499) إسناده صحيح، وهو مكرر 3234، 4514. (3500) إسناده صحيح، وهو مطول 1916. في ح "حتى" بدل "حين" والتصحيح من ك.

أنه سمع عكْرمة يقول: كان ابن عباس يقول {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قال: شيء أُرِيَه النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة، رآه بعينه حين ذُهِبَ به إلى بيت المقدس. 3501 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُريج، وعبد الله بن الحرث عن ابن جُريج، قال سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن لابن آدم وادياً مالاً لأحبَّ أن له إليه مثلَه، ولا يملأُ نفْس ابن آدم إلا التراب، والله يتوب على من تاب"، فقال ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟. 3502 - حدثنا رَوْح حدثنا عبَّاد بن منصور حدثني عكْرمة بن خالد بن المغيرة أن سعيد بن جُبير حدثه، قال ابن عباس: أتيتَ خالتي ميمونة، فوجدتُ ليلتَها تلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر نحو حديث يزيد، إلا

_ (3501) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 216 - 218 بإسنادين من طريق ابن جُريج، وكذلك رواه مسلم 1: 286 من طريق ابن جُريج. قول ابن عباس: "فلا أدري أمن القرآن هو أم لا": روى البخاري في الصحيح 1: 218 عن أبي بن كعب قال:"كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت "ألهاكم التكاثر". قال الحافظ 219: "ووجه ظنهم أن الحديث المذكور من القرآن: ما تضمنه من ذم الحرص على الاستكثار من جمع المال، والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك، ولا بد لكل أحد منه. فلما نزلت هذه السورة، وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه، علموا أن الأول من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -". وهذا هو التوجيه الصحيح. (3502) إسناده صحيح، عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، حذف هنا بعض آبائه من عمود النسب. والحديث مكرر 3490. وهو الذي يشير إليه هنا بقوله "فذكر نحو حديث يزيد". الجخيف، بالجيم ثم الخاء: الصوت من الجوف، وهو أشد من الغطيط.

أنه قال: حتى إذا طلع الفجر الأوّل أمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هُنيَّةً، حتى إذا أضاء له الصبح قام فصلى الوتر تسعَ ركعات، يسلم في كل ركعتين، حتى إذا فرغ من وتره أمسك يسيرا، حتى إذا أصَبح في نفسه قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فركع ركعتي الفجر لصلاة الصبح، ثم وضع جنبه، فنام حتى سمعتُ جَخيفه، قال: ثم جاء بلال نيّه للصلاة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى الصبح. 3503 - حدثنا رَوح حدثنا زكريا حدثنا عمرو بن دينار عن عِكْرمة أن ابن عباس كان يقول: مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثلاث عشرة سنة، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين سنة. 3504 - حدثنا رَوح حدثنا زكريا أخبرنا عمرو بن دينارعن عكْرمة عن ابن عباس: أن رجلاً قال: يا رسول الله، إِن أمه توفيت، أفينفعها إِن تصدقتُ عنها؟، فقال: "نعم"، قال: فإن لي مَخْرَفاً، وأُشهدك أَني قد تصدقتُ به عنها. 3505 - حدثنا رَوح حدثنا زكريا حدثنا عمرو بن دينار: أن ابن عباس كان يذكر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- رخَّص للحائض أن تَصْدُر قبل أن تطوف، إذا كانت قد طافت في الإفاضة. 3506 - حدثنا رَوح حدثنا ابن أبي حَفْصة حدثنا ابن شهاب عن

_ (3503) إسناده صحيح، وهو مختصر 3429. (3504) إسناده صحيح، وهو مختصر 3080. وانظر 3420، 3506. المخرف، بفتح الميم والراء وبينهما خاء معجمة ساكنة: هو الحائط من النخل، وأما بكسر الميم: فهو النخلة نفسها. (3505) إسناده صحيح، وهو مختصر 3256. وانظر 3435. (3506) إسناده صحيح، ابن أبي حفصة: هو محمد والحديث مكرر 3049. انظر 3504.

عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عن ابن عباس قال: استفتَى سعدُ بن عُبادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نذر على أمه توفيتْ قبل أن تقضيَه؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقضه عنها". 3507 - حدثنا رَوح أبو عَوَانة عن رَقَبة بن مَصْقَلة بن رقبة عن طلحة الإيامي عن سعيد بن جُبير قال: قال لي ابن عباس: تزوَّجْ، فإن خيرنا كان أكثرنا نساءً، - صلى الله عليه وسلم -. 3508 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُريج قال أخبرني يَعلَى أنه سمع عِكْرمة مولى ابن عباس يقول: أنبأنا ابن عباس: أن سعد بن عُبادة تُوفيتْ أُمه وهو غائب عنها، فأَتى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن أمي تُوفيتْ وأنا غائب عنها، فهل ينفعها إنْ تصدقْتُ عنها؟، قال: "نعم"، قال: فإني أُشهدك أن حائطي المَخْرَف صدقةٌ عنها. 3509 - حدثنا رَوح حدثنا شُعبة عن أيوب عن أبي العالية البَرَّاء

_ (3507) إسناده صحيح، رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن رقبة بن خوتعة بن صبرة: ثقة، قال أحمد: "شيخ من الثقات مأمون"، وقال العجلي: "ثقة، وكان مفوهاً، يعد من رجالات العرب"، ونسبه هذا نقلناه من شرح القاموس1: 275، "مصقلة" بالصاد، ويقال أيضاً بالسين، كما وقع في صحيح مسلم في حديث آخر وكما في الكبير للبخاري 2/ 1/323. طلحة الإيامي: هو طلحة بن مصرف اليامي، نسبة إلى "يام" قبيلة من همدان، وفي شرح القاموس 9: 115 ت "والنسبة إليهم يامي، وربما زيد في أوله همزة مكسورة، فيقولون: الإيامي". وقد مضى معنى الحديث مرتين بإسناد حسن 2048، 2179. (3508) إسناده صحيح، وهو مكرر 3504. وانظر 3506. (3509) إسناده صحيح، أبو العالية البراء: اسمه زياد بن فيروز، ولذلك جزم البخاري في الكبير 2/ 1/ 334 والسمعاني في الأنساب، وقيل غير ذلك. والصحيح ما قلنا، وهو تابعي ثقة. "البراء" بتشديد الراء، نسبة إلى بري الأشياء. وانظر 2360، 2641، 3128، =

عن ابن عباس أنه قال: أهلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج، فقدم لأربع مَضَين من ذي الحجة، فصلى بنا الصبح بالبطحاء، ثم قال: "من شَاء أن يجعلها عمرةً فليجعلْها". 3510 - حدثنا محمد بن أبي حَفْصة حدثنا ابن شهاب عن أبي سناَن عن ابن عباس: أن الأقرع بن حابس سأل رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: الحجُّ كلَّ عَام؟، فقال: "لا، بل حجة، فمن حج بعذ ذْلك فهو تطوّع، ولو قلتُ نعم لوجبتْ، ولو وجبتْ لم تسمعوا ولم تطيعوا". 3511 - جدثنا رَوح حدثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَيَبعثنَّ الله تبارك وتعالى الحَجَر يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق [به]، يشهد على من استلمه بحقٍّ". 3512 - حدثنا رَوح حدثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وأصحابه اعتمروا من جعرّانة، فإضْطَبَعوا، وجعلوا أرديتَهم تحت آباطهم، ووضعوها على عواتقهَم، ثم رَمَلُوا. 3513 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر عن الأعمش عن الحَكَم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة المزدلفة: "يا

_ = 3172، 3395. (3510) إسناده صحيح، وهو مطول 3303. (3511) إسناده صحيح، وهو مكرر 2798. والزيادة من ك. (3512) إسناده صحيح، وهو مكرر 2793 ومختصر 2870. (3513) إسناده صحيح، أبو بكر: هو ابن عياش. والحديث مطول 3203.

بَني أخي، يا بني هاشم، تَعَجّلوا قبل زحام الناس، ولا يرمين أحدٌ منكم العقبَة حتى تطلع الشمس". 3514 - حدثنا أسود بن عامر قال أخبرنا كامل عن حَبيب عن ابن عباس قال: بتُّ عند خالتي ميمونة، قال: فانتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فذكر الحديث، قال: ثم ركع، قال: فرأيته قال في ركوعه: "سبحان ربي العظيم"، ثم رفع رأسه، فحمد الله ما شاء أن يحمده، قال: ثم سجد، قال: فكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى"، قال: ثم رفع رأسه، قال: فكان يقول فيما بين السجدتين: "رب اغفر لي، وارحمني، واجبرْني، وارفعني، وارزقني، واهدني".

_ (3514) إسناده صحيح, كامل: هو ابن العلاء التميمي السعدي، وكنيته "أبو العلاء". حبيب: هو ابن أبي ثابت. وقد مضى آخر الحديث، ما يقول في السجود، مختصراً 2897 عن يحيى بن آدم "حدثنا كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس، أو عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس". واستظهرنا أن الشك فيه من يحيى بن آدم، وأشرنا إلى هذه الإسناد. ونزيد هنا أن القسم الأخير من الحديث، فيما يقول من السجود، رواه أبو داود 1: 316 من طريق زيد بن الحباب، والترمذي بإسنادين 1: 236 من طريق زيد ابن الحباب أيضاً، وابن ماجة 1: 150 من طريق إسماعيل ابن صبيح، والحاكم بإسنادين 1: 262، 271 من طريق زيد بن الحباب، كلهم عن كامل عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس، وصححه الحاكم في الموضعين ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: "حديث غريب ... وروى بعضهم هذا الحديث عن كامل أبي العلاء مرسلاً". وحبيب بن أبي ثابت سمع من ابن عباس، فالحديث صحيح، سواء أكان عن حبيب عن ابن عباس، أم عنه عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس. وقد مضى حديث صلاة رسول الله بالليل عن ابن عباس مراراً، ومطول، ومختصراً، آخرها 3490، 3502.

3515 - حدثنا رَوح حدثنا شُعبة عن عمرو بن مُرَّة عن أبي البَخْتَرِي قال: تراءينا هلال شهر رمضان بذات عِرْق، فأرسلْنا إلى ابن عباس نسأله؟، فقال: إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله عز وجل قد مدَّه لرؤيته، فإن أُغمى عليكم فأكملوا العدَّةَ". 3516 - حدثنا رَوح حدثنا زكريا بن إسحق حدثنا عمرو بن دينار عن ابن عباس قال: مكث رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بمكة ثلاث عشرة سنة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين. 3517 - حديث رَوح حدثنا هشام حدثنا عكْرمة عن ابن عباس قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأربعين سنة، فمكث بمَكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، فمات وهو ابن ثلاث وستين، - صلى الله عليه وسلم -. 3518 - حدثنا روح حدثنا ابن جُريج قال أخبرني أبو حاضرٍ قال: سُئل ابن عمر عن الجَرّ ينبذ فيه؟، فقال: نهى الله ورسوله عنه، فانطلق الرجل إلى ابن عباس فذكر له ما قال ابن عمر؟، فقال ابن عباس: صدق، قال الرجل لابن عباس: أيّ جرٍّ نَهى عنه؟، قال: كل شيء يصنع من مَدَرٍ. 3519 - حدثنا رَوح حدثنا حماد عن عليّ بن زيد عن يوسف

_ (3515) إسناده صحيح، وهو مطول 3208. وانظر 3474. (3516) إسناده صحيح، وهو مكرر 3503 بإسناده. (3517) إسناده صحيح، وهو مكرر 2017، 2242. وانظر 3429، 3503، 3516. (3518) إسناده صحيح، وهو مكرر 3257. وسيأتي نحوه في مسند ابن عمر مطولاً 5090، (3519) إسناده صحيح، وهو مكرر 2270، 2713. ذارئ: من الذرء أي الذرية، يقال "ذرأ الله =

ابن مهْران عن ابن عباس قال: لما نزلت آية الدَّيْن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أَوّل من جَحد آدم عليه السلام"، قالها ثلاث مرات، "إن الله لما خلق آدم عليه الصلاة والسلام مسح ظهرَه، فأخرج منه ما هو ذَارِئٌ إلى يوم القيامة، فجعل- يَعْرِضهم عليه، فرأى فيهم رجلاً يَزْهَر، فقال أيْ ربّ، أيُّ بَنِيَّ هذا؟، قال: هذا ابنك داود، قال: أي ربّ، كم عمره؟، قال: ستون سنة، قال: أيْ ربّ، زد في عمره، قال: لا، إلا أن تزيده أنت من عمرك، فكان عمر آدم ألفَ عام، فوهب له من عمره أربعين عاماً، فكتب الله عز وجل عليه كتاباً، وِأشهد عليه الملائكة، فلما حضرآدم عليه السلام، أتتْه الملائكة لتقبض روحه، فقال: إِنه لم يَحْضر أجلي!، قد بقى من عمرى أربعون سنة!، فقالوا: إنك قد وهبتَها لابنك داود، قال: ما فعلتُ ولا وهبتُ له شيئاً، وأبرز الله عز وجل عليه الكتاب، فأقام عليه الملائكة". 3520 - حدثنا رَوح حدثنا زَمْعَة عن ابن شهاب عن أبي سناَن الدؤلي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله عز وجل كتب عليَكم الحج"، فقال الأقرع بن حابس: أبدا يا رسول الله؟، قال: "بل حجة واحدة، ولوقلت نعم لوجبتْ". 3521 - حدثنا رَوح حدثنا شُعبة عن يعقوب بن عطاء عن أبيه

_ = الخلق " أي خلقهم، ومن صفات الله سبحانه "الذارئ"، وقد يكون الضمير عائدا على آدم، فيكون معناه: ما هو والد إلى يوم القيامة. "بني" بتقديم الباء، يسأل من هو ذا من أولاده، وفي ح" بني" بتقديم النون، وهو خطأ، صح من ك. (3520) إسناده ضعيف، لضعف زمعة بن صالح. وقد مضى معناه مرارا بأسانيد صحاح، آخرها 3510. (3521) إسناده صحيح، وهو في معنى 2003، 3461.

عن ابن عباس: ماتت شاة لميمونة، فقال: النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هلاً استمتعتم بإهابها؟ "، فقالوا: إنها ميتة، فقال: "إن دباغ الأديم طهوره". 3522 - حدثنا رَوح حدثنا شُعبة عن قَتادة عن أبي مجْلَز: أن رجلاً أتَى ابن عباس فقال: إني رميت بستٍّ أو سبعٍ؟، قال: ما أدريَ: أرَمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمرةَ بستٍّ أو سبع. 3523 - حدثنا رَوح حدثنا هشام عن عِكْرمة عنِ ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم في رأسه، من صُداع وَجَدَه. 3524 - حدثنا رَوح حدثنا زكريا بن إسحق حدثنا عمرو بن دينار عن طاوسٍ قال ابن عباس: احتجم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وهو مُحْرِم على رأسه. 3525 - حدثنا رَوح وأبو داود، المعنى، قالا حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن قَتادة عن أبي حسان الأعرج عن ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بذي الحُلَيفة، ثم أشعر الهَدْيَ جانبَ السَنَّام الأيمن، ثم أَماط عنه الدم وقَلَّدَه نعلين، ثم ركب ناقَته، فلما استوتْ به على البيداء أَحْرَم، قال: فأحرم عند الظهر، قال أبو داود: بالحج.

_ (3522) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 148 من طريق خالد بن الحرث عن شُعبة، ونسبه المنذري للنسائي أيضاً. وشك ابن عباس في عدد الحصيات لا ينفى ما ثبت من أنها سبع حصيات، من حديث ابن مسعود عند الشيخين، وابن عمر عند البخاري، وجابر عند مسلم. (3523) إسناده صحيح، وهو مطول 3282. (3524) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (3525) إسناده صحيح، وهو مكرر 2296، 2528، 3149، 4570.

3526 - حدثنا رَوح حدثنا الأوزاعي عن المطَّلب بن عبد الله قال: كان ابن عمر يتوضأ ثلاثاً، يرفعه إلى النبي-صلي الله عليه وسلم-، وكان ابن عباس يتوضأ مرةً مرة، يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. 3527 - حدثنا رَوح وعفان قالا حدثنا حماد عن قيس، قال عفان: أخبرنا حماد في حديثه قال أخبرنا قيس عن مجاهد عنِ ابن عباس أنه قال: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى زمزم، فنزعنا له دلواً، فشرب، ثم مَجَّ فيها، ثم أفرغناها في زمزم، ثم قال: "لولا أن تُغْلَبوا عليها لنَزَعْت بيدي". 3528 - حدثنا وح حدثنا حماد عن حُميد عن بكر بن عبد الله: أن أعرابياً قال لابن عباس: ما شأنُ آل معاوية يَسْقُون الماء والعسل، وآل فلان يسقون اللبن، وأنتم تَسقون النبيذ أَمِنْ بُخْل بكم أو حاجة؟، فقال ابن عباس: ما بنا بخل ولا حاجة، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءنا ورديفُه أسامة ابن زيد، فاستسقى فسقيناه من هذا، يعني نبيذ السقاية، فشرب منه، وقال: "أحسنتم، هكذا فاصنعوا". 3529 - حدثنا رَوح حدثنا حماد عن عاصم الأحول عن الشَّعْبِي عن ابن عباس قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لماء زمزم، فسقيناه، فشرب

_ (3526) إسناده صحيح، وهو حديثان: عن ابن عمر، وعن ابن عباس. وحديث ابن عباس مضى معناه مراراً، منها 3073، 3113. وسيأتي عنهما بهذا الإسناد في مسند ابن عمر 4818، 4534. (3527) إسناده صحيح، قيس: هو ابن سعد المكي. والحديث في تاريخ ابن كثير 5: 193 وقال: "انفرد به أحمد، وإسناده على شرط مسلم" وانظر 2227، 3497. (3528) إسناده صحيح، وهو مطول 3495. وهذا المطول في تاريخ ابن كثير 5: 193 عن هذا الموضع. (3529) إسناده صحيح، وهو مكرر 3497.

قائماً. 3530 - حدثنا رَوح حدثنا سعيد عن أبي حَريز عن عكْرمة عن ابن عباس: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى أن تُنكح المرأة على عمتها أو على خَالتها. 3531 - حدثنا حُجَين بن المُثَنىَّ حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث، ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}. 3532 - حدثنا رَوح حدثنا سعيد، وعبد الوهاب عن سعيد، عن قَتادة عن أبي الطُّفَيل قال: كان معاوية لا يأتي على ركن من أركان البيت إلا استلمه، فقال ابن عباس: إنما كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يستلم هذين الركنين، فقال معاوية: ليس من أركانه شيء مهجور، قال عبد الوهاب: الركنين اليماني والحَجَر. 3533 - حدثنا رَوح حدثنا الثوري حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن أبي الطَّفَيل قال: كنت مع معاوية وابن عباس وهما يطوفان حول البيت، فكان ابن عباس يستلم الركنين، وكان معاوية يستلم الأركان كلها، فقال ابن عباس: كان رسول الله-صلي الله عليه وسلم- لا يستلم إلا هذين الركنين، اليماني

_ (3530) إسناده صحيح، أبو حريز، بفتح الحاء: هو عبد الله بن الحسين الأزدي قاضي سجستان، قال أحمد: "منكر الحديث"، وضعفه النسائي وغيره، ولكن وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: "حسن الحديث، ليس بمنكر الحديث، يكتب حديثه". والحديث رواه الترمذي 2: 188 من طريق أبي حريز، وصححه. وهو مختصر 1878. (3531) إسناده صحيح، وهو مكرر 2907. (3532) إسناده صحيح، وهو مكرر 3074. (3533) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

والأسود، فقال معاوية: ليس منها شيء مهجور. 3534 - حدثنا رَوح حدثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن أبي الطُّفَيل قال قلت لابن عباس: يزعم قومك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رمَل بالبيت، وأن ذلك سُنة؟، قال: صدقوا وكذبوا!، قلت: ما صدقوا وكذبوا؟، قال: صدقوا، قد رمل بالبيت، وكذبوا ليست بسنة، إن قريشاً قالت: دَعُوا محمداً وأصحابه، زمن الحديبية، حتى يموتوا مَوْت النَّغَف، فلما صالحوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثاً، فقدم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- مني العام المقبل، والمشركون من قِبَل قغيقِعان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارمُلُوا بالبيت ثلاثاً"، وليست بسنة. 3535 - حدثنا يونس وسُريج قالا حدثنا حماد عن أبي عاصم الغَنَوِي عن أبي الطُّفَيل، فذكر الحديث. 3536 - حدثنا رَوح حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن أيوب عنِ سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن قريشاً قالت: إن محمداً وأصحابه قد وهَنتْهم حمى يثرب، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعامه الذي اعتمر فيه، قال لِأصِحابه: "ارمُلوا بالبيت ليرى المشركون قوتكم"، فلما رملوا قالت قريش: ما وهَنَتْهم. 3537 - حدثنا رَوح حدثنا حماد يعني ابن سَلَمة، حدثنا عطاء ابن السائب عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحجَر الأسود من الجنة، وكان أشدّ بياضاً من الثلج، حتى سودته خطايا أهل

_ (3534) إسناده صحيح، وهو مختصر 2707. ومطول 2870. وانظر 2686، 3347. (3535) إسناده صحيح، وهو مختصر 2707. بهذا الإسناد، وبمعنى الحديث السابق. (3536) إسناده صحيح، وهو مختصر 2686. وانظر الحديثين السابقين. 35371) إسناده صحيح، وهو مكرر 3047.

الشرك". 3538 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمضمض من لبن، وقال: "إن له دَسَماً". 3539 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان من أجود الناس، وأجودُ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريلِ، يلقاه كل ليلة يدارسه القرآن، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجودَ من الريح المرسَلة. 3540 - حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا شُعبة عن أبي بشْر عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نُصرتُ بالصَّبا، وأُهلكتْ عاد بالدَّبُور". 3541 - حدثنا هشام بن عبد الملك حدثنا أبو عَوَانة عن حُصين عن حَبيب بن أبي ثابت أنه حدثه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال: حدثني ابن عباس: أنه بات عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاستيقظ من الليل، فأخذ سواكه فاستاك به، ثم توضأ وهو يقول: " {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} " حتى قرأ هذه الآيات، وانتهى عند آخر السورة، ثم صلى ركَعتين فأطَال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف حتى

_ (3538) إسناده صحيح، ورواه البخاري أيضاً، كما في المنتقى 4791. (3539) إسناده صحيح، وهو مطول 3469. (3540) إسناده صحيح، وهو مكرر 3338. (3541) إسناده صحيح، حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. وانظر 3194، 3490، 3514.ورواه أبو داود 1: 515 - 516.

سمعتُ نفخ النوم، ثم استيقظ فاستاك وتوضأ وهو يقول، حتى فعل ذلك ثلاث مرات، ثم أوتر بثلاث، فأتاه بلال المؤذن، فخرج إلى الصلاة وهو يقول: "اللهم اجعل في قلبَّي نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل أمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل عن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، اللهم أَعْظِمْ لي نوراً". 3542 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا أبو عَوَانة عن أبي بَلْج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: أول من صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد خديجة عليّ، وقال مرةً: أسْلَمَ. 3543 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا شُعبة عن أبي إِسحق قال سمعت سعيد بن جُبير يحدث عن ابن عباس قال: توفي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وأنا ابن خمس عشرة سنة. 3544 - حدثنا سليمان بن داود أخبرنا أبو عَوانة حدثنا الحَكَم وأبو بشْر عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى عن كل ذَي ناب من السباع، وعن كل ذي مخلب من الطير. 3545 - حدثنا عبد الصمد أنبأنا ثابت، وحسين بن موسى، حدثنا ثابت قال: حدثني هلال عن عِكْرمة عن ابن عباس: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان

_ (3542) إسناده صحيح، وهو مختصر 3062، 3063. وقد أشرنا هناك إلى أن هذا المختصر رواه الترمذي 4: 332. وسليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، والحديث في مسنده 2753. (3543) إسناده صحيح، وهو في مسند الطيالسي 2640 بلفظ: "وأنا ابن خمسة عشر مختون". وانظر 3357. (3544) إسناده صحيح، وهو مكرر 2747 بهذا الإسناد، 3141 بإسناد آخر. (3545) إسناده صحيح، ثابت: هو ابن يزيد الأحول. والحديث مكرر 2303.

يبيت الليالي، قال عبد الصمد: المتتابعة، طاوياً، وأهله لا يجدون عَشاءً، وكان عامّةُ خبزهم خبزَ الشعير. 3546 - حدثنا عبد الصمد وحسن قالا حدثنا ثابت، قال حسن: أبو زيد، قال عبد الصمد: قال حدثنا هلال عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: أُسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إِلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته، فحدّثهم بمسيره، وبعلامة بيت المقدس، وبعيرهم، فقال ناس، قال حسن: نحن نصدق محمداً بما يقول؟، فارتدُّوا كَفاراً، فضرب الله أعناقهم مع أبِي جهل، وقال أبو جهل: يخوّفنا محمد بشجرة الزَّقُّوم؟، هاتوا تمراً وزبداً فتَزقَّمُوا؟!، ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام، وعيسى وموسى وإبراهيم، صلوات الله عليهم، فسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدجال؟، فقال: "أقمر هجاناً"، قال حسن: قال: "رأيته فَيْلَمانيّا أقمر هِجَاناً إحدى عينيه قائمة كأنها كَوكب دريّ، كأنّ شعر رأسه أغصانَ شجرة، ورأيت عيسى شاباً أبيضَ جَعْدَ الرأس

_ (3546) إسناده صحيح، ثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول، كنيته أبو زيد. والحديث في تفسير ابن كثير 5: 127 عن هذا الموضع، وقال: "ورواه النسائي من حديث أبي زيد ثابت بن يزيد عن هلال، وهو ابن خباب، به، وهو إسناد صحيح". وهو في مجمع الزوائد 1: 66 - 67 إلى قوله "فتزقموا"، ثم قال: "فذكر الحديث. رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن هلال بن خباب قال يحيى القطان: إنه تغير قبل موته، وقال يحيى بن معين: لم يتغير ولم يختلط، ثقة مأمون"، ثم ذكر باقى الحديث كما هنا، ونسبه لأبي يعلى فقط. فلا أدري لم صنع هذا؟، وانظر 2324، 2820، 2822، 3179. المبطن، بفتح الطاء المشددة: الضامر البطن. الإرب، بكسر الهمزة وسكون الراء: العضو، واحد الآراب. "سلم على مالك": يريد الملك الكريم خازن النار، وهو كذا في الأصلين وفي تفسير ابن كثير ومجمع الزوائد "سلم على أبيك". ونحن نثبت ما في النسخ الصحاح من المسند.

حديدَ البصر مُبَطَّنِ الخَلْق، ورأيت موسى أسْحَم آدَم كثير الشعر"، قال حسن: "الشعرة، شديد الخَلْق، ونظرب إلى إبراهيم، فلا أنظر إلى إرْب من آرابه إلا نظرتُ إليه منِّى، كأنه صاحبُكم، فقال جبريل عليه السلام: سلم على مالك، فسلمتُ عليه". 3547 - حدثنا عبد الصمد وحسن قالا حدثنا ثابت حدثنا هلال عن عكْرمة: سُئل، قال حسن: سألت عكْرمة عن الصائم، أيحتجم؟، فقالْ إنما كَرُه للضعف، وحدَّث عن ابن عبَاس، قال حسن: ثم حدث عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو مُحْرِم من أكلة أكَلها من شا مسمومة، سمَّتها امرأة من أهل خَيبر. آخر أحاديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

_ (3547) إسناده صحيح، وانظر 2785، 3524

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه

{مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه (1)} 3548 - {قال أبو بكر القطيعى]: حدثنا أبو عبد الرحمين عبد الله ابن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا هُشيم حدثنا مُغيرة عن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت ابن مسعود رمَى اَلجمرة، جمرةَ العقبة، من بطن الوادي، ثم قال: هذا والذي لا إله غيره مقام الذي

_ (1) هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فأر بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، كنيته "أبو عبد الرحمن". وأمه أم عبد بنت عبد ودّ بن سواء بن قريم بن صاهلة، ولها صحبة، ولذلك كان يعرف ابن مسعود باسم "ابن أم عبد". أسلم عبد الله قديما، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد بعدها. وهو الذي ضرب عنق أبي جهل في غزوة بدر بعد أن أثبته ابنا عفراء، وروى ابن سعد 3/ 1/ 108 عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة قال: "كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعني سره، ووساده، يعني فراسْه، وسواكه، ونعليه، وطهوره، وهذا يكون في السفر". وقد مضى 920 من حديث علي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لَرِجْل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أُحُد". و 566 قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت مؤمرا أحدم دون مشورة المؤمنين لأمرت ابن أم عبد". مات عبد الله بن مسعود بالمدينة سنة 32. (3548) إسناده صحيح، هُشيم: هو ابن بشير. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي. إبراهيم: هو النخعي: وهو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمر بن ربيعة بن ذهل. عبد الرحمن: هو النخعي، وهو خال إبراهيم النخعي، وهو عبد الرحمن بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع، بفتح الخاء، وهو تابعي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. والحديث رواه الشيخان بمعناه، انظر المنتقى 2606 - 2608. وسيأتي 3874، 3941.

أُنزلت عليه سورةُ البقرة. 3549 - حدثنا هُشيم أنبأنا حُصَين عن كَثير بن مُدْرِك الأشجعي عن عبد الرحمن بن يزيد: أن عبد الله لبَّى حين أفاض من جَمْع، فقيل: أعرابي هذا؟!، فقال عبد الله: أنسى الناسُ أَم ضَلُّوا؟!، سمعتُ الذي أنزلت عليه سورةُ البقرة يقول في هذا المكان: "لبيك اللهم لبيك". 3550 - حدثنا هُشيم أنبأنا حُصَين عن هلال بن يِسَاف عن أبي

_ (3549) إسناده صحيح، كثير بن مدرك الأشجعي أبو مدرك: ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 212 والحديث رواه مسلم 1: 363 من طريق هُشيم، به. وسيأتي 3976. وانظر 3961. (3550) إسناده صحيح، وسيأتي 3606، 4118. أبو حيان الأشجعي: اسمه منذر، وهو ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 357 قال: "منذر أبو حيان، عن عبد الله بن مسعود، سماه عباد عن حصين عن هلال، وقال شُعبة: هو خثن هلال"، وذكره الدولابي في الكنى1: 160 قال: "سمعت يحيى [يعني ابن معين] يقول: أبو حيان الأشجعي: من أصحاب ابن مسعود، وسمعته يقول: أبو حيان الأشجعي: منذر". وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 138 فلم يذكر اسمه، وروى له حديثاً آخر من طريق شُعبة "عن حصين ابن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن ختنه أبي حيان قال: سمعت عبد الله بن مسعود"، وترجمه الحافظ في التعجيل 474 - 475 في رسم "أبو حسان"، وذكر أنه تصحيف من الحسيني وتبعه غيره في كتابته بالسين، "وإنما هو أبو حيان، بتحتانية آخر الحروف بدل السين، واسمه منذر، سماه يحيى بن معين، وحكاه أبو أحمد في الكنى، وأخرج له الحديث الذي ساقه أحمد بعينه، من رواية هلال بن يساف عنه، وكذا ذكره ابن حبان في ثقات التابعين". ثم لم يذكره الحافظ في "أبو حيان"من الكنى, ولا في "منذر" من الأسماء، وهو تقصير. وروى البخاري 9: 81 من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله: "قال: قال لي النبي-صلي الله عليه وسلم-: اقرأ على القرآن، قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟، قال: إني أحب أن أسمعه من غيري". وهذا نقله ابن كثير في =

حَيَّان الأشجعي عن ابن مسعود، قال: قال لي: اقرأ عليّ من القرآن، قال: فقلت له: أليس منك تعلمتُه وأنت تُقرئنا، فقال: إني أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فقال: "اقرأ عليّ من القرآن"، قال: فقلت: يا رسول الله، أليس عليك أُنزل، ومنك تعلمناه؟، قال: "بلى، ولكنى أحبُّ أن أسمعه من غيري". 3551 - حدثنا هُشَيم أنبأنا مغيرة عن أبي رَزِين عن ابن مسعود قال: قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سورة النساء، فلما بلغت هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} قال: ففاضت عيناه، - صلى الله عليه وسلم -. 3552 - حدثنا هُشَيم أنبأنا سيَّار ومغِيرة عن أبي وائل قال: قال

_ = فضائل القرآن 77 عن البخاري، ثم قال: "وقد رواه الجماعة إلا ابن ماجة، من طرق عن الأعمش، وله طرق يطول بسطها". (3551) إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن مقسم الأسدي. أبو رزين، بفتح الراء وكسر الزاي: هو مسعود بن مالك، وهو تابعي ثقة، وهو غير "مسعود بن مالك أبي رزين" مولى سعيد بن جُبير، صاحب ابن مسعو قديم، ومولى سعيد متأخر، وقد حقق الفرق بينهما في التهذيب، وفرق بينهما البخاري في الكبير 4/ 1/ 423 ولكنه ذكر صاحب عبد الله بن مسعو باسم "مسعو أبو رزين الأسدي" فلم يذكر اسم أبيه، وكذلك فعل في التاريخ الصغير 111. وهذا الاشتباه بينهما أوهم أنهما واحد، حتى أنكر شعبة أن يكون أبو رزين سمع من ابن مسعود، ظنا منه أنه هو الذي يروي عن سعيد بن جبير، انظر المراسيل لابن أبي حاتم 74. والذي يؤكد أنهما ااثنان ما روى البخاري في التاريخين عن يحيى القطان: "حدثنا أبو بكر السراج قال: كان أبو رزين أكبر من أبي وائل وكان عالماً بهما"، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي قديمْ أدرك الجاهلية. والحديث رواه البخاري 9: 81 بنحوه من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود, ونقله ابن كثير في فصائل القرآْن 77 عن البخاري: وقال. "روا هـ الجماعه إلا ابن ماجه ,من رواية الأعمش، به". (3552) إسنادد صحيح، سيار: هو أبو الحكم العنزي، وهو سيار بن أبي سيار: وهو صدوق ثقة =

ابن مسعود خَصلتان، يعني، إحداهما سمعتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والأخرى من نفسي: "من مات وهو يجعل لله نداً دخل النار"، وأنا أقول: من مات وهو لا يجعل لله نداً ولا يشرك به شيئاً دَخل الجنة. 3553 - حدثنا هُشَيم أنبأنا علي بن زيد قال سمعت أبا عُبيدة بن عبد الله يحدِّث قال: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً على حالها لا تَغَيَّر، فإذا مضت الأربعون صارت عَلَقَة، ثم مضغةً كذلك، ثم عظاماً كذلك، فإذا أراد الله أن يسوّى خَلْقَه بعث إليها مَلَكاً، فيقول الملك الذي يليه: أي ربّ، أذَكر أم أنثى؟،أشقى ام سعيد؟ أقصير أم طويل؟، أناقص أم زائد؟، قوته وأجلُه؟، أصحيح أم سقيم؟ "، قال: "فيُكتب ذلك كله"، فقال رجل من القوم: فيمَ العمل إذن وقد فُرغ من

_ = ثبت في كل المشايخ، قاله أحمد. والحديث رواه البخاري 3: 89 ومسلم 1: 38 كلاهما من طريق الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة. وستأتي رواية الأعمش 3625. وسيأتي بزيادة 3811، 3865. وانظر 4043. (3553) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود: قيل إن اسمه "عامر"، وهو تابعي ثقة، ولكنه لم يسمع من أبيه شيئَا، مات أبوه وهو صغير، قال الترمذي 1: 29: "أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، ولا نعرف اسمه. حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر عن شُعبة عن عمرو بن مرة قال: سألت أبا عبيدة بن عبد الله: هل تذكر من عبد الله شيئاً؟، قال: لا". والحديث في مجمع الزوائد 7: 192 - 193 وقال: "هو في الصحيح باختصار عن هذا. رواه أحمد، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وعلى بن زيد سيئ الحفظ". والحديث الذي يشير إليه في الصحيح رواه الشيخان من طريق الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود، وهو الحديث الرابع من الأربعين النووية. وسيأتي 3624، وانظر جامع العلوم والحكم 33 - 41، وقد أشار فيه إلى هذه الرواية. وانظر 1348.

هذا كله؟، قال: "اعملوا، فكلُّ سَيُوَجَّه لما خُلق له". 3554 - حدثنا هُشَيم أنبأنا العوَّام عن محمد بن أبي محمد مولىً لعمر بن الخطاب عن أبي عُبيدة بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنْث إلا كانوا له حصناً حصيناً من النار"، فقيل: يا رسول الله، فإن كانا اثنينَ؟، قال: "وإن كانا اثنين"، فقال أبو ذرّ: يا رسول الله، لَمْ أُقدّم إلا اثنين، قال: "وإن كانا اثنين"، فقال أُبَىّ بن كَعْب أبو المنذر سيّد القُرَّاءَ: لم أُقدِّم إلا واحداً؟، قال: فقيل له: وإن كان واحداً؟، فقال: "إنَما ذاك عند الصدمة الأولى".

_ (3554) إسناده ضعيف، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. العوام: هو ابن حوشب. محمد بن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب: ترجم في التعجيل 376 - 377 وقال: "الحديث الذي أخرجه له أحمد قد أخرجه الترمذي وابن ماجة، وفيه اختلاف على العوام بن حوشب، قيل عنه: عن محمد بن أبي محمد، وقيل عنه: عن أبي محمد مولى عمر. وقد أخرجه أحمد على الوجهين، أخرجه عن هُشيم عن العوام بالقول الأول، وأخرجه عن يزيد بن هرون ومحمد بن يزيد الواسطي كلاهما عن العوام بالقول الثاني، وأخرجه الترمذي وابن ماجة من رواية إسحق الأزرق عنه، كما قال يزيد. فرواية ثلاثة أرجح من انفراد واحد. وقد قال المزي في ترجمة أبي محمد عن أبي عميدة في الكنى: وقيل محمد بن أبي محمد، إثارة إلى رواية أحمد هذه. وقد أخرج ابن خزيمة في صحيحه الحديث الذي أخرجوه من طريق محمد بن يزيد، فقال: عن أبي محمد، وبذلك جزم أبو أحمد الحاكم في الكنى". والروايتان اللتان أشار إليهما ستأتيان مع هذه الرواية أيضاً 4077 - 4079. وما حققه الحافظ هو الصحيح، فقد ترجم البخاري في الكنى لأبي محمد هذا، برقم 615 قال: "أبو محمد مولى عمر بن الخطاب، سمع أبا عبيدة ابن عبد الله، روى عنه العوام!. ورواية الترمذي هي في السنن 2: 159 وقال: "حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه". ورواية ابن ماجة هي في سننه1: 251.

3555 - حدثنا هُشيم أنبأنا أبو الزُّبَير عن نافع بن جُبير عن أبي عُبيدة بن "عبد الله عن أبيه: أن المشركين شَغَلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق عن أربع صلوات، حتى ذهب من الليل ما شاء الله، قال: قال: فأمر بلالاً فأذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء. 3556 - حدتْنما هُشيم أنا العوَّام عن جَبَلة بن سُحيم عن مُوثر بن عَفَازَة عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لقيتُ ليلةَ أسريَ بي إِبراهيم وموسى وعيسى"، قال: "فتذاكروا أمر الساعة، فرَدُّوا أمرهم إلى إبراهيم،

_ (3555) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ورواه الترمذي1: 158 - 159 عن هناد عن هُشيم، ثم قال: "حديث عبد الله ليس بإسناده بأس، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله". وسيأتي مطولاً 4013. (3556) إسناده صحيح، جبلة بن سحيم: تابعي ثقة، وثقه أحمد والثوري وشعبة وابن معين وغيرهم. موثر بن عفازة أبو المثنى الكوفي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم: "روى عنه جماعة من التابعين"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 63. "موثر" بضم الميم وسكون الواو وكسر الثاء المثلثة. "عفازة" بفتح العين والفاء وبحد الألف زاي. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 5: 130 عن هذا الموضع، وقال: "وأخرجه ابن ماجة عن بندار عن يزيد بن هرون عن العوام بن حوشب". ووقع في التفسير بدل "موثر ابن عفازة" "مرثد بن جنادة"!، وهو تحريف عجيب من الناسخين، وليس في الرواة المترجمين من يسمى بهذا. والحديث في ابن ماجة 2: 268، وقال شارحه: "وفي الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات: وموثر بن عفازة ذكره ابن حبان في الثقات، ولم أر من تكلم فيه، وبقية رجال الإسناد ثقات". ورواه أيضاً الحاكم في المستدرك 4: 488 - 489، 545 - 546 من طريق يزيد بن هرون، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. تجوى: أي تنتن.

فقال: لا علم لي بها، فرَدُّوا الأمر إلى موسى، فقال: لا علم لي بها، فرَدُّوا الأمر إلى عيسى فقال: أمَّا وجْبَتُها فلا يعلمها أحد إلا الله. ذلك وفيما عهد إلى ربي عز وجل أن الدجال خارج، قال: ومعى قضيبان، فإذا رآني يذوب كما يذوب الرصاص، قال: فيهلكه الله، حتى إن الحجر والشجر ليقول: يا مسلم، إن تحتي كافراً، فتعالَ فاقتلْه، قال: فيهلكُهم الله، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، قال: فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حَدَب ينسلون، فيطؤون بلادهم، لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرون علَى ماء إلا شربوه، ثم يرجعِ الناِس إليَّ فيشكونَهم، فأدعو الله عليهم، فيهلكهم الله ويميتِهم، حتى تجْوى الأرض من نتن ريحهم، قال: فينزل الله عز وجل المطر، فَتجرف أجسادَهم حتى يقذفهم في البحر، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: ذهب على ها هنا شيء لم أفهمه، "كأديم"، وقال يزيد، يعني ابن هرون: "ثم تُنْسَف الجبال، وتمَدُّ الأرضُ مَدَّ الأديم"، ثم رجع إلى حديث هُشيم، قال: "ففيما عهد إلىّ ربي عز وجل أن ذلكِ إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المُتم التي لا يدري أهلها متى تَفْجَؤُهم بوِلادها ليلاً أو نَهاراً. 3557 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا منصور عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود: أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن فلاناً نام البارحة عن الصلاة!، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك الشيطانُ بال في أذنه"، أو "في أذنيه". 3558 - حدثنا عبد العزيز حدثنا منصور عن مُسْلم بن صُبَيح قال:

_ (3557) إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر. والحديث رراه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة، كما في الترغيب والترهيب 1: 223. (3558) إسناده صحيح, مسروق: هو ابن الأجدع بن مالك، وهو تابعي ثقة معروف، وقد مضى

كنت مع مسروق في بيت فيه تمثال مريم، فقال مسروق: هذا تمثال كسرى؟، فقلت: لا، ولكن تمثال مريم، فقال مسروق: أَمَا إني سمعتُ عبد الله بن مسعود يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن أشدَّ الناس عذاباً يوم القيامة المصوَّرون". 3559 - حدثنا إسحق، هو الأزرق، حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا ينبغي أن يتمثَّل بمِثلي". 3560 - حدثنا إسحق حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله ابن مسعود قال: قالِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحْزنُه". 3561 - حدثنا محمد بن فُضيل عن خُصَيف حدثنا أبو عُبيدة عن عبد الله قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف، فقاموا صفّين،!

_ = 211 قول عمر له: "الأجدع شيطان، ولكنك مسروق بن عبد الرحمن"، قال أبو داود: "كان عمرو بن معدي كرب خاله، وأبوه أفرس فرسان اليمن". والحديث رواه البخاري ومسلم، كما في الترغيب 4: 55. (3559) إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. والحديث رواه الترمذي 3: 248 وابن ماجة 2: 234 كلاهما من طريق الثوري عن إسحق، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وانظر 2525. (3560) إسناده صحيح، ورواه أيضاً الشيخان والترمذي وابن ماجة، كما في الجامع الصغير 842. في ح "فلا يتناجان" وصح من ك. (3561) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وكذلك رواه أبو داود 1: 482 - 483 عن عمران بن ميسرة عن محمد بن فضيل، به، ثم رواه بنحوه من طريق شريك عن خصيف. وانظر نصب الراية 2: 343 - 344.

فقام صف خلفَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصف مستقبِلَ العدوّ، فصلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بالصف الذين يلونه ركعة، ثم قاموا فذهبوا، فقاموا مقام أولئك مستقبلَ العدوّ، وجاء أولئك فقاموا مقامهم، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة، ثم سلم، ثم قاموا فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبلَ العدوّ، ورجع أولئك إلى مقامهم، فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا. 3562 - حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا خُصَيف الجَزَرِي قال حدثني أبو عُبيدة بن عبد الله عن عبد الله قال: علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد، وأمره أن يعلم الناس: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". 3563 - حدثنا محمد بن فضَيل حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنا نسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة، فيردُّ علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد عَلينا، فقلنا: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا؟، فقال: "إن فيَّ" أو " في الصلاة لَشُغْلاً".

_ (3562) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ولكنه جاء عن ابن مسعود بأسانيد صحاح من غير وجه. ورواه عنه أصحاب الكتب الستة، وانظر نصب الراية 1: 419 وسيأتي بإسناد صحيح 3622. (3563) إسناده صحيح، علقمة: هو ابن قيس بن عبد الله النخعي، أخو عبد الرحمن، وخال إبراهيم بن يزيد، وهو تابعي كبير ثقة، ولد في حياة رسول الله، وهو من أعلم الناس بابن مسعود. والحديث رواه الشيخان، كما في المنتقى 1061.

3564 - حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضل صلاة الرجل في الجماعة على صلاته وحده بضعٌ وعشرون درجة". 3565 - حدثنا عمرو بن الهَيْثَم أبو قَطن حدثنا المسعودي عن سعيد بن عمرو عن أبي عُبيدة عن عبد الله بن مسعود: أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: متى ليلة القدر؟، قال: "من يذكر منكم ليلة الصَّهْباوات؟ "، قال عبد الله: أنا، بأبي أنتَ وأمي، وإن في يدي لتَمَراتٍ أسْتَحرُ بهنً مستتراً بمؤْخِرة رَحْلي من الفجر، وذلك حين طلع القمر!!. 3566 - حدثنا عمرو بن الهَيْثَم حدثنا شُعبة عن الحَكَم عنِ إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر خمساً، فقيل: زِيد في الصلاة؟، قيل: صليتَ خمساً، فسجد سجدتين.

_ (3564) إسناده حسن، لأن محمد بن فضيل ممن سمع من عطاء بن السائب أخيراً. والحديث في الترغيب1: 150 وقال: "رواه أحمد بإسناد حسن، وأبو يعلى والبزار والطبراني وابن خزيمة في صحيحه بنحوه". وهو في مجمع الزوائد 2: 38 ونسبه لهم عدا ابن خزيمة، وقال: "ورّجال أحمد ثقات". وسيأتي بإسناد صحيح 3567. (3565) إسناده، لانقطاعه. وهو في مجمع الزوائد 3: 174 - 175 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه". ومتنه في الزوائد محرف, فيصحح من ها هنا. أستحر بهن: أي أتسحر، من السحور، وهو الطعام في وقت السحر. ولم أجد "أستحر" بهذا المعني، ولكن قالوا "استحرنا" أي صرنا في وقت السحر ونهضنا لنسير في ذلك الوقت. وفي ك "آتسحر" على الصيغة المعروفة. (3566) أسناده صحيح, وهو مختصر، وهو في المنتقى 1342 بلفظ: "فقيل: أزيد في الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ فقالوا: صليت خمساً: فسجد سجدتين بعد ما سلم"، وقال "رواه الجماعه".

3567 - حدثنا محمد بن أبي عَدِي عن سعيد عن قَتادة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده خمسةً وعشرين ضعفاً، كلها مثلُ صلاته". 3568 - حدثنا سفيان عن عبد الكريم قال أخبرني زياد بن أبي

_ (3567) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. والحديث مطول 3564. في ح زيادة في الإسناد بين أبي الأحوص وعبد الله بن مسعود "عن سعيد بن عبد الله"! وهي زيادة خطأ، ليست في ك، ولا معنى لها، ولا في أصحاب ابن مسعود ولا في شيوخ أبي الأحوص من يسمى "سعيد بن عبد الله"! فحذفناها. (3568) إسناده صحيح، زياد بن أبي مريم: ثقة، ذكره، ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 341 - 343 قال: "زياد بن أبي مريم مولى عثمان بن عفان القرشي، سمع أبا موسى، روى عنه ميمون بن مهران. قال صدقة: أخبرنا ابن عيينة عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم: إن كان سعيد بن جُبير ليستحيي أن يحدث وأنا حاضر. قال إبراهيم عن عتاب عن خصيف: قدم أنس بن مالك وأبو عبيدة وزياد بن أبي مريم على مروان يزورونه ناحية الجزيرة وقال أبو نعيم: حدثنا سفيان عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل: سأل أبي عبدَ الله بن مسعود: أسمعت النبي-صلي الله عليه وسلم- يقول: الندم توبة؟ فقال: نعم. وقال أبو عاصم عن سفيان وابن جُريج، اختصره. قال الحميدي: حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل: دخلت مع أبي على عبد الله، قال سفيان: وحدثنى أبو سعيد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال سفيان: والذي حدثنيه عبد الكريم أحب إليّ، لأنه أحفظ من أبي سعيد، وقال قتيبة: حدثنا سفيان قال حدثنا أبو سعيد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود، قوله. وقال أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر قال حدثني عمر بن سعيد عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن معقل: سمعت أبي يسأل عبد الله: أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ وقال ابن سلام: حدثنا معمر قال حدثنا خصيف عن زياد بن أبي مريم، بهذا. وقال مالك بن إسماعيل: حدثنا شريك عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن ابن معقل عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فالبخاري ذكر أسانيد كثيرة للحديث تدل =

مريم عن عبد الله بن مَعْقل بن مُقَرَّن قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود، فقال: أنت سمعَت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الندم توبة"؟، قال: نعم، وقال مرة: سمعتُه يقول: "الندم توبة". 3569 - حدثنا سفيان عن منصور عن ذَرٍّ عن وائل بن مَهَانة عن

_ = على أن راويه عن ابن معقل هو زياد بن أبي مريم. ثم روى أخيراً إسنادا فيه "زياد بن الجراح" بدل "زياد بن أبي مريم" فوهم الدارقطني فظن أن البخاري يريد بهذا أن زياد بن أبي مريم هو زياد بن الجراح، وأن أبا مريم اسمه الجراح، والخطأ في رأيه واضح، لأن البخاري ترجم "زياد بن الجراح" قبل هذا بترجمة مستقلة 2/ 1/ 317، وإنما أراد بما صنع أن يبين اختلاف الرواة في أن الحديث عن هذا أو ذاك، والراجح أنه عن زياد بن أبي مريم، لأن رواة ذلك أكثر وأحفظ. وسيأتي الحديث من رواية كثير بن هشام عن عبد الكريم "عن زياد بن الجراح" 4012. وسيأتي من رواية معمر بن سليمان عن خصيف "عن زياد بن أبي مريم" 4014، 4016، ومن رواية وكيع وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد الكريم الجزري "عن زياد بن أبي مريم" 4124. ورواه ابن ماجة 2: 292 عن هشام بن عمار عن سفيان عن عبد الكريم الجزري "عن زياد بن أبي مريم". ورواه الحاكم 4: 243 مطولاً ومختصراً من طريق الحميدي وأحمد بن شيبان الرملي كلاهما عن سفيان، في رواية الحميدي: قال: "سمعت من عبد الكريم الجزري يقول: أخبرناه زياد بن أبي مريم" وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وانظر التهذيب 3: 384 - 385. ومع كل هذا فلو حفظت رواية من رواه عن زياد بن الجراح لكان صحيحَا أيضاً، لأن زياد بن الجراح ثقة. عبد الله بن معقل بن مقرن المزني: تابعي ثقة من خيار التابعين، وأبوه صحابي معروف "معقل" بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف. "مقرن" بضم الميم وفتح القاف وكسر الراء المشددة. (3569) إسناده صحيح, ذر بفتح الذال: هو ابن عبد الله المرهبي. وائل بن مهانة ,بالنون , التيمي تيم الرباب: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 176 وروى عن شُعبة قال: "كان وائل من أصحاب ابن مسعود"، وترجمه ابن سعد 6: 141. وانظر 3358.

عبد الله بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليِّكن، فإنكن أكثرُ أهل النار"، فقامت امرأة ليستْ من علْيَة النساء فقالت: لمَ يا رسول الله؟، قال: "لأنَّكن تكثرن اللعنَ وتَكفُرْنَ العَشَير". 3570 - حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجدهما بعد السلام، وقال مرةً: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد السجدتين في السهو بعد السلام. 3571 - حدثنا سفيان بن عُيَينة حدثنا عاصم عن زِرٍّ عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يَلي رجل من أهل بيتي، يواطئُ اسمُه اسمي". [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: حدثنا به في بيته في غرفته، أُراه سأله بعض ولد جعفر بن يحيى، أو يحيى بن خالد بن يحيى.

_ (3570) إسناده صحيح، وانظر 3570. (3571) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن بهدلة، وهو عاصم بن أبي النجود، سبق توثيقه 1458. زر: هو ابن حبيش، وهو بكسر الزاء، وفي ح "ذر" بالذال، وهو تصحيف، صح من ك ومن مراجع الحديث. والحديث رواه أبو داود 4: 173 والترمذي 3: 231 - 232 بمعناه نحوه من طرق عن عاصم عن زر، قال الترمذي: "حديث حسن صحيحاً، وقال في عون المعبود: "وسكت عنه أبو داود والمنذري وابن القيم. وقال الحاكم: رواه الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم. قال: وطرق عاصم عن زر عن عبد الله كلها صحيحة، إذ عاصم إمام من أئمة المسلمين!. ولم أجد الحديث في المستدرك من حديث ابن مسعود، ولكنه روى حديث أبي سعيد في معنى هذا الحديث 4: 557، من طريق أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد، وصححه على شرط الشيخين، ثم قال: "وطرق حديث عاصم عن زر عن عبد الله كلها صحيحة، على ما أصلته في هذا الكتاب، بالاحتجاج بأخبار عاصم بن أبي النجود، إذ هو إمام من أئمة =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = المسلمين" ورواه الخطيب 1: 370 بإسناده من طرق عن عاصم عن زر. وسيأتي بمعناه أيضاً 3572، 3573، 4098، 4279. وانظر 645، 773. أما ابن خلدون، فقد قفا ما ليس له به علم، واقتحم قُحَما لم يكن من رجالها، وغلبه ما شغله من السياسة وأمور الدولة، وخدمة من كان يخدم من الملوك والأمراء، فأوهم أن شأن المهدي عقيدة شيعية، أو أوهمته نفسه ذلك، فعقد في مقدمته المشهورة فصلا طويلاً، جعل عنوانه: "فصل في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه، وكشف الغطاء عن ذلك" (ص 260 - 258 من طبعة بولاق سنة 1284 التي مع التاريخ"، تهافت في هذا الفصل تهافتاً عجيباً، وغلط فيه أغلاطاً واضحة!! فبدأه بأن "المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار: أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت، يؤيد الدين، ويظهر العدل. ويتبعه المسلمون، ويستولي على المالك الإسلامية، ويسمى بالمهدي" إلخ ثم قال: "ويحتجون في الباب بأحاديث خرجها الأئمة، وتكلم فيها المنكرون لذلك"، ثم أشار إلى بعض الأحاديث الواردة في المهدي، وقال: وربما تعرض لها المنكرون، كما نذكره، إلا أن الصروف عند أهل الحديث أن الجرح مقدم على التعديل، فإذا وجدنا طعناً في بعض رجال الأسانيد، بغفلة أو بسوء حفظ أو ضعف أو سوء رأي تطرق ذلك إلى صحة الحديث وأوهن منها! ولا تقولن: مثل ذلك ربما يتطرق إلى رجال الصحيحين، فإن الإجماع قد اتصل في الأمة على تلقيهما بالقبول والعمل بما فيهما، وفي الإجماع أعظم حماية وأحسن دفع، وليس غير الصحيحين بمثابتهما في ذلك". ثم شرع يورد بعض الأحاديث بنصها، ويتكلم في تعليلها، ومنها حديث ابن مسعود هذا، جعل مطعنه فيه على عاصم، بما تكلم فيه بعضهم في حفظه، ثم قال "وإن احتج أحد بأن الشيخين أخرجا له، فنقول: أخرجا له مقروناً بغيره، لا أصلاً". وأولا: إن ابن خلدون لم يحسن قول المحدثين "الجرح مقدم على التعديل"، ولو اطلع على أقوالهم وفقهها ما قال شيء مما قال، وقد يكون قرأ وعرف، ولكنه أراد تضعيف أحاديث المهدي، بما غلب عليه من الرأي السياسى في عصره! وانظر تحقيق هذه القاعدة في كتب المصطلح، خصوصاً كتاب قواعد التحديث، لشيخنا العلامة جمال =

3572 - حدثنا عُمر بن عُبيد عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِرّ ابن حُبَيش عن عبد الله قاِل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنقضي إلأيام ولا يذهب الدهر حتى يملكَ العرب رجلٌ من أهل/ بيتي، اسمُه يواطىء اسمي".

_ = الدين القاسمي، رحمه الله، (ص 170 - 172). وثانياً: إن عاصم بن أبي النجود من أئمة القراءة المعروفين، ثقة في الحديث، أخطأ في بعض حديثه، ولم يغلب خطؤه على روايته حتى تُرد. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 341: "أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة؟ فقال: ثقة، رجل صالح خير ثقة، والأعمش أحفظ منه، وكان شُعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث". وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن عاصم بن بهدلة؟ فقال: هو صالح، هو أكثر حديثاً من أبي قيس الأودي وأشهر منه وأحب إليّ من أبي قيس". وقال: "سئل أبي عن عاصم بن أبي النجود وعبد الملك بن عمير؟ فقال: قَدِّم عاصما ًعلى عبد الملك، عاصم أقال اختلافاً عندي من عبد الملك". وقال: "سألت أبا زرعة عن عاصم بن بهدلة؟ فقال: ثقة، قال: فذكرته لأبي، فقال: ليس محله هذا أن يقال هو ثقة. وقد تكلم فيه ابن علية، فقال: كأن كل من كان اسمه عاصماً سيء الحفظ". وهذا أكتر ما قيل فيه من الجرح، أفمثل هذا يطرح حديثه، ويجعل سبيلاً لإنكار شيء ثبت بالسنة الصحيحة، من طرق متعددة، من حديث كثير من الصحابة، حتى لا يكاد يشك في صحته أحد، لما في رواته من عدل وصدق لهجة، ولارتفاع احتمال الخطأ ممن كان في حفظه شيء، بما ثبت عن غيره، ممن هو مثله في العدل والصدق، وقد يكون أحفظ منه؟! ما هكذا تعلل الأحاديث!!. نصيحة للقارئ: هذا الفصل من مقدمة ابن خلدون مملوء بالأغلاط الكثيرة في أسماء الرجال ونقل العلل, فلا يعتمدن أحد عليها في النقل، وما أظن أن ابن خلدون كان بالمنزلة التي يغلط فيها هذه الأغلاط! ولكنها- فيما أرى- من تخليط الناسخين وإهمال المصححين، وأنا لا أزال أعجب كيف فأتت على العلامة الشيخ نصر الهوريني رحمه الله، وهو الذي صحح هذه الطبعة من المقدمة في مطبعة بولاق!!. (3572) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قلبه.

3573 - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني عاصم عن زِرّ عن عبد الله عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تذهب الدنيا"، أو قال: "لا تنقضي الدنيا، حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، ويواطئ اسمه اسمي". 3574 - حدثنا سفيان عن عاصم في زرٍّ عن عبد الله قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار فنزلتْ عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} فأخذتُها من فيه، وإن فاه لرطْبٌ بها، فلا أدري بأيها ختم {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [أو] {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ}،سبقتْنا حيةٌ فدخلتْ في جحر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -. "قد وُقِيتُم شرَّها، ووُقِيت شرَّكم". 3575 - حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال:

_ (3573) إسناده صحيح، سفيان هنا: هو الثوري والحديث مكرر ما قبله. (3574) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 82 مختصراً عن البخاري من طريق الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود، ليس فيه التردد بين أي الآيتين ختم بها، ثم قال: "وأخرجه مسلم أيضاً من طريق الأعمش". وهذا المختصر نسبه أيضاً السيوطي في الدر المنثور 6: 302 للنسائي وابن مردويه، ثم نقل: "وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود قال: كما مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار، فنزلت عليه (والمرسلات)، فأخذتها من فيه، وإن فاه لرطب بها، فلا أدري بأيها ختم". ثم ذكر الآيتين. وليس المراد أن ابن مسعود شك في معرفة آخر السورة، إنما شك في أي الأتين وقف عندها رسول الله حين خرجت عليهم الحية. كلمة [أو] سقطت خطأ من ح، وزدناها من ك. وانظر 3586. (3575) إسناده صحيح، وهو مطول 3563. قال ابن الأثير: "يقال للرجل إذا أقلقه الشيء وأزعجه: أخذه ما قرب وما بعد، وما قدم وما حدث، كأنه يفكر ويهتم في بعيد أموره وقريبها، يعني أيها كان سببا في الامتناع من رد السلام". "إذ كنا" في ح "إذا كنا" والتصحيح من ك.

كنا نسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - إذْ كنا بمكة، قبل أن نأتي أرضَ الجبشة، فيما قدمنا من أرض الحبشة أتينا فسلمنا عليه، فلم يرد، فأخذني ما قَرُب وما بَعُدَ، حتى قضوا الصلاة، فسألته؟، فقال: "إن الله عز وجل يُحْدِث في أمره ما يشاء، لإنه قد أحدث من أمره أن لا نتكلم في الصلاة". 3576 - حدثنا سفيان عن جامع عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حلف على يمين يَقْتطع بها مالَ مسلمٍ لقى الله وهو عليه غضبان"، وقرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصداقه من كتاب الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ}. 3577 - حدثنا سفيان عن جامع عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنع عبدٌ زَكاة ماله إلا جُعل له شُجاع أقرعُ يتبعه، يفرّ منه

_ (3576) إسناده صحيح، جامع: هو ابن أبي راند الصيرفي، وهو ثقة ثبت صالح، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 240. وسيأتي الحديث مطولاً 3579 من طريق الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة، ومن طريقه رواه البخاري ومسلم، كما في تفسير ابن كثير 2: 172 - 173. وانظر 1649. (3577) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير 2: 306 عن هذا الموضع، ثم قال: "وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة عن جامع بن أبي راشد، زاد الترمذي: وعبد الملك بن أعين، كلاهما عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود، به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي بكر بن غياش وسفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحق السبيعي عن ابن مسعود، به. ورواه ابن جرير من غير وجه عن ابن مسعود موقوفَا": قال ابن الأثير: "الشجاع، بالضم والكسر: الحية الذكر، وقيل: الحية مطلقَاً". وقال أيضأ: "الأقرع: الذي لا شعر على رأسه. يريد حية قد تمعط جلد رأسه لكثرة سمعه وطول عمره".

وهه يتبعه، فيقول: أنا كنزُك"، ثم قرأ عبد الله مصداقَه في كتاب الله: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قال سفيان مرة: "يطوَّقه في عنقه". 3578 - حدثنا سفيان عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب قال: سمعت عبد الله بن مسعود يَبْلُغُ به النبي-صلي الله عليه وسلم-: "ما أنزل الله داءً إلا قد أنزل له شفاءً، عَلِمَه من عَلِمه، وجَهِله من جَهله". 3579 - حدثنا سفيان عن الأعمش عن شِمْر عن مغيرة بن سعد

_ (3578) إسناده صحيح، سفيان بن عيينة سمع من عطاء بن السائب قديماً. أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب: هو أبو عبد الرحمن السلمي، وقد مضى عقب الحديث 412 قول شُعبة أنه لم يسمع من ابن مسعود، ورجحنا هناك سماعه منه، وهذا الإسناد قاطع في سماعه منه، إذ قد قال صريحاً: "سمعت عبد الله بن مسعود" والحديث رواه ابن ماجة 3: 177 مختصراً من طريق سفيان الثوري عن عطاء، ونقل شارحه عن الزوائد قال: "إسناد حديث عبد الله بن مسعود صحيح، ورجاله ثقات". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 196 - 197 من طريق عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود، ومن طرق أخرى أيضاً عن ابن مسعود. وسيأتي مطولاً ومختصراً 2922، 3236، 4267، 4334. (3579) إسناده صحيح، شمر، بكسر الشين وسكون الميم: هو ابن عطة بن عبد الرحمن الأسدي الكاهلي، وهو ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم. المغيرة بن سعد بن الأخرم: ثقة، وثقه العجلي، وذكره "ابن حبان في الثقات. أبوه سعد بن الأخرم، بالخاء المعجمة والراء المهملة، الطائي: مختلف في صحبته، وله ترجمة في الإصابة، وفي التهذيب: "ذكره ابن حبان في الصحابة، ثم أعاد ذكره في التابعين من الثقات". والحديث رواه الترمذي 4: 264 من طريق الثوري عن الأعمش، وقال: "حديث حسن". ورواه الحاكم 4: 322 من طريق شعبة عن الأعمش، وصححه ووافقه الذهبي. وسيأتي 3048 من طريق أبي معاوية عن الأعمش، وفي آخره زيادة من كلام ابن مسعود، ورواه مع هذه الزيادة يحيى بن آدم في الخراج 254 عن قيس بن الربيع عن شمر, كرواية الأعمش عن شمر. الضيعة: العقار والأرض المغلة، كما في =

ابِن الأخْرَم عن أبيه عن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تَتَّخذوا الضَيْعةَ فَتَرغَبوا في الدنيا". 3580 - حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرّة عن أبي الأحْوَص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني أَبْرأ إلى كل خليل من خُلَّته، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن صاحبكم خليل الله عز وجل". 3581 - حدثنا سفيان قال سليمان سمعت شقيقاً يقول: كنا

_ = القاموس، وقال ابن دريد في جمهرة اللغة 3: 95: "وضيعة الرجل تكون مهنته، وتكون عقاره"، وفي اللسان عن الأزهري: "الضيعة والضياع عند الحاضرة: مال الرجل من النخل والكرم والأرض، والعرب لا تعرف الضيعة إلا الحرفة والصناعة". وفي شرح الترمذي عن الطيبي قال: المعنى: لا تتوغلوا في اتخاذ الضيعة، فتلهوا بها عن ذكر الله". (3580) إسناده صحيح، عبد الله بن مرة الهمداني الخارفي: ثقة وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، والحديث رواه مسلم 2: 331 بأسانيد عن الأعمش، ورواه قبله بأسانيد أخر عن ابن مسعود، ورواه الترمذي 4: 308 من طريق الثوري عن أبي إسحق عن أبي الأحوص، وقال: "حديث حسن صحيح". ونسبه شارحه أيضاً لابن ماجة، وانظر 3385. (3581) إسناده صحيح، سليمان: هو الأعمش. شقيق: هو أبو وائل. ورواه البخاري1: 149 - 150 مختصراً من طريق الثوري عن الأعمش، وأشار الحافظ في الفتح إلى هذه الرواية في المسند. ورواه البخاري أيضاً 11: 194 - 195 مطولاً عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش. ورواه أيضاً مسلم، كما في الفتح. يزيد بن معاوية النخعي: قال الحافظ في الفتح: "هو كوفي تابعي ثقة عابد، ذكر العجلي أنه من طبقة الربيع بن خثيم، وذكر البخاري في تاريخه [4/ 2/ 355]، أنه قتل غازيَاً بفارس، كأنه في خلافة عثمان. وليس له في الصحيحين ذكر إلا في هذا الموضع، ولا أحفظ له رواية". يتخولنا. في الفتح:"قال الخطابي: الخائل، بالمعجحة: هو القائم المتعهد للمال، يقال: خال المال يخوله تخولا، إذا =

ننتظر عبد الله بن مسعود في المسجد يخرج علينا، فجاءنا يزيد بن معاوية، يعني النَّخَعي، قال: فقال: ألا أذهب فأنظرُ، فإن كان في الدار لَعَلّي أن أخرجه إليكَم، فجاءنا فقام علينا فقال: إِنه ليُذْكَر لي مكانُكم فما آتيكم، كراهيةَ أن أُملَّكُمْ لقد كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يتَخَوّلُنا بالموعظة في الأيام، كراهيةَ السآمة علينا. 3582 - حدثنا سفيان عن يزيد عن أبي الكَنُود: أصبت خاتَماً يوماً فذكره، فرآه ابن مسعود في يده، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حَلْقة الذهب. 3583 - حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن أبي

_ = تعهده وأصلحه. والمعنى: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، ولا يفعل ذلك كل يوم، لئلا نملّ". (3582) إسناده ضعيف، لانقطاعه. فإن يزيد بن أبي زياد إنما يرويه عن أبي سعد الأزدي، كما سيأتي مطولاً ومختصراً 3715، 3804، وهو هكذا في الأصلين في هذا الموضع بحذف "أبي سعد"، والظاهر أن سفيان بن عيينة سمعه كذلك من يزيد. وأبو سعد: هو الأرحبي الكوفي قارئ الأزد، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات وترجمه البخاري في الكنى 313 قال: "أبو سعد الأزدي، سمع زيد بن أرقم، روى عنه السدي ويزيد بن أبي زياد، وعن أبي الكنود". أبو الكنود الأزدي الكوفي: اختلف في اسمه، وهو تابعي مخضرم ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 123 وقال: "وكان ثقة"، وترجمه الحافظ في الإصابة 7: 163 فيمن أدرك الجاهلية. والحديث لم أجده في غير المسند ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، ولعله اكتفى بالحديث الآتي 3605، وفيه كراهة التختم بالذهب، ولكن هذا حديث آخر غير ذاك. (3583) إسناده صحيح، أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي، وهو تابعي ثقة معروف. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 8: 129 عن هذا الموضع وقال: "وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث سفيان بن عيينة، به. وأخرجاه من حديث الأعمش عن =

مَعْمَر عن ابن مسعود: انشقَّ القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقَّتين، حتى نظروا إليه، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "اشهدوا". 3584 - حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن أبي مَعْمَر عن عبد الله بين مسعود: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وحول الكعبة ستون وثَلثمائة نصُب، فجعل يَطعنُها بعُودٍ كان بيده، ويقول: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}. 3585 - حدثنا سفيان، قال: وليس منها من يقدمها، وقرئ على

_ = إبراهيم عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود، به". وانشقاق القمر من المعجزات الكونية التي ينكرها ملحدو عصرنا تبعَا لسادتهم المستشرقين والمبشرين، وتكذيباً للأثبات الصادقين، من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس. قال الحافظ ابن كثير في التفسير 8: 127: "قد كان هذا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة. وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: خمس قد مضين: الروم والدخان واللزام والبطشة والقمر. وهذا أمر متفق عليه بين العلماء: أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي-صلي الله عليه وسلم-، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات". وقال في التاريخ 3: 118: "وفد أجمع المسلمون على وقوع ذلك زمنه عليه الصلاة والسلام، وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة، ومن طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها ونظر فيها". وذكر كثيراً من الأحاديث وطرقها في ذلك، في التفسير والتاريخ. (3584) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 5: 224 عن البخاري من طريق ابن عيينة، به. وقال: "وكذا رواه البخاري أيضاً في غير هذا الموضع، ومسلم والترمذي والنسائي، كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة، وكذا رواه عبد الرزاق عن ابن أبي نجيح، به". وفي ذخائر المواريث 4751 أنه رواه أيضاً الترمذي. (3585) إسناده ضعيف، لما سيأتي. يحيى الجابر: هو يحيى بن عبد الله بن الحرث المجبر، وهو ثقة، كما مضى في 2142. أبو ماجد الحنفي: مجهول، قال ابن المديني: "لا نعلم =

سفيان سمعت يحيى الجابر عن أبي ماجد الحنفي قال: سمعت عبد الله يقول: سألنا رسول الله-صلي الله عليه وسلم- عن السير بالجنازة؟، فقال: "متبوعةٌ وليست بتابعة". 3586 - حدثنا حفص بن غياث حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنًى، قال: فخرجت علينا حَيّة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوها"، فابتدرناها فسبقتنا. 3587 - حدثنا عبد الله بن إدريس قال سمعت الأعمش يروي عن

_ = أحداً روى عنه غير يحيى الجابر". وقال البخاري في الكنى 687: "قال الحميدي: قال ابن عيينة: قلت ليحيى: من أبو ماجد؟ قال: طار طرأ علينا فحدثنا، وهو منكر الحديث"، وقال نحو هذا في الضعفاء 38، والصغير 112، وكذلك قال النسائي في الضعفاء33: "منكر الحديث". والحديث رواه الترمذي 2: 137 - 138 مطولاً: وقال، "هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن مسعود إلا من هذا الوجه. وسمعت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] يضعف حديث أبي ماجد هذا. وقال محمد [هو البخاري]: قال الحميدي: قال ابن عيينة: قيل ليحيى: من أبو ماجد هذا؟ قال: طائر طار فحدثنا! "ثم قال الترمذي: "وأبو ماجد رجل مجهول، وله حديثان عن ابن مسعود. ويحيى إمام بني تيم الله: ثقة، يكنى أبا الحرث ويقال يحيى الجابر، ويقال له يحيى المجبر أيضاً، وهو كوفي، روى له شُعبة وسفيان الثوري وأبو الأحوص وسفيان بن عيينة". وقوله في أول الإسناد "حدثنا سفيان قال: وليس منها من يقدمها" كذا هو في الأصلين، وكتب فوقه في ك كلمة "كذا". والظاهر عندي أن صحته "وليس منا من تقدمها" يعني الجنازة، كأن سفيان يرى ذلك ثم لِروي الحديث يستدل به. ويويد هذا الروايهُ المطولة التي ستأتي 3734. (3586) إسناده صحيح، وهو مختصر 3574. (3587) إسناده صحيح، وهو مختصر 3581. في ح "حدثنا سفيان عن عبد الله بن إدريس"، وزيادة "سفيان" في الإسناد خطأ، وليست في ك. وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس، كلاهما من شيوخ أحمد، وكلاهما يروي عن الأعمش، والرواية الماضية هي من رواية سفيان عن الأعمش. فأثبتنا الصواب عن ك.

شَقيق قال: كان عبد الله يخرج إلينا فيقول: إني لأخْبَر بمكانكم، وما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أُمِلَّكم، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمةِ علينا. 3588 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعَلْقَمة عن عبد الله قال: "إذا ركع أحدكم فليُفْرِشْ ذراعيه فخذيه، ولْيَجْنأ"، ثم طبَّق بين كفيه، فكأني انظر إلى اختلاف أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم طبَّق بين كفيه فأراهم. 3589 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: لما نزلتْ هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شقّ ذلك على الناس، وقالوا: يا رسوَل الله، فأينا لا يَظلم نفسَه؟، قَال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تَسمعوا ما قال العبدُ الصالح {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}؟ إنما هو الشرك.

_ (3588) إسناده صحيح، ورواه مسلم1: 150 مطولاً في قصة، من طريق أبي معاوية عن الأعمش. ورواه أيضاً النسائي والدارمي والحاكم والبيهقي، وانظر نصب الراية 1: 374، وذخائر المواريث 4860. "وليجنأ" كذا ضبطت في صحيح مسلم بفتح الياء وإسكان الجيم وآخرها همزة، وذكرها ابن الأثير في حرف الحاء المهملة "وليحنأ"، وقال: هكذا جاء في الحديث، فإن كان بالحاء فهي من حتى ظهره: إذا عطفه، وإن كانت بالجيم فهي من جنا الرجل على الشيء: إذا أكب عليه. وهي متقاربان، والذي قرأناه في كتاب مسلم بالجيم، وفي كتاب الحميدي بالحاء". وانظر شرح النووي على مسلم 5: 16 - 17. وهذا التطبيق في الركوع، كان يقول به ابن مسعود، وهو منسوخ بالأخذ بالركب، ودليل نسخه حديث سعد بن أبي وقاص، قد مضى 1570. وانظر 4045، 4272، 4386. (3589) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 3: 351 عن هذا الوضع. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 3: 26 - 27 للبخاري: مسلم والترمذي وابن جرير وغيرهم.

3590 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم، أبلغك أن الله عز وجل يحمل الخلائق على أَصبع، والسموات على أصبع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى على أصبع؟، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، فأنزل الله عز وجل {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. 3591 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله: أنه قرأ سورة يوسف بحمْصَ، فقال رجل: ما هكذا أُنزلتْ؟ فدنا منه عبد الله، فوجد منه ريح الَخمر!!، فقال أتكذّب بالحق وتشرب الرجس؟!، لا أدَعُك حتى أجلدك حدّا، قال: فضربه الحد، وقال: والله لهكذا أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 3592 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة.

_ (3590) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 7: 263 وقال: "وهكذا رواه البخاري ومسلم والنسائي من طرق عن الأعمش، به". وقد مضى نحوه من حديث ابن عباس 2990,2267. (3591) إسناده صحيح، ورواه البخاري 9: 44 - 45 من طريق سفيان عن الأعمش، ورواه مسلم أيضاً، كما في ذخائر المواريث 4915. (3592) إسناده صحيح، والمرفوع منه رواه أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى 3411 وذخائر المواريث 4910. وسيأتي المرفوع أيضاً 4035. الباءة: قال ابن الأثير: "يعني النكاح والتزوج، يقال فيه الباءة والباء، وقد يقصر. وهو من المباءة: المنزل: لأن من تزوج امرأة بوأها منزلا، وقيل: لأن الرجل يتبرأ منِ أهله أي يستمكن، كما يتبوأ من منزله". الوجاء، بكسر الواو: قال ابن الأثير: "أن تُرض أُنثيا الفحل رضا شديدَا يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في فطعه منزلة الخصى. أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء". في ح "فإن له"، وصوابه "فإنه له"، كما أثبتنا عن ك.

قال: كنتُ أمشي مع عبد الله بمنًى، فلقيه عثمان، فقام معه يحدثه، فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن، ألا نزوّجك جاريةً شابةً، لعلها أَن تذكِّرَك ما مضى من زمانك؟، فقال عبد الله: أمَا لئنْ قلتَ ذاك، لقد قَال لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب، من استطاع- منكم الباءَة فليتزوجْ، فإنه أَغضُّ للبصر، وأَحصنُ للفرج، ومن لم يستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وِجَاء". 3593 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: صلى عثمان بمنًى أربعاً، فقال عبد الله بن مسعود: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين. 3594 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَبِيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الناس قرني، ثمِ الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يأتي بعد ذلك قوم تسبق شهاداتُهم أيما نَهم، وأيما نهم شهاداتِهم". 3595 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله طنى: "إني لأعرف آخرَ أهلِ النار خروجاً من النار، رجل يخرج منِها زَحْفاً، فيقال له: انطلقْ فأدخل الجنة، قال: فيذهب يدخل، فيجد الناس قد أخذوا المنازلَ:/ قال: فيرجع فيقول: يا رب، قد أخذ

_ (3593) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، كما في ذخائر المواريث 4780. (3594) إسناده صحيح، عبيدة: هو السلمانى. والحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 4793. (3595) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 385 ومسلم1: 68 والترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 4795.

الناسُ المنازل، قال: فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟، قال: فيقول: نعم، فيقال له تَمَنَّهْ، فيتمنى، فقال: إن لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا، قال: فيقول: أَتَسْخَر بي وأنت المَلك"، قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بَدَتْ نواجذُه. 3596 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فقال يا رسول الله؟، إذا أحسنتُ في الإسلام أُؤاخذ بما عملت في الجاهلية؟، فقِال: "إذا أحسنتَ في الإسلام لم تواخَذ بما عملتَ في الجاهلية، وإذا أسأت في الإسلام أخِذْت بالأوَّل والآخِر". 3597 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان"، فقال الأشعث: فيّ والله كان ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني، فقدَّمته إلى النبي -صلي الله عليه وسلم-، فقال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ألك بيّنة؟ "، قلت: لا، فقال لليهودي: "احلفْ"، فقلت: يا رسول الله، إذن يحلف فيذهبَ مالي، فأنزل الله عز وجلّ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية.

_ (3596) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 45 من طريق الأعمش عن أبي وائل، وهو شقيق. ورواه أيضاً من طريق منصور عن أبي وائل. وهي الطريق التي ستأتي 3604. ورواه أيضاً البخاري وابن ماجة، كما في الذخائر.4885 (3597) إسناده صحيح، وهو مطول 3576. ونقله ابن كثير في التفسير 2: 172 - 173 عن هذا الموضع، وقال: "أخرجاه [يعني الشيخين] من حديث الأعمش". ونسب في الذخائر 4874 أيضاً لأبي داود والترمذي وابن ماجة. الأشعث: هو ابن قيس الكندي الصحابي، والقسم الذي فيه سبب النزول من مسنده، وسيأتي في مسنده (5: 211 - 212 ج) بهذا الإسناد وبأسانيد أخر.

3598 - حدثنا أبو بكر بن عيَّاش حدثني عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنماً لعُقْبة بن أبي مُعَيْط، فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فقال: "يا غلام، هل من لبن؟ "، قال: قلت: نعم، ولكني مؤِتمن، قال: "فهل منْ شاة لم يَنْزُ عليها الفحل؟ "، فأتيته بشاة، فمسح ضَرْعها، فنزل لبن، فَحلبه فًى إناء فشرب وسقى أبا بكر، ثم قالً للضرع: "أَقلصْ"، فقَلصَ، قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله، علمني من هذاَ القول، قال: فمسح رأسي، وقال: "يرحمك الله، فإنك غُلَيَّم معَلَّم". 3599 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن عاصم بإسناده، قال: فأتاه أبو بكر بصخرة منقورة، فاحتلب فيها فشرب، وشرب أبو بكر، وشربتُ، قال: ثم أتيتُه بعد ذلك، قلت: علمني من هذا القرآن، قال: "إنك غلام مُعَلَّم"، قال: فأخذت مِن فيه سبعين سورةً. 3600 - حدثنا أبو بكر حدثنا عاصم عن زِرّ بن حُبيَش عن عبد الله ابن مسعود قال: إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خيرقلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا

_ (3598) إسناده صحيح، ونقله ابن كثيو في التاريخ 6: 102 عن هذا الموضع. ثم قال: ورواه البيهقي من حديث أبي عوانة عن عاصم. وانظر الإسناد التالى لهذا. غليم: تصغير غلام. (3599) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله، وسيأتي كاملا بهذا الإسناد 4412. ورواه الطيالسي 353 عن حماد بن سلمة. ورواه ابن سعد 3/ 1/ 106 - 107 عن عفان عن حماد. ورواه أبو نعيم في الدلائل 114من طريق الطيالسي عن حماد. انظر 3697. (3600) إسناده صحيح , وهو موقوف على ابن مسعود. وهو في مجمع الزوائد1: 177 - 178: وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ,ورجاله موثقون".

سيئاً فهو عند الله سيئ. 3601 - حدثنا أبو بكر حدثنا عاصم عن زِرّ عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لعلكم ستُدْركون أقواماً يصلون صلاةً لغير وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتَكم في الوقت الذي تعرفون، ثم صلوا معهم، واجعلوها سَبْحَةً". 3602 - حدثنا جَرير عن منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً، فلا أدري: زاد أم نقص؟، فلما سلم قيل له: يا رسول الله، هل حدث في الصلاة شيءٌ؟، قال: "لا، وما ذاك؟ "، قالوا: صليت كذا وكذا، قال: فثنى رجليه فسجد سجدتي السهو، فلما سلم قال: "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، وإذا شك أحدكم في الصلاة فليتحرّ الصلاة، فإذا سلم فليسجدْ سجدتين". 3603 - حدثنا جَريرعن منصورعن خَيْثَمة عن رجل من قومه

_ (3601) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 196 من طريق أبي بكربن عياش. وروى أبو داود 1: 165 معناه بإسناد آخر. السبحة، بضم السين: النافلة. وانظر 3790. (3602) إسناده صحيح، وهو مطول 3566. (3603) إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن ابن مسعود. وسيأتي مرة أخرى 4244 "عن خيثمة عمن سمع ابن مسعود". وسيأتي 3917، 4419 "عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله"، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "لم يسمع خيثمة من ابن مسعود". والحديث في مجمع الزوائد1: 314 - 315 وقال "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط. فأما أحمد وأبو يعلى فقالا: عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود، وقال الطبراني: عن خيثمة عن زياد بن حدير، ورجال الجميع ثقات. وعند أحمد في رواية: عن خيثمة عن عبد الله بإسقاط الرجل". وزياد بن حدير الأسدي: تابعي ثقة، وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 319: "سمع =

عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا سمر بعد الصلاة"، يعني العشاء الآخرة، "إلا لأحد رجلين، مصلّ أو مسافر". 3604 - حدثنا جَرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال ناسٌ: يا رسول الله، أنؤاخذ بأعمالنا في الجاهلية؟، فقال: "من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ به، ومن أساء فيؤْخذ/ بعمله الأول والآخِر". 3605 - حدثنا جَرير عن الرُّكَين عن القاسم بن حسّان عن عمه عبد الرحمن بن حَرْملة عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يكره عشر خلاَل: تختم الذهب، وجر الإزارِ، والصُّفْرة، يعني الخَلوق، وتغيير الشيب، قال جرير: إنما يعني بذلك نتفه، وعزل الماء عن محله، والرُّقَى إلا بالمعوِّذات، وفسادَ الصبي غير مُحَرَّمِهِ، وعَقْد التمائم، والتبرج بالزينة لغير محلِّها، وَالضرب بالكِعَاب.

_ = عمر، روى عنه الشعبي". فالإسناد عند الطبراني من طريقه إسناد صحيح. (3604) إسناده صحيح، وهو مكرر 3596. (3605) إسناده صحيح، الركين: هو ابن الربيع، سبق توثيقه 868. القاسم بن حسان العامري: ثقة: وثقه أحمد بن صالح، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكر البخاري في الكبير 4/ 1/ 161 اسمه فقط، ولم يذكر عنه شيئَاً. وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 108 فلم يذكر عنه جرحاً. عبد الرحمن بن حرملة الكوفي: ذكره ابن حبان في الثفات، وذكره البخاري في الضعفاء21 قال: "عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود، روى عنه القاسم بن حسان، لا يصح حديثه". والحديث رواه أبو داود 4: 143 - 144 من طريق المعتمر عن الركين. قال المنذري: "وأخرجه النسائي، وفي إسناده قاسم بن حسان الكوفي عن عبد الرحمن بن حرملة، قال البخاري: القاسم بن حسان: سمع من زيد بن ثابت وعن عمه عبد الرحمن بن حرملة، وروى عنه الركين ابن الربيع، لم يصح حديثه في الكوفيين. قال علي بن المديني حديث ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكره عشر خلال: هذا حديث كوفي، وفى إسناده من لا يعرف. وقال =

3606 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني سليمان عن إبراهيم عن عَبيدة عن عبد الله قال: سليمان: وبعض الحديث عن عمرو بن مُرَّة (قال: وحدثني أبي عن أبي الضُّحى عن عبد الله) قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ عليَّ"، قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أُنزل؟، قال: "إني أُحبُّ أن أسمعه من غيري"، فقرأت، حتىِ إذا بلغتُ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قال: رأيتُ عينيه تَذرِفان دموعاً.

_ = ابن المديني أيضاً: عبد الرحمن بن حرملة: روى عنه قاسم بن حسان، لا أعلم رُوي عن عبد الرحمن هذا شيء من هذا الطريق، ولا نعرفه من أصحاب عبد الله. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم. سألت أبي عنه؟، فقال: ليس بحديثه بأس، وإنما روى حديثاً واحداً، ما يمكن أن يعتبر به، ولم أسمع أحداً ينكره أو يطعن عليه، وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء، وقال أبي: يحوَّل منه". والذي نقله المنذري عن البخاري في شأن القاسم بن حسان لا أدري من أين جاء به، فإنه لم يذكر في التاريخ الكبير إلا اسمه فقط. كما قلنا، ثم لم يترجمه في الصغير، ولم يذكره في الضعفاء. وأخشى أن يكون المنذري وهم فأخطأ، فنقل كلام ابن أبي حاتم بمعناه منسوباً للبخاري. وأنا أظن أن قول البخاري في عبد الرحمن بن حرملة "لا يصح حديثه" إنما مرده إلى أنه لم يعرف شيئَاً عن القاسم بن حسان، فلم يصح عنده لذلك حديث عمه عبد الرحمن. (فائدة): قال أبو داود، بعد أن روى هذا الحديث: "انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة"!، وهو خطأ عجيب، فإن رواته كلهم كوفيون. ليس فيهم بصري!. تفسير جرير "تغير الشيب" بأنه نتفه، هو الصحيح، وبذلك في شه ابن الأثير، وقال "فإن تغيير لونه قد أمر به في غير حديث". "وفساد الصبي" إلخ: قال ابن الأثير: "هو أن يطأ المرأة المرضع، فإذا حملت فسد لبنها، وكان من ذلك فساد الصبي، ويسمى الغيلة. أقوله غير محرمه: أي أنه كرهه ولم يبلغ حد التحريم". وانظر معالم السنن 4: 213. (3606) إسناده صحيح، إلا أن في إسناده إشكالا سنذكره "وقول سليمان، وهو الأعمش: "وبعض الحديث عن عمرو بن مرة" يريد أنه سمع الحديث من إبراهيم النخعي وسمع =

3607 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق بن سَلَمة قال: جاء رجل إلى عبد الله من بني بَجيلة يقال له نَهيك بن سَنان، فقال يا أبا عبد الرحمن، كيف تقرأ هذه الآيَة، أياءً تجدها أو ألفاً: {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [أو: غير ياسنٍ]؟، فقال له عبد الله: أوَ كلَّ القرآن أحصيت غير هذه [الآية]؟، قال: إني لأقرأ المفصَّل فيِ ركعة، فقال عبد الله: هذّا كَهَذِّ الشِّعر؟!، إن منْ أحسن الصلاةِ الركوع والسجودَ، ولَيَقْرأَنَّ القرآنَ أقوام لا يجاوز تراقيَهم، ولكنه إذا قرأ فرسخ في القلب نَفَع، إني لأعرفُ النظائرَ التي كان رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ سورتين في ركعة، قال: ثم قام فدخل، فجاء عَلْقَمةُ فدخل عليه، قال: فقلنا له: سَلْه لنا عن النظائر التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ سورتين في ركعة؟، قال: فدخل فَسأله، ثم خرج إلينا فقال: عشرون سورةً من أوّل المفصَّل في تأليف عبد الله.

_ = بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم، ولعله نسى بعض الشيء منه فثبته فيه عمرو. والإشكال هو قوله بعد ذلك "قال: حدثني أبي عن أبي الضحى عن عبد الله"، فمن ذا الذي يقول هذا؟ أهو الأعمش؟ لا نعرف أن لأبيه رواية ولم بخد له ترجمة. أو يقوله عبد الله بن أحمد؟ لعله كذلك، ويكون المراد إذن أن أحمد روى بالإسناد نفسه عن الأعمش عن أبي الضحى، فإن الأعمش يروي عنه. ولكن يكون منقطعاً، لأن أبا الضحى وإن كان من التابعين فإنه لم يدرك ابن مسعود والحديث رواه البخاري 9: 81 في حديثين من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة ليس فيه ذكر عمرو بن مرة ولا أبي الضحى، وقد أشرنا إلى روايتيه في 3550، 3551. (3607) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 226 من طريق وكيع، ثم رواه من طريق أبي معاوية، ثم من طريق عيسى بن يونس. كلهم عن الأعمش، ورواه البخاري مختصرَاً 9: 37 - 38 من طريق أبي حمزة عن الأعمش، به. ورواه أيضاً مختصراً 2: 214 - 215 من طريق شُعبة عن عمرو بن مرة-: عن أبي وائل. ورواه أبو داود1: 528 من طريق أبي =

3608 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قَسَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم قَسْماً، قال: فقال رجل مَن الأنصار: إن هذه لقسمةٌ ما أُريدَ بها وجهُ الله عز وجل!، قال: فقلت: يا عدوّ الله، أمَا لأُخبرنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قلتَ، قال: فذَكَر ذلك لنبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فاحمر وِجِهه، قال: ثم قال: "رحمة الله على موسى، لقد أُوذِيَ بأكثر من هذا فصبر". 3609 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تباشر المرأةُ المرأةَ حتى تَصفها لزوجَها كأنما يَنظر إليها". 3610 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: كنا نمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمر بابن صَّياد، فقال: "إني قد خَبَأتُ لك

_ = إسحق عن علقمة والأسود عن ابن مسعود، مختصراً، وزاد في آخره تسميه السور النظائر. ورواه الطيالسي 259 عن شُعبة عن الأعمش عن أبي وائل. ورواه الترمذي1: 412 من طريق الطيالسي، وقال: "حسن صحيح". زيادة [أو غير ياسن] و [الآية] زدناهما من ك. وكل القراء قرؤا (غيرآسن) بالهمزة، ولم أجد قراءة فيها بالياء، ولا في الشواذ. هذا كهذّ الشعر: قال ابن الأثير: "أراد أتهذّ القرآن هذا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر؟ والهذّ: سرعة القطع، ونصبه على المصدر". وفي ح "كهذان الشعر" وهو خطأ، صح من ك. وانظر تفصيل شرح الحديث في الفتح 2: 214 - 215. وانظر 1379، 2312، 3910، 3958. (3608) إسناده صحيح، ورواه البخاري 4408 من طريق سفيان عن الأعمش و 11: 80 من طريق أبي حمزة عن الأعمش. وانظر 3759. (3609) إسناده صحيح، ورواه البخاري وأبو داود والترمذي، كما في ذخائر المواريث 4879. (3610) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 372 من طريق أبي معاوية عن الأعمش، ورواه أيضاً مطولاً من طريق جريرعن الأعمش.

خَبْأ"، قال ابن صياد: دُخّ، قال: فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "اخسأ، فلن تَعْدُوَ قَدْرَك"، فقال عمر: يا رسول الله، دعنى أضرب عنقَه، قال: "لا، إن يكن الذي تخاف فلن تستطيع قتلَه". 3611 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: لكأني انظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَحكي نبيّا ضربه قومُه، فهو يمسح عن وجهه الدم، ويقول: "ربّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". 3612 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الذنب أكبر؟، قال: "أن تجعل لله ندّا وهو خَلَقك"، قال: ثمِ أي؟، قال: "أن تَقتل ولدك أن يَطْعَم معك"، قال: ثم أيّ؟، قال: "أن تُزاني حليلةَ جارك"، قال: قال عبد الله: فأنزل الله تصديق ذلك: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}. 3613 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسْلم عن مسروق قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: إني تركتُ في المسجد رجلاً يفسر القرآن برأيه، يقول في هذه الآية {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلى آخرها: يغشاهم يومَ القيامة دُخَان يأخذ بأنفاسهم حتى يصيبهم منه كهيئة الزكام!،

_ (3611) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم وابن ماجة، كما في الذخائر 4886 وسيأتي مطولاً 4057. (3612) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 6: 194 عن هذا الموضع، ونسبه للبخاري ومسلم والنسائي. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 5: 77 للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وغيرهم. وفي الذخائر المواريث 4799 أنه رواه أيضاً أبو داود. (3613) إسناده صحيح، ورواه الشيخان والترمذي والنسائي في تفسيريهما وابن جرير وابن أبي حاتم، كما في تفسير ابن كثير 7: 420 - 421.

قال: فقال عبد الله: من علم علماً فليقلْ به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقْه الرجل أن يقول لما لا يعلم: الله أعلِم، إنما كان هذا لأن قريشاً لمَّا اسَتعصَتْ على النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قَحْطٌ، وجَهدُوا حتى أكلوا العظام، وجعل الرجل ينظرَ إلى السماء فينظر ما بينه وبين السَماء كهيئة الدخَان من الجهْد، فأنزل الله عز وجل {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)} فأَتى رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، فقيلَ: يا رسولَ الله، اسْتَسق الله لمضَر، فإنهم قد هلكوا، قال: فدعا لهم، فأنزل الله عز وجل {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ}، فلما أصابهِم المرة الثانية عادوا، فنزلتْ {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} يومَ بدْر. 3614 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن غمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: كنت مستتراً بستار الكعبة، فجاء ثلاثة نفر، قرشي وختناه ثقفيّان، أو ثقفي وختناه قرشيان، كثيرٌ شحمِ بطونهم، قليل فقهُ قلوبهم، فتكلموا بكلام لم أسمعه، فقال أحدهم: أَترون الله يسمع كلامنَا هذا؟!، فقال الآخر: أرانا إذا رَفعنا أصواتَنا سمعه، وإذا لم نرفعها بم يسمع!!، فقال الآخر: إنْ سمع منه شيئاً سمعه كله!!، قال: فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟، فأنزل الله عز وجل {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} إلى قوله {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

_ (3614) إسناده صحيح، عمارة: هو ابن عمير. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 7: 332 عن هذا الموضع، ونسبه للبخاري ومسلم والترمذي بأسانيد متعددة. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 5: 362 أيضاً لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن النذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات

3615 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مُرَّة: عن يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق، كراهيةَ أن يَهجم منّا علي شيء يكرهه، قالت: وإنه جاء ذات يوم فتنحنح، قالت: وعندي عجوز ترْقِيني من الحُمْرة، فأدخلتها تحت السرير، فدخل فجلس إلي جنبي، فرأى في عنقي خيطاً!، قال: ما هذا الخيط؟، قالت: قلت: خيط أُرْقي لي فيه!، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الَشَّرك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الرُّقى والتمائم والتِّوَلة شرك"، قالت: فقلت له: لمَ تقِولُ هذا، وقد كانت عيني تقْذف، فكنت أختلفُ إلى فلان اليهودي يرْقيها، وكان إذا رقاها سكنتْ؟، قال: إنما ذلك عملُ الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقيتِها كفَّ عنِها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أذهب البأس رب الناس، اشْف أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادرَ سقَماً". 3616 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله

_ (3615) إسناده حسن، ابن أخي زينب امرأة ابن مسعود: لم يعرف اسمه، ولكنه تابعي، فهو على الستر وقبول حديثه. زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود: صحابية معروفة. والحديث رواه أبو دواد 4: 11 - 12 من طريق أبي معاولِة عن الأعمش، واختصر القصة التي في أوله. قال المنذري: "أخرجه ابن ماجة عن ابن أخت زينب عنها، وفي نسخة: عن أخت زينب عنها، وفيه قصة، والراوي عن زينب مجهول". وهو في ابن ماجة 2: 188 مطولاً من طريق عبد الله بن بشر عن الأعمش. قال ابن الأثير: "التولة، بكسر التاء وفتح الواو. ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره. جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى". "أنت الشافي" في ح "وأنت"، وزيادة الواو خطأ، صحح من ك. السقم، بفتحتين، ولضم السين مع سكون القاف: المرض. (3616) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم والترمذي، كما في الذخائر 4883.

قال قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أحدَ أغْيرُ من الله عز وجل، فلذلك حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحدَ أحبُّ إليه المدح من الله عز وجل". 3617 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرَة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: لأن أحلفَ بالله تسعاً إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُتل قَتْلاً أحبُّ إلي من أن أحلف واحدةً، وذلك بأن الله عز وجل اتخذه نبيّا وجعله شهيداً. 3618 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سُوَيد عن عبد الله قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يُوعَكُ، فَمَسِسْتُه، فقلت: يا رسول الله، إنك لَتُوعَك وَعْكاً شديداً؟، قال: "أجَلْ، إني أُوعَك كما يُوعَك رجلان منكم"، قلت: إن لك أجْرين؟، قال: "نعم، والذي نفسي بيده، ما على الأرض مسلم يصيبه أذًى من مرض فما سواه، إلا حَط الله عنه به خطاياه كما تحطُّ الشجر وَرَقها". 3619 - حدثنا يَعْلى حدثنا الأعمش، مثله. 3620 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله

_ (3617) إسناده صحيح، أبو" الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة. والحديث رواه الحاكم 3: 58 عن أبي العباس الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ونقله ابن كثير في التاريخ 5: 227 من رواية البيهقي عن الحاكم بإسناده. (3618) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في الذخائر 4712. (3619) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3620) إسناده صحيح، ورواه مسلم1: 219 من طريق أبي معاوية وظاهره أن أوله موقوف، ولكن رواه البخاري 8:، 7 - 71 ومسلم 218 - 219. من طريق جرير عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود، بنحوه، مرفوعاً كله. التفصى: الانفصال. النعم، بفتح =

قال: تعاهدوا هذه المصاحف، وربما قال: القرآن، فَلَهُوَ أشدُّ تَفَصِّياً من صدور الرجال من النَّعَم من عُقُله، قال: وقالِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يَقل أحدكم إني نَسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسَّي". 3621 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يحل دم امرئٍ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيِّبُ الزاني، والنفسُ بالنفس، والتارك لدينه المفارقُ للجماعة". َ-3622 حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: كنّا إذا جلسنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا: السلامُ على الله قَبْلَ

_ = النون والعين: المراد بها هنا الإبل خاصة، لأنها التي تعقل. العقل، بضم العين والقاف، ويجوز تسكين القاف: جمع عقال. والنعم تذكر وتؤنث. وانظر شرح النووي على مسلم 6: 77. "نسيت" قال الحافظ في الفتح: "بفتح النون وتخفيف السين اتفاقَاً". "بل هو نسي": قال الحافظ: بضم النون وتشديد السين المهملة المكسورة، قال القرطبي: رواه بعض رواة مسلم مخففَاً. قلت [أي الحافظ]: وكذا هو في مسند أبي يعلى، وكذا أخرجه ابن أبي داود في كتاب الشريعة من طرق متعددة مضبوطة بخط موثوق به، على كل سين علامة التخفيف. قلت: والتثقيل هو الذي وقع في جميع الروايات في البخاري، وكذا في أكثر الروايات في غيره. ويؤيده ما وقع في رواية أبي عبيد في الغريب بعد قوله، كيت وكيت: ليس هو نسي ولكنه نسي. الأول بفتح النون وتخفيف السين، والثانى بضم النون وتثقيل السين. قال القرطبي: التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره، قال: "ومعنى التخفي أن الرجل ترك غير ملتفت إليه". والحديث رواه أيضاً الترمذي والنسائي، كما في الذخائر 4900. (3621) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في الذخائر 4968. (3622) إسناده صحيح، ورواه الجماعة كما في الذخائر 4705. وسبق بعضه مختصراً بإسناد ضعيف3562.

عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، السلام على فلان، فسمعَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قالها أصابتْ كل عبدٍ صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير بعدُ من الدعاء ما شاء". 3623 - حدثنا أبو معاوية حدثنا إبراهيم بن مسلم الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: من سره أن يلقى الله عز وجل غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات حث ينادَى بهن، فإنهن من سنن الهدَى، وإن الله عز وجل شرع لنبيكم سنن الهدى، وما منكم إلا وله مسجد في بيته، ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلِّف في بيته لتركتم سنةَ نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتيم، ولقد رأيتني وما يتخلف عنها إلا منافق معلومٌ نفاقه، ولقد رأيتُ الرجل يهادَى بين الرجلين حتى يُقام في الصف، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يأتي مسجداً من المساجد، فيخطو خطوةً إلا رُفع بها درجةً، أو حُطَّ عنه

_ (3623) إسناده ضعيف، إبراهيم بن مسلم الهجري العبدي: ضعفوه من قِبل حفظه، قال ابن عدي: "إنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله، وعامتها مستقيمة"، وقال أحمد: "كان الهجري رفاعاً" وضعفه. وقال البخاري في الكبير 1/ 1/ 326: "كان ابن عيينة يضعفه". والحديث أصله صحيح، فقد رواه مسلم 1: 181 من طريق علي بن الأقمر عن أبي الأحوص، مختصراً إلى قولها حتى يقام في الصف" ولم يذكر باقيه.

بها خطيئةٌ، أو كُتبتْ له بها حسنة، حتى إنْ كنا لنقارب بين الخُطَا، وإنّ فضل صلاهَ الرجل في جماعة على صلاته وحدَه بخمسٍ وعشرين درجةً". 3624 - حدثنا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصادق المَصْدُوق: "إن أحدكم يجْمَع خَلْقه في بطن أُمه أربعين يوماً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسَل إليهْ الملَك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّ أم سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليَعْمَلُ بعمل أهل الجنة، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراع، فيَسْبق عليه. الكتابُ، فيُخْتَم له بعمل أهل النار فيدخُلَها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل الجنة، فيدخلَها". 3625 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كلمةً، وقلتُ أخرى، قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، قال: وقلت أنا: من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار. 3626 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن

_ (3624) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 4733. وهو الحديث الرابع من الأربعين النووية، قال ابن رجب 33: "هذا الحديث متفق على صحته، تلقته الأمة بالقبول". وانظر 3553. (3625) إسناده صحيح، وهو مكرر 3552، وسبقت الإشارة إليه هناك. (3626) إسناده صحيح، والقسم الأول منه رواه البخاري 11: 221 عن عمر بن حفص عن

الحرث بن سُويد عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيّكم مالُ وارِثه أحبُّ إليه من ماله؟ "، قالوا: يا رسول الله، ما منَّا أحدٌ إلا مالُه أحبُّ إليه من مال وارثه، قال: "اعلموا أنه ليس منكِم أحدٌ إلا مال وارثه أحبُّ إِليه من ماله، ما لَك من مَالكَ إلا ما قَدَّمت، ومالُ وارِثك ما أخَّرْت"، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تَعُدُّونَ فيكم الصُّرَعَةُ؟ "، قال: قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: قال: "لا، ولكن الصُّرعَةُ الذي يملك نفسَه عند الغضب"، قال: وقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما تعدون فيكم الرَّقُوب؟ "، قال: قلنا: الذي لا وَلَد له،/ قال: "لا، ولكن الرَّقُوبُ الذي لم يُقدِّمْ من ولده شيئاً".

_ = أبيه عن الأعمش. ورواه النسائي 2: 125 عن هناد بن السري عن أبي معاوية. وأشار الحافظ في الفتح إلى أن سعيد بن منصور أخرجه كاملاَ عن أبي معاوية. والقسمان الآخران منه رواهما مسلم 2: 289 من طريق جرير وأبى معاوية وعيسى بن يونس عن الأعمش. الصرعة، بضم الصاد وفتح الراء، قال ابن الأثير: "المبالغ في الصراع الذي لا يغلب، فنقله إلى الذي يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها، فإنه إذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه وشر خصومه، ولذلك قال: أعد عدو لك نفسك التي بين جنبيك. وهذا من الألفاظ التي نقلها عن وضعها اللغوي لضرب من التوسع والمجاز، وهو من فصيح الكلام، لأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ، وقد ثارت عليه شهوة الغضب، فقهرها بحلمه، وصرعها بثباته، كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه". الرقوب، بفتح الراء، قال ابن الأثير: "الرقوب في اللغة: الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد، لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه. فنقله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الذي لم يقدم من الولد شيئاً، أي يموت قلبه، تعريفَاً أن الأجر والثواب لمن قدم شيئاً من الولد، وأن الاعتداد به أكثر، والنفع فيه أعظم. وأن فقدهم وإن كان في الدنيا عظيماً، فإن فقد الأجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم، وأن والمسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه، ومن لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له. ولم يقله إبطالاً، لتفسيره اللغوي".

627؟ - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد: حدثنا عبد الله حديثين، أِحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال عبد الله: إن المؤمن يرَى ذنوبه كأنه في أصل جبل، يَخَاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُباب وقع على أنفه، فقال له هكذا، فطار، قال: وقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لله أفْرَح بتوبة أحدكم في رجل خرج بأرضٍ دَوّيَّة مَهْلَكَةٍ، معه راحلتُه، عليها طعامه وشرابُه وزاده وما يُصْلحه، فأضلهاَ فخرج في طلبها، حتى إذا أدركه الموت فلم يجدها قال: أَرْجِعُ إلى مكاني الذي أضللتُها فيه فأموت فيه، قال: فأتَى مكانَه، فغلبتْه عينه، فاستيقظ فإذا راحلتُه عند رأسه، عليها طعامُه وشرابُه وزادُه وما يُصْلحه".

_ (3627) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 88 - 91 ومسلم 2: 322، كلاهما من طريق الأعمش. وأشار البخاري إلى طريقين: عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد عن عبد الله، وعن الأعمش عن عمارة عن الأسود، كما سيأتي في الإسنادين بعده، وأشار إلى طرق أخرى. فقال الحافظ: "يعني أن أبا معاوية خالف الجميع، فجعل الحديث عند الأعمش عن عمارة بن عمير وإبراهيم التيمي جميعَاً، لكنه عند عمارة عن الأسود، وهو ابن يزيد النخعي، وعند إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد، وأبو شهاب ومن تبعه [يعني في رواية البخاري] جعلوه عند عمارة عن الحرث بن سويد. ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين". هكذا قال، وها هي ذي رواية أبي معاوية عند الإمام أحمد في المسند. ثم ذكر الحافظ طرفا للحديث من الترمذي والنسائي وغيرهما مفصلة، ثم قال: "وفي الجملة، فقد اختلف فيه على عمارة في شيخه، هل هو الحرث بن سويد أو الأسود؟، وتبين مما ذكرته أنه عنده عنهما جميعاً. واختلف على الأعمش في شيخه، هل هو عمارة أو إبراهيم التيمي؟، وتبين أنه عنده عنهما جميعاً". دوية: بفتح الدال وتشديد الواو المكسورة وتشديد الياء المفتوحة، قال ابن الأثير: "الدوّ: الصحراء، والدوَّية منسوبة إليها، وقد تبدل من إحدى الواوين ألف، فيقال: داوية على غير قياس، نحو طائي في النسب إلى طيّ": مهلكة: بفتح الميم واللام، أي موضع الهلاك، أو الهلاك نفسه، وتفتح لامها وتكسر، وهي أيضاً المفازة، قاله ابن الأثير. ونقل الحافظ في الفتح أن في بعض نسخ البخاري "بضم الميم وكسر اللام من الرباعي، أي تهلك هي من يحصل فيها".

3628 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عُمارة عن الأسود عن عبد الله، مثله. 3629 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سُويد، والأعمش عن عُمارة عن الأسود، قالا: قال عبد الله: إن المؤمن يَرى ذنوبَهُ كانه في أصل جبل، يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُباب وقع على أنفه، فقال به هكذا، فطارِ، قال: وقال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: "لله أفرحُ بتوبة أحدكم من رجل خرج بأرض دوِّية"، ثم قال أبو معاوية: قالا حدثنا عبد الله حديثين: أحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مَهْلَكَة، معه راحلتُه، عليها زاده وطعامه وشرابه وما يُصلحه، فأضلّها، فخرج في طلبها، حتى إذا أدركه الموت قال: أرجعُ إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه، قال: فرجع، فغلبته عينُه فاستيقظ، فإذا راحلتُه عند رأسه، عليها زادُه وطعامُه وشرابُه وما يُصلحه". 3630 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُقِتل نفسٌ ظلماً إلا كان على ابن آدمَ الأوّلِ كِفْلٌ من دمها، لأنه كان أوّلَ منْ سَنَّ القتل". 3631 - حدثنا أبو معاوية وابن نُمير عن الأعمش، ويحيى عن الأعمش، حدثني عُمارة حدثني الأسود، المعنى، عن عمارة عن الأسود،

_ (3628) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3629) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3630) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في المنتقى 3959. ورواه أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في الذخائر 4969. الكفل بكسر الكاف وسكون الفاء. الحظ والنصيب. (3631) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا الترمذي، كما في المنتقى 1051، 1052.

عن عبد الله: لا يجعلْ أحدُكم للشيطان من نفسه جُزْءاً، لا يَرَى إلا أن حقاً عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن أكثر انصرافه لَعَلَى يساره. 3632 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: لما كان يومُ بدر قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟، قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله، قومُك وأهلُك، اسْتبقِهم

_ (3632) إسناده ضعيف، لانقطاعه، أبو عبيدة: لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، كما قلنا مرارا. والحديث رواه الحاكم 3: 21.- 22 من طريق جرير عن الأعمش، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي!، وقد عرفت ما فيه. ورواه الترمذي مختصراً، جداً 3: 37 و 4: 113 عن هناد عن أبي معاوية عن الأعمش، وقال: "حديث حسن، وأبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه". ونقله ابن كثير في التفسير 4: 94 - 95 والتاريخ 3: 297 - 398، ولم يذكر علته في الموضعين. وقد مضى بعض الخبر عن مفاداة أسارى بدر في مسند عمر 208. "أنتم عالة": الحالة: الفقراء. "سهيل بن بيضاء": هو سهيل بن وهب بن ربيعة، نسب إلى أمه "البيضاء"، وهي دغد بنت جحدم بن عمرو، وسهيل هذا من المهاجرين، شهد بدرَاً وأحداً، والخندق والمشاهد كلها، فوهم أحد الرواة، والصواب "سهل بن بيضاء" بفتح السين وسكون الهاء، وهو أخو سهيل لأبيه وأمه، قال ابن سعد: "أسلم بمكة وكتم إسلامه, فأخرجته قريش معها في نفير بدر، فشهد بدر، مع المشركين، فأسر يومئذ، فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة، فخلى عنه. والذي روى هذه القصة في سهيل بن بيضاء قد أخطأ، سهيل ابن بيضاء أسلم قبل عبد الله بن مسعود، ولم يستخف بإسلامه، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرَاً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمَاً، لا شك فيه، فغلط من روى ذلك الحديث ما بينه وبين أخيه، لأن سهيلاً أشهر من أخيه سهل. والقصة في سهل". انظر ابن سعد 3/ 1/ 302 و 4/ 1/ 156 والإصابة 3: 137، 144. وسيأتي على الصواب "سهل ابن بيضاء" في رواية جرير عن الأعمش 3634.

واسْتَانِ بهم، لعل الله يتوبَ عليهم، قال: وقال عمر: يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، فاضربْ أعناقَهم، قال: وقال عبد الله بن رَوَاحة: يا رسول الله، انظر وادياً كثير الحطب فأدْخلْهم فيه، ثم أَضْرم عليهم ناراً، قال: فقال العباس: قَطَعْتَ رحمَك، قال: فدَخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يردَّ عليهم شيئاً، قال: فقال ناس: يأخذ بقول أبِىِ بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقولِ عبد الله بن رواحة، قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنِ الله لَيُلين قلوب رجالٍ فيه حتى تكونَ ألينَ من اللبَن، وإن الله ليشُدُّ قلوب رجاليَ فيه حتى تكون أشدَّ من الحجارة، وإن مَثلك يا أبا بكر كمثَلِ إبراهيم عليه السلام، قال {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ومثلُك يا أبا بكر كمثَل عيسى، قالَ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وإن مثلك يَا عمر كمثل نوح، قال {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى، قال: رَبّ {اشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}، أنتم عَالة، فَلا ينفَلِتَنَّ منهم أحدٌ إلا بفدَاء أو ضرِبة عنقٍ"، قَال عبد الله: فقلت: يا رسول الله، إلا سُهَيْل بن بيضاء، فإني قد سمعته يَذْكر الإسلام، قال: فسكتَ، قال: فما رأيتُي في يوم أخْوف أن تَقعً عليّ حجارةٌ من السماء في ذلك اليوم، حتى قال: "إلا سُهَيْل بن بيضاء"، قال: فأنزل الله عز وجل {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} إلى قوله {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (1). 3633 - حدثنا معاوية، يعني ابن عَمرو، حدثنا زائدة، فذكر نحوه، إلا أنه قال: إلا سُهيل بن بيضاء، وقال في قول أبي بكر: قال: فقال

_ (3633) إسناده منقطع، وهو مكرر ما قبله. زائدة: هو ابن قدامة. يعني عن الأعمى بالإسناد السابق. (1) هكذا في الأصل والحلبية، ولكن سياق سورة الأنفال على العكس من ذلك. (مصحح)

أبو بكر: يا رسول الله، عتْرَتُك وأصلُك وقومُك، تجاوَزْ عنهم يستنقذْهم الله بك من النار، قال: وقال عبد الله بن رَوَاحة: يا رسول الله، أنت بوَاد كثيرِ الحطب، فأضرِمْه ناراً، ثم ألقِهمْ فيه، فقال العباس: قَطع الله رَحِمَك. 3634 - حدثنا حسين، يعني ابن محمد، حدثنا جَرير، يعني ابن حازم، عن الأعمش، فذكر نحوه، إلا أنه قال: فقام عبد الله بن جحش، فقال: يا رسول الله، أعداءُ الله، كذَّبوك وآذَوْك وأخرجوك وقاتَلوك، وأنت بواد كثيرِ الحطب، فاجمعْ لهم حطباً كثيراً، ثم أَضْرِمْه عليهم، وقال: سَهل ابن بيضاء. 3635 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الحَجَّاج عن زيد بن جُبير عن خِشْف بن مالك عن ابن مسعود: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- جعل الدَّية في الخطأ أخماساً.

_ (3634) إسناده منقطع، وهو مكرر ما قبله. (3635) إسناده صحيح، زيد بن جُبير بن حرمل الطائي الكوفي: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/356 وقال: "سمع ابن عمر". خشف، بكسر الخاء وسكون الشين المعجمتين، ابن مالك الطائي الكوفي: ثقة، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري 2/ 1/ 206 وقال: "سمع عمر وابن مسعود". وهذا الحديث رواه أبو معاوية هكذا مجملا غير مفسر، وفسره غيره، ففي المنتقى 3997: "عن الحجاج بن أرطأة عن زيد بن جُبير عن خشف بن مالك الطائي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: في دية الخطأ عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض، وعشرون بنت لبون، وعشرون ابن مخاض ذكراً. رواه الخمسة. وقال ابن ماجة في إسناده: عن الحجاج حدثنا زيد بن جُبير. فقال أبو حاتم الرازي: الحجاج يدلس عن الضعفاء، فإذا قال حدثنا فلا يرتاب به". وستأتي الرواية المفصلة 4303. وفي هذا التفصيل كلام طويل، وعلله الدارقطني في السنن 360 - 362 تعليلاَ واسعَا، وروى الحديث بأسانيد وألفاظ كثيرة. وانظر أيضاً عون المعبود 4: 308 وشرح الترمذي 2: 302 - 303.

3636 - حدثنا أبو معاوية حدثنا إبراهيم بن مُسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ليس المسكينُ بالطَّوّاف، ولا بالذي تَردُّه التمرةُ ولا التمرتانِ، ولا اللقمةُ ولا اللقمتان، ولكن المسكينُ المتعففُ الذي لا يَسأل الناس، ولا يُفْطَن له فيُتَصدقَ عليه". 3637 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله: ما رأيت رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاةً إلا لميقاتها، إلا صلاتين: صلاة المغرب والعشاء بجمع، وصلاة الفجر يومئذ قبل ميقاتها. 3638 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عنِ شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إِلى البِر، وإن البِر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يَصْدُق حتى يُكتبَ عند الله عز وجل صدّيقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلي النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله عز

_ (3636) إسناده ضعيف، لضعف إبراهيم بن مسلم الهجري، كما بينا في 3623. والحديث في مجمع الزوائد 3: 92 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح"!، هكذا قال. ولم يكن الهجري قط من رجال الصحيح، بل لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجة، كما يفهم من التهذيب. ومتن الحديث في ذاته صحيح من حديث أبي هريرة، رواه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي، كما في الجامع الصغير 7585. (3637) إسناده صحيح، عمارة: هو ابن عمير. عبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. والحديث رواه البخاري 3: 423 - 424 من طريق الأعمش. ورواه أيضاً مسلم وأبو داود والطحاوي. انظر نصب الراية 2: 194. انظر معناه مطولاً فيما، يأتي 3893. وقولها قبل ميقاتها": ليس معناه أنه صلاها قبل طلوع الفجر، فإنه غير صحيح. بل أراد أنها وقحت قبل الوقت المعتاد فعلها فيه في الحضر. وانظر الفتح 3: 419 - 420. (3638) إسناده صحيح، ورواه مسلم والبخاري في الأدب المفرد والترمذي، كما في الجامع الصغير 5536.

وجل، كذاباً". 3639 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "أنا فَرَطُكم على الحَوْضِ، ولأنازَعَنّ أقواماً ثم لأُغْلَبَنَّ عليهم، فأقول: ياربِّ أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك". 3640 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش في زيد بن وهب عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه سيكون عليكم أمراء وتَرَوْن اثَرَة"، قال: قالوا: يا رسول الله، فما يصنعُ من أدرك ذاك منّا؟، قال: "أَدُّوا الحقّ الذي عليكم، وسلوا الله الذي لكم". 3641 - قال عبد الله [بن أحمد]: سمعت أبي قال: سمعت يحيى قال: سمعت سليمان قال: سمعت زيد بن وهب قال: سمعت عبد الله قال: قال لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إنكم سَتَروْن بعدي أثَرَةً وأموراً تنكرونها": قال: قلناْ ما تأمرنا؟، قال: "أدُّوا إليهم حقَّهم، وسلوا الله حقكم". 3642 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي إِسحق عن

_ (3639) إسناده صحيح، ورواه البخاري بمعناه 11: 408 و 13: 3. وانظر 2327. (3639) إسناده صحيح، ورواه البخاري 13: 4 من طريق يحيى القطان عن الأعمش، وهي الطريق الآتية 3641. ورواه أيضاً مسلم والترمذي، كما في الذحائر 4734. الأثرة، بفتح الهمزة والثاء والراء: قال ابن الأثير: "الاسم من آثر يوثر ايثارَاً: إذا أعطى، أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء. والاستئثار: الانفراد بالشيء". (3641) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3642) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 38 - 39 مطولاً من طريق سفيان عن أبي إسحق. وسيأتي نحوه 3708 مطولاً من طريق عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود. وعبد الله ابن النواحة هذا كان أرسله مسيلمة الكذاب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلذلك لم يقتله مع رِدته، =

حارثة بن مُضَرِّب قال: قال عبد الله لابن النَّوّاحة: سمعت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول- "لولا أنك رسولٌ لقتلْتُك"، فأما اليوم فلستَ برسولٍ، يا خرشَةُ، قم فاضربْ عنقَه، قال: فقام إليه فضرب عنقه. 3643 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قَتادة عن يُسَيْر بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة: فجاء رجل

_ = فلما تمكن منه ابن مسعود قتله، وله ذكر في الإصابة 5: 145. ومن البّين أنه غير "ابن النواحة" الذي أمره على بالإقامة فيما مضى 861. (3643) إسناده صحيح، أبو قتادة العدوى: اسمه "تميم بن نذير" بضم النون ويقال "بن الزبير" وقيل في اسمه أقوال أخر، وهو تابعي ثقة، مختلف في صحبته، والراجح أنه تابعي، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 151 وابن حجر في الإصابة 1: 196. يسير بن جابر: سبق توثيقه 266 باصم "أسير"، وكلاهما بالتصغير، ونزيد هنا أن الهمزة والياء يتعاقبان في اسمه, فيقال "أسير"، وهو الراجح ويقال "يسير". وقد اختلط هذا عند صاحب التهذيب بترجمة "يسير بن عمرو" فجعلهما قولين في شخص واحد، ثم قال: "ويقال إنهما اثنان"!!، وقد فرق البخاري بينهما في الكبير، فترجم "أسير بن جابر" العبدي 1/ 2/ 66 وذكر أنه يروي عن ابن مسعود وعمر، وترجم "يسير بن عمرو الشيباني" 4/ 2/ 422 وذكر أن شُعبة سماه "أسير بن عمرو الشيباني"، ثم روى عن يسير هذا قال: "توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر سنين"، وروى عن العوام قال: "وُلد يسير بن عمرو في مهاجر رسول الله-صلي الله عليه وسلم- ومات سنة 85". فهذا كله قاطع في أنهما اثنان، ولذلك حكى البخاري القول الآخر مضعفاً، قال: "وقال بعضهم هو أسير بن جابر"، والحديث مختصر هنا، وسيأتي كاملا بهذا الإسناد 4146. ورواه مسلم 2: 365 - 366 (8: 177 - 178 طبعة الإستانة) من طريق إسماعيل، وهو ابن علية، ومن طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، ومن طريق سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال، الهجيرا: بكسر الهاء وتشديد الجيم المكسورة وآخرها ألف مقصورة، وهي العادة والدأب والديدن، وقد رسمت هنا بالألف في الأصلين، ويجوز رسمها بالياء أيضاً.

ليس له هجِّيرا إلاَّ: يا عبدَ الله بن مسعود، جاءت الساعة!!، قال: وكانِ متكئاً فجَلس، فقال: "إن الساعة لا تقوم حتىِ لا يُقْسَم ميراث ولا يُفْرَح بغنيمة"، قال: "عَدُواً يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهمِ أهل الإسلام"، فذكر الحديث، قال: "جاءهم الصريخ أن الدجال قد خَلف في ذَرَارِيّهم، فَيَرْفُضُون ما في أيديهم، ويُقبلون، فيبعثون عشرةَ فوارس طليعةً"، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوانَ خيولهم، وهم خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ"، أو قال: "هم من خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ". 3644 - . حدثنا إسماعيل عن ابن عَون عن عمرو بن سعيد عن حُميد بن عبد الرحمن قال: قال ابن مسعود: كنتُ لا أُحْجَبُ عن النَّجْوَى، ولا عن كذا ولا عن كذا، قال ابن عون: فنسى واحدةً ونسيتُ أنا

_ (3644) في إسناده نظر، وأنا أرجح أنه منقطع. عمرو بن سعيد: هو القرشي، سبق توثيقه 1440. حميد بن عبد الرحمن: هو الحميري، وهو تابعي ثقة، كما مضى 1440، ولكنه يروي عن متأخري الصحابة، كابن عمر وأبى هريرة، وما أظنه من طبقة مَن يدرك ابن مسعود. والحديث أشار إليه الحافظ في الإصابة 6: 34 فذكره مختصراً، ونسبه للبغوي وأبي يعلى، ولم ينسبه للمسند، ولم أجده في مجمع الزوائد، ولعله اكتفى بحديث ابن مسعود في ذكر الكبر، وفيه: "ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس"، وسيأتي 3789. "مرارة": بضم الميم وتخفيف الراء. "الرهاوي": بفتح الراء، نسبة إلى "رهاء" قبيلة من مذحج، وضبطه بعضهم بضم الراء، انظر المشتبه 231 وشرح القاموس 10: 161 والأنساب للسمعاني. قال ابن عبد البر في الاستيعاب 256. "وليس مالك بن مرارة هذا مشهورَاً في الصحابة". الشراك، بكسر الشين وتخفيف الراء: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. بطر الحق: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله. سفه الحق: أي جهله، والسفه في الأصل الخفة والطيش، والمعنى الاستحفاف بالحق وأن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. غمَط الناس: استهان بهم واستحقّرهم.

واحدةً، قال: فأتيته وعنده مالك بن مُرَارة الرَّهَاوي، فأدركِتُ من آخر حديثه وهو يقول: يا رسول الله، قد قُسم لي من الجَمَال ما تَرى، في أُحبُّ أن أحداً من الناس فَضَلَني بشرَاكينَ في فوِقَهما، أفليس ذلك هو البَغْي؟، قال: "لا، ليس ذلِك بالبغْي، وَلكن البغي من بَطِر" , قال: أو قال: "سفهَ الحقّ، وغَمَطَ الناس". 3645 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عَجْلان قال حدثني غون عن عبد الله بن مسعود قال: إذا حُدّثتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً فظُنُّوا برسول الله -صلي الله عليه وسلم- أهْياه وأهداه وأتقاه. 3646 - حدثنا يحيى بني سعيد عن سفيان حدثني سليمان عن أبي وائلٍ عن عبد الله قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلة، فلم يزل قائماً حتىِ هممْتُ بأمرِ سوْءٍ، قلنا: وما هممْت به؟، قال: هممت أن أجلسَ وأدَعه!!. 3647 - حدثنا يحيى عن شُعبة حدثني زُبيد عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاِل: "سباب المسلم فُسوق، وقتاله كفر"، قال: قلت لأبي وائل: أنت سمعت من عبد الله؟، قال: نعم.

_ (3645) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عون بن عبد الله بن مسعود: لم يسمع من أبيه، حديثه عنه مرسل. ابن عجلان: هو محمد. وألحديث رواه ابن ماجة 1: 7 من طريق ابن عجلان. وقد مضى معناه مراراً في مسند على، بأسانيد بعضها منقطع وبعضها متصل، منها 985، 1092. (3646) إسناده صحيح، سليمان. هو الأعمش. والحديث رواه الشيخان وابن ماجة، كما في الذخائر 4876. (3647) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا أبا داود، كما في الذخائر 4706.

3648 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني منصور عن سالم بن أبي الجَعْد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قَرينه من الجنّ وقرينُه من الملائكة"، قالوا: وإياك يا رسول الله: قال: "وإياي، ولكن الله أعانني عليه، فلا يأمرني إلاَّ بحقّ". 3649 - حدثنا يحيى عن ابن جُريج قال أخبرني أبو الزُّبَير أن مجاهداً أخبره أن أبا عبيدة أخبره عن أبيه قال: كنا جلوساً في مسجد الخيف ليلة عرفة التي قبل يوم عرفة، إذْ سمعنا حسَّ الحَيّة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوه"، قال: فقمنا، فدخلتْ شَقَّ جحر، فَأُتي بسَعَفة فأضرم فيها ناراً، وأخذنا عوداً فقلعنا عنها بعض الجُحْر، فلم نجدها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوها، وقاها الله شركم كما وقاكم شرها". 3650 - حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل، هو ابن أبي خالد، حدثني

_ (3648) إسناده صحيح، سالم بن أبي الجعد: سبق توثيقه 439. أبوه أبو الجعد: هو رافع الغطفاني، تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 278 قال: "رافع أبو الجعد الأشجعي الغطفاني مولاهم، قارئاً للقرآن، سمع ابن مسعود وعن علي، روى عنه ابنه سالم". وفي التهذيب أن بعضهم ذكره في الصحابة. والحديث رواه مسلم 2: 346 من طريق سفيان عن منصور، ومن طريق جرير عن منصور. وقد مضى معناه من حديث ابن عباس 2323 وأشرنا هناك إلى رواية مسلم هذا الحديث. (3649) إسناده ضعيف، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. والحديث رواه النسائي 2: 33 عن عمرو بن علي الفلاس عن يحيى، وقد سبق شيء من معناه بإسنادين صحيحين 3574، 3586.شق جحر" في ك "شق جحرها". "وأخذنا عوداً": هذا هو الثابت في ح والنسائي، وفي ك "عمودَاً". (3650) إسناده صحيح، قيس: هو ابن أبي حازم البجلي، وهو تابعي كبير مخضرم ثقة، وترجمه =

قيس عن ابن مسِعود قال: كنَّا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصِي؟، فنهانا عن ذلك. 3651 - حدثنا يحيى حدثنا إسماعيلِ حدثني قيس عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "لا حَسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله مالاً فسلطه على هَلَكَتِه في الحق، ورجلٌ آتاه الله حِكْمةً فهو يَقْضي بها ويعلّمها الناس". 3652 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني أبي عن أبي يَعلى عن رَبيع بن خُثيمِ عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه خَطَّ خَطّاً مربَّعاً، وخطَّ خَطّاً وَسطَ المربَّع، وخطوطاً إلى جنب الخط الذي وسطَ الخط المربَّع، وخط خارجٌ من الخط المربَّع، قال: "هل تدرون ما هذا؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قافي "هذا الإنسان الخط الأوسط، وهذه الخطوط التي إلى جنبه الأعراض تنهَشه مِن كل مكانٍ، إن أخطأه هذا أصابه هذا، والخط المربَّع

_ = البخاري في الكبير 4/ 1/ 145. والحديث رواه الشيخان كما في الذخائر 4812. (3651) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وابن ماجة، كما في الذخائر 4811. وهو في ابن ماجة 2: 286. (3652) إسناده صحيح، والد سفيان: هو سعيد بن مسروق الثوري، سبق توثيقه 909. أبو يعلى: هو منذر بن يعلى الثوري، سبق توثيقه 606. الربيع بن خثيم بن عائذ الثوري: من كبار التابعين، ثقة من معادن الصدق، قال ابن معين: "لا يُسئل عن مثله"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 246. "خثيم" بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المثلثة، وضبط في الخلاصة بفتح الخاء مع تقديم الياء على الثاء، وهو خطأ يحترز منه. والحديث رواه البخاري 11: 201 - 203 عن صدقة بن الفضل عن يحيى القطان. ورواه ابن ماجة 2: 289 عن أبي بشر بن خلف وأبي بكر بن خلاد، كلاهما عن يحيى. ونسب في الذخائر 4718 أيضاً للترمذي ولم أجده حيث أشار، الأعراض، بالعين المهلمة: جمع عرض، بفتحتين، وهو ما ينتفع به في الدنيا، في الخير والشر.

الأجلُ المحيطُ به، والخط الخارج الأمَل". 3653 - حدثنا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود: أن رجلاً أصاب من امرأة قبْلةً: فأتى النبي -صلي الله عليه وسلم- يسأله عن كفارتها؟، فأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، فقال: يا رسول الله أَلي هذه؟، فقال: "لمن عمل كذَا من أمتي". 3654 - حدثنا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود

_ (3653) إسناده صحيح، التيمي: هو سليمان. أبو عثمان: هو النهدي. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 4: 402 عن البخاري من طريق يزيد بن زريع عن سليمان التيمي، ثم قال: "ورواه مسلم وأحمد وأهل السنن إلا أبا داود من طرق عن أبي عثمان النهدي، واسمه عبد الرحمن بن مل" وهو في الذخائر 4774. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2206، 2430. (3654) إسناده صحيح، ورواه البخاري 13: 201 من طريق يحيى، و 2: 86 - 87 من طريق زهير، و 9: 385 - 386 من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن سليمان التيمي. ورواه أيضاً مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة، كما في الذخائر 4773. "ليرجع قائمكم": رجع: ثلاثي. يستعمل لازمَا ومتعديَا، يقال "رجع زيد" و"رجعتُ زيدَا"، قال الحافظ في الفتح 2: 86: "فعلى هذا مَن رواه بالضم والتثقيل أخطأ، فإنه يصير من الترجيع. وهو الترديد، وليس مرادَا هنا. إنما معناه: يرد القائم، أي المتهجد، إلى راحته، ليقوم إلى صلاة الصبح نشيطاً، أو يكون له حاجة إلى الصيام فيتسحر، ويوقظ النائم ليتأهب لها بالغسل ونحوه". و"ينبه" بتشديد الباء، من التنبيه، وفي ح "ينتبه"، وأثبتنا ما في ك، وهو الموافق لروايات البخاري. وقول أبي عبد الرحمن، وهو عبد الله بن أحمد، عقب الحديث" هذا الحديث لم أسمعه من أحد": يزيد أنه لم يسمعه من شيخ آخر غير أبيه الإمام، رضي الله عنه.

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعنَّ أحَدَكم أذانُ بلال عن سَحُوره، فإنه يؤذن"، أو قال: "ليَرْجِعَ قائمَكم وينَبّه نائمَكم، ليس أن يقول هكذا، وضَم يده ورفعها، ولكن حتى يقول هكذَا"، وفرق يحيى بين السبّابتين. قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث لم أسمعه من أحدٍ!. 3655 - حدثنا يحِى بن سعيد حدثنا ابن جُريج حدثني سليمان ابن عَتِيق عن طَلْق بن حبيب عن الأحْنَف بن قيس عن عبد الله ابن مسعود عن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "ألا هَلك المتنطِعون"، ثلاث مرارٍ، قال يحيى: في حديث طويل. 3656 - حدثنا يحيى بن سعيد عن شُعبة قال حدثني سعد بن إبراهيم عن أبي عُبيدة عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في الركعتين كأنه على الرَّضف، قلت: حتى يقوم؟، قال: حتى يقوم. 3657 - حدثنا يحيى حدثنا شُعبة حدثنا جامع بن شدَّاد عن

_ (3655) إسناده صحيح، طلق بن حبيب العنزي: تابعي ثقة، كان من أعبد أهل زمانه. والحديث رواه مسلم 2: 304 من طريق حفص بن غياث ويحيى بن سعيد عن ابن جُريج. ورواه أيضاً أبو داود. كما في الجامع الصغير 9594، والذخائر 4741. المتنطعون: قال ابن الأثير: "هم المتعمقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم. مأخوذ من النطع [بكسر النون وفتح الطاء]، وهو الغار الأعلى من الفم. ثم استعمل في كل تعمق قولاً وفعلا". (3656) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ورواه أبو داود 1: 377 (رقم 957 من تهذيب المنذري)، قال المنذري: "وأخرجه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه". الرضف، بفتح الراء وسكون الضاد: الحجارة المحماة على النار. (3657) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن أبي علقمة: تابعي ثقة. وقد اختلط على بعضهم بصحابي اسمه "عبد الرحمن بن علقمة"، فظنوه الاه، وهي اثنان: الصحابي روى عن =

عبد الرحمن بن أبي عَلْقَمة قال: سمعت ابن مسعود يقول: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية ليلاً، فنزلنا دَهَاساً من الأرض، فقال: "من يَكْلَؤُنا؟ "، فقال بلال: أنا، قال: "إذن تنام"، قال: لا، فنام حتى طلعت الشمس، فاستيقظ فلان وفلان، فيهم عمر، فقال: اهْضبوا، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "افعلوا ما كنتم تفعلون"، فلما فعلوا قال: "هكذا فافعلوا، لمن نام منكم أو نَسِي". 3658 - حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني زُبيد عن إبراهيم عِن مسروق عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا من ضرب الخدود وشَقَّ الجيوب ودَعا بدَعْوى الجاهلية". 3659 - حدثنا يحيى عن شُعبة حدثني عمرو بن مُرَّة عن

_ = رسول الله حديثا في ورود وفد ثقيف بهدية، واسم أبيه "علقمة"، والتابعي هو الذي هنا، ويروي عن ابن مسعود. وانظر التهذيب 6: 233 والإصابة 4: 172 - 173. والحديث رواه أبو داود 1: 170، قال المنذري (رقم 420): "حسن، وأخرجه النسائي". الدهاس، بفتح الدال وتخفيف الهاء، والدهس، بفتح الدال وسكون الهاء: ما سهل ولان من الأرض ولم يبلغ أن يكون رملا. يكلؤنا: يحفظنا ويحرسنا. وفي ح "يطرنا"، وهو تصحيف لا معنى له، وصححناه من ك. اهضبوا: قال ابن الأثير: "أي تكلموا وامضوا. يقال: هضب في الحديث وأهضب: إذا اندفع فيه. كرهوا أن يوقظوه [يعني النبي-صلي الله عليه وسلم-]، فأرادوا أن يستيقظ بكلامهم". (3658) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا أبا داود، كما في الذخائر 4961 والجامع الصغير 7689. دعوى الجاهية: قال ابن الأثير: هو قولهم: يالَ فلان، كانوا يدعون بعضهم بعضَا عند الأمر الحادث الشديد". (3659) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 6: 474 عن هذا الموضع، 3 قال: "وكذا رواه عن محمد بن جعفر عن شُعبة عن عمرو بن مرة، به، وزاد في آخره: قال: قلت له: أنت سمعته من عبد الله؟، قال: نعم، أكثر من خمسين مرة، ورواه أيضاً عن =

عبد الله بن سَلَمَة قال: قال عبد الله: أوتي نبيّكم - صلى الله عليه وسلم - مفاتيحَ كل شيء غيرَ خمسٍ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. 3660 - حدثنا يحيى عن زُهَير قال حدثني أبو إسحق في عبد الرحمن بن الأسود عن الأسود وعَلْقَمة عن عبد الله قال: أنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبّر في كل خفضٍ ورفع وقعودٍ، ويسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خَديه أو خدّه، ورأيت أبا بكر وعمر يفعلان ذلك. 3661 - حدثنا يحيى عن شُعبة حدثنا أبو إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبة، نحوٌ من أربعين، فقال: "أترضَوْن أن تكونوا رُبعَ أهل الجنة؟ "، قلنا: نعم، قال: "أترضون أن تكونوا ثلثَ أهل الجنة؟ "، قلنا: نعم، قال: "والذي نفسي بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذاك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في الشِّرْك إلا كالشعرة البيضاء في جلد ثورٍ أسود، أو السوداء في جلد ثور أحمر".

_ = وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة، به. وهذا إسناد حسن على شرط السنن، ولم يخرجوه". وهو أيضاً في مجمع الزوائد 8: 263 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2926 م. (3660) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي: ثقة من خيار الناس، أخرج له أصحاب الكتب الستة. أبوه الأسود بن يزيد: تابعي ثقة فقيه زاهد. علقمة: هو ابن قيس، سبق في 3563، وهو عم الأسود بن يزيد والحديث رواه الترمذي والنسائي، كما في المنتقى 935. (3661) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 335 - 336. 460 ومسلم 1: 79. ورواه أيضاً الترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 4802.

3662 - حدثنا يحيى عن شُعبة حدثنا أبو إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: مَرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أصلى، فقال: "سل تُعْطَهْ يا ابنَ أمِّ عبد"، فابتدر أبو بكر وعمر، قال عمر: ما بادرني أبو بكر إلى شيء إلا سبقني إليه أبو بكر، فسألاه عنِ قوله؟، فقال: من دعائي الذي لا أكاد أدَع: اللهم إني أسألك نعيماً لا يبيد، وقرة عينٍ لا تنفَد، ومرافقةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - محمدٍ في أعلى الجنة جنة الخُلْد. 3663 - قال عبد الله [بن أحمد]: سمعت أبي قال: سمعت يحيى قال سمعت سليمان قال سمعتِ زيد بن وهب قال سمعت عبد الله قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم سَتَروْن بعدي أَثَرةً وأموراً تنكرونها"، قال: قلنا: وما تأمرنا؟، قال: "أَدُّوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقَّكم". 3664 - حدثنا ابن نُمير عن مُجالد عن عامر عن الأسود بن يزيد قال: أقيمت الصلاة في المسجد، فجئنا نمشي مع عبد الله بن مسعود، فلما ركع الناس ركع عبد الله وركعنا معه ونحن نمشي، فمر رجل بين يديه فقال: السلام عليك يا أبا عبد الرحمن، فقال عبد الله وهو راكع: صدق الله

_ (3662) إسناده ضعيف، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه. (3663) إسناده صحيح، وهو مكرر 3641 بإسناده. (3664) إسناده حسن، مجالد: هو ابن سعيد. عامر: هو الشعبي. والحديث سيأتي معناه مطولاً بإسناد آخر 3870. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 328 - 329 الحديث المطول وأشار إلى اختلاف رواياته، ونسبه لأحمد، والبزار ببعضه، وكذلك الطبراني، ثم قال: "ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح" في الموطأ 1: 179: "مالك: أنه بلغه أن عبد الله بن مسعود كان يدب راكعَا". وهذا البلاغ لم أجد أحدَاً خرج وصله، لا السيوطي ولا الزرقي 1: 297، ولم يذكره ابن عبد البر في التقصي. فيستفاد وصله من المسند.

ورسوله، فلما انصرف سأله بعض القوم: لم قلتَ حين سلم عليك الرجل: صدق الله ورسوله؟، قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن من أشراط الساعة إذا كانت التحيةُ على المعرفة". 3665 - حدثنا ابن نُمير أخبرنا مالك بن مِغْوَل عن الزُّبَير بن عَديّ عن طَلْحة عن مُرّة عن عبد الله قال: لما أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهِىَ به إلىَ سدة المنتهى، وهي في السماء السادسية، إليها ينتهي جما يُعْرَج به من الأرض فيُقبضُ منها، وإليها ينتهِي ما يُهْبَطُ به من فوقها فيُقبض منها، قال: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} قال: فَرَاش من ذهب، قال: فأُعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمسَ، وأُعطي خواتيمَ سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله من أُمته شيئاً المُقْحِماتُ. 3666 - حدثنا ابن نُمير أنبأنا سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان قال: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله ملائكةً في الأرض سيّاحِين، يبلغوني من أمتي السلامَ".

_ (3665) إسناده صحيح، طلحة: هو ابن مصرف. مرة: هو ابن شراحيل الهمداني الكوفي، وهو ثقة من كبار التابعين. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 8: 106 عن هذا الموضع، وقال: "انفرد به مسلم ". وذكره فيه أيضاً 5: 128 عن البيهقي من طريق ابن نمير عن مالك بن مغول، وقال: "ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن عبد الله بن نمير وزهير ابن حرب كلاهما عن عبد الله بن نمير، به". (3666) إسناده صحيح، عبد الله بن السائب الكندي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. زاذان: هو أبو عمر الكندي، سبق توثيقه 641. والحديث رواه النسائي 1: 189 بأسانيد عن سفيان الثوري. وهو في مجمع الزوائد 9: 24 مطولاً، وقال: "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح".

3667 - حدثنا ابن نُمير عن الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الجنة أقربُ إِلى أحدكم من شِرَاك نعله، والنارُ مثلُ ذلك". 3668 - حدثنا ابن نمير حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تباشر المرأةُ المرأةَ لتنعتَها لزوجها كأنه ينظر إليها". 3669 - حدثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت عمرو بن قَيْس عن عاصم عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيَان الفقر والذنوب، كما يَفي الكيرُ خَبَثَ الحديد والذهب والفضة، وليسَ للحجة المبرورة ثوابٌ دون الجنة". 3670 - حدثنا أبو داود الحَفَري عمر بن سعد حدثنا سفيان عن

_ (3667) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 275 من طريق منصور والأعمش عن أبي وائل، وهو شقيق. (3668) إسناده صحيح، وهو مكرر 3609. (3669) إسناده صحيح، عمرو بن قيس: هو الملائي. عاصم: هو ابن أبي النجود. والحديث رواه الترمذي 2: 78 والنسائي 2: 4 كلاهما من طريق أبي خالد الأحمر. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن مسعود"، وقال شارحه: "وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما". (3670) إسناده صحيح، عمر بن سعد أبو داود الحفري: ثقة حافظ ثبت، قال أبو داود: "كان جليلاً جداً". "الحفري" بفتح الحاء والفاء، نسبه إلى "حفرالسبيع" وهو موضع بالكوفة، والسبيع، بفتح السين: اسم قبيلة. وفي ح "الحضري" بالضاد، وهو تصحيف. أبو عبد الرحمن: هو السلمي. والحديث روى ابن ماجة نحوه مطولاً 1: 8 من طريق ابن عون عن مسلم البطن عن إ براهيم التيمي عن أبيه عن عمرو بن ميمون. قال السندي: "وهذا الحديث قد إنفرد به المصنف. وفي الزوائد: إسناده صحيح، احتج الشيخان بجميع =

إبراهيم بن مُهاجر عن مُسْلِم البَطِين عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تغيّر وجهه. ثم قال: نحواً من ذا، أو قريباً من ذا. 3671 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا أَبان بن إسحق عن الصَّبّاح بن محمد عن مُرّة الهَمْدَاني عن عبد الله بن مسعود قال:

_ = رواته. ورواه الحاكم من طريق ابن عمرو [كذا]!، قلت: وقد اختُلف فيه على مسلم بن عمران البطين، قيل: عنه عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود، وقيل: عنه عن أبي عبد الرحمن السلمي، وقيل: عنه عن إبراهيم التيمي". وهو في المستدرك 3: 314 مختصراً من طريق أبي العميس عن مسلم البطين عن عمرو بن ميمون، صححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأنا أخشى أن يكون سقط من الإسناد عند الحاكم "عن إبراهيم التيمي عن أبيه" بين مسلم البطين وعمرو بن ميمون. وعلى كل فالخلاف بين رواية المسند ورواية ابن ماجة، ليس خلافَاً، فالظاهر أن يكون مسلم البطين سمع الحديثين، الذي في المسند من أبي عبد الرحمن السلمي، والذي في ابن ماجة من إبراهيم التيمي، وكل صحيح. (3671) إسناده ضعيف، أبان بن إسحق الأسدي: ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 453 فلم يذكر فيه جرحاً. الصباح بن محمد بن أبي حازم البجلي الأحمسي: ضعفه ابن حبان جداً. وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات"، وهو غلوّ، وقال العقيلي: "في حديثه وهم، ويرفع الموقوف"، وقال الذهبي في الميزان: "رفع حديثين هما من قول عبد الله"، يعني هذا والذي بعده. والحديث رواه الترمذي 3: 305 وقال: "حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، من حديث أبان بن إسحق عن الصباح بن محمد". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 323 ولكن سمى رواية "الصباح بن محارب"!، وهو خطأ عجيب، فليس للصباح بن محارب رواية في هذا الحديث، ولا هو من هذه الطبقة، بل هو متأخر عن الصباح بن محمد، ثم الحديث حديث الصباح بن محمد دون شك. وأعجب منه أن يوافقه الذهبي على ذكر "الصباح بن محارب" وعلى تصحيح الحديث!!.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم: "استحيوا من الله عز وجل حقَّ الحياء"، قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد الله، قالِ: "ليس ذلك، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأسَ وما حوَى، وليحفظ البطنَ وما وَعَى، وليَذْكر الموتَ والبلى، ومن أراد الآخرةَ تَرك زينةَ الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله عز وجل حقَّ الحياء". 3672 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا أَبان بن إسحق عن الصَّبّاح ابن محمد عن مُرّة الهَمْدَاني عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِن الله قسَم بينكم أخلاقَكم، كما قسَم بينكم أرزاقكم، وإن الله عز وجل يعطي الدنيا منِ يُحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدينَ إلا لمن أحبّ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، وِالذي نفسي بيده، لا يُسْلمُ عبدٌ حتى يَسْلَم قلُه ولسانُه، ولا يؤمنُ حتى يأمنَ جارُه بوائقه"، قالوا: ومَا بوائقُه يا نبي الله!، قال: "غشمه وظلمه، ولا يَكْسب عبدٌ مالاً من حرام فينفقَ فيه فيباركَ له فيه، ولا يتصدق به فيقبلَ منه، ولَا يَترك خلف ظهره إلا كان زادَه إلى النار، إن الله عز وجل لا يمحو السَّيِّىِّء، ولكن يمحو السَّيِّىء باَلحَسَن، إن الخبيث لا يمحو الخبيثَ". 3673 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا أبو

_ (3672) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وهو في مجمع الزوائد 1: 53 وقال: "رواه أحمد، ورجال إسناده بعضهم مستور، وأكثرهم ثقات". وذكر نحوه بمعناه أيضاً عن ابن مسعود 10: 292 وقال: رواه البزار، وفيه من لم أعرفهم"، وعلق الحافظ ابن حجر على ذلك بخطه في نسخة الأصل من مجمع الزوائد، المحفوظة بدار الكتب المصرية، قال: (كلهم معروف، والآفة من الصباح- ابن حجر" وروى الحاكم في المستدرك 1: 33 - 34 بعضه بمعناه من حديث الثوري عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود، وصححه، ووافقه الذهبي. (3673) إسناده صحيح، أبو إسحق الهمداني: هو السبيعي عمرو بن عبد الله. والحديث في =

إسحق الهَمْداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان ثلثُ الليلِ الباقي يَهْبِط الله عز وجل إلى السماء الدنيا، ثم تُفتح أبواب السماء، ثم يبسط يدَه فيقول: هل من سائل يُعْطىَ سُؤله، فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر". 3674 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول ما يُقْضَي بين الناس يوم القيامة في الدماء". 3675 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حَكيم بن جُبير عن

_ = مجمع الزوائد 10: 153 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح". ومعنى الحديث ثابت من حديث أبي هريرة، رواه أصحاب الكتب الستة وغيرهم. انظر شرحنا على الترمذي 2: 307 - 309. (3674) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 343 و 12: 166. ورواه أيضاً مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 4875. (3675) إسناده ضعيف، لضعف حكيم بن جُبير، كما قلنا في 210 ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 1 / 16 وقال: "كان شُعبة يتكلم فيه" وقال أيضاً:" كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عنه، ولا عن عبد الأعلى، يعني الثعلبي"، وفي التهذيب: "قال ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد عنه؟، فقال كم روى! إنما روى شيئاً يسيراً، قلت: مَن تركه؟، قال: شُعبة، من أجل حديث الصدقة" يعني هذا الحديث. محمد بن عبد الرحمن النخعي: ثقة، وثقه ابن معين وقال أبو زرعة: "كان رفيع القدر"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 153. والحديث رواه أبو داود 2: 33 من طريق يحيى بن آدم عن سفيان، وفي آخره: "قال يحيى أهو ابن آدم،: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شُعبة لا يروي عن حكيم بن جُبير؟، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد". ورواه الترمذي 2: 19 من طريق شريك عن حكيم ابن جُبير، ثم قال: "حديث حسن، وقد تكلم شُعبة في حكيم بن جُبير من أجل هذا =

محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من سأل وله ما يُغنيه جاءتْ يومَ القيامة خُدُوشاً أو كُدُوشاً في وجهه"، قالوا: يا رسول الله، وما غناه؟، قال: "خمسون درهماً وحسابُها من الذهب". 3676 - حدثنا محمد بن السمَّاك عن يزيد بن أبي زياد عن

_ = الحديث"، ثم روى من طريق يحيى بن آدم: "حدثنا سفيان عن حكيم بن جُبير بهذا الحديث، فقال له عبد الله بن عثمان صاحب شُعبة: لو غير حكيم حدث بهذا!، فقال له سفيان: وما لحكيم؟، لا يحدث عنه شُعبة؟، قال: نعم، قال سفيان: سمعت زبيداً يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد". فقد ظهر مما روى أبو داود والترمذي عن سفيان أن الحديث صحيح من جهة زبيد اليامي، لم ينفرد به حكيم بن جُبير، وقد تكلف الشراح في تضعيفه مع هذا بما لا يقره منصف. والحديث رواه الحاكم 1: 407 من طريق يحيى بن آدم. ورواه أيضاً النسائي وابن ماجة والدارمي، كما في شرح الترمذي الكدوش: الخدوش. (3676) إسناده ضعيف، لانقطاعه. المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي الأعمى: تابعي ثقة، وترجمه البخاري 4/ 1 / 407 - 408، ولكنه لم يدرك ابن مسعود، قال ابن معين:"لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من البراء وأبي إياس عامر بن عبدة"، وقال ابن أبي حاتم في المراسيل 76: "سمعت أبي يقول: المسيب بن رافع عن ابن مسعود: مرسل، وسمعت أبي يقول مرة أخرى: المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود، ولم يلق عليّا، إنما يروي عن مجاهد ونحوه". محمد بن السماك: هو محمد بن صبيح، بفتح الصاد، أبو العباس السماك، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 106 - 107 وله ترجمة حافلة في تاريخ بغداد للخطيب 5: 368 - 373 وروى فيها عن ابن نمير قال: "حدثنا محمد بن السماك، وكان صدوقَا ما علمته، ربما حدث عن الضَّعْفي". وزعم الحسيني أنه "لا يعرف" وتعقبه الحافظ في التعجيل، وأفاض في ترجمته 364 - 365. والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى 5: 340 والخطيب في ترجمة ابن السماك، كلاهما من طريق المسند، وقال البيهقي: "هكذا =

المسيَّب بن رافع عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تشتروا السمك في الماء، فإنه غَرَر". 3677 - حدثنا عَمّار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل يبعث يوم القيامة منادياً ينادي: يا آدمِ، إن الله يأمرك أن تبعث بَعْثاً من ذريتك إلى النار، فيقول آدم: يا رب، ومنْ كمْ؟، قال: فقال له: من كل مائةٍ تسعةً وتسعين"، فقال رجل من القوم. من هذا الناجي منَّا بعد هذا يا رسول الله؟، قال: "هل تَدرُون [وما أنتم] في الناس؟، ما أنتم إلا كالشَّامة في صدر البعير". 3678 - حدثنا عَبيدة عن إبراهيم بن مسلم أبي إسحق الهَجَرِي،

_ = روي مرفوعَا، وفيه إرسال بين المسيب وابن مسعود، والصحيح ما رواه هُشيم عن يزيد موقوفاً على عبد الله. ورواه أيضاً سفيان الثوري عن يزيد موقوفا على عبد الله: أنه كره بيع السمك في الماء!، وقال الخطب: قال القطيعي: قال أبو عبد الرحمن [يعني عبد الله بن أحمد]: قال أبي وحدثنا به هُشيم عن يزيد، فلم يرفعه. قلت: كذلك رواه زائدة بن قدامة عن يزيد بن أبي زياد، موقوفاً على ابن مسعود، وهو الصحيح". وانظر المنتقى 2789. والحديث في مجمع الزوائد 4: 80 وقال:"رواه أحمد موقوفاً ومرفوعاً، والطبراني في الكبير كذلك. ورجال الموقوف رجال الصحيح. وفي رجال المرفوع شيخ أحمد، محمد بن السماك، ولم أجد من ترجمه!، وبقيتهم ثقات". وهذا كلام غير محرر، والتحقيق ما بينا قبل. (3677) إسناده ضعيف، إبراهيم: هو ابن مسلم أبو إسحق الهجري، وهو ضعيف، كما قلنا في 3623. زيادة [ما أنتم] زدناها من ك. وانظر 3661. (3678) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. في الأصلين "إبراهيم بن مسلم عن أبي إسحق الهجري"، وهو خطأ في زيادة "عن". إبراهيم بن مسلم هو أبوإسحق الهجري.

فذكر معناه، وقال: "فيقول آدم: ياربّ كم أَبْعَثُ؟ ". 3679 - حدثنا عَمَّار بن محمد عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيتَّقِ أحدُكم وجهَه النارَ ولو بِشِق تمرة". 3680 - حدثنا عَمّار بن محمد عن الهَجِري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاء خادمُ أحدكم بطعامه فليبدأ به فلُيطْعمهْ، أو ليُجْلسْه معه، فإنه وَليَ حَرّه ودُخَانَه". 3681 - حدثنا وكيعِ حدثنا سفيان عن عاصم بن كُلَيب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علْقَمة قال: قال ابن مسعود: ألا أصلي لكم صلاة رسول الله-صلي الله عليه وسلم-؟، قال: فصلى ولم يرفع يديه إلا مرةً.

_ (3679) إسناده ضعيف، إبراهيم: هو الهجري. والحديث في مجمع الزوائد 3: 105 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وهو وهم، لعله ظن أن إبراهيم هو النخعي!، وما أبعد ذلك، فإن عمار بن محمد لا يدرك إبراهيم النخعي وطبقته، عمار مات سنة 182 والنخعي مات سنة 96، وشتان ما بينهما. وقد تبع السيوطي صاحب الزوائد في ذلك في الجامع الصغير 7546، فرمز لهذا الحديث بالصحة!!. (3680) إسناده ضيف، كالذي قبله. ورواه ابن ماجة 2: 160 من طريق محمد بن فضيل عن إبراهيم الهجري. وسيأتي 4257، 4266. (3681) إسناده صحيح، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي. وفيه كلام طويل، وما نراه منافياً للأحاديث التي ثبت فيها الرفع عند الركوع وعند الرفع منه، والمثبت مقدم على النافي، وترك الرفع دليل أنه ليس بواجب. وانظر شرحنا على الترمذي1: 40 - 42 وتعليقنا على المحلى لابن حزم 4: 87 - 88 ونصب الرأية 1: 394 - 396. وانظر ما يأتي 3974، 4211.

3682 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الأسود ابن يزيد عن ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد بالنجم، وسجد المسلمون إلاَّ رجلاً من قريش، أخذ كفّاً من تراب فرفعه إلى جبهته فسجد عليه، قال عبد الله فرأيتُه بعدُ قُتل كافراً. 3683 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: أُنزل على رسول الله-صلي الله عليه وسلم- {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} كان يُكْثر إذا قرأها وركع أن يقول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر ليَ إنك أنت التوَّاب الرحيم"، ثلاثاً. 3684 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الحسن بن عُبيد الله عن إبراهيم بن سُويد عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذْنُك علىَّ أن تَرفع الحجابَ وأن تستمع سوَادي، حتى أنهاك". قال أبو عبد الرحمن [عبد الله ابن أحمد]: قال أبي: سَوادي: سِرِّى، قال: أذن له أن يسمع سرّه.

_ (3682) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، كما في الذخائر 4871، وانظر المنتقى 1301. (3683) إسناده ضعيف، لعدم سماع أبي عبيدة من أبيه. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 327 - 328 عن هذا الموضع، وقال: "تفرد به أحمد". وهو في مجمع الزوائد 3: 127 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والبزار. (3684) إسناده صحيح، إبراهيم بن سويد النخعي: ثقة، وثقه النسائي، وقال ابن معين: "مشهور". وترحمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 290 - 291. والحديث رواه مسلم 2: 176. ورواه البخاري في الكبير في ترجمة إبراهيم بن سويد، ورواه ابن ماجة 1: 32. السواد: بكسر السين، وهو السر، كما فسره الإمام أحمد هنا. وانظر شرح النووي على مسلم 14: 149 - 150.

3685 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، فقال: "التمس لي ثلاثة أحجار"، قال: فأتيتُه بحجرين، وروثة، قال: فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: "إنها رِكْسٌ". 3686 - حدثنا وكيعِ عن أبيه عن عطاء عن أبي وائل عن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجْدِبُ لنا السَّمَر بعد العِشاء".

_ (3685) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ورواه الترمذي عن هناد وقتيبة عن وكيع، ثم ذكر أسانيد أخر لهذا الحديث، ثم قال:" وهذا حديث فيه اضطراب"، ثم قال: "سألت عبد الله بن عبد الرحمن [يعني الدارمي]: أي الروايات في هذا الحديث عن أبي إسحق أصح؟، فلم يقض فيه بشيء. وسألت محمداً [يعني البخاري] عن هذا؟، فلم يقض فيه بشيء. وكأنه رأى حديث زهير عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله: أشبه، ووضعه في كتاب (الجامع) [يحنى صحيح البخاري]. قال أبو عيسى: وأصح شيء في هذا عندي حديث إسرائيل وقيس عن أبي إسحق عن عبيدة عن عبد الله، لأن إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحق من هؤلاء، وتابعه على ذلك قيس بن الربيع". ورواية البخاري التي أشار إليها الترمذي هي في الفتح 1: 226. وعندي أن ترجيح البخاري للإسناد المتصل أقوى من ترجيح الترمذي، وأن أبا إسحق كان عنده الحديث بأسانيد، منها الذي اختاره الترمذي، وقد فصَل الحافظ طرقه ورواياته في مقدمة الفتح 346 - 348. وانظر شرحي على الترمذي 1: 25 - 28. (3686) إسناده حسن، عطاء هو ابن السائب، ولم نتحقق من أن الجراح بن مليح والد وكيع روى عنه قبل اختلاطه. والحديث رواه ابن ماجة 1: 123 من طريق محمد بن الفضل عن عطاء، وقال السندي:" وفي الزوائد: هذا إسناد رجاله ثقات، ولا أعلم له علة إلا اختلاط عطاء بن السائب، محمد بن فضيل إنما روى عنه بعد اختلاط". وانظر 3603، 3894. يجدب. يعيب ويذم.

3687 - حدثنا وكيعِ حدثنا سفيان عن سَلَمَة بن كُهيل عن عيسى بن عاصم عن زرّ بن حُبَيش عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطِيَرَةُ شِرْك، وما منّا إلاَّ، ولكن الله يُذهبه بالتوكل". 3688 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عِن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حرثٍ بالمدينة وهو متكئ على عَسيب، قال: فمر بقوم من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الرُّوح، قَال بعضهم: لا تسألوه، فسألوه عن الروح، فقال: يا محمد، ما الروح؟، فقام فتوكأ علي العسيب، قال: فظننت أنه يوحَى إليه، فقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} قال: فقال بعضهم: قد قلنا لكَم: لا تسألوه. 3689 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن

_ (3687) إسناده صحيح، عيسى بن عاصم الأسدي: ثقة، وثقه أحمد والنسائي وغيرهما. والحديث رواه أبو داود 4: 24، قال المنذري: "وأخرجه الترمذي: وابن ماجة. وقال الترمذي: حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل. وقال الخطابي: وقال محمد بن إسماعيل: كان سليمان بن حرب ينكر هذا ويقول: هذا الحرف ليس قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكأنه قول ابن مسعود. هذا آخر كلامه: وحكى الترمذي عن البخاري عن سليمان بن حرب نحو هذا، وأن الذي أنكره (وما منا إلا) انتهى". يريد أن قوله "وما منا إلا" موقوف من كلام ابن مسعود. والمستثنى محذوف، يريد: وما منا إلا من يكون منه هذا، ولكن الله يذهبه بالتوكل، وحذفه للعلم به. وليس لعيسى بن عاصم في الكتب الستة إلا هذا الحديث. (3688) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 5: 226 - 227 عن هذا الموضع، قال: "وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث الأعمش، به". وانظر 2309. (3689) إسناده صحيح، وهو مكرر 3580.

أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ألا إني أبرأ إلى كل خليل من خُلَّته، ولو اتخذت خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، إن صاحبَكم خليلُ الله عز وجل". 3690 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن جابر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يؤتَى بالسَّبْي فيعطي أهلَ البيت جميعاً، كراهيةَ أن يفرّق بينهم. 3691 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي قيس عن الهُزَيْل بن

_ (3690) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. القاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي القاضي، وهو ثقة من صغار التابعين، وكان قاضيَاً في زمن عمر بن العزيز، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /158 - 159 وروى عن محارب بن دثار قال: "صحبنا القاسم بن عبد الرحمن، فغلبنا بثلاثة: بطول الصمت، وحسن الخلق، وسخاء النفس". أبوه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: تابعي ثقة قليل الحديث، في سماعه من أبيه كلام، والراجح عندي أنه سمع منه، وهو الذي رجحه البخاري في التاريخ الصغير 40، فإنه روى عن ابن خثيم المكي قصة بإسناده، قال فيها عبد الرحمن: "وأنا مع أبي"، ثم قال البخاري "قال شُعبة: لم يسمع عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود من أبيه. وحديث ابن خثيم أولى عندي". والحديث رواه ابن ماجة 2: 17 من طريق وكيع. "بالسبي" يعني الرقيق، يريد أنه في قسمة الغنائم لا يفرق بين ذوي الأرحام من الرقيق، كما نهى عن التفريق بينهم في البيع، كما مضى من حديث علي بن أبي طالب 760، 800، 1045. وفي الأصلين هنا "بالشيء" بالشين المعجمة وآخره همزة. ولكنا رجحنا إثبات ما في ابن ماجة، لأنه عنون عليه "باب النهى عن التفريق بين السبي" وذكر بعده حديث على وحديث أبي موسى الأشعري في النهى عن ذلك، وهذا يعتين أن كلمة "الشيء" في الأصلين هنا تصحيف. (3691) إسناده صحيح، أبو قيس: هو الأودي، واسمه عبد الرحمن بن ثروان، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وقال العجلي: "ثقة ثبت"، ووثقه غيرهما، وتكلم بعضهم في حفظه، هزيل: بالزاي وبالتصغير، بن شرحبيل الأودي: تابعي ثقة من أصحاب عبد الله. والحديث رواه =

شُرَحْبيل قال؟ جاء رجل إلى أبي موسى وسَلْمَانَ بن ربيعة، فسألهما عن ابنةٍ وَابنة ابن وأخت لأب؟، فقالا: للبنت النصف، وللأخت النصف، وائْت ابنَ مسعود، فإنه سيتابعُنا، قال: فأتَى ابنَ مسعود فسأله، وأخبره بما قالا، فقال ابن مسعود: لقد ضللتُ إذن وما أَنا من المهتدين!، سأقضي بما قَضى رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: للابنة النصف، ولابنة الابن السَّدُس تكملةَ الثلثين، وما بقي فللأخت. 3692 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم أني أسألك الهدَى، والتُّقى، والعفَّة، والغنِى". 3693 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عَمَّار بن معاوية الدُّهْنِي

_ = البخاري 12: 13 - 14 من طريق شُعبة عن أبي قيس. ورواه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارمي والطحاوي، كما في الفتح. سلمان بن ربيعة: هو الباهلي، وهو "سلمان الخيل، وهو ثقة من كبار التابعين، بل يقال إن له صحبة، وقد سبق له حديث من روايته عن عمر 127. وفي ح "سليمان"، وهو خطأ، صححناه من ك والمراجع. (3692) إسناده صحح، ورواه مسلم 2: 316 من طريق شُعبة ومن طريق سفيان، كلاهما عن أبي إسحق، ورواه أيضاً الترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 4948. (3693) إسناده ضعيف، لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد الأشجعي: تابعي ثقة، ولكنه متأخر لم يدرك ابن مسعود، قال ابن أبي حاتم في المراسيل 29 - 30: "حدثنا محمد بن أحمد ابن البراء قال: قال علي بن المديني: سالم بن أبي الجعد لم يلق ابن مسعود، ولم يلق عائشة". والحديث رواه الحاكم في المستدرك 3: 388 من طريق وكيع، وقال: "صحيح على شرط الشيخين، إن كان سالم بن أبي الجعد سمع من عبد الله بن مسعود!، ولم يخرجاه"!، وأعجب أن وافقه الذهبي!!، وفي مجمع الزوائد 7: 243 حديث بمعناه =

عن سالم بن أبي الجَعْد الأشْجَعِي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ابن سُمَيَّة ما عرِض عليه أمرانِ قَطُّ إلا اختار الأرشد منهما". 3694 - حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن سمَاك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: جَمعَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربعون، قال عبد الله: فكنتُ من آخر مَن أتاه، فقال: "إنكم مصيبون ومنصورون ومفتوحٌ لكم، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله، وليأمر بالمعروف، ولْيَنْهَ عن المنكر، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعدَه من النار". 3695 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال: كنت جالساً مع عبد الله وأبي موسى، فقالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بين يدي الساعة أياماً يَنْزل فيها الجهل، ويُرْفع فيها العلم، ويكثر فيها الهَرْجُ"، قال:

_ عن ابن مسعود مرفوعاً: "إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق"، وقال: "رواه الطبراني، وفيه ضرار بن صرد، وهو ضعيف". فلم يذكر هذا الحديث، فلا أدري أرآه في المسند أم نسي!، وفي معناه حديث آخر لعائشة، رواه الترمذي 4: 345 والحاكم، قال الترمذي: "حسن غريب". ابن سمية: هو عمار بن ياسر رضي الله عنه. (3694) إسناده صحيح، ووكيع سمع من المسعودي قديما. والحديث رواه الترمذي 3: 244 من طريق شُعبة عن سماك بن حرب، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ورواه ابن ماجة أيضاً، كما في الذخائر 4767. (3695) إسناده صحيح، أبو موسى: هو الأشعري. والحديث رواه البخاري 13: 15 من طريق عبيد الله بن موسى عن الأعمش، وفي الفتح أنه رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري وحده، وكل صحيح. وأصل الهرج في اللغة العربية: الاختلاط، يقال هرج الناس. اختلطوا واختلفوا، وهرج القوم في الحديث: إذا كثروا وخلطوا. وفسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهرج بأنه القتل من باب تفسير الشيء بلازمه، فإنه يريد أن هذه الفتن يكثر فيها العدوان والقتل وهدر الدماء.

قلنا: وما الهرج؟، قال: "القتل". 3696 - حدثنا وكيع حدثني بَشير بن سَلْمان عن سَيّار أبي الحَكَم عن طارق بن شهاب عن عبد الله قالَ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من نزل به حاجةٌ فأنزلها بالناس كان قَمناً من أن لا تَسْهُل حاجتُه، ومن أنزلها بالله آتاه الله برزقٍ عاجل أو بموتٍ آجلَ".

_ (3696) إسناده صحيح، بشير بن سلمان الكندي أبو إسماعيل. ثقة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 99. والحديث رواه أبو داود 2: 43 وفيه "عن سيارأبى حمزة"، وقال المنذري: "وأخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب". وفي التهذيب كلام طويل في ترجمتى "سيار أبو الحكم" و"سيار أبو حمزة" 4: 291 - 293 خلاصته أن من قال "عن سيار أبي الحكم" أخطأ، وأن صوابه "عن سيار أبي حمزة"، ونقل عن الدارقطني أنه قال: "قول البخاري: سيارأبو الحكم سمع طارق بن شهاب: وهم منه وممن تابعه، والذي يروي عن طارق هو سيار أبو حمزة، قال ذلك أحمد ويحيى وغيرهما"، وأشار الحافظ إلى هذا الحديث عند أبي داود والترمذي، ثم نقل في الترجمة الثانية أن الخطيب قال في التلخيص: "إن الثوري روى عن بشير عن سيار أبي حمزة عن طارق عن ابن مسعود حديثاً، واختلف فيه على سفيان، فقال عبد الرزاق وغيره عنه هكذا، وقال المعافى بن عمران عن سفيان عن بشير عن سيار أبي الحكم"، ثم قال الحافظ: "ولم أجد لأبي حمزة ذكراً في ثقات ابن حبان. فينظر"!، فهذا تعليل كله تحكم دون دليل: أبو حمزة لم توجد له ترجمة، والثقات رووا عن بشير "عن سيار أبي الحكم"، ومن أوثقهم وكيع في رواية المسند هنا، وسيد النقاد البخاري جزم بأن أبا الحكم سمع من طارق بن شهاب، فماذا بعد هذا؟، بل نقل الحافظ أن ممن تبع البخاري في هذا: مسلماً والنسائي والدولابي وابن حبان وغيرهم، ثم أتبعه بقول عجيب: "وهو وهم كما قال الدراقطني"!! فأين الدليل على الوهم؟، لا نجد. في ح "بشر بن سليمان"وهو خطأ، صححناه من ك ومن مراجع الحديث والترجمة. في ك "من نزلت به حاجة". وكلاهما صحيح جائز.

3697 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن خُمَيْر بن مالك قال: قال عبد الله: قرأت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورةً، وزيدُ بن ثابت له ذُؤَابة في الكُتّاب. 3698 - حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، يعنِى العنقَزِي، أخبرنا إسرائيل، وأسود بن عامر حدثنا إسرائيل، وحدثنا أبو نُعيم حدثنا إسرائيل، عن مخارق عن طارق بن شهاب قال: قال عبد الله: لقد شهدتُ من المقداد، قال أبو نعيمِ: ابن الأسود، مشهداً لأنْ أكون أنا صاحبَه أحبُّ إليّ مما عُدل به، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين، فقال والله يا رسول الله، لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، ولكن نقاتلُ عن يمينك وعن يسارك، ومن بين يديك، ومن خلَفك، فرأيتُ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشْرِق، وسُرَّ بذلك، قال أسود: فرأَيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُشْرق لذلك، وسَرَّه ذلك، قال أبو نعيم: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اشرق وجهُهُ وسرَّه ذاك. 3699 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي

_ (3697) إسناده صحيح، خمير بن مالك الهمداني: ثقة، وثقه ابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 203، 207 وروى في الموضع الثاني هذا الحديث بمعناه بإسناده عن أبي إسحق السبيعي. وانظر 3599. وانظر فتح الباري 9: 43 - 44. (3698) أسانيده صحاح، مخارق: هو الأحمسي، واختلف في اسم أبيه فقيل "عبد الله"، وهو الراجح الذي مضى في 519، وهو الذي ذكره البخاري في الكبير 4/ 2/ 431 ثم ذكر الخلاف فيه. والحديث رواه البخاري في الصحيح 7: 223 - 224. "عدل به" قال الحافظ: "بضم المهملة وكسر الدال المهملة أي وزن، أي من كل شيء يقابل ذلك من الدنيويات". (3699) إسناده صحيح، ورواه أصحاب السنن الأربعة، وصححه الترمذي، كما في المنتقى =

الأحوص عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم عن يمينه وعن يساره: "اِلسلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، حتى يُرى بياضُ خَدّه. 3700 - حدثنا وكيع عن مِسعَرعن عَلْقَمة بن مَرْثَد عن المُغِيرة ابن عبد الله اليَشْكُرِي عن المَعْرور بن سُوَيد عن عبد الله قال: قالت أم حَبيبة ابنةُ أبي سفيان، اللهم أمتعني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأبي أبي سفيانَ، وبأخي معاويةَ قال: فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك سألت الله لآجالٍ مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاقٍ مقسومة، لن يُعَجلَ شيءٌ قَبل حلَه، أو يؤخَّر شيء عن حله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في اَلَنار وعذابٍ في القبر كان أخْير أو أَفضل"، قال: وذُكرَ عنده القرَدة:، قال مسعرِ: أُراه قال: والخنازير، أنه مما مُسِخ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"إن الله لم يمسخ شيئاً فيدَعَ له نسلاً أو عاقبةً، وقد كانت القردةُ أو الخنازير قبلَ ذلك". 3701 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي

_ = 1026. وانظر 3660. (3700) إسناده صحيح، مسعر: هو ابن كدام. علقمة بن مرثد الحضرمي: ثقة ثبت. المغيرة بن عبد الله اليشكري: ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /319 المعرور بن سويد الأسدي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 39 وروى عن الأعمش قال: "رأيت المعرور بن سويد ابن عشرين ومائة سنة. أسود الرأس واللحية". والحديث رواه مسلم 2: 303 من طريق وكيع بهذا الإسناد، ورواه من طريق الثوري عن علقمة بن مرثد، به. (3701) إسناده صحيح، ورواه الحاكم 4: 214 من طريق الثوري عن أبي إسحق، وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه!، ووافقه الذهبي. وفي مجمع الزوائد 5: 99 نحوه عن ابن مسعود، وقال:"رواه الطبراني ورجاله ثقات، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه"، فهذا طريق آخر منقطع، ولم يذكره من المسند من الطريق الصحيح، مع أنه =

الأحوص عن عبد الله: أن قوماً أتوا النبي-صلي الله عليه وسلم- فقالوا: صاحبٌ لنا يشتكي، أَنَكْوِيه؟، قال: فسكتَ، ثم قالوا: أنكويه؟، فسكت، ثم قال: "اكووه وارْضَفُوه رَضْفاً". 3702 - حدثنا وكيع حِدثنا سفيان عن جابر عن أبي الضُّحى عن مسروق عن عبد الله قال: ما نسيتُ فيما نَسِيت أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يسلم عن يمينه وعنِ شمالهِ: "السلَامِ عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، حتى يُرَى، أو نرى بياض خَدَّيه. 3703 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متَّى". 3704 - حدثنا وكيع عن المسعودي عن عثمان الثقفي أو

_ = سيأتي مراراً من طريق أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله 3852، 4021، 4054، فلا أدري لم ترك كل هذا، وأتى بإسناد منقطع من الطبراني، مع أن الحديث ليس في الكتب الستة؟!. ارضفوه: أي كمدوه بالرضف، وهي الحجارة المحماة. (3702) إسناده ضعيف، لضحف جابر الجعفي. وقد مضى بإسناد صحيح بنحوه 3699. (3703) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 324 من طريق الثوري عن الأعمش. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 3252. (3704) إسناده صحيح، وكيع سمع من المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة قديماً قبل اختلاطه. عثمان الثقفي: ترجمه الحافظ في التعجيل 284 بما نصه:" عثمان الثقفي، عن عبيدة النهدي، وعنه المسعودي: لعله عثمان بن المغيرة أو ابن رشيد. قلت [القائل الحافظ ابن حجر]: كذا قرأته بخط الحسيني، ولم يفرد لعبيدة النهدي ترجمة. وعثمان الذي روى عنه المسعودي ليس هو ابن رشيد، بل هو المذكور بعد هذا"، يريد "عثمان أبو عبد الله المكي" الذي أشرنا إليه في 947. وهذا خطأ، بل تخليط!!، فإن عثمان =

الحسن بن سعد، شكَّ المسعودي، في عَبْدَة النَّهْديّ عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الله لم يحَرم حُرمةً إلا وقد علم أنه سَيَطَّلِعُها

_ = الثقفي هو عثمان بن المغيرة الثقفي، يكنى "أبا المغيرة"، وهو ثقة، كما قلنا في 56، 1371، ونزيد هنا قول أحمد: "عثمان بن المغيرة: هو عثمان بن أبي زرعة، وهو عثمان الأعشى، وهو عثمان الثقفي، كوفي ثقة" وقول ابن معين- "عثمان بن المغيرة: هو عثمان بن أبي زرعة الثقفي، وهو ثقة"، وشتان ما بين هذا وبين "عثمان أبي عبد الله المكي"، والذي يقطع في الدلالة على أنه عثمان بن المغيرة ما يأتي في الإسناد التالي لهذا: "قال روح: حدثنا المسعودي حدثنا أبو المغيرة" فهو هو. الحسن بن سعد: هو مولى علي بن أبي طالب، ويقال مولى الحسن، وهو ثقة، كما سبق في 416، وهو من شيوخ المسعودي. عبدة النهدي: هو عبدة بن حزن، ويقال "عبيدة" أيضاً، وهو تابعي ثقة، بل يقال إنه صحابي، وله ترجمة في التهذيب 6: 457 - 458، وبذلك تعرف خطأ الحافظ في تعقبه على الحسيني بأنه "لم يفرد لعبيدة النهدي ترجمة"!، بل إنه زاد خطأ، فأفرد له ترجمة في التعجيل 279 قال فيها: "عبيدة النهدي، روى عن عثمان ابن عبد الله بن هرمز!، روى عنه عثمان الثقفي، يأتي في عثمان الثقفي"!!، وما أدري كيف فات هذا على الحافظ، فإن عبدة (أو عبيدة) النهدي يروى هنا عن ابن مسعود بل هو مختلف في صحبته، كما ذكرنا آنفَا، فكيف يقول إنه يروى عن عثمان بن عبد الله بن هرمز أحد شيوخ المسعودي؟، فكأنه جعله من طبقة المسعودي!!، وشك المسعودي في أن الحديث "عن الثقفي أو الحسن بن سعد" لا يؤثر في صحته، فإنه انتقال من ثقة إلى ثقة، على أنه سيأتي في الإسناد التالي رواية روح عن المسعودي "حدثنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد" فلعل المسعودي سمعه من الحسن وثبته فيه عثمان، فرواه على الشك عن أحدهما ثم رواه على اليقين: أن عثمان ثبته فيه عن الحسن بن سعد. والحديث في مجمع الزوائد 7: 210 ونسبه لأحمد وأبي يعلى، وقال: "وفيه المسعودي، وقد اختلط". وفاته أن وكيعا سمع منه قبل اختلاطه. "سيطلعها منكم مطلع": الظاهر أنه من قولهم "اطلعت الفجر اطلاعَاً" أي أشرفت ونظرت إليه، فكأنه يعلو حين ينظر، كنى عن ركوب الأمر والتمكن منه. الحجز: جمع حجزة، وهي موضع شد الإزار، ثم قيل للإزار حجزة، للمجاورة.

منكم مُطَّلِعٌ، ألا وإني آخِذٌ بحُجَزِكم أن تَهافتوا في النار كتهافت الفَرَاش أو الذباب". 3705 - حدثنا أبو قَطن حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبدَة النهْدِي، فذكره، وكذا قال يزيد وأبو كامل: عن الحسن بن سعد، قال رَوح: حدثنا المسعودي حدثنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد، وقال: "الفَرَاش أو الذباب". 3706 - حدثنا يزيد حدثنا إسماعيل عن قَيْس عن ابن مسعود قال: كنا نغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شباب، وليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نسْتَخْصِي؟!، فنهانا عن ذلك. 3707 - حدثنا يزيد أنبأنا العَوّام حدثني أبو إسحق الشَّيْباني عِن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تدور رحى الإسلام على رِأس خمس وثلاثين، أو ستّ وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هَلكوا فسَبِيلُ منْ هَلك، وإن بَقُوا يَقُمْ لهَم دينهم سبعين سنةً".

_ (3705) أسايده صحاح، وهو مكرر ما قبله. (3706) إسناده صحيح، وهو مكرر 3650. (3707) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. العوَّام: هو ابن حوشب. القاسمم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، يروي هذا عن أبيه عن جده. والحديث رواه أبو داود 4: 158 - 160 بإسناد آخر، عن محمد بن سليمان الأنباري عن عبد الرحمن ابن مهدي عن الثوري عن منصور عن ربعي بن حراش عن البراء بن ناجية عن ابن مسعود، قال في عون المعبود: "هذا حديث إسناده صحيح". ورواه الحاكم 4: 521 من طريق الطيالسي عن شيبان بن عبد الرحمن عن منصور عن ربعي عن البراء بن ناجية، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وسيأتي أيضاً 3730، 3731. وقد أفاض صاحب عون المعبود في شرحه وتأويله، فارجع إليه.

3708 - حدثنا يزيد أنبأنا المسعودي حدثني عاصم عن أبي وائل قال: قال عبد الله حيث قَتَل ابن النَّوَّاحة: إن هذا وابن أثَال كانا اتيَا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رسولين لمسيلمة الكذاب، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتشهدان أني رسول الله؟ "، قالاْ نشهد أن مسيلمة رِسول الله؟ "، فقال: "لوكنتُ قَاتلاً رسولاً لضربتُ أعناقَكما"، قال: فجرَتْ سُنةٌ أن لا يُقْتَل الرسول، فأما ابنُ أثال فكفاناهُ الله عز وجل، وأما هذا فلم يَزَل ذلك فيه حتى أمكنَ الله منه الآن". 3709 - حدثنا يزيد أخبرنا المسعودي عن عمرو بن مُرّة عن إبراهيم النَّخَعِي عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: اضطجع رسول الله-صلي الله عليه وسلم- على حصير، فأثر في جنبه، فلما استيقظ جعلتُ أمسح جنبه، فقلت: يا رسول الله، ألاَ آذنتنَا حتى نبسُط لك علىٍ الحصيير شيئاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لي وللدنيا؟، ما أنا والدنيا؟، إنما مَثَلي ومثلُ الدنيا كراكبٍ ظل تحت شجرة ثم راح وتركها". 3710 - حدثنا يزيد أنبأنا المسعودي عن جامع بن شَدّاد عن

_ (3708) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 314، وقال: "رواه أحمد والبزار وأبو يعلى مطولاً، وإسنادهم حسن". وقد مضى بعض معناه مختصراً 3642 من طريق أبي إسحق عن حارثة بن مضرب عن ابن مسعود، وأشرنا إلى هذا هناك. (3709) إسناده صحح، ونقله ابن كثير في التاريخ 6: 49 من مسند الطيالسي عن المسعودي، ثم قال: "ورواه ابن ماجة عن يحيى بن حكيم عن أبي داود الطيالسي، به. وأخرجه الترمذي عن موسى بن عبد الرحمن الكندي عن زيد بن الحباب، كلاهما عن المسعودي، به. وقال الترمذي: حسن صحيح". وقد مضى معناه أيضاً من حديث ابن عباس 2744. (3710) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 318 - 319 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وأبو يعلى باختصار عنهم. وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، =

عبد الرحمن بنِ أبي عَلْقَمة الثقفي عن عِبد الله بن مسعود قال: لما انصرفنا من غزوة الحُديبية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يحرسنا الليلة؟ "، قال عبد الله: فقلت أنا، حتى عاد مرارا، قلت: أنا يا رسول الله، قال: "فأنت إذن"، قال: فحرستُهم، جتى إذا كان وجهُ الصبح أدركني قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك تنام"، فنمت، في أيقظنا إلا حَرُّ الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنع كما كان يصنع من الوضوء وركعتي الفجر، ثم صلى بنا الصبح، فلما انصرف قال: "إن الله عز وجل لو أرِاد أن لا تناموا لم تناموا، ولكن أراد أن تكونوا لمن بعدكم، فهكذا لمن نام أو نسي"، قال: ثم إن ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإبلَ القوم تفرقتْ، فخرج الناس فيَ طلبها، فجاؤوا بإبلهم، إلا ناقة! رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خُذْ ها هنا"، فأخذتُ حيث قال لي، فوجدتُ زمامها قد التَوَى على شجرة، ما كانت لتَحلها إلاْ يَدٌ، قال: فجئتُ بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيّاً لقد وجدتُ زمامها ملتوياً على شجرة ما كانت لتحلها إلاَّ يد، قال: ونزلتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}. 3711 - حدثنا يزيد أخبرنا المسعودي عن يحيى بن الحرث

_ = وقد اختلط في آخر عمره"، وذكر أن لابن مسعود حديثاً آخر غير هذا عند أبي داود، يريد به الحديث الماضي 3657، وهو مختصر من هذا، ولكن في ذاك أن الذي حرسهم بلال. في مجمع الزوائد:! قال عبد الله: فقلت: أنا، [قال: إنك تنام، ثم أعاد: من يحرسنا الليلة؟، قلت: أنا، قال: إنك تنام] حتى عاد مراراً" وهذه الزيادة ليست في الأصلين هنا، ولكنها مفهومة من السياق، فلعلها ثابتة عند البزار أو الطبراني. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 7: 520 من رواية ابن جرير مختصراً، ثم قال: "وقد رواه أحمد وأ بو داود والنسائي من غير وجه، عن جامع بن شداد، به". (3711) إسناده ضعيف، لضعف أبي ماجد، وقد فصلنا القول فيه في 3585. يحيى بن الحرث الجابر: هو يحيى بن عبد الله بن الحرث، نسب إلى جده. والحديث رواه الحاكم بنحوه مختصراً 4: 382 - 383 من طريق أحمد في المسند عن محمد بن جعفر عن شُعبة =

رقم الإيداع: 10859/ 1994 م 9 - 56 - 5227 - 977: I.S.B.N

المُسْنَد للأمَام أحمَد بن محمَّد بن حنبل (164 - 241) شَرحَهُ وَصَنعَ فَهارِسَهُ أحمَد محمَّد شَاكِر الجزء الرابع من الحديث 3713 إلى الحديث 5268 دار الحديث القاهرة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المُسْنَدْ

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1416هـ ـ 1995م دار الحديث .... طبع0 نشر0 توزيع 140 شارع جوهر القائم أمام جامعة الأزهر تليفون 5116508/ 5918719/5919697 / فاكس 5919697

3713 - حدثنا يزيد أنبأنا شَريك بن عبد الله عن علي بن بَذَيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمَّا وقعتْ بنو إسرَائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم، فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم"، قالِ يزيد: أحسِبه قال: "وأسواقهم، وواكلوهم وشارَبوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعضٍ، ولَعنهم علىَ لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصَوا وكانوا يعتدون"، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئاً فجلس، فقال: "لا والذي نفسي بيده، حتى تأطِروهم على الحق أَطْراً". 3714 - حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سَلَمة عن ثابت البُنَاني عِن أنس بن مالك عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن آخِرمنْ يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط، فينكبُّ مرةً ويمشي مرةً، وتسْفَعُه النارُ مرةً، فإذا جاوز الصراط التفتَ إليها فقال: تبارك الذي نجاني منكِ، لقد أعطاني، الله ما لم يعْط أحداً من الأوّلين والآخرين"، قال: "فتُرْفَع له شجرٌ، فينظر إِليها، فيقول: يارَب، أدْنني من هذة الشجَرة فأَسْتَظلَّ بظلهِا وأشرب من مائها، فيقول: أيْ عبدي، فلعلي إن أدنيتُك منها سألتَني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهد الله أن لا يسأله غيرَها، والرب عز وجل يعلم أنه

_ (3713) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ونقله ابن كثير في التفسير 3: 205 عن هذا الموضع، ثم نقله من سنن أبي داود من طريق علي بن بذيمة، ثم قال: "وكذا رواه الترمذي وابن ماجة من طريق علي بن بذيمة، به. وقال الترمذي حسن غريب، ثم رواه هو وابن ماجة عن بندار عن ابن مهدي عن سفيان عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة مرسلاً". وانظر الدر المنثور 2: 300. الأطر: عطف الشيء تقبض على أحد طرفيه فتعوّجه. (3714) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 68 - 69 من طريق عفان عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وزاد في آخره: "فيقول: إني لا أستهزىء منك، ولكنى على ما أشاء قادر"، وقد مضي بعض معناه مختصراً من وجه آخر 3595.

سيسأله، لأنه يَرَى ما لا صَبْرَله، يعني عليه، فيُدنيه منها، ثم تُرْفَعُ له شجرةٌ، وهي أِحسن منها، فيقول: يا رب، أدْنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها، فيقول: أيْ عبدي، ألمِ تعاهدني؟، يعني أنك لا تسألني غيرها!، فيقول: يا رب، هذ؟، لا أسألك غيرها، ويعاهده، والرب يعلم أنه سيسأله غيرها، فيدنيه منها، فترْفعُ له شجرةٌ عند باب الجنة، هي أحسن منها، فيقول: رب، أدنني من هذه الشجرة أستَظِلّ بظلها وأشرب من مائها، فيقول: أي عبدي، ألمِ تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟!، فيقول: يا رب، هِذه الشجرة، لا أسألك غيرها، ويعاهده، والرب يعلم أنه سيسأله غيرَها، لأنه يَرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فيسمع أصواتَ أهل الجنة، فيقول، يا رب، الجنةَ الجنةَ، فيقول: عبدي، ألم تعاهدني أنك لا تساكني غيرها؟!، فيقول: يا رب، أدخلني الجنة، قال: فيقول عز وجل: ما يَصْريني منك أيْ عبدي؟، أيُرضيك أن أعطيك من الجنة الدنيا ومثلَها معها؟، قال: فيقول: أتَهْزأ بي وأنت ربُّ العزة؟ "، قال: فضحك عبد الله حتى بدتْ نواجذُه، ثم قال: ألا تسألوني لمَ ضحكت؟، قالوا له: لم ضحكتَ؟، قال: لضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال لنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ألا تسألوني لمَ ضحكتُ؟ "، قالوا لم ضحكتَ يا رسول الله؟، قال: "لضحك الرب حين قال: أتَهْزأُ بي وأنتَ ربُّ العزة". 3715 - حدثنا يزيد أخبرنا شُعبة بن الحَجَّاج عن يزيد بن أبي زياد عن أبي سعد عن أبي كُنُود عن عبد الله قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خاتَم الذهب، أو حَلْقة الذهب. 3716 - حدثنا يزيد أنبأنا محمد بن طلحة عن زُبيد عن مُرّة عن

_ (3715) إسناده صحيح، وقد مضى معناه بإسناد منقطع 3582، وأشرنا هناك إلى وصله في هذا الإسناد و 3804. وانظر 3605. (3716) إسناده صحيح، محمد بن طلحة بن مصرف اليامي: ثقة، وثقه أحمد والعجلي =

عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ الله بطونَهم وقبورَهم ناراً". 3717 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن سليمان في أبي عثمان عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لاَ يمنعنّ أحدَكم أذان بلال من سَحوره، فإنه إنما ينادي"، أو قال: "يؤذن، ليَرْجع قائمكم ويُنَبِّه نائمكم، ليس أن يقول هكذا، ولكن حتى يقول هكَذا"، وضم ابن أبي عدي أبو عمرو أصابعه وصَوَّبها وفتح ما بين أصبعيه السبابتين، يعني الفجر. 3718 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "المرءُ مع مَنْ أحَبَّ". 3719 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن أبي إسحق عن أبي عبيدة عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مما يُكثر أن يقول: "سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، قال: فلما نزلتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} قال: "سبحانك ربَّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، إنك أنت التوّاب الرَحيم".

_ = وغيرهما، ومن تكلم فيه فبغير حجة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 122. زبيد: وهو ابن الحرث اليامي. مرة: هو ابن شَراحيل. والحديث رواه مسلم 1: 174 من طريق محمد بن طلحة. ورواه أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في الذخائر 4822. وانظر ما مضى 2745. (3717) إسناده صحيح، ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم. سليمان: هو التيمي. أبو عثمان: هو النهدي. والحديث مكرر 3654. (3718) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 460 - 462 ومسلم 2: 296 - 297 من طريق محمد بن جعفر ومن طرق أخرى. (3719) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مطول 3683.

3720 - حدثنا محمد حدثنا شُعبة قال سمعت أبا إسحق يحدث عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: علَّمَنا خُطة الحاجَة: "الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ الله من شرورأنفسنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله"، ثم يقرأ ثلاث آيات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} ثم تذكر حاجتَك. 3721 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة أنبأنا أبو إسحق عن أبي عُبيدة

_ (3720) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ولكن الحديث في ذاته صحيح، كما سنذكر في الإسناد التالى لهذا. (3721) إسناده من طريق أبي عبيدة ضعيف، لانقطاعه، ومن طريق أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة صحيح لاتصاله. والحديث أخرجه الترمذي 2: 178 - 179 من طريق الأعمش عن أبي إسحق، وهو السبيعي، عن أبي الأحوص عن عبد الله. قال الترمذي: "حديث حسن، رواه الأعمش عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواه شُعبة عن أبي إسحق عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي-صلي الله عليه وسلم-، وكلا الحديثين صحيح، لأن إسرائيل جمعهما فقال: عن أبي إسحق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي-صلي الله عليه وسلم-. ولم ينفرد إسرائيل بجمع الإسنادين عن أبي إسحق كما ترى، فقد جمعهما شُعبة عن أبي إسحق أيضاً هنا. ورواية إسرائيل ستأتي 4116، وسيأتي أيضاً منقطعاً من طريق الثوري عن أبي إسحق عن أبي عبيدة 4115. ورواه أيضاً أبو داود 2: 203 - 204 من الطريقين. ورواه النسائي 2: 79 =

وأبي الأحوص، قال: وهذا حديث أبي عُبيدة عن أبيه، قال: علّمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطتين، خطبة الحاجَة، وخطبة الصلاة، "الحمد لله"، أو: "إن الحمد لله، نستعينه"، فذكر معناه. 3722 - حدثنا محمد حدثنا شُعبة عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: بينما رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجدٌ وحولَه ناس من قريش، إذ جاء عُقْبة بن أبي مُعيط بسَلاَ جَزُور، فقذفه على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يرفعْ رأسَه، فجاءتْ فاطمَةُ فأخذتْه من ظهره، ودعت على من صنع ذلك، قال: فقالِ: قاللهم عليك الملأَ من قريش، أبا جهل بن هشام، وعتْبة بن رَبيعة، وشيبة بن ربيعة، وعُقْبة بن أبي مُعَيْط، وُأميّةَ بن خَلَف"، أو "أُبَىَّ بن خَلف"، شُعبة الشاكُّ، قال: فلقد رأيتُهم قتلوا يوم بدر، فأُلْقُوا في بئر، غير أن أميةَ أوأبَيّاً تقطعتْ أوصالُه فلم يُلْق في البئر.

_ = وابن ماجة 1: 299 - 300 من الطريق الموصولة. ورواه الحاكم 2: 182 - 183 من الطريق المنقطعة فقط. وقد مضى نحو هذا بإسناد صحيح من حديث ابن عباس مختصراً 3275. (3722) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 67 - 68 من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة، ومن طرق أخرى. ورواه أيضاً البخاري والنسائي، كما في الدخائر 4803. "شُعبة الشاك" يعني أنه شك في أن أحدهم "أمية بن خلف" أو"أبي بن خلف"، وفي ح "ثنا شُعبة الشاك"!، وزيادة كلمة "ثنا" لا معنى لها، وهي خطأ، وليست في ك. السلا، بفتح السين: قال ابن الأثير:" الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفاً فيه. وقيل: هو في الماشية السلى، وفي الناس المشيمة. والأول أشبه، لأن المشيمة تخرج بعد الولد، ولا يكون الولد فيها حين يخرج". و "السلا" يكتب بالياء. كما نص عليه في اللسان، ولكنه رسم في الأصلين هنا بالألف، وكذلك في صحيح مسلم، فأثبتناه على حاله، إذ كلاهما جائز.

3723 - حدثنا خَلَف حدثنا إسرائيل، فذكر الحديث، إلا أنه قال: "عمرو بن هشام، وأُميَّةَ بن خلف"، وزاد، "وعمارةَ بن الوليد". 3724 - حدثناِ محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عبد الملك بن مَيْسرة عن النَّزَّال بن سَبْرَة عن عبد الله أنه قال: سمعت رجلاً يقرأ آيةً، وسمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيرها، فأتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتغيَّر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو عرفتُ في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكراهية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلاكما مُحْسِن، إن منْ قبلَكم اختلفوا فيه فأهلكهم"، قال شُعبة: وحدثني مسْعر عنه، ورفعه إلى عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " فلا تختلفوا". 3725 - حدثنا محمد حدثنا شُعبة عن سِماك بن حَرْب قال سمعت عبد الرحمن بِن عبد الله يحدّث عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لا تصلحِ سَفْقَتانِ في سفْقَةٍ، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله آكلَ الربا، ومُوكِله، وشا هدَه، وكاتِبَه".

_ (3723) إسناده صحيح، خلف: هو ابن الوليد. والحديث مكرر ما قبله. (3724) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 51 - 52 و 6: 378 و 9: 87 - 88 من طريق شُعبة. وسيأتي معناه من طرق أخرى مطولاً ومختصرَاً 3803، 3845، 3981. (3725) إسناده صحيح، والقسم الأول منه في مجمع الزوائد 4: 84 - 85 ونسبه أيضاً للبزار والطبراني، وقال: "رجال أحمد ثقات". والقسم الثاني منه، في لعن أكل الربا إلخ رواه مسلم 1: 469 من طريق علقمة عن ابن مسعود، وكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في الذخائر 4764. السفقة، بالسين: هي الصفقة بالصاد، وأصلها من صَفْق الأكُفَّ عند البيع والشراء. قال ابن الأثير: "والسين والصاد يتعاقبان مع القاف والخاء، إلا أن بعض الكلمات تكثر في الصاد، وبعضها يكثر في السين". وقال أيضاً1: 105: "نهى عن بيعتين في بيعة: هو أن يقول بعتك هذا الثوب نقداً بعشرة ونسيئهَ بخمسة عشر، فلا يجوز، لأنه لا يدري أيهما الثمن الذي يختاره ليقع عليه =

3726 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن سماك قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يحدث عن أبيه، قال شُعبة: وأَحسبه قد رفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَثَلَ الذي يُعينُ عَشيرتَه على غير الحقَ مثلُ البعير رُدِّي في بئر فهو يَمُدُّ بذنَبه". 3727 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن منصور عنِ أبي وائل عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يزال الرجل يَصْدُق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتبَ صدِّيقاً، ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتَب كذاباً". 3728 - حدثنا محمد عن شُعْبة عن المغيرة عن إبراهيم عن هُنَيّ ابن نُوَيْرة عن عَلْقَمة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أعَفُّ الناس قِتلةً أهلُ الإيمان". 3729 - حدثنا سُريج بن النعمان حدثنا هُشيم أنبأنا مُغِيرة عن

_ = العقد. ومِن صوره أن يقول بعتك هذا بعشرين على أن تبيعني ثوبك بعشرة، فلا يصح، للشرط الذي فيه، ولأنه يسقط بسقوطه بعض الثمن، فيصير الباقي مجهولا. وقد نهي عن بيع وشرط، وعن بيع وسلف، وهي هذان الوجهان". (3726) إسناده صحيح، إلا أن شُعبة شك في رفعه. وقد رجحنا في 3690 أن عبد الرحمن سمع من أبيه عبد الله بن مسعود. (3727) إسناده صحيح، وهو مختصر 3638. (3728) إسناده صحيح، هنى بن نويرة الضبي: ثقة، قال أبو داود، "كان من العبّاد"، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 245، "هنى" بضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء. والحديث رواه أبو داود وابن ماجة، كما في الذخائر 4925. (3729) إسناده ظاهره الاتصال، ولكن تبين من الإسناد السابق أنه منقطع، لأن إبراهيم لم يروه عن علقمة مباشرة، إنما رواه عن هنى بن نويرة عن علقمة. فهو صحيح في ذاته من =

إبراهيم عن عَلْقَمة عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أعفَّ الناس قتْلةً أهلُ الإيمان". 3730 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصِور عن رِبْعِي عن البَرَاء بن ناجِية عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تدور رحَى الإسلاِم بخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن يَهْلكُوا فسَبيلُ من قد هَلَكَ، وإِن يَقُمْ لهم ديُنُهم يَقُم لهم سبعين عاماً"، قال: قلت: أمِمّا مضَى أم مَّما بقى؟، قال: "مما بقى". 3731 - حدثنا إسحق حدثنا سفيان عن منصور عن رِبْعِي بن حرَاش عن البراء بن ناجية الكاهلي عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله، إلا أنهَ قال: فقال له عمر: ياَ رسول الله، ما مضى أم ما بقى؟، قال: "ما بقى". 3732 - حدثنا عبِدالرحمن عن سفيان عن الحسن، يعني ابن عُبيد الله، عن إبراهيم بن سُويد عن عبد الله: قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد

_ = جهة الإسناد المتصل، كما مضى. (3730) إسناده صحيح، البراء بن ناجية الكاهلي، ويقال المحاربي. ثقة من أصحاب ابن مسعود، وترجمه البخاري 1/ 2/ 118 وقال: "ولم يذكر سماعاً من ابن مسعود"، ولا يعلّل هذا حديثه، فإن ربعي بن حراش الراوي عنه قديم، أدرك عمر وعليا وابن مسعود، فيبعد أن يروي عن ابن مسعود بواسطة شخص متأخر عنه لم يعاصر ابن مسعود، وقال الحافظ في ترجمة البراء في التهذيب: "قرأت بخط الذهبي في الميزان: (فيه جهالة، لا يعرف)، قلت: قد عرفه العجلي وابن حبان، فيكفيه". والحديث رواه أبو داود 4: 158 - 160 من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري، وقد مضى بإسناد آخر صحيح 3707 وأشرنا هناك إلى رواية أبي داود والحاكم. (3731) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3732) إسناده صحيح، وهو مكرر 3684.

أذنتُ لك أن ترفع الحجابَ وتسمع سِوَادي حتى أنهاك". 3733 - حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق عن سعد بن عِيَاض عن عبد الله قال: كان أحبَّ العُرَاقِ إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الِذراع، ذراعُ الشاة، وكان قد سُمَّ في الذراع، وكان يرى أن اليهود هم سمُّوه. 3734 - حدثنا أبو كامل حدثنا زُهَير حدثنا يحيى الجابر أبو الحرث التيمي أن أبا ماجد، رجلٌ من بني حنيفة، حدثه قال: قال عبد الله ابن مسعود: سألْنا نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - عن السيرة بالجنَازة؟، فقال: "السير ما دون الخَبَب، فإن يَكُ خيراً تُعْجَلْ إليهِ"، أو قال: "لتُعْجَل إليه، وإن يَكُ سوءاً فُبعداً لأهل النار، الجنازة متبوعة ولا تَتْبَع، ليس منا منْ تَقَدَّمها". 3735 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعبة حدثنا علي بن الأقْمَر قال: سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لا تقوم

_ (3733) إسناده صحيح، سعد بن عياض الثمالي: تابعي ثقة، واشتبه بعضهم في أنه صحابي، فقال ابن عبد البر:"لا تصح له صحبة"، "الثمالي" بضم الثاء وتخفيف اليم، نسبة إلى " ثمالة" بطن من الأزد. والحديث رواه أبو داود 3: 411 حديثين من طريق الطيالسي. العراق، بضم العين وفتح الراء المخففة: جمع "عرق" بفتح العين وسكون الراء، قال ابن الأثير: "وهو جمع نادر"، و"العرق": العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم. وانظر 3617. (3734) إسناده ضعيف، لضعف أبي ماجد الحنفي. والحديث مطول 3585، وقد فصلنا علته هناك. الخبب: ضرب من العدو في السير، في ح "أو قال: تعجل إليه" بحذف اللام، وصح من ك. وفي ح "سوى ذاك" بدل "سوءاً"، وأثبتنا ما في ك. (3735) إسناده صحيح، علي بن الأقمر بن عمرو بن الحرث الوادعي: ثقة حجة، كما قال ابن معين. والحديث رواه مسلم 2: 382 من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن شُعبة. وانظر 3844.

الساعة إلا على شِرَار الناس". 3736 - حدثنا أبو كامل حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود عن الأسود وعَلْقَمة عن عبد الله قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يكّبر في كل رفع ووضع وقيام وقعود، ويسلم عن يمينه وعن شماله: "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، حتى أرى بياض خَدّه، ورأيت أبا بكر وعمر يفعلان ذاك. 3737 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا إسرائيل عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن ابن مسعود قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - َآكل الربا،،وموكلَه، وشاهديه، وكاتبه. 3738 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شَريك عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلّمنا التشهد كما يعلّمنا السورة من القرآن. 3739 - حدثنا يحيى بن آدم عن شَريك عن ثُوَيْر بن أبي فاختة من أبيه عن عبد الله قال: لبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رمى جمرةَ العقبة. 3740 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن

_ (3736) إسناده صحيح، وهو مكرر 3660. (3737) إسناده صحيح، وهو مختصر 3725. (3738) إسناده صحيح، ورواه الجماعة مطولاً، كما في المنتقى 995. وانظر 3622. (3739) إسناده ضعيف، لضعف ثوير بن أبي فاختة، كما مضى في 702. "ثوير" بالتصغير، ووقع في الأصلين هنا "ثور"، وهو خطأ. (3740) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 190 وقال: "حديث حسن صحيح" ورواه أيضاً عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه، كما في الدر المنثور 6: 123، والرفرف: ما كان من الديباج وغيره رفيفاً حسن الصنعة.

عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: في قوله {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل في حُلة من رَفْرَفٍ، قد ملأ ما بين السماء والأرض. 3741 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إني. أنا الرزاق ذو القوّة المتين". 3742 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضع جنبه على فراشه قال: "قِنِى عذابَك، يوم تَجمع عبادَك". 3743 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد هَممتُ أن آمر رجلاً فيصليَ بالناس، ثم آمرَ بأناس لا يصلون معنا فُتحَرَّقَ عليهم بيوتُهم". 3744 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل: وأبو أحمد حدثنا

_ (3741) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 61 - 62 والترمذي 4: 61 كلاهما من طريق إسرائيل، قال الترمذي: " حديث حسن صحيح". وقراءة ابن مسعود هذه قراءة شاذة، لمخالفتها رسم المصحف، وإن صح إسنادها. وتلاوة الآية {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}. (3742) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ورواه ابن ماجة 2: 231 من طريق وكيع عن إسرائيل، بأطول من هذا. (3743) إسناده صحيح، ورواه مسلم أيضاً، كما في المنتقى 1543. وهذا الوعيد لمن كانوا يتخلفون عن صلاة الجمعة، كما تدل عليه الرواية الآتية 3816 لهذا الحديث، وكذلك رواية المنتقى. (3744) إسناده صحيح، ورواه أبو داود1: 561، قال المنذري 1468: "وأخرجه النسائي". =

إسرائيل، عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله، قال: قال أبو أحمد: عن ابن مسعود، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً. 3745 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: منذ أُنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} كان يكثر أن يقول إذا قرأها ثم ركع بها أن يقول: "سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم"، ثلاثاً. 3746 - حدثنا عبد الله بن يزيد ويونس قالا حدثنا داود، يعني ابن

_ = ونقل الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 151 حديثاً عن ابن مسعود:"كان أحب الدعاء إلى رسول الله أن يدعو ثلاثاً"، قال: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه". وهذا مختصر من الحديث الذي هنا، فإخراجه في الزوائد وهم، بعد أن رواه أبو داود والنسائي. (3745) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3719. (3746) إسناده ضعيف، محمد بن زيد بن علي الكندي، ويقال العبدي ويقال الجرمي قاضي مرو: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 84 - 85، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث لا بأس به". أبو الأعين العبدي: ضعيف، ضعفه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن حيان: "هو الذي روى عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعاً: من قتل حية فكأنما قتل مشركاً، رواه داود بن أبي الفرات عن محمد بن زيد عنه، وجاء عنه بهذا المسند أحاديث أخر، ما للكثير منها أصل يرجع إليه"، وله ترجمة في لسان الميزان 6: 342 والتعجيل 464 - 465. والحديث في مجمع الزوائد 4: 45 - 46 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والبزار والطبراني في الكبير، وقال: "ورجال البزار رجال الصحيح". هكذا قال، وما أدري ما سند البزار؟، فإن كان كهذا المسند فهو ضعيف، وإن كان غيره فلعله.

أبي الفُرَات، عن محمد بن زيد عن أبي الأعْيَن العبدي عن أبي الأحوص الجُشَمِي قال: بينا ابن مسعود يخطب ذات يوم، فإذا هو بحَيَّة تمشي على الجدار، فقطع خطبته، ثم ضربها بقضيبه، أو بقصبةٍ، قال يونس: بقضيبه، حتى قتلها، ثم قال، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قتل حيةً فكأنما قتل رجلاً مشركاً قد حلَّ دمه". 3747 - حدثنا عبد الله بن يزيد ويونس قالا حدثنا داود عن محمد بن زيد عن أبي الأعْيَن العبدي عن أبي الأحوص الجُشَمي عن ابن مسعود قال: سألْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن القردة والخنازير، أهِيِ من نسل اليهود؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لم يلعن قوماً قط فمسخهم فكان لهم نسلٌ حين يُهلكهم، ولكن هذا خَلْقٌ كان، فلما غضب الله على اليهود مسخَهم فجعلهم مثلَهم". 3748 - حدثنا حَجَّاج حدثنا شَريك عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل في صورته، وله ستمائة جِناح،

_ (3747) إسناده ضعيف، كالذي قبله. ونقله ابن كثير في التفسير 3: 187 - 188 من مسند الطيالسي عن داود بن أبي الفرات، وقال: "ورواه أحمد من حديث داود بن أبي الفرات، به". ونسبه السيوطي في الدر المنثور 2: 395 أيضاً لابن أبي حاتم وأبى الشيخ وابن مردويه، وسيأتي أيضاً 3768. وانظر 3700. (3748) إسناده صحيح، ونسبه السيوطي في الدر المنثور 6: 123 أيضاً لعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبى الشيخ وابن مردويه وأبى نعيم والبيهقي في الدلائل. وروى البخاري ومسلم والترمذي بعضه من طريق زر بن حبيش عن ابن مسعود، انظر شرح الترمذي 4: 188 - 189. وانظر أيضاً تفسير ابن كثير 8: 103 - 104. وانظر ما مضى 3740 التهاويل: قال ابن الأثير: "أي الأشياء المختلفة الألوان، ومنه يقال لما يخرج في الرياض من ألوان الزهر: التهاويل، وكذلك لما يعلق على الهوادج من ألوان العهن والزينة، وكأن واحدها تهوال، وأصلها مما يَهُول الإنسان ويحيره".

كل جناح منها سدَّ الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدُّرّ والياقوت ما الله به عليم. 3749 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر في قوله: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} قال: أخبرني عبد الملك بن عُمير عن خالد بن رِبعْي عن ابن مَسعودَ أنه قال: إن الله اتخذ صاحبكم خليلاً، يعني محمداً - صلى الله عليه وسلم -. 3750 - حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عَوَانة حدثنا عبد الله عن خالد ابن رِبْعيّ الأسدي قال: سمعت ابن مسعود يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن صاحبكم خليل الله عز وجل". 3751 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوانة حدثنا عبد الملك بن عُمَير عن خالد بن رِبْعيّ الأسدي أنه سمع ابن مسعود يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولَ: "إن صاحبكم خليل الله عز وجل". 3752 - حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عُمير عن خالد بن رِبْعِي عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن صاحبكم خليلُ الله".

_ (3749) إسناده صحيح، خالد بن ربعي: أسدي كوفي، وهو ثقة، وثقه ابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 136 وقال: "سمع ابن مسعود" وقال علي بن المديني: "لا يروي عنه غير حديث واحد: إن صاحبكم خليل الله". وهو هنا موقوف على ابن مسعود، ولكنه في معنى المرفوع، وسيأتي مرفوعاً عقب هذا 3750 - 3752. وانظر 3580، 3689. (3750) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله، ولكنه مرفوع. (3751) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3752) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

3753 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد الملك عن خالد بن رِبْعِي قال: قال عبد الله: إن صاحبكم خليلُ الله عز وجل. 3754 - حدثنا حَجَّاج حدثنا شَريك في الرُّكَين بنِ الرَّبِيع عن أبيه عن ابن مسعود أن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "الربا وإن كَثُر فإن عاقبته تصير إِلى قُل". 3755 - حدثنا حَجَّاج حدثنا إسرائيل عنِ أبي إسحق عن الأسود عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن، مدَكر أو مذكر؟. قال: أَقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {مُدَّكِرٍ}. 3756 - حدثنا الحَجَّاج أنبأنا شَريك عن الرُّكَين بن الرَّبِيع عن القاسم بن حسان عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الخيل ثلاثة،

_ (3753) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ولكنه موقوف، كالذي مضى 3749. (3754) إسناده صحيح، الربيع بن عميلة الفزاري، والد الركين: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 247. والحديث رواه ابن ماجة 2: 22 بمعناه من طريق إسرائيل عن الركين. القل، بضم القاف: القلة، كالذل والذلة. (3755) إسناده صحيح، رواه البخاري 8: 475 من طرق عن أبي إسحق مختصراً، وكذلك رواه أبو داود مختصراً 4: 62. وفي الذخائر 4870 أنه رواه أيضاً مسلم والترمذي. (3756) إسناده ضعيف، لإرساله، فإن القاسم بن حسان لم يدرك ابن مسعود، بل يروي عنه بواسطة، وقد سبق الكلام عليه 3605، وقال الحافظ في التهذيب: (ذكره ابن حبان في الثقات. قلت: في أتباع التابعين، ومقتضاه أنه لم يسمع زيد بن ثابت، ثم وجدته قد ذكره في التابعين أيضاً، فهذا الذي يشك في أنه سمع من زيد بن ثابت إنما يكون من صغار التابعين. والحديث في مجمع الزوائد 5: 260 - 261 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات، فإن كان القاسم بن حسان سمع من ابن مسعود فالحديث صحيح". وقد عرفت انقطاعه. وانظر الحديث التالي لهذا.

ففرسٌ للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فالذي يُربط في سبيل الله، فعلُفهَ وروثُه وبولُه، وذكَر ما شاء الله، وأما فرس الشيطان فالذي يقامَر أو يُراهَن، عليه، وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنَها، فهي تستُر من فقرٍ". 3757 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا الرُّكَين عن أبي عمرو الشَّيْباني عن رجل من الأنصار عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الخيل ثلاثة"، فذكر الحديث. 3758 - حدثنا حَجَّاج حدثنا سفيان حدثنا منصور عن ربْعي عن الِبَراء بن ناجية الكاهِلي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن رحى الإسلاَم ستدور بخمس وثلاثين، أو ستً وثلايين، أو سبع وثلاْثين، فإن يهلك فكسبيل من أُهلك، وإن يَقُم لهم دينهم يَقم لهم سبعين عاماً"، قاَل: قال عمر: يا رسول الله، أنما مضَى أم بما بقى؟، قال: "بل بما بقي". 3759 - حدثنا حَجَّاج قال سمعت إسرائيل بن يونس عن الوليد

_ (3757) إسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر، أبو عمرو الشيباني: اسمه سعد بن إياس، وهو تابعي مخضرم مجمع على ثقته، عاش 120 سنة. والحديث ليس من مسند ابن مسعود، بل هو من مسند "رجل من الأنصار"، وإنما ذكر تبعاً للذي قبله. وهو في مجمع الزوائد: 260 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". (3758) إسناده صحيح، وهو مكرر 3731. في ح"ستزول بخمس وثلاثين أو ستة وثلاثين" وصحناه من ك. (3759) إسناده حسن على الأقل، على بحث فيه. الوليد بن أبي هشام مولى الهمداني. في التهذيب: "الوليد بن هشام". ويقال ابن أبي هشام، ويقال ابن أبي هاشم الكوفي، مولى همدان"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وفي التاريخ الكبير 4/ 2/ 157: "الوليد بن ابن هشام عن زيد بن زائد، قاله محمد بن يوسف عن إسرائيل عن السدي"، فلم =

ابن [أبي]،هشام مولى الهَمْداني عن زيد بن أبي زائد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "لا يُبلغني أحدٌ عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أُحبّ أن اخرج إليكم وأنا سليم الصدر"، قال. وأتَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مالٌ فقسمه، قال: فمررت برجلين وأحدهما يقول لصاحبه. والله ما أراد محمد بقسمته وجهَ الله ولا الدارَ الآخرة، فتثبَّتُّ حتى سمعتُ ما قالا، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إنك قلتَ لنا لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، وإني مررتُ بفلان وفلان وهما يقولان كذا وكذا، قال: فاحمّر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشق عليه، ثم قال: "دَعْنَا منك، فقد أُوذِيِ موسى بأكثر من ذلك ثم صَبَر".

_ = يذكر فيه جرحاً، وهو أمارة التوثيق في تاريخ البخاري. زيد بن أبي زائد: ترجم في التهذيب باسم "زيد بن زائدة، ويقال ابن زائد"، وقال: "ذكره ابن حبان في الثقات، قلت: وذكر أباه بحذف الهاء، وكذا ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن أبي خيثمة وغيرهم. وقال الأزدي: لا يصح حديثه!، وقال البخاري في الكبير 2/ 1/ 361: "زيد بن زائد، قال أبو جعفر عبيد الله والحسين بن محمد قالا: حدثنا إسرائيل عن السدي عن الوليد بن أبي هاشم عن زيد بن زائد عن عبد الله بن مسعود: قال النبي-صلي الله عليه وسلم-: لا يبلغني أحد عن أحد شيئاً. ولم يذكر محمد بن يوسف: السدّي". فاختلفت الرواية في هذا الحديث عن إسرائيل، فجعله بعض الرواة "عن إسرائيل عن الوليد" مباشرة دون واسطة، كما حكى البخاري عن محمد بن يوسف". وكما جاء في رواية المسند هنا عن حجاج عن إسرائيل، وكما جاء في رواية أبي داود 4: 415 من طريق الفريابي، وهو محمد ابن يوسف، وزهير بن حرب، كلاهما عن إسرائيل. وقد روى أبو داود أول الحديث إلى قوله "وأ نا سليم الصدر". وسواء أكان عن إسرائيل عن السدي عن الوليد، أم عن إسرائيل عن الوليد مباشرة، فهو إسناد حسن، لأن السدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير، وهو ثقة، كما قلنا في 807. وقال المنذري في حديث أبي داود: "وأخرجه الترمذي، وقال: غريب من هذا الوجه. هذا آخر كلامه. وفي إسناده الوليد بن أبي هشام. قال أبو حاتم الرازي: ليس بالمشهور". وأما آخر الحديث فقد مضى نحو معناه بإسناد صحيح 3608.

3760 - حدثنا أبو النَّضْر وحسن بن موسى قالا حدثنا شَيْبان عن عاصم عن زرّ عن ابن مسعود قال: أخّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء، ثم خرج إلى المَسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة، قال: "أمَا إنه ليس من أهل هذه الأديان أحدٌ يذكر الله هذه الساعة غيركم"، قال: وُأنزل هؤلاء الآيات {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} حتى بلغ {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} 3761 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا المسعودي حدثنا عاصم بن أبي النَّجود عن أبيِ وائل عن عبد الله بن مسعود قال: جاء ابن النَّوَّاحة وابن أُثال رسولاً مسيلمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهما: "أتشهدان أني رسول الله؟ "، قالا: نشهد أتى- مسيلمة رسول الله!!، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلاً رسولاً لقتلتكما"، قال عبد الله: قال: فمضت السُنة أن الرسل لا تُقْتل. 3762 - حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنا نرى الآياتِ في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -

_ (3760) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 2: 224: عن هذا الموضع. وهو في مجمع الزوائد 1: 312 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والبزار والطبراني في الكبير ونسبه السيوطي في الدرالمنثور 2: 65 أيضاً لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم،: "تفعلوا" و"تكفرو" بتاء الخطاب، وقراءة حفص وحمزة والكسائى وخلف والأعمش "يفعلوا" و"يكفروه" بياء الغانب، وقرأ باقي الأربعة عشر بتاء الخطاب، كما في إتحاف فضلاء البشر 178. وانظر 3466، 4013. (3761) إسناده حسن، لأن سماع أبي النضر من المسعودي بعد ما اختلط. الحديث مختصر 3708. (3762) إسناده صحيح، وسيأتي مطولاً 4393. والمطول رواه البخاري 6: 432 - 433 من طريق منصور عن إبراهيم.

بركاتٍ، وأنتم ترونها تخويفاً. 3763 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله أنه قال: نزل النبي- صلى الله عليه وسلم - منزلاً، فانطلق لحاجته، فجاء وقد أوقد رجل على قرية نملٍ، إما في الأرض وإما في شجرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيكم فعل هذا؟ "، فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، اقال: "أطْفِها، أطْفهِا". ْ3764 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا المسعودي عن سعيد بن عمرو بن جَعْدة عن أبي عميدة عن عبد الله، أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن ليلة القدر؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم يذكر ليلة الصمهْبَاوات؟ "، فقال عبد الله: أنا والله أذكرها يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، وإن في يدي لتَمرَات أتسحَّر بهن مستترا ً، بمؤْخِرة رَحْلي من الفجر، وذلك حين طلع القمر. 3765 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زِرّ عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، قال: فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار، ألَستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا

_ (3763) إسناده حسن، لتأخر سماع أبي النضر من المسعودي. والحديث في مجمع الزوائد 4: 41 وقال: "رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلط". يريد المسعودي المتأخر: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، شيخ أبي النضر. وأما عبد الرحمن الذي رواه عن عبد الله بن مسعود، فهو ابن عبد الله بن مسعود، وهو تابعي ثقة كما مضى في 3690. (3764) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3565. (3765) إسناده صحيح، وقد مضى في مسند عمر أيضاً 133. وهو في مجمع الزوائد 5: 173 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح".

بكر أن يَؤم بالناس؟، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟، فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. 3766 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن شَقِيق عن عبد الله قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطال القيام، حتى هممت بأمر سوءٍ، قال: قلنا: وما هو؟، قال: هممتُ أن أقعد!!. 3767 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عبد الله بن لَهِيعة حدثنا عُبيد الله بن أبي جعفر عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أي الظلم أعظم؟، قال: "ذراعٌ من الأرض ينتقصه من حق أخيه، فليستْ حصاةٌ من الأرض أخذَها إلا طوِّقَها يومَ القيامة إلى قَعْرِ الأرض، ولا يَعلم قَعْرها إلا الذي خَلَقها". 3768 - حدفا أبو سعيد حدثنا داود بن أبي الفرَات حدثنا محمد ابن زيد عن أبي الأعْيَن العبدِي عن أبي الأحوص/ الجشَمِي عن ابن

_ (3766) إسناده صحيح، وهو مكرر 3646. (3767) إسناده صحيح، ولكنى أخشى أن يكون منقطعاً. أبو عبد الرحمن الحبلي هو عبد الله بن يزيد المعافري المصري، وهو تابعي ثقة معروف، ولكنى أظن أنه لم يدرك ابن مسعود، فإنهم ذكروا روايته عن صحابة تأخروا عن ابن مسعود، كعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر، ولم يذكروا أنه روى عن ابن مسعود، ثم هو قد مات سنة 100 فيما قيل، وابن مسعود مات سنة 32، فبين وفاتيهما دهرطويل. "الحبلي" بالحاء المهملة والباء الموحدة المضمومتين. والحديث في مجمع الزوائد 4: 174 - 175 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناد أحمد حسن". وهو في الترغيب والترهيب 3: 54 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناد أحمد حسن". وسياًتى أيضاً 3773. (3768) إسناده ضعيف، وهو مكرر 3747.

مسعود قال: سألْنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القردة والخنازيرِ أمن نسل اليهود؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لمِ يَلْعَنْ قوماً قطُّ فمسخَهم وكان لهم نسلٌ حتى يهلكهم، ولكن الله عز وجل غضِب على اليهود فمسَخَهم وجعلهم مِثْلَهم". 3769 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحق عن عمرو ابن ميمون عن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً. 3770 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً. 3771 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني أنا الرزاق ذو القوة المتين). 3772 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لَهِيعة عن خالد بن

_ (3769) إسناده صحيح، وهو مكرر 3744. (3770) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3771) إسناده صحيح، وهو مكرر 3741. (3772) إسناده ضعيف، لإرساله، خالد بن أبي يزيد: هكذا هو في الأصلين هنا، وهو "خالد ابن يزيد الجمحي المصري"، فإن كان ما هنا محفوظا احتمل أن يكون أبوه يسمى "يزيد" ويكنى "أبا يزيد"، وخالد هذا ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي وغيرهما، وقال ابن يونس: "كان فقيها مفتيا"، وترجمه البخاري في الكبير2/ 1/165. سعيد بن أبي هلال الليثي المصري: ثقة، وثقه ابن خزيمة والدارقطني والعجلي وغيرهم. إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي الأنصاري: ثقة، وثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات. أبو محمد صاحب ابن مسعود: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكنى =

أبي يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن عُبيد بن رفاعة أن أبا محمد أخبره، وكان من أصحاب ابن مسعود، حدثه عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: أنه ذُكر عنده الشهداء، فقال: "إن أكثر شهداء أمتي أصحابُ الفُرُش، ورب قتيلٍ بين الصفين الله أعلمُ بِنِيّتِه". 3773 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا عُبيد الله بن أبي جعفر عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أى الظلم أظلم؟، قال: "ذراع من الأرض ينتقصها المرء المسلم من حق أخيه، فليس حصاةٌ من الأرض يأخذُها أحدٌ إلا طُوِّقها يوم القيامة إلى قعر الأرض، ولا يعلم قعرها إلا الله عزّ وجلّ الذي خَلَقها". 3774 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثنا الرُّكَين عن القاسم بن حسان عنِ عمه عبد الرحمن بن حَرْمَلة عن ابن مسعود قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره عشْر خلالٍ: الصفرة، وتغيير الشيب، وتختم الذهب، وجرّ الإزار، والتبرج بالزِينة بغير محلها، وضرب الكعاب، وعزل الماء عن مَحله، وفساد الصبي غير مُحرمه، وعقد التمائم، والرقى إلا بالمعوِّذَاتِ. 3775 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال: استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت،

_ = 607. وهو على هذا تابعي، وحديثه مرسل، إذ لم يذكر هنا أنه رواه عن ابن مسعود، وبذا لا يكون من مسنده. وهو في مجمع الزوائد 5: 302 وقال: "رواه أحمد هكذا، ولم أره ذكر ابن مسعود، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف. والظاهر أنه مرسل، ورجاله ثقات". (3773) إسناده صحيح، على خوف أن يكون منقطعاً. وهو مكرر 3767. (3774) إسناده صحيح، وهو مكرر 3605. وسيأتي 4179. (3775) إسناده صحيح، وهو مختصر 3722، 3723.

فدعا على نفر من قريش سبعة، فيهم أبو جهل، وأُمَية بن خَلَف، وعُتْبة بن رَبيعة، وشيبة بن ربيعة، وعُقْبة بن أبي مُعَيط، فأقسم بالله لقد رأيتهم صرْعى عَلى بَدْرٍ، وقد غمرتْهم الشمسُ، وكان يوماً حارّا. 3776 - حدثنا أبو المنذر حدثنا عيسى بن دينار الخُزَاعي قال حدثني أبي أنه سمع عمرو بن الحرث الخُزَاعي يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول ما صمتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعاً وعشرين أكثر مما صمت معه ثلاثين. 3777 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا زهَير عن أبي إسحق عن سعد أو سعيد بن عياض عن عبد الله بِن مسعود قال: كان أحبَّ العَرقِ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ذِراعُ الشاة، وكان يرى أنه سُم في ذراع الشاة، وكنا نرى أن اليهود الذين سموه. 3778 - حدثنا أسود حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن سعيد بن

_ (3776) إسناده صحيح، عيسى بن دينار الخزاعي: ثقة، وثقه ابن معين وابن حبان، وفاد أحمد: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "صدوق عزيز الحديث". أبوه دينار الكوفي الخزاعي: هو مولى عمرو بن الحرث، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 / 226. عمرو بن الحرث بن أبي ضرار الخزاعي، من بني المصطلق: هو صحابي معروف، وسيأتي له مسند (ج 4 ص 278 - 279 ح) وهو أخو جويرية بنت الحرث أم المؤمنين. والحديث رواه أبو داود 2: 268 والترمذي 2: 34، كلاهما من طريق ابن أبي زائدة عن عيسى بن دينار. (3777) إسناده صحيح، وهو مكرر 3733. ولكن هنا "سعد أو سعيد بن عياض". وهو سعد ابن عياض، ففي التهذيب 3: 479:" قال سعيد بن منصور: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق عن سعيد بن عياض، فذكر أثراً، قال: سعيد بن منصور كذا قال، وإنما هو سعد، يعني بسكون العين". (3778) إسناده صحيح، وسماه هنا "سعيد بن عياض"، وهو "سعد بن عياض" كما بينا في =

عياض عن ابن مسعود قال: إن من البيان سِحْراً، قال: وكنا نُرَى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُمَّ في ذراع شاةٍ، سمته اليهود. 3779 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن منصور عن سالم بن أبي الجَعْد عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي- صلي الله عليه وسلم - قال: "ما منكم من أحد إلا ومعه قرينُه من الملائكة ومن الجن"، قالوا: وأنت يا رسول الله؟، قال: "وأنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلمَ، ولا يأمرني / إلا بخير". 3780 - حدثنا حسينِ بن موسى حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق الشيباني قال: أتيتُ زِر بن حُبيش وعلِىّ دربان، فأُلْقيَتْ عليّ محبة منه، وعنده شباب، فقالوا لي: سَلْه (فكان قابَ قَوْسينِ أوْ أدْنى)، فسألتُه؟، فقال: حدثنا عبد الله بن مسعود: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - رأى جبريل عليه السلام وله ستمائة جناح. 3781 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن زيد عن المُجالد

_ = الحديث قبله. والقسم الثاني منه مختصر من الذي قبله. وأما القسم الأول "إن من البيان سحراً" فإني لم أجده عن ابن مسعود في غير هذا الموضع ولم يذكره الهيثمي في بابه في مجمع الزوائد 8: 123 فلا أدري لمَ تركه؟، نعم، روى الترمذي 4: 31 - 32 من طريق عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعاً: "إن من الشعر حكمة"، وقد مضى الحديث مراراً عن ابن عباس "إن من البيان سحراً، وإن من الشعر حكماً"، آخرها 3069، فلعل الهيثمي ظن أن هذا الحديث عن ابن مسعود بجزئيه في الترمذي، في البيان والشعر، فلم يره من الزوائد. (3779) إسناده صحح، وهو مكرر 3648. (3780) إسناده صحيح، ونقل ابن كثير في التفسير 8: 98 نحوه عن تفسير الطبري، من طريق عبد الواحد بن زياد عن سليمان الشيباني، وهو أبو إسحق، عن زر بن حبيش. وانظر 3740، 3748. "دربان": هكذا في الأصلين، والظاهر أنه نوع من الثياب. (3781) إسناده صحيح، مجالد بن سعيد: ذكرنا تحسين حديثه في 211، 2033 لكلامهم =

عن الشَّعْبِي عن مسروق قال: كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يُقرئنا القرآنَ، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كم يَمْلِكُ هذه الأمةَ من خليفة؟، فقال عبد الله بن مسعود: ما سألنى عنها أحد منذ قدمتُ العراقَ قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: " اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل". 3782 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لَهِيعة عن قيس بن الحَجَّاج عن حَنَشٍ الصنعاني عن ابن عباس عن عبد الله بن مسعود: أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجنّ، فقال له النبي-صلي الله عليه وسلم-: "يا عبد الله أمعك ماء! "، قال: معى نبيذ في إداوة، فقال: "اصبمبْ عليَّ"، فتوضأ، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله بن مسعود، شراب وطَهُور".

_ = في حفظه، ولكن الظاهر أن ذلك لتغيره في آخر عمره، ففي التهذيب: "قال أحمد بن سنان القطان: سمعت ابن مهدي يقول: حديث مجالد عند الأحداث أبي أسامة وغيره لي بشيء، ولكن حديث شُعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء، يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره"، فهذا يدل على أن من سمع منه قديما فحديثه صحيح، ومنهم حماد ابن زيد، وهذا الإسناد هو من رواية حماد بن زيد عنه. والحديث في مجمع الزوائد 5: 190 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه مجالد بن سعيد، وثقه النسائي وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات". وقد عرفت الحق في هذا الإسناد. وقول الهيثمي "وثقه النسائي": هذه رواية عن النسائي وقد ضعفه في رواية أخرى، كما في التهذيب، وضعفه أيضاً في كتاب الضعفاء 28. (3782) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 79 عن العباس بن الوليد عن مروان بن محمد عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن حنش عن ابن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود"، فجعله من مسند ابن عباس، وهو على الحقيقة من مسند ابن مسعود، "عن ابن عباس عن عبد الله بن مسعود" كما هنا. وقال السندي في شرح ابن ماجة: "وحديث ابن عباس قد تفرد به المصنف، في سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، كما =

3783 - حدثنا حسن وأبو النَّضْر وأسود بن عامر قالوا حدثنا شرَيك عن سمَاك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: نهى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن صفقتين في صفقة واحدة، قال أسود: قال شريِك: قال سماك: الرجل يبيع البيعَ فيقول: هو بنَسَاءٍ بكذا وكذا، وهو بنقْدٍ بكذا وكذا. 3784 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا من ابن أبي شيبة، حدثنا حَفْص بن غيَاث عن الأعمش عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعودَ قال: قاِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء"، قيل: ومَن الغرباء؟، قال: "النُّزَّاع من القبائل".

_ = تقدم". وذكر الزيلعي في نصب الراية 1: 147 حديث ابن عباس، وقال: "وظاهر هذا اللفظ يقتضي أنه مسند ابن عباس، لكن الطبراني في معجمه جعله من مسند ابن مسعود، وكذلك البزار في مسنده"، وقد ورد هذا المعنى عن ابن مسعود من أوجه أخر. أطال في تفصيلها في نصب الراية 1: 137 - 148. وأعلم أن النبيذ المذكور في هذا الحديث وفي غيره من الأحاديث، ليس على ما يفهم الناس من لفظ النبيذ، إنما هو تمرات تلقى في الماء. قال أبو العالية: "ترى نبيذكم هذا الخبيث!!، إنما كان ماء يلقى فيه تمرات، فيصير حلواً". (3783) إسناده صحيح، وهو مكرر للقسم الأول من 3725، ولكن لم يذكر هناك تفسير سماك للصفقتين في صفقة. (3784) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 363 وابن ماجة 2: 249 كلاهما من طريق حفص بن غياث، قال الترمذي: "حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن مسعود، وإنما نعرفه من حديث حفص بن غياث عن الأعمش، وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، تفرد به حفص". وانظر 1604. قال ابن الأثير: "النزاع من القبائل: هم جمع نازع ونزيع، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي بعُد =

3785 - حدثنا يحيى بن إسحق أنبأنا حماد بن سَلَمة عن عاصم ابن بَهْدَلة عن أبي وائل عن عبد الله: أن رجلاً لم يعمل من الخير شيئاً قطُّ إلا التوِحيد، فلما حضرتْه الوفاةُ قال لأهله: إذا أَنا مُت فخذوني، واحرقوني حتى تدَعُوني حُمَمَةً، ثم اطْحَنُوني، ثم اذْرُوني في اَلبحر في يومٍ راحٍ، قال: ففعلوا به ذلك، قال فإذا هو في قبضة الله، قال: فقال الله عز وجل له: ما حملك على ما صنعتَ؟، قال: مخافتُك، قال: فغفر الله له. 3786 - قال يحيى: حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بمثله. 3787 - حدثنا عارم بن الفَضْل حدثنا سعيد بن زيد حدثنا علي ابن الحَكَم البُنَاني عن عثمان عن إبراهيم عن عَلْقَمة والأسود عن ابنِ مسعود قال: جاء ابنا مُلَيكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالا: إن أُمنا كانت تكرم الزوج وتَعْطِف على الولد، قال: وذكر الضيف، غير أنها كانتْ وأدتْ في الجاهلية،

_ = وغاب، وقيل: لأنه يَنزع إلى وطنه، أي ينجذب ويميل. والمراد الأول، أي طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى". (3785) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 194 ونسبه للمسند وحسن إسناده. وفي ح "عن أبي وائل [عن عبد الله بن وائل] عن عبد الله بن مسعود" فزيادة "عبد الله بن وائل" في الإسناد خطأ، وليست في ك، ثم ليس في الرواة من يسمى "عبد الله بن وائل". قال ابن الأثير "يوم راح: أي ذو ريح، كقولهم: رجل مال. وقيل: يوم راح وليلة راحة: إذا اشتدت الريح فيهما". (3786) إسناده صحيح، أبو رافع: هو نفيع بن رافع الصائغ، تابعي كبير ثقة من كبار التابعين، تقدم في 129. والحديث من مسند أبي هريرة، ذكر تبعاً للذي قبله بمعناه. وهو في مجمع الزوائد أيضاً 10: 194 ونسبه للمسند، وصح إسناده. (3787) إسناده ضعيف عارم بن الفضل: هو محمد بن الفضل، لقبه "عارم السدوسي"، مضى =

قال: "أمكما فيِ النار"، فأدبَرا والشرُّ يرَى في وجوههما، فأمر بهما فُردَّا، فرجَعا والسرور يرى في وجوههما، رَجَيَا (1) أن يكون قد حدث شيء، فقال: "أمي مع أمكما"، فقال رجل من المنافقين: وما يغْي هذا عن أمه شيئاً، ونحن نطأ عَقبيه!، فقالِ رجل من الأنصار، ولم أرَ رجلاً قطّ أكثرَ سؤالاً منه: يا رسول الله، هل وعدك ربك فيها أو فيهما؟، قال: فظين أنه من شيء قد سمعه، فقال: "ما سألته ربي وما أطمعني فيه، وإني لأقوم المَقَام المحمودَ يوم القيامة"، فقال الأنصاري: وما ذاك المقام المحمود؟، قال: "ذاك إذا جيء بكم عراةً خفاةً غُرْلاً، فيكون أولَ من يُكْسَى إبراهيم عليه إلسلام، يقول: اكسوا خليلي، فيؤتَى برْيطتين بيضاوين، فيلبسهما، ثِم يقعد فيستقبل العرش، ثم أوتَي بكسوتي، فألبسها، فأقوم عن يمينه مَقاماً لا يقومه أحدٌ / غيري، 1/ 399 يَغْبطني به الأوّلون والآخرونِ"، قال: "ويفتح نهرٌ من الكوثِر إلى الحوض"، فقَال المنافقون: فإنه مَا جرى ماءٌ قط إلا علي حالٍ أو رضرَاضٍ، قال: يا رسول الله، على حال أو رضراض؟، قِاِل: "حاله المسْك، ورضراضه التوم"، قال المنافق: لم أسمع كاليوم، قلما جرى ماء قط عَلى حالٍ أو رَضْرَاضٍ إلا

_ = في 1703. سعيد بن زيد بن درهم: هو أخو حماد بن زيد، مضى في 2826. وفي ح "حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن زيداً!، وهو خطأ غريب صححناه من هـ. عثمان: هو ابن عمير بن عمرو بن قيس البجلي، كنيته أبو اليقظان، وقد ينسب إلى جد أبيه، وهو ضعيف: ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث، كان شُعبة لا يرضاه"، وقال الدارقطني. "زائغ لم يحتج به"، وقال ابن عبد البر: "كلهم ضعفه" والحديث في مجمع الزوائد 10: 361 - 362 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير، وهو ضعيف". غرلا: أي غير مختونين. بريطتين: الريطة: كل ملاءة ليست بلَفَقَين، وقيل: كل ثوب رقيق لين. الحال: الطين الأسود كالحمأة. الرضراض: الحصى الصغار. التوم، بضم التاء المثناة: الدر. (1) يجوز رجيا ورجوا.

كان له نبتُه، فقال الأنصاري: يا رسول الله، هل له نبت؟، قِال: "نعم، قُضْبَان الذهب"، قال المنافق: لم أسمعْ كاليوم، فإنه قلما نبت قضيبٌ إلا أَوْرَق، وإلا كان له ثمر، قال الأنصاري: يا رسول الله، هل من ثمر؟، قالِ: "نعم، ألوانُ الِجوهر، وماؤه أشدُّ بياضاً منِ اللبنِ، وأحلى من العسل، إنّ عن شرب منه مشْرباً لم يَظْمأْ بعدَه، وإن حُرمه لم يروَ بعدَه". 3788 - حدثنا عارم وعفان قالا حدثنا معتمر قال: قال أبي:

_ (3788) إسناده صحيح، معتمر هو ابن سليمان بن طرخان التيمي. أبو تميمة: هو الهجيمي، بضم الهاء وفتح الجيم، واسمه طريض بن مجالد، بفتح الطاء، وهو تابعي ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد وغيرهما، وقال ابن عبد البر: "هو ثقة حجة عند جميعهم". عمرو البكالي. كنيته أبو عثمان. وهو صحابي نزل الشأم، وروى ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 138 عن يزيد بن هرون عن الجريري عن أبي تميمة الهجيمي قال: "قدمت الشأم، فإذا أنا برجل مجتمع عليه، يحدث، مجذوذ الأصابع، فقلت: من هذا؟، قالوا: إن هذا أفقه من بقى على وجه الأرض من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا عمرو البكالي، فقلت ما شأن أصابعه؟، قالوا: أصيبت يوم اليرموك". وهذا الأثر رواه البخاري في التاريخ الصغير 92 بمعناه من طريق حماد بن زيد عن سعيد الجريري، ولكن فيه "عن أبي سلمة" بدل "عن أبي تميمة"، وهو خطأ، إما من الناسخ. وإما من الطابع، لأن الحافظ نقله من الإصابة 5: 24 عن التاريخ الصغير ومحمد بن نصر في قيام الليل وابن منده "من طريق الجريري عن أبي تميمة الهجيمي" ولعمرو ترجمة أيضاً في التعجيل 317 والجرح والتعديل 3/ 1/ 270. "البكالي": بكسر الباء الموحدة وفتح الكاف المخففة وآخره لام، ونسبة إلى "بكال" وهو بطن من حِمْيَر. والحديث في مجمع الزوائد 8: 260 - 261 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابة"، وأشار إليه ابن التركماني في الجوهر النقي المطبوع مع السنن الكبرى 2: 11 والزيلعي في نصب الراية1: 141 كلاهما نقل أوله من المسند، ثم قالا: "وأخرج الطحاوي هذا الحديث في كتابه المسمى بالرد على الكرابيسي، وقال: البكالي هذا من أهل الشأم، ولم يرو هذا الحديث عنه إلا أبو =

حدثني أبو تَميمة عن عمرو، لعله أن يكون قد قال: البكالِيّ، يحدثه عمرو عن عبد الله بن مسعود، قال عمرو: إن عبد الله قال: استبَعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلقنا، حتى أتيت مكان كذا وكذا، فخط لي خطة، فقال لي: "كن بين ظَهْرَيْ هذه، لا تخرج منها، فإنك إن خرجت هلكتَ"، قال: فكنت فيها، قال: فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَذَفةً أو أبعدَ شيئاً، أو كما قال، ثم إنه ذكر هَنِيناً كأنهم الزطّ، قال عفان، أو كما قال عفان إن شاء [الله]:

_ = تميمة هذا وليس بالهجيمي، بل هو السلمي، بصري ليس بالمعروف"، وهذا خطأ من الطحاوي، فأبو تميمة هو الهجيمي وهو الذي يروي عن عمرو البكالي، كما ثبت كما ذكرنا. وأما السلمي فإنه معروف، ترجمه البخاري في الكنى رقم 129ولم يذكر فيه جرحاً. وقد روى الترمذي- 4: 36 - 37 نحو هذا الحديث، من طريق جعفر بن ميمون عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود، مختصراً، وقال: "حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه". فدل هذا على أن أبا تميمة سمعه من شيخين: عمرو البكالي وأبى عثمان النهدي، كلاهما عن ابن مسعود. استبعثني: من البعث، وهو إثارة المبارك أو القاعد، يقال: "بعثت البعير فانبعث" أي أثرته فثار. "خطة": الخطه، بكسر الخاء. هي الأرض يختطها بأن يعلم عليها علامة ويخط عليها خطأ. وفي ك "خطّا"، وما هنا موافق لما في الزوائد. خذفة: ضبط في ك بفتح الخاء والذال المعجمتين، والظاهر أنه من الحذف بمعنى الرمي، يريد مقدار رمية الحصى. " هنيناً" ضبط في النهاية بفتح الهاء وقال: "هكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل في غير موضع من حديثه، مضبوطا مقيداً، ولم أجده مشروط في شيء من كتب الغريب، إلا أن أبا موسى ذكره في غريبه عقيب أحاديث الهن والهناة: وفي حديث الجن: فإذا هو بهنين كأنهم الزط، ثم قال: جمعه جمع السلامة، مثل كرة وكرين، فكأنه أراد الكناية عن أشخاصهم". الزط، بضم الزاي وتشديد الطاء: جيل أسود من المسند، أو جنس من السودان والهنود، وقد وقع في متن الحديث في ح بعض الخطأ صححناه من ك ومن الزوائد.

ليس عليهم ثياب، ولا أرَى سَوْءاتهم، طوَالا قليلٌ لحمهيم، قال: فأتَوْا، فجعلوا يَركبون رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، قالَ: وجِعَل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليهم، قال: وجعلوا يأتوني فيخيِّلون [أو يميلون] حوْلي، ويعترضون لي، قال عبد الله: فأرعبت منهم رعْباً شديداً، قال: فجلست، أو كما قال، قال: فلما انشق عَمود الصبح جعلوا يذهبون، أو كما قال، قال: ثم إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- جاء ثقيلاً وَجعاً، أو يكاد أن يكون وجعاً مما رَكِبوه، قال: "إني لأجدني ثقيلاً"، أو كما قَال، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسَه فيِ حجري، أو كما قال، قال: ثم إن هَنِيناً أتوا، عليهم ثيابٌ بيض طوال، أو كما قال، وقد أَغْفَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عبد الله: فأرعبت أمَنهم، أشد مما أرعبت الميرةَ الأولى، قال عارم في حديثه: فقال بعضهم لبعض: لقد أعطى هذا العبد خَيْراً، أو كما قالوا، إن عينيه نائمتان، أو قال: عينيه، أوكما قالوا، وقلبه يقظان، ثم قال: قال عارم وعفان: قال بعضهم لبعض: هَلُمَّ فلنضربْ له مثلاً، أو كما قالِوا، قال بعضهم لبعض: اضربوا له مثلاً، ونؤَوِّل نحن، أو نضرب نحن وتؤوِّلون أنتم، فقال بعضهم لبعضٍ: [مَثَلُه]، كمثل سيِّد ابتنى بنياناً حصيناً ثم أرسل إلى الناس بطعام، أو كما قال، فمن لم يأت طعامَه أو قال: لم يتبعه، عذّبه عذاباً شديداً، أو كما قالوا، قال الآخرون: أما السيد فهو رب العالمين، وأما البنيان فهو الإسلام، والطعام الجنة، وهو الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة، قال عارم في حديثه: أوكما قالوا، ومن لمِ يتّبعه عذِّب، أو كما قال، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استيقظ، فقال: "ما رأيت يا ابنَ أمِّ عبد؟ "، فقال عبد الله: رأيت كذا وكذا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "ما خفى عليّ مما قالوا شيء"، قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "هم نفر من الملائكة"، أو قال: "هم من الملائكة"، أوكما شاء الله. 3789 - حدثنا عارم حدثنا عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي حدثنا سليمان الأعمش عن حَبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جَعْدة عن عبد الله

_ (3789) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 37 - 38 وأبو داود 4: 102 - 103 والترمذي 3: 144 وابن ماجة 1: 16 كلهم من طريق الأعمش مختصرا. ورواه أيضاً مسلم =

ابن مسعو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل النارَ مَنْ كان في قلبه مثقال حَبّة من إيمان، ولا يدخل الجنةَ من كان في قلبه مثقال حبة من كِبْر"، فقالً رجل: يا رسول الله، إني لُيعْجبني أن يكون ثوبي غَسيلاً، ورأسي دَهيناً، وشِرَاك نعلي جديداً، وذكر أشياء، حتى ذكر علاَقة سوطَه، أفمن الكبر ذَاكَ يا رسولِ الله؟، قال: "لا، ذاك الجَمال، إن الله جميل يحبّ الجَمال، ولكن الكبر منْ سَفهَ الحق وازْدَرَى الناس". 790 س- حدثنا محمد بن الصبَّاح حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إنه سَيَلِي أمرَكم/ من بعدي رجال يطفؤون السنة، ويحدثون بدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها"، قال ابن مسعود: يا رسول الله، كيف بي إذا أدركتُهم؟، قال: "ليس- يا ابن أُمِّ عبد- طاعة بن عَصى الله"، قالها ثلاث مرات. [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُ أنا من محمد بن الصباح مثلَه. 791 س- حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا إسماعيل أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن عُبيد الله وحمزة ابني عبد الله بن عُتْبة عن عبد الله

_ = والترمذي من طريق فضيل بن عمرو عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. وانظر 3644. (3790) إسناده صحيح، وانظر 3601، 3640، 3641. (3791) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود. أخوه حمزة بن عبد الله بن عتبة: ذكره ابن حبان في الثقات، كما في التعجيل 104، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 45 وقال: "سمع عمرو بن حريث وعبيد الله ابن عبد الله وعن أبي عبيدة وعمر بن عبد العزيز"، فالظاهر من هذا أنه أصغر من أخيه عبيد الله، وأبعد أن يسمع من ابن مسعود. إسماعيل الراوي عن عمرو بن أبي عمرو: هو إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير. والحديث في مجمع الزوائد 1: 251 وقال: =

ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل اللحم ثم يقوم إلى الصلاة ولا يمسُّ ماءً. 3792 - حدثنا قتَيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو، يعني ابن أبي عمرو، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعوِد قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل اللحم ثم يقوم إلى الصلاة فما يمسُّ قطرة ماء. 3793 - حدثنا أبو سعيد حدثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسمعود قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل لحماً ثم قام إلى الصلاة ولم يمسّ مماءً. 3794 - حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل أبو إسحق عن عمرو بن ميمون عنِ عبد الله قال: انطلق سعد بن معاذ معتمراً، فنزل على صفوان بن أمية بن خلَف، وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغَفَل الناس انطلقتَ فطفْتَ، فبينما سعد يطوف إذْ أتاه أبو جهل، فقال: من هذا يطوف بالكعبة آمناً، قال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمناً وقد آويتم محمداً؟!، فتلاحَيَا، فقال أمية لسعد: لا ترفَعَن صوِتَك على أبي الحَكَم، فإنه سيد أهل الوادِي!، فقال له سعد: والله إن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن إليك متجرك إلى الشأم، فجعل أمية يقول: لا ترفعَن صوتَك على أبي الحكم، وجعل يمسكِه، فغضب سعد، فقال: دعنا منك، فإني سمعت محمداً يزعم أنه قاتلك، قال: إياي، قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد، فلما

_ = "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون" ففاتته علته بالانقطاع. وانظر 3464. (3792) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر ما قبله، ولكن هذا عن عبيد الله بن عبد الله فقط. (3793) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله، ولكنه عن حمزة بن عبد الله فقط. (3794) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 3: 258 - 259 عن صحيح البخاري من طريق أبي إسحق، وقال. "تفرد به البخاري. وقد رواه الإمام أحمد عن خلف بن الوليد وعن أبي سعيد كلاهما عن إسرائيل" يريد هذا الإسناد والذي يتلوه.

خرجوا رجع إلى امرأته، فقال: أمَا علمت ما قال لي اليثرِبي؟، فأخبرها به، فلما جاء الصريخ وخرجوا إلى بدر، قالتَ امرأته: أمَا تذكر ما قال أخوك اليثرِبي؟، فأراد أن لا يخرج، فقال أبو جهل: إنك من أشراف الوادي، فسرْ معنا يوماً أو يومين، فسار معهم فقتله الله عز وجل. 3795 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عنِ عبد الله قال: انطلق سعد بن معاذ معتمراً، فنزل على أميّة بن خَلَف بن صفْوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم ومر بالمدينة نزل على سعد، فذكر الحديث، إلا أنه قال: فرجع إلى أم صفوان، فقال: أمَا تَعْلمِي (1) ما قال أخي اليثربي؟، قالت وما قال؟، قال: زعم أنه سمع محمد يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، فلما خرجوا إلى بدر، وساقه. 3796 - حدثنا حُجَين بن المُثنى حدثنا إسرائيل عِن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا نام وضع يمينه تحتى خده وقال: "اللهم قِني عذابَك، يوم تجمعُ عبادَك". 3797 - حدثنا حُجَين بن المُثنى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله: أنه كان في المسجد يدعو، فدخل النبي طونِ وهو يدعو، فقال: "سل تُعْطَهْ"، وهو يقول: اللهم إني أسألك إيماناً لا يرْتَدّ، ونعيماً لا ينفدُ، ومرافقةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في أعلى غرف الجنة، جنةِ الخُلد. 3798 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حَصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رآني في الَمنام فقد رآني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثل على صورتي".

_ (3795) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (1) هكذا في الأصل والحلبية، والظاهر أنها (تعلمين). مصحح (3796) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3742. (3797) إسناده ضعيف، لانقطاعه: وهو مختصر 3662. (3798) إسناده صحيح، أبوحصين، بفتح الحاء: هو عثمان بن عاصم الأسدي. وهذا الحديث =

3799 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. 3800 - / حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل نبي وُلاةً، وإن وليي منهم أبي وخليلُ ربي، إبراهيم" قال: ثم قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ} وإلى آخر الآية. 3801 - حدثنا عبد الملك بن عمرو ومُؤَمل قالا: حدثنا سفيان عن سِماَك عن عبد الرحمن عن عبد الله قال: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في

_ = من مسند أبي هريرة، ليس من مسند ابن مسعود، وإنما ذكر للحديث التالى بعده. وحديث أبي هريرة هذا رواه الشيخان وابن ماجة، كما في شرح الترمذي 3: 249. وانظر 2525، 3410، 3559. (3799) إسناده صحيح، وهو في معنى ما قبله، ومكرر 3559. هنا في آخر الحديث: "قال ثم قرأ إن أولى الناس بإبراهيم إلى آخر الآية". وهذه الجملة تتمة للحديث التالي 3800 كما هو واضح، وكما هو ثابت في ك، فنقلناها إلى موضعها الصحيح. (3800) إسناده ضعيف، لانقطاعه. فإن أبا الضحى مسلم بن صبيح لم يدرك ابن مسعود. ولكن رواه الترمذي 4: 80 - 81 من طريق أبي أحمد عن الثوري عن أبيه عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود، فيكون بذلك متصلاً. ثم رواه من طريق أبي نعيم ومن طريق وكيع، كلاهما عن الثوري كما هنا بحذف "مسروق" من الإسناد، ورجح الترمذي رواية من رواه منقطعاً. وقد نقله ابن كثير في التفسير 2: 162 - 163 من سنن سعيد ابن منصور: "حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق [وهو والد سفيان الثوري] عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود". فهذه رواية أخرى متصلة تؤيد رواية أبي أحمد التي رواها الترمذي والاتصال بذكر "مسروق" زيادة ثقة، بل ثقتين، فهي مقبولة. وبذلك يكون الحديث في ذاته صحيحاً. وسيأتي 4088. (3801) إسناده صحيح، وهو مطول 3694 ومعه 3726. وانظر 3814. وصححه الحاكم 4: 159 ووافقه الذهبي.

قُبّة حميراء، قال عبد الملك: من أَدَمٍ، في نحو من أربعين رجلاً، فقال: "إنكم مفتوحٌ عليكم، منصورون ومصيبون، فمن أدرك ذلك منكم فليتَّقِ الله، وليأمر بالمعرِوف، وليَنْهَ عن المنكر، ولْيَصِلْ رحمه، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده منِ النار، ومَثَل الذي يعِين قومَه على غير الحق كمثل بعير رُدِّيَ في بئر، فهو ينزِع منها بذَنَبه". 3802 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجَعْد عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أحد إلا وقد ليكّل به قرينُه من الجن وقرينُه من الملائكة"، قالوا: وإياك يا رسول الله؟، قال: "وإياي، لكن الله أعانني عليه، فأسلَمَ، فلا يأمرني إلا بخير". 3803 - حدثنا عبد الرحمن عن هَمّام عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال: سمعت رجلاً يقرأ حم الثلاثين، يعني الأحقاف، فقرأ حرفاً، وقرأ رجل آخر حرفاً لم يقرأه صاحبه، وقرأت أحرفاً لم يقرأها صاحبيّ، فانطلقنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه، فقال: "لا تختلفوا، فإنما هلك من كان قبلكم باختلافهم"، ثم قال: "انظروا أقرأكَم رجلاً فخذُوا بقراءته". 3804 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن يزيد بن أبي زياد عن أبي سعد عن أبي الكنود قال: أصبتُ خاتماً من ذهب في بعض

_ (3802) إسناده صحيح، وهو مكرر 3648، 3779. (3803) إسناده صحيح، وهو في معنى 3724 وقد أشرنا إليه هناك. وانظر 3845، 3908، 3981. (3804) إسناده صحيح، وهو مطول 3582، 3715. أبو الكنود: لم نجد نصاً على ضبطه. فضبطناه فيما مضى بفتح الكاف، ولكن وجدته مضبوطاً في ك بالقلم هنا وفي 3715 بضمة فوق الكاف.

المغازي، فلبستُه، فأتيتُ عبد الله، فأخذه فوضعه بين لَحْييه فمَضَغه، وقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتختم بخاتَم الذهب، أو قال: بحَلْقة الذهب. 3805 - حدثنا يزيد أخبرنا شُعبة عن أبي إسحق عن الأسود عن عبد الله قال: سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة النجم، فما بقى أحد من القوم إلا سجد، إلا شيخٌ أخذ كفاً من حصًى فرفعه إلى جبهته، وقال: يكفيني هذا، قال عبد الله: فلقد رأيته قُتل كافراً. 3806 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن قَتادة عن الحسن عن عمران بن حُصَين عن ابن مسعود قال: أكثرنا الحديث عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلة، ثم غَدَوْنا إليه، فقال: "عُرضَتْ على الأنبياءُ الليلةَ بأممها، فجعل النبي يمرُّ ومعه الثلاثة، والنبي ومعه العصابةُ والنبي ومعه النفر، والنبي ليس معه أحد، حتى مر على موسى، معه كبكَبة من بني إسرائيل، فأعجبوني"، فقلت: من هؤلاء؟، فقيل لي: هذا أخوك موسى معه بنو إسرائيل"، قال: "قلت: فأين أمتي؟، فقيل لي: انظرْ عن يمينك، فنظرتُ، فإذا الظِّرَاب قد سُد بوجوه الرجال، ثم قيل لي: انظرْ عن يسارك، فنظرتُ، فإذا الأفق قد سُدً بوجوه الرجال، فقيل لي: ارَضِيتَ؟، فقلت: رضيتُ

_ (3805) إسناده صحيح، وهو مكرر 3682. (3806) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 405 - 406 وقال: "ورواه أحمد بأسانيد، والبزار أتم منه، والطبراني وأبو يعلى باختصار كثير، وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح". وسيأتي أيضاً مطولاً 3987. وسيأتي بعض معناه مختصماً 3819. وقد أشار الحافظ في الفتح: 11: 352 وما بعدها إلى روايتي أحمد المطولتين، هذه و 3987. وأشار إلى أنه عند أحمد والبزار "بسند صحيح"، وقد مضى معناه أيضاً من حديث ابن عباس 2448، 2449. الكبكبة، بضم الكافين وفتحهما: الجماعة المتضامة من الناس وغيرهم. الظراب، بكسر الظاء المعجمة وتخفيف الراء =

يا رب، رضيت يا رب"، قال: "فقيل لي: إِن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فداً لكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا، فإن قصًرتم فكونوا من أهلِ الظَّرَاب، فإن قصرتم فكونوا منِ أهل الأفق، فإني قد رأيت ثَم ناساً يَتَهاوشون"، فقَام عكّاشة بن محْصن، فقال: ادْع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين، فدعَا له، فقال رجل آخر، فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلِنيِ منهم، فقال: "قد سبقك بها عُكَّاشة"، قال: ثم تحدثنا، فقلنا: من تروْن هؤلاء السبعون الألف؟، قومٌ ولدوا في الإسلام لم يشركوا بالله شِيئاً حتى ماتوا؟، فبلغ ذلك النبي في، فقال: "هم الذين لا يَكْتَوون، ولا يسْتَرْقون، ولا يتطمرون، وعلى ربهم يتوكلون". 3807 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: / كنا مع النبي- صلي الله عليه وسلم - في سفر، فلم يجدوا ماءً، فأتى بتَوْرٍ من ماء، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم فيه يده، وفرًج بِين أصابعه، قال: فرأيت الماء يتفجر من بين أصابع النبي - صلى الله عليه وسلم -، [ثم قال]: "حِي على الوَضوء والبركة من الله"، قال الأعمش: فأخبرني سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر بن عبد الله: كم كان الناس يومئذ؟، قال: كناً ألفاً وخمسمائة.

_ = المفتوحة: الجبال الصغار، واحدها ظرب، بفتح الظاء وكسر الراء. (3807) إسناداه صحيحان، وهو في الحقيقة حديثان: عن ابن مسعود وعن جابر بن عبد الله، وحديث ابن مسعود سيأتي نحوه بإسناد آخر 4393 ومن ذلك الوجه رواه البخاري والترمذي وصححه. وحديث جابر رواه البخاري كما في تاريخ ابن كثير 6: 96. وقد مضى معناه في مسند ابن عباس 2268، 2991. زيادة [ثم قال]، زدناها من ك. التور، بفتح التاء المثناة وسكون الواو: إناء من صفْر أو حجارة كالإجانة.

3808 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف لي أن أعلم إذا أحسنتُ وإذا أسأتُ؟، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سمعت جيرانك يِقولون قد أحسنتَ فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقوِلون قد أسأت فقد أسأت". 3809 - حدثنا حَجَّاج أنبأنا شريك عن سماك عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لعن الله اكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه"، قال: وقال: "ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا احلُّوا بأنفسهم عقابَ الله عز وجل". 3810 - حدثنا يحيى بن زكريا عن إسرائيل عن أبي فَزَارة عن

_ (3808) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 288:2 ن طريق عبد الرزاق عن معمر، ونقل شارحه السندي عن زوائد الحافظ البوصيري لسنن ابن ماجة أنه قال: "حديث عبد الله بن مسعود هذا صحيح رجاله ثقات. ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق عبد الرزاق، به". وهو في مجمع الزوائد للهيثمى10: 271 وقال: "رواه الطراني، ورجاله رجال الصحيح"، فاستدركه وهو ليس من الزوائد، ثم فاته أن ينسبه للمسند. (3809) إسناده صحيح، والقسم الأول منه مضى 3737. والقسم الثاني ذكره المنذري في الترغيب 3: 194 وقال: "رواه أبو يعلى بإسناد جيداً، وكذلك ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 118 ونسبه لأبي يعلى فقط، وقال: "وإسناده جيد". ففاتهما أن ينسباه للمسند. (3810) إسناده ضعيف، أبوفزارة: هو العبسي، واسمه راشد بن كيسان وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 27. أبو زيد مولى عمرو بن حريث، مجهول: قال البخاري: "لا يصح حديثه"، وقال ابن عبد البر: "اتفقوا على أن أبا زيد مجهول وحديثه منكر". والحديث رواه أبو داود 1: 32 وابن ماجة 1: 79 والترمذي 1: 90 - 91 وقال: "وإنما روى هذا الحديث عن أبي زيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث". وانظر تفصيل القول في تضعيفه في شرحنا على الترمذي 1: 147 - 149 ومختصر المنذري رقم 77 ونصب الراية 1: 137 - 141 وما أشير إليه من المراجع في شرحنا للترمذي =

أبي زيد مولى عمرو بن حُرَيث عن ابن مسعود قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة لَقِىَ الجنَّ، فقال: "أمعك ماء؟ "، فقلت: لا، فقال: "ما هذا في الإداوة؟ "، قلت: نبيذ، قال: "أَرِنيها، تمرة طيبة وماءٌ طَهور"، فتوضأ منها، ثم صلى بنا. 3811 - حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل قال: قال عبد الله: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من جعل لله نداً جعله الله في النار"، وقال، وأخرى أقولها، لم أسمعها منه: من مات لا يجعَلِ لله نداً أدخله الله الجنة، وإن هذه الصلوات كفاراتٌ لما بينهن، ما اجتنب المَقْتل. 3812 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا أبِوِ بكر عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "إني فرطكم على الحوضِ، وإني سأنازَع رجالاً فأغْلث عليهم، فأقول: ياربّ أصحابي، فيقال: لا تدْري ما أحدثوا بعدَك". 3813 - حدثنا رَوح حدثنا سعيد عن عبد السلام عن حماد عن

_ = وفي حواشى مصح نصب الراية وفي التهذيب 12: 102 - 103. وانظر ما مضى 3782 وما سيأتي 4149. (3811) إسناده صحيح، وأوله مضى بإسنادين صحيحين 3552، 3625 وآخرهْ في أن الصلوات كفارات لم أجده في غبر هذا الموضع، إلا روايتين أخريين ضعيفتين عن ابن مسعود في مجمع الزوائد 1: 298، 299. ومعناه صحيح ثابت من حديث أبي هريرة وغيره، فرواه من حديث أبي هريرة مسلم 1: 82 والترمذي 1: 186 - 187. (3812) إسناده صحيح، وهو مكرر 3639. (3813) إسناده ضعيف، سعيد: هو ابن أبي عروبة. حماد: هو ابن أبي سليمان الفقيه الكوفي. عبد السلام: قال الحافظ في التهذيب 6: 325 - 326: "عبد السلام عن حماد بن أبي سليمان، وعنه سعيد بن أبي عروبة. هو عبد السلام بن أبي الجنوب، ثقته ابن عدي"، =

إبراهيم عن عَلْقَمة عن ابن مسعود: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- كان يصوم في السفر ويفطر، ويصلي ركعتين لا يَدَعهما، يقول: لا يزيد عليهما، يعني الفريضة. 3814 - حدثنا وَهْب بن جَرِير حدثنا أبي قال سمعت عاصماً يحدث عن زرّ عن ابن مسعود أن سول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار". 3815 - حدثنا وَهْب بن جَرير حدثنا أبي قال سمعت عبد الملك ابن عمير يحدّث عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ". 3816 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: "لقد

_ = فإن يكنه كان ضعيفاً، فإن ابن أبي الجنوب، بفتح الجيم: ضعيف جداً، قال ابن المديني: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "شيخ متروك"، ونقل الحافظ في التهذيب 6: 315 - 316 عن ابن حبان أنه قال: "يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات"، قال الحافظ: "ثم غفل فذكره في الثقات ولم ينسبه". والحديت في مجمع الزوائد 3: 158 - 159 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح". هكذا قال!، وقد جهدت أن أجد في ترجمة كل من يسمى "عبد السلام" من يكون من رجال الصحيح من هنه الطبقة فلم أجد، في أدري وجه ما قيل في الزوائد؟!. (3814) إسناده صحيح، وقد مضى معناه من غير هذا الوجه 3694، 3801. (3815) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 295 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح". (3816) إسناده صحيح، وهومكرر 3743، وقد أشرنا إليه هناك. وهذا اللفظ يوافق رواية مسلم 1: 181 من طريق زهير.

هَمَمْتُ أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أُحَرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتَهم"، قال زهير: حدثنا أبو إسحاق أنَّه سمعه من أبي الأحوص. 3817 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا الأشْجَعِي عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله وأبي مِوسى الأشعري قِالا: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إن بين يدي الساعة أياماً يُرْفع فيهن العلْم، وينزل فيهن الجهل، ويكثر فيهن الهَرْج" قال: والهَرْجُ: القتل. 3818 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا عِمران عن قَتادة عن

_ (3817) إسناده صحيح، الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، بالتصغير فيهما، سبق توثيقه 487، وهو من شيوخ أحمد، وقد يروي عنه أيضاً بواسطة ابنه أبي عبيدة الأشجعي، كما في487، 2805، ولواسطة غيره كما هنا. سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر 3695. (3818) إسناده صحيح، عمران: هو ابن دَاوَر، بفتح الواو وآخره راء، العَمي، بفتح العين وتشديد الميم، القطان، وهو ثقة، وثقه عفان والعجلي وغيرهما، وقال ابن شاهين في الثقات: "كان من أخص الناس بقتادة"، وتكلم فيه بعضهم بغير حجة، وترجمه ابن حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/297 - 298 وروى عن الفلاس وعمرو بن مرزوق قالا: "ذكر يحيى بن سعيد يوماً عمران القطان، فأحسن الثناء عليه". عبدر به: هو ابن أبي يزيد ويقال ابن يزيد. قال ابن المديني: "مجهول"، وعرفه ابن عيينة، كما في التهذيب نقلاً عن البخاري، وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/ 41 فلم يذكر فيه جرحاً. أبو عياض: له ترجمة في التهذيب 12: 194 - 195 لا ضطرابهم بين رواة يسمون بهذا، ولكن الراجع الذي جزم به البخاري ومسلم وغيرهما أنه عمرو بن الأسود العنسي، وهو تابعي ثقة، يروي عن عمر وابن مسعود وغيرهما، وقال ابن عبد البر: "أجمعوا على أنه كان من العلماء الثقات"، وقال مجاهد: "مارأيت بعد ابن عباس أعلم من أبي عياض"، وقد مدحه عمر بن الخطاب فيما مضى 115. والحديث في مجمع الزوائد 10: 189 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط. ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور القطان، وقد وثق". وهو تساهل من الحافظ الهيثمي رحمه الله، فإن =

عبد ربّه عن أبي عيَاض عن عبد الله بنِ مسعود أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إياكم ومُحَقَّراتَ الذنوب، فإنهن يجتَمعْن على الرجل حتى يُهْلِكْنَه"، وِإن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ضرب لهن مثلاً، كمثلَ قوم نزلوا أرضَ فلاهٍ فحَضر صنِيعُ القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعُود،/ والرجلُ يجيء بالعُود، حتى جمعوا سَواَداً، فأجَّجُوا ناراً، وأنْضَجُوا ما قَذَفُوا فيها. 3819 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُرِيَ الأمم بالموسمِ، فراثَتْ عليه أُمتُه، قال: "فأُريتُ أُمتي، فأعجبني كثرتُهم، قد ملؤا السهل والجبل، فقيل لي: إن من هِؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، هم الذين لا يَكْتَوُون ولا يَسْتَرْقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون"، فقال عُكّاشة: يا رسول الله ادعُ الله أن يجعلني منهم، فدعا له، ثم قام، يعني آخر، فقال: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: "سبقك بها عُكَّاشة". 3820 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن زِرّ عن

_ = عبدربه لم يُرو له شيء في الصحيحين. الصنيع: الطعام يصنع. (3819) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 9: 304 - 305 وقال: "رواه أحمد مطولاً ومختصراً، ورواه أبو يعلى، ورجالهما في المطول رجال الصحيح"، يريد بالرواية المطولة ما مضى 3806 وما يأتي 3987. راثت: أبطأت. (3820) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 63 من طريق حماد عن عاصم، وقال شارحه السندي: "في الزوائد: أصل هذا الحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة وحذيفة. وهذا حديث حسن، وحماد هو ابن سلمة، وعاصم هو ابن أبي النجود، كوفى صدوق في حفظه شيء". وفي الترغيب والترهيب1: 93 أنه رواه أيضاً ابن حبان في صحيحه. الغر: "جمع الأغر، من الغرة، بياض الوجه، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة". محجلون: "أي بيض مواضع من الأيدي والوجه. استعار أثر الوضوء =

ابن مسعود: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قيل له: كيف تعرف مَنْ لم يَرَك من أمتك؟، فقال: "إنهم غُرَّ محجلون بُلْقٌ من آثار الوضوء". 3821 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا أبو إِسحق الهَمْداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان ثلت الليل الباقي يَهْبط إلى السماء الدنيا، ثم يَفْتح أبواب السماء، ثم يَبْسُط يده فيقول: هل من سائل يُعطْى سُؤْله؟، ولا يزال كذلك حتى يَسْطَعَ الفجر". 3822 - حدثنا أبو أحمد حدثنا أَبان بن عبد الله البَجَلي عن

_ = في الوجه واليدين والرجلين للإنسان، من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه". وهذان التفسيران عن النهاية. البلق: جمع أبلق، من البلقة، وهي ارتفاع التحجيل إلى الفخذين. (3821) إسناده صحيح، وهو مكرر 3673 بإسناده. يسطع الفجر: أي ينشق مستطيلا أول ما يطلع. وفي ك "يطلع" كالرواية الماضية. (3822) إسناده صحيح، أبان بن عبد الله البجلي: سبق توثيقه 667. كريم، بفتح الكاف، ابن أبي حازم: تابعي روى عن علي، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكر أنه عم أبان بن عبد الله الراوي عنه. ونقل في التعجيل 353 عن البخاري أنه قال: "لا يصح حديثه" وأرى أن هذا النقل خطأ. فإن البخاري ترجمه في الكبير 4/ 1/ 244 وذكر أنه روى عن على، ولم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء، وإنما ذكر فيه راوياً آخر اسمه "كريم" غير منسوب 30، فقال: "كريم عن الحرث. ولا يصح، روى عنه أبو إسحق الهمداني"، فهذا راو آخر يقيناً اشتبه على من نقل عن البخاري، وكذلك ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 175 فلم يذكر فيه جرحاً. سلمى بنت جابر الأحمسية: ذكرها بعضهم في الصحابة، ولها ترجمة في التعجيل 557، ولها ذكر في الإصابة في ترجمة أختها "زينب بنت جابر" 8: 100 - 102 وأشار إلى هذا الحديث وإلى أنه رواه الخطيب، والظاهر أنها تابعية قديمة. والحديث في مجمع الزوائد 5: 296=

كَريم بن أبي حازم عن جَدته سَلمى بنت جابر. أن زوجها استشهد، فأتتْ عبد الله بن مسعود فقالت، إني امرأة قد استشهد زوحي، وقد خطبني الرجال، فأبيتُ أن أتزوج حتى ألقاه، فترْجو لي إن اجتمعتُ أنا وهو أن أكون من أزواجه؟، قال: نعم، فقال له رجل: ما رأيناك فعلتَ هذا مذ قاعَدْناك!، قال: إني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "إن أسرع أمتي بي لحوقاً في الجنة امرأةٌ من أحمس". 3823 - حدثنا مُحَاضر أبو المُوَرِّع حدثنا عاصم عن عَوْسَجة بن الرَّمَّاح عن عبد الله بن أبِي الهُذَيل عن ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم أَحسنتَ خلْقي فأَحْسِنْ خُلُقي". 3824 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شَريك عن أبي إسحق عن

_ = وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، وسلمى لم أجد من وثقها، وبقية رجاله ثقات لا، وكفى في توثيقها مدح ابن مسعود وبشارته لها. (3823) إسناده صحيح، محاضر: هو ابن المورع، بضم الميم وفتح الواو وكسر الراء المشددة، وكنيته "أبو المورع" أيضاً، وهو ثقة، لينه أحمد وأبو حاتم، وقال أبو زرعة: "صدوق صدوق"، ووثقه ابن سعد وابن قانع وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 73 - 74 فلم يذكر فيه جرحاً. عاصم: هو ابن سليمان الأحول. عوسجة بن الرماح: ثقة، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 75 - 76. عبد الله بن أبي الهذيل: سبق توثيقه 689. والحديث في مجمع الزوائد 10: 173 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وقال: فحسن خلقي، ورجالهما رجال الصحيح، غير عوسجة بن الرماح، وهو ثقة". (3824) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو إسحق: هو السبيعي، ونقل ابن كثير في التاريخ 3: 289 نحوه من المسند من طريق وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق، ونقله أيضاً من طريق أبي إسحق الفزاري عن الثوري عن أبي إسحق، ثم قال: "ورواه أبو داود والنسائي من حديث أبي إسحق السبيعي، به". القليب: البئر التي لم تطو، أي لم تبن بالحجارة. وانظر قصة مقتل أبي جهل من حديث عبد الرحمن بن عوف 1673. وسيأتي 4246، 4247.

أبي عُبيدة عن أبيه قال: أتيتُ أبا جهل وقد جُرح وقُطعت رجلُه, قال: فجعلتُ أضربه بسيفي, فلا يَعمل فيه شيئاً، قيل لشريك: في الحديث: وكان يذبُّ بسيفه؟، قال: نعم، قال: فلم أزَل حتي أخذتُ سيفه فضربتُه به حِتى قتلتُه، قال: ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: قد قُتل أبو جهل، وربما قال شريك: قد قتلتُ أبا جهل، قال: "أنت رأيتَه؟ "، قلت: نعم، قال: "آلله؟ "، مرتين، قلت: نعم، قال: "فاذهب حتى أنظرَ إليه"، قال: فذهب، فأتاه وقد غيَّرت الشمسُ منه شيئاً، فأمر به وبأصحابه فسُحُبوا حِتى أُلقُوا في القَليب، قال: "وأُتْبعَ أهلُ القَليب لعنةً"، وقال: "كان هذا فَرعون هذه الأُمة". 3825 - حدثنا أسود حدثنا زُهَير عن أبي إسحق عن أبي عُبَيدة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "هذا فرعون أمتي". 3826 - حدثنا طَلْق بن غنَّام بن طلق حدثنا زكريا بن عبد الله بن يزيد عن أبيه قال: حدثني شيخ من بني أسد، إما قال: شَقيق، وإما قال: زِرّ، عن عبد الله قال: شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو لهذا الحيّ مَن النَّخَع، أو قال: يُثني عليهم، حتى تمنيت أنّي رجل منهم.

_ (3825) إسناده ضعيف، وهو مختصر ما قبله. (3826) إسناده صحيح، طلق بن غنام بن طلق النخعي: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه ابن سعد والدارقطني وغيرهما، وروى عنه أيضاً البخاري في الصحيح. زكريا بن عبد الله بن يزيد: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 387 فلم يذكر فيه جرحاً، وكذلك ابن أبي حاتم، كما في التعجيل 138. أبوه عبد الله بن يزيد النخعي الصهباني: ثقة. وثقه ابن معين وعبد الله بن أحمد وغيرهما. وشكُّ عبد الله بن يزيد في أن الذي حدثه شقيق أبو وائل أو زر بن =

3827 - حدثنا أبو سَلَمَة أنبأنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو يعني ابن أبي عمرو، عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن مسعود قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل اللحم ثم يقومُ إلى الصلاة، فما يمسُّ قطرةً من ماءٍ. 3828 - حدثنا أبو الجَوَّاب حدثنا عَمّار بن رُزَيق عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمنِ عن عبد الله بِن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتعوَّذ من الشيطان، من هَمْزه، ونَفْثِه، ونَفْخِه، قال: وهَمْزُه: المُوتَةُ، ونفْثُه: الشِّعْر، ونفخُه: الكبرياء.

_ = حبيش، لا يؤثر في صحة الحديث، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة. والحديث في مجمع الزوائد 10: 51 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد ثقات". (3827) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3791 - 3793. (3828) إسناده حسن، عمار بن رزيق: لم أجد ما يدل على سماعه من عطاء قديماً. أبو عبد الرحمن: هو السلمي. والحديث رواه ابن ماجة 1: 139 - 140 من طريق ابن فضيل عن عطاء. ونقل شارحه عن الزوائد للبوصيري قال: "في إسناده مقال، فإن عطاء ابن السائب اختلط بآخر عمره، وسمع منه محمد بن فضيل بعد الاختلاط، وفي سماع أبي عبد الرحمن السلمي من ابن مسعود كلام، قال شُعبة: لم يسمع، وقال أحمد: أرى قول شُعبة وهماً، وقال أبو عمرو الداني: أخذ أبو عبد الرحمن القراءة عرضاً عن عثمان وعلى وابن مسعود". ورواية محمد بن فضيل ستأتي 3830. وقد حققنا في 3578 سماع أبي عبد الرحمن السلمي من ابن مسعود. قال ابن الأثير: "الهمز: النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته. والموتة: الجنون". والموتة، بضم الميم من غير همزة: هي جنس من الجنون والصرع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه عقله، كالنائم والسكران، قاله في اللسان.

3829 - حدثنا خَلَف بن الوليد حدثنا محمد بن طَلْحة عن زُبيد عن مُرُّة عن عبد الله بن مسعود قال: حَبس المشركون/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العصر، حتى اصفرّت أو احمرت الشمس، فقال: "شغلونا عن صلاة الوُسْطَى، ملأ الله أجوافَهم"، أو "حَشَا الله أجوافهم وقبورهم ناراً". 3830 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا من عبد الله، قال حدثنا محمد بن فُضَيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه، ونفثه، ونفخه"، فهمزُه: المُوتة، ونفثه: الشِّعْر، ونفخُه: الكِبْر. 3831 - حدثنا يحيى بن أبي بُكير حدثنا أبو بكر بن عَيّاش عن عاصم عن زِرّ عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج قوم في آخر الزِمان، سفهاء الأحلام، أحداثُ"، أو قال: "حُدَثَاء ُالأسنان، يِقولون مِنْ خَيرِ قول الناس، يقرؤون القرآن بألسنتهم، لا يَعْدو تَرَاقيَهم، يمْرقون من الإسلام كَما يمرق السهم من الرَّمِيَّة، فمن أدركهم فَلْيقتُلهم، فإن في قتلهم أجراً عظيماً عند الله لمن قَتَلهم". 3832 - حدثنا يحيى بن أبي بُكَير حدثنا زائدة عن عاصم بن

_ (3829) إسناده صحيح وهو مطول 3716. (3830) إسناده حسن، وهو مكرر 3828. (3831) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 39 من طريق أبي بكر بن عياش، وكذلك رواه الترمذي 3: 217 ولكنه اختصره، لم يذكر قوله "فمن أدركهم" إلخ، وقال: "حديث حسن صحيح". وانظر 1379، 23120. (3832) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 34 عن أحمد بن سعيد الدارمي عن يحيى بن أبي بكير عن زائدة بن قدامة. ونقل شارحه عن الزوائد قال: "رجال إسناده ثقات، رواه =

أبي النَّجُود عن زِر عن عبد الله قال: أول مَن أظهر إسلامَه سبعةٌ: رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعَمّار، وأمه سُمَيَّة، وصُهَيْب، وبلال، والمقْداد، فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمّه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائُرهم فأخذهم المشركونَ، فألبسوهم أدْرَاع الحديد، وصَهَرُوهم في الشمس، فما منهم إِنسانٌ إلاَّ وقد وَاتَاهم علي ما أرادوا، إلا بلال، فإنه هانَتْ عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعْطوْه الولدانَ، وأخذوا يطوفون به شعَاب مكة، وهو يقول: أحَدٌ أَحَدٌ. 3833 - حدثنا مِعاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بنِ يزيد أن عبد الله حدثهم: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذْنُك علي أن ترفع الحجاب وأن تسمع سوَادي حتى أنهاك". 3834 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة قال: قال سليمان: سمعتهم يذكرون عن إبراهيم بن سويد عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذْنُك عليَّ أن تكِشفَ السِّتْر".

_ = ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك، من طريق عاصم بن أبي النجود، به". واتاهم: أي وافقهم، قال ابن الأثير: "المواتاة: حسن المطاوعة والوافقة، وأصله الهمزة، فخفف وكَثُر، حتى صار يقال بالواو الخالصة، وليس بالوجه". وفي المصباح: "آتيته على الأمر، بمعنى وافقته. وفي لغة لأهل اليمن تبدل الهمزة واواً، فيقال: واتيته على الأمر مواتاة، وهي المشهورة على ألسنة الناس، وكذلك ما أشبهه". وهذا هو الصحيح. (3833) إسناده صحيح، وهومكرر 3684، 3732. (3834) إسناده ضعيف، لإبهام من سمع منه سليمان. وسليمان: إما التيمي وإما الأعمش، كلاهما من شيوخ زائدة بن قدامة. ومعنى الحديث صحيح، كما في الحديث الذي قبله.

3835 - حدثنا أبو قَطَن حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله قالِ: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلاً، فانطلق إنسان إلى غيْضَة، فأخرج منها بيض حُمَّرة، فجاءت الحمرة تَرِفُّ على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورؤس أصحابه، فقال: "أيكم فَجَع هذه؟ "، فقال رجل من القوم: أنا أصبتُ لها بيضاً، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اردده". 3836 - حدثنا يزيد أخبرنا المسعودي عن القاسم والحسن بن سعد عني عبد الرحمن بن عبد الله قال: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلاً، فذكر مثله، وقال: "رُدَّه، رحمةً لها". 3837 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا أبو بكر بن عَيّاش

_ (3835) إسناده صحيح، إلى عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، فوقع الحديث هنا في الأصلين مرسلا، لم يذكر فيه "عن ابن مسعود". وقد رواه أبو داود مطولا 3: 8 و 4: 539 - 540 من طريق أبي إسحق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه. قال المنذري: "ذكر البخاري وعبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي أن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه، وصحح الترمذي حديث عبد الرحمن عن أبيه في جامعه". فإسناد أبي داود صحيح متصل. الحمرة بضم الحاء وتشديد الميم المفتوحة وقد تخفف: طائر صغير كالعصفور، قاله ابن الأثير. الغيضة: الشجر الملتف. (3836) إسناده صحيح، إلى عبد الرحمن، وهو مرسل كالذي قبله وفى معناه. القاسم هنا: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. (3837) إسناده حسن، ابن معيز السعدي: لم أجد له ترجمة إلا قول الحافظ في التعجيل 535: "اسمه عبد الله"، ثم لم يترجمه في الأسماء في التعجيل ولا في التهذيب، وذكره الذهبي في المشتبه 489 قال: "وتصغير معز: عبد الله بن معيز السعدي، عن ابن مسعود، وعنه أبو وائل، وفى هامشه نقلا عن هامش إحدى مخطوطاته: "ذكر الخطيب في المبهمات أن الدارقطني قيد عبد الله بن معيز بسكون الياء، وأن الموجود في الأصول ضبطه بتشديد الياء"، وهو في الأصلين هنا وفى مجمع الزوائد بالراء، وضبْط الذهبي أوثق. فابن معيز هذا تابعي لم يذكر بجرح فهو على الستر، ويكون حديثه حسناً على الأقل. في ح "عن معير" بحذف "بن" وأثبتناها من ك والزوائد. والحديث في مجمع الزوائد=

حدثنا عاصم عن أبي وائل عن [ابن] مُعَيْزِ السعدي قال: خرجتُ أسقي فرساً لي في السَّحَر، فمررت بمسجد بني حنيفة، وهو يقولون: إن مسيلمة رسول الله!، فأتيتُ عبد الله فأخبرتُه، فبعث الشرطَة فجاءوا بهم، فاستتاِبهم، فتابوا، فخلّى سبيلَهم،- وضربِ عُنُقَ عبد الله بن النَّوَّاحة، فقالوا: آخذت قوماً في أمر واحد فقتلتَ بعضهم وتركتَ بعضَهم؟، قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقَدم عليه هذا وابنُ أُثال بن حجر فقال: "أتشهدَان أني رسول الله؟ "، فقَالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله!، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "آمنت بالله ورسُله، ولو كنتُ قاتلاً وَفْداً، لقتلتُكما"، قال: فلذلك قتلتُه. 3838 - حدثنا محمد بن سابق حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن شَقِيق عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أجيبوا الداعي، ولا تردُّوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين". 3839 - حدثنا محمد بن سابق حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبرهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المؤمن بطَعَّان، ولا بلعَّانٍ، ولا الفاحش البَذِئ"، وقال ابن سابق مرة: "بالطعَّان ولا باللعَّان".

_ = 5: 314 - 315 وقال: "رواه أحمد، وابن معير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وقد مضى بعض معنى هذا الحديث 3642، 3708، 3761. وفي مجمع الزوائد 6: 261 - 262 حديث بمعناه أطول منه، ورواه الطبراني. (3838) إسنادْه صحيح. (3839) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 138 عن محمد بن يحيى الأزدي عن محمد بن سابق، وقال: "حديث حسن غريب، وقد روي عن عبد الله من غير هذا الوجه". ونسبه شارحه أيضاً للبخاري في تاريخه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان. في نسخة بهامش ك "ولا الفاحش ولا البذيء"، وهي توافق رواية الترمذي.

3840 - حدثنا محمد بن سابق حدثنا عيسى بن دينار حدثني أبي أنه سمع عمرو بن الحرث يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: ما صمتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعةً وعشرين أكثر مما صمتُ معه ثلاثين. 3841 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن الأعمش عن شَقِيق قال: كنت جالساً مع عبد الله وأبى موسى، وهما يتحدثان، فقالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بين يدي الساعة أيامٌ يُرفع فيها العلم، وينزل فيهن الجهل، ويظهر فيهن الهَرْج"، والهَرْج: القتل. 3842 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا عاصم عن زِرّ عن عبد الله قال: لمّا قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت الأنصار: منَّا أمير، ومنكم أمير، فأتاهم عمر، فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا بكر أن يؤمّ الناس؟، قالوا: بلى، قال: فأيّكم تَطيب نفسُه أن يتقدمَ أبا بكر؟!، قالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدمَ أبا بكر. 3843 - حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النَّجُود عن

_ (3840) إسناده صحيح، وهو مكرر 3776. ونزيد هنا أنه رواه البخاري في الكبير 1/ 1/ 111 عن محمد بن سابق بهذا الإسناد. "أكثر مما"، في ح "أكثر ما"، والتصحيح من ك. (3841) إسناده صحيح، وهو مكرر 3695، 3817. (3842) إسناده صحيح، وهو مكرر 3765. (3843) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 240 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح، غير عاصم بن بهدلة [وهو ابن أبي النجود]، وقد وثق". وفيه أيضاً قبله حديث لابن مسعود بمعناه، ولفظه: "توفي رجل من أهل الصفة، فوجدوا في شملته دينارين، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كيتان"، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح". وهذا =

زِزّ عن عبد الله قال: لَحق بالنبى - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ أسود، فمات، فأُوذنَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "انظروا هل ترك شيئاً؟ "، فقالوا: ترك دينارين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كَيّتَان". 3844 - حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجُود عِن شَقيق عن عبد الله قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولِ: "إن من شرار الناس من تدرَكه الساعةُ وهم أحياء، ومن يتخذ القبورَ مساجد". 3845 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الرحمن بن عابس قال: حدثنا رجل من هَمْدان من أَصحاب عبد الله، وما سمّاه لنا، قال: لما أراد عبد الله أن يأتي المدينةَ جمع أصحابَه، فقال: والله إني لأرجو أن يكون قد أَصبح اليومَ فيكم مِن أفضل ما أصبح في أجناد المسلمين من الدِّين

_ = هو الحديث نفسه باختلاف يسير، إلا أنه فسر بأن الرجل كان من أهل الصفة، وهذا الأخير ذكره المنذري في الترغيب 2: 43 ونسبه أيضاً لابن حبان في صحيحه، ثم قال: "وإنما كان ذلك لأنه ادخر مع تلبسه بالفقر ظاهراً ومشاركته للفقراء فيما يأتيهم من الصدقة". وقد مضى نحو هذا المعنى في مسند على 788، 1155. (3844) إسناده صحيح، وهو مجمع الزوائد 2: 27 وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن". وهو فيه أيضاً 8: 13 وقال: "رواه البزار بإسنادين، في أحدهما عاصم بن بهدلة، وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح". ففاته أن ينسبه إلى المسند في الموضعين. وانظر 3735. (3845) إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن ابن مسعود. والحديث في مجمع الزوائد 7: 153 مختصراً، وقال: "رواه الإمام أحمد في حديث طويل والطبراني، وفيه من لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح". وانظر الحديث التالي. يستشن: من الشن والشنة، بفتح الشين فيهما، وهي القربة الخَلِقة، ورواية ابن الأثير في النهاية 2: 239 "ولا يتشانَ" وفسره قال: "لا يخلق على كثرة الرد". لا يتفه: قال ابن الأثير: هو من الشيء التافه الحقير، يقال، تفه يتفه فهو تافه".

والفقه والعلم بالقرآن، إن هذا القرآن أنزل على حروفِ، والله إنْ كان الرجلان ليختصمان أشدَّ ما اختصما في شيء قط، فإذا قال القارئ: هذا أقرأني، قال: "أحسنتَ"، وإذا قال الآخر، قال: "كلاكما مُحْسِنٌ"، فأَقرأَنا: "إن الصدقَ يَهْدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، وِالفجوَر يهدي إلى النار"، واعتبروِاِ ذلك بقول أحدكم لصاحبه: كذَب وفجَر، وبقوِله إذا صدّقه: صدقْتَ وبررْتَ، إن هذا القرِآن لا يختلف ولا يُسْتشنُّ ولا يَتْفَهُ لكثرة الرّدّ، فمن قرأه على حرفٍ فلا يَدعْه رغبةً عنه، ومن قرأه على شيء منِ تلك الحرِوف التي علَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يَدَعْه رغبةً عنه، فإنه من يَجْحدْ بآية منه يجْحَدْ به كلّه، فإنما هو كقول أَحدكم لصاحبه: اعْجَلْ، وحَىّ هَلاَ، والله لو أعلُم رجلاً أَعْلَمَ بما أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - منِّى لطلبته، حتى أزدادَ علمَه إلى علمي، إنه سيكون قوم يمُيتون الصلاةَ، فصلوا الصلاةَ لوقتها، واجعلوا صلاتَكم معهم تطوّعاً وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعارَضْ بالقرآن في كل رمضان، وإني عرضتُ في العام الذي قُبض فيه مرتين، فأنبأني أني محْسِن، وقد قرأتُ مِنْ في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة. 3846 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن خُمَيْر بن مالك عن عبد الله قال: قرأت من في رسول الله-صلي الله عليه وسلم- سبعين سورة، وإن زيد بن ثابت له ذؤابةٌ في الكُتَّاب. 3847 - حدثنا هاشم حدثنا شَيبان عن عاصم، وحدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا عاصم، عن زِرّ عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه من جهنم"، قال أحدُهم: "من النار".

_ (3846) إسناده صحيح، وهو مكرر 3697 بإسناده. وانظر الحديث السابق. (3847) إسناداه صحيحان، وهو مكرر 3814.

3848 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا شَريك عن عَيَّاش العامري عن الأسود بن/ هلال عني ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة". 3849 - حدثنا هاشم وحسين، المعنى، قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص والأسود بن يزيد عن عبد الله قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمة الله"، حتى يَبْدُوَ بياضُ خَدّه الأيمن، وعن يساره بمثل ذلك. 3850 - حدثنا هاشم وحسن بن موسى قالا حدثنا شَيبان عن عاصم عن أبيِ وِائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا فَرَطُكم على الحوض، ولأُنازَعَنَّ رجالاً من أصحابي، ولأُغْلَبَنَّ عليهم، ثم لَيُقَالَنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". 3851 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا شَريك عن أبي إسحق عن صِلَةَ عن عبد الله أن رسول مُسيلِمة أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: "أتشهد أني

_ (3848) إسناده صحيح، عياش العامري: هو عياش بن عمرو العامري الكوفي، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 48. الأسود بن هلال المحاربي: تابعي ثقة مخضرم، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري 1/ 1/ 449 وروى عن أبي وائل قال: "أتيت الأسود بن هلال. وكان لا أبا لك أعقل مني". والحديث في مجمع الزوائد 7: 329 جعله رواية مختصرة من الحديث الآتي 3870، وهو بعض معناه، ولكن من وجه آخر، وقد مضى أيضاً معناه في ضمن 3664. (3849) إسناده صحيح، وهو مختصر 3736. (3850) إسناده صحيح، وهو مكرر 3812. (3851) إسناده صحيح، صلة: هو ابن زفر العبسي، وهو تابعي ثقة، وثقه شُعبة وابن معين وغيرهما. والحديث مختصر 3761، 3837.

رسول الله؟ "، فقال له شيئاً، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أني لا أقتل الرُّسل"، أو "لو قتلتُ أحداً من الرسل، لقتلتُك". 3852 - حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: أُتى النبي - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ قد نُعِت-له الكَيّ، فقال: "اكووه وارْضفُوه". 3853 - حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الأسود عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقرأ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)}. 3854 - حدثنا الحسن بن يحيى من أهل مَرْوٍ حدثنا الفَضْل بن موسى عن سفيان الثوري عن سمَاك عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصبتُ من امرأةِ كلَّ شيء إلاَّ أني لم أُجامعها؟، قال: فأَنزل الله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}. 3855 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن

_ (3852) سناده صحيح، وهو مختصر 3701. وانظر 4054. (3853) إسناده صحيح، وهو مختصر 3755. (3854) إسناده صحيح، الحسن بن يحيى المروزي: ترجم في التعجيل 96، قال الحسيني: "فيه نظر" وذكر ابن حجر أنه ترجم في تاريخ بغداد لابن النجار وأنه لم يذكر فيه جرحاً، وهذا من شيوخ أحمد، وهو يتحرى شيوخه، فهو ثقة إن شاء الله. وذكر الحافظ في هذه الترجمة راوياً آخر اسمه "الحسن بن يحيى المروزي". ثم شك أهما واحد أم اثنان؟، وهي اثنان يقيناً شيخ أحمد يروي عن ابن المبارك، وذاك من شيوخ ابن المبارك، ويروي عن عكرمة وعن كثير بن زياد، وله ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري 1/ 2/ 207 والتهذيب 2: 325 - 326. والحديث في معنى 3653. (3855) إسناده صحيح، وهو مختصر 3761 - وانظر 3851.

أبي وائل عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: "لولا أنك رسول لقتلتُك". 3856 - حدثنا أُمية بن خالد حدثنا شُعبة عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إن الله قد قَتَل أبا جهل، فقال: "الحمد لله الذي نَصر عبده، وأَعزَّ دينه"، وقال مرةً، يعني أمية،: "صَدَق عبدَه واعزَّ دينه". 3857 - حدثنا أَبو النَّضْر حدثنا أَبو معاوية، يعني-شَيْبان، عن أَبي اليَعْفُور عن أَبي الصّلت عن أَبي عَقْرَب قال غدوتُ إلى ابن مسعود ذات غَداه في رمضان، فوحدتُه فوق بيته جالساً، فسمعنا صوتَه وهو يقول: صدق الله وبلغ رسولهُ، فقلنا: سمعناك تقول صدق الله وبلغ رسوله؟، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ليلة القَدْر في النصف من السَّبْع الأواخر من رمضان، تطلع الشمس غَداتَئذ صافيةً ليس لها شعاع"، فنظرتُ إليها فوجدتها كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

_ (3856) إسناده ضعيف، لانقطاعه. أمية بن خالد الأزدي البصري: ثقة، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما. وانظر 3824. 3825 وتاريخ ابن كثير 3: 289 فقد ذكر نحوه من طريق أبي إسحق الفزاري عن الثوري عن أبي إسحق السبيعي عن أبي عبيدة عن ابن مسعود. (3857) إسناده صحيح، أبو يعفور: هو العبدي، واسمه "وقدان"، سبئ توثيقه 190. أبو الصلت: ترجم في التعجيل 496 وقال: "مجهول". وقد ترجمه البخاري في الكنى رقم 369 فلم يذكر فيه جرحاً. أبو عقرب الأسدي: ترجم في التعجيل 506 - 507 فقال الحسيني: "مجهول"، وذكر ابن حجر أنه ذكره ابن خلفون في الثقات، وترجمه البخاري في الكنى رقم 555 فلم يذكر فيه جرحاً، وروى هذا الحديث عن محمد بن محبوب عن أبي عوانة عن أبي يعفور، كالإسناد التالي هذا. والحديث في مجمع الزوائد 3: 174 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى. وأبو عقرب لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات". وقد وجدنا من ترجم لأبي عقرب والحمد لله.

3858 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا أبو يَعْفُور عن أبي الصَّلْت عن أبي عَقْرب الأسدي قال: غدوت على عبد الله بن مسعود، فذكر مَعناه. 3859 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا أبو عَقيل حدثنا مُجالد عن الشَّعْبي عن مسروق قال: كنا مع عبد الله جلوساً في المسجد يُقْرئنا، فأتاه رجل فقالَ: يا ابن مسعود، هل حدثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟، قال: نعم، كعدَّة نُقَباء بني إسرائيل. 3860 - حدثنا أبو النَّضْر وحسن قالا حدثنا شَيْبان عن عاصم عن زِرَّ عن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم ثلاثة أيام عن غُرّة كل هلالٍ، وقلما كان يفطر يوم الجمعة. 3861 - حدثنا محمد بن بشْر حدثنا سعيد حدثنا قَتادة، وعبد الوهاب عن ابن أبي عَرُوبة عن قتاَدة، عن أبي الأحوص عن عبد الله ابن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض /أسفاره، سمعنا منادياً ينادي: الله أكبر، الله أكبر، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -:"على الفِطرْة"، فقال:

_ (3858) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3859) إسناده صحيح، وهو مختصر 3781. (3860) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 54 من طريق شيبان عن عاصم، قال الترمذي: "حديث حسن غريب. وقد استحب قوم من أهل العلم صيام يوم الجمعة، وإنما يكره أن يصوم يوم الجمعة لا يصوم قبله ولا بعده. قال: وروى شُعبة عن عاصم هذا الحديث ولم يرفعه". قال شارحه: "وأخرجه النسائي وصححه ابن حبان وابن عبد البر وابن حزم". أقول: وروى ابن ماجة منه 1: 270 صوم يوم الجمعة. (3861) إسناداه صحيحان، سعيد: هو ابن أبي عروبة. والحديث في مجمع الزوائد 1: 334 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح".

أشهد أن لا إله إلا الله، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "خرج من النار"، قال: فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشيةٍ أدركتْه الصلاةُ فنادَى بها. 3862 - حدثنا زيد بن حُباب حدثني حسين حدثني عاصم بن بَهْدَلة قال سمعت شَقِيق بن سَلَمة يقول: سمعت ابن مسعود يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيتُ جبريل على سدْرَة المُنْتَهى، وله ستمائة جِناح"، قال سألت عاصماً عن الأجنحة؟، فأَبى أن يخبرني، قال: فأخبرني بعض أصحابه أن الجناح ما بين المشرق والمغرب. س 3863 - حدثنا زيد بن الحُبَاب حدثني حسين حدثني حُصَين حدثني شَقِيق قال: سمعت ابن مسعود يقول: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "أَتاني جبريل في خُضْرٍ معلَّق به الدُّرّ". 3864 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا محمد بن طَلْحَة عن الوليد بن

_ (3862) إسناده صحيح، حسين: هو ابن واقد المروزي. والحديث في معنى 3780. ونقله ابن كثير في التفسير 8: 104 عن هذا الموضع، وقال: "وهذا إسناد جيد". في ح "السدرة المنتهى" وهو خطأ صححناه من ك. (3863) إسناده صحيح، حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. والحديث في معنى ما قبله. ونقله ابن كثير في التفسير 8: 104 وقال: "إسناد جيد أيضاً"، ولكن فيه "حدثني عاصم بن بهدلة" بدل "حدثني حصين"، وأثبتنا ما في الأصلين. (3864) إسناده صحيح، لولا الشك في وصله عن ابن مسعود. محمد: هو ابن طلحة بن مصرف اليامى. والوليد بن قيس السكوني، بفتح السين وضم الكاف، الكندي: ثقة، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 151. إسحق بن أبي الكهتلة، بفتح الكاف والتاء وبينهما هاء ساكنة: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 400 - 401 فلم يذكر فيه جرحاً، وتبعه ابن أبي حاتم، كما قال الحافظ في التعجيل 29. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 8: 95 عن ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن محمد بن طلحة بن مصرف عن أبيه عن الوليد بن قيس، بنحوهْ.

قَيْس عن إسحق بن أبي الكَهْتَلَة، قال محمد: أَظنه عن ابن مسعود، أنه قال إن محمداً لم ير جبريلِ في صورته إلا مرتين، أما مرة فإنه سأله أن يريَه نفسه في صورته، فأراه صورته فسَدّ الأُفُق، وأما الأخرى فإنه صَعِد معه حين صَعد به، وقوله {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)}، قال: فلما أحسّ جبريل ربَّه عاد في صورته وسجد، فقولهَ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} قال: خَلْقَ جبريلَ عليه السلام. 3865 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل قال: قال عبد الله: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من جعل لله نِدّا جعله الله في النار"، قال: وأخرى أقولها، لم أسمعها منه: ومن مات لا يجعل لله ندا أدخله الله عز وجل الجنة، وإن هذه الصلوات كفاراتٌ لما بينهن ما اجْتُنبَ المَقْتَلُ. 3866 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا أبوٍ بكر عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني فرطكم على الحوض، وإني سأنازَع رجالاً فأُغْلَبُ عليهم، فأَقول: يا رب، أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أَحدثوا بعدك". 3867 - حدثنا رَوح حدثنا سعيد عن عبد السلام عن حماد عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- كان يصوم في السفر ويفطر، ويصلي الركعتين، لا يدعهما، يقول: لا يزيد عليهما، يعني

_ (3865) إسناده صحيح، وهو مكرر 3811 بإسناده. (3866) إسناده صحيح، وهو مكرر 3850. (3867) إسناده ضعيف، وهو مكرر 3813 بإسناده.

الفريضة. 3868 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أَبان حدثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجٌ قتله نبي، أو قتل نبيّا، وإمامُ ضلالة، ومُمثِلٌ من الممثِّلين". 3869 - حدثنا أبو أحمد الزبَيري حدثنا بَشير بن سَلمان، كان ينزل في مسجد المطمورة، عن سَيّار أبي الحَكَم عن طَارق بن شهِاب عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أًصابتُه فاقةٌ فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقته، ومن أنزلها بالله عز وجل أوشك الله له بالغنَى، إما أجلٍ عاجل أو غنىً عاجل". 3870 - حدثنا أبو أحمد الزُّبَيري حدثنا بَشِير بن سَلمان عن سَيَّار

_ (3868) إسناده صحيح، أبان: هو ابن زيد العطار. وفي الزوائد 5: 236 معناه من وجه آخر بلفظ "أو إمام جائر" وذكر أن بعضه في الصحيح، وقال: رواه الطبراني، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. ورواه البزار إلا أنه قال: وإمام ضلالة، ورجاله ثقات، وكذلك رواه أحمد،، فأظنه يشير إلى هذا الحديث، ولكنه لم يذكر فيه "وممثل من الممثلين"، وأراه اكتفى بما مضى 3558 حديث "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون" وهو في الصحيحين كما قلنا هناك. "ممثل" قال ابن الأثير: أي مصور، يقال: مثلث بالتثقيل والتخفيف: إذا صورت مثالا، والتمثال الأسم منه، وظِلُّ كل شيء تمثاله. ومثَّل الشيء بالشيء: سوَّاه وشبَّهه به وجعله على مثْله وعلى مثاله". (3869) إسناده صحيح، وهو مكرر 3696. (3870) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 328 - 329 ونسبه لأحمد والبزار ببعضه، وقال: "ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح". ورواه الحاكم بنحوه في المستدرك 4: 445 - 446 من طريق بشير بن سلمان، وقد مضى بعض معناه من وجه آخر 3664، 3848. "ظهور القلم" يريد الكتابة، وهي واضحة في الأصلين بالقاف، وفي الزوائد "العلم" بالعين.

عن طارق بن شهاب قال: كنَّا عند عبد الله جلوساً فجاءَ رجل فقال: قد أقيمت الصلاة، فقام وقمنا معه، فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعاً في مقدّم المسجد، فكبَّر وركع وركعنا، ثم مشينا، وصنعنا مثل الذي صنع، فمر رجل يُسرع، فقال: عليك السلام يا أبا عبد الرحمن، فقال: صدق الله ورسوله، فلما صلينا ورجعنا دخل إلى أهله، جلسنا، فقال بعضُنا لبعضٍ أمَا سمعتم ردَّه على الرجل: صدق الله وبلَّغَتْ رُسُله؟، أيكم يسأله؟، فقال طارق: أنا أسأله، فسأله حين خرج؟، فذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن بين يدي الساعه تسليم الخاصَّة. وفُشُوَّ التجارة، حتَّى/ تُعينَ. المرأُة زوجَها على التجارة، وقَطْعَ الأرحام، وشهادةَ الزور، وكتمانَ شهادة الحق، وظهور القَلَم". 3871 - حدثنا أبو أحمد حدثنا عيسى بن دينار عن أبيه عن عمرو بن الحرث بن أبي ضِرَار الخُزَاعي قال: سمعت عَبد الله بن مسعود يقول: ما صمتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعاً وعشرين أكثرُ مما صمتُ معه ثلاثين. 3872 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حَبيب عن محمد بن إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود حدثه عن أبيه أن ابنِ مسعود حدثهِ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عامة ما ينصرفُ من الصلاة على يسَاره إلى الحُجُرات. 3873 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله ابن مُرّة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: لأن أحلف تسعاً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُتل قتلاً أحبّ إلى من أن أحلفَ واحدةً أنه لم يقتل، وذلك

_ (3871) إسناده صحيح، وهو مكرر 3776، 3840. (3872) إسناده صحيح، ليث: هو ابن سعد. والحديث مختصر 3631. (3873) إسناده صحيح، وآخره مرسل، من رواية إبراهيم النخعي فقط. والحديث مطول 3617 وانظر 3733.

بأن الله جعله نبيّا، واتخذه شهيداً، قال الأعمش: فذكرتُ ذلك لإبراهيم، فقال: كانوا يُرَوْن أن اليهود سَمُّوه وأبا بكرٍ. 3874 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن قال: كان عبد الله يرمي الجمرة من المَسيل، فقلت: أَمنْ ها هنا يرميها؟، فقال: من ها هنا، والذي لا إله غيرُه، رماهاَ الذي أُنزلتْ علَيه سورةُ البقرة. 3875 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن عُمَارة عن وَهْب بن رَبيعة عن عبد الله بن مسعود قال: إني لمستتر بأستار الكعبة، إذ جاء ثلاثة نفر: ثقفي، وختْنَاه قرشيّان، كثيرٌ شحمُ بطونهم، قليلٌ فقه قلوبهم، فتحدثوا بينهم بحديث، قال: فقال أحدهم: ترى أن الله عز وجل يسمع ما قلنا؟!، قال الآخر: أراه يسمع إذا رفعنا ولا يسمع إذا خفضنا!!، قال الآخر: إن كان يسمع شيئاً منه إنه ليسمعه كله، قال فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأنزل الله عز وجل {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} حتى {الْخَاسِرِينَ (23)}. 3876 - حدثنا وكيع حدثنا عمر بن ذَرّ عن المَيزَار بن جَرْوَل

_ (3874) إسناده صحيح، وهو مطول 3548. (3875) إسناده صحيح، وهب بن ربيعة الكوفي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له مسلم هذا الحديث. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 163 وأشار إليه أيضاً. والحديث مكرر 3614. (3876) إسناده صحيح، العيزار بن جرول الحضرمي التنعي: ثقة، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 79، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 37، "التنعي" نسبة إلى "بني تنع" بكسر التاء وسكون النون، وهم بطن في همدان، ووقع في التعجيل 327، "الثقفي" وهو، تصحيف. أبو عمير: تابعي من =

الحضرمي عن رجل منهم يكنى أبا عمَير: أنه كاْن صديقاً لعبد الله بن مسعود، وأن عبد الله بن مسعود زاره في أهله فلم يجده، قال: فاستأذن على أهله، وسلم، فاستسقى، قال: فبعثت الجاريةَ تجيئه بشراب من الجيران، فأبطأتْ، فلعَنتْها، فخرج عبد الله، فجاء أبو عمير، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ليس مثلك يُغار عليه، هلاَّ سلمتَ على أهل أخيك وجلستَ وأصبتَ من الشراب؟، قال: قد فعلتُ، فأرسَلَت الخادمَ فأبطأتْ، إِمّا لي يكن عندهم، وإما رغبوا فيما عندهم، فأبطأت الَخادم، فلعَنتها، وسمَعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن اللعنة إلى من وُجِّهَتْ إليه، فإن أصابتْ عليه سبيلاً أو وجدتْ فيه مسلكاً، وإلا قالت: يا رب، وُجِّهْت إلى فلان فلم أجدْ عليه سبيلا ولم أجد فيه مسلكاً، فيقال لها: ارجعِي حيث جئت"، فخشيتُ أن تكونَ الخادمُ معذورةً فترجعَ اللعنةُ، فأكونَ سَببَها. 3877 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علّم فواغ الخير وجوامعَه، أو جوامع الخير وفواتحه، وإن كنا لا ندري ما نقول في صلاتنا، حتى عَلّمنا، فقال: "قولوا: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد، عبده ورسوله".

_ = أصدقاء ابن مسعود، لم يذكر بجرح، فهو ثقة إن شاء الله، وفي التعجيل 509 أنه "مجهول". والحديث في مجمع الزوائد 8: 74 وقال: "رواه أحمد، وأبو عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. ولكن الظاهرأن صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة والله أعلم". وانظر 4036. (3877) إسناده صحيح، وانظر 3562، 3622، 4036.

3878 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن أبي إسحق [عن أبي الأحوص] عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخذاً أحداً خليلاً لاتخذتُ ابن أبي قُحافة خليلاً". 3879 - حدثنا حُميد بن عبد الرحمن حدثنا الحسن عن أبي إسحق حدثنا أبو الأحوصِ عن عبد الله قال: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى يرى بياض خَدّه: "السلام عليكم ورحمة الله". 3880 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله ابن مرّة عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أَبرأ إلى كل خليل من خُلَّته، ولو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخذتُ ابنَ أبي قُحافة خليلاً، وإن صاحبَكَم خليلُ الله عز وجل". 3881 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله

_ (3878) إسناده صحيح، وهو مختصر 3689. وانظر 3753. زيادة [عن أبي الأحوص] زدناها من ك، وسقطت من ح خطأ. (3879) إسناده صحيح، حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: "قَل مَن رأيت مِثلَه"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 344 الحسن: هو ابن صالح بن صالح بن حى. والحديث مكرر 3849. (3880) إسناده صحيح، وهو مكرر 3580، 3679، وسفيان في الأول هو ابن عيينة، وهنا: هو الثوري، وقد مضى مختصراً أيضاً3878. "من خلته" في ح "من خلة"، والتصحيح من ك. (3881) هو بإسنادين، أولهما ضعيف، لضعف الحرث الأعور، والثاني صحيح. والذي يقول "فذكرته لإبراهيم" إلخ: هو الأعمش، سأل عنه إبراهيم النخعي، فحدثه عن علقمة عن ابن مسعود بالحديث نفسه. والحديث نفسه في مجمع الزوائد 4: 118 وقال "رواه =

ابن مُرّة عن الحرث بن عبد الله الأعور قال: قال عبد الله: آكلُ الربا ومُوكلُه، وكاتبه وشاهداه إذا علموا به، والواشمة والمتوشمة للحُسْن، ولاَوي الصدَقة، والمرتدُّ أعرابياً بعد هجرته، ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم الَقيامة، قال: فذكرته لإبراهيم، فقال حدثني عَلْقَمة قال: قال عبد الله: آكل الربا وموكله سواءً. 3882 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن خصَيف عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصفَّ صفاً خلفَه، وصفُّ موازي العدوّ، قال: وهم في صلاة كلّهم، قال:، وكبر وكبروا جميعاً، فصلى بالصف الذي يليه ركعةً وصفُّ موازي العدوّ، قال: ثم ذهب هؤلاء، وجاء هؤلاء، فصلىِ بهم ركعة، ثم قام هؤلاء الذين صلى بهم الركعة الثانية فقَضَوْا مكانهم، ثم ذهب هؤلاء إلى مصافّ هؤلاء، وجاء أولئك فقَضَوْا ركعة. 3883 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن جابر عن عبد الرحمن ابن الأسود عن الأسود عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر أو العصر خمساً، ثم سجد سجدتي السهو، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هاتان السجدتان

_ = أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير، وفيه الحرث الأعور، وهو ضعيف، وقد وثق"!، هكذا قال، فنسى إسناده الآخر الصحيح. وقد روى مسلم 1: 469 بعضه من طريق إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود. وانظر 3725، 3737، 3809. وانظر أيضاً 635، 844, 980. لاوي الصدقة: المماطل بها من اللي، وهو المطل. "فذكرته" في ح "فذكرت" وصح من ك. (3882) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3561. (3883) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وقد مضى معناه بإسنادين صحيحين 3566، 3602.

لمن ظن منكم أنه زاد أو نقص". 3884 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله: كنا نسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، حتى رجعنا من عند النجاشي، فسلمنا عليه، فلم يرد علينا، وقال: "إن في الصلاة شُغْلاً". 3885 - حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا مُطَرِّف عن أبي الجَهْم

_ (3884) إسناده صحيح، وهو مكرر 3563 ومختصر 3575. (3885) إسناده صحيح، مطرف: هو ابن طريف. أبو الجهم: هو سليمان بن الجهم بن أبي الجهم الأنصاري الحارثى الجوزجاني، وهو تابعي ثقة، وثقه العجلي وابن عمير وغيرهما. أبو الرضراض: تابعي، ترجمه ابن سعد 6: 141 قال: "روى عن عبد الله عن النبي-صلي الله عليه وسلم- في الصلاة"، وذكره الحافظ في التعجيل 130 باسم: "رضراض" وقال: "هو أبو رضراض، يأتي في الكنى"، ثم لم يذكره في الكنى، فلعه نسي!، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 311 - 313 قال: "رضراض" سمع قيس بن ثعلبة عن عبد الله: كنت أسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، فيرد، فسلمت فلم يرد، فقال: إن الله يحدث من أمره ما يشاء. قاله أحمد بن سعيد عن إسحق السلولي سمع أبا كدينة عن مطرف عن أبي الجهم. قال بعضهم: من بني قيس بن ثعلبة". وقد حقق العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني، مصحح التاريخ الكبير المطبوع في حيدرآباد، هذا الخلاف تحقيقاً مفصلاً دقيقَا، يرجع إليه ويستفاد منه. وخلاصة تحقيقه أن أبا كدينة هو الذي انفرد عن مطرف بتسميته "الرضراض"، وهي الرواية التي اقتصر عليها البخاري، وأن قوله "سمع من قيس ابن ثعلبة" خطأ، فلا يوجد في التابعين من يسمى "قيس بن ثعلبة"، وإنما هو اسم جاهلي تنسب إليه القبيلة، وأن الصواب "أحد بني قيس بن ثعلبة"، وأنه لعله تصحف على بعض الرواة كلمة "أحد بني" فقرأها "حدثني"، وأن أبا الرضراض ذكره ابن حبان في الثقات، ونقل عن لسان الميزان 4: 477: "وقال الدارقطني: وهم أبو كدينة فيه، وإنما هو: عن أبي الجهم عن رضراض، رجل من بني قيس بن ثعلبة عن ابن مسعود". وهذا هو الصواب، إلا أني أرجح رواية المسند هنا وفيما سيأتي 3944 أنه "أبو =

عن أبي الرَّضْرَاض عن عبد الله بن مسعود قال: كنت أسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، فيرد عليَّ، فلما كان ذاتَ يوم سلمتُ عليه فلم يردَّ عليَّ، فوجدتُ في نفسي، فلمِا فرغ قلت: يا رسول الله، إِني كنتُ إذا سلمتُ عليك في الصلاة رددت عليّ؟، قال: فقال: "إن الله عز وجل يحْدث في أمره ما يشاء". 3886 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أيؤاخذ أحدُنا بما عمل في الجاهلية؟، قال: "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أُخذ بالأوّل والآخِر". 3887 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا الثوري عن جابر عن أبي الضَّحى عن مسروق عن عبد الله قال: ما نسيتُ فيما نسيت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسلم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمة الله"، حتى يُرى بياض خَدّه، وعن يساره: "السلام عليكم ورحمة الله"، حتى يُرى بياض خَدّه أيضاً. 3888 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر والثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثل حديث أبي الضُّحى.

_ = الرضراض"، قال العلامة الشيخ عبد الرحمن اليماني. "ويُجمع بين الروايتين بأنه رضراض أبو الرضراض، فيكون مكنى بمثل اسمه، ومثله موجود، وهذا احتمال قريب. والحديث في معنى الذي قبله. (3886) إسناده صحيح، وهو مكرر 3596، 3604. (3887) إسناده ضعيف، لضعف، جابر الجعفي، ولكن الحديث في ذاته صحيح، مضى بأسانيد صحاح، آخرها 3879، وكذلك سيأتي عقب هذا. (3888) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. في ح "عن إسحاق"، وهو خطأ، صح من ك.

3889 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كيف بك يا عبد الله إذا كان عليكم أُمراء يُضيعون السُّنةَ ويؤخرون الصلاة عن ميقاتها؟ "، قال: كيف تأمرني يا رسول الله؟، قال: "تسألني ابنَ أُمِّ عَبْدٍ كيف تفعل؟، لا. طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الله عز وجل". 3890 - حدثنا عفان بن مُسْلم حدثنا شُعبة أخبرني الوليد بن العَيْزَار بن حُرَيث قال سمعت أبا عَمرِوَ الشَّيْباني قال حدثنا صاحبُ هذه الدار، وأشار إلى دار عبد الله، ولم يُسَمّه، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟، قال:"الصلاةَ علي وقتها"، قال: قلتُ: ثم أيّ؟، قال:"ثم برّ الوالدين": قال: قلتُ: ثم أيّ؟، قال: "ثم الجهاد في سبيل الله"، قال: فحدثني بهنَّ ولو استزتُه لزادني. 3891 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة عن أبي إسحق قال سمعت أبا عُبيدة عن أبيه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لى"، فلما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} قال:

_ (3889) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يدرك جده. ولكنه قد مضى بمعناه متصلا 3790 من رواية القاسم عن أبيه عن ابن مسعود. (3890) إسناده صحيح، الوليد بن العيزار بن حريث العبدي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 148. والحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، كما في الترغيب1: 147. (3891) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3745. وهكذا هنا في الأصلين "إنك أنت التواب" وكتب فوقها في ك "الرحيم"، وأخشى أن تكون زيادة ليست من أصل الكتاب، وإن كانت ثابتة في الروايات السابقة.

"سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي، إنك أنت التواب". 3892 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا عبد الملك بن عُمير عن خالد بن رِبْعيّ الأسدي أنه سمع ابن مسعود يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول. "إن صاحبَكم خليلِ الله عز وجل". 3893 - حدثنا عفان حدثنا جرير بن حازم قال سمعت أبا إسحق يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد قال: حججنا مع ابن مسعود في خلافة عثمان، قال: فلما وقفنا بعرفة، قال: فلما غابت الشمس قال ابن مسعود: لو أن أمير المؤمنين أفاضَ الآنَ كان قد أصاب، قال: فلا أدري، كلمةُ ابن مسعود كانت أسرعَ أو إفاضةُ عثمان؟، قال: فأوضَعَ الناسُ، ولم يَزِدْ ابن مسعود على العَنَقِ، حتى أتينا جَمْعاً، فصلى بنا ابن مسعود المغرب، ثم دعا بعَشائه، ثم تعشى، ثم قام فصلى العشاء الآخرة، ثم رقد، حتى إذا طلعِ أوّلُ الفجر قام فصلى الغداةَ، قال فَقلت له: َ ما كنتَ تصلي الصلاة هذه الساعة؟، قال: وكان يُسْفر بالصلاة، قال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم وهذا المكان يصلي هذَه الساعةَ. 3894 - حدثنا خَلَف بن الوليد حدثنا خالد عن عطاء بن السائب عن شَقِيق بن سَلَمَة عن عبد الله بن مسعود قال: جَدَب إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ (3892) إسناده صحيح، وهو مكرر 3753. وانظر 3880. (3893) إسناده صحيح، وروى البخاري بعضه بنحوه 3: 424 من طريق إسرائيل عن أبي إسحق، وأشار الحافظ في الفتح إلى هذه الرواية من المسند. وقد مضى بعض معناه مختصراً 3637. أوضع الناس: حملوا إبلهم على سرعة السير. العنق، بفتحتين: ضرب من السرعة في السير. والظاهر من هذا الحديث أنه أقل من الإيضاع. (3894) إسناده حسن، خالد: هو ابن عبد الله الطحان. والحديث مكرر 3686.

السَّمَر بعد العشاء. قال خالد: معنى جَدَب إلينا، يقول: عابه، ذَمَّه. 3895 - حدثنا عفان وبهْز قالا حدثنا شُعبة قال سعد بن إبراهيم أخبرني قال: سمعت أبا عُبيدة يحدث عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرَّضْف، قلت: حتى يقوم؟، قال: حتى يقوم. 3896 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة قال: أبو إسحق أخبرنا عنِ أبي الأحوص قال: كان عبد الله يقول: إن الكذب لا يصلح منه جدّ ولا هزْل، وقال عفان مرةً: جدُّ، ولا يَعدُ الرجلُ صبياً ثم لا يُنْجزُ له، قال، وإن محمداً قال لنا: "لا يزال الرجل يَصْدُق حتي يُكتب عندَ الله صِدّيقاً، ولا يزال الرجل يكذب حتى يُكتب عند الله كذّاباً". 3897 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حماد بن زيد عن أبان بن تَغْلب عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله، ذَكَر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك". 3898 - حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شَيْبة، [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا من عثمان بن أبي شيبة: حدثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم -

_ (3895) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3656. (3896) إسناده صحيح، وانظر 3638، 3727. (3897) إسناده صحيح، أبان بن تغلب الربعي: ثقة، وثقه أحمد ويحيى وأبو حاتم وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/453. والحديث رواه النسائي 2: 18، ورواه أيضاً مسلم، كما في الذخائر 4786. (3898) إسناده صحيح، وهو مختصر 3688.

في حَرْثٍ متوكئاً على عَسيب، فقام إليه نفر من اليهود، فسألوه في الرُّوح، فسكت، ثيم تلا هذه الآيةَ عليهم {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}. 3899 - حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "آخرُ من يدخل الجنة رجلٌ، فهو يمشي مرَّةً ويَكْبو مرةً، وتَسْفَعُه النارُ مرةً، فإذا جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي أنجاني منكِ، لقد أعطانى الله شَيئاً ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرين، فتُرْفع له شجرٌ:، فيقول: أيْ ربّ، أَدْنني من هذه الشجرة فأستظلَّ بظلها فأشربَ من مائها، فيقول له الله: يا ابن آدم، فلعلي إذا أعطيتُكها سألتني غيرها، فيقِوِل: لا يا رب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، قال: ورُّبه عز وجل يَعْذِره، لأنه يَرَى ما لا صبْرَله عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشربُ من مائها، ثم تُرفع له شجرٌ: هي/ أحسن من الأولى، فيقول: أيْ ربّ، هذه، فلأَشربْ من مائها وأستظلَّ بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: ابنَ آدم، ألِم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟، فيقول: لعلي إِنْ أَدنيتُك مِنها تسألُني غيرها؟، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه عز وجل يعْذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشربُ من مَائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسِن من الأوليين، فيقول: أي رب، أدنني من هذه الشجرة فأستظلَّ بظلها وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم،

_ (3819) إسناده صحيح، وهو مكرر 3714، وقد أشرنا هناك إلى أن مسلما ًرواه من طريق عفان عن حماد بزيادة في آخره، فهذه رواية عفان. ما يصريني منك: قال ابن الأثير: "أي ما يقطع مسألتك ويمنعك من سؤالي، يقال: صريت الشيء: إذا قطعته".

ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟، قال: بلى، أيْ ربّ، هذه، لا أسألك غيرها، فيقوِل: لَعلِّي إنْ أَدْنَيْتُك منها تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يَعْذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع أصواتَ أهَل الجنة، فيقول: أيْ ربّ، أَدْخلْنيها، فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْرِيني منك؟، أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلَهَا معها؟، فيقول: أيْ ربّ، أتستهزىء بي وأنت رب العالمين؟ "، فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني ممَّ أضحك؟، فقالوا: مم تضحك؟، فقال: هكذا ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقال: "ألا تسألوني مم أضحك؟ "، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟، قال: "من ضحك ربي حين قال أتستهزىء مني وأنت رب العالمين، فيقول: إني لاَ أستهزىء منك، ولكني على ما أشاء قدير". 3900 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة عن سليمان الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة". 3901 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ بن حُبَيش عن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر [كلُّ]، ثلاثة على بَعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زَمِيلَي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكانت عُقْبَةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقالا: نحن نمشي عنك!، فقال: "ما

_ (3900) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم وابن ماجة، كما في الذخائر 4877 اللواء: الراية، قال ابن الأثير: "أي علامة يشهر بها في الناس، لأن موضع اللواء شهرة مكان الرئيس". (3901) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 3: 261 عن هذا الموضع. وهو في مجمع الزوائد 6: 68 ونسبه أيضاً بنحوه للبزار، وقال: "وفيه عاصم بن بهدلة، وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح!. وكلمة [كل]، لم تذكر في ح، وأثبتناها من ك وابن كثير. "وكانت عقبة رسول الله": أي نوبته في المشي، كانوا يتعاقبون البعير، يركبون واحداً بعد واحد. وستأتي 3965، 4009، 4010، 4029.

أنتما بأقوى منّى، ولا أنا بأغْنَى عن الأجر منكما". 3902 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة قال: سليمان الأعْمَش أخبرني قال سمعت أبا وائل قال سمعت عبد الله يقول: قَسَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمةً، فقال رجل من القوم: إن هذه لقسمة ما يراد بهإ وجه الله عز وجل!!، قال: فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحدثتُه، قال: فغضب حتى رأيتُ الغضب في وجهه، فقال: "يرحم الله موسى، قد أُوذِيَ بأكثر من ذلك فصَبَر". 3903 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة قال: زبيد ومنصور وسليمان أخبروني أنهم سمعوا أبا وائل يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سباب المسلِم فسوق، وقتاله كفر"، قال زبيد: فقلت لأبي وائل مرتين: أَأنت سمعتَه من عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: نعيم. 3904 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة قال: أبو إسحق أخبرنا قال سمعت أبا الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقول: "اللهم إني أسألك التُّقَى، والهُدَى، والعفاف، والغِنَى". 3905 - حدثنا عفان حدثنا مسعود بن سعد حدثنا خُصَيف عن

_ (3902) إسناده صحيح، وهو مكرر 3608. وانظر 3759. (3903) إسناده صحيح، وهو مكرر 3647. (3904) إسناده صحيح، وهو مكرر 3692. (3905) إسناده ضعيف، لانقطاعه. مسعود بن سعد الجعفي: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 423 وروى عن يحيى بن آدم قال: "كان مسعود من خيار عباد الله". ووقع خلط في اسمه في ح كتب فيها "ثنا ابن مسعود وابن سعد"!!، وصححناه من ك. والحديث رواه الترمذي 2: 4 وابن ماجة 1: 284 مختصراً من طريق عبد السلام بن حرب عن خصيف. قال الترمذي: "وأبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه". التبيع: ولد البقرة أول سنة. الجذع من البقر: ما دخل في السنة الثانية.

أبي عُبيدة عنِ أبيه قال: كتَب رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدقة البقر: "إذا بلغ البقرُ ثلاثين ففيها تَبِيعٌ من البقر، جَذَعٌ أو جَذَعة، حتى تبلغ أربعين، فإذا بلغتْ أربعين ففيها بَقرةٌ مُسِنَّة، فإذا كَثُرت البقر ففي كل أربعين من البقر بقرةٌ مُسِنَّة". 3906 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الأعمش عن شَقِيق بن سَلَمة قال: خطَبَنَا عبدُ الله بن مسعود فقال: لقد أخذتُ من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعاً وسبعين سورة، وزيد بن ثابت غلام له ذؤابتان، يلعبُ مع الغِلْمان. 3907 - حدثنا عفان حدثنا شعْبة أخبرني عبد الملك بن مَيْسَرة قال سمعت النَّزّال بن سَبْرَة قال: سمعت عبد الله يقول: سمعت رجلاً يقرأ آيةً على غير ما أقرأنيها رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، فأخذت بيده حتى ذهبتُ به إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كلِاكما محسن، لا تختلفوا"، أكبرُ علمي وإلا فمِسْعَرٌ حدثني بها، "فإن مَنْ قبلكم اختلفوا فيه فَهَلكوا".

_ = مسنة: قال ابن الأثير:" قال الأزهري: البقرة والشاة يقع عليهما اسم المسن إذا أثنيا، ويثنيان في السنة الثالثة، وليس معنى إسنانها كبرها كالرجل المسن، ولكن معناه طلوع سنها في السنة الثالثة". (3906) إسناده صحيح، عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي. والحديث مطول 3846. (3907) إسناده صحيح، وهو مكرر 3724 ومطول 3803. وقول شُعبة "أكبر علمى" إلخ: يريد أن قوله في آخر الحديث "فإن من قبلكم اختلفوا فهلكوا" يغلب على ظنه أنه سمعه من عبد الملك بن ميسرة، وإن لم يكن سمعه منه فقد سمعه من مسعر بن كدام عنه، وقد مضى في 3724 أن شُعبة سمعه من مسعر عن عبد الملك، فألغى الشك واكتفى بما جزم به. "كلاكما" في ح "كلاهما"، وصحح من ك.

3908 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعْبة حدثني عبد الملك بن مَيْسَرة قال سمعت النَّزَّال بن سَبْرَة يحدث عن عبد الله قال: سمعت رجلاً يقرأ آيةً على غير ما أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذت بيده فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم -، أكبر ظني أنه قال: "لا تختلفوا، فإن مَنْ قبلكم اختلفوا فيه فهلكوا". 3909 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن أبي إسحق قال سمعت أبا الأحوص يقول: كان عبد الله يقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنتُ متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذتُ أبا بكر". 3910 - حدثنا عفان حدثيا حماد حدثنا عاصم عن زِرَّ: أن رجلاً قال لابن مسعود: كيف تعرفُ هذا الحرفَ: "ماءٍ غَيْرَ" ياسن أم "آسِنٍ"؟ فقال: كلَّ القرآن قد قرأتَ؟، قال: إني لأقرأ المفصَّل أجْمَعَ في ركعة واحدة!، فقال أهَذَّ الشِّعْرِ لا أبا لك؟!، قد علمتُ قرائنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كان يَقْرُن قَرينتين قرينتين، من أول المفصَّل. وكان أولَ مفصّل ابن مسعود. {الرَّحْمَنُ}. 3911 - حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا عطاء بن السائب عن

_ (3908) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3909) إسناده صحيح، وهو مختصر 3880. وانظر 3892. (3910) إسناده صحيح، وهو مختصر 3607. (3911) إسناده صحيح، ابن أذنان: ترجمه الحافظ في التعجيل 530 - 531 قال: "ابن أدباد قال: أسلفت علقمة ألفي درهم، وعنه عطاء بن السائب. قلت: اسمه سليم بن أدبان، ويقال: عبد الرحمن. ذكره البخاري في حرف السين [يعني من التاريخ الكبير]، فقال: سليم بن أدبان، ثم أخرج من رواية شُعبة عن الحكم بن عتيبة وأبى إسحاق عن سليم ابن أدبان، كان له على علقمة ألف، فذكر القصة، قال: وقال إسرائيل عن أبي إسحاق عن سليم بن أدبان سمعت علقمة. ومن طريق عبد الرحمن بن عابس: حدثني سليم =

ابن أذنان قال: أسلفتُ عَلْقَمةَ ألفي درهم، فلما خرج عطاؤه قلت له: اقْضِني، قال: أخِّرْني إلى قابل، فأبيت عليه، فأخذتُها، قال: فأتيتُه بعدُ، قال:

_ = قال: استقرض مني علقمة. ومن طريق أكيل مؤدب إبراهيم عن سليمان عن علقمة. وأخرج ابن ماجة من رواية يعلى بن عبيد عن سليمان بن يُسير، أحد الضعفاء، عن قيس بن رومي قال: كان سليم أو سليمان بن أدبان يقرض علقمة إلى عطائه، فذكر القصة والحديث. فالراجح من هذا أن اسمه سليم، ومن سماه سليمان فقد صحف. وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات، فقال: سليم بن أدبان النخعي، يروي عن علقمة، روى عنه الحكم وأبو إسحق. انتهى، وأما من سماه عبد الرحمن فقد ذكره البخاري أيضاً فقال: عبد الرحمن بن أدبان. سمع قوله [كذا]!، قاله الثوري عن أبي إسحق وقال إسرائيل عن أبي إسحق عن واصل، وقال لنا عمرو بن مرزوق عن شُعبة: عبد الرحمن، وقال لنا عبد الله بن عثمان عن أبيه عبد الرحمن بن دينار، [كذا في أصل التعجيل، وصوابه: بن أدبان]. وقال البزار عن محمد بن معمر عن عفان عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أدبان عن علقمة، فذكر الحديث في القرض دون القصة. وقال: لا نعلم روى عبد الرحمن بن أدبان عن علقمة عن عبد الله غير هذا الحديث، ولا نعلم أسنده إلا حماد بن سلمة. قلت: قد أخرجه أحمد عن عفان، لكن أبهمه فقال: عن ابن أدنان، [يعني هذا الحديث]. وحماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه، فروايته قوية، لكن يحتمل أن له اسمان أو اسم ولقب، ولم يضبط عطاء بن السائب اسمه، ومن ثَم أبهمه من أبهمه. ولا يبعد أن يقال: سليم بن أدبان غير عبد الرحمن بن أدبان، أو هما واحد، والاختلاف في اسمه من عطاء بن السائب أو من أبي إسحق. فأما سليم فليس من هذا الكتاب، لأن ابن ماجة أخرجه". فأما أولاً: فإن كلمة " أذنان " في ح وشن ابن ماجة بالذال المعجمة والنون، فلذلك رجحناها على ما ثبت في التعجيل "أدبان" بالدال المهملة والباء، لأن الأغلاط في نسخة التعجيل كثير. وأماك ففيها "ابن زادان" وهو خطأ واضح، فلم نلتفت إليها. وأما ثانياً: فإن ادعاء الحافظ أن سليما ليس من شرط هذا الكتاب، يعني التعجيل، سهو=

بَرّحْتَ بي، قد مَنَعْتني، فقلتُ: نعم، هو عملك، قال: وما شأِني؟، قِلتِ: إنك حدثتني عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن السَّلَف َيجْرِي مَجْرَى شَطْرِ الصدقة"، قال: نعم، فهو كذاك، قال: فخذ الآن. 3912 - حدثنا عفان حدثنا هَمَّام حدثنا عاصم بن بَهْدَلة عن أبي الضُّحى عن مسروق عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرِجْلان تزنيان، والفرج يزني". 3913 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثني الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: قال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل

_ = منه، لأن ابن ماجة لم يخرج الحديث من طريقه، بل من طريق قيس بن رومي، قال: "كان سليمان بن أذنان يقرض علقمة ألف درهم" إلخ. فليس في ابن ماجة باسم "سليم"، وليس هو راوياً ممن روى له ابن ماجة، ولذلك لم يترجم في التهذيب والتقريب والخلاصة. وأما ثالثاً: فإن الراجع عندي في اسمه هو "سليم بن أذنان" على ما ذكره البخاري في التاريخ فيما نقل الحافظ عنه، وأنه ثقة، إذ ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يجرحه البخاري. ثم إني لم أجد هذا الحديث في مجمع الزوائد، فلعله اكتفى برواية القصة في ابن ماجة. "برحت بي": أي شققت عليّ، من البرح، وهو الشدة. والمراد من القصة أن ابن أذنان استوفى من علقمة ما أقرضه، ثم أقرضه إياه مرة أخرى، ليكون له أجر الصدقة كاملا، بقرضين، هما شطرا الصدقة، كما قال له: "فخذ الآن"، وكما توضحه رواية ابن ماجة للقصة، ولفظ الحديث عنده: "ما من مسلم يقرض قرضاً مرتين إلا كان كصدقتها مرة". (3912) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 6: 256 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والبزار والطبراني. (3913) إسناده صحيح، وهو مختصر 3789.

الجنةَ أحدٌ في قلِبه مثقالُ حَبّة مِن كبْر، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقالُ حبة من خَرْدل من إيمان. 3914 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ بن حبَيش عن عبد الله بن مسعود: أن رجلاً من أهل الصُّفة مات، فوجد في برْدته ديناران، فقال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "كَيَّتان". 3915 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ عن ابن مسعود: أنه قال: في هذه الآية {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت جبريلَ عند سِدْرة المنتهى، عليه ستمائة جناح، يُنْشَر من ريشه التهاويل، الدرّ والياقوت". 3916 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا سُهَيل بن أبي صالح وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن عَون بن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال: اللهم فاطر السموات والأرض، عالمَ الغَيب والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أني أشهد أن لا إَله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدُك ورسولك،

_ (3914) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 240 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وقد وثقه غير واحد، ولقية رجاله رجال الصحيح". وقد مضى نحو معناه 3843. (3915) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 8: 103 عن المسند من رواية أحمد عن حسن بن موسى عن حماد بن سلمة، بنحوه، وقال:"وهذا إسناد جيد قوي". وانظر 3748، 3862، 3863، 3864. (3916) إسناده ضعيف، لانقطاعه. سهيل بن أبي صالح: ثقة ثبت. والحديث في مجمع الزوائد 10: 174 وقال:"رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود".

فإنك إن تَكلْني إلى نفسي تُقَرَّبني من الشرِّ وتباعدْني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتكَ، فاجعل لي عندك عهداً تُوفّينيه يَوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد، إلا قال الله لملائكته يوم القيامة: إن عَبدي قد عَهد إليّ عهداً فأوفوه إياه، فيدخله الله الجنة"، قال سهيل: فأخبرتُ القاسم بن عبد الرحمن أن عوناً أخبر بكذا وكذا، قال: ما في أهلنا جاريةٌ إلا وهي تقول هذا في خدرِها. 3917 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة أخبرني منصور قال سمعت خَيثمة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا سَمَر إلا لأحد رجلين، لِمُصَلٍ أو مسافرٍ". 3918 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة قال: أبو إسحق أخبرنا قال سمعت الأسود يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقرأ هذا الحرف: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} بالدال. 3919 - حدثنا أبو سعيد حدثنا زائدة حدثنا منصور عن شَقيق عن عبد الله قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الرجل منا في صَلاته: السلام على الله، السلام على فلان، يَخُصُّ، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: "إن الله عز وجل هو السلام، فإذا قعد أحدكم في صلاته فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قلتم ذلك فقد سلَّمتُم على كل عبدٍ في السموات والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير بعدُ من الدعاء ما شاء"، أو "ما أحَبَّ".

_ (3917) إسناده منقطع، كما بينا في 3603. (3918) إسناده صحيح، وهو مكرر 3853. (3919) إسناده صحيح، وهو مكرر 3622. وانظر 3738، 3877، 3935، 4017.

3920 - حدثنا أبو سعيد حدثنا زائدة حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: كنا إذا قعدنا في الصلاة قلنا: السلام على الله، والسلَام علينا من ربنا، السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان، السلام على فلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله هو السلام، فإذا قعدتم في الصلاة فقولوا: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه إذا قال ذلك أصابتْ كلَّ عبد صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخَّير من الكلام ما شاء"، قال سليمان: وحدثنيه أيضاً إبراهيم عن الأسود عن عبد الله، بمثله. 3921 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الأسود وأبي الأحوص وأبي عُبيدة عن عبد الله قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا التشهد في الصلاة: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". 3922 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا سفيان عن عطاء، يعني ابن السائب، عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنزل الله عز وجل داءً إلا أنزل له دواء، عَلمه مَن عَلِمه، وجَهِله من جَهِله". 3923 - حدثنا مُؤَمَّلَ حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن

_ (3920) إسناداه صحيحان، سليمان في الإسناد الثاني: هو الأعمش والحديث مكرر ما قبله. (3921) إسناده من جهة الأسود وأبي الأحوص صحيح. ومن جهة أبي عبيدة منقطع، والحديث مختصر ما قبله. (3922) إسناده صحيح، سفيان هنا: هو الثوري. والحديث مكرر 3578. (3923) إسناده صحيح، وهو مكرر 3667. وقد أشرنا هناك إلى أن البخاري رواه أيضاً من طريق =

عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الجنة أقربُ إلى أحدكم من شِرَاك نعله، والنار مثلُ ذلك". 3924 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا إسرائيل عن سمَاك عن إبراهيم في الأسود عن عبلإ الله قال: انشقَّ القمر على عهد رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى رأيتُ الجبلَ من بين فُرْجَتَي القمر. 3925 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوِري عن عَلْقَمة بن مَرْثَد عن المغيرة بن عبد الله اليَشْكُرِي عن المَعْرُور بن سويد عن عبد الله قال: قالت أم حَبيبة: اللهم متّعْني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأبى أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنك سألت الله لآجالٍ مضروبة، وأرزاقٍ مقسومة، وآثارٍ مبلوغة، لايُعَجَّل منهَا شيءَ قبل حلّه، ولا يُؤخّر منها شيء بعد حلّه، ولو سألت الله أن يعافيك من عذابٍ فىَ النار وعذابٍ في القبر كان خيراً لك"، قال: َ فقال رجل: يَا رسول الله، القردةُ والخنازير هي مما مُسخ؟، فقَال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لم يمسخ الله قوماً أويُهْلكْ قوماً فيجعلَ لهم نسلاً ولا عاقبةً، وإن القردة والخنازير قد كانت قبل ذلك". 3926 - حدثنا أسود بن عامر أنبأنا إسرائيل قالِ: ذكر أبو إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَرّ عليَّ الشيطانُ،

_ = منصور، وهي الطريق التي هنا. (3924) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 3: 121 وقال: "وهكذا رواه ابن جرير من حديث أسباط عن سماك، به". ونقله في التفسير 8: 130 عن المسند وتفسير الطبري. وانظر 3583. (3925) إسناده صحيح، وهو مكرر 3700، وانظر 3768. (3926) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ولم أجده في غير هذا الموضع. وانظر 3648، 3779، 3802.

فأخذتُه فخنقتُه، حتى لأَجِدُ بَرْدَ لسانه في يدي، فقال: أوْجَعْتَني، أوجعتني". 3927 - حدثنا أسود أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحق عن ابن الأسود عن عَلْقَمة والأسود: أنهما كانا مع ابن مسعود فحضرت الصلاة، فتأخر عِلقمة والأسود، فأخذ ابن مسعود بأيديهما، فأقام أحدَهما عن يمينه والآخر عن يساره، ثم ركعا فوضعا أيديَهما على رُكَبهما، وضرب أيديهما، ثم طبَّق بين يديه وشبَّك، وجعلهما بين فخِذيه، وقال: رأيت النبي-صلي الله عليه وسلم- فعله. 3928 - حدثناه حسين حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن الأسود

_ (3927) إسناده صحيح، ابن الأسود: هو عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد. والحديث روى مسلم نحوه بمعناه 1: 150 من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود. وروى أبو داود1: 237 والنسائي 1: 128 - 129 منه موقف الإمام إذا كانوا ثلاثة، من طريق هرون بن عنترة عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه، وفي النسائي "عن الأسود وعلقمة". قال المنذري (رقم 584): "في إسناده هرون بن عنترة، وقد تكلم فيه بعضهم، وقال أبو عمر النمري. وهذا الحديث لا يصح رفعه، والصحيح فيه عندهم التوقيف على ابن مسعود: أنه كذلك صلى بعلقمة والأسود. وهذا الذي أشار إليه أبو عمر قد أخرجه مسلم في صحيحه: أن ابن مسعود صلى بعلقمة والأسود. وهو موقوف". وقد وهم أبو عمر بن عبد البر وتبعه المنذري، فإن الحديث الذي أشرنا إليه في صحيح مسلم في آخره: "فلما صلى قال: هكذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وهذا صريح في رفعه. وها هو ذا أيضاً في المسند مرفوعاً بإسناد صحيح. والحق أن التطبيق منسوخ، كما قلنا في 3588، وكذلك موقف الاثنين عن يمين الإمام وشماله، وإنما يقفان وراءه. قال المنذري: "وقال بعضهم: حديث ابن مسعود منسوخ، لأنه إنما تعلم هذه الصلاة من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة، وفيها التطبيق وأحكام أخر، هي الآن متروكة، هذا الحكم من جملتها، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - تركه". ورواية هرون بن عنترة ستأتي 4030. وانظر أيضاً 4272، 4311. (3928) إسناده منقطع، وإن كان ظاهره الاتصال، فقد دل الإسناد الذي قبله على أن أبا إسحق =

ابن يزيد وعَلْقَمة بن قَيْس، فذكره. 3929 - حدثنا أسود بن عامر أحبرنا إسرائيل عن أبي إسحق عن خُمَيْر بن مالك قال: أُمر بالمصاحف أن تُغَيَّر، قال: قال ابن مسعود: من استطاع منكم أن يَغُلَّ مصحفه فلْيَغُلّه، فإن من غَلَّ شيئاً جاء به يوم القيامة، قال: ثم قال: قرأتُ من فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة، أفأَترك ما أخذتُ من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. 3930 - حدثنا أسود، قال: وأخبرنا خَلَف بن الوليد حدثنا إسر ائيل

_ = السبيعي إنما سمعه من عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعلقمة. ثم إن أبا إسحق السبيعي لم يسمع من علقمة شيئاً. انظر المراسيل لابن أبي حاتم 54 والتهذيب. والحديث مكررما قبله. (3929) إسناده صحيح، والحديث نقله ابن كثير في التفسير 2: 284 عن هذا الموضع. ورواه ابن أبي داود في المصاحف 15 من طريق إسرائيل. خمير: بضم الخاء المعجمة وفتح الميم وآخره راء، وقد مضى توثيقه 3697. ووقع في ابن كثير "جُبير" وفي كتاب ابن أبي داود "حميد"، وكلاهما تصحيف. وكان هذا من ابن مسعود حين أمر عثمان رضي الله عنه بجمع الناس على المصحف الإمام، خشية اختلافهم، فغضب ابن مسعود. وهذا رأيه، ولكنه رحمه الله أخطأ خطأ شديداً في تأويل الآية على ما أول، فإن الغلول هو الخيانة، والآية واضحة المعنى في الوعيد لمن خان أو اختلس من المغانم. وروى ابن سعد في الطبقات 2/ 2/ 105 معناه مطولاً من طريق الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود. وانظر 3846، 3906. (3930) إسناده صحيح، صلة: هو ابن زفر العبسي. وقوله في أول الإسناد: "حدثنا أسود، قال: وأخبرنا خلف" هكذا هو في الأصلين، والمراد غير ظاهره، المراد أن الإمام رواه عن أسود ابن عامر وعن خلف بن الوليد، كلاهما عن إسرائيل، ويؤيده قوله أثناء الحديث "قال خلف: فلاعنا" فهو يدل على أنه رواه عن شيخيه: أسود وخلف، لا أن أحدهما روى عن الآخر. والحديث رواه صلة بن زفر أيضاً عن حذيفة بن اليمان، فسمعه من الصحابيين: حذيفة وابن مسعود، فرواه مرة عن هذا ومرة عن ذاك. وقد نقله ابن كثير =

عن أبي إسحق عن صلَة عن ابن مسعود قال: جاء العاقبُ والسيّد صاحبا نَجران، قال: وأرادا أن يَلاعنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تُلاَعنْه، فوالله لئن كان نَبيّا فلعنّا، قال خلف: فلاَعنَّا، لا نفلح نحن ولا عَقبُنا أبداً، قال: فأتياه فقالا: لا نلاعنُك، ولكنا نعطيك ما سألتَ، فابعثْ معَنا رجلاً أميناً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأبعثنَّ رجلاً أميناً حقَّ أمينٍ حقَّ أمين"، قال: فاستشرف لها أصحاب محمد، قال: فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجَّراح"، قال: فلما قَفَّا، قال: "هذا أمينُ هذه الأمة". 3931 - حدثنا أسود بن عامر وأبو أحمد قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا نام، قال أبو أحمد: إذا أَوَى إلى فراشه، وضع يده اليمنى تحت خَدّه، قال أبو أحمد: الأيمنِ ثم قال: "اللهم قِنِي عذابَك، يوم تَجمع عبادَك". 3932 - حدثناه وكيع بمعناه. 3933 - حدثنا يحيى بن إسحق أخبرنا ابن لَهِيعة عن محمد بن

_ = في التفسير 2: 156 من البخاري من حديث صلة عن حذيفة، ثم قال: "رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث إسرائيل عن أبي إسحق عن صلة عن حذيفة، بنحوه، وقد رواه أحمد والنسائي وابن ماجة من حديث إسرائيل عن أبي إسحق عن صلة عن ابن مسعود، بنحوه". وقصة وفد بخران ذكرها ابن كثير مفصلة في ذلك الموضع، وذكرها ابن سعد في الطبقات 1/ 2/ 84 - 85. (3931) إسناده ضعهف، لانقطاعه. وهو مكرر 3742، 3796. (3932) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (3933) إسناده صحيح، محمد بن عبد الله بن مالك الداري المدني: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/127 - 128 وقال: " سمع أم سلمة". سهل بن سعد الساعدي الأنصاري: صحابي معروف ولد قبل الهجرة بخمس سنين، =

عبد الله بن مالك عن سَهْل بن سعد الأنصاري عن عبد الله بن مسِعود: أن رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم في صلاته عن يمينه وعن يساره، حتى يُرَى بياضُ خَدَّيه. 3934 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا فِطرْ عن سَلَمة بن كُهَيل عن زيد بن وَهْب الجُهَني عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، وهو الصَادق المَصْدُوق: "يُجمع خَلْق أحدكم في بطن أمه أربعين ليلةً، ثم يكون عَلَقة مثلَ ذلك، ثم يكون مُضغةً مثل ذلك، ثم يَبعث الله عز وجل إليه مَلَكاً من الملائكة، فيقول: اكتبْ عملَه وأجلَه ورزقَه، واكتبه شقيّا أو سعيداً"، ثم قال: والذي نفس عبد الله بيده، إن الرجل ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة غيرُ ذراع ثم يدركه الشقاء، فيعملُ بعمل أهل النار، فيموت فيدخل النار، ثم قال: والذيِ نفسُ عبد الله بيده، إن الرجل ليعملُ بعمل أهل النار، حتى ما يكونُ بينه وبين النار غير ذراع، ثم تدركه السعادة، فيعملُ بعمل أهل الجنة، فيموت فيدخل الجنة. 3935 - حدثنا أبو نُعَيم حدثنا سَيْف قال سمعت مجاهداً يقول

_ = ومات وقد بلغ 100 سنة أو أكثر. والحديث مختصر 3888. (3934) إسناده صحيح، فطر: هو ابن خليفة. والحديث مكرر 3624، ولكنه هناك مرفوع كله، وهنا جعل آخره من كلام ابن مسعود. والرفع زيادة ثقة، فهي مقبولة. (3935) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 47 - 48 عن أبي نعيم عن سيف. وأشار الحافظ في الفتح 2: 260 إلى أنه رواه أيضاً أبو عوانة في صحيحه والسراج والجوزقي وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي وأبو بكر بن أبي شيبة، كلهم من حديث أبي نعيم، وهو الفضل ابن دكين، شيخ أحمد والبخاري. وقد مضى معناه مراراً، آخرها 3921. وفي هذه الرواية زيادة أنهم كانوا يقولون بعد وفاة رسول الله: "السلام على النبي" بالغيبة، بدل "السلام عليك أيها النبي" بالخطاب.

حدثني عبد الله بن سَخْبَرة أبو مَعْمَر قال سمعت ابن مسعود يقول: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد، كفِّي بين كفيه، كما يعلمني السورةَ من القرآن، قال: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"، وهو بين ظَهرانينا، فلما قُبض قلنا: السلام على النبي. 3936 - حدثنا أبو نُعَيم حدثنا أبو عُمَيس قال سمعت علىَّ بن الأقْمَر يذكر عن أبي الأحوص عن عبد الله أنه قال: من سَرَّة أن يَلْقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيثُ ينادَى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سُنَن الهدى، وإنهن من سُسن الهَدي، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سُنة نبيكم، ولو أنكم تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطُّهور ثم يَعْمد إلىِ مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوةٍ: يخطوها حسنةً، ويرْفع [له] بها درجة، ويَحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤْتى به يُهادَى بين الرجلين، حتى يقام في الصفّ. 3937 - حدثنا سليمان بن حَرْب حدثنا شُعبة عن سليمان

_ (3936) إسناده صحيح، أبو عميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد وغيرهم. والحديث رواه مسلم 1: 181 عن أي بكر بن أبي شيبة عن الفضل بن دكين. وهو أبو نعيم بهذا الإسناد. وقد سبق معناه مطولاً بإسناد آخر ضعيف 3623 وأشرنا إلى رواية مسلم هناك. كلمة [له] زيادة من ك. في ح "ولو رأيتنا" بدل "ولقد رأيتنا" والتصحيح من ك. (3937) إسناداه صحيحان، وهو مكرر 3766. وقول سليمان بن حرب في الإسناد الثاني =

الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: صليت ليلةً مع رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، فلم يزل قائماً حتى هممتُ بأمر سوء، قلنا: وما هممتَ به؟، قال: هممتُ أن أقعد وأدعَ النبي-صلي الله عليه وسلم-!!، قال سليمان: وحدثنا محمد بن طَلْحة، مثلَه. 3938 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا سعيد، يعني ابن عبد الرحمن الجُمَحِي عن موسى بن عُقْبة عن الأَوْديّ عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حرم على الناركلُّ هَيّن ليّن سهل قريبٍ من الناس".

_ = "وحدثنا محمد بن طلحة مثله" يريد أن محمد بن طلحة بن مصرف حدثه عن الأعمش بهذا الإسناد. (3938) إسناده صحيح، سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل الجمحي المدني قاضي بغداد: ثقة، وثقه ابن معين وابن نمير والعجلي والحاكم وغيرهم، وجرحه ابن حبان جرحاً شديدَاً دون حجة، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/452 - 453 فلم يذكر فيه جرحاً، وله ترجمة جيدة في تاريخ بغداد 9: 67 - 69 الأودي: لم أجزم بمن هو؟، والراجح عندي أنه أحد اثنين: عمرو بن ميمون الأودي، وهزيل بن شرحبيل الأودي، كلاهما من أصحاب ابن مسعود. ولم أجد الحديث من هذا الوجه إلا في الجامع الصغير برقم 3702 ونسبه لأحمد فقط، وذكر شارحه المناوي أن الحافظ العراقي قال: "ورواه الترمذي، لكن بدون لفقا لين، وقال: حسن غريب". وفي الترغيب والترهيب 3: 263 حديث بمعناه عن ابن مسعود، وقال: "رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وابن حبان في صحيحه"، فذكر لفظه بنحوه. ولم أجد الحديث في الترمذي بعد طول البحث. ولكني أكاد أجزم بان رواية الترمذي من وجه آخر غير هذا الوجه، لأن راويه هنا سعيد بن عبد الرحمن لم يرمز له في التهذيب برمز الترمذي، فلو كان من هذا الوجه لرمز له به إن شاء الله، إلا أن يكون رواه من طريق شيخ آخر عن موسى بن عقبة. ولو وجدته بعد ذلك في الترمذي بينت ذلك وأتممت تحقيق إسناده في الاستدراك، إن شاء الله.

3939 - حدثنا موسى بن داود أخبرنا زُهَير عن أبي الحرث يحيى التَّميمي عن أبي ماجد الحنفي عن عبد الله قال: سأَلْنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن السير بالجَنازة؟، فقال: "السير ما دون الخَبَب، فإن يَكُ خيراً يُعَجَّلْ أو تُعَجَّلْ إليه، وإن يَكُ سوى ذلك فبُعْداً لأهل النار، الجنازة متبوعة ولاَ تَتْبع، ليس منَّا من تقدَّمها". 3940 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عَجْلان قال حدثني عَون ابن عبد الله قال: قال عبد الله: إذا حُدّثتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً فظُنَّوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي هو أَهْياه وأَهداه وأَتقاه. 3941 - حدثنا رَوح ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شُعبة، قال روح: حدثنا الحَكَم عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد: أنه حج مع عبد الله فرمى الجمرة الكبرى بسبع حصيات، وجعل البيتَ عن يساره، ومنًى عن يمينه، وقال: هذا مَقام الذي أُنزلت عليه سورةُ البقرة. 3942 - حدثنا رَوح حدثنا حماد عن حماد عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد: أن عبد الله بن مسعود استبطن الوادي واعترض الجمار

_ (3939) إسناده ضعيف، وهو مكرر 3734. "السير" في ك في الموضعين "يعجل أو تعجل" اخترنا أن تكون إحداهما بالياء والثانية بالتاء، حتى يكون هناك موضع لاختلاف الرواية، ولكن الذي في الأصلين بالياء التحتية فيهما، فلا يظهر موضع الاختلاف. (3940) إسناده ضعيف، وهو مكرر 3645 بهذا الإسناد. "أهياه" هنا في ح "أهيؤه"، وأثبتنا ما في ك، لموافقته الرواية الماضية. (3941) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث مطول 3874. (3942) إسناده صحيح، حماد شيخ روح: هو حماد بن سلمة. وحماد شيخه: هو حماد بن أبي سليمان. والحديث مختصر ما قبله. "أن عبد الله بن مسعود" في ح "أن عبد الله بن يزيد"، وهو خطأ، صح من ك.

اعتراضاً، وجعل الجبل فوق ظهره ثم رمى، وقال: هذا مقام الذي أُنزلت عليه سورة البقرة. 3943 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا زائدة حدثنا عاصم عن زرّعن عبد الله قال: لحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ أسود، فمات، فأُتي به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "انظروا هل ترك شيئاً؟ "، قالوا: ترك دينارين، قال: "كَيَّتَانِ". 3944 - حدثنا أَسباط وابن فُضَيل، المعنى، قالا: حدثنا مُطَرِّف عن أبي الجَهْم عن أبي الرَّضْرَاض عن ابن مسعود قال: كنت أسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة فيرد على، فسلمتُ عليه ذات يوم فلم يردَّ علىَّ شيئاً، فوجَدتُ في نفسي، فقلت: يا رسول الله، كنتُ أسلم عليك وأنت في الصلاة فترد عليّ، وإني سلمتُ عليك فلم تردَّ علي شيئاً؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يُحْدِث في أمره ما يشاء". 3945 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قَتادة عن عَزْرَة عن الحسن العُرَني عن يحيى بن الجزار عن مسروق: أن امرأةً جاءت إلى ابن مسعود فقالت: أُنْبئْتُ أنك تنهىِ عن الواصلة؟، قال: نعم، فقالت: أشيء تجده في كتاب الله، أم سمعته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: أجده في كتاب الله وعن رسول الله، فقالت: والله لقد تصفحتُ ما

_ (3943) إسناده صحيح، وهو مكرر 3843، 3914. (3944) إسناده صحيح، وهو مكرر 3885. وقد فصلنا القول فيه هناك. (3945) إسناده صحيح، ورراه النسائي 2: 281 من طريق خلف بن موسى عن أبيه عن قتادة، ولكنه لم يسق لفظه كاملا، ساقه إلى قوله "سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأجده في كتاب الله" ثم قال: "وساق الحديث". وانظر 3881، 4129. النامصة: التي تنتف الشعر من وجهها. الواشرة: المرأة التي تحدد أسنانها وترقق أطرافها، تفعله المرأة: الكبيرة تتشبه بالشوابَّ. الواصلة: التي تصل شعرها بشعر آخر زور.

بين دَفَّتي المصحف، فما وجدتُ فيه الذي تقول!، قال: فهل وَجَدْت فيه {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}؟، قالت: نعم، َ قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن النامصة، والواشرة، والواصلة، والواشمة إلا من داء، قالت المرأة: فلعله في بعض نسائك؟، قال لها: ادخلي، فدخلتْ، ً ثم خرجتْ فقالتْ: ما رأيتُ بأساً، قال: ما حفظتُ إذن وصيةَ العبد الصالح: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}. 3946 - حدثنا أسود بن عامر قال أخبرنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتطع مال امرئٍ مسلم بغير حق لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان". 3947 - حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو بكر عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة رجل في قلبه مثقالُ ذَرة من كِبْر، ولا يدخل النارَ رجل في قلبه مثقالُ ذَرة من إيمان". 3948 - حدثنا أسود أخبرنا أبو بكر عن الحسن بن عمرو عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المؤمن ليس باللعَّان ولا الطعَّان ولا الفاحش ولا البذيء". 3949 - حدثنا رَوح وعفان قالا حدثنا حماد بن سَلَمَة، قال

_ (3946) إسناده صحيح، وهو مختصر 3576، 3597. (3947) إسناده صحيح، وهو مكرر 3913. (3948) إسناده صحيح، الحسن بن عمرو: هو الفقيمي. محمد بن عبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. والحديث مكرر 3839. (3949) إسناده صحيح، والقسم الثاني منه، في فضل الثبات في الغزو، رواه أبو داود 2: 326 من طريق حماد، والقسم الأول منه، في قيام الليل، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: =

عفان: أخبرنا عطاء بن السائب عن مُرَّة الهَمْداني عن ابن مسعود عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "عَجب ربّنا عز وجل من رجلين، رجل ثار عن وِطائه ولحِافه من بين أهله وَحَيّه إلى صلاته، فيقول ربُّنا: أيا ملائكتي، انظروا إلى عبدي، ثار من فراشه ووطائه ومن بين حيّه وأهله إلى صلاته، رغبةً فيما عندي، وشفقةً مما عندي، ورجل غزا في سبيلِ الله عزوجل، فانهزموا، فعَلم ما عليه من الفِرَار، وما له في الرجوع، فرجع حتى أُهَرِيق دمُه، رغبةً فيما عنديِ، وشفقةً مما عندي، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبةً فيما عندي، ورهبةً مما عندي، حتى أهَريق دمه". 3950 - حدثنا رَوح حدثنا شُعْبَة قال سمعت أبا إسحق قال سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك الهُدَى، والتًّقى، والعَفاف، والغِنى". 3951 - حدثنا رَوح وعفان، المعنى، قالا حدثنا حماد بن سَلَمَة عن عطاء بن السائب عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، قال عفان:

_ = 255 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير. وإسناده حسن". والحديث كله في الترغيب 1: 219 - 220 ونسبه أيضاً لابن حبان في صحيحه، ثم ذكر رواية أبي داود 2: 198. (3950) إسناده صحيح، وهو مكرر 3904. (3951) إسناده ضعيف، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. والحديث في مجمع الزوائد 8: 231 وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط"!، فترك علته، الانقطاع، وأعله بما لا يصلح، لأن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل اختلاطه، على الراجع. في ح "فإذا هو بيهودي"، وهو خطأ. لأن المراد أنه وجد بعض اليهود، وصح من ك ومجمع الزوائد. قوله "لوا أخاكم": هو فعل أمر من "ولي يلي"، يأمرهم بتولي أمره من غسل وصلاة ودفن. لأنه مات مسلماً.

عن أبيه ابن مسعود، قال: إن الله عز وِجل ابتعث نبيّه - صلى الله عليه وسلم - لإدخال رجل إلى الجنة، فدخل الكنيسة، فإذا هو بيهود، وإذا يهوديُّ يقرأ عليهم التوراة، فلما أتَوْا على صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - أمسكوا، وفي ناحيتها رجل مريض، فقال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "ما لكم أمسكتم؟ "، قال المريض: إنهم أتوْا على صفة نبي فأمسكوا، ثم جاء المريض يحبو، حتى أخذ التوراة، فقرأ حتى أتى على صفة النبي-صلي الله عليه وسلم- وأُمّته، فقال: هذه صفتك وصفةُ أُمتك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، ثم مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لُوا أخاكم". 3952 - حدثنا رَوح حدثنا حماد أَخبرنا عطاء بن السائب عن أبي عُبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: إياكم أَن تقولوا مات فلان شهيداً، أو قُتل فلان شهيداً، فإن الرجل يقاتل ليَغْنم، ويقاتل ليُذْكَر، ويقاتل ليُرَى مكانُه، فإِن كنتم شاهديَن لا محالة، فاشهدوا للرهط الذين بعثهم رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في سِريَّة، فقُتلوا، فقالوا: اللهم بلِّغْ نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - عنَّا انا قد لَقيناك فرضينا عنك ورضيتَ عنَّا. 3953 - حدثنا رَوح ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شُعْبة عن

_ (3952) إ سناده ضعيف، لانقطاعه. وأصل معناه صحيح، فقد روى الجماعة من حديث أبي موسى: "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟، فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله"، انظر المنتقى 4192 - 4198. وأما هؤلاء الرهط الذين أثار إليهم ابن مسعود فهم القراء السبعون، الذين بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقبائلِ رِعْل وذَكْوان وعُصية وبنى لِحْيان مدداً على عدوهم، إذ طلبوا منه ذلك، فقتلوهم ببئر مَعُونة وغدروا بهم، قال أنس بن مالك: "فقرأنا فيهم قرآناً، ثم إن ذلك رفع: بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا"، رواه البخاري وغيره، انظر تاريخ ابن كثير 4: 71 - 74. (3953) إسناده صحيح، وهو مطول 3593. وشكُّ سليمان الأعمش في أنه سمعه من عمارة =

سليمان، قال سمعت عمارة بن عُمير يحدّث، قال ابن جعفر: أو إبراهيم، شُعبة شَكَّ، عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنىً ركعتيين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، فليتَ حَظى من أربع ركعتان مُتَقبَّلتَانِ. 3954 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزُّهْرِي عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة في ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بتُّ الليلةَ أقرأ على الجن، رُفَقَاءَ بالحَجُون". 3955 - حدثنا هشام بن عبد الملك حدثنا أبو عَوَانة، ويحيى بن

_ = ابن عمير أو من إبراهيم النخعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، لا يؤثر في صحته، فكلاهما ثقة. والرواية الماضية رواها أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم، من غير شك، وكذلك الرواية الآتية عن سفيان عن الأعمش 4003، وكذلك رواه ابن نمير عن الأعمش عن إبراهيم 4034. (3954) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عبيد الله لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود. وانظر 3810. وقوله "رفقاء بالحجون" يريد أنهم كانوا جماعة رفقة بالحجون. والحجون، بفتح الحاء: هو الجبل المشرف مما يلي شِعْب الجزار بمكة، كما في النهاية. وكلمة "رفقاء" رسمت في ح من غير همزة، فقد يخطئ قارئها، وضبطناها بتوثق من ك. (3955) إسناده صحيح، عريان بن الهيثم بن الأسود: تابعي ثقة، قال ابن سعد: "كان من رجال مذحج وأشرافهم"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 85. قبيصة بن جابر بن وهب ابن مالك الأسدي: تابعي كبير ثقة، قال يعقوب بن شيبة: "يعد في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة، وهو أخو معاوية من الرضاعة"، وقال العجلي: "كان يعد من الفصحاء"، وقال ابن خراش: "جليل من نبلاء التابعين، أحاديثه عن ابن مسعود صحاح"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 175. والحديث رواه البخاري في الكبير في ترجمة عريان عن موسى وأبى الوليد عن أبي عوانة. ورواه النسائي 2: 282 من طريق يحيى بن حماد عن أبي عوانة، ومن طريق الحسين بن واقد عن عبد الملك بن =

حماد قال أخبرنا أبو عَوانة عن عبد الملك بن عُمَير عن العُرْيان بن الهَيثم عن قَبِيصة بن جابر الأسدي قال: انطلقتُ مع عجوز من بني أسد إلى ابن مسعود، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلعن المُتَنَمّصَات والمتفِلّجات، والموشمات، اللاتي يُغيِّرْن خلقَ الله، قال يحيى: والمُوسِمَات اللاتي. 3956 - حدثنا حسن حدثنا شَيْبان عن عبد الملك عن العُريان بن الهَيثم عن قَبِيصة بن جابر الأسدي قال: انطلقت مع عجوز إلى ابن مسعود، فذكر قصةً، فقال عبد الله: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلعن المتنمصات، والمتفلجات، والموشمات، اللاتي يغيِّرْن خلقَ الله عز وجل. 3957 - حدثنا هشام بن عبد الملك حدثنا أبو عَوَانة عن عبد الملك عن عبد الرحمن بن عبد الله بين مسعود عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قتال مسلم أخاه كفر، وسبابه فُسُوقي". 3958 - حدثنا هشام بن عبد الملِك حدثنا أبو عَوانة عن حُصَين قال حدثني إبراهيم عن نَهيك بن سنان السُّلَمِي: أنه أتىِ عبد الله بن مسعود فقال: قرأتُ المفصَّل الليلة في ركعةٍ، فقال: هذَّا مثلَ هذِّ الشِّعْر، أو نَثْراً مثل

_ = عمير. المتنمصات: قال ابن الأثير: "النامصة: التي تنتف الشعر من وجهها، والمتنمصة: التي تأمر من يفعل بها ذلك". المتفلجات: من "الفلج" بفتحتين، وهو فرجة ما بين الثنايا والرباعيات. والمتفلجات: اللاتي يفعلن ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين. الموشمات بالشين المعجمة: من الوشم، وهو معروف. والموسمات، بالمهملة: من الوسم، وهو العلامة، ومعناه قريب من ذاك. وانظر 3945. (3956) إسناده صحيح، وهو مكررما قبله. (3957) إسناده صحيح، وقد مضى من طريق أبي وائل عن ابن مسعود 3647، 3903. (3958) إسناده صحيح، إبراهيم: هو التيمي. نهيك بن سنان السلمي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، ولكن وقعت نسبته في التعجيل 425 والفتح 2: 214 "البجلي". والحديث مضى نحوه بمعناه من وجه آخر 3607. 3910.

نَثْر الدَّقَل؟!، إنما فُصّل لتفَصِّلوا، لقد علمتُ النظائرَ التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرِن، عشرين سورَة، الرحمن والنجم، على تأليف ابن مسعود، كل سورتين في ركعة، وذكر الدخان وعمَّ يتساءلون، في ركعة. 3959 - حدثنا سليمان بن داود أخبرنا شَعبة عن الأعمش سمع أبا وائلِ يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لكل غادرٍ لواء، ويقال: هذه غدْرَةُ فلانٍ". 3960 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا شُعبة عن منصور قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بئسما لأحدِكم"، أو"بئسما لأحدهم أن يقولْ نَسيتُ آية كيت وكيت، بل هو نُسي، استذكِروا القرآنَ فوالذي نفسي بيده، لَهُوَ أشدُّ تَفَصِّياً من صدور الرجال من النَّعَمِ من عُقُلهِا". 3961 - حدثِنا صفوان بِن عيسى أخبرنا الحرث بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن سَخْبَرة قال: غَدوتُ مع عبد الله بن مسعود من منًى إلى عرفات، فكان يلبي، قال: وكان عبد الله رجلاً آدَم، له ضفران، عليه مسحة أهل البادية، فاجتمع عليه غوغاءُ من غوغاء الناس، قالوا: يا أعرابي، إن هذا ليس يومَ تلبية، إنما هو يوم تكبير!!، قال: فعند ذلك التفتَ إليّ فقال: أجَهِلَ الناسُ أم نَسُوا؟، والذي بعث محمِداً - صلى الله عليه وسلم - بالحق، لقد خرجتُ مَع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ترك التلبيةَ حتى رمى جمرةَ العقبة، إلا أن يَخْلطها بتكبيرٍ أوتهليلٍ.

_ (3959) إسناده صحيح، وهو مطول 3900. (3960) إسناده صحيح، وهو مكرر 3620. (3961) إسناده صحيح، الحرث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان من المتقنين". ابن سخبرة: هو أبو معمر عبد الله بن سخبرة. وقد مضى بعض معناه مختصراً بإسناد ضعيف 3739. وانظر 3199، 3549.

3962 - حدثنا وَهْب بن جَرير حدثنا شُعبة عن أبي إسحاق عن عمِرو بن ميمون عن عبد الله قال: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا على قريش غير يوم واحد، فإنه كان يصلي ورهطٌ من قريش جلوسٌ، وسَلا جَزُور قريبٌ منه، فقالوا: من يأخذ هذا السَّلا فيُلقيه على ظهره؟، قال: فقال عُقْبة بن أبي مُعَيْط: أنا، فأخذه فألقاء على ظهره!!، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمةُ صلوات الله عليها فأخذته عن ظهره، فقال رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم عليك الملأَ من قريش، اللهم عليك بعُتْبة بن ربيعة، اللهم عليك بشَيْبة بن ربيعة، اللهم عليك بأبِي جهلٍ بن هشام، اللهم عليك بعُقْبة بن أبي مُعَيْط، اللهم عليك بأُبيّ بن خلف"، أو" أُمَيّة بن خلف"، قال: قال عبد الله: فلقد رأيتُهم قُتلوا يوم بدر جميعاً، ثم سُحبوا إلى القَليب، غير أُبيّ أو أمية، فإنه كان رجلاً ضخماً فتقطَّع. 3963 - حدثنا أزْهَر بن سعد أخبرنا ابن عَون عن إبراهيم عن عَبيدة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الناس قرني الذين يلوني، ثم الذَينِ يلونهم، ثم الذين يلوِنهم"، قال ولا أدري أقاِل في الثالثة أو في الرابعة: "ثم يخْلُفُ بعدهم خَلْف تسْبِق شهادةُ أحدِهم يمينه، ويمينُه شهادتَه". 3964 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هَمّام قال حدثنا عاصم عن زرّ عن ابن مسعود: أن الأم عُرضتْ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فعرضتْ عليه أُمته، فأعجبتْه كثرتُهم، فقيل: إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير

_ (3962) إسناده صحيح، وهو مكرر 3722، 3723 ومطول 3775. (3963) إسناده صحيح، وهو مكرر 3594. أزهر بن سعد: سبق توثيقه 996، وفي ح "زهير ابن سعد" وهو خطأ، صحح من ك. خلف: بسكون اللام، قال ابن الأثير: الخلف، بالتحريك والسكون: كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك في الخير، وبالتسكين في الشر، يقال: خلَف صدق، وخلْف سوء، ومعناهما جميعاً القرن من الناس"، "قرني" في خ "أقراني" وصححناه من ك. (3964) إسناده صحيح، وهو مختصر 3819 وانظر 3806.

حساب. 3965 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود قال: كانوا يوم بدر بين كل ثلاثة نفر بعيرٌ، وكان زَميل النبي - صلى الله عليه وسلم - علِيُّ وأبو لبابة، قال: وكان إذا كانت عقْبةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قالا له: اركبْ حتى نمشي عنك، فيقول: "ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغْنَى عن الأجر منكما". 3966 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق، قال: ليس أبو عُبيدةَ ذَكَرَه، ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه: أنه سمع عبد الله ين مسعود يقول: أتَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الغائط، وِأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدتُ حجرين ولم أجد الثالث، فأخذتُ رَوْثة، فأتيتُ بهنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ الجرين وألقَى الروثة، وقال: "هذه رِكْس". 3967 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان، وذكر التشهد، تشهدَ عبد الله، قال: حدثنا أبو إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنصورٌ والأعمش وحماد عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. 3968 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زُهَير عن أبي إسحق عن الأسود بن يزيد وعَلْقَمةِ عن عبد الله: أن رجلاً أتاه فقال: قرأتُ المفصَّل في ركعة، فقال: بل هَذَذْت كهَذّ الشِّعْر، أو كنَتْر الدَّقَل، لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفعلْ كما فعلتَ، كان يقرأ النُّظر: الرحمن والنجم، في ركعة، قال: فذكر أبو إسحق عشر ركعات بعشرين سورة، على تأليف عبد الله آخرهن إذا الشمس كُوّرَتْ والدُّخَان.

_ (3965) إسناده صحيح، وهو مكرر 3901. (3966) إسناده صحيح، وقد مضى معناه بإسناد منقطع 3685، وأشرنا هناك إلى أن رواية زهير عن أبي إسحق، وهي هذه الرواية، رواها البخاري، وستأتى أيضما 4056. وانظر 4299. (3967) إسناده صحيح، وهو مكرر 3920، 3921. (3968) إسناده صحيح، وهو مكرر 3958.

3969 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبيِ إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنت مع عبد الله بن مسعود بجَمْع، فصلى الصلاتين، كلَّ صلاة وحدَها بأذان وإقامة، والعَشَاء بينهما، وصلى الفجر حين سطع الفجر، أو قال: حين قال قائل: طلع الفجر، وقال قائل: لم يطلع، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن هاتين الصلاتين تُحَوَّلان عن وقتهما في هذا المكان، لا يَقْدَمُ الناسُ جَمْعاً يُعْتِمُوا، وصلاةُ الفجر هذه الساعة. 3970 - حدثنا يحيى بن آدم ويحيى بن أبي بُكير قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني أنا الرزّاق ذو القوة المتين. 3971 - حدثنا يحيى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: في قوله عز وجل {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريلَ - صلى الله عليه وسلم - في حُلة من رَفْرَفٍ، قد ملأ ما بين السماء والأرض. 3972 - حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعَلْقَمة عن عبد الله قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يكبّر في كل ركوع وسجود، ورفع ووضع، وأبو بكر وعمر، ويسلمون على أيمانهم وشمائلهم: "السلام عليكم ورحمة الله".

_ (3969) إسناده صحيح، وهو مختصر 3893. (3970) إسناده صحيح، وهو مكرر 3771. (3971) إسناده صحيح، وهو مكرر 3740 بإسناده. وانظر 3748، 3780، 3862 - 3864، 3915. (3972) إسناده صحيح، وهو مكرر 3736 ومطول 3849.

3973 - حدثنا يحيى بن آدم وحسين بن محمد قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص وأبى عُبيدة عن عبد الله قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟، فقال: "الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله"، ولو استزدتُ لزادني، قال حسين: استزدته. 3974 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الله بن إدريس، أملاه عليّ من كتابه، عن عاصم بن كُلَيب عن عبد الرحمن بن الأسود حدثنا عَلْقَمة عن عبد الله قال: علّمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاةَ، فكبر ورفع يديه، ثم ركع وطَبَّق بين يديه وجعلهما بين ركبتيه، فبلغ سعداً، فقال: صدق أخِي، قد كنا نفعل ذلك، ثم أُمرنا بهذا، وأخَذ بركبتيه، حدثني عاصم بن كُلَيب هكذا. 3975 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً، لا أدري زاد أو نقص، ثم سلم وسجد سجدتين. 3976 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن حُصَين عِن كَثير ابن مُدْرك عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: أنه لبّي ليلةَ جمْع، ثم قال: ها هنا رأيتُ الذي أُنزلتْ عليه سورةُ البقرة يلبّي.

_ (3973) إسناده من طريق أبي الأحوص صحيح، ومن طريق أبي عبيدة منقطع، وقد مضى معناه بإسناد آخر صحيح 3890. (3974) إسناده صحيح، وقد مضى بعض معناه في مسند سعد بن أبي وقاص 1570 وفي مسند ابن مسعود 3588، 3927، 3928. (3975) إسناده صحيح، وهو مختصر 3602. وانظر 3883، 4032، 4174. (3976) إسناده صحيح، وهو مختصر 3549. وانظر 3961.

3977 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن يحيى بن عبد الله الجابر التَّيْمِي عن أبي الماجد قال: جاء رجل إلى عبد الله، فذكر القصة، وأنشأ يحدّث عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أولَ رجل قُطع في الإسلام، أو من المسلمين رجلٌ أُتي به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقيل: يا رسول الله، إن هذا سرَق، فكأنما أُسِفّ وجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَماد، فقال بعضهم: يا رسول الله، أي يقول: ما لَك؟، يقال: "وما يمنعني وأنتم أعوانُ الشيطان على صاحبكم، والله عز وجل عَفُوُّ يحبُّ العفو، ولا ينبغي لوالي أمرٍ أن يؤتَى بحدّ إلا أقامه"، ثم قرأ {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}. قال يحيى: أملاه علينا سفيانُ إملاَءً. 3978 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن يحيى الجابر عن أبي الماجد الحنفي عن عبد الله قال: سألْنا نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - عن السبر بالجنازة؟، فقال: "السير دون الخَبَب، فإن يَك خير، تعِجلٍ إليه، وإن يَك سوى ذلك فبُعْداً لأهل النار، والجنازة متبوعة، وليس منَّا مَنْ تقدَّمها". 3979 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شَريك حدثنا علي بن الأقْمَير عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: لقد رأيتُنا وما تُقام الصلاة حتى تَكامَلُ بنا الصفوفُ، فمن سره أن يلقى الله عز وجل غداً، مسلماً فليحافظْ على

_ (3977) إسناده ضعيف، لضعف أبي ماجد، والحديث مضى معناه بزيادة ونقص 3711، وسيأتي كذلك 4168. أسفَّ. قال ابن الأثير:" أي تغير واكمدَ. كأنما ذُرَّ عليه شيء غَيّره من قولهم: أسففت الوشم، وهو أن يغرز الجلد بإبرة ثم تُحشى المغارز كُحْلا". واللفظ هنا "أسف رماداً"، أي كأنما ذُرّ عليه الرماد. (3978) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وهو مكرر 3939. "ليس منّا" في ح "ليس منها"، وصححناه من ك. (3979) إسناده صحيح، وهو مختصر 3936.

هؤلاء الصلوات المكتوبات حيثُ ينادَى بهنَّ، فإنهنَّ من سُنن الهُدَى، وإن الله عز وجل قد شرع لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - سُنَنَ الهُدَى. ِ3980 - حدثنا يحىِ بن آدم حدثنا وكيع عن أبيه عن أبي إسحق عن معد يكربَ قال: أتينا عبد الله، فسألناه أن يقرأ علينا طسم المائتين، فقال: ما هي معي، ولكن عليكم مَنْ أخذها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خَبَّاب بن الأَرَتِّ، قال: فأتينا خبَّاب بن الأرَتِّ فقرأَها علينا. 3981 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِرّ بن حُبَيْش عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله-صلي الله عليه وسلم- سورةً من الثلاثين من آل حمِ، يعني الأحقاف، قال: وكانت السورُة إذا كانت أكثر من ثلاثين آيةً سُمِّيت (الثلاثين)، قال: فُرحْتُ إلى المسجد، فإذا رجل يقرؤها على غير ما أقرأني، فقلت: من أقرأكَ؟، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقلت لآخر: اقرأْها، فقرأها على غير قراءتي وقراءة صاحبي، فانطلقتُ بهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إن هذين يُخَالفاني في القراءة!، قال: فغضب وتمعَّر وجهُهُ، وقال: "إنما أَهْلَك من كان قبلكم الاختلافُ"،

_ (3980) إسناده صحيح، معد يكرب: ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 41 قال: "معد يكرب الهمداني، ويقال العبدي، كوفي, سمع ابن مسعود وخباب بن الأرت، روى عنه أبو إسحق الهمداني"، ثم روى حديثاً آخر من حديثه عن ابن مسعود، فهو ثقة إذ لم يَذكر فيها جرحاً. ولم يترجم في التهذيب ولا في التعجيل، فيُستدرك على الحافظ، بل لم أجد له ترجمة إلا عند البخاري. والحديث في مجمع الزوائد 7: 84 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات، ورواه الطبراني" وذكره السيوطي في الدر المنثور 5: 82 ولم ينسبه إلا لأبي نعيم في الحلية. "طسم المائتين" هي سورة الشعراء، وعدد آيها 227 آية، فذكر عددها مع ترك كسر المائة. (3981) إسناده صحيح، وهو مطول 3803. وانظر 3724، 3845، 3907، 3908.

قال: قال زِرّ: وعنده رجل، قال: فقال الرجل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما أُقْرِئَ، فإنما أهلك من كان قبلكمِ الاختلافُ، قال: قال عبد الله: فلا أدري أشيئاً أسرَّة إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو عَلم ما في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: والرجل هو علي بن أبي طالب. 3982 - حدثنا يحيى بن آدم أخبرنا بَشير أبو إسماعيل عن سَيَّار أبي الحَكَم عن طارق عن عبد الله، قال له: يا أبا عبد الرحمن، تسليم الرجل عليكَ فقلتَ: صدق الله ورسوله؟، قال: فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بين يدي الساعة تسليمُ الخاصة، وتَفْشُو التجارة، حتى تعينَ المرأة زوجَها على التجارة، وتُقْطَعُ الأرحامُ". 3983 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عبد الله النَّهْشَلي قال حدثنا عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمساً، الظهرَ أو العصرَ، فلما انصرف قيل له: يا رسول الله، أَزيدَ في الصلاة؟، قال: "لا"، قالوا: فإنك صليتَ خمساً، قال: فسجد سجدتي السهو، ثم قال: "إنما أنا بشر، أَذْكر كما تذْكرون، وأَنْسَى كما تنسَوْنَ". 3984 - حدثنا أَسباط قال حدثنا الشَّيْباني عن المُسَيّب بن رافع عن

_ (3982) إسناده صحيح، وهو مختصر 3870. "بشير أبو إسماعيل": هو بشير بن سلمان، كنيته "أبو إسماعيل"، وفي ح " أبو بشير أبو إسماعيل"، وهو خطأ بيّن، صححناه من ك. (3983) إسناده صحيح، وقد سبق معناه مطولاً ومختصراً، 3566، 3602، 3883، 3975. (3984) إسناده ضعيف، لانقطاعه. المسيب بن رافع: لم يدرك ابن مسعود. كما بينا في 3676. الشيباني: هو أبو إسحق سليمان بن أبي سليمان. والحديث في مجمع الزوائد 4: 45 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن

ابن مِسِعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "منِ قَتل حَيّةً فله سبع حسناتٍ، ومن قَتل وَزَغاً فله حسنة، ومن ترك حَيّةً مخافة عاقبتها فليس منَّا". 3985 - حدثنا أَسباط حدثنا أَشعث عن كُرْدُوس عن ابن مسعود قال: مرَّ الملأُ من قريش على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده خَبَّاب، وصُهيب، وبلال، وعَمَّار، فقالوا: يا محمد، أَرَضيتَ بهؤلاء؟!، فنزل فيهم القرآن {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} إلى قوله {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ}.َ 3986 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا إسماعيل عن قَيْس عن عبد الله قال: كنا نغزو مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألاَ نَسْتَخْصي؟، فنهانا عنه، ثم رَخَّص لنا بعدُ في أن نتزوج المرأةَ بالثوب إلى أجل، ثمِ قرأ عبد الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)}.

_ = المسيب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود ". وذكره السيوطي في الجامع الصغير 8909 ونسبه أيضاً لابن حبان، ورمز له بعلامة الصحة!، وقد عرفت علته. وانظر 1523، 2037، 3254، 3746. (3985) إسناده صحيح، كردوس بن عباس الثعلبي، ويقال "التغلبي" تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /242 - 243. أشعث: هو ابن سوّار. والحديث في مجمع الزوائد 7: 20 - 21 وقال: "رواه أحمد والطبراني [ذكر زيادة من الطراني]، ورجال أحمد رجال الصحيح غير كردوس، وهو ثقة". ونقله ابن كثير في التفسير 3: 315 عن هذا الموضع، ثم نقل نحوه من تفسير الطبري من طريق أشعث عن كردوس. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3: 12 - 13 بنحوه، ونسبه أيضاً لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية. (3986) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 3487 وتفسير ابن كثير 3: 214. وابن مسعود كان يأخذ بهذا، ويرى أن نكاح المتعة حلال، وانظر الكلام في =

3987 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هشام عن قَتادة عن الحسن عن عِمران بن حُصين عن عبد الله بن مسعود أنه قال: تحدثنا ليلةً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أَكْرَيْنَا الحديث، ثم رجعنا إلي أهلنا، فلما أصبحنا غَدَوْنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "عُرِضتْ علىَّ الأنبياءُ بأُممها، وأتباعُها من أممها، فجعل النبي يمرُّ ومعه الثلاثة من أمته، والنبي معه العصَابة من أمته، والنبي معه النفر من أمته، والنبي معه الرجل من أمته، والنبي ما معه أحدٌ، حتي مرّ علىَّ موسى بن عمران - صلى الله عليه وسلم - في كَبْكَبَةٍ من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، قلت: يا رب، مَن هؤلاء؟، فقال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل قلت: يا رب، فأين أمتي؟، قال: انظر عن يمينك، فإذا الظرِّابُ، ظرابُ مكة، سُدَّ بوجوه الرجال، قلت: من هؤلاء يا رب؟، قال: أمتُك، قلت: رضيتُ ربِّ، قال: أرضيتَ؟، قلتُ: نعم، قال: انِظرْ عن يسارك، قال: فنظرتُ فإذا الأُفُق قد سُدَّ بوجوه الرجال، فقال: رضيتَ؟، قلتُ: رضيت، قيل: فإن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة لا حساب لهم"، فأنشأَ عُكّاشة بن مِحْصَن أحدُ بني أسد بن خُزَيْمة فقال: يا نبي الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعله منهم"، ثم أنشأ رجل آخر فقال: يا رسول الله، ادْع الله أن يجعلني منهم، قال: "سبقك بها عُكَّاشة". 3988 - حدثنا عبد الوهاب أخبرنا هشام عن قَتادة عن الحسن عن

_ = نسخه في التعليق على المنتقى. وقد مضى أول الحديث 3650، 3706. (3987) إسناده صحيح، وهو مخثصر 3806 ومطول 3819، 3964. أكرينا الحديث: أي أطلناه وأخرناه، قال ابن الأثير: "وأكرى من الأضداد، يقال إذا طال وقصر، وذاد ونقص". (3988) إسناداه صحيحان، فعبد الوهاب رواه عن هشام وعن سعيد، كلاهما عن قتادة. وهو مكرر ما قبله.

عمران بن حُصَين عن عبد الله بن مسعود قال: تحدثنا ذاتَ ليلة، فذكر مَعناه، وحدثنا عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حُصين أن ابن مسعود قال: تحدثنا عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلة، فذكره. 3989 - حدثنا محمد بن بكر قال أخبرنا سعيد عن قَتادة عن الحسن والعلاء بن زياد عن عمران بن حُصَين عن عِبد الله بن مسعود قال: تحدثنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ لَيلةٍ حتى أَكْرَيْنَا الحديثَ، فذكره. 3990 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حَفْص، يعني ابن غيَاث، حدثنا الأعمش عن شَقِيق عن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَر بقتل حَيّةٍ بمنًى. 3991 - حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد عن عاصم عن زِر ّبن حُبَيش عن ابن مسعود: أنه كان يجتني سوَاكاً من الأَراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تَكْفَؤُة، فضحك الَقوم منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِمَّ تضحكون؟ "، قالوا: يا نبي الله، من دقّة ساقَيْه، فقال: "والذي نفسي بيده، لَهُمَا أثقل في الميزان من أُحُدٍ". 3992 - حدثنا عبد الصمد وعفان، المعنى، قالا حدثنا حماد، قال عفان: أخبرنا عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة

_ (3989) إسناده صحيح، العلاء بن زياد بن مطر العدوي البصري: تابعي ثقة. والحديث مكرر ما قبله. (3990) إسناده صحيح، وهو مختصر 3586. وانظر 3649. (3991) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 9: 289 وقال:"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق، [وذكر بعض ألفاظه]، وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث على ضعفه. وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح". وقد مضى نحوه بمعناه من حديث علي بن أبي طالب 920. (3992) إسناده صحيح، وهو مختصر 3981. في ح "ما أدري أن رسول الله" وصحح من ك.

الأحقاف، وأقرأها رجلاً آخر، فخالفني في آية، فقلت له: من أقرأكها؟، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيتُه وهو في نفر، فقلت: يا رسول الله، ألم تُقْرِئني آيةَ كذا وكذا؟، فقال: بلى، قال: قلت: فإن هذا يزعم أنك أقرأتَها إياه كذا وكذا؟، فتغيَّرِ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الرجل الذي عنده: ليقرأْ كلُّ رجلٍ منكم كما سمِع، فإنما هلك مَنْ كان قبلكم بالاختلاف، قال: فوالله ما أدري أرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك أم هو قاله؟. 3993 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبوِ بكر عن عاصم عن زِرّ عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، معناه، وقال: فغضب وتمَعّر وجهُه، وقال: "إنما أَهْلَك مَن كان قبلَكم الاختلافُ". 3994 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا حدثنا حماد عن عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود: أن رجلاً من أهل الصُّفَّة مات، فوجدوا في بُرْدَته دينارين، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "كَيَّتَان". 3995 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد حدثنا عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- خطب النساء، فقال لهن: "ما منكنّ امرأةٌ يموت لها ثلاثةٌ إلا أدخلها الله عز وجل الجنة"، فقالت أجَلهُنّ امرأةً: يا رسول الله، وصاحبة الاثنين في الجنة؟، قال: "وصاحبة الاثنين في الجنة".

_ (3993) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3994) إسناده صحيح، وهو مكرر 3943. (3995) إسناده صحيح، وقد مضى معناه في حديثه مع الرجال بإسناد ضعيف 3554. وذاك رواه الترمذي وابن ماجة، كما قلنا هناك. وهذا لم يرو في الكتب الستة، ولم يذكر في مجمع الزوائد، فُيستدرك عليه، لأنه حديث آخر غير ذاك. وسيأتي معناه من مسند أبي هريرة 7351: "أجلهن امرأة": أي أكبرهن وأعظمهن. وفي ك "أجلدهن امرأة"، وفي نسخة بهامشها "أجملهن امرأة".

3996 - حدثنا عبد الصمد حدثنا داود، يعني ابن الفُرَات، حدثنا محمد بن زيد عن أبي الأعْيَن العَبْدي عن أبي الأحوص الجُشَمي قال: بينما ابن مسعود يخطب ذات يوم إذ مر بحَيّة تمشي على الجدار، فقطع خطبته ثم ضربها بقضيبه حتى قتلها، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قتل حيةً فكأنما قتل رجلاً مشركاً قد حلَّ دمُه". 3997 - حدثنا عبد الصمد ورَوح قالا حدثنا في داود بن أبي الفُرات قال حدثنا محمد بن زيد عن أبي الأَعْيَن العَبْديّ عن أبي الأحوص الجُشَمي عن ابن مسعود قال: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القردة والخنازير أهي من نسل اليهود؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الله عز وجل لمَ يلعن قوماً قطُّ"، قال روح، "فمسَخهم، فيكونَ لهم نسلِ حتىِ يُهْلكهم، ولكن هذا خَلْقٌ كان، فلما غضب الله عز وجل على اليهود مسخهمَ فجعلهم مثْلَهم". 3998 - حدثنا عبد الصمد قال حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثنا أبو إسحق الهَمْداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: َ قلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله عز وجل؟، قال: "صل الصلاةَ لمواقيتها"، قلت: ثم أيُّ؟، قال: "بر الوالدين"، قلت: ثم أيَّ؟، قال: "ثم الجهاد في سبيل الله"، ولو استزدتُه لزادني. 3999 - حدثنا عبد الصمد حدثنا مهدي حدثنا واصل عن أبي

_ (3996) إسناده ضعيف، وهو مكرر 3746. وانظر 3984. (3997) إسناده صحيح، وهو مكرر 3747، 3768. وانطر 3925. (3998) إسناده صحيح، وهو مكرر 3973. (3999) إسناده صحيح، مهدي: هو ابن ميمون. واصل: هو ابن حيان الأحدب الأسدي، بياع السابري، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 17. وانظر 3607، 3910، =

وائل عن عبد الله قال: إني لأحفظ القرائن التي كان يَقْرِن بينهنّ رسول الله لم - صلى الله عليه وسلم -، ثمانى عشرةَ سورةً من المفصَّل، وسورتين من آل حم. 4000 - حدثنا محمد بن بكرأخبرنا سعيد عن قَتادة عن الحسن والعلاء بن زياد عن عمران بن حصَين عن عبد الله بن مسعود قال: تحدثنا عندرسول الله -صلي الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة حتى أكْرَيْنا الحديث، فذكره. 4001 - حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عَوَانة عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنا جلوساً عشيةَ الجمعة في المسجد، قال: فقال رجل من الأنصار: أحدُنا رأَى مع امرأته رجلاً فقتله، قَتَلتموه، وإن تكلم جلدتموه، وإن سكتَ سكتَ على غيظ؟!، والله لئن أصبحت صالحاً لأسْألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فسأله، فقال: يا رسول الله، إنْ أحدنا رأى مع امرأته رجلاً فقتله قتلتموه، وإن تكلم جلدتموه، وإنْ سكتَ سكت على غيظ اللهم احكمْ؟، قال: فأنزلت آية اللِّعان، قال: فكان ذاك الرجل أولَ من ابتُلِيَ به. 4002 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال رأيت عبد الله رمَى الجمرةَ من بطن الوادي، ثم قال: ها هنا والذي لا إله غيرُه كان يقومُ الذي أُنزلتْ عليه سورةُ البقرة.

_ = 3958، 3968، 4410. (4000) إسناده صحيح، وهو مكرر 3989 بهذا الإسناد. (4001) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 6: 65 عن هذا الموضع، وقال: "انفرد بإخراجه مسلم، فرواه من طرق عن سليمان بن مهران الأعمش، به". وهو في صحيح مسلم بنحوه1: 437، وسيأتي أيضاً 4281. وانظر 2131. (4002) إسناده صحيح، وهو مكرر 3942.

4003 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين. 4004 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غار، فنزلتْ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} قال: فإنا نتلقَّاها من فِيه فخرجت حَيّة من جُحرها، فابتدرناها، فسبَقتْنا، فدخلت جحرها، فقال: "وُقِيَتْ شرَّكم ووُقِيتم شرَّها". 4005 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله، مثله، قال: وإنّا لنتلقّاها من فِيه رَطْبَةً. 4006 - حدثنا يحيى بِن آدم حدثنا زُهَير حدثنا الحسن بن الحُرّ قال حدثني القاسم بن مُخيمرة قال: أخذ عَلْقَمةُ بيدي، وحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، َ وأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أخذ بيد عبد الله، فعلمه التشهد في الصلاة، قال: "قل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، قال زهير: حفظت عنه إن شاء الله: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"، قال: "فإذا قضيتَ هذا"، أو قال: "فإذا فعلتَ هذا،

_ (4003) إسناده صحيح، وهو مختصر 3953. (4004) إسناده صحيح، وهو مكرر 3574. وانظر 3649. (4005) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد أشرنا في 3574 إلى أن البخاري رواه من طريق الأعمش. وهي هذه الطريق. (4006) إسناده صحح، وقد مضى حديث ابن مسعود في التشهد مراراً، آخرها 3935، 3967. وانظر 4017.

فقد قضيتَ صلاتَك، إن شئتَ أن تقوم فقمْ وإن شئتَ أن تقعدَ فاقعدْ". 4007 - حدثنا أبو داود، يعني الطيالسي، قال حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه قال لقوم يتخلفون عنِ الجمعة: لقد هممتُ أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أحرق على رجالٍ بيوتهم، يتخلفون عن الجمعة". 4008 - حدثنا أُمَيَّة بن خالد حدثنا شُعْبة عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتِ: يا رسول الله، إن الله عز وجل قد قَتل أبا جهل، فقال: "الحمد لله الذي نصر عبدَه وأعزَّ دينه". 4009 - حدثنا إسحق بنِ عيسى وحسن بنِ موسى قالا حدثنا حماد بن سَلَمَة عن عاصم بن بهْدَلة عن زِرّ بن حُبَيش عن عبد الله بن مسعود قال: كنا في غزوة بدركلُّ ثلاثة منا على بعير، كان على وأبو لُبَابة زميلَي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا كان عُقْبة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالا: اركبْ يا رسول الله حتى نمشي عنك، فيقول: "ما أنتما بأقوى على المشي منَّي، وما أنا بأغْنَى عن الأجر منكما". 4010 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة قال أخبرنا عاصم بن بَهْدَلة، فذكره بمعناه وإسناده. 4011 - حدثنا ابن نُمير حدثنا مالك بنِ مِغْوَل عن الزُّبَير بن

_ (4007) إسناده صحيح، وهو مكرر 3816. (4008) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3856 بإسناده. (4009) إسناده صحيح، وهو مكرر 3901، 3965. (4010) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ومكرر 3901 بإسناده. (4011) إسناده صحيح، وهو مكرر 3665 بإسناده.

عَديّ عن طلحة عن مُرّة عن عبد الله قال: لمَّا أُسريَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انُتهِي به إلىَ سِدْرَة المنتَهى، وهي في السماء السادسة، وإليها ينتهي ما يُصْعَد به من الأرض، وقال مرةً: ليما يُعرج به من الأرض فيُقبض منهِا، وإليها ينتَهي ما يُهْبَط به من فوقها فيقبض منها، {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)} قال: فَرَاشٌ من ذهب، قال: فأُعطيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث خلالٍ: الصلوات الخمس، وخواتيمَ سورة البقرة، وغفِر لمن لا يشرك بالله عز وَجل من أمّته المقْحِمَات. 4012 - حدثنا كَثير بن هشام قال قرأتُ على عبد الكريم عن زياد ابن الجَرّاح عن عبد الله بن مَعْقل قال: كان أبي عند عبد الله بن مسعود، فسمعه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الندم توبةٌ". 4013 - حدثنا كَثير حدثنا هشام عن أبي الزُّبَير عن نافع بن جُبَير ابن مُطْعم عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فحبسْناَ عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فاشتد ذلك عليّ، ثم قلتَ: نحن مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وفي سبيل الله، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالاً فأقام الصلاة، فصلى بنا الظهر، ثم أقام فصلى بنا العصر، ثم أقام فصلى بنا المغرب، ثم أقام فصلى بنا العشاء، ثم طاف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "ما على الأرض عصابةٌ يذكرون الله عز وجل غيركم". 4014 - حدثنا معَفر بن سليمان الرَّقِّي قال حدثنا خصَيف عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن مَعْقِل قال: كان أبي عند ابن مسعود، فسمعه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الندم توبة".

_ (4012) إسناده صحيح، وهو مكرر 3568، وقد فصلنا القول فيه هناك. (4013) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مطول 3555. وانظر 3760. هشام: هو الدستوائي. (4014) إسناده صحيح، وهو مكرر 4012.

4015 - حدثنا يحيى بن أبي بُكير حدثنا إسرائيل عن أبي حَصين عن يحيى بن وَثاب عن مسروق قال. حدثنا عبد الله يوماً فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فرعِد حتى رُعِدَتْ ثيابه، ثم قال: نحوَ ذَا، أو شبيهاً بذا. 4016 - حدثنا مُعَمَّر بن سليمان الرقي حدثنا خُصَيف عن زياد ابن أبي مريم عن عبد الله بن مَعْقل قال: كان أبي عند ابن مسعود فسمعه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولَ: "الندم توبة". 4017 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش ومنصور وحُصين بن عبد الرحمن بن أبي هاشم وحماد عن أبي وائل، وعن أبي إسحق عن أبي الأحوص والأسود، عن عبد الله قال: كنا لا ندري ما نقول في الصلاة، نقول: السلام على الله، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، قال: فعلمنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن الله هو السلام، فإذا جلستم في ركعتين فقولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي

_ (4015) إسناده صحيح، أبو حصين الأسدي: بفتح الحاء، وهو عثمان بن عاصم. يحيى بن وثاب الأسدي المقرئ: تابعي ثقة، كان مقرئ أهل الكوفة، وكان من أحسن الناس قراءة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 308. وقد مضى نحو هذا بإسناد آخر صحيح (4016) إسناده صحيح، وهو مكرر 4014. (4017) أسانيده صحاح، حصين بن عبد الرحمن بن أبي هاشم: هو حصين بن عبد الرحمن السلمي، هو ابن عم منصور بن المعتمر، ولم أجد من رفع نسبه هكذا فزاد فيه "بن أبي هاشم" إلا في هذا الموضع، وقد ذكر نسب منصور أنه "منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة، وقيل "منصور بن المعتمر بن عتاب بن فرقد"، فلعل جدهما كان يكنى "أبا هاشم". وبيان هذه الأسانيد: أن الثوري رواه عن الأعمش ومنصور وحصين وحماد بن أبي سليمان، كلهم عن أبي وائل عن ابن مسعود، والحديث مكرر 3920،4006 بنحوهما.

ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين", قال أبو وائل في حديثه عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قلتَها أصابتْ كلَّ عَبْد صالح في السماء وفي الأرض"، وقال أبو إسحق في حديث عبد الله عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قلتَها أصابتْ كل مَلَكٍ مقرّبٍ أو نبي مرسل، أو عبدٍ صالحٍ، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". 4018 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبي إسحق الشَّيْباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمررنا بقرية نمل، فأُحرقتْ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينبغي لبشرٍ أن يعذِّب بعذاب الله عز وجل". 4019 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور والأعمش عنِ ذَرٍّ عن وائل بن مَهانة عن ابن مسعود قال: خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "تصدقن يا مَعشرَ النساء، فإنكن أكثر أهل جهنم يومَ القيامة"، فقامت امرأة ليست من عِلْيَة النساء، فقالت: يا رسول الله، لِمَ نحن أكثرُ أهل جهنم؟، قال: "لأنكنَّ تُكثِرنَ اللَّعْن، وتَكْفرنَ العَشِيرَ". 4020 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور عن أبي وائل

_ (4018) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 41 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وقد مضى نحوه لإسناد آخر حسن 3763. (4019) إسناده صحيح، وهو مكرر 3569، إلا أنه هناك عن منصور فقط، لم يذكر فيه "والأعمش". سفيان هناك هو ابن عيينة، وهنا هو الثوري. ذر: بفتح الذال، وهو ابن عبد الله المرهبي. ووقع في الأصلين هنا "زر" بالزاي وهو خطأ قطعاً، صححناه مما مضى، ولأن وائل بن مهانة إنما يروي عنه ذر بن عبد الله، ولم يرو عنه زر بن حبيش. وأيضاً فإن منصوراً، والأعمش إنما يرويان عن ذر بن عبد الله، لا عن زر بن حبيش. وسيأتي 4037 من طريق الأعمش عن ذر. (4020) إسناده صحيح، وهو مكرر 3620، 3960.

عن ابن مسعود، يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تعاهَدوا القرآنَ، فإنه أشدُّ تَفَصِّياً من صدور الرجال من النَّعَم من عُقُلها، بئسما لأحدهم أن يقول: نَسيِتُ آيةَ كَيْتَ وكيت، بل هو نُسَّي". 4021 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: جاء نفر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله إن صاحباً لنا اشتكى، أفنكويه؟، فسكت ساعةً ثم قال: "إن شئتم فاكووه، وإن شئتم فارْضِفُوه". 4022 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن العبد ليَكذبُ حتى يُكتب كذاباً، أويَصْدُق حتى يُكتب صِدِّيقاً". 4023 - حدثنا يَعْلى بن عُبيد حدثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله: كنّا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- شباباً ليس لنا شيء، فقال: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءَةَ فليتزوجْ، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإن الصوم له وِجَاءٌ". 4024 - حدثنا يعلى وابن أبي زائدة قاِلا حدثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخل الأشْعث بن قَيْس على عبد الله

_ (4021) إسناده صحيح، وهو مكرر 3701 ومطول 3852. وانظر 4054. (4022) إسناده صحيح، وهو مختصر 3638، 3896. وانظر 3845. في ح "وإني سمعت"، والواو ليست في ك وحذفها أجود. (4023) إسناده صحيح، عمارة: هو ابن عمير التيمي، سبق توثيقه 342، قال أحمد: "ثقة وزيادة، يسئل عن هذا؟ ". والحديث مختصر 3592. وانظر 4035. (4024) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2215. وسيأتي أيضاً 4349.

يوم عاشوراء وهو يتغدَّى، فقال: يا أبا محمد، ادْنُ للغَداء، قال: أو ليس اليومَ عاشوراء؟، قال: وتدري ما يومُ عاشوراء؟، إنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه قبل أن ينزل رمضانُ، فلما نزل رمضانُ ترك. 4025 - حدثنا يَعْلى حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة قال: كنا جلوساً عند عبد الله ومعنا زيد بن حُدَير، فدخل علينا خَبَّاب، فِقالِ: يا أبا عبد الرحمن، كل هؤلاء يقرأُ كما تقرأ؟، فقال: إن شئتَ أمرت بعضهم فقرِأ عليك، قال: أجَلْ، فقالِ لي: اقرأ، فقال ابن حُدَير: تأمره يقرأُ وليس بأقرِئنا، فقال: أمَا والله إن شئت لأخبرتُك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقومك وقومه، قال: فقرأتُ خمسين آيةً من مريم، فقال خبّاب: أحسنتَ، فقال عبد الله: ما أقرأُ شيئاً إلا هو قرأه، ثم قال عبد الله لخبّاب: أمَا آن لهذا الخاتَم أن يُلْقَى، قال: أمَا [إنك]، لا تَرَاه على بعدَ اليوم، والخاتم ذهبٌ.

_ (4025) إسناده صحيح، ورواه البخاري 8: 77 - 78 عن عبدَانَ عن أبي حمزة عن الأعمش. ثم قال بعده: "رواه غندر عن شُعبة"، قال الحافظ في الفتح. "أي عن الأعمش بالإسناد المذكور، وقد وصلها أبو نعيم في المستخرج من طريق أحمد بن حنبل. حدثنا محمد بن جعفر، وهو غندر، بإسناده هذا، وكأنه في الزهد لأحمد، وإلا فلم أره في مسند أحمد إلا من طريق يعلى بن عبيد عن الأعمش"، يريد هذا الإسناد. زيد بن حدير الأسدي: تابعي كما هو ظاهر من هذا الحديث، وليس له في الكتب الستة رواية ولا ذكر إلا في هذا الموضع. وأخوه زياد بن حدير: تابعي معروف سبق في 3603. خباب: هو ابن الأرت الصحابي المشهور. قول خباب "أما والله إن شئت لأخبرنك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقومك وقومه": قال الحافظ: "كأنه يشير إلى ثناء النبي - صلى الله عليه وسلم - على النخع، لأن علقمة نخعي، وإلى ذم بني أسد، وزياد بن حدير أسدي. فأما ثناؤه على النخع ففيما أخرجه أحمد [المسند 3826] والبزار بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو لهذا الحي من النخع أو يثني عليهم، حتى تمنيت أني رجل منهم. وأما ذمه لبني أسد فتقدم في المناقب من حديث أبي هريرة وغيره أن جهينة =

4026 - حدثنا أبو كامل حدثنا شَريك عن الرُّكَين عن أبيه عن عبد الله، رفَعه لنا في أول مرة، ثم أمسك عنه، يعني شريك، قال: الربا وإن كَثُر فإن عاقَبته إلى قُلَّ. 4027 - حدثنا أبو كامل ويزيد أخبرنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عَبْدَة النَّهْدي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لم يحِرّم حُرْمةً إلا وقد علم أنه سيطَّلعها منكم مُطَّلِعٌ، ألا وإني ممُسكٌ بحجزِكم أن تَهافَتُوا في الناركتهافت الفَرَاش والذباب"، قال يزيد: "الفَرَاش أو الذباب". 4028 - حدثنا رَوح حدثنا المسعودي قال أخبرنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد عن عَبْدَة النَّهْدِي عن عبد الله بن مسعود، فذكر الحديث وقال: "الفَرَاش والذباب". 4029 - حدثنا أبو كامل حدثنا حمَّاد عن عاصمِ بن بَهْدَلة عن زِرّ بن حُبَيش عن ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان زميله يومَ بدر عليُّ وأبو لُبِابة، فإذا حانت عُقْبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالا: اركب يا رسول الله حتى نمشي عنك، فيقول: "ما أنتما بأقوى منّي، ولا أنا باغنَى عن الأجر منكما". 4030 - حدثنا ابن فُضيل حدثنا هرون بن عَنْتَرة عن عبد الرحمن

_ = وغيرها خير من بني أسد وغطفان". قوله "ما أقرأ شيئاً إلا هو قرأه"، في ك "إلا وهو يقرؤ"، وفي البخاري "إلا وهو يقرؤه". زيادة كلمة [إنك] زدناها من ك والبخاري. (4026) إسناده صحيح، وهو مكرر 3754. (4027) إسناده صحيح، وهو مكرر 3704، 3705 وقد سبق الكلام عليه مفصلا هناك. (4028) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4029) إسناده صحيح، وهو مكرر 4010. (4030) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الانقطاع، فإن عبد الرحمن بن الأسود يرويه عن أبيه =

ابن الأسود قال: استأذن عَلْقَمةُ والأسود على عبد الله، قال: إنه سيليكم أمراءُ يشتغلون عن وقت الصلاة، فصلوها لوقتها، ثم قام فصلى بيني وبينه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 4031 - حدثنا ابن نُمير حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: لما نزلتْ هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قالوا: يا رسول الله، فأَيُّنَا لا يَظلم نفَسَه؟، قال: "ليَس ذاك، هو الشِّرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}؟. 4032 - حدثنا ابن نُمير عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: صلى بنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فإما زاد وإما نَقَص، قال إبراهيم: وإما جاء نسيانُ ذلك من قبَلي، فقلنا: يا رسول الله، أحدَثَ في الصلاة شيء؟، قال: "وما ذاك؟ "، قلنا: صليتَ قبل كذا وكذا، قال: "إنما أنا بشر، أنْسَى كما تنسَونَ، فإذا نَسِىَ أحدُكم فليسجدْ سجدتين"، ثم تحوّل فسجد سجدتين.

_ = الأسود بن يزيد، وعن عم أبيه علقمة بن قيس، كما مضى في 3927، وكما سيأتي في 4311، 4347. هرون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وذكره ابن حبان في الثقات، وتكلم فيه الدراقطني وغيره بدون حجة، بل ناقض ابن حبان نفسه، فذكره أيضاً في الضعفاء؟، وترجمه البخاري في الكبير 4/ / 2/ 221 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث مضى معناه في حديثين 3927، 3889، وذكرنا في أولهما أن بعضه رواه أبو داود والنسائي من طريق هرون بن عنترة، وهي هذه الطريق. (4031) إسناده صحيح، وهو مكرر 3589. (4032) إسناده صحيح، وهو مكرر 3602 ومطول 3975. وانظر 4174.

4033 - حدثنا ابن نُمير ويَعْلى عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة قال: أتَى عبد الله الشأمَ، فقال له ناسٌ من أهلا حمْص: اقرأ علينا، فقرأ عليهم سورةَ يوسف، فقال رجل من القوم: والله ما هَكذا أنزلتْ: فقال عبد الله: ويحكَ، والله لقد قرأتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هكذا، فقال: "أحسنتَ"، فبينا هو يراجعه إذ وجد منه ريحَ الخمر، فقال: أتشرب الرّجس وتكذّب بالقرآن؟!، والله لا تُزاولني حتى أجلدَك، فجلدَه الحدَّ. 4034 - حدثنا ابن نُمير أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله لما رأى عثمان صلى بمنىً أربعَ ركعاتٍ: صليتُ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، وخلف أبي بكر ركعتين، و [خلف] عمر ركعتين، ليتَ حَظَّي من أربع ركعتان مُتَقَبَّلَتَانِ. 4035 - حدثنا ابن نُمير أخبرنا الأعمش عن عُمارة بن عُمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخلنا على عبد الله وعنده عَلْقَمة والأسود، فحدَّث حديثاً لا أُراه حدثه إلاَّ من أجلي، كنتُ أحدثَ القوم سنّا، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبابٌ لا نجد شيئاً، فقال: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءَة فليتزوَّجْ، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجَاءٌ". 4036 - حدثنا يَعْلى حدثنا عُمر بن ذَرّ عن العَيْزَار، مِنْ تِنْعَةَ، أن

_ (4033) إسناده صحيح، وهو مكرر 3591. لا تزاولني: من الزوال، وهو الذهاب والحركة. (4034) إسناده صحيح، وهو مكرر 3953 ومطول 4003. كلمة [خلف] زيادة من ك. (4035) إسناده صحيح، وهو في معنى 3592 ومطول 4023. (4036) إسناده منقطع، ولكنه مضى متصلاً مطولاً 3876 "عن العيزار بن جرول الحضرمي عن رجل منهم يكني أبا عمير". "تنعة": اسم قبيلة، ويقال لها أيضاً "تنع" دون هاء، كما مضى، وانظر اللباب لابن الأثير 1: 183.

ابن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا وُجّهت اللعنةُ توجَّهتْ إلى من توجّهتْ إليه، فإن وَجدتْ فيه مَسْلكاً ووجدتْ عليه سبيلاً حلَّتْ به، وإلا جاءتْ إلى ربّها، فقالت: يا رب، إن فلاناً وجّهني إلى فلان، وإني لم أجدْ عليه سبيلاً، ولم أجدْ فيه مسلكاً، فما تأمرني؟، فقال: ارجعي من حيثُ جئت". 4037 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن ذَرٍّ عنِ وائل بن مهانة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر النساء تصدقن، ولو من حُلِيّكن، فإنكن أكثر أهلِ جهنم يوم القيامة"، قال: فقامت امرأةٌ ليستْ من عِلْيَة النساء، فقالت: بم نحن أكثرُ أهل جهنم يوم القيامة؟، قال: فقال: "إنكنَّ تُكثِرن اللعْنَ، وتَكفُرْن العَشِير". 4038 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخلَ الجنة"، قال: وقلتُ: من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار. 4039 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يَتَنَاجَ اثنان دون صَاحبهما، فإن ذلك يُحزنُه". 4040 - حدثنا أبو معاوية وابن نُمير قالا حدثنا الأعمش عن

_ (4037) إسناده صحيح، وهو مكرر 4019. ذرَّ: هو ابن عبد الله. ووقع في الأصلين هنا أيضاً "زر"، وهو خطأ، كما بينا هناك. (4038) إسناده صحيح، وهو مكرر 3625 بإسناده. وانظر 3865، 4043. (4039) إسناده صحيح، وهو مكرر 3560. (4040) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

شَقيق عن عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجَ اثنان دون صاَحبهما فإن ذلك يُحزنه". 4041 - حدثنا أبو معاوية وابن نُمير قالا حدثنا الأعمش عن شَقيق قال: كنَّا جُلوساً عند باب عبد الله، ننتظره يأذنُ لنا، قال: فجاء يزيد بن معَاوية النَّخَيِ فدخل عليه، فقلنا له: اعْلمْه بمكاننا، فدخل فأعلَمَه، فلمِ يلبثْ أن خرج إلينا، فقال: إني لأعلِم مكَانَكم فأَدَعُكم على عَمْدٍ، مخافةَ أن أُملَّكُمْ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَتَخَوَّلنا بالموعظة في الأيام، مخافةَ السآمة عليناَ. 4042 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقِيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا فَرَطُكم على الحوض، ولأُنَازَعَن أَقواماً ثمِ لأُغْلَبَنَّ عليهم، فأقولَ: يا ربّ، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك". 4043 - حدثنا ابن نمَير حدثنا الأعمش عن شَقِيق عن عبد الله

_ (4041) إسناده صحيح، وهو مكرر 3581 ومطول 3587. (4042) إسناده صحيح، وهو مكرر 3639 بإسناده، ومضى بأسانيد أخرى، آخرها 3866. (4043) إسناده صحيح، وهو مكرر 4038. وقوله في آخر الحديث "ووافقه أبو بكر عن عاصم، خلاف أبي معاوية، حدثناه أسود" هذا تحليل لرواية أبي معاوية عن الأعمش الماضية 4038. يريد أن أبا معاوية رواه عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود، فجعل قوله "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" من كلام ابن مسعود، وجعل قوله "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" مرفوعاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن ابن نُمير رواه عن الأعمش عن أبي وائل، وهي الرواية التي هنا، بعكس ذلك، فجعل الأولى من كلام رسول الله، والثانية من كلام ابن مسعود، وأن أسود بن عامر رواه عن أبي بكر عن عاصم عن أبي وائل، كرواية ابن نُمير عن الأعمش، وأنهما كلاهما خالفا أبا معاوية في روايته عن الأعمش. وهذا هو الصواب، رواية ابن نُمير ومن وافقه. فإن أبا معاوية انفرد بروايته عن الأعمش في جعل الأولى موقوفة والثانية مرفوعة، وقد مضت رواية أبي معاوية 3625، 4038 وأما الرواية الصحيحة بأن الأولى مرفوعة والثانية =

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمةً وقلتُ أخرى، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من مات وهو يشرك بالله شيئاً دخل النار"، وقلت أنا: من مات وهِو لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ووافقه أبو بكر عن عاصم، خلاف أبي معاوية، حدثناه أسْوَدُ. 4044 - حدثنا ابن نُمير حدثنا الأعمش عن شَقيق قال: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أحَدٌ / أغْيَرَ من الله عز وجلَ، ولذلك حرَّم الفواحشَ، وما أحدٌ أحبَّ إليه المدحُ من الله عز وجل". 4045 - حدثنا ابن نُمير حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: دخلتُ أنا وعَلْقَمةُ على عبد الله بن مسعود، فقال: إذا ركع أحدكم فليُفْرِشْ ذراعيه فخِذيه، فكأني انظر إلى اختلاف أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة. 4046 - حدثنا أبو معاوية وابن نُمير قالا حدثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

_ = موقوفة، فقد رواها ابن نُمير عن الأعمش، وهي هذا الإسناد، ووافقه على ذلك وكيع عن الأعمش في 4231. وتابعه على ذلك أيضاً محمد بن جعفر عن شُعبة عن الأعمش عن أبي وائل، في 4232، 4406، 4425. وتابعهما عليه أيضاً أسود عن أبي بكر عن عاصم عن أبي وائل، كما ذكره الإمام هنا، وكما مضى في 3811، 3865. وتابعهم عليه أيضاً هُشيم عن سيار أبي الحكم ومغيرة عن أبي وائل، كما مضى في 3552. وهذه هي كل أسانيد هذا الحديث من حديث ابن مسعود في المسند. والحمد لله على التوفيق. (4044) إسناده صحيح، وهو مكرر 3616. (4045) إسناده صحيح، وهو مختصر 3588. وانظر 3927، 3928، 3974، 4272. (4046) إسناده صحيح، وهو مكرر 3637. وانظر 3893، 3969.

صلى صلاة قط إلا لميقاتها، إلا صلاتين، صلاة المغرب والعشاء بجَمْع، وصِلى الفجرَ يومئذ قبل ميقاتها، وقال ابن نُمير: العشاءين، فإنه صلاهما بجمْع جميعاً. 4047 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: كنت مستتراً بأستار الكعبة، قال: فجاء ثلاثةُ نفر، كثيرٌ شحمُ بطونهم، قليلٌ فقهُ قلوبهم، قُرَشيّ وخَتْنَاه ثَقَفيَّان، أو ثقفيّ وخَتْنَاه قرشيَّان، فتكَلموا بكلام لم أفهمه، فقالَ بعضهم: أَتُرَون أن الله عز وجل يسمع كلامَنا هذا؟!، فقال الآخران: إنا إذا رفعنا أصواتَنا سمعه، وإذا لم نرفعْ أصواتَنا لم يسمعه!!، قال: وقال الآخر: إن سمع منه شيئاً سمعه كلّه، قال: فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأنزل الله عز وجل {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} إلى قوله {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. 4048 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شِمْر بن عَطِيّة عن

_ (4047) إسناده صحيح، وهو مكرر 3614. ورواه عمارة بن عمير أيضاً عن وهب بن ربيعة عن ابن مسعود، وقد مضى 3875. (4048) إسناده صحيح، وهو مطول 3579، وقد أشرنا إلى هذه الرواية هناك. وانظر 4181، 4184، 4185. وهذه الرواية توافق رواية يحيى بن آدم في الخراج 254 عن قيس بن الربيع عن شمر، كما قلنا فيما مضى. راذان قرية بنواحي المدينة. يريد ابن مسعود أنه يخشى أن يكون خالف هذا باتخاذه أهلا براذان وأهلا بالمدينة، أو باتخاذه ضياعاً فيهما. وقال الحافظ في التعجيل 479: "معنى الحديث أن ابن مسعود حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهى عن التوسع وعن اتخاذ الضيع، ثم لما فرغ الحديث استدل على نفسه، وأشار إلى أنه اتخذ ضيعتين، إحداهما بالمدينة، والأخرى براذان، واتخذ أهلين، أهل بالكوفة، وأهل براذان. وزاذان، براء مهملة وذال معجمة خفيفة: مكان خارج الكوفة".

مُغيرة بن سعد بن الأَخْرَم عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتَخذوا الضَّيْعة فترغبوا في الدنيا": قال: ثم قال عبد الله: وِبراذانَ ما بِراذان، وبالمدينة ما بالمدينة. 4049 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين ليقتطعَ بها مَالَ امرئٍ مسلمٍ لقىَ الله عز وجل وهو عليه غضبانُ"، فقال الأشعث: فيّ والله كان ذاك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرضٌ، فجحدني، فقدمتُه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألك بينة؟ "، قلت: لا، فقال لليهودي: "احلفْ"، فقلت: يا رسول الله، إذن يَحْلفَ فيذهبَ مالي، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية. 4050 - حدثنا أبو معاوية ووكيع قالا حدثنا الأعمش عن مُسْلم ابن صَبيح عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أشدّ أهل الناَر عذاباً يومَ القيامة المصوِّرين"، وقال وكيع: "أشدِّ الناس". 4051 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الحَجَّاج عن حمَّاد عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينام مستقيماً حتى ينفُخ، ثم يقومُ فيصلي ولا يتوضأ. 4052 - حدثنا إسماعيل بن محمد قال حدثنا يحيى بن زكريا

_ (4049) إسناده صحيح، وهو مكرر 3597 بهذا الإسناد، ومطول 3946. (4050) إسناده صحيح، وهو مختصر 3558. وانظر 3868. (4051) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن أرطأة. حماد: هو ابن أبي سليمان. وسيأتي تخريجه في الحديث بعده. (4052) إسناده صحيح، فضيل: هو ابن عمرو الفقيمي. والحديث رواه ابن ماجة 1: 90 عن عبد الله بن عامر عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد. قال شارحه: "في =

حدثنا حَجَّاج عن فُضَيل عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكره. 4053 - حدثنا ابن فُضَيل حدثنا ليث عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجة له، فقال: "ائتني بشيء أستنجي به، ولاتُقْرِبْنِي حائلاً ولا رَجيعاً"، ثم أتيته بماءٍ فتوضأ، ثم قام فصلَّى فحنَا، ثم طبق يديه حين ركع، َ وجعلهما بين فخِذيه. 4054 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا زهَير حدثنا أبو إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رجل نستأذنه أن نكويه؟، فسكت، ثم سألناه مرةً أخرى؟، فسكت، ثم سألناه الثالثة؟، فقال: "ارضِفُوه إن شئتم"، كأنه غضبان. 4055 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود عن عَلْقَمة والأسود عن عبد الله قال: أنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبّر في كل رفع ووضع، وقيام وقعود، ويسلم عن يمينه وعن يساره: "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، حتى يَبْدُوَ جانب خَذه، ورأيتُ أبا بكر وعمر يفعلان ذلك.

_ = الزوائد: هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه فيه حجاجاً وهو ابن أرطأة، وكان يدلس". (4053) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. وانظر 3588، 3966. 4045: "ولا تقربني حائلاً": أي عظماً متغيراً غيره البلى، وكل متغير حائل. قاله ابن الأثير. فحنا: أي أكب، والفحل واوي ويائي، يقال "حنا يحنا حنوَا"، كما في النهاية عن الخطابي، بل نقل صاحب اللسان عن ابن سيده 18: 222 قال:"والأعرف في كل ذلك الواو، ولذلك جعلنا حد تصاريفه في حد الواو". (4054) إسناده صحيح، وهو مكرر 4021. (4055) إسناده صحيح، وهو مكرر 3972.

4056 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا زهَير حدثنا أبو إسحق قال: ليس أبو عُبيدةَ ذَكَرَه، ولكن عبدُ الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أتى الخلاء، وقال: "ائتني بثلاثة أحجار"، فالتمستُ فوجدتُ حجرين ولم أجد الثالث، فأتيته بحجرين ورَوْثة، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: "إنها ركْسٌ". 4057 - حدثنا بَهْز حدثنا حماد بنِ زيد حدثنا عاصم بنِ بَهْدِلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائم حُنَين بالجعرَّانة، قال: فازدحَموا عليه، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن عبداً من عباَدَ لله بعثه الله عز وجل إلى قومه فكذبوه وشَجُّوه، فجعل يمسح الدم عن جبينه ويقول: ربّ اغفرْ لقومي فإنهم لا يعلمون"، قال: قال عبد الله: فكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح جبهته، يحكي الرجل. 4058 - حدثنا ابن أبي عَديّ ويزيد قالا أخبرنا ابن عَون عن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرَحمن قال: قال ابن مسعود: كنتُ لا أحبس عن ثلاثٍ، وقال ابن عون: فنسى عمرو واحدةً، ونسيتُ أنا أخرى، وبقيتْ هذه: عنَ النجوى، عن كذا، وعن كذا، قال: فأتيته وعنده مالك ابن مرارة الرهاويّ، قال: فأدركت من آخِر حديثه وهو يقول: يا رسول الله، إني رجل قد قُسم لي من الجمال ما تَرَى، فما أحبُّ أن أحداً من الناس فَضلَني بشرَاكَيْنَ فمِا فوقهما، أفليس ذلك هو البَغْي؟، قال: "ِليس ذلك بالبغي، وَلكن البغْي من سَفِهَ الحقَّ"، أو "بَطِرَ الحقَّ، وغمَطَ الناس".

_ (4056) إسناده صحيح، وهو مكرر 3966. وانظر 4053. (4057) إسناده صحيح، وهو مطول 3611. (4058) في إسناده نظر، والراجح عندي أنه منقطع. وهو مكرر 3644، وقد فصلت القول فيه هناك. وانظر 3789.

4059 - حدثنا جَرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ نام ليلةً حتى أصبح، قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنه"، أو "أُذنيه". 4060 - حدثنا جَرير عن منصور عن أبي وائل قال: كان عبد الله مما يذَكِّر كلَّ يوم الخميس، فقيل له: لوَددْنا أنك ذكّرتنا كل يومِ، قال: إني أكره أن أُملَّكمْ، إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يتخوَّلنا بالموعظة، كراهيةَ السآمة علينا. 4061 - حدثنا جَرير عن ليث عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه قال: كنت مع عبد الله حتى انتَهى إلى جمرة العقبة، فقال: ناوِلني أحجارِاً، قال: فناولتُه سبعةَ أحجارٍ، فقال لي: خذ بزمام الناقة، قال: ثم عاد إليها فرمى بها من بطن الوادي بسبع حصياتٍ وهو راكب، يكبّر مع كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجّا مبروراً، وذنباً مغفوراً، ثم قال: ها هنا كان يقوم الذي أُنزلتْ عليه سورةُ البقرة. 4062 - حدثنا هُشَيم أخبرنا سَيّار عن أبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني قرأتُ البارحةَ المفصَّل في ركعة، فقال عبد الله: أنثراً كَنَثْر الدَّقَل، وهَذّا كهذّ الشِّعْر؟!، إني لأعلم النظائرَ التي كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يَقْرُنُ بينهنَّ، سورتين في ركعة. 4063 - حدثنا حَحاج حدثنا سفيان حدثنا منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن ابن مسعود قال: كنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في غار، فأنزلتْ عليه

_ (4059) إسناده صحيح، وهو مكرر 3557. (4060) إسناده صحيح، وهو مختصر 4041. (4061) إسناده صحيح، وهو مطول 4002. (4062) إسناده صحيح، سيار: هو أبو الحكم. والحديث مختصر 3968. وانظر 3999. (4063) إسناده صحيح، وهومكرر 4004، 4005.

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}، فجعلنا نتلقَّاها منه، فخرجتْ حيةٌ من جانب الغار، فقال: "اقتلوهاَ"، فتبادرناها، فسبقتْنا، فقال: "إنها وُقِيَتْ شَرَّكم، كما وُقيِتم شَرَّها". 4064 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق بن سَلَمة عن عبد الله بن مسعود قال: كنَّا إذا جلسنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فىَ الصلاة قلنا: السلام على الله قبلَ عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، السلام على فلان، قال: فسمعَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدُكم في الصلاة فليقل: التحياتُ لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الصالحين، فإذا قالها أصابتْ كل عَبْدٍ صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخيَّر بعدُ من الدعاء ماشاء". 4065 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرَّة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لا يحل دم امرئٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث، الثيبُ الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة". 4066 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا سفيان حدثنا الأعمش عن زيد بن وَهْب عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها ستكون فتَنٌ وأمورٌ تُنكرونها، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟، قال: "تؤدُّون اَلحقَّ الذي عليكم،

_ (4064) إسناده صحيح، وهو مكرر 3920 ومطول 4006. (4065) إسناده صحيح، وهو مكرر 3621 بهذا الإسناد. (4066) إسناده صحيح، وهو مكرر 3663.

وتسألون الله عز وجل الذي لكم". 4067 - قال مُؤَمَّل: وِجدت فيِ موضع آخر: حدثنا سفيان حدثنا الأِعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحْبِيل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. 4068 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن الأعمش ومنصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار، فجرِجتْ علينا حَيّة، فتبادرناها فسبقتْنا، فدخلت الجُحْر, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وُقَيتْ شرَّكم، كما وُقيتم شرَّها"، قال: وزاد الأعمش في الحديث: قال: كنّاَ نتلقَّاها من فِيه وهي رَطْبة. 4069 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار، وقد أُنزلتْ عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)}، قال: فنحن نأخذها من فيه رطبةً إذ خرجتْ علينا حَيّة، فقال: "اقتلوها"، فابتدرناها لنقتلها، فسَبقتْنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وقاها الله شرَّكم، كما وقاكم شرَّها". 4070 - حدثنا أبو نُعَيم حدثنا إسرائيل عن مُخَارق الأحْمسي عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: لقد شهدت من المقداد ابن الأسود، قال غيرُه: مشهداً لأنْ أكونَ أنا صاحبَه أحبُّ إليّ مما عُدِل به،

_ (4067) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4068) إسناده صحيح، وهو مكرر 4063. وقوله "كنا نتلقاها" يريد سورة {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)}، كما في الروايات السابقة والرواية الآتية عقب هذه. (4069) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4070) إسناده صحيح، وهو مكرر 3698. حرف الواو زيادة من ك ومن الرواية الماضية.

أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول لك كما قال قومُ موسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، ولكن نقاتلُ عن يمينك، [و] عنِ شِمالك، ومن بين يديك، َ ومن خلفك، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرقَ وجَهُه، وسَرَّه ذلك. 4071 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا شُعْبة عن السُّدّي أنه سمع مُرّة أنه سمعِ عبد الله، قال لي شُعبة: ورفعه، ولا أرْفَعُه لك، يقولَ في قوله عز وجِل {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} قال: "لو أنَّ رجلاً هَمَّ فيه بإلحادٍ وهو بعَدَن أَبْينَ لأذاقه الله عز وجل عذاباً أليماً". 4072 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثنا جابر عن

_ (4071) إسناده صحيح، السدّي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن. مرة: هو ابن شراحيل الهمداني. والحديث في مجمع الزوائد 7: 70 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح". ونقله ابن كثير في التفسير 5: 571 من تفسير ابن أبي حاتم، رواه عن أحمد بن سنان عن يزيد بن هرون، وفي آخره بعد كلام شُعبة: قال يزيد: "هو قد رفعه"، قال ابن كثير: "ورواه أحمد عن يزيد بن هرون، به. قلت "القائل ابن كثير": هذا الإسناد صحيح على شرط البخاري، ووقفه أشبه من رفعه، ولهذا صمم شُعبة على وقفه من كلام ابن مسعود، وكذلك رواه أسباط وسفيان الثوري عن السدي عن مرة عن ابن مسعود، موقوفاً". وهذا تحكم من شُعبة ثم من ابن كثير، وكلمة يزيد ابن هرون التى رواها ابن أبي حاتم كلمة حكيمة، وإشارة دقيقة، يريد أن شُعبة قد حكي رفحه عن شيخه، فهو قد رفحه رواية، وإن وقفه رأياً، والرفع زيادة من ثقة فتقبل، ونحن نأخذ عن الرواي روايته، ولا نتقيد برأيه، وأما أن غيرشعبة رواه موقوفاً، فلا يكون علة للمرفوع، والرفع زيادة ثقة كما قلنا. (4072) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وهو مكرر 3883. وقد مضى نحوه بأسانيد صحاح، منها 3183،3175.

عبد الرحمن بن الأسود عن الأسود عن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر أو العصر خمساً، ثم سجد سجدتين، فقال: "هذه السجدتان لمن ظنَّ منكم أنه زاد أو نقص". 4073 - حدثنا هُشيم عن ابن أبي ليلى عن أبي قَيْس عن هُزَيل ابن شُرَحْبيل: أن الأشْعريَّ أُتى في ابنةٍ وابنة ابنٍ وأُختٍ لأب وأُمّ؟، قال: فجعل للاَبنة النصف، وَللأخت ما بقى، ولم يجعل لابنة الابن شيئاً، قال: فأَتَوُا ابنَ مسعود فأَخبَروه، قال: لقد ضَللتُ إذنْ وما أنا من المهتدين إنْ أخذتُ بقوله وتركتُ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ثم قال ابن مسعود: للابنة النصف، ولابنة الابن السُّدس، وما بقى للأخت. 4074 - حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خُنَيس عن مسْعَر في سعد بن إبراهيم عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: كأنما كانَ جلوسُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الركعتين الرَّضْف. 4075 - حدثنا محمد بن سَلَمَة عن خُصيف عن أبي عُبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود عن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "إذا كنتَ في الصلاةِ فشككتَ في ثلاثٍ وأربع، وأكثر ظنّك على أربع تشهَّدت ثم سجدتَ

_ (4073) إسناده حسن، ابن أبي ليلى. هو محمد بن عبد الرحمن. والحديث مضى بإسناد آخر صحيح من طريق الثوري عن أبي قيس، وهو الأودي 3691. (4074) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مختصر 3895. (4075) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ورواه أبو داود 1: 394 - 395 عن النفيلي عن محمد ابن سلمة عن خصيف، ثم قال أبو داود: "ورواه عبد الواحد عن خصيف ولم يرفعه، ووافق عبدَ الواحد أيضاً سفيان وشريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه". وسيأتي عقب هذا عن محمد بن فضيل عن خصيف موقوفاً أيضاً. قال المنذري" رقم987": "وأخرجه النسائي. وقد تقدم أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه".

سجدتين وأنت جالس قبل أن تسلم، ثم تشهدتَ أيضاً، ثم سلمتَ". 4076 - حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا خُصيف حدثنا أبو عُبيدة ابن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال: إذا شككتَ في صلاتك وأنت جالس، فلم تَدْرِ ثلاثاً صليتَ أم أربعاً، فإن كان أكبر ظنّك أنك صليتَ ثلاثاً فقُمْ فاركع ركعةً، ثم سلِّم، ثم اسجد سجدتين، ثم تشهَّدْ، ثم سلم. 4077 - حدثنا محمد بن يزيد قال أخبرنا العَوّام حدثنا أبو محمد مولَى لعمر بن الخطاب عن أبي عُبيدة بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من قدَّم ثلاثةً لم يبلغوا الحنْثَ كانوا له حِصْناً حَصمِيناً من النار"، فقال أبو الدرداء: قدّمْتُ اثنين؟، قالَ: "واثنين"، فقال أُبَيُّ بن كَعْبٍ أبوِ المنذر سيّدُ القُرَّاء: قدَّمْتُ واحداً؟، قال: "وواحد، ولكن ذاك في أوّل صَدْمة". 4078 - حدثنا هُشَيم قال أخبرنا إلعَوّام عن محمد بن أبي محمد مولَى لعمر بن الخطاب عن أبيه عن أبي عُبيدة، فذكر معناه، إلا أنه قال: فقاِل أبو ذر: لم أُقِدّم إلا اثنين. وكذا حدثناه يزيد أيضاً، قال: فقال أبو ذر: مضى لي اثنان. 4079 - حدثنا محمد ويزيد قالا حدثنا العَوّام قال حدثني أبو

_ (4076) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر ما قبله، ولكن هذا موقوف، وذاك مرفوع. (4077) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وقد سبق الكلام عليه مفصلاً في 3554 وأشرنا هناك إلى هذا الإسناد والإسنادين بعده. وقد مضى نحو معناه بإسناد صحيح 3995. وسيأتي نحوه أيضاً من حديث أبي هريرة 7351. (4078) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر ما قبله، ومكرر 3554 بإسناده. قول الإمام "وكذا حدثناه يزيد" يريد يزيد بن هرون شيخه. (4079) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر ما قبله.

محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عُبيدة، خالفا هُشَيماً، فقالا: أبو محمد مولى عمر بن الخطاب. 4080 - حدثنا هُشَيم أخبرنا خالد عن ابن سيرين أن أنَس بن مالك شهدَ جنازة رجلٍ من الأنصار، قال: فأظهَروا الاستغفَار، فلم ينكر ذلك أنس، قال هُشيم: قال خالد في حديثه: وأدخلوه من قبَل رِجْلِ القبر، وقال هُشيم مرةً: إن رجلاً من الأنصار مات بالبَصْرة، فشَهده أنس بن مالك، فأظهروا له الاستغفار. 4081 - حدثنا عبد الأعلى حدثنا خالد عن محمد قال: كنتُ مع أنسٍ في جنازة، فأمر بالميت فسئل من قِبَل رِجْل القبر. 4082 - حدثنا أبو داود حدثنا شُعْبة عن أنس بن سيرين قال: كان أنسٌ أحسنَ الناس صلاةً في السفر والحَضَر. 4083 - حدثنا هُشَيم أخبرنا خالد عن أنس بن سيرين قال: رأيت أنس بن مالك يستشرفُ لشيءٍ وهو في الصلاة ينظر إليه. 4084 - حدثنا يحيى عن الأعمش حدثني عُمارة حدثني الأسود

_ (4080) إسناده صحيح، خالد: هو الحذاء. والحديث في مجمع الزوائد 3: 43 - 44 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وهذا الحديث والثلاثة التي بعده، ليست من مسند ابن مسعود، وإنما هي من مسند أنس، وما أدري لم ذكرت في هذا الموضع؟. (4081) إسناده صحيح، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى. محمد: هو ابن سيرين. والحديث في مجمع الزوائد 3: 43 وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". (4082) إسناده صحيح، أنس بن سيرين: هو أخو محمد بن سيرين، مولى أنس بن مالك، وهو تابعي ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 /33. (4083) إسناده صحيح. (4084) أسانيده صحاح، وهو مكرر 3631 ومطول 3872.

ابن يزيد قال: قال عبد الله، وأبو معاوية حدثنا الأعمش عن عُمارة، وابن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال: سمعت عمارة عن الأسود عن عبد الله، المعنى، قال: لا يجْعل أحدُكم للشيطان من نفسه جزءاً، لا يرى إلا أن حَتْماً عليه أن ينصرفَ عن يمينه، فلقد رأيتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أكثَرُ انصرافِه عن يساره. 4085 - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان وشُعْبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "بئسما لأحدِكم أن يقول نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وكيتَ، بل هو نُسَّي". 4086 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا منصور وسليمان عن أبي وائل عن عبد الله: قال رجل: يا رسوِل الله، أنُؤَاخذ بما عملنا في الجاهلية؟، قال: "إنْ أسأت في الإسلام أُخِذْت بالأول والآخِر". 4087 - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله: أن يهودياً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إن الله يُمسك السموات على أصبع، والأرضِينَ على أصبع، والجبالَ على أصبع، والخلائق علَى أصبع، وِالشجرَ على أصبع، ثم يقول: أنا الملِك، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بَدتْ نواجذُه، وقال: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. قال يحيى: وقال فُضَيْل، يعني ابنَ عياضٍ: تعجباً وتصديقاً له. 4088 - حدثنا يحيى وعبد الرحمن عن سفيان عن أبيه عن أبي الضُّحى عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل نبي وُلاةٌ من النبيين،

_ (4085) إسناده صحيح، وهو مختصر 4020. (4086) إسناده صحيح، وهو مكرر 3886. سليمان: هو الأعمش. (4087) إسناده صحيح، وهو مكرر 3590. إبراهيم: هو النخعي. عبيدة: هو السلماني. (4088) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مطول 3800. وقد بينا هناك رواية من رواه موصولا.

وإن وليي منهم أبي وخليل ربي عز وجل"، ثم قرأ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا}. 4089 - حدثنا يحيى عن المسعودي حدثني جامِع بن شَدَّاد قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت عبد الله استبطن الوادي، فجعل الجمرةَ عن حاجبه الأيمن، واستقبل البيتَ، ثم رماها بسبع حصياتٍ، يكبّر دُبُر كل حصاةٍ، ثم قال: هذا والذي لا إله غير مقامُ الذي أنزلتْ عليه سورةُ البقرة. 4090 - حدثنا يحيى بن سعيد ووكيع قالا حدثنا الأعمش، المعنى عن الأعمش، قال حدثني عبد الله بن مُرَّة عن الحرث بن عبد الله قال: قال عبد الله: آكل الربا، ومُوكله، وشاهداه، وكاتبه إذا علموا به، والواشمةُ، والمستوشمة للحُسْن، ولاوي الصدقة، والمرتدُّ أعرابياً بعد هجرته، ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - صوم القيامة. 4091 - حدثنا يحيى عن الأعمش، ووكيع حدثنا الأعمش قال حدثنا زيد بن وهب عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق، قال: "إن أحدَكم يُجْمع خَلْقُه في بطن أُمه في أربعين يوماً"، أو قال: "أربعين ليلةً"، قال وكيع: "ليلةً، ثم يكون علقَةً مثلَ ذلك، ثم يكون مُضْغَةً مثل ذلك، ثم يرسل الله عز وجل إليه المَلَك بأربع كلمات: عمله،

_ (4089) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: سمع من المسعودي قديماً، ثم لقيه بعد ما اختلط فأبى أن يسمع منه شيئاً آخر، انظر التهذيب 6: 211. والحديث مختصر 4061. (4090) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. وقد مضى من طريقه وطريق آخر صحيح 3881. (4091) إسناده صحيح، وهو مكرر 3934.

وأجله، ورزقه، وشقي أو سعيد، ثم ينْفخ فيه الرُّوح، فوالله الذي لا إله غيره، إن أحدَكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبقُ عليه الكتاب، فيُختم له بعمل أهل النار، فيكون من أهلها، وإن أحدكم ليعملُ بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل الجنة، فيكون من أهلها". 4092 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا سليمان عن عبد الله بن مُرَّة عن مسروق عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُقتل نفسٌ ظلماً إلا كان على ابن آدمَ كِفْلٌ من دمِها، ذاك أنه أول من سَنَّ القتل". 4093 - حدثنا يحيى عن سفيان عن الأعمش عن شَقيق عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كانوا ثلاثةً فلا يَتَناَجَ اثنان دون صاحبهمَا، فإن ذلك يُحْزِنُه". 4094 - حدثنا يحيى عن التَّيْمى عن أبي عثمان عن ابن مسعود: أن رجلاً أصاب من امرأة قبْلة، فأتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن كفارتها؟، فأنزل الله عز وجل {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، قالَ: يا رسول الله، ألي هذه؟، قال: "لمن عمل من أُمتي". 4095 - حدثنا يحيى حدثنا شُعبة حدثني أبو إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - حدثنا: "إن الرجل يكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً، وإن الرجل لَيصْدُق حتى يُكتب عند الله صِدِّيقاً".

_ (4092) إسناده صحيح، وهو مكرر 3630. (4093) إسناده صحيح، وهو مكرر 4040. (4094) إسناده صحيح، وهو مكرر 3653 بهذا الإسناد. وقد مضى معناه بإسناد آخر 3854. (4095) إسناده صحيح، وهو مكرر 4022.

4096 - حدثنا يحيى عن التَّيْمِي عن أبي عثمان عن ابن مسعود: من اشتَرى مُحَفَّلَةً، وربما قال: شاةً محفَّلة فليرُدَّها وليُردَّ معها صاعاً. ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تَلقّي البيوع. 4097 - حدثنا يحيى عن مُجالد حدثنا عامر عن مسروق عن

_ (4096) إسناده صحيح، والقسم الأول منه في بيع المحفلات موقوف، والثاني في النهي عن تلقي البيوع مرفوع. وهكذا رواه البخاري 4: 309 عن مسدد عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي. قال الحافظ: "هكذا رواه الأكثر عن معتمر بن سليمان موقوفاً، وأخرجه الإسماعيلي من طريق عبد الله بن معاذ عن معتمر مرفوعاً، وذكر أن رفعه غلط. ورواه أكثر أصحاب سليمان عنه كما هنا: حديث المحفلة موقوف من كلام ابن مسعود، وحديث النهي عن التلقي مرفوع، وخالفهم أبو خالد الأحمر عن سليمان التيمي، فرواه بهذا الإسناد مرفوعاً، أخرجه الإسماعيلى، وأشار إلى وهمه أيضاً". وفي ابن ماجة 2: 17 حديث آخر من طريق جابر الجعفي عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعاً: "بيع المحفلات خلابة، ولا تحل الخلابة لمسلم" وسيأتي 4125. وهو حديث ضعيف لضعف جابر الجعفي. وأما القسم الثاني من هذا الحديث، في النهي عن تلقي البيوع، فقد رواه أيضاً مسلم والترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 4775، وهو في ابن ماجة 2: 8. وانظر المنتقى 2945 المحفلة، بتشديد الفاء المفتوحة: قال ابن الأثير: "الشاة أو البقرة أو الناقة لا يحلبها صاحبها أياماً حتى يجتمع لبنها في ضرعها، فإذا احتلبها المشتري حسبها غزيرة، فزاد في ثمنها، ثم يظهر له بعد ذلك نقص لبنها عن أيام تحفيلها، سميت محفلة لأن اللبن حُفَّل في ضرعها، أي جمع". وهي المصراة أيضاً، انظر رسالة الشافعي بتحقيقنا 1658 - 1664. (4097) إسناده حسن، مجالد: هو ابن سعيد. عامر: هو الشعبي. والحديث رواه ابن ماجة 2: 26 من طريق يحيى القطان عن مجالد. وذكر الشوكاني في نيل الأوطار 9: 163 أنه رواه أيضاً البيهقي في شعب الإيمان والبزار. قوله "فإن قال الخطأ" هكذا هو في الأصلين؟ وفي ابن ماجة "فإن قال ألقه"، وكذلك في المنتقى 4945 مع أنه نسبه للمسند وابن ماجة. وأنا أرجح ما في الأصلين، لأن المراد أن الملك يلقيه إذا ظهر الجور =

عبد الله، قال مرةً أو مرتين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما من حَكَم يحكم بين الناس إلا حُبس يوم القيامة ومَلَكٌ آخذٌ بقفاه، حتى يَقِفه على جهنم، ثم يَرفَعَ رأسَه إلى الله عز وجل، فإن قال الخطَأَ ألقاه في جهنم يَهْوي أربعين خريفاً ". 4098 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عاصم عن زِرّ عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تذهب الدنيا"، أو "لا تنقضي الدنيا، حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطىءُ اسمهُ اسمي". 4099 - قرأت على يحيى بن سعيد عن هشام حدثنا قَتادة عن خِلاس عن عبد الله بن عُتْبة قال: أُتِي عبد الله بن مسعود فسئل عن رجل تزوج امرأة ولم يكن سمَّى لها صداقاً، فمات قبل أن يدخل بها؟، فلم يقل فيها شيئاً، فرجعوا، ثم أتوه فسألوه، فقال: سأقول فيها بجهْدِ رأيي، فإن

_ = في أحكامه. (4098) إسناده صحيح، وهو مكرر 3573 بهذا الإسناد. (4099) إسناده صحيح، خلاس، بكسر الخاء وتخفيف اللام: هو ابن عمرو الهجري البصري، وهو تابعي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 208. عبد الله بن عتبة: هو عبد الله بن عتبة بن مسعود، ابن أخي عبد الله بن مسعود، وهو تابعي كبير ثقة رفيع، كثير الحديث والفتيا فقيه، ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل ذكره بعضهم في الصحابة. والحديث رواه أبو داود 2: 202 - 203 من طريق خلاس وأبي حسان عن عبد الله بن عتبة، كالطريق الآتية 4276، ورواه أيضاً من رواية مسروف عن ابن مسعود، ومن رواية علقمة عن ابن مسعود، وسيأتي كذلك من روايتهما ورواية الأسود، في مسند "الجراح وأبي سنان الأشجعيين" من هذا المسند (ج 4 ص 279 - 280 ح). وسيأتي كذلك في مسند معقل بن سنان الأشجعي من رواية علقمة 16009. قال المنذري: "وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح". وانظر المنتقى 3566.

أصبتُ فالله عز جل يوفِّقني لذلك، وإن أخطأتُ فهو مني: لها صداق نسائها، ولها الميراث، وعليها العدّة، فقام رجل من أَشْجَعَ، فقال: أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قضَى بذلك، قاَل: هَلُمَّ من يشهد لك بذلك، فشهد أبو الجَرّاح بذلك. 4100 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا هشام، المعنى، إلا أنه قال: في بَرْوَع بنت واشِقٍ، فقال: هلم شاهداك على هذا، فشهد أبو سنانٍ والجَرَّاح، رجلان منَ أَشْجَع. 4101 - حدثنا يحيى عن الأعمش حدثني شَقيق عن عبد الله قال: كنّا إذا جلسنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا: السلَام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحياتُ لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيُّها النبي ورحمةُ الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك أصابتْ كلَّ عبدٍ صالح بين السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليتخيّرْ أحدُكم من الدعاء أعجبَه إليه فلْيدْعُ به". 4102 - حدثنا وكيع وأبو معاوية، المعنى، قالا حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أيُّ الذنب

_ (4100) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. بروع، بفتح الباء والواو بينهما راء ساكنة، بنت واشق الكلابية أو الأشجعية: صحابية، ترجمها الحافظ في الإصابة 8: 29. (4101) إسناده صحيح، وهو مكرر 4064. (4102) إسناده صحيح، وهو مكرر 3612.

أكبر؟، قال: "أن تجعل لله نِداً وهو خَلَقَك"، قال: ثم أيُّ؟، قال: "ثمِ أن تقتل ولدَك من أجل أن يَطْعمَ معك"، قال: ثم أي؟، قال: "ثم أن تُزَاني بحليلة جارك"، قال: فأنزل الله عز وجل تصديقَ ذلك في كتابه {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} إلى قوله {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}. 4103 - حدثنا وكيع وابن نُمير قالا حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قلنا: يا رسول الله، وحدثنا ابن جعفر حدثنا شُعبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله قال: قلنا يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟، قال: "مَنْ أحسنَ في الإسلام لم يؤاخَذْ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخِذَ بالأول والآخِر". 4104 - حدثنا وكيع وابن نُمير قالا حدثنا الأعمش عن أبي الضُّحى عن مسروق قال: بينا رجل يحدّث في المسجد الأعظم قال: إذا كان يوم القيامة نزَل دخان من السماء فأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، وأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، قال مسروق: فدخلتُ على عبد الله، فذكرتِ ذلك له، وكان متكئاً فاستَوى جالساً، فأنشأ يحدّث فقال: يا أيها الناس، من سُئل منكم عن علمٍ هو عنده فليقل به، فإن لم يكن عنده فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن تقول لما لا تَعلم: الله أعلم، إن الله عز وجل قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}، إن قريشاً لمَّا غَلبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - واستَعْصَوْا عَليه قال: "اللهم أَعني عليَهم بسبِع كسبعِ يوسفَ" قال: فأخذتْهم سَنَةٌ، أكلوا فيها العظام والمَيْتَة من الجَهْد، حتى جعل أحدُهم يرَى ما بينه وبين السماء كهيئة الَدخان من الجوع، فقالوا {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} قال: فقيل له: إنَّا إنْ كشفنا عنهم

_ (4103) إسناده صحيح، وهو مكرر 4086. (4104) إسناده صمحيح، وهو مكرر 3613.

عادُوا، فدعا ربّه فكشَف عنهم، فعادوا، فانتقم الله منهم يومَ بدرٍ، فذلك قوله تعالى {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلى قوله {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}، قال ابن نُمير في حديثه: فقال عبد الله: َ فلو كان يومَ القيامة ما كَشَفَ عنهم. 4105 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن الأسود ابن يزيد عن عبد الله قال: قرأتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}. 4106 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون واحد، فإن ذلك يُحزنُهُ". 4107 - حدثنا وكيع وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال: قال عبد الله: كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومُه، يَنْضَحُ الدمَ، قال أبو معاوية: يمسح الدمَ عن جَبِينه، ويقول: ربّ اغفرْ لقومي فإنهم لا يعلمون. 4108 - حدثنا وكيع وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن أبي وِائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والكذبَ فإن الكذب يهدِي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكذبُ حتى يكتبَ عند الله كذاباً"، وقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي

_ (4105) إسناده صحيح، وهو مطول 3918. (4106) إسناده صحيح، وهو مكرر 4093. (4107) إسناده صحيح، وهو مكرر 3611 ومختصر 4057. (4108) إسناده صحيح، وهو مكرر 3638 ومطول 4095. وانظر 3845.

إلى البرِّ، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإنه"، يعني الرجل، "لَيَصْدُق ويتحرَّى الصدَق حتى يكتبَ عند الله صِدِّيقاً"، قال أبو معاوية: "وما يزال الرجل يصْدُق ويتحرّى الصدق". 4109 - حدثنا وكيع ويزيد أخبرنا إسماعيل عن قَيْس عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حَسَد إلا في اثنتين، رجلٍ، آتاه الله مالاً، فسلَّطه على هَلَكَته في الحق، وآخرُ آتاه الله حكمةً، فهو يَقْضى بها ويعلَّمها". 4110 - حدثنا وكيع حدثنا حسن عن يحيى بن الحرث عن أبي ماجد الحنفي عن ابن مسعود قال: سألنا رسولَ الله -صلي الله عليه وسلم- عن السيْر بالجنازة، فقال: "ما دونَ الخَبَب؟ الجنازة متبوعة وليست بتابع". 4111 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قالِ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منّا من شَقَّ الجيوب، ولَطَم الخدود، ودعا بدعْوَى الجاهلية". 4112 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عُمارة بن عُمَير عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءَة فليتزوّج فإنه أغضُّ للبصر، وأحْصَنُ للفَرْج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء".

_ (4109) إسناده صحيح، وهو مكرر 3651. (4110) إسناده ضعيف، لجهالة أبي ماجد الحنفي، وقد فصلنا القول فيه 3585. حسن: هو ابن صالح بن حيّ. يحيى بن الحرث: هو يحيى بن عبد الله بن الحرث. والحديث مضى مراراً، آخرها 3978 مطولاً. (4111) إسناده صحيح، وهو مكرر 3658. (4112) إسناده صحيح، وهو مختصر 4035.

4113 - حدثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن قَيْس عن عبد الله قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شباب، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصي؟، فنهانا، ثم رخَّص لنا في أن ننكح المرأةَ بالثوب إلى الأجل، ثم قرأ عبد الله {لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}. 4114 - حدثنا وكيع حدثنا سليمان بن المغيرة عن أبي موسى الهلالي عن أبيه: أن رجلاً كان في سفر، فولدت امرأتُه، فاحتبس لبنُها، فجعل يَمُصُّه ويَمُجُّه، فدخل حَلْقَه، فأتى أبا موسى؟، فقال: حَرُمتْ عليك، قال: فأتى ابن مسعود فسأله؟، فقال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يُحَرَّمُ من الرضاع إلا ما أنبت اللحمَ وأنْشَر العَظْم".

(4113) إسناده صحيح، وهو مكرر 3986. (4114) إسناده ضعيف، أبو موسى الهلالي، قال أبو حاتم: "مجهول"، ولكن ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكنى برقم 647، وهذا كاف في تعريفه وتوثيقه. أبوه: مجهول، لم يترجم له أحد، حتى إن التهذيب لم يذكره في موضعه في باب "المبهمات". والحديث رواه أبو داود 2: 180 عن محمد بن سليمان الأنباري عن وكيع، بهذا الإسناد، ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في السنن الكبرى 7: 461. ورواه أبو داود أيضاً عن عبد السلام بن مطهر عن سليمان بن المغيرة عن أبي موسى عن أبيه عن ابن لعبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود. فزاد الإسناد ضَعفاً، بانقطاعه بين والد أبي موسى الهلالي وعبد الله بن مسعود، إذ دل على أنه لم يسمعه من عبد الله، بل سمعه من ابن له مبهم، وكذلك رواه البيهقي من طريق أبي داود. ورواه البيهقي أيضاً 360 - 361 من طريق النضر بن شميل عن سليمان بن المغيرة، كمثل رواية عبد السلام بن مطهر، بزيادة [عن ابن لعبد الله بن مسعود]. والظاهر أن هذه الرواية هي الراجحة، لأن البخاري ذكر في ترجمة أبي موسى الهلالي "عن أبيه عن ابن لعبد الله بن مسعود"، وكذلك ابن أبي حاتم فيما نقل مصحح الكنى بهامشه. أبو موسى في متن =

4115 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله: أنه قال في خطبة الحاجة: إن الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذِ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محَمداً عبده ورسوله، ثم قرأ ثلاث آيات من كتاب الله {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}. {اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)} إلى آخر الآية 4116 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبِي الأحوص وأبي عُبيدة عن عبد الله قال: علَّمَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبةَ الحاجة، فذكر نحو هذا الحديث، إلا أنه لم يقل "إنّ". 4117 - حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن جامع بن شَدّاد أبي صَخْرة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: لمَّا أتى عبدُ الله الجمرة، جمرةَ العقبة، اسِتبطن الوادي واستقبل الكعبة، وجعل الجمرة على حاجبه الأيمن، ثم رمي بسبع حصيات، يكبّر مع يهل حصاةٍ، ثم قال: من ها هنا والذي لا إله غيره رمى الذي أُنزلتْ عليه سورةُ البقرة.

_ = الحديث، الذي سأله الرجل: هو أبو موسى الأشعري. أنشر العظم، بالراء، قال الخطابي 3: 186:" معناه ما شدّ العظم وقواه. والإنشار بمعنى الإحياء في قوله تعالى {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22)} ويروى: أنشز العظم، بالزاي معجمة، ومعناه زاد في حجمه فنشز"، وفي النهاية في رواية الزاء: "أي رفعه وأعلاه وأكبر حجمه. وهو من النشز، المرتفع من الأرض". (4115) إسناده ضعيف، لانقطاعه، ولكنه متصل في الإسناد التالي. وقد أوفينا الكلام عليه في 3720، 3721 وأشرنا إلى هذين هناك. (4116) إسناده من طريق أبي عبيدة ضعيف، لانقطاعه، ومن طريق أبي الأحوص صحيح متصل. وهو مكرر ما قبله. (4117) إسناده صحيح، وهو مكرر 4089.

4118 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عَبِيدة عن عبد الله قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ عليّ القرآن"، قلت: يا رسول الله، كيف أقرأ عليك وإنما أُنزل عليك؟، قال: "إني أشتهي أن أسمعه من غيري"، قال: فافتتحتُ سورة النساء، فقرأتُ عليه، فلما بلغتُ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} قال: نظرتُ إليه وعينَاه تَذرِفانِ. 4119 - حدثنا وكيع عن مسْعَر عن عَلْقَمة بن مَرْثَد عن المُغيرة ابن عبد الله اليَشْكُرِيّ عن المَعْرُور بن سُوَيد عن عبد الله قال: قالت أم حَبيَبة: اللهم أمْتعْني بزوجي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سألت الله عز وجل لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاقِ مقسومة، بن يعجَل شيئَاً قبل حلّه-، أويؤخَر شيئاً عن حِلِّه، ولو كنتِ سألت الله عز وجل أن يعيذَك من عَذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرَاً وَأفِضل"، قال: وذكر عنَدَه أن القردً:، قال مسعر: أراه قال: والخنازير، مما مُسِخ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل لم يجعل لمَسِيخ نسلاً ولا عَقباً، وقد كانت القردةُ"، أُراه قال: "والخنازيرُ، قبلَ ذلك". 4120 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا الثوري عن عَلْقَمة بن مَرْثَد، نحوَه بإسناده، ولم يَشُكَّ في الخنازير. 4121 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألاَ إني أَبرأ إلى كل

_ (4118) إسناده صحيح، وهو مكرر 3606. (4119) إسناده صحيح، وهو مكرر 3700 بهذا الإسناد، ومكرر 3925. وانظر 3997. (4120) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4121) إسناده صحيح، وهو مكرر 3880، ومطول 3909.

خليل من خِلّهٍ، ولو كنتُ متخذاً خليلاً لاتَّخذت أبا بكر، إن صاحبكم خليلُ الله عز وجل". 4122 - حدثنا وكيع عن المسعودي عن الحَكَم عن ذَرّ عن وائل ابن مَهَانة التَّيْمِيّ عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا معشر النساء تصدَّقْن، فإنكن أكثرُ أهل النار"، فقالت امرأة: وما لَنَا أكثرُ أهل النار؟، قال: "لأنكن تُكْثِرن اللَّعْنَ، وتَكفُرْن العَشِير". 4123 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ما منْ نفس تُقتِل ظلماً إلا كان على ابنِ آدمَ الأوَّل كِفْلٌ من دمها، ذلك بأنه أوَّلُ من سَنّ القتل". 4124 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن، المعنى، وهذا لفظ وكيع: حدثنا سفيان عن عبد الكريم الجَزَريّ عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن مَعْقِل: أن أباه معقلَ بن مُقَرِّنٍ المزني قال لابن مسعود: أسمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول: "الندم توبة"؟، قال: نعم. 4125 - حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن جابر عن أبي الضُّحى عن مسروق عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصادق المصدوق، قال: "بيع المُحَفَّلات خلابة، ولا تحلُّ الخلابةُ لمسلم".

_ (4122) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث مكرر 4037. (4123) إسناده صحيح، وهو مكرر 4092. (4124) إسناده صحيح، وهو مكرر 4016. وقد فصلنا القول فيه 3568 وأشرنا إلى هذا الإسناد هناك. (4125) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وأخرجه ابن ماجة 2: 17 من طريق وكيع، وقد أشرنا إليه في 4096.

4126 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن زُبَيْد عن أبي وائل في عبد الله بن مسعود يحدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سبابُ المسلم فسوق، وقتالُه كفر". 4127 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زيد بن وَهب عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعتِ زيد بن وَهْب قال سمعت عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم سَتَرَوْن بعدي أَثَرةً وفتَناً وأموراً تنكرونها"، قلنا: يا رسول الله، فماذا تأمر لمن أدرك ذلك منَّا؟،َ قال: "تؤدُّون الحقَّ الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم". 4128 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شُعْبة عن السُّدِّيّ

_ (4126) إسناده صحيح، وهو مكرر 3957. (4127) إساداه صحيحان، وهو مكرر 4016، 4067. (4128) إسناده صحيح، وقد وقفه شُعبة، فلما أخبره عبد الرحمن بن مهدي بأن إسرائيل رواه عن السدي مرفوعاً، أقر برفعه. ورواية إسرائيل ستأتي 4141 وقد رواه الترمذي: 145 - 146 من طريق إسرائيل، ثم قال: "حديث حسن، رواه شُعبة عند السدي ولم يرفعه"، ثم رواه من طريق يحيى بن سعيد عن شُعبة، ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي عن شُعبة، وقال فيه: "قال عبد الرحمن: قلت لشعبة: إن إسرائيل حدثني عن السدي عن مرة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، قال شُعبة: وقد سمعته من السدي مرفوعاً، ولكني أدعه عمداً"!!، ولم يذكر شُعبة سبب عمده هذا، فهو رواه مرفوعاً كما رواه إسرائيل، فماذا يدعوه إلى تعليل رفعه دون دليل؟!، والظاهر أن شُعبة كان يتوقى رفع بعض الأحاديث، كقول حجاج في الحديث 4158: "ولم يرفعه شُعبة لي، وقد رفعه لغيري، قال: أنا أهاب أن أرفعه، لأن عبد الله قلما كان يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم". وهذا تعليل للأحاديث غير مقبول. وانظر تفسير ابن كثير 5: 390.

في مُرّة عن عبد الله قال: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم:71] قال: "يدخلونها، أو يَلجُونها، ثم يَصْدُرون منها بأعمالهم"، قلت له: إسرائيلُ حدّثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: نعم، هو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.، أوكلاماً هذا معناه. 4129 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: لعن الله الواشمات، والمتوشمات، والمتنمِّصات، والمتفلِّجات للحُسْن المغيِّرات خلقَ الله، قال: فبلغ امرأةً في البيت، يقال لها: أم يعقوب، فجاءت إليه، فقالت: بلغني أنك قلتَ كيت وكيتَ؟، فقال: ما لي لا ألعن من لَعَنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتاب الله عز وجل؟!، فقالت: إني لأقرأ ما بين لَوْحَيْه فما وجدتُه، فقال: إن كنتِ قرأتيه فقد وجدتيه، أما قرأت {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}؟، قالت: بلى، قال: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنِه، قالت: إني لأظنُّ أهلَك يفعلون!، قال: اذهبي فانظري، فنظرتْ، فلم تَر من حاجتها شيئاً،

_ (4129) إسناداه صحيحان، وروى البخاري من طريق منصور 8: 483 - 484 عن محمد بن يوسف عن سفيان عن منصور، ثم روى طريق عبد الرحمن بن عابس عقيبه عن ابن المديني عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان قال: "ذكرت لعبد الرحمن بن عابس حديث منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقال: سمعته من إمرأة يقال لها أم يعقوب عن عبد الله، مثل حديث منصور". وأم يعقوب هذه لم يُعرف اسمها، وقال الحافظ في التقريب: "كأنها صحابية"، وقال في الفتح 10: 314 "تنبيه: أم يعقوب المذكورة في هذا الحديث لا يعرف اسمها، وهي من بني أسد بن خزيمة، ولم أقف لها على ترجمة. ومراجعتها لابن مسعود تدل على أن لها إدراكاً"، وعلى كل فإنها ثقة، إذ هي إما صحابية وإما تابعية قديمة، لم تُذكر بجرح، وأخرج لها البخاري في الصحيح، وكفى بهذا توثيقاً. والحديث من طريق منصور رواه البخاري مراراً في كتاب اللباس، منها الموضع الذي أشرنا إليه. ورواه مسلم 2: 166، وروى النسائي بعضه 2: 281. وانظر 3881، 3945، 3956، 4230.

فجاءت فقالتْ: ما رأيتُ شيئاً، قال: لو كانتْ كذلك لمِ تُجَامعْنَا، قال: وسمعتُه من عِبد الرحمن بن عابس يحدثه عن أمِّ يعقوب سمعهَ منها، فاخترتُ حديثَ منصورٍ. 4130 - حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عَبِيدة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خير الناس قَرِني، ثم الذين يلونهمِ، ثم الذين يلونهِم"، ثلاثاً أو أربعاً، "ثم يجيء قومٌ تسبقُ شهادة أحدهم يمينه، ويمينُه شهادته"، قال: وكان أصحابنا يضربونا ونحن صبيانٌ على الشهادة والعَهْد. 4131 - حدثنا عبد الرحمن عِن سفيان عن منصور والأعمش وواصل عن أبي وائل عن عمرو بن شُرَحْبيل عن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله: أيُّ الذنب أعظم عند الله عز وَجل؟، قال: "أن تجعل لله عز وجل نِداً وهو خَلَقَكَ"، قال: قلت: ثم ماذا؟، قال: "ثم أن تقتل ولدَك خشية أن يأكل من طعامك"، وقال عبد الرحمن مرةَّ، "أنْ يَطعَمَ معك"، قال: ثم قلت: ثم ماذا؟، قال: "أن تُزاني بحليلة جارك". 4132 - حدثنا بَهْز بن أسد حدثنا شُعْبة حدثنا واصل الأحْدَب

_ (4130) إسناده صحح، وهو مكرر 3963. ووقع في متنه هنا خطأ مطبعي، صحح من ك. (4131) إسناده صحيح، وهو مكرر 3612، 4102. ولكن زاد هنا في الإسناد "عن عمرو بن شرحبيل" بين أبي وائل وابن مسعود، وكذلك فيما يأتي 4134. والظاهر عندي أن أبا وائل سمعه من عبد الله بن مسعود، ومن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود، ولعل عمراً ثبتَه فيه، فحدث به مرة هكذا، ومرة هكذا. وقد رواه البخاري مراراً، وأطال الحافظ في الفتح في الكلام على هذه الزيادة في الإسناد، فُيرجع إليه 8: 378 و 22: 101 - 102. (4132) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

قال سمعت أبا وائل يقول: قال عبد الله: سألت رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: أيُّ الذنب أعظم؟، فذكره. 4133 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فذكره. 4134 - حدبا علي بن حفص حدثنا وَرْقاء عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شُرَحْبِيل عن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الذنب أعظم؟، فذكره، ثم قرأ {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} إلى {مُهَانًا}.َ 4135 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقول: "اللهم إني أسألك الهُدَى، والتقى، والعِفّة، والغِنى". 4136 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لو كنتُ متخذاً خليلاً لاتّخذتُ ابن أبي قحَافة خليلاً". 4137 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عِنِ عبد الله قال: ما رأيت رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاةً إلا لميقاتها، إلا أنه جمع بين المغرب والعشاء بجمع، وصلى الصبحَ

_ (4133) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4134) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4135) إسناده صحيح، وهو مكرر 3590. (4136) إسناده صحيح، وهو مختصر 4121. (4137) إسناده صحيح، وهو مكرو 4046.

يومئذٍ لغير ميقاتها. 4138 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عُمارة، معناه. 4139 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن عبد الله ابن مُرَّة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: لأنْ أَحلفَ تسعاً أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قُتل قتلاً أحبُّ إليّ من أن أحلفَ واحدةً أنه لم يُقْتل، وذلك أن الله عز وجلَ جعله نبياً واتخذه شهيداً، قال: فذكرتُ ذلك لإبراهيم؟، فقال: كانوا يُرَوْن ويقولون: إن اليهودَ سَمُّوه وأبا بكرٍ. 4140 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا سفيان، وعبد الرزّاق أخبرنا سفيان، عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: لما نزلتْ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} قال عبد الرزاق: لما نزلتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِر أن يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، اللهَم اغفر لي، إنك أنت التوّاب". 4141 - حدثنا عبد الرحمن عن إسرائيل عن السُّدّيّ عن مُرّة عن عبد الله {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "يَرِد الناس النارَكلهم، ثم يصْدُرون عنها بأَعمالهم". 4142 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا يزيد أخبرنا حماد

_ (4138) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4139) إسناده صحيح، وهو مكرر 3873. (4140) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3891. (4141) إسناده صحيح، وهو مكرر 4128. وقد سبقت الإشارة إليه هناك. (4142) إسناده صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك 2: 318 من طريق أبي بكر بن عياش، ومن طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عاصم، به، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد =

ابن زيد عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: خَطّ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَطّاً، ثم قال: "هذا سبيل الله"، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: "هذه سُبُل"، قال يزيد: "متفرقةٌ، علي كل سبيل منها شيطانٌ يدعو إليه"، ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}. 4143 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا زائدة عن عاصم عن شَقِيق

_ = ولم يخرجاه". وطريق أبي بكر بن عياش ستأتي 4437. وقد نقله الحافظ ابن كثير في التفسير 3: 427 - 428 عن المسند من الطريق الآتية، ثم قال: "وكذا رواه الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن أبي بكر بن عياش، به، وقال: صحيح، ولم يخرجاه وهكذا رواه أبو جعفر الرازي وورقاء وعمرو بن أبي قيس عن عاصم عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود مرفوعاً، به، نحوه. وكذا رواه يزيد بن هرون، ومسدد، والنسائي عن يحيى بن حبيب بن عربي، وابن حبان من حديث ابن وهب، أربعتهم عن حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود، به. وكذا رواه ابن جرير عن المثنى عن الحماني عن حماد بن زيد، به. ورواه الحاكم عن أبي بكر بن إسحق عن إسماعيل بن إسحق القاضي عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد، كذلك، وقال: صحيح ولم يخرجاه. وقد روى هذا الحديث النسائي والحاكم من حديث أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود به مرفوعاً. وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث يحيى الحماني عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر، به. فقد صححه الحاكم كما رأيت، من الطريقين ولعل هذا الحديث عند عاصم بن أبي النجود عن زر وعن أبي وائل شقيق ابن سلمة، كلاهما عن ابن سمعود، به". وهذا تحقيق نفيس. وانظر 3652. {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا}: قرأ حمزة والكسائى بكسر همزة "إن" وباقي السبعة بفتحها. وقد أثبتناها هنا بكسر الهمزة، لأن الرواية جاءت في هذا الموضع دون ذكر الواو، وهو جائز في الاستشهاد، فيتعين كسر الهمزة، إذ يجب كسرها في بدء الكلام. (4143) إسناده صحيح، وهو مكرر 3844. وانظر الحديث التالي، وانظر أيضاً 4342.

عن عبد الله قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولِ: "إن من شرار الناس مَن تُدركه الساعةُ وهم أحياُء، ومن يتخذُ القبورَ مساجد". 4144 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا شُعْبة عن علي بن الأقْمَر عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تقوم الساعة"، أو "لا تقوم الساعة إلا على شِرَار الناس". 4145 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا زائدة عن عاصم عن شَقِيق عن عبد الله قال: كنا نتكلم في الصلاة ويسلم بعضُنا على بعضٍ، ويُوصِى أحدُنا بالحاجة، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسلمتُ عليه وهو يصلي، فلم يرُدَّ عليَّ، فأخذني ما قَدُم وما حَدُث، فلما صلى قال: "إن الله عز وجل يُحْدث من أمره ما شاء، وإنه قد أحدث أن لا تَكلَّموا في الصلاة". 4146 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن حُميد بن هِلال عن

_ (4144) إسناده صحيح، وهو مكرر 3735. وانظر الحديث السابق. (4145) إسناده صحيح، وهو مكرر 3575. وانظر 3944. "يوصي" في ح "يؤمن" وهو خطأ واضح، صحح من ك. حدث، بفتح الحاء وضم الدال، قال ابن الأثير: "يعني همومه وأفكاره القديمة والحديثة. يقال: حدَث الشيء، بالفتح، يحدث حدوثاً، فإذا قرن بقدم ضمّ للازدواج بقدُم". (4146) إسناده صحيح، وهو مطول 3643 بهذا الإسناد، وأشرنا هناك إلى أن مسلماً رواه مطولاً. ونزيد هنا أن الحاكم رواه في المستدرك 4: 476 - 477 مطولاً من طريق ابن علية عن أيوب، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي!، ونستدرك عليهما بأن مسلماً رواه، فليس من المستدرك على الصحيحين. هنا في ح زيادة "عن أسير" بين حميد بن هلال وأبي قتادة، وهي خطأ صِرْف، صححناه من ك. الشرطة، بضم الشين وسكون الراء: أول طائفة من الجيش تشهد الواقعة. يفيء: يرجع. نهد إليهم: قال ابن الأثير: "تهد القوم لعدوهم، إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله". الدبرة، =

أبي قَتادة عن أُسَيْر بن جابر قال: هاجتْ ريح حمراءُ بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجّيرا إلاَّ: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة إ!،قال: وِكِان متكئاً فجلس، فَقَال: إن الساعة لا تقوم حتِى لِا يُقْسَم ميراثٌ ولا يُفْرح بغنيمةٍ، قال: عَدواً يَجْمَعون لأهل الإسلام ويجْمع لهم أهلُ الإسلام، ونحَّى بيده نحو الشأم، قلت: الروِمَ تعني؟، قال: نعم، قال: ويكون عند ذاكُمُ القتالِ ردهٌ شديدة، قال: فِيَشْترِط المسلمون شِرْطَةً للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون، حتى يحْجِز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلُّ غيرُ غالبٍ، وتَفْنَى الشُّرطَة، ثم يشترط المسلمون شرطةً للموت، لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليلُ، فيفيءَ هؤلاء وهؤلاء، كلُّ غيرُ غالبٍ، وتَفْنَى الشرطةُ، ثم يشترط المسلمون شرطةً للموت، لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلون حتى يُمْسُوا، فيفيِء هؤلاء وهؤلاء، كلَّ غير غالب، وتَفنَى الشرطةُ، فإذا كان اليومُ الرابع نهَدَ إليهم بقيةُ أهل الإسلام، فيجعل الله عِزِ وجل الدَّبْرَةَ عليهم، فيَقْتُلون مقتلةً، إمّا قال: لا يُرى مثِلُها، وإمّا قال: لم نر مثلَها، حتى إن الطائر ليمرُّ بجَنَباتهم فما يُخَلّفهم حتي يخرَّ ميّتاً، قال: فيتعادُّ بنو الأب كانوا مائة، فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجلُ الوَاحدُ، فبأيّ غنيمةٍ يُفْرح؟، أو أيَّ ميراثٍ يُقْسم؟، قال: فَبَيْنا هم كذلك إذْ سمعوا بناسِ أكثرَ من ذلك، قال: جاءهم الصريخُ أن الدجال قد خَلَف في ذراريّهم، فيَرْفِضُون ما في أيديهم، ويُقْبِلوان، فيبعثون عشرة فوارسَ طليعةً، قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "إني لأعلم أسماءهم وأسماءَ آبائهم وألوانَ خيولهم، هم خيرُ فوارسَ على ظهر الأرض يومئذٍ".

_ = بفتح الدال والباء، وبإسكان الباء أيضاً: الهزيمة في القتال، وهو اسم من "الإدبار". فيتعادّ بنو الأب: يعدّ بعضهم بعضَاً. "فلا يجدونه" في ح "ولا يجدونه" وأثبتنا ما في ك. "يقسم" في ح "يقاسم". "بناس أكثر" في ح "بناس هو أكثر"، وكلمة "هو" خطأ، وليست في ك، فحذفناها. (4147) إسناده صحيح، وهو مكرر 3617.

4147 - حدثنا إسماعيل عن سليمان عن أبي عثمان عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعَنَّ أحدَكم أذانُ بلالِ"، أو قال: "نداءُ بلالٍ، من سَحوره، فِإنه يُؤذِّن"، أو قال: "يُنادي، ليَرْجِع قائمَكم، وليُنَبَّه نائمَكم، ثم ليس أن يقول هكذا"، أو قال: "هكذا، حتى يقول هكذا". 4148 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قسم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قَسْماً، قال: فقال رجل من الأنصار: إن هذه القسمة ما أُريدَ بها وجه الله عز وجل!!، قال عبد الله: يا عدوَّ الله، أماَ لأخْبرَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قلتَ، قال: فذكرتُ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فاحمرَّ وجهه، وقال: "رحمة الله على موسى، قد أوذِي بأكثر من هذا فصَبَر". 4149 - حدثنا إسماعيل أخبرنا داود، وابن أبي زائدة، المعنى، قالا حدثنا داود، عن الشَّعْبِي عن عَلْقَمة قال: قلت لابن مسعود: هل صحبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ الجنّ منكم أحدٌ، فقال: ما صحبه منَّا أحد، ولكنَّا قد فقدناه ذاتَ ليلة، فقلنا: اغْتِيلَ؟، اسْتُطير؟، ما فعل؟، قال: فبتْنا بشَرّ ليلةٍ باتَ بها قوم، فلما كان في وجه الصبح، أو قال: في السَّحَر، إذاَ نحن به يجيء من قِبَلِ حِراء، فقلنا: يا رسول الله، فذكروا الذي كانوا فيه، فقال:

_ (4147) إسناده صحيح، وهو مكرر 3617. (4148) إسناده صحيح، وهو مطول 3902، وقد سبق بهذا الإسناد 3608. (4149) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 131 من طريق داود عن عامر، وهو الشعبي, به. وكذلك رواه الترمذي 4: 183 وقال: "حديث حسن صحيح" وروى أبو داود 1: 32 قطعة مختصرة منه. وانظر 3788، 3810. وانظر أيضاً نصب الراية 1: 139 - 141. اغتيل: من الغيلة، وهي "فعلة" بكسر أولها، من الاغتيال، وهو أن يخدْع ويقتل في موضع لا يراه فيه أحد. استطير: أي ذُهب به بسرعة، كأن الطير حملته. وكلا الفعلين مبنى لما لم يسم فاعله.

"إنه أتاني داعي الجن، فأتيتُهم فقرأت عليهم"، قال: فانطلقَ بنا فأراني آثارَهم وأثارَ نيرانهم، قال: وقال الشعبي: سألوه الزاد، قال ابن أبي زائدة: قال عامر: فسألوه ليلَتَئِذٍ الزادَ، وكانوا من جن الجزيرة، فقال: "كل عَظْم ذُكر اسمِ الله عليه يقع في أيديكم أوْفَرَ ما كان عليه لحماً، وكل بَعْرٍ: أو رَوْثةٍ علَفٌ لدوابّكم، فلا تستنجوا بهما، فإنهما زاد إخوانكم من الجنّ". 4150 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن الحَكَم عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد: أنه حج مع عبد الله، وأنه رمَى الجمرةَ بسبع حصيات، قال: وجعل البيتَ عن يساره، ومنًى عن يمينه، وقال: هذا مَقَامُ الذي أُنزلتْ عليه سورةُ البقرة. 4151 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن الحَكَم قال سمعت ذَرا يحدّث عِن وائل بن مَهانة عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للنساء: "تَصَدَّقْن، فإنكن أكثرُ أهل النار"، فقالت امرأةٌ ليست من عِلْيَة النساء أو من أعقلهن: يا رسول الله، فِيمَ؟، أو: لِمَ؟، أو: بِمَ؟، قال: "إنكن تُكْثِرْنَ اللعْنَ، وتَكْفُرْن العَشِير". 4152 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعْبة حدثني الحَكَم عن ذَرّ عن وائل ابن مَهانة من تيم الرّباب منِ أصحاب عبد الله، عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنساء: "تَصَدقْن، فإنكن أكثر أهل النار"، فقالت امرأةٌ ليست من عِلْيَة النساء: فِيمَ؟، وِبمَ وِلمَ؟، فذكر الحديث.

_ (4150) إسناده صحيح، وهو مكرر 4117. (4151) إسناده صحيح، وهو مكرر 4122. (4152) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

4153 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمرو بنِ مُرّة قال سمعت أبا وائل يقولٍ: سمعت عبد الله يقول، قلت: أنتَ سمعته من عبد الله؟، قال: نعم، وقد رفعه، قال: "لا أحدَ أَغْير من الله عز وجل، ولذلك حَرمَّ الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن، ولا أحدَ أحبُّ إليه المدحُ من الله عز وجل، ولذلَك مَدَخ نفسَه". 4154 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمرو بن مُرّة أنه سمعِ أبا وائل يحدث: أن رجلاً جاء إلى ابن مسعود فقال: إني قرأتُ المفصَّل كلّه في ركعة، فقال عبد الله: هذَّاً كهَذّ الشِّعْر؟!، لقد عرفتُ النظائرَ التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرُنُ بينهنَّ، قال: فذكر عشرين سورةً من المفصَّل، سورتين سورتين في ركعةَ. 4155 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجَّاج قال حدثنا شُعْبة عنِ سعد بن إبراهيم عن أبي عبيدة، قال حَجَّاج في حديثه: سمعت أبا عبيدة، عن أبيه عبد الله بن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قعد في الركعتين الأولَييْنِ كأنه على الرَّضْف، قلت لسعد: حتى يقوم؟، قال: حتى يقوم، قال حَجَّاج شُعبة: كان سعدٌ يحرك شفتيه بشيء، فقلت: حتى يقوم؟، قال: حتى يقوم. 4156 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجَّاج قالا حدثنا شُعْبة، ويزيد أخبرنا المسعودي، عن سِمَاك بن حَرْب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن

_ (4153) إسناده صحيح، وهو مطول 4044. (4154) إسناده صحيح، وهو مطول 4062. (4155) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 4074. (4156) إسناداه صحيحان، وهو مختصر 3801.

عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال، قال حَجَّاج: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال، قال يزيد: جَمَعَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربعون، فكنت في آخر من أتاه، قال "إنكم منصورون ومصيبون ومفتوحٌ لكم، فمن أدرك ذلك فليتَّقِ الله، وليأمُرْ بالمعروف، ولْيَنْهَ عن المنكر، ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار"، قال يزيد: "ولْيَصِلْ رَحِمَه". 4157 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وعبد الرزَّاق أخبرنا إسرائيل عن سماك بن حَرْب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال، قال عبد الرزاق: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نَضَّرَ الله امرءاً، سمِعَ منَّا حديثاً فحفظه حتى يُبَلِّغَه، فُربَّ مُبَلَّغ أحفظُ له من سامع". 4158 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاج قال حدثني شُعْبة، قال حَجَّاج قال: سمعت عُقْبة بن وَسَّاج عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "فَضْل صلاة الرجل في الجميع على صلاته وحدَه خمس وعشرون درجةً"، قال حَجَّاج: ولم يرفعْهُ شُعبة لي، وقد رفعه لغيري، قال: أنا أهاب أن أرفعه، لأن عبد الله قلَّما كان يرفعُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

_ (4157) إسناداه صحيحان، ورواه الترمذي 3: 372 من طريق الطيالسي عن شُعبة، وقال: "حديث حسن صحيح". ونسبه شارحه أيضاً لابن ماجة وابن حبان. (4158) إسناده صحيح، عقبة بن وساج، بفتح الواو وتشديد السين المهملة، ابن حصين الأزدي: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1 /318، وقال أبو داود: "لم يحدث عنه إلا قتادة"، وهذا وهم، فقد سمع منه شُعبة وحدث عنه، كما هنا. وقد سبق الكلام على تحرز شُعبة من رفع بعض الحديث، وأن هذا لا يكون علة له، في 4128. والحديث مكرر 3564، 3567.

4159 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمَّام أخبرنا قَتادة عن مُوَرِّق عن أبي الأحوص الجُشَمِىّ عن ابن مسعود: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- كان يفضّل صلاةَ الجميع على صلاة الرجل وحدَه بخمس وعشرين صلاةً، كلُّها مَثل صلاته. 4160 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة قال سمعت أبا إسحق يحدث عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - علم فواتح الخير وجوامعَه وخواتمَه، فقال: "إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله، وَالصلواتَ والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليتخَيّر أحدكم من الدعاء أعجبَه إليه، فلْيَدْع به ربَّه عز وجل، وإن محمداً - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أُنبِّئكم ما العَضْه؟ "، قال: "هي النميمة، القالةُ بين الناس"، وإن محمداً - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرجل يَصْدُق حتى يُكتبَ صِديقاً ويكذبُ حتى يكتبَ كذاباً". 4161 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "لو كنت متخذاً من أمتي

_ (4159) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بمعناه. مورق: هو العجلي. وانظر 4323. (4160) إسناده صحيح، وهو في الحقيقة ثلاثة أحاديث: حديث التشهد، وقد سبق مراراً، منها 3877، 4101، وحديث الحض على الصدق، وقد سبق مراراً أيضاً، منها 4108، وحديث العضه، وقد رواه مسلم 2: 289 من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة، بهذا الإسناد. العضه، بفتح العين وسكون الضاد المعجمة: فسر في الحديث، وقال ابن الأثير: "هكذا روي في كتب الحديث، والذي جاء في كتب الغريب: ألا أنبئكم ما العضة، بكسر العين وفتح الضاد". ولا أدري لم هذا التكلف؟، والعضه، بالفتح ثم السكون: مصدر"عضه يعضه"، وهو مصدر قياسي ثابت في المعاجم. (4161) إسناده صحيح، وهو مكرر 4136.

أحداً خليلا لاتّخذتُ أبا بكر". 4162 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقول: "اللهم إِني أسألك الهدى، والتقى، والعَفاف، والغِنى". 4163 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أبي إسحق عن الأسود عن عبد الله عن النبي-صلي الله عليه وسلم-: أنه كان يقرأ هذا الحرف {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)}. 4164 - حدثنا محمد بن جعفر وعفان قالا حدثنا شُعْبة عن أبي إسحق، قال عفان: أخبرنا أبو إسحق عن الأسود، وقال محمد: عن أبي إِسحق قال سمعت الأسود يحدّث عن عبد الله عن النبي-صلي الله عليه وسلم-، أنه قرأ النجم، فسجد بها، وسجد من كان معه، غيرأن شيخاً أخذ كفاً من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته، وقال يكفيني هذا!، قال عبد الله: لقد رأيتُه بعدُ قُتل كافراً. 4165 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أبي إسحق عن أبيِ عُبيدة عن عبد الله قال: مَرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أصلي، فقال: "سَلْ تُعْطهْ يا ابن أم عبد"، فقال عمر: فابتدرتُ أنا وأبو بكر، فسبقني إليه أبو بكر، وما استبقْنا إلى خير إلاَّ سبقني إليه أبو بكر، فقال: إن من دعائي الذي

_ (4162) إسناده صحيح، وهو مكرر 4135. (4163) إسناده صحيح، وهو مختصر 4105. (4164) إسناده صحيح، وهو مكرر 3805. (4165) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3662 ومطول 3797. وانظر 4255، 4340.

لا أكاد أن أدعَ، اللهم إنّى أسألك نعيماً لا يَبيد، وقرة عَيْنٍ لا تَنْفَد، ومرافقة النبي محمدٍ في أعلى الجنةِ، جنة الخُلْد. 4166 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، ويحيى عن شُعبة، عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله أنه قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبةٍ نحواً من أربعين، قال: "أتَرضَوْن أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ "، قال: قلنا: نعم، قال: "أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ "، فقلنا: نعم، فقال: "والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل - الجنة، وذاك أن الجنة لا يدخلها إلا نفسٌ مسلمةٌ، وما أنتم في أَهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثورالأسود، أو الشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر". 4167 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمرو بن مُرّة قال سمعت عبد الله بن سَلِمة يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: أُوتي نبيكيم - صلى الله عليه وسلم - مفاتيح كل شيء غير الخَمس: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} قال: قلت له: أنت سمعته من عبد الله؟، قال: نعم، أكثر من خمسين مرةً. 4168 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة قال سمعت يحيى ابن المجُبَّر قال سمعت أبا ماجد، يعني الحنفي، قال: كنت قاعداً مع عبد الله، قال إني لأذكر أوّلَ رجل قَطَعه، أُتي بسارق فأمر بقطعه، وكأنما

_ (4166) إسناده صحيح، وهو مكرر 3671. (4167) إسناده صحيح، وهو مكرر 3659. (4168) إسناده ضعيف، لجهالة أبي ماجد الحنفي. والحديث مضى بنحو معناه 3711، 3977.

أُسفَّ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قالوا: يا رسول الله، كأنك كرهتَ قَطْعَه؟، قاَل: "وما يمنعني؟، لا تكونوا عوناً للشيطان علي أخيكم، إنه ينبغي للإمام إذا انتَهَى إليه حدُّ أن يقيمه، إن الله عز وجل عفُوُّ يحبُّ العفو {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}. 4169 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن يحيى بن عبد الله التَّيْمي عن أبي ماجد الحنفي، فذكر معناه، وقال: كأنما أُسفّ وجه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ذُرّ عليه رمادٌ. 4170 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن سَلمًة بن كُهَيل عن إبراهيم بن سُوَيد، وكان إمامَ مسجد عَلْقَمةَ بعدَ علقمة، قال: صلى بنا علقمة الظهر، فلا أدري أصلى ثلاثاً أم خمساً، فقيل له، فقال: وأنت يا أعور؟، فقلت: نعم، قال: فسجد سجدتين، ثم حدّث عَلْقَمة عن عبد الله عن النبي-صلي الله عليه وسلم- مثل ذلك. 4171 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاج عن

_ (4169) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. يحيى بن عبد الله التيمي: هو يحيى بن عبد الله بن الحرث الجابر، أو المجبر، التيمي، سبق توثيقه 2142. (4170) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 159 من طريق الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد، مطولاً. وقوله "لا أدري أصلى ثلاثاً أم خمساً" الظاهر أن الشك من سلمة بن كهيل، فإن الحسن بن عبيد الله جزم في روايته بأنه صلى خمساً، ولم يشك. وقوله "وأنت يا أعور" مختصر، يوضحه سياق الحسن بن عبيد الله: "فلما سلم قال القوم: يا أبا شبل، قد صليت خمساً؟، قال: كلا، ما فعلتُ، قالوا: بلى، وكنت في ناحية القوم، وأنا غلام، فقلت: بلى، قد صليتَ خمساً، قال لي: وأنت أيضاً يا أعور تقول ذلك؟، قال: قلت: نعم". وانظر 4032. (4171) إسناده صحيح، عيسى الأسدي: هو عيسى بن عاصم. والحديث مكرر 3687.

شُعبة، عن سَلَمة بن كُهَيل عن عيسى الأسدي عن زرّ عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الطِّيَرَة من الشرك، وما منا إلاَّ، ولكن الله يذهبُه بالتوكل". 4172 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن جابر عن أبي الضحَى عن مسروق عن عبد الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يسلم عن يمينه وعن شماله، حتى أرى بياض وجهه، فما نسيت بعد فيما نسيت: "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله". 4173 - حدثنا محمد. بن جعفر حدثنا شعْبة عن منصور وسليمان عن إبراهيم عن عَبيدة السلْماني عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خيركم قَرْنِي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يَخْلف قومٌ تسبق شهاداتهم أيمانهم، وأيمانهم شهاداتِهم". 4174 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعْبة قال: كَتب إلى منصور وقرأته عليه، قال: حدثني إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً، لا أدري زاد أم نقص، إبراهيم القائل، لا يدري علقمةُ قال زاد أو نقص أو عبد الله، ثم استقبلَنا، فحدثْناه بصنيعه، فثنى رجله واستقبل القبلة، وسجد سجدتين، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال "لو حدَث في الصلاة شيء لأنبأتكموه، ولكن إنما أنا بَشَر، أنْسَىِ كما تنسوْن، فإن نسيتُ فذكِّروني وِإليهم ما شَكّ في صلاته فلْيَتَحَرّ أقرب ذلك للصواب فليتم علَيه ويسلمْ، ثم يسْجدْ سجدتين". 4175 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن منصور عن أبي

_ (4172) إسناده صحيح، وهو مختصر 4055. (4173) إسناده صحيح، وهو مكرر 4130. سليمان: هو الأعمش. (4174) إسناده صحيح، إبراهيم: هو ابن يزيد النضى. والحديث مطول 4032. وانظر 4170. (4175) إسناده صحيح، وهو حديثان: حديث المناجاة، مضى مرارا، آخرها 4106، وحديث المباشرة، مضى 3609، 3668. "أجل يحزنه" و"أجل تنعتها" أي من أجل ذلك =

وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجَ اثنان دونَ صاحبهما، أجْلَ يُحْزِنُهُ، ولا تباشر المرأُة المرأةَ أجْلَ تنعَتُها لزوجها". 4176 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجَّاج قالا حدثنا شُعْبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي-صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "بئسما لأحدكم"، أو "بئسما لأحدهم، أن يقول: نسيت آيةَ كيْتَ وكيت، بل هو نُسَّيِّ، واستذكروا القرآن، فإنه أسْرعُ تَفصّياً من صدور الرجال من النَّعَمِ بعُقُلِه"، أو "من عُقُله". 4177 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن منصور قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله قال: كنا نقول: السلام على فلان وفلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فإنكم إذا قلتم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين سَلَّمتم على كل عبدٍ صالح في الأرض وفي السماء". 4178 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن منصور وزُبَيد عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "سباب المؤمن فسق، وقتاله كفر". قال في حديث زُبيد: سمعت أبا وائل. 4179 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة حدثني رُكَيْن قال

_ = ولأجله قال ابن الأثير: "والكل لغات، وتفتح همزتها وتكسر". (4176) إسناده صحيح، وهو مكرر 4020 ومطول 4085. (4177) إسناده صحيح، وهو مختصر 4101. وانظر 4160. (4178) إسناده صحيح، وهو مكرر 4126. (4179) إسناده صحيح، وهو مكرر 3605، 3774.

سمعت القاسم بن حَسَّان يحدث عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة عن عبد الله ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره عَشراً: الصُّفْرة، وتغيير الشَّيب، وجرّ الإزار، وخاتم الذهب، أو قال: حلقة الذهب، والضرب بالكعَاب، والتبرج بالزينة في غير محلها، والرُّقَى إلا بالمعوِّذات، والتمائم، وعزلَ الماء، وإفساد الصبيّ من غير أن يحرَّمَه. 4180 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن مُغيرة قال سمعت أبا وائل، يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أنا فَرَطكم على الحوض، ولَيُرْفعنَّ لي رجال منكم، ثم لَيُخْتلَجُنَّ دوني، فأقول: يا رب، أصحابي؟، فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك". 4181 - حدثنا حَجَّاج حدثنا شُعْبة عن أبي التَّيَّاح عن رجل من

_ (4180) إسناده صحيح، وهو مكرر 4042. (4181) في إسناديه نظر، وأحدهما ضعيف. لجهالة الرجل من طيئ والآخر صحيح على بحث فيه. وقد أفاض الحافظ في التعجيل 478 - 479 في تحقيق هذين الإسنادين مع الإسنادين 4184، 4185، فأفاد وأجاد في بعض، وأخطأ في بعض. وسننقل كلامه بحروفه، ثم نعقب عليه بما نراه الصواب، إن شاء الله. قال الحافظ: "أبو حمزة عن أخرم الطائي عن أبيه عن ابن مسعود رضي الله عنه، وأبو حمزة عن أبيه عن ابن مسعود رضي الله عنه [يشير بهذا إلى 14185] وعن شُعبة: لا يدرى من هما، وقال ابن شيخنا في كل منهما: لا يعرف. قلت [القلائل ابن حجر]: قال أحمد: حدثنا حجاج حدثنا شُعبة عن أبي التياح عن رجل من طيئ عن عبد الله قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التبقر في الأهل والمال، قال: فقال أبو حمزة، وكان جالساً عنده: نعم، حدثني أخرم الطلائي عن أبيه عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال عبد الله: وكيف وأهل براذان، وأهل بالمدينة، وأهل بكذا؟!، قال شُعبة: فقلت لأبي التياح: ما التبقر؟، قال: الكثرة. وأخرجه أحمد أيضاً عن محمد بن جعفر عن شُعبة سمعت أبا حمزة يحدث "عن ابن الأخرم" عن أبيه، [يريد الإسناد 4185 ولكن ليس فيه في الأصلين هنا قوله "عن ابن =

طَيَّئ عن عبد الله قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التبقُّر في الأهل والمال، فقال أبو جمرة، وكان جالساً عنده: نعم، حدثني أخْرَم الطائي عن أبيه عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال عبد الله: فكيف بأهل براذان وأهل بالمدينة

_ = الأخرم" والظاهر أنه زيادة من الحافظ لتوضيح الإسناد]، فالحاصل: أن أبا حمزة زاد لشعبة في الإسناد قوله: عن أبيه، بخلاف أبي التياح، فإنه قال: عن رجل من طيئ عن عبد الله، ولم يقل "عن أبيه"، والضمير في الرواية لابن الأخرم، لا لأبي حمزة. فأما أبو حمزة فإنه يعرف بجار شُعبة، واسمه عبد الرحمن، واختلف في اسم أبيه، وله ترجمة في التهذيب [6: 219] وليست له رولة في التهذيب عن أبيه. وجزم ابن شيخنا في ترجمة أخرم الطائي في الهجرة أن أبا حمزة هذا هو ميمون الأعور، وليس كما قال، مع أنه ناقض ذلك هنا، فقال: لا يعرف!، وميمون الأعور معروف!!، وهو من رجال التهذيب، فلا يستدرك. وقد روى المتن غير شُعبة فجوَّد الإسناد، أخرجه أحمد أيضاً [المسند 3579، 4048، 4234] والترمذي من رواية الأعمش عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن عبد الله، فذكر الحديث، ولفظه: لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا، وعلى هذا فابن الأخرم في رواية شُعبة، وهو: المغيرة بن سعد ابن الأخرم، نُسب إلى جده، وأبوه على هذا، هو: سعد بن الأخرم". ونستدرك على هذا بأن الحافظ ابن حجر تبع الحافظ الحسيني، فساق الكلام كله على أن الذي حدث شُعبة في مجلس أبي التياح هو "أبو حمزة" بالحاء المهملة والزاي، وجعله هو المعروف بجار شعبة. وهو عندي وهم، فإن نسختي المسند: ح وهي قليلة الغلط، وك وهي صحيحة متقنة الضبط، ثبت فيهما "أبو جمرة" بالجيم والراء، هنا وفي 4185، بل وضع في ك على الراء علامة الإهمال، التي كان يضعها الناسخون القدامي المتقنون. فهو إذن "أبو جمرة نصر ابن عمران الضبعي"، وهو وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي كانا شيخي شُعبة، متعاصران، ماتا في سنة 218 أو مات أحدهما قبل الآخر بقليل، وقد روى أبو جمرة نصر عن أبي التياح. وأما أبو حمزة جار شُعبة فلم أجد ما يدل على أنه لقى أبا التياح أو روى عنه. ولعل الاسم ثبت مصحفاً من الجيم والراء إلى الحاء والزاي، في بعض نسخ المسند التي وقعت للحافظين أو لأحدهما، أو لابن شيخهما، =

وأهل كذا [وأهل كذا]؟، قال شُعبة: فقلتُ لأبي التيَّاح: ما التبقر؟، فقال: الكثرة. 4182 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن إسماعيل بن رجاء قال سمعت عبد الله بن أبي الهُذَيل يحدث عن أبي الأحوص قال: سمعت عبد الله بن مسعود يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخَّذت أبا بكر خليلاً، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله عز وجل صاحبَكم خليلا". 4183 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن واصل عن أبي

_ = فاوجبت هذا الوهم الذي تبع فيه بعضهم بعضاً. وأما "أخرم الطائي" فقد اضطربت الرواية عن شُعبة فيه، فتراه يقول هنا في هذا الإسناد "أخرم الطائي عن أبيه عن عبد الله" ويقول في 4184 "ابن الأخرم رجل من طيئ عن عبد الله بن مسعود"، وترى في التعجيل 25: 5 أخرم بن أبي أخرم الطائي عن أبيه عن ابن مسعود، وعنه أبو حمزة، مجهول. قلت [القائل ابن حجر]: الصواب في الرواية عن أبي حمزة واسمه عبد الرحمن، عن أبي أخرم، كما سأذكر تحقيق ذلك في ترجمة أبي حمزة في الكنى". يشير إلى ما نقلنا عنه آنفاً. وأكبر ظني أن الاضطراب فيه إنما جاء من شُعبة، إذ سمعه من أبي جمرة عرضاً في المذاكرة في مجلس أبي التياح، والظاهر أنه لم يتثبت فيه. وقد أثبته وجوده- كما قال الحافظ فيما مضى- الأعمش في روايته عن شمر بن عطية "عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن ابن مسعود". فهذه هي الرواية الصحيحة التي لا اضطراب فيها ولا وهم، وقد تابعه عليها قيس بن الربيع عن شمر، عند يحيى بن آدم في الخراج، كما أشرنا إليه في 3579، 4048. والحمد لله. وانظر مجمع الزوائد 10: 251. (4182) إسناده صحيح، إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 353. والحديث مطول 4161. (4183) إسناده صحيح، وهو مكرر 3695، 3817، 3841، ولكنه فيها كلها من حديث ابن مسعود وأبي موسى الأشعري، والرواة هناك جزموا برفعه، لم يشكوا كما شك شُعبة. =

وائل عن عبد الله قال: وأَحْسبه رفَعَه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "بينَ يَدَي الساعة أيامُ الهَرْج، أيامٌ يزول فيهاَ العلم، ويظهر فيها الجهل"، فقال أبو موسى: الهرجُ بلسان الحَبَش: القتل. 4184 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أبي التَّيَّاح عن ابن الأخْرَم؟، رجل من طيئ، عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه نهى عن التبقُّر في الأهل والمال. 4185 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة قال: سمعت أبا جمْرة يحدث عن أبيه عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وقال عبد الله: كيف مَنْ له ثلاثة أهلين: أهل بالمدينة، وأهلٌ بكذا، وأهل بكذا. 4186 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاج حدثنا شُعبة، عن الوليد بن العَيْزار، قال حَجَّاج: سمعت أبا عمرو الشَّيْباني: وقال محمد: عن أبي عمرو الشيباني، قال: حدثنا صاحب هذه الدار، وأشار بيده إلى دار عبد الله، وما سَمّاه لنا، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أحبُّ

_ = وظاهر تلك الروايات أن تفسير الهرج مرفوع أيضاً، ولكن هذه الرواية فيها أنه من كلام أبي موسى، ولعله مما شك شُعبة في رفعه. (4184) إسناده ظاهره الانقطاع. وقد فصلنا القول فيه في 4181. (4185) إسناده صحيح، على اضطراب شُعبة فيه، وهو تتمة للحديث الذي قبله. هما في 4181 حديث واحد بإسنادين، وجعلا هنا حديثين. وقول شُعبة هنا "سمعت أبا جمرة يحدث عن أبيه عن عبد الله": ليس على ظاهره، كما بينه الحافظ فيما نقلنا عنه في 4181، بل هو يريد أن أبا جمرة خالف أبا التياح، فحدث "عن ابن الأخرم والطائي عن أبيه" فقوله هنا "يحدث" يريد: يحدث بهذا الحديث عن ابن الأخرم ويقول فيه "عن أبيه"، فالضمير في "أبيه" لابن الأخرم، لا لأبي جمرة. (4186) إسناده صحيح، وهو مكرر 3890، 3973، 3998.

إلى الله عز وجل؟، فقال: "الصلاةُ على وقتها"، قال الحَجَّاج: "لوقتها"، قال: ثم أيُّ؟، قال: "ثم برُّ الوالدين"، قال: ثم أيُّ؟، قال: "ثم الجهاد في سبيل الله"، ولو استزدتُه لزادني. 4187 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن منصور عن أبي وائل عِن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يزال الرجل يَصْدُق ويتِحرَّى الصدق حتى يُكتب صدِّيقاً، ولا يزال الرجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكتبَ كذَّاباً". 4188 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن سليمان عنِ أبي وائل عن عبد الله أنه قال: إني لأخبَرُ بجِماعتكم، فيمنعني الخروجِ إليكم خشيةُ أن أملكِم، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَخوَّلنا في الأيام بالموعظة، خشية السآمة علينا. 4189 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان ومنصور وحماد والمغيرة وأبي هاشم عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال في التشهد: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله". 4190 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كنتم ثلاثة فلا

_ (4187) إسناده صحيح، وهو مكرر 4095. وانظر 4160. (4188) إسناده صحيح، وهو مختصر 4041 ومكرر 4060. (4189) إسناده صحيح، أبو هاشم: هو الرماني الواسطي. والحديث مختصر 4177. (4190) إسناده صحيح، وهو مكرر 4175.

يَنتَحي اثنان دون واحد، ولا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتَها لزوجها حتى كأنه ينظر إليهاَ"، قال: أُرَى منصوراً قال: "إلا أن يكون بينهما ثوب". 4191 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله. عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كنتم ثلاثة"، فذكر معناه. 4192 - حدثنا عبد الرِحمن حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الحسن ابن عبيد الله عن إبراهيم بن سُوَيد عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا أمسى قال: "أَمْسَينا وأمسى المُلك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له". 4193 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثَّل بمثلي". 4194 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سَلَمَة عن عيسى ابن عاصم عن زِرّ بن حُبَيش عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطّيَرَة شِرْك، الطيرة شرك، ولكنَّ الله عز وجل يُذهبه بالتوكل". 4195 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي قيس عن هُزَيل

_ (4191) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4192) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 317 مطولاً عن قتيبة بن سعيد عن عبد الواحد بن زياد. ورواه هو وأبو داود 4: 477 مطولاً أيضاً بأسانيد من طريق الحسن بن عبيد الله. قال المنذري: "وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي". (4193) إسناده صحيح، وهو مكرر 3559، 3799. (4194) إسناده صحيح، وهو مختصر 4171. (4195) إسناده صحيح، وهو مكرر 3691، 4073.

قال: جاء رجل إلى أبي موسى وسَلْمان بن رَبيعة، فسألهما عن ابنة وابنةِ ابنٍ وأخت؟، فقالا: للابنة النصف، وللأخت النصف، وائت عبدَ الله، فإنه سيتابعنا، فأتَى عبد الله فأخبره، فقال: قد ضللتُ إذن وما أنا من المهتدين، لأقضِين فيها بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: قضاء رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، كذا قال سفيان، للابنة النصف، ولابنة الابن السّدسُ، وما بقي فللأخت. 4196 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمشِ عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ينبغي لأحد أن يكون خيراً من يونس بن مَتَّى". 4197 - حدثنا أبو أحمد الزُّبَيري بإسناده، قال: "لا يقولنَّ أحدُكم إني خير من يونس بن مَتّى". 4198 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عُمارة بن القَعْقاع

_ (4196) إسناده صحيح، وهو مكرر 3703. (4197) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4198) إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن ابن مسعود. عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 368 - 369. وأبو زرعة بن عمرو بن جرير: اشتهر بكنيته، واختلف في اسمه، والراجع أنه "هرم"، وهو الذي جزم به البخاري وترجمه به في الكبير 4/ 2/ 243 - 244، وكذلك جزم به أحمد في المسند، فيما يأتي 8968، وكان أبو زرعة من علماء التابعين، وثقه ابن معين وغيره، وصاحبه هذا الذي حدثه عن ابن مسعود لم يعرف، ولا ذكره الحافظ في المبهمات، لا في التهذيب، ولا في التعجيل، فيستدرك عليه. والحديث رواه الترمذي 3: 200 عن بندار عن عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد، وقد مضى معناه من حديث ابن عباس بإسنادين صحيحين 2425، 3032. وانظر 1502، 1554. النقبة، بضم النون وسكون القاف: قال ابن الأثير: "أول شيء =

قال حدثنا أبو زُرْعة حدثنا صاحبٌ لنا، عن عبد الله بن مسعود قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لا يُعْدِي شيء شيئاً"، فقام أعرابي فقال: يا رسولِ الله، النُّقْبَة من الجَرَب تكون بمشْفَر البعير أو بذَنَبه في الإبل العظيمة فتجْرَب كلها؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في اجْرَبَ الأوّلَ؟!، لا عَدْوَى، ولا هامةَ، ولا صَفَر، خلق الله كلَّ نفسٍ فكتبَ حياتَها ومصيباتِها ورزقَها". 4199 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عنِ عبد الله قال: صليت وقمت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلة، فلم يزلْ قائماً حتى همَمْتُ بأمر سَوْء!، قال: قلنا: ما هممتَ؟، قال: هممتُ أن أجلسَ وأَدعه!!. 4200 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان/ قال: سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن أول ما يُحكم بين العباد في الدماء". 4201 - حدثنا محمد بن جعفر وعفان قالا حدثنا شُعْبة عن سليمان، قال عفان حدثنا سليمان، عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة"، قال ابن جعفر: "يقال: هذه غَدْرَةُ فلان". ً4202 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال:

_ = يظهر من الجرب، وجمعها نقب، بسكون القاف، لأنها تنقب الجلد، أي تخرقه". (4199) إسناده صحيح، وهو مكرر 3937. (4200) إسناده صحيح، وهو مكرر 3674. (4201) إسناده صحيح، وهو مكرر 3959. (4202) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بإسناده، إلا أنه لم يذكر هنا "وعفان". وهذا الإسناد لم يذكر في ك، ولعل إثباته في ح خطأ من الناسخين إذ لا داعى له مع الإسناد قبله.

سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لكل غادر لواء يوم القيامة"، قال ابن جعفر: "يقال: هذه غَدْرة فلان". 4203 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال: سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله قال: كأنِي انظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يَحكي نبيّاً، قال: كان قومُه يضربونه حتى يُصْرَع، قال: فيَمسح جَبْهته ويقول: اللهم اغفر لقومي، إنهم لا يعلمون. 4204 - حدثنا محمد بجعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل قال: قال عبد الله: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَسْما، فقال رجل: إن هذه لَقسْمةٌ ما أُريدَ بها وجه الله!، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ ذلك له، فاحمرّ وجهُه، قال شُعبة: وأظنه قال: وغضب، حتى ودِدتُّ أني لم أخبره، قال شُعبة: وأحسبه قال: "يرحمنا الله وموسى"، شك شُعبة في: "يرحمنا الله وموسى"، "قد أوذيٍ بأكثَر من هذا فصَبَر"، هذه ليس فيها شك: "قد أوذي بأكثر من ذلك فصَبَر". 4205 - حدثنا محمد بن جعفر حدثناشُعْبة عن سليمان سمعت إبراهيم التَّيْمي عن الحرث بن سُوَيد عن عبد الله قال: دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُوعك، فقلت: يا رسول الله، إنك تُوعَك وَعْكاً شديداً؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أُوعَك وَعْكَ رجلين منكم"، قلت: بأنَّ لك أجرين؟، قال: "نعم"، أو "أجَلْ"، ثم قال: "ما من مسلم يُصيبه أذّى، شوكةٌ فما فوقَها، إلا حَطَّ الله عز وجل عنه خطاياه كما تَحُتُّ الشجرةُ ورقها".

_ (4203) إسناده صحيح، وهو مكرر 4107. وانظر 4331. (4204) إسناده صحيح، وهو مكرر 4148. وانظر 4331. (4205) إسناده صحيح، وهو مكرر 3618، 03619 الوعك: الحمى، وقيل: ألمها، وقد وعكه المرض وعكا، ووعك فهو موعوك. قاله ابن الأثير.

4206 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان ومنصور عن أبي الضُّحَى عن مسروق عن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمَّا رأى قريشاً قد استَعْصَوْا عليه قال: "اللهم أعنّي عليهم بسبع كسبع يوسفَ"، قال: فأخَذتهم السَّنةُ حتى حَصَّتْ كل شيء، حتى أكلوا الجلودَ والعظام، وقال أحدهما: حتى أكلوا الجلود والميْتة، وجعل يَخرج من الرجل كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان فقال: أيْ محمد، إن قومك قد هلكوا، فادْعُ الله عز وجل أن يكشفَ عنهم، قال: فدعا، ثم قال: "اللهم إنْ يعودوا فَعُدْ"، هذا في حديث منصور، ثم قرأَ هذه الآية {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}. 4207 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حَكيم بن جُبَير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال: قَال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سأل وله ما يغنيه جاءتْ مسئلتُه يومَ القيامة خُدوشاً" أو "كدوحاً في وجهه"، قالوا: يا رسول الله، وما غِنَاه؟، قال: "خمسون درهماً أو حسابُها من الذهب". 4208 - حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن عَمرو بن مُرّة عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما لي وللدنيا، مَثَلي

_ (4206) إسناده صحيح، وهو مختصر 4104. (4207) إسناده ضعيف، لضعف حكيم بن جُبير. والحديث مكرر 3675 بهذا الإسناد، وفصلنا القول فيه هناك. (4208) إسناده صحيح، وهو مختصر 3709. "قال في ظل شجرة ": من القيلولة، وهي الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم، يقال "قال يقيل قيلولة فهو قائل".

ومَثَلُ الدنيا كمثَل راكبٍ قال في ظل شجرةٍ: في يوم صائفٍ، ثم راح وتركها". 4209 - حدثنا وكيع حدثنا عيسى بن دِينار مولى خُزاعة عن أبيه عن عمرو بن الحرث بن المُصْطَلِق عن ابن مسعود قال، ما صُمْنا رمضانَ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعاً وعشرين أكثرُ مما صمنا ثلاثين. 4210 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن عبد الله ابن السائب عن زاذان عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال وكيع: "إن لله في الأرض ملائكةً سَيّاحين، يبلغوني من أمتي السلام". 4211 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن كُلَيب عن عبد الرحمن بن الأسود عن عَلْقمَة قال: قال عبد الله: أصلى بكم صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفع يديه في أوّل. 4212 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين صَبْرٍ يَقتطعُ بها مال امرئٍ مسلم وهو فيها فاجرٌ لَقِىَ الله عز وجل وهو عليه غضبان"، قال: ونزلت هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية.

_ (4209) إسناده صحيح، وهو مكرر 3871. (4210) إسناده صحيح، وهو مكرر 3666. (4211) إسناده صحيح، وهو مكرر 3681. (4212) إسناده صحيح، وهو مختصر 4049.

4213 - حدثنا وكيع وحمَيَد الرُّؤاسي قالا حدثنا الأعمش عن أبي وائل، قال حميد: شَقيق بن سَلَمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول ما يُقْضَي بيَن الناس يومَ القيامة في الدماء". 4214 - حدثنا ابن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال: سمعت أبا وائل، فذكره. 4215 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان، عن زُبَيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منّا من ضَرب الخدود وشقَّ الجيوب ودعا بدَعْوَى الجاهلية". 4216 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله، وعبد الرحمن عن سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: الجنة، وقال وكيع: عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَلْجَنةُ أقربُ إلى أحدكم من شِرَاك نعله، والنار مثلُ ذلك". 4217 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَبِيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الناس قَرِني، ثيم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قومٌ تَسبق شهادتُهم أيمانَهم، وأيمانهم شهادتَهم".

_ (4213) إسناده صحيح، حميد الرؤاسي: هو حميد بن عبد الرحمن. والحديث مكرر 4200. (4214) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ومكرر 4200 بهذا الإسناد. (4215) إسناده صحيح، وهو مكرر 4111. (4216) إسناداه صحيحان، وهو مكرر 3923. (4217) إسناده صحيح، وهو مكرر 4173.

4218 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن خُمَير بنِ مالك قال: قال عبد الله: قرأتُ من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورةً، وإن زيد ابن ثابت له ذُؤَابة في الكُتَّاب. 4219 - حدثنا وكيع حدثنا بَشِير بن سَلْمان عن سَّيار أبي الحَكَم عن طارق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن نزلتْ به فاقة فأنزلها بالناس كان قَمناً منْ أن لا تُسدَّ حاجتُه، ومن أنزلها بالله عز وجل أتاه اللهُ برزقٍ عاجل أو موتَ آجل". 4220 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن بَشيرٍ أبي إسماعيل عن سَيَّارٍ أبي حَمْزة، فذكره. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وهو الصواب "سيّارٌ أبو حمزة" قال: وسيّار أبو الحَكَم لم يحدّثْ عن طارق بن شهاب بشيء. 4221 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن عُمارة بن عُمير الليثي عن وَهْب بن رَبيعة عن عبد الله قال: إني لمستتر بأستار الكعبة،

_ (4218) إسناده صحيح، وهو مكرر 3906، ومكرر 3846 بهذا الإسناد. وانظر 3929. (4219) إسناده صحيح، وهو مكرر 3869، ومكرر 3696 بهذا الإسناد، وفصلنا القول فيه هناك. قوله "أو موت آجل" في ح "عاجل"، وأثبتنا ما في ك، وهو الموافق للرواية الماضية في هذا الإسناد، وتخالفهما الرواية الماضية في رواية أبي أحمد الزبيري 3869. (4220) إسناده صحيح في ذاته. وهو مكرر ما قبله، ولكنا نرى أن عبد الرزاق أخطأ في قوله "عن سيار أبي حمزة"، وأن صوابه "عن سيار أبي الحكم"، خلافاً لما رجحه الإمام أحمد هنا، كما بينا فيما مضى 3696. (4221) إسناده صحيح، وهو مكرر 3875، 4047.

إذ دخل رجلان، ثقفيّان وخَتْنُهما قُرَشيّ، أو قرشيّان وخَتْنُهما ثقفي، كثيرةٌ شحومُ بطونهم، قليلٌ فقْهُ قلوبهم!، فتحدثوا بحديثٍ فيما بينهم، فقال أحدهم لصاحبه: أتُرَىَ الله عز وجل يسمع ما نقول؟!، قال الآخر: أُراه يَسمع إذا رفعنا أصواتَنا، ولا يسمعُ إذا خافتنا!، قال الآخر: لئن كان يسمع منه شيئاً إنه ليسمعُه كله، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ ذلك له، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الآية. 4222 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله، فذكر معناه، فنزلتْ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} إلى قوله {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. 4223 - حدثنا وكيع حدثنا عمرو بن عبد الله حدثني أبو عمرو الشَّيْباني قال حدثني صاحبُ هذه الدار، يعني ابنَ مسعود، قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أفضل؟، قال: "الصلاة لوقتها". 4224 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن

_ (4222) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله و4047. (4223) إسناده صحيح، عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما. والحديث مختصر 4186. (4224) إسناده صحيح، وهو مختصر 4055 في ح "عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود وعلقمة أو أحدهما" وهو خطأ واضح، يتضح من الروايات السابقة، وأثبتنا ما في ك.

عبد الرحمن بن الأسود أخبرنا الأسود وعَلْقَمة عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكبَّر في كل رفع وخفضٍ، قال: وفعله أبو بكر وعمر. 4225 - حدثنا وكيع عن أبيه عن أبي إسحق عن عبد الرحمن ابن الأسود وعبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر كانوا يكبرون في كل خفضٍ ورفع. 4226 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبيِ إسحق عن أبِي عُبَيدة عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوَى إلى فراشه وضع يده تحت خَدّه وقال: "اللهم قِني عذابَك، يومَ تبعثُ عبادَك". 4227 - حدثنا وكيع قال قال سفيان قال الأعمش عن أبي وائل عن عِبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينبغي لأحدٍ أن يقول أنا خيرٌ من يونس بن مَتَّى". 4228 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَوَّلُنا بالموعظة في الأيام، مخافةَ السآمة علينا. 4229 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله

_ (4225) إسناده صحيح، من جهة عبد الرحمن بن يزيد، ومنقطع من جهة عبد الرحمن بن الأسود، ولكن الروايات السابقة بينت أنه متصل، وأن عبد الرحمن بن الأسود رواه عن أبيه الأسود وعن علقمة. والحديث مكرر ما قبله. (4226) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3932. (4227) إسناده صحيح.، وهو مكرر 4197. (4228) إسناده صحيح، وهو مختصر 4188. (4229) إسناده صحيح، وهو مختصر 4191.

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تباشِرُ المرأة المرأةَ تنعتُها لزوجها حتى كأنه ينظر إليها". 4230 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: لعن الله الواشمات، والمتوشِّمات، والمتنمِّصات، والمتفلِّجات للحُسْن، فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد يقال لها أمُّ يعقوب، فأتَتْه، فقالتْ: قد قرأتُ ما بين اللَّوْحين ما وجدتُ ما قلتَ؟، قال: ما وجدت {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} فقالت: إني لأُراه في بعضِ أهلكَ؟، قال: اذهبي فانظري، قال: فذهبتْ فنظرتْ، ثم جاءت، فقالتْ: ما رأيت شيئاً، فقال عبد الله: لو كان لها ما جامَعْناها. 4231 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمةً وقلتُ أخرى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من مات يشرك بالله [شيئاً]، دخل النار"، وقلتُ: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. 4232 - حدثنا ابن جعفر حدثنا شُعبة [عن الأعمش] عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله، إلا أنه قال: "يجعل لله عز وجل نِدَّاً".

_ (4230) إسناده صحيح، وهو مختصر 4129. (4231) إسناده صحيح، وهو مكرر 4043. كلمة [شيئاً]، زيادة من ك، وسقطت من ح خطأ. (4232) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. ولكن سقط هنا من الإسناد في الأصلين [عن الأعمش]، فإن شُعبة لم يرو عن أبي وائل قط ولم يدركه، وإنما يروي عنه بالواسطة، وهذا الحديث نفسه سيأتي من رواية شُعبة عن الأعمش عن أبي وائل 4406، 4425. فسقوط اسم الأعمش من الإسناد خطأ من الناسخين يقينَاً.

4233 - حدثنا وكيع عن أبيه وإسرائيلَ عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو يقول: "اللهم إني أسألك الهُدَى، والتُّقَى، والعِفّة، والغِنَى". 4234 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن شمْر بن عَطِيّة الكاهلي عن مُغيرة بن سعد بن الأخْرَم الطائي عن أبيه عَن ابن مسعود قال: قال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتخذوا الضَّيْعة فتَرْغَبوا في الدنيا". 4235 - حدثنا يحيى بن سعيد عن شُعْبة قال حدثني أبو إسحق عن الأسود عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ النجم، فسجد فيها ومن معه، إلا شيخ كبير أخذ كفاً من حصى أو ترابٍ، قال: فقال به هكذا، وضَعَه على جبهته، قال: فلقد رأيُته قُتل كافراً. 4236 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الله عز وجل لم يُنْزل داءً إلا أنزل له شفاء، عَلِمه مَن عَلِمه، وجَهِله مَن جَهِله". 4237 - حدثنا يحيى عن شُعبة، ومحمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، حدثنا الحَكَم عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر خَمساً،

_ (4233) إسناده صحيح، وهو مكرر 4162. (4234) إسناده صحيح، وهو مكرر 3579، 4048. سفيان هنا: هو الثوري، وفي 3579: هو ابن عيينة. وانظر 4181، 4184، 4185. (4235) إسناده صحيح، وهو مكرر 4164. (4236) إسناده صحيح، وهو مكرر 3922. (4237) إسناده صحيح، وهو مختصر 4174. وانظر 4072.

فقيل له: زِيدَ في الصلاة؟، قال: "وما ذاك؟ "، قالوا: صليتَ خمساً، قال: فثنى رجلَه، ثم سجد سجدتين بعد ما سَلَّم. 4238 - حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثنا سليمان عن عُمارة عن وَهْب بن رَبيعة عن عبد الله قال: كنت مستتراً بأستارالكعبة، فجاء ثلاثةُ نفرٍ، ثَقَفِيٌّ وخَتْنَاه قُرَشِيَّان، كثير شَحْمُ بطونهم، قليلٌ فِقْهُ قلوبهم، قال: فتحدثوا بينهم بحديث، قَال: فقال أحدهمِ: أترَى الله عز وجل يسمع ما نقول؟!، قال الآخر: يَسمع ما رفعْنا، وما خفَضْنا لايسمع!!، قال الآخر: إن كان يسمع شيئاً فهو يسمعُهُ كلّه، قال: فذكرتُ ذلك لرسول الله-صلي الله عليه وسلم-، قال: فنزلتْ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} إلى قوله {فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ}. قال: وحدثنى منصور عن مجاهد عن أبي معْمَر عن عبد الله، نحو ذلك. 4239 - حدثنا يحيى عن شُعْبة عنِ الحَكَم عن مجاهد عن أبي مَعْمَر عن عبد الله قال: سمعتُه مرة رفَعَه، ثم تركه: رأى أميراً أو رجلاً سلم

_ (4238) إسناداه صحيحان، أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الكوفي. والذي يقول في الإسناد الثاني "وحدثني منصور" هو سليمان الأعمش، أي أنه سمعه من عمارة بن عمير، ومنصور، بطريقين. والحديث مكرر 4222. (4239) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 162 عن أحمد بن حنبل، وكذلك رواه البيهقي 3: 176 من طريق المسند. وهذه رواية موجزة مجملة، يوضحها رواية مسلم أيضاً عن زهير ابن حرب عن يحيى بن سعيد عن شُعبة عن الحكم ومنصور عن مجاهد عن أبي معمر: "أن أميراً كان بمكة يسلم تسليمتين، فقال عبد الله: أني علقها؟، قال الحكم في حديثه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله". ومعنى قول ابن مسعود "أني علقها" أي من أين أخذها وتعلمها؟. وفي ح "علقتها". وفي ك "فعلتها"، وأثبتنا ما في نسخة بهامش ك، لموافقته لما في صحيح مسلم. وانظر 4172.

تسليمتين، فقال: أنَّى عَلِقَها؟. 4240 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: لما نزلتْ هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: أيُّنا لم يَظلم نفسَه؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس كما تظنّون، إنما هو كما قال لقمانُ لابنه {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ". 4241 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يسلم عن يمينه وعن يساره "السلام عليكم ورحمة الله، الِسلام عليِكم ورحمة الله"، حِتِى يُرَى بياضُ خَدّه، وقال عبد الرحمن: نَرى بياض خده من ها هنا، ونَرَى [بياض]، خده من ها هنا. 4242 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن رجل عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: امشُوا إلى المسجد، فإنه من الهَدْي وسنةِ محمد - صلى الله عليه وسلم -. 4243 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ العمل أفضل؟، قال: "الصلاة

_ (4240) إسناده صحيح، وهو مكرر 4031. (4241) إسناده صحيح، وهو مكرر 4172. وانظر 4239. في ح " قال عبد الرحمن حتى يري "ويري" مع حذف كلمة بياض في المرة الثانية، وأثبتنا ما في ك. (4242) إسناده ضعيف، لإبهام شيخ الأعمش. وقد مضى معناه في 3936. (4243) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وقد مضى بأسانيد صحاح مختصراً ومطولا، آخرها 4186، 4223.

لوقتها"، قال: قلت: ثم أيُّ؟، قال: "بر الوايدين"، قال: قلت: ثم أيُّ؟، قال: "الجهاد في سبيل الله عز وجل"، ولو استزدتُه لزادني. 4244 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني منصورعن خَيْثَمة عمن سمع ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا سَمَرَ إلا لمُصَلٍّ أو مسافير". 4245 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَحلّ دمُ امرئ مسلم يشهدُ أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا أحدَ ثلاثةِ نفرٍ: النفسُ بالنفس، والثيِّبُ الزاني، والتاركُ لدينه المفارقُ للجماعة. 4246 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحقِ عن أبي عُبيدة قال: قال عبد الله: انتَهِيتُ إلى أبي جهل يومَ بدر، وقد ضُرِبتْ رجلُه، وهو صريع، وهو يَذُبُّ الناس عنه بسيفب له: فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدوَّ الله!، فقال: هل هو إلا رجل قتلَه قومُه؟!، قال: فجعلتُ أتناوله بسيفب لي غيرِ طائل، فأصبتُ يده، فَنَدَر سيفُه، فأَخذتُه فضربتُه به حتى قتلتُه، قال: ثم خرجتُ حتى أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنما أُقَلُّ من الأرض،

_ (4244) إسناده ضعيف، لإ بهام راويه عن ابن سمعود. وهو مكرر 3603، 3917. وانظر 3686. (4245) إسناده صحيح، وهو مكرر 4065. (4246) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3824 ومطول 4008. والذي يقول "وزاد فيه أبي عن أبي إسحق هو وكيع، روى هذه الزيادة عن أبيه الجراح بن مليح عن أبي إسحق السبيعي. فندر سيفه: أي سقط ووقع. كأنما أقل من الأرض: أي أُرفع، كأنما يسير خفيفاً مرفوعَاً من سروره.

فأَخبرتُه، فقال: "آلله الذي لا إله إلا هو؟ "، قال: فردَّدها ثلاثاً، قال: قلت: آلله الذي لا إله إلا هو، قال: فخرج يمشي معي، حتى قام عليه، فقال: "الَحمد لله الذي أخزاك يا عدوّ الله، هذا كان فرعونَ هذه الأمة". قالِ: وزاد فيه أبي عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة: قال: قال عبد الله: فنفَّلني سيفه. 4247 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحق عن سفيان عن أبي إسحق في أبي عُبيدة عن ابن مسعود قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ بدر، فقلتُ: قتلتُ أبا جهل، قال: "آلله الذي لا إله إلا هو؟ "، قال: قلت: آلله الذي لا إله إلا هِو، فردَّدها ثلاثاً، قَال: "الله أكبر، الحمد لله الذي صَدَقَ وعدَه، ونصر عبده، وهزَم الأحزاب وحده، انطلقْ فأَرنيه"، فانطقلنا، فإذا به، فقال: "هذا فرعونُ هذه الأمة". 4248 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حَرْثٍ بالمدينة، فمر على قوم من اليهود، فقال بعضُهم لبعضٍ: سَلُوه عن الرُّوح، فقال بعضهم: لا تسألوه، - فقالوا: يا محمد، ما الروح؟، قال: فقام وهو متوكئٌ على عَسِيب وأنا خلفَه فظننتُ أنه يوحى إليه، فقال: " {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، قال: فقال بعضهم: قد قلنا: لا تسألَوه. 4249 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عَمّار بن معاوية الدُّهْني

_ (4247) إسناده ضعيف، لانقطاعه. معاوية بن عمرو يرويه عن أبي إسحق الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحرث عن سفيان الثوري عن أبي إسحق السبيعي. والحديث مختصر ما قبله. وقد أشرنا إلى هذه الرواية في 3824 أنها نقلها ابن كثير في التاريخ 3: 289. (4248) إسناده صحيح، وهو مكرر 3688 بإسناده، ومطول 3898. (4249) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3693 بهذا الإسناد.

عن سالم بن أبي الجَعْد الأشْجَعِى عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ابن سُميَّة ما عُرض عليه أمرانِ قطُّ إلا اختار الأرشد منهما". 4250 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سمَاك بن حَرْب عن إبراهيم عن عَلْقَمة والأسود عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني لقيتُ امرأة في البستان، فضممتُها إليَّ وباشرتُها وقبّلتُها، وفعلتُ بها كل شيء غيرَ أني لم أُجامعْها؟، قال: فسكتَ عنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فنزلتْ هذه الآية {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}، قال: فدعاه النبي -صلي الله عليه وسلم- فقرأها عَليه، فَقال عمر: يَا رسولَ الله، ألَه خاصةً أم للناسِ كافةً؟، فقال: "بل للناسِ كافةً". 4251 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قالِ: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى، وهو مسندٌ ظهره إلى قبة حمراء، قال: "ألم ترْضَوْا أن تكونوا ربعَ أهل الجنة؟ "، قلنا: بلى، قال: "ألم تَرْضَوْا أن تكونوا ثلثَ أهل الجنة؟ "، قالوا: بلى، قال: "والله إني لأرجو أن تكونوا نصفَ أهل الجنة، وسأحدثكم عن ذلك، عن قلة المسلمين في الناس يومئذ، ما هم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، ولن يدخل الجنةَ إلا نفسٌ مسلمةٌ". 4252 - حدثنا أبو كاملِ حدثنا زُهَير حدثنا هَمَّام عن عثمان بن حَسَّان عن فُلْفُلَة الجُعْفِيّ قال: فَزِعْتُ فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم، إنَّا لم نأتِك زائرين، ولكن

_ (4250) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 4: 402 من هذا الطريق، ونسبه لمسلم والترمذي والنسائي وابن جرير. وهو مطول 3854، 4094. (4251) إسناده صحيح، وهو مطول 4166. (4252) إسناده صحيح، أبو همام: هو الوليد بن قيس السكوني. عثمان بن حسان: قال في =

جئناك حين راعَنا هذا الخبُر، فقال: إن القرآن نزل على نبيكم ُ - صلى الله عليه وسلم - من سبعة أبواب، على سبعة أحرف، أو قال: حروف، وإن الكتاب قبلَه كان ينزل من باب واحد، على حرف واحد. 4253 - حدثنا وكيع حدثنا مسْعَر عن عمرو بن مُرّة عن عبد الله قال: أُوتي نبيكم - صلى الله عليه وسلم - كلَّ شيء إلا مفاتيح الغيب الخمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ

_ = التعجيل: "ذكره ابن حبان في الثقات، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً"، وهو في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 1/148 قال: "عثمان بن حسان العامري، ويقال: القاسم بن حسان، وبعثمان أشبه، روى عن فلفلة الجعفي، روى عنه أبو همام الوليد ابن قيس، سمعت أبي يقول ذلك"، وهذا كاف في توثيقه، فلفلة الجعفي: اختلف في اسم أبيه، فقال البخاري في الكبير 4/ 1/ 140 - 141 "بن عبد الرحمن"، وفي التهذيب "بن عبد الله"، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير كما قلنا، فلم يذكر فيه جرحاً. وأشار إلى هذا الحديث في ترجمته، قال: "سمع عبد الله بن مسعود قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف، على نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. نسبه سليمان ابن داود أبو الربيع عن عبد الله بن داود عن سفيان عن الوليد بن قيس عن القاسم بن حسان عن فلفلة، وقال زهير: عثمان بن حسان". فأشار البخاري إلى الخلاف الذي أشار إليه ابن أبي حاتم، وقال ابن أبي حاتم أيضاً في ترجمة فلفلة 3/ 2/ 92 - 93: "روى عنه القاسم بن حسان، وقال بعضهم: عثمان بن حسان، سمعت أبي يقول ذلك". والظاهر عندي أنهما أخوان: القاسم، وعثمان، ابنا حسان العامري، سمعا الحديث من فلفلة عن ابن مسعود، وسمعه منهما أبو همام، فرواه مرة عن أحدهما، ومرة عن الآخر. والحديث في مجمع الزوائد 7: 152 - 153 وقال: "رواه أحمد، وفيه عثمان ابن حسان العامري، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات". ورواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف 18 من طريق أبي أسامة عن زهير. ونقله الحافظ ابن كثير في كتاب فضائل القرآن 20 - 21 عن كتاب ابن أبي داود، ففاته أن ينسبه للمسند. وانظر 3929. (4253) إسناده صحيح، وهو مكرر 4167.

عِلْمُ السَّاعَةِ}. 4254 - حدثنا سفيان، يعني ابن عُيَينة، عن مسْعر عين عَلْقَمة ابن مَرْثَد عن مُغِيرة اليَشْكُرِيَّ عن الَمعْرُور عن عبد الله قال: قالت أُمُّ حَبِيبة: اللهم أمتعني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأخي معاوية، وبأبي أبي سفيان، قال: فقال لهاَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوتِ الله عز وجل لآجال مضروبة، وآثارٍ مبلوغة، وأرزاقي مقسومة، لا يتقدم منها شيء قبل حِلَّه، ولا يتأخر منها، لو سألت الله عز وجل أن ينجيكِ من عذاب القبر وعذاب النار"، وسئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن القردة والخنازير: هم مما مُسخ أوشيء كان قبل ذلك؟، فقال: "لا، بل كان قبل ذلك، إن الله عز وجل لم يُهلك قوماً فيجعل لها نسلاً ولا عاقبةً". قال عبد الله ابن أحمد: قرأت على أبي من ها هنا إلى البلاغ فأقر به (1). 4255 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة حدثنا عاصم

_ (4254) إسناده صحيح، وهو مكرر 4120. (1) يعني أن عبد الله بن أحمد لم يسمع الأحاديث الآتية من أبيه الإمام، بل قرأها عليه، فأقرَّ بها، وهذه طريقة صحيحة في السماع والرواية، ثابتة عند أهل العلم بالحديث. وقوله "إلى البلاغ" يرد إلى آخر الحديث 4269، فقد قال عقيبه: "إلى هنا قرأت على أبي"، فهذا هو البلاغ، أي ما بلغت القراءة إليه. (4255) إسناده صحيح، وقد مضى بعض معناه بأسانيد منقطعة، عن أبي عبيدة عن ابن مسعود 3662، 3797، 4165. ومضى معناه أيضاً بأسانيد صحاح من حديث عمر بن الخطاب 175، 265. وفي مجمع الزوائد منه 9: 287 - 288: "من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد"، وهو الحديث الذي مضى برقم 35. وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو على ضعفه حسن الحديث، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير فرات بن محبوب، وهو ثقة". ولست أدري لماذ لم يذكر الحديث كله؟، ولعله في موضع آخر منه ولم أره. فسحلها، بفتح السين والحاء المهملة مخففة: قال ابن الأثير: =

ابن أبي النَّجُود عن زِرّ عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه بين أبي بكر وعمر وعبد الله يصلي، فافتتح النساء فسَحَلها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أحبَّ أن يقرأ القرآن غَضّاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابنِ أُمِّ عبد"، ثم تَقدَّم يَسأل، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سَلْ تُعْطَهْ، سل تعطه , [سل تعطه] "، فقال فيما سأل: اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتَدُّ، ونعيماً لا ينفَد، ومرافقةَ نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - في أعلى جنة الخلد، قال: فأتي عمر عبدَ الله ليبشّره، فوجد أبا بكر قد سبقَه، فقال: إنْ فعلتَ لقد كنتَ سبَّاقاً بالخير. 4256 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثكم

_ = أي قرأها كلها قراءة متتابعة متصلة، وهو من السحل، بمعنى السحّ والصبّ. ويروى بالجيم"، وقال في الجيم: "فسجلها" أي قرأها قراءة متصلة، من السجل: الصبّ، يقال: سجلت الماء سجلا، إذا صببته صباً متصلاً. قوله "يسأل" في ح "سأل" وصح من ك. زيادة [سل تعطه] ثالث مرة زدناها من ك. قوله "إن فعلت" في ح "إني فعلت"!، وهو خطأ واضح، صحناه من ك وانظر 3440، 3441. (4256) إسناده ضعيف، لضعف إبراهيم بن مسلم الهجري، كما قلنا في 3623. عمرو بن مجمع بن يزيد بن أبي سليمان أبو المنذر السكوني، بفتح السين وضم الكاف، نسبة إلى "السكون" قبيلة من كندة: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يخطئ" ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء، "وصح ابن خزيمة حديثه، ولكن في المتابعات" كما في التعجيل، وضعفه ابن معين والدارقطني وغيرهما، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 265: "سألت أبي عنه؟، فقال: ضعيف الحديث". ولكنه من شيوخ أحمد، ونحن نرى أن أحمد كان يتحرى شيوخه وحديثهم. ويتقي أن يأخذ عنهم ما أخطؤوا فيه. والحديث في مجمع الزوائد 3: 179 - 180 وقال: "رواه أحمد والبزار. باختصار والطبراني في الكبير ... وله أسانيد عند الطبراني، وبعض طرقه رجالها رجال الصحيح. وفي إسناد أحمد عمرو بن مجمع، وهو ضعيف". هكذا قال، ولكن علة هذا الإسناد عندي إبراهيم الهجري. وأما لفظ الحديث فإنه ثابت صحيح من حديث أبي =

عمرو بن مُجَمّع أبو المنذر الكندي قال أخبرنا إبراهيم الهَجَريّ عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله عز وجل جعل حسنةَ ابن آدم بعشرِ أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلا الصومِ، والصوم لي، وأنا أجزي به، وللصائم فَرْحَتان: فرحة عند إفطاره، وفرحةٌ يوم القيامة، ولخَلُوفُ فَمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك". 4257 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأت على أبي: حدثك عمرو بن مُجمّع أخبرنا إبراهيم الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "إذا أتى أحدَكم خادمه بطعامه فلْيُدْنِه فلْيُقعِدْه عليه، أو لُيلْقمْه، فإنه وَلىَ حَرَّة ودُخَانَه". 4258 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثك عمرو

_ = هريرة عند الشيخين وغيرهما، انظر الترغيب والترهيب 2: 57 - 58. والخلوف، بضم الخاء: تغير ريح الفم، وأصله في النبات أن ينبت الشيء بعد الشيء، لأنها رائحة حدثت بعد الرائحة الأولى. قاله ابن الأثير. (4257) إسناده ضعيف، لضعف الهجري. والحديث مكرر 3680. (4258) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وهو في مجمع الزوائد1: 116 وقال: "رواه أحمد، وفيه إبراهيم الهجري، وهو ضعيف". ومتن الحديث صحيح، رواه أحمد من حديث أبي هريرة، وسيأتي 7696، ورواه كذلك البخاري 8: 213. ورواه مسلم وغيرهما. وانظر جمهرة الأنساب لابن حزم 222 - 223 وتعليقنا عليه هناك. السوائب: قال ابن الأثير: "كان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر أو برء من مرض أو غير ذلك قال: ناقتي سائبة، فلا تمنع من ماء ولا مرعى، ولا تحلب ولا تركب، وكان الرجل إذا أعتق عبداً فقال هو سائبة: فلا عقل بينهما ولا ميراث، وأصله من تسييب الدواب، وهو إرسالها تذهب وتجيءكيف شاءت. وهي التي نهى الله عنها في قوله {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} ومثل هذا ما يصنع الجهال الضالون في عصرنا، من تسييب ثور أو بقرة أو بهيمة، نذرَاً لمن يدعون لهم الولاية، كأحمد البدوي وإبراهيم الدسوقي، فارتكسوا إلى =

ابن مُجَمِّع حدثنا إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أوَّل من سَيَّب السَّوَائِبَ وعَبَدَ الأصنام أبو خُزاعة، عمرو بن عامر، وإني رأيتُه يجرُّ أمعاءَه في النار". 4259 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبيِ: حدثك حسين بن محمد حدثنا يزيد بن عطاء عن أبي إسحق الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثلَه، ولم يذكر: "وعَبَدَ الأَصنام". 4260 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثك عمرو بن مُجَمِّع حدثنا إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المَسكين ليس بالطَّوّاف الذي تَرُدُّة اللقْمةُ واللقمتان، أو التمرةِ والتمرِتان"، قلت: يا رسول الله، فمن المسكين؟، قال: "الذي لا يَسألُ الناس، ولا يجد ما يُغْنِيه، ولايُفْطن له فيُتَصدَّقَ عليه". 4261 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثكم

_ = شرك الجاهلية. نسأل الله العافية. (4259) إسناده ضعيف، كالذي قبله. أبو إسحق الهجري: هو إبراهيم بن مسلم. والحديث مختصر ما قبله. (4260) إسناده ضعيف، لضعف الهجري. والحديث مكرر 3636. (4261) إسناده ضعيف، لضعف الهجري. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 408 مطولاً من طريق شُعبة وجرير عن إبراهيم الهجري. وهو في مجمع الزوائد 3: 97 ونسبه لأحمد وأبي يعلى، وقال: "ورجاله موثقون". وهو في الترغيب والترهيب أيضاً2: 10 وقال: "رواه أبو يعلى، والغالب على رواته التوثيق، ورواه الحاكم وصح إسناده" كذا قال، ولم أجد الحاكم صحح إسناده، بل قال بعد حديث مالك بن نضلة: "وشاهده الحديث المحفوظ المشهور عن عبد الله بن مسعود فذكره. ومتن الحديث صحيح، رواه الحاكم أيضاً من حديث مالك بن نضلة، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وهو في الترغيب =

القاسم بن مالك قال أخبرنا الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيدى ثلاثة، فيد الله العليا، ويدُ المعطي التي تليها، ويدُ السائل السُّفْلَى". 4262 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثك علي ابن عاصم قال حدثنا إبراهيم الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبابُ المسلم أخاه فسوق، وقتاله كفر، وحرمةُ ماله كحرمة دمه". 4263 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ علي أبي: حدثنا على ابن عاصم حدثنا إبراهيم الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم وهاتان الكَعبتان المَوْسُومَتان اللتان تُزْجَرَان زَجْراً، فإنهما ميسِرُ العَجَم".

_ = وقال: "رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه". (4262) إسناده ضعيف، لضعف الهجري، وقد ذكره السيوطي في الجامع الصغير 4634، ونسبه للطبراني فقط، ورمز له بالصحة وقال شارحه المناوي: "وهو كما قال، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح". وقد خفى على موضعه من مجمع الزوائد بعد طول البحث. وأما أول الحديث فقد مضى مراراً بأسانيد صحاح، آخرها 4178. (4263) إسناده ضعيف، لضعف الهجري. وهو في مجمع الزوائد 8: 113 وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح". قوله "إياكم وهاتان، إلخ: هكذا ثبت في الأصلين والزوائد. وكذلك في كتاب الزواجر لابن حجر المكي 2: 212 "طبعة بولاق سنة 1284" وكتب مصححه الشيخ محمد الصباغ، رحمه الله، بهامشه: (كذا في الأصول التي بأيدينا، ولعله على لغة من يلزم المثنى الألف"، وهو كما قال. والكعاب: فصوص النرد، واحدها كعب وكعبة. وهي موسومة بما فيها من العلامات المعروفة.

4264 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا على ابن عاصم قال أخبرنا الهَجَرِي عن أبيِ الأحوص عِن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعودَ فيه". 4265 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا على ابن عاصم أخبرنا إبراهيم بن مسلم الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيتَّقِ أحدُكم وجهه من النار ولو بِشقّ تمرةٍ". 4266 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أَبي: حدثنا على عن الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إذا جاء أحدَكم خادمُه بطعامه فليُقعِدْه معه، أو لِيُنَاوِلْه منه، فإنه وَلىَ حَرَّة ودُخَانه". 4267 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا على ابن عاصم أخبرني عطاء بن السائب قال: أتيت أبا عبد الرحمن، فإذا هو يَكْوِي غلاماً، قال: قلت: تكويه؟، قال: نعم، هو دواء العرب، قال عبد الله ابن مسعود: قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجلِ لمِ يُنْزِل داءً إلا وقد أنزل معه دواءً، جَهِلَه منكم منْ جَهِله، وعَلِمه منكم من علِمه".

_ (4264) إسناده ضعيف، لضعف الهجري. وهو في مجمع الزوائد 10: 199 - 200 وقال: "رواه أحمد وإسناده ضعيف". وذكره السيوطي في الجامع الصغير 3413 بمعناه، ونسبه لابن مردويه والبيهقي في الشعب، ورمز له بعلامة الضعف. (4265) إسناده ضعيف، لضعف إبراهيم الهجري. وهو مكرر 3679. (4266) إسناده ضعيف، وهو مكرر 4257. (4267) إسناده حسن، فإن علي بن عاصم ممن سمع من عطاء بن السائب، متأخراً. أبو عبد الرحمن: هو السلمي. وقد مضى الحديث دون قصة الكي بأسانيد صحاح، آخرها 4236.

4268 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا معاوية ابن عَمرو قال حدثنا زائدة حدثنا إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله عز وجل يَفتح أبواب السماء ثلثَ الليل الباقيِ، ثم يهبطُ إلىِ السماء الدنيا، ثم يبسط يده، ثم يقول: ألاَ عبدٌ يسألني فأُعطيه، حتى يَسْطَع الفجر". 4269 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا أبو عُبيدة الحَدّاد قال حدثنا سُكَين بن عبد العزيز العَبْدي حدثنا إبراهيم الهَجَري عن أبِيِ الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عَال مَن اقْتصد". [قال عبد الله بن أحمد] إلى هنا قرأتُ على أبي، ومنْ هنا حدثني أبي. ْ4270 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان عنِ إبراهيمِ عن أبي مَعْمَر عن عبد الله: أنه قال في هذه الآية {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} قال: قد انشقّ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِرقتين، أو فَلْقتين،

_ (4268) إسناده ضعيف، لضعف الهجري. وقد مضى معناه بإسناد صحيح 3821. (4269) إسناده ضعيف، لضعف الهجري. أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، ثقة من شيوخ أحمد، قال أحمد فيما يأتي 7504: "كوفي ثقة"، وقال ابن معين: "كان من المتثبتين، ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ البتة". والحديث في مجمع الزوائد 10: 252 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وفي أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجري: وهو ضعيف" وذكره السيوطي في الجامع الصغير 7939 ونسبه لأحمد ورمز له بعلامة الحسن، وتعقبه المناوي فضعفه بالهجري. عال: من العيلة، وهي الفقر. أي ما افتقر من أنفق قصداً، لم يبخل ولم يبذَّر. (4270) إسناده صحيح، وهو مكرر 3583. وهذه هي رواية الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر، التي أشار ابن كثير فيما نقلنا عنه هناك أن الشيخين أخرجاها. وانظر 3924.

شعبةُ الذي يَشُكّ، فكان فلقةٌ من وراء الجبل، وفلقة على الجبل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اشْهَدْ". 4271 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن سليمان عن إبراهيم عن عَلْقَمة: أن ابن مسعود لقيَه عثمانُ بعرفات، فخلا به فحدثه، ثم إن عثمان قال لابن مسعود: هل لك في فتاة أُزَوِّجُكَها؟، فدعا عبدُ الله ابن مسعود عَلْقَمة، فحدّث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من استطاع منكم الباءة فليتزوّجْ، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْج، ومن لم يستطعْ فليصمْ، فإن الصوم وِجَاؤه، أو وِجَاءَةٌ له". 4272 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن سليمان عن إبراهيم: أن الأسود وعَلْقَمة كانا مع عبد الله في الدار، فقال عبد الله: صلى هؤلاء؟، قالوا: نعم، قال: فصلى بهم بغير أذان ولا إقامة، وقام وَسَطَهم، وقال: إذا كنتم ثلاثةً، فاصنعوا هكذا، فإذا كنتم أكثر فليؤمّكم أحدكم، وليضعْ أحدُكم يديه بين فَخذيه إذا ركع فليَحْنأ، فكأنما أَنظرُ إلى اختلاف أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. 4273 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قَتادة عن خلاسٍ وعن أبي حَسَّان عن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود عن عبد الله بن مَسعود: أن سُبَيعة بنت الحرث وضَعتْ حَمْلَها بعد وفاة زوجها بخمس

_ (4271) إسناده صحيح، وهو مكرر 3592 ومطول 4112. (4272) إسناده صحيح، وهو مطول 3588، 4045. وانظر 3928، 4053. (4273) إسناده صحيح، أبو حسان: هو الأعرج. والحديث في مجمع الزوائد 5: 2 - 3 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وقصة سبيعة بنت الحرث ثابتة في الصحيحين وغيرهما من غير حديث ابن مسعود، انظر شرحنا على الرسالة للشافعي 1711 والمنتقى

عشرة ليلة، فدخل عليها أبو السَّنابلِ، فقال، كأنك تُحدّثين نفسَك بالباءة؟!، ما لَكِ ذلك حتى ينقَضي أبعدُ الأجَلَيْن!، فانَطلقتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرَتْه بمَا قال أبو السَنابل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذب أبو السنابل، إذا أتاك أحدٌ تَرْضينَه فائتيني به"، أو قال: " فأنبئيني، فأخبرَها أنَّ عدَّتَها قد انقضَت". 4274 - حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا سعيد عن قَتادة عن خلاسٍ عن عبد الله بن عُتْبة: أن سُبَيعة بنت الحرث، فذكر الحديث، أو نحو ذَلك، وقال فيه: "وإذا أتاك كُفؤٌ فائتيني"، أو "أنبئيِني"، وليس فيه "ابن مسعود". َ4275 - وقال عبد الوهاب عن خِلاس عن ابن عُتْبة، مرسل. 4276 - حدثنا حمد بن جعفرقال: الرجلُ يتزوّجِ ولا يَفْرضُ لها، يعني ثم يموت: حدثنا سعيد عن قَتادة عن خلاس وأبي حسّان الأعرج عن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود أنه قال: اختلَفواَ إلى ابن مسعود في ذلك شهراً أو قربياً من ذلك، فقالوا: لابُدَّ من أن تقول فيها؟، قال: فإني أقْضي لها مثلَ صدقة امرأةٍ من نسائها، لا وَكْسَ ولا شَططً، ولها الميراثُ، وعليها

_ (4274) إسناده صحيح، على أنه مرسل. وهو مكرر ما قبله، وليس هذا علة للموصول، فالوصل زيادة ثقة. ثم إن عبد الله بن عتبة سمع هذه القصة من غير عمه ابن مسعود، فكان تارة يحدث بها مرسلة، وتارة موصولة عن عمه، وتارة عن سبيعة نفسها، كما حققنا في شرح الرسالة، فيما أشرنا إليه في الحديث السابق. (4275) إسناده صحيح، على أنه مرسل كالذي قبله. وليس هذا الإسناد على ظاهره، وإلا كان منقطعاً انقطاعاً لا يجبر .. ولكن الإمام أحمد يريد أن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف تابع عبد الله بن بكر، فروى الحديث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن خلاس عن ابن عتبة، مرسلاً، ليسِ فيه ذكر ابن مسعود. (4276) إسناده صحيح، وهو مطول 4099، 4100. وقد خرجناه هناك.

العدّة، فإن يَكُ صواباً فمن الله عز وجل، وإن يكنْ خطأ فمنّي ومن الشيطان، واللهُ عز وجل ورسولُه بريئان: فقام رهطٌ من أَشجَعَ، فيهمَ الجِرّاِح وأبوسنان، فقالوا: نشهد أن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَضى في امرأةٍ منّا، يقال لها بَرْوَعُ بنتُ واشقٍ، بمثل الذي قضيت، ففرح ابنُ مسعود بذلك فرحاً شديداً، حين وافَق قولُه قضاءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 4277 - حدثنا عبد الله بن بكر قال قال حدثنا سعيد [قال عبد الله ابن أحمد]: قال أبي: وقرأتُ على يحيى بن سعيد عن هشام، عن قَتادة عن خلاس وعن أبي حسَّان عن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود: أنّ ابن مسعودَ أُتى في امرأة تزوَّجها رجل فلم يُسمِّ لها صَداقاً، فمات قبل أن يدخل بها؟، قال: فاختلفوا إلى ابن مسعود، فذكر الحديث، إلا أنه قال: كان زوجها هلال، أحَسِبه قال: ابنَ مُرّة، قال عبد الوهاب: وكان زوجها هلال ابن مُرَّة الأشجعي. 4278 - حدثنا بَهْز وعفان قالا حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن خِلاس وأبي حسَّان عن عبد الله بن عُتْبة: أنه اختُلِفَ إلى ابن مسسعود في

_ (4277) إسناداه صحيحان، وهو مكرر ما قبله. وقوله في آخره "قال عبد الوهاب" إلخ: يريد أن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف حدثه به عن سعيد عن قتادة بهذا الإسناد، فهو إسناد ثالث في الحقيقة. (4278) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وأشار الحافظ في الإصابة 6: 290 في ترجمة هلال بن مرة إلى هذا الحديث من رواية سعيد عن قتادة، وصححه، ونسبه للحرث بن أبي أسامة والطبراني والطحاوي وابن منده. وقوله هنا "في الأشجع بن ريث" يريد في هذه القبيلة التي منها بروع بنت واشق الأشجعية، وهم بنو "الأشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر". انظر جمهرة الأنساب لابن حزم 238 والإنباه على قبائل الرواه لابن عبد البر 84 واللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير 1: 51.

امرأة تزوَّجها رجل فمات؟، فذكر الحديث، قالِ: فقال الجَرَّاح وِأبوِ سنان، فشهدا أن النبي-صلي الله عليه وسلم- قضى به فيهم، في الأشْجَع بن رَيْث، في بَرْوَعَ بنتِ واشِقٍ الأشجعية، وكان اسمُ زوجهِا هلال بن مروان، قال عفان: قضى به فيهم، في الأشجع بن رَيْث، في برْوَعَ بنت واشقٍ الأشجعية، وكان زوجها هلال بن مروان. 4279 - حدثنا عُمر بن عُبيد الطَّنَافسي عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِرَّ بين حُبَيش عن عبد الله قال: قِال رَسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنقضي الأيام ولا يذَهبُ الدهر حتى يَملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمُه اسمي". 4280 - حدثنا عُمر بن عُبيد عن أبي إسحق في أبي الأحوِص عن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه حتى يبدوَ بياضُ خدّه، يقول: "السلام عليكم ورحمة الله"، وعن يساره حتى يبدو بياضُ خده، يقول: "السلام عليكم ورحمة الله". 4281 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحَاربي عن الأعمش عن إبراهيم [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال غيره: عن عَلْقَمة، قال: قال عبد الله: بينا نحن في مسجد ليلةَ الجمعة إذْ قال رجل من الأنصار: والله لَئِن وَجَدَ رجلٌ رجلاً مع امرأته فتكلم لَيُجْلدَنَّ، وإنْ قَتله لَيُقْتَلَنَّ، ولئنْ

_ (4279) إسناده صحيح، وهو مكرر 3572، 4098. (4280) إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي. والحديث مكرر 4241 (4281) إسناده منقطع من هذا الطريق، فإن إبراهيم النخعي إنما يرويه عن علقمة. ولذلك قال الإمام أحمد أثناء الإسناد: "وقال غيره: عن علقمة" يعني أن غير عبد الرحمن المحاربي وصله. فرواه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. وقد مضي الحديث موصولا 4001 من طريق الأعمش.

سكَتَ لَيَسْكُتَنّ على غيظٍ!!، والله لئن أصبحتُ لآتِيَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبح أتَي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، لئنْ وَجَد رجل مع امرأته رجلاً فتكلم ليُجلدَنَّ، وإن قتله ليُقْتَلَنَّ، وإن سكت لَيسْكتَنَّ على غيظ؟!، وِجعلِ يقول: اللهم افْتَحْ، اللهم افْتَح، قال: فنزلت المُلاعنة {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} الآية. 4282 - حدثنا ابن إدريس قال سمعت الحسن بن عُبيد الله يذكر عن إبراهيم عن عَلْقَمَة، أنه أخبرهم عن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم خمساً، ثم انفتل، فجعل بعضُ القوم يوشوش إلى بعض، فقالوا له: يا رسول الله، صليتَ خمساً، فسجد بهم سجدتين، وسلم، وقال: "إنما أنا بَشَر أَنْسى كما تَنْسَون". 4283 - حدثنا الفضل بن دُكَين قال حدثنا سفيان عن أبي قَيس عن الهُزَيل عن عبد الله قال: لَعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الواشمة، المُوتَشمة، والواصلة، والموصولة، والمُحلّ، والمحلَّل له، وآكل الربا، ومُوكِلَه. 4284 - حدثنا أسود بن عامر أخبرنا سفيان عن أبي قَيْس عن هُزَيل عن عبد الله قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الواشمة، والمُتَوشِّمة، والواصلة، والموصولة، والمُحِلّ، والمحَلَّل له، وآكل الربا، ومُطْعِمَه.

_ (4282) إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي. والحديث مطول 4237. (4283) إسناده صحيح، وقد سبق معناه بأسانيد مختلفة مراراً، منها 4230، 3809. وانظر 1364. في ح "عن أبي الهزيل"، وهو خطأ، بل هو "الهزيل بن شرحبيل". والتصحيح من ك. في ح أيضاً "والمواشمة" بدل "الموتشمة"، وصحح من ك. (4284) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. في ح "الموصلة والمحلل" وأثبتنا ما في ك.

4285 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن ابن مسعود قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: أيُّ الأعمال أفضل؟، قال: "الصلوات لوقتها، وبرّ الوالدين, والجهاد في سبيل الله عز وجل". 4286 - حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا مَعْمَر عن رجل عن عمرو ابن وَابصَة الأسديّ عن أبيه قال: إني بالكوفة في داري، إذْ سمعتُ على باب الَدار: السلام عليكم، ألجُ؟ ْ، قلت: عليكم السلام، فَلِجْ، فلما دخل، فإذا عبد الله بن مسعود، قلت: يا أبا عبد الرحمن، أيَّةُ ساعةِ زيارة هذه؟!، وذلك في نَحْرِ الظَّهيرة، قال: طال عليّ النهار، فذكرتُ مَنْ أتحدثُ إليه، قال: فجعل يحدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحَدّثُه، قال: ثم أنشأ يحدثني، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "تكون فتنةٌ، النائم فيها خيرٌ من المضطجع، والمضطجع فيها خيرٌ من القاعِد، والقاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي خيرٌ من الرَاكب، والراكب خيرٌ من المُجْرِي، قتلاها كلها في النار"، قال: قلت: يا رسول الله، ومتى ذلك؟، قال: "ذلك أيامَ الهَرْج"، قلت: ومتى أيامُ الهَرْج؟، قال: "حين لا يأمَينُ الرجلُ جَليسَه"، قال: قلتُ: فما تأمرني إنْ أدركتُ ذلك؟، قال: "اكْفُفْ نفسك ويدَك، وادخُلْ دَارك"، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إنْ دَخَل رجلٌ علىَّ داري؟، قال: "فادخلْ بيتَك"، قال: قلت: أفرأيتَ إنْ دَخَل عليّ بيتي؟، قال:

_ (4285) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مختصر 4243. (4286) إسناده ضعيف، لجهالة شيخ معمر، ولكنه عرف في الإسناد التالي أنه "إسحق بن راشد" فصار صحيحاً. وسيأتي الكلام عليه "أألج": من الولوج، وفي ح "إلخ "!!، وهو تصحيف، صححناه من ك. نحر الظهيرة: قال ابن الأثير: "هو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع، كأنها وصلت إلى النحر، وهو أعلى الصدر".

"فادخلْ مسجدَك، واصنعْ هكذا"، وقَبضَ بيمينه على الكُوع، "وقل: ربي الله، حتى تموتَ على ذلك". 4287 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أخبرنا مَعْمَر عن إسحق بن راشد عن عَمرو بن وابصة الأسدي. 4288 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جَرَيج حدثني عَبْدَة بن أبي لُبَانة أن شَقيق بن سَلَمة قال: سمعت ابن مسعود يقول: سمعت النبي-صلي الله عليه وسلم- يقول: "بئسَما للرجل أو للمرء أن يقول نَسيتُ سورة كَيْت وكيت، أو آية

_ (4287) إسناده صحيح، إسحق بن راشد الجزري: ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/386. عمرو بن وابصة بن معبد الأسدي: تابعي، ذكره ابن حبان في الثقات. أبوه وابضة بن معبد الأسدي: صحابي معروف، وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة 9 ثم رجع إلى بلاد قومه، ثم نزل إلى الجزيرة، وله مسند سيأتي "4: 227 ح ". والحديث مكرر ما قبله. وهو في مجمع الزوائد 7: 301 - 302 وقال: "رواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات"، يريد هذا والذي قبله. وقال أيضاً: "رواه أبو داود باختصار". وهو في أبي داود 4: 162 من طريق "شهاب بن خراش عن القاسم ابن غزوان عن إسحق بن راشد الجزري عن سالم قال حدثني عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه وابصة". وقال المنذري: "في إسناده القاسم بن غزوان، وهو شبه مجهول. وفيه أيضاً شهاب بن خراش أبو الصلت الجرشي، قال ابن المبارك: ثقة، قال الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي: لا بأس به، وقال ابن حبان: كان رجلاً صالحاً. وكان ممن يخطىء كثيراً حتى خرج عن حد الاحتجاج به عند الاعتبار، وقال ابن عدي: "وفي بعض رواياته ما ينكَر عليه". فهذا الإسناد عن أبي داود فيه زيادة في الإسناد: "عن سالم" ولا يدرى من سالم هذا؟، والراجح عندي أنها زيادة خطأ، إما من شهاب بن خراش، وإما من القاسم ابن غزوان، فإنه لا يوازَن بين واحد منهما وبين عبد الله بن المبارك ومعمر، في الحفظ والإتقان. (4288) إسناده صحيح، وهو مختصر 4176.

كيت وكيت، بل هو نُسِّي". 4289 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الأعمش: في قوله عز وجل {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} قال: قال ابن مسعود: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رَفْرَفاً أخضر من اَلجنَة، قد سدَّ الأفق، ذَكَره عن إبراهيم عن عَلْقمة عن عبد الله. 4290 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا إسرائيل عن سماك أنه سمع إبراهيم يحدث عن عَلْقَمة والأسود عن عبد الله بن مسعودَ قال جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبي الله، إني أخذت امرأةً في البستان، ففعلتُ بها كل شيء، غِير أني لِم أجامعْها، قَبّلتها ولَزمْتُها، ولم أفعل غير ذلك، فافعلْ بي ما شئت؟، فلم يقل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَيئاً، فذهب الرجل، فقال عمِر: لقد ستر الله عليه لو ستَر على نفسه!!، قال فأتْبعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَصره، فقال: "ردُّوه عليّ"، فَرَدُّوه عليه، فقرأ عليه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} إلى {لِلذَّاكِرِينَ (114)}، فقال معاذ بن جبل: أله وحدَه أمَ للناَس كافةً ياَ نبي الله؟، فقال: ِ "بل للناس كافة". 4291 - حدثنا سُرَيج حدثنا أبو عَوَانة عن سِماك عن إبراهيم عن عَلْقَمة والأسود، وذكر الحديث. 4292 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سِماَك عن

_ (4289) إسناده صحيح، وهو مكرر 3971. (4290) إسناده صحيح، وهو مطول 4250. وانظر 3653. (4291) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4292) إسناده صحيح، وهو مكرر 3726 ومختصر 3801.

عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أعان قومه على ظلم فهو كالبعير المُتَردّي يَنْزِعُ بذَنَبه". 4293 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: أفَضْتُ مع ابن مسعود من عرفة، فلما جاء المزدلفةَ صلى المغرب والعشَاء، كل واحدة منهما بأذان وإقامة، وجعل بينهما العَشَاء، ثم نام، فلمَا قال قائل: طلع الفجر، صلى الفجر، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالِ: "هاتين الصلاتين أُخِّرتا عن وقتهما في هذا المكان، أما المغربُ فإن الناس لا يأتون ها هنا حتى يُعْتِمُوا، وأما الفجر فهذا الحين"، ثم وقف، فلما أسْفَر قال: إن أصاب أميرُ المؤمنين دَفَعَ الآن، قال: فما فرغ عبدُ الله من كلامه حتى دفَعَ عثمان. 4294 - حدثنا عبد الرزاق أخبرني أبي عن ميناء عن عبد الله بن مسعود قال: كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلَة وفد الجنّ، فلَما انصرف تنفس، فقلت: ما شأنُك؟، فقال: "نُعِيتْ إليّ نفسي يا ابنَ مسعود".

_ (4293) إسناده صحيح، وهو مختصر 3893 ومطول 3969. وانظر 4137، 4138. (4294) إسناده صحيح، والد عبد الرزاق: هو همام بن نافع الحميري الصنعاني، وهو ثقة، وثقه إسحق بن منصور، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 237. ميناء بن أبي ميناء الخزاز: هو مولى عبد الرحمن بن عوف، وهو تابعي كبير، حتى أخطأ بعضهم فذكره في الصحابة، وذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما، والظاهر من كلامهم أنهم أخذوا عليه الغلو في التشيع، ولكن ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 31 فلم يذكر فيه جرحاً، وقال: "قال أحمد عن عبد الرزاق أخبرني أبي نا ميناء قال: أخذت البقرة وآل عمران من أبي هريرة، واحتلمت حين بويع لعثمان"، وله ترجمة في الإصابة 6: 217 - 218. والحديث في مجمع الزوائد 9: 22 وقال: "رواه أحمد، وفيه ميناء بن أبي ميناء، وثقه ابن حبان، =

4295 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد هَمَمتُ أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أنظر فأحِرّقَ على قوم بيوتَهم، لا يشهدون الجمعة". 4296 - حدثنا عبد الرزِاق أخبرنا سفيان عن أبي فَزَارة العبسِي قال حدثنا أبو زيد مولى عمرو بن حُرَيث عن ابن مسعود قال: لمَّا كان ليلة الجن تخلف منهم رجلان، وقالا: نشهد الفجر معك يا رسول الله، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أمعك ماء؟ "، قلت: ليس مى ماء، ولكن معي إداوةٌ فيها نبيذ، فقال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "تمرة طيبة، وماء طهور"، فتوضأ. 4297 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَبَاح عن مَعْمَر عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي-صلي الله عليه وسلم-، قال:

_ = وضعفه الجمهور، ولقية رجاله ثقات". وهذا الحديث يدل علي أن وفود الجن كانت متعددة، وأن هذا الوفد كان في آخر حياته، - صلى الله عليه وسلم -. وانظر 4149، 4296. ثم وجدت أن ابن كثير نقل هذا الحديث في التفسير 7: 481 عن هذا الموضع، وقال:" هكذا رأيته في المسند مختصراً، وقد رواه الحافظ أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة، فقال: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب حدثنا إسحق بن إبراهيم، وحدثنا أبو بكر بن مالك [يعني القطعي] حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي، قالا: حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء عن ابن مسعود"، فذكر حديثاً طويلاً، لْم قال ابن كثير:"وهو حديث غريب جداً، وأحرِ به أن لا يكون محفوظاً، وبتقدير صحته فالظاهر أن هذا بعد وفودهم إليه بالمدينة". (4295) إسناده صحيح، وهو مكرر 4007. (4296) إسناده ضعيف، وهو مطول 3810. وانظر 4294. (4297) إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد بن عبيد المؤذن الصنعاني: سبق توثيقه 544، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 284. رباح: هو ابن زيد الصنعاني، سبق توثيقه 1432. والحديث مطول 4295.

"يتخلفون عن الجمعة، لقد هَمَمتُ أن آمرَ فتياني فَيَحزمُوا حَطَباً، ثم آمرَ رجلاً يؤم بالناس، فأُحِرّق بيوتهم، لا يشهدون الَجمعة". ْ4298 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَبَاح عن مَعْمَر عن عبد الله بن عثمان عن القاسم عن أبيه: أن الوليد بن عُقْبة أخَّر الصلاةَ مرةً، فقام عبد الله بن مسعود فَثَوَّب بالصلاة، فصلى بالناسن، فأرسل إليه الوليد: ما حملك على ما صنعتَ؟، أجاءك من أمير المؤمنين أمرٌ فيما فعلتَ، أم أبتدَعْتَ؟، قال: لم يأتنيِ أمرٌ من أمير المؤمنين، ولم أبتدعْ، ولكنْ أبَى الله عز وجل ورسولُه أن ننتظرك بصلاتنا وأنت في حاجتك. 4299 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أبي إسحق عن عَلْقَمة بن قَيْس عن ابن مسعود، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذهب لحاجته، فأمر ابنَ مسعود أن يأتيه بثلاثة أحجار، فجاءه بحجرين وِبرَوْثَة، فألْقى الروثة، وقال: "إنها رِكْسٌ , ائتني بحَجَر". 4300 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثني عيسى ابن دِينار عن أبيه عن عمر بن الحرث بن أبي ضِرار عن ابن مسعود قال ما

_ (4298) إسناده صحيح، القاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. والحديث في مجمع الزوائد 1: 324 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات". وانظر 3790، 3889، 4030. (4299) إسناده صحيح، وقد مضى من وجهين آخرين 3685، 3966، 4056، وليس فيه الزيادة التي في آخره هنا: "ائتني بحجر"، وهي زيادة صحيحة ثابتة. وقد رواه البيهقي من هذا الوجه 1: 103 من طريق إسحق الحنظلي عن عبد الرزاق. وهذه الطريق، رواية معمر عن أبي إسحق عن علقمة، أشار إليها الحافظ في مقدمة الفتح 346 فيما ذكر من طرق هذا الحديث، وأشار المجد بن تيمية في المنتقى إلى هذه الزيادة أيضاً 162. (4300) إسناده صحيح، وهو مكرر 4209.

صمتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعاً وعشرين أكثرُ مما صمت معه ثلاثين. 4301 - حدثنا يحيى بن زكريا حدثني إسرائيل عن أبي فَزَارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمعك طَهور؟ "، قلت: لا، قال: "فما هذا في الإداوة؟ "، قلت: نبيذ، قال: "أرِنيها، تمرة طيبة وماءٌ طهور"، فتوضأ منها وصلى. 4302 - حدثنا يحيى بن زكريا قال أخبرني إسماعيل عن قَيْس عنِ ابنِ مسعود قال: كنا مع رسولْ الله - صلى الله عليه وسلم - ليس لنا نساء، قلنا: يا رسوٍ ل الله، ألا نسْتخْصي؟، فنهانا عن ذلك، فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} الآية. 4303 - حدثنا يحيى بن زكريا قال حدثنا حَجَّاج عن زيد بنِ جبَير عن خِشْف بنِ مالك عن ابن مسعود قال: قضَى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في دِية الخطأ عشرين بنت مَخاضِ، وعشرين ابنَ مَخاض، وعشرين ابنةَ لبُون، وعشرين حقَّةً، وعشرين جَذعَةً. 4304 - حدثنا يحيى بن زكريا عن أبيه عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من رآني في المنام فأنا الذي رآني، فإن الشيطان لا يَتَخيّل بي". 4305 - حدثنا حسين بن علي عن الحسن بن الحُرّ عن القاسم

_ (4301) إسناده ضعيف، وهو مكرر 4296. (4302) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. قيس: هو ابن أبي حازم. والحديث مختصر 4113. (4303) إسناده صحيح، وهو مطول 3635 وقد أشرنا إلى هذا هناك. (4304) إسناده صحيح، وهو مكرر 4193. (4305) إسناده صحيح، الحسين بن علي: هو الجعفي الكوفي المقرئ، سبق توثيقه 1284. =

ابن مُخيمرَة قال: أخذ عَلْقَمة بيدي، قال: أخذ عبد الله بيدي، قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي، فعلمني التشهد في الصلاة: " التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله". 4306 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن شَقِيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى، وهما يتحدثان، فذكَرا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قبل الساعة أيام يُرفع فيها العلْم، ويَنْزل فيها الجهل، ويَكثر فيها الهَرْج"، قال: قالا: الهَرْجُ: القَتْل. 4307 - حدثنا حسين بن علي عن زِائِدة عن سماَك عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: سِرِينا ليلةً معَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلنا: يا رسول الله، لو امْتَسَسْنا الأرضَ فنمنا ورعَتْ ركابُنا؟، قال: ففعل، قال: فقال: "لِيَحْرُسنا بعضُكم"، قال عبد الله: فقلت: أنا أحرسكم، قال: فأدركني النوم، فنمتُ، لم أستيقظْ إلا والشمسُ طالعة، ولم يستيقظْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بكلامنا، قال: فأمر بلالاً فأذّن، ثم أقام الصلاة، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 4308 - حدثنا زكريا بن عَدِيّ قال حدثنا عُبيد الله عن

_ = الحسن بن الحر بن الحكم النخعي: سبق توثيقه أيضاً 1215، وهو خال الحسين بن على الجعفي. وحديث التشهد مضى مراراً، منها 3622، 4189. (4306) إسناده صحيح، وهو مكرر 3841، 4183. (4307) إسناده صحيح، وقد مضى حديثان آخران في معناه مطولان 3657، 3710. "امتسسنا": من "المس"، يريد أمَسّموا أجسامهم الأرض، ولكن هذا المشتق لم أجده في شيء من المعاجم، وفي ح "أمستنا"، وهو خطألا وجه له، وأثبتنا ما في ك. (4308) إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عمرو الرقى. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. أبو =

عبد الكريبم عن أبي الواصل عن ابن مسعود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لُعِن الُمحِلُّ والمحلَّل له". 4309 - حدثنا أبو أحمد الزُّبَيري حدثنا يونس بن أبيِ إسحق عن أبي إسحق أبي الأحوص عن عبد الله قال: كانوا يقرؤن خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "خلطتم عليّ القرآنَ". 4310 - حدثنا يزيد أخبرنا حَجَّاج عن فُضَيل عن إِبراهيم عن عَلْقَمة في عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنةَ من كان في قلبه مثقال حَبّةٍ من خَرْدَلٍ من كِبْرٍ". 4311 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا محمد بن إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: دخلت على ابن مسعود أنا وعَمَّى بالهاجرة، قال: فأقام الصلاة، فقمنا خلفَه، قال فأخذني بيدٍ، وأخذ عمى بيد، قال: ثم قَدَّمَنا حتى جعل كلَّ رجلٍ منَّا على ناحية، ثم قال هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل إذا كانوا ثلاثةً.

_ = واصل: ترجمه الحافظ في التعجيل فقال: "مجهول، قاله الحسيني"، فقلد الحسيني، ولكنه ثقة فيما نرى، لأن البخاري ترجمه في الكنى "رقم 739" قال: (أبو واصل عن ابن مسعود، روى عنه عبد الكريم"، فلم يذكر فيه جرحاً وهذا كاف في توثيقه، خصوصاً وأنه من التابعين. ووقع في الكنى "عن أبي مسعود" بدل "عن ابن مسعود"، وهو خطأ مطبعي واضح. والحديث مضى معناه ضمن أحاديث أخر، آخرها 4284. (4309) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 110 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح". (4310) إسناده صحيح، وهو مختصر 3947. وأشار الحافظ في التهذيب 8: 293 في ترجمة "فضيل بن عمرو" إلى أن الترمذي روى هذا الحديث من طريقه. (4311) إسناده صحيح، هو مختصر 3927، 3928. وانظر 4272.

4312 - حدثنا يزيد بن هرون قال أخبرنا المسعودي عن سمَاك ابن حَرْب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه ابن مسعود قال: بينما رَجل فيمن كان قبلكم كان في مملكته، فتفكّر، فعلم أن ذلك مُنْقَطِعٌ عنه، وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه، فتَسرب فانساب ذاتَ ليلة من قصره، فأصبح في مملكة غيره، وأتَى ساحلَ البحر، وكان يَضرب اللَّبنَ بالأجْر، فيأكل ويتصدق بالفَضْل، فلم يزل كذلك حتى رَقيَ أمره إَلى مَلكهم وعبادته وفضلُه، فأرسل ملكهم إليه أن يأتيه، فأبَى أن يَأتيه، فأعاد، ثمَ أعاد إليه، فأبى أن يأتيه، وقال: ما له وما لي؟!، قال: فركب الملكُ، فلما رآه الرّجلُ ولى هارباً، فلما رأى ذلك الملِك ركَضَ في أثَره، فلمَ يدركْه، قال: فناداه: يا عبد الله، إنه ليس عليك مني بأسٌ، فأقام حتى أدركه، فقال له: من أنت، رحمك الله؟، قال: أنا فلان بن فلان، صاحب مُلْك كذا وكذا، تفكرت في أمري، فعلمتُ أن ما أنا فيه منقطعٌ، فإنه قد شغلني عنِ عبادة ربي، فتركته، وجئت ها هنا أعبد ربي عز وجل، فقال: ما أنتَ بأحْوجَ إلى ما صنعتَ منّي، قال: ثمِ نزل عن دابته فسيَّبَها، ثم تبعه، فكانا جميعاً يعبدَان الله عز وجل، فدعَوا الله أن يميتهما جميعاً، قال: فماتا، قال عبد الله: لو كنتُ بِرميْلة مصرَ لأريتكم قبورَهما، بالنعتِ الذي نعتَ لنا رسول الله

_ (4312) إسناده حسن، لأن يزيد بن هرون سمع من المسعودي بعد تغيره. والحديث في مجمع الزوائد: 10: 218 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفي إسنادهما المسعودي، وقد اختلط". اللبن، بفتح اللام وكسر الباء، وبكسر اللام مع سكون الباء: هو الذي يبنى به المضروب من الطين مربعاً أو مستطيلاً، واحدته "لبنة" بالضبطين. رميلة مصر، بضم الراء وفتح الميم: هي ميدان تحت قلعة الجبل، كانت ميدان أحمد بن طولون، وبها كانت قصوره وبساتينه، وهي المعروفة الآن باسم "ميدان صلاح الدين" وباسم "المنشية"، بالقاهرة. انظر النجوم الزاهرة 4: 49.

4313 - حدثنا يزيد وأبو النَّضْر قالا حدثنا المسعودي عن الوليد بن الغَيْزار عن أبي عمرو الشَّيْباني عن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أفضل؟، قال: "الصلاة لميقاتها"، قال: قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟، قال: "بر الوالدين"، قال: قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟، قال: "الجهاد في سبيل"، قال: فسكتُّ، ولو استزدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزادني. 4314 - حدثنا يزيد، يعني ابن هرون، أخبرنا العَوّام حدثني أبو محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيُّما مسلمَيْن مضى لها ثلاثةٌ من أولادهما لم يبلغوا حنْثاً كانوا لهما حصْناً حَصيناً من النار"، قال: فقال أبو ذر: مضى لي اثنان يا رسول الله؟، قاَل: "واثنان"، قال: فقال أبيّ أبو المنذر سيدُ القُرأء: مضىَ لي واحد يا رسول الله؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وواحد، وذلك في الصدمة الأولى". 4315 - حدثنا يزيد أخبرنا العَوّام بن حَوْشَب قال حدثني أبو إسحق الشَّيْباني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله: "تزول رَحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين، أو ستَّ وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هلكوا فَسبيلُ من هَلَك، وإن بَقُوا بقى لهم

_ (4313) إسناده حسن، لأن يزيد بن هرون وأبا النضر سمعا من المسعودي بعد تغيره. وقد مضى الحديث بأسانيد صحاح، منها 4186 من طريق شُعبة عن الوليد بن العيزار، ومضى أيضاً من طريق أبي عبيدة عن أبيه 4285 بمعناه. (4314) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 4079، وسبق الكلام عليه مفصلاً 3554. (4315) إسناده صحيح، وهو مكرر 3707 بإسناده، ومضى نحوه مطولاً من وجه آخر 3758.

دينُهم سبعين عاماً". 4316 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا شُعْبة عن السُّدِّيّ عن مُرَّة عن عبد الله قال: أبَى شُعْبة رفعَه، وأنا لا أرفَعُهُ لكَ، في قول الله عز وجِل {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)} قال: لو أن رجلاً همّ فيه بإلحاد وهو بعَدَنِ أبْينَ لأذاقه اَلله عذاباً أليماً. َ4317 - حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سَلَمة عنٍ عاصم عن زِرّ عن عبد الله: قيل: يا رسول الله، كيف تَعرف من لم تَرَ من أُمتك يوم القيامة؟، قال: "هم غُرُّ محجَّلون يُلْقٌ من آثار الوُضوء". 4318 - حدثنا يزيد أخبرنا فُضَيل بن مرزوق حدثنا أبو سَلَمَةَ الجُهَني عن القاسم بن عبد الرحمن عنِ أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قال عبد قط إذا أصابه هَمُّ وحَزَنٌ: اللهمِ إني عبدُك وابنُ عبدك وابنُ أَمَتك، ناصيتي بيدكِ، ماضٍ فيَّ حُكْمُك، عدْلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمَّيْتِ به نفسَك، أو أنزلتَه فيِ كتابك، أو عَلّمته أحدِاً من خَلْقك، أو استأثرت به في علم الغيبِ عندك، أن تجعل القرآنَ ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاءَ حزني، وذَهَاب هَمِّي، إلاَّ أذهب الله عز وجل هَمَّه، وأبدله مكان حُزْنه فَرَحاً"، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟، قال: "أجَلْ، ينبغى لمن سمعهنَّ أن يتعلمهنّ". 4319 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا حماد بن زيد حدثنا فَرْقَدٌ

_ (4316) إسناده صحيح، وهو مكرر 4071. والذي يقول "أبي شُعبة رفعه" هو يزيد بن هرون. وقد بينا فيما مضى أن هذا ليس علة للحديث، وأن رفعه صحيح. (4317) إسناده صحيح، وهو مكرر 3820. (4318) إسناده صحيح، وهو مكرر 3712 بهذا الإسناد. (4319) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي، كما بينا في 13: 2133. جابر بن يزيد: الظاهر أنه الجعفي، فإنه يكنه كان ضعفاً آخر في الإسناد والحديث في مجمع الروائد 4:

السَّبَخي قال حدثنا جابر بن يزيد أنه سمع مسروقاً يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إني كنت نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها، ونهيتُكم أن تَحْبسُوا لحومَ الأضاحي فوقَ ثلاثٍ، فاحبسوا، ونهيتُكم عن الظُروف، فانْبذُوا فيهَا، واجتنبوا كلَّ مُسْكِر". 4320 - حدثنا مُعاذ بن معاذ قال حدثنا سفيان بن سعيد عن عبد الله بن السائب عن زاذَان عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله عز وجل ملائكة سَيَّاحين في الأرض، يبلغوني من أمتي السلامَ". 4321 - حدثنا مُعاذ حدثنا ابنُ عَوْن، وابن أبي عَدِيّ عن ابن عون، حدثني مُسْلم البَطينُ عن إبراهيم التَّيْمِي عن أبيه عن عمرو بن ميمون قال: ما أخطأني، أَو قلما أخطأني ابن مسعود خَميساً، قال ابن أبي عديّ: عَشيَّةَ خميسٍ، إلا أتيتُه، قال: في سمعتُه لشيء قطُّ يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان ذاتَ عشية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن أبي عديّ: قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، فنَكَسَ، قال: فنظرتُ إليه وهو قائمِ محلولٌ أزرارُ قميصه، قد اغرورقتْ عيناه، وانتفختْ أوداجه، فقال: أو دُون ذاكَ، أو فوْقَ ذاك، أو قريباً من ذاك، أو شبيهاً بذاك.

_ = 26 - 27 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه فرقد السبخي، وهو ضعيف". وانظر 1246، 4558. (4320) إسناده صحيح، وهو مكرر 4210. (4321) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه عن مسلم البطين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود 3670 وأشرنا هناك إلى رواية مسلم البطين عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عمرو بن ميمون، وأنها رواها ابن ماجة وغيره، وهي هذا الإسناد. وانظر أيضْاً 4015.

4322 - حِدثنا رَوح حدثنا حماد بن سَلَمَة عن عاصم بنِ بَهْدَلة عن زِرّ بن حُبَيش عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله -صلي الله عليه وسلم- سورةَ الأحقاف، وأقرأها آخر، فخالفني في آية منها، فقلت: من أقرأك؟، قال أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: لقد أقرأنيً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده رجل، فقلت: يا رسول الله، ألم تُقْرئني كذا وكذا؟، قال: بلى، قال الآخر: ألم تُقرئني كذا وكذا؟، قال: بلى، فتمعّر وجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الرجل الذي عنده: ليقرأ كلُّ واحد منكما كما سمع، فإنما هَلَكَ أو أُهْلكَ من كان قبلكم بالاختلاف، فما أدري، أأمره بذاك، أو شيء قاله من قِبَلِهِ. ْ4323 - حدثنا أبو داود وعفان قالا حدثنا هَمّام عن قَتادة في مُوَرِّق العجْلي عن أبيِ الأحوص عِن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الجميع تَفْضل صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين صلاةً، كلها مثلُ صلاته"، قال عفان: بلغني أن أبا العَوَّام وَاقَقَه. 4324 - حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قَتادة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال، مثلَه. 4325 - حدثنا أبو قَطَن حدثنا شُعْبة عن سِمَاك عن إبراهيم عن

_ (4322) إسناده صحيح، وهو مكرر 3993. (4323) إسناده صحيح، وقد مضى 4159 بمثل هذا الإسناد، ومضى 3567 من طريق سعيد عن قتادة عن أبي الأحوص، دون ذكر "مورق العجلي" بين قتادة وأبي الأحوص، كإسناد الآتي عقب هذا. فالظاهر أن قتادة سمعه من مورق عن أبي الأحوص ومن أبي الأحوص نفسه، فرواه على الوجهين. (4324) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4325) إسناده صحيح، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. خاله: هو إما الأسود بن يزيد النخعي، وإما عبد الرحمن بن يزيد النخعي، فكلاهما خاله، وإما علقمة بن قيس النخعي عم الأسود =

خاله عن عبد الله بن مسعود: أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقيتُ امرأة في حُشّ بالمدينة، فأصبتُ منها ما دون الجماع، فنزلتْ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا} 4326 - حدثنا أبو قَطَن حدثنا المسعودي عن سعيد بن عمرو عن أبي عُبيدة عن عبد الله بن مسعود: أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: متى ليلة القدر؟، قال: "من يذكر منكم ليلة الصَّهْبَاوات؟ "، قال عبد الله: أنا، بأبي وأمي، وإن في يدي لَتَمَرَات أسْتَحرُ بهنَّ مستتراً من الفجر بمُؤْخِرَة رَحْلِي!، وذلك حين طلع القُمَير. 4327 - حدثنا عفّان حدثنا أبو عَوَانة، وأبو نُعَيم حدثنا إسرائيل، عن سمَاك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: لَعن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - آكلَ الربا، ومُوكِلَه، وشاهديه، وكاتِبَه. 4328 - حدثنا عفّان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الحرث بن حَصِيرة حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف أنتم وربعَ أهل الجنة، لكم ربعُها ولسائر الناس ثلاثةُ

_ = وعبد الرحمن. وقد روى إبراهيم الحديث عن ثلاثتهم مطولاً ومختصراً، كما مضى بأسانيد 3854، 4250، 4290، 4291. (4326) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 3565 بهذا الإسناد، ومكرر 3764. سعيد بن عمرو: هو سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة المخزومي، وثقه ابن حبان، وقال البخاري: "يقال له سعد" يعني بسكون المهملة مع فتح أوله. قاله الحافظ في التعجيل. (4327) إسناده صحيح، وهو مختصر 3809 انظر 4284. (4328) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 403 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة، ورجالهم رجال الصحيح، غير الحرث بن حصيرة، وقد وثق". والحرث: سبق توثيقه 1376. وانظر 4251.

أرباعها؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فكيف أنتم وثُلثَها؟ "، قالوا: فذاك أكثر، قال: "فكيف أنتم والشطر؟ "، قالوا: فذلك أكثر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومائة صفّ، أنتم منها ثمانون صفّاً". 4329 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمَة أخبرنا عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ بِن حُبَيش عن ابن مسعود: أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف تَعرف من لم تَرَ من أمتك؟، قال: "غُرُّ محجَّلون بُلْقٌ من أثَر الطُّهُور". 4330 - حدثنا عفّان حدثنا حماد عن عاصم بن بَهدَلة عن زرّ ابن حُبَيش عن ابن مسعود قال: أخذتُ من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورةً، ولا ينازعني فيها أحد. 4331 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمَة قال أخبرنا عاصم ابن بَهْدَلة عنِ أبي وائل عن ابن مسعود قال: تكلم رجلٌ بن الأنصار كلمةً فيها موْجدةٌ علي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم تُقرَّني نفسي أنْ أخبرتُ بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلوَدِدتُّ أني افتَديت منها بكلِ أهلٍ وَمالٍ، فقال: "قد آذَوْا موسى عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك فصبر"، ثم أخبر أن نبيّاً كذَّبه قومُه وشجُّوه حين جاءهم بأمر الله، فقال وهو يمسح الدم عن وجهه: "اللهم اغفرْ لقومي فإنهم لا يعلمون". 4332 - حدثنا عفان حدثنا حماد قال: أخبرنا عاصمِ بن بَهْدَلة عن أبي وائل عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنا فَرَطُكم على

_ (4329) إسناده صحيح، وهو مكرر 4317. (4330) إسناده صحيح، وسيأتي مطولاً بهذا الإسناد 4412، ومضى شيء من معناه بالإسناد نفسه 3599. وانظر 4218. (4331) إسناده صحيح، وهو مكرر معنى 4203، 4204. (4332) إسناده صحيح، وهو مكرر 4180.

الحوض، وسأُنازَعُ رجالا فأُغلَبُ عليهم، فلأَقُولَنَّ: ربِّ، أُصَيْحابي، أُصَيْحابي، فَلُيقالَنَّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك". 4333 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن فرَاس عن عِامر عن مسروق عن عبد الله، قال: ربما حدَّثَنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيَكْبُو ويَتَغَّيرُ لونُه، وهو يقول: هكذا، أو قريباً من هذا. 4334 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام أخبرنا عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنزل الله عز وجلِ من داءٍ إلا أَنزل معه شفاءً"، وقال عفان مرةً، "إلا أنزل له شفاءً، عَلِمَه منْ عَلمه، وجَهِلَه من جَهِله". 4335 - جدشا عفان حدثنا حماد بن سَلَمَةْ أنبأنا عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ بن حُبَيش عن ابن مسعود قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفح جبل، وهو قائم يصلي، وهم نيام، قال: إذ مَرَّتْ به حَيّة، فاستيقظنا وهو يقول: "منعها منكم الذي منعكم منها"، وأُنزلتْ عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2)}، فأخذتها وهي رَطْبَة بفِيه، أو فوه رَطْبٌ بها. 4336 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الحرث بن

_ (4333) إسناده صحيح، فراس، بكسر الفاء وتخفيف الراء: هو ابن يحيى الهمداني الخارفي المكتّب، وهو ثقة من أصحاب الشعبي، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/139. عامر: هو الشعبي، والحديث مكرر 4015 ومختصر 4321. يكبو: يقف وقفة العاثر، أو كوقفة الإنسان عند الشيء يكرهه. (4334) إسناده صحيح، وهو مختصر 4267. (4335) إسناده صحيح، وقد مضى نحوه بمعناه مراراً، منها 3574، 4069. (4336) إسناده صحيح، وهو مجمع الزوائد 6: 180 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير الحرث بن حصيرة، وهو ثقة".

حَصيرة حدثنا القاسم بن عبد اِلرحمن عن أبيه قال: قال عبد الله بن مسعود: كنتَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ حُنَين، قال: فولّى عنه الناسُ، وثبتَ معه ثمانون رجلاً من المهاحرين والأنصار، فنَكَصْنا على أقدامنا نحواً من ثمانين قدماً، ولم نُوِلهّم الدُّبُر، وهم الذين أِنزل الله عز وجل عليهم السكينةَ، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته، يمْضِي قُدُماً، فحادَتْ به بغلتُه، فمال عن السرج، فقلت له: ارتفِعْ رفَعَك الله، فقال: "ناولني كفاً من تراب"، فضَرب به وجوهَهم، فامتلأت أعينُهم تراباً، ثمِ قال: "أين المهاجرون والأنصار؟ "، قلت: هم أولاء، قال: "اهتفْ بهم"، فهتَفْتُ بهم، فجاؤا وسيوفُهم بأيمانهم كأنها الشُّهُبُ، وولَّى المشركون أدبارَهم. 4337 - حدثنا عفان وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد بن سَلَمَة، قال حسن: عن عطاء، وقال عفان: حدثنا عطاء بن السائب، عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود، قال حسن: أن ابن مسعود حدثهم، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "يكون قومٌ في النار ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم الله، فيخرجُهم منها، فيكونون في أدنَى الجنة، فيغتسلون في نهر يقال له: الحَيَوَان، يسميهم أهلُ الجنة الجهَنَّميون، لو ضَاف أحدُهم أهل الدنيا لَفَرَشَهم وأطعمهم وسقَاهم ولَحَفَهم"، وَلا أظنه إلا قال: "ولزوَّجهم،

_ (4337) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 383 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح، غير عطاء بن السائب، وهو ثقة ولكنه اختلط". ونستدرك عليه بأن سماع حماد بن سلمة من عطاء كان قبل الاختلاط. لفرشهم، بتخفيف الراء: أي فرش لهم، قال في اللسان: "وفرشه فراشاً وأفرشه: فرشه له. ابن الأعرابي: فرشت زيداً بساطاً وأفرشته وفرَشته: إذا بسطت له بساطاً في ضيافته". ولحفهم، بتخفيف الحاء: أي غطاهم باللحف، جمع لحاف، وفي اللسان: "قال أبو عبيدة: اللحاف: ما تغطيت به، ولحفت الرجل ألحفه: إذا فعلت به ذلك، يعني إذا غطيته".

قال حسن: "لا يَنْقصُه ذلك شيئاً". 4338 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن عاصم عن زِرّ بن حُبَيش عن عبد الله بن مسعوِد، رفَع الحديثَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من جهنم". 4339 - حدثنا عفان وحسن بن مِوسى قالا حدثنا حماد بن سَلَمَة عن عاصم بن بَهْدَلة عن زرّ بن حُبَيش عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرِضتْ عليَّ الأُمم بالمَوْسم، فراثَت عليّ أُمتي"، قال: "فأُرِيتُهم، فأعجبتْني كثرتهم وهيآتهم، قد ملؤاَ السهل والجبل"، قال حسن: "فقال: أرضيتَ يا محمد؟، فقلت: نعم، قال: فإن لك مع هؤلاء"، قال عفان وحسن: "فقال: يا محمِد، إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنةَ بغير حساب، وهم الذين لا يَسْتَرْقون، ولا يتطيَّرون، ولا يكتَوُنْ وعلى ربهم يتوكّلون"، فقام عُكَّاشةُ فقال: يا نبيَّ الله، ادْع الله أن يجعلني منهم، فدعا له، ثم قام آخر فقال: يا نبيَّ الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: "سَبَقَكَ بها عُكَّاشة". 4340 - حدثنا عفان حدثنا حماد عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ ابن حُبَيش عن ابن مسعود قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، وهو بين أبي بكر وعمر، وإذا ابن مسعود يصلي، وإذا هو يقرأ النساء فانتهى إلى رأس المائة، فجعل ابن مسعود يدعو وهو قائم يصلي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اسألْ تُعْطَهْ، اسأل تعطه"، ثم قال: "من سَمَّرة أن يقرأ القرآن غَضاً كما أُنزل فليقرأه

_ (4338) إسناده صحيح، وهو مكرر 3847. (4339) إسناده صحيح، وهو مكرر 3819 ومختصر 3987، 3989، 4000 ومطول (4340) إسناده صحيح، وهو مطول 4255.

بقراءة ابن أمِّ عبدٍ، فلما أصبح غدا إليه أبو بكر ليبشره، وِقال له: ما سألت الله البارحة؟، قالَ: قلت: اللهم إنِّي أسألك إيماناً لا يرْتدُّ، ونعيماً لا ينفَد، ومرافقةَ محمد في أعلى جنة الخُلْد، ثم جاء عمر، فقيل له: إن أبا بكر قد سبقَك، قال: يرحمُ الله أبا بكر، ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه. 4341 - حدثنا معاوية حدثنا زائدة حدثنا عاصم بن أبي النَّجُود عن زِرّ عن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه- بين أبي بكر وعمر، فذكر نحوه. 4342 - حدثنا عفان حدثنا قَيْس أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن عَبيدة السَّلْماني عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِن من البَيان سحْراً، وشِرَارُ الناس الذين تُدركهم الساعةُ أحياء، والذين يتخذون قبورَهم مَساجد". 4343 - حدثنا عفان حدثنا جَرير، يعني ابن حازم، حدثنا سليمان الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة بن قَيْس عن عبد الله قال: لعن اللهُ المتوشِّمات، والمتنمِّصات، والمتفلِّجات، والمغيِّراتِ خلقَ الله، ثم قال: ألا أَلعَنُ منْ لَعن رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقالت امرأة من بني أسد: إني لأظنه في أهلك!، فقال لها: اذهبي فانظري، فذهبتْ فنظرتْ، فقالت: ما رأيتُ فيهم شيئاً، وما رأيتُه في المصحف؟، قال: بلى، قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 4344 - حدثنا أبو عبد الرحمن [عبد الله بن أحمد]: حدثنا سِنان

_ (4341) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4342) إسناده صحيح، قيس: هو ابن الربيع الأسدي. إبراهيم: هو النخعي. والحديث مضى معناه مفرقاً في أحاديث 3735، 3778، 3844، 4143، 4144. (4343) إسناده صحيح، وهو مكرر. 423. وانظر 4283، 4284. (4344) في إسناده نظر، سنان: لم أعرف من هو؟، وهكذا هو في الأصلين، وأغلب ظني أنه =

حدثنا جَرير بن حازم عن الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه. 4345 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن زُبَيْد ومنصور وسليمان، أخبروني أنهم سمعوا أبا وائل يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سِباب المسلم فُسُوق، وقتالُه كفر"، قال زُبَيْد: قلتُ لأبي وائل مرتين: أأنت سمعته من عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: نعم. 4346 - حدثناِ محمد بن عُبَيد حدثنا الأعمش عن إبراهيم التَّيْمِيّ عن الحرث بن سُويد قال-: قال عبد الله: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يُوعَك، فوضعتُ يدي عليه، وقلت: إنّك تُوعَك وَعْكاً شديداً؟ قال: "إني أُوعَك كما يُوعَك رجلان منكم"، قال: قلت: ذاكَ بأَنَّ لك أجْريْن؟، قال: "أجَلْ، ما منِ مؤمن يصيبه مرض فما سواه، إلاَّ حَطّ الله به خطاياه، كما تَحُطُّ الشجرة ورَقَها". 4347 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا محمد، يعني ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: دخلت أنا وعَلْقَمةُ على عبد الله ابن مسعود بالهاجرة، فلما مالت الشمس أقام الصلاة، وقمنا خلفَه، فأخذ بيدي وبيد صاحبي، فجعلَنا عن ناحيتَيْه، وقام بيننا، ثم قال: هكذا كان

_ = تصحيف، وأن صوابه "شيبان"، وهوشيبان بن فروخ، خاتمة أصحاب جرير بن حازم، وهو من شيوخ عبد الله بن أحمد، ولكني لا أستطع تغيير ماْ في الأصلين من غير حجة قاطعة أو قريبة من ذلك، والحديث مكرر ما قبله، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. (4345) إسناده صحيح، وهو مكرر 4178. وانظر 4262. (4346) إسناده صحيح، وهو مكرر 4205. (4347) إسناده صحيح، وهو مطول 4030، 4311. "عن ناحيتيه" في ح "عن ناحيته"، وهو خطأ، صوابه من ك، وفي نسخة بهامشها "عن جانبيه".

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا كانوا ثلاثةَ، ثم صلى بنا، فلما انصرف قال: إنها ستكون أيمةٌ يؤخِّرون الصلاةَ عن مواقيتها، فلا تنتظروهم بها، واجعلوا الصلاةَ معهم سُبْحَةً. 4348 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا مسْعَر عن منصور عن إبراهيم عنِ عَلْقَمة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشر، أنْسَى كما تَنْسوْن، فأيُّكم مَّا شَكَّ في صلاته فلينظُرْ أحْرَى ذلك الصوابَ فلْيُتِمَّ عليه، ويَسْجُدْ سجدتين". 4349 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخل الأَشْعَث بن قَيْس على عبد الله وهو يتغدَّى، فقال: يا أبا محمد، ادْنُ إلى الغَدَاء، فقال: أو ليس اليومَ يومُ عاشوراء؟، قال: وما هو؟!، إنما هو يومٌ كان يصومه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل رمضان، فلما نزل شهر رمضان ترك. 4350 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا الأعمش عن شَقيق بن سَلَمَة عن عبد الله قال: إني لأعلم النظائرَ التى كان يقرؤها رسول الَلّه - صلى الله عليه وسلم -، ثنتين في ركعة. 4351 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا فَرَطُكم على

_ (4348) إسناده صحيح، وهو مختصر 4174، وانظر 4282. (4349) إسناده صحيح، وهو مكرر 4024. (4350) إسناده صحيح، وهو مختصر 4154. (4351) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري، والحديث مكرر 4332. ليخلتجن رجال: أي يجتذبون ويُقتطعون، من "الخلج"، وهر الجذب والنزع.

الحوض، ولَيُخْتَلَجَنّ رجالٌ دوني، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك". 4352 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن أبي عُبَيدة عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، اللهمَ اغفر لي، إنك أنت التوّاب". 4353 - حدثنا أبو سعيد حدثنا حماد بن سَلَمَة عن علي بن زيد عن أبي رافع عن ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ الجن خَطَّ حوله، فكان يجيء أحدهم مثل سَواد النخل، وقال لي: "لاَ تبرحْ مكانك، فأقرأهم كتابَ الله عز وجل"، فلما رأى الزُّطَّ قال: كأنهم هؤلاء، وقال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "أمعك ماء؟ "، قلت: لا، قال: "أمعك نبيذ؟ "، قلت: نعم، فتوضأ به. 4354 - حدثنا أبو سعيد وابن جعفر قالا حدثنا شُعْبة حدثنا أبو إسحق، قال محمد، يعني ابن جعفر: عن أبي إسحق، عن أبي الأحوص

_ (4352) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر 4140. (4353) إسناده صحيح، علي بن زيد: هو ابن جدعان، أبو رافع: هو الصائغ نفيع بن رافع، والحديث رواه الدراقطني في سننه 1: 28 من طريق محمد بن عباد المكي عن أبي سعيد مولى بني هاشم، بهذا الإسناد، وقال: "علي بن زيد: ضعيف، وأبو رافع: لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة"!!. وهو تعليل متهافت، فإن علي بن زيد قد رجحنا توثيقه في783، وأبو رافع الصائغ: تابعي مخضرم، أدرك الجاهلية، وهو ثقة مشهور، روى عن كبار الصحابة، الخلفاء الأربعة فمن بعدهم، فلا يلتفت إلى التشكيك في سماعه من ابن مسعود، وسيأتي مزيد بحث في ذلك في 4379، وأما أن الحديث ليس من مصنفات حماد بن سلمة فهذا أعجب تعليل سمعناه وأضعفه!. وانظر 3788، 4216 ونصب الراية1: 141 - 142. (4354) إسناده صحيح، وهو مكرر 4161 ومختصر 4182.

عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لوكنت متخذاً خليلاً من أُمّتي لاتخذتُ أبا بكر خليلاً". 4355 - حدثنا أبو قَطن عن المسعودي عن علي بن الأقْمَر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: من سَرّه أن يلَقي الله غداً مسلماً فليحاِفِظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيثُ يُنادى بهنَّ، فإن الله عز وجل شَرَع سُنن الهُدى لنبيه، وإنهنَّ من سُنن الهُدَى، وإني لا أحْسب منكم أحداً إلا له مسجدٌ يصلي فيه في بيته، فلو صليتم في بيوتكم وَتركتم مساجدَكم لتركتُم سنةَ نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، ولوتركتُم سنة نبيكم لضللتم. 4356 - حدثنا أبو قَطن حدثنا المسعودي عن أبي إسحق عن أبي عُبَيدة عن عبد الله بن مسعود قال: لمَّا نزلتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، اَللهم اغفر لي، إنك أنت التواب، اللهم اغفر لي، سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبحانك اللهم وبحمدك". 4357 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غارٍ، وقد أُنزلتْ عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)}، قال: فنحن نأخذها من فيه رَطْبةً، إذْ خرجتْ علينا حَيَّةٌ، فقال: "اقتلوها"، قال: فابتدرناها لنقتلَها، فسبقتْنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وقاها الله شركم، كما وقاكم شرها". 4358 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة

_ (4355) إسناده صحيح، وهو مطول 3979. (4356) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وهو مطول 4352. (4357) إسناده صحيح، وهو مكرر 4069، وانظر 4335. (4358) إسناده صحيح، وهو مختصر 4282، وانظر 4348.

عن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سها في الصلاة، فسجد سجدتي السهو بعد الكلام. 4359 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رَمى عبدُ الله جمرةَ العقبة من بطن الوادي بسبعِ حصيات، يكبّر مع كل حصاة، فقيل له: إن ناساً يرمونها من فوقها، فقال: هذا والذي لا إله غيرُه، مَقَامُ الذي أُنزلتْ عليه سورُة البقرة. 4360 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إِبراهيم عن أبي مَعْمَر عن عبد الله قال: انشقَّ القمر ونحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى، حتى ذهبتْ فرقةٌ منه خلف الجبل، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اشهدوا". 4361 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا من لَطَم الخدود أو شقَّ الجيوب، أو دعا بدَعوى الجاهلية". 4362 - حدثنا هاشم بن القاسم حِدثنا المسعودي عن أبي نَهْشَل عن أبي وائل قال: قال عبد الله: فَضَلَ الناس عمرُ بن الخطاب بأربع، بذكر الأسرى يوم بدر، أمرَ بقتلهم، فأنزل الله عز وجل {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ

_ (4359) إسناده صحيح، وهو مطول 4150. (4360) إسناده صحيح، وهو مختصر 4270. (4361) إسناده صحيح، وهو مكرر 4215. (4362) إسناده حسن، أبو النضر هاشم بن القاسم: سمع من المسعودي بعد ما تغير. أبو نهشل: قال الذهبي: "لا يعرف"، وقال الحسيني: "مجهول"، وقال الحافظ في التعجيل:! "ذكره ابن حبان في الثقات"، أقول: وترجمه البخاري في الكنى رقم 734 فلم يذكر فيه جرحا، وهدا عندنا أمارة توثيقه. والحديث رواه الدولابي في الكني 2: 142 عن الحسن بن علي بن عفان عن زيد بن الحباب عن المسعودي، بإسناده ومعناه، ثم قال: سمعت =

لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} وبذكره الحجاب، أَمَر نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحتجبن، فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا؟!، فأنزل الله عز وجل {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} , وبدعوة النبِي - صلى الله عليه وسلم - له: "اللهم أيِّد الإسلام بعمر"، وبرأيه في أبيَ بكَر، كان أولَ الناس بايَعَهُ. 4363 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عاصم، يعني ابن محمد ابن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عامر بن السِّمْط عن معاوية بن إسحق عن عطاء بن يَسار عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيكون أُمراء بعدي يقولون ما لا يَفعلون، ويفعلون ما لا يُؤمرون". 4364 - حدثنا هاشم حدثنا شُعْبة عن عبد الملِك بن مَيْسَرة قال:

_ = العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: "أبو نهشل الذي روى عنه المسعودي: لم يرو عنه غيره". وهو في مجمع الزوائد 9: 67 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أبو نهشل، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وهو كذلك في الدر المنثور 3: 201 - 202 ونسبه للطبراني وابن مردويه فقط، ثم ذكر في 5: 214، ونسبه لابن مردويه فقط. وانظر 208، 3632 - 3634، 3842. "بايعه" في ح "تابعه" وهو تصحيف صحناه من ك ومن المصادر التي أشرنا إليها. (4363) إسناده صحيح، عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 350. معاوية بن إسحق بن طلحة بن عبيد الله أبو الأزهر الكوفي: تابعي ثقة، وثقه أحمد والنسائي وابن سعد وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 33. وهذا الحديث لم أجده في غير هذا الموضع، وسيأتي معناه في حديث آخر لابن مسعود من وجه آخر 4379، ولعله من أجل ذلك لم يذكره صاحب مجمع الزوائد. وانظر 3790. (4364) إسناده صحيح، وهو مختصر 4322. ورواية مسعر، التي أشار إليها شُعبة هنا، قد مضت =

سمعت النَّزّال بن سَبْرَة الهلالي يحدث عن ابن مسعود قال: سمعت رجلاً قرأ آية قد سمعتُ من النبي - صلى الله عليه وسلم - خلافَها، فأخذتُه، فجئتُ به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فعرفت في وجه النبي-صلي الله عليه وسلم- الكراهيةَ، قال: "كلاكُما مُحْسنٌ، لا تختلفوا"، أكبرُ عِلْمي، قال مِسْعَرٌ قد ذَكَر فيه "لا تَختلفوا"، "إنَّ مَن كان قبلكم اختلفوا فأَهلكهم". 4365 - حدثنا هاشم حدثنا محمد، يعني ابن طلحة، عن زُبَيد عن مُرَّة عن عبد الله قال: حبَس المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العصر، حتى اصفرّت الشمسِ أو احمرَّت، فقال: "شغلونا عنِ الصلاة الوسطى، ملأ الله أجوافَهم وقبورهم ناراً"، أو "حَشا الله أجوافَهم وقبورهم ناراً". 4366 - حدثنا يونس حدثنا حمَّاد، يعني ابن زيد، عن عاصِم عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: لمَّا قَسَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائم حُنين بالجعِرَّانة ازدحموا عِليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن عبداً من عباد- الله بعثه الله إلىَ قومه فضربوه وشَجُّوه"، قال: "فجعل يمسح الدم عن جبهته ويقول: رب اغفر لقومي، إنهم لا يعلمون"، قال عبد الله: كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح الدم عن جبهته، يحكي الرجل، ويقول: "ربّ اغفر لقومي، إنهم لايعلمون". 4367 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن عاصم

_ = 3724، ومضت الإشارة إليها أيضاً 3907. فشعبة رواه عن عبد الملك بن ميسرة، وشك في أنه سمع منه لفظ "لا تختلفوا"، ولكنه سمع هذه الكلمة من زميله مسعر عن عبد الملك، يجزم بذلك. (4365) إسناده صحيح، وهو مكرر 3829. (4366) إسناده صحيح، وهو مكرر 4057. وانظر 4203، 4331. (4367) إسناده صحيح، وقد مضى من رواية عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود 3843، =

عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: توفي رجلٌ من أهل الصَّفَّة، فوجدوا في شَمْلته دِينارين، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "كَيَّتَان". 4368 - حدثنا يونس حدثنا شيبان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن عَبيدة السَّلْماني عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حِبْرٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، أو: يا رسول الله، إن الله عز وجل يوم اَلقيامة يَحْمل السموات على إصبع، والأرَضين على إصبع، والجبال على إصبع، وِالشجر على إصبع، والماء والثَّرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، يَهُزُّهنَّ، فيقول: أنا الملك، قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بَدَتْ نواجده، تصديقاً لقول الحَبْر، َ ثم قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إلى آخر الآية. 4369 - حدثناه أسود حدثنا إسرائيل عن منصور، فذكره بإسناده ومعناه، وقال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدا ناجذُه، تصديقاً لقوله. 4370 - حدثنا سليمانِ بن حَيَّان أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رمى عبد الله الجمرةَ في بطن الوادي، قلت: إن الناس لا يرمون من ها هنا؟، قال: هذا، والذي لا إله غيره، مَقَام الذي أنزلتْ عليه سورة البقرة.

_ = 3914، 3943، 3994 بمعناه، وأشرنا في الحديث الأول إلى رواية أخرى في مجمع الزوائد، وهي هذا الإسناد الذي هنا. (4368) إسناده صحيح، وهو مطول 4087 الحبر، بفتح الحاء وكسرها: العالم واسع العلم. قال ابن الأثير: "النواجذ من الأسنان: الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك، والأكثر الأشهر أنها أقصى الأسنان، والمراد الأول". (4369) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4370) إسناده صحيح، وهو مختصر 4359.

4371 - حدثنا يونس حدثنا المعتمر عن أبيه عن سليمان الأعمش عن شَقيق بن سَلَمَة عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نِمشي، إذ مَرَّ بصبيان يلعبون، فيهم ابن صَيَّاد، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "تَرِبتْ يداك، أتشهدُ أنَّي رسول الله"، فقالِ هو: أتشهد أني رسول الله؟!، قال: فقال عمر: دعني فلأضرِبْ عنقه، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن يَكُ الذي تخاف فلن تستطيعَه". 4372 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمَة، عن عاصمٍ عن زِرّ عن ابن مسعود قال: أخذْت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورةً لا ينازعني فيها أحد. 4373 - حدثنا يونس حدثنا يزيد بن زُرَيع حدثنا خالد عن أبي مَعْشَر عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليَليَني منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ولَاَ تخَتلفوا فتختلفَ قلوبكم، وإياكم وهَوْشات الأسواق".

_ (4371) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 372 من طريق جرير عن الأعمش، وقد مضى نحو معناه 3610. (4372) إسناده صحيح، وهو مكرر 4330. (4373) إسناده صحيح، خالد: هو الحذاء. أبو معشر: هو زياد بن كلب التميمي الحنظلي. "ليليني": هكذا هو في ح بإثبات الياء بعد اللام وقبل نون الوقاية، وهي لغة جائزة، وجَّهها ابن مالك في شواهد التوضيح في بحث طويل 11 - 15 بأوجه، أجودها عندي الوجه الثالث: "أن يكون أجرى المعتل مجرى الصحيح" إلى آخر ما قال هناك، وقد فصلت القول فيه في شرحي على الترمذي 1: 440. وفي ك "ليلني" بحذف إلياء، على الجادَّة. والحديث رواه الترمذي كما ذكرنا، ورواه مسلم 1: 128 وأبو داود 1: 253, ثلاثتهم من طريق يزيد بن زريع. أولو الأحلام والنهى: قال ابن الأثير: "أي ذوو الألباب والعقول".واحدها حلم؟ بالكسر،:كأنه من الحلم: الأناة والتثبت في الأمور،=

4374 - حدثنا شجاع بن الوليد حدثنا أبوخالد، الذي كان يكونُ في بَنى دالاَن، يزيدُ الواسطيّ عن طَلْق بن حَبيب عن أبي عَقْرَب الأسَدي قال: َ أتيتُ عبد الله بن مسعود، فوجدتُه على إنْجَازٍ له، يعني سطحاً، فسمعتُه يقول: صدق الله ورسوله، فصَعدتُّ إليه، فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن، ما لك قلتَ صدق الله ورسوله؟، قَال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبّأنا أنَّ ليلةَ القَدْر في النصف من السَّبع الأواخر، وأن الشمس تَطلع صبيحتَها ليس لها شُعاع، قال: فصعدتُّ فنظرتُ إليَها، فقلتُ: صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله. 4375 - حدثنا عَتّاب حدثنا عبد الله، وعلي بن إسحق قال أخبرنا عبد الله، أخبرنا موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح قال سمعت أبي يقول عن ابن

_ = وذلك شعار العقلاء". وقال أيضاً: "النهي: هي العقول والألباب، واحدتها نهية، بالضم، سميت بذلك لأنها تنهى صاحبها عن القبيح". وقال الخطابي 1: 184 - 185: "إنما أمر أن يليه ذوو الأحلام والنهى ليعقلوا عنه صلاته، ولكي يخلفوه في الإمامة إن حدث به حدث في صلاته، وليرجع إلى قولهم إن أصابه سهو، أو عرض في صلاته عارض، في نحو ذلك من الأمور". هو شات الأسواق: قال الخطابي: "ما يكون فيها من الجلبة وارتفاع الأصوات وما يحدث فيها من الفتن. وأصله من الهوش، وهو الاختلاط". (4374) إسناده صحيح، أبو خالد: هو يزيد بن عبد الرحمن الدالاني الواسطي، سبق توثيقه 2137، 2315. وقوله "الذي كان يكون في بني دالان" يريد أنه واسطي، وأنه كان ينزل في "بني دالان بن سابقة بن ناشح" فنُسِب إليهم وليس منهم، انظر الأنساب "ورقة 220" ولباب الأنساب 1: 408. وفي ح هنا تصحيف عجب، كُتب هكذا: "الذي كان يكون في بني والآن"!! والحديث مطول 3857، 3858. (4375) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك: موسى بن علي بن رباح: أمير مصر، ولى إمرتها سنة 60، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي وغيرهم، وقال أبو حاتم: "كان رجلاً صالحاً يتقِن حديثه، لا يزيد ولا ينقص، صالح الحديث، وكان من ثقات =

مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه ليلةَ الجن ومعه عَظْم حائِل وبَعْرَة وفَحْمَة، فقال:"لا تَستنجينَّ بشيء من هذا إذا خرجتَ إلى الخلاء". 4376 - حدثنا عَبيدة بن حُمَيد عن المُخارِق بن عبد الله الأحْمَسيّ عن طارق بن شهاَب قال: قال عبد الله بن مسعود: لقد شهدتُ من المقَداد مشهداً لأنْ أكونَ أنا صاحبَه أحبُّ إليَّ مما على الأرض من شيء، قال: أتىَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان رجلاً فارساً، قال: فقال: أبشرْ يا نبي الله، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى - صلى الله عليه وسلم - {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)}، ولكنْ والذي بعثك بالحق لنكونَنَّ بين يديك وعن يمينك وعن شَمالك ومن خَلْفك، حتى يفتحَ الله عليك. 4377 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: نزلتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} ليلةَ الحَيّة، قال: فقلنا له: وما ليلة الحية يا أبا عبد الرحمن؟، قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحِرَاء ليلاً خرجتْ علينا حية من الجبل، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتْلها، فطلبناها، فأعجزتنا، فقال: "دعوها عنكم، فقد وقاها الله شركم، كما وقاكم شرَّها".

_ = المصريين "، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 289. أبوه علي بن رباح بن قصير اللخمي: تابعي ثقة، ولد سنة 10، فعاصر ابن مسعود، وإن لم أجد ما يدل على روايته عنه إلا هذا الحديث. وهذا الحديث ذكره الزيلعي في نصب الراية 1: 140 مطولاً عن دلائل النبوة للبيهقي بإسناده إلى موسى بن علي بن رباح عن أبيه. "على" بضم العين بالتصغير، ويقال فيه بفتحها أيضاً. وانظر 4053، 4149، 4299، 4381. (4376) إسناده صحيح، وهو مكرر 3698، 4070. (4377) إسناده صحيح، وهو مطول 4357. في ح "فبينما" وصح من ك.

4378 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عبد الرحمين بن الأسود بن يزيد النخعي عن عمه عبد الرحمن بن يزيد قال: وقفت مع عبد الله ببن مسعود بين يَدي الجمرة، فلما وقف بين يديها قال: هذا والذي لا إله غيرُه، موقفُ الذي أُنزلتْ عليه سورةُ البقرة يوم رماهِا، قال: ثم رماها عبد الله بن مسعود بسبع حصياتٍ، يكبّر مع كل حصاةٍ رمى بها، ثم انصرف. 4379 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كَيسان عن

_ (4378) إسناده صحيح، وهو مطول 4370. (4379) إسناده صحيح، والذي يقول "أظنه ابن فضيل" هو- فيما أرى- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، والد يعقوب. وظنه صحيح. فالحديث سيأتي 4402 من طريق عبد الله بن جعفر المخرمي" حدثنا الحرث بن فضيل". والحرث بن فضيل: سبق توثيقه 2390. جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري: سبق توثيقه 434، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 195. عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث في صحيح مسلم، كما سنذكره. أبو رافع: ذكر الحافظ في التهذيب في ترجمة عبد الرحمن بن المسور أنه روى عن شيوخ منهم" أبو رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنه يشير إلى هذه الرواية ولكني أكاد أجزم بأن أبا رافع هنا هو "أبو رافع الصائغ نفيع بن رافع" وهو الذي مضى ذكره في 4353. وأيا ما كان فالحديث صحيح. وقد رواه مسلم في صحيحه 1: 29 - 30 من طريق يعقوب بن إبراهيم عن أبيه بهذا الإسناد، وزاد في آخره بعد قوله "ويفعلون ما لا يؤمرون": "فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل. قال أبو رافع: فحدثته عبدَ الله بن عمر فأنكره على، فقدم ابن مسعود فنزل بقناة، فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده، فانطلقت معه، فلما جلسنا سألت ابن مسعود عن هذا الحديث، فحدثنيه كما حدثته ابنَ عمر". وهذا السياق في مسلم يدل- عندي =

الحرث، أظنه يعني ابن فُضَيل، عن جعفر بن عبد الحَكَم عن عبد الرحمن بن الِمسْوَر عن أبي رافع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما منْ نبي بعثه الله عز وجل في أُمةٍ قبلي إلا كان له من أُمته حَوَاريُّون وأصحابٌ، يأخذون بسُنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تَخْلف من بعدهم خُلُوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤمرون". 4380 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: حدثني عُبَيد الله بن عبد الله بن عتْبة أن عبد الله بن مسعود قال: بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قريب منِ ثمانين رجلاً من قريش، ليس فيهم إلا قرشي، لا والله ما رأيتُ صَفيحة وجوِه رجالٍ قطُّ أحسن من وجوههم يومئذ، فذكروا النساء، فتحدَثوا فيهن، فتحدَّث معهم، حتى أحببتُ أن يَسْكت، قال: ثم أتيته، فتشهد، ثم قال: "أما بعد، يا معشر قريش، فإنكم أهلُ هذا الأمر، ما لم تَعصموا الله، فإذا عَصيتموه بعث إليكم من يَلْحاكم كما يُلحَي هذا القضيب"، لقضيب في يده، ثم لَحَا قضيبَه، فإذا هو أبيضُ يَصْلِدُ.

_ = مع الإسناد الآتي 4402 على أن أبا رافع الصائغ سمع من ابن مسعود، لا كما أراد الدراقطني أن يشكك فيه دون دليل، فيما ذكرنا عنه ورددنا عليه في 4353. لخوف: جمع "خلف" بسكون اللام، قال ابن الأثير: "الخلف، بالتحريك والسكون: كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك في الخير، وبالتسكين في الشر". (4380) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 192 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح، ورجال أبي يعلى ثقات". صفيحة الوجه: بشرة جلده. يلحاكم: قال ابن الأثير: "يقال: لحوت الشجرة ولحيتها والتحيتها، إذا أخذت لحاءها، وهو قشرها". يصلد: أي يبرق ويبِصَّ.

4381 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال حدثني أبو عُمَيس عُتْبة بن عبد الله بن عُتْبِة بن عبد الله بن مسعود عن أبي فَزارة عن [أبي] زيد مولى عمرو بن حُرَيث المخزومي عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وهو في نفر من أصحابه، إذ قال: "لِيَقُمْ معي رجل منكم، ولا يقومَن معي رجل في قلبه من الغشّ مثقال ذرّة"، قال: فقمتُ معه، وأخذتُ إداوة، ولا أحسبها إلا مَاءً، فخرجتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كنا بأعلى مكة رأيتُ أسْوِدةً مجتمعةً، قال: فخط لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَطاً، ثم قال: "قم ها هنا حتى آتيَكٍ"، قال: فقمتُ، ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فرأيتهم يتثوَّرون إليه، قال: فسمَرَ معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلاً طويلاً، حتى جاءني مع الفجر، فقال لي: "ما زلتَ قائماً يا ابن مسعود؟ "، قال: فقلت له: يا رسِول الله، أوَ لم تَقل لي قم حتى آتيك؟، قال: ثم قال لي: "هل معك من وَضُوء؟ "، قال: فقلت: نعم، ففتحتُ الإداوة، فإذا هو نبيذ، قال: فقلت له: يا رسول الله، والله لقد أخذتُ الإداوة ولا أحسبها إلا ماءً فإذا هو نبيذ، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تمرة طيبة، وماء طهور"، قال: ثم توضأ منها فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول الله، إنا نحب أن تَؤُمَّنا في صلاتنا، قال فصفهما رسول الله-صلي الله عليه وسلم- خلفَه، ثم صلى بنا،

_ (4381) إسناده ضعيف، لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث، كما قلنا في 3810، وقد ذكر هنا في الأصلين باسم "زيد" فلعل حرف الكنية سقط خطأ من الناسخين، كما يدل عليه كلام مجمع الزوائد الآتي. والحديث فيه 8: 313 - 314 وقال: "رواه أحمد، وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث، وهو مجهول، وقال أيضاً: "رواه أبو داود وغيره باختصار". وهو إشارة إلى الحديث 3810. وانظر أيضاً 3788، 4149، 4296، 4353، 4375 الرجعة: هي الرجيع، أي الروث وذو البطن ونحو ذلك، لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان طعاماً أو علفاً أو غير ذلك. في ح "عن أبي إسحق" بدل "ابن إسحق"، وصح من ك.

فلما انصرف قلت له: من هؤلاء يارسول الله؟، قال: "هؤلاء جنُّ نَصيبيِن، جاؤا يختصمون إليّ في أمورٍ كانت بينهم، وقد سألونيِ الزاد، فزَوّدْتُهم"، قال: فقلت له: وهل عندك يا رسول الله مِن شيء تُزوِّدهم إياه؟، قال: فقال: " قد زوَّدتهم الرجْعةَ، وما وجدوا من رَوْث وجدوه شعيراً، وما وجدوه من عظم وجدوه كاسياً"، قال: وعند ذلك نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أن يُسْتطاب بالرَّوث والعظْم. 4382 - حدثنا يعقوب قال حدثني أبي عن ابن إسحق قال حدثني عن تشهُّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وسط الصلاة وفي آخرها عبدُ الرحمن ابن الأسود بن يزيَد النخعي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: علمني رسول الله - صلي الله عليه وسلم - التشهد في وسط الصلاة وفي آخرها، فكنّا نحفظ عن عبد الله حين أخبرنا أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- علمه إياه، قال: فكان يقول إذا جلس في وسط الصلاة وفي آخرها على وَرِكه اليسرى: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وِأشهد أن محمداً عبده ورسوله"، قال: ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده، وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده بما شاء الله أن يدعو، ثم يسلم. 4383 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال حدثني عن انصراف رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عبدُ الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه قال: سمعت رجلاً يسأل عبد الله بن مسعود عن انصراف رسول الله -صلي الله عليه وسلم- من صلاته: عن يمينه كان ينصرفُ أو عن يساره؟، قال: فقال عبد الله بن مسعود: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ينصرف حيث أراد: كان أكثر انصراف

_ (4382) إسناده صحهح، وهو مطول 4305. (4383) إسناده صحيح، وهو مطول 3872. وانظر 3631، 4084.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شقه الأيسر إلى حُجْرَته. 4384 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليث بن سعد حدثني يزيد بن أبي حَبيب عن محمد بن إسحق أن عبد الرحمن بن الأسود حدثه أن الأسود حدثه أن ابن مسعود حدثه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان عامة ما ينصرفُ من الصلاة على يساره إلى الحُجُرات. 4385 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنا محمد ابن كعب القَرَظي عمن حدثه عن عبد الله بن مسعود قال: بينا نحن معه يوم الجمعة في مسجد الكوفة، وعمَّارُ بن ياسر أميرٌ على الكوفة لعمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود على بيت المال، إذْ نظرَ عبد الله بن مسعود إلى الظلِ، فرآه قدر الشّرَاك، فقال: إنْ يُصِبْ صاحبُكم سُنةَ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يخْرُج الآن، قال: فوالله ماَ فرغ عبد الله بن مسعود من كلامه حتى خرج عمَّارُ ابن ياسرٍ يقول: الصلاة. 4386 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه قال: دخلتُ أنا وعمّي عَلْقَمةُ على عبد الله بن مسعود بالهاجرة، قال: فأقام الظهر ليصلي، فقمنا خلفَه، فأخذ بيدي ويد عمي، ثم جعل أحدَنا عن يمينه والآخرَ عن يساره، ثم قام بيننا، فصفَفْنا خلفه صفاً واحداً، قال: ثم قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا كانوا ثلاثة، قال: فصلى بنا، فلما ركع طَبَّقَ وأَلْصَق ذراعيه بفخِذيه وأدخل كفَّيه بين ركبتيه، قال: فلما سلم أقبل علينا فقال:

_ (4384) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله ومكرر 3872. (4385) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ الذي روى عنه محمد بن كعب. والحديث في مجمع الزوائد 2: 183 وقال: "رواه أحمد، وفيه رجل لم يسمّ". (4386) إسناده صحيح، وهو مطول 4272، 4347.

إنها ستكون أيمةٌ يؤخّرون الصلاة عن مواقيتها، فإذا فعلوا ذلك فلا تنتظروهم بها، واجعلوا الصلاة معهم سُبْحَةً. 4387 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنا الحرث ابن فُضَيل الأنصاري ثم الخَطْمي عن سفيان بن أبي العَوْجَاء السُّلَمي عن أبي شُريح الخُزَاعي قال: كَسَفَت الشمسُ في عهد عثمان بن عفان، وبالمدينة عبد الله بن مسعود، قال: فخرج عثمان، فصلى بالناس تلك الصلاةَ، ركعتين وسجدتين في كل ركعة، قال: ثم انصرف عثمان فدخل دارَه، وجلس عبد الله بن مسعود إلى حجرة عائشة، وجلسنا إليه، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر، فإذا رأيتموه قد أصابهما فافْزَعُوا إلى الصلاة، فإنها إنْ كانت التي تحذرون، كانت وأنتم على غير غَفْلةٍ، وإن لم تكن كنتم قد أصبَتم خيرا واكتَسبتموه. 4388 - حدثنا سعد بن إبراهيم أخبرنا أبي عن أبيه عن أبي عُبيدة بن عبد الله عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في الركعتين كأنه على الرَّضْف، قال سعد: قلت لأبي: حتى يقوم؟، قال: حتى يقوم.

_ (4387) إسناده صحيح، سفيان بن أبي العوجاء السلمي: ذكره ابن حبان في الثقات، وفي الميزان عن البخاري: "في حديثه نظر، يعني: من أصيب بقتل أو خبل" إلخ، وأما التهذيب فإنه نقل عن البخاري أنه قال: "فيه نظر"، وهو يوهم أنه يريد الراوي لا المروي، وفرق كبير بين العبارتين. والظاهر أن ما في الميزان هو الصحيح، وأن يكون حديث فيه نظر ليس مطعناً في راويه، ويؤيد ذلك أنه لم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. أبو شريح الخزاعي الكعبي: صحابي أسلم يوم الفتح، وله مسند سيأتي "4: 31 - 32، 6: 384 - 386 ح" والحديث في مجمع الزوائد 2: 206 - 207 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والبزار، ورجاله موثقون". (4388) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وهو مكرر 4155.

4389 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن أبيه عن أبي عُبيدة بن عبد الله عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في الركعتين كأَنه على الرَّضف، وربما قال: الأُولَيَيْن، قال: قلت لأبي: حتى يقوم؟، قال: حتى يقوم. 4390 - وحدثناه نوح بن يزيد أخبرنا إبراهيم بن سعد قال حدثني أبي عن أبي عُبيدة بن عبد الله عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الركعتين كأنه على الرَّضْف، قال: قلت لأبي: حتى يقوم؟، قال: حتى يقوم. 4391 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا شَيبان عن منصور عن إبراهيم عن عَبيدة السَّلْماني عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن آخر أهل الجنة دخولا الجنةَ وآخرَ أهل النار خروجاً من النار رجلٌ يخرج من النار حبواً، فيقول الله عز وجل له: اذهب فأدخل الجنة، فيأتيها، فتخيل إليه أنها مَلأى، فيرجعُ، فيقول: يا رب، وجدتُها ملأى، فيقول: اذهب فأدخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأَى، فيرجع، فيقول: يا رب، قد وجدتُها ملأَى، فيقول: اذهبْ فأدخل الجنة، فيأتيها، فيخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع إليه فيقول: يا رب، وجدتُها ملأى، ثلاثاً، فيقول: اذهبْ، فإن لك مثلَ الدنيا وعشرةَ أمثالها"، أو "عشرة أمثال الدنيا"، قال: "يقول: ربّ، أتضحكُ منّى وأنتَ المَلِك؟ "، قال: وكان يقال: هذا أدنَى أهلِ الجنة منزلةً

_ (4389) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله. (4390) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وهو مكرر ما قبله. نوح بن يزيد بن سيار البغدادي: ثقة، وثقه أحمد والنسائي وغيرهما، وقال محمد بن المثنى البزار: "سألت أحمد عنه؟، فقال: اكتب عنه، فإنه ثقة، حج مع إبراهيم بن سعد، وكان يؤدب ولده". (4391) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه من رواية الأعمش عن إبراهيم 3595. ورواه البخاري 11: 385 من طريق منصور، ورواه سملم 1: 68 من طريق منصور ومن طريق الأعمش، كلاهما عن إبراهيم. وانظر 3714، 3899، 4337.

4392 - حدثنا زياد بن عبد الله البَكَّائي حدثنا منصور عن سالم في أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ما منْ أحدٍ إلا وقد وكل به قَرينُه من الجنّ"، قالوا: وأنت يا رسول الله؟، قال: "وأنا، إلا أن الله أعَانني عليه فأسْلَمَ، فليس يأمرني إلا بخير". 4393 - حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد حدثنا إسرائيلِ عن منصور عن إبراهيِم عن عَلْقَمة عن عبد الله، قال: وسمع عبد الله بخسْفٍ، قال: كنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - نَعدُّ الآيات بركةً، وأنتم تَعدُّونها تخويفاً، إنا بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس معنا ماء، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطلبوا من معه"، يعني ماء، ففعلنا، فأُتي بماء، فصبَّه في إنِاء، ثم وضع كفّيه فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه، ثم قال: "حىَّ على الطَّهور المبارَك، والبركة من الله"، فملأتُ بطني منه، واستسقى الناس، قال عبد الله: قد كنّا نسمعُ تسبيحَ الطعام وهو يُؤكل. 4394 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا شَيبان- عن عبد الله، يعني ابن عُمَير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن مسعود، عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "قتال المسلم أخاه كفر، وسِبابه فسوق". 4395 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حمَّاد بن زيد عن عاصم ابن أبي النَّجُود عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لا

_ (4392) إسناده صحيح، سالم: هو ابن أبي الجعد. والحديث مكرر 3802. وانظر 3926. (4393) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 432 - 433 بهذا السياق من طريق أبي أحمد الزبيري عن إسرائيل. ورواه الترمذي بنحوه 4: 301 من طريق الزبيري أيضاً. وهو مطول 3762. وانظر 3807. (4394) إسناده صحيح، وهو مكرر 4345. (4395) إسناده صحيح، وفي المعنى أحاديث، مضت بأسانيد متعددة، منها 4049، 4191، 4212، 4229 [إليها] زيادة من ك.

تباشر المرأةُ المرأةَ كأنها تنعتُها لزوجها"، أو" تصفُها لزوجها"، أو "للرجل، كأنه ينظر [إليِها]، وإذا كان ثلاثةٌ فلا يتناجى أثنان دونَ صحابهما، فإن ذلك يُحزنه، ومن حلف على يمين كاذباً ليقتطعَ مالَ أخيه"، أو قال: "مال امرئ مسلم، لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان"، قال، فسمع الأشعثُ ابن قيس ابنَ مسعود يحدّث هذا فقال: فيّ قال ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي رجل، اختصمنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في بئير. 4396 - حدثنا حسنِ بن موسى حدثنا حمّاد بن سَلَمَة عن عاصم بن بَهْدَلة عن زرّ بن حُبَيش عن ابن مسعود في هذه الآية {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "رأيت جبريل وله ستَمائةَ جِناح، ينتثر من ريشه التهاويلُ، الدُّرُّ والياقوت". 4397 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زُهَير عن أبيِ إسحق عن عَلْقَمة بن قَيْس، ولم يسمعه منه، وسأله رجل عن حديث عَلْقمة، فهو هذا الحديث: أن عبد الله بن مسعود أتَى أبا موسى الأشعريّ في ميزله، فحضرت الصلاة، فقال أبو موسى: تقدم يا أبا عبد الرحمن، فإنك أقْدَمُ سِنا وأعلمُ، قال: لا، بل تقدم أنت، فإنما أتيناك في منزلك ومسجدك، فأنت أحقُ، قال: فتقدم أبو موسى، فخلع نعليه، فلما سلم قال: ما أردتَ إلى خلعهما؟!، أبالوادي المقدَّسِ أنت؟!، لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في الخفّين والنعلين

_ (4396) إسناده صحيح، وهو مكرر 3915. وانظر 3971، 4289. (4397) إسناده ضعيف، لانقطاعه. فقد صرح أبو إسحق السبيعي بأنه لم يسمعه من علقمة، والحديث في مجمع الزوائد 2: 66 وقال:"رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، ورواه الطبراني متصلاً برجال ثقات".

4398 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق عن أبي الأحوص سمعه منه عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: "لقد هَمَمْتُ أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أُحَرّقَ على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتَهم". 4399 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: حج عبدُ الله بن مسعود، فأمرني عَلْقَمةُ أن ألْزَمَه، فلزِمْتُه، فكنت معه، فذكر الحديث، فلما كان حين طلعِ الفجر قال: أقمْ، فقلت: أبا عبد الرحمن، إن هذه لَساعةٌ ما رأيتُك صليت فيها؟، قال: قَال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان من هذا اليوم، قال عبد الله: هما صلاتان تُحَوَّلان عِن وقتيهما، صلاة المغرب بعد ما يأتي الناسُ المزدلفةَ، وصلاة الغداة حينَ يَبزُغُ الفجر، قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك. 4400 - حدثنا حسن بن موسى قال سمعت حُدَيجاً أخا زُهَير

_ (4398) إسناده صحيح، وهو مكرر 4297. "عن أبي الأحوص"، في ح "عن الأحوص"، وهو خطأ ظاهر، صح من ك. (4399) إسناده صحيح، وهو مختصر 3893، 3969. وانظر 4293. "تحولان عن وقتيهما"، في ح "تحولا عن وقتهما" وهوخطأ صحح من ك. (4400) إسناده حسن، حديج بن معاوية: سبق الكلام عنه في 793 وحسنَا حديثه، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 1/107 وقال: "يتكلمون في بعض حديثه". والحديث في مجمع الزوائد 6: 24 وقال: "رواه الطبراني، وفيه حديج بن معاوية، وثقه أبو حاتم، وقال: في بعض حديثه ضعف وضعفه ابن معين وغيره". ففاته أن ينسبه إلى المسند، ونقله ابن كثير عن هذا الموضع من المسند 3: 69 وقال: "وهذا إسناد جيد قوي، وسياق حسن، وفيه يقتضي أن أبا موسى كان ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة، إن لم يكن ذكره مدرجاً من الرواة، والله أعلم. وقد روي عن أبي إسحق السبيعي من وجه

ابن معاوية عن أبي إسحق عن عبد الله بن عُتْبة عن ابن مسعود قال: بعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي، ونحن نحوٌ من ثمانين رجلاً، فيهم عبد الله بن مسعود، وجعفر، وعبد الله بن عُرفُطَة، وعثمان بين مَظْعون، وأبو موسى، فأتَوُا النجاشيَّ، وبعثتْ قريش عمرو بن العاص، وعُمارةَ بن الوليد، بهدية، فلما دخلا على النجاشي، سجدا له، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله، ثم قالا له: إن نفراً من بني عمّنا نزلوا أرضَك، ورَغبوا عنَّا وعن ملّتنا، قال: فأين هم؟، قال: همِ في أرضك فابعثْ إليهم، فبعَث إليهم، فقال جعفر: أنا خَطيبكم اليوم، فاتّبَعوه، فسلم ولم يسجد، فقالوا له: مالك لا تسجد للملِك؟، قال: إنا لا نسجد إلا لله عز وجل، قال: وما ذاك؟، قال: إن الله عز وجل بعث إلينا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرنا أن لا نسجدَ لأحدِ إلا لله عز وجل، وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال عمرو بن العاص: فإنهم يخاَلفونك في عيسى

_ = آخر". ثم روى من كتاب الدلائل لأبي نعيم حديثاً طويلاً بإسناده إلى أبي موسى، وفي أوله: "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي" إلخ، ثم قال 70 - 71: "وهكذا رواه الحافظ البيهقي في الدلائل من طريق أبي على الحسن ابن سلام السواق عن عبيد الله بن موسى، فذكر بإسناده مثله، إلى قوله: فأمر لنا بطعام وكسوة، قال: وهذا إسناد صحيح. وظاهره يدل على أن أبا موسى كان بمكة، وأنه خرج مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة، والصحيح عن يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى: أنهم بلغهم مخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم باليمن، فخرجوا مهاجرين في بضع وخمسين رجلاً في سفينة، فألقتهم سفينتهم إلى النجاشي بأرض الحبشة، فوافقوا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عندهم، فأمره جعفر بالإقامة، فأقاموا عنده، حتى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن خيبر. قال: وأبو موسى شهد ما جرى بين جعفر وبين النجاشي، فأخبر عنه. قال: ولعل الرواي وهم في قوله: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننطلق، والله أعلم". هذا تحقيق جيد. وقد سبقت قصة هجرة الحبشة بإسناد صحيح من حديث أم سلمة 1740.

ابن مريم، قال: ما تقولون في عيسى ابن مريم وأمّه؟، قالوا: نقول كما قال الله عز وجلِ: هوكلمة الله وروحه ألقاها إلىَ العذراء البَتُول التي لم يَمَسَّها بشرٌ ولم يفرِضْها ولدٌ، قال: فرفع عُوداً من الأرض، ثم قال: يا مِعشِر الحَبَشة والقسِّيسين والرهبان، والله ما يزيدون عَلَى الذي نقول فيه ما يَسْوَى هذا، مرحباً بكم وبمن جئتم من عندهِ، أشهد أنه رسول الله، فإنه الذي نجدُ في الإبخيل، وإنه الرسول الذي بَشَّر به عيسى ابنُ مريم، انزِلوا حيثُ شئتم، والله لولا ما أنا فيه من الملْك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوَضِّئُه، وأمر بهدية الآخَرَين فرُدتْ إليهما، ثم تعجل عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدراً، وزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استغفر له حين بلغَه موتُهُ. 4401 - حدثنا أبو كايل حدثنا زُهَير حدثنا أبو إسحق قال: رأيت رجلاً سأل الأسود بن يزيد وهو يُعلِّم القرآن في المسجد فقال: كيف تقرأ هذا الحرف {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} أذال أم دال؟، فقال: لا، بل دال، ثم قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقرؤها {مُدَّكِرٍ}، دالاً. 4402 - حدثنا أبو سعيد حعدثنا عبد الله بن جعفر، يعني المَخْرَمي، قال حدثنا الحرث بن فُضِيلِ عن جعفر عن عبد الله بن الحَكَمَ عن عبد الرحمن بن المسْوَر بن مَخْرَمة عن أبي رافع قال: أخبرني ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاَل: "إنه لم يكن نبىُّ قطُّ إلا وله من أصحابه حَوَاريُّ وأصحاب، يتبعون أثره ويقتدون بهدْيه، ثم يأتي من بعد ذلك خَوَالفُ

_ (4401) إسناده صحيح، وهو مطول 4163. (4402) إسناده صحيح، وهو مكرر 4379. وقد أشرنا إلى هذا هناك. "جعفر بن عبد الله بن الحكم": في الأصلين "جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم"، وزيادة "أبي" خطأ، لم أجد ما يؤيدها فحذفتها. "حواري" هكذا في ح، وكذلك في ك ولكن صححت تصحيحاً واضحاً "حواريون"، ويوجه ما هنا بإرادة الجنس.

أمراءُ، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون". 4403 - جدشا محمد بن عبد الله قال أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي قيس عن هُزَيل عن عبد الله قال: لَعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الواصلة، والموصولة، والمُحلّ، والمحُلَلّ له، والواشمة، والموشومة، وآكل الربا، ومُطْعِمَه. ِ4404 - حدثنا علي بن بَحْر حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي رزين عن ابن مسعود قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار، فنزلت عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} فقرأتها قريباً مما أقرأني، غير أني لستُ أدري بأيّ الآيتين خَتَم. 4405 - حدثنا عفَّان حدثنا شُعْبة قال: أبو إسحق أنبأنا عن الأسود عن عبد الله أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قرأ سورة النجم، فسجد، وما بقى أحدٌ من القوم إلا سجد، إلارجلاً رفع كفاً من حصًى فوضعه على وجهه، وقال: يكفيني هذا!!، قال عبد الله: لقد رأيتُهُ بعد ذلك قُتل كافراً. 4406 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمةً وأنا أقول أخرى: "من مات وهو يجعل لله نداً أدخله الله النار"، وقال عبد الله: وأنا أقول: من مات وهو لا يجعل لله نداً أَدخله الله الجنة. 4407 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال

_ (4403) إسناده صحيح، وهو مكرر 4284. وانظر 4308، 4327. (4404) إسناده صحيح، أبو رزين: هو الأسدي، مسعود بن مالك. والحديث مختصر 3574. وانظر 4377. (4405) إسناده صحيح، وهو مكرر 4235. (4406) إسناده صحيح، وهو مكرر 4232. وانظر 4043. (4407) إسناده صحيح، وهو مختصر 4395.

سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كنتمِ ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يُحْزِنُه، ولا تباشر المرأةُ المرأة ثم تنعتُها لزوجها حتى كأنه ينظر إليها". 4408 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله قال: قلنا: يا رسول الله، أرأيتَ ما عَملنا في الشِّرْك، نؤاخذُ به؟، قال: "من أَحْسَن منكم في الإسلام لم يؤاخذْ بَما عمل في الشرك، ومن أساء منكم في الإسلام أُخِذَ بما عمل في الشرك والإسلام". 4409 - حدثنا محمد بن جِعفرحدثنا شُعْبة عن سليمان عنِ أبي وائل عن عبد الله أنه قال: إني لأُخْبر بجماعتكم، فيمنعني الخرِوجِ إليكم خشيةُ أن أُملَّكم، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتخوَّلُنا في الأيام بالموعظة، خَشْيَة السآمة علينا. 4410 - حدثنا عفان حدثنا مهدي حدثنا واصل عن أبي وائل قال: غَدَوْنا على عبد الله بن مسعود ذاتَ يوم بعد صلاة الغَدَاة، فسلَّمنا بالباب، فأُذن لنا، فقال رجل من القوم: قرأتُ المفصَّل البارحة كلّه، فقال: هَذَّاً كهذّ الشِّعْر!!، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظُ القرائنَ التي كان يقرأ بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثماني عشرة سورة من المفصَّل، وسورتين من آل حم.

_ (4408) إسناده صحيح، وهو مكرر 4103. (4409) إسناده صحيح، وهو مكرر 4188 بهذا الإسناد، ومطول 4228. (4410) إسناده صحيح، مهدي: هو ابن ميمون، واصل: هو ابن حيان الأحدب. والحديث مطول 3999، 4350، ومكرر 4154.

4411 - حدثنا عفان حدثنا مهدي حدثنا واصل الأحْدَب عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: قلت: يا رسول الله: أيُّ الإثم أعظمُ؟، قال: "أن تجعل لله نداً وهو خَلَقك"، قلت: يا رسول الله، ثم ماذا؟، قال: "ثم أن تُزانيَ حليلةَ جَارك". 4412 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمَة عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ بن حُبَيش عن ابن مسعود أنه قال: كنتُ غلاماً يافعاً أَرعَى غنماً لعُقْبة بن أبي مُعيط، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، وقد فَرَّا منِ المشركين، فقالا: "يا غلام، هل عندك من لبن تسقينا؟ "، قلت: إني مُؤْتمن، ولستُ ساقيَكما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل عندك من جَذَعَة لم يَنْزُ عليها الفَحْل؟ "، قلتَ: نعم، فأتيتُهما بها، فاعْتَقَلها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومسح الضَّرْعَ ودعا، فحَفَلَ الضرْعُ، ثم أتاه أبو بكر بصخرة مُنْقعرَة، فاحْتَلَب فيها، فشرب، وشرب أبو بكر، ثم شربتُ، ثم قال للضَّرْع: "اقْلصْ"، فَقَلَصَ، فأتيتُه بعد ذلك فقلت: عَلَّمني من هذا القول؟، قال: "إنكَ غلامٌ مُعَلَّم"، قال: فأخذتُ من فِيه سبعين سورةً، لا ينازعني فيها أحد. 4413 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن إسماعيل بن رَجَاء عن عبد الله بن أبي الهُذَيل عنِ أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو كنتُ متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبَكم خليلاً".

_ (4411) إسناده صحيح، وهو مختصر 4131 - 4134. (4412) إسناده صحيح، وهو مطول 3518، 3511، 4372. الجذع: ما كان فتيّا، وهو من الضأن: ما تمت له سنة أو نحوها، والمراد هنا من الضأن، بدلالة الرواية السابقة: "فهل من شاة لم ينز عليها الفحل". (4413) إسناده صحيح، وهو مكرر 4182 ومطول 4354.

4414 - حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا عطاء بن السائبْ عنِ الشَّعْبِيِّ عن ابن مسعود: أن النساء كُنَّ يومَ أُحُد خلفَ المسلمين، يُجْهِزنَ على جَرْحَى المشركين، فلو حلفتُ يومئذ رجوتُ أن أبَرَّ: إنه ليس أحدٌ منَّا يريد الدنيا، حتى أنزل الله عز وجل {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ}، فلما خالف أصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعَصَوْا ما أُمِروا به، أفرد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في تسعة، سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، وهو عاشَرُهم، فلما رَهقُوه قال: "رحم الله رجلاً ردَّهم عنا"، قال: فقام رجل من الأنصار، فقاتلٍ ساعةً حتى قُتل، فلما رَهقُوه أيضاً قال: "يرحم الله رجلاً ردّهم عنا"، فلمِ يزلْ يقول ذا حتى قُتل السبَعة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه: "ما أنصفْنا أصحابنا"، فجاء أبو سفيان، فقال: اعْلُ هُبَل!!، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "قولوا: الله أَعْلى وأَجَلّ"، فقالوا: الله أعلى وأجلّ، فقال أبو سفيان: لنا عُزَّى ولا عُزَّى لكم!!، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "قولوا: الله مولانا، والكافرون لا مولَى لهم"، ثم قال أبو سفيان: يومٌ بيومِ بدرٍ، يومٌ لنا ويومٌ علينا، ويومٌ نسَاءُ ويومٌ نسَرُّ، حنظلةُ بحنظلة، وفلانٌ بفلان، وفلان

_ (4414) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 6: 109 - 110 وقال: "رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط". ونقله ابن كثير في التفسير 2: 262 - 263 والتاريخ 4: 40 - 41، وقال في التاريخ: "تفرد به أحمد، وهذا إسناده فيه ضعف أيضاً من جهة عطاء بن السائب". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 84 - 85 ونسبه أيضاً لابن أبي شيبة وابن المنذر. وتعليل الإسناد بعطاء غير جيد، فإن حماد بن سلمة سمع منه قبل اختلاطه. رهقوه: يقال "رهقه، بالكسر، يرهقه رَهقاً، أي غشيه، وأرهقه، أي أغشاه إياه"، قاله ابن الأثير. "لصاحبيه" في ح "لصاحبه"، وهو خطأ، صح من ك ومن المراجع المذكورة. "عن غير ملإ منّا" أي عن غير تشاور من أشرافنا وجماعتنا. بقر بطنه: أي شق وفتح. فلاكتها: أي مضغتها.

بفلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لا سَوَاءً، أمّا قتلانا فأحياءٌ يرُزقون، وقتلاكم في النار يُعَذَّبون"، قال أبو سفيان: قد كانت في القوم مُثَلَةٌ، وإنْ كانت لَعَنْ غير مَلإٍ منَّا، ما أمرتُ، ولا نَهيتُ، ولا أحببتُ، لا كَرهتُ، ولا سَاءني، ولا سَرَّني، قال: فنظروا، فإذا حمزُة قد بُقرَ بطنُه، وأخذتْ هند كَبده فلاكتْها، فلم تستطِعْ أن تأكلها، فقال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -:"أأكلتْ منه شيئاً؟ " قالوا: لا، قال: "ما كان الله ليُدخل شيئاً من حمزةَ النارَ"، فوضع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- حمزة فصلى عليه وجيء برجَل من الأنصار فوُضعِ إلى جنبه، فصلى عليه، فرُفِع الأنصاريُّ وترفي حمزة، ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة، فصلى عليه، ثم رُفع وتُرك حمزة، حتى صلى عليه يومئذٍ سبعين صلاةً. 4415 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن إبراهيم الهَجَرِي قال سمعت أبا الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتدرون أيُّ الصدقة أفضلِ؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "المنيحة , أن يمنح أحدكم أخاه الدرهم، أو ظهْرَ الدابة، أو لبنَ الشاة، أو لبنَ البقرة". 4416 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا عاصم بن بَهْدَلة وحدثنا منصور بن المُعْتَمِر عن- أبي وائل عن عبد الله قال: قال

_ (4415) إسناده ضعيف، لما سنذكره. وهو في مجمع الزوائد 3: 133 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، وزاد: الدينار أو البقرة، والبزار والطبراني في الأوسط , ورجال أحمد رجال الصحيح"!، وهذه مجازفة من الحافظ الهيثمي، فإن في إسناده هنا "إبراهيم بن مسلم الهجري"، وهو ضعيف. وخاصة في روايته عن أبي الأحوص، كما بينّا في 3623. ثم هو ليس من رجال الصحيح، بل لم يروِ له أحد من أصحاب الكتب الستة غير ابن ماجة. (4416) إسناده صحيح، وقد رواه حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة ومنصور بن المعتمر: كلاهما عن أبي وائل. والحديث مكرر 4176 ومطول 4288. أشد تفصياً: قال ابن الأثير: "أي أشد خروجاً، يقال: تفصيت من الأمر تفصياً، إذا خرجت منه وتخلصت".

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بئسما لأحدهم"، أو "أحدكم، أن يقول: نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بل هو نُسِّي، واستذكِروا القرآنَ، فإنه أسرعُ تَفَصِّياً من صدور الرجال من النَّعَم من عُقُلها"، قال: أو قال: "من عُقُله". 4417 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي وائل يحدث عن عبد الله قال: كنا نتكلم في الصلاة، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلمتُ عليه، فلم يردَّ عليَّ، فأخذني ما قَدُمَ وما حَدُثَ، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الله يحدث لنبيّه ما شاء"، قال شُعْبة: وأحسِبه قد قال: "مما شاء، وِإن مما أحدث لنبيه أن لا تَكَلَّمُوا في الصلاة ". 4418 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن جابر عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله قال: صلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر خمساً، فقالوا: أَزِيد في الصلاة؟، فسجد سجدتين. 4419 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة قال سمعت منصوراً يحدث عن خَيْثَمة بن عبد الرحمن عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا سَمَرَ إلا لرجلين"، أو"لأحد رجلين، لمصلٍّ ولمسافرٍ". 4420 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن أبي قَيْس عن هُزَيل بن شُرَحْبِيل قال: سأل رجل أبا موسى الأشعريَّ عن امرأة تركت

_ (4417) إسناده صحيح، وهو مختصر 4145. (4418) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وهو مختصر 4072. وقد مضى معناه بأسانيد صحاح مراراً، آخرها 4282، 4358. (4419) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن خيثمة لم يسمع من ابن مسعود. والحديث مكرر 4244. وقد فصلنا القول في تعليله 3603، وأشرنا إلى هذا الإسناد هناك. (4420) إسناده صحيح، وهو مطول 4195.

ابنتَها وابنة ابنها وأختَها؟، فقال: النصف للابنة، وللأخت النصف، وقال: ائْتِ ابنَ مسعود، فإنه سَيُتَابعني، قال: فأتَوُا ابنَ مسعود، فأخبروه بقول أبي موسى، قال: لقد ضلَلتُ إذن وما أنا من المهتدين، لأقْضِيَنَّ فيها بقضاء رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال شُعْبة: وجدتُ هذا الحرف مكتوباً: لأقْضين فيها بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، للابنة النصف، ولابنة الابن السدسُ تكملةَ الَثلثين، وما بقى فللأخت، فأتَوْا أبا موسى فأخبَروه بقول ابن مسعود، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحَبْر بين أظهركم. 4421 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن جامع بن شَدَّاد قال سمعت عبد الرحمن بن أبي عَلْقَمة قال سمعت عبد الله بن مسعود قال: أقبلنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- من الحُدَيبية، فذكروا أنهم نزلوا دَهَاساً من الأرض، يعني الدهاسِ الرمل، فقال: "من يَكْلَؤُنا؟ "، فقال بلال: أنا، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -؟ "إذن تَنَمْ "، قال: فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ ناسٌ، منهم فلان وفلان، وفيهم عمر، قال: فقلنا، اهْضبوا، يعني تكلموا، قال: فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "افعلوا كما كنتم تفعلون"، قال: ففعلنا، قال: وقال: "كذلك فافْعلوا، لمن نام أو نَسى"، قال: وضَلَّت ناقةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطلبُتها، فوجدتُ حبلَها قد تعلَّق بشجرٍ:، فجئت بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فركب مسروراً، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي اشْتَدَّ ذلك عليه وعرفنا ذلك فيه، قال: فَتَنَحَّى منتبذاً خَلْفنا، قال: فجعل يغطى رأسه بثوبه ويشتدّ ذلك عليه، حتى عرفنا أنه قد أُنزل عليه، فأتانا فأخبرنا أنه قد أنزل عليه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)}.

_ (4421) إسناده صحيح، وهو مطول 3657، 3710. وانظر 4307.

4422 - حدثنا فيمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن حماد قال سمعت أبا وائل يقول: قال عبد الله: كنا نقول في التحية: السلام على الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لاتقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحياتُ لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". 4423 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن واصل الأَحْدَب عن أبي وائل عن عبد الله قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الذنب أعظم؟، قال: "أن تجعل لله ندَّا وهو خَلَقك، وأن تُزاني بحليلة جارك، وأن تقتل ولدَك أجْلَ أن يأكلَ مَعك"، أو "يأكل طعامَك". 4424 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دونَ صاحبهما، فإن ذلك يحْزِنه، ولا تباشر المرأة المرأةَ تنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها". 4425 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله كلمةً وأنا أقول أخرى: "من مات وهو يجعل لله ندَّا أدخله الله النار"، قال: وقال عبد الله: وأنا أقول: من مات وهو لا يجعل لله نِدّا أدخله الله الجنة.

_ (4422) إسناده صحيح، وهو مطول 4189 ومختصر 4382. (4423) إسناده صحيح، وهو مطول 4411. "أجل": سبق تفسيرها 4175. (4424) إسناده صحيح، وهو مكرر 4407 بإسناده. (4425) إسناده صحيح، وهو مكرر 4406 بإسناده.

4426 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعتُ عُمارة بن عُمير يحدِّث عن الأسود عن عبد الله أنه قال: لا يجعلنَّ أحدُكم للشيطان جزءاً، يَرَى أن حقّا عليه الانصرافُ عن يمينه، لقد رأيتُ رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أكثر انصرفه عن يساره. 4427 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعت عُمارة بن عُمير أو إبراهيم، شُعْبة شَك، يحدث عن عبد الرحمن، هو ابن يزيد، عن عبد الله أنه قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنًى ركعتين، ومع أبي بكر وعمر، فليت حَظّي من أربع ركعتان مُتَقبَّلَتَان 4428 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن سليمان عن عبد الله بن مُرَّة عن الحرث الأعور عن عبد الله أنه قال: آكلُ الربا، وموكلُه، وشاهداه، وكاتبه، إذا علموا، والواشمة، والمُوتَشمة، والمستوشمة للحُسْن، ولاوِي الصدقة، والمرتدُّ أعرابيّا بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة. 4429 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعت عبد الله بن مُرّة يحدث عن مسروق عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يحل دمُ امرئٍ مسلم إلاَّ بإحدى ثلاثٍ: النفسُ بالنفس، والثَّيِّب الزاني، والتاركُ دينَه المفارقُ"، أو "المفارق الجماعةَ".

_ (4426) إسناده صحيح، وهو مكرر 4084. وانظر 4384. (4427) إسناده صحيح، وهو مختصر 4034 ومكرر 3953. وقد بينا هناك أن الشك من شُعبة لا يؤثر، وأن الراجع أنه عن سليمان الأعمش عن إبراهيم. (4428) إسناده ضعيف، لضعف الحرث الأعور. وهو مكرر 4090. وانظر4403. (4429) إسناده صحيح، وهو مكرر 4245.

4430 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان قال سمعت عبد الله بن مُرّة عن مسروق عنِ عبد لله أنه قال: "ليس منَّا من ضَرب الخدودَ، وشَقَّ الجيوب، أو دعا بدعْوَى الجاهلية"، قال سليمان: وأحسبه قد رفعه إلى النبي-صلي الله عليه وسلم-. 4431 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن الحَكَم عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه صلى الظهر خمساً، فقيل له: أزِيدَ في الصلاة؟، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وما ذاك؟ "، فقالوا: إنك صليتَ خمساً، فسجد سجدتين بعد ما سلّم، قال شُعْبة: وسمعت سليمان وحماداً يحدثان أن إبراهيم كان لا يدري: أثلاثاً صلى أم خمساً. 4432 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال عبد الله: كأنما انظر إلى بياض خَدّ رسول - صلى الله عليه وسلم - لتسليمته اليسرى. 4433 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد بن أبي عَرَّوبة عن قَتادة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود: أن رسول - صلى الله عليه وسلم - كان يُفَضِّل صلاةَ الجميع على صلاة الرجل وحدَه خمسةً وعشرين ضعفاً، كلُّها مثلُ صلاته.

_ (4430) إسناده صحيح، وشكُّ الأعمش في رفعه، لعله كان حين حدث شُعبة فقط، فقد رواه وكيع 4111 وأبو معاوية 4361 كلاهما عن الأعمش مرفوعاً. ولم يشك فيه. ويؤيده رواية زُبيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله مرفوعاً أيضاً 3658، 4215. (4431) إسناده صحيح، وهو مكرر 3237، ومطول 4418. (4432) إسناده صحيح، وهو مختصر 4280. (4433) إسناده صحيح، وهو مكرر 4324. (4434) إسناده صحيح، وهو مختصر 4343، 4344.

4434 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة حدثنا منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: لعنَ الله المُتوَشّمات، والمُتَنَمِّصات، وِالمُتَفَلَّجات، قال شُعْبة: وأحسِبه قال: المغيِّرات خلق اَلله، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه. 4435 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: بَرَز النبي - صلى الله عليه وسلم - وِأنا معه، فقال لي: "التمسْ لي ثلاثة أحجار"، قال: فوجدتُ له حجرين وروثة، قال: فأتيتُه بها، فأخذ الحجرين وألَقى الروثة، وقال: "هذه رِكسٌ". 4436 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل عن عبد لله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا ينتجي اثنان دون صاحبهما،. فِإن ذلك يُحْزِنُهُ". 4437 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال: خَطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَطَّا بيده، ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيماً"، قال: ثم خطّ عن يمينه وشماله، ثم قال: "هذه السُّبُل، وليَس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه"، ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ}. 4438 - حدثنا حسين بن الحسن حدثنا أبوكُدَيْنة عن عطاء بن

_ (4435) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وقد مضى بأسانيد صحاح، آخرها 4299. (4436) إسناده صحيح، وهو مختصر 4424 (4437) إسناده صحيح، وهو مكرر 4142. (4438) إسناده ضعيف، لضعف حسين بن حسن الأشقر، كما بينا ضعفه في 888. والحديث في مجمع الزوائد 8: 241 وقال." رواه أحمد والطبراني، والبزار بإسنادين، وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقيه رجاله ثقات. وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب، وقد اختلط". وانظر 4091.

السائب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: مَرّ يهوديّ برسول الله -صلي الله عليه وسلم- وهو يحدِّث أصحابه، فقالت قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي، فقال: لأسْألنَّه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، قال: فجاء حتى جلس، ثم قال: يا محمد، ممَّ يُخْلَقُ الإنسان؟، قاله: "يا يهودي، من كلّ يُخلَق، من نطفة الرجل، ومن نطفة المرأة، فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة، منها العظم والعَصَب، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة، منها اللحم والدم"، فقام اليهودي فقال: هكذا كان يقول مَنْ قَبْلَك. 4439 - حدثنا عَبيدة، يعني ابن حُمَيد، عن منصور عن أبي وائل قال: كان عبد الله يُذكِّر كلّ خميسٍ أو اثنين، الأيامَ، قال: فقلنا، أو قيل: يا أبا عبد الرحمن، إنّا لَنحبُّ حديثَك ونشتيه، ووددْنا- أنك تذكّرنا كلّ يوم، فقال عبد الله: إنه لا يمنعني من ذاك إلا أني أكره أن أُمِلّكُم, وإني لأتَخَوَّلُكُم بالموعظة كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَخوَّلُنا. 4440 - حدثنا نصر بن بابٍ عن الحَجّاج عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سأل مسألةً وهو عنها غُنيٌ جاءت يوم القيامة كُدُوحاً في وجهه، ولا تحلُّ الصدقة لمن له خمسون درهماً، أو عِوَضُها من الذهب". 4441 - حدثنا عبد الرازق حدثنا الثوِري عن عَلْقَمه بن مَرْثَد عن المغيرة بن عبد الله اليَشْكُري عن المَعْرُور بن سُوَيد عن عبد الله قال: قالت أُمُّ

_ (4439) إسناده صحيح، وهو مكرر 4060. وانظر 4409. (4440) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن أرطأة. والحديث سبق معناه من وجه آخر عن ابن مسعود 427 (4441) إسناده صحيح، وهو مكرر 3925، 4120 وبهذا الإسناد، ومكرر 4254 بإسناد آخر.

حَبيبة: اللهم متِّعني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "إنكِ سألت الله لآجالٍ مضروبهٍ، وأرزاق مقسومةٍ، وآثارٍ مبلوغةٍ، لا يُعَجَّل منها شيء قبَل حله، ولا يؤخَّر منها شيء بعد حلّه، ولو سألت الله أن يعافيك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر كان خَيراً لك، قالَ: فقال رجل: يا رسولِ الله، القردةُ والخنازير، هي مما مُسِخ؟، فقال النبيَ - صلى الله عليه وسلم -:" إن الله عز وجل لم يمسَخْ قوماً أويُهلِكْ قوماً فيجعلَ لهم نَسلاً ولا عاقبةً، إن القردة والخنازير قد كانت قبل ذلك". 4442 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي من ها هنا فأقَرّ به، وقال: حدثني محمد بن إدريس الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم، يعني القَدَّاح، أخبرنا ابن جُرَيج أن إسماعيل بن أُمَيّة أخبره عن عبد الملِك بن عُمَير أنه قال: حضرتُ أبا عُبيدة بن عبد الله بن مسعود وأتاه رجلان يتبايعان سلْعةً؟ فقال هذا: أخذتُ بكذا وكذا، وقال هذا: بعتُ بكذا. وكذا، فقال أبَو عُبيدهْ: أُتي عبدُ الله بن مسعود في مثل هذا، فقَال: حضرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي في مثل هذا، فأمر بالبائع أن يُسْتَحْلَف، ثم يُخَّيرَ المُبتاع، إن شاء أخذ، وإن شاء ترك. 4443 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي قال: أُخبِرت

_ (4442) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يدرك أباه، كما قلنا مراراً. سعيد بن سالم القداح: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وتكلم فيه بعضهم، وعامة كلامهم من أجل أنه كان يرى الإرجاء، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 441 وقال: "يرى الإرجاء"، وأقول: ما هذا مما يضعف رواية الرواي إذا كان صدقاً عارفاً بحديثه. وهذا الحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى 5: 332 - 333 من طريق أحمد بن عبيد الصفار عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. (4443) إسناده ضعيف كسابقه، وهو تكرار له، ولكنه أراد أن يبين أن الرواة عن ابن جريج =

عن هشام بن يوسف في البَيِّعَيْن في حديث ابن جُريج عن إسماعيل بن أمَيَّة عن عبد الملك بن عُبيد، وقال أبي: قال حَجّاج الأعور: عبدُ الملِك بن عُبَيدة، قال: وحدثنا هُشَيم قال أخبرنا ابن أبي ليلى عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود وليس فيه "عن أبيه". 4444 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا يحيى ابن سعيد عن ابن عَجْلان قال حدثني عَون بن عبد الله عن ابن مسعود

_ = اختلفوا في اسم شيخه، فسماه سعيد بن سالم: "عبد الملك بن عمير"، وسماه هشام بن يوسف: "عبد الملك بن عبيد"، وسماه حجاج الأعور"عبد الملك بن عبيدة". وهشام بن يوسف: شق توثيقه 454، ولكن أحمد روى عنه هذا بواسطة مبهمة. وأما رواية حجاج الأعور فرواها النسائي 2: 230 من طريقه. وأما "عبد الملك بن عبيد" أو "بن عبيدة" فإنه مترجم في التهذيب، ولم يذكر شيئاً من حاله، إلا أن النسائي روى له حديثاً واحداً في البيع. يريد هذا الحديث، والراجع عندي أنه خطأ من الرواة، وأنه "عبد الملك بن عمير" كالرواية السابقة. ثم زاد الإمام أحمد إسناداً آخر للحديث رواه عن هُشيم عن ابن أبي ليلى عن القاسم بن عبد الرحمن عن جده عبد الله بن مسعود، وهذا منقطع أيضاً. ولكن رواه أبو داود 3: 305 عن عبد الله بن محمد النفيلي، وابن ماجة 2: 9 عن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، ثلاثتهم عن هُشيم "أنبأنا ابن أبي ليلى عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه". فهؤلاء ثلاثة ثقات أثبات زادوا في الإسناد "عن أبيه"، فهي زيادة مقبولة، وبها يكون الإسناد حسناً متصلاً. وسنذكر نص الحديث عند ابن ماجة في الحديث 4447. (4444) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: لم يدرك عم أبيه عبد لله ابن مسعود. والحديث رواه البيهقي 5: 332 من طريق سفيان بن عيينة ويحيى القطان عن محمد بن عجلان، مختصراً كما هنا، ثم رواه أطول من هذا من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن ابن عجلان. ثم قال: "وقد رواه الشافعي عن ابن عيينة عن ابن عجلان، في رواية الزعفراني والمزني عنه، ثم قال الزعفراني: قال أبو عبد الله، يعني =

قال: سمعت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول: "إذا اختلف البَيّعان فالقولُ ما قال البائع، والمُبتاع بالخيار". 4445 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا وكيع عن المسعودي عن القاسم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "إذا اختلف البَيّعان، وليس بينهما بَيّنة، فالقولُ ما يقول صاحب السّلْعة، أو يَتَرادَّان". 4446 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا ابن مهديّ قال حدثنا سفيان عن مَعن عن القاسم عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا اختلف البَيّعان، والسّلعة كما هي، فالقولُ ما قال البائع، أو يَتَرادَّان". 4447 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأتُ على أبي: حدثنا عمر

_ = الشافعي: هذا حديث منقطع، لا أعلم أحداً يصله عن ابن مسعود، وقد جاء من غير وجه" (4445) إسناده ضعيف، لانقطاعه. القاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وروايته عن جده مرسلة، كما ذكرنا في 3889. ولكن سنذكر فيما يأتي أنه رواه عن أبيه عن جده. والحديث مختصر ما قبله. (4446) إسناده ضعيف، لانقطاعه، كالذي قبله. معن: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أخو القاسم، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما. وترجيه البخاري في الكبير 4/ 1/ 390. والحديث في معنى ما قبله. (4447) إسناده ضعيف، لانقطاعه، كالذي قبله. وهذا الحديث في معنى ما قبله أيضاً، وهو مختصر، وهو الذي رواه أبو داود 3: 305 وابن ماجة 2: 9 مطولاً، من طريق ابن أبي ليلى عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود، وأشرنا إليه في الإسناد الثالث في 4443. ولفظ ابن ماجة: "أن عبد الله بن مسعود باع من الأشعث بن قيس رقيقاً =

ابن سعد أبو داود حدثنا سفيان عن مَعْن عن القاسم قال: اختلف عبد الله والأشعث، فقال ذا: بعشرة، وقال ذا: بعشرين، قال: اجعل بيني ولينك رجلاً، قال: أنت بيني وبين نفسِك، قال: أقضِي بما قَضَى به رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إذا اختلف البَيِّعان ولم تكن بينة، فالقول قولُ البائع، أويَتَرادَّانِ البيعَ". {آخر مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه}

_ = من رقيق الإمارة،- فاختلفا في الثمن، فقال ابن مسعود: بعتك بعشرين ألفاً، وقال الأشعث بن قيس: إنما اشتريت منك بعشرة آلاف، فقال عبد الله: إن شئتَ حدثتك بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: هاته، قال: فإني سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "يقول: إذا اختلف البيعان، وليس بينهما بينة، والبيع قائم بعينه، فالقول ما قال البائع، أو يترادان البيع"، فإني أرى أن أرد البيع، فرده". وهذا إسناد حسن متصل. ورواه أبو داود أيضاً بنحوه مطولاً من طريق أبي العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث عن أبيه عن جده قال: "اشترى الأشعث رقيقاً من رقيق الخمس من عبد الله بعشرين ألفاً، فأرسل إليه عبد الله في ثمنهم، فقال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، فقال عبد الله: فاختر رجلاً يكون بيني وبينك، قال الأشعث: أنت بيني وبين نفسك، قال عبد الله: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا اختلف البيعان، وليس بينهما بينة، فهو ما يقول رب السلعة، أو يتتاركان". هذا إسناد حسن. عبد الرحمن بن قيس بن محمد: ترجم في التهذيب ولم يذكر من حاله شيئا، وقال في التقريب: "مجهول الحال"، ولكن في التهذيب أنه ذكره ابن أبي حاتم، ولم ينقل أنه ذكر فيه جرحاً، فهو مستور، يُقبل حديثه، ويرجَّع هذا أن الحديث سكت عنه أبو داود والمنذري، وأنه تقوّى برواية نحو هذه القصة من طريق ابن أبي ليلي عن القاسم عن أبيه عن جده، عنه أبي داود وابن ماجة كما ذكرنا آنفاً. أبوه قيس بن محمد بن الأشعس: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /152. أبوه محمد ابن الأشعث بن قيس الكندي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/22. ومن هذه الطريق- طريق أبي عميس عن عبد الرحمن بن قيس- رواه البيهقي أيضاً 5: 332 وقال: "هذا إسناد حسن موصول، وقد روي من أوجه بأسانيد مراسيل، إذا جمع بينها صار الحديث قويّا". وانظر المنتقى 2952 - 2956.

مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

{مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (1)} 4448 - [قال عبد الّله بن أحمد]: حدثني أبي من كتابه:

_ (1) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، من بني عدي بن كعب ابن لؤي. أسلم بمكة قديماً مع أبيه عمر بن الخطاب، ولم يكن بلغ يومئذ، وهاجر مع أبيه إلى المدينة. وقال ابن عمر: عُرضت على رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يوم بدر وأنا ابن 13 سنة فردني، وعرضت عليه يوم أحد وأنا ابن 14 سنة فردني، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن 15 سنة فقبلني. فيكون قد ولد قبل الهجرة بنحو إحدى عشرة سنة، لأن غزوة بدر كانت في السنة الثانية من الهجرة، وكان عبد الله رجلاً صالحاً، كما قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، "انظر الحديث 4494". وقال جابر بن عبد الله: "ما منَّا من أحد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها، غيرعبد الله بن عمر". وكان من أشد الناس اتباعاً لسنة رسول الله وهديه. وكان لا يخاف في الله لومة لائم، قال خالد بن سُمير: "خطب الحجاج الفاسق على المنبر، فقال: إن ابن الزبير حرّف كتاب الله!، فقال له ابن عمر: كذبت، كذبت، كذبت، ما يستطيع ذلك ولا أنت معه". مات عبد الله بن عمر سنة 74 على أصح الأقوال. رحمه الله ورضي عنه. أصح الأسانيد عن ابن عمر: مالك عن نافع عن ابن عمر، مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه، سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه، معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمرعن نافع عن ابن عمر. (4448) إسناده صحيح، هُشيم: سبق توثيقه 154، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 4/ 2/ 242 وروى عن ابن المبارك قال: "مَن غَيرّ الدهرُ حفظَه فلم يغير حفظ هُشيم". عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أحد الفقهاء السبعة، إمام ثقة ثبت، مأمون، ليس أحد أثبت منه في حديث نافع، قال عمرو بن علي الفلاس: "ذكرت ليحيى بن سعيد قول ابن مهدي أن مالكاً أثبت في نافع من عبيد الله؟، فغضب، وقال: قال أبو حاتم عن أحمد: عُبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية". نافع: هو مولى عبد الله بن عمر، وأصابه في بعض مغازيه، وهو إمام كبير من أيمة التابعين، ثقة حجة، =

حدثنا هُشَيْم بن بَشير عن عُبَيد الله، وأبوِ معاوية أخبرنِا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جَعَل يوم خيبر للفرس سَهْمين وللرجل سهماً، وقال أبو معاوية: أسْهَمَ للرجل ولفرسه ثلاثةَ أسهم، سهماً له وسهمين لفرسه. 4449 - حدثنا هُشَيم أخبرنا يونس عن زياد بن جُبَير قال: رأيتُ رجلاً جاءَ ابنَ عمر فسأله، فقال: إنه نَذَر أن يصوم كلّ يوم أربعاء، فأتَى ذلك على يوم أضحى أو فطر؟، فقال ابن عمر: أمر الله بوفاء النذر، ونهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم النحر.

_ = قال مالك: "كنت إذا سمعت من نافع يحدث عن ابن عمر لا أبالي أن لا أسمعه من غيره"، وقال إسماعيل بن أمية: "كنا نريد نافعاً مولى ابن عمر على اللحن فيأباه"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 84 - 85. والحديث رواه أبو داود 3: 27 عن أحمد بن حنبل عن أبي معاوية، قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة". (4449) إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد. زياد بن جُبير بن حية: تابعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 317. والحديث رواه البخاري 4: 209 - 210 ومسلم 1: 314، كلاهما من طريق زياد بن جُبير. وقد تكلف الشراح هنا، كعادتهم في تشقيق الألفاظ، وتوجيه الاحتمالات، فزعموا أن ابن عمر توقف عن الفتيا لتعارض الأدلة "انظر مثلا: الفتح 4: 210 وشرح النووي على مسلم 8: 6 "!، وما كان هذا مقصد ابن عمر فيما نرى، وإنما أراد أن يعلم السائل الحكم ووجه الفتيا فيه، ويبلغه الأدلة التي يستند إليها في الفتيا. فأعلمه أن الوفاء بالنذر واجب، وأن صوم يوم العيد حرام، ليفهم السائل أن الصوم الذي نهى الله عنه وحرمه إذا فعله المرء كان صوماً باطلاً، لأنه عبادة فعلها العبد على الوجه الذي نهى عنه، متجاوزاً في فعله حدود الله، وأن ايجابه على نفسه نذرَاً معيناً لا يرفع التحريم الذي جاء به الرسول، فيسقطُ عنه هذا النذر، فكأنه نذرأن يصوم كل أربعاء في الحدود التي أذنه الله فيها، لأنه لم يقصد إلى أن ينذر صوم هذا اليوم المحرم صومه بعينه. وأما إذا نذر ذلك، كان نذره باطلا، وكان آثماً، إذ نذر المعصية. وهذا واضح بَيّن.

4450 - حدثنا هُشَيم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيىِ ابن حَبان عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناج اثنان دون واحدٍ". 4451 - حدثنا هُشَيم أنبأنا يحيى عن نافع في ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعتق نصيباً له في مملوكٍ كُلِّف أن يتِمَّ عتقَه بقيمة عَدْلٍ". 4452 - حدثنا هُشَيم أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي

_ (4450) إسناده صحيح، ولكنه منقطع لأنه في 4871 رواه محمد بن يحيى عن رجل عن أبيه. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ الأنصاري: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وسيأتي 11836 توثيق ابن إسحق اياه، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 265 - 266. والحديث رواه أبو داود 4: 414 من طريق أبي صالح عن ابن عمر، وسيأتي من رواية أبي صالح 4685، وقال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم من حديث نافع عن ابن عمر بنحوه". وسيأتي بنحوه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر 4564، ومن حديث نافع عن ابن عمر 4664. وقد مضى معناه من حديث ابن مسعود مراراً، آخرها 4436. (4451) إسناده صحيح، وقد مضى بمعناه مطولاً في أحاديث عقب مسند "عمر" 397 من طريق مالك عن نافع. وقد رواه أصحاب الكتب الستة وغيرهم. انظر المنتقى 3380 - 3386. (4452) إسناده صحيح، وقد مضى أثناء مسند ابن عباس معناه من حديث ابن عمر 2534 من طريق شُعبة عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جُبير. وأشرنا إلى هذا هناك. والحديث رواه الترمذي 2: 101 وأبو داود 2: 136 - 137 كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحق السبيعي عن سعيد بن جُبير. ورواه الترمذي أيضاً من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحق عن عبد الله بن مالك عن ابن عمر. وقال الترمذي: "قال محمد بن بشار قال يحيى [يعني ابن سعيد القطان]: والصواب حديث سفيان". ثم قال الترمذي أيضاً: "حديث ابن عمر رواية سفيان أصح من رواية إسماعيل بن أبي خالد. =

إسحقِ عن سعيد بن جُبَير قال: كنا مع ابن عمر حيث أفاض من عرفاتٍ إلى جمع، فصلي بنا المغرب، ومضي، ثم قال: الصلاةَ، فصلى ركعتين، ثم قال: هكذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المكان كما فعلتُ. 4453 - حدثنا هُشَيم عن يَعْلَى بن عطاء عن الوليد بن

_ = وحديث سفيان حديث حسن صحيح. قال: وروى إسرائيل هذا الحديث عن أبي إسحق عن عبد الله وخالد ابني مالك عن ابن عمر. وحديث سعيد بن جُبير عن ابن عمر وهو حديث حسن صحيح أيضاً، رواه سلمة بن كهيل عن سعيد بن جُبير. وأما أبو إسحق فإنما روى عن عبد الله وخالد ابني مالك عن ابن عمر". وهكذا قال الترمذي، وهو يريد أن يعلل رواية إسماعيل بن أبي خالد بأن صحة رواية أبي إسحق عن عبد الله وخالد عن ابن عمر، وأن أبا إسحق لم يروه عن سعيد بن جُبير، وإن كان هو في ذاته ثابتاً عن سعيد بن جبير عن ابن عمر من غير رواية أبي إسحق!!، وهذا أعجب ما رأيت من التحكم في التعليل، فهو ينفى أن يكون أبو إسحق سمعه من سعيد، دون أن يذكر دليلاً على هذا النفى ولا شبهة، إلا أن أبا إسحق رواه عن عبد الله وخالد، وماذا في هذا؟، لا ندري. والبرهان على بطلان هذا التعليل أن أبا داود رواه أيضاً من طريق شريك عن أبي اسحق" عن سعيد بن جُبير وعبد الله بن مالك قالا: صلينا مع ابن عمر"، إلخ. فجمع أبو اسحق بينهما، وكان في هذا الإسناد متابعة شريك لإسماعيل بن أبي خالد في رواية أبي إسحق إياه عن سعيد بن جُبير. وهذا التعليل إنما قلد فيه الترمذي شيخ شيخه يحيى ابن سعيد القطان. والظاهر أن الأيمة لم يرضوا هذا التعليل، فلذلك أخرج مسلم الحديث 1: 365 من طريق ابن نُمير عن إسماعيل بن أبي خالد، بالإسناد الذي هنا، كما أخرجه من رواية شُعبة عن الحكم وسلمة بن كهيل عن سعيد بن جُبير. والحديث رواه البخاري أيضاً من طرق متعددة. ورواية أبي إسحق عن عبد الله بن مالك ستأتي 4676. (4453) إسناده صحيح، يعلى بن عطاء العامري الطائفي: سبق توثيقه 754 وقد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/415 الوليد بن عبد الرحمن الجرشي الحمصي: تابعي ثقة، وثقه ابن =

عبد الرحمن الجُرَشيِّ عن ابن عمر: أنه مَرَّ بأبي هريرة وهوِ يحدِّث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من تبع جنازةً فصلى عليها فله قيراطٌ، فإن شهد دَفْنها فله قيراطان، القيراط أعظمُ من أُحُد"، فقال له ابنُ عمر: أبي هرّ، انظُرْ ما تُحَدّثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!، فقام إليه أبو هريرة، حتى انطلق به إَلى عائشة، فقَال لها: يا أم المؤمنين، أَنْشُدُك بالله، أسمعت رسول الله يقول: "من تَبع جنازة فصلى عليها فله قيراَطٌ، فإن شهد دفَنها فله قيراطان"؟، فقالت: اللهم نعمِ، فقال أبو هريرة: إنه لم يكن يَشْغَلني عن رسول الله غَرْسُ الوَديّ ولا صَفْقٌ بالأسواق، إني إنماكنت أطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمة يعلّمَنيها، وأكْلَه يُطعمُنيها، فقال له ابن عصر: أنت يا أبا هريرة كنتَ ألزَمَنَا لرسول اللهَ - صلى الله عليه وسلم - وأعلَمنَا بحديثه. 4454 - حدثنا هُشَيم أخبرنا ابن عَون عن نافع عن ابن عمر أن

_ = معين وأبو حاتم وغيرهما، وقال أبو زرعة الدمشقي: "قديم جيد الحديث"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 147 - 148 "الجرشي" بضم الجيم وفتح الراء، نسبة إلى "بني جرش"، بطن من حِمْيَر، ووقع في الأصلين هنا "القرشي"، وهو خطأ، انظر التهذيب والتقريب، وانظر الأنساب في الورقة 127 واللباب 1: 221. والحديث رواه الشيخان وغيرهما من حديث أي هريرة. انظر المنتقى 1832، 1833 والترغيب والترهيب 4: 171 - 172. وروى مسلم قصة نحو هذه بين أبي هريرة وابن عمر من رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص 1: 259 - 260. الودي، بفتح الواو وكسر الدال وتشديد الياء: صغار النخل، الواحدة "ودية". الصفق: المرة من التصفيق، والمراد هنا التبايع، لأن المتبايعَين يضع أحدهما يده في يده الآخر. بريد أبو هريوة أنه لم يشغله عن حفظ سنة رسول الله زرع ولا تجارة. (4454) إسناده صحيح، وهو مختصر من حديث سيأتي 4482. رواه مالك في الموطأ 1: 303 عن ابن عمر. ورواه أصحاب الكتب الستة أيضاً، كما في المنتقى 2432.

النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا لم يَجد المُحْرمُ النعلين فلْيَلْبس الخفَّين، وليَقْطعهما أسفلَ من الكعبين". 4455 - حدثنا هُشَيم أخبرنا يحيى بن سعيد وعُبيد الله بن عمر وابنُ عَون وغيرُ واحد عن نافع عن ابن عمر: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: مِن أين يُحرِم؟، قال: "مُهَلُّ أهلِ المدينة من ذي الحُلَيفة، ومهَلُّ أهل الشأم من الجُحْفة، ومُهَلُّ أهل اليمن من يَلَمْلَم، ومُهَلَّ أهل نجدٍ من قَرْنٍ"، وقال ابن عمر: وقاس الناسُ ذاتَ عِرْقٍ بقَرْن. 4456 - حدثنا هشَييم أخبرنا ابن عَون عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا لم يَجد المُحْرِمُ النعلين فلْيَلْبَسِ الخفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين". 4457 - حدثنا هُشَيم أخبرنا حُمّيد عن بَكر بن عبد الله عن ابن

_ (4455) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وغيرهما، كما في المنتقى 2344، ورواه مالك 1: 306 - 307، إلا أن قول ابن عمر "وقاس الناس" إلخ زيادة عند أحمد فقط، كما في المنتقى. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2128، 2240، 2272، 3066. (4456) إسناده صحيح، وهو مكرر 4454 بإسناده. (4457) إسناده صحيح، حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. بكر بن عبد الله: هو المزني. والحديث رواه مالك عن نافع عن ابن عمر 1: 307، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2405. ورواه أبو داود 2: 98، ونسبه المنذري أيضاً للترمذي والنسائي وابن ماجة. "الرغباء" بفتح الراء مع المد، ويروى "الرغبى" بضم الراء مع القصر: قال ابن الأثير: "والرغبى إليك والعمل، وفي رواية: والرغباء إليك، بالمد، وهما من الرغبة، كالنعمى والنعماء من النعمة". وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار (1: 295 طبعة فاس سنة 1328): "رويناه بفتح الراء وضمها، فمن فتح مد، وهي رواية أكثر شيوخنا، ومن ضم قصر، وكذا كان عند بعضهم. ووقع عند ابن عَتّاب وابن عيسى من شيوخنا معاً. قال ابن السَّكَّيت هما لغتان، كالنعمى والنعماء. وقال بعضهم رغبى، بالفتح والقصر، مثل =

عمر قال: كانت تلبيةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لبيْكَ اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لكَ والملكَ، لا شريك لك"، وزاد فيها ابنُ عمر: لبيكِ لبيك وسَعْدَيك، والخيرُ في يديك، لبيك والرَّغْبَاء إليك والعملُ. 4458 - حدثنا هُشَيم أنبأنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سَلَمة عن ابن عمر قال: غَدَوْنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إلى عرفاتٍ، منَّا المُكبَّر، ومنّا المُلَبِّي.

_ = شكوى، وحكى الوجوه الثلاثة أبو علي القالي. ومعناه هنا: الطلب والمسئلة". (4458) إسناده صحيح، عبد الله بن أبي سلمة: هو الماجشون. وظاهر الإسناد الإتصال، لأن عبد الله بن أبي سلمة سمع من ابن عمر وروى عنه كثيرا. ولكن هذا الحديث بعينه رواه مسلم 1: 363 عن أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الله بن نُمير، ورواه عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه، كلاهما، يعني ابن نُمير، ويحيى بن سعيد الأموي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وكذلك رواه أبو داود 2: 99 - 100 عن أحمد ابن حنبل عن عبد الله بن نُمير عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وكذلك رواه مسلم من طريق عمر بن حسين عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه. وكذلك سيأتي 4733 يرويه أحمد عن ابن نُمير، كرواية مسلم وأبي داود. فزادوا كلهم في الإسناد "عبد الله ابن عبد الله بن عمر"، فإما أن يكون حذفه في هذا الإسناد سهواً- من الناسخين، وإما أن يكون هثيم، شيخ أحمد، حين رواه عن يحيى بن سعيد سمعه منه مرسلاً، بحذف "عبد الله بن عبد الله" من الإسناد، أو يكون هو الذي أرسله. والحديث صحيح بكل حال. عبد الله بن عبد الله بن عمر: تابعي ثقة، وكان وصىّ أبيه عبد الله بن عمر، وكان أكبر ولده، وثقه وكيع وأبو زرعة وابن سعد وغيرهم.

4459 - حدثنا هُشَيم أخبرنا يونس أخِبرني زياد بن جُبَير قال: كنت مع ابن عمر بمنًى، فمر برجل وهو يَنْحَر بدنةً وهي باركة، فقال: ابعثْها، قياماً مقيدةً، سُنةَ محمد - صلى الله عليه وسلم -. 4460 - حدثنا هُشَيم أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد حدثنا أبو إسحق عن سعيد بن جُبَير قال: كنت مع ابن عمر حيثُ أفاض من عرفات، ثم أتى جَمْعاً فصلى المغرب والعشاء، فلما فرغ قال: فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المكان مثل ما فعلتُ، قال هُشيم مرةً: فصلى بنا المغرب، ثم قال: الصلاةَ، وصلى ركعتين، ثم قال: هكذا فعل بنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في هذا المكان. 4461 - حدثناهُشَيم أخبرنا يحيى بن سعيد وعُبيد الله بن عمر وابين عَوْن عن نافع عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل: ما يَقْتُل المُحْرِمُ؟، قال: "يقُتل العقربَ، والفُوَيسِقَةَ، والحِدأةَ، والغرابَ، والكلبَ العَقُور". 4462 - حدثنا هُشَيم أخبرنا عطاء بن السائب عن عبد الله بن

_ (4459) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2737. (4460) إسناده صحيح، وهو مكرر 4452. (4461) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجة بمعناه، كما في المنتقي 2494، وكذلك رواه مالك في الموطأ 1: 327. وانظر عون المعبود 2: 107 - 108. الفويسقة: هي الفأرة، وأصل الفسوق الخروج عن الاستقامة والجور، وسَمّى الفأرة "فويسقة" تصغير فاسقة، لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها. قاله ابن الأثير. (4462) إسناده حسن، لأن هشيما سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه. عبد الله بن عبيد ابن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر: تابعي ثقة، وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما، وقال داود العطار: "كان من أفصح أهل مكة"، وفي التهذيب عن البخاري في الأوسط أنه "لم يسمع من أبيه"، وهذا الإسناد يدل على غلط من قال ذلك، فقد حضر أباه =

عُبَيد بن عُمَير أنه سمع أباه يقول لابن عمر: ما لي لا أراكَ تَستلم إلاَّ هذين الركنيين، الحَجَرَ الأسودَ والركنَ اليَمَاني؟، فقال ابن عمر: إن أفْعَلْ فقد سمعتُ رسول الله يقول: "إن استلامهما يَحُطُّ الخطايا"، قال: وسمعتُه يقول: "من طاف أسبوعاً يحصيه وصلى ركعتين كان كعِدْل رقبة"، قال: وسمعته يقول: "ما رفَع رحل قدماً ولا وضعَهَا إلا كُتبتْ لهَ عشر حسناتٍ، وحُطَّ عنه عشرُ سيئاتٍ، ورُفع له عشر درجاتٍ". 4463 - حدثنا هُشَيمِ أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يستلم الحجَر الأسود، فلا أدَعُ استلامَه في شدةٍ ولا رخاء. 4464 - حدثنا هُشَيم أخبرنا غيرُ واحد وابنُ عَون عن نافع عن ابن عمر قال: دخل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- البيتَ ومعه الفضل بن عباسِ وأُسامة بن زيد وعثمانُ بن طلحة وبلال، فأمر بلالاً فأجَافَ عليهم الباب، فمكث فيه ما شاء الله، ثم خرج، فقال ابن عمر: فكان أولُ في لقيتُ منهم بلالاً، فقلتُ: أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: ها هنا، بين الأسطُوانتَين.

_ = وسمعه حين سأل عبد الله بن عمر، وسيأتي تصريحه بالسماع. والحديث في الترغيب والترهيب 2: 120 ونسبه لأحمد، وللترمذي بنحوه، وللحاكم وقال: "صحيح الإسناد"ولابن خزيمة في صحيحه بنحوه، ولابن حبان في صحيحه مختصراً، وقال: "كلهم رووه عن عطاء بن السائب عن عبد الله". وهو في مجمع الزوائد 3: 241 وقال: "رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط". وقال أيضاً: "روى ابن ماجة بعضه". وسيأتي مختصراً 4585. (4463) إسناده صحيح، عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم. وقد رواه مسلم 1: 360 بنحوه من طريق يحيى عن عبيد الله عن نافع. (4464) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً بنحوه. انظر المنتقى 781، ,782 أجاف الباب: أي رده.

4465 - حدثنا مُعْتَمِر عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن القَرْع والمزَفَّتِ أن يُنْتَبَذ فيهما. 4466 - حدثنا مُعْتَمِر عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-؟ "إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل". 4467 - حدثنا مُعْتَمر عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من حَمل عَلينا السلاح فليس منّا". 4468 - حدثنا مُعْتَمِر عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُعَرِّض على راحلته ويصلِّي إليها. 4469 - حدثنا مُعْتَمِر سمعت بُرْداً عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن

_ (4465) إسناده صحيح، معتمر: هو ابن سليمان. والحديث رواه مسلم 2: 128 من طريق عبيد الله وآخرين، سماهم، عن نافع، ورواه مطولاً من طريق مالك عن نافع. ورواه بمعناه أيضاً النسائي وأبو داود والترمذي من طرق. انظر المنتقى 4745، 4747، 4748. وقد مضى بعض معناه من حديث ابن عمار وابن عباس 3257، 3518. (4466) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 1: 125 عن نافع. ورواه أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى 300. وقد مضى في قصة من حديث ابن عمر وابن عباس 3059. (4467) إسناده صحيح، ورواه أيضاً مالك والشيخان والنسائي وابن ماجة كما في الجامع الصغير 8647. (4468) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 142 عن أحمد بن حنبل هذا الإسناد. ورواه البخاري 1: 478 - 479 عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن معتمر، به."يعرض على راحلته"، بتشديد الراء، أي يجعلها عرضاً، وكلمة "على" مقحمة ثابتة في الأصلين هنا، ولكنها غير مذكورة في الصحيحين. (4469) إسناده صحيح، برد: هو ابن سنان الشأمي، وهو ثقة، وثقه ابن معين ودحيم والنسائي وغيرهم، وقال أحمد: "صالح الحديث"، وقال يزيد بن زريع: "ما رأيت شامياً أوثق من =

ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبيتُ أحدٌ ثلاث ليالٍ إلاَّ ووصيتُه مكتوبةٌ"، قال: في بتُّ من ليلة بعدُ إلا ووصيتي موضوعة. 4470 - حدثنا مُعْتَمر بن سليمان في عُبيد الله عن نافع قال: رأيت ابن عمر يصلي على داَبته التطوُّع حيثُ توجَّهتْ به، فذكرتُ له ذلك؟، فقال: رأيتُ أبا القاسم يفعله. 4471 - حدثنا مُعْتَمر حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن نبي الله -صلي الله عليه وسلم- نَهى أن تُحْلَبَ مواشي الناسِ إلاَّ بإذنهم. 4472 - حدثنا إسحق بن يوسف الأزرق عن عُبيد الله، يعني ابن عمر، عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يجمع بين الصلاتين، المغرب والعشاء، إذا غاب الشفَق، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بينهما إذا جَدَّ السَّيْر. 4473 - حدثنا عثمان بن عثمان، يعني الغَطَفاني، أخبرنا عمر

_ = برد"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 134. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر، وهو إمام ثقة معروف حجة، قال مالك: "لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه". والحديث رواه الجماعة بمعناه. انظر المنتقى 3271. (4470) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وغيرهما بنحوه. انظر المنتفى 833، 834. (4471) إسناده صحيح، ورواه الشيخان مطولاً، كما في المنتقى 4664. وسيأتي المطول4505 (4472) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وغيرهما بمعناه. انظر المنتقى 1534، 1535. (4473) إسناده صحيح، عثمان بن عثمان الغطفاني: ثقة، قال أحمد: "رجل صالح خيَر من الثقات"، ووثقه ابن معين، وقال البخاري: "مضطرب الحديث"، أقول: وأحمد أعرف بشيوخه وأكثر تحرياً لهم ولحديثهم. عمر بن نافع: هو مولى ابن عمر وابن مولاه، وهو =

ابن نافِع عن أبيه عنِ ابن عمر قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القَزَع، والقَزَع: أن ُيحْلق الصبىُّ فُيتْرك بعضُ شعره. 4474 - حدثنا إسحق بن يوسف عن سفيان عن ابن عَجْلان عن القَعْقاع بن حَكيم قال: كتب عبدُ العزيز بن مروان إلى ابن عمر، أن ارفعْ إليِّ حاجتك، قَال: فكتب إليه ابن عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "إن اليد العُليا خيرٌ من اليد السُّفْلى، وابدأ بمن تعول"، ولستُ أسألك شيئاً، ولا أرُدُّ رِزْقاً رَزَقَنيه الله منك. َ4475 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد أخبرنا أيوب عن نافع

_ = ثقة، قال أحمد: "هو من أوثق ولد نافع"، وقال ابن عيينة: "قال لي زياد بن سعد، حين أتينا عمر: هذا أحفظ ولد نافع، وحديثه عن نافع صحيح". والحديث رواه مسلم 2: 165 عن محمد بن المثنى عن عثمان الغطفاني بهذا الإسناد، ورواه بأسانيد أخر كلها عن نافع عن ابن عمر. وتفسير القزع من كلام نافع، تدل عليه روايات مسلم، وفيه رواية واحدة عنده أنه من كلام عبيد الله بن عمر، إذ رواه عن عمر بن نافع. وسيأتي تفسير القزع في 4973، 5175، 5356. (4474) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. ابن عجلان: هو محمد بن عجلان. والمرفوع من هذا الحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير 10027 ونسبه لأحمد والطبراني، ونقل شارحه المناوي عن الهيثمي: "رجاله رجلاً الصحيح". وقد أطلت البحث عنه في مجمع الزوائد فلم أجده. وقد روى البخاري 3: 235 من طريق أيوب ومالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "اليد العليا خير من اليد السفلى، فاليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة". ورواه مسلم أيضاً 1: 282 من طريق مالك عن نافع. ورواه أيضاً أبو داود والنسائي، كما في الترغيب والترهيب 2: 10. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 4261. (4475) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 733. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 4050.

عن ابن عمر أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "المصوِّرون يعذبون يومَ القيامة، ويقال: أَحْيُوا ما خَلَقْتُم". 4476 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن سعيد بنِ جُبَير: أن ابن عمر كان يصلي على راحلته تطوّعاً، فإذا أراد أن يوتر نزل فأوتر على الأرض. 4477 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن سعيد بن جُبَير قال: قلت لابن عمر: رجلٌ قذف امرأتَه؟، فقال: فرَّق رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بين أخَوَيْ بنىٍ العَجْلان، وقال: "الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائبٌ؟ "، فأبيا، فردَّدَهمَا ثلاث مراتٍ، فأبيا، ففرَّق بينهما. 4478 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع قال: نادى ابنُ عمر بالصلاة بضَجْنَان، ثم نادى أنْ صَلوا في رِحَالكم، ثم حدَّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يأمر المناديَ فينادي بالصلاة، ثم ينادي أنْ: "صَلُّوا في رحالكم"، في الليلة الباردة، وفي الليلة المَطيرَة، في السفر.

_ (4476) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن عُلَيّة. وهذا موقوف علي ابن عمر من عمله، ولكنه هو روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر على راحلته، كما في المنتقى 833، وكما سيأتي 4519. وانظر 4470. (4477) إسناده صحح، ورواه أبو داود 2: 245 عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي بنحوه". وقد مضى مختصراً من حديث ابن عمر 398. وانظرما مضى 2131، 4001، 4281 وما يأتي4527 ,4693، 4945. (4478) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في المنتقى 1407. ضجنان، بفتح الضاد المعجمة وسكون الجيم: موضع أو جبل بين مكة والمدينة.

4479 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من اتَّخَذَ"، أو قال: "اقتَنَى، كلباً ليس بضَارٍ ولا كلبَ ماشية نقَص من أجره كلَّ يوم قيراطانِ"، فقيل له: إن أَبا هريرة يقول: وكلبّ حرث؟، فقال: أنَّى لأبي هريرة حَرْثٌ!؟. 4480 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع: أن ابن عمر دخل عليه ابنُه عبد الله بن عبد الله، وظهرُه في الدار، فقال: إني لا آمَنُ أن يكون العامَ بين الناس قتال فتُصَدَّ عن البيت، فلو أقمتَ؟، فقال: قد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحال كفّارُ قريش بينه وبين البيت، فإن يُحَلْ بيني وبينه أفعلْ

_ (4479) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 3: 138 عن نافع، دون ذكر أبي هريرة. ورواه مسلم 1: 462 من طريق مالك، ورواه أيضاً من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وفي آخره: "قال عبد الله [يعني ابن عمر]: قال أبو هريرة: أو كلب حرث". ورواه أيضاً من طريق سالم عن أبيه، وفي آخره: "قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: أو كلب حرث، وكان صاحب حرث" وروى أيضاً حديث أبي هريرة من طريق الزهزي عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وفي آخره: "قال الزهري: فذُكر لابن عمر قول أبي هريرة، فقال: يرحم الله أبا هريرة، كان صاحب زرع". فهذه الروايات تدل على أن ابن عمر لم يكن ينكر على أبي هريرة روايته، وإنما كان يروي كل منهما ما سمع، بل إن ابن عمر روى عن أبي هريرة الزيادة التي زادها في روايته، ولم يكن هؤلاء الرجال الصادقون المخلصون يكذب بعضهم بعضاً، بل كانت أمارتهم الصدق والأمانة، رضي الله عنهم. "ليس بضار": قال ابن الأثير: أي كلباً معوداً بالصيد، يقال ضرى الكلب وأضراه صاحبه، أي عوده وأغراه به. ويجمع على ضوار". (4480) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ مختصراً 1: 329، 330 عن نافع. ورواه البخاري 4: 3 - 5 من طريق مالك، ورواه بمعناه مطولاً من طريق جويرية عن نافع. ورواه مسلم أيضاً كما في الفتح. وهذه الفتنة التي أشير إليها في الحديث هي نزول جيش الحجاج لقتال عبد الله بن الزبير بمكة. والحديث سيأتي نحوه بمعناه 4595.

كما فعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} قال: "إني قد أوجبتُ عمرةً"، ثم سار حتي إذا كان بالبَيْداءَ قال: "ما أرَى أمِرهما إلا واحداً، أُشْهِدُكم أني قد أوجبتُ مع عمرتى حجّاً"، ثم قدم فطاف لهما طوافاً واحداً". 4481 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: رأيتُ الرجال والنساء يتوضؤُون على عهد رسول الله-صلي الله عليه وسلم- جميعاً من إناء واحد. 4482 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما يَلبَس الُمحرِم؟، أو قال: ما يتركُ المحرمُ؟، فقال: "لا يلبس القميصِ، ولا السراويل، ولا العِمامة، ولا الخفين، إلاَّ أن لا يَجد نعلين، فمن لم يجدْ نعلين فليلبسهما أسفلَ من الكعبين، ولا البُرْنُس، ولا شيئاً من الثياب مَسَّه وَرْسٌ ولا زَعْفران". 4483 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أنه قال في عاشور: صامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصومه، فلما فرض رمضانُ ترك، فكان عبد الله لا يصومه، إلاَّ أن يأتي على صومه.

_ (4481) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 30 من طريق حماد عن أيوب. وقال المنذري: "وأخرجه النسائي وابن ماجة. وأخرجه البخاري، وليس فيه: من الإناء الواحد". (4482) إسناده صحيح، وهو مطول 4456. وقد أشرنا في 4454 إلى أن هذا الحديث رواه الجماعة. البرنس معروف، قال ابن الأثير: "هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به، من دراعة أوجبة أو ممطر أو غيره". الورس: نبت أصفر يصبغ به. (4483) إسناده صحيح، وهو في المنتقى 2216 بنحوه مطولاً، ونسبه أيضاً للشيخين. وانظر 4349. قوله: "إلا أن يأتي على صومه"، يريد إلا أن يوافق يوم عاشوراء يوماً من أيام صوعه الذي اعتاده في تطوعه.

4484 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابِن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "البيِّعاَن بالخيار حتى يتفرقّا أو يكون بيع خِياَر" قال: وربما قال نافع: "أو يقول أحدُهما للآخر: اختَرْ". 4485 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يحدِّثُ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يزوره راكبّاً وماشياً، يعني مسجد قُبَاء. 4486 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: فَرَض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة رمضانَ، على الذكر والأنثى، وِالحرّ والمملوك، صاعَ تمر، أوصاعَ شعير، قال: فَعدَل الناسُ به بعدُ نصف صاع بُيّر، قال أيوب: وقال نافع: كان ابنُ عمر يعطي التمر، إلاَّ عاماً واحداً، أعوَزَ التمرُ فأعطَى الشعير.

_ (4484) إسناده صحيح، وقد مضى 393 من طريق مالك عن نافع. ورواه الشيخان أيضاً كما في المنتقى 2880. ورواه الشافعي في الأم 3: 3 عن مالك وعن ابن جُريج، كلاهما عن نافع، ورواه أيضاً عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وأفاض القول في شرحه وفي الرد علي من خالفه فلم يأخذ به، أعنى خيار المجلس. وكذلك رد على مالك بهذا الحديث في كتاب "اختلاف مالك والشافعي" الملحق بكتاب الأم 7: 204، وسيأتي من طريق سفياق بن عيينة عن عبد الله بن دينار 4566. البيعان: هما البائع والمشتري، يقال لكل واحد منهما "بيع" بفتح الباء وتشديد الياء المكسورة، و"بائع". قاله ابن الأثير. (4485) إسناده صحيح، ورواه أبو دارد 2: 169 من طريق عبيد الله عن نافع. وقال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر". ورواه مالك في الموطأ 1: 181 عن نافع. (4486) إسناه صحيح، ورواه الجامعة، كما في المنتقى 2084، إلا أن قوله "فعدل الناس به بعد نصف صاع من بر" إلى آخر الحديث، رواه أبو داود 2: 28 من طريق حماد عن أيوب، وقال المنذري: " أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي". وانظر 3291.

4487 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عنِ نافع عن ابن عمرقال: سبَّقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الخيل، فأرسلِ ما ضُمِّر منها من الحَفْياء، أو الحيْفاء، إِلى ثَنيّة الوَدَاع، وأَرسل ما لم يُضمَّرْ منها من ثَنيَّة الوَدَاع إلىِ مسجد بني زُريق، قالَ عبد الله: فكنت فارساً يومئذٍ، فسبقَتُ الناس، طَفَّفَ بي الفرسُ مسجدَ بني زُرَيْق. 4488 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمِر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الشهر تسعٌ وعشرون، فلا تصوموا حتى تَروْه، ولا تفطروا حتى تروه، فإنْ غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له"، قال نافع: فكان عبد الله إذاِ مضى من شعبان تسعٌ وعشرون يبعثُ من يَنْظر، فإن رُؤي فذَاك، وإن لم يُرَ ولم يَحُلْ دون منظرَ سَحَاب ولا قَتَرٌ أصبح مفطراً، وإن حال دون منظره سحابٌ أو قَتَر أصبح صائماً.

_ (4487) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى 4490. تضمير الخيل: (هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن، ثم لاتعلف إلا قوتاً، لتخف. وقيل: تشد عليها سروجها وتجلل بالأجلة حتى تعرق تحتها، فيذهب رهلها، ويشتد لحمها". عن النهاية: الحفياء أو الحيفاء: موضع قرب المدينة، والقولان فيها في معجم البلدان 3: 303، 381. ثنية الوداع: هي ثنية مشرِفة على المدينة يطؤها من يريد مكة: وفي المنتقى: "وفي الصحيحين عن موسى بن عقبة: أن بين الحفياء إلي ثنية الوداع ستة أميال أو سبعة. وللبخاري: قال سفيان: من الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة، ومن ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ميل". وسيأتي الحديث مختصراً 4594. (4488) إسناده صحيح، ورواه أيضاً مسلم، إلا حكاية نافع عن عمل ابن عمر، فإنها زيادة عند أحمد، كما في المنتقى 2104. وانظر 3515، 4300. "فإن غم عليكم": قال ابن الأثير: "يقال غمّ علينا الهلال، إذا حال دون رؤيته غيم أو نحوه، من غممت الشيء: إذا غطيته. وفي "غم" ضمير الهلال، ويجوز أن يكون "غم" مسنداً، إلى الظرف، أي فإن كنتم مغموماً عليكم فأكملوا، وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه". فاقدروا له: قال ابن =

4489 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عين نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الذي يجرُّ ثوبَه من الخُيَلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة"، قال نافع: فأُنْبئْت أن أم سلمة قالت: فكيف بنا؟، قال: "شبراً"، قالت: إذن تَبْدُو أقدامُنا؟، قال: "ذراعاً، لا تَزِدْنَ عليه". 4490 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن المزَابنةُ، والمزابنة: أن يُبَاع ما في رؤوس النخل

_ = الأثير: " أي قَدَّروا له عدد الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوماً. وقيل: قدروا له منازل القمر، فإنه يدلكم على أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون، قال ابن سريج: هذا خطاب لمن خصه الله بهذا العلم، وقوله "فأكملوا العدة" خطاب للعامة التي لم تُعنَ به، يقال: قدرَت الأمر أقدُره وأقدِره: إذا نظرت فيه ودبّرته". القتر، بفتحتين: جمع قترة، وهي الغبرة يعلوها سواد كالدخان. (4489) إسناده صحيح، في المرفوع من حديث ابن عمر. ورواه الجماعة، كما في المنتقى 744. ورواية نافع عن أم سلمة فيها مبهم، إذ يقول "أنبئت"، ولكن هذا المبهم عُرف، فقد رواه النسائي 2: 299 - 300 من طريق أيوب بن موسى عن نافع عن صفية عن أم سلمة، ورواه أيضاً من طريق عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة، وكذلك رواه أبو داود 4: 111 من طريق أي بكر بن نافع عن أبيه عن صفية عن أم سلمة، ومن طريق عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة. وهذه أسانيد صحاح متصلة. أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص: سبق توثيقة 465، وهو غير أيوب بن أبي تميمة الذي في إسناد أحمد هنا. صفية: هي بنت أبي عبيد الثقفية، امرأة عبد الله بن عمر، وهي تابعية ثقة، بل ذكرها بعضهم في الصحابة، وانظر 2958. (4490) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 2: 128 عن نافع مختصراً، وكذلك رواه الشافعي في الرسالة 906 عن مالك. وستأتي رواية مالك 4528. ورواه البخاري 4: 321 ومسلم 1: 450 من طريق مالك أيضاً. وروياه من طرق كثيرة عن ابن عمر. ورواه مسلم أيضاً من طريق إسماعيل، وهو ابن عُليّة، بإسناده ولفظه هنا، ولكنه لم يذكر رواية =

بتَمْرٍ بكَيْلٍ مُسَمَّى، إنْ زاد فلي وإن نَقص فَعَليَّ، قال ابن عمر: حدثني زيد ابن ثابت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخَّص في بيع العَرَايا بخَرْصِها. 4491 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن بيع حَبَل الحَبَلة.

_ = ابن عمر عن زيد بن ثابت في هذا الموضع. بل روى رواية ابن عمر عن زيد بن ثابت وحدها 449 من طريق ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، ومن طريق سعيد ابن المسيب عن سالم عن أبيه، ومن طريق مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن طرق عن نافع. وكذلك رواه البخاري في مواضع من صحيحه. وحديث زيد بن ثابت سيأتي في مسنده مراراً، منها" 5: 180 ح". والمزابنة فسرت في الحديث، وقد سبق تفسيرها أيضاً في شرح حديث ابن عباس في النهي عنها 1960. وانظر 3173، 3361، 4590 العرايا: قال ابن الأثير: "اختلف في تفسيرها، فقيل: لما نهى عن المزابنة، وهو بيع الثمر في رؤوس النخل بالتمر، رخص في جملة المزابنة في العرايا، وهو أن من لا نخل له من ذوي الحاجة يدرك الرطب، ولا نقد بيده يشتري به الرطب لعياله، ولا نخل له يطعمهم منه، ويكون قد فضل له من قوته تمر، فيجىء إلى صاحب النخل، فيقول له: يعني ثمر نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر، فيعطيه ذلك الفاضل من التمر بثمر تلك النخلات، ليصيب من رطبها مع الناس، فرخص فيه إذا كان دون خمسة أوسق. والعرية فعيلة بمعنى مفعولة، من عراه يعروه، إذا قصده. ويحتمل أن تكون فعيلة بمعنى فاعلة، من عري يعرى، إذ خلع ثوبه، كأنها عريت من جملة التحريم، فعريت، أي خرجت". الخرص، بفتح الخاء وسكون الراء: من قولهم "خرص النخلة والكرمة يخرصها خرصاً، إذا حزرما عليها من الرطب تمراً، ومن العنب زبيبَاً، فهو من الخرص: الظنّ، لأن الحزر إنما هو تقدير بظن". قاله ابن الأثير. (4491) إسناده صحيح، وقد مضى 394 من طريق مالك عن نافع، وهو في الموطأ 2: 149 - 150 مطولاً. والمختصر الذي هنا رواه أيضاً مسلم والترمذي، كما في المنتقى 2790، والمطول رواه الشيخان وغيرهما بألفاظ مختلفة بمعناه، كما في المنتقى أيضاً 2791 - 2793. وقد مضى معناه من حديث ابن عباس 2145، 2645 ومضى تفسير "حبل=

4492 - حدثدنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رجل يا رسول الله، كيف تأمرنا أن نصلي من الليِلِ؟، قال: "يصلي أحدكم مَثنَى مثنى، فإذا خَشِي الصبحَ صلَّى واحدةً فأوْترتْ له ما قد صلى من الليل". 4493 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيِوب عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - نَهى عن بيع النخِل حتى يَزْهُوَ، وعن السُّنبل حتى يبيضَّ ويأمنَ العاهةَ، نَهى البائعَ والمشتري.

_ = الحبلة" هناك. ونزيد هنا قول ابن الأثير: "الحبل، بالتحريك: مصدر سمي به المحمول، كما سمى بالحمل، وإنما دخلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه. فالحبل الأول يراد به ما في بطون النوق من الحمل، والثاني حبل الذي في بطون النوق، وإنما نهى عنه لمعنيين: أحدهما: أنه غرر وبيع شيء لم يخلق بعد، وهوأن يبيع ما سوف يحمله الجنين الذي في بطن الناقة، على تقدير أن تكون أنثى، فهو بيع نتاج النتاج. وقيل: أراد بحبل الحبلة: أن يبيعه إلى أجل ينتج فيه الحمل الذي بطن الناقة، فهو أجل مجهول، ولا يصح". والقول الأول هو الصحيح، لأنه الوارد في الحديث، كما أشرنا إليه آنفَاً، فهو المتعين. (4492) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى 1189. وانظر ما مضى 2837، 3408. (4493) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 2: 124 مختصراً عن نافع. ورواه الجماعة إلا الترمذي بلفظ الموطأ، ورواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجة بالنص الذي هنا، كما في المنتقى 2851، 2852. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 3173، 3361. يزهو: تظهر ثمرته، أو تحمر وتصفر. وحكمة هذا النهي حفظ الناس عن الغرر في البيوع، وحفظ قوتهم أن لا يكون موضع مضاربة المضاربين، فيشح القوت عند حاجة الناس، كما ترى الآن في بلادنا، بل العالم أجمع، إذ تبعوا الشيطان، وافتعلوا قوانين تخالف كل الشرائع.

4494 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع قال: قال ابن عمر: رأيتُ في المنام كأنّ بيدي قطعةَ إِسْتَبْرق، ولا أُشير بها إلى مكانٍ من الجنة إلا طارت بي إليه، فقَصَّتْها حفصة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: " إن أخاك رجل صالح "، أو: "إن عبد الله رجل صالح". 4495 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلكم راع، وكلكم مسؤول، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسؤول، والمرأة راعية على بيت زوجها، وهي مسؤولة، والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسؤول، ألا فكلّكم راع، وكلكم مسؤول". 4496 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عنِ نافِع عن ابن عمرقالٍ: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا قفل من حجّ أو غزو فَعَلا فَدْفَداً، من الأرض أو شَرَفاً قال: "الله أكبر الله كبير، لا. إله إلا الله وحده، لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شِيء: قديِر، آيبون تائبون، ساجدون عابدون، لربنا "حامدون صدق الله، وعده، ونصر عبدَه.، وهزم الأحزابَ وحدَه".

_ (4494) إسناده صحيح، ورواه "الترمذي 4: 351 من طريق إسماعيل، وهو ابن علية، عن أيوب بهذا الإسناد: قال الترمذي: "حديث حسن صحيح "، وقال شارحه " وأخرجه الشيخان والنسائي". وانظو 6330. (4495) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 91 وقال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي". وهو في الترمذي 3: 33. (4496) إسناده صحيح، ورواه أبو دارد 43:3 من طريق مالك عن نافع، بنحوه. قال المنذري: " أخرجه البخاري ومسلم والنسائي". قفل: أي عاد من سفره، قال ابن الأثير: "وقد يقال للسفر قفول، في الذهاب والمجيء. وأكثر ما يستعمل في الرجوع". الفدفد: الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع. الشرف: النشز العالي من الأرض قد أشرف على ما حوله.

4497 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قد أُتِىَ به النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني الضَّبَّ، فلم يأكلْه ولم يُحَرَّمْه. 4498 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أن اليهود أتَوُا النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل وامرأة منهم قِد زَنَيَا، فقال: "ما تجدون في كتابكم؟ "، فقالوا: نُسَخِّمُ وجوهَهما ويخُزيان!!، فقال: "كذبتم، إن فيها - الرجم، فأْتُوا بالتوراة فاتْلوها إن كنت صادقين"، فجاؤا بالتوراة، وجاؤا بقارئ لهم أعور، يقال له ابن صُورِيا، فقرأ، حتى إذا انتهى إلى موضع منها وضع يده عليه، فقيل له: ارفعْ يدَك، فرفع يده، فإذا هي تلوِحِ، فقال، أو قالوا: يا محمد، إن فيها الرجم، ولكنا كنا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرُجما، قال: فلقد رأيتُه يُجَانِئ عليها يقيها الحجارةَ بنفْسه. 4499 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عق ابن عمر قال: كان الناس يَرَوْن الرؤيا، فيقصونها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إني"، أو - قالِ: "أسمعُ رؤياكم قد تواطأتْ على السبعِ الأواخر، فمن كان منكم متَحرّيها فليتحرَّها في السبعِ الأواخِر".

_ (4497) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وغيرهما بمعناه، بنحو ما يأتي 4562، وانظر المنتقى 4582، 4583. وانظر ما مضى في سمند ابن عباس 2684، 3219، 3246. (4498) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، ولكن قوله "بقارئ لهم أعور، يقال له ابن صوريا" زيادة عند أحمد فقط، كما في المنتقى 4019، 4020 وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2368. تسخم وجوههما: نلطخهما بالسخام، بضم السين وتخفيف الخاء، وهو سواد القِدْر، أو الفحم. (4499) إسناده صحيح، ورواه الشيخان بمعناه، كما في المنتقى 2303. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2052، 2149، 2302، 2352، 3456 وفي مسند ابن مسعود 4374.

4500 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابنِ عمر طَلّق امرأتَه تطليقةً وهي حائض، فسأل عمرُ النبي - صلى الله عليه وسلم -؟، فأمره أن يَرْجعها، ثم يُمهلَها حتى تحيضَ حيضةً أخرى، ثم يمهلها حتى تَطهر، ثم يطلَقها قبل أن يمسَّها، قال: "وتلك العدة التي أمر الله عز وجل أن يُطَلَّق لها النساء"، فكان ابن عمر إذا سئل عن الرجل يطلق امرأته وهي حائض؟، فيقول: أما أنا فطلقتُها واحدة أو اثنتين، ثم إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أمره أن يَرْجعها، ثم يمهلها حتى تحيض حيضةً أخرى، ثم يمهلها حتىِ تطهر، ثم يَطلقها قبل أن يمسَّها، وأمِا أنت طلقتَها ثلاثاً فقد عَصَيْتَ الله بما أمركَ به من طلاق امرأتك، وبانت منك. 4501 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمرِ، رفعه، قال: "إن اليدين يَسْجدان كما يسجدُ الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفعه فليرفعْهما.

_ (4500) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الانقطاع، لقول نافع "أن ابن عمر" إلخ، فصار شبيها بالمرسل، إذ لم يدرك نافع القصة. وكذلك روى المرفوع منه مالك في الموطأ 2: 96 "عن نافع أن عبد الله بن عمر" إلخ. ولكنه في الحقيقة متصل فقد رواه الأئمة الحفاظ عن مالك عن نافع عن ابن عمر، من ذلك رواية البخاري 9: 301 - 306 ومسلم 1: 421، وكلاهما من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر. وكذلك رواه الحفاظ الأثبات عن نافع عن ابن عمر، عند الشيخين وغيرهما. وأما الرواية التي هنا فقد رواها مسلم1: 422 عن زهير بن حرب عن إسماعيل عن أيوب عن نافع. وقد فصلت القول في روايات هذا الحديث وفيما يفهم من رأي ابن عمر أن الطلاق يقع في الحيض، ورجحت أنه لا يقع، في كتابي (نظام الطلاق في الإسلام، رقم 12 - 24). (4501) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 338 عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد. ورواه النسائي1: 165 والحاكم 1: 226 كلاهما من طريق إسماعيل بن عُلَيّة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

4502 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب فيِ نافع عن ابن عمرِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من باع نخلاً قد أُبِرَت فَثمرتها للبائع، إلا أن يشْترط المبتاعُ". 4503 - حدِثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَطعَ في مِجَنّ ثمنُه ثلاثةُ دراهم. 4504 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:

_ (4502) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى 2849. أبرت، بكسر الباء مخففة ومشددة، أي لقحت، قال ابن الأثير: "أبَرت النخلة وآبّرتها، فهي مأبورة ومؤبّرة، والاسم الإبار". (4503) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى 4067. وقد مضى معناه بإسناد ضعيف من حديث سعد بن أبي وقاص 1455. (4504) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 18 - 19 من طريق حماد، ومسلم 1: 453 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن أيوب عن نافع، بنحوه، ورواه أبو داود 3: 268 بمعناه بنحوه من طريق الزهري عن سالم عن ابن عمر، وقد مضى شيء من معنى هذا الحديث في مسند ابن عباس 2087، 2598. وسيأتي في مسند رافع بن خديج مراراً، منها 15868، 15873، 15880. الأربعاء: جمع " رييع " بفتح الراء، وهو النهر الصغير، قال ابن الأثير: "أي كانوا يكرون الأرض بشيء معلوم، ويشترطون بعد ذلك على مكتريها ما يَنْبت على الأنهار والسواقي". ومسألة "كراء الأرض" مسألة دقيقة، له آثار اقتصادية واجتماعية خطيرة، في أقطار الأرض، بما غلا أرباب الثروات، من ملاك الأرض، وبما أصابهم من الجشع والطمع، حتى امتصّوا دماء الأكارين والمستأجرين أو كادوا، وحتى إنهم ليضعونهم في منزلة هي أدنى من منزلة الحيوان، ويخشى أن يكون من أثر هذا أشد الأخطار. أما ابن حزم فقد أخذ بظاهر هذا الحديث ونحوه، وجزم بأنه لا يجوز كراء الأرض بشيء أصلاً، لا بدنانير ولا بدراهم، ولا بعرض، ولا بطعام مسمى، ولا بشيء أصلاً. ولم ير شيئاً من ذلك جائزاً، إلا أن يعطى أرضه لمن يزرعها ببذره =

قد علمتُ أن الأرض كانت تُكْرَي على عهد رسول الله بما علي الأرْبعَاء وشيء من التِّبْن، لا أدري كم هو، وإن ابن عمر كان يُكْرِي أرضه في عهَد أبي بكر، وعهد عمر، وعهد عثمان، وصدر إمارة معاوية، حتى إذا كان في آخرها بلغَه أن رافعاً يحدِّث في ذلك بنهي رسول - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه وأنا معه، فسأله، فقال: نعم، نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كراء المَزَارع، فتركها ابنُ عمر، فكان لا يُكريها، فكان إذا سئل قول: زعم ابن خَديِج أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كِراء المَزَارع. 4505 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن الِنبيِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا لا تحْتَلَبنَّ ماشيةُ امرئٍ إلا بإذنه، أيحب أحدُكم أن تُؤتى مَشْربَتُه فيكسَر بابُها ثم ينْتَثَلَ ما فيها؟، فإنما في ضروع مواشيهم طعام أحدهم، ألا فلا تُحتلبنَّ ماشيةُ امرئٍ إلابإذنه"، أو قال: "بأمره". 4506 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد

_ = وحيوانه وأعوانه وآلته بجزء، ويكون لصاحب الأرض مما يخرج الله تعالى منها مسمى، إما نصف، وإما ثلث أو ربع ونحو ذلك، ويكون الباقي للزرع، قل ما أصاب أو كثر، فإن لم يصب شيئاً فلا شيء له ولا شيء عليه، فهذه الوجوه جائزة، فمن أبى فليمسك أرضه". انظر المحلى في المسئلة 1330 ج 8 ص 211 - 224. وعسى أن يوفق الله رجلاً من علماء السنة، فيجمع كل ما ورد في هذه المسألة، ثم يحقق أسانيدها وعللها، ويرجح ما هو الصحيح منها إسنادَا، والراجح منها لفظا ومعنى، ليكون فَيصلا في هذه المسئلة الجليلة، إن شاء الله. (4505) إسناده صحيح، وهو مطول 4471، وهذا المطول هو الذي أشرنا هناك إلى أنه رواه الشيخان. المشربة، بضم الراء وفتحها: الغرفة. ينتثل ما فيها: أي يستخرج منه ويؤخذ. (4506) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في المنتقى 1155. وانظر ما يأتي 4591, 4592, 4660.

المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته، قال , وحدثتْني حفصةُ: أنه كان يصلي ركعتين حين يطلع اَلفجر وينادِي المنادي بالصلاة، قال أيوب: أُراه قال: خفيفتين، وركعتين بعد الجمعة في بيته. 4507 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسافروا بالقرآن، فإني أخاف أن يناله العدوّ". 4508 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُكم ومَثَلُ اليهود والنصارى كرجل استعمل عُمَّالا، فقال: من يعملُ من صلاة الصبح إلى نصف النهار على قيراطٍ قيراط؟، ألا فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟، ألا فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى غروب الشمس على قيراطين قيراطين؟، ألا فأنتم الذين عملتم، فغضب اليهودُ والنصارى، قالوا: نحن كنَّا أكثر عملاً وأقلَّ عطاء!!، قالِ: هل ظلمتُكم من حقكم شيئاً؟ ْ، قالوا: لا، قال: فإنما هو فضلي، أُوتيه من أشاء".

_ (4507) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 2: 5 بلفظ: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو. قال مالك: وإنما ذلك مخافة أن يناله العدو". ورواه أبو داود 2: 340، وفي آخره: قال مالك: " أراه مخافة أن يناله العدو". ورواه مسلم 2: 94 من طريق مالك، وحذف آخره، ثم رواه كله مرفوعاً من طريق الليث وغيره، كما هنا، وفي رواية حماد عن أيوب عند مسلم: "قال أيوب: فقد ناله العدو وخاصموكم به". وفي عون المعبود: "واعلم أن هذا التعليل [أي مخافة أن يناله العدو] قد جاء في رواية ابن ماجة وغيرها مرفوعاً. قال الحافظ: ولعل مالكاً كان يجزم به، ثم صار يشك في رفعه، فجعله من تفسير نفسه". أقول: ولكن الحفاظ غير مالك أثبتوا رفعه، فارتفع الشك. وسيأتي 4525 من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن مالك مرفوعاً كله، فالظاهر ما قال الحافظ، أنه رواه مرفوعاً ثم شك فيه. وكذلك سيأتي 4576 من طريق أيوب عن نافع مرفوعاً كله. (4508) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 41 من طريق مالك عن نافع، وقال: "حديث حسن صحي ". قال شارحه: "وأخرجه البخاري".

4509 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نُخامة في قبلة المسجد، فقام فحكها، أو قال: فحتّها بيده، ثم أقبل على الناس فتغيّظ عليهم، وقال: "إن الله عز وجل قِبَلَ وَجْهِ أحدِكم في صلاته، فلا يتَنَخَّمنَّ أحدٌ منكم قِبَلَ وجهه في صلاته". 4510 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابِنِ عمر، قال أيوب: لا أعلمه إلا عنِ النبي-صلي الله عليه وسلم-، قال: "من حلف فاستثنى فهو بالخيار، إن شاء أن يَمضِي على يمينه، وإن شاء أن يَرْجع غيرَ حِنْث"، أو قال "غير حرَج".

(4509) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 178 من طريق حماد عن أيوب، وزاد فيه: "فدعا بزعفران فلطخه به"، قال أبو داود: "ورواه إسماعيل وعبد الوارث عن أيوب عن نافع، ومالك وعبيد الله وموسى بن عقبة عن نافع، نحو حديث حماد، إلا أنه لم يذكروا الزعفران". وقال المنذري:" أخرجه البخاري ومسلم". (4510) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 369 من طريق عبد الوارث وحماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من حلف على يمين فقال إن شاء الله فلا حنث عليه". قال الترمذي: "حديث ابن عمر حديث حسن، وقد رواه عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر موقوفاً، وهكذا روى سالم عن ابن عمر موقوفاً، ولانعلم أحداً، رفعه غير أيوب السختياني، وقال إسماعيل بن إبراهيم [هو ابن عُلَية شيخ أحمد في هذا الإسناد]: كان أيوب أحياناً يرفعه، وأحياناً لا يرفعه". ورواه أبو داود 3: 220 من طريق سفيان ومن طريق عبد الوارث، والنسائي 2: 141 من طريق عبد الوارث، وابن ماجة 1: 330 من طريق عبد الوارث ومن طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن أيوب عن نافع عن ابن عمر بمعناه، مرفوعَاً، لم يذكر عندهم شك أيوب في رفعه. وستأتي رواية سفيان 4581. فلئن شك أيوب مرة فيما روى عنه ابن علية، لقد استيقن مرات، فيما روى عنه الثقات، حماد بن سلمة، وعبد الوارث بن سعيد، وسفيان بن عيينة.

4511 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافعِ عن ابن عمر قال: "صلوا في بيوتكم، ولا تتخذوها قبوراً"، قال: أحسِبه ذَكَره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 4512 - حدثنا محمد بن فُضَيل عن بَيان عن وَبرَةَ قال: قال رجل لابن عمر: أطوفُ بالبيت وقد أحرمتُ بالحج؟، قال: وما بأس ذلك؟، قال: إن ابن عباس نهى عن ذلك، قال: قد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحرم بالحج وطاف بالبيت وبين الصفا والمروة. 4513 - حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا الشَّيْباني عن جَبَلة بن سُحَيم عن ابن عمر قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإقران، إلاَّ أن تستأذن أصحابك.

_ (4511) إسناده صحيح، والظاهر عندي أن الشك في رفعه من ابن عُلَيَّة، وقد يكون من أيوب، ولكنه جزم برفعه في روايات أخر، فرواه البخاري 3: 51 من طريق وهيب عن أيوب وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر، مرفوعاً من غير شك فيه، قال البخاري: "تابعه عبد الوهاب عن أيوب". ورواه مسلم 1: 216 من طريق عبد الوهاب عن أيوب، مرفوعاً، ولم يشك. ورواه أيضاً البخاري 1: 441 ومسلم 1: 216 من طريق يحيى عن عبيد الله عن نافع ابن عمر، مرفوعاً، وسيأتي من هذه الطريق 4653. ورواه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي، كما في المنتقى 777. (4512) إسناده صحيح، بيان: هو ابن بشر الأحمسي، سبق توثيقه 878، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 /133. وبرة، بفتح الواو والباء: هو ابن عبد الرحمن المسلي، بضم الميم وسكون السين وكسر اللام، سبق توثيقه في 1413، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/182، وصرح بأنه سمع ابن عمر. (4513) إسناده صحيح، الشيباني: هو ابن إسحق سليمان بن أبي سليمان. والحديث رواه أبو داود 3: 426 - 427 عن واصل بن عبد الأعلى عن ابن فضيل بهذا الإسناد. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة". وانظر 1716. الإقران: هو القرآن، بكسر القاف، وهو أن يقرن بين التمرتين في الأكل.

4514 - حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا حُصَين عن مجاهد عن ابن عمر: أنه كان يَلعق أصابعَه، ثم يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إنك لا تدري في أيّ طعامك تكونُ البركة". 4515 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَرأخبرنا الزُّهْرِي عن سالم بن عبد لله عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتركوا النارَ في بيوتكم حين تنامون". 4516 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَرأخبرنا الزُّهْرِي عن

_ (4514) إسناده صحيح، حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. والحديث في مجمع الزوائد 5: 27 وقال: "رواه أحمد والبزار، [ثم ذكر لفظ البزار]، ورجالهما رجال الصحيح". وقد مضى نحوه بمعناه من حديث، ابن عباس 1924، 3234، 3499، ومن حديث ابن عباس وجابر 2672. (4515) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 71 ومسلم 2: 134، كلاهما من طريق سفيان ابن عيينة عن الزهري. ورواه أبو داود 4: 533 عن أحمد بن حنبل عن سفيان عن الزهري، ونسبه المنذري أيضاً للترمذي وابن ماجة. وستأتى رواية أحمد عن سفيان (4516) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 286 من طريق شعيب عن الزهري، ورواه أيضاً مسلم، كما في الفتح، والترمذي وابن ماجة، كما في الجامع الصغير 2559. كإبل مائة: في الفتح: " قال الخطابي: العرب تقول للمائة من الإبل: إبل، يقولون: لفلان إبل، أي مائة بعير، ولفلان إبلان، أي مائتان". فقوله "مائة" تفسير للإبل. الراحلة: قال ابن الأثير:"الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال، والذكر والأنثى فيه سواء. والهاء فيها للمبالغة. وهي التي يختاره الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر، فإذا كانت في جماعة من الإبل عرفت". وقال أيضاً: "يعني أن المرضي المنتخب من الناس في عزةِ وجوده، كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال والأسفار الذي لا يوجد في كثير من الإبل". وقال =

سالمِ بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الناسُ كإبلٍ مائةٍ، لا يُوجد فيها راحلةٌ". 4517 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهْري عن سالم عن أبيه: أنهم كانوا يُضْرَبُون على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا اشتَرَوْا طعاماً جُزافاً أن يبيعوه في مكانه، حتي يُؤْوُه إلى رِحالهم. 4518 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهْري عن سالم عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على راحلته حيثُ توجَّهتْ به. 4519 - حدثنا عبد الرحمن بن مهديّ عن مالك عن أبي بكر ابن عُمر عن سعيد بن يَسَار عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَوتر على البعير. ________ = الحافظ في الفتح:" قال القرطبي: الذي يناسب التمثيل أن الرجل الجواد الذي يحمل أثقال الناس والحمالات عنهم ويكشف كربهم، عزيز الوجود، كالراحلة في الإبل الكثيرة. وقال ابن بطال: معنى الحديث: أن الناس كثير، والمرضى منهم قليل". (4517) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 300 من طريق عبد الرزاق عن معمر. قال المنذرى: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي". وانظر 3496. الجزاف، بضم الجيم وكسرها، والجزافة، بالضم: بيعك الشيء واشتراؤكه بلا وزن ولا كيل، وهو يرجع إلى المساهلة. قاله في اللسان. (4518) إسناده صحيح، وهو مكرر 4470 بمعناه. وانظر 4476. (4519) إسناده صحيح، أبو بكر. هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو مدني ثقة، وثقه اللالكائي والخليلي وذكره ابن حبان في الثقات، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند الشيخين والترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في التهذيب. وهو في الموطأ رواية يحيى بن يحيى 1: 145مطولاً، فيه قصة، وفي موطأ محمد بن الحسن الذي رواه عن مالك 148 مختصراً كما هنا. وانظر 4476.

4520 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن عَمرو بن يحيى عن سعيد بن يَسار عنٍ ابن عمر قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على حمارٍ وهو مُوَجّهٌ إلى خَيْبَرَ. 4521 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سالمِ عن أبيه: أن عمر بن الخطاب حَمل على فرسٍ في سبيل الله، فوجدها تُباع، فسأل النبيَّ -صلي الله عليه وسلم- عن شرائها؟، فقال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "لا تَعُدْ في صدقتك". 4522 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استأذنتْ أحدَكم امرَأته أن تأتى المسجدَ فلا يمنعْها"، قال: وكانت امرأُة عمر بن الخطاب تصلي في المسجد، فقال

_ (4520) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 165. ورواه مسلم 1: 195 وأبو داود 1: 473، كلاهما من طريق مالك، ونسبه المنذري أيضاً للنسائي. ونقل في عون المعبود تعليل الدراقطني وغيره لهذا الحديث، بأن عمرو بن يحيى المازني أخطأ في قوله "على حمار"، وأن الصحيح أنه صلى على راحلته أو على البعير!!، وهذا تعليل كله تحكم، فثبوت هذا لا ينفى ثبوت ذاك. عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المازني: ثقة، وثقه ابن سعد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. موجه، بكسر الجيم المشددة، أي متوجه، يقال "وجه إلى كذا" أي توجه، كأنه وجه وجهه أو دابته أو نحو ذلك. وفي ك "متوجه"، وهو يوافق رواية الموطأ وأبي داود، وما هنا موافق رواية مسلم. وانظر 4518. (4521) إسناده صحيح، ورواه أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى 2076. وانظر ما مضى في مسند عمر 166،258، 281، وفي مسند الزبير 1410. (4522) إسناده صحيح، ورواه البخاري 2: 291 من طريق يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري، و9: 295 من طريق سفيان عن الزهري، ولكنه روى المرفوع منه فقط، فلم يذكر قصة امرأة عمر، وأشار الحافظ في الفتح في الموضع الأول إلى هذه الزيادة عند أحمد. ورواه مسلم أيضاً مختصراً 1: 219 من طريق سفيان عن الزهري. وقد مضى نحو هذا المعنى بإسناد منقطع من مسند عمر 283.

لها: إنك لَتعلمينَ ما أُحبّ!، فقالت: والله لا أنْتَهِي حتى تنهاني!، قال: فطُعِن عُمر وإنها لفى المسَجد. 4523 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزَّهْرِيّ عن سالم عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع عمر وهو يقول: وأبي، فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فإذا حلف أحدُكم فليحلفْ بالله أو ليَصْمُتْ"، قال عمر: في حلفتُ بها بعدُ ذاكراً ولا آثراً. 4524 - حدثنا أبو مَعْمَر سعيد بن خُثَيم حدثنا حَنْظَلة عن سالم ابن عبد الله قال: كان أبيِ عبدُ الله بن عمر إذا أتى الرجلَ وهو يريد السفر قال له: ادنُ حتى أُوَدِّعك كما كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يودِّعنا، فيقول: "أستودعُ الله دينك وأمانتك وخواتِيمَ عملك". 4525 - حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن مهدي، حدثنا مالك عن

_ (4523) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وغيرهما، كما في المنتقى 4862. وقد مضى نحوه بمعناه من رواية عبد الله بن عمر عن أبيه عمر 112، 241، ومضى نحوه أيضاً من رواية ابن عباس عن عمر 214، 240. وانظر أيضاً 329. وسيأتي نحوه 4548، 4593. (4524) إسناده صحيح، حنظلة: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي، وهو ثقة، قال وكيع وأحمد: "ثقة ثقة"، وقال ابن معين: "ثقة حجة"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 42. والحديث رواه الترمذي 3: 243، 244 عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن سعيد بن خثيم بهذا الإسناد، وقال: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم بن عبد الله". وقال شارحه: "وأخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما". (4525) إسناده صحيح، وهو في الموطأ حديثان: الأول 2: 124، والثانى 2: 5. وقد مضى معناهما 4493 , 4507

نافع عن ابنِ عمر: أن رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عِن بيع الثَّمَرة حتى يَبْدُوَ صلاحُها، نهى البائعَ والمشتري، ونَهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ، مخافةَ أن يناله العدوُّ. 4526 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نَهى عن الشِّغَار. 4527 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رجلاً لاعنَ امرأته وانْتَفَى من ولدها، ففرَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما، فأَلْحَقَ الولدَ بالمرأة. َ 4528 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نَهى عن المُزَابنة، والمزابنةُ: اشتراءُ الثَّمَر بالتّمْر، كَيْلاً، والكَرْم بالزبيب كيلاً.

_ (4526) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 2: 69 وزاد في آخره. "والشغار: أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته، ليس بينهما صداق". قال السيوطي في شرحه: "قال الشافعي: لا أدري، هذا التفسير من كلام النبي-صلي الله عليه وسلم-، أو ابن عمر، أو نافع، أو مالك؟، حكاه البيهقي في المعرفة. وقال الخطيب وغيره: هو قول مالك وصَلَه بالمتن المرفوع، بيَّن ذلك ابن مهدي والقعنبي ومحرز بن عون فيما أخرجه أحمد. وقال الحافظ ابن حجر: الذي تحرر أنه من قول نافع، بيّنه يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر قال: قلت لنافع: ما الشغار؟، فذكره". والذي حرره الحافظ هو الصحيح، لأنه سيأتي 4692 رواية يحيى عن عبيد الله أنه هو الذي سأل نافعاً. والحديث رواه الجماعة، كما في المنتقى 3500، قال: "لكن الترمذي لم يذكر تفسير الشغار. وأبو داود جعله من كلام نافع". (4527) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 2: 90. ورواه الجماعة، كما في المنتقى 3764. وانظر ما مضى 4477 وما يأتى 4693. (4528) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه من رواية أيوب عن نافع 4490 وأشرنا إلى هذه الرواية هناك.

4529 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رَجَم يهوديَّاً ويهوديةً. 4530 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن أبي بكر بن عمر عن سعيد بن يَسَار عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوْتَر على البعير. 4531 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابِن عمر: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- نَهى عنِ تَلَقّى السّلَع حتى يهبَطَ بها الأسواق، ونهى عن النَّجْش، وقال: "لا يبِعْ بَعضكمَ على بيعِ بعضٍ"، وكان إذا عَجِل به السَّير جمع بين المغرب والعِشاء. 4532 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عَن موسى بن عُقْبة

_ (4529) إسناده صحيح، وهو مختصر من حديث طويل في الموطأ 3: 38. وقد مضى أيضاً مطولاً من طريق أيوب عن نافع 4498. (4530) إسناده صحيح، وهو مكرر 4519 بهذا الإسناد. (4531) إسناده صحيح، وهو في الحقيقة أربعة أحاديث: النهي عن تلقي السلع، وعن النجش، وعن بيع بعضهم على بيع بعض، والجمع بين الصلاتين. ولم أجد الأول في الموطأ، والثلاثة الأخرى فيه 2: 170، 171 و 1: 161 ولكن الأول والثاني رواهما معاً محمد ابن الحسن في موطئه عن مالك 335 - 336، والأخير سبق معناه 4472 وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2313، 3482. وفي مسند ابن مسعود 4096. وانظر المنتقى 2840، 2843، 2844. النجش، بفتح النون وسكون الجيم: قال ابن الأثير: "هو أن يمدح السلعة لينفقها ويروجها أويزيد في ثمنها، وهو لا يريد شراءها، ليقع غيره فيها. والأصل فيه تنفير الوحش من مكان إلى مكان". (4532) إسناده صحيح، ورواه الشيخان بزيادة في آخره، كما في المنتقى 4280. ونقله ابن كثير في التفسير 8: 283 عن هذا الموضع، وقال: وأخرجه صاحبا الصحيح من رواية موسى بن عقبة بنحوه".

عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَطع نخلَ بني النَّضِير وحَرَّق. 4533 - حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزُّهْريّ عن سالم عن ابن عمر قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين. 4534 - حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني المطَّلب بن عبد الله ابن حَنْطَب: أن ابن عمر كان يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، ويُسْند ذلك إلى رسول الله - صلي الله عليه وسلم -. 4535 - حدثنا الوليد حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن

_ (4533) إسناده صحيح، وهو مختصر من حديث رواه البحاري 2: 464 من طريق نافع، و3: 407 من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر، ورواه مسلم 1: 193 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، ومن طريق نافع ومن طريق حفص بن عاصم، كلهم عن ابن عمر، وسيأتي الحديث المطول كرواية البخاري 4652. (4534) إسناده صحيح، وقد أشار إليه التَرمذي 1: 52 في قوله "وفي الباب"، وقال شارحه: "أخرجه ابن حبان وغيره". ولم أجده في مجمع الزوائد. وقد مضى عن روح عن الأوزاعي 3526 من حديث ابن عمر في الوضوء ثلاثاً ثلاثاً ومن حديث ابن عباس في الوضوء مرة مرة. (4535) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 434 من طريق الوليد بن مسلم بهذا الإسناد، وقال: "هذا حديث منكر". قال في عون المعبود: "هكذا قاله أبو داود"، ولا يعلم وجه النكارة، فإن هذا الحديث رواته كلهم ثقات، وليس بمخالف لرواية أوثق الناس. وقد قال السيوطي: قال الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي: هذا حديث ضعفه محمد بن طاهر، وتعلق على سليمان بن موسى، وقال: تفرد به. وليس كما قال، فسليمان حسن الحديث، وثقه غير واحد من الأيمة، وتابعه ميمون بن مهران عن نافع، وروايته في مسند أبي يعلى، ومطعم بن المقدام الصنعاني عن نافع، وروايته عند الطبراني. فهذان متابعان لسليمان بن موسى". أقول: وسليمان بن موسى سبق توثيقه 1672 ونزيد هنا =

موسى عن نافع مولى ابِن عمر: أن ابن عمر سمع صوتَ زَمَّارة راع، فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلتَه عن الطريق، وهو يقول: يا نافع، أتسمع؟، فأقول: نعم، فيمضي، حتى قلتُ: ِ لا، فوِضِع يديه، وأعاد راحلتَه إلى الطريق، وقال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وسمع صوت زَمّارة راع فصنَع مثل هذا. 4536 - حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي أن يحيى بن أبي كثير حدثه أن أبا قلابة حدثه عن سالم بن عبد الله عنٍ عبِد الله بن عمر قال: سمعت رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تَخْرُج نارٌ من حَضْرموْت"، أو "بحضرموت، فتسوقُ الناس"، قلنا: يا رسول الله ما تأمرنا؟، قال: "عليكم بالشأم" 4537 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ حدثني أبو بكر بن عُبيد الله ابن عمر عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أكل أحدكم فليأكلْ بيمينه، وإذا شرب فليشربْ بيمينه، فإن الشيطان يأكل بِشِمَاله، ويشرب بشماله". 4538 - حدثنا سفيان عن الزُّهرِيّ عن سالم عن أبيه قال: سأل رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: ما يلبسُ المُحْرم من الثياب؟، وقال سفيان مرةً: ما يتركُ

_ = أنه أثنى عليه شيخه عطاء بنْ أبي رباح، قال: "سيد شباب أهل الشأم سليمان بن موسى": وقال الزهري: "سليمان بن موسى أحفظ من مكحول"، وقال ابن سعد: "ثقة، أثنى عليه ابن جُريج. فإنكار أبي داود هذا الحديث خطأ. وسيأتي 4965. (4536) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 226 من طريق شيبان النحوي عن يحيى بن أبي كثير، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر". (4537) إسناده صحيح، أبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر: ثقة، وثقه أبو زرعة. والحديث رواه مالك في الموطأ 3: 109 عن ابن شهاب، وهو الزهري. ورواه مسلم 2: 135 من طريق سفيان عن الزهري، ومن طريق مالك عن الزهري، ورواه أيضاً أبو داود والترمذي وصححه، كما في المنتقى 4680. (4538) إسناده صحيح، وهو مكرر 4482 ومطول 4456.

المحرمُ من الثياب، فقال: "لا يلبس القميص، ولا البُرْنُس، ولا السراويل، ولا العمامة، ولا ثوباً مَسَّه الوَرْس ولا الزعفرانُ، ولا الخفّين، إلا لمن لا يجد نعلين، فمن لم يجد النعلين فلْيلبس الخفّين، ولْيقطعْهما حتى يكونا أسفل من الكعبين". 4539 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه: أنه رأى

_ (4539) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 137 من طريق سفيان بن عيينة وغيره عن الزهري، بهذا الإسناد. وكذلك رواه أبو داود 3: 178 من طريق ابن عيينة. ورواه مالك في الموطأ 1: 224 عن الزهري: أن رسول الله إلخ، مرسلا. ورواه الترمذي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، مرسلا أيضاً. قال الترمذي: "حديث ابن عمر هكذا روى ابن جُريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه، نحو حديث ابن عيينة. وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغيرهم من الحفاظ، عن الزهري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمشي أمام الجنازة. وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك: أصبح. قال أبو عيسى [هو الترمذي]: وسمعت يحيى بن موسى يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: قال ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسل أصح من حديث ابن عيينة، قال ابن المبارك: وأرى ابن جُريج أخذه عن ابن عيينة". وفي شرح الموطأ للسيوطي: "قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في الموطأ مرسل عند رواته. وقد وصله عن مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه جماعة، منهم يحيى بن صالح الوحاظى، وعبد الله بن عون، وحاتم بن سالم القزاز. ووصله أيضاً كذلك جماعة ثقات من أصحاب ابن شهاب، منهم ابن عيينة، ومعمر، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عقبة، وابن أخي ابن شهاب، وزياد بن سعد، وعباس بن الحسن الحراني، على اختلاف على بعضهم، ثم أسند رواياتهم. قلت [القائل هو السيوطي]: رواية ابن عيينة أخرجها أصحاب السنن الأربعة". ومن الواضح البّين أن وصله زيادة من ثقة، بل من ثقات، فهي مقبولة. وفي عون المعبود عن التلخيص أن علي بن المديني قال لابن عيينة: "يا أبا محمد، خالفك الناس في هذا الحديث؟، فقال: أستيقنُ الزهري حدثني مراراً لست أحصيه، يعيده ويبديه، سمعته من فيه، عن سالم عن أبيه". وأنه جزم أيضاً بصحته ابن المنذر وابن حزم. وهذا هو الحق. وانظر 3585، 4110. ومما يؤكد وصله انظر 4939 و 4253.

رسول الله-صلي الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يَمْشُون أمامَ الجنازة. 4540 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفَع يديه حتى يُحَاذي مَنْكِبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعدَ ما يرفعُ رأسَه من الركوع، وقال سفياَن مرةً: وإذا رفع رأسَه، وأكثرُ ما كان يقول: وبعدَ ما يرفع رأسَه من الركوع، ولا يرفع بين السجدتين. 4541 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن بيع الثَّمْر بالتَّمْر، قال سفيانِ: كذا حفظنا: الثَّمَر بالتَّمْر، وأخبرهم زيد بن ثابت: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- رخص في العَرَايا. 4542 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِي عن سالم عن أبيه: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَجْمَع بين المغرب والعِشاء إذا جَدَّ به السَّيْرُ. 4543 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيهِ قال: سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عما يقتل المُحْرمُ من الدواب؟، قال: "خمسٌ لا جُناح في قَتْلهن على مَن قَتَلهن في الحرَم: العقرب، والفأرة، والغراب، والحدأة، والكلب العَقُور". 4544 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِي عن سالم عن أبيه أن

_ (4540) إسناده صحيح، ورواه مالك 1: 97 عن الزهري مطولاً، وستأتي رواية مالك 4674. وكذلك رواه الشيخان، كما في المنتقى 845، 846. (4541) إسناده صحيح، وهو مختصر 4490. وانظر 4528. (4542) إسناده صحيح، وهو مختصر 4472 وبعض 4531. (4543) إسناده صحيح، وهو مكرر 4461. (4544) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 45 من طريق شعيب عن الزهري عن سالم، و 9: =

النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشوم في ثلاث: الفرس، والمرأة، والدار"، قال سفيان: إنما

_ = 118 من طريق مالك عن الزهري عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر. ورواه مسلم 2: 190 من طريق مالك وطريق يونس وطريق سفيان بن عيينة وطريق صالح، كلهم عن الزهري عن حمزة وسالم، ومن طريق عقيل بن خالد وطريق عبد الرحمن بن إسحق وطريق شعيب، كلهم عن الزهري عن سالم. قال الحافظ في الفتح 6: 45: "نقل الترمذي عن ابن المديني والحميدي أن سفيان كان يقول: لم يرو الزهري هذا الحديث إلا عن سالم، انتهى. وكذا قال أحمد عن سفيان: إنما نحفظه عن سالم، [يريد الكلمة التي هنا في آخر الحديث]. لكن هذا الحصر مردود، فقد حدث به مالك عن الزهري عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر عن أبيهما، ومالك من كبار الحفاظ، لا سيما في حديث الزهري. وكذا رواه ابن أبي عمر عن سفيان نفسه. أخرجه مسلم والترمذي عنه. وهو يقتضي رجوع سفيان عما سبق من الحصر". أقول: وما أظن الأمر كذلك، إنما الراجح عندي أن سفيان بن عيينة بلغته رواية ابن أبي ذئب الشاذة، التي أدخل فيها راوياً بين الزهري وسالم، وهو "محمد بن زُبيد بن قنفذ" كما ذكر الحافظ في أول الكلام في هذا الموضع، فأراد أن يؤكد روايته، بأنه إنما يحفظه "عن الزهري عن سالم" مباشرة، وتؤيده رواية شعيب عند البخاري "عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله". وهذا تحقيق دقيق. وأما مصحح ح فإنه لم يَجُل بخاطره شيء من هذا، وظن كلمة سفيان آخر الحديث ترجع إلى اختلاف في لفظ الحديث، فأثبت كلمة "الشوم" متن الحديث "الشؤام"، ثم أثبتها في كلمة سفيان الأخيرة "الشؤم"!!، ظن أنه فرق بين الروايتين بزيادة ألف في الأولى أخرجت الكلمة عن العربية!!، فليس في العربية شيء اسمه "الشؤام". وفي بعض روايات هذا الحديث عند الشيخين وغيرهما: "إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس". والشؤم معروف، وأصله الهمزة، ولكن ابن الأثير ذكره في "ش وم" وقال: أي إن كان ما يُكره ويُخاف عاقبته ففي هذه الثلاثة. وتخصيصه لها لأنه إنما أبطل مذهب العرب في التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء ونحوهما، قال: فإن كانت لأحدكم دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس يكره ارتباطها، فليفارقها، بأن ينتقل عن الدار ويطلق المرأة ويبيع الفرس. وقيل: إن شوم الدار ضيقها وسوء جارها، وشوم المرأة أن لا تلد، وشوم الفرس أن لا يُغْزى عليها. والواو في الشوم همزة، ولكنها خففت فصارت واواً، وغلب عليها التخفيف حتى لم =

نحفظه عن سالم، يعني "الشُّوم". 4545 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيِ عن سالم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الذي تفوتُه صلاة العصر فكأنما وُتر أهلَه ومالَه". 4546 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِي عن سالم عن أبيه روايةً، وقال مرةً: يَبْلغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون". 4547 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِي عن سالم عن أبيه: رأى رجل أن ليلةَ القدر ليلةُ سبع وعشرين أو كذا وكذا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "أرى رؤياكم قد تواطأت، فالتمسوها في العشر البواقي، في الوتر منها". 4548 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِي سمع سالماً عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع عمر وهو يقول: وأبِي، وأبي، فقال: "إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم"، قال عمر: فوالله ما حلفتُ بها ذاكراً، ولا آِثراً.

_ = ينُطق بها مهموزة، ولذلك أثبتناها ها هنا". وقد أفاض الحافظ في الفتح في تفسير الحديث وتوجيهه. وانظر 1554. (4545) إسناده صحيح، ورواه أيضاً أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى 556. وانظر ما يأتي 4621. وتر، بالبناء لمَ لم يسم فاعله: قال ابن الأثير: "أي نُقص، يقال وترته إذا نقصته، فكأنك جعلته وتراً بعد أن كان كثيراً". وقيل: هو من الوتر: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبى، فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتل حميمه أو سُلب. أهله وماله: يروى بنصب الأهل ورفعه، فمن نصب جعله مفحولاً ثانياً لوتر، وأضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله عائداً، إلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفع لم يضمر، وأقام الأهل مقام ما لم يسم فاعله، لأنهم المصابون المأخوذون، فمن رد النقص إلى الرجل نصبهما، ومن رده إلى الأهل والمال رفعهما". (4546) إسناده صحيح، وهو مكرر 4515. (4547) إسناده صحيح، وهو مكرر 4499، ولكن هناك "في السبع الأواخر". (4548) إسناده صحيح، وهو مختصر 4523. كلمة "فوالله" كرر في ح مرتين وأثبتنا ما في ك.

4549 - حدثنا سفيان عن الزّهْرِي عن سالِم عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من اقتنَى كلباً إلا كلبَ صيدٍ أو ماشيةٍ نُقص من أجره كلَّ يوم قيراطان". 4550 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حسَدَ إِلاً في اثنتين: رجلٌ آتاه الله القرآنَ فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجلٌ آتاه الله مالاً فهو ينفقه في الحق آناء الليل والنهار". 4551 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيُّ عن سالم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذنَ ابن أُمِّ مَكْتُوم". 4552 - حدثنا سفيان عن الزُّهريّ عن سالم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من باع عبداً وله مال فماله للبائع، إلا أن يشترط المُبْتاع، ومن باع نخلاً مؤبَّراً فالثمرة للبائع، إلا أن يشترط المبتاعُ". 4553 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل".

_ (4549) إسناده صحيح، وهو مختصر 4479. (4550) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في الترغيب والترهيب 2: 208. ومَد مضى معناه من حديث ابن مسعود 3651، 4109. (4551) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 1: 95 - 96 عن الزهري: ورواه أيضاً عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. ورواه الترمذي 1: 179 من طريق الليث عن الزهري. قال شارحه: "وأخرجه الشيخان". وقد مضى نحو معناه من حديث ابن مسعود 3654، 3717، 4147. (4552) إسناده صحيح، وقد مضى منه بيع النخل 4502. والحديث كله رواه الجماعة، كما في المنتقى 2849. (4553) إسناده صحيح، وهو مكرر 4466.

4554 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه أنه: سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يَعِظُ أخاه في الحياء، فقال: "الحياء من الإيمان". 4555 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وَقت"، وقال مرةً: "مُهَلُّ أهل المدينة من ذي الحُلَيفة، وأهل الشأم من الجُحْفة، وأهل نجدٍ من قَرْنٍ"، قال: وذُكر لي ولم أسمعْه: "ويُهِلُّ أهل اليمن من يَلَمْلَمَ". 4556 - حدثنا سفيان عن الزُّهْري عن سالم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استأذنتْ أحدَكم امرأتُه إلى المسجَد فلا يمنعْها". 4557 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه قال: قال

_ (4554) إسناده صحيح، ورواه أصحاب الكتب الستة، كما في الترغيب والترهيب 3: 253. (4555) إسناده صحيح، وهو مختصر 4455. والذي يقول "وذكر لي ولم أسمعه" هو ابن عمر، يريد أن مهل أهل اليمن لم يسمعه من رسول الله، ولكن سمعه من بعض الصحابة عنه. (4556) إسناده صحيح، وهو مختصر 4522. (4557) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 535 عن مسدد عن سفيان، بإسناده. قال المندري: "أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة". ذا الطفيتين، بضم الطاء المهملة وسكون الفاء: قال ابن الأثير: "الطفية: خوصة المقل في الأصل، وجمعها طُفّى [بضم الطاء وفتح الفاء المنونة]، شبه الخطين اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل". الأبتر: المقطوع الذَّنَب من أي موضع كان من جميع الدواب، قال في اللسان 5: 99: "والأبتر من الحيات: الذي يقال له الشيطان، قصير الذنب، لا يراه أحد إلا فر منه، ولا تبصره حامل إلا أسقطت. وإنما سمي بذلك لقصر ذنبه، كأنه بتر منه". "يلتمسان البصر" قال الخطابي في المعالم 4: 157 "قيل فيه وجهان: أحدهما: أنهما يخطفان البصر ويطمسانه، وذلك لخاصية في طباعهما إذا وقع بصرهما على بصر الإنسان. وقيل: معناه أنهما يقصدان البصر باللسع والنهش. وقد روي في هذا الحديث من رواية أبي =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوا الحَيّات وذا الطُّفْيَتين والأبْتَر، فإنهما يلتمسان البصر، ويَسْتَسْقطان الحَبَل"، وكان اَبن عمر يقتل كلّ حيةٍ وجدها، فرآة أبولبابة أو زيد بَن الخطاب وهو يطارد حيةً، فقال: إنه قد نهى عن ذوات البُيُوت. 4558 - قرأ علىَّ سفيانُ بن عيينة: الزُّهْريّ عن سالم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يأكل [أحدكم] من لحم أُضحِيَتِه فوق ثلاثٍ". 4559 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه قال:

_ = أمامة: فإنهما يخطفان البصر ويطرحان ما في بطون النساء. وهو يؤكد التفسير الأول". "أبو لبابة أو زيد بن الخطاب": أبو لبابة: هو ابن عبد المنذر، صحابي معروف. زيد بن الخطاب: أخو عمر، وعم عبد الله بن عمر. وكذلك في هذه الرواية على الشك. ورواه البخاري 6: 248 - 249 من طريق هشام عن معمر عن الزهري، فذكر أبا لبابة وحده، ولم يشك. قال الخطابي: "وقال عبد الرزاق عن معمر: فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب، وتابعه يونس وابن عيينة وإسحق الكلبي والزبيدي، وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري عن سالم عن ابن عمر: فرآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب". ورواه البخاري أيضاً 6: 252 - 253 من طريق ابن أبي مليكة عن ابن عمر، وفيه: "فلقيت أبا لبابة"، ثم رواه من طريق جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر، فذكر أبا لبابة وحده. ذوات البيوت: أي اللاتي يوجدن في البيوت. قال الترمذي 2: 348: "قال عبد الله بن المبارك: إنما يكره من قتل الحيات الحية التي تكون دقيقة كأنها فضة ولاتلتوي في مشيتها. (4558) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 120 بنحوه من طريق الليث والضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر، ومن طريق معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه. ورواه الترمذي وصححه 2: 360 من طريق الليث عن نافع. وروى البخاري حديثاً آخر بنحوه 10: 24 من طريق ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن سالم عن أبيه. وانظر 1186، 1192، 1235، 1236، 4319. وانظر الرسالة للشافعي بتحقيقنا 658 - 673. زيادة كلمة [أحدكم] من ك. (4559) إسناده صحيح، وهو مكرر 4492.

سمعت النبي-صلي الله عليه وسلم- سُئل: كيف يصلي بالليل؟، قال: "لِيُصَلِّ أحدُكم مَثْنَى مثنى، فإذا خشى الصبح فليوتر بواحدةٍ". 4560 - حدثنا سفيان حدثني عبد الله بن دِينار سمع ابن عمر يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الوَلاء وعن هِبَتِه. 4561 - حدثنا سفيان حدثني عبد الله بن دِينار عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تدخلوا على هؤلاء القوم الذين عُذّبوا إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، فإني أخَاف أن يصيبَكم مثل ما أصابَهم". 4562 - حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر: سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الضَّبّ؟، فقال: "لا آكله ولا أُحَرّمه".

_ (4560) إسناده صحيح، عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر، وهو تابعي ثقة مستقيم الحديث، كما قال أحمد، وقال أيضاً: "نافع أكبر منه، وهو ثبت في نفسه، ولكن نافع أقوى منه"، وهو من شيوخ مالك، روى عنه في الموطأ كثيراً، وروى عنه سفيان الثوري وسفيان بن عيينة. وسفيان هنا: هو ابن عيينة. والحديث رواه مالك في الموطأ 2: 9 عن عبد الله بن دينار. ورواه أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى 3334. (4561) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 443 و 8: 288 من طريق مالك عن عبد الله بن دينار. ورواه أيضاً 8: 95 من طريق معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه. ورواه مسلم بنحوه 2: 95 من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار، ومن طريق يونس عن ابن شهاب الزهري عن سالم مطولاً. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4: 104 ونسبه للبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، فقط. فلم يذكر المسند ولا صحيح مسلم!، وهؤلاء المعذبون هم أصحاب الحجر في ديار ثمود، وقد نهاهم رسول الله هذا النهي في حال توجههم إلى غزوة تبوك. وانظر تاريخ ابن كثير 5: 10 - 11. (4562) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه 4497. وأشرنا إلى تخريج هذا هناك.

4563 - حدثنا سفيان سمعتُه من ابن دينار عن ابن عمر عن النبي: "إذا سلَّم عليك اليهوديّ فإنما يقولَ: السَّامُ عليك، فقل: وعليك"، وقال مرةً: "إذا سَلَّم عليكم اليهودُ فقولوا: وعليكم، فإنهم يقولون: السَّامُ عليكم". 4564 - حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجَ اثنان دونَ الثالث"، وقال مرةً: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى أن يتناجى الرجلان دون الثالث، إذا كانوا ثلاثةً. 4565 - حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبايع على السمع والطاعة، ثم يقول، "فيما استطعتَ"، وقال مرةً: فيُلَقَّنُ أحدَنا:"فيما استطعتَ". 4566 - حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار قال سمعت عبد الله ابن عمرِ قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "البَيَّعانَ بالخيار ما لم يتفرَّقا، أو يكونَ بَيْعَ خِيَار". 4567 - حدثنا سفيان عن زيد بن أسْلَم سمعَ ابنَ عمر ابنُ

(4563) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 3: 132 عن عبد الله بن دينار، وكذلك رواه أبو داود بنحوه 4: 519 من طريق عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار. وأخرجه البخاري ومسلم والترمذيِ والنسائي، كما في عون المعبود عن المنذري. (4564) إسناده صحيح، وهو مكرر 4450. (4566) إسناده صحيح، ورواه مالك 3: 147 عن عبد الله بن دينار. ورواه أبو داود 3: 94 من طريق شُعبة عن عبد الله بن دينار. ونسبه المنذري للبخاري ومسلم والترمذي والنسائي. (4565) إسناده صحيح، وهو مكرر 4484. (4567) إسناده صحيح، وهو مختصر 4489. وزيد بن أسلم سمع هذا الحديث من عبد الله بن عمر، وأما قوله ابن ابنه عبد الله بن واقد "، فإنه هكذا في الأصلين. وهو ناقص أو =

ابنه عبد الله بن واقد: يا بنيِّ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا ينظر الله عز وجل إلى من جَرَ إزارَه خُيَلاء".

_ = محرف، ولعل أصله "سمع ابن عمر [ورأى] ابن ابنه عبد الله بن واقد، [فقال]: يا بني" إلخ، كما هو بيّن من السياق، وكما يفهم من كلام الحافظ في الفتح 10: 216 - 217، فإن البخاري روى المرفوع منه من طريق مالك عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم " يخبرون عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء". فقال الحافظ: "وقد روى داود بن قيس رواية زيد بن أسلم عنه بزيادة قصة، قال: أرسلني أبي إلى ابن عمر، قلت: أدخل؟، فعرف صوتي، فقال: أي بني، إذا جئت إلى قوم فقل: السلام عليكم، فإن ردوا عليك فقل: أدخل؟، قال: ثم رأى ابنه وقد انجر إزاره، فقال: ارفع إزارك، فقد سمعت، فذكر الحديث. وأخرجه أحمد والحميدي جميعاً عن سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم نحوه [يريد هذا الإسناد]، ساقه الحميدي، واختصره أحمد، وسَمَّيا الابن عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر. وأخرجه أحمد أيضاً من طريق معمر عن زيد بن أسلم: سمعت ابن عمر، فذكره بدون هذه القصة، وزاد قصة أبي بكر المذكورة في الباب الذي بعده، وقصة أخرى لابن عمر تأتي الإشارة إليها بعد بابين. وحديث نافع أخرجه مسلم من رواية أيوب والليث وأسامة بن زيد، كلهم عن نافع، قال، مثل حديا مالك، وزادوا فيه: يوم القيامة. قلت [القائل هو الحافظ]: وهذه الزيادة ثابتة عند رواة الموطأ عن مالك أيضاً، وأخرجها أبو نعيم في المستخرج من طريق القعنبي. وأخرج الترمذي والنسائي الحديث من طريق أيوب عن نافع، وفيه زيادة تتعلق بذيول النساء، [يريد الحديث الماضي 4489]. وحديث عبد الله ابن دينار أخرجه أحمد من طريق عبد العزيز بن مسلم عنه، وفيه: يوم القيامة. وكذا في رواية سالم وغير واحد عن ابن عمر. كما سيأتي في الباب الذي بعده". فهذا كلام الحافظ يدل على معنى الكلام الناقص هنا، وظنى- والله أعلم- أن نسخته من المسند كانت كهذين الأصلين، فلذلك لم يذكر نص روايته، بل أوجزها وأشار إليها إشارة. وأما رواية داود بن قيس، التي أشار إليها الحافظ في أول الكلام، فإنما ستأتي في المسند 4884. وعبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر، فهو تابعي قديم ثقة، رآه مالك. وكما أنكر عبد الله بن عمر على ابن ابنه هذا أنكر على غيره، كما سيأتي 5050، 5327، =

4568 - حدثنا سفيان عن زيد بن أَسْلَم عن عبد الله بن عمر: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجدَ بني عمرو بن عوف، مسجدَ قُباء يصلي فيه، فدخلتْ عليه رجالُ الأنصار يسلمون عليه، ودخل معه صُهَيْب، فسألتُ صهيباً: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا سُلّم عليه؟، قال: يشير بيده، قال سفيان: قلت لرجل: سَلْ زِيداً: أسمعتَه من عبد الله؟، وهبْتُ أنا أن أسأَله، فقال: يا أبا أسامة، سمعته من عبد الله بن عمر؟، قال: أما أنا فقد رأيتُه فكلمتُه. 4569 - حدثنا سفيان بن عُيَيْنة حدثنا صالح بن كَيْسان عن سالم عن أبيه: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قَفَل من حج أو عمرة أو غزوٍ فأوْفَى على فَدْفَد من الأرض قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله

_ = 6152. والحديث المرفوع من رواية مالك التي أشار إليها الحافظ، وهي الموطأ 3: 104 ولكن ليس فيه الزيادة التي ذكرها، فلعلها غير رواية يحيى بن يحيى. ورواه مسلم 2: 155 - 156 بأسانيد كثيرة، من طريق مالك وغيرِه. ونرى من تمام الفائدة أن نشير هنا إلى سائر أرقام روايات هذا الحديث في المسند، خصوصاً وأن الحافظ قد أشار إلى بعضها، وهي 5014، 5038. 5055، 5057، 5173، 5188،5248 ,5340، 5351، 5352، 5377، 5439 , 5460 , 5535، 5776، 5803، 5816، 6123، 6150، 6203، 6204، 6340، 6442. خيلاء: قال ابن الأثير:"الخيلاء والخِيلاء، بالضم والكسرة الكبر والعجب، يقال: اختال فهو مختال، وفيه خيلاء ومّخِيلة، أي كبر". (4568) إسناده صحيح، ورواه النسائي 1: 177 وابن ماجة 1: 165 والدارمي 1: 316، كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم. ولم يذكروا قول سفيان "قلت لرجل" إلخ. (4569) إسناده صحيح، وهو مكرر 4496 بنحوه. أوفى: أي أشرف واطّلع.

الحمد، وهو على كل شيء قدير، صدق الله وعدَه، ونصَر عبده، وهزَم الأحزاب وحدَه، آيِبون إن شاء الله تائبون عابدون، لربنا حامدون". 4570 - حدثنا سفيان عن موسى بن عُقْبة عن سالم قال: كان ابن عمر يقول: هذه البَيْداء التي يكذبون فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!، والله ما أحرم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من عند المسجد. 4571 - حدثنا سفيان عن ابن أبي لَبيد عن أبي سِلَمَة عِن ابن عمر: سمعت النبي-صلي الله عليه وسلم- سُئل عن صلاة الليل؟، فقال: "مثنى مثنى، فإذا خفتَ الصبح فأوتر بواحدة". 4572 - حدثنا سفيان عن ابن أبي لَبِيد عن أبي سَلَمَة سمعت

_ (4570) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2368. والمسجد: مسجد ذي الحليفة، كما بين في بعض رواياته عند الشيخين وغيرهما. قال الشوكاني 5: 35 - 36: "البيداء هذه فوق علمي ذي الحليفة لمن صعد من الوادي. قاله أبو عبيد البكري وغيره. وكان ابن عمر إذا قيل له الإحرام من البيداء أنكر ذلك، وقال: البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!، يعني بقولكم إنه أهل منها، وإنما أهل من مسجد ذي الحليفة. وهو يشير إلى قول ابن عباس عند البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم - ركب راحلته حتى استوت على البيداء أهل، وإلى حديث أنس المذكور في الباب. والتكذيب المراد به الإخبار عن الشيء على خلاف الواقع، وإن لم يقع على وجه العمد". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2296، 2528، 3149، 3525. (4571) إسناده صحيح، ابن أبي لبيد: هو عبد الله. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. والحديث مكرر 4559. (4572) إسناده صحيح، ورواه مسلم والنسائي وابن ماجة، كما في لمنتقى 589. يعتمون: في النهاية: "قال الأزهري: أرباب النَّعَم في البادية يريحون الإبل ثم ينيخونها في راحها حتى يعتموا، أي يدخلوا في عتمة الليل، وهي ظلمته، وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء: صلاة العتمة، تسمية بالوقت، فنهاهم عن الاقتداء بهم، واستحب لهم التمسك =

ابن عمر عن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "لا تَغلبنَّكم الأعرابُ علي اسم صلاتكم" ألا وإنها العِشاء، وإنهم يُعْتِمُون بالإبل"، أو "عن الإبل". 4573 - حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وهشام عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن الضَّبّ؟، فَقال: "لا آكله ولا أُحَرَّمُه". 4574 - حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد عن نافع قال ابن عمر: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فلما رأيتُه أسرعتُ فدخلت المسجد، فجلستُ، فلم أَسمع حتى نزل، فسألتُ الناسَ: أي شيء قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، قالوا: نهى عن الدُّبَّاء والمُزَفَّت أن يُنتَبَذَ فيه.

_ = بالاسم الناطق به لسان الشريعة". (4573) هو بإسنادين: أما أولهما، سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: فهو متصل صحيح. وأما الآخر "وهشام عن أبيه": فالراجح عندي أنه "هشام بن عروة" عن أبيه "عروة بن الزبير"، وأن سفيان بن عيينة سمعه من عبد الله بن دينار عن ابن عمر متصلاً، ومن هشام بن عروة عن أبيه مرسلاً، لم يذكر الصحابي الذي رواه عنه عروة. والحديث مكرر 4562. (4574) إسناده صحيح، ولكنه من مراسيل الصحابة، فإن ابن عمر صرح بأنه لم يسمعه من رسول الله، بل أخبره به بعض الحاضرين من الصحابة. وكذلك رواه مالك 3: 55 عن نافع. وروإه مسلم 2: 128 من طريق مالك ورواه آخرين عن نافع. وقد مضى 4465 من طريق نافع أيضاً عن ابن عمر: "أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى" إلخ، فلم يذكر أنه سمعه ولا أنه لم يسمعه. وروى مسلم 2: 129 نحوه من طريق أبي الزبير: "أنه سمع ابن عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الجَرّ والدباء والمزفت". فالظاهر أن ابن عمر لم يسمعه في المرة الأولى، ثم سمعه من رسول الله مرة أخرى، فحكى المرتين في الحالين. ومراسيل الصحابة جة بكل حال.

4575 - حدثنا سفيان حدثني مُسْلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المُعاوِي قال: صليت إلى جنبَ ابن عمر، فقلبْتُ الحصَى، فقال: لا تقلّب الحصَى، فإنه من الشيطان، ولكنِ كما رأيتُ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يفعل، كان يحركه هكذا، قال أبو عبد الله: يعني مَسْحَةً". 4576 - حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسافروا بالقرآن، فإني أخاف أن يناله العدوّ". 4577 - سمعت سفيان قال: إنه نَذَر، يعني أن يعتكف في المسجد الحرام، فسأل النبي-صلي الله عليه وسلم-؟، فأمره، قيل لسفيان، عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن عمر نذر؟، قال: نعم. 4578 - حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه قال. حقٌّ على كل مسلم أن يبيت ليلتين وله ما يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبةٌ عنده.

_ (4575) إسناده صحيح، علي بن عبد الرحمن المعاوي: تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي وغيرهم، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث، عند مسلم وأبي داود والنسائي، كما في ترجمته من التهذيب. أبو عبد الله الذي فسر بالمسحة الواحدة، هو الإمام أحمد ابن حنبل. (4576) إسناده صحيح، وهو مكرر 4507 ومختصر 4525. (4577) إسناده صحيح، وهو مختصر 255، ولكن هناك "عن ابن عمر عن عمر"، فجعله من مسند عمر، واختصر سفيان هنا لفظ الحديث، والمراد واضح: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يفى بنذره. (4578) إسناده صحيح، وهو مختصر 4469، ولكن هذا موقوف وذاك مرفوع، والرفع زيادة ثقة. قوله "أن يبيت": يريد: "أن لا يبيت"، ومثل هذا كثير في العربية. وكلمة "لا" أثبتت بهامش ك. وأخشى أن تكون تصرفاً من ناسخ أو قارئ.

4579 - حِدشا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بعث سَرية إلى بخد، فبلغتْ سهامُهم اثني عشر بعيراً، ونَفِّلنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيراً بعيرَاً. 4580 - حدثنا سفيان عن أيوب عن نافعِ قال: كنا مع ابن عمر بضَجْنَانَ، فأقام الصلاة، ثم نادى، ألاَ صَلُّوا في الرِّحال، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر منادياً في الليلة المَطِيرة أو الباردة: "ألاَ صَلوا في الرِّحَال". 4581 - حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، يَبْلُغ به النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يميني فقال: إن شاء الله، فقَد اسْتثنَى". 4582 - قرأ علىَّ سفيانُ: سمعت أيوب عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى عن بيع حَبَل الحَبَلَةِ. 4583 - حدثنا سفيان عن ابن جُدْعان عن القاسم بن رَبيعة عن

_ (4579) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 4320. (4580) إسناده صحيح، وهو مختصر 4478. (4581) إسناده صحيح، وهو مختصر 4510. (4582) إسناده صحيح، وهو مكرر 4491. (4583) في إسناده بحث دقيق، والراجع عندي أنه صحيح. ابن جدعان: هو علي بن زيد بن جدعان. القاسم بن ربيعة بن جوشن الغطفاني: تابعي ثقة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 161، وروى بإسناده عن الحسن: "أنه كان إذا سئل عن شيء من أمر النسب قال: عليكم بالقاسم بن ربيعة"، وترجمه أيضاً ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 110. والحديث من طريق سفيان بن عيينة- شيخ أحمد هنا- رواه النسائي 2: 247 عن محمد بن منصور، وابن ماجة 2: 71 - 72 عن عبد الله بن محمد الزهري، والدارقطني ص 333 من طريق إسحق بن أبي إسرائيل، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وفي رواية النسائي وابن ماجة التصريح بأن علي بن زيد بن جدعان =

ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوِم فتح مكة، وهو على دَرَجِ الكعبة: "الحمد لله، صدَق وعدَه، ونصرَ عبده، وهزم الأحزَاب وحده، ألا إن قتيل

_ = "سمعه من القاسم بن ربيعة". ورواه أبو داود 4: 310 عن مسدد عن عبد الوراث عن ابن جدعان، كمثل رواية ابن عيينة. وكذلك البيهقي 8: 68 من طريق أبي داود بهذا الإسناد. قال أبو داود عقب هذه الرواية: "وكذا رواه ابن عيينة أيضاً عن علي بن زيد عن القاسم بن ربيعة عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، يشير إلى هذا الإسناد الذي هنا والذي أشرنا إلى أنه رواه أيضاً النسائي وابن ماجة والدارقطني. وسيأتي في المسند 4926 أنه يرويه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن ابن عمر، وكذلك رواه الدارقطني 333 من طريق إسحق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر" عن علي بن زيد عن القاسم عن ابن عمر". وفي رواية أحمد الآتية: (قال عبد الرزاق: كان مرةً يقول: ابن محمد، ومرةً يقول: ابن ربيعة". أي أن معمراً كان يرويه عن شيخه ابن جدعان عن القاسم، فمرة يقول "القاسم بن محمد" ومرة يقول "القاسم ابن ربيعة". وهذا الشك أو الوهم من معمر لا يؤثر، فإن راويين آخرين ثقتين، هما سفيان ابن عيينة في هذا الإسناد، وعبد الوراث عند أبي داود كما نقلنا آنفاً، جزما بأنه القاسم بن ربيعة، بل صرح ابن عيينة- عند النسائي وابن ماجة- بأن علي بن زيد "سمعه من القاسم بن ربيعة"، وهذا كاف في نفى شك الشاك، ورفع وهم الواهم. ورواه أيضاً أحمد، فيما يأتي في المسند 5805 عن عثمان عن حماد بن سلمة "أخبرنا على بن زيد عن يعقوب السدوسي عن ابن عمر"، وهذه الرواية أشار إليها أبو داود في السنن 4: 310 بقوله: "ورواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يعقوب السدوسي عن عبد الله بن عمرو"، وكذلك ذكر الدارقطني 332 أن حماد بن سلمة "رواه عن على بن زيد عن يعقوب السدوسي عن عبد الله بن عمرو"، فجعلاه من حديث "عبد الله بن عمرو بن العاص"!، وعندي أن هذا وهم من أبي داود والدارقطني، أو من بعض شيوخهما الأولى رويا عنهم. لأنهما علقاه فلم يذكرا إسناده إلى حماد بن سلمة، وأن رواية المسند أوثق، خصوصاً أنه مرتب على مسانيد الصحابة، فذكره في مسند "عبد الله بن عمر بن الخطاب". وإنما جاء الوهم ممن وهم لأن الحديث روي بأسانيد =

العمد الخطأ بالسوط أو العصا فيه مائةٌ من الإبل"، وقال مرةً: "المغلَّظة، فيها أربعون خَلِفَةً، في بطونها أولادُها إن كل مأْثُرَة كانتْ في الجاهلية ودمٍ

_ = أخر من حديث "عبد الله بن عمرو بن العاص"، وسنذكرها: فرواه أحمد 6533، 6552 في مسند "عبد الله بن عمرو بن العاص" عن محمد بن جعفر عن شُعبة عن أيوب: "سمعت القاسم بن ربيعة يحدث عن عبد الله بن عمرو". وكذلك رواه النسائي 2: 247 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن ماجة 2: 71 من طريق عبد الرحمن ومحمد بن جعفر، والدارقطني 332 من طريق عبد الرحمن، كلاهما، أعني عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جفر، عن شُعبة، بهذا الإسناد، وقد أشار أبو داود إلى هذا الإسناد، فقال: "ورواه أيوب السختياني عن القاسم بن ربيعة عن ابن عمرو". وهذا إسناد صحيح متصل، رواته حفاظ ثقات. فإما أن يكون القاسم بن ربيعة رواه عن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، فرواه على الوجهين، مرة من هنا ومرة من هناك، وإما أن يكون الحديث حديث ابن عمرو بن العاص، ويكون على بن زيد بن جدعان وهم في أنه ابن عمر بن الخطاب، لأن أيوب السختياني أحفظ وأثبت من ابن جدعان. والوجه الأول أرجح عندي، فهذان هما أصل الحديث: رواية أيوب السختياني وعلى بن زيد، لأنهما لم يضطربا فيه، ولم تختلف الرواة عنهما، إلا اختلافاً يسيراً في بعض روايات علي بن زيد، أشرنا إليه آنفاً. فالحديث ثابت صحيح، إما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وحده، وإما من حديثه وحديث عبد الله بن عمر ابن الخطاب. ثم اضطربت روايات أخر، بين أن يكون من حديث ابن العاص، وبين أن يكون عن رجل من الصحابة، وبين أن يكون مرسلاً، واضطربت أسانيدها: فرواه أبو داود 4: 309 - 310 من طريق "حماد عن خالد عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو"، ومن طريق "وهيب عن خالد بهذا الإسناد، نحو معناه"، ورواه البيهقي 8: 68 من طريق أبي داود بالإسناد الأول. وكذلك رواه النسائي 2: 247 من طريق "حماد عن خالد، يعني الحذاء، عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله"، ولم يبين إن كان ابن عمرو بن العاص أو ابن عمر بن الخطاب. ورواه الدارقطني 332 - 333 من طريق وهيبِ عن خالد عن القاسم بن ربيعة عن =

ودعوَى "، وقال مرةً: "ودم ومالٍ، تحت قدميَّ هاتين، إلا ما كان من سِقَاية

_ = عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو. ووقع في نسخة الدارقطني المطبوعة "وهيب بن خالد" وصوابه "وهيب عن خالد"، فإنه "وهيب بن خالد" يرويه عن "خالد الحذاء". ورواه أحمد 15453 عن هشام "أخبرنا خالد عن القاسم بن ربيعة بن جوشن عن عقبة بن أوس عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم-. وكذلك رواه النسائي 2: 247 من طريق هُشيم عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وكذلك رواه الدارقطني 333 من طريق الثوري عن الحذاء، بهذا الإسناد. ورواه النسائي أيضاً من طريق بشر بن المفضل ومن طريق يزيد، كلاهما عن خالد عن القاسم بن ربيعة عن يعقوب بن أوس عن رجل من أصحاب النبي-صلي الله عليه وسلم-. ورواه الدارقطني 332 من طريق يزيد بن زريع وبشر بن المفضل، كلاهما عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. ورواه البيهقي من هذه الطريق 8: 68 - 61 من طريق الدارقطني. فهذه طرقه من رواية "خالد الحذاء"، وهي مضطربة كما ترى، ولا نستطيع أن بخزم بأن الاضطراب منه أو من الرواة عنه. ومع ذلك فإني أجد أن البيهقي روى بإسناده 8: 61 عن العباس بن محمد قال: "وسئل يحيى [يعني ابن معين] عن حديث عبد الله بن عمرو هذا، فقال له الرجل: إن سفيان يقول عن عبد الله بن عمر؟، فقال يحيى بن معين: علي بن زيد ليس بشيء، والحديث حديث خالد، وإنما هو عبد الله بن عمرو بن العاص"!!، أما أن الحديث حديث ابن عمرو بن العاص، فمحتمل جداً، كما قلنا، وأما أن الحديث حديث خالد الحذاء، فبعيد جداً، لاضطراب الرواية عنه. يحيى بن معين إمام حافظ حجة، ولكنه لم يَذكر لنا إسناده إلى خالد الحذاء، فلعله يكون مرجَّحاً في غمرة هذا الاضطراب، فنحن نقبل روايته إذا كشف عن إسناده فيها، ولكنا لا نقلده في رأيه رهذا الاضطراب بين أيدينا. ثم قد رواه أحمد 15454 عن هُشيم عن حميد عن القاسم، والظاهر أنه مرسل. وكذلك رواه النسائي 2: 247 من طريق سهل بن يوسف عن حميد عن القاسم، مرسلاً. ورواه أيضاً أحمد 15455 عن هُشيم عن يونس عن القاسم، مرسلاً. ورواه النسائي من طريق يونس عن حماد عن أيوب عن القاسم، مرسلاً. ومن طريق ابن أبي عدي عن خالد عن القاسم عن عقبة، مرسلاً. وعقبة بن أوس السدوسي، الذي مضى في بعض الأسانيد أنه شيخ القاسم بن =

الحاجّ، وسِدانة البيت، فإني أُمضيهما لأهلهما على ما كانتْ". 4584 - حدثنا سفيان سمع صَدَقَةَ: ابنُ عمر يقول، يعني عن

_ = ربيعة: تابعي ثقة، وثقه العجلي وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات، وسماه بعض الرواة "يعقوب بن أوس"، وروى البيهقي 8: 69 بإسناده إلى يحيى بن معين قال. "يعقوب بن أوس وعقبة بن أوس واحد". وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 392 - 393 في اسم "يعقوب" وذكر الخلاف في اسمه. وأشار إلى بعض ما ذكرنا من روايات الحديث. وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 308. في اسم "عقبة" وذكر الخلاف في اسمه أيضاً، وروى كلمة يحيى بن معين، وقال الحافظ في التهذيب 7: 237: "زعم خليفة بن خياط أن عقبة ويعقوب أخوان". وهذا احتمال قريب. فترى مما حررنا من أسانيد هذا الحديث أنه ثابت صحيح من رواية علي بن زيد بن جدعان، التي هنا، ومن رواية شُعبة عن أيوب، التي ستأتي 6533، 6552، وأن سائر الروايات مضطربة، ولكنها لا تؤثر في صحة الحديث، بل تزيده تأييداً بأن له أصلاً ثابتا، وإن أخطأ فيه بعض الرواة، إذ ثبت من طريقين صحيحين ليس فيهما اضطراب. وهذه الروايات التي أشرنا إليها بعضها مطول وبعضها مختصر، ولكن أصل الحديث واحد. والحمد لله على التوفيق. "العمد الخطأ": يريد الخطأ الشبيه بالعمد كما جاء في بعض روايات هذا الحديث. الخلفة. بفتح الحاء وكسر اللام: الحامل من النوق. ووقع في ح "خليفة" وهو خطأ، صحح من ك. (4584) إسناده صحيح، صدقة: هو ابن يسار المكي، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم، وهو يروي عن ابن عمر، وإن لم يذكر ذلك في التهذيب، لأنه من طبقة الزهري، ولأنه سيأتي 5349 رواية "صدقة المكي عن ابن عمر". وهو عم محمد بن إسحق بن يسار، خلافاً لما في التهذيب أن هذا وهم، لأن ابن إسحق قال في السيرة: "حدثني عمي صدقة بن يسار"، انظر سيرة ابن هشام 664 وتاريخ ابن كثير 4: 85. والحديث مطول 4555.

النبيِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُهِلّ أهلُ نجد من قَرْنٍ، وأهل الشأم من الجُحْفَة، وأهل اليمن من يلَمْلَمَ، ولم يسمعه ابن عمر، وسمع النبي - صلى الله عليه وسلم -:"مُهَلُّ أهل المدينة من ذي الحُلَيفة"، قالوا له: فأين أهل العراق؟، قال ابن عمر: لم يكن يومئذ. 4585 - حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد ابن عُمَير عن ابن عمر، يَبْلُغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن: "استلام الركنين يَحُطَّان الذنوب". 4586 - حدثنا سفيان قال سمع عَمرٌ وابنَ عمر: كنا نُخابر ولا نَرى بذلك بأساً، حتى زعم رافع بن خَدِيج أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عنه، فتركَناه. 4587 - حدثنا سفيان قال سمع عمرٌ وسعيدَ بن جبَير يقول: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمتلاعَنْين: "حسابُكما على الله، أحدُكما كاذبٌ، لا سبيل لك عليها"، قال: يا رسول الله، مالى؟، قال: "لا مال لك، إنْ كنتَ صدقتَ عليها [فهو] بما استحللتَ من فرجها، وإن كنتَ كذبت عليها فذاك أبْعَدُ لَكَ". 4588 - حدثنا سفيان حدثنا عَمرٌّو عن أبي العباس عن عبد الله ابن عمر، قيل لسفيان: ابن عَمرو؟، قال: لا، ابن عُمر: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- لما

_ (4585) إسناده صحيح، سفيان بن عيينة: سمع من عطاء قبل تغيره، ثم أبي أن يسمع منه بعد أن تغير. والحديث مختصر 4462. (4586) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. وقد مضى بهذا الإسناد في مسند ابن عباس 2087 وفي آخره زيادة عن طاوس عن ابن عباس، وانظر أيضاً 2598، 4504. (4587) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 3770. زيادة [فهو] من ك والمنتقى. (4588) إسناده صحيح، عمرو، شيخ سفيان: هو ابن دينار، وفي ح "عمر"، وهو خطأ، صحح من ك. أبو العباس: هو الشاعر الأعمى المكي، واسمه "السائب بن فروخ"، وهو تابعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي، وروى له أصحاب الكتب الستة. والحديث رواه =

حاصر أهل الطائف ولم يقدر منهم [على شيء]، قال: "إنَّا قافلون غداً إن شاء الله"، فكأن المسلمين كرِهوا ذلك، فقال: "اغْدُوا"، فَغَدَوْا على القتال، فأصابهم جِراحٌ، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إنَّا قافلون غداً إن شاء الله"، فسُرُّ

_ = البخاري 8: 36 عن ابن المديني، و10: 419 عن قتيبة بن سعيد، و 13: 379 عن عبد الله بن محمد، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواه مسلم 2: 62 عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نُمير، جميعاً عن سفيان. وقد ذكر الحافظ في الفتح 8: 36 الخلاف في أن هذا الحديث عن "عبد الله بن عمر بن الخطاب" أو "عبد الله بن عمرو بن العاص" فقال: "في رواية الكشميهني [أحد رواة صحيح البخاري]: عبد الله بن عمرو، بفتح العين وسكون الميم، وكذا وقع في رواية النسفي والأصيلي [من رواة صحيح البخاري أيضاً]، وقرئ على ابن زيد المروزي كذلك، فردّه بضم العين، وقد ذكر الدارقطني الاختلاف فيه، وقال: الصواب: عبد الله بن عمر بن الخطاب. والأول هو الصواب في رواية علي بن المديني، وكذلك الحميدي وغيرهما من حفاظ أصحاب ابن عيينة. وكذا أخرجه الطبراني من رواية إبراهيم بن يسار، وهو ممن لازم ابن عيينة جداً، والذي قال عن ابن عيينة "عبد الله بن عمرو" هم الذين سمعوا منه متأخراً، كما نبه عليه الحاكم. وقد بالغ الحميدي في إيضاح ذلك، فقال في مسنده في روايته لهذا الحديث عن سفيان "عبد الله بن عمر بن الخطاب". وأخرجه البيهقي في الدلائل من طريق عثمان الدارمي عن علي بن المديني، قال: حدثنا به سفيان غير مرة، يقول "عبد الله بن عمر بن الخطاب" لم يقل "عبد الله بن عمرو بن العاص". وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عيينة، فقال "عبد الله بن عمر" كذا رواه عنه مسلم. وأخرجه الإسماعيلى من وجه آخر عنه، فزاد: قال أبو بكر: سمعت ابن عيينة مرة أخرى يحدث به عن ابن عمر، وقال المفضل العلائى عن يحيى بن معين: أبو العباس عن عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر، في الطائف: الصحيح ابن عمر". وأشار الحافظ ابن كثير في التاريخ 4: 350 إلى الخلاف في نسخ البخاري، وقال: "رواه مسلم من حديث سفيان بن عيينة، به، وعنده: عن عبد الله بن عمر بن الخطاب". فاختلف الحافظان: ابن كثير وابن حجر، في الثابت في صحيح مسلم، والذي فيه في طبعة بولاق وطبعة الإستانة ونسختين مخطوطتين صحيحتين عندي: عبد الله بن عمرو. وهي التي تحدث عنها النووي في شرحه 12: 123، ونقل أنه هو هكذا في نسخ صحيح مسلم. ونقل عن القاضي عياض: "كذا هو في رواية الجلودي وأكثر أهل الأصول عن ابن =

المسلمون، فضحك رسول الله -صلي الله عليه وسلم-. 4589 - حدثنا سفيان عن عمرلي عن سالمِ عن أبيه، يَبْلُغُ به النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان العبدُ بين اثنين فأعيقِ أحدُهما نصيبه، فِإن كان مُوسراً قُوِّم عليه قيمةً لاوَكْسَ ولاشَطَطَ، ثم يُعْتَقُ". 4590 - حدثناِ سفيان عن عَمرو عن إسماعيل الشَّيْباني: بعتَ ماْ في رؤوسِ نخلي بمائة وَسْقٍ، إن زاد فَلهم، وإن نَقَص فلهم، فسألتُ ابنَ عمر؟، فقال: نهى عنه رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، ورخَّص في العَرَايا. 4591 - حدثنا سفيان عن عَمرو عن الزُّهْرِيّ عن ابن عمر،

_ = ماهان". فلعل ابن كثير وقعت له نسخة أو نسخ من صحيح مسلم فيها "عبد الله بن عمر". ومن البين الواضح أنهم كلهم لم ينتبهوا إلى رواية الإمام أحمد هنا، وهو من أحفظ أصحاب ابن عيينة إن لم يكن أحفظهم، وإثباته بالقول الصريح الواضح أن ابن عيينة سئل: "ابن عمرو"؟، يعني ابن العاص، فقال: "لا, ابن عمر"، يعني ابن الخطاب، فهذا يرفع كل خلاف، ويقطع بأن من روى بفتح العين أخطأ جداً، سواء أكان ممن روى عن سفيان بن عيينة، أم كان ممن بعدهم، أم كان من أصحاب نسخ الصحيحين. كلمة [على شيء] زيادة من ك، وهي ضرورية لتمام الكلام. في ح "فكان المسلمون"، وهو خطأ، صحح من ك أيضاً. (4589) إسناده صحيح، وقد مضى معناه بنحوه 4451. وهذا اللفظ قريب من لفظ البخاري 5: 107 - 108 إذ رواه عن ابن المديني عن سفيان، بهذا الإسناد. الوكس: النقص. الشطط: الجور والظلم والبعد عن الحق. (4590) إسناده صحيح، إسماعيل الشيباني: هو إسماعيل بن إبراهيم، سبق توثيقه 2368. وهذا الحديث من هذا الوجه ليس في شيء من الكتب الستة، ولم يذكر في مجمع الزوائد. ولكن سبق نحو معناه 4490، 4528، 4541. وأظن أنه لذلك لم يذكره الهيثمي. (4591) إسناده صحيح، وقوله "بينهما سالم" يريد أن الزهري رواه عن سالم عن ابن عمر، لم يروه عن ابن عمر مباشرة. وكذلك رواه الترمذي 1: 370 عن ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، به. قال الترمذي: "حديث ابن عمر حديث حسن صحيح". ورواه أبو داود 1: 440 من طريق =

بينهما سالم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي بعد الجمعة ركعتين. 4592 - حدثنا سفيان عن عَمرو عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أضاء الفجر صلى ركعتين. 4593 - حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أُمَيّة عن نافع عن ابن عمر: أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرَ، وهو في بعض أسفاره، وهو يقول: وأبي، وأبي!، فقال: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فلْيحلف بالله، وإلا فليَصْمُتْ". 4594 - حدثنا سفيان حدثنا إسماعيل بن أُمَيّة عن نافع عن ابن عمر قال: سبقِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- الخيل، فأرسل ما ضُمِّر منها من الحَفْياء وأرسلَ ما لم يُضَمَّرْ منها من ثَنيَّة الوَدَاع، إلى مسجد بني زُرَيْق. 4595 - حدثنا سفيان حدثنا أيوب بن موسى عن نافع: خرج ابن عمر يريد العُمْرة، فأخبروه أن بمكة أمراً، فقال: أُهلُّ بالعمرة، فإن حُبسْتُ صنعتُ كما صنع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فأهَلَّ بالعمرَة، فلما سار قَليلاً، وهو بالبيداء، قال: ما سبيلُ العمرة إلا سبيلَ الحج، أُوجبُ حَجّا، وقال أُشهدكم أني قد أوجبتُ حجّا، فإنَّ سبيلَ الحج, سبيلُ العَمرة، فقدم مكة، فطاف

_ = عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، وزاد في آخره "في بيته". قال المنذري: "وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة ... وليس في حديث الترمذي: في بيتة". وقد رواه الشيخان وغيرهما من طريق نافع عن ابن عمر. وانظر المنتقى 1640. وانظر ما مضى 4506، وما يأتي 4660. (4592) إسناده صحيح، وهو مختصر 4506. وانظر 4660. (4593) إسناده صحيح، إسماعيل بن أمية: سبق توثيقه 1552، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 1/ 1/ 345 - 346، وقال: "سمع نافعاً والزهري وسعيد المقبري". والحديث مختصر 4523، 4548. (4594) إسناده صحيح، وهو مختصر 4487. (4595) إسناده صحيح، وهو مكرر 4480 بمعناه.

بالبيت سبعاً، وبين الصفا والمروة سبعاً، وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل، أتَى قُدَيْداً فاشترى هَدْياً فساقه معه. 4596 - حدثنا سفيان عن أيوب بن موسى عن نافع: أن ابن عمر أتَى قُدَيداً فاشترى هَدْيَه، فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة، وقال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- صنع هكذا. 4597 - حدثنا سفيان حدثنا أيوب، يعني ابن موسى، عن نافع:

_ (4596) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (4597) إسناده منقطع، وظاهره أنه من مسند عبد الله بن عمر، وليس من مسنده، بل ما كان فيه ابن عمر إلا مستمعاً. وذلك أن مالكاً رواه في الموطأ 2: 39 عن نافع عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ: "أن جارية لكعب بن مالك" إلخ. بنحو معناه. ورواه البخاري 9: 544 - 545 من طريق عبيد الله "سمع ابن كعب بن مالك يخبر ابن عمر أن أباه أخبره: أن جارية لهم كانت ترعى غنماً بسلع، فأبصرت بشاة من غنمها موتاً، فكسرت حجراً فذبحتها به، فقال لأهله: لا تأكلوا حتى آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فاسأله، أو حتى أرسل إليه من يسأله، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعث إليه، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأكلها". ورواه أيضاً من طريق جويرية عن رجل من بني سلمة "أخبرنا عبد الله: أن جارية لكعب بن مالك" إلخ. ثم قال البخاري: "وقال الليث: حدثنا نافع أنه سمع رجلاً من الأنصار يخبر عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن جارية لكعب، بهذا". ثم روى رواية مالك التي ذكرنا آنفاً. قال الحافظ: "ليس في شيء من طرقه أن ابن عمر رواه عنه، وإنما فيها أن ابن كعب حدث ابن عمر بذلك، فحمله عنه نافع. وأما الرواية التي فيها عن ابن عمر فقال راويها فيها: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر ابن كعب، فقد تقدم أنها شاذة". وأما ابن كعب بن مالك، فقال الحافظ في الفتح (4: 393 حيث روى البخاري الحديث أيضاً من طريق عبيد الله عن نافع): "جزم المزي في الأطراف بأنه عبد الله، لكن روى ابن وهب عن أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك عن أبيه، طرفاً من هذا الحديث، فالظاهر أنه عبد الرحمن". ولم أر رواية ابن وهب عن أسامة، التي يشير إليها الحافظ، ولكن =

سمعت رجلاً من بني سَلمة يحدث ابنَ عمر أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما له بسَلَّع بلغ الموتُ شاةً منها فأخذت طُرَرَةً فذكّتها به فأمره بأكلها. 4598 - حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجِيح عن إسماعيل بن

_ = ابن مالك" إلخ. ثم قال البخاري: "وقال الليث: حدثنا نافع أنه سمع رجلاً من الأنصار يخبر عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن جارية لكعب، بهذا". ثم روى رواية مالك التي ذكرنا آنفاً. قال الحافظ: "ليس في شيء من طرقه أن ابن عمر رواه عنه، وإنما فيها أن ابن كعب حدث ابن عمر بذلك، فحمله عنه نافع. وأما الرواية التي فيها عن ابن عمر فقال راويها فيها: عن النبي-صلي الله عليه وسلم-، ولم يذكر ابن كعب، فقد تقدم أنها شاذة". وأما ابن كعب بن مالك، فقال الحافظ في الفتح" 4: 393 حيث روى البخاري الحديث أيضاً من طريق عبيد الله عن نافع": "جزم المزي في الأطراف بأنه عبد الله، لكن روى ابن وهب عن أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه، طرفاً من هذا الحديث، فالظاهر أنه عبد الرحمن". ولم أر رواية ابن وهب عن أسامة، التي يشير إليها الحافظ، ولكن الحديث سيأتي في مسند "كعب بن مالك" 15830 عن وكيع "عن أسامة بن زيد عن الزهري عن ابن كعب بن مالك ولم يذكر اسمه. وسيأتي أيضاً في بقية مسند "كعب بن مالك ج 6 ص 386 ح". عن أبي معاوية "حدثنا الحجاج عن نافع عن أبي بن كعب بن مالك عن أبيه". ولست أدري من "أبيّ كعب بن مالك" هذا؟! فإني لا أعرف في أولاد كعب بن مالك من يسمى "أبياً"، ولعله خطأ من الناسخين، أو من الحجاج بن أرطأة. وقد أُوَفَّق إلى تحقيق ذلك إذا ما وصلت إليه في المسند، إن شاء الله. ولكن الحديث صحيح بكل حال، من حديث كعب بن مالك، ليس لابن عمر فيه إلا الاستماع لابن كعب. وأما ظاهر السياق هنا فإنه يوهم أنه موقوف، وأن ابن عمر هو الذي أمر بأكل الشاة، ولم يمكن من هذا شيء. سلع، بفتح السين وسكون اللام: جبل بسوق المدينة. الظروة، بضم الظاء وفتح الراءين: قطعة حجر له حدّ كحدّ السكين. وفي ك "مروة"، بفتح الميم والواو بينهما راء ساكنة، وهي حجر أبيض براق. (4598) إسناده صحيح، الحمى الظاهر أنه حمى النقيع [بالنون] وهو موضع قرب المدينة، بينه =

عبد الرحمن بن ذُؤيب، منِ بني أسد بن عبد العُزَّى، قال: خرجنا مع ابن عمر إلى الحمى، فلما غربت الشمس هبْنا أن نقول له: الصلاةَ، حتى ذهب بياضُ الأفق، وذهبتْ فحمة العشاَء، نزل فصلى بنا ثلاثاً واثنتين، والتفتَ إلينا وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل. 4599 - حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: صبحت ابنَ عمر إلى المدينة، فلم أسمعه يحدث عَن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلاحديثاً: كنَّا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأُتي بجُمّارة، فقال: "إن من الشجر شجرةً مَثَلُها كَمَثل الرجل المسلم"، فأردت أن أقول: هي النخلة، فنظرتُ فإذا أنا أصغر القوم فسكتُّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي النخلة". 4600 - حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجِيح عن مجاهد قال: شهد

_ = وبينها عشرون فرسخاً، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - حماه لخيله، ثم حماه عمر بن الخطاب لخيل المسلمين. وانظر 4542. (4599) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 151 عن ابن المديني عن سفيان. ورواه أيضاً من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر 1: 133 - 135، 203. رواه مسلم 2: 346 عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر عن سفيان، ورواه أيضاً قبله وبعده من طرق عن مجاهد وعن عبد الله بن دينار وعن نافع، عن ابن عمر، بمعناه. (4600) إسناده ضعيف، لأن مجاهداً حكاه ولم يذكر أنه يرويه عن ابن عمر، وقوله "إن عبد الله، إن عبد الله": يريد به مدحه وتعظيمه. والحديث في مجمع الزوائد 9: 346 وقال: "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن مجاهداً أرسله". وقد أساء طابع مجمع الزوائد، وأجترأ على السنة. فجعل اللفظ "إن عبد الله رجل صالح"، وذكر في الهامش أن كلمة "رجل صالح" مستدركة من شذرات الذهب، يريد ما في الشذرات 1: 81 وهذه جرأه منكرة، يراها غير علماء السنة أمراً هيناً، يظنون أنهم يصححون الكلام، وهم يجهلون وجهه، ويجهلون بلاغة العرب في الإيجاز والإطناب، والحذف والزيادة!!، وذاك الحديث الذي في الشذرات حديث آخر، يرويه عبد الله بن عمر عن أخته حفصة، حين =

ابنُ عمر الفتح وهو ابن عشرين سنة، ومعه فرس حَرُون ورمح ثقيل، فذهب ابنُ عمر يختلي لفرسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ عبدَ الله، إنَّ عبدَ الله". 4601 - حدثنا ابن إدريس أخبرنا عمْرَان يعني ابنَ حُدَيْر ووكيع، المعنى، قال أخبرنا عمران عن يزيد بن عُطَاَرد، قال وكيع السَّدُوسي أبي البَزَرَى، قال: سألت ابن عمر عن الشربِ قاِئما؟ فقال: قد كنّا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشربُ قياماً، ونأكل ونحن نسْعى. 4602 - حدثنا عَبْدَة حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر كانوا يبدَؤون بالصلاة قبل الخطبة فىِ العيد. 4603 - حدثنا عَبْدَة حدثنا عبد الملك عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر أن النبي-صلي الله عليه وسلم- لاَعَن بين رجل وامرأته، وفرَّق بينهما.

_ = رأى رؤيا قصتها حفصة على رسول الله، فقال لها: "إن عبد الله رجل صالح" كما سبق في 4494، وفي رواية: "نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل". انظر الفتح 7: 71. (4601) إسناده صحيح، يزيد بن عطارد أبو البزري السدوسي: ذكره ابن حبان في الثقات. "البزرى" بفتح الباء والزاي وبالألف المقصورة، فترسم برسم الياء، وفي الكنى للدولابي 1: 127 "البزراء" ممدود، فالظاهر أن قصرها على سبيل التخفيف، ورسم في المشتبه 40 "البزرا" بالألف دون همزة، ورسم في التهذيب "البزري" بالياء منقوطة، وهو تصحيف واضح. والحديث رواه الدولابي في الكنى من طريق المعتمر بن سليمان عن عمران عن يزيد. ورواه الترمذي 3: 111 من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وقال: "حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وروى عمران بن حدير هذا الحديث عن أبي البرزى عن ابن عمر، وأبو البزرى اسمه يزيد بن عطاء". (4602) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا أبا داود كما في المنتقى 1663. وقد سبق معناه مراراً من حديث ابن عباس، آخرها 3487. (4603) إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي. والحديث مختصر 4527. وسيأتي مطولاً من طريق عبد الملك عن سعيد بن جُبير 4693.

4604 - حدثنا عَبْدَة حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. 4605 - حدثنا عَبْدَة حدثنا محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزُّبَير عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عمرِ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسْئَل عن الماء يكون بأرضِ الفَلاة وما ينُوبُه من الدوابّ والسباع؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان الماء قَدْر القُلَّتَيْن لم يحل الخَبثَ". ْ4606 - حدثنا عَبْدَة حدثنا عُبيد الله عن محمد بن يحيى بن حَبَّان عن عمه واسع ابن عمر قال: رَقيتُ يوما فوق بيت حفصة، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حاجته، مستقبِلَ الشأم مستدبر القبلة.

_ (4604) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. (4605) إسناده صحيح, محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام: ثقة عالم، من فقهاء أهل المدينة وقرائهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 54 - 56. عبيد الله هنا: هو عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، شقيق سالم بن عبد الله، وهو تابعي ثقة. والحديث رواه الترمذي 1: 69 - 70 عن هناد عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقد حققت صحته وأسانيده في شرحي على الترمذي 1: 97 - 99. وقال الترمذي: "قال عبدة: قال محمد بن إسحق: القلة: هي الجرار، والقلة التي يستقى فيها". وفي النهاية: "القلة: الحب العظيم، والجمع قلال، وهي معروفة بالجاز"، ثم فسر "قلال هجر": بأن "هجر: قرية قريبة من المدينة، وليست هجر البحرين. وكانت تعمل بها القلال، تأخذ الواحدة منها مزادة من الماء. سميت قلة لأنها تُقِل، أي ترفع وتحمل". (4606) إسناده صحهح، عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص. واسع: هو ابن حبان، بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة، بين منقذ بن عمرو، وهو تابعي ثقة، وترجمه البخاري في الكببير4/ 2/ 190. والحديث رواه الترمذي 1: 22 عن هناد عن عبدة، بهذا الإسناد، وقال: "حديث حسن صحيح". ورواه الجماعة، كما في المنتقى 131.

4607 - حدثنا ابن إدريس أخبرنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كنَّا في زمن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ننام في المسجد، نقِيل فيه، ونحن شباب. 4608 - حدثنا إسماعيل حدثنا ابن عوف عن نافع عن ابن عمر قال: أصاب عمرُ أرضاً بخَيْبَر، فأتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأمره فيها، فقال: أصبتُ أرضاً بخيْبَر، لم أُصبْ مالاً قطُّ أَنْفسَ عندي منه، فما تأمر به؟، قال: "إن شئت حَبَسْتَ أصلَها وتصدَّقت بها"، قال: فتصدق بها عمر، أن لا تُباع ولا تُوهَب ولا تُورث، قال: فتصدق بها عمر في الفقراء وِالقُرْبَى والرِّقاب وفي سبيل الله تبارك وتعالي وابن السبيل والضيف، لا جُنَاح على من وِليَها أن يأكل منها بالمعروف، أو يُطْعِمَ صديقاً، غيرَ متأثَّل فيه. 4609 - حدثنا إسماعيل أخبرنا مَعْمَرْ عن الزُّهْرِي عن سالم عن أبيه: أن غَيْلاَن بنَ سَلَمَة الثَّقَفِي أسلم وتحتَه عَشْرُ نسوة. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اخْتَرْ منهنَّ أربعاً".

_ (4607) إسناده صحيح، ورواه البخاري والنسائي وأبو داود بنحوه، كما في المنتقى 814، 815. وانظر ما يأتي 5389، 5839. نقيل: من القيلولة. (4608) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن عُلَية. ابن عون: هو عبد الله. والحديث رواه الجماعة، كما في المنتقى 3251. وهذا الحديث هو الأصل في الوقف. غير متأثل: قال ابن الأثير: "أي غير جامع، يقال مال مؤثل، ومجد مؤثل، أي مجموع ذو أصل. وأثلة الشيء [بفتح الهمزة وسكون الثاء]: أصله. (4609) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 190 عن هناد عن عبدة عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر، بإسناده، ورواه ابن ماجة 1: 308 عن يحيى بن حكيم عن محمد بن جعفر عن معمر. قال الترمذي: "هكذا رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه. وسمعت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] يقول: هذا حديث غير محفوظ، والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري قال: حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوه. قال محمد [هو البخاري]: وإنما حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن رجلاً من ثقيف طلق نساءه، فقال له عمر: لتراجعن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = نساءك، أو لأرجمنَّ قبرك كما رجم قبر أبي رغال". وهكذا أعل البخاري الحديث بعلة غير قادحة، فإن رواية شعيب إياه عن الزهري "حدثت عن محمد بن سويد" لا تنفي أن يكون عند الزهري موصولا عن سالم عن ابن عمر، فهما روايتان، إحداهما ضعيفة لجهالة أحد رواتها، والأخرى صحيحة لاتصالها وثقة رواتها. وأما أن الزهري روى عن سالم عن أبيه أن رجلاً من ثقيف طلق نساءه، إلخ. فهذه قصة أخرى، لا تنفي أن يكون الزهري رواهما كلتيهما. وهذا هو الثابت، فإنه سيأتي 4631 القصتان معاً، عن ابن عُلَيّة ومحمد بن جعفر عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، فهم قصتان صحيحتان ثابتتان. وهذا الحديث الذي هنا رواه الحاكم 2: 192 بثلاثة أسانيد عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر، ثم قال: "هكذا رواه المتقدمون من أصحاب سعيد: يزيد ابن زريع وإسماعيل بن علية وغندر [هو محمد بن جعفر]، والأيمة الحفاظ من أهل البصرة. وقد حكم الإمام مسلم بن الحجاج أن هذا الحديث مما وهم فيه معمر بالبصرة، فإن رواه عنه ثقة خارج البصريين بن حكمنا بالصحة. فوجدت سفيان الثوري وعبد الرحمن ابن محمد المحاربي وعيسى بن يونس، ثلاثتهم كوفيون، حدثوا به عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه". ثم ساق الحاكم بإسناده رواية المحاربي ورواية عيسى بن يونس عن معمر، ثم قال: "وهكذا وجدت الحديث عند أهل اليمامة عن معمر"، ساقه بإسناده إلى يحيى بن أبي كثير عن معمر، ثم قال: "وهكذا وجدت الحديث عند الأيمة الخراسانيين عن معمر"، وساقه بإسناده إلى الفضل بن موسى عن معمر. وقد أطال الحفاظ الكلام على هذا الحديث وتعليله، منهم الحافظ ابن حجر في التلخيص 300 - 301، ومما قال فيه: "فائدة: قال النسائي: أخبرنا أبو يزيد عمرو بن يزيد الجرمي أخبرنا سيف بن عبيد الله عن سرار بن مجشر عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر: أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة، الحديث، وفيه: فأسلم وأسلمن معه، وفيه: فلما كان زمن عمر طلقهن، فقال له عمر: راجعهن. ورجال إسناده ثقات. ومن هذا الوجه أخرجه الدراقطني. واستدل به ابن القطان على صحة حديث معمر. قال ابن القطان: وإنما اتجهت تخطئتهم حديث معمر، لأن أصحاب الزهري اختلفوا، فقال مالك وجماعة عنه: بلغني، فذكره وقال يونس عنه: عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، وقيل عن يونس عنه: عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، وقيل عن يونس عنه: بلغني =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = عن عثمان بن أبي سويد، وقال شعيب عنه: عن محمد بن أبي سويد، ومنهم من رواه الزهري قال؟ أسلم غيلان، فلم يذكر واسطة، قال [يعني القطان]: فاستبعدوا أن يكون عند الزهري عن سالم عن ابن عمر مرفوعاً ثم يحدث به على تلك الوجوه الواهية!!، وهذا عندي غير مستبعد، والله أعلم. قلت [القائل ابن حجر]: ومما يقوي نظر ابن القطان أن الإمام أحمد أخرجه في مسنده عن ابن علية ومحمد بن جعفر جميعَاً عن معمر، بالحديثين معاً، حديثه المرفوع وحديثه الموقوف على عمر ". ثم ذكر الحافظ الحديث الآتي 4631. وحديث سرار بن مجشر عن أيوب عن نافع وسالم، الذي أشار الحافظ إلى أنه رواه النسائي والدراقطني، لم أجده في سنن النسائي، والظاهر أنه في السنن الكبرى، وهو في سنن الدراقطني 404 مفصلاً مطولاً، على نحو الحديث الآتي 4631. والحديث الذي هنا ذكره الحافظ في بلوغ المرام وقال: "رواه أحمد والترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم، وأعله البخاري وأبو زرعة". قال شارحه العلامة ابن الأمير الصنعاني في سبل السلام 3: 180: "وأطال المصنف في التلخيص الكلام على هذا الحديث، وأخصر منه وأحسن إفادة كلام ابن كثير في الإرشاد، قال عقب سياقه له: رواه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل، والترمذي وابن ماجة، وهذا الإسناد رجاله على شرط الشيخين، إلا أن الترمذي يقول أونقل ما نقلنا من كلام الترمذي". قال ابن كثير: قلت: قد جمع الإمام أحمد في روايته لهذا الحديث بين هذين الحديثين بهذا المسند، [يريد الحديث 4631]، فليس ما ذكره البخاري قادحاً. وساق رواية النسائي له برجال ثقات. إلا أنه يَرِد على ابن كثير ما نقله الأثرم عن أحمد أنه قال: هذا الحديث غير صحيح". وهذا ليس بتعليل أيضاً، فإن الحديث ثبت من طرق صحيحة، ولعل الطريق الذي رواه منه النسائي والدراقطني لم يصل للإمام أحمد، أما وقد وصل إلينا، فقد رفع شبهة الوهم والخطأ عن معمر، والحمد لله على توفيقه. وغيلان بن سلمة الثققي، من أشراف ثقيف ووجهائهم، أسلم بعد فتح الطائف هو وأولاده، قال المرزباني في معجم الشعراء: "شريف شاعر، أحد حكام قيس في الجاهلية". وله ترجمه في طبقات ابن سعد 5: 371 وأخرى وافية في الإصابة 5: 192 - 195 وذكر الحافظ فيها هذا الحديث وكثيراً، من طرقه وتعليله.

4610 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع قال: ربما أَمَّنَا ابنُ عمر بالسورتين والثلاث في الفريضة. 4611 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشهر تسعٌ وعشرون، هكذا وهكذا، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له"، قال: وكان ابن عمر إذا كان ليلة تسع وعشرين وكان في السماء سحابٌ أوقَتَرٌ أصبح صائماً. 4612 - حدثنا يحيى حدثنا هشام بن عُروة أخبرنيِ أبي أخبرني ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَتَحَرّوْا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبَها، فإنها تَطْلُع بين قَرْنَيْ شيطانٍ، فإذا طلع حاجب الشِمس فلا تُصلوا حتى تبرُز، وإذا غاب حاجبُ الشمس فلا تصلوا حتى تَغِيب". 4613 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}: "يقوم في رَشْحِه إلى أنصاف أذنيه".

_ (4610) إسناده صحيح، وهو موقوف على ابن عمر. وهو في مجمع الزوائد 2: 114 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". (4611) إسناده صحيح، وهو مختصر 4488. (4612) إسناده صحيح، ورواه البخاري 2: 48 - 49 عن مسدد عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ورواه مسلم 1: 228 من طرق عن هشام بن عروة، وفرقه حديثين، كما سيأتي مفرقا حديثين 4694، 4695. (4613) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 9: 138 عن مالك عن نافع عن ابن عمر، ثم قال: "رواه البخاري من حديث مالك وعبد الله بن عون، كلاهما عن نافع، به. ورواه مسلم من الطريقين أيضاً. وكذلك رواه أيوب بن يحيى وصالح بن كيسان وعبد الله وعبيد الله ابنا عمر ومحمد بن إسحق، عن نافع عن ابن عمر، به. هنا في ح "عبد الله"، وصوابه "عبيد الله"، صححناه من ك، ومما سيأتي 4697. وإن كان عبد الله وعبيد الله روياه =

4614 - حدثنا يحىِ عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يَرْكُزُ الحَرْبة يصلي إليها. 4615 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسافرِ المرأةُ ثلاثاً إلا ومعها ذو مَحْرَم".

_ = جميعاً عن نافع، كما قال ابن كثير، ولكن سياق الأسانيد في هذا الموضع كلها عن "عبيد الله". (4614) إسناده صحيح، وهو مختصر من حديث متفق عليه في المنتقى 1131. (4615) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 74 عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم". وقد مضى نحو معناه من حديث ابن عباس 1934، 3231، 3232، وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، لصيانة المرأة وحفظها أن تعرض لما يفسد خلقها، ويمس عِرضها، بأنها ضعيفة يسهل التأثير عليها، واللعب بعقلها، حتى تغلبها شهوتها. وقد أعرض المسلمون في عصرنا، أو بعبارة أدق: من يسمون مسلمين وينتسبون إلى الإسلام. فتراهم كما نرى، يُطْلِقون نساءهم، من الطبقات التي تسمى العليا، ومن غيرها من الطبقات، فيَجُلْن في البلاد، ويخرجن سافرات غير محصنات، حتى يسافرن إلى الأقطار الأوربية والأمريكية وغيرها، وحدهن، ليس معهن محرم، فيفعلن الأفاعيل، وتأتي أسوأ الأخبار عنهن، لا يتورعن ولا يستحين، وليس لهن من رادع، بل إن الدولة، وهي تزعم أنها دولة إسلامية، لَترسل الفتيات في بعثات للتعلم في البلاد الأجنبية، وهن في فورة الشباب، وجنون الشهوة. ولا تجد أحداً ينكر هذا المنكر أو يأمر في ذلك بالمعروف، بل إن علماء الأزهر لا يحركون في ذلك ساكناً، إن لم أقل إنهم صاروا لا يرون في ذلك بأساً، إن لم أقل إن لبعضهم بنات يتردين في هوة هذه البعثات. ولقد حدثت أحداث لا يرضى عنها مسلم، من أسوئها أثراً أن كثيرات ممن يسافرن إلى بلاد الكفر والإلحاد، من أعلى الطبقات في الأمة، ومن غيرها ارتددن عن دينهن، اتباعاً للشهوة الجامحة، وتزوجن برجال من كفار أوربة وأمريكا الملحدين الوثنين، الذين ينتسبون كذباً إلى اليهودية أو المسيحية. فاخترن سخط الله وأبين رضوانه، هنَ وأهلهنّ، ومن رضي عنهن وعن عملهن. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

4616 - حدثنا يحيي عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الخيل بنواصيها الخيرُ إلي يوم القيامة". 4617 - حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثنا محمد بن يحيى عن عمه عن ابن عمر قال: رَقيتُ يوماً على بيت حفصة، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حاجته، مستدبرَ البيتَ مستقبل الشأم. 4618 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أنه كان يَرْمُل ثلاثاً ويمشي أربعاً، ويزعم أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يفعله، وكان يمشي ما بين الركنين، قال: إنما كان يمشي ما بينهما ليكون أيسرَ لاستلامه. 4619 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الضَّب، وهو على المنبر؟، فقال: "لا آكله ولا أنهى عنه"، فقال النبي-صلي الله عليه وسلم-: "من أكل من هذه الشجرة فلا يأِتينَّ المسجد". 4620 - حدثنا يحيى عن ابن عَجْلان حدثني نافع عن ابن عمر: أنه كان يصلي على راحلته ويوتر عليها، ويذكر ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

_ (4616) إسناده صحيح، ورواه مالك والشيخان والنسائي وابن ماجة كما في الجامع الصغير 4156. (4617) إسناده صحيح، وهو مكرر 4606. (4618) إسناده صحيح، ومعناه رواه الشيخان، كما في المنتقى 2524 - 2526. وقد مضى بعض معناه من حديث ابن عباس، انظر 2029 وما أشرنا إليه في الاستدراك 299. (4619) إسناده صحيح، وهو حديثان: حديث الضب، وقد مضى معناه مرارا، آخرها 4573. وحديث الأ كل من "هذه الشجرة" والمراد بها الثوم، وهذا رواه أبو داود 3: 425 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، وقد مضى نحو معناه أثناء حديث لعمر بن الخطاب 89، 341. (4620) إسناده صحيح، ابن عجلان. هو محمد. والحديث مضى معناه مفرقاً 4470 , 4476 ,4519 , 4530

4621 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الحَجّاج عن نافع عن ابن عمرِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الذي تفوتُهُ صلاةُ العصر متعمداً حتى تغرب الشمس فكأنما وُترَ أهله وماله". 4622 - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المِنهال عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر: أنه مَرّ على قوم وقد نَصبوا حاجةً حَيَّةً يرمونها، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن مَن مَثَّلَ بالبهائم. 4623 - حدثنا أبو معاوية حدثنا عبد الملك بن أَبْجَرَ عن ثُوَير بن أبي فاختَةَ عن ابن عمر قالِ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن أدنى أهل الجنة منزلةً لَيَنْظُرُ في مُلك ألْفَىْ سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر في أزواجه وخَدَمه، وإن أفَضلَهم منزلةً لينظر في وجه الله تعالى كلَّ يوم مرتين". 4624 - حدثنا أبو معاوية حدثنا محمد بن سُوقَة عن أبي بكر بن

_ (4621) إسناده صحيح، الحجاج: هو ابن أرطأة. والحديث مطول 4545. (4622) إسناده صحيح، المنهال: هو ابن عمرو. والحديث قد مضى في مسند ابن عباس 3133 أنه كان حاضراً، مع ابن عمر، وأشرنا إلى هذا هناك. (4623) إسناده ضعيف جداً، لضعف ثوير بن أبي فاختة، كما بينا في 702. عبد الملك بن أبجر: هو عبد الملك بن سعيد بن حبان بن أبجر، نسب إلى جده الأعلى، وهو ثقة من الأبرار، قال العجلي: "كان ثقة ثبتاً في الحديث، صاحب سنة، وكان من أطبّ الناس. فكان لا يأخذ عليه أجراً. ولما حضرت الثوريَّ الوفاة أوصى أن يصلي عليه ابن أبجر". والحديث في مجمع الزوائد 10: 407 ولم يذكر آخره "وإن أفضلهم منزلة" إلخ، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفي أسانيدهم ثوير بن أبي فاختة، وهو مجمع على ضعفه". (4624) إسناده صحيح، محمد بن سوقة، بضم السين، الغنوي: سبق توثيقه 114، وقال محمد ابن عبيد: "سمعت الثوري يقول: حدثني الرضى محمد بن سوقة، ولم أسمعه يقول ذلك لعربي ولا لمولى"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 102 - 103. أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص. قيل اسمه "عبد الله"، سبق توثيقه 1598. =

حَفص عن ابن عمر قال: أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فقال: يا رسول الله أذنبتُ ذنباً كبيراً، فهل لي توبةٌ؟، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألكَ والدان؟ "، قال: لا، قال: "فلك خالةٌ؟ "، قال، "نعم"، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "فبَّرها إذَن". 4625 - حدثنا أبو معاوية حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا دخل مكة دخل من الثَّنيّة العُلْيا، وإذا خرج خرج من الثنية السُّفْلَى. 4626 - حدثنا أبو معاوية حدثنا سُهَيل بن أبي صالح عن أبيه عن

_ = والحديث رواه الترمذي 3: 117 - 118 عن أبي كريب عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. ورواه الحاكم 4: 155 من طريق سهل بن عثمان العسكري عن أبي معاوية، به. وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهي. ورواه الترمذي عقب الرواية الأولى، عن ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة عن أبي بكر بن حفص عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نحوه، قال الترمذي: "ولم يذكر فيه " عن ابن عمر" وهذا أصح من حديث أبي معاوية ". هكذا قال، يعلل الموصول بالمرسل، لماذا؟، لا ندري!، والوصل زيادة ثقة، وقد صرح أبو معاوية هنا وعند الحاكم بسماعه من محمد بن سوقة. والراوي قد يصل الحديث وقد يرسله، كما ثبت ذلك في كثير من الحديث، ولا نعلل الموصول بالمرسل، إلا أن يظهر خطأ من وصله. والحديث ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 218:3 ونسبه أيضاً لابن حبان في صحيحه. (4625) إسنادة صحيح، ورواه الجماعة إلا الترمذي، كما في المنتقى 2518. (4626) إسناده صحيح، سهيل بن أي صالح: سبق توثيقه 3916. أبوه أبو صالح: اسمه ذكوان السمان الزيات، وهو تابعي ثقة، قال أحمد: "ثقة ثقة، من أجلّ الناس وأوثقهم"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 238. والحديث رواه الترمذي 4: 322 - 323 من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر وليس في آخره "ثم نسكت"، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث عبيد الله بن عمر، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن ابن عمر". ورواه البخاري 7: 14 من =

ابن عمر قال: كنا نَعُدُّ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حيّ وأصحابُه متوافرون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم نسكت. 4627 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا الحَجّاج بن أبي عثمان عن أبي الزُّبَير عن عَون بن عبد الله بن عُتْبة عن ابن عمر قال: بينا نحن نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ قال رجل في القوم: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من القائل كذا وكذا؟ "، فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: "عجبتُ لها، فُتحتْ لها أبوابُ السماء"، قال ابن عمر: فما تركْتُهن منذُ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك. 4628 - حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحَرَم أمسك عن التلبية، فإذا انتهى إلى ذي طُوى بات فيه حتى يصبح، ثم يصلي الغداة ويغتسل، ويحدِّث أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان

_ = طريق يحيى بن سعيد عن نافع، بنحوه. ورواه أيضاً 7: 47 من طريق عبد العزيز الماجشون عن عبيد الله عن نافع، وفي آخره: "ثم نترك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نفاضل بينهم". وقد أشار الحافظ في الموضع الأول إلى روايات هذا الحديث. وسيأتي نحو معناه من وجه آخر مطولاً 4797. (4627) إسناده صحيح، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن غلَئة. والحديث رواه مسلم 1: 167 عن زهير بن حرب، ورواه الترمذي 4: 287 عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، كلاهما عن إسماعيل بهذا الإسناد. قال الترمذي: "حديث غريب حسن صحيح من هذا الوجه. وحجاج بن أبي عثمان هو جاج بن ميسرة الصواف، ويكنى أبا الصلت، وهو ثقة عند أهل الحديث". (4628) إسناده صحيح، ورواه البخاري 3: 346 - 347 عن يعقوب بن إبراهيم عن ابن علية، مختصراً. ورواه قبل ذلك مختصراً أيضاً 7: 328 - 329 من طريق عبد الوارث عن أيوب، ثم قال: "تابعه إسماعيل عن أيوب في الغسل"، يريد هذه الرواية، وكذلك رواه =

يفعله، ثم يدخل مِكة ضُحَى، فيأتي البيت فيستلم الحَجَر، ويقول: "بسم الله والله أكبر"، ثم يَرْمُل ثلاثة أطواف، يمشي ما بين الركنين، فإذا أتى على الحَجَر استلمه وكبر أربعةَ أطوافٍ مشياً، ثم يأتي المَقَام فيصلي ركعتين، ثم يرجع إلى الحَجَرِ فيستلمه، ثم يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم، فيقوم عليه فيكبر سبع مرارٍ، ثلاثاً يكبر، ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المك وله الَحمد وهو على كل شيء قدير". 4629 - حدثنا إسماعيل عن عبد الخالق قال: سألتُ سعيد بن المُسَيب عن النبيذ؟، فقال: سمعت عبد الله بِن عمر يقول عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا: قَدم وفدُ عبد القَيْسِ مع الأشَجّ، فسألوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشراب؟، فقال: "لاَ تشربوا في حَنْتَمة، ولا في دُبَّاءٍ، ولا نَقِير"، فقلت له: يا أبا محمد، والمُزَفَّت؟ وظننتُ أنه نسي، فقال: لم أسمعه يومئذٍ من عبد الله ابن عمر، وقد كان يكرهه.

_ = أبو داود 1: 112 مختصراً من طريق حماد بن زيد عن أيوب، قال المنذري 1785: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي". قوله "فيقوم عليه فيكبر سبع مرار، ثلاثاً يكبر": يعني أنه يقوم على الصفا سبع مرار، يكبر في كل مرة ثلاثاً. والحديث في مجمع الزوائد 3: 239 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وقال أيضاً: "هو في الصحيح باختصار". (4629) إسناده صحيح، عبد الخالق: هو ابن سلمة الشيباني، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. والحديث رواه مسلم 2: 129 من طريق يزيد بن هرون عن عبد الخالق، ورواه النسائي 2: 328 مختصراً من طريق شُعبة عن عبد الخالق أيضاً وليس لعبد الخالق في الكتب الستة غير هذا الحديث عند مسلم والنسائي، كما في ترجمته في التهذيب. وقصة وفد عبد القيس مضت من حديث ابن عباس أيضاً 3406. وانظر 4465، 4574.

4630 - حدثنا إسماعيل حدثنا علي بن الحَكَم عن نافع عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن عَسْب الفَحْل. 4631 - حدثنا إسماعيل ومحمد بن جعفر قالا حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْري، قال ابن جعفر في حديثه: أخبرنا ابن شهاب، عن سالم عن أبيه: أن غَيْلاَنَ بن سَلَمَة الثَّقَفِيّ أسلم وتحته عَشْرُ نسوة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اخْتَرْ منهنَّ أربعاً"، فلما كان في عهد عمرطلَّق نساءَه، وقَسَم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر، فقال: إني لأظنُّ الشيطانَ فيما يسترقُ من السمع سمع بموتك، فقذفه في نفسك، ولعلك أن لِا تمكث إلا قليلاً، وايْمُ الله، لَتُرَاجِعَنَّ نساءك، ولَتَرْجعَنَّ في مالك، أو لأُوَرِّثُهُنَّ منك، ولآمرنَّ بقبرك فيُرْجَمُ كما رُجم قبرُ أبي رِغَال.

_ (4630) إسناده صحيح، علي بن الحكم: هو البناني. والحديث رواه البخاري وأبو داود والنسائي. كما في المنتقى 2785. عسب الفحل، بفتح العين وسكون السين: ماؤه، فرساً كان أو بعيراً، أو غيرهما، فأخذ الأجر على ذلك حرام. (4631) إسناده صحيح، وهو مطول 4609، وقد سبق الكلام عليه مفصلاً، وأشرنا إلى هذا هناك. أبو رغال: بكسر الراء وتخفيف العين المعجمة، وفي القاموس: "في سنن أبي داود ودلائل النبوة وغيرهما عن ابن عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرجنا معه إلى الطائف، فمررنا بقبر، فقال: هذا قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف، وكان من ثمود، وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان، فدفن فيه". وفي لسان العرب أقوال أخر. وهذا الذي صنع غيلان الثقفي كان رجوعاً منه إلى عادات أهل الجاهلية، بحرمان النساء من الميراث، وقد جاء الإسلام بهدم ذلك، وبإعطاء كل ذي حق حقه. فلذلك أنكر عليه وعُنف به وتوعده. وأعاد الحق إلى نصابه. وليكن في هذا عظة لمن يفعل مثل ذلك من المسلمين، عوداً إلى الجاهلية الأولى، وخلافاً لما أمر الله به ورسوله. سواء أفعلوا ذلك عن طريق الهبة، أم عن طريق البيع الصوري، أم عن طريق الوقف. وكل ذلك منكر لا يرضي الله، وبجب على المسلمين أن ينكروه ويردوه، ما استطاعوا.

4632 - حدثنا عَبّاد بن العَوّام حدثنا سفيان بن حسين عن الزُّهْريّ عن سالم عن ابن عمر: أن رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - كَتَب كتابَ الصدقة، فلم يخرجه إلى عُمّاله حتى قُبض، فقَرَنَه بسيفه، فلما قُبض عَمل به أبو بكر حتى قُبض، ثم عمر حتى قُبض، فكان فيه: "في خمس من الإبل شاة، وفي عشرٍ شاتان، وفي خمس عشرة ثلاثُ شياهٍ، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين ابنةُ مَخَاض"، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: ثم أصابتني علة فِي مجلس عبّاد بن العوّام، فكتبت تمامَ الحديث، فأحْسبُني لم أفهم بعضه، فشككتُ في بقية الحديث، فتركتُه. 4633 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي بهذا الحديث في المسند في حديث الزُّهْرِيّ عن سالم، لأنه كان قد جمع حديثَ الزهري عن سالم، فحدثنا به في حديث سالم عن محمد بن يزيد بتمامه، وفي

_ (4632) إسناده صحيح، عباد بن العوام بن عمر الواسطي: ثقة من شيوخ أحمد، قال سعيد بن سليمان: "كان من نبلاء الرجال في كل أمره". سفيان بن حسين: هو الواسطي، سبق أن تحدثنا عن توثيقه وعن حديثه عن الزهري. وسيأتي تخريج الحديث في 4634. وما صنع الإمام أحمد، من ترك بقية الحديث، حين شك في بعضه، إذ أصابته علة في مجلس شيخه عباد، هو الشأن في الثقات من رواة الحديث، وحفاظ السنة، وحملة العلم. وهو يدل على توقيهم وتحرزهم في الرواية، على غير ما يظن الجاهلون من أتباع المستشرقين، مما جعلهم ينكرون كل شيء، ويطعنون في كل شيء، وهم لا يعلمون. (4633) هذا بيان من عبد الله بن أحمد، يظهرنا على بعض ما كان يصنع أبوه في تحديثهم بالمسند، وأنه جمع الروايات على الشيوخ في بدء أمره، فلذلك حدثهم بالإسناد الماضي، فيما جمع من "حديث الزهري عن سالم"، ثم حدثهم بالإسناد التالي كذلك، الأول حدثهم به عن عباد بن العوام وترك بعضه، والأخير حدثهم به عن محمد بن يزيد كاملا، إذ لم يعوض له ما يمنعه من سماعه كله وحفظه وكتابته.

حديث عَبّاد عن عبّاد بن العوام. 4634 - حدثنا محمد بن يزيد، يعني الواسطي عن سفيانَ، يعني

_ (4634) إسناده صحيح، محمد بن يزيد: هو الواسطي. والحديث مكرر 4632 كاملا. ورواه أبو داود 2: 8 - 9 من طريق عباد بن العوام ومن طريق محمد بن يذيد الواسطي، بهذا الإسناد، ورواه الترمذي 2: 3 - 4 من طريق عباد بن العوام، وقال: "حديث ابن عمر حديث حسن، والعمل على هذا عند عامة الفقهاء. وقد روى يونس بن يزيد وغير واحد عن الزهري عن سالم هذا الحديث، ولم يرفعوه، وإنما رفعه سفيان بن حسين". قال المنذري في مختصر أبي داود 1510: "وأخرجه الترمذي وابن ماجة" ثم نقل كلام الترمذي، ثم قال: "وسفيان بن حسين أخرج له مسلم، واستشهد به البخاري، إلا أن حديثه عن الزهري فيه مقال وقد تابع سفيان بن حسين على رفعه سليمان بن كثير، وهو ممن أتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه". وهو كما قال. وقد رواه مالك في الموطأ 1: 250: " أنه قرأ كتاب عمر بن الخطاب في الصدقة"، وهذا وإن كان وجادة إلا أنه وجادة جيدة تصلح للاحتجاج، للثقة بمالك وبتحريه فيما يقرأ، فلا ينسبه إلى عمر إلا أن يتوثق. وقد مضى في مسند أبي بكو 72 أنه كتب "فرائض الصدقة التي فرض رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في حديث طويل بنحو هذا. وكل هذا يؤيد بعضه بعضاً، ويجعله موضع الثقة بصحة هذه الأحاديث. "بنت مخاض": قال ابن الأثير: "المخاض: اسم للنوق الحوامل، واحدتها خلفة، وبنت المخاض وابن المخاض: ما دخل في السنة الثانية، لأن أمه قد لحقت بالمخاض، أي الحوامل، وإن لم تكن حاملاً". "ابن اللبون وبنت اللبون": قال ابن الأثير: "هما من الإبل ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة، فصارت أمه لبوناً، أي ذات لبن، لأنها تكون قد حملت حملا آخر ووضعته". "الحقة": قال ابن الأثير: "ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها، وسمي بذلك لأنه استحق الركوب والتحميل". "الجذعة" من الإبل: ما كانت شابة فتية، ودخلت في السنة الخامسة.

ابن حسين، عن الزُّهْريّ عن سالم عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كتَب الصدقةَ ولم يُخْرجها إلى عماله- حتى تُوفي، قال: فأخرجها أبو بكر من بعده، فعمل بها حتى تُوفي، ثم أخرجها عمر من بعده، فعمل بها، قال: فلقد هلك عمرُ يومَ هلك وإنّ ذلك لمقرونٌ بوصيّته، فقال: كان فيها: "في الإبل في كل خمسٍ شاةٌ، حتى تنتهي إلى أربع وعشرين، فإذا بلغتْ إلى خمس وعشرين ففيها بنتُ مَخَاض، إلى خمسٍ وثلاثين، فإن لم تكن ابنة مخاض فابنُ لَبُون، فإذا زادتْ على خمس وثلاثين ففيها ابنةُ لبون، إلى خمس وأربعين، فإذا زادتْ واحدةً ففيها حِقَّةٌ، إلى ستين، فإذا زادت ففيها جَذَعة، إلى خمس وسبعين، فإذا زادتْ ففيها ابنتا لبُون، إلى تسعين، فإذا زادت ففيها حِقَّتان، إلى عشرين ومائة، فإذا كثرت الإبلُ ففي كل خمسين حِقّة، وفي كل أربعين ابنةُ لبون، وفي الغنم في أربعين شاهٌ إلى عشرين ومائة، فإذا زادتْ ففيها شاتان، إلى مائتين، فإذا زادتْ فيها ثلاثٌ، إلى ثلثمائة، فإذا زادتْ بعدُ فليس فيها شيء حتى تبلغ أربعمائة، فإذا كِثُرت الغنمُ ففي كل مائة شاهٌ، وكذلك لا يُفَرَّقُ بين مجتمع، ولا يُجْمع بين متفرّق، مخافةَ الصدقة، وما كان من خليطين فهما يتراجعانِ بالسويّة، لا تُؤخَذ هَرِمَةٌ، ولا ذاتُ عَيْبٍ من الغنم". 4635 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن

_ (4635) إسناده صحيح، وهو مطول 4451، 4589. وقد مضى مطولاً من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر 397، بهذا، فدلت رواية مالك على أن شك أيوب في آخر الحديث شك منه وحده، فإن مالكاً رواه عن نافع مرفوعاً كله. ورواية مالك في الموطأ 3: 2، ولكن وقع في النسخة المطبوعة منه خطأ، بحذف "عن نافع" وهو خطأ مطبعي، يصحح من مخطوطة الموطأ الصحيحة التي عندي، وهي نسخة الشيخ عابد السندي، محدث المدينة في القرن الماضي، صححها وقابلها بنفسه. ويصحح أيضاً من شرح الزرقاني 3: 247، ومن رواية أحمد التي أشرنا إليها 397. هنا في الأصلين في آخر الحديث قبل كلمة أيوب: "وإلا فقد عتق منه" بحذف كلمة "ما عتق" الثابتة في آخر كلام أيوب، =

النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أعتق نصيباً"، أو قال: "شَقِيصاً له"، أو قال: "شِرْكاً له، في عبدٍ، فكان له من المال ما بلغ ثَمَنَه بقيمة العدل فهو عتيق، وَإلا فقد عتق منه"، قال أيوب: كان نافع ربما قال في هذا الحديث وربما لم يقله، فلا أدِري أهو في الحديث، أو قاله نافع من قبله؟، يعني قوله: "فقد عَتَق منه ما عَتق". 4636 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن نافع عن ابِنِ عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا قَفَل من غزوٍ أو حج أو عمرٍ: فَعلا فَدْفَداً من الأرض أو شَرَفاً قال: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو عِلى كل شىِء قدير، آيبُون تائبون، ساجدُون عابدون، لربنا حامدون، صَدق الله وعده، ونصر عبدَه، وهزم الأحزاب وحده". 4637 - حدثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَسْترْعي الله تبارك وتعالى عبداً رعيةً، قَلَّتْ أو كَثُرتْ، إلا سأله الله تبارك وتعالى عنها يوم القيامة، أقام فيهم أمرَ الله تبارك وتعالى أم أضاعه؟، حتى يسألَه عن أهل بيته خاصةً".

_ = وهي مزادة بهامش ك، وأظنها بياناً من الناسخ، إذ لم يكتب عليها علامة الصحة، فلذلك لم أثبتها في المتن. (4636) إسناده صحيح، وهو مكرر 4569 ومكرر 4496 بإسناده. (4637) إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد. الحسن: هو البصري. وهذا الحديث لم أجده في موضع آخر، ولا في مجمع الزوائد، فأظنه في شيء من الكتب الستة خفى عليّ موضعه منها. وقد روى مسلم 1: 51 من طريق يونس وغيره عن الحسن عن معقل بن يسار حديثاً قريباً من هذا المعنى. وفي مجمع الزوائد 5: 207 حديث بنحو هذا الحديث من حديث أبي هريرة، ونسبه للطبراني في الأوسط. وانظر 4495. (349)

4638 - أخبرنا .... مَعْمَر عن عبد الله بن مسلم أخي الزّهْرِيّ عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقَى الله تبارك وتعالى وليس في وجهه مُزْعَةُ لحمٍ". 4639 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثني عُبيد الله أخبرني نافع عن عبد الله قال: كانوا يتبايعون الطعام جُزَافاً على السُّوق، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعوه حتى يَنْقُلوه. 4640 - حدثنا يحيى عن عبيد الله أخبرنىٍ نافعٍ عن عبد الله بن عمر قال: كان أهل الجاهلية يبيعون لحم الجَزُور بحَبَل حَبَلةٍ، وحَبَلُ حَبَلةٍ: تُنْتَجُ الناقة ما في بطنها ثم تحمل التي تُنْتَجهُ، فنهاهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن ذلك.

_ (4638) إسناده في ذاته صحيح، ولكنه هنا إسناد ناقص في الأصلين. فإن الإمام أحمد لم يدرك معمراً، بل ولد بعد وفاته، فمن المحال أن يحدث عنه سماعاً، إذ هو إنما يروي عن تلاميذه. فلذلك وضعت أصفاراً بين "حدثنا" وبين "معمر" ولم أستجز أو أعين شيخاً بالاسم من شيوخ أحمد الذين يروون عن معمر. وإن كنت أرجع في هذا الموضع أن يكون "إسماعيل بن إبراهيم" وهو ابن علية، لأن الثلاثة الأحاديث قبله رواها الإمام عن ابن علية، ولأن هذا الحديث رواه مسلم1: 283 من طريق ابن علية عن معمر. عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري: هو أخو الزهري الإمام محمد بن مسلم، وكان عبد الله الأكبر، وهو تابعي ثقة ثبت، مات قبل أخيه، وروى عن أخيه وروى أخوه عنه. المزعة من اللحم، بضم الميم وسكون الزاي: القطعة اليسيرة منه. وانظر لمعنى الحديث 4407، 4440. (4639) إسناده صحيح، وهو في المنتقى 2818، وقال: "رواه الجماعة إلا الترمذي وابن ماجة". وقد مضى نحو معناه 4517. (4640) إسناده صحيح، وهو مطول 4491، 8582. وهو قريب من لفظ الموطأ الذي أشرنا في 4491.

4641 - حدثنا سفيان قال قال عمرو، يعني ابن دينار: ذَكَرُوا الرجلَ يُهلُّ بعمرةٍ فَيحلّ، هل له أن يأتي، يعني امرأته، قبل أنَ يطوف بين الصفا واَلمروة؟، فسألْناَ جابر بن عبد الله؟، فقال، لا، حتى يطوف بالصفا والمروة، وسألْنا ابن عمر؟، فقاِلِ: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطاف بالبيت سبعاً فصلى خلف المقام ركعتين وسَعَى بين الصفا والمروة، ثم قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. 4642 - حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني عبد الله بن دِينار سمعت ابن عمر يقول: بينما الناس يصلون في مسجد قُباء الغَداةَ، إذْ جاءَ جاءٍ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أُنزل عليه الليلة قرآنٌ، وأُمر أن تُسَتقبل الكعبةُ، فاستقبَلوها، واستداروا فتوجَّهوا نحوَ الكعبة. 4643 - حدثنا يحيى عن ابن جُرَيج أخبرنيِ نافع عِن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يأكلْ أَحدُكم من أضْحيَته فوق ثلاثة أيام"، وكان عبد الله إذا غابت الشمس من اليوم الثالث لا يأكل من لحم هَدْيِهِ.

_ (4641) إسناده صحيح، ورواه البخاري كاملا 1: 418 - 419 من طريق سفيان، وهو ابن عيينة، عن عمرو بن دينار. وروى مسلم منه 1: 353 سؤال ابن عمر وجوابه فقط، ولم يذكر سؤال جابر، رواه من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أيضاً، ثم نحوه من طريق حماد بن زيد وابن جُريج عن عمرو بن دينار. (4642) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 424 من طريق مالك عن عبد الله بن دينار. ورواه أيضاً8: 131 من طريق يحيى عن سفيان، كالإسناد الذي هنا، ومن طريق سليمان وطريق مالك، عن عبد الله بن دينار. ورواه مسلم أيضاً، كما في المنتقى 828. وسيأتي من طريق مالك 5934. وهو في الموطأ 1: 201. (4643) إسناده صحيح، وهو مطول 4558.

4644 - حدثنا يحيى عن محمد بن عمرو عن أبي سَلَمَة عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل مسْكرٍ حرامٌ". 4645 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: لا أعلمه إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كل مسْكرٍ خمرٍ، وكل مسكرٍ حرام". 4646 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرنا نافعِ عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من أَلْفَي صلاةٍ فيما سواه، إلا السجدَ الحرامَ". 4647 - حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافعِ عن ابن عمر قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المُزَابنة، والمزابنة: الثَّمَر بالتمْر كيلاً، والعنَب بالزبيب كيلاً، والحنْطَة بالزرع كيلاً. 4648 - حدينا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابِن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الغادر يُرفع له لواءٌ يومَ القيامة، يقال: هذه غَدْرَةُ فلان بن

_ (4644) إسناده صحيح، محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي: سبق توثيقه 1405. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. والحديث مختصر، وسيأتي عقبه مطولاً، ونخرجه هناك. (4645) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. ورواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجة، كما في المنتقى 4716. (4646) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 392 من طريق يحيى القطان بهذا الإسناد. ورواه كذلك بأسانيد أخر عن نافع، ورواه أيضاً النسائي وابن ماجة، كما في شرح الترمذي 1: 270. (4647) إسناده صحيح، وهو مطول 4528، وسبق الكلام عليه مفصلاً 4490. (4648) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 47 من طرق عن عبيد الله عن نافع، ومن طرق عن نافع، ومن طرق عن ابن عمر، بنحوه. وقد مضى بمعناه من حديث ابن مسعود مراراً، آخرها 4202،4201.

فلان". 4649 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من حمل علينا السلاح فليس منَّا". 4650 - حدثنا يحيى عن إسماعيلٍ حدثني سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من تبع جنازة حتى يصلَّى عليها فإن له قيراطاً" , فسُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم عن القيراط؟، فقال: "مثل أُحُدٍ". 4651 - حدثنا يحيى عن مالك حدثنا زيد بن أَسْلَم سمعت ابن عمر يقول: جاء رجلان من أهل المشرق إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فخطبا، فَعجبِ الناسُ من بيانهما، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِن من البَيان سِحْراً"، أو "إن بعض البيان سحرٌ". 4652 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال، صليتُ مع النبي -صلي الله عليه وسلم -بمنًى ركعتين، ومع أبي بكر، ومع عمر، ومع عثمانَ صَدْراً من إمارته، ثم أتَمَّ.

_ (4649) إسناده صحيح، وهو مكرر 4467. (4650) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. وهذا الحديث من مراسيل الصحابة يقيناً فإن عبد الله بن عمر إنما سمعه من أبي هريرة ومن عائشة حين صدقت أبا هريرة، كما مضى 4453. وكانوا يصدق بعضهم بعضاً، فيروي أحدهم ما سمع من أخيه، ثقة به وتصديقاً. (4651) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 3: 149 - 150. ونسبه الزرقاني في شرحه 4: 224 للبخاري وأبي داود والترمذي. وقد مضى معناه من حديث ابن عباس مراراً، آخرها 3069 ومن حديث ابن مسعود 3778، 4342. (4652) إسناده صحيح، وهو مطول 4533، وأشرنا إلى هذا المطول هناك، وأنه رواه البخاري ومسلم. وقد مضى نحو معناه من حديث ابن مسعود مراراً، آخرها 4427.

4653 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله عنْ نافع عن عبد الله ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبوراً". 4654 - حدثنا يحيى عن عبيد الله أنبأنا نافع عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم: "أَحْفوا الشوارب، وأَعْفوا اللِّحَى" 4655 - حدثنا يحيى عن عبيد الله أخبرني نافِع عن. عبد الله بن عمر [قال]: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماءَ الله مساجد الله". 4656 - حدثنا يحيى عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - بات بذي طُوّى حتى أصبح، ثم دخل مكة، وكان ابنُ عمر يفعل ذلك.

_ (4653) إسناده صحيح، وهو مكرر 4511. (4654) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 3: 123 عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع بنحوه، فلم يسمعه مالك، من نافع، وسمعه من ابنه أبي بكر. ورواه أبو داود 4: 135 من طريق مالك، وقال المنذري: "وأخرجه مسلم والنسائي". إحفاء الشوارب: المبالغة في قصها. إعفاء اللحى: هو أن يوفر شعرها ولا يقص كالشوارب، مِن "عفا الشيءُ" إذا كثر وزاد، يقال "أعفيته" و"عفَّيته". قاله ابن الأثير. (4655) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 1: 202 - 203 منقطعاً "أنه بلغه عن عبد الله ابن عمر". ورواه البخاري 2: 318 - 319 مطولاً موصولا من طريق أبي أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع. ورواه مسلم 1: 29 مختصراً موصولا كما هنا، من طريق ابن نُمير وابن إدريس عن عبيد الله. وقد مضى نحو معناه 4522، 4556. كلمة [قال] زيادة من ك. (4656) إسناده صحيح، وهو مختصر 4628.

4657 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يرحم الله المحلّقين"، قالوا: يا رسول الله، والمقصِّرين؟، قال: "يرحم الله المحلقين"، قال فيَ الرابعة: "والمقصِّرين". 4658 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخِبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما منكم أحدٌ إلا يُعْرض عليه مَقعدُه بالغَداة والعَشِيّ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وِإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدُك حتى تُبعثَ إليه". 4659 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه فيجلسَ فيه، ولكن تفسَّحوا وتوسَّعوا". 4660 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: صليت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قبل الظهر سجدتين، وبعدها سجدتين، وبعد المغرب سجدتين، وبعد العشاء سجدتين، وبعد الجمعة سجدتين، فأما الجمعة والمغرب في بيته. قال: وأخبرتني أختى حَفْصةُ أنه كان يصلي

_ (4657) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 1: 352 عن نافع عن ابن عمر، بنحوه. ورواه أبو داود 2: 149 من طريق مالك، وقال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم". وقد مضى نحو معناه مختصراً ومطولا من حديث ابن عباس 1859، 3311. (4658) إسناده صحيح، ورواه البخاري من طرق عن نافع 3: 193، 6: 329، 11: 315 - 316. ورواه مسلم 2: 357 من طريق مالك عن نافع، ومن طريق الزهري عن سالم، كلاهما عن ابن عمر، بنحوه. (4659) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في تفسير ابن كثير 8: 264 والترغيب والترهيب 58:4. (4660) إسناده صحيح، وهو مكرر 4506 ومطول 4591، 4592.

سجدتين خفيفتين إذا طلع الفجر، قال وكانت ساعة لا أدخل على النبي -صلي الله عليه وسلم - فيها. 4661 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أنِ النبي -صلي الله عليه وسلم - عَرَضَه يومَ أُحُدٍ، وهو ابن أربع عشرة، فلم يُجِزْه، ثم عرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة، فأجازه. 4662 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبَيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن عمر سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أينامُ أحدنا وهو جُنُب؟، قال: "نعم، إذا توضأ". 4663 - حدثنا يحىِ عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عامَلَ أهل خَيْبَر بشطر ما يخرج من تَمْرٍ أو زرع. 4664 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يَتَسَارَّ اثنان دون الثالث". 4665 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر

_ (4661) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في تاريخ ابن كثير 4: 15. ورواه الترمذي بإسنادين من طريق عُبيد الله 2: 288 ثم كرره بالإسنادين أنفسهما 3: 35، وقال: "حديث حسن صحيح". (4662) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى 360. (4663) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى 3043. وسيأتي مطولاً 4732. وقد مضى نحو معناه من حديث ابن عباس 2255. (4664) إسناده صحيح، وهو مختصر 4564. (4665) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في الترغيب والترهيب 2: 214 المعقلة: قال في الفتح 9: 70: "بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف، أي المشدودة بالعقال، وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير. شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي =

عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "مَثَل صاحب القرآن مَثَلُ صاحب الإبل المُعَقَّلهَ، إن عقَلها صاحبُها حَبَسها، وإن أطلقها ذهبتْ". 4666 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني "نافع عن ابن عمر: أن يِهوديين زَنَيا، فأتي بهما إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فأمر برجمها، قال: فرأيتُ الرجل يَقيها بنفسه. 4667 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله أخبرني نافِع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أدرك عمر وهو في رَكْب وهو يحلف بأبيه، فقال: "لا تحلفوا بآبائكم، ليَحْلفْ حالفٌ بالله أو ليَسْكُتْ". َ4668 - َ حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر

= يخشى منه الشراد، فما زال التعاهد موجوداً بالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ. وخص الإبل بالذكر لأنه أشد الحيوان الإنسى نفوراً، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة". (4666) إسناده صحيح، وهو مختصر 4498 ومطول 4529. (4667) إسناده صحيح، وهو مكرر 4593. (4668) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 82 و 13: 109 عن مسدد عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ورواه أيضاً6: 82 من طريق إسماعيل بن زكريا عن عُبيد الله. ورواه مسلم 2: 86 من طريق الليث بن سعد، ومن طريق يحيى القطان وابن نُمير، ثلاثتهم عن عُبيد الله. وهذا الحديث أصل جليل خطير من أصول الحكم، لا نعلم أنه جاء في شريعة من الشرائع، ولا في قانون من القوانين، على هذا الوضع السليم الدقيق المحدد، الذي يحدَد سلطة الحاكم، ويحفظ على المحكوم دينه وعزته. فقد اعتاد الملوك والأمراء، واعتادت الحكومات في البلاد التي فيها حكومات منظمة وقوانين، أن يأمروا بأعمال يرى المكلف بها أن لا مندوحة له عن أداء ما أمر به. وصارت الرعية، في هؤلاء وهؤلاء، لا يطيعون فيما أمروا به إلا أن يوافق هوَى لهم أو رغبة عندهم، وإلا اجتهدوا أن يقصروا في =

عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "السمعُ والطاعةُ عِلى المرء فيما أَحبَّ أو كَره، إلا أن يُؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة".

_ = في أداء ما أمروا به، ما وجدوا للتقصير سبيلا، لا يلاحقهم فيه عقاب أو خوف. وكل هذا باطل وفساد، تختل به أداة الحكم، وتضطرب معه الأنظمة والأوضاع. إذا لا يرون أن الطاعه واجبة عليهم، وإذ يطعون- في بعض ما يطيعون- شبه مرغمين، إذ لم يوافق هواهم ولم يكن مما يحبون. أما الشرع الإسلامي، فقد وضع الأساس السليم، والتشريع المحكم، بهذا الحديث العظيم. فعلى المرء المسلم أن يطيع من له عليه حق الأمر من المسلمين، فيما أحب وفيما كره، وهذا واجب عليه يأثم بتركه، سواء أعرف الآمرُ أنه قصرّ أم لم يعرف، فإنه ترك واجباً أوجبه الله عليه وصار ديناً من دينه، إذا قصّر فيه كان كما لو قصَر في الصلاة أو الزكاة أو نحوهما من واجبات الدين التي أوجب الله. ثم قيد هذا الواجب بقيد صحيح دقيق، يجعل للمكلف الحقَّ في تقدير ما كُلف به، فإن أمره من له الأمر عليه بمعصية، فلا سمع ولا طاعة. لا يجوز له أن يعصى الله بطاعة المخلوق، فإن فعل كان عليه الإثم كما كان على من أمره، لا يعذر عند الله بأنه أتى هذه المعصية بأمر غيره، فإنه مكلَّف مسؤول عن عمله، شأنه شأن آمره سواءً. ومن المفهوم بداهة أن المعصية التي يجب على المأمور أن لا يطيع فيها الآمر، هي المعصية الصريحة التي يدل الكتاب والسنة على تحريمها، لا المعصية التي يتأول فيها المأمور ويتحايل، حتى يوهم نفسه أنه إنما امتنع لأنه أمر بمعصية، مغالطة لنفسه ولغيره. ونرى أن نضرب لذلك بعض المثل، مما يعرف الناس في زماننا هذا، إيضاحاً وتثبيتاً: 1 - موظف أمره من له عليه حق الأمر أَن ينتقل من بلد يحبه إلى بلد يكرهه، أو من عمل يرى أنه أهل له، إلى عمل أقل منه، أوأشد مشقة عليه. فهذا يجب أن يطيع من له عليه حق الأمر، لا مندوحة له من ذلك، أحب أو كره، فإن أبي من طاعة الأمر كان آثمَاً، وكان إباؤه حراماً، سواء أبي إباء صريحاً واضحاً، أم أبي إباء ملتوياً مستوراً؟، بتمحل الأسباب والمعاذير. ولقد يرى المأمور أنه بما أمر به مغبون، أو مظلوم مهضوم الحق، وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكنه يجب عليه أن يطيع في كل حال، فإن الظلم في مثل هذه الأمور أمر تقديري، تختلف فيه الأنظار والآراء، والمأمور في هذه الحال ينظر لنفسه، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ويحكم لنفسه، فمن النادر أن يكون تقديره للظلم الذي ظن أنه لَحِقه تقدير صحيح، لما يشبه أن يكون من غلبة الهوى عليه. ولعل آمره أقدر على الإحاطة بالمسئلة من وجوه مختلفة، ولعل تقديره إذ ذاك أقرب إلى الصواب، إذا لم يكن فعل ما فعل عن هوى واضح وتعنت مقصود. والظلم في مثل هذا حرام، ولكنه حرام على الآمر، أما المأمور فلم يؤمر بمعصية، لأن ما أمر به في ذاته ليس معصية، إنما المعصية في إصدار الأمر على غير جهة الحق. 2 - نرى بعض القوانين تأذن بالعمل الحزام الذي لا شك في حرمته، كالزنا، وبيع الخمر ونحو ذلك، وتشرط للإذن بذلك رخصة تصدر من جهة مختصة معينة في القوانين. فهذا الموظف الذي أمرته القوانين أن يعطى الرخصة بهذا العمل إذا تحققت الشروط المطلوبة فيمن طلب الرخصة، لا يجوز له أن يطيع ما أمر به، وإعطاؤه الرخصة المطلوبة حرام قطعاً، وإن أمره بهذا القانون، فقد أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة. أما إذا رأى أن إعطاء الرخصة في ذلك حلال، فقد كفر وخرج عن الإسلام، لأنه أحل الحرام القطيعي المعلوم حرمته من الدين بالضرورة. 3 - نرى في بعض بلاد المسلمين قوانين ضُربت عليها، نقلت عن أوربة الوثنية الملحدة، وهي قوانين تخالف الإسلام مخالفة جوهرية في كثير من أصولها وفروعها، بل إن في بعضها ما ينقض الإسلام ويهدمه، وذلك أمر واضح بديهي، لا يخالف فيه إلا من يغالط نفسه، ويجهل دينه أو يعاديه من حيث لا يشعر. وهي في كثير من أحكامها أيضاً توافق التشريع الإسلامي، أو لا تنافيه على الأقل. وإن العمل بها في بلاد المسلمين غير جائز حتى فيما وافق التشريع الإسلامي، لأن من وضعها حين وضعها لم ينظر إلى موافقتها للإسلام أو مخالفتها، إنما نظر إلى موافقتها لقوانين أوربة أو لمبادئها وقواعدها، وجعلها هي الأصل الذي يرجع إليه، فهوآثم مرتذ بهذا، سواء أوضع حكماً موافقاً للإسلام أم مخالفاً. وقد وضع الإمام الشافعي قاعدة جليلة دقيقة في نحو هذا، ولكنه لم يضعها في الذين يشرعون القوانين عن مصادر غير إسلامية، فقد كانت بلاد الإسلام إذ ذاك بريئة من هذا العار، ولكنه وضعها في المجتهدين العلماء من المسلمين، الذين يستنبطون الأحكام قبل أن يتثبتوا مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة، ويقيسون ويجتهدون برأيهم على غيرأساس صحيح، فقال في كتاب (الرسالة) رقم 178 بشرحنا وتحقيقنا: "ومن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته كانت موافقته للصواب، إن وافقه من حيث لا يعرفه، غير محمودة، والله أعلم، كان بخطئه غير معذور، إذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه". ومعنى هذا واضح: أن المجتهد في الفقه الإسلامي، على قواعد الإسلام، لا يكون معذوراً إذا ما كان اجتهاده على غير أساس من معرفة، وعن غير تثبت في البحث عن الأدلة من الكتاب والسنة، حتى لو أصاب في الحكم، إذ تكون إصابته مصادفة، لم تُبْن على دليل، ولم تبن علي يقين، ولم تبن علي اجتهاد صحيح. أما الذي يجتهد ويتشرع!!، على قواعد خارجة عن قواعد الإسلام، فإنه لا يكون مجتهداً، ولا يكون مسلماً، إذ قصد إلى وضع ما يراه من الأحكام، وافقت الإسلام أم خالفته، فكانت موافقته للصواب، إن وافقه من حيث لا يعرفه، بل من حيث لا يقصده، غير محمودة، بل كانوا بها لا يقلون عنهم كفراً حين يخالفون، وهذا بديهي. وليس هذا موضع الإفاضة والتحقيق في هذه المسئلة الدقيقة. وما كان هو المثل الذي نضربه، ولكنه تمهيد. والمثل: أنا نرى كثيراً من المسلمين الذين عُهد إليهم بتنفيذ هذه القوانين والقيام عليها، بالحكم بها، أو بالشرح لها، أو بالدفاع فيها، نراهم مسلمين فيما يتبين لنا من أمرهم، يصلون ويحرصون على الصلاة، ويصومون ويحرصون على الصوم، ويؤدون الزكاة ويجودون بالصدقات راضية نفوسهم مطمئنين، ويحجون كأحسن ما يحج الرجل المسلم، بل نرى بعضهم يكاد يحج هو وأهله في كل عام، ولن تستطع أن تجد عليهم مغمزاً في دينهم، خمر أو رقص أو فجور. وهم فيما يفعلون مسلمين مطمئنين إلى الإسلام، راضين معتقدين عن معرفة ويقين. ولكنهم إذا مارسوا صناعتهم في القضاء أو التشريع أو الدفاع، لبستهم هذه القوانين، وجرت منهم كالشيطان مجرى الدم، فيتعصبون لها أشد العصبية، ويحرصون على تطبيق قواعدها والدفاع عنها، كأشد ما يحرص الرجل العاقل المؤمن الموقن بشيء يرى أنه هو الصواب ولا صواب غيره، وينسون إذا ذاك كل شيء يتعلق بالإسلام في هذا التشريع، إلا ما يخدع به بعضهم أنفسهم أن الفقه الإسلامي يصلح أن يكون مصدراً من مصادر التشريع!، فيما لم يرد فيه نص في قوانينهم، ويحرصون كل الحرص على أن يكون تشريعهم، تبعا؟ لما صدر إليهم من أمر أوربة في معاهدة منترو، مطابقاً لمبادئ التشريع الحديث، وكما قلت مراراً في مواضع من كتبى وكتاباتي: =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = وتبَّاً لمبادئ التشريع الحديث. فهؤلاء الثلاثة الأنواع: المتشرع والمدافع والحاكم، يجمعون في بعض هذا المعنى ويفترقون، والمآل واحد. أما المتشرع فإنه يضع هذه القوانين وهو يعتقد صحتها وصحة ما يعمل، فهذا أمره بَين، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم. وأما المدافع فإنه يدافع بالحق وبالباطل، فإذا ما دافع بالباطل المخالف للإسلام معتقداً صحته، فهو كزميله المتشرع، وإن كان غير ذلك كان منافقاً خالصاً، مهما يعتذر بأنه يؤدي واجب الدفاع. وأما الحاكم فهو موضع البحث وموضع المثل. فقد يكون له في نفسه عذر حين يحكم لما يوافق الإسلام من هذه القوانين، وإن كان التحقيق الدقيق لا يجعل لهذا العذر قيمة. أما حين يحكم بما ينافي الإسلام، مما نُصّ عليه في الكتاب والسنة، ومما تدل عليه الدلائل منهما، فإنه، على اليقين، ممن يدخل في هذا الحديث: قد أمر بمعصية، القوانين التى يرى أن عليه واجباً أن يطيعها أمرته بمعصية، بل بما هو أشد من المعصية، أن يخالف كتاب الله وسنة رسوله، فلا سمع ولا طاعة، فإن سمع وأطاع كان عليه من الوزن ما كان على آمره الذي وضع هذه القوانين، وكان كمثله سواء. 4 - وقد صنع رجال كبار من رجال القانون عندنا شيئاً شبيها بهذه القاعدة، احتراماً منهم لقوانينهم التي وضعوها. فقد قرر مجلس الدولة مبدأين خطرين، فيما إذا تعارض قانون عادي من قوانين الدولة مع القانون الأساسي، وهو الدستور، فجعل الأولية للدستور، وأنه يجب على المحاكم أن لا تطبق القانون العادي إذا عارضه. ومجلس الدولة هيئة من أعلى الهيئات القضانية، وُكل إليه فيما وكل إليه من الاختصاص، أن يحكم بإلغاء القرارات الإدارية التي تصدرها الحكومة إذا ما صدرت مخالفة للقوانين. وهذان المبدآن اللذان نحن بصددهما أصدرتهما الدائرة الأولى من ذلك المجلس، برئاسة محمد كامل مرسي باشا، وهو واضع قانون مجلس الدولة، أو هو الذي له اليد الطولى في إصداره، وهو الذي ولى رئاسته أول ما أنشئ وهو مرسي قواعده، ومثبت أركانه. والمبدآن اللذان قررهما: أحدهما: " أنه ليس في القانون المصري ما يمنع المحاكم المصرية من التصدي لبحث دستورية القوانين، بله المراسيم بقوانين، سواء من ناحية الشكل، أو الموضوع". وثانيهما:"أنه لا جدال في أن الأمر الملكي رقم 42 لسنة 1923 بوضع نظام دستوري =

4669 - حدثنا يحيى عند عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقرأ علينا السورة، فيقرأ السجدة، فيسجد ونسجد معه، حتى ما يجدُ أحدُنا مكاناً لموضع جبهته.

_ = للدولة المصرية هو أحد القوانين التي يجب على المحاكم تطبيقها، ولكنه يتميز عن سائر القوانين بما له من طبيعة خاصة تضفي عليه صفة العلو، وتَسِمه بالسيادة، بحسبانه كفيل الحريات وموئلها، ومناط الحياة الدستورية ونظام عقدها. ويَستتبع ذلك أنه إذا تعارض قانون عادي مع الدستور في منازعة من المنازعات التي تطرح على المحاكم، وقامت بذلك لديها صعوبة، مثارها أي القوانين هو الأجدر بالتطبيق، وجب عليها بحكم وظيفتها القضائية أن تتصدى لهذه الصعوبة، وأن تفصل فيها على مقتضى أصول هذه الوظيفة، وفي حدودها الدستورية المرسومة لها. ولا ريب في أنه يتعين عليها عند قيام هذا التعارض أن تطرح القانون العادي وتهمله، وتغلب عليه الدستور وتطبقه، بحسبانه القانون الأعلى الأجدر بالاتباع، وهي في ذلك لا تعتدي على السلطة التشريعية، ما دامت المحكمة لا تضع بنفسها قانوناً، ولا تفضى بإلغاء قانون، ولا تأمر بوقف تنفيذه. وغاية الأمر أنها تفاضل بين قانونين قد تعارضا، فتفصل في هذه الصعوبة، وتقرر أيهما الأولى بالتطبيق. وإذا كان القانون العادي قد أهمل، فمرد ذلك في الحقيقة إلى سيادة الدستور العليا على سائر القوانين، تلك السيادة التي يجب أن يلتزمها كل من القاضى والشارع [يريد المتشرع!!] على حد سواء". "القضية رقم 65 سنة 1قضائية، في مجموعة أحكام مجلس الدولة، تأليف الأستاذ محمود عاصم ج 1ص 377، 379 ". ومن البديهي الذي لا يستطيع أن يخالف فيه مسلم: أن القرآن والسنة أسمى سموَّا، وأعلى علوَّا، من الدستور ومن كل القوانين، وأن المسلم لا يكون مسلماً إلا إذا أطاع الله ورسوله، وقدم ما حكما به على كل حكم وكل قانون، وأنه يجب عليه أن يَطّرِح القانون إذا عارض حكم الشريعة الثابت بالكتاب والسنة الصحيحة، طوعاً لأمر رسول الله في هذا الحديث: "فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة". (4669) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى1310.

4670 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الصلاةُ في الجميع تزيد على صلاة الرجل وحده سبعاً وعشرين". 4671 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن ناساً من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - رأَوْا ليلة القَدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أَراكم قد تتابعتم في السبع الأواخر، فالتمسُوها في السبع الأواخر". 4672 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني سعيد بن أبي سعيد عن جُرَيج أو ابن جُرَيج، قال: قلت لابن عمر: أربعُ خِلالٍ رأيتُك تصنعهنّ،

_ (4670) إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في المنتقى 1349. وقد مضى نحو معناه من حديث ابن مسعود مراراً، آخرها 4433. (4671) إسناده صحيح، وهو مكرر 4499، 4547. (4672) إسناده صحيح، وقوله "عن جُريج أو ابن جُريج" شك من عُبيد الله أو من يحيى، وقد أقامه مالك على الصواب، فرواه في الموطأ 1: 308 - 309 عن سعيد بن أبي سعيد" عن عبيد بن جُريج: أنه قال لعبد الله بن عمر" إلخ. وكذلك رواه البخاري 10: 260 عن عبد الله بن مسلمة عن مالك، ومسلم1: 330 عن يحيى بن يحيى عن مالك. وعبيد بن جُريج المدني: تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي، وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث. السبتية، بكسر السين: "قال ابن الأثير: السبت، بالكسر: جلود البقر المدبوغة يتخذ منها النعال، سميت بذلك لأن شعرها قد سُبت عنها، أي حلق وأزيل. وقيل لأنها انسبتت بالدباغ"، وقال أيضاً: "إنما اعترض عليه لأنها نعال أهل النعمة والسعة". ورواية مالك: "فإني رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يلبس النعال التي ليس فيها شعر". قال الحافظ في الفتح في تفسير السبتية: "قال أبو عبيد: هي المدبوغة. ونقله عن الأصمعي وعن أبي عمرو الشيباني، زاد الشيباني: بالقرظ. قال: وزعم بعض الناس أنها التي حُلق عنها الشعر. قلت [القائل الحافظ] أشار بذلك إلى ما نقله ابن وهب عنه ووافقه، وكأنه =

لم أرَ أحداً يصنعهنّ؟، قال: ما هي؟، قال: رأيتُك تلبَسِ هذه النعال السِّبْتيّة، ورأيتك تسِتلم هذين الركنين اليمانيَّين لا تستلمِ غيرهما، ورأيتك لا تُهِلُّ حتى تَضع رجلك في الغَرْز، ورأيتك تُصَفّر لحيتَك؟، قال: أما لبْسِي هذه النعال السّبْتيّة فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يلبسَها ويتوضأ فيها ويستحبّها، وأما استلامُ هذين الركنين فإني رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يستلمهِما لا يستلم غيرهما، وأما تصفيري لحيتي فإني رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُصَفِّر لحيتَه، وأما إهلالي إذا اسْتوَتْ بي راحلتي فإني رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا وضَع رجلَه في الغرز واستوتْ به راحلته أهَلَّ. 4673 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله، ومحمد بن عُبيد الله قال حدثنا عُبيد الله عن- نافِعِ عن ابن عمر عني النبي -صلي الله عليه وسلم -: "العبدُ إذا أحسن عبادةَ ربه تبارك وتعالى ونَصَحَ لسيده كان له أجْرُه مرتين". 4674 - حدثنا يحيى حدثنا مالك حدثني الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه حَذْوَ مَنْكبيه، وإذا ركع صنع مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع صنع مثل ذلك، وإذا قال: "سمع الله لمن حمده" قال: "ربنا ولك الحمد "، ولا يصنع مثل ذلك في السجود.

_ = مأخوذ من لفظ السبت، لأن معناه القطع، فالحلق بمعناه. وأيد ذلك جواب ابن عمر المذكور في الباب [يعني رواية مالك التي ذكرنا]. وقد وافق الأصمعي الخليلُ، وقالوا: قيل لها سبتية لأنها تسبتت بالدباغ، أي لانت. وقال أبو عبيد: كانوا في الجاهلية لا يلبس النعال المدبوغة إلا أهل السعة، واستشهد لذلك بشعر". (4673) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 508 من طريق مالك عن نافع، قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم". وقد مضى نحو معناه بعض حديث من مسند أبي بكر بإسناد ضعيف، رقم 13. (4674) إسناده صحيح، وهو مطول 4540. وأشرنا إلى هذا هناك.

4675 - حدثنا يحيى عن ابن أبي ذئب حدثني عثمان بن سُرَاقة سمِعت ابن عمر يقول: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لا يصلي في السفر قبلَها ولا بعدها. 4676 - حدثنا يحيى عن سفيان حدِثني أبو إسحق عن عبد الله ابن مالك: أن ابن عمر صلى المغرب والعشاء بجَمْع بإقامة واحدة، فقال له عبد الله بن مالك: يا أبا عبد الرحمن، ما هذه الصلاة؟، فقال: صليتها مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في هذا المكان بإقامةٍ واحدة. 4677 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: اتخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب، وكان يجعل فصَّه مما يلي كفَّه، فاتخذه الناس، فرمى به، واتخذ خاتَماً من وَرِقٍ.

_ (4675) إسناده صحيح، عثمان بن سراقة: هو عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر، وفي ابن سعد 5: 181: "عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن سراقة" كما نقلنا عنه في 126، ولكن الظاهر أن زيادة "عبد الله" مرة أخرى في نسبه خطأ من ناسخ أو طابع، وعثمان هو ابن بنت عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمر ابن خاله، وأمه زينب بنت عمر بن الخطاب، وكان أصغر ولده، وهو تابعي ثقة، قال أبو زرعة، إذ سئل عنه: "مديني ثقة" كما في الجرح والتعديل 3/ 1/ 155، ووثقه أيضاً النسائي وغيره، مات عثمان هذا سنة 118 وهو ابن 83 سنة. وهذا الحديث ليس في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه، ولكن رواه الشيخان وغيرهما مطولاً ومختصرَاً من أوجه أخر عن ابن عمر، ولذلك لم يذكره صاحب مجمع الزوائد. انظر عون المعبود 1: 473. وانظر ما يأتي 4761، 5185 , 5590، 5634. (4676) إسناده صحيح، عبد الله بن مالك بن الحرث الهمداني: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند أبي داود والترمذي. والحديث في معنى 4452، 4460. وقد أشرنا إلى هذا الإسناد في 4452، وذكرنا ما قاله الترمذي وغيره. (4677) إسناده صحيح، ورواه أبو داود بأطول من هذا 4: 142 من طريق أبي أسامة عن عُبيد الله =

4678 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الرؤيا جزء من سبعين جزءاً من النبوّة". 4679 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه كان قائماً عند باب عائشة، فأشار بيده نحو المشرق، فقال، "الفتنة ها هنا، حيثُ يَطلُع قَرْنُ الشيطانِ". 4680 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر قال: لما مات عبد الله بن أُبَيَّ، جاء ابنُه إلىِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله أعطني قميصك حتى أكفِنَه فيه وصَلّ عليه واستغفر له، فأعطاه قميصَه،

_ = عن نافع، ومن طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن نافع. ونسبه المنذري بنحوه للبخاري ومسلم والترمذي والنسائي. الخاتم: بفتح التاء وكسرها، لغتان. الوِرق، بفتح الواو وكسر الراء: الفضة. وانظر 4734. (4678) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 201 من طريق أبي أسامة وابن نُمير، ومن طريق يحيى، ثلاثتهم عن عُبيد الله، ومن طريق الليث بن سعد والضحاك بن عثمان، كلاهما عن نافع. ولفظ مسلم "الرؤيا الصالحة"، وكلمة "الصالحة" لم تذكر هنا في الأصلين، وإن كان واضحاً إرادتها، وكتبت بهامش ك، وليس عليها علامة التصحيح، فلذلك لم أثبتها في متن الحديث. وقد مضى مثل هذا الحديث بإسناد صحيح من حديث ابن عباس 2896. (4679) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 367 - 368 من طريق يحيى القطان عن عُبيد الله، ورواه أيضاً من طرق أخرى عن ابن عمر. ورواه البخاري 9: 385 و 13: 38 من طرف عن ابن عمر. ورواه الترمذي 3: 247 من طريق الزهري عن سالم عن أبيه، وقال: "حديث حسن صحيح". (4680) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 4: 217 - 218 عن البخاري، بنحوه، من طريق أبي أسامة عن عُبيد الله عن نافع، ثم قال: "وكذا رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به. ثم رواه البخاري عن إبراهيم بن المنذر عن أنس =

وقال آذنِّي به، فلما ذَهب ليصلي عليه قالٍ: يعني عمر: قد نهاك الله أن تصليَ على المنافقين، فقال: "أنا بين خيرتين {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} "، فصلى عليه، فأنزل الله تعالى {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} قال: فتُركت الصلاةُ عليهم. 4681 - حدثنا يحيى أخبرني عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رَكَزَ الحَرْبةَ يصلي إليها. 4682 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -- صلي الله عليه وسلم - غيَّر اسم "عاصية"، قال:"أنت جميلة".

_ = ابن عياض عن عُبيد الله، وهو ابن عمر العمري، به ... وهكذا رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد القطان عن عُبيد الله، به"، يريد هذا الحديث، وقد مضى نحوه مطولاً من حديث عمر بن الخطاب نفسه 95. (4681) إسناده صحيح، وهو مكرر 4614. (4682) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 169 عن أحمد بن حنبل وآخرين عن يحيى القطان، بهذا الإسناد، ثم رواه من طريق حماد بن سلمة عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: "أن ابنة لعمر كانت يقال لها عاصية، فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميلة"، ورواه الترمذي 3: 30 من طريق يحيى القطان، كرواية أحمد هنا، ثم قال: "حديث حسن غريب، وإنما أسنده يحيى القطان عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر. وروى بعضهم هذا عن عُبيد الله عن نافع أن عمر، مرسلاً". وهذا تعليل غير جيد، إذ تبين من رواية مسلم أن حماد بن سلمة تابع يحيى القطان على وصله ورفعه. وفي شرح الترمذي أنه رواه أيضاً أبو داود وابن ماجة. وقد جزم ابن عبد البر في الاستيعاب، وتبعه ابن الأثير في أسد الغابة، وتبعهما الحافظ في الإصابة 8: 40 بأن هذه التي غير رسول الله اسمها هي "جميلة بنت ثابت ابن أبي الأقلح"، وأنه كان اسمها "عاصية"، وهي التي تزوجها عمر في سنة 7 فولدت له "عاصم بن عمر". لكن الثابت في صحيح مسلم أن التي غير رسول الله اسمها هي "جميلة بنت عمر" أولى بالصواب إن شاء الله.

4683 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني زيد العَمِّىُّ عن أبي الصّدّيق عِنِ ابن عمر قال: رخّص رسول الله -صلي الله عليه وسلم -لأمهات المؤمنينِ في الذيل شبرَاً، فاسْتزدْنَه، فزادهنَّ شبراً آخرَ فجعلنه ذراعاً، فكنَّ يرسلن إلينا نذْرعُ لهنّ ذراعاً. 4684 - حدثنا يحيى عن ابن أبي رَوَّاد حدثني نافعِ عنِ ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأى نُخَامةً في قِبْلة المسجد، فحَكّها، وخَلَّق مكانَها.

_ (4683) إسناده صحيح، سفيان هو الثوري. زيد العمى: هو زيد بن الحواري، البصري، قاضي هَراة، وقال أبو داود: "هو زيد بن مرة" فالظاهر أن "الحواري" لقب لأبيه، وزيد هذا ثقة، وثقه الحسن بن سفيان، وقال أحمد: "صالح"، وتكلم فيه بعضهم وضعفه، ولكن روى عنه شُعبة وسفيان الثوري، وهما لا يرويان إلا عن ثقة، وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه ضعيف، على أن شُعبة قد روى عنه، ولعل شُعبة لم يروعن أضعف منه"، وترجمه البخاري في الكبير 3/ 1/ 358فلم يذكر فيه جرحاً، وهذا يؤيد أنه ثقة، ومن قرأ ترجمته في الميزان للذهبي أيقن أن ما أنكره عليه المحدثون إنما كانت العلة فيه من الرواة عنه ولذلك صحح له الترمذي، كما بينت في شرحي عليه1: 416. "الحواري" بفتح الحاء والواو وكسر الراء وتشديد الياء. "العمي" بفتح العين وتشديد الميم المكسورة، قيل إنه نسبة إلى "العم" بطن من تميم، وقيل إنه كان كلما سئل عن شيء قال: "أسأل عمي"، وفي التهذيب أنه مولى زياد ابن أبيه، فالظاهر أن القول الثاني هو الأرجح. أبو الصديق الناجي: هو بكر بن قيس، على ماجزم به البخاري في الكبير 1/ 2/ 93 والسمعاني في الأنساب، وقيل "بكر بن عمرو" على ما نقل البخاري عن أحمد وإسحق، وأبو الصديق هذا تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وروى له أصحاب الكتب الستة. "الناجي": نسبة إلى بني ناجية، كما في الأنساب للسمعاني في الورقة 550 ب. والحديث رواه أبو داود 4: 111 عن مسدد عن يحيى القطان بهذا الإسناد. ورواه ابن ماجة 2: 195 من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري. وأعلّه المنذري يزيد العمي، وقد عرفت الحق فيه. وانظر 4489. (4684) إسناده صحيح، ابن أبي رواد. هو عبد العزيز بن أبي راود المكي مولى المهلب بن أبي =

4685 - حدثنا يحيى عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يَنْتَجِى اثنان دون صاحبهما"، قال قلنا: فإن كانوا أربعاً؟، قال: "فلا يضُرُّ". 4686 - حدثنا يحيى عن ابن أبي رَوَّاد عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان لا يَدَعُ أن يستلم الحَجَرَ والركن اليَمَانَّي في كل طوافٍ. 4687 - حدثنا يحيى في سفيان حدثني ابن دينار سمعت ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا أحدُكم قال لأخيه يا كاَفر، فقد بَاء بها أحدهما".

_ = صفرة، وهوِ ثقة، وثقه يحيى القطان وابن معين وغيرهما، وتكلم فيه بعضهم لرأيه في الإرجاء، ومن ضعفه لغير ذلك فقد أخطأ، قال يحيى القطان: "عبد العزيز ثقة في الحديث، ليس ينبغي أن يُترك حديثه لرأي أخطأ فيه" وقال أبو حاتم: "صدوق ثقة في الحديث متعبد"، وكان ابن جُريج يوقره ويعظمه. والحديث قد مضى نحو معناه 4509 من رواية أيوب عن نافح، وذكرنا هناك أن أبا داود رواه وزاد فيه "فدعا بزعفران فلطخه به" وقد قال أبو داود بعد ذلك 1: 179: "وذكر يحيى بن سليم عن عُبيد الله عن نافع الخلوق". وهذا إشارة إلى رواية مثل التي هنا، تابع فيها عُبيد الله بن عمر ابن أبي روّاد، عن نافع في ذكر الخلوق. وقوله "وخلق مكانها" بتشديد اللام أي طلاه بالخلوق، بفتح الخاء، وهو ضرب من الطيب، وقيل هو الزعفران. (4685) إسناده صحيح، أبو صالح: هو السمان، واسمه ذكوان. وهذا الحديث هو الذي أشرنا في 4450 إلى أنه رواه أبو داود، فقد رواه 1: 414 من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح. ورواية أبي داود توضح أن الذي سأل "فإن كانوا أربعاً؟ " هو أبو صالح، فإن فيه: "قال أبو صالح: فقلت لابن عمر: فأربعة؟، قال: لا يضرك". وانظر 4564 , 4664. (4686) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 114 عن مسدد عن يحيى، بهذا الإسناد، وزاد في آخره: "وكان عبد الله بن عمر يفعله". قال المنذري: "وأخرجه النسائي، وفي إسناده عبد العزيز بن أبي روّاد، وفيه مقال". وقد بينا في 4684 أنه ثقه. وانظر 4462، 4463، 4672. (4687) إسناده صحيح، قال المنذري في الترغيب والترهيب 3: 284: "رواه مالك والبخاري =

4688 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن أبي لَبيد عن أبي سَلَمَة عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يَغلبنَّكم الأعراب عَلى اسم صلاتكم، فإنها العِشاء، إنما يَدْعُونها العَتَمة لإعتامهم بالإبل لحِلابها". 4689 - حدثنا يحيى عن حسين حدثنا عمرو بن شُعَيب حدثني سليمان مولى ميمونة قال: أتيتُ على ابن عمر وهو بالبَلاط، والقومُ يصلون في المسجد، قلت: ما يمنعك أن تصلي مع الناس، أو القوم؟، قال: إني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لاتصلوا صلاةً في يوم مرَّتين". 4690 - حدثنا يحيى عن مالك حدثنا نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر في الدنيا ولم يَتُبْ منها حُرمَها في الآخرة، لم يُسْقَهَا".

_ = ومسلم وأبو داود والترمذي". باء به أحدهما: أي التزمه ورجع به، وأصل البواء: اللزوم، قاله ابن الأثير. (4688) إسناده صحيح، وهو مكرر 4572. وسفيان هنا: هو الثوري، وهناك: هو ابن عيينة. (4689) إسناده صحيح، حسين: هو ابن ذكوان المعلم. سليمان مولى ميمونة: هو سليمان بن يسار. والحديث رواه أبو داود 1: 226 من طريق يزيد بن زريع عن حسين المعلم. قال المنذري 547: "وأخرجه النسائي، وفي إسناده عمرو بن شعيب، وقد تقدم الكلام عليه. وهو محمول على صلاة الاختيار، دون ما له شبب، كالرجل يصلي ثم يدرك جماعة فيصلي معهم، وقد كان صلى، ليدرك فضيلة الجماعة، جمعاً بين الأحاديث". وتعليل المنذري بعمرو بن شعيب لا قيمة له، وقد سبق الكلام عليه مفصلا 118، 147، 183. (4690) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 3: 56 - 57. ورواه الجماعة إلا الترمذي، كما في المنتقى 4699.

4691 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع، قال: لا أعلمه إلا عن عبد الله: أن العباس استأذن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في أن يبيت بمكةَ أيام منًى من أجل السّقاية، فرخَّص له. 4692 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن الشِّغار، قال: قلت لنافع: ما الشغار؟، قال: يزوَّج الرجلُ ابنتَه ويتزوَّج ابنتَه، ويزوِّج الرجلُ أختَه ويتزوّج أختَه، بغير صَداقٍ. 4693 - حدثنا يحي بن سعيد حدثنا عبد الملِك بن أبي سليمان سمعت سعيد بن جُبَير قال: سُئلتُ عن المتلاعِنَين: أيُفرَّق بينهما: في إمارة ابن الزُّبَير، فما دَريتُ ما أقول، فقمتُ من مكاني إلى منزل ابن عمر،

_ (4691) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 145 من طريق ابن نُمير وأبي أسامة عن عُبيد الله، مرفوعاً لم يذكر فيه شك عُبيد الله في رفعه، وسيأتي 4731 عن ابن نُمير، ليس فيه هذا الشك. قال المنذري 1878: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة". (4692) إسناده صحيح، وهو مكرر 4526. وقد دل هذا على أن تفسير الشغار من قول نافع، كما قال الحافظ، وكما أشرنا إليه هناك. (4693) إسناده صحيح، عبد الملك بن أبي سليمان: هو العرزمي. والحديث رواه مسلم 1: 436 من طريق ابن نُمير ومن طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن عبد الملك، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير 6: 64 عن هذا الموضع، وقال: "رواه النسائي في التفسير من حديث عبد الملك بن أبي سليمان، به. وأخرجاه في الصحيحين من حديث سعيد ابن جُبير عن ابن عباس". هكذا قال، وهو في صحيح مسلم كما ذكرنا من حديث سعيد بن جُبير عن ابن عمر، ورواه البخاري في مواضع مختصراً من غير وجه من حديث سعيد بن جُبير عن ابن عمر. وأنا أظن أن هذا سهو من الحافظ ابن كثير. "في إمارة ابن الزبير": في مسلم "في إمرة مصعب"، وهو مصعب بن الزبير. ولكن كتب في طبعة بولاق "في إمرأة مصعب"! وهو خطأ مطبعي واضح، ثبت على الصواب في طبعة الأستانة من صحيح مسلم 4: 206. وانظر 4477، 4527، 4603، 4604.

فقلت: أبا عبد الرحمن، المتلاعنيْن أيُفَرَّق بينهما؟، فقال: سبحان الله!!، إن أِوِّل من سأل عن ذلك فلانُ بن فلان، قال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يرى امرأته على فاحشةٍ، فإن تكلمَ تكلمَ بأمر عظيم، وإن سكتَ سكتَ على مثل ذلك؟، فسكتَ فلم يُجبه، فلما كان بعدُ أتاه، فقال: الذي سألتك عنه قد ابتُليتُ به؟، فأنزلَ الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} حتى بلغ {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)} فبدأ بالرجل، فوعَظَه وذكَّره، وأخبره أن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، فقال: والذي بعثك بالحق ما كَذَبْتُك، ثم ثَنَّى بالمرأة، فوعظها وذكَّرها، وأخبرها أن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، فقالت: والذي بعثك بالحق إنه لكاذب، قال: فبدأ بالرجل، فشهد أربعَ شهاداتٍ بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أنَّ لعنةَ الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم ثَنَّى بالمرأة، فشهدت أربعَ شهاداتٍ بالله إنه لمن الكاذبين، والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين، ثم فرَّق بينهما. 4694 - حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، حدثنا هشام بن عُرْوة أخبرني أبي أخبرني ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا طلع حاجبُ الشمس فأخِّروا الصلاةَ حتى تبْرُز، فإذا غاب حاجب الشمس فأخِّروا الصلاةَ حتى تغيب". 4695 - حدثنا يحيى حدثنا هشام بن عُرْوة أخبرني أبي أخبرني ابن عمر قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لاتَحَرَّوْا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبَها، فِإنها تطلع بين قرنَي شيطان".

_ (4694) إسناده صحيح، وهو مختصر 4612. وقد أشرنا إلى هذا هناك وانظر الحديث التالي. (4695) إسناده صحيح، وهو كالذي قبله مختصر 4612.

4696 - حدثنا يحي عن عُبيد الله حدثني نَافِعِ عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لاتسافر المرأةُ ثلاثاً إلا ومعها ذو مَحْرَمٍ". 4697 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} قال: "يقوم في رَشْحِه إلى أنصاف أُذنيه". 4698 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن دِينار قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن اليهود إذا سلَّموا فإنما تقول: السّامُ عليك، فقل: عليك". 4699 - حدثنا يحيى عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحوه مثله. 47000 - حدثنا يحيى عن- شُعْبة حدثني سِماك بن حَرْب عن

_ (4696) إسناده صحيح، وهو مكرر 4615 بهذا الإسناد. (4697) إسناده صحيح، وهو مكرر 4613 بهذا الإسناد. (4698) إسناده صحيح، وهو مختصر 4563. سفيان هنا: هو الثوري وهناك: هو ابن عيينة. (4699) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4700) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 80 بنحوه من طرق عن سماك بن حرب. ورواه الترمذي 1: 6 - 8 وابن ماجة 1: 60 مقتصرين فيه على المرفوع فقط. قال الترمذي: "هذا الحديث أصح شيء في الباب وأحسن". وابن عامر هذا: هو عبد الله بن عامر بن كريز، وكان واليا على البصرة، كما سيأتي 5419، وهو ابن خال عثمان، وهو صاحب نهر ابن عامر، وكان جواداً شجاعاً، ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري، وافتتح في إمارته خراسان كلها وسجستان وكرمان، وقَدِم الحجاز بأموال عظيمة، ففرقها في قريش والأنصار. وله ترجمة في التهذيب 5: 272 - 274، وقد مضى شيء من ترجمته 1410 الغلول، بضم الغين: الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة، وكل من خان في شيء خفية فقد غل. وقلت في شرحي على الترمذي 1: 6 =

مُصْعَب بن سعد: أن ناساً دخلوا علي ابِن عامر في مرضه، فجعلوا يُثنون عليه، فقال ابن عمر: أمَا إني لستُ بأَغشِّهم لك، سمعت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول: "إن الله تبارك وتعالى لا يقبل صدقةً من غُلولٍ، ولا صلاةً بغير طُهُورٍ". 4701 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الله بن دِينار قال: سمعت عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمّر أسامة على قومٍ، فَطَعَنَ الناسُ في إمارته، فقال: "إن تَطْعَنُوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه، وأيم الله إن كان لَخَليقاً للإِمارة، وإن كان لَمِنْ أحبِّ الناس إليّ، وإن ابنَه هذا لأحَبُّ الناسِ إلىَّ بعدَه". 4702 - حدثنا يحيى في سفيان حدثني ابن دينار سمعت ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أسْلَمُ سالمها الله، وغفارُ غفرَ الله لها، وعُصَيَّةُ عصت الله ورسولَه".

_ = "خشى ابن عمر أن يكون ابن عامر أصاب في ولايته شيئاً من المظالم التي لا يخلو منها الولاة، وأن يكون ما في يده من الأموال دخله شيء مما يدخل على الولاة من المال من غير حله. ولعل ابن عمر أراد بترك الدعاء له وبهذا التعليل أن يؤدبه، ويبين له ما يخشى عليه من الفتنة ويحمله على الخروج مما في ماله من الحرام، ليلقى الله نقياً طاهراً". (4701) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التاريخ 4: 255 من رواية الإمام أحمد عن سليمان عن إسماعيل عن ابن دينار، ثم قال: "وأخرجاه في الصحيحين عن قتيبة عن إسماعيل، وهو ابن جعفر بن أبي كثير المدني، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، فذكره. ورواه البخاري من حديث موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه". (4702) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 396 من طريق صالح عن نافع عن ابن عمر. ورواه مسلم 2: 267 من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار، ومن طرق أخرى عن نافع، وعن أبي سلمة، كلهم عن ابن عمر. أسلم وغفار وعصية: قبائل، فأسلم: هو ابن أقصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة، كما في البخاري 6: 392 وفي =

4703 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر قال: كانت قريش تحلف بآبائها، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "من كان حالفاً فليحلف بالله، لا تحلفوا بآبائكم". 4704 - حدثنا يحيى عن إسمعيل عن أبي حَنْظَلة: سألتُ ابن عمر عن الصلاة في السفر؟، قال: الصلاة في السفر ركعتان، قلنا: إنَّا آمنون؟، قال سُنة النبي -صلي الله عليه وسلم -. 4705 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن عبد الله بن

_ = جمهرة الأنساب لابن حزم 228 أنه: أسلم بن أقصى بن عامر بن قمعة بن إلياس بن مضر. غفار، بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء: هو ابن مليل، بالتصغير، بن ضمرة ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة، كما في الفتح 6: 395 وجمهرة الأنساب 175. عصية، بضم العين وفتح الصاد وتشديد الياء: هو ابن خفاف بن امرئ القيس بهثة" بن سليم. وإنما قال - صلى الله عليه وسلم - ذلك لأنهم عاهدوا فغدروا، كما في الفتح 6: 396. وقال: "ووقع في هذا الحديث من استعمال جناس الاشتقاق ما يلذ على السمع لسهولته وانسجامه، وهو من الاتفاقات اللطيفة". (4703) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 14 من طرق عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار. وانظر 4667. (4704) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. أبو حنظلة: ترجمه الحافظ في التعجيل 479 - 480 وأنه معروف، وأنه يقال له "الحذاء"، وقال: "ولا أعرف فيه جرحاً، بل ذكره ابن خلفون في الثقات"، وترجمه البخاري في الكنى رقم 208 قال: "أبو حنظلة، عن ابن عمر والشعبي، روى عنه ابن أبي خالد". وهذا كاف في توثيقه، كعادة البخاري. والحديث رواه الدولابي في الكنى 1: 160 عن عبد الله بن هاشم الطوسي عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي حنظلة، نحوه سواء. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم عن مالك بن مغول عن أبي حنظلة بنحوه، كما ذكره ابن كثير في التفسير 2: 558. وقد مضى في مسند عمر 174 أنه سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن ذلك؟، فقال: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". (4705) إسناده صحيح، وهو مكرر 255 في مسند عمر بهذا الإسناد، وهناك الجزم بأنه عن ابن =

عمر [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال يحيى بن سعيد مرةً: عن عمر: أنه قال: يا رسوِل الله، نذرتُ في الجاهلية أن أعتكفَ ليلةً في المسجد؟، فقال: "وَفِّ بنذرِك". 4706 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا نصح العبدُ لسيده وأحسن عبادة ربه له الأجر مرتين". 4707 - حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمع عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الذين يصنعون هذه الصُّور يعذَّبون، ويقال لهم: أحْيُوا ما خَلقتم". 4708 - حدثنا يحيى عن عبُيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن التّلَقَّي. 4709 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله قال حدثني نافع عن ابن عمر عين النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا وُضع عَشاء أحدكم وأُقيمت الصلاة فلا يقومُ حتى يَفْرُغَ". 4710 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر عن

_ = عمرعن عمر. وكان ابن عمرتارة يرويه مرسلاً، كما مضى في 4577، 4922، فيكون مرسل صحابي. ولكن الظاهر عندي أنه من مسند ابن عمر، كما يدل عليه سياق 4922، وإنما قوله "عن عمر" يريد عن قصة عمر في هذه الحادثة. (4706) إسناده صحيح، وهو مكرر 4673. (4707) إسناده صحيح، وهو مكرر 4475. (4708) إسناده صحيح، وهو مختصر 4531. (4709) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 403 عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي". (4710) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 540 عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد. قال المنذري 1388: "وأخرجه البخاري ومسلم". وانظر 4571.

النبي -صلي الله عليه وسلم - في قال: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وِتْراً". 4711 - حدثنا يحيى عن ابن أبي ذئب عن خاله الحرث عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كانت تحتي امرأهٌ كان عمر يكرهها، فقال: طَلَّقْها، فأبيتُ، فأتَى عمرُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أطِعْ أباك". 4712 - حدثنا يحيى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -

_ (4711) إسناده صحيح، الحرث خال ابن أبي ذئب: هو الحرث بن عبد الرحمن القرشي، سبق توثيقه 1640. حمزة بن عبد الله بن عمر: تابعي ثقة، وثقه ابن سعد والعجلي وغيرهما، وذكره ابن المديني عن يحيى بن سعيد في فقهاء أهل المدينة، وهو شقيق سالم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 45. والحديث رواه أبو داود 4: 499، والترمذي 2: 217، وابن ماجة 1: 329، كلهم من طريق ابن أبي ذئب بهذا الإسناد، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح، إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب" وفي روايتهم: "كانت تحتي امرأة أحبها" إلخ، وستأتى هذه الزيادة في الروايات الآتية لهذا الحديث 5011، 5144. 6470. والحديث نسبه المنذري أيضاً للنسائي، ولم أجده فيه، فلعله في السنن الكبرى، خصوصاً وأن المنتقى 3702 نص على أنه لم يروه النسائي. وليتأمل هذا الحديث أهل عصرنا، وخاصة المتفرنجين منهم، عبيد الخواجات، وعبيد النساء، حين يرون الطلاق عملاً فظيعاً، يشنعون به أقبح التشنيع، ويريدون أن يكون الزواج مؤبداً، مهما تعتوره من عقبات ومنغصات. ويرون أن فيه ظلماً للمرأة، وهم ظلموها حين أخرجوها إلى الطرقات، والتصرف بالمعاملات، والعمل في المتاجر والمصانع، وحين أطلقوا لشهوتها العنان، بالخمور والمراقص، والاختلاط والخلوات. فهذا عبد الله بن عمر يحب امرأته، وأبوه يكرهها ويأمره بطلاقها، فيأبى، فيأمره رسول الله بطاعة أبيه، مقدماً طاعة أبيه الواجبة، على حبه وعلى زوجه، والنساء غيرها كثير. وفي ذلك عبرة لمن اعتبر. (4712) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 2: 77. ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 3580.

- صلى الله عليه وسلم -: "إذا نُودِيَ أحدُكم إلى وليمة فليأتها". 4713 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمرِ: أن عمر رأى حُلة سيَرَاءَ، أو حرير، تُباع، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو اشتريتَ هذه تلبَسُها يومَ الجمَعة أو للوفود؟، قال: "إنما يلبس هذه من لا خَلاق له"، قال: فأُهديَ لرسول الله -صلي الله عليه وسلم - منها حُلَلٌ، فبعث إلى عمر منها بحلة، قال: سمعت مَنك تقول ما قلتَ وبعثتَ إليّ بها؟، قال: "إنما بعثتُ بها إليك لتبيعها أوتَكْسُوَها". 4714 - حدثنا يحيى عن عبد الملك حدثنا سعيد بن جُبَير أن ابن

_ (4713) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 3: 106 عن نافع بنحوه. ورواه أبو داود 4: 82 من طريق مالك. وقال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي". الحلة، بضم الحاء: قال ابن الأثير: "واحدة الحلل، وهي برود اليمن ولا تسمى حلة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد"، أي تكون إزاراً ورداء، السيراء: سبق تفسيرها 698، والنقل عن ابن الأثير أنها على الوصف أو على الإضافة، ونزيد هنا قول النووي في شرح مسلم 14: 37 - 38: "وضبطوا الحلة هنا بالتنوين، على أن سيراء صفة، وبغير تنوين، على الإضافة، وهي وجهان مشهوران. والمحققون ومتقنو اللغة العربية يختارون الإضافة". أقول: والإضافة هنا في رواية المسند هذه متعينة، لقوله "أو حرير" إذ لو كان على الوصف لكان "أو حريراً". الخلاق، بفتح الخاء وتخفيف اللام: الحظ والنصيب. يريد "لا خلاق له في الآخرة"، كما في رواية مالك وغيره، والاقتصار والحذف في مثل هذا جائز. (4714) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 1: 289 عن تفسير الطبري من طريق ابن إدريس عن عبد الملك، هو ابن أبي سليمان، عن سعيد بن جُبير، بنحوه، وقال: "رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وأصله في الصحيحين من حديث ابن عمر وعامر بن ربيعة من غير ذكر الآية". يريد حديث ابن عمر الماضي 4620. والحديث في صحيح مسلم 1: 195 من طريق يحيى بن سعيد بالإسناد والسياق اللذين هنا. ورواية الطبري التي ذكرها ابن كثير =

عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي على راحلته مقبلاً من مكةَ إلى المدينة حيث توجهتْ به، وفيه نزلت هذه الآية {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}. 4715 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أكل من هذه الشجرة فلا يأتينَّ المساجد". 4716 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عُبيد الله أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر قال: كانوا يتبايعون الطعام جُزَافاً بأعلى السوق، فنهاهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يبيعوه حتى يَنْقُلُوه. 4717 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله-صلي الله عليه وسلم- إذا قَفَل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة، إذا أوْفَى على ثَنيَّة أو فَدْفَد، كَبَّرَ ثلاثاً، ويقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكَ وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدَق الله وعدَه، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". 4718 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "المؤمن يأكل في مِعي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمْعَاء".

_ = لفظها: "عن ابن عمر: أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته، ويذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك، ويتأول هذه الآية {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}. وعندي أن هذا اللفظ أقرب للصواب من لفظ المسند ومسلم، فإن هذه الآية لم تنزل في ذلك، بل هي في معنى أعم، وإنما تصلح شاهداً ودليلاً فيه، كما يتبين ذلك من فقه تفسيرها في سياقها. (4715) إسناده صحيح، وهو مختصر 4619. (4716) إصشاده صحيح، وهو مكرر 4639 بهذا الإسناد. (4717) إسناده صحيح، وهو مكرر 4636. (4718) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 87 عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد بهذا =

4719 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "الحُمَّى من فيحِ جهنم، فأبرِدوها بالماء". 4720 - حدثنا يحىِ عن عُبيد الله حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم -: أنه نَهى يوم خَيْبر عن لحوم الحُمُر الأهلية. 4721 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن عبد الله بن عمر قال: واصَلِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في رمضان، فواصل الناسُ، فقالوا: نهَيْتَنا عن الوِصال وأنت تُواصِل؟، قال: "إني لستُ كأحدٍ منكم، إني أُطْعَمُ وأسْقَى".

_ = الإسناد. ونسبه شارحه أيضاً إلى الشيخين وابن ماجة. المعي، بكسر الميم وفتح العين والألف المقصورة: واحد الأمعاء، وهي المصارين. قال ابن الأثير: "هذا مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها. وليس معناه كثرة الأكل دون الاتساع في الدنيا، ولهذا قيل: الرغب شؤم، ق [الرغب: بضم الراء وتسكين الغين]، لأنه يحمل صاحبه على اقتحام النار. وقيل: هو تحضيض للمؤمن وتحامي ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة. ووصف الكافر بكثرة الأكل إغلاظ على المؤمن، وتأكيد لما رسم له". وكل هذا صحيح يفهم من الحديث، والظاهر أنه مراد كله. (4719) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 147 من طريق ابن وهب عن مالك عن نافع. قال الحافظ في الفتح: "وكذلك رواه مسلم، وأخرجه النسائي من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن مالك. قال الدارقطني في الموطآت: لم يروه من أصحاب مالك في الموطأ إلا ابن وهب وابن القاسم، وتابعهما الشافعي وسعيد بن عفير وسعيد بن داود، ولم يأت به ابن معن ولا القعنبي ولا أبو مصعب ولا ابن بكير، انتهى. وكذا قال ابن عبد البر في التقصي". ورواه ابن ماجة 2: 182 من طريق ابن نُمير عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. وقد مضى نحو معناه من حديث ابن عباس 2649. (4720) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 4566. وقد مضى نحو معناه من حديث علي بن أبي طالب 592، 812، 1203. (4721) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ 1: 280 عن نافع بنحوه. ورواه أبو داود 2: 279 من طريق مالك. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم". الوصال، بكسر الواو: هو أن =

4722 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يَبِعْ أحدُكم على بيع أخيه، ولا يخطُب على خطْبَة أخيه، إلاَّ أن يأذنَ له". 4723 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن أمامَكم حوضاً ما بين جَرْبَاء وأَذرحَ".

_ = لا يفطر يومين أو أياماً، يصل صوم الليل بالنهار. قال الخطابي في المعالم 2: 107 - 108:"الوصال من خصائص ما أبيح لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وهو محظور على أمته. ويشبه أن يكون المعنى في ذلك ما يتخوف على الصائم من الضعف وسقوط القوة، فيعجزوا عن الصيام المفروض، وعن سائر الطاعات، أو يملوها إذا نالتهم المشقة، فيكون سبباً لترك الفضيلة. وقوله: إني لست كهيئتكم، إني أطعم وأسقى: يحتمل معنيين. أحدهما: أني أعان على الصيام وأقوى عليه، فيكون ذلك بمنزلة الطعام والشراب لكم. ويحتمل أن يكون قد يؤتى على الحقيقة بطعام وشراب يطعمهما، فيكون ذلك خصيصاً، كرامة لا يشركه فيها أحد من أصحابه". وأنا أرى أن الوجه الأول هو المتعين أو الراجح. وانظر ما مضى في مسند على 1194. (4722) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 189 من طريق ابن نُمير عن عبيد لله عن نافع، بنحوه. قال المنذري: "وأخرجه مسلم وابن ماجة". وهو في صحيح مسلم 1: 399 من طريق يحيى عن عُبيد الله. والنهى عن البيع على بيع أخيه قد مضى أثناء الحديث 4531 من طريق مالك عن نافع. والنهى عن الخطبة على خطة أخيه رواه مالك في الموطأ 2: 61 - 62 عن نافع. (4723) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 409 ومسلم 2: 209 من طريق يحيى عن عُبيد الله. ورواه مسلم وأبو داود 4: 380 من طريق أيوب عن نافع. ورواه مسلم من طرق أخرى عن نافع، وفي رواية له: "قال عُبيد الله فسألته؟، فقال: قريتين بالشأم، بينهما مسيرة ثلاث ليال". جرباء، بفتح الجيم وسكون الراء: قال ياقوت: موضع من أعمال عَمان بالبلقاء من أرض الشام قرب جبال السراة من ناحية الحجاز". أذرح، بفتح الهمزة وسكون الذال وضم الراء: قال ياقوت: "اسم بلد في أطراف الشام من أعمال السراة ثم من نواحي =

4724 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن عبد الله بن عمر قال: لَعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الواصلةَ، والمستوصلة، والواشمة، والمستوشمة. 4725 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافِع عن عبد الله بن عمر قال: دخل النبي -صلي الله عليه وسلم - مكةَ من الثَّنيَّة العُلْيا التي بالبَطحاء، وخرج من الثنية السفلى. 4726 - حدثنا ابن نُمَير عن مالك، يعني ابنَ مغْوَلٍ، عن محمد ابن سُوقَةَ عن نافع في ابن عمر: إن كنا لَنَعُدُّ لرسول اَلله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس يقول: "رب اغفر لي وتُبْ عليّ، إنك أنت التوَّاب الغَفُور"، مائةَ مرة. 4727 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا فُضَيل، يعني ابن غَزْوان، عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أتَى فاطمة فوجد على بابها سِتْراً،

_ = البلقاء وعمّان، مجاورة لأرض الحجاز". ثم ذكر ما يدل على أن بينها وبين جرباء ميل واحد وأقل. وفي القاموس مادة (جرب): "وغلط من قال بينهما ثلاثة أيام، وإنما الوهم من رواة الحديث من إسقاط زيادة ذكرها الدارقطني، وهي: ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وجرباء وأذرح". (4724) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 126 عن أحمد بن حنبل ومسدد عن يحيى، بهذا الإسناد. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة". وقد مضى هذا المعنى من حديث ابن مسعود مراراً. آخرها 4434. (4725) إسناده صحيح، وهو مكرر 4625. (4726) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 559 - 560 من طريق مالك بن مغول، قال المنذري 1460: "وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب". في ح "إنا كنَّا"، والتصحيح من ك. (4727) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 120 - 121 من طريق ابن نُمير عن فضيل، ومن طريق ابن فضيل عن أبيه. قال شارحه: "سكت عنه المنذري". وهذا يدل على أنه ليس =

فلمِ يدخل عليها، وقَلَّما كان يدخل إلا بدأ بها، قال: فجاء عليُّ فرآها مُهْتمِّةً، فقال: ما لَكِ؟، فقالت: جاء إليّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فلمِ يدخل عليَّ، فأتاه عليَّ فقال: يا رسول الله، إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها؟، فقال: "وما أنا والدنيا، وما أنا والرَّقْم"، قال: فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: فقل لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -: فما تأمرني به؟، فقال: "قل لها تُرسل به إلى بني فلان". 4728 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا فُضَيل، يعني ابن غزوان، حدثني أبو دُهقَانة قال: كنت جالساً عند عبد الله بن عمر فقال: أتَى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ضيف، فقال لبلال: "ائتنا بطعام"، فذهب بلال فأبْدل صاعين من تمرٍ بصاع من تمر جيّد، وكان تمرهم دُوناً، فأَعجبَ النبيَّ -صلي الله عليه وسلم - التمرُ، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من أين هذا التمر؟ "، فأخبره أنه أبدل صاعاً بصاعين، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "رُدَّ علينا تمرنا".

_ = في شيء من الكتب الستة غيرأبى داود. الرقم بفتح الراء وسكون القاف: النقش والوشي، والأصل فيه الكتابة، قاله ابن الأثير. (4728) إسناده صحيح، أبو دهقانة: ترجمه البخاري في الكنى 245 قال: "عن ابن عمر، روى عنه فضيل بن غزوان"، وهذا كاف في توثيقه، إلى أنه تأبى، وذكره الدولابي في الكنى والأسماء 1: 170 قال: "سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الدهقانة: يروي عن ابن عمر، وقد روى فضيل بن غزوان عن أبي الدهقانة". وهذا مما يستدرك على الحافظ في التعجيل، فإنه لم يترجمه فيه، وليس له ترجمة في التهذيب، ولم أجده في شيء مما لدي من مراجع الرجال غير ما ذكرت. "الدهقانة" بضم الدال وكسرها، كما يفهم من كلام القاموس في مادة "دهقن". وفي ح "دهمانة" بالميم بدل القاف، وهو تصحيف، صحح من ك ومما ذكرت من المراجع. والحديث في مجمع الزوائد 4: 112 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير، ورجال أحمد ثقات". وإنما أمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بلالاً برد التمر ونقض الصفقة، لما فيها من الربا، ربا الفضل.

4729 - حدثنا ابن نُمَير أخبرنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشْربْها في الآخرة، إلا أن يتوب". 4730 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا دُعِي أحدُكم إلى وليمة عُرْسٍ فليُجِبْ". 4731 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله عن نافع ابن عمر قال: استأذن العباسُ بنِ عبد المطلب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيت بمكة ليالي منّى من أجل سقَايته، فأذن له. 4732 - حدثنا ابن نُمَيِر حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عامل أهلَ خَيْبَر بشَطْر ما خرج من زرع أو ثمر، فكان يُعطى أزواجَه كل عام مائةَ وسْقٍ وثَمانين وسْقاً من تمر، وعشرين وسْقاً من

_ (4729) إسناده صحيح، وهو مكرر 4690. (4730) إسناده صحيح، وهو مكرر 4712. (4731) إسناده صحيح، وهو مكرر 4691. (4732) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 456 بنحوه من حديث علي بن مسهر عن عُبيد الله، ثم رواه من طريق ابن نُمير عن عُبيد الله، ثم رواه بزيادة من طريق أسامة بن زيد الليثي عن نافع. وكذلك رواه أبو داود 3: 118 - 119 من طريق أسامة. ورواه البخاري 5: 10 - 11 بنحوه مختصراً من طريق أنس بن عياض عن عُبيد الله. ولذلك أرى أن المنذري قصر إذ نسب حديث أي داود لمسلم فقط. الوسق، بفتح الواو وسكون السين: قال ابن الأثير: "ستون صاعاً. وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز، وأربعمائة وثمانون رطلاً عند أهل العراق، على اختلافهم في مقدار الصاع والمد. والأصل في الوسق: الحمل". في ح "فاختلفوا فمنهم" و "منهم"، وقد يمكن توجيهه من العربية، ولكن ضمير المؤنث أفصح وأعلم، فأثبتنا ما في ك، وهو المطابق للروايات الأ خر. وقد مضى أول هذا الحديث 4663.

شعير، فلما قام عمرُ بن الخطاب قَسمَ خيبر، فَخّير أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُقْطِعَ لهنَّ من الأرض، أو يَضْمَنَ لهنَّ الوُسُوقَ كلَّ عام، فاخْتَلَفْن، فمنهنّ من اختار أن يُقْطِعَ لها الأرض، ومنهن من اختار الوُسُوق، وكانت حفصة وعائشةُ ممن اختار الوُسوق. 4733 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا يحيى عِن عبد الله بن أبي سَلَمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: غَدوْنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من منَّى إلى عرفات، منَّا الُملّبي، ومنّا المكبِّر. 4734 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: اتخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خاتماً من وِرقٍ، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر من بعده، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان، نَقْشُه: "محمد رسول الله". 4735 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله بن عمر عنِ نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يقيم الرجلُ الرجل من مَقْعَده [ثم] يقعدُ فيه، ولكن تَفَسَّحوا وتَوَسَّعوا". 4736 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله عن نافِع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من اشترى طعاماً فلا يَبِعْه حتى يستوفيه".

_ (4733) إسناده صحيح، وهو مكرر 4458، وهو موصول. وقد أشرنا إلى هذا هناك. (4734) إسناده صحيح، وهو مختصر من حديث أبي داود 4: 142 الذي أشرنا إليه في 4677، فكلاهما مختصر منه. (4735) إسناده صحيح، وهو مكرر 4659. زيادة [ثم] من ك. (4736) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 399 من طريق مالك عن نافع. قال المنذري: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة". وانظر 4716.

4737 - حدثنا ابن نُمَير أخبرنا حَجَّاج عن وَبَرَة عن ابن عمر قال: أمَر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بقتل الفأرة، والغراب، والذئب، قال: قيل لابن عمر: الحَيّة والعقرب؟، قال: قد كان يُقَال ذلك. 4738 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله عن نافعِ عن ابن عمر قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أن تُتَلَقَّى السِّلَعُ حتى تدخل الأسواق. 4739 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأى في بعض مَغَازيه امرأَةً مقتولةً، فنهى عن قتل النساء والصبيان. 4740 - حدثنا يَعْلى بن عُبَيد حدثنا محمد بن إسحق عن نافع

_ (4737) إسناده صحيح، الحجاج: هو ابن أرطاة. وبرة، بفتح الواو والباء: هو ابن عبد الرحمن المسلي، سبق توثيقه في شرح 1413، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 182. " المسلي" بضم الميم وسكون اللام، نسبة إلى "بني مسلية"، وهي قبيلة من بني الحرث. والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى 5: 210 من طريق يزيد بن هرون عن الحجاج بن أرطأة، وقال: "الحجاج بن أرطاة لا يحتج به". ونحن نخالفه في هذا، وقد ذكرنا مراراً أنه ثقة، ولكنه يخطئ في بعض حديثه، ونرجح أنه وهم في هذا الحديث، فإن ابن عمر روى جواز قتل العقرب في خمسة أشياء، بأسانيد صحاح ثابتة، مضى منها 4461، 4543، وهي في الصحيحين وغيرهما، وقد ذكر منها البيهقي بضع أسانيده 5: 209 - 210، وروى قتل الحيات فيما مضى 4557. (4738) إسناده صحيح، وهو مختصر 4531 ومطول 4708. (4739) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا النسائي، كما في المنتقى 4271. وقد مضى نحو معناه من حديث ابن عباس 2316. (4740) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 103 بزيادة في آخره، عن أحمد بن حنبل عن =

عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ينهى النساء في الإحرام عن القُفَّاز والنِّقاب، وما مَسَّ الوَرْسُ والزَّعْفَرانُ من الثياب. 4741 - حدثنا يَعْلى بن عُبَيد حدثنا محمد، يعني ابن إسحق، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا نَعَس أحدُكم في مجلسه يومَ الجمعة فليتحوَّلْ إلى غيره". 4742 - حدثنا أبو أسامة حدثنا عُبيد الله عن أبي بكرِ بن سالم عن أبيه عن جَده أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الذي يكذبُ علىَّ يُبنُى له بيت في النار". 4743 - حدثنا ابن نُمَير عن حَنْظَلة عن سالم سمعت ابن عمر

_ = يعقوب عن أبيه عن ابن إسحق. والنهي عن ما مسه الورس والزعفران من الثياب مضى مراراً، آخرها 4538، والنهى عن القفازين والنقاب، ثابت من حديث ابن عمر أيضاً من وجه آخر، رواه أحمد والبخاري والنسائي والترمذي وصححه، كما في المنتقى 2435. في ح "وما مس الرؤس والزعفران في الثياب"، وصحح من ك. (4741) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 436 من طريق عبدة، والترمذي 1: 372 من طريق عبدة وأبي خالد الأحمر، كلاهما عن ابن إسحق. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". (4742) إسناده صحيح، أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر: ثقة، وثقه العجلي، وترجمه البخاري في الكنى رقم 82. والحديث رواه الشافعي في الرسالة 1092 بتحقيقنا عن يحيى بن سليم عن عُبيد الله، بهذا الإسناد. وهو في مجمع الزوائد 1: 143 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح". وسيأتي أيضاً 5798، 6309. وانظر 3847. (4743) إسناده صحيح، حنظلة: هو ابن سفيان المكي. والحديث رواه البخَاري بنحوه مراراً من طرق عن ابن عمر، منها 6: 349 - 353 و 13: 83 - 87، 329. وأشار الحافظ =

يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "رأيتُ عند الكعبة رجلاً آدَمَ سَبْطَ الرأس، واضعاً يده على رَجُلَين، يَسْكُب رأسُه"، أو "يَقْطُر رأسُه، فسألت: من هذا؟، فقالوا: عيسى ابن مريم "، أو "المسيحُ ابن مرِيم"، ولا أدري أيَّ ذلك قال، "ورأيت وراءه رجلاً أحمرَ، جَعْدَ الرأس، أعور عيْنِ اليُمنى، أشبهُ من رأيت به ابنُ قَطَنٍ، فسألت: من هذا؟، فقالوا: المسيحُ الدَخَّال". 4744 - حدثنا أبو داود الحَفَرِيّ عن سفيان عن إسماعيل عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أمر بقتل الكلاب، حتى قتلنا كلب امرأةٍ جاءت من البادية. 4745 - حدثنا يَعْلى بن عُبَيد حدثنا فُضَيل، يعني ابن غَزْوَان، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيُّما رجل كفَّر رجلاً فإن كان كما قال، وإلا فقد باءَ بالكفر". 4746 - حدثنا عَتَّاب بن زياد أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أنبأنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رأى في بعض مغازيه امرأةً مقتولة، فأنكر ذاك، ونهى عن قتل النساء والصبيان.

_ = في الفتح 13: 85 إلى رواية حنظلة هذه مراراً، ولكن خفى على موضعها. ابن قطن: هو عبد العزى، رجل جاهلي، كما ذكرنا في شرح حديث ابن عباس 3148. وانظر أيضاً 2854، 3546. (4744) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. إسماعيل: هو ابن أمية الأموي. ورواه مسلم1: 461 بأطول من هذا من طريق بشر بن المفضل عن إسماعيل بن أمية. وروى الشيخان وغيرهما الأمر بقتل الكلاب من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر. انظر الفتح 6: 256. (4745) إسناده صحيح، وهو مكرر 4687 بنحوه. (4746) إسناده صحيح، وهو مكرر 4739.

4747 - حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر قال: لقد سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً لو لم أسمعه إلا مرةً أو مرتين، حتَّى عَدَّ سبعَ مرار، ولكن قد سمعتُه أكثرَ من ذلك، قال: "كان الكفْل من بني إسرائيلَ لا يتورعُ من ذنب عَمِله، فأتتْه امرأةٌ فأعطاها ستين دَيناراً على أن يطأها، فلما قعد منها

_ (4747) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الله: هو أبو جعفر الرازي قاضي الري، سبق توثيقه 646. سعد مولى طلحة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وفي التهذيب اختلاف في اسمه 3: 485. والحديث رواه الحاكم 4: 254 - 255 من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش، بهذا الإسناد، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ونقله ابن كثير في التاريخ 1: 226 عن هذا الموضع من المسند، في ترجمة "ذي الكفل" النبي، وقال: "ورواه الترمذي من حديث الأعمش، به، وقال: حسن. وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر، فهو حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر، فإن سعداً هذا قال أبو حاتم: لا أعرفه إلا بحديث واحد، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه سوى عبد الله الرازي هذا، فالله أعلم. وإن كان محفوظاً فليس هو ذا الكفل، وإنما لفظ الحديث: الكفل". ونقله أيضاً في التفسير 5: 522، ثم قال: "وهذا الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وإسناده غريب. وعلى كل تقدير، فلفظ الحديث: كان الكفل، ولم يقل ذو الكفل، فلعله رجل آخر". والحديث صحيح كما قلنا، والكفل المذكور فيه هو غير "ذي الكفل" النبي -صلي الله عليه وسلم -، كما هو بَّين، وكما رجح ابن كثير ظنّا، وإن لم يقطع. ولكنه تناقض، فنسبه في التاريخ للترمذي، ونفى في التفسير أنه في الكتب الستة. وهذا سهو منه، إن كنت لم أجد الحديث في الترمذي الآن، لأن التهذيب حين ترجم لسعد مولى طلحة رمز له برمز الترمذي، وأشار إلى هذا الحديث عنده، ولأن المنذري ذكره في الترغيب والترهيب 4: 76 - 77، ونسبه للترمذي "وحسنه" ولابن حبان في صحيحه، وكذلك ذكره السيوطي في الدر المنثور 4: 332 ونسبه لابن أبي مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. ووقع في الدر المنثور =

مَقْعَدَ الرجل من امرأته أُرْعدَت وبكَتْ؟، فقال: ما يُبكيك، أكْرَهْتُكِ؟، قالت: لا، ولكن هذا عملَ لم أعمله قطُّ، وإنما حملني عليه الحاجَةُ قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قطّ؟، قال: ثم نزل فقال: اذهبي، فالدنانيرُ لك، ثم قال: والله لا يَعْصِي الله الكفلُ أبداً، فمات من ليلته، فأصبح مكتوباً علىَ بابه: قد غفر الله عز وجل للكَفْل". 4748 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا عاصم، يعني ابن محمد، عن أبيه عن ابنِ عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو يعلم الناسُ ما في الوَحْدَة ما سار أحدٌ وحده بليلٍ أبداً". 4749 - حدثنا محمد بن عُبَيد عن يوسف بن صُهَيْب عن زيد

_ = "كان ذو الكفل"، وهو خطأ مطبعي قطعاً، لأنه قال بعد سياقه: "وأخرجه ابن مردويه من طريق نافع عن ابن عمر، وقال فيه: ذو الكفل". فهذا يدل على أن الذي في سياق الحديث "الكفل". وأما الرواية التي أشار إليها عند ابن مردويه، فالراجح عندي أنها خطأ من أحد الرواة، وليس إسنادها أمامي حتى أستطيع أن أجزم مَن منهم الذي أخطأ. (4748) إسناده صحيح، محمد بن عبيد: هو الطنافسي الأحول، شيخ أحمد. عاصم بن محمد: سبق توثيقه 4363. أبوه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: تابعي ثقة، روى عن جده عبد الله بن عمر، وعن ابن عباس وابن الزبير. والحديث رواه البخاري 6: 96 عن أبي نعيم عن عاصم. وفي الفتح أنه رواه أيضاً الترمذي والنسائي. وفي الجامع الصغير 7501 أنه رواه أيضاً ابن ساجة. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2510، 2719. (4749) في إسناده نظر، وأرجح أن يكون منقطعاً. يوسف بن صهيب الكندي. ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 380. زيد العمي: هو ابن الحواري، سبق توثيقه وأن في حفظه شيئاً 4683، ولكني لم أجد له رواية عن الصحابة إلا عن أنس، أثبتها البخاري في ترجمته في الكبير، ونقل في التهذيب عن المراسيل لابن أبي حاتم عن أبيه أن روايته عن أنس مرسلة، ولم أجد هذا في المراسيل، ولكني أشك =

العَمِّيّ عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم-: "من أراد أن تُستجاب دعوتُه، وأن تُكْشَف كربتُه، فليفرِّجْ عن مُعْسِر". 4750 - حدثنا محمد بن فُضَيل عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر: أنه قَبَّل يدَ النبي -صلي الله عليه وسلم -. 4751 - حدثنا وكيع حدثني عِكْرِمة بن عَمّار عن سالم عن ابن عمر قال: خرجِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيت عائشة، فقال: "رأسُ الكفر من ها هنا، من حيث يَطْلُع قَرْنُ الشيطان". 4752 - حدثنا وكيع عن العُمَريّ عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن الوِصال في الصيام، فقيل له: إنك تفعله؟، فقال: "إني لستُ كأحدكم، إني أَظَلُّ يُطعمني ربي ويسَقيني".

_ = كثيراً في أنه أدرك ابن عمر، في أراه من الطبقة التي تدركه. والحديث في مجمع الزوائد 4: 133 نسبه لأحمد وأبي يعلى، وقال: "ورجال أحمد ثقات". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 37 بصيغة التمريض فقال: "وروي عن ابن عمر"، ونسبه لابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف، فقط. فلعله لم يره في المسند. وهو في الجامع الصغير 8390 ونسبه للمسند فقط، ورمز له بعلامة الحسن. (4750) إسناده صحيح، ورواه أبو داود مختصراً 4: 524 ومطولا في قصة 2: 349 من طريق زهير عن يزيد بن أبي زياد، به، وصرح في الإسنادين بسماع يزيد من عبد الرحمن بن أبي ليلى، وبسماع عبد الرحمن من ابن عمر، قال المنذري: "وأخرجه الترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد، هذا آخر كلامه، ويزيد بن أبي زياد تكلم فيه غير واحد من الأيمة". ويزيد قد ذكرنا مراراً أنه ثقة. (4751) إسناده صحيح، وهو مكر 4679. (4752) إسناده صحيح، العمري: هو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. والحديث مكرر 4721 بنحوه.

4753 - حدثنا وكيع حدثنا حماد بن سَلَمَة عن عاصم بن المنذر عن عُبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إذا كان الماء قَدْرَ قُلْتَين أوثلاثٍ لم يُنَجِّسْه شيء"، قال وكيع: يعني بالقلة الجَرَّة. 4754 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: " تجيء الفتنةُ من ها هنا، من المشرق". 4755 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان حدثنا أبو جَنَاب عن أبيه عن ابن عمير قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - عند هذه السارية، وهي يومئذٍ جِذْعُ نخلةٍ، يعني يَخْطُبُ.

_ (4753) إسناده صحيح، عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام: تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة وغيره، وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث عند أبي داود وابن ماجة، كما في التهذيب. والحديث مختصر 4605. وقد رواه أبو داود 1: 24 عن موسى بن إسماعيل عن حماد، قال المنذري "رقم 60": "وسئل يحيى بن معين عن حديث حماد بن سلمة- حديث عاصم بن المنذر؟، فقال: هذا جيد الإسناد، فقيل له: فإن ابن علية لم يرفعه؟، قال يحيى: وإن لم يكن يحفظه ابن علية فالحديث حديث جيد الإسناد. وقال أبو بكر البيهقي: وهذا الإسناد صحيح موصول". (4754) إسناده صحيح، وهو مختصر 4751. (4755) إسناده ضعيف، أبو جناب: هو الكلبي، وهو يحيى بن أبي حية، وهو ضعيف، كما بينا في 1136. أبوه أبو حية؟ اسمه "حي"، وقال أبو زرعة: "محله الصدق". والحديث سيأتي مطولاً 5886، وهذا المطول في مجمع الزوائد 2: 180 وقال: "رواه أحمد من طريق أبي جناب الكلبي، وهو ثقة، ولكنه مدلس، وقد عنعنه". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2236، 2237، 2400، 2401، 3430 - 3432. "أبو جناب" بالجيم والنون، ووقع في ح ومجمع الزوائد "أبو حباب "بالحاء والباء، وهو غلط مطبعي، صحناه من ك ومن الإسناد الآتي الذي أشرنا إليه ومن كتب الرجال.

4756 - حدثنا وكيع حدثنا قُدامة بن موسى عن شيخ عن ابن

_ (4756) إسناده ضعيف، لإبهام الشيخ الذي روى عنه قدامة. وسيأتي مزيد بحث في هذا. قدامة ابن موسى بن عمر بن قدامة بن مظعون: ثقة، وثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان إمام مسجد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 179. وقدامة لم يرو هذا الحديث عن الشيخ الذي سمعه من ابن عمر، بل بينه وبين ابن عمر ثلاثة شيوخ. فرواه أبو داود 1: 494 من طريق وهيب "حدثنا قدامة بن موسى عن أيوب بن حصين عن أبي علقمة عن يسار مولى ابن عمر قال: رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد طلوع الفجر، فقال: يا يسار، إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة، فقال: "ليبلغ شاهدكم غائبكم، لا تصلوا بعد الفجر إلا سجدتين". قال المنذري 1233: "وأخرجه الترمذي وابن ماجة مختصراً، وقال الترمذي: حديث غريب. لا نعرفه إلا من حديث قدامة بن موسى. وذكره البخاري في التاريخ الكبير، وساق اختلاف الرواة فيه". ورواية الترمذي فيه (2: 278 - 280 من شرحنا عليه) من طريق "عبد العزيز بن محمد عن قدامة بن موسى عن محمد بن الحصين عن أبي علقمة عن يسار مولى ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة بعد الفجر إلا سجدتين". ورواه محمد بن نصر المروزي في كتاب قيام الليل ص 89 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كإسناد الترمذي، مطولاً، بنحو لفظ أبي داود. ورواه الدارقطني 161 من طريق عبد العزيز، كرواية محمد بن نصر، ثم رواه من طريق أبي داود بإسناده الذي ذكرنا. ورواه البيهقي 2: 465 من طريق ابن وهب عن سليمان بن بلال عن قدامة بن موسى عن أيوب بن الحصين عن أبي علقمة مولى لابن عباس "حدثني يسار مولى لعبد الله بن عمر" فذكره بنحوه. ثم قال البيهقي: "أقام إسناده عبد الله ابن وهب عن سليمان بن بلال، ورواه أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال، فخلط في إسناده. والصحيح رواية ابن وهب، فقد رواه وهب بن خالد عن قدامة عن أيوب بن حصين التميمي عن علقمة مولى ابن عباس عن يسارمولى ابن عمر، نحوه، [ثم رواه بإسناده عن وهيب]، وكذلك رواه حميد بن الأسود عن قدامة. "ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن قدامة بن موسى عن محمد بن الحصين" إلخ، =

عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتين". 4757 - حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي ذئب والعُمَريّ عن نافع عن

_ = وأشار البخاري في التاريخ الكبير إلى هذه الأسانيد وغيرها، في ترجمة "محمد بن الحصين" 1/ 1/ 61 - 62 وفي ترجمة يسار مولى ابن عمر" 4/ 2/ 421، وقال في كلا الموضعين: "وقال وكيع: عن قدامة عن شيخ عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -"، وهي إشارة إلى إسناد أحمد هنا. وإسناد قدامة بن موسى المتصل: عند أبي داود والترمذي وغيرهما، إسناد صحيح، وإن كان الرواة قد اختلفوا عن قدامة في اسم شيخه "محمد بنْ الحصين" أو "أيوب بن الحصين"؟، والراجع أنه "محمد"، وهو الذي جزم به البخاري أو رجحه، فلذلك ترجمه في اسم "محمد" وأشار إلى الرواية الأخرى، وفي التهذيب 9: 122: "قال أبو حاتم: ومحمد أصح". وفيه أيضاً: "وروى يحيى بن أيوب المصري عن عُبيد الله بن زحر عن محمد بن أبي أيوب المخزومي عن أبي علقمة. فإن كان هو فيستفاد رواية عُبيد الله بن زحر عنه، ويرجع أن اسمه محمد، وأما أبوه فهو حصين وكنيته أبو أيوب، فلعل من سماه أيوب وقع له غير مسمى، فسماه بكنية أبيه". يريد الحافظ أنه لعله سمعه بعض الرواة عن قدامة "عن ابن حصين" أو "عن ابن أبي أيوب".، فظن أن الأب مكني باسم ابنه، ولم يذكر له الاسم، فسماه "أيوب". وهذا احتمال قريب. ومحمد بن الحصين هذا: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير كما قلنا، فلم يذكر فيه جرحاً. أبو علقمة المصري، مولى ابن عباس، ويقال: مولى بني هاشم، ويقال: حليفهم، وهو تابعي ثقة، قال أبو حاتم: "أحاديثه صحاح"، وقال ابن يونس: كان على قضاء إفريقية، وكان أحد الفقهاء الموالي الذين ذكرهم يزيد بن أبي حبيب"، ووثقه العجلي، وترجمه البخاري في الكنى رقم 513. يسار مولى ابن عمر: تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة وابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير، كما أشرنا. وانظر أيضاً التخليص 71 ونصب الراية 1: 255 - 257. (4757) إسناده صحيح، وهو مختصر 4660.

ابن عمر: أن كان يصلي ركعتين بعد المغرب في بيته. 4758 - حدثنا وكيع حدثنا شَعبةْ عن تَوْبَةَ العَنْبَري عن مُوَرِّق العجَّلي: قال: قلت لابن عمر أتصلي الضُّحَى؟، قال: لا، قلت: صلاَها عُمَر؟، قال: ْ لا، قلت: صلاها أبو بكر؟، قال: لا، قلت: أصلاها النبي - الله عليه وسلم -؟، قال: لا أخالُه. 4759 - حدثنا وكيع حدثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "مَثَل القرآن مثَل الإبل الُمعَقلة، إنْ تعاهدها صاحبُها أمسكها، وإن تركها ذهبتْ". 4760 - حدثنا وكيع حدثني سعيد بن السائب عن داود بن أبي عاصِم الثقَفِي قال: سألت ابن عمر عن الصلاة بمنىً؟، فقال: هل سمعت بمحمد - صلى الله عليه وسلم -؟، قلت: نعم، وآمنتُ فاهتديتُ به، قال: فإنه كان يصلي بمنًى ركعتين. 4761 - حدثنا وكيع حدثنا عيسى بن حَفْص بن عاصم عن

(4758) إسناده صحيح، توبة العنبري: سبق توثيقه 54، ونزيد أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1 /156. ولم أجد الحديث في مجمع الزوائد. فالظاهر أنه في بعض الكتب الستة، بل هو في صحيح البخاري 3/ 42 من طريق يحيى عن شُعبة. (4759) إسناده صحيح، وهو مكرر 4665. (4760) إسناده صحيح، سعيد بن السائب بن يسار الثقفي الطائفي: ثقة، وثقه ابن معين والدارقطني وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 439 - 440. داود بن أبي عاصم بن عروة بن عروة بن مسعود الثقفي: تابعي ثقة:، وثقه أبو زرعة وأبو داود والنسائي وغيرهم، وترجمه البخارى في الكبير 2/ 1/ 210 - 211 وقال: "سمع ابن عمر": والحديث سبق معناه من غير هذا الوجه4533. 4652. (4761) إسناده صحيح، عيسى بن حفص بن عاصم: ثقة، وثقة أحمد وابن معين والنسائي =

أبيه قال: خرجنا مع ابن عمر، فصلينا الفريضة، فرأى بعضَ ولده يتطوَّع، فقال ابن عمر: صليتُ مع النبي -صلي الله عليه وسلم -وأبي بكر وعمير وعثِمان في السفر، فلم يصلوا قبلها ولا بعدها، قال ابن عمر: ولو تطوَّعتُ لأتْممْتُ. 4762 - حدثنا وكيع حدثنا العُمَرِي: عن نافع عن ابن عمر، وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أُلحِدَ له لَحْدٌ. 4763 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن مجاهد عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قرأ فيِ الِرِكعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب، بضعاً وعشرين مرةً أو بضعَ عَشْرَةَ مرةً، {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}

_ = وغيرهم، وليمى له في الكتب الستة إلا هذا الحديث وحديثَا آخر عن نافع عن ابن عمر في فضل المدينة. أبوه حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب: هو ابن أخي عبد الله بن عمر، وجد عُبيد الله بن عمر بن حفص، وهو تابعي ثقة، وثقه النسائي، وقال هبة الله الطبري: "ثقة مجمع عليه"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 356 - 357. والحديث رواه أبو داود 1: 473 عن القعنبي عن عيسى بن حفص، مطولاً. قال المنذري 1177: "وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة، مختصراً ومطولا". (4762) إسناداه صحيحان، بل هو في الحقيقة حديثان بلفظ واحد: عن ابن عمر، وعن عائشة. فرواه العمري عن نافع عن ابن عمر، وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة. عبد الرحمن: هو ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ثقة ثقة، كما قال أحمد، وقال ابن عيينة: "حدثنا عبد الرحمن بن القاسم وكان أفضل أهل زمانه". والحديث ذكره ابن كثير في التاريخ 5: 268 عن هذا الموضع، وقال: "تفرد به أحمد من هذين الوجهين". وهو في مجمع الزوائد أيضاً 3: 42 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وانظر 2357، 2661. (4763) إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي. والحديث روى منه الترمذي القراءة في =

و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}. 4764 - حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن- مجاهد عن ابن عمر قال: أخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ببعض جَسَدي، فقال: "يا عبد الله، كنْ في الدنيا كأنك غريب أو عابُر سبيل، واعْدُدْ نَفسَك في المَوْتَى". 4765 - حدثنا وكيع حدثني عمران بن حُدَير عن يزيد بن عُطَارد أبي البَزَرَي السَّدُوسي عن ابن عمر قال: كنا نشرب ونحن قيام، ونأكل ونحن نسعى، على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم. 4766 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار عن ابن

_ = الركعتين قبل الفجر فقط 1: 320 - 321 من طريق أبي أحمد الزبيري عن الثوري عن أبي إسحق، وقال: "حديث حسن. ولا نعرفه من حديث الثوري عن أبي إسحق إلا من حديث أبي أحمد، والمعروف عند الناس حديث إسرائيل عن أبي إسحق. لكن رواه عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق أيضاً كما في 4909، وقد روى عن أبي أحمد عن إسرائيل هذا الحديث أيضاً": وهو في المنتقى 1168 بلفظ الترمذي. ونسبه أيضاً لأبي داود وابن ماجة. (4764) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. والحديث روى البخاري 11: 199 - 200 القسم الأول منه، من طريق الأعمش عن مجاهد، ذكر السيوطي في الجامع الصغير 6421 القسم الثاني منه أيضاً، ونسبه لأحمد والترمذي وابن ماجة. وقال الحافظ في الفتح: "وقد أخرجه أحمد والترمذي من رواية سفيان الثوري عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد، وأخرجه ابن عدي في الكامل من طريق حماد بن شعيب عن أبي يحيى القتات عن مجاهد، وليث وأبو يحيى ضعيفان، والعمدة على طريق الأعمش". وقد بينا في 1199 أن ليثا ثقة تكلموا في حفظه، وأنه كغيره من الرواة، يترك ما يظهر خطؤه فيه. (4765) إسناده صحيح، وهو مكرر 4601 "عمران بن حدير" كتب في ح "عمر بن حدير". وهو خطأ مطبعي، صحح من ك. (4766) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 6: 474 عن هذا الموضع، وقال: "انفرد =

عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله، {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} ". 4767 - حدثنا وكيع حدثني عُيَينة بن عبد الرحمن عن علي ابن يزيد بن جُدْعان حدثني سالم عن أبيه أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنما يَلْبَس الحرير مَن لا خَلاق له". 4768 - حدثنا وكيع حدثِنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - بعث ابنَ رَوَاحة إلى خَيْبَر، يَخْرصُ عليهم، ثم خَيَّرهم أَن يأخذوا أَو يَرُدُّوا، فقالوا: هذا الحق، بهذا قامت السمواتُ والأرضُ. 4769 - حدثنا وكيع حدثنا عبد الله بن نافع عن أَبيه عن ابن

_ = بإخراجه البخاري، ورواه في كتاب الاستسقاء في صحيحه عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان بن سعيد الثوري، به. ورواه في التفسير من وجه آخر". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2926 م وفي مسند ابن مسعود 3659. انظر عمدة التفسير 5: 59 الأنعام. وانظر 5579. (4767) إسناده صحيح، وهو مختصر 4713، ولكن ذاك بإسناد آخر عن ابن عمر. (4768) إسناده صحيح، وانظر 4732، 6368، وانظر أيضاً 14207، 15012. وانظر المنتقى 4443. (4769) إسناده ضعيف، عبد الله بن نافع مولى ابن عمر. ضعيف جداً، قال البخاري في الضعفاء 21: "منكر الحديث" وكذلك قال أبو حاتم، وقال البخاري في التاريخ الصغير 163: "يخالف في حديثه"، وفيه 179: "فيه نظر"، وقال النسائي في الضعفاء19: "متروك الحديث"، وقال ابن حبان: "كان يخطئ ولا يعلم، فلا يُحتج بأخباره التي لم يوافِق فيها الثقات". والحديث في مجمع الزوائد 5: 265 وقال: "رواه أحمد، وفيه عبد الله بن =

عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن إخصاء الخيل والبهائم، وقال ابن عمر: فيها نَمَاءُ الخَلْق. 4770 - حدثنا وكيع حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو يعلم الناسُ ما في الوحدة ما سار راكب بليلٍ وحدَه أَبداً". 4771 - حدثنا وكيع حدثنا ثابت بن عُمارة عن أبي تَمِيمة الهُجَيْمِي عن ابن عمر قال: صليت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان، فلا صلاة بعد الغداة حتى تطلع، يعني الشمس. 4772 - حدثنا وكيع حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تَحَرَّوْا بصلاتكم طلوعَ الشمس ولا غروبَها، فإنها تَطْلُع بين قَرْنَي شيطانٍ". 4773 - حدثنا وكيع حدثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رخَّص للنساء أن يُرْخِيِن شِبْراً، فقلن: يا رسول الله، إذن تنكشفَ أقدامُنا؟، فقال: "ذراعاً، ولا تزِدنَ عليه". 4774 - حدثنا وكيع حدثَنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر عن

_ = نافع، وهو ضعيف". "إخصاء": هكذا هو في الأصلين من الرباعي، والذي في المعاجم "خصاء" بكسر الخاء وبالمدّ، من الثلاثي. وهو الذي في مجمع الزوائد. (4770) إسناده صحيح، وهو مكرر 4748. (4771) إسناده صحيح، وانظر 4695. (4772) إسناده صحيح، هشام: هو ابن عروة بن الزبير. والحديث مكرر 4695. وانظر الحديث السابق. (4773) إسناده صحيح، وهو مختصر 4489، 4683. (4774) إسناده صصحيح، ورواه مسلم 2: 167 من طريق عبّاد بن عبّاد عن عُبيد الله بن عمر =

النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن من أحسن أَسمائكم عبد الله وعبد الرحمن". 4775 - حدثنا وكيِعِ حدثنا أبو جَنَاب عن أَبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا عَدْوَى، ولا طِيَرَة، ولا هامَة"، قال فقام إليه - رجل فقال: يا رسول الله، أرأيتَ البعيرَ يكون به الجَرَبُ فتَجْرَب الإبل؟، قال: "ذلك القَدَر، فمن أجربَ الأوّل؟! ". 4776 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عَلْقَمة بن مَرْثَد عن رَزِين بن سليمان الأحمري عن ابن عمر قال: سئل النبي -صلي الله عليه وسلم - عن الرجل يطلق

_ = وأخيه عبد الله، وهو العمري شيخ وكيع هنا، بلفظ: "إن أحب أسمائكم إلى الله". وكذلك رواه أبو داود 4: 443 من طريق عبّاد عن عُبيد الله فقط. ورواه الترمذي 4: 28 - 29 من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن نافع، قال الترمذي: "حديث حسن غريب من هذا الوجه"، ونسبه شارحه أيضاً لابن ماجة. فقد قصر المنذري في تهذيب أبي داود حين نسبه إلى صحيح مسلم وحده. وانظر 1381، 1382. (4775) إسناده ضعيف، لضعف أبي جناب الكلبي. ورواه ابن ماجة 1: 23 من طريق وكيع عن أبي جناب يحيى بن أبي حية، ونقل شارحه عن الزوائد: "هذا إسناد ضعيف: فإن يحيى ابن أبي حية كان يدلس، وقد روى عن أبيه بصيغة العنعنة". وسيأتي بعضه بإسناد صحيح عن ابن عمر، ضمن حديث، بلفظ: "لا عدوى ولا طيرة" 6405. وقد مضى معناه بإسنادين صحيحين من حديث ابن عباس 2425، 3032، وبإسناد ضعيف من حديث ابن مسعود 4198. (4776) إسناده نظر، والظاهر أنه ضعيف. رزين بن سليمان الأحمري: قال في التهذيب 3: 276: "حكى أبو زرعة اختلافا على الثوري في اسمه، فقيل عنه هكذا [يعني رزين بن سليمان]، وقيل عنه: سليمان بن رزين. وهكذا حكى البخاري الاختلاف فيه ثم قال: لا تقوم بهذا حجة. قلت [القائل ابن حجر]: بقية كلام البخاري: ولا تقوم الحجة بسليمان بن رزين، ولا برزين، لأنه لايدرى سماعه من سالم، ولا سليمان من ابن عمر". والاختلاف الذي أشار إليه البخاري وأبو زرعة أثبته الإمام أحمد هنا، فذكر رواية وكيع عن الثوري، هذه، وفيها" رزين بن سليمان"، ثم ذكر عقبها الحديث التالي رواية =

امرأته ثلاثاً، فيتزوجها آخرُ، فيغلق البابَ ويُرْخى السِّتْر ثم يطلقُها قبل أن يدخل بها، هل تَحِلُّ للأَوّل؟، قال: "لا، حتى يذوقَ العُسَيْلة".

_ = أبي أحمد الزبيري عن الثوري، فسماه "سليمان بن رزين". والحديث رواه النسائي 2: 97 - 98 من طريق شُعبة "عن علقمة بن مرثد قال: سمعت سلم بن زرير يحدث عن سالم بن عبد الله عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر"، ثم رواه عقيبه عن محمود ابن غيلان عن وكيع، كرواية المسند هنا، ثم قال: "هذا أولى بالصواب"، وفي التهذيب في ترجمة رزين الإشارة إلى هذا الاختلاف أيضاً، فذكر أنه رواه النسائي" من رواية الثوري وغيلان بن جامع عن علقمة بن مرثد عنه، وقال شُعبة عن علقمة بن مرثد عن سالم بن رزين [كذا في التهذيب] عن سالم بن عبد الله بن عمر عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر"، ثم قال: "قال ابن أبي حاتم عن أبيه: وهذه الزيادة ليست بمحفوظة. وقال أبو زرعة: الثوري أحفظ". ولم أجد رواية غيلان بن جامع في النسائي، فلعلها في السنن الكبرى. والظاهر عندي ترجيح ما رجح أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، لأن "سلم بن زرير" يظهر لي من ترجمته في التهذيب 4: 130 - 131 أنه متأخر عن هذه الطبقة، بل هو من طبقة شُعبة، كلاهما مات سنة 160، فلعل اسم "سليمان بن رزين اشتبه على شُعبة فسماه" سلم بن زرير"، وحفظ الثوري اسمه على الصواب، وتابعه عليه غيلان بن جامع. "زرير": بفتح الزاي وكسر الراء وآخره راء، ووقع في النسائي المطبوع "زريد" بالدال في آخره بدل الراء، وهو خطأ مطبعي، صححته في نسختي، حين سمعناه من أبي "الشيخ محمد شاكر رحمه الله" في شهر ذي القعدة سنة 1330. وأما ذكره في التهذيب في ترجمة "رزين بن سليمان" باسم "سلم بن رزين"، كما ذكرنا آنفاً، فالظاهر عندي أنه خطأ مطبعي، وإن نقل في التهذيب بعد ذلك 4: 131 أن ابن مهدي سماه "سلم بن رزين يعني بالنون وتقديم الراء" فقد قال أبو أحمد الحاكم: "وهو وهم"، وقال أبو علي الجبائي:"وقع لبعض رواة الجامع: زرير، بضم الزاي، وهو خطأ، وهو والصواب الفتح". وأما معنى الحديث فإنه صحيح ثابت من حديث عائشة، رواه الجماعة، كما في المنتقى 3746. وفي مجمع الزوائد 4: 340: "وعن ابن عمرأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: المطلقة =

ْ4777 - وحدثناه أبو أَحمدِ، يعني الزُّبيرِيّ، قال حدثنا سفيان عن عَلْقَمة بن مَرثَد عن سليمان بن رَزِين. 4778 - حدثنا وكيع حدثناَ عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا دخل مكة قال: "اللهم لا تجعل منايانا بها، حتى تُخرجَنا منها". 4779 - حدثنا وكيع حدثنا حَنْظَلة عن سالم عن أبيه قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أَن تُضرب الصُّوَر، يعني الوجه. 4780 - حدثنا وكيع حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن

_ = ثلاثاً لا تحل لزوجها الأول حتى تنكح زوجاً ويخالطها ويذوق من عسيلتها. رواه الطبراني وأبو يعلى، إلا أنه قال: بمثل حديث عائشة، وهو نحو هذا. ورجال أبي يعلى رجال الصحيح". فلعل هذا من طريق آخر عن ابن عمر، لأن الطريق التي هنا ليست من الزوائد، إذ هي في النسائي كما قلنا. وقد مضى معناه كذلك بإسناد صحيح من حديث عُبيد الله بن العباس 1837، وفسَّرنا العسيلة هناك. وانظر أيضاً 3440، 3441. (4777) في إسناده نظر، وهو مكرر ما قبله. (4778) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 253 وقال: "رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا محمد بن ربيعة، وهو ثقة". فهذه إشارة إلى! إسناد آخر للحديث، سيأتي 6076 رواه أحمد عن محمد بن ربيعة عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند. فكأن الحافظ الهيثمي لم ير الإسناد الذي هنا عن وكيع، فرجال هذا كلهم رجال الصحيح. وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يكره أن يموت هو أو أحد من المهاجرين بمكة، حتى تثبت لهم هجرتهم، كما ورد في شأن سعد بن خولة، رثى له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أن مات بمكة. انظر 1440، 1482. (4779) إسناده صحيح، حنظلة هو ابن أبي سفيان المكي. (4780) إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن نافع. وقد سبق نحوه بمعناه 4709 بإسناد صحيح، =

عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يَعْجَلْ احدُكم عن طعامه للصلاة"، قال: وكان ابن عمر يسمع الإقامة وهو يتعشَّى، فلا يعجلُ. 4781 - حدثنا وكيع حدثنا عبد العزيز بن عمر عن قَزعَةَ قال: قال لي ابنُ عمر: أُوَدِّعك كما ودَّعني رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أَستودعُ الله دينَك وأمانتَك وخواتيمَ عملك". 4782 - حدثنا [وكيع حدثنا] نافع بن عمر الجُمَحي عنِ سعِيد ابن حَسَّان عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان ينزل بعرفةَ وادي نمِرةَ، فِلما قَتَلَ الحَجَّاجُ ابنَ الزُّبَير أرسل إلى ابن عمر: أيةُ ساعة كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يَرُوح في هذا اليوم؟، فقال: إذا كان ذاك رُحْنَا، فأَرسل الحجاج رجلاً ينظر أي ساعة يروح؟، فلما أراد ابن عمر أن يروح قال: أزاغتِ الشمس؟، قالوا: لم تَزغ الشمس، قال: أَزاغت الشمس؟، قالوا: لم تزغ، فلما قالوا: قد زاغت، ارتحل.

_ = ولم يذكر هناك الموقوف من عمل ابن عمر. (4781) إسناده ظاهر الاتصال، ولكنه منقطع على ما نبين في 4957 إن شاء الله. عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان: ثقة ثبت، وثقه ابن معين وأبو داود وأبو نعيم وغيرهم، وقال أحمد: "ليس هو من أهل الحفظ والإتقان". قزعة: هو ابن يحيى أبو الغادية البصري: تابعي ثقة، سبق توثيقه في 264، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 191 - 192 وقال: "سمع ابن عمر"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 139. والحديث قد سبق نحوه بمعناه من حديث سالم عن أبيه 4524. (4782) إسناده صحيح، وقد سقط من أول الإسناد في ح اسم "وكيع" شيخ أحمد فيه، وزدناه من ك، وأحمد لم يدرك أن يسمع من نافع بن عمر الجمحي المتوفى سنة 169. سعيد ابن حسان: تابعي حجازي ثقة، روى عن ابن عمر وابن الزبير، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو غير "سعيد بن حسان المخزومي قاصّ أهل مكة" الماضي ذكره في 1476،

4783 - حدثنا وكيع حدثنا حماد بن سَلَمَة عن فَرْقَدٍ السَّبَخِي عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يَدَّهِن عند الإحرام بالزيت غير المُقتّت. 4784 - حدثنا وكيع عن سفيان عن فرَاس عن أبي صالح في زاذانَ عن ابن عمر: أَنه دعا غلاماً له فأَعتقه، فقَال: ما لي من أجره مثلُ هذا، لشيء رفعه من الأرض، سمعت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول: "من لَطم غلامه فكفَّارتُه عتقُه". 4785 - حدثنا وكيع حدثنا عُبَادة بن مسلم الفزاري حدثني

_ = وفي التهذيب 4: 16: "وخلطه صاحب الكمال بالذي قبله، فوهم". وليس لسعيد بن حسان التابعي المذكور هنا في الكتب الستة غير هذا الحديث عن أبي داود وابن ماجة، كما في ترجمته في التهذيب. والحديث رواه أبو داود 2: 133 عن أحمد بن حنبل عن وكيع، بهذا الإسناد. قال المنذري 1834: "وأخرجه ابن ماجة". (4783) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي، وقد بيّنا ضعفه في 13، 2133. والحديث رواه الترمذي 2: 123 عن هناد عن وكيع بهذا الإسناد، وقال: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث فرقد السبخي عن سعيد بن جُبير، وقد تكلم يحيى بن سعيد في فرقد السبخي، وروى عنه الناس". وسيأتي أيضاً 4829. ورواه أيضاً ابن ماجة، كما في المنتقى 2456، المقتت: المطيب، وهو الذي يطبخ فيه الرياحين حتى تطيب ريحه. قاله ابن الأثير. (4784) إسناده صحيح، فراس: هو ابن يحيى الهمداني الخارفي، سبق في 4333. أبو صالح: هو ذكوان السمان. والحديث رواه مسلم 2: 19 من طريق أبي عوانة وشعبة وسفيان الثوري، كلهم عن فراس. (4785) إسناده صحيح، عبادة بن مسلم الفزاري: قال وكيع: "ثقة"، وقال ابن معين: "ثقة ثقة"، ووثقه غيرهما. ووقع في ح "عمارة بن مسلم"، وهو خطأ ناسخ أو طابع، صحح من ك ومن سائر المراجع. جُبير بن أبي سليمان بن جُبير بن مطعم: ثقة، وثقة ابن =

جُبَير بن أبي سليمان بن جُبَير بن مُطْعِم سمعت عبد الله بن عمر يقول: لم يكن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يَدَعُ هؤلاء الدعواتِ، حين يُصبح وحين يُمسي: "اللهم إني اسأَلك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أَسأَلك العفو والعافية في ديني ودنياي وأَهلى ومالى، اللهم استر عَوْرَاتي، وآمنْ رَوْعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ وين خلفي، وعن يميني وعن شَمالي ومن فوقي، وأَعوذ بعظمتك ان أُغْتَال من تحتي"، قال: يعني الخَسْفَ. 4786 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن النَّجْرَانِي

_ = معين وأبو زرعة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 224 وذكر له هذا الحديث مختصراً، من رواية وكيع عن عبادة. والحديث رواه أبو داود 4: 479 من طريق وكيع وابن نُمير، كلاهما عن عبادة. قال المنذري: "وأخرجه النسائي وابن ماجة". وليس لجبير في الكتب الستة غير هذا عند هؤلاء الثلاثة. عمدة التفسير 5: 17 الأعراف. (4786) إسناده ضعيف، لجهالة هذا النجراني الذي روى عنه أبو إسحق السبيعي. وهكذا في التهذيب 12: 334 مترجماً باسما "النجراني" وقال: "قال عثمان الدارمي: مجهول، وكذا قال ابن عدي". وترجم في التعجيل 551 "أبو إسحق السبيعي: عن رجل من بخران، هو النجراني عن ابن عمر". والحديث سيأتي مطولاً 5067 عن شُعبة عن أبي إسحق عن رجل من بخران، "أنه سأل ابن عمر"، وفيه النهي عن الجمع بين الزبيب والتمر وقصة الحدَّ التي هنا والنهى عن السلم في النخل حتى يبدو صلاحه. والنهى عن السلم في النخل رواه أبو داود 3: 293 من طريق الثوري عن أبي إسحق "عن رجل نجراني". ورواه ابن ماجة 2: 22 - 23 من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحق "عن النجراني". وقال المنذري: "في إسناده رجل مجهول". والحديث الذي هنا ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 278 مقتصراً على الجلد فقط، ثم قال: "رواه أحمد من رواية النجراني عن ابن عمر، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه أبو يعلى وزاد: ثم قال: ما شرابك؟، قال: زبيب وتمر". وهذه الزيادة التي يوهم كلام الهيثمي أنها انفرد بها أبو يعلى ثابتة هنا عند أحمد كما ترى، وهي ثابتة أيضاً بمعناها في الرواية الآتية التي =

عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -أُتيَ بسكران, فضربه الحدّ , فقال: ماشَرَابك؟، قال: الزبيب والتمر، قال: يكفي كل واحدٍ منهما من صاحبه. 4787 - حدثنا وكيع حدنْنا عبد العزيز بن عمر عبد العزيز عن أبي طُعْمَةَ مولاهم وعن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أنهما سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لُعنَت الخمر. علي عشرة وجوهٍ: لُعنت الخمرُ بعينها، وشاربُها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها"

_ = أشرنا إليها، فلم تكن زيادة عن أبي يعلى وحده!!. (4787) إسناده صحيح، أبر طعمة، بضم الطاء وسكون العين المهملتين: اسمه هلال، وهو مولى عمر بن عبد العزيز، قال أبو حاتم: " قارئ مصر"، وقال ابن عمار الموصلي: "أبو طعمة ثقة"، وقال أبو أحمد الحاكم: "رماه مكحول بالكذب"، وعقب عليه الحافظ في التهذيب 12: 137 قال: "لم يكذبه مكحول التكذيب الاصطلاحي، وإنما روى الوليد ابن مسلم عن ابن جابر أن أبا طعمة حدث مكحولاً، بشيء فقال: ذروه يكذب. هذا محتمل أن يكون مكحول طعن فيه على من فوق أبي طعمة". أقول: والظاهر الراجع أنه من كلام الأقران بعضهم في بعض، كما كان ويكون بين العلماء. وقد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 209 قال: "هلال مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي، روى عنه عبد العزيز بن عمر". وترجمه أيضاً في الكنى 403 قال: "أبو طعمة: قال عبد العزيز بن عمر: هو مولى لنا، سمع ابن عمر". فلم يذكر فيه جرحاً في الموضعين، وهذا كاف في توثيقه. عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي: هو أمير الأندلس. وفي التهذيب: "قال عثمان الدارمي وابن معين: لا أعرفه. وقال ابن عدي: إذا لم يَعرف ابن معين الرجل فهو مجهول، ولا يُعتمد على معرفة غيره. وقال ابن يونس: روى عنه عبد الله بن عياض، قتلته الروم بالأندلس سنة 115. له في الكتابين حديث واحد في ذم الخمر". يريد بالكتابين أبا داود وابن ماجة، وبالحديث هذا الحديث. ثم تعقب الحافظ كلام ابن عدي فقال: هذا الذي ذكر ابن عدي قاله في ترجمة عبد الرحمن بن آدم، =

4788 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن موسى، قال وكيع: نُرَى أَنه ابن عُقْبة، عن سالم عن ابن. عمر قال: كان يمين النبي -صلي الله عليه وسلم - التي يحلف عليها: "لا ومُقلّب القلوب". 4789 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن سالم، يعني ابن عبد الله عن ابن عمر: انه طلق امرأته وهي حائض، فسأَل عمرُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مُرْه فليراجعْها ثم ليطلقْها طاهراً

_ = عقب قول ابن معين في كل منهما: لا أعرفه، وأقره المؤلف عليه [يعني الحافظ المزي]، وهو لا يتمشى في كل الأحوال، فرب رجل لم يعرفه ابن معين بالثقة والعدالة وعرفه غيره. فضلاً عن معرفة العين، لا مانع من هذا. وهذا الرجل [يعني عبد الرحمن الغافقي] قد عرفه ابن يونس، وإليه المرجع في معرفة أهل مصر والمغرب، وقد ذكره ابن خلفون في الثقات، وقال: كان رجلاً صالحاً جميل السيرة، استشهد في قتال الفرنج في شهر رمضان". والحديث رواه ابن ماجة 2: 171 - 172 من طريق وكيع بنحوه، ورواه أبر داود 3: 366 بنحوه من طريق وكيع أيضاً، ولكن فيه: "عن أبي علقمة مولاهم"، ونقل شارحه في عون المعبود عن المزّي في الأطراف قال: "هكذا قال أبو على اللؤلؤي وحده عن أبي داود: أبو علقمة، وقال الحسن بن العبد وغير واحد عن أبي داود: أبو طعمة، وهو الصواب، وكذلك رواه أحمد بن حنبل وغيره عن وكيع". وسيأتي الحديث أيضاً بهذا الإسناد 5391، وسيأتي من طريق ابن لهيعة عن أبي طعمة وحده 5390. في ح م "الخمرة" وأثبتنا ما في ك. عمدة التفسير 4: 90 المائدة. (4788) إسناده صحيح، وظنُّ وكيع أن شيخ الثوري هو موسى بن عقبة صحيح، فإن الحديث سيأتي 5347 من طريق عبد الله بن المبارك، و5368، 6190 من طريق وهيب، كلاهما عن موسى بن عقبة. وكذلك رواه الترمذي 2: 373 من طريق عبد الله بن المبارك وعبد الله بن جعفر كلاهما عن موسى بن عقبة أيضاً، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وقال شارحه: "أخرجه الجماعة إلا مسلماً". وكذلك في المنتقى 4857. (4789) إسناده صحيح، وقد مضى نحوه بمعناه مطولاً، من رواية أيوب عن نافع 4500. سيأتي بهذا الإسناد 5228.

أَو حاملاً". 4790 - حدثنا وكيع عن شَرِيك عن عبد الله بن عُصْم، وقال إِسرائيل: ابن عصْمَة، قال وكيع: هو ابن عُصْم، سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن في ثَقِيف مُبِيراً وكذاباً". 4791 - حدثنا وكيع عن شُعْبة عن يَعْلى بن عطاء عن علي

_ (4790) إسناده صحيح، عبد الله بن عصم: سبق توثيقه 8291 وذكرنا الخلاف في اسم أبيه "عصم" أو"عصمة" وأن أحمد رجع قول شريك أنه "عصم"، وها هو ذا قول وكيع بالتوكيد أنه "عصم" يؤيد ترجيح أحمد. والحديث رواه الترمذي 3: 227 بإسنادين عن شريك، وقال: "حديث حسن غريب من حديث ابن عمر، لا نعرفه إلا من حديث شريك، وشريك يقول: عبد الله بن عصم، واسرائيل يقول: عبد الله بن عصمة. ويقال: الكذاب المختار بن أبي عبيد، والمبير الحجاج بن يوسف". وأصل الحديث صحيح أيضاً من وجه آخر، رواه مسلم 2: 274 من حديث أسماء بنت أبي بكر، في قصة لها مع الجاج بعد أن قتل ابنها عبد الله بن الزبير، قالت له: "أما إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبيراً، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه، فقام عنها ولم يراجعها". المبير: من البوار، وهو الهلاك، قال ابن الأثير: "أي مهلك، يسرف في إهلاك الناس". (4791) إسناده صحيح، على الأزدي: هو علي بن عبد الله البارقي، وهو ثقة، وثقه العجلي، وأخرج له مسلم في صحيحه حديثاً غير هذا الحديث. و"البارقي" نسبة إلى "بارق" بطن من الأزد، وقال بعضهم إنه جبل باليمن نزله فريق من الأزد، انظر اللباب في الأنساب 1: 86. والحديث رواه الترمذي 1: 409 من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن شُعبة، ثم قال: "اختلف أصحاب شُعبة في حديث ابن عمر، فرفعه بعضهم ووقفه بعضهم. وروى عن عبد الله العمري عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - نحو هذا. والصحيح ما روي عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: صلاة الليل مثنى مثنى. وروى الثقات عن عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكروا فيه صلاة النهار. وقد روي عن عُبيد الله عن =

الأزدى عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة الليل والنهار مَثْنَى مثنى". 4792 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عاصم بن عُبيد الله عن سالم عن أَبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أَشد الناس عذاباً يوم القيامة المصوِّرون، يقال لهم: أَحيُوا ما خَلقتم". 4793 - حدثنا وكيع حدثنا شَرِيك عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -صلى إلى بعيره. 4794 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: بينا الناسُ في مسجد قُباءَ في صلاة الصبح، إذْ أَتاهم آَتٍ فقال: إن

_ = نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي بالليل مثنى مثنى، وبالنهار أربعاً". ورواه البيهقي 2: 487 من طريق عمرو بن مرزوق عن شُعبة، ومن طريق يحيى بن معين عن غندر عن شُعبة، وقال: "وكذلك رواه معاذ بن معاذ عن شُعبة، وكذلك رواه عبد الملك بن حسين عن يعلى بن عطاء". ثم روى بإسناده أن البخاري سئل عن حديث يعلى: أصحيح هو؟، فقال: نعم، وأن البخاري قال: "قال سعيد بن جُبير: كان ابن عمر لا يصلي أربعاً لا يفصل بينهن، إلا المكتوبة" ثم روى البيهقي أيضاً بإسناد صحيح عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان: "أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، يريد به التطوع". فهذا كله يرد تعليل الترمذي، وكفى بتصحيح البخاري هذا الحديث حجة، وانظر شرحنا على الترمذي 2: 491 - 493. وقال الحافظ في الفتح 2: 397 - 398 "ففي السنن، وصححه ابن خزيمة وغيره، من طريق علي الأزدي، عن ابن عمر مرفوعاً". وانظر ما مضى 4492، 4559، 4571. (4792) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر. والحديث سبق نحوه بمعناه بإسنادين صحيحين 4475، 4707. (4793) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه 4468. سيأتي بهذا الإسناد 5841. (4794) إسناده صحيح، وهو مكر 4642.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نزل عليه قرآن ووُجّهَ نحوَ الكعبهَ، قال: فانحَرَفوا. 4795 - حدثنا وكيع عن أَبيه عن عبد الله بن أبي المُجَالد عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من انتفَى من ولده ليفضحَه في الدنيا فضَحه الله يوم القيامة على رءوس الأشهاد، قِصاصٌ بقصاصٍ". 4796 - حدثنا وكيع عن ابن أَبي ذئب عن خاله الحرث عن سالم عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يأمرنا بالتخفيف، وِإنْ كان لَيَؤُمُّنا بالصافَّات. 4797 - حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أَسِيد عن

_ (4795) إسناده صحيح، عبد الله بن أبي المجالد: هو ختن مجاهد، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وكان شعبة يخطئ في اسمه، فيسميه "محمد بن أبي المجالد". والحديث في مجمع الزوائد 5: 15 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال الطبراني رجال الصحيح، خلا عبد الله بن أحمد، وهو ثقة إمام". (4796) إسناده صحيح، الحرث خال ابن أبي ذئب: هو الحرث بن عبد الرحمن القرشي العامري، سبق توثيقه 1640. والحديث رواه النسائي 1: 132 والبيهقي 3: 118 كلاهما من طريق ابن أبي ذئب بهذا الإسناد. (4797) إسناده صحيح، عمر بن أسيد: هو عمر بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له الشيخان، واختُلف في اسمه، فسماه بعضهم "عمر" كما هنا، وسماه بعضهم "عمرو" كما وقع في بعض روايات الصحيحين، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 234 باسم "عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية". و " أسيد" بفتح الهمزة وكسر السين. و"جارية" بالجيم. والحديث في مجمع الزوائد 9: 120 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ووجالهما رجال الصحيح" وهذا الحديث مما شذ فيه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات، وقد أطال الحافظ في الرد عليه في القول المسدد 6، 16 - 20. وانظر ما مضى 1511.

ابن عمر قال: كنا نقول في زمن النبي -صلي الله عليه وسلم -: رسوِل الله خير الناس، ثم أَبو بكر، ثم عمر، ولقد أُوتي ابنُ أَبىِ طالب ثلاث خصال، لأنْ تكوق لي واحدةٌ منهنَّ أحبُّ إليّ من حُمْرِ النَّعَم، زوّجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنتَه وولَدَت له، وسَدَّ الأبوابَ إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خَيْبَر. 4798 - حدثنا وكيع عن سفيان عني منصور عن سلم بن أبي الجَعْد عن يزيد بن بشْر عن ابن عمر قال: "بُني الإسلامُ على خمس: شهادة أن لا إله إِلا الله، وِإقام الصلاة، وِإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم

_ (4798) إسناده منقطع، على أنه قد ظهر اتصاله كما يأتي. ويزيد بن بشرالسكسكي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "مجهول"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 322 قال: "سمع ابن عمر قال: بني الإسلام على خمس، كذلك حدثنا النبي -صلي الله عليه وسلم -. قال لي عثمان عن جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن عطية مولى لبني عامر عن يزيد بن بشر". ولذلك قال ابن عساكر في هذا الحديث، كما في التعجيل 449: "لم يسمعه سالم من يزيد"،-يريد أن بينهما "عطية مولى ينى عامر". وهو عطية ابن قيس الكلابي، وهو تابعي ثقة، ولد في سنة 17 ومات سنة 121 عن 104 سنة، قال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وأخرج له مسلم، وروى له البخاري تعليقَا، وغزا مع أبي أيوب الأنصاوي، وكان الناس يصلحون مصاحفهم على قراءته. وله ترجمة في التهذيب 7: 228 - 229 وفي الجرح والتعديل 3/ 1/ 383 - 384. وأصل الحديث "بني الإسلام على خمس" ثابت من حديث ابن عمر من غير وجه، في الصحيحين وغيرهما، وهو الحديث الثالث من الأربعين النووية، انظر جامع العلوم والحكم 30 - 33، والزيادة التي في آخره في شأن الجهاد ثبت نحو معناها في صحيح مسلم 1: 20 "عن عكرمة بن خالد: أن رجلاَ قال لعبد الله بن عمر: ألا تغزو؟، فقال: إني سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الإسلام بني على خمسة"، فذكرها، وانظر ما يأتي 5672. ويُنظر الأحاديث التي فيها سؤالا ابن عمر عن قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ثم ينظر الفتح 8: 137 - 138.

رمضان"، قال: فقال له رجل: والجهاد في سبيل الله؟، قال ابن عمر: الجهاد حسن، هكذا حدثنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 4799 - حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي اليَقْظان عن زاذانَ عن ابن عمر قال: قال رسول الله: "ثلاثة على كُثْبان المِسْك يومَ القيامة: رجل أَمَّ قوماً وهو به راضون، ورجل يؤذن في كل يوم وليلة خمسَ صلوات، وعبد أَدَّى حق الله تعالى وحق مواليه". 4800 - حدثنا وكيع حدثني أَبو يحيى الطويل عن أبي يحيى القَتَّات عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "يَعْظُم أهلُ النار في النار، حتى إِن بين شحمة أُذُن أَحدهم إلي عاتقه مسيرةَ سبعمائة عام، وِإن غِلَظَ جلده سبعون ذراعاً، وإن ضِرْسَه مثلُ أُحُمد".

_ (4799) إسناده ضعيف، لضعف أبي اليقظان، كما بينا في 3787، والحديث رواه الترمذي 3: 140 - 141 وقال: "حديث حسن غريب، لا نعرفه، إلا من حديث سفيان، وأبو اليقظان اسمه عثمان بن قيس". وقد بينا فيما مضى أنه "عثمان بن عمير بن عمرو بن قيس"، فنسبه الترمذي إلى جده الأعلى، وانظر 4673، 4706. (4800) إسناده حسن، إن لم يكن صحيحاً. أبو يحيى الطويل: هو عمران بن زيد التغلبي، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/298 عن ابن معين: "ليس يحتج بحديثه"، وذكر أنه سأل أباه عنه فقال: "شيخ يكتب حديثه، وليس بالقوى"، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. والحديث في مجمع الزوائد 10: 391 وقال "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وفي أسانيدهم أبو يحيى القتات وهو ضعف، وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه". وأبو يحيى القتات: بينا في 2493 أنه ثقة. وعندي أنه أوثق من أبي يحيى الطويل. نقله ابن كثير في التفسير 2: 489 عن هذا الموضع، وقال: "تفرد به أحمد من هذا الوجه".

4801 - حدثنا وكيع عن يزيد بنِ زياد عن حبيب بن أَبي ثابت عن ابن عمر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرُّقْبى، وقال: "مَن أُرْقِبَ فهو له". 4802 - حدثنا وكيع حدثنا عكْرِمَة بن عَمّار عن سالم عن ابن عمر قال: خرجِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من بيت عَائشة فقال: "إِن الكفر من ها هنا، من حيثُ يطلع قَرْنُ الشيطان". 4803 - حدثنا يزيد بن هرون أَخبرنا محمد بن إِسحق عن محمد بن جعفر بن الزُّبَير عن عُبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أَبيه عبد الله ابن عمر قالِ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يسأل عن الماء يكون بالفلاة من الأرض وما يَنُوبُه من الدوابّ والسباع؟، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كان الماء قُلَّتين لم ينجسه شيء". 4804 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن

_ (4801) إسناده صحيح، يزيد بن زياد بن أبي الجعد: سبق توثيقه 257، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 333 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث سيأتي مطولاً 4906، 5422 من طريق عطاء عن حبيب بن أبي ثابت، وهذا المطول في المنتقى 3228 ونسبه أيضاً للنسائي، وقد مضى تفسير الرقبى في حديث ابن عباس 2250، 2251. (4802) إسناده صحيح، عكرمة بن عمار العجلي اليمامي: سبق توثيقه 203، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 50 فلم يذكر فيه جرحاً. وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 2/ 10 - 11 وروى بإسناده عن الطنافسي: "حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار وكان ثقة". وروى عن ابن معين قال: "عكرمة بن عمار صدوق ليس به بأس"، وروى عنه أيضاً قال: "كان عكرمة أُمياً وكان حافظاً" والحديث مطول 4754. (4803) إسناده صحيح، وهو مكرر 4605 ومطول 4753. (4804) إسناده صحيح، ورواه البخاري 13: 83 من طريق الزهري عن سالم عن أبيه، بنحوه وقد مضى نحو معناه أيضاً من حديث عن سالم عن أبيه 4743.

عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِنه لم يكن نبي قَبْلي إِلا وصفَه لأُمته، ولأَصِفنَّه صفةً لم يَصفْهَا مِنْ كان قبلي، إِنه أَعور، والله تبارك وتعالى ليس بأعور، عينُه اَليمنى كأَنها عِنبةٌ طافية". 4805 - حدثنا يزيد بن هرون عن حَجَّاج عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من ترك العصر متعمداً، حتى تغرب الشمس فكأنما وُترَ أَهله وماله". 4806 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا عبد الله بن بَحير الصَّنْعاني القاصُّ أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره أنه سمع ابَنن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -:"من سَرَّه ان ينظر إلى يوم القيامة كأَنه رَأيُ عين فليقرأ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)} و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}، وأَحسِبه أَنه قال: "سورة هود".

_ (4805) إسناده صحيح، وهو مكرر 4621. (4806) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن يزيد اليماني الصنعاني القاص تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وسيأتي في المسند 4941 قول عبد الله بن بحير "عن عبد الرحمنٍ بن يزيد، وكان من أهل صنعاء، وكان أعلم بالحلال والحرام من وهب، يعني ابن مُنَبّه". والحديث رواه الترمذي 4: 210 عن عباس بن عبد العظيم العنبري عن عبد الرزاق، ولم يذكر فيه سورتي الانفطار وهود، ونسبه شارحه أيضاً للطبراني وابن مردويه. ورواه الحاكم 2: 515 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني عن عبد الله بن بحير، واقتصر فيه على سورة التكوير، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 318 ونسبه أيضاً لابن المنذر وابن مردويه، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 134، وقال: "رواه أحمد بإسنادين، ورجالهما ثقات. ورواه الطبراني بإسناد أحمد". وقال أيضاً: "رواه الترمذي موقوفاً على ابن عمر"!، وهذا خطأ، فإنه في الترمذي مرفوع صريحاً وإنما يعتبر من الزوائد لما هنا من زيادة سورتي الانفطار وهود. وسيأتي بهذا الإسناد أيضاً 4934. وسيأتي مختصراً عن إبراهيم بن خالد عن عبد الله بن بحير 4941.

4807 - حدثنا يزيد بن هرون أَخبرنا سفيان، يعني ابن حسين، عن الزُّهْرِي عن سالم عن ابن عمر قال: لما تَأَيمَتْ حَفْصةُ، وكانت تحت خُنَيْس بن حُذَافة، لَقِي عمرُ عثمان فعرضَها عليه، فقال عُثمان: ما لي في النساء حاجة، وسأَنظر، فلقي أبا بكر، فعرضها عليه، فسكتَ، فوجد عمرُ في نفسه على أبي بكر، فإذا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قد خطبها، فلقي عمر أَبا بكر، فقال: إني كنتُ عرضتُها عَلى عثمان فردَّني، وإني عرضتُها عليك فسكتَّ عنِّي، فلأنا عليكَ كنتُ اشد غضباً منِّي على عثمان وقد ردّني، فقال أبو بكر: إِنه قد كان ذَكَر من أمرها، وكان سِرّاً، فكرهتُ أَن أُفْضى السّرّ. 4808 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار

_ (4807) إسناده صحيح، سفيان بن حسين: هو الواسطي، وقد تكلمنا عليه في 67، 4634، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 90 فلم يذكر فيه جرحاً, ولم يعلل روايته عن الزهري. والحديث مضى مطولاً في مسند عمر، من رواية معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن عمر، برقم 74، فهو هنا مرسل صحابي، لأن ابن عمر إنما سمعه من أبيه عمر، كما صرح بذلك في رواية النسائي 2: 77 عن الزهري عن سالم "أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث أن عمر بن الخطاب حدثنا قال"، فذكر الحديث، وكذلك رواه النسائي أيضاً 2: 75 - 76 كرواية المسند الماضية، من طريق "معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن عمر". ورواه البخاري 9: 152 - 160،153، 172 مطولاً ومختصراً، كلها من طريق الزهري، وظاهرها أنه من حديث عبد الله بن عمر، ولكن في سياقها ما يدل على أنه إنما سمعه من أبيه. (4808) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 176 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال "لصحيح". وكذلك في المنتقى 2293 وقال: "رواه أحمد بإسناد صحيح". وفي ح ك هنا ومجمع الزوائد: "وقال تحروها" إلخ، وفي المنتقى المطبوع والمخطوطة الصحيحة منه التي عندي "أو قال". وانظر 4499، 4547، 4671، 6474.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من كان متَحريهَا فليتحرها ليلةَ سبع وعشرين"، وقال: "تَحروها ليلةَ سبع وعشرين"، يعني ليلةَ القَدْر. 4809 - حدثنا يزيد أَخبرنا شُعْبة عن جَبَلة بن سُحَيم عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الحنتَمة، قيل: وما الحنتمة؟، قال: الجَرَّة، يعني النبيذ. 4810 - حدثنا يزيد أخبرنا حسين بن ذَكوان، يعني الُمعَلَّم، عن عمرو بن شُعَيب عن طاوس: أن ابن عمر وابنِ عباس رفعاه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، انه قال: "لا يحل لرجل ان يعطي العطيهَ فيرجعَ فيها، إِلا الواَلدَ فيما يعطي ولدَه، ومَثَلُ الذي يعطي العطية ثم يرجعُ فيها، كمثلَ الكلب، أَكل حتى إذا شبع قاء ثم رجع في قَيْئه". 4811 - حدثنا يزيد أخبرنا نافع بن عمر عن أبي بكر، يعني ابن

_ (4809) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 129 من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة. وكذلك رواه النسائي 2: 327 من طريق أمية عن شُعبة، ولكن فيه "خالد" بدل "جبلة"، وهو خطأ، وكذلك ثبت هذا الخطأ في مخطوطة الشيخ عابد السندي من النسائي التي عندي. وأنا أرجح أنه خطأ ناسخ، لا خطأ راو، إذ لو كان كذلك لذكر في التهذيب وفروعه مع تصويبه، فليس فيه من يسمى "خالد بن سحيم"، وقد مضى معنى هذا الحديث ضمن الحديث 4629. (4810) إسناده صحيح، وقد مضى في مسند ابن عباس بهذا الإسناد 2119. (4811) إسناده ضعيف، أبو بكر بن أبي موسى: هكذا هو في الأصول الثلاثة، وصوابه "يعني ابن موسى"، ترجمه الذهبي في الميزان 3: 348 قال: "أبو بكر بن أبي شيخ، هو بكير بن موسى، عن سالم، لا يعرف، تفرد عنه نافع بن عمر الجمحي". وترجم في التهذيب 1: 496 في اسم "بكير بن موسى" قال "هو أبو بكر بن أبي شيخ، يأتي في الكنى"، وقال في الكنى 12: 40: "أبو بكر بن موسى: هو ابن أبي شيخ"، وفيه 12: 26: "أبو بكر =

أَبيِ موسى، قال: كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر، فمرتْ رُفْقة لأم البَنين فيها أجراس، فحدَّث سالم عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تصحب الملَائكةُ رَكْباً معهم الجُلْجُل"، فكم ترى في هؤلاء من جلجل؟. 4812 - حدثنا يزيد أخبرنا هَمّام بن يحيى عن قَتادة عن أبي

_ = ابن أبي شيخ السهمي هو بكير بن موسى، روى عن سالم بن عبد الله، وعنه نافع الجمحي". ولم يزد. والحديث رواه النسائي 2: 291 مطولاً، من طريق "إبراهيم بن أبي الوزير قال: حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن أبي بكر بن أبي شيخ، قال: كنت جالساً مع سالم". فذكر الحديث بنحو مما هنا، ثم رواه مختصراً من طريق" يزيد بن هرون قال: أنبأنا نافع بن عمر الجمحي عن أبي بكر بن موسى"، ثم رواه مختصراً أيضاً من طريق أبي هشام المخزومي: حدثنا نافع بن عمر عن بكير بن موسى". فكل أولئك يدل على أنه "بكير" وكنيته "أبو بكر"، وأبوه "موسى" وكنيته "أبو شيخ"، وأن ما ثبت في الأصول هنا" يعني ابن أبي موسى "خطأ، صوابه" يعني ابن موسى". الجلجل: هو الجرس الصغير الذي يعلق في أعناق الدواب وغيرها. انظر المسند ج 6 ص 426 في مسند أم حبيبة فيحقق تخريجه وتعليله. (4812) إسناده صحيح، رواه الحاكم1: 366 من طريق عبد الله بن رجاء ومن طريق وكيع كلاهما عن همام، بهذا الإسناد، وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهمام بن يحيى ثبت مأمون، إذا أسند مثل هذا الحديث لا يعلل بأحد، إذ أوقفه شُعبة"، ووافقه الذهبي، ثم رواه الحاكم من طريق شُعبة عن قتادة عن أبي الصديق عن ابن عمر: "أنه كان إذا وضع الميت في قبره قال: بسم الله، وعلى سنة رسول الله". ورواه أبو داود 3: 206 من طريق همام أيضاً، بلفظ: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان إذا وضع الميت في القبر قال بسم الله، وعلى سنة رسول الله"، فجله حديثاً فعلياً لا قولياً. ونقل شارحه عن المنذري قال: "أخرجه النسائي مسنداً وموقوفاً". وهذا خطأ من المنذري أو من الناقل عنه، فإنه لم يخرجه النسائي في السنن، بل رواه الترمذي 2: 152 - 153 من طريق الحجاج عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله، وجعله حديثاً فعلياً، ثم قال الترمذي: "حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضاً =

الصِّدِّيق، هو الناجي، عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا: بسم الله، وعلى مِلّة رسول الله"، - صلى الله عليه وسلم -. 4813 - حدثنا يزيد أخبرنا هَمّام بن يحيى عن قَتادة عن أبي الحَكَم البَجَلي عِن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اتخذ كلباً غير كلب زَرْع أَو ضَرْع أو صيد نَقَص من عمله كلَّ يوم قيراطٌ": فقلت لابن عمر: إِنْ كان في دارٍ وأنا له كارهٌ؟، قال: هو على ربّ الدار الذي يملكُها. 4814 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُرَيج قال أخبرني موسى بن

_ = عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، رواه أبو الصديق الناجي عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روى أيضاً عن أبي الصديق عن ابن عمر، موقوفاً أيضاً". وكذلك رواه ابن ماجة 1: 242 من طريق ليث ابن أبي سليم والحجاج عن نافع، حديثاً فعلياً مرفوعاً. فهذا كله يؤيد صحة المرفوع الذي هنا، وأنه صحيح على شرط الشيخين، كما قال الحاكم، ولا يضره وقف من وقفه، ويؤيد أن المنذري أو من نقل عنه أخطأ إذ نسبه للنسلائي، ولم ينسبه للترمذي وابن ماجة، ومما يؤيد صحة ما قلنا أنه ذكر في المنتقى 1897 وقال: "رواه الخمسة إلا النسائي". (4813) إسناده صحيح، أبو الحكم البجلي: هو عبد الرحمن بن أبي نعم، بضم النون وسكون العين المهملة، الكوفي العابد، وهو تابعي ثقة، قال ابن حبان، "كان من عباد أهل الكوفة، ممن يصبر على الجوع الدائم، أخذه الحجاج ليقتله، وأدخله بيتاً مظلماً، وسد الباب خمسة عشر يوماً، ثم أمر بالباب ففتح ليخرج فيدفن، فدخلوا عليه إذا هو قائم يصلي، فقال له الجاج: سر حيث شئت". والحديث مطول 4549. وانظر 4479. (4814) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 251 - 252 من طريق أبي عاصم عن ابن جُريج، وقال: "حديث صحيح غريب من حديث ابن عمر". قال شارحه: "وأخرجه الشيخان". الذنوب، بفتح الذال المعجمة: الدلو العظيمة."فاستحالت غرباً" قال ابن الأثير: "الغرب، بسكون الراء: الدلو العطمة التي تتخذ من جلد ثور، فإذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض. وهذا تمثيل، ومعناه أن عمر لما أخذ الدلو ليستقي عظمتْ في يده، لأن =

عقبة حدثني سالم عن ابن عمر: عن رؤيا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في أَبي بكر وعمر، قال: "رأَيت الناس قد اجتمعوا، فقام أَبو بكر فنزع ذَنُوباً أو ذَنُوبين وفيِ نزعه ضَعف، والله يِغفرله، ثمِ نزع عمر فاستحالتْ غَرْباً، فما رأَيتُ عَبْقَرِياً من الناس يَفْري فَرِيَّه، حتى ضرب الناسُ بِعَطَنٍ". 4815 - حدثنا رَوْح حدثنا زكريا بن إسحق حدثنا عمرو بن دينار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "الشهر هَكذا وهكذا وهكذا"، وقبض إِبهامه في الثالثة. 4816 - حدثنا رَوح حدثنا عُبيد الله بن الأخْنَس عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". 4817 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُرَيج عن سليمان بن موسى عن

_ = الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن أبي بكر. ومعنى استحالت: انقلبت عن الصغر إلى الكبر". عبقريا: قال ابن الأثير: "عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم. والأصل في العبقري فيما قيل: أن عبقر قرية يسكنها الجن فيما يزعمون، فكلما رأوا شيئاً فائقاً غريباً مما يصعب عمله ويدق، أو شيئاً عظيمَا في نفسه، نسبوه إليها فقالوا: عبقريّ. ثم اتسع فيه حتى سمي به السيد الكبير". "يفري فريه": قال أيضاً: "أي يعمل عمله ويقطع قطعه. ويروى فريه، بسكون الراء والتخفيف. وحكى عن الخليل أنه أنكر التثقيل وغلط قائله. وأصل الفري القطع". العطن: مبرَك الإبل حول الماء. (4815) إسناده صحيح، وهو مختصر 4611. (4816) إسناده صحيح، وهو مكرر 4616. (4817) إسناده صحيح، وهو قطعة من قصة بريرة حين اشترتها عائشة وأعتقتها، وذُكرت في المنتقى 2872، 2873 مطولة "عن ابن عمر: أن عائشة"؟ إلخ، وقال: "رواه البخاري والنسائي وأبو داود، وكذلك مسلم، لكن قال فيه: عن عائشة، جعله من مسندها". وقد

نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "الوَلاء لمن أعتق". 4818 - حدثنا رَوح قال حدثنا الأَوزاعي عن المطَّلب بن عبد الله ابن حَنْطَب قال: كان ابن عمر يتوضأ ثلاثاً، يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ابن عباس يتوضأ مرةً، يرفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -. 4819 - حدثنا رَوح حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أناخ بالبَطْحاء التي بذي الحُلَيفة، فصلى بها. 4820 - حدثنا رَوح حدثنا شُعْبة عن موسىِ بن عُقْبة سمعت سالم بن عبد الله قال: كان ابن عمر يكاد يلعن البَيْداءَ، ويقول: إِنما أَهَلّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من المسجد. 4821 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُرَيج أَخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك

_ = مضت أيضاً في المسند من حديث ابن عباس 2542، 3405. وستاتى أيضاً في مسند ابن عمر 4855. (4818) إسناده صحيح، وهو مكرر 3526 في مسند ابن عباس بهذا الإسناد، ومطول 4534. (4819) إسناده صحيح، وهذا اللفظ أجده في الموطأ، ولكن فيه 1: 309 "مالك عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان يصلي في مسجد ذي الحليفة، ثم يخرج فيركب، فإذا استوت به راحلته أحرم" وروى البخاري 3: 309 - 310 عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أناخ بالبطحاء بذي الحليفة، فصلى بها، وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك". وهذا يجمع رواية المسند ورواية الموطأ. وانظر 4570، 4820. (4820) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه من رواية سفيان بن عيينة عن موسى بن عقبة 4570. وانظر 4819. (4821) إسناده صحيح، وهو مختصر 4457.

لبيك، إنِ الحمد والنعمةَ لك، والملكَ؟ لا شَريك لك". 4822 - حدثنا رَوح وعفان قالا حدثنا حَمّاد بن سَلَمة عن حُمَيد، قال عفان في حديثه: أخبرنا حميد عن بكر بن عبد الله في ابن عمر انه قال: قدم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مكةَ وأَصحابُه مُلَبَّين، وقال عفان: مُهِلِّين بالحج فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من شاءَ أن يجعلها عمرةً، إلا من كان معه الهَديُ"، قالوا: يا رسول الله، أيَرُوح أحدُنا إِلى منى وذَكَرُةُ يَقْطُر مَنيّاً؟، قال: "نعم"، وسَطعت المَجامر، وقدم علي بن أبي طالب من اليمن، فقال رِسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بما أهللت؟ "، قال: أهللتُ بما أهلَّ به النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال رَوح: "فإن لك معنا هَدْياً"، قال حميد، فحدثتُ به طاوساً فقال: هكذا فعل القومُ، قال عفان: "اجعلها عمرةً". 4823 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُرَيج حدثني موسى بن عُقْبة عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، إلا أن يتوب".

_ (4822) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 233 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وقال أيضاً: "هو في الصحيح باختصار"، وهو في المنتقى 2426، وقال المغفور له الشيخ محمد حامد الفقي في التعليق عليه: "وهو من الأحاديث التي وردت في الفسخ، وقال فيها العلامة ابن القيم: كلها صحاح، ومن الأحاديث التي قال فيها الإمام أحمد: عندي في الفسخ أحد عشر حديثاً كلها صحاح. وفي رواية لابن أبي شيبة: حتى سطعت المجامر بين الرجال والنساء. والمراد أنهم تبخروا، والبخور نوع من الطي". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2115، 2287 وما أشرنا إليه من الأحاديث هناك. "بما أهللت" بإثبات الألف في ك م. وفي ح "بم". (4823) إسناده صحيح، وهو مكرر 4729.

4824 - حمدثنا رَوح حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، بمثله. 4825 - حدثنا الأسود بن عامر أَخبرنا أَبو بكر عن الأَعمش عن عطاء بن أبي رَبَاح عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول. "إذا"، يعني، "ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعِين واتَّبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، أَنزل الله بهم بلاءً فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينَهم". 4826 - حدثنا أسود أخبرنا أبو إسرائيل عن فُضَيل عن مجاهد

_ (4824) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4825) إسناده صحيح، أبو بكر: هو ابن عياش، والحديث رواه أبو داود بنحوه من وجه آخر 3: 291. وانظر المنتقى 2928، 2929. في ك "بالعينة"، وهو يوافق ما في المنتقى. وفي هامش م:"المراد العينة". العينة، بكسر العين المهملة: قال ابن الأثير: "هو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى ثم يشتريها منه بأقل من الثمن الذي باعها به، فأن أشترى بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن محلوم وقبضها ثم باعها المشتري من البلائع الأول بالنقد بأقل من الثمن-: فهذه أيضاً عينة، وهي أهون من الأولى، وسميت عينة لحصول النقد لصاحب العينة، لأن العين هو المال الحاضر من النقد، والمشتري إنما يشتريها ليبيعها بعين حاضرة تصل إليه معجلة"."واتبعوا أذناب البقر": يريد أنهم تفرغوا للزرع وأذلوا أنفسهم للأرض وتركوا الجهاد، كما في رواية أبي داود: "وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع". وهذا شيء مشاهد ظهرت آثاره في المسلمين، حين صاورا عبيد الأرض والزرع، بل هو ظاهر في كل أمة استعبدتها الأرض وقصرت نفسها على الزرع. والجهاد هو ملاك الأمر كله في الإسلام، رضي عبيد أوربة أم أبوا. (4826) إسناده ضعيف، أبو إسرائيل: هو الملائي، إسماعيل بن خليفة، وهو ضعيف، كما بينا في 974. فضيل: هو ابن عمرو الفقيمي. وسيأتي الحديث مرة أخرى من رواية أبي إسرائيل عن فضيل 5692. وأصل الحديث صحيح، رواه مسلم بمعناه من طريق=

عن ابن عمر قال: مسَّى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بصلاة العشاء:، حتى صلى المصلي، واستيقظ المستيقظ، ونام النائمون، وتهجّد المتهجدون، ثم خرج، فقال: "لولا أن اشُق على أُمتي أمرتهم أن يصلوا هذا الوقت"، أو "هذه الصلاة"، أو نحو ذا. 4827 - حدثنا رَوح حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن العباس استأذن النبي -صلي الله عليه وسلم - في أن يبيت تلك اليلة بمكة: من أَجل السِّقَاية، فأَذن له. 4828 - حدثنا رَوحِ حدثنا حَمّاد عن حُمَيد عن بكر بن عبد الله: أن ابن عمر كان يَهْجَع هَجْعةً بالبطحاء، وذَكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك. 4829 - حدثنا رَوح حدثنا حَمّاد عن فَرْقَد السَّبَخِي عن سعيد ابن جُبَير عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ادّهن بزيتٍ غير مُقَتَّتٍ وهو مُحْرِم. 4830 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُرَيج أَخبرني موسى بن عُقْبة عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "كل مسكر خمر، وكل

_ = الحكم ومن طريق ابن جُريج، كلاهما عن نافع عن ابن عمر 1: 176 - 177، وكذلك رواه أبو داود 1: 161 والنسائي 1: 93 كلاهما من طريق الحكم عن نافع. وسيأتي في المسند من طريق ابن جُريج عن نافع 5611، ومن طريق فليح عن نافع 6097. (4827) إسناده صحيح، في ح "عبد الله بن عمر" صوابه "عُبيد الله" بالتصغير،- وصححناه من ك م. وقد مضى من طريق عُبيد الله بن عمرعن نافع 4691، 4731. (4828) إسناده صحيح، وسيأتي مطولاً 5756. وهذه البطحاء بطحاء مكة. (4829) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي. وهو مكرر 4783. (4830) إسناده صحيح، وهو مكرر 4645.

خمر حرام". 4831 - حدثنا مُعاذ بن معاذ حدثنا محمد بن عَمْرو عن أَبي سَلَمَة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام". 4832 - حدثنا مُعاذ حدثنا عاصم بن محمد سمعت أَبي يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقى من الناس اثنان"، قال: وحرَّك أصبعيه يلويهما هكذا. 4833 - حدثنا مُعاذ حدثنا عمران بن حُدَير عن يزيد بن عُطارد أَبي البَزَرى قال: قال ابن عمر: كنَّا نشرب ونحن قيام، ونأكل ونحن نسعى، على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 4834 - حدثنا مُعاذ حدثنا ابن عَون عن مسلم مولى لعبد

_ (4831) إسناده صحيح، محمد بن عمرو: هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، وفي ح "محمد بن عمر"، وهو خطأ، صحناه من ك م. والحديث مكرر ما قبله. (4832) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 389 و 13: 104 ومسلم 2: 79، كلاهما من طريق عاصم بن صمد بن زيد عن أبيه. وانظر ما مضى 790، 4380. (4833) إسناده صحيح، وهو مكرر 4765. (4834) إسناده صحيح، مسلم مولى عبد القيس: هو مسلم بن مخراق القري، وهر مولى بني قرة، حي من عبد القيس، كما ذكر البخاري في الكبير، سبق توثيقه 2141. وهذا الحديث رواه مالك في الموطأ 1: 146 بنحوه بلاغاً غير متصل: "مالك: أنه بلغه أن رجلاً سأل عبد الله بن عمر عن الوتر: أواجب هو؟، فقال عبد الله بن عمر: قد أوتر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأوتر المسلمون، فجعل الرجل يردد عليه، وعبد الله بن عمر يقول: قد أوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوتر المسلمون". والظاهر لي أن الحفاظ القدماء لم يجدوا وصل هذا البلاغ، فذكره ابن عبد البر في التقصي رقم 808. وها هو ذا موصول في المسند والحمد الله. وقد ذكره الحافظ المروزي في "كتاب الوتر" المطبوع مع "قيام الليل" =

القيس، قال معاذ: كان شُعْبة يقول: القُرِّي، قال: قال رجل لابن عمر: أَرأَيتَ الوتر، أَسُنةٌ هو؟، قال: ما سُنَّةٌ؟!، أَوتر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأَوتر المسلمون، قال: لا، أَسنةٌ هو؟!، قال: مه، أَتَعْقِلُ؟!، أَوتر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأَوتر المسلمون. 4835 - حدثنا مُعاذ حدثنا ابن عَون عن نافع عن ابن عمر قال: نادى رجل النبي -صلي الله عليه وسلم -: ماذا يلبس المُحْرِم من الثياب؟، فقال: "لا تَلْبَسوا القَميص، ولا العمامة، ولا البَرانس، ولا السراويلات ولا الخفاف، الاِ أن لا تكوَنَ نعالٌ، فإن لم تكن نعالٌ فخفين دون الكعبين، ولاِ ثوباً مَسَّهُ وَرْس"، قال ابنَ عون: إِما قال: "مصبوغ"، وِإما قال: "مَسَّه ورس وزعْفَران"، قال ابن عون: وفي كتاب نافع: "مسَّه". 4836 - حدثنا محمد بن أبي عَديّ عن محمد بن إسحق قال: وذكرتُ لابن شِهاب، قال: حدثني سالم": أن عبد الله بن عمر قد كان يصنع ذاك، ثم حدثته صفيةُ بنتُ أبي عُبَيد أن عائشةَ حدثتها: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يرخص للنساء في الخفين.

_ = ص 114، ولكنه ذكره معلقاً "عن مسلم القري" كرواية المسند هنا, ولم يذكر إسناده إلى مسلم القري. (4835) إسناده صحيح، وهو مكرر 4538. وانظر4740. (4836) إسناده صحيح، وفيه شيء من الغموض والاختصار، معناه أن ابن إسحق ذكر لابن شهاب الزهري شأن منع النساء من لبس الخفين في الإحرام كالرجال، فذكر له الزهري ما سمع من سالم في ذلك، توضحه رواية أبي داود 2: 104 عن قتيبة عن ابن أبي عدي عن محمد بن إسحق قال: "ذكرت لابن شهاب، فقال: حدثني سالم بن عبد الله: أن عبد الله، يعني ابن عمر، كان يصنع ذلك، يعني يقطع الخفين للمرأة المحرمة، ثم حدثته صفية بنت أبي عبيد: أن عائشة حدثتها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان رخص للنساء في الخفين، فترك ذلك"، أي أن صفية حدثت عبد الله بن عمر، فرجع إلى سنة رسول الله التي سمع، وترك رأيه. وانظر 4740، 4835.

4837 - حدثني ابن أبي عَدِيّ عن سليمان، يعني التَّيْمِيّ، عن طاوس قال: سأَلت ابن عمر أنَهى النبي -صلي الله عليه وسلم - عن نبيذ الجَرّ؟، قال: نعم، قال: وقال طاوس: والله إِني سمعتُه منه. 4838 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا عبد الملك عن عطاء عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "صلاةٌ في مسجدي هَذا أَفضلُ من أَلف صلاةٍ فيما سواه من المساجد، إِلا السجدَ الحرام، فهو أفضل". 4839 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا جمع الله الأوَّلين والآخرِين يوم القيامة رُفِع لكل غادرٍ لواء، فقيل: هذه غَدْرةُ فلان بن فلان". 4840 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: لا يَتَحَيَّنن أحدُكم طلوعَ الشمس ولا غروبَها، فإن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- كان ينهى عن ذلك. 4841 - حدثنا محمد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأى نُخامةً في قِبْلة المسجد، فحتَّها، ثم أَقبل على الناس فقال: "إذا كان احدكم في الصلاة فلا يتنخَّمْ قِبَل وجهه، فِإن الله تعالى قِبَلَ وجهِ

_ (4837) إسناده صحيح، وهو مكرر 4809 بمعناه. (4838) إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي. والحديث مكرر 4646. وقد وقع هناك "ألفي صلاة"، وهو خطأ مطبعي في ح، صوابه "ألف صلاة" كما في ك وصحيح مسلم وغيره والرواية التي هنا. (4839) إسناده صحيح، وهو مطول 4648. وسيأتي في قصة 5088. (4840) إسناده صحيح، وهو في معنى 4772. (4841) إسناده صحيح، وهو مكرر 4509. وانظر 4684.

أحدكم إذا كان في الصلاة". 4842 - حدثنا محمد بن عُبَيد عن نافع في ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان إذا أدخل رجْله في الغَرْز واستوت به ناقته قائمةً أَهلً من مسجد ذي الحُلَيفة. 4843 - حدثنا محمِد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابنِ عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يخْرج من طريق الشجرة، وكان يدخل مكة من الثَّنيَّة العليا، ويخرج من الثنية السفلىِ. 4844 - حدثنا محمد بن عيد حدثنا عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا طاف بالبيت الطوافَ الأول خَبَّ ثلاثةً ومشَى أَربعةً. 4845 - حدثنا محمد بن عُبَيد قال حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِنما مَثَل القرآن مثل الإِبل المُعَقَّلة، إن تعاْهدها صاحبُها بعُقُلِها أمسكها عليه، وِإن أطلق عُقُلَها ذهبَتْ".

_ (4842) إسناده ظاهره الانقطاع، لأن الثابت هنا في الأصلين "محمد بن عبيد عن نافع"، ومحمد بن عبيد لم يدرك نافعاً ولا يستطيع، نافع مات سنة 117 ومحمد بن عبيد ولد سنة 124. والظاهر عندي أنه خطأ في الأصلين من الناسخين، وقد يكون أصله "حدثنا محمد حدثنا عُبيد الله عن نافع" كالإسناد قبله والأسانيد بعده، وبذلك يكون صحيحاً متصلاً. وهو الصواب إن شاء الله، لأن مسلماً روى هذا الحديث 1: 330 من طريق على بن مسهر عن عُبيد الله عن نافع، وكذلك سيأتي 4947 من رواية الإمام أحمد عن حماد بن أسامة عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. وانظر 4672, 4820 الغرز، بفتح الغين المعجمة وسكون الراء: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل: هو للكور مطلقاً، مثل الركاب للسرج. (4843) إسناده صحيح، وهو مطول 4725. (4844) إسناده صحيح، ومعناه رواه الشيخان، كما في المنتقى 2526، وانظر ما مضى 4618، 4628. (4845) إسناده صحيح، وهو مكرر 4759.

4846 - حدثنا يزيد أخبرنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يأتي قُباء راكباً وماشياً. 4847 - حدثنا يزيد أخبرنا هشام عن محمد بن سيرين عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم قال: "صلاة المغرب وِتْر النهار، فأَوتروا صلاةَ الليل". 4848 - حدثنا يزيد أَخبرنا سليِمان التّيْمِيّ عن طاوس عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "صلاة الليل مَثْنَى مثنى، فإذا خِفْتَ الصبح فأَوتر بواحدةٍ". 4849 - حدثنا يزيد أخبرنا سعيد بن زياد الشَّيْباني حدثنا زياد بن صُبَيح الحنفي قال: كنتُ قائماً أصلي إلى البيت، وشيخٌ إلى جانبي، فأَطَلْتُ الصلاةَ، فوضعتُ يدي على خَصْري، فضرب الشيخ صدري بيده ضربةً لا

_ (4846) إسناده صحيح، وهو مكرر 4485. (4847) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان. وهذا الحديث بهذا السياف لم أجده في غير هذا الموضع، وفي السنن الكبرى للبيهقي 2: 26 حديث فيه قصة بنحو هذا المعنى. وانظر 4710. (4848) إسناده صحيح، وهو مكرر 4571. (4849) إسناده صحيح، سعيد بن زياد الشيباني المكي: ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1 /433. زياد بن صبيح، بالتصغير، الحنفي المكي أو البصري: ثقة، وثقه إسحق بن راهويه والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 328 وأشار في ترجمته إلى هذا الحديث، من رواية سعيد بن زياد عنه. والحديث رواه أبو داود 1: 340 مختصراً، من طريق وكيع عن سعيد بن زياد. ورواه النسائي 1: 142 بأطول من أبي داود، من طريق سفيان بن حبيب عن سعيد بن زياد. "ذاك الصلب في الصلاة" بفتح الصاد وسكون اللام، قال ابن الأثير: "أي شبه الصلب، لأن المصلوب يمد باعه على الجذع، وهيئة الصلب في الصلاة: أن يضع يديه على خاصرتيه ويجافي بين عضديه في القيام".

يأْلُوا، فقلت في نفسي: ما رَابَه منِّي؟، فأَسرعتُ الانصراف، فإذا غلام خلفَه قاعد، فقلتُ: من هذا الشيخ؟، قال: هذا عبد الله بن عمر، فجلستُ حتى انصرف، فقلت: أَبا عبد الرحمن، ما رابك منِّى؟؟ قال: أَنت هو؟، قلت: نعم، قال: ذاك الصَّلْب في الصلاة، وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ينهى عنه. 4850 - حدفا يزيد حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أَبي سَلَمة عن عمر بن حسين عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال: كنا مع رسول الله-صلي الله عليه وسلم- صَبيحة عرفة، منَّاً المُكبَّر ومنا الُمهِلِّ، أَما نحن فنكبر، قال: قلت: العجب لكم!!، كيف لم تسأَلوه كيف صنَع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟!. 4851 - حدثنا يزيد أخبرنا حَجّاج بن أرْطاة عن وَبَرَةَ سمعتُ ابن

_ (4850) إسناده صحيح، عمر بن حسين المكي قاضي المدينة، تابعي ثقة، روى عن ابن عمر ووثقه النسائي وغيره، وعده يحيى بن سعيد في فقهاء المدينة، وأثنى عليه مالك جداً. وهذا الإسناد فيه نزول عن طبقات الرواة، فإن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة يروي عن أبيه، ولكنه روى عنه هنا بواسطة عمر بن حسين، وعمر بن حسين يروي عن ابن عمر، ولكنه روى عنه هنا بواستطين، وعبد الله بن أبي سلمة يروي أيضاً عن ابن عمر، ولكنه روى عنه هنا بواسطة، والحديث مطول 4458، 4733. وقد أشرنا في أولهما إلى أن مسلماً رواه من طريق عمر بن حسين، وهو في صحيح مسلم 1: 363 عن محمد بن حاتم وهرون بن عبد الله ويعقوب الدورقي، ثلاثتهم عن يزيد بن هرون شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد. "عمر بن حسين": في ح "عمرو بن حسين"، وهو خطأ، صحناه من ك م ومراجع الرجال والحديث. في ح "أما نحن نكبر" بحذف الفاء، وهو خطأ، وهي ثابتة في ك م. والذي يقول: "العجب لكم" إلخ هو. عبد الله بن أبي سلمة، لأن رواية مسلم: "والله لعجباً منكم!!، كيف لم تقولوا له: ماذا رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصنع؟! ". (4851) إسناده صحيح، سبق الكلام عليه مفصلاً في 4737. وانظر 4543.

عمر يقول: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل الذئب للمُحرم، يعني، والفأْرة، والغراب، والحدأَة، فقيل له: فالحية والعقرب؟، فقال: قد كان يقال ذاك. 4852 - حدثنا يزيد أخبرنا حَمّاد بن سَلَمَة عن عَكْرمة بن خالد المخزومي عن ابن عمر: أَن رجلاً اشترى نخلاً قد أَبَّرها صاحبُها، فخاصمه الِى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقضى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أَن الثمرة لصاحبها الذي أبرها، إلا أن يَشْترط المشتري. 4853 - حدثنا يزيد أخبرنا جَرير بن حازم، وإسحق بن عيسى قال: حدثنا جرير بن حازم، عن الزُّبير بن الخرِّيت عن الحسن بن هادية قال: لَقيتُ ابن عمر، قال إسحق: فقال لي: ممن أنت؟ قلتُ: من أَهل عُمَانَ قال: من أَهل عُمَان؟، قلت: نعم، قال: افلا أَحدثك ما سمعتُ من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قلت: بلى، فقال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إني

_ (4852) إسناده صحيح، وقد مضى 4502 معناه من قول النبي -صلي الله عليه وسلم -، من طريق نافع عن ابن عمر، ومضى كذلك معناه 4552 مطولاً، من طريق سالم عن أبيه، وذكر الترمذي 2: 241 - 242 رواية سالم وأشار إلى رواية نافع ثم قال: (وروى عكرمة بن خالد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - نحو حديث سالم". وهذه إشارة إلى هذا الحديث. (4853) إسناده صحيح، الزبير بن الخريت: سبق توثيقه 308. "الخريت" بكسر الخاء وتشديد الراء المكسورة وآخره ثاء مثناة، وفي ح "الحريث"، وهو تصحيف. الحسن بن هادية: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، كما في التعجيل، وفي لسان الميزان: "قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا أعرفه"، وليس هذا بشيء، فقد عرفه غيره، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 305، وأشار إلى هذا الحديث من رواية جرير بن حازم، فلم يذكر فيه جرحاً ولا علةَ. وهذا الحديث من الزوائد قطعاً، فإن الحسن بن هادية لم يُرو له شيء في الكتب الستة، ومع هذا فلم يذكره صاحب مجمع الزوائد فيما رأيت، وقد مضى حديث آخر 308 في فضل عمان، من طريق الزبير بن الخريت عن أبي لبيد لمازة، من حديث عمر بن الخطاب، ولكنه غير هذا الحديث.

لأَعلم أَرضاً يقال لها عُمَان، يَنْضَحُ بجانبها"، وقال إسحق: "بناحيتها البحر، الجنة منها أفضلُ من حجتين من غيرها". 4854 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا الحَجّاج بن أرْطاة عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - دَفَع خَيْبر إلى أَهلها بالشّطْر، فلم تزل معهم حياةَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كلها، وحياة أبي بكر، وحياة عمر، حتى بعثني عمر لأقاسمهم، فسَحَروني، فتَكَوَّعَت يدي، فانتزعها عمر منهم. 4855 - حدثنا يزيد عن هَمّام عن نافع عن ابن عمر: أن عائشة أرادت أن تشتري بَرِيرة، فأَبى أَهْلُها أن يبيعوها إلا أن يكون لهم ولاؤها، فذكرتْ ذلك عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اشتريها فأعتقيها، فإنها الولاءُ لمن أعطى الثمن". 4856 - حدثنا يزيد أخبرنا جَرير بن حازم حدثنا نافع قال: وجد

_ (4854) إسناده صحيح، وقد مضى بعض معناه في 4732. ومضى في مسند عمر 90 نحو هذه القصة من رواية ابن إسحق عن نافع، ولكن فيه: "قال ابن عمر: فعدى عليّ تحت الليل، وأنا نائم على فراشي، ففدعت يداى من مرفقي" إلخ. وروى البخاري 5: 239 - 241 نحو حديث عمر، من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر. وقال الحافظ في شرح قوله" فعدى عليه من الليل": "قال الخطابي: كان اليهود سحروا عبد الله بن عمر فالتوت يداه ورجلاه، كذا قال. ويحتمل أن يكونوا ضربوه، ويؤيده تقييده بالليل في هذه الرواية". فالخطابي- فيما أرجح- يشير إلى رواية المسند التي هنا، والتي لم يرها الحافظ أو نسيها، فعقب على كلام الخطابي بما ترى. ولعل كلمة "فسحروني" وهم أو خطأ من الجاج بن أرطاة. "تكوعت": قال ابن الأثير: "الكوع، بالتحريك: أن تعوج اليد من قبل الكوع. وهو رأس اليد مما يلى الإبهام، والكرسوع: رأسه مما يلى الخنصر، يقال: كوّعت يده وتكوّعت، وكوَّعه، أي صيَّر أكواعه معوجة". (4855) إسناده صحيح، وهو مطول 4817. وسبق تخريجه هناك. (4856) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 103 من طريق أيوب عن نافع، وقال المنذري: =

ابنُ عمر القُرَّ وهو مُحْرِم، فقال: علىَّ ثوباً، فأَلقيتُ عليه بُرْنُساً، فأَخَّره، وقال: تُلْقِي عليَّ ثوباً قد نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أن يَلْبسَه المحرم. 4857 - حدثنا مُعاذ حدثنا ابن عَوْن قال: كتبتُ إلى نافع أسأله: هل كانت الدعوةُ قبل القتال؟، قال: فكتب إليّ: إن ذاك كان في أَوّل الإسلام، وإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قد أغار على بِنِي الُمصْطَلق وهم غارُّون، وأنعامُهم تُسْقَى على الماء، فَقَتل مُقاتلتهم، وسبى سَبْيَهمَ، وأَصاب يومئذٍ جُويْرِيَة ابنة الحرث، وحدثني بهذا الحَديث عبد الله بن عمر، وكان في ذلك الجيش. 4858 - حدثنا يزيد بن هرون أَنبأَنا شُعْبة عن خُبَيب بن عبد الرحمن بن خُبَيب عن حفص بن عاصم عن ابن عمر قال: صليتُ مع النبي -صلي الله عليه وسلم -وأبي بكر وعمر وعثمان ستَّ سنين بمنى، فصلَّوْا صلاةَ المسافر.

_ = وأخرج البخاري والنسائي المسند منه، بنحوه، أتم منه". وانظر المنذري 1752. وانظر مامضى 4835 القر بضم القاف: البرد. (4857) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 46 من طريق سليم بن أخضر ومن طيق ابن أبي عدي، كلاهما عن ابن عون، وفي المنتقى 4228 أنه متفق عليه. وسيأتي أيضاً مطولاً ومختصراً، 4873، 5124. غارون، بتشديد الراء من الغرة، بكسر الغين، وهي الغفلة، أي: وهم غافلون. وانظر تاريخ ابن كثير 4: 156. (4858) إسناده صحيح، خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري، ثقة، من شيوخ مالك وشعبة وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 191 وذكر أنه خال عُبيد الله بن عمر. والحديث رواه مسلم 1: 193 بإسنادين من طريق شُعبة. وقد مضى نحو معناه مطولاً ومختصراً 4533، 4652، وانظر 4760. "خبيب" بالخاء المعجمة مصغراً.

4859 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا شُعْبة عني مُحارب بن دثَار عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن مَثَلَ المؤمن مَثَلُ شجرٍ: لا يسقَط ورقها، فما هي؟،، قال: فقالوا وقالوا، فلم يصيبوا، وأردتُ أَن أَقول: هي النخلة، فاستحييتُ، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "هي النخلة". 4860 - حدثنا يزيد أخبرنا شُعْبة عن أَنس بن سِيرين عن عبد الله ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي الليل مَثْنى مثنى، ثم يوتر بركعة من آخر الليل، ثم يقوم كأَنَّ الأذانَ والإِقامة في أُذنيه. 4861 - حدثنا يزيد أخبرنا إسماعيل عن أَبيَ حَنْظَلة قال: سأَلتُ ابن عمر عن الصلاة في السفر؟، فقال: الصلاة في السفر ركعتين، فقال: إِنا آمنون لا نخاف احداً؟، قال: سُنة النبي -صلي الله عليه وسلم -. 4862 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}:

_ (4859) إسناده صحيح، محارب بن دثار السدوسي قاضي الكوفة: تابعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 28 - 29، وكان من أفرس الناس، وقال سماك بن حرب: "كان أهل الجاهلية إذا كان في الرجل ست خصال سودوه: الحلم، والصبر، والسخاء، والشجاعة، والبيان، والتواضع، ولا يكملن في الإسلام إلا بالعفاف، وقد كملن في هذا الرجل"، يعني محارب بن دثار. "دثار" بكسر الدال المهملة وتخفيف الثاء المثلثة. والحديث مكرر 4599 بمعناه. (4860) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 209 من طريق حماد بن زيد ومن طريق شُعبة، كلاهما عن أنس بن سيرين. وسيأتي بأطول من رواية مسلم 5096. وانظر 4848. (4861) إسناده صحيح، وهو مكرر 4704. وقوله "الصلاة في السفر ركعتين"، هكذا هو في الأصول الثلانة. (4862) إسناده صحيح، وهو مطول 4613، 4697. والرواية التي هنا نقلها ابن كثير في التفسير 9: 139 عن هذا الموضع. وانظر الدر المنثور 6: 324.

"لعظمة الرحمن تبارك وتعالى يوم القيامة، حتى إِن العَرَق لُيلْجُم الرجالَ إلى أَنصاف آذانهم". 4863 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن عمرو عن أَبي سَلَمَة عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام". 4864 - حدثنا يزيد أَخبرنا محمد، يعني ابن عمرو، عن

_ (4863) إسناده صحيح، وهو مكرر 4830، 4831. في ح "محمد بن عمر"، وصححناه من ك م، وقد تكررهذا الخطأ في 4831 أيضاً. (4864) إسناده صحيح، وروى البخاري 7: 236 نحوه بمعناه من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر وعائشة. وكذلك رواه النسائي 1: 293 من طريق هشام وستأتي رواية هشام 4958. وما وهل ابن عمر، بل وهلت عائشة. عائشة وابن عمر لم يشهدا بدرَاً، وإنما ويرويان ما سمعا ممن شهد، والظاهر أن ابن عمر سمعه من أبيه أو من أبي طلحة، فقد مضى في مسند عمر 182 نحو ما روى ابن عمر هنا، وذاك من رواية أنس بن مالك عن عمر، وكذلك رواه مسلم 2: 358 - 359 مطولاً، ورواه النسائي 1: 292 - 293بإسنادين صحيحين عن أنس مختصراً. وروى البخاري نحوه بمعناه 7: 234 من رواية أنس عن أبي طلحة، وستأتي روايته في المسند 16427، 16430، 16431. ولعل ابن عمر سمعه أيضاً من غيرهما ممن شهد بدراً. وعائشة إنما سمعت ممن شهد بدراً أيضاً, وليس ما سمعته ينفي ما سمعه غيرمن سمعت منه، والمعنى فيها كلها مقارب، بل اللفظان قالهما رسول الله: "أما والله إنهم الآن ليسمعون كلامي" في رواية ابن عمر. و"ماأنتم بأسمع لما أقول منهم" في رواية أنس عن عمر، وفي روايته عن أبي طلحة، وفي رواية عبد الله بن مسعود. وقد شهد بدراً، رواها الطبراني ورجاله رجال الصحيح، كما في مجمع الزوائد 6: 91 وفتح الباري 7: 236، و"إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم حق"، فيما روت عائشة ولكنها فهمت آيتين من القرآن على غير الوجه الذي يقضي به السياق، فعقدت تناقضاً بين الروايتين، وجزمت بنفى ما رواه غيرها عن غير دليل، والقطع بالنفي على الخصوص يحتاج إلى استقصاء ودليل قاطع. انظر إلى سياق كل من الآيتين اللتين استدلت بهما .. قال الله تعالى في الآيتين 80، =

يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أَنه حدثهم عن ابن عمر أَنه قال: وقف رسول الله -صلي الله عليه وسلم -على القَلِيب يومَ بدر، فقال "يا فلان، يا فلان، هل

_ = 81 من سورة النمل {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)} في الآيتين 52، 53 من سورة الروم: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)} وقال تعالى في الآيات 19 - 24 من سورة فاطر: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)} فسياق هذه الآيات يدل دلالة واضحة على أن المراد بالأموات وبأهل القبور هم المشوكون المعاندون الأحياء. هم موتى القلوب، دفنوا عقولهم في قبور الجهالة والعصبية، بما أعرضوا عن الهدى بعد إذ جاءهم، وعموا عن البينات، وصموا عن استماع الحق وتفهمه وقبوله. فتأول عائشة تأول بعيد، وتمسك بظاهر اللفظ منقطعاً عن سياق القول. بل قد روى أحمد فيما يأتي في مسندها (6: 170 ح) من طريق إبراهيم النخعي عن عائشة، مثل رواية غيرها، قالت: "فقال: ما أنتم بأفهم لقولي منهم، أو: لهم أفهم لقولي منكم"، وهو في مجمع الزوائد 6: 90 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة، ولكنه دخل عليها"، يعني وهو صبي دون الثامنة. ونسبه الحافظ في الفتح لمغازي ابن إسحق" "بإسناد جيد"،ثم قال: "وأخرجه أحمد بإسناد حسن". قال الحافظ ابن كثير في التاريخ 3: 292 - 293: "وهذا مما كانت عائشة تتأوله من الأحاديث، وتعتقد أنه معارض لبعض الآيات. وهذا المقام مما كانت تعارض فيه قوله {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)} وليس هو بمعارض له. والصواب قول الجمهور من الصحابة ومن بدهم، للأحاديث الدالة نصّا على خلاف ما ذهبت إليه، رضي الله عنها وأرضاها". وفي الفتح 7: 236: قال الإسماعيلي: كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص عن غوامض العلم ما لا مزيد عليه، لكن لا سبيل لرد رواية الثقة إلا بنص مثله، يدل على نسخه أو تخصيصه أو استحالته، فكيف والجمع بين الذي أنكرته وأثبته غيرها [وبين ما روته هي] ممكن". والزيادة الأخيرة زدناها =

وجدتم ما وعدكم ربُّكم حقآ؟، أَمَا والله إنهم الآن ليسمعون كلامي"، قال يحيى: فقالت عائشة: غفر الله لأبي عبد الرحمن، إنه وَهل، إنما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والله إنهم ليعلمون الآن أَن الذي كنت أقَول لهم حقُّ"، وَإن الله تعالى يقول {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} و، {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)}. 4865 - حدثنا يزيد أخبرنا محمدِ بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن ابن عمرقال: مَرّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بقبر فقال:

_ = لتصحيح الكلام، إذ الواضح أنه نقص سقط من الناسخ أو الطابع. وسيأتي مزيد بحث في مثل هذا المعنى في الحديث الذي بعد هذا. قوله "أن الذي كنت أقول لهم حق" أثبتنا ما في ك م، وفي ح "حقاً" بالنصب، وهو ثابت في نسخة بهامش م. (4865) إسناده صحيح، وهذا كالذي قبله في إنكار عائشة رواية بعض الصحابة، لا تكذيباً لهم، ومعاذ الله أن تفعل، ولكنها تحمله على الخطأ والوهل، وقد مضى الحديث 288، من طريق أيوب عن ابن أبي مليكة، في مناقشة بين ابن عمر وابن عباس، وروى فيها ابن عمرأنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه". وروى فيها ابن عباس أنه سمع عمر يروي عن رسول الله: "إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه" وقال ابن عباس: "فأما عبد الله [يعني ابن عمر] فأرسلها مرسلةَ، وأما عمر فقال: ببعض بكاء"، وأن عائشة إذ بلغها هذا أنكرت الروايتين فقالت: "لا والله، ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الميت يعذب ببكاء أحد، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الكافر ليزيده الله عز وجل ببكاء أهله عذاباً، وإن الله لهو أضحك وأبكى، ولا تزر وازرة وزر أخرى". ثم قال ابن أبي مليكة: "حدثني القاسم قال: لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت: إنكم لتحدثوني عن غيركاذبَيْن ولا مُكذَّبَين، ولكن السمع يخطئ". ورواه مسلم 1: 254 من هذا الوجه من طريق أيوب. ورواه أحمد أيضاً 289، 290 من طريق ابن جُريج عن ابن أبي مليكة، وكذلك رواه البخاري 3: 127 - 128 ومسلم 1: 254 - 255 من هذا الوجه، من طريق ابن جُريج، وليس فيه رواية ابن أبي مليكة عن القاسم. وسيأتي نحو هذه القصة، من رواية ابن عمر وإنكار عائشة عليه، من حديث هشام بن عروة عن أبيه =

"إِن هذا لَيُعَذَّب الآن ببكاء أهله عليه، فقالت عائشة: غفر الله لأبي

_ = 9459. ومعنى تعذيب الميت ببكاء أهله عليه ثابت لا شك فيه، بالأسانيد الصحاح، عن كثير من الصحابة، منهم عمركما مضى، ومضى عنه أيضاً180، 247، 248، 264، 294، 354، 366 من رواية ابنه عبد الله عنه، و386 من رواية ابن عباس عنه، ورواه البخاري 3: 128 ومسلم 1: 254 من رواية أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن عمر، ورواه أحمد 268 ومسلم 1: 254 من رواية أنس بن مالك عن عمر. ومنهم المغيرة بن شُعبة، فرواه البخاري 3: 130 عنه قال: "سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: إن كذباً على ليس ككذب على أحد، من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: من يُنَح عليه يعذب بما نيح عليه" ورواه مسلم 1: 255 - 256 بإسنادين، ولكنه اختصره فلم يذكر فيه الوعيد على الكذب. واعتراض عائشة له وجهه، إذا أُخذ الحديث على ظاهره وإطلاقه، فلا تزور وازرة وزر أخرى، يقيناً كما جاء في الكتاب العزيز في آيات، وكما هو المتيقن المفهوم من الشريعة بالأدلة المتكاثرة. وقد اختلفت الروايات عنها في الذي تجزم أنه قاله رسول الله، ومنها الرواية في الحديث 288 الذي أشرنا إليه. والذي حكته هي فيه يَرِد عليه ما أوردته على غيرها: "إن الكافر ليزيده الله ببكاء أهله عذاباً"، فلو أُخذ على ظاهره أيضاً كان هذا الكافر يحمل وزر عمل غيره بعد موته، إذ زيادة العذاب بهذا البكاء عقوبة على ما لم يفعل هو. وقد اختلفت أقوال العلماء في هذا المقام، على تأويلات كثيرة. والراجح عندي الذي أكاد أجزم به ولا أرضى غيره: أن العذاب هنا ليس العقوبة الأخروية، إنما هو ألم الميت بما يرى من جزع أهله، سواء أكان مؤمناً أم كافراً، فهو العذاب بمعناه اللغوي فقط. وهذا الوجه حكاه الحافظ في الفتح 3: 123 سادس أوجه حكاها، قال: "سادسها: معنى التعذيب تألم الميت بما يقع من أهله من النياحة وغيرها. وهذا اختيار أبي جعفر الطبري من المتقدمين، ورجحه ابن المرابط وعياض ومن تبعه، ونصره ابن تيمية وجماعة من المتأخرين. واستشهدوا له بحديث قيلة بنت مخرمة- وهي بفتح القاف وسكون التحتانية، وأبوها بفتح الميم وسكون المعجمة، ثقفية:- قلت: يا رسول الله، قد ولدته فقاتل معك يوم الربذة، ثم أصابته الحمى فمات، ونزل على البكاء؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أيغلب أحدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفاً وإذا مات استرجع؟، والذي نفس محمد =

عبد الرحمن، إنه وَهلَ، إن الله تعالى يقول {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا لَيُعَذَّب الآن، وأهله يبكون عليه".

_ = بيده، إن أحدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه، فيا عباد الله، لا تعذبوا موتاكم, وهذا طرف من حديث طويل حسن الإسناد، أخرجه ابن أبي خثيمة وابن أبي شيبة والطبراني وغيرهم، وأخرج أبو داود والترمذي أطرافاً منه. [أقول: وحديث قيلة ذكره الحافظ في الإصابة 8: 171 - 173 ونسبه للطبراني وابن منده، وساقه بطوله من لفظ ابن منده، وذكر أن البخاري أيضاً أخرج طرفاً منه في الأدب المفرد. وساقه الهيثمي في مجمع الزوإئد 6: 9 - 12 بطوله، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات]. قال الطبري: ويؤيده ما قاله أبو هريرة: إن أعمال العباد تعرض على أقربائهم من موتاهم، ثم ساقه بإسناد صحيح إليه. وشاهِده حديث النعمان بن بشير مرفوعاً، أخرجه البخاري في تاريخه، وصححه الحاكم. قال ابن المرابط: حديث قيلة نص في المسئلة، فلا يعدل عنه". ووجه آخر اختاره البخاري وجزم به في صحيحه، كعادته في إثبات فقه الحديث في عناوين الأبواب، قال: "باب قول النبي -صلي الله عليه وسلم -: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه، إذا كان النوح من سنته، لقول افة تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}، وقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وهو كقوله: "وإن تدع مثقلة- ذنوباً- إلى حملها لا يحمل منه شيء"، ومايرخص من البكاء في غير نوح، وقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقتل نفس ظلمَاً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، وذلك لأنه أول من سن القتل". انظر الفتح 3: 120 - 121 يريد البخاري أن تعذيب الميت ببكاء أهله يكون إذا كان ذلك من سنة أهله وعادتهم، فقصّر في تعليمهم ونهيهم، أورضى عن عملهم، فهو قد سن سنة عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، وزر الرجل المسؤول عما يعمل أتباعه ويعرف ويسكت أو يرضى، فخان أمانة المسؤولية التي حملها، فهو إنما يعاقب بعمله، لا ببكاء أهله. وهو وجه جيد صحيح، لا ينافي ما اخترنا ورجحنا. وأيده الحافظ بما نقل عن ابن المبارك قال: "إذا كان ينهاهم في حياته، ففعلوا شيئاً من ذلك بعد وفاته، لم يكن عليه شيء"، وهذا صحيح، لا ينفى أنه يتألم بما يصنعون بعد وفاته، بل لعله يكون أشد ألماً. وقال الحافظ أيضاً 120 - 121: "وقد اختلف العلماء في مسئلة تعذيب الميت بالبكاء عليه: فمنهم من حمله =

4866 - حدثنا يزيد أَخبرنا محمد عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الشهر تسع

_ = على ظاهره، وهو بيَّن من قصة عمر مع صهيب، كما سيأتي في ثالث أحاديث هذا الباب، [يريد حديث أبي بردة عن أبيه قال: لما أصيب عمر جعل يقول: وا أخاه، فقال عمر: أما علمت أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الميت ليعذب ببكاء الحي؟، وقد مضى نحوه 268 من حديث ثابت عن أنس: أن عمر بن الخطاب لما عولت عليه حفصة فقال: "ياحفصة، أما سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "المعول عليه يعذب"؟، قال: وعول صهيب، فقال عمر: يا صهيب، أما علمت أن المعول عليه يعذب؟، وقد أشرنا من قبل في أول البحث أن هذا رواه مسلم أيضاً]. ويحتمل أن يكون عمر كان يرى أن المؤاخذة تقع على الميت إذا كان قادراً على النهي ولم يقع منه. فلذلك بادر إلى نهى صهيب وكذلك نهى حفصة، كما رواه مسلم من طريق نافع عن ابن عمر عنه. وممن أخذ بظاهر هذا أيضاً عبد الله بن عمر، فروى عبد الرزاق من طريقه: أنه شهد جنازة رافع بن خديج، فقال لأهله: إن رافعاً شيخ كبير لا طاقة له بالعذاب، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه". ونقل الحافظ ص 122 عن القرطبي قال: "إنكار عائشة ذلك وحكمها على الراوي بالتخطئة أو النسيان، أو على أنه سمع بعضاً ولم يسمع بعضا، بعيد، لأن الرواة لهذا المعنى من الصحابة كثيرون، وهم جازمون، فلا وجه للنفي، مع إمكان حمله على محمل صحيح". وهذا حق. وأما ما وراء ذلك من تأويلات فيها تحكم وتكلف فلا ألتفت إليها. وقد لخصها ابن حجر في الفتح، فارجع إليه إن شئت. (4866) إسناده صحيح، والحديث من هذا الطريق ذكره الحافظ في الفتح 4: 109 ونسبه أيضاً لابن أبي شيبة. وهذا إنكار من عائشة متكلف، فما أراد ابن عمر أن الشهر دائماً تسعة وعشرون، ولايفهم هذا من كلامه. إنما يريد ما قالت هي وروت: أن الشهر يكون تسعَاً وعشرين. وقد روى البخاري 108: 4 - 109 ومسلم 1: 298 - 299 من طريق سعيد بن عمرو عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا، يعني مرة تسعة وعشرون، ومرة ثلاثون"، واللفظ للبخاري، وسيأتي أيضاً في المسند 5017. وانظر ما مضى في مسند ابن عمر 4488، 4611، 4815، =

وعشرون"، وصفَّق بيديه مرتين، ثم صفّقَ الثالثة وقَبَض إبهامه، فقالت عائشة: غفر الله لأبي عبد الرحمن!، إنه وَهِلَ، إنما هجَر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نساءَه شهراً، فنزل لتسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله، إنك نزلتَ لتسع وعشرين؟، فقال: "إِن الشهر يكون تسعاً وعشرين". 4867 - حدثنا يزيد أخبرنا إسماعيل عن سالم البَرَّاد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من صلى على جنازة فله قِيراط"، فسئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ما القيراط؟، قال:"مثلُ أُحُدٍ". 4868 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد، يعني ابن إسحق، عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول على هذا المنبر، وهو ينهى

_ = وفي مسند عمر 222، وفي مسند ابن عباس 2103، 3158، وفي مسند ابن مسعود 3776، 3871، 4209، 4300. وقد روت عائشة نحو ما روى ابن مسعود، فيما يأتي (90:6 خ). (4867) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. سالم البراد أبو عبد الله: تابعي ثقة، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: "كان من خيار المسلمين"، وقال عطاء بن السائب: "حدثني سالم البراد، وكان أوثق عندي من نفسي"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 109 - 110 وأشار إلى هذا الحديث من طريق محمد بن بشر عن إسماعيل قال: "سمعت سالما البراد سمعت ابن عمر". وقد سمع سالم البراد هذا الحديث أيضاً من أبي هريرة، كما سيأتي في مسنده 9906. ورواية ابن عمر إياه من مراسيل الصحابة، فقد مضى 4453 أنه اعترض على أبي هريرة حين حدث بهذا المعنى، حتى استوثق منه، ثم اطمأن إلى روايته فقال له: "أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلمنا بحديثه". ثم ها هو ذا يروي الحديث نفسه مرسلاً، إذ أيقن بصدق محدثه، وكانوا رجالا مخلصين صادقين، يصدق بعضهم بعضَاً ويأمنه على دينه، رحمهم الله ورضي عنهم. (4868) إسناده صحيح، وهو مطول 4740، 4835، 4856. وقد أشير في المنتقى 2433 إلى هذه الرواية عند أحمد.

الناسَ إذا أَحرموا عما يكره لهم: "لا تلبسوا العمائم، ولا القُمُص، ولا السراويلات، ولا البَرانس، ولا الخُفَّين، إلا أَن يضْطَر مُضْطرٍّ إليهما، فيقطعَهما أَسفل من الكعبين، ولا ثوباً مَسَّه الوَرْسُ ولا الزَّعفران"، قال: وسمعته ينهى النساءَ عن القُفَّاز، والنقاب، وما مَسَّ الورسُ والزَّعْفَران من الثياب. 4869 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن عمرو عن سالم بن عبد الله ابن عمر أنه حدثهم عن أبيه أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يَصْلُح بيع الثمر حتى يتبَّين صلاحُه". 4870 - حدثنا يزيد بن هرون أَخبرنا سفيان، يعني ابن حسين، عن الحَكَم عن مجاهد قال: كنا مع ابن عمر في سفر، فمر بمكان فحاد عنه، فُسئل: لم فعلتَ؟، فقال: رأَيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فعل هذا ففعلتُ. 4871 - حدثنا يزيد أخبرنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن محمد ابن يحيى بن حَيَّان أخبره أَن رجلا أخبره عن أبيه يحيِىِ: أَنه كان مع عبد الله ابن عمر، وأَن عبد الله بن عمر قال له في الفتنة: لا ترونَ القتل شيئاً؟!، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - للثلاثة: "لا ينتجي اثنان دون صاحبهما".

_ (4869) إسناده صحيح، وهو مختصر 4525. (4870) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث في مجمع الزوائد 1: 174 وقال: "رواه أحمد والبزار، ورجاله موثقون". (4871) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل الذي حدث محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه يحيى بن حبان. وقد سبق متن الحديث المرفوع 4450 عن هُشيم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن عمر، وصححنا هناك إسناده، على ظاهر الاتصال، لأن محمد بن يحيى بن حبان تابعي مدني، أدرك ابن عمر يقيناً بالمدينة، فإنه ولد قبل سنة 50 وابن عمر مات سنة 74، وروى عن رافع بن خديج، وقد مات قبل ابن عمر، =

4872 - حدثنا يزيد قالِ اخبِرنا المسعودي عن أَبي جعفر محمد ابنِ علي قال: بينما عُبَيد بن عُمير يَقُصُّ وعنده عبد الله بنِ عمر، فقال عُبيد بن عُمُير: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مثل المنافق" كشاه بين رَبيضَيْن، "إذا أَتتْ هؤلاء نَطَحْنَها، [وإذا أَتت هؤلاء نطحنها] "، فقال ابن عمر: ليس كذلك قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، إنما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كشاة بين غنمين"، قال: فاحتفظ الشيخُ وغضب، فلما رأى ذلك عبدُ الله قال: أَما إني لو لم أسمعْه لم أَرُدَّ ذلك عليك.

_ = وحضر ابن عمر جنازته. ثم تبين من هذا الإسناد أن ذاك منقطع، أسقط فيه واستطتين: أباه الذي سمعه من ابن عمر، والرجل المبهم الذي حدثه عن أبيه. وأما متن الحديث في النهي عن تناجي اثنين دون الثالث، فإنه ثابت بالأسانيد الصحاح عن ابن عمر، مضى منها 4564، 4664، 4685، وسيأتي منها 4874 أما معنى السياق الذي هنا فهو أن ابن عمر ينكر عليهم تهاونهم في الفتن بالدماء، وأنهم لا يرون القتل شيئاً، في حين أن رسول الله نهى عن إيذاء المسلم بأهون الأذى، فنهى عن تناجي اثنين دون الثالث. (4872) إسناده حسن، سماع يزيد بن هرون من المسعودي كان بعد اختلاطه. محمد بن علي: أبو جعفر الباقر. عُبَيد بن عمير، بالتصغير فيهما، ابن قتادة، قاص أهل مكة: تابعي قديم ثقة، كان ابن عمر يجلس إليه ويقول: "لله در ابن قتادة! ماذا يأتي به!! ". وهو يروي هنا هذا الحديث مرسلاً، فأثبته ابن عمر موصولاً، وإن خالفه في اللفظ فالمعنى واحد."بين ربيضين" بفتح الراء، قال ابن الأثير: "الربيض: الغنم نفسها، والربض: موضعها الذي تربض فيه. أراد أنه مذبذب كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم، أو بين مربضيهما". وحديث ابن عمر رواه مسلم 2: 339 بإسادين من طريق نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة" ونسبه السيوطي في الجامع الصغير 8158 أيضاً للنسائي. ثم وجدت الحديث رواه أبو داود الطيالسي في مسنده 1802 عن المسعودي، بهذا الإسناد. فيكون الإسناد صحيحاً، لأن الطيالسي بصري، وقد قال أحمد: إنما اختلط المسعودي ببغداد ومن =

4873 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن عَون قال: كتبتُ إلى نافع أَسأَله: ما أَقعد ابن عمر عن الغزو، أو عن القوم إذا غَزَوْا، بما يَدْعُون العدوّ قبل أن يقاتلوهم، وهل يَحمل الرجل إذا كان في الكتيبة بغير إذن إمامه؟، فكتب إلىَّ: إن ابن عمر قد كان يغزو ولدُه، ويَحْمل على الظَّهْر، وكان يقول: إن أفضل العمَل بعد الصلاة الجهاد في سبيلِ الله تعالى، وما أقعد ابنَ عمر عن الغزو إلا وصايا لعمر وصبيانٌ صِغار وضَيْعَة كثيرة، وقد أغار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بني المُصطَلق وهِم غارُّون يَسْقُون على نَعَمِهِم، فَقَتل مُقاتلتهم، وسَبَى سباياهم، وأَصابَ جُويرِيَة بنت الحرث، قال: فحدثني بهذاَ الحديث ابن عمر، وكان في ذلك الجيش. وإنما كانوا يَدْعُون في أوَّل الإسلام؟ وأما الرجل فلا يَحمل على الكتيبة إلا بإذن إمامه. 4874 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يتناحي اثنان دلين الثالث، إذا لم يكن معهم غيرهم، قال: ونهى النبي -صلي الله عليه وسلم - أن يَخْلُف الرجلُ الرجلَ في مجلسه، وقال: "إذا رجع فيو أحق به".

_ = سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد". "العائرة": أي المترددة بين قطعين، لا تدري أيهما تتبع، وهو من قولهم "عار الفرس يعير" إذا انطلق ماراً على وجهه. في ح "من بين ربيضين"، وزيادة "من" خطأ صح من ك م. زيادة [وإذا أتت هؤلاء نطحنها] من ك م، وسقطت من ح خطأ. (4873) إسناده صحيح، وهو مطول 4857. الكتيبة: القطعة العظيمة من الجيش، والجمع الكتائب."يغزو ولده" يريد أنه وإن لم يخرج بنفسه للغزو فقد كان أولاده يخرجون. الظهر: الإبل يُحمل عليها وتُركب. الضيعة: شق تفسيرها 3579. (4874) إسناده صحيح، والقسم الأول منه مكرر 4685، وانظر 4871. والقسم الثاني في مجمع الزوائد 8: 61 وقال:"رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات، إلا أن ابن إسحق مدلس". وهذا الطعن في ابن إسحق تكرر منه مراراً، دون حجة، فابن إسحق إنما تُكُلَّم =

4875 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا نَعَس أحدُكم في المسجد يوم الجمعة فليتحوّل من مجلسه ذلك إلى غيره". 4876 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد عن نافع وعُبَيد الله بن عبد الله ابن عمر حدثاه عن ابن عمر: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "خمس لا جُناح على أحدٍ في قتلهنَّ: الغراب، والفأْرة، والحِدَأَة، والعقرب، والكلب العَقور". 4877 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد عن نافع عن ابن عمر قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القِبْلة نخامة، فأَخذ عُوداً، أو حَصاة فحكَّها به، ثم قال "إذا قام أحدكم يصلي فلا يبصقْ في قِبْلته، فإنما يناجي ربَّه تبارك وتعالى".

_ = فيه تبعاً لمالك وغيره، ولم يجدوا فيه مغمزاً، وادعاء تدليسه إنما جاء فيما يروي من المرسلات والمنقطعات في السير والمغازي، ولذلك ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 40 فلم يذكر فيه جرحَاً، بل روى عن ابن المديني عن ابن عيينة: "قال الزهري: من أراد المغازي فعليه بمولى قيس بن مخرمة هذا [يريد ابن إسحق]، وقال ابن عيينة؟ ولم أر أحداً يتهم ابن إسحق"، والزهري شيخ ابن إسحق، وقد أثنى عليه هذا الثناء، ثم قال البخاري: "قال لي عُبَيد بن يعيش: سمعت يونس بن بكير يقول: سمعت شُعْبة يقول: محمد بن إسحق أمير المحدثين بحفظه"، وما بعد هذه شهادة وتوثيق، وفي التهذيب: "قال أبر زرعة الدمشقي: وابن إسحق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقاً وخيراً، مع مدحة ابن شهاب له، وقد ذاكرتُ دحيماً قول مالك فيه، فرأى أن ذلك ليس للحديث، إنما هو لأنه اتهمه بالقَدَر"، أقول: بل لأنه كان بينهما شيء من النفور والتنافس، فتكلم كل منهما في صاحبه، وكلاهما إمام جة. رحمهما الله. (4875) إسناده صحيح، وهو مكرر 4741. (4876) إسناده صحيح، وهو مكرر 4543، وانظر 4851. (4877) إسناده صحيح، وهو مكرر 4841. وانظر 4684.

4878 - حدثنا يزيد حدثنا هشام عن محمد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "صلاة الليل مَثْنَى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل". 4879 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الدجال أعوُر العين، كأنها عِنَبة طافية". 4880 - حدثنا يزيد أخبرنا أصْبغ بن زيد حدثنا أبر بشْر عن أبي الزاهريّة عن كَثِير بن مُرَّة الحَضْرَمِي عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من احتكَرِ طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه، وأَيُّما أهلُ عَرْصَةٍ أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئتْ منهم ذمة الله تعالى".

_ (4878) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان. محمد: هو ابن سيرين. والحديث مكرر 4848. انظر 4860. (4879) إسناده صحيح، هو مختصر 4804. (4880) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. أصبغ بن زيد بن علي الجهني الواسطي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد: "ليس به بأس، ما أحسن رواية يزيد عنه"، وقال الدراقطني: تكلموا فيه، وهو عندي ثقة"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 36 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء. أبو بشر: هو جعفر بن إياس ابن أبي وحشية الواسطي. أبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي، تابعي ثقة، وثقه ابن معين والعجلي والنسائي وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 91. "حدير" و "كريب" بالتصغير فيهما. كثير، بفتح الكاف، ابن مرة الحضرمي الرهاوي: تابعي ثقة، وثقه ابن سعد والعجلي وغيرهما، وترجمه في الكبير 4/ 1/ 208 وقال: "سمع معاذاً"، وروى عن يزيد بن أبي حبيب: "أدرك كثير سبعين بدريَاً". وهذا الحديث مما اجترأ ابن الجوزي فذكره في الموضوعات، ورد عليه الحافظان العراقي وابن حجر، ففي القول المسدد 6 - 7 عن العراقي قال: "وهذا الحديث رواه ابن عدي في الكامل في ترجمة أصبغ بن زيد، وقال: إنه ليس بمحفوظ، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أحمد، وقال: "لا يصح ذلك. قال: وقال ابن حبان أصبغ لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = انفرد. وكذلك أورد هذا الحديث في موضوعاته أبر حفص عمر بن بدر الموصلي. قلت [القائل العراقي]: وفي كونه موضوعاً نظر، فإن أحمد وابن معين والنسائي وثقوا أصبغ. وقد أورد الحاكم في المستدرك على الصحيحين هذا الحديث من طريق أصبغ". والحديث في المستدرك 2: 11 - 12 من طريق عمرو بن الحصين العقيلي" حدثنا أصبغ بن زيد الجهني عن أبي الزاهرية". فسقط من إسناده "حدثنا أبو بشر"، وأنا أرجع أنه خطأ من الناسخين. وقد أورده الحاكم شاهداً فلم يتكلم عليه، وتعقبه الذهبي فقال: "عمرو: تركوه، وأصبغ: فيه لين". وقال ابن حجر في القول المسدد 20 - 21 يستدرك على الحاكم: "عليه فيه درك فإنه أخرجه من رواية عمرو بن الحصين، وهو متروك عن أصبغ. وإسناد أحمد غير منه، فإنه من رواية يزيد بن هرون الثقة عن أصبغ، وكذا أخرجه أبو يعلى في مسنده عن أبي خيثمة عن يزيد بن هرون الثقة. ووهم ابن عدي وزعم أن يزيد تفرد بالرواية عنه، [يعني عن أصبغ]، وليس كذلك فقد روى عنه نحو من عشرة، ولم أو لأحد من المتقدمين فيه كلاماً إلا لمحمد بن سعد، وأما الجمهور فوثقوه، منهم غير من ذكره شيخنا-: أبو داود والدراقطني وغيرهما. ثم إن للمتن شواهد تدل على صحته". وساق بعض الشواهد والحديث في مجمع الزوائد 4: 100 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وفيه أبو بشر الأملوكي، ضعفه ابن معين". هكذا قال!!، ولا أدري من أين جاء الحافظ الهيثمي بنسبه الأملوكي" هذه؟!، فما وجدت في المراجع التي بين يدي من اسمه "أبو بشر الأملوكي" قط، وما ذكره البخاري ولا الدولابي في الكنى، ولا السمعانى ولا ابن الأثير في الأنساب. نعم، قال الذهبي في الميزان وتبعه الحافظ في اللسان: "أبو بشر عن أبي الزاهرية: لا شيء، قاله يحيى بن معين، حدث عنه أصبغ". وفي التهذيب 12: 21 في ترجمة "أبي بشر مؤذن مسجد دمشق" ما نصه "وروى أصبغ بن زيد الوراق عن أبي بشر عن أبي الزاهرية، فيحتمل أن يكون هو هذا". فقلد الحافظُ ابن حجر الحافظين: الذهبي في الميزان، والمزي في تهذيب الكمال. ثم قال في تهذيب التهذيب: "قلت: قال العجلي: أبو بشر المؤذن شامي تابعي ثقة. وقال ابن معين: أبو بشر عن أبي الزاهرية لا شيء". وهو حين يؤلف التهذيب ولسان الميزان يتأثر بالمؤلفين الأصليين الحافظين، فقد يخطئ في تقليدهما، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = وخاصة حين حكى الذهبي عن ابن معين ما قال!!، أما حين يكتب مستقلاً فإنه يكتب عن ثقة بنفسه ويعرف ما يقول، فلذلك قال في آخر الكلام على هذا الحديث في القول المسدد: "تنبيه: أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية، من رجال الشيخين، وأبو الزاهرية: اسمه حدير، بضم الحاء المهملة، ابن كريب، من رجال مسلم. ورواية أبي بشر عنه من بابٍ رواية الأقران، لأن كلاً منهما من صغار التابعين، وكثير بن مرة: تابعي ثقة باتفاق، من رجال الأربعة [يعني أصحاب السنن]، ففي الإسناد ثلاثة من التابعين". وأنا رجحت في أول الكلام أن أبا بشر هو جعفر بن أبي وحشية، لأنه واسطي، والراوي عنه أصبغ بن زيد واسطي، والمعاصرة موجودة. فلم أجد وجهاً لاحتمال غيره. وخاصة أنه لو كان غيره لنصوا عليه، ولجعلوه علة ضعف الحديث، قبل أن يضعفوه بأصبغ بن زيد. ثم وجدت الحافظ ذهب إلى ما ذهبت إليه، دون تردد، فاستيقنت، والحمد لله. وأما تردد الحافظ حين كان يقلد الذهبي والمزي، فلا أثر له في التحقيق. وانظر 135، 390 في مسند عمر بن الخطاب. العرصة، بفتح العين وسكون الراء: كل موضع واسع لا بناء فيه. يريد بذلك الجيران الذين تَجْمَع دورهم ساحة واحدة، فهم متقاربون متشاركون في المرافق. وهذا الحديث مما أهمل المسلمون الآن العمل به، بما غلبهم من حب المال والحرص على الدنيا وعلى الشهوات. وتعقيد الحياة والغلو في الاستمتاع بالكماليات، حتى اتسعت الهوة بين الطبقات: فمن منفق عن سفه وطيش ومتعة عالية. حتى ينفق على كلابه ما يبخل به على أخيه الفقير الجائع، بل يقسو عليه إذا رآه أشد قسوة، وحتى يأتي أحدهم بزهور من أوربة بطائرة خاصة ليقدمها لامرأة يشتهيها ويضن على أرملة أو يتيم ببضع قروش تحفظ عليهما الحياة أو العفاف!!، وهم لا يشعرون أنهم بذلك يهدمون أنفسهم، ويهدمون أمتهم، ويحاربون دينهم. أستغفر الله، بل هم لا يشعرون بهذا الدين، وإن انتسبوا إليه، وإن ولدوا على فرش آباء كانوا مسلمين، أوكانوا مثلهم إلى الإسلام منتسبين، ولا ندري ماذا تكون عواقب ذلك غداً". والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

4881 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهريّ عن سالم عن ابن عمر: أنه كان يكره الاشتراط في الحج، ويقول: أَما حَسْبُكم بسُنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -؟، إِنه لم يشترط. 4882 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، وعُبَيد الله عن نافع عن ابن عمر، قال: سئل النبي -صلي الله عليه وسلم - عن الضَّبّ؟، فقال: "لست بآكلِه ولا محرَّمه". 4883 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سمَاك عن سعيد ابن جُبَير عن ابن عمر: أن سأل النبي -صلي الله عليه وسلم -: أَشتري الذهب بالفضة؟، فقال: "إذا أخذتَ واحداً منهما فلا يفارقْك صاحبُك وبينك وبينه لَبْسٌ".

_ (4881) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 117 من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر، وقال: "حديث حسن صحيح". ورواه البخاري 4: 7 - 8 مطولاً من طريق عبد الله بن المبارك عن يونس ومعمر، كلاهما عن الزهري. ونسبه الحافظ في الفتح أيضاً للدراقطني والإسماعيلي وعبد الرزاق والنسائي. وابن عمر يشير بهذا إلى إنكار ما كان يفتي به ابن عباس من جواز الاشتراط. وجوازه ثابت من حديث ابن عباس في قصة ضباعة بنت الزبير، كما مضى 3117، 3302، وقصة ضباعة في ذلك ثابتة أيضاً من حديث عائشة عند الشيخين، ومن حديث ضباعة أيضاً عند أحمد، وانظر الفتح 4: 7 والمنتقى 2376 - 2378. ولذلك قال البيهقي كما في الفتح: "لو بلغ ابن عمر حديث ضباعة في الاشتراط لقال به". (4882) إسناده صحيح، وقوله "وعُبَيد الله" معناه أن معمراً رواه عن أيوب وعن عُبَيد الله بن عمر ابن حفص بن عاصم، كلاهما عن نافع عن ابن عمر. وقد مضى معناه أيضاً من طريق أيوب 4497، ومن طريق عبَيد الله 4619 ومن طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر 4562، 4573، ووقع هنا في ح م "عبد الله" بدل "عُبَيد الله"، وهو خطأ صححناه من ك. (4883) إسناده صحيح، ورواه مطولاً أبو داود 3: 255 - 256 والترمذي 2: 240 - 241 والنسائي 2: 223 - 224 وابن ماجة 2: 19 - 20، كلهم من طريق سماك بن حرب عن سعيد بن جُبير، قال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر، وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر، موقوفاً". وقال المنذري: "قال البيهقي: =

4884 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا داود، يعني ابن قَيْس، عن زيد ابن أسْلَم قال: أَرسلني أبي إِلى ابن عمر، فقلت: أَأَدخل؟، فعرف صوتي، فقال: أي بُنىّ، إِذا أَتيتَ إِلى قوم فقل: السلام عليكم، فإن رَدوا عليك فقل: أَأدخل، قال: ثم رأى ابنَه واقداً، يجرّ إِزاره، فقال: ارفعْ إزارك، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من جَرَّ ثوَبه من الخُيَلاء لم ينظر الله إِليه". 4885 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يَتَحَرَّ أَحدُكم أَن يصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها". 4886 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أبي

_ = والحديث ينفرد برفعه سماك بن حرب، وقال شُعبة: رفعه لنا سماك بن حرب، وأنا أفرقه". والرفع زيادة ثقة، ولا يعل المرفوع إلا إن ثبت خطأ من رفعه، بل هذا الحديث كان يرويه سماك نفسه موقوفاً، فرواه النسائي كذلك من طريق أبي الأحوص عن سماك، فما ضره ذلك شيئاً، الراوي قد ورفع الحديث وقد يقفه، كما يعرف ذلك من سَبع الروايات وطرق الرواة في الأحاديث. ونقل شارح الترمذي أن الحاكم صحح الحديث المرفوع. (4884) إسناده صحيح، داود بن قيس: هو الفراء الدباغ المدني، سبق توثيقه 3073، والحديث مطول 4567، ولكن هناك أن الذي كان يجر ثوبه هو ابن ابن عبد الله بن عمر، وأشرنا هناك إلى نقل الحافظ أنه عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر، وهنا هو واقد نفسه، وأشرنا إلى هذا الحديث هناك. وروى مسلم 2: 156 من طريق عبد الله بن واقد عن جده ابن عمر نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -عن جر الإزار. فالظاهر عندي أن عبد الله بن واقد كان حاضراً كلام جده لأبيه، فنسبت الواقعة إلى واقد مرة، وإلى ابنه عبد الله أخرى. (4885) إسناده صحيح، وهو مكرر 4840. (4886) إسناده صحيح، وهو مكرر 4537.

بكر بن عُبيد الله عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وِإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأْكل بشماله، ويشرب بشماله". 4887 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِي عن سالم عن ابن عمر قال: ما تركتُ استلامَ الركنين في رخاءٍ ولا شدة، منذ رأيتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يستلمهما. 4888 - قال مَعْمَر: وأخبرني أيوب عن نافع عن ابن عمر، مثله. 4889 - قال: وحدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِي عن سالم عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - حَلَق في حجته. 4890 - قال: وحدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله. 4891 - حدثنا عبد الرزاق حدثثا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: دخل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوِم فتح مكة على ناقة لأسامة بن زيد، حتى أناخ بفناء الكعبة، فدعا عثمان بن طلحة بالمفتاح، فجاءَ به، ففتح فدخل النبي -صلي الله عليه وسلم - وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة، فأَجافوا عليهم الباب مَليّاً، ثم فتحوه، قال عبد الله: فبادرتُ الناس، فوجدتُ بلالاً على الباب قائماً، فقلت: اين

_ (4887) إسناده صحيح، وهو مكرر 4463. وانظر 4462، 4686. (4888) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، متصل به بإسناده. (4889) إسناده صحيح، وهو متصل بالإسنادين قبله عن عبد الرزاق. ورواه أبو داود 2: 149بمعناه من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. قال المنذري 1899: "وأخرجه البخاري ومسلم". وانظر 4657. (4890) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، متصل به بإسناده. (4891) إسناده صحيح، وهو مكرر 4464 بنحوه. وانظر 5053، 5065.

صلى رسول. الله - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: بين العمودين المقدَّمَيْن، قال: ونسيت أن أَسأله كم صلى؟. 4892 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أَذِن لضَعَفَة الناس من المزدلفة بليلٍ. 4893 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبي إِسحق عن عبد الله بن مالك عن ابن عمر قال: صليت معه المغرب ثلاثاً والعشاءَ ركعتين بإقامة واحدة، فقال له مالك بن خالد الحارثى: ما هذه الصلاة يا أَبا عبد الرحمن؟، قال: صليتُها مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في هذا المكان بِإقامة واحدة. 4894 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن سَلَمة بن كُهَيل

_ (4892) إسناده صحيح، وهو في المنتقى 2602 والقِرى للمحب الطبري ص 390 ونسباه لأحمد فقط، فالراجح أنه من الزوائد على الكتب الستة، ولم أجده في مجمع الزوائد. وقد مضى معناه في مسند ابن عباس مراراً، منها 1920، 3159، 3304. (4893) إسناده صحيح، وهو مكرر 4676 بنحوه، وقد فصلنا الكلام عليه في 4452. وقد رواه أبو داود 1: 136 بنحو من هذا اللفظ، وفيه أن الذي سأل ابن عمر هو مالك ابن الحرث" وفيما مضى 4676 هو "عبد الله بن مالك" روايه، وهو"عبد الله بن مالك ابن الحرث"، وهنا "مالك بن خالد الحارثى". فإن كان السائل "مالك بن الحرث"، فمن المحتمل جداً أن يكون "مالك بن الحرث الهمداني"، وكنيته "أبو موسى" ترجم في التهذيب، وأنه ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 307 وقال: "سمع علياً، وروى عنه محمد بن قيس". وإن كان كما هنا "مالك بن خالد الحارثي" فما أدري من هو؟، وما وجدت له ترجمة فيما بين يدي من المراجع. والحديث صحيح على كل حال. والخلاف في السائل من هو، لا يؤثر، وفي مجلس كمجلس ابن عمر لا يخلو أن يتوارد سلائلان أو ثلاثة، ثم يجيب. (4894) إسناداه صحيحان، وهو مختصر ما قبله 4676.

عن سعيد عن ابن عمر، وعن أبي إِسحق عن عبد الله بِن مالك الأَسدي عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم - جمع بين المغرب والعشاء بجَمْع، صلى المغرب ثلاثاً، والعشاء ركعتين، بإقامة واحدة. 4895 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُلَبَّي: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمةَ لك والملِكَ، لا شريك لك". 4896 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معْمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، ومالك عن نافع عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثلَه. 4897 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا مَعْمَر عن أَيوب عن نافع عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال يوم الحُدَيبيَة: "اللهم اغفر للمحلَّقين"، فقال رجل: والمقصِّرين؟، فقال: "اللهم اغفَر للمحلقين"، فقال: وللمقصرين؟، حتى قالها ثلاثاً أو أربعاً، ثم قال: "وللمقصرين". 4898 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أفاض يوم النحر، ثم رجع فصلى الظهر بمنى. 4899 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر: أَن رجلاً نادى فقال: يا رسول الله، وما يجتنب المُحْرِمُ من الثياب؟، فقال: "لا يلبس السراويل، ولا القميص، ولا البُرْنُس، ولا

_ (4895) إسناده صحيح، وهو مكرر 4821. (4896) إسناداه صحيحان، وهو مكرر ما قبله. (4897) إسناده صحيح، وهو مكرر 4657. وانظر 4889، 4890 (4898) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2621. (4899) إسناده صحيح، وهو مختصر 4868.

العمامة، ولا ثوباً مَسَّه زَعْفَرانٌ، ولا وَرْس، وليُحْرم أَحدُكم في إزار ورداءٍ ونعلين، فإن لم يجد نعلين فيلبس خفَّين، وليقطعهما حتى يكونا أَسفلَ من العَقِبين". 4900 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى أنَ تؤكلِ لحومُ الأَضاحي بعد ثلاثٍ. 4901 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِي عن سالم عن ابن عمران النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أعتق شِرْكاً له في عَبْد أُقيم ما بقي في ماله".َ 4902 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ما حَقُّ امرئٍ مسلمٍ تَمُرُّ عليه ثلاثُ ليالٍ إِلا ووصيتُه عندَه". 4903 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سالم عن ابن عمر: أَن عمر حَمَل على فرس له في سبيل الله، ثم رَآها تُباع: فأَراد أَن يشتريَها، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تَعُدْ في صدقتك". 4904 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا سفيان عن أَبيه والأعمش

_ (4900) إسناده صحيح، وهو مختصر 4643. (4901) إسناده صحيح، وهو مكرر 4451 ومختصر 4635. (4902) إسناده صحيح، وهو مختصر 4469، 4578. (4903) إسناده صحيح، وهو مكرر 4521. وانظر 4810. (4904) إسناده صحيح، سعد بن عبيدة: سبق توثيقه 620، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 61 وقال: "سمع ابن عمر" ووقع في ح ك "سعيد بن عبيدة" وهو خطأ صححناه من م. والحديث مضى في مسند عمر 329 من طريق سعيد بن مسروق، والد سفيان الثوري، عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن عمر. فالظاهر- كما قلنا هناك- أن ابن عمر كان حاضراً حين حلف أبوه، فتارة يرويه عن عمر، وتارة يرويه مباشرة لا

ومنصور عن سَعْد بن عُبَيدة عن ابن عمر قال: كان [عمر] يحلف: وأَبي، فنهاه النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "من حلف بشيء دون الله تعالى فقد أَشرك"، وقال الآخر: "فهو شِرك". 4905 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أمَية أخبرني الثقة، أو من لا أَتَّهم، عن ابن عمر: أَنه خطب إلى نَسِيب له ابنتَه، قال: فكان هَوى أُمِّ المرأَة في ابن عمر، وكان هَوى؟ أبيها في يتيم له، قال: فزوّجها الأبُ يتيمه ذلَك، فجاءَت إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فقال

_ = يذكر أباه. وانظر 4667، 4703. هنا في ح "كان يحلف" إلخ، وهو خطأ، وزدنا كلمة [عمر] تصحيحاً من ك م، فإن الحالف كان عمر، لا ابنه عبد الله. في ح "وهو شرك"، وفي م "هو شرك"، وأثبتنا ما في ك. (4905) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل الذي روى عنه إسماعيل بن أمية. وقال الحافظ في التعجيل 537 في المبهمات، عند ذكر "إسماعيل بن أمية" مشيراً إلي هذا الحديث: "قال في الإكمال: لعله صالح بن عبد الله بن النحام، فإنه رواه عن ابن عمر"!، وهو خطأ من صاحب الإكمال. فالذي رواه ليس صالح بن النحام، بلى هو ابنه "إبراهيم"، وهو "إبراهيم بن نعيم النحام" ونعيم سماه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "صالحاً"، وستأتى روايته 5720 مع مزيد بحث وتحقيق إن شاء الله. وفي النص الذي نقلنا عن التعجيل أغلاط مطبعية أو من الناسخين، وأثبتناه هنا على الصواب. ثم قد سها صاحب التهذيب فلم يذكر هذا في باب "المبهمات" منه، مع أنه على شرطه. والحديث رواه أبو داود مختصراً، فروى المرفوع منه فقط 2: 195 دون ذكر القصة، من طريق معاوية بن هشام عن سفيان الثوري بهذا الإسناد. قال المنذري 2010: "فيه رجل مجهول. قال الشافعي: ولا يختلف الناس أن ليس لأمها فيها أمر، ولكن على معنى الاستطابة للنفس". وللخطابي هنا توجيه جيد جداً، فارجع إليه إن شئت. وانظر 5720، 6136. لكن بعد التحقيق نرى أن إبراهيم ابن نعيم بن النحام غير إبراهيم بن صالح بن النحام.

النبي -صلي الله عليه وسلم -: "آمِرُوا النساءَ في بناتهن". 4906 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا ابن جُرَيج أَخبرني عطاء عن حَبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر أَنه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا عُمْرَى، ولاَ رُقْبَى، فمن أُعْمِرَ شيئاً أَوأُرْقِبَه فهو له حياتَه ومماتَه". 4907 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد العزيز بن أَبي رَوّاد عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يضع فصَّ خاتمه في بطن الكفّ. 4908 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن أبي رَوَّاد عن نافِع عن ابن عمِر قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في المسجد، فرأى في القبْلة نُخامة، فلما قَضى صلاتَه قال: "إن احدكم إِذا صلى في المسجد فإنه ينَاجي ربَّه، وإن الله تبارك وتعالى يبشقبله بوجهه، فلا يتنخَّمنِّ أحدُكَم في القبلة، ولا عن يمينه, ثم دعا بعودٍ فحَكّه، ثم دعا بخَلُوقٍ فخضَبه. 4909 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثَّوري عن أبي إِسحق عن مجهاهد عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أكَثر من خمس وعشرين مرةً، أو أكثر من عشرين مرِة، قال عبد الرزاق: وأَنا أَشُك، يقرأ في ركعتي الفجر {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}.

_ (4906) إسناده صحيح، عطاء: هو ابن أبي رباح، وهو شيخ حبيب بن أبي ثابت، ولكنه يروي عنه رواية الأكابر عن الأصاغر. والحديث مطول 4801، وقد خرجنا هذا هناك. و"العمرى" سبق تفسيرها في حديث ابن عباس 2250، 2251. (4907) إسناده صحيح، وهو مختصر 4677. (4908) إسناده صحيح، وهو مطول 4684. وانظر 4509، 4841، 4877. (4909) إسناده صحيح، وهو مختصر 4763 من طريق إسرائيل عن أبي إسحق، ونقلنا هناك قول الترمذي أنه لا يعرفه من رواية الثوري عن أبي إسحق إلا من حديث أبي أحمد الزبيري، وهذا الإسناد يرد عليه، ويدل أن أبا أحمد الزبيري لم ينفرد بروايته عن الثوري عن أبي إسحق، فهو هنا من رواية عبد الرزاق عن أبي إسحق.

4910 - حدثنا عبد الرزاق أَنبأَنا شيخ من أَهل نَجْران حدثني محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلَماني عن أبيه عن ابن عمر: أَنه سأل النبي -صلي الله عليه وسلم -، أو أَن رجلاً سأَل النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: ما الذي يجوز في الرضاع من الشهود؟، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "رجل أَو امرأة". 4911 - حدثنا ابن أبي شَيبة عن مُعْتَمِرعن محمد بن عُثَيْمٍ

_ (4910) إسناده ضعيف، أولاً: لجهالة الشيخ من أهل بخران، الذي روى عنه عبد الرزاق، وقد بينه الحافظ في التعجيل 543 بأنه "محمد بن عثيم"، وقال: "سماه هشام بن يوسف"، يعني أن هشام بن يوسف الصنعاني روى عنه هذا الحديث كما رواه عبد الرزاق. ونزيد عليه أن معتمر بن سليمان سماه أيضاً، كما في الإسنادين التاليين. وقال الحافظ في التعجيل 372 في ترجمة محمد بن عثيم: "روى عنه هشام بن يوسف ومعتمر بن سليمان وأبو حذيفة وعبد الرزاق، لكنه أبهمه، قال: عن شيخ من أهل بخران". وسنتكلم على ابن عثيم في الإسناد بعد هذا، إن شاء الله. ثانياً: من أجل محمد بن عبد الرحمن ابن البيلماني، فهو ضعيف جداً، قال ابن معين: "ليس بشيء". وقال ابن حبان: "حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث، كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره إلا على وجه التعجب"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 163 وقال: "منكر الحديث، كان الحميدي يتكلم فيه"، وقال فيه مثل ذلك في الضعفاء32، وكذلك قال النسائي في الضعفاء: "منكر الحديث". أبوه عبد الرحمن بن البيلماني: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه محمد، لأن ابنه يضع على أبيه العجائب"، وضعفه الدارقطني والأزدي، والظاهر عندي أنه ثقة، وأن النبلاء من ابنه، وأن من ضعفه إنما ضعفه لهذا، أي ضعف روايات ابنه عنه. والحديث في جمع الزوائد 4: 201 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، وهو ضعيف". فكأنه أشار إلى الروايتين التاليتين اللتين ليس فيهما الشيخ المبهم. في ح م" رجل وامرأة، وامرأة"، وهو خطأ، في العطف بالواو بدل "أو"، وفي تكرر كلمة "وامرأة"، وصحناه من ك ومجمع الزوائد. (4911) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. محمد بن عبد الرحمن البيلماني: ضعيف، كما =

عن محمد بن عبد الرحمن، يعني بهذا الحديث. 4912 - قاِل أبو عبد الرحمنِ [عبد الله بن أَحمد]: وحدثنا أَبو بكر عبد الله بن أبي شيبة قال حدثنا مُعْتَمِر عن محمد بن عُثَيم عن محمد ابن عبد الرحمن بن البَيْلَماني عن أبيه عن ابن عمر قال: سُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ما يجوز في الرضاعة من الشهود؟ قال: "رجل وامرأة". 4913 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريَج أخبرني ابن طاوس عن أبيه عن ابن عمر: أَن رجلاً سأله فقال: أنَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أن يُنبذ في الجَر والدُّبُّاء؟، قال: نعم. 4914 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جُرَيج اخبرني أبو الزُّبَير أنه سمع ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ينهى عن الجَرّ والمُزفّت والدُّبَّاء،

_ = قلنا آنفاً، وزاده ضعفاً الراوي عنه: وهو محمد بن عثيم، بضم العين المهملة وفتح الثاء المثلثة، وهو من أهل بخران، وكنيته "أبو ذر"، قال ابن معين:"ليس بشيء"، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث"، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/205 وقال: "سمع منه معتمر، منكر الحديث"، وكذلك قال في الصغير 176، والضعفاء32، وقال النسائي في الضعفاء: "متروك الحديث". (4912) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله بإسناده، ولكن هذا من زيادات عبد الله بن أحمد رواه هو وأبوه الإمام أحمد عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. وفي رواية عبد الله بن أحمد اختلاف في اللفظ عن رواية أبيه، فإن في هذا "رجل وامرأة" بالعطف بالواو، ولذلك كرره عبد الله، ليفرق بين اللفظين، وقد أشار الهيثمي في مجمع الزوائد إلى هذه الرواية" فقال: "وفي رواية: رجل وامرأة". (4913) إسناده صحيح، ابن طاوس:. هو عبد الله. والحديث مطول 4837. (4914) إسنادهما صحيحان، فهما حديثان: حديث ابن عمر، وهو مطول ما قبله بمعناه، وحديث جابر، وسيأتي معناه في مسنده من رواية أبي الزبير عنه 14317.

قال أبو الزبير: وسمعت جابر بن عبد الله يقوِل: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجَرّ وِالمزفَّت والنَّقِير، وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا لم يجد شيئاً يُنبذ له فيه، نُبذ له في تَورٍ من حجارة. 4915 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن ثابت البُنَاني قال: سألتُ ابن عمر عن نبيذ الجَرّ؟، فقال: حرام، فقلتُ: أنَهى عنه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال ابن عمر: يزعمون ذلك!!. 4916 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر في الدنيا، ثم مات وهو يشربها لم يَتبْ منها، حرمها الله عليه في الآخرة". 4917 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن عطاء بن السائب عن

_ (4915) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله بمعناه. وإنما قال له ابن عمر: "يزعمون ذلك" إنكاراً لسؤاله "أنهى عنه رسول الله" بعد أن أجابه بأنه "حرام"، لأنه لا يجزم بأنه حرام إلا وقد نهى عنه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. (4916) إسناده صحيح، وهو مكرر 4824. (4917) إسناده حسن، لأن معمر بن راشد بصري، وعطاء بن السائب قدم عليهم البصرة في آخر عمره بعد ما تغير. والحديث رواه الترمذي 3: 103 مطولاً عن قتيبة عن جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر، فزاد في الإسناد [عن أبيه]، جعله من رواية عبيد بن عمير عن ابن عمر، وعبد الله بن عبيد يروي أيضاً عن ابن عمر. قال الترمذي: "هذا حديث حسن". وكذلك رواه الطيالسي في مسنده مطولاً 1901 عن همام عن عطاء، بزيادة [عن أبيه] في الإسناد. وجرير وهمام بصريان كمعمر بن راشد. ونسبه شارح الترمذي للحاكم وأنه صححه، ولم أجده في المستدرك، بل الذي فيه حديث بمعناه لعبد الله بن عمرو بن العاص 4: 145 - 146، وسيأتي في المسند 6773. وانظرأيضاً 14937 في مسند جابر.

عبد الله بن عُبيد بن عُمير عن ابن عمر أَن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر لم تُقْبل صلاتُه أربعينِ ليلة، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عادكان حقّاً على الله تعالى أَن يَسْقيه من نهرَ الخَبَال"، قيل: وما نهر الخبال؟!، قال: "صديد أَهل النار". 4918 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا شغار في الإسلام". 4919 - حدثنا عبد الرزاق أَخبرنا مَعْمَر عن عُبيد الله بن عمر عن نافِع عن ابن عمر قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة مرتين، بينهما جَلْسَةٌ. 4920 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهو على المنبر يقول: "من جاءَ منكم الجمعةَ فليغتسل". 4921 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته. 4922 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن

_ (4918) إسناده صحيح، وهو مكرر 4526، 4692. وسبق تصير الشغار هناك. وفي ح "إشغار" بزيادة همزة في أول الحرف، وهو خطأ، صحح من ك م. (4919) إسناده صحيح، وروى أصحاب الكتب الستة نحوه بمعناه أطول منه، كما في المنتقى 1614. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2322. (4920) إسناده صحيح، وهو مكرر 4553. (4921) إسناده صحيح، وهو مطول 4591 ومختصر 4660. (4922) إسناده صحيح، وهو مطول 4705 في قصة النذر، وأما قصة السبي فقد روى ابن =

ابن عمر قال: لما قَفَل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من حُنَين سأَل عمر عن نذرٍ كان نذره في الجاهلية، اعتكافُ يوم؟، فأَمره به، فانطلق عمر بين يديه، قال: وبعث معي بجارية كان أصابهَا يوم حُنَين، قال، فجعلتها في بعض بيوت الأعراب حين نزلتُ، فإذا أنا بِسَبْي حنين قد خرجوا يَسْعَون، يقولون: أعتَقَنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: فقال عمر لعبد الله: اذهبْ فأَرسلها، قال: فذهبتُ فأرسلتُها. 4923 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَثَل القرآن إذا عاهد عليه صاحبُه، فقرأه بالليل والنهار، كمثل جل له إبل، فإن عَقَلَها حَفِظها، وِإن أطلق عُقُلَها ذهبتْ، فكذلك صاحب القرآن". 4924 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا حَسَدَ إلا على اثنتين، رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناءَ النهار، ورجل آتاه الله مالاً، فهو ينفق منه آناءَ الليل وآناءَ النهار". 4925 - حدثنا عبد الرزق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "التمسوا ليلةَ القَدْر في العشر الغَوابر، في التسع الغوابر".

_ = إسحق عن نافع عن ابن عمر نحوها، كما نقل عنه ابن كثير في التاريخ 4: 354. (4923) إسناده صحيح، وهو مطول 4845. (4924) إسناده صحيح، وهو مكرر 4550. (4925) إسناده صحيح، الغوابر هنا: البواقي، ويكون في سياق آخر بمعنى الماضي، قال في اللسان: "غير الشيء يغبر غبوراً: مكث وذهب. وغبر الشيء يغبر، أي بقى. والغابر: الباقي، والغابر: الماضي. وهو من الأضداد". وانظر 4499، 4547، 4671، 4808، 6474.

4926 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن علي بن زيد بن جُدْعان عن القاسم بن رَبيعة عن ابن عمر، قال عبد الرزاق: كان مرةً يقول: ابن محمد، ومرةً يقول: َ ابن ربيعة، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول، وهو على دَرَج الكعبة: "الحمد الله الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألاَ إن كلَّ مأْثُرٍ: كانت في الجاهلية فإنها تحت قدميَّ اليوم، إلا ما كان من سدَانة البيت وسقَاية الحاجّ، ألاَ [و] إن ما بين العَمْد والخطأ والقتل بالسوط واَلحجر فيها مائَةُ بعير، منها أربعون في بطونها أولادُها". 4927 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَبَاح عن مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن حمزة بن عبد الله عن أَبيه أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "الشؤم في ثلاثٍ: الفرس، والمرأَة، والدار". 4928 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَباح عن مَعْمَر عن صَدَقة المكي عن عبد الله بن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم - اعتكف وخطب الناس

_ (4926) إسناده صحيح، فيما أرجع. وهو مكرر 4583، وسبق الكلام عليه مفصلاً هناك. زيادة الواو من ك م. (4927) إسناده صحيح، وهو مكرر 4544، وهو يؤيد رواية مالك وغيره إياه عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر، كما رووه عن الزهري عن سالم وقد فصلنا القول في ذلك هناك. (4928) إسناده صحيح، صدقة المكي: هو صدقة بن يسار، سبق توثيقه 4584 وآنا رجحنا أف يروي عن ابن عمر، استدلالاً، بهذا الإسناد الذي هنا، ونزيد عليه أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 2 / 294 وذكر روايته عن الزهري عن ابن عمر حديثاً في الرمل، ثم قال: "وقال ابن عيينة: عن صدقة عن ابن عمر"وصدقة عن ابن عمر"، وصدقة من طبقة الزهري، فقد عاصر ابن عمر وأدركه. وهذا الحديث سيأتي مطولاً 5349. 5585، 6127 من طريق ابن أبي ليلى عن صدقة عن ابن عمر، فنقل الحافظ الهيثمي الرواية =

فقال: "أَمَا إن أَحدَكم إذا قام في الصلاة فإنه يناجى ربَّه، فلْيعلمْ أحَدُكم ما يناجي ربَّه ولا يَجْهَرْ بعضُكم على بعض بالقراءة في الصلاة". 4929 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنَ عمر سأل النبي -صلي الله عليه وسلم -: هل ينام أحدُنا وهو جُنُب؟، فقال: "نعم، ويتوضأ وضوءَه للصلاة" قال نافع: فكان ابن عمر إذا أراد أن يفعل شيئاً من ذلك توضأَ وضوءَه للصلاة، ما خلا رجليه. 4930 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أَيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله: أن عمر سأل النبي -صلي الله عليه وسلم -. 4931 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَبَاح عن مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نَهى أن يتحرَّى أحدُكم غروبَ الشمس فيصلي عند ذلك. 4932 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَبَاح عن مَعْمَر عن أَيوب

_ = المطولة في مجمع الزوائد 2: 265 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام "؟ فكأنه لم يرر هذا الإسناد" عن معمر عن صدقة"، وليس فيه ابن أبي ليلى. وانظرما مضى في مسند على 663، 752، 817، وفي مسند ابن مسعود 4309. (4929) إسناده صحيح، وهو مكرر 4662، وقد مضى في مسند عمر 235 بهذا الإسناد، ولكن هنا زيادة الحكاية عن فعل ابن عمر. (4930) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد مضى في مسند عمر بهذا الإسناد 236. والظاهر عندي أن كل رواياته من مسند ابن عمر، وأن ما جاء في. بعض الروايات "عن عمر" فإنما أريد به: عن قصة عمر وسؤاله. (4931) إسناده صحيح، وهو مختصر 4885. (4932) إسناده صحيح، وهو مكرر4655.

عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تمنعوا إماءَ الله أن يأتين"، أو قال: "يصلين في المسجد". 4933 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَبَاح حدثني عمر بن حَبيب عنِ ابن أبي نَجيحِ عن مجاهد عن عبد الله بن عمرأن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يَمنعنَّ رجل أهله أَن يأتوا المساجد"، فقال ابنٌ لعبد الله بن عمر: فإنا نمنعهن!!، فقال عبد الله: أحدثك عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وتقول هذا؟، قال: فما كلمه عبد الله حتى مات. 4934 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا عبد الله بن بَحِير القاصّ أن عبد الرحمن بن يِزيد الصَّنْعانى أخبره أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من سَرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأَنَّه رأْيُ عَيْنٍ فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)} و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}، وأحسبه قال: "وسورةَ هودٍ".

_ (4933) إسناده صحيح، عمر بن حبيب المكي القاص: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال ابن عيينة: "كان صاحبنا، وكان حافظاً"، وقال ابن حبان: "كان حافظاً متقناً". والحديث في معنى ما قبله. وروى مسلم1: 129 نحو هذه القصة من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر، ولكن لم يذكر أنه قاطع ابنه، وسيأتي من طريق الأعمش 5021. وروى مسلم نحوها أيضاً من طريق عمرو عن مجاهد، وسمى الابن "واقداً"، وكذلك روى نحوها من طريق سالم عن أبيه، وسمى الابن "بلالا"، ثم روى نحوها من طريق بلال بن عبد الله نفسه، وذكر بلال أنه قال لأبيه: والله لنمنعهن!!، فقال له عبد الله: أقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقول أنت لنمنعهن؟! ". فالظاهر أن صاحب القصة بلال بن عبد الله بن عمر، إذ رواها وحكى فيها عن نفسه، وأيده في ذلك رواية أخيه سالم، وأن من ذكر أنه "واقد" فقد وهم أو سها. وقد وافقنا في هذا ابن حجر في الفتح 2: 289. (4934) إسناده صحيح، وهو مكرر 4806 بهذا الإسناد.

4935 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُرَيجِ أخبرني صالح ابن كَيْسان عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أهَلَّ حين استوتْ به راحلتُه قائمةً. 4936 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُرَيج قال أخبرني نافع: أن ابنِ عمر كان يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يأْكل أحدُكم من أُضحيته فوق ثلاثة أيام". 4937 - حدثنا محمد بن بكرأخبرنا ابن جُرَيج قال: قال لي نافعِ: قال عبد الله: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -يقول: "يُقْتل من الدوابِّ خمسٌ، لا جُنَاح على من قَتَلَهن في قَتْلِهن: الغراب، والحدَأة، والعقرب، والكلب العقور، والفأرة". 4938 - حدثنا محمد بن بكرأخبرنا ابن جُرَيج حدثني الزُّهْريّ عن حديث سالمِ بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "التمسوا ليلةَ القدْر في السبع الأواخر من شهر رمضان". 4939 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُرَيج قال: قال ابنِ شهاب حدثني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر كان يمشي بين يَدي الجنازة، وقد كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمامها.

_ (4935) إسناده صحيح، وهو مختصر 4842. (4936) إسناده صحيح، وهو مختصر 4643 وفي معنى 4900. (4937) إسناده صحيح، وهو مكرر 4876. (4938) إسناده صحيح، وهو مختصر 4671. وانظر 4925. (4939) إسناده صحيح، وهو مطول 4539. وقد أطلنا القول فيه هناك.

4940 - حدثنا حَجَّاج قال قرأْتُ على ابن جُرَيجِ: حدثني زياد، يعني ابن سعد، عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر، مثلَه. 4941 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا عبد الله بن بُجَير عن عبد الِرحمن بن يزيد، وكان من أَهل صنعاء، وكان أَعلمَ بالحلال والحرام من وَهْب، يعني ابن مُنَّبهٍ، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أحبَّ أن ينظر إِلى يوم القيامة فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)}. 4942 - حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعِ ابن عمر يقول: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول على المنبر: "من جاءَ منكمَ الجمعة فليغتسل". 4943 - حدثنا سفيان عن ابن دينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الثَّمَر أن يُباع حتى يبدوَ صلَاحُه. 4944 - حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اقتنى كلباً إلا كلبَ ماشية أو كلب قَنْصٍ، نَقَص من أجره كل يوم قيراطان". 4945 - حدثنا سفيان عن أيوب عن سعيد بن جُبَير قال: قلت لابن عمر: رجل لاعَنَ امرأته؟، فقال: فرَّق رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بين أخَوَيْ بني

_ (4940) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (4941) إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد: هو القرشي الصغاني، سبق توثيقه 544، 4297. والحديث مختصر 4934. (4942) إسناده صحيح، وهو مكرر 4920. (4943) إسناده صحيح، وهو مكرر 4869. (4944) إسناده صحيح، وهو مختصر 4831. (4945) إسناده صحيح، وهو مكرر 4477 ومختصر 4693. وانظر 4527.

العَجْلان وقال: "إن أَحدكما كاذب، فهل منكما تائبٌ؟ "، ثلاثاً. 4946 - حدثنا حَماد بن أسامةِ قال عُبيد الله: أَخبرني نافعِ عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عامل أَهلِ خيبر بشَطرْ ما خَرج من زرع أَو تمْر، فكان يعطي أزواجه كل عام مائة وسْقٍ وثمانين وسقاً من تمر، وعشرين وسقاً من شعير. 4947 - حدثنا حَمّاد بن أسامة عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا أَدخل رِجْله في الغَرْز واستوتْ به ناقته قائمةً أَهلَّ من عند مسجد ذي الحُلَيفة. 4948 - حدثنا حَمّاد قال: عُبيد الله أَخبرنا، ومحمد بن بشرْ قال: حدثنا عُبيد الله، عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذكر المسَيح، قال ابن بشر في حديثه: وذكر الدَّجال، بين ظَهْرَاني الناس، فقال: "إن الله تبارك وتعالى ليس بأَعور، ألاَ وِإنَّ المسيح الدجال أَعور عَيْنِ اليُمنى، كأَنَّ عينَه عِنَبةٌ طافية". 4949 - حدثنا حَمّاد بن أسامة حدثنا عُبيد الله حدثنا نافع عن ابن عمر أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إِذا دُعِىَ أَحدُكم إِلى وَليمة فليُجبْ ". 4950 - حدثنا حَمّاد بن أسامة حدثنا عُبيد الله حدثنا نافع عن ابن

_ (4946) إسناده صحيح، وهو مختصر 4732. وانظر 4854. (4947) إسناده صحيح، وهو مكرر 4842 ومطول 4935. (4948) إسناده صحيح، وهو مطول 4879. وانظر 4743. (4949) إسناده صحيح، وهو مكرر 4730. (4950) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بالإسناد نفسه. ولعل سبب تكراره ما سيأتي في الحديث التالي.

عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، هذا الحديث وهذا الوصفَ. 4951 - [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وحدثنا قبلَه قال:

_ (4951) إسناده صحيح، وهو من مسند أبي هريرة، ولكن إثباته هنا مع الإسناد الذي قبله يحتاج إلى بحث. فالظاهر أن حماد بن أسامة حدث أحمد بحديث ابن عمر في إجابة الدعوة 4949 عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر، في موضع، وأنه حدثه به بالإسناد نفسه في موضع آخر، فلم يذكر لفظه، ولكن قال: "هذا الحديث وهذا الوصف"، وهو الإسناد 4950، وأن ذلك كان عقب أن حدثه بحديث أبي هريرة في "إحدى صلاتي العشي"، وهو قصة ذي اليدين في سجود السهو، وبحديثه في إجابة الدعوة، جمع له حديثي أبي هريرة حديثاً واحداً بإسناد واحد: عن هشام بن حسان وابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، والحديثان رواهما أبو هريرة، كما سنذكره، وأن أحمد حين سمع من شيخه حماد بن أسامة الإسناد 4950 عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، بعقب حديثي أبي هريرة اللذين جمعهما حديثاً واحداً، وسمع قوله في إسناد حديث ابن عمر "هذا الحديث وهذا الوصف"، شك في هذا السماع الأخير، أعنى شك في صواب الرواية عن ابن عمر الحديث كله يجزأيه، في قصة ذي اليدين وفي إجابة الدعوة، فذكر الإسناد 4950 عقب 4949 وهما إسناد واحد، ثم بَيّن كيف حدثه شيخه بالإسناد في المرة الثانية، وهو احتياط دقيق من الإمام رضي الله عنه، فإن قصة ذي اليدين محفوظة معروفة من حديث أبي هريرة رواها الشيخان وغيرهما، كما في المنتقى 1326، وستأتي في مسنده بأسانيد كثيرة، منها 7370، 7653، 7807، 9458، 9927، بل هي فيه أيضاً 7200 من حديث محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي، قال: ذكرها أبو هريرة ونسيها محمد، فصلى ركعتين ثم سلم وأتى خشبة معروضة في المسجد، فقال بيده عليها، كأنه غضبان، وخرجت السرعان من أبواب المسجد، قالوا: قصرت الصلاة!!، قال: وفي القوم أبو بكر وعمر، فهاباه أن يكلماه، وفي القوم رجل في يديه طول، يسمى ذا اليدين، فقال: يا رسول الله، أنسيت أم قصرت الصلاة؟، فقال: لم أنس ولم تقصر" إلخ. ولم أجده في المسند من حديث هشام بن =

حدثنا هشام وابنُ عَون عن محمد عن أبي هريرة قال: صلى بنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العَشِي ركعتين، ثم سلم، فذكر الحديث، "فليُجبْ".

_ = حسان عن ابن سيرين، فتستفاد زيادته من هذا الموضع. وحديث إجابة الدعوة ثابت أيضاً عن أبي هريرة، في الصحيحين وغيرهما، كما في المنتقى 3577، 3578، وسيأتي في مسنده مراراً، بل سيأتي بنحو لفظ ابن عمر، من رواية هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة 7735، 10593، ومن رواية أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة 10354، وهذا نص الإسناد 10593: "حدثنا يزيد أخبرنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائما فليصل، وإن كان مفطراً فليطعم"، ولم أجده في المسند من رواية ابن عون عن ابن سيرين، فتستفاد زيادته من هذا الموضع أيضاً. ثم لم أجد قصة ذي اليدين مروية من حديث ابن عمر في المسند إلا في هذا الموضع بهذه الإشارة من الإمام أحمد، عن شيخه حماد بن أسامة، ولم أجدها في شيء من دواوين الحديث إلا من رواية حماد بن أسامة. فرواه أبو داود 1: 389 عن أحمد بن محمد بن ثابت وأبي كريب محمد بن العلاء كلاهما عن أبي أسامة، وهو حماد بن أسامة، بالإسناد 4950، وصنع نحو ما صنع أحمد بن حنبل هنا، فلم يسق لفظه، بل قال عن ابن عمر: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلم في الركعتين، فذكر نحو حديث ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: ثم سلم ثم سجد سجدتي السهو". وهو قد روى قبل ذلك حديث أبي هريرة بأسانيد من طريق ابن سيرين 1: 385 - 388 ثم بأسانيد أخر من غير طريق ابن سيرين. ثم روى حديث حماد بن أسامة، وأحاله على "نحو حديث ابن سيرين" كما ذكرنا. ورواه ابن ماجة 1: 189 عن على بن محمد وأبي كريب وأحمد بن سنان، ثلاثتهم عن أبي أسامة حماد بن أسامة، بالإسناد 4950، ورواه البيهقي 2: 359 من طريق أبي كريب عن أبي أسامة كذلك، ولكنهما ساقا لفظ الحديث أوجز من رواية ابن سيرين عن أبي هريرة. ثم قال البيهقي: "تفرد به أبو أسامة حماد بن أسامة". فهذا موضع الاحتياط من الإمام رحمه الله، وجد أن شيخه أبا أسامة تفرد بهذه الرواية" وأنه حدثهم بها عقب حديئى أبي هريرة في قصة =

4952 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبيِ زائدة حدثني عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "بادروا الصبح بالوتر". 4953 - حدثنا يحيى بن زكريا حدثني مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم -ألْحقَ ابنَ الملاعَنة بأُمّه. 4954 - حدثنا يحيى بن زكريا أخبرني عاصم الأحول عن

_ = ذي اليدين وإجابة الدعوة، اللتين رواهما بإسناد واحد، ثم حدثهم عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - "هذا الحديث وهذا الوصف"، ووجد أن حديث إجابة الدعوة ثابت عن ابن عمر بغير هذا الإسناد، وأن قصة ذي اليدين لم ترو عن ابن عمر بإسناد آخر، فخشي أن يكون شيخه أبو أسامة إنما أراد بقوله "هذا الحديث وهذا الوصف" آخر الحديث الذي قبله، وهو إجابة الدعوة، لا الحديث كله بجزأيه، في قصة ذي اليدين وإجابة الدعوة معاً، والظاهر أنه لم يسمع من أبي أسامة قصة ذي اليدين وحدها من حديث ابن عمر، فاحتاط وحكى ما سمع. أما الآخرون أحمد بن محمد ابن ثابت وأبو كريب وعلى بن محمد وأحمد بن سنان، فالظاهر أنهم سمعوا من أبي أسامة حديث ابن عمر في قصة ذي اليدين منفصلاً عن حديث أبي هريرة، وبعضهم سمعه منفصلاً ومتصلا، فأثبت بعضهم لفظه وسياقه. ولو قد سمع أحمد ما سمع هؤلاء، ما احتاط هذا الاحتياط، لأنه حماد بن أسامة ثقة حافظ ضابط، يحتج بما ينفرد به، وقد قال أحمد: "أبو أسامة أثبت من مائة مثل أبي عاصم، كان صحيح الكتاب ضابطاً للحديث، كَيّساً صدوقاً"، وقال أيضاً:" كان ثبتَا، ما كان أثبته، لا يكاد يخطئ". (4952) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مراراً، آخرها 4848. وهذا اللفظ رواه مسلم من وجه آخر 1: 208، رواه من طريق ابن أبي زائدة عن عاصم الأحول عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر. وسيأتي من هذه الطريق 4954. (4953) إسناده صحيح، وهو مختصر 4527. (4954) إسناده صحيح، وهو مكرر 4952. وقد أشرنا هناك إلى أن مسلماً رواه من هذا الوجه.

عبد الله بن شَقيق عن ابن عمر أَن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "بادروا الصبحَ بالوتر". 4955 - حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا حَجَّاج عن نافع عن ابن عمر قال: أَقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالمدينة عشر سنين يُضَحَّي. 4956 - حدثنا قُرَّان بن تَمّام عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يصلي على راحلته حيثُ توجَّهتْ به. 4957 - حدثنا مروان بن معاوية الفَزَاري أَخبرنا عبد العزيز بن عمر

_ (4955) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 2: 359 عن أحمد بن منيع وهناد عن ابن أبي زائدة، وقال: "حديث حسن". (4956) إسناده صحيح، قران بن تمام الأسدي الوالبي: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه هو وابن معين والدارقطني وغيرهم، وقال ابن معين: "كان يبيع الدواب، رجل صدوق ثقة"، وقال أحمد: "سمعت منه سنة 181"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 203. "قرآن" بضم القاف وتشديد الراء وآخره نون. والحديث في معنى 4770 ومختصر 4714. (4957) في إسناده بحث، والراجع عندي أنه صحيح متصل وقد مضى 4781 بإسناد ظاهره الاتصال، ولكن هذا يبين أن ذاك منقطع، فإنه هناك عن وكيع "حدثنا عبد العزيز بن عمر عن قزعة"، وهنا بين عبد العزيز وقزعة شيخ آخر هو "إسماعيل بن جرير". وسيأتي 6199 بالواسطة أيضاً, ولكن مع اختلاف هذه الواسطة، فهو عن أبي نعيم: "حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن يحيى بن إسماعيل بن جرير عن قزعة"، فاختلفت الروايتان في اسم الشيخ الذي روى عنه عبد العزيز هذا الحديث، أهو إسماعيل بن جرير ابن عبد الله البجلي، أم هو ابنه "يحيى بن إسماعيل"؟، أما التهذيب فقد رجح، بل جزم بأنه "يحيى"، ففي ترجمة "إسماعيل" 1: 287 لم يذكر عنه شيئاً غير قوله: "صوابه يحيى بن إسماعيل بن جرير، وسيأتي"، ورمز على الترجمة برمز أبي داود. ثم قال في ترجمة "يحيى" 12: 179: "يحيى بن إسميل بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، عن الشعبي ونافع مولى ابن عمر وقزعة بن يحيى، وعنه عبد العزيز [ولم يذكر نسبه]، وهشيم والحسن بن قتيبة المدائني. ذكره ابن حبان في الثقات. قلت [القائل ابن =

ابن عبد العزيز عن إسماعيل بن جَرير عن قَزَعة قال: قال عبد الله بن عمر، وأَرسلني في حاجة له، فقال: تعالَ حتى أودِّعَك كما ودَّعني رسول الله -صلي الله عليه وسلم -

= حجر]: وقال الدارقطني: لا يحتج به"، ثم لم يزد على ذلك شيئَاً إلا أنه رمز له برمز النسائي، دلالة على أن الحديث رواه النسائي من طريقه، وقد بحثت عنه في السنن فلم أجده، ولعله في السنن الكبرى. ولكنه رواه أحمد من طريقه كما قلنا. وما حكينا من جزم التهذيب بأن "إسماعيل بن جرير" صوابه "يحيى بن إسماعيل"، أظن، بل أرجح أنه من الحافظ ابن حجر، لا من الحافظ المزي في "تهذيب الكمال", لأن الخزرجي في الخلاصة، وهي من مختصرات التهذيب، ترجم في ص 33 "إسماعيل بن جرير بن عبد الله البجلي، عن قزعة بن يحيى، وعنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فقط"، هذا نص كلامه، ورمز له كأصله برمز أبي داود، ثم لم يترجم "يحيى بن إسميل بن جرير" قط، ولو كان في تهذيب المزي لترجمه إن شاء الله, لأنه أحصى كل تراجم المزي واختصرها. وأرجح أيضاً أن ابن حجر إنما فعل ذلك تبعاً للبخاري فيما استنبطه من فعله، فإن البخاري لم يذكر في التاريخ الكبير ترجمة "إسماعيل بن جرير"، وذكر فيه ترجمة "يحيى بن إسماعيل" 4/ 2 /260. ففهم الحافظ من هذا أن من قال "إسميل" أخطأ، وأن صوابه "يحيى بن إسماعيل" قولأواحدم جزم به!، ولكن ترجمة "يحيى" في التاريخ الكبير، على الرغم مما وقع فيها من تحريف في مخطوطاته، تدل على أن في اسمه خلافاً بين الرواة، ولعل الحافظ ابن حجر وقعت له نسخة منه محرفة كهذا التحريف، فلم يدله ما فيها على الخلاف، فقلد البخاري تقليداً فقط. ونص الترجمة عند البخاري: "يحيى بن إسماعيل بن جرير, قال لنا أبو نعيم: نا عبد العزيز بن عمر عن يحيى بن إسماعيل بن جرير عن قزعة قال: قال ابن عمر: أودعك كما ودعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرسلني في حاجة فقال: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. ولم يذكر عن عبد العزيز بن يحيى، (وكتب هنا العلامة مصحح التاريخ بالهامش: كذا في الأصلين]. وقال أبو نعيم عن سفيان عن أبي سنان عن غالب وأبي قزعة (كذا!!): أنه شيعهما". فهذا البخاري روى الحديث عن أبي نعيم، شيخ الإِمام أحمد، بالإسناد الذي سيأتي 6199، وأشار إلى خلاف في "يحيى" لم يتبين لنا وجهه، بما وقع في الأصلين المخطوطين من تحريف، فجزم ابن حجر بأن الصواب "يحيى بن إسماعيل" لم يأت عليه =

وأرسلني في حاجة له، فأَخذ بيدي فقال: "أَسْتودِعُ الله دِينَك وأَمانَتَك وخواتيم عملك".

_ = بدليل، بل أخذه عن نص محرف، وعن استنباط ينقصه الاستقراء. وأنا أرجح أن الصواب الإسناد الذي هنا، وهو " عبد العزيزعن إسماعيل بن جرير عن قزعة", لأن الذي بين يدينا من روايات هذا الإسناد، أنه رواه أحمد فيما مضى 4781 عن وكيع عن عبد العزيز عن قزعة، فلم يذكر "إسماعيل" ولا "يحيى" ورواه أحمد والبخاري عن أبي نعيم عن عبد العزيز "عن يحيى بن إسماعيل عن قزعة"، ولم أجد متابعاً لوكيع ولا لأبي نعيم، في حذف الواسطة بين عبد العزيز وقزعة، ولا في تسمية الواسطة" يحيى بن إسماعيل"، أما إثبات الواسطة، وأنه "إسماعيل بن جر" فقد رواه أحمد هنا- كما ترى- عن مروان بن معاوية الفزاري، وتابعه عليه "عبد الله بن داود الخريبي" الثقة الصدوق المأمون كما وصفه ابن معين، فرواه "عن عبد العزيز بن عمر عن إسميل بن جرير عن قزعة"، وروايته عند أبي داود في السنن 2: 339، رواها عن مسدد عن عبد الله بن داود، وكذلك هي عند الحاكم في المستدرك 2: 97 من طريق مسدد عن عبد الله بن داود. فهذان راويان ثقتان: مروان بن معاوية الفزاري وعبد الله بن داود الخريبي، اتفقا على اسم الشيخ، وخالفهما ثقة ثالث، هو أبو نعيم، فنحن نرجح رواية اثنين على رواية الواحد، وما ندري ممن الوهم، لعله من أبي نعيم، ولكن الظن أنه من عبد العزيز بن عمر نفسه. وأيَا ما كان فالحديث صحيح في ذاته، فقد مضى من وجه آخر صحيح 4524 من رواية حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه. وأيضما فقد رواه الحاكم في المستدرك 1: 442 و 2: 97 من رواية حنظلة بن أبي سفيان أيضَا أنه سمع القاسم بن محمد يقول: كنت عند ابن عمر، فجاءه رجل فقال: أردت سفر، "فذكر الحديث. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في الموضعين. فقد سمعه حنظلة من سالم ومن القاسم بن محمد، كلاهما عن ابن عمر.

4958 - حدثنا عَبْدَة بن سليمان أبو محمد الكلابي حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم -وقف على قَليبَ بدر، فقال: "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ "، ثم قال: "إِنهم ليسَمعون ما أَقول"، فذُكر ذلك لعائشة فقالت: وَهلَ، يعني ابن عمر، إنما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم "إنهم الآن ليعلمون أَن الذي كنَتُ اقول لهم لَهو الحق". 4959 - حدثنا عَبْدَة حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أَنه قال: "إن الميت لَيعَذب ببكِاء اهله عليه"، فذكر ذلك لعائشة، فقالت: وَهلَ، يعني ابن عمر، إنما مرّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على قبر فقال:"إن صاحب هذَا ليعذب، وأهله يبكون عليه"، ثم قرأتْ هذه الآية {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. 4960 - حدثنا عَبْدَة حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا قَفَل من الجيوش والسرايا أَو الحج والعمرة، فإذا اوْفَى على أرْبية كبر ثلاثاً، ثم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدَ، وهو على كل شِيء قدير، آيبون تائبون، عابدوِن ساجدون، لربنا حامدون، صدَق وعدَه، ونصر عبده، وهزَم الأحزابَ وحده".

_ (4958) إسناده صحيح، وهو مختصر 4864. وسبق تحقيقه وتخريجه هناك. (4959) إسناده صحيح، وهو مختصر 4865. وقد فصلنا القول فيه هناك. (4960) إسناده صحيح، وهو مكرر 4717. قوله "أربية" كذا في ح م، وفي ك "رابية"، وهي واضحة، الرابية: كل ما ارتفع من الأرض، وفيها لغات كثيرة، لكن لم يذكروا منها "الأربية"، وهي بضم الهمزة وسكون الراء وتشديد الياء، وفسرت بأنها ما بين أعلى الفخذ وأسفل البطن، فهي من العلو والارتفاع أيضاً، فالظاهر أنها لغة في الرابية، لم يذكروها، وأصل المادة واحد. عبيد الله في هذا الإسناد: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر.

4961 - حدثنا عَبْدَة حدثنا محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزُّبَير عن عُبيد الله بن عبد الله بن عمرعن اِبن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -يسأَل عن الماء يكون بأرض الفَلاة وما ينوبه من الدوابّ والسباع؟، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كان الماء قَدْرَقُلتَين لم يَحْمل الخَبَثَ". 4962 - حدثنا عَبْدَة بن سليمان حدثنا عُبيد الله حدثني من سمع ابن سُرَاقَة يَذكر عن ابن عمر قال: ما رأيت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يصلي قبل الصلاة ولا بعدها في السفر. 4963 - حدثنا عَبْدَة حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - وأَبا بكر وعمركانوا يبدؤون بالصلاة قبل الخطبة في العيد. 4964 - حدثنا يحيى بن يَمَان عن سفيان عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -طاف طوافاً واحدا ً لإقرانه، لم يَحِل بينهما، واشترى هَدْيَه من الطريق من قُديد.

_ (4961) إسناده صحيح، وهو مكرر 4803. وقد مضى بهذا الإسناد أيضاً 4605. وعُبيد الله في هذا الإسناد: هو ابن عبد الله بن عمر، شقيق سالم بن عبد الله. (4962) إسناده ضعيف، لإبهام الشيخ الذي سمعه منه عُبيد الله بن عمر بن حفص. ولكن قد مضى بإسناد صحيح متصل 4675 عن ابن أبي ذئب" حدثني عثمان بن سراقة سمعت ابن عمر يقول". فلعل عُبيد الله سمعه من ابن أبي ذئب. وانظر 4761. (4963) إسناده صحيح، وهو مكرر 4602 بهذا الإسناد. (4964) إسناده صحيح، يحيى بن يمان: سبق توثيقه 2403. وفي التهذيب أنه "ضعفه أحمد، وقال: حدث عن الثوري بعجائب"، وعن وكيع: "هذه الأحاديث التي يحدث بها يحيى ابن يمان ليست من أحاديث الثوري". وهذا من حديثه عن الثوري، والظاهر أن أحمد تخير من حديثه عن الثوري ما عرف أنه لم يخطئ فيه. والحديث مضى معناه مطولاً 4595 عن سفيان بن عينية عن أيوب بن موسى عن نافع.

4965 - حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز، ومَخْلَد بن يزيد أَخبرنا سعيد، المِعنى، عن سليمان بن موسى عن نافع مولِى ابن عمر: سمع ابن عمر صوت زَمارة راع، فوضع إصبعيه في أذنيه، وعدل راحلتَه عن الطريق، وهو يقول: يا نافع، اتسمع؟، فأَقول: نعم، قال: فيمضي، حتى قلت: ِ لا، قال: فِوضع يديه، وأعاد الراحلة إلى الطريق، وقال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وسمِع صوت زَمّارة راع فصنَع مثل هذا. 4966 - حدثنا الوليد، يعني ابن مسلم، حدثنا الأوزاعي حدثني المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب: أن ابن عباس كان يتوضأ مرةً مرة، ويسند ذلك إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وأن ابن عمر كان يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، ويسند ذلك إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 4967 - حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرزاق بن عمر الثقَفِيّ

_ (4965) إسناده صحيح، مخلد بن يزيد الحراني الجزري: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد: "لا بأس به، وكان يهم"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/437 - 438 فلم يذكر فيه جرحاً، وقد مضى الحديث بهذا الإسناد 4535 ولكن عن الوليد ابن مسلم وحده. (4966) إسناده صحيح، وهو مكرر 4818. وقد مضى أيضاً بهذا الإسناد 4534. (4967) إسناده ضعيف، عبد الرزاق بن عمر الثقفي الدمشقي: قال البخاري في التاريخ الصغير 194: "قال يحيى: ليس بشيء"، وقال النسائي في الضعفاء20: "متروك الحديث"، وفي التهذيب عن البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن معين: "كذاب". والحديث في مجمع الزوائد، وأشار إليه الحافظ في الفتح 2: 276 قال: "أما حديث ابن عمر ففي رواية النسائي: خرج رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في يوم عيد، فصلى بغير أذان ولا إقامة، الحديث" ولم أجده في سنن النسائي، ولعله في السنن الكبير، وعلى كل فإن كان فيه فليس من هذه الطريق, لأن عبد الرزاق الثقفي ليس له في الكتب الستة شيء، بل ذُكرفي التهذيب تمييزاً عن آخر يشبه اسمهُ اسمَه، وإنما أرجح أن يكون بالإسناد الذي بعد هذا. ومعنى الحديث صحيح ثابت عن غير ابن عمر، فقد مضى بمعناه في مسند ابن عباس

أنه سمع ابن شهاب يخبر عن سالم عن أبيه قال: شهدتُ العيد مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فصلى بلا أذان ولا إقامة، ثم شهدت العيد مع أبي بكر، فصلى بلا أذان ولا إقامة، قال: ثم شهدت العيد مع عمر، فصلى بلا أَذان ولا إقامة، ثم شهدت العيد مع عثمان، فصلى بلا أذان ولا إقامة. 4968 - حدثنا الوليد حدثنا ابن ثَوْبان أَنه سمع النعمان بن راشد الجزري يخبر أنَه سمع ابن شهاب الزُّهْرِيّ يخبر عن سالم بن عبد الله يخبر عن أبيه عبد الله بن عمر، مثلَ هذا الحديث، أو نحوه. 4969 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن مُشْعب بن سعد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقبل صدقةٌ من غُلول، ولا صلاةٌ بغيرطُهور".

_ = 2004، 2171، 2173، 2754، ومضى بمعناه أيضاً من حديث جابر في مسند ابن عباس 2172، وانظر المنتقى 1664 - 1666. (4968) إسناده حسن، ابن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، سبق في 3281: أنه ثقة تغير في آخر عمره. النعمان بن راشد الجزري الرقي: اختلفوا فيه كثيراً، فضعفه يحيى القطان جداً، وقال أحمد: "مضطرب الحديث، روى أحاديث مناكير"، وقال البخاري في التاريخ الصغير 166: في بعض حديثه وهم، وهو في الأصل صدوق"، وقال في الكبير 2/ 4/ 80: (في حديثه وهم كثير، وهو صدوق في الأيلي، وقال في الضعفاء 35: "في حديثه وهم كثير"، وقال النسائي في الضعفاء: "كثير الغلط"، وقال ابن أبي حاتم: "أدخله البخاري في الضعفاء، فسمعت أبي يقول: يحول منه"، وضعفه ابن معين مرة ووثقه أخرى، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له مسلم في صحيحه، فمثل هذا نرى أن يكون حديثه حسنا ما لم يثبت خطؤه فيه، وهذا الإسناد هو الذي أرجح أنه رواه النسائي من طريقه؛ لأن النعمان بن راشد روى له أيضاً أصحاب السنن. والحديث مكرر ما قبله. (4969) إسناده صحيح، وهو مختصر 4700.

4970 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن إبراهيم بن مُهاجر عن أَبي الشَّعْثاء قال: أَتينا ابنَ عمر في اليوم الأَوسط في أَيام التشريق، قال: فأُتي بطعام فدنا القوم، وتنَحّى ابنٌ له، قال: فقال له: ادْن فاطْعَمْ، قال: فقال: إني صائم، قال: فقال: أَما علمتَ أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنها أيام طُعْمٍ وذِكْرٍ". 4971 - حدثنا محمد بن بشْر حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: ومن صلى من أول اللَيل فليجعل آخر صلاته وتراً، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يأمر بذلك. 4972 - حدثنا محمد بن بشْر حدثنا عُبيد الله حدثني أبو بكير بن سالم عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أريتُ في النوم أَنى انزع بدلْو بَكَرةٍ على قَلِيب، فجاء أبو بكر، فنزع ذَنوبا أو ذَنوبين، ونزع نزعا ضعيفَاً، والله يغفر له، ثمِ جاء عمر بن الخطاب فاستِقى فاستحالتْ غَرْباً فلم أَرَ عبقرياً من الناس يفري فَريه، حتى رَوى الناس وضربوا بعَطَنٍ".َ

_ (4970) إسناده صحيح، حسين بن علي: هو الجعفي، سبق في 1284، إبراهيم بن مهاجر بن جابر: سبق في 1654. والحديث في مجمع الزوائد 3: 202 - 203 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وانظر 1456، 01500 الطعم، بضم الطاء وسكون العين: الأكل. (4971) إسناده صحيح، وهو في معنى 4710. (4972) إسناده صحيح، أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر: سبق توثيقه 4742، وليس له في الصحيحين غير هذا الحديث، رواه البخاري 7: 36 ومسلم 2: 233 من طريق محمد بن بشر بهذا الإسناد، وقد مضى بنحوه من طريق موسى بن عقبة عن سالم 4814.

4973 - حدثنا محمد بن بشر عن عُبيد الله عن عمر بن نافع عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: َ نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن القَزَع، قال عُبيد الله: والقزع: الترقيع في الرأس. 4974 - حدثنا عثمان حدثنا عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن القَزَع. 4975 - حدثنا (إسحق بن سليمان) سمعت خنظَلة بن أبي سفيان الجُمَحي سمعت سالم بن عبد الله يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لأنْ يمتلئ جوفُ أَحدكم قَيحاً خير له من أَن يمتلئَ شِعْراً".

_ = (4973) إسناده صحيح، وهو مكرر 4473، ولكن تفسير القزع هنا نص على أنه من كلام عُبيد الله، كإحدى روايات مسلم التي أشرنا إليها هناك. (4974) إسناده صحيح، عثمان: هو ابن عثمان الغطفاني. والحديث مختصر 4473 بهذا الإسناد، إلا أنه حذف هنا تفسير القزع. وهو أيضاً مختصر الحديث السابق. (4975) إسناده صحيح، إسحق بن سليمان: سبق توثيقه في 452، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 391، وفي ح "حدثنا سليمان"، بحذف "إسحق بن" وهو خطأ. صححناه من ك م، والحديث رواه البخاري 10: 453 عن عُبيد الله بن موسى عن حنظلة بهذا الإسناد، وهو من أفراده عن مسلم، كما نص عليه الحافظ في الفتح في آخر كتاب الأدب 10: 507، ولم أجده في غير البخاري من الكتب الستة وأشار إليه الترمذي 4: 34 بقوله "وفي الباب"، وقد سبق معناه من حديث سعد بن أبي وقاص 1506، 1507، 1535، 1569، ونقل الحافظ في الفتح 10: 454 عن أبي عبيد في تفسير هذا الحديث قال: "وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه، فأما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه فليس جوفه ممتلئاً من الشعر".

4976 - حدثنا إسحق بنِ سليمان أخبرنا عبد العزيز بن أَبي رَوّاد عن نافع عن ابن عمر: أَن فصَّ خاتِم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان في باطن كفه. 4977 - حدثنا إسحق بن سليمان سمعت حنظَلة بن أبي سفيان سمعت سالما يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "رأيت عند الكعبة، بما يلي وجهها، رجلاً آدَم سَبْط الرأس، واضعاً يده على رَجُلَين، يَسْكُب رأسه"، أو "يَقْطُر رأسه، فقلت: من هذا؟، قالوا: عيسى ابن مريمِ"، أو "المسيِح ابن مريم، ورأيت وراءَه رجلاً أَحمر أَعور عينِ اليمنى، جَعْد الرأس، أَشْبه من رأيت به ابن قَطن؟ فقلت: من هذا؟، قالوا: المسيح الد جال". 4978 - حدثنا إسحق بن سليمان وعبد الله بن الحرث، قالا حدثنا حنظَلة سمعت سالماً يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: إن عمرِ ابن الخطاب أتى النبي -صلي الله عليه وسلم - بحلة إستبرق، فقال: يا رسول الله، لو اشتريت هذه تلبسها إذا قدم عليك وفَود الناس؟، فقال: "إنما يلبس هذا من لا خَلاق له"، ثم أتى النبي -صلي الله عليه وسلم - بحلل ثلاث، فبعث إلى عمر/ بحُلة، وإلى40/ 2 علي بحلة، وإلى أسامة بن زيد بحلة، فأتى عمرُ بحلته النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، بعثتَ إلى بهذه، وقد سمعتُك قلتَ فيها ما قلت؟، قال: "إنما بعثتُ بها إليك لتَبيعها أر تُشَقِّقها لأهلك خُمُراً"، قال إسحق في حديثه: وأتاه أسامة وعليه الحلة، فقال: "إني لم أَبعث بها إليك لتلبَسها، إنما بعثت بها إليك لتبيعها"، ما أدري أقال لأسامة: "تشققها خمُراً أم لا، قال عبد الله ابن الحرث في حديثه: أَنه سمع سالم بن عبد الله يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: وجد عمر، فذكر معناه.

_ (4976) إسناده صحيح، وهو مكرر 4907. (4977) إسناده صحيح، وهو مكرر 4743. وانظر 4804، 4879، 4948. (4978) إسناده صحيح، وهو مطول 4713. وانظر 4767.

4979 - حدثنا عبد الله بن الحرث حدثني حنظَلة عن نافع عن ابن عمر قال: وأتاه أسامة وقد لبسها، فنظر إليه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: أنت كسوتني، قال: "شقِّقها بين نسائك خمُراً، أَو اقضِ بها حاجتَك". 4980 - حدثنا إسحق بن سليمان سمعت حنظَلة سمعت سالماً يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يشير إلى المشرق، أو قال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يشير إلى المشرق، يقول: "ها، إن الفتنة ها هنا، ها، إن الفتنة ها هنا، ها، إن الفتنة ها هنا، من حيث يُطْلع الشيطان قَرْنيه". 4981 - حدثنا هشام بن سعد حدثنا معاوية بن سَلام سمعت

_ (4979) إسناده صحيح، وهو مكررما قبله، لكنه لم يسق لفظه بتمامه، فهو تابع له. (4980) إسناده صحيح، وهو مكرر 4802 بمعناه. (4981) إسناده صحيح، هشام بن سعد: هو الطالقاني البزاز، نزيل بغداد، ثقة، وثقه أحمد وابن سعد وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 196. واسم أبيه في التهذيب والتقريب والخلاصة "سعيد". ولكن ثبت في الأصول الثلاثة هنا "سعد" بحذف الياء، فاثبتنا ما فيها، ترجيحاً بأن في بعض النسخ المخطوطة من التاريخ الكبير "سعد" كما ذكر ذلك مصححه في تعليقه عليه، وكذلك ثبت في بعض النسخ المخطوطة من مناقب أحمد لابن الجوزي، كما أثبته مصححه بهامشه ص 52، وثبت في طبقات ابن سعد 7/ 2/ 86 وتاريخ بغداد للخطيب 14: 46"سعيد" بالياء، ولم نستطع اعتمادهما في الترجيح خشية أن لا يكون في تصحيحهما دقة بإثبات اختلاف النسخ، خصوصا في اسم قريبِ الاشتباه مثل هذا، معاوية بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وزعم العجلي أن يحيى بن أبي كثير دفع إليه كتاباً ولم يقزأه ولم يسمعه!، وهو زعم باطل, فقد صرح هنا بالسماع من يحيى، والثقة إذا صرح بالسماع لم يرده مثل هذا الكلام، ولذلك حين ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/235 جزم بأنه "سمع يحيى بن أبي كثير". والحديث مختصر 4815، 4866.

يحيى بن أبي كَثِير يخبر أن أبا سَلَمة أخبره عن عبد الله بن عمر أَنه سمعه يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "الشهر تسع وعشرون". 4982 - حدثنا أَبو أَحمد الزُّبيري حدثنا سفيان عن منصور عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت مع ابن عمر، فكان يصلي على راحلته ها هنا وههنا، فقلت له؟، فقال: هكذا رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يفعل. 4983 - حدثنا زيد بن الحُبَاب عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رَمَل ثلاثاً من الحَجَر إلى الحَجَر، ومشى أربعاً. ْ-4984 حدثنا زيد بن الحُبَاب حدثني أسامة بن زيد حدثني نافع

_ (4982) إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر. عبد الرحمن بن سعد: هو مولى عبد الله بن عمر، وهو ثقة، وثقه النسائي, وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث مضى معناه مراراً، آخرها، 4956. وقول عبد الرحمن بن سعد "فقلت له" يريد فسألته عن ذلك، وسيأتي من هذا الوجه أيضاً مفصلاً 5047، 5048. (4983) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. والحديث مكرر 4844. وانظر المنتقى 2525. (4984) إسناده صحيح، أسامة بن زيد: هو الليثي. والحديث نقله ابن كثير في التاريخ 4: 47 - 48 وقال:"وهذا على شرط مسلم". ثم نقله عن ابن ماجة من طريق ابن وهب عن أسامة بن زيد الليثي. ورواية ابن ماجة في السنن 1: 248 وفي آخرها زيادة النهي عن البكاء، يقول رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ولا يبكين على هالك بعد اليوم". وسيأتي بهذه الزيادة 5563 عن صفوان بن عيسى، و5666 عن عثمان بن عمر، كلاهما عن أسامة بن زيد. وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 10 عن عثمان بن عمر وعُبيد الله بن موسى وروح بن عبادة، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، ورواه الحاكم في المستدرك 3: 197 من طريق الحسن بن علي بن عفان عن أسامة بن زيد، واختصره الحاكم من آخره، فلم يسقه بتمامه. وروى أيضاً نحوه كاملا 1: 381 من طريق عثمان بن عمر =

عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لما رجع من أُحُد، فجعلتْ نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن، قال: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ولكنْ حمزة لا بَوَاكِيَ له"، قال: ثم نام، فاستنبه وهن يبكين، قال: "فهن اليوم إذا يبكين يندبن بحمزة". 4985 - حدثنا عتاب حدثنا عبد الله، وعلي بن إسحق قال: أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عِن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا أراد الله بقوم عذاب أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم"، وقال على في حديثه: قال حدثني حمزة بن عبد الله ابن عمر: أَنه سمع ابن عمر يقوله. 4986 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقَفيّ عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: ما أتيت علي الركن، منذ رأَيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمسحه، في شدة ولا رخاء، إلا مَسَحته. 4987 - حدثنا عبد الأعلي بن عبد الأعلى عن خالد عن عبد الله

_ = عن أسامة بن زيد عن الزهري عن أنس بن مالك، وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وهو أشهر حديث بالمدينة، فإن نساء المدينة لا يندبن موتاهن حتى يندبن حمزة، إلى يومنا هذا"، ووافقه الذهبي. (4985) إسناده صحيح، عتاب: هو ابن زياد الخراساني المروزي، شيخ أحمد، سبق توثيقه 1423، 2620، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 13 وقال: "كتب عنه أبي بالري وروى عنه"، وقال: "سئل أبي عنه؟، فقال: ثقة". عبد الله: هو ابن المبارك. والحديث رواه البخاري 13: 50 - 51 من طريق ابن المبارك، ومسلم 2: 360 من طريق ابن وهب، كلاهما عن يونس عن الزهري. (4986) إسناده صحيح، وهو مختصر 4888. (4987) إسناده صحيح، خالد: هو الحذاء. والحديث مكرر 4878 بمعناه.

ابن شَقيق عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "صلاة الليل مثنَى مثنى، فإذا خشيتً الفجر فأوتر بواحده". 4988 - حدثنا الضحاك بن مَخْلَد أبو عاصم عن ابن جُرَيج أخبرني ابن شِهاب عن حديث سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال: رأيت الناس في عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يضربون إذا ابتاعوا الطعام جزافاً، أن يبيعوه حتى يؤوه إلى رحالهم. 4989 - حدثنا حماد بن خالد عن ابن أبي ذئب، ويزيد قال انبأَنا ابن أبي ذئب، عن الحرث عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: إنْ كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لَيأمرنا بالتخفيف، وإنْ كان ليَؤمُّنَا بالصافات، قال يزيد: في الصبح. 4990 - حدثنا عبد الواحد، يعني الحداد، حدثنا هَمّام عن قَتادة عن أبي الصدِّيق الناجي عن ابن عمر أَن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا وضعتم موتاكم في القبور فقولوا: بسم الله، وعلى مِلة/ رسول الله", - صلى الله عليه وسلم -". 4991 - حدثنا يزيد أخبرنا يحيى عن محمد بن يحيى أن عمه واسِعَ بن حبان أخبره أنَّه سمع ابن عمر قال: لقد ظَهَرْت ذات يوم على ظَهْر بيتنا، فرأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قاعداً على لَبِنَتين، مستقبلاً بيتَ المقدس.

_ (4988) إسناده صحيح، وهو مكرر 4517. ومضى نحو معناه أيضاً 4639، 4716. (4989) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. والحديث مكرر 4796. (4990) إسناده صحيح، وهو مكرر 4812. (4991) إسناده صحيح،-يزيد: هو ابن هرون. يحيى: هو ابن سعيد إلاَّ نصاري. محمد بن يحيى: هو محمد بن يحيى بن حبان. والحديث مكرر 4617.

4992 - حدثنا يزيد أخبرنا هشام عن محمد عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "صلاةُ المغرب وِتْر النهار، فأوتِروا صلاةَ الليل". 4993 - حدثنا يزيد عن حَجاج عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن عبد الله بن الِمقْدَام قال: رأيتُ ابن عمر يمشىِ بين الصفا والمروة، فقلت له: أبا عبد الرحمن، ما لك لا ترمُل؟، فقال: قد رمَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتَرك. 4994 - حدثنا يزيد أخبرنا حسين بن ذَكْوان عن عمرو بن شعيب حدثني سليمان مولى ميمونة سمعت عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تصلوا صلاةً في يوم مرتين". 4995 - حدثنا يزيد أخبرنا عبد الخالق بن سَلَمة الشَّيْباني سمعت

_ (4992) إسناده صحيح، وهو مكرر 4847 بهذا الإسناد. وانظر 4987. (4993) إسناده حسن، على الأقل. عبد الملك بن المغيرة الطائفي: ذكره ابن حبان في الثقات. عبد الله بن المقدام بن ورد: ترجم في التعجيل 237 وقال:"ليس بالمشهور"، ولم أجد عنه شيئاً غير هذا، وهو تابعي لقى ابن عمر وسأله، لم أعرف حاله، فهو على الستر حتى يتبين أمره، ثم لم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. وسياتي الحديث نفسه أيضاً 5006 عن أبي معاوية عن حجاج بن أرطاة بهذا الإسناد. ولم ينفرد عبد الملك بن المغيرة ولا عبد الله بن المقدام برواية هذا المعنى عن ابن عمر، فقد رواه بمعناه أحمد فيما يأتي 5257،5143 ,5265, 6013 من طريق عطاء بن السائب عن كثير بن جمهان عن ابن عمر. وكذلك رواه اْبو داود 2: 122 والترمذي 2: 94 من طريق عطاء بن السائب، ونسبه المنذري 1824 أيضاً للنسائي وابن ماجة. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح. وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عمر نحو هذا". ورواية سعيد ابن جبير ستاتي كذلك في المسند 6393. (4994) إنشاد صحيع، وهو مختصر 4689. (4995) إسناد صحيح، وهو مختصر 4629. وانظر 4915، 8038. قوله "قدم وفد عبد =

سعيد بن المسيّب سمعت عبد الله بن عِمر يقول: كنت عند منبر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قَدِم وقد عبد القيس مع الأشَجّ، فسألوا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الأشربة؟، فنهاهم عن الحنتَم والدباء والنَّقير. 4996 - حدثنا يزيد أخبرنا حُميَد عن بكر قال: ذكرتُ لابن عمر أَن أنَساً حدثنا: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -أهلَّ بعمرة وحج؟، فقال: وَهلَ أنسٌ، إِنما أهل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - واهللنا معه، فلما قدم قال: "من لم يكَن معه هدْيٌ فليجعلها عمرةً))، وكان مع النبي -صلي الله عليه وسلم - هَدْي، فلم يَحِل. 4997 - حدثنا أبو معاوية حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: أَربعاً تلقفتهن من رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمةَ لك والملكَ، لا شريك لك". 4998 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حَجَّاج عن عَطِية العَوْفي عن ابن

_ القيس" هكذا في الأ صول، وكتب عليه في م علامة "صح" دلالة على أنه لم يسقط قبله شيء، وأنه على حذف شيء معلوم. (4996) إسناده صحيح، حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. بكر: هو ابن عبد الله المزني. والحديث رواه مسلم ا:353 بنحوه أطول منه، من طريق هُشيم عن حميد "عن بكر عن أنس قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يلبي بالحج والعمرة جميعاً، قال بكر: فحدثت بذلك ابن عمر، فقال: لبى بالحج وحده، فلقيت أنساً فحدثته بقول ابن عمر؟، فقال أنس: ما تعدوننا إلا صبياناً؟!، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: لبيك عمرة وحجاً". ثم رواه بنحوه أيضاً من طريق يزيد بن زريع عن حبيب بن الشهيد عن بكر. والظاهر أن ابن عمر هو الذي وهم، ولذلك اختلفت الروايات عنه في أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أفرد بالحج أوقرن أو تمتع، انظر الفتح 3: 341. وانظر 4595، 4822، 4964. (4997) إسناده صحيح، وهو مكرر 4896. (4998) إسناده ضعيف، لضعف عطية العوفي. وقد مضى معنى الحديث مراراً بأسانيد صحاح آحرها 4943.

عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن تُباع الثمرةُ حتي يبدوَ صلاحها، قال: قالوا: يا رسول الله، ما صلاحُها؟، قال: "إذا ذهبت عاهتها وخَلَص طّيُبها". 4999 - حدثنا أبو معاوية حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أَسهم للرجل وفرسِه ثلاثة أسهم، سهماً له، وسهمين لفرسه. 5000 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعْمَش عن مجاهد عن عبد الله ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إني لأعرف شجرةً بركتُها كالرجل المسلم: النخلة". 5001 - حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبد الملك، يعني ابن أَبي سليمان، عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر: يصلي حَيثُما توجهت به راحلتُه، وقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يفعل ذلك، ويتأَوَّل عليه {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}. 5002 - حدثنا أبو معاوية حدثنا ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: أخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بثوبي، أو ببعض جسدي، وقال: "عبدَ الله، كن كأنك غريب أو عابر سبيل، وعدَّ نفسَك من أهل القبور". 5003 - حدثنا أبو معاوية حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر

_ (4999) إسناده صحيح، وهو مختصر 4448. (5000) إسناده صحيح، وهو مختصر 4599، 4859. (5001) إسناده صحيح، وهو مكرر 4714. وانظر 4982. (5002) إسناده صحيح، وهو مكرر 4764. "عبد الله" بحذف "يا"، وهي ثابتة في نسخة بهامش م، وأثبتت في ك بين السطور تصحيحاً. (5003) إسناده صحيح، وهو مختصر 4899.

قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يلبس الُمحْرِم الُبرْنُس, ولا القَميص، ولا العمامة، ولا السراويل، ولا الخفين، إلا أَن يَضطر، يَقْطعه من عَند الكعبين، ولا يلبس ثوباً مَسه الوَرْس ولا الزعْفران، إلا أن يكون غَسيلاً". 5004 - حدثنا أبو معاوية عن مالك، يعني ابن مغْوَل، في نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سئل عن الضبّ؟، فقالَ: "لا آكله ولا أنهى عنه". 5005 - حدثنا أبو معاوية عن مالك، يعني ابن مغْوَل، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أَتَى الجمعة فليغتسَل". 5006 - حدثنا أبو معاوية حدثنا/ حَجَّاج عن عبد الملِك بن المغيرة الطائفي عنِ عبد الله بن مقْدَام بن وَرْد قال: رأيت ابن عمر طاف بين الصفا والمروة فلم يرْمل، فقلتَ: لِم تفعل هذا؟، قال: فقال: نعم، كلاً قد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فعل، رَمَلَ وتَرك. 5007 - حدثنا يحيى بن عبد الملِك بن أبي غَنية أنبأنا أبو حيان

_ (5004) إسناده صحيح، وهو مكرر 4882. (5005) إسناده صحيح، وهو مختصر 4942. (5006) إسناده حسن، على الأقل وهو مكرر 4993، وتكلمنا عليه هناك. (5007) إسناده ضعيف، يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية: سبق توثيقه في 706 ونزيد هنا أن أحمد قال: "كان شيخاً ثقة، له هيبة، رجلاً صالحاً"، ووثقه غيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 291. أبو حيان: هو التيمي الكوفي، واسمه يحيى بن سعيد بن حيان، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وكان الثوري يعظمه ويوثقه، وقال النسائي: "ثقة ثبت"، وقال العجلي:" ثقة صالح مبرز، صاحب سنة"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/276. "حيان" بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المثناة التحتية وآخره نون، وهذا هو الثابت في م "أبو حيان" مصححاً، وفي ح "أبو حباب"، وفي ك "أبو =

عن شَهْر بن حَوْشَب عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لئن تركتم الجهاد، وأَخذتم بأذناب البقر، وتبايعتم بالعينَة، ليلْزِمنكم الله مذلةً في رقابكم، لا تنفَكّ عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجَعوا على ما كنتم عليه". 5008 - حدثنا عمر بن عبَيد الطنافسي عن أبي إسحق، يعني السَّبِيعي، عن ابن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - على المنبر يقول: "من أتى الجمعة فليغتسل". 5009 - حدثنا يزيد أخبرنا عبد الملك سمعت سعيد بن جُبَير قال: سألت ابن عمر، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، المتلاعنَين يفرق بينهما؟، قال: سبحان الله!، نعم، إن أول من سأَل عن ذلك فَلان، قال: يا رسول الله،

_ جناب، أما أبو حباب، بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وآخره باء موحدة أيضاً، فهو سعيد بن يسار، وهو تابعي قديم ما أظن أن ابن غنية أدركه، فبين وفاتيهما نحو 70 سنة، سعيد بن يسار مات سنة 117، وابن أبي غنية مات سنة 187 أو 188، ثم قد نص في التهذيب أن أبا حيان التيمي من شيوخ ابن أبي غنية. وأما أبو جناب، بالجيم والنون وآخره موحدة، فهو يحيى بن أبي حية، وقد سبق تضعيفه في 1136، ولم يُذكر في شيوخ ابن أبي غنية، فعن ذلك رجحنا إثبات ما في م، ثقةً بصحتها, لأن ناسخها كتبها أولاً "أبو حباب"، ثم صححت في القراءة والمقابلة تصحيحا واضخاً "أبو حيان". شهر بن حوشب: سبق توثيقه في 97، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 259 - 260 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 228 في مناسبة حديث آخر: "شهر ثقة، وفيه كلام لا يضر". والحديث مضى معناه بنحوه بإسناد آخر صحيح أيضاً4825. لكن الصواب أنه أبو جناب كما في ك. (5008) إسناده صحيح، وهو مكرر 4942، 5005. (5009) إسناده صحيح، وهو مكرر 4693. وانظر 4945، 4953. "لو أن أحدنا رأى امرأته", هذا هو الثابت في ح ك، وفي م "لو رأى أحدنا امرأته".

أَرأَيتَ لو أَن أَحدنا رأَى امرأتَه علي فاحشة، كيف يصنع؟، إن سكتَ سكتَ على أمر عظيم، وإن تكلم فمثل ذلك؟، فسكت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ولم يجبْه، فقام لحاجته، فلما كان بعد ذلك أتَى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال: إن الذي سأَلتك عنه قد ابتُليت به، قال: فأنزل الله تعالى هذه الآيات في سورة النور {والذِينَ يَرْمُونَ ازْواجَهم} حتى ختم الآيات، فدعا الرجل فتَلاهن عليه، وذكره بالله تعالى، وأخبره أَن عذاب الدنيا أَهونُ من عذاب الآخرة، فقال: والذي بعثك بالحق، ما كذبت عليها، ثم دعا المرأة، فوعظها وذكرها، وأخبرها بأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقالت: والذي بعثك بالحق، إنه لكاذب، فدعا الرجلَ، فشهد أربعَ شهاداتٍ بالله إنه لمن الصادقين، والخامسةَ أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم دعا بالمرأَة، فشهدتْ أَربع شهادات بالله إنه لمن الكاذَبين، والخامسةَ أَن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، ثم فرق بينهما. 5010 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن مسلم الخباط عن

_ (5010) إسناده صحيح، مسلم الخباط: هو مسلم بن أبيْ مسلم الخباط المكي، وهو تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/260 وقال: "سمع ابن عمر وأبا هريرة، ورأى سعد بن أبي وقاص". "الخباط" بالخاء المعجمة والباء الموحدة، كما في ح م وكما ضبطه الذهبي في المشتبه 176، وفي ك "الخياط" بالياء المثناة التحتية، وهو الذي في تاريخ البخاري والتعجيل، وبهامش م: "في مسلم هذا هذه الثلاث: الحناط، الخباط، الخياط، قاله عثمان الديمي"، وحكى الذهبي أنه يقال بهذه الثلاثة أيضاً، والثالثة "الحناط" بالحاء المهملة والنون. وهذا الحديث في حقيقته أربعة أحاديث: النهي عن تلقي الركبان، وقد مضى ضمن الحديث 4531، ومضى وحده 4738، والنهى عن بيع حاضر لباد، وقد رواه البخاري والنسائي، كما في المنتقى 2834، النهى عن الخطبة على خطبة أخيه، وقد مضى ضمن الحديث 4722، والنهى عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، وقد مضى منه النهي عن الصلاة بعد الصبح بإسنادين آخرين

ابن عمر قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أَن يُتَلَقى الرُّكْبان، أو يَبيع حاضرٌ لبادٍ، ولا يَخطُبْ أَحدُكم على خطْبة أَخيه حتى ينكِح أَو يَدَعَ، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس، ولابعد الصبح حتى ترتفع الشمس أو تُضْحِي. 5011 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أَبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كانت تحتي امرأة أحبها، وكان عمر يكرهها، فأمرني أَن أطلقها، فأبيت، فأتى، فأتى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقالِ: يا رسول الله، إن عند عبد الله بن عمر امرأةً كرهتها له فأمرته أَن يطلقَها. فأَبى، فقال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا عبد الله، طلق امرأَتَك"، فطلقتها. 5012 - حدثنا يزيد بن هرون قال أَخبرني ابن أَبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سُرَاقة، قال: كنا في سفر ومعنا ابن عمر، فسأَلته؟،

_ 4756، 4771، وأولهما ضعيف والثانى صحيح، وأما الإسناد الذي هنا فلم أجده في شيء من المراجع التي عندي، ولم أجد أحداً أشار إليه، فلعله خفى عليهم موضعه هذا من المسند. وقد مضى معناه من حديث عمر بن الخطاب 110، 118، 130، 270، 271، 355، 364. "تضحى": تدخل في وقت الضحى. (5011) إسناده صحيح، وهو مطول 4711 وأشرنا إلى هذا هناك. (5012) إسناده صحيح، وهو في الحقيقة حديثان: النافلة في السفر، وقد مضى نحوه 4675 من حديث ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، ومضى معناه بإسناد مبهم فيه 4962 من طريق عُبيد الله عمن سمع ابن سراقة، وقد مضى من وجه آخر صحيح 4761. وانظر 5634، والآخر النهي عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة، وقد مضى معناه مراراً، آخرها 4943، 4998، العاهة: قال ابن الأثير: "أي الآفة تعيبها فتفسدها، يقال: عاه القوم وأعوهوا، إذا أصابت ثمارهم وماشيتهم العاهة. وتفسير ابن عمر العاهة بأنها طلوع الثريا، يريد به وقت ذهاب العاهة عن الثمار عندهم، فهو تعريف بالوقت، لا تفسير للفظ.

فقال: رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُسبح في السفر قبل الصلاة ولا بعدها، قال: وسألتُ ابنَ عمر عن بيع الثمار؟، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الثمار حتى تَذْهَب العاهة، قلت: أَبا عبد الرحمن، وما تذهبُ العاهة؟، ما العاهة؟، قال: طلوع الثرَيّا. 5013 - حدثنا محمد بن جعفر وبَهْز قالا حدثنا شُعْبة عن جَبَلة سمعت ابن عمر يحدث قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحَنْتَمة، فقلت له: ما الحنتمة؟، قال: الجرَّة. 5014 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعْبة سمعت مُحارِب. ابن دِثَار سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن جر ثوبه من مَخيلَةٍ لم ينظر الله إِليه يوم القيامة". 5015 - حدثنا محمد بن جعفر والحَجًاج قالا حدثنا شعْبة عن مُحارب بن دِثَار سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدُّبًاء، والحنتَم، والمُزَفَّت، قال شُعْبة: سمعته غير مرة، قال حَجَّاج: وقال: أَشك في (النَقِير)، قال حَجَّاج في حديثه: مرَّاتٍ. 5016 - حدثنا محمدْ بن جعفر وحَجَّاج قالا حدثنا شُعْبة عن

_ (5013) إسناده صحيح، جبلة: هو ابن سحيم. والحديث مختصر 4995. وانظر 5015. (5014) إسناده صحيح، وهو مختصر 4884. وقد أشرنا إلى أرقام أحاديث ابن عمر في هذا المعنى في 4567.المخيلة، بفتح الميم وكسر الخاء: الخيلاء. (5015) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي شيخ أحمد. والحديث مطول 5013 ومختصر 4995. ورواه مسلم 2: 129من هذا الوجه، من طريق محارب بن دثار. (5016) إسناده صحيح، أبو التياح: هو يزيد بن حميد، سبق توثيقه 689، ونزيد هنا أنه ترجمه- البخاري في الكبير 4/ 2/ 326. والحديث مختصر 4878.

أَبي التَّياح عن أَبي مِجْلَز عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الوتر آخر ركعة من الليل". 5017 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن الأَسود بن قيس سمعت سعيد بن عَمرو بن سعيد يحدث أَنه سمع ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أَنه قال: "إنَّا أُمةٌ أُمِّية، لا نكتب ولا نَحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا"، وعَقَد الإبهام في الثالثة، "والشهر هكذا وهكذا وهكذا"، يعني تمامَ ثلاثين. 5018 - حدثنا محمد بن حعفر حدثنا شُعْبة عن الِمنْهال بن عمرو سمعت سعيد بن جُبَير قال: مررتُ مع ابن عمرعلى طريق من طرق المدينة، فإذا فتيةٌ قدْ نَصبوا دَجاجةً يرمونها, لهم كلُّ خاطئة، قال: فغضب، وقال. من فعل هذاْ؟، قال: فتفرقوا،- فقال ابن عمر: لَعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من يُمثلُ بالحيوان. 5019 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن زيد وأَبي بكر

_ (5017) إسناده صحيح، الأسود بن قيس العبدي: سبق توثيقه 921، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/448. سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي: تابعي ثقةْ، وثقة أبو حاتم وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، وقال الزبير بن بكار:. "كان من علماء قريش بالكوفة". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 456 - 457 وقال: "سمع عائشة وابن عمر". والحديث رواه مسلم 1: 298 - 299 من طريقْ محمد بن جعفر وابن المثنى وابن بشار عن شُعبة. والحديث مضى بعض معناه من وجه آخر 4981. وانظر 4866. (5018) إسناده صحيح، وقد مضي في مسند ابن عباس 3133 بهذا الإسناد، وفيه زيادة أن ابن عباس كانْ مع ابن عمر والمنهال. مختصراً من طريق المنهال أيضاً 4622. (5019) إسناده صحيح، زيد: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة،

ابني محمد أنهما سمعا نافعاً يحدث عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أَنه كان يقول: "لبيك اللهم، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمةَ لك، والملكَ لا شريك لك" 5020 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن واقد بن محمد ابن زيد أنه سمع نافغاً قال: رأى ابن عمر مسكيناً فجعل يدنيه ويضَع بين يديه، فجعل يأكل أكلاً كثيراً، فقال لي: لا تُدْخلَن هذا علي، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "إن الكافر يأكل في سبعة أَمعاء". ْ5021 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان عن

_ = وثقه أبو حاتم وأبو داود والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 469 - 370، وقال: "سمع أباه ونافعاً". أخوه أبو بكر: ترجم في التهذيب، وقصر الحافظ ابن حجر في الاختصار، ولعله سها، فلم يذكر الرواة عنه ولا توثيقه، وفي هامش الخلاصة 445 عن التهذيب للمزي ما نقص من الترجمة: "وعنه شُعبة وعطاف بن خالد المخزومي. قال أبو حاتم: ثقة لا بأس به"، وفي التقريب أيضاً: "ثقة"، وترجمه البخاري في الكنى رقم 60 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث مكرر 4997. (5020) إسناده صحيح، واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: هو أخو زيد وأبي بكر المترجمين في الحديث السابق، وهو ثقة. وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 173. والحديث رواة البخاري 9: 468 من طريق شُعبة من هذا الوجه مطولاً، وفي الفتح أنه رواه مسلم أيضاً وقد مضى مطولاً بنحوه 4718، ولكن لم تذكر قصة الرجل المسكين الأكول هناك. (5021) إسناده صحيح، سليمان: هو ابن مهران الأعمش. والحديث رواه مسلم 1: 129 من طريق أبي معاوية عن الأعمش. وقد مضى معناه من وجه آخر عن مجاهد 4933، وأشرنا إلى هذا هناك."يتخذنه دغلا": أي يخدعن به الناس وستخفين لعمل ما يردن، وأصل الدغل- بفتح الدال المهملة والغين المعجمة: الشجر الملتف الذي يكمن أهل الفساد فيه.

مجاهد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -أنه قال: "لا تمنعوا نساءَكم المساجدَ بالليل"، فقال سالم أو بعضُ بنيه: والله لا نَدعُهن يتخذْنَه دَغَلاً!!، قال: فلطم صدره وقال: أحدثك عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وتقول هذا؟!. 5022 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجَّاج قالا حدثنا شُعْبة سمعت سليمان الأعْمش، وقال حَحاج: عن الأعْمش، يحدث عن يحيى ابن وثَّاب عن شيخ من أَصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: وأُراه ابنَ عمر، قال حَجَّاج: قال شُعْبة: قال سليمان: وهو ابن عمر، يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أَنه قال: "المؤمن الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم أَعظمُ أَجرًا من الذي لا يُخالطهم ولا يصبر على أذاهم"، قال حَحاج: "خير من الذي لا يخالطهم". 5023 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبةَ عن سليمان عن ذَكوان عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناج اثنان دون واحد"، قال: فقلت لابن عمر: فإذا كانوا أَربعة؟، قال: فلا بأس به. 5024 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا سعيد عن قَتادة عن بكر ابن عبد الله عن ابن عمر أنه قال: تلبية رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمةَ لك، والملكَ لا شريك لك".

_ (5022) إسناده صحيح، ورواه البخاري في كتاب الأدب المفرد 58 عن آدم عن شُعبة، ورواه ابن ماجة 2: 256 من طريق إسحق بن يوسف عن الأعمش، ونسبه السيوطي في الجامع الصغير 9154 أيضاً للترمذي. (5023) إسناده صحيح، ذكوان: هو أبو صالح السمان. والحديث مكرر 4685 من هذا الوجه، ومختصر 4874 من وجه آخر. (5024) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. والحديث مكرر 5091.

5025 - حدثنا محمد بن جعفر وعبد الله بن بكر قالا حدثنا سعيد عن قَتادة عن يونس بن جُبَير: أنه سأَل ابن عمر عن رجل طلقْ امرأته وهي حائض؟، فقال: أَتعرف عبدَ الله بن عمر؟، فإنه طلق امراتَه حائضاً، فانطلق عمر إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فأَخبره بذلك، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مرْه فليراجعْها، ثم إِن بدا له طلاقها طلقها في قُبُل عدتها"، قال ابن بكر: "أو في قبل طهرها"، فقلت لابن عمر: أَيحْسب طلاقه ذلك طلاقاً؟، قال: نعم، أرأَيتَ إنْ عَجَزَ واسْتَحْمَقَ؟!. 5026 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن يَعْلَى بن حَكيم عن نافع عن ابن عمر أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لاآكله، ولا آمر به، ولا أنهى عنه". 5027 - حدِثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَر أخبرنا ابن شهاب، وعبد الأعلى عن معْمر عن الزهْرِيّ، عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: أسلم غيلان بن سَلَمة وتحتَه عشر نسوة، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خذْ منهن اربعاً".

_ (5025) إسناده صحيح، وهو مطول 4789 مختصر 4500.استحمق: قال ابن الأثير: (يقال: استحمق الرجل. إذا فعل فعل الحمقى، واستحمقته، وجدته أحمق، وهو لازم ومتعد، مثل: استنوق الجمل، ويروى استحمق، على ما لم بسم فاعله، والأول أولى، ليزاوج عجز". (5026) إسناده صحيح، وهو مختصر 5004. وهنا بهامش م ما نصه: "المراد به الثوم والبصل"، ونحو هذا بهامش ح عن بعض النسخ. وأنا أرى أن هذا خطأ، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم نهى عن الثوم والبصل أن يكلهما الآكل إلا أن يميتهما طبخا، ونهى أن يدخل آكلهما المسجد، وإنما ورد الحديث عنه في هذا في الضب، كما مضى مراراً من حديث ابن عمر 4497, 4562 ,4573 ,4619 ,4882 ,5004. (5027) إسناده صحيح، وهو مكرر 4609 ومختصر 4631.

5028 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَرأَخبرنا الزُّهْرِيّ عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون". 5029 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَرأخبرنا الزُّهْرِيّ عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إنما الناس كِإبل المائة، لا يوجد فيها راحلة". 5030 - حدثنا بَهْزِ ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شُعْبة، قال بَهْز: قال: حدثنا عقْبة بن حريث سمعت عبد الله بن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الجَرّ، وهِى الدُّبَّاء، والمزفت، وقال: "انتبذوا في الأسْقِية". 5031 - حدتئا بهْز حدثنا شُعْبة حدثنا عُقْبة بن حُريث سمعت عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من كان ملتمساً فليلتمسا في العَشْر، فإن عجز أَو ضَعف فلا يغْلَبْ على السبع البواقي". 5032 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعْبة أَخبرني عقبة سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى، فِإن خشيتَ الصبحَ فأَوتر بركعة"، قال: قلت: ما مثنى مثنى؟، قال: ركعتان ركعتان.

_ (5028) إسناده صحيح، وهو مكرر 4546. (5029) إسناده صحيح، وهو مكرر 4516. (5030) إسناده صحيح، عقبة بن حريث، بالتصغير، التغلبى: تابعي ثقة، وثقه ابن معين والنسائي. والحديث مضى نحوه بمعناه مرارم، آخرها 5015. (5031) إسناده صحيح، وهو مطول 4938. (5032) إسناده صحيح، وهو مطول 4987، وانظر 5016.

5033 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن الحَكَم قال: رأيت طاوساً حين يفتتح الصلاة يرفع يديه، وحين يركع، وحين يرفع رأسه من الركوع، فحدثني رجل من أصحابه أَنه يحدثه عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. 5034 - حدثناه أبو النضْر، بمعناه. 5035 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمريحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -أَنه قال: "إذا قال الرجل للرجَل: يا كافر، فقد باءَ به أحدهما، إِن كما أَن كما قال، وإلاَّ رجعت على الآخر". 5036 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر قال: كان رجل من قريش يغْبَن في البيع، فذكر ذَلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي -صلي الله عليه وسلم -: "قل: لا خِلابَة".

_ (5033) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل من أصحاب طاوس الذي حدث به الحكم بن عتيبة ولكن هذا الإبهام لا يضعف الحديث بمرة، فقد كان ذلك بمجلس طاوس، وإن لم يذكر أنه سمع رواية صاحبه. وقد مضى معناه بأطول من هذا بإسنادين صحيحين من طريق الزهري عن سالم 4540، 4674. (5034) إسناده كالذي قبله. وهو مكرر. (5035) إسناده صحيح، وهو مكرر 4745. (5036) إسناده صحيح، وهو في المنتقى 2875، ونسبه أيضاً للشيخين. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 4125.الخلابة، بكسر الخاء المعجمة وتخفيف اللام: هي الخداع اللطيف. قال ابن الأثير: "جاء في رواية: فقل: لا خيابة، بالياء وكأنها لثغة من الرواي، أبدل اللام ياء".

5037 - حدثنا محمد بن جعفر وحَحَّاج قالا حدثنا شُعْبة، المعنى، قال حَحَّاج: عن جَبَلة، وقال ابن جعفر: سِمعت جبلة، قال: كان ابن الزُّبَير يرزقُنا التمر: قال: وقد كان أَصابَ الناس يومئذ جهْدٌ، فكنا نأكل، فيمرُّ علينا ابن عمر ونحن نأكل، فيقول: لا تُقارنوا، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن الإقران، قال حَحَّاج: نهى عن القرَان، إلا أَن يستأذن الرجل أخاه، وقال شُعبة: لا أرَى هذه الكلمة في الاستئذان إلا من كلام ابن عمر. 5038 - حدثنا بَهْز ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شُعْبة عن جَبَلة سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أَنه قال: "من جَر ثوباً من ثيابه من مَخِيلَةٍ فإن الله تعالى لا ينظر إليه يوم القيامة".

_ (5037) إسناده صحيح، جبلة: هو ابن سحيم. والحديث رواه الطيالسي 1906 بنحوه عن شُعبة ولكن لم يذكرأن شُعبة رأى أن الاستئذان من قول ابن عمر، بل جعله مرفوعاً كله، كما سيأتي أيضاً 5063 من رواية يزيد بن هرون عن شُعبة. وقد مضى مختصراً 4513 من طريق أبي إسحق الشيباني عن جبلة بن سحيم، مرفوعاً كله أيضاً. ورواه البخاري 9: 493 - 494 عن آدم عن شُعبة، وفيه: "قال شُعبة: الإذن من قول ابن عمر". وقد أطال الحافظ في الفتح في ذكر الروايات التي تدل على أن الحديث مرفوع كله، من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة. ثم قال: "فالذي ترجع عندي أن لا إدراج فيه. ولا يلزم من كون ابن عمر ذكر الإذن مرة غير مرفوع أن لا يكون مستنده فيه الرفع). وهذا هو الحق الذي لا شبهة فيه. القران، بكسر القاف، والإقران، رباعي: قال ابن الأثير: "والأول أصح، وهو أن يقرن بين التمرتين في الأكل. وإنما نهى عنه لأن فيه شَرَهاً، وذلك يزري بصاحبه، أو لأن فيه عبناً برفيقه. وقيل: إنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام، وكانوا مع هذا يواسون من القليل، فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضاً على نفسه، يكون في القوم من اشتد جوعه، فربما قرن التمرتين أو عظّم اللقمة، فأرشدهم إلى الإذن فيه، لتطب به أنفس الباقين". (5038) إسناده صحيح، وهو مكرر 5014.

5039 - حدثنا محمد بن جعفر وبَهْز قالا حدثنا شُعْبة عن جَبَلة ابن سُحَيم، قال بهز: أخبرني، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الشهر هكذا"، وطبق بأصابعه مرتين وكَسَر في الثالثة الإبهامَ، قال محمد بن جعفر في حديثه: يعني قوله: تسع وعشرين. 5040 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن خبَيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن ابن عمر: أنه كان يصلي حيث توجهتْ به راحلته، قال: وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يفعله. 5041 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن خبَيب، يعني ابن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم عن ابن عمر قال: خرجنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فكان يصلي صلاة السفر، يعني ركعتين، ومع أبي بكر وعمر وعثمان عن سنين من إمْرَته، ثم صلى أًربعاً. 5042 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أبي فَرْوة

_ (5039) إسناده صحيح، وهو مختصر 5017. (5040) إسناده صحيح، وهو مختصر 5001. (5041) إسناده صحيح، وهو مطول 4858. وانظر 4861. (5042) إسناده صحيح، أبو فروة الهمداني: هو عروة بن الحرث الكوفي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 34 وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/398. عون بن عبد الله الأزدي: ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 14 قال: "ويقال الأسدي. قال أبو جعفر: حدثنا وهب بن جرير حدثنا شُعبة عن أبي فروة عن رجل من الأزد يقال له عون بن عبد الله قال كنت مع ابن معمر بفارس، فكتب إلى ابن عمر يسأله, فكتب: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - إذا خرج من أهله صلى ركعتين حتى يرجع". وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/ 385 قال: "روى عن ابن عمر. روى عنه أبو فروة، سمعت أبي يقول ذلك"، فلم يجرحه البخاري ولا ابن أبي حاتم. وليس له ترجمه في

الهَمْدَانى سمعت عَوْناً الأزْدِي قال: كان عمر بن عُبيد الله بن مَعْمَر أَميراً على فارس، فكتب إلى ابن عمر يسأله عن الصلاة؟، فكتب ابن عمر: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا خرج من أهله صلى ركعتين، حتى يرجع إليهم. 5043 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجَّاج، المعنى، قالا: حدثثا

_ التهذيب. ولم يُذكر في التعجيل، فيستدرك عليه. وهذا الحديث ليس في الكتب الستة، كما هو ظاهر من عدم ترجمة عون الأزدي في التهذيب. ومع ذلك فإنه لم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، فيستدرك عليه أيضاً. ولعله تركه لأن معنى المرفوع فيه ثبت عن ابن عمر من أوجه أخر غير هذا الوجه. وظهر من رواية البخاري التي ذكرنا آنفاً أن ابن عبد الله لم يسمعه من ابن عمر، إنما روى عن كتابه إلى عمر بن عُبيد الله بن معمر، وعمر بن عُبيد الله هذا: ليست له رواية معروفة، ولكنه أمير قرشي معروف بالشجاعة والجود والشرف، له ذكرفي أحاديث في الصحيحين وغيرهما، وقد مضى له ذكر في مسند عثمان في أحاديث تضميد المحرم عينه بالصبر وفي النهي عن نكاح المحرم 422، 465، 466، 492، 494، 535؛وترجمه الحافظ في التعجيل ترجمة وافية، وأشار إلى الأحاديث التي ورد ذكره فيها، 299 - 302، ولكن فاته أن يشير إلى هذا الحديث. (5043) إسناده صحيح، مسلم بن أبي مريم: سبق توثيقه 1166، وفي التهذيب أنه "مولى الأنصار، وقيل في ولائه غير ذلك"، وفي الكبير للبخاري 4/ 1/273 "مولى لبني سليم، مدني". فلعل ما هنا، أنه "من بني أمية"، وهو القول الآخر في ولائه، وقال البخاري أيضاً: "ومسلم هذا غريب الحديث، وليس له كبير حديث". ومعنى قوله "غريب الحديث" يريد أنه قليل الحديث. كما عبر ابن سعد: وكان ثقة قليل الحديث". عبد الرحمن بن علي الأموي: هو "علي بن عبد الرحمن المعاوي"، بضم الميم وتخفيف العين، نسبة إلى "معاوية"، وسبق توثقه 4575، ولكن شُعبة أخطأ في اسمه فقلبه، كما نص عليه أبو عوانة في صحيحه المستخرج على صحيح مسلم، وهو مسند أبي عوانة 2: 224 فرواه من طريق أبي عتاب ووهب بن جريركلاهما عن شُعبة عن مسلم بن أبي مريم، وقال: "وقالا عن شُعبة: عبد الرحمن بن علي، وهو غلط، قاله أبو عوانة". وقد =

شُعْبة حدثنا مُسْلم بن أبي مريم، قال حَحاج: من بني أمَيّة، قال: سمعت عبد الرحمن بنَ علي، قال حَحاج: الأموي، قال: سمعت ابن عمر، ورأى رجلاً يعبث في صلاته، فقال ابن عمر: لا تعبث في صلاتك، واصنع كما كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصنع، قال محمد: فوضع ابن عمر فخذه اليمنى على اليسرى، ويده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على اليمنى، وقال بإصبعه. 5044 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن حَيّان، يعني البارقي، قال: قيل لابن عمر: إن إمامنا يطيل الصلاة؟، فقال ابن عمر: ركعتان من صلاة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أخف، أو مثل ركعةٍ من صلاة هذا. 5045 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أيوب، يعني السخْتِياني، عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تمنعوا نساءَكم المساجد". 5046 - حدثنا محمد بن- جعفر حدثنا شُعْبة سمعت أيوبْ بن

_ مضى الحديث مختصراً 4575 عن سفيان عن ابن أبي مريم، على الصواب، وسيأتي مطولاً على الصوابْ أيضاً، من طريق مالك عن ابن أبي مريم 5331. إسناده صحيح، حيان البارقى: هو حيان بن إياس، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 50 وقال: "سمع ابن عمر". "حيان" بفتح الحاء المهلمة وتشديد الياء المثناة التحتية. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 73 - 74 مختصراً بنحوه، وقال: "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون"، ففاته أن يذكر هذه الرواية عن المسند. (5045) إسناده صحيح، وهو مكرر 4932 ومختصر 5021. (5046) إسناده صحيح، وهو مختصر 4874. وانظر 5023.

موسى يحدث عن نافع عن عبد الله بن عمر أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يتناجَ اثنان دون صاحبهما ,ولا يقيم الرجل أخاه من مجلسه ثم يجلس". 5047 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن منصور عن عبد الرحمن بن سعد قال: صحبت ابن عمر من المدينة إلى مكة، فجعل يصلي على راحلته ناحية مكة، فقلت لسالم: لو كان وجهه إلى المدينة كيف كان يصلي؟، قال: سَلْه، فسألته؟، فقال: نعم، وها هنا وها هنا، وقال: لأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صنَعه. 5048 - حدثناه حسين حدثنا شَيبان عن منصور عن عبد الرحمن ابن سعد مولى آل عمر، فذكر معناه. 5049 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أَنس بن سِيرين سمع ابنَ عمر: أَن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- كان يصلي بالليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة من آخر الليل. 5050 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاج قال:

_ (5047) إسناده صحيح، وهو مطول 4982. وانظر 5040 في نسخة بهامش ك م زيادة (وذاك)، بعد قوله "وها هنا وها هنا". قوله "وقال: لأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صنعه" في ح "قال ولأن"، وصححناه من ك م. (5048) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5049) إسناده صحيح، وهو مختصر 4860، وسيأتي بأطول منهما 5096. (5050) إسناده صحيح، مسلم بن يناق، بفتح الياء التحتية وتشديد النون: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 277. والحديث رواه مسلم 2: 155 - 156 من طريق محمد بن جعفرعن شُعبة، ومن طريق عبد الملك ابن أبي سليمان وأبي يونس وإبراهيم بن نافع، كلهم عن مسلم بن يناق، بنحوه، ورواه البخاري في الكبير مختصراً في ترجمة مسلم من طريق معمر بن قيس عنه. وليس لمسلم =

حدثني شُعْبة، سمعت مُسْلم بن ينَّاق يحدث عن ابن عمر: أنه رأىِ رجلاً يجر إزاره، فقال: ممن أنت؟، فانتسب له، فإذا رجل من بني ليث، فعرفه ابن عمر، فقال: سمعتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بأُذني هاتين يقول: "من جَرّ إزاره لا يريد بذلك إلا المَخِيلة، فإن الله تعالى لا ينظر إليه يوم القيامة". 5051 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن فرَاس سمعت ذَكوان يحدث عن زاذان عن ابن عمر قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ضرب غلاماً له حَداً لم يأته، أو لطمه، فإن كفارتَه أن يعتقه". 5052 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن تَوبة العنبَرِيّ قال: سمعت مُورِّقاً العجْلي قال: سمعت رجلاً سأل ابن عمر، أَو هو سأل ابن عمر، فقال: هلَ تصلي الضحى؟، قال: لا، قال: عمر؟، قال: لا، فقال: أبو بكر؟، فقال: لا، قال: فرسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: لا أخال. 5053 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاج قال:

_ ابن يناق في الكتب الستة غير هذا الحديث، في صحيح مسلم والنسائي، كما في ترجمته من التهذيب، ولكني لم أجده في النسائي وقد مضى معناه مراراً من أوجه أخر، آخرها 5038. قوله "فانتسب له"، هذا هو الثابت في ح م. وهو الموافق لما في صحيح مسلم، وفي ك "فانتسب لنا"، فيكون فعل أمر، وهذا ثابت في نسخة بهامش م، وما هنا ثابت في نسخة بهامش ك. (5051) إسناده صحيح، وهو مختصر 4784. في ح "أو لطمة"، والصحيح ما أثبتنا عن ك م، ويؤيده الرواية الماضية: "من لطم غلامه". (5052) إسناده صحيح، وهو مكرر 4758. (5053) إسناده صحيح، سماك الحنفي: هو سماك بن الوليد، سبق توثيقه 203، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2 / 174 وقال: "سمع ابن عباس". وقد مضى عن ابن عمر أنه سأل بلالاً فأخبره أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في الكعبة 4464، 4891. ومضى في =

حدثني شعْبة، عن سمَاك الحنفي قِال: سمعت ابن عمر يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلى في اَلبيت، وستأتون من ينهاكم عنه فتسمعون منه، يعني ابن عباس، قال حَجَّاج: فتسمعون من قوله، قال ابن جعفر: وابن عباس جالس قريباً منه. 5054 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن جابر سمعت سالم بن عبد الله يحدث: أَنه رأى أَباه يرفع يديه إذا كَبّر، وإذا أراد أَن يركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، فسألته عن ذلك؟، فزعم أنه رأى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يصنعه. قال (عبد الله بن أحمد)،: وجدتُ هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده، وهو إلى حديث (إسحق بن يوسف الأزرق). 5055 - حدثنا يزيد بن هرون أِخبرنا شُعْبة عن جَبَلة بن سُحَيم عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من جرّ ثوباً من ثيابه مَخِيلةً لم ينظر الله إليه يوم القيامة".

_ = مسند ابن عباس نفيه الصلاة فيها 2126, 2562, 2834, 3396. وابن عباس إنما روى هذا في الحقيقة عن أخيه الفضل بن عباس، كما مضى في مسنده 1795، 1801، 1819، 1830. والصحيح ما روى ابن عمر؛ لأن المثبت يقدم على النافي، ولعل الفضل لم يره حين صلى، لاشتغاله بالدعاء. وسيأتي نحو هذا الحديث مختصراً 5065, 5066. (5054) إسناده ضعيف، جابر: هو ابن يزيد الجعفي، وهو ضعيف. والحديث صحيح في أصله، مضى بإسنادين صحيحين مطولاً 4540، 4674. وانظر 5033، 5034. (1) يريد عبد الله بن أحمد أنه وجد هذه الأحاديث بخط أبيه، وهي 25 حديثاً، آخرها حديث "إسحق بن يوسف الأزرف" 5079. (5055) إسناده صحيح، وهو مكرر 5038 ومخْتصر 5050.

5056 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدتُ في كتاب أبي: حدثنا يزيد قال أخبرنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن عمر قال: يا رسول الله، تصيبني من الليل الجنابة؟، فقال: "اغسلْ ذَكَرَك، ثم توضأَ، ثم ارْقد". 5057 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا يزيد بن هرون أَخبرنا شُعْبة عن مُحارب بن دثَار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من جَرّ ثوبه مَخِيلةً، فِإن الله تعالى لا ينَظر إليه يوم القيامة". 5058 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وسأَله رجل عن الضَّبّ؟، قال: "لا آكلُه ولا أُحرَّمه". 5059 - قب (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا يزيد أخبرنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: وَقَّتَ رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحُلَيفة، ولأهل الشأم الجُحْفَة، ولأهل نَجْد قرْناً، قال ابن عمر: ونبِّئْتُ أَنه وقَّت لأهل اليمن يَلَمْلَم. ْ 5060 - قال [عبد الله بن أحمد]: وجدتُ في كتاب أبِي: حدثنا يزيد أخبرنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: نهى

_ (5056) إسناده صحيح، وهو مختصر 4930. (5057) إسناده صحيح، وهو مكرر 5055. (5058) إسناده صحيح، وهو مكرر 5004، ومطول 5026. (5059) إسناده صحيح، وهو مكرر 4555، ومختصر 4584. (5060) إسناده صحيح، وهو مطول 4943. وانظر 4998، 5012.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن بيع الثمَر أَو النخل حتى يَبدوَ صلاحُه. 5061 - قال [عبد الله بن أحمِد]: وجدت في كتاب أبي: حدثنا يزيد قال أخبرنا شُعْبة عن زيد بن جُبير قال: سأَل رجل ابنَ عمر عن بيع النخل؟، فقال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن بيع النخل حتى يبدوَ صلاحه. 5062 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا يزيد أخبرنا شُعْبة عن عِبدالله بن دِينار عن ابن عمر: أَنه كان يصلي على راحلته حيث وَجهَتْ، وزعم أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يفعله. 5063 - قال (عبد الله بن أحمِد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا يزيد أخبرنا شُعْبة عن جَبَلة بن سحيم قال: كان ابن الزبَير يرزقنا التمر، وبالناس يومئذ جَهْد، قال: فمر بنا عبد الله بن عمر، فنهانا عن الإقران، وقال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -نهى عن الإقران، إلا أن يستأذن الرجل أخاه. 5064 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدتُ في كتاب أبي: حدثنا يزيد أَخبرنا شُعْبة في عبد الله بن دِينار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من اشترى طعاماً فلا يبيعه حتى يقبضه". 5065 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدتُ في كتاب أبي:

_ (5061) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (5062) إسناده صحيح، وهو مكرر 5040. وانظر 5047، 5048 وجهت: أي توجهت، فعل لازم، مثل "قدم وتقدم" و"بين وتبين". (5063) إسناده صحيح، وهو مكرر 5037. (5064) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا الترمذي، كما في المنتقى 2820. وانظر ما مضى 4988. "فلا يبيعه" بصورة النفي في ح م وفي ك "فلايبيعه" بصيغة النهي. (5065) إسناده صحيح، وهو مختصر 5053. وانظر 4891.

حدثنا يزيد أَنبأَنا شُعْبة عن سماك، يعني الحنفي، سمعت ابن عمر يقول: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في البيتَ ركعتين. 5066 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا محمد بن جعفر وحَجَّاج، قال محمد: حدثنا شُعْبة، وقال حَجَّاج: حدثني شُعْبة، عن سمَاك الحنفي قال سمعت ابن عمر يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلى فىَ البيت، وستأتون من ينهاكم عنه. 5067 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت فيِ كتاب أبي: حدثنا يزيد أَخبرنا شُعْبة عن أَبي إسحق عن رجل من نَجْرَان: أَنه سأَل ابنَ عمر فقال: إنما أسألك عين اثنتين، عن الزبيب والتَّمر، وعن السَّلَم في النخل؟، فقاَل ابن عمر: أتي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - برجل سَكران، فقال: إنما شربت زبيباً وتمراً، قال: فجلده الحَدّ، ونهى عنهما أن يجمعا، قال: وأَسلم رجل في نخلٍ لرجل، فقال: لم تَحملْ نخله ذلك العام، فأراد أَن يأخذ دراهمه، فلم يعطه، فأَتى به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "لمْ تحمل نخله؟ "، قال: لا، قال: "ففيم تَحبس دراهمَه؟! "، قال: فدفعها إليه، قال: ونهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن السَّلم في النخل حتى يبدوَ صلاحه. 5068 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا يزيد أَخبرنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهو على المنبر، وسأله رجل عن الضَّبّ؟، فقال: "لا أكله ولا أُحَّرمه".

_ (5066) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله ومختصر 5053. (5067) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل من نجران. والحديث مطول 4786. وقد أشرنا إليه هناك، وأطلنا القول فيه، وسيأتي أيضاً مطولاً 5129. وانظر 5061. (5068) إسناده صحيح، وهو مكرر 5058.

ْ5069 - قال (عبد الله بِن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُريج قال: قال عكْرِمة بن خالد: سأَلت عبد الله بن عمر عن العمرة قبل الحج؟، فقال ابنَ عمر: لا بأس على أحد يعتمر قبل أن يحج، قال عِكْرمة: قال عبد الله: اعتمر النبي -صلي الله عليه وسلم - قبل أَن يحج. 5070 - قال (عبد الله بينِ أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُريج أَخبرني نافع عن عبد الله بن عمر قال: قام رجل فيِ مسجد المدينة، فقال: يا رسول الله، من أين تأمرنا أَن نُهِلَّ؟، قال: "مُهَلّ أَهل المدينة من ذي الحُلَيفة، ومُهَلّ أَهل الشأم من الجحفة، ومهَلّ أهل نَجْد من قَرْن"، قال لي نافعِ: وقال لي ابن عمر: وزعموا أَن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: ومهَل أهل اليمن من يلَمْلَم، وكان يقول: لا أذكر ذلك. 5071 - قال (عبد الله بِن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا محمد بن بكر أَخبرنا ابن جُريج أخبرني نافع أَن ابن عمر كان يقول: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إِن الحمد والنِّعمةَ لك، والملكَ لا شريكَ لك"، قال نافع: وكان ابن عمر يقول: وزدت أَنا: لبيك لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك والرغْباء إليك والعَمَل.

_ (5069) إسناده صحيح، ورواه البخاري 3: 477 من طريق عبد الله بن المبارك وابن إسحق وأبي عاصم، ثلاثتهم عن ابن جُريج. ورواه أبو داوب 2: 150 مختصرأ من طريق مخلد بن يزيد ويحيى بن زكريا عن ابن جُريج. وقد مضى حديث ابن عباس أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -اعتمر أربع مر، منها ثلاث قبل التي مع حجته 2957,2211. (5070) إسناده صحيح، وهو مطول 5059، قوله "مهل": بهامش م أن في نسبخة "يهل" في المواضع الثلاثة. (5071) إسناده صحيح، وهو مكرر 4457 ومطول 5024.

- 5072 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدتُ في كتاب أبي: حدثنا يزيد أَنبأنا حنظَلة سمعت طاوساً يقول: سمعت ابن عمر، وسأله رجل: هل نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الجَرّ والدُّبّاء؟، قال: نعم. 5073 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدتُ في كتاب أبي: حدثنا ابن نُمير عن حنظَلة عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اقتنى كلباً، إلا ضارياً أو كلبَ ماشية، فإنه ينقُص من أجره كل يوم قِيرطان". 5074 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدتُ في كتاب أبي: حدثنا حَجَّاج حدثنا شُعْبة عن ثابت البُنَاني قال: سأَلت ابن عمِر فقلت: أَنهِىَ عن نبيذ الجَر؟، فقال: قد زعموا ذاك، فقلتُ: من زعمِ ذاك، النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: زعموا ذاك، فقلت: يا أَبا عبد الرحمن، أنت سمعته من النبي -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: قد زعمواِ ذاك، قال: فصرفه الله تعالى عني يومئذ، وكان أَحدهم إذا سُئل: أَنت سمعته من النبي -صلي الله عليه وسلم -؟، غَضب ثم هَم بصاحبه. 5075 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدتُ في كتاب أبي: حدثنا حَحاج حدثني شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من لم يجد نعلين فليَلبس خفين، ولْيَشُقهما، أَو

_ (5072) إسناده صحيح، وهو مختصر 5030. (5073) إسناده صحيح، وهو مكرر 4944. (5074) إسناده صحيح، وأصل الحديث مختصر 5072، ولكن سؤال ثابت لابن عمر لم يسبق في الروايات الماضية. (5075) إسناده صحيح، وهو مختصر 5003."من الكعبين": في نسخة بهامش ك م "من العقبين".

ليقطعهما، أَسفل من الكعبين". 5076 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا حَحاج حدثني شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يحدث ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أَنه نَهى عنَ الوَرْس والزعْفَران، قال شُعْبة: فقلت أَنا: للمحرم؟، فقال: نعم. 5077 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا حَجَّاج أخبرنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا قال الرجل لأخيه: أَنت كافر"، أَو: يا كافر، فقد باء بها أحدهما". 5078 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي حدثنا حَجَّاج أخبرنا شُعْبة عن أبي إسحاق سمعت يحيى بن وَثَّاب: سألت ابن عمر عن الغسل يوم الجمعة؟، قال: فقال: أَمرنا به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 5079 - قال (عبد الله بن أحمد): وجدت في كتاب أبي: حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَثَل المنافق مثل الشاة العاشرة بين الغنمين، تَعير إلى هذه مرة،

_ (5076) إسناده صحيح، وهو مختصر 5003 أيضاً. (5077) إسناده صحيح، وهو مختصر 5035. (5078) إسناده صحيح، وقد مضى الأمر بالغسل لفظما من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مراراً، آخرها 5008. (5079) إسناده صحيح، وقد مضى معناه من وجه آخر 4872، وأشرنا هناك إلى أن مسلماً روى معناه بإسنادين من طريق نافع، فهذا أحد الإسنادين. وهنا بهامش م: "إلى هنا آخر الأحاديث التي فيها: قال: وجدت في كتاب أبي".

وإلى هذه مرة، لا تدري أهذه تتبع أَم هذه؟ ". 5080 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم وسفيان بن عُيَينة قالا حدثنا ابن أبي نَجيح عن أَبيه قال: سُئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة؟، فقال: حججت مَع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يصمه، وحججت مِع أبي بكر فلم يصمه، وحججت مع عمرفلم يصمه، وحججت مع عثمان فلم يصمه، وأَنا لا أَصومه، ولا آمر به، ولا أَنهى عنه، وقال سفيان مرةً: عمن سأل ابنَ عمر. 5081 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا مَعْمَر عن الزهْرِي عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه إذا دخل إلى الصلاةَ، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، ولا يفعل ذلك في السجود. 5082 - حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحَرَم أمسك عن التلبية، ثم يأتي ذا طوى، فيبيت به،

_ (5080) إسناده صحيح، أبو بخيح: هو يسار الثقفي، سبق توثيقه 603، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير4/ 2/ 420 قال الترمذي "يسار أبو نجيح المكي، سمع ابن عمر، روى عنه ابنه عبد الله بن أبي نجيح". ورواية سفيان إياه مرة "عمن سأل ابن عمر" لا تعلل الرواية الموصولة. وقد رواه 2: 56 عن أحمد بن منيع وعلي بن حجر عن سفيان ابن عيينة وإسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وقال: "حديث حسن. وأبو نجيح اسمه يسار، وقد سمع من ابن عمر. وقد روى هذا الحديث أيضاً عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجل عن ابن عمر". قال شارحه: "فالظاهر أن أبا نجيح سمع أولاً هذا الحديث بواسطة رجل، ثم لقى ابن عمر فسمعه منه بلا واسطة". ونسب الحديث إلى النسائي وابن حبان. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 3476، 3477 وما أشرنا إليه من الأحاديث هناك، وما مضى في مسند الفضل بن عباس 1870. (5081) إسناده صحيح، وانظر 5033، 5034، 5054. (5082) إسناده صحيح، وهو مختصر 4628 بهذا الإسناد، ومطول 4656.

ويصلي به صلاة الصبح، ويغتسل، ويحدث أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فعل ذلك. 5083 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "إذا جاءَ أحدكم إلى الجمعة فليغتسل". 5084 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن الذي يفوته العصر كأنما وتر أَهله وماله". 5085 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أَيوب عن نافع عن ابن عمر قال: نادى رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله، كيف تأمرنا نصلي من الليل؟، قال: "يصلي أحدكم مثنى مثنى، فإذا خشِي الصبحَ يصلي واحدةً فأوترتْ له ماقد صلى". 5086 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن تلبية النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لبيك اللهم لبيك، (لبيك)، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنِّعمة لك، والملكَ لا شريك لك". 5087 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله، من أَين نُهِلّ؟، قال: "يهلِ أَهل المدينة من ذي الحُلَيفة، وأهل الشأم من الجُحْفة، وأهل نَجْد من قرْن"، قال: ويقولون: وأهل اليمن من يَلَمْلَم.

_ (5083) إسناده صحيح، وهو مكرر 5008، وفي معنى 5078 (5084) إسناده صحيح، وهو مكرر 4545، ومختصر 4805. (5085) إسناده صحيح، وهو مكرر 4492 بهذا الإسناد، ومطول 4987. وانظر 5049. (5086) إسناده صحيح، وهو مختصر 5071. زيادة (لبيك)، من ك م، وحذفت خطأ في ح. (5087) إسناده صحيح، وهو مكرر 5070.

5088 - حدثنا إسماعيل حدثني صَخْر بن جُويريَة عن نافع قال: لما خَلع الناسُ يزيدَ بن معاوية، جمع ابن عمر بنيه وأَهلَه، ثم تشهد، ثم قال: أما بعد، فإنا قد بايعنا هذا الرِجل على بيع الله ورسوله، وِإني سمعتِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الغادر ينْصب له لواءٌ يوم القيامة، يقال: هذه غَدْرةُ فلان"، وإن من أَعظم الغدر، أنْ لا يكونَ الإشراك بالله تعالى، أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله، ثم ينكثَ بيْعَته، فلا يخلعن أحد منكم يزيد, ولايشْرفَن أحد منكم في الأمر فيكونَ صيلَم بيني وبينه.

_ (5088) إسناده صحيح، صخر بن جويرية أبو نافع: قال أحمد: "شيخ ثقة ثقة" وقال ابن سعد: "كان ثقة ثبتا"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 313. والحديث رواه البخاري في الصحيح 13: 60 - 61 من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن نافع، بنحوه. وقد مضى المرفوع مه في رفع منه في رفع اللواء للغادر مرار، من طرق أخرى، آخرها 4839. وروى الترمذي 2: 391 هذا المرفوع منه فقط من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن صخر بن جويرية، وقال:"حديث حسن صحيح". قوله "على بيع الله ورسوله": قال الحافظ: "أي على شرط ما أمر الله ورسوله به من بيعة الإِمام، وذلك أن من بايع أميراً، فقد أعطاه الطاعة وأخذ منه العطية، فكان شبيه من باع سلعة وأخذ ثمنها". في ك "فلان بن فلان"، وأثبتنا ما في ح م. قوله "أن لا يكون الإشراك بالله" يعني "بعد الإشراك بالله"، وهو بهذا اللفظ في رواية أبي العباس السراج في تاريخه من طريق عفان عن صخر بن جويرية فيما حكاه الحافظ. وفي ك "إلا أن يكون الإشراك بالله"، وما هنا هو الثابت في م، ونحوه في ح ولكن زيادة كلمة "له" بعد "يكون"، وهذه الزيادة خطأ لامعنى لها. "فلا يخلعن" في ك "ولا يخلعن". "ولا يشرفن": أي لا يظهرن ولا يعلون فيه ولا يتطلعن إليه. "صيلم بيني وبينه" أي قطيعة بيني وبينه، والصيلم، بفتح الصاد واللام وبينهما ياء ساكنة: قال ابن الأثير: "القطيعة المنكرة، والصيلم: الداهية. والياء زائدة". وحرفت الكلمة هنا في ح تحريفاً عجيباً!، كتبت "- صلى الله عليه وسلم -"!!، كأن مصححي الطبع اشتبه عليهم رسمها، فظنوها "صلعم"، وهي الاصطلاح السخيف لبعض المتأخرين في اختصار كتابة الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعربوها كتبوها واضحة!!، وسيأتي هذا الحديث بنحوه أيضاً 5709.

5089 - حدثنا إسماعيل حدثنا يحيى بن أَبي إسحق: حدثني

_ (5089) هو في الحقيقة حديثان: أولهما قصة الذراع، وإسنادها ضعيف، لإبهام الرجل الغفاري الذي رواها في مجلس سالم بن عبد الله والثاني حديث سالم عن أبيه في النهي عن الحلف بالآباء، وإسناده صحيح، على أن في الإسناد كله إشكالا من جهة نسخ المسند، ففي الأصول الثلاثة: "حدثنا إسماعيل حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي إسحق: حدثني رجل من بني غفار"، وإسماعيل: هو ابن علية، ولو صحت نسخ المسند هنا لفهمنا أن "أبا إسحق" هو السبيعي. ولكني وجدت الحديث في تاريخ ابن كثير 6: 121 ومجمع الزوائد 8: 311 نقلاه عن هذا الموضع من المسند، وفيهما "يحيى بن إسحق: حدثني رجل من بني غفار". وهذا خطأ أيضاً فيما أرجح، صوابه ما أثبتنا "يحيى ابن أبي إسحق"، فهو الحضرمي البصري النحوي، المترجم في التهذيب 11: 177 - 178 والتاريخ الكبير 4/ 2/ 295، وهو الذي يروى عنه ابن علية. ولم أجد ما يدل على أن ابن علية يروي عن "يحيى بن أبي كثير"، ولا أن يحيى بن أبي كثير يروي عن أبي إسحق السبيعي" ولاْ أن السبيعي يروي سالم بن عبد الله بن عمر، وإن كان ذلك كله غير بعيد. والذي رجح عندي ما أثبت، بل كدت أجزم به، أن الحافظ ذكر الحديث في باب المبهمات من التعجيل 550 هكذا: "يحيى بن أبي إسحق، عن رجل من غفار: حدثني فلان أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أتى بطعام". فهذا مع ما ذكرت من رواية ابن علية عن يحيى بن أبي إسحق دون يحيى بن أبي كثير، إلى ما ثبت في تاريخ ابن كثير ومجمع الزوائد "يحيى بن إسحق": حدثني "رجل من غفار" يؤيد ما رجحنا، والظاهر أن ما فيهما "يحيى بن إسحق: بدل" يحيى بن أبي إسحق" خطأ من بعض الناسخين في نسخ المسند التي كانت مع ابن كثير والهيثمي، كما اتفق خطأ من بعض الناسخين أيضاً في جعلهم الإسناد "يحيى بن أبي كثير عن أبي إسحق"، ومثل هذا الاتفاق في الخطأ بعيد ونادر، ولكنه قد وقع كما ترى. وبعد، فإن أصل الحديث في قصة الذراع ثابت من حديث أبي هريرة، سيأتي بإسناد صحيح 10717، ومن حديث أبي رافع، وسيأتي في المسند أيضاً 6: 8، 392 ح. وانظر ابن كثير 6: 121 - 122 ومجمع الزوائد 8: 311 - 312. وحديث النهي عن الحلف بالآباء ثابت من حديث ابن عمر، مضى مراراً، منها 4523، 4667، 4703، ومن حديث عمر بن الخطاب 112، 214، 240، 241.

رجل من بني غفَار في مجلس سالم بن عبد الله: حدثني فلان: أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتيَ بطعام من خبز ولحم، فقال: "ناولني الذراع"، فنووِلَ ذراعًا، فأكلها، قَال يحيى: لا أعلمه إلا هكذا، ثم قال: "ناولني الذراع"، فنووِل ذراعاً، فأكلها، ثم قال: "ناولني الذراع"، فقال: يا رسول الله، إنما هما ذراعان، فقال: "وأَبيك لو سكت مازلت أناوَل منها ذراعًا ما في عوت به"، فقال سالم: أَما هذه فلا، سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تبارك وتعالى ينهاكم أَن تحلفوا بآبائكم". 5090 - حدشما إسماعيل اخبرنا أيوب عن سعيد بن جبَير قال: كنت عند ابن عمر وسئل عن نبيذ الجَر؟، فقال: حرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشق على لَمّا سمعته، فأتيت ابن عباس، فقلت: إن ابن عمر سئل عن شيء، قال: فجعلتُ أُعظمه!، فقال: وما هو؟، قلت: سئل عن نبيذ الجر فقال: حرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: صدقَ، حرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: وما الجرُّ؟، قال: كل شيء صنع من مَدَرٍ. 5091 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله، ما نقتل من الدوابّ إذا أحرمنا؟، فقال: "خمس لا جُناح على من قَتَلهن في قتلهن: الحدأَة، والفأرة، والغراب، والعقرب، والكلب العقور".

_ (5090) إسناده صحيح، وقد مضى في مسند ابن عباس 3257، 3518 نحو هذا مختصراً، من رواية أبي حاضر عن ابن عمر وابن عباس. وحديث ابن عمر في النهي عن نبيذ الجر مضى مراراً، آخرها 5074. (5091) إسناده صحيح، وهو مطول 4937.

5092 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: انتهيت إلى الناس وقد فرغ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من الخطبة، فقلت: ماذا قام به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قالوا: نهى عن المزَقت والدُّباء. 5093 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: لا أعلمه إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "من حلف فاستثنى فهو بالخيار، إن شاءَ أن يمْضِي على يمينه، وإن شاء أن يرْجع غيرَ حِنث"، أو قال: "غير حرج". 5094 - حدثنا أبو كامل حدثنا حَمّاد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا حلف أْحدكم"، فذكره. 5095 - حدثنا عبد الأعلي بن عبد الأعلى عن يحيى، يعني ابن أبي إسحق، عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: رأى عمر بنِ الخطاب في سوقٍ ثوباً من إستبرق، فقال يا رسول الله، لو ابتعتَ هذا الثوب للوفد؟، قال: "إنما يلبس الحرير"، أو قال: "هذا، مَنْ لا خَلاق له"، قال: أحسِبه قال: "في الآخرة"، قال: فلما كان بعد ذاك أتي النبي -صلي الله عليه وسلم -بثوبِ منها، فبعث به إلى عمر، فكرهه، فأتى النبي -صلي الله عليه وسلم -فقال: يا نبي الله، بعثت به إليّ وقد قلتَ فيه ما سمعت: "إنما يلبس الحرير"، أو قال: "هذا، من لا خلاق له"؟، قال: "إني لم أبعثْ به إليك لتلبسَه، ولكن بعثت به إليك لتصيبَ به ثمناً"، قال سالم: فمن أجل هذا الحديث كان ابن عمر يكره العَلَم في الثوب. 5096 - حدثنا إبراهيم بن حَبِيب بن الشهِيد حدثنا أبي عن أنس

_ (5012) إسناده صحيح، وهو مختصر 4574. وانظر 5030، 5072. (5013) إسناده صحيح، وهو مكرر 4510 بهذا الإسناد، ومطول 4581. (5014) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5095) إسناده صحيح، وهو مختصر 4978، 4979. (5096) إسناده صحيح، إبراهيم بن حبيب بن الشهيد: ثقة، وثقه النسائي والدارقطني وغيرهما،

ابن سيرين قال: قلت لعبد الله بن عمر: أقرأ خلف الإِمام؟، قال: تجزئك قراءَةَ الإِمام، قلت: ركعتي الفجر، أطيل فيهما القراءة؟، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي صلاة الليل مثنى مثنى، قال: قلت: إنما سألتك عن ركعتي الفجر!، قال؟ إنك لَضَخْم!!، ألستَ تَراني أبتدئ الحديث: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي صلاة الليل مثنى مثنى، فِإذا خشي الصبحَ أوتر بركعة، ثم يضع رأسه، فإن شئت قلتَ: نام، وإن شئت قلت: لم ينم، ثم يقوم إليهما والأذان في أذنيه، فأيُّ طول يكون؟، ثم قلت: رجل أوصى بمال في سبيل الله، أينْفَق منه في الحج؟، قال: أما إنكم لو فعلتم كان من سبيل الله، قال: قلت: رجل تفوته ركعة مع الإِمام، فسلم الإِمام، يقوم إلى قضائها قبل أن يقوم الإِمام؟، قال: كان الإمام إذا سلم قام، قلت: الرجل يأخذ بالذين أكثر من ماله؟، قال: لكل غادر لواء يوم القيامة عندْ اسْتِه على قَدرِ غَدْرته. 5097 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدَّثني جَهْضَم

_ وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1 / 28 أبوه حبيب بن الشهيد البصري: سبق توثيقه 1742، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري أيضاً 1/ 2/ 317 - 318. ووقع في ح "إبراهيم ابن وهب بن الشهيد"، وهو خطأ، صححناه من ك م. والحديث مطول 4860، 5049 وانظر 5088 وفي الموطأ 1: 107 - 108: "مالك عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل: هل يقرأ أحد خلف الإِمام؟، قال: إذا صلى أحدكم خلف الإِمام فحسبه قراءة الإِمام، وإذا صلى وحده فليقرأ، قال: وكان عبد الله بن عمر لا يقرأ خلف الإِمام". وهذا رأي ابن عمر، والثابت الصحيح أنه لا يقرأ خلف الإِمام إلا بفاتحة الكتاب، جهر الإِمام أم أسر. ويحتمل أن يكون قول ابن عمر هذا في قراءة ما زاد على فاتحة الكتاب. الضخم: العظيم الجرم الكثير اللحم، كأنه يكنى بذلك عن غبائه. وما رأيت هذه الكناية فيما رأيت من المراجع. (5097) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوريْ. جهضم: هو ابن عبد الله بن أبي الطفيل القيسي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم، وما تكلما إلا في روايته عن المجهولين، أما إذا روى

عن عبد الله بن بدرعن ابن عمر قال: خرجت مع النبي -صلي الله عليه وسلم -، فلم يَحْلِل، ومع أبي بكر وعمر وعثمان فلم يَحِلُّوا. 5098 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان أخبرني جابر عن سالم عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه فعل ذلك، مثل حديث يحيى بن سعيد في رفع اليدين. 5099 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثني عمرو بن يحيى المازني الأنصاري حدثني سعيد بن يَسِار عن ابن عمر قال: رأيت النبي -صلي الله عليه وسلم - يصلي على حمار، وهو متوجه إلى خيبر. 5100 - حدكلنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي لَبيد عن أبي سَلَمة عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يَغْلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم، إنهم يعْتِمون على الإبل، إنها صلاة العشَاء". 5101 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن الأعْمَش وليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ائذنوا للنساء

_ عن شخص معروف فلا، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 246 فلم يذكرفيه جرحاً. عبد الله بن بدر السحيمي اليمامي: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما. وانظر4996. (5098) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. والحديث مختصر 5054 من رواية شُعبة عن جابر الجعفي، وقد مضى معناه مراراً بأسانيد صحاح 4540، 5033، 5034، 5081، ولكن لم تسبق رواية يحيى بن سعيد اليسار إليها في هذا الإسناد. (5099) إسناده صحيح، وقد مضى 4520 من طريق مالك عن عمرو بن يحيى. وانظر5062. (5100) إسناده صحيح، وهو مكرر 4688. (5101) إسناده صحيح، وهو مكرر 5021، ومطول 5045.

بالليل إلى المساجد"، فقال ابنه: لا نأذن لهن يتخذْنَ ذلك دَغَلا!، فقال: تسمعني أقول قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وتقول أنت: لا؟!. 5102 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ابن عَون عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". 5103 - حدثنا محمد بن عبد اللهِ بن الزبيَر، يعني أبا أحمد الزبيري، قال حدثنا عبد العزيز، يعني ابن أبي رواد، عن نافع عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -فسأله عن صلاة الليل؟، فقال: "صلاة الليل مثنى مثنى، تسلِّم فىْ كل ركعتين، فإذا خفْتَ الصبحَ فَصَلّ ركعةً توتر لك ما قبلها". 5104 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة".

_ (5102) إسناده صححيح، وهو مكرر 4816. (5103) إسناده صحيح، محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي أبو أحمد الزبيري: ثقة من شيوخ أحمد؟ سبقت رواياته مراراً، وسبق بيان خطأ له في إسناد 517، وثقه ابن معين وغيره، وقال ابن نمير: "ثقة صحيح الكتاب"، وقال بندار:"ما رأيت أحفظ منه". وقال أحمد: "كان كثير الخطأ في حديث سفيان". مع أن الزبيري قال: "لا أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1 /133 - 134. والحديث مكرر 5085. وانظر 5096. (5104) إسناده صحيح، وهو مكرر 4678، ولكن هناك "الرؤيا" فقط دون ذكر "الصالحة"، وكذلك هو هناك في م. وذكرنا رواية مسلم "الرؤيا الصالحة"، وهي توافق الرواية التي هنا.

5105 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سرَاقة قال: سألت ابن عمر عن بيع الثمار؟، فقال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن بيع الثمار حتى تَذْهب العاهة، قلت: ومتى ذاك؟، قال: حتى تطلع الثُّرَيّا. 5106 - حدثئما محمد بن عبد الله حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من لم يجد نعلين فليلبس خفين يقطعُهما حتى يكونا أسفل من الكعبين". 5107 - قال: وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، يعني: "خَمْسٌ لا خنَاح عليه وهو حرام أن يقتلهن: الحَيّة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور، والحِداة". 5108 - وقال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -طمس: "أَسْلَم سالمها الله، وغِفَار غَفَر الله لها، وعُممية عصتِ الله ورسوله". 5109 - حدثنا محمد بن عبد الله الزبيَري حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يقول: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -، وأشار بيده نحو المشرق، فقَال: "ها، إن الفتن من ها هنا، إن الفتن من ها هنا، إن الفتن من ها هنا، من حيث يَطْفع قَرْن الشيطان". 5110 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزبَير

_ (5105) إسناده صحيح، وهو مختصر 5012، وانظر 5067. (5106) إسناده صحيح، وهو مكرر 5075. (5107) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وهو مختصر 5091. (5108) إسناده صحيح، بالإسناد نفسه، وهو مكرر 4702. (5109) إسناده صحيح، وهو مكرر 4980. (5110) إسناده صحيح، أبو الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس: سبق توثيقه 1896، =

عن عائشة وابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - زار ليلاً. 5111 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: وقتَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحلَيفة، ولأهل نَجْد قَرْناً، ولأهل الشأم الجحفة، وقال: هؤلاء الثلاث حفظتهن من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وحدِّثت أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "ولأهل اليمن يَلَمْلَم"، فقيل له: العراق؟، قال: لم يكن يومئذ عِرَاقُ. 5112 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا مَرْثَد، يعني ابن عامر

_ = ولكن في سماعه من عائشة شك، كما قلنا في 2611، وفي التهذيب عن يحيى بن معين: "لم يسمع من ابن عمر ولم يره"، ولكني أخشى أن يكون هذا خطأ من الناسخ أو الطابع، فإن الذي في المراسيل لابن أبي حاتم 71 عن ابن معين: أبو الزبير لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص"، وفيه أيضاً: سألت أبي عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو؟، فقال: هو مرسل، لم يلق أبو الزبير عبد الله بن عمرو"، وفي الميزان أن روايته عن "ابن عمر" في صحيح مسلم، فقد اعتمد مسلم روايته عن ابن عمر متصلة، وفي الميزان أيضاً أن "روايته عن عائشة وابن عباس في الكتب إلا البخاري" فهي أيضاً على الاتصال عند مسلم. ومتن هذا الحديث موجز مجمل، لم أعرف ماذا يراد بقولهما "زار ليلاً"؟، وقد مضى حديث أبي الزبير عن عائشة وابن عباس 2611: "أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منىَ ليلاً"، وحديثه عنهما 2612: "أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أخر طواف يوم النحر إلى الليل". وما أظن واحداً، منهما يراد به الزيارة التي ذكرت هنا. وأقرب من ذلك معنى أن يكون المراد زيارة البقيع، وزيارته - صلى الله عليه وسلم - للبقيع ليلاً ثابتة في صحيح مسلم 1: 266 من حديث عائشة. لكن الذي يقطع أنه زار البيت ليلاً ما في المجمع 3/ 265 بلفظ زار البيت ليلاً. (5111) إسناده صحيح، وهو مكرر 4584 بمعناه، ومطول 5087. وسيأتي بمعناه مطولاً أيضاً 5492. (5112) إسناده حسن، مرثد بن عامر الهنائي: مترجم في التعجيل 397 وقال: "قال أحمد: لا

الهُنَائي، حدثني أبو عمرو النَّدَبِي حدثنىِ عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله-صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الله لَيعْجَبُ من الصلاة في الجميع".

_ = أعرفه، أي حاله. وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر في شيوخه مالك بن دينار"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 416 فلم يذكر فيه جرحاً ,ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء، فهذا كله كاف في توثيقه ومعرفة حاله."مرثد" بفتح الميم وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة، كما في الأصول الثلاثة والتعجيل والكبير، وفي نسخة مثبتة بهامش ك وهامش م "يزيد"، وهو خطأ بين، بل لم أجد في الرواة من هذا اسمه. "الهنائي" بضم الهاء وتخفيف النون: نسبة إلى بني "هناءة بن مالك بن فهم"، انظر جمهرة أنساب العرب 358 والاشتقاق 292. أبو عمرو الندبي: اسمه "بشر بن حرب الأزدي"، وهو صدوق روى عنه شُعبة، وكان لا يروي إلا عن ثقة. وقال حماد بن زيد: "ذكرت لأيوب بشر بن حرب، فقال: كأنما يسمع حديث نافع" كأنه مدحه، وقال أحمد: "ليس بقوي في الحديث"، وقال عبد الله بن أحمد في العلل: "قلت لأبي: يُعتَمد على حديثه؟، فقال: ليس هو ممن يترك حديثه" وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 72 وقال: "رأيت علي بن المديني يضعفه". وقال في الصغير 141: "رأيت علياً وسليمان بن حرب يضعفانه، قال علي: وكان يحيى لا يروى عنه"، وقال نحو ذلك في الضعفاء6 وزاد "يتكلمون فيه"، وذكره النسائي أيضاً في الضعفاء6، وقال ابن حبان في المجروحين: "روى عنه الحمادان، وتركه يحيى القطان، لانفراده عن الثقات بما ليس من أحاديثهم"، وفي الميزان 1: 146: قال ابن عدي: لا بأس به عندي، لا أعرف له حديثأ منكراً". فهذا الاختلاف يظهر منه أن من تكلم فيه إنما تكلم في حفظه ولم يجرحه في صدقه، إلى رواية شُعبة عنه، فأقل درجاته أن يكون حديثه حسناً، حتى يتبين خطؤه في حديث بعينه فيُترك. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 39 وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن"، وذكره قبله من حديث عمر بن الخطاب. وقال "رواه أحمد وإسناده حسن" فالظاهر أنه أخطأ فنسب حديث عمر للمسند ولم ينسب له حديث ابن عمر، والصواب عكس ذلك, لأن حديث عمر بن الخطاب بهذا لم يسبق في المسند، وحديث ابن عمرثابت فيه هنا، فيكون حديث عمر هو الذي رواه الطبراني. وانظر 4670.

5113 - حدثنا خَلَف بن الوليد حدثنا أبو مَعْشَر عن نافع عن ابن عمر قال: مرَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بطعام وقد حسَّنه صاحبُه، فأدخل يده فيه، فإذا طعام رديء، فقال: "بِعْ هذا على حِدَة، وهذا على حدة، فمن غَشَّنَا فليس منَّا". 5114 - حدثنا محمد بن يزيد، يعني الواسطي، أخبرنا ابن ثَوْبان عن حَسَّان بن عَطِية عن أبي مُنِيب الجُرَشِي عن ابن عمر قال: قال

_ (5113) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، كما قلنا في 545. والحديث في مجمع الزوائد 4: 78 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، وفيه أبو معشر، وهو صدوق، وقد ضعفه جماعة". ومعناه في ذاته ثابت من حديث أبي هريرة. رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي، كمافي المنتقى 2937. (5114) إسناده صحيح، ابن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، سبق الكلام عليه 3281، 4968. حسان بن عطية المحاربي الدمشقي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 31. أبو منيب الجرشي الدمشقي الأحدب: تابعي ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكنى رقم 658. "الجرشي": بضم الجيم وفتح الراء وبالشين المعجمة، نسبة إلى "بني جرش"، بطن من حِمْيَر. والحديث ذكر البخاري بعضه في الصحيح 6: 72 معلقاً قال: "باب ما قيل في الرماح، ويذكر عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري". وخرجه الحافظ في الفتح عن المسند من هذا الوجه، ثم قال: "وأخرج أبو داود منه قوله: من تشبه بقوم فهو منهم، حسن من هذا الوجه. وأبو منيب لا يعرف اسمه. وفي الإسناد عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان، مختلف في توثيقه". ورواية أبي داود هي في السنن 4: 78 من طريق أبي النصر عن عبد الرحمن بن ثابت، وهو الإسناد التالي لهذا الإسناد. وباقى الحديث- عدا ما أخرجه أبو داود- في مجمع الزوائد 6: 49 وقال: "رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت، وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات".

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "بُعثْتُ بالسيف حتى يُعْبَدَ الله لا شريك له، وجُعل رِزقي تحت ظل رُمْحِي وجُعل الذِّلَّةُ والصَّغَارعلى مَنْ خالف أمري، ومن تشبَّه بقوم فهو منهم". 5115 - حدثنا أبو النَّضْر حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان حدثنا حَسّان بن عطية عنِ أبي مُنيب الجُرَشِي عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "بُعثْتُ بين يَدي السَاعة بالسيف حتى يعبدَ الله وحدَه لا شريك له، وجُعلَ رزقي تحت ظل رُمْحِي، وجُعل الذلةُ والصَّغَارعلى من خالف أمري، ومن تشبّه بقوم فهو منهم". 5116 - حدثنا إسماعيل أخبرنا ليث عن مجاهد عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى في البيت ركعتين. 5117 - حدثنا إسماعيل أخبرنا ابن أبي نَجِيح عن أبيه قال: سُئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة؟، فقال: حججت مع النبي -صلي الله عليه وسلم - فلم يصمه، وحججت مع أبي بكر فلم يصمه، وحججت مع عمر فلم يصمه، وحججت مع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه، ولا آمر به، ولا أنهى عنه. 5118 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما حَقُّ امرئٍ يبيتُ ليلتين وله ما يريد أن يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبةٌ عنده".

_ (5115) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وسيأتي بهذا الإسناد 5667. (5116) إسناده صحيح، ليث: هو ابن سليم. والحديث مكرر 5065، ومختصر 5066. (5117) إسناده صحيح، وهو مكرر 4902. (5118) إسناده صحيح، وهو مكرر 4902.

5119 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر، قال أحسِبه قد رَفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إذا مات أحدُكُم عُرض عليه مقعدُه غُدْوَةً وعَشّيَّةً، إن كان من أهل الجنة فمن الجنة، وإن كان من أهل النار فمن النار، يقَال: هذا مقعدُك حتى تُبعثَ إليه يومَ القيامة". 5120 - حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن نافع: أن ابن عمر اسْتُصْرِخ على صفية، فسار في تلك الليلة مسيرةَ ثلاث ليالٍ، سار حتى أمسى، فقلت: الصلاةَ، فسار ولم يلتفتْ، فسار حتى أَظْلَم، فقال له سالم أو رجلِ: الصلاةَ وقد أَمْسيت، فقال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان إذا عَجِل به السير جمع ما بين هاتين الصلاتين، وإني أريد أن أجمع بينهما، فسيرُوا، فسار حتى غاب الشفق، ثم نزل فجمع بينهما.

_ (5119) إسناده صحيح، وهو مكرر 4658. "عرض عليه مقعده"، هو الثابت في ح ك، وفى م "عرض على مقعده"، وهي نسخة بهامش ك، وما هنا ذكر بهامش م أنه نسخة. قوله "فمن الجنة" و"فمن النار"، هو الثابت في ح م، وفي ك "فمن أهل الجنة" و"فمن أهل النار"، وزيادة "أهل" ثابتة على أنها نسخة بهامش م، وهي توافق الرواية الماضية. (5120) إسناده صحيح، وهو مطول 4472، 4542. ورواه أبو داود 1: 468 مختصراً من طريق حماد عن أيوب، ورواه البخاري 6: 97 بنحوه مختصرَّاَ أيضَّاَ، من طريق زيد بن أسلم عن أبيه كان مع ابن عمر في هذه الحادثة. قال المنذري 1163: "وأخرجه الترمذي من حديث عُبيد الله بن عمر عن نافع، وقال: حسن صحيح. وأخرجه النسائي من حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، بمعناه أتم منه. وقد أخرج المسند منه بمعناه مسلم والنسائي من حديث مالك عن نافع". وفي هذا تقصير من المنذري، إذا لم ينسب رواية سالم للبخاري، فقد رواها مختصرة 2: 478 من طريق الزهري عن سالم كرواية المسند 4542. وهو في النسائي1: 99 بإسنادين من طريق نافع، وبإسناد واحد من طريق سالم. صفية: هي بنت أبي عبيد، وكانت زوج عبد الله بن عمر، وهي أخت المختار بن أبي عبيد الثقفي، ولها ترجمة في الإصابة 8: 131.

5121 - حدثنا إسماعيل عن يونس عن محمد بن سيرين عن يونس بن جُبَير قال: سألت ابن عمر عن الرجل يطلق امرأته وهىَ حائض؟، فقال: أتعرف عبد الله بن عمر؟، قلت: نعم، قال: فإنه طلق امرأته وهي حائض، فأتى عمرُ النبي -صلي الله عليه وسلم - فسأله؟، فأمره النبي -صلي الله عليه وسلم - أن يراجعها، ثم يطلقَها فتَستقبلَ عِدَّتَها. َ5122 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن يَعْلَى بن عطاء أنه سمع علياَّ الأزدي يحدث أنه سمع ابن عمر يحدثّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "صلاة الليل والنهار مَثْنى مثنى"، وكان شُعْبةُ يَفْرَقُه. 5123 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن سمَاك عن مُصْعب بن سعد قال: مرض ابِن عامر، فجعلوا يثنون عليه، وَابن عمر ساكتٌ، فقال: أَمَا إني لستُ بأغشِّهم لك، ولكن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله لا يقبل صلاةً بغير طهُور، ولا صدقةً من غُلول". 5124 - حدثنا إسماعيل عن ابن عَون قال: كتبتُ إلى نافع أسأله عن الدعاء عند القتال؟، فكتب إليَّ: إنما كان ذاك في أول الإِسلام، قد أغار نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على بني المُصْطَلِق وهم غارون، وأنعامهم تُسْقَى على

_ (5121) إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد. والحديث مختصر 5025. (5122) إسناده صحيح، وهو مكرر 4791، وقد فصلنا القول هناك في اختلافهم في رفعه ووقفه، لزيادة كلمة "والنهار" وبينا أن البخاري صححه. وقوله هنا "وكان شُعبة يفرقه"، أي يخافه، يريد أنه كان يخشى أن يكون رفعه بهذه الزيادة خطأ، وكان شُعبة كثيرَا ما يشدد في رفع الأحاديث تحوطاً، لا تضعيفاً. (5123) إسناده صحيح، وهو مكرر 4700، ومطرل 4969. وانظر 5419. (5124) إسناده صحيح، وهو مكرر 4857، ومختصر 4873.

الماء، فقَتَل مقاتلتَهم، وسَبى ذريتهم، وأصاب يومئذ جُويرية ابنة الحرث، حدثني بذلك عبد الله، وكان في ذلك الجيش. 5125 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاج قال:

_ (5125) إسناده صحيح، بكر بن عبد الله المزني: تابعي ثقة معروف، سبق توثيقه 3495. بشر ابن المحتفز: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وليس له إلا هذا الحديث، قال في التهذيب: "عنه قتادة مقرونا ببكر بن عبد الله:، قاله شعبة عن قتادة"، وقال أبو زرعة: "لا أعرفه إلا في هذا الحديث". ورمز له التهذيب برمز النسائي فقط، والحديث في النسائي 2: 297 من طريق شُعبة بهذا الإسناد. وفي التهذيب أيضاً: "وقال همام عنه (أي عن قتادة): عن بشر بن عائذ"، وقال في ترجمة" بشر بن عائذ": "هكذا قال همام عن قتادة عن بكر بن عبد الله وبشر بن عائذ عن ابن عمر؟ وقال شُعبة: عن قتادة عن بكر ابن عبد الله وبشر بن المحتفز عن ابن عمر. قلت (القائل ابن حجر): فيحتمل أن يكونا واحد، فقد رأيت من نسبه: بشر بن عائذ بن المحتفز". ورمز له برمز النسائي أيضاً, ولكن لم أجد في سنن النسائي من طريق همام عن قتادة. وسيأتي في المسند من طريقه 5364. والاحتمال الذي اختاره الحافظ ابن حجر احتمال قريب، بل هو الظاهر الراجح من صنيع البخاري في الكبير1/ 2/78 - 79 حيث ترجم لهما ترجمة واحدة، قال: "بشر بن عائذ: يحد في البصريين، قال لنا آدم: حدثنا شُعبة قال حدثنا قتادة حدثني بكر ابن عبد الله وبشر بن المحتفز عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -،في الحرير. قال ابن مهدي: حدثنا همام عن قتادة عن بكر وبشر بن عائذ عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وقال عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا الصعق عن قتادة عن علي البارقي عن ابن عمر عن النبي-صلي الله عليه وسلم -.وقال عبد الواحد بن غياث: حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا السكن بن خالد عن مجاهد: استعمل عمرُ بشرَ بن المحتفز على السوس. ويقال: إن بشراً قديم الموت، فلا يشبه أن قتادة أدركه". وعلق العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني مصحح التاريخ الكبير على هذه الترجمة بقوله: "لم يفرد المؤلف لبشر بن المحتفز ترجمة، كأنه يشير إلى احتمال أن يكون هو بشر بن عائذ- ونقل كلام ابن حجر في احتمال أن يكونا واحداً ثم قال-: وفرقهما ابن أبي حاتم وابن حبان، وهو الظاهر من قولهم في ابن عائذ المنقري، وفي ابن المحتفز: المزني وقد وقع في الثقات نسب ابن المحتفز إلى

حدثني شُعْبة، سمعت قَتَادة يحدث عن بكر بن عبد الله وبشر بن المُحْتَفز عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه قال في الحرير: "إنمَا يلبسه من َلا خَلاقَ له". 5126 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاج قال حدثني شُعْبة عن قَتَادة وسمعت أبا مجْلَز، سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "الوتر ركعة من آخر اَلليل". 5127 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاج قال

_ = مزينة". وأقول: إني لم أر فيما بين يدي من المراجع هاتين النسبتين، إلا نسبة "المحتفز بن أوس" في ترجمته في الإصابة 6: 46 "المزني"، وأن ابن حبان نسبه في ترجمة ابنه، وكذلك الحاكم في تاريخ نيسابور، إلخ ما في الإصابة، وفي أسد الغابة 4: 305: "محتفز بن أوس المزني". وأما نسبة "بشر بن عائذ" أنه "منقري" فلم أجدها، بل الذي سيأتي في روايته 5364: "بشر بن عائذ الهذلي" وما أدري صحة هذه النسبة "الهذلي" أيضاً، فلعلها وهم أو خطأ. إنما الراجح عندي صنيع البخاري أن الراويين واحد، وهو الاحتمال الذي ذكره الحافظ في التهذيب، وشعبة أحفظ من همام جداً، ولكن لعله ما عرف نسب الرجل، أو أخطأ قتادة، فسماه له "بشر بن المحتفز" وسماه لهمام "بشر بن عائذ". وأما رواية البخاري في الكبير أن بشر بن المحتفز كان عاملا لعمر، وما ذكره أنه قديم الموت فلا يشبه أن يدركه قتادة، فلا يؤثر في ذلك بشيء، إذ من المحتمل جداً أن يكون "بشر بن المحتفز" القديم عم "بشر بن عائذ بن المحتفز" الراوي عنه قتادة. وأياما كان فالإسناد صحيح، من جهة بكر بن عبد الله، والمتن صحيح، مضى بأسانيد أخر صحاح مراراً، مطولاً ومختصراً، آخرها 5095، "المحتفز" بضم الميم وسكون الحاء وفتح التاء المثناة وكسر الفاء وآخره زاء معجمة. (5126) إسناده صحيح، وهو مكرر 5016. وانظر 5103. (5127) إسناده صحيح، المغيرة بن سليمان: لم أجد له ترجمة في التهذيب ولا التعجيل ولا غيرهما من المراجع، ولكن في التهذيب 10: 261 ترجمة: "المغيرة بن سلمان =

حدثني شُعْبة، عن قَتَادة عن المغيرة بن سليمان، قال حَحَّاج في حديثه: سمعت المغيرة بن سليمان، قال: سمعت ابن عمر يقول: كانت صلاة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - التي لا يَدَعُ: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الصبح. 5128 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجَّاج قالا حدثنا شُعْبة سمعت أبا إسحق، وقال حَجَّاج في حديثه: عن أبي إسحق، سمعت يحيى ابن وثَّاب: أنه سأل ابن عمر عن الغُسل يوم الجمعة؟، فقال: أمرنا به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 5129 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة سمعت أبا إسحق

_ الخزاعي، روى عن ابن عمر، وعنه محمد بن سيرين وقتادة وأيوب السختياني، ذكره ابن حبان في الثقات، قلت: وله في نسخة عبد الواحد بن غياث عن حماد بن سلمة حديث مرسل عن حميد الطويل، وينسب في روايته خزاعيا"، هذا نص ما في التهذيب، ورمز له برمز النسائي، وكذلك هو في التقريب والخلاصة. باسم "المغيرة بن سلمان" ورمز له برمز النسائي فقط، ووضع قبل "المغيرة بن سلمة" في ترتيب الحروف، وكذلك ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 319: "مغيرة بن سلمان، سمع ابن عمر، روى عنه أيوب"، فهذا هو دون شك. ولكن أصول المسند الثلاثة فيها "ابن سلمان"، بل رسم في ك علي الرسم القديم "سليمن" دون ألف، فلو كان "سلمان" لرسم بالألف. والظن عندي أنه وقع لهم في رواية النسائي "بن سلمان" فتبعوه كلهم، ولم أجد الحديث في سنن النسائي حتى أعرف كيف وقع ذلك، ولعل روايته في النسائي لحديث آخر لا لهذا الحديث. ويحتاج إلى تحرير وتحقيق، والحديث في أصله صحيح، مضى معناه مرارا، منها 4660 من رواية نافع عن ابن عمر (5128) إسناده صحيح، وهو مكرر 5078. وانظر 5083. (5129) إسناده ضعيف، لجهالة هذا الرجل من أهل نجران. والحديث مطول 4786 ومكرر =

سمعت رجلاً من أهل نَجْران قال: سألتُ ابن عمر، قلت: إنما أسألك عن شيئين، عن السَّلَم في النخل؟، وعن الزبيب والتمر؟، فقال: أُتي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - برجل نَشْوان، قد شرب زبيباً وتمراً، قال: فجلده الحدَّ، ونهى أن يُخلطا، قال: وأَسْلَم رجلٌ في نخلِ رجلٍ، فلم يحمل نَخْلُه، قال: فأتاه يطلبه، قال: فأبي أن يعطيه، قال: فأتَيا النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "أحملتْ نخلُك؟ "، قال: لا، قال: "فبمِ تأكل مالَه؟! "، قال: فأمره فردَّ عليه، ونَهى عن السَّلَم في النخل حتى يبْدُو صلاحُه. 5130 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بِن دينار سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل بَيّعْين فلا بيع بينهَما حتى يتفرّقا، إلاَّ بيع الخِيار". 5131 - حدثنا محمد بن جعفر وحَجَّاج قالا حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يحدث: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -نهى عن الوَرْس والزعْفَران، قاَل شُعْبة: قلت له: يعني المُحْرِم؟، قال: نعم. 5132 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يحدث: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "خمس ليس علي، حَرامٍ جُناح في قتلهن: الكلب العَقُور، والغراب، والحُديا، والفأرة، والحية". 5133 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد الله

_ = 5067، وقبد فصلنا الكلام على الإسناد في الرواية الأولى. وانظر 105. (5130) إسناده صحيح، وهو مكرر 4566. (5131) إسناده صحيح، وهو مكرر 5076. (5132) إسنأده صحيح، وهو مكرر 5107. (5133) إسناده صحيح، وهو مكرر 4766 بمعناه.

ابن دينار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمهَن إلا الله: لايعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم نزول الغيث إلا الله، ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله، ولا يعلم الساعة إلا الله، وما تدري نفسٌ ماذا تَكْسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت". 5134 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن تباع الثمرُة حتى يَبدو صلاحها. 5135 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان سمعت عبد الرحمن، قال ابن مهدي: هو ابن عَلْقَمة، يقول: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أعْفُوا اللِّحى، وحُفُّوا الشوارب". 5136 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن موسى بن عُقْبة عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَطع نخل بني النَّضِير وحرق. 5137 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان، وإسحق، يعني الأزرق،

_ (5134) إسناده صحيح، وهو مكرر 5060. وانظر 5129. (5135) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن علقمة، ويقال: ابن أبي علقمة ويقال: ابن علقم: تابعي ثقة، يروي عن ابن عباس وابن عمر، ويروي عنه سفيان الثوري، وثقه النسائي والعجلي وابن شاهين، وقال ابن مهدي: "كان من الأثبات الثقات"، وهو غير "عبد الرحمن بن أبي علقمة" الذي يروي عن ابن مسعود، وقد سبق في 3657 أنه اختلط على بعضهم بصحابي اسمه" عبد الرحمن بن علقمة"، فهذا الذي هنا ثالثٌ غيرهما. والحديث مكرر 4654. (5136) إسناده صحيح، وهو مكرر 4532 بهذا الإسناد. (5137) إسناده صحيح، وهو مكرر 5017. وانظر 5039. سعيد بن عمرو: هو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، ووقع في ح "سعيد بن عمر" وهو خطأ، صححناه من ك م.

قال حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنا أُمّة أمِّية، لا نكُتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا"، حتى ذكر تسعاً وعشرين، قال إسحق: وطبق يديه ثلاث مراتٍ وحبس إبهامَه في الثالثة. 5138 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عَلقَمة سمعت ابن عمر يقول: أمر رسول الله-صلي الله عليه وسلم- أَن تعْفَى اللِّحى، وأن تُجزَّ الشواربُ. 5139 - قال "عبد الله بن أحمد": وقال أبي: وقال عبد الله بن الوليد: حدثنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن عَلْقَمة. 5140 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا شُعْبة عن عاصم بن عُبيد الله

_ (5138) إسناده صحيح، وهو مكرر 5135. (5139) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهو موصول، فإن عبد الله بن الوليد العدلي من شيوخ أحمد. وإنما ذكر هذا الإسناد ليبين فيه أن سفيان الثوري سمعه من عبد الرحمن ابن علقمة. (5140) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عُبيد الله. وقد مضى هذا الحديث بنحوه في مسند عمر 196 عن محمد بن جعفر عن شُعبة، بهذا الإسناد، ولكن فيه: "عن ابن عمر عن عمر" فلذلك أثبت في مسند هناك. وجاءت هذه الرواية: "عن ابن عمر قال: قال عمر"، فلذلك أثبت في مسند ابن عمر. وكلاهما محتمل، أن يكون ابن عمر سمعه من أبيه، أو أن يكون قوله هناك "عن عمر" أي عن قصة عمر. وقد مضى معنى الحديث في حديث صحيح طويل من حديث عمر 311. وانظر أيضاً ما مضى في مسند أبي بكر رقم 19. وقوله "من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء"، في م "من أهل الشقاوة فإنه يعمل للشقاوة"، وهي نسخة ثابتة بهامش ك. وما هنا ثبت بهامش م على أنه نسخة.

قال سمعت سالم بن عبد الله يحدث عن ابن عمر قال: قال عمر: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل فيه، أفي أمرٍ قد فرِغ منه، أَو مبتَدَإ أو مبتَدَع؟، قال: "فيما قد فُرِغ منه، فاعملْ يا ابن الخطاب، فإن كلاً مُيَسَّر، أمَّا من كان من أهل السعادة فإنه يعمل للسعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء". 5141 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا زائدة عن موسى

_ (5141) إسناده صحيح، وهو من مسند عائشة، ومن مسند ابن عباس بتصديقه إياها فيما روته، ولم أجد وجهاً مناسباً لإثباته هنا أثناء مسند ابن عمر. وسيأتي بهذا الإسناد نفسه في - مسند عائشة 6: 251 ح، ثم رواه هناك عقبة عن عبد الصمد ومعاوية بن عمرو عن زائدة. ورواه أيضاً بنحوه بأسانيد أخر مراراً. منها 6: 34، 228 - 229 ح، ومضى نحوه بمعناه أيضاً من وجه آخر في مسند ابن عباس 3355، 3356. والحديث نقله ابن كثير في التاريخ 5: 233 عن المسند بهذا الإسناد، وقال: "وقد رواه البخاري ومسلم جميعاً عن أحمد بن يونس عن زائدة به". زائدة: هو ابن قدامة. موسى بن أبي عائشة: سبق توثيقه 1910، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 289 وقال: "قال يحيى القطان: كان سفيان "يعني الثوري"، يثني على موسى بن أبي عائشة"، وأنه وثقه أيضاً ابن عيينة وابن معين، وفي التهذيب عن ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: تريبني رواية موسى بن أبي عائشة حديث عُبيد الله بن عبد الله في مرض النبي -صلي الله عليه وسلم -"، يعني هذا الحديث، وتعقبه الحافظ فقال: "عني أبو حاتم أنه اضطرب فيه. وهذا من تعنته، وإلا فهو حديث صحيح". عُبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود. "ثقل رسول الله" أي اشتد مرضه، قال في اللسان:"وثقل الرجل ثقلا، فهو ثقيل وثاقل: اشتد مرضه. يقال: أصبح فلان ثاقلاَ، أي أثقله المرض". المخضب: قال ابن الأثير: "شبه المركن، وهي إجانة يغسل فيها الثياب". "ذهب لينوء": من قولهم ناء بحمله ينوء نوءاً وتنواء، نهض بجهد ومشقة. عكوف: جمع عاكف، من قولهم عكف عكوفاً فهو عاكف، واعتكف فهو معتكف. وهو الإقامة على الشيء وبالمكان ولزومهما. "وجد خفة". الخفة: ضد الثقل، يكون في الجسم والعقل والعمل، والمراد هنا: وجد خفة في الجسم ونشاطاً بعد أن أثقله المرض.

ابن أبي عائشة عن عُبيد الله بن عبد الله قال: دخلتُ على عائشة فقلت: أَلاَ تُحدثيني عن مرض رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قالت: بلَى، ثَقُل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "أَصلى الناس"؟،"، فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: "ضَعُوا لي ماءً في المخْضَب"، ففعلنا، فاغتسل، ثم ذَهب لينُوءَ فأُغْمى عليه، ثم أَفاق، فقالَ: "أصلى الناسُ؟! "، قلنا: لا، هم ينتظِرونَك يا رسول الله، قال: "ضَعُوا لي ماءَّ في المخْضَب"، فذهب لينوءَ فغشى عليه، قالت: والناس عُكُوف في المسجد، ينتظَرون رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لصلاة العَشاء، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، وكان أبو بكر رجلاً رقيقاً، فقال: يا عمر، صلّ بالناس، فقال: أنت أحقُّ بذلك، فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام، ثم إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وجد خِفَّة، فخرج بين رجلين أحدهما العباس، لصلاة الظهر، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه أن لا يتأخر، وأمرهما فأجلساه إلى جنبه، فجعل أبو بكر يصلي قائماً ورسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي قاعداً، فدخلتُ على ابن عباس، فقلت: ألا أعْرِضُ عليك ما حدثتْني عائشةُ عن مرض رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: هات، فحدثتُه، فما أنكر منه شيئاً، غير أنه قال: هل سمَّتْ لك الرجل الذي كان مع العباس؟، قلت: لا، قال: هو علي رحمة الله عليه. 5142 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحق سمعت يحيى بن وَثَّاب يحدث عن ابن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من أتى الجمعة فليغتسل". 5143 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عطاء عن كَثير بن

_ (5142) إسناده صحيح، وهو مكرر 5128 بمعناه. (5143) إسناده صحيح، كثير بن جمهان، بضم الجيم وسكون الميم: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه"، وترجمه البخاري في الكبير

جُمْهَان قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة، فقلت: تمسي فقال: إنْ أمش فقد رأيت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يمشي، وإن أَسْعَ فقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يَسعى. 5144 - حدثنا عبد الملِك بن عمرو حدثنا ابن أبي ذئب عن الحرث عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كانت تحتي امرأة أُحبها، وكان أبي يكرهها، فأمرني أن أطلقها، فأبيتُ، فأتى النبي -صلي الله عليه وسلم -فذكر ذلك له، فأرسل إليّ، فقال: "يا عبد الله، طلق امرأتَك"، فطلقتُها" 5145 - حدثنا عبد الملِك بن عمرو حدثنا نافع بن أبي نُعَيم عن

_ = 4/ 1/ 206 وقال: "سمع ابن عمر". والحديث رواه الترمذي 2: 94 من طريق ابن فضيل، وأبو داود 2: 122 من طريق زهير، كلاهما عن عطاء عن كثير، بنحوه، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح. وقد روى سعيد بن جُبير عن ابن عمر نحو هذا"، ونسبه المنذري 1824 أيضاً للنسائي وابن ماجة، وقال: "وفي إسناده عطاء بن السائب، وقد أخرج له البخاري حديثاً مقروناً، وقال أيوب: هو ثقة، وتكلم فيه غير واحد". وهذا تعليل غير دقيق، فإن عطاء ثقة كما قلنا مراراً ولكن الكلام في حديث من سمع منه بعد الاختلاط، فابن فضيل منهم، ولكن الثوري الذي روى عنه هنا هذا الحديث، وزهير الذي رواه عنه عند أبي داود، ممن سمع منه قديماً، فحديثهما عنه صحيح. وسيأتي الحديث من طريق عطاء عن كثير أيضاً 5275, 5265, 6013,. وسيأتي نحوٌ من رواية سعيد بن جُبير عن ابن عمر 6393، وهي التي أشار إليها الترمذي. وقد مضى بنحوه أيضاً من رواية عبد الله بن المقدام عن ابن عمر 4993، 5006. (5144) إسناده صحيح، عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، بفتح العين والقاف، نسبة إلى "بني عقد" وهم بطن من بجيلة أومن قيس، وأبو عامر هذا ثقة مأمون، كما قال النسائي، وكان إسحق إذا حدث عنه قال: "حدثنا أبوعامر الثقة الأمين". والحديث مختصر 5011. (5145) إسناده صحييح، نافع بن أبي نعيم: هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، قاريء أهل =

نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى جعل الحقَّ على لسان عمر وقلبه" 5146 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا علي، يعني ابن مبارك، عن يحيى بن أَبي كثير حَدثني أبو قلاَبة حدثني سالم بن عبد الله حدثني عبد الله بنِ عمرقال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ستخرج نارٌ قبل يوم القيامة من بحر حَضْرموْتَ"، أو "من حضرموت، تَحشر الناس"، قالوا: فبِم تأمرنا يا رسول الله؟، قال: "عليكم بالشأم".

_ = المدينة، وأحد القراء السبعة المشهورين، وهو إمام حجة في القراءة، أقرأ الناس دهراً طويلاً، نيفاً عن سبعين سنة، وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وصار الناس إليها، وكان أسود إللون حالكا، صبيح الوجه، حسن الخلق، فيه دعابة، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي: ليس به بأس، وترجمة البخاري في الكبير 4/ 2/ 87 فلم يذكر فيه جرحاً ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء، لكن أحمد لينه. قال: "كان يؤخذ عنه القرآن، وليس في الحديث بشيء، ونحن نرجح قول من وثقه، وله ترجمة حافلة في طبقات القراء لابن الجزري برقم 3718. والحديث رواه الترمذي 4: 315 مطولاً، من طريق أبي عامر العقدي عن خارجة بن عبد الله الأنصاري عن نافع عن ابن عمر، وقال:"حسن صحيح غريب من هذا الوجه". فلم ينفرد به نافع بن أبي نعيم عن نافع عن ابن عمر، بل تابعه عليه خارجة بن عبد الله بن سليمان الأنصاري، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "شيخ حديثه صالح"، وقال ابن عدي: "لا بأس به وبرواياته عندي"، وضعفه أحمد، وقال ابن معين: "ليس به بأس"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/187 وقال: "سمع نافعاً ويزيد بن رومان" ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء، وقد صحح له الترمذي كما ترى، فتوثيقه هو الصحيح الراجح. (5146) إسناده صحيح، وهو مكرر 4536. في م "فبما تأمرنا".=

5147 - حدثنا سهل بن يوسف عن حُمَيد عن بكرقال: قلت لابن عمر: إن أنساً أخبرنا أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "لبيك بعمرة وحج"؟، قال: وَهلَ أنس، خرج فَلَبّي بالحج ولبَّينا معه، فلما قَدم أمر من لم يكن معه الهَدْيُ أن يجعلها عمرةً: قال: فذكرت ذلك لأنس؟، فقال: ما تَعُدُّونا إلا صبياناً!!. 5148 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جُرَيج وابن أبي ذئب قالا: أخبرنا ابن شِهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: رأيت الناس في عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُضربون إذا تبايعوا جُزافاً أن يبيعوه حتى يُؤْوُوه إلى رحالهم. 5149 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله أخبرني نافع عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وعبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "من حمل علينا السلاح فليس منَّا". 5150 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن عبد الله عن

_ (5147) إسناده صحيح، سهل بن يوسف الأنماطي: من شيوخ أحمد، وسيأتي في 12858 نسبته أيضاً "المسمعي"، وكذلك نسب في شيوخ أحمد عند ابن الجوزي في المناقب، وهو ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 103. حميد: هو الطويل. بكر: هو ابن عبد الله المزني. ووقع هنا في الأصول الثلاثة "حميد بن بكر"، وهو خطأ واضح، وليس في رواة الكتب الستة ولا رواة المسند من يسمى بهذا. وأيضاً فقد صرحوا في ترجمة سهل بن يوسف بأنه يروي عن حميد الطويل، وقد مضى الحديث نفسه من هذا الوجه 4996 عن يزيد بن هرون "عن حميد عن بكر" على الصواب. (5148) إسناده صحيح، وهومكرر 4517، 4988. وانظر 5064. (5149) إسناده صحيح، وهو مكرر 4649. (5150) إسناده صحيح، وهو مطول 4901.=

النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من أعتق شِركاً له في مملوك فقد عَتَق كله، فإن كان للذي أعتق نصيبَه من المال ما يَبْلُغ ثَمنه فعليه عِتْقُه كلّه". 5151 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله أخبرني نافع عن عبد الله، أنه أذَّن بضُجْنَانَ ليلةً العشاء، ثم قال في إثر ذلك: ألا صلوا في الرحَال، وأخبرنا أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يأمر مؤذناً يقول: "ألا صلوا في الرِّحال"، في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر. 5152 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرنا نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأىٍ نُخَامة في قِبْلة المسجد، فحتَّها، ثم قال: "إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يَتَنَخَّمْ، فإن الله تعالى قِبَلَ وجه أحدِكم في الصلاة". 5153 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أَخبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجدَ الحرام". 5154 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: تلقَّفْتُ التلبية من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنِّعمةَ لك، والملكَ لا شريك لك". 5155 - حدثنا يحيى عن موسى الجُهَني سمعت نافغا سمعت

_ (5151) إسناده صحيح، وهو مكرر 4478. (5152) إسناده صحيح، وهو مختصر 4509، ومطول 4908. (5153) إسناده صحيح، وهو مكرر 4838، وقد مضى أيضاً بهذا الإسناد 4646. (5154) إسناده صحيح، مكرر 5086. (5155) إسناده صحيح، موسى الجهني: هو موسى بن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن، سبق توثيقه 1496 والإشارة إليه أيضاً 3712، ونزيد هنا أنه وثقه يحيى القطان وأحمد وابن=

ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام". 5156 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن القَرْع والُمزَفَّت. 5157 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قطع في مِجَنٍّ ثمنُه ثلاثةُ دراهم. 5158 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "كل بيعين فأحدهما على صاحبه بالخيار حتى يتفرقا، أو يكون خياراً". 5159 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: سأل رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن صلاة الليل؟، قال: "يصلي أحدكم مثنى مثنى، فإذا خشى أن يصبح صلى ركعةً توتر له صلاته". 5160 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافِعِ عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "خمس من الدواب لاجُناح على من قَتَلهن في قَتْلهن وهو حرام: العقرب، والفأرة، والغراب، والحِدأَة، والكلب العَقُور".

_ معين وغيرهم وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /288. والحديث مكرر 5153. (5156) إسناده صحيح، وهو مختصر 5092.القرع: هو الدباء. (5157) إسناده صحيح، وهو مكرر 4503. (5158) إسناده صحيح، وهو مكرر 5130. (5159) إسناده صحيح، وهو مختصر 5103. (5160) إسناده صحيح، وهو مكرر 5132.=

5161 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من فاته العصر فكأَنما وتر أهله وماله". 5162 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أَيُّما نخلٍ بيعت أصولها فثمرتها للذي أَبَّرَها، إلاَّ أن يشترط المبتاع". 5163 - حدثنا يحيِى بن سعيد عن عُبيد الله. أخبرني نافع عن ابن عمر: كان إذا جَدَّ به السَّيْرُ جمع بين المغرب والعِشاء بعد ما يغيب الشَفَق، ويقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا جدَّ به السير جمع بينهما. 5164 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أنه طلق امرأته وهي حائض، فأتى عمر النبي -صلي الله عليه وسلم - فاستفتاه؟، فقال: "مُرْ عبد الله فليراجعها، حتى تَطُهرَ من حيضتها هذه، ثم تحيضَ حيضةً أخرى، فإذا طهرت فليفارقْها قبل أن يجامعها، أو لُيمْسكْها، فإنها العدَّةُ التي أُمِر أن تطَلَّق لها النساءُ". 5165 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع: أن عبد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله كلَّما عبدَ الله حين نزل الحَجَّاج لقتال ابن الزُّبَير، فقالا: لا يَضرُّك أن لا تَحُجَّ العام، فإنا نخشى أنَ يكون بين الناس قتال، وأَن يُحال بينك وبين البيت، قال: إنْ حِيل بيني وبينه فعلتُ كما فعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وانا معه، حين حالت كفارُ قريش بينه وبين البيت، أُشْهِدُكم

_ (5161) إسناده صحيح، وهو مكرر 5084. (5162) إسناده صحيح، وهو مكرر 4502 ومختصر 4552. وانظر 4852. (5163) إسناده صحيح، وهو مختصر 5120. (5164) إسناده صحيح، وهو مختصر 4500، ومطول 5121. (5165) إسناده صحيح، وهو مطول 4480، 4595. وانظر 4964، 4996، 5147.=

اَني قد أَوجبت عمرةً، فإن خُلِّي سبيلي قضيتُ عمرتي، وإن حيل بيني وبينه فعلتُ كما فعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وِأنا معه، ثمِ خرج حتى أَتِى ذا الحُلَيفة، فلبَّى بعمرة، ثم تلا: {لَقَدْ كان لَكمْ في رسُولِ الله إسْوةٌ حَسَنَةٌ} ثم سار، حتى إذا كان بِظهْرِ البَيداء قال: ما أمرهما إلا واَحد، إنْ حِيل بيني وبين العمرة حيل بيني وبين الحج، أُشهدكم أني قد أوجبت حجةً مع عمرتي، فانطلقَ، حتىِ اِبتاع بقُدَيْد هَدياً، ثم طاف لهما طوافاً واحداً بالبيت وبالصفا والمروة، ثم لم يزل كذلك إلى يوم النحر. 5166 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن رجلاً نادى رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: ما نلبس من الثياب إذا أحرمنا؟، قال: "لا تلبسوا القُمُص، ولا العمائم، ولا البَراِنس، ولا السراويلات، ولا الخفين، إلا أحد لا يجد نعليْن"، وقال يحيى مرةً: "إلا أن يكونِ رجلٌ ليس له نعلان، فلْيقطعهما أَسفل من الكعبين، ولا يلبس ثوباً مَسَّه وَرْسٌ أو زَعْفَران". 5167 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع عليهم، وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، وعبْدُ الرجل راع على بيت سيده، وهو مسؤول عنه، ألاَ فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته". 5168 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن

_ (5166) إسناده صحيح، وهو مكرر 5003، ومطول 5106، 5131. (5167) إسناده صحيح، وهو مكرر 4495. وانظر 4637. قوله "وولده، في نسخه بهامش م "وولدها". (5168) إسناده صحيح، وهو مكرر 4707 بهذا الإسناد، ولكن ليس هناك لفظ "يوم القيامة".=

النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الذين يصنعون هذه الصُّور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أَحْيُوا ما خَلَقْتم". 5169 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أَخبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا جاءَ أَحدكم الجمعةَ فليغتسل". 5170 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أن يُسافَر بالقرآن إلى أرض العدو، مخافة أن يناله العدوّ. 5171 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اتخذ كلباً إلا كلبَ صيد أو ماشية، نقَص من عمله كل يوم قيراطان". 5172 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال: نادى رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: من أين تأمرنا نُهل؟، قال: "يُهل أهل المدينة من ذي الحُلَيفة، وأهل الشأم من الجُحْفة، وأَهْل نَجْد من قَرْن"، قال عبد الله: ويزعمون أَنه قال: وأهل اليمن من يَلَمْلَم. 5173 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر أن

_ وقد مضى نحو معناه بإسناد آخر ضعيف 4792. (5169) إسناده صحيح، وهو مكرر 5142 بمعناه. (5170) إسناده صحيح، وهو مكرر 4576. (5171) إسناده صحيح، وهو مكرر 5073. (5172) إسناده صحيح، وهو مختصر 5111. (5173) إسناده صحيح، وهو مكرر 4489، ولكن هناك أن نافعما قال: (فأنبئت أن أم سلمة قالت" إلخ، وذكرنا في شرحه أن أبا داود والنسائي روياه من طريق عُبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة، فهي هذه الطريق. وانظر 4773، 5057. قوله "إذن =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من جَرَ ثوبه من الخُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، قال: وأخبرني سليمان بن يَسَار: أن أم سَلَمة ذكرت النساءَ، فقال: "تُرْخي شبْراً" قالت: إذن تنكشف، قال: "فذِراعاً، لا يزِدْنَ عليه". 5174 - حدثنا يحيىِ عن عُبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر قال: فَرض رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صدقة الفِطر على الصغير والكبير، والحر والمملوك، صاعاً من تمر أو شعير. 5175 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: نَهي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -ّ عن القَزَع، قلت: وما القزع؟، قال: أن يحْلَق رأسُ الصبي ويترك بعضُه. 5176 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن عبد الله قال: دخل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- البيتَ هو وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طَلْحة، فأجافوا الباب، ومكثوا ساعة، ثم خرج، فلما فُتح كنت أولَ من دخل، فسألت بلالاً،: أين صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال: بين العمودين المقدَّمين، ونسيتُ أن أَسأله: كم صلى؟. 5177 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن عمر حمل على فَرَس، فأعطاها عمُر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ليحمل عليها رجلاً،

_ = تنكشف" في م "إذن يكشف عنها". (5174) إسناده صحيح، وهو مختصر 4486. قوله "أوشعير" في نسخة بهامش م "أو صاعاً من شعير". (5175) إسناده صحيح، وهو مكرر 4473، 4973، ومطول 4974. (5176) إسناده صحيح، وهو مختصر 4891. وانظر 5116. (5177) إسناده صحيح، وهو مطول 4903.=

فأُخبر عمر أنه قد وقَفها يبيعها، قال: فسأل عن ذلك النبي -صلي الله عليه وسلم -، يبتاعُها؟، قال: "لا تبتعها, ولا تَعُدُ في صدقتك". 5178 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: صليت مع النبي -صلي الله عليه وسلم - بمنًى ركعتين، ومع أبي بكر، ومع عمر، وعثمان صدراً من إمارته، ثم أَتمَّ. 5179 - حدثنا يحيى بن سعيد وإسماعيل قالا حدثنا ابن عَون، قال يحيى: قال: حدثني نافع عن ابن عمر: أن عمر قال: يا رسول الله، إني أصبتُ أرضاً بَخْيبَر، لم أُصِبْ شيئا قط هو أنفسَ عندي منه؟، فقال: "إنْ شئت حبسْت أصلَها، وتصدقتَ بها"، قال: فتصدقَ بها, لايباع أصلُها، ولا تُوهب، ولا تُورث، قال: فتصدق بها فيِ الفقراء، والضيف، والرقاب، وفي السبيل، وابن السِبيل، لا جُنَاح على منْ وَليها أن يأكل بالمعروف، أو يُطعم صديقاً، غير مُتموِّلٍ فيه. 5180 - حدثناِ يحيى عن عُبيد الله أخبرنيِ نافع. عن ابن عمر قال: بعثَنا نبي الله في سرِيّة، بلغتْ سُهْمانُنَا اثْنيْ عشر بعيرا، ونفَّلَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيراً بعيراً. 5181 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر: أن

_ (5178) إسناد صحيح، وهو مكرر 4652 بهذا الإسناد، ومضى بنحوه بإسناد آخر 4858. وانظر 5041, 5042. (5179) إسناد صحيح، وقد مضى بنحو 4658 "عن إسماعيل، وهو ابن علية، وحده، عن ابن عون. "غير متمول فيه": أي غير جاعله مالاً له، فإنما هو قيم عليه وأمين. وفي م "غيرممول فيه". (5180) إسناد صحيح، وهو مختصر 4579.السهمان، بضم السين وآخره نون: جمع سهم. (5181) إسناده صحيح، وهو مكرر 4594. =

رسِول الله سَّبقَ بين الخيل المُضَمَّرة من الحفْياء إلى ثَنِيّة الوداع، وما لم يضَمَّر منها من ثنية الوَداع إلى مسجد نبي زريق. 5182 - حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمروأخبرني يحيى بن عبد الرحمن عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "الشهر تسع وعشرون"، فذكروا ذلك لعائشة، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن؟ وَهل، هَجر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نساءَه شهراً، فنَزَل لتسعِ وعشرين، فقيل له؟، فقال: َ "إن الشهر قد يكون تسعاً وعشرين". 5183 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا مالك حدثنا الزُّهْريّ عن سالم عِن أبيه: أن رجلاً من الأنصاركان يعظُ أخاه في الحياء، فقاَل النبي -صلي الله عليه وسلم -: "دَعْه، فإن الحياء من الإيمان". 5184 - حدثنا يحيى عن يحيى، يعني ابن سعيد، عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تتَبايعوا الثمر حتى يبدو صلاحه". 5185 - حدثنا يحيى عن عيسى بن حفص حدثني أبي أنه قال:

_ (5182) إسناده صحيح، وهو مكرر 4866. وقد بينا هناك أن ابن عمر لم يخطئ، ولم يهم، وأن عائشة تأولت كلام ابن عمر على غير ما يريد. وانظر 5137. (5183) إسناده صحيح، وهو مكرر 4554. قال ابن الأثير: "جعل الحياء- وهو غريزة- من الإيمان، وهو اكتساب، لأن المستحيي ينقطع بحيائه عن المعاصي، وإن لم تكن له تقية، فصار كالإيمان الذي يقطع بينها وبينه، وإنما جعله بعضه لأن الإيمان ينقسم إلى ائتمار بما أمر الله به، وانتهاء عما نهى الله عنه، فإذا حصل الانتهاء بالحياء، كان بعض الإيمان". (5184) إسناده صحيح، يحيى شيخ أحمد: هو ابن سعيد القطان- وشيخه يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. والحديث مكرر 5134. (5185) إسناده صحيح، عيسى: هو ابن حفص بن عاصم بن الخطاب. والحديث مطول =

كنت معِ ابن عمر في سفر فصلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين، ثم قام إلى طِنْفِسَةٍ، فرأى ناساً يُسبِّحون بعدها، فقال: ما يصنع هؤلاء؟، قلت: يسبحونَ، قال: لو كنتُ مصلياً قبلها أو بعدها لأتممتُها ,صحبت النبي -صلي الله عليه وسلم - حتى قُبِض، فكان لا يزيد على ركعتين، وأبا بكر حتى قُبِض، فكان لا يزيد عليهماَ، وعمر وعثمان كذلك. 5186 - حدثنا يحيى عن ابن أبي ذئب عِن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - جمع المغرب والعِشاء بجمْع بإقامة، ولم يسَبِّح بينهما, ولا على إثر واحدة منهما. 5187 - حدثنا يحيى بن سعيد عن التَّيْمِيّ عن طاوس سمع ابن عمر سئل عن نبيذ الجرّ: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن نبيذ الجر؟، فقال: نعم، وقال طاووس: والله إني سمعتُه منه. 5188 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "مَثَل الذي يَجُرّ إزاره" أو "ثوبه"،َ شكً يحيى، "من الخُيَلاء، لا ينظر الله إليه يوم القيامة". 5189 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن دِينار سمعت

_ = 4761. وانظر 4962، 5012، 5478. 5590، 5634 التسبيح هنا: صلاة النافلة، قال ابن الأثير: "وإنما خصت النافلة بالسبحة، وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح, لأن التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة: سبحة؛ لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة". (5186) إسناده صحيح، وهو مطول 4676، 4893. وانظر الحديث السابق. (5187) إسناده صحيح، وهو مكرر 4837.التيمي: هو سليمان. وانظر 5090. (5188) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث مختصر 5173. (5189) إسناده صحيح، وهو مختصر 5062. وانظر 5099.=

ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي على راحلته حيثُما توجهتْ به. 5190 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الله بن دِينار سمعت ابن عمر قال: سأل عمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: تصيبني الجنابة من الليل؟، فأمره أن يغسل ذكره وليتوضأْ. 5191 - حدثنا يحيى بن سعيد عن شُعْبة، وابن جعفر قال

_ (5190) إسناده صحيح، وهو مختصر 5056، قوله "وليتوضأ" في نسخة بهامش م "ويتوضأ". (5191) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 129 عن عُبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شُعبة، بهذا الإسناد. ورواه الترمذي 3: 105 - 106 من طريق الطيالسي عن شُعبة، وقال: "حديث حسن صحيح". وانظر 5090، 5092، 5187. "تنسج نسجاً: في نسخ المسند بالجيم، وقال ابن الأثير: هكذا جاء في مسلم والترمذي، وقال بعض المتأخرين: هو وهم، إنما هو بالحاء المهملة، قال: ومعناه أن ينحي قشرها عنها وتملس وتحفر. وقال الأزهري: النسج: ما تحات عن التمر من قشره وأقماعه بما يبقى في أسفل الوعاء". فقد ثبت الحرف بالجيم في نسخ مسلم والترمذي التي رآها ابن الأثير، وكذلك هو في الترمذي الذي بين أيدينا، وأما مسلم المطبوع ففيه بالحاء المهملة، وقال القاضي عياض في المشارق 2: 27، وهو الذي يشير إليه ابن الأثير بقوله "بعض المتأخرين"، قال: "بالحاء المهملة، أي ينحي قشرها عنها وتملس ويحفر فيها للانتباذ، كذا ضبطناه عن كافة شيوخنا. وفي كثير من نسخ مسلم عن ابن ماهان: تنسج، بالجيم، وكذا ذكره الترمذي، وهو خطأ وتصحيف لا وجه له". هكذا قال عياض، وتبعه النووي في شرح مسلم 3: 165، بل زاد عليه غلواً فأثبت الرواية في مسلم بالحاء، وقال: "هكذا هو في معظم الروايات والنسخ: بسين وحاء مهملتين، أي تقشرثم تنقر فتصير نقيرَا، ووقع لبعض الرواة في بعض النسخ: تنسج، بالجيم، قال القاضى [يعني عياضاً]، وغيره: هو تصحيف. وادعى بعض المتأخرين أنه وقع في نسخ صحيح مسلم وفي الترمذي بالجيم، وليس كما قال، بل معظم نسخ مسلم بالحاء". وأظن أن النووي يريد ببعض المتأخرين =

حدثنا شُعْبة حدثني عمرو بن مُرِّة عن زاذانَ قال: قلت لابن عمر: أَخبرْني ما نَهى عنه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من الأَوعية، وفسَّره لنا بلغتنا، فإن لنا لغةً سوى لغتكم؟، قال: نهى عن الحَنْتَم، وهو الجرُّ، ونهى عن المُزَفَّت، وهو المُقَيَّر, ونهى عن الدُّبَّاء، وهو القَرْع، ونهى عن النَّقير وهي النخلة تُنْقَر نقراً وتُنْسجُ نَسْجاً، قال: ففيم تأمرنا أَن نشرب فيه؟، قالَ: الأَسْقية، قال محمد، وأَمر أَن نَنْبذ في الأسقية. 5192 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني ابن دينار سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ينصب للغادر لواءٌ يوم القَيامة، يقال: هذه غَدْرة فلان". 5193 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنِي ابِن دِينار سمعت ابن عمر قال: نهي رسول الله-صلي الله عليه وسلم- أَن يلبس المُحْرم ثوباً مَسَّه زعْفَران أَو وَرْس.

_ = ابن الأثير الذي نقلنا قوله آنفاً!!، وهكذا جزم عياض والنووي بأن أكثر نسخ صحيح مسلم بالحاء، ونفيا أن يكون في الترمذي بالجيم. وهي دعوى عريضة، فهي ثابتة بالجيم في نسخ الترمذي المطبوعة، وكذلك في مخطوطة الشيخ عابد السندي الصحيحة التي عندي. وأما نسخ صحيح مسلم، فالطبوع منها أثبت فيه بالحاء، وأنا أرجح أنه اتباع لا جزم به النووي، ولكنه ثابت بالجيم في مخطوطة الشيخ عابد السندي أيضاً، وكذلك في مخطوطة صحيحة أخرى منه عندي بخط الشيخ عبد الفتاح بن عبد القادر الشطي، مكتوبة في سنة 1190، وهي مصححة، ومقروءة، وكذلك ثبت بالجيم في أصول المسند الثلاثة. فنفي القاضي عياض والنووي، لا مؤيد له، والإثبات يؤيده نقل ابن الأثير وهذه النسخ الصحاح، كما ذكرنا. قوله "ففيم تأمرنا" في نسخة بهامش م "ففيما تأمرنا". قوله "وأمرأن ننبذ في الأسقية" في م "وأمرنا". (5192) إسناده صحيح، وهو مختصر 4839. وانظر 5088، 5096. (5193) إسناده صحيح، وهو مختصر 5166.=

5194 - حدثنا يحيى عن إسماعيل أَخبرني وَبرة قال: أَتى رجلٌ ابنَ عمر فقال: أيصلح أن أطوف بالبيت وأنا مُحْرِم؟، قال: ما يمنعك من ذلك؟!، قال: إن فلاناً ينهانا عن ذلك حتى يرجع الناس من الموقف، ورأيته كأنه مالتْ به الدنيا، وأنت أعجب إلينا منه، قال ابن عمر: حج رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وسُنة الله تعالى ورسوله أحقُّ أَن تُتَّبع من سنة ابن فلانٍ، إن كنتَ صادقاً. 5195 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أُم مكتوم". 5196 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: نهى أن تُحتلب المواشي من غير إذن أهلها. 1197 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما حقُّ امرئ له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته

_ (5194) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. وبرة: هو ابن عبد الرحمن المسلي، وفي التهذيب 11: 111 في الرواة عن وبرة: "إسحق بن أبي خالد"، وهو خطأ مطبعي، يصحح من هذا الموضع، ومن الخلاصة، ومن كتاب "الجمع بين رجال الصحيحين" 545، وذكر أن رواية إسماعيل عنه في صحيح مسلم، والحديث رواه مسلم 1: 353 من طريق عبثر عن إسماعيل بن أبي خالد عن وبرة، ورواه أيضاً من طريق جرير عن وبرة، بنحوه، وصرح في الرواية الأولى بأن الذي كنى عنه بفلان هو ابن عباس. وانظر 4641. (5195) إسناده صحيح، وهو مكرر 4551. (5196) إسناده صحيح، وهو مكرر 4471 ومختصر 4505. (5197) إسناده صحيح، وهو مكرر 5118.=

فيه يبيتُ ليلتين إلا ووصيته مكتوبةٌ عنده". 5198 - حدثنا يحيى عن ابن عَجْلان عن نافع قال: أصاب ابنَ عمر البردُ وهو مُحْرم، فألقيتُ على ابن عمر بُرْنُساً، فقال: أبعده عنِّى، أَمَا علمت أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عن البرنس للمحرم. 5199 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يأتي مسجد قُبَاءَ راكباً وماشياً. 5200 - حدثنا يحىِ عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الخيل معقود بنوَاصِيها الخير إلى يوم القيامة". 5201 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: لا أترك استلامَهما في شدّة ولا رَخَاء، بعدَ إذْ رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يستلمهما، الركن اليماني والحجر. 5202 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لاَعَنَ بين رجل وامرأته من الأنصار، وفرق بينهما. 5203 - حدثنا يحيى عن عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال:

_ (5198) إسناده صحيح، وهو مكرر 4856 بمعناه. وانظر 5166. (5199) إسناده صحيح، وهو مكرر 4846. (5200) إسناده صحيح، وهو مكرر 5102. (5201) إسناده صحيح، وهو مطول 4986. (5202) إسناده صحيح، وهو مختصر 5009. (5203) إسناده صحيح، عُبيد الله هنا: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم. والحديث قد مضى معناه مختصراً، 4483، وأشرنا هناك إلى أنه رواه الشيخان أيضاً مطولاً كما في المنتقى 2216، فهذه هي الرواية المطولة. =

كان يوم عاشوراء يوماً يصومه أهل الجاهلية، فلما نَزَل رمضان سُئل عنه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: "هو يوم من أيام الله تعالى، من شاء صامه، ومن شاءَ تركه". 5204 - حدثنا رَوْح أخبرنا عُبيد الله بن الأخَس أخبرني نافع عن عن عبد الله بن عمر، فذكر مثله. 5205 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سماَك بن حَرب عن مُصْعَب بن سعد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "لا يقبل الله تعالى صدقةً من غلُول، ولا صلاةً بغيرطُهُور". 5206 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن سعيد بن يَسار عنِ ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي على حمارٍ، وهو متوجه إلى خَيْبَر، نحو المشرق. 5207 - وقرأنه على عبد الرحمن: "مالكٌ عن عمرو بن يحيى عن أبي الحُباب سعيد بن يَسار عن ابن عمر، ولم يقل (نحو المشرق). 5208 - حدثنا وكيع حدثنا مالك بن أنس عن أبي بكر بن عمر عن سعيد بن يَسَار قال: قال لي ابن عمر: أمَا لَكَ برسول الله -صلي الله عليه وسلم -أسوة؟!، كان

_ (5204) إسناده صحيح، روح: هو ابن عبادة. عُبيد الله بن الأخنس: سبق توثيقه 2000. والحديث. مكرر ما قبله. (5205) إسناده صحيح، وهو مختصر 5123. (5206) إسناده صحيح، وهو مطول 5099. (5207) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله، وقد مضى بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك 4520. (5208) إسناده صحيح، وهو مطول 4530. وهو في الموطأ 1: 145 بأطول من هذا. =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوتر على بعيره. 5209 - وقرأته على عبد الرحمن: مالكٌ عن أبي بكر بن عمر ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سعيد بن يَسَار، فذكر الحديث. 5210 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن يحيى بن وَثَّاب عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من جاءَ إلى الجمعة فليغتسل". 5211 - حدثنا وكيع حدثنا حنْظَلة الجمَحيّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا استأذنكم نساؤكَم إلى المساجد فأذنوا لهنَّ". 5212 - حدثنا وكيع حدثنا أَبان بن عبد الله البَجَلي عن أبي بكر ابن حفص عن ابن عمر: أنه خرج يوم عيد، فلم يصلَ قبلها ولا بعدها، فذكر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - فَعَله. 5213 - حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي خالد عن أبي حنْظَلة قال:

_ (5209) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد مضى بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك مختصراً 4519، 4530. (5210) إسناده صحيح، وهو مكرر 5169. (5211) إسناده صحيح، حنظلة الجمحي: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن. والحديث مختصر5101. (5212) إسناده صحيح، أبو بكر حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، سبق توثيقه 1598. وانظر 3333. (5213) إسناده صحيح، ابن أبي خالد هو إسماعيل. والحديث مختصر 4704، 4861.=

سألت ابن عمر عن الصلاة في السفر؟، فقال: ركعتان، سُنة النبي -صلي الله عليه وسلم -. 5214 - حدثنا وكيع حدثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم -وأبا بكر وعمر وعثمان صَدْرا من إمارته صلَّوْا بمنَّى ركعتين. 5215 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن مجاهد عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة، أو بضعَ عشرة مرة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. 5216 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عمر بن محمد عن

_ (5214) إسناده صحيح، وهو مكرر 5178. (5215) إسناده صحيح، وهو مكرر 4763 بهذا الإسناد، ومطول 4909. (5216) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني نزيل عسقلان: ثقة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي وأبو داود وغيرهم، وقال أبو حاتم: "هم خمسة إخوة، أوثقهم عمر"، وقال الثوري: "لم يكن في آل عمر أفضل من عمر بن محمد بن زيد العسقلاني"، وقال ابن عيينة: "حدثني الصدوق البَرّ عمر بن محمد بن زيد"، وقال أبو عاصم: "كان من أفضل أهل زمانه" وقال عبد الله ابن داود الخريبي: "ما رأيت رجلاً قط أطول منه، وبلغني أنه كان يلبس درع عمر فيسحبها"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أطول منه، وبلغني أنه كان يلبس درع عمر فيسحبها"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 3/131 - 132. في ك م "عمرو بن محمد"، وهو خطأ واضح، ليس في هذه الطبقة من الرواة عن نافع ومن شيوخ الثوري من يسمى "عمرو بن محمد" فيما بين يدي من المراجع .. وهذا الحديث مختصر الحديث الذي رواه مالك في الموطأ 1: 146 بلاغاً عن ابن عمر، ولم يذكر المتقدمون ممن كتبوا عن الموطأ طريق وصله، وقد مضى نحوه موصلا من طريق مسلمْ القري عن ابن عمر 4834، ولكن السؤال هناك: "أسنة هو"؟، وما هنا: =

نافع: سأل رجل ابن عمر عن الوتر، أواجب هو؟، فقال: أوتر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - والمسلمون. 5217 - حدثنا وكيع حدثنا عمران بن حُدَير عن عبد الله بن شَقيق العُقَيلي عن ابن عمر قال: جاءَ رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن صلاة الليَل؟، وأنا بين السائل وبين النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: "مثنى مثنى، فإذا خشيتَ الصبحَ فأوتر بركعة"، قال: ثم جاءَ عند قَرْن الحَوْل، وأنا بذاك المنزل، بينَه وبين السائل، فسأله؟، فقال: "مثنى مثنى، فإذَا خشيت الصبح فأوتر بركعة". 5218 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان،

_ = "أواجب هو"؟، وهذا اللفظ يوافق السؤال في رواية مالك. فقد وجدنا وصل هذا البلاغ من طريقين صحيحين في المسند، والحمد الله. وهذا بما يؤيد رأينا في أن هذا (المسند)، وهو الديوان الأعظم للسنة، لم يعرفه القدماء من المحدثين حق المعرفة، ولم يتقنوا رواياته وأسانيده حق الإتقان، إلا أفراداً منهم معدودين كما أشرنا إلى ذلك في المقدمة (ص من الجزء الأول)، والحمد لله على التوفيق، وأسأله سبحانه أن يوفقني لإتمام شرحه وتحقيقه. وأن يسدد في ذلك خطاي ويلهمني الصواب. (5217) إسناده صحيح، عمران بن حدير السدوسي: سبق توثيقه 423، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1 /296 - 297 وروى توثيقه عن شُعبة وأحمد وابن معين وابن المديني، وروى عن يزيد بن هرون قال: "كان عمران بن حديرأصدق الناس". عبد الله بن شقيق العقيلي: سبق توثيقه 431، ونزيد هنا أنه ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي البصرة ووثقه، ووثقه أيضاً أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم. والحديث رواه مسلم 1: 208 من طريق أيوب وبديل، ومن طريق أيوب وبديل وعمران ابن حدير، ومن طريق أيوب والزبير بن الخريت، كلهم عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر، بنحوه، وقد سبق مختصراً من طريق خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق 4987. وسبق معناه مختصراً من أوجه أخر مراراً، آخرها 5159 "عند قرن الحول": أي عند آخر الحول وأول الثاني، قاله ابن الأثير. ورواية مسلم: "عند رأس الحول". (5218) إسناده صحيح، وهو مكرر 5119.=

عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يأتي قباءَ، وقال عبد الرحمن: مسجد قباء، راكباً وماشياً. 5219 - حدثنا وكيع حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله. 5220 - حدثنا وكيع عن علي بن صالح عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أنا فئَة المسلمين". 5221 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن اليهود إذا لَقُوكم قالوا: الساَم عليكم، فقولوا: وعليكم". 5222 - حدثنا وكيع حدثنا الأَعْمَش عن سعد بن عُبَيدة قال: كنت مع ابن عمر في حَلْقة، فسمع رجلاً في حلقة أخرى وهو يقول: لا

_ (5219) إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن نافع مكرر ما قبله، فهو في أصله صحيح. (5220) إسناده صحيح، علي بن صالح هو أخو الحسن بن صالح، سبق توثيقه 712، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد والنسائي وابن سعد وغيرهم، وقال ابن معين: "ثقة مأمون". والحديث مختصر من حديث سيأتي مطولاً 5384، ورو ى المطول أبو داود 2: 349، وقد سبق جزء آخر من ذلك المطول 4750، وأشرنا إليه هناك. قال ابن الأثير: "الفئة: الفرقة والجماعة من الناس في الأصل، والطائفة التي تقيم وراء الجيش، فإن كان عليهم خوف أو هزيمة التجؤا إليهم، وهو من: فأيت رأسه وفأوته، إذا شققته. وجمع الفئة: فئات، وفئون". وقال الخطابي: "قوله: أنا فئة المسلمين، يمهد بذلك عذرهم، وهو تأويل قوله تعالى {أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ} ". (5221) إسناده صحيح، وهو مكرر 4699. (5222) إسناده صحيح، وهو مطول 4904. وانظر 5089.=

وأبي، فرماه ابن عمر بالحصَى، وقال: إنها كانت يمينَ عمر، فنهاه النبي -صلي الله عليه وسلم - عنها، وقال: "إنهاشِرك". 5223 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن النَّجْراني عن ابن عمر قال: أُتي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بسَكْران، فضربه الحَدّ، ثم قال: "ما شرابك؟ "، فقال: زبيب وتمر، فقال: "لا تخلطهما، يكفي كلُّ واحدٍ منهما مِن صاحبه". 5224 - حدثنا وِكيع حدثنا شُعْبة عن مُحارِب بن دثَار قال: سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الدُّبَّاء، والحَنْتَم، والمُزَفَّت، قال شُعبة: وأُراه قال: والنَّقِير. 5225 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعَذَّبين أصحاب الحجْر، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكَم ما أصابهم". 5226 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مفاتيح الغيب خمسٌ، لا يعلَمها إلا الله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

_ (5223) إسناده ضعيف، لجهالة النجراني. وقد مضى بهذا الإسناد 4786، ومضى مطولاً 5129 من رواية هذا النجراني أيضاً. (5224) إسناده صحيح، وهو مكرر 5015. وانظر 5191. (5225) إسناده صحيح، وهو مكرر 4561 سفيان هنا: هو الثوري، وهناك: هو ابن عيينة. (5226) إسناده صحيح، وهو مكرر 4766، 5133: وانظر 5579.=

5227 - حدثنا وكيع عن فُضَيل، ويزيد قال أخبرنا فُضَيل بن مرِزوق ,عن عطية العَوْفى قال: قرأتُ على ابن عمر: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا}، فقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا} ثم قال: قرأت على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كما قرأت عليَّ، فَأخذَ عَليَّ كما أخذت عليك. 5228 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن سالم بن عبد الله عنْ ابن عمر: أنه طلق امرأتَه في الحيض، فذكر ذلك عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: "مُرْهُ فليراجعْها، ثم ليطلقْها وهي طاهر أو حامل".

_ (5227) إسناده ضعيف، لضعف عطية العوفي، كما بينا في 3010. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 6: 447 عن هذا الموضع، وقال: "ورواه أبو داود والترمذي وحسنه، من حديث فضيل، به. ورواه أبو داود من حديث عبد الله بن جابر عن عطية عن أبي سعيد، نحوه". وهذا الخلاف في القراءتين، بين ما قرأ عطية وما أقرأه ابن عمر، هو في كلمة "ضعف" فقرأها عطية بفتح الضاد، وأقرأه ابن عمر بضمها. وقال البغوي في التفسير: "الضم لغة قريش، والفتح لغة تميم". وفي لسان العرب 11: 106: "وروى ابن عمر أنه قال: قرأت على النبي -صلي الله عليه وسلم -: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فأقرأنى {مِنْ ضَعْفٍ} بالضم". وقال ابن الجزري في النشر 2: 331 في القراءة في هذا الحرف: "واختُلف عن حفص، فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار فيها الضم، خلافاً لعاصم، للحديث الذي رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر مرفوعاً. وروينا عنه من طرق أنه قال: ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن، إلا في هذا الحرف"، ثم روى ابن الجزري هذا الحديث بإسناده إلى أحمد بن حنبل، من هذا الموضع من المسند. (5228) إسناده صحيح، وهو مكرر 4789 بهذا الإسناد. وقد مضى مطولاً ومختصراً بأسانيد أخر، آخرها 5164. =

5229 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرزاق قال أخبرنا سفيان، عن عاصم بن عُبيد الله عن سالم عن ابن عمر: أن عمر استأذن النبي -صلي الله عليه وسلم - في العمرة، فأذن له، فقال: "يا أخي، أَشْرِكْنا في صالح دعائك، ولا تنسَنا"، قال عبد الرزاق في حديثه: فقال عمر: ما أُحبُّ أَن لي بها ما طَلَعتْ عليه الشمسُ. 5230 - حدثنا وكيع حدثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - دخل مكة نهاراً. 5231 - حدثنا وكيع حدثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يدخل من الثَّنِيّة العليا، ويخرج من السفلى. 5232 - حدثنا وكيع عن سفيان عن زيد بن أَسْلمٍ سمعه من ابن عمر قال: أقبل رجلان من المشرق، فتكلما، أو تكلم أحدهما، فقال

_ (5229) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وقد ذكرنا تضعيفه في 128 ونزيد هنا أنه ذكره البخاري في الضعفاء28 وقال: "منكر الحديث" وأنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/347 - 348 وروى عن ابن معين قال:"ضعيف، لا يحتج بحديثه"، وعن أبيه أبي حاتم قال: "منكر الحديث، مضطرب الحديث، ليس له حديث يعتمد عليه"، وفي التهذيب عن شُعبة قال: "كان عاصم لو قيل له: من بني مسجد البصرة؟، لقال: فلان عن فلان عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه بناه!!، وهو أحد الضعفاء القلائل الذين روى عنهم شُعبة ومالك والثوري. قال النسائي: "لا نعلم مالكاً روى عن إنسان ضعيف مشهور بالضعف إلا عاصم بن عُبيد الله، فإنه روى عنه حديثاً". والحديث مضى في مسند عمر بن الخطاب 195 من طريق شُعبة عن عاصم عن سالم "عن عبد الله بن عمر عن عمر". والظاهر أنه من مسند عمر، وأنه هنا من مراسيل الصحابة. (5230) إسناده صحيح، وقد مضى معناه في ضمن حديث مطول 4628. (5231) إسناده صحيح، وهو مختصر 4843. (5232) إسناده صحيح، وهو مكرر 4651.=

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن من البَيان سِحْراً"، أو "إن البيان سِحْر". 5233 - حدثنا وكيع حدثنا هَمّام عن قَتادة عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا وضعتم موتاكم في قبورهم فقدلوا: بسم الله، وعلى سُنة رسول الله"، - صلى الله عليه وسلم -. 5234 - حدثنا وكِيع حدثنا فُضَيل بن غَزْوان عن نافع عن ابنِ عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "يُعرض على ابن آدم مقعدُه من الجنة والنار غُدْوَةً وعَشِيَّةً في قبره". 5235 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن دِينارِ عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من ابتاع طعام فلا يَبعه حتى يقبضه". 5236 - حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن النَّجْراني عن ابن عمر: أن رجلين تبايعا على عهد النبي -صلي الله عليه وسلم - نخلاً قبل أن تَطْلُع الثمرة، فلم تُطْلِعْ شيئاً، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "على أي شيء تأكل ماله؟! "، ونهى عن بيع الثمر حتى يبدوَ صلاحه. 5237 - حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سماَك بن حَرب عنِ سعيد بن جُبير عن ابن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -َ يقول: "إذا اشتريت

_ (5233) إسناده صحيح، وهو مكرر 4990. (5234) إسناده صحيح، وهو مختصر 5119. (5235) إسناده صحيح، وهو مكرر 5064. وانظر 5148. "فلا يبعه" في نسخة بهامش م "فلا يبيعه". (5236) إسناده ضعيف، لجهالة هذا النجراني، والحديث مختصر 5129. وانظر 5184. (5237) إسناده صحيح، وهو مكرر 4883، وسيأتي مطولاً 5555.=

الذهب بالفضة، أو أَحدهما بالآخر، فلا يفارقْك وبينك وبينه لبسٌ". 5238 - حدثنا وكيع عن العُمَري عن نافع عن ابن عمر: أنه رَمَل من الحَجَر إلى الحَجَر ثلاثاً، ومشى أربعاً، وصلى عند المقَام ركعتين، ثم ذكر أن النبي -صلي الله عليه وسلم -فعله. 5239 - حدثنا وكيع حدثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمرقال: ما تركتُ استلام الركنين في شدةٍ ولارخاء منذ رأيتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يستلمهما: الحَجر والركن اليماني. 5240 - حدثنا وكيع حدثنا سعيد بن السائب عن داود بن أبيِ عاصم قال: سألت ابن عمر عن الصلاة بمنًى؟، قال: هل سمعت بمحمد - صلى الله عليه وسلم -؟، قلت نعم، وآمنتُ به، قال: فإنه كان يصلي بمنى ركعتين. 5241 - حدثنا وكيع حدثنا شُعْبة عن الحَكَم وسَلَمة بن كُهَيل عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر: أنه صلاهما بإقامة واحدة، فقال: هكذا صنع النبي -صلي الله عليه وسلم - بنا في هذا المكان. 5242 - حدثنا وكيع حدثنا حماد بن سَلَمة عن فَرْقَد السبَخِي عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يَدَّهِن بالزيت غير المُقَتَّت عند الإحرام.

_ (5238) إسناده صحيح، وهو مطول 4983. (5239) إسناده صحيح، وهو مكرر 5021. (5240) إسناده صحيح، وهو مكرر 4760بهذا الإسناد. وانظر 5214. (5241) إسناده صحيح، وهو مختصر 5186. (5242) إسناده صحيح، لضعف فرقد السبخي. والحديث مكرر 4829. وقد مضى أيضاً بهذا الإسناد 4873.=

5243 - حدثنا وكيع حدثنا ابَنَ أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر، وعن الزُّهْرِيّ عنِ سالم عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -:"لا يلبس المُحْرِم ثوباً مَسَّه ورْس ولا زَعفَران". 5244 - حدثنا وكيع عن سفيان عنِ عبدِ الله بن دِينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أن يلبس المُحْرم ثوباً مَسَّه ورسٌ أو زعْفران. 5245 - حدثنا وكيع حدثنا ابن عَون عن زياد بن جُبَير: أن رجلاً سأل ابن عمر عن رجل نذر أن يصوم يوماً فوافق يومئذ عيد أضْحى أو يوم فطْر؟، فقال ابن عمر: أمر الله بوفاء النذر، ونهانا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن صوم هذا اَليوم. ِ 5246 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن جَبَلَة بن سُحَيم عن ابن عمر، قال عبد الرحمن: سمعت ابن عمر، نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يقْرُن الرجل بين التمرتين حتى يستأذن أصحابه. 5247 - حدثنا وكيع عن الأَعْمَش عن الِمنْهال، وهو ابن عمرو، عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر: أنه مَر على قوم نَصبوا دَجاجة يرمونها بالنَّبْل، فقال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يمثَّل بالبهيمة. 5248 - حدثنا وكيع حدثنا حنظَلة عن سالم عن ابن عمرقال:

_ (5243) إسناده صحيح، وهو مكرر 5193. (5244) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5245) إسناده صحيح، وهو مكرر 4449. (5246) إسناده صحيح، وهو مختصر 5063. (5247) إسناده صحيح، وهو مختصر 5018. (5248) إسناده صحيح، وهو مكرر 5188. =

قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من جَرّ ثوبه من الخيُلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". 5249 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان، ويزيد قال أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قالِ: اتخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، فرمى به، وقال: "لن ألبسه أبَداً"، قال يزيد: فنبذ الناس خواتيمهم. 5250 - حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي رَوَّاد، وسفيان عن عمر بن محمد، عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: كان يجعل فصَّ خاتمه مما يلي بطنَ كفه. 5251 - حدثنا وكيع حدثنا العُمَري عن سعيد المَقبري ونافع: أن ابن عمر كان يلبس السِّبْتِيّةَ ويتوضأ فيها، وذَكر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعله. 5252 - حدثنا وكيع حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم الناس ما في الوحْدة ما سار راكب بليل أبداً".

_ (5249) إسناد صحيح، وهو مكرر 4677 بنحوه بزيادة ونقص. (5250) إسناداه صحيحان، وهو مكرر 4976. ويحتاج هذان الإسنادان إلى بيان، فليسا على ما يفهم من ظاهرهما، فقد يفهم بادئ ذي بدء أن وكيعاً رواه عن ابن أبي رواد عن سفيان وعمر بن محمد معاً عن نافع، ويكون سفيان هو الثوري إذن، وهذا المتبادر خطأ، فإن عبد العزيز بن أبي رواد وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر كلاهما من الرواة عن نافع، وإنما المراد أن الإِمام أحمد سمعه من وكيع عن ابن أبي رواد عن نافع ومن سفيان بن عيينة عن عمر بن محمد عن نافع. (5251) إسناده صحيح، وقد مضى معناه من وجه آخر في حديث مطول 4672. (5252) إسناده صحيح، وهو مكرر 4770 بهذا الإسناد.

5253 - حدثنا وكيع حدثنا حَنْظَلة عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اقتنى كلباً إلا كلبَ ضارٍ أو كلب ماشيةٍ نَقَص من عمله كل يوم قِيراطان". 5254 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عنِ ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اقتنى كلباً إلا كلب صيدٍ أوَ ماشية نقص من عمله كل يوم قِيراطان"، قال عبد الرحمن: "نقِص". 5255 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن دينار ح، والعُمَري عن نافع، عن ابن عمر قال: سُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الضَّبّ؟، فقال: "لا آكله ولا أُحرمه". 5256 - حدثنا وكيع حدثنا الأًعْمش عن سعد بن عُبَيدة قال:

_ (5253) إسناده صحيح، وهو مكرر 5171. "كلب ضار": هذا هو الثابت في ح م، فيكون من إضافة الصفة إلى الموصوف، وفي نسخة بهامش م "إلا كلب صيد"، وفي ك "إلا كلباً ضارياً". (5254) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. في ح في رواية عبد الرحمن بن مهدي التي أشار إليها الإِمام في آخر الحديث "نقص من عمله"، وزيادة "من عمله" ليست في ك م فحذفناها, ولا ضرورة لإثباتها لأن المراد الفرق بين روايتي وكيع وابن مهدي في كلمة "نقص"، فهي في رواية وكيع بالبناء للفاعل، وفي رواية عبد الرحمن بالبناء لما لم يسم فاعله. (5255) إسناده صحيح، وهو مكرر 5068. وهنا وكيع يرويه عن سفيان وعن العمري كما هو مقتضى تحويل المسند. (5256) إسناده صحيح، وهو مكرر 5222 بالإسناد نفسه في م "بالحصاة"، وفي نسخه بهامشها "بالحصاء"، وكذلك في الرواية الماضية، والجمع بالهمزة لم أجده في شيء من المراجع، بل الثابت فيها "حصاة وحصى" بفتح الحاء الصاد والألف المقصورة منوناً، و"حُصيّ" بضم الحاء وكسر الصاد وتشديد الياء. قال في اللسان: "قال أبو زيد: حصاة وحُصِى، =

كنت مع ابن عمرفي حَلْقة، قال: فسمع رجلاً في حلقة أخرى وهو يقول: لا وأبي، فرماه ابنُ عمر بالحصى، فقال: إنها كانتْ يمين عمر، فنهاه النبي -صلي الله عليه وسلم - عنها، وقال: "إنها شِرْك". 5257 - حدثنا وكيع عن أبيه عن عطاء بن السائب عن كَثِير ابن جُمْهان عن ابن عمر قال: إنْ أَسْعَى فقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يسعى، وإن أمشي فقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي، وأنا شيخ كبير. 5258 - حدثنا وكيع عن سفيان، وعبد الرحمن قال حدثنا سفيان، عنِ ابن دينار عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يَتنجِى اثنان دون واحد". 5259 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أيما امرئٍ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما". 5260 - حدثنا وكيع عن فُضَيل بن غَزْوان عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أيما رجل كفر رجلاً فأحدهما كافر". 5261 - حدثنا وكيع عن سفيان، وعبد الرحمن عن شُعْبة، عن

_ = مثل قناة وقُنيّ , ونواة ونُويّ، ودواة ودُوِيّ، قال: هكذا قيده شمر بخطه. قال: وقال غيره: تقول: حصاة وحصَى، بفتح أوله، وكذلك قناة وقني، ونواة ونوى، مثل ثمرة وثمرٍ". (5257) إسناده صحيح، وهو مختصر 5143. وقد أشرنا إليه هناك. وسيأتي مطولاً بهذا الإسناد 5265. (5258) إسناده صحيح، وهو مختصر 5046. وفي نسخة بهامش م "فلا يتناج". (5259) إسناده صحيح، وهو مكرر 5077. (5260) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5261) إسناداه صحيحان، رواه الإِمام أحمد عن وكيع عن الثوري، وعن عبد الرحمن بن مهدي عن شُعبة، كلاهما عن عبد الله بن دينار. والحديث مكرر 5108.

عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أَسْلَمُ سالمها الله، وغفَار غفر الله لها، وعُصية عَصِمتِ الله ورسوله". 5262 - حدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد عنِ عُبادة بن الوليد ابن عباِدة عن ابن عمر [قال]: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من يُنَحْ عليه فإنه يعذب بما نِيح عليه يوم القيامة". 5263 - حدثنا وكيع عن العُمري عن نافع عن ابن عمر قالْ قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من لم يُجب الدعوةَ فقد عصى الله ورسوله".

_ (5262) إسناده صحيح، سعيد بن عبيد: هو الطائي أبو الهذيل، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 455 ونقل عن يحيى القطان قال: "ليس به بأس". وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت: تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي، وترجِمه ابن أبي حاتم 3/ 1/ 96. معنى الحديث مضى مطولاً 4865، 4959. وشرحناه مفصلاً في الرواية الأولى، ورجحنا أولاً أن العذاب المراد في الحديث هو ألم الميت بما يرى من جزع أهله، وهذا الوجه يعكر عليه الرواية التي هنا أن العذاب يوم القيامة. ثم ذكرنا هناك ما اختاره البخاري أنه يعذب إذا كان النوح من سنته. فهذا هو الوجه إذن، وهو الذي شفق به الروايات ولا تتعارض. وهو من الدلائل على فقه البخاري ودقته في الاستدلال والاستنباط، رحمه الله ورضى عنه. زيادة كلمة [قال]، من ك م. في ح م "بما ينح عليه"، وهذا له وجه في العربية بتأول، وأثبتنا ما ثبت في ك. (5263) إسناده صحيح، والأمر بإجابة الدعوة مضى 4712، 4730، 4949 - 4951، ولكن هذا اللفظ الذي هنا لم أجده من حديث ابن عمر إلا في حديث أطول من هذا، رواه أبو داود 3: 395 بإسناد آخر ضعيف. وذكر الحافظ في التلخيص-312 أن أبا يعلى "أخرجه بإسناد صحيح جامعاً بين اللفظين، فإنه قال: حدثنا زهير حدثنا يون بن محمد حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليجبها، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله". فهذا كما قال الحافظ جمع بين اللفظين، وهو من الوجه الذي هنا، رواه يونس بن محمد عن العمري عُبيد الله، كما رواه عنه وكيع في هذا المسند الأعظم، ولعل الحافظ لم يستحضر رواية المسند حين كتب، فلم يشر إليها.

5264 - حدثنا وكيع عن حَمّاد عن بشْر بن حَرب سمعت ابن عمر يقول: إن رفعكم أيديكم بدعة، ما زاد رسَول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذا، يعني إلى الصدر. 5265 - حدثنا وكيع عن أَبيه عن عطاء عن كَثير بن جُمْهان قال: رأيت ابن عمر يمشي في الوادي بين الصفا والمروة ولاَ يسعى، فقلت له؟، فقال: إنْ أَسْعَ فقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يسعى، وِإنْ أمْشِ فقد رأَيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي، وأنا شيخ كبير. 5266 - حدثنا وكيع عن سفيان عن فرَاس عن أَبي صالح عن. زاذان: أن ابنِ عمر أعتق عبداً له، فقال: ما لي مَن أَجره، وتناول شيئاً من الأرض، ما يزِنُ هذه، أَو مثل هذه، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من لطم غلامه أَو ضربه فكفَّارتُه عتقُه". 5267 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن فرَاس أَخبرني أَبو صالح عن زاذان قال: كنت عند ابن عمر، فدعا غلاماً لهَ فأَعتقه، ثم قال: ما لي فيه من أَجر ما يَسْوى هذا، أَو يَزِن هذا، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "في ضرب عبداً له حَداً لم يأته، أو ظَلمه، اولطمه [لطمة] "، شكَّ عبد الرحمن، "فِإن كفارتَه أن يعتقه".

_ (5264) إسناده حسن، وهذا اللفقالم أجده في شيء من المراجع، ولعلهم اكتفوا بحديث ابن عمر 4540، 4674: "رفع يديه حتى يحاذي. منكبيه"، و"رفع يديه حذو منكبيه"، ْوعن ذلك- فيما رأى- لم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد. (5265) إسناده صحيح، وهو مطول 5257 بهذا الإسناد، وفكرر 5143. (5266) إسناده صحيح، وهو مطول 5051. ومكرر 4784 بهذا الإسناد. (5267) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. "يسوى" في نسخة بهامش م "يساوي". كلمة (لطمة) زيادة من م.

ْ-5268 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وبَهْز قالا حدثنا شُعْبة عن أنس بنْ سِيرين، قال بَهْز في حديثه: أَخبرني أنس بن سيرين، سمعت ابن عمر يقول: إنه طلق امرأته وهي حائض، فسأَل عمر النبي -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال: "مُرْهُ فلْيراجعْها فِإذا طَهُرَتْ ْفليطلقها"، قال بهز: أتُحْتَسَبُ؟. تم بحمد الله تعالى المجلد الرابع (4) ويليه المجلد الخامس إن شاء الله تعالى

_ (5268) إسناده صحيح، وقصة طلاق ابن عمر امرأته حائضاً مضت مراراً من أوجه أخر، آخرها 5228، ولكن هذه الرواية من هذا الوجه موجزة، وستأتي مفصلة من رواية بهز عن شُعبة 5434، وفي آخرها: "قال: قلت: احتسب بها؟، قال: فمه؟! " وستأتي أيضاً مفصلة من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس بن سيرين 6119. ورواها مسلم 1: 423 من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة، وفي آخرها: " قلت لابن عمر: أفاحتسبت بتلك التطليقة؟، قال: فمه؟! ط، ثم رواه بنحوه من طريق خالد بن الحرث وبهز عن شُعبة، وقال في آخره: "وفي حديثهما: قال: قلت: أتحتسب بها؟، قال: فمه؟! " فهذه الروايات توضح الإيجاز الذي هنا في حكايته رواية بهز.

المسند للِإمام أحمد محمد بن حنبل (164 - 241) شَرحَهُ وَصَنعَ فَهَارِسَهُ أحمد محمد شاكر الجزء الخامس من الحديث 5269 إلى الحديث 6413 دار الحديث القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

المسند

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1416هـ ـ 1995م دار الحديث .... طبع. نشر. توزيع 140 شارع جوهر القائد أمام جامعة الأزهر تليفون 5116508/ 5918719/5919697 / فاكس 5919697

5269 - حدثنا رَوح بن عُبادة حدثنا ابن جُرَيجِ أَخبرني أَبو الزُّبَير أَنه سمع عبد الرحمن بن أَيْمن يسأَل ابنَ عمر، وأَبو الزُّبير يسمع؟، فقال ابن عمر: قرأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} في قُبُلِ عدتهن". 5270 - حدثنا رَوح حدثنا محمد بن أَبي حَفْصَة حدثنا ابن

_ (5269) إسناده صحيح، وهذا أيضاً من روايات قصة طلاق ابن عمر التي في الحديث السابق، وهو أيضاً موجز، بل هو أشد إيجازاً. وسيأتي 5524 بهذا الإسناد نفسه مفصلاً واضحاً، وفيه أنه أمره بإرجاعها، ثم إن شاء طلق وإن شاء أمسك، وفي آخرها: "قال ابن عمر: وقرأ النبي -صلي الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} في قبل عدتهن. قال ابن جُريج: وسمعت مجاهداً يقرؤها كذلك". وهذه الرواية المطولة رواها مسلم أيضاً 1: 423 من طريق حجاج بن محمد عن ابن جُريج. وهذه الرواية التي ظاهرها قراءة الآية بلفظ "في قبل عدتهن" ذكرها ابن خالويه في كتاب القراءات الشاذة جاعلا إياها قراءة، ونسبها للنبي - صلى الله عليه وسلم -!!، وابن عباس ومجاهد!، وهو عمل، عندي، غير سديد، فما هذه بقراءة، وما يجوز الأخذ بالظاهر في مثل هذا. قال أبو حيان في تفسير البحر 8: 271: "وما روي عن جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من أنهم قرءوا "فطلقوهن في قبل عدتهن"، وعن عبد الله "لقبل طهرهن" هو على سبيل التفسير، لا على أنه قرآن، لخلافه سواد المصحف الذي أجمع عليه المسلمون شرقاً وغرباً". و"قبل" بضم القاف والباء، قال ابن الأثير: "لقبل عدتهن، وفي رواية: في قبل طهرهن، أي في إقباله وأوله حين يمكنها الدخول في العدة والشروع فيها، فتكون لها محسوبة، وذلك في حالة الطهر. يقال: كان ذلك في قُبُل الشتاء أي إقباله". (5270) إسناده صحيح، وهو أيضاً من روايات قصة ابن عمر، وسيأتي مرة أخرى بهذا الإسناد 525. ويحسن هنا أن نشير إلى أرقام الأحاديث التي فيها هذه القصة في المسند، تماماً للفائدة، وهي 4500، 4789، 5025، 5121، 5164، 5228، 5268، =

شِهاب عن سالم عن أبيه: أَنه طلق امرأَته وهي حائض، فذكر ذلك إلى عمر، فانطلق عمر إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فأخبره؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لِيُمسكْها حتى تَحيض غير هذه الحيضة، ثم تطهر، فإن بدا له أن يطلقها فلَيطلقْها كما أمره الله عز وجل، وإن بدا أن يُمسكَها فلْيُمسكْها". 5271 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: جاءَ رجلٌ إِلى النبي -صلي الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أُخْدَع في البيع؟، فقال: "إذا بِعْتَ فقل: لا خِلابَة". 5272 - حدثنا رَوح حدثنا حنظَلة سمعت سالماً، وسئل عن رجل طلق امرأته وهي حائض؟، فقال: لا يجوز، طلق ابن عمر امرأته وهي حائض؟، فقال: لا يجوز، طلق ابنُ عمر امرأتَه وهي حائض، فأَمره رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أن يراجعها، فراجعها. 5273 - حدثنا رَوح حدثنا حنظَلة سمعت طاوساً قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قام فينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: "لا تبيعوا الثمَر حتى يبدو صلاحه". 5274 - حدثنا عبد الملِك بن عمرو حدثنا مالك عن عبد الله بن

_ = 5270, 5272, 5299 ,5321, 5433, 5489, 5504, 5524, 5525, 5792, 6061, 6119, 6141, 6246, 6329. (5271) إسناده صحيح، وهو مكرر 5036. (5272) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال؛ لأن سالماً أجاب السائل بذكر قصة أبيه، ولم يذكر له أنه روى ذلك عن أبيه. ولكنه في الحقيقة موصول؛ لأن سالماً إنما يروي ذلك عن أبيه، كما ثبت في المسند مراراً, أقربها 5270. (5273) إسناده صحيح، وهو مكرر 5184، ومختصر 5236. (5274) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 203 من طريق مالك، ومسلم 2: 345 من طريق =

دينار عن ابن عمر أَن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "ما شجرةٌ لا يسقط ورقها، وهي مثل المؤمن؟ "، أو قال: "المسلم؟ "، قال: فوقع الناس في شجر البوادي، قال ابن عمر: ووقع في نفسي أنها النخلة، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "هي النخلة"، قال: فذكرتُ ذلك لعمر، فقال: لأَن تكون قلتَها كان أحبَّ إليَّ من كذا وكذا. 5275 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن عبد الله ابن مُرّة عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن النذر، وقال: "إنه لا يُردُّ من القدر شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل". 5276 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الكريم عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- رجم يهودياً ويهوديةً بالبَلاط. 5277 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عَلْقَمة عن رَزِين الأحمري عن ابنْ عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- سئل عِن رجل طلق امرأته ثلاثاً، ثم تزوجها رجل، فأَغلق البابَ، وأَرْخى السِّتْر، ونَزَع الخِمار، ثم طلقها قبل أَن يدخل بها، تَحِلُّ لزوجها الأوّل؟، فقال: "لا، حتى يذوق عُسَيْلَتَها".

_ = إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن دينار. وهو مطول 4599، 8459، 5000. (5275) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 227 - 228 بمعناه من طريق جرير بن عبد الحميد وأبي عوانة، كلاهما عن منصور، به. قال المنذري: "والحديث أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة"، وسيأتي أيضاً 5592، 5994. (5276) إسناده صحيح، عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، والحديث مختصر 4666.البلاط، بفتح الباء: موضع معروف بالمدينة. (5277) في إسناده نظر، والظاهر أنه ضعيف. وقد فصلنا ذلك في 4776 حيث رواه الإِمام أحمد عن وكيع عن سفيان، بهذا الإسناد.

5278 - حدثنا أَبو أَحمد حدثنا سفيان عن عَلْقَمة بن مَرْثَد عن سليمان بن رَزِين عن ابن عمر قال: سأَل رجل النبي -صلي الله عليه وسلم- وهو على المنبر يخطب الناس، عن رجل فارق امرأتَه بثلاثٍ، فذكر معناه. 5279 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه إذا استفتح الصلاة، وإذا أراد أَن يركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، ولا يفعل ذلك في السجود. 5280 - حدثنا عبد الرحمن حدثني سفيان عن عبد الله بن دِينار سمعت ابن عمر يقول: سُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن الضَّبّ؟، فقال: "لست بآكله، ولا محرَّمه". 5281 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار قال كنت مع ابن عمر أَنا ورجل آخر، فدعا رجلاً آخر، ثم قال: اسْترخِيا، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نَهى أَن ينتجي اثنان دونَ واحد. 5282 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان وشُعْبة عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: كنا إذا بايعنا النبي -صلي الله عليه وسلم- على السمع يُلقِّننا، أو

_ (5278) هو كالذي قبله. وقد مضى بهذا الإسناد 4777. (5279) إسناده صحيح، وهو مكرر 5081. (5280) إسناده صحيح، وهو مكرر 5255. (5281) إسناده صحيح، وهو مطول 5258، استرخيا: أي انبسطا وتوسعا وتفرقا. (5282) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري: والحديث مكرر 4565، رواه هناك عن سفيان، وهو ابن عيينة، عن عبد الله بن دينار، بنحوه. يلقفنا، بالفاء: أي يلقننا، واللقف: سرعة الأخذ لما يرمى به إليك باليد أو اللسان، ويقال: رجل ثقف لقف، بفتح أولهما مع كسر الثاني وإسكانه، أي خفيف حاذق، وقيل: سريع الفهم لما يلقى إليه من كلام باللسان، وسريع الأخذ لما يرمى إليه باليد.

يُلقِّفنا: "فيما استطعتَ". 5283 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن دِينار سمعت ابن عمر يقول: سئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن ليلة القَدْر؟، قال: "تَحرَّوْها في السبع الأواخر". 5284 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كنا نتَّقي كثيراً من الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مخافةَ أَن ينزل فينا القرآن، فلما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكلمنا. 5285 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "إن بلالاً ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى يناديَ ابنُ أم مَكْتُوم". 5286 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سُليم بن أخضر عن عُبيد الله

_ (5283) إسناده صحيح، وهو مطول 4938. وانظر 5031. (5284) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 257 عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي، ورواه البخاري 9: 219 عن أبي نعيم عن سفيان، وهو الثوري، بنحوه. وأشار الحافظ في الفتح إلى رواية ابن مهدي عن ابن ماجة، ولم يشر إليها في المسند. (5285) إسناده صحيح، وهو مكرر 5195. (5286) إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدى. سليم بن أخضر البصري: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، وقال أحمد: "من أهل الصدق والأمانة"، وقال سليمان بن حرب: "حدثنا سليم بن أخضر الثقة المأمون الرضي"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/123. "سليم" بالتصغير، وفي هامش الخلاصة أن النووي ضبطه في شرح مسلم بفتح أوله، وهو خطأ، فكلهم ذكره بالتصغير، ولم أجد في ذلك خلافاً، والحديث مختصر 4999. وقد رواه البخاري في الكبير في ترجمة سليم، من هذا الوجه، عن أبي قدامة عن عبد الرحمن بن مهدي.

عن نافع عن ابن عمر قال: قَسَم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في الأنفال للفرس سهمين، وللرجل سهماً. 5287 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن الزُّهْريّ عن سالم عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم- صلى المغرب والعشاءَ بالمزدلفة جميعاً. 5288 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بعث سريةً قِبَل نَجْدٍ، فغنموا إبلاً كثيرة، فبلغتْ سِهامُهم أحد عشر بعيرا، أَو اثني عشر بعيراً، ونُفِّلوا بعيراً بعيراً. 5289 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- نهى عن الشِّغار، قال مالك: والشغار: أَن يقول: أَنكِحْني ابنتَك وأُنكِحُك ابنتي. 5290 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا شُعْبة عن الحَكَم وسَلَمة بن كُهَيل عن سعيد بن جُبَير: أَنه صلى المغرب بجَمْع والعشاء بإقامة، ثم حَدّث عن ابن عمر: أنهَ صنع مثل ذلك، وحدَّث ابنُ عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم- صنع مثل ذلك. 5291 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أَسْلَم عن ابن

_ (5287) إسناده صحيح، وهو مختصر 5186، 5241. (5288) إسناده صحيح، وهو مطول5180. (5289) إسناده صحيح، وهو مطول 4918. وقد مضى من رواية مالك دون تفسير الشغار 4526، ومن رواية عُبيد الله عن نافع، وفيه تفسيره من كلام نافع 4692. (5290) إسناده صحيح، وهو مختصر 4894. ومطول 5287. في م: "صلى المغرب والعشاء بجمع بإقامة واحدة"، وما هنا هو الثابت في ح ك. (5291) إسناده صحيح، وهو مكرر 5232. وسيأتي مطولاً 5687.

عمر قال: قدم رجلان من المشرق، فخطبا، فعجب الناس من بيانهما، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن بعض البيان سِحْر"، أَو "إن من البيان سحراً". 5292 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: ِ أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى عن بيع الثمرة حتى يبدوَ صلاحها، نَهى البائع والمشتري. 5293 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافعِ عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى أن يُسافَر بالقرآن إلى أَرض العدو، مخافة أَن يناله العدو. 5294 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تَروْه، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له". 5295 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم-كان إذا قَفَل من حج أو عمرة أو غزوٍ، كبَّر على كل شرف من الأَرض ثلاثاً، ثم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، ساجدون عابدون، لربنا حامدون، صدقَ الله وعدَه، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". 5296 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر:

_ (5292) إسناده صحيح، وهو مطول 5273. (5293) إسناده صحيح، وهو مكرر 5170. (5294) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 269. وهو أيضاً مختصر 4488. وانظر 4611. (5295) إسناده صحيح، وهو مكرر 4960. (5296) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 180 - 181. وهو مختصر 4660، ومطول 4757، 4921. وانظر 5127.

أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد العشاء ركعتين، وبعد الجمعة ركعتين في بيته. 5297 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى عن المزابنةُ، والمزابنةُ: اشتراء الثَّمَر بالتَّمْر كَيْلاً، والكَرْم بالزبيب كيلاً. 5298 - حدثنا عبد الرحمن عِن مالك عن نافع عن ابن عمر: خرج في فتنة ابن الزُّبَير، وقال: إنْ نُصَدّ عن البيت صنعنا كما صنع النبي -صلي الله عليه وسلم-. 5299 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أنه طلق امرأَته وهي حائض، فسأَل عمر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-؟، فقال: "مُرْه فلْيراجعْها، ثم يمسكْها حتى تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاءَ طلقها، وِإن شاءَ أَمسكها، فتلك العدةُ التي أَمر الله أَن يُطلَّق لها النساء". 5300 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر أَنَّ النبي -صلي الله عليه وسلم- رَجَم يهودياً ويهوديةً. 5301 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع أَن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال:

_ (5297) إسناده صحيح، وهو مكرر 4528 بهذا الإسناد، ومختصر 4490، 4647. (5298) إسناده صحيح، وهو مختصر جداً، وهو الموطأ مطول 1: 329 - 330. وقد مضى مطولاً مرار، من غير طريق مالك، آخرها 5165. (5299) إسناده صحيح، وهو في الموطأ بأطول من هذا 2: 96، وقد سبقت الإشارة إلى رواية الموطأ في شرح 4500. ومضى الحديث مطولاً ومختصراً، مراراً آخرها 5272. (5300) إسناده صحيح، وهو مكرر 4529 بهذا الإسناد، ومختصر 5276. (5301) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 221 "عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر"، =

"لا يتَحرَّيَنَّ أَحدُكم فيصلي قبل طلوع الشمس ولا عند غروبها"، قلت لمالك: عن عبد الله؟، قال: نعم. 5302 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان إذا كانت ليلة ريح وبرد في سفر أمر المؤذن فأذن، ثم قال: "الصلاة في الرحال". 5303 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: فرض رسول الله -صلي الله عليه وسلم- صدقة الفطر، صاعاً من تَمر، أَو صاعاً من شعير، عن كل ذكر وأنثى، وحُر وعَبْد، من المسلمين. 5304 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أَن

_ = وذلك رواية يحيى بن يحيى عن مالك. وأما هنا في رواية ابن مهدي فإن مالكاً رواه له مرسلا، ثم سأله ابن مهدي، فوصل له الإسناد. وهذا يدل على أن مالكاً كان يقرأ الموطأ أو يُقرأ عليه على طرق مختلفة، ومآلها واحد، وكلها صحيح. والحديت مطول 4931 وانظر 5010."لا يتحرين": في م "لا يتحرى" وما هنا نسخة بهامشها، وفي الموطأ "لا يتحر". (5302) إسناده صحيح، وهو في الموطأ بأطول من هذا 1: 94، وقد مضى مطولاً كذلك من غير رواية مالك 4478، 5151. (5303) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 268، ولكن لم يذكر فيه "صاعاً من تمر"، وهو خطأ مطبعي في النسخة المطبوعة مع شرح السيوطي لأنه ثابت في الزرقاني 2: 79 - 80 وفي نسخة الموطأ المطبوعة في تونس سنة 1280 ص 100 - 101 وفي مخطوطتين من الموطأ عندي، إحداهما نسخة الشيخ عابد السندي. وقد مضى الحديث من غير طريق مالك، مطولا ومختصراً 4486، 5174. "عن كل ذكر"، في نسخة بهامش م "على كل ذكر". (5304) إسناده صحيح، وهو ثلاثة أحاديث معاً، وقد مضت بهذا الإسناد 4531 بزيادة الجمع بين المغرب والعشاء في السفر، وسيأتي وحده عقب هذا. وانظر 5010، 5398.

النبي -صلي الله عليه وسلم- نَهِى عن تَلقّي السِّلَع حتى يُهْبط بها الأَسواقُ، ونهى عن النَّجْش، وقال: "لا يبيع بعضكم على بيع بعض". 5305 - حدثنا عبد الرَّحمنِ عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان إذا عَجِل به السَّير جمع بين المغرب والعِشاء. 5306 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "من باع نخلا قد أُبرتْ فثمرتُها للبائع، إلا أَن يشترط المبتاع". 5307 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم- نهى عن بيع حَبَل الحَبَلة. 5308 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، فيما يلبس المحُرِم من الثياب، قال: "لا تلبسوا القُمُص، ولا العمائم، ولا البَرانس، ولا السراويلات، ولا الخِفَاف، إلا من لا يجدُ نعلين، فيقطعهما أَسفلَ من الكعبين، ولا تلبسواَ من الثياب ما مسَّه وَرْس أَو زَعْفَران".

_ (5305) إسناده صحيح، وهو مختصر 4531 كما أشرنا إليه في الحديث الذي قبل هذا، وهو مختصر 5163 أيضاً. (5306) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 2: 124. وهو مختصر 5162. (5307) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 2: 149 مطولاً. وقد مضى عقب مسند عمر برقم 394 من طريق مالك أيضاً. ومضى في مسند ابن عمر أيضاً مطولاً ومختصر، 4491، 4582، 4640. (5308) إسناده صحيح، وهو مكرر 5166. وانظر 5244. وقد مضى من طريق مالك أيضاً بنحوه 4482.

5309 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم-: "من ابتاع طعاماً فلا يبيعه حتى يستوفيه". 5310 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم-: أنه قطع في مِجنٍّ ثمنُه ثلاثةُ دراهم. 5311 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "إذا جاءَ أحدكم الجمعةَ فليغتسل". 5312 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أَن رجلاً لاَعنَ امرأتَه وانتفَى من ولدها، ففرق رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بينهما، وألْحَقَ الولد بأُمه. 5312 م (1) -[قرأته على عبد الرحمن: أَن رجلاً لاعنَ امراته في زمان النبي -صلي الله عليه وسلم-، وانتفى أَيضاً]. 5312 م (2) -[حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا مالك أن نافعاً أَخبره عن ابن عمر: أَن رجلاً لاعن امرأتَه في زمن النبي -صلي الله عليه وسلم-، وانتفى من ولدها، ففرق بينهما رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، وأَلْحق الولد بأمه].

_ (5309) إسناده صحيح، وهو مكرر 5064. وانظر 5148. (5310) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 3: 47 وهو مكرر 5157. (5311) إسناده صحيح، وهو في الموطأ كما أشرنا في 4466. وهو مكرر 5210. (5312) إسناده صحيح، وهو مطول 4953، 5202. وقد مضى بهذا الإسناد 4527. (5312 م 1) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله تابع له في الإسناد. (5312 م 2) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله أيضاً. وهذان الحديثان ثبتا في نسخة م فقط في هذا الموضع، فأثبتناهما على سبيل الزيادة، وأعطيناهما رقم الحديث الذي قبلهما، مع الرمز إلى أن الرقم مكرر مرتين. إذ لم نستطع تغيير الأرقام التي أثبتناها قديماً على المطبوعة الأولى ح، منذ بدء عملنا فيه، منذ أكثر من عشرين سنة.

5313 - قرأت على عبد الرحمن: مالك [قال عبد الله بن أَحمد]: قال أَبي: وحدثني حماد الخياط حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أَن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "الذي تفوتُه صلاةُ العصر فكأنما وُتر أَهله وماله". 5314 - قرأت على عبد الرحمن: مالك بن أَنس عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر: أنَّه ذَكر عمر بن الخطاب لرسول الله -صلي الله عليه وسلم- أَنه تُصيبُه جنابةٌ من الليل؟، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "توضأَ واغسل ذكرك، ثم نَمْ". 5315 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن نافِع عن عبد الله بن عمر أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "مثَل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المُعَقَّلة، إنْ عاهد عليها أمسكها، وإنْ أطلقَها ذهبتْ". 5316 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "إن بلالاً يُنادي بليلٍ، فكلوا واشربوا حتى يناديَ ابن أم مَكْتُوم". 5317 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن ثُوَيْر عن

_ (5313) إسناده صحيح، والظاهر أن حماد بن خالد الخياط ممن روى الموطأ عن مالك أيضاً. وهذا الحديث لم أجده في الموطأ رواية يحيى بن يحيى عن مالك، ولكنه ثابت في الموطأ رواية محمد بن الحسن عن مالك 137. وقد مضى مراراً من غير طريق مالك، آخرها 5161. (5314) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 67 - 68. وهو مطول 5190. (5315) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 206. وهو مكرر 4923. (5316) إسناه صحيح، وهو في الموطأ 1: 95، وقد أشرنا إلى رواية مالك هذه في 4551. وقد مضى الحديث أيضاً 5195، 5285. (5317) إسناده ضعيف جداً، لضعف ثوير بن أبي فاختة. وقد مضى مختصرا عن أبي معاوية عن =

ابن عمرِ، رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال: "إن أَدنَى أَهل الجنة منزلة الذي ينظُر إلِى جنَانه ونعيمه وخدمه وسُرُرِه من مسيرة أَلف سنة، وإن أكرمهمِ على الله من ينظر إلى وجهه غُدْوةً وعشيَّة، ثم تلا هذه الآية: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}. 5318 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب

_ = عبد الملك بن أبجر عن ثوير 4623، وذكرنا هناك أنه مختصر في مجمع الزوائد 1: 407، ورقم الصفحة خطأ مطبعي صوابه (1: 401). وليس هذا من الزوائد، فقد رواه الترمذي 3: 324 و 4: 209 عن عبد بن حميد عن شبابة بن سوار عن إسرائيل عن ثوير" سمعت ابن عمر"، مرفوعاً، بنحو رواية أحمد في هذا الموضع. قال الترمذي في الموضع الأول: "وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن إسرائيل عن ثوير عن ابن عمر مرفوعاً. ورواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوفاً. ورواه عُبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر، قوله". وقال نحو ذلك في الموضع الثاني. وزاد: "ولا نعلم أحداً ذكرفيه: عن مجاهد، غير الثوري". ونقل الترمذي أن عبد الملك ابن أبجر رواه موقوفاً، ينقضه أنه في الرواية الماضية في المسند مرفوع، فالظاهر أنه لم يصل إلى الترمذي هذه الرواية المرفوعة. والحديث في الدر المنثور 6: 290 ونسبه أيضاً لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وان جرير وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي، وفاته أن ينسبه للمسند. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 63 عن المسند 4623. وهو في المستدرك 3: 509 - 510 من طريق ابن أبجر مرفوعاً، ثم قال: "تابعه إسرائيل بن يونس عن ثوير عن ابن عمر فذكره مرفوعاً"، ثم قال "هذا حديث مفسر في الرد على المبتدعة، وثوير بن أبي فاختة، وإن لم يخرجاه، فلم يُنْقَم عليه غير التشيع"، وتعقبه الذهبي فقال: "بل هو واهي الحديث". والحق ما قال الذهبي، وما كان الرد على المبتدعة مما يحتاج إلى مثل هذا الإسناد الواهي. (5318) إسناده صحيح، وهو مختصر 4862.

عن نافع عن عبد الله بن عمر، رفع الحديثَ، في قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}، قال: "يقومون يوم القيامة في الرَّشْح إلى أَنصاف آذانهم". 5319 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن نافع: أَن ابن عمر كان يُكْرِي أرضَه على عهد أبي بكر وعمر وعثمان وبعض عمل معاوية، قال: ولو شئت قلتُ: على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، حتى إذا كان في آخر إمارة معاوية، بلغه عن رافع بن خَديج حديثٌ، فذهب وأَنا معه، فسأله عنه؟، فقال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن كراء المزارع، فترك أَن يُكرِيَها، فكان إذا سُئل بعد ذلك يقول: زعم ابن خَديج أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى عن كِراء المزارع. 5320 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى عن المزَابنة، قال: فكان ناِفعِ يفسرها: الثمرةُ تشترى بخَرْصِها تمراً بكيلٍ مُسمى، إن زادتْ فلي، وإن نقصتْ فعَلَيَّ. 5321 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن أَيوب عن نافع: أَن

_ (5319) إسناده صحيح، وهو مكرر 4504 بمعناه، ولكن ظاهر هذا هنا أن قول نافع "ولو شئت قلت علي عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم-" شك منه في رفع هذا الجزء من الحديث، وأنه مرسل، إذ لم يذكر أنه رواه عن ابن عمر، والرواية الماضية ترفع الشك في الرفع وتدفع شبهة الإرسال؛ لأنه رواه هناك "عن ابن عمر: أن الأرض كانت تكرى على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم-" إلخ. وانظر 4586. (5320) إسناده صحيح، وهو مختصر 5297, لأن في هذه الرواية أن تفسير المزابنة من كلام نافع. وقد سبق تخريج الحديث وتفسيره مفصلاً 4490. (5321) إسناده صحيح، وهو مطول 5299. وظاهر هذا الإرسال, لأنه "عن نافع: أن ابن عمر طلق امرأته" إلخ. ولكن الروايات الماضية عن نافع فيها كلها أنه "عن ابن عمر". فرفعت شبهة الإرسال التي في الإسناد.

ابن عمر طلق امرأَتَه وهي حائض، فسأَل عمرُ النبي -صلي الله عليه وسلم-؟، فأَمره أَن يراجعها، ثم يمهلها حتى تحيض حيضةً أخرى، ثم يمهلها حتى تطهر، ثم يطلقَها قبل أَن يمسَّها، فتلك العدة التي أَمر الله أنَ تُطَلَّقَ لها النساء، وكان ابن عمر إذا سئل عن الرجل يطلق امراته وهي حائض؟، يقول: إما أنت طلقْتَها واحدةً أَو اثنتين، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أَمره أَن يراجعها، ثم يمهلها حتى تحيض حيضة أخرى، ثم يمهلها حتى تطهر، ثم يطلقَها إن لم يُرِدْ إمساكَها، وإما أنت طلقتها ثلاثاً، فقد عصيت الله تعالى فيما أمرك به من طلاق امرأَتك، وبانت منك وبنت منها. 5322 - حدثنا عبد الوهاب عن أَيوب عن نافع عن ابن عمر: أَنه كان لا يدَعُ الحج والعمرة، وأَن عبد الله بن عبد الله دخل عليه فقال: إني لا آمن أَن يكون العامَ بين الناس قتال، فلو أَقمتَ؟، فقال: قد حج رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فإن يُحَلْ بيني وبينَه أَفْعلْ كما فعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، ثم قال: أشهدكم أَني قد أوجبتُ عمرة، ثم سار حتى إذا كان بالبيداء قال: والله ما أَرى سبيلهما إلا واحداً، أُشهدكم أَني قد أوجبت مع عمرتي حجاً، ثم طاف لهما طوافاً واحداً. 5323 - حدثنا عبد الوهاب عن أَيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله، من أين تأمرنا أَن نُهِلّ؟، قال: "يهل أهل المدينة من ذي الحُلَيْفة، وأَهل الشأم من الجُحْفة، وأهل نَجْد من قَرْن"، قال: ويقولون: وأَهل اليمن من يَلَمْلَم.

_ (5322) إسناده صحيح، وهو مختصر 5165، ومطول 5298. (5323) إسناده صحيح، وهو مكرر 5172.

5324 - حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: نادى رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: ما نَقتل من الدواب إذا أَحرمنا؟، قال: "خمس لا جُناح على من قَتلَهُنَّ في قَتْلِهنّ: الحِدَأَة، والغراب، والفأرة، والكلب العقور، والعقرب". 5325 - حدثنا عبد الوهاب عن أَيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله، ما نلبس من الثياب إذا أَحرمنا؟، قال: "لا تلبسوا القميص، ولا السَّراويل، ولا العمامة ولا الخفين، إلا أحد لم يجد نِعلين، فليلبسهما أسفل من الكعبين، ولا البُرْنُس، ولا شيئاً من الثياب مَسَّه ورْسٌ أَو زَعْفَران". 5326 - حدثنا عَبيدة بن حمَيد حدثني ثُوَيْر عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "خذوا من هذا، ودَعُوا هذا"، يعني شاربه الأعلى، يأخذ منه يعني العُنْفَقَة. 5327 - حدثنا أسْباط بن محمد حدثنا عبد الملِك عن مُسْلِم بن

_ (5324) إسناده صحيح، وهو مطول 5160. (5325) إسناده صحيح، وهو مكرر 5308. "أو زعفران": هذا هو الثابت في م، وفي ح ك وزعفران". (5326) إسناده ضعيف جداً، لضعف ثوير بن أبي فاختة. وهذا الحديث لم أجده في شيء من الكتب الستة، ولا في مجمع الزوائد، فإن كان من الزوائد فلعل الحافظ الهيثمي لم يذكره اكتفاء بما مضى من حديث ابن عمر مراراً، في الأمر بإعفاء اللحى وجز الشوارب، آخرها 5139. العنفقة: قال ابن الأثير: "الشعر الذي في الشفة السفلى، وقيل: الشعر الذي بينها وبين الذقن. وأصل العنفقة: خفة الشيء وقلته". والنص الذي هنا غير واضح تماماً، ولكن المراد منه مفهوم: أن يأخذ من شاربه الأعلى، ويدع العنفقة، لأنها من اللحية، أو في حكم اللحية. (5327) إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان. والحديث مضى بنحوه 5050 من =

ينَّاق قال: كنت جالساً مع عبد الله بن عمر في مجلس بني عبد الله، فمَرّ فتًى مسبلاً إزاره من قريش، فدعاه عبد الله بن عمر، فقال: ممن أنت؟، فقال: من بني بكر، فقال: تحبُّ أَن ينظر الله تعالى إليك يوم القيامة؟، قال: نعم، قال: ارفع إزارك، فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم-، وأَومأ بإصبعه إلى أذنيه، يقول: "من جَرَّ إزاره لا يريد إلا الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". 5328 - حدثنا أَسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن ثُويْر عن مجاهد عن ابن عمر قال: لعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- المخنَّثين من الرجال، والمترجِّلات من النساء. 5329 - قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك عن عبد الله

_ = طريق شُعبة عن مسلم بن يناق، وأشرنا هناك إلى أن مسلماً رواه أيضاً من طريق عبد الملك. وفي هذا الحديث أن الفتى من "بني بكر"، وفي رواية شُعبة: "من بني ليث", وكلاهما صحيح، فهو من "بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة"، من بطون قريش. انظر نسب عدنان وقحطان للمبرد ص 4 وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 170. وقد مضى معنى الحديث من أوجه أخر مراراً، آخرها 5248. (5328) إسناده ضعيف جداً, لضعف ثوير، وهو في مجمع الزوائد 8: 103 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه ثوير بن أبي فاختة، وهو متروك". ومعنى الحديث صحيح، سبق من مسند ابن عباس مراراً، بأسانيد صحاح، أولها 1982 وأشرنا إلى أكثرها في الاستدراك 423، وأخرها 3458. (5329) إسناده صحيح، ونسخة الموطأ التي كان يقرؤها الإِمام أحمد على عبد الرحمن بن مهدي كان فيها "مالك عن نافع"، فحين قرأ عليه غَيّر اسم شيخ مالك، فجعله "عن عبد الله بن دينار". والحديث في الموطأ 1: 181 "عن نافع"، وهكذا ذكره ابن عبد البر في التقصي رقم 540 وقال: "هكذا رواه يحيى عن مالك عن نافع عن ابن عمر، وتابعه على ذلك القعنبي. ورواه جماعة من رواة الموطأ عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر". فظهر أن من هؤلاء الجماعة عبد الرحمن بن مهدي. وقد مضى =

ابن دينار عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-كان، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أَبي: وكان في النسخة التي قرأتُ على عبد الرحمن (نافع) فغيَّره، فقال: (عبد الله بن دينار)، كان يأتي قباءَ راكباً وماشياً. 5330 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يأتي قباءَ راكباً وماشياً. ْ5331 - قرأت على عبد الرحمن: مالك [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وحدثنا إسحق أخبرني مالك، في مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي أَنه قال: رآني عبد الله بن عمر وأَنا أَعبثُ بالحصى في الصلاة، فلما انصرف نهاني، وقال: اصنعْ كما كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصنع، قلت: وكيف كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصنع؟، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إذا جلس في الصلاة وضع كفَّه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفَّه اليسرى على فخذه اليسرى. 5332 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "صلاة الجماعة تَفضُل على صلاة الفَذِّ بسبعٍ وعشرين درجة".

_ = الحديث مراراً من غير طريق مالك، من رواية نافع 4585، 5199، 5219، ومن رواية عبد الله بن دينار 4846، 5218، وسيأتي عقب هذا من رواية إسحق بن عيسى عن مالك عن نافع. (5330) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهو يدل على أن إسحاق بن عيسى الطباع تابع يحيى والقعنبي في روايته عن مالك عن نافع. والحديث صحيح بكل حال عن مالك عن نافع، وعن مالك عن عبد الله بن دينار. (5331) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 111 - 112. وهو مطول 5043. (5332) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 148. وهو مكرر 4670. وانظر 5112.

5333 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزُّهريّ عن رجل من آل خالد ابن أَسيد قال: قلت لابن عمر: إنَّا نَجِدُ صلاة الخَوف في القرآن وصلاةَ الحضَر، ولا نجد صلاةَ السفر؟، فقال: إن الله تعالى بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم- ولا نَعْلَم شيئاً , فإنما نفعل كما رأينا محمداً - صلى الله عليه وسلم- يفعل. 5334 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، وحدثنا إسحق أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أنه قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصلي على راحلته في السفرحيثما توجهتْ به. 5335 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، وحدثنا إسحق قال

_ (5333) إسناده ظاهره الضعف، لإبهام الرجل "من آل خالد بن أسيد". وهكذا هو في الموطأ 1: 162، ولكن الحديث موصول من غير طريق مالك، قال ابن عبد البر في التقصي رقم 474: "هكذا يروي مالك هذا الحديث عن ابن شهاب عن رجل من آل خالد بن أسيد. وسائر أصحاب ابن شهاب يروونه عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد عن ابن عمر. وهذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث". وقال السيوطي في شرح الموطأ: "قال ابن عبد البر: هكذا رواه جماعة عن مالك، ولم يُقِم مالك إسناد هذا الحديث؛ لأنه لم يسم الرجل الذي سأل ابن عمر، وأسقط من الإسناد رجلا. والرجل الذي لم يسمه هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. وهذا الحديث يرويه ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن أمية بن عبد الله بن خالد عن ابن عمر. كذلك رواه معمر والليث بن سعد ويونس بن يزيد. قلت [القائل هو السيوطي]: أخرجه النسائي وابن ماجة من طريق الليث عن ابن شهاب به". وسيأتي في المسند موصولا على الصواب 5683 عن إسحق بن عيسى عن الليث بن سعد عن ابن شهاب الزهري. (5334) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 165. وهو مكرر 5189. وانظر 5209. (5335) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 200. وهو مطول 5152. قوله "قال إسحق في =

أخبرنا مالك، عن نافع أن عبد الله بن عمر قال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- رأى بصاقاً في جدار القِبْلة، فحَكَّه، ثم أقبل على الناس فقال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصقنَّ قِبَل وجهه، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ قِبَل وجهه إذا صلي"، قال إسحق في حديثه: بصاقاً. 5336 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن عبد الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أَن يلبس المُحْرمُ ثوباً مصبوغاً بزعْفَران أو وَرْس، وقال: "من لم يجد نعلين فليلبس خفَّين، وليقطعْهما أسفلَ من الكعبين". 5337 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، وحدثنا رَوح حدثنا مالك، عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه أَنه قال: بَيْدَاؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فيها!، ما أَهَلَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إلا من عند المسجد، يعني مسجد ذي الحُلَيفة، قال عبد الرحمن: وقد سمعته من مالك. 5338 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، وحدثنا عبد الرزاق حدثنا مالك، عن سعيد بن أَبي سعيد المَقْبُري عن عُبَيد بن جُريج: أَنه قال لعبد الله ابن عمر: يا أبا عبد الرحمنِ، رأَيتك تصنع أربعاً لم أر مِن أَصحابك من يصنعها؟، قال: ما هن يا ابن جُرَيج؟، قال: رأَيتك لا تَمَسُّ من الأَركان إلا اليمانيَين، ورأيتك تلبس النعال السِّبْتيَّة، ورأيتك تصبغ بالصُّفْرة، ورأَيتك إذا

_ = حديثه: بصاقاً"، كذا في الأصول الثلاثة، وأظن أن إحدى الروايتين بالسين أو بالزاي، والأخرى بالصاد، حتى يظهر التغاير، ولكن هكذا ثبت في الأصول بالصاد فيهما. (5336) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 303. وهو مختصر 5325. (5337) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 308. وهو مطول 4820، ومكرر 4570. وانظر 4947. (5338) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 308 - 309 وهو مكرر 4672. وقد أشرنا هناك إلى رواية مالك. ومضى بعض معناه مختصراً 5251.

كنتَ بمكة أَهلَّ الناسُ إذا رأوا الهلال، ولم تُهْلِلْ أَنت حتى يكون يومُ التَّرْوِية؟، فقال عبد الله: أما الأَركان فإني لم أر رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يَمَسُّ إلا اليمانيين، وأما النعال السَّبتية فإني رأَيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يلبس النعال التي ليس فيها شعر، ويتوضأ فيها، فأَنا أَحب أن أَلبسها، وأَما الصُّفرة فإني رأَيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصبغ بها، فأنا أحب أن أصبغ بها، وأما الإِهلال فِإني لم أر رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يُهِلُّ حتى تنبعث به ناقتُه. 5339 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فَرض زَكاة الفطر من رمضان، صاعاً من تمر، أَو صاعاً من شعير، على كل حُرّ أَو عَبْد، ذكر أو أنثى، من المسلمين. 5340 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم أن ابن عمر حدثه أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "بينما رجل ْيَجُرّ إزاره من الخُيَلاء خُسِف به، فهو يتجَلْجلُ في الأرض إلى يوم القيامة".

_ (5339) إسناده صحيح، وهو مكرر 5303. (5340) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك. والحديث رواه البخاري 6: 381 من طريق عُبيد الله عن يونس عن الزهري، ثم قال: "تابعه عبد الرحمن بن خالد عن الزهري". ورواه أيضاً 10: 222 من طريق عبد الرحمن بن خالد عن الزهري، ثم قال:" تابعه يونس عن الزهري. ولم يرفعه شعيب عن الزهري". ورواه النسائي 2: 298 - 299 من طريق ابن وهب عن يونس عن الزهري. وصنيع الحافظ في خواتيم الأبواب في الفتح 6: 381 و10: 335 يؤخذ منه أن هذا الحديث مما وافق مسلم البخاري على تخريجه، إذ لم يذكره فيما استثنى من أفراد البخاري عن مسلم، ولكني لم أجده في صحيح مسلم، بل فيه معناه من حديث أبي هريرة فقط. يتجلجل: قال ابن الأثير: "أي يغوص في الأرض حين يخسف به. والجلجلة: حركة مع صوت".

5341 - حدثنا أَبو أَحمد الزُّبَيري حدثنا عبد العزيز، يعني ابن أَبي رَوَّاد، عن نافع عن ابن عمر قال: جاءَ رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم- فسأَله عن صلاة الليل؟، فقال: "صلاة الليل مثنى، مثنى، تسلِّم في كل ركعتين، فإذا خفتَ الصبحَ فصل ركعة توتر لك ما قبلها". 5342 - حدثنا يَعْمُر بن بشْر أَخبرنا عبد الله أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم بن عبد الله عن أَبيه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- لما مَرَّ بالحجْر قال: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا، إلا أَن تكونوا باكين، أَن يصَيبكم ما أصابهم"، وتَقنَّع بردائه وهو على الرَّحْل. 5343 - حدثنا هرون بن معروف حدثنا ابن وهب، وقال مرةً:

_ (5341) إسناده صحيح، وهو مكرر 5103 بهذا الإسناد، ومختصر 5217 بمعناه. (5342) إسناده صحيح، يعمر بن بشر الخراساني أبو عمرو المروزي: ثقة من شيوخ أحمد، ذكره ابن الجوزي في شيوخه، وترجمه الحافظ في التعجيل 457 وقال: "لم يذكر ابن أبي حاتم له شيخاً إلا ابن المبارك، وذكر في الرواة عنه حجاج بن حمزة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: روى عنه عثمان بن أبي شيبة وأبو كريب وعبد الله بن عبد الرحمن، يعني الدارمي، وآخرون". ولم أجد له ترجمة في غير ذلك. ووقع في م "معمر" بالميم في أوله بدل الياء المثناة، وهو تصحيف. عبد الله: هو ابن المبارك. والحديث نقله ابن كثير في التاريخ 5: 10 عن هذا الموضع من المسند، وقال: "ورواه البخاري من حديث عبد الله بن المبارك وعبد الرزاق، كلاهما عن معمر، بإسناده نحوه". وهو في البخاري 6: 270 عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك، و 8: 95 عن عبد الله بن محمد الجعفي عن عبد الرزاق. وقد مضى نحوه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر 4561، 5225. (5343) إسناده صحيح، والراجح عندي أن قوله "وقال مرة: حيوة" لا يريد به أن هرون بن معروف رواه مرة عن ابن وهب ومرة عن حيوة بن شريح، فإن هرون بن معروف لم يدرك حيوة، هرون ولد سنة 157، وحيوة مات سنة 158 أو 159. وإنما المراد أن ابن =

حَيْوُة، عن ابن الهاد عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "يا معشر النساءَ، تَصدَّقنَ وأَكْثرن، فإني رأَيتُكنَّ أكَثر أَهل النار، لكثرة اللَّعْن وكُفْر العَشير، ما رأيتُ من نَاقصات عقلٍ ودِينٍ أَغْلَبَ لذي لُبٍّ منكنَّ"، قالت: يَا رسول الله، وما نقصان العقل والدين؟، قال: "أمَاَ نقصان العقل والدين، فشهادةُ امرأتين تَعْدِلُ شهادةَ رجل، فهذا نقصانُ العقل، وتمكثُ الليالىَ لا تصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصانُ الدين". 5344 - حدثنا عَتِّاب حدثنا عبد الله أخبرنا موسى بن عُقْبة عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "اليد العليا خير من اليد السفلى، اليد العليا المنفقة، واليد السفلى السائلة". 5345 - حدثنا عتَّاب حدثنا عبد الله أخبرنا أُسامة بن زيد عن نافع

_ = وهب كان يرسل الحديث تارة، فيذكره عن ابن الهاد ولا يذكر الواسطة، ويصله تارة أخرى، فيذكر الواسطة بينهما، وهو حيوة بن شريح ويؤيد هذا أنه رواه عن ابن الهاد بواسطة أخرى، ففي إحدى روايتي مسلم للحديث من طريق "ابن وهب عن بكر بن منصور عن ابن الهادي". وابن وهب: هو عبد الله بن وهب بن مسلم المصري الفقيه. وهو إمام ثقة، قال أحمد: "كان ابن وهب له عقل ودين وصلاح"، وقال أيضاً: "صحيح الحديث"، ووثقه الأيمة: ابن معين وابن سعد وغيرهما. والحديث رواه مسلم 1: 35 من طريق الليث بن سعد عن ابن الهاد، بهذا الإسناد، ثم رواه من طريق ابن وهب "عن بكر بن منصور عن ابن الهادي، بهذا الإسناد مثله". وقد مضى نحو معناه من حديث ابن مسعود مراراً، آخرها 4152 وسيأتي نحوه أيضاً من حديث أبي هريرة 8849. (5344) إسناده صحيح، عتاب: هو ابن زياد الخراساني. عبد الله: هو ابن المبارك. والحديث سبق بعض معناه في 4474، وأشرنا هناك إلى أنه رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. (5345) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 25 - 26 بزيادة "فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين". قال المنذري 1544: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي. =

عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-أمر بزكاة الفطر أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة. 5346 - حدثنا عتَّاب حدثنا عبد الله أخبرنا موسى بن عُقْبة عن سالم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من حلف بغير الله"، فقال فيه قولاً شديداً. 5347 - قال: وأخبرنا سالم عن عبد الله بن عمر قال: أكثرُ ما كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يحلف لهذه اليمين، يقول: "لا ومُقَلِّبِ القُلوب". 5348 - حدثنا عتَّاب أَخبرنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- سَبَّق بالخيل وراهن. 5349 - حدثنا عتَّاب حدثنا أَبو حمزة، يعني السكَّري، عن ابن أبي ليلى عن صَدَقة المكي عن ابن عمر قال: اعتكفٍ رسول الله -صلي الله عليه وسلم-في العشر الأَواخر من رمضان، فاتُخِذ له فيه (1) بيتٌ من سَعَف، قال: فأخرج رأسه ذاتَ يوم فقال: "إن المصليَ يناجي ربه عزِ وجل، فلينظر أحدكم بما يناجي ربه، ولا يجهرْ بعضُكم على بعض بالقراءة". 5350 - حدثنا أَحمد بن عبد الملِك الحرَّاني أخبرنا الدَّرَاوَرْدِي عن

_ = وليس في حديثهم فعل ابن عمر". (5346) إسناده صحيح، وهو مختصر 4904. وانظر 5256. وقوله "فقال فيه قولاً شديداً": يريد به قوله في الرواية السابقة "فقد أشرك". (5347) إسناده، متصل بالذى قبله. والذي يقول "وأخبرنا سالم" هو موسى بن عقبة. والحديث مكرر 4788، وقد سبقت الإشارة إليه هناك. (5348) إسناده صحيح، وهو مختصر 5181. (5349) إسناده حسن، وقد مضى بعضه بنحوه بإسناد صحيح من طريق معمر عن صدقة المكي 4928، وأشرنا إلى هذا هناك. (1) في هامش (م) قبة، بدل (فيه). (5350) إسناده صحيح، ورواه الترمذي بنحوه من طريق عبد العزيز بن محمد، وهو الدراوردي، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، مرفوعاً، وقال: "حديث حسن غريب صحيح، تفرد به الدراوردي على ذلك اللفظ، وقد رواه غير واحد عن عُبيد الله بن عمر ولم يرفعوه، وهو أصح". وكذلك رواه ابن ماجة 2: 118 مرفوعاً من طريق الدراوردي. ومن عجب أن يُغْرِب العلماء الحفاظ ويُبعدوا، فيذكروا الحديث ولا ينسبوه إلى شيء من الكتب الستة، وهو في الترمذي وابن ماجة كما ترى!، فالحافظ ابن حجر في الفتح 3: 395 في شرح حديث ابن عمر في فعله ذلك وطوافه طوافاً واحداً، كما مضى مراراً آخرها 5322، وكذلك حديث عائشة بنحوه، قال: "والحديثان ظاهران في أن القارن لا يجب عليه إلا طواف واحد، كالمفرد، وقد رواه سعيد بن منصور من وجه آخر عن ابن عمر، أصرح من سياق حديثي الباب في الرفع، ولفظه: عن النبي -صلي الله عليه وسلم-قال: من جمع بين ال عمرة كفاه لهما طواف واحد وسعي واحد. وأعله الطحاوي بأن الدراوردي أخطأ فيه، وأن الصواب أنه موقوف، وتمسك بما رواه أيوب والليث وموسى بن عقبة وغير واحد عن نافع نحو سياق ما في الباب، من أن ذلك وقع لابن عمر، وأنه قال: إن النبي -صلي الله عليه وسلم- فعل ذلك، لا أنه روى هذا اللفظ عن النبي -صلي الله عليه وسلم- اهـ، وهو تعليل مردود، فالدراوردي صدوق، وليس ما رواه مخالفاً لما رواه غيره، فلا مانع من أن يكون الحديث عند نافع على الوجهين". فها أنت ذا ترى أن ابن حجر ينسب الحديث لسنن سعيد بن منصور فقط، ثم يذكر تعليله عن الطحاوي، والحديث في الترمذي وابن ماجة، وقد أعله الترمذي نفسه بنحو ما أعله به الطحاوي، فكان الأقرب والأجدر به أن ينسب إلى ما في بعض الكتب الستة قبل النسبة إلى غيرها، كعادتهم في ذلك. وأغرب من ذلك أن يذكر السيوطي هذا الحديث عن المسند في الجامع الصغير 8158 ولا ينسبه لغيره، ثم يرمز له بعلامة الحسن فقط، ثم يأتي شارحه المناوي فيزيد لبساً وتعقيداً، فيقول: "رمز لحسنه، وفيه عُبيد الله بن عمر، قال الهيثمي: لين"!!، وليس شيء من هذا بصحيح، فلا الهيثمي ذكر الحديث في الزوائد؛ لأنه ليس من الزوائد على الكتب الستة، بأنه في الترمذي وابن ماجة، ولم يقل الهيثمي ما يجرح عُبيد الله بن عمر، بل لم يجرح أحد من الأيمة عُبيد الله، فهو عندهم إمام ثقة ثبت مأمون، بل لقد غضب يحيى القطان إذ =

عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من قَرَن بين حجته وعمرته أجزأه لهما طوافٌ واحد". 5351 - حدثنا عَتَّاب حدثنا عبد الله، يعني ابن مبارك، أخبرنا موسى بن عُقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من جَرّ ثوبه خيَلاءَ لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقال أبو بكر: إن أَحد شِقَّيْ ثوبيِ يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إنكَ لست ممن يصنع ذلك خيلاء"، قال موسى لسالم: أذكَر عبدُ الله "من جر إزاره"؟، قال: لم أسمعْه ذَكر إلا "ثوبه". 5352 - حدثنا علي بن إسحق أَخبرنا عبد الله أَخبرنا موسى بن عُقْبة، فذكر مثلَه بإسناده. 5353 - حدثنا أحمد بن عبد الملِك حدثنا محمد بن سَلَمة عن

_ = حكى قول ابن مهدي أن مالكاً أثبت في نافع من عُبيد الله، كما ذكرنا في 4448. وأما الحافظ الزيلعي فقد سار على الجادة، وذكر هذا الحديث في نصب الراية 3: 108 فنسبه للترمذي وابن ماجة، ثم نسبه لأحمد، فأصاب وأجاد. (5351) إسناده صحيح، ورواه البخاري وأبو داود والنسائي، كما في المنتقى 744 والترغيب والترهيب 3: 98. وقد مر معناه مراراً دون قصة أبي بكر، آخرها 5327. وانظر 5340. (5352) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5353) إسناده صحيح، محمد بن سلمة الحراني: سبق توثيقه 571، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 107. محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة: سبق توثيقه 625، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين وأبو داود، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 120. والحديث في مجمع الزوائد 7: 346 - 347 وذكر أن بعضه في الصحيح، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن إسحق، وهو مدلس". السبخة بفتح السين والباء: الأرض التي تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. وبكسر الباء: صفة =

محمد بن إسحق عن محمد بن طلحة عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ينزل الدجال في هذه السَّبخة، بمر قَناةَ، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل لَيرْجِع إلى حميمِه، وإلى أمه، وابنته، وأخته، وعمته، فيوثقها رِباطاً، مخافةَ أن تخرج إليه، ثم يسلط الله المسلمين عليه، فيقتلونه ويقتلون شيعتَه، حتى إن اليهودي لَيختبئ تحت الشجرة أو الحجر، فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم: هذا يهودي تحتي، فاقتلْه". 5354 - حدثنا أحمد بن عبد الملك أخبرنا زُهَير حدثنا أبو إسحق عن مجاهد عن ابن عمر قال: كنت جالساً عند النبي -صلي الله عليه وسلم-، فسمعته استغفر مائة مرة، ثم يقول: "اللهم اغفر لي، وارحمني، وتُبْ عليَّ، إنك أَنت التوّاب الرحيم"، أو: "إنك تواب غفور". 5355 - حدثنا علي بن حفص أخبرنا وَرْقاء قال: وقال عطاء عن

_ = الأرض، قال في اللسان: "تقول انتهينا إلى سبخة [بالفتح]، يعني الموضع، والنعت: أرض سبخة [بالكسر] ". مرّ قناة: أصل المر، بفتح الميم وتشديد الراء: الحبل الذي قد أحبك فتله، والظاهر أنهم سموا به مواضع من الوديان تكون كالحبال، فقالوا "مر الظهران". وقناة، بفتح القاف وتخفيف النون. يطلق على موضعين، أحدهما: واد قريب من المدينة يأتي من الطائف حتى يمر على طرف القدوم في أصل قبور الشهداء بأحد، والآخر: من نواحي سنجار، وهي كورة واسعة، بينها وبين البر، وسكانها عرب باقون على عربيتهم في الشكل والكلام وقِرى الضيف، لخصنا ذلك من ياقوت. ولا ندري أي الموضعين أريد في الحديث. حميم الإنسان وحامته: خاصته ومن يقرب منه. (5354) إسناده صحيح، وهو مطول 4726. أبو إسحق: وهو السبيعي. "إنك أنت التواب الرحيم"، في نسخة بهامش م "التواب الغفور". (5355) إسناده صحيح، علي بن حفص المدائني: سبق توثيقه 718، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين وابن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو داود، وقال ابن المنادي: "كان أحمد يحبه حباً شديداً، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/182. ورقاء: هو ابن =

مُحارِب بن دثَار عن ابن عمر قال: قال لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "الكوثر نهر في الجنة، حافتَاه من ذهب، والماء يجري على اللؤلو، وماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل". 5356 - حدثنا علي بن حفص أخبرنا وَرْقاء عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "نهى عن القَزَع في الرأس". 5357 - حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لَهِيعة عن خالد بن

_ = عمر اليشكري، سبق توثيقه 692، ونزيد أنه وثقه ابن معين وغيره، وقال شُعبة لأبي داود الطيالسي: "عليك بورقاء، إنك لا تلقي بعده مثله حتي يرجع"، وقال أحمد: "ثقة صاحب سنة"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 188. عطاء: هو ابن السائب. والحديث رواه الترمذي 4: 219 - 220 من طريق محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، وقال: "حديث حسن صحيح". ونقله ابن كثير في التفسير 9: 315 عن هذا الموضع من المسند: "هكذا رواه الترمذي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن جرير من طريق محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، به مرفوعاً، وقال الترمذي: حسن صحيح"، وإنما صححنا إسناده, مع أن ورقاء ومحمد بن فضيل لم يُذكرا فيمن روى عن عطاء قبل اختلاطه؛ لأنه سيأتي مطولاً 9513 من طريق حماد بن زيد عن عطاء، وحماد ممن سمع من عطاء قبل تغيره. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 3787. (5356) إسناده صحيح، وهو مختصر 5175. (5357) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 184 ما عدا آخره "ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث"، وقال: "رواه أحمد، وإسناده حسن". وما أدري لماذا حذف الهيثمي آخر الحديث، وهو ليس في الكتب الستة من حديث ابن عمر، فيما أعلم، وقد ذكره هو في الزوائد 8: 67 عن ابن عمر مرفوعاً: "لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين، أحدهما ضعيف، وفي الآخر إبراهيم ابن أبي أسيد، ولم أعرفه"!!، فكان الأجدر أن يذكر هذا الذي هنا، وهو صحيح الإسناد، أو حَسَنه على الأقل عنده. وأعجب من هذا أن يذكر أول الحديث: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله"، مع أنه ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن =

أبي عمران عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم-كان يقول: "المسلم أَخو المسلم، لا يَظْلمه ولا يخْذُله"، ويقول: "والذي نفس محمد بيده، ما تَوادَّ اثنان ففُرِّق بينهما إلا بذنب يُحْدِثُه أَحدهما"، وكان يقول: "للمرء المسلم على أخيه من المعروف ست، يُشَمِّته إذا عَطس، ويعوده إذا مرض، وينصحه إذا غاب ويَشهده، ويسلمَ عليه إذا لقيه، ويجَيبه إذا دعاه، ويتْبعه إذا مات"، ونهى عن هِجْرة المسلم أخاه فوق ثلاثٍ. 5358 - حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام". 5359 - حدثنا خلف بن الوليد حدثنا الهُذَيل بن بلال عن ابن

_ = عمر، في سياق آخر، فترك ما هو من الزوائد إلى ما ليس منها!!، انظر الترغيب والترهيب 3: 250، وصحيح مسلم 283:2. وانظرما مضى في مسند علي 673، 674. وفي مسند سعد 1589. (5358) إسناده صحيح، عبد الله بن عمر: هو العمري والحديث مكرر 5155. (5359) إسناده صحيح، الهذيل بن بلال الفزاري المدائني: اختلف فيه، فضعفه النسائي وذكره في الضعفاء 30، وكذلك الدارقطني وغيرهما. وقال ابن عمار: "مدائني صالح"، وقال أحمد: "لا أرى به بأساً"، وفي لسان الميزان أن ابن عدي أورد له عدة أحاديث، ثم قال: "ولهذيل غير ما ذكرت، وليس في حديثه منكر. وقال أبو حاتم: محله الصدق، يُكتب حديثه"، وفيه أيضاً أنه روى عنه من القدماء عبد الرحمن بن مهدي ووثقه، ونحن نرجح توثيقه، بتوثيق ابن مهدي إياه، وبأن البخاري ترجمه في الكبير 4/ 2/ 245 والصغير 187 فلم يذكر فيه جرحاً, ولم يذكره في الضعفاء. ابن عبيد: هو عبد الله بن عبيد بن عمير , وقد نص البخاري في الكبير في ترجمة الهذيل على أنه يروي عن عبد الله بن عبيد بن عمير. وقد مضى الحديث بنحو هذا 4872 من رواية أبي جعفر الباقر. ومضى المرفوع منه مختصراً من رواية نافع 5079.

عُبيد عن أَبيه: أنه جلس ذات يوم بمكة، وعبد الله بن عمر معه، فقال أبي: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن مَثل المنافق يوم القيامة"، كالشاة بين الرَّبِيضَيْن من الغنمِ، "إن أتتْ هؤلاء نَطَحْنَها، وإن أَتتْ هؤلاء نطحْنَها"، فقال له ابن عمر: كذبتَ، فأثنى القوم على أبي خيراً،، أو معروفاً، فقال ابن عمر: لا أظن صاحبَكم إلا كما تقولون، ولكني شاهدٌ نبي الله - صلى الله عليه وسلم- إذ قال: "كالشاة بين الغنمين"، فقال: هو سواء، فقال: هكذا سمعته. 5360 - حدثنا عفان حدثنا أَبان بن يزيد حدثنا قَتادة حدثني

_ (5360) إسناده صحيح، أبان بن يزيد العطار: سبق توثيقه 1502، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين وابن المديني والنسائي وغيرهم، وقال أحمد: "ثبت في كل المشايخ"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/454. عبد الله بن بابي: سبق توثيقه 174، وذكر اسم أبيه هناك "بابيه"، وفيه قول ثالث "باباه"، قال ابن المديني: "من أهل مكة معروف" ووثقه ابن المديني والنسائي والعجلي وغيرهم، وزعم ابن معين أنهم ثلاثة، باختلاف الأقوال في اسم أبيه، وقال الحسين بن البراء: "القول عندي ما قال ابن المديني والبخاري" يعني أنه رجل واحد، وهذه روايات متقاربة في اسم أبيه، ولم يسق هنا لفظ التشهد، بل أحال على حديث أبي موسى الأشعري، وسيأتي في مسند أبي موسى 4: 409 ح، ورواه من حديث أبي موسى أيضاً مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة، كما في نصب الراية 1: 421. وقد روى أبو داود التشهد من حديث ابن عمر 1: 367 من طريق شُعبة عن أبي بشر: "سمعت مجاهداً يحدث عن ابن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، في التشهد: التحيات لله، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي -صلي الله عليه وسلم- ورحمة الله وبركاته، قال: قال ابن عمر: زدت فيها: وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، قال ابن عمر: زدت فيها: وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". وهذا إسناد صحيح، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وكذلك رواه الدارقطني 134 من طريق شُعبة. وكذلك رواه البيهقي 3: 139 من طريق أبي داود وغيره، من حديث شُعبة، ثم قال: "وروي عن عبد الله بن بابي عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم-". ولم أجد إشارة إلى هذه الرواية إلا إشارة البيهقي.

عبد الله بن بابي المكي قال: صليت إلى جنب عبد الله بن عمر، قال: فلما قَضى الصلاة ضرب بيده على فخذه، فقال: ألا أعلمك تحيةَ الصلاة كما كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يعلمنا؟، فتلا عليّ هؤلاء الكلمات، يعني قول أبي موسى الأشعري في التشهد. 5361 - حدثنا عفان حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، قال أخبرنا ثابت عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال لرجل: "فعلتَ كذا وكذا؟ "،

_ (5361) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فقد صرح حماد بن سلمة بأن ثابتاً البناني لم يسمعه من ابن عمر، بل بينهما رجل لم يبين من هو. وسيأتي بهذا الإسناد نفسه 6102. وسيأتي عن حسن 5380، وعن عبد الصمد 5986، كلاهما عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد، بنحوه، ولكن ليس فيهما ما قال حماد من أن ثابتاً لم يسمعه. وقد مضى نحوه عن ابن عباس بأسانيد صحاح، آخرها 2959، وسيأتي أيضاً من حديثه أثناء مسند ابن عمر 5379. وسيأتي نحو معناه من حديث أبي هريرة 8139 بإسناد من أصح الأسانيد، في صحيفة همام بن منبه. وقد تكلم قاضي الملك محمد صبغة الله المدراسي في ذيول القول المسدد 73 - 75 طويلا في هذه الأحاديث، رداً على ابن الجوزي، إذ ذكر حديثاً في هذا المعنى من حديث أنس من طريق ابن عدي، وفيما قال تكلف كثير، فإن حديث أنس ليس في المسند، وأن يكون معناه في المسند من رواية صحابة آخرين لا يصلح رداً على ابن الجوزي، فإن العبرة عند المحدثين , في الحكم بوضع الحديث أو ضعفه أو صحته، بالأسانيد التي يروى بها عن الصحابي صاحب الرواية, ولو كان صحيحاً ثابتاً من رواية صحابة آخرين، والإمام أحمد لم يرو هذا المعنى في المسند من حديث أنس , بما ثبت عندي بالتتبع الدقيق. ثم تكلف صبغة الله المدراسي تكلفاً آخر، فنقل عن البيهقي في تأويل هذا المعنى، قال: "إن كان صحيحاً فالمقصود منه البيان أن الذنب وإن عظم لم يكن موجباً للنار، متى صحت العقيدة، وكان ممن سبقت له المغفرة، وقال: ليس هذا التعيين لأحد بعد النبي -صلي الله عليه وسلم-"، ثم قال المدراسي: "ويحتمل أن الرجل كان كافراً أو منافقاً، فأخلص التوحيد، فقبل ذلك منه، وجبّ ما كان قبله من =

قال: لا والذي لا إله إلا هو ما فعلتُ، قال: فقال له جبريل عليه السلام: قد فعل، ولكن قد غُفر له بقول لا إله إلا الله، قال حماد: لم يَسْمع هذا من ابن عمر، بينهما رجل، يعني ثابتاً. 5362 - حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "إذ حلف الرجل فقال: إن شاءَ الله، فهو بالخيار، إن شاءَ فَلْيَمْض، وإن شاءَ فلْيَتْرك". 5363 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمَة وعبد الوارث عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، مثله. 5364 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة حدثني بكر بن عبد الله وبِشْر بن عائذ الهُذَلي، كلاهما عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "إنمَا يلبس الحرير من لا خَلاَق له". 5365 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا سليمان الأَعمش

_ = المعاصي، فلما خفي التأويل على ابن الجوزي حكم بوضعه"، وهذا تكلف غريب، وما أظنه خفي على ابن الجوزي، ولا هو ممن يرضاه. وتأويل البيهقي أقرب إلى الصحة، ولكنه غير دقيق؛ لأن تعليل المغفرة منصوص في الحديث، وهو أنه أخلص بقول "لا إله إلا الله" في يمينه، فكان عاماً لكل من فعل ذلك، وفضل الله واسع، ورحمته شاملة، ولكن لا نستطيع الجزم في حادثة بعينها بهذا, لأنا لا نستطيع معرفة الإخلاص، وهو من دخائل القلوب فما لنا إلا أن نقول ما يدل عليه الحديث: أن من فعل ذلك مخلصاً بشهادة التوحيد غفر الله له، كما دل عليه نص الحديث في رواياته. (5362) إسناده صحيح، وهو مختصر 5093، 5094. (5363) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5364) إسناده صحيح، وهو مكرر 5125. وفصلنا القول في إسناده هناك. (5365) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 2: 52 - 53 من طريق جرير، و 4: 489 من طريق =

عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "من استعاذ بالله فأَعيذوه، ومن سأَلكم بالله فأَعطوه، ومن دعاكم فأَجيبوه، ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أَنْ قد كَافأْتموه". 5366 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن أبي بشْر عن نافع عن ابن عمر قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم- خاتمٌ من ذهب، وكان يجعَل فصَّه في باطن يده، قال: فطرحه ذات يوم، فطرحَ الناس خواتيمهم، ثم اتخذ خاتماً من فضة، فكان يخْتم به ولا يلْبسُه. 5367 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "أجيبوا الدعوة إذا دُعيتم". 5368 - حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عُقْبة حدثني

_ = جرير وأبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، قال المنذري: "وأخرجه النسائي". وهو في المستدرك 1: 412 - 413 من طريق عمار بن رزيق عن الأعمش، وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد تابع عمارَ بن رزيق على إقامة هذا الإسناد أبو عوانة وجرير بن عبد الحميد وعبد العزيز بن مسلم القسملي عن الأعمش"، ثم رواه بإسناده عن هؤلاء الثلاثة، ووافقه الذهبي. ونسبه السيوطي في الجامع الصغير 8411 أيضاً لابن حبان، ورمز له بعلامة الحسن، ولا أدري لماذا، وهو حديث صحيح؟! ولذلك قال المناوي في شرحه: "قال النووي في رياضه: حديث صحيح". قوله "فإن لم تجدوا ما تكافئوه". هكذا هو في الأصول والموضع الأول من أبي داود على صورة المجزوم، وقد سبق أن تكلمنا في جواز مثل هذا في 1401، 1412، وفي الاستدراك 372: "أن قد كافأتموه"، في نسخة بهامش م "أنكم قد كافأتموه". وانظر 2248، 2961، 5263. (5366) إسناده صحيح، وهو مطول 5249، 5250. (5367) إسناده صحيح، وهو مكرر 4949. وانظر 4951، 5365. (5368) إسناده صحيح، وهو مكرر 5347.

سالم أنه سمع عبد الله بن عمر قال: كانت يمينُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- التي يحلف بها: "لا ومُقَلِّبِ القلوب". 5369 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثنا موسى بن عُقْبة أخبرني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أنه لقي زيدَ بن عمرو بن نُفَيْل بأسفل بلْدَح، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله -صلي الله عليه وسلم- الوحي، فقدَّم إليه رسول الله -صلي الله عليه وسلم- سفْرةً فيها لحمٌ، فأبى أن يأكل منها، ثم قال: "إني لا أكل ما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا بما ذُكر اسُم الله عليه"، حدَّث هذا عبدُ الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-. 5370 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن أبي الصِّدِّيق عن ابن عمر، قال همام: في كتابي: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا: بسم الله، وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-". 5371 - حدثنا عفان حدثنا محمد بن الحرث الحارثي حدثنا

_ (5369) إسناده صحيح، ورواه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/276 - 277 عن عفان بن مسلم عن وهيب، وعن آخرين، بهذا الإسناد. ورواه البخاري 7: 108 - 109 مطولاً من طريق فضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة. زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي ابن رياح: هو ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح. بلدح: واد قبل مكة من جهة المغرب، يصرف ويمنع من الصرف. السفرة: طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يُحمل في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به، كما سميت المزادة راوية، وغير ذلك من الأسماء المنقولة، فالسفرة في طعام السفر كاللهنة للطعام الذي يؤكل بكرة. قاله ابن الأثير. (5370) إسناده صحيح، وهو مكرر 5233. (5371) إسناده ضعيف جداً، لضعف محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، كما بينا في 4910. محمد بن الحرث بن زياد بن الربيع الحارثي الهاشمي: مختلف فيه، فضعفه =

محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلمَانِي عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إذا لقيتَ الحاج فسلمْ عليه وصافحْه، ومُرْه أن يستغفر لك، قبل أن يدخل بيته، فإنه مغفورٌ له". 5372 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن الوليد بن كَثير عن قَطن

_ = ابن معين والفلاّس وغيرهما، ووثقه عبيد الله القواريري وابن شاهين وابن حبان، والظاهر أن من ضعفه إنما أنكر عليه أحاديث رواها عن ابن البيلماني، فقال بندار: "ما في قلبي منه شيء، البلية من ابن البيلماني"، وقال البزار: "مشهور ليس به بأس، وإنما يأتي هذه الأحاديث من ابن البيلماني"، وهذا هو الراجح عندي، أنه في نفسه ثقة، خصوصاً وقد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/65 فلم يذكر فيه جرحاً ,ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء. والحديث في مجمع الزوائد 4: 16 وقال: "رواه أحمد، وفيه محمد بن البيلماني، وهو ضعيف". وهذا يؤيد رأينا في أن ضعف الحديث من ابن البيلماني، لا من الحارثي. (5372) إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ الراوية عن سالم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. الوليد ابن كثير المدني: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وقال عيسى بن يونس: "كان متقناً في الحديث". قطن. بفتح القاف والطاء، ابن وهب بن عويمر بن الأجدع الليثي: ثقة من شيوخ مالك، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 190. والحديث في مجمع الزوائد 4: 327 و 8: 147 وقال: رواه أحمد، وفيه راو لم يسم"، وزاد في الموضع الأول: "وبقية رجاله ثقات". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 183 وقال: رواه أحمد واللفظ له، والنسائي والبزار والحاكم، وقال: صحيح الإسناد". ثم ذكره بنحوه مطولاً 3: 220 بلفظ: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان عطاءه. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه والديوث والرَّجِلَة"، وقال: "رواه النسائي والبزار واللفظ له، بإسنادين جيدين، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد وروى ابن حبان في صحيحه شطره الأول". ولم أجده في النسائي. وفي المستدرك 4: 146 - 147 حديث من طريق سليمان بن بلال عن عبد الله بن يسار الأعرج عن سالم عن أبيه مرفوعاً: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: عاق والديه، ومدمن الخمر، ومنان بما =

ابن وهب بن عُويمر بن الأجدع عمن حدثه عن سالم بن عبد الله بن عمر أنه سمعه يقول: حدثني عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال "ثلاثة قد حَرّم الله عليهم الجنة، مدْمِن الخمر، والعاقّ، والدّيُّوث، الذي يُقِرُّ في أهله الخَبَثَ". 5373 - حدثنا يعقوب سمعت أبي يحدث عن يزيد، يعني ابن الهاد، عن محمد بن عبد الله أنه حدثه: أن عبد الله بن عمر لقى ناساً خرجوا من عند مروان، فقال: من أين جاءَ هؤلاء؟، قالوا: خرجنا من عند الأمير مروان، قال: وكلُّ حقٍّ رأيتموه تكلمتم به وأعنتم عليه، وكل منكرٍ رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟، قالوا: لا والله، بل يقول ما يُنْكَر، فنقول: قد أصبتَ أصلحك الله، فإذا خرجنا من عنده قلنا: قاتله الله، ما أظْلَمه، وأفْجَرَه!!، قال عبد الله: كنا بعهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نَعُدُّ هذا نِفاقاً، لمن كان هكذا.

_ = أعطى"، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال المنذري في الترغيب: "الرجلة، بفتح الراء وكسر الجيم: هي المترجلة المتشبهة بالرجال". وانظر 2453، 4917. (5373) إسناده صحيح، محمد بن عبد الله: الراجح عندي الذي لا أكاد أشك فيه أن "محمد ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب"، نسب إلى جده، وهو يروي عن جده. والحديث روى البخاري نحوه 13: 149 - 150 من طريق عاصم بن محمد بن زيد ابن عبد الله عن أبيه: "قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم؟ قال: كنا نعد هذا نفاقاً". ورواه الطيالسي في مسنده 1955 عن العمري عن عاصم، وزاد في آخره: "قال العمري: فحدثني أخي أن ابن عمر قال: كنا نعد هذا نفاقاً على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم-" .. وذكر الحافظ في الفتح طرقاً أخرى لهذا الحديث، تدل على تعدد الواقعة في عهد أمراء آخرين. ولم يشر الحافظ إلى هذه الرواية في المسند. فما أدري، لعله سها عنها. ورواية البخاري ذكرها المنذري في الترغيب 30:4.

5374 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال: أعطي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عمر ابن الخطاب جارية من سّبْي هوَازِنَ، فوهبها لِي، فبعثتُ بها إلى أخوالي من بني جُمَح، ليُصلحوا لي منها حتى أطوف بالبيت ثم آتيَهم وأنا أُريد أن أُصيبَها إذا رجعتُ إليها، قال: فخرجتُ من المسجد حين فرغتُ، فإذا الناس يَشْتَدُّون، فقلت، ما شأْنُكم؟ قالوا: رَدَّ علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أبناءنا ونساءنا، قال: قلت: تلك صاحبِتُكم في بني جُمح، فاذهبوا فخُذوها، فذهبوا فأخذوها. 5375 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا شَيْبان عن منصور عن

_ (5374) إسناده صحيح، وهو في سيرة ابن هشام 878 عن ابن إسحق. وقد سبق بعض معناه أثناء الحديث 4922. وأشرنا هناك إلى راوية ابن إسحق نقلاً عن تاريخ ابن كثير 4: 354. يشتدون: يسرعون عدواً. (5375) إسناده صحيح، حسين بن محمد بن بهرام المروذي: سبق توثيقه 291، ونزيد أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 386 - 387. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، سبق توثيقه 1412، ونزيد هنا أن ابن معين قال: "ثقة في كل شيء"، وأن ابن مهدي كان يحدث عنه ويفخر به، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 255. منصور: هو ابن المعتمر. محمد الكندي: يحتمل أن يكون هو "محمد بن الأشعث بن قيس الكندي"، فإنهم لم يبينوا من هو في هذه الرواية، ولم أجد في المحمدين في هذه الطبقة من ينسب كندياً غيره، وهناك آخر متأخر عنه، هو "محمد بن يوسف بن عبد الله بن يزيد الكندي" من شيوخ مالك، ولكنه لم يذكر في التابعين، ولم يذكر أنه روى عن أحد من الصحابة. ومن المحتمل جداً بل هو الراجع عندي، أن يكون شخصاً آخر لم يسم، ولم يذكر اسمه كاملاً في رواية أخرى، بل قد أبهمه سعد بن عبيدة بأكثر من هذا في 5593، 6073 فقال: "رجل من كندة". وليس هذا الإبهام مما يعلل به الحديث, لأن المجلسين متقاربان كما يفهم من السياق، وذاك الكندي جاء من مجلس ابن عمر إلى مجلس سعيد بن المسيب مصفر الوجه متغير اللون فأخبر صاحبه سعد بن عبيدة بما سمع من =

سعد بن عُبَيدة قال: جلستُ أنا ومحمد الكندي إلى عبد الله بن عمر، ثم قمتُ من عنده، فجلست إلى سعيد بن المسيب، قال: فجاءَ صاحبي وقد اصفرَّ وجهُه وتغير لونُه، فقال: قُمْ إليَّ، قلت: ألم أكن جالساً معك الساعة؟، فقال سعيد: قم إلى صاحبك، قال: فقمتُ إليه، فقال: ألم تسمع إلى ما قال ابن عمر؟، قلت: وما قال؟، قال: أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، أعليَّ جُناح أن أحلف بالكعبة؟، قال: ولم تحلفُ بالكعبة؟، إذا حلفتَ بالكعبة فاحلفْ برب الكعبة، فإن عمر كان إذا حلف قال: كلاّ وأبي، فحلف بها يوماً عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لا تحلفْ بأبيك ولا بغير الله، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك".

_ = ابن عمر فور سماعه، وهو تابعي بالضرورة، فليس هناك شبهة الخطأ أو افتعال القول، بل الظاهر أن سعد بن عبيدة لم يحك هذا عن صاحبه حتى استيقن واستوثق. ولذلك كان في بعض أحيانه يروي الحديث عن ابن عمر مباشرة، لا يذكر صاحبه الكندي، ثقة منه بصحة ما روى، كما مضى في مسند عمر 329، وفي مسند ابن عمر 4904. وقد ذكرنا في شرح 329 ما نقل الحافظ في التلخيص من تعليل البيهقي إياه، وهو في السنن الكبرى 10: 29 من طريق مسعود بن سعد عن الحسن بن عُبيد الله عن سعد بن عبيدة، بنحو الحديث 329، ثم قال البيهقي: "وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر"، ثم أراد أن يدل على وجه الانقطاع، فروى الحديث الآتي 5593 من طريق المسند، بنحو الرواية التي هنا، أنه سمع هذا من الرجل الكندي. وكل هذا التعليل للتخلص من الحكم بالشرك على من حلف بغير الله، ولكن سعد بن عبيدة سمع مثل هذا اللفظ من ابن عمر، وصرح بسماعه، كما مضى 5222، 5256 قال: كنت مع ابن عمر في حلقة، قال: فسمع رجلاً في حلقة أخرى وهو يقول: لا وأبي، فرماه ابن عمر بالحصى، فقال: إنها كانت يمين عمر، فنهاه النبي -صلي الله عليه وسلم- عنها، وقال: إنها شرك": فقد استيقن سعد بن عبيدة بما سمع من ابن عمر، ومن القرائن في مجلسه الآخر مع ابن عمر ثم سعيد بن المسيب وإخبار صاحبه الكندي إياه، بل لعله =

5376 - حدثنا حسن بن موسى وحسين بن محمد قالا حدثنا شَيبان عن يحيى عن أبي قلاَبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ستخرج نار من حَضْرموْت"، أو "من بحر حضرموت، قبل يوم القيامة، تَحشر الناس"، قال: قلنا: يا رسول الله، فماذا تأمرنا؟ قال: "عليكم بالشأم". 5377 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا شَيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن، يعني ابن ثَوْبان مولى بني زُهْرة، أنه سمِع ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا ينظر الله إلى الذي يجر إزاره خُيَلاء". 5378 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن زيد عن بشْر ابن حَرب سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عند حُجْرة عائشة يقول: "يُنْصب لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة، ولا غَدْرَةَ أعظمُ من غَدْرَة إمامِ عامَّةٍ".

_ = سأل ابن عمر عنه إذ ذاك، وما هو ببعيد، ولكن التعليل والتضعيف في مثل هذا هو البعيد. (5376) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن أبي كثير. والحديث مكرر 5146. (5377) إسناده صحيح، محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان: تابعي ثقة، وثقه ابن سعد وأبو زرعة والنسائي، وقال أبو حاتم: "هو من التابعين، لا يسئل عن مثله". وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 145 وقال: "سمع ابن عمر، وأبا سعيد، وأبا هريرة، وزيد بن ثابت، ومحمد بن إياس". والحديث مختصر 5352. وانظر 5340. (5378) إسناده صحيح، كما بينا في 5112. والقسم الأول منه، في نصب اللواء للغادر، مضى مراراً، آخرها 5192. وباقيه، في غدر إمام عامة، لم أجده من حديث ابن عمر في غير هذا الموضع، ولكنه ثابت صحيح من حديث أبي سعيد الخدري، في صحيح مسلم 2: 48: "لكل غادر لواء يوم القيامة، يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة".

5379 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلَمَة عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس: أن رجلين اختصما إلى النبي -صلي الله عليه وسلم-، فسأَل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- المدعيَ البينةَ، فلم يكن له بينة، فاستحلف المطلوب، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "أنت قد فعلتَ، ولكن غُفِر لك بإخلاصك قولَ لا إله إلا الله". 5380 - حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمَة عن ثابت البُنَاني عن ابنِ عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمثله، إلا أنه قال: "أخبرني جبريل -صلى الله عليه وسلم- أنك قد فعلتَ، ولكن الله غفر لك". 5381 - حدثنا حسن حدثنا زُهَير عن بَيان عن وَبَرَةَ عن سعيد ابن جُبَير قال: خرج علينا عبد الله بن عمر، ونحن نرجو أن يحدثنا حديثاً، أو حديثاً حسناً، فبَدَرَنا رجل منَّا، يقال له: الحَكَم، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في القتال في الفتنة؟، قال: ثَكِلَتْك أُمُّك!، وهل تدري ما الفتنة؟! , إن محمداً -صلى الله عليه وسلم- كان يقاتل المشركين، فكان الدخول فيهم أو في دينهم فتنة، وليس كقتالكم علي المُلْك!!.

_ (5379) إسناده صحيح، وهو من مسند ابن عباس، جاء به هنا ليذكر بعده حديث ابن عمر "بمثله"، وقد مضى في مسند ابن عباس مراراً، آخرها 2959، ومضى بهذا الإسناد نفسه 2613. (5380) إسناده ضعيف، لانقطاعه. وقد فصلنا الكلام عليه في 5361. (5381) إسناده صحيح، بيان: هو ابن بشر الأحمسي. وبرة: هو ابن عبد الرحمن المسلي. والحديث رواه البخاري 8: 233 من طريق زهير، 13: 39 من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن وبرة بنحوه، ولم يسم الرجل الذي سأل ابن عمر، وفي الفتح أنه وقع في رواية البيهقي ومستخرج أبي نعيم أن اسمه "حكيم"، فكأن الحافظ لم ير رواية المسند، أو نسيها حين كتب.

5382 - حدثنا حسن حدثنا زُهَير عن أبي إسحق عن البَهِيّ عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال لعائشة: "ناوليني الخُمْرة من المسجد"، فقالت: إني قد أحْدَثْت، فقال: "أوَحيْضتُكِ في يدك!؟ ". 5383 - حدثنا حسن حدثنا زُهَير عن أبي إسحق عن مجاهد عن ابن عمر قال: سئل: كم اعتَمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم-؟، قال: مرتين، فقالت

_ (5382) إسناده صحيح، البهي، بفتح الباء الموحدة وكسر الهاء وتشديد الياء التحتية المثناة: هو عبد الله مولى مصعب بن الزبير، ويقال إن اسم أبيه "يسار"، وهو تابعي ثقة، قال ابن سعد: "كان ثقة معروفاً بالحديث". والحديث في مجمع الزوائد 1: 282 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح": ومعناه ثابت أيضاً من حديث عائشة، عند مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، انظر المنذري 254. قولها "أحدثت" تعني حضت. حيضتك، قال ابن الأثير: "الحيضة بالكسر الاسم من الحيض والحال التي تلزمها الحائض من التجنب والتحيض، كالجلسة والقعدة، من الجلوس والقعود. فأما الحيضة بالفتح فالمرة الواحدة من دُفع الحيض ونُوبه". (5383) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 153 من طريق زهير عن أبي إسحق، وقال المنذري 1909: "وأخرجه النسائي، وأخرجه ابن ماجة مختصراً بنحوه". وروى البخاري 3: 478 ومسلم 1: 357 من طريق منصور عن مجاهد أن ابن عمر سئل: "كم اعتمر - صلى الله عليه وسلم-؟، قال: أربع إحداهن في رجب؛ فكرهنا أن نرد عليه، قال: وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة، فقال عروة: يا أماه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟، قالت عائشة: ما يقول؟، قال: يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب، قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط". واللفظ للبخاري. قال الحافظ في الفتح: "كذا وقع في رواية منصور عن مجاهد، وخالفه أبو إسحق، فرواه عن مجاهد عن ابن عمر قال: اعتمر النبي -صلي الله عليه وسلم- مرتين، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: اعتمر أربع عمر. أخرجه أحمد وأبو داود. فاختلفا، جعل منصور الاختلاف في شهر العمرة، وأبو إسحق الاختلاف في عدد الاعتمار. ويمكن تعدد =

عائشة: لقد علم ابنُ عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قد اعتمر ثلاثةً سوى العمرِة التي قَرَنها بحجة الوداع. 5384 - حدثنا حسن حدثنا زُهَير حدثنا يزيد بني أبي زِياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر قال: كنتُ في سريَّةٍ في سرايا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فحاص الناس حيْصةً، وكنت فيمن حاص، فقلنا: كيف نصنع وقد فَرَرنا من الزحف وبُونا بالغضب؟!، ثم قلنا: لو دخلنا المدينةَ فبِتْنا، ثم قلنا: لو عَرَضْنا أنفسَنا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فإن كانت له توبةٌ، وإلا

_ = السؤال، بأن يكون ابن عمر سئل أولاً عن العدد، فأجاب، فردت عليه عائشة، فرجع إليها، فسئل مرة ثانية، فأجاب بموافقتها، ثم سئل عن الشهر، فأجاب بما في ظنه، وقد أخرج أحمد من طريق الأعمش عن مجاهد قال: سأل عروة بن الزبير ابن عمر: في أي شهر اعتمر النبي -صلي الله عليه وسلم-؟، قال: في رجب". وحديث منصور عن مجاهد، الذي ذكرنا عن الصحيحين، سيأتي في المسند 6126، 6430. وحديث الأعمش عن مجاهد، الذي أشار إليه الحافظ في آخر كلامه سيأتي 2695، وسيأتي نحو معناه كذلك من طريق حبيب المعلم عن عطاء عن عروة بن الزبير: "أنه سأل ابن عمر" 5416. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2957. (5384) إسناده صحيح، وهو مطول 4750، 5220، وأشرنا في الموضعين إلى أن هذا المطول رواه أبو داود 2: 349. وهو في المنتقى 4284. "فحاص الناس": قال في المنتقى: "أي حادوا حيدة، ومنه قوله تعالى {ما لهم من محيص}. ويروى: جاضوا جيضة بالجيم والضاد المعجمتين، هو بمعنى حادوا أيضاً". وقال ابن الأثير في الحاء والصاد المهملتين: "أي جالوا جولة يطلبون الفرار. والمحيص: المهرب والمحيد. ويروى بالجيم والضاد المعجمة". وقال في الجيم: "يقال جاض في القتال، إذا فر، وجاض عن الحق: عدل. وأصل الجيض: الميل عن الشيء. ويروى بالحاء والصاد المهملتين". العكارون، بالعين المهملة وتشديد الكاف، قال ابن الأثير: "أي الكرارون إلى الحرب والعطافون نحوها. يقال للرجل يولي عن الحرب ثم يكر راجعاً إليها عكَر واعتكر. وعكرت عليه: إذا حملت".

ذهبنا، فأتيناه قبل صلاة الغداة، فخرج فقال: "مَن القومُ؟ "، قال: فقلنا: نحن الفرَّارون!، قال: "لا، بل أنتم العَكَّارون، أنا فِئتُكم، وأنا فِئَةُ المسلمين"، قال: فأتيناه حتى قبّلنا يدَه. 5385 - حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا زُهَير حدثنا عُمارة بن غزِيَّة عن يحيى بن راشد قال: خرجنا حُجَّاجاً، عشرةً من أهل الشأم، حتى

_ (5385) إسناده صحيح، يحيى بن راشد بن مسلم الدمشقي تابعي ثقة، روى عن ابن عمر، وثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وفي التهذيب أنه يروي عن "ابن الزبير"، وقال ابن حجر إن ابن حبان فرق بين "يحيى بن راشد عن ابن عمر" و"يحيى ابن راشد عن ابن الزبير". وأنه "تبع البخاري في ذلك"، وتعقبه العلامة الشيخ عبد الرحمن اليماني مصحح التاريخ الكبير 4/ 2/272 - 273 بأن البخاري لم يترجم أصلاً للراوي عن ابن عمر، وترجم للثاني، وذكر أنه يروي "عن أبي الزبير"، وأن ابن حبان ذكر الأول في ثقات التابعين، وذكر الثاني في الثقات من أتباع التابعين، فهو لم يتبع البخاري، ولم يخطيء في الفرق بينهما، وقال: فكأن نسخة الثقات التي كانت عند ابن حجر تصحف فيها "عن أبي الزبير" فصار "عن ابن الزبير"، ولم يلتفت إلى أن الترجمة في أتباع التابعين". وهذا تحقيق جيد دقيق، تصحح منه نسخة التهذيب. والحديث رواه أبو داود 3: 334 عن أحمد بن يونس عن زهير بن حرب، بهذا الإسناد، إلا أنه اختصره فلم يذكر ما يتعلق بالدين. ثم رواه من طريق المثنى بن يزيد عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "بمعناه". قال المنذري: "في إسناده مطر بن طهمان الوراق، قد ضعفه غير واحد، وفيه أيضاً المثنى بن يزيد الثقفي، وهو مجهول". ومطر الوراق: ثقة، كما قلنا 3285. والمثنى بن يزيد: هو البصري، وأخطأ المنذري إذ فهم أنه الثقفي، والبصري هذا شبه المجهول أيضاً، لم يذكر عنه في التهذيب جرح ولا تعديل، بل قال: "قال الذهبي: تفرد عنه عاصم بن محمد". وباقى الحديث الذي يتعلق بالدين ولم يذكره أبو داود: رواه ابن ماجة 2: 40 من الوجه الآخر في أبي داود، فرواه من طريق حسين المعلم "عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: =

أتينا مكة، فذَكر الحديثَ، قال: فأتيناه فخرج كل إلينا، يعني ابن عمر، فقال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم- يقول: "من حالتْ شفاعُته دون حدٍّ من حدود الله عز وجل فقد ضادَّ اللهَ في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم، ولكنها الحسناتُ والسيئاتُ، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يَزَلْ في سخَطِ الله حتى ينْزِعَ، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله رَدْغَةَ الخَبَال حتى يخْرج مما قال". 5386 - حدثنا حسن حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن

_ = من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته، ليس ثَم دينار ولا درهم". ومن المحتمل جداً، بل من الراجح، أن يكون هذا جزءاً، مما روى أبو داود من طريق المثنى عن مطر. والإمام أحمد لم يرو هذا الحديث في المسند من طريق مطر الوراق. ولكن سيأتي نحوه بمعناه وأطول منه، من وجه آخر، من طريق النعمان بن الزبير عن أيوب بن سلمان عن ابن عمر 5544. قوله "فقد ضادّ الله في أمره" في م "فقد ضاد الله أمره" بحذف حرف "في"، وما هنا نسخة ثابتة بهامشها. "أسكنه الله ردغة الخبال" في نسخة بهامش م: "في ردغة الخبال". و"ردغة الخبال" بالغين المعجمة، وفي ح بالمهملة، وهو تصحيف، وقال ابن الأثير: "جاء تفسيرها في الحديث أنها عصارة أهل النار، والردغة، بسكون الدال وفتحها: طين ووحل كثير". (5386) إسناده صحيح، وسيأتي 5676 من طريق محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن ابن عمر، بنحوه. وسيأتي 5551 في قصة، من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر. وكذلك رواه مسلم بنحوه مطولاً 2: 90 من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر. فالظاهر أن زيد بن أسلم لم يشهد القصة التي شهدها أبوه، فرواها عنه والحديث في ضمنها، وسمع الحديث وحده من ابن عمر، فرواه عنه دون واسطة، ورواه أيضاً مسلم 2: 89 - 90 مطولاً في القصة، بإسنادين من طريق نافع عن ابن عمر. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2826، 2827. وذكره ابن كثير في التفسير 2: 495 من رواية مسلم.

دينار، عن زيد بن أَسْلَم عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم-قال: "من نزع يداً من طَاعة فلا حجة له يوم القيامة، ومن مات مفارقاً للجماعة فقد مات ميتةً جاهليةً". 5387 - حدثنا حسن حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بنِ أَسْلَم عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "إنما الناس كإبلَ مائةٍ لا تكاد تجد فيها راحلةً". 5388 - حدثنا حسن حدثنا حماد بن سَلَمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية: " {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} "، قال: "يقومون حتى يبلغ الرَّشْحُ آذانَهم". 5389 - حدثنا سكَن بن نافع الباهلي أبو الحسين (1) حدثنا صالح ابن أبي الأخْضَر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: كنت أعزب (2) شاباً أبيتُ في المسجد في عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، وكانت الكلاب تُقْبِل

_ (5387) إسناده صحيح، وهو مكرر 5029. (5388) إسناده صحيح، وهو مكرر 5318. (5389) إسناده صحيح، وهو في الحقيقة حديثان: المبيت في المسجد. وقد مضى بنحوه 4607 من طريق عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر. وسيأتي كذلك بنحوه 5839 من طريق العمري عن نافع عن ابن عمر. وهو في البخاري 1: 446 من طريق عُبيد الله. والثاني: إقبال الكلاب وإدبارها في المسجد، وقد رواه البخاري 1: 243 بنحوه، من طريق يونس عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وقال القسطلاني 1: 21: "وأخرجه أبو داود والإسماعيلي وأبو نعيم". (1) وقيل أبو الحسن كما في مناقب أحمد لابن الجوزي. (2) الأعزب: هو الذي لا زوجة له، وقد أنكر كثير من أهل اللغة (أعزب) وقالوا هو: عزب. ولكن هي هكذا هنا وفي الصحيحين.

وتُدْبِر في المسجد، فلم يكونوا يَرُشُّون شيئاً من ذلك. 5390 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا أبو طُعْمة، قال ابنُ لهيعة: لا أعرف أْيش اسمه، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: خرج رسول الله -صلي الله عليه وسلم-إلى الِمرْبد، فخرجتُ معه، فكنتُ عن يمينه، وأقبل أبو بكر، فتأخرتُ له، فكان عن يمينه، وكنتُ عن يساره، ثم أقبل عمر، فتنحيتُ له، فكان عن يساره، فأتَى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- الِمرْبَدَ، فإذا بأزقاقٍ على المرْبد فيها خمر، قال ابن عمر: فدعاني رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بالمُدْية، قال: وما عرفت المدية إلا يومئذٍ، فأمر بالزِّقاق فشُقَّتْ، ثم قال: "لُعنتَ الخمرُ، وشاربُها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعُها، وحاملُها، والمحمولةُ إليه، وعاصرها، ومُعْتَصرها، وآكل ثمنِها". 5391 - حدثنا وكيع حدثنا عبد العزيز بن عمر، يعني ابن عبد العزيز، عن أبي طُعْمة مولاهم، وعن عبد الرحمن بن عبد الله الغافِقي، أنهما سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لُعنت الخمر على عشرة وجوهٍ"، فذكر الحديث.

_ (5390) إسناده صحيح، وقد سبق المرفوع منه في قوله "لعنت الخمر" إلخ 4787 بالإسناد الآتي عقب هذا، وأشرنا إلى هذا هناك. الزق، بكسر الزاء: السقاء من الأهب يتخذ للشراب ونحوه، وجمع القلة "أزقاق" بالهمزة، وجمع الكثرة "زقاق" بدونها مع كسر الزاء. وقد استعمل الجمعان معاً في هذا الحديث. وفي نسخة بهامش م: "فأمر بالأزقاق"، فيكون بجمع القلة في الموضعين. المدية، بضم الميم وكسرها مع سكون الدال: السكين والشفرة، ويظهر أنها لم تكن من لغة أهل الحجاز، ولذلك جاء في حديث آخر لأبي هريرة فيه ذكر "السكين": "إن سمعت بالسكين إلا في هذا الحديث". (5391) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله، ومكرر 4787 بهذا الإسناد، وساق هناك لفظه كاملاً.

5392 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا أبو طُعْمة أنه قال: كنت عند ابن عمر، إذْ جاءَه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني أقْوى على الصيام في السفر؟، فقال ابن عمر: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "من لم يَقْبَل رخصة الله كان عليه من الإثم مثلُ جبال عرفة". 5393 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا أبو الزُّبَير: سألت جابراً عن إمساك الكلب؟، فقال: أخبرني ابنَ عمر أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "من أمسكه نَقَص من أجره كل يوم قيراطان". 5394 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا جعفر بن ربيعة عن

_ (5392) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 162 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناد أحمد حسن". وتأوله ابن كثير في التفسير 1: 410 - 411 بأنه فيمن "رغب عن السنة ورأى أن الفطر مكروه إليه، فهذا يتعين عليه الإفطار، ويحرم عليه الصيام"، واستدل بهذا الحديث، ونسبه للمسند وغيره "عن ابن عمر وجابر وغيرهما". وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 3867. ذكره ابن كثير في التفسير 3: 69. (5393) إسناده صحيح، وهو مختصر 5254. وهذا من رواية صحابي عن صحابي. وانظر 4479، 4549، 4813. (5394) إسناده صحيح، جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي المصري أبو شرحبيل: ثقة، قال أحمد: "كان شيخاً من أصحاب الحديث ثقة"، ووثقه ابن سعد والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/189 - 190 ونسبَه قرشياً، وهذا يوافق ما سيأتي في المسند 10825. عبد الرحمن بن رافع الحضرمي: ترجمه الحافظ في التعجيل 249 - 250 قال: "عن ابن عمر، روى عنه ابنه إبراهيم وجعفر بن ربيعة وغيرهما. قال الحسيني: فيه نظر. قلت [القائل ابن حجر]: هو قاضي إفريقية المترجَم في التهذيب، وروايته في المسند وغيره عن ابن عمرو بن العاص، لا عن ابن عمر بن الخطاب. وجزم أبو سعيد بن يونس بأنه تنوخي، وكأن من نسبه حضرمياً نسبه إلى حِلْف فيهم. وإنما فرق الحسيني بينهما لظنه أن الحضرمي غير التنوخي، وأن التنوخي روى عن ابن عمرو، =

عبد الرحمن بن رافع الحضْرمي قال: رأيت ابن عمر في المصلى في الفطر، وإلى جنبه ابنٌ له، فقال لابنه: هل تدري كيف كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصنع في هذا اليوم؟، قال: لا أدري، قال ابن عمر: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصلي قبل الخطبة. 5395 - حدثنا سُرَيج بن النعمان حدثنا هُشَيم أخبرنا يونس بن

_ = والحضرمي روى عن ابن عمر، فما أصاب؛ لأن الحديث عندهما واحد، والراوي واحد وهو ابنه إبراهيم"!!. ومن البين الواضح أن هذا ليس بتحقيق، بل هو خطأ صرف، وأن الحسيني لم يخطيء في الفرق بين التنوخي والحضرمي، وأن الحافظ ابن حجر تكلف في الجمع بين النسبتين دون دليل!، وأنه لم ير هذا الموضع من المسند، أو ندّ عنه حين كتب، فنفى أن يكون الحضرمي يروي عن ابن عمر بن الخطاب صراحة، وها هي ذي روايته عنه ثابتة، وحصَرَ الرواية في حديث واحد رواه إبراهيم بن عبد الرحمن التنوخي عن أبيه عن ابن عمرو بن العاص، فكأنه ينفي ضمناً رواية جعفر ابن ربيعة -التي أشار إليها الحسيني- عن عبد الرحمن بن رافع الحضرمي، وها هي ذي ثابتة أيضاً. فالراجح عندي الذي أكاد أجزم به أن الحضرمي غير التنوخي المترجم في التهذيب، ولكني لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المراجع، وإنما صححت حديثه بأنه تابعي كما هو واضح من السياق، فأمْره إلى الستر والقبول، وبأن الحديث الذي رواه صحيح ثابت عن ابن عمر من رواية نافع عنه، كما مضى 4602، 4963. (5395) إسناده صحيح، والقسم الأول منه، إلى قوله "فأتبعه"، رواه ابن ماجة 2: 39 من طريق هُشيم "عن يونس بن عبيد عن نافع"، ونقل شارحه السندي عن الحافظ البوصيري في زوائده قال: "في إسناده انقطاع بين يونس بن عبيد وبين نافع، قال أحمد بن حنبل: لم يسمع من نافع شيئاً، وإنما سمع من ابن نافع عن أبيه، وقال ابن معين وأبو حاتم: لم يسمع من نافع شيئاً. قلت [القائل البوصيري]: وهشيم بن بشير مدلس، وقد عنعنه". فأما يونس بن عبيد فقد أبَنا توثيقه 940، وقد تكلم ابن معين وأحمد وأبو حاتم في سماعه من نافع، ونقل الترمذي عن البخاري الشك في سماعه منه، كما في التهذيب. =

عُبَيد عن نافعِ عن ابنِ عمر قالِ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "مَطْل الغَني ظُلْم، وإذا أُحِلْتَ على ملِيءٍ فاتْبعه، ولا بيعتين في واحدةٍ".

_ = ولكن أين الدليل على هذا النفي، وهو قد عاصر نافعاً بل قاربه في الطبقة، ولم يذكر بتدليس؟!، ثم قد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 402، والصغير 160 فلم يذكر فيه جرحاً ولا مغمزاً، ورواية المعاصر الثقة على الاتصال حتى يثبت غيره بدليل واضح. وأما هشيم فقد سبق الكلام عليه 4448، ولم يجرحه البخاري ولم يذكر عند تدليساً، ومع هذا فإن الحافظ البوصيري تمسك باللفظ الذي أمامه في ابن ماجة "عن يونس بن عبيد"، ولكنه لم ير اللفظ الذي أمامنا هنا في المسند بالتصريح بالسماع "أخبرنا يونس بن عبيد"، فقد سقطت شبهة التدليس، إن كان لها أصل. وهذا القسم الأول من الحديث ذكره المجد في المنتقى 2981 ونسبه لابن ماجة، وذكره الحافظ ابن حجر في التلخيص 250 ونسبه لأحمد والترمذي. وهذا سهو من الحافظ، فإن الترمذي لم يروه يقيناً ,ولذلك تكلم عليه البوصيري في زوائد ابن ماجة، فلو كان الترمذي رواه ما كان عنده من الزوائد. ولكن الترمذي أشار إليه فقط في قوله "وفي الباب" 2: 269. والشوكاني في نيل الأوطار 5: 355 تبع الحافظ ابن حجر في نسبته للترمذي دون تردد!!. وأما القسم الثاني "ولا بيعتين في واحدة" فقد أشار إليه الترمذي في قوله "وفي الباب" 2: 235، وذكره الحافظ في التلخيص 236 وقال: "رواه ابن عبد البر من طريق ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين عن هشيم عن يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر". فأبعد جداً، وهو بين يديه في المسند!!. وانظر لهذا القسم الثاني ما مضى في مسند ابن مسعود 3725. والحديث كله في مجمع الزوائد 4: 85 ونسبه لأحمد والبزار، وقال: "رجال أحمد رجال الصحيح، ثم ذكره مرة أخرى 4: 131 في باب "مطل الغني"، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، خلا الحسن بن عرفة، وهو ثقة". فنسي أن ينسبه للمسند في الموضع الثاني، ثم هو قد ذكر القسم الأول في الموضعين، وليس من الزوائد على شرطه, لأنه رواه ابن ماجة، كما قلنا.

5396 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا يزيد بن عبد الله بِن الهاد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تبيتَنَّ النارُ في بيوتكم، فإنها عَدو". 5397 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة حدثنا عُبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت المغانم تُجزَّأُ خمسةَ أجزاء، ثم يُسْهَم عليها، في كان لرسول الله -صلي الله عليه وسلم-فهو له، يَتَخيَّر. 5398 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة حدثنا عُبيد الله بن أبي جعفر عن زيد بن أسْلَم قال: سمعت رجلاً سَأل عبد الله بن عمر عن بيع

_ = "المليء" بالهمز، قال ابن الأثير: "الثقة الغني، وقد ملؤ فهو مليء بيّن المَلاء والملاءة بالمد، وقد أُولع الناس فيه بترك الهمز وتشديد الياء". وترك الهمز لغة فصيحة صحيحة، وردت بها القراءات الكثيرة، فليس بها بأس. (5396) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه من طريق معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه 4515، 5028، ومن طريق سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه 4546، وليس فيه زيادة "فإنها عدو"، وذكرنا في شرح 4515 موضع تخريجه من الصحيحين وأبي داود، ونزيد هنا أنه في الترمذي 3: 85 وابن ماجة 2: 215، كلاهما من طريق سفيان عن الزهري أيضاً, وليس فيه هذه الزيادة، ولم يذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد، في حين أنها على شرطه. ومعناها ثابت في البخاري 11: 71 ومسلم 2: 134 من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعاً: "إن هذه النار إنما هي عدوّ لكم، فإذا نمتم فأطفؤوها عنكم". (5397) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 340 وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". (5398) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 84 وقال: "هو في الصحيح، خلا قوله: إلا الغنائم والمواريث"، ثم قال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح". وانظر5304، قوله "رجلاً سأل" في م "يسأل"، وما هنا نسخة في هامشها.

المزايدة؟، فقال ابن عمر: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أن يبيع أحدُكم على بيع أخيه، إلا الغنائم والمواريث. 5399 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا ليث حدثنا عاصم عن عبد الله بن شَقيق قال: سألت ابن عمر عن صلاة الليل؟، فقال ابن عمر: سأَل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الليل، وأنا بينهما؟، فقال: "صلاة الليل مَثْنى مثنى، فإذا خَشيتَ الصبحَ فبادر الصبحَ بركعة، وركعتين قبل صلاة الغداة". 5400 - حدثنا أبو سَلَمة الخُزَاعي أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لاعن بين رجل وامرأَته، وألحَق الولدَ بأمه، وكان انتفى من ولدها. 5401 - حدثنا أبو سَلَمة الخُزَاعي أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-رَمَل من الحَجَر إلى الحَجَر. 5402 - حدثنا أبو سَلَمة الخزَاعي أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن

_ (5399) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن سليمان الأحول. والحديث مطول 5341. (5400) إسناده صحيح، أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز، الحافظ البغدادي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وقال الدارقطني: "أحد الثقات الحفاظ الرفعاء، الذين كانوا يُسألون عن الرجال ويؤخذ بقوله فيهم"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/348. والحديث مكرر 5312. (5401) إسناده صحيح، وهو مختصر 5238. (5402) إسناده صحيح، عبد العزيز بن محمد بن الأندراوردي: هو الدراوردي. وقد تكرر مراراً، وسبق توثيقه 1675، وفي التهذيب 6: 354 - 355:"كان أبوه من درابجرد، مدينة بفارس، فاستثقلوا أن يقولوا دار بجردي، فقال دراوردي. وقد قيل: إنه من أندرانة ... ووقع في سنن أبي داود في الجهاد: حدثنا النفيلي حدثنا عبد العزيز الأندراوردي. وقال أبو =

الأَنْدَرَاوَرْدِي مولى بني ليث عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري ثم المُحَاربي عن محمد بن يحيى بن حبَّان عن عمه واسع بن حبَّان قال: قلت لابن عمر: أخبرْني عن صلاة رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، كيف كانت؟، قال: فذكر التكبير كلما وضع رأسه وكلما رفعه، وذكر: "السلام عليكم ورحمة الله"، عن يمينه، "السلام عليكم"، عن يساره. 5403 - حدثنا أبو سَلَمة حدثنا ابن بلال، يعني سليمان، [عن]

_ = حاتم السجستاني عن الأصمعي: نسبوا إلى درابجرد: الدراوردي، فغلطوا، قال أبو حاتم: والصواب درابي، أو جردي، ودرابي أجود". وقال ياقوت في معجم البلدان 4: 47: "وقيل: إنه نسب إلى أندرابة، وقيل إنه أقام بالمدينة. فكانوا يقولون للرجل إذا أراد أن يدخل إليه: أندرون، فقلب إلى هذا". وهذه العبارة أصلها من الأنساب للسمعاني وهي فيه (ورقة 224) بلفظ "أندراورد"، وهي توافق النسبة التي هنا. عمرو بن يحيى بن عمارة: هو المازني الأنصاري، سبق توثيقه 4520، ونزيد أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/269. والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى 2: 178 من طريق ابن جُريج عن عمرو بن يحيى مطولاً، وقال: "أقام إسناده حجاج بن محمد وجماعة، وقصر به بعضهم عن ابن جُريج، واختلف فيه عبد العزيز بن محمد الدراوردي على عمرو بن يحيى، ومن أقامه حجة، فلا يضره خلاف من خالفه". وهذا الحديث من الزوائد يقيناً، فليس في شيء من الكتب الستة، ومع ذلك فقد قصر الحافظ الهيثمي، فلم يذكره في مجمع الزوائد، وإنما ذكر حديثاً مختصراً 2: 146: "عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان يسلم تسليمتين. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه بقية، وهو ثقة مدلس. وقد عنعنه". وانظر 4225، 4239، 4280، 4432. (5403) إسناده صحيح، سليمان بن بلال: سبق توثيقه 1463، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد وابن معين وابن سعد وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 5. زيادة كلمة [عن] ضرورية، كما هو ظاهر. وسقطت من ح خطأ، وزدنا من ك م، والحديث مكرر 5330.

عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان يأتي قُباءَ راكباً وماشياً. 5404 - حدثنا أبو سَلَمة الخزَاعي أخبرنا [ابن]، بلال عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تدخلوا على هؤلاء القوَم المعذَّبين، إلا أن تكونوا باكين، فِإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم مثلُ ما أَصابهم". 5405 - حدثنا أبو سَلَمة أخبرنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: ذُكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- رجل يُخْدَع في البيع، فقال له: "مَن بايعتَ فقل: لا خِلابة"، فكان يقول إذا بايع: لا خلابة، وكان في لسانه رُتَّةٌ. 5406 - حدثنا أبو سَلَمة أخبرنا سليمان في عبد الله بن دِينار عن ابن عمر: أنه كان يصلي على راحلته في السفر حيثُما توجهت به، وذَكر أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان يصنع ذلك في السفر. 5407 - حدثنا أبو سَلَمة أخبرنا مالك عن عبد الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-كان يلبس خاتماً من ذهب، ثم قام رسول الله فنَبذه، وقال: "لا ألبسه أَبداً"، قال: فنبذ اَلناس خواتِيمهم.

_ (5404) إسناده صحيح، ابن بلال: هو سليمان، كالإسناد السابق، وسقطت كلمة [ابن]، من ح خطأ، وزدناها من ك م. والحديث مكرر 5225 ومختصر 5342. (5405) إسناده صحيح، وهو مطول 5271.الرتة، بضم الراء، قال في اللسان: "عجلة في الكلام وقلة أناة، وقيل هو أن يقلب اللام ياء". وقد ذكرنا في شرح الحديث 5036 قول ابن الأثير: "وجاء في رواية: فقل: لا خيابة، بالياء، وكأنما لثغة من الراوي، أبدل اللام ياء"، فهذه هي الرتة، ولكنها كانت في الرجل نفسه، لا في أحد الرواة. (5406) إسناده صحيح، وهو مطول 5334. (5407) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 3: 118. وهو مختصر 5366.

5408 - حدثنا أبو سَلَمة أخبرنا ليث عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- رأَى نُخامةً في قِبْلة المسجد، وهو يصلي بين يدي الناس، فحَتَّها، ثم قال حين انصرف من الصلاة: "إِن أَحدكم إِذا كان في الصلاة فِإن الله عَزَّ وَجَلَّ قِبَلَ وجهه، فلا يَتنخَّمنَّ أَحدٌ قِبَلَ وجهه في الصلاة". 5409 - حدثنا أبو سَلَمة أخبرنا حماد بن سَلَمة عن فَرْقَد السَّبَخِي عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- ادَّهَن بزيت غير مُقَتَّتٍ، وهو مُحْرِم. 5410 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عُقْبة بن أبي الصَّهْباء، حدثنا سالم عن عبد الله بن عمر قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- الفجر، ثم سلم، فاسقبل مطلع الشمس، فقال: "ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا، حيث يَطْلُع قَرْنُ الشيطان". 5411 - حدثنا مُؤَمَّل حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أُمَيّة عن نافع قال: سئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة؟، فقال: لم يصمه النبي -صلي الله عليه وسلم-، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان.

_ (5408) إسناده صحيح، الليث هو ابن سعد. والحديث مكرر 5335. (5409) إسناده ضعيف، من أجل فرقد السبخي. والحديث مكرر 5242. (5410) إسناده صحيح، عقبة بن أبي الصهباء أبو خريم: ثقة، وثقه ابن معين وغيره: وترجم في الجرح والتعديل 3/ 1/312 وفيه عن أحمد بن حنبل: "أن عقبة بن أبي الصهباء، شيخ صالح". والحديث مطول 5109. (5411) إسناده صحيح، وهو مختصر 5117. في آخر الحديث في ح "يوم عرفة" بعد قوله "ولا عثمان" وهي زيادة لا معنى لها, وليست في ك م، فحذفناها، إنما هي ثابتة في الإسناد التالي لهذا، كما سنذكره.

5411 م-[حدثنا وكيع عن سفيان عن إسماعيل بن أُمَيّة عن رجل عن ابن عمرقال: لم يصمه النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، [يعني]، يوم عرفة]. 5412 - حدثنا عفَّان حدثنا سُلَيِم بن أخضر حدثني عُبيد الله عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قَسم في النَّفَل للفرس سهمين، وللرجل سهماً. 5413 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثنا عبد الله بن دينار: أن ابن عمر كان يصلي على راحلته في السفر، أينما توجهتْ به، قَال: وذكر ابنُ عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك في السفر. 5414 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا إسحق بن

_ (5411 م) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الضعف، لإبهام شيخ إسماعيل بن أمية الرواية له عن ابن عمر، فقد أبهمه وكيع في هذا الإسناد، ولكن بينه مؤمل في الإسناد الذي قبله 5411. وهذا الإسناد لم يذكر في ح، وهو ثابت في ك م. وكلمة "يوم عرفة" التي كانت في ح في الإسناد السابق، هي آخر الحديث في هذا الإسناد، وثبوتها في ح قرينة على أن هذا الإسناد المكرر سقط سهواً من الناسخ أو الطابع. وكلمة [يعني]، في هذا الحديث، ثابتة في ك، وهي نسخة بهامش م، فلذلك كتبناها بعلامة الزيادة، بياناً للثابت في النسختين. (5412) إسناده صحيح، وهو مكرر 5286. (5413) إسناده صحيح، وهو مكرر 5406. (5414) إسناده صحيح، إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري: ثقة حجة، كما قال ابن معين، ووثقه أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، وقال الواقدي: "كان مالك لا يقدم عليه في الحديث أحداً"، وقال ابن حبان: "كان مقدماً في رواية الحديث والإتقان فيه"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 393 - 394. عُبيد الله بن مقسم المدني: =

عبد الله، يعني ابن أبي طلحة، عن عُبيد الله بن مقْسَم عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية ذاتَ يوم على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، ورسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول هكذا بيده، ويحركها، يُقْبلُ بها ويُدْبِرُ، "يُمجد الرب نفسَه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملِك، أنا العزيز، أنا الكريم"، فرجَف برسول الله -صلي الله عليه وسلم - المنبرُ، حتى قلنا: لَيَخِرَّنَّ به. 5415 - حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت قال: سألت ابن عمر عن الأوعية؟، قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن تلك الأوعية. 5416 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا حَبيب، يعني المعلم، عن عطاء عن عروة بن الزبير: أنه سأل ابن عمر: أكانَ رسول الله

_ = تابعي ثقة، وثقه أبو داود والنسائي وغيرهما. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 7: 263 - 264 عن هذا الموضع، وذكر أن البخاري رواه مختصراً من طريق نافع عن ابن عمر، وأنه تفرد به من هذا الوجه،"ورواه مسلم من وجه آخر"، ثم ذكر أن مسلماً وأبا داود والنسائي وابن ماجة رووه من طريق أبي حازم عن عُبيد الله بن مقسم. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 4369. (5415) إسناده صحيح، ثابت: هو البناني. والحديث في معناه مختصر 5224. وقد مضى بلفظ آخر من طريق ثابت البناني أيضاً 4915. (5416) إسناده صحيح، حبيب المعلم: هو حبيب بن أبي قريبة أبو محمد البصري، ويقال: حبيب بن زيد، ويقال: ابن أبي بقية، والأول هو الذي قدمه البخاري في الكبير 1/ 2/321 - 322، كأنه يختاره، والأخير حكاه عبد الله بن أحمد، كما سيأتي في المسند 7001، وحبيب هذا ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، ولم يذكر البخاري فيه جرحاً. عطاء: هو ابن أبي رباح. والحديث سبقت الإشارة إليه في 5383، وأن الشيخين رويا معناه من طريق منصور عن مجاهد. وانظر 6126، 6295، 6430.

- صلى الله عليه وسلم - يعتمر في رجب؟، قال: نعم، فأخبر بذلك عائشة: فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عمرةً إلا وهو معه، وما اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في رجب قَط. 5417 - حدثنا عفان حدثنا أَبان العَطَّار حدثنا أنس بن سيرين عن ابن عمر أنه قال: حفظتُ عن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- عشر ركعات: ركعَتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الصبح. 5418 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "البَيَّعان بالخِيار، ما لم يتفرقا، أو يقول أحدهما لصاحبه، اخْتر". 5419 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا سماك بن حَرب عن مُصْعب بن سعد قال: دخل عبد الله بن عمر على عبدَ الله بن عامر يعوده، فقال: ما لك لا تدعو لي؟، قال: فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الله عز وجل لايقبل صلاةً بغيرطُهُور، ولا صدقةً من غُلُول"، وقد كنتَ على البصرة، يعني عاملاً. 5420 - حدثنا عفَّان حدثنا شُعْبة قال: ابن أبي نَجِيح أنبأني قال:

_ (5417) إسناده صحيح، أبان العطار: هو أبان بن يزيد، والحديث مكرر 5127 بمعناه. وانظر 5296. (5418) إسناده صحيح، وهو مكرر 5158. (5419) إسناده صحيح، وهو مطول 5123, 5205. (5420) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الانقطاع. فقد مضى 5080، 5117 من رواية إسماعيل، وهو ابن علية عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال: "سئل ابن عمر"، وفي=

سمعت أبي يحدث عن رجل عن ابن عمر: أنه سأله عن صوم يوم عرفة؟، قال: خرجنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فلم يصمه، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه، ولا آمرك، ولا أنهاك، إن شئتَ فصُمْه، وإن شئت فلا تَصُمْه. 5421 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا مُسْلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المُعاوِي: أن رجلاً صلى إلى جنبَ ابن عمر، فجعل يعبثُ بالحصى، فقال: لا تعبث بالحصى، فإنه من الشيطان، ولكن اصنعْ كما كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يصنع، قال هكذا، وأرانا وُهيب، وصفَهُ عفَّان: وضع يده اليُسرى، وبسط أصابعه على ركتنه اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وكأنه عَقَد، وأشار بالسَّبّابة. 5422 - حدثنا محمَّد بن بكر وعبد الرزاق قالا أخبرنا ابن جُرَيج أخبرني عطاء عن حِبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: قال رِسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عُمْرَى ولا رُقْبَى، فمن أُعْمِرَ شيئاً أو أُرْقبَه فهو له حياته ومماتَه"، قال ابن بكر في حديثه: قال عطاء: والرقبى هي للآخِر، قال عبد الرزاق: منّي ومنك.

_ = 5080 رواية سفيان بن عيينة إياه عن ابن أبي نجيح عن أبيه "عمن سأل ابن عمر" ورجحنا هناك الموصول. (5421) إسناده صحيح، وهو مكرر 5331. (5422) إسناده صحيح، وهو مطول 4801، 4906، وقد خرجناه في الموضع الأول وأشرنا إلى هذا هناك. ومضى تفسير الرقبى في حديث ابن عباس 2250، فهو معنى قول عبد الرزاق: "هي للآخر مني ومنك"، يعطيه الدار ويقول: إن متَّ قبلي رجعت إلى وإن متُّ قبلك فهي لك. هي للآخِر منهما.

5423 - حدثنا عفان سليمان، يعني ابن المغيرة، عن ثابت قال: قلت لابن عمر: أنَهى رسول الله-صلي الله عليه وسلم - عن نبيذ الجَرّ؟، قال: قد زعموا ذلك. 5424 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة قال: عبد الله بن دِينار أخبرني قال سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن بلالاً ينادي بلَيل"، أو "ابنُ أم مَكْتُومٍ ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى يناديَ ابنُ أم مكتوم". 5425 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثنا عبد الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لاَ يتناجي اثنان دون واحد". 5426 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثنا عبد الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَن ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يقبضَه". 5427 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم عن عبد الله بن دِيِنار عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -نَهى أن يلبسَ المُحْرِم ثوباً صُبغ بورْس أو زَعْفَران، وقال: [قال]، رسول الله-صلي الله عليه وسلم -: "من لم يكنَ له نعلان فليلبس الخفين، وليقطعْهما أسفلَ من الكعبين".

_ (5423) إسناده صحيح، وهو مختصر 5074. وانظر 5191. 5415. (5424) إسناده صحيح، وهو مكرر 5316. وهنا بهامش م ما نصه: "قوله: أو ابن أم مكتوم ينادي بليل-: ليس في نسخة. كذا في نسخة الشيخ". (5425) إسناده صحيح، وهو مختصر 5281. (5426) إسناده صحيح، وهو مكرر 5309. (5427) إسناده صحيح، وهو مكرر 5336. "عن عبد الله بن دينار"، في نسخة بهامش م "حدثنا عبد الله بن دينار". زيادة [قال] من نسخة بهامش م. "أسفل من الكعبين"، في نسخة بهامش م، "حتى يكونا أسفل من الكعبين".

5428 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثنا عبد الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر قال: رأيتُ رسول الله-صلي الله عليه وسلم - يشيرَ إلى المشرق ويقول: "ها، إن الفتن ها هنا، إن الفتن ها هنا، حيث يَطْلُع قَرْنُ الشيطان". 5429 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن عقْبة بن حُريث قال: سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الجَرّ، والدُّبَّاء، والمُزفَّت، ْوأمر أن ينتبذ في الأسقية. 5430 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلِم حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: سئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن ليلة القَدْر؟، قال: "تحرَّوْها فَي السبع الأواخر". 5431 - حدثنا بَهْز بن أسد أبو الأَسْوَد حدثنا شُعْبة حدثنا عبد الله ابن دينار سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من لم يجد نعلينَ فليلْبَس خفين، وليقطعْهما من عند الكعبين". 5432 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعْبة عن قَتادة سمعت المغيرة بنْ سليمان يحدث عن ابن عمر قال: عشرُ ركعاتٍ كان النبي -صلي الله عليه وسلم -صلي الله عليه وسلم - يداوم

_ (5428) إسناده صحيح، وهو مختصر 5410. (5429) إسناده صحيح، وهو مكرر 5030. وانظر 5191، 5423. (5430) إسناده صحيح، وهو مكرر 5283. (5431) إسناده صحيح، بهز: سبق توثيقه 1536، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 1/ 2/143. والحديث مختصر 5427. (5432) إسناده صحيح، وقد مضى تحقيق هذا الإسناد 5127، وحققنا هناك أن في الأصول الثلاثة "المغيرة بن سليمان"، وأنه رسم في ك "سليمن" بدون ألف على الرسم القديم. وكذلك ثبن هنا في الأصول الثلاثة، وثبت الرسم بدون ألف في ك. وقد مضى معناه من وجه آخر 5417.

عليهنَّ: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر. 5433 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعْبة حدثنا قَتادة عن يونس بني جُبَير عن عبد الله بن عمر: أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر ذلك عمرُ للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليراجعْها حتى تطهير، ثم لْيطلقْها إن شاء". 5434 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعْبة أخبرني إن شاء الله أنس بن سيرين: سمعت ابن عمر يقول: طلق ابنُ عمر امرأته وهي حائض، فذكر ذَلك عمرُ للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليراجعْها حتى تطهير، ثم ليطلقْها"، قال: قلت: احْتسِب بها؟، قال: فَمهْ؟!. 5435 - حدثنا بَهْزِ حدثنا شُعْبة حدثنا جَبَلة قال كنا بالمدينة في بعث أهل العراق، فأصابننا سنَةٌ، فجعل عبد الله بن الزُّبير يرْزقُنا التمرَ، وكان عبد الله بن عمر يمر بنا فيقول: لا تُقَارنوا، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن القِرَان، إلا يسْتأمِرَ الرجلُ منكم أخاه. 5436 - حدثنا بَهْز وصفان قالا حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة، قال

_ (5433) إسناده صحيح، وهو مختصر 5321، وقد أشرنا إلى أرقام الأحاديث التي فيها هذه القصة في 5270. (5434) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. (5435) إسناده صحيح، جبلة: هو ابن سحيم. والحديث مطول 5246. (5436) إسناده صحيح، صفوان بن محرز، بضم الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء، المازني: تابعي ثقة، قال أبو حاتم: "جليل"، وقال ابن سعد: "له فضل وورع"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 306 - 307. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 4: 253 عن هذا الموضع، وقال: "أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث قتادة". وهو في البخاري 5: 70، 8: 266 - 267، 10: 406 - 407، 13: 397 - 398. وفي مسلم 2: 329. ونسبه القسطلاني 4: 406 للنسائي في التفسير والرقائق، وابن =

عفان: عن صَفْوان بن مُحْرز قال: كنت آخذاً بيد ابن عمر، إذ عَرَض له رجل، فقال: كيف سمعتَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول في النَّجوَى يومَ القيامة؟، فقال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يُدْني المؤمنَ، فَيضَع عليه كَنَفَه، ويستُرُه من الناس، وُيقَرِّره بذنوبه، ويقول له: أَتعْرِف ذنب كذا؟، أتعرف ذنب كذا؟، أتعرف ذنب كذا؟، حتى إذا قرَّره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هَلَك، قال: فإني قد سترتُها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، ثم يُعْطي كتابَ حسناته، وأما الكفار والمنافقون في {يَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}. 5437 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشْفَعُ لمن مات بها". 5438 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن واقد سمعت نافعاً: أن رجلاً أتَى ابنَ عمر، فجعل يلقي إليه الطعام، فجعل يأكل أكلاً كثيراً،

_ = ماجة في السنة. ونسبه السيوطي أيضاً في الدر المنثور 3: 325 لابن المبارك وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات. الأشهاد: جمع شاهد، وهو الحاضر، كصاحب وأصحاب. (5437) إسناده صحيح، علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وهو من أقران الإِمام أحمد. هشام والد معاذ: هو الدستوائي. والحديث رواه الترمذي 4: 372 - 373 وقال: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. من حديث أيوب السختياني". ورواه ابن ماجة 2: 139، من طريق معاذ بن هشام، به. ونسبه شارح الترمذي أيضاً لابن حبان في صحيحه والبيهقي. وفي لفظ ابن ماجة: "فإني أشهد لمن مات بها". (5438) إسناده صحيح، وهو مكرر 5020.

فقال لنافع: لا تُدخلنّ هذا عليَّ، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء". 5439 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثناِ عبد الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إنَ الذي يجرّ ثوبه من الخيَلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة". 5440 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عَن الضَّبّ؟، فقال: "لست آكلَه ولا مُحرَّمَه". 5441 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلِم حدثنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهو بالحجْر: "لا تدخلوا عَلى هؤلاء القوم المعذَّبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكَونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبَكم مثلُ ما أصابهم". 5442 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسلْم حدثنا عبد الله ابن دينار عن عبد الله بن عمر: أن عمر ذَكر لرسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن الجنابة تصيبه من الليل؟، فأمره رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يغسل ذكره ويتوضأ، ثم ينام. 5443 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن عُقبة بن حُرَيث سمعت ابن عمر يقول: قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من كان ملتمسَها فليلتمسْها في

_ (5439) إسناده صحيح، وهو مكرر 5377. (5440) إسناده صحيح، وهو مكرر 5280. (5441) إسناده صحيح، وهو مكرر 5404. (5442) إسناده صحيح، وهو مكرر 5314. (5443) إسناده صحيح، وهو مكرر 5031، ومطول 5430.

العشر الأواخر، فإن عجَز أو ضَعُف فلا يُغْلَبْ على السبع البواقي". 5444 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- رمل الأشواط الثلاثةَ الأولَ حول البيت. 5445 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثنا عبد الله بن دِينار عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن بيع اَلثمرة حتى يبدو صَلاحُها. 5446 - حدثنا عفان حدثنا أبو عوَانة حدثنا يزيد بن أبي زياد عن

_ (5444) إسناده صحيح، وهو مختصر 5238. وانظر 5401. (5445) إسناده صحيح، وهو مختصر 5292. (5446) إسناده صحيح، وقد أشار إليه الترمذي 2: 58 في قوله "وفي الباب"، وقال شارحه: "أخرجه أبو عوانة في صحيحه". وقد أشار إليه الحافظ في الفتح 2: 381 - 382 في شرح حديث ابن عباس بنحوه، الذي ستأتي الإشارة إليه، فذكر أن أبا عوانة رواه "من طريق موسى بن أبي عائشة عن مجاهد، فقال: عن ابن عمر، بدل ابن عباس"، ثم ذكر أن أبا عوانة رواه أيضاً "من طريق موسى بن أعين عن الأعمش، فقال: عن أبي صالح عن أبي هريرة. والمحفوظ في هذا حديث ابن عباس، يريد بذلك إعلال الرواية التي فيها "عن ابن عمر" ولكن هذا الحديث في المسند يدل على أنها رواية صحيحة ثابتة, لأنها لم ينفرد بها موسى بن أبي عائشة عن مجاهد، في صحيح أبي عوانة، فقد تابعه على ذلك يزيد بن أبي زياد عن مجاهد، في رواية المسند هنا. وأبو عوانة صاحب الصحيح: الحافظ الثقة الكبير يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الإسفرائيني، وصحيحه هو مستخرجه على صحيح مسلم، وله فيه زيادات عديدة كما قال الذهبي في ترجمته في تذكرة الحفاظ 3: 2 - 3، وتوفي أبو عوانة هذا سنة 316. ومن البديهي أنه غير أبي عوانة شيخ عفان في إسناد هذا الحديث، فإن هذا هو "أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري" الثقة الحافظ، المتوفى سنة 176، قال عفان: "كان أبو عوانة صحيح الكتاب،=

مجاهد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما منْ أيامٍ أعظمُ عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهنَّ، من هذه الأيام العَشْر، فأكْثِروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد". 5447 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان يصلي على راحلته حيث توجهتْ به. 5448 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- كان يصلي بعد الجمعة ركعتين. 5449 - حدثنا عفان حدثنا حماد عن عبد الله بن أبي مُلَيكة: أن معاوية قدم مكة، فدخل الكعبة، فبعث إلى ابن عمر: أين صِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: صلى بين الساريتين بحيال الباب، فجاءَ ابنُ الزُّبير، فرجَّ الباب رجاً شديداً، ففُتح له، فقالِ لمعاوية: أمَا إنك قد علمتَ أني كنتُ أعلمُ مثل الذي يعلم، ولكنك حسدْتني!!. 5450 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلم حدثنا عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا جئتم الجَمعة فاغتسلوا".

_ = كثير العجم والنقط، وكان ثبتاً. وأبو عوانة في جميع حاله أصح حديثاً عندنا من شُعبة"، وقد مضت ترجمته في 2124. وقد مضى نحو هذا الحديث في مسند ابن عباس 1968، 1969، 3139، 3228. والمراد بالعشر: عشر ذي الحجة. (5447) إسناده صحيح، وهو مختصر 5413. (5448) إسناده صحيح، وهو مختصر 5296. (5449) إسناده صحيح، عبد الله بن أبي مليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة، ورواية ابن عمر في صلاة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الكعبة، مضت مراراً، منها 4464، 4891، 5053، 5176، دون ذكر القصة التي هنا. (5450) إسناده صحيح، وهو مكرر 5311.

5451 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة حدثنا عمرو بن يحيى عن سعيد بن يَسار عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يصلي على حمار أو حمارة، وهو متوجه إلى خيبر. 5452 - حدثنا معمر بن سُليمان الرَّقِّي أبو عبد الله حدثنا زياد بن

_ (5451) إسناده صحيح، وهو مكرر 5207. وانظر 5447. (5452) إسناده ضعيف، لإبهام التابعي الراوية عن ابن عمر وفي هذا بحث سنذكره إن شاء الله، زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/321. علي بن النعمان بن قراد: لم يترجمه أحد في المصادر التي بين يدي، وإنما ذكر عرضاً في ترجمة النعمان، ففي التعجيل 422 - 423:"النعمان بن قراد، عن ابن عمر، وعن رجل عنه. وعنه زياد بن خيثمة. قال ابن حاتم: ويقال: علي بن النعمان بن قراد. وذكره ابن حبان في الثقات". ورمز في التعجيل على هذه الترجمة برمز المسند. فكان تقصيراً غريباً!؛ لأن المسند لم يذكر فيه الرواية التي فيها "النعمان بن قراد"، بل فيه هذه الرواية التي هنا"علي بن النعمان بن قراد"، فكان الواجب ذكرها أصلاً والإشارة إلى الرواية الأخرى؛ لأن التراجم في الكتاب لرواة المسند. وكان التقصير أشد وأغرب، إذ لم يشر إلى ترجمة "علي بن النعمان بن قراد" في موضعها في باب العين، ولو بالإحالة على ترجمة "النعمان بن قراد". والنعمان هذا مترجم في الكبير للبخاري 4/ 2/ 78 قال: "نعمان بن قراد، عن ابن عمر. روى عنه زياد بن خيثمة وقال بعضهم: علي بن نعمان بن قراد". فهذه أصل الترجمة والبخاري دقيق جداً فهو يشير إلى الرواية التي هنا، أن بعضهم رواه عن زياد بن خيثمة "عن علي بن النعمان بن قراد، ولكنه لم يشر إليها في هذا البعض جعله "عن رجل عن ابن عمر" فالخطأ ليس من زياد بن خيثمة، بل من بعض الرواة عنه، إن كان هناك خطأ. والحديث في مجمع الزوائد 10: 378 ولكن فيه "عن عبد الله بن عمرو"، وهو خطأ ناسخ أو طابع يقيناً، فإنه من مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، وليس من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال الهيثمي: "رواه أحمد والطبراني، إلا أنه قال: أما إنها ليست للمؤمنين المتقين ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين. ورجال الطبراني رجال الصح

خَيْثَمة عن عليّ بن النُّعْمان بن قُراد عن رجل عن عبد الله بن عمر عن

_ = غير النعمان بن قراد، وهو ثقة". فقد اعتمد الحافظ الهيثمي رواية الطبراني التي "فيها النعمان بن قراد عن ابن عمر"، وصححها، وأعرض عن هذا الرواية في المسند التي فيها "علي بن النعمان". والتي فيها رجل مبهم. وهو تصرف سديد دقيق، يوافق إشارة البخاري إلى ما رجح، كعادته في إشاراته التي لا نظير لها. فأنا أرجح من كل هذا أن الرواية الصحيحة "عن زياد بن خيثمة عن النعمان بن قراد عن ابن عمر"، وأن إسنادها صحيح. أما الرواية التي هنا، فهي بين أن تكون خطأ من معمر بن سليمان الرقي، شيخ الإِمام أحمد، وبين أن يكون زياد بن خيثمة سمع الحديث من النعمان بن قراد" عن ابن عمر، ومن ابنه "علي بن النعمان بن قراد" عن رجل مبهم عن ابن عمر، ولعل هذا المبهم هو أبوه النعمان. وأنا أكاد أرجح هذا الرأي الأخير: أن زياداً سمعه من النعمان ومن ابنه على الوجهين، فرواه مرة هكذا، ومرة هكذا. "قراد" بضم القاف وتخفيف الراء وآخره قال مهملة."أعم وأكفى"، بدون همزة، من الكفاية، تكفي الناس وتغنيهم عن غيرها، بفضل الله وسعة رحمته. وفي مجمع الزوائد "واكفأ" بالهمزة، ولا وجه لها عندي، وأرجح أنها خطأ ناسخ أو طابع أيضاً. "للمنقين"، بفتح النون وتشديد القاف المفتوحة، من النقاء، ضد التلوث. وفي ح ك ومجمع الزوائد "للمتقين"، بالتاء المثناة بدل النون، من التقوى، وأثبتنا ما في م، لتحري قارئيها وضبطهم إياها ضبطا دقيقاً، وتوثيقهم إياها على أدق طرف التوثيق، فكتبت بهامشها بالحروف المقطعة المضبوطة هكذا "مُ نَ قَّ يْ نَ" وهذا مما لا نظير له في إتقان الضبط على طريقة أهل الحديث؟ أهل الرواية والتثبت، وواضعي قواعد التصحيح والتوثيق. قال الحافظ ابن الصلاح "في معرفة علوم الحديث" ص 172 من طبعة حلب سنة 1350: "يستحب في الألفاظ المشكلة أن يكرر ضبطها، بأن يضبطها في متن الكتاب، ثم يكتبها قبالة ذلك في الحاشية مفردة مضبوطة، فإن ذلك أبلغ في إبانتها، وأبعد من التباسها. وما ضبطه في أثناء الأسطر ربما دخله نقط غيره، وشكله مما فوقه وتحته، لا سيما عند دقة قال وضيق الأسطر. وبهذا جرى رسم جماعة من أهل الضبط". وقال شارحه الحافظ العراقي: "اقتصر المصنف على ذكر كتابة اللفظة المشكلة في الحاشية مفردة مضبوطة، ولم يتعرض لتقطيع حروفها، وهو متداول بين أهل الضبط. وفائدته ظهور شكل الحرف بكتابته مفردا، كالنون والياء إذا=

النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "خُيِّرْتُ بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترتُ الشفاعة؛ لأنها أَعمُّ وأكْفى، أَترَوْنَها للمُنَقَّيْن؟!، لا, ولكنها للمُتَلوِّثين، الخَطَّاؤون"، قال زياد: أما إنها لَحْن، ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا. 5453 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا شَيبان عن يحيى أَخبرني أبو سَلَمة أنه سمع ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "الشهر

_ = وقعت في أول الكلمة أو في وسطها. ونقله ابن دقيق العيد في الاقتراح عن أهل الإتقان، فقال: ومن عادة المتقنين أن يبالغوا في إيضاح المشكل، فيفرقوا حروف الكلمة في الحاشية، ويضبوطوها حرفا حرفا". الخطاؤون: "يقال: رجل خطاء -بفتح الخاء وتشديد الطاء- إذا كان ملازما للخطايا غير تارك لها، وهو من أبنية المبالغة". قاله ابن الأثير. وقوله هنا "قال زياد: أما إنها لحن، ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا": يريد أن الجادة أن يكون "الخطائين" بالجر، بدلا من "المتلوثين أو صفة، وأنه بالرفع لحن. وهكذا قال زياد بن خيثمة، وما هو بلحن، بل هو صحيح فصيح، هو بيان للمتلوثين، يقول: هم الخطاؤون، فحذف المبتدأ، ومثل هذا كثير في العربية. بل جاء مثله في القرآن الكريم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} في الآية69 من سورة المائدة، وقد وجهه علماء العربية بأوجه كثيرة، أجودها "مذهب سيبويه والخليل ونحاة البصرة: أنه مرفوع بالابتداء، وهو منويّ به التأخير. ونظيره: إن زيدا وعمرو قائم، التقدير: إن زيدا قائم وعمرو قائم، فحذف خبر عمرو، لدلال خبر إن عليه". قاله أبو حيان في البحر 3: 531، وقال العكبري في إعراب القرآن 1: 128 عن سيبويه "إن النية به التأخير بعد خبر إن، وتقديره: وهم لا يحزنون، والصائبون كذلك. فهو مبتدأ، والخبر محذوف. ومثله فإني وقيار بها لغريب* أي فإني لغريب، وقيار بها كذلك". وهذه الجملة حرفت في مجمع الزوائد المطبوع هكذا: "ولكنها للمتلوثين الخطائين، قال زياد: أما إنها نحن" إلخ!!، والظاهر عندي أنه تحريف من الطابع، صحح "الخطاؤون" إلى الظاهر من الإعراب، فجعلها "الخطائين"، ثم لم يفهم باقي الكلام، فحرف كلمة "لحن"، وجعلها "نحن"!، فأحال جداً، وأتى بما لا يفهم ولا يعقل!!. (5453) إسناده صحيح، وهو مختصر 5182.

تسع وعشرون". 5454 - حدثنا حسن حدثنا شَيبان عن يحيى عن أبي سَلَمة ونافع مولى ابن عمر أَن ابن عمر أَخبره أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "صلاةُ الليل ركعتان، فإذا خفتم الصبحَ فأوتروا بواحدة". 5455 - حدثنا حسن حدثنا شَيبان عن يحيى عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من ترك العصر حتى تَفوته فكأنما وترِ أهله وماله"، وقال شَيبان: يعني غُلب على أهله وماله. 5456 - حدثنا حسن حدثنا شَيبان عن يحيى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أتى الجمعة فليغتسل". 5457 - حدثنا حسن حدثنا شَيبان عن يحيى حدثني رجل أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غَدرة فلان". 5458 - حدثنا إسحق بن سليمان حدثنا مالك عن نافع عن ابِن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأى في بعض مغازيه امرأةً مقتولة، فأنكَر ذلك، ونهى عن قتل النساء والصبيان. 5459 - حدثنا إسحق بن سليمان أخبرنا مالك عن نافع عن ابن

_ (5454) إسناده صحيح، وهو مختصر 5399. (5455) إسناده صحيح، وهو مكرر 5313. كلمة [يقول]، لم تذكر في ح، وأثبتناها من ك م. (5456) إسناده صحيح، وهو مكرر 5450. (5457) إسناده صحيح، وهو مكرر 5192. وانظر 5378. (5458) إسناده صحيح، وهو مكرر 4647. وهو في الموطأ 2: 6. (5459) إسناده صحيح، وهو مكرر 5300.

عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رجم يهودياً ويهودية. 5460 - حدثنا رَوْح [بن عُبادة]، حدثنا ابن جُرَيج سمعت محمد بن عَبّاد بن جعفر يقول: أمرتُ مُسْلمَ بن يَسارمولىِ نافع بن عبد الحرث أن يسأل ابن عمر، وأنا جالس بينهَما: ما سمعت من النبي -صلي الله عليه وسلم - فيمن جَرّ إزاره من الخُيلاء شيئاً؟، فقال: سمعته يقول: "لا ينظر الله عز وجل إليه يوم القيامة". 5461 - حدثنا عتَّاب بن زياد حدثنا أبو حمزة، يعني السُّكَّري،

_ (5460) إسناده صحيح، محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة المخزومي: تابعي ثقة مشهور، وثقه ابن سعد وابن معين وأبو زرعة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 175. مسلم بن يسار مولى نافع بن عبد الحرث: لم أعرف من هو؟، فمولاه نافع بن عبد الحرث بن حبالة، خزاعي، صحابي، له ترجمة في الإصابة 6: 226، والذين ترجموا في كتب الرجال ممن يسمون "مسلم بن يسار" ليس فيهم أحد خزاعي الولاء، وليس لهذا أثر في صحة الإسناد، فما كان هو أحد رواة الحديث، إنما هو الذي سأل بحضرة محمد بن عباد، ومحمد بن عباد سمع السؤال والجواب وروى. وقد مضى معنى هذا الحديث مراراً كثيرة، آخرها 5439. زيادة [بن عبادة]، من نسخة بهامش م. وفي نسخة بهامشها أيضاً: "في الذي جر" بدل "فيمن جر". (5461) إسناده صحيح، أبو حمزة السكري: هو محمد بن ميمون. إبراهيم الصائغ: هو إبراهيم ابن ميمون. زيادة [عن نافع]، زدناها من ك، ولم تذكر في ح م. ولو كان ثبوتها في ك وحدها لكانت مظنة الشك عندنا, لأن الحديث بدونها يكون منقطع الإسناد، واتفاق نسختين على حذفها يجعل ثبوتها في نسخة واحدة موضع اشتباه. ولكن أيد صحة إثباتها قول الحافظ في التلخيص 117: "حديث ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان يفصل بين الشفع والوتر- أحمد وابن حبان وابن السكن في صحيحيهما والطبراني، من حديث إبراهيم الصائغ عن نافع عن ابن عمر، به. وقواه أحمد". فهذا نقل صريح من الحافظ ابن حجر عن السند أنه رواه من طريق إبراهيم الصائغ [عن نافع]، عن ابن عمر وهذا المرفوع يؤيده الموقوف من فعل ابن عمر، الذي رواه مالك في الموطأ 1: 146 "عن نافع: =

عن إبراهيم، يعني الصائغ، [عن نافع]، عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة، ويُسْمِعُناها. 5462 - حدثنا عبيد بن أبي قُرَّة حدثنا سليمان، يعني ابن بلال، عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من كان حالفاً فلا يحلفْ إلا بالله عز وجل"، وكانت قريش تحلف بآبائها، فقال: "لا تحلفوا بآبائكم". 5463 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن

_ = أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعتين والركعة في الوتر، حتى يأمر ببعض حاجته". ورواه البخاري 2: 104 من طريق مالك عن نافع. كذلك رواه البيهقي 3: 25 - 26 من طريق الشافعي وابن بكير، كلاهما عن مالك عن نافع. والموقوف عندنا- دائما- يؤيد المرفوع، لا يعلله. وقد ثبت من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعاً، فرواه الطحاوي في معاني الآثار 1: 164 من طريق الوضين بن عطاء قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر: أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة، وأخبر ابنُ عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان يفعل ذلك". وهذا إسناد صحيح، وهو يجمع المرفوع والموقوف معاً. والوضين بن عطاء: سبق توثيقه 887 ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/189. وقد ذكر الحافظ في الفتح 2: 401 هذا الحديث عن الطحاوي وقال: "وإسناده قوي". وأما الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد فقد أبعد جدا، فذكر هذا الحديث عن ابن عمر مرفوعا كرواية المسند هنا، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن سعيد، وهو ضعيف". ولست أدري كيف نسي الإسناد القوي الصحيح في المسند، واختار إسنادا آخر ضعيفا من المعجم الأوسط؟!. وانظر 5454. (5462) إسناده صحيح، وهو مكرر 4703. وانظر 5375. (5463) إسناده منقطع، وإن كان ظاهره الاتصال. وقد سبق نحوه 4597 من طريق أيوب عن نافع: "سمعت رجلاً من بني سلمة يحدث ابن عمر"، كما سيأتي في الحديث الذي عقب هذا، من طريق محمد بن إسحق عن نافع. وسيأتي أيضاً 5512 من طريق يحيى =

نافع أخبره عن ابن عمر: أن امرأةً كانتْ ترعى على آل كعب بن مالك غنماً بسَلْع، فخافت على شاةٍ منها الموتَ، فذبحتْها بحَجَر، فذكر ذلك للنبي؟، فأمرهم بأكلها. 5464 - حدثنا يزيد بن هرون حدثنا محمد بن إسحق عن نافع: سمعت رجلاً من الأنصار من بني سَلِمَة يحدث عبدَ الله بنِ عمر في المسجد: أن جاريةً لكعب بن مالك كانتِ تِرعى غنماً له بسَلْع، فعَرض لشاة منها، فخافتْ عليها، فأخذتْ لخَافةً من حجر، فذبحتْها بها، فسألوا النبي -صلي الله عليه وسلم - عن ذلك؟، فأمرهم بأكلها. 5465 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ينهى أن يُسافَر بالمصحف إلى أرض العدوّ. 5466 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -ينهى عن بيع حَبَل الحَبَلة، وذاك أن أهل الجاهلية كانوا يبيعون ذلك البيع، فنهاهم عن ذلك. 5467 - حدثنا يزيد عن حَجّاج عن نافع عن ابن عمر قال:

_ = ابن سعيد عن نافع: "أن ابن عمر أخبرهم"، بنحو هذه الرواية. وقد حققنا في 4597 أنه إسناد منقطع، لإبهام الرواي الذي حدث به ابن عمر بحضور نافع. "فذبحتها"، في نسخة بهامش م "فذكتها". (5464) إسنادمنقطع، كما أشرنا في الحديث الذي قبله. قوله "فعرض لها": يريد فعرض لها عارض الموت. اللخافة، بكسر اللام وتخفيف الخاء المعجمة: الحجر الأبيض الرقيق. (5465) إسناده صحيح، وهو مختصر 5293. (5466) إسناده صحيح، وهو مختصر 4640، ومطول 5307. محمد: هو ابن إسحق. (5467) إسناده صحيح، وهو مطول 5455.

سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من ترك العصر متعمداً حتى تغرب الشمسُ فكأنما وتُر أهله وماله". 5468 - حدثنا يزيد أخبرنا العوَّام أخبرني حَبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تمنعوا نساءَكم المسَاجد، وبيوتُهن خيرٌ لهن"، قال: فقال ابنٌ لعبد الله بن عمر: بلى، والله لنمنعُهُنَّ!، فقال ابن عمر: تسمعني أحدث عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وتقول ما تقول؟!. 5469 - حدثنا أبو داود عمر بن سعد حدثنا بدر بن عثمان عن

_ (5468) إسناده صحيح، العوام: هو ابن حوشب، شق توثيقه 1228، ونزيد هنا أن أحمد قال: "ثقة ثقة"، وترجمه البخاري في الكبير4/ 1/67. حبيب بن أبي ثابت أبو يحيى: سبق توثيقه 741، 1248، ونزيد هنا أن ابن معين قال: "ثقة حجة"، وقال العجلي: "كان ثقة ثبتا في الحديث، سمع من ابن عمر غير شيء ومن ابن عباس، وكان فقيه البدن، وكان مفتي الكوفة قبل الحَكَم وحماد"، وترجمه البخاري في الكبير1/ 2/ 311 وقال: "سمع ابن عباس وابن عمر". والحديث مطول 5211. (5469) إسناده صحيح، عمر بن سعد بن عبيد أبو داود الحفري: سبق توثيقه 3670، ونزيد هنا أنه مترجم في الجرح والتعديل 3/ 1/112، ونقل توثيقه عن ابن معين. بدر بن عثمان الأموي الكوفي: ثقة، وثقه ابن معين والعجلي والدارقطني وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 139. عُبيد الله بن مروان: ثقة، ترجمه الحافظ في التعجيل 274 فقال: "عن عائشة رضي الله عنها!، وعنه بدر بن عثمان. ذكره ابن حبان في الثقات". فقوله "عن عائشة" خطأ، صوابه "عن أبي عائشة"، كما هو ظاهر بين من هذا الإسناد، ويؤيده ما سنذكر. أبو عائشة: تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكنى رقم 524 قال: "أبو عائشة، وكان رجل صدق، عن ابن عمر، روى عنه عُبيد الله بن مروان"، فهذا النص من البخاري يدل على أن ما في ترجمة عُبيد الله بن مراون في التعجيل "عن عائشة" صوابه "عن أبي عائشة"، كما قلنا من قبل. وفي التهذيب 12: 146 ترجمة لأبي عائشة الأموي، "جليس أبي هريرة"، وذكر أنه يروي عن أبي موسى =

عُبيد الله بن مروان عن أبي عائشة عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذات غَداةٍ بعد طلوع الشمس، فقال: "رأيت قُبيل الفجر كأني أُعطيتُ المقاليد والموازين، فأما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهذه التِىِ تَزنُونَ بها، فوُضعْتُ في كِفَّة، ووُضِعَتْ أُمتي في كِفَّة، فوُزِنْت بهم، فرجحتُ، ثم جىء بَأبي بكر، فوزن بهم، فوزَن، ثم جىءَ بعمر، فوزن، فوزَن، ثم جىء بعثمان، فوزن بهم، ثم رفعت. 5470 - حدثنا علىَّ بن عاصم أنبأنا خالد الحَذَّاء عن عبد الله بن شَقيق العُقَيلي عن ابن عمر قال: نادى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رَجلٌ من أهل البادية، وأنَا بينه وبين البدويّ، فقال: يا رسول الله؛ كيف صلاةُ الليل؟، فقال: "مثنى مثنى، فإذا خشيتَ الصبحَ فواحدة، وركعتين قبل الغَداة". 5471 - حدثنا محمد بن يزيد عن العَوَّام بن حَوْشَب عن حَبِيب ابن أبي ثابت عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد، وبيوتهن خيرٌ لهن".

_ = الأشعري وحذيفة وأبي هريرة فأنا أظن الراوي هنا عن ابن عمر. والحديث في مجمع الزوائد 9: 58 وقال: "رواه أحمد والطبراني، إلا أنه قال: فرجح بهم، في الجميع، وقال: ثم جيء بعثمان، فوضع في كفة، ووضعت أمتي في كفة، فرجح بهم، ثم رفعت، ورجاله ثقات". قوله "وأما الموازين فهذه" أثبتنا ما في ك م ومجمع الزوائد، وفي ح "فهي"، وهي نسخة بهامش مجمع الزوائد. كفة الميزان: بكسر الكاف، وفي اللسان عن ابن سيده: "الكسر فيها أشهر، وقد حكي فيها الفتح، وأباها بعضُهم". وزن بهم، بالبناء للمفعول: أي وضع في كفة الميزان مقابلا بهم في الكفة الأخري. وبالبناء للفاعل: رجح بهم فرجحت الكفة التي هو فيها. (5470) إسناده صحيح، وهو مكرر 5399، 5454. (5471) إسناده صحيح، محمد بن يزيد: هو الواسطي الكلاعي. والحديث مختصر 5468.

5472 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن عمر بن نافع، وقال يزيدُ مرةً: أن عمر بن نافع أخبره، عن أبيه عن ابن عمر: أن رجلاً سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: ما نلبس إذا أحرمنا؟، قال: "لا تلبسوا القُمُص، ولا السراويلات، ولا العمائم، ولا البَرانس، ولا الخفَاف، إلاَّ أن يكون رجل ليستْ له نعلان، فيلبس الخفَّين، ويَجْعلُهمَا أسفلَ من الكعبين، ولا تلبسوا شيئاً من الثياب مَسّه الزَعْفَران ولا الوَرْس". 5473 - حدثنا يزيد أخبرنا يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تَبَايعوا الثمر حتي يبدوَ صلاحه". 5474 - قال [عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وأخبرنا، يعني يزيد، قال أخبرنا يحيى عن نافع عن ابن عمر: كان يقوِلِ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من أعتق نصيباً له في إنسان أو مملوك، كُلِّف عِتْق بقِيّته، فإن لم يكن له مال يعْتقه به، فقد جاز ما عَتَقَ". 5475 - حدثنا يزيد أخبرنا يحيى بن سعيد عن نافع: أنه سمع ابن عمر يحدث عن الذي كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يلبي به، يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملكَ لا شريك لك"، وذكر نافع: أن ابن عمر كان يزيد هؤلاء الكلمات من عنده: لبيك والرغباءُ إليك والعمل، لبيك ليث. 5476 - حدثنا يزيد أخبرنا يحيى عن نافع أنه أخبره عن ابن عمر

_ (5472) إسناده صحيح، وهو مكرر 5325، ومطول 5427. 5431. (5473) إسناده صحيح، وهو مكرر 5445. (5474) إسناده صحيح، وهو مكرر 5150. (5475) إسناده صحيح، وهو مكرر 5071. ومطول 5154. (5476) إسناده صحيح، وهو مختصر 5324.

أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "خَمسٌ لا جُنَاح في قتل من قَتَل منهن: الغراب، والفأرة، والحِدأة، والكلب العقور، والعقرب". 5477 - حدثنا يزيد أخبرنا يحيى عن نافع عن ابن عمر قال: دخلتُ المسجد، فرأيت النبي -صلي الله عليه وسلم- والناسُ حوله، فأسرعتُ لأسمع كلامه، فتفرق الناس قبل أن أَبْلُغ، وقال مرةً: قبِل أن أنْتَهي إليهم، فسألتُ رجلاً منهم: ماذا قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-؟، قال: إنه نهى عن المُزفَّت، والدّبّاء. 5478 - حدثنا يزيد أخبرنا يحيى عن نافع أنه أخبره قال: أقبلنا مع ابن عمر من مكة، ونحن نسير معه، ومعه حفص بن عاصم بن عمر، ومُسَاحِق بن عمرو بن خِدَاش، فغابت لنا الشمس، فقال أحدهما: الصلاةَ، فلم يكلمه، ثم قال له الآخر: الصلاة، فلم يكلمه، فقال نافع: فقلت له: الصلاة، فقال: إني رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا عجل به السَّيْرُ جمع ما بين هاتين الصلاتين، فأنا أريد أن أجمع بينهما، قال: فسِرْنا أميالاً، ثم نزل فصلى، قال يحيى: فحدثني نافع هذا الحديث مرةً أخرى، فقال: سرنا إلى قريب من ربع الليل، ثم نزل فصلى. 5479 - حدثنا عفان حدثنا وُهيب حدثني موسى بن عُقْبة

_ (5477) إسناده صحيح، وهو مكرر 5092، ومختصر 5429. (5478) إسناده صحيح، وهو مطول 5120. 5305.وقد مضى حديث آخر في النافلة في السفر، من رواية حفص بن عاصم عن ابن عمر أنه كان مسافرا معه 5185. مساحق ابن عمرو بن خداش: لم أعرف من هو؟، وما بهذا بأس، في هو من الرواة في إسناد هذا الحديث، وإنما كان شاهد القصة وأحد السفْر. (5479) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 6: 500 من صحيح البخاري من طريق موسى بن عقبة، قال: "وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي، من طرق، عن موسى بن عقبة، به". ونسبه السيوطي في الدر المنثور أيضا 181:5 لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن =

حدثني سالم عن عبد الله بن عمر، عن زيد بن حارثة الكلبي موِلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أن عبد الله بن عمر كان يقول: ما كنا ندعوه إلا (زيد بن محمد) حتى نزَل القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}. 5480 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يصلي بعد الجمعة ركعتين. 5481 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن عاصم بن عُبيد الله سمعت سالم بن عبد الله يحدث عن أبيه: أن عمر قال: يا رسول الله، أرأيتَ ما نعملُ فيه، أمرٌ مبْتَدعٌ أو مبْتَدأٌ، أو أمرٌ مد فُرِغَ منه؟، قال: "أمرٌ قد فرغ منه، فأعمل يا ابن الخطاب، فإنَّ كلاّ ميسر، فأما من كان من أهل السعادة فإنه يعمل للسعادة، ومن كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء". 5482 - حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، حدثنا شُعْبة عن الحَكَم عن نافع عن ابن عمر قال: خطب النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل". 5483 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة سمعت عقْبة بن

_ = أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي". وقوله في هذا الإسناد "عن زيد بن حارثة" لا يراد به ظاهره، كما هو واضح، فليس هو مرويّا عن زيد. وإنما المراد: عن قصة زيد بن حارثة. (5480) إسناده صحيح، وهو مكرر 5448 بهذا الإسناد. (5481) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عُبيد الله. والحديث مكرر 5140. في ح "عاصم ابن عبد الله". وهو خطأ واضح، صححناه من ك م. في ك "وأما من كان من أهل الشقاء" وهي نسخة بهامش م. ولكن في م "أهل الشقاوة". (5482) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث مطول 5456. (5483) إسناده صحيح، وهو مختصر 5470، ولكن تصير ابن عمر "مثنى مثنى" لم يذكر في شيء من الروايات الماضية. وهو يؤيد صحة الحديث الماضي 5461 في الفصل بين الوتر =

حُرَيث سمعت ابن عمر يحدث عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "صلاة الليل مَثْنى مثنى، فإذا رأيتَ أن الصبح يدركك فأوْتر بواحدةٍ"، قال: فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟، قال: تسلم في كل ركعتين. ِ5484 - حدثنامحمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عُقْبة بن حُرَيث سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الشهر تسع وعشرون"، وطَبّق شُعْبة يديه ثلاث مرات وكسَر الإبهام في الثالثة، قال عقْبة: وأَحسِبه قال: "والشهر ثلاثون"، وطبَّقَ كفيه ثلاث مرات. 5485 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عقْبة بن حُريث سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "التمسوها في العشر الأواخر"، يعني ليلة الَقْدر، "فإن ضَعف أحدُكم أو عَجَز فلا يُغلبنَّ علي السبع البواقي". 5486 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن ثابت: سألت

_ والشفع بتسليمة، وكلمة "مثنى مثني" تدل على هذا، إلا أن كلام ابن عمر في بيانها أوضح وأصرح، ويرفع احتمالات التأول من المتأولين المتكلفين. قوله "يحدث عن رسول الله"، في نسخة بهامش ك م "أن" بدل "عن". (5484) إسناده صحيح، وهو مكرر 5017، ومطول 5453. وانظر 5182. (5485) إسناده صحيح، وهومكرر 5443. (5486) إسناده صحيح، ثابت: هو البناني. والحديث مكرر 5074. وانظر 5429."أهل نهى" هكذا هو في الأصول الثلاثة، بإثبات همزة الاستفهام مع "هل"، وهو قليل. وفي اللسان 14: 235:"قال الليث: هل حقيقة في الاستفهام، تقول: هل كان كذا وكذا، وهل لك في كذا وكذا. قال: وقول زهير* أهل أنت واصله* اضطرار؛ لأن هل حرف استفهام، وكذلك الألف، ولا يستفهم بحرفي استفهام". وقال ابن يعيش في شرح المفصل 8: 153 - 154: "وقد أجاز المبرد دخول همزة الاستفهام على هل، وعلى سائر أسماء الاستفهام"، ثم ذكر شاهده من شعر زيد الخير * أهل رأونا بسفح القاع ذي =

ابن عمر عن نبيذ الجَرّ، أهَلْ نَهى عنه رسول الله -صلي الله عليه وسلم-؟، قال: زعموا ذلك، فقلت: النبي -صلي الله عليه وسلم-نهى؟، فقال: قد زعموا ذلك، فقلت: أنت سمعته منه؟، فقال: قد زعموا ذلك، فصرفه الله عنِّي، وكان إذا قيل لأحد: أنت سمعته؟، غَضِبَ، وهمَّ يُخاصمه. 5487 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أيوب، يعني السَّخْتِياني، عن نافع عن ابن عمر أن رسوِل الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أيُما رجل باع نخلاً قد أُبِرَتْ، فثمرتها لربها الأول، إلاَّ أن يشْترط المبتاع". 5488 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل". 5489 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبْة عن أنس بن سيرين أنه سمع ابن عمر قال: طلقتُ امرأتي وهي حائض، فأتى عمرُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره؟، فقال: "مُرْه فليراجعْها، ثم إذا طَهُرت فليطلقْها"، قلت لابن عمر: أحسب تلك التطليقة؟، قال: فَمَهْ؟!. 5490 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أنس بن سِيرين

_ = الأكم*، ثم قال: "وهو قليل لا يقاس عليه. ووجه ذلك أنه جعل هل بمنزلة قد". وفي نسخة بهامش ك م"أنهى"، بحذف "هل". (5487) إسناده صحيح، وهو مكرر 5306. (5488) إسناده صحيح، وهو مختصر 5482. (5489) إسناده صحيح، وهو مطول 5434. "أحسب" في نسخة بهامش م "أيحسب". (5490) إسناده صحيح، وهو مختصر 5096. وانظر 5483. ورواه مسلم 1: 209 "بمثله" من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة. "به به": قال ابن الأثير: "في صحيح مسلم: به، به، إنك لضخم، قيل: هي بمعنى بخ بخ، يقال بخبخ به وبهبه، غير أن الموضع لا =

قال: سألت ابن عمر: ما أقرأ في الركعتين قبل الصبح؟، فقال ابن عمر: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصلي بالليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة من آخر الليلِ، قال أنس: قلت: فإنما أسألك ما أقرأ في الركعتينِ قبل الصبح؟، فقال: به، بَهْ، إنك لضخمٌ!، إنما أُحدِّث، أو قال: إنما أقْتصُّ لك الحديث، كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم-"في يصلي بالليل ركعتين ركعتين، ثم يوتر بركعة من آخر الليل، ثم يقوم كأن الأذان أو الإقامة في أُذنيه. 5491 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة سمعت عبد ربه بن

_ = يحتمله إلا على بُعْد، لأنه قال: إنك لضخم، كالمنكر عليه، وبخ بخ لا يقال في الإنكار". وفي مشارف الأنوار للقاضي عياض 1: 102: قال ابن السكيت: به به، وبخ بخ، بمعنى واحد، كلمة يعظم بها الأمر، وتكون للزجر، بمعنى مه، مه"، وهذا الحرف "به" بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء، لا يزال في بلادنا في الصعيد" الأعلى بمصر، يقال مفرداً ومكرراً، على المعنيين اللذين حكاهما ابن السكيت: تعظيم الأمر، وللزجر أيضاً، ويقال في بلادنا للاستنكار كذلك. قوله "إنما أحدث" في نسخة بهامش م "إنما أحدثك". (5491) إسناده صحيح، وهو مكرر 4552، ومطول 5487. ورواية أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً، في بيع النخل المؤبر، مضت 4502، وروايته الموقوفة على عمر، في المملوك، التي أشار إليها شُعبة لم تمض. وهي في الموطأ 2: 120 عن نافع عن ابن عمر عن عمر، قال السيوطي في شرحه: "قال ابن عبد البر: هكذا رواه نافع موقوفاً، لم يختلف أصحابه عليه في ذلك. ورواه سالم عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم- مرفوعاً، أخرجه البخاري ومسلم من طريق الزهري عنه، به. قال النووي: ولا تضر رواية الوقف في حجة الحديث المرفوع، فإن سالما ثقة، بل هو أجل من نافع، فزيادته مقبولة. قال: وقد أشار النسائي والدارقطني إلى ترجيح رواية نافع، وهذه إشارة مردودة". وقال الزرقاني في شرحه 3: 98: "وهذا رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف، وأبو داود عن القَعْنَبي، كلاهما عن مالك، موقوفاً. ورواه سالم عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، أخرجه البخاري ومسلم من طريق الزهري عنه. قال ابن عبد البر: وهو أحد الأحاديث الأربعة التي اختلف فيها سالم ونافع، فرفعها سالم، ووقفها نافع ... ورجح مسلم والنسائي رواية نافع هنا، وإن كان سالم أحفظ =

سعيد يحدث عن نافع أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "أيُّما رجل باع نخلاً قد أُبرتْ، فثمرتُها للأول، وأيما رجل باع مملوكا وله مال، فماله لربه الأول، إلا أن يشترط المُبْتَاع"، قال شُعبة: فحدثته بحديث أيوب عن نافع: أنه حدث بالنخل عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، والمملوك عن عمِر، قال عبد ربه: لا أعلمهما جميعاً إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، ثم قال مرة أخرى: فحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، ولم يشُكَّ. 5492 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة سمعت صدقَةَ بن

_ = منه، نقله البيهقي عنهما، وكذا رجحها الدارقطني. ونقل الترمذي في الجامع عن البخاري أن رواية سالم أصح، وفي التمهيد أنها الصواب، وفي العلل للترمذي عن البخاري تصحيحهما جميعا, ولعله أشبه, لأن ابن عمر إذا رفعه لم يذكر أباه، وهي رواية سالم، وإذا وقفه ذكر أباه، وهي رواية نافع، فتحَصّل أن ابن عمر سمعه من النبي -صلي الله عليه وسلم-، فحدث به سالما، وسمعه من أبيه عمر موقوفاً، فحدث به نافعا. فصحت رواية سالم ونافع جميعاً، وهذا هو المحفوظ عنهما". ورواية سالم عن أبيه مرفوعة، مضت 4552 بالجزأين جميعاً، كما أشرنا آنفا. وقول ابن عبد البر، فيما نقل السيوطي عنه، أنه لم يختلف أصحاب نافع عليه في أن القسم المتعلق بالمملوك موقوف على عمر، تنقضه هذه الرواية التي هنا، أن عبد ربه بن سعيد رواه عن نافع مرفوعاً وأكد ذلك ولم يشك فيه. فيكون نافع رواه أيضاً عن ابن عمر عن عمر موقوفاً، وعن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- مرفوعاً. وعبدربه بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري سبق توثيقه 1799، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 41. (5492) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه 4584 عن سفيان بن عيينة عن صدقة، ولكن في آخره: "قالوا له: فأين أهل العراق؟، قال ابن عمر: لم يكن يومئذ". وروى البخاري 13: 263 عن طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر، في المواقيت، وقال في آخره: "وذكر العراق؟، قال: لم يكن عراق يومئذ". وأشار الحافظ في الفتح 3: 308 إلى هاتين الروايتين، ولم يذكر الرواية التي هنا. بل روى البخاري أيضا 3: 308 من طريق عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: "لما فتح هذان المصران أتوا عمر، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- حد لأهل نجد قرنا، وهو جور عن طريقنا، وإنا إن أردنا قرناً شق علينا؟،=

يَسار سمعت ابن عمر يحدث عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: أنه وقّت لأهل المدينة ذا

_ = قال: فانظروا حذوها من طريقكم، فحد لهم ذات عرق". وفي نصب الراية 3: 13 أن إسحق بن راهويه روى في مسنده: "أخبرنا عبد الرزاق قال: سمعت مالكا يقول: وقت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لأهل العراق ذات عرق. فقلت له: من حدثك بهذا؟، قال: حدثني به نافع عن ابن عمر. انتهى. قال الدارقطني في علله: روى عبد الرزاق عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي عليه السلام وقت لأهل العراق ذات عرق. ولم يتابَع عبد الرزاق على ذلك، وخالفه أصحاب مالك، فرووه عنه، ولم يذكروا فيه ميقات أهل العراق". وهذا الحديث ذكره الحافظ في الفتح 3: 308 عن كتاب غرائب مالك للدارقطني من طريق عبد الرزاق عن مالك عن نافع عن ابن عمر. ولكن وقع في النسخة المطبوعة "قرنا" بدل "ذات عرق" وهو خطأ ظاهر، لعله من بعض الناسخين أو من المطبعة، ثم قال الحافظ: "قال لي بعضهم: إن مالكا محاه من كتابه. قال الدارقطني: تفرد به عبد الرزاق. قلت [القائل ابن حجر]: والإسناد إليه ثقات أثبات، وأخرجه إسحق بن راهويه في مسنده عنه، وهو غريب جداً، وحديث الباب يرده"، يعني رواية البخاري أن عمر هو الذي حد لهم ذات عرق. ثم ذكر الحافظ أحاديث أخرى في ذلك تكلم في تعليلها، ثم قال: "وهذا يدل على أن للحديث أصلاً، فلعل من قال: إنه غير منصوص- لم يبلغه، أو ِرأي صعف الحديث باعتبار أن كل طريق لا يخلو عن مقال. ولهذا قال ابن خزيمة: رويت في ذات عرق أخبار لا يثبت شيء منها عند أهل الحديث. وقال ابن المنذر: لم نجد في ذات عرق حديثا ثابتا، انتهي. لكن الحديث بمجموع الطرق يقوى كما ذكرنا. وأما إعلال من أعله بأن العراق لم تكن فتحت يومئذ، فقال ابن عبد البر: هي غفلة!، لأن النبي -صلي الله عليه وسلم- وقت المواقيت لأهل النواحي قبل الفتوح، لكنه علم أنها ستفتح، فلا فرق في ذلك بين الشام والعراق". وعبارة ابن عبد البر نقلها ابن التركماني في الجوهر النقي (المطبوع مع السنن الكبرى للبيهقي) 5: 28 بنصها، قال: "وفي التمهيد: قال قائلون: عمر هو الذي وقت العقيق لأهل العراق, لأنها فتحت في زمانه. وقال آخرون: هذه غفلة من قائل هذا القول!؛ لأنه عليه السلام هو الذي وقت لأهل العراق ذات عرق والعقيق، كما وقت لأهل الشأم الجحفة. والشأم كلها يومئذ دار كفر كالعراق، فوقت المواقيت لأهل النواحي, لأنه علم أن الله سيفتح على أمته الشأم والعراق وغيرها. ولم يفتح الشأم والعراق إلا على عهد عمر، بلا خلاف". وإشارة ابن عبد البر إلى توقيت العقيق، هي إشارة إلى الحديث الماضي في مسند ابن عباس 3205: "وقت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- =

الحُلَيفة ولأهل الشأم الجُحْفة، ولأهل نجْد قَرْنا, ولأهل العراق ذاتَ عرْقٍ، لأهل اليمن يَلَمْلَم. 5493 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا حُسين المعلِّم عن عمرو ابن شُعَيب عن طاوس عن ابن عمر وابن عباس عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يحل لرجل أن يُعطي العَطِيّةَ ثم يرجع فيها، إلا الوالدَ فيما يعطي ولدَه، ومَثَل الذي يعطي العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب، أكل حتى إذا شَبع قاء ثم عاد فيه!! ".

_ = -صلى الله عليه وسلم- لأهل المشرق العقيق". وقد ذكره الحافظ في الفتح 3: 309، وذكر الجمع بينه ولين توقيت ذات عرق بأجوبة: "منها أن ذات عرق ميقات الوجوب، والعقيق ميقات الاستحباب؛ لأنه أبعد من ذات عرق. ومنها أن العقيق ميقات لبعض العراقيين، وهم أهل المدائن، والآخر ميقات لأهل البصرة .. ومنها أن ذات عرق كانت أولاً في موضع العقيق الآن، ثم حولت وقربت إلى مكة، فعلى هذا فذات عرق والعقيق شيء واحد". فقد تبين من كل هذا أن الحديث في توقيت ذات عرق لأهل العراق- ثابت من حديث ابن عمر، بهذا الإسناد الذي هنا, وبالإسناد الذي رواه عبد الرزاق عن مالك عن نافع عن ابن عمر، وأن تعليله برواية ابن عمر أن عمر وقت ذلك، تعليل لا يرد الحديث الصحيح الثابت عنه بإسنادين، ولعل عمر وقت ذلك لهم إذ لم يبلغه توقيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم-إياه، فرواه عنه ابن عمر، وروى الذي عرفه عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-أيضاً، سواء أكان قد سمعه منه مباشرة، أم سمعه من غيره من الصحابة، فيكون مرسل صحابي. وأما رواية سفيان بن عيينة الماضية 4584 عن صدقة، ورواية البخاري عن عبد الله بن دينار، كلاهما عن ابن عمر، حين سئل فأجاب: لم يكن عراق يومئذ- فهي رواية مشكلة، ولكنها لا ترد الأحاديث الصحاح الثابتة، ولعل ابن عمر سها عما كان يعلم حين أجاب بذلك الجواب، الذي رده ابن عبد البر أبلغ رد، فإنه لم يكن شأم يومئذ أيضاً. والتوفيق من الله. (5493) إسناده صحيح، وهو مكرر 4810.

5494 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن عبد الخالِق سمعت سعيد ابن المُسَيّب يحدث عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى عن الدُّبَّاء، والحنْتَم، والمُزَفَّت، والنَّقِير، قال سعيد: وقد ذُكر المزفَّت عن غير ابن عمر. 5495 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة سمعت أبا إسحق يحدث أنه سمع عبد الله بن مالك الهَمْداني قال: صليت مع ابن عمر بِجَمْع، فأَقام فصلى المغرب ثلاثاً، ثم صلى العشاء ركعتين، بإقامة واحدة، قَال: فسأله خالد بن مالك عن ذلك؟، فقال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يصنع مثل هذا، في هذا المكان. 5496 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة حدثنا عبد الله بن دِيِنار قال: سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن بيع الولاء وعن هبته. 5497 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة حدثنا عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يقول: سأل عمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: تصيبني الجنابة من الَليل، فما أصنع؟، قال: "اغسل ذَكَرك، ثم توضأ، ثم ارقُدْ". 5498 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار

_ (5494) إسناده صحيح، محمد: هو ابن جعفر. عبد الخالق: هو ابن سلمة الشيباني. والحديث مختصر4629، ومطول 4995. وانظر 5429، 5486. في نسخة بهامش م "حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة حدثنا عبد الخالق". (5495) إسناده صحيح، وهو مكرر 4893، ومطول 4894. وانظر 5290. في نسخة بهامش م "صنع" بدل "يصنع". (5496) إسناده صحيح، وهو مكرر 4560. (5497) إسناده صحيح، وهو مكرر 5442. (5498) إسناده صحيح، وهو مكرر 5424.

سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن بلالا ينادي بلَيلٍ، فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال"، "أو ابن أَم مَكْتُوم". 5499 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن بيع الثمرة أَو النَخل حتى يبْدُو صلاحه، فقيل لابن عمر: ما صلاحُه؟، قال: تذهب عاهته. 5500 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابِن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم-أنه قال: "من ابتاع طعاماً فلا يبيعه حتى يقبضه". 5501 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار: كنت مع ابن عمر أنا ورجل آخر، فجاء رجل، فقال ابن عمر: اسْتأخِرا، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى إثنان دون واحد". 5502 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن خالد حدثنا عبد الله بن الحرث عن عبد الله بن عمر: أنه أمر رجلاً إذا أخذ مَضْجَعَه قال: "اللهم إنكَ خلقتَ نفسي، وأنت تَوفاها , لك مَماتها ومَحْياها، إن أَحييتَها فاحفظْها، وإنْ أمتَّها فاغفرْ لها، اللهم أسألك العافية"، فقال له رجل:

_ (5499) إسناده صحيح، وهو مطول 5473. (5500) إسناده صحيح، وهو مكرر 5426. (5501) إسناده صحيح، وهو مكرر 5281، ومطول 5425، في نسخة بهامش م "كنتم" بدل "كانوا". (5502) إسناده صحيح، خالد: هو الحذاء. عبد الله بن الحرث: هو الأنصاري، سبق توثيقه 2138. والحديث رواه مسلم 2: 315 من طريق غندر، وهو محمد بن جعفر، عن شُعبة، بهذا الإسناد."من خير من عمر"، في م "ممن هو خير من عمر"، وما هنا ثابت في نسخة بهامشها.

سمعت هذا من عمر؟، فقال: مِنْ خَيرٍ مِنْ عمر، من رسول الله -صلي الله عليه وسلم-. 5503 - حدثنا محمد بن جعفر عن شُعْبة عن خالد عن عبد الله ابن شَقيق عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيتَ الصبحَ فاسجدْ سجدةً، وركعتين قبل الصبح". 5504 - حدثنا محمد جعفر حدثنا شُعْبة عن قَتادة سمعت يونس ابن جُبَير سمعت ابن عمر يقول: طلقتُ امرأتي وهي حائض، قال: فأتى عمرُ النبيَّ -صلي الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له؟، فقال: "ليُراجعْها، فإذا طهرت فإن شاء فليطلقْها"، قال: فقلت لابن عمر: أفتحتسَب بها؟، قال: ما يمنعه؟، نعم، أرأيتَ إن عجزَ واسْتَحمَق؟!. 5505 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن قَتادة عن أبي الحَكَم: سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "من اتخذ كلباً إلا كلب زَرْعٍ أو غنمٍ أو صيد، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطٌ". 5506 - حدثنا مِحمد حدثنا شُعْبة عن سَلَمة بن كُهَيل قال: شهدت سعيد بن جُبَير بجمْع، فأقام الصلاة، فصلى المغرب ثلاثاً وسلم، وصلى العتَمَة ركعتين، وحدَّث سعيدٌ أَن عبد الله بن عمر صلاَّها في هذا المكان فصنع مثل ذا، وحدّث ابنُ عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- صنع مثل هذا في هذا المكان.

_ (5503) إسناده صحيح، وهو مكرر 5470. وانظر 5483. (5504) إسناده صحيح، وهو مطول 5433، وفي معنى 5489. (5505) إسناده صحيح، أبو الحكم: هو البجلي عبد الرحمن بن أبي نعم. والحديث مختصر 4813 من طريقه، ومضى معناه من طرق أخرى مرارا، آخرها 5393. (5506) إسناده صحيح، وهو مكرر 5290. وانظر 5495.

5507 - حدثنا رَوح حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "اللهم ارحم المحلِّقين"، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟، قال: "اللهم ارحم المحلقين"، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟، قال: "اللهم ارحم المحلقين"، قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟، قال: "والمقصِّرين". ْ5508 - حدثنا محمد بن أبي عَدي عن حمَيد عن بكرعن ابن عمر قال: كانت تلبيةُ النبي -صلي الله عليه وسلم-: "لبيك اللهَم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك". 5509 - حدثنا محمد بن أبي عَدِي عن حمُيَد عن بكر قال: ذكرتُ لعبد الله بن عمر أَن أنساً حدثه: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لبَّى بالعمرة والحج؟، فقال ابن عمر: يرحم الله أنساً، وَهَلَ، وهَل أنسٌ، وهلْ خرجنا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حُجّاجاً؟!، فلما قَدمْناَ أمرَنا أنَ نجعلها عمرةً، إلاَّ من كان معه هدْيٌ، قال: فحدثتُ أنساً بذلك، فغضب، وقال: لا تعدُّونا إلا صِبياناً!!. 5510 - حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن بيع حَبَل الحبَلَة. 5511 - حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا عُبيد الله عنِ نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "ما حق امرئ مسْلِم له شيء يوصي فيه يبيت

_ (5507) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 352. وهو مكرر 4897. وقد سبقت الإشارة إلى رواية مالك في 4657. (5508) إسناده صحيح، حميد: هو الطويل. بكر: هو ابن عبد الله المزني. وقد مضى الحديث من هذا الوجه مطولاً 4457. ومضى من أوجه أخر مختصراً، ومطولا، آخرها 5475. (5509) إسناده صحيح، وهو مكرر 5147. (5510) إسناده صحيح، وهو مختصر 5466. (5511) إسناده صحيح، وهو مكرر 5197 بإسناده.

ليلتين إلا ووصيتُه عنده مكتوبة". 5512 - حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن يحيى، يعني ابن سعيد، أخبرني نافع أن ابن عمر أخبرهم: أن جاريةً كانت ترعى لاَل كعب ابن مالك الأنصاري غنماً لهم، وأنها خافت على شاة من الغنم أن تموت، فأخذتْ حَجَراً فذبحتْها به، وأن ذلك ذُكر للنبي -صلى الله عليه وسلم-؟، فأمرهم بأكلها. 5513 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "ما حَق امرئ مُسْلِمٍ يبيتُ ليلتين وله شيء يوصي فيه إلا ووصيتُه مكتوبة عنده". 5514 - حدثنا محمد بن عُبَيد حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "ليأكلْ أحدُكم بشماله، ولا يشربْ بشماله، فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله". 5515 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: سأل رجل النبيِ -صلى الله عليه وسلم-، فقاِل: يا رسول الله، إني رجلَ أُخْدَع في البيع؟، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "إنه منْ بايعت فقل: لا خِلابَة". 5516 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن يحيى وعُبيد الله بن عمر وموسى بن عُقبة عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان إذا جَدَّ به

_ (5512) إسناده منقطع، وإن كان ظاهره الاتصال. وهو مكرر 5463. يحيى الراوي عن نافع: هو يحيى بن سعيد الأنصاري. (5513) إسناده صحيح، وهو مكرر 5511. (5514) إسناده صحيح، وهو مكرر 4886. (5515) إسناده صحيح، وهو مكرر 5271، ومختصر 5405. (5516) إسناده صحيح، وهو مختصر 5478.

السَّيرُ جمع بين المغرب والعشاء، وكان في بعض حديثهما: إلى ربع الليل، أخَّرهما جميعاً. 5517 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن أيوب السَّخْتياني وأيوب بن موسى وإسمِاعيل بن أُمَية عن نافع عن ابن عمرَ: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قَطع في مِجنّ ثمنُه ثلاثة دراهم. 5518 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- جعل للفرس سهمين وللرجل سهماً. 5519 - قال: وِبعثَنا النبي -صلي الله عليه وسلم- في سَريّة نحو تهامة، فأصبْنا غنيمة، فبلَغ سُهْمانُنا اثني عشر بعِيراً، ونفَّلنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بعيراً بعيراً. 5520 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن موسى بن عُقْبة عن نافع عن ابن عمر قال: قَطع النبي -صلي الله عليه وسلم- نخل بني النَّضِير وحَرَّق. 5521 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن

_ (5517) إسناده صحيح، وهو مكرر 5310. (5518) إسناده صحيح، وهو مكرر 5412. (5519) إسناده صحيح، وهو مختصر 5288. "سهماننا" في نسخة بهامش م "سهامنا". "أثنى عشر" في م "اثنا عشر"، وكتب فوقها علامة صحـ، وهو صحيح عربية، مع أنه مفعول لقوله "بلغ" .. وقد ثبت في حديث آخر في صحيح البخاري قول بعض الصحابة: "وفرقَنا اثنا عشر"، فقال ابن مالك في شواهد التوضيح والتصحيح ص 65: "مقتضى الظاهر أن يقول: وفرقنا أثنى عشر رجلاً؛ لأن اثني عشر حال من النون والألف، ولكنه جاء بالألف على لغة بني الحرث بن كعب، فإنهم يلزمون المثنى وما يجرى مجراه الألف، في الأحوال كلها, لأنه عندهم بمنزلة المقصور". (5520) إسناده صحيح، وهو مكرر 5136. (5521) إسناده ضعيف، لضعف عطية العوفي. وقد مضى من طريقه أيضاً4998. ومضى=

العَوْفي عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تتبايعوا الثمرةَ حتى يبدو صلاحها"، قال: وما بدوِّ صلاحها؟، قال: "تذهب عاهتها، ويَخلص طيبها". 5522 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يأتي مسجد قباءَ راكباً وماشياً. 5523 - حدثنا رَوْح بن عبَادة حدثنا خنظَلة سمعت طاوساً سمعت عِبدالله بن عمر يقول: قام فينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: "لا تبيعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها". 5524 - حدثنا رَوح حدثنا ابن جرَيج أخبرني أبو الزُّبَير: أنه سمع

_ = بأسانيد صحاح مراراً، آخرها 5499. (5522) إسناده صحيح، وهو مكرر 5403. (5523) إسناده صحيح، وهو مكرر 5273 بهذا الإسناد. وانظر 5499، 5521. (5524) إسناده صحيح، وقد مضى مختصراً بهذا الإسناد 5269، ومضى معناه بأسانيد أخر، 5504. وقد تكلمنا في 5269 على قوله "في قبل طهرهن" وأشرنا إلى هذا الحديث هناك. ثم ذكرنا أرقام الأحاديث الواردة عن ابن عمر في شأن هذا الطلاق، في 5270. وقد وقع في متن هذه الرواية تقديم وتأخير في الألفاظ، توجيهه يحتاج إلى تكلف كثير، وهذا الذي وقع يظهر لي أنه في نسخ المسند القديمة التي لم تصل إلينا؛ لأنه ثابت في النسخ الثلاث التي معي، وفي مخطوطة أخرى منه بدار الكتب المصرية. وأنا أظن أن العلماء الأقدمين من رواة المسند وناسخيه تركوا هذا على ما وقع في هذا الموضع، احتفاظاً باللفظ الذي ثبت بين أيديهم، وثقة منهم بأن القارئ المحدث يدرك موضع الصواب بالبداهة. فالظاهر أن الصواب في الكلام: "فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: ليراجعها، فردها عليّ ولم يرها شيئاً، وقال: إذا طهرت فليطق أو يمسك". فأخطأ ناسخ أو راوٍ، فأخر كلمة "فردها" فأثبتها بعد كلمة "وقال"، فإذا أعيدت إلى موضعها استقام الكلام دون تكلف. ونوضح ذلك بالرسم الآتي: "ليراجعها [فردها]، على، ولم يرها شيئاً، وقال [فردها]:=

عبد الرحمن بن أيْمنَ يسأل ابنَ عمر، وأبو الزبير يسمع فقال: كيف ترى في رجل طلق امرأته حائضاً؟، فقال: إن ابن عمر طلق امرأتَه على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فقال عمر: يا رسول الله، إنٍ عبد الله طلق أمرأته وهي حائض؟، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليراجعْها عليّ، ولم يَرَها شيئاً"، وقال: "فَردَّها، إذا طهُرت فليطلقْ أو يمْسكَ"، قال ابن عمر: وقرأ النبي -صلي الله عليه وسلم- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} في قُبُل عدَّتهن"، قال ابن جُريج: سمعتُ مجاهداً يقرؤها كذلك. 5525 - حدثنا رَوْح حدثنا محمد بن أبي حَفْصَة حدثنا ابن

_ = "إذا طهرت فليطلق أو يمسك". فكلمة "فردها" التي أشرنا إلى إلغائها بخطين فوقها وتحتها، إذا حذفت ووضعت في موضعها، كما رسمناها هنا بين معكفين، استقام الكلام صحيحاً. وأنا اخترت أن أثبت النص كما ورد، على ما فيه من تقديم وتأخير، وأبين كيف كان الخطأ، وكيف صوابه. شأن قدماء المحدثين، إذا وجدوا خطأ أو نقصاً بإثباته على ما هو عليه، مع التضبيب والتمريض، قال ابن الصلاح في علوم الحديث 179:"وأما التضبيب، ويسمى أيضاً التمريض، فيجعل على ما صح وروده كذلك من جهة النقل، غير أنه فاسد لفظاً أو معنى، أو ضعيف، أو ناقص ... فيمد على ما هذه سبيله خط، أول مثل الصاد، ولا يلزق بالكلمة المعلم عليها، كيلا يظن ضرباً، وكأنه صاد التصحيح بمدتها، دون حائها. كتبت كذلك ليرق بين ما صح مطلقاً من جهة الرواية وغيرها، وبين ما صح من جهة الرواية دون غيرها، فلم يكمل عليه التصحيح، وكتب حرف ناقص على حرف ناقص، إشعاراً بنقصه ومرضه، مع صحة نقله وروايته، وتنبيهاً بذلك لمن ينظر في كتابه على أنه قد وقف عليه ونقله على ما هو عليه، ولعل غيره قد يخرج له وجهاً صحيحاً، أويظهر له بعد ذلك في صحته ما لم يظهر له الآن. ولو غير ذلك وأصلحه على ما عنده، لكان متعرضاً لما وقع فيه فيه غير واحد من المتجاسرين، الذين غيروا، وظهر الصواب فيما أنكروه، والفساد فيما أصلحوه". (5525) إسناده صحيح، وهو مكرر 5270 بهذا الإسناد، كما أشرنا هناك. وهو أيضاً مختصر الحديث السبق.

شِهاب عن سالم عن أبيه: أنه طلق امرأته وهي حائض، قال: فذُكر ذلك إلى عمر، فانطلق عمر إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فأخبره؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ليمسكْها حتى تحيض غير هذه الحيضة، ثم تطهر، فإن بدا له أن يطلقها فلَيطلقها كما أمره الله عز وجل، وإن بدا له أن يمسكها فلْيمسكْها". 5526 - حدثنا حَجَّاج بن محمد عن ابن جُرَيج أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يأكل أحدُكم من أُضْحيته فوقَ ثلاثة أيام"، قال: وكان عبد الله إذا غابت الشمس من اليوم الثالث لا يأكل من لحم هدْيِهِ. 5527 - حدثنا حَجَّاج عن ابن جُرَيج أخبرني ابن شهاب ذلك، عن سالم، في الهدْي والضحايا. 5528 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار: سمعت ابن عمر يحدث عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، قال في المُحْرم: إذا لم يجد نعلين فليلبس خفين، يقطعُهما أسفلَ من الكعبين. 5529 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار قال: رأيت ابن عمر يصلي حيث توجهتْ به راحلته، ويقول: كَان رسول الله -صلي الله عليه وسلم-يفعله. 5530 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار

_ (5526) إسناده صحيح، وهو مكرر 4643، ومطول 4936. وانظر 4900. (5527) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بمعناه. (5528) إسناده صحيح، وهو مختصر 5472. (5529) إسناده صحيح، وهو مطول 5447. وانظر 5451. (5530) إسناده صحيح، وهو مكرر 5440.

سمعت ابن عمر يقول: إن أعرابياً نادى رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: ما ترى في هذا الضَّبّ؟، فقال: "لا آكله ولا أُحَرِّمه". 5531 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يقول: كنا إذا بايعنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- على السمع والطَاعة يلقِّننا هو: "فيما استطعتَ". 5532 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يحدث: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وَقت لأهل المدينة ذا الحُلَيفة، ولأهل نَجْد قَرْناً، ولأهل الشأم الجُحْفة، وقال عبد الله: وزعموا أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: ولأهل اليمن يَلَمْلَم. 5533 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن جَبَلة بن سُحَيم قال: كان ابن الزُّبَير يرْزقنا التمر، قال: وقد كان أصاب الناس يومئذ جَهْدٌ، فكنَّا نأكل، فيمرّ علينا ابنُ عمر ونحن نأكل، فيقول: لا تُقارنوا، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- نهى عن الإقران، إلا أن يستأذن الرجل أخاه، قال شُعبة: لا أرى في الاستئذان إلا أن الكلمة من كلام ابن عمر. 5534 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن جَبَلة بن سُحَيم سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "من كان ملتمساً فليلتمسْها في العشر الأواخر".

_ (5531) إسناده صحيح، وهو مكرر 5282. (5532) إسناده صحيح، وهو مكرر 5323. وانظر 5492. (5533) إسناده صحيح، وهو مختصر 5435، وكلمة في ظنه أن الاستئذان من كلام ابن عمر، سبق الكلام عليها في 5037. (5534) إسناده صحيح، وهو مختصر 5485.

5535 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عنِ جَبَلة بن سُحَيمِ قال: سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "من جرّ ثوبا من ثيابه مخيلَةً فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة". 5536 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن جَبَلة سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "الشهر هكذا"، وطبَّق أصابعه مرتين، وكسر في الثالثة الإبهام، يعني قوله: تسع وعشرون. 5537 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن أبي بشْر سمعت عبد الله ابن شَقِيق يحدث عن ابن عمر: أن رجلاً سأل النبي -صلي الله عليه وسلم- عن الوتر؟، قال: فمشيتُ أنا وذاك الرجل، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة"، قال شُعبة: لم يقل (من آخر الليل). 5538 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن الحَكَم: أنه شهد سعيد ابن جُبَير أقام بجمع، قال: وأحسِبه: وأذَّن، فصلى المغرب ثلاثاً، ثم سلم، فصلى العشاء ركعتين، ثم قال: صنع بنا ابن عمر في هذا المكان مثل هذا، وقال ابن عمر: صنع بنا رسول الله في هذا المكان مثل هذا. 5539 - حدثنا محمد حدثنا شُعْبة عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن عمر كان قد جعل عليه يوماً يعتكفه في الجاهلية، فسأل

_ (5535) إسناده صحيح، وهو مختصر 5460. (5536) إسناده صحيح، وهو مختصر 5484. (5537) إسناده صحيح، أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. والحديث سبق معناه 5503 بزيادة ونقص. (5538) إسناده صحيح، الحكم: هو ابن عتيبة. والحديث مكرر 5506. (5539) إسناده صحيح، وهو مكرر 4705، ومختصر 4922.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن ذلك، فأمره أن يعتكف. 5540 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا مَعْمَرأخبربا الزُّهْرِيّ عن سَالم عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من باع نخلاً قد أُبرَتْ فثمرتُها للبائع، ومن باع عَبْداً له مال فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع". 5541 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "يَقتل المُحْرِم خَمساً: الحُدَيّا، والغراب، والفأرة، والعقرب، والكلب العقور". 5542 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا أيوب عن نافعِ عن ابن عمر أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "مُهَلُّ أهلِ المدينة من ذي الحليفة ومهَلُّ أهل الشأمِ من الْجُحْفة، ومُهَل أهل نجْد قرْنٌ". فقال الناسُ: مُهَل أَهل اليمن من يَلمْلَم. 5543 - حدثنا محمد بن عِبدالرحمن حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قَطَع في مِجنّ ثمنه ثلاثة دراهم. 5544 - حدثنا محمد بن الحسن بن أَتَشٍ أخبرني النعمان بن

_ (5540) إسناده صحيح، وهو مكرر 5491. (5541) إسناده صحيح، وهو مكرر5476. (5542) إسناده صحيح، وهو مكرر 5532. (5543) إسناده صحيح، وهو مكرر 5517. "ثمنه" في نسخة بهامش م "قيمته". (5544) إسناده صحيح، محمد بن الحسن بن أتش اليماني الصنعاني الأبناوي: ثقة، وثقه أبو حاتم وأحمد بن صالح، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي التهذيب والميزان أن النسائي ضعفه، ولم أجده في الضعفاء للنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/68 فلم يذكر فيه جرحاً، وقال الحافظ في التهذيب: "كلام النسائي فيه غير مقبول، لأن أحمد =

الزبير عن أيوب بن سَلْمان، رجل من أهل صنعاء، قال: كنا بمكة،

_ وعلي بن المديني لا يرويان إلا عن مقبول، مع قول أحمد بن صالح فيه". "أتش" بفتح الهمزة والتاء المثناة الفوقية وبعدها شين معجمة، كما ضبط في المشتبه والقاموس وغيرهما، وضبطه الخزرجي في الخلاصة "بمد الألف" وهو شاذ وخطأ، وكل ضبط انفرد به صاحب الخلاصة فهو محل نظر!، وعندي أنه لم يكن يتحرى الضبط، "الصنعاني" نسبة إلى صنعاء، ووقع في القاموس، مادة (أتش) "الصغاني"، وهو خطأ تَبِعَ فيه العُباب، كما بيّن ذلك شارحه الزبيدي. "الأبناوي" بتقديم الباء الموحدة على النون وبالواو، نسبة إلى "الأبناء" باليمن، ووقع في القاموس أيضاً "الأنباري"، وهو كذلك خطأ تبع فيه العباب، كما بين ذلك شارحه الزبيدي، ومن عجب أن طابع الشرح أثبت التصويب فيه مُصَحّفاً أيضاً، "الأنباري"، وهو الخطأ الذي رد الشارح!!. النعمان بن الزبير: ثقة، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: "كان هشام بن يوسف يثني عليه" كما في التعجيل 422، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 79، وقال: "وهو ختن هشام بن يوسف، وكان هشام يثني عليه". أيوب بن سلمان: لم أجد له ترجمة إلا في التعجيل 47 قال: "فيه جهالة". وإنما صححت حديثه بأنه تابعي مستور، لم يُذكر بجرح، فحديثه حسن على الأقل، ثم لم يأت فيه بشيء منكر انفرد به، كما سيأتي، فيكون حديثه هذا صحيحاً. والحديث بهذا السياق كاملا لم أجده في موضع آخر، إلا أن الهيثمي نقله في مجمع الزوائد 2: 218 فبدأه بقولها "وعن رجل من أهل صنعاء، قال: كنا بمكة"، فذكر الحديث، إلى أن ذكر الخامس التي سمعها ابن عمر من رسول الله، فحذف الأربع الأول منها، وذكر الخامسة: "قال: وركعتي الفجر، حافظوا عليهما، فإن فيهما الرغائب"، ثم قال: "رواه أحمد في حديث طويل. رواه أبو داود، وفيه رجل لم يسم"!، فأخطأ الهيثمي، إذ جعله "عن رجل من أهل صنعاء"، ثم أعله بأن فيه رجلاً مبهماً!، والحديث ثابت هنا كما ترى "عن أيوب بن سلمان، رجل من أهل صنعاء"، ولعل النسخة التي وقعت للهيثمي من المسند كان فيها زيادة [عن]، بين "أيوب بن سلمان" و "رجل من أهل صنعاء"، فلو كانت كذلك كانت خطأ من أحد الناسخين، لاتفاق الأصول الثلاثة عندنا على عدم ذكرها. ثم إن في آخره عنده "فإن فيهما من الرغائب", =

فجلسنا إلى عطاء الخراساني، إلى جنب جدار المسجد، فلم نسأله, ولم

_ = والثابت في الأصول هنا "فإنهما من الفضائل". وقد ذكر الهيثمي أيضاً قبله 2: 217 - 218 حديثاً آخر نصه: "وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: لا تَدَعوا الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر، فإن فيهما الرغائب، وسمعته يقول: لا تنتفين من ولدك، فيفضحك الله على رؤوس الخلائق كما فضحته في الدنيا، وسمعته يقول: لا تموتن وعليك دَين، فإنما هي الحسنات والسيئات، ليس ثم دينار ولا درهم، جزاء أو قصاص، ولا يظلم أحد". ثم قال: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الرحيم بن يحيى، وهو ضعيف، وروى أحمد منه: وركعتي الفجر، حافظوا عليهما، فإن فيهما الرغائب. وفيه رجل لم يسم" ثم ذكر بعده الحديث الذي نقلناه عنه آنفاً، والذي ظن أن فيه رجلاً مجهولا، فجعله "عن رجل من أهل صنعاء" وهو هذا الحديث الذي نشرحه. ولست أدري ما وجه هذا الذي صنع!!، فإنه نسب لأحمد أنه روى منه، أي من الحديث الذي نقله هو عن الطبراني، ما يتعلق بركعتي الفجر، ثم ذكر بعده هذا الحديث الذي رواه أحمد واقتصر منه على أوله ثم على آخره الذي فيه ركعتا الفجر، وحذف باقي الخصال، في حين أن فيه بما نقله عن الطبراني ما يتعلق بالدين أيضاً، فلا وجه لما زعم أن أحمد روى عنه ركعتي الفجر، مقتصرآ على ذلك!!. وقد ذكر الهيثمي أيضاً 10: 91 حديثاً نحوه عن ابن عمر، قال: "سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم-يقول: من قال: سبحان الله والحمد الله ولا اله ألا الله والله أكبر كتبت له بكل حرف عشر حسنات، ومن أعان على خصومة باطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن بهت مؤمناً أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال يوم القيامة حتى يخرج مما قال، وليس بخارج". ثم قال الهيثمي "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، رجالهما رجال الصحيح، غير محمد بن منصور الطوسي، وهو ثقة". ولم يذكر التابعي راويه عن ابن عمر، حتى نعرف إن كانت رواية الطبراني من هذا الوجه الذي هنا، أو من غيره. ولكن كان الأجود والأجدر به- فيما ظن- أن يذكر رواية المسند التي هنا أولاً، ثم يذكر غيرها، كعادته في تقديم المسند. ولعل له عذراً في أنه ذكر بعضها من قبل، كما أشرنا آنفاً، وأن فيها رجلاً مبهماً في النسخة التي وقعت له. فاختار أن يذكر هنا الرواية السالمة من العلة. ولكن التصرف العجيب الخاطئ من الحافظ=

يحدثنا، قال: ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا، فلم نسأله ولم

_ = الهيثمي، أن يدع هذين الإسنادين-اللذين نقلنا عنه في موضعين، ثم يأتي في موضع ثالث 6: 259 فيذكر: "عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره. رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن جعفر المديني، وهو متروك"!!، فلم هذا، وما الذي ألجأه إليه؟، وأمامه هذا اللفظ في إسنادين صحيحين، في المسند وفي الطبراني؟!، ثم لماذا يذكر هذه الرواية المختصرة وحدها في كتاب الحدود، وهي ليست من الزوائد أصلاً، بل رواها أبو داود، 3: 334 من وجهين آخرين، أحدهما في المسند، كما بينا في 5385؟!. والحديث الماضي 5385 إسناده صحيح، وهو بنحو هذا الحديث- 5544 - من رواية يحيى بن راشد عن ابن عمر، بنحو هذا الحديث، إلا أنه لم يَذكر أوله في فضل الذكر، ولم يذكرآخره في ركعتي الفجر. وهو كان أولى بالذكر في الزوائد من كل الروايات التي ذكرها. ورواية أبي داود -التي أشرنا إليهاآنفما- نقلها المنذري في الترغيب والترهيب 3: 152، ثم نسبها للطبراني "بإسناد جيد نحوه، وزاد في آخره: وليس بخارج"، ثم قال: "ورواه الحاكم مطولاً ومختصراً، وقال في كل منهما: صحيح الإسناد، ولفظ المختصر: قال: من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع". وهذا اللفظ المختصر هو في المستدرك 4: 99 من طريق إبراهيم الصائغ عن عطاء بن أبي مسلم، وهو عطاء الخراساني، عن نافع عن ابن عمر، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأما الرواية المطولة، التي يشير إليها المنذري، فلم أجدها في المستدرك. ولكن فيه 4: 383: "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره" من طريق عبد الله بن جعفر عن مسلم بن أبي مريم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن ابن عمر، ولم يقل في شأنه شيئاً من جهة الصحة أو الضعف، وكذلك فعل الذهبي. وهذا الحديث هو الذي نقلنا آنفاً عن الزوائد 6: 259 أنه نسبه للطبراني وأعله بعبد الله بن جعفر، وأنه متروك: وعبد الله بن جعفر هذا: هو المديني، والد الإِمام الحافظ علي بن المديني. وعبد الله هذا: ضعيف جداً قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث جداً يحدث عن الثقات بالمناكير. يكتب حديثه ولا يحتج به، وكان على لا يحدثنا عن أبيه، فكان قوم يقولون: عليّ يعق، فلما كان بأخرة حديث عنه"، وقال عبد الله الأهوازي: "سمعت أصحابنا =

يحدثنا، قال: فقال: ما بالكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله؟!، قولوا: الله

_ = يقولون: حدث على عن أبيه، ثم قال: وفي حديث الشيخ ما فيه"، وقال سليمان بن أيوب صاحب البصري: "كنت عند ابن مهدي، وعليّ يسأله عن الشيوخ، فكلما مر على شيخ لا يرضاه عبد الرحمن، قال بيده، فخط عليّ على رأس الشيخ، حتى مر على أبيه، فقال بيده، فخط على رأسه!، فلما قمنا لمته!، فقال: ما أصنع بعبد الرحمن؟! ". وقال ابن حبان: "كان ممن يَهِم في الأخبار، حتى يأتي بها مقلوبة، ويخطىء في الآثار، كأنها معمولة، وقد سئل عليّ عن أبيه؟، فقال: سلوا غيري، فأعاد، فأطرق، ثم رفع رأسه فقال: هو الدين"، وترجمه البخاري في الصغير 202 وقا "تكلم فيه يحيى بن معين"، وذكره في الضعفاء19 دون أن يقول فيه شيئاً، وذكره النسائي في الضعفاء 18 وقال: "متروك الحديث". وإنما أطلت في ترجمة والد علي بن المديني، ليعلم من شاء أن يعلم، من أهل المعرفة بالحديث، ومن المستشرقين المفترين على أيمة الإِسلام. ومن عبيدهم وأتباعهم في هذا العصر، قوة علماء الحديث، وأيمة الجرح والتعديل، الذين اجتهدوا ما استطاعوا، أنهم لم يغضوا عن تجريح والد إمام من أيمتهم الكبار، وهو علي بن المديني، شيخ البخاري، بل ضعفوه بالقول الصريح، بل إن ابنه نفسه، لم ير من الأمانة أن يسكت عن القول بضعف أبيه، باللفظ المؤدب، الذي ينبغي معه مراعاة حق الأبوة، وأبان عن عذره في الكلام فيه، فقال: "هو الدين"!، وهؤلاء المستشرقون المبشرون، وأتباعهم ومقلدوهم، يحملون كل رواية لا تعجبهم على تكذيب الرواة الثقات دون دليل، وعلى العصبية بأنواعها, للأهواء والآراء، وللأحزاب السياسية، وللعصبات والأقارب، وللبلدان والشعوب. وأيمة الجرح والتعديل، ونقاد الحديث وحفظته، أتقى لله، ثم هم أكرم على علمهم ودينهم وفي أنفسهم، من أن يلعبوا بدينهم وبسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم-. وقد تبين لنا من مجموع هذه الروايات صحة هذا الحديث، وأن أيوب بن سلمان لم ينفرد برواية شيء منه، بل تابعه غيره من الثقات، على كل ما ذكر مما سمع من ابن عمر، بل ثبت أيضاً أن أول الحديث، الذي رواه هو عن ابن عمر موقوفاً، ثابت عن ابن عمر مرفوعاً، على أنه، أعني فضل الذكر، مما تواترت به السنة في أحاديث لا حصر لها. والحمد لله على التوفيق. قوله "سمعتهن"، في نسخة بهامشي ك م "سمعتها"."قفا =

أكبر، والحمد لله، وسبحان الله وبحمده، بواحدة عشْراً، وِبعشْرٍ مائة، مَن زاد زاده الله، ومن سكت غَفَر له، ألاَ أخبركم بخمس سمعتهن من رسول الله -صلي الله عليه وسلم-؟، قالوا: بلى، قال: "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فهو مضادُّ اللهِ في أمره، ومن أعان على خصومةٍ بغير حقٍّ فهو مُسْتَظِل في سَخط الله حتى يترك، ومن قَفَا مؤمناً ومؤمنة حبَسه الله في رَدْغَة الخبال، عصارَةِ أهل النار، ومن مات وعليه دينٌ أخذ لصاحبه من حسناته، لا دينار َثم ولا درهم، وركعتا الفجر حافظوا عليهما، فإنهما من الفضائل". 5545 - حدثنا محمد بن الحسن بن أَتَشٍ حدثنا جعفر بن سليمان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن ابن عمر قال: خرج عمر بن الخطاب يريد النبي -صلي الله عليه وسلم -، فأِتى علَى عُطاردٍ، رجلٍ من بني تميم، وهو يقيم حُلَّةً من حرير يبيعهِا، فأتى عمرالنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، رأيت عطارداً، يبيع حلته، فاشتريها تلْبسْها إذا أتاك وفود الناس، فقال: "إنما يلبس الحرير من لا خَلاق له".

_ = مؤمناً" إذا رماه بالبهتان والأمر القبيح. وهو فعل واوي، يقال "قفاه يقفوه قفواً وقفواً" ورسم في ح "قفى" بالياء، وهو غير جيد، وأثبتنا رسم ك م. ردغة الخبال: سبق تفسيرها في 5385. "وركعتا الفجر" في نسخة بهامش م "وركعتي الفجر". (5545) إسناده صحيح، عطارد المذكور في الحديث: هو عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس؛ من بني تميم، وكان رجلا يغشى الملوك ويصيب منهم، كما في صحيح مسلم وغيره، وقده ارتد عطارد بعد وفاة رسول الله، وتبع سجاح، ثم عاد إلى الإِسلام، وهجاها بأبيات. والقصة مفصلة بأطول من هذا في صحيح مسلم 2: 150 - 151 من طريق جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر. وقد مضى معنى الحديث مراراً، مطولاً ومختصراً، منها 4978، 4979، 5095، 5364."يقيم حلة": فسرها النووي في شرح مسلم 14:=

5546 - حدثنا مُصْعَب بن سَلاَّم حدثنا محمد بن سوقَةَ سمعت

_ = 39 بقوله "أي يعرضها للبيع"، ولم يزد، فلم يصنع شيئاً. والقيمة: الثمن، كما هو معروف، فيقولون "قوّم السلعة تقويمًا"، وأهل مكة يستعملون في هذا المعنى "الاستقامة"، ففي اللسان 15: 402 عن أبي عبيد: "قوله إذا استقمت، يعني قوّمت، وهذا كلام أهل مكة، يقولون: استقمت المتاع، أي قومته، وهما بمعنى"، وأما "أقام" بهذا المعنى، فإني لم أجده في المعاجم، وهو ثابت كما ترى في هذا الحديث، هنا وفي صحيح مسلم، ووجدته أيضاً في كلام الإِمام الشافعي في الرسالة، وهو أفصح العرب في عصره، وأعرفهم بلغة قومه، وقد فصلت القول فيه في شرحي للرسالة، رقم 1461. قول عمر "رأيت عطارداً يبيع حلته"، في نسخة بهامشي ك م "يبيع حلة من حرير". "فاشتريها"، هكذا هو ثابت في ك م لإثبات حرف العلة، وهو جائز ثابت كثيرا. وحذفت الياء في ح. (5546) إسناده صحيح، مصعب بن سلام التميمي: من شيوخ أحمد، وثقة العجلي، وقال هرون بن حاتم البزاز: "كان شيخ صدق"، وقال يحيى بن معين: "قد كتبت عنه، ليس به بأس"، وضعفه أبو داود وابن معين في رواية أخرى، وترجمه البخاري في الكبير 14/ 354، وروى عن أحمد قال: "انقلبتْ على مصعب بن سلام أحاديث يوسف بن صهيب، جعلها عن الزبرقان السراج، وقدم ابن أبي شيبة فجعل يذاكر عنه أحاديث عن شعبة، وهي للحسن بن عمارة"،- وهذه العبارة الأخيرة محرفة في التاريخ الكبير، وصححناها من التاريخ الصغير، ومن ترجمته في تاريخ بغداد 13: 108 - 110 - وقال ابن عدي: "له أحاديث غرائب، وأرجو أنه لا بأس به، وما انقلبت عليه فإنه غلط منه لا تعمد"، لم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. فهذا شيخ صدوق من شيوخ أحمد، وهو يتحرى شيوخه، ويتحرى أحاديثهم، عرف عنه الغلط في أحاديث معينة، ليس هذا منها, ولا نرى أحمد يروي عن شيوخه ما عرف أنهم وهموا فيه أو غلطوا، إلا أن يبين ذلك إن شاء الله، فلذلك رجحنا توثيقه على هذا التحفظ. أبو جعفر: هو الباقر محمد بن عليّ بن الحسين. والحديث قد مضى نحوه بمعناه من طريق المسعودي عن أبي جعفر الباقر 4872؛ ومضى معناه مختصرا ومطولا من وجهين آخرين 5079، 5359. عبد الله بن صفوان المذكور في القصة: هو عبد الله بن صفوان بن أمية بن ظف الجمحي، من التابعين القدماء، من أشراف مكة، قتل مع ابن الزبير وهو متعلق =

أبا جعفر يقول: كان عبد الله بن عمر إذا سمع من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً، أو شهد معه مشهدا، لم يُقَصِّر دونه أو يَعْدُوه، قال: فبينما هو جالس وعُبَيد بن عُمير يَقُصُّ على أهل مكة، إذا قال عُبيد بن عُمير: "مَثَلُ المنافق كمثل الشاة بين الغَنَمين، إن أقبلتْ إلى هذه الغنم نطحتْها، وإن أقبلت إلى هذه نطحتها"، فقال عبد الله بن عمر: ليس هكذا، فغضب عُبيد بن عُمير، وفي المجلس عبد الله بن صَفْوان، فقال: يا أبا عبد الرحمن، كيف قال رحمك الله؟، فقال: قال: "مَثَلُ المنافق مَثَلُ الشاة بين الرَّبِيضين، إنْ أقبلتْ إلى ذا الرَّبيض نطحتْها، وإن أقبلت إلى ذا الربيض نطحتْها"، فقال له: رحمك الله، هما واحد، قال: كذا سمعتُ. 5547 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سِمَاك سمعت ابن عمر يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلى في البيت، وسيأتي من ينهاكم عنه فتسمعون منه!!، قال: يعني ابنَ عباس، قال: وكان ابن عباس جالسا قريبا منه. 5548 - حدثنا عبد الصمد وأبو سعيد قالا حدثنا عبد الله بن

_ = بأستار الكعبة، سنة 73، وأبي أن يخذله. في ح "فغضب عمير بن عبيد"، وهو خطأ واضح، صححناه من ك م. وفي ح أيضاً "إن أقبلت إلى ذي الربيضين نطحتها"فقط دون تكرار، وهو خطأ وسقط، وأشار مصححها إلى أن هذا موضع اشتباه عنده، وصححنا الكلام وأتممناه من ك م. (5547) إسناده صحيح، سماك: هو ابن الوليد الحنفي. والحديث مكرر 5053، ومطول 5065. (5548) إسناده صحيح، أبو سعيد: هو مولى بني هاشم، عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري: ثقة، وثقه الترمذي والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، قال: "ربما أخطأ"، وقال ابن معين وأبو زرعة =

المُثَنَّى حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن القَزَع، قال عبد الصمد، وهَو الرقعة في الرأس. 5549 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هرون الأهْوازي حدثنا محمد ابن سيرين عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "صلاة المغرب وتر صلاة النهار، فأوتروَا صلاة الليل، وصلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل". 5550 - حدثنا عليّ بن حَفص حدثنا وَرْقاء عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن القَزَع في الرأس. 5551 - حدثنا عبد الملِك حدثنا هشام، يعني ابن سعد، عن زيد

_ = وأبو حاتم:"صالح"، وأخرج له البخاري في الصحيح، بل أخرج له فيه بعض ما ادعوا أنه مما أنكر عليه، وكفى بالبخاري حجة. والحديث مكرر 5356. (5549) إسناده صحيح، هرون الأهوازي: هو هرون بن إبراهيم. وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 224. والحديث مطول حديثين جمعهما، الأول 4992، والثاني مراراً في صلاة الليل والوتر، آخرها 5537. (5550) إسناده صحيح، وهو مكرر 5548. (5551) إسناده صحيح، وهو مطول 5386، وقد أشرنا إليه هناك، وإلى أن مسلماً رواه من هذه الطريق 2: 90.عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة القرشي: ولد في حياة رسول الله، وجاء به أبوه إليه، فحنكه بتمرة، وسماه عبد الله ودعا له بالبركة، وكان من رجال قريش شجاعة ونجدة وجَلداً، وكان أمير أهل المدينة من قريش وغيرهم في وقعة الحرة سنة 63، فلما انهزم أهل المدينة فرونجا، ثم سكن مكة ووازر ابن الزبير على أمره، حتى قتل معه بمكة سنة 73، وكان يقاتل أهل الشأم وهو يرتجز. أنا الذي فررت يوم الحَرّةْ ... والحُرّ لا يفر إلا مَرّهْ وهذه الكَرة بعد الفرَّةْ انظر نسب قريق للمصعب (ص 384). =

ابن أَسْلم عن أبيه: قال دخلت مع ابن عمر على عبد الله بن مُطِيع، فقال: مرحبا بأبي عبد الرحمن، ضعوا له وِسادة، فقال: إنما جئتُك لأحِدِثك حديثا سمعتُه من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، سمعتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من نزع يدم من طاعة (1) فإنه يأتي يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وهو مفارقٌ للجماعة فإنه يموت مِيتةً جاهلية". 5552 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا يحيى بن قيس المأرِبي

_ = وقد أشار الحافظ في ترجمته في الإصابة 5: 65 - 66 إلى حديثه هذا مع ابن عمر، ونسبه لصحيح البخاري، وأخشى أن يكون ذلك وهماً منه، فإن البخاري لم يرو لهشام بن سعد كما يعرف من رمز ترجمته في التهذيب، ومن ذكره في أفراد مسلم في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين رقم 2140. وهذا الحديث روى نحوه ابن سعد في الطبقات 5: 107 في ترجمة عبد الله بن مطيع، من وجه آخر، عن محمد بن سعد الواقدي عن عبد الله بن نافع بن ثابت ابن عبد الله بن الزبير قال: "حدثني العطاف بن خالد عن أمية بن محمد بن عبد الله بن مطيع: أن عبد الله بن مطيع: أراد أن يفر من المدينة ليالي فتنة يزيد بن معاوية، فسمع بذلك عبد الله بن عمر، فخرج إليه حتى جاءه، قال: أين تريد يا ابن عم؟، فقال: لا أعطيهم طاعة أبدا، فقال: يا ابن عم، لا تفعل، فإني أشهد أني سمعت رسول الله يقول: من مات ولا بيعة عليه مات ميتة جاهلية"، وهو إسناد لا بأس به، لولا انقطاعه، فمن البعيد أن يكون أمية بن محمد بن عبد الله بن مطيع أدرك هذه القصة. ويرجح هذا الذي أقول، بل يؤكده، أن البخاري ترجم في الكبير 1/ 2/ 10 لأمية هذا، فقال: "عن أبيه، روى عنه عطاف بن خالد"، فلعله سقط من الإسناد في ابن سعد كلمة "عن أبيه"، (1) في ح "من طاعة الله". (5552) إسناده صحيح، يحيى بن قيس السبإي المأربي اليماني، ثقة، وثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 299، "المأربي"؛ بالميم وسكون الهمزة وكسر الراء وبالياء الموحدة، نسبة إلى "سد مأرب"، المعروف باليمن، وفي الأصول الثلاثة هنا "المازني"، وهو تصحيف، وقع أيضاً في بعض نسخ التاريخ الكبير, =

حدثنا ثُمامة بن شَراحِيل قال: خرجت إلى ابن عمر، فقلنا: ما صلاة

_ = وقد ذكره السمعاني في الأنساب وياقوت في معجم البلدان في مادة "مأرب"،، والذهبي في المشتبه 456. ثمامة بن شراحيل اليماني: تابعي ثقة، قال الدارقطني: "لا بأس به، شيخ مقل"،، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 177 وقال: "سمع ابن عباس، وسمي بن قيس، وابن عمر". "ثمامة"، بضم الثاء المثلثة. "شراحيل"، بفتح الشين والراء بعدها ألف وكسر الحاء المهملة بعدها ياء، ووقع في مجمع الزوائد "شرحبيل"، وهو خطأ ناسخ أو طابع. والحديث في مجمع الزوائد 2: 158 وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات"،، وقال أيضاً: "لابن عمر أحاديث في الصحيح وغيره بغير هذا السياق". ذكره المجد في المنتقى، بعد الحديث 1527، فذكر الموقوف منه فقط، وحذف آخره المرفوع، ونسبه لأحمد. وذكره الحافظ في التلخيص 129، ونسبه للمسند أيضاً. وروى البيهقي في السنن الكبرى 3: 152 من طريق أبي إسحق الفزاري عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنه صلى ركعتين ركعتين بأذربيجان ستة أشهر، وهذا أشار إليه الحافظ في التلخيص 129 وذكر أن سنده صحيح. وهذا الحديث يدل على أن السفر لا ينقطع بإقامة مدة معينة في جهة واحدة أيا كانت المدة، طالت أو قصرت. وتوجيه الاستدلال دقيق جداً، وقد يخفى على بعض الناظرين، ولذلك حذف المجد آخره المرفوع حين ذكره في المنتقى، مكتفيا بالأثر الموقوف على ابن عمر، والموقوف ليس حجة وحده، والمرفوع الذي حذفه ليس نصا في الموضوع. ووجه الاستدلال: أن ابن عمر أجاب سائله، إذ سأله عن طول مكث المسافر في مكان بعينه؟، بأنه هو والصحابة الذين كانوا بأذربيجان، أقاموا مدة أطول من هذه، شهرين أو أربعة أشهر في هذه الرواية, فكانوا يقصرون، ثم وكد الاستدلال بأنه رأى النبي -صلي الله عليه وسلم - يقصر في السفر، فكأنه يقول للسائل: ثبت من فعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم-القصر في السفر، ولم يثبت لديهم أنه جعل لذلك حدا معينا فيما إذا أطال المسافر المكث في مكان ما، وأنه هو ومن معه من أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أخذوا هذا على إطلاقه، فأطالوا المكث وقصروا، وأنه لو كان عند واحد منهم سنة في تحديد وقت معين للمكث لما سكت على ذلك، ولأبانه لهم، حتى لا يُصلوا صلاة المسافرين. وهذا قوي دقيق فيما أرى، وأسال الله التوفيق. ذو المجاز: موضع سوق، كانت عامة في الجاهلية، على فرسخ من عرفة. "نصب عيني": بضم =

المسافر؟، فقال: ركعتين ركعتين، إلاصلاة المغرب ثلاثاً، قلت: أرأيتَ إن كنا بذي المجاز، قال: وما ذو المجاز؟، قلت: مكانا بختمع فيه، ونبيع فيه، ونمكث عشرين ليلة، أو خمس عشرة ليلة؟، قال: يا أيها الرجل، كنت بأَذْرَبيجان، لا أدري قال: أربعة أشهر أو شهرين، فرأيتهم يصلُّونها ركعتين ركعَتين، ورأيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نُصْب عيني يصليهما ركعتين ركعتين، ثم نزع هذه الآية: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} حتى فرغ من الآية. 5553 - حدثنا محمد بن بكر حدثنا حنظَلة بن أبي سفيان سمعت سالما يقول عن عبد الله بن عمر: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "رأيته عند الكعبة مما يلي المقام، رجل آدم سبطُ الرأس، واضعا يده على رجلين، يَسْكب رأسه، أو يقطر، فسألتُ: من هذا؟، فقيل: عيسى ابن مريم"، أو

_ = النون وسكون الصاد، يقال: "هو نصب عيني"، في الشيء القائم الذي لا يخفى عليّ وفي القاموس وشرحه "عن القتيبي": جعلته نصب عيني، بالضم، ومنهم من يروي فيه الفتح، والفتح لحن. قال القتيبي: ولا تقل نصب عيني، أي بالفتح. وقيل: هو مسموع من العرب. وصرح المطرزي بأنه مصدر في الأصل، أي بمعنى مفعول، أي منصوبها، أي مرئيها رؤية ظاهرة، بحيث لا ينسى ولا يغفل عنه، ولم يجعل بظهر",. وفي ك ونسخة بهامش م والزوائد "بَصْر عيني"، وهو من الإبصار، قال ابن الأثير: "ومنه الحديث: بصر عيني، وسمع أذني ..... واختلف في ضبطه، فروي: بصر وسمع، [يعني فعلين، بفتح الباء، وضم الصاد، ولفتح السين وكسر الميم]، وبصر وسمع [يعني بتشديد الصاد والميم]، وبصر وسمع، [يعني بفتح الباء والصاد، وبفتح السين وسكون الميم]، على أنهما اسمان". "ثم نزع هذه الآية"، أي أخرجها، يريد قرأها. وفي نسخة بهامشي ك م "ثم قرأ هذه الآية". وانظر 5213، 5333. (5553) إسناده صحيح، وهو مكرر 4977. "عين اليمني"، من إضافة الصفة للموصوف، وفي ك "العين اليمني"، وما هنا ثابت نسخة بهامشها. "من رأيت منه"، في ك "من رأيت به".

"المسيح ابن مريم"، لا أدري أي ذلك قال، "ثم رأيت وراءه رجلاً أحمر، جَعْدَ الرأس، أعور عين اليمنى، أشبه من رأيت منه ابن قَطن، فسألت: من هذا؟، فقيل: المسيح الدجال". 5554 - حدثنا وَهب بن جَرير حدثنا أبي سمعت يونس عن الزهريّ عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقولَ: "أتيت وأنا نائم بقدح من لبن، فشربتُ منه حتى جَعَل اللبنُ يخرج من أظفاري، ثم ناولت فضلي عمر بن الخطاب"، فقال: يا رسول الله، فما أوَّلْتَه؟، قال: "العِلْم". 5555 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن سِمَاك عن سعيد بن جُبَير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل بالبَقيع، فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فأتيتُ النبَى - صلى الله عليه وسلم - وهو يريد أن يدخل حجرته فأخذت بثوبه، فسألته؟، فقال: "إذا أخذتَ واحدا منهما بالآخرفلا يفارقنك وبينك وبينه بيع". 5556 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا سليمان التيمي عن أبي

_ (5554) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 250و4: 315 عن قتيبة عن الليث عن الزهري، وصححه في الموضعين. قال شارحه: "وأخرجه الشيخان". وسيأتي 5868، 6142، 6343، 6344، 6426. (5555) إسناده صحيح، وهو مطول 4883، 5237، وقد أشرنا في شرح أولهما إلى أنه رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة مطولاً، فهذه هي الرواية المطولة، بنحو ما عندهم. (5556) إسناده ضعيف، لتصريح سليمان التيمي "بأنه لم يسمعه من أبي مجلز، فبينهما راو مجهول. سليمان التيمي: هو ابن طرخان، سبق توثيقه 1410، ونزيد هنا أنه سمع من أبي مجلز، ولكنه صرح هنا أنه لم يسمع منه هذا الحديث، وأن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 2/ 21 - 22. والحديث رواه أبو داود 1: 296 - 297 عن محمد بن عيسى عن معتمر بن سليمان التيمي ويزيد بن هرون وهشيم، ثلاثتهم عن سليمان التيمي =

مجْلَز عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في الركعة الأولى من صلاة الظهر، فَرأى أصحابُه أنه قرأ {تَنْزِيلُ} السجدة، قال: ولم أسمعه من أبي مِجْلَز. 5557 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا سفيان بن سعيد عن عمرو

_ = عن أمية عن أبي مجلز عن ابن عمر، ثم قال أبو داود عقبه: "قال ابن عيسى: لم يذكر أمية أحدٌ إلا معتمر". وقال الحافظ في التهذيب 1: 373 - 374 في ترجمة "أمية" عن أبي مجلز: "قال أبو داود في رواية الرملي: أمية هذا لا يعرف، ولم يذكره إلا المعتمر، انتهى. ويحتمل أن هذا تصحيف من أحد الرواة، كان: عن المعتمر عن أبيه، فظنه: عن أمية، ثم كرر ذكر أبيه والله أعلم. لكن وقع عند أحمد عن يزيد بن هرون عن سليمان عن أبي مجلز، به. ثم قال: قال سليمان: ولم أسمعه من أبي مجلز [يريد الحافظ هذه الرواية التي هنا]. وحكى الدارقطني أن بعضهم رواه عن المعتمر فقال: عن أبيه عن أبي أمية، وزيفه. ثم جوز- إن كان محفوظا- أن يكون المراد به عبد الكريم بن أبي المخارف، فإنه يكنى أبا أمية، وهو بصري". وفيما قال الحافظ: من احتمال التصحيف تكلف مستكره، لا ينبغي أن يلتفت إليه. والظاهر الصريح الواضح أن سليمان لم يسمعه من أبي مجلز، بل سمعه من شيخ اسمه "أمية"، لعله لم يتحقق من شخصه ونسبه، فسماه تارة، وحذفه أخرى، وبين أنه لم يسمعه من أبي مجلز، حتى يبرأ من شبهة التدليس. وقال الحافظ أيضاً في التلخيص 114 بعد أن نسب الحديث لأبي داود والحاكم: "وفيه أمية، شيخ لسليمان التيمي، رواه له عن أبي مجلز، وهو لا يعرف، قاله أبو داود في رواية الرملي عنه. وفي رواية الطحاوي عن سليمان عن أبي مجلز: قال: ولم أسمعه منه [يعني كرواية المسند هنا]. لكنه عند الحاكم بإسقاطه. ودلت رواية الطحاوي على أنه مدلس". وهذا أيضاً من الحافظ غير جيد. أما رواية الحاكم فإنها في المستدرك 1: 221 من طريق يحيى بن سعيد القطان عن سليمان التيمي عن أبي مجلز عن ابن عمر. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وهو سنة صحيحة غريبة، أن الإمام يسجد فيما يسر بالقراءة، مثل سجوده فيما يعلن". وقال الذهبي: "على شرطهما"، فأن يكون بعض الرواة عن سليمان التيمي لم يذكروا شيخه المجهول لأنه أبرأ ذمته، فذكر شيخه المجهول في بعض روايته، وصرح في أخرى بأنه لم يسمعه من أبي مجلز، فأنى يكون مدلسا؟!. (5557) إسناده صحيح، وهو مطول 5529.

ابن يحيى عن سعيد بن يَسار عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يصلي على حمار، ووجهه قِبَل المشرق، تطوعاً. 5558 - حدثنا يزيد أخبرنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن مَعْمَر عن الزُّهْرِي عن سالم عن ابن عمر قال: أَسْلَم غَيلان بن سَلَمة الثَّقَفِي وتحته عشر نسوةٍ في الجاهلية، وأسْلَمن معه، فأمره النبي -صلي الله عليه وسلم -صلي الله عليه وسلم - أن يختار منهن أربعاً. ْ5559 - حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سَلَمَة عن سمَاك بن حَرب عن سعيد بين جبَير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبلَ بالبَقِيع، فأبيع بالدنانير وآخذ مكانها الوَرِق، وأبيعِ بالوِرق فآخذ مكانها الدنانير، فَأتيت النبي -صلي الله عليه وسلم -، فوجدته/ خارجا من بيت حفْصة، فسألته عن ذلك؟، فقال: "لا بأس به بالقيمة". ْ5560 - حدثنا يزيد أخبرنا هشام الدَّسْتَوائي عن يحيى بن أبي كَثير عن أبي سَلاّم عن الحَكَم بن مِيناء: أن ابن عمر وابن عباسِ حدثا أنهَما سمعا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول على أَعواد المنبر: "لَينتَهِينَّ أقوام عن ودْعهِم الجُمعات، أو لَيَختِمَن اللهُ على قلوبهم، ولَيكْتَبُن من الغافلين". 5561 - حدثنا يزيد أخبرنا شُعْبة بن الحَجّاج عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله، إني أخدع في البيع، قال: "قَل: لاخلابة".

_ (5558) إسناده صحيح، وهو مكرر 5027. (5559) إسناده صحيح، وهو مكرر5555. (5560) إسناده صحيح، وهو مكرر 3100 في مسند ابن عباس. وقد مضيأ يضا في مسنده بهذا الإسناد نفسه 2132. (5561) إسناده صحيح، وهو مكرر 5515.

5562 - حدثنا يزيد أخبرنا أبو جَناب يحيى بن أبي حَيّة عن شَهْر ابن حَوْشب؛ سمعت عبد الله بن عمر يقول: لقد رأيتُنا وما صاحب الدينار والدرهم بأحق من أخيه المسلم، ثم لقد رأيتنا بأَخَرَة الآن ولَلدينار والدرهم أحبُّ إلى أحدنا من أخيه المسلم. 5562 م (1) - ولقد سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر، وتبايعتم بالعيبة، وتركتم الجهاد في سبيل الله، ليلزمنَّكُم الله مذلة في أعناقكم، ثمَ لا تُنزع منكم حتى ترجعون إلى ما كنتم

_ (5562) إسناده ضعيف، لضعف أبي جناب الكلبي. وهذا الرقم تحته في الحقيقة أربعة أحاديث، كان ينبغي أن يجعل لكل منها رقم خاص، ولكني لم أفعل عند الترقيم، ولم أستطع تدارك ما فات، فرأيت أن أفصل بينها، وأجعل الرقم واحدا لها مكررا كما ترى. وهذا الحديث الأول منها، في الدينار والدرهم وحق المسلم، لم أجده في مكان آخر، وسنفصل القول في إسناد هذه الأربعة الأحاديث في الحديث التالي لهذا، رقم 5562 م (1) "بأخرة"، أي في آخر الأمر بعد أن مضى ذاك العهد، وهي بفتح الهمزة والخاء بدون مد. ورسمت في ح "بآخرة"، بالمد، وهو خطأ، صححناه من ك م ومن معاجم اللغة. 5562 م (1) إسناده ضعيف، فهو بالإسناد الذي قبله. وقد مضى هذا الحديث مختصرا 5007 عن يحيى بن عبد الله بن أبي غنية عن أبي حيان. واختلفت النسخ هناك، بين "أبي حيان" و"أبي حباب"، و"أبي جناب"، ورجحنا هناك أنه عن "أبي حيان". وقد تبين من هذا الإسناد أن ما رجحنا خطأ صرف نستدركه هنا، إذ صرح يزيد بن هرون بأنه أخبره به "أبو جناب يحيى بن أبي حية"، وهذا يرفع كل شبهة في اسم هذا الشيخ. وهو "أبو جناب- بالجيم والنون- يحيى بن أبي حية"، وقد سبق تضعيفه في 1136 ,ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 267 وقال: "كان يحيى القطان يضعفه"، وكذلك قال في الضعفاء 36، وقال النسائي في الضعفاء 32: "ضعيف". "حتى ترجعون" و "تتوبون"، هكذا هما بإثبات النون فيهما في ح م، وله وجه من العربية، وقد جاء مثل هذا مرارا في الأحاديث ثم في فصيح الكلام. وفي ك"ترجعوا"، "تتوبوا"، على الجادة.

عليه، وتتوبون إلى الله". 5562 م (2) - وسمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لتكونن هجرة بعد هجرة، إلى مُهاجَر أبيكم إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، حتي لا يبقى في الأرضين إلا شِرار أهلها، وتلْفظهم أرضوهم، وتَقْذَرهم روح الرحمن عز وجل، وتحشرهم النار معٍ اَلقردة والخنازير، تَقيل حيث يقيلون، وتبيت حيث يبيتون، وما سقط منهم فلها". 5562 م (3) - ولقد سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "يخرج من أمتي قومٌ يسيؤون الأعمال، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حَناجرهم، قال يزيد: لا أعلمه إلا قال: يَحْقِر أحدكم عمله مع عملهم، يقتلون أهل الإِسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، فطوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قرن قطعه الله عز وجل"، فردد ذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -عشرين مرة أو أكثر، وأنا أسمع. 5563 - حدثنا صَفوان بن عيسى أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع

_ (5562 م 2) إسناده ضعيف، بالإسناد قبله. وهو في مجمع الزوائد 5: 251 وقال: "رواه أحمد في حديث طويل في قتال أهل البغي، وفيه أبو جناب الكلبي، وهو ضعيف",."تلفظهم أضوهم"، قال ابن الأثير: "أي تقذفهم وترميهم، وقد لفظ الشيء يلفظه لفظا، إذا رماه". "تقذرهم"، بفتح الذال المعجمة، قال ابن الأثير: "أي يكره خروجهم إلى الشأم ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، كقوله تعالى: {كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}، يقال: قذرت الشيء أقذره، إذا كرهته واجتنبته". "روح الرحمن" من الصفات التي يجب الإيمان بها دون تأويل أو إنكار، عن غير تشبيه ولا تمثيل، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} سبحانه وتعالى. (5562 م 3) إسناده ضعيف، بالإسناد قبله. وهو في مجمع الزوائد 6: 229 وقال: "رواه أحمد، وفيه أبو جناب، وهو مدلس". وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 3831. (5563) إسناده صحيح، وهو مطول 4984، وقد أشرنا إليه هناك.

عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لما رجع من أُحُد سمع نساء الأنصار يبكين على أزواجهن، فقال: "لكن حمزُة لا بواكي له"، فبلغ ذلك نساءَ الأنصار، فجئن يبكين على حمزة، قال: فانِتبه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من الليل، فسمعهن وهن يبكين، فقال: "ويحهن! لم يزلن يبكين بعد منذ الليلة؟!، مُروهن فلْيرجِعْن، ولا يَبكِين على هالك بعد اليوم". 5564 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن يونس بن خبّاب حدثنا أبو الفضل أو ابن الفضل، عن ابن عمر: أنه كان قاعدا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "اللهم اغفر لي وتبْ عليَّ، إنك أنت التواب الغفور"، حتى عدَّ العادُّ بيده مائة مرة. 5565 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن توبة العنبري قال: قال لي الشَّعْبي: أرأيت حديث الحسن عن النبي -صلي الله عليه وسلم -؟، وقد قاعدتُ ابن عمر قرييا من سنتين، أو سنة ونصف، فلم أسمعه رَوَى عن النبي -صلي الله عليه وسلم -

_ (5564) إسناده ضعيف، لضعف يونس بن خباب. أبو الفضل أو ابن الفضل: لم أجد له ترجمة إلا قول التهذيب: "روى عن ابن عمر في الاستغفار، وعنه يونس بن خباب"، وذكر قولاً ثالثا في كنيته "أبو المفضل". ورمز له في التهذيب برمز النسائي، فلعله في السنن الكبرى. والحديث في ذاته صحيح، سبق بنحوه بإسنادين صحيحين، 4726 من رواية محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر، و 5354 من رواية أبي إسحق السبيعي عن مجاهد عن ابن عمر."بيده"، في نسخة بهامش م "بيديه". (5565) إسناده صحيح، الشعبي: هو عامر بن شراحيل الإِمام الحافظ الحجة الثبت، وقد صرح هنا بأنه جالس ابن عمر قريبا من سنتين، فكان عجبا مع هذا، ومع صحة الإسناد إليه به، أن يقول ابن أبي حاتم في المراسيل 59: سمعت أبي يقول: الشعبي لم يسمع من ابن عمر"، وهذه الكلمة في التهذيب عن ابن أبي حاتم، ولم يتعقبها الحافظ، وهذا الإسناد الصحيح عنه ينقضها ويبطلها، والشعبي قديم الولاد، قديم الوفاة، ولد في خلافة عمر، وقارب التسعين من عمره، مات سنة 109. والظر 5530، 3219، 2684.

غير هذا!، قال: كان ناس من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - فيهم سعد، فذهبوا يأكلون من لحم، فنادتهم امرأةٌ من بعض أزواج النبي -صلي الله عليه وسلم -: إنه لحم ضَبّ، فأَمْسَكوا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كلوا، أو اطْعموا، فإنه حلال"، أو "إنه لا بأس به"، تَوبة الذي شك فيه، "ولكنه لير من طعامي". 5566 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن إسماعيل سمعت حَكيمَ الحَذَّاء: سمعت ابن عمر سئل عن الصلاة في السفر؟،، فقال: ركعتيَن، سنة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 5567 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عَقِيل بن

_ (5566) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد. حكيم الحذاء: هو أبو حنظلة، المترجم في التعجيل والكنى للبخاري والكنى للدولابي بكنيته فقط، وقد ذكر الحافظ في التعجيل أنه "معروف، يقال له الحذاء، بمهملة ثم معجمة، ولم يسم"، ففاتهم ما رواه هنا أن اسمه "حكيم الحذاء"، وقد مضى الحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن "أبي حنظلة"، هذا 4704، 4861، 5213، فاستيقنا من هذه الأسانيد. ومما قال الحافظ أنه هو "حكيم الحذاء"، وانظر أيضاً 5552. قوله "سمعت حكيم الحذاء" هكذا رسم في ك م "حكيم"، بدون ألف مع أنه منصوب، وكتب عليه في م "صحه". فهو على لغة ربيعة في الوقف على المنصوب بالسكون كالوقف على المرفوع. (5567) إسناده صحيح، عقيل -بفتح العين- بن طلبة السلمي: تابعي ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/51، وابن حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 219. أبو الخصيب، بفتح الخاء المعجمة وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها باء موحدة، كما ضبطه المنذري: اسمه "زياد بن عبد الرحمن"، كما سماه أبو داود في السنن 4: 406، والدولابي في الكنى 1: 168، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه أبو داود 4: 406 من طريق محمد بن جعفر بهذا الإسناد، مختصرا، لم يذكر فيه أول القصة من فعل ابن عمر، بل ذكر روايته الحديث المرفوع فقط. ورواه الطيالسي 1950 مطولا عن شُعبة. =

طلحة سمعت أبا الخَصيب قال: كنت قاعدا، فجاء ابن عمر، فقام رجل من مجلسه له، فلِم يجلَس فيه، وقعد في مكان آخر، فقال الرجل: ما كان عليك لو قعدت؟، فقال: لم أكن أقعد في مقعدك ولا مقعد غيرك، بعد شيء شهدته من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، جاء رجل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقام له رجل من مجلسه، فذهب ليجلس فيه، فنهاه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 5568 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن محمد بن أبي

_ = قوله في المرفوع "من مجلسه"، في نسخة بهامش م "عن مجلسه". (5568) إسناده صحيح، محمد بن أبي يعقوب. هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي، سبق توثيقه 1745، ونزيد هنا أن شُعبة قال: "كان سيد بني تميم"، وقال الحافظ في الفتح 7: 77 "هو ثقة باتفاق"، وقال فيها يضا 10: 357: "هو كوفي عابد، اتفقوا على توثيقه، وشذ ابن أبي خيثمة فحكى عن ابن معين أنه ضعفه". وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/127 ابن أبي نعيم: هكذا هو في الأصول الثلاثة هنا، وهو خطأ، صوابه "نعم" بضم النون وسكون العين، هكذا ضبطه الحافظ في الفتح والتقريب، والقسطلاني في شرح البخاري، وغيرهما ,ولم أجد في ذلك خلافا, ولست أدري ممن الغلط، وهو عندي غلط قديم، لاتفاق الأصول الثلاثة عليه. ولعله من القطيعي، أو ممن بعده من رواة المسند, لأن البخاري رواه من طريق غندر- وهو محمد بن جعفر شيخ أحمد هنا- عن شُعبة، وفيه "نعم" بسكون العين، والحديث رواه البخاري 7: 77 - 78 من طريق غندر عن شُعبة، و10: 357 من طريق مهدي بن ميمون عن ابن أبي يعقوب. وانظر القسطلاني 6: 110. ورواه أيضاً الترمذي 4: 339 - 340 من طريق جرير بن حازم عن ابن أبي يعقوب، وقال: "حديث صحيح. وقد رواه شُعبة عن محمد ابن أبي يعقوب. قال الحافظ في الموضع الأول: "أورد ابن عمر هذا متعجبا من حرص أهل العراق على السؤال عن الشيء اليسير، وتفريطهم في الشيء الجليل"!!، وقال في الموضع الثاني: "والذي يظهر أن ابن عمر لم يقصد ذلك الرجل بعينه، بل أراد التنبيه على جفاء أهل العراق، وغلبة الجهل عليهم بالنسبة لأهل الحج

يعقوب سمعت ابن أبي نعيم سمعت عبد الله بن عمر بن الخطاب، وسأله رجل عن شيء، قال شُعْبة: أحسبه سأله عن المُحْرم يقتل الذباب؟!، فقال عبد الله: أهل العراق يسألون عنَ الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!!، وقد قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "هما رَيْحانَتيّ من الدنيا". 5569 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة سمعت أبا جعفر،

_ (5569) إسناده صحيح، أبو جعفر المؤذن: هو محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى، وهكذا كَنّاه شُعبة في روايته: "أبو جعفر"، ويقال إن كنيته "أبو إبراهيم"، وهو ثقة، قال ابن معين: "ليس به بأس"، وقال الدارقطني: "بصري يحدث عن جده. ولا بأس بهما"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان يخطىء"، وهذه كلمة من ابن حبان عابرة، فليس لمحمد هذا حديث كثير يتبين منه كيف كان يخطيء ,وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/23 - 24 فلم يذكر فيه جرحا، وذكر أحاديث رواها، آخرها حديث بإسنادين، أحدهما من طريق الطيالسي: "حدثنا محمد بن مسلم الكوفي قال: حدثنا جدي عن ابن عمر قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم -إذا استيقظ أخذ السواك"، ثم قال: "حدثنا موسى قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران عن رجل، يعني جده، عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - مثله. قال أبو عبد الله [هو البخاري]: أكثر عليه أصحاب الحديث، فحلف أن لا يسمى جده": مسلم أبو المثنى: هو مسلم بن المثنى، وهو جد "محمد بن إبراهيم بن مسلم"، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/256 - 257. والحديث رواه أبو داود 1: 199 - 200 من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة، بهذا الإسناد. ثم رواه بنحوه من طريق أبي عامر العقدي عن شُعبة. ورواه النسائي 1: 108 من طريق حجاج عن شُعبة، وهو الإسناد 5570 التالي لهذا. وزواه الدولابي في الكنى 2: 106 من طريق محمد بن جعفر وحجاج، كلاهما عن شُعبة. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 197 - 198 من طريق عبد الله بن خيران، ومن طريق عبدان، وهو عبد الله بن عثمان بن جبلة عن أبيه، ومن طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل عن أبيه- وهو هذا الحديث في المسند- عن محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن شُعبة "عن أبي جعفر المدائني عن مسلم أبي المثنى القاري" عن ابن عمر، وقال: "صحيح الإسناد، فإن أبا جعفر هذا: هو عمير بن يزيد ابن حبيب الخطمي، وقد روى عن سعيد بن المسيب وعمارة بن خزيمة بن ثابت، وقد روى عنه سفيان الثوري=

يعني المؤذن، يحدث عن مُسْلِم أبي المُثَنّى يحدث عن ابن عمر قال: إنما

_ = وشعبة وحماد بن سلمة وغيرهم من أيمة المسلمين. وأما أبو المثنى القاري فإنه من أستاذي نافع ابن أبي نعيم، واسمه مسلم بن المثنى، روى عنه إسماعيل ابن أبي خالد وسليمان التيمي وغيرهما من التابعين، ووافقه الذهبي ولم يتعقبه!، وقد أخطأ كلاهما خطأ غريبا في ادعاء أن أبا جعفر هو "المدائني" وأنه هو "عمير بن يزيد الخطمي"!!، فمن الحق أن "عمير بن يزيد الخطمي"، مدني، وأنه يكني "أبا جعفر" , ولكنه ليس بأبي جعفر راوي هذا الحديث. ولست أدري من ذا الذي زاد كلمة "المدائني" في روايات الحاكم؟، فإن إحداها رواية المسند بين أيدينا, وليس فيها هذا، بل في المسند ما ينقضها عقب هذا الإسناد، في 5570، في رواية حجاج عن شُعبة "سمعت أبا جعفر مؤذن العربان في مسجد بني هلال"، فهذا غير ذاك يقينا. ويؤيد ما قلنا أن البخاري روى هذا الحديث في الكبير، في ترجمة "محمد بن إبراهيم بن مسلم ابن مهران"، بالإشارة إليه، كعادته، قال: "وقال لنا أبو بشر: سلم بن قتيبة قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا جدي عن ابن عمر: يفرد الإقامة". ثم رواه بالإشارة إليه مرة أخرى، في ترجمة "مسلم"، قال: "مسلم أبو المثنى، مؤذن مسجد الجامع، مسجد الكوفة، سمع ابن عمر يقول: كان الأذان على عهد النبي -صلي الله عليه وسلم -مثنى مثنى، والإقامة واحدة. قاله يحيى بن سعيد وآدم وخالد بن الحرث عن شُعبة: سمع أبا جعفر عن مسلم، وقال غندر عن شُعبة: لم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث". فدخل على الحاكم الوهم، فلم يتثبت، وقلده الذهبي دون بحث!!. وقول أحمد في هذا الإسناد: "وقال حجاج"، إلخ، هو إشارة إلى الإسناد الذي عقب هذا. وقول شُعبة "لاأحفظ [عنه]، غير هذا"، يريد أنه لم يسمع عن أبي جعفر غير هذا الحديث، وكلمة [عنه]، زيادة في نسخة ثابتة بهامشي ك م. وقد حكينا فيما نقلنا عن البخاري نحو هذه الكلمة عن شُعبة، رواها عنه محمد بن جعفر. وكذلك حكاها أبو داود عقب رواية محمد بن جعفر عن شُعبة، قال: "قال شُعبة: لم أسمع عن أبي جفر غير هذا الحديث"، ورواها الدولابي من الطريقين: طريق محمد ابن جعفر، وطريق حجاج، عن شُعبة، قال: "قال شُعبة: لم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث. قال حجاج: قال شُعبة: لا أحفظ عنه غير هذا الحديث وحده". وهذا =

كان الأذان على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -مرتين، وقال حَجّاج: يعني مرتين مرتين، والإقامة مرةً، غير أنه يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، وكنا إذا سمعنا الإقامة توضأنا ثم خرجنا إلى الصلاة، قال شُعْبة: لا أحفظ [عنه]، غير هذا. 5570 - حدثنا حَجّاج حدثنا شُعْبة سمعت أبا جعفر مؤذن العُرْبان في مسجد بني هلال عن مُسْلِم أبي المثُنّى مؤذن مسجد الجامع، فذكر هذا الحديث. 5571 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عَلْقَمة بن مَرْثَد سمعت سالم بن رزِين يحدث عن سالم بن عبد الله، يعني ابن عمر، عن سعيد بن المُسَيّب عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، في الرجل تكون له المرأة ثم يطلقها، ثم يتزوجها رجل، فيطلقها قبل أن يدخل بها، فترجع إلى زوجها الأول؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "حتى تذوق العُسَيلة". 5572 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عقْبة بن حرَيث سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الجَرّ، والدُّبّاء،

_ = تحقيق دقيق، والحمد لله على التوفيق. (5570) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. "العربان"، بالباء الموحدة كما ثبت في ك م، وفي أبي داود "العريان" وليس النقط واضحاً في ح، فأثبتنا ما أتفق عليه الأصلان المخطوطات. (5571) في إسناده نظر، والظاهر أنه ضعيف، وقد فصلنا القول فيه في 4776. وذكرنا هناك أيضاً أن النسائي رواه 97:2 - 98 من طريق شُعبة عن علقمة بن مرثد "سمعت سلم ابن زرير"، وأن الحافظ ذكر في التهذيب 3: 276 رواية شُعبة عن علقمة بن مرثد عن "سالم بن رزين"، واشتبهنا في ذلك لمخالفته رواية شُعبة عند النسائي. ولكن قد تبين من هذا الإسناد أن نقل التهذيب صواب، أن شُعبة سماه "سالم بن رزين"، وأن ما في النسائي خطأ، لعله من الناسخين، فإنه رواه عن عمرو بن علي الفلاس عن محمد بن جعفر، شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد. وقد مضى الحديث أيضاً 4777، 5278. (5572) إسناده صحيح، وهو مكرر 5429. وانظر 5494.

والمزَفَّت، وقال: "انتبذوا في الأسْقِية". 5573 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمرو بن دينار سمعت عبد الله بن عمر يقول: لما قدم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مكة، طاف بالبَيت سبعاً، ثم صلى عند المقام ركعتين، ثم خرج إلى الصفا من الباب الذي يخرج إليه، فطاف بالصفا والمروة، قال: وأخبرني أيوب عن عمرو بن دينار عن ابن عمر: أنه قال: هو سنة. 5574 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن موسى بن عقْبة عن سالم بن عبد الله قال: كان عبد الله بن عمر يكاد [أن]، يلعن البيداء، ويقول: أحرم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من المسجد. 5575 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه يحدث عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إنْ يَك من الشؤم شيء حق، ففي المرأة، والفرس، والدار". 5576 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه يحدث عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال:

_ (5573) إسناده صحيح، وهو في معنى 4641، وانظر 5194. (5574) إسناده صحيح، وهو مكرر 4820، ومختصر 5337. زيادة [أن]، من نسخة بهامش م. (5575) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 191 من طريق محمد بن جعفر، ومن طريق روح بن عبادة، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد، وقد مضى معناه من وجهين آخرين 4544، 4927. (5576) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 185 من طريقي محمد بن جعفر وروح، كلاهما عن شُعبة، بهذا الإسناد. وقد مضى من طريقي عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر 4719. قال ابن الأثير: "الفيح: سطوع الحر وفورانه، ويقال بالواو .... وفاحت القدْر تفيح وتفوح، إذا غَلَت. وقد أخرجه مخرج التشبيه والتمثيل".

"الحُمّى من فَيح جهنم، فأطْفِؤوها بالماء"، أو "بردوها بالماء". 5577 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمدا يحدث عن عبد الله أن رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننتُ أنه سيورثه"، أو قال: "خشيت أن يورثه". 5578 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن واقد بن محمد ابن زيد أنه سمع أباه يحدث عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه قال في حجة الوداع، "ويْحَكم"، أو قال: "ويْلكم، لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رِقاب بعض". 5579 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمداً يحدث عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ".

_ (5577) إسناده صحيح، ورواه البخاري10: 369 - 370، ومسلم 2: 293،كلاهما من طريق يزيد بن زريع عن عمر بن محمد عن أبيه عن ابن عمر. وانظر الترغيب والترهيب 3: 238."خشيت"، في نسخة بهامش م "حسبته". ذكره ابن كثير في التفسير 2: 442 عن هذا الموضع ثم قال: "أخرجاه في الصحيحين من حديث محمد ابن زيد بن عبد الله بن عمر، به". (5578) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 458 و 12:170 و13: 22 - 23، ومسلم 1: 33 - 34 من طريق شُعبة عن واقد بن محمد. ونسبه السيوطي في الجامع الصغير 9767 أيضاً لأبي داود والنسائي وابن ماجة، وفاته أن ينسبه لصحيح مسلم. (5579) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 6: 474 عن هذا الموضع، وانظر 4766 5133، 5226.

5580 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن يونس بن عُبَيد عن زياد بن جُبَير قال: رأيت ابن عمر مرَّ برجل قد أَناخ مطيته، وهو يريد أن ينحرها، فقال: قِياماً مقَيّدة، سُنة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 5581 - حدثنا سفيان بن عيَينة عن عاصم عن أبيه عن عبد الله ابِنِ عمر، يَبْلُغ به النبَّي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لو علم الناس ما في الوَحْدة ما أعلم ما سرى راكبٌ بليلٍ وحده". 5582 - حدثنا موسى بن طارق أبو قُرّة الزِّيدِي، من أهل زَبيد،

_ (5580) إسناده صحيح، وهو مكرر 4459. "مطيته" في نسخة بهامش م "بدنته". (5581) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. والحديث مكرر 5252. (5582) إسناده صحيح، موسى بن طارق أبو قرة: شيخ ثقة من شيوخ أحمد، أثنى عليه أحمد خيراً، وفي التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان ممن جمع وصنف وتفقه وذاكر، يغرب. قلت [القائل ابن حجر]: صنف كتاب السنن، على الأبواب، في مجلد، رأيته. ولا يقول في حديثه حدثنا، إنما يقول: ذكر فلان. وسئل الدارقطني عن ذلك؟، فقال: كانت أصابت كُتُبَه علة، فتورع أن يصرح بالإخبار. وقال مسعود عن الحاكم: ثقة مأمون. وقال الخليلي: "ثقة قديم "زُبيد" بفتح الزاء، مدينة مشهورة باليمن. "الحصيب" بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين: اسم مدينة "زُبيد"، وأصل "زُبيد" اسم الوادي، والحصيب مدينته، ثم غلب اسم الوادي على اسم المدينة. وفي النسخ الثلاث هنا "الخصيب" بالخاء المعجمة، وهو خطأ وتصحيف على الرغم من ثبوته في الأصول الثلاثة. وقد ضبطها -بالحاء المهملة والتصغير- ياقوت في معجم البلدان 4: 288، وهي كذلك مضبوطة بالقلم في صفة جزيرة العرب للهمداني ص 53 س 24 وص 119 س 17، قال: والحصيب: وهي قرية زُبيد، وهي للأشعريين، وقد خالطهم بأخرة بنو واقد من ثقيف"، وقال أيضاً: "فزبيد نسبت إلى الوادي، وهي الحصيب، وهي=

من أهل الحُصَيب باليمن، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وكان قاضَّا لهم، عن موسى، يعني ابن عُقْبة، عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حَرَّق نخل بني النَّضِير وقَطَّع. 5583 - حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه كان يجعل فَصَّ خاتمه بما يلي بطن كَفّه. 5584 - حدثنا أنس بن عِياض حدثنا عمر بن عبد الله مولى

_ = وطن الحصيب بن عبد شمس، وهي كورة تهامة". وانظر شرح القاموس للزبيدي 1: 215. قول الإِمام أحمد: "وكان قاصاً لهم"، في التهذيب "قاضياً"، وهو خطأ مطبعي، يصحح من هذا الموضع. والحديث مكرر 5520. (5583) إسناده صحيح، عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري: سبق توثيقه 434، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث"، وضعفه الثوري من أجل القَدَر، وما هذا بسبب. والحديث مكرر 5250، ومختصر 5366. (5584) إسناده ضعيف، لانقطاعه، كما سيجيء. أنس بن عياض: سبق توثيقه 528، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير1/ 2/ 34. عمر بن عبد الله المدني، مولى غفرة بنت رباح أخت بلال بن رباح: ثقة، قال أحمد: "ليس به بأس، ولكن أكثر حديثه مراسيل"، وقال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث، ليس يكاد يسند، وكان يرسل أحاديثه"، وذكره النسائي في الضعفاء23 وقال: "ضعيف"، وقال ابن معين: "لم يسمع من أحد من الصحابة"، وأدرك ابن عباس ولم يسمع منه، وسأله عيسى ابن يونس: "أسمعتَ من ابن عباس"؟، فقال: "أدركتُ زمنه"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/119. "غفرة" بضم الغين المعجمة وسكون الفاء. والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير 7304 ونسبه لأحمد، ورمز له بعلامة الحسن. ونقل شارحه المناوي عن الإِمام أحمد، قال: "ما أرى عمر بن عبد الله لقي =

غُفْرَةَ عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-قال: "لكل أمة مَجُوسٌ، ومجوس

_ = عبد الله بن عمر، فالحديث مرسل"، ثم ذكر أن ابن الجوزي أورده في الموضوعات، وأن العلائي تعقبه بأن "له شواهد ينتهي مجموعها إلى درجة الحسن، وهو وإن كان مرسلاً، لكنه اعتضد، فلا يحكم عليه بوضع ولا نكارة". وروى أبو داود 4: 357 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم"، ورواه الحاكم 1: 85 من طريق أبي داود بإسناده، ثم قال: "حديث صحيح على شرط الشيخين، إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وفي عون المعبود: "قال المنذري: هذا منقطع، أبو حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر. وقد روي هذا الحديث من طرق عن ابن عمر، ليس منها شيء يثبت، انتهى. وقال السيوطي في مرقاة الصعود: هذا أحد الأحاديث التي انتقدها سراج الدين القزويني على المصابيح، وزعم أنه موضوع. وقال الحافظ ابن حجر فيما تعقبه عليه: هذا الحديث حسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ورجاله من رجال الصحيح، إلا أن له علتين، الأولى الاختلاف في بعض رواته عن عبد العزيز بن أبي حازم، وهو زكريا بن منظور، فرواه عن عبد العزيز بن أبي حازم فقال: عن نافع عن ابن عمر، والأخرى ما ذكره المنذري وغيره، من أن سنده منقطع؛ لأن أبا حازم لم يسمع من ابن عمر. فالجواب عن الثانية أن أبا الحسن بن القطان القابسي الحافظ صحح سنده، فقال: أَن أبا حازم عاصر ابن عمر، فكان معه بالمدينة، ومسلم يكتفي في الاتصال بالمعاصرة، فهو صحيح على شرطه، وعن الأولى بأن زكريا وصف بالوهم، فلعله وَهِم فأبدل راوياً بآخر، وعلى تقدير أن لا يكون وهم فيكون لعبد العزيز فيه شيخان. وإذا تقرر هذا لا يسوغ الحكم بأنه موضوع". ولنا على هذا تعقب: أما أن المعاصرة كافية وتحمل على الاتصال، فنعم، ولكن إذا لم يكن هناك ما يدل صراحة على عدم السماع، والدليل النقلي هنا على أن أبا حازم لم يسمع من ابن عمر قائم، فقد قال ابنه ليحيى بن صالح: "من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب". فهذا ابنه يقرر هذا على سبيل القطع، ومثل هذا لا ينقضه إلا إسناد آخر صحيح صريح في السماع، أما بكلمة "عن" فلا , ولذلك نص في

أِمتي الذين يقولون: لا قَدَر، إن مرضوا فلا تَعودُوهم، وإن ماتوا فلا تشهدُوهم".

_ = التهذيب على أنه يروي عن ابن عمرو بن العاص "ولم يسمع منهما"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 79 فذكر من سمع منهم، فلم يذكر من الصحابة إلا "سهل ابن سعد". وأما الرواية الأخرى التي فيها "زكريا بن منظور"، فإن زكريا هذا ضعيف جداً، لينه أحمد بن حنبل، وقال أحمد بن صالح: "ليس به بأس"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 388 وقال: "ليس بذلك"، وترجمه في الصغير 213 فقال: "منكر الحديث"، وقال أبو زرعة: "واهي الحديث، منكر الحديث"، ونحو ذلك قال أبو حاتم، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جداً، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له من حديثه". وأما ما نقل السيوطي عن ابن حجر أن الترمذي حسنه، فأخشى أن يكون وهماً من الحافظ، فإن الترمذي لم يروه أصلاً، فيما تبين لي بعد البحث والتتبع. وهذا الحديث ليس من الزوائد على الكتب الستة كما ترى، فقد رواه أبو داود، بنحوه، باللفظ الذي نقلناه عنه. ومع ذلك فإن الهيثمي ذكره في مجمع الزوائد 7: 205 بمثل لفظ أبي داود، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه زكريا بن منظور، وثقه أحمد بن صالح وغيره، وضعفه جماعة". وهذا هو الإسناد الذي أشار إليه ابن حجر في تعقيبه على السراج القزويني، ولست أدري لم ذكر في الزوائد؟، إن كان من أجل أن إسناده، الذي فيه زكريا بن منظور عن عبد العزيز بن أبي حازم عن نافع عن ابن عمر، غير إسناد أبي داود، الذي فيه "عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر"، كان الإسناد الذي في المسند هنا أولى أن يكون من الزوائد؛ لأنه من وجه آخر مغاير لذينك الوجهين. ثم لفظ الحديث الذي هنا فيه زيادة في المعنى: "لكل أمة مجوس"، فكان أجدر أن يذكر في الزوائد لذلك أيضا!!. وقوله "مجوس أمتي"، قال ابن الأثير: "قيل: إنما جعلهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس، في قولهم بالأصلين، وهما النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة. وكذا القدرية، يضيفون الخير إلى الله، والشر إلى الإنسان والشيطان، والله تعالى خالقهما معاً. لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته، فهما مضافان إليه خلقاً وإيجاداً، وإلى الفاعلِين لهما عملاً واكتساباص".

5585 - حدثنا [محمد بن]، إسماعيل بن أبي فُدَيك حدثنا الضَّحّاك بن عثمان عن صَدَقَة بن يَسار عِن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يَدعْ أحداً يَمُرُّ بين يديه، فإن أبي فلْيقاتلْه، فإن معه القَرِين". 5586 - حدثنا هُشَيم حدثنا سَيّار عن حَفْص بن عُبيد الله: أن

_ (5585) إسناده صحيح، محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك: ثقة من شيوخ الشافعي وأحمد، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1 /37. وفي ح "حدثنا إسماعيل بن أبي فديك"، وهو خطأ واضح، صححناه من ك م فزدنا [محمد ابن]. الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 335، ولكن ذكر أنه "من ولد حكيم بن حزام". صدقة بن يسار المكي: رجحنا في 4584، 4928 أنه يروي عن ابن عمر، وهذا الإسناد يوكد ما رجحنا ويثبته، خصوصاً وقد صرح بالسماع منه، كما سيأتي. والحديث رواه مسلم 1: 144، وابن ماجة 1: 157، كلاهما من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، بهذا الإسناد. ورواه مسلم أيضاً من طريق أبي بكر الحنفي "حدثنا الضحاك بن عثمان حدثنا صدقة بن يسار قال: سمعت ابن عمر يقول: إن رسول الله قال: بمثله". القرين، "المصاحب من الملائكة والشياطين، وكل إنسان فإن معه قريناً منهما، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر وبحثه عليه"، قاله ابن الأثير. (5586) إسناده صحيح، سيار: هو أبو الحكم العنزي. حفص بن عُبيد الله بن أنس بن مالك: تابعي ثقة, ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/375. والحديث بهذا السياق رواه البخاري في التاريخ الصغير 81 مختصراً، عن محمد بن الصباح عن هشيم عن سيار "عن حفص بن عُبيد الله بن أنس قال: لما توفي عبد الرحمن ابن زيد، هو ابن الخطاب، أرادوا أن يخرجوه بسَحَر، لكثرة الناس، فقال عبد الله بن عمر: حتى يصبحوا". ولم أجده في مصدرآخر غير هذا. وقد مضى مراراً، من حديث ابن عمر

عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب مات، فأرادوا أن يُخرجوه من الليل لكثرة الزحام، فقال ابن عمر: إنْ أخرتموهِ إلى أن تُصبحوا؟، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الشمس تَطْلع بقرْنِ شيطانٍ". 5587 - حدثنا هُشَيم حدثنا أبو بِشْر عن سعيد بن جبَير قال: خرجت مع ابن عمر من منزله، فمررنا بفتيان من قريش، نصبوا طَيراً يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كلَّ خاطئة من نبلهم، قال: فلما رأوا ابنَ عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعلً هذا؟، لعن الله من فعل هذا، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لَعن من اتخذ شيئاً فيه الرُّوحُ غَرَضاً". 5588 - حدثنا هُشَيم أخبرنا ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يضَمِّر الخيل. 5589 - حدثنا هُشَيم عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر:

_ = مرفوعاً. "لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني الشيطان"، أو نحو هذا اللفظ، انظر منها 4772، 5301. وقد ثبت عن ابن عمر كراهية الصلاة على الجنازة قبل ارتفاع الشمس، من ذلك رواية مالك في الموطأ 1: 228 عن محمد ابن أبي حرملة عن ابن عمر، وروايته عن نافع عن ابن عمر. وفي البخاري 3: 152 - 153 تعليقاً نحو ذلك، وأشار الحافظ في الفتح إلى روايتي مالك، ثم قال: "وروى ابن أبي شيبة من طريق ميمون بن مهران قال: كان ابن عمر يكره الصلاة على الجنازة إذ طلعت الشمس وحين تغرب". عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب سبق له ذكر في شرح 1472، وفي التهذيب 6: 180 والإصابة 5: 70 نقلاً عن البخاري أنه مات قبل ابن عمر"، وهذا ثابت بهذا الحديث. (5587) إسناده صحيح، وهو مطول 5018، 5247. وقد أشرنا إليه في 3133 في مسند ابن عباس. (5588) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن. وانظر 5181. (5589) إسناده حسن، وقد مضى بنحوه بإسناد صحيح 5382. قوله "إنها حائض"، في نسخة =

أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال لعائشة:"ناوليني الخُمْرة من المسجد"، قالت إنها حائض، قال: "إنها ليست في كَفِّك". 5590 - حدثنا محمد بن جعفر- حدثنا شُعْبة عن جابر سمعت سالم بن عبد الله يحدث عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لا يصلي في السفر إلا ركعتين، غير أنه كان يتهجد من الليل، قال جابر: فقلت لسالم: كانا يوتران؟، قال: نعم. 5591 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى عن ابن عمر قال: كنا في سرِيّة، ففررنا، فأردنا أن نركب البحر، ثم أتينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقلنا: يا رسول الله، نحن الفَرّارون، فقال: "لا، بل أنتم"، أو "أنتم العَكّارون". 5592 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن منصور عن عبد الله بن مُرَّة عن ابن عمر قال: نهى النبي -صلي الله عليه وسلم - عن النذر، وقال: "إنه لا يأتي بخير، وإنما يُستخرج به من البخيل". 5593 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن منصور عن

_ = بهامش م "إني حائض". "في كفك"، في نسخة بهامش م "في يدك". (5590) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وانظر518، 5566، 5634. (5591) إسناده صحيح، ابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن. والحديث مختصر 5384. (5592) إسناده صحيح، وهو مختصر 5275. (5593) إسناده صحيح، وإبهام الرجل الكندي لا ينفي صحة الإسناد، كما فصلنا ذلك في 5375 وقد رواه هناك بأطول من هذا، من طريق سعد بن عبيدة، فذكر اسم الكندي "محمد الكندي". والإسناد الذي هنا رواه البيهقي 10: 29 من طريق المسند. "سعد بن عبيدة" في ح "سعيد بن عبيدة"، وهوخطأ ظاهر صححناه من ك م والبيهقي ومما مضى 5375 ومن أسانيده التي أشرنا إليها فيه.

سعد بن عُبَيدة قال: كنت عند ابن عمر، فقمتُ وتركِت رجلا عنده من كِنْدة، فأتيت سعيد بن المسيب، قال: فجاءَ الكندي فزِعاً، فقال: جاءَ ابنَ عمر رجلٌ فقال: أحلفُ بالكعبة؟، فقال: لا, ولكن احلف برب الكعبة، فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لاتحلفْ بأبيك، فإنه من حلف بغيرالله فقد أشرك". 5594 - قرأت على أبي قُرَّة موسى بن طارق قال: قال موسى بن عُقْبة: وقال نافِع: كان عبد الله إذا صَدَر من الحج أو العمرة أناخ بالبَطْحاء ْالتي بذي الخُليفة،- وأن عبد الله حدثه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يعرس بها حتى يصلي صلاة الصبح. 5595 - قال موسى: وأخبرني سالم أن عبد الله بن عمر أخبره: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أُتيَ في معرَّسه فقيل له: إنك في بَطحاءَ مباركةٍ.

_ (5594) هذا الحديث والأحاديث السبعة بعده (5595 - 5601) بإسناد واحد صحيح. وهذا الحديث رواه مسلم 1: 382 بنحوه مختصراً، من طريق أبي ضمرة عن موسى بن عقبة. وروى البخاري هذه الأحاديث الثمانية إلا هذا الأول، فإنه فيه ضمناً بمعنى مقارب من طريق أنس بن عياض، وهو أبو ضمرة، عن موسى بن عقبة، وزاد في بعض روايته حتى صارت تسعة أحاديث 1: 469 - 471 وقال الحافظ في الفتح: "اشتمل هذا السياق [يعني سياق البخاري]، على تسعة أحاديث، أخرجها الحسن بن سفيان في مسنده مفرقة، من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أنس بن عياض، يعيد الإسناد في كل حديث، إلا أنه لم يذكر الثالث، وأخرج مسلم منها الحديثين الأخيرين في كتاب الحج". وانظر 4819، 4828.التعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة. (5595) إسناده صحيح، تابع للإسناد قبله. ورواه مسلم 1: 382 من طريق حاتم بن إسماعيل عن موسى بن عقبة. ورواه البخاري أيضاً3: 311 مطولاً من طريق فضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة.

5596 - قال: وقال نافع: إن عبد الله بن عمر أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي يُشْرف على الرَّوْحاء. 5597 - قال: وقال نافع: إن عبد الله بن عمر حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينزل تحت سَرْحَة ضخمة دون الرُّوَيْثة، عن يمين الطريق، في مكان بَطْح سهل، حين يفْضِي من الأكَمة، دون بريد الرويثة بميلين، وقد انكسر أعلاها، وهي قائمة على ساقي. 5598 - وقال نافع: إن عبد الله بن عمر حدثه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -

_ (5596) إسناده صحيح، تابع لما قبله. الروحاء: قال الحافظ في الفتح 1: 470: "هي قرية جامعة على ليلتين من المدينة، وهي آخر السيالة للمتوجه إلى مكة، والمسجد الأوسط هو في الوادي المعروف الآن بوادي سالم. وفي الأذان من صحيح مسلم أن بينهما ستة وثلاثين ميلاً". (5597) إسناده صحيح، تابع لما قبله. السرحة: الشجرة العظيمة. الرويثة، بالراء والثاء المثلثة مصغراً: قرية جامعة، بينها وبين المدينة سبعة عشر فرسخاً. قاله الحافظ في الفتح. بطح: قال الحافظ: "بفتح الموحدة وسكون الطاء؛ وبكسرها أيضا؛ أي واسع". "دون بريد الرويثة بميلين": قال الحافظ: "أي بينه وبين المكان الذي ينزل فيه البريد بالرويثة ميلان. وقيل: المراد بالبريد سكة الطريق". قوله "وقد انكسر أعلاها" إلخ. في لفظ البخاري: "وقد انكسر أعلاها فانثنى في جوفها؛ وهي قائمة على ساق، وفي ساقها كثب كثيرة". (5598) إسناده صحيح، تابع لما قبله، العرج، بفتح العين وسكون الراء: قال الحافظ: "قرية جامعة، بينها وبين الرويثة ثلاثة عشر أو أربعة عشر ميلاً"، وفي معجم البلدان أنها "قرية جامعة في واد من نواحي الطائف"، "وهي أول تهامة، وبينها وبين المدينة ثمانية وسبعون ميلاً، وهي في بلاد هذيل. الهضبة، بسكون الضاد المعجمة: قال الحافظ: "فوق الكثيب في الارتفاع ودون الجبل، وقيل: الجبل المنبسط على الأرض، وقيل الأكمة الملساء". الرضم: الحجارة الكبار، جمع "رضمة"، وكلاهما بفتح الراء وسكون الضاد =

صلى من وراء العَرْج، وأنت ذاهبٌ على رأس خمسة أميال من العَرْج، في مسجدٍ إلى هَضْبةٍ، عند ذلك المسجد قبران أو ثلاثة، على القبور رَضْمٌ من حجارةٍ، على يمين الطريق، عند سَلامات الطريق، بين أولئك السلامات، كان عبد الله يروح من العَرْج بعد أنَ تميلَ الشمس بالهاجرة، فيصلَي الظهر في ذلك المسجد. 5599 - وقال نافع: إن عبد الله بن عمر حدثه: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - نزل تحت سرْحة، وقال غيرُ أبي قُرَّة (سَرحَاتٍ) عن يسارالطريق، في مَسِيلٍ

_ = المعجمة. "سلامات الطريق": السلامة، بفتح السين وكسرها: ضرب من الشجر، جمعه "سلام" بفتح السين وكسرها أيضاً، وهو جمع التكسير، وما هنا جمع مؤنث سالم، وهو قياسي لا يحتاج إلى نص على جوازه، وهو ثابت هنا كما ترى في الأصول الثلاثة، ولم يذكر في المعاجم. وروايات البخاري كلها "سلمات" بدون ألف، قال الحافظ: "بفتح المهملة وكسر اللام في رواية أبي ذر والأصيلي، [يعني من رواة صحيح البخاري]، وفي رواية الباقين بفتح اللام، وقيل: هي بالكسر الصخرات، وبالفتح الشجرات". ولكن رواية المسند هنا "سلامات" بالألف، تعين أن المراد الشجرات. (5599) إسناده صحيح، تابع لما قبله. السرحات، بفتح الراء: جمع سرحة، بسكونها، وهي الشجرة العظيمة، كما سبق في شرح 5597. وقوله "وقال غير أبي قرة: سرحات"، لم يعين هنا راوي ذلك غيرأبي قرة، وهو أنس بن عياض في روايته عن موسى بن عقبة عند البخاري، وكذلك قوله "وقال غيره: لاصق بكراع هرشا"، فهو في رواية أنس بن عياض أيضاً, ولعل غير أنس روى ذلك عن موسى بن عقبة. قوله "في مسيل دون هرشا": قال الحافظ: "المسيل: المكان المنحدر. وهرشى، بفتح أوله وسكون الراء بعدها شين معجمة، مقصور: قال البكري: هو جبل على ملتقى طريق المدينة والشأم، قريب من الجحفة. وكراع هرشى: طرفها. والغلوة، بالمعجمة المفتوحة: غاية بلوغ السهم، وقيل: قدر ثلثي ميل". و"هرشا" رسمت بالألف في الأصول الثلاثة هنا، ورسمت بالياء في البخاري وغيره، وكلاهما جائز.

دون هرشا، ذلك المَسيل لاصقٌ على هرشِا، وقال غيرُه (لاصقٌ بكراع هرشا)، بينه وبين الطرَيق قريب من غلوَة سهْم. 5600 - وقال نافع: إن عبد الله بن عمر حدثه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان ينزل بذي طُوى، يبيت به حتى يصلي صلاةَ الصبح حين قدم إلى مكة، ومُصلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذلك على أكمَة غليظة، ليس في المسجد الذي بنِيَ ثَم، ولكنْ أسفلَ من ذلك، على أكمة خَشِنَةٍ غليظةٍ. 5601 - قال: وأخبرني أن عبد الله بن عمر أخبره: أن رسول الله

_ (5600) إسناده صحيح، تابع لما قبله. وانظر 3628، 5230. (5601) إسناده صحيح، تابع لما قبله. "فرضتي الجبل": قال الحافظ: "الفرضة، بضم الفاء وسكون الراء بعدها ضاد معجمة: مدخل الطريق إلى الجبل، وقيل: الشق المرتفع كالشرافة، ويقال أيضاً لمدخل النهر". وفي النهاية: "فرضة الجبل: ما انحدر من وسطه وجانبه. وفرضة النهر: مشرعته". وقد ذكر الحافظ هنا تنبيهات جيدة عقب شرح هذه الأحاديث، نذكر منها الثاني والرابع، لما فيهما من فوائد تاريخية: قال في أحدهما: "هذه المساجد لا يعرف اليوم منها غير مسجد ذي الحليفة، والمساجد التي بالروحاءْ، يعرفها أهل تلك الناحية. وقد وقع في رواية الزبير بن بكار، في أخبار المدينة له من طريق أخرى عن نافع عن ابن عمر في هذا الحديث زيادة بسط في صفة تلك المساجد. وفي الترمذي من حديث عمرو بن عوف: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى في وادي الروحاء، وقال: لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبياً". وقال في الآخر: "ذكر البخاري المساجد التي في طرق المدينة، ولم يذكر المساجد التي كانت بالمدينة, لأنه لم يقع له إسناد في ذلك على شرطه. وقد ذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة المساجد والأماكن التي صلى فيها النبي -صلي الله عليه وسلم - بالمدينة مستوعباً. وروى عن أبي غسان عن غير واحد من أهل العلم أن كل مسجد بالمدينة ونواحيها مبني بالحجارة المنقوشة المطابقة فقد صلى فيه النبي -صلي الله عليه وسلم -، وذلك أن عمر ابن عبد العزيز حين بني مسجد المدينة سأل الناس، وهو يومئذ متوافرون، عن ذلك، ثم بناها =

- صلى الله عليه وسلم - استقبل فُرْضَتَي الجبل الطويل الذي قل الكعبة، فجعل المسجد الذي بُني يميناً، والمسجد يطرَف الأكمة، ومصلَى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أسفل منه، على الأكَمة السوداء، يَدَع من الأكمة عشر أذرع أو نحوَها، ثم يصلي مستقبلَ الفرْضَتين من الجبل الطويل الذي بينه وبين الكعبة. 5602 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شُعْبة عن أبي جعفر سمعت أبا المُثَّنى يحدث عن ابن عمر قال: كان الأذان على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مثنى مثنى، والإقامة واحدةً، غير أن المؤَذن كان إذا قال "قد قامت الصلاة" قال: "قد قامت الصلاة" مرتين. 5063َ- حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته. 5604 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا شُعْبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تَرجعوا بعدي كفاراً يضرب

_ = بالحجارة المنقوشة المطابقة. أهـ. وقد عين عمر بن شبة منها شيئاً كثيراً، لكن أكثره في هذا الوقت [أي في عصر الحافظ حين ألف الفتح، وهو النصف الأول من القرن التاسع]، قد اندثر، وبقي من المشهورة الآن: مسجد قباء، ومسجد الفضيخ، وهو شرقي مسجد قباء، ومسجد بني قريظة، ومشربة أم إبراهيم، وهي شمالي مسجد قريظة، ومسجد بني ظفر، شرقي البقيع، وبعرف بمسجد البغلة، ومسجد بني معاوية، ويعرف بمسجد الإجابة، ومسجد الفتح، قريب من جبل سلع، ومسجد القبلتين، في بني سلمة. هكذا أثبته بعض شيوخنا". (5602) إسناده صحييح، وهو مختصر5569, 5570. وسبق الكلام على هذا الإسناد مفصلاً هناك. (5603) إسناده صحيح، وهو مختصر 5296. وانظر 5432. (5604) إسناده صحيح، وهو مختصر 5578.

بعضُكم رقابَ بعض". 5605 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن نَهْشَل بن مُجَمّعٍ

_ (5605) إسناده صحيح، نهشل بن مجمع، بضم الميم وفتح الجيم ثم ميم مشددة مكسورة، الضبي، الكوفي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود، وسيأتي في الإسناد التالي لهذا قول سفيان الثوري فيه أنه "كان مرضياً"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 115 ونقل كلمة الثوري. قزعة، بفتحات: هو أبو الغادية، سبق توثيقه 264، 4781. ورواية ابن مهدي هنا بعد ذلك عن سفيان أنه قال مرة: "نهشل عن قزعة أو عن أبي غالب" لا يؤثر عندي في صحة الإسناد. وأبو غالب هذا ترجم في التهذيب 12: 198 قال: "أبو غالب عن ابن عمر في الوداع، وعنه أبو سنان ضرار بن مرة ونهشل بن مجمع الضبي، قال ابن معين: لا أعرفه" وقال الحافظ في التقريب: "مستور"، ولم أجد ترجمته في الكنى للبخاري، لأن القسم الذي فيه حرف الغين ضائع من الأصل الذي طبع عنه. وعلى الرغم من هذه الجهالة التي في أبي غالب، ومن الشك المروي عن الثوري، في أنه عن "نهشل عن قزعة" أو عن "نهشل عن أبي غالب" فإني أرى صحة هذا الإسناد: أولاً: لأن هذا ليس بشك من سفيان، بل إنه جزم بأنه "عن نهشل عن قزعة"، ثم قال مرة أنه "عن قزعة أو أبي غالب"، والذي روى عنه هذا التردد هو ابن مهدي، ولكن الإسناد التالي لهذا رواه عنه عبد الله بن المبارك، فلم يذكر فيه تردداً، فلعل الوهم، إن كان هناك وهم، من ابن مهدي. وثانيَا: أَن أبا غالب على الرغم من أنا لم نوقن بأنه مجهول، فهو تابعي مستور، فهو على الصدق والتوثيق حتى يظهر خلاف ذلك. وثالثاً: إن التهذيب أشار في ترجمته إلى أنه روى عن ابن عمر "حديث الوداع" ورمز له برمز النسائي في عمل اليوم والليلة، وليس هذا الكتاب عندنا, ولكنا نفهم منه الإشارة إلى الحديث الماضي 4781، 4957 والذي سيأتي أيضاً 6199 وهو قوله عند وداع المسافر "أستودع الله دينك وأمانتك" إلخ، وهو الذي رواه قزعة عن ابن عمر، ونستطع أن نفهم من هذا أن هو وهذا الحديث الذي هنا أصلهما حديث واحد، رواه قزعة وأبو غالب عن ابن عمر: أنه روى لفظ التوديع ثم روى قول لقمان هذا، ورفع ذلك كله إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -. رابعاً: يؤيد =

عن قَزَعة عن ابن عمر عنِ النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن لقمان الحكيم كان يقول: إن الله عَزَّ وَجَلَّ إذا اسْتُودع شيئاً حَفظَه"، وقال مرةً: نهشل عن قَزَعة أو عن أبي غالب. 5606 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا اِبن المبارك أخبرنا سفيان أخبرني نَهْشَل بن مُجمِّع الضبي، قال: وكان مرضياً، عن قَزَعة عن ابن عمر قال: أخبرنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن "لقمان الحكيمَ كان يقول: إن الله إذا استودعَ شيئاً حفظه". 5607 - حدثنا أبو كامل حدثنا شَرِيك عن عبد الله بن عُصْم عن

_ = هذا الفهم، بل يجعله بمنزلة اليقين، ما نقلنا عن التاريخ الكبير للبخاري في شرح الحديث 4957 من قوله: "وقال أبو نعيم عن سفيان عن أبي سنان عن غالب وأبي قزعة أنه شيعهما"، وأشرنا هناك إلى أن هذا هكذا في نسخ التاريخ الكبير وقد وضح لنا هذا الإسناد الذي هنا وجه التحريف فيه، فكأن الأصل: "عن أبي غالب وقزعة" فأخطأ بعض الناسخين، ولكن هذا الإسناد عند البخاري يدل على أن ابن عمر شيع أبا غالب وقزعة وودعها، إما مجتمعين وإما منفردين، وأنهما رويا عنه حديث الوداع، فمن الراجح جداً، بل يكاد يكون غير محتمل للشك، أنهما رويا عنه كلمة لقمان مرفوعاً، على النحو الذي في هذا الإسناد والإسناد بعده. ثم إن هذا الحديث من الزوائد يقيناً، ولكن خفى عليّ موضعه من مجمع الزوائد. وقد نقله السيوطي في الجامع الصغير 2403 ورمز له بعلامة الضعف، ولعله فعل هذا لهذا التردد في رواية عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان. وأظن أن المناوي خفي عليه موضع الحديث في مجمع الزوائد أيضاً، فخالف عادته في شرحه، فلم يقل شيئاً في تصحيح الحديث أو تضعيفه، ولم يقل شيئاً في تخريجه، ولعله استبقى ذلك حتى يعود إليه إذا وجده، ثم لم يهيأ له ما يريد. (5606) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5607) إسناده صحيح، عبد الله بن عصم: بضم العين وسكون الصاد وقد سبق توثيقه والخلاف في اسم أبيه "عصم" أو "عصمة"، في 2891، 4790، وذكرنا ترجيح أحمد رواية=

ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن في ثَقِيف كذاباً ومبِيراً". 5608 - حدثنا بَهْز وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا إسحق بن عبد الله بن أبي طَلْحة، قال بَهْزِ في حديثه عن حماد: قال حدثنا إسحق بن عبد الله عن عُبيد الله بن مقْسم عن عبد الله بن عمر قالِ: قرأ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - هذه الآية وهو على الَمنبر " {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} "قال: "يقول الله: أنا الجبار، أنا المتكبر ,أنا الملك , أنا المتعالي ,يمجد نفسه"، قال: فجعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يردَدها، حتى رجف به المنبر، حتى ظننا أنه سيخِرُّ به. 5609 - حدثنا أبو كامل أخبرنا حماد حدثنا أنس بن سِيرين عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يصلي الركعتين قبل صلاة الفجر كَأنّ الأذان في أُذنيه. 5610 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن عثمان بن يَزْدَويهِ عن

_ = شريك أنه "عصم"، بدون هاء، وأيدناها برواية وكيع موافقاً رواية شريك. ولكن وقع هنا في ح "عبد الله بن عاصم"، والظاهر عندي الراجح أنه خطأ من بعض الناسخين في بعض النسخ, لأنه كتب هنا في م "عبد الله بن عصم"، على الصواب، وكتب بهامشها "عاصم"، فالظاهر أنه نسخة أخرى توافق ح، ورسم في ك "عصم" على الصواب أيضاً، ثم حشر كاتبها ألفاً بين العين والصاد، والتحشير فيها ظاهر جداً، أنه ليس من أصل رسم الكلمة". فلكل هذا رجنا أنه خطأ من بعض الناسخين في بعض النسخ. والحديث مكرر 4970. (5608) إسناده صحيح، وهو مكرر 5414. قوله "أنا الملك"، ثابت في ح، ولم يذكر في ك، وأثبت بهامش م على أنه نسخة. (5609) إسناده صحيح، وهو مختصر 5490. قوله "قبل صلاة الفجر"، في ك بين السطور فوق كلمة "الفجر"، كلمة "الصبح"، دلالة على أنه في إحدى النسخ. (5610) إسناده صحيح، عثمان بن يزدويه الصنعاني أبو عمرو: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات،=

يَعْفُرَ بن روذِيَ: سمعت عُبيد بن عمير وهو يقصُّ يقول: قال رسول الله

_ =وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/173 قال: روى عن أنس، وعمرو ابن عبد العزيز، ويعفر بن روزي، ووهب بن منبه، وسعيد بن جُبير. روى عنه أمية بن شبل، ومعمر بن راشد. سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد [هو ابن أبي حاتم]: روى عنه عبد العزيز بن أبي روّاد". واسم أبيه "يزدويه"، بالياء المثناة التحتية آخر الحروف والدال المهملة، وقد اختلفت النسخ والمراجع فيه، ففي ح ك "بودويه" بالباء الموحدة في أوله والدال المهملة، وفي م "بوذيه"، وهو تحريف ظاهر في حذف الواو، وفي التعجيل ص 282 وإحدى نسخ التاريخ الكبير للبخاري 4/ 2/ 437 في ترجمة شيخه يعفر "بوذويه"، بالموحدة والذال المعجمة؛ وفي التعجيل أيضاً في ترجمة شيخه يعفر ص 456 "مادويه"!!، وهو تحريف عجيب. وقد رجحنا إثبات ما في الكبير للبخاري لموافقته ما نقله مصحح التعجيل في هامشه عن ثقات ابن حبان، وإن أخطأ فية خطأ مطبعياً بجعل أوله بالموحدة، والذي رجح عندنا القطع بأنه بالياء المثناة التحتية أن ابن أبي حاتم ذكره في "باب الياء"، آخر الحروف في آباء من اسمه "عثمان"، فهو ضبط واضح لا يحتمل اللبس، وليس بين يدينا ضبط حقيقي غيره، وافقه ما ثبت في التاريخ الكبير. وعثمان هذا تابعي، سيأتي التصريح بسماعه من أنس بن مالك في 13707. يعفر بن روذي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 427 وقال: "سمع ابن عمر"، وهذا واضح من سياق الحديث هنا. وقد اضطربت النسخ والمصادر في اسمه واسم أبيه، ففي نسخ المسند هنا "يعفر"، وكذلك في ترجمته في التاريخ الكبير والتعجيل، وفي ترجمة عثمان الراوي عنه في الجرح والتعديل وفي التعجيل، ولكن في هاش ك نسخة "يعمر"، وفي هامش م نسخة "يعقوب"، وهاتان خطؤهما واضح ليس فيه شك. واسم أبيه "روذي" بالراء والذال المعجمة، وهو ثابت في ح م والتاريخ الكبير وكتاب ابن أبي حاتم والثقات، كما نقل مصحح التاريخ الكبير في هامشه 4/ 2/ 427، ولكن الذي في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم المطبوع في ترجمة عثمان الراوي عنها "روزي" بالزاي بدل الذال المعجمة، وكذلك في نسخة من التاريخ الكبير أثبتها مصححه بهامشه، وفي م "رودي"، بالدال المهملة، والظاهر أنه سهو من =

- صلى الله عليه وسلم -: "مَثَل المنافق كمثل الشاة الرابضة بين الغَنمين" فقال ابن عمر: ويلكم، لا تكذبوا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، [إنما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -]: "مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغَنمين". 5611 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جرَيج أخبرني نافع حدثنا عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - شُغل عنها ليلةً، فأخّرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [ثم] قال: "ليس أحدٌ من أهل الأرض الليلَةَ ينتظر الصلاةَ غيركم". 5612 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن أبر البِر صِلة المرءِ أهل ود أبيه بعد إن يولي". 5613 - حدثنا محمد بن بكر أخبرني ابن جرَيج حدثني عُبيد الله

_ = ناسخها، فلم يضع النقطة فوق الدال. وأما نسخة التعجيل فهي تخليط في هذا الاسم، فذكر في ص 282، 456"زودي"!!، وقد رجحنا ما أثبتنا أنه الصواب. زيادة [إنما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -]، من ك م. والحديث سبق معناه من أوجه أخر غير هذا الوجه 4872، 5079، 5359، 5546. (5611) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 177 عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق. وقد مضى معناه في حديث من وجه آخر 4826، وأشرنا إلى هذا هناك. كلمة [ثم] زيادة من ك م، وهي ثابتة في صحيح مسلم. (5612) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 277 من طريق إبراهيم بن سعد والليث عن ابن الهاد مطولاً، في قصة. ونسبه السيوطي في الجامع الصغير 2158 أيضاً للبخاري في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي. والرواية المطولة ستأتي من طريق الليث أيضاً 5653. (5613) إسناده صحيح، وهو مكرر 4827.

ابن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أذن للعباس بن عبد المطلب، استأذن نبي الله، أن يبيت بمكةَ ليالي منًى من أجل سقايته، فأذن له. 5614 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جُرَيج حدثني موسى ابن عقْبة عن نافع أن عبد الله بن عمر أخبره: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حلق رأسه في حِجة الوَدَاع. 5615 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رأى صبيًا قد حلق بعض شعره وترك بعضه، فنَهى عن ذلك، وقال: "احلقوا كلَّه، أو اتركوا كلَّه". 5616 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أخي الزُّهْرِيّ عبد الله ابن مُسلْم عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تزالَ المسألة بأحدكم حتى يَلْقَى الله وما في وجهه مُزْعَةُ لَحْم".

_ (5614) إسناده صحيح، وهو مكرر 4890. وانظر 5507. (5615) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 134 عن أحمد بن حنبل بهذا الأسناد. قال المنذري: "وأخرجه النسائي. وأخرجه مسلم بالإسناد الذي خرجه به أبو داود ولم يذكر لفظه. وذكر أبو مسعود الدمشقي أن مسلماً أخرجه بهذا اللفظ". أقول: وليس هو في مسلم بهذا اللفظ، ولكنه روى حديث النهي عن القزع الذي مضى مراراً، آخرها 5550، ثم روى في أسانيده من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر "عن النبي -صلي الله عليه وسلم -بذلك". فهذا يحتمل أن يكون بهذا اللفظ الذي هنا، ويحتمل أن يكون على اللفظ الآخر في النهي عن القزع، والمعنى مقارب. (5616) إسناده صحيح، وهو مكرر 4638.

5617 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم ابن عبد الله وأبو بكر بن سليمان أن عبد الله بن عمر قال: صلى

_ (5617) إسناده صحيح، أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة، بفتح الحاء المهملة وسكون الثاء المثلثة، العدوي المدني: تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكنى رقم 85 وروى بإسناده عن الزهري قال "كان أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة من علماء قريش"، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه مسلم 2: 272 عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق بهذا الإسناد. ورواه البخاري 2: 60 - 61 من طريق شعيب عن الزهري بهذا الإسناد. ورواه مختصراً 1: 188 - 189 من طريق الليث عن عبد الرحمن بن خالد عن الزهري، و2: 39 من طريق يونس عن الزهري. وذكر مسلم أيضاً روايتي شعيب وعبد الرحمن بن خالد. قوله "لايبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد" قال الحافظ 1: 189:"قال ابن بطال: إنما أراد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن هذه المدة تخترم الجيل الذي هم فيه، فوعظهم بقصر أعمارهم، وأعلمَهم أن أعمارهم ليست كأعمار من تقدم من الأمم، ليجتهدوا في العبادة. وقال النووي: المراد أن كل من كان تلك الليلة على الأرض لا يعيش بعد هذه الليلة أكثر من مائة سنة، سواء قل عمره قبل ذلك أم لا, وليس فيه نفي حياة أحد يولد بعد تلك الليلة مائة سنة". وقوله "فوهل الناس" إلخ: قال الحافظ 2: 61: "لأن بعضهم كان يقول: إن الساعة تقوم عند تقضي مائة سنة، كما روى ذلك الطبراني وغيره من حديث أبي مسعود البدري، ورد ذلك عليه عليّ بن أبي طالب. وقد بين ابن عمر في هذا الحديث مراد النبي -صلي الله عليه وسلم -، وأن مراده أن عند انقضاء مائة سنة من مقالته تلك ينخرم ذلك القرن، فلا يبقى أحد ممن كان موجوداً حال تلك المقالة. وكذلك وقع بالاستقراء، فكان آخر من ضبط أمره، ممن كان موجودا حينئذ، أبو الطفيل عامر بن واثلة، وقد أجمع أهل الحديث على أنه كان آخر الصحابة موتاً، وغاية ما قيل فيه أنه بقي إلى سنة عشر ومائة، وهي رأس مائة سنة من مقالة النبي -صلي الله عليه وسلم -. وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث جابر بن عبد الله أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال ذلك قبل موته بشهر واحد. "ينخرم ذلك القرن": قال ابن الأثير: "القرن أهل كل زمان، وانخرامه: ذهابه وانقضاؤه".

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذاتَ ليلة صلاةَ العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام قال: "أرأيتُم ليلتَكم هذه، على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد"، قال ابن عمر: فوَهَل الناس في مقالة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - تلك، فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة، وإنمِا قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يبقى اليومَ ممن هو على ظهر الأرض"، يريد أن ينخرِم ذلك القَرْن. 5618 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر في الزُّهْري عن سالم عن أبيه أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا حسد إلا على اثنتين، رجل آتاه الله مالاً، فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار". 5619 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَرِ عن الزهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تَجدون الناس كإبل مائة، لا يجدُ الرجلُ فيها راحلة". 5620 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر- عن الزُّهْريَ عن سالم عن ابن عمر قال: رأى النبي -صلي الله عليه وسلم - على عمر ثوباً أبيض، فقال: "أَجديدٌ ثوبك أم

_ (5618) إسناده صحيح، وهو مكرر 4924. (5619) إسناده صحيح، وهو مكرر 5387. (5620) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 9: 73 - 74 وقال: "رواه ابن ماجة باختصار قرة العين"، ثم قال: "رواه أحمد والطبراني، وزاد بعد قوله ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة: قال: وإياك يا رسول الله. ورجالهما رجال الصحيح ". وذكره الحافظ في الفتح 10: 256 مختصراً، وقال: "أخرجه النسائي وابن ماجة، وصححه ابن حبان، وأعله النسائي". ورواه ابن سعد بنحوه في الطبقات 3/ 1/ 237 - 238 عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الأشهب: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رأى على عمر قميصاً" إلخ. وهذا إسناد مرسل.

غَسِيل؟ " فقال: فلا أدري ما ردَّ عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الْبَسْ جديداً، وعشْ حَميداً، ومُتْ شهيداً"، أظنه قال: "ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرةَ". 5621 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر والثوري عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبَيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنّ مسح الركن اليماني والركنِ الأسود يَحُطُّ الخطايا حطَّا". 5622 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عنِ سالم عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان يستلم الركن اليمانيِ، ولا يستلم الآخرين. 5623 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمر عن الزُّهْرِي عن سالم عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - حلَق في حجته. 5624 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا عُبيد الله عن نافعِ عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم -وأبو بكر وعمر وعثمان ينزلون بالأبْطح. 5625 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزهْرِيّ عن سالم عن

_ (5621) إسناده صحيح، الثوري سمع من عطاء قبل اختلاطه، فلا يؤثر في الإسناد رواية معمر، بل هي تؤيده وتقويه. وقد مضى معناه مختصراً عن سفيان بن عيينة عن عطاء 4585. (5622) إسناده صحيح، وقد ذكر في هذه الرواية استلام الركن اليماني، وطوى ذكر الآخر، وهو الحجر الأسود لوضوح ذلك، بقرينة قوله بعد "ولا يستلم الآخرين". وقد روى البخاري 3: 379 ومسلم 1: 360 وأبو داود 2: 114 من طريق الليث عن الزهري عن سالم عن أبيه: "لم أر النبي -صلي الله عليه وسلم - يستلم من البيت إلا الركنين اليمانيين"، ونسبه المنذري للنسائي وابن ماجة أيضاً. وقد مضى معنى ذلك أيضاً ضمن حديث من رواية عبيد بن جُريج عن ابن عمر4672،5338. (5623) إسناده صحيح، وهو مكرر 5614. (5624) إسناده صحيح، وانظر 4828، 5594، 5595. (5625! إسناده صحيح، وقد مضى نحوه بمعناه من رواية نافع عن ابن عمر 4659، 4735. =

ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يقِمْ أحدكم أخاه فيجلسَ في مجلسه"، قال سالم: فكان الرجل يقوم لابن عمر من مجلسه، فما يجلس في مجلسه. 5626 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا الفَرَج حدثنا محمد بن عامر عن

_ = ومضت قصة أخرى بهذا المعنى من رواية أبي الخصيب عن ابن عمر 5567. (5626) هذا أثر عن أنس بن مالك. وإسناده ضعيف جداً. وسيأتي بإسناد آخر مرفوعاً في مسند أنس 13312، وسنشير إليه هنا، ونفصل الكلام عليه في موضعه إن شاء الله. وأوجه ضعف هذا الإسناد أن الفرج بن فضالة ضعيف، كما قلنا في 581، ونزيد هنا أن البخاري قال في الصغير 199: "منكر الحديث، تركه ابن مهدي أخيراً"، وقال في الضعفاء 29: "منكر الحديث"، وقال في الصغير أيضاً 192: "كان عبد الرحمن لا يحدث عن فرج بن فضالة، ويقول: حدث عن يحيى بن سعيد أحاديث منكرة". وشيخه محمد بن عامر: لم أعرف من هو؟، فليس في التهذيب سوى "محمد بن عامر الأنطاكي" 9: 241، وليس هو الرواي هنا، كما يفهم من ترجمته، ولم يذكر في التعجيل ترجمة أصلا باسم "محمد بن عامر"، والذين ذكروا بهذا الاسم في الميزان واللسان يبعد أن يكون هذا أحدهم، واثنان في الكبير للبخاري1/ 1/184 - 185 لا يكون هذا أحدهما يقيناً، وينقل الحافظ في القول المسدد ص 8 في كلام شيخه العراقي على هذا الإسناد عن ابن الجوزي قوله: "وأما محمد بن عامر فقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم"، وهذا الذي قال ابن الجوزي لم أجده عن ابن حبان في ترجمة أحد ممن يسمى بهذا، فلا أدري أهو نقل محرر، أم فيه وهم وتسرع من ابن الجوزي، وأيا ما كان فأنا أرجح أنه راو خلط فيه الفرج بن فضالة، ولعله "محمد بن عبد الله العامري" الذي سيأتي في الإسناد التالي لهذا عن الفرج بن فضالة نفسه. محمد بن عُبيد الله: جزم ابن الجوزي- فيما نقل عنه العراقي أيضاً- بأنه "العرزمي"، وعندي في هذا ثك أن يكون ابن الجوزي حرره وحققه، أخشى أن يكون =

محمد بن عُبيد الله عن عمرو بن جعفر عن أنس بن مالك قال: إذا بلغ

_ = وهماً منه وتسرعًا، فإن يَكنْه فالعرزمي ضعيف جداً، قال أحمد فيما سيأتي في المسند 6938: "والعرزمي لا يساوي حديثه شيئاً"، وقال البخاري في الكبير 1/ 1/ 171 والصغير 176 والضعفاء32: "تركه ابن المبارك ويحيى"، وقال النسائي في الضعفاء 26:"متروك الحديث"، وقال ابن معين: "ليس بشيء، ولا يكتب حديثه"، وقال الحاكم: "متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أيمة النقل فيه"، ولعل هذا الاشتباه فيمن هما "محمد بن عامر" ومحمد بن عُبيد الله هو الذي دعا الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 205 أن يقول في هذا الأثر: "وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه". "عمرو بن جعفر": هكذا في أصول المسند الثلاتة، ولكن الذي نقله العراقي عن المسند في هذا الموضع (ص 7 من القول المسدد): "جعفر بن عمرو"، وسيتبين من الإسناد الآتي في مسند أنس 13312 أنه "جعفر بن عمرو بن أمية الضمري"، وجعفر هذا مدني تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 193. وفي هذا الإسناد في م: "عن محمد بن عُبيد الله بن عمرو بن جعفر"، وهو خطأ لاشك فيه، وفيها بهامشها نسخة "عبد الله"، بدل "عُبيد الله"، فانا أظن، ولا أستطع أن أجزم أو أرجح دون دليل قوي، أنه لو صحت هذه النسخة كانت صحة الإسناد: "عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن جعفر". فيكون التحريف في هذه النسخة في كلمة "بن جعفر، لتكون صحتها "عن جعفر"، ويكون التحريف في ح ك وأصل م في كلمة "عُبيد الله" لتكون صحتها: "عبد الله"، وبكون التحريف في ح ك في كلمة "عن عمرو بن جعفر" لتكون صحتها: "بن عمرو عن جعفر". فلو ثبت هذا الذي ظننا، بترجيح أصول مخطوطة أخرى، استقام الإسناد، أن يكون: "عن محمد بن عبد الله بن عمرو" وهو "محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان" الذي سيأتي في الإسناد التالي لهذا، "عن جعفر" وهو ابن عمرو بن أمية الضمري، "عن أنس". ويكون الإسناد مع هذا ضعيفاً أيضاً، من تخليط الفرج بن فضالة، ولكني لم أستطع الجزم بتعديل الإسناد على هذا الوصف ولا ترجيحه, فابقيته على ما ثبت في الأصول الثلاتة، وبينت ما فيه من خطأ وتخليط. وأما معنى الحديث في نفسه، فإنه صحيح ثابت، بالإسناد الآتي مرفوعاً في مسند أنس =

الرجل المسلم أربعين سنة آمنه الله من أنواع البلايا، من الجنون، والبَرَص،

_ = 13312، فإنه رواه الإِمام أحمد هناك عن أنس بن عياض "حدثني يوسف بن أبي ذرة الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس بن مالك، فذكر نحوه مرفوعاً. وهو إسناد صحيح على الرغم من أن الحافظ العراقي ضعفه، وعلى الرغم من أن ابن الجوزي ذكره في الموضوعات، وهذا نص كلام العراقي (ص 8 من القول المسدد): "وعلة الحديث المرفوع [يعني 13312] يوسف بن أبي ذرة، وفي ترجمته أورده ابن حبان في تاريخ الضعفاء، وقال: يروي المناكير التي لا أصل لها من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن أنس ذاك الحديث. وأورد ابن الجوزي في الموضوعات هذا الحديث، من الطريقين: المرفوع والموقوف، وقال: هذا الحديث لا يصح عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وأعل الحديث الموقوف بالفرج بن فضالة، وحكى أقوال الأيمة في تضعيفه. قال: وأما محمد بن عامر، فقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم. وأما محمد بن عُبيد الله، فهو العرزمي، قال أحمد: ترك الناس حديثه. قلت [القائل هو العراقي]: وقد خلط فيه الفرج بن فضالة، فحدث به هكذا [يعني هذا الإسناد 5626 الموقوف على أنس بن مالك]، وقلب إسناده مرة أخرى، فجعله من حديث ابن عمر مرفوعاً أيضاً، رواه أحمد أيضا"ً، يعني الإسناد التالي لهذا 5627. وقد بينا ما في كلام ابن الجوزي من وهم أوتسرع، وبينا رأينا في هذا الإسناد الموقوف، وأنه ضعيف. وأما الحديث المرفوع من حديث أنس 13312 فإن إسناده حسن على الأقل، فأنس بن عياض شيخ أحمد، سبق توثيقه 528، 5584. ويوسف بن أبي ذرة [بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء]، الأنصاري: قال فيه ابن حبان ما نقله العراقي، كما في الميزان والتعجيل ولسان الميزان، وفيها أيضاً عن ابن معين قال: "لا شيء"، ولكني أرجع توثيقه، لأن البخاري والنسائي لم يذكراه في الضعفاء، بل ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/387 وأشار إلى حديثه هذا، قال: "يوسف بن أبي ذرة الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس بن مالك، رواه عن أنس بن عياض أبو ضمرة"، وهذا الصنيع من البخاري والنسائي توثيق واضح كاف عندي، أرجحه على قول يحيى بن معين وابن حبان. ولذلك أرى أن الحافظ أصاب جداً حين رد على ابن =

والجُذام، وإذا بلغ الخمسين ليَّن الله عَزَّ وَجَلَّ عليه حسا، وإذا بلغ الستين

_ = الجوزي الجزم بوضع هذا الحديث بقوله في القول المسدد 22 - 23: "لا يلزم من تخليط الفرج [يعني ابن فضالة]، في إسناده أن يكون المتن موضوعاً، فإن له طرقاً عن أنس وغيره يتعذر الحكم مع مجموعها على المتن بأنه موضوع، وأشار بعد ذلك إلى بعض طرقه عن أنس وعن غيره من الصحابة، ثم قال: "ومن أقوى طرقه ما أخرجه البيهقي في الزهد له عن الحاكم عن الأصم عن بكر بن سهل عن عبد الله بن محمد ابن رمح عن عبد الله بن وهب عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن أنس، فذكر هذا الحديث. ورواته من ابن وهب فصاعداً من رجال الصحيح. والبيهقي والحاكم والأصم لا يسأل عنهم، وابن رمح ثقة، وبكر بن سهل قواه جماعة، وضعفه النسائي [أقول: لعله في كتاب آخر غير كتاب الضعفاء، فإنه لم يذكره فيه]، وقال مسلمة بن قاسم: ضعفه بعضهم من أجل حديثه عن سعيد بن كثير عن يحيى بن أيوب عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مَخْلد، رفعه، قال: أعروا النساء يلزمن الحجال، يعني أنه غلط فيه. قلت [القائل ابن حجر]: ومع هذا فلم ينفرد به بكر بن سهل، فقد رويناه في المجلس التاسع والسبعين من أمالي الحافظ أبي القاسم بن عساكر، أخرجه من طريق الفوائد لأبي بكر المقري قال: حدثنا أبو عروبة الحراني عن مخلد بن مالك الحراني عن الصنعاني، وهو حفص بن ميسرة، فذكره. وهكذا رويناه في فوائد إسماعيل بن الفضل الأخشيد: حدثنا أبو طاهر بن عبد الرحيم حدثنا أبو بكر المقري، به. ومخلد بن مالك شيخ أبي عروبة: من أعلى شيخ لأبي عروبة، وقد وثقه أبو زرعة الرازي، ولا أعلم لأحد فيه جرحاً، وباقي الإسناد أثبات. فلو لم يكن لهذا الحديث سوى هذه الطريق لكان كافياً في الرد على من حكم بوضعه. فضلا عن أن يكون له أسانيد أخرى، منها: ما أخرجه أبو جعفر أحمد بن منيع في مسنده عن عباد بن عباد المهلبي عن عبد الواحد بن راشد عن أنس، نحوه. وعبد الواحد: لم أر فيه جرحاً. وعباد: من الثقات، وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والعجلي وآخرون، وذكره ابن حبان في الثقات". أقول: والرواية التي ذكرها الحافظ عن كتاب البيهقي من طريق بكر بن سهل، ذكرها أيضاً في ترجمته في لسان الميزان 2: 51 - 52إسنادها ولفظها، ثم ذكر أن بكراً "لم ينفرد به، بل رواه أبو بكر المقري =

رزقه الله إنابة يحبُّه عليها، وإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، وإذا

_ = في فوائده عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحراني عن مخلد بن مالك الحراني عن الصنعاني، وهو حفص بن ميسرة، به. أملاه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في المجلس التاسع والسبعين من أماليه، وقال: إنه حديث حسن". عبد الواحد بن راشد، الذي ذكر الحافظ أنه لم ير فيه جرحاً: مترجم في الميزان 2: 157 فقال الذهبي: "عبد الواحد بن راشد، عن أنس، وعنه عباد، ليمر بعمدة، روى حديث: من بلغ التسعين سمي أسير الله في أرضه"، ونقل الحافظ كلام الذهبي في لسان الميزان 4: 79 ولم يعقب عليه، سياق كلام الذهبي لا يدل على أن أحداً من المتقدمين جرحه، وإنما هي كلمة منه، أعني عن الذهبي، لا تقدم ولا تؤخر، خشي أن يكون الحديث ضعيفاً، فرمى الرجل بأنه "ليس بعمدة" دون دليل ولا تعليل. والعجب من ابن حجر أن لا يعقب عليه، في حين أنه خالفه فيما قاله في القول المسدد!!. وقد ذكر الحافظ روايات كثيرة لمعني هذا الحديث في رسالته (في الخصال المكفرة للذنوب) المطبوعة في مجموعة الرسائل المنيرية ج 1 ص 264 - 266، ولكنه خرجها دون أن يذكر أسانيدها. وذكر الهيثمي روايات كثيرة أيضاً في مجمع الزوائد 10: 204 - 206، وذكر ضمنها حديث أنس هذا مرفوعاً في أربع روايات، ثم قال: "رراها كلها أبو يعلى بأسانيده. ورواه أحمد موقوفاً باختصار ... وروى بعده بسنده إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: مثله. ورجال إسناد ابن عمر [يعني الحديث التالي 5627] وثقوه على ضعف في بعضهم كثير، وفي أحد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات، وفي الآخر يوسف ابن أبي ذرة, وهما ضعيفان جداً، في الآخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، وهو لين، وبقية رجال هذه الطرق ثقات. وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه"، وقد تبين لك مما ذكرنا أن إسناد الموقوف على أنس إسناد ضعيف. أن إسناد المرفوع، الذي فيه "يوسف بن أبي ذرة" حسن على الأقل، اعتضد بأسانيد أخر ترفعه إلى درجة الصحة. وتبين أيضاً أن الحافظ الهيثمي فاته أن أحمد روى الإسناد الذي فيه ابن أبي ذرة فلم ينسبه للمسند، واقتصر على نسبه لأبي يعلى. وأما الإسنادان اللذان ذكر أن فيهما ياسين الزيات وأبا عبيدة بن الفضيل، فليسا أمامي حتى أستطيع تحقيقهما. وياسن الزيات ضعيف جداً كما قال. وأبو عبيدة بن الفضل ثقة، كما قلنا في 797.والحمد لله على التوفيق.

بلغ الثمانين تقبَّل الله منه حسناته ومحا عنه سيئاته، وإذا بلغ التسعينِ غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تَأخر، وسُمِّيَ أسيرَ اَلله في الأرضِ، وشُفِّع في أهله. 5627 - حدثنا هاشم حدثنا الفرج حدثني محمد بن عبد الله العامري عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن عمر ابن الخطاب عن النبي -صلي الله عليه وسلم -,مثله. 5628 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن سماك عنِ سعيد بن جُبَير عن ابن عمر قال: سألت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أشترَي الذهب بالفضة، أو الفضةَ بالذهب؟، قال: "إذا اشتريتَ واحداً منهما بالآخَر فلا يفارقْك صاحبُك وبينك وبينه لبسٌ". 5629 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زُهَير عن موسى بن عُقْبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر: عن رؤيا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في أبي بكر وعمر، قال: "رأيتُ الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر فنزع ذنُوباً أو

_ (5627) إسناده ضعيف جداً، من أجل الفرج بن فضالة. كما فصلنا في الإسناد الذي قبله. محمد بن عبد الله العامري: الراجح عندي أنه "محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام القرشي العامري"، وهو ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 141 - 142 وذكره ابن حبان في الثقات. محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: سبق توثيقه 581، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 138 - 139، ونرى أنه ليس من طبقة التابعين الذين أدركوا عبد الله بن عمر، بل هو ليس بتابعي أصلاً، إنما يروي عن التابعين، فيكون هذا الإسناد فوق ضعفه منقطعاً. وقد أطلنا الكلام على متن الحديث في الإسناد السابق. (5628) إسناده صحيح، وقد مضى بنحو معناه مراراً، آخرها 5559. (5629) إسناده صحيح، وهو مكرر 4814، ومختصر 4972.

ذَنوبين، وفي نزعه ضَعْف، والله يغفر له، ثم قام ابنُ الخطاب، فاستحالتْ غَرْباً، في رأيتُ عَبقَرِياً من الناس يَفْرِي فَريّه، حتى ضرب الناسُ بعَطنٍ". 5630 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زُهَير عن موسى بن عُقْبة عن سالمِ بن عبد الله بنِ عمر عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حين أمَّر أُسامة بلغه أن الناسِ يعيبون أسامة ويَطعُنُون في إمارته، فقام، كما حدثني سالم، فقال: "إنكم تعيبون أُسامة وتَطعُنُون في إمارته، وقد فعلتم- ذلك في أبيه من قبل، وإنْ كان لَخَليقاً للإمارة، وإنْ كان لأحبَّ الناسِ كلِّهم إلي، وإنّ ابنه هذا بعدَه من أحبّ الناس إليَّ، فاستوصُوا به خيراً، فإنه من خِياركم". 5631 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زُهَير حدثنا موسى بن عقْبة أخبرني سالم بن عبد الله أنه سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أنه لقي زيد بن عمرو بن نُفيَل بأسفل بَلْدَح وذلك قبل أن ينزل على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الوحي، فقدَّم إليه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سُفْرَةً فيها لحم، فأبى أن يأكل منه، وقال:"إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل مما لم يُذكر اسمُ الله عليه". 5632 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زُهَير عن موسى بن عُقْبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أنه أُتي وهو في

_ (5630) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه مختصراً، من رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر 4701، ونقلنا هناك عن تاريخ ابن كثير أن البخاري رواه أيضاً من طريق موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر، فها هي ذي طريق موسى بن عقبة في المسند أيضاً. "وإن كان لخليقاً"، في نسخة بهامش م "وإنه لخليق". (5631) إسناده صحيح، وهو مكرر 5369. (5632) إسناده صحيح، وهو مكرر 5595.

المُعَرَّس من ذي الحُلَيفة فقيل له: إنك ببطحاء مباركة. 5633 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شرِيك عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان شيب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -نحواً من عشرين شعرة. 5634 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسن، يعني ابن صالح، عن فراس عن عطية العَوْفي عن ابن عمر قال: صليت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في اَلحَضَر والسفر، فصلى الظهر في الحضر أربعاً، وبعدها ركعتين، وصلى العصر أربعاً, وليس بعدها شيء، وصلى المغرب ثلاثاً، وبعدها ركعتين، وصلى العشاء أربعاً، وصلى في السفر الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، والعصر ركعتين، وليس بعدها شيء، والمغرب ثلاثاً، وبعدها ركعتين، والعشاء ركعتين، وبعدها ركعتين. 5635 - حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد،

_ (5633) إسناده صحيح، ورواه الترمذي في الشمائل عن محمد بن عمر الكندي عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد، ولكن وقع في شرح مُلاً على القاري 1: 112 "عبد الله بن عمر عن نافع" بدل "عُبيد الله" بالتصغير. وهو خطأ مطبعي واضح، صححناه من نسخة الشمائل طبعة مصر سنة 1273، ويؤيده ما ترجم به الشارح له، فإنه ذكر ما قاله الأيمة في توثيق "عُبيد الله". (5634) إسناده ضعيف، فراس: هو ابن يحيى الهمداني، سبق توثيقه في 4333. عطية: هو ابن سعد بن جنادة العوفي، وهو ضعيف، كما بينا في 3010. والحديث روى الترمذي 1: 386 منه التطوع بعد صلاة الظهر، من طريق حجاج بن أرطأة عن عطية عن ابن عمر، وقال: "حديث حسن، وقد رواه ابن أبي ليلى عن عطية ونافع عن ابن عمر"، ثم رواه من طريق ابن أبي ليلى عن عطية ونافع عن ابن عمر، مطولاً بنحو بما هنا، ثم قال "حديث حسن. سمعت محمداً [يعني البخاري]، يقول: ما روى ابن أبي ليلى حديثاً أعجب إلى من هذا". وهذا الإسناد الثاني عند الترمذي حسن كما قال. (5635) إسناده صحيح، سعيد بن أبي أيوب الخزاعي المصري: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي، =

يعني ابن أبي أيوب، وحدثنا أبو هانئ عن عباس الحَجْري عن عبد الله بن

_ = وقال ابن سعد: "كان ثقة ثبتاً"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 419. أبو هانئ: هو حميد بن هانئ الخولاني المصري، وهو ثقة، قال أبو حاتم: "صالح"، وذكره ابن حبان في الثقات في التابعين، وقال ابن شاهين في الثقات: "هو أكبر شيخ لابن وهب"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 350. عباس: هو عباس بن جُليد الحجري المصري: وهو ثقة، وثقه أبو زرعة والعجلي، وقال ابن يونس: "توفي قريباً من سنة 100 "، وقال أبو حاتم "لا أعلم: سمع عباس بن جليد من عبد الله بن عمر"، هكذا نقل في التهذيب عن ابن أبي حاتم عن أبيه، ولكن لا يوجد هذا في كتاب ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، بل ترجمته فيه 3/ 1/ 210 نصها: "عباس بن جليد الحجري، مصري، روى عن ابن عمر، روى عنه أبو هانئ الخولاني، سمعت أبي يقول ذلك"، ثم قال: "سئل أبو زرعة عن العباس بن جليد الحجري؟، فقال: مصري ثقة"، فلا أدري من أين نقل الحافظ هذا في التهذيب!، ثم إن العباس هذا قديم الوفاة، عاصر ابن عمر يقيناً، وهو كاف في الاتصال، إذ لم يوصم بتدليس، فضلا عن أنه صرح بالسماع منه، كما سيأتي، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 3 - 4، وسنذكركلامه فيما يأتي. "جليد" بضم الجيم وفتح اللام، كما ضبطه الذهبي في المشتبه 188 وغيره، وصحفه بعضهم إلى "خليد" بالخاء المعجمة بدل الجيم، قال البخاري في الكبير: "وهو وهم". "الحجري" بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم، نسبة إلى "حجر بن ذي رعين"، كما في المشتبه 149 والأنساب (ورقة 157). والحديث روى أبو داود بعض معناه 4: 506 - 507 عن أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن عمرو بن السرح عن ابن وهب عن أبي هانئ عن عباس قال: "سمعت عبد الله بن عمر يقول: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، كم نعفو عن الخادم؟، فصمت، ثم أعاد إليه الكلام، فصمت، فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة". ورواه الترمذي 3: 130 عن قتيبة عن رشدين بن سعد عن أبي هانئ ,كنحو رواية أبي داود، ثم قال: "هذا حديث حسن غريب. ورواه عبد الله بن وهب عن أبي هانئ الخولاني، بهذا الإسناد نحو هذا"، ثم رواه عن قتيبة عن ابن وهب عن أبي هانئ ثم قال: "وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن وهب بهذا =

عمر بن الخطاب: أن رجلاً أتى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن لي

_ = الإسناد، وقال: عن عبد الله بن عمرو". ولكن نسخة أبي داود التي سمعها المنذري كان فيها "عبد الله بن عمرو"، ولذلك قال في تعليقه عليه، فيما نقل عنه عون المعبود: "هكذا وقع في سماعنا، وفي غيره عبد الله بن عمر، وأخرجه الترمذي كذلك، وقال: حسن غريب، قال: وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن وهب بهذا الإسناد وقال: عن عبد الله بن عمرو، وذكر بعضهم أن أبا داود أخرجه من حديث عبد الله بن عمر. والعباس بن جليد، بضم الجيم وفتح اللام وسكون الياء آخر الحروف ولعدها دال مهملة: مصري ثقة، ذكره ابن يونس في تاريخ المصريين، وذكر أنه يروي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الحرث بن جزء، وذكر ابن أبي حاتم أنه يروي عن ابن عمر، وذكر الأمير أبو نصر أنه يروي عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن جزء. وأخرج البخاري هذا في تاريخه من حديث عباس بن جليد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن حديث عباس بن جليد عن ابن عمر، وقال: وهو حديث فيه نظر". فهذه رواية المنذري في نسخة أبي داود، أنه "عبد الله بن عمرو"، ولكن نسخ أبي داود الصحيحة، التي اعتمدها شارحه عون المعبود، ونسخته المخطوطة الصحيحة التي عندي بتصحيح الشيخ عابد السندي، فيها كلها "عبد الله بن عمر". ويؤيدها ما حكاه المنذري أن بعضهم ذكر أن أبا داود أخرجه من حديث "عبد الله بن عمر". ونص ترجمة عباس بن جليد في التاريخ الكبير: "يعد في المصريين، عن ابن عمر، وأبي الدرداء، روى عنه أبو هانئ حميد، وقال بعضهم: ابن خليد، وهو وهم. سمع عبد الله ابن عمرو بن العاصي: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كم يعفى عن الخادم؟، قال: اعف عنه سبعين مرة. وعن النبي -صلي الله عليه وسلم -: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى خشيت أن يورثه، قال لي أصبغ عن ابن وهب قال: أخبرني أبو هانئ عن عباس بن جليد الحجري. وقال بعضهم: عبد الله بن عمر. وقال بعضهم: عن ابن وهب حدثنا أبو هانئ عن عباس عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، في العفو. وحدثنا المقرئ حدثني سعيد حدثنا أبو هانئ عن عباس الحجري عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله، في العفو، وهو حديث فيه نظر". فالإسناد الأخير في التاريخ الكبير، هو الإسناد الذي هنا في المسند: عن عبد الله بن يزيد =

خادماً يُسيء ويَظْلم، أفأضربه؟، قال: "تعفو عنه كل يوم سبعين مرة".

_ = المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ رواه البخاري عن المقرئ كرواية أحمد عنه. وهو الرواية الصحيحة لهذا الحديث، أنه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب. تؤيده رواية أبي داود في أكثر النسخ الصحيحة، ورواية الترمذي إياها عن قتيبة بن سعيد عن رشدين بن سعد وعن عبد الله بن وهب، كلاهما عن أبي هانئ عن عباس عن عبد الله بن عمر، يعني ابن الخطاب، وحكاية البخاري في تاريخه أن بعضهم رواه عن ابن وهب، فجعله من حديث عبد الله بن عمر. ويزيده تأييداً وتوثيقاً أن أحمد أثبته في المسند هنا في مسند عبد الله بن عمر، ولم يروه قط في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص. ويزيده تأييداً أكثر من هذا أن أحمد رواه مرة أخرى في مسند عبد الله بن عمر ابن الخطاب 5899 عن موسى بن داود عن ابن لهيعة عن حميد بن هانئ عن عباس عن ابن عمر، بنحو رواية أبي داود والترمذي. وعن ذلك أرى أن من رواه عن ابن وهب فجعله من حديث ابن العاص إنما وهم أو شبه عليه في الكتابة، وأن بعض ناسخي سنن أبي داود وهم أيضاً فجعله "عبد الله بن عمرو"، كما وقع للمنذري في سماعه، فهي رواية شاذة تخالف النسخ الصحيحة والروايات الثابتة. ولذلك رجح الترمذي رواية من رواه عن ابن وهب فجعله من حديث بن عمر، فرواها بإسناده، ثم أشار إشارة فقط إلى رواية من رواه عن ابن وهب فجعله من حديث "عبد الله بن عمرو". ويكون البخاري قد تردد فجعل الحديث محل نظر من أجل هذا الاختلاف. ثم بان لنا بالتحقيق موضع الوهم من بعض الرواة عن ابن وهب، ومنهم أصبغ، الذي رواه البخاري عنه عن ابن وهب، وتحقق لنا أن الإسناد صحيح. والحمد لله. وهذا الحديث على أنه في المسند، وأن أبا داود والترمذي روياه مختصراً، كما ترى، فإن الحافظ الهيثمي ذكره في الزوائد 4: 238 بنحو رواية أحمد، وقال: "رواه الترمذي باختصار"، ثم قال: "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات"؛ فقصر إذ لم ينسبه للمسند، وقصرأيضاً في نَسَبه الرواية المختصرة للترمذي وحده. الخادم: واحد الخدم، يقع على الذكر والأنثى، لإجرائه مجرى الأسماء غير المأخوذة من الأفعال، كحائض وعاتق، قاله ابن الأثير. ومعناه أصلاً يشمل المملوك والأجير، ولكنهم إذا أطلقوه كان للملوك في أكثر استعمالهم. والمراد هنا المملوك، على =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = أكثر الاستعمال. فهذا ما ترى في أدب رسول الله -صلي الله عليه وسلم - للمسلمين في معاملة الخدم والرفق بهم. وقد كان المسلمون الأولون يتأدبون بهذا الأدب، إلا من أخطأ منهم أو جهل. وكان الرقيق نعمة من نعم الله عليهم جليلة، بل كان نعمة على الرقيق أنفسهم. ثم أخطأهم التوفيق وخالفوا عن أمر الله ورسوله، فَقَسَوْا على الرقيق، وركبهم العنف، وبطروا نعمة الله. فسلط الله عليهم عدوهم من قساة القلوب الوحوش، أوربة الوثنية الملحدة. زعموا أنهم يحررون الرقيق، ليستعبدوا الأمم الأحرار المستضعفين الأذلاء!. ثم لايزال الناس في حاجة لى الخدم لا تنقضي، فاستخدموا الأجراء، وطغت عليهم المدنية الجارفة الكاذبة، فكانوا في معاملة لأجراء أسوأ مما كانوا في معاملة الرقيق وأشد تنكيلا، لا يخافون الله، بل يخافون القانون الأفرنجي الذي ُرب عليهم. ولم يكن هذا علاجاً، بل كان أسوأ أثراً، بما جبلت عليه النفوس من الظلم والطغيان، وبما ساهل مطبقو القانون في النظر إلى الطبقة الظالمة دون الطبقة المظلومة. حتى لقد رأينا في عصرنا حوادث تقشعر منها الأبدان، وتتقزز النفوس، نضرب منها مثلا نذكره، قد يغني عن كل مثال، فقد عُرض على القضاء الأهلي المصري، منذ عهد غير بعيد، حادث امرأة قبطية استأجرت خادمين صغيرين، وكانت من قسوة القلب ومن الطغيان لا تفتأ تعذبهما بأنواع العذاب، حتى الكي بالنار، حتى مات الخادمان بعد أن رجعا إلى أهليهما. فكان العجب كل العجب أن تحكم عليها محكمة الجنايات بالحبس سنة واحدة مع وقف التنفيذ، بحجة أعجب من حكمها، تنبئ عن نفسية لا أستطيع وصفها!، أن هذه المرأة المجرمة المتوحشة: كبيرة السن ومن أسرة كريمة!!. بل مثل آخر عجيب، لا يتصل بقضايا التعذيب، ولكنه يكشف عن نفسية الطبقة التي تسمى عالية في بلادنا، وما علوها إلا الكبرياء والاستعلاء على أمتهم، ثم العبودية لسادتهم الخواجات والاستخذاء!!. امرأة من نساء طبقة المستوزَرين، جمعت جمعاً من مثيلاتها في دارها، وكانت الصحف المصرية تفيض بالمنكر الذي يسميه النسوان وعبيد النسوان "حق المرأة في الانتخاب". فنظرت هذه المرأة إلى خادمها النوبي، وعجبت لمن حولها أن يكون لهذا "العبد" حق الانتخاب دونها، وهي المتعلمة المثقفة التي تراقص الوزراء والكبراء والخواجات!!، وما كان الرجل "عبداً" لها ولا لأبيها ولا لزوجها ,وإنما هو من فئة معروفة بالحِغاظ والكرامة، فئة النوبيين الأمناء. وأنا =

5636 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن عمر، يعني عبد الجبار الأيلي، حدثنا يزيد بن أبي سُميَّة: سمعت ابن عمر يقولِ: سألتْ أم سليم، وهىِ أِم أنس بن مالك، النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، ترى المرأة في المنام ما يرى الرجل؟، فقال لها رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا رأت المرأة ذلك وأنزلت فلتغتسل". 5637 - حدثنا حَجَّاج أخبرنا شَرِيك عن مُطَرِّف عن زيد العَمِّي

_ = أثق أن لو قد سمع هذا "العبد" ما قالت لعرف كيف يؤدبها ويؤدب اللائي حولها من النسوان. بل لعرف كيف يؤدب زوجها الوزير الخطير!!. وما أعتقد أن أمثال هؤلاء مسلمون، وإن ولدوا على فرش إسلامية، وإن سماهم آباؤهم بأسماء المسلمين. ذلك بأنهم أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين!، والله سبحانه يصف المؤمنين بأنهم {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}. وذلك بأن المسلمين إنما هم الذين يطيعون أمر الله وأمر رسوله، ويعفون عن الخادم إن أساء وظلم "كل يوم سبعين مرة". (5636) إسناده ضعيف، عبد الجبار بن عمر الأيلي: ضعيف، ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 207 وقال: "كان ثقة"، وترجمه البخاري في الصغير 195 وقال: "عنده مناكير"، وذكره في الضعفاء24 وقال: "ليس بالقوى عندهم"، وذكره النسائي في الضعفاء أيضاً 21، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 31 - 32 وروى عن ابن معين قال: "ضعيف ليس بشيء"، وعن أبيه أبي حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث جداً، ليس محله الكذب"، وحكى عن أبي زرعة تضعيفه أيضاً، وضعفه أيضاً أبو داود والترمذي وغيرهم. يزيد بن أبي سمية الأيلي: ثقة، وثقه أبو زرعة وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 338. والحديث في مجمع الزوائد 1: 267 وقال: "رواه أحمد، وفيه عبد الجبار بن عمر الأيلي، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه محمد بن سعد". ومعناه صحيح، رواه أبو داود 1: 96 من حديث عائشة، قال المنذري 229: "وأخرجه مسلم والنسائي. وقد أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث أم سلمة زوج النبي -صلي الله عليه وسلم - ". وانظر أيضاً المنمّقى 379 - 381. (5637) إسناده صحيح، مطرف: هو ابن طريف الحارثي، سبق توثيقه 580، ونزيد هنا أنه وثقه =

عن أبي الِّصدِّيق الناجي عن ابن عمر: أن نساء النبي - صلي الله عليه وسلم - سألنَه عن الذيْل؟، فقال: "اجعلْنَه شبْراً"، فقلن: إن شبراً لا يستر من عورة؟، فقال: "اجعلْنه ذراعاً"، فكانت إحَداهن إذا أرادت أن تتخذ دِرْعاً أرْخَتْ ذراعاً فجلتْه ذيلاً. 5638 - حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا أبو أُسامة عن عمر بن

_ = أحمد وأبو حاتم، وقال الشافعي: "ما كان ابن عيينة بأحد أشد إعجاباً منه بمطرف"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/397. والحديث مكرر 4683. وانظر 5173، 5535. وانظر ما يأتي في مسند أبي هريرة: 7563. (5638) إسناده صحيح، إبراهيم بن سعيد الجوهري: ثقة ثبت حافظ مكثر، صنف مسنداً، وله ترجمة جيدة في التهذيب 1: 123 - 125 وتاريخ بغداد 6: 93 - 95 وتذكرة الحفاظ 2: 89 - 90، وروى الخطيب بإسناده أن يعقوب الهاشمي سأل أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن سعيد؟، فقال: "لم يزل يكتب الحديث قديماً. قلت: فأكتب عنه، قال: نعم"، وروى أيضاً عن أبي العباس البراثي قال: "قال أحمد بن حنبل، وسأله موسى بن هرون وهو معي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري؟، فقال: كثير الكتاب، كتب فأكثر، واستأذنه في الكتابة عنه، فأذن له"، وإبراهيم هذا متأخر، أصغر من الإمام أحمد، توفي سنة 253 على الراجح، وقيل غير ذلك، فراوية أحمد عنه من رواية الأكابر عن الأصاغر، بل لقد ظننت أن هذا الإسناد من زوائد ابن أحمد، خصوصاً وأن ابن الجوزي لم يذكر إبراهيم هذا في شيوخ أحمد الذين روى عنهم، لولا أن أصول المسند الثلاثة اتفقت على جعله من رواية أحمد نفسه، بل إن نسخة م كان في أصلها قول القطيعي: "حدثنا عبد الله حدثني إبراهيم بن سعيد"، ثم زاد مصححها في هامشها بعد قوله "حدثنا عبد الله": "حدثني أبي"، وكتب عليها "صحـ صحـ"،، فهذا هو التوثق أنه من رواية الإِمام نفسه عن إبراهيم بن سعيد. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة الحافظ، وهو من شيوخ أحمد، ولكنه روى عنه هنا بالواسطة. عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر: روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 104 عن عبد الله بن أحمد عن أبيه أنه قال: "أحاديثه أحاديث مناكير"، وروى تضعيفه عن ابن معين أيضاً، وقال النسائي في الضعفاء24: "ليس بالقوي". ولم يذكره البخاري فيهم, وفي التهذيب أن ابن حبان =

حمزة عن سالم: أن شاعراً قال عند ابن عمر: *وبلالُ عبد الله خير بِلالِ* فقال له ابن عمر: كذبتَ، ذاك بِلالُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 5639 - حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد, يعني ابن أبي أيوب، حدثني أبو صخر عن نافع قال: كان لابن عمر صديق من أهل الشأم يكاتبه، فكتب إليه مرةً عبد الله بن عمر: إنه بلغني أنك تكلمتَ في شيء من القَدَر، فإياك أن تكتب إليّ، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "سيكون في أمتي أقوام يكذِّبون بالقَدَر". 5640 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب،

_ = ذكره في الثقات وقال: "كان ممن يخطئ"، قال الحافظ: "وأخرج الحاكم حديثه في المستدرك، وقال: أحاديثه كلها مستقيمة"، وقد أخرج له مسلم في صحيحه أيضاً، فعن ذلك كله صححنا حديثه، البلال، بكسر الباء وتخفيف اللام: أصله الندوة والماء، كالبلة، بكسر الباء وتشديد اللام، أو هو جمع "بلة"، وهو جمع نادر، كما في اللسان، وهو كناية هنا عن الفيض والجود مجازا، وفي الأساس من المجاز: "ابتل فلان وتبلل: حسنت حاله بعد الهزال" ومنه أيضاً: "بلوا أرحامكم"، فهذا كله من بابة واحدة. (5639) إسناده صحيح، أبو صخر: هو حميد بن زياد، سبق توثيقه 1604. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 1: 84 من طريقين عن أبي عبد الرحمن المقرئ، أحدهما طريق المسند هنا، وقال: "صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بأبي صخر حميد بن زياد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهذا الحديث أحد حديثين أنكرهما ابن عدي على أبي صخر، وليس لإنكاره وجه. ولم أجده في مجمع الزوائد بهذا اللفظ، ولكنه ذكر فيه 7: 203 الحديث الآتي 6208 بلفظ آخر من طريق عبد الله بن وهب عن أبي صخر، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وذاك اللفظ الآخر ليس من الزوائد، بل رواه الترمذي 3: 203 بنحوه من طريق حيوة بن شريح عن أبي صخر، وقال: "حديث حسن صحيح غريب". (5640) إسناده صحيح، كعب بن علقمة بن كعب التنوخي المصري: ثقة، ذكره ابن حبان=

حدثني كعب بن عَلْقَمة عن بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنَّكم"، فقال بلال: والله لنمنعهنّ!، فقال عبد الله: أقول قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وتقول لنمنعهن؟!. 5641 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثني يزيد بن الهاد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"النار عدو، فاحذروها". قال: فكان عبد الله يتتبع نيرانَ أهله، فيطفئُها قبل أن يبيت. 5642 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثنا عبد الرحمن

_ = في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 162 ولم يذكر فيه جرحاً. والحديث رواه مسلم 1: 129 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، وهو عبد الرحمن، عن سعيد بن أبي أيوب بهذا الإسناد، وقد أشرنا إلى رواية مسلم هذه في 4933. وقد مضى معناه مراراً مطولاً ومختصراً، آخرها 5471. (5641) إسناده صحيح، وقد مضى معنى أن النار عدو، في 5396 من طريق ابن لهيعة عن ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وليس فيه تتبع ابن عمر نيران أهله. فهذا معنى زائد ليس هناك، وهناك زيادة ليست هنا. ولم يذكر الهيثمي في مجمع الزوائد هذا ولا ذاك، وقد أشرنا إلى تقصيره هناك. (5642) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن عطاء بن كعب القرشي المدني: ثقة، وفي التهذيب والخلاصة ترجمتان 6: 230 - 231 من التهذيب:"عبد الرحمن بن عطاء القرشي" و "عبد الرحمن بن عطاء بن كعب مدني"، وفي ترجمة الأخير أنه يروي عن نافع ويروي عنه سعيد بن أبي أيوب. وهذا الفرق بينهما من المزي تبع فيه ابن أبي حاتم، وتعقبهما الحافظ فقال: "لم يفرق بينهما أحد غير ابن أبي حاتم، وأما البخاري والنسائي وابن حبان وابن سعد فلم يذكروا إلا واحداً"، وتاريخ الوفاة في الترجمتين واحد، هو سنة 143، فابن سعد ورَّخه بذلك وقال: "كان ثقة قليل الحديث"، وابن يونس ورَّخه في تاريخ مصر وقال: "توفي بأسوان من صعيد مصر سنة 143". فهذا كله يدل على أن =

ابن عطاء عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، مرتين"، فقال رِجل: وفي مشرقنا يا رسول الله؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مِنْ هنالك يَطلُع قَرْنُ الشيطان، ولها تسعة أعشار الشر". 5643 - حدثنا حَجَّاج حدثنا شَرِيك عن الحُرّ بن الصَّيّاح: سمعت ابن عمر يقول: كان النبي -صلي الله عليه وسلم -يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، الخميس من أول الشهر، والاثنين الذي يليه، والاثنين الذي يليه. 56442 - حدثنا حَجَّاج وأسود بن عامر قالا حدثنا شَرِيك عن عبد الله بن عُصْم أبي علوان الحنفي: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن في ثَقِيفٍ كذّاباً ومُبِيراً". 5645 - حدثنا رِبْعيْ بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا على

_ = الترجمتين لواحد، وعلى وهم ابن أبي حاتم. وقد ذكره البخاري في الضعفاء21 وقال: "فيه نظر"، وفي الخلاصة: "قال أبو حاتم: يحول من كتاب الضعفاء للبخاري. ووثقه النسائي وابن سعد". والحديث في مجمع الزوائد 10: 57 عن المسند، وقال: "ورجال أحمد رجال الصحيح، غير عبد الرحمن بن عطاء، وهو ثقة، وفيه خلاف لا يضر". "تسعة أعشار الشر" في الزوائد "تسعة أعشار الكفر"، وفي نسخة منه "الشرك". وما هنا هو الصحيح الثابت في الأصول الثلاثة. وانظر 5428. (5643) إسناده صحيح، الحر بن الصياح، بتشديد الياء المثناة التحتية: سبق توثيقه 1631، وذكرنا هناك أن البخاري صرح بسماعه من ابن عمر، فهذا هو الحديث الدال على ذلك. والحديث رواه النسائي 1: 328 عن يوسف بن سعيد عن حجاج بهذا الإسناد، مختصراً دون بيان الأيام، ثم رواه من طريق سعيد بن سليمان عن شريك عن الحر عن ابن عمر، وجعل الأيام: "الاثنين من أول الشهر، والخميس الذي يليه، ثم الخميس الذي يليه". (5644) إسناده صحيح، وهو مكرر 5607. (5645) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن إسحق: هو القرشي العامري، سبق توثيقه 1655. ْوالحديث مختصر 5441.

القوم المعذَّبين، إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم ما أصابهم". 5646 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليث حدثني عُقَيل عن ابن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "المسلم أخو المسلم، لا يَظْلمه ولا يُسْلِمُه، من كان في حاجة أخيه كان الله عَزَّ وَجَلَّ فيِ حاجته، ومن فَّرج عِنِ مُسلْم كرْبةً فرَّج الله عز وجل عنه بها كربةً من كُربِ يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة". 5647 - حدثنا حَجَّاج حدثنا شَرِيك عن سَلَمة بن كهَيل عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -:في قوله {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} قال: "هي التي لا تنفض ورقَها"، وظننت أنها النخلة. 5648 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا أبو معشر عن موسى بن

_ (5646) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 70 عن يحيى بن بكير، ومسلم 2: 283 عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن الليث، وهو ابن سعد، بهذا الإسناد. ورواه البخاري أيضاً مختصراً 12: 288 عن يحيى بن بكير عن الليث. ورواه أيضاً أبو داود، كما في الترغيب والترهيب 3: 250. وانظر 4749، 5357. وقد أشرنا في شرح آخرهما إلى هذا الحديث عند الشيخين. (5647) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزائد 7: 44 بحذف آخره، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". ونقله السيوطي في الدر المنثور 4: 76 كاملا. ونسبه لأحمد وابن مردويه "بسند جيد". "تنفض" بالفاء والضاد المعجمة، أي لا تزيله، فلا يتساقط منها، وهي ثابتة بهذا الضبط بالدقة في أصول المسند ومجمع الزوائد، وفي الدر المنثور "ينقص". وهو تصحيف بين."وظننت أنها"، هذا هو الثابت في ح، م، ونسخة بهامش ك، وفي ك ونسخة بهامش ما "وظننتها". وانظر 5274. وانظر أيضاً تفسير ابن كثير 4: 559. (5648) إسناده ضعيف، لضعف أبي معشر نجيح السندي، كما سبق، في 545. والحديث رواه الإِمام أحمد أيضاً في كتاب (الأشربة الصغير) الذي رواه أبو القاسم البغوي عن عبد الله =

عُقْبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم -: "كل مسكر

_ = ابن أحمد بن حنبل عن أبيه، وعندي منه نسخة مصورة عن مخطوطة نفيسة. فرواه أحمد بهذا الإسناد ص 29 عن هاشم عن أبي معشر عن موسى بن عقبة، ثم رواه أيضاً عن هاشم عن أبي معشر عن نافع عن ابن عمر، مثله. وراوه ابن ماجة 2: 173 من طريق زكريا بن منظور عن أبي حازم عن عبد الله بن عمر، بمثل اللفظ الذي هنا سواء. ونقل شارحه عن زوائد الحافظ البوصيري قال: "في إسناده زكريا بن منظور، وهو ضعيف"، وزكريا ضعيف، كما بينا في 5584. وله علة أخرى: أن أبا حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر، كما قلنا هناك أيضاً. وهذا الحديث في الحقيقة حديثان: "كل مسكر حرام"، وهذا قد مضى مراراً، من حديث ابن عمر بأسانيد صحاح، مطولا ومختصراً، آخرها 4863. والآخر: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، فهذا هو المروي عن ابن عمر بأسانيد ضعاف، هذا أحدها، وقد ذكره المجد ابن تيمية في المنتقى 4726 من حديث ابن عمر، وقال: "رواه أحمد وابن ماجة والدارقطني وصححه"، وقد جهدت أن أجده في سنن الدارقطني فلم أستطع، وما وجدت أحداً نسبه إليه غيره. وقد ذكر الحافظ الزيلعي في نصب الراية 4: 304 من مسند إسحق بن راهويه، أنه رواه عن أبي عامر العقدي عن أبي معشر عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر. ثم قال الزيلعي: "ورواه الطبراني في معجمه: حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا أبو مصعب حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة، به. ورواه في الوسط [يعني المعجم الأوسط]، من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن طريق ابن إسحق عن نافع، به". فأما روايتا الطبراني من طريق مالك ومن طريق ابن إسحق فلا ندري ما إسناده إليهما حتى نقول فيه. وأما روايته الأولى عن علي بن سعيد فإسنادها صحيح. علي بن سعيد بن بشير الرازي: حافظ ثقة، وثقه مسلمة بن قاسم وقال: "كان ثقة عالماً بالحديث"، وله ترجمة في لسان الميزان 4: 231 - 232 ومن تكلم فيه فلا يضره كلامه. وأبو مصعب: هو أحمد بن أبي بكر بن الحرث الزهري المدني، وهو أحد رواة الموطأ عن مالك، وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة، وقال الزبير بن بكار: "مات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافَع"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 6 - 7. والمغيرة بن =

حرام، ما أسكر كثيرة فقليلُه حرام". 5649 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا إسرائيل حدثنا ثوَير عن مجاهد عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -لَعن المخنثين من الرجال، والمَترجلاتِ من النساء. 5650 - حدثنا أبو عبَيدة الحدّاد عن عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن الوَحْدَة، أن يبيت الرجل وحدَه، أو

_ = عبد الرحمن: هو الحزامي المدني، سبق توثيقه 3106. وقد ثبت معناه من حديث صحابة آخرين بأسانيد صحاح، انظر نصب الراية 4: 301 - 305 والتلخيص 359. تذكرة: وهم الحافظ في التلخيص بعض الوهم في تخريج هذا الحديث، وهذا نص قوله: "حديث جابر: ما أسكر كثيره فالفرق منه حرام. ابن ماجة من حديث سلمة بن دينار عن ابن عمر، وفي إسناده ضعف وانقطاع. ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث جابر، لكن لفظه: ما أسكر كثيره فقليله حرام. حسنه الترمذي، ورجاله ثقات"، ووجه الوهم أنه جعل لفظ "فالفرق" من حديث ابن عمر عند ابن ماجة، ولكن الذي في ابن ماجة "فقليله" كرواية المسند هنا، وكرواية ابن ماجة نفسه من حديث جابر ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. ثم إن اللفظ الذي خرجه "فالفرق منه حرام" خطأ وباطل في المعنى!، فإن "الفرق" بالفاء والراء المفتوحتين: مكيال يسع ستة عشر رطلا، وبسكون الراء: مائة وعشرون رطلا، كما في النهاية. واللفظ الصحيح المعنى الذي فيه كلمة "الفرق" هو حديث عائشة عند أبي داود 3: 379 والترمذي 3: 105: "ما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام". وهذا واضح بديهي. (5649) إسناده ضعيف جداً، لضعف ثوير. وهو مكرر 5328. (5650) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 104 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وانظر 5581.

يسافر وحدَه. 5651 - حدثنا أبو النَّضر هاشم بن القاسم حدثنا شُعْبة عن عُقْبة ابن حُرَيث سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من كان منكم ملتمساً فليَلمسْ في العشر الأواخر، وإن ضَعُف أحدكم أو غُلب فلا يُغْلَبْ علىَ السبع البواقي". 5652 - حدثنا أبو نوح قُرَاد أخبربا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه نهى عن تَلَقِّى السِّلَع حتى يهْبَط بها الأسواق. 5653 - حدثنا أبو نوح أخبرنا ليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. أن أعرابياً مرّ عليه وهم في طريق الحج، فقال له ابن عَمر: ألست فلان بنَ فلان، قال: بلىِ قال: فانطلَقَ إلى حمار كان يستريح عليه إذا ملّ راحلتَه، وعمامة كان يشُدُّ بها رأسَه، فدفعها إلى الأعرابيّ، فلما انطلق قال له بعضنا: انطلقت إلى حمارك الذي كنت تستريح عليه، وعمامتك التي كنت تشدُّ بها رأسَك، فأعطيتَهما هذا الأعرابي، وإنما كان هذَا يرضى بدرهم؟!، قال: إن سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن أبر البِرِّ صلة المرء أهلَ ودِّ أبيه بعد أن يوليَ". 5654 - حدثنا قُرَاد أبو نوح أخبرنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن

_ (5651) إسناده صحيح، وهو مكرر 5485، ومطول 5534. (5652) إسناده صحيح، وهو مختصر 5304. (5653) إسناده صحيح، وهو مطول 5612. وقد أشرنا هناك إلى أن مسلماً رواه مطولاً، فهذه هي الرواية المطولة. (5654) إسناده صحيح، وفي ح م "عبد الله بن عمر عن نافع"، وفي ك "عُبيد الله بن عمر" =

ابن عمر قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إلا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغَار في الإِسلام".

_ = واضحة مضبوطة بالتصغير، وهي نسخة ثابتة بهاش م، فلذلك رجناها، وأيهما كان فالإسناد صحيح. وقد مضى النهي عن الشغار مرارا، آخرها 5289. وروى مسلم 1: 399 - 400 من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "لا شغار في الإِسلام" فقط. ولم أجد"لا جلب ولا جنب" من حديث ابن عمر في غير هذا الموضع، إلا في المنتقى 4501 حيث نسبه للمسند فقط، ولكنه ثابن من حديث عمران بن حصين وأنس وعبد الله بن عمرو، وانظر ما يأتي 6692، 7012، 12685، 13064. وسيأتي مزيد تخريج لحديثي عمران وأنس. "الجلب" بفتح الجيم واللام: قال ابن الأثير: "يكون في شيئين، أحدهما في الزكاة، وهو أن يقدم المصدَّق على أهل الزكاة فينزل موضعاً، ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها، فنهي عن ذلك، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم، الثاني أن يكون في السباق، وهو أن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويَجْلب عليه ويصيح، حثاً له على الجري، فنهي عن ذلك". و "الجنب" بفتحتين أيضاً: قال ابن الأثير: "في السباق أن يُجنب فرساً إلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب. وهو في الزكاة: أن ينزل العامل بأقصى مواضع الصدقة، ثم يأمر بالأموال أن تُجنب إليه، أي تحضر، فنُهوا عن ذلك. وقيل: هو أن يَجنب رب المال بماله، أي يبعده عن موضعه، حتى يحتاج العامل إلى الإبعاد في اتباعه وطلبه". ومن الواضح أن التفسير الأول للجنب في الزكاة هو بمعنى ما فسر به الجلب فيها أو نحوه، فالراجح هو القول الثاني. والظاهر أن أبا داود رأى أن الجلب والجنب يكونان في الزكاة وفي السباق، فأخرج في كتاب الزكاة 2: 20 - 21 حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً: "لا جلب ولا جنب"، ولاتؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم"، ثم روى بإسناده عن محمد بن إسحق قال: "أن تصدق الماشية في مواضعها, ولا تجلب إلى المصدق. والجنب عن هذه الفريضة أيضاً، لا يُجْنب أصحابها، يقول: ولا يكون الرجل باقصى مواضع أصحاب الصدقة، فتجنب إليه، ولكن تؤخذ في موضعه". ثم روى في كتاب الجهاد 2: 335 بإسنادين عن الحسن =

5655 - حدثنا قُرَاد أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن

_ = [هو البصري]، عن عمران بن حصين مرفوعاً: "لاجلب ولا جنب. زاد يحيى [يعني ابن خلف أحد شيخيه في الإسنادين]، في حديثه: في الرهبان". ثم روى بإسناد آخر عن قتادة قال: "الجلب والجنب في الرهان". وانظر الترمذي 2: 188 والنسائي 2: 85 - 86، 122، والمنذري 1528، 2470. (5655) إسناده صحيح، عبد الله بن عمر: هو العمري، وفي ك "عُبيد الله بن عمر"، ورجحنا ما في ح م لأن الثابت أنه من رواية عبد الله العمري، لا من رواية أخيه عُبيد الله. والحديث سيأتي 6438، 6464 عن حماد بن خالد عن عبد الله، وكذلك رواه البيهقي 6: 146 من طريق القعنبي عن عبد الله العمري. ونقله الحافظ في الفتح 5: 34 عن رواية البيهقي، ثم قال: "وفي إسناده العمري، وهو ضعيف. وكذا أخرجه أحمد من طريقه". وكذلك ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 158 وقال: "رواه أحمد، وفيه عبد الله العمري، وهو ثقة، وقد ضعفه جماعة". والعمري عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم: ثقة، في حفظه شيء، كما قلنا في 226، ونزيد هنا قول أبي حاتم: "رأيت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه". وقال أحمد أيضاً: "يروي عبد الله عن أخيه عُبيد الله ولم يرو عُبيد الله عن أخيه عبد الله شيئاً، كان عبد الله يسأل عن الحديث في حياة أخيه فيقول: أما وأبو عثمان حي فلا". "النقيع" بفتح النون وبالقاف، قال الحافظ: "وحكى الخطابي أن بعضهم صحفه فقال بالموحدة، [أي البقيع]، وهو على عشرين فرسخاً بالمدينة، وقدره ميل في ثمانية أميال، ذكر ذلك ابن وهب في موطئه". وقد صُحف أيضاً في نسخة مجمع الزوائد المطبوعة، فيستفاد تصحيحه من هذا الموضع. وانظر معجم البلدان 8: 312 - 313. ولفظ الحديث هنا "لخيله"، والمراد بها خيل المسلمين، وهي من أموال الأمة، لم تكن ملكاً خاصاً له - صلى الله عليه وسلم -، يوضحه رواية البيهقي "لخيل المسلمين ترعى فيه". ورواية حماد بن خالد الآتية 6464 "للخيل. فقلت له [القائل حماد بن خالد]: يا أبا عبد الرحمن، يعني العمري، خيله؟، قال: خيل المسلمين". ولا يعارض هذا الحديث حديث الصعب بن جثامة عند البخاري: "إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: لا حمى إلا لله ورسوله"، فإذا نهى عن الحمى الخاص لمال مملوك لشخص معين، أيا كان =

عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -حَمَى النَّقِيعَ لخيله. 5656 - حدثنا قُرَاد أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: سَّبقَ النبي -صلي الله عليه وسلم -بين الخيل، وأعطى السابق. 5657 - حدثنا قُرَاد أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان يجلس بين الخطبتين. 5658 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا ليث حدثني نافع أن عبد الله أخبره: أن امرأةً وُجدتْ في بعض مغازي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مقتولةً، فأنكر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قتل النساء والصبيان. 5659 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا ليث حدثني نافع عن عبد الله:

_ = ذلك الشخص. قال الحافظ في الفتح 5: 34: "قال الشافعي: يَحتمِل معنى الحديث شيئين. أحدهما: ليس لأحد أن يحمي للمسلمين إلا ما حماه النبي -صلي الله عليه وسلم -، والآخر: معناه إلا على مثل ما حماه عليه النبي -صلي الله عليه وسلم -. فعلى الأول ليس لأحد من الولاة بعده أن يحمي. وعلى الثاني يختص الحمى بمن قام مقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وهو الخليفة خاصة، وأخذ أصحاب الشافعي من هذا أن في المسئلة قولين، [في الفتح: المسئلتين، وهو خطأ مطبعي ظاهر]، والراجح عندهم الثاني، والأول أقرب إلى ظاهر اللفظ لكن رجحوا الثاني [في الفتح الأول. وهو خطأ ظاهر أيضاً]، بما سيأتي أن عمر حمى بعد النبي -صلي الله عليه وسلم -، والمراد بالحمي منع الرعي في أرض مخصوصة من المباحات، فيجعلها الإمام مخصوصة برعي بهائم الصدقة مثلا". وهذا القول الثاني، الذي رجحه أصحاب الشافعي، ليس الراجح فقط، بل هو عندي المتعين، مع شيء من التصحيح: أن يكون الحمي خاصاً بولي الأمر أو نائبه، على أن يحميه للأموال العامة، أموال الأمة، لا لماله الخاص. (5656) إسناده صحيح، وهو مكرر 5348. (5657) إسناده صحيح، وهو مختصر 4919. (5658) إسناده صحيح، وهو مكرر 5458. (5659) إسناده صحيح، وهو مكرر 5428. وانظر 5642.

أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وهو مستقبل المشرق، يقول: "ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يَطْلع قَرْن الشيطان". 5660 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا شَرِيك عن أبي إسحق عن البَهِيّ عن ابن عمر قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - يصلي علي الخمْرة. 5661 - حدثنا أبو النضر حدثنا شرِيك عن معاوية بن إسحق عن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، أراه ابنَ عمر، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من مثَّل بذي روح ثم لم يتب مثَّل الله به يوم القيامة".

_ (5660) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 56 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وزاد فيه: ويسجد عليها. ورجال أحمد رجال الصحيح". وقد مضى 5382 حديث من طريق زهير عن أبي إسحق عن البهي عن ابن عمر: "ناوليني الخمرة" إلخ، فلعل هذا مختصر من ذاك. وانظر 5589.الخمرة، بضم الخاء المعجمة وسكون الميم: قال ابن الأثير: هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات، ولا تكون خمرة إلا في هذا المقدار، وسميت خمرة لأن خيوطها مستورة بسعفها، وقد تكرر في الحديث. هكذا فسرت. وقد جاء في سنن أبي داود عن ابن عباس قال: جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة، فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على الخمرة التي كان قاعداً عليها، فأحرقت منها مثل موضع درهم. وهذا صريح في إطلاق الخمرة على الكبير من نوعها". (5661) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد: 4: 32 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات". وكرر فيه أيضاً 6: 249 - 250 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، عن ابن عمر، من غير شك. ورجال أحمد ثقات". قوله "أراه ابن عمر": في الأصول بدله "أن ابن عمر"، كأنه رواية عن صحابي مبهم عن ابن عمر، ولكن بهامش م "أراه ابن عمر"، وكتب عليه علامة نسخة وعلامة التصحيح. وقد رجحنا هذا على ما في الأصول لأن الحديث سيأتي مرة أخرى 5956 من طريق شريك بهذا الإسناد، وفيه: "أراه ابن عمر"، ولأن هذا هو الثابت في مجمع الزوائد. وانظر 5587.

5662 - حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عطاء بن السائب عن مُحارب بن دثَار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أيها الناس، اتقوا الظلَم، فإنه ظُلُمات يوم القيامة". 5663 - حدثنا حماد بن مَسْعَدة عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يصلي في العيدين، الأضحى والفطر، ثم يخطب بعد الصلاة. 5664 - حدثنا هاشم حدثنا شَرِيك عن عثمان، يعني ابن المغيرة، وهو الأعْشى عن مِهاجر الشامي عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من لبس ثوب شُهْرةٍ: فىَ الدنيا ألبسه الله ثوب مَذلةٍ يوم القيامة".

_ (5662) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 235 وقال: "رواه الطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط، ولقية رجاله رجال صحيح". فنسي أن ينسبه للمسند، وأطلق القول في تعليله بعطاء، وهو من رواية زائدة بن قدامة عنه، وزائدة ممن سمع من عطاء قديماً قبل اختلاطه، فالإسناد صحيح. وذكره السيوطي في الجامع الصغير برقم 135 ونسبه لأحمد والطبراني والبيهقي، ورمز له بعلامة الصحة، وتعقبه المناوي، في شرحه بما في الزوائد، وبأن البيهقي أورده من طريقين فيهما مَن تكلم فيهما، ثم قال: "وبما تقرر يعرف ما في رمز المؤلف لصحته من المجازفة"، ولم يجازف السيوطي، بما صححنا من هذا الإسناد. (5663) إسناده صحيح، حماد بن مسعدة أبو سعيد البصري: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه أبو حاتم وابن سعد، وقال ابن شاهين: "ثقة ثقة لا بأس به"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 25. والحديث سبق معناه مراراً، منها 4602، 5394. (5664) إسناده صحيح، مهاجر الشامي: هو مهاجر بن عمرو النبّال، بفتح النون وتشديد الباء الموحدة، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري فيِ الكبير 4/ 1/ 380، ونقل مصححه العلامة في هامشه عن ابن أبي حاتم وابن حبان زيادة في ترجمته "روى عن عمر"، وهذا خطأ نسخ أو طبع، ينبغي أن يستدرك ويصحح، فما رأينا في ترجمة مهاجر هذا أنه روى عن أحد غير "ابن عمر"، وما نظنه من طبقة تدرك =

5665 - حدثنا هاشم حدثنا شَرِيك عن عبد الله بن عاصم سمعت ابن عمر يقول: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن في ثَقِيف كذَّاباّ ومُبِيراً". 5666 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا أُسامة عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَدمَ يومَ أحُد، فسمع نساء من بني عبد الأشْهَل يبكين على هَلْكاهُن، فقَال:"لكن حمزة لا بَوَاكيَ له"، فجئْنَ نساء الأنصار يبكين على حمزة عنده، فاستيقظ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهنّ يبكِين، فقال: "يا ويحهن!، أنتن ها هنا تبكين حتى الآن؟!، مُروهن فلْيَرجعن، ولا يبكينَ على هالك بعدَ اليوم". 5667 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان حدثنا حسان بن عطية عنٍ أبي منيب الجرَشي عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "بُعثت بين يدي السَاعةِ بالسيَف حتى يُعبدَ الله وحدَه لا شريك له، وجُعلَ رزقي تحت ظِلّ رمْحِي، وجعل الذل والصَّغَار على مَن خالف أمري، ومن تَشَبّه بقوم فهو منهم".

_ = الرواية عن عمر. والحديث رواه أبو داود 4: 77 من طريق شريك وأبي عوانة عن عثمان ابن أبي زرعة، وهو عثمان بن المغيرة. وكذلك رواه ابن ماجة 2: 197 - 198 من الطريقين. ونسبه المنذري أيضاً للنسائي، وكذلك رمز في التهذيب في ترجمة مهاجر برمز النسائي، ولم أجده فيه، فلعله في السنن الكبرى. وسيأتي الحديث مرة أخرى 6245. (5665) إسناده صحيح، "عبد الله بن عاصم": سبق الخلاف في اسم أبيه أنه "عصم" أو "عصمة" ورجحنا أنه "عصم" في 2891، 4790، بقول شريك وتوكيد وكيع وترجيح أحمد، ولكن ها هو ذا شريك يسميه هنا "عاصم"، وكذلك فيما يأتي 11439، وأنا أظن أن كلمة "عاصم" تحريف من الناسخين. (5666) إسناده صحيح، وهو مكرر 5563. وقد أشرنا إلى هذه الرواية في 4984. (5667) إسناده صحيح، وهو مكرر 5114، ومكرر 5115 بهذا الإسناد، وقد أشرنا إليه هناك. قوله "الذل" هكذا هو هنا في الأصول الثلاثة، وفي نسخة بهامش م "الذلة"، وهو الموافق للروايتين الماضيتين.

5668 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا أبو معاوية، يعني شَيبان، عن ليث عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، قالِ: مرَّت بنا جنازة، فقال ابن عمر؟ لو قُمْتَ بنا معها؟، قال: فأخذ بيدي فَقَبض عليها قبضاً شديداً، فلما دنونا من المقابر سمع رنةً من خلفه، وهو قابض علي يدي، فاستدار بي فاستقبَلها، فقال لها شراً، وقال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أن تُتْبعَ جنازةٌ معها رنَّة. 5669 - حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية، يعني شَيبان، عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال: قام رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على الصفا والمروة وكان عمر يأمرنا بالمَقام عليهما من حيث يراهما. 5670 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا أبو معاوية، يعني شَيبان، عن ليث

_ (5668) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. والحديث بهذا السياق لم أجده في موضع آخر. نعم، روى ابن ماجة 1: 247 من طريق إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عمر قال: "نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن تتبع جنازة معها رانّة". وهذا المختصر مذكور في المنتقى 1876 ونسبه لأحمد وابن ماجة. ولعل هذا هو الذي حدا بالهيثمي أن لم يذكر حديث المسند في الزوائد. وأعل الحافظ البوصيري إسناد حديث ابن ماجة بأبي يحيى، وهو القتات، وقد رجحنا في 2493 توثيقه. وقد تابعه على روايته هذا الحديث عن مجاهد ليثُ بن أبي سليم، فتوثقنا من صحة الإسنادين. "الرنة": الصوت، يريد به نواح النساء خلف الجنازة. وفي رواية ابن ماجة، وتبعها صاحب المنتقى "رانة" بصيغة اسم الفاعل. "فاستدار بي" أثبتنا ما في م، وهو أجود، وفي ح ك " فاستدارني"، و"استدار" فعل لازم، ويمكن توجيه استعماله متعدياً، كما جاء مثله كثيراً في لغة العرب، بل قد جاء في هذه المادة نفسها "أدرتُ" لازماً بمعنى "استدرت"، فهذا قريب من ذاك، أو شبيه به. (5669) إسناده صحيح. (5670) إسناده صحيح، ورواه الطحاوي في معانى الآثار 1: 315 من طريق الحسن بن موسى الأشيب عن شيبان عن ليث بهذا الإسناد، مرفوعاً. ثم رواه من طريق عبد الوارث عن ليث، "فذكر بإسناده مثله". ثم رواه من طريق الأوزاعي عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر "نحوه ولم يرفعه". ورواه يحيى بن آدم في الخراج 444 مختصراً

عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليس فيما دون خَمسٍ من الإبل، ولا خمس أواقٍ، ولا خمسة أوْسَاقٍ، صدقةٌ". 5671 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا أبو عَقيل، يعني عبد الله بن عَقِيل، عن الفضل بن يزيد الثُمالي حدثني أبو العَجْلان: سمعت ابن عمر يقوِل: سمعت رِسول الله يقول: "إن الكافر لَيَجُرُّ لسانَه يوم القيامة وراءَه قَدْر فرسخين، يَتَوطؤُه الناسُ".

_ = عبد السلام بن حرب عن ليث عن نافع عن ابن عمر مرفوع بلفظ: "ليس فيما دون خمسة أوسق زكاة". ورواه البيهقي 4: 121 من طريق يحيى بن آدم بإسناده ولفظه مختصراً أيضاً. وحديث المسند هذا في مجمع الزوائد 3: 70 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة ولكنه مدلس". ومعنى الحديث ثابت صحيح من حديث أبي سعيد الخدري، رواه أحمد وأصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى 1997.الأوساق: جمع وسق، بفتح الواو، وقد سبق تفسيره 4732. (5671) إسناده صحيح، أبو عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم، وسيأتي في المسند 8360 قول أحمد فيه:"ثقة". الفضل بن يزيد الثمالي: ثقة، وثقه أبو زرعة والحاكم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/116 وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 69. "الثمالي" بضم الثاء المثلثة وتخفيف الميم وآخره لام: نسبه إلى "ثمالة بن أسلم بن كعب"، قبيلة من الأزد، وهي التي ينسب إليها المبرد صاحب الكامل. أبو العجلان المحاربي: شامي تابعي ثقة، وترجمه البخاري في الكنى رقم 560 وقال: "سمع ابن عمر"، وقال: "كان في جيش ابن الزبير". والحديث رواه الترمذي 3: 341 - 342 عن هناد عن علي بن مسهر "عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عن ابن عمر" مرفوعاً بنحوه، فذكر "أبا الخارق" بدل "أبي العجلان"، ثم قال: "هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه. والفضل بن يزيد كوفي روى عنه غير واحد من الأيمة. وأبو المخارق ليس بمعروف"!، وقد أطبقوا على أن=

5672 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا أبو عَقيل عن بَرَكَة بن يَعلى

_ = هذا وهم وخطأ، فإما أخطأ الترمذي، وإما أخطأ شيخه هناد بن السري، وفي التهذيب في ترجمة أبي العجلان 12: 165 - 166، بعد أن ذكر رواية الترمذي، وفيها "عن أبي المخارق"، قال: "كذا قال، ورواه منجاب بن الحرث عن [علي بن]، مسهر عن الفضل ابن يزيد [عن أبي العجلان]، وهو الصواب. قلت [القائل ابن حجر]: وكذا صوبه البيهقي، ونقل عن سريع الحافظ أنه ليس عن رسول الله بهذا الإسناد إلا هذا الحديث". وزيادة [على بن]، زدناها تصحيحاً لكلام التهذيب، فإن حذفهما خطأ مطبعي واضح. وزدنا أيضاً [عن أبي عجلان] لأنها هي موضع الاستدلال، والراجح عندي أنها سقطت من الناسخ أو الطابع. وفي التهذيب أيضاً في ترجمة أبي المخارق 12: 226 بعد الإشارة إلى هذا الحديث قال: "صوابه أبو العجلان المحاربي، وقد تقدم التنبيه عليه". وذكره الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 4: 237 - 238 من رواية الترمذي، ونقل كلامه، ولكنه جعل الصحابي "عبد الله بن عمرو"، ثم قال: "رواه الفضل بن يزيد عن أبي العجلان قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: قال رسول الله: إن الكافر ليجر لسانه فرسخين يوم القيامة يتوطؤه الناس. أخرجه البيهقي وغيره، وهو الصواب. وقول الترمذي: أبو المخارق ليس بمعروف- وهم، وإنما هو أبو العجلان المحاربي، ذكره البخاري في الكنى". وقد وهم المنذري في جعل الصحابي "عبد الله بن عمرو بن العاصي"، خصوصاً وأنه نسبه للترمذي، وهو في الترمذي من حديث عبد الله بن عمر، كما هنا في المسند، ويؤيده أن الإِمام أحمد لم يذكره في مسند عبد الله بن عمرو، وأن البخاري وغيره لم يذكروا رواية لأبي العجلان عن ابن عمرو، إنما ذكروا روايته عن ابن عمر. "يتوطؤه الناس": يطؤونه ويدوسونه. وفي اللسان: "توطأه ووطأه كوطئه". (5672) إسناده ضعيف، بركة بن يعلى التيمي: مجهول الحال، وهو مترجم في التحجيل 50 باسم "بركة بن يعلى التميمي"، وقال الحسيني تبعاً للذهبي: "مجهول"، ثم قال ابن حجر: "لم أجد له ذكراً عند البخاري ولا أتباعه، كابن أبي حاتم وابن حبان والعقيلي وابن عدي، ولا في غيرها من كتب الجرح والتعديل. ولكني رأيت له ذكراً في الكنى للحاكم أبي أحمد، في ترجمة شيخه أبي سويد، نقله عن الكنى للبخاري، من رواية =

التيْمِي حدثني أبو سُوَيد العَبْدي قال: أتينا ابنَ عمر، فجلسنا ببابه ليُؤْذن لنا،

_ = وكيع عن بركة بن يعلى التيمي، كذا فيه، والذي في المسند: التميمي، فلعل إحداهما تحرفت من الأخرى، واستفدنا منهما أن لبركة راوياً آخر [يعني غير أبي عقيل]، وهو وكيع، فارتفعت جهالة عينه"، وترجمه أيضاً في لسان الميزان 2: 9 وقال: "لكن تبقى معرفة حاله". وأنا أيضاً لم أجد ترجمة لبركة هذا في التاريخ الكبير للبخاري، بل لم أجد ترجمة لشيخه أبي سويد في الكنى للبخاري أيضاً، فما أدري أفيها سقط في هذا الموضع، أم وهم الحاكم أبو أحمد؟!، ثم قول الحافظ أن الذي في المسند "التميمي" لعل نسخة المسند التي وقعت له وللحافظ الحسيني محرفة في هذا الموضع، فإن الذي في الأصول الثلاثة بيدي "التيمي"، كما سماه الحاكم أبو أحمد. أبو سويد العبدي: في التعجيل 493: "روى عن ابن عمر حديث بني الإِسلام على خمس. روى عنه بركة ابن يعلى التميمي. أورده الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه، ونقل عن البخاري من طريق وكيع عن بركة عنه قال: كنا بباب [ابن] عمر. فذكر قصةَ". يشير إلى هذا الحديث. ولكن في التعجيل "عمر"، وهو خطأ ناسخ أو طابع، وصحته "ابن عمر" كما هو واضح. والحديث في مجمع الزوائد 8: 44، قال في أوله: "وعن أبي سويد العبدي قال: أتينا ابن عمر" إلخ، واختصره فحذف منه المرفوع " بني الإِسلام على خمس". ثم قال الهيثمي: "رواه أحمد، وأبو الأسود وبركة بن يعلى التميمي لم أعرفهما". والظاهر أن قوله "وأبو الأسود" سهو أو خطأ مطبعي، صوابه "وأبو سويد". وأصل الحديث "بني الإِسلام على خمس" ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث عكرمة بن خالد عن ابن عمر، في البخاري 1: 46 - 47، ومسلم 1: 20 والمسند 6301، زاد أحمد ومسلم في روايتهما: أن رجلاً قال لعبد الله بن عمر: إلا تغزو؟ "، فأجابه بهذا. ورواه أحمد 6015 ومسلم أيضاً من طريق عاصم بن محمد بن زيد عن أييه عن ابن عمر، بدون السؤال. وقد مضى4798 بإسناد آخر منقطع، بينَا طريق وصله هناك، هذا الحديث، وفي آخره: "فقال له رجل: والجهاد في سبيل الله؟، قال ابن عمر: الجهاد حسن". وروى أبو نعيم في الحلية 3: 62 من طريق الحرث بن يزيد العكلي عن أبي وائل: "أن رجلاً قال لعبد الله بن عمر: إنما تحج ولا تغزو؟ " فأجابه بالحديث المرفوع. ولهذا كله قال الحافظ في الفتح: "لم يذكر الجهاد لأنه فرض كفاية،=

فأبطأ علينا الإذْن، قال: فقمتُ إلى جحر في الباب فجعلت أطَّلع فيه، ففَطن بي، فلما أذِن لنا جلسنا، فقال: أيُّكم اطَّلع آنفاً في داري؟، قال: قلت: أنا، قال: بأي شيء استحللتَ أن تطَّلع في داري؟!، قال: قلت: أبطأ علينا الإذْن فنظرت فلم أتَعَمَّدْ ذلك، قال: ثم سألوه عن أشياء؟، فقال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "بني الإِسلام على خمسٍ: شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وحجُّ البيت، وصيامِ رمضان"، قلت: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في الجهاد؟، قال: من جاهد فإنما يجاهد لنفسه. 5673 - حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عَقِيل، وهو عبد الله بن

_ ْ = ولا يتعين إلا في بعض الأحوال. ولهذا جعله ابن عمر جواب السائل. وزاد في رواية عبد الرزاق في آخره: وإن الجهاد من العمل الحسن". فثبت من مجموع هذه الروايات أن رواية بركة التيمي التي هنا، لها أصل، وأن جهالة حاله لا تجعله ضعيفاً بمرة. وقد ذكر الحافظ في الفتح بياناً لرواية مسلم أن "اسم الرجل السائل حكيم، ذكره البيهقي"، ولم أعرف المصدر الذي أخذ عنه البيهقي، ولكني أرى أن رواية المسند هنا تدل على أن السائل هو أبو سويد العبدي. على أن هذا لا ينفي أن يكون هناك سائل غيره. (5673) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 199 عن أحمد بن الأزهر عن أبي النضر شيخ الإِمام أحمد هنا، بهذا الإسناد. وبيت أبي طالب من قصيدة فخمة جليلة، هي لاميته المشهورة، وتزيد على مائة بيت في بعض رواياتها، قالها في الشعب لما اعتزل مع بني هاشم وبني المطلب قريشاً. وهي معروفة عند الأدباء وأهل المعرفة بالشعر والمؤرخين. وقد رواها ابن هشام أوأكثرها في السيرة (172 - 176 طبعة أوربة، و1: 173 - 178 هامش الروض الأنف)، وكذلك ابن كثير في التاريخ 3: 53 - 57، وشرَح البغدادي في الخزانة طائفة كبيرة منها (1: 251 - 261 طبعة بولاق، و 2: 48 - 66 طبعة السلفية بتحقيق الأخ الأستاذ عبد السلام محمد هرون)، وقال ابن هشام عقبها: "هذا ما صح لي من هذه القصيدة، وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها"، وتعقبه الحافظ ابن =

عَقيل، حدثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر حدثنا سالم عن أبيه قال: ربما ذكرتُ قول الشاعِر، وأنا انظر إلى وجه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على المنبر يستسقي، فما ينزل حتى يجِيش كلُّ مِيزاب، وأذكر قول الشاعر: وأبْيَضَ يسْتَسْقى الغَمام بوجهه ... ثِمَالَ اليَتامى عِضْمَة للأراملِ وهو قول أبي طالب. 5674 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا أبو عَقِيل. [قال عبد الله بن

_ = كثير فقال: "هذه قصيدة عظيمة بليغة جداً، لا يستطيع يقولها إلا من نسبت إليه. وهي أفحل من المعلقات السبع، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعها، وقد أوردها الأموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر". يجيش: أي يتدفق ويجري بالماء. الميزاب والمئزاب: هو المرزاب الذي يبول الماء، من قولهم "أزب الماءُ" أي جرى، وقيل: بل هو فارسي معرب، معناه: بُلِ الماء، وربما لم يهمز، والجمع المآزيب، ومنه مئزاب الكعبة، وهو مصبّ المطر، قاله في اللسان. وانظر المعرب للجواليقي بنحقيقنا ص 326."وأبيض" منصوب عطفاً على "سيداً" في البيت الذي قبله، وهو من عطف الصفات التي موضوعها واحد. و"ثمال" و"عصمة" منصوبان أيضاً كذلك، ويجوز رفعهما على القطع والاستئناف. الثمال، بكسر الثاء المثلثة وتخفيف الميم: الملجأ والغياث، وقيل: هو المطعم في الشدة. "عصمة للأرامل": قال ابن الأثير: "أي يمنعهم من الضياع والحاجة"، وقال أيضاً: "الأرامل: المساكين من رجال ونساء، ويقال لكل واحد من الفريقين على انفراده: أرامل، وهو بالنساء أخص وأكثر استعمالا، والواحد أرمل وأرملة [يعني بفتح الميم] ... فالأرمل: الذي ماتت زوجته، والأرملة: التي مات زوجها، وسواء كانا غنيين أو فقيرين". (5674) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 2: 238 عن هذا الموضع من المسند، وذكر قبله رواية للبخاري بنحوه من طريق معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، ثم نسبه للنسائي أيضاً، ثم ذكر روايات أخر للبخاري بنحوه كذلك. وذكره السيوطي في الدر =

أحمد]: قال أبي: وهو عبد الله بن عَقيل، صالِحُ الحديث ثقة، حدثنا عُمر ابن حمزة عن سالم عن أبيه قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "اللهم العنْ فلاناً، اللهم العن الحرِث بن هشام، اللهم العنْ سُهيل بن عَمرو، اللهم العنْ صَفوان بن أمَية"، قال: فنزلتْ هذه الآية: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}، قال: فتيب عليهم كَلِّهم. 5675 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا مهدي عن محمد بن أبي يعقوب عن ابن أبي نُعْمٍ قال: جاء رجل إلى ابن عمر، وأنا جالس، فسأله عن دم البعوض؟!، فقال له: ممن أنت؟، قال: من أهل العراق، قال: ها، انظروا إلى هذا!، يَسْأل عن دم البعوضٍ، وقد قَتلوا ابنَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وقد سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "هما ريحانتيّ من الدنيا!!. 5676 - حدثنا عفان حدثنا خالد بن الحرث حدثنا محمد بن عَجْلانِ عن زيد بن أسْلَم عن ابنِ عمر قال: سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من نزع يده من الطاعة فلا حجة له يوم القيامة، ومن مات مفارقاً للجماعة مات ميتةً جاهليّة". 5677 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن

_ = المنثور 2: 71 ونسبه لأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير والبيهقي في الدلائل. وهذا الدعاء كان في قنوت الفجر بعد أن يرفع رأسه من الركوع من الركعة الثانية. (5675) إسناده صحيح، مهدي: هو ابن ميمون. ابن أبي نعم: هو عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي. والحديث مكرر 5568، ولكن هناك "ابن أبي نعم"، وقد بينا أنه خطأ قديم في نسخ المسند، وها هو ذا قد ثبت هنا على الصواب، وأشرنا هناك إلى أن البخاري رواه من طريق مهدي بن ميمون عن ابن أبي يعقوب، فها هي ذي رواية مهدي. (5676) إسناده صحيح، وهو مكرر 5386، ومختصر 5551. (5677) إسناده صحيح، وهو مكرر 4832.

عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بَقِي من الناس اثنان". 5678 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا عقْبة بن أبي الصَّهباء حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -نادى في الناس: "الصلاة جامعة"، فبلغ ذلك عبد َالله، فانطلق إلى أهله جواداً (1)، فألقى ثياباً كانت عليه، ولبس ثياباً كاَن يأتي فيها النبيَّ -صلي الله عليه وسلم -، ثم انطَلَق إلى المُصلَّىِ، ورسولُ الله -صلي الله عليه وسلم- قد انحدر مِن منبره، وقام الناسُ في وجهه، فقال: ما أحْدَث نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم؟، قالوا: نهى عن النبيذ، قال: أي النبيذ؟، قال: نَهى عن الدُّبَّاء والنَّقير، قال: فقلتُ لنافع: فالجرة؟، قال وما الجرَّة؟، قال: قلت: الحنتَمة، قال. وما الحنتمة؟، قِلت: القُلَّة، قال: لا، قلتُ: فالمزفَّت؟، قال: وما المزفَّت؟، قلت: الزِّق يُزفت، والراقُودُ، يزفَّت، قال: لا، لم ينهَ يومئذٍ إلاَّ عن الدَّبَّاء والنَّقِير. 5679 - حدثنا أبو النَّضر حداثنا عُقْبة، يعني ابن أبي الصَّهباء، حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر حدثه: أنه كان ذاتَ يوم عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مع نفر من أصحابه، فأقبل عليهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "يا هؤلاء، ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم؟ "، قالوا: بلى، نشهد أنك رسول الله، قال: "ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه: من أطاعني فقد أطاع الله؟!، قالوا: بلى، نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله، وأن مِن

_ (5678) إسناده صحيح، وهو مطول 4574، 5092، 5477. وانظر 5572. (1) أي انطلق يعدو كالفرس الجواد. (5679) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 67 وقال "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات". وقد أشار إليه الترمذي 1: 287 في قوله:"وفي الباب". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 185، ولكنه نسبه لابن المنذر والخطيب فقط، ففاته أن ينسبه إلى المسند.

طاعة الله طاعَتَك، قال: "فإن من طاعة الله أن تطيعوني، وإن من طاعتي أن تطيعوا أيمتكم، أطيعوا أيمتكم، فإن صَلَّوْا قعوداً فصلُّوا قعوداً". 5680 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا إسحق بن سعيد عن أبيه عن ابن

_ (5680) إسناده صحيح، إسحق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ابن أمية: ثقة، وثقه النسائي وغيره وقال أحمد: "ليس به بأس"، وأخرج له الشيخان، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 391، أبوه سعيد بن عمرو: سبق توثيقه 5017 والحديث في مجمع الزوائد 3: 96 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". وأوله إلى قوله "استبقى على وجهه" في الترغيب والترهيب 2: 2 وقال: "رواه أحمد، ورواته كلهم ثقات مشهورون". الكدوح: قال ابن الأثير: "الخدوش. وكل أثر من خدش أو عض فهو كدح. وبجوز أن يكون مصدراً سمي به الأثر"."عن ظهر غنى": "أي ما كان عفواً قد فضل عن غنى. وقيل: أراد ما فضل عن العيال. والظهر قد يزاد في مثل هذا إشباعاً للكلام وتمكيناً، كأن صدقته مستندة إلى ظهر قوي من المال". وقد قال هذا في تفسير حديث "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى"، وهو حديث ثابت صحيح من حديث جابر، سيأتي في المسند 14583، 14782 ورواه أيضاً مسلم والنسائي، كما في الجامع الصغير 1260، ومن حديث أبي هريرة، رواه البخاري وأبو داود والنسائي، كما في الجامع الصغير أيضاً 4021، فهذا واضح، وقد يخيل معه للقارئ بادئ ذي بدء أن اللفظ الذي هنا "خير المسئلة المسئلة عن ظهر غنى" فيه تحريف أو خطأ من الناسخين أو الرواة، خصوصاً وقد مضى بإسناد ضعيف من حديث على مرفوعاً1252: "من سأل مسئلة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم". ولعل هذه الشبهة هي التي حدث بالحافظ المنذري أن يذكر أول الحديث فقط ويدع آخره، احتياطا منه خشية الخطأ أو التحريف. ولكن اتفاق الأصول الثلاثة على اللفظ الذي هنا، وثبوته في مجمع الزوائد، يرفع احتمال الخطأ أو التحريف، إلى تأكيد لفظ "المسئلة" بنكراره " خير المسئلة المسئلة عن ظهر غنى". فالروايات كلها صحيحة المعنى، "خير الصدقة ما كان عن ظهر غني": الغنى فيه غنى المتصدق، كما هو واضح، فهو البيان لحال المتصدق، وحديث على "من سأل مسئلة عن ظهر غنى" بيان لحال السائل حين سؤاله، وما هنا "خير =

عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "المسئلة كُدُوح في وجه صاحبها يوم القيامة، فمن شاء فلْيَسْتبق على وجهه، وأهون المسألة مسألة ذي الرحم، يسأله في حاجة، وخير المسئلةَ المسئلة عن ظَهْرِ غِنىً، وابدأ بمن تَعول". 5681 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا إسحق بن سعيد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "لن يزالَ المرء في فسْحة من دينه ما لم يصب دماً حراما".ً 5682 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا إسحق بن سعيد عن أبيه قال:

_ = المسئلة المسئلة عن ظهر غنى "بيان لحال المسؤول، لا لحال السائل، والسياق يؤيده ويساعده: "أهون المسئلة مسئلة ذي الرحم، يسأله في حاجة، وخير المسئلة المسئلة عن ظهر غنى"، فهو يدل على إباحة السؤال في حال معينة، بينها بأنها سؤال القريب ذي الرحم، وأن يكون سؤاله عند حاجة السائل التي تضطره للسؤال، وأن خير ذلك أن يسأل ذا الرحم الغني عند الحاجة، فلا يرهق الفقير من ذوي رحمه بالسؤال. فهو معنى بديع دقيق، لم نره في غير هذا الحديث. وأما قوله "وابدأ بمن تعول" فقد مضى في حديث آخر لابن عمر، من رواية القعقاع بن حكيم عنه 4474. وانظر أيضاً 3675، 4207، 4440، 5616. (5681) إسناده صحيح، ورواه البخاري 12: 165 عن علي بن المديني عن أبي النضر بهذا الإسناد. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 351 من طريق الحرث بن أبي أسامة عن أبي النضر، به، وصححه، ورواه قبله ص 350 من طريق الدراوردي عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر وقال: "صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي، ومن عجب أنه لم يعقب عليه بأن البخاري خرجه، ولعله نسي!. (5682) إسناده صحيح، ورواه البخاري 9: 554 عن أحمد بن يعقوب عن إسحق بن سعيد، به، ولم يذكر قوله في آخره "وإن أردتم ذبحها فاذبحوها"، وأفاد الحافظ في الفتح أن هذه الزيادة ثابتة عند أبي نعيم في مستخرجه. يحيى بن سعيد الذي دخل عليه ابن عمر: هو يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، فهو عم سعيد بن عمرو=

دخل ابن عمر على يحيى بن سعيد، وغلام من بنيه رابطٌ دَجاجة يرميها، فمشى إلى الدجاجة فحلّها، ثم أقبل بها وبالغلام، وقال لَيحيى: ازجروا غلامكم هذا من أن يَصْبر هذا الطير على القتل، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى أن تصْبَر بهيمة أَو غيرها لقتلٍ، وإن أردتم ذبحها فاذبحوها. 5683 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثني ليث حدثني ابن شِهاب

_ = التابعي الذي روى هذا عن ابن عمر، ورواه عنه، أعني عن سعيد، ابنه إسحق بن سعيد ابن عمرو، شيخ أبي النضر هنا، وشيخ أحمد بن يعقوب عند البخاري. ويحيى هذا تابعي أيضاً، روى عن عثمان ومعاوية وعائشة، وله ترجمة في التهذيب 11: 215 - 216. وانظر 3133، 5587، 5661.الصبر: هو أن يُمسَك شيء من ذوات الروح حيًا، ثم يرمي بشيء حتى يموت. قوله "وغلام من بنيه رابط"، في م "وغلاماً من بنيه رابطاً"، وفي ك "وغلام من بنيه رابطاً"، وما هنا نسخة مثبتة بهامشي م ك. (5683) إسناده صحيح، عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي ثقة. أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، بفتح الهمزة وكسر السين، ابن أبي العيص، بكسر العين المهملة، ابن أمية الأموي: ثقة، وثقه العجلي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 8. والحديث رواه النسائي 1: 211 عن قتيبة بن سعيد، وابن ماجة 1: 171 عن محمد بن رمح، كلاهما عن الليث بن سعد عن الزهري، بهذا الإسناد. ورواه النسائي أيضاً 1: 79 من طريق محمد بن عبد الله الشعيثي عن عبد الله بن أبي بكر بن الحرث عن أمية بن عبد الله بن خالد. وقد مضى بنحو هذا مختصراً من طريق مالك عن الزهري عن رجل من آل خالد بن أسيد 5333، وذكرنا هناك علة رواية مالك، وأنه موصول ثابت من غير طريقه، وأشرنا إلى هذا الإسناد. في ح "عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الرحمن" بدل "بن عبد الرحمن"، وهو خطأ صححناه من ك م. ووقع في التهذيب 5: 163 في ترجمة عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن: "روى عن أبيه عن عبد الله بن خالد"، وهو خطأ واضح، صحته "روى عن أمية بن عبد الله بن خالد"، كما تبين من إسناد هذا الحديث وتخريجه، وكما ثبت على الصواب في التهذيب نفسه في =

عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أُمية بن عبد الله بن خالد بن أًسيدٍ: أنه قال لعبد الله بن عمر: إنَّا نجد صلاةَ الحَضَر وصلاةَ الخوف في القَرآن، ولا نجد صلاة السفر في القرآن؟، فقال له ابن عمر: ابنَ أخي، إن الله عَزَّ وَجَلَّ بعث إلينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - ً ولا نعلم شيئاً، فإنما نفعل كما رأينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - يفعل. 5684 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا علي بن الحَكَم عن عطاء بن أبي رَبَاح قال: كان رجل يمدح ابن عمر، قال: فجعل ابنُ عمر يقول هكذا، يَحْثُوا في وجهه التراب, قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب". 5685 - حدثنا محمد بن بشْر حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال كان في خَاتَّم رسول الله - صلي الله عليه وسلم -"محمد رسول الله".

_ = ترجمة "أمية بن عبد الله" 1: 371 - 372. (5684) إسناده صحيح، علي بن الحكم البناني، بضم الباء وتخفيف النون: سبق توثيقه 3141، ونزيد هنا أنه مترجم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 181. والحديث في مجمع الزوائد 8: 117 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح". وروى أبو داود 4: 401 نحوه من حديث المقداد بن الأسود، ونسبه المنذري لصحيح مسلم والترمذي وابن ماجة. وسيأتي حديث المقداد في المسند (6: 5 ح) بأسانيد متعددة. "احثوا في وجوههم التراب": قال: ابن الأثير: "أي ارموا، يقال: حثا يحثو حثواً، يريد به الخيبة وأن لا يعطوا عليه شيئاً، ومنهم من يجريه على ظهره، فيرمي فيها التراب". أقول: وإجراؤه على ظاهره هو الصحيح المتعين، وبه فسره ابن عمر عملا، كما هنا، والمقداد ابن الأسود، في حديثه الذي أشرنا إليه، وهي راويا الحديث، فتفسيرهما إياه متعين. (5685) إسناده صحيح، وهو مختصر 4734.

5686 - حدثنا محمد بن بِشْر حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذِّنان. 5687 - حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا زُهَير عن زيد ابن أسْلَم سمعتْ ابن عمر قال: قدم رَجلان من المَشْرق خطيبان على

_ (5686) إسناده صحيح، وقد مضى 5195 عن يحيى عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "إن بلالا يؤذن بليل" إلخ. ومضى معناه مراراً، من طريق أخرى عن ابن عمر، آخرها 5498. فأنا أرجح أن هذا الحديث الذي هنا مختصر من ذاك المعنى. ولفظ أحمد هذا عند مسلم 1/ 301. (5687) إسناده صحيح، وهو مطول5291.زهير: هو زهير بن محمد التميمي العنبري أبو المنذر، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وتكلم فيه بعضهم لنكارة بعض أحاديث رواها عنه أهل الشأم، فالعلة منهم لا منه، قال البخاري في الكبير 2/ 1/ 391: "روى عنه أهل الشأم أحاديث مناكير. قال أحمد [يعني ابن حنبل]: كأن الذي روى عنه أهل الشأم زهيرآخر، فقلب اسمه"، وقال نحو هذا في الصغير 186، وفي التهذيب 3: 349: "قال الأثرم عن أحمد في رواية الشاميين عن زهير: يروون عنه مناكير، ثم قال: أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة، عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر". وهذا الحديث من رواية أبي عامر العقدي- عبد الملك بن عمرو- عن زهير، فهو حديث صحيح. ثابت بن قيس بن شماس، بفتح الشين المعجمة وتشديد الميم وآخره سين مهملة، الخزرجي الأنصاري: صحابي مشهور، بشره رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالجنة، وقُتل يوم اليمامة شهيداً، ترجمه ابن عبد البر في الاستيعاب رقم 250 وابن الأثير في أسد الغابة 1: 229 ووصفاه بأنه خطيب رسول الله، وبأنه خطيب الأنصار، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 66 - 167 فلم يذكر شيئاً عن خطابته، وترجمه ابن حجر في الإصابة 1: 203 واقتصر على وصفه بأنه خطيب الأنصار. تشقيق الكلام: التطلب فيه ليخرجه أحسن مخرج. وقوله "قولوا بقولكم" أي تكلموا على سجيتكم دون تحمل وتصنع للفصاحة والبلاغة.

عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقاما فتكلما، ثم قعدا، وقام ثابت بن قيس خطيبُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فتكلم، ثم قعد، فعجب الناس من كلامهم، فقام النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "يا أيها الناس، قولوا بقَوْلكم، فإنما تشقيق الكلامِ من الشيطان"، قال النبي -صلي الله عليه وسلم -:"إن من البيان سِحراً". 5688 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز، يعني ابن مُسْلِم، حدثنا عبد الله، يعني ابن دينار، عن ابن عمر: أنه كان إذا انصرف من الجمعة انصرف إلى منزله فَسجد سجدتين، وذكر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك. 5689 - حدثنا عثمان بن عمرأخبرنا مالك بن مغْوَل عن جُنَيْد عن ابن عمر: أنه سمع النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لجهنم سبعةُ أبوابَ، بابٌ منها لمن سَلَّ سيفَه على أمتي"، أو قال: "أمةِ محمد". 5690 - حدثنا هشام بن سعيد حدثنا خالد، يعني الطحان،

_ (5688) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مراراً في أحاديث كثيرة، منها 4506، 5480. (5689) إسناده صحيح، عثمان بن عمر بن فارس العبدي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد وغيرهم، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 159. جنيد: لم يذكر نسبه، وهو تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 234، وروى هذا الحديث مختصراً عن أبي حفص عن عثمان بن عمر، ولم يذكر جرحاً في جنيد، ولم يذكر علة للحديث. والحديث رواه الترمذي 4: 132 عن عبد بن حميد عن عثمان ابن عمر، وقال: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول". وليس يريد الترمذي بهذا تضعيف الحديث، فإن مالك بن مغول ثقة. ونقله ابن كثير في التفسير 5: 18 عن الترمذي. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 4: 99 أيضاً لابن مردويه. (5690) إسناده صحيح، هشام بن سعيد الطالقاني شيخ أحمد: سبق توثيقه 4981، وبينا هناك اختلاف نسخ التاريخ الكبير ومناقب أحمد لابن الجوزي في اسم أبيه، أهو "سعد" أم=

حدثنا بَيَان عن وَبَرةَ عن ابن جُبَير، يعني سعيداً، عن ابن عمر، قال: خرج إلينا ابنُ عمر ونحن نرجو أن يحدثنا بحديث يُعجبنا، فَبَدَرَنا إليه رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في القتال في الفتنة، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ قال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}؟، قال: ويحك!، أتدري ما الفتنة؟، إنما كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقاتل المَشركين، وكان الدخول في دينهم فتنةً، وليس بقتالكم على المُلْك!!. 5691 - حدثنا أبو أحمد الُّزبَيْريّ حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن مجاهد عن ابن عمر قال: رَمَقْتُ النبي -صلي الله عليه وسلم - شهراً، فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. 5692 - حدثنا أبو أحمد الزُّبيري حدثنا أبو إسرائيل عن فُضَيل عن مجاهد عن ابن عمر قال: أَخَّر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -صلاةَ العشاء حتى نام الناس، وتهجَّد المتهجدون، واستيقظ المستيقظ، فخرج، فأقيمت الصلاة، وقال: "لولا أن أشق على أمتي لأخرتُها إلى هذا الوقت".

_ = "سعيد"، ورجحنا أنه "سعد" لاتفاق الأصول الثلاثة على ذلك، ولكن ها هو ذا هنا "سعيد" باتفاق الأصول الثلاثة أيضاً، فلعل هذا هو الراجح إن شاء الله. خالد الطحان: هو خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي، سبق توثيقه 554، ونزيد هنا قول أحمد: "كان خالد الطحان ثقة صالحاً في دينه". وقال أبو حاتم: "ثقة صحيح الحديث"، وترجمه في الكبير 2/ 1/ 47. والحديث مطول 5381. (5691) إسناده صحيح، وهو مختصر 5215، وقد أشرنا في 4763 إلى أن الترمذي روى بعضه من طريق أبي أحمد الزبيري عن الثوري، فهذه رواية أبي أحمد. وانظر 4909. (5692) إسناده ضعيف، لضعف أبي إسرائيل الملائي. والحديث مكرر 4826، وقد أشرنا إليه هناك. وانظر 5611.

5693 - حدثنا أبو أحمد الزبيريّ حدثنا سفيان عن عبد الله، يعني ابن عَقيل، عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كساه حلةً سِيَرَاء، وكسا أُسامة قُبْطِيتينِ، ثم قال: "ما مَس الأرضَ فهو في النار". 5694 - حدثنا أبو الوليد عُبيد الله بن إياد بن لَقيط حدثنا إياد عن عبد الرحمن بن نُعْمٍ أو نعيمٍ الأعْرَجِيّ، شَكَّ أبو الوليد، قَال: سأل رجل ابنَ عمر عن المتعة، وأنا عنده، مُتعَةِ النساء؟، فقال: والله ما كنَّا على عهد

_ (5693) إسناده صحيح، عبد الله بن عقيل: هو عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، سبق توثيقه في رقم 6، 763. والحديث مختصر، وسيأتي مختصراً، أيضاً 5714، ومطولا 5713، 5727. وسنذكر تخريجه في 5713 إن شاء الله. وانظر 4713، 4978، 4979، 5095. وانظر أيضاً 5351، 5352. وقد مضى تفسير السيراء في 698، 4713.القبطية، بضم القاف: قال ابن الأثير: "الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء. وكأنه منسوب إلى القبط، وضم القاف من تغيير النسب، فأما في الناس فقبطي، بالكسر". (5694) إسناده حسن، أبو الوليد: هو الطيالسي هشام بن عبد الملك، وهو ثقة حجة حافظ إمام، ذكرنا توثيقه في شرح 2891، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 4/ 2/ 195 والصغير 239. عُبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما. أبوه إياد بن لقيط السدوسي: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 69. عبد الرحمن بن نعم أو نعيم الأعرجي: نص ترجمته في التعجيل هكذا: "قال: سأل رجل ابن عمر عن المتعة وأنا عنده، الحديث، وفيه قول ابن عمر: ما كنا مسافحين، وفيه حديث: يكون قبل الدجال كذابون. وعنه إياد بن لقيط ومحمد بن طلحة بن مصرف. فيه جهالة. قاله الحسيني". ورمز له برمز المسند، فالظاهر أنه ليس له في المسند إلا هذا الحديث بهذا الإسناد والإسناد الذي بعده. ولم أجد له ترجمة سوى ذلك، فهو تابعي لم يذكر بجرح، فهو على الستر والثقة. وعبد الرحمن هذا شك أبو الوليد الطيالسي في اسم أبيه "نعم" أو"نعيم"، وجزم عفان في روايته لهذا =

رسول الله زانِين ولا مُسَافحين!!، ثم قال: والله لقد سمعتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول:"ليكونَنَّ قبل يوم القيامة المسيحُ الدجال، وكذابون ثلاثون أو أكثر".

_ = الحديث فيما يأتي 5808 بأنه "نعيم"، وجعفر بن حميد في روايته التي عقب هذا الإسناد حذف اسم الأب، فقال: "عبد الرحمن الأعرجي" فقط. ثم الحديث في مجمع الزوائد 7: 332 - 333 وقال: "رواه كله أحمد وأبو يعلى بقصة المتعة وما بعدها، والطبراني، إلا أنه قال: بين يدي الساعة الدجال، وبين يدي الدجال كذابون ثلاثون أو أكثر، قلنا: ما آيتهم؟، قال: أن يأتوكم بسُنة لم تكونوا عليها، يغيروا بها سنتكم ودينكم، فإذا رأيتموهم فاجتنبوهم وعادوهم". فلم يعلله ولم يذكر درجته، ولعله ترك ذلك حتى يجد ترجمة لعبد الرحمن بن نعم. وهذا الحديث في شيئين: نكاح المتعة. وابن عمر ممن يرى تحريمها ونسخ الإذن بها، كما هو منقول عنه في كتب الخلاف. وفي مجمع الزوائد 4: 265: "عن ابن عمر: أنه سئل عن المتعة؟، فقال: حرام، فقيل: إن ابن عباس لا يرى بها بأساً؟، فقال: والله لقد علم ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها يوم خيبر، وما كنا مسافحين. رواه الطبراني، وفيه منصور بن دينار، وهو ضعيف". ومنصور بن دينار التميمي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وفي التعجيل ولسان الميزان أنه ضعفه ابن معين، وأن البخاري قال في شأنه: "في حديثه نظر"، والبخاري لم يترجمه في الصغير، ولم يذكره في الضعفاء، وترجمه في الكبير 4/ 1/ 347 فلم يقل فيه هذا, ولم يذكر فيه جرحاً، وذكره النسائي في الضعفاء29 وقال: "ليس بالقوي". وهذا الحديث، أعني الذي نقلته عن الزوائد، ذكره الحافظ في الفتح 9: 145 وقال: "أخرجه أبو عوانة وصححه من طريق سالم بن عبد الله: أن رجلاً سأل ابن عمر عن المتعة؟ " فذكر الحديث إلا أنه لم يسم ابن عباس. والظاهر عندي أن هذا طريق آخر غير الذي فيه منصور بن دينار، وقد يكون إياه، ثم تيقنت أنه غيره، فإن حديث سالم عن ابن عمر مذكور في الزوائد 4: 265 قبل الحديث الذي نقلته، وهو أطول منه وأكثر تفصيلا، وذكر فيه ابن عباس نصاً، وقال صاحب الزوائد: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، خلا المعافي بن سليمان، وهو ثقة". وانظر ما مضى =

5695 - حدثنا جعفر بنِ حمُيد حدثنا عُبيد الله بن إياد بن لَقِيط أخبرنا إياد عن عبد الرحمن الأعرجي عن ابن عمر، ولم يشك فيه، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثلَه. 5696 - حدثنا أبو عامر حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري عن نافع عن ابن عمر، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "اللهم أعز الإِسلامَ بأحبّ هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"، فكان أحبُّهما إلى الله عمر بن الخطاب.

_ = في مسند ابن مسعود 36986, 4113. والثانى فيما يتعلق بالدجال والكذابين الثلاثين: أما الدجال، فقد مضت في شأنه أحاديث كثيرة من مسند ابن عمر، منها 5353، 5553. وأما الكذابون الثلاثون، ففي مسند ابن عمر هذا الحديث والذي بعده و 5808، وكلها حديث واحد من هذا الوجه، وسيأتي هذا المعنى أيضاً من وجه آخر، من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عمر 5985. وثبت معناه أيضاً من حديث أبي هريرة في البخاري 6: 454، ومن حديث جابر بن سمرة في صحيح مسلم 2: 372. (5695) إسناده حسن، جعفر بن حميد أبو محمد الكوفي: ثقة من شيوخ مسلم وأبي داود، وثقه مُطَيّن وابن حبان، وهو من أقران أحمد، ولكنه أكبر منه، مات سنة 240 وعمره 90 سنة. والحديث مكرر ما قبله. (5696) إسناده صحيح، وروه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 191 عن أبي عامر العقدي شيخ أحمد هنا، وكذلك رواه الترمذي 4: 314 من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر"، ونقله الحافظ في الفتح 7: 39 وذكر أنه صححه ابن حبان أيضاً. وروى الحاكم في المستدرك 3: 83 من طريق شبابة بن سوّار عن المبارك بن فضالة عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "اللهم أيد الدين بعمر بن الخطاب"، ثم رواه من طريق سعيد بن سليمان عن المبارك بن فضالة بهذا الإسناد، ولكن جعله "عن ابن عمر عن ابن عباس"، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

5697 - حدثنا أبو عامر حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "إن اللهِ عَزَّ وَجَلَّ جعل الحق على قلب عمر ولسانه"، قال: وقال ابن عمر: ما نزِلِ بالناس أمرٌ قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب، أو قال عمر، إلاَّ نزل القرآن على نحو مما قال عمر. 5698 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هَمّام حدثنا مَطرَ عن سالم عن أبيه قال: سافرتُ مع النبي -صلي الله عليه وسلم - ومع عمر، فكانا لا يزيدان على ركعتين، وكنّا ضلالا فهدانا الله به، فيه نقْتَدي. 5699 - حدثنا حَجين بن المثنى، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن مجاهد عن ابن عمر قال: رَمَقْت النبي -صلي الله عليه وسلم - أربعاً وعشرين مرة، أو خمساً وعشرين مرة، يقرأ في الركعتين قبل الفجر وبعد المغرب: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. 5700 - حدثنا رَوْح حدثنا صالح بن أبي الأخضر حدثنا ابن

_ (5697) إسناده صحيح، وهو مطول 5145. وأشرنا هناك إلى رواية الترمذي مطولاً من طريق أبي عامر العقدي، وهو هذا الإسناد الذي هنا. (5698) إسناده صحيح، مطر: هو الوراق. والحديث مضى نحو معناه مراراً من أوجه مختلفة، منها 4858، 5683. (5699) إسناده صحيح، وهو مكرر 5691. "رمقته" أي أتبعته بصري أتعهده وأنظر إليه وأرقبه. وفي نسخة بهامش م "رقبت". (5700) إسناده صحيح، وقد روى الترمذي نحوه بمعناه مختصراً 2: 82 من طريق صالح بن كيسان عن الزهري عن سالم عن أبيه، وقال: "حديث حسن صحيح". ونسبه شارحه المباركفوري لمالك، ولم أجده في الموطأ، لا في رواية يحيى بن يحيى، ولا في رواية محمد بن الحسن. ولكن في الموطأ 1: 319 رواية يحيى، و 200 رواية محمد: مالك=

شهاب عن سالم قال: كان عبد الله بن عمر يفتي بالذي أنزل الله عز وجل مَن الرخصة بالتمتعِ وسنَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فيه، فيقول ناس لابن عمر: كيف تخالف أباك وقد نهى عن ذلك؟!، فيقول لهم عبد الله: ويلَكم!، ألاَ تَتقون الله؟!، إن كان عمر نَهى عن ذلك فيبنغي فيه الخير يَلتمس به تمامَ العمرة، فَلمَ تحرِّمون ذلك قد أحله الله وعمل به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟!، أفَرَسول اللهَ - صلى الله عليه وسلم - أحقُّ أن تتبعوا سنته أم سنة عمر؟!، إن عمر لم يقل لكم إن العمرة في أشهر الحج حرام، ولكنه قال: إن أتَم العمرة أن تفردوها من أشهر الحج. 5701 - حدثنا رَوْح حدثنا هَمّام عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قلت لابن عمر: أراك تزاحم على هذين الركنيين؟، قال: إنْ أفعلْ فقد سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن مسحهما يَحطّان الخَطايا"، قال: وسمعته يقول: "من طاف بهذا البيت أسبوعاً يُحْصِيه كُتب له بكل خَطوة حسنةٌ، وكُفِّر عنه سيئةٌ، ورفعتْ له درجةٌ، وكان عَدْلَ عتقِ رقبةٍ". ْ5702 - حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو بكر، يعني ابن عيَّاش،

_ = عن نافع عن ابن عمر:"أن عمر بن الخطاب قال: افصلوا بين حجتكم وعمرتكم، فإنه أتم لحج أحدكم وأتم لعمرته أن يعتمر في غير أشهر الحج". وفيه أيضاً 1: 317 رواية يحيى، و 217 رواية محمد: مالك عن صدقة بن يسار عن ابن عمر أنه قال: "لأن أعتمر قبل الحج وأهدي أحب إلي من أن أعتمر بعد الحج في ذي الحجة". (5701) إسناده حسن، همام بصري، فالظاهر أنه سمع من عطاء بعد تغيره. والحديث مختصر 4462. ومطول 5621. وقد رواه أبو داود الطيالسي عن همام عن عطاء، ولكنه جزأه حديثين 1899، 1900."العدل" بفتح العين وكسرها: الِمثل، وقيل: هو بالفتح ما عادله من جنسه، وبالكسر ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس. قاله ابن الأثير. (5702) إسناده صحيح، العلاء بن المسيب بن رافع: سبق توثيقه 1240، ونزيد هنا أنه ترجم في=

عن العلاء بن المُسَيَّب عن إبراهيم [بن قُعَيْس]، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "سيكون عليكم أُمراءُ يأمرونكم بما لا يفعلون، فمِنِ صدَّقهم بكَذِبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولستُ منه، ولن يرِد عليّ الحوض". 5703 - حدثنا أسود بن عامر شاذانُ أخبرنا أبو بكر بن عيَّاش عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من سألكم بالله فأعطُوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أهدى لكم فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادْعُوا له".

_ = الجرح والتعديل 3/ 1/ 360 - 361، وأن ابن معين قال: "ثقة مأمون". إبراهيم بن قعيس، بضم القاف وفتح العين المهملة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/313 - 314 قال: "إبراهيم بن قعيس، يقال: مولى بني هاشم، عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: يكون عليكم أمراء، روى عنه العلاء بن المسيب، قال لنا أحمد بن يونس. ويقال: إبراهيم قعيس". وذكره الذهبي في الميزان بإيجاز وتقصير، فقال: "قال أبو حاتم: ضعيف الحديث"!، ثم لم يزد!، وتعقبه الحافظ في اللسان فقال: "وذكره البخاري ولم يجرحه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كنيته أبو إسماعيل، روى عنه سليمان التيمي. وأخرج حديثه في صحيحه". ومن عجيب أن الحافظ فاته أن يترجم له في التعجيل، فيستدرك عليه، زيادة [بن قعيس]، أثبتناها من نسخة بهامش م فقط. والحديث رواه البخاري في التاريخ إشارة، كما نقلنا. وهو في مجمع الزوائد 5: 247 وقال: "رواه أحمد والبزار، [ثم ذكر لفظ البزار]، وفيه إبراهيم بن قعيس، ضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح". ومعناه ثابت أيضاً من حديث جابر في المسند 14493، 15347، والمستدرك 3: ْ479 - 480 و 4: 422، ومن حديث كعب بن عجرة في الترمذي 1: 416، ومن حديث غيرهما من الصحابة، في الترغيب والترهيب 3: 150 - 151 ومجمع الزوائد 5: 246 - 248. وانظر 4402، 5373. (5703) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. والحديث مختصر 5365.

5704 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا حنظَلة سمعت سالم بن عبد الله يقول سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لأن يكون جوف المرء مملوءاً قيحاً خيرٌ له من أن يكون مملوءاً شِعْراً". 5705 - حدثنا وَهب بن جَرير حدثنا أبي سمعت يونس عن الزُّهْرِي عن سالم أن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثلُ ما أصابهم ". 5706 - حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عَوَانة عن أبي بشْر عن نافع عن ابن عمرْ قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاتَمٌ من ذهب، كان يدخَل فصَّه في باطن كله، فطرحه ذات يوم، فطرح أصَحابه خواتيمهم، ثم اتخذ خاتماً من فضة، وكان يختم به ولا يلبسه. 5707 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن موسى بن عُقْبة عن

_ (5704) إسناده صحيح، حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي. والحديث مكرر 4975. (5705) إسناده صحيح، وهو مكرر 5645. (5706) إسناده صحيح، وهو مكرر 5366، ومطول 5407. وانظر 5583. (5707) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. وقد مضى حديثان في هذا المعنى مطولان 4701، 5630، في أولهما: "وإن ابنه هذا [يعني أسامة بن زيد]، لأحب الناس إلي بعده"، في الثاني: "وإن ابنه هذا بعده من أحب الناس إليّ". والحديث الذي هنا رواه ابن عبد البر في الاستيعاب من طريق موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولكن فيه: "ما خلا فاطمة ولا غيرها". وأخشى أن تكون كلمة "خلا" خطأ من ناسخ أو طابع. وروى ابن سعد في الطبقات 2/ 2/ 41 - 42 و 4/ 1/ 45 - 46 من طريق وهيب وعبد العزيز بن المختار، كلاهما عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه، قصة إمارة أسامة، كنحو الرواية الماضية من طريق زهير عن موسى بن عقبة، وفي آخره: "قال سالم: ما سمعت عبد الله يحدث هذا الحديث قط إلا قال: ما حاشا فاطمة". ونقل =

سالم عن ابنِ عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "أُسامة أحبُّ الناس إليَّ"، ما حاشا فاطمةَ ولا غيرها.

_ = الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 286 نحوه أيضاً، وفي آخره: "وكان ابن عمر يقول: حاشا فاطمة". وقال الهيثمي: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح". وهذه الرواية التي في أبي يعلى متناقضة في ظاهرها مع رواية المسند هنا، ومع رواية ابن سعد. فإن ظاهرها استثناء فاطمة من أن أسامة أحب الناس كلهم إلى رسول الله، ورواية المسند والروايات الآخر تدل على أن الكلام عام، وأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -لم يستثن فاطمة ولا غيرها. ولعل رواية أبي يعلى فيها خطأ من راو أو من ناسخ، أو هي رواية شاذة تخالف سائر الروايات. ويؤيد صحة اللفظ الذي هنا أن الذهبي نقله في تاريخ الإِسلام في ترجمة أسامة بن زيد 2: 271 قال: "وقال موسى بن عقبة وغيره عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أحب الناس إليَّ أسامة، ما حاشا فاطمة ولا غيرها". وكلمة "حاشا" من أدوات الاستثناء، تنصب الاسم وتجره، فهي عند النصب فعل جامد، وعند الجر حرف. وفي هذا خلاف لسنا بصدد بيانه. ولكنها هنا ليست للاستثناء، قال السيوطي في همع الهوامع 1: 233: "وترد حاشا في غير الاستثناء فعلا متصرفاً متعدياً، تقول: حاشيته، بمعنى استثنيته، ومنه الحديث: ما حاشا فاطمة ولا غيرها". وقال ابن هشام في المغني 1: 191: "حاشا: على ثلاثة أوجه، أحدها: أن تكون فعلا متعدياً متصرفاً، تقول: حاشيته، بمعنى استثنيته، ومنه الحديث، أنه عليه الصلاة والسلام قال: أسامة أحب الناس إلي، ما حاشا فاطمة. ما: نافية، والمعنى أنه عليه الصلاة والسلام لم يستثن فاطمة. وتوهم ابن مالك أنها المصدرية وحاشا الاستثنائية، بناء على أنه من كلامه عليه الصلاة والسلام، فاستدل به على أنه قد يقال: قام القوم ما حاشا زيداً، كما قال: رأيت الناس ما حاشا قريشاً ... فإنا نحن أفضلهم فعالا ويردّه أن في معجم الطبراني: ما حاشا فاطمة ولا غيرها". وهذا الذي نقله ابن هشام عن الطبراني يوافق رواية المسند هنا، وكلاهما واضح صريح. فائدة: وقع في رواية ابن سعد 2/ 2/ 42 في السطر 27 "زيد بن عقبة"، وهو خطأ واضح، صوابه "موسى بن عقبة"، وقد أثبت تصحيحه في التصحيحات الإفرنجية التي في آخر الجزء ص 24 س 3 - 5.

5708 - حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عَوَانة عن رَقَبة عن

_ (5708) إسناده صحيح، رقبة: هو ابن مصقلة. عون بن أبي جحيفة بن وهب السوائي، بضم السين المهملة وتخفيف الواو: سبق توثيقه 837، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/15.عبد الرحمن بن سميرة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات. "سميرة" بضم السين وفتح الميم مصغر، كما في ح م، ويقال "سمير" بدون هاء في آخره، ويقال "سمرة" بغير تصغير، وهو الثابت في ك. والحديث رواه أبو داود 4: 162 - 163 عن أبي الوليد الطيالسي عن أبي عوانة، وفيه "عبد الرحمن، يعني ابن سمرة". ثم قال أبو داود عقبه: "رواه الثوري عن عون عن عبد الرحمن بن سمير أو سميرة ... قال أبو داود: قال لي الحسين بن علي: حدثنا أبو الوليد، يعني بهذا الحديث، عن أبي عوانة، وقال: هو في كتابي: ابن سبرة، [يعني بفتح السين وسكون الباء الموحدة]، وقالوا: سمرة، وقالوا: سميرة. هذا كلام أبي الوليد". ونقل شارحه عن المنذري قال: "وذكر البخاري في تاريخه الكبير عبد الرحمن هذا، وذكر الخلاف في اسم أبيه، وقال: حديثه في الكوفيين. وذكر له هذا الحديث مقتصراً منه على المسند. وقال الدارقطني تفرد به أبو عوانة عن رقبة عن عون بن أبي جحيفة عنه، يعني عن عبد الرحمن بن سمير". قوله "فشد يده من يدي" في نسخة بهامش م ك "فنبذ". قوله "فليقل هكذا": بهامش م ما نصه: "المراد- والله أعلم- أن يمكنه من قتله، ولا يقاتله، بل يستسلم له". وفي عون المعبود: "أي فليفعل هكذا. وفي بعض النسخ: يعني فليمد عنقه. وهو تفسير لقوله هكذا؛ يعني من مشى إلى رجل لقتله فليمد ذلك الرجل عنقه إليه ليقتله؛ لأن القاتل في النار والمقتول في الجنة، فمد العنق إليه سبب لدخول الجنة". وقال ابن الأثير في حديث آخر: "العرب تعجل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان. فتقول: قال بيده، أي أخذ، وقال برجله أي مشى. قال الشاعر: وقالت له العينان سمعاً وطاعة* أي أومأت. وقال بالماء على يده، أي قلب. وقال بثوبه، أي رفعه. وكل ذلك على المجاز والاتساع". أقول: وليس معنى هذا الاستسلام لكل عادٍ يريد قتله، بل إن له أن يدفع القتل عن نفسه ما استطاع. وإنما هذا في الفتن، يكف يده ولسانه وسيفه، فإن عدي عليه أبي أن يقاتل، حتى لا تزيد الفتنة اشتعالا. وهذا من أحكم الأسباب وأعلاها لإطفاء نار الفتنة، إذا فقهه المؤمنون وعملوا به.

عَون بن أبي جُحَيفة عن عبد الرحمن بن سميرة قال: كنت أمشيِ معِ عبد الله بن عمر، فإذا نحن برأسٍ منصوب على خشبة، قال: فقال: شقِي قاتل هذا، قال: قلت: أنت تقول هذا يا أبا عبد الرحمن؟، قال: فشدّ يده من يدي، وقال أبو عبد الرحمن: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا مشَى الرجل من أمتي إلى الرجل ليقتله فليقلْ هكذا، فالمقتول في الجنة، والقاتل في النار". 5709 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا صخر عن نافعِ: أن ابن عمر جَمع بَنيه حين انْتَزَى أهلُ المدينة مع ابن الزُبَير وخلعوا يزيد بن معاوية، فقال: إنا قَد بايعنا هذا الرجل ببيْعِ الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "الغادر يُنْصَب له لواءٌ يوم القيامة، فيقال: هذه غَدْرَة فلان، وإن من أعظم الغَدْر، إلاَّ أن يكون الإشراكُ بالله تعالى، أن يبايعَ الرجِل رجلاً على بيع الله ورسوله ثم ينكُثَ بيعتَه، فلا يخلعن أحدٌ منكم يزيد، ولا يسْرِفَن أحد منكم في هذا الأمر، فيكونَ صيلماً فيما بيني وبينكم". 5710 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد حدثنا خالد الحَذاء أن

_ (5709) إسناده صحيح، وهو مكرر 5088 بنحوه، ومطول 5457. (5710) إسناده صحيح، أبو المليح: هو عامر بن أسامة بن عمير الهذلي، بذلك جزم ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/319، وقال: "سئل أبو زرعة عن أبي المليح الهذلي الذي روى عن ابن عباس؟، فقال: بصري ثقة"، وكذلك سماه الدولابي في الكنى 2: 129، وكذلك روى البخاري في الصغير 114 عن موسى بن مجاهد، ثم قال: "قال سهل بن حسان: اسمه عامر، وقال أحمد عن أبي عبيدة: اسمه زيد بن أسامة"، وقال الترمذي في السنن 1: 9: "اسمه عامر، ويقال: زيد بن أسامة بن عمير الهذلي"، وترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 1/ 159 - 160 وقال: "اسمه عامر بن أسامة بن عمير"، وكان ثقة، وله أحاديث، روى عنه أيوب وغيره، توفى في سنة 112"، وترجمته =

أبا المَليح قال لأبي قلابة: دخلتُ أنا وأبوك على ابن عمر، فحدثنا، أنه دخل علىَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فَألقى له وِسادة من أدَمٍ حَشْوها ليف، فلم أقعد عليها، بقيتْ بيني وبينه. 5711 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن

_ = في التهذيب 12: 246 ناقصة، لم يذكر فيها شيء بعد شيوخه والرواة عنه، والراجح عندي أنه سقط ما بعد ذلك سهواً من المطبوعة، فقد ذكر فيها شيء بعد شيوخه والرواة عنه، والراجح عندي أنه سقط ما بعد ذلك سهواً من المطبوعة، فقد ذكر الحافظ في التقريب أنه "ثقة"، وفي الخلاصة: "وثقه أبو زرعة، قال الفلاس: مات سنة 98، وقال ابن سعد: سنة 112"، فهذا شيء ثابت في أصل التهذيب. واْسامة الهذلي والد أبي المليح صحابي، له بضعة أحاديث، ستأتي في المسند (5: 24،74 - 75 ح). وأبو قلابة الجرمي: هو عبد الله بن زيد بن عمرو، تابعي معروف، سبق توثيقه 2191، ولكن ليس له ولا لأبيه رواية في هذا الحديث، وأبوه لم يُذكر برواية, ولكن أبو المليح ذكر لأبي قلابة أنه دخل هو وأبوه على ابن عمر، كما هو واضح من سياق الرواية هنا. وهذا الحديث لم أجده في غير هذا الموضع. وقد ثبت من حديث عائشة أن وسادة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كانت من أدم حشوها ليف، كما رواه الشيخان وأبو داود والترمذي. وانظر عون المعبود 4: 120.الأدم، بفتح الهمزة والدال المهملة: الجلد، وهو اسم جمع، الواحد "أديم"، أو هو جمع واحدته "أدمة". (5711) إسناده صحيح، ورواه البخاري 12: 376 - 377 عن عليّ بن مسلم عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وسيأتي نحوه مطولاً 5998 من وجه آخر بإسناد صحيح. وفي مجمع الزوائد 1: 144 نحوه، وزاد في آخره: "ومن أفرى الفرى من قال عليّ ما لم أقل"، وقال الهيثمي: "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح". وروى الشافعي في الرسالة 1090 نحو معناه مطولا من حديث واثلة بن الأسقع، وسيأتي حديث واثلة في المسند 16082، 17047، 17050. وانظر ما مضى 3383.الفرى، بكسر الفاء مقصور: "جمع فرية، وهي الكذبة. وأفرى: أفعل التفضيل منه، أي أكذب الكذبات أن يقول رأيت في النوم كذا كذا, ولم يكن رأى شيئا, لأنه كذب على الله، فإنه هو الذي يرسل =

دِينار مولى ابن عمِر عن أبيه عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "إنّ من أفْرى الفِرى أن يري عينيه في المنام ما لم تَرى". 5712 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "الكريم ابنُ الكريم ابن الكريم ابنِ الكريم: يوسفُ بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم"، صلى الله عليهم وسلم. 5713 - حدثنا زكريا بن عَدِيّ أخبرنا عُبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل عن ابن عمر قال: كساني رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حُلّةً

_ = ملك الرؤيا ليريه في المنام"، قاله ابن الأثير. وفي الفتح عن ابن بطال: "الفرية: الكذبة العظيمة التي يتعجب منها". "ما لم ترى" هكذا ثبت في ك م بإثبات حرف العلة مع الجازم، وهو جائز صحيح، كما قلنا مرارا، وكما بينا في شرحنا على الرسالة للشافعي في مواضع متعددة، منها رقم 755 , 1090. وقد وضع على كلمة "ترى" علامة الصحة مرتين في م. وفي ح "تر" بحذف حرف العلة، وهي نسخة بهامش ك. (5712) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 298 عن إسحق بن منصور، و300 عن عبدة و8: 273 عن عبد الله بن محمد، ثلاثتهم عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير 4: 413 - 414 عن هذا الموضع، وقال: "انفرد بإخراجه البخاري"، ونقله السيوطي في الدر المنثور 4: 4 ونسبه لأحمد والبخاري فقط. (5713) إسناده صحيح، عُبيد الله: هو ابن عمرو بن أبي الوليد الرقي الجزري، سبق توثيقه 1359. والحديث في مجمع الزوائد 5: 123، وقال: "له أحاديث في الصحيح بغير هذا السياق"، ثم قال: "رواه أحمد، وأبو يعلى ببعضه .... وفي إسناد أحمد عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". وهو مطول 5693 , وقد أشرنا إليه هناك. وسيأتي مختصرا عقب هذا 5714، ومطولا 5727. وانظر أيضاً 5351. قوله "بعاتقي"، وقع في الزوائد "يعانقني"، وهو تصحيف قبيح، أرجح أنه غلط مطبعي.

من حُلَل السِّيَرَاء، أهداها له فيرُوز، فلبستُ الإزار، فأَغْرَقَني طولا وعرضا، فسحبته ولبست الرداء، فَتَقنَّعْتُ به، فأخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بعاتقي، فقال: "يا عبد الله، ارفع الإزار، فإن ما مَسَّتِ الأرضُ من الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار"، قال عبد الله بن محمد: فلم أرَ إنسانا قط أشد تَشميرا من عبد الله ابن عمر. 5714 - حدثنا مُهنى بن عبد الحميد أبو شبْل عن حماد عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كساه حُلّة، فأسبلها، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -فيه قَولا شديداً، وذَكَر النار. 5715 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا فُلَيح عن عبد الله بن

_ (5714) إسناده صحيح، مهنى بن عبد الحميد أبو شبل البصري: ثقة من شيوخ أحمد، وذكره البخاري في الكبير 4/ 2/ 70 ولم يذكر فيه شيئا، وذكره الدولابي في الكنى 2: 7 - 8 وروى له حديثين آخرين. "مهنى" بضم الميم وفتح الهاء وتشديد النون المفتوحة، ورسم في ح ك بالياء، وفي م وتاريخ البخاري "مهنا" بالألف، وفي سائر المراجع بالألف فوقها همزة، وهو الأصل، فإذا سهل بحذف الهمزة جاز رسمه بالألف وبالياء. حماد: هو ابن سلمة. والحديث مختصر ما قبله. (5715) إسناده صحيح، فليح: هو ابن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين، سبق توثيقه 1442، ونزيد هنا أنه وقع في ترجمته في التهذيب 8: 303 خطأ مطبعي في اسم جد أبيه "حنين"، فكتب "جُبير"، وثبت على الصواب في ترجمته في الطبقات 5: 307، وأيده بقوله: "وعبيد بن حنين، الذي روى عن أبي هريرة: هو عم أبي فليح، سليمان بن المغيرة"، وسنزيد هذا بيانا في ترجمة "أبي المغيرة" في هذا الإسناد. عبد الله بن عكرمة: هو عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي المدني، وهو ثقة، ترجمه الحافظ في التعجيل 229، قال: "عن عُبيد الله بن عمر ونافع بن جُبير، [كذا في التعجيل، وأرجح أنه خطأ ناسخ أو طابع، وأن صوابه: ورافع بن حنين]، وعنه أسامة ابن زيد وفليح. قال ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات: يكنى بأبي محمد، من أهل =

عكْرِمة عن أبيِ المغيرة بن حُنَين: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: رأيت لرَسول الله مذْهَباً مواجِه القِبْلة.

_ = المدينة، وأمه أم القاسم بنت عبد الله بن أبي عمرو بن حفص المخزومي، وأبو عمرو هو زوج فاطمة بنت قيس الصحابية المشهورة. قلت [القائل ابن حجر]: وعمه أحد الفقهاء بالمدينة، وهو أبو بكر بن عبد الرحمن". أبو المغيرة بن حنين: هو رافع بن حنين، كما سيأتي اسمه في 5741، وكما سيأتي اسمه وكنيته معا في 5941، وكما ثبت أيضا في هامشي م ك. "أبو المغيرة: اسمه رافع"، وهو ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 280 قال: "رافع بن حنين، ويقال: أبو المغيرة بن حنين"، ثم روى هذا الحديث من طريق يونس بن محمد عن فليح، بهذا الإسناد، وترجمه الحافظ في التعجيل 123 - 124 قال: "رافع بن حنين، ويقال: ابن حصين، أبو المغيرة، عن ابن عمر، وعنه عبد الله بن عكرمة، وثقه ابن حبان، وسمى أباه حصينا، وسمى الدارقطني في المؤتلف أباه حنينا، وهو جد فليح بن سليمان بن أبي المغيرة راشد بن حنين، ولا أعلمه أسند إلا حديثا واحدا، لم يروه غير فليح بن سليمان عن عبد الله بن عكرمة عنه"، وقوله في التعجيل "راشد بن حنين" خطأ ظاهر، من الناسخ أو الطابع، صوابه "رافع بن حنين". والظاهر عندي أن من سمى أباه "حصينا" إنما أخطأ أو وهم، فقد ثبت على الصواب في ابن سعد في ترجمة حفيده "فليح بن سليمان" كما ذكرنا آنفا، وأثبته الدارقطني في المؤتلف، كما حكى عنه الحافظ في التعجيل، وأثبته أيضاً الحافظ عبد الغني ابن سعيد المصري في المؤتلف 24 قال: "ورافع بن حنين أبو المغيرة، جد فليح، يقال إنه أخو عبيد ابن حنين"، وكذلك أثبته الدولابي في الكنى 2: 124: "وأبو المغيرة رافع بن حنين عن ابن عمر"، ولكن طابعه أخطأ في ص 126 بعد ذلك حين روى الدولابي هذا الحديث بإسناده من طريق سريج بن النعمان عن فليح عن عبد الله بن عكرمة عن رافع بن "حسين"، وصوابه "حنين" كما هو ظاهر. تنبيه: وقع في التعجيل خطأ آخر غريب في هذا، ففيه في الكنى ص 521: "أبو المغيرة ابن حسن الترأس، هو رافع، تقدم". ومن البيّن الذي لا شك فيه أن قوله "بن حسن" تصحيف لا أصل له، وأن صوابه "بن حنين"، وأما قوله "التراس"فما أدري ما هو؟!، ولكني لا أشك أنه تخليط!!، ووقع تحريف "حنين" إلى "حسين" في لسان الميزان أيضا 2: 441 - 442. وقد تبين مما ذكرنا أن هذا الحديث سيأتي 5741، وأنه رواه أيضا =

5716 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا فُلَيح عن سعيد بن عبد الرحمن بن وائل الأنصاري عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن

_ = البخاري في الكبير والدولابي في الكنى. وقد سبق في المسند 4606، 4617، 4991 أن ابن عمر أرى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "على حاجته مستقبل الشأم مستدبر القبلة"، وخرجناه في الموضع الأول بأنه رواه الجماعة. وروى أبو داود أيضا 1: 7 من طريق الحسن بن ذكوان عن مروان الأصفر قال: "رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة، ثم جلس يبول إليها، فقلت: أبا عبد الرحمن، أليس قد نهي عن هذا؟، قال: بلى، إنما نهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس". ورواه الدارقطني 22 من طريق الحسن بن ذكوان عن مروان الأصفر وقال: "هذا صحيح، وكلهم ثقات". وانظر ما يأتي أيضا 5747. (5716) إسناده صحيح، سعيد بن عبد الرحمن بن وائل الأنصاري: ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 453 في باب من اسمه "سعيد"، قال: "سعيد بن عبد الرحمن بن وائل الأنصاري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، قاله يونس بن محمد والعقَدي عن فليح ابن سليمان، يعدّ في أهل الحجاز"، ونقل مصححه العلامة الشيخ عبد الرحمن اليماني في هامشه ما يدل على أن هذه الترجمة ثابتة أيضاً في كتاب الثقات لابن حبان وكتاب ابن أبي حاتم، وهما مما رتب في التراجم على الحروف مبوبة. فهذه ثلاثة كتب مراجع معتمدة، ذكرتْه في باب من اسمه "سعيد". ووقع في الأصول الثلاثة هنا "سعد"، بحذف الياء، دون ضبط، فرجحنا ما ثبت مضبوطا مبوبا، وصححناه إلى "سعيد"، ترجيحا منا بأن يكون ما في الأصول سهوا أو خطأ من بعض الناسخين القدماء. وهذا الرجل لم يترجم في التهذيب وفروعه، ولم يترجم في التعجيل أيضا، لا في اسم "سعد" ولا في اسم "سعيد"، فيستدرك عليه. عبد الله بن عبد الله بن عمر: سبق توثيقه 4458. وفي ك "عُبيد الله بن عبد الله بن عمر"، وهو الذي في كتاب ابن أبي حاتم، كما نقله مصحح التاريخ الكبير في هامش ترجمة سعيد بن عبد الرحمن. وعُبيد الله بن عبد الله: سبق توثيقه 4605، وأيا ما كان فالإسناد صحيح، إذ كلاهما ثقة. والحديث في معناه مكرر 4787، 5390، 53.

النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لعن الله الخمر، ولعن شاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها". 5717 - حدثنا إسحق بِن عيسى حدثنا عبد الله بن زيد بن أَسْلَمِ عن أبيه عن ابنِ عمر: أنه كان يصبغ ثيابه ويَدَّهن بالزَّعْفَران، فقيل له: لم تصبغ ثيابك وتدَّهِن بالزعفران؟، قال: لأنيَ رأيته أحب الأصباغ إلَى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، يدهن به، ويصبغ به ثيابه. 5718 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليث عن محمد بن عَجلان عن زيد بن أسْلَم أنه حدثه: أن عبد الله بن عمر أتى ابن مُطيع ليالي الحرَّة، فقال: ضعوا لأبي عبد الرحمن وِسادة، فقال: إني لم آت لأجلس، إنما جئت لأخبرك كلمتين سمعتهما من رسول الله، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من نزع يدا من طاعة لم تكن له حُجة يوم القيامة، ومن مات

_ (5717) إسناده صحيح، عبد الله بن زيد بن أسلم المدني: ثقة.، وثقه أحمد والقزاز وغيرهما، وتكلم فيه آخرون، منهم النسائي، ذكره في الضعفاء 18، وقال: "ليس بالقوي"، ولم يذكره البخاري فيهم، بل ترجمه في الصغير 205 - 206، فذكر أن المديني ضعف عبد الرحمن بن زيد، وقال: "أما أخواه أسامة وعبد الله، فذكر عنهما صحة"، وقال الترمذي في السنن 343: "سمعت أبا داود السجزي، يعني سليمان بن الأشعث، [هو صاحب السنن]، يقول: سألت أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فقال: أخوه عبد الله لا بأس به. وسمعت محمدا [يعني البخاري]، يذكر عن عليّ بن عبد الله [هو ابن المديني] أنه ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال: عبد الله بن زيد ابن أسلم ثقة". والحديث في المنتقى 726، 727 وقال: "رواه أحمد، وكذلك رواه أبو داود والنسائي بنحوه، وفي لفظهما: ولقد كان يصبغ ثيابه كلها، حتى عمامته". وحديث أبي داود في السنن 4: 91 من طريق الدراوردي عن زيد بن أسلم. ولم أجده في النسائي، ولعله في السنن الكبرى. وانظر 5338. (5718) إسناده صحيح، الليث: هو ابن سعد. والحديث مطول 6386، 5676، ومكرر 5551 بمعناه.

مفارقا للجماعة فإنه يموت موت الجاهلية". 5719 - حدثنا إسماعيل بن محمد حدثنا عَبّاد، يعني ابن عباد، حدثني عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: أهللنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج مُفْرَدا. 5720 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليث عن يزيد بن أبي

_ (5719) إسناده صحيح، إسماعيل بن محمد: هو إسماعيل بن محمد بن جبلة أبو إبراهيم المعقب، سبق توثيقه 942. عباد بن عباد: هو المهلبي، سبق توثيقه 1791، وهو من شيوخ أحمد، ولكنه روى عنه بواسطة إسماعيل بن محمد في هذا الموضع، وفي مواضع أخر، منها 12499، 14644. والحديث رواه مسلم 1: 353 عن يحيى بن أيوب وعبد الله بن عون الهلالي، كلاهما عن عباد، وآخره: "وفي رواية ابن عون: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل بالحج مفردا". وهاتان الروايتان في المنتقى2390، 2391. (5720) إسناده ضعيف، لانقطاعه كما سنبين. "إبراهيم بن صالح واسمه الذي يعرف به: نعيم ابن النحام، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماه: صالحا" في ترجمته بحث دقيق، ومن الضروري قبل ذلك تحقيق ترجمة أبيه. والذي يفهم من السياق الذي هنا أن اسمه الأصلي "نعيم"، وأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -سماه باسم "صالح"، ولكنه عرف باسمه الأصلي الذي غلب عليه، وهو "نعيم"، وهذه رواية ضعيفة منقطعة، ثم هي مستبعدة جداً ومستغربة!، فالمعتاد المعروف في مثل هذا أن من يسميه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -باسم، يغلب عليه الاسم الجديد، حتى ليكاد اسمه القديم يندثر أو ينسى، فما أدري لماذا يعرف هذا الرجل باسمه القديم "نعيم"، ويَدَع الناس اسمه الجديد الذي سماه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، ثم إني لم أجد في أي مصدر من مصادر التاريخ أو التراجم أن نعيما هذا سماه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "صالحا" إلا في هذا الموضع، وإلا في إشارة للحافظ ابن حجر في ترجمته في الإصابة 6: 247 - 248 إذ قال: "وقد مضى له ذكر في حرف الصاد المهملة في صالح، وهو اسم نعيم"، وقال في حرف الصاد 3: 233: "صالح بن عبد الله: يأتي في نعيم"، وفي ترجمة "إبراهيم بن نعيم"، 1: 98 - 99، إذ قال: "يأتي نسبه في ترجمة أبيه، ويأتي في حديث هناك: أن =

حبيب عن إبراهيم بن صالح، واسمه الذي يعرف به "نُعيم بن النَّحَّام"، وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سَمّاه: "صالحاً"، أخبره: أن عبد الله بن عمر قال لعمر

_ = نعيما كان يسمى نعيما فسماه النبي -صلي الله عليه وسلم - صالحا". ومما لا شك فيه أنه اعتمد في ذلك على هذه الرواية في هذا الحديث فقط، فلم يشر البخاري في الكبير 4/ 2/ 92 - 93 في ترجمة "نعيم" إلى أن له اسما آخر، وكذلك مَن بعده ممن ترجموا له، كابن سعد في الطبقات، في ترجمته 4/ 1/ 102، وفي قصة زواجه بزينب بنت حنظلة بن قسامة مطلقة أسامة بن زيد 4/ 1/ 50، وكابن عبد البر في الاستيعاب 311، وابن الأثير في أسد الغابة 5: 32 - 33، والنووي في تهذيب الأسماء2: 130 - 131، وابن حزم في جمهرة الأنساب 148، لم يذكر واحد منهم في ترجمة نعيم شيئاً في أن اسمه "صالح". وكذلك لم يشر ابن هشام في السيرة إلى شيء من هذا، حين ذكر نعيما فيمن أسلم بدعوة أبي بكر 164 وفي قصة إسلام عمر بن الخطاب 225، ولا الطبري حين ذكره في قتلى وقعة أجنادين 4: 16، ولا الإمام أحمد حين ذكر له مسندا خاصا فيه حديثان، كما سيأتي في المسند (4: 220ح). ونعيم هذا، بضم النون: هو ابن عبد الله بن أسيد، بفتح الهمزة، من بني عدي بن كعب بن لؤي، رهط عمر ابن الخطاب، وهو من المسلمين الأول، أسلم قديما بدعوة أبي بكر، روى ابن سعد 4/ 1/102 عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي قال: "أسلم نعيم بن عبد الله بعد عشرة، وكان يكتم إسلامه، وإنما سمي "النحام" لأن رسول الله قال: دخلت الجنة فسمعت نَحْمة من نعيم، فسمى النحام. ولم يزل بمكة يحوطه قومه لشرفه فيهم، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة أراد الهجرة، فتعلق به قومه، فقالوا: دنْ بأي دين شيءت وأقم عندنا. فأقام بمكة، حتى كانت سنة 6، فقدم مهاجرا إلى المدَينة ومعه أربعون من أهله، فأتي رسول الله مسلما، فأعتنقه وقبله". ثم روى عن هشام بن عروة عن أبيه قال: "كان نعيم بن عبد الله النحام يقوت بني عدي بن كعب شهرا شهرا، لفقرائهم". وفي الإصابة 6: 248: "أنه لما قدم المدينة قال له النبي -صلي الله عليه وسلم -: يا نعيم، إن قومك كانوا خيرا لك من قومي، قال: بل قومك خير يارسول الله، قال: "إن قومي أخرجوني، وإن قومك أقرّوك"، فقال نعيم: يا رسول الله، إن قومك أخرجوك إلى الهجرة، وإن قومي حبسوني عنها". و"النحام " بفتح النون وتشديد الحاء، من "النحمة" بسكون الحاء، وهي الصوت، =

ابن الخطاب: اخْطُبْ عليّ ابنة صالح، فقال: إن له يتامى، ولم يكن ليُؤِثرنا عليهم، فانطلق عبد الله إلى عمه زيد بن الخطاب ليَخْطب، فانطلق زيد إلى

_ = كالسعال أو النحنحة. وهو لقب لنعيم نفسه، ولكن وقع كثيرا في كتب الحديث والتراجم "نعيم بن النحام"، وهو خطأ أو سهو، ولعله جاء من الاختصار، إذ يكون الأصل "نعيم بن عبد الله النحام"، فيختصره المختصر أو يهم، فيقول "نعيم بن النحام"، يظن أنه لقب لعبد الله. قال النووي في تهذيب الأسماء: "والنحام وصف لنعيم، لا لأبيه ... هذا هو الصواب، أن نعيما هو النحام، ويقع في كثير من كتب الحديث: نعيم ابن النحام، وكذلك وقع في بعض نسخ المهذب، وهو غلط, لأن النحام وصف لنعيم، لا لأبيه". وأما إبراهيم بن نعيم؟ فقد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 331 قال: "إبراهيم بن نعيم بن النحام، قتل يوم الحرة، هو العدوي، حجازي"، ويلاحظ هنا أن البخاري قال: "ابن نعيم بن النحام" على الوجه الذي ذكرنا آنفا أنه اختصار أو سهو، في حين أنه قال في ترجمة نعيم 4/ 2/ 92: "نعيم بن عبد الله النحام"، على الصواب، على اعتبار أن "النحام" صفة لنعيم لا لأبيه، وترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 127، وذكر أن أمه "زينب بنت حنظلة بن قسامة" الطائية، وأنها كانت تحت أسامة بن زيد "فطلقها أسامة وهو ابن أربع عشرة سنة، وجعل رسول الله يقول: "من أَدُلّه على الوضيئة القَتيِن وأنا صهره؟ "، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى نعيم، فقال نعيم: كأنك تريدني يا رسول الله؟، قال: "أجل"، فتزوجها نعيم، فولدت له إبراهيم بن نعيم"، ثم قال ابن سعد: "وكان إبراهيم بن نعيم أحد الرؤوس يوم الحرة، وقتل يومئذ، في ذي الحجة سنة 63". وقصة زواج نعيم هذه رواها ابن سعد قبل ذلك بإسناده 4/ 1/ 50 في ترجمة أسامة، وفيه هناك "الغنين" بالغين المعجمة والنون، بدل "القتي" بالقاف والتاء، وهو خطأ وتصحيف، والقتين، بفتح القاف وكسر التاء المثناه: القليلة الطعم واللحم، يوصف به الذكر والأنثى، ووقع في لسان العرب 17: 207 خطأ آخر، إذا قِال: "وجاء في الحديث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، حين زوج ابنة نعيم النحام، قال: من أدله على القتين؟ "، وهي ليست بنت نعيم كما زعم، بل هي بنت حنظلة تزوجها نعيم. ونعود إلى ترجمة "إبراهيم بن نعيم"، فقد ترجمه أيضا الحافظ في الإصابة 1: 98 - 99 في الذين ولدوا في حياة رسول الله، وذكر أنه تابعي، وأن ابن منده أخطأ إذ ذكره في الصحابة، وكذلك صنع ابن الأثير حين ترجم له في أسد الغابة 1: 43 - 44، وترجمه الحافظ أيضا في التعجيل 16 - 17، ولكنه سار على ما سار عليه في ترجمة أبيه نعيم، حين أخذ بهذا =

صالح , فقال: إن عبد الله بن عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك، فقال: لي يتامى، ولم أكن لأترِبَ لحمِي وأرفع لحمكم، أشهدكم أني قد أنكحتها

_ = الحديث، بأن اسمه "صالح"، فقال: "إبراهيم بن صالح بن عبد الله المدني، ويعرف بابن نعيم النحام"، ولكن وقع في نسخة التعجيل "بأبي نعيم"، وهو خطأ مطبعي واضح. ونقل الحافظ أن ابن حبان ذكره في الثقات في التابعين: "إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي، حجازى قتل يوم الحرة"، وكان إبراهيم بن نعيم هذا من أسلاف رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وتزوج رقية بنت عمر بن الخطاب، أخت حفصة أم المؤمنين لأبيها، ورقية هي بنت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء بنت رسول الله، رضي الله عنها، ذكره ابن حبيب في المُحَبّر 54 في أصهار عمر، و101 في أسلاف رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ونقل ابن سعد مثل ذلك في ترجمته 5: 127، وابن حجر في الإصابة 5: 98، وقد قتل إبراهيم يوم الحرة سنة 63، كما ذكرنا آنفا، لا خلاف بينهم في ذلك، نص عليه البخاري في تاريخه الكبير 1/ 1/ 331، والصغير 72، والطبري في التاريخ 7: 9 فيمن قتل يوم الحرة مع الفضل بن العباس، قال:"وقتل معه إبراهيم بن نعيم العدوي، في رجال من أهل المدينة كثير". ثم جاء هذا الإسناد الذي هنا "يزيد بن أبي حبيب عن إبراهيم بن صالح، واسمه الذي يعرف به نعيم بن النحام، كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سماه صالحا، أخبره أن عبد الله بن عمر" إلخ، فأوقع العلماء، خصوصا المتأخرين منهم، في الاشتباه، فظنوا أن "إبراهيم بن صالح" هو "إبراهيم بن نعيم"، فجمعوا الترجمتين ترجمة واحدة كما صنع الحافظ في الإصابة والتعجيل، إذ رأى في ثقات ابن حبان، في الطبقة الثالثة، ترجمة "إبراهيم بن صالح بن عبد الله: شيخ يروي المراسيل، روى عنه ابن أبي حبيب"، ورآه يذكر في التابعين "إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي"، فأراد أن يجمع بين الروايتين، أو بين الخلاف الظاهر فيهما، فقال: "وقد ذكرت في كتابي في الصحابة أن الزبير بن بكار قال: إن إبراهيم هذا ولد في عهد النبي -صلي الله عليه وسلم -. والمراد بكون حديثه عن ابن عمر مرسلا أنه لم يدرك القصة التي رواها يزيد بن أبي حبيب عنه عن ابن عمر، فإن لفظها عند أحمد: أن ابن عمر قال لعمر: اخطب عليّ ابنة نعيم بن النحام"، الحديث، [يريد هذا الحديث الذي هنا. ولكن نلاحظ أن الحافظ ذكره بلفظ "اخطب =

فلانا، وكان هَوى أُمها إلى عبد الله بن عمر، فأتت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقالت: يا نبي الله، خطب عبد الله بن عمر ابنتي، فأَنكحها أبوها يتيما في حَجره، ولم

_ = عليّ ابنة نعيم بن النحام"، والذي هنا "اخطب عليّ ابنة صالح"، فمن أين أتى تغيير "صالح" إلى "نعيم بن النحام"؟، أهو من نسخة أخرى من نسخ المسند؟، أم نقل الحافظ الرواية بالمعنى فغلب عليه ما جزم به من أن صالحا هو نعيم!؛ الراجح عندي أنه رواية بالمعنى، لاتفاق الأصول الثلاثة ومجمع الزوائد نقلا عن المسند على ما ثبت هنا]، وكان ذلك في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان إبراهيم إذ ذاك طفلا , ولم يذكر في سياق الحديث أن ابن عمر أخبره بذلك. وأما إدراكه ابن عمر فلا شك فيه، وقد وجدت له ذكرا فيمن شهد على ابن عمر في وقف أرضه، ومات هو قبل ابن عمر، كما ذكره البخاري ومن تبعه أنه قتل في الحرة، فإن ابن عمر عاش بعد وقعة الحرة نحو عشر سنين!!. وهذا الذي قاله الحافظ خطأ صرف وتكلف عجيب، أوقعه فيه وَهْم من وَهِم في هذا الإسناد!!. فإنك ترى أن ابن حبان فرق بين الترجمتين، وجعل "إبراهيم بن صالح بن عبد الله" غير "إبراهيم بن نعيم"، من طبقة متأخرة عن طبقته، ووصف ابن صالح بأنه شيخ يروي المراسيل، وكذلك جزم البخاري في تاريخه، ففرق بين الترجمتين في حرفين في آباء من اسمه "إبراهيم"، فذكر "إبراهيم بن نعيم بن النحام" في "باب النون" 1/ 1/ 331، وقال: "قتل يوم الحرة"، وذكر قبله في باب الصاد 1/ 1/293: "إبراهيم بن صالح بن عبد الله، سمع منه يزيد بن أبي حبيب، مرسل". فهذا هو القول الفصل من إمام الحفاظ: البخاري، رأى هذه الرواية التي هنا، فأعرض عن الأخذ بها، وجزم بإرسالها ,وبأن إبراهيم بن صالح متأخر لم يدرك ابن عمر، وجزم بأن يزيد بن أبي حبيب سمع منه، فلو كان هو"ابن نعيم" ما سمع منه يزيد, لأن "إبراهيم بن نعيم" قتل يوم الحرة بالمدينة سنة 63، ويزيد بن أبي حبيب مصري ولد سنة 53، فيبعد جداً أن يسمع وهو في العاشرة من عمره تقريبا من تابعي مدني، كما هو واضح. وقد وقع أبو حاتم الرازي في هذه الشبهة، وظن أن "ابن صالح" هو "ابن نعيم"، فلم يجد مناصا من أن يستبعد سماع يزيد بن أبي حبيب منه، فقال: "أظن بين إبراهيم ويزيد محمد بن إسحق"، كما نقل ذلك مصحح التاريخ الكبير في هامشه 1/ 1/ 293، وهذه العبارة نقلها الحافظ في التعجيل ص 16 عن أبي حاتم، ولكنها وقعت فيه محرفة. والذي =

يؤامرها، فأرسل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلى صالح، فقال: "أَنْكحتَ ابنتك ولم تؤامَرها؟ "، فقال: نعم، فقال: "أشِيروا على النساء في أنفسهن"، وهي بكر،

_ = أجزم به، ولا أكاد أشك فيه، ترجيح صنيع البخاري ثم ابن حبان، من الفرف بين "إبراهيم بن صالح بن عبد الله" و"إبراهيم بن نعيم النحام"، وأن ابن صالح شيخ مجهول الحال متأخر، لم يدرك ابن عمر، فروايته عنه مرسلة، وأن الانقطاع إنما هو بينه وبين ابن عمر، لا بين "يزيد بن أبي حبيب" و "إبراهيم بن نعيم" كما ظن أبو حاتم. والحديث في مجمع الزوائد 4: 278 - 279 وقال: "رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله ثقات". وروى البيهقي في السنن الكبرى 7: 116 من طريق يونس بن محمد المؤدب: "حدثنا محمد بن راشد عن مكحول عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه: أن عبد الله بن عمر خطب إلى نعيم بن عبد الله، وكان يقال له النحام، أحد بني عدي ابنته وهي بكر، فقال به نعيم: إن في حجري يتيما لي، لست مؤثرا عليه أحدا، فانطلقت أم الجارية امرأة نعيم إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقالت: ابن عمر خطب ابنتي، وإن نعيما رده، وأراد أن ينكحها يتيما له، فأخبرت النبي -صلي الله عليه وسلم -، فأرسل إلى نعيم، فقال له النبي -صلي الله عليه وسلم -: أرضها وأرض ابنتها". وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، إلا أنه مرسل. سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: ترجمه الحافظ في لسان الميزان 3: 68 ترجمة قاصرة، قال: "سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود، وعنه عقيل بن خالد صاحب الزهري، قال ابن عبد البر: لا يحتج به. قلت [القائل ابن حجر]: وصحح حديثه ابن حبان والحاكم". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 81 - 82 ترجمة جيدة، ذكر فيها أنه يروي عن أبيه، وقال: "عنده مراسيل. وروى محمد بن راشد عن مكحول عن سلمة بن أبي سلمة، قال محمد. [يعني ابن راشد]: فلقيت سلمة، فحدثني بهذا الحديث"، ولم يذكر البخاري الحديث الذي يشير إليه. ولكني أظنه هذا الحديث الذي رواه البيهقي. وأبوه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: هو التابعي المشهور الفقيه، ولكنه لم يدرك هذه القصة التي رواها, ولم يذكر أنه رواها عن ابن عمر، فلذلك قلنا إنها مرسلة، ولذلك قال البيهقي عقب روايتها: "وقد رويناه من وجه اخر عن عروة عن عبد الله بن عمر موصولا". وليته ذكر لنا إسناد هذا الموصول، حتى نستطيع أن نحكم بصحته أو ضعفه. وقال الحافظ في الإصابة 6: 243: "قال الزبير بن بكار عن عمه مصعب: خطب ابن عمر إلى نعيم بن النحام بنته، فقال: لا أبع لحمي يوما، إن لي ابن أخ لا يزوجه أحد ممن قرتْ عينه، وكان هوى أمها عاتكة بنت حذيفة بن غانم مع ابن =

فقال صالح: فإنما فعلتْ هذا لما يصْدقها ابن عمر، فإن له في مالي مثل ما أعطاها.

_ = عمر، فزوج نعيم النعمان بن عدي، وكان يتيما في حجره، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: وامِروا النساء في أولادهن، فقال نعيم: ما بها إلا ما دفع لها ابن عمر، فهو لها من مالي". وهذه رواية منقطعة. الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب الأسدي قاضي مكة: ثقة ثبت عالم بالنسب، ولكنه متأخر جدا، مات في ذي القعدة سنة 256 عن 84 سنة. عمه مصعب ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير: ثقة عالم بالنسب ثبت، مات سنة 236 عن 80 سنة. فروايته منقطعة جداً. ولكن مجموع هذه الروايات يدل على أن للواقعة أصلاً صحيحا، وأن ابن عمر خطب بنت نعيم بن عبد الله النحام، وأن أباها زوجها لليتيم الذي كان في حجره، وأن أمها كانت تريد تزويجها من عبد الله بن عمر. ومن الغريب أن أمها هذه "عاتكة بنت حذيفة بن غانم" لم يذكرها أحد في الصحابة، ولا الحافظ ابن حجر، على شدة تحريه وتتبعه واستقصائه، مع أنه ذكرها بالاسم معينة كما ترى في القصة التي نقلها عن الزبير بن بكار عن عمه، ومع أن ابن سعد ذكرها في الطبقات ج 4 ق1 ص102 س10 في ترجمة نعيم النحام، على أنه لم يذكرها في موضعها في الصحابيات. والبنت التي سيقت عليها هذه الروايات هي "أمة بنت نعيم النحام"، ذكرها ابن سعد في ترجمة أبيها، كما أشرنا قريبا، في ذكره أولاد نعيم النحام، قال: "وأمة بنت نعيم، وَلَدت للنعمان بن عدي بن نضلة من بني عدي بن كعب، وأمها عاتكة بنت حذيفة بن غانم"، وذكرها ابن حزم في جمهرة الأنساب ص 148 س 12 - 13 قال: "وأمة بنت نعيم، هي التي خطبها عبد الله ابن عمر، فرده نعيم، وأنكحها النعمان بن عدي"، ولم يترجمها ابن عبد البر ولا ابن الأثير، وترجمها الحافظ في الإصابة 8: 16 ترجمة مختصرة، وقال: "سماها الزبير [يعني ابن بكار]، في كتاب النسب". فائدة: "أمة" بفتح الهمزة والميم، بلفظ واحدة الإماء، ووقعت محرفة في جمهرة الأنساب، فيستفاد من هنا تصحيحها. وزوجهاَ الذي زوجها إياه أبوها، هو النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى، من بني عدي بن كعب، وليس بابن أخي نعيم لحاً، ولكنه من أبناء عمومته، وكان يتيما في حجره، لأن أباه عدي بن نضلة "قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة في روايتهم جميعا، ومات هناك بأرض=

5721 - حدثنا [أبو] عبد الرحمن عبد الله بن يزيد حدثنا حيوُة

_ = الحبشة، وهو أول من مات ممن هاجر"، كما قال ابن سعد في ترجمته 4/ 1/ 103. وقوله "لم أكن لأترب لحمي"؛ من التراب، يريد أنه لم يكن ليضع الذي هو من لحمه في التراب، يقال "أترب الشيء": وضع عليه التراب فتترب. وقوله "أشيروا على النساء في أنفسهن": فيه نظر, لأنهم يقولون "أشار عليه بكذا" أمره به ووجه رأيه، وهذا غير مراد هنا، بل المراد "شاوروهن" أو "استشيروهن"، وقد مضى معنى هذا الحديث مختصرا بإسناد آخر ضعيف 4905 وفيه: "آمروا النساء في بناتهن"، وقد ذكرنا هنا قريبا رواية مصعب الزبيري، وفيها "وامروا النساء في أولادهن"، قال ابن الأثير في قوله "آمروا" أي شاوروهن في تزويجهن. ويقال فيه: وامرته، وليس بفصيح"، يعني قلب الهمزة واوا. وهو فصيح معروف وسيأتي لابن عمر قصة أخرى في تزوجه بنت عثمان بن مظعون 6136. (5721) إسناده صحيح، عبد الله بن يزيد، وهو المقرئ، شيخ أحمد: كنيته "أبو عبد الرحمن"، ولكن كلمة [أبو] سقطت من ح خطأ مطبعيا، فزدناها من ك م ومما أيقنا من صحتها. حيوة: هو ابن شريح. أبو عثمان الوليد: هو الوليد بن أبي الوليد عثمان مولى عبد الله بن عمر: قال البخاري في الكبير 4/ 2 / 156 برقم 2546: "سمع عبد الله بن عمر، قال لنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثنا الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان، وكان فاضلا من أهل المدينة"، ونقل الحافظ في التهذيب 11: 157 عن ثقات ابن حبان ما يفيد أنه فرق بين "الوليد بن أبي الوليد" مولى ابن عمر. الذي روى عن ابن عمر، وروى عنه حيوة والليث، وبين الوليد بن أبي الوليد مولى عثمان بن عفان، الذي روى عن عبد الله بن دينار، وروى عنه حيوة، ولم ننقل هنا نص كلام التهذيب؛ لأنه وقع في المطبوع محرفا ناقصا، عرفنا صوابه وتمامه مما سنذكر عن البخاري، فإنه ترجم للوليد ثلاث تراجم: تلك التي ذكرنا، وقبلها ترجمة برقم 2545 نصها: "الوليد بن أبي الوليد، مولى عثمان بن عفان، الأموي القرشي"، ولم يزد، والثالثة ص 158 برقم 2554 قال: "الوليد، سمع عثمان بن عفان، روى عنه بكير بن الأشج"، ونقل مصحح التاريخ عن هامش إحدى نسخه في هذا الموضع عن الخطيب البغدادي أبي بكر بن ثابت قال =

حدثنا أبو عثمان الوليد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إن أبَّر البِرّ أن يَصِلَ الرجلُ أهلَ وِدِّ أبيه". 5722 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا أبو الزُّبَير أخبرنا عَون بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: كنا جلوسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بُكْرةً وأَصِيلا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من قال الكلمات؟ "، فقال الرجل:

_ = "الوليد الذي روى عنه بكير بن الأشج، هو الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني القرشي مولى عبد الله بن عمر، وليس بغيره، إلا أنه لم يسمع من عثمان بن عفان شيئاً ولا أدركه. وأحسب البخاري أراد أن يقول: سمع عثمان بن عبد الله بن سراقة، فإن الوليد روى عنه حديثا"، أقول: وهذا الذي قاله الخطيب محتمل، فإن رواية الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة مضت في المسند 126 من طريق ابن الهاد عن الوليد عن عثمان المذكور، ولكن الأرجح عندي أن يكون البخاري أراد أنه "رأى عثمان بن عمرو ابن الجموح الأنصاري، فقد روى الدولابي في الكنى 2: 28 من طريق حيوة بن شريح قال.:"حدثنا أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد قال: رأيت شعر عثمان بن عمرو بن الجموح الأنصاري، من بني سلمة، صاحب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، مصبوغا، ورأيته جعل شعر رأسه ضفيرتين". وإنما رجحت هذا لما فيه من الدلالة على أن الوليد تابعي، وهم يحرصون على علو الإسناد، وإن كانت تابعيته ثابتة بنص البخاري في الترجمة 2546 على أنه سمع عبد الله بن عمر، ولكنه ظنهم رجالا ثلاثة، كما ذكرنا. ثم الراجح عندي أيضاً أن التراجم الثلاثة لرجل واحد. وأيا ما كان فالإسناد صحيح. والحديث مضى مختصرا 5612 من طريق ابن الهاد عن عبد الله بن دينار، ومضى مطولا في قصة 5653 من طريق ابن الهاد أيضاً عن ابن دينار. وأشرنا إلى رواية مسلم أياه من طريق ابن الهاد. ونزيد هنا أن مسلما رواه أيضاً 2: 277 بنحو تلك القصة، من طريق سعيد بن أبي أيوب عن الوليد بن أبي الوليد عن عبد الله بن دينار. (5722) إسناده صحيح، وهو مكرر 4

أنا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، إني لأنظر إليها تَصْعد حتى فتحت لها أبواب السماء"، فقال ابن عمر: والذي نفسي بيده، ما تركتها منذ سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وقال عون: ماتركتها منذ سمعتها من ابن عمر. 5723 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أَسعلَم عن

_ (5723) إسناده ضعيف، وسنذكر أنه ثابت صحيح بغيره، سريج: بضم السين المهملة وفتح الراء وآخره جيم، وفي م ح "شريح"، وهو تصحيف، صححناه من ك، بل لم أر شيخا لأحمد باسم "شريح". وسريج: هو ابن النعمان الجوهري اللؤلؤي، وهو ثقة من شيوخ أحمد والبخاري، وثقه ابن معين وابن سعد وأبو داود وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 206. عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ضعيف جداً: سبق نقل تضعيفه عن ابن المديني في 5717، وقال البخاري في الضعفاء22: "ضعفه عليّ جداً"، يعني علي بن المديني أيضاً، وكذلك ضعفه النسائي في الضعفاء 19، وقال ابن عبد الحكم: "سمعت الشافعي يقول: ذكر رجل لمالك حديثا منقطعا، فقال: اذهب إلى عبد الرحمن ابن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح"!!، وقال ابن حبان: "كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم، حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف، فاستحق الترك"، وقال ابن خزيمة: "ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه، لسوء حفظه، هو رجل صناعته العبادة والتقشف، ليس من أحلاس الحديث"، يريد أنه ليس ممن لزم الحديث وتمكن منه. وفي التهذيب 7: 178: "قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يضعف عبد الرحمن، وقال: روى حديثا منكرا، أحلت لنا ميتتان ودمان". وفيما قال أحمد نظر، فإنه لم ينفرد به كما سنذكر في تخريجه. والحديث رواه الشافعي في الأم 2: 197 عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد مرفوعاً. ورواه ابن ماجة 2: 152 عن أبي مصعب عن عبد الرحمن مختصرا، ثم رواه كاملا 2: 163 بالإسناد نفسه، ورواه الدارقطني 539 - 450 من طريق عليّ بن مسلم عن عبد الرحمن، ومن طريق مطرف عن عبد الله، عن أبيهما زيد بن أسلم عن ابن عمر، مرفوعاً، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 1: 254 من طريق ابن وهب عن سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن =

زيد بن أَسْلَم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أُحلَّت لنا مَيْتَتَان

_ = عمر، موقوفاً، ثم قال: "هذا إسناد صحيح، وهو في معنى المسند، وقد رفعه أولاد زيد عن أبيهم"، ثم رواه من طريق ابن أبي أويس: "حدثنا عبد الرحمن وأسامة وعبد الله بنو زيد بن أسلم عن أبيهم عن عبد الله بن عمر"، فذكره مرفوعاً، ثم قال: "أولاد زيد كلهم ضعفاء، جرحهم يحيى بن معين، وكان أحمد بن حنبل وعليّ بن المديني يوثقان عبد الله بن زيد، إلا أن الصحيح من هذا الحديث هو الأول"،يريد الموقوف، وأنه موقوف لفظا مرفوع حكماً؛ لأن قول الصحابي "أحل لنا كذا" هو في معنى المرفوع, لأن الذي يأخذ الصحابة عنه أحكام الحل والحرمة هو رسول الله، الذي يبلغهم عن ربه، ولا ينطق عن الهوى. فقد قال ابن الصلاح في علوم الحديث ص 53: "قول الصحابي: أمرنا بكذا، أو نهينا عن كذا، من نوع المرفوع والمسند عند أصحاب الحديث، وهو قول أكثر أهل العلم، وخالف في ذلك فريق، منهم أبو بكر الإسماعيلي. والأول هو الصحيح, لأن مطلق ذلك ينصرف بظاهره إلى من إليه الأمر والنهى، وهو رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". ومن البين الواضح، الذي لا يحتمل شكا أو تأولا، أن قول الصحابي "أُحل لنا كذا" أو "حُرم علينا كذا" إن لم يكن أقوى في هذا المعنى من قوله "أمرنا" أو "نهينا"، فلن يكون أقل منه أبدا. وقد رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13: 245 من طريق يحيى بن حسان عن مسور ابن الصلت عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد [يعني الخدري]، مرفوعاً بنحوه. وهذه الرواية أشار إليها الزيلعي في نصب الراية 4: 202 عن العلل للدارقطني، ونقل عنه أنه قال: "وخالفه ابن زيد بن أسلم، فرواه عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً، وغير ابن زيد يرويه عن زيد بن أسلم عن ابن عمر موقوفاً، وهو الصواب"، ثم نقل عن صاحب التنقيح قال: "وهذه الطريق رواها الخطيب بإسناده إلى المسور بن الصلت، والمسور ضعفه أحمد والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال النسائي: متروك الحديث". وهو كما قال، فإن البخاري ضعف المسور هذا في الكبير 4/ 1/ 411، والصغير 196، وكذلك النسائي في الضعفاء29. وقد عقب ابن التركماني على البيهقي بأن الحديث الذي رواه من طريق ابن وهب عن سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن عمر موقوفاً: "رواه يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال مرفوعاً، كذا =

ودَمان, فأما الميتتان فالْحُوت والجراد، وأما الدمان فالكَبِد والطِّحال".

_ = قال ابن عدي في الكامل". فلا أدري أهو هكذا كما نقل عن ابن عدي: أنه "يحيى ابن حسان عن سليمان بن بلال"، فيكون يحيى بن حسان رواه عن سليمان من حديث ابن عمر، وعن مسور من حديث أبي سعيد؟، أم هو وهم في النقل، فكتب "سليمان بن بلال" بدل "مسور بن الصلت"؟، وليس إسناد ابن عدي أمامي حتى أستطيع أن أجزم أو أرجح. ولكن الحديث صحيح على كل حال من رواية زيد بن أسلم عن ابن عمر، سواء أكان موقوفاً أم مرفوعاً، فالموقوف هنا له حكم المرفوع كما ذكرنا. والمرفوع صحيح الإسناد أيضاً: من رواية عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه، عند الدارقطني والبيهقي، وعبد الله سبق توثيقه 5717. ومن رواية أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه، عند البيهقي. وأسامة: ثقة، على الرغم من الاختلاف في شأنه، فقد ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما, ولكن ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 24 فلم يذكرفيه جرحاً، بل قال: "قال لي عليّ بن المديني: هو ثقة، وأثنى عليه خيرا. وقال لي عليّ: أدركت أحدهما: أسامة أو عبد الله بن زيد". وقال في الصغير ما نقلنا عنه في 5717 أن ابن المديني ضعف عبد الرحمن، وقال: أما أخواه أسامة وعبد الله فذكر عنهما صحة"، ولذلك لم يذكره البخاري في الضعفاء، وذكره النسائي فيهم ص5 ولكنه لم يضعفه بل لينه، فقال: "ليس بالقوي"، وفي التهذيب 1: 207 عن ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عن أسامة بن زيد بن أسلم وعبد الله بن زيد بن أسلم: أيهما أحب إليك؟، فقال: أسامة أمثل". ولذلك تعقب ابن التركماني البيهقي، فيما ذهب إليه من أن الرواية الموقوفة على ابن عمر من هذا الحديث هي الصحيحة، فقال: "إذا كان عبد الله ثقة على قولهما، [يعني أحمد بن حنبل وعلي بن المديني]، دخل حديثه فيما رفعه الثقة ووقفه غيره، على ما عُرف، لا سيما وقد تابعه على ذلك أخواه. فعلى هذا لا نسلم أن الصحيح هو الأول"، وهذا كلام جيد، وتعقب قوي، يزيده قوة أن أسامة ثقة أيضاً، فهما ثقتان زادا رفع الحديث على من وقفه، فزيادتهما حجة ومقبولة. وبعد: فالحديث ذكره أيضاً السيوطي في الجامع الصغير 273 وزاد نسبته للحاكم، ولم أجده في المستدرك بعد طول البحث. وانظر نصب الراية 4: 201 - 202 وتلخيص الحبير ص 9. قوله "أحلت لنا"، في =

5724 - حدثنا هرون بن معروف حدثنا عبد الله بن وَهب عن

_ = نسخة بهامش م "لي" بدل "لنا". نقله ابن كثير في التفسير 3: 245 عن رواية الشافعي، ثم قال: "ورواه أحمد وابن ماجة والدارقطني والبيهقي، وله شواهد. وروي موقوفاً. وانظر عمدة التفسير 4: 96 (المائدة). (5724) إسناده صحيح، معاوية بن صالح بن حدير، بضم الحاء وفتح الدال المهملتين، الحضرمي الحمصي: أحد الأعلام، وقاضي الأندلس، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، ومن تكلم فيه فإنما تعسف عن غير حجة، قال محمد بن وضاح: "قال لي يحيى بن معين: جمعتم حديث معاوية بن صالح؟، قلت: لا، قال: وما منعك من ذلك؟، قلت: قدم بلدا لم يكن أهله يومئذ أهل علم، قال: أضعتم- والله- علماً عظيما"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 335، وقال:" قال عليّ [يعني ابن المدين]: كان عبد الرحمن [يعني ابن مهدي]، يوثقه، ويقول: نزل أندلس، وكان من أهل حمص"، وقال نحو ذلك في الصغير 192 - 193، وله ترجمة جيدة في تاريخ قضاة قرطبة لمحمد بن حرث الخشني 30 - 40، مما جاء فيها: "ذكرأحمد بن خالد قال: لما وجه الأمير عبد الرحمن رحمه الله معاوية بن صالح إلى الشأم، حج في سفرته تلك، فلما دخل المسجد الحرام في أيام الموسم، نظر فيه إلى حِلَق أهل الحديث: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وغيرهما من نظرائهما، قصد إلى سارية فصلى ركعتين، ثم صار إلى معارضة من كان معه، وذكروا أشياء من الحديث، فقال معاوية بن صالح: حدثني أبو الزاهرية حدير بن كريب عن جُبير بن نفير عن أبي الدرداء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمع بعض أهل تلك الحلق قوله، فقالوا: اتق الله أيها الشيخ، ولا تكذب!، فليس على ظهر الأرض أحد يحدث عن أبي الزاهرية عن جُبير بن نفير عن أبي الدرداء غير رجل لزم الأندلس يقال به معاوية بن صالح، فقال: لهم: أنا معاوية ابن صالح، فانفضت الحلق كلها، واجتمعوا إليه، وكتبوا عنه في ذلك الموسم علماً كثيرا"، وله ترجمة أيضاً في تاريخ قضاة الأندلس للنباهى ص 43. أبو الزاهرية حدير بن كريب وكثير بن مرة: سبق توثيقهما في 4880. والحديث رواه أبو داود 1: 251 من طريق =

معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كَثير بن مُرّة عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "أقيمواَ الصفوف، فإنما تَصفُّون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب، وِسُدُّوا الخَلَل، وِلينوا في أيدي إخوانكم، ولا تَذَروا فُرُجات للشيطان، ومن وصل صَفا وصله الله تبارك وتعالى، ومن قطع صفا قطعه الله". 5725 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن ليث وإبراهيم ابن المهاجر عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد تَفِلات"، ليثٌ الذي ذَكَرَ "تَفِلات".

_ = ابن وهب بهذا الإسناد موصولا، ومن طريق الليث بن سعد عن كثير بن مرة مرسلاً، لم يذكر فيه ابن عمر، وهو عنده مختصر قليلاً، لم يذكر فيه قوله "فإنما تصفون بصفوف الملائكة". وروى النسائي آخره فقط "من وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله"1: 131 من طريق ابن وهب بهذا الإسناد موصلا. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 1: 213 من طريق ابن وهب موصولا مختصرا ,ولكن فيه "عبد الله بن عمرو"، وأنا أرجح أنه خطأ ناسخ أو طابع، خصوصا وأن السيوطي ذكره في الجامع الصغير 9076 ونسبه للمستدرك من حديث ابن عمر، كما هو هنا وفي سائر المصادر. الخلل، بفتح الخاء واللام: الفرجة بين الشيئين، والجمع "خلال"، مثل "جبل" و "جبال". قال أبو داود: "ومعنى: ولينوا في أيدي إخوانكم: إذا جاء رجل إلى الصف فذهب يدخل فيه، فينبغي أن يلين له كل رجل منكبيه حتى يدخل في الصف"، وتفسير أبي داود هذا هو الصحيح الجيد الواضح، خلافا لما فسر به ابن الأثير حديث ابن عمر "خياركم ألاينكم مناكب في الصلاة" حيث قال:"هي جمع ألين، وهو بمعنى السكون والوقار والخشوع"!!، وهو تفسير مستبعد غير متجه. "فرجات" بضمتين: جمع "فرجة" بضم الفاء وسكون الراء، قال ابن الأثير: "وهي الخلل الذي يكون بين المصلين في الصفوف. فأضافها إلى الشيطان تفظيعا لشأنها، وحملا على الاحتراز منها". (5725) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سُليم. وقد مضى معناه مرارا، مطولاً ومختصرا، آخرها 5640. تفلات، بفتح التاء وكسر الفاء: قال الحافظ في الفتح 2: 289: "أي غير =

5726 - حدثنا أزْهَر بن القاسم حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يخطب خطبتين يوم الجمعة، يجلس بينهما مرةً. 5727 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عَقيل سمعت ابن عمر يقول: كساني رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قبْطيَّةً، وكَسا أُسامةَ حلةَ سِيَراءَ، قال: فنظر فرآني قد أسْبَلْت، فجاءَ فأخذ بمنَكبي، وقال: "يا ابن عمر، كل شيء مَسَّ الأرضَ من الثياب ففي النار"، قال: فرأيت ابنَ عمر يتزِر إلى نصف الساق. 5728 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد، حدثنا أيوب عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال وهو يخطب: "اليد العليا خير من اليد السفلى، اليد العليا المعطية، واليد السفلى يَدُ السائل". 5729 - حدثنا حُجَين بن المُثَّنى حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن

_ = متطيبات، ويقال: امرأة تفلة، إذا كانت متغيرة الريح". وقد بين أحمد هنا أن هذا اللفظ رواه ليث عن مجاهد، يريد أنه لم يروه إبراهيم بن المهاجر، والظاهر أن الحافظ نسي أن هذه اللفظة ثابتة من رواية ابن عمر، فأشار إليها من رواية أبي هريرة عند أبي داود وابن خزيمة، ومن رواية زيد بن خالد عند ابن حبان. ورواية أبي هريرة في سنن أبي داود 1: 222. ورواية زيد بن خالد ستأتي في المسند (5: 192 ح)، وهي في مجمع الزوائد 2: 32 - 33، ونسبها لأحمد والبزار والطبراني في الكبير. (5726) إسناده صحيح، أزهر بن قاسم الراسبي البصري: ثقة من شيوخ أحمد، نزل مكة، وسمع منه أحمد بها، كما سيأتي في 15057، وثقه أحمد والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 460. عبد الله: هو ابن عمر العمري. والحديث مكرر 4919، ومطول 5657. (5727) إسناده صحيح، وهو مطول 5693، 5713، 5714. (5728) إسناده صحيح، وهو مكرر 5344. (5729) إسناده صحيح، حجين بن المثنى: سبق توثيقه 804. عبد العزيز: هو ابن الماجشون. =

أبي سَلَمة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الذي لا يؤَدي زكاةَ ماله يمثل الله عز وجل له مالَه يوم القيامة شُجاعاً أقْرَعَ له زبيبتان، ثم يَلْزَمُه يُطوِّقه، يقول: أنا كنزك، أنا كنزك". 5730 - حدثنا يونس حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، رَفَع الحديثَ إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام. ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو مُدْمنها لم يَتبْ لم يشربْها في الآخرة". 5731 - [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وفي موضع آخر قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام". 5732 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا بَقِيّة بن الوليد الحِمْصِي عن

_ = والحديث رواه النسائي 1: 343 من طريق أبي النضر عن ابن الماجشون. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1: 269 وقال: "رواه النسائي بإسناد صحيح"، وقال المنذري أيضاً: "الزبيبتان: هما الزبدتان في الشدقين، وقيل هما النكتتان السوداوان". وقد مضى نحو معناه من حديث ابن مسعود 3577 وفسرنا "الشجاع الأقرع" هناك. وانظر ما يأتي في مسند جابرأيضاً 14494. (5730) إسناده صحيح، وهو حديثان قد سبقا مفرقين مراراً، آخرها 4863 للأول، و4916 للثاني. (5731) إسناده صحيح، وهو القسم الأول من الحديث الذي قبله، فهو مكرر 4863. وإنما فصله الإِمام أحمد وحده، مع أنه بالإسناد السابق نفسه؛ لأن شيخه حدثه به مرتين هكذا, ولأنه حرص على عبارته في رفع الحديث، فقال في هذا: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، وقال في ذاك: "رفع الحديث إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". ومعناهما واحد، ولكنه أراد إلى الدقة في رواية ما سمع كما سمع. وانظر 5648. (5732) إسناده ضعيف، بقية بن الوليد: سبق توثيقه 887 وأنه يدلس، وهو هنا لم يصرح =

عثمان بن زُفَر عن هاشم عن ابن عمر قال: "من اشترى ثوباً بعشرة دراهم وفيه درهمٌ حرام لم يقبل الله له صلاةً ما دام عليه"، قال: ثم أدخل أصبعيه في أذنيه ثم قال: صمَّتا إن لم يكن النبي -صلي الله عليه وسلم - سمعته يقوله. 5733 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنا شَرِيك عن أبي

_ = بالسماع من شيخه. عثمان بن زفر الجهني الشامي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل3/ 1/ 150 فلم يذكر فيه جرحاً، وفي التهذيب أن بقية سمع منه في حدود سنة 128. هاشم: نقل الحافظ في التعجيل 428 عن الحسيني أنه قال: "لا أعرفه"، ثم ذكر من روايته هذا الحديث. وكذلك نقل الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 292 هذا الحديث، وقال: "رواه أحمد من طريق هاشم عن ابن عمر، وهاشم لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، على أن بقية [يعني ابن الوليد] مدلس". وذكره السيوطي في الجامع الصغير 8444، وقال شارحه المناوي: "قال الذهبي: هاشم لا يُدرى من هو. وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف جداً. وقال أحمد هذا الحديث ليس بشيء. [ثم نقل كلام الهيثمي. ثم قال]: وقال ابن عبد الهادي: رواه أحمد في المسند، وضعفه في العلل". ثم وجدت الحديث في تاريخ بغداد للخطيب 14: 21 - 22 بثلاثة أسانيد، مدارها كلها على بقية بن الوليد: "عن مسلمة الجهني حدثني هاشم الأوقص قال: سمعت ابن عمر"، وبقية بن الوليد: "حدثنا يزيد بن عبد الله الجهني عن أبي جعونة عن هاشم الأوقص قال: سمعت ابن عمر"، وبقية "عن جعونة عن هاشم الأوقص عن نافع عن ابن عمر"، وهذه أسانيد مظلمة، فيها من لم أجد له ترجمة. وإن صح أن هاشماً هذا هو "هاشم الأوقص" فإنه ضعيف، له ترجمة في لسان الميزان 6: 183 - 184: "هاشم بن الأوقص، قال البخاري: غير ثقة. وهو في كتاب ابن عدي: هاشم الأوقص. انتهى. قال الجوزجاني: كان غير ثقة. قلت [القائل ابن حجر]: وكلام البخاري فيه نقله عن الدولابي، ثم ابن عدي". وقد أصاب الحافظ في بيان مصدر النقل عن البخاري، فإنه لم يترجم له في الكبير ولا الصغير ولا الضعفاء. وأيا مّا كان فإنه شخص مجهول العين والحال. (5733) إسناده صحيح، على الرغم من شك شريك في أنه عن ابن عمر، فقد مضى 5660 =

إسحق عن البَهيّ، قال شَريك: أُراه عن عبد الله بن عمر، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي على الخُمْرة. 5734 - حدثنا أَسْوَد بن عامر أخبرنا هُرَيم عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم -تحمل معه العَنَزُة في العيدين في أسفاره، فترْكَز بين يديه، فيصلي إليها. 5735 - حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو إسرائيل عن زيد العَمِّي

_ = من طريقه دون أن يشك. ويؤيد رفع هذا الشك حديث أبي إسحق عن البهي عن ابن عمر: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال لعائشة: ناوليني الخمرة" إلخ، ونحوه حديث ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر، وقد مضيا 5382، 5589. (5734) إسناده صحيح، هريم: هو ابن سفيان البجلي، سبق توثيقه 2767. والحديث مضى مختصراً: 4614، 4681، وأشرنا في الأول إلى أنه مطول في المنتقى 1131. العنزة، بفتح النون والزاي: قال ابن الأثير: "مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعكازة قريب منها". (5735) إسناده ضعيف، أبو إسرائيل: هو الملائي إسماعيل بن خليفة، سبق بيان ضعفه في 974. والحديث رواه الدارقطني 30 من طريق المسند، بهذا الإسناد، وهو في مجمع الزوائد 1: 230 وقال: "رواه أحمد، وفيه زيد العمي، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح", فوهم جداً، وزيد العمي سبق أن بينا في 4683 أنه ثقة، وأن ما أنكر عليه المحدثون إنما كانت العلة فيه من الرواة عنه، ولكن العجب من الهيثمي أن يسهو فيذكر أن "بقية رجاله رجال الصحيح"، وما كان أبو إسرائيل الملائي من رجال الصحيح قط!، ماروى له واحد من الشيخين، وما صحح له أحد من الأيمة. بل إن الحافظ أشار إلى هذه الرواية في التلخيص 29 وإن لم ينسبها للمسند، فقال: "قال الدارقطني في العلل: رواه أبو إسرائيل الملائي عن زيد العمي عن نافع عن ابن عمر، فوهم، والصواب قول من قال: عن معاوية بن قرة". ورواية معاوية بن قرة رواها أبو داود الطيالسي 1924 عن سلاّم الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن ابن عمر، بنحو هذا الحديث. وسلاّم بن سلم السعدي الطويل: ضعيف جداً، قال أحمد: "روي =

عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من توضأ واحدةً فتلك وظيفة الوضوء إلتى لا بد منها، ومن توضأ اثنتين فله كفْلان، ومن توضأ ثلاثاً فذلك وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي". 5736 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا علي بن بَحْر حدثنا

_ = أحاديث منكرة"، وقال ابن معين: "ليس بشيء" وقال البخاري في الكبير 2/ 2/ 134: "تركوه"، وكذلك في الضعفاء 17، وقال النسائي في الضعفاء14: "متروك الحديث"، وكذبه ابن خراش، وقال ابن حبان: "روى عن الثقات الموضوعات، كأنه كان المتعمد لها". وكذلك رواه الدارقطني 30 بإسنادين من طريق سلام الطويل. وروى ابن ماجة نحوه 1: 83 - 84 من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر. وعبد الرحيم بن زيد: ضعيف جداً، بل كذاب، قال البخاري في الصغير 213 والضعفاء24: "تركوه"، وقال ابن معين: "كذاب خبيث"، وقال أبو حاتم: "يترك حديثه، منكر الحديث كان يفسد أباه، يحدث عنه بالطامات". وكذلك رواه البيهقي 1: 80 - 81 من طريق سلام الطويل ثم قال: "وهكذا روى عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه، وخالفهما غيرهما. وليسوا بأقوياء". وأشار الحاكم في المستدرك 1: 150 إلى رواية معاوية بن قرة عن ابن عمر، ووصفها بأنها مرسلة. وكذلك قال الحافظ في التلخيص 30: "معاوية بن قرة لم يدرك ابن عمر"!، وهما في هذا يقلدان أبا حاتم وأبا زرعة، فقد حكى عنهما ابن أبي حاتم أن معاوية بن قرة لم يدرك ابن عمر؟، وفي هذا نظر، بل هو خطأ, لأنه مات سنة 113 وهو ابن 76 سنة، فقد ولد نحو سنة 37، وأدرك ابن عمر إدراك طويلاً، وهو ثقة لم يذكر بندليس. وللحديث أسانيد أخر، كلها ضعيف، انظر سنن الدارقطني 29 - 30 ونصب الراية 1: 27 - 28، والتلخيص 29 - 30. (5736) إسناده صحيح، حسين بن محمد: هو المرُّوذي شيخ أحمد. علي بن بحر بن بري القطان: سبق توثيقه 865، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 176 ونقل توثيقه عن أبيه. وهو من أقران أحمد، وروى عنه أحمد مراراً، فرواية=

صالح بن قُدَامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجُمَحِيّ أبو محمد حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من كان حالفاً فلا يحلفْ إلا بالله"، وكانت قريش تحلف بآبائها، قال: "فلا تحلفوا بآبائكم". 5737 - حدثنا علي بن بَحر حدثنا عيسى بن يونس عن عُبيد الله عنِ نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا طاف الطوافَ الأول خبَّ ثلاثاً ومشى أربعاً، وكان يسعى ببطن المَسيل إذا طاف بين الصفا والمروة. 5738 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا أَبان بن يزيد عن يحيى ابنِ أبي كَثِير عن أبيِ قلاِبِة عِنِ سالم عن أبيه أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "تخرج نارمن قبَل حضْرموْت تحْشر الناس"، قال: قلنا: في تأمرنا يا رسول الله؟، قالَ: "عليكم بالشأم". 5739 - حدثنا رَوح حدثنا ابن عَون عن محمد عن المغيرة بن

_ = حسين بن محمد عنه هنا من رواية الأكابر عن الأصاغر. صالح بن قدامة بن إبراهيم ابن محمد بن حاطب القرشي الجمحي: ثقة، قال النسائي: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 289، وقال: "وجدّته عائشة بنت قدامة بن مظعون". والحديث مكرر 5462. وانظر 5593. (5737) إسناده صحيح، وهنا يروي أحمد عن علي بن بحر رواية الأقران. كما أشرنا في الإسناد السابق لهذا. والحديث مطول 5444. وانظر 5265 (5738) إسناده صحيح، وهو مكرر 5376. يحيى بن إسحق: هو البجلي السيلحيني شيخ أحمد. وفي ك بدله "علي بن إسحق"، وعلي بن إسحق السلمي المروزي: من شيوخ أحمد أيضاً ورجحنا إثبات ما في م ح لاتفاقهما. ولأن أبان بن يزيد العطار ذُكر في شيوخ الأول، ولم يذكر في شيوخ الثاني. (5739) إسناده صحيح، محمد: هو ابن سيرين. والحديث مكرر 5127، 5432. وقد ذكرنا =

سلمان قال: قال ابن عمر: حفظت من النبي -صلي الله عليه وسلم - عشر صلوات، ركعتين قبل صلاة الصبح، وركعتين قبل صلاة الظهر، وركعتين بعد صلاة الظهر، وركعتين بعد صلاة المغرب، وركعتين بعد العشاء. 5740 - حدثنا عارم حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا موسى بن عُقْبة عن سالم عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من أخذ شيئاً من الأرض ظلماً خُسف به إلى سبع أرَضِينَ". 57َ41 - حدثنا موسى بن داود حدثنا فُلَيح عن عبد الله بن عَكْرِمة عن رافع بن حنَين أن ابن عمر أخبره: أنه رأى النبي -صلي الله عليه وسلم - ذَهب مَذهَباً موَاجِهاً للقبْلة. 5742 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزُّبَير حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن مجاهد عن ابن عمر قال: رَمَقْت النبي -صلي الله عليه وسلم - أربعاً وعشرين،

_ = فيهما الخلاف بين الكتب في اسم والد المغيرة، وأن الذي في الأصول الثلاثة "سليمان"، خلافاً لما في المراجع المشار إليها هناك أنه "سلمان"، وها هو ذا قد ثبت هنا في الأصول الثلاثة "سلمان"، ورسمها واضح في ك بإثبات الألف، في حين أنه في الموضعين السابقين "سليمن" دون الألف. وثبت هنا بهامش م أن في نسخةٍ "سليمان". فالظاهر أن اختلاف النسخ والمراجع فيه قديم. وانظر 5634. (5740) إسناده صحيح، عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي، سبق توثيقه 1703، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 208. والحديث رواه البخاري 5: 76 عن مسلم ابن إبراهيم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، بنحوه. وأشار الحافظ في الفتح إلى أنه رواه أيضاً أبو عوانة في صحيحه. وقد مضى نحو معناه من حديث سعيد بن زيد 1628، ومن حديث ابن مسعود 3767، 3773. (5741) إسناده صحيح، وهو مكرر 5715، وقد أشرنا إليه هناك. (5742) إسناده صحيح، وهو مكرر 5699.

أو خمساً وعشرين مرةً، يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب ب {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. 5743 - حدثنا سُرَيج حدثنا أبو عَوَانة عن الأعمَش عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من سألكم بالله فأعْطوه، ومن استعاذكم بالله فأَعيذوه، ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادْعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه، ومن استجاركم فأجِيروه". 5744 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا سفيان بن عيَينة عن يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أنا فئَة كل مُسْلِم". 5745 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا ليث بن أبي سُلِيمِ عن نافِع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم فلا يَتَنخَّمَنَّ تجَاه القبْلة، فإن تُجاهَه الرحمن، ولا عن يمينه، ولكن عن شماله أو تحتَ قَدمه اليسَرى".

_ (5743) إسناده صحيح، وهو مطول 5365، 5703. (5744) إسناده صحيح، سفيان بن عيينة من شيوخ أحمد، ولكنه روى عنه هنا بواسطة حسين ابن محمد. والحديث مكرر 5220، ومختصر 5384. (5745) إسناده صحيح، معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي أبو عمرو البغدادي: سبق توثيقه 657، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 334. ووقع في ح "أبو معاوية بن عمرو"، وهو خطأ، صححناه من ك م. زائدة: هو ابن قدامة. والحديث مختصر معناه من 5408، ولكنه، هناك من رواية الليث بن سعد عن نافع. "تجاه": يقال: "تجاهك" و "وجاهك"، بضم التاء والواو وبكسرهما، أي حذاءك من تلقاء وجهك، وفي اللسان 17: 455"واستعمل سيبويه التجاه اسماً وظرفاً"، وفي النهاية 4: 197: "والتاء بدل الواو، مثلها في تقاه وتخمة".

5746 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا شعْبة عن أبي يونس حاتم بن مُسلْم سمعت رجلاً من قريش يقول: رأيتُ امرأةً جاءَتْ إلى ابن عمر بمنًى، َ عليها دِرْع حرير، فقالت: ما تقول في الحرير؟، قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عنه. 5747 - حدثنا حسين حدثنا أيوب، يعني ابن عتْبة، عن يحيى، يعنيِ ابن أبي كَثِير، عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يَتَخلَّى عن لبنَتين مستقبلَ القِبْلة. 5748 - حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رِشْدِينُ حدثني عمرو بن

_ (5746) إسناده ضعيف، لجهالة التابعي الراوية عن ابن عمر. أبو يونس حاتم بن مسلم: هو حاتم ابن أبي صغيرة، سبق توثيقه 1766، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 71 وهذا الرجل من قريش الذي سمع منه أبو يونس لم يعرف من هو؟، وقد أشار الحافظ في التعجيل 538 إلى روايته هذه، ثم لم يذكر عنها شيئاً، إلا الرمز إلى الحديث برمز المسند. ويدل هذا على أن الحديث من الزوائد. ولكني لم أجده في مجمع الزاوئد، لا في كتاب اللباس، ولا في كتاب الحج. فلعله مما سها عنه الهيثمي. ثم لسنا ندري ما معناه؟، أهو في نهي النساء عن لبس الحرير مطلقما؟، فكيف هذا والأحاديث الصحاح صريحة في إباحته لهن، من حديث ابن عمر وغيره، وأقربها ما مضى من حديث ابن عمر 4978، 4979!!، أم هو في تحريمه عليهن في الإحرام؟، فما رأينا دليلاً على هذا قط. (5747) إسناده ضعيف، لضعف أيوب بن عتبة، كما ذكرنا في 2752. ومعنى الحديث صحيح، مضى مطولاً، 4991. وانظر 5741. (5748) إسناده ضعيف، يحيى بن غيلان بن عبد الله الخزاعي الأسلمي: سبق توثيقه 821، ونزيد هنا أن الفضل بن سهل قال: "ثقة مأمون"، ووثقه أيضاً ابن سعد وابن حبان وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 298. رشدين، بكسر الراء والدال المهملتين بينهما شين معجمة ساكنة: هو ابن سعد بن مفلح المصري، سبق تضعيفه 151، ونزيد هنا قول أحمد: ليس يبالي عمن روى، لكنه رجل صالح"، وقال ابن =

الحرث عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله حدثه عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كاَن يعطي عمر العطاءَ، فيقول له عمر: أعطه يا رسول الله أفْقَر إليه منِّي، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خُذْه فتَموَّلْه، أو تصدقْ به، وما جاءَك من هذا المال وأنت غير مُشْرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تُتْبِعْه نفسَك"، قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسألُ أحدا شيئاً، ولا يَرُدُّ شياً. 5749 - حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رِشْدِين حدثنا عمرو بن

_ = معين:"ليس بشيء"، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث، وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث"، وقال ابن حبان: "كان ممن يجيب في كل ما يسأل عنه، ويقرأكل ما دفع إليه، سواء كان من حديثه أم من غير حديثه، فغلبت المناكير في أخباره"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 308 ونقل عن قتيبة قال: "كان لا يبالي ما دفع إليه فيقرؤه"، وكذلك قال في الضعفاء ص 14، وذكره النسائي فيهم أيضاً ص 12 وقال: "متروك الحديث". والحديث في ذاته صحيح من غير طريق رشدين، فقد رواه مسلم: 285 من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن الزهري، بهذا الإسناد، بنحوه. ورواه البخاري 13: 135 من طريق شعيب عن الزهري "حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت عمر يقول" إلخ، وقد مضى من رواية شعيب بهذا في مسند عمر 136، فالحديث من مسند عمر على الحقيقة، ويكون ما هنا وما في صحيح مسلم مرسل صحابي. ولكن شعيب لم يذكر في آخره قول سالم في آخر الحديث: "فمن أجل ذلك كان ابن عمر" إلخ. وسيأتي عقب هذا أيضاً من حديث عمر من وجه آخر. قوله "فتموّله": أي اجعله لك مالاً. "غير مشرف": قال ابن الأثير: "يقال أشرفتُ الشيء:، أي علوته، وأشرفت عليه، اطلعت عليه من فوق. أراد: ما جاءك منه وأنت غير متطلع إليه ولا طامع فيه. وسيأتي في المسند (5: 65 ح) قول عبد الله بن أحمد: "سألت أبي: ما الإشراف؟، قال: تقول في نفسك: سيبعث إلي فلان، سيصلني فلان". (5749) إسناده ضعيف، كالذي قبله، من أجل رشدين بن سعد. السائب بن يزيد الكندي: صحابي صغير، حضر حجة الوداع وهو ابن 7 سنين، وأبوه صحابي أيضاً، وقد سبق شيء من ترجمته 220، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 151 - 15

الحرث عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن حُوَيْطب بن عبد الغُزَّى عن عبد الله بن السعْدِيّ عن عمر بن الخطاب، مثل ذلكَ. 5750 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا الحرث بن عُبَيد حدثنا

_ = حويطب بن عبد العزى القرشي، من بني عامر بن لؤي: صحابي، يقال: هو من مسلمة الفتح، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/117 - 118. عبد الله بن السعدي: صحابي أيضاً، كما ذكرنا في 1671، فاجتمع في هذا الإسناد أربعة من الصحابة في نسق، قال ابن حزم في جمهرة الأنساب 158: "ولم يقع هذا الاتفاق في خبر غيره". والحديث في ذاته صحيح من غير طريق رشدين، كالحديث الذي قبله. فقد مضى في مسند عمر من طريق شعيب، ومعمر، كلاهما عن الزهري 100، 279، 280. ورواه البخاري 13: 133 - 135 عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري، وهو إسناد أحمد فيما مضى برقم 100. ورواه مسلم 1: 285 من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن الزهري عن السائب بن يزيد عن عبد الله بن السعدي. فسقط من إسناده "حويطب ابن عبد العزى"، وذكر الحافظ في الفتح 13: 134 أن المزي وهم في الأطراف فأثبته في إسناد مسلم، وأنه ليس في شيء من نسخ صحيح مسلم، وقال: "وقد نبه على سقوط حويطب من سند مسلم: أبو علي الجياني والمازري وعياض وغيرهم. ولكنه ثابت في رواية عمرو بن الحرث في غير كتاب مسلم، كما أخرجه أبو نعيم في المستخرج"، وقال أيضاً 135: "وقد وافق شعيباً على زيادة حويطب في السند: الزبيدي عند النسائي، وسفيان بن عيينة عنده، ومعمر عند الحميدي في مسنده، ثلاثتهم عن الزهري، وقد جزم النسائي وأبو علي بن السكن بأن السائب لم يسمعه من ابن السعدي". أقول: وكذلك هو ثابت في روايات أحمد 100 من طريق شعيب، و279، 280 من طريق معمر، وفي رواية ابن حزم التي أشرنا إليها من طريق سفيان بن عيينة. ثم هو ثابت هنا أيضاً من رواية رشدين بن سعد عن عمرو بن الحرث، كلهم عن الزهري. وقد رجح الحافظ في الفتح أن يكون سقوطه وهماً من سلم أو من شيخه. وأنا أوافقه على ذلك، وماخلا أحد من الوهم أو السهو. وانظر الاستدراك 342 وما أشرنا إليه فيه. (5750) إسناده حسن، الحرث بن عبيد أبو قدامة لإيادي: ثقة، وثقه ابن مهدي فيما حكى عنه البخاري في الكبير 1/ 2/ 273، قال: "وقال ابن مهدي: وهو من شيوخنا، وما رأيت إلا =

بشْر بن حَرب قال: سألت عبد الله بن عمر، قال: قلت ما تقول في الصوم فَى السفر؟، قال: تأخذ إنْ حدثتك؟!، قلت: نعم، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا خرج من هذه المدينةْ قَصَر الصلاةَ ولم يصُمْ حتى يرجع إليها. 5751 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا يزيد، يعني ابن عطاء،

_ = خيراً"، وهذه الكلمة محرفة في التهذيب 2: 150، جعلت "جيداً"، فتصحح من هذا الموضع ومن الميزان، وقال أحمد في الحرث هذا: "مضطرب الحديث"، ولكنا رجحنا توثيقه بكلام ابن مهدي، ولأن مسلماً أخرج له في الصحيح، وبأن البخاري لم يذكر فيه جرحاً، ولم يثبته في الضعفاء. بشر بن حرب أبو عمرو الندبي: سبق في 5112 أن حديثه حسن. والحديث في مجمع الزوائد 3: 159، وقال: "رواه أحمد، وبشر فيه كلام، وقد وثق"."إن حدثتك" في م "إنْ أُحَدثْك"َ، وما هنا هو الثابت في ح ك ومجمع الزوائد. وانظر 5333، 5683، 5698. وانظر أيضاً 5392. (5751) إسناده صحيح، الحسن بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة، قال ابن معين: "مشهور"، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 292 - 293 وقال: "لا أدري سمع من ابن عمر أم لا"، وهذا على قاعدة البخاري، أن يشترط ثبوت السماع، وخالفه جمهور أهل العلم بالحديث. وقد وقع اسم الحسن هذا في الأصول الثلاثة هنا كما ترى "الحسن بن سهيل أو سهيل بن عمرو بن عبد الرحمن بن عوف"!، وهذا ما لا يكاد يفهم، وهو خطأ، فالراوي معروف الاسم والنسب في رواية هذا الحديث وفي ترجمته في مراجعها، ثم وَلَدُ عبد الرحمن بن عوف حصرهم ابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 90، وليس فيهم من اسمه "عمرو"، بل فيهم "سهيل"، وهو أبو الأبيض، وأمه مَجْدُ بنت يزيد بن سلامة ذي فائش الحميرية". وفي هامش م ما نصه: "الصواب الحسن بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، كما في الأطراف للمزي"، وهو كذلك إن شاء الله. ولعل الزيادة التي هنا "أو سهيل بن عمرو" وهم من بعض الرواة أو بعض الناسخين، اشتباهماً في اسم آخر أو نحو ذلك، ولكنه وهم بكل حال. والحديث في مجمع الزوائد 5: 145 وقال: "رواه أحمد، وفيه يزيد بن =

عن يزيد بن أبي زياد حدثني الحسن بن سهيل، أو سهيل بن عمرو، بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الِميثَرَة، والقَسِّيَّة، وحَلْقة الذهب، والُمفْدَم. قال يزيد: والِميثَرة: جلود السباع،

_ = عطاء اليشكري، وهو ضعيف". ويزيد بن عطاء: سبق توثيقه 2772. والعجب من الهيثمي أن يجعل علة الإسناد يزيد بن عطاء، مع أنه لم ينفرد برواية هذا الحديث. لأنه هو نفسه قال: "روى منه ابن ماجة النهي عن المفدم، وعن حلقة الذهب"، وابن ماجة روى النهي عن المفدم 2: 197، وروى النهي عن حلقة الذهب 2: 201، رواهما عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن مسهر عن يزيد بن أبي زياد. فهذا على بن مسهر تابع يزيد بن عطاء على روايته. فلا يكون "يزيد بن عطاء" لوكان ضعيفاً- علة لضعف الإسناد. وفوق هذا فإن البخاري ذكر بعضه في الصحيح 10: 247 معلقاً بصيغة الجزم، من رواية راو ثالث، هو جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد، فقال: "قال جرير عن يزيد في حديثه: القسية: ثياب مضلعة يجاء بها من مصر، فيها الحرير، والميثرة: جلود السباع". وقال الحافظ: "هو طرف من حديث وصله إبراهيم الحربي في غريب الحديث له، عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن الحسن بن سهيل"، ثم قال: "وقد أخرج ابن ماجة أصل هذا الحديث من طريق علي بن مسهر عن يزيد بن أبي زياد عن الحسن بن سهيل" إلخ، ولعل الحافظ نسي رواية المسند هذه عند تخريج الحديث. فائدة: وقع تحريف في لفظ الحديث في الزوائد، يستفاد تصحيحه من هذا الموضع. والظاهر أنه غلط مطبعي ليس من أصل الكتاب. الميثرة: سبق تفسيرها باختصار 601، ونزيد هنا قول ابن الأثير: "الميثرة، بالكسر: مفعلة من الوَثارة، يقال وثر وَثَارة فهو وثير، أي وطيء ليّن، وأصلها مِوثرة، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم. وهي من مراكب العجم، تعملْ من حرير أو ديباج". هكذا هو أصلها في اللغة ومعناها ,ولكن الراوي هنا فسرها بأنها "جلود السباع"، فقال الحافظ في الفتح: "قال النووي: هو تفسير باطل، مخالف لما أطبق عليه أهل الحديث. قلت: وليس هو بباطل، بل يمكن توجيهه، وهو ما إذا كانت الميثرة وطاء صنعت من جلد ثم حشيت، والنهي حينئذ عنها، إما لأنها من زي الكفار، وإما =

والقَسيَّة:: ثيابٌ مُضلَّعة من إبْرِيسَمٍ، يُجاء بها من مصر، والمُفْدَم: المشبَّع بالعصْفر.

_ = لأنها لا تعمل فيها الذكاة، أو لأنها لا تذكى غالباً، فيكون فيه حجة لمن منع ليس ذلك ولو دبغ، ولكن الجمهور على خلافه، وأن الجلد يطهر بالدباغ". أقول: وما قال النووي هو الصحيح، وما قال الحافظ تكلف وتعسف لتصحيح كلام راو يخطئ كما يخطئ الناس. وقد سبق تفسير الميثرة من كلام علي بن أبي طالب على الصواب 1124 من طريق عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي، ونقله البخاري معلقاً قبل تفسير يزيد، ثم قال: "عاصم أكثر وأصح في الميثرة"، وقال الحافظ: "يعني: رواية عاصم في تفسير الميثرة كثر طرقاً وأصح من رواية يزيد". وهذا هو الصواب. ثم إن ظاهر السياق هنا أن هذا التفسير وما بعده من كلام يزيد بن أبي زياد، ولكن نصُّ البخاري الذي نقلنا يدل على أنه راويه لا قائله، وإذ يقول البخاري: "وقال جرير عن يزيد في حديثه"، فقال الحفاظ: "يريد أنه ليس من قول يزيد، بل من روايته عن غيره". ويؤيده رواية ابن ماجة المختصرة، ففيها: "قال يزيد: قلت للحسن [يعني ابن سهيل]: ما المفدم؟، قال: المشبع بالعصفر". "القسية": سبق تفسيرها 601. و "الإبريسم": الحرير، والضبط المشهور فيه كسر الهمزة وفتح السين والراء، وفيه لغات أخر، ضبطه ابن السكيت بكسر الراء، وضبطه الجواليقي في المعرب 27 بفتح الهمزة والراء، وضبطه صاحب القاموس بالضبط الأول المشهور، ونقل قولاً رابعاً بضم السين، أي مع كسر الهمزة وفتح الراء، ولم ينقل غيرهما. "المفدم"، بضم الميم وسكون الفاء وفتح الدال، وبفتح الفاء وتشديد الدال مفتوحة أيضاً: من "الفدام"، بكسر الفاء، وهو الغطاء ونحوه، أو من "الفدم" بفتح الفاء وسكون الدال، وهو من الناس: العيي عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم، وهو أيضاً: الغليظ السمين الأحمق الجافي، أو هو: الثقيل من الدم. والظاهر أن هذه المعاني متقاربة ترجع إلى معنى واحد، هو الثقل الذي يغطي كل شيء ويغلبه، ولذلك قال ابن الأثير في تفسير "الثوب المفدم": "هو الثوب المشبع حمرة، كأنه الذي لا يقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته، فهم كالممتنع لقبول الصبغ".

5752 - حدثنا خَلَف بن الوليد حدثنا خالد، يعني الطحان، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر قال: لقينا العدوّ، فحاص المسلمون حيصَةً، فكننتُ فيمن حاص، فدخلنا المدينة، قال: فتعرَّضْنا لرسول الله -صلي الله عليه وسلم - حين خرج للصلاة، فقلنا: يا رسول الله، نحن الفرّارون، قال: "لا، بل أنتم العَكّارون، إني فِئةٌ لكم". 5753 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا سليمان بن قَرْم عن زيد، يعني ابن جُبَير، عن نافع عن ابن عمر قال: مرَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في غَزَاة غزاها بامرأة مقتولة، فنَهى عن قتل النساء والصِّبيان. 5754 - حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا سفيان عن عَون بن أبي جُحَيفة عن عبد الرحمن بن سُميرة: أن ابن عمر رأى رأساً، فقال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما يمنعُ أحدَكم إذا جاءَ من يريد قتله أن يكون مثلَ ابْنيْ آدم، القاتلُ في النار، والمقتول في الجنة". 5755 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد الله بن بَحِير الصنعاني القاصُّ

_ (5752) إسناده صحيح، وهو مختصر 5384، ومطول 5591، 5744. (5753) إسناده صحيح، سليمان بن قرم، بفتح القاف وسكون الراء، بن معاذ الضبي النحوي: ثقة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "كان أبي يتتبع حديث قطبة بن عبد العزيز وسليمان بن قرم ويزيد بن عبد العزيز بن سياه، وقال: هؤلاء قوم ثقات، وهم أتم حديثاً من سفيان وشعبة، وهم أصحاب كتب، وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 34 فلم يذكر فيه جرحاً، وضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وشهادة أحمد وتوثقه صحة كتبه، مع إعراض البخاري عن جرحه، أقوى عندنا من تضعيف من تكلم فيه. والحديث مكرر 5658. (5754) إسناده صحيح، وهو مختصر 5708. " ابني آدم " هو الثابت في ك م، وفي حم "ابن آدم" بالإفراد، وهي نسخة بهامش المخطوطتين. (5755) إسناده صحيح، وهو مكرر 8406، 4934 بهذا الإسناد، ومطول 4941.

أن عبد الرحمن بن يزيد أخبره أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَن سَرّه أن ينظر إلي يوم القيامة كأنه رأي عينٍ فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} "، وحَسِبْت أنه قال: "وسورةَ هود". 5756 - حدثنا عفان حدينا حماد بن سَلَمة أخبرنا حُمَيد عن بكر بن عبد الله عن ابن عمر، وأيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، بالبَطْحاء، ثم هَجَع بها هَجْعةً، ثم دخل مكة، فكان ابن عمر يفعله. 5757 - حدثنا عفان حدثنا هَمام حدثنا مَطَرٌ عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: سافرنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وِمع عمر، فلم أرهما يزيدان على ركعتين، وكنّا ضُلالا فهدانا الله به، فيه نَقْتدِي. 5758 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب سمعت

_ (5756) إسناداه صحيحان، والذي يقول: "وأيوب عن نافع" هو حماد بن سلمة، فقد رواه عن خاله حميد الطويل عن بكر بن عبد الله، ورواه عن أيوب عن نافع، كلاهما عن ابن عمر. وقد مضى الحديث 4828 من طريق حماد عن حميد عن بكر، مختصراً. وهذا المطول في المنتقى 2655 وقال: "رواه أحمد وأبو داود، والبخاري بمعناه". "فكان ابن عمر"، في نسخة بهامشي م "وكان". (5757) إسناده صحيح، وهو مكرر 5698. وانظر 5750. "سافرنا" في نسخة بهامش م "سافرت". (5758) إسناده صحيح، وقد مضى 5127. 5432 من طريق قتادة عن المغيرة، و5739 من طريق محمد بن سيرين عن المغيرة، وقد بينا في الرواية الأولى الاختلاف في اسم والد المغيرة في الرسم، أهو "سلمان" أم "سليمان"، وأثبتنا في الروايتين الأخريين اختلاف الأصول في رسمه أيضاً. وها هو ذا هنا رسم في الأصول الثلاثة "سلمان" دون ياء، وأثبت في هامش الخطوطتين ك م نسخة أخرى "سليمان"، ورسمت في هامش ك على الرسم القديم "سليمن" بالياء دون ألف.

المغيرة بن سَلْمان يحدِّث في بيت محمد بن سيرين أن ابن عمر قال: حفظت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عشر ركعات سوىَ الفريضة، ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الغَداة. 5759 - حدثنا عفان حدثنا هَمَّام حدثنا قَتادة عن عبد الله بن شَقِيق العُقيلي عن ابن عمر: أن رجلاً من أهل البادية سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن صلاة الليل؟، فقال بإصبعيه: "مثنى مثنَى، والوتر ركعة من آخِر الليل". 5760 - حدثنا عفان حدثنا سليمِ بن أخضر حدثنا عُبيد الله عن نافع قال: كان عبد الله بن عمر يَرمل من الحجر إلى الحجَر، ويخبرنا أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك، قال عُبيد الله: فذكروا لنافع أنه كان يمشي ما بين الركنين؟، قال: ما كان يمشي إلا حين يريد أن يستلم. 5761 - حدثنا عفِانِ حدثنا هَمَّام سمعت نافعاً يزعم أن ابن عمر حدثه: أن عائشة سَاوَمتْ ببرِيرة، فخرج النبي -صلي الله عليه وسلم -إلى الصلاة، فلما رجع قالت: إنهم أبَوْا أن يبيعوني إلا أن يشترطوا الوَلاء، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إنما الولاء لمن اعْتَق". 5762 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن أيوب عن ناِفعِ عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا في خل الصلاةَ رفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع، وإذا رفع من الركوع.

_ (5759) إسناده صحيح، وهو مكرر 5537. وانظر 5549. (5760) إسناده صحيح، وهو مطول 5401. وانظر 5737. (5761) إسناده صحيح، وهو مكرره 485. قوله "يزعم" في نسخة بهامشي ك م بدله "يرويه". (5762) إسناده صحيح، وهو مختصر 5279.

5763 - حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الحَجّاج حدثني أبو مَطرٍ عن سالم عن أبيه قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا سمع الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تَقتُلْنا بغَضبك، ولا تُهلكْنا بعذابك، وعافِنا قبلَ ذلك". 5764 - حدثنا عفان قال حدثنا وهَيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن الجَرّ والدُّبّاء.

_ (5763) إسناده صحيح، أبو مطر: تابعي ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكنى رقم 713 قال: "أبو مطر: سمعت سالماً، روى عنه حجاج بن أرطاة"، وقال الدولابي في الكنى 2: 117: "حدثني عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: أبو مطر روى عنه مسعر، ولم يرو عنه الثوري". والحديث رواه الترمذي 4: 245 عن قتيبة عن عبد الواحد ابن زياد، بهذا الإسناد، وقال:"هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذه الوجه. ورواه البخاري في الأدب المفرد 106 عن معلى بن أسد "قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا الحجاج قال: حدثني أبو مطر: أنه سمع سالم بن عبد الله عن أبيه"، بنحوه. وكذلك رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم 298 من طريق عبد الواحد بن زياد عن الحجاج "حدثني أبو مطر" إلخ. وكذلك رواه الدولابي في الكنى 2: 117 من طريق محمد بن حسان "حدثنا عبد الواحد بن زياد" إلخ. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 286 من طريق إسحق بن الحسن: "حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو مطر عن سالم" إلخ، وهو وهم وسهو من الحاكم أو ممن روى عنه الحاكم، إذ أسقط من الإسناد "الحجاج بن أرطاة" وجعل الحديث من عبد الواحد بن زياد سماعاً من أبي مطر، وهو يروي الحديث عن عفان شيخ أحمد في هذا الإسناد، وقد دل ما ثبت في المسند عن عفان، وما روى غير عفان ممن ذكرنا، عن عبد الواحد بن زياد أنه إنما سمع الحديث من حجاج بن أرطأة عن أبي مطر، ولم يسمعه من أبي مطر، ولذلك جاء في التهذيب 12: 238 في ترجمة أبي مطر: "وعنه الحجاج بن أرطأة وعبد الوحد بن زياد. والصحيح عن عبد الواحد عن حجاج عنه". فهذه إشارة إلى رواية الحاكم، وإلى الخطأ الذي وقع فيها. ثم قال الحاكم بعد رواية الحديث:" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. (5764) إسناده صحيح، وهو مختصر 5572. وانظر

5765 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه أنه سمع ابن عمر يقول في أوّل أمره: إنها لا تنفر، قال: ثم سمعت ابن عمر يقول: رخَّص رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لهنّ. 5766 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا دُعي أحدُكم إلى الدعوة فليجبْ"، أو قال: "فليأتها"، قال: وكان ابن عمر يجيبُ صائماً ومفطراً. 5767 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "إن أصحاب هذه الصُّوَر يعذَّبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحْيوا ما خَلَقتم". 5768 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "الخيل معقود في نواصيها الخير

_ (5765) إسناده صحيح، ومتنه مجمل غير واضح، والظاهر أنه في الرخصة للنساء والضعفة أن يدفعوا من المزدلفة ليلاً، فإن يكن ذاك فقد مضى معناه بأصرح من هذا 4892، ولكن ليس فيه أن ابن عمركان ينهى عن ذلك ثم رجع عن النهي. وانظر البخاري 3: 420، ومسلم 1: 366، والبيهقي 5: 123، والموطأ 1: 350. ويحتمل أن يكون ذلك في شأن التي تحيض بعد طواف الإفاضة، فقد روى الترمذي 2: 114 من طريق عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: من حج البيت فليكن آخر عهده بالبيت، إلا الحيض، ورخص لهن رسول الله. قال الترمذي: "حديث ابن عمر حسن صحيح"، وقال شارحه: "وأخرجه النسائي، وصححه الحاكم". (5766) إسناده صحيح، وهو مطول 5367. وانظر 5703. (5767) إسناده صحيح، وهو مكرر 5168. قوله "ويقال لهم"، في نسخة بهامش م "ويقول" بدل "ويقال". (5768) إسناده صحيح، وهو مكرر 5200. وانظر الحديث الآتي بعده.

إلى يوم القيامة". 5769 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن سُهَيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثلَه. 5770 - حدثنا عفان حدثنا حماَّد بن سَلَمة أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن القَزَع. قال حماَّد: تفسيره: أن يُحلق بعض رأس الصبيّ ويترك منه ذؤابَةٌ. 5771 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: كنا إذا بايعنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على السمعَ والطاعة يلقننا هو: "فيما استطعتُ". 5772 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا عثمان بن عبد الله بن

_ (5769) إسناده صحيح، وهو من مسند أبي هريرة، وسيأتي في مسنده مراراً في حديث طويل 7553، 8965، 8967، وسيأتي كذلك بهذا الإسناد الذي هنا 8966. (5770) إسناده صحيح، وهو مكرر 5550. وانظر 5615.الذؤابة: الشعر المضفور من شعر الرأس. (5771) إسناده صحيح، وهو مكرر 5531. قوله "فيما استطعت": ضبطناه مراراً فيما، مضى بفتح التاء للخطاب، وتوجيهه ظاهر، وشرحه النووي في شرح مسلم على أنه بضم التاء للمتكلم، أي يقول له: قل: "فيما استطعت"، وضبط في صحيح مسلم في طبعة الإستانة 6: 29 بالضم والفتح معاً، على الوجهين، وقال مصححه في هامشه: "قد وقع في بعض النسخ التي بأيدينا: استطعت -بفتح التاء، وهو ظاهر". (5772) إسناده صحيح، عثمان بن عبد الله بن موهب: سبق توثيقه 1396، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم. "موهب" بفتح الميم والهاء بينهما واو ساكنة، وضبطه الحافظ في الفتح 7: 48 بكسر الهاء، وهو سهو منه أو سبق قلم، ما رأينا هذا الضبط الشاذ لغيره، وهو ثابت في الطبعة السلطانية من البخاري، المطبوعة عن اليونينية 5: =

مَوْهَب قال: جاء رجل من مصر يحج البيت، قال: فرأى قوماً جلوساً، فقال: من هؤلاء القوم؟، فقالوا: قريش، قال: فمن الشيخُ فيهم؟، قالِوا: عبد الله بن عمر، قال يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء، أو أنْشدك، أو نشدتك بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان فرَّ يومَ أحد؟، قال: نعم، قال: فَتعلم أنه غاب

_ = 15 بفتح الهاء لا غير، وتردد القسطلاني، خشي أن يكون ما قال الحافظ له أصل، فقال 6: 89 بعد أن ضبط الضبط الصواب: "هكذا في الفرع والناصرية. وضبطه في الفتح بكسر الهاء"!، ويريدب"الفرع" و"الناصرية" نسختين صحيحتين ثقتين عن اليونينية. والصواب فتح الهاء، كما قلنا، ففي اللسان 2: 305 في أسماء سمت بها العرب: "وموهَبا. قال سيبويه: جاءوا به على مفعل [بفتح العي] لأنه اسم ليس على الفعل، إذ لو كان على الفعل لكان مفعلا [بكسر العين]، وقد يكون ذلك لمكان العلمية, لأن الأعلام مما تغيّر عن القياس". وكذلك ضبط صاحب القاموس اسم "موهب" بوزن "مقعد"، وكذلك ضبطه العلامة الفتنى في المغني 75 قال: "عبد الله بن موهب، بمفتوحة فساكنة فمفتوحة فموحدة". وعثمان هذا وقع اسمه مغلوطاً في م "حماد"، وهو خطأ واضح. والحديث رواه البخاري 7: 48 - 49 عن موسى بن إسماعيل، والترمذي 4: 323 - 324 عن صالح بن عبد الله، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد، نحوه. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه البخاري أيضاً6: 167 عن موسى بن إسماعيل بهذا الإسناد، مختصراً جداً، ورواه مرة ثالثة 7: 280 من وجه آخر، عن عبدان عن أبي حمزة عن عثمان بن موهب، مطولاً، بنحوه. وقوله: "فأشهد أن الله قد عفا عنه وغفر له": قال الحافظ في الفتح: "يريد قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}. وقد اعتذر عثمان نفسه بعفو الله فيمن عفا عنهم بهذه الآية الكريمة، فيما مضى في مسنده 490. قول ابن عمر "اذهب بهذا الآن معك": قال الحافظ "أي اقرن هذا العذر بالجواب حتى لا يبقى لك فيما أجبتك به حجة على ما كنت تعتقده من غيبة عثمان، قال الطيبي: قال له ابن عمر تهكماً به، أي توجّه بما تمسكت به، فإنه لاينفعك بعد ما بينت لك".

عن بدر فلم يَشْهَدْه؟، قال: نعم، قال: وتعلم أنه تغيَّب عن بَيْعَة الرِّضْوان؟، قال: نعم، قال: فكبَّر المصريُّ، فقال ابن عمر: تعال أُبيِّنْ لك ما سألتني عنه، أما فِرَاُره يوم أحد فأشهد أنَّ الله قد عفا عنه وغَفَر له، وأما تغيُّبه عن بدرٍ فإنه كانتْ تحتَه ابنة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وإنها مرضتْ، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لك أجر رجلٍ شهد بدراً وسَهْمه"، وأما تغِيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحدٌ أعزَّ ببَطْن مكةَ من عثمانَ لَبَعَثَه، بعث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عثمانَ، وكانت بيعةُ الرضوان بعد ما ذهب عثمان، فضَرَب بها يده على يده، وقال: "هذه لعثمان"، قال: وقال ابن عمر: اذهبْ بهذا الآن معك!!. 5773 - حدثنا حسين بن محمد قال حدثنا إسرائيل عن سمَاك عن سعيد بن جبَير عن ابن عمر قال: سألت النبي -صلي الله عليه وسلم -: آشتري الذَهب بالفضة، أو الفضة بالذهب؟، قال: "إذا أخذتَ واحداً، منهما بالآخر فلا يفارقْك صاحبُك وبينك وبينه لبسٌ". 5774 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يأتي قُبَاءَ راكباً وماشياً. 5775 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من اقتنى كلباً إلا كلبَ ماشية أو كلبَ صيد نَقَص من عمله كل يوم قيراطان"، وكان يأمر بالكلاب أن تقتل.

_ (5773) إسناده صحيح، وهو مكرر 5628. (5774) إسناده صحيح، وهو مكرز 5522. (5775) إسناده صحيح، وهو مطول 5505، والأمر بقتل الكلاب مضى من رواية إسماعيل بن أمية عن نافع 4744، وأشرنا هناك إلى رواية الشيخين، وقد رواه مسلم أيضاً 1: 461 من رواية عُبيد الله عن نافع.

5776 - حدثنا محمد بن عبِيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "إن الذي يجرّ ثوبه من الخيَلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة". 5777 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أتَى الجمعة فليغتسل". 5778 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاةٍ في غيره، إلا المسجد الحرام". 5779 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة الجماعة تفضل صلاةَ أحدكم بسبع وعشرين درجة". 5780 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله". 5781 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن

_ (5776) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه مراراً بأسانيد متعددة، آخرها 5535. ومضى بهذا اللفظ من رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر 5439. (5777) إسناده صحيح، ومضى معناه مراراً من أوجه كثيرة، آخرها 5488. ومضى بهذا اللفظ من رواية يحيى عن نافع 5456. (5778) إسناده صحيح، وهو مكرر 5358. (5779) إسناده صحيح، وهو مكرر 5332. (5780) إسناده صحيح، وهو مختصر 5467. وقد مضى مختصراً من رواية يحيى عن عُبيد الله 5161. "فاتته": في ح "فاته"، وأثبننا ما في ك م. (5781) إسناده صحيح، وهو مختصر 5339. قوله "صغير" في نسخة بهامش م "أو صغير".

عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -فَرض زكاةَ الفطرْ، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على كل عَبدٍ أو حرّ، صغيرٍ أوكَبير. 5782 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن عمر قال: يا رسول الله، أيرقد أحدُنا وهو جُنُب؟، قال: "نعم، إذا توضأ". 5783 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "الخيل في نواصيها الخير أبداً إلى يوم القيامة". 5784 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا نَصح العبد لسيده وأحسن عبادةَ ربه كان له من الأجر مرتين". 5785 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عنِ نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مَقْعده ثمَّ يجلس فيه، ولكن تَفَسحُوا وتَوَسعوا". 5786 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن أكل لحوم الحُمُر الأهلية.

_ (5782) إسناده صحيح، وهو مختصر 5497. (5783) إسناده صحيح، وهو مكرر 5768. (5784) إسناده صحيح، وقد مضى 4673 عن يحيى ومحمد بن عبيد عن عبد الله، ومضى 4706 عن يحيى وحده عن عُبيد الله. وانظر 4799. (5785) إسناده صحيح، وهو مكرر 4735، ومطول 5625. وانظر 5567. "من مقعده" في ح "من مجلسه" وهو نسخة بهامشي ك م. (5786) إسناده صحيح، وهو مكرر 4720.

5787 - حدثنا محمد بن الصَّبّاح حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عُبيد الله عن نافع وسالم عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثلَه. 5788 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من اشترى نخلاً قد أبِرَتْ فثمرتها للذي أبَرَها، إلا أن يشرِط الذي اشتراها". 5789 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمرِ قال: خطب رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الناسَ ذاتَ يوم، فجئت وقد فزغ، فسألت الناس: ماذا قال؟، قالوا: نَهى أن ينتبذ في المُزَفَّتِ والقَرْع. 5790 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنما مَثَل المنافق مَثَل الشِاة العائرة بين الغنمين، تَعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرةً، لا تدري أيَّهما تتبع". 5791 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا جَدَّ به السَّير جمع بين المغرب والعِشاء.

_ (5787) إسناده صحيح، محمد بن الصباح الدولابي البغدادي: سبق توثيقه 665، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/118، والصغير 239. إسماعيل بن زكريا الخلقاني سبق توثيقه 665، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/355. والحديث مكرر ماقبله. (5788) إسناده صحيح، وهو مختصر 5540. (5789) إسناده صحيح، وهو مختصر 5477، 5678، وانظر 5764. (5790) إسناده صحيح، وهو مكرر 5079. وانظر 4872، 5546. 5610. "أيهما" في نسخة بهامش م "أيتهما". (5791) إسناده صحيح، وهو مختصر 5516.

5792 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: طلقتُ امرأتي على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهي حائض، فذكر ذلك عمرُ لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال: "مُرْه فَلْيراجعْها حتى تَطْهر، ثم تحيضَ أخرى، فإذا طهرتْ يطلقُها إن شاء قبل أن يجامعَها، أو يُمسكُها، فإنها العدَّةُ التي أمر الله أن تُطَّلق لها النساءُ". 5793 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمرِ قال: سأل رجل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر عن صلاة الليل؟، قال: "مثنى مثنى، فإذا خشيَ أحدُكم أن يصبح صلى واحدةً فأوترت له ما صلى". 5794 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اجعلوا آخر صلاتكم في بالليل وتراً". 5795 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - واصَل في رمضان، فواصل الناس، فنهاهم، فقيل له: إنك تُواصل؟، قال: "إني لستُ مثلَكم، إني أُطْعَم وأُسْقَى". 5796 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن

_ (5792) إسناده صحيح، وهو مطول 5525. وقد أشرنا في 5270 إلى أرقام الأحاديث التي فيها هذه القصة في المسند. (5793) إسناده صحيح، وهو مطول 5759. (5794) إسناده صحيح، وهو مكرر 4710. وانظر 5126. (5795) إسناده صحيح، وهو مكرر 4721، 4752 بنحوه. (5796) إسناده صحيح، وهو مكرر 5177.

عمر: أن عمر حَمَل على فَرَس في سبيل الله، فأعطاه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رجلاً، فجاء عمر إِلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: أبْتَاعُ الفرسَ الذي حَمَلْتُ عليه؟، فقال: "لا تبتعْه، ولا ترجع في صدقتك". 5797 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن عمر رأى حُلّةً سيَراء تُباع عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله، لو اشتريتَها فلبستَها يَوم الجمعة وللوفوِد إذا قدموا عليك؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إنما يلبس هذه منِ لا خَلاق له في الآخرة"، ثم جاءتْ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - منها حُلَلٌ، فأعطى عمرَ منها حُلةً، فقال عمر: يا رسول الله، كَسَوْتَنيها وقد قلتَ فيها ما قلتَ؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إني لم أكسكها لتلبَسَهَا، إنما كَسَوتكَها لتبيعها أو لتَكْسوَها"، قال: فكساها عمرُ أخاً له مشركاً، من أمّه، بمكة. 5798 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا عُبيد الله عن أبي بكر بن ساِلم عن أييه عن جده قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: [إنّ]، الذي يكذب عليّ يُبْنى له بيت في النار". 5799 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن الرجال والنساء كانوا يتوضؤون على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من الإناء الواحد جميعاً.

_ (5797) إسناده صحيح، وهو مطول 4713، 5545. وانظر 5713، 5714، 5727. وهو عند مسلم 2:.15 من طريق مالك عن نافع. (5798) إسناده صحيح، وهو مكرر 4742. كلمة [إن]، زدناها من م. ولم تذكر في ح ك. ولكنها في نسخة بهامش ك. (5799) إسناده صحيح، وهو مكرر 4481.

5800 - حدثنا محمد بنِ عُبيد حدثنا عُبيد الله عن نافع: أن ابن عمر نادى بالصلاة في ليلة ذات برْد وِريح، ثم قال في آخر ندائه: ألا صلُّوا في رحالكم، ألا صلوا في رحالكم، ألا صلوا في الرحال، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلةٌ باردة أو ذاتُ مطر أو ذاتُ ريح في السفر: "ألا صلوا في الرحال". 5801 - . حدثنا عفان قال حدثنا شُعْبة أخبرني الِمنْهال بن عمرو قال: سمعت سعيد بن جُبَير قال: خرجتُ مع ابن عمر في طريق من طرق المدينة، فرأى فتياناً قد نَصَبُوا دَجاجة يرمونها , لهم كلُّ خاطئة، فقال: من فعل هذا؟، وغضب، فلما رأوا ابنَ عمر تفرقوا، ثم قال ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لعن الله من يمثِّل بالحيوان". 5802 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة قال: جَبَلةُ أخبرني قال: كِنا بالمدينة في بَعْث العراق، فكان ابن الزبير يرْزقنا التمر، وكان ابن عمر يمر بنا فيقول: لا تُقارنوا، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن القران، إلا أن يستأذن الرجل منكم أخاه. 5803 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة أخبرني جَبَلة سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من جرَّ ثوباً من ثيابه من المَخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة".

_ (5800) إسناده صحيح، وهو مطول 5302. (5801) إسناده صحيح، وهو مكرر 5018، 5587 بنحوه. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 3133. وانظر 5682. (5802) إسناده صحيح، وهو مكرر 5037، 5533. (5803) إسناده صحيح، وهو مكرر 5776.

5804 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسلْم حدثنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: قالِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الغادرَ ينصِب الله له لِواء يوم القيامة؟، فيقال: ألا هذه غدْرة فلانٍ". 5805 - حدثنا عفان حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، أخبرنا عليِ ابن زيد عن يعقوب السدوسي عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خطب الناس يومَ الفتحِ فقال: "ألا إن ديةَ الخطإ العمد بالسوط أو العصا فغلظة، مائةٌ من الإبل، منها أربعون خَلفَةً في بطونها أَولادها، ألا إن كل دم ومال ومأثُرةٍ كانتْ في الجاهلية تحتَ قدميَّ، إلاَّ ما كان من سقاية الحاجّ وسدانة البيت، فإني قد أمْضيتها لأهلها". 5806 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا وضع العَشاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعَشاء"، قال: ولقد تعشّى ابن عمر مرةً وهو يسمعِ قراءةَ الإِمام. 5807 - حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن نافع: أن ابن عمر كان يَغْدو إلي المسجد يوم الجمعة، فيصلي ركعات يطيل فيهن القيام، فإذا انصرف الإِمام رجَع إلى بيته فصلى ركعتين، وقالً: هكذا كان يفعل

_ (5804) إسناده صحيح، وهو مكرر 5192، ومختصر 5709. (5805) إسناده دجه بحث دقيق، سبق مفصلاً في 4583، والراجح صحته. والحديث مختصر من ذاك ومن 4926.المأثرة، بضم الثاء المثلثة وفتحها: المكرمة؛ لأنها تؤثر، أي تذكر، ويأثرها قرن عن قرن يتحدثون بها. (5806) إسناده صحيح، وهو مطول 4709. وقد سبق نحو معناه بإسناد آخر ضعيف 4780. (5807) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 438 من طريق أيوب عن نافع بنحوه، قال المنذري 1086: "وأخرجه النسائي بنحوه. وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة من وجه آخر بمعناه". وانظر 5296، 5688.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 5808 - حدثنا عفان حدثنا عُبيد الله بِن إياد قال: حدثنا إياد، يعني ابن لَقيط، عن عبد الرحمن بن نُعَيم الأعْرجي: قال: سأل رجل ابنَ عمر، وأنا عَنده، عن المُتْعة، متْعَة النساء؟، فغضب، وقال: والله ما كنا على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - زنائين ولا مُسافحين، ثم قال: والله لقد سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ليَكونَن قبل المسيح الدجّال كذابون ثلاثون أوأكثر". [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال أبو الوليد [يعني]، الطيالسي: " قبلَ يوم القيامة". 5809 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن واقد بن عبد الله، كذا قال عفان، وإنما هو واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه أنه سمع عبد اللهِ بن عمر، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".

_ (5808) إسناده حسن، وهو مكرر 5694، 5695. وزيادة أبي الوليد الطيالسي "قبل يوم القيامة" سبقت في 5694. "زنائين" في نسخة بهاش ك "زانين"، وهي توافق الرواية الماضية. كلمة [يعني]، لم تذكر في ح، وزدناها من ك م. (5809) إسناده صحيح، وهو مكرر 5604. وقوله: "كذا قال عفان" إلخ، هو من كلام الإمام أحمد، يريد أن عفان اختصر نسب واقد، فنسبه إلى جد أبيه. وكذلك وقع في رواية أبي داود 4: 355 عن أبي الوليد الطيالسي عن شُعبة: "قال: واقد بن عبد الله أخبرني عن أبيه". قال الحافظ في التهذيب 11: 106 في ترجمة "واقد بن عبد الله": "وعنه شُعبة. قاله أبو داود عن أبي الوليد عنه. وقال غندر [هو محمد بن جعفر]: عن شُعبة عن واقد ابن محمد. وسيأتي قلت [القائل ابن حجر]: رويناه في الأول من الكبير من حديث ابن السماك من طريق عفان عن شُعبة، كما قال أبو داود". فأشار إلى رواية عفان من طريق ابن السماك، وفاته أن يذكر رواية أحمد هذه عن عفان، وهي أجدر أن تذكر. وانظر رواية غندر عقب هذه.

5810 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن واقد بن محمد ابن زيد أنه سمع أباه يحدث عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه قال في حجة الوَداع. "ويحكم"، أو قال: "ويلكم، لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". 5811 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا قُدَامة بن موسى حدثنا أيوب بن حصَين التميمي عن أبي عَلْقَمة مولى عبد الله بن عباس عن يَسار مولى عبد الله بن عمر قال: رآنيِ ابن عمر وأنا أصلي بعد ما طلِع الفجر، فقال: يا يسار، كم صليت؟، قلت: لا أدري!، قال: لا دريتَ!، إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة، فقال: "ألا لِيبلغْ شاهدكم غائبكم: أن لا صلاة بعد الصبح إلا سجدتان".

_ (5810) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. ومكرر 5578 بهذا الإسناد. (5811) إسناده صحيح، وقد مضى بعض معناه مختصًرا بإسناد منقطع فيه مبهم 4756، وأشرنا إلي هذا الإسناد المتصل هناك، عن أبي داود والترمذي وغيرهما، بشيء من التفصيل، وسنزيده هنا بياناً إن شاء الله. قدامة بن موسى بن عمر بن قدامة بن مظعون: سبق توثيقه هناك، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 128 - 129 وروى توثيقه عن ابن معين وأبي زرعة، وذكر أنه يروي عن ابن عمر، وكذلك في التهذيب 8: 365 - 366 أنه يروي عن ابن عمر، وتعقب الحافظ ذلك فقال: "في صحة سماعه من ابن عمر نظر، فقد أخرج له الترمذي حديثاً فأدخل بينه وبين ابن عمر ثلاثة أنفس"، يريد الحافظ هذا الحديث. وقد نقلت كلامه في شرحي للترمذي 2: 279 ورددت عليه بأن هذا ليس بشيء، "فإن الراوي يعلو وينزل في روايته"، وأستدرك هنا بأن القاعدة في ذاتها صحيحة، ولكن في تطبيقها هنا نظر، كما قال الحافظ، بل إن سماع قدامة من ابن عمر بعيد, لأن ابن عمر مات سنة 74، وقدامة مات سنة 153، فبين وفاتيهما نحو من 80 سنة. أيوب بن حصين التميمي: سبق توثيقه في شرح 4756، وبينا الخلاف في اسمه، أهو "أيوب" أم "محمد" =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ورجنا هناك أنه "محمد"، وسنبين من جمع طرق هذا الحديث ترجيح رواية من سماه "أيوب". أبو علقمة مولى عبد الله بن عباس: سبق توثيقه هناك أيضاً، ونزيد هنا أن العجلي قال: "مصري تابعي ثقة"، وأن البخاري روى له في الكنى رقم 513 حديثاً سمعه من أبي هريرة. يسار مولى ابن عمر: سبق توثيقه أيضاً، ونزيد هنا أن ابن حزم أشار إلى هذا الحديث في المحلى 3: 33 من طريق يسار، وقال: "وهو مجهول ومدلس"!، وهذه جرأة منه غير محمودة، وما قال هذا فيه أحد قط، ثم كيف يكون مدلساً في هذا الحديث -إذا صح وصفه بمطلق التدليس- وهو يصرح فيه بأن ابن عمر رآه يصلي، وحصبه، وأنكر عليه، وحدثه الحديث المرفوع؟!. وهذا الحديث ورد من طرق صحاح، ومن طرف منقطعة. وقد جمعت ما استطعت أن أجده في المراجع من طرقه، ورتبنها على الأوجه التي وردت. وأصحها هذا الوجه الذي في هذا الإسناد 5811، وهو رواية "قدامة بن موسى عن أيوب بن حصين عن أبي علقمة عن يسار": فرواه وهيب بن خالد عن قدامة: فرواه أحمد هنا عن عفان بن مسلم الصفار عن وهيب بن خالد عن قدامة. وكذلك رواه البخاري في الكبير 1/ 1/ 61 عن عفان عن وهيب، به. وأشار في هذا الموضع إلى أنه رواه بهذا الوجه عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي عن وهيب، ثم صرح بذلك وساف إسناده في ترجمة "يسار مولى ابن عمر" 4/ 2/421، فقال: "وقال مسلم حدثنا وهيب قال حدثنا قدامة عن أيوب بن حصين عن أبي علقمة مولى ابن عباس عن يسار مولى ابن عمر، نحوه"، هذا لفظه، يريد نحو إسنادين آخرين قبله. وكذلك رواه أبو داود 1: 494 عن مسلم بن إبراهيم عن وهيب، مختصراً. وقد حكينا لفظه في شرح 4756. ورواه الدارقطني 161 من طريق أبي داود من هذا الوجه. ورواه البخاري في الكبير أيضاً 1/ 1/ 61 - 62 قال: "أخبرني أبو جعفرْ قال حدثنا أحمد بن إسحق قال حدثنا وهيب قال حدثنا قدامة عن أيوب بن حصين التميمي عن أبي علقمة مولى ابن عباس عن يسار مولى عبد الله بن عمر: رآني ابن عمر". ورواه البيهقي في السنن الكبرى 2: 465، فقال بعد أن ذكر رواية ابن وهب الآتية: "والصحيح رواية ابن وهب. فقد رواه وهيب بن خالد عن قدامة عن أيوب بن حصين التميمي عن علقمة مولى =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ابن عباس عن يسار مولى ابن عمر، نحوه"، ثم ساق إسناده إلى "العلاء بن عبد الجبار: حدثنا وهيب، فذكر معناه". والعلاء بن عبد الجبار ثقة، وثقه العجلي وابن حبان، وروى عنه البخاري، وترجمه في الصغير 231، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/358، وروى عن أبيه أنه قال فيه: "صالح الحديث". ورواه حميد بن الأسود عن قدامة: فرواه البخاري في الكبير 1/ 1/ 61 قال: "قال لي ابن الأسود: أخبرنا حميد بن الأسود عن قدامة عن أيوب بن حصين عن أبي علقمة عن يسار". وهذا إسناد صحيح. ابن أبي الأسود: هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود حميد بن الأسود، وهو ثقة من شيوخ البخاري، قال الخطيب: "كان حافظاً متقناً". وجَدّه أبو الأسود حميد بن الأسود البصري: ثقة، وثقه أبو حاتم وغيره، وقال الحاكم في المستدرك 1: 137: "الثقة المأمون"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 354. وهذه الرواية أشار إليها البيهقي 2: 465 بعد رواية وهيب التي ذكرنا، فقال: "وكذلك رواه حميد بن الأسود عن قدامة". ورواه سليمان بن بلال عن قدامة: فرواه البيهقي 2: 465 من طريق الربيع بن سليمان: "حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن قدامة بن موسى عن أيوب بن الحصين أبي علقمة، مولى لابن عباس، قال: حدثني يسار، مولى لعبد الله بن عمر، قال: قمت أصلي بعد الفجر، فصليت صلاة كثيرة، فحصبني عبد الله بن عمر، وقال: يا يسار، كم صليتَ؟، قال: قلت: لا أدري، فقال عبد الله: لا دريتَ!، إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة، فتغيظ علينا غيظاً شديداً، ثم قال: ليبلغ شاهدكم غائبكم: لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر". ثم قال البيهقي: "أقام إسناده عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال، ورواه أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال، فخلط في إسناده. والصحيح رواية ابن وهب، فقد رواه وهيب بن خالد عن قدامة"، إلى آخر ما نقلنا عنه قريباً في رواية وهيب. وسنذكر رواية ابن أبي أويس التي أشار إلى تخليطها. وإسناد عبد الله بن وهب إسناد صحيح، فابن وهب: إمام ثقة فقيه، سبق توثيقه 5343، ونزيد هنا قول أحمد: "ما أصح حديثه وأثبته"، وقول ابن حبان: =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = "جمع ابن وهب وصنف، وهو حَفَظ على أهل الجاز ومصر حديثهم"، وقول الحرث ابن مسكين: "جمع ابن وهب الفقه والرواية والعبادة، ورزق من العلماء محبة وحظوة، من مالك وغيره. قال الحرث: وما أتيته قط إلا وأنا أفيد منه خيراً، وكان يسمى: ديوان العلم". ورواه الدراوردي عبد العزيز بن محمد عن قدامة، ولكنه خالفهم في اسم "أيوب ابن الحصين"، فسماه "محمد بن الحصين": فرواه المروزي في قيام الليل ص 79: "حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد العزيز الدراوردي حدثني قدامة بن موسى عن محمد بن الحصين التميمي عن أبي علقمة مولى ابن عباس عن يسار مولى ابن عمر"، فساقه مطولاً كاملا كنحو رواية البيهقي السابقة من طريق سليمان بن بلال، ورواه الدارقطني 161 من طريق أحمد بن عبدة؛ بهذا الإسناد، بنحوه مطولاً. ورواه الترمذي 1: 321 (2: 278 - 279 من شرحنا) عن أحمد بن عبدة، بهذا الإسناد، مختصراً، "عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لاصلاة بعد الفجر إلا سجدتين"، ثم قال الترمذي: "حديث ابن عمر حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث قدامة بن موسى، وروى عنه غير واحد". وكذلك رواه البيهقي 2: 465 من طريق قتيبة بن سعيد عن الدراوردي، مختصراً كرواية الترمذي. وأشار البخاري في الكبير 1/ 1/ 61 إلى رواية الدراوردي بإيجازه الدقيق المعروف، قال: "وقال الدراوردي قال: حدثنا قدامة عن محمد بن حصين التميمي، ويقال: التيمي". هذه هي الطرق الصحاح المتصلة التي رأيتها, وليس فيها إلا الاختلاف في اسم ابن الحصين، أهو "أيوب" أم "محمد"؟، وقد أشرنا في شرح الترمذي إلى احتمال الجمع الذي جمع به الحافظ في التهذيب 9: 122 - 123 بأن "اسمه محمد، وأما أبوه فهو حصين، وكنيته أبو أيوب، فلعل من سماه أيوب وقع له غير مسمي، فسماه بكنية أبيه"، ورجحنا في شرح 4756 أن اسمه "محمد" بصنيع البخاري وتصحيح أبي حاتم. ولكنا نستدرك هنا، ونرجع أن اسمه "أيوب", لأن الذين رووا ذلك أكثر وأحفظ، وهم: وهيب بن خالد، وهو ثقة ثبت حافظ، قدمه ابن مهدي على ابن علية، قال الفضل بن زياد: "سألت أحمد عن وهيب وابن علية إذا اختلفا؟، وقال: كان عبد الرحمن [يعني ابن مهدي]، يختار وهيباً، قلت: في حفظه؟، قال: في كل شيء"، وقال معاوية بن صالح: "قلت لابن معين: من أثبت شيوخ البصريين؟، قال: وهيب، وذكر جماعة"، وقال أبو حاتم: "هو الرابع من حفاظ البصرة، وهو ثقة، ويقال إنه لم يكن بعد شعبة أعلم بالرجال منه"، وقال ابن سعد: "هو أحفظ من أبي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = عوانة". وحميد بن الأسود، وقد بينا توثيقه قريباً. وسليمان بن بلال، وقد سبق توثيقه في 5403، ونزيد هنا قول عثمان الدارمي: "قلت لابن معين: سليمان أحب إليك أو الدراوردي؟، فقال: سليمان، وكلاهما ثقة". فاتفاق هؤلاء الثلاثة على أن اسمه "أيوب" أقوى وأوثق من تسمية الدراوردي التي لم يتابعه عليها إلا عمر بن علي المقدمي في إحدى الروايات المنقطعة التي سنذكرها. وأما رواية ابن أبي أويس عن سليمان بن بلال، التي خلط فيها، كما قال البيهقي، فقد رواها البخاري في الكبير 1/ 1/ 61 قال: "وقال أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان: عن عبد الملك بن قدامة عن قدامة بن موسى عن عبد الله بن دينار عن أبي علقمة مولى ابن عباس، وكان قاضياً بإفريقية، قال: حدثني مولى عبد الله قال: صليت بعد الفجر، فقال ابن عمر: يا يسار، كم صليت؟، قال النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله"، وهذه إشارة من البخاري إلى الحديث كعادته في إشاراته، وأبو بكر ابن أبي أويس: هو عبد الحميد بن عبد الله بن أويس، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، ولكنه ليس في درجة ابن وهب في الحفظ والإتقان، وقد إنفرد بهذه الرواية عن سليمان ابن بلال، ولم يتابعه عليها أحد عن سليمان، ولم يتابعه أحد في سياق الإسناد الذي ساقه، فلذلك حكم عليه البيهقي بالتخليط فيه. وأما الروايات المنقطعة: فرواه البخاري في الكبير 4/ 2/ 421 قال: "وقال عبد السلام بن مطهر: حدثنا عمر بن علي عن قدامة عن محمد بن حصين عن أبي علقمة مولى ابن عباس قال: "رأى ابن عمر يسارا مولى ابن عمر". وهذه إشارة منه إلى الحديث نفسه، وأشار إليه في أول ترجمة "محمد بن الحصين" 1/ 1/ 61 بأوجز من هذا، قال: "محمد بن حصين عن أبي علقمة مولى ابن عباس، قاله عمر بن علي عن قدامة ابن موسى"، فهذا إسناد ظاهره الانقطاع, لأنه لم يذكر فيه أن أبا علقمة رواه عن يسار، وفيه أيضا "محمد بن الحصين" بدل "أيوب بن الحصين"، وقد بينا وجه ترجيح من سماه "أيوب". ورواه البخاري أيضاً 4/ 2 / 421 قال: "قال أبو عاصم عن قدامة بن موسى عن أبي علقمة عن يسار مولى ابن عمر قال: قال ابن عمر: رآني النبي -صلي الله عليه وسلم - أصلي بعد الفجر، فتغيظ عليّ". ورواه أيضاً 1/ 1/ 62 قال: "وأبو عاصم عن قدامة بن موسى عن أبي علقمة عن يسار مولى ابن عمر: رأى ابنُ عمر، بهذا". فهذا إسناد منقطع بين قدامة وأبي علقمة، حذف منه "أيوب ابن الحصين". ورواه البيهقي 2: 465 بإسناده إلى الحسن بن مكرم عن عثمان بن عمر بن =

5812 - حدثنا أبو معاوية الغَلابي حدثنا خالد بن الحرث حدثنا

_ = فارس: "أنبأنا قدامة بن موسى أخبرني رجل من بني حنظلة عن أبي علقمة مولى ابن عباس، فذكر بمعنى حديث ابن وهب"، وذكره البخاري من هذا الوجه باختلاف 1/ 1/ 61 قال: "وقال عثمان بن عمر: أخبرنا قدامة أخبرني رجل من بني حنظلة عن يسار". وهو إسناد منقطع بإبهام الرجل من بني حنظلة، وبحذف "أبي علقمة" في رواية البخاري، أو حذف "يسار"، في رواية البيهقي. ورواه أحمد فيما مضى 4756 عن وكيع عن قدامة "عن شيخ عن ابن عمر". وكذلك البخاري في الكبير تعليقا عن وكيع 1/ 1/ 62 و 4/ 2/ 421. فقد ثبتت صحة الحديث، حتى مع هذه الطرق الأخيرة المنقطعة، وقد قلت في تصحيحه فيما كتبت على المحلى 3: 34:"إن الحديث إذا روي من طريقين فيهما ضعف قليل، وكان الضعف من قِبل سوء الحفظ أو الخطأ في الرواية, أيدت إحدى الروايتين الأخرى. أما إذا كان الضعف من قِبل عدم الوثوق بالراوي، لتهمته في العدالة، فلا, ولا كرامة، بل لا يزيده ذلك إلا ضعفا". وهي قاعدة صحيحة دقيقة، قيدت بها إطلاق بعض المتأخرين، الذين يصححون أحاديث كثيرة وردت من طرق ضعاف متعددة، من غير فرق بين أسباب ضعفها. قوله في آخر الحديث "سجدتان" في نسخة بهاش م "ركعتان". (5812) إسناده صحيح، أبو معاوية الغلابي: هو غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد ابن غلاب، من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، وغسان هذا ثقة من شيوخ أحمد، قصر الحسيني ثم الحافظ في التعجيل في ترجمته. ونص ما في التعجيل: "غسان ابن المفضل الغلابي عن خالد بن الحرث وعمر بن علي المقدمي وبشر بن المفضل، روى عنه ابن وارة وعباس بن أبي طالب، قاله ابن أبي حاتم. زاد الحسيني: وأحمد بن حنبل، فيه نظر. قلت"، ثم بيض الحافظ لما كان يريد أن يقول، فلم يذكر شيئا. ولم يذكره في الكنى ولا الأنساب من التعجيل، وقد ترجمه البخاري في الصغير235 فذكر نسبه كما سقناه، وذكر أنه مات سنة 217، وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 12: 328 - 329 ترجمة جيدة، وذكر فيها أن ابن سعد قال في تسمية من كان ببغداد من المحدثين: "غسان بن المفضل الغلابي، يكنى أبا معاوية". وهفا الذي نقله عن ابن سعد ثابت في الطبقات 7/ 2/ 88، ثم روى الخطيب بإسناده عن أحمد بن أبي خيثمة قال: "وغسان بن المفضل أبو معاوية الغلابي، كان من عقلاء الناس، دخل على =

محمد بن عَجْلان عن نافع عن عبد الله: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان يدعو على

_ = المأمون فاستعقله"، وروي عن ابن معين وعن الدارقطني أنهما وثقاه، ثم ورخ وفاته سنة 219. وأنا أظن أحد التاريخين سنة 217 عند البخاري و219 عند الخطيب، مصحف عن الآخر، اشتبه على الناسخين كلمتا "سبع" و "تسع"، وكثيرا ما كان هذا. وقد ذكره ابن الجوزي في شيوخ أحمد في كتاب المناقب 47. وجده الأعلى "خالد بن غلاب" له صحبة، ترجمه أبو نعيم في تاريخ أصبهان في موضعين 1: 69، 304، وذكر أن من ولده "معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب، ومحمد بن غسان، وغسان ابن المفضل، والمفضل بن غسان"، وأن لخالد هذا صحبة ورواية, وترجمه ابن الأثير في أسد الغابة 2: 98 - 99، والحافظ في الإصابة 2: 96 وذكر أنه "ولي بعض أعمال أصبهان، وفيه يقول أبو المختار يزيد بن قيس الكلابي, في قصيدته التي شكا فيها العمال إلى عمر بن الخطاب "، وذكر منها قوله: ولاتَنْسَيَن النافعَين كلاهما ... ولا ابنَ غَلاب من سَراة بني نَصْر وذكر القصيدة في ترجمة قائلها يزيد بن قيس من الإصابة 6: 361. "الغلابي" بفتح الغين المعجمة وتخفيف اللام، كما هو ظاهر من وزن البيت المتقدم، كما ضبطه الذهبي في المشتبه 381 والحافظ في تبصير المثشبه (مخطوط بدار الكتب المصرية) وزاد على الذهبي: "غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب الغلابي، والد المفضل، روى عنه أحمد بن حنبل"، وقال أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1: 69: "غلاب: اسم امرأة، يقال إنها أمه، وهو خالد ابن الحرث بن أوس بن النابغة بن عَتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر. كذا نسبه المفضل بن غسان الغلابي صاحب التأريخ"، ونقل ابن الأثير في أسد الغابة عن ابن منده وأبي نعيم أن "غلاب اسم امرأة"، ثم قال: "فعلى هذا يكون مخففا مبنيا على الكسر، مثل قَطامِ، وحَذام"، وقال ابن دريد في الاشتقاق 178 في ذكر بني نصر بن معاوية: "ومنهم أهل بيت بالبصرة، يعرفون ببني غلابِ. وغلاب جدةٌ لهم، من محارب بن خصفة. وغلابِ: فَعَال من الغلب، معدول، مثل حذام، وقطام". وقد أخطأ مصحح تاريخ أصبهان، فضبطه بتشديد اللام في المواضع التي ذكر فيها هناك، فيستفاد تصحيحه من هذا الموضع. خالد ابن الحرث: سبق توثيقه 1292، وهو من شيوخ أحمد القدماء، وقد روى عنه بالواسطة =

أربعة فأنزل الله تعالىِ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} قال: وهداهمِ الله إلى الإِسلام. 5813 - حدثنا يحيى بن حبِيب بن عربيّ قال: حدثنا خالد بن الحرث، فذكر نحوه. 5814 - حدثنا أبو معاوية الغَلابي حدثنا خالد بن الحرث حدثنا

_ =مرارا، منها 5676 وهذا الحديث والحديثان بعده، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/133. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 2: 238 عن هذا الموضع. ووقع فيه تصحيف في كلمة "الغلابي"، كتبت "العلائي"!، ورواه الترمذي كما سنذكر في الإسناد التالي. وأشار إليه الحافظ في الفتح 8: 170. وقد مضى معناه مطولاً من رواية سالم عن أبيه 5674. قوله في آخر الحديث "إلى الإسلام"، في م "للإسلام"، وما هنا نسخة بهامشها. (5813) إسناده صحيح، يحيى بن حبيب بن عريي الحارثي البصري: قال النسائي: "ثقة مأمون، قَل شيخ رأيت بالبصرة مثله"، وترجمه البخاري في الصغير 246، وهو من أقران أحمد، بل لعله أصغر منه قليلاً، مات سنة 248 بعد أحمد، وهو من الشيوخ النادرين الذين أثبت أحمد الرواية عنهم وهم أحياء. والحديث مكرر ما قبله. ورواه الترمذي 4: 84 عن يحيى بن حبيب، بهذا الإسناد، وقال: "حديث حسن غريب صحيح، يستغرب من هذا الوجه من حديث نافع عن ابن عمر، ورواه يحيى بن أيوب عن ابن عجلان". وهذا الإسناد لم يذكر في ك، وذكر في م وأشير فوقه بعلامة تدل على حذفه في بعض النسخ. (5814) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 330 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجالهم ثقات". وأخرجه ابن خزيمة، كما في الفتح 9: 297، وأشار إليه الترمذي 3: 391 في قوله "وفي الباب". وانظر ما مضى في مسند سعد بن أبي وقاص 1513. الطروق، بضم الطاء: قال الحافظ في الفتح 9: 296: "المجيء بالليل من سفر أو من غيره على غفلة، ويقال لكل آت بالليل: طارق، ولا يقال بالنهار إلا مجازا" وقال ابن الأثير: "وقيل: أصل الطروق من الطرق، وهو الدق، وسمي الآتي بالليل طارقا لحاجته =

محمد بِنِ عَجْلان عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -نزل العَقيق، فنهى عن طروق النساء الليلةَ التي يأتي فيها، فعصاه فَتَيان، فكلاهما رأىَ ما يكره. 5815 - حدثنا عفان حدثنا وُهِيب حدثنا موسى بن عقْبة أخبرني سالم عن أبيه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أتي وهو في الُمَعرَّس من ذي الحلَيفة في بطن الوادي، فقيل: إنك في بَطْحاءَ مباركةٍ. 5816 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا موسى بن عقْبة حدثني سالم عن عبد الله: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "من جَرّ ثوبه خيَلاءَ لمِ ينظر الله إليه يوم القيامة"، قال أبو بكر: يا رسول الله، إن أحَدَ شقيْ إزاري ليَستَرْخي إلا أن أتعاهد ذلك منه؟، فقال: "إنك لستَ ممن تَصنع الخُيلاء". 5817 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا موسى بن عقْبة حدثني

_ = إلى دق الباب". وسبب هذا النهي واضح من سياق الحديث، وفي حديث جابر الآتي في المسند 14281: "نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلاً، أن يخونهم أو يلتمس عثراتهم". ورواه مسلم 1: 107 من الوجه الذي رواه منه أحمد. وقوله "فكلاهما رأى ما يكره" يوضحه ما روى الدارمي 1: 118 من طريق أبي عامر العقدي "عن زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: لا تطرقوا النساء ليلاً، قال: وأقبل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قافلا، فانساق رجلان إلى أهليهما، فكلاهما وجد مع امرأته رجلا". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 330 بنحوه، وقال: "رواه الطبراني والبزار باختصار، وفيه زمعة بن صالح، وهو ضعيف، وقد وثق". وأشار إليه الحافظ في الفتح 9: 297 وذكر أنه أخرجه ابن خزيمة. وذكره الترمذي 3: 391 معلقا دون إسناد، بنحوه. (5815) إسناده صحيح، وهو مكرر 5632. قوله "وهو في المعرس"، في نسخة بهامش م "بالمعرس". (5816) إسناده صحيح، وهو مكرر 5351، 5352. (5817) إسناده صحيح، وهو مكرر5629.العطن، بفتح العين والطاء المهملتين وآخره نون: =

سالم عن عبد الله: عن رؤيا رسوِلِ الله في أبي بكر وعِمر، قال: "رأيت الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر فنزع ذَنوباً أوِ ذنوبين، وفي نزْعه ضَعْف، والله يغفر له، ثم قام ابن الخطاب فاستحالتْ غرْبا، فما رأيت عبقرِياً من الناس يَفري فَريَّه، حتى ضرب الناس بعَطنٍ". 5818 - حدثنا عفان حدثنا الحسن بن أبي جعفر عن أيوب عن

_ = مبرك الإبل حول الماء. (5818) إسناده حسن". وهو صحيح لغيره. الحسن بن أبي جعفر البصري: صدوق في حفظه شيء، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 286 وقال: "منكر الحديث"، ثم قال: "قال إسحق: ضعفه أحمد". وقال النسائي في الضعفاء ص10: "متروك الحديث"، وفي التهذيب عن عمرو بن عليّ قال: "صدوق منكر الحديث، كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه". وعن ابن عدي قال: "أحاديثه صالحة، وهو يروي الغرائب، وخاصة عن محمد بن جحادة. له عن نسخة يرويها المنذر بن الوليد الجارودي عن أبيه عنه، وله عن محمد بن جحادة غير ما ذكرت أحاديث مستقيمة صالحة، وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، وهو صدودق"، وعن ابن حبان قال: "كان من خيار عباد الله الخشُن، ضعفه يحيى، وتركه أحمد. وكان من المتعبدين المجابين الدعوة. ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظه، فإذا حدث وهم وقلب الأسانيد وهو لا يعلم، حتى صار ممن لا يحتج به، وإن كان فاضلا"، وفي الميزان عن أبي بكر بن أبي الأ سود قال: "كنت أسمع الأصناف من خالي عبد الرحمن بن مهدي، وكان في أصول كتابه قوم قد ترك حديثهم، منهم الحسن بن أبي جفر وعباد بن صهيب وجماعة، ثم أتيته بعد، فأخرج إلى كتاب الديات، فحدثني عن الحسن بن أبي جعفر، فقلت له: أليس قد كنتَ ضربتَ على حديثه؟، فقال: يا بني، تفكرت فيه إذا كان يوم القيامة قام فتعلق بي وقال: يا رب، سل عبد الرحمن، لم أسقط عدالتي؟!، وما كان لي حجة عند ربي، فرأيت أن أحدث عنه"، ومثل هذا بعد هذا التفصيل لا نرى تضعيفه بإطلاق، بل يكون حديثه حسناً، حتى يتيبن أنه وهم أو أخطأ خطأ شديدا، فنحكم بالضعف على ما أخطأ فيه، وهو في هذا الحديث يعينه لم يخطئ ولم ينفرد به، فقد مضى الحديث نفسه من رواية =

نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من استطاع أن يموت بالمدينة فليمتْ فإني أشفع لمن يموت بها". 5819 - حدثنا عفان حدثنا هماَّم حدثني يَعْلَى بن حَكيم سمعت سعيد بن جبَير يحدث أنه سمع ابن عمر يقول: حرِّم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نبيذَ الجَرّ، قال: فلقيت ابن عباس، فقلت: ألا تَعْجب من أبي عبد الرحمن، يزعم أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حرم نبيذ الجَرّ؟، فقال ابن عباس: صدَق، فقلت: وما الجرُّ؟، قال: ما يصنَع من المَدَر. 5820 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام حدثنا محمد بن عمرو

_ = هشام الدستوائي عن أيوب، بهذا الإسناد 5437. "الجفري": بضم الجيم وسكون الفاء، نسبة إلى "جفرة خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد"، موضع بالبصرة، وأصل "الجفرة" الوهدة من الأرض، انظر الأنساب للسمعاني في الورقة 132، واللباب لابن الأثير 1: 231 - 232، والمشتبه للذهبي 110. (5819) إسناده صحيح، يعلى بن حكيم الثقفي: سبق توثيقه 462، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 417 - 418. والحديث مكرر 5090. قوله "يزعم"، في نسخة بهامش م "يحدث". (5820) إسناده صحيح، والذي يقول: "فقلت له" إلخ: هو عبد الله بن أحمد، فأوضحنا ذلك بزيادة [قال عبد الله بن أحمد"، جتى لا يشتبه الاً مر على القارئ فيظنه أحد شيوخ الإسناد. والذي أجاب هو الأمام أحمد رضي الله عنه، يحكي القول الذي سمع وتحقق واستيقن في هذا الإسناد: أن محمد بن عمرو بن علقمة الليثي قال: "حدثني أبو سلمة" إلخ، وليس يريد الإِمام أن "أبا سلمة" حدثه هو، إنما يجيب بما يفهم السائل والسامع والقارئ أنه يحكي قول الراوي محمد بن عمرو في هذا الإسناد، وأنهم يعرفون أن لا شبهة في ذلك، فلا يخطر على بال أحد أن أحمد يحدث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف سماعا مباشرة، وقد مات أبو سلمة قبل أن يولد أحمد بنحو 70 سنة. والحديث قد مضى مرارا، منها 4831 عن معاذ بن معاذ، و 4863 عن يزيد بن =

حدثني أبو سَلَمة بن عبد الرحمن: أن ابن عمر حدثه أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام". فقلت له: إن أصحابنا حدثونا عن ابن سيرين عن ابن عمر، ولمِ يرفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -؟. [قال عبد الله بن أحمد]،: قال أبي: حدثني أبوسلَمة بن عبد الرحمن بن عوف أن ابن عمر حدثه أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قاله. 5821 - حدثنا عفان حدثنا جَرير بن حازم سمعت نافعاً حدثنا ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أعتق شَقيصاً له في عَبد، فإن كان له من المال ما يبلُغ قيمتَه، قُوِّمَ عليه قيمةَ عَدْلٍ، وَإلا فقد أعتق مأ أعتق". 5822 - حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا موسى بن عقْبة حدثني سالم: أن عبد الله كان يصلي في الليل ويوتر راكباً على بعيره، لا يبالي حيث وَجَّهه، قال: وقد رأيتُ أنا سالما يصنع ذلك، وقد أخبرني نافع عن عبد الله: أنه

_ = هرون، كلاهما عن أبي سلمة عن ابن عمر مرفوعا، ومنها 5730، 5731 عن يونس عن حماد بن زيد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً. وقد اجتهدت أن أجد رواية ابن سيرين الموقوفة، التي يشير إليها عبد الله بن أحمد في سؤاله، فلم أجد إلا ما رواه أحمد في (كتاب الأشربة ص 73 - 74): "حدثنا معتمر عن أبيه عن ابن سيرين عن ابن عمر قال: المسكر قليله وكثيره حرام، أو قال: خمر"، فهذا عن ابن سيرين عن ابن عمر، وهو موقوف، فلعله هو الذي يشير إليه عبد الله. (5821) إسناده صحيح، وهو مكرر 5474. "شقيصا"، قال ابن الأثير: "الشقيص: النصيب في العين المشتركة من كل شيء". وبدلها في ح "نصيبا"، وهي نسخة بهامشي م ك. "أعتق ما أعتق" في نسخة بهامش م "عتق ما عتق". وفي نسخة في ك "أعتق منه" بزيادة كلمة"منه". (5822) إسناده صحيح، وقد روى أبو داود معناه 1: 473 من طريق الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً، وقال المنذري 1178: "أخرجه البخاري ومسلم والنسائي". وانظر 4530، 5557.

كان يأثرِ ذلك عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. 5823 - حدثنا عفان حدثنا صَخْر بن حوَيريَة عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، قال: "يغيب أحدهم في رشْحه إلى أنصاف أُذنيه". 5824 - حدثنا عفان حدثنا صَخر، يعني ابن جوَيرِيَة، حدثنا نافع أن عبد الله بنِ عمر أخبره أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا قال الرجل لصاحبه (يا كافر) فإنها تجب على أحدهما، فإن كان الذي قيل له كافر، فهو كافر، وإلا رَجَع إليه ماَ قال". 5825 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا سعيد عن قَتادة عن صَفوان بن مُحْرز قال: بينما ابن عمر يطوف بالبيت، إذْ عَرَضَه رجل، فقال: يا أبا عبدَ الرحمن، كيف سمعتَ النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول في النَّجوى؟، قال: "يدنو المؤمن من ربه يوم القيامة كأنه بَذَجٌ، فيَضَع عليه كَنَفَه، أي يسْتره،

_ (5823) إسناده صحيح، وهو مكرر 5388. (5824) إسناده صحيح، وهو مطول 5260."فإن كان الذي قيل له كافر" هكذا رسم"كافر" في الأصول الثلاثة دون ألف، وهو منصوب خبر "كان"، فقد رسم إذن على لغة من يقف على المنصوب بالسكون، فيكتب بغير ألف، وانظر شرحنا على رسالة الشافعي في الفقرة 198 والفقرات التي أشرنا إليها في فهارسه (ص 661 رقم 28). (5825) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. والحديث مكرر 5436 بمعناه، إلا أنه لم يذكر هناك قول قتادة الموقوف عليه في آخر هذه الرواية. البذج، بفتح الباء والذال المعجمة وآخره جيم: ولد الضأن، وقيل: هو أضعف ما يكون منها، وجمعه "بذجان" بكسر الباء وسكون الذال، قال ابن الأثير: "كأنه بذج: من الذل"."أي يستره"، في ك "أي ستره". قوله في المرة الأولى "رب أعرف"، في نسخة بهامش ك "أي رب أعرف". وزيادة كلمة [يعني]، زدناها من ك م.

"ثم يقول: أتَعْرف؟، فيقول رب أعْرِفُ، ثم يقول: أتعرفُ؟ فيقول: رب أعرف"، [يعني]، "فيقول: أنا سَتَرتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ويعُطي صحيفةَ حسناته، وأما الكفار والمنافقون، فينادي بهم على رؤوس الأشهاد: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} "، قال سعيد: وقالَ قَتَادة: فلم يخْز يومئذٍ أحدٌ فَخَفي خِزْيُه على أحَدٍ من الخلائق. 5826 - حدثنا عبد الوهاب أخبرنا هشام عن حماد عن عبد الرحمن بن سعد مولى عمر بن الخطاب: أنه أبصر عبد الله بن عمر يصلي على راحلته لغير القبْلة تطوعاً، فقال: ما هذا يا أبا عبد الرحمن؟، قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله، 5827 - حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: بينما الناس يصلون في مسجد قُباء، إذ جاء رجل فَقال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قد أُنزل عليه قرآنٌ، وقد أُمر أن يتوجه إلى الكعبة، قال: فاستداروا. 5828 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل".

_ (5826) إسناده صحيح، هشام: هو الدستوائي. حماد: هو ابن أبي سليمان الفقيه، والحديث مختصر 5047، 5048. وانظر 5822. (5827) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر 4794. "يتوجه"، في م "يوجه" وأثبتنا ما في ك ح. (5828) إسناده صحيح، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، سبق توثيقه 1672، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/56، والبخاري في الصغير 231، مات عبد القدوس سنة 212 وصلى عليه أحمد بن حنبل. يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري المدني القاضي، سبق توثيقه 992، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري =

5829 - حدثنا يَعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن أبي الشَّعثاء قال: قيل لابن عمير: إنا ندخل على أمرائنا فنقول القولَ، فإذا خرجنا قلنا غيرِه؟!، فقال: كنا نَعدُّ هذا على عهد رسول الله-صلي الله عليه وسلم- النفاق.

_ = في الكبير 4/ 2/ 275 - 276، والصغير 167، وذكر فيهما أنه مات سنة 143. والحديث مكرر 5777. (5829) إسناده صحيح، يعلى بن عبيد الطنافسي: سبق توثيقه 1516, ونزيد هنا قول أحمد: "كان صحيح الحديث، وكان صالحا في نفسه"، وقوله أيضا: "يعلى أصح حديثا من محمد بن عبيد وأحفظ"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 419، والصغير 229. ووقع في الأصول الثلاثة:"الأعمش عن إبراهيم بن أبي الشعثاء قال" إلخ، وهو خطأ لا شك فيه، فليس في الرواة الذين تراجمهم بين أيدينا، من رجال الكتب الستة وغيرهم، من يسمى "إبراهيم بن أبي الشعثاء"، بل لم يذكروا فيمن يسمى "ابن أبي الشعثاء" إلا "أشعث بن أبي الشعثاء"، وهو غير مراد في هذا الإسناد. وإنما صحة الإسناد ما ذكرنا: "الأعمش عن إبراهيم عن أبي الشعثاء"، أخطأ الناسخون أو بعض رواة المسند في كلمة "عن" فكتبوها "بن". فإبراهيم: هو النخعي وأبو الشعثاء: هو المحاربي الكوفي، واسمه "سليم" بضم السين "بن أسود بن حنظلة"، وهو تابعي كبير ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال أبو حاتم: "لا يسأل عن مثله"، وقال ابن عبد البر: "أجمعوا على أنه ثقة"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/121 - 122، وفي الصغير 89. وإنما جزمت بأن "إبراهيم بن أبي الشعثاء" خطأ، لما ذكرت، ولأن الحافظ حين شرح حديث ابن عمر في هذا المعنى، الذي رواه البخاري 13: 149 - 150 من رواية عاصم بن محمد عن أبيه: "قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم!، قال: كنا نعد هذا نفاقا"، وهو الحديث الذي مضى معناه مطولاً 5373 من طريق يزيد بن الهاد عن محمد بن عبد الله: ذكر روايات أخر لذلك الحديث، فكان منها قوله: "ووقع عند ابن أبي شيبة من طريق أبي الشعثاء قال: دخل قوم على ابن عمر، فوقعوا في يزيد بن معاوية، فقال: أتقولون هذا في وجوههم؟، قالوا: بل نمدحهم ونثني عليهم"!، فهذا هو معنى الحديث الذي هنا، والظاهر أن ابن أبي شيبة رواه مطولا بذكر هذه القصة في أوله، فنقلها الحافظ إشارة إلى الحديث فيما ذكر من اختلاف رواياته، كما ذكرنا في شرح 5373.

5830 - حدثنا عَتاب بن زياد حدثنا عبد الله، يعني ابن مبارك، أخبرنا موسى بن عُقْبة عن سالم ونافع عن عبد الله: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان إذا قَفَل من الغزو أو الحج أو العمرة، يبدأ فيكبّر ثلاث مرار، ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو علِى كل شيِء قديرِ، آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صَدق اللهُ وعده، ونَصر عبده، وهزَم الأحزابَ وحْده". 5831 - حدثنا علي بن إسحاق أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن عُقْبة عن سالم ونافع عن عبد الله: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان، فذكر مثلَه. 5832 - حدثنا علي بن عاصم عن عطاء، يعني ابن السائب، عن مُحارِب، يعني ابن دثار، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس، إياكم والظلم، فإن الظلم ظُلُماتٌ يوم القيامة. 5833 - حدثنا عبد الرزاق عن بَكار، يعني ابن عبد الله، عن خَلاّد ابن عبد الرحمن بن جُنْدة: أنه سأل طاوساً عن الشراب؟، فأخبره عن ابن

_ (5830) إسناده صحيح، وهو مكرر 5295. (5831) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5832) إسناده حسن، عليّ بن عاصم سمع من عطاء بن السائب أخيرا، كما في التهذيب. والحديث في ذاته صحيح. فقد مضى 5662 بإسناد صحيح، من رواية زائدة عن عطاء ابن السائب. (5833) إسناده صحيح، بكار بن عبد الله بن سَهُوك الصنعاني الأبناوي ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. ترجم في التعجيل 54 وذكر اسم جده "وهب"، ثم نقل الحافظ أن ابن حبان سمي جده "شهابا"، وأن البخاري وابن أبي حاتم لم يذكرا اسم جده، وأنا أرجح أن كلمة "شهاب" محرفة عن "سهوك" الثابتة في ترجمة بكار في طبقات ابن سعد 5: 398، وبكار هذا ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 120 - 121. خلاد بن =

عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -نَهى عن الجَرّ والدُّبَّاء. 5834 - حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عُرْوة عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا طلع حاجب الشمس فأخِّروا الصلاة حتى تبرز، وإذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغِيب". 5835 - حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عرْوة عن أبيه عن ابنِ عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا يَتَحرى أحدكم الصلاةَ طلوع الشمس ولا غروبَها، فإنها تَطلع بين قَرْني الشيطان". 5836 - حدثنا وكيع حدثنا سعيد بن زياد عن زياد بن صبيح الحنفي قال: صليتُ إلى جنب ابن عمر، فوضعت يدي على خاصرتي، فضرب يدي، فلما صلَّى قال: هذا الصَّلْب في الصلاة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنه.

_ = عبد الرحمن بن جندة الصنعاني الأبناوي: ثقة، وثقه أبو زرعة وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 172 وروى الثناء عليه عن معمر. و"جندة" بضم الجيم وسكون النون، كما ضبط في القاموس وشرحة، في مادة "جند",ولم يضبطه الحافظ في التهذيب ولا التقريب، ورسم في التعجيل في ترجمة بكار بن عبد الله "خلدة"، وهو تصحيف من ناسخ أو طابع: "الصنعاني" واضحة، ووقع في شرح القاموس 2: 326 " الصاغاني"، وهو خطأ، ونقل مصححه في هامشه الصواب عن التكملة. والحديث مكرر 5764. وانظر 5819. (5834) إسناده صحيح، وهو مكرر 4694. وانظر 4695، 5010. (5835) إسناده صحيح، وهو مكرر 4695. وانظر 5301، 5586 والحديث السابق. (5836) إسناده صحيح، وهو مختصر 4849. وقد أشرنا هناك إلى أن أبا داود رواه 1: 340 مختصرا. من طريق وكيع، ولكنه هنا أطول أيضا من رواية أبي داود.

5837 - حدثنا وَكيع حدثنا ثابت بن عمَارة عن أبي تَمِيمة الهُجَيْمِي عن ابن عمر قاَل: صليتُ مع النبيَ - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان، فلا صلاة بعد الغَداة حتى تطلع الشمس. 5838 - حدثنا وَكِيع عن العُمَري عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا جدَّ به السَيرُ جمع بين المغرب والعِشاء. 5839 - حدثنا وَكيع حدثنا العُمري عن نافع عن ابن عمر قال: ما كان لي مَبِيت ولا مأوى عَلى عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -إلا في المسجد. 5840 - حدثنا وَكِيع حدثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان تُرْكَزُ له الحَربة في العيدين، فيصلي إليها. 5841 - حدثنا وَكِيع حدثنا شَرِيك عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - إلى بعِير. 5842 - حدثنا وَكِيع عن فُضَيل بن مرزوق عن عطية العَوْفي عن ابن عمر قال: سجدةٌ من سجود هؤلاء أطول من ثلاث سجَدات من سجود النبي -صلي الله عليه وسلم -.

_ (5837) إسناده صحيح، وهو مكرر 4771 بهذا الإسناد. (5838) إسناده صحيح، وهو مكرر 5791. (5839) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه 4607، 5389. (5840) إسناده صحيح، وهو مطول 4614، ومختصر 5734. (5841) إسناده صحيح، وهو مكرر 4793 بهذا الإسناد. (5842) إسناده ضعيف، لضعف عطية العوفي، وقد سبق تضعيفه في 3010. والحديث في مجمع الزوائد 2: 71 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناده حسن". وانظر 5044.

5843 - حدثنا وَكِيعِ حدثنا العُمَري عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يرفع يديه حذوَ منكبيه. 5844 - حدثنا وَكِيع حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمرِ: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -، يعني، أتِيِ بفَضِيخ، في مسجد الفَضِيخ، فشربه، فلذلك سُمي. 5845 - حدثنا وَكِيع حدثنا العمَري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة". 5846 - حدثنا وَكِيع حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن صفية

_ (5843) إسناده صحيح، وهو مختصر 4540، 5762. (5844) إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن نافع. والحديث في مجمع الزوائد 4: 12 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى [ثم ذكر لفظ أبي يعلى]، وفيه عبد الله بن نافع. ضعفه الجمهور، وقيل: يكتب حديثه". الفضيح، بفتح الفاء وكسر الضاد المعجمة وآخره خاء معجمة أيضا: هو شراب يتخذ من البُسْر المفضوح، أي المشدوخ، قاله ابن الأثير. ومسجد الفضيح: قد سبق فيما نقلنا عن الحافظ في شرح 5601 أنه شرقي مسجد قباء. وفي خلاصة الوفاء للسمهودي 267 - 268 أنه "صغير شرقي مسجد قباء، على شفير الوادي، على نشز من الأرض، مرضوم بحجارة سود، وهو مربع، ذرعه بين المشرق والمغرب أحد عشر ذراعا، ومن القبلة للشأم ونحوها". (5845) إسناده صحيح، وهو مختصر 4916، 5730. (5846) إسناده ضعيف، لضعفى عبد الله بن نافع. صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية: هي زوج عبد الله بن عمر، تزوجها في حياة أبيه، وهي أخت المختار بن أبي عبيد الثقفي، وهي تابعية ثقة معروفة، سبق توثيقها في شرح 4489، وترجمها ابن سعد في الطبقات 8: 346 - 347، ووقع في التهذيب 12: 430 في ترجمتها في الرواة عنها "نافع مولى ابن عباس"، وهو خطأ من الناسخ أو الطابع، صوابه "نافع مولى ابن عمر". وهذه الرواية لم أجدها في موضع آخر، وحديث ابن عمر في النهي عن القزع مضى مرارا =

ابنة أبي عبيد قالت: رأى ابن عمر صَبيا في رأسه قَنَازع، فقال: أما علمتَ أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى أن تْحلَق الصِّبيان القَزع. 5847 - حدثنا وَكِيع حدثنا العُمري عن الزُّهْريّ عن أبي بكر ابن عُبيد الله بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا أكل أحدكم أو شرب فلا يأكل بشماله ولا يشربْ بشماله، فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله". 5848 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا موسى بن عقْبة حدثني سالم عن أبيه: أنه كان يسمعه يحدث عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حين أمَّر أسامة بن زيد، فبلغه أن الناس عابوا أسامة وطَعَنوا في إمارته، فقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم -في الناس، فقال، كما حدثني سالم،: "ألا إنكم تَعيبون أسامة وتَطْعَنون في إمارته، وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل، وإن كان لَخَليقاً للإمارة، وإن كان لأحب الناس كلِّهم إليّ، وإن ابنه هذا من بعدهَ لأحب الناس إليّ، فاستوصوا به خيرا، فإنه من خياركم"، قال سالم: ما سمعت عبد الله يحدِّث هذا الحديث قطُّ إلا قال: ما حاشا فاطمةَ. 5849 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا موسى بن عقْبة،

_ = بأسانيد صحاح، آخرها 5770. القنازع: قال ابن الأثير: "هو أن يؤخذ بعض الشعر ويترك منه مواضع متفرقة لا تؤخذ، كالقزع". (5847) إسناده صحيح، وهو مكرر 4537، 5514. (5848) إسناده صحيح، وهو مطول 4701، 5630، 5707. وقد أشرنا في شرح الأخير إلى رواية ابن سعد 2/ 2/ 41 - 42 و 4/ 1/ 45 - 46 من طريق وهيب وعبد العزيز بن المختار، كلاهما عن موسى بن عقبة، فها هي ذي طريق وهيب، رواه أحمد وابن سعد عن عفان بن مسلم عن وهيب. (5849) إسناده صحيح، ورواه البخاري 12: 373 - 374 بإسنادين، من طريق سليمان بن بلال، ومن طريق فضيل بن سليمان، ورواه الدارمي 2: 130 من طريق ابن أْبي الزناد، =

حدثني سالم، عن رؤيا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -في وباء المدينة، عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -[أنه]، قال: رأيت امرأة سوداء ثائرِة الَرأس خرجت من المدينة حتى قامتْ بمِهْيَعَةَ، فأولْت أن وباءها نقل إلى مهْيعة، وهي الجحفة. 5850 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة أخبرني عبد الله بن دينار عن ابن عمر عنِ النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: نهى عن بيع الولاء وعن هبته، قالَ: قلت: [أنت]، سمعته من ابن عمر؟، قال: نعم، وسأله عنه ابنه حمزة. 5851 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: اتخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب، فاتخذ اَلناس خواتيم من ذهب، فقام يوما فقال: "إني كنت ألبس هذا الخاتِم"، ثم نَبَذه، فنبذ الناس خواتيمهم. 5852 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مسْلِم حدثنا عبد الله بن

_ = ورواه الترمذي 3: 252 وابن ماجة 2: 237 - 238، كلاهما من طريق ابن جُريج، كلهم عن موسى بن عقبة، وقال الترمذي: "حديث صحيح غريب". وسيأتي من طريق ابن جريج 5976 , ومن طريق ابن أبي الزناد 6216. "مهيعة": بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء التحتية والعين المهملة، وفي الفتح قول يظهر أنه شاذ، أنها بوزن "عظيمة". قال ياقوت: "ومهيعة هي الجحفة. وقيل: قريب من الجحفة". وقال الحافظ: "وأظن قوله: وهي الجحفة، مدرجا من قول موسى بن عقبة، فإن أكثر الروايات خلا عن هذه الزيادة". زيادة كلمة [أن] ثابته في نسخة بهامش م. (5850) إسناده صحيح، وهو مكرر 5496. زيادة كلمة [أنت] ثابته في نسخة بهامش م. "سمعته"، في ح "سمعت"، وأثبتنا ما في ك م. (5851) إسناده صحيح، وهو مكرر 5249، ومختصر 5706. قوله "فاتخذ الناس خواتيم"، في ح "خواتيمهم"، وأثبتنا ما في ك م، وهو أجود وأصح. (5852) إسناده صحيح، وهو مكرر 5498.

دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن بلالا ينادي بلَيل، فكلوا وَاشربوا حتى ينادي ابن أمِّ مَكتوم". 5853 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة قال: عبد الله بن دينار أخبرني قال: سمعت ابن عمر يقول: وقَّتَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لأهل المدينةَ ذا الخلَيفة، ولأهل نَجْد قَرْناً، ولأهل الشام الجحفة، وزعموا أنه وقت لأهل اليمن يَلَمْلَم. 5854 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن رجلاً من قريش قال لرسِول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني أشتري البَيع فأخدع، فقال: "إذا كان ذاك فقل: لا خِلابة". 5855 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرِني عاصم بن المنذر قال: كنا في بستان لنا أوِ لعبيد الله بن عبد الله بن عمر نرمِي، فحضرت الصلاة، فقامُ عُبيد الله إلى مَقْرى البستان فيه جلْد بعير، فأخذ يتوضأ فيه، فقلت: أتتوضأ فيه وفيه هذا الجلد؟، فقال: حَدثني أبي أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا كان الماء قلتينِ أوثلاثاً فإنه لا ينجس".

_ (5853) إسناده صحح، وهو مكرر 5532، 5542. (5854) إسناده صحيح، وهو مكرر 5561. (5855) إسناده صحيح، وهو مطول 4753. وهذه الرواية المطولة أشار إليها ابن القيم في تعليقه على تهذيب السنن للمنذري (1: 58) فذكر أنها رواها يزيد بن هرون وكامل بن طلحة وإبراهيم بن الحجاج وهدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، ونسي أن يذكر أنها رواها أحمد في هذا الموضع عن عفان عن حماد بن سلمة، وأنه رواها من قبل مختصرة عن وكيع عن حماد بن سلمة 4753. وقد أفاض ابن القيم في الكلام على هذا الحديث هناك (1: 56 - 74). وانظر أيضاً ما مضى من رواياته 4605، 4803، 4961.المقرى والمقراة، بفتح الميم وسكون القاف: قال ابن الأثير: "الحوض الذي يجتمع فيه الماء".

5856 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة أخبرنا علي بن زيد عن يحيى بن يعْمَرَ: قلت لابن عمر: إن عندنا رجالاً يزعمون أن الأمر بأيديهم، فإن شاؤوا عملوا، وإن شاؤوا لم يعملوا؟، فقال: أخْبرهم أني منهم بريء، وأنهم مني برَآء. ثم قال: جاء جبريل - صلى الله عليه وسلم -إلي النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، ما الإِسلام؟، فقال: "تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاةَ وتؤتي الزكاة، وتصومُ رمضان، وتحجُّ البيتَ"، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟، قال: "نعم"، قال: صدقت، قال: في الإحسان؟، قال: "تخشى الله تعالى كأنك تَراه، فإن لا تَك تَراه فإنه يَرَاك"، قال: فإذا فعلتُ ذلك فأنا محسن؟، قال: "نعم"، قال: صدقتَ، قال: فما الإيمان؟، قال: "تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث من بعد الموت، والجنة، والنار، والقَدَرِ كلِّه"، قال: فإذا فعلتُ ذلك فأنا مؤمن؟، قال:"نعم"، قال: صَدقتَ. 5857 - حدثنا عفان حدثنا حَماد بن سَلَمة عن إسحق بن

_ (5856) إسناده صحيح، علي بن زيد. هو ابن جدعان. والحديث من مراسيل الصحابة، فإن ابن عمر إنما رواه عن أبيه عمر، وقد سبق في مسنده بنحوه مطولا 184، 368،367. وقد سبق في مسند عمر أيضاً374، 375 معناه مطول, ولكنه جعله من حديث ابن عمر، أنه هو الذي شهد سؤالات جبريل. وقد رجحنا هناك أنه من حديث عمر، وأن جعله من حديث ابن عمر وهم. وقد مضى معناه كذلك من حديث ابن عباس 2926 م. قوله "فإن لا تك تراه"، في نسخة بهامش م "تكن". (5857) إسناده صحيح، إسحق بن سويد بن هبيرة العدوي: تابعي ثقة، روى عن ابن عمر وابن الزبير، ولكنه روى هنا عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر، وثقه أحمد وابن سعد وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/389. والحديث مطول ما قبله. والقسم الأخير منه رواه ابن سعد 4/ 1/ 184 عن عفان بن مسلم شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد. وذكرة الحافظ في الإصابة في ترجمة دحية 2: 161 - 162 ونسبه للنسائي =

سُوَيد عن يحيى بن يَعْمَرَ عن ابن عمر عنِ النبي -صلي الله عليه وسلم -، بمثله، قال: وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي -صلي الله عليه وسلم - في صورة دِحيَةَ. 5858 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة حدثنا عبد الله بن دينار سمع ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: " أَسْلم سالَمها الله، وغِفَار غفَر الله لها". 5859 - حدثنا عفان حدثنا صَخْر، يعني ابن جويرِيَة، عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "بينما أنا علي بئر أنْزِع مِنها، إذ جاء أبو بكر وعمر، فأخذ أبو بكر الدلْو فنَزَع ذَنوباً أو ذَنوبين، وفي نزْعه ضَعْفٌ، وِالله يغفر لِه، ثمِ أخذ عمِر بن الخطاب من أبي بكر، فاستحالتْ في يده غرْباً، فلم أر عبقرياً يَفْرِي فرِيَّه، حتى ضَرب الناس بعَطنٍ". 5860 - حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مُسْلِم أخبرني عبد الله ابن دينار عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يأتي قباء راكباً وماشياً. 5861 - حدثنا عفان حدثنا شُعْبة أخبرني عبد الله بن دِينار: سمعِت ابن عمر يقول عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من ابتاع طعاماً فلا يبيعه حتى يقبضه".

_ = "بإسناد صحيح"، ولم أجده في سنن النسائي من حديث ابن عمر، بل هو فيه 2: 266 - 267 من حديث أبي هريرة، فلعل حديث ابن عمر هذا في السنن الكبرى. "دحية" بكسر الدال وسكون الحاء المهملتين، ويجوز فتح الدال أيضاً. فائدة: وقع في نسخة الإصابة خطأ مطبعي في هذا الحديث "عن يحيى بن معمر عن أبي عمر"!، وصحته "عن يحيى بن يعمرعن ابن عمر"، فيستفاد تصحيحه من هنا. (5858) إسناده صحيح، وهو مختصر 5261. (5859) إسناده صحيح، وهو مكرر 5817. (5860) إسناده صحيح، وهو مكرر 5774. (5861) إسناده صحيح، وهو مكرر 5500.

5862 - حدثنا محمد بن إدريس الشافعي أخبرنا مالك عن نافع عِنِ ابن عمر أن رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يبيِع بعضكم علي بيع بعض"، ونهى عن النَّجْش، ونهى عن بيع حَبَل الحَبَلة، ونَهى عن المزَابنة، والمزابنة: بيع الثمر بالتمْر كيلاً، وبيعُ الكَرم بالزبيب كيلاً. 5863 - حدثنا مُصْعَب حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن

_ (5862) إسناده صحيح، وهو في الحقيقة أربعة أحاديث، جمعها الإِمام أحمد في هذا الإسناد، وقد مضت مراراً، ولم أجدها مجموعة في الموطأ ولا في كتب الشافعي. ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لجعلتها في أرقام المسند أربعة. فالأول: النهي عن بيع بعضهم على بيع بعض، وقد مضى مراراً، وحده ومع غيره، منها 4531، 5304. وهو في الموطأ 2: 170، واختلاف الحديث للشافعي (هامش الأم 7: 187). والثاني: النهي عن النجش، وقد مضى مراراً مع الأول أيضاً4531، 5304. وهو في الموطأ 2: 171، واختلاف الحديث 185. وقد مضى تفسير النجش عن ابن الأثير، ونزيد هنا تفسير مالك، قال: "والنجش: أن تعطيه بسلعته أكثر من ثمنها ,وليس في نفسك اشتراؤها، فيقتدي بك غيرك". وتفسير الشافعي، قال: "أن يحضَر الرجلُ السلعةَ تباع، فيعطي بها الشيء، وهو لا يريد الشراء، ليقتدي بن السوام، فيعطون بها أكثر مما كانوا يعطون لو لم يسمعوا سَوْمه. قال: فمن نَجَشَ فهو عاصٍ بالنجْش، إن كان عالماً بنهي رسول الله عنه". والثالث: حبل الحبلة، وقد مضى مراراً أيضاً، منها 394 بعد مسند عمر بن الخطاب، و 4491، 5307. وهو في الموطأ 2: 149 - 150. ولم أجده في كتب الشافعي، أو خفي عليّ موضعه منها. والرابع: المزابنة، وقد مضى مراراً أيضاً، منها 4490، 5320، وهو في الموطأ 2: 128، والأم للشافعي 3: 54، واختلاف الحديث 319، والرسالة بشرحنا رقم 906. (5863) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، إذ الظاهر أنه يريد بقوله "مثله" أن مصعباً حدثه عن مالك بالحديث السابق كله، بالأربعة الأحاديث التي فيه. وهذا الإسناد ثابث في ح كما ترى، ولم يُذكر في ك. وذكر بهامش م على أنه نسخة، ولم يذكر في آخره قوله "مثله".

النبي -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن النَّجْش، مثلَه. 5864 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لَهيعة عن عُقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمر بحَدِّ الشِّفار، وأن توَارى عن البهائم، "وإذا ذَبح أحدكم فليجْهِزْ". 5865 - حدثنا قُتَيبة بن سعيد حدثنا ابن لَهيعة عن عُبيد الله بن أبيِ جعفر عنِ نافِع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "عَليكم بالسِّواك، فإنه مَطْيبَةٌ للفم، ومرْضاة للربّ". 5866 - حدثنا قتَيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن

_ = وكتب فيها عقبه ما نصه: "وهذا الحديث يأتي قريباً". وهذا صحيح، فإنه سيأتي 5870. بهذا الإسناد. (5864) إسناده صحيح، عقيل، بالتصغير: هو ابن خالد الأيلي، سبق توثيقه 2718، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/94، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 43. والحديث رواه ابن ماجة 2: 147 من طريق ابن لهيعة عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوَئيل عن الزهري عن سالم، ومن طريق ابن لهيعة أيضاً عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم. الشفار، بكسر الشين المعجمة: جمع "شفرة" بفتحها مع سكون الفاء، وهي السكين العريضة. فليجهز: أي فليسرع بالقتل، قال الأصمعي: "أجهزت على الجريح: إذا أسرعت قتله وقد تممت عليه". (5865) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 220 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف". وقد مضى نحوه بإسناد منقطع من حديث أبي بكر الصديق برقم 7، 62. (5866) إسناده صحيح، عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي. عمارة بن غزية: سبق توثيقه 1736، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/368. والحديث في مجمع الزوائد 3: 162 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، والبزار والطبراني =

عُمَارة بن غَزِية عِن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يَكره أن تؤتى معصيته". 5867 - حدثنا قتَيبة حدثنا رِشْدين عن أبي صَخر حميد بن زياد عن نافِع عن ابن عمر قال: سمعت رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سيكون في هذه الأمة مسْخٌ، ألا وذاكَ في المكذِّبين بالقَدَر والزِّنْدِيقِيَّة". 5868 - حدثنا قتَيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن عُقَيل عن الزُّهْريّ عن حمزة بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقول: "بينا أنا نائم أتيت بقدحِ لبنٍ، فشربت منه، ثم أَعْطيت فَضْلي عمر ابن الخطاب"، قالوا: فَما أوَّلْتَه يا رسول الله؟، قِال: "العلْم". 5869 - حدثنا قتَيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن ابنَ عَجْلان

_ = في الأوسط، وإسناده حسن". وهو في الفتح الكبير 1: 355 ونسبه أيضاً لابن حبان في صحيحه والبيهقي في شعب الإيمان. وانظر 5392. (5867) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. والحديث في مجمع الزوائد 7: 203 وقال: "رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، والغالب عليه الضعف". وسيأتي 6208 مطولا بإسناد صحيح. قوله "وذاك"، في نسخة بهامش م "وذلك". (5868) إسناده صحيح، وهو مكرر 5554. (5869) إسناده صحيح، وهب بن كيسان: سبق توثيقه 2002، ونزيد هنا أنه تابعي معروف، روى عن أسماء بنت أبي بكر، وابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وجابر، وأنس، وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 163 وقال: "سمع جابرَ بن عبد الله، وعمر ابن أبي سلمة". والذي يقول هنا أثناء الإسناد: "وكان وهب أدرك ابن عمر، ليس في كتاب ابن مالك" - الظاهر أنه ابن المذهب، راوي المسند عن القطيعي، أو أحد رواة المسند ممن هو دون ابن المذهب، أراد أن ينص على أن وهب بن كيسان تابعي أدرك ابن عمر، فذكر ذلك، ثم قال: "ليس في كتاب ابن مالك"، يريد أن هذه الزيادة زادها هو، =

عن وَهْب بن كيسان، وكان وهبٌ أدرك ابنِ عمر، ليس في كتاب ابن مالك: أن ابن عمر رأى راعيَ غنمٍ في مكان قبِيح، وقد رأى ابن عمر مكاناً أمْثَلَ منه، فقال ابن عمر: ويحَك يا راعي، حوِّلْها، فإني سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "كل راعٍ مسؤول عن رعيته". 5870 - حدثنا مصْعَب حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن النَّجْش. 5871 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حُصَين، يعني ابن نمَير، أبوِ محْصَن عن الفضل بن عطية حدثني سالم عن أبيه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -خرج يوم عَيدٍ، فبدأ فصلى بلا أذانٍ ولا إقامة، ثم خطب. 5871 م- قال: وحدثني عطاءُ عن جابر، مثل ذلك.

_ = وأنها ليست في أصل القطيعي، وهو أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، وكثير من المتقدمين يذكره اختصاراً باسم "ابن مالك". والحديث المرفوع مختصر 4495، 5167. (5870) إسناده صحيح، وهو مختصر 5863، وقد أشرنا إليه هناك. (5871) إسناده صحيح، علي بن عبد الله: هو ابن المديني الإِمام، من أقران الإِمام أحمد. حصين ابن نمير أبو محصن، بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد المهملتين، الواسطي الضرير: ثقة، وثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 10.الفضل ابن عطية بن عمرو بن خالد المروزي الخراساني: ثقة، وثقه ابن معين وابن راهويه وأبو داود وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/116، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 64. وانظر 4968، 5663. (5871 م) إسناده صحيح، وهو ملحق بالإسناد السابق، فيقول الفضل بن عطية بذاك الإسناد: "وحدثني عطاء عن جابر، مثل ذلك". وعطاء هو ابن أبي رباح. وجابر: هو ابن عبد الله الأنصاري الصحابي. وحديثه في هذا المعنى سيأتي في سنده مراراً، مطولاً ومختصراً، =

5872 - حدثنا محمد بن أبي بكر المُقدمي قال حدثنا أبو مِحْصَن بن نُمَير عن الفضل بن عطية عن سالم عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله. 5873 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن محمد عن

_ = 14209, 14379, 14421, 14472, 14473, 15116, 15146, 15162. وقد رواه الشيخان وغيرهما. وانظر نصب الراية 2: 22. وقد جعلنا لهذا الحديث رقماً مكرراً، مع الذي قبله، إذ لم نجعل له رقماً خاصاً من قبل، وقد كان جديراً به؛ لأنه حديث آخر عن صحابي آخر غير ابن عمر، وإن اشترك معه في الإسناد إلى الفضل بن عطية. (5872) إسناده صحيح، محمد بن أبي بكر المقدمي، بتشديد الدال المهملة المفتوحة: ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وهو من شيوخ البخاري ومسلم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/49. والمقدمي هذا من أقران الإِمام أحمد، فروايته عنه هنا من رواية الأقرآن، ولم يذكره ابن الجوزي في شيوخ أحمد، فيستدرك عليه. وقد ذكرنا في شرح الحديث 424 ترجيح أن أحمد لم يرو عنه. ولكن ذاك في ذلك الحديث، خلافاً لما في نسخة ك. أما هنا فالأصول الثلاثة متفقة على رواية أحمد عنه، والحديث مكرر ما قبله. وهو ثابت في هامشي م ك على اعتبار أنه زيادة في بعض النسخ. (5873) إسناده صحيح، وهو مكرر 5866. ولكنه هناك "عن عمارة بن غزية عن نافع"، وهنا زِيد بينهما رجل: "عن عمارة بن غزية عن حرب بن قيس عن نافع",ولا يؤثر هذا عندي في صحة الحديث، فلعل عمارة سمعه من حرب عن نافع ثم سمعه من نافع، أو لعله هو أو الدراوردي أرسل أحد الإسنادين ووصل الآخر. وعمارة بن غزية: مدني تابعي صغير، أدرك نافعاً، فإنه مات سنة 140 ونافع مات سنة 117 وقيل سنة 120. حرب ابن قيس: ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 57 وروى عن بكر بن مضر قال: "زعم عمارة بن غزية أن حرباً كان رِضاً "، وفي التعجيل 92:"ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات فقال: حرب بن قيس مولى طلبة، من أهل المدينة، يروي عن نافع".

عُمارةَ بن غَزيَّة عن حَرْب بن قيس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -:َ "إن الله يحب أن تؤتَى رخصه، كما يَكره أن تؤتى معصيته". 5874 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شَيبة [قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة] حدثنا حفْص، يعني ابن غياثٍ، عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نشرب ونحن قيام، ونأكل ونحن نمشي، على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 5875 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بؤ أحمد]: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، حدثنا أبو خالد الأحمر عن عُبيد الله عن نافع قال: رأيتُ ابن عمر استلم الحَجَر، ثم قبل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يفعله.

_ (5874) إسناده صحيح، عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: كنيته أبو بكر، وسبق توثيقه 1059، وهو من أقران الإِمام أحمد، حافظ كبير، قال أبو عبيد القاسم بن سلام: "انتهى العلم إلى أربعة، فأبو بكر [يعني ابن أبي شيبة هذا] أسردهم له، وأحمد [يعني ابن حنبل]، أفقههم فيه، ويحيى [يعني ابن معين]، أجمعهم له، وعلي [يعني ابن المديني] أعلمهم به". حفص بن غياث: من شيوخ أحمد، ولكنه روى عنه هنا بالواسطة. وقد مضى الحديث من طريق عمران بن حدير عن يزيد بن عطارد عن ابن عمر 6014، 4765، 4833، وأشرنا في شرح 4601 إلى أن الترمذي رواه من طريق عُبيد الله عن نافع، وهذه طريق عُبيد الله. قول عبد الله بن أحمد "وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة"، لم يذكر في ح، وزدناه من ك م. (5875) إسناده صحيح، أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، سبق توثيقه 855، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 9، وهو من شيوخ أحمد، ولكنه روى عنه هنا بواسطة زميله أبي بكر بن أبي شيبة. والحديث رواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى 2538. وانظر 5239.

5876 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، حدثنا أبو أسامة عن نافع عن ابن عمر قال: كان يذبح إضْحِيتَه بالمصلى يوم النحر، وذكر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعله. 5877 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]:

_ (5876) إسناده صحيح، أبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي الكوفي الحافظ. أسامة: هو ابن زيد الليثي المدني. والحديث رواه أبو داود 3: 58 بنحوه، عن عثمان بن أبي شيبة، وهو أخو أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. وروى ابن ماجة 2: 145 المرفوع منه فقط، من طريق أبي بكر الحنفي عن أسامة بن زيد. وروى البخاري معناه 10: 7 من وجهين آخرين، أحدهما الموقوف، والآخر المرفوع، وزعم الحافظ أنه "اختلاف على نافع. وقيل: بل المرفوع، يدل على الموقوف, لأن قوله في الموقوف: كان ينحر في منحر النبي -صلي الله عليه وسلم - يريد به المصلى، بدلالة الحديث المرفوع المصرح بذلك"!، وهذا تكلف لا ضرورة له. وأظن الحافظ نسي هذا الحديث الذي في المسند وأبي داود، والذي يجمع المرفوع والموقوف، ويدل على أن روايتي البخاري ليستا من قبيل الاختلاف على نافع. وروى النسائي 2: 203 المرفوع منه من الوجه الذي رواه البخاري. وقال المنذري 2693: "قال المهلب: إنما يذبح الإِمام بالمصلى ليراه الناس، فيذبحون على يقين بعد ذبحه، ويشاهدون صفة ذبحه؛ لأنه مما يحتاج فيه إلى العيان، ويتبادر الذبح بعد الصلاة". وفي الفتح: "قال مالك، فيما رواه ابن وهب: إنما يفعل ذلك لئلا يذبح أحد قبله". (5877) إسناده ضعيف، وقد سبق بهذا الإسناد 4911 من رواية أحمد، و 4912 من رواية ابنه عبد الله، كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة. ومضى أيضاً 4910 من رواية أحمد عن عبد الرزاق "عن شيخ من أهل نجران"، وذكرنا هناك أن هذا الشيخ هو "محمد بن عثيم". وسبق أيضاً في رواية أحمد: "رجل أو امرأة"، وفي رواية عبد الله بن أحمد "رجل وامرأة"، وهنا في هذا الموضع ثبت العطف بالواو في ح، وبأو في ك م، فرجحنا إثبات ما في المخطوطتين.

وسمعته من عبد الله، حدثنا مُعْتَمر عن محمد بن عُثيم عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلَماني عن أبيَه عن ابن عمر قال: سئل النبي -صلي الله عليه وسلم -: ما يجوز في الرضاعة من الشهود؟، قال: رجل أو امرأة. [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شَيبة. 5878 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، حدثنا أبو أُسامة أخبرنا عمر بن حمزة أخبرني سالم أخبرني ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أتي بحاطب بن أبِي بَلْتَعَةَ، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أنت كتبت هذا الكتاب؟ "، قالَ: نعم، أما والله، يا رسول الله، ما تغيَّر الإيمانُ من قلبي، ولكن لم يكن رجل من قريش إلاَّ وَلَهُ جذْمٌ وأهلُ بيتٍ يمنعون له أهله، وكتبتُ كتاباً رجوتُ أن يَمنع اللهُ بذلك أهَلي, فقال عمر: ائذن لي فيه، قال: "أو كنتَ قَاتلَه؟ "، قال: نعم، إن أذنت لي، قال: "وما يُدريك لعله قد اطَّلع الله إلى أهلَ بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم". 5879 - حدثنا هرون بن معروف، قال أبو عبد الرحمن [هو

_ (5878) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 9: 303 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح". وقد مضى معناه مطولا ومختصراً من حديث علي 600، 827، 1083، 1090، ومن حديث ابن عباس 3062، 3063.الجذم، بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة: الأصل، ويريد هنا أنه لم يكن رجل من قريش إلا وله في مكة أهل وعشيرة من أصل أهلها. (5879) إسناده صحيح، هرون بن معروف: سبق توثيقه 1534، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 226، وفي التهذيب أن أحمد حدَّث عنه وهو حيّ. والحديث رواه أبو داود 1: 449 بنحوه، من طريق عبد الله بن عمر العمري، وقال المنذري 1115: "وأخرجه ابن ماجة، وفي إسناده عبد الله بن عمر بن حفص العمري، وفيه مقال".

عبد الله بن أحمد]: وسمعته أنا من هرون بن معروف، حدثنا ابن وَهب حدثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان يخرج إلى العيدين من طريق، ويرجع من طريق أخرى. ْ5880 - حدثنا هرون أخبرنا ابن وَهْب سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله وِتر يحب الوِتْر"، قال نافع: وكان ابن عمر لا يصنع شيئاً إلا وِتراً. 5881 - حدثنا سَوّار بن عبد الله حدثنا مُعَاذ بن معاذ عن ابن عَوْن

_ (5880) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 240 وقال: "رواه أحمد والبزار، ورجاله موثقون". وانظر ما مضى في مسند علي 786. (5881) هذا أثر، ليس بحديث مرفوع ولا موقوف، سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة العنبري، القاضي ابن القاضي: ثقة، وثقه النسائي وغيره، وقال الإِمام أحمد: "ما بلغني عنه إلا خير"، وهو من أقران أحمد الذين ماتوا بعده، مات سوَار سنة 245. معاذ ابن معاذ العنبري: سبق توثيقه 2135، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/365 - 366، وأنه من شيوخ أحمد، ولكنه روى عنه هنا بواسطة القاضي سوّار. غيلان القدري المصلوب: هو غيلان بن أبي غيلان، كان ينكر القدر، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/102 - 104، والصغير 121 - 122، والضعفاء 28 - 29، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/54، وابن حجر في لسان الميزان 4: 424، وسنذكر من أخباره قليلاً. وهذا الأثر رواه أحمد أيضاً في كتاب (السنة) ص 128 عن سوار، بهذا الإسناد. ورواه البخاري في الكبير والضعفاء عن محمد بن بشار عن معاذ بن معاذ، ووقع في الضعفاء "محمد بن بشير" بدل "محمد بن بشار"، وهو خطأ من الناسخ أو الطابع. وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن محمد بن بشار عن معاذ. وروى الطبري في التاريخ 8: 125 بإسناده عن حماد الأبحَ قال: "قال هشام [يعني ابن عبد الملِك أمير المؤمنين] لغيلان: ويحك يا غيلان!، قد أكثر الناس فيك، فنازِعْنا بأمرك، فإن كان حقاً اتبعناك، وإن كان باطلا نَزَعْتَ عنه، قال: نعم، فدعا هشام ميمون بن =

قال أنا رأيت غيلانَ، يعني القدَريَّ، مصلوباً على باب دمشق. 5882 - حدثنا هرون حدثنا ابن وَهب حدثني أسامة عن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر

_ = مهران ليكلمه، فقال له ميمون: سل، فإن أقوى ما يكون إذا سألتم، قال له: أشاء الله أن يعْصى؟، فقال له ميمون: أفَعصِيَ كارهاً؟!، فسكت، فقال هشام: أجبه، فلم يجبه، فقال له هشام: لا أقالني الله إن أقَلته، وأمر بقطع يديه ورجليه". وفي لسان الميزان: "كان الأوزاعي هو الذي ناظره وأفتى بقتله. ويغلب على الظن أن يكونا معاً، بل أن يكون غيرهما من العلماء الأئمة حاضراً. ومن القريب جداً أن يكون الأوزاعي هو الذي أفتى بقتله. فقد كان الأوزاعي إمامٍ أهل الشأم وعالمهم وفقيههم، ولم أجد فيما بين يدي من المراجع تحديد التاريخ الذي صلب فيه غيلان. وهشام بن عبد الملك استُخلف في شعبان سنة 105 ومات في ربيع الآخر سنة 125. وفي كتاب السنة لأحمد 106 - 107: "قيل لعمر بن عبد العزيز: إن غيلان يقول في القدر كذا وكذا، قال: فمر به فقال: أخبرني عن العلم؟، قال: سبحان الله!، فقد علم الله كل نفس، ما هي عاملة، وإلى ما هي صائرة، فقال عمر بن عبد العزيز: والذي نفسي بيده، لو قلتَ غير هذا لضربت عنقك، اذهب الآن فاجْهَدْ جَهْدَك". وفيه أيضاً127 - 128 كلام طويل بين عمر وغيلان، قال له فيه عمر: "ويحك يا غيلان!، إنك إن أقررتَ بالعلم خصمتَ، وإن جحدته كفَرت، وإنك أن تقر به فتُخصم خير لك من أن تجحده فتكفر"، وأن غيلان عاهده بعدُ أن لا يتكلم في شيء من هذا أبداً، وأنه لما ذهب قال عمر: "اللهم إن كان كاذباً فيما قال فأذقْه حرَّ السلاح"، وأنه عاد إلى ما قال بعد موت عمر، في زمن يزيد ابن عبد الملك، ثم هشام، وأن هشاماً ناظره، ثم أمر بقطع يديه ورجليه وضرب عنقه وصلبه. (5882) إسناده صحيح، أسامة: هو ابن زيد الليثي، وسيأتي مزيد بيان لهذا في الحديث التالي. محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: سبق توثيقه 581، 5627. والحديث مضى معناه من أوجه أخر 4516، 5387، 5619.

أن رسِوِل الله - صلى الله عليه وسلم -قال: "الناس كالإبل المائة، لا تكاد تَرَى فيها راحلةً"، أو "متى ترى فيها راحلةً". 5882 م- قال: وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا نعلم شيئاً خير، من مائة مثله إلا الرجلَ المؤْمنَ". َ5883 - حدثنا هرون حدثنا ابن وَهب أخبرني عمرو بن الحرث أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه في أبيه عن عبد الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الشمس والقمر لا يخْسِفَان لموت أحدٍ ولا لحياته،

_ (5882 م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وهو في مجمع الزوائد 1: 64 وقال: "رواه أحمد، والطبراني في الأوسط والصغير، إلا أن الطبراني قال في الحديث: لا نعلم شيئاً خيراً من ألف مثله. ومداره على أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف جداً". واقتصر السيوطي في الجامع الصغير 9923 على نسبنه للطبراني في الأوسط، ونقل شارحه المناوي كلام مجمع الزوائد. وإنما رجحت أنا أن أسامة هو ابن زيد الليثي، لأنه هو الذي ذكر في التهذيب في الرواة عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان. ثم لو كان الراوي هو أسامة بن زيد بن أسلم، كما قال الهيثمي، فالإسناد صحيح أيضاً، لأننا رجحنا توثيقه من قبل في 5723. (5883) إسناده صحيح، القاسم، والد عبد الرحمن: هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، سبق توثيقه 1757، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 4/ 1/ 157، والصغير 121، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 118، وروى هو والبخاري في الكبير عن أبي الزناد قال "ما رأيت أحداً أعلم بالسنة من القاسم"، زاد البخاري: "وما كان الرجل يعد رجلاً حتى يعرف السنة". والحديث رواه البخاري 2: 437 - 438، ومسلم 251، والنسائي 1: 213 - 214، ثلاثتهم من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. ونسبه الحافظ في الفتح أيضاً لابن خزيمة والبزار من طريق نافع عن ابن عمر، بنحوه، وفي آخره: "فافزعوا إلى الصلاة، وإلى ذكر الله، وادعوا، وتصدقوا". وانظر ما مضى 3374، 4387.

ولكنهما آيةٌ من آيات الله تبارك وتعالى، فإذا رأيتموهما فصَلّوا". 5884 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا أيوب بن جابر عن

_ (5884) إسناده صحيح، أيوب بن جابر بن سيار السحيمي اليمامي: ثقة، تكلم بعضهم في حفظه، وقال أحمد: "يشبه حديثه حديث أهل الصدق"، وذكره النسائي في الضعفاء، وقال: "ضعيف"، ولم يذكره البخاري فيهم، وفي التهذيب عن التاريخ الأوسط للبخاري قال: "هو أوثق من أخيه محمد"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 410 فلم يذكر فيه جرحاً، فعن قول أحمد والبخاري رجحنا توثيقه. عبد الله بن عصمة: سبق توثيقه والخلاف في اسم أبيه"عصم" أو"عصمة" 2891، وكذلك في 4790، 5607، 5665. والحديث رواه أبو داود 1: 102 عن قتيبة بن سعيد عن أيوب بن جابر عن "عبد الله بن عصم" بهذا الإسناد، فاختلفت الرواية أيضاً على أيوب في اسم "عصمة" و "عصم" كما اختلفت على شريك من قبل. فالظاهر إذن أن الخلاف قديم، لا يستطاع ترجيح أحد الاسمين على الآخر، بل لعل الرجل نفسه، والد عبد الله، كان يسمى تارة "عصمة" وأخرى "عصماً"، قال المنذري 240 في حديث أبي داود هذا: "عبد الله بن عصم، ويقال: ابن عصمة، نصيبي، ويقال كوفي، كنيته أبو علوان، تكلم فيه غير واحد. والراوي عنه أيوب بن جابر أبو سليمان اليمامي لا يحتج بحديثه". وقد مضى حديث ابن عباس 2891 - 2893 من طريق شريك عن عبد الله بن عصم عن ابن عباس، في أن الصلاة فرضت خمسين "فسأل ربه فجعلها خمساً"، ونقلنا هناك أنه رواه ابن ماجة 1: 220 وأن السندي نقل عن زوائد البوصيري:"الصواب عن ابن عمر، كما هو في رواية أبي داود". وهذا إشارة إلى هذا الحديث. ولست أرى أن يكون أحد الحديثين علة للآخر، فهما، وإن اتحد التابعي فيهما، "عبد الله بن عصمة"، حديثان لا حديث واحد، أحدهما في الصلوات فقط، والآخر فيها وفي غسل الجنابة والغسل من البول، أحدهما مختصر، والآخر مطول، ومثل هذا في الحديث كثير، في حديث الصحابي الواحد، فضلا عن أن يكون الحديثان عن صحابيين. بل إن هذين الحديثين في الحقيقة جزء من قصة الإسراء الذي فرضت فيه الصلاة، وقصة الإسراء رواها صحابة كثيرون، كما هو معروف بالبديهة متواتر. انظر مثلا تفسير ابن كثيره 5: 107 - 143, =

عبد الله، يعني ابن عِصْمَةِ، عن ابن عمر قال: كانت الصلاةُ خمسين، والغُسل من الجنابة سبع مرَار، والغَسل من البول سبعَ مرارٍ، فلم يزل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يَسْأل، حتى جعلت الصلاة خَمساً، والغُسل من الجنابة مرةً، والغَسل من البول مرةً. 5885 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا خَلَف، يعني ابن

_ = وقد ختم الروايات بما نقل عن الحافظ أبي الخطاب عمر بن دحية من تواتر الروايات فيه، وسمى كثيراً من الصحابة، وفاته أن يشير فيهم إلى عبد الله بن عمر، ثم قال: "فحديث الإسراء أجمع عليه المسلمون، وأعرض عنه الزنادقة الملحدون {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}. فائدة: سها الحافظ ابن دحية، أو الحافظ ابن كثير، فأدخل آية في آية، فذكر {أَنْ يُطْفِئُوا} مع {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} , ولكن آية التوبة {أَنْ يُطْفِئُوا} مع {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ}، وآية الصف {لِيُطْفِئُوا} مع {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ}. (5885) إسناده ضعيف، لضعف أبي جناب يحيى بن أبي حية، كما قلنا في 1136. أبوه أبو حية: اسمه "حيّ"، وقد سبق قول أبي زرعة "محله الصدق" في 4755، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكنى 195 قال: "أبو حية الكلبي، عن ابن عمر وسعد، روى عنه أبو جناب، كان يحيى القطان يتكلم في أبي جناب". خلف بن خليفة بن صاعد أبو أحمد الواسطي: ثقة، تغير في آخر حياته، قال أحمد، فيما يأتي 13604:"وقد رأيت خلف بن خليفة، وقد قال له إنسان: يا أبا أحمد، حدثك محارب بن دثار؟، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: فلم أفهم كلامه، كان قد كبر، فتركته". وفي التهذيب 3: 151 عن أحمد أيضاً قال: "قد رأيت خلف بن خليفة وهو مفلوج، سنة سبع وثمانين ومائة، قد حُمل، وكان لا يُفهم، فمن كتب عنه قديماً فسماعه صحيح"، هكذا في التهذيب (سنة 187) وهو خطأ ناسخ أو طابع يقيناً، أرجح أن صوابه (178) أو (177)، فقد نقل التهذيب بعده عن الأثرم عن أحمد قال: "أتيته فلم أفهم عنه، قلت له في أي سنة مات؟، قال: أظنه في سنة ثمانين، أوآخر سنة 79"، وقال ابن سعد =

خليفة، عن أبي جَنَاب عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا

_ = في الطبقات 7/ 2/ 61: "كان من أهل واسط، فتحوّل إلى بغداد، وكان ثقة، ثم أصابه الفالج قبل أن يموت، حتى ضعف وتغير لونه واختلط، ومات ببغداد قبل هشيم، في سنة 181، وهو يومئذ ابن 90 سنة أو نحوها"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 177 - 178 في ترجمتين، والظاهر أن ذا تخليط من بعض الناسخين، كما بين ذلك مصحح التاريخ، وقال البخاري: "يقال: مات ببغداد سنة 181 وهو ابن مائة سنة وسنة، وكان أول أمره بالكوفة، ثم تحول إلى واسط، ثم إلى بغداد. قال أحمد [يعني ابن حنبل]: مات سنة ثمانين، أوآخر سنة تسع"، يعني سنة 180 أو 179، وانظر ترجمة وافية له في تاريخ الخطيب 8: 318 - 320، وأحمد لم يرو عنه مباشرة، فيما رأيت في المسند، وكما تبين من كلامه آنفاً، إنما روى عنه بواسطة شيوخه الذين سمعوا منه قبل اختلاطه. والحديث في مجمع الزوائد 4: 105 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه أبو جناب الكلبي، وهو مدلس ثقة". هكذا قال، وهو عندنا ضعيف. ولكن للحديث أصل سيأتي في مسند أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح 11019 من طريق أيوب عن نافع قال: "قال ابن عمر: لا تبيعوا الذهب بالذهب، والورق بالورق، إلا مثلاً بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا شيئاً غائباً منها بناجز، فإني أخاف عليكم الرما، والرما: الربا، قال: فحدث رجل ابن عمر هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري يحدثه عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فما تم مقالته حتى دخل به على أبي سعيد وأنا معه، فقال: إن هذا حدثني عنك حديثاً يزعم أنك تحدثه عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أفسمعتَه؟، فقال: بَصُر عيني وسمع أذني، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: لا تبيعوا الذهب بالذهب، ولا الورق بالورق، إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولاتبيعوا شيئاً غائباً منها بناجز". فهذا الحديث يدل بظاهره على أن ابن عمر قال هذا, ولم يرفعه إلى رسول الله، ثم سمع رفعه من أبي سعيد. ولكن رواه مالك في الموطأ 2: 136 عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن عمر بن الخطاب قال" إلخ، ثم رواه كذلك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر، ولم يذكر فيهما قصته مع أبي سعيد. ولكنه روى حديث أبي سعيد المرفوع 2: 135 عن نافع عن أبي سعيد، دون ذكر قصة ابن عمر. فكأن ابن عمر حدث به عن أبيه موقوفاً عليه، وتحدث به من نفسه موقوفاً عليه أيضاً، حتى سمع رفعه من أبي سعيد. =

تبيعوا الدينارَ بالدينارين، ولا الدرهمَ بالدرهمين، ولا الصاعَ بالصاعين، فإني أخاف عليكم الرَّمَاء، والرَّمَاءُ: هو الرِّبَا"، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، أرأيتَ الرجل يبيعُ الفرس بالأفراس، والنجيبةَ بالإبل؟، قال: لا بأس، إذا كان يداً بيدٍ. 5886 - حدثنا حسين حدثنا خَلَف عن أبي جَنَاب عن أبيه عن

_ = وروى البخاري 4: 317 نحو هذه القصة مختصرة، من رواية الزهري عن سالم عن ابن عمر. وروى مسلم نحوها مختصرة أيضاً 1: 464 - 465 من طريق الليث وجرير بن حازم ويحيى بن سعيد وابن عون، كلهم عن نافع. وروى البيهقي في السنن الكبرى 5: 278 - 279 نحوها كذلك، من طريق ابن عون، ومن طريق يحيى بن سعيد، ومن طريق جرير بن حازم، ثلاثتهم عن نافع. وأفاد في رواية يحيى بن سعيد أن الرجل الذي أخبر ابن عمر عن أبي سعيد هو عمرو بن ثابت العتواري، وفي رواية جرير بن حازم- التي لم يسق مسلم لفظها، وساقه البيهقي- قال: "سمعت نافعاً يقول: كان ابن عمر يحدث عن عمر في الصرف، ولم يسمع فيه من النبي -صلي الله عليه وسلم -شيئاً، قال: قال عمر" إلخ. الرماء: قال ابن الأثير: "بالفتح والمد: الزيادة على ما يحل، ويروى الإرماء، يقال: أرمى على الشيء إرماء، إذا زاد عليه، كما يقال: أربى". وتفسير الرماء يحتمل أن يكون من كلام نافع, لأن في رواية جرير بن حازم عنه عند البيهقي: "قلت لنافع وما الرماء؟ " قال: الربا"، ويحتمل أن يكون من كلام ابن عمر, لأن مالكاً رواه في روايتيه عن نافع وعن سالم عن ابن عمر عن عمر، بل يحتمل أن يكون من كلام عمر نفسه. النجيبة من الإبل: هي القوية الخفيفة السريعة. (5886) إسناده ضعيف، لضعف أبي جناب، والحديث مطول 4755، وقد أشرنا إليه هناك، وذكرنا أن الهيثمي نقل هذا المطول في مجمع الزوائد 2: 180، ونزيد هنا أنه ذكر أن أبا داود روى بعضه. وقد نقله ابن كثير في التاريخ 6: 130 عن هذا الموضع، وقال: "تفرد به أحمد". وأصل الحديث ثابت عند البخاري 6: 443 - 444 من رواية نافع عن ابن عمر، ونقله ابن كثير في التاريخ أيضاً قبل حديث أبي جناب هذا، وكذلك رواه الترمذي 1: 361 وصححه، من رواية نافع عن ابن عمر. وانظر 2236، 2237، 2400، 2401، 3430 - 3432. قوله "تخور البقرة"، في نسخة بهامشي ك م "يخور الثور".

عبد الله بن عمر قال: كان جذْع نخلة في المسجد، يسْند رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ظهرَه إليه إذا كان يوم جمعة، أو حَدث أمر يريد أن يُكلم النَاس، فقالوا: ألا نجعل لك يا رسِول الله شيئاً كقَدْر قيامك؟، قال: "إلا عليكم أن تفعلوا"، فصنَعوا له ثلاث مَراقٍ، قال: فجلس عليه، قال: فخار الجذْع كما تَخور البقرة، جَزَعاً على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فالْتزَمه ومَسَحه، حتى سَكن. 5887 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر، أخبرني ابن دينار عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه اتخذ خاتَماً من ذهب، فلبسة، فاتخذ اَلناس خواتيم الذهب، فقام النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال "إني كنت ألبس هذا الخاتم، وإني لن ألبسه أبداً"، فنبذه، فنبذ الناس خواتيمهم. 5888 - حدثنا سليمان أخبرنا إسماعيل أخبرني ابن دينار عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - بعث بَعْثاً، وأَمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعَن بعض الناس في إمْرَته، فقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم -فقال: "إنْ تَطْعُنوا في إمرته فقد تطعُنون في إمرة أبيه من قبل، وايْم الله إنْ كان لَخَليقاً للإمارة، وإن كان لَمِنْ أحبّ الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحبّ الناس إليَّ بعدَه". 5889 - حدثنا سليمان بن داود أخبرنا إسماعيل أخبرني محمد

_ (5887) إسناده صحيح، وهو مكرر 5851. (5888) إسناده صحيح، وهو مختصر 5848. قوله "لخليفاً للإمارة" في نسخة بهامش م "للإمرة". (5889) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير. محمد بن عمرو بن حلحلة المدني: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 191."حلحلة" بحاءين مهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة، ووقع في التهذيب 1: 287 في ترجمة إسماعيل بن جعفر، في ذكر شيوخه: "محمد بن عمرو ابن أبي حلحلة"، وهو خطأ مطبعي واضح. محمد بن عمرو بن عطاء بن عباس بن =

ابن عمرو بن حَلْحَلَة عن محمد بن عمرو بن عطاء بن عَلْقَمة: أنه كان

_ = علقمة: تابعي ثقة معروف، سبق توثيقه 2002، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 10/ 189.ووقع خطأ في اسمه أيضاً في التهذيب 9: 372 في ذكر شيوخ ابن حلحلة: "محمد بن عمر بن عطاء"، وهو خطأ مطبعي أيضاً، صوابه "عمرو". سلمة ابن الأزرق: تابعي، كما هو ظاهر من هذا الحديث، وهو عندي ثقة، لما سأذكر، ترجمه الحافظ في التهذيب 4: 141 فقال: "حجازي" ثم ذكر شيوخه والرواة عنه ثم قال: "قال ابن القطان: لا يعرف حاله، ولا أعرف أحداً من المصنفين في كتب الرجال ذكره. قلت [القائل ابن حجر]: أظن أنه والد سعيد بن سلمة راوي حديث القلتين"، وقال في التقريب: "مقبول"، وسعيد بن سلمة، راوي حديث القلتين، وصف في التهذيب 4: 42 بأنه "االمخزومي، من آل ابن الأزرق"، ومن المحتمل حقاً أن يكون سلمة بن الأزرق والد سعيد هذا، ففي الكبير للبخاري 2/ 2/ 78 ترجمة موجزة، هذا نصها: "سلمة، سمع ابن عمر قوله، سمع منه ابنه سعيد"، فلعل البخاري كتب هذا على أن يذكر ما يجد فيه بعد ذلك، ثم لم يذكر شيئاً. وقد وجدت لسلمة بن الأزرق ذكراً في طبقات ابن سعد 3/ 1/176 في ترجمة "عمار بن ياسر"، وأنا أرجح، بل أكاد أجزم، أنه سلمة بن الأزرق راوي هذا الحديث، على ما في كلام ابن سعد من خطأ لا أثر له في إثبات شخص هذا الراوي، كما سنبين إن شاء الله. قال ابن سعد: "وأقام ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وزوجه أبو حذيفة أمة له، يقال لها سمية بنت خباط، فولدت له عماراً، فأعتقه أبو حذيفة. ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات. وجاء الله بالإِسلام، فأسلم ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر .... وخلف على سمية بعد ياسر: الأزرق، وكان رومياً غلاماً للحرث بن كَلَدَةَ الثقفي، وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -مع عبيد أهل الطائف، وفيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فولدتْ سمية للأزرق: سلمةَ بن الأزرق، فهو أخو عمار لأمه. ثم ادعى ولدُ سلمة وعمر وعقبة بني الأزرق أن الأزرق ابن عمرو بن الحرث بن أبي شمر، من غسان، وأنه حليف لبني أمية، وشرفوا بمكة، وتزوج الأزرق وولده في بني أمية، وكان لهم منهم أولاد"!. هكذا قال ابن سعد، وكله جيد، إلا أنه اختلط عليه =

جالساً مع ابن عمر بالسُّوق، ومعه سَلَمة بن الأزرق إلى جنبه، فمُر بجنازة

_ = اسم "سمية" أم عمار بن ياسر، بسمية الأخرى، أم زياد ابن أبيه. وقلده في ذلك ابن قتيبة في كتاب (المعارف) ص 111 - 112. ورد ابن عبد البر في الاستيعاب 759 - 760 على ابن قتيبة رداً شديداً، قال: "وهذا غلط من ابن قتيبة فاحش، وإنما خلَف الأزرقُ على سمية أم زياد، زوّجه مولاه الحرث بن كلدة منها, لأنه كان مولى لهما. فسلمة بن الأزرق أخو زياد لأمه، لا أخو عمار، وليس بين سمية أم عمار وسمية أم زياد نسب ولا سبب، أم عمار أول شهيدة في الإِسلام، وجأها أبو جهل بحربة في قبلها، فقتلها، وماتت قبل الهجرة"، ثم روى أخباراً بإسناده تؤيد ذلك، ثم قال: "فغلط ابن قتيبة غلطاً فاحشاً". وابن الأثير في أسد الغابة 5: 481 في ترجمة "سمية أم عمار"، وابن حجر في الإصابة 8: 113 - 114 في ترجمتها أيضاً قلدا ابن عبد البر في الرد على ابن قتيبة ونسبة الغلط إليه!!، على أن ابن قتيبة لم يصنع شيئاً إلا أن قلد من قبله دون بحث أو تحقيق، بل لعل خطأه أشد من خطأ ابن سعد، لأنه بعد أن ذكر قصة الأزرق وزواجه بسمية، ذكر أن سمية أم عمار أول شهيدة في الإِسلام، وأن أبا جهل قتلها. فجاء عقب كلام بما ينقضه ويرد عليه، دون أن يتنبه له!!، وقد ترجم الحافظ في الإصابة 8: 119 لسمية مولاة الحرث بن كلدة، وقال: "فلها إدراك، ولم يرد ما يدل على أنها رأت النبي -صلي الله عليه وسلم - في حالة إسلامها ,لكن يمكن أن تدخل في عموم قولهم: إنه لم يبق في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها"، يعني فيكون لها صحبة، و"سمية" هذه، مولاة الحرث بن كلدة، هي أم زياد ابن أبيه الذي استلحقه معاوية، ونسبه لأبيه أبي سفيان بن حرب، وهي أم أبي بكرة الثقفي الصحابي المشهور، فهما أخوا سلمة بن الأزرق لأمه. ومن عجب أن الحافظ ابن حجر، على شدة تحريه وتدقيقه، وعلى رده ما أخطأ فيه ابن قتيبة، وقع في الخطأ نفسه!، فترجم في الإصابة 1: 27 للأزرق هذا، ونقل عن البلاذري أنه "تزوج سمية والدة عمار، بعد أن فارقها ياسر، فولدت له سلمة بن الأزرق، فهو أخو عمار لأمه" إلخ، ثم قال: "وكذا ذكره الطبري". ولم أجد هذا الكلام في فتوح البلدان للبلاذري، ولعله في كتاب آخر من كتبه، ووجدته في كتاب (المنتخب من ذيل المذيل) المطبوع في آخر تاريخ الطبري ج 13

يتبعها بكاءٌ، فقال عبد الله بن عمر: لو تَرك أهلُ هذا الميتِ البكاء لكان خيراً

_ = 11 - 12. فالبلاذري والطبري وابن قتيبة قلدوا ابن سعد دون تدقيق ولا تحقيق. "خباط" والد سمية أم عمار، بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة، ووقع في ترجمتها في الإصابة أنه "بمعجمة مضمومة"، وهو خطأ ناسخ أو طابع، إن لم يكن سبق قلم من الحافظ. وقد قلده في ذلك مصحح طبقات ابن سعد في ترجمتها 8: 193 فضبط الخاء بالقلم مضمومة، وأشار في التعليقات الإفرنجية التي في آخر الجزء (ص 28) إلى أنه اعتمد في ذلك على الإصابة. وإنما جزمت بأن ما في الإصابة خطأ، لأنه لو كان كذلك كان وزناً نادراً مما يعني العلماء بالنص علمِه، كالحافظين عبد الغني في المؤتلف. والذهبي في المشتبه، والفتني في المغني، خصوصاً وأن الذهبي ذكر في المشتبه هذا الاسم "خباط" على اختلاف صوره 175 - 176، فلم يذكر فيها هذا الذي ثبت في الإصابة. بل إن الزبيدي في شرح القاموس ذكر هذا الاسم 5: 127 في مادة "خبط" بعد "وأبو سليمان الخباط كشداد"، ولم يفرق بينهما في الضبط. وما أظنه إلا مقلداً للحافظ، إن كان ما في الإصابة صواباً، أو متعقباً له راداً عليه، إن رآه خطأ. ولذلك أستبعد أن يكون سهواً من الحافظ. وفي هذا الاسم قول آخر خطأ الحافظ، أنه "خياط" بالياء المثناة التحتية. ثم نعود إلى "سلمة بن الأزرق" راوي هذا الحديث، وقد رجحنا أنه ابن الأزرق مولى الحرث بن كلدة، وأنه هو أخو زياد ابن أبيه وأبي بكرة لأمهما، ونحن نرجح جداً أنه ثقة, لأن محمد بن عمرو بن عطاء شهد مجلسه من ابن عمر، وروايته لابن عمر حديث أبي هريرة، وسؤال ابن عمر إياه مستوثقاً من سماعه من أبي هريرة ما حدثه عنه، ومن رفع أبي هريرة للحديث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، ثم جواب ابن عمر، بعد أن استوثق منه، بقوله "فالله أعلم"، تسليماً منه بصحة الرواية, وهو صريح في ثقة ابن عمر بهذا الرجل وعدله وصدقه، فلو كان مجروحاً عنده، أو متهماً في صدقه وفي معرفته بما يروي، لما قبل منه روايته، ولردها عليه، إن شاء الله، وهذا واضح بين. والحديث سيأتي مطولا ومختصراً في مسند أبي هريرة من طريق هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء، بنحوه،8382،7677، 9282. ورواه النسائي 1: 263 من طريق إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد الذي هنا، من حديث أبي هريرة فقط، دون قصة ابن عمر. ورواه البيهقي 4: 70 من طريق هشام =

لميّتهم، فقال سلمةُ بن الأزرق: تقول ذلك يا أبا عبد الرحمن؟، قال: نعم أقوله، قال: إني سمعت أبا هريرة، ومات ميتٌ من أهل مروان، فاجتمع النساءُ يبكين عليه، فقال مروان: قم يا عبد الملك فانْهَهن أن يبكين، فقال أبو هريرة: دَعْهن فإنه مات ميت من آل النبي -صلي الله عليه وسلم -، فاجتمع النساء يبكين عليه، فقام عمر بن الخطاب ينهاهنّ ويَطْردهنّ، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "دعهنَّ يا ابن الخطاب، فإن العينَ دِامعةٌ، والفؤادَ مُصابٌ، وإن العهد حديث"، فقال ابن عمر: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟، قال: يأثره عن النبي -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: نعم، قال: فالله ورسوله أعلم. 5890 - حدثنا إبراهيم بن إسحق حدثنا ابن المبارك عن يونس

_ = ابن عروة عن وهب بن كيسان، فذكر القصة والحديث، مع شيء من الاختصار. ورواه ابن ماجة 1: 247 - 248، والحاكم 1: 381، كلاهما من طريق هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة، دون قصة ابن عمر، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وفي هذا التصحيح تساهل واستدراك، فإن محمد بن عمرو بن عطاء وإن كان تابعياً روى عن أبي هريرة وغيره، إلا أنه لم يسمع هذا الحديث من أبي هريرة، بل سمعه من سلمة بن الأزرق عنه، كما في روايات المسند الآتية في مسند أبي هريرة، وكما في رواية البيهقي التي أشرنا إليها، ومن المحتمل أن يكون محمد بن عمرو سمعه من أبي هريرة بعد أن سمعه من سلمة بن الأزرق عنه، ولكن يبعد هذا الاحتمال أن مَخرج هذه الروايات كلها واحد، وهو: "هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء". فالظاهر أن بعض من رواه كان يختصر الإسناد فيحذف "سلمة بن الأزرق"، أو أن محمد بن عمرو نفسه كان يصل الحديث تارة ويرسله أخرى. وقد مضى في مسند ابن عباس قصة أخرى في تشدد عمر في البكاء، ونهي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -إياه عن ذلك 2127، 3103. وانظر أحاديث أخر في البكاء على الميت 288 - 290، 2475، 4865، 5666، 5668. (5890) إسناده صحيح، إبراهيم بن إسحق: هو الطالقاني، سبق توثيقه 1596، ونزيد هنا

عن ابن شهاب أخبره حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمعِ ابن عمر يقول: قال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذابُ منْ كان فيهم، ثم بُعثُوا على أعمالهم". 5891 - حدثنا إبراهيم حدثنا ابن مبارك عن أبي الصَّبَّاح الأيْلي قال سمعت يزيد بن أبي سُميَّة يقول: سمعت ابن عمر يقول: ما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في الإزار فهو في القميص. 5892 - حدثنا سُريج حدثنا حماد بن سَلَمة عن أيوب عن نافع وبكر بن عبد الله عن ابن عمر: أن رِسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، أي بالمحُصب، ثم هَجعَ هجعَةً، ثم دخل فطاف بالبيت. 5893 - حدثنا إسحق، يعني ابن الطَّبَّاع، أخبرني مالك عن زياد

_ ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/273، والصغير 233. والحديث مكرر 4985. (5891) إسناده صحيح، أبو الصباح، بتشديد الباء الموحدة، الأيلي: هو سعدان بن سالم، وهو ثقة، أثنى عليه أبو داود، وروى الدولابي في الكنى 2: 13 عن يحيى بن معين قال: "وأبو الصباح الذي يحدث عنه ابن المبارك ثقة، يقال له سعدان بن سالم، وهو أبو الصباح الأيلي، يروى عنه حديث يزيد بن أبي سمية عن ابن عمر: ما قال النبي -صلي الله عليه وسلم - في الإزار فهو في القميص"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/198. والحديث رواه أبو داود 4: 104 عن هناد عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. ويريد ابن عمر بهذا أن ما توعد به رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إسبال الإزار فهو في القميص أيضاً. وكان أكثر لباسهم الأزر، وكانت القمص قليلة. وهذا من ابن عمر إما هو مرفوع بالمعنى، وإما هو استنباط منه صحيح. فالعبرة بالإسبال في ذاته، سواء أكان اللباس إزاراً أم قميصاً. والحديث لم ينسبه المنذري في تهذيب السنن 3937 لغير أبي داود، وكذلك نسبه لأبي داود وحده في الترغيب والترهيب 3: 93. وانظر بعض ما مضى في إسبال الإزار 5727، 5816. (5892) إسناده صحيح، وهو مطول 4828، ومكرر 5756 بنحوه. (5893) هذا أثر موقوف على ناس من الصحابة، لم يسمهم طاوس. واسناده صحيح. إسحق =

ابن سعد عن عمرو بن مُسلْم عن طاوِس اليَمَاني قال: أدركت ناساً من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - يقولون: كلَ شيء بقَدرٍ. 5893 م- قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال

_ = بن عيسى بن نجيح، أبو يعقوب بن الطباع: سبق توثيقه 545، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 1/ 1/399 وقال: "سمع مالك بن أنس، مشهور الحديث". زياد بن سعد الخراساني: سبق توثيقه 1896، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 1/327، وأن مالكاً قال: "كان ثقة من أهل خراسان، سكن مكة، وقدِم علينا المدينة، وله هيئة وصلاح" وقال ابن حبان: "كان من الحفاظ المتقنين". عمرو بن مسلم الجَنَدي اليماني: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد: "ليس بذاك"، وقال ابن معين: "ليس بالقوي"، وكذلك قال النسائي، كما في التهذيب، وقال الساجي: "صدوق يَهِم"، ورجحنا تصحيح حديثه بأنه أخرج له مسلم في الصحيح، كما سيأتي، وبأن البخاري ذكر عنه أثراً معلقاً، كما في التهذيب، وبأن مالكاً روى له هذا الأثر والحديث الذي بعده بإسناد متصل غير مرسل ولا معلق، ثم لم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. "الجندي": بفتح الجيم والنون، نسبة إلى "الجند" بفتحتين، وهو بلد باليمن، بينه وبين صنعاء 58 فرسخاً، ووقع في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين للمقدسي في ترجمته 374 "الجندعي"، وهو خطأ مطبعي. طاوس اليماني: هو طاوس بن كيسان الجندي اليماني الحميري، سبق توثيقه 1847، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 2/ 366، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 259 - 260، وترجمه ابن كثير في التاريخ ترجمة حافلة 9: 235 - 244، وهو تابعي كبير، أدرك خمسين من الصحابة، وقال الزهري: "لو رأيت طاوساً علمتَ أنه لا يكذب"، وقال ابن حبان: "كان من عبّاد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، وكان قد حج أربعين حجة، وكان مستجاب الدعوة". وهذا الأثر في الموطأ 3: 93 بهذا الإسناد. وكذلك رواه مسلم 2: 301 عن عبد الأعلى وقتيبة عن مالك. (5893م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وهو في الموطأ وصحيح مسلم، تابعاً للأثر السابق بإسناده. ولكن في لفظهما: "حتى العجز والكيس، أو الكيس والعجز"، يعني بالشك في =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل شيء بِقَدَرٍ، حتى العَجز والكيس". 5894 - حاثنا إسحق بن عيسى أخبرني مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن عُبيد بن جرَيج قال: قلت لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعها؟، قال: ما هي يا ابن جُريج؟ , قال: ورأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيَّيْن، ورأيتك تَلْبَس النِّعال السِّبْتيّة، ورأيتك تصبغ بالصُّفْرة، ورِأيتك إذا كنتَ بمكة أهَلَّ الناسُ إذا رأوُا الهلالَ ولم تهْللْ أنت حتى يكون يوم التَّرْوِيَة؟، قال عبد الله: أما الأركان فإني لم أر رسَول الله - صلى الله عليه وسلم - يمس إلا اليمانيين، وأما النعال فإني رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يلبس النعال التي ليس فيها شعرِ، ويتوضأ فيها، وأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصبِغُ بها، وأنا أحبُّ أن أصبغ

_ = تقديم أحدهما على الآخر، دون اختلاف في اللفظ. ونقله ابن كثير في التفسير 8: 142 عن هذا الموضع، وقال: "رواه مسلم منفرداً به، من حديث مالك". العجز: قال القاضي عياض في مشارق الأنوار 2: 68: " العجز هنا: يحتمل أن يريد به عدم القدرة، وقيل: هو ترك ما يجب فعله والتسويف به وتأخيره عن وقته، قيل: ويحتمل أن يريد بذلك العجز والكيس في الطاعات، ويحتمل أن يريد به في أمور الدين والدنيا". أقول: وهذا الأخير هو الصحيح المستيقن، يريد أن كل شيء فهو من قدر الله، حتى أن يكون الشخص عاجزاً في أموره، كلها أو بعضها، في دينه أو دنياه، وكأنه أقرب إلى معنى الحمق، بدليل مقابلته بالكيس، والكيس، بفتح الكاف وسكون الياء: العقل. وقوله "حتى العجز والكيس"، قال القاضي عياض في المشارق 2: 68: "رويناه بكسر الزاي والسين، وضمهما، فمن ضم جعلها [يعني حتى]، عاطفة على كل، ومن كسر جعلها عاطفة على شيء، وهي هنا، على هذا، بمعنى الواو، وتكون في الكسر خافضة وحرف جرّ، بمعنى إلى، وهو أحد وجوهها". وانظر بعض الأحاديث الماضية في القدر 3055، 3056، 5584، 5639، 5867. (5894) إسناده صحيح، وهو مكرر 5338.

بها، وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُهِلُّ حتى تنبعِثَ به راحلته. ِ5895 - حدثنا إسحق بن عيسى وأسْوَد بن عامر قالا حدثنا شرِيك عن يزيد بن أبي زيادِ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر قال: بعثَنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في سريَّة، فلما لقينا العدوّ اِنهزمنا في أول عَاديَة، فقدمْنا المدينةَ في نفرٍ ليلاً، فاختفينا، ثم قلنا: لو خرجنا إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - واعتذرنا إليه؟، فخرجنا، فلما لقيناه قلنا: نحن الفرَّارون يا رسول الله، قال: "بل أنتم العَكَّارون، وأنا فئَتكم"، قال أسْوَد بن عامر: "وأنا فِئَة كل مسلمٍ". 5896 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا ليث حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "أبر البِرّ صلةُ الَمرءِ أهلَ وِدّ أبيه بعد إذْ يولّي". 5897 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا ابن لَهِيعة عن بُكَير عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول:"من مات على غير

_ (5895) إسناده صحيح، وهو مختصر 5384، ومطول 5744، 5752.العادية، بالعين المهملة: الخيل تعدو، وهو واضح، وفي نسخة بهامش م "غادية" بالغين المعجمة، ويكون إذن من الغدوّ، وهو سير أول النهار، ومنه الحديث "الغدوة أو روحة في سبيل الله". "فاختفينا": هذا هو الثابت في ح م، وفي ك "فاختبأنا"، وفي نسخة بهامش م "فاجتنبنا"، كأنه يريد أنهم اجتنبوا الناس. والمعنى فيها كلها مقارب. (5896) إسناده صحيح، وهو مكرر 5612، ومطول 5721. "صلة المرء" في نسخة بهامشي ك م "الرجل"، "بعد إذ يولي"، في ك "أن" بدل "إذ"، وهي نسخة بهامش م. (5897) إسناده صحيح، بكير: هو ابن عبد الله بن الأشج المدني، نزيل مصر: سبق توثيقه 823، ونزيد هنا قول ابن وهب: "ما ذكر مالك بكير بن الأشج إلا قال: كان من العلماء". وقال أحمد: "ثقة صالح"، وقال النسائي: "ثقة ثبت"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 113. والحديث مختصر 5718.

طاعة الله مات ولا حُجة له، ومن مات وقد نَزَع يده من بيعَةٍ كانت مِيتَته ميتَةَ ضلالة". 5898 - حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لَهِيعة بن أبي عمْرَان عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "منِ صلى صلاةَ الصبحَ فله ذِمةُ الله، فلا تُخْفِروا الله ذمتَه، فإنه مَنْ أَخْفر ذمته طلبه الله حتى يُكبَّه على وجهه". 5899 - حدثنا موسى، يعني ابن داود حدثنا ابن لَهِيعة عن

_ (5898) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 296 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقد حسّن له بعضهم". ومعنى الحديث صحيح أيضاً من حديث جندب بن عبد الله، رواه مسلم 1: 182 والترمذي 1: 192 (رقم222 من شرحنا)، ورواه الحاكم في المستدرك 1: 464، وسيأتي في المسند (4: 312، 313 ح). وانظر الترغيب والترهيب 1: 141، 155. "فلا تُخفروا الله ذمته": قال ابن الأثير: "أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه، والهمزة فيه للإزالة، أي أزلت خفارته، كأشكيته إذا أزلت شِكايته"، وقال قبل ذلك: "الخفارة، بالكسر والضم: الذمام". (5899) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه 5635 من رواية سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ- وهو حميد بن هانئ- عن عباس الحجري، وفصلنا القول فيه هناك، وأشرنا إلى رواية أبي داود 4: 506 - 507 من طريق ابن وهب عن أبي هانئ وهذه الرواية أقرب في اللفظ إلى رواية أبي داود. وقد ذكرنا هناك نقل المهذيب عن أبي حاتم قوله "لا أعلم سمع عباس بن جليد من عبد الله بن عمر". وعقبنا عليه بأنا لم نجد هذا في كتاب الجرح والتعديل. ونستدرك هنا بأن هذا ثابت في كتاب المراسيل لابن أبي حاتم ص.6، قال: "سمعت أبي يقول: لا أعلم سمع عباسُ بن جُليد الحجري من ابن عمر شيئاً". وهذا لا يضر، كما قلنا هناك، فالمعاصرة ثابتة، وهي كافية في الاتصال، فضلاً عن تصريح عباس بالسماع من ابن عمر، كما في رواية أبي داود.

حميُد بن هانئ عن عباس بن جلُيد الحجرِي عِن ابن عمر قال: جاء رجلٍ إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، كم يُعْفى عنه المملوك؟، قال: فصمت عنه، ثم أعاد، فصَمَت عنه، ثم أعاد، فقال: "يعْفَى عنه كل يوم سبعين مرةً". 5900 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرنا ابن لَهِيعة عن [أبي]، الأسْوَد عن القاسم بن محمد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اشترى طعاماً بكَيل أو وزنٍ فلا يبيعه حتى يقبضَه". 5901 - حدثنا مُؤمَّل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير راعٍ على رعيته، وهو مسؤول عنهم، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسؤول عنه، والمرأة راعية على بيت زوجها، ومسؤُولة عنه". 5902 - حدثنا مُؤمَّل حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار سمعت

_ (5900) إسناده صحيح، أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني، يتيم عروة، سبق توثيقه 1748، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 145. ووقع في ح "عن الأسود" بحذف كلمة [أبي]، وهو خطأ، صححناه من ك م. والحديث ذكره الحافظ في الفتح 4: 293، ونسبه لأحمد بهذا اللفظ، ثم قال: "ورواه أبو داود والنسائي بلفظ: نهى أن يبيع أحد طعاماً اشتراه بكيل حتى يستوفيه". وهو في أبي داود 3: 299 والنسائي 2: 225، رواه كلاهما من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن المنذر بن عبيد عن القاسم بن محمد عن ابن عمر: "أن رسول الله نهى" إلخ. وقد مضى معناه مراراً بأسانيد صحاح، دون التقييد "بكيل أو وزن"، آخرها 5861. (5901) إسناده صحيح، مؤمل بن إسماعيل: سبق توثيقه 97، 2173. سفيان: هو الثوري. والحديث مختصر 4495، 5167. وانظر 5869. (5902) إسناده صحيح، وهو مكرر 4508 بنحوه. ورواه البخاري 2: 32 - 33 و 13: 377، =

ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَثل هذه الأُمة"، أو قال: "أمتي، ومثلُ اليهود والنصارى، كمثل رجلٍ قال: من يعمل لي من غدْوَة إلى نصف النهار على قيراط؟، قالت اليهود: نحن، ففعلوا، فقال: فمن يعمل لي من نصف النهارَ إلى العصر على قيراط؟، قالت النصارى: نحن، فعملوا، وأنتم المسلمون تعملون من صلاة العصر إلى الليل على قيراطين، فغضبت اليهودُ والنصارى، فقالوا: نحن أكثر عملا وأقلُّ أجراً!، فقال: هل ظلمتكم من أجْركم شيئاً؟، قالوا: لا، قال: فذاكَ فَضْلي أوتيه مَنْ أشاء". 5903 - سمعت من يحيى بن سعيد هذا الحديث فلم أكتبه: عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابنِ عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، فعملت اليهودُ كذا، والنصارى كذا، نحوَ حديث أيوب عن نافع عن ابن عمر، في قصة اليهود. 5904 - وحدثناه مؤمَّل أيضاً عن سفيان، نحو حديث أيوب،

_ = 425 مطولاً، من طريق الزهري عن سالم عن أبيه، ورواه 4: 367 من رواية أيوب عن نافع، ورواه 6: 361 من رواية الليث عن نافع، ورواه 4: 368 من رواية مالك عن عبد الله بن دينار، ورواه 9: 59 من رواية الثوري عن ابن دينار، ثلاثتهم عن ابن عمر. ورواه مسلم والترمذي، كما في القسطلاني 1: 407. غدوة، بضم الغين المعجمة وسكون الدال المهملة: وهي البكرة، ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس. وهي ممنوعة من الصرف، قال في اللسان: "ويقال: أتيته غدوة، غير مصروفة, لأنها معرفة مثل سحر"، ثم حكى عن بعضهم أنه ينكرها ويصرفها, ولكنها هنا معرفة, لأنها غدوة يوم بعينه."ظلمتكم" في نسخة بهامش م "ظلِمتمْ". (5903) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. سمعه أحمد من مؤمل عن سفيان وكتبه، وسمعه من يحيى بن سعيد عن سفيان، ولم يكتبه، فبين ذلك. (5904) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. ولكن هذا رواه أحمد عن مؤمل عن سفيان عن نافع عن ابن عمر، وأشار في هذا الإسناد وفي الذي قبله إلى أنه مثل رواية "أيوب عن =.

عن نافع عن ابن عمر، أيضاً. 5905 - حدثنا مؤمَّل حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -، وأوْمأ بيده نحوَ المشرق: "هَا هنا الفتنة، ها هنا الفتنة، حيث يَطلع قَرْن الشيطان". 5906 - حدثنا مؤمَّل حدثنا سفيان عنِ عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا لم يجد الُمحْرمُ النعَلين فلْيَلبس الخفَّين، يقطعُهما أسفلَ من الكعبين". 5907 - حدثنا مُؤمَّل حدثنا سفيان عن موسى بن عُقْبة عن سَالم قال: كان ابنُ عمر إذا ذُكر عندَه البيدَاء يَسبُّها، [أو كاد يَسبها]، ويقول: إنما أحرم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من ذي الحُلَيفة. 5908 - حدثنا مؤمَّل حدثنا عمر بن محمد، يعني ابن زيد بن

_ = نافع عن ابن عمر"، ورواية أيوب عن نافع هي 4508 التي أشرنا إليها. (5905) إسناده صحيح، وهو مكرر 5659. (5906) إسناده صحيح، هو مكرر 5528. (5907) إسناده صحيح، وهو مكرر 5574. [أو كاد يسبها]، زيادة من نسخة بهامش م. (5908) إسناده صحيح، وقد مضى مراراً، من رواية عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر، آخرها 5581. وقد أشرنا في 4748 إلى أن البخاري رواه 6: 96 من طريق عاصم. ونزيد هنا أنه رواه الترمذي كذلك 3: 21 - 22 من طريق الثوري عن عاصم، وقال: "حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث عاصم، وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر". فقال الحافظ في الفتح 6: 96 - 97:"ذكر الترمذي أن عاصم بن محمد تفرد برواية هذا الحدث، وفيه نظر، لأن عمر ابن محمد أخاه قد رواه معه عن أبيه، أخرجه النسائي". وهذه إشارة إلى هذا الإسناد، أنه رواه النسائي.

عبد الله بن عمر، عن أبيِه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو يَعْلم الناسُ ما في الوَحْدَة ما سرى أحدٌ بليل وَحْدَه". 5909 - وحدثنا به مُؤمَّل مرة أخرى، ولم يقل "عن ابن عمر". 5910 - قال [عبد الله بن أحمد]: سمعتِ أبيِ يقول: قد سَمعَ مؤُمَّل من عمر بن محمد بن زيد، يعني أحاديث، وسمِعَ أيضاً من ابن جُريج. 5911 - حدثنا مَؤمَّل حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار سمعت

_ (5909) إسناده مرسل, لأن مؤمل بن إسماعيل حدّث به في هذة المرة عن عمر بن محمد عن أبيه، فلم يذكر فيه ابن عمر. ولكن هذا الإرسال لا يؤثر في صحة الحديث، هو محمول على المتصل. والرواي قد يصل الحديث ويرسله، كما هو معروف. ثم الحديث ثابت موصولا من رواية عاصم بن محمد أخيه، كما أشرنا آنفاً في الإسناد السابق. (5910) هذا أثر من كلام الإِمام أحمد، يثبت به صحة سماع شيخه مؤمل بن إسماعيل من عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، ومن ابن جُريج. وهي فائدة جيدة, لأنه لم يذكر في التهذيب أنه من الرواة عنهما، لا في ترجمته، ولا في ترجمتيهما. في ح "سمع مؤمل من عمرو بن محمد"، وهو خطأ ظاهر، صححناه من ك م، ومما هو بين بالبداهة. (5911) إسناده صحيح، وأصله جزء من أول الحديث 5902، بهذا الإسناد، ولكنه لم يذكر فيه، وذكر هنا وحده. وقد رواه البخاري 9: 59 من رواية الثوري عن ابن دينار، كاملا، كما أشرنا إلى رواياته هناك. وكل تلك المواضع التي أشرنا إليها في البخاري، ذكر الحديثان معاً، إلا في 6: 361 فإن هذا الحديث لم يذكر في أول ذاك. قوله "في أجل من كان قبلكم"، وفي رواية للبخاري: "إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم"، قال الحافظ في الفتح 2: 32: "معناه أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار. فكأنه قال: إنما بقاؤكم بالنسبة إلى ما سلف، إلى آخره. وحاصله أن (في) بمعنى (إلى)، وحذف المضاف، وهو لفظ نسبة".

ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أجلُكم في أجل من كان قبْلَكم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس". 5912 - حدثنا مؤمَّل حدثنا حماَّد، يعني ابِنِ زيد، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: " {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} َ و، {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} في الرشْح إلى أنصاف آذانهم". 5913 - حدثنا مؤمَّل حدثنا حماد، يعني ابن زيد، حدثنا عطاء

_ (5912) إسناه صحيح، وقد مضى معناه مراراً، مطولاً ومختصراً، آخرها 5823. (5913) إسناده صحيح، حماد بن زيد: فاتنا أن نترجم له، على كثرة ما مضى من رواياته، وهو حماد بن زيد بن درهم، وهو إمام ثقة حافظ حجة، قال عبد الرحمن بن مهدي: "لم أر أحداً قط أعلم بالسنة، ولا بالحديث الذي يدخل في السنة، من حماد بن زيد", وقال أحمد: "حماد من أيمة المسلمين، من أهل الدين والإِسلام"، وقال خالد بن خداش: "كان من عقلاء الناس وذوي الألباب"، وقال يزيد بن زريع يوم مات: "مات اليوم سيد المسلمين"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/24، وحماد سمع من عطاء بن السائب قديماً، كما ذكرنا مراراً فيما مضى. والحديث مطول 5355، مضى المرفوع منه فقط مختصراً، من رواية ورقاء اليشكري عن عطاء. وقد أشرنا إلى هذا الحديث هناك، ورواه الطبري في التفسير 30: 210 بنحو مما هنا مختصراً قليلاً، من طريق ابن علية عن عطاء. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 316 من رواية الطبري هذه. وتفسير ابن عباس- الموقوف عليه هنا- الكوثر بأنه الخير الكثير، رواه عنه البخاري من رواية سعيد بن جُبير، كما في تفسير ابن كثير 9: 315، ثم قال ابن كثير: "وهذا التفسير يعم النهر وغيره، لأن الكوثر من الكثرة، وهو الخير الكثير، ومن ذلك النهر، كما قال ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جُبير ومجاهد ومحارب بن دثار والحسن بن أبي الحسن البصري". ثم قال: "وقد صح عن ابن عباس أنه فسره بالنهر أيضاً"، ونقل ذلك من تفسير ابن جرير بإسناده إلى ابن عباس، ثم ساق الأحاديث في نهر الكوثر، وقال: "بل قد تواتر من طرق تفيد القطع عند كثير من أيمة الحديث, وكذلك أحاديث الحوض". ثم ذكر كثيراً مما جاء =

ابن السائب قال: قال لي مُحارِب بن دِثَار: ما سمعتَ سعيد بن جُبَير يَذْكر عن ابن عباس في الكَوْثر؟، فقلت سمعتُه يقول: قال ابن عباس: هذا الخير الكثير، فقال محاربٌ: سبحانَ الله!، ما أقَلَّ ما يَسْقُطُ لابن عباس قولٌ، سمعتُ ابنَ عمر يقول: لما أُنزلتْ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "هو نهر في الجنة، حافَتَاه من ذهب، يجرِي على جَنَادِلِ الدًّرّ والياقوت، شَرَابُه أَحْلَى من العسل، وأشَدُّ بياضاً من اللبَن، وأبردُ من الثلج، وأطْيب من رِيح المسْك"، قال: صدَق ابنُ عباس، هذا والله الخيرُ الكثير. 5914 - حدثنا مُؤمَّل حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن ينار سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم -: "منْ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما". 5915 - حدثنا مُؤمل حدثنا حماد، يعني ابِن زيد، عن أيوب عنِ نافع عن ابن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ينْصبُ لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة".

_ = في الحوض. وإنما أشرنا إلى هذا كله ليخزى الذين لايؤمنون بالغيب، ويتأولون ما يتلعق بالقيامة والبعث والجنة والنار، ثم يزعمون أنهم مؤمنون، وينتسبون إلى الإِسلام!!. قول محارب بن ثار "سبحان الله" في ح "وسبحان الله"، وليس للواو هنا موضع، ولم تذكر في ك م، فحذفناها. وقوله أيضاً "ما أقل ما يسقط لابن عباس"، في م "أكثر" بدل "أقل"، وهو خطأ وباطل في المعنى، وما أثبتنا هو الصواب الذي في ح ك. الجنادل: جمع "جندل"، وهو الصخرة مثل رأس الإنسان، أو: ما يُقِل الرجل من الحجارة، أي ما يستطيع رفعه. (5914) إسناده صحيح، وهو مكرر 5259, 5260، ومختصر 5824. (5915) إسناده صحيح، وهو مختصر 5804.

5916 - حدثنا إسحق بنِ عيسى حدثنا جَرير، هو ابن حازم، عن يَعْلَىِ بن حَكيم عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر قال: حرم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نبيذ الجرّ، قاَل: أتيتُ عبدَ الله بن عباس فأخبرته، فقال: صدَق ابنُ عمر، قال: قلت: ما الجَرّ؟، قال: كل شيءٍ يُصنَع من المَدَرِ. 5917 - حدثنا إسحق حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الوِصال، فقال: أوَلَسْتَ تُواصل؟، قال: "إني أُطْعَمُ وأسْقى". 5918 - حدثنا إسحق سمعت مالكاً يحدث عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الخيل معقودٌ في نَوَاصيها الخيرُ إلى يوم

_ (5916) إسناده صحيح، جرير بن حازم بن عبد الله الأزدي: سبق توثيقه 725، ونزيد هنا أنه وثقه شُعبة وابن معين وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 213، وروى عن شُعبة قال: "ما رأيت بالبصرة أحفظ من رجلين: من هشام الدستوائي، وجرير بن حازم"، وتكلم فيه بعضهم من أجل أنه تغير في آخر حياته، وهذا غير قادح، فقد قال عبد الرحمن بن مهدي: "جرير بن حازم اختلط، وكان له أولاد أصحاب حديث، فلما أحسُّوا ذلك منه حجبوه، فلم يسمع أحد منه في حال اختلاطه شيئاً"، وهذا من أوثق ما يكون في الاحتياط والتحرز من الخطأ. ووقع هنا في ح م "جرير بن أبي حازم"، وهو خطأ صرف في زيادة كلمة [أبي]، ومن عجب أنه كان في ك "جرير بن حازم" على الصواب، ثم كتب لفظ "أبي" فوقه بين السطور. والظاهر من هذا- عندي- أنه خطأ قديم في نسخ المسند، فحذفنا هذا الحرف. قوله "قال: أتيت ابن عباس"، في نسخة بهامش م "قال ابن جُبير: فأتيت". والحديث مكرر 5819. وانظر 5833. (5917) إسناده صحيح، وهو مختصر 5795. وهو في الموطأ بنحوه 1: 280، وقد أشرنا لرواية الموطأ في 4721. "فقال: ألست تواصل"، يعني فقال قائل، أو نحو ذلك. وفي نسخة بهامش م "فقيل"، وهي واضحة. (5918) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 2: 22. وقد سبق من طرق عن نافع، آخرها 5783.

القيامة". 5919 - حدثنا إسحق حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بعث سريَّةً قبَل نَجد، فيها عبد الله بن عمر، فكانتْ سُهْمانهم اثني عشر بعِيراً، ونُفّلوا بعيراً، بعيراً. 5920 - حدثنا إسحق أخبرنيِ مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "منِ أعتق شركاً في عبد، فكان له مال يبلغ ثَمَنَ العبد، فإنه يقوم عليه قِيمَةَ عدْلٍ، فيعْطي شركاؤه حِصَصَهم، وعَتق العبد عليه، وإلا فقد عَتَق ما عَتَق". 5921 - حدثنا إسحق حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قالِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة الجماعة تَفْضل عن صلاة الفَذّ بسبع وعشرين دَرَجة". 5922 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرنا مالك عن نافع عن ابن

_ (5919) إسناده صحيح، وهو مكرر 5519، وقد مضى أيضاً 5288 من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن مالك. وهو في الموطأ 2: 8 بنحو رواية ابن مهدي. ووقع في الموطأ "فغنمنا بلاداً" بدل "إبلاً"، وهو خطأ مطبعي، وثبت على الصواب في شرح الزرقاني 2: 299. قوله "فكانت" في ك "وكانت". "اثني عشر"، في م "اثنا عشر"، وقد سبق توجيهه في 5519. وما هنا هو الثابت في ح ك ونسخة بهامش م. (5920) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 3: 2، ولكن ذكر فيه "مالك عن عبد الله بن عمر" بحذف "عن نافع"، وهو خطأ مطبعي، وثبت على الصواب في شرح الزرقاني 3: 247. وقد سبق بهذا الإسناد أيضاً عن مالك 397، ومضى مراراً مطولاً ومختصرا من غير رواية مالك، آخرها 5821. (5921) إسناده صحيح، وهو مكرر 5779. وقد مضى من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن مالك 5332. (5922) إسناده صحيح، وهو مطول 4819 من رواية روح عن مالك. وانظر 5594.

عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أناخَ بالبَطْحاء التي بذي الحُلَيفَة، فصلى بها، وأن ابن عمر كان يفعل ذلك. 5923 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنما مَثَل صاحب القرآن كمَثَلِ صاحب الإبل المُعقَّلة، فإن تعاهَدَها أمْسَكَها، وإن أطلقها ذَهبَتْ". 5924 - حدثنا إسحق أخبرنا مالكِ عن نافع عن ابن عمر قال: كنَّا نَبتاعُ الطعامَ على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فيبعَث علينا من يأمرنا بنَقْله من المكان الذي ابتعناه فيه إلى مكانٍ سواه قبل أن نَبيعه. 5925 - حدثنا إسحق أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمر بقتل الكلاب، وقال: "من اقتنى كلباً إلا كلبَ ماشيةٍ أو ضاريةٍ نَقَص من عمله كلَّ يوم يراطان". 5926 - حدثنا إسحق أخبرني مالك عن نافِعِ عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغَداة والعَشيِّ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أَهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يومَ القيامة".

_ (5923) إسناده صحيح، وهو مكرر 5315. (5924) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 2: 140. ورواه مسلم 1: 446 من طريق مالك. وقد مضت أحاديث في معناه مراراً، منها 4639، 4988، 5148 , 5900. (5925) إسناده صحيح، وهو في الموطأ حديثان 3: 138. وقد مضى نحوه بمعناه من طريق عُبيد الله عن نافع 5775. (5926) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 237 - 238. وقد مضى من رواية عُبيد الله عن نافع 4658، وخرجناه هناك، ومن طريق أيوب عن نافع أيضاً 5119، ومضى مختصراً من رواية فضيل بن غزون عن نافع 5234.

5927 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مالك، وإسحق قال: أنبأنا مالك، عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - دخل الكعبة وعثمانُ بن طلحة وأُسامة بن زيد وبلالٌ، فأغلقها، فلما خرج سألتُ بلالاً: ماذا صنع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: تَرك عمودين عن يمينه، وعموداً عن يساره، وثلاثةَ أعمدة خلفَه، ثم صلى وبينه وبين القبْلة ثلاثة أذرع، قال إسحق: وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدة، ولم يَذكر الذي بينه وبين القبلة. 5928 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر قِال: كانوا يتوضؤون جميعاً، قلت لمالك: الرجال والنساء؟، قال: نعم، قلت: زمَن النبي -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: نعم. 5929 - حدثنا إسحق بِن عيسى أخبرني مالك عق نافع عن ابن عمر: أن عائشةَ أرادتْ أن تشتري جاريةً تعتقها، قال أهلها: نبيعك على أنَّ وَلاءها لنا، فذكرتْ ذلك لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال: "لا يمنعْكِ ذلك، فإن

_ (5927) إسناد صحيح، وقوله "وقال إسحق: وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة" ليس من كلام إسحق بن عيسى من عنده، ولكنه يريد أنه ذكر هذا في روايته عن مالك، ولم يذكره عبد الرحمن بن مهدي، وأن عبد الرحمن ذكر الذي بينه وبين القبلة، ولم يذكر عدة أعمدة البيت. ويدل على هذا أن زيادة إسحق هذه ثابتة في الموطأ رواية يحيى بن يحيى 1: 354، ورواية محمد بن الحسن 228. قوله "ثلاثة أذرع"، في نسخة بهامش م "ثلاث". والحديث سبق معناه مراراً، آخرها 5176. وقد بينا تخريجه في 4464. وانظر 5547. (5928) إسناده صحيح، وهو في موطأ محمد بن الحسن عن مالك 61 بنحوه. وهو مكرر 5799. (5929) إسناده صحيح، وهو في الموطأ رواية يحيى عن مالك 3: 8. وهو مختصر 5761.

الولاءَ لمن أعتق". 5930 - حدثنا إسحق أخبرني مالك- عن نافع عِن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما حقُّ امرئٍ له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته عندَه مكتوبة". 5931 - حدثنا إسحق [عن عيسى]، أخبرني مالك عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال لأصحابه: "لا تدخلوا على هؤلاءَ القوم المعذَّبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبَكم مثل ما أصابهم". 5932 - حدثنا إسحق أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تَحرَّوا ليلةَ القَدْر في السبعَ الأواخر من رمضان". 5933 - حدثنا إسحق أخبرنا مالك عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما". 5934 - حدثنا إسحق أخبرنا مالك عن عبد الله بن دِينار عن ابن

_ (5930) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 2: 228. وهو مكرر 5513. (5931) إسناده صحيح، وهو مكرر 5705. زيادة [بن عيسى]، من نسخة بهامش م. (5932) إسناده صحيح، وهو في الموطأ رواية يحيى 1: 298، وليس فيه كلمة "من رمضان"، ولكنها ثابتة في رواية محمد بن الحسن ص 192. والحديث مختصر 5651. (5933) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 3: 148. وهو مكرر 5914. (5934) إسناده صحيح، وهو مطول 5827. وقد أشرنا إلى هذا الحديث في 4642، وذكرنا أنه في الموطأ 1: 201.

عمر قال: بينما الناس بقبَاء في صلاة الصبح، إذْ أتاهم آت فقال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أُنزل عليه قرآنٌ الليلة، وقد أمرَ أن يستقبل الكعبة، فاستقبَلوها، وكانتْ وجوههم إلى الشأم، فاستداروا إلى الكعبة. 5935 - حدثنا إسحق حدثني مالكِ عن قَطن بن وَهْب، أو وَهْب بن قَطن، الليثي، شَكَّ إسحق، عن يحنَّس مولى الزُّبَير قال: كنت عند ابن عمر، إذ أتته مولاةٌ له، فذكرتْ شدَّةَ الحال، وأنها تريد أن تخِرج من المدينة، فقال لها: اجلسي, فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا يصْبِر أحدكم على لأوائِها وشدَّتها إلاَّ كنت له شفيعاً" أو "شهيداً يومَ القيامة". 5936 - حدثنا إسحق قال: سألت مالكاً عن الرجل يوِتر وهو

_ (5935) إسناده صحيح، قطن- بفتحتين- بن وهب بن عويمر بن الأجدع الليثي: سبق توثيقه 5372، وشك إسحق بن عيسى في أنه "قطن بن وهب" أو"وهب بن قطن" لا أثر له، فإنه "قطن بن وهب" لا خلاف فيه، ولكن إسحق نسي اسمه فلم يستطع أن يجزم. يحنس أبو موسى مولى الزبير بن العوام: تابعي ثقة، وثقه النسائي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 427. "يحنس" بضم الياء التحتية وفتح الحاء المهملة وتشديد النون المفتوحة وآخره سين مهملة. والحديث في الموطأ 3: 83 بأطول مما هنا قليلاً. وكذلك رواه مسلم 1: 388 - 389 من طريق مالك. ورواه البخاري في الكبير 4/ 1/ 190 في ترجمة قطن بن وهب، مختصراً، من طريق مالك. وروى مسلم 1: 389 المرفوع منه فقط، بلفظ "من صبرعلى لأوائها" إلخ، من طريق الضحاك عن قطن. ورواه الترمذي 4: 373 مطولاً بسياق آخر بنحوه، من طريق عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وقال الترمذي: "حديث صحيح غريب". وانظر 5818. وانظر أيضاً ما مضى في مسند سعد بن أبي وقاص 1573.اللأواء: الشدة وضيق العيش. (5936) إسناده صحيح، وقد مضى معناه من رواية مالك بهذا الإسناد مراراً، 5419، 4530، 5208، 5209. وانظر 5822، 5826.

راكب؟، فقال: أخبرني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سعيد بن يَسار عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أوترَ وهو راكب. 5937 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن حَبيب بن أبي ثابت عنِ طاوس عن ابن عمر قال: سُئل النبي -صلي الله عليه وسلم - عن صلاَة الليل؟، فقال: "مثنى مثَنى، فإذا خَشيتَ الصبحَ فواحدةً". 5938 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن اليهود إذا سلموا عليكم قالوَا: السَّام عليكم"، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "فقلِ: وعليك". 5939 - حدثنا سُريج حدثنا مُلازمُ بن عَمرو حدثني عبد الله بن بدر: أنه خرج في نفر من أصحابه حُجّاَجاً، حتى وَرَدُوا مكةَ، فدخلوا المسجد، فاستلموا الحَجَر، ثم طفنا بالبيت أُسبوعا، ثم صلينا خلف المَقَام ركعتين، فإذا رجل ضَخْمٌ في إزار ورداء يصَوِّتُ بنا عندَ الحوض، فقمنا إليه، وسألت عنه؟، فقالوا: ابنُ عباس، فلما أتيناه قال: مَن أنتم؟، قلنا: أهل

_ (5937) إسناده صحيح، وهو مختصر 5793. سفيان: هو الثوري. (5938) إسناده صحيح، وهو مكرر 5221. "فقل: وعليك"، في نسخة بهامش م "وعليكم". (5939) إسناده صحيح، ملازم بن عمرو بن عبد الله السحيمي اليمامي ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وقيل إن عبد الله بن بدر جده لأبيه، وقيل جده لأمه، كما في ترجمة عبد الله بن بدر من التهذيب، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/73. عبد الله ابن بدر: سبق توثيقه 5097. وكان ابن عباس يرى أن المفرد المحرم بالحج وحده، والقارن بالحج والعمرة، لا يطوفان بالبيت إلا بعد الوقوف بعرفة، وأن من طاف منهما قبل الموقف فقد حل، وقد مضى في رأيه ذلك الحديث 5194 مطولاً، والحديث 4512 مختصراً، وأن ابن عمر رد عليه رأيه ذاك. وانظر تفصيل ذلك في السنن الكبرى 5: 77 - 78.

المشرق، وثِمَّ أهل اليَمامة، قال: فحجّاجٌ أم عمَّارٌ؟، قلت: بل حُجّاج، قال: فإنكم قد نقضتم حَجَّكم، قلت: قد حجَجت مراراً فكنت أفعل كذا، قال: فانطلقنا مكانَنَا حتى يأتي ابن عمر، فقلت: يا ابن عمر، إنّا قَدمنا، فقَصَصْنَا عليه قصّتَنا، وأخبرناه ما قال إنكم نقضتم حجكم؟، قال: أذكِّرُكُمْ بالله، أخَرَجْتم حُجّاجاً؟، قلنا: نعم، فقال: والله لقد حج رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، كلُّهم فَعَل مثلَ ما فعلتم. 5940 - حدثنا سرَيج حدثنا مهدي عن محمد بن أبي يعقوب عن ابن أبي نُعْمٍ قال: كنت جالساً عند ابن عمر، فجاء رجل يسأل عن دم البعوض؟!، فقال له ابن عمر: ممن أنت؟، قال: أنا من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض!، وقد قَتلوا ابنَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -!!، وقد سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "هما رَيحانتَي من الدنيا". 5941 - حدثنا سرَيج حدثنا فلَيح عن عبد الله بنِ عكْرِمة عن رافِع بن حنَين أبي المغيرة عن ابن عمر: أنه أخبره أنه رأى مذْهباً للنبي - صلى الله عليه وسلم - مواجَهَةَ القبْلة. 5942 - حدثناسرَيج حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "صدقةُ الفِطرْ على كل مسلمٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ، حُرٍّ أو

_ (5940) إسناده صحيح، وهو مكرر 5675. وسبق الكلام عليه مفصلاً 5568. (5941) إسناده صحيح، وهو مكرر 5715, 5741. وقد فصلنا القول فيه في الموضع الأول، وأشرنا هناك إلى هذا الإسناد. (5942) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وفي ك في هذا الحديث والأحاديث بعده إلى 5950 "عُبيد الله" بدل "عبد الله"، وهو خطأ، فإن هذه الأحاديث أحاديث عبد الله بن عمر العمري، لا أحاديث أخيه عُبيد الله، وإن كان أخوه قد روى شيئاً منها، كما يظهر مما سيأتي في تخريج بعضها. والحديث مكرر 5781 بنحوه.

عبدٍ، ذكر أوأنثى، صاعٌ من تمر، أو صاعٌ من شعير". 5943 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يرمُل ثلاثَةَ أشواط من الحَجَر إلى الحجَر، ويمشي أربعةً، ويُخبر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعلُه. 5944 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد اللهِ عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يرْمي الجمرةَ يوم النحر راكباً، وسائر ذلك ماشياً، ويخبرهم أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك. 5945 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الله عن نافع: أن ابن عمر كان لا يستلم شيئاً من البيت إلا الركنين اليمانيين، فإنه كان يستلمها، ويخبر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعلُه. 5946 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال: خرجنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حُجّاجاً، فما أحللنا من شيء حتى أحللنا يومَ النَّحر. 5947 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر: أن

_ (5943) إسناده صحيح، وهو مختصر 5760. وانظر 5737. (5944) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 146 بنحوه، عن القعنبي عن العمري، ولم يذكر فيه الرمي راكباً يوم النحر، ولكن يفهم ذلك من سياقه. ورواه البيهقي 5: 130 - 131 مفصلاً مطولاً، من طريق حسن بن موسى الأشيب عن العمري، ثم رواه مختصراً من طريق القعنبي كرواية أبي داود. ورواه الترمذي 2: 105 مرفوعاً مختصرا من طريق عُبيد الله بن عمر بن نافع، وقال: "حديث حسن صحيح. وقد رواه بعضهم عن عُبيد الله ولم يرفعه". واللفظ الذي هنا في المنتقى 2646، ونسبه لأحمد فقط. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2056. (5945) إسناده صحيح، وهو مختصر 5894. وانظر 5950. (5946) إسناده صحيح، وانظر 5350، 5939. (5947) إسناده صحيح، وهو مختصر 4608، 5179، 6078. ثمغ، بفتح الثاء المثلثة =

عمر بن الخطاب قال: يِا رسول الله، إني أريد أن أتصدق بمالي بثَمْغ، قال: "احبسْ أصلَه، وسبِّلْ ثمرَتَه". 5948 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال: ما صمتُ عَرَفَة قط ولا صَامه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ولا أبو بكر، ولا عمر. 5949 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الله عن سعيد المَقبرِي قال: جلستُ إلى ابن عمر ومعه رجل يحدثه، فدخلتُ معهما، فضرب بيده صدري، وقال: أمَا علمتَ أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا تناجى اثنان فلا تجلسْ إليهما حتى تستأذنَهما"؟. 5950 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر: أنه

_ = وسكون الميم وآخره غين معجمة: موضع، والظاهر أنه كان بخيبر، كما تدل الروايات الآخر. (5948) إسناده صحيح، وهو مختصر 5420. والمراد صوم يوم عرفة بعرفة. (5949) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 63 وقال: "رواه أحمد، وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، وهو متروك"ً!، وهذا خطأ صرف. والظاهر أن نسخة المسند التي وقعت للحافظ الهيثمي كان فيها "عبد الله بن سعيد" بدل "عبد الله عن سعيد"، فمن هنا جاءه الوهم والخطأ، إلا أن يكون سها فقرأ الحرف على غير وجهه. والأصول الثلاثة هنا واضحة "عبد الله عن سعيد"، فعبد الله هو العمري، بدلالة سياق الروايات قبل هذا وبعده. بل إن الحافظ الهيثمي ذكر أيضاً الرواية الآتية 6225 لهذا الحديث التي فيها "رأيت ابن عمر يناجي رجلاً، فدخل رجل بينهما"، وأعل الحديث برواياته بعبد الله بن سعيد، في حين أن الرواية الآتية فيها "عبد الله عن سعيد"، وسياق الروايات هناك تؤيد ذلك، فأولها الحديث 6222 "حدثنا نوح بن ميمون أخبرنا عبد الله، يعني ابن عمر العمري عن نافع"، ثم بعده الحديث 6223 بالإسناد نفسه، ثم الحديث 6224: "نوح ابن ميمون أخبرنا عبد الله عن موسى عن سالم"، ثم الحديث 6225 "نوح أخبرنا عبد الله عن سعيد المقبري" كما ذكرنا. فكل هذه الدلالات تؤيد أن هذا الحديث حديث عبد الله العمري عن سعيد المقبري، لا عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه. (5950) إسناده صحيح، وهو محتصر 5894. وانظر 5945.

كان يُصفِّرُ لحْيَته، ويلبس النِّعال السِّبْتيَّةَ، ويستلم الركنين، ويلبي إذا استوتْ به راحلتُه، وَيخبر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعله. 5951 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شُعْبة عن أبي بكر بن حفص عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - بعثَ إلى عمر بحلّة من حرير أو سيَرَاء، أو نحِو هذا، فرآها عليه، فقال: "إني لم أرسل بها إليك لتلبسها، إنمَا هي ثيابُ منْ لا خَلاقَ له، إنما بعثت بها إليك/ لتَسْتنفِعَ بها". 5952 - حدثنا أسْود حدثنا شُعْبة عن أبي بكر بن حفص عن سالم عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -بعث إلى عمر بحلّةٍ، فذكره. 5953 - حدثنا أسْوَد بن عامر حدثنا سِنَان بن هرون عن كُلَيب

_ (5951) إسناده صحيح، وهو مختصر 5797. (5952) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (5953) إسناده صحيح، سنان بن هرون البرجمي: ثقة، وثقه الذهلي، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جداً، يروي المناكير عن المشاهير"، وفي التهذيب أن النسائي ضعفه، ولم أجده في كتابه في الضعفاء، وكذلك لم يذكره البخاري فيهم، بل ترجمه في الكبير 2/ 2/ 167 - 168 فلم يذكر فيه جرحاً، وهذا كاف في ترجيح توثيقه. كليب بن وائل بن هبار التيمي البكري: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/299، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/167. "البكري" في التهذيب بدله "اليشكري"، وهو خطأ مطبعي، صححناه مما ذكرنا، ومن التقريب والخلاصة. والحديث رواه الترمذي 4: 323، وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه"، ونقل شارحه عن الحافظ ابن حجر أنه قال: "إسناده صحيح". وروى الحاكم في المستدرك 3: 102 نحوه من حديث مرة بن كعب، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وحديث مرة بن كعب أو كعب بن مرة سيأتي في المسند (4: 235، 236 و 5: 33، 35 ح). وانظر الإصابة 6: 82 - 83. فائدة: حديث ابن عمر هذا أشار إليه الحافظ في التهذيب 4: 243 في ترجمة "سنان ابن هرون"، فذكر أن الترمذي رواه " في دلائل النبوة "، وليس في أبواب الترمذي كتاب =

ابن وائل عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فتنةً، فمرَّ رجلٌ، فقال: "يُقْتل فيها هذا المقنعُ يومئذٍ مظلوماً"، قال: فنظرتُ فإذا هو عثمان بن عفان. 5954 - حدثنا أسْوَد حدثنا أبان عن قَتادة عن سعيد بن جبَير عن ابن عمر: أنه سئل عن نبيذ الجَرّ؟، فقال: حرَّمه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: فأتيتُ ابنَ عباس، فقلتُ له: سألتُ أبا عبد الرحمن عن نبيذ الجَرّ فقال حرمه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: صَدَق أبو عبد الرحمن، قال: قلت: وما الجَرّ؟، قال: كل شيء من مَدَرٍ. 5955 - حدثنا أسْوَد حدثنا شَرِيك سمعت سَلَمَة بن كهَيل يذكِر عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسِول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلم شجرةً يُنتفع بها، مثل المؤمِن، هي التي لا يُنْفَض ورقها"، قال ابن عمر: أردتُ أن أقول هي النخلة، ففرِقْتُ من عمر، ثم سمعتُه بعدُ يقول: "هي النخلة". 5956 - حدثنا اسْوَد وحسين قالا حدثنا شَريك عن معاوية بن إسحق عن أبي صالح عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - , أُراه ابنَ عمر، قال سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من مثل بذي الروح ثم لم يَتُبْ مثل. الله به يوم القيامة"، قال حسين: "من مثل بذي روح". 5957 - حدثنا أَسْوَد بن عامر حدثنا إسرائيل عن جابر عن مُسْلِم

_ = بهذا الاسم، بل إنه رواه- كما أشرنا إلى موضعه- في كتاب "المناقب". (5954) إسناده صحيح، وهو مكرر 5916 بنحوه. (5955) إسناده صحيح، وهو مطول 5647. وانظر 5274. قوله "ففرقت من عمر": أي خفتُ منه، و "الفرق" بفتح الفاء والراء: الخوف والجزع. (5956) إسناده صحيح، وهو مكرر 5661. وقد أشرنا إلى هذا هناك. وانظر5801. (5957) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. مسلم البطن: هو مسلم بن عمران، ويقال: ابن =

البَطين عن سعيد بن جبَير عن ابن عمر قال: صليتُ خلف رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ثلاث مراتٍ، فقرأ السجدةَ في المكتوبة. 5958 - [قال عبد الله بن أحمد]: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا أسود بن عامر حدثنا أيوب بن عتْبة حدثنا عِكْرِمة بن خالد قال: سألت عبد الله بنِ عمر عن امرأة أراد أن يتزوجها رجل وهو خارجٌ من مكة، فأراد أن يَعْتَمِر أو يحج؟، فقال: لا تتزوّجْها وأنت محرم، نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عنه. 5959 - حدثنا حسين حدثنا شَريك عن محمد بن زيد عن نافع عن ابن عمر قال: مرّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بامرأة يوم فتح مكةَ مقتولةً، فقال: "ما كانتْ هذه تقاتل! "، ثم نَهى عن قتل النساء والصبيان.

_ = أبي عمران، سبق توثيقه 733، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/268 - 269. والحديث في مجمع الزوائد 2: 285، وقال: "رواه أحمد، وفيه جابر الجعفي، وفيه كلام، وقد وثقه شُعبة والثوري". وانظر 5556. (5958) إسناده ضعيف، لضعف أيوب بن عتبة. والحديث في مجمع الزوائد 4: 268، وقال: "رواه أحمد، وفيه أيوب بن عتبة، وهو ضعيف،- وقد وثق". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 3412، 3413. (5959) إسناده صحيح، محمد بن زيد: الراجح عندي أنه "محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ"، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 84. والحديث مضى معناه مختصراً، في النهي عن قتل النساء والصبيان، مراراً، آخرها 5753. ولكن هذه الرواية, في أن النهي كان في غزوة الفتح، وقوله "ما كانت هذه تقاتل" أشار إليها الحافظ في الفتح 6: 103، ونسبها للطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر. ولم يذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2316، ومجمع الزوائد 5: 316.

5 - حدثنا حسين وابن أبي بَكير، المعنى، قالا حدثنا شُعْبة عن سليمان التَّيمِي وإبراهيم بن ميسَرةَ أنهمَا سمعا طاوساً يقول: جاء- والله- رجلٌ إلى ابن عمر فقال: أنَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن نبيذ الجَرّ؟، فقَاِلِ: نعم، وزادهم إبراهيم: الدُّبّاء، قال ابن أبي بكير: قال إبراهيم بن ميسرة في حديثه: والدُّبّاء. 5961 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن نافع ويحيى بن وَثّاب عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: على هذا المنبر: "من أتى الجمعةَ فليغتسل". 5962 - حدثنا حسين عن جَرير عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سئل عن الضَّبّ؟، فقال: "لا آكله ولا أحرمه". 5963 - حدثنا حسين حدثنا أبو أويس حدثنا الزهْرِيّ عن سالم وحمزة ابنَيْ عبد الله بن عمر: أن عبد الله بن عمر حدثهما: أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "الشؤم في الفرس والمرأة والدار". 5964 - حدثنا الفَضْل بن دكَين حدثنا زَمْعَة عن ابن شِهاب

_ (5960) إسناده صحيح، وهو مطول 5833. وانظر 5954. (5961) إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي. والحديث مكرر 5777، 5828. (5962) إسناده صحيح، وهو مختصر 5530. وانظر 5565. (5963) إسناده صحيح، وهو مكرر 4927. وانظر 5575. (5964) إسناده ضعيف، لضعف زمعة بن صالح. والحديث رواه أبو داود الطيالسي في مسنده 1813 عن زمعة، بهذا الإسناد. ورواه ابن ماجة 2: 248 من طريق أبي أحمد الزبيري عن زمعة. وأصله ثابت من حديث أبي هريرة: فرواه أحمد 8915 والبخاري 10: 439 - 440 ومسلم 2: 392 وأبو داود السجستاني في السنن 4: 417، أربعتهم عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب =

عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين".

_ = عن أبي هريرة، ورواه ابن ماجة 2: 248 عن محمد بن الحرث المصري عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد إلى أبي هريرة، ورواه مسلم أيضاً من طريق يونس وابن أخي الزهري عن الزهري كذلك. والصحيح رواية هؤلاء عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة. قال الحافظ في الفتح: "وخالفهم صالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح، وهما ضعيفان، فقالا: عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، أخرجه ابن عدي من طريق المعافى بن عمران عن زمعة وابن أبي الأخضر، واستغربه من حديث المعافى، قال: وأما زمعة فقد رواه عنه أيضاً أبو نعيم. قلت: أخرجه أحمد عنه، [القائل ابن حجر، ويريد بذلك هذه الطريق التي هنا، وأبو نعيم هو الفضل بن دكين شيخ أحمد]، ورواه عن زمعة أيضاً أبو داود الطيالسي في. مسنده، وأبو أحمد الزبيري، أخرجه ابن ماجة". ومعنى الحديث واضح. ولكن قال أبو داود الطيالسي عقيبه تفسيراً له: "لا يعاقب على ذنبه في الدنيا فيعاقبه عليه في الآخرة"!، وهو تفسير غريب، يَقْسِر اللفظ والسياق على الخروج عن دلالتهما الظاهرة. وقال الخطابي في معالم السنن 4: 118 - 119: "هذا يروى على وجهين من الإعراب، أحدهما: بضم الغين على مذهب الخبر، ومعناه أن المؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يؤتى من ناحية الغفلة، فيخدعَ مرة أخرى وهو لا يفطن بذلك ولا يشعر به، وقيل: إنه أراد به الخداع في أمر الآخرة دون أمر الدنيا، والوجه الآخر: أن تكون الرواية بكسر الغين على مذهب النهي، يقول: لا يخدعن المؤمن ولا يؤتينّ من ناحية الغفلة، فيقع في مكروه أو شرّ وهو لا يشعر، وليكن متيقظاً حذراً، وهذا قد يصلح أن يكون في أمر الدنيا والآخرة معاً". وهذا هو التفسير الجيد المطابق لدلالة اللفظ والسياق. قال الحافظ في الفتح: "قال أبو عبيد: معناه: ولا ينبغي للمؤمن إذا نكب من وجه أن يعود إليه. قلت: وهذا هو الذي فهمه الأكثر، ومنهم الزهري راوي الخبر". ثم قال الحافظ: "قيل: المراد بالمؤمن في هذا الحديث: الكامل الذي قد أوقفته معرفته على غوامض الأمور، حتى صار يحذر مما شيقع. وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مراراً". وانظر شرح القسطلاني على البخاري 9: 64 - 65.

5965 - حدثنا الفَضْل بن دُكَين حدثنا ابن أبي رَوّاد عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان يستلم الركن اليَمَاني والأسود كلَّ طَوافه، ولا يستلم الركنين الآخرين اللذَين يَلِيانِ الحِجرَ. 5966 - حدثنا الفَضْل بن دُكَين حدثنا شَرِيك سمعتُ سَلَمَة ابن كُهَيل يحدِّث عن مجاهد عن ابن عمر قال: كنّا جلوساً عند

_ (5965) إسناده صحيح، ابن أبي روّاد: هو عبد العزيز. والحديث مطول 4686. وانظر 5622، 5945, 5950. قوله "كل طوافه"، في ح ونسخة بهامش م "طَوْفة". وأثبتنا ما في ك م. (5966) إسناده صحيح، شريك: هو ابن عبد الله النخعي القاضي سبق توثيقه 659، ونزيد هنا أنه تكلم فيه بعضهم بغير حجة، إلا أنه كان يخطئ في بعض حديثه، قال يحيى بن معين: "لم يكن شريك عند يحيى- يعني القطان- بشيء، وهو ثقة ثقة"، وقال أبو يعلى: " قلت لابن معين: أيهما أحب إليك: جرير أو شريك؟، قال: جرير، قلت: فشريك أو أبو الأحوص؟، قال: شريك، ثم قال: شريك ثقة، إلا أنه لا يتقن، ويغلط، ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 238 وقال: "سمع أبا إسحق الهمداني وسلمة بن كهيل"، وترجمه في الصغير أيضاً 201 فلم يذكر فيه جرحاً في الكتابين، ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء. سلمة بن كهيل: سبق توثيقه 706، ونزيد هنا قول أحمد: "متقن للحديث"، وقال أبو زرعة: "ثقة مأمون ذكي"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 75. والحديث مضى نحو معناه 5911 من رواية الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وقد أشرنا هناك إلى أن البخاري رواه من طريق الثوري. وقد رواه أيضاً الترمذي 4: 41 من رواية مالك عن عبد الله بن دينار، كما أشرنا في 4508. وانظر 5902 - 5904. قعيقعان: بضم القاف الأولى وكسر الثانية بلفظ التصغير، وهو جبل بمكة، إلى جنوبها بنحو اثني عشر ميلا، فالظاهر عندي من هذا أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حدثهم هذا في حجة الوداع أو في غزوة الفتح، وابن عمر شهدهما كليهما.

الِنبىِ - صلى الله عليه وسلم - والشمسُ على قعيقعانَ بعدَ العصِر، فقال: "ما أعماركم في أعمارِ منْ مضَى إلاَّ كما بقي من اَلنهار فيما مَضى منه". 5967 - حدثنا الفَضْل بن دُكَين حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر قال: سأل عمر رسِولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: تصيبني الجنابة مَن الليل؟، فأمره أن يغسل ذَكَره ويتوضأ وَيرْقدَ. 5968 - حدثنا الفَضْل بن دكَين حدثنا سفيان عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لكل غادرٍ لواءٌ يومَ القيامة يعرف به". 5969 - حدثنا الفَضْل بن دُكَين حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أَسْلم سالَمها الله، وغفَار غَفَرَ الله لها، وعُصية الذين عَصَوُا الله ورسولَه". 5970 - حدثنا الفَضْل بن دكَين حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يقول: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أخْدَع في البيع، فَقال: "إذا بايعتَ فقل: لا خِلابةَ"، فكان الرجل يقوله. 5971 - حدثنا الفَضْل حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يقول: اتَّخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خاتَماً من ذهب، فاتَّخذ الناس خَوَاتيمَ من ذهب، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اتخذت خاتِماً من ذهب فَنَبَذته"، وقاَل:

_ (5967) إسناده صحيح، وهو مكرر 5497، ومطول 5782. (5968) إسناده صحيح، وهومكرر 5915. (5969) إسناده صحيح، وهو مطول 5858. قوله "الذين عصوا"، في م "التي عصت". (5970) إسناده صحيح، وهو مطول 5854. (5971) إسناده صحيح، وهو مكرر 5887

"إني لست ألْبَسه أبداً"، فنبذ الناس خواتيمهم. 5972 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزُّبَير حدثنا هشام، يعني ابن سعد، عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأى رجلاً ساقطاً يَدَه في الصلاة، فقال: "لا تجلسْ هكذا، إنما هذه جِلْسَة الذين يعذبون". 5973 - حدثنا مروان بن معاوية حدثنا عمر بن حمزة العُمَرِي

_ (5972) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 377 موقوفاً، عن هرون بن زيد بن أبي الزرقاء عن أبيه، وعن محمد بن سلمة عن ابن وهب، كلاهما عن هشام بن سعد عن نافع عن ابن عمر: "أنه رأى رجلاً يتكئ على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة- وقال هرون ابن زيد: ساقط على شقه الأيسر، ثم اتفقا- فقال له: لا تجلس هكذا، فإن هكذا يجلس الذين يعذبون". والرفع هنا زيادة من ثقة، وهو أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، وهي زيادة مقبولة عند أهل العلم. ويؤيد رفعه ما سيأتي 6347 من رواية عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: "نهى رسول الله أن يجلس الرجل في الصلاة وهو يعتمد على يديه". وهذا إسناد صحيح جداً، ورواه أبو داود 1: 376 - 377 عن أحمد بن حنبل وآخرين عن عبد الرزاق. وسيأتي مزيد بيان لذلك عند ذلك الإسناد إن شاء الله. قوله "ساقطاً يده": هكذا ثبت في هذه الرواية بتعدية الفعل اللازم، يقال "سقط الشيء يسقط " و"أسقطته أنا". ولم أجد نصاً يؤيد استعمال الثلاثي منه متعدياً. و"اليد" مؤنثة، ولولا ذلك لاحتمل أن يكون "يده، هنا بالرفع فاعلا ,ولم أجد أيضاً ما يدل على تذكير "اليد". (5973) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم بنحوه، فرواه البخاري 4: 340 ومسلم 2: 321 من طريق ابن جُريج عن موسى بن عقبة، والبخاري 5: 12 ومسلم من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن موسى بن عقبة، والبخاري 6: 367 ومسلم من طريق علي ابن مسهر عن عبد الله بن عمر والبخاري 10: 338 عن سعيد بن أبي مريم عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، ثلاثتهم: أعني موسى بن عقبة وعُبيد الله بن عمر وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن نافع عن ابن عمر. ورواه البخاري 4: 369 =

حدثنا سالم بن عبد الله عن ابنٍ عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من استطاع منكم أن يكون مثل صاحبِ فرق الأرْز فليكِن مثلَه"، قالوا: يا رسول الله، وما صحاب فَرَقِ الأرْزِ، قال: "خرج ثَلاثةٌ، فغيمتْ عليهم السماء، فدخلوا غاراً،

_ = ومسلم 2: 321 - 322 من طريق شعيب عن الزهري عن سالم عن أبيه. وقد شرحه الحافظ في الفتح شرحاً وافياً 6: 367: 372، وأشار في آخره إلى رواياته من حديث صحابة آخرين غير ابن عمر. وسيأتي أيضاً عقب هذا من رواية صالح بن كيسان عن نافع. ونقله الحافظ ابن كثير في التاريخ 2: 137 - 138 عن البخاري من طريق عُبيد الله بن عمر، وأشار إلى رواية مسلم من تلك الطريق، ثم قال "وقد رواه الإمام أحمد منفرداً به عن مروان بن معاوية عن عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر عن سالم عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بنحوه". يعني الإسناد الذي هنا، ووقع في ابن كثير "عمرو بن حمزة" وهو خطأ مطبعي ظاهر. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1: 21 - 22 من رواية الشيخين، وكذلك ذكر بعضه فيه 3: 216. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4: 213 ونسبه للشيخين والنسائي وابن المنذر. "بفرق من أرز": الفرق بفتح الفاء والراء: مكيال يسع ستة عشر رطلا، وهي اثنا عشر مداً، أو ثلاثة آصع، عند أهل الحجاز، قاله ابن الأثير. "حتى طبقت الباب عليهم": أي غطته، قال في اللسان: "الطبق: غطاء كل شيء، والجمع أطباق. وقد أطبقه وطبقه فانطبق وتطبق، أي غطاه وجعله مطبقاً". الحلاب، بكسر الحاء وتخفيف اللام: اللبن الذي يحلب، والحلاب أيضاً الإناء الذي يحلب فيه اللبن، وكلا المعنيين محتمل هنا. "يتضاغون": يصيحون ويبكون، يقال: ضغا يضغو ضغواً وضغاءً، إذا صاح وضج. "فسمتها نفسها": من السوم والمساومة، وهو المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها."لا تفض الخاتم إلا بحقه". أي لا تكسر الخاتم، وكنّت بالخاتم عن عذرتها، أرادت أنها لا تحل له أن يقربها إلا بحق ذلك، بتزويج صحيح. قوله "فاجيئهما" في نسخة بهاس م "فجئتهما". وقوله"على يدي"، في م "بيدي" وما هنا هو الذي في ح ك ونسخة بهامش م. وقوله "حتى إذا جلست"، في نسخة بهامش م زيادة "أنا" فيكون "حتى إذا [أنا]، جلست".

فجاءَتْ صخرة من أعلى الجبل حتى طبَّقَتِ البابَ عليهم، فعالجوها، فلم يستطيعوها، فقال بعضهمِ لبعض: لقد وقعتمِ في أمر عظيم، فلْيَدْع كل رجل بأحسنِ ما عَمل، لَعل اللهَ تعالى أن ينجينا من هذا، فقال أحدهمِ: اللهم إنك تعلم أنه كَان لي أبوان شيخان كبييران، وكنت أحلب حلابهما، فأجيئهما وقد ناما، فكنت أبيتَ قائماً وَحلابهما علىٍ يديِ، أكِره أنْ أبدأ بأحد قبلَهما، أوأن أوقظَهما من نومهما، وصبْيَتِي يتضاغوْن حوْلي، فإنْ كنتَ تعلم أني إنما فَعلته من خَشْيَتك فَافْرجْ عنَّا"، قال: "فتحركت الصخرة"، قال: "وقال الثاني: اللهمِ إنك تعلم أنه كانتْ لي ابنة عَم لمِ يكن شيء مما خَلَقْتَ أحبَّ إليَّ منها، فسمتها نَفْسَها، فقالت: لا والله دون مائة دينارٍ، فجمعتها، ودفعتها إليها، حتى إذا جلست منها مَجْلسَ الرجل، فقالت: اتق اللهَ، ولا تَفضَّ الخاتَمَ إلا بحقِّه، فقمت عنها، فإن كنتَ تعلمُ أنَّما فعلته من خشيتك فافْرجْ عنّا". قال: "فزالت الصخرُة حتىٍ بَدَتِ السماء، وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أني كنت استأجرت أجيراً بفرقٍ من أرزٍ، فلمَّا أمسىِ عَرَضْت عليه حَقَّه، فأبَى أن يأخذه، وذهب وتركني، فتحرجْت منه، وثَمَّرته له، وأصلحته، حتى اشتريت منه بَقَراً ورَاعيَها، فلقيني بعد حين، فقال: اتّق الله، وأعطني أجري، ولا تَظْلِمني، فقلت انطلقْ إلي ذلك البقرِ ورَاعيها فخذْها، فقال: اتّق الله، ولا تَسْخر بي، فقلت: أبي لست أسْخَر بك، فانطلَق فاستاقَ ذلك، فإنْ كنتَ تعلم أَني إنما فعلته ابتغاءَ مرضاتِك خشيةً منك فافْرج عنَّا، فَتَدَحْرَجَتِ الصخرة، فخرجوا يمشون". 5974 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح حدثنا نافع أن

_ (5974) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، سبق توثيقه 1404، ونزيد هنا أنه مات سنة 208، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/396، والصغير 229. صالح: هو ابن كيسان وقد سبق توثيقه 1472، ونزيد هنا أنه تابعي ثقة، يروي عن الزهري وهو=

عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "بينما ثلاثة رَهْطٍ يَتَمَاشَوْن، أخذهم المطرُ، فأوَوْا إلى غارٍ في جبل، فبينما هم فيه حَطَّتْ صخرة من الجبل، فأطْبَقَتْ عليهم"، فذكر الحديث مثل معناه. 5975 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جُرَيج سمعت نافعاً يقوِل: قال ابن عمِر: بَعَثَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في قتل الكلاب، فكنتُ فيمن بعَث، فقتلنا الكلاب، حتى وجدنا امرأةً قَدِمت من البادية، فقتلنا كلباً لها. 5976 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جرَيجِ حدثني موسى بن عقْبة عن سالم: أنه حدثه عن رؤيا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في وبَاء المدينة، عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قالِ: "رأيت امرأةً سوداءَ ثائرة الرأس، خرجت من المدينة، حتى أقامتْ بمَهْيَعةَ"، وهي الجحفة، فأولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن وباءَ المدينة نقل إلى الجُحْفَة.

_ = أكبر منه، قال ابن معين: "صالح أكبر من الزهري، سمع ابن عمر وابن الزبير"، وقال أيضاً: "ليس في أصحاب الزهري أثبت من مالك ثم صالح بن كيسان"، وقال مصعب الزبيري: "كان جامعاً من الحديث والفقه والمروءة". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 289. والحديث مكرر ما قبله. ورواه أيضاً مسلم 2: 321 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. قوله "حطت الصخرة" في نسخة بهامش ك "انحطت". فائدة: رواية البخاري 4: 340 التي أشرنا إليها في الإسناد السابق، رواها البخاري عن يعقوب بن إبراهيم عن أبي عاصم عن ابن جُريج عن موسى بن عقبة. فيعقوب شيخ البخاري هذا غير يعقوب بن إبراهيم بن سعد شيخ أحمد. بل هو يعقوب بن إبراهيم ابن كثر الدورقي الحافظ، شيخ أصحاب الكتب الستة، وهومتأخر، مات سنة 252. (5975) إسناده صحيح، روح: هو ابن عبادة. والحديث مضى بنه مختصراً من رواية إسماعيل ابن أمية عن نافع 4744. وانظر 5925. (5976) إسناده صحيح، وهو مكرر 5849.

5977 - حدثنا رَوْح حدثنا حماد بن سَلَمَة عن يونس عن الحسن عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، فيما يَحكي عن ربه تبارك وتعالى، قالِ: "أيُّما عَبد من عبادي خرِج مجاهداً في سبيلي، ابتغاءَ مَرْضاتِي، ضمنْت له أن أَرجعَه بما أصاب من أجرٍ وغَنيمة، وإن قَبَضته أنْ أغفر له وأرحَمَه وأدخلَه الجَنة". 5978 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن عَون عن محمد عن المغيرة بن سَلْمان قال: قال ابن عمر: حفظت من النبي -صلي الله عليه وسلم -عشر صلواتٍ: ركعتيِن قبل صلاة الصبح، وركعتين قبل صلاة الظهر، وركعتين بعد صلاة الظهر، وركعتين بعد صلاة المغرب، وركعتين بعد العِشاء. 979 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا محمد بن مُسْلِم بن

_ (5977) إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد. الحسن. هو البصري. والحديث رواه النسائي 2: 57 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 166، ونسبه للنسائي فقط. وذكره السيوطي في الجامع الصغير 6040، ونسبه لأحمد والنسائي، ورمز له بعلامة الصحة. وذكره المناوي في الأحاديث القدسية رقم 40، ونسبه لهما وللطبراني في الكبير. قوله "من أجر وغنيمة"، هذا هو الثابت في الأصول الثلاثة من المسند وكتاب الأحاديث القدسية، وفي النسائي والترغيب والترهيب والجامع الصغير "من أجر أو غنيمة". (5978) إسناده صحيح، وهو مكرر 739ء بإسناده، ومكرر 5758 من طريق أيوب عن المغيرة. وقد بينا فيهما وفي 5127، 5432 اختلاف النسخ والروايات في اسم والد المغيرة. وهو هنا ثابت "سلمان" في الأصول الثلاثة، وثبت في نسخة بهامش ك "سليمن" بهذا الرسم بحذف الألف. قوله "بعد العشاء" في نسخة بمامش م "بعد صلاة العشاء". (5979) إسناده صحيح، سليمان بن داود. هو أبو داود الطيالسي. محمد بن مسلم بن مهران: هو محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى، وهو ثقة، كما حققنا في =

مِهْرَان، مولى لقريش، سمعت جَدّي يحدث عن ابن عمر: أن رسول الله

_ = 5569، جده: هو أبو المثنى مسلم بن مهران بن المثنى، كما حققنا هناك، وقد ذكره الحافظ في التعجيل 414 قال: "مهران بن المثنى، عن ابن عمر، وعنه حفيده محمد ابن مسلم. فيه نظر، وأظن الصواب فيه: مسلم بن مهران بن المثنى أبو المثنى المؤذن، فإن يكنه فقد مضى ذكره في ترجمة مسلم بن المثنى. قلت [القائل ابن حجر]،: قد جزم المزي بذلك، فلا حاجة لهذا الظن، ويؤيده أن الحديث واحد"، فالحافظ الحسيني أخذ بظاهر هذا الإسناد "محمد بن مسلم بن مهران عن جده". فترجم للجد في اسم "مهران" ثم ظن أن صوابه "مسلم بن مهران"، وأن ترجمة مسلم مضت، يعني في أصل التهذيب. وجزم الحافظ ابن حجر بما تردد فيه الحسيني، وهو الصواب يقينَا، كما سيتبين من تخريج الحديث أيضاً. واسم "مسلم" وقع في التعجيل في هذا الموضع "مسلمة" وهو خطأ مطبعي واضح. والحديث رواه البخاري في الكبير 1/ 1/24 مختصراً، كعادته فيه في الإشارة إلى الأحاديث، قال "حدثنا خليفة قال: حدثنا أبو داود [هو الطيالسي]، قال: حدثنا محمد بن مسلم الكوفي قال: حدثني جدي عن ابن عمر قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - إذا استيقظ أخذ السواك. حدثنا موسى قال: حدثنا محمد بن إبراهيم ابن مسلم بن مهران عن رجل، يعني جده، عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله. قال أبو عبد الله [هو البخاري]: أكثر عليه أصحاب الحديث، فحلف أن لا يسمي جده". فهذا تحقيق دقيق واضح من البخاري يؤيد ما قلنا. وذكره الحافظ الزيلعي في نصب الراية 1: 8، وقال: "رواه أحمد وأبو داود الطيالسي وأبو يعلى الوصلي في مسانيدهم: حدثنا محمد ابن مهران القرشي حدثني جدي أبو المليح عن ابن عمر"!، وفي هذا شيء من الوهم أو الغلط. أما أنه رواه أبو داود الطيالسي، فإنه ثابت هنا من رواية أحمد عنه، وثابت في التاريخ الكبير من رواية البخاري عن خليفة بن خياط عنه. ولكني لم أجده في مسند الطيالسي, فلعله سقط من الأصول التي طبع منها. وأما أن يكون جد "محمد بن مهران" هو "أبو المليح"، فإنه غلط وتخليط لا أصل له، لا ندري من أين جاء!، بل هو أبو المثنى، كما حققنا. وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 263 وقال: "رواه أحمد، وفيه من لم يسم"!، وهو خطأ أيضاً ووهم، فإن هذا الذي يظنه الهيثمي غير =

- صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام إلا والسِّوَاكُ عندَه، فإذا استيقظ بدأ بالسواك. 5980 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا محمد بن مُسْلِم بن

_ = مسمى معروف واضح في الإسناد، ثم لم ينسبه لأبي يعلى، وقد عرفنا من نقل الزيلعي أن أبا يعلى رواه أيضاً. (5980) إسناده صحيح، كالذي قبله. وهو في مسند الطيالسي 1936، ولكن فيه: حدثنا أبو إبراهيم محمد بن المثنى عن أبيه عن جده عن ابن عمر"!، ومحمد بن إبراهيم بن مسلم، كناه شُعبة "أبا جعفر"، ويقال إن كنيته "أبو إبراهيم"، كما ذكرنا في 5569. وأما زيادة "عن أبيه" في نسخة للطيالسي، فإنها خطأ يقيناً من أحد الناسخين؛ لأن إسناد الحديث عن الطيالسي ثابت هنا وفي سنن أبي داود وسنن الترمذي، كما سنذكر، وليس فيه كلمة "عن أبيه" ويظهرأن هذا الخطأ قديم في نسخ الطيالسي لما سيتبين من كلام البيهقي. والحديث رواه أبو داود السجستاني في السنن 1: 490 - 491 عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن أبي داود الطيالسي، ورواه الترمذي 1: 329 عن يحيى ابن موسى ومحمود بن غيلان وأحمد بن إبراهيم الدورقي "وغير واحد" عن أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: "حديث حسن غريب". وقال المنذري 1226: "وأبو المثنى: اسمه مسلم بن المثنى، ويقال: ابن مهران، القرشي الكوفي، مؤذن المسجد الجامع بالكوفة، وهو ثقة". ورواه البيهقي في السنن الكبرى 2: 473 من طريق يونس ابن حبيب عن أبي داود الطيالسي، وهو طريق مسند الطيالسي، والإسناد فيه كالإسناد الذي في مسند الطيالسي، بزيادة "عن أبيه". ثم رواه من طريق سنن أبي داود السجستاني، ثم قال: "هذا هو الصحيح، وهو أبو إبراهيم محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران القرشي، سمع جده مسلم بن مهران القرشي، ويقال: محمد بن المثنى، وهو ابن أبي المثنى, لأن كنية مسلم أبو المثنى، ذكره البخاري في التاريخ. أنبأنا بذلك محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني حدثنا أبو أحمد بن فارس عن محمد ابن إسماعيل، [وهو البخاري]. قال الشيخ [هو البيهقي]: وقول القائل في الإسناد الأول "عن أبيه" أراه خطأ، والله أعلم. رواه جماعة عن أبي داود [يعني الطيالسي]، دون ذكر أبيه، منهم سلمة بن شبيب وغيره. وذكره الحافظ في التلخيص 115 وقال: " أبو داود، والترمذي، وحسنه، وابن حبان، وصححه، وكذا شيخه ابن خزيمة، من حديث =

مهْرَان أنه سمع جَدَّة يحدث عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "رحم اللهُ امرءاً صَلَّى قبل العصر أربعاً". 5981 - حدثنا سليمان بن داود حدِثنا شُعْبة عن سعيد بن عمرو قال: انتهيتُ إلى ابن عمر وقد حَدَّثَ الحديث، فقلت: ما حَدَّث؟، فقالوا: قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "غِفَار غفر الله لها، وأَسْلَم سالمها الله". 5982 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا عبد العزيز. بن صُهَيب عن عبد الواحد البنَانِي قال: كنت مع ابن عمر، فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن إني أشتري هذه الحيطانَ تكونِ فيها الأعناب، فلا نستطيع أن نبيعَها كلَّها عِنباَّ حتى نَعْصُرَهَ، قال: فعن ثمن الخمر تسألني؟!، سأُحدِّثُك حديثاً سمعتُه من رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: كنا جلوساً مع النبي -صلي الله عليه وسلم -، إذْ رَفَع

_ = ابن عمر، وفيه محمد مهران، وفيه مقال، لكن وثقه ابن حبان". وكذلك نسبه الزيلعي في نصب الراية 2: 139 لابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. وانظز شرحنا على الترمذي في رقم 430. (5981) إسناده صحيح، على ما فيه من انقطاع ظاهر. سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص: سبق توثيقه 5017، وهو تابعي سمع ابن عمر وغيره. وهذا الحديث وإن كان منقطع الإسناد إلا أنه في معنى المتصل؛ لأن سعيداً سأل أصحاب ابن عمر حاضري المجلس في المجلس، ومما يستبعد جداً أن يذكروا له غير ما قال ابن عمر، وإلا لردهم ابن عمر وأظهره على خطئهم. ثم الحديث في ذاته صحيح، سبق مراراً مطولاً ومختصراً، بأسانيد متصلة، آخرها 5969. (5982) إسناده صحيح، عبد العزيز بن صهيب البناني البصري الأعمى: ثقه ثقة، كما قال أحمد، قال شعبة: "عبد العزيز أثب من قتادة". "البناني" بضم الباء الموحدة وتخفيف النون الأولى نسبة إلى "بنانة" قبيلة، قيل: كان مولى لهم، وقال الحازمي. "ليس منسوباً إلى القبيلة، وإنما قيل له البناني لأنه كان ينزل سكة بنانة بالبصرة". عبد الواحد البناني: ثقة، ترجمه الحافظ في التعجيل 268، وذكر له هذا الحديث عن ابن عمر، وقال: "روى عنه قيادة وعبد العزيز بن صهيب وأبو التياح يزيد بن حميد وغيرهم. ذكره ابن =

رأسَه إلى السماء، ثم أكَبَّ ونَكَتَ في الأرض، وقال: "الويل لبني إسرائيل"، فقال له عمر: يا نبي الله، لقد أفزِعنا قولك لبني إسرائيلٍ، فقال: "ليسِ عليكم من ذلك بأس، إنهم لما حُرِّمتْ عليهم الشحوم، فَتواطَؤوه فيبيعونه فيأكلونَ ثمنه، وكذلك ثمن الخمر عليكم حرامٌ". 5983 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا حسين، يعني المُعلّمِ، عن ابن بُريدَة حدثني ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يقول إذا تَبوأ

_ = حبان في ثقات التابعين". والحديث في مجمع الزوائد 4: 87 - 88، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الواحد، وقد وثقه ابن حبان". وقال أيضاً: "لابن عمر حديث رواه أبو داود، في النهي عن ثمن الخمر، غير هذا". وهو يشير بذلك إلى الحديث الذي مضى 4787، 5390، 5391، 5716. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس2964.الحيطان، بكسر الحاء: جمع "حائط"، وأصله الجدار؛ لأنه يحوط ما فيه، ثم قيل للأرض المحاط عليها "حائط" و"حديقة"، فإذا لم يحط عليها فهي ضاحية. قوله "إنهم لما حرم عليهم"، في نسخة بهامشي ك م "إنه". قوله "فتواطؤوه"، هو ثابت في الأصول الثلاثة بهذا اللفظ، وهو على حذف خبر "إن"، للعلم به، أي: إنهم لما حرمت عليهم الشحوم احتالوا فتواطؤوه، إلخ. ويحتمل أن يوجه بزيادة الفاء. والأول عندي أعلى وأجود. والفعل "تواطأ" لازم غير متعد، يقال "تواطؤوه على الأمر"، فما هنا يوجه بأنه على تعدية الفعل اللازم، من باب نزع الخافض، وهو كثير يكاد يكون قياسياً، وإنْ أباه بعض العلماء بالعربية. وفي مجمع الزوائد "فيذيبونه"، ولعله لفظ الطبراني. قوله "ثمن الخمر عليكم" في م "عليهم"، وما هنا هو الثابت في ك م، وهو نسخة بهامش م، وهو الصواب الموافق لما في مجمع الزاوئد. (5983) إسناده صحيح، حسين المعلم: هو ابن ذكوان. ابن بريدة: هو عبد الله بن بريدة، ووقع في ح "عن أبي بريدة"، وهوخطأ مطبعي واضح. والحديث رواه أبو داود 4: 473 عن علي بن مسلم عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. قال المنذري: "وأخرجه النسائي" ولم أجده في النسائي، فلعله في السنن الكبرى، ولكن رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم 717 عن أبي عبد الرحمن، وهو النسائي، عن عمرو بن يزيد، وهو الحرمي =

مَضْجَعَه، قال: "الحمد لله الذي كَفَاني، وِآواني، وأطعمني، وسقاني، والذي مَنَّ عليَّ وأفْضَلَ، والذي أعطاني فأَجْزلَ، الحمِد لله على كل حال، اللهم ربَّ كلِّ شيء، ومَلكَ كلّ شيء، وإلهَ كلِّ شيء، ولك كل شيء، أعوذ بك من النار". 5984 - حدثنا عبِدالصمد حدثنا صَخْر، يعني ابِن جُويِرِيَة، عن نافع عن ابن عمر قال: نزل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالناس عامَ تبُوك، نَزَل بهم الحجرَ، عند بيوت ثَمُودَ، فاستسقى الناسُ من الآبار التي كان يشربُ منها ثمود، فَعَجَنوا منها ونَصَبوا القدور باللحم، فأمرهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فأهَرَاقوا القدور، وعَلَفوا العَجين الإبل، ثم ارتحل بهم، حتى نزل بهم علي البئر التي كانت تشرب منهاَ الناقة، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذِّبوا، قال: "إني أخْشَى أن يصيبكم مثل ما أصابهم، فلا تَدخلوا عليهم". 5985 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن علي بن زيد عن

_ = البصري، عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وفي مجمع الزوائد 10: 123 حديث مختصر نحو هذا من حديث بريدة مرفوعاً، ونسبه للبزار، وقال "وفيه يحيى بن كثير أبو النضر، وهو ضعيف". قوله "وملك كل شيء"، وفي نسخة بهامش م "ومالك". (5984) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 279 ومسلم 2: 389 مختصراً، من طريق عُبيد الله عن نافع، ليس فيه عندهما "ونهاهم" إلخ. ورواه البخاري قبله مختصراً أيضاً من رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وقد مضى مراراً النهي عن الدخول على هؤلاء القوم إلا باكين، آخرها 4561. ونقله السيوطي في الدر المنثور 4: 104 مطولاً، بنحو الرواية التي هنا، ونسبه لابن مردويه فقط، فقصر جداً، خشية أن يظن من لم يعلم أن هذه القصة ليست في الكتب الستة، وهي في الصحيحين بمعناها. عمدة التفسير 5: 73 (الأعراف). (5985) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. والحديث في مجمع الزوائد 7: 332 ونسبه لأحمد، ولم يذكر له علة. وقد أشرنا إليه في 5694. وانظر 5695، 5808.المختار: هو ابن أبي عبيد الثقفي الكذاب, ضال مضل، كان يزعم أن جبرئيل ينزل عليه!، =

يوسف بن مهْرَانَ عن عبد الله بن عمر: أنه كان عنده رجل من أهل في الكوفة، فجعَل يحدِّثه عن المختار، فقال ابن عمر: إنْ كان كما تقول فإني سمعت رسول الله يقول: "إن بين يدي الساعة ثلاثين دجّالاً كَذَّاباً". 5986 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد حدثنا ثابت عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال لرجل: "فعلتَ كذا وكذا؟ "، فقال: لاوالذي لا إله إلا هو يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -ما فعلتُ، قال: "بلى قد فعلتَ، ولكن غفر لك بالأخلاص". 5987 - حدثنا أزْهَر بن سعد أبو بكر السَّمّان أخبرنا ابن عَوْن

_ = وكان ممن خرج مع الحسن بن علي، ثم صار مع عبد الله بن الزبير، فولاه الكوفة، فغلب عليها وخلع عبد الله بن الزبير، ودعا للطلب بدم الحسين بن علي. وانتهى أمره إلى أن توجه إليه مصعب بن الزبير، فقتله وقتل أصحابه، سنة 67. ويقال إنه الكذاب المشار إليه في قوله - صلى الله عليه وسلم -:"إن في ثقيف مبيراً وكذاباً"، وهو الحديث الذي مضى 4790، وأشرنا إلى هذا هناك. وانظر ترجمته في لسان الميزان 6: 6 - 7. وأخباره مفصلة في تاريخ ابن كثير 8: 287 - 292، وتاريخ الإسلام للذهبي 2: 372 - 381. (5986) إسناده ضعيف، لانقطاعه، إذ لم يسمعه ثابت البناني من ابن عمر. وهو مكرر 5380. وقد فصلنا القول في تعليله في 5361، وأشرنا إلى هذا هناك. ونزيد هنا أن الحديث في مجمع الزوائد 10: 83 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، ورجالهما رجال الصحيح، إلا أن حماد بن سلمة قال: لم يسمع ثابت هذا من ابن عمر، بينهما رجل". وكلمة حماد هذه مضت في 5361. (5987) إسناده صحيح، ورواه البخاري 13: 39 عن علي بن المديني عن أزهر السمان، بهذا الإسناد، وكذلك رواه الترمذي 4: 381 عن بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان عن جده أزهر. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، من حديث ابن عون. وقد روي هذا الحديث أيضاً عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". ورواه البخاري أيضاً 2: 432 - 433 من طريق حسين بن الحسن عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر، بنحوه، لم يذكر فيه رفعه إلى رسول الله. قال الحافظ: "هكذا وقع في هذه الروايات التي اتصلت لنا [يعني روايات نسخ البخاري]، بصورة الموقوف: عن =

عن نافع عن ابن عمر أن النبيِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يَمننا"، قالوا: وفي نجْدنا، قال: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا"، قالوا: وفي نجدنا، قال: "هنالك الزلازل والفتن، منها"،

_ = ابن عمر قال: اللهم بارك، لم يذكر النبي -صلي الله عليه وسلم -. وقال القابسي: سقط ذكر النبي -صلي الله عليه وسلم -من النسحة، ولا بد منه، لأن مثله لا يقال بالرأي. انتهى". ثم قال الحافظ: "رواه أزهر السمان عن ابن عون مصرحاً فيه بذكر النبي -صلي الله عليه وسلم -، كما سيأتي في كتاب الفتن". وعندي أنه ليس اختلافاً بين الرواة في رفعه ووقفه، بل هو إما سهو من أحد رواة الصحيح أو ناسخيه، سقط منهم رفع الحديث، كما ذهب إليه القابسي، وإما اختصار من أحد الرواة، اكتفاء بلفظ "قال" دون ذكر القائل، للعلم به بداهة. لأن سياق هذه الرواية التي ظاهرها الوقف لا يصلح معه ن تكون موقوفة قط.، فضلاً عن أنه من الغيب الذي لا يقوله الصحابي برأيه. وسياق هذه الرواية: "عن نافع عن ابن عمر" قال: قال: اللهم بارك لنا في شأمنا وفي يمننا، قال: قالوا: وفي نجدنا، فقال: قال: اللهم بارك لنا في شأمنا وفي يمننا، قال: قالوا: وفي نجدنا، قال: هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان". فهذا من البين الواضح أنه "عن ابن عمر قال" أي ابن عمر، "قال" أي النبي -صلي الله عليه وسلم -، ثم ساق السياق الدال على ذلك في السؤال والجواب، لا ريب في ذلك. ثم ذكر الحافظ في الفتح 3: 39 عند الرواية المرفوعة، رواية أزهر السمان، ما رواه الترمذي، ثم قال: "ومثله للإسماعيلي من رواية أحمد بن إبراهيم الدورقي عن أزهر. وأخرجه من طريق عُبيد الله ابن عبد الله بن عون عن أبيه كذلك". وقد مضى الحديث بنحوه من وجه آخر 5642. وانظر 5428، 5905. قوله "وفي نجدنا" إلخ، قال الحافظ في الفتح 13: 39: "قال الخطابي: القرن الأمة من الناس يحدثون بعد فناء آخرين، وقرن الحية: أن يضرب المثل فيما لا يحمد من الأمور. وقال غيره: كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر، فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الفتنة تكون من تلك الناحية، فكان كما أخبر، وأول الفتن كان من قبل المشرق، فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين، وذلك بما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة. وقال الخطابي: نجد: من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهل المدينة. وأصل النجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور، فإنه ما انخفض منها، وتهامة كلها من الغور، ومكة من تهامة. انتهى. وعرف بهذا وهاء ما قاله الداودي أن نجداً من ناحية العراق، فإنه توهم أن نجداً موضع=

أو قال: "بها يَطْلُع قرن الشيطان". 5988 - حدثنا إسحق بن سليمان قال: سمعت خنظلة يذكر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من الفطرْة حَلْق العانة، وتقليم الأظفار، وقصُّ الشارب"، وقال إسحق مرةً: "وقصُّ الَشوارب". 5989 - حدثنا أبو جعفر المدائني أخبرنا مبارك بن فَضَالة عن

_ = مخصوص، وليس كذلك، بل كل شيء ارتفع بالنسبة إلى ما يليه سمى المرتفع نجداً، والمنخفض غوراً". (5988) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 295 عن أحمد بن أبي رجاء عن إسحق بن سليمان، بهذا الإسناد. وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، ووقع في الفتح في هذا الموضع "هو ابن سفيان الجمحي"، وهو خطأ مطبعي، صوابه "ابن سفيان". العانة: منبت الشعر فوق القبل من المرأة، وفوق الذكر من الرجل، والشعر النابت عليهما يقال له "الشعرة"، بكسر الشين المعجمة وسكون العين وفتح الراء. (5989) إسناده ضعيف، لانقطاعه، ولكنه صحيح ثابت في ذاته، كما سنبين ذلك. أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر الرازي البزاز، من شيوخ أحمد، وهو ثقة، ففي التهذيب: "قال مهنأ عن أحمد: لا بأس به"، وكذلك قال الآجري عن أبي داود، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال العقيلي في الضعفاء: "قال ابن حنبل: ذاك الذي بالمدائن، محمد بن جعفر، سمعت منه، ولكن لم أرو عنه قط!، ولا أحدث عنه بشيء أبداً!! "، هكذا قال العقيلي فيما نقل عنه في الميزان والتهذيب، وهو خطأ يقيناً، فقد روى عنه أحمد وحدث، في المسند كثيراً، منه هذه الحديث، ومنه ما سيأتي 8698 - 8702، 13331، 13332، 14845، 15314، وقد رجحنا توثيقه بأن البخاري ترجمه في الكبير 1/ 1/ 58 ولم يذكر فيه جرحاً, ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له مسلم حديثاً في صحيحه 1: 214 من حديث جابر بن عبد الله، وهو أحد الأحاديث التي أشرنا إلى رواية أحمد إياها عنه 14845. مبارك بن فضالة: سبق توثيقه وأنه يدلس 1426، فهذا الحديث مما دلس في إسناده، بدلالة الإسناد التالي، الذي فيه ذكر أنه يرويه عن عبيد الله بن عمر عن عبد الله ابن دينار، فدلس في هذا وحذف "عُبيد الله بن عمر". ومبارك ترجمه البخاري في =

عبد الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر حدثه قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن القَزَع. 5990 - [قال عبد الله بن أحمد]: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني حسين قال حدثنا المبارك عنِ عُبيد الله بن عمر أن عبد الله بن دينار حدثه أن عبد الله بن عمر حدثه قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن القَزَع. 5991 - حدثنا عبد الله بن الحرث حدثني خنظلة عن سالمِ بن عبد الله عن عبد الله بن عمر: أنه كان يكره العَلَم في الصورة، وقال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن ضرب الوجه. 5992 - حدثنا حسن بن موسى أخبرنا ابن لَهِيعة عن أبي النَّضر

_ = الكبير 4/ 1/426، وذكر أنه سمع عُبيد الله بن عمر. والحديث في ذاته صحيح، سبق مراراً بأسانيد صحيحة، منها 5550 من رواية ورقاء عن ابن دينار. وانظر 5846. (5990) إسناده صحيح متصل، كما بينا في الإسناد الذي قبله. (5991) إسناده صحيح، وهو مطول 4779. ومعنى الحديث: كراهة الوسم في الوجه، فالصورة هنا: الوجه، والحلم: الوسم، قال ابن الأثير: "كره أن تعلم الصورة، أي يجعل في الوجه كي أو سمة". ولم أجد هذا الحديث في موضع آخر. ومعناه ثابت في صحيح مسلم 2: 174 من حديث جابر: "نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه". ثم وجدته عند البخاري 9/ 579 (فتح) عن عُبيد الله بن موسى عن حنظلة عن سالم عن ابن عمر. (5992) إسناده صحيح، أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية المدني، سبق توثيقه 1404، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 112. والحديث بهذا اللفظ لم أجده في غير هذا الموضع. ونقله الحافظ في تلخيص الحبير 359 والسيوطي في الجامع الصغير 8216، وكلاهما نسبه للمسند فقط. ونقل السيوطي في الدر المنثور 2: 317 نحوه عن ابن عمر مرفوعاً، وزاد في آخره: "وأنهاكم عن كل مسكر"، ونسبه لابن مردويه فقط.=

حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "من الحِنْطة خمر، ومن التمر خمر، ومن الشعير خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العسل خمر". 5993 - حدثنا إبراهيم بن إسحق حدثنا ابن المبارك عن عمر بن

_ = وروى أحمد في كتاب "الأشربة" ص 29 عن محمد بن جعفر عن شُعبة عن عبد الله ابن أبي السفر عن الشعبي عن ابن عمر أنه قال: "الخمر من خمسة: من الزبيب والتمر والشعير والبر والعسل". وهذا موقوف يؤيد هذا المرفوع، وإسناده صحيح. وروى البخاري 8: 208 من حديث الشعبي عن ابن عمر قال: "سمعت عمر على منبر النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: أما بعد، أيها الناس، إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل"، ورواه أيضاً بنحوه كذلك10: 30. ورواه أيضاً أبو داود 4: 364 عن أحمد بن حنبل مطولاً، وكذلك رواه الإِمام أحمد في كتاب (الأشربة) ص 61. ورواه ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وغيرهم، كما في الدر المنثور 2: 318. وهو في المنتقى 4713 وقال: "متفق عليه"، وهو في اصطلاحه يدل على أنه رواه أحمد في المسند، ولكني لم أجده فيه في مسند عمر ولا في مسند عبد الله بن عمر. وقد يكون في موضع آخر من المسند، ولعلي واجده إن شاء الله. والمعنى واحد، وهي روايات يؤيد بعضها بعضاً، ولا نضرب بعضها ببعض. (5993) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 361 - 362 عن معاذ بن أسد عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، نحوه. ورواه مسلم 2: 354 من طريق ابن وهب عن عمر بن محمد بن زيد، بنحوه. قال الحافظ في الفتح: "قال القاضي أبو بكر بن العربي: استُشكل هذا الحديث لكونه يخالف صريح العقل, لأن الموت عرض، والعرض لا ينقلب جسماً، فكيف يذبح؟!، فأنكرت طائفة صحة هذا الحديث ودفعته، وتأولته طائفة، فقالوا: هذا تمثيل، ولا ذبح هناك حقيقة" إلخ!!، وكل هذا تكلف وتهجم على الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وليس لنا إلا أن نؤمن بما ورد كما ورد، لا ننكر ولا نتأول. والحديث صحيح، ثبت معناه أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري، ومن حديث أبي =

محمد بن زيد حدثني أبي عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "إذا صار أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، جيءَ بالموت حتى يوقَفَ بين الجنة والنار، ثم يذبحِ، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة، خلودٌ لا موت، يا أهل النار، خلود لا موت، فازداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، وازداد أهل النار حزناً إلى حزنهم". 5994 - حدثنا يونس حدثنا فلَيح عن سعيد بن الحرث أنه سمع

_ = هريرة عند ابن ماجة وابن حبان. وعالم الغيب الذي وراء المادة لا تدركه العقول المقيدة بالأجسام في هذه الأرض، بل إن العقول عجزت عن إدراك حقائق المادة التي في متناول إدراكها، فما بالها تسمو إلى الحاكم على ما خرج من نطاق قدرتها ومن سلطانها؟!، وها نحن أولاء في عصرنا ندرك تحويل المادة إلى قوة، وقد ندرك تحويل القوة إلى مادة، بالصناعة والعمل، من غير معرفة بحقيقة هذه ولا تلك. وما ندري ماذا يكون من بعد، إلا أن العقل الإنساني عاجز وقاصر. وما المادة والقوة، والعرض والجوهر، إلا اصطلاحات لتقريب الحقائق. فخير للإنسان أن يؤمن وأن يعمل صالحاً، ثم يدع ما في الغيب لعالم الغيب، لعله ينجو يوم القيامة. {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}. (5994) إسناده صحيح، سعيد بن الحرث بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري قاضي المدينة: تابعي ثقة، قال ابن معين: "مشهور"، ووثقه يعقوب بن سفيان، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 424، وقال: "قاضي أهل المدينة"، ووصف في التهذيب بأنه " القاص"، وهو خطأ ناسخ أو طابع، فقد ذكر مصحح التاريخ الكبير بأنه في كتاب ابن أبي حاتم وتهذيب المزي كما في تاريخ البخاري، وأن ابن حبان قال في الثقات: "ولي القضاء بالمدينة". والحديث مطول 5275، 5592، ولكن ذينك من رواية عبد الله بن مرة عن ابن عمر. وقد رواه البخاري 11: 499 - 502 عن يحيى بن صالح عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. ثم رواه أيضاً مختصراً كالروايتين السابقتين من طريق الثوري عن منصور عن عبد الله بن مرة. ورواه مسلم 2: 12 من رواية الثوري عن عبد الله بن دينار =

عبد الله بِنِ عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن النذر لا يقَدِّم شيئاً ولا يؤَخِّره، وإنما يسْتخْرج بالنذر من البخيل". 5995 - حدثنا يحيى بن إسحق أخبرنا يونس بن القاسم الحنفي، يمامي، سمعت عكْرمة بن خالد المخزومي يقول: سمعت ابن عمرِيقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من تعظَّم في نفسه، أو اختال في مشيتِهِ، لقيَ الله وهو عليه غضبان".

_ = عن ابن عمر، مطولاً، كرواية سعيد بن الحرث هذه. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 304 من طريق المعافى بن سليمان الحراني عن فليح، بهذا الإسناد، بأطول من هذا، فيه قصة، وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة". وأشار الحافظ في الفتح إلى رواية الحاكم، وزعم أنه وهم في استدراكه!، والحاكم قصد إلى استدراك القصة التي اختصرها الشيخان، فما كان فيه واهماً. وأشار الحافظ أيضاً إلى أنه رواه ابن حبان في صحيحه "من طريق زيد بن أبي أنيسة، متابعاً لفليح بن سليمان، عن سعيد ابن الحرث". (5995) إسناده صحيح، يحيى بن إسحق البجلي السيلحيني: سبق توثيقه 669، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 259. يونس بن القاسم الحنفي اليمامي: ثقة، وثقه ابن معين والدارقطني وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 410. والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد 81 عن مسدد عن يونس بن القاسم، بهذا الإسناد، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد1: 98 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وذكره السيوطي في الجامع الصغير 8598 ونسبه لأحمد والأدب المفرد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 204 وقال: "رواه الطبراني في الكبير، واللفظ له، ورواته محتج بهم في الصحيح، والحاكم بنحوه، وقال: صحيح على شرط مسلم". قوله "أو اختال"، في الجامع الصغير "واختال" بالواو، وما هنا هو الثابت في الأصول الثلاثة والأدب المفرد ومجمع الزوائد. وقوله "مشيته"، في م "مشيه"، وما أثبتنا أجود، وهو الذي في ح ك وسائر المراجع.

5996 - حدثنا هرون بن معروف حدثنا عبد الله بن وَهب أخبرني عمرو بن الحرث أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته ولكنهما آية من آيات الله، فإذا رأيتموهما فصلُّوا". 5997 - حدثنا هرون حدثنا عبد الله بن وَهب أخبرني أسامة بن زيد عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يدعو على رجالٍ من المشركين، يسميهم بأسمائهم، حتى أنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}، فترك ذلك. 5998 - حدثنا هرون بن معروف حدثنا عبد الله بن وَهب قال:

_ (5996) إسناده صحيح، وهو مكرر 5883 بهذا الإسناد. (5997) إسناده صحيح، وهو مكرر 5674، 5812، 5813 بنحوه. (5998) إسناده صحيح، حيوة: هو ابن شريح، سبق توثيقه 2899. أبو عثمان: هو الوليد بن أبي الوليد مولى عبد الله بن عمر، سبق تفصيل. ترجمته في 5721، وسنزيده تفصيلاً فيما سيأتي. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 174 وقال: "رواه أحمد، وفيه أبو عثمان العباس بن الفضل البصري، وهو متروك"؛ وحقاً إن "العباس بن الفضل البصري الأزرق أبا عثمان" متروك، ضعفه ابن معين جداً، بل قال: "كذاب خبيث"، وقال البخاري في الكبير 4/ 1/5 - 6: "ذهب حديثه"، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3، 2131: "سمعت أبي يقول: ذهب حديثه. وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا". ولكنه ليس "أبا عثمان" راوي هذا الحديث. فقد أشار الحافظ في الفتح 12: 376 - 377 عند شرح رواية البخاري للحديث الماضي في المسند 5711 - إلى هذا الحديث، فقال: أخرجه أحمد من طريق حيوة عن أبي عثمان الوليد بن أبي الوليد المدني عن عبد الله بن دينار، به، وأتم منه، ولفظه: أفرى الفرى من ادعى إلى غير أبيه، وأفرى الفرى من أرى عينيه ما لم تر، وذكر ثالثة. وسنده صحيح". ثم زاده الحافظ تفصيلاً وبياناً في التعجيل 503 - 504 قال: "أبو عثمان عن عبد الله بن دينار، وعنه =

قال حيوة، أخبرني أبو عثمان أن عبد الله بن دينارأخبره عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "أَفْرَى الفِرَى من ادَّعىِ إلىِ غير أبيه، وأفْرَى الفِرَى من أرَى عينيه في النوم ما لم ترى، ومن غير تخوم الأرض". 5999 - حدثنا يعقوب حدثني أبي عن ابن إسحق حدثني أبي

_ = حيوة. قلت [القائل الحافظ]: لم يذكره الحسيني فأجاد، وهو معروف الاسم والحال. ووقع مسمى في نفس المسند، قال أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، [هو عبد الله بن يزيد] حدثنا حيوة، هو ابن شريح حدثنا أبو عثمان الوليد عن عبد الله بن دينار، فذكر حديث ابن عمر في أبر البر، [يريد الحديث 5721]. فالوليد هو ابن أبي الوليد المدني، واسم أبي الوليد عثمان المدني، وقد أخرج مسلم الحديث المذكور من طريق سعيد بن أبي أيوب عن الوليد بن أبي الوليد، به، وفيه قصة لابن عمر، [صحيح مسلم 2: 277 كما أشرنا في شرح 5721]، وأخرجه الترمذي أيضاً من طريق ابن المبارك عن حيوة ابن شريح كذلك، [الترمذي 3: 117]، وقد وهم شيخنا الهيثمي في أبي عثمان هذا، فقال في مجمع الزوائد [7: 174]، بعد أن أخرج حديث ابن عمر رفعه: أفرى الفرى [يريد هذا الحديث 5998]: رواه أحمد، وفيه أبو عثمان العباس بن الفضل الأنصاري، وهو متروك، انتهى. ولم يأت على هذه الدعوى بدليل، فإن حيوة أكبر من العباس، والعباس وإن كان يكنى أبا عثمان لكنه لم يسمع من عبد الله بن دينار ولا أدركه!، والعجب من إغفاله من نفس المسند تسمية أبي عثمان بالوليد!، ومن جزمه بأنه العباس!، ولكن عذره أن تسميته إنما وقعت في الحديث الآخر الذي أخرجه مسلم، لا في هذا الحديث، فكأنه جوز أن يكون غيره". وهذا تحقيق بديع جداً من الحافظ ونفيس. وانظر 5711 , 5740، وانظر أيضاً 855 في مسند علي. وقوله "ما لم ترى"، هكذا رسم في ك م، وفي ح "تريا"، وهي نسخة بين السطور في ك. (5999) إسناده صحيح، عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبي: تابعي ثقة، ذكره البخاري وأبو حاتم وابن حبان في التابعين، ولد في حياة رسول الله، ولذلك ترجمه الحافظ في الإصابة 5: 64 - 65 في هذه الطبقة، واستدرك على من أخطأ =

إسحقُ بنُ يَسار عن عبد الله بن قَيس بن مَخْرَمَةَ قال: أقبلتُ من مسجد بني عمرو بن عوف بقُباءَ على بغلة لي، قد صليتُ فيه، فلقيتُ عبد الله بن عمر ماشياً، فلما رأيتُه نزلتُ عن بغلتي، ثم قلت: اركبْ أي عَمِّ، قال: أي ابنَ أخي، لو أردت أن أركب الدِواب لوجدتها, ولكني رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي إلى هذا المسجد حتى يأتي فيصلي، فيه، فأنا أحب أن أمشي إليه كما رأيتُه يمشي، قال: فأبى أن يركب، ومضي، على وَجْهِه. 6000 - حدثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبَيري حدثنا كَثير ابن زيد عن نافع قال: كان عبد الله بنِ عمر إذا جلس في الصلاة وضع يدَيه على ركبتيه، وأشار بإصبعه، وأتْبَعَها بصَرَه، ثم قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لَهي أشَدُّ على الشيطان من الحديد"، يعني السبابة. 6001 - حدثنا عثمان بن عمرأخبرني مالك عن قَطَن بن وَهب

_ = فذكره في الصحابة، ووثقه النسائي وغيره. وقد مضى مراراً، معنى الحديث المرفوع، آخرها 5860، ولكني لم أجده بهذا السياق ومن هذا الوجه في موضع آخر. (6000) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 140 وقال: "رواه البزار وأحمد، وفيه كثير ابن زيد، وثقه ابن حبان وضعفه غيره". وكثير بن زيد سبق توثيقه 1529. وانظر 5421. (6001) إسناده صحيح، قطن بن وهب: سبق توثيقه 5372 واسم جده "عويمر"، كما ذكرنا هناك، وكما هو ثابت هما. ووقع في الموطأ 3: 83 "عمير"، وكذلك في شرح الباجي على الموطأ 7: 188: والزرقاني 4: 58، وقال الزرقاني: "وفي نسخة عويمر". وهذا خطأ، فإن السيوطي حين ترجمه في إسعاف المبطأ لم يذكر إلا الصواب "عويمر"، وكذلك لم يذكر الخلاف فيه القاضي عياض في مشارق الأنوار، وكذلك ثبت على الصواب في مخطوطة الشيخ عابد السندي من الموطأ، وكذلك في إسناد هذا الحديث في صحيح مسلم 1: 338، ولم يذكر في التهذيب قولاً آخر في اسم "عويمر" جد قطن هذا، فالطاهر عندي أنه تحريف وقع في بعض نسخ الموطأ التي لم يرها كبار الحافظ والشراح.

ابن عُوَيْمر عن يُحَنَّس عن ابن عمر أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "لا يَصْبِرُ أحدٌ على لاوائها وشدَّتها إلا كنتُ له شهيداً" أو "شفيعاً يوم القيامة". 6002 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا الحسين، يعني المعلِّم قال: قال لي يحيى: حدثني أبو قلابة حدثني سالم بن عبد الله بن عمر قال: حدثني عبد الله بنِ عمِر قال: قَال لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ستخرج نارٌ قبل يوم القيامة من بحر حضرموت، تَحْشُرُ الناسَ"، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟، قال: "عليكم بالشأم". 6003 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا ليث حدثني نافع عن عبد الله أنه قال: قام رجل فقال: يا رسول الله، ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الإحرام؟، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تلبسوا القُمُصَ، ولا السراويلات، ولا العمائم، ولا البَرَانس، ولا الخفَاف، إلا أن يكون أحدٌ ليستْ له نعلان، فلْيَلْبَسِ الخفينِ ما أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا شيئاً من الثياب مَسَّه الوَرْسُ ولا الزَّعْفران، ولا تنتَقِبُ المرأةُ، ولا تلبسُ القُفازين". 6004 - حدثنا هاشم حدثنا ليث حدثني نافع: أن عبد الله كان يُنِيخ بالبَطْحاء التي بذي الحُلَيفة، التي كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يُنيِخ بها ويصلي بها. 6005 - حدثنا هاشم [ابن القاسم]، حدثنا ليث حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر أنه قال: حلَق رسول الله، وحلق طائفة من أصحَابه، وقصَّر بعضُهم، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "رحم الله المحلِّقين"، مرةً أو مرتين، ثم

_ (6002) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن أبي كثير. والحديث مكرر 5738. (6003) إسناده صحيح، وهو مكرر 4868 بنحوه، ومطول 4740، 5472، 5906. (6004) إسناده صحيح، وهو مكرر 5922. (6005) إسناده صحيح، وهو مختصر 5507 بنحوه. وانظر 5623.

قال: "والمقصِّرين". 6006 - حدثنا هاشم حدثنا ليث حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا تَبَايع الرجلانِ فكلُّ واحدٍ منهما بالخيار ما لم يتفرقا، فكانا جميعاً، ويخير أحدهما الآخر، فإن خيَّر أحدهما الآخر فتبايعا على ذلك وَجَب البيع، وإن تفرقا بعد أن تبايَعَا ولم يترك واحدٌ منهما البيعَ فقد وجب البيع". 6007 - حدثنا هشام حدثنا ليث حدثنا نافع عن عبد الله: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - اصطنع خاتَماً من ذهب، وكان يجعل فَصَّه في باطن كفه إذا لبسه، فصنع الناسُ، ثم إنه جلس على المنبِرِ فنزعه، فقال: "إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصَّه من داخل"، فرمى به، ثم قال: "والله لا ألبسه أبداً"، فَنَبَذَ الناس خواتيمهم. 6008 - حدثنا هاشم حدثنا الِليث حدثني نافع عن عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "صلاة الليل مثنى مثنَى، فإذا خفتَ الصبحَ فأوِتر بواحدة، واجعلْ آخرَ صلاتك وتراً".

_ (6006) إسناده صحيح، ورواه البخاري 4: 279 عن قتيبة بن سعيد، ومسلم 1: 447 عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد بنحوه. وقد مضى نحو معناه مختصراً، 5130، 5158، 5418. قوله "ويخير"، في نسخة بهامشي ك م "أو يخير"، وهي الموافقة لما في الصحيحين، وقوله "وإن تفرقا بعد أن تبايعا" إلخ، سقط من م، وهو سهو من الناسخ يقيناً، وهو ثابت في ح ك وفي الصحيحين. ذكره ابن كثير 2: 413 مختصراً، دون ذكر الصحابي, ثم إنه جعله (لفظ البخاري) ولا وجه للتخصيص فكذلك هو لفظ مسلم. (6007) إسناده صحيح، وهو مطول 5971. (6008) إسناده صحيح، وهو مطول 5937، 5794.

6009 - حدثنا هاشم حدثنا الليث حدثنا نافع عن عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "الرؤيا الصالحةُ جزءٌ من سبعين جزء من النبوّة". 6010 - حدثنا هاشم حدثنا جِسْر حدثنا سَلِيطٌ عن ابن عمر

_ (6009) إسناده صحيح، وهو مكرر 5104. (6010) في إسناده نظر وبحث، والراجح عندي أنه إسناد ضعيف. جسر: هو ابن فرقد أبو جعفر القصاب، فيما أرجح، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 245 برقم 2343، قال "عن الحسن، وليس بذاك"، وكذللث قال في الضعفاء ص 7، وله ترجمة في الميزان 1: 184 - 185 برقم 1441 وفيها أن ابن معين قال: "ليس بشيء"، وله ترجمة في لسان الميزان 2: 104 - 105، وذكره النسائي في الضعفاء ص 8 وقال: "ضعيف". وهناك آخر اسمه "جسر بن الحسن اليمامي" له ترجمة في التهذيب 2: 78 - 79 يروي عن نافع وغيره، وهو من هذه الطبقة أيضاً، اختلط الأمر فيه على الحافظين: المزي وابن حجر، فخلطا شيوخهما والرواة عنهما وكلام أهل الجرح والتعديل فيهما، ثم زاد الحافظ ابن حجر الأمر إيهاماً وتغليظاً فقال في آخر الترجمة: "والقول الثاني الذي حكاه المؤلف [يعني المزي]، عن النسائي يحتمل أن يكون في جسر بن فرقد، ويحتمل أن يكون في هذا!، وقرأت بخط مغلطاي أنه رواه في كتاب التمييز في نسخة قديمة: جسر ابن فرقد. وذكره ابن حبان في الثقات، [يعني جسر بن الحسن]، وقال: ليس هذا بجسر القصاب، ذاك ضعيف، وهذا صدوق"!، وهو يريد بقولي النسائي ما حكاه في التهذيب: "وقال النسائي: ضعيف، وقال في موضع آخر: جسر ليس بثقة ولا يكتب حديثه"، فأوهم عمل الحافظ وكلامه أنهما شخص واحد، مرة، وأنهما اثنان، مرة أخرى، ثم استمر هذا الإيهام على الوجهين، فترجم لجسر بن فرقد في لسان الميزان، كما ذكرنا، فهو أمارة أنه عنده غير "جسر بن الحسن"، كشرطه في ذلك الكتاب، ولم يترجم له في التعجيل، فأوهم أنه عنده هو "جسر بن الحسن" المترجم في التهذيب. وهما اثنان يقيناً لا شك فيه، فرق بينهما البخاري في الكبير، فترجم لجسر بن الحسن 1/ 2/ 244 برقم 2342 قبل ترجمة الآخر، وذكر أنه "سمع نافعاً وروى عنه الأوزاعي وعكرمة بن عمار"، ولم يذكر فيه جرحاً، فهو أمارة أنه ثقة عنده، ثم لم يذكره في =

قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا احسَسْتم بالحمى فأَطفِؤُوها بالماء البارد".

_ = الضعفاء كما ذكر الآخر "جسر بن فرقد" فيما بينا آنفا. وفرق بينهما النسائي فرقاً واضحاً، فذكرهما في الضعفاء ص 8 وفصل بينهما بأربعة تراجم، وضعفهما كليهما، قال في كل منهما: "ضعيف"."جسر" بكسر الجيم، قال الذهبي في المشتبه 109: "جسر، بالفتح، عِدة، وقال ابن دريد: صوابه بالفتح لكن المحدثون يكسرونه، ومنهم جسر بن فرقد وغيره"، وذكر صاحب القاموس عدة ممن اسمه"جسر"، منهم هذان المترجمان هنا، وأنهم بكسر الجيم كما قال بعض المحدثين، ثم قال: "والصواب في الكل الفتح"، زاد شارحه: كما قاله ابن دريد، ونقله الحافظ في التبصير". وإنما رجحت هنا ضبطه بالكسر. فقط, لأنها رواية المحدثين، والعبرة في الأسانيد وضبط الأعلام بالرواية, لا بأقوال اللغويين وتحكمهم دون دليل، وكثير من الأعلام مرتجل لا يدخل تحت قواعد الاشتقاق. سليط، بفتح السين المهملة وكسر اللام: لم نستطع الجزم من هو سليط هذا؟، ولكنه على كل حال تابعي ثقة، فإن البخاري ترجم في الكبير في اسم "سليط" ترجمتين جزم في كل منهما بأن صاحبها "سمع ابن عمر"، وهما "سليط بن عبد الله ابن يسار المكي" 2/ 2/ 192 برقم 2446، و"سليط بن سعد" ص 193 برقم 2451، ولم يذكرفيهما جرحاً، وفي التهذيب 4: 163 - 164 ترجمة "سليط بن عبد الله الطهوي"، وأنه "روى عن ابن عمر وذهيل بن عوف بن شماخ الطهوي"، وأنه روى عنه حجاج بن أرطأة وجسر بن فرقد، وأنه ذكره ابن حبان في الثقات، قال الحافظ بعد ذلك: "قال البخاري: سليط بن عبد الله عن ذهيل، وعنه حجاج، إسناد محهول، انتهى. وفي روايته عن ابن عمر نظر، وإنما يروي عنه الذي بعده، [يعني الترجمة التي سنذكرها بعد هذا]، كذا ذكر البخاري وابن حبان، والله أعلم. ويؤيده أن الراوي عنه عن ابن عمر اسمه خالد، وقد ذكر غير واحد أن خالداً تفرد بالرواية عنه". ثم ترجم عقيب هذا: "سليط بن عبد الله بن يسار، أخو أيوب، روى عن ابن عمر، وعنه خالد بن أبي عثمان الأموي قاضي البصرة". وأرى أن كل هذا الذي في التهذيب موضع نظر واستدراك، بل أخشى أن يكون فيه شيء من التخليط والغلط. وأول ذلك أن في النقل عن البخاري خطأ، فنص كلامه في الكبير 2/ 2/ 192 برقم 2447: "سليط بن =

6011 - حدثنا هاشم حدثنا أبو معاوية، يعني شَيبان، عن عثمان ابن عبد الله قال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء، تحدثني به؟، قال: نعم، فذكر عثمان، فقال ابن عمر: أمّا تغيُّبه عن بدر فإنه كانت تحتَه ابنةُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وكانت مريضة، فقال له

_ = عبد الله، بُهية، قاله شهاب عن حماد بن سلمة عن حجاج، إسناده مجهول"، فليس هو الراوي عن "ذهيل"، أو على الأقل لم يذكر البخاري أن الإسناد المجهول هو الذي فيه الرواية عن "ذهيل"، بل هو الذي فيه الرواية عن "بهية"َ، وهذا الغلط وقع فيه الذهبي في الميزان أيضاً 1: 408 في ترجمتين هكذا "سليط، عن بهية، لا يدرى من هو"، ثم "سليط ابن عبد الله، عن ابن عمر، تفرد عنه خالد بن أبي عثمان، وقيل: إن الذي يروي عنه خالد آخر، وهو هو. وقد روى ابن ماجة حديث الحجاج بن أرطاة عنه عن ذهيل بن عوف، قال البخاري: إسناده مجهول"!، فقد زعم الذهبي كما ترى أن الذي روى عن "بهية" لا يدرى من هو، ونسب للبخاري أنه في الذي روى عن ذهيل: إسناده مجهول، وجزم بأنه هو الذي يروي عن ابن عمر، والبخاري لم يقل هذا، بل قال غيره، كما نقلنا عنه. وثانياً: ادعى الذهبي، وتبعه الحافظ، أن "سليط بن عبد الله" الرواي عن ابن عمر تفرد بالرواية عنه خالد بن أبي عثمان، في حين أن البخاري ذكر في ترجمة "سليط بن عبد الله بن يسار" أنه روى عنه "خالد بن أبي عثمان وبشر بن صحَار"!، بل زعم الذهبي أنه هو الراوي عن ذهيل، وأنه روى عنه الحجاج بن أرطاة، فناقض نفسه إذ ادعى أنه "تفرد عنه خالد بن أبي عثمان". وأيا ما كان فهذا الإسناد غير محقق، فيه نظر كثير. وأما الحديث نفسه فمعناه صحيح ثابت من حديث ابن عمر في الأمر بإبراد الحمى بالماء، مضى بإسنادين آخرين صحيحين 4719، 5576. (6011) إسناده صحيح، وهو مختصر 5772. ورواه الطيالسي 1958 عن أبي عوانة وشيبان، هو أبو معاوية، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، نحو هذا. وروى الحاكم في المستدرك 98:3 نحو هذه القصة، من طريق كليب بن وائل عن حبيب بن أبي مليكة عن ابن عمر، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن لك أجرَ رجل شهد بدراً وسَهْمَه"، وأما تغيبه عن بيعة الرِّضْوان فإنه لو كان أحدٌ أعز ببطن مكةَ من عثمان لَبَعثه، فبَعَث عثمانَ، وكانت بيعةُ الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بيده اليمنى: "هذه يد عثمان"، فضَرب بيده الأخرى عليها، فقال: "هذه لعثمان"، فقال له ابن عمر: اذهبْ بهذه الآنَ معك. 6012 - حدثنا هاشم حدثنا أبو خيثَمة حدثنا أبو الزُّبَير عن جابر وعبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن النقِير والُمزَفَّت والدُّبَّاء. 6013 - حدثنا هاشم حدثنا أبو خيثَمة حدثنا عطاء بن السائب عن كَثير بن جُمْهان، قال: قلت: يا أبا عبد الرحمن، أو قال له غيري: مالي أراك تمشي والناس يسْعوْن؟، فقال: إن أمش فقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي، وإنْ أسْعَى فقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يسعى، وأنا شيخ كبير. 6014 - حدثنا هاشم حدثنا عاصم، يعني ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: قال عبد الله: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو يعلم الناس ما في الوَحْدَة ما أَعْلَم لم يَسِرْ راكبٌ بليلٍ وحدَه أبداً"!. 6015 - حدثنا هاشم حدثنا عاصم عن أبيه عن ابن عمر عن

_ (6012) إسناده صحيح، أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية، سبق توثيقه 786، ونزيد هنا قول شعيب بن حرب: "كان زهيرأحفظ من عشرين مثل شُعبة"، وقول أحمد: "كان من معادن الصدق"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 391. والحديث سبق مطولاً من طريق ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر وعبد الله بن عمر 4914. وانظر 5789، 5960. (6013) إسناده صحيح؛ لأن زهيراً أبا خيثمة سمع من عطاء قديماً. والحديث مكرر 5265 وقد أشرنا إليه أيضاً في 5143. (6014) إسناده صحيح، وهو مكرر 5909. (6015) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 20 من طريق عاصم، بهذا الإسناد. وقد سبق معناه في حديث من وجه آخر ضعيف5672، وأشرنا إلى هذا هناك.

النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "بُني الإِسلام على خَمسٍ: شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وحج البَيت، وصومُ رمضان" 6016 - حدثنا هاشم حدثنا إسحق بن سعيد عن أبيه قال: صَدَرت مع ابن عمر يومَ الصَّدَر، فمرَّتْ بنا رُفْقَةٌ يمانيَة، وِرحالهمِ الأدُم، وخطم إبلهم الجُرر، فقال عبد الله بن عمر: من أحب أنَ ينظر إلى أشْبه رفْقة ورَدَت الحجَّ العامَ برسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأصحابه إذْ قدموا في حجة الوداع، فَلينظر إلى هَذه الرفقَة. 6017 - حدثنا هاشم بن القاسم وإسحق بن عيسى قالا حدثنا ليث بن سعد، وقال هاشم حدثنا ليث، حدثني ابن شهاب عنٍ سالم عن أبيه أنه قال: لم أر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يمسح من البيت إلا الركنَين اليمانَّيين. 6018 - حدثنا وَكِيع عن إسماعيل بن عبد الملِك عن حَبيِب بن

_ (6016) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 119 - 120 مختصراً من طريق وكيع عن إسحق ابن سعيد، بهذا الإسناد. يوم الصدر، بفتح الصاد والدال: يوم الصدور من مكة بعد قضاء النسك. والصدر: رجوع المسافر من مقصده. الأدم، بضمتين: جمع أديم، وهو الجلد، وهذا الضبط بالضمتين لمشاكلة الجرر، بضمتين: جمع "جرير"، وهو الحبل والزمام للبعير والفرس ونحوهما، وهذا جمع قياسي لم يذكر في المعاجم، إذ أنهم كثيراً ما يذكرون الجموع السماعية حفظاً لها، ويدعون الجمع القياسي ,لأنه لا يحتاج إلى نص. وقد يخطيء في هذا كثير من المتشددين من أهل عصرنا، ينكرون كل شيء لم يجدوه في المعاجم، وينسون أن القياسي من أنواع الاشتقاق لا يحتاج إلى نص بعينه. (6017) إسناده صحيح، وهو مختصر 5965. (6018) هذا أثر وليس بحديث، وإسناده صحيح، إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء الأسدي: قال ابن معين: "كوفي ليس به بأس"، وضعفه آخرون، وقال النسائي في الضعفاء ص 4: "ليس بالقوي"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 367 وقال: "قال =

أبي ثابت قال: خرجت مع أبي نتلقَّى الحاج فنسلمُ عليهم قبل أن يتدنسوا. 6019 - حدثنا إسحق حدثنا ليث، وهاشم قال حدثنا ليث، حدثني ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال: دخل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - البيتَ وأسامة ابن زيد وبلاِلَ وعثمان بن طلحة الحجَبي، فأغلَقوا عليهم، فلما فتحوا كنتُ أولَ من ولَج، فلقيتُ بلالاً، فسألته: هل صلى [فيه]، رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: نعم، بين العموديْن اليمانَّيين، قال هاشم: صلى بين العموديْن. 6020 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثني ليث حدثني ابن

_ = يحيى القطان: تركت إسماعيل ثم كتبت عن سفيان عنه"، فهذا توثيق من يحيى القطان، بل رجوع عن تضعيفه، وترجمه البخاري في الضعفاء أيضاً ص4 بالترجمة التي في الكبير، وزاد في آخرها: "وقال عبد الرحمن، وذكر إسماعيل بن عبد الملك، وكان قد حمل عن سفيان عنه، وقال: أستْخير الله وأضرب على حديثه". فهذا تردد من عبد الرحمن بن مهدي، وأظن، بل أرجح، أن البخاري عدل عنه، فترك كتابته في التاريخ الكبير. "الصفيراء" بضم الصاد المهملة وفتح الفاء والمد، كما هو ثابت في الكبير والضعفاء للبخاري وللنسائي، وكما نص عليه شارح القاموس 3: 339. ووقع في القريب والتهذيب "الصفير" بالفاء وترك المد، وهو عندي خطأ من الناسخين. وضبطه صاحب الخلاصة "الصعير"، "بمهلتين مصغرا"!، وهو خطأ صرف ليس عليه دليل. حبيب بن أبي ثابت: سبق توثيقه 5468.أبوه أبو ثابت: اسمه قيس بن دينار، كما في التهذيب وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 150 - 151 قال:" قيس بن دينار أبو ثابت الكوفي، روى عنه ابنه حبيب بن أبي ثابت"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 96 بنحو هذا رواية عن أبيه، ولم أجد له ترجمة في غير هذين الموضعين، ولكن ذكره الدولابي في الكنى 1: 132 ونقل عن ابن معين أن اسمه "هندي"، فإن لم يكن هذا خطأ من أحد الرواة في ذكره البخاري وأبو حاتم أصح وأدق. وانظر لما يقارب معنى هذا الأثر الحديث 5371. (6019) إسناده صحيح، وهو مختصر 5927. في ح "فسألته فهل صلى" بزيادة الفاء في "هل" وحذف [فيه]. والتصحيح من ك م. (6020) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الله: هو عبد الله بن عبد الله بن عمر، سبق توثيقه في =

شهاب، ويونسُ قال حدثنا ليث عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عبد الله عن عَبد الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قالَ وهو على المنبر: "من جاء منكم الجمعةَ فليغتسل". 6021 - حدثنا علي بن إسحق حدثنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزُّهْري عن سالم عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُهِلُّ مُلبداً، يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمةَ لك، والملك لا شريك لك"، لايزيد على هؤلاء الكلمات. 6022 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله حدثنا عمر بن محمد بن زيد حدثني أبي عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا صار أهلُ الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، جيءَ بالموت حتى يُجعلَ بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادِي مناد: يا أهل الجنة، لا موتَ، يا أهل النار، لا موتَ، فيزدادُ أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم". 6023 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا عاصم بن محمد عن أخيه عمر بن محمد عن محمد بن زيد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا صار أهل الجنة إلى الجنة"، فذكر نحوه. 6024 - حدثنا علي بن عَياش حدثنا شُعَيب بن أبي حمزة عن

_ = شرح 4458. والحديث مكرر 5961. (6021) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك. والحديث مطول 5508. وانظر 5475. (6022) إسناده صحيح، وهو مكرر 5993. (6023) إسناده صحيح، وهر مكرر ما قبله. (6024) إسناده صحيح، علي بن عياش الألهاني الحمصي البكاء: ثقة من شيوخ أحمد، قال الدارقطني: "ثقة حجة"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/199. "عياش"، بالعين المهملة والياء المثناة التحتية والشين المعجمة. "الألهاني" بفتح الهمزة، نسبة إلى "بني ألهان بن مالك" وهم إخوة همدان. "البكاء"، بفتح الباء وتشديد الكاف.=

نافع عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال-: "إذا اجتمع ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث، ولا يُقِيمَنَّ أحدكم أخاه من مجلسه ثم يجلسُ فيه". 6025 - حدثنا بِشْر بن شُعيب بن أبي حمزة أخبرني أبي عن الزُّهْرِي، فذكر حديثاً، وقال سالم: قال عبد الله بن عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائماً على المنبر يقول: "اقتلوا الحيَّاتِ، واقتلوا ذا الطُّفْيَتَينِ والأبْتر، فإنهما يَلْتَمسَان البصر، ويسْقطَان الحَبَل". َ6026 - حدثنا أبو اليَمَان أَخبرنا شُعَيب عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم

_ = شعيب بن أبي حمزة: سبق توثيقه 1681، ونزيد هنا ما قال أبو زرعة عن أحمد: "رأيت كتب شعيب فرأيتها مضبوطة مقيدة، ورفع من ذكره"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 223. وهذا الحديث في الحقيقة حديثان، وقد سبق معناه مفرقاً بأسانيد صحاح، منها 5501 , 5785. وانظر 5949. (6025) إسناده صحيح، بشر بن شعيب بن أبي حمزة: سبق توثيقه وإثبات سماعه من أبيه 112، 480، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 76 وقال: "تركناه حياً سنة 212، ومات بعدنا"، أي بعد مفارقته إياه, لأنه مات سنة 213. ومن عجائب الغلط والعجلة في النقل ما قال الحافظ في التهذيب: "وذكره ابن حبان في الضعفاء، ونقل عن البخاري أنه قال: تركناه. وهذا خطأ، نشأ عن حذف، فالبخاري إنما قال: تركناه حياً"، ونقل الحافظ أن أبا حاتم ادعى أن أحمد لم يحدث عن بشر، ثم قال: "وليس الأمر كذلك، بل حديثه عنه في المسند"، وصدق الحافظ. والحديث مختصر 4557، وفصلنا القول في شرحه هناك. "يلتمسان"، في نسخة بهامشي ك م "يطمسان". (6026) إسناده صحيح، وهو مطول 5901، والزيادة في هذه الرواية: "وأحسب النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: والرجل في مال أبيه راع، وهو مسؤول عن رعيته" في صحيح مسلم، بعد أن روى الحديث بأسانيد متعددة 2: 82 قال: "وزاد في حديث الزهري: قال: وحسبت أنه قد قال: الرجل" إلخ، فهذا يوهم أن الشك من الزهري. ولكن السياق هنا يدل على أنه من =

ابن عبد الله عن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي -صلي الله عليه وسلم -يقول: "كلكم راع، ومسؤول عن رعيته، الإِمام راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع، وهو مسؤول عن رعيته"، قال: سمعت هؤلاء من النبي -صلي الله عليه وسلم -، وأحسب النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "والرجل في مال أبيه راع، وهو مسؤول عن رعيته، فكلكَم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته". 6027 - حدثنا أبو اليَمَان أخبرنا شُعَيب عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم

_ = ابن عمر نفسه؛ لأنه قال: "سمعت هؤلاء من النبي -صلي الله عليه وسلم -" ثم قال: "وأحسب" إلخ، فالظاهر أنه سمع هذه الزيادة من بعض الصحابة، ولم يستيقن منها، فحكاها على هذا النحو. (6027) إسناده صحيح، أبو اليمان، بفتح الياء وتخفيف الميم: هو الحكم بن نافع الحمصي، شيخ أحمد والبخاري، سبق توثيقه 1671، ونزيد هنا أن في سماعه من شعيب كلاماً لا يضره، بعضه مروي عن أحمد، ينكر عليه قوله "أخبرنا شعيب"، وفي هذا نظر، لعله خطأ ممن روى ذلك عن أحمد، ففي التهذيب عن أبي اليمان نفسه قال: "قال لي أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب؟، قلت: قرأت عليه بعضه، وبعضه قرأ علي، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة، فقال: قل في هذا كله: أخبرنا شعيب"، وفيه أيضاً عن يحيى بن معين قال: "سألت أبا اليمان عن حديث شعيب بن أبي حمزة؟، فقال: ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها لأحد"، وأبو اليمان "نبيل ثقة صدوق"، كما قال أبو حاتم، وقد جزم البخاري في ترجمته في الكبير 1/ 2/ 342 بسماعه من شعيب، وكفى بهذا الحديث حجة، ولذلك قال الذهبي في الميزان 1: 272 - 273: "احتج الشيخان بحديثه عن شعيب"، وقال أيضاً: وهو ثبت في شعيب عالم به، وأكثر في الصحيحين الرواية عنه، مع احتمال أن يكون ذلك بالإجازة من شعيب". والحديث رواه البخاري 10: 304 عن أبي اليمان، بهذا الإسناد، والتلبيد: هو جمع الشعر في الرأس بما يلزق بعضه ببعض، كالخطمي والصمغ، لئلا يتشعث ويقمل في الإحرام =

ابن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: سمعت عمر يقول: من ضَفَر فلْيَحْلق، ولا تَشبهوا بالتلبيد، وكان ابن عمر يقَول: لقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مُلبِّداً.

_ = قاله الحافظ، وسبق تفسيره أيضاً عن النهاية في 1850. "ضفر" بفتح الضاد المعجمة وفتح الفاء مخففة ومشددة، كما في الفتح. قوله "وكانا ابن عمر يقول" إلخ، يحتاج إلى إيضاح وتفسير، فننقل ما قال الحافظ في الفتح: "تقدم في أوائل الحج [3:317] بلفظ: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يهل ملبداً، كما في الرواية التي تلي هذه في الباب. وأما قول عمر، فحمله ابن بطال على أن المراد: أن من أراد الإحرام فضفر شعره ليمنعه من الشعث، لم يجز له أن يقصر، لأنه فعل ما يشبه التلبيد الذي أوجب الشارع فيه الحلق. وكان عمر يرى أن من لبد رأسه في الإحرام تعين عليه الحلق والمسك، ولا يجزئه التقصير. فشبه من ضفر رأسه بمن لبده، فلدلك أمر من ضفر أن يحلق. ويحتمل أن يكون عمر أراد الأمر بالحلق عند الإحرام، حتى لا يحتاج إلى التلبيد ولا إلى الضفر، أي من أراد أن يضفر أو يلبد فليحلق، فهو أولى من أن يضفر أو يلبد، ثم إذا أراد بعد ذلك التقصير لم يصل إلى الأخذ من سائر النواحي، كما هي السنة. وأما قول ابن عمر فظاهره أنه فهم عن أبيه أنه كان يرى أن ترك التلبيد أولى، فأخبر هو أنه رأى النبي -صلي الله عليه وسلم - يفعله". والظاهر من كلام ابن عمر ما يدل عليه اللفظ: أن عمر أمر من ضفر رأسه بالحلق، وأنه نهى عن المبالغة في الضفر حتى يجعله شبيهاً بالتلبيد، ولا يفهم منه أنه رأى ترك التلبيد أولى، وقد كان عمر مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في حجة الوداع، ورأى اله في إحرامه. ويويد هذا ما في مجمع الزوائد 3:263 "عن الأزرق بن قيس قال: كنت جالساً إلى ابن عمر، فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني أحرمت وجمعت شعري؟، فقال: أما سمعت عمر في حلاقتة قال: من ضفر رأسه أو لبده فليحلق؟، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني لم أضفره، ولكني جمعته!، فقال ابن عمر: عنز وتيس، وتيس وعنز!!، رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح". فهذا يوضح صحة ما قلنا. وقد استنكر ابن عمر من سائله أن يفرق بين الجمع والضفر، إذ هما شيء واحد، لا يختلف باختلاف اللفظ.

6028 - حدثنا أبو اليمنَ، أخبرنا شُعَيب عن الزهْرِيّ حدثنا سالم ابن عبد الله بن عمر وأبو بكر بن أبي حثمَةَ أن عبد الله بن عمر قال: صلى النبي -صلي الله عليه وسلم -في آخر حياته، فلما قام قال: "أرأيْتَكُم ليلَتكم هذه؟، فإن رأسَ مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليومَ على ظهر الأرض أحد"، قال عبد الله: فوهِلَ الناس في مظلة النبي -صلي الله عليه وسلم -تلك، إلى ما يحدّثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة، فإنما قال اِلنبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبقى ممن هو اليومَ على ظهر الأرض أحد"، يريد بذلك، أنه ينخِرم ذلك القَرْنُ". 6029 - حدثنا أبو اليَمَان حدثنا شُعَيب عن الزهْرِيّ حدثني سالم ابن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال. سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو قائم على المنبر يقول: "ألا إن بقاءكم فيما سَلفَ قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر

_ (6028) إسناده صحيح، وهو مكرر 5617. وقوله "أرأيتكم"، قال ابن الأثير:"أرأيت، وأرأيتكما، وهي كلمة تقولها العرب عند الاستخبار، بمعنى أخبرني، وأخبراني، وأخبروني، وتاؤها مفتوحة أبداً". وقال الحافظ في الفتح 1: 188 - 189: "هو بفتح التاء المثناة, لأنها ضمير المخاطب، والكاف ضمير ثان لا محل لها من الإعراب، والهمزة الأولى للاستفهام، والرؤية بمعنى العلم أو البصر، والمعنى: أعلمتم أو أبصرتم ليلتكم، وهي منصوبة على المفعولية، والجواب محذوف، تقديره: نعم، قال: فاضبطوها. وترد أرأيتكم للاستخبار، كما في قوله تعالى: {أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ} الآية، قال الزمخشري: المعنى أخبروني، ومتعلق الاستخبار محذوف، تقديره: من تدعون؟، ثم بَكتهم فقال: {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}، انتهى". وانظر تفسير البحر لأبي حيان 4: 124 - 127. (6029) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه من طرق أخرى 4508، 5902 - 5904. وانظر 5911، 5966. وهذا الإسناد رواه البخاري 13: 377 عن الحكم بن نافع، وهو أبو اليمان، بهذا الإسناد. ورواه أيضاً 2: 32 - 33 من طريق إبراهيم بن سعد، و13: 425 من طريق يونس، كلاهما عن الزهري عن سالم. قوله "إنما بقاؤكم فيما سلف" إلخ، قال الحافظ في الفتح 2: 32"ظاهره أن بقاء هذه الأمة وقع في زمان الأمم =

إلى غروب الشمس، أعطيَ أهل التوراة التوراةَ، فعملوا بها، حتىِ إذا انتصف النهار عَجَزوا، فأُعْطُوا قيراطاً قيراطاً، وأعْطي أهل الإبخيل الإبخيل، فعملوا به حتى صلاة العصر، ثَم عجزوا، فأعطُوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطيتم القرآن، فعملتم به حتى غربت الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين، فقال أهل التوارة والإبخيل: ربَّنا هؤلاء أقلُّ عملا وأكثر أجراً، فقال: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟، فقالوا: لا، فقال: فضْلي أوتيته من أشاء". 6030 - حدثنا أبو اليَمَان حدثنا شُعَيب عن الزهْرِيّ أخبرني سالم ابن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -يقول: "إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تَجِدُ فيها راحلة". 6031 - حدثنا أبو اليَمَان أخبرنا شُعَيب عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم ابن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو يقول على المنبر: "ألا إن الفتنة ها هنا"، يشير إلى المشرق، "من حيث يطْلُع قَرْن الشيطان". 60322 - حدثنا أبو اليَمَان أخبرنا شعَيب عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم ابن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "يقاتلكم

_ = السالفة، وليس ذلك المراد قطعاً. وإنما معناه: أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار. فكأنه قال: إنما بقاؤكم بالنسبة إلى ما سلف، إلى آخره. وحاصله أن "في" بمعنى "إلى"، وحذف المضاف، وهو لفظ (نسبة). (6030) إسناده صحيح، وهو مختصر 5882. وقد سبق شرحه مفصلاً 4516، وأشرنا هناك إلى أن البخاري رواه من طريق شعيب عن الزهري، وهو قد رواه 11: 286 عن أبي اليمان بهذا الإسناد. قوله "سمعت النبي" -صلي الله عليه وسلم -، في نسخة بهامش م "رسول الله" -صلي الله عليه وسلم -. (6031) إسناده صحيح، وهو مكرر 5905. (6032) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 449 - 450 عن الحكم بن نافع أبي اليمان؛ بهذا الإسناد. ورواه مسلم 2: 71 من طريق عمر بن حمزة عن سالم عن ابن عمر. ورواه =

يَهودُ، فتُسلَّطُون عليهم، حتى يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهوديّ ورائي فاقتله. 6033 - حدثنا أبو اليَمَان أخبرنا شُعيب عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم ابن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "بينا أنا نائم رأيتُني أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبطُ الشعَر، بين رجلين، ينطف رأسه ماء، فقلت: من هذا؟، فقالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذَا رجل أحمر جسيمٌ، جَعْد الرأس، أعور العين اليمنى، كأن عينَه عنَبةٌ طافية، فقلت: من هذا؟، فقالوا: الدجال، أقرب الناس به شبهاً ابنَ قَطن"، رجل من بني المطْطَلِق. 6034 - حدثنا أبو اليَمَان أخبرنا شعَيب قال: قال نافع: قال عبد الله ابن عمر: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا يَبِيع بعضكم على بيع بعضٍ، ولا يخطب بعضكم على خِطْبة بعضٍ". 6035 - حدثنا أبو اليَمَان أخبرني شعَيب قال: قال نافِع: سمعت عبد الله بن عمر يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الرؤيا الصالحة"، قال نافع: حَسِبْت أن عبد الله بن عمر قال: "جزءٌ من سبعين جزءاً من النبوة".

_ = البخاري أيضاً 75:6، ومسلم 2: 71 من رواية نافع عن ابن عمر. وانظر 5353. (6033) إسناده صحيح، وهو مطول 5553. وانظر 4948. وطافية: قال ابن الأثير: "هي الحبة التي قد خرجت عن حد نبتة أخواتها، فظهرت من بينها وارتفعت. وقيل: أراد به الحبة الطافية على وجه الماء، شبه عينه بها". (6034) إسناده صحيح، وهو مختصر 4722. وقد تكرر معانيه فيما مضى، منها 5010، 5863. (6035) إسناده صحيح، هو مكرر 6009. قوله "أخبرني شعيب"، في م"أخبرنا"، وما هنا هو الثابت في ك ح ونسخة بهامش م.

6036 - حدثنا أبو اليَمَان أخبرنا شعَيب أخبرنا نافع أن عبد الله بن عمر قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يَخْطب الرجل على خطْبة أخيه، حتى يَدَعَها الذي خطبها أولَ مرة، أو يأذنَ له. 6037 - حدثنا علي بن عَيّاش حدثنا الليث بن سعيد حدثني نافع أن عبد الله بن عمر أخبره: أن امرأةً وُجدت في بعض مغازي النبي -صلي الله عليه وسلم - مقتولة، فأَنكر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قتل النساء والصِّبيان. 6038 - حدثنا هاشم حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "أيما مملوك كان بين شريكين فأعتق أحدُهما نَصيبه، فإنه يُقام في مال الذي أعْتَق قيمةَ عَدْلٍ، فيعتق إن بلغ ذلك ماله". 6039 - حدثنا هاشم حدثنا إسحق بن سعيد بن عمرو بن

_ (6036) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مراراً، آخرها 6034، ولكن زيادة "حتى يدعها" لم تمض، وروى البخاري 9: 170 - 171 من طريق ابن جُريج عن نافع عن ابن عمر: "نهى النبي -صلي الله عليه وسلم - أن يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب قبله، أو يأذن له الخاطب". (6037) إسناده صحيح، وهو مختصر 5959. (6038) إسناده صحيح، هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. والحديث مختصر 5920. (6039) إسناده صحيح، إسحق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ابن أمية: سبق توثيقه وذكر نسبه هذا في 5680، ووقع هنا خطأ في ذلك في الأصول الثلاثة، ففي ح م "إسحق بن سعيد عن عمرو بن سعيد بن العاص" بذكر "عن" بدل "بن" بين "سعيد" و "عمرو"، وهو خطأ ظاهر، وفي ك " إسحق بن سعيد عن عمرو عن ابن عمر"، وهو خطأ أيضاً، زاده خطأ حذف باقي النسب. والحديث المرفوع مختصر 5728. ولكن قوله هنا "قال ابن عمر: فلم أسأل" إلخ، لم أجده في غير هذا الموضع.=

سعيد بن العاص عن أبيه سعيد بن عمرو عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "اليد العُلْيا خير من اليد السُّفْلى"، قال ابن عمر: فلم أسأل عمرَ فمَنْ سِواه من الناس. 6040 - حدثنا هاشم حدثنا إسحق بن سعيد عن أبيه عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "أسْلَمُ سالمها الله، وغفَارُ غفر الله لها". 6041 - حدثنا هاشم حدثنا إسحق بنِ سعيد عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "نحن أُمة أُميون، لا نحْسُبُ ولا نكتُب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا"، وقَبضَ إبهامه في الثالثة. 6042 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أخبرنا إبراهيم بن سعد

_ = وانظر 4474، 5680. (6040) إسناده صحيح، وهو مختصر 5981. (6041) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه من رواية الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن ابن عمر 5017، 5137. وانظر 5546. (6042) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي: سبق توثيقه 2184، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 2/ 11. إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: سبق توثيقه 1656،1404، ونزيد هنا قول ابن معين: "ثقة حِجة"، وقال ابن عيينة: "كنت عند ابن شهاب، فجاء إبراهيم بن سعد، فرفعه وأكرمه، وقال: إن سعداً، أوصاني بابنه، وسعد سعد"، وقال ابن عدي: "هو من ثقات المسلمين، حدث عنه جماعة من الأيمة، ولم يختلف أحد في الكتابة عنه، وقول من تكلم فيه تحامل، وله أحاديث صالحة مستقيمة، عن الزهري وغيره"،يريد أن بعضهم تكلم في روايته عن الزهري، لأنه يروي عنه مباشرة كثيراً، ولكنه في هذا الإسناد روى عنه بواسطة ابن أخيه، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/288، وقال: "سمع أباه والزهري". ابن أخي ابن شهاب: هو محمد ابن عبد الله بن مسلم بن عُبيد الله بن عبد الله بن شهاب، ابن أخي الزهري، وهو ثقة، =

حدثني ابن أخي ابنِ شِهاب عن ابن شِهاب عن سالم عن أبيه قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة. 6043 - حدثنا سليمان بن داود أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزُّهْرِيّ، ويعقوب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابن شهاب، عن سِالم بن عبد الله عن عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "مفاتَيح الغيب خمسٌ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا في الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ".

_ = تكلم فيه بعضهم بغير حجة، سئل عنه أبو داود، فقال: "ثقة، وسمعت أحمد [يعني ابن حنبل]، يثني عليه، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 131. عمه: محمد بن مسلم بن عُبيد الله، وهو ابن شهاب الزهري الإِمام التابعي، سبق توثيقه 1513، ونزيد هنا أنه يروي عن ابن عمر مباشرة، ويروي عنه بالواسطة أيضاً كما هنا، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 220 - 221، وروي عن أيوب قال: "ما رأيت أحداً أعلم من الزهري، فقال له ضخر بن جويرية: ولا الحسن؟، قال: ما رأيت أحداً أعلم من الزهري"، وروي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: "ما أرى أحداً بعد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - جمع ما جمع ابن شهاب". والحديث مطول 4539، ومختصر 4939، 4940، وقد فصلنا الكلام في أولها في الخلاف بين وصله وإرساله، ورجحنا الموصول، وهذا الإسناد يزيده تأييداً وتوكيداً، بمتابعة رواته لمن وصلوه، فهو زيادة ثقة إلى ثقات. (6043) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، من شيوخ أحمد، سبق توثيقه 1404، 5974، ونزيد هنا قول الذهلي: "كان قد سمع هو وأخوه سعد الكتب، فمات أخوه قبل أن يكتب عنه كثيراً جداً، وبقي يعقوب، فكتب عنه الناس، فوجدوا عنده علماً جليلا"، وقال ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 83 - 84: "كان ثقة مأمونا، وكان يروي عن أبيه المغازي وغيرها، وسمع منه البغداديون. وكان يقَّدم على أخيه في الفضل والورع والحديث". والحديث مختصر 5226. وانظر 5579.

6044 - حدثنا سليمان حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهْريّ، ويعقوب قال حدثنا أبي عن ابن شِهاب، عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تَجِد فيهاراحلة"، وقال يعقوب: "كإبل مائة، ما فيها راحلة". 6045 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، يعني الجمَحي، عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلوا في بيوتكم، لا تتخذوها قبوراً". 6046 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شُعْبة عن أيوب السخْتياني عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر في الدنيَا لم يشربها في الآخرة". 6047 - حدثنا أبو نوح أنبأنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رَمَل من الحَجَر الأسود إلى الحجَر الأسود. 6048 - حدثنا هاشم حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن عبد الله بن دِيِنار، عن زيد بن أسَلم عن عبد الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من نزع يداً من طاعة فلا حجة له يوم القيامة، ومن مات مفارقاً للجماعة فقد مات مِيتةً جاهلية".

_ (6044) إسناده صحيح، وهو مكرر 6030. (6045) إسناده صحيح، وهو مكرر 4511، 4653. (6046) إسناده صحيح، وهو مكرر 5845. (6047) إسناده صحيح، أبو نوح: لقبه "قراد"، واسمه عبد الرحمن بن غزوان، سبق توثيقه 208. والحديث مخثصر 5943. (6048) إسناده صحيح، وقد مضى من رواية حسن بن موسى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد 5386، ومضى مطولاً ومختصراً من طرق أخر، آخرها 5897.

6049 - حدثنا هاشم حدثنا عبد الرحمن عن زيد بن أسْلَم عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تَجد فيها راحلةً". 6050 - حدثنا هاشم حدثنا عبد الرِحمن عن زيد بن أسْلَم عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن بلالا لا يدْري ما الليل، فكلوا واشربوا حتى يناديَ ابنُ أمّ مَكتومٍ". 6051 - حدثنا هاشم حدثنا عبد العزيز، يعني ابن عبد الله بن أبي سَلَمَة، أخبرنا ابن شِهاب عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن

_ (6049) إسناده صحيح، وهو مكرر 6044. (6050) إسناده صحيح، وهذا اللفظ إن "بلالا لا يدري ما الليل" لم أجده في غير هذا الموضع، وحديث ابن عمر في هذا المعنى مشهور معروف: "إن بلالا ينادي بليل" إلخ، مضى مراراً، منها 4551، 5852، ومنها الحديث الذي بعقب هذا 6051. ولكن هذه الرواية يؤيد معناها حديث أنس، الآتي في المسند 12455 مرفوعاً: "لا يمنعكم أذان بلال من السحور، فإن في بصره شيئاً"، وإسناده صحيح، وحديث سمرة بن جندب، الآتي في المسند أيضاً (5: 9 ح) مرفوعاً: "لا يغرنكم نداء بلال، فإن في بصره سوءاً". (6051) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 195 عن مالك بن إسماعيل عن عبد العزيز، بهذا الإسناد، نحوه. ورواه مالك في الموطأ 1: 95 - 96 عن الزهري، بنحوه أيضاً. وقد مضى مختصراً مراراً، كما أشرنا في الحديث الذي قبله. ْوالذي يقول: "وكان ابن أم مكتوم"، إلخ، هو ابن عمر، كما هو ظاهر السياق. وقد شك بعض العلماء في وصله, لأن في بعض الروايات أنه من قول الزهري، وفي بعضها أنه من قول سالم بن عبد الله بن عمر، قال الحافظ في الفتح 2: 82 - 83 "لا يمنع كون ابن شهاب قاله أن يكون شيخه قاله، وكذا شيخ شيخه"، يريد ابن عمر. وقال أيضاً: "وأبلغ من ذلك أن لفظ رواية المصنف التي في الصيام، [يعني رواية البخاري =

بلالا ينادي بلَيل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذينَ ابن أم مَكْتوم"، قال: وكان ابن أم مكتَوم رجلاً أعمى لا يبصر، لا يؤذن حتى يقول الناس: [أذن]، قد أصبَحْتَ. 6052 - حدثنا هاشم وحجَين قالا حدثنا عبد العزيز عن عبد الله ابن دِينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَثَل المؤمن مَثل شجرة لا تطرَح ورقَها"، قال: فوقَع الناس في شجر البَدْوِ، ووقَع في قلبي أنها النخلة، فاستحييت أن أتكلم، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "هي النخلة"، قال: فذكرت ذلك لعمر، فقال: يا بني، ما منعك أن تتكلم؟!، فوالله لأنْ تكونَ قلتَ ذلك أحبُّ إلي من أن يكون لي كذا وكذا. 6053 - حدثنا حُجَين وموسى بن داود قالا حدثنا عبد العزيز بن

_ = 4: 117]: حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر، وإنما قلت إنه أبلغ لكون جميعه من كلام النبي -صلي الله عليه وسلم -". وقال السيوطي في شرح الموطأ 1: 96: "وصرح الحميدي في الجمع بأن عبد العزيز بن أبي سلمة رواه عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه أنه قال: وكان ابن أم مكتوم، إلى آخره. قال الحافظ ابن حجر: فثبتت صحة وصله". ورواية عبد العزيز هي هذه الرواية التي في المسند. زيادة كلمة [أذن]، زدناها من ك م، ولم تذكر في ح، وهي ثابتة في المخطوطتين واضحة، بل ضبطت في ك بكسرة تحت الذال. ولم أجدها في روايات الحديث التي رأيتها، إلا أن في رواية للبيهقي في السنن الكبرى 1: 380 من طريق الربيع بن سليمان عن عبد الله بن وهب عن يونس والليث بن سعد عن سالم عن ابن عمر، بعد ذكر الحديث المرفوع: "قال سالم: وكان رجلا ضرير البصر، ولم يكن يؤذن حتى يقول له الناس، حين ينظرون إلى بزوغ الفجر: أذن". وهي تؤيد هذه الزيادة، ولا يعكر عليها أنها في رواية الربيع من كلام سالم, لأن هذا لا يمنع أن تكون من كلام ابن عمرأيضاً، كما سبق مثله للحافظ. (6052) إسناده صحيح، حجين: هو ابن المثنى. والحديث قد مضى بمعناه مطولاً ومختصراً، منها 4599، 5274, 5955. وانظر تفسير ابن كثير 4: 559 - 560. (6053) إسناد. صحيح، وهو مكرر 5804، ومطول 5968.

عبد الله عن عبد الله بن دينارِ عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن للغادر لواءً يوم القيامة، يقال: ألا هذه غدْرة فلان". 6054 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حرق نخلَ بني النضير وقَطَّع، وهيِ البُويرة، فأنزل الله تبارك وتعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}. 6055 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع: أن عبد الله بن عمر أخبره: أن امرأةً وُجدتْ في بعض مغازي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مقتولةً، فأنكر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قتل النساء والصِّبيان.

_ (6054) إسناده صحيح، ورواه البخاري 8: 483 عن قتيبة بن سعيد، ومسلم 2: 49 عن يحيى ابن يحيى ومحمد بن رمح وقتيبة، وابن ماجة 2: 101 عن محمد بن رمح، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير 8: 283، والتاريخ 4: 77، عن الصحيحين. ومضى بعضه مختصراً مراراً، آخرها 5582. البويرة: قال ياقوت في معجم البلدان: "تصغير البئر التي يستقي منها. والبويرة: هو موضع منازل بني النضير اليهود، الذين غزاهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بعد غزوة أحد بستة أشهر". اللينة: قال الحافظ في الفتح:" قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ}: أي من نخلة، وهي من الألوان، ما لم تكن عجوة أو برنية، إلا أن الواو ذهبت بكسر اللام"، وقال ابن الأثير: "اللون: نوع من النخل، وقيل: هو الدقل، وقيل: النخل كله ما خلا البرني والعجوة. ويسميه أهل المدينة الألوان، واحدته لينة، وأصله لِوْنَة، فقلبت الواو ياء لكسرة اللام". وكلمة "لونة" ضبطت في النهاية بضم اللام، وهو خطأ من ناسخ أو طابع، صححناه من اللسان ج 17 ص280 س 1 في نقله كلام ابن الأثير، وقد نص على ضبطها بكسر اللام القاضي عياض في مشارق الأنوار 1: 365، قال: "وأصل لينة لونة بكسر اللام، فقلبت ياء لانكسار ما قبلها". (6055) إسناده صحيح، وهو مكرر 6037. وهذا الحديث مؤخر في م عن الحديث الذي بعده.

6056 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله: أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فصلى سجدتين في بيته، ثم قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصنع ذلك. 6057 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع أن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ينهى إذا كان ثلاثةُ نفرٍ أن يتناجى أثنان دون الثالث. 6058 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافعِ عن عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "لا تَتَبايعوا الثمرةَ حتى يبدو صلاحُها"، نَهى البائعَ والمشتريَ، ونهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن المزَابنة، أن يبيع ثمرة حائطه إن كانتْ نخلا بتمر كيلا، وإن كانتْ كرماً أن يبيعَه بزبيب كيلا، وإن كانت زرعاً أن يبيعه بكيل معلوم، نَهى عن ذلك كله. 6059 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "ألا إن أحدَكم إذا مات عُرض عليه مَقْعدُه بالغَدَاة والعَشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، حتى يبعثه الله تعالى يومَ القيامة". 6060 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله عن

_ (6065) إسناده صحيح، وهو مختصر 5807. (6057) إسناده صحيح، وهو مختصر 6024. (6058) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مفرقاً في أحاديث كثيرة، منها 4490، 4528، 5320، 5523، 5863،5862. وقد روى مسلم 1: 450 النهي عن المزابنة، بنحو هذا السياق، عن قتيبة ومحمد بن رمح، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. (6059) إسناده صحيح، وهو مكرر 5926. (6060) إسناده صحيح، وهو مكرر 6043. وانظر 6036.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يبيع بعضكم على بيع بعضٍ، ولا يخطب على خطْبة بعضٍ". 6061 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع: أن عبد الله طلق امرأته وهي حائض، تطليقةً واحدة، على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال عمر: يا رسول الله، إن عبد الله طلق امرأته تطليقةً واحدةً وهي حائض؟، فأمره رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يراجعها ويُمسكَها حتى تَطْهرَ، ثم تحيضَ عنده حيضةً أخرى، ثم يمهلَها حتى تطهر من حيضتها، فإن أراد أن يطلقَها فليطلقْها حين تَطهر قبل أن يجامعها، فتلك العدة التي أمر الله تعالى أن يطلَّق لها النساء، وكان عبد الله إذا سئل عن ذلك، فقال لأحدهم: إمَّا أنت طلقتَ امرأتَكِ مِرةً أو مرتين، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمرني بها، فإن كنتَ طلقتَها ثلاثاً، فقد حرُمتْ عليك حتى تنكح زوجاً غيرك، وعصيتَ الله تعالى فيما أمرك من طلاق امرأتك. 6062 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال "لا يُقيمنَّ أحدُكم الرجلَ من مجلسه ثم يجلسُ فيه". 6063 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد، يعني ابن زيد، حدثنا بشرْ بن حَرْب قال: سألتُ ابنَ عمر: كيف صلاةُ المسافر يا أبا عبد الرحمن؟، فقال:

_ (6061) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال، لقوله "عن نافع: أن عبد الله" إلخ، ولكنه في الحقيقة موصول. فقد رواه مسلم 1: 421 بنحوه عن يحيى بن يحيى وقتيبة وابن رمح، ثلاثتهم عن الليث بن سعد "عن نافع عن عبد الله: أنه طلق امرأته" إلخ. وقد مضى بنحو هذا السياق من رواية أيوب عن نافع 4500، ومضت هذه القصة مراراً، مطولة ومختصرة، آخرها 5792. وقد أشرنا إلى كل أرقامها في 5270. (6062) إسناده صحيح، وهو مختصر 6024. (6063) إسناده صحيح، بشر بن حرب الندبي، بفتح النون والدال: سبق أن بينا في 5112 أنه =

إمّا أنتم فتتبعون سُنة نبيكم [أخبرتكم، وإمّا أنتم لا تتبعون سنةَ نبيكم] لم أُخبركم، قال: قلنا: فخير السنن سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - يا أبا عبد الرحمن، فقال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا خرج من هذه المدينة لم يَزِدْ على ركعتين حتى يرجع إليها. 6064 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد، أخبرنا بِشْر

_ = حسن الحديث، ولكنا استدركنا بعد، فرأينا أن حديثه صحيح، لما نقلناه هناك من أن حماد بن زيد سأل أيوب عنه، فقال: "كأنما تسمع حديث نافع، كأنه مدحه". وأيوب من شيوخ حماد بن زيد، ومن طبقة مقاربة لطبقة بشر بن حرب، وحماد إمام جليل ليس بدون شُعبة في الحديث، فتشبيه أيوب بشراً بنافع توثيق قوي، وإقرار حماد إياه، وهو من الرواة عن بشر، يؤكد هذا التوثيق وبرفعه، وهما يتحدثان عن شيخ رأياه وعرفاه وسمعا حديثه. وكفى بهذا حجة. وكلمة "تسمع"، في كلام أيوب، ثبتت في التهذيب 1: 446 "يسمع"، ونقلناها هناك كذلك، ولكنه تصحيف ظاهر، صوابه ما أثبتنا هنا "تسمع". والحديث رواه ابن ماجة 1: 171 مختصراً عن أحمد بن عبده عن حماد بن زيد عن بشر بن حرب عن ابن عمر قال: "كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا خرج من هذه المدينة لم يزد على ركعتين حتى يرجع". ورواه الطيالسي 1863 مختصراً قليلاً، عن أبي عمر الأزدي أو العبدي عن أبي عمرو الندني، وهو بشر بن حرب. وسبق بعضه من وجه آخر 5750. من رواية الحرث بن عبيد عن بشر بن حرب، أنه سأل ابن عمر عن الصوم في السفر؟، "قال: تأخذ إن حدثتك؟، قلت: نعم، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من المدينة قصر الصلاة ولم يصم، حتى يرجع إليها". وأما السياق الذي هنا فلم أجده في موضع آخر، ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد فيما رأيت بعد البحث، ولعله تركه اكتفاء برواية ابن ماجة المرفوع منه. وانظر 5757. ووقع في متن الحديث في ح خطأ شديد، أرجح أنه خطأ مطبعي، فسقطت منه الزيادة التي أثبتاها هنا، وكتبت "ألم" بدل "لم"، فصار السياق فيها "أما أنتم فتتبعون سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، ألم أخبركم" إلخ!، وهو سياق مضطرب، بل يفسد به المعنى. وصححناه من ك م. (6064) إسناده صحيح، وفي مجمع الزوائد 3: 305 نحو هذا: "عن ابن عمر قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الفجر، ثم أقبل على القوم فقال: اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في =

سمعتُ ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "اللهم بارك لنا في مدينتنا, وبارك لنا في شأمنا، وبارك لنا في يمَننا، وبارك لنا في صاعِنا، وبارك لنا في مُدِّنا". 6065 - حدثنا يونس حدثنا حماَّد، يعني ابن زيد، عن أيوب عن نافِع عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وِتر أهله وماله". 6066 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد، يعني ابن زيد، عن أيوب عن نافع عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن مثلَ آجالكم في آجال الأمم قبلكم كما بين صلاة العصر إلى مغيرِبَانِ الشمس". 6067 - حدثنا يونس وسرَيج قالا حدثنا فلَيح عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خرج معتمراً، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هَدْيَه وحلق رأسه بالحديبيَة، فصالحهم على أن يعتمروا العامَ المقبل، ولا يحمل السلاح عليهم، وقال سريج: ولا يحمل سلاحاً، إلا سيوفاً ,ولا

_ = مدنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في شأمنا ويمننا، فقال رجل: والعراق يا رسول الله؟، قال: من ثَم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن. رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات". فالظاهر أنه فاته أن يذكر رواية المسند هذه. وقد مضى نحوه من أوجه أخر مراراً، آخرها 5987، ولكن لم يذكر فيه الدعاء للمد والصاع. وانظر 936 في مسند على. (6065) إسناده صحيح، وهو مكرر 5780. (6066) إسناده صحيح، وهو مختصر 6029. "مغيربان الشمس": قال ابن الأثير: أي إلى وقت مغيبها. يقال: غربت الشمس تغرب غروباً ومغيرباناً، وهو مصغر على غير مكبره، كأنهم صغروا مغرباناً". (6067) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 224 و 7: 391 من طريق سريج عن فليح، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التاريخ 4: 230 عن البخاري. وانظر 4897، 5322.

يقيم بها إلا ما أحبوا، فاعتمرَ من العام المقبل، فدخلها كما كان صالحهم، فلما أنْ أقام ثلاثاً أمروه أن يخرج، فخرج. 6068 - حدثنا يونس حدثنا فُلَيح عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لبَّد رأسَه وأهدى، فلما قدم مكة أمر نساءه أن يَحللْنَ، قُلْن: ما لك أنتَ لا تحل؟، قال: "إني قلَّدت هديي، ولبَّدْت رأسي، فلا أَحِلُّ حتى أَحِل من حَجتي وأحْلِقَ رأسي". 6069 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد يعني ابن سَلَمَة، عن أيوب وحُمَيد عن بكر بن عبد الله عن ابن عمر: أن رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، بالبَطْحاء، ثم هَجَع هجعَة، ثم دخل فطاف بالبيت. 6070 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد، يعني ابن سَلَمَة، عن أيوب وعُبيد الله عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الدجال

_ (6068) إسناده صحيح، وهو من مراسيل الصحابة، فإنه في الحقيقة من رواية ابن عمر عن أخته حفصة أم المؤمنين. فقد روى مسلم 1: 353 من طريق ابن جُريج عن نافع عن ابن عمر قال: "حدثتني حفصة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أمر أزواجه أن يحللن عام حجة الوداع، قالت حفصة: فقلت: ما يمنعك أن تحل؟، قال: إني لبدت رأسي وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر هديي". ورواه البخاري 8: 81 بنحوه من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن حفصة. وانظر 5946. قوله "قلن"، بنون النسوة، أي قال أزواج رسول الله. وهذا هو الثابت في نسخة بهامش ك. وفي سائر الأصول "قلنا"، وهو ينافي السياق الذي دلت رواية الشيخين أن الحديث من رواية ابن عمر عن أخته حفصة. فلذلك رجحنا النسخة التي بهامش ك وأثبتناها. (6069) إسناده صحيح، وهو مكرر 5892. (6070) إسناده صحيح، وهو مختصر 6033.

أعورُ عَينِ اليُمْنى، وعينه الأخرى كأنها عنَبة طافِية". 6071 - حدثنا سليمان بن حَيان أبو خالد الأحمر عن عُبيد الله، يعني ابن عمر، عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي على راحلته، ونافع: أن ابن عمر كان يصلي على راحلته. 6072 - حدثنا سليمان بن حيان عن الحسن بن عُبيد الله عن سعد بن عُبيدة: سمع ابنُ عمر رجلا يقول: والكعبة، فقال: لا تحلفْ بغير الله، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من حلفَ بغير الله فقد كفر وأشرك". 6073 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن منصور عن سعد بن عُبيدة قال: كنت جالساً عند عبد الله بن عمر، فجئت سعيد بن المسَيب، وتركتُ عنده رجلا من كنْدة، فجاء الكنْدي مروَّعاً، فقلت: ما وراءك؟، قال: جاء رجل إلى عبد اللهَ بن عمر آنفاً فقال: أحْلفُ بالكعبة؟، فقال: احلف بربّ الكعبة، فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقاَل له النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا تحلفْ بأبيك، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك". 6074 - حدثنا سليمان بن حيان عن الحسن، يعني ابن عُبيد الله، عن سعد بن عبيدة: سمع ابنِ عمِر رِجلا يقول: الليلَةَ النصف، فقال: وما يدريك أنها النصف؟، بل خَمْس عشْرَة، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -

_ (6071) إسناده صحيح، وهو مختصر 5826. وانظر 5936. (6072) إسناده صحيح، وهو مختصر 5593. وقد فصلنا القول فيه في 5375. وانظر 5736. (6073) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله، ومكرر 5593 بهذا الإسناد. (6074) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 299 من طريق عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عُبيد الله. وقوله "وضم أبو خالد في الثالثة خمسين"، أبو خالد: هو سليمان بن حيان =

يقول: "الشهر هكذا هكذا وهكذا"، وضم أبو خالد في الثالثة خَمْسِينَ. 6075 - حدثنا سليمان بن حيَّان حدثنا ابن عَون عن نافع عن ابن عمر عنِ النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، قال: "يقوم أحدهم في رشْحه إلى أنصاف أذنيه". 6076 - حدثنا محمد بن ربيعة عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان إذ دخل مكة قال: "اللهم لا تَجعلْ مَنَايانا بها، حتى تخرجنا منها". 6077 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثني عبد الرحمن بن

_ = شيخ أحمد، والمراد أنه أشار بأصابعه الأربعة عدا الإبهام، يوضحه رواية مسلم: "وأشار بأصابعه العشر مرتين، وهكذا في الثالثة، وأشار بأصابعه كلها، وحبس أو خنس إبهامه". ومعنى جواب ابن عمر، كما قال النووي 7: 193 "أنك لا تدري أن الليلة النصف أم لا؛ لأن الشهر قد يكون تسعاً وعشرين، وأنت أردت ليلة اليوم الذي بتمامه يتم النصف، وهذا إنما يصح على تقدير تمامه، ولا تدري أنه تام أم لا". وانظر 6041. (6075) إسناده صحيح، وهو مختصر 5912. (6076) إسناده صحيح، وهو مكرر4778، وقد أشرنا إليه هناك. (6077) في إسناده بحث دقيق، وأنا أرجح أنه صحيح، لما سيأتي. عبد الرحمن بن صالح بن محمد الأنصاري: لم أجد له ترجمة في كتب الرجال التي بين يدي بهذا الاسم، وما ظنهم يغفلون عن ذكره إذا كان هذا اسمه ونسبه بهذا الوضع. بل لم أجد من يسمى عبد الرحمن بن صالح " إلا راوياً متأخراً من شيوخ عبد الله بن أحمد، ومن طبقة الإِمام حمد، هو "عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي"، فما هو بأنصاري، وما هو من بقة الراوي هنا. وأنا أرجح جداً، بل أكاد أوقن، أن صحة اسم هذا الراوي: "عبد الرحمن بن محمد الأنصاري"، وهو "عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن حارثة بن النعمان بن نفيع الأنصاري المدني"، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم، وقال أبو حاتم: "صالح". وإنما رجحت هذا, لأن ابن أبي الرجال=

صالح بن محمد الأنصاري عن عُمر بن عبد الله مولى غُفْرَةَ عن نافع عن

_ = هذا يروي عن "عمر بن عبد الله مولى غفرة" راوي هذا الحديث، كما نص عليه في التهذيب في ترجمة عبد الرحمن 6: 169، وفي ترجمة مولى غفرة 7: 471 - 472 ولأنه أقرب الأسماء في هذه التراجم، تراجم من يسمى "عبد الرحمن"، إلى الصيغة المذكورة هنا. وزيادة كلمة "بن صالح" في نسبه، أرجح أنه من بعض النساخ المتأخرين، على ثوبتها في الأصول الثلاثة، ولعل زيادتها جاءت من أن يكون أحد العلماء ممن قرأ بعض الأصول القديمة من المسند كتب فوق اسم "عبد الرحمن" وصف أبي حاتم إياه بأنه "صالح"، فظن الناسخون أن هذه زيادة في نسب الرجل، فأدخلوها في صلب الكلام وكتبوها "بن صالح"، فعن ذلك جاء الخطأ فيما أرى. وكذلك أخو "عبد الرحمن بن أبي الرجال"، وهو "مالك بن أبي الرجال"، يروي عن عمر مولى غفرة، كما في حديث نقله ابن كثير في التفسير 5: 142. وهذا الإسناد لم أجده في غير هذا الموضع، ولا وجدت أحداً من المتقدمين أشار إليه، حتى أستطيع أن أقطع فيه برأي، إنما هو غالب الظن. وأما الحديث نفسه فقد مضى 5584 عن أنس بن عياض عن عمر ابن عبد الله مولى غفرة عن ابن عمر، ليس فيه ذكر نافع. وقد ذكرنا هناك أنه إسناد ضعيف، لانقطاعه بين مولى غفرة وبين ابن عمر. فلو صح هذا الإسناد الذي هنا- وأنا أرجح صحته، كان إسناداً موصولا، وذهبت علة الانقطاع. وللحديث إسنادان آخران ضعيفان، أشرنا إليهما في شرح 5584. وله إسناد آخر ضعيف أيضاً، رواه أبو بكر الآجري في كتاب (الشريعة) ص 190 من طريق أبي مصعب قال: "حدثنا الحكم بن سعيد السعيدي"، من ولد سعيد بن العاص، عن الجعيد بن عبد الرحمن عن نافع عن ابن عمر"، فذكر نحوه مرفوعاً. وقد أشار إليه البخاري في الكبير 1/ 2/ 339 في ترجمة الحكم بن سعيد، باختصار كعادته، قال: "قال إبراهيم بن حمزة: حدثنا الحكم بن سعيد الأموي: عن الجعيد بن عبد الرحمن عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، أو عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "القدرية مجوس أمتي"، ثم ذكر البخاري: له حديثاً آخر، ثم قال: "منكر"، وترجم أيضاً في الصغير 217 للحكم بن سعيد المدني الأموي هذا، وقال: =

ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن لكل أمة مجُوساً، وإن مجوسَ أمتي المكذِّبون بالقَدَر، فإن ماتوا فلا تَشْهَدوهم، وإن مَرِضوا فلا تَعودوهم". 6078 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد، يعني ابن زيد، حدثنا أيوب

_ = "منكر الحديث"، وهذا تضعيف منه شديد للحَكَم هذا، وذكر الذهبي في الميزان في ترجمته هذا الحديث، وقال: إنه "من مناكيره"، وزاد الحافظ في لسان الميزان 2: 332: "وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن عدي والأزدي أيضاً: منكر الحديث، وقال العقيلي، بعد أن ذكر حديثه هذا: يروى من طرق ضعاف بغير هذا الإسناد". ثم للحديث شاهد من حديث حذيفة، بإسناد ضعيف فيه راو مبهم، رواه أحمد في المسند (406:5 - 407 ح) من طريق الثوري عن عمر بن محمد "عن عمرمولى غفرة عن رجل من الأنصار عن حذيفة"، فذكر نحوه مرفعوعاً مطولاً. وكذلك رواه أبو داود 4: 357 - 358 من طريق الثوري، بهذا الإسناد. (6078) إسناده صحيح، وهو مطول 4608، 5179، 5947. وقد شرحه الحافظ في الفتح 5: 298 - 303 شرحاً وافياً، جمع فيه أكثر طرقه وألفاظه. وجمع البيهقي كثيراً من طرقه في السنن الكبرى 6: 158 - 160، وكذلك الدارقطني في السنن 503 - 505. وانظر أيضاً عون المعبود 3: 75 - 77. قوله "يقال لها: ثمغ"، ذكرنا في شرح 5947 أنه موضع، والظاهر أنه كان بخيبر. وقال الحافظ في الفتح 5: 299: "تقدم في رواية صخر بن جويرية أن اسمها ثمغ، وكذا لأحمد من رواية أيوب [يعني هذه الرواية]: أن عمر أصاب أرضاً من يهود بني حارثة يقال لها ثمغ، ونحوه في رواية سعيد ابن سالم المذكورة، وكذا للدارقطني من طريق الدراوردي عن عبد الله بن عمر، وللطحاوي من رواية يحيى بن سعيد. وروى عمر بن شبة إسناد صحيح عن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم: أن عمر رأى في المنام ثلاث ليال أن يتصدق بثمغ، وللنسائي من رواية سفيان عن عبد الله بن عمر: جاء عمر قال: يا رسول الله، إني أصبت مالاً لم أصب مالاً مثله قط، كان لي مائة رأس، فاشتريت بها مائة سهم من خيبر من أهلها. فيحتمل أن تكوِن ثمغ من جملة أراضي خيبر، وأن مقدارها كان مقدار مائة سهم =

عن نافع عن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب أصاب أرضاً من يهود بني حارثة، يقال لها: ثَمْغ، فقال: يا رسول الله، إني أصبت مالاً نفيساً أريد أن أتصدق به، قال: فجعلها صدقةً، لا تُباع، ولا توهب، ولا تورث، يليها ذَوو الرأي من آل عمر، فما عَفَا من ثمرتها جعل في سبيل الله تعالى، وابنِ السبيل وفي الرقاب، والفقراء، ولذي القرْبَى، والضعيفِ، وليس على من وَليهَا جنَاح أن يأكل بالمعروف، أو يُؤكل صديقاً، غيرَ متَموِّلٍ منه مالاً، قال حَماد: فزعم عمرو بن دينارِ: أن عبد الله بن عمر كان يهْدي إلى عبد الله ابن صَفْوَان منه، قال: فتصَدقتْ حفصة بأرضٍ لها على ذلكَ، وتصدق ابن عمر بأرضٍ له على ذلك، ووِليتها حفصة. 6079 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد، يعنيِ ابن زيد، عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن أمامكم حوضاً ما بين ناحيتيه كما بين جربَاء وأذْرحَ". 6080 - حدثنا يونس حدثنا فلَيح عن نافع عن ابن عمر قال:

_ = من السهام التي قسمها النبي -صلي الله عليه وسلم - بين من شهد خيبر. وهذه المائة سهم غير المائة سهم التي كانت لعمر ابن الخطاب بخيبر، التي حصلها من جزئه من الغنيمة وغيره". وقوله "في عفا من ثمرتها": أي صفا وخلص وفضل عن نفقتها. وقوله "والضعيف"، هكذا ثبت في ح م، وفي ك بدله "والضعيف"، وهو الموافق لأكثر الروايات في هذا الحديث، وكدت أرجحه، لولا أن وجدت في رواية مختصرة عند البيهقي 6: 159 من طريق حماد بن زيد عن أيوب: "فتصدق به عمر على الضعفاء والمساكين". والمعنيان صحيحان كلاهما. (6079) إسناده صحيح، وهو مكرر 4723. (6080) إسناده صحيح، ولم أجده مختصراً بهذا اللفظ، وروى البخاري 3: 415 من حديث جويرية عن نافع قال: "كان عبد الله بن عمر يجمع بين المغرب والعشاء بجمع، غير أنه يمر بالشعب الذي أخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيدخل فينتفض ويتوضأ، ولا يصلي حتى يصلي=

إنما عَدَل النبي -صلي الله عليه وسلم - إلى الشِّعْب لحاجته. 6081 - حدثنا يونس وسُرَيج حدثنا فُلَيح عن نافع عن ابن عمر قال: سعى النبي -صلي الله عليه وسلم - ثلاثةَ أطوافٍ، وقال سريج: ثلاثة أشواط، ومشَى أربعةً، في الحج والعمرة. 6082 - حدثنا يونس وسرَيج بن النعمان قالا حدثنا فُلَيح عن نافع عن ابن عمر قال: لا أعلمه إلا خرجنا حجّاجاً مهِلين بالحج، فلم يَحلَّ النبي -صلي الله عليه وسلم - ولا عمر حتى طافوا بالبيت، قال: قال سريج: يوم النحر، وباَلصفا والمروة. 6083 - حدثنا يونس وسرَيج قال حدثنا فُلَيح عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - جمع بين المغرب والعشاء حين أناخ ليلةَ عرفة. 6084 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب عن نافع عن عبد الله قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن أصحاب الصوَر يعذُّبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خَلَقتم".

_ = بجمع". وقوله"ينتفض" بالفاء والضاد المعجمة، يعني يستجمر. وهو يوافق قوله هنا "الحاجته". وروى البخاري أيضا 3: 415، ومسلم 1: 364 من طريق موسى بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد: " أن النبي -صلي الله عليه وسلم - حيث أفاض من عرفة مال إلى الشعب، فقضى حاجته، فتوضأ، فقلت: يا رسول الله، أتصلي؟، قال: الصلاة أمامك". وهذا الشعب قريب من مزدلفة، كما هو واضح من سياق الروايات. (6081) إسناده صحيح، وهو مطول 5943، 6047. (6082) إسناده صحيح، وهو مطول 5946. وانظر 6068. (6083) إسناده صحيح، وهو مختصر 5538. (6084) إسناده صحيح، وهو مكرر 5767.

6085 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يتناجي اثنان دون ثالثهما, ولا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلسُ فيه". 6086 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوِب عن نافع عن ابن عمر، قال حماد: ولا أعلمه إلا مرفوعاً، قوله: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، قال: "يقوم الناس لرب العالمين تبارك وتعالى في الرَّشْح إلى أنصاف آَذانهم". 6087 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا حلف أحدكم فقال: إن شاء الله، فهو بالخيار، إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل". 6088 - حدثنا يونس حدثني حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب عن نافع عن عبد الله، رفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب إلا بإذنه"، أو قال: "إلا أن يأذن له". 6089 - حدثنإ يِونس حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن فَرْقَد السبَخِي عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - ادهن بدهنٍ غيرِ مقتتٍ، وهو محْرِم. 6090 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن أنس

_ (6085) إسناده صحيح، وهو مختصر 6024. وانظر 6057، 6062. (6086) إسناده صحيح، وهو مكرر 6075. (6087) إسناده صحيح، وهو مكرر 5363. (6088) إسناده صحيح، وهو مطول 6060. (6089) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي. والحديث مكرر 5409. (6090) إسناده صحيح، وهو مكرر 5609.

ابن سيرين عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان يصلي الركعتين قبل صلاة الفجرَ كأن الأذان في أُذنيه. 6091 - حدثنا يونس حدثنا حماد بن سَلَمة عن بشرْ بن حَرب سمعت ابن عمر يقول: "اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي صَاعنا، ومدّنا، ويَمَننا، وشأمنا"، ثم استقبل مطلع الشمس فقال: "من ها هنا يَطْلُع قَرْنُ الشيطان، من ها هنا الزلازلُ والفِتَن". 6092 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن بشْر ابن حَرب عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "أَسلَمُ سالمها الله، وغِفَار غفرِ الله لها، وعُصيةُ عَصَتِ الله ورسوله، اللهم الْعَن رِعْلَ وذَكْوانَ وبني لَحْيان". 6093 - حدثنا يونس حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، عن بشْر ابن حرب قال: سمعت ابنِ عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن لكل غادرٍ لواء يعرفُ بقَدْرِ غدْرَته، وإن أكبر الغَدْر غَدْرُ أَمِير عامَّة". 6094 - حدثنا علي بن هاشم بن البَرِيد عن ابن أبي ليلى عن

_ (6091) إسناده صحيح، وهو مطول 6064، 5987. (6092) إسناده صحيح، وهو مطول 5969, 6040. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2746. رعل، وذكران، وبنو لحيان: قبائل من العرب. "رعل" بكسر الراء وسكون العين، وهو مصروف، ورسم في ح م دون ألف، على لغة من يقف على المنصوب بصورة المرفوع والمجرور، ورسم في ك بالألف "رعلاً". (6093) إسناده صحيح، وهو مكرر 5378. وانظر 6053. (6094) إسناده حسن، علي بن هاشم بن البريد: سبق توثيقه 588، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 1/207 - 208، وروى عن عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: "علي بن هاشم بن البريد: ما أرى به بأساً"، وروى عن ابن معين أنه قال: =

نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رَجَم يهودياً ويهودية. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: سمعت من عليِ بن هاشم بن البريد في سنة تسع وسبعين، فيِ أول سنة طلبت الحديث، مجلساً، ثم عدت إليه المجلسَ الآخر وقد مات، وهي السنة التي مات فيها مالك بن أنس.

_ = "ثقة"، وعن أبي زرعة أنه قال: "صدوق"، وترجمه البخاري في الصغير 210 فلم يذكر فيه جرحاً, ولم يذكره أيضاً في الضعفاء. ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن، وحديثه حسن، كما بينا في 778. وأصل الحديث ثابت في قصة طويلة، من رواية أيوب عن نافع عن ابن عمر، وقد مضت 4498. وانظر تفسير ابن كثير 3: 155. وقول أحمد: "سمعت من علي بن هاشم بن البريد" إلخ، ثبت في الأصول الثلاثة هنا "سنة سبع وسبعين"، وهو خطأ وتصحيف، صوابه "تسع وسبعين"، وثبت على الصواب في نسخة بهامش م. وإنما أثبتنا الصواب وخالفنا الأصول الثلاثة هنا لأن هذه الكلمة رواها الخطيب في تاريخ بغداد 4: 415 - 416 عن أبي بكر البرقاني عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، على الصواب، "تسع وسبعين"، ثم روى الحديث الذي هنا، وهذه الكلمة بعده، في ترجمة علي بن هاشم، 12: 116 عن الحسن بن علي التميمي عن القطيعي، على الصواب أيضاً، وكذلك رواها ابن الجوزي في مناقب أحمد ص 24 من طريق المسند، على الصواب، وكذلك نقلها الحافظ الذهبي على الصواب، في ترجمة الإِمام أحمد من تاريخ الإِسلام، التي أثبتناها في أول المسند (ج1 ص60 من طبعتنا هذه)، وكذلك نقلها الحافظ ابن حجر في التهذيب 7: 392 - 393 في ترجمة علي بن هاشم، ثم الثابت المعروف أيضاً من تاريخ الإِمام أحمد رضي الله عنه أنه بدأ طلب الحديث في سنة 179، لا خلاف في ذلك. وفوق هذا كله، فإنه حدد هنا تلك السنة التي سمع فيها من علي بن هاشم، أنها السنة التي مات فيها مالك بن أنس، ولا خلاف في أن مالكاً مات سنة 179. وأما علي بن هاشم فقد تأخرت وفاته إلى ما بعد ذلك. واختُلف في تاريخ وفاته، فقيل سنة 180، وقيل سنة 181، ولكن الذي أثبته البخاري في التاريخ الصغير ص 210 روايةَ عن الإِمام أحمد أنه مات "سنة تسع وثمانين ومائة".

6095 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرنا مالك عن الزُّهْرِيّ عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر عن أبيهما قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الشؤم في الدار والمرأة والفرس". 6096 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثني عبد الله بن زيد حدثنيِ أبي عن ابن عمر: أنه كان يصبغ ثيابه ويدَّهن بالزَّعْفَران، فقيل له: لم تصبغ هذا بالزعفران؟، قال: لأني رأيته أحبَّ الأصباغ إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، يدَّهن ويصبغ به ثيابه. 6097 - حدثنا سُرَيج بن النعمان حدثنا فُلَيح عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أخَّر ليلةَّ العشاء حتى رقدنا، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، وإنما حَبَسَنا لوفد جَاءه، ثم خرج فقال: "ليس أحد ينتظر الصلاةَ غيرُكم". 6098 - حدثنا سُرَيج حدثنا فُلَيح عن نافع عن ابن عمر: أن رجلاً لاعن امرأتَه في زمن النبي -صلي الله عليه وسلم -وانتفى من ولدها، ففرَّق النبي -صلي الله عليه وسلم - بينهما، وألْحَقَ الولدَ بالمرأة. 6099 - حدثنا سُرَيج حدثنا فلَيح عن نافع عن ابن عمر قال: قال

_ (6095) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 3: 140 بهذا الإسناد. وهو مكرر 5963. وقد أشرنا في 4544 إلى رواية الشيخين إياها من طريق مالك، بهذا الإسناد. (6096) إسناده صحيح، وهو مكرر 5717 بهذا الإسناد. (6097) إسناده صحيح، وهو مطول 5611. وانظر 5692. وقد أشرنا إِلى هذا الإسناد في 4826. (6098) إسناده صحيح، وهو مكرر 5400. (6099) إسناده صحيح، وهو مطول 6033، 6070.

رِسِول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أراني في المنام عند الكعبة، فرأيت رجلاً آدم، كأحسنِ ما ترى من الرجال، له لمة قد رجلَتْ، ولمته تَقْطر ماء، واضعاً يده على عواتق رجلين، يطوف بالبيت، رجلُ الشَّعَر، فقلت: من هذا؟، فقالوِا: المسيح ابن مريم، ثمِ رأيت رجلا جَعْداً قطَطاً أعْوَر عينِ اليمنى، كأنَّ عينه عنَبَةٌ طافية، كأشْبَه منْ رأيت من الناس بابن قَطنٍ، واضعاً يديه على عواتَق رجلين، يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟، فقالوا: هذا المسيح الدجّال". 6100 - حدثتا: كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برْقان حدثنا الزهري عن سالِم عن أبيه قالَ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما حَقُّ امرئ مسلم له مال يوصي فيه يبيت ثلاثاً إلا ووصيته عنده مكتوبة"، قال عبد الله: فما بِتُّ ليله منذ سمعتها إلا ووَصيتي عندي مكتوبةٌ. 6101 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن الأعمش

_ (6100) إسنادة صحيح، كثير بن هشام الكلابي: سبق توثيقه 1437، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين وغيره، وقال العجلي: "ثقة صدوق، يتوكل للتجار، يحترف، من أروى الناس عن جعفر بن برقان"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/218، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/158. جعفر بن برقان: سبق توثيقه 3219 وأنهم تكلموا في روايته عن الزهري خاصة، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين مرة، وقال: مرة:"ثقة، ويضعف في روايته عن الزهري"، وكذلك تكلم أحمد في روايته عن الزهري خاصة، وفي التهذيب عن ابن عيينة: "حدثنا جعفر بن برقان، وكان من ثقات المسلمين"، وقال الثوري: "ما رأيت أفضل من جعفر بن برقان"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 186 ولم يجرحه في روايته عن الزهري، ونرى أن هذا أقرب إلى الصواب، فإذا جاء شيء فيه خطأ من روايته عن الزهري اجتنب، أما تجريح روايته عن الزهري فلا. وهذا الحديث خاصة لم يخطئ فيه عن الزهري، فقد مضى مراراً، مطولا ومختصراً من طرق كثيرة، آخرها 5930. وقد ذكرنا تخريجه بمثل هذا السياق المطول في 4469. قوله "له مال يوصي فيه". في م "له مايوصي فيه". وأثبتنا ما في ح ك. (6101) إسناده صحيح، وهو مكرر 5101 بنحوه، ومطول 5725. وانظر 5640.

حدثنا مجاهد قال: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ائذنوا للنساء إلى المسجد بالليل"، قال: فقال ابنٌ لعبد الله بن عمر: والله لا نأذن لهنَّ، يَّتخذْنَ ذلك دَغَلاً لحاجتهنَّ، قال: فانتهره عبد الله، قال: أفٍّ لك!، أقول: قالَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وتقول: لا أفعل؟!. 6102 - حدثنا عفان حدثنا حمَّاد بن سَلَمة حدثنا ثابت عن عبد الله ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال لرجل: "فعلت كذا؟ "، قال: لا والله الذي لا إِلا هو ما فعلت، قال: فقال له جبريل - صلى الله عليه وسلم -: قد فعل، ولكن الله تعالى غَفر له بقول لا إله إلا الله، قال حمَّاد: لم يسمَع هذا من ابن عمر، بينهما رجل، يعني ثابتاً. 6103 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "إذا حلف الرجل فقال إن شاء الله، فهو بالخيار، إن شاء فَلْيَمْضِ، وإن شاء فلْيترك". 6104 - حدثنا عفان حدثنا حمَّاد بن سَلَمة وعبد الورّاث عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثلَه. 6105 - حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا قَتادة حدثنا بكر بن

_ (6102) إسناده ضعيف، لانقطاعه، إذ لم يسمعه ثابت البناني من ابن عمر، كما صرح بهذا حماد بن سلمة. والحديث مكرر 5361 بهذا الإسناد، وقد فصلنا القول فيه هناك. ونزيد هنا أنه في مجمع الزوائد 10: 83، كما بينا في الاستدراك 1753. وقد مضى مختصراً أيضاً بنحوه 5380، 5986. وانظر ما يأتي في مسند أبي هريرة: 1839. (6103) إسناده صحيح، وهو مكرر 6087. قوله "فليمض"، في نسخة بهامش م بدله "فعل". (6104) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (6105) إسناده صحيح، وقد فصلنا القول فيه في 5125 بهذا الإسناد. ومضى بهذا الإسناد أيضاً 5364. وانظر5545، 5952.

عبد الله وبشْر بن عائذ الهُذَلي، كلاهما عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنمَا يلبس الحرير من لا خَلاق له". 6106 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا سليمان الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من استعاذ بالله فأَعيذوه، ومن سألكم فأَعْطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتَى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادْعوا له، حتى تَعلموا أنْ قد كافأتموه". 6107 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن أبي بشْرِ عن نافع عن ابن عمر قال: كان للنبي خاتَمٌ من ذهب، وكان يجعَل فضه في باطن يده، فطرحه ذَاتَ يوم، فطرح الناَس خواتيمهم، ثم اتخذ خاتَط من فضة، فكان يختم به، ولا يلبسه. 6108 - حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ائتوا الدعوةَ إذا دعيتم". 6109 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثنا موسى بن عقبة حدثني سالم أنه سمع عبد الله بن عمر قال: كانت يمين رسول الله -صلي الله عليه وسلم -التي يحلف

_ (6106) إسناده صحيح، وهو مكرر 5365 بهذا الإسناد، ومطول 5743. وانظر الاستدراك 1754. قوله "ومن أتى إليكم معروفاً"، في ح "عليكم" بدل "إليكم"، وهو خطأ، صححناه من ك م. قوله "ما تكافئونه". في نسخة بهامش م "ما تكافئوه"، وهي توافق الرواية الماضية 5365، وقد وجهناها هناك. قوله "كافأتموه"، رسم في ك م "كافيتموه"، ولكن الياء لم تنقط في م ووضع فوقها همزة. (6107) إسناده صحيح، وهو مكرر 5366 بهذا الإسناد. وانظر 6007. (6108) إسناده صحيح، وهو مكرر 5367 بهذا الإسناد. ولكن هناك "أجيبوا" بدل"ائتوا". وهو أيضاً مختصر 5766. وا نظر 6106. (6109) إسناده صحيح، وهو مكرر 5368 بهذا الإسناد.

بها: "لا ومُقَلِّب القلوب". َ6110 - حدثنا عفان حدثنا وهَيب حدثني موسى بن عُقْبة أخبرني سالم أنه سمع عبد اللهِ يحدث عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أنه لَقِيَ زيد بن عمرو بن نُفيل بأسفل بَلْدَح، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الوحيُ، فقدَّم إليه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سفرةً فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، وقال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولاآكل إلا مما ذكر اسمُ الله عليه، وحدَّث هذا عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 6111 - حدثنا عفان حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن أبي الصِّدِّيق عن ابن عمر، قال همام: في كتابي: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا وضعتم موتاكم في القبور فقولوا: بسم الله، وعلى سنة رسول الله". 6112 - حدثنا عفان حدثنا محمد بن الحرث الحارثي حدثني محمد بن عبد الرحمن البيلَماني عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا لقيتَ الحاجَّ فسلمْ عليه وصافحْه، ومرْه أن يستغفر لك، قبل أن يدخل بيته، فإنه مغفور له".

_ (6110) إسناده صحيح، وهو مكرر 5369 بهذا الإسناد. وقد مضى أيضاً عن يحيى بن آدم عن زهير عن موسى بن عقبة، بنحوه 5631. (6111) إسناده صحيح، وهو مكرر5370 بهذا الإسناد. (6112) إسناده ضعيف جداً، لضعف محمد بن عبد الرحمن البيلماني. والحديث مكرر5371 بهذا الإسناد. وقد بينا ضعفه هناك. "محمد بن الحرث الحارثي"، ثبت هنا في الأصول الثلاثة "الحراثي، بدل "الحارثي"، وبهامش ك نسخة "الحارثي"، وهي الصواب، و "الحرثي"، خطأ يقيناً، فليس هناك ذكر لهذه النسبة في ترجمته، ولو كانت لذكرها الذهبي في المشتبه، أو السمعاني في الأنساب، أو لأشار إليها أحد ممن ترجم لمحمد بن الحرث هذا. والأصول الثلاثة متفقة على الصواب في الموضع السابق 5371.

6113 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن الوليد بن كَثِير عن قَطن ابن وَهْب بن عُوَيمر بن الأجْدَع عمن حدثه عن سالم بن عبد الله بن عمر أنه سمعه يقولَ: حدثني عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة قد حرَّم الله تبارك وتعالىِ عليهم الجنةَ، مدْمن الخمر، والعاقُّ، والديُّوث، الذي يقِرُّ في أهله الخبْث". 6114 - حدثنا علي بن عاصم عن يونس بن عبيد أخبرنا الحسن

_ (6113) إسناده ضعيف، لإبهام راويه عن سالم. والحديث مكرر 5372 بهذا الإسناد، "الخبث"، ضبط في ك م بضم الخاء وسكون الباء، وكتب بهامش م ما نصه: "العرب تسمى الزنا الخبْث والخبْثة". وهذا هو الصواب، وقد ضبطناه فيما مضى 5372 بفتحتين، ونستدرك هنا تصحيحه. وفي اللسان 2: 450: "الخِبْثة: الزنْية، وهو ابْنُ خِبْثَةٍ، لابن الزِّنية. يقال: وُلد فلان لخِبْثة، أي وُلد لغير رِشْدَة. وفي الحديث: إذا كثر الخبْث كان كذا وكذا، أراد الفسق والفجور". (6114) إسناده صحيح، الحسن: هو البصري. والحديث رواه ابن ماجة 2: 284 من طريق حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد، بنحوه. ونقل شارحه السندي عن زوائد البوصيري قال: "إسناده صحيح، رجاله ثقات". ونقله ابن كثير في التفسير 2: 244 من رواية ابن مردويه من طريق يحيى بن أبي طالب: "أنبأنا علي بن عاصم أخبرني يونس بن عبيد" بهذا الإسناد، نحوه، ثم قال ابن كثير: "كذا رواه ابن ماجة عن بشر بن عمر عن حماد ابن سملة عن يونس بن عبيد، به". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 279 وقال: رواه ابن ماجة، ورواته محتج بهم في الصحيح". وذكره السيوطي في الجامع الصغير 8018 ونسبه لابن ماجة فقط. وأشار إليه في الدر المنثور 2: 73 ونسبه للبيهقي فقط. وسيأتي بإسناد آخر 6116. وقد مضى نحو معناه في حديث آخر طويل لابن عباس 3017."الجرعة"، يجوز فيها ضم الجيم، وهي الاسم من التجرع، أي الشرب، ويجوز فتحها، وهي المرة الواحدة منه، والجرعة، بالضم أيضاً: ملء الفم يبتلعه، وتجرع الجرعة: شربها وابتلعها، قال في اللسان: وجرع الغيظ: كظمه، على المثل بذلك". وفي=

عن ابن عمر قالِ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما تَجرَّع عَبدٌ جُرْعَةً أفضلَ عند الله عز وجل من جُرْعة غيظٍ، يَكْظِمها ابتغاء وجه الله تعالى". َ6115 - حدثنا شُجاع بن الوليد عن موسى بن عُقْبة عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حلَق رأسه في حَجّة الوَداع. 6116 - حدثنا شجاع بن الوليد عن عمر بن محمد عن سالم عن ابن عمر قِالِ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما تَجرَّع عَبدٌ جُرْعَةً أفضلَ عند الله عز وجل من جرْعة غيظ، يَكْظِمها ابتغاء وجه الله تعالى". َ6117 - حدثنا شجاع بن الوليد عن عمر بن محمد عن سالم

_ = النهاية: "كَظْمُ الغيظ: تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه". (6115) إسناده صحيح، شجاع بن الوليد بن قيس السكوني: سبق توثيقه 895، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 262. "السكوني" بفتح السين المهملة وضم الكاف وآخره نون، نسبة إلى "السكون بن أشرس". والحديث مكرر 5623. وانظر 6005. (6116) إسناده صحيح، عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: سبق توثيقه 2516، وهو يروي هنا، في هذا الإسناد والإسناد الذي بعده، عن عم أبيه سالم بن عبد الله بن عمر. والحديث مكرر 6114، وقد أشرنا إليه هناك. ولكني لا أزال في ربية من هذا الإسناد لهذا الحديث، فإنه لم يُذكر في ك ولا م، ولم أجد أحداً أشار إليه عند تخريج هذا الحديث، وأخشى أن يكون إثباته في هذا الموضع سهواً من ناسخ أو طابع، ولعلنا نجد ما يرفع هذه الريبة، أو ما يقطع بالسهو والخطأ، إذا ما وجدنا مخطوطة أخرى من المسند نرجح إليها في هذا الموضع، أو يرجع إليها بعض إخواننا من أهل العلم بالحديث، ممن يوثق بدقتهم وتوثقهم، إن شاء الله. (6117) إسناده صحيح، وراوه مسلم بنحو هذا السياق 2: 135 من طريق ابن وهب: "حدثني عمر بن محمد حدثني القاسم بن عُبيد الله بن عبد الله بن عمر حدثه سالم عن أبيه" إلخ. ففي إسناد مسلم زيادة "القاسم بن عُبيد الله" بين "عمر بن محمد" و"سالم بن عبد الله بن عمر". وعمر، كما قلنا في الإسناد الذي قبل هذا، يروي عن عم أبيه "سالم =

عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يأكلنَّ أحدُكم بشماله، ولا يشربنَّ بها، فإن الشيطان يأكل بها ويشرب بها"، قال: وزاد نَافع: "ولا يأخذنَّ بها, ولا يعطين بها". 6118 - حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن عبد الحميد بن

_ = ابن عبد الله" مباشرة، وهو يروي أيضاً عن ابن عم أبيه "القاسم بن عُبيد الله بن عبد الله ابن عمر"، فالظاهر من الإسنادين أنه سمع هذا من القاسم عن سالم، ثم سمعه من سالم نفسه، فيكون من المزيد في متصل الأسانيد، ويحتمل أن يكون سمعه من القاسم ولم يسمعه من سالم، فوصله مرة وأرسله أخرى. هذا في رواية الحديث عن سالم، وأما زيادة نافع، فإنها ثابتة في مسلم كما هنا, ولفظ رواية مسلم: "قال: وكان نافع يزيد فيها" إلخ. فالذي يقول هذا هو عمر بن محمد يقيناً، في روايتي أحمد ومسلم, لأنه هو الذي يروي عن نافع، أما ابن عم أبيه "القاسم بن عبيد الله" فإنه لم يذكر في الرواة عن نافع. والقاسم بن عبيد الله هذا: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 165، وروى له هذا الحديث، من رواية أبي عقيل يحيى بن المتوكل عنه عن عمه سالم، وليس فيه زيادة نافع، وهذا يؤيد ما ذهبنا إليه أن هذه الزيادة من رواية عمر بن محمد عن نافع. وترجمه أيضاً ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 112. وكان القاسم متحرياً في الرواية متوثقاً أميناً، روى مسلم في صحيحه 1: 8 أن يحيى بن سعيد قال للقاسم: "يا أبا محمد، إنه قبيح على مثلك عظيم، أن تسئل عن شيء من أمر هذا الدين، فلا يوجد عندك منه علمِ ولا فرج، أو علم ولا مخرج!، قال: فقال له القاسم: وعم ذاك؟، قال: لأنك ابن إماميْ هدى، ابن أبي بكر وعمر، قال: يقول له القاسم: أقبح من ذاك عند من عقل عن الله أن أقول بغير علم، أوآخذ عن غير ثقة، قال: فسكت فما أجابه". وإنما نسبه يحيى بن سعيد لأبي بكر أيضاً, لأن أمه من ذرية أبي بكر الصديق. وهذا الحديث من رواية القاسم، نسبه الحافظ في ترجمته في التهذيب 8: 325 - 326 للنسائي أيضاً. وأصل الحديث، دون زيادة نافع التي هنا، مضى مراراً 4537، 4886، 5514، 5847. (6118) إسناده صحيح، محمد بن يزيد الواسطي: سبق توثيقه 1689، ونزيد هنا أنه ترجمه =

جعفر الأنصاري عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه كان يجعل فصَّ خاتمه مما يلي بطنَ كفه. 6119 - حدثنا محمد بن عبَيد حدثنا عبد الملك، يعني ابن أبي سليمان، عن أنس بن سيرين عن ابن عمر قال: سألته عَن امرأته التي طلق على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: طلقتها وهي حائض، فذكرتُ ذلك لعمر، فذكره عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "مُرْه فليراجعها إذِا طَهُرت طلقَها في طهْرها للسنة"، قال: ففعلتُ، قال أنس: فسألتُه: اعتددت بالتي طلقتَها وهي حائض؟، قال: وما لي لا أعْتد بها، إنْ كنتُ عجزتُ واستحمقتُ!!. 6120 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عمرو، يعني ابن يحيى، عن سعيد بن يَسار عن عبد الله بن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي على حمار، وهو متوجه إلى خيبَر. 6121 - حدثنا محمد بن يزيد عن عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقى في الناس اثنان".

_ = البخاري في الكبير 1/ 1/ 260، وقال: "قال لي علي بن حجر: كان محمد يتولى خولان، نعم الشيخ كان". والحديث مكرر 5583 بهذا الإسناد. وهو أيضاً مختصر 6107. (6119) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مراراً مطولا ومختصراً، آخرها 6061. ومضى أيضاً بنحوه من هذا الوجه، عن يزيد بن هرون عن عبد الملك، وهو ابن أبي سليمان العرزمي، أثناء مسند عمر بن الخطاب، برقم 304. وكذلك رواه مسلم في الصحيح 1: 423 من طريق خالد بن عبد الله عن العرزمي. (6120) إسناده صحيح، زائدة: هو ابن قدامة. والحديث مكرر 5451. وانظر 6071. (6121) إسناده صحيح، وهو مكرر 4832، 5677.

6122 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان أحبَّ الأسماء إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عبد الله وعبد الرحمن. 6123 - حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا حنظَلة سمعت سالم بن عبد الله يقول سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "من جَر ثوب خيَلاء لم ينظر الله إليه يومَ القيامة". 6124 - حدثنا عبَيد بن أبي قرة حدثنا سليمان، يعني ابن بلال، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله-صلي الله عليه وسلم- أن يسافَر بالقرآن إلى أرض العدوّ، مَخافَةَ أن يناله العدوُّ. 6125 - حدثنا عبد الله بن عطاء حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن الوِصال، فقيَل له: إنك تواصل يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، "قال: "إني لست كهيئتكم، إني أطعَم وُأسْقَى".

_ (6122) إسناده صحيح، عبد الله: هو العمري. وقد مضى نحو معناه 4774 عن وكيع عن العمري، بهذا الإسناد، َ مرفوعاً: "إن من أحسن أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن". (6123) إسناده صحيح، مكي بن إبراهيم: سبق توثيقه 1572، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 71، والصغير 233 - 234. حنظلة: هو ابن أبي سفيان. والحديث مختصر 5816. (6124) إسناده صحيح، وهو مطول 5465. وقد ذكرنا الخلاف على مالك وغيره عن نافع في رفع آخر الحديث "مخافة أن يناله العدو" في 4507. وها هي ذي رواية سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، فيها رفعه أيضاً، يؤيد ما رجحنا هناك. (6125) إسناده صحيح، وهو مكرر 5917. وهو في الموطأ 1: 280 بنحوه، كما أشرنا في 4721.

6126 - حدثنا عَبِيدة بن حمُيد عن منصور بن المُعْتَمِر عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزُّبَير المسجد، فإذا نحن بعبد الله بن عمر، فجالسناه، قال: فإذا رجال يصلون الضُّحى، فقلنا: يا أبا عبد الرحمن، ما هذه الصلاة؟، فقال: بدعة، فقلنا له: كم اعتمر رسول الله؟، قال: أربعاً، إحداهن في رجب، قال: فاستحيينا أن نردَّ عليه، قال: فسمعنا اسْتنانَ أم المؤمنين عائشة، فقال لها عروة بن الزبير: يا أم المؤمنين، ألا تسمعي مَا يقول أبو عبد الرحمن؟!، يقول: اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أربعاً، إحداهن في رجب؟!، فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن، أما إنه لم يعتمر عمرةً إلا وهو شاهدُها، وما اعتمر شيئاً في رجب. 6127 - حدثنا عَبِيدة حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل يُدْعَى: صَدُوع، وفي نسخة: صَدَقَة، عن ابن عمر قال: اعتكف رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في العشر الأواخر، قال: فبُنِي له بيتٌ من سَعَف، قال: فأخرج رأسَه منه ذاتَ ليلة، فقال: "أيها الناس، إن المصلي إذا صلى فإنه يُناجي ربه تبارك وتعالى، فلْيَعلَمْ بما يناجيه، ولا يجْهَرْ بعضكم على بعضٍ".

_ (6126) إسناده صحيح، ورواه البخاري 3: 478، ومسلم 1: 357، من رواية جرير عن منصور عن مجاهد، وقد أشرنا إليه في 5383. وانظر أيضاً 5052، 5416.الاستنان: قال ابن الأثير: "استعمال السواك، وهو افتعال من الأسنان، أي يمره عليها". وقال الحافظ في الفتح: "أي حسَّ مرور السواك على أسنانها". (6127) إسناده حسن، وهو مكرر 5349. والرجل الذي يروي عنه ابن أبي ليلى هو "صدقة ابن يسار المكي" عم محمد بن إسحق، كما بينا في 4928 وفي الاستدراك 1675. وأما قول ابن أبي ليلى هنا "عن رجل يدعي: صدوع، وفي نسخة: صدقة"، فإنا نرى أنه خطأ من ابن أبي ليلى لسوء حفظه، فلعله كتبه في سماعاته في موضعين، فاشتبه عليه حين كتب، أهو صدقة أم صدوع؟!. السعف، بفتحتين: أغصان النخيل.

6128 - حدثنا عَبيدة بن حُمَيد حدثني عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كانَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي فيُعرض البعيرَ بينَه وبين القبْلة، وقال عُبيد الله: سألت نافعاً فقلت: إذا ذهبت الإبل، كيف كان يصنع ابنَ عمر؟، قال: كان يعرض مؤْخِرَةَ الرَّحْل بينَه وبَين القبلة. 6129 - حدثنا عَبِيدة بن حُمَيد حدثني الأسود بن قيس عن

_ (6128) إسناده صحيح، وهو مطول 4468. وانظر 4793، 5841. قوله "يعرض البعير": بتشديد الراء، أي يجعله عرضاً، مؤخرة الرحل: سبق تفسيرها 1388 عن النهاية، ونزيد هنا قول الحافظ في الفتح 1: 479: "بضم أوله ثم همزة ساكنة، وأما الخاء، فجزم أبو عبيد بكسرها، وجوّز الفتح. وأنكر ابن قتيبة الفتح. وعكس ذلك ابن مكي، فقال: لا يقال مقدم ومؤخر بالكسر إلا في العين خاصة، وأما في غيرها فيقال بالفتح فقط. ورواه بعضهم بفتح الهمزة وتشديد الخاء. والمراد بها العود الذي في آخر الرحل، الذي يستند إليه الركب". وهذا الحديث رواه البخاري 1: 479 مطولاً من رواية معتمر عن عُبيد الله، كما أشرنا إلى ذلك في 4468، ولفظ روايته: "عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه كان يعرّض راحلته فيصلي إليها، قلت: أفرأيت إذا هبت الركاب؟، قال: كان يأخذ الرحل فيعدّله فيصلي إلى أخَرته، أو قال: مؤخره، وكان ابن عمر يفعله". فقال الحافظ في قوله "أفرأيت" إلخ: "ظاهره أنه كلام نافع، والمسؤول ابن عمر، لكن بين الإسماعيلي من طريق عبيدة بن حميد عن عُبيد الله بن عمر أنه كلام عُبيد الله، والمسؤول نافع، فعلي هذا هو مرسل, لأن فاعل يأخذ هو النبي -صلي الله عليه وسلم -، ولم يدركه"، أي نافع. ورواية عبيدة ابن حميد هي رواية المسند هنا , ولكنها مختصرة عن رواية البخاري، إذ اقتصر فيها على فعل ابن عمر وحده، ولم يذكر أنه فعل النبي -صلي الله عليه وسلم - "وكان ابن عمر يفعله"، كرواية البخاري. فيدل مجموع الروايات على أن عُبيد الله سأل نافعاً، وأنه أجابه بأن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك، وأن ابن عمر كان يفعله. فالموقوف من فعل ابن عمر متصل، والمرفوع ظاهره الإرسال، كما ذهب إليه الحافظ، ولكني أرى أن السياق يدل على أن نافعاً روى ذلك كله عن ابن عمر، من فعل النبي -صلي الله عليه وسلم -، ثم من فعل ابن عمر. (6129) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه من رواية الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو 5017، 5137، ومن رواية إسحق بن سعيد بن عمرو عن أبيه 6041.

سعيد بن عمرو الِقرسي أن عبد الله بن عمر حدثهم عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إنَّا أُمة أميةٌ، لا نحْسب ولا نَكتب، وإن الشهر هكذا وهكذا وهكذا"، ثم نَقَصَ واحدةً في الثالثة. 6130 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني نافعِ عن ابن عمر قال: غَدا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مِنِ منًى حين صلى الصبح في صبِيحة يوم عرفة، حتى أتَى عرفة، فنَزل بنَمرة، وهي منزل الإِمام الذي كان ينزلِ به بعرفة، حتى إذا كان عند صَلاة الظهر، راح رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مُهَجِّراً، فجمع بين الظهر والعصر، ثم خطب الناس، ثم راح فوقَف على الموقف من عرفة. 6131 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني نافع عن عبد الله ابن عمر: أنه كان يحبُّ إذا استطاع، أن يصلي الظهر بمنًى من يوم التَّرْوِيَة، وذلك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -صلى الظهر بمنًى. 6132 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلى حين أقبل من حجته قافلا في تلك البطحاء، قال: ثم دخل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - المدينة، فأناخ على باب مسجده، ثم

_ (6130) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2: 132 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، وقال المنذري 1833:1: "في إسناده محمد بن إسحق بن يسار، وقد تقدم الكلام عليه"، يريد ما يقال فيه من التدليس. وتعقبه صاحب عون المعبود، قال: وقد صرح ها هنا بالتحديث"، وقد صدق. وانظر 4783، 6083. قوله: "مهجراً": هو بفتح الهاء وتشديد الجيم المكسورة، ويجوز أيضاً تسكين الهاء وتخفيف الجيم المكسورة، والتهجير والإهجار: السير في الهاجرة، وهي اشتداد الحر نصف النهار. (6131) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 250، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2306، 2701. (6132) إسناده صحيح، وانظر 5594.

دخله فركع فيه ركعتين، ثم انصرف إلى بيته: قال نافع: فكان عبد الله بن عمر كذلك يصنع. 6133 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ألا إنما بقاؤُكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهلُ التوراة التوراةَ، فعملوا حتى إذا انتصف النهار، ثم عَجَزوا، فأُعطوا قيراطاً قيراطاً، ثَم أُوتي أهلُ الإبخيل الإبخيلَ، فعملوا إلى صلاة العصر، ثم عَجزوَا، فأُعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أوتَينا القرآنَ، فعملنا إلى غروب الشمس، فأُعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أيْ رَّبنا، لمَ أعطيتَ هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتَنا قيراطاً قيراطاً، ونحن كنَّا أكَثر عملا منهم؟، قال الله تعالى: هل ظلمتكم من أجوركم من شيء؟، قالوا: لا، قال: فهو فضلي أُوتيه من أشاءُ". 6134 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابنِ إسحق حدثني نافع عن ابن عمر قال: كان رجل من الأنصار لا يزال يُغْبن في البيوع، وكانت في لسانه لُوثَة، فشَكا إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ما يَلْقى من الغبن، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا أنت بايعت فقل: لا خلابة"، قال: يقول ابن عمر: فو الله لكأني أسمعه يبايع ويقول: لا خِلابة، يلَجْلج بلسانه.

_ (6133) إسناده صحيح، وهو مكرر 6029. وقد أشرنا هناك إلى أن البخاري رواه 2: 32 - 33 من طريق إبراهيم بن سعد، فهذه طريقه، ولكنه هنا عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن سعد، وفي البخاري عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد. (6134) إسناده صحيح، وقد مضى مطولاً بنحوه، من رواية سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر 5405. ومضى مختصراً أيضاً مراراً، آخرها 5970، اللوثة بضم اللام وبالثاء المثلثة: الاسترخاء والبطء، ورجل ذو لوثة: بطيء متمكث ذو ضعف، قاله في اللسان.

6135 - حدثنا يعقوب وسعد قالا حدثنا أبي عن محمد بن إسحق قال: وحدثني نافع مولى عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى أن يخْطُب الرجل على خِطْبة أخيه، أو يبيعَ على بيعه. ً6136 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عمر ابن حسين بن عبد الله مولى آل حاطب عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن

_ (6135) إسناده صحيح، سعد: هو ابن إبراهيم بن سعد، أخو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وقد سبق توثيقه 709، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 53. والحديث مختصر 6088 بمعناه. وقوله "على بيعه"، في ك "على بيع أخيه"، وهي نسخة بهاش م. (6136) إسناده صحيح، عمر بن حسين بن عبد الله مولى آل حاطب: هو الجمحيّ المكي قاضي المدينة، سبق توثيقه 4850، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 104، وعده يحيى بن سعيد في فقهاء المدينة، كما روى ذلك البخاري في الصغير 145. والحديث رواه الدارقطني 385 من طريق ابن إسحق، بهذا الإسناد، بنحوه. وكذلك رواه البيهقي 7: 113 من طريق ابن إسحق، ثم رواه مرة أخرى 7: 120إسناده إلى الدارقطني من طريق ابن إسحق. ورواه الحاكم 2: 167، والدارقطني 385، والبيهقي 7: 121، من طريق ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن عمر بن حسين عن نافع عن ابن عمر، مختصراً، بمعناه، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد" 4: 280 عن المسند، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات": وقال: "روى ابن ماجة طرفاً منه". والذي في ابن ماجة 1: 297 قطعة موجزة منه بإسناد ضعيف، وانظر 5720. عثمان ابن مظعون وقدامة بن مظعون، خالا عبد الله بن عمر، لأن أمه هي "زينب بنت مظعون" أخت عثمان وقدامة، انظر ابن سعد 4/ 1/ 105 و 3/ 1/ 286، 291. خويلة بنت حكيم بن أمية، يقال في اسمها أيضاً "خولة"، كما في الاستيعاب 742 وأسد الغابة 5: 444 والإصابة 8: 69 - 70. وسيأتي لها ذكر في المسند، في مسند عائشة، مرة باسم "خولة" (6: 226 ح)، ومرة باسم "خويلة" (6: 268 ح). قوله "فحطت إليه" أي =

عبد الله بن عمر قال: تُوُفي عثمان بن مَظْعون، وترك ابنةً له من خويلَة بنت حَكيم بن أُمية بن حارثة بن الأوقَص، قال: وأوصى إلى أخيه قُدَامة بنِ مظعَون، قال عبد الله: وهما خالاي، قال: فخطبت إلى قدامة بن مظعون ابنة عثمان بن مظعون، فزَوجنيها، ودخل المغيرة بن شُعْبة، يعني إلى أمها، فأرْغَبها في المال، فحطَّتْ إليه، وحَطَّت الجارية إلى هَوَى أمِّها، فأبَيا، حتي ارتفَع أمرُهما إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال قدَامة بن مظعون: يا رسول الله، ابنة أخي، أوْصى بها إليَّ، فزوَّجتُها ابنَ عمتها عبدَ الله بن عمر، فلمِ أقَصِّرْ بها في الصلاح ولا في الكَفاءة، ولكنها امراةٌ، وإنما حَطَّتْ إلى هوى أمِّها، قال: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "هي يتيمة، ولا تُنْكَح إلا بإذنها"، قال: فانتزِعَتْ والله منِّي بعدَ أن مَلَكتها، فزوجوها المغيرةَ بن شُعبة. َ6137 - حدثنا يعقوب حدثنا أبيِ صالح حدثنا نافع أن عبد الله أخبره: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال على المنبر: "غفار غفر الله لها، وأسْلم سالمها الله، وعُصيَّة عَصَت الله ورسولَه". 6138 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح حدثنا نافع أن عبد الله بن عمر قال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "يدْخل أهل الجنة الجنة"، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وحدثناه سعد، قال: "يدْخِل الله أهلَ الجنة

_ = مالت إليه ونزلت بقلبها نحوه. قوله "فزوجوها المغيرة بن شُعبة"، كلمة "بن شُعبة" لم تذكر في ك م، وهي ثابتة في نسخة بهامش م ومجمع الزوائد. (6137) إسناده صحيح، صالح: هو ابن كيسان. والحديث مكرر 5969، ومختصر 6092. (6138) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 360، ومسلم 2: 354، كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان، بهذا الإسناد، بنحوه. وقد مضى نحو معناه من رواية عمر بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر 5993، 6022، 6023.

الجنة، وأهل النار النار، ثم يقوم مؤذِّن بينهم فيقول: يا أهل الجنة، لا مَوْتَ، ويا أهل النار، لا موت، كلُّ خالد فيما هو فيه". 6139 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح حدثنا نافعِ أن عبد الله أخبرِه: أن المسجد كان على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مبنياً باللّبِن، وسقْفُه الجَريدُ، وعُمده خُشُبُ النَّخْل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً وزاد فيه عمر، وبناه على بنائه في عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - باللِّبن والجَريد، وأعاد عمُدَه خُشُباً، ثم غيّره عثمانُ، فزاد فيه زيادةً كثيرة، وبنِىِ جدَاره بالحجارة المنقوشة والقَصَّة، وجعل عُمُدَه من حِجارة منقوشةٍ، وسَقفه باَلسَّاج. 6140 - حدثنا يعقوب حدثني ابنُ أخي ابنِ شِهاب عن عمه محمد بن مُسْلِم أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: "إن

_ (6139) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 449 - 450، وأبو داود 1: 171 - 172، كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وقد نسي المنذري 424 أن ينسبه للبخاري، فأوهم ذلك أنه انفرد به أبو داود عن سائر الكتب الستة. اللبن، بفتح اللام وكسر الباء الموحدة: هو الطوب النبيّ -صلي الله عليه وسلم -. "العمد"، بضمتين: جمع عمود، وبفتحتَين: اسم للجمع، وكلاهما ثابت هنا في رواية هذا الحديث. "الخشب"، بضمتين وبفتحتين: جمع خشبة، وكلاهما ثابت هنا أيضاً. القصة، بفتح القاف وتشديد الصاد المهلمة المفتوحة: هي الجص، بلغة أهل الحجاز، وكذلك قال أبو داود في السنن، وقال الخطابي: "شيء يشبه الجصّ، وليس به". "وسقفه": قال القسطلاني في شرح البخاري 1: 359 - 360: "بفتح القاف والفاء، عطفاً على "جعل". وفي فرع اليونينية "وسقفه" بإسكان القاف، عطفاً على "عمده". وضبطه البرماوي: وسقّفه، بتشديد القاف". الساج، بالسين المهملة والجيم: نوع من الشجر يؤتى به من الهند، واحدته ساجة. قول "مبنياً باللبن"، في نسخة بهامشي ك م زيادة "والطين". وقوله في وصف ما صنع عمر "وأعاد عمده خشباً"، في ك "فأعاد"، وهي نسخة بهامش م. (6140) إسناده صحيح، وهو مختصر 5853 بمعناه =

مهَلّ أهل المدينة ذو الحُلَيفة، ومُهَل أهل الشأم مَهْيَعَة، وهي الجحفة، ومُهَل أهل نَجد قَرْنٌ"، قال سالم: سمعت عبد الله يقول: سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 6141 - حدثنا يعقوب أخبرني ابن أخي ابنِ شهاب عن عمه أخبرنا سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: طلقتُ امرأتَي وهي حائض، فذَكر عمرُ ذلك لرسِول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: فتغيَّظ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم قال: "ليُرَاجعْها حتى تحيض حيضةً مستقبَلة سوى حيضتها التي طلقها فيها، فإن بدَا لهَ أن يطلقَها فلْيطلقْها طاهراً من حيضتها قبل أن يمسَّها، فذلك الطلاق للعدّة، كما أمر الله تعالى"، وكان عبد الله طلقها تطليقةً، فحسِبَت من طلاقها، وراجعها عبد الله كما أمَرَه. 6142 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: حدثني حمزة بن عبد الله بن عمرِ أنه سمع عبد الله بن عمر يقولَ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "بينا أنا نائم أُتيتُ بقدَحٍ لبنٍ، فشِربتُ منه، حتى إني لأرَىِ الرِّي يخرج من أطرافي، فأعطيتُ فضْلِي عمر بن الخطاب"، فقال منْ حوله: فما أوَّلْتَ ذلك يا رسول الله؟، قال: "العِلْم". 6143 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن أبيه قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم -يحدِّث: "بينما أنا نائم رأيتني أِتيت بقَدَحٍ"، فذكره.

_ (6141) إسناده صحيح، وهو مختصر 6119. (6142) إسناده صحيح، وهو مطول 5868. قوله "يخرج"، في نسخة بهامش م"يجري"، وأصلها في ك، وصححت بهامشها "يخرج". قوله "من أطرافي"، في نسخة بهامش ك "من تحت أظفاري". (6143) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

6144 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر قال: قام رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فذكر المسيح الدجّال، فقال: "إن الله تعالى ليس بأعور، ألا إنَّ المسيحَ الدجّال أعور عينِ اليمنَى، كأنَّ عينه عِنَبَةٌ طافية". 6145 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح حدثني نافع أن عبد الله بن عمر أخبره قال: اطَّلَع رسوِلِ الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل القَليب ببدرٍ، ثم ناداهم فقال: "يا أهل القليب، هل وجدتُّم ما وعدكم ربُّكمَ حَقا"؟، قال أناس من أِصِحابه: يا رسول الله، أتنادي ناساً أمواتاً؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما أنتم بأسْمع لمَا قلت منهم". 6146 - حدثنا يعقوب حدثني ابن أخي ابنِ شِهاب عن عمه

_ (6144) إسناده صحيح، وهو مكرر 4948. وانظر 6099. وسيأتي في 6185 أنه خطب بنحو هذا في حجة الوداع. (6145) إسناده صحيح، وهو مختصر 4958 بمعناه. (6146) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 329 - 330 من رواية يونس عن الزهري عن سالم، بأطول من هذا، وفيه- كما هنا- أن الزيادة في آخر التلبية هي من عمر بن الخطاب. وقد مضى حديث التلبية مراراً، دون هذه الزيادة، 4821، 4895، 4896، 4997، 5019، 5024، 5086، 5154. 5508، 6021. ومضى من رواية بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر 4457، ومن رواية نافع عن ابن عمر 5071. 5475 نسبة هذه الزيادة إلى ابن عمر، لا إلى عمر. وأشار الحافظ في الفتح 3: 325 إلى أن هذه الزيادة انفرد مسلم عن البخاري بروايتها، وقال: "وهذا القدر في رواية مالك أيضاً عنده [أي عند مسلم]، عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يزيد فيها، فذكر نحوه. فعرف أن ابن عمر اقتدى في ذلك بأبيه". ورواية مالك عن نافع هي في الموطأ 1: 307 - 308. والذي جمع به الحافظ بين روايتي سالم ونافع هو الصحيح, لأن نافعاً إنما حكى ما سمع من ابن عمر في صيغة التلبية أصلا وزيادة، وليس في روايته أن ابن عمر أخبره أن هذه الزيادة من عند نفسه. وأما رواية سالم هنا وفي صحيح مسلم، فإنها صريحة في =

قال أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يُهِلُّ وهو مُلبِّد، يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمةَ لك، والملكَ لا شريك لك"، قال: وسمعت عمر ابن الخطاب يُهل بإهلال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ويزيد فيها: لبيك وسَعْديك، والخير في يديك، والرَّغْباءُ إليك والعَمَل. 6147 - حدثنا يعقوب حدثني ابن أخي ابنِ شِهاب عن عمه أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "تقاتلكم يهود، فتسلطون عليهم، حتى يقول الحجر: يا مُسْلم، هذا يهودي ورائي، فاقتلْه". 6148 - حدثنا يعقوب حدثنا ابنُ أخي ابنِ شهاب عن عمه أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: صلىَ لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - العشاء، وهي التي يدعِو الناس العَتَمَةَ، ثم انصرف، فأقبل علينا فقال: "أرأيتُم ليلتَكم هذه، فإن رأس مائة سنةٍ منها لا يبقَى ممن هو اليومَ على ظهر الأرض أحدٌ". 6149 - حدثنا يحيى بن عبد الملِك بن أبي غَنِيّة حدثنا أبي عن

_ = أن هذه الزيادة من عند نفسه. وأما رواية سالم هنا وفي صحيح مسلم، فإنها صريحة في أن أباه أخبره أن عمر كان يزيد هؤلاء الكلمات بعد التلبية التي يسمعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.وأما تلبيد الشعر فقد مضى معناه في حديث مطول 6027. (6147) إسناده صحيح، وهو مكرر 6032. (6148) إسناده صحيح، وهو مختصر 6028، وقول ابن عمر: "وهي التي يدعو الناس العتمة"، إنما قال هذا إياء منه أن يسميها بذلك، وهو قد روى نهى النبي -صلي الله عليه وسلم - عن تسميتها به، كما مضى 4572، 4688، 5100. قوله "أرأيتم"، في ك "أرأيتكم"، وهي نسخة بهامش م. (6149) إسناده صحيح، يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية: سبق توثيقه 5007. أبوه =

جَبَلة بن سُحيمِ عن ابن عمرِ قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا أكل أحدكم مع صاحبه فلا يقْرُننَّ حتى يَسْتأمِره"، يعني التمر. 6150 - حدثنا يحيى بن عبد الملك حدثنا أبي عن جَبَلة عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من جر ثوبَه خيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". 6151 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا عبد الملِك عن أنس بن

_ = عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، ثقة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي وغيرهم، وروى عنه سفيان الثوري، وهو من أقرانه، وقد نُسب عبد الملك هنا إلى جده. جبلة بن سحيم التيمي، ويقال: الشيباني: سبق توثيقه 3556، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 218، وليس الخلاف في نسبته إلا لفظياً، قال الحافظ في التهذيب: "تيم الذي نسب إليه جبلة هذا، هو تيم بن شيبان بن ذهل، فهو تيمي شيباني". والحديث مختصر 5802 بمعناه. وقد بينا في 5037 الاختلاف في الاستئذان، أهو مرفرع، أم هو من قول ابن عمر؟، لقول شُعبة في بعض رواياته: "الإذن من قول ابن عمر"، ورجحنا- تبعاً للحافظ في الفتح- أنه مرفوع. وقد أفاض الحافظ القول في ذلك، ولكن فاته أن يشير إلى هذه الرواية, وهي - عندي- أصرح الروايات وأوضحها في الدلالة على أن الاستئذان من الحديث المرفوع، وليس مدرجاً من كلام ابن عمر بل هو لا يحتمل ذلك، بدلالة اللفظ والسياق. "يستأمره": أي يستأذنه، بل هو أقوى من الاستئذان, لأنه طلب للأمر صراحة، ففي اللسان في حديث: "البكر تستأذن، والثيب تستأمر"، قال: "لأن الإذن يعرف بالسكوت، والأمر لا يعرف إلا بالنطق". (6150) إسناده صحيح، وهو مكرر 6123. (6151) إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي. وجهالة اسم الغلام الذي كان يمسك راحلة ابن عمر، لا تضر عندي في صحة الإسناد, لأنه حدث أنس بن سيرين وابن عمر معهما في ركب واحد، فلو شك أنس في رواية الغلام ما سكت، ولسأل ابن=

سيرين قال: كنت مع ابن عمر بعرفات، فلما كان حين راح رحت معه، حَتى أتَى الإمامَ، فصلىِ معه الأولى والعصر، ثم وقف معه وأنا وأصحابٌ لي، حتى أفاض الإِمام، فأفضْنا معه، حتى انتهينا إلى المَضيق دونَ المأزمين، فأناخِ وأنَخْنا، ونحن نَحْسب أنه يريد أن يصلي، فقال غلامهَ الذي يمسَك راحلته: إنه ليس يريد الصلاة، ولكنه ذَكَر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - لما انتهى إلى هذا المكان قَضَى حاجته، فهو يحب أن يَقْضي حاجتَه. 6152 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا عبد الملك عن مسْلم بنِ ينَّاق قال: كنت معِ عبد الله بن عمر في مجلس بني عَبد الله بمكةَ، فمرّ علينا فتى مسبل إزاره، فقال: هلم يا فتى، فأتاه، فقال: من أنت؟، قال: أنا أحد بني بكر بن سعد، قال: أتحب أن ينظر الله إليك يوم القيامِة؟، قال: نعم، قال: فارفع إزارك إذن، فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول بأذنيِ هاتين، وأَهْوَى بإصبعيه إلى أذنيه، يقول: "مَن جرَّ إزارَه لا يريد به إلا الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". 6153 - حدثنا عفان حدثنا حمّاد بن سَلَمَة أخبِرنا أيوب عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان إذا قعد يتشهّد وضع يده اليسرى

_ = عمر عن ذلك، والقرائن والسياق تؤيد صدق الغلام فيما روى. (6152) إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان، والحديث مطول 5327, 5050. وانظر 6150. وقد أشرنا في شرح 5050 إلى رواية مسلم إياه من طريق عبد الملك بن أبي سليمان. قوله "يوم القيامة" في المرة الأولى، لم يذكر في م، ولكنه ثابت بهامشها على أنه نسخة. (6153) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 162 من طريق يونس بن محمد عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولكن في آخره عنده: "وأشار بالسبابة" بدل قوله هنا "ودعا". وانظر 5421, 6000، وشرح النووي على مسلم 5: 80 - 82.

على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثاً وخمسين، ودَعَا. 6154 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما منْ أيامٍ أعظم عند الله ولا أحَبُّ إليه العمل فيهنَّ منْ هذه الأيام العَشْر، فأكثروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد". 6155 - حدثنا عِصام بن خالد حدثنا شعَيب بن أبي حمزة، وأبو اليَمَان قال أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهْرِيّ حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يُسبح وهو على ظَهْر

_ (6154) إسناده صحيح، وهو مكرر 5446 بهذا الإسناد. (6155) إسناده صحيح، رواه أحمد عن شيخين: عصام بن خالد وأبي اليمان، كلاهما عن شعيب بن أبي حمزة. وعصام بن خالد الحضرمي: سبق توثيقه 1464، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 71، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 26 وقال: "وروي عند أحمد بن حنبل، سمعت أبي يقول ذلك". ووقع اسمه في الأصول الثلاثة في هذا الموضع "عاصم بن خالد"، وهو خطأ يقيناً لا شك فيه، فليس في شيوخ أحمد من يسمى "عاصم بن خالد"، كلا ولا في الرواة المترجمين من يسمى بذلك أيضاً. فعن هذا جزمنا بأنه خطأ، وأثبتناه هنا على الصواب الذي لا شك فيه، وإن خالف الأصول الثلاثة. والحديث روى البخاري نحو معناه 2: 473، 474 من طريق عبد العزيز ابن مسلم عن عبد الله بن دينار. عن ابن عمر، ومن رواية الليث عن يونس الزهري عن سالم عن أبيه. وقد مضى نحو معناه أيضاً من رواية موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه 5822. وانظر 6071، 6120. قوله "يسبح" أي يصلي النافلة، كما سبق تفسيره في 5185. قوله "سالم بن عبد العزيز"، "بن عبد الله" لم يذكر في ك، وأثبت بهامشها على أنه نسخة. قوله "حيث كان وجهه" هو الذي في ح م، وفي ك "حيث توجهت"، وما هنا ذكر نسخة بهامشها.

راحلِته، لا يبالي حيثُ كان وجهه، ويومِئُ برأسه إيماء، وكان ابن عمر يفعل ذلك. 6156 - حدثنا أبو المُغِيرة حدثنا الأوزاعي أخبرني عبدَة بن أبي

_ (6156) إسناده صحيح، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. عبدة بن أبي لبابة: سبق توثيقه 781، ونزيد هنا قول الأوزاعي: "لم يَقْدم علينا من العراق أحد أفضل من عبدة بن أبي لبابة"، وقال يعقوب بن سفيان: "ثقة من ثقات أهل الكوفة"، ووثقه أبو حاتم والنسائي وغيرهما، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/89. والقسم الأول من هذا الحديث "اعبد الله كأنك تراه" مضى معناه في سؤالات جبريل مراراً، من حديث عمر، ومن حديث عبد الله بن عمر، آخرها 5856. والقسم الثاني منه "وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" مضى من رواية الثوري عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً، بزيادة "واعدد نفسك في الموتى"4764، ومضى بنحوه من رواية أبي معاوية عن ليث عن مجاهد 5002. وأشرنا في الرواية الأولى إلى أن البخاري روى أوله "كن في الدنيا" إلخ من رواية الأعمش عن مجاهد. وقال الحافظ في الفتح 11: 199: وللحديث طريق أخرى، أخرجه النسائي من رواية عبدة بن أبي لبابة عن ابن عمر مرفوعاً، وهذا مما يقوي الحديث المذكور, لأن رواته من رجال الصحيح، وإن كان اختلف في سماع عبدة من ابن عمر". وهذه إشارة من الحافظ إلى هذا الحديث، ولكني لم أجده في النسائي. ولا عبرة- عندي- بما أشار إليه الحافظ من الاختلاف في سماع عبدة من ابن عمر، وإن لم أجد هذا الاختلاف صراحة، بل قال ابن أبي حاتم في المراسيل 51: "سمعت أبي يقول: ابن أبي لبابة رأى ابن عمر رؤية"، فكأنه يشير إلى الشك في سماعه منه، وفي التهذيب: "قال الميموني عن أحمد: لقي ابن عمر بالشأم". وقد قررنا مراراً الراجح عند أهل العلم بالحديث: أن المعاصرة كافية في ثبوت اتصال الحديث، والبخاري يشدد فيشترط اللقاء، وها هو ذا اللقاء قد ثبت، بقول أحمد وأبي حاتم، فماذ بعد ذلك، والراوي ثقة غير مدلس؟!. وانظرما يأتي في مسند أبي هريرة 8503.

لُبابَةَ عن عبد الله بن عمر قال: أخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ببعض جسدي، فقال: "اعبد الله كأنك تراه، وكنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابر سبيل". 6157 - حدثنا أبو المُغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كَثِير عن أبي سَلَمة عن عبد الله بن عمر: أن عمر بن الخطاب سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أينام أحدنا وهو جنب؟، قال: "نعم، ويتوضأ". 6158 - حدثنا أبو المُغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا المطلب بن عبد الله بن المطلب المخزومي: أنَ عبد الله بن عمر كان يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، ويُسْند ذلك إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -. 6159 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى صلاةَ الخوف بإحدى الطائفتين، ركَع ركعةً وسجدتين، والطائفة الأخرى موَاجِهة العدوّ، ثم انصرفت الطائفة التي مع النبي -صلي الله عليه وسلم -، وأقبلت الطائفة الأخرى، فصلى بها النبي -صلي الله عليه وسلم - ركعةً وسجدتين، ثم سلم النبي -صلي الله عليه وسلم -، ثم قام كل رجل من الطائفتين فركع لنفسه ركعةً وسجدتين.

_ (6157) إسناده صحيح، أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. الحديث مكرر 5782، مختصر 5967. (6158) إسناده صحيح، المطلب بن عبدلله بن المطلب: هو ابن حنطب. والحديث مكرر 4534، ومختصر 4818، 4966. (6159) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقي 1700. ورواه أبو داود 1: 482 من رواية الزهري عن سالم عن أبيه، وقال أبو داود: "وكذلك رواه نافع وخالد بن معدان عن ابن عمر"، قال شارحه: "حديث نافع عند مسلم والنسائي وابن أبي شبية والطحاوي والدارقطني وقال المنذري 1199 عن أصل الحديث: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي". وانظر 2063، 2382، 5683. قوله في الطائفة الأخرى "فصلى بها النبي" -صلي الله عليه وسلم -، في نسخة بهامش م "رسول الله" -صلي الله عليه وسلم -.

6160 - حدثنا علي بن عَيّاش وعصام بن خالد قالا حدثنا ابن ثَوْبَان عن أبيه عن مكحول عن جبِير بن نُفير عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله يَقْبَل توبةَ العبد ما لم يغرْغِرْ".

_ (6160) إسناده صحيح، ابن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، حذف اسمه هنا ونسب إلى جده، مضت ترجمته في 3281. وذكر في التهذيب 7: 368 في شيوخ على بن عياش، "ثابت بن ثوبان"، بحذف اسمه، فأوهم أن عليا يروي عن أبيه ثابت، وهو خطأ ناسخ أو طابع. أبوه ثابت بن ثوبان الدمشقي: ثقة، وثقه أبو حاتم ومعاوية بن صالح وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 161 - 162. مكحول الشامي الفقيه الدمشقي: سبق توثيقه 1493، نزيد هنا أن الزهري قال: "العلماء أربعة - فذكرهم - فقال: ومكحول بالشأم"، قال ابن عمار: "كان مكحول إمام أهل الشأم"، وثقه العجلي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 21. جُبير بن نفير- بالتصغير فيهما- بن مالك الحضرمي: تابعي قديم، أدرك زمن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال أبو حاتم: "ثقة من كبار تابعي أهل الشأم"، وثقه أبو زرعة وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/223. والحديث رواه الترمذي 4: 269 من طريق علي بن عياش، ومن طريق أبي عامر العقدي، والحاكم 4: 257 من طريق عاصم بن علي، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: "حديث حسن غريب"، قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. كذلك رواه ابن ماجة 2: 292 من طريق الوليد ابن مسلم عن ابن ثوبان، بهذا الإسناد، ولكن وقع اسم الصحابي في ابن ماجة "عبد الله ابن عمرو"، وهو خطأ قديم، ويظهر أن الحافظ البوصيري وقعت له نسخة من ابن ماجة فيها هذا الخطأ، فظنه حديثاً آخر غير هذا الحديث الذي عن ابن عمر بن الخطاب، فاعتبره من الزوائد، فقال- كما نقل عنه السندي: "في إسناده الوليد بن مسلم، وهو مدلس، وقد عنعنه، كذلك مكحول الدمشقي". وقد نص الحافظان المزي وابن كثير على هذا الخطأ: فابن كثير نقل هذا الحديث في التفسير 2: 378 عن هذا الموضع من المسند، وقال: "رواه الترمذي وابن ماجة من حديث عبد الرحمن بن ثابت =

6161 - حدثنا أبو المُغِيرة حدثنا صَفوان عن شرَيح بن عبَيد

_ = ابن ثوبان، به، وقال الترمذي: حسن غريب. وقع في سنن ابن ماجة: عبد الله بن عمرو، وهو وهم، إنما هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب". ذكره السيوطي في الجامع الصغير 1921 من حديث ابن عمر، ونسبه لأحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي في الشعب، ونقل شارحه المناوي عن المزي قال: "ووهم من قال: ابن عمرو ابن العاص". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 75 من حديث ابن ماجة والترمذي، فالظاهر لي أن نسخة ابن ماجة التي كانت معه لم يكن فيها هذا الخطأ، فلذلك لم يتردد في نسبته، ولم يذكر الخطأ الذي وقع في بعض النسخ. وكذلك ذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 131 ونسبه كنسبة الجامع الصغير، دون تردد أو تنبيه على هذا الخطأ. وأيضاً فإن النابلسي ذكره في ذخائر المواريث 3580 في أحاديث ابن عمر، ونسبه للترمذي وابن ماجة، ولم يذكره في أحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص، والنابلسي يعتمد أكثر اعتماده على أطراف الحافظ المزي. ورواه أيضاً أبو نعيم في الحلية 5: 19 من طريق علي بن عياش وعاصم بن علي عن عبد الرحمن بن ثابت، بهذا الإسناد. فائدة: وَهم المناوي في شرح الجامع الصغير، إذ تكلم علي عبد الرحمن بن ثابت، فقال: "ونقل في الميزان تضعيفه عن ابن معين، وتوثيقه عن غيره، ثم أورد من مناكيره أخباراً، هذا منها"!، والذهبي ذكر هذا الحديث في ترجمة عبد الرحمن حقا (2: 100) ولكنه لم يذكره على أنه من مناكيره، بل نقل تحسينه عن الترمذي، ولم يعقب عليه. وقد سبق أن ذكرنا أن الذهبي وافق الحاكم على تصحيحه، فما قال المناوي قاله عن غير تثبت. وسيأتي معنى الحديث أيضاً من حديث أبي ذر في المسند (5: 174 ح). وحديث أبي ذر في المستدرك 4: 257، وصححه، ووافقه الذهبي. وهو أيضاً في الكبير البخاري 1/ 2/ 161 - 162. قوله "ما لم يغرغر": بغينين معجمتين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وبراء مكررة، قال ابن الأثير: "أي ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكونَ بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض. والغرغرة: أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق، ولا يبلع". (6161) إسناده صحيح، صفوان: هو ابن عمرو السكسكي، سبق توثيقه 107. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 171، وقال: "كان ثقة مأموناً"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 309. شريح بن عبيد بن شريح الحضرمي: سبق ذكره في 107،=

الحَضْرَمي أنه سمع الزُّبَير بن الوليد يحدث عن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال: "يا أرضُ، ربيِ وربك الله، أعوذ بالله من شركِ، وشرِّما فيك، وشرما خلق فيك، وشر ما دبَّ عَليك، أعوذ بالله من شرِ كل أَسَدٍ وأسْوَد، وحَيّةٍ وعقرب، ومن شر ساكِن البلدَ، ومن شر والد وما ولَد". 6162 - حدثنا أبو المغِيرة حدثنا عُمر بن عمْرو أبو عثمان

_ = 896، ونزيد هنا قول العجلي: "شامي تابعي ثقة"، ووثقه أيضاً النسائي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 231.الزبير بن الوليد الشامي: ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/374 فلم يذكر فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات، وأشار الحافظ في التهذيب إلى أن له في الكتب الستة هذا الحديث الواحد، عند أبي داود والنسائي فقط. والحديث رواه أبو داود 2: 339 من طريق بقية بن الوليد: "حدثني صفوان حدثني شريح بن عبيد" بهذا الإسناد. قال المنذري 2491: "وأخرجه النسائي. وفي إسناده بقية ابن الوليد، وفيه مقال"، وهو تعليل من المنذري غير سديد، أولاً: لأن المقال في بقية بن الوليد أنه يدلس، وهو هنا صرح بالتحديث، فانتفت تهمة التدليس، وثانياً: لم ينفرد بقية بروايته عن صفوان، حتى يكون ذلك علة له، فقد رواه هنا- كما ترى- أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عن صفوان أيضاً. وسيأتي الحديث مرة أخرى بهذا الإسناد، من حديث عبد الله بن عمر، أثناء مسند أنس 12276. ووقع في نسخة أبي داود، المطبوعة مع عون المعبود، "عبد الله بن عمرو"، وهو خطأ من الناسخين في بعض النسخ, لأن الحديث من مسند ابن عمر بن الخطاب، ولأنه ثبت على الصواب عند المنذري، وكذلك ثبت على الصواب في مخطوطة الشيخ عابد السندي من سنن أبي داود. وكذلك ذكر في ذخائر المواريث 3605 في مسند ابن عمر، ونسبه لأبي داود. وأصرح من هذا كله وأوضح، أن الحاكم رواه في المستدرك 2: 100 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، شيخ أحمد هنا، عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد، وقال فيه: "عن عبد الله بن عمر بن الخطاب". وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. (6162) إسناده صحيح، عمر بن عمرو أبو عثمان الأحموسي: ثقة، ترجم في التعجيل 313 - 314 هكذا: "عمرو بن عمر أبو عثمان الأحمسي، عن المخارق بن أبي المخارق عن =

الأُحْموسي حدثني المُخَارق بن أبي المُخَارق عن عبد الله بن عمر أنه سمعه

_ = ابن عمر، وعنه أبو المغيرة: مجهول. قلت [القائل ابن حجر]: الصواب الأحموسي، بضم وزيادة واو، وليس بمجهول، بل هو معروف، ولكنه تصحف على الحسيني فانقلب، والصواب أنه "عمر" بضم أوله، ابن "عمرو" بفتح أوله، عكس ما وقع هنا [يعني في كتاب الحسيني، الذي بني عليه الحافظ ابن حجر كتاب تعجيل المنفعة]. ونص حديثه عند أحمد: حدثنا أبو المغيرة حدثنا عمر بن عمرو أبو عثمان الأحموسي. فذكر الحديث في الحوض [يعني هذا الحديث]. وبذلك ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً، ذكراه فيمن اسمه "عمر" بضم أوله. وقال ابن أبي حاتم: هو من ثقات الحمصيين، وذكر أنه روى أيضاً عن عبد الله بن بسر الصحابي، وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات، وقال: روى عنه معاوية بن صالح. فكأنه لم يقف على روايته عن عبد الله بن بسر، وإلا لكان يعده في الطبقة الثانية". وهذا تحقيق جيد من الحافظ ابن حجر. وليس الجزء الذي فيه اسم "عمر" من الكبير للبخاري بين أيدينا، ولكن عندنا الجزء الذي هو فيه من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وهو مترجم فيه 3/ 1/ 127 - 128 في أبواب من اسمه "عمر" بضم العين، ونص ترجمته: "عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي، شامي، أبو حفص، أدرك عبد الله بن بسر، وروى عن أبي عون الأنصاري والمخارق بن أبي المخارق الذي يروي عن ابن عمر، روى عنه معاوية بن صالح وبقية ويحيى بن سعيد العطار وأبو المغيرة. سمعت أبي يقول ذلك. وسمعته يقول: لا بأس به، صالح الحديث، هو من ثقات الحمصيين، بابة عتبة بن أبي حكيم وهشام ابن الغاز" وهو يؤيد ما نقل ابن حجر، ولا يخالفه إلا في كنية عمر بن عمرو، "أبو عثمان" أو "أبو حفص"، وما في التعجيل أرجح، لموافقة ما في المسند هنا. وقد ثبت اسم "عمر بن عمرو" هذا على الصواب في م. وثبت في ح ك "عمرو بن عمرو"، يعني بفتح العين فيهما، وهو خطأ أيضاً. المخارق بن أبي المخارق: ثقة، ترجمه الحافظ في التعجيل 396 هكذا: "مخارق بن أبي المخارق عبد الله بن جابر الأحموسي، عن ابن عمر في الحوض، روى عنه عمرو بن عمر الأحموسي، [كذا هنا، وهو خطأ، صوابه عمر بن عمرو، كما بينه الحافظ فيما نقلنا قبل]. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال في اسم أبيه: إن شاء الله عبد الله بن جابر". وهذا- عندي- وهم من ابن حبان، اختلط =

يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "حوضي كما بين عَدَنَ وعَمَّانٍ، أبرد من

_ = عليه راويان، ظنهما رجلاً واحداً، أحدهما: "مخارق بن عبد الله الأحمسي، وقد مضى بهذا الاسم 519، ومضى أيضاً غير منسوب 3698، يروي فيهما عن طارق بن شهاب، وله ترجمة في التهذيب 10: 67 بين فيها الاختلاف في اسم أبيه، فظن ابن حبان أن هذا هو ذاك، ولذلك قال في اسم أبيه: إن شاء الله عبد الله بن جابر". ولكن البخاري فرق بينهما في الكبير 4/ 1 / 431، فذكر الراوي هنا: "مخارق بن أبي مخارق، سمع ابن عمر، روى عنه عمرو الأحموشي، أو الأحموسي"، ثم ذكر عقبه: "مخارق ابن عبد الله بن جابر الأحمسي"، وذكر الخلاف في اسم أبيه. وهذا تفصيل بين، يرفع الشبهة في أنهما رجل واحد. الأحموسي: ثبت في الأصول الثلاثة هنا وفي ترجمة عمر في التعجيل بالسين المهملة، وذكره البخاري في ترجمة مخارق بالمعجمة أو المهملة، وما عندي سبيل إلى الترجيح القوي، وما عرفت هذه النسبة إلى أي شيء؟، وما وجدتها في المراجع التي بين يديّ. والحديث في مجمع الزوائد 10: 365 - 366، وقال: "رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر الأحموشي [كذا] عن المخارق بن أبي المخارق، واسم أبيه عبد الله بن جابر وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات، وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح". وهو أيضاً في الترغيب والترهيب 4: 209، وقال: "رواه أحمد بإسناد حسن". وقال الهيثمي في الزوائد أيضاً: "حديث ابن عمر [يعني هذا] في الصحيح بغير هذا السياق، وهذا هو الصواب موافقاً لرواية الناس، والذي في الصحيح: كما بين جربى وأذرح. وهما قريتان إحداهما إلى جنب الأخرى. وقال بعض مشايخنا، وهو الشيخ العلامة صلاح الدين العلائي: إنه سقط منه، وهو "كما بينكم وبين جربى وأذرح"،وإنه وقع بها. سمعت هذا منه". يشير بذلك إلى الحديث الماضي بإسنادين عن نافع عن ابن عمر 4723، 6079. وقد ذكرنا هناك مختصراً من القول في ذلك، ذكرنا ما نقل صاحب القاموس عن الدارقطني أن صوابه: "ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وجرباء وأذرح". وهو نحو ما نقل الهيثمي هنا عن الحافظ العلائي. وقد أطال الحافظ في الفتح 11: 409 - 411 القول في توجيه هذه الروايات، ولعله استوعب ما ورد في سعة الحوض أو كاد. وسيأتي نحو هذا الحديث، من حديث ثوبان، في المسند =

الثلج، وأحِلى منِ العسلِ، وأطيب ريحاً من المسك، أكوابه مثل بخوم السماء، من شرب منه شرْبَة لم يظمأ بعدها أبداً، أول الناس عليه وروداً صَعَاليك المهاجرين"، قال قائل: وِمن هم يا رسول الله؟، قال: "الشَّعثَة رؤوسمهم، الشَّحبَةُ وجوههم، الدَّنسة ثيابُهم، لا يُفْتَح لهم السُّددُ، وَلا ينكحون المتنعِّمَات، الذين يعْطونَ كلَّ الذي عليهم، ولا يأخذون الذي لهمَ". 6163 - حدثنا الحَكَم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن

_ = (5: 275 - 276 ح)، وهو في الترغيب والترهيب 4: 208، ونسبه للترمذي وابن ماجة والحاكم صححه. قوله "أكوابه" في نسخة بهامش م بدله "أباريقه"، وما هنا هو الموافق لما في مجمع الزولد. "الشعثة رؤوسهم": من الشعث، بفتحتين، وأصله التفرق، والشعث، بفتح الشين وكسر العين: المغبرّ الرأس المنتتف الشعر الجاف الذي لم يدَّهن. "الشحبة وجوههم"، بفتح الشين المعجمة وكسر الحاء المهملة: من الشحوب، وهو تغير اللون والجسم من هزال أو عمل أو جوع أو سفر أو نحو ذلك. "السدد"، بضم السين وفتح الدال المهملتين: جمع "سدة"، وهي الباب، بوزن "غرفة وغرف"، أي لا تفتح لهم الأبواب. وقوله "لا يفتح" هو الثابت في ح م، وفي ك "لا تفتح"، وهو يوافق ما في الزوائد والترغيب، وكلاهما جائز صحيح. وقوله "المتنعمات" هو الثابت في الأصول الثلاثة، وفي الزوائد والترغيب "المنعمات". (6163) إسناده صحيح، إسماعيل بن عياش: سبق الكلام عليه 530، 1738، عبد الرحمن الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وهو تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهم، وكان عالماً بالأنساب والعربية. والحديث رواه ابن ماجة 1: 146 من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد، ونقل شارحه عن زوائد البوصيري قال: "إسناده ضعيف، وفيه رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وهي ضعيفة". ورواه أبو داود 1: 268 - 269 من طريق الليث بن سعد عن يحيى بن أيوب عن ابن جريح عن ابن شهاب عن أبي بكر بن الحرث بن هشام عن أبي هريرة؛ بنحوه، وزاد في آخره: =

صالح بن كَيْسان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يرفع يديه حَذْوَ منكبيه، حين يكبّر ويفتتح الصلاة، وحين يركع، وحين يسجد. 6164 - حدثنا الحَكَم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثل ذلك. 6165 - حدثنا الحَكَم بن نافع حدثنا أبو بكر، يعني ابن أبي مريم، عن ضَمْرَة بن حبِيب قال: قال عبد الله بن عمر: أمرني رسول الله -صلي الله عليه وسلم -

_ = "وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك". وقال الزيلعي في نصب الراية 1: 414: "قال الشيخ [يعني ابن دقيق العيد] في الإِمام: وهؤلاء كلهم رجال الصحيح". وهذا الحديث من مسند أبي هريرة، ذكر هنا لمناسبة حديث ابن عمر الذي بعده "مثل ذلك". ولم يذكر في موضعه في مسند أبي هريرة، ولذلك يخفى موضعه على من أراده في (المسند). (6164) إسناده صحيح، وهو في معناه مكرر 5762، ومطول 5843، من غير هذا الوجه. (6165) إسناده حسن أو صحيح، على ما فيه من ضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، كما ذكرنا تضعيفه في 113، 1464, لأن ضعفه إنما هو لتغيره وسوء حفظه، ولكن اعتضدت روايته هذه بما سبق من نحو معناها بإسناد صحيح 5390 من طريق ابن لهيعة عن أبي طعمة عن ابن عمر. ولذلك ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 53 - 54 هذا الحديث، ثم قال: "وفي رواية عن ابن عمر"، فذكر الحديث الماضي 5390، ثم قال: "رواه كله أحمد بإسنادين، في أحدهما أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط، وفي الآخر أبو طعمة، وقد وثقه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وضعفه مكحول، وبقية رجاله ثقات". ضمرة، بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم، ابن حبيب بن صهيب الزبيدي الحمصي: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/338. "الشفرة"، بفتح الشين المعجمة: السكين العريضة. "فأرهفت": أي سُنَّت وأخرج حَداها، والمرهوف والمرهف: اللطيف الجسم الدقيقه.

أن آتيَه بمُدْيَة، وهي المشَّفْرة، فأتيته بها، فأرسل بها، فأرْهفَتْ، ثم أعطانيها، وقالَ: "اغْد عليَّ بها"، ففعلت فخرج بأصحابه إلى أسَواق المدينة، وفيها زِقاق خمر قد جلبَتْ من الشأم، فأخذ المدْيَة مني، فشقَّ ما كان من تلك الزِّقاق بحضْرته، ثَم أعطانيها، وأمر أصحابَه الذين كانوا معه أن يَمْضموا معي، وأن يعاونوني، وأمرني أن آتِي الأسواقَ كلَّها، فلا أجِدُ فيها زقَّ خمرٍ إلا شَقَقته، ففعلت، فلم أتركْ في أسواقها زِقاً إلا شَقَقته. 6166 - حدثنا علي بن عيَّاش حدثنا محمد بن مُطرّف حدثنا زيد بن أسْلَم أنه قال: إن عبد الله بن عمر أتى ابنَ مُطيع فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وِسادة، فقال: ما جئت لأجلس عندك ولكنْ جئت أخبرك ما سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، سمعته يقول: "من نزع يداً من طاعةٍ، أو فارق الجماعة، مات ميتَةَ الجاهلية". 6167 - حدثنا علي بن عيَّاش حدثنا إسماعيل بن عيَّاش حدثني

_ (6166) إسناده صحيح، محمد بن مطرف بن داود الليثي أبو غسان المدني: أحد العلماء الأثبات، ثقة، وثقه يزيد بن هرون وأحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/236. "مطرف" بضم الميم وفتح الطاء المهملة وتشديد الراء المكسورة، كما ضبط في المشتبه والمغني. والحديث مختصر 5718، ومطول 5386، 6048. وقوله "ميتة الجاهلية"، في نسخة بهامشي ك م "جاهلية". (6167) إسناده صحيح، إسماعيل بن عياش: يروي عن صالح بن كيسان مباشرة، كما مضى في 6163، 6164، ولكنه روى هنا عنه بواسطة يحيى بن سعيد القطان. إسماعيل ابن محمد بن سعد بن أبي وقاص: سبق توثيقه 1443، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 371. والحديث مضى نحوه بمعناه، من طريق الزهري عن سالم عن أبيه 4550، 4924، 5618. قوله "إنما يحسد من يحسد"، في نسخة بهامش م "حُسد" بدل "يحسد" الثانية. وقوله "أعطاه الله القرآن"، في ك "آتاه"، وهي نسخة =

يحيى بن سعيد أخبرني صالح بن كيسان أن إسماعيل بن محمد أخبِره أن نافعاً أخبره عن عبد الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إنما يحْسد من يحْسَد"، أو كما شاءَ الله أن يقول، "على خَصْلتين: رجلٌ أعطاه الله تعالى القرآن، فهو يقوم به آناءَ الليل والنهار، ورجل أعطاه الله مالاً، فهو ينفقه". 6168 - حدثنا أبو المُغِيرة حدثنا عبد الله بن سالم حدثني العَلاء

_ = بهامش م. وقوله "آناء الليل والنهار"، في نسخة بهامشي ك م "وآناء النهار". (6168) إسناده صحيح، عبد الله بن سالم الأشعري الوحاظي، بضم الواو وتخفيف الحاء المهملة وبعد الألف ظاء معجمة: ثقة، قال يحيى بن حسان: ما رأيت بالشأم مثله، ووثقه ابن حبان والدارقطني، وأخرج له البخاري في الصحيح. العلاء بن عتبة اليحصبي الحمصي: وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/358، وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث عند أبي داود. عمير بن هانئ العنسي، بفتح العين وسكون النون وبالسين المهملة، الدمشقي: تابعي ثقة، وثقه العجلي وابن حبان، وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/378 - 379، وروى له أصحاب الكتب الستة. والحديث رواه أبو داود 4: 152 - 153، والحاكم في المستدرك 4: 465 - 466، كلاهما من طريق أبي المغيرة عن عبد الله بن سالم بهذا الإسناد، قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية 5: 158، من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد، وقال: غريب من حديث عمير والعلاء، لم نكتبه مرفوعاً إلا من حديث عبد الله بن سالم". قوله "فأكثر [في] ذكرها"، زيادة [في] من ك م، وهي الموافقة لروايتي أبي داود والحاكم، وحذفت من ح، وهي توافق رواية أبي نعيم. "الأحلاس": جمع "حلس"، بكسر الحاء المهملة وسكون اللام وآخره سين مهملة، قال ابن الأثير: وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القَتَب، شبهها به للزومها ودوامها"، وقال الخطابي: "إنما أضيفت الفتنة إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها، يقال للرجل إذا كان يلزم بيته لايبرح منه: هو حلس بيته، لأن الحلس يفترش فيبقى على المكان ما دام لا يرفع، وقد يحتمل أن تكون هذه الفتنة إنما شبهت بالأحلاس لسواد =

ابن عُتْبة الحِمْصِي، أواليَحْصُبي، عن عُمير بن هانئ العنسي سمعت عبد الله ابن عمر يقول: كنا عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قعوداً، فذَكَر اَلفِتن، فأكثر

_ = لونها وظلمتها"."فتنة هرب وحرب"؛ بفتح الحاء والراء، قال ابن الأثير: "الحرب، بالتحريك: نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له"، وقال الخطابي: "الحرب: ذهاب المال والأهل، يقال: حرِبَ الرجل فهو حريب، إذا سلب أهله وماله". "فتنة السراء" بفتح السين المهملة وتشديد الراء، قال ابن الأثير: "السرّاء: البطحاء، وقال بعضهم: هي التي تدخل الباطن وتزلزله، ولا أدري ما وجهه"، وفي عون المعبود: "قال القاري: والمراد النعماء التي تسر الناس من الصحة والرخاء، والعافية من البلاء والوباء، وأضيفت إلى السراء لأن السبب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب كثرة التنعم، أو لأنها تسرّ العدو". وهذه الكلمة محرفة في نسخة الحلية المطبوعة، فتصحح من هذا الموضع. "دخلها أو دخنها": هما بفتح الدال المهملة والخاء المعجمة، والدخل: العيب والغش والفساد، والدخن: الكدورة إلى السواد، وهو في الأصل مصدر "دخنت النار تدخن" إذا ألقي عليها حطب رطب وكثر دخانها، وقال الخطابي: "الدخن: الدخان، يريد أنها تثور كالدخان من تحت قدميه"، وقال ابن الأثير: "يعني ظهورها وإثارتها، شبهها بالدخان المرتفع"."كورك على ضلع"، الورك، بفتح الواو وكسر الراء: ما فوق الفخذ، كالكتف فوق العضد، والضلع، بكسر الضاد مع فتح اللام وسكونها، معروف، قال الخطابي: "قوله كورك على ضلع، مثل، ومعناه الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم، ذلك أن الضلع لا يقوم بالورك ولا يحمله، وإنما يقال في باب الملامة والموافقة إذا وصفوا: هو ككفّ في ساعد، وكساعد في ذراع، أو نحو ذلك"، وقال ابن الأثير: "أي يصطلحون على أمر واه، لا نظام له ولا استقامة , لأن الورك لا يستقيم على الضلع ولا يتركب عليه، لاختلاف ما بينهما وبعده"."فتنة الدهيماء": قال الخطابي: "تصغير الدهماء، وصغرها على مذهب المذمة لها"، قال ابن الأثير: "يريد الفتنة المظلمة، والتصغير فيها للتعظيم، وقيل: أراد بالدهيماء الداهية". "الفسطاط" بضم الفاء وكسرها: قال ابن الأثير: "المدينة التي فيها مجتمع الناس، وكل مدينة فسطاط، وقال الزمخشري: هو ضرب من الأبينة في السفر دون السرادق، وبه سميت المدينة، ويقال لمصر والبصرة: الفسطاط".

[في] ذكرها، حتى ذكَر فتنةَ الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنةُ الأحلاس؟، قال: "هي فتنة هَرَبٍ وحرَبٍ، ثم فتنة السَّرَّاء، دَخلها" أو "دَخَنُها من تحت قَدَميْ رجل من أهل بيتي، يزعم أنه منِّي، وليس مني، إنما وَلييِّ المتَّقِون، ثم يصطلح الناس على رجل كَوَرك على ضلَعِ، ثم فتنة الدُّهيماء، لا تدع أحداً، من هذه الأمة إلاَّ لَطمته لَطْمَةً، فإذا قيَل انقطعتْ تَمَادَتْ يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصيرَ الناس إلى فسْطَاطين، فسْطاطُ إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاطُ نفاقٍ لا إيمان فيه، إذا كان ذَاكم فانتظرَوا الدجَّالَ من اليوم أو غَدٍ".َ 6169 - حدثنا أبو المُغِيرة حدثنا عبد الله بن العَلاء، يعني ابن زبرٍ، حدثني سالم بن عبد الله عن أبيِه عبد الله بن عمر قال: سئَل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: كيف صلاة الليل؟، فقال: "مثنى مثنى، فإذا خفتَ الصبحَ فأوترْ بواحده". 6170 - حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي حدثنا عبد الله بن العَلاء سمعت سالم بن عبد الله يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قالَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفتَ الفجر فأوتر بركعةٍ تُوترُ لك صلاتَك"، قال: وكان عبد الله يوتر بواحدةٍ.

_ (6169) إسناده صحيح، عبد الله بن العلاء بن زبر، بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة، الدمشقي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وكذا وثقه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 171. والحديث مختصر 6008. (6170) إسناده صحيح، زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه أحمد والعجلي والدارقطني وغيرهم، وقال أبو علي النيسابوري: "ثقة مأمون"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/3273. والحديث مكرر ما قبله بنحوه. قوله "فإذا خفت الفجر"، هو الثابت في ح ك، وفي م "فإذا خفت الصبح"، وفي نسخة بهامش ك "الصبح"، وفي نسخة بهامش م "فإن خفت الفجر".

6171 - حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي حدثنا عبد الله بن العَلاء سمعت سالم بن عبد الله يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: كانَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يأمر بقتل الكلاب. 6172 - حدثنا علي بن بَحْر حدثنا حاتم بن إسماعيل عن موسى ابن عُقْبة عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول: قد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العَشْر الأواخر من رمضان. 6173 - حدثنا إسماعيل بن عمر حدثني كَثِير، يعني ابن زيد،

_ (6171) إسناده صحيح، وهو مختصر 5925, 5975. (6172) إسناده صحيح، حاتم بن إسماعيل المدني: سبق توثيقه 1608، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وقال ابن سعد في الطبقات 5: 314: "كان ثقة مأموناً كثير الحديث". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/72. والحديث رواه مسلم 1: 325 من طريق حاتم بن إسماعيل عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد. ورواه البخاري 4: 235، ومسلم 1: 325 - 326، وأبو داود 2: 308 - 309، ثلاثتهم من طريق يونس عن نافع، وزاد مسلم وأبو داود: "وقال نافع: وقد أراني عبد الله المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -من المسجد". وانظر 6127. (6173) إسناده صحيح، وقد مضى المرفوع منه بنحوه، من رواية الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر 5911. ومن رواية حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر 6066 ومضى أيضاً بنحوه، من رواية شريك عن سلمة بن كهيل عن مجاهد عن ابن عمر 5966، ولكن فيه أنه حدثهم بذلك وهم جلوس والشمس على قعيقعان. ومضى نحو معناه مطولاً، مع مثل هذه الأمة ومثل اليهود والنصارى، من رواية الزهري عن سالم عن أبيه 6029، 6133، وفي أولهما أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم على المنبر، والظاهر أن ذلك كان في المدينة. فيظهر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -حدثهم بذلك مراراً، بالمدينة، وفي عرفات، وعلى جبل قعيقعان بمكِة، وكان ابن عمر حاضرها كلها، فإنه صرح بالسماع من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -5966، 6029،6123.

عن المطَّلب بن عبد الله عن عبد الله بن عمر: أنه كان واقفاً بعرفات، فنظر إلى الشمس حين تَدلَّت مثل التُّرْسِ للغرِوب، فبكى واشتد بكاؤه، فقال له رجل عنده: يا أبا عبد الرحمن، قد وقفت معي مراراً لم تصنع هذا؟، فقال، ذكرتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهو واقف بمكاني هذا، فقال: "أيها الناسِ، إنه لم يبق من دنياكم فيما مضَى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه". 6174 - حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا مالك، يعني ابن أنس، عن قَطن بن وَهْب عن يُحَنَّسَ: أن مولاةً لابن عمر أتته، فقالت: عليك السلام يا أبا عبد الرحمن، قال: وما شأنُكِ؟، قالت: أردتُ الخروج إلى الريف، فقال لها: اقعدي، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يصبر على لأوَائها وشدَّتها أحدٌ إلا كنتُ له شهيداً أو شفيعاً يومَ القيامة". 6175 - حدثنا يعقوب حدثنا ابن أخي ابنِ شهاب عن عمه حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله قال: كان رسول اَلله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه، حتِى إذا كانتا حَذْوَ منكبيه كبَّرَ، ثم إذا أراد أن يركع رفعهما حتى يكونا حذْوَ منكبيه، كبَّر وهما كذلك، ركع، ثم إذا أراد أن يرفع صُلْبَه رفعهما حتى يكونا حَذْوَ منكبية، قال: "سمع الله لمن حمده"، ثم يسجد، ولا يرفع يديه في السجود، ويرفعهما في كل ركعة وتكبيرةٍ: كبَّرها قبل الركوع، حتى تنقضيَ صلاتُه. 6176 - حدثنا يعقوب حدثنا ابنُ أخي ابنِ شِهاب عن عمه

_ (6174) إسناده صحيح، وهو مختصر 935، ومطول 6001. (6175) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مطولاً ومختصراً مراراً، أولها 4540، وآخرها 6164. (6176) إسناده صحيح، حميد بن عبد الرحمن بن عوت الزهري: أشرنا إلى توثيقه في 49، وهو تابعي ثقة كثير الحديث، مات سنة 95 وهو ابن 73 سنة، فيكون قد ولد سنة 22 =

أخبرني حُمَيد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن عمر أخبره: إن رجلاً سِأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن صلاة الليل؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيتَ الصبحَ فأوتر بواحده". 6177 - حدثنا يعقوب حدثنا ابنُ أخي ابنِ شِهاب عن عمه أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله". 6178 - حدثنا يحيى بن أبي بُكير حدثنا زُهَير بن محمد عن

_ = تقريباً. وقد أخطأ بعض الرواة فروى أثراً يدل على أنه رأى عمر بن الخطاب، وروى مالك الأثر نفسه ولم يذكر فيه أنه "رأى"، فقال ابن سعد في الطبقات 5: 114 - 115: "قال محمد بن عمر وهو الواقدي]: وأثبتهما عندنا حديث مالك، وأن حميداً لم ير عمر ولم يسمع منه شيئاً، وسنه وموته يدل على ذلك. ولعله قد سمع من عثمان, لأنه كان خاله، وكان يدخل عليه كما يدخل عليه ولده صغيراً وكبيراً"، ثم قال ابن سعد: "وقد سمعت من يذكر أنه توفي سنة خمس ومائة، وهذا غلط وخطأ، ليس يمكن ذلك أن يكون كذلك، لا في سنه، ولا في روايته، وخمس وتسعون أشبه وأقرب إلى الصواب"، وترجمه البخاري في الكبير 2 / ا/ 343، وجزم بأنه سمع من عثمان وذكره في الصغير ص 111 في فصل من مات بين سنتي 90 - 100، وكذلك جزم الذهبي في تاريخ الإِسلام 3: 36 بأنه مات سنة 95. ويأن القول بأنه مات سنة 105 غلط، وكذلك ذكره ابن كثير في التاريخ 9: 140 في وفيات سنة 95. والحديث مكرر 6169، 6170 بمعناه. (6177) إسناده صحيح، وهو مكرر 6065.في ح" من فاته العصر"، وأثبتنا ما في ك، وفي م "فاتته العصر"، وزيدت كلمة "صلاة" بهامشها على أنها نسخة. (6178) إسناده ضعيف، لما سنذكره. فقد نقله ابن كثير في التفسير 1: 254 عن هذا الموضع، وقال: "وهكذا رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه عن الحسن بن سفيان عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن يحيى بن أبي بكير [يعني شيخ أحمد هنا]، به. وهذا حديث غريب =

موسى بن جُبير عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أنه

_ = من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين، إلا موسى بن جُبير هذا، وهو الأنصاري السلمي مولاهم، المديني الحذاء، وروى عن ابن عباس، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، ونافع، وعبد الله بن كعب بن مالك، وروى عنه ابنه عبد السلام، وبكر ابن مضر، وزهير بن محمد، وسعيد بن سلمة، وعبد الله بن لهيعة، وعمرو بن الحرث، ويحيى بن أيوب، وروى له أبو داود وابن ماجة، وذكره ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل، ولم يحك فيه شيئاً من هذا ولا هذا [يعني من الجرح أو التعديل]، فهو مستور الحال. وقد تفرد به عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". ثم ذكر أنه له متابعاً من وجه آخر عن نافع، فذكره من رواية ابن مردويه بإسناده إلى عبد الله بن رجاء "حدثنا سعيد بن سلمة حدثنا موسى بن سرجس عن نافع عن ابن عمر: سمع النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول، فذكره بطوله". ثم ذكر نحواً، من هذه القصة من تفسير الطبري بإسناده من طريق الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، ثم قال ابن كثير: "وهذان أيضاً غريبان جداً. وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار، لا عن النبي -صلي الله عليه وسلم -"، ثم روى نحواً من ذلك من تفسير عبد الرزاق، من روايته عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب الأحبار ثم قال: "رواه ابن جرير من طريقين عن عبد الرزاق، به. ورواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن عصام عن مؤمل عن سفيان الثوري، به". ثم أشار إلى أن ابن جرير رواه بنحوه من طريق المعلى بن أسد عن موسى بن عقبة "حدثني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن كعب الأحبار، فذكره". قال ابن كثير: "فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع. فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل". وقد علق أستاذنا السيد رشيد رضا رحمه الله على كلام ابن كثير في هذا الموضع، قال: "من المحقق أن هذه القصة لم تذكر في كتبهم المقدسة، فإن لم تكن وضعت في زمن روايتها، فهي من كتبهم الخرافية. ورحم الله ابن كثير الذي بين لنا أن الحكاية خرافية إسرائيلية، وأن الحديثْ المرفوع [يعني هذا الحديث] لا يثبت". وذكره ابن كثير أيضاً في التاريخ 1: 37 - 38 إشارة، فقال:"وأما =

سمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن آدمَ لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض، قالت

_ = ما يذكره كثير من المفسرين في قصة هاروت وماروت، من أن الزهرة كانت امرأة فراوداها عن نفسها، فأبت إلا أن يعلماها الاسم الأعظم، فعلماها، فقالته، فرفعت كوكباً إلى السماء-: فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين، وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بني إسرائيل. وقد روى الإِمام أحمد وابن حبان في صحيحه في ذلك حديثاً"، ثم أشار إلى هذا الحديث بإيجاز، ثم أشار إلى رواية عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم [عن أبيه]، عن كعب الأحبار، ثم إلى رواية الحاكم من حديث ابن عباس، ثم إلى حديث آخر رواه البزار من حديث ابن عمر في أن سهيلاً "كان عشاراً ظلوماً، فمسخه الله شهاباً"، وضعفه جداً، ثم قال: "ومثل هذا الإسناد لا يثبت به شيء بالكلية. وإذا أحسنّا الظن قلنا: هذا من أخبار بني إسرائيل، كما تقدم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار. ويكون من خرافاتهم التي لا يعول عليها". وموسى بن جُبير، راوي هذا الحديث عن ابن عمر: هو الأنصاري المدني الحذاء مولى بني سلمة، وفي التهذيب أنه ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان يخطىء ويخالف"، وقال ابن القطان: "لا يعرف حاله". وقد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 281 فلم يذكر فيه جرحاً. وأما إشارة الحافظ ابن كثير في التفسير إلى رواية ابن مردويه من طريق عبد الله بن رجاء عن سعيد بن سلمة عن موسى بن سرجس عن نافع عن ابن عمر-: فإنها وإن كانت متابعة للإسناد الذي هنا إلا أنها ضعيفة عندي أيضاً، فإن عبد الله بن رجاء الغداني- بضم الغين المعجمة وتخفيف الدال المهملة- ثقة صدوق من شيوخ البخاري، ولكنه كان كثير الغلط والتصحيف، كما قال ابن معين وعمرو بن علي الفلاس، فمثل هذا ومثل موسى بن جُبير يتوقى روايته الأخبار المنكرة التي تخالف العقل أو بديهيات الإِسلام، كمثل هذا الحديث. ولا نقصد بذلك إلى تضعيف الراوي وطرح كل ما يروي، ولكنا نجزم بأن مثل روايته هذه من الغلط والسهو، ونرجح- كما رجح الحافظ ابن كثير- رواية موسى ابن عقبة عن سالم أبيه عن كعب الأحبار، ونجعلها تعليلاً للرواية التي فيها أنه مرفوع إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -. وكذلك باقي إسناد ابن مردويه، فيه مثل هذا التعليل: فسعيد بن سلمة =

الملائكة: أيْ ربِّ، أتَجْعَل فيها مَنْ يفْسد فيها ويَسْفِك الدماءَ، ونحن نسَبِّح

_ = ابن أبي الحسام- شيخ عبد الله بن رجاء-: سبق توثيقه 567، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/438، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: "سألت ابن معين عنه، فلم يعرفه حق معرفته". وشيخه التابعي موسى بن سرجس، بفتح السين المهملة وسكون الراء وكسر الجيم: لم يعرف حاله، وله عند الترمذي وابن ماجة حديث آخر، قال فيه الترمذي: "حديث غريب"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 285. فهذان حالهما لا يزيد على حال موسى بن جُبير وعبد الله بن رجاء، بل لعلهما أقرب إلى أن نتوقى روايتهما الغرائب من ذينك. والحديث- أعني حديث المسند هذا- ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 68 و 6: 313 - 314، وقال في الموضع الأول: "رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح، خلا موسى بن جُبير، وهو ثقة"؛ وكذلك قال في الموضع الثاني، إلا أنه لم ينسبه فيه للبزار. وذكره الحافظ ابن حجر في القول المسدد 40 - 41 عن هذا الموضع من المسند، ثم قال: "أورده ابن الجوزي من طريق الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع، وقال: لا يصح، والفرج بن فضالة ضعفه يحيى، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة. قلت [القائل ابن حجر]: وبين سياق معاوية بن صالح وسياق زهير تفاوت. وقد أخرجه من طريق زهير بن محمد أيضاً أبو حاتم بن حبان في صحيحه. وله طرق كثيرة جمعتها في جزء مفرد، يكاد الواقف عليه أن يقطع بوقوع هذه القصة، لكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها". أما هذا الذي جزم به الحافظ، بصحة وقوع هذه القصة، صحة قريبة من القطع، لكثرة طرقها وقوة مخارج أكثرها-: فلا، فإنها كلها طرق معلولة أو واهية، إلى مخالفتها الواضحة للعقل، لا من جهة عصمة الملائكة القطعية فقط، بل من ناحية أن الكوكب الذي نراه صغيراً في عين الناظر قد يكون حجمه أضعاف حجم الكرة الأرضية بالآلاف المؤلفة من الأضعاف فأنى يكون جسم المرأة الصغير إلى هذه الأجرام الفلكية الهائلة!!. وأما طريق الفرج بن فضالة، التي ذكرها ابن الجوزي، فإنها هي التي أشار ابن كثير إلى أنها رواها الطبري، وهي في التفسير 1: 364 - 365. والفرج بن فضالة ضعيف، كما بينا في 581، 5626. وأما رواية الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه =

بحمدك ونقَدِّسُ لك؟، قال: إني أعلمُ ما لا تعلمون، قالوا: ربَّنا نحن أطْوَع

_ = عن كعب الأحبار، التي رجحها الحافظ ابن كثير-: فإنها أيضاً في تفسير الطبري 1: 363 رواها من طريق عبد العزيز بن المختار عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه عن كعب الأحبار. فهذه متابعة قوية لرواية الثوري عن موسى بن عقبة. ورواه الطبري أيضاً من طريق مؤمل ابن إسماعيل وعبد الرزاق، كلاهما عن الثوري عن محمد بن عقبة عن سالم عن أبيه عن كعب الأحبار، ومحمد بن عقبة هو أخو موسى بن عقبة، فقد تابع أخاه على أن الحديث من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار. وكل هذا يرجح ما رجحه ابن كثير: أن الحديث من قصص كعب الأحبار الإسرائيلية، وأنه ليس مرفوعاً إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، وأن من رفعه فقد أخطأ ووهم، بأن الذين رووه من قصص كعب الأحبار أحفظ وأوثق ممن رووه مرفوعاً. وهو تعليل دقيق من إمام حافظ جليل. ولحديث ابن عمر هذا- مرفوعاً- طريق آخر ضعيف أيضاً: فرواه الحاكم في المستدرك 4: 607 - 608 من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، مرفوعاً، مطولاً، في قصة بسياق آخر. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتركُ حديث يحيى ابن سلمة عن أبيه من المحالات التي يردها العقل، فإنه لا خلاف أنه من أهل الصنعة، فلا ينكر لأبيه أن يخصه بأحاديث ينفرد بها عنه"!!. وتعقبه الذهبي بتضعيف يحيى هذا، فقال: "قال النسائي: متروك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث". ويحيى بن سلمة بن كهيل هذا ضعيف، كما قلنا في 776، وقد ضعفه البخاري جداً كما نقلنا هناك. ونزيد هنا أنه قال في التاريخ الأوسط: "منكر الحديث"، وقال ابن معين: "ليس بشيء"، وذكره ابن حبان في الضعفاء، فقال: "منكر الحديث جداً، لا يحتج به"، وقال الذهبي في الميزان: "وقد قوّاه الحاكم وحده، وأخرج له في المستدرك، فلم يُصبْ". وأما كلمة الحاكم أن ترك حديثه عن أبيه من المحالات، فإنما يريد بها أنهم أنكرَوا عليه أحاديث رواها عن أبيه لم يروها أحد غيره، فرد الحاكم عليهم بأنه لا ينكر أن يخصه أبوه بأحاديث ينفرد بها عنه، وهذا صحيح لو كان ثقة مقبول الرواية" أما وهو ضعيف منكر الحديث فلا. "يحيى بن أبي بكير": وقع في ح "بكر" بالتكبير، بدل "بكير"، بالتصغير، وهوخطأ. ووقع في تفسير ابن كثير وتاريخة "يحيى بن =

لك من بنىِ آدم، قال الله تعالى للملائكة: هَلُمُّوا مَلَكين من الملائكة حتى يهْبَط بهما إلى الأرض، فننظرَ كيف يَعْملان، قالوا: ربَّنا، هارُوت وماروتُ، فأهْبطاً إلى الأرض، ومُثِّلَتْ لهما الزُّهَرُة امَرأةً من أحسن البشر، فجاءَتهما، فسألاها نَفْسَها، فقالت: لا والله، حتى تَكلما بهذه الكلمةِ من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله أبداً، فذهبتْ عنهما، ثم رجعت بصبي تَحمله، فسألاها نفسَها، فقالت: لاولله، حتى تَقتلا هذا الصبي، فقالا: والله لا نقتله أبداً، فذهبتْ، ثم رِجعتْ بقَدَحِ خمرٍ [تَحْمله]، فسألاها نفسَها، فقالت: لا والله، حتى تشْربا هذا الخمر، فشربا، َ فسَكرَا، فوقَعَا عليها، وقَتَلا الصبيَّ، فلمّا أفاقا قالت المرأةُ: والله ما تَرَكتما شيئاً مَما أبيتماه عليَّ إلا قد فعلتُما حين سَكِرتُمَا، فَخُيِّرَا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذابَ الدنيا". 6179 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا عبد العزيز بن

_ =بكير"، وهو خطأ من الناسخين أو الطابعين يقيناً. "الزهرة"، بضم الزاي وفتح الهاء: هذا الكوكب الأبيض المعروف، ولا يجوز فيها إسكان الهاء، قولاً واحداً. وقوله "فسألاها نفسها، فقالت"، في ح في الموضعين "قالت" بدون الفاء، وزدناها في الموضع الأول من م، وفي الموضع الثاني من ك م. وزيادة [تحمله]، في قوله "ثم رجعت بقدح خمر تحمله" لم تذكر في ح، وزدناها من ك م، وهي ثابتة في تفسير ابن كثير والقول المسدد ومجمع الزوائد. وقوله "فلما أفاقا"، في ح "لما أفاقا" بدون الفاء، وهي ثابتة في ك م وسائر المصادر التي ذكرها. تنبيه: في الموضع الأول من مجمع الزوائد 5: 68 سقَط أثناء السياق قوله " فقالت: لا والله، حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: والله لا نقتله أبداً، فدهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها"، فاختل سياق الكلام، كما هو بديهي. وهذا خطأ مطبعي، يستفاد بتصحيحه من هذا الموضع. (6179) إسناده صحيح، عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب: سبق توثيقه 590، وقد =

المطَّلب عن موسى بن عقْبة عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر". 6180 - حدثنا يعقوب حدثنا عاصم بن محمد، يعني ابن زيد بن

_ = وقع اسمه هنا في ح "عبد العزيز بن عبد المطلب"، وهو خطأ، صححناه من ك م، ثم ليس في الرواة عندنا من يسمى بهذا. والحديث سبق مراراً من أوجه أخر، آخرها 5820، ومضى أيضاً من رواية ابن جُريج عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد 4830. (6180) إسناده صحيح، عبد الله بن يسار الأعرج المكي، مولى عبد الله بن عمر: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وفي ترجمته من التهذيب: "روى له النسائي حديثاً واحداً، في زجر العاق، والديوث، والمنان، ومدمن الخمر، والمترجلة، وهذه إشارة إلى هذا الحديث، ولكني لم أجده في النسائي. وقد مضى بعض معناه مختصراً بإسناد آخر ضعيف 5372، 6113. ونقل الهيثمي في مجمع الزوائد 8:147 - 148 هذا المطول بنحوه، بعد ذاك المختصر، قال: "وعن ابن عمر عن رسول الله قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان عطاءه وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، والرجلة، وفي رواية: المرأة المترجلة، تَشبه بالرجال. رواه البزار بإسنادين، ورجالهما ثقات". ففاته أن ينسبه إلى المسند، ولعله لم يجده في النسائي، كما لم نجده، فلذلك ذكره في الزوائد. ونقله المنذري في الترغيب والترهيب مختصراً 3: 183 ونسبه لأحمد والنسائي والبزار والحاكم وصححه، كما أشرنا إلى ذلك في 5372، ثم نقل هذا المطول 3: 220 كرواية مجمع الزوائد، وقال-: "رواه النسائي والبزار، واللفظ له، بإسنادين جيدين، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، وروى ابن حبان في صحيحه شطره الأول". وقد أشرنا في 5372 إلى رواية الحاكم 4: 146 - 147، وهي مختصرة، من طريق سليمان بن بلال عن عبد الله بن يسار الأعرج، ولم أجد في المستدرك هذه الرواية المطولة التي نسبها إليه المنذري. وقد فات المنذري- كما فات الهيثمي- أن ينسب هذه الرواية المطولة للمسند. وأنا أظن أن هذه الرواية المطولة أصلا حديثان، جمعهما عبد الله بن يسار في رواية واحدة، بأن "العاق لوالديه" مذكور في =

عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أخيه عمر بن محمد عن عبد الله بن يَسَار مولى ابن عمر قال: أشهد لقد سمعت سالماً يقول: قال عبد الله: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ثلاث لا يدخلون الجنة، ولا ينظر الله إليهم يومَ القيامة: العاقُّ والديه، والمرأة المتَرجِّلة، المتشبهة بالرجال، والدَّيُّوث، وثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقُّ والديه، والمُدْمِن الخَمر، والمنَّان بما أعْطىَ". 6181 - حدثنا يعقوب حدثنا عاصم بن محمد عن أخيه عمر ابن محمد عن نافِع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِن أمامَكم حوضاً كما بين جرْباء، وأذْرحَ، فيه أباريق كنجوم السماء، من وردَه فشرب منه لم يظمأ بعدها أبداً". 6182 - حدثنا يعقوب حدثنا عاصم بن محمد عن أخيه عمر ابن محمد عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الميت يعذَّب ببكاء الحيّ". 6183 - حدثنا يعقوب حدثنا عاصم بن محمد عن أخيه عمر

_ = الثلاثتين وبما في رواية المسند في الثلاثة الأولى: "لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة"، وفي الثلاثة الثانية "لا ينظر الله إليهم يوم القيامة"، ولا يكون هذا -إن شاء الله- إلا أن يكونا حديثين جمعهما راو في سياق واحد. قوله "العاق والديه" في المرتين، هو الذي في م، وبهامشها فيهما نسخة "بوالديه"، وفي ك "لوالديه"، وفي ح في الأولى "والديه"، وفي الثانية "بوالديه". (6181) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 209 من طريق ابن وهب عن عمر بن محمد عن نافع. وهو مطول 4723، 6079. وانظر 6162. (6182) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مطولاً ومختصراً 4865، 4959، 5262. (6183) إسناده صحيح، والتردد في الإسناد بين أن يكون عمر بن محمد رواه عن أبيه محمد ابن زيد أو عن عم أبيه سالم بن عبد الله بن عمر، لا يؤثر في صحته، فهو انتقال من ثقة =

ابن محمد عن محمد بن زيد أو سالم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله: "إنما الحُمّى شيء من لَفْحِ جهنم، فأبرِدوها بالماء". 6184 - حدثنا يعقوب حدثنا عاصم بن محمد عن أخيه عمر ابن محمد عن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر سمعت سالماً يقول: قال عبِد الله بن عمر: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يأكلنَّ أحدكم بشماله، ولا يشربنّ بها، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بها". 6185 - حدثني يعقوب حدثنا عاصم بن محمد عن أخيه عمر

_ = إلي ثقة. والراجح عندي أن هذا الشك إنما هو من عاصم بن محمد حين رواه عن أخيه عمر، لأن شُعبة رواه عن عمر عن أبيه محمد بن زيد عن ابن عمر، ولم يشك، كما مضى5576، وكما رواه مسلم في صحيحه 2: 185 من طريق شُعبة. وقد مضى معناه أيضاً من رواية نافع عن ابن عمر 4719، ومن طريق سليط عن ابن عمر 6010."لفح جهنم"، أي حرها ووهجها. وفي ح "فيح"، وهي نسخة بهامش م، وأثبتنا ما في ك م. (6184) إسناده صحيح، وهو مختصر 6117. وقد أشرنا هناك إلى أن مسلماً رواه 2: 135 من طريق ابن وهب عن عمر بن محمد عن القاسم بن عُبيد الله عن سالم، فهذه الرواية متابعة عن عاصم بن محمد لابن وهب، في زيادة "القاسم بن عُبيد الله" في الإسناد فروايتهما أرجح من رواية شجاع بن الوليد عن عمر عن سالم، بحذف "القاسم" من الإسناد. (6185) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 338، قال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، وقال أيضاً: "في الصحيح بعضه". وانظر 6144، 6168. قوله "نحدث"، يصح بالبناء للفاعل وبالبناء لما لم يسم فاعله، يريد: يحدث بعضنا بعضاً، وفي مجمع الزوائد: "نتحدث"، وهي واضحة، إن كانت صحيحة النقل من أصل "الكتاب"، ولم تكن تصرفاً من الطابع. قوله "ألا ما خفي عليكم" إلخ، هكذا ثبتت مرتين ح م، ووضع على المرة الثانية في م علامة "صح"، توثيقاً لإثباتها , ولم تذكر إلا مرة واحدة في ك ومجمع الزوائد.

ابن محمد عن محمد بن زِيد يعني أبا عمر بن محمد، قال: قال عبد الله ابن عمر: كنا نحدَّث بحجَّة الوَدَاع، ولا ندري أن الوَدَاع من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فلما كان في حجة الوداع خطب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فذكر المسيحَ الدجّال، فأطنب في ذكره، ثم قال: "ما بعثَ الله مِن نبي إلا قد أنذره أمّتَه، لقد أنذره نوحٌ أمتَه، والنبيون من بعده، ألا ما خَفي عليكم من شأنه، فلا يَخْفَيَنَّ عليكم أن ربكم ليس بأعور، ألا ما خَفِي عَليكم من شأنه، فلا يَخْفَيَنَّ عليكم أن ربكم ليس بأعور". 6186 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تقاتلكم يهود، فتسلطون عليهم، حتى يقول الحجر: يا مسْلم، هذا يهوديّ ورائي، فاقتلْه". 6187 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحق حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا نَعَس أحدكم في مجلسه يوم الجمعة فليتحوَّلْ منه إلى غيره". 6188 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحق حدثني الزُّهْرِيّ عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه حدثه: أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ينهى الناسَ أن يأكلوا لحومَ نسُكِهم فوقَ ثلاثة أيام. 6189 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني محمد

_ (6186) إسناده صحيح، صالح: هو ابن كيسان. والحديث مكرر 6147. (6187) إسناده صحيح، وهر مكرر 4875. (6188) إسناده صحيح، وهو مكرر 4900. وانظر 5526، 5527.النسك، بضم النون والسين المهملة: وهو أيضاً: جمع نسيكة، بمعنى الذبيحة. (6189) إسناده صحيح، محمد بن إبراهيم بن الحرث بن خالد التيمي: سبق توثيقه 1778 , =

ابن إبراهيم بن الحرث عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن بن عوف وسليمان ابن يَسار، كلاهما حدَّثه عن عبد الله بن عمر، قال: ولقد كنتُ معهما في المجلس، ولكني كنت صغيراً فلم أحفظ الحديث، قالا: سأله رجل عن الوتر؟، فذكر الحديث، وقال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمر أن تُجعل آخرَ صلاة الليل الوترُ. 6190 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني نافع عن ابن عمر: أنه كان إذا سُئِل عن الوتر قال: أمّا أنا فلو أوترت قبل أن أنام، ثمِ أردتُ أن أصليِ بالليل شَفعْتُ بواحدهِ ما مضَى من وتري، ثم صليت مثنى مثنى، فإذا قضيتُ صلاتي أوترتُ بواحدة، إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمر أن يُجعل آخَر صلاة الليل الوترُ.

_ = ونزيد هنا أن في التهذيب أنه يروي "عن ابن عمر وابن عباس، فيما قيل"، وفيه أيضاً أن ابن حبان قال: "سمع من ابن عمر"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/22 - 23 وروى عنه قال: "لما قرأت القرآن وأنا فتى لزمت المسجد، فكنت أصلي عند طريق آل عمر بن الخطاب إلى المسجد، وكنت أرى عبد الله بن عمر يخرج إذا زالت الشمس، فيصلي ثنتي عشرة ركعة، ثم يقعد، فجئته يوماً، فسألني من أنا؟، فانتسبت له، قال: جدك من مهاجرة الحبشة، فأثنى القوم على خيراً، فنهاهم". سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحرث: سبقت الإشارة إليه في 1812، ونزيد هنا أنه أحد الفقهاء السبعة، وقال أبو زرعة: "ثقة مأمون فاضل عابد"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 42 - 43. والحديث مضى معناه مراراً من غير هذا الوجه، منها 6008، 6176. (6190) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 246، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن إسحق، وهو مدلس، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح". وهذا تعليل غير دقيق ولا جيد، فابن إسحق صرح هنا بالسماع من نافع، فزالت شبهة التدليس إن كان لها أصل!، وما أدري أنسي الحافظ الهيثمي أم سها عند مراجعة الإسناد؟!، وفي لفظ الحديث في الزوائد المطبوع سقط قول ابن عمر في أوله "أما أنا"، وهو ثابت في الأصول هنا، وثابت أيضاً في المنتقى 1217 إذ نقله عن المسند. وانظر الحديثَ السابق.

6191 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني نافع عن ابن قال: حدَّثهم: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان يبعث عليهم إذا ابتاعوا من الرُّكْبان الأطعمةَ مَنْ يمنُعهم أن يتبايعوها حتى يُؤوا إلى رحالهم. 6192 - حدثنا الفَضل بن دكَين حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: وقَّت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -لأهل اليمن يَلَمْلَمَ. 6193 - حدثنا الفَضل بن دُكَين حدثنا سفيان عن عبدِ الله بن دِينار عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا، إلا بيعَ الخِيار". 6194 - حدثنا الفَضل بن دُكَين حدثنا مالك، يعني ابنَ مِغْوَل،

_ (6191) إسناده صحيح، وقد مضى معناه 5148. وانظر 5924. قولها "يتبايعوها"، في نسخة بهاش م "يتبايعوا". (6192) إسناده صحيح، وابن عمر لم يسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميقات أهل اليمن، ولكنه سمعه من بعض الصحابة، كما صرح بذلك مراراً فيما مضى، آخرها 5853 من رواية عبد الله ابن دينار عنه، و5542 من رواية نافع عنه، و4555 من رواية سالم عنه ولكنه كان يرويه أحياناً دون بيان ذلك، ثقة بمن حدثه، فيكون مرسل صحابي، كما في هذا الإسناد، وكما مضى رواية نافع عنه 4455، وفي رواية صدقة بن يسار عنه 5492. (6193) إسناده حح، سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر 5130، وقد مضى أيضاً 4566 عن سفيان، وهو ابن عيينة، عن عبد الله بن دينار. ومضى نحوه بمعناه مراراً، مطولاً ومختصراً، منها 6006،5418. (6194) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 2: 558 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم، وهو الفضل بن دكين، عن مالك بن مغول عن أبي حنظلة. وقد مضى بنحوه من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن أبي حنظلة 4704، 4861، 5213. وانظر 5333، 5683، 6063. وإشارة أبي حنظلة إلى: {فَإِنْ خِفْتُمْ} يريد بها الآية 239 من سورة البقرة: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} ولكن رواية ابن أبي شبية عن أبي =

عن أبي حنظَلة قال: سألت ابن عمر عن صلاة السفر؟، فقال: ركعتين، قال: قلت فأين قول الله تبارك وتعالي {فَإِنْ خِفْتُمْ} ونحن آمُنون؟، قال: سنة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أو قال: كذلك سنة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 6195 - حدثنا أبو أحمد الزُّبَيري محمد بن عبد الله حدثنا أبو شُعْبة الطَّحّان جار الأعمش عن أبي الرَّبِيع قال: كنت مع ابن عمر في جنازة: فسمع صوتَ إنسان يصيح، فبعث إليه فأسكَتَه، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، لمَ أسْكتَّه؟، قال: إنه يتأذَّى به الميتُ حتىِ يُدْخَل قبرَه، فقلت له: إني أصليَ معك الصبح ثم ألتَفت فلا أرى وجه جَليسي، ثم أحياناً تسْفر؟، قال: كذا رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي، وأحببت أَن أصليَها كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصليها. 6196 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنا أبو أويس عن الزُّهْرِيّ أن سالم بن عبد الله وحمزة بن عبد الله بن عمر حدثاه عن أبيهما أنه حدثهما أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "الشؤم في الفرس، والدار، والمرأة".

_ = نعيم- بهذا الإسناد- فيها الآية {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}،- الآية 101 من سورة النساء وهو أجود وأصح. ولعل ما هنا صوابه {إِنْ خِفْتُمْ} بحذف الفاء. (6195) إسناده ضعيف، أبو شُعبة الطحان الكوفي جار الأعمش: قال الحافظ في التعجيل 493 - 494: "قال الدارقطني: متروك". وكذلك في الميزان 3: 364، ولسان الميزان 6: 394 أبو الربيع: قال الحافظ في التعجيل 484: "قال الدارقطني: مجهول". وكذلك في الميزان 3: 358، ولسان الميزان 6: 378. ولم أجد لواحد منهما ترجمة غير ذلك. والحديث في مجمع الزوائد 1: 316، قال: "رواه أحمد، وأبو سريع قال فيه الدارقطني: مجهول"، وبهذا اقتصر على تعليله، وكان الأجدر به أن يذكر تعليله بأن أبا شُعبة متروك. وقد مضت أحاديث كثيرة لابن عمر في شأن البكاء على الميت، آخرها 6182. (6196) إسناده صحيح، وقد مضى من طريق أبي أويس عن الزهري 5963. ومضى بنحوه من طرق أخرى مراراً. آخرها 6095.

6197 - حدثنا عُبَيدالله بن محمد التيمي أخبرنا حمّاد بن سَلَمَة عن حُمَيد بن يزيد أبي الخطاب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه"، فقال في الرابعة أو الخامسة: "فاقتلوه".

_ (6197) إسناده ضعيف، عُبيد الله بن محمد بن حفص التيمي: سبق توثيقه 460. حميد بن يزيد أبو الخطاب البصري: مجهول، والظاهر أنه ليس له إلا هذا الحديث، وفي التهذيب: "ذكره ابن المديني في الطبقة التاسعة من أصحاب نافع. أخرج له أبو داود هذا الحديث الواحد. قلت (القلالل ابن حجر): قرأت بخط الذهبي: لا يدرى من هو. وقال ابن القطان: مجهول الحال". والحديث رواه أبو داود 4: 281 عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولم يذكر لفظه، بل رواه عقب حديث معاوية، وقال: "بهذا المعنى، قال: وأحسبه قال في الخامسة: إن شربها فاقتلوه". ورواه البيهقي في السنن الكبرى 8: 313 من طريق أبي داود كروايته. ورواه ابن حزم في المحلى 11: 367 من طريق الحجاج بن المنهال عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وذكر لفظه، ولم يذكر الشك في الرابعة، بل قال: "فإن عاد في الرابعة فاقتلوه". ووقع في المحلى خطأ في اسم "حميد بن يزيد"، ذكر باسم "جميل بن زياد"!، وهو خطأ مطبعي لا شك فيه، فيستفاد تصحيحه من هذا الموضع. وليس هذا الإسناد الضعيف هو الإسناد الوحيد لهذا الحديث، بل ثبت بإسناد صحيح على شرط الشيخين من حديث عبد الله بن عمر: فرواه النسائي 2: 330 عن إسحق بن إبراهيم، هو ابن راهويه، عن جرير، هو ابن عبد الحميد الضبي، عن مغيرة، هو ابن مقسم الضبي، "عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن ابن عمر ونفر من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا: قال رسول الله: "من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاقتلوه". وهذا نص صريح صحيح في الرابعة، لم يذكر فيه أحد رواته شكاً. ورواه ابن حزم في المحلى 11: 367 من طريق النسائي، بهذا الإسناد واللفظ. ولكن وقع في إسناده "عبد الرحيم بن إبراهيم" بدل "عبد الرحمن بن أبي نعم"!، وهو خطأ مطبعي عجيب!، ورواه الحاكم في =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = المستدرك 4: 371 بنحوه، من طريق يحيى بن يحيى عن جريرعن مغيرة، بهذا الإسناد. وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ولكن ليس في المستدرك "ونفر من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -"، بل ذكره من حديث ابن عمر فقط. وأشار إليه البيهقي 8: 313 تعليقاً، قال: "وكذا حديث ابن أبي نعم عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". يريد بقوله "وكذا" الجزم بأن القتل في الرابعة. ونقله الزيلعي في نصب الراية 3: 347 من رواية النسائي، وأشار إلى رواية الحاكم، ثم قال: "قال ابن القطان في كتابه: قال ابن معين: عبد الرحمن هذا ضعيف"!، يريد "عبد الرحمن ابن أبي نعم"، وهذا تعليل غير سديد، فما أكثر الرواة الثقات الذين تكلم فيهم العلماء الأيمة، ولكن ما كل كلام بقادح، وما كل قدح بثابت. وابن أبي نعم: قد ذكرنا توثيقه 4813، ونزيد هنا أن الشيخين اعتمداه وأخرجا له مراراً، وهو تابعي معروف ثقة، لم يذكر فيه أحد جرحاً إلا كلمة ابن القطان، ولذلك قال الذهبي في الميزان 2: 120 "كذا نقل ابن القطان، وهذا لم يتابعه عليه أحد". وعندي أنه كان يجدر بالحافظ الزيلعي أن لا يطلق هذا التضعيف دون أن يعقب عليه، أداء لأمانة العلم. وأشار إليه الحافظ في الفتح مرتين 12: 69، 70 قال: "وكذا في رواية ابن أبي نعم عن ابن عمر"، وقال أيضاً: "وأخرجه النسائي والحاكم من رواية عبد الرحمن بن أبي نعم عن ابن عمر ونفر من الصحابة، بنحوه". وأظن أن الحافظ سها حين نسب رواية "نفر من الصحابة"، في هذا الحديث للحاكم. ووقع في الفتح في الموضعين "نعيم" بالتصغير، وهو خطأ مطبعي، صوابه "نعم"، بضم النون وسكون العين المهلمة. ثم إن ابن عمر لم ينفرد بروايته، بل ثبت معناه من أحاديث صحابة آخرين، في المسند وغيره، اكثرها صحيح الإسناد، وفي بعضها ضعف محتمل، مما لا يدع شكاً عند أهل العلم بالحديث في صحة هذا المعنى وثبوته عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. فمن عجب بعد هذا أن يأتي عالم كبير، كالقاضي أبي بكر بن العربي، فيندفع غير متثبت، فيقول في شرح الترمذي 6: 224 عند رواية الترمذي إياه من حديث معاوية وأبي هريرة: "ولم يصح سنداً، ولا ثبت أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قتله، ولم نعلم أحداً قاله، فسقط لفظه، ولم ينبغ أن يُشْتَغل بتأويله"!!، وما ينبغي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = لأهل العلم أن يكون هذا طريق بحثهم وتحقيقهم، و*ما هكذا تُورَد يا سعْد الإبِلْ* وستشير هنا إلى ما وجدناه من رواياته في المسند، ونذكر ما وجدناه في غير المسند ولم نجده فيه. ثم نذكر القول الفصل في هذا الحكم، ودعوى نسخه، إن شاء الله. فرواه أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: فرواه من طريق همام وهشام عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر فاجلدوه، ومن شرب الثانية فاجلدوه، ثم إن شرب الثالثة فاجلدوه، ثم إن شرب الرابعة فاقتلوه" 6553، 7003، وهذا لفظ 7003. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 372 من رواية هشام عن قتادة، بهذا الإسناد، بنحوه. وكذلك رواه الطحاوي في معاني الآثار 2: 91 من طريق همام عن قتادة. وهو إسناد صحيح، وشهر بن حوشب سبق توثيقه وأن فيه كلاماً لا يضر، في 2174. ورواه أيضاً 6791 من طريق أشعث بن عبد الملك وقرة بن خالد عن الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو، بنحوه، وفي آخره: "قال عبد الله: ائتوني برجل قد شرب الخمر في الرابعة، فلكم على أن أقتله". ورواه أيضاً 6974 من طريق قرة عن الحسن، ولكن فيه أن الحسن قال: "والله لقد زعموا أن عبد الله بن عمرو شهد بها على رسول الله أنه قال" إلخ، بنحو معناه. وهذا الإسناد الثاني يدل صراحة على أن الحسن لم يسمعه من عبد الله بن عمرو، فيكون ضعيفاً لانقطاعه. ورواه الطحاوي 2: 91 من طريق قرة عن الحسن عن ابن عمرو، وفي آخره: "فقال عبد الله بن عمرو: ائتوني برجل أقيم عليه الحد ثلاث مرات، فإن لم أقتله فأنا كذاب". وكذلك رواه ابن حزم في المحلى 11: 366 من طريق قرة، ولكن فيه "عن الحسن بن عبد الله النصري"!، وهو خطأ صرف، صوابه "الحسن بن أبي الحسن البصري". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 278 بنحو رواية أحمد 6791، وقال: "رواه الطبراني من طرق، ورجال هذه طريق رجال الصحيح". فلا أدري أخفي عليه انقطاعه بين الحسن وابن عمرو، كما خفى عليه وجوده في المسند، أم رواه الطبراني من الطريق التي صححها اللهثمي من رواية قتادة عن شهر بن حوشب؟، وأيا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = كان فانقطاع رواية الحسن البصري لا يضعف هذه الطريق بمرة, لأنه ورد من طريق صحيح، هو طريق شهر بن حوشب، فاعتضد هذا المنقطع بذاك الموصول. وذكره الزيلعي في نصب الراية 3: 248، فأشار إلى أنه رواه عبد الرزاق في مصنفه عن وكيع عن قرة، وإلى أنه رواه أيضاً إسحق بن راهويه في مسنده عن النضر بن شميل عن قرة، ثم قال: "ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في معجمه"، فمن المحتمل أن يكون الهيثمي يشير إلى هذه الطريق أو إلى تلك، أو إليها كلها ,لقوله "رواه الطبراني من طرق". وحديث ابن عمرو هذا أشار إليه أبو داود 4: 281، 283، والترمذي 2: 330. وأشار إليه الحافظ في الفتح 12: 70 فقال: "أخرجه أحمد والحاكم من وجهين عنه، وفي كل منهما مقال". وذكر أيضاً12: 71 أنه أخرجه الحرث بن أبي أسامة والإمام أحمد من طريق الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو"، ثم قال: "وهذا منقطع، لأن الحسن لم يسمع من عبد الله بن عمرو، كما جزم به ابن المديني وغيره". ورواه أحمد أيضاً عن حديث أبي هريرة: فرواه 7898، 10554 عن يزيد بن هرون عن ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا سكر فاجلدوه، ثم ن سكر فاجلدوه، ثم إن سكر فاجلدوه، ثم إن عاد الرابعةَ فاضربوا عنقه". وهذا إسناد صحيح. وزاد في الرواية الأولى: "قال الزهري: فأتي رسول - صلى الله عليه وسلم - برجل سكران في الرابعة، فخلى سبيله". والذي يقول "قال الزهري" هو ابن أبي ذئب. وقول الزهري هذا مرسل، فهو ضعيف لا تقوم به حجة. ورواه أبو داود 4: 281 من طريق يزيد بن هرون، والنسائي 2: 331، وابن ماجة 2: 63، كلاهما من طريق شبابة بن سوّار، وابن الجارود في المنتقى 382 من طريق أسد بن موسى، والحاكم في المستدرك 4: 371 من طريق القعنبي، والطحاوي في معاني الآثار 2: 91 من طريق بشر بن عمر الزهراني وخالد بن عبد الرحمن، وابن حزم في المحلى 11: 367 من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة عن شبابة بن سوّار، والبيهقي في السنن الكبرى 8: 31 من طريق أبي داود الطيالسي ويزيد بن هرون، كلهم عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد نحوه. ورواية الطيالسي ثابتة في مسنده 2337. ولم يذكر واحد منهم كلمة الزهري المرسلة، وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ورمز له الذهبي بأنه =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = على شرط الشيخين. وذكره الزيلعي في نصب الراية 3: 346، قال: "ورواه ابن حبان في صحيحه، في النوع الرابع والخمسين من القسم الثاني". وأشار إليه الحافظ في الفتح 12: 69 ونسبه أيضاً للشافعي في رواية حرملة ولابن المنذر. ورواه أحمد أيضاً 10740 عن الطيالسي عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: " ... فقال في الرابعة: فاقتلوه". وهذا إسناد صحيح. وقد أشار إلى أبو داود في السنن 4: 281 بعد الحديث السابق، حديث ابن أبي ذئب، قال:"وكذا حديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه". ورواه أحمد أيضاً 7748 عن عبد الرزاق عن معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: " ... ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه". وهو في مصنف عبد الرزاق بهذا الإسناد، كما ذكر الزيلعي في نصب الراية 3: 346. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 371 - 372 من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإسناد. ورواه ابن حزم في المحلى 11: 366 بإسنادين عن عبد الرزاق. ورواه الحاكم أيضاً 4: 371 من طريق سعيد ابن أبي عروبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، نحوه مرفوعاً، قال الحاكم: "وهذا الإسناد صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأقول: بل هو صحيح على شرط الشيخين. وأشار إليه أبو داود 4: 281 عقب إشارته إلى رواية عمر بن أبي سلمة، قال: "وكذا حديث سهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن شربوا في الرابعة فاقتلوهم"، وكذلك أشار إليه الترمذي 2: 330 قال: "وروى ابن جُريج ومعمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وأشار إليه البيهقي 8: 313 نقلا لكلام أبي داود. ورواه أحمد أيضاً من حديث معاوية بن أبي سفيان: فرواه 16918 عن عارم، وهو محمد بن الفضل، عن أبي عوانة، وهو الوضّاح اليشكري، عن المغيرة، وهو ابن مقسم، عن معبد القاصّ، وهو معبد بن خالد الجدلي عن عبد الرحمن بن عبد الله الجدلي, عن معاوية مرفوعاً: " ... فإن عاد الرابعة فاقتلوه". وهذا إسناد صحيح. ورواه أيضاً 16959 عن هاشم عن مغيرة، بهذا الإسناد. ورواه الطحاوي 2: 91 من طريق سهل بن بكار عن أبي عوانة، بهذا الإسناد، وقال فيه:"عن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = عبد الرحمن بن عبد الله الجدلي". ورواه ابن حزم في المحلى 11: 367 من طريق هشام عن مغيرة، بهذا الإسناد، وقال "عن عبد بن عبد". وهو أبو عبد الله الجدلي، اختلف في اسمه، وهو تابعي ثقة معروف، وأشار إليه أبو داود في السنن 4: 282 قال: وفي حديث الجدلي عن معاوية عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: فإن عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه". وهذا الشك الذي حكاه أبو داود لم أره في موضع آخر، فلعل أبا داود لم يحفظه، فلذلك ذكره معلقاً. ورواه أحمد أيضاً 16930 من طريق شعبة، و 16940 من طريق سفيان الثوري، و 16995 من طريق شيبان، ثلاثتهم عن عاصم بن بهدلة، وهو عاصم بن أبي النجود، عن ذكوان، وهو أبو صالح السمان، عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعاً: " ... ثم إذا شربوها الرابعة فاقتلوهم"، واللفظ لشعبة، والمعنى واحد. ورواه أبو داود 4: 280 من طريق أبان بن يزيد العطار، والترمذي 2: 330 من طريق أبي بكر بن عياش، وابن ماجة 2: 63 من طريق سعيد بن أبي عروبة، والحاكم 4: 372، والطحاوي 2: 91 كلاهما من طريق ابن أبي عروبة أيضاً، وابن حزم 11: 366 والبيهقي 8: 313 كلاهما من طريق أبان. وابن حزم مرة أخرى، من رواية سفيان الثوري، كلهم عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية، بنحوه مرفوعاً. ولم يتكلم عليه الحاكم، ولكن صححه: الذهبي. وهو إسناده صحيح على شرط الشيخين. وذكره الزيلعي في نصب الراية 3: 346 - 347، ونسبه لأصحاب السنن إلا النسائي، ثم قال: "ورواه ابن حبان في صحيحه، في النوع التاسع والسبعين من القسم الأول، والحاكم في المستدرك، وسكت عنه، قال شيخنا الذهبي في مختصره: هو صحيح. انتهى. وأخرجه النسائي في سننه الكبرى". قال الترمذي عقب روايته: "حديث معاوية هكذا روى الثوري أيضاً عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وروى ابن جُريج ومعمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. سمعت محمداً [يعني البخاري] يقول: حديث أبي صالح عن معاوية عن النبي -صلي الله عليه وسلم - هذا: أصح من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وهذا عندي تحكم من البخاري ثم الترمذي، فأبو صالح سمعه من معاوية وسمعه من أبي هريرة، والرواة من الوجهين ثقات. بل إن سعد بن أبي عروبة =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = رواه من الوجهين كما مضى، فرواه عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، ورواه عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية، وما في رواية التابعي الحديث الواحد عن صحابيين أو أكثر ما ينكر، وقد وقع ذلك كثيراً، كما يعرف أهل العلم بالحديث. بل إن أبا صالح سمع هذا الحديث من أبي سعيد الخدري أيضاً: ففي نصب الراية 3: 348: "وحديث الخدري أخرجه ابن حبان في صحيحه عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: من شرب الخمر فاجلدوه، إلى آخره ثم قال [يعني ابن حبان]: وهذا الخبر سمعه أبو صالح من معاوية، ومن أبي سعيد، معاً، انتهى". أقول: ومن أبي هريرة أيضاً، كما بينا قبل. وأما الحافظ ابن حجر فقد أبي من ذلك وتحكم، فذهب إلى الترجيح في هذا أيضاً، كما صنع البخاري والترمذي في حديث أبي هريرة. فقال في الفتح 12: 69، بعد الإشارة إلى حديث أبي هريرة، من روايتي أبي سلمة وأبي صالح عنه: "وروى عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح: فقال أبو بكر عن عياش عنه [أي عن عاصم]: عن أبي صالح عن أبي سعيد، كذا أخرجه ابن حبان من رواية عثمان بن أبي بكر [يعني ابن عياش]. وأخرجه الترمذي عن أبي كريب عنه، فقال: ابن معاوية، بدل أبي سعيد. وهو المحفوظ، وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبان العطار عنه، وتابعه الثوري وشيبان بن عبد الرحمن وغيرهما عن عاصم"!، وما أظن إلا أن التحكم في هذا وذاك قد وضح لكل منتصف محقق. ورواه أحمد أيضاً من حديث شرحبيل بن أوس: فرواه (4: 234 ح) عن علي بن عياش وعصام بن خالد عن حربز بن عثمان عن نمرن ابن مخمر أو ابن مخبر عن شرحبيل مرفوعاً: "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه". وهذا إسناد صحيح. "حريز"، بفتح الحاء المهلمة وكسر الراء وآخره زاي، ووقع في المطبوع مصحفاً "جرير". "نمران" بكسر النون وسكون الميم، ووقع مصحفاً أيضاً "عمران". "مخمر"، بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الميم الثانية، وكذلك "مخبر" ولكن بالباء الموحدة بدل الميم الثانية. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 373 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع عن حريز بن عثمان، بهذا لإسناد, نحوه مرفرعاً، وفي آخره: "ثم إن شرب الرابعة فاقتلوه". ورواه ابن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = سعد في الطبقات 7/ 2/ 145 - 146 معلقاً، قال: "أخبرت عن أبي اليمان الحمصي عن حريز بن عثمان عن أبي الحسن عن شرحبيل ابن أوس"، فذكره. وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وأبو الحسن: هو نمران بن مخمر. وأشار إليه الزيلعي في نصب الراية 3: 348 من رواية المستدرك، ثم قال "ورواه الطبراني في معجمه: حدثنا أبو زرعة الدمشقى حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع" إلخ. وذكره اليهثمى في مجمع الزوائد 6: 277، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه نمران بن مخمر، ويقال مخبر، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". و "نمران"، الذى لم يعرفه الهيثمي عرفه غيره، فترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/120 فلم يذكر فيه جرحاً، وترجمه الحافظ في التعجيل 425 وقال: "قال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وذكره ابن حبان في الثقات". بل لعل الهيثمي لم يعرفه لأنه وقع له مغلوطاً "عمران بن محمد" كما في النسخة المطبوعة، إن لم يكن هذا غلطاً مطبعياً في الزوائد. وذكره الحافظ في الفتح 12: 69 فقال: "أما حديث شرحبيل، وهو الكندى، فأخرجه أحمد والحاكم والطبراني وابن منده في المعرفة، ورواته ثقات". وذكره أيضاً في الإصابة 3: 199 قال: "وأخرج حديث شرحبيل هذا أحمد والبغوي وابن السكن وابن شاهين والطبراني، من طريق حريز بن عثمان عن نمران عن شرحبيل بن أوس الكندى" إلخ. وأشار إليه أيضاً أبو داود 4: 283، والترمذي 3: 330، وابن حزم 11: 367. ورواه أحمد أيضاً من حديث رجل من الصحابة: فرواه (5: 369 ح) عن محمد بن جعفر عن شُعبة عن أبي بشر قال: "سمعت يزيد ابن أبي كبشة يخطب بالشأم، قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم -يحدث عبد الملك بن مروان"، فذكره مرفوعاً ... "ثم إن عاد في الرابعة فاقتلوه". وهذا إسناد صحيح. ورواه الحاكم 4: 332 - 373 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأشار إليه الحافظ في الفتح 12: 70 ونسبه للحاكم فقط. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 277 وقال: "رواه أحمد، ويزيد ابن أبي كبشة وثقه ابن حبلن، وبقية رجاله رجال الصحيح". أقول: ويزيد ترجمه البخاري أيضاً في الكبير 4/ 2/ 354 - 355، ولم يذكر فيه جرحاً. ورواه أحمد من حديث الشريد بن سوَيد الثقفي: فرواه (4: 388 - 389 ح) عن يعقوب بن إبراهيم ابن سعد عن أبيه عن محمد بن اسحق عن عبد الله بن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه مرفوعاً: "إذا شرب الرجل فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، أربع مرار أو خمس مرار، ثم إذا شرب فاقتلوه". ورواه الدارمي 2: 175 - 176 من طريق يزيد بن زريع عن محمد بن إسحق: "حدثنا عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود الثقفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه مرفوعاً: ... ثم إن عاد الرابعةَ فاقتلوه". ورواه ابن حزم في المحلي 11: 367 من طريق يزيد بن زريع عن ابن إسحق، نحو رواية الدارمي، ولكن لم يذكر لفظ "الرابعة"، بل قال بعد ثلاث مرات: "ثم إن شرب فاقتلوه". وكذلك نقله بنحوه الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 277 - 278، فيه "ثم إن عاد الرابعةَ فاقتلوه". وقال: "رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود الثقفي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". فالظاهر- عندي- أن الشك الذي في رواية أحمد هو من إبراهيم بن سعد أو من ابنه يعقوب، لاتفاق روايتي الدارمي والطبراني على الجزم بالرابعة. وعبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود، الذي لم يعرفة الهيثمي- لم أجد له ترجمة أبداً، فيما بين يدي من المراجع بعد طول البحث والتتبع. وقد سمي في رواية المسند "عبد الله بن أبي عاصم بن عروة"، فالظاهر أن أباها "عتبة بن عروة" كان يكنى "أبا عاصم"، ولم أجد ذكراً لأبيه هذا أيضاً. فهذا الإسناد ضعيف لجهالة راويه. ولعبد الله بن أبي عاصم هذا أخ معروف من ثقات التابعين، هو "داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي"، سبقت ترجمته في الحديث 4760. ولكن الحديث صحيح من وجه آخر: فرواه الحاكم 4: 372 من طريق يزيد بن هرون عن ابن إسحق عن الزهري عن عمرو بن الشريد عن أبيه، مرفوعاً بنحوه، وفيه: "ثم إن عاد الرابعةَ فاقتلوه". قال الحاكم: "حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، لرواية الزهري إياه عن عمرو بن الشريد، فتأيدت به رواية "عبد الله بن عتبة بن عروة" المجهول الحال. وتأيد أيضاً ما رجحنا أن الشك في "الرابعة" في رواية المسند هو من إبراهيم بن سعد أو ابنه. وذكره الزيلعي في نصب الراية 3: 349 نقلا عن المستدرك فقط. وذكره الحافظ في الفتح 12: 69 قال: "وأما حديث الشريد، وهو ابن أوس [صوابه سويد]، الثقفي، فأخرجه أحمد والدارمي والطبراني وصححه =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = الحاكم، بلفظ: إذا شرب فاضربوه، وقال في آخره: ثم إن عاد الرابعة فاقتلوه". والذي وقع في الفتح "وهو ابن أوس" خطأ صرف، ليس في الصحابة ولا في الرواة من يسمى بهذا. والظاهر أنه خطأ ناسخ أو طابع. وقد أشار إلى حديث الشريد هذا أيضاً أبو داود 4: 282، 283، والترمذي 2: 330. وثبت أيضاً من حديث جرير بن عبد الله البجلي: فرواه البخاري في الكبير 2/ 1/ 131 في ترجمة "خالد بن جرير" عن مكي بن إبراهيم عن داود بن يزيد عن سماك بن حرب عن خالد بن جرير عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه". وكذلك رواه الطحاوي في معاني الآثار 2: 91 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وكذلك رواه الحاكم 4: 371 من طريق مكي، بهذا الإسناد، وقال في آخره: "فإن عاد في الرابعة فاقتلوه". ونقله الزيلعي في نصب الراية 3: 348 عن المستدرك، ونسبه أيضاً للطبراني في معجمه. وكذلك نقله الحافظ في الفتح 12: 69 - 70، ونسبه للطبراني والحاكم، بلفظ المستدرك. وأشار إليه الترمذي 2: 330. وكذلك نقله الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 277 نحو رواية المستدرك، وقال: "رواه الطبراني، وفيه داود بن يزيد الأودي، وهو ضعيف". وداود بن يزيد الأودي: ثقة، تكلم فيه بما لا يجرحه، وقد روى عنه شعبة، وهو لا يروي إلا عن ثقة، بل إن الثوري تعجب من أن يروي عنه شُعبة، ثم روى هو عنه. ويرجح توثيقه عندنا أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 1/219 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء. تنبيه: "خالد بن جرير" ذكر في المستدرك ونصب الراية باسم "خالد بن حزم"، وهو خطأ مطبعي لا شك فيه. فليس في الرواة من يسمى بهذا، ثم الحديث حديث "خالد ابن جرير" كما أثبته البخاري في ترجمته، وكما ثبت في معاني الآثار للطحاوي. وورد أيضاً من حديث غُطيف بن الحرث الكندي: ففي نصب الراية 3: 348 - 349: "رواه البزار في مسنده والطبراني في معجمه" من حديث إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم عن معاوية بن عياض بن غطيف بن عياض عن أبيه عن جده غطيف قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -يقول: من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = فاجلدوه. انتهى. لم يذكر فيه القتل. قال البزار: لا نعلم روى غطيف غير هذا الحديث". وهكذا وقع في نصب الراية، وفيه خطأ يقيناً في موضعين، ولا ندري كيف كان؟، ولكنه خطأ على كل حال، فأما أولا: فإنه "غطيف بن الحرث"، لا"غطيف ابن عياض"، وما وجدنا من يسمى بهذا في الصحابة. وأما ثانياً: ففي الزيلعي "لم يذكر فيه القتل". وهو مذكور فيه من غير شك. فلعل الزيلعي وهم حين نقل، أو نقل من شيء محرف لم يستيقن صحته، كماسترى ممانقل غيره: ففي الزوائد 278:6: "وعن غضيف، يعني ابن حرث، قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا شرب الرجل الخمر فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاقتلوه". رواه الطبراني والبزار، وبقية رجاله ثقات. وهو هكذا في الزوائد "غضيف" بالضاد المعجمة بدل الطاء، وفي اسمه القولان، كما سنذكر إن شاء الله. ثم قوله "وبقية رجاله ثقات" يدل على أنه سقط شيء قبله، قد يتبين مما سنقول في رواته. وأشار إليه الحافظ في الفتح 12: 70 إشارة موجزة، قال: "وأخرجه الطبراني موصولا من طريق عياض بن غطيف عن أبيه، وفيه: في الخامسة، كما أشار إليه أبو داود"، يعني القتل. ويشير به الحافظ إلى قول أبي داود 4: 281 بعد ذكر حدث ابن عمر- من الطريق الذي هنا 6197، بلفظ: "وأحسبه قال في الخامسة"- قال أبو داود: "وكذا في حديث أبي غطيف: في الخامسة". ولكنه ذكره بشيء من التفصيل في الإصابة 6: 190، فقد ترجم أولاً (ص 189 - 190) "غضيف بن الحرث بن رهم السكوني، ويقال الكندي، بقال الثمالي، ويقال اليماني"، وضبط اسم "غضيف" بالتصغير، وقال: "ويقال غطيف بالطاء المهملة بدل الضاد المعجمة، والأول أثبت". ثم ذكر ترجمة "غطيف بن الحرث الكندي، والد عياض"، وقال فيها: "وأخرج له ابن السكن والطبراني من طريق إسماعيل ابن عياش عن سعيد بن سالم الكندي [كذا] عن معاوية بن عياض بن غطيف عن أبيه عن جده: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا شرب الخمر فاجلدوه، فأن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه. وأخرجه ابن شاهين وابن أبي خيثمة من طريق إسماعيل المذكور قال حدثني سعيد بن سالم، وأورده ابن شاهين وابن السكن في ترجمة الذي قبله، والصواب ما قال ابن أبي خيثمة". يعني في الفرق بين "غضيف بن الحرث السكوني"، بالضاد المعجمة، و"غطيف بن الحرث الكندي" بالطاء. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ثم نقل عن ابن عبد البر قال: "وفيه وفيما قبله نظر، والاضطراب فيه كثير". وانظر التاريخ الكبير للبخاري 4/ 1/ 105، 112 - 113. وحديث غطيف هذا مضطرب بكل حال، في اسم الصحابي، وفي لفظ الحديث، كما ترى، فإن الحافظ ذكر في الفتح أنه ذكر قتل في الخامسة، ثم ساق لفظ الحديث في الإصابة فذكر القتل في ثالثة، وذكر الهيثمي في الزوائد في الرابعة!!، إلى نقل الزيلعي أنه "لم يذكر فيه القتل". ثم "سعيد ابن سالم" هو القداح المكي، وهو خراساني الأصل، ولكن وصفه الحافظ في الإصابة بأنه "الكندي". وأنا أرجح أن هذا خطأ ناسخ أو طابع، أو هو وهم من بعض الرواة. و"إسماعيل بن عياش" سبق في 1738 أنه ثقة ولكن يغرب ويخطئ فيما يروي عن المدنيين والمكيين، فالظاهر أن هذا الإسناد من أغلاطه. وورد نحوه من حديث أبي الرمداء البلوي: فروى ابن عبد الحكم في فتوح مصر 302 من طريق "ابن وهب عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن أبي سليمان مولى لأم سلمة زوج النبي -صلي الله عليه وسلم - حدثه أن أبا الرمداء حدثه: "أن رجلاً منهم شرب، فأتوا به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فضربه، ثم شرب الثانية، فضربه، ثم شرب الثالثة، فأتوا به إليه، فما أدري: أفي الثالثة أو الرابعة أمر به فحمل على العجل، أو قال: على الفحل". ورواه الدولابي في الكنى 1: 30 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد نحوه، قال: "ثم شرب الثالثة، فأتى به النبي عليه السلام فضربه، قال: فما أدري: أفي الثالثة أم الرابعة أمر به فحمل على العجل، فضرب عنقه". ورواه الطحاوي 2: 91 - 92 من طريق أسد بن موسى عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد نحوه، ولكن ذكر فيه اسم الصحابي "أبا رمثة"، وهو خطأ ناسخ أو طابع يقيناً، وأشار إليه ابن عبد البر في الاستيعاب 669، وزاد: "وقال أبو حاتم: إنما هو العجل، يعني به الأنطاع". وكذلك صنع ابن الأثير في أسد الغابة 5: 194 تقليداً لابن عبد البر. وأشار إليه الحافظ في الفتح 12: 69، وقال: "أخرجه الطبراني وابن منده، وفي سنده ابن لهيعة، وفي سياق حديثه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أمر بالذي شرب الخمر في الرابعة أن يضرب عنقه، فضربت". وذكره أيضاً في الإصابة: 6: 333 ونسبه للدولابي وابن منده "من =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = طريق ابن وهب عن ابن لهيعة". وفي آخره عنده: "فأمر به فحمل على العجل، فوضع عليها، فضرب عنقه". ثم ذكر أنه أخرجه البغوي في الكنى من طريق ابن لهيعة: "وقال في سياقه: عن أبي سلمان في رواية ,وفي أخرى: عن أبي سليمان، وقال في المتن: فأتي به فيما أرى في الثالثة أو في الرابعة، فأمر به فحمل على العجل، فضربت عنقه". ويلاحظ هنا استدراك على الحافظ في الإصابة: أنه نسب رواية ابن وهب عن ابن لهيعة للدولابي، في حين أن رواية الدولابي، كما ذكرنا، هي من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة، ثم فيه خطأ مطبعي أيضاً في كنية الدولابي "أبو اليسر"، وصوابها "أبو بشر". وأشار إليه الحافظ مرة ثالثة في لسان الميزان 6: 388 في ترجمة "أبي سليمان" وفيه هناك أغلاط مطبعية، تصحح من هذا الموضع. وأشار إليه الترمذي 2: 330 في قوله "وفي الباب"، ولكنه ذكر محرفا "وأبي الرمد البلوي"؛ وهو غلط قديم، ثابت في كل نسخ الترمذي التي رأيتها مخطوطة أو مطبوعة. وإسناد هذا الحديث حسن. لأن أبا سليمان مولى أم سلمة: تابعي مجهول الحال، فهو على الستر حتى يتحقق من حاله، إلى التوثيق أو التضعيف. ولم أجد له ترجمة إلا ما ذكره الحافظ في لسان الميزان عن ابن القطان أنه قال: "لا يعرف حاله"، ثم أشار إلى روايته هذه. وأبو الرمداء: صحابي، قال ابن عبد الحكم: "لم يرو عنه غير أهل مصر". وذكر الحافظ في الإصابة 6: 333 أن اسمه "ياسر"، وأنه "مولى الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوية"، ثم قال: "وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، وله صحبة، وكان ولده بمصر". وفي شرح القاموس 2: 350: "ومن ولده شعيب بن حميد بن أبي الربداء، كان على شرطة مصر، وعاش إلى بعد المائة. قاله الحافظ". وفي كتاب الولاة والقضاة لأبي عمر محمد ابن يوسف الكندي ص70 في سنة 102: "ثم وليها بشر بن صفوان الكلبي .. فجعل على شرطة شعيب بن حميد بن أبي الربذاء البلوي، من الموالى، وكانت لجده أبي الربذاء صحبة". وقد اختلفت النسخ، بل اختلف المتقدمون من العلماء، في ضبط كلمة "الرمداء"، على ثلاثة ألوان "الرمداء" و "الربذاء". فقال الحافظ في الفتح: "هو بفتح الراء وسكون الميم وبعدها دال مهملة وبالمد. وقيل: بموحدة ثم ذال معجمة". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = وقال في الإصابة: "وذكره الدولابي بالميم والدال المهملة، وقال عبد الغني بن سعيد: هو تصحيف، وإنما هو بالموحدة والذال المعجمة. قلت: وأخرجه البغوي في الكنى بالميم والدال المهملة". وقال ابن الأثير في أسد الغابة 5: 194: "أبو الرمداء البلوي، مولى لهم، وأكثر أهل الحديث يقولونه بالميم، وأهل مصر يقولونه بالباء". وذكره شارح القاموس في المواد الثلاثة (رب د) و (رب ذ) و (رم د).، وقال في (رب ذ) 2: 563: "وأبو الربذاء من كناهم، إن لم يكن مصفحاً من الربداء أو الرمداء". وأنا أكاد أجزم بأن الذال المعجمة تصحيف. وأما "الرمداء" و "الربداء" بالدال المهملة مع الميم أو الباء، فهما عندي سواء، أصلهما واحد، ففي اللسان 4: 149: "نعامة ربداء ورمداء: لونها كلون الرماد". وقوله "فحمل على العجل، أو على الفحل"، فالعجل، بكسر العين وسكون الجيم: فسره أبو حاتم بأنه "النطع"، وهو البساط من الجلد، كما سبق تفسيره 2783. فالظاهر أنه أراد بالعجل جلد العجل. وهو ولد البقرة. والظاهر أن هذا هو المراد بالفحل أيضاً, لأن الفحل هو الذكر من كل حيوان، أو يراد بالفحل حصير تنسج من فحال النخل، ففي اللسان 4: 31: "قال شمر: قيل للحصير فحل لأنه يسوى من سعف الفحل من النخيل، فتكلم به على التجوز". وهذه الأحاديث، في الأمر بقتل شارب الخمر في الرابعة، إذا أقيم عليه الحد ثلاث مرات، فلم يرتدع-: تقطع في مجموعها بثبوت هذا الحكم وصحة صدوره عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، بما لا يدع شكا للعارف بعلوم الحديث وطرق الرواية. وأكثر أسانيدها صحاح. والشك النادر من بعض الرواة بين الثالثة أو الرابعة أو غيرهما لا يؤثر في صحته، ولا في أن الحكم بالقتل إنما هو في الرابعة، كما هو بين واضح. وقد ذهب الفقهاء أو أكثرهم، الأئمة الأربعة وغيرهم، إلى أن هذا الحكم منسوخ، فقال الترمذي في سننه 2: 330 بعد إشارته إلى نسخ القتل: "والعمل على هذا عند عامة أهل العلم، لا نعلم بينهم اختلافاً في ذلك في القديم والحديث، ومما يقوّي هذا ما روي عن النبي -صلي الله عليه وسلم - من أوجه كثيرة أنه قال: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله -صلي الله عليه وسلم -إلا بإحدى ثلاث، النفس بالنفس، والثيب الزاني , =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = والتارك لدينه". وقال في أول" كتاب العلل" الذي ختم به السنن 4: 384: "جميع ما في هذا الكتاب من الحديث هو معمول به، وبه أخذ بعض اهل العلم، ما خلا حديثين: حديث ابن عباس: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - جمع بين الظهر والعصر بالمدينة، والمغرب والعشاء، من غير خوف ولا سفر ولا مطر، وحديث النبي -صلي الله عليه وسلم -أنه قال: إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه. وقد بينا علة الحديثين جميعاً في الكتاب". وهذا الذي قال الترمذي لا يسلم له، وقد بينا تفصيله بالنسبة للجمع بين الصلاتين في شرحنا لسنن الترمذي 1: 357 - 359، ويكفي منه قول النووي في شرح مسلم 5: 218: "هذا الذي قاله الترمذي في حديث شارب الخمر هو كما قاله، فهو حديث منسوخ، دل الإجماع على نسخه. وأما حديث ابن عباس فلم يجمعوا على ترك العمل به، بل لهم أقوال" إلخ. وسنرى فيما بعد إن شاء الله، أصح للترمذي وللنووي ولغيرهما ادعاء النسخ في قتل شارب الخمر في الرابعة أم لا؟!، فما احتجوا به للنسخ حديث جابر بن عبد الله: فروى ابن حزم في المحلى 11: 368 من طريق أحمد بن شعيب [هو النسائي]: "أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم ابن سعد حدثنا عمي، وهو يعقوب بن سعد, حدثنا شريك عن محمد بن أسحق عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: أذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل منا، فلم يقتله". ورواه الطحاوي في معاني الآثار 2: 92 من طريق أصبغ بن الفرج: "حدثنا حاتم بن إسماعيل عن شريك عن محمد ابن إسحق عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله: "من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فجلدوه .. قال: فثبت الجلد، ودرئ القتل". وروى ابن حزم أيضاً من طريق النسائي: "أخبرنا محمد ابن موسى حدثنا زياد بن عبد الله البكائي حدثني محمد بن إسحق عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله: "من شرب الخمر فاضربوه، فإن عاد فاضربوه، فإن عاد فاضربوه، فإن عاد في الرابعة فاضربوا عنقه، فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعيمان أربع مرات. فرأى المسلمون أن الحد قد وَقع، وأن القتل قد رُفع". ورواه البيهقي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = 8: 314 من طريق محمد بن إسحق بن خزيمة: "حدثنا محمد بن موسى الحرشي حدثنا زياد بن عبد الله" بهذا الإسناد نحوه. وفي آخره: "فإن عاد الرابعة فاقتلوه، قال: وضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النعيمان أربع مرات، قال: فرأى المسلمون أن الحد قد وقع حين ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع مرات". ورواه حاكم في المستدرك 4: 373 هكذا: "حدثنا زياد بن عبد الله حدثنا ابن إسحق عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحوه، [يعني نحو حديث قبله. فيه: فإن عاد الرابعة فاقتلوه]، قال: فضرب رسول الله -صلي الله عليه وسلم - النعيمان أربع مرات". ورواية الحاكم هذه مختصرة كما ترى، ثم هي ناقصة الإسناد من أولها يقيناً، فالذي يقول: "حدثنا زياد بن عبد الله"ليس هو الحاكم قطعاً, لأن بينه وبين زياد مدى بعيداً قد يكون ثلاثة رواة أوأكثر"، كما هو بديهي. فالظاهر أن أول الإسناد سقط من نسخ المستدرك. وأشار إليه الزيلعي في نصب الراية 3: 373 قال:"أخرجه النسائي في سننه الكبرى عن محمد بن إسحق عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً: من شرب الخمر فاجلدوه، إلى آخره، قال: ثم أتي النبي -صلي الله عليه وسلم - برجل قد شرب الخمر في الرابعة، فجلدوه ولم يقتله، انتهى. وزاد في لفظ: فرأى المسلمون أن الحد قد وقع، وأن الحد قد رفع". فهذه إشارة من الزيلعي إلى روايتي النسائي اللتين رواهما ابن حزم، وقد دلت على أنه في السنن الكبرى, لأنه ليس في سنن النسائي الصغرى المطبوعة. وقوله في آخره "وأن الجد قد رفع" خطأ واضح، لعله من الناسخ أو الطابع، صوابه "وأن القتل قد رفع"، كما مضى في رواية ابن حزم الثانية من طريق النسائي، وكما هو بديهي. ثم قال الزيلعي: "ورواه البزار في مسنده عن ابن إسحق, به، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -أتى بالنعمان قد شرب الخمر ثلاثاً، فأمر بضربه، فلما كان في الرابعة أمر به فجلد الحد، فكان نسخاً". وأشار الحافظ في الفتح 12: 70 إلى روايتي النسائي هاتين من طريق ابن إسحق. ورواية البزار ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 278، وفي آخرها: "فإن عاد في الرابعة فاقتلوه، قال: فأتي بالنعيمان قد شرب في الرابعة، فجلدوه ولم يقتله، فكان ذلك ناسخاً للقتل"، ونسبه للبزار ولم يتكلم عليه، قال: "رواه الترمذي غير قوله: فكان ناسخاً للقتل، وتسمية =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = النعيمان". وهذا تساهل من الهيثمي، فإن الترمذي لم يروه بإسناده من أصل الكتاب، بل ذكره تعليقاً 2: 330 قال: "وإنما كان هذا في أول الأمر، ثم نسخ بعد، وهكذا روى محمد بن إسحق عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه، قال: ثم أتي النبي -صلي الله عليه وسلم - بعد ذلك برجل قد شرب في الرابعة، فضربه ولم يقتله". وهذه الرواية أشبه وأقرب إلى رواية ابن حزم من طريق شريك عن ابن إسحق. وهذه الأسانيد التي ذكرنا لحديث جابر صحيحة عندنا، خلافاً لما زعم ابن حزم، فقد قال في المحلى 11: 369: "أما حديث جابر بن عبد الله في نسخ الثابت من الأمر بقتل شارب الخمر في الرابعة فإنه لا يصح، لأنه لم يروه عن ابن المنكدر أحد متصلاً إلا شريك القاضي وزياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحق عن ابن المنكدر، وهما ضعيفان". ونحن نخالفه في هذا، فشريك سبق توثيقه 659، 2093، 5966، وزياد سبق توثيقه 1068، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 1/ 329، ولم يذكر فيه جرحاً، بل روى عن وكيع قال: "هو أشرف من أن يكذب". ومن تكلم فيهما فإنما عامة كلامهم في حفظهما وخطئهما، وقد ارتفعت شبهة الخطأ في أصل رواية هذا الحديث بمتابعة كل منهما لصاحبه. وقد أشار ابن حزم إلى رواية هذا الحديث رواية غير متصلة، وهي رواية معمر وعمرو بن الحرث، عن ابن المنكدر. فرواية معمر ذكرها الحافظ في الفتح 12: 70 قال: "وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر مرسلاً، وفيه: أتي بابن النعيمان بعد الرابعة، فجلده"، ثم ذكرها مرة أخرى من رواية عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر بلفظ: "قد أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابن نعيمان، فجلده ثلاثاً، ثم أتي به الرابعة، فجلده ولم يزد". ورواية عمرو بن الحرث رواها الطحاوي 2: 92 من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحرث: "أن محمد بن المنكدر حدثه أنه بلغه أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال في شارب الخمر: "إن شرب الخمر فاجلدوه، ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: فاقتلوه، فأتي ثلاث مرات برجل قد شرب الخمر، فجلده، ثم أتي به في الرابعة، فجلده، ووُضع القتل عن الناس". وكذلك =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = رُوي نحوه مرسلاً عن زيد ابن أسلم: فرواه ابن سعد في ترجمة "النعيمان" 3/ 2/ 56 قال: (أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر بن راشد عن زيد بن أسلم قال: أتى بالنعيمان أو ابن النعيمان إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - عليه السلام فجلده، ثم أتى به فجلده، ثم، أتي به فجلده، قال: مراراً، أربعا أو خمسا، يعني في شرب النبيذ، فقال رجل: اللهم العنه، ما كثر ما يَشرب وأكثر ما يُجلد!، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله". فائدة: وقع في. ابن سعد هنا خطأ في عنوان الترجمة (النعمان، وهشاء رواية زيد بن أسلم أتي االنيعمان، والصواب فيهما "النعيمان"، كما هو بين واضح. ورواية ابن سعد هذه أشار إليها الحافظ في الإصابة 6: 250، قال: "ورواه بالشك أيضاً محمد بن سعد من طريق معمر عن زيد بن أسلم، مرسلاً. سيد الشك في أنه "النعيمان" أو "ابن النعيمان". وأشار البيهقي 8: 314 إلى هاتين الروايتين المرسلتين: رواية محمد بن المنكدر ورواية زيد ابن أسلم، عقب رواية زياد البكائي المتصلة، فقال: (ورواه معمر عن محمد بن المنكدر وعن زيد بن أسلم أنهما قالا ذلك. ونحن على قولنا، لا نرد الإسناد المتصل بالإسناد المرسل أو المنقطع، فالاتصال زيادة ثقة، يجب قبولها، إلا إذا تبين خطؤها. وإنما أبينا أن نقرَ دلالة حديث جابر هذا على نسخ القتل في الرابعة، لأن الصحيح منه- عندنا- هو أصل القصة، أي الأمر بالجلد ثلاث مرار ثم بالقتل في الرابعة، وأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أتى برجل شرب بعد جلده ثلال، فلم يقتله، وهو القدر الذي ألفقت فيه الروايات بمعناه، من طريق شريك القاضي ومن طريق زياد البكائي، كلاهما عن ابن إسحق. أما ما زاد على ذلك، فإما هو من اضطراب شريك لسوء حفظه، وإما هو مرسل غير متصل. فرواية شريك التي روئ الطحاوي، وجعل فيها الرابعة من قول النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ثم إن عاد فاجلدوه، لم يتابعه عليها أحد، فيما رأينا من الروايات، في جملها رواية مرفوعة قولية من قول النبي -صلي الله عليه وسلم -، بل كل الروايات، وكل استدلال الفقهاء، إنما هو أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أتي برجل شرب في الرابعة فجلده ولم يقتله. وهو الذي رواه شريك نفسه في رواية النسائي، التي رواها ابن حزم، والتي حكاها الزيلعي موجزة من روايتى النسائي، والتي أشار إليها هو = (443

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = والهيثمى من رواية البزار، وإن لم يصرحا بأنه لفظ رواية شريك. بل هو الذي جاء في الروايات المرسلة عن ابن المنكدر وعن زيد بن أسلم. فانفراد شريك في إحدي الروايات بهذا اللفظ، مع خلافه لرواياته نفسه الأخري، ولروايات زياد بن عبادالله-: يكاد يكون دليلاً جازماً علي خطأ هذه الرواية. وهذا الرجل الذي جلده رسول الله في الرابعة ولم يقتله، اختلفت الروايات فيه: أهو "النعيمان" أم "ابنه"؟، والراجح أنه "النعيمان"، وهو الثابت في حديث جابر، عند ابن حزم من طريق النسائي، وعند البيهقي من طريق ابن خزيمة، وعند الحاكم، وعند البزار فيما نقله الهيثمي في مجمع الزوائد، وقد ذكر في نصب الراية باسم "النعمان" منسوبا للبزار، والظاهر عندي أن هذا خطأ ناسخ أوطابع، وسماه ابن المنكدر "ابن النعيمان" في روايته المرسلة التي في الفتح، وشك، فيه زيد بن أسلم، فقال: "النعيمان أو ابن النعيمان" في روايته المرسلة عند ابن سعد. وقصة النعيمان أو ابن النعيمان هذه وردت من أوجه أخر بمعاني متقاربة، تؤيد وقوع الحادثة في نفسها، علي اختلاف في بعض التفاصيل: فروى أحمد في المسند 16219 من طريق عبد الوارث عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث قال: "أتي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالنعيمان قد شرب الخمر، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من في البيت فضربوه بالأيدى والجريد والنعال، قال: فكنت فيمن ضربه". ورواه أيضاً (4: 384ح) بهذا الإسناد. ورواه أيضاً 16224 من طريق وهيب عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عقبة: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أتى بالنعيمان أو ابن النعيمان، وهو سكران، قال: فاشتدّ علي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وأمر من في البيت أن يضربوه، فضربوه، قال عقبة: فكنت فيمن ضربه". وهذان إسنادان صحيحان. وهذا الحديث ذكره الحافظ في الإصابة 6: 250 فقال: "وأخرج البخاري في تاريخه من طريق وهيب عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -أتي بالنعيمان أو ابن النعيمان، كذا بالشك، والراجح النعيمان، بلا شك، وفي لفظ لأحمد: وكنت فيمن ضربه، وقال فيه: أتى بالنعيمان، ولم يشك". وقد تبين من المسند أن أحمد رواه بالوجهين: من طريق وهيب بالشك، ومن طريق عبد الوارث بالجزم بالنعيمان. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = وأشار إليه في الفتح أيضاً 12: 67 فقال "وحديث عقبة اختلفت ألفاظ ناقليه: هل الشارب النعيمان أو ابن النعيمان؟، والراجح النعيمان". والعجب من الحافظ أن يبعد جداً، فيذكر هذا الحديث في الإصابة منسوباً إلى تاريخ البخاري، وهو ثابت في الصحيح بثلاثة أسانيد: أولها في كتاب الوكالة 4: 400 من طريق عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، وثانيهما وثالثهما في كتاب الحدود 12: 56 من طريق عبد الوهاب ومن طريق وهيب، كلاهما عن أيوب. وفيها كلها الشك بين النعيمان وابن النعيمان. ورواه ابن سعد في الطبقات3/ 2/56 مرسلا، في ترجمعة النعيمان، من رواية معمر عن زيد بن أسلم قال: "أتي بالنعيمان أو ابن النعيمان إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فجلده، ثم أتي به فجلده، ثم أتي به فجلده، قال: مراراً أربعاً أو خمساً، يعني في شرب النبيذ، فقال رجل: اللهم العنه، ما أكثر ما يشرب، وأكثر ما يجلد!، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله". وقد ذكرناه آنفاً، عند بيان الرواية المرسلة التي أشار إليها ابن حزم في تعليله حديث جابر. ورواية زيد بن أسلم هذه- المرسلة- جاءت من وجه آخر صحيح موصولة. مخالفة لهذه في تسمية الرجل الشارب: فروى البخاري في الصحيح 12: 66 - 68 من طريق سعيد ابن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب: "أن رجلا كان على عهد النبي -صلي الله عليه وسلم -، كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حِماراً، وكان يُضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي -صلي الله عليه وسلم - قد جلده في الشراب، فأتي به يوماً فأمر به فجلد، قال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به!، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا تلعنوه، فو الله ما علمتُ أنه يحب الله ورسوله. وجاءت من وجه آخر مرسلة موقوفة على عمر، ولكن لم يذكر لفظها كاملا: فأشار إليها الحافظ في الإصابة 2: 35 في ترجمة "حمار" بكسر الحاء وتضيف الميم، باسم الحيوان المعروف، فقال الحافظ: "وروى أبو بكر المروزي، في مسند أبي بكر له، من طريق زيد بن أسلم: أن عبد الله، المعروف بحمار، شرب في عهد عمر، فأمر به عمر الزبيرَ وعثمانَ فجلداه، الحديث". وزيد بن أسلم لم يدرك عمر. وجات من وجه ثالث موقوفة على عمر أيضاً، ويظهر أن إسنادها متصل، ولكنة لم يقع إلينا: فقد ذكر الحافظ =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = في الإصابة 146:4 في ترجمة "عبد الله كان يلقب حماراً"، أن ابن منده روى حديث سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم، وهو الحديث الذي نقلناه عن صحيح البخاري، ثم قال، يعني ابن منده: "رواه هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: رأيت رجلاً أتى عمر برجل يقال له عبد الله بن حمار [كذا في الأصابة، وهو خطأ ظاهر]، قد شرب هو وصاحب له، فذكر الحديث". وهاتان الروايتان الموقوفتان على عمر ليستا في الحقيقة روايتين في الحديث المرفوع الصحيح الذي رواه البخاري، إلا أنهما تشبهانه بعض الشبه في بعض الإسناد وفي تسمية الرجل الشارب بأنه "عبد الله الملقب بحمار". وقد جاءت قصة النعيمان أيضاً من وجهين آخرين ضعيفين: فالأول في الإصابة 6: 83 في ترجمة "مروان بن قيس الأسلمي: "وأخرج ابن منده من طريق أبي عبد الرحيم حدثني رجل من ثقيف عن خثيَمْ بن مروان عن أبيه مروان بن قيس من صحابة النبي -صلي الله عليه وسلم -: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -مر برجل سكران , يقال له نعيمان، فأمر به فضرب، فأتي به مرة أخرى سكران، فأمر به فضرب، ثم أتي به الثالثة، فأمر به فضرب، ثم أتي به الرابعةَ وعنده عمر، فقال عمر: ما تنتظر به يا رسول الله؟، هي الرابعة، اضرب عنقه، فقال رجل عند ذلك: لقد رأيته يوم بدر يقاتل قتالا شديداً، وقال آخر: لقد رأيت له يوم بدر موقفاً حسناً، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: كيف وقد شهد بدراً". وأشار الحافظ في الإصابة 6: 250 إلى هذه الرواية مرة أخرى في ترجمة النعيمان. وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الرجل من ثقيف، كما هو واضح. فائدة: وقع في الإصابة في الموضع الأول "خشيم بن مروان"، وهو خطأ مطبعي، صوابه "خثيم"، بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المثلثة، كما هو واضح من ترجمته في الكبير للبخاري 2/ 1/193 ولسان الميزان 2: 394، ومما علق به مصحح الكبير 4/ 1/ 367 في ترجمة أبيه مروان بن قيس، ومما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 272 في ترجمة مروان هذا. والوجه الآخر في الإصابة 6: 250، وأشار فيها إلى رواية مروان بن قيس السابقة، ثم قال: "وكذا ذكره الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح، من طريق أبي طوالة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: كان بالمدينة رجل يقال =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = له النعيمان، يصيب من الشراب، فذكر نحوه، وبه: أن رجلاً من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - قال للنعيمان: لعنك الله، فقال له النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا تفعل، فإنه يحب الله ورسوله". وأشار إليها إيضاً 2: 35 في ترجمة "حمار" فقال: "ووقع" نحو ذلك للنعيمان، فيما ذكره الزبير ابن بكار، في كتاب الفكاهة والمزاح". وذكرها مرة أخرى في الفتح 12: 67 فقال: "أخرجه الزبير بن بكار في الفكاهة، من حديث محمد بن عمرو بن حزم قال: كان بالمدينة رجل يصيب الشراب، فكان يؤتى به النبي -صلي الله عليه وسلم -، فيضربه بنعله، ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب، فلما كثر ذلك منه قال له رجل: لعنك الله، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تفعل، فإنه يحب الله ورسوله. فهذه رواية ضعيفة لإرسالها ,لأن محمد بن عمرو بن حزم تابعي، ولد سنة 10 في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه لم يدرك أنه يسمع منه شيئاً، كما هو ظاهر. فائدتان: وقع في الإصابة 2: 35 "للنعمان"، وهو خطأ مطبعي، صوابه "للنعيمان" .. ووقع في الفتح 12: 67 اسم كتاب الزبير "الفاكهة"، وهو خطأ مطبعي أيضاً، صوابه "الفكاهة". وتماماً للبحث نذكر خبراً رواه البخاري في التاريخ الصغير 61 قال: "حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه أن خارجة بن زيد أخبره: أن ابن النعيمان من الأنصار قُتل وهو سكران". وهذا إسناد صحيح إلى خارجة بن زيد بن ثابت، وهو تابعي معروف، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. فهذه روايات في قصة النعيمان أو ابنه، أنهما أو إحدهما، جلد في الشرب في الرابعة. والثابت منها الراجح شيئان: جلد "النعيمان"، وجلد "عبد الله الملقب حماراً"، وهو الثابت في صحيح البخاري، على أنه ليس فيه أن ذلك كان في الرابعة. وقد تردد الحافظ واضطرب قوله في الترجيح بين هذه الروايات أو الجمع: فيقول في الإصابة 6: 250 - 251: "وقال ابن عبد البر: إن صاحب هذه القصة هو ابن النعيمان، وفيه نظر"، ثم يقول: "وقد بينت في فتح الباري أن قائل ذلك [يعني الذي لعن النعيمان] عمر، لكنه قاله لعبد الله الذي كان يلقب حماراً. فهو يقوي قول من زعم أنه ابن النعيمان، فيكون ذلك وقع للنعيمان وابنه. ومن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = يشابه أبه فما ظلم"!. ويقول في الفتح 12: 67 عند ذكر "عبد الله وكان يلقب حماراً": "وجوز ابن عبد البر أنه ابن النعيمان المبهم في حديث عقبة بن الحرث، فقال في ترجمة النعيمان: كان رجلاً صالحاً، وكان له ابن انهمك في الشراب فجلده النبي -صلي الله عليه وسلم -، [انظر الأستيعاب 319]. فعلى هذا يكون كل من النعيمان وولده عبد الله جلد في الشرب. وقوي هذا عنده بما أخرجه الزبير بن بكار ... [فذكر حديث محمد ابن عمرو بن حزم الذي نقلناه آنفاً، ثم قال]: وحديث عقبة اختلفت ألفاظ ناقليه: هل الشارب النعيمان أو ابن النعيمان؟، والراجح أن النعيمان، فهو غير المذكور هنا، [يعني في رواية صحيح البخاري] , لأن قصة عبد الله [يعني الملقب حماراً]، كانت في خيبر، فهي سابقة على قصة النعيمان، فإن عقبة بن الحرث من مسلمة الفتح، والفتح كان بعد خيبر بنحو من عشرين شهراً"!. وقال أيضاً 68:12 عند قول النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لاتلعنوه": "في رواية الواقدي: لا تفعل يا عمر. وقد يتمسك به من يدعي اتحاد القصتين. وهو بعيد لما بينته من اختلاف الوقتين. ويمكن الجمع بأن ذلك وقع للنعيمان ولابن النعيمان، وأن اسمه عبد الله ولقبه حمار"! وقد قال قبل ذلك بقليل ص 67، بعد أن أشار إلى شيء من دعابة "عبد الله الملقب حماراً" ومن دعابة "النعيمان"، قال: "وهذا مما يقوي أن صاحب الترجمة والنعيمان واحد"!، وهذا اضطراب كثير من الحافظ، في حين أنه لم يشر أصلا، لا في الفتح ولا في الإصابة، إلى رواية البخاري في الصغير عن خارجة بن زيد قتل ابن النعيمان، وأرى أن قد كان ينبغي أن يشير إليها عند ذكره حديث أبي الرمداء الذي فيه "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أمر بالذي شرب الخمر في الرابعة أن يضرب عنقه، فضربت". وقد قال الحافظ عقبه: "فأفاد أن ذلك عمل به قبل النسخ, فإن ثبت كان فيه رد على من زعم أنه لم يعمل به". فكان ينبغي أن يذكر رواية خارجة، ليحقق أهي موافقة لرواية أبي الرمداء أم هي عن حادثة أخرى؟!، ثم إن الحافظ يذكر في الإصابة 4: 146 رواية ابن منده المعلقة "هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه" التي تدل على أن عمر جلد "عبد الله الملقب بحمار"، ويذكر أنه يستفاد منها أنه بقي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ =إلى خلافة عمر. وينقل في ترجمة "النعيمان" قول ابن سعد "بقى النعيمان حتى توفي في خلافة معاوية"، وقد قال ذلك ابن سعد في الطبقات 3/ 2/ 56، ولكنه قاله نقلا عن الواقدي. ثم هو لا يشير قط- فيما رأيت- إلى رواية خارجة بن زيد في التاريخ الصغير "أن ابن النيعمان قتل وهو سكران". وما أستطيع أن أجزم في هذا كله بشيء، فلعل هناك روايات أخر لم تذكر فيما بين يديّ من المراجع، أو لم أجدها فيما قرأت وبحثت. وكثير مما أمامنا لم يذكر إسناده كاملا، أو لم يذكر لفظه كاملا، فقد يكون فيما لم أر من إسناد أو لفظ أو رواية أخرى، ما يقوي وجهاً من الوجوه، وقد يصل به إلى نفى ما عداه. ولكني أرجح الآن أن "النعيمان" هو "عبد الله الملقب حماراً"، بتشابه الحوادث التي وردت في الروايات الصحيحة عن كل منهما، في الدعابة والفكاهة، في عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وفي عهد الخلفاء بعده، إلى عصر عثمان. ويكون شك بعض الرواة بين "النعيمان" و "ابن النعيمان" شكاً فقط، مرجعه إلى السهو والنسيان لا غير. ولو صحت رواية البخاري في التاريخ الصغير عن خارجة بن زيد، وإسنادها إليه صحيح كما قلنا-: احتمل جداً أن تكون حادثة أخرى قتل فيها "ابن النعيمان" وهو سكران، تنفيذاً للأمر بالصريح بقتل الشارب في الرابعة، وأن يكون قتله وقع في عصر متأخر، بعد عصر النبي -صلي الله عليه وسلم - وعصور كبار الصحابة، بل يكون هو نفسه تابعياً, لأن واحداً من مترجمي الصحابة لم يذكره فيهم. وتحُمل رواية خارجة بن زيد إذن على الاتصال، فإنه أدرك متأخري الصحابة وروى عنهم ومات سنة 99 أو سنة 100. ويكون حديث أبي الرمداء، الدال على أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قتل رجلاً شرب في الرابعة، وإسناده حسن كما قلنا من قبل -: يكون هذا الحديث عن حادثة أخرى غير حادثة "النعيمان" الذي رجحنا أنه هو "عبد الله الملقب حماراً"، وغير حادثة "ابن النعيمان" الذي قتل سكرانا بعد ذلك بزمن طويل لا نستطيع تحديده. ثم يكون الثابت أمامنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقتل "النعميان" في الرابعة، مع قيام أمره الصريح بقتل الشارب في الرابعة، ويكون مناط البحث: أتكون هذه الحادثة نسخاً لهذا الأمر أم لا تكون، وسنبحث ذلك- بعون الله وقوته- بعد أن نستعرض سائر ما وجدنا من الأحاديث في هذا الحكم عامة، إن شاء الله. واحتج الذاهبون إلى نسخ الحكم بقتل الشارب في الرابعة أيضاً بحديث قبيصة بن ذؤيب: فروى الشافعي في الأم =

6: 177:) أخبرنا سفيان أهو ابن عيينة، عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: (إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، لْم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاقتلوه، لا يدري الزهري أبعد الثالثة أو الرابعة، فأتى برجل قد شرب فجلده، ثم أتى به قد شرب فجلده، ثم أتى به قد شرب فجلده، ووضع القتل، فصارت رخصة، قال سفيان: قال الزهري لمنصور بن المعتمر ومُخؤل: كونا وافديْ أهل العراق بهذا الحديث. ورواه أبو داود 4: 282 عن أحمد بن عبدة الضبي عن سفيان، بهذا الإسناد نحوه. وفي آخره: أقال سفيان: حذث الزهري بهذا الحديث وعنده منصور بن المعتمر ومخول ابن راشد، فقال لهما: كونا وافدَيْ أهل العراق بهذا الحديث". ورواه البيهقي 8: 314 بإسناده من طريق الشافعي. وروواه أيضاً من طريق سعدان بن نصر عن سفيان عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب، بنحوه وفيه: "ثم إذا شرب الرابعة فاقتلوه، فأتى برجل قد شرب الخمر فجلده، ثم أتى به فجلده، ثم أتي به في الرابعة فجلده، فرفع القتل عن الناس، وكانت رخصةَ، فثبتْ. ورواه أيضاً من طريق يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحق عن الزهري عن قبيصة، بنحوه، فذكر الأمر بالجلد ثلاث مرات، وبالقتل في المراة الرابعة، ثم قال: "فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل من الأنصار يقال له نعيمان، فضربه أربع مرات، فرأى المسلمون أن القتل قد أخر، وأن الضرب قد وجب". ورواه الطحاوي في معاني الآثار 2: 92 من طريق ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب الزهري عن قبيصة: "أنه بلغه عن رسول الله"، ولكنه لم يذكر لفظه، بل [حال على رواية محمد بن المنكدر المرسلة، التي نقلناها آنفا بعد حديث جابر. ورواية ابن وهب عن يونس- هذه- رواها ابن حزم في المحلى 11: 368 قال يونس: (أخبرني ابن شهاب أن قبيصة بن ذؤيب حدثه أنه بلغه عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال لشارب الخمر: إن سْرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن ضرب فاقتلوه، فأتي برجل قد شرب ثلاث مرات فجلده ثم أبي به الرابعة فجلده، ووضع القتل عن الناس". ثم روى ابن حزم عقب هذا، من طريقيا سعيد بن أبي مريم عن سفيان بن عيينة قال: "سمعت ابن شهاب يقول لمنصور بن المعتمر: كن وافد أهل العراق بهذا الخبر". وكلمة "كن" كتبن في المحلى =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = "من"!، وهو خطأ مطبعي واضح. وهذا الحديث -أعني حديث قبيصة- أشار إليه الترمذي 2: 330 عقب إشارته التي ذكرناها لحديث جابر، قال:"وكذلك روى الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحو هذا قال: فرفع القتل، وكانت رخصة". وذكره الزيعلي في نصب الراية 3: 347 نقلا عن أبي داود، ولم يقل فيه شيئاً إلا قوله: "وقبيصة في صحبته خلاف"!، وهي كلمة ليس فيها شيء من التحقيق. وذكره الحافظ في الفتح 12: 70، ونسبه للشافعي وعبد الرزاق وأبي داود، وأشار إلى تعليق الترمذي إياه، ثم نسبه للخطيب في المبهمات من طريق محمد بن إسحق عن الزهري، فذكره بنحو رواية البيهقي التي ذكرنا من طريق ابن إسحق. وقد أبعد النجعة في نسبة هذه الرواية إلى المبهمات للخطيب، في حين أنها ثابتة في السنن الكبرى!. ثم قال الحافظ: "وقبيصة ابن ذؤيب من أولاد الصحابة، وولد في عهد النبي -صلي الله عليه وسلم -، ولم يسمع منه. رجال هذا الحديث ثقات مع إرساله، ولكنه أعل بما أخرجه الطحاوي من طريق الأوزاعي عن الزهري قال: بلغني عن قبيصة. ويعارض ذلك رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري: أن قبيصة حدثه: أنه بلغه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وهذا أصح, لأن يونس أحفظ الرواية الزهري من الأوزاعي. والظاهر أن الذي بلغ ذكل قبيصةَ صحابي، فيكون الحديث على شرط الصحيح لأن إبهام الصحابي لا يضر"!. أما "قبيصة" بفتح القاف. "بن ذؤيب" بالتصغير: فهو من أبناء الصحابة، وهو تابعي يقيناً، ومن ذكره في الصحابة فقد وهم, لأنه ولد عام الفتح. وأما رواية الأوزاعي عن الزهري التي نسبها الحافظ للطحاوي، فإني لم أجدها في معاني الآثار، ولعلها في كتاب آخر من كتبه. وأما رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري، فقد نقلناها آنفاً. ثم احتجاج الحافظ برواية الطحاوي من طريق يونس عن الزهري، التي فيها "أن قبيصة بن ذؤيب حدثه أنه بلغه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -": احتجاج ضعيف، واستناده في ذلك إلى أن "الظاهر أن الذي بلغ ذلك قبيصة صحابي، فيكون الحديث على شرط الصحيح, لأن إبهام الصحابي لا يضر"-: استناد إلى غير مستند؛ بل هو تكلف بالغ!!، يخالف فيه القاعدة الصحيحة التي اعتمدها العلماء من أهل هذه =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = الشأن العارفون به، وهو في مقدمتهم، من أن الحديث المرسل حديث ضعيف، سواء أكان من رواية تابعي كبير أم صغير. بل إن العلماء تكلموا في احتجاج الشافعي بمراسيل سعيد بن المسيب، ورجحوا أن شأنها شأن غيرها من المراسيل، في حين أن سعيد بن المسيب مثل قبيصة بن ذؤيب، كلاهما من كبار التابعين ومن أبناء الصحابة. ويكفي في ذلك قول ابن الصلاح في علوم الحديث ص 58: "وما ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل والحكم بضعفه: هو المذهب الذي استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث ونقاد الأثر، وقد تداولوه في تصنيفهم". ومن أقوى ما رأيت في الدلالة على عدم الاحتجاج بالحديث المرسل ما روى الحاكم في "معرفة علوم الحديث" 26 - 27 بإسناده إلى يزيد بن هرون قال: "قلت لحماد بن زيد: يا أبا إسماعيل، هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن؟، فقال: بلى، ألم تسمع إلى قول الله تعالى: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}، فهذا فيمن رحل في طلب العلم، ثم رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه، قال الحاكم: ففي هذا النص دليل على أن العلم المحتج به هو المسموع غير المرسل". وفي هذا مقنع. وبقيت أحاديث ثلاثة، تتصل بهذا الباب: الأول: حديث "ديلم الحميري الجيشاني"، وهو صحابي مشهور، نزل مصر وروى عنه أهلها وترجم له ابن عبد البر في الاستيعاب 172، وابن الأثير في أسد الغابة 2: 134 - 135، وابن حجر في الإصابة 2: 166 - 167. فروى أحمد في المسند (4: 231 - 232 ح): "حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا عبد الحميد يعني ابن جعفر، قال حدثنا يزيد ابن أبي حبيب حدثنا مرثد بن عبد الله اليزني قال حدثنا ديلم: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: إنا بأرض باردة، وإنا لنستعين بشراب يصنع لنا من القمح؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيسكر؟ قال: نعم، قال: فلا تشربوه، فأعاد عليه الثانية، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أيسكر؟، قال: نعم، قال: فلا تشربوه، قال: فأعاد عليه الثالثة، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أيسكر؟، قال: نعم، قال: فلا تشربوه، قال: فإنهم لا يصبرون عنه؟، قال: فإن لم يصبروا عنه فاقتلهم". ورواه أحمد في كتاب الأشربة (ص 68 - 69)، وفي آخره: "فإن لم =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = يصبروا عنه فاقتلوهم". واسم الصحابي هنا "ديلم" هو الصواب الثابت في كتاب الأشربة وفي نسخة بهامش م من المسند، ووقع في ح "الديلمي". والظاهر عندي أنه خطأ من بعض رواة المسند. ورواه أحمد أيضاً عقب الإسناد الآتي، عن أبي بكر الحنفي عن يزيد ابن أبي حبيب، بهذا الإسناد نحوه، وفي آخره: "فمن لم يصبر عنه فاقتلوه". وكذلك رواه في كتاب الأشربة (ص 68) عن أبي بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد عن يزيد. ثم قال أحمد في المسند: "حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن ديلم الحميري قال: "سألت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إنا بأرض باردة، نعلاج بها عملا شديدا، وإنا نتخذ شراباً من هذا القمح، نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلادنا؟، قال: هل يسكر؟، قلت: نعم، قالك فاجتنبوه، قال: ثم جئت من بين يديه، فقلت له مثل ذلك؟، فقال: هل يسكر؟، قلت: نعم، قال: فاجتنبوه، قلت: إن الناس غير تاركيه؟، قال: فإن لم يتركوه فاقتلوهم". ورواه البيهقي 8: 292 من طريق محمد بن أحمد بن أبي المثنى عن محمد بن عبيد الطنافسي، شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد نحوه. ثم قال البيهقي: "وكذلك رواه عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب. يريد بذلك الإشارة إلى الإسناد السابق. ورواه أبو داود 3: 369 - 370 من طريق عبدة عن محمد بن إسحق بهذا الإسناد، نحوه، ولم يذكر فيه السؤال مرة ثانية، ذكر الأولى والأخيرة فقط. وقال المنذري 3537: "في إسناده محمد بن إسحق بن يسار، وقد تقدم الكلام عليه"!!. ونقله ابن الأثير في أسد الغابة 2: 135 عن أبي داود. وأشار إليه الحافظ في الإصابة 2: 166. ورواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 303) في ترجمة "ديلم الجيشاني"، عن أبيه عبد الله ابن عبد الحكم وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار وهانئ بن المتوكل، ثلاثتهم عن ابن لهيعة عن يريد بن أبي حبيب عن أبي الخير [هو مرثد بن عبد الله اليزني] عن ديلم الجيشاني: "أنه قال: أتيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إنا بأرض باردة شديدة البرد، ونصنع بها شراباً من القمح، أفيحل يا نبي الله؟، فقال: أليس يسكر؟، قال: بلى، قال: فإنه حرام، ثم راجعه الثانية، فقال مثلها، ثم إني أعدت عليه، فقلت: أرأيت إن أبوا أن يدعوها =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = يا نبي الله وقد غلبت عليهم؟، قال: من غلبتْ عليه فاقتلوه". ورواه البيهقي 8: 292 من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس عن أبي الخير عن ديلم الجيشاني، بنحوه مختصراً، إلى قوله " فإنه حرام"، ثم لم يذكرآخره. وهذا حديث صحيح الإسناد، ليس له علة. وتعليل المنذري إياه بابن إسحق تعليل غير سديد، فابن إسحق ثقة كما قلنا مراراً، وقد قصَّر المنذري في تتبع طرق هذا الحديث، وما أظنها، إلا كانت ميسرة قريبة بين يديه. ولو فعل لما أعله بابن إسحق، وهو لم ينفرد به، كما رأينا!، تابعه عليه عبد الحميد بن جفر وابن لهيعة. ولهذا الحديث شاهد يؤيده: فروى أحمد 14937 من حديث جابر: "أن رجلاً قدم من جيشان، وجيشان من اليمن، فسأل النبي -صلي الله عليه وسلم - عن شراب يشربونه، يصنع بأرضهم من الذرة، يقال له المزر؟، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: أمسكر هو؟، قال: نعم، قال رسول الله: "كل مسكر حرام، وإن على الله عَزَّ وَجَلَّ عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال"، فقالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟، قال: "عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار". وهو حديث صحيح، رواه مسلم 2: 130 - 131، ورواه النسائي أيضاً، كما في المنتقى 4720. وهو يؤيد أصل الواقعة في سؤال ديلم الجيشاني عن شراب بلادهم، وفي رواية ديلم زيادة الأمر بالقتل، وهي زيادة ثقة، تقبل ويحتج بها، ثم لعل السائل أحفظ لما سأل ولما أجيب به. الثاني: حديث أم حبيبة أم المؤمنين: فروى أحمد في المسند (6: 427 ح): "حدثنا حسن قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا دراج عن عمر بن الحكم أنه حدثه عن أم حبيبة بنت أبي سفيان: أن ناساً من أهل اليمن قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعلمهم الصلاة والسنن والفرائض، ثم قالوا: يا رسول الله، إن لنا شراباً نصنعه من القمح والشعير؟، قال: فقال: الغبيراء؟، قالوا: نعم، قال: لا تطعموه، ثم لما كان بعد ذلك بيومين ذكروهما له أيضاً، فقال: الغبيراء؟، قالوا: نعم، قال: لا تطعموه، ثم لما أرادوا أن ينطلقوا سألوه عنه؟، فقال: الغبيراء؟، قالوا: نعم، قال: لا تطعموه، قالوا: فإنهم لا يدعونها؟، قال: من لم يتركها فاضربوا عنقه". ورواه أحمد أيضاً في كتاب الأشربة (ص 16) بهذا الإسناد، ولكنه اختصره فحذف السؤال الثاني، وذكر الأول والثالث فقط. ورواه البيهقي في السنن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = الكبرى 8: 292 من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن دراج واختصره في آخره، فلم يذكر قوله "فإنهم لا يدعونها" إلخ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كاملا 5: 54 - 55، ومختصراً 6: 278 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات". الثالث: حديث أبي موسى الأشعري: فروى أحمد في الأشربة (ص 32): "حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا محمد بن راشد قال سمعت عمرو بن شعيب يحدث: أن أبا موسى رضي الله عنه حين بعثه النبي -صلي الله عليه وسلم - إلى اليمن سأله فقال: إن قومي يصيبون من شراب من الذرة، يقال له المزر؟، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: أيسكر؟، قال: نعم، قال: فانههم عنه، ثم رجع إليه فسأله عنه؟، فقال: انههم عنه، ثم سأله الثالثة فقال: قد نهيتهم عنه فلم ينتهوا؟، قال: فمن لم ينته منهم فاقتله". وهذا حديث لم أجده في غير كتاب الأشربة، وإسناده منقطع، فإن أبا موسى مات قديماً، قيل سنة 42، وقيل سنة 50، وقيل سنة 53، وعمرو بن شعيب لم يدركه قطعاً، فإنه مات سنة 118 ,ولو أدركه ما كان الإسناد إلا منقطعاً أيضاً. وبهامش نسخة الأشربة زيادة بعد قوله "عمرو بن شعيب! هي "عن أبيه"، وعليها علامة نسخت، ولو صحت لم يتصل الإسناد أيضاً، فسواء في ذلك عمرو ابن شعيب وأبوه, لأن واحداً منهما لم يذكر أنه يرويه عن أبي موسى، بل هو يحكي "أن أبا موسى" فعل ذلك وقاله وأجيب، فهو حكايه عن واقعة في عهد رسول الله، لم يدركها واحد منهما , ولم يذكر عمن رواها. ثم قد بقي في الباب حديث لا أدري ما هو؟، ولكني أشير إليه استيعابا لما وجدت فيما بين يدي من المراجع. فقال الزيلعي في نصب الراية 3: 348 بعد حديث جرير بن عبد الله: "وحديث ابن مسعود، رواه الطبراني في معجمه"!!، هكذا قال، ولم يذكره، ولم يزده بياناً، ولم أجده في مجمع الزوائد، فلا أدري كيف كان هذا؟!، والأحاديث الثلاثة الأخيرة، أو على التحقيق حديثان منها، وهما حديثا ديلم الحميري وأم حبيبة: يؤكدان معنى الأحاديث الثابتة التي فيها الأمر بقتل الشارب في الرابعة، إذ يجمعها كلها معنى الإدمان والإصرار على شرب الخمر، لا =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = يحجزه عنها نهي، ولايزجره عقاب، ولا يخيفه وعيد، ملكتْ عليه لبه، وكان لها عبداً أسيراً، كما نرى حال المدمنين في عصرنا، وكما نرى حال الأمم الفاجرة التي يقلدها المسلمون ويحتذون خطاها. ولقد كاد المدمن أن يكون كافراً، والأحاديث الصحيحة في الوعيد على الإدمان مشهورة معروفة. وانظر كثيراً منها في الترغيب والترهيب 3: 180 - 189، وانظر منها خاصة حديث ابن عباس (ص185) قال: "لما حرمت الخمر مشى أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بعضهم إلى بعض، وقالوا: حُرمت الخمر، وجُعلت عدلا للشرك". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وهذا الأمر بقتل الشارب المدمن: في الرابعة بعد حده ثلاث مرات، كما تدل عليه الأحاديث الأولى، وقتل الذي لا ينتهي عنها ويصر على شربها معتذراً بأنه لايستطيع تركها, لأن بلاده باردة وأعماله شاقة، كما يدل عليه حديثا ديلم وأم حبيبة، أمر عام، أو هما أمران عامان, يقرران قاعدتين تشريعيتين، لا يكفي في الدلالة على نسخهما، وعلى رفع الأمر بالقتل، حادثة فردية، اقترنت بدلالات تدل على أنها كانت لسبب خاص، أو لمعنى معين، إذا تحقق ووجد كان للإمام أن يكتفي بالجلد دون القتل. وهنا المعنى الخاص هو تعليل عدم قتل النعيمان بأنه شهد بدراً، ولأهل بدر خصوصية لا يستطيع أحد أن ينكرها ذكرها رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في موقف أشد من موقف الشرب في الرابعة، وذلك في قصة حاطب بن أبي بلتعة، حين كتب لقريش، ثم استأذن عمر في ضرب عنقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدرفقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم "وهو حديث صحيح رواه أحمد600 ,827، ورواه الشيخان وغيرهما، أو يكون التعليل هوالذي ثبت في البخاري- فيما نقلنا آنفاً- من=

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = النهي عن لعن "عبد الله الملقب حماراً" بأنه "يحب الله ورسوله". وقد رجحنا من قبل أن عبد الله هذا هو النعيمان، فيكون ترك قتله هو لهذه العلة أو تلك أو لأجلهما معاً. وكلاهما خاص معين، لا قاعدة تشريعية، فأهل بدر معروفون محصورون، ثم إنهم لن يتعلق بهم حكم تشريعى دائم على الدهر مع التشريع، بل هو حكم وقتي خاص بأشخاصهم ما وجدوا. واليقين بأن شخصاً معيناً "يحب الله ورسوله" يقيناً قاطعاً يترتب عليه حكم تشريعي لا يكون إلا بخبر الصادق عن وحي من الله، ولا يستطيع أحد بعده -صلى الله عليه وسلم- أن يخبر بمثل هذا خبراً جازماً يوجب الأخذ به وبناء أي حكم عليه. فهذا أعرق في معنى الخصوصية من ذاك، فلا تصلح هذه الحادثة الواحدة للدلالة على نسخ الحديث العام، ثم لو كانتا حادثتين لم تصلحا للنسخ أيضاً. لتعليل كل منهما بعلة غير مستطاع تطبيقها على معنى عموم دلالتها. كما بينا. وأما ما جاء في بعض روايات حديث جابر، مثل "فرأى المسلمون أن الحد قد وقع، وأن القتل قد رفع"، ومثل "فثبت الجلد ودرئ القتل"، ومثل "فكان نسخاً"، فإن السياق فيها كلها يدل على أن هذا الكلام ليس مرفوعاً إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، ولا من قول الصحابي، بل إن الكلمة نفسها، على اختلاف رواياتها، تشعر بأنها من كلام رجل بعد الصحابة، والراجح أنها من كلام محمد بن المنكدر، فَهِم هو من ذلك أن هذا نسخ، وأن القتل قد رفع، وكذلك جاء في روايته المرسلة، أعني ابن المنكدر، فقد قال: "ووضع القتل عن الناس". وقد بينا من قبل خطأ إحدى روايات شريك عند الطحاوي، التي جعل فيها الرابعة مرفوعة "ثم إن عاد فاجلدوه". فيكون ادعاء النسخ قولاً من التابعي، لا حديثاً مرفوعاً، وليس هذا بحجة على أحد. وأما حديث قبيصة ابن ذؤيب فقد حققنا أنه حديث مرسل، فهو ضعيف ليس فيه حجة. إلى أن ابن شهاب الزهري شك فيه في بعض رواياته أكان هذا في الثالثة أم الرابعة. وما جاء في بعض رواياته "فصارت رخصة"،"فرفع القتل عن الناس، وكانت رخصة، فثبتت"، "فرأى المسلمون أن القتل قد أخر، وأن الضرب قد وجب"، و "وضع القتل عن الناس"، فإنها كلها من كلام الزهري، لا نشك في ذلك، لدلالة السياق عليه، في مجموع الروايات، إذا ما تأملناها وفقهنا دلالتها. واحتج القائلون بالنسخ بادعاء الإجماع عليه، كما هو ظاهر كلام الترمذي وغيره!، وهي دعوى لا غير، فليس في الأمر =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = إجماع، مع قول عبد الله بن عمرو "ايتوني برجل قد شرب الخمر في الرابعة، فلكم عليّ أن أقتله". وقد ذكرناه آنفاً، وذكرنا أنه منقطع, لأن الحسن البصري لم يسمعه من عبد الله بن عمرو. وهذا لا يؤثر في الاحتجاج به لنقض ما ادعي من الإجماع, لأنه إذا لم يكن قول عبد الله بن عمرو كان على الأقل مذهب الحسن البصري, لأنه لو كان يرى غير ذلك لبين أن هذا الحكم الذي نسبه لعبد الله بن عمر حكم منسوخ، أداء لأمانة العلم، وذلك الظن به. وقد رد ابن حزم في الأحكام 4: 120 دعوى الإجماع هذه، قال: "وقد ادعى قوم أن الإجماع صح على أن القتل منسوخ على شارب الخمر في الرابعة. قال أبو محمد [يعني نفسه]: وهذه دعوى كاذبة، لأن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو يقولان بقتله. ويقولان: جيئونا به فإن لم نقتله فنحن كاذبان. قال أبو محمد: وبهذا القول نقول". وتبعه ابن القيم في تعليقه على مختصر سنن أبي داود للمنذري 6: 237، قال: "أما دعوى الإجماع على خلافه فلا إجماع"، ثم نقل كلمة عبد الله بن عمرو، ونسبها أيضاً لعبد الله بن عمر، ثم قال: "وهذا مذهب بعض السلف". ويكفي هذا في نقض الإجماع، أو نفي ادعائه. وهذه المسأله مما يؤيد قولي في معنى الإجماع, لأنها أقوى مسألة يمكن أن يجعلها مثالاً مُدَّعُو الإجماع بالمعنى المعروف عند علماء الأصول. فإني أرى أن الإجماع الصحيح، الذي هو حجة على الكافة، هو الشيء المعلوم من الدين بالضرورة، لا إجماع غيره. وقد فصلت القول في ذلك في تعليقي على الأحكام لابن حزم 4: 142 - 144 طبعة الخانجي بمصر سنة 1345. ولو كان شيء غير ذلك يمكن أن يسمى إجماعاً بأي معنى من المعاني التي يذكرها الأصوليون، لكانت هذه المسألة أحق ما يسمى به. وها هو ذا ادعاء الإجماع فيها منقوض. وادعى آخرون أن هذا الحكم- قتل الشارب في الرابعة- منسوخ بحديث عثمان مرفوعاً: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث" إلخ، وهو حديث صحيح، رواه أحمد وأصحاب السنن، وقد مضى في المسند 437، 438، 452، 468، 509. وردّ ابن القيم ذلك بأنه "لا يصح، لأنه عام، وحديث القتل خاص". وردّ ذلك ابن حزم أيضاً في المحلى 11: 368 - 369، ثم قال، وِنعْم ما قال،: "إن الواجب ضم =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = أوامر الله تعالى وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم - كلها، بعضها إلى بعض، والانقياد إلى جميعها، والأخذ بها، وأن لا يقال في شيء منها: هذا منسوخ إلا بيقين. برهان ذلك قول الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}. فصح أن كل ما أمر الله تعالى به أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - ففرض علينا الأخذ به، والطاعة له. ومن ادعى في شيء من ذلك نسخاً فقوله مطرَّح, لأنه يقول لنا: لا تطيعوا هذا الأمر من الله تعالى، ولا من رسوله - صلى الله عليه وسلم -!. فواجب علينا عصيان من أمر بذلك، إلا أن يأتي نص جلي بين يشهد بأن هذا الأمر منسوخ، أو إجماع على ذلك، أو بتاريخ ثابت مبين أن أحدهما ناسخ للآخر. وأما نحن فإن قولنا هو: أن الله تعالى قد تكفل بحفظ دينه وأكمله، ونهانا عن اتباع الظن. فلا يجوز ألبتة أن يرد نصان يمكن تخصيص أحدهما من الآخر وضمه إليه، إلا وهو مراد الله تعالى منهما بيقين، وأنه لا نسخ في ذلك بلا شك أصلاً. ولو كان في ذلك نسخ لبينه الله بياناً جلياً، ولما تركه ملتبساً مشكلاً. حاش لله من هذا". وقد اتجه ابن القيم الإِمام وِجْهة أخرى في هذا الحكم، بعد أن نفى دعوى النسخ نفياً باتاً، فقال في تهذيب السنن 6: 238: "والذي يقتضيه الدليل: أن الأمر بقتله ليس حتماً، ولكنه تعزير بحسب المصلحة. فإذا أكثر الناس من الخمر، ولم ينزجروا بالحد، فرأى الإِمام أن يقتل فيه- قَتَلَ. ولهذا كان عمر رضي الله عنه ينفي فيه مرة، ويحلق فيه الرأس مرة، وجلد فيه ثمانين، وقد جلد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأبو بكر رضي الله عنه أربعين. فقتله في الرابعة ليس حداً، وإنما هو تعزيز بحسب المصلحة". ولم أستطع أن أرى الدليل الذي اقتضى هذا في نظر ابن القيم. وما أرى إلا أن القتل في هذه الحال حكم ثابت محكم. يجب الأخذ به في كل حال. وممن ذهب إلى هذا من المتأخرين السيوطي، فقد نقل عنه السندي ذلك في حواشيه على سنن النسائي 2: 330، قال: "وللحافظ السيوطي فيه بحث، ذكره في حاشية الترمذي، وانفرد بالقول بان الحق بقاؤه". وقد بحثت جهدي عن شرح السيوطي على الترمذي، فلم أجده. وكنت أود نقل كلامه هنا بحروفه، تماماً للبحث. وكنت أعرف منذ بدء الطلب أن الشيخ علي بن سليمان الدمنتي البجمعوي المعربي، اختصر شروح السيوطي للكتب الستة، وجاء بشروحه إلى مصر لطبعها. وكان اختصاره اختصاراً عجيباً - رحمه الله- =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = خرج بالكلام من التركيب العربي الفصيح إلى شيء يكاد يشبه المعجمة، بتكليف ليس من اليسير أن يستساغ. ولم أكن أطيق قراءتها, ولكني اضطررت الآن إلى البحث عن هذه المجموعة واقتنائها، فوجدت أنه أتم تأليف أولها، وهو شرح البخاري، يوم الاثنين 20 صفر سنة 1294، وأتم تأليف آخرها، وهو شرح ابن ماجة، يوم الثلاثاء شعبان سنة 1294، وطبعت كلها بالمطبعة الوهبية بمصر عن نسخته وباطلاعه. وتم طبع أولها في أوائل رمضان سنة 1298، وآخرها في العشر الثاني من المحرم سنة 1299. وليس من الإنصاف لنفسي ولا لقارئ هذا الشرح أن أنقل له كلام البجمعوي هذا، على عجمته وتعقيده. فرأيت أن أشير إلى مراد السيوطي بعبارة واضحة سائغة: فإن السيوطي رحمه الله خرج حديث معاوية، الذي رواه الترمذي، ثم خرج الأحاديث، التي أشار إليها الترمذي بقوله "وفي الباب"، وزاد عليها ثلاثة أحاديث، وكلها مما ذكرناه بلفظه وتخريجه مفصلاً فيما مضى. ثم قال: "فهذه بضعة عشرحديثاً، كلها صحيحة صريحة في قتله في الرابعة. وليس لها معارض صريح". ثم رد قول من قال بالنسخ، بأنه لا يعضده دليل. ورد استدلالهم بحديث قبيصة بن ذؤيب بوجوه: الأول: أنه مرسل، إذ راوية قبيصة ولد يوم الفتح. الثاني: أنه لو كان متصلاً صحيحاً لكانت أحاديث الأمر بالقتل مقدمة عليه, لأنها أصح وأكثر. الثالث: أن هذه واقعة عين لا عموم لها. الرابع: أن هذا فعل، والقول مقدم عليه، لأن القول تشريع عام، والفعل قد يكون خاصاً. ثم أشار إلى ما خُصَّ به بعض الصحابة، كأهل بدر، ونحو ذلك، مما فصلنا من قبل. ثم قال ما معناه: فالصحابة جديرون بالرخصة إذا بدت من أحدهم زلة وقتاً مّا. وأما هؤلاء المدمنون للخمر، الفسقة، المعروفون بأنواع الفساد، وظلم العباد، وترك الصلاة، ومجاوزة الأحكام الشرعية، وإطلاق أنفسهم حال سكرهم بالكفريات وما قاربها-: فإنهم يقتلون في الرابعة بلا شك ولا ارتياب. وقول المصنف [يعني الترمذي]، "لا نعلم بينهم اختلافاً في ذلك"، يعني في النسخ، قد رده الحافظ العراقي بأن الخلاف ثابت محكي عن طائفة. وهذا الذي قال السيوطي موافق لما قلنا، مؤيد لما ذهبنا إليه. والحمد لله. بقيت كلمة لا نجد بداً من قولها، في هذا العصر الذي استهتر فيه المسلمون بشرب الخمر، من كل طبقات الأمم الإِسلامية، من أعلاها =

6198 - حدثنا أبو نعَيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار في ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "أَسْلَمُ سالمها الله، وغفَار غفر الله لها، وعصية عَصتِ الله ورسوله".

_ ومن أدناها، حتى النساء، يجاهرن بشربها في البيوت والنواد والمحافل العامة، وحتى الحكومات التي تدعي أنها إسلامية، تقدمها في الحفلات الرسمية!، يزعمون أنها مجاملة لسادتهم الأجانب، الذين يقلدونهم في كل سيئة من المنكرات، والذين يَستْخدون لهم ويُستضعفون!، يخشون أن ينتقدهم أولئك السادة وينددوا بهم!. وما كانت الخمر حلالاً في دين من الأديان، على رغم من رغم، زعم من زعم غير ذلك!. وأقبح من ذلك وأشد سوءاً: أن يحاول هؤلاء الكذابون المفترون المستهترون، أن يلتمسوا العذر لسادتهم في الإدمان على هذه السموم، التي تسمم الأجسام والأخلاق، بأن بلادهم باردة وأعمالهم شاقة، فلابد لهم من شربها في بلادهم. وينددون بالرجعيين الجامدين" أمثالنا، الذين يرفضون أن يجعلوا هذه الأعذار الكاذبة الباردة مما يجوز قبوله، وبزعمون أن "جمودنا" هذا ينفر الأمم الإفرنجية وغيرها من قبول الإِسلام؛ كأنهم قبلوا الإِسلام في كل شيء إلا شرب الخمر!!، ويكادون يصرحون بوجوب إباحتها لأمثال تلك الأمم الفاجرة الداعرة الملحدة الخارجة على كل دين. ففي حديث ديلم الجيشاني ما يخزي هؤلاء المستهترين الكاذبين. فقد أبدى ديلم هذا العذر لنفسه لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أن بلادهم باردة شديدة البرد، وأنهم يعالجون بها عملاً شديداً، كأنه يلتمس رخصة بذلك للإذن بشرب الخمر، أو يجد إغضاء وتسامحاً، فما كان الجوابُ إلا الجوابَ الحازم الجازم: المنع والتحريم مطلقاً، فلما كرر السؤال والعذر، ولم يجد إلا جواباً واحداً، ذهب إلى العذر الأخير: أنهم لا يصبرون عن شرابهم وأنهم غير تاركيه؟، فكان الجواب القاطع، الذي لا يدع عذراً لمعتذر: "فإن لم يصبروا عنه فاقتلوهم". فبلغ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الرسالة أتم بلاغ وأعلاه، وأدى الأمائة حق أدائها ووضع العظة موضعا، ثم وضع السيف موضعه. وبهذا فلاح الأمم. والحمد لله. (6198) إسناده صحيح، وهو مكرر 6137.

6199 - حدثنا أبو نعَيِم حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن يحيى بن إسماعيل بن جِرير عن قَزَعَةَ قال: أرسلني ابن عمر في حاجةٍ، فقال: تَعالَ حتي أوَدِّعَكَ كما ودَّعني رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأرسلني في حاجة له، فقال: "أستودع اللهَ دينَك وأمانتَك وخواتِيمَ عملك". 6200 - حدثنا محمد بن كنَاسَة حدثنا إسحق بن سعيد عن أبيه قال: أتَى عبد الله بن عمر عبدَ الله بن الزُّبَير، فقال: يا ابن الزبير؛ إياك

_ (6199) إسناده صحيح، على خطأ في اسم الشيخ الذي روى عنه عبد العزيز بن عمر، وهو هنا "يحيى بن إسماعيل بن جرير، وقد رجحنا في 4957 أنه "إسماعيل بن جرير"، وأن زيادة "يحيى" خطأ، إما من أبي نعيم، وإما من عبد العزيز بن عمر نفسه، وأشرنا إلى هذه الرواية هناك. وانظر 5605. (6200) إسناده صحيح، على علة فيه. فإنه سيأتي نحوه مطولاً، ومختصراً في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص 6847، 7043، رواه هناك أبو النضر هاشم بن القاسم عن إسحق ابن سعيد عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وفي الرواية المطولة 7043 أن ابن الزبير قال لعبد الله بن عمرو: "فانظر أن لا تكون هو يا ابن عمرو، فإنك قد قرأتَ الكتب" إلخ. وهذا الوصف ينطبق على عبد الله بن عمرو بن العاص، فهو الذي كان معروفاً بقراءة كتب المتقدمين وكان يقرأ بالسريانية. ومما يرجح هذا أيضاً أن الحديث هنا من رواية محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى المعروف بابن كناسة، وهو وإن كان ثقة، كما ذكرنا في 1415، إلا أنه لا يوازَن بأبي النضر هاشم بن القاسم في الحفظ والإتقان. وبعيد جداً الجمع بتعدد القصة لابن الزبير مع عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو، لاتحاد مخرج الروايتين، كلتاهما من رواية إسحق بن سعيد عن أبيه، مع التشابه بينهما تشابهاً تاماً أو قريباً من التمام. والحافظ الهيثمي ذكر الروايات الثلاث 3: 284 - 285، وقال في كل من حديثي ابن عمرو بن العاص:"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح"، وقال في حديث ابن عمر بن الخطاب: "رواه أحمد ورجاله ثقات". ولم يرجح بينهن. وانظرما مضى في مسند عثمان 461، 481، 482.

والإلحاد في حرم الله تبارك وتعالىِ، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إنه سَيُلحد فيه رجلٌ من قريش، لو وُزنتْ ذنوبه بذنوب الثَّقَلَينِ لَرَجَحَت"، قال: فانْظرْ لا تَكونُهُ. 6201 - حدثنا أبو الجوَّاب حدثنا عَمَّار بن رزَيق عن الأعمشِ عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يغفر الله للمؤذن مدَّ صوته، ويشهد له كل رَطْبٍ ويابسٍ سمع صوتَه". 6202 - حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن الأعمش عن رجل عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "يغفر الله للمؤذن منتهى أذانه، ويستغفر له كل رَطب ويابس سمع صوته". 6203 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا إسماعيل، يعني ابن جعفر، أخبرني موسى بن عُقْبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه

_ (6201) إسناده صحيح، أبو الجواب الضبي: هو أحوص بن جوّاب، سبق توثيقه 2883. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 325 - 326، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار ... ورجاله رجال الصحيح". وكذلك ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1: 107 وقال: "رواه أحمد بإسناد صحيح، والطبراني في الكبير والبزار". ومن عجب أن المنذري والهيثمي ذكراه بلفظ الرواية التي عقب هذه، وفي إسنادها رجل مبهم!، وفي هذا شيء من التساهل، وإن كانت تلك الرواية صحيحة باعتبار أن الرجل المبهم في إسنادها عرف من هذه الرواية أنه هو مجاهد. قوله " مدّ صوته: قال ابن الأثير: "المدّ: القَدْر، يريد قدر الذنوب. أي يغفر له ذلك إلى منتهى مدّ صوته. وهو تمثيل لسعة المغفرة. كقوله الآخر: لو لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بها مغفرة. ويروى: مدى صوته، وسيجيء"، يشير إلى حديث أبي هريرة الآتي 7600. (6206) إسناده صحيح، على إبهام التابعي، فقد عرف من الحديث قبله أنه مجاهد. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي. (6203) إسناده صحيح، وهو مكرر 5816. وانظر 6150، 6152.

أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من جر ثِوبَه خيَلاء لم ينظر الله إليه يومَ القيامة"، فقال أبو بكر: إن أحد شقَّيْ إزاري يسترخِي، إلا أن أتَعاهد ذلك منه؟، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - :"إنك لستَ ممن يصنعه خيَلاء". 6204 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن عقْبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من جرَّ ثوبه خيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فذكَر معناه. 6205 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أخبرنا إسماعيل أخبرني موسى بن عقْبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أتيَ وهو في مُعرَّسِهِ من ذي الحُليفة في بطن الوادي، فقيل له: إنك ببطحاء مباركةٍ، فقال موسى: وقد أناخ بنا سالمٌ بالمنَاخ الذي كان عبد الله ينيخ به، يتحرَّى مُعَرَّس النبي -صلي الله عليه وسلم -، وهو أسفلُ من المسجد الذي في بطن الوادي، بينه وبين الطريق، [وسَطاً من ذلك]. 6206 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عطاء عن مُحَارِب بن دثَار عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -أنه قال: "أيها الناس، اتقوا الظُّلْم، فَإنها الظلُمات يومَ القيامة". 6207 - حدثنا سُرَيج بن النعمان حدثنا أبو شِهَاب عن الحَجّاج

_ (6204) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ومكرر 5352 بهذا الإسناد. (6205) إسناده صحيح، وهو مطول 5594، 5995، 6004. وانظر 5922، 6132، وزيادة [وسطاً من ذلك]، في آخرالحديث، هي من نسخة ثابتة بهامشي ك م. (6206) إسناده صحيح، وهو مكرر 5662، 5832. قوله "فإنها": هو ثابت هكذا في الأصول الثلاثة، وعليه علامة التصحيح في م. وهو جائز عربية باعتبار المعنى. وقوله "الظلمات": في نسخة بهامش ك "ظلمات". (6207) إسناده صحيح، أبو شهاب: هو الحنّاظ الصغير، عبدربه بن نافع. الحجاج: هو ابن أرطاة. عبد الرحمن بن هنيدة: هو مولى عمر، وهو تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة وأبو داود =

عن الزُّهْرِيّ عن عبد الرحمن بن هنيدة عن ابنِ عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذابُ منْ كان بين أظهُرهم، ثم يبعثهم الله تعالى على أعمالهم". كذا في الكتاب. 6208 - حدثنا هرون بن معروف أخبرنا عبد الله بن وَهب أخبرني

_ = وغيرهما. والحديث مكرر 4985، 5890. ولكنه فيهما عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه، فيدل هذا على أن الزهري سمعه منه ومن عبد الرحمن بن هنيدة، كلاهما عن ابن عمر. وقوله في آخره "كذا في الكتاب"، هو ثابت في الأصول الثلاثة، وكتب عليه في م علامة نسخة. والظاهر أنه من كلام أحد رواة المسند، توثيقاً لما في الإسناد من أنه "عن عبد الرحمن بن هنيدة عن ابن عمر", لأن الحديث في الصحيحين وغيرهما من رواية حمزة عن أبيه، كما أشرنا آنفاً. (6208) إسناده صحيح، أبو صخر: هو حميد بن زياد الخراط. والحديث في مجمع الزوائد 7: 203 عن هذا الموضع، وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". ولكن آخره فيه: "وهو في أهل الزندقة"، بدل الثابت هنا في الأصول الثلاثة: "وهو في الزنديقية والقدرية"، فلا أدري مم جاء هذا الخلاف في اللفظ والاختصار؟. وهذا الحديث في الحقيقة ليس من الزوائد، [فقد رواه بنحوه الترمذي 3: 203 مختصراً، من طريق أبي عاصم عن حيوة بن شريح عن أبي صخر. وقال الترمذي "حديث حسن صحيح غريب"، وكذلك رواه ابن ماجة 2: 261 من طريق أبي عاصم، بنحو رواية الترمذي. ثم قد مضى نحو معناه من وجه آخر 5639، من طريق سعيد بن أبي أيوب عن أبي صخر، بلفظ: "سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر". وذاك الوجه الآخر ليس من الزوائد أيضاً، وإن كنا ذكرنا هناك أنا لم نجده في مجمع الزوائد- لأني وجدته في سنن أبي داود 4: 335، رواه عن أحمد بن حنبل، بذاك الإسناد. وقد مضى بعض معناه مختصراً أيضاً5867، من طريق رشدين بن سعد عن أبي صخر. قوله "قعوداً"، كذا هو بالنصب في ح م، وفي ك ونسخة بهاس م "قعود" بالرفع، وكلاهما صحيح عربية. وكلمة [إذ]، زدناها من ك م ومجمع الزوائد.

أبو صَخْر عن نافع قال: بينما نحن عن عبد الله بن عمر قعوداً، [إذ] جاءَ رجل فقال: إن فلاناً يَقْرأُ عليك السلام، لرجل من/ أهلِ الشأم، فقال عبد الله: بلغني أنه أحْدث حَدَثاً، فإن كان كذلك فلا تقْرأِن عليه منِّي السلام، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إنه سيكون في أمتي مسْخٌ وقَذْفٌ"، وهو في الزنديقية والقَدَرِيّة. 6209 - حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد العزيز بن عبد الله عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الذي لا يؤدي زكاةَ مَاله يُمثل له يومَ القيامة شجاعٌ أقْرَع، له زَبيبنان"، قال: "يَلْزَمه"، أو "يُطوِّقُه"، قاَل: "يقول له: أنا كنزك، أنا كنزك". 6210 - حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمة عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "الظلم ظُلماتٌ يومَ القيامة". 6211 - حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد العزيز بن أبيِ سَلَمة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال - صلى الله عليه وسلم -وهو في الحجر: "لا تدْخلوا على هؤلاء القومَ المعذَّبين، إلا أن تكونوا باكين، فيصيبَكمِ مثَل ما أصابهم". 6212 - حدثنا يحيى بن أبي بُكَير حدثنا زهير حدثنا عمر بن نافع عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن القَزَع،

_ (6209) إسناده صحيح، عبد العزيز بن عبد الله: هو ابن أبي سلمة الماجشون. والحديث مكرر 5729. (6210) إسناده صحيح، وهو مختصر 6206. (6211) إسناده صحيح، وهو مكرر 5931، ومختصر 5984 بمعناه. (6212) إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية. والحديث مطول 5990.

والقَزَع: أن يُحلَق رأس الصبي ويتركَ بعض شعره. 6213 - حدثنا يحيى بن أبي بُكَير حدثنا شُعْبة عن تَوْبةَ قال: قال الشَّعْبي لقد صحبت ابنَ عمر سنةً ونصفاً فلم أسمعْه يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا حديثاً واحداً، قال: كنا مع رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتي بضَبّ، فجعل القوم يأكلون، فنادت امرأةٌ من نسائه: إنه ضب، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "كلوا، فإنه حلال"، أو: "كلوا، فلا بأس"، قال: فكفّ، قال: فقال: "إنه ليس بحرامٍ، ولكنه ليس من طعامي". 6214 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمَحي عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فَرَض زَكاةَ الفطر من رمضان، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، من المسلمين. 6215 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الرؤيا الصالحة جزءٌ من سبعين جزءاً من النبوة، فمن رأى خيراً فلْيحمد الله عليه، ولْيَذكرْه، ومن رأى غير ذلك فليستعذْ بالله من شرّ رؤياه، ولا يَذْكرها، فإنها لا تَضرة".

_ (6213) إسناده صحيح، وهو مختصر 5565. وانظر 5962. (6214) إسناده صحيح، وهو مكرر 5339 بهذا الإسناد، ومطول 5942. (6215) إسناده صحيح، وقد مضى الجزء الأول منه مراراً، أولها 4678، وآخرها 6035. وأما القسم الثاني منه "فمن رأى خيراً" إلخ، فلم يرو في الكتب الستة من حديث ابن عمر، ولذلك ذكر الهيثمي الحديث كله في الزوائد 7: 174 - 175، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، غير سليمان بن داود الهاشمي، وهو ثقة".

6216 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن موسى بن عُقْبة عن سالم بن عبد الله عنِ عبد الله بن عمرة: سمعِت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "رِأيت في المنام امرأة سوداء، ثائرة الشعر، تَفلَةً، أخرجت مِنِ اِلِمدينة، فأُسْكِنَتْ مهْيَعَةَ، فأولتها في المنام وباءَ المدينة، ينقله اَلله تعالى إلى مهيعة". 6217 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا

_ (6216) إسناده صحيح، هو مكرر 5849، 5976. مهيعة: هي الجحفة، كما في الروايتين الماضيتين. (6217) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل عن ابن عمر. وروى ابن ماجة 2: 176 حديثين عن ابن عمر في هذا المعنى: أحدهما مطول، من طريق بقية بن الوليد عن مسلم بن عبد الله عن زياد بن عبد الله عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده قال: "نهانا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن نشرب على بطوننا، وهو الكرع" إلخ. والثاني من طريق ابن فضيل عن ليث عن سعيد بن عامر عن ابن عمر قال: "مررنا على بركة فجعلنا نكرع فيها، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: لا تكرعوا, ولكن اغسلوا أيديكم ثم اشربوا فيها، فإنه ليس إناء أطيب من اليد". ونقل شارحه السندي عن الزوائد في الحديث الأول، قال: "في إسناده بقية، وهو مدلس، وقد عنعنه"، ثم نقل عن الدميري قال: "هذا حديث منكر، انفرد به المصنف، وزياد بن عبد الله المذكور لا يكاد يعرف". وأشار الحافظ في الفتح 10: 67 إليهما، وقال في الأول: "في سنده ضعف، فإن كان محفوظاً فالنهي فيه للتنزيه"، ثم قال في الثاني: "وسنده أيضاً ضعيف". ولم يشر إلى حديث المسند الذي هنا، ولم أجده في موضع آخر. وفي إسناد ابن ماجة الأول- فوق تدليس بقية-: مسلم بن عبد الله، قال الحافظ في التهذيب في روايته هذه عند ابن ماجة: "ما أستبعد أن يكون هو الراوي عن الفضل بن موسى السيناني، وذكره ابن حبان في الضعفاء، وقال: لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح". وأما زياد، الذي زعم الدميري أنه لا يكاد يعرف، فهو زياد ابن عبد الله البكّائي، وهو ثقة من شيوخ أحمد، كما بينا في 1068. وأما قوله في =

مَعْمَر عن رجل عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تشربوا الكَرْعَ، ولكن ليشربْ أحدكم في كَفَّيه". 6218 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد بن عَجْلانَ عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر". 6219 - حدثنا علي بن إسحق قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا محمد بن عَجلان عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، بمثله. 6220 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله، وعتَّاب حدثنا

_ = إسناده "عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده" فإن الضمير في "جده"، يعود إلى "محمد"، لأنه يروي عن جده عبد الله بن عمر مباشرة. وحديث ابن ماجة الثاني لا نوافق الحافظ على أنه ضعيف، فإن ليث بن أبي سليم ثقة، كما بينا في 1199، وشيخه سعيد بن عامر: ثقة، قال ابن معين:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "لا يعرف"، وليس بشيء، فقد عرفه غيره. وقد ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/549 - 460، قال: "سعيد بن عامر عن ابن عمر، روى عنه ليث بن أبي سليم"، فلم يجرحه، وهذا كاف في توثيقة. والظاهر عندي أنه يشير إلى حديثه هذا الذي في ابن ماجة. ولا يبعد أن يكون هو التابعي المبهم الذي روى عنه معمر هذا الحديث. و "الكرع" فسر في حديث ابن ماجة الأول، وقال ابن الأثير: "كَرَعَ الماء يكرع كَرْعاً: إذا تناوله بفيه، من غير أن يشرب بكفه ولا بإناء، كما تشرب البهائم، لأنها تدخل فيه أكارعها". (6218) إسناده صحيح، وهو مكرر 6179. (6219) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بإسناده. وهكذا هو ثابت في الأصول الثلاثة، ولست أدري وجه إثباته هكذا!!. (6220) إسناده صحيح، عتاب: هو ابن زياد الخرساني، شيخ أحمد. فهذا الحديث يرويه أحمد =

عبد الله، أخبرنا أبو الصَّبَّاح الأيلي سمعت يزيد بن أبي سُميَّة يقول: سمعت ابن عمر يقول: ما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في الإزار فهو في القميص. 6221 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن موسى بن عقْبة عن سالم بن عبد الله: أنِ عبد الله بن عمر: كان يصلي في السفر صلاتَه بالليل، ويوتر، راكباً على بعيره لا يُبالي حيثُ وَجَّه بعيرُه، ويذْكُر ذلك عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال موسى: ورأيتَ سالماً يفعل ذلك. 6222 - حدثنا نوح بن ميمون أخبرنا عبد الله، يعني ابن عمر العُمري، عن نافع قال: كِان ابن عمر يرمي جَمْرة العَقَبة على دابته يوم النحر، وكان لا يأتي سائرها بعد ذلك إلا ماشياً، ذاهباً وراجعاً، وزعم: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان لا يأتيها إلاَ ماشياً، ذاهباً وراجعاً. 6223 - حدثنا نوح بن ميمون أِخبرنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان نزَلوا المُحَصَّب. 6224 - حدثنا نوح بن ميمُون أخبرنا عبد الله عن موسى عن سالم عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان يوتر على راحلته. 6225 - حدثنا نوح أخبرنا عبد الله عن سعيد المَقبريّ قال: رأيت

_ = عن شيخيه: علي بن إسحق وعتاب بن زياد، كلاهما عن عبد الله بن المبارك. والحديث مكرر 5891. (6221) إسناده صحيح، وهو مطول 6155. وانظر 5590. (6222) إسناده صحيح، وهو مطول 5944. (6223) إسناده صحيح، وهو مكرر 5624. قوله "نزلوا المحصب"، في ك "نزلوا بالمحصب"، وهي نسخة بهامش م. (6224) إسناده صحيح، عبد الله: هو العمري. والحديث مختصر 6221. (6225) إسناده صحيح، عبد الله: هو العمري. سعيد المقبري: تابعي ثقة، كما مضى في 936،=

ابنَ عمر يناجي رجلاً، فدخل رجِل بينهما، فضرب صدرَه، وقال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا تناجى اثنانِ فلا يدْخلْ بينهما الثالث إلا بإذنهما". 6225 م-[حدثنا يعقوب حدثنا أبي عنِ ابن إسحق قال حدثني سعيد بن أبي سعيد المَقبري عن عبَيد بن جُريج مولى بني تَيم، فذكر الحديث]. 6226 - حدثنا يَعْمَر بن بِشْر حدثنا عبد الله، يعني ابن مُبارك،

_ = وهو سعيد بن أبي سعيد، وأبوه اسمه "كيسان"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 434، والصغير 131. والحديث مكرر 5949. وقد أشرنا إلى هذا هناك. والرجل الذي دخل بين ابن عمر وجليسه هو سعيد المقبري نفسه، كما صرح بذلك في الرواية الماضية. وانظر 6085. (6225 م) إسناده صحيح، وهذا الإسناد ثابت بهامش م على أنه زيادة صحيحة ولم يذكر في ح ك. ولكني لا أراه إشارة إلى الحديث الذي قبله، بل هو إشارة إلى الحديث الذي فيه سؤال عبيد بن جُريج لابن عمر عن لبس النعال السبتية وغيرها، وقد مضى من رواية سعيد بن أبي سعيد المقبري 4672، 5338، 5894 , لأنه ليس لعبيد بن جُريج في الكتب الستة غيره، كما في ترجمته في التهذيب 7: 62. وقد أثبتناه وأشرنا إلى زيادته احتياطاً، واضطررنا إلى جعل رقمه مكرراً للرقم الذي قبله، إذ لم يكن داخلاً في الأرقام التي جعلناها للمسند من قبل. (6226) إسناده صحيح، أسامة بن زيد: هو الليثي. والحديث رواه البيهقي 1: 40 من طريق عبدان عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، ثم قال: "استشهد البخاري بهذه الرواية". وهو يشير إلى ما روى البخاري 1: 307 من طريق صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: أراني أتسوَّك بسواك، فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبِّر، فدفعته إلى الأكبر منهما. قال أبو عبد الله [هو البخاري]، اختصره نعيم عن ابن المبارك عن أسامة عن نافع عن ابن عمر". فهذا هو الاستشهاد الذي يشير إليه البيهقي. وحديث البخاري رواه مسلم أيضاً 2: 203 من طريق =

قال: ِ قال أُسامةُ بن زيد: حدثني نافع أن ابن عمر قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يسْتنُّ، فأعطي أكبر القوم، وقال: "إن جبريل - صلى الله عليه وسلم - أمَرَني أنَ أكبِّر". 6227 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن نافع: أن عبد الله بن عمر خرج إلى مكة معتمراً في الفتنة، فقال: إن صددتُّ عن البيت صَنَعْنا كما صنعنا معِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأهلَّ بعمْرة، مِن أجلِ أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أهَلّ بعمرةٍ عامَ الحُدَيبية. 6228 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، وحدثنا إسحق حدثنا

_ = صخر بن جويرية، بنحوه. وقال الحافظ في الفتح عند قول البخاري "اختصره" إلخ: "أي المتن. نعيم: هو ابن حماد. وأسامة: هو ابن زيد الليثي المدني. ورواية نعيم هذه وصلها الطبراني في الأوسط عن بكر بن سهل عنه، بلفظ: أمرني جبريل أن أكبر. ورويناها في الغيلانيات من رواية أبي بكر الشافعي عن عمر بن موسى عن نعيم، بلفظ: أن أقدم الأكابر. وقد رواه جماعة من أصحاب ابن المبارك عنه بغير اختصار. أخرجه أحمد والإسماعيلي والبيهقي عنهم، بلفظ [فذكر رواية المسند التي هنا". وهذا يقتضي أن تكون القصة وقعت في اليقظة. وبجمع بينه وبين رواية صخر: أن ذلك لما وقع في اليقظة أخبرهم - صلى الله عليه وسلم - بما رآه في النوم، تنبيهاً على أن أمره بذلك بوحي متقدم، فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظ بعض. ويشهد لرواية ابن المبارك ما رواه أبو داود بإسناد حسن عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستنّ، وعنده رجلان، فأوحى إليه أن أعط السواك الأكبر". وحديث عائشة في سنن أبي داود 1: 19. وهذا تحقيق من الحافظ دقيق. (6227) إسناده صحيح، وهو مطول 5298 بهذا الإسناد. وقد أشرنا هناك إلي أنه في الموطأ 1: 329 - 330 مطولاً، فهذا مختصر أيضاً عما في الموطأ. وقد مضى مطولا مرار، من غير طريق مالك، آخرها 5322. وانظر 6067. (6228) إسناده صحيح، وهو في الموطأ 1: 327 بهذا الإسناد. من رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر. ورواه أيضاً من طريق نافع عن ابن عمر، وستأتي رواية نافع عقب هذا من الطريقين. وقد مضى مراراً من الطريقين، أولها 4461، وآخرها 5541.

مالك، عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "خَمس من الدَّوابّ منْ قَتَلهنّ وهو مُحرم فلا جُناح عليه: العقرب، والفأرة، والكلب العَقور، والغُراب، والحِدأة". 6229 - حدثناه إسحق أخبرني مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "خمسٌ من الدوابّ"، فذكر مثله. 6230 - وقرأت على عبد الرحمن: مالك عن نافع، أيضاً. 6231 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - دخَل الكعبةَ هو وُأسامةُ بن زيد وبلال وعثمانُ بن طلحة الحجبيّ، وأغلقها عليه، فمكَث فيها، قال عبد الله: سألتُ بلالاً حين خرج: ماذا صنَعِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: جعل عموداً عن يساره، وعمودين عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءَه، وكان البيت يومئذٍ على ستة أعمدة، ثم صلَّى، وبينه وبين الجدار ثلاثة أذْرعٍ. 6232 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أناخ بالبَطْحاءِ التي بذي الحُلَيفة، فصلى بها.

_ (6229) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وهذا من رواية مالك عن نافع، التي أشرنا إليها في الإسناد السابق. (6230) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهو مثله من رواية مالك عن نافع. ولكن هذا من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، والذي قبله من رواية إسحق بن عيسى الطباع عن مالك. (6231) إسناده صحح، وهو مكرر 5927 لإسناده. ومطرل 6019. (6232) إسناده صحيح، وهو مختصر 6004،6205. وهذه الرواية التي هنا في الموطأ1: 358.

6233 - قرأت على عبد الرحمن: مالك عن محمد بن عَمْرو بن

_ (6233) إسناده صحيح، محمد بن عمران الأنصاري: قال في التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات"، ثم ذكر الحافظ أنه "ذكره البخاري فلم يذكر فيه جرحاً"، وهذا إشارة منه إلى كفاية هذا في توثيقه، كما قلنا مراراً، وهو في الكبير 1/ 1/ 202: "محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه سمع ابن عمر، قاله مالك عن محمد بن عمرو بن حلحلة". أبوه "عمران الأنصاري": قال في التهذيب: "عن ابن عمر في فضل وادي السرر، روى عنه ابنه محمد. أخرج له النسائي هذا الحديث الواحد. قلت [القائل ابن حجر]: وقال مسلمة ابن قاسم: لا بأس به". ورمز الحافظ في التهذيب لعمران هذا ولابنه محمد برمز النسائي وحده، فليس لهما في الكتب الستة غير هذا الحديث عند النسائي. وقال السيوطي في شرح الموطأ 1: 371: "قال ابن عبد البر: لا أعرف محمد بن عمران هذا إلا بهذا الحديث. وإن لم يكن أبوه عمران بن حيّان الأنصاري أو عمران بن سوادة، فلا أدري من هو". وأقول: إن مالكاً أعلم الناس بالأنصار وبرواة الحديث من أهل المدينة، وهو يتحرى الرجال والأحاديث. ثم "عمران الأنصاري" هذا تابعي عرف اسمه وشخصه، فهو على الثقة والستر، وإن جُهل نسبه واسم أبيه. والحديث في الموطأ 1: 371. ورواه النسائي 2: 43 - 44 من طريق ابن القاسم عن مالك بهذا الإسناد. وزيادة [قال] زدناها من الموطأ والنسائي، إذ هي في موضعها أدق لاستقامة السياق. وهي أيضاً ثابتة تصحيحاً في ك بين السطور. "عدل إليّ عبد الله بن عمر"، أي مال إليّ عن طريقه. السرحة، بفتح السين وسكون الراء وبالحاء المهملة: الشجرة العظيمة التي لها شعب. الأخشبان، بلفظ التثنية: جبلا مكة المطيفان بها، قال ابن الأثير: "وهي أبو قبيس والأحمر، وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان". وقال ياقوت: "جبلان يضافان إلى مكة، وتارة إلى مني، وهي واحد، أحدهما أبو قيس، والآخر قعيقعان. ويقال: بل هما أبو قبيس والجبل الأحمر المشرف هنالك". "نفح بيده": بالحاء المهملة، كما ثبت في ك م المخطوطتين من المسند، وكذلك في نسخة من النسائي عندي، مخطوطة سنة 1113، وكذلك في النسختين المطبوعتين منه بمصر والهند، وزاد مصحح الطبعة الهندية (ص 470) ضبطها "بحاء مهملة"، وكذلك هي بالحاء المهملة في نسخة الموطأ =

حَلْحَلة الدِّيلِي عن محمد بن عِمْران الأنصاري عن أبيه أنه [قال]: عَدل

_ = مخطوطة الشيخ عابد السندي، وكذلك رسم بالمهملة في معجم ما استعجم للبكري، عند ذكره. الحديث مرتين 124، 733. وفي المسند ح، والموطأ طبعة الحلبي، والنسائي مخطوطة الشيخ عابد السندي: "نفخ" بنقطة فوق الخاء، وكذلك ضبطه الزرقاني في شرح الموطأ 2: 284 "بخاء معجمه". وأنا أرجح أن يكون بالحاء المهملة، لأن "النفخ" بالمعجمة هو المعروف من إخراج الريح من الفم وغيره، واستعماله في معنى الإشارة باليد من المجاز البعيد، الذي يحتاج إلى تكلف شديد. وأما "النفح" بالمهملة، فإنه الضرب والرمي باليد أو الرجل، ومنه حديث: "المكثرون هم المقلون، إلا من نفح فيه يمينه وشماله"، قال ابن الأثير؛ "أي ضرب يديه فيه بالعطاء". ومنه قولهم "نفحت الدابة"، أي رمحت برجلها ورمت بحدّ حافرها. "السرر" بضم السين المهملة وفتح الراء وآخره راء ثانية، قال ابن الأثير: وقيل: هو بفتح السين والراء، وقيل: بكسر السين". وقال القاضي عياض في المشارق 2: 212: "بضم السين لأكثرهم، وضبطه الجياني بالضم والكسر معاً". وكذلك ضبطه البكري في معجم ما استعجم 733 في المادتين: مادة الضم ومادة الكسر، مشيراً، إلى هذا الحديث. وذكر ياقوت في معجم البلدان 5: 68 أنه بكسر أوله، ثم قال بعد كلام: "وروى المغاربة واد على أربعة أميال من مكة عن يمين الجبل، قالوا: هو بضم السين وفتح الراء الأولى، قالوا: كذا رواه المحدثون بلا خوف، قالوا: وقال الرياشي: المحدّثون يضمونه، وإنما هو بالتفح. وهذا الوادي هو الذي سر فيه سبعون نبياً، أي قطعتْ سِرَرهم بالكسر، وهو الأصح. هذا كله من مطالع الأنوار، وليس فيه شيء موافقاً للإجماع". قوله "سرَّ تحتها سبعون نبياً"، بضم السين وفتح الراء بالبناء لما لم يسم فاعله، قال ابن الأثير: "أي قطعت سررهم، يعني أنهم ولدوا تحتها، فهو يصف بركتها". وقال القاضي عياض في المشارق 2: 212: "قيل: هو من السرور، أي بشروا بالنبوة"، وذكر القول السابق أيضاً، وزاد الزرقاني في شرح الموطأ: "وقال مالك: بشروا تحتها بما يسرّهم، قال ابن حبيب: فهو من السرور، أي تنبؤوا تحتها واحداً بعد واحد، فسروا بذلك"، واختاره الزرقاني. والظاهر عندي أنه الأصح. وفي م بدل"سرّ": "بشر"، وعليها علامة تدل على شك الناسخ فيها، وهي تصحيف مخالف لجميع الأصول والنصوص.

إليّ عبد الله بن عمر، وأنا نازل تحت سَرْحَة بطريقِ مكة، فقال: ما أنزلك تحت هذه السَّرْحة؟، قلت: أردت ظلَّها، قال: هل غيرُ ذلك؟، قلت: لا، ما أنزلنيِ إلا ذلك، قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كنتَ بين الأخْشبين مِن منًى"، ونَفَح بيده نحوَ المشرق، "فإن هنالك وادياً يقال له السُّرَر، به سرْحة سرَّ تحتها سبعونَ نبيا". 6234 - قرأث على عبد الرحمن: مالك، وحدثنا إسحق بن عيسى أخبرنا مالك، عن نافع عن عبد الله بن عمَر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "اللهم ارحم المحلِّقين"، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟، قال: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟، قال: "والمقصِّرين". 6235 - حدثنا إسماعيل أخبرنا يونس بن عبَيد في زياد بن جبَير قال: سأل رجلٌ ابنَ عمر، ليهو يمشيِ بمنًىِ، فقال: نذرِت أن أصومِ كل يوم ثلاثاء أو أربعاء، فوافقت هذا اليوم، يوم النحر، فما تَرىِ؟، قال: أمر الله تعالى بوفاء النذر، ونهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أو قال: نهينا أن نصوم يوم النحر، قال: فظن الرجل أنه لم يسمعِ، فقال: إني نذرت أن أصوم كل يوم ثلاثاء أو أربعاء، فوافقتُ هذا اليوم، يومَ النحرِ؟، فقال: أمر الله بوفاء النذر، ونهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: نُهينا أن نصوم يومَ النحر، قال: فما زاده على ذلك حتى أسْنَدَ في الجبل. 6236 - حدثنا إسماعيل أخبرنا يونس عن زياد بن جبَير قال:

_ (6234) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه من رواية روح عن مالك 5507، ومن طرق أخرى عن نافع، آخرها 6005. (6235) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. والحديث مطول 4449، 5245. وقد أشار الحافظ في الفتح 4: 210 إلى رواية المسند هذه عن إسماعيل بن علية. قوله "حتى أسند في الجبل": أي صعد، والسند: ما ارتفع من الأرض، وقيل: ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. (6236) إسناده صحيح، في ح "عن ابن زياد بن جُبير"، وزيادة "ابن" خطأ ظاهر، ولذلك لم =

رأيتُ ابنَ عمر أتى على رجل قد أَناخ بَدَنَتَه لينحَرَها بمنًى، فقال: ابعثْها، قياماً مقَّيدةً، سنةَ محمد - صلى الله عليه وسلم -. 6237 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا زُهَير عن زيد بن أَسْلَم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إنما الناس كإبل مائة، لا تكاد تَجدُ فيها راحلةً". 6238 - حدثنا بَهْز حدثنا حمّاد أخبرنا طَلحةْ بن عُبَيد الله بن كَرِيز عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلى في البيت بين الساريتين. 6239 - حدثنا بَهْز وأبو كامل قالا حدثنا حمّاد بن سَلَمة حدثنا سِمَاك بن حَرب عن سعيد بن جُبَير عن عبد الله بن عمر قال: كنت أبيع

_ = تذكر في ك م. "أتى على رجل"، في نسخة بهامش م "قد أتي"، بزيادة "قد". والحديث مكرر 5580. (6237) إسناده صحيح، زهير: هو ابن محمد التميمي. والحديث مضى من أوجه كثيرة، آخرها 6049. وسبق شرحه مفصلاً في 4516، وفي الاستدراك 1277. (6238) إسناده صحيح، حماد هو ابن سلمة. طلحة بن عُبيد الله بن كريز الخزاعي الكعبي: تابعي ثقة، وثقه أحمد والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 348. "عُبيد الله" بالتصغير. "كريز" بفتح الكاف في هذه الترجمة وحدها، وفيما عدا ذلك بالضم، انظر التهذيب 5: 22، والمشتبه 446. والحديث سبق معناه مطولاً من أوجه أخر، منها 6019، 6231. (6239) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مطولاً ومختصراً مراراً، أولها 4883، وآخرها 5559، 5773، وقد أشرنا في الأول إلى أنه رواه أصحاب السنن، منهم أبو داود 3: 255 - 256، فهذه الرواية أقرب إلى رواية أبي داود في اللفظ. ونزيد هنا أنه رواه أيضاً البيهقي 5: 284 بإسنادين، من طريق يعقوب بن إسحق الحضرمي، ومن طريق عمار بن رزيق، كلاهما عن سماك بن حرب. وانظر جامع الأصول لابن الأثير رقم 386.

الإبل بالبَقِيع، فأقْبِض الوَرقَ من الدنانير، والدنانير من الوَرق، فأتيتُ النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو في بيت حفصة فقلتَ: يا رسول الله، رُويدك أسألْكَ، إني كنتُ أبيعُ الإبلِ بالبَقِيع، فأقبض هذه من هذه، وهذه من هذه؟، فقال: "لا بأس أن تأخذها بسعر يومها، ما لم تفترقا وبينكما شيء". 6240 - حدثنا إسحق بن يوسف عن شَرِيك عن عبد الله بن شرِيك العامري قال: سمعت عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله ابن الزُّبير، سُئلوِا في العمرة قبل الحج في المتعة؟، فقالوا: نعم، سُنةُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، تقْدَم فتطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثمِ تَحِلّ، وإن كان ذلك قبل يوم عرفةَ بيوم، ثمِ تهِل بالحج، فتكون قد جمعت عمرةً وحَجَّةً"، أو "جَمَع الله لك عمرةً وحِجَّةً". 6241 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم بن

_ (6240) إسناده صحيح، إسحق بن يوسف: هو الأزرق. والحديث في مجمع الزوائد 3: 236 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وعبد الله بن شريك: وثقه أبو زرعة وابن حبان، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح". وهذا سهو أو انتقال نظر من الحافظ الهيثمي، فإن عبد الله بن شريك العامري وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم والنسائي: "ليس بقوي"، كما في ترجمته في التهذيب، ونحو ذلك في الميزان، فلم يضعفه أحمد كما زعم الهيثمي. ثم هو قد سبق توثيقه 1511، ونزيد هنا أنه لم يذكره البخاري في الضعفاء. وانظر 2360، 4641، 4822، 5700. وهذا الحديث لم يذكر في مسند عبد الله بن الزبير، ولكن فيه حديث آخر له 16172: أنه كان ينكر التمتع، وأن ابن عباس رد عليه بأن يسأل أمه أسماء بنت أبي بكر، وأنه سألها فقالت: "قد والله صدق ابن عباس، لقد حلوا وأحللنا وأصابوا النساء". فالظاهر أن ابن الزبير- بعد أن سمع هذا من أمه- صار يفتي به، ويرويه مرفوعاً، ويكون من مراسيل الصحابة. وهي متصلة صحيحة عند أهل العلم. (6241) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عُبيد الله بن عصام، كما بينّا في 5229. وفي =

عُبيد الله بن عاصم عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يصوَّر عبدٌ صورةً إلا قيل له يوم القيامة: أَحْي ما خَلَقْتَ". 6242 - حدثنا إسحق بن يوسف عن شَرِيك عن أبي إسحق عن مجاهد عنِ ابن عمر قال: اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مِرتين قبل أن يحج، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أربعَ عُمرٍ، قد علم بذلك عبد الله ابن عمر، منهنَّ عمرة مع حجته. 6243 - حدثنا حجَّاج حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دِينار سمعت ابن عمر يقول: كنَّا إذا بايعنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على السمع والطاعة يُلَقِّننَا هو: "فيما استطعتم". 6244 - حدثنا حَجَّاج حدثني شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من لم يجد نعلين فليلبَسْ خفين، ولْيَشُفهما"، أو "ليَقْطَعْهما أسفلَ من الكعبين". 6245 - حدثنا حَجَّاج حدثنا شَرِيك عن عثمان بن أبي زُرْعَة

_ = الأصول الثلاثة هنا "عاصم بن عبد الله بن عاصم"، وهو خطأ يقيناً، فأبوه "عُبيد الله" بالتصغير، وليس في الرجال المذكورة تراجمهم من يسمى "عاصم بن عبد الله بن عاصم"، بل لم يذكروا في أبناء "عصام بن عمر بن الخطاب" من يسمى "عبد الله" بالتكبير. فعن ذلك قطعنا بخطأ ما في الأصول الثلاثة هنا، وصححناه إلى الصواب. والحديث في معناه صحيح، سبق نحو معناه مراراً بأسانيد صحاح، آخرها 6084. (6242) إسناده صحيح، وقد مضى أيضاً من رواية زهير عن أبي إسحق 5383، وفصلنا القول فيه هناك. وانظر 6126. (6243) إسناده صحيح، وهو مكرر 5771. (6244) إسناده صحيح، وهو مختصر 6003. (6245) إسناده صحيح، وهو مكرر 5664. وقول شريك القاضي في آخر الحديث "وقد لقيت =

عن مُهَاجر الشامي عن ابن عمرِ قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من لبس ثوب شهْرة ألبسه الله تبارك وتعالى ثوب مذلة يوم القيامة"، قال شريك: وقد رأيت مهاجراً وجالسته. 6246 - حدثنا حَجَّاج عن ابن جرَيج، وعبدُ الرزاق أخبرنا ابن جُريج: أخبرني أبو الزُّبَير أنه سمع ابن عمر يقول: قرأ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: " {يا أيُّها النَّبِيُّ إذا طلقتم النِّساءَ فطلقُوهُن} في قُبُلِ عِدَّتِهن". 6247 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليث قال حدثني عُقَيل عن ابن

_ = مهاجراً، وجالسته"، يريد أنه لقي شيخ شيخه وجالسه، ولكنه لم يسمع منه هذا الحديث، فأبي أن يحذف اسم شيخه من الإسناد. وهذا يدل على أنه بعيد عن تهمة التدليس التي رماه بها بعض العلماء كابن القطان وعبد الحق الإشبيلي. ولو كان مدلساً لدلَّس في مثل هذا الإسناد، تدليساً لا يكاد يدرك، إذ قد لقي شيخ شيخه، فلا يبعد أن يسمع منه، ولكنه كان أميناً، فأبي إلا أن يذكر الإسناد على وجهه الصحيح. (6246) إسناده صحيح، وهو مختصر 5269، 5524. وقد أشرنا في شرح أولهما إلى أن مسلماً رواه من طريق حجاج بن محمد عن ابن جُريج، فهذه رواية حجاج. ونزيد هنا أنه رواه مسلم أيضاً 1: 423، من طريق عبد الرزاق عن ابن جُريج، وهذه أيضاً رواية عبد الرزاق, لأن الإِمام أحمد رواه عن الشيخين: حجاج وعبد الرزاق، كلاهما عن ابن جُريج. وقد بينا في شرح 5269 معنى قراءة "في قبل عدتهن" المخالفة للتلاوة، وأنها إنما هي تفسير لا تلاوة. (6247) إسناده صحيح، ليث: هو ابن سعد. عقيل: هو ابن خالد. والحديث رواه مسلم 1: 351 عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده عن عقيل، بهذا الإسناد. وكذلك رواه أبو داود 2: 94 - 95 عن عبد الملك بن شعيب عن أبيه عن عقيل، وهذا خطأ في نسخة عون المعبود، سقط سهواً ذكر جده، وهو ثابت في مخوطة الشيخ عابد السندي من سنن أبي داود. وقال المنذري 1731: "أخرجه البخاري ومسلم والنسائي". وذكره أيضاً ابن الأثير في جامع الأصول 1403 (ج 3 ص 462 - 463)، =

شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: تمتًع النبي -صلي الله عليه وسلم - في حَجة الوَدَاع بالعُمْرة إلى الحج، وأهْدَى، فساق معه الهَدْيَ من ذي الحُلَيْفة، وبدأ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فأهَلَّ بالعمرة، ثم أهل بالحج، وتمتَّع الناس معِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالعمرة إلى الحج، فكان من الناس مَن أهْدَى فساقَ الهَدْي، ومنهم من لم يُهْدِ، فلما قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[مكة]، قال للناسِ: "من كان منكم أهدى فإنه. لا يَحلّ من شيء حرمَ منه حتى يَقْضيَ حَجَّه، ومن لم يكن منكم أهدى فلْيَطفْ بالبيت وبالصفا والمروة، وليقصِّرْ، وليَحْللْ، ثم ليهلَّ بالحج، وليهْد، فمن لم يَجدْ هَدْيا فلْيَصُمْ ثلالةَ أيامٍ في الحج وسَبعةً إذا رجَع إلى أهله"، وَطاف رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم مكة، استلم الركنَ أولَ شيِء، ثم خَبً ثلاثة أطواف من السَّبْع، ومشَى أربعةَ أطواف، ثم ركع حين قَضى طوافَه بالبيتْ عند المَقام ركعتين، ثم سلم، فانصرف، فأتىِ الصَّفَا، فطِاف بِالصفا والمروة، ثم لم يَحْللْ من شيء حرُمَ منه حتى قَضى حَجَّه ونحر هدْيه يومِ النَّحر، وأفاض، فطَاف بالبيت، ثم حَل من كل شيء حَرُمَ منه، وفَعل مثل ما فعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَنْ أهدى وساقَ الهَدْي من الناس. 6248 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليث حدثني عُقَيل عن ابن شِهاب

_ = ونسبه للبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي. وهو كذلك في المنتقي 2387، ونسبه لأحمد والشيخين. وانظر 6068، 6240. قوله "فكان من الناس من أهدى"، في ح "فإن" بدل "فكان"، وصححناه من ك م، وهو الثابت أيضاً في روايتي مسلم وأبي داود. زيادة [مكة] لم تذكر في ح وزدناها من ك م، وهي ثابتة أيضاً في مسلم وأبي داود. (6248) إسناده صحيح، وهو من مسند عائشة، وإنما ذكر هنا تبعاً لرواية الزهري، فإن السياق يدل على أنه كان يسوق حديث سالم عن ابن عمر بلفظه، ثم يتبعه بحديث عروة عن عائشة، يقول: "بمثل الذي أخبرني سالم" إلخ، فلا يسوق لفظ عروة عن عائشة. =

عن عُرْوَة بن الزُّبَير: أن عائشةَ أخبرتْه عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في تمتعه بالعمرة إلى الحج، وتمتع الناس معه، بمثل الذي أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 6249 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليث حدثنا عُقَيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قام يخَطب، فقال: "ألا وإن الفتنةَ ها هنا، من حيث يَطلُع قَرْن الشيطان"، يعني المشرقَ. 6250 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليث عن عُقَيل عن ابن شهابِ عِن ساِلم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر: أِن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان ينَفِّلَ بعضَ من يبعث من السَّرَايا لأنفسهم خاصَّةً، سوى قَسْمِ عامة الجيش، والخمس في ذلك واجبٌ لله تعالى. 6251 - حدثنا حجَّاج وأبو النَّضْر قالا حدثنا ليث حدثني نافِع عن عبد الله: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حرق نَخْلَ بني النَّضر وقَطع، وهي البويرة، فأنزل الله تعالى {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا} إلي آخر الآية. 6252 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليث حدثني عُقَيل عن ابن شِهاب

_ = وكذلك صنع مسلم 1: 351 فرواه عن عبد الملك بن شعيب، بنحو ما هنا. ومثله صنع المجد بن تيمية في المنتقى 2388، فلم يذكر لفظه، ونسبه لأحمد والشيخين. (6249) إسناده صحيح، وهو مكرر 5905، ومختصر 6901 بنحو معناه. (6250) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم أيضاً، كما في المنتقى 4319، وكذلك في جامع الأصول 1179. وانظر ما مضى 5919. (6251) إسناده صحيح، وهو مكرر 6054، وسبق شرحه مفصلاً هناك. (6252) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه مراراً مطولاً ومختصرا، منها 5640، 6101. وقد أشرنا في شرح 4933 إلى أن مسلماً رواه 1: 129 من طريق سالم عن أبيه، فهذه هي =

أنه قال: أخبرني سالم بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا تمنعوا"، يعنيِ نساءكم، "المساجد إذا استأذنكم إليها"، قال بلال بن عبد الله: والله لَنَمْنعُهُن، فأقبل عليه عبد الله حين قال ذلك فَسبَّه. 6253 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ليث حدثني عُقَيل بن خالد عن ابن شِهاب أن سالمِ بن عبد الله بن عمر أخبره: أن عبد الله بن عمر كان يمشي بين يَدَي الجنَازة، وأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يمشي بين يديها، وأبو بكر وعمر وعثمان. 6254 - حدثنا حجَّاج قال: قرأتُ على ابن جُرَيج: حدثني زياد ابن سعد أن ابِن شهاب قال حدثني سالم عن عبد الله بن عمر: أنه كان يمشي بين يَدي الَجَنازة، وقد كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمامها. 6255 - حدثنا مبَشِّر بن إسماعيل حدثنا الأوْزاعي عن الزُّهْرِيّ

_ = رواية سالم، لكنها عند مسلم بأطول مما هنا. (6253) إسناده صحيح، وهو مطول 6042. وقد فصلنا الكلام في وصله وإرساله، ورجحنا الرواية الموصولة، في 4539، وكذلك في الاستدراكين 1296، 1539 "وهذه رواية عقيل عن الزهري موصولة أيضاً، توكيداً إلى توكيد، ورفعاً لكل شبهة في صحة وصله، إلى ما ذكرنا من قبل من الروايات. (6254) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بمعناه، ومكرر 4940 بهذا الإسناد، ولكنه لم يسق لفظه هناك، وأحال على الذي قبله 4939، وساق لفظه هنا. (6255) إسناده صحيح، مبشر بن إسماعيل الكلبي الحلبي: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 173: "كان ثقة مأموناً". والحديث مكرر 5178، ومطول 5214 , 5240. وانظر 5757.

عن سالم عن أبيه قال.: صليت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -صلاة العشاء بمني ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ومع عثمان ركعتين، صَدراً من خلافته، ثم أتمَّها بعد عثمان. 6256 - حدثنا هرون حدثنا ابن وَهْب أخبرني يونس عن ابن شِهاب أخبرني عُبَيدالله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بمنًى ركعتين، فذكره. 6257 - حدثنا جَرير عن صَدَقَة بن يَسَار: سمعت ابن عمر يقول: وقَّتَ رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحلَيفة، ولأهل الشأم الجحْفة، قال: وِلأهل نجد قَرْناً, ولأهل اليمن يَلَمْلَمَ، قيل له: فالعراق؟، قال: لا عِرَاقَ يومَئِذٍ. 6258 - حدثنا جَرير عن منصورعن حَبِيب عن طاوس قال: قال

_ (6256) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (6257) إسناده صحيح، جرير: هو ابن الحميد الضبي الرازي، سبق توثيقه 1557، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 214. والحديث مكرر 4584، ومطول 5492، من هذا الوجه، رواية صدقة عن ابن عمر، وقد مضى نحو معناه مراراً من أوجه أخر، مطولاً ومختصراً، منها 5111, 6140، 6192. (6258) إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر. حبيب: هو ابن أبي ثابت، وهو قد سمع من ابن عمر، ولكنه لم يسمع منه هذا الحديث فرواه عنه بواسطة طاوس. والحديث قد مضى مراراً بمعناه، وأن صلاة الليل مثنى مثنى، وأن الوتر ركعة قبل الفجر، منها 6176، ومضى أيضاً سؤال رجل لابن عمر عن الوتر: أسنة هو؟، 4834، وسؤاله عنه: أواجب هو؟، 5216. وروى مسلم 1: 208 حديث "صلاة الليل مثنى مثنى" من رواية عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عمر، وكذلك رواه البيهقي 3: 22 من طريق عمرو بن دينار عن طاوس. ولكن لم أجد هذا السياق الذي هنا، من رواية حبيب =

رجل لابن عمر: إن أبا هريرة يزعم أن الوتر ليس بحتم؟، قال: سأل رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن صلاة الليل؟، فقال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفْتَ الصبحَ فأوتر بواحدة". 6259 - حدثنا هشَيم أخبرنا أبو بشْر عن سعيد بن جبَير قال: خرجتُ مع ابن عمر من منزله، فمررنا بفتيانٍ من قريش قد نَصَبوا طَيراً وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كلَّ خاطئةٍ من نبلهم، فلما رأوُا ابنَ عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟!، لعن الله من فعل هذا!، إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "لعن الله من اتّخذ شيئاً فيه الرُّوح غَرَضاً". 6260 - حدثنا هشَيم أخبرنا منصور وابن عَوْن عن ابن سيرينَ عن ابن عمر قال: كان تطوُّع النبي -صلي الله عليه وسلم - ركعتين قبل الظهر، وركَعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، قال: وأخبرتني حفصةُ: أنه كان يصلي ركعتين بعد طلوع الفجر. 6261 - حدثنا معْتَمِر عن عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن

_ = بن أبي ثابت عن طاوس، إلا في هذا الموضع. وانظر 6190.الحتم، بفتح الحاء وسكون التاء: اللازم الواجب الذي لابد من فعله. (6259) إسناده صحيح، أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية، سبق توثيقه 958، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 186 والحديث مكرر 5587 بهذا الإسناد، وقد مضى مراراً من أوجه أخر، آخرها 5801. (6260) إسناده صحيح، وهو مختصر 4660، ومطول 5978. (6261) إسناده صحيح، معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي: سبق توثيقه 1625، ونزيد هنا أنه من شيوخ أحمد الكبار، قال أبو داود: "سمعت أحمد يقول: ما كان أحفظ معتمر بن سليمان، قلما كنا نسأله عن شيء إلا عنده فيه شيء"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 49. والحديث مختصر 6128.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يُعِّرضُ راحلتَه ويصلي إليها. 6262 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "المُصوّرون يعذَّبون يوم القيامة، فيقال لهم: أحيوا ما خَلَقْتم". 6263 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفَاوي حدثنا أيوب في زيد بن أسْلَم عن ابن عمر قال: دخلت على النبي -صلي الله عليه وسلم -وعلي إزار يَتَقَعْقَع، فقال: "من هذا؟ "، قلت: عبد الله بن عمِر، قالِ: "إن كنت عبد الله فارفعْ إزارَك"، فرفعت إلى نصف الساقين، فلم تَزلْ إزرته حتى مات. 6264 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا الأعمش عن أبي صالح

_ (6262) إسناده صحيح، ومضى مراراً، بأسانيد صحاح، آخرها 6084، من رواية حماد بن زيد عن أيوب. وهذا الإسناد عال عن ذاك, لأن أحمد رواه هنا بواسطة واحدة إلى أيوب، وهناك بواسطين. ومضى نحو معناه بإسناد آخر ضعيف 6241. (6263) إسناده صحيح، وهو في الترغيب والترهيب 3: 98، وقال: "رواه أحمد، ورواته ثقات". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 123، وذكر الرواية الأخرى التي فيها قول أبي بكر "إنه يسترخي إزاري" إلخ، وستأتي 6340، وقال: "رواه كله أحمد والطبراني بإسنادين، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح". وانظر 5713، 6203، 6204، 6220. قوله "يتقعقع"، أي يصوّت عند التحريك، وذلك من جِدَته، و "القعقعة": حكايته أصوات السلاح والجلود اليابسة والبكرة والحلي ونحوها. قوله "إزرته": هو بكسر الهمزة، قال ابن الأثير: "الإزرة بالكسر: الحال والهيئة، مثل الرِكبة والجِلسة". وقوله "إن كنت عبد الله فارفع إزارك": الراجح عندي أنه - صلى الله عليه وسلم - يريد العبودية لله والخضوع له، لا يريد به الاسم العلم لابن عمر. لأن رفع الإزار وتقصيره من الخشوع والتواضع، وإسباله أمارة الكبرياء والخيلاء، فكأنه قال له: إن كنت عبداً تخشع لله وتتواضع فارفع إزارك. (6264) إسناده صحيح، إسحق بن يوسف: هو الأزرق، سبق توثيقه 943، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، و"قيل لأحمد: إسحق الأزرق ثقة؟، فقال: إي والله =

عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَيَنَّ اثنان دون صاحبهما". 6265 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبصر نُخامةً في قبْلة المسجد، فحتَّها بيده، ثم أقبل على الناسِ فتغيَّظَ عليهم، ثمِ قال: "إن الله تعالى تلْقَاء وَجْه أحدكم في صلاته، فلا يتنخمَن أحدُكم قِبَل وجهه في صلاته". 6266 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفاويِ حدثنا أيوب عن نافع: أن ابن عمر خرج حاجاً، فأحرم، فوضع رأسه في برْد شديد، فألْقيت عليه برنساً، فانْتَبه، فقال: ما ألقيتَ عليّ؟، فقلت: برنساً، قال: تلقيه عليّ وقد حدثتك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهانا عن لبْسِه!؟. 6267 - حدثنا معتَمر عن عبَيدالله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أتي الجمعةَ فَليغتسل". 6268 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبَيدالله عن نافع عن ابن عمر قال: إنْ حِيل بيني وبين البيت فَعَلْنا كمِاْ فَعَلْنا مع رسول الله حين حالتْ كفَّارُ قريش بينه وبين البيت، فحلَقَ ورجَع، وإني أُشْهِدُكم أني قد أوجبت

_ = ثقة"، وقال الخطيب في تاريخ بغداد 6: 319: "كان من الثقات المأمونين، وأحد عباد الله الصالحين"، وذكر أنه سمع من الأعمش، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/406 وصرح بسماعه من الأعمش، وذكر أنه مات سنة 194. أبو صالح: هو ذكوان السمّان. والحديث مختصر 6085. وانظر 6225. (6265) إسناده صحيح، وهو مكرر 5408، ومطول 5745. (6266) إسناده صحيح، وهو مطول 4856، 5198. وانظر 6003. (6267) إسناده صحيح، معتمر: هو ابن سليمان. عُبيد الله؛ هو ابن عمر بن حفص بن عاصم. والحديث مكرر 6020. (6268) إسناده صحيح، وهو مختصر 5165، 5322. وانظر 6067، 6227.

عمرةً، فذَكَر الحديث. 6269 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "رحم الله المحلِّقين"، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟، قال: "رحم الله المحلِّقين"، فقال في الرابعة: "والمقصِّرين". 6270 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عُبَيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا كانوا ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون واحدٍ". 6271 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتَماً من وَرق، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر من بعده، ثم كان في يَد عمر، ثم كان في يد عثمان، نَقْشه (محمد رسول الله). 6272 - حدثنا ابن نمَير حدثنا حَجَّاج عن عطاء وابن أبي مُلَيكة وعن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - حين دخل مكة استلم الحجر الأسود والركن اليماني، ولم يستلم غيرهما من الأركان. 6273 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر أن

_ (6269) إسناده صحيح، وهو مختصر 6234. (6270) إسناده صحيح، وهو مكرر 6264. (6271) إسناده صحيح، وهو مكرر 4734 بهذا الإسناد، ومطول 5685. وانظر6107. (6272) إسناده صحيح، حجاج هو ابن أرطأة. عطاء: هو ابن أبي رباح. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة. نافع: هو مولى ابن عمر، فحجاج بن أرطأة روى هذا الحديث عن الثلاثة التابعين: عطاء، وابن أبي مليكة، ونافع، ثلاثتهم رروه ع ابن عمر. فقوله: "وعن نافع" لا يراد به شيء أكثر من العطف على الاثنين قبله، فقد يهم من لا يعلم فيظن أنه إشارة إلى طريق آخر من الإسناد. والإسناد واحد عن هؤلاء الثلاثة. والحديث مطول 6017. وانظر 6247، 6248. (6273) إسناده صحيح، وهو مكرر 5784.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا نَصَح العبد لسيده وأحسن عبادةَ ربه كان له الأجر مرتين". 6274 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، إلاَّ أن يتوب". 6275 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نشتري الطعامَ من الركبان جزَافاً، فنهانا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن نَبيعه حتى ننقُله من مكانه. 6276 - حدثنا ابن نمَير ومحمد بن عبَيد قالا حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يخطب أحدكم على خِطبة أخيه، ولا يبيع على بيع أخيه، إلا بإذنه". 6277 - حدثنا ابن نُمَير ومحمد بن عبَيد قالا حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من حمل علينا السلاح فليس منَّا". 6278 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحبَّ أو كَرِه، إلاَّ

_ (6274) إسناده صحيح، وهو مكرر 4729 بهذا الإسناد، ومطول 6046. وانظر 6180. (6275) إسناده صحيح، وقد مضى مراراً من رواية عُبيد الله عن نافع، منها 4639، ومن طرف أخرى، منها 4517، 4988، 5924، 6191. (6276) إسناده صحيح، وهو مكرر 6088، ومطول 6135. (6277) إسناده صحيح، وهو مكرر 5149. (6278) إسناده صحيح، وهو مكرر 4668.

أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصيةٍ فلا سمعَ ولا طاعةَ". 6279 - حدثنا ابن نُمَير ومحمد بن عبَيد قالا حدثنا عُبَيد الله عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أعتق شِركاً له في مملوك فعليه عتقُه كلِّه، إنْ كان له مال يبلغ ثمنه قوِّم [عليه] قيمةَ عَدْلٍ، فإن لم يكن له مال عَتَقَ منه ما عَتَقَ". 6280 - حدثنا ابن نُمَير وحمّاد بن أسامة قالا حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من كفَّر أخاه فقد باء بها أحدُهما". 6281 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا جَمع الله الأوَّلين والآخِرين يومَ القيامة، رفِع لكل غادر لواءٌ يومَ القيامة، فقيل: هذه غَدْرَة فلان بن فلان". 6282 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن تُتَلَقَّى السِّلَغ حتى تَدخل الأسواق. 6283 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع، [قال عبد الله

_ (6279) إسناده صحيح، وهو مخصر 5920، ومطول 6038. "محمد بن عبيد"، في ح "محمد بن عُبيد الله"، وهو خطأ ظاهر، وثبت على الصواب في ك م. زيادة كلمة [عليه] زدناها من ك م، ولم تذكر في ح، وإثباتها هو الصحيح. (6280) إسناده صحيح، وهو مكرر 5933، ومختصر 5824. (6281) إسناده صحيح، وهو مكرر 4839، ومطول 6053. وانظر6093. (6282) إسناده صحيح، وهو مكرر 5652. (6283) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من إرسال. ويظهر لي أن الإِمام أحمد لم يسمع من شيخه ابن نُمير بعد نافع قوله "عن ابن عمر"، والحديث حديث ابن عمر معروف، ولذلك ما قال عبد الله بن أحمد: "كذا قال أبي"، يوكد أن أباه لم يذكر بعد نافع "عن =

ابن أحمد]: كذا قال أبي: كان النساءُ والرجالُ يتوضؤُون على عهد

_ = ابن عمر"، مع أنه أثبت الحديث ورواه في مسند ابن عمر، فلو كانت هذه الرواية مرسلة غير متصلة عند أحمد لم يذكرها في مسند ابن عمر. وقد سبق أن روى نحوه أحمد 5799 عن محمد بن عبيد عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: "أن الرجال والنساء كان يتوضؤون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الإناء الواحد جميعاً". وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 1: 152 من طريق محمد بن عبيد وأبي خالد كلاهما عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: "كنا نتوضأ رجالا ونساء ونغسل أيدينا في إناء واحد، على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ". ووافقه الذهبي. ورواه الدراقطني ص 20 من طريق أبي خالد الأحمر عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر:"كنا على عهد رسول الله يتوضأ الرجل والمرأة من إناء واحد". قال الدارقطني: "تابعه أيوب ومالك وابن جُريج وغيرهم". ورواية أيوب عن نافع عن ابن عمر مضت بنحوه 4481. ورواية مالك عن نافع عن ابن عمر مضت 5928. وأشرنا في شرح 4481 إلى رواية أبي داود إياه 1: 30 من طريق أيوب عن نافع، ونزيد هنا أنه رواه البخاري 1: 259، والنسائي 1: 23، 64، وابن ماجة 1: 78، ثلاثتهم من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر. وقد رواه أبو داود أيضاً 1: 30 من طريق يحيى القطان عن عُبيد الله قال: "حدثني نافع عن عبد الله بن عمر قال: "كنا نتوضأ نحن والنساء على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من إناء واحد، ندلي فيه أيدينا". وهذه الرواية هي أقرب الروايات لفظاً إلى رواية المسند في هذا الموضع. وهي تؤيد أن الحديث بهذا السياق حديث ابن عمر، وأن عُبيد الله حين رواه ذكر ابن عمر في روايته. ولذلك استظهرنا أن يكون الإِمام أحمد لم يسمع من شيخه ابن نُمير اسم "ابن عمر" بعد نافع. قوله "يشرعون فيه جميعاً": من "الإشراع"، أي يدخلون أيديهم، يقال "أشرع يده في المطهرة إشراعاً"، إذا أدخلها فيها، ومنه حديث الوضوء "حتى أشرع في العضد" أي أدخل الماء إليه كما في لسان العرب. وهذا الحديث وما في معناه يريد أن يستمسك به السخفاء في عصرنا، ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، يريدون أن يستدلوا به على جواز كشف المرأة ذراعيها وغير ذلك أمام الرجال، وأن ينكروا ما أمر الله به ورسوله من حجاب =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد، ويُشْرِعون فيه جميعاً.

_ = المرأة وتصونها عن أن تختلط بالرجال غير المحارم!، حتى لقد سمعت أنا مثل هذا اللغو من رجل ابتلي المسلمون وابتلي الأزهر بأن رسِم من "العلماء"!، يريد المسكين أن يكون "مجدداً"، وأن يرضى عنه المتفرنجون والنساء وعبيد النساء. ولقد كذبوا وكذب هذا "العالم" المسكين!، فما في حديث ابن عمر على اختلاف رواياته شيء يدل على ما يريدون من سقط القول. وإنما يريد ابن عمر الرد على من ادعى كراهية الوضوء أو الغسل بفضل المرأة، ويستدل بذلك على أن النهي عن ذلك منسوخ، فأراد أن يبين أن وضوء الرجل والمرأة من الإناء الواحد معاً، أو غسلهما معاً، ليس فيه شيء، وأنهم كانوا يفعلونه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -,لا يرون به بأساً. وأقرب لفظ إلى هذا رواية الدارقطني "يتوضأ الرجل والمرأة من إناء واحد". فهو حين يقول "كنا نتوضأ رجالا ونساء"، أو"كنا نتوضأ نحن والنساء"، أو ما إلى ذلك من العبارات- لا يريد اختلاط النساء بالرجال في مجموعة واحدة أو مجموعات، يرى فيها الرجال من النساء الأذرع والأعضاد، والصدور والأعناق، مما لا بد من كشفه حين الوضوء، وإنمايريد التوزيع، أي كل رجل مع أهله وفي بيته وبين محارمه. وهذا بديهي معلوم من الدين بالضرورة. ولذلك ترجم البخاري في الصحيح 1: 258 على روايته هذا الحديث: "باب وضوء الرجل مع امرأته". فحديث ابن عمر في هذا كحديث عائشة: "كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد، تختلف فيه أيدينا، من الجنابة"، رواه أحمد والشيخان، كما في المنتقى رقم 18. ولو عقل هؤلاء الجاهلون الأجرياء، وهذا "العالم" الجاهل المجدد!، لفكروا: أين كان في المدينة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميضأة عامة يجتمع فيها الرجال والنساء، على النحو الذي فهموا بعقولهم النيرة الذكية!!، فالمعروف أنهم كانوا يستقون من الآبار التي كانت في المدينة، رجالا ونساء، والعهد بالصحابة رضي الله عنهم، وبمن بعدهم من التابعين وتابعيهم المؤمنين المتصونين، إلى عصرنا هذا، أن يتحرز الرجال فلا يظهروا على شيء من عورات النساء التي أمر الله بسترها، وأن يتحرز النساء فلا يظهرن ما أمر الله بستره. وقد رأينا هذا في المدينة وأهلها، صانها الله عن دخول الفجور الذي ابتلي به أكثر بلاد المسلمين.

6284 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبيد الله، وحمّاد يعني أبا أسامة، قاِل: أخبرني عُبَيد الله، عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه كان إذا خرج خَرج من طريق الشجَرة، ويدخل من طريق المُعرس، قال ابن نُمير: وإذا دخل مكةَ دخل من ثَنِيةِ العلْيَا، ويخْرج من ثَنِيَّة السُّفْلَى. 6285 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يصليِ، يعني يقرأ، السجدة في غير صلاة، فيسجد، ونَسجد معه، حتى ربما لم يجِدْ أحدنا مكاناً يسجد فيه. 6286 - حدثنا ابن نُمَير قال حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن

_ (6284) إسناده صحيح، وهو مطول 4625، 5231. (6285) إسناده صحيح، وهو مطول 4669، وذاك من رواية يحيى القطان عن عُبيد الله، ولفظه: "يقرأ علينا السورة، فيقرأ السجدة، فيسجد ونسجد معه" إلخ، ولم يذكر أنه في غير صلاة. وهكذا رواه البخاري 2: 459، 462، بإسنادين من طريق يحيى، و 2: 459 من طريق علي بن مُسهر، كلاهما عن عُبيد الله، ولم يذكر فيه أنه في غير صلاة. وكذلك رواه مسلم 1: 161 من طريق يحيى عن عُبيد الله، دون هذه الزيادة، ثم رواه من طريق محمد ابن بشر عن عُبيد الله، وزاد في آخره: "في غير صلاة". فهذا يدل على أن هذه الزيادة ثابتة من رواية ابن نُمير هنا ومحمد بن بشر عند مسلم، كلاهما عن عُبيد الله. واللفظ الذي هنا هو الثابت في ح ك. وفي م "كان يصلي، يعني يقرأ السجدة، فيسجد" إلخ، فلم يذكر فيها "في غير صلاة"، وبهامشها نسخة أخرى: "كان يقرأ تنزيل السجدة في غير صلاة، فيسجد" إلخ. وأرى أن ما في ح ك هو الصواب. لاتفاتهما عليه، ولموافقته في المعنى رواية مسلم من طريق محمد بن بشر. (6286) إسناده صحيح، وهو مطول 4614، 4681، 5734. 5840. وهذا اللفظ هنا مطابق لروايتي البخاري 1: 473، ومسلم 1: 142، كلاهما من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد. وقوله في آخر الحديث: "فمن ثم اتخذها الأمراء"، قال الحافظ في الفتح: "أي فمن تلك الجهة أتخذ الأمراء الحربة، يخرج بها بين أيديهم في العيد ونحوه. وهذه =

عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا خرج يومَ العيد يأمر بالحَربة، فتوضع بينٍ يديه، فيصلي إليها، والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر، فمنْ ثمَّ اتَّخذها الأمراء. 6287 - حدثنا ابن نُمَيرٍ حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي سُبْحته حيثُ توجهتْ به ناقته. 6288 - حدثنا ابنِ نمَير حدثنا عُبَيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: أدرك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب وهو في رَكْب، وهو يحلف بأبيه، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ألاَ إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فليَحْلفْ حالفٌ بالله أوليَسْكُت". 6289 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبَيد الله عِن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تسافِرِ المرأةُ ثلاثاً إلا مع ذي مَحرم". 6290 - [قال عبد الله بن أحمد]: سمعت أبي يقول: قال يحيى

_ = الجملة الأخيرة فصلها علي بن مسهر من حديث ابن عمر، فيجلها من كلام نافع، كما أخرجه ابن ماجة، وأوضحته في كتاب المدرَج". وحديث ابن ماجة رواه 1: 203 عن سويد بن سعيد عن علي بن مسهر عن عُبيد الله، وفي آخره: "قال نافع: فمن ثم اتخذها الأمراء". (6287) إسناده صحيح، وهو مختصر 6155. وانظر 6224. (6288) إسناده صحيح، وهو مكرر 4667. وانظر 6073، قوله "فليحلف"، في نسخة بهامش م "فيحلف"، دون لام الأمر، مع ثبوتها في قوله "أو ليسكت". (6289) إسناده صحيح، وقد مضى مرتين عن يحيى القطان عن عُبيد الله مرفوعاً، بهذا الإسناد 4615, 4646. (6290) هذا شبه تعليل لرواية عُبيد الله بن عمر الحديث السابق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً، فقد حكى أحمد عن شيخه يحيى بن سعيد القطان أنه لم ينكر على عُبيد الله بن عمر =

ابن سعيد: ما أنكرت على عبَيد الله بن عمير إلا حديثاً واحداً، حديثَ نِافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -صلي الله عليه وسلم -: "لا تسافر امرأة سفراً ثلاثاً إلا مع ذي محرِم". قال أبي: وحدثناه عبد الرزاق عن العمَرِي عن نافع عن ابن عمر، ولم يرْفعه. 6291 - حدثنا ابن نِمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوم خيبر عن لحوم الحُمُر الأهْلِيّة. 6292 - حدثنا ابن نمَير أخبرنا عبَيد الله عن نافع قال: أخبرني ابن

_ = إلا هذا الحديث الواحد، أنكر عليه روايته إياه عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً. ثم عقب أحمد بروايته إياه عن عبد الرزاق عن العمري عن نافع عن ابن عمر موقوفاً "ولم يرفعه". والعمري هو "عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم" أخو عُبيد الله. وهو ثقة في حفظه شيء، كما قلنا في 226، 5655، وأخوه عُبيد الله أحفظ منه وأثبن، فلا تعَل رواية الثقة المثبن الحافظ برواية من هو أقل منه درجة، نعم: بل لا تعَل رواية الثقة الحديثَ مرفوعاً ولو رواه من هو أحفظ منه موقوفاً, لأن الرفع زيادة ثقة، يجب قبولها، إلا إن ثبت بدلائل أخر ضعفها. ولذلك لم يعبأ الحفاظ الكبار من أئمة الحديث بهذا التعليل، فرواه البخاري 2: 468 ومسلم 1: 379 من طريق يحيى القطان عن عُبيد الله مرفوعاً، ورواه مسلم 1: 379 - 380 من طريق ابن نُمير عن عُبيد الله مرفوعاً، وهي الشيخان اللذان رواه أحمد في المسند عنهما. ورواه البخاري ومسلم أيضاً من طريق أبي أسامة عن عُبيد الله مرفوعاً، ثم ذكر البخاري أنه تابعهما عبد الله بن المبارك، فرواه عبد الله مرفوعاً كذلك. ولم ينفرد برفعه عُبيد الله كما ظن يحيى القطان، فقد رواه مسلم 1: 380 من طريق الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً، كرواية عُبيد الله. فلم تقم لهذا التعليل قائمة. وقد أشار الحافظ في الفتح 2: 468 إلى أن الدارقطني نقل هذا التعليل عن القطان، وأجاب عنه بنحو مما قلنا, ولكنه لم يذكر هذا الحديث في مقدمة الفتح في الأحاديث التي انتقدها الدارقطني أو غيره على البخاري، (انظر المقدمة ص 353)، وذلك- فيما أرى- لأنه لم يره نقداً يذكر. (6291) إسناده صحيح، وهو مكرر 4720، مطول 5786، 5787. (6292) إسناده صحيح، وهو مطول 5203، 5

عمر: أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صامه والمسلمون قبلَ أن يفْتَرض رمضان، فلما افترض رمضان قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن عاشوراء يوم من أيام الله تعالىِ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه". 6293 - حدثنا ابن نُمير حدثنا عُبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَطَع في مِجَن قيمته ثلاثة دراهم. 6294 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن القَزَع. 6295 - حدثنا ابن نمَير أخبرنا الأعمش من مجاهد قال: سأل عروة بن الزُّبَير ابنَ عمير: في أيّ شهر اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: في رجب، فسمعتْنا عائشة، فسألها ابن الزبير، وأخبرها بقول ابن عمر؟، فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عمرةً إلاَّ قد شهدها، وما اعتمر عمرةً قطُّ إلا في ذي الحِجّة. 6296 - حدثنا ابن نمَير حدثنا الأعمش عن مجاهد قال: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ائذنوا للنساء فيِ المساجد بالليل"، فقال ابنٌ لعبد الله بن عمر: والله لَنَمْنَعهنَّ، يتخذْنَه دغَلاً لحوائجهنّ؟!، فقال: فَعَل الله بك وفَعل، أقول قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وَتقول لا نَدَعُهن؟!. 6297 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا عُبَيد الله عن نافع عن ابن عمر:

_ (6293) إسناده صحيح، وهو مكرر 5543. (6294) إسناده صحيح، وهو مختصر 6212. (6295) إسناده صحيح، وهو مختصر 6126. وانظر 6242. (6296) إسناده صحيح، وهو مكرر 6101 بنحوه، ومطول 6252. وقد مر تفسير الدغل 5021. (6297) إسناده صحيح، وهو مكرر 5518.

أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَسَم للفرس سهمين، وللرجل سهماً. 6298 - حدثنا ابن نمَير ومحمد بن عبَيد قالا: حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن مَثَلَ المنافق مثل الشاة الِعائرة بين الغنَميْن- َتعِير إلى هذه مرةً، وإلى هذه مرةً، لا تَدْرِي أيَّهما تتبع". 6299 - حدثنا ابن نمَير حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - واصل في رمضان، فرآه الناس, [فنهاهم]، فقيل له: إنك تواصل؟، فقال: "إني لست مثلَكم، إني أطعَم وأسْقَى". 6300 - حدثنا ابن نمَير ومحمد بن عبَيد قالا حدثنا عبَيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً". 6301 - حدثنا ابن نمَير حدثنا حنظَلة سمعت عِكْرِمةَ بن خالد

_ (6298) إسناده صحيح، وهو مكرر 5790. "العائرة" سبق تفسيرها 4872. (6299) إسناده صحيح، وهو مختصر 4721، ومكرر 6125 بنحوه. زيادة [فنهاهم] ثابتة في ك م. ولم تذكر في ح، وإثباتها هو الصواب. (6300) إسناده صحيح، وهو مضصر 6008. وانظر 6190، 6258. (6301) إسناده صحيح، حنظلة: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي المكي. عكرمة: هو ابن خالد بن العاص المخزومي. والحديث رواه مسلم 1: 20 من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد. ورواه البخاري 1: 46 - 74 عن عُبيد الله بن موسى عن حنظلة بن أبي سفيان، مقتصراً على المرفوع فقط، لم يذكر فيه السؤال الذي في أوله. وأشار الحافظ في الفتح إلى رواية مسلم الموافقة لهذه الرواية. وقد مضى معناه مطولاً بسياق آخر بإسناد آخر ضعيف5672، وأشرنا إلى هذا هناك. ومضى المرفوع منه من رواية عاصم عن أبيه عن ابن عمر. وانظر4798. قوله "شهادة أن لا إله إلا الله" هكذا ثبت في ك م هنا، =

يحدِّث طاوساً قال: إن رجلاً قال لعبد الله بِن عمر: ألاتَغْزُو؟، قال: إني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الإسلام بُنِي على خمس، شهادةُ أن لا إله إلا الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وصيامِ رمضان، وحَجُّ البيت". 6302 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا حنظَلة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يشير بيده يَؤم العراق: "ها، إن الفتنة ها هنا، ها، إن الفتنة ها هنا، ثلاث مَرات، من حيثُ يَطْلع قَرْن الشيطان". 6303 - حدثنا ابن نمَير حدثنا حنظَلة سمعت سالماً يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "إذا استأذنَكم نساؤكم إلى المساجد فائذنوا لهنّ". 6304 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا حنظَلة قال حدثنا سالم عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "إذا استأذنكم نساؤكم إلى المساجد فائذنوا لهن".

_ = بحذف الشهادة الثانية "وأن محمداً رسول الله"، وهو الموافق لرواية مسلم إياه من هذا الوجه. وهي مرادة يقيناً بالبداهة، وبدلالة الروايات الآخر. وزيدت في هذا الموضع في ح وأوى أنها زيادة من الطابع أو الناسخ، لمخالفتها الثابت في الأصلين المخطوطين وصحيح مسلم، وقد تحدث النووي عن ذلك في شرحه لصحيح مسلم 1: 177 - 179، فقال: "وأما اقتصاره في الرواية الرابعة على إحدى الشهادتين، فهو إما تقصير من الراوي في حذف الشهادة الأخرى التي أثبتها غيره من الحفاظ، وإما أن يكون وقعت الرواية من أصلها هكذا، ويكون الحذف للاكتفاء بأحد القرينين ودلالته على الآخر المحذوف". فائدة: وقع في نسخة النووي المطبوعة "بأحد القرينتين"!!، وهو خطأ وتصحيف من الناسخ والطابع، وما "القرينتان" هنا؟!، والسياق واضح الدلالة على خطأ المطبوع. (6302) إسناده صحيح، وهو مطول 6249. (6303) إسناده صحيح، وهو مختصر 6296. (6304) إسناه صحيح، وهو مكرر ما قبله.

6305 - حدثنا يَعْلَى حدثنا إسماعيل عن سالم بن عبد الله عن

_ (6305) إسناده صحيح، يعلى: هو ابن عُبيد الطنافسي. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي. سالم بن عبد الله: كذا وقع في الأصول الثلاثة هنا وفي الرواية الماضية لهذا الحديث 4650، فأوهم ذلك أنه "سالم بن عبد الله بن عمر"، وظنناه إياه هناك، فلم ننبه عليه، ثم استدركنا هنا، ووثقنا أنه "سالم البراد"، وكنيته "أبو عبد الله". فلعله كان في الأصل هناك "حدثني سالم أبو عبد الله" وهنا "عن سالم أبي عبد الله"، فوهم الناسخون وظنوه "سالم بن عبد الله" فكتبوه كذلك. ودلنا عل صواب ما ذهبنا إليه أن الحديث مضى أيضاً مختصراً 4867، من رواية إسماعيل بن أبي خالد "عن سالم البراد" عن ابن عمر. ولم بجد رواية هذا الحديث قط من حديث سالم بن عبد الله بن عمر. ولم يذكر في ترجمة إسماعيل بن أبي خالد أنه يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر .. وقد أشار البخاري في الكبير 2/ 2/ 109 - 110 إلى هذا الحديث في ترجمة "سالم البراد"، كما ذكرنا في 4867. ويؤيد ذلك ويوثقه أن المنذري ذكر هذاحديث في الترغيب والترهيب 4: 172 بروايتي المسند 4650، وهذه الرواية 6305، وهي اللتان ذكر فيهما في الأصول الثلاثة "سالم بن عبد الله" خطأ، وقال: "رواه أحمد ورواته ثقات". وكذلك ذكرهما الهيثمي في الزوائد 3: 30 منسوبتين للمسند، وقال أيضاً: "ورجاله ثقات". فلو كانت النسخ التي بيدي المنذري والهيثمي فيها "سالم بن عبد الله"، لقالا، أو لقال أحدهما:"رجاله رجال الصحيح"، لأن أحمد روى الحديث 4650 عن يحيى القطان، وروى هذا الحديث 6305 عن يعلى بن عبيد، وكلاهما من رجال الصحيح، وكذلك "سالم بن عبد الله بن عمر"، أما "سالم أبو عبد الله البراد" فإنه ثقة، كما قلنا في 4867، ولكنه لم يُرْوَ له شيء في الصحيحين. واصطلاحهم إطلاق "رجال الصحيح" على الرواة فيهما، وهو شيء واضح معروف. وهذا الحديث أشار إليه الحافظ في الفتح 3: 156 ونسبه أيضاً للطبراني في الأوسط. ونسبه الهيثمي أيضاً للطبراني في الكبير والأوسط وللبزار. وانظر 4453. قوله: "مثل قيراطنا هذا"، هكذا الثابت في أصول المسند هنا بالإفراد. والذي نقله المنذري وابن حجر والهيثمي عن المسند "مثل قراريطنا هذه" بالجمع.

ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صلى على جنازة فله قيراط"، قالوا: يا رسول الله، مثل قيراطنا هذا؟، قال: "لا، بل مثل أحُدٍ، أو أعظمُ من أحد". 6306 - حدثنا يَعْلَى ومحمد ابنا عُبَيد قالا حدثنا محمد، يعني ابن إسحق، قال محمد في حديثه، قال: حدثنِي نافع عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في يده حصاة، يحكُّ بها نخامةً رآها في القبْلة، ويقول: "إذا صلى أحدكم فلا يتنخمن تجَاهَه، فإن العبد إذا صلى فإنمَا قام يناجي ربه تعالى"، قال محمد: "وِجَاه". 6307 - حدثنا يعلَى ومحمد قالا حدثنا محمد، يعني ابنَ إسحق، حدثني نافع عن ابن عمر قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن بيع الغَرَر، وقال: إن أهل الجاهلية كانوا يتبايعون ذلك البيع، يبناع الرجل بالشارف حَبَل الحَبَلَةِ، فنهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال محمد بن عبيد في حديثه: حَبَلَ الَحَبَلَة،

_ (6306) إسناده صحيح، وهو مختصر 4908، ومطول 5745 بنحوه. وانظر 4928، 6265. "تجاه" و "وجاه": سبق تفسيرهما في 5745. (6307) إسناده صحيح، وقد مضى النهي عن بيع حبل الحبلة مراراً، مطولاً ومختصراً، منها 4491، 4640، 5307، 5466, 5510، 5862. وبيع حبل الحبلة من الغرر، ولكن النهي عن بيع الغرر عامة لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من حديث ابن عمر، وقد رواه الجماعة إلا البخاري من حديث أبي هو، كما في المنتقى 2788، ومضى معناه في المسند من حديث ابن عباس 2752، ومن حديث ابن مسعود 3676. وقد اعتبره الهيثمي من الزوائد، أعني حديث ابن عمر في النهي عن بيع الغرر، فذكره فيها 4: 80، وقال:"رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات"، ففاته أن ينسبه إلى المسند، وهو فيه كما ترى. و"الغرر" بالغين المعجمة المفتوحة وفتح الراء سبق تفسيره في حديث ابن عباس. الشارف: الناقة المسنة.

فنهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن ذلك. 6308 - حدثنا يَعْلَى حدثنا فُضَيل، يعني ابنَ غَزْوَان، عن أبي دُهْقَانَةَ عن ابن عمر قال: كان عند النبي -صلي الله عليه وسلم - أُناس، فدعا بلالاً بتمر عنده، فَجاء بتمر أنكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما هذا التمر؟ "، فقال: التمر الذي كان عندنا أبْدلنا صاعين بصاع. فقال: "رُدَّ علينا تمرنا". 6309 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عُبيد الله بن عمر بن

_ (6308) إسناده صحيح، وهو مختصر 4728. وانظر5885. (6309) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من الإرسال. فإن ظاهره أنه عن سالم بن عبد الله عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. وحقيقته أنه "عن أبي بكر بن سالم عن أبيه عن جده"، فسقط من الإسناد في هذا الموضع "عن عبد الله بن عمر". والظاهر عندي أنه سهو من الناسخين قديم، إذ لو كان مرسلاً من هذا الوجه ما ذكر في المسند، أو لنص عليه العلماء في ذلك. ويقطع بهذا الذي رأينا أن الحديث مضى بهذا الإسناد نفسه على الصواب 5798، ومضى أيضاً عن أبي أسامة عن عُبيد الله "عن أبي بكر بن سالم عن أبيه عن جده"، على الصواب 4742. وقد أشرنا هناك إلى أن الشافعي رواه في الرسالة 1092 بتحقيقنا عن يحيى بن سليم عن عُبيد الله "عن أبي بكر بن سالم عن سالم عن ابن عمر" على الصواب أيضاً. ونزيد هنا أنه رواه أبو نعيم في الحلية 8: 138 من طريق قتيبة ابن سعيد عن فضيل بن عياض عن عُبيد الله "عن أبي بكر بن سالم عن سالم عن عبد الله بن عمر"، وقال: "مشهور من حديث عُبيد الله، لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث قتيبة". وكلمة "عن عبد الله بن عمر" التي سقطت من هذا الإسناد سهواً من بعض الناسخين، كتبت بهامش ك، غير مبين إن كانت تصحيحاً للنسخة، أو استدراكاً من ناسخها، وكتبت بهامش م على أنها نسخة، وكتب بجوارها ما نصه: "هذه النسخة بدل قوله: عن أبيه". وهذا خطأ أيضاً في النسخة التي نقل عنها ,لأن أبا بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر روى هذا الحديث عن أبيه سالم عن جده عبد الله بن عمر، كما بينا آنفاً, ولم أجد ما يدل على أن أبا بكر يروي عن جده عبد الله بن عمر مباشرة. =

حفص عن أبيِ بكر بن سالم عن أبيه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الذي يكذب عليّ يُبْنى له بيتٌ في النار". 6310 - حدثنا محمد بن عبَيد حدثنا عبَيد الله عن نافع وسالم عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن أكل لحوم الحمر الأهْلية. 6311 - حدثنا أبو كامل حدثنا حمّاد، يعني ابن سَلَمة، عن أبي

_ = وقد ورد معنى الحديث من وجهين آخرين: فروى الخطيب في تاريخ بغداد 7: 418 من طريق قدامة بن موسى عن سالم عن أبيه: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". ورواه الخطيب أيضاً بهذا اللفظ 3: 238 من طريق سعيد بن سلاّم البصري عن عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر. فائدة: وقع في الحلية 138:8 "عُبيد الله بن عمرو"، وهو خطأ مطبعي واضح، صوابه: "عُبيد الله بن عمر"، فيستفاد تصحيحه. والحمد لله. (6310) إسناده صحيح، وهو مختصر 6291. (6311) إسناده صحيح، أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، سبق توثيقه 1830، ونزيد هنا قول أحمد: "كان أبو كامل بصيراً، بالحديث، متقناً، يشبه الناس، له عقل سديد، وكان من أبصر الناس بأيام الناس، وكان يتفقه". وسيأتي في المسند 7555 عن عبد الله ابن أحمد: "سمعت يحيى بن معين ذكر أبا كامل، فقال: كنت آخذ منه ذا الشأن، وكان أبو كامل بغدادياً من الأمناء"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 74.أبو الزبير: هو المكي، محمد بن مسلم بن تَدْرُس. علي بن عبد الله الأزدي البارقي: سبق توثيقه 4791، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 193. والحديث رواه مسلم 1: 381 من طريق حجاج بن محمد عن ابن جُريج عن أبي الزبير، ورواه الترمذي 4: 244 - 245 من طريق عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير، وقال: "هذا حديث حسن". ورواه أبو داود 2: 338 من طريق عبد الرزاق عن ابن جُريج عن أبي الزبير، وزاد في آخره: "وكان النبي -صلي الله عليه وسلم - وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبَّحوا، فوضعت الصلاة على ذلك". وقال المنذري 2487: "وأخرجه مسلم =

الزُّبَير عن علي بن عبد الله البارِقي عن عبد الله بن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان إذا ركب راحلتَه كبَّر ثلاثاً، ثم قال: " {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} "، ثم يقول: َ "اللهمِ إني أسألك في سفري هذا البرَّ والتقوى، ومنَ العمل ما تَرْضى، اللهم هون علينا السفر، واطْولَنَا البعيد، اللهم أنتَ الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصْحبنا في سفرنا، واخْلفْنَا في أهلنا"، وكان إذا رجع إلى أهله قال: "آيبون تائبون إن شاء الله، عابدون حامدون". 6312 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن

_ = والترمذي والنسائي، وآخر حديثهم: حامدون". ونقله ابن كثير في التفسير 7: 389 عن المسند من هذا الوضع، وقال: "وهكذا رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث ابن جُريج، والترمذي من حديث حماد بن سلمة، كلاهما عن أبي الزبير، به". وسيأتي عن عبد الرزاق عن ابن جُريج 6374، وليس فيه الزيادة التي في رواية أبي داود. وانظر 753، 930، 1056، 2723، 3058، 4496، 5831. (6312) إسناده صحيح، وقد مضى مراراً، مطولاً ومختصراً، من طرق كثيرة، أولها 4743، ومنها 6099، 6144. وأما الرواية التي هنا فقد رواها البخاري 6: 351 - 353 عن أحمد ابن محمد المكي عن إبراهيم بن سعد عن الزهري، بهذا الإسناد، نحوه. وقول ابن عمر "والله ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعيسى أحمر قط، يريد به الود على ما روى ابن عباس وأبو هريرة من وصفه بالحمرة، وقد مضى في مسند ابن عباس 3179 "مربوعاً إلى الحمرة والبياض"، ونحو ذلك في 2197،2198، 2347. فقال الحافظ في الفتح 6: 350: "الأحمر عند العرب: الشديد البياض مع الحمرة، والآدم: الأسمر. ويمكن الجمع بين الوصفين بأنه احمر لونه بسبب كالتعب، وهو في الأصل أسمر. وقد وافق أبو هريرة على أن عيسى أحمر. فظهر أن ابن عمر أنكر شيئاً حفظه غيره". وقال أيضاً351: "اللام في قوله لعيسى بمعنى عن، وهي كقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}، وقد تقدم بيان الجمع بين ما أنكره ابن =

شهاب قال: فحدثني سالم أن عبد الله بن عمر قال: والله ما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لَعيسى عليه السلا أحمر قطُّ ,ولكنه قال: "بينا أنا نائمْ رأيتني أطوف بالكعبة, فإذا رجل آدَم سبط الشَّعر، يهادَى بين رجلين، ينطف رأسه"، أو "يهَرَاق، فقلتِ: من هذا؟، قالوا-: هذا ابن مريم، قال: فذهبت ألْتَفِت، فإذا رجلٌ أحمر جسيمٌ، جَعْد الرأس، أعور العين اليمنى، كأنَّ عينه عنَبةٌ طافية، قلت: من هذا؟، قالوا: هذا الدجال، أقرب مَنْ رأيت به شبهاً اَبن قَطنٍ"، قال ابن شهاب: رجل من خزاعةَ، مِن بَالمطْطَلِق، مات في الجاهلية. 6313 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جرَيج قال سليمان بن موسى: حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَضَى أن الوَلاء لمن أعْتَقَ. 6314 - حدثنا عبد الرزَّاق حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي لَبِيد

_ = عمر وأثبته غيره. وفيه جواز اليمين على غلبة الظن, لأن ابن عمر ظن أن الوصف اشتبه على الراوي، وأن الموصوف بكونه أحمر إنما هو الدجال لا عيسى، وقرّب ذلك أن كلا منهما يقال له المسيح، وهي صفة مدح لعيسى، وصفة ذم للدجال، كما تقدم، وكان ابن عمر قد سمع سماعاً جزماً في وصف عيسى أنه آدم، فساغ له الحلف على ذلك، لما غلب على ظنه أن من وصفه بأحمر واهم". قوله: "يهادى بين رجلين" أي يمشي بينهما معتمداً عليهما، وكل من فعل ذلك بأحد فهو يهاديه. "ينطف" بكسر الطاء المهملة وضمها: أي يقطر. قال الحافظ: "وقوله أو يهراق: هو شك من الراوي". قوله: "من بالمصطلق" أي من "بني المصطلق"، وهم قبيلة من خزاعة. وفي ك "من بني المصطلق". (6313) إسناده صحيح، وهو مختصر 5929. وقد مضى نحوه أيضاً مختصراً من رواية روح عن ابن جُريج، بهذا الإسناد 4817. (6314) إسناده صحيح، وهو مكرر 4572، 4688، 5100. وانظر 6148. قوله: "على أسماء صلاتكم"، في نسخة بهامش م "صلواتكم"، وفي ك "على اسم صلاتكم".

عن أبي سَلَمة عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إنها صلاة العشاء، فلا يَغْلِبنَّكم الأعراب على أسماء صلاتكم، فإنهم يُعْتِمون عن الإبل". 6315 - حدثنا عبد الرزَّاق أنبأنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم -يبعثنا في أطراف المدينة، فيأمرنا أن لا نَدع كلباً إلا قتلناه، حتى نقتلَ الكلبَ للمريَّة من أهل البادية. 6316 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبي إسحق عن النَّجْراني عن ابن عمر قال: ابتاع رجل من رجل نخلا، فلم يخْرِج تلك السنةَ شيئاً، فاجتمعا، فاختصما إلي النبي- صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "بم تسْحِلُّ دراهمَه؟!، ارْدد إليه دارهمَه، ولا تسْلمن فيِ نخلٍ حتى يبدو صَلاحه"، فسألت مسروقاً: ما صلاحه؟، قال: يَحمارُّ أو يصْفَارُّ 6317 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُرَيج أخبرني إسماعيل بن

_ (6315) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث مطول 4744، 5975. وانظر 6171. "المرية": أصلها "المُرَيئة" تصغير امرأة، ثم سهلت الهمزة وقلبت ياء أدغمت في ياء الغير. (6316) إسناده ضعيف، لجهالة النجراني الذي رواه عن ابن عمر، وليس "النجراني" هنا اسم رجل بعينه، بل هو"رجل من بجران" مجهول. وهذا الحديث قد مضى نحوه بمعناه مختصراً، من رواية وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن النجراني 5236. ومضى نحوه أيضاً ومعه حديث آخر في الشرب والجلد فيه، من رواية يزيد بن هرون 5067، ومن رواية محمد بن جعفر 5129، كلاهما عن شُعبة عن أبي إسحق عن رجل من نجران. ومضى ما يتعلق منه بالشرب فقط، من رواية وكيع عن الثوري عن أبي إسحق عن النجراني 4786، 5223. (6317) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مختصراً مراراً، أولها 4503، وآخرها 6293. "الصفة" بضم الصاد وتشديد الفاء المفتوحة: شبه البهو الواسع الطويل، وصفة النساء: المكان المخصص لهن في المسجد، وهي غير "الصفة" التي اهر بالنسبة إليها "أهل الصفة"، =

أُمية أن نافعاً مولى عبد الله حدثه أن عبد الله بن عمر حدثهم: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قَطع يدَ رجل سرق تُرْساً من صُفّة النساء، ثمنُه ثلاثةُ دراهم. 6318 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش وليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ايذنوا للنساء بالليل إلى المسجًد"، فقال له ابنه: والله لا نأذنُ لهنَّ، يتَّخذْنَ ذلك دَغَلا، فقال: فعل الله بك، وفعل الله بك، تسمِعُنِي أقول قالَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وتقول أنت: لا؟!، قال ليث: "ولكن ليَخْرُجن تفِلاتٍ". 6319 - حدثنا عبدِ الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن اِبن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يخرج بالعَنَزة معه يومَ الفطر والأضحى, لأن يرْكِزَها فيصلي إليها. 6320 - حدثنا عبد الرزاق أخبرِنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "الذي تفُوته صلاةُ العصر فكأنما وُتر أهله وماله". 6321 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن المؤمن يأكل في مِعًى واحد، وإن

_ = فهي مكان آخر لهم في المسجد، كانوا يسكنونه لفقرهم وإن لم يكن لهم مساكن. قوله: ِ "ثمنه"، في نسخة بهامش م " قيمته". (6318) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر 6101، 6296، من رواية الأعمش عن مجاهد، ومطول 5725 من رواية ليث بن أبي سليم عن مجاهد. وانظر 5021 ,5101 , 6303 , 6304. (6319) إسناده صحيح، وهو مختصر 6286. (6320) إسناده صحيح، وهو مكرر 6177. (6321) إسناده صحيح، وهو مكرر 4718. وانظر 5438.

الكافر يأكل في سبعة أمعاء". 6322 - حدثنا أبو كاِمل حدثنا حمّاد، يعني ابنَ سَلَمة، أخبرنا فَرْقَدٌ السَّبَخِيّ عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -ادَّهَنَ بزيتٍ غير مُقتَّبٍ، وهو مُحْرِم. 6323 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم الهلاَل فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقْدروا له". 6324 - حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم أخبرنا ابن شهاب، ويعقوب قال: حدثنا أبي عن ابن شهاب، عن سالم عن أبيه قالَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال يعقوب: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وِترَ أهله وماله". 6325 - حدثنا محمد بن سَلَمَة عن أبي عبد الرحيم عن الجَهْم

_ (6322) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني. والحديث مكرر 6089. وقد سبق تفسير "المقتت" في 4783. (6323) إسناده صحيح، إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. والحديث مكرر 5294، ومختصر 4488. (6324) إسناداه صحيحان، فقد رواه الإِمام أحمد عن أبي كامل عن إبراهيم بن سعد عن الزهري، وعن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن الزهري. والحديث مكرر 6320. (6325) إسناده صحيح، محمد بن سلمة: هو الحراني الباهلي، سبق توثيقه 571، 5353. أبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحراني، وهو خال محمد بن سلمة، سبق توثيقه 571، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/167، وكنيته "أبو عبد الرحيم" كما هنا، وكما مضى في 571، وكما في ترجمته في الكبير والتهذيب وتاريخ بغداد =

ابن الجارود عن سالم عن أبيه قال: أهدَى عمر بن الخطاب بْخْتيَّةً، أعطِي

_ = 8: 293. ولكن وقع في التهذيب 2: 121 في ترجمة جهم بن الجارود، في الرواة عنه "أبو عبد الرحمن خالد بن أبي يزيد"، وهو خطأ قطعاً من الناسخ أو الطابع، وكذلك وقع هذا الخطأ في إحدى نسخ التاريخ الكبير في ترجمة جهم أيضاً. جهم بن الجارود: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/229 - 230 وقال: "لا يعرف لجهم سماع من سالم". وهذا على قاعدته في عدم الاكتفاء بالمعاصرة، وقال الذهبي في الميزان: "فيه جهالة"، وقال الحافظ في التهذيب: "أخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وتوقف في الاحتجاج به". والحديث رواه البخاري في الكبير 2/ 1/229 - 230 عن محمد بن سلام عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد نحوه، ورواه أبو داود 2: 80 عن عبد الله بن محمد النفيلي عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد أيضاً. ورواه البيهقي 5: 241 - 242 من طريق أبي داود. وأعله المنذري 1682 بكلمة البخاري، قال ابن التركماني في التعليق على البيهقي: "جهم: مجهول، كذا في الضعفاء والميزان للذهبي. وقال ابن القطان: مجهول، لا يعرف روى عنه غير أبي عبد الرحيم، ذكره البخاري وأبو حاتم. وفي التاريخ للبخاري: لا يعرف له سماع من سالم". والحديث نسبه أيضاً الشوكاني في نيل الأوطار 5: 185 وصاحب عون المعبود 2: 81 لابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. قوله: "بختية" هو بضم الباء وسكون الخاء المعجمة وكسر التاء المثناة وتشديد الياء. في الأصول الثلاثة، وبهامش ك في الموضعين بدله "بخيبة" بفتح النون وكسر الجيم وفتح الباء الموحدة، وكذلك بهامش م في الموضع الأول فقط. وكذلك في إحدى نسخ التاريخ الكبير، كما ذكر مصححه. وكذلك ثبت هذا الاختلاف في النسخ في أبي داود والمنذري والسنن الكبرى. و"البختية"، كما في النهاية: "الأنثى من الجِمال البُخْت، والذكر بخْتي، وهي جِمَال طِوَال الأعناق، وتجمع علىْ بُخْتٍ وبَخَاتي. واللفظة معربة". ولست أرى ما ذهب إليه ابنِ الأثير منٍ أنها معربة. و"النجيبة"، أنثى النجيب، وهو الفاضل من كل حيوان، وقد نجب ينجب نجابة: إذا كان فاضلاَ نفيساً في نوعه، والنجيب من الإبل: القوي منها الخفيف السريع. وهذا الحديث مما يرَدُّ به على المتلاعبين بالدين في عصرنا، الذين يريدون أن يشرحوا الدين =

بها ثلثمائة دينار، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أهْديت بُخْتيةً لي، أُعْطيت بها ثَلثمائة دينارٍ، فأنحَرُها، أو أشتري بثمنها بُدْناً؟ قال: "لا, ولكن انْحَرْها إيَّاهَا". 6326 - حدثنا حفص بن غيَاث حدثنا ليث قال: في دخلت على سالم بن عبد الله وهو متَّكِئٌ على وسادهَ فيها تماثيلُ طير ووَحشٍ، فقلت: أليس يُكْرَه هذا؟ قال: لا، إنما يُكرَه ما نصِب نَصْباً، حدثني أبي عبدُ الله بن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من صَوَّر صورةً عُذِّب"، وقال حفصٌ مرةً:

_ = ويفسروه بأهوائهم وآرائهم. يصورونه على الصورة التي يرضون. وإن خالفوا النقل والعقل، وإن خرجوا على كل شيء بديهي معلوم من الدين بالضرورة، لا يخالف فيه مسلم، ذلك بأنهم لا يؤمنون بالغيب، وإنما يؤمنون بعقولهم وحدها، فهي عندهم الحكم في كل شيء. حتى لقد ذهب بعضهم في هذا العصر إلى إحياء رأي فريق من الملحدين القدماء، في تحريم ذبح الحيوان وأكل اللحم، تقليداً لأناس من ملحدي أوربة. ثم ذهب يلعب بالدين، يوهم نفسه ويوهم الناس أن الإسلام لا ينافي هذا المذهب الإلحادي، ويتأول كل ما يراه من القرآن منافياً لرأيه، ويكذب كل حديث يراه كذلك. وكان مما لعب به وتأوله قول الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}، ذلك بأنه لا يفقه القرآن ولا العلم، وذلك بأنه يتبع ما يمليه عليه هواه وجهله. فهذا الحديث يرد عليه وعلى أمثاله، ويبين أن ذبح الهدي الذي عينه صاحبه بالتعيين واجب، لا يجوز له أن يستبدله برأي أو قياس. أما لو قُبل في مثل هذا الرأي والقياسُ، لكان ذبح إبل أكثر عدداً، ثمنها ثمن هذه البختية التي أهداها عمر، أنفعَ للناس وللفقراء دون شك. ولكن المعنى في الهدي معنى يسمو على الماديات والأثمان، ليس للعبد فيه إلا الطاعة حيث أُمر. (6326) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. والحديث مضى المرفوع منه بمعناه مطولاً ومختصراً مراراً. آخرها 6262. وأما القصة التي في أوله، من دخول ليث بن أبي سليم ابن عبد الله، وسؤاله عما رأى من وسادته. فإني لم أجدها في موضع آخر.

"كُلِّفَ أن يَنْفُخَ فيها, وليس بنافخ". 6327 - حدثنا أبو كامل حدثنا زهَير حدثنا أبو إسحق قال: سمعت نافعاً يقول: قال عبد الله بن عمر: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على المنبر يقول: "من أتَى الجمعةَ فليغتسل". 632 - حدثنا محمد بن فضَيل عن عاصم بن كُلَيب عن مُحَارِب بن دِثَار قال: رأيت ابنَ عمر يرفع يديه كلَّما ركع، وكلما رفع رأسه

_ (6327) إسناده صحيح، وهو مطول 6267. (6328) إسناده صحيح، محمد بن فضيل بن غزوان: سبق توثيقه 890، وهو من قدماء شيوخ أحمد، مات سنة 195، قال ابن المديني: "كان ثقة ثبتاً في الحديث"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 207 - 208. عاصم بن كليب بن شهاب الجرمي: سبق توثيقه 85، ونزيد هنا قول أبي داود: "كان من العبَّاد"، وقال: "كان أفضل أهل الكوفة"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 349 - 350. ووقع في ح هنا "عن عاصم عن ابن كليب" وهو خطأ مطبعي صرف، صححناه من ك م ومما سنذكر من تخريج الحديث. والحديث روى منه أبو داود آخره المرفوع فقط 1: 271، عن عثمان ابن أبي شيبة ومحمد بن عبيد المحاربي، كلاهما عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد، ولم يخرجه المنذري 712 من كتاب آخر. وكذلك رواه ابن حزم في المحلى 4: 90 من طريق أبي داود. وأما القصة التي في أول الحديث هنا، من رؤية محارب بن دثار لابن عمر وسؤاله إياه، فإني لم أجدها في موضع آخر. وقوله في الحديث المرفوع "إذا قام في الركعتين"يريد: إذا قام للركعة الثالثة بعد الركعتين الأوليين والتشهد الأول. وهذا المعنى مضى مراراً من حديث ابن عمر من أوجه أخر، مطولاً ومختصراً، آخرها 6175. وسياق القصة والحديث هنا يدل على أنه مختصر أيضاً، إذ الجواب لا يلاقي السؤال، ولكنه مفهوم أنه يريد رفع اليدين من الركوع وعند الرفع منه وعند القيام للثالثة، كما هو بديهي، وكما هو ثايت بأصح الأسانيد عن ابن عمر، مما مضى في المسند، وعند الشيخين وغيرهما، وانظر المنتقى 845 - 849.

من الركوع، قِالِ: فقلت له: ما هذا؟، قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - إذا قام في الركعتين كبَّر ورفع يديه. 6329 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جرَيج، ورَوْح قال حدثنا ابن جُريجِ، أخبرني ابنُ طاوس عن أبيه: أنه سمع ابن عمر يسْأل عن رجل طلق امرأته حائضاً؟، فقال: أتعرفُ عبدَ الله بن عمر؟!، قال: نعم، قال: فإنه طلق امرأتَه حائضاً، فذهب عمرُ إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فأخبره الخبر، فأمره أن يراجعَها، قال: ولم أسمعه يزيد على ذلك، قال رَوْح: "مُرْه أن يراجعَها". 6330 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن

_ (6329) إسناده صحيح، ابن طاوس: هو عبد الله. والحديث مضى معناه مراراً مطولاً ومختصراً آخرها 6141. وانظر 6246. (6330) إسناده صحيح، ورواه البخاري بنحوه 3: 5 - 6 من طريق عبد الرزاق وهشام عن عمر. ورواه أيضا 7: 71 من طريق عبد الرزاق عن معمر، ورواه كذلك 12: 368 من طريق هشام بن يوسف عن معمر. ورواه مسلم بنحو أيضاً 2: 257 من طريق عبد الرزاق عن معمر. ثم رواه من طريق أبي إسحق الفزاري عن عُبيد الله عن نافع، بنحو معناه، ولم يسق لفظه كله، وقال: "بمعنى حديث الزهري عن سالم عن أبيه". وروى البخاري معناه أيضاً مطولاً 12: 367 من طريق صخر بن جويرية عن نافع. وانظر 4600، 4607، 5389، 5839. قوله: "إذا رأى رؤيا"، في نسخة بهامش م "الرؤيا". قوله: "عزباً" هو بفتح العين والزاي، ووقع في الفتح 1: 446 أنه "بفتح العين وكسر الزاي"، وهو خطأ صرف، لم يوجد بهذا الضبط أبداً، والراجح عندي أنه خطأ ناسخ أو طابع. قوله: "مطوية كطي البئر": طي البئر: تعريشها بالحجارة والآجر، وقال الحافظ في الفتح 3: 5: "والبئر قبل أن يبنى يسمى قليباً". قوله "لها قرنان": قال في اللسان: منارتان تبنيان على رأس البئر توضع عليهما الخشبة التي يدور عليها المحور وتعلق منها البكَرة ... وإنما يسميان بذلك إذا كانا من حجارة، فإذا كانا من خشب فهما دعامتان". وفي نسخة بهامش م "لها قرنين"، وفي الفتح 3: 5 أن الكرماني حكى أن مثل ذلك في نسخة من صحيح البخاري، قال =

ابن عمر قال: كان الرجل في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا قصَّها علي النبي -صلي الله عليه وسلم -، قالِ: فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصَّها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكنتُ غلاماً شاباً عَزباً، فكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: فرأيت في النوم كأن مَلَكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مَطْوِيّة كَطيِّ البئر، وإذا لها قَرْنان، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلَقيهما مَلَك آخر، فقال لي: لن ترَاعِ، فقصَصتها على حفصة، فقضتْها حفصةُ على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "نعْم الرجلُ عبد الله لو كان يصلي من الليل"، قال سالم: فكان عبد الله لا ينامَ من الليل إلا قليلاً. 6331 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن

_ = "فأعربها بالجر أو بالنصب، على أن فيه شيئاً مضافاً حذف وترك المضاف إليه على ما كان عليه، وتقديره: فإذا لها مثل قرنين وهو كقراءة من قرأ: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}، بالجر، أي يريد: عرض الآخرة. أو ضمن "إذا" المفاجأة معنى الوجدان، أي: فإذا بي وجدت لها قرنين. انتهى". قوله"لن تراع": من الروع، بفتح الراء، والرواع، بضم الراء وفتح الواو، وهو الفزع. وفي رواية مسلم ورواية البخاري "لم ترع"، قال الحافظ 3: 5 - 6: أي لم تخف. والمعنى: لا خوف عليك بعد هذا. وفي رواية الكشميهني في التعبير [يعني في صحيح البخاري]: لن تراع. وهي رواية الجمهور بإثبات الألف، [أي كرواية المسند هنا]. ووقع في رواية القابسي: لن ترع، بحذف الألف، قال ابن التين: وهي لغة قليلة، أي الجزم بلن، حتى قال القزاز: "لا أعلم له شاهداً"، ثم تعقبه الحافظ بذكر شاهدين لذلك. وقال في كتاب التعبير 12: 367: "ووقع عند كثير من الرواة: لن ترع، بحرف بن مع الجزم، ووجهه ابن مالك بأنه سكن العين للوقف، ثم شبهه بسكون الجزم فحذف الألف قبله، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، ويجوز أن يكون جزمه بلن، وهو لغة قليلة، حكاها الكسائي". (6331) إسناده صحيح، وهو مكرر 6007 بنحوه. وانظر 6107، 6271. قوله "وضع فصه" بالضاد المعجمة، وفي ح "وصنع". وهو تحريف مطبعي، صححناه من ك م.

ابن عمر قال: اتخذ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب، وَضَع فَصَّه من داخل، قال: فبَينا هو يخطبُ ذاتَ يوم قال: "أني كنتُ صنعتُ خاتَماً، وكنتُ ألْبَسه وأجعل فَصَّه من دَاخل، وإني واللهِ لا ألْبَسُه أبداً"، فنبَذه، فنبذ الناس خواتيمَهم. 6332 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر، وعبد الأعلى عن مَعْمَر، عن الزهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا أكل أحدكم فليأكلْ بيمينه، وإذا شرب فليشربْ بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله". 6333 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رَبَاح عن مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم بن عبد الله، يرفع الحديث، قال: "إذا أكل أحدكم"، فذكر الحديث. 6334 - حدثنا عبد الرزاق: سمعت مالك بن أنس وعُبيد الله بن عمر يحدثان عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عُبيد الله عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثلَه. 6335 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن

_ (6332) إسناده صحيح، وهو مكرر 4537، 6184. (6333) هذا مرسل، ولكنه لا يعلل به الروايات الصحيحة المتصلة. بل هو محمول على الاتصال أن سالماً رواه عن أبيه ابن عمر. والراوي قد يرسل الإسناد اختصاراً. والحديث مكرر ما قبله. (6334) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهو في الموطأ 3: 109. وقد مضى 4886 من رواية عبد الرزاق عن مالك عن ابن شهاب. وقد زاد عبد الرزاق هنا روايته إياه عن عُبيد الله ابن عمر بن حفص بن عاصم عن ابن شهاب. (6335) إسناده صحيح، وهو مكرر 6315 بنحوه.

ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمر بالمدينة بقتل الكلاب، فأُخبر بامرأةٍ لها كلبٌ في ناحية المدينة، فأرسل إليه فقُتل. 6336 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن

_ (6336) إسناده صحيح، وهو مرسل صحابي يقيناً، فقد مضى 4557 من طريق الزهري عن سالم، رواية ابن عمر في الأمر بقتل الحيات، وأنه كان يقتل كل حية وحدها، أن أبا لبابة بن عبد المنذر أو زيد بن الخطاب قال له: "إنه قد نهي عن ذوات البيوت". ونزيد هنا أن البخاري روى أيضاً 7: 247 من طريق جرير بن حازم عن نافع: "أن ابن عمر: كان يقتل الحيات. كلها، حتى حدثه أبو لبابة البدري: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نهى عن قتل جنان البيوت، فأمسك عنها". وكذلك رواه مسلم 193:2 من طريق جرير بن حازم عن نافع. وروى مسلم أيضاً 2: 193 من طريق عُبيد الله عن نافع: "أنه سمع أبا لبابة يخبر ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن قتل الجنان". وروى من طريق عُبيد الله وجويرية عن نافع عن عبد الله: أن أبا لبابة أخبره: "أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن قتل الجنان التي في البيوت". وروى أيضاً القصة مطولة من طرق أخر، وهي تدل كلها على أن ابن عمر سمع هذا من أبي لبابة، وأن نافعاً سمعه في الوقت نفسه مع ابن عمر من أبي لبابة. وفي الموطأ 3: 142: "مالك عن نافع عن أبي لبابة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل الحيَّات التي في البيوت". وستأتي أحاديث أبي لبابة في المسند بهذا المعنى، مطولة ومختصرة 15610، 15611، 15813، 15814، 15816، 15817. وكل هذه الروايات تؤكد أن ابن عمر إنما سمعه من أبي لبابة، وفي بعضها ما يدل على أنه سمعه أيضاً من عمه زيد بن الخطاب، وأن نافعاً كان معه حين حدثه بذلك أبو لبابة وزيد. فرواية نافع هنا عن ابن عمر فقط أعتقد أنها موجزة، وأنها اختصار من بعض الرواة، إذ يبعد عندي جداً أن يكون نافع حاضراً كلام أبي لبابة وزيد بن الخطاب مع ابن عمر، وتحديثهما إياه بهذا النهي، ثم يرويه نافع بهذه الصفة ويجعله من حديث ابن عمر. "الجنان"، بكسر الجيم وفتح النون المشددة وآخره نون: قال القاضي عياض في مشارق الأنوار 156:1: "هي الحيات الصغار، واحدها: جان، وقيل: البيض الرقاق. =

ابن عمر قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن قتل الجِنَّانِ. 6337 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابنِ عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا دعا أحدُكم أخاه فليجِبْه، عرْساً كان أو نحوه". 6338 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون الثالث، إلا بإذنه، فإن ذلك يُحْزِنه". 6339 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر في أيوب عن نافع عِن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب رأى عُطَارِداً يبيع حُلَّة من دِيباج، فأتى

_ = وقيل: الجنان: ما لا يتعرض للناس، والحيات ما يتعرض لهم. وقيل: الجنان: مسخ الجن. وقال ابن وهب: الجنان: عوامر البيوت يتمثل حية رقيقة". وأما في رواية الموطأ فإنها "الحيات" جمع "حية". والمعنى مقارب. (6337) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 407 عن محمد بن رافع، وأبو داود 3: 395 عن الحسن بن علي، كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأشار الحافظ في الفتح 9: 213 إلى هذه الرواية عند مسلم وأبي داود. وقد سبق معناه مختصراً مراراً، دون ذكر العرس أو نحوه، أولها 4712. وآخرها 6108. وانظر 6106. (6338) إسناده صحيح، وهو مطول 6270. (6339) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 150 - 151 بنحوه، من طريق جرير بن حازم عن نافع. وقد مضى نحوه مطرلاً ومختصراً، مراراً، منها 4713، 4978، 4979، 5095 , 5545، 5797، 5951، 5952. وانظر 06105 الواو في "قوله" [و] للوفود" لم تذكر في ح، وزدناها من ك م. وقوله "فلما رأى أسامة يحدد إليه الطرف" إلخ، هكذا هو في الأصول الثلاثة، ويريد: فلما رآه، فحذف الضمير، وقد زيد بين السطور في ك، فلم نستجز إثباته، خشية أن يكون تصرفاً من ناسخ أو قارئ. وقوله "يحدد إليه" في نسخة بهامش م "عليه" بدل "إليه"، وما أظنها تُوجَّه إلا على تكرهّ وتكلّف.

رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله؛ إني رأيت عطارداً يبيع حُلَّة من ديباج، فلِو اشتريتَها فلَبسْتَها للوفود [و]، للعيد وللجمعة؟، فقال: "إنما يلبَس الحرير من لا خَلاق له"، حَسبته قال: "في الآخرة"، قال: ثم أهْدي لرسول الله -صلي الله عليه وسلم - حلَلٌ من سيَرَاءَ حريرٍ، فأعطى علي بن أبي طالب حلةً، وَأعطى أسامة بن زيد خُلَّةً، وَبعث إلىِ عمر بن الخطاب بحُلَّة، وقال لعليّ: "شَقِّقْها بين النساء خُمُراً"، وجاء عمر إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، سمعتك قلتَ فيها ما قلتَ، ثم أرسلتَ إليّ بحُلَّة؟، فقال: "إني لم أرسلها إليك لتَلْبَسَها, ولكن لتَبيعها"، فأما أسامة فلَبسَها فراحَ فيها، فجعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ينظر إليه، فلما رأى أسامة يحَدِّد إليه الطَّرْف قال: يا رسول الله، كَسَوْتَنيها، قال: "شَقِّقْها بين النساء خُمُراً"، أوكالذي قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 6340 - حدتا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن زيد بن أسْلَم: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من جَرّ إزارَه من الخيَلاء لم ينظر الله عَزَّ وَجَلَّ إليه [يوم القيامة] "، "قال زيد: وكان ابن عمر يحدِّث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -رآه وعليه إزار يَتَقَعقَع، يعني جديداً، فقال: "من هذا؟ "، فقلت: أنا عبد الله، فقال: "إنْ كنتَ عبدَ الله فارفعْ إزارَك"، قال: فرفعته، قال: "زِدْ"، قال: فرفعته، حتى بلِغَ نصفَ الساق، قال: ثم الْتَفَتَ إلى أبي بكر فقال: "منِ جرَّ ثوبَه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يومَ القيامة"، فقال أبو بكر: إنه يسْترخِي إزاري؟، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لستَ منهم". 6341 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن

_ (6340) إسناده صحيح، وهو مطول 6204، 6263. وقد أشرنا إلى هذا في 6263. وانظر 5713، 5114. زيادة [يوم القيامة] في الموضع الأول، زدناها من نسخة بهامش م. وأما في الموضع الثاني فهي ثابتة في الأصول الثلاثة. (6341) إسناده صحيح، وهو مكرر 5183. قوله "من الحياء"، هذا هو الثابت في ح، وفي =

ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مرَّ برجل من الأنصار وهو يعظ أخاه من الحياء، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "دَعْه، فإن الحياءَ من الإيمان". 6342 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهْرِيّ عن سالِم عن ابن عمر، وأيوب عن نافعِ عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من اتخذ كلباً إلا كلبَ ماشيةٍ أو صيدٍ انتقَصَ من أجره كلَّ يوم قِيراطان". 6343 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معْمَر عن الزهْري عن سالمِ عِن أبيه قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يحدّث قال: "بَينا أنا نائم رَأيتني أُتيت بقدح [لبنٍ]، فشِربت منه، حتى إني أرَى الرِّيَّ يَخْرج في أطْرافي، ثُم أَعطيت فَضْلي عمر بنَ الخطاب"، فقالوا: فما أوَّلْتَ ذلك يا رسول الله؟، قال: "العلْم". 6344 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر، فذكره.

_ = نسخة بهامش م "في" بدل "من". والأصل في ك "في الحياة"، وكتبت كلمة "من" فوق "في"، وعليها علامة نسخة. (6342) إسناداه صحيحان، فهو يرويه معمر عن الزهري وأيوب: الزهري عن سالم عن ابن عمر، وأيوب عن نافع عن ابن عمر. والحديث مضى معناه مراراً، آخرها ضمن 5925. (6343) إسناده صحيح، وهو مكرر 6143 بهذا الإسناد، ولكن لم يَسُقْ لفظه هناك، بل أحال على الذي قبله 6142. كلمة [لبن] زيادة من نسخة بهامش ك. قوله "في أطرافي"، في ك. "من أطرافي". (6344) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ومكرر 6142 بهذا الإسناد، ولكنه ساق لفظه هناك. وقد مضى نحوه بمعناه أيضاً من رواية يونس 5554، ومن رواية عقيل 5868، كلاهما عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

6345 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عنِ ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يرفع يديه حين يكبر حتى يكونا حَذو منكبيه، أو قريباً من ذلك، وإذا ركع رفعهما، وإذا رفع رأسَه من الركعة رفعَهما, ولا يفعل ذلك في السجود. 6346 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر: أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حين رفَع رأسَه من الركوع قال: "ربَّنا ولك الحمد". 6347 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن إسماعيل بن أُمَية عن

_ (6345) إسناده صحيح، وهو مختصر6175، ومطول 6328. (6346) إسناده صحح، وهو في الحقيقة جزء من الحديث السابق، كما مضى من رواية مالك عن الزهري 4674، وكما في الموطأ 1: 97 - 98. وانظر المنتقى 845. (6347) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 1: 376 - 377 عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد. وكذلك رواه البيهقي 2: 135 من طريق أبي داود عن أحمد بن حنبل. ثم رواه من المسند، عن الحاكم أبي عبد الله عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه. مع اختلاف في لفظه قليل. وسنبين ذلك بعدُ، إن شاء الله. وقد جمع أبو داود في روايته بين رواية أحمد ورواية ثلاثة آخرين من شيوخه، كلهم عن عبد الرزاق على اختلاف ألفاظهم، وبيَّن لفظ كل واحد منهم وحده. فرواه عن أحمد بن محمد بن شَبُّويَةَ، بلفظ: "نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة". وعن محمد بن عبد الملك الغزال، بلفظ: "نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة". وعن محمد بن رافع بلفظ: "نهى أن يصلي الرجل وهو معتمد على يده". وقال أبو داود عقب هذه الرواية: "وذكره في باب الرفع من السجود" يريد: أن محمد بن رافع روى هذا اللفظ وذكره في كتابه في: "باب الرفع من السجود"، ففهم هو وفهم عنه تلميذه أبو داود أن هذا حين القيام من السجود للركعة الأخرى، وليس في شأن الجلوس بين السجدتين أو التشهد. فكأن ابن رافع روى اللفظ وتأوله على معنى غير ما يتبادر إلى الذهن من دلالته،=

نافع عن ابن عمر قال: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يجلس الرجل في الصلاة وهو

_ = مع احتمال هذا اللفظ للدلالتين. فاستيقن العلماء أن هذه الألفاظ كلها روايات لحديث واحد، وذهبوا يتأولون للجمع بينها، أو يرجحون بعضها على بعض. فقال البيهقي: "فهذا حديث قد اختلف في متنه على عبد الرزاق، ثم أشار إلى رواية أحمد بن حنبل من طريق أبي داود ومن طريق المسند، ثم رجح رواية أبي داود عن أحمد، وقال: "وهذا أبين الروايات، ورواية غير ابن عبد الملك [يعني روايتي ابن شبوية وابن رافع] لا تخالفه، وإن كان أبين منها [يعني لفظ أحمد بن حنبل عند أبي داود]. ورواية ابن عبد الملك [يعني الغزال] وَهم". وقد تعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي المطبوع أسفل صفحات السنن الكبرى، فقال: "أفرد البيهقي ابن حنبل عن الثلاثة، [يعني ابن شبوية وابن رافع وابن عبد الملك]، والذي في سنن أبي داود أنه جمع الأربعة، فرواه عنهم. وابن عبد الملك الغزال: حافظ ثقة، وثقه النسائي. وما استدل به البيهقي فيما بعد على وهمه، وأن الصحيح رواية ابن حنبل-: معنى آخر منفصل عن رواية الغزال، فلا تعلل روايته به، بل يعمل بهما، فينهى عن الجميع". وهذا الذي ذهب إليه ابن التركماني قد يكون وجهاً جيداً، لو لم تكن الأدلة تنفيه. وإنما ألجأه إليه أنْ رأى فيه تأييداً لمذهب الحنفية، الذين يرون كراهية الاعتماد على اليدين عند القيام من السجود للركعة بعده، وعند القيام من التشهد الأول. لكن الثابت في حديث مالك بن الحويرث عند البخاري 2: 250 الاعتماد على الأرض عند القيام من السجدة الثانية. وروى البيهقي 2: 135 عن الأزرق ابن قيس قال: "رأيت ابن عمر إذا قام من الركعتين اعتمد على الأرض بيديه، فقلت لولده ولجلسائه: لعله يفعل هذا من الكبر؟، قالوا: لا, ولكن هكذا يكون"، ثم قال البيهقي: "وروينا عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يعتمد على يديه إذا نهض. وكذلك كان يفعل الحسن وغير واحد من التابعين". وسواء أكان هذا الاعتماد من سنن الصلاة، أم كان عن كبر السنّ وضعف القوة، فإنه ينافي النهي المطلق الذي رواه محمد ابن عبد الملك الغزال. والظاهر من سياق الروايات لمن فقه السنة ورواية الحديث أن هذه الروايات الأربعة، التي رواها أبو داود عن أربعة من شيوخه، هي ألفاظ لحديث واحد، يجب الفحص عنها بمعرفة رواتها وطبقاتهم في الحفظ والإتقان، ثم معرفة من تابعهم أو =

يَعْتَمِد على يديه.

_ = تابع بعضهم على ما روى، ثم عن ذلك يكون الترجيح والحكم لبعضهم على بعض. أما محمد بن عبد الملك الغزال، الذي رواه بلفظ: "نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة": فإنه ثقة، وثقه النسائي، وقال مسلمة: "ثقة كثير الخطأ". وقد انفرد بهذا اللفظ، لم نجد من تابعه عليه، بل وجدنا الحفاظ الكبار خالفوه فيه، فلا مناص من أن نقول: إن روايته وَهم، كما قال البيهقي. فائدة مهمة: وهم صاحب عون المعبود هنا (1: 376) تبعاً للسيد عبد الله الأمير رحمه الله، فقالا: "ومحمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي قال فيه في التقريب: صدوق. وهو ممن يصحح حديثه أو يحسَّن بالمتابعة والشواهد"!، وهذا غير "الغزال" يقيناً، وإن كان كلاهما من شيوخ أبي داود، فقد صرح أبو داود في رواية هذا الحديث باسمه كاملاً "محمد بن عبد الملك الغزال"، والغزال قال فيه التقريب: "ثقة". ولكن انتقل نظر السيد عبد الله الأمير من ترجمة إلى ترجمة في موضعين متقاربين من التقريب، وقلده صاحب عون المعبود دون بحث أو مراجعة!!، رحمهما الله. وأما ابن شبوية، الذي رواه بلفظ: "نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة"، فإنه ثقة، وثقه النسائي والعجلي وغيرهما، وقال الإدريسي: "كان حافظاً فاضلاً ثبتاً متقناً في الحديث". وكذلك محمد بن رافع بن أبي زيد سابور القشيري النيسابوري، فإنه ثقة، قال البخاري: "كان من خيار عباد الله"، وقال النسائي: "الثقة المأمون"، وقال مسلم: "ثقة مأمون صحيح الكتاب". وهذان الحافظان الثقتان روياه بلفظين مقاربين، لا يخالفان رواية الإِمام أحمد هنا في المسند وعند أبي داود، وإن كانت رواية أحمد أبين منهما، كما قال البيهقي. إلا أن ابن رافع ظن أن الحديث يحتمل أن يكون في النهي عن الاعتماد في الرفع من السجود، فوضعه في ذلك الباب، كما حكى أبو داود. فوهم في رأيه وظنه، مع موافقة روايته في ذاتها للصواب في الجملة. وأما رواية أحمد بن حنبل، وناهيك به حفظاً وإتقاناً وتثبتاً، فهي الرواية الحجة عليهم جميعاً. وما ينبغي أن نقرن روايته برواية هذين: ابن رافع وابن شبوية، فأين يقعان منه؟!. ثم هو لم ينفرد بها، بل تابعه عليها غيره من الحفاظ الثقات: فرواه ابن حزم في المحلى 4: 19 من "مصنّف عبد الرزاق"، بإسناده إلى الدبري عن عبد الرزاق عن =

…. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = معمر، بهذا الإسناد، بلفظ: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجلس الرجل في صلاته معتمداً على يده". وهذا اللفظ يكاد يوافق رواية أحمد هنا عن عبد الرزاق. و "الدبري": نسبة إلى "دَبَر" بفتح الدال والباء الموحدة، وهي قرية من قرى صنعاء، وهو"إسحق بن إبراهيم بن عبَّاد"، راوي مصنف عبد الرزاق، وقد تكلم في أوهام له عن عبد الرزاق لسماعه منه أخيراً. ولكن الحق أن روايته كتب عبد الرزاق صحيحة، وبعض الأوهام إنما وقعت في روايته عنه خارج كتبه. ولذلك احتج به أبو عوانة في صحيحه، وكذلك "كان العقيلي يصحح روايته، وأدخله في الصحيح الذي ألفه"، كما في لسان الميزان. وكذلك رواه البيهقي 2: 135 من طريق أحمد بن يوسف السلمي عن عبد الرزاق عن معمر، بهذا الإسناد، ولفظه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة". وهذا أيضاً يكاد يوافق رواية أحمد هنا. وأحمد بن يوسف السلمي: من ثقات الرواة عن عبد الرزاق وغيره، روى عنه مسلم في صحيحه، وروى عنه البخاري خارج صحيحه، وقال الخليلي: "ثقة مأمون"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان راوياً لعبد الرزاق، ثبتاً فيه". فهذان راويان ثقتان، أحدهما راوي "مصنف عبد الرزاق"، والآخر راو لعبد الرزاق ثبت فيه- تابعاً أحمد في روايته عن عبد الرزاق. فرجحتْ روايته بمتابعتها، فضلاً عن رجحان رواية أحمد في ذاتها, بحفظه وإتقانه وتثبته وتوثقه. ثم لم ينفرد عبد الرزاق بروايته ذلك عن معمر: فرواه الحاكم بنحوه في المستدرك 1: 272 من طريق إبراهيم بن موسى بن هشام بن يوسف عن معمر، بهذا الإسناد، ولفظه: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نهى رجلاً وهو جالس معتمد على يده اليسرى في الصلاة، فقال: إنها صلاة اليهود". قال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي 2: 136 عن الحاكم. وإبراهيم بن موسى: هو التميمي الرازي المعروف بالصغير، وهو ثقة ثبت من شيوخ البخاري ومسلم، وكان أحمد ينكر على من يقول له "الصغير"، ويقول: "هو كبير في العلم والجلالة". وقال أبو زرعة "هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة وأصح حديثاً منه"، وقال الخليلي: "ومن الحفاظ الكبار العلماء الذين كانوا بالريّ يقرنون بأحمد ويحيى-: إبراهيم بن موسى الصغير، ثقة إمام". وشيخه هشام بن يوسف =

6348 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا جلس في الصلاة ليضع يديه على ركبتيه، ورفعِ أصبعه اليمنى التي تَلى الإبهامَ، فدعا بها، ويده اليسرى على ركبنه، باسطها عليها. 6349 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر: أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال في صلاة الفجر، حين رفع رأسه من

_ = الصنعاني: سبق توثيقه 454، ونزيد هنا قول يحيى بن معين: "هوأضبط عن ابن جُريج من عبد الرزاق"، وقال أيضاً: "كان أعلم بحديث سفيان من عبد الرزاق"، وقال أبو حاتم: "ثقة متقن"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 194، وروى عن إبراهيم بن موسى: "قال لنا عبد الرزاق: ثَم رجل بصنعاء، إن حدثكم فلا عليكم أن [لا] تسمعوا من غيره، هشام بن يوسف". وأيضاً: فإن مما يؤيد معناه ما مضى 5972 من طريق هشام بن سعد عن نافع عن ابن عمر: "أن رسول الله رأى رجلاً ساقطا يده في الصلاة، فقال: لا تجلس هكذا، إنما هذه جلسة الذين يعذبون. بل هو متابعة أخرى لهذا الحديث من وجه آخر: من رواية هشام بن سعد عن نافع، تابع بها الرواية التي هنا، رواية إسماعيل بن أمية عن نافع. وقوله هنا "وهو يعتمد على يديه"، هكذا هو في الأصول الثلاثة، وفي رواية أبي داود عن أحمد ابن حنبل "على يده" بالإفراد، وكذلك في رواية البيهقي من طريق المسند ومن طريق أبي داود، وكذلك هو في رواية ابن حزم من رواية الدبري عن عبد الرزاق. ولكن في نسخة المنذري في اختصار سنن أبي داود 954 "علي يديه" بالتثنية، كما في الأصول هنا. (6348) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 162 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. والحديث مطول 6153. وانظر 5421, 6000. قوله "على ركبته"، في ح "على ركبتيه"، وهو خطأ واضح، صححناه من ك، ولم يذكر هذا في م، وهو خطأ أيضاً من الناسخ. وفي مسلم "على ركبته اليسرى". (6349) إسناده صحيح، وهو مطول 5997. وانظر 5674، 6346، والحديث التالي لهذا. زيادة قوله [وفلاناً] ثابتة بهامش ك على أنها تصحيح، وبهامش م على أنها نسخة.

الركعة، قال: "ربنا ولك الحمد"، في الركعة الآخرة، ثم قال: "اللهم الْعَنْ فلاناً [وفلانا] "، دعا على ناس من المنافقين، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)}. 6350 - حدثنا علي بن إسحق حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ حدثني سالم عن أبيه: أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر، يقول: "اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً"، بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، فأنزل الله تعالِى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}. 6351 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزّهْري عن سالم عن ابن عمر قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلاةَ الخوف بإحدى الطائفتين ركعةً، والطائفةُ الأخرى مواجِهَة العدو، ثم انصرفوا، وقاموا في مَقَام أصحابهم،

_ (6350) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. وقد أشرنا في 5674 إلى نقل ابن كثير في التفسير 2: 238 رواية معمر عن الزهري، من صحيح البخاري. فهذه والتي قبلها رواية معمر. وقد رواه البخاري في ثلاثة مواضع، من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر7: 281 و 8: 170 و 13: 263 - 264. "عبد الله بن المبارك" في ح "عُبيد الله بن المبارك"، وهو خطأ واضح، صححناه من ك م. (6351) إسناده صحيح، وهو مكرر 6159. وقد أشرنا هناك إلى رواية أبي داودإياه 1: 482 من رواية معمر عن الزهري، وها هي ذي رواية معمر أيضاً هنا. ونقله الحافظ ابن كثير في التفسير 2: 569 من رواية ابن أبي حاتم عن أبيه عن نعيم بن حماد عن عبد الله ابن المبارك عن معمر عن الزهري، بنحوه، ثم قال ابن كثير: "وهذا الحديث رواه الجماعة في كتبهم من طريق معمر، به. ولهذا الحديث طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة". وهو في صحيح مسلم 1: 230 عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وا نظر 6194، 6377، 6378.

مقْبِلين على العدوّ، وجاءَ أولئك، فصلى بهم النبي -صلي الله عليه وسلم - ركعةً، ثم سلم، ثم قَضى هؤلاء ركعَةً، وهؤلاء ركعَةً. 6352 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سالم عن ابن عمر قال: صليت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ركعتين بمنًى، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ومع عثمان صَدْراً من خلافته، ثم صلاها أربعاً. 6353 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزهْرِيّ عن عبد الله

_ (6352) إسناده صحيح، وهو مكرر 6255، 6356. (6353) إسناده صحيح، وهو مكرر 5683،5333 بنحوه. وقد فصلنا في 5333 القول في رواية مالك "عن الزهري عن رجل من آل خالد بن أسيد"، وأن مالكاً لم يقم إسناده، كما قال ابن عبد البر، وأن ابن شهاب الزهري إنما يرويه "عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن أمية بن عبد الله بن خالد عن ابن عمر". ورواه أحمد على الصواب 5683 من طريق الليث بن سعد عن الزهري، كما رواه النسائي وابن ماجة من طريق الليث. ونزيد على ذلك أن ابن جرير الطبري رواه في التفسير 5: 155 - 156 من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري "عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد: أنه قال لعبد الله بن عمر: إنا نجد في كتاب الله قصر الصلاة في الخوف، ولا نجد قصر صلاة المسافر؟، فقال عبد الله: إنا وجدنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - يعمل عملاً عملنا به". فهذا الإسناد ينقصه الراوي بين الزهري وبين أمية بن عبد الله، وهو "عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن". وما أظنه خطأ من النساخ في نسخة الطبري, لأن ابن كثير نقله هكذا في تفسيره 2: 561 عن الطبري. فالظاهر عندي أنه تقصير من الزهري أو من ابن أبي ذئب. ورواية معمر، التي هنا، أشار إليها ابن عبد البر فيما نقلناه عنه في 5333 - ولكن وقع في الأصول الثلاثة هنا خطأ وتصحيف في الإسناد هكذا: "عبد الله بن أبي بكر عن عبد الرحمن بن أمية بن عبد الله"، وهو تصحيف ظاهر، صوابه ما أثبتناه: "عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله". وهذا التصحيف ليس قديماً في نسخ المسند، =

بن أبيِ بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله: أنه قال لابن عمر: نَجد صلاة الخوف وصلاةَ الحَضَر في القرآن، ولا نَجِد صلاة المسافرٍ؟، فقال ابَن عمر: بعث الله نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - ونحن أَجْفَى الناس، فنصنع كما صنع رسول الله. 6354 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سالم عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا عَجل في السَّير جمع بين المغرب والعِشاءَ. 6355 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن اِلزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفْتَ الصبحَ فأوتر بواحدةٍ". 6356 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا حدثنا ابن جرَيج أخبرني

_ = كما أرجح, لأنه لو كان قديماً لذكره الأئمة في تخريج هذا الحديث، وفي تراجم الرجال، لينبهوا عليه. فلم يذكروا ترجمةً مثلاً باسم "عبد الرحمن بن أمية بن عبد الله" ليدلوا على أنها خطأ، صوابها "بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله"، كعادتهم في مثل ذلك. وانظر 4704، 4861، 5213، 5566، 5698، 5757، 6194. (6354) إسناده صحيح، وهو مكرر 5838. (6355) إسناده صحيح، وهو مختصر 6176، 6258. وانظر 6300. (6356) إسناده صحيح، وقد مضى نحوه في مسند عمر برقم 96 من رواية ابن إسحق: " حدثني عنه نافع مولاه، قال: قال: كان عبد الله بن عمر يقول: إذا لم يكن للرجل إلا ثوب واحد فليأتزر به، ثم ليصلّ، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول ذلك، ويقول: لا تلتحفوا بالثوب إذا كان وحده كما تفعل اليهود، قال نافع: ولو قلت لك إنه أسند ذلك إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لرجوتُ أن لا أكون كذبت". وروى أبو داود نحوه 1: 243 عن سليمان ابن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب "عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: قال عمر: إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما، فإن لم يكن إلا ثوب =

نافع عن ابن عمر، أخبره عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أو عن عمر، قد استيقن نافعٌ

_ = واحد فليتزر به، ولا يشتمل اشتمال اليهود". ورواه البيهقي في السنن الكبرى 2: 236 من طريق سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع، قال: "تخلفت يوماً- في علف الركاب، فدخل علي ابن عمر وأنا أصلي في ثوب واحد، فقال لي: ألم تُكسَ ثوبين؟، قلت: بلى، قال: أرأيتَ لو بعثتك إلى بعض أهل المدينة، أكنتَ تذهب في ثوب واحد؟! قلت: لا، قال: فالله أحق أن يتجمل له أم الناس؟! ثم قال: قال رسول الله، أو قال عمر: من كان له ثوبان فليصل فيهما، ومن لم يكن له إلا ثوب واحد فليتزر به، ولا يشتمل كاشتمال اليهود". ثم رواه من طريق أبي الربيع: "حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن نافع، قال: احتسبت له في علف الركاب، وذكر الحديث، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال عمر، وأكثر ظني أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليصل أحدكم في ثوبين، فإن لم يجد إلا ثوباً واحداً فليتزر به، ولا يشتمل اشتمال اليهود". ثم قال البيهقي عقبه: "ورواه الليث بن سعد عن نافع هكذا، بالشك". ورواه البيهقي أيضاً قبل ذلك من طريق سعيد بن عامر الضبعي عن سعيد [هو ابن أبي عروبة]، عن أيوب عن نافع، قال: "رآني ابن عمر وأنا أصلي في ثوب واحد، فقال: ألم أكسك؟، قال: قلت: بلى، قال: فلو بعثتك كنتَ تذهب هكذا؟!، قلت: لا، قال: فالله أحق أن تَزينَ له، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا صلى أحدكم في ثوب فليشدّه على حقوه، ولا تشتملوا كاشتمال اليهود". وروى البيهقي أيضاً قبل هذا 2: 235 - 236 من طريق أنس بن عياض "عن موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله، ولا يرى نافع إلا أنه عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ أحق أن يزين له، فإن لم يكن له ثوبان فليأتزر إذا صلى، ولا يشتمل أحدكم في صلاته اشتمال اليهود". ورواه البيهقي قبل هذا 2: 235 مختصراً بإسنادين، من طريق شُعبة عن توبة العنبري: "سمع نافعاً عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: إذا صلى أحدكم فليأتزر، وليرْتَد"ِ. فهذه الروايات كلها، مع رواية المسند (رقم 96) في مسند عمر، تدل على أن نافعاً كان في كثير من أحيانه يشك في رفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويكاد يجزم في بعض أحيانه برفعه، ويرتفع شكه أحياناً فيجزم بأنه مرفوع. ورواية ابن جُريج عنه هنا تدل =

القائلَ، قد استيقنتُ أنه أحدهما، وما أُراه إلا عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -, قال: "لا يشتملْ أحدُكم في الصلاة اشتمالَ اليهود، ليَتَوشَّح، من كان له ثوبان فلْيأتَزر وِلْيَرْتَدِ، ومن لم يكن له ثوبان فليأتَزِرْ، ثم لْيُصلِّ".

_ = على أنه رواه له بالجزم أيضاً، إلا أن ابن جُريج هو الذي شك في رفعه، أهو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم عن عمر، لقول ابن جُريج: "قد استيقنت نافع القائل"، ثم أشار إلى أنه هو الذي شك في الرفع، أعني ابن جُريج، فقال: "قد استيقنتُ أنه أحدهما"، ثم رجح ابن جُريج رفعه، فقال: "وما أراه إلا عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". والذي أرجح أنه يجمع بين رواية ابن جُريج وروايات غيره عن نافع، أن نافعاً حدثه به عن ابن عمر عن عمر، كما حدث به ابن إسحق في رواية المسند الماضية (رقم 96)، ثم ذكر لابن جُريج نحو ما ذكر لابن إسحق، من أنه يرجح أن ابن عمر أسند ذلك إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. فاحتاط ابن جُريج من هذا الشك، مستيقناً أن نافعاً حدثه عن ابن عمر، شاكاً في ذكر عمر وحده، أو في ذكره مع رفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فيكون من رواية ابن عمر عن أبيه مرفوعاً. ونحن نصحح رفع الحديث، اكتفاء بغلبة ظن نافع أنه مرفوع، مؤيداً ذلك بجزمه برفعه وزوال شكه فيه في بعض أحيانه. ولأن معناه ثابت مرفوعاً من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وغيرهما، عند الشيخين وغيرهما، كما في المنتقى 673 - 687. قوله "اشتمال اليهود" قال الخطابي في معالم السنن (رقم 907 المطبوع مع مختصر المنذري)؛ "اشتمال اليهود المنهي عنه: هو أن يجلل بدنه بالثوب، ويسبله من غير أن يَشيل طرفه. فأما اشتمال الصماء الذي جاء في الحديث [يعني في الحديث آخر]، فهو أن يجلل بدنه بالثوب ثم يرفع طرفيه على عاتقه الأيسر، هكذا يفسر في الحديث". وقال ابن الأثير: "الاشتمال: افتعال من الشملة، وهو كساء يتغطى به ويتلفَّف فيه. والمنهي عنه هو التجلل بالثوب وإسباله من غير أن يرفع طرفه". قوله "ليتوشح": أي يغشى جسده بثوبه، قال ابن الأثير: والأصل فيه من الوشاح، وهو شيء ينسج عريضاً من أديم، وربما رصع بالجواهر والخرز، وتشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها، ويقال فيه: وشاح، وإشاح". والمراد التشبيه في الإسباغ والستر، لا في مظهر ثياب النساء، فإن تشبه الرجال في لباسهم بلباس النساء حرام، كما هو معروف بديهي.

6357 - حدثنا عبد الرزاق وابنُ بكر، المعنى، قالا أخبرنا ابن جرَيج

_ (6357) إسناده صحيح، ورواه البخاري 2: 65 - 66 ومسلم 1: 112 من طريق عبد الرزاق عن ابن جُريج، بهذا الإسناد. ورواه مسلم أيضاً، والنسائي 1: 102 - 103 من طريق حجاج بن محمد عن ابن جُريج. وكذلك رواه الترمذي 1: 169 (رقم 190ج1 ص 362 - 363 من شرحنا) من طريق حجاج أيضاً، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر". وقد قلنا في شرح الترمذي: يظهر أن القاضي أبا بكر بن العربي نسي أن هذا الحديث في الصحيحين، فاعترض على تصحيح الترمذي إياه، فقال 1: 307، أعني في شرحه على الترمذي: "وعجب لأبي عيسى يقول: حديث ابن عمر صحيح!، وفيه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أمر بالأذان لقول عمر، وإنما أمر به لقول عبد الله بن زيد، وإنما جاء عمر بعد ذلك حين سمعه"!!. قال الحافظ في الفتح 2: 66: "قوله: فناد بالصلاة، في رواية الإسماعيلي: فأذن بالصلاة. قال عياض: المراد الإعلام المحض بحضور وقتها. لا خصوص الأذان المشروع. وأغرب القاضي أبو بكر العربي فحمل قوله: أذن، على الأذان المشروع وطعن في صحة حديث ابن عمر، وقال: عجباً لأبي عيسى كيف صححه، والمعروف أن شرع الأذان إنما كان برؤيا عبد الله بن زيد!، انتهى. ولا تدفع الأحاديث الصحيحة بمثل هذا مع إمكان الجمع، كما قدمنا، وقد قال ابن منده في حديث ابن عمر: إنه مجمع على صحته".والجمع بينهما الذي أشار إليه الحافظ قوله قبل ذلك (2: 65 - 66): "قال القرطبي: يحتمل أن يكون عبد الله بن زيد لما أخبر برؤياه وصدقه النبي -صلي الله عليه وسلم - بادر عمر فقال: أوَلا تبعثون رجلاً ينادي، أي يؤذن، للرؤيا المذكورة، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: قم يا بلال. وعلى هذا فالفاء في سياق حديث ابن عمر هي الفصيحة، والتقدير: فافترقوا فرأى عبد الله بن زيد فجاء إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فقص عليه فصدقه فقال عمر. قلت [القائل ابن حجر]: وسياق حديث عبد الله ابن زيد يخالف ذلك، فإن فيه: أنه لما قص رؤياه على النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال له: ألقها على بلال فليؤذن بها، قال: فسمع عمر الصوت فخرج فأتى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: لقد رأيت مثل الذي رأى. فدل ذلك على أن عمر لم يكن حاضراً لما قص عبد الله بن زيد رؤياه. والظاهر أن إشارة عمر بإرسال رجل ينادي للصلاة كانت =

أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة

_ = عقب المشاورة فيما يفعلونه، وأن رؤيا عبد الله بن زيد كانت بعد ذلك. والله أعلم. وقد أخرج أبو داود بسند صحيح إلى أبي عمير بن أنس عن عمومته من الأنصار، قالوا: اهتم النبي -صلي الله عليه وسلم - للصلاة: كيف يجمع الناس لها؟، فقيل: انصب راية عند حضور وقت الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضاً، فلم يعجبه، الحديث، وفيه: ذكروا القنع، بضم القاف وسكون النون، يعني البوق، وذكروا الناقوس، فانصرف عبد الله بن زيد وهو مهتم، فأُريَ الأذان، فغدا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: وكان عمر رآه قبل ذلك، فكتمه عشرين يوماً، ثم أخبر به النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: ما منعك أن تخبرنا؟، قال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: يا بلال، قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله، ترجم له أبو داود: بدء الأذان. وقال أبو عمر بن عبد البر: روى قصة عبد الله بن زيد جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة، ومعان متقاربة، وهي من وجوه حسان، وهذا أحسنها. قلت [القائل ابن حجر]: وهذا لا يخالف ما تقدم: أن عبد الله بن زيد لما قصّ منامه فسمع عمر الأذان فجاء، فقال قد رأيت-: لأنه يحمل على أنه لم يخبر بذلك عقب إخبار عبد الله، بل متراخياً عنه، لقوله: ما منعك أن تخبرنا؟، أي عقب إخبار عبد الله. فاعتذر بالاستحياء. فدل على أنه لم يخبر بذلك على الفور. وليس في حديث أبي عمير التصريح بأن عمر كان حاضراً عندما قص عبد الله رؤياه، بخلاف ما وقع في روايته التي ذكرتها: فسمع عمر الصوت فخرج فقال-: فإنه صريح في أنه لم يكن حاضراً، عند قصّ عبد الله، والله أعلم". أقول: والذي جمع به الحافظ بين الروايات ظاهر وجيد. والرواة يختصرون في الروايات، وبعضهم يذكر ما لا يذكر الآخر، ولا نضرب بعضها ببعض. وقد جاء من حديث ابن عمر رواية أخرى فيها شيء من التفصيل، فروى ابن سعد في الطبقات 1/ 2/ 8 من طريق الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يجعل شيئاً يجمع به الناس للصلاة، فذُكر عنده البوق وأهله، فكرهه، وذُكر الناقوس وأهله، فكرهه، حتى أُريَ رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد الأذان، وأُريه عمرُ بن الخطاب تلك الليلة، فأما عمر فقال: إذا أصبحتُ أخبرت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وأما الأنصاري فطرق رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من الليل، فأخبره، وأمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بلالا فأذن بالصلاة، وذكر =

يجتمعون فيَتَحيَّنُون الصلاةَ، وليس ينادي بها أحدٌ، فتكلموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوساً مثلَ ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل قَرناً مثلَ قرن اليهود، فَقال عمر: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا بلال، قم فَنَادِ بالصلاة". 6358 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "إن الذي تفوته

_ = أذانَ الناس اليوم، قال: فزاد بلال في الصبح: الصلاة خير من النوم، فأقرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليست فيما أري الأنصاري". ورواه ابن ماجة 1: 124 - 125 بنحوه، مع شيء من الاختصار، وزاد في آخره: "قال عمر: يا رسول الله، قد رأيتُ مثل الذي رأى، ولكنه سبقني". وفي إسنادي ابن سعد وابن ماجة إلى الزهري شيء من الضعف، ولكن اختلاف مخرج الإسنادين يجعل لهذه الرواية أصلاً، مع ما يؤيدها من سائر الأحاديث في حكاية بدء الأذان. انتهى ما قلنا في شرح الترمذي. وقول الحافظ أن في رواية الإسماعيلي "فأذن بالصلاة" بدل "فناد بالصلاة" يريد به مستخرج الإسماعيلي على صحيح البخاري. ونزيد على ذلك أن أبا عوانة روى هذا الحديث في مسنده، وهو المعروف بصحيح أبي عوانة، وهو مستخرج على صحيح مسلم، رواه فيه 1: 326 عن أبي بكر محمد بن إسحق وأبي حميد عبد الله بن محمد المصيصي، كلاهما عن حجاج بن محمد، وقال في آخره: "قال أبو حميد: فأذن بالصلاة، وقال محمد بن إسحق: فناد بالصلاة". قوله "فيتحينون": قال الحافظ: "بحاء مهملة بعدها مثناة تحتانية ثم نون، أي يقدرون أحيانها ليأتوا إليها، والحين الوقت والزمان. وهذه الكلمة أخطأ ناسخ م في كتابتها، ثم كتبها واضحة بالهامش بياناً، ثم صنعِ ما يصنع المتقنون الأمناء، فكتبها مرة أخرى بالهامش حروفاً مقطعة هكذا (ىَ تَ حَ يَّ نُ ونَ) وقد بينا من قبل في 5453 مثل هذا الصنيع في الضبط والإتقان. قوله "قرناً"، كذلك في رواية مسلم والترمذي والنسائي وبعض نسخ البخاري، وفي أكثر نسخه "بوقاً مثل قرن اليهود"، والقرن معروف، هو قرن الثور يتخذ بوقاً ينفخ فيه. (6358) إسناده صحيح، وهو مطول 6324.

صلاةُ العصر فكأنما وتُر أهلَه ومالَه"، قلت لنافع: حتى تغيبَ الشمسُ؟، قال: نعم. 6359 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُرَيج أخبرني نافع: أن ابن عمر كان أحياناً يبعثه وهو صائم، فيقدَّم له عَشَاءه وقد نودي صِلاة المغرب، ثم تُقام وهو يسمع، فلا يترك عَشَاءه، ولايَعْجَل حتى يَقْضى عَشَاءه، ثم يخرج فيصلي، قال: وقد كان يقول: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَعْجَلُوا عن عَشَائكم إذا قُدِّم إلَيكم". 6360 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن

_ (6359) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه مطولاً ومختصراً 4780،4780، 5806. (6360) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 43: 210 - 212 عن خُشيشَ بن أصرم، والترمذي 3: 240 - 241 عن عبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، بهذا الإسناد. ورواه مسلم 2: 374 عن عبد بن حميد وسلمة بن شبيب، كلاهما عن عبد الرزاق أيضاً, ولكنه لم يسق لفظه، أحال على رواية أخرى قبله. وهذا الحديث والأسانيد الخمسة بعده ثلاثة أحاديث في الحقيقة، ولكن رواها البخاري ومسلم في سياق واحد حديثاً واحداً من غير طريق عبد الرزاق، ورويا أيضاً بعضها دون بعض، كما سنذكر إن شاء الله. فرواه البخاري 6: 119 - 121 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن الزهري، بهذا الإسناد، وساق الأحاديث الثلانة. ورواه مسلم 2: 374 عن عبد بن حميد وسلمة بن شبيب، كلاهما عن عبد الرزاق عن معمر، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه، ولكن قال: "بمعنى حديث يونس وصالح، غير أن عبد بن حميد لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبي -صلي الله عليه وسلم - مع أبي بن كعب إلى النخل"، يعني الحديث الثاني من هذه الثلاثة، المروي هنا برقمي 6363، 6364. ورواية يونس وصالح عند مسلم سنشير إليهما بعد. ورواه البخاري 3: 175، ومسلم 2: 373 - 374 من طريق يونس عن الزهري، بهذا الإسناد وساقا الأحاديث الثلاثة، وزاد مسلم في آخرها حديثاً رابعاً بالإسناد نفسه إلى الزهري، قال:"قال ابن شهاب [هوالزهري]: وأخبرني =

ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مرّ بابن صيَّادٍ، في نفر من أصحابه، فيهم عمر

_ = عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "يوم حذر الناس الدجَّال: إنه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه من كره عمله". وهذه الزيادة الأخيرة ليست من مسند ابن عمر، ولذلك لم يروها الإِمام أحمد في هذا الموضع، ولكن ستأتي في المسند (5: 433 ح) عن عبد الرزاق عن معمر بهذا الإسناد. وهذه الرواية المطولة هي التي جعلها مسلم أصل الباب، ثم أحال عليها رواية صالح، كما سيأتي، ورواية معمر، كما ذكرنا. وصنيعه في رواية عبد الرزاق عن معمر أن سلمة بن شْبيب روى الأحاديث الأربعة عن عبد الرزاق، وأن عبد بن حميد رواها أيضاً عدا قصة انطلاق النبي -صلي الله عليه وسلم - مع أبي بن كعب. وسنذكر باقي رواياته التي في الصحيحين في مواضعها في الأربعة الأسانيد التالية، إن شاء الله. "ابن صياد": يقال له أيضاً "ابن صائد"، وقد مضى ذكره في نحو هذه القصة من حديث ابن مسعود 3610، 4371. "الأطم" بالهمزة والطاء المهملة المضمومتين: الحصن، وقد سبق تفسيره مفصلاً 1409، وقال الخطابي في معالم السنن 4162: "الأطم: بناء مرفوع كالحصن، وآطام المدينة: حصونها". "بنو مغالة" بفتح الميم والغين المعجمة: بطن من الأنصار، من بني عدي بن النجار، نسبوا إلى أمهم مغالة، امرأة من الخزرج، قاله الزبيدي في شرح القاموس 8: 117. وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار 1: 397: "قال الزبير بن بكار: إذا كنت بخاتمة البلاط، فكل ما عن يمينك بنو مغالة، وفيها مسجد النبي -صلي الله عليه وسلم -، وما عن يسارك بنو حدُيَلة". قول ابن صياد "أشهد أنك رسول الأميين": قال الحافظ في الفتح: 6: 119: "فيه إشعار بأن اليهود، الذين كان ابن صياد منهم، كانوا معترفين ببعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن يدعون أنها مخصوصة بالعرب!، وفساد حجتهم واضح جداً, لأنهم إذا أقروا بأنه رسول الله استحال أن يكذب على الله، فإذا ادعى أنه رسوله إلى العرب وإلى غيرها تعين صدقه، فوجب تصديقه". أقول: وقد رأينا في عصرنا الذي نعيش فيه- القرن الرابع عشر الهجري- من يصدق أن محمداً رسول الله، من النصارى وغيرهم،، ويزعمون أنهم مع هذا لا يجب عليهم اتباعه، زعماً منهم بأنهم يتبعون غيره من الأنبياء أو يعملون الخير بعقولهم!!، وما هم إلا مخادعو أنفسهم، ذلك أنهم إن آمنوا بصدقه وجب تصديقه في=

ابن الخطاب، وهو يلعب مع الغلمان عند أُطُمِ بني مَغَالَة، وهو غلام، فلم

_ = كل شيء جاء به واتباعه!، بل نجد كثيراً، ممن يراهم الناس مسلمين يفعلون هذا وأشد منه سوءاً، فيؤمنون بهذا الرسول الكريم، وبعموم رسالته، ثم يرفضون تشريعه في كل شأن من شئونهم، في حياتهم الدنيا، ويزعمون أن تحكيم الكتاب والسنة، اللذين أمروا بطاعتهما وتحكيمهما في شأنهم كله-: رجوع بالأمة إلى الوراء، وتقهقر عن المدنية الكاذبة البراقة!!، هذا في المخلصين منهم فيما يقولون. أما غيرهم في بنا حاجة إلى الكشف عن أمرهم. وقول رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "آمنت بالله ورسله": قال الحافظ: "قال الزين ابن المنير: إنما عرض النبي -صلي الله عليه وسلم -الإِسلام على ابن صياد بناء على أنه ليس الدجَّال المحذَّر منه. قلت [القائل ابن حجر]: ولا يتعين ذلك، بل الذي يظهر أن أمره كان محتملا، فأراد اختباره بذلك، فإن أجاب غلب ترجيح أنه ليس هو، وإن لم يجب تمادى الاحتمال. أو أراد باستنطاقه إظهار كذبه المنافي لدعوى النبوة، ولما كان ذلك هو المراد أجابه بجواب منصف، فقال: آمنت بالله ورسله. وقال القرطبي كان ابن صياد على طريقة الكهنة، يخبر بالخبر، فيصح تارة، ويفسد أخرى، فشاع ذلك، ولم ينزل في شأنه وحي، فأراد النبي -صلي الله عليه وسلم - سلوك طريقة يختبر حاله بها، أي فهو السبب في انطلاق النبي -صلي الله عليه وسلم - إليه". وقال الخطابي في المعالم 4162: "قد اختلف الناس في ابن صياد اختلافاً شديداً، وأشكل أمره، حتى قيل فيه كل قول. وقد يسأل عن هذا، فيقال: كيف يقرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعي النبوة كاذباً، ويتركه بالمدينة يساكنه في داره، ويجاوره فيها؟، وما معنى ذلك؟، وما وجه امتحانه إياه بما خبأه له من آية الدخان، وقوله بعد ذلك: اخسأ، فلن تعدو قدرك؟، والذي عندي: أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود وحلفاءهم. وذلك أنه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتاباً صالحهم فيه على أن لا يُهاجوا، وأن يتركوا على أمرهم. وكان ابن صياد منهم، أو دخيلا في جملتهم، وكان يبلغ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -خبره وما يدعيه من الكهانة، ويتعاطاه من الغيب، فامتحنه - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ليروز به أمره، ويَخبر شأنه. فلما كلمه علم أنه مبطل، وأنه من جملة السحرة أو الكهنة، أو ممن يأتيه رئي من الجن، أو يتعاهده شيطان فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به. فلما سمع منه قوله "الدخ" زبره: فقال: اخسأ، فلن تعدو قدرك. يريد أن =

يَشعرْ حتى ضَرب رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ظهرَه بيده، ثم قال: أتَشْهد أني رسول الله؟،

_ = ذلك شيء اطلع عليه الشيطان فألقاه إليه، وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبل الوحي السماوي، إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين أوحى الله إليهم من علم الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون العلم، فيصيبون بنور قلوبهم. وإنما كانت له تارات، يصيب في بعضها ويخطئ في بعض. وذلك معني قوله: يأتيني صادق وكاذب، فقال له عند ذلك: قد خلط عليك. والجملة أنه كان فتنة قد امتحن الله به عباده المؤمنين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيَّ عن بينة، وقد امتحن الله قوم موسى عليه السلام في زمانه بالعجل، فافتتن به قوم وهلكوا، ونجا من هداه الله وعصمه منهم". قوله "خبيئاً": بفتح الخاء وكسر الباء الموحدة بعدها ياء تحتية، ويجوز أيضاً بفتح الخاء وكسرها مع سكون الباء وبعدها الهمزة، والخبء والخبىء: الشيء المخبوء المخفي. قوله "الدخ": بضم الدال ويجوز فتحها أيضاً، مع تشديد الخاء، قال بعض أهل اللغة: هو الدخان، وقال الحافظ في الفتح: "قيل إنه اندهش فلم يقع من لفظ الدخان إلا على بعضه". ولعل هذا هو الأظهر, لأنه أضمر له الآية:- {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}، كما ثبت في هذه الرواية. والآية لم تذكر في روايات الشيخين في الصحيحين. وقال الحافظ في الفتح: "وللبزار والطبراني في الأوسط من حديث زيد بن حارثة، قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - خبأ له سورة الدخان، وكأنه أطلق السورة وأراد بعضها، فإن عند أحمد عن عبد الرزاق في حديث باب: وخبأ له {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}. وقد يوهم صنيع الحافظ أن أحمد انفرد بذكر الآية في هذا الحديث. وليس كذلك، فإنها ثابتة أيضاً في روايتي أبي داود والترمذي. ووهم المنذري 4162 إذ قال في تخريج الحديث عن أبي داود: "وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وليس في حديثهم: وخبأ له {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} "؛وهي ثابتة في الترمذي. قوله "اخسأ": قال الحافظ في الفتح 10: 463: "قال ابن بطال: اخسأ: زجر للكلب وإبعاد له، هذا أصل هذه الكلمة، واستعملتها العرب في كل من قال أو فعل ما لا ينبغي له مما يسخط الله" وقال ابن فارس في مقاييس اللغة 2: 182: "الخاء والسين والهمزة يدل على الإبعاد، يقال: خسأت الكلب. وفي القرآن: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}، كما يقال: ابعدوا". وقد مضى نحو هذه القصة باختصار، من حديث. ابن مسعود 3610، 4371.

فنظر إليه ابن صيَّاد فقال: أشهد أنك رسول الأُمّيين، ثم قال ابن صيادٍ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أتشهد أني رسول الله؟!، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "آمنت بالله وبرسله"، قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ما يأتيك"؟، قال ابن صيادٍ: يأتيني صادقٌ وكاذب!، فقال النبِي - صلى الله عليه وسلم -: "خلطَ لك الأمر"، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني قد خَبأت لك خَبيئاً، وخبأ له {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} "، فقال ابنُ صياد: هو الدُّخُّ!!، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "اخْسأ، فلَنْ تَعْدو قَدرَكَ"، فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضربَ عنقَه، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن يَّكُنْ هو فَلنْ تسلَّط عليه، وإن لاَّ يَكنْ هو فلا خير لك في قتله". 6361 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبَلَ ابن صيَّاد، فذكره. 6362 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: انطلق رسول الله -صلي الله عليه وسلم -ومعه

_ (6361) إسناه صحيح، وهو مكرر ما قبله. وسيأتي مزيد تخريج وبحث فيه، في الحديث بعده. (6362) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بالإسناد نفسه. وهكذا وجد في الأصول، ولم نعرف وجه تكراره مرتين في موضع واحد هكذا. والظاهر أن أحمد حدث به مرتين عن يعقوب؛ بهنا السياق؛ فأثبته عبد الله كما سمع من أبيه. ورواه مسلم 2: 274 عن الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد، كلاهما عن يعقوب، شيخ أحمد هنا، وهو يعقوب بن إبرإهيم بن سعد، بهذا الإسناد. لم يذكر لفظه، بل رواه كمثل هذه الرواية هنا، عقب روايته إياه من طريق يونس عن الزهري، وقال: "وساق الحديث بمثل حديث يونس، إلي منتهى حديث عمر بن ثابت، وفي الحديث عن يعقوب قال: قال أبي، يعني في قوله: لو تركته بين- قال: لو تركته أمه بين أمره". فهذا يدل على أن رواية يعقوب عند مسلم مطولة، فيها الأحاديث الثلاثة التي هنا، وحديث عمر بن ثابت، الذي ذكرنا لفظه في 6360. وروي البخاري 13: 83 - 84 الحديث الثالث منها، الآتي 636.

رهط من أصحابه، فيهم عمر بن الخطاب، حتىِ وجَدَ ابنَ صيَّادٍ، غلاماً قد ناهز الحُلُمَ، يلعبُ مع الغِلْمان، عند أُطُم بني مُعاوية، فذكر معناه. 6363 - حدثنا عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سالم أو عن غير واحد، قال: قال ابن عمر: انطلق رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأَبي بن كعب يأتيان

_ = عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم عن صالح عن الزهري، ولم يرو باقيه من هذه الطريق. وسيأتي مزيد بيان في 6365 إن شاء الله. قوله في هذه الرواية "عند أطم بني معاوية": كذا في رواية صالح عن الزهري هنا وفي صحيح مسلم، قال النووي: "وذكر مسلم في رواية الحسن بن علي الحلواني أنه أطم بني معاوية، بضم اليم وبالعين المهملة، قال العلماء: المشهور المعروف هو الأول". والظاهر أن هذا خطأ أو سهو من صالح أو ممن روى عنه، لم ينفرد به الحسن الحلواني شيخ مسلم, لأنه هكذا ثبن في رواية أحمد هنا كما ترى. (6363) إسناده صحيح، وهو قطعة من الحديث الطويل، الذي أشرنا إلى بعض رواياته عند الشيخين، كما مضى في 6360. ولكن هنا شبهة ضعف في قول عبد الرزاق "عن معمر عن الزهري عن سالم أو عن غير واحد"، لما فيه من التردد بين سالم، وبين ناس مبهمين لم تعرف أشخاصهم ولا أحوالهم. فلو انفردت هذه الرواية كانت ضعيفة من غير شك. ولم أجد أحداً من العلماء تعرض لهذه الرواية أو أشار إليها. والظاهر عندي أن هذا هو السبب في أن البخاري لم يخرج الحديث بطوله من رواية عبد الرزاق عن معمر، بل خرجه من رواية هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر، كما ذكرنا في الحديث الأول. ولعل هذا أيضاً هو الذي حدا مسلماً أن لا يسوق لفظ الحديث بطوله، حين رواه كاملا 2: 374 عن عبد بن حميد وسلمة بن شبيب، كلاهما عن عبد الرزاق "حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر" إلخ، وقال: "بمعنى حديث يونس وصالح، غير أن عبد بن حميد لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبي -صلي الله عليه وسلم -مع أبي بن كعب في النخل". يعني هذا الحديث. وأيا ما كان فإن هذا الحديث صحيح، على الرغم من الشك في "سالم أو غير واحد" في هذا الإسناد، لثبوته وصحته من الرواي.

النَّخْل التي فيها ابنُ صيّاد، حتى إذا دخلا النخِلَ طَفقَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يتَّقي بجُذُوع النخل، وهو يَخْتلُ ابنَ صيَّاد، أن يسمع من ابَن صيِاد شيئاً قبل أن يراه، وابنُ صيَّاد مضطجعٌ على فراشه في قطيفة، له فيها زَمْزمة، قال: فرأتْ أُمُّه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهو يتَّقي بجذوع النخل، فقالت: أيْ صَافِ، وهو اسمه، هذا محمد، فثار، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو ترَكته بيَّن". 6364 - حدثنا أبو اليَمان حدثنا شعَيب عن الزُّهْرِيّ أخبرني سالم ابن عبد الله سمعت عبد الله بن عمر يقول: انطلق بعد ذلك النبي -صلي الله عليه وسلم - هو

_ = الأخر التي ليس فيها هذا الشك. فقد رواه البخاري من طريق هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري، ورواه الشيخان من طريق يونس عن الزهري، ضمن الرواية المطولة، كما ذكرنا في 6360. ورواه البخاري معلقاً 6: 112، فقال: "وقال الليث: حدثني عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر، فذكر هذا الحديث وحده. وقال الحفاظ: "وصله الإسماعيلي من طريق يحيى بن بكير وأبي صالح، كلاهما عن الليث". وسيأتي أيضاً عقب هذا 6364 من رواية شعيب عن الزهري، كلهم رووه عنه عن سالم عن أبيه، من غير شك. قوله "وهو يختل ابن صياد": بفتح الياء التحتية وسكون الخاء المعجمة وكسر التاء المثناة الفوقية، أي يطلب أن يسمع كلامه على غفلة منه وهو لا يشعر، ليعلم هو والصحابة حاله: أكاهن هو أم ساحر. "من ابن صياد"، في ح "عن" بدل "من"، وهو غير جيد، ولعله تصحيف، وأثبتنا ما في ك م. "القطيفة" بالقاف والطاء المهملة: كساء له خَمْل. "الزمزمة" بزاءين: صوت خفي لا يكاد يفهم، وقال الحافظ في الفتح 3: 175: "قال الخطابي: هو تحريك الشفتين بالكلام، وقال غيره: وهو كلام العلوج، وهو صوت يصوت من الخياشيم والحلق". قوله في آخر الحديث "بين"، في نسخة بهامش م "لبَّين". (6364) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهذا القسم وحده رواه البخاري 5: 184 عن أبي اليمان، شيخ أحمد هنا، عن شعيب، بهذا الإسناد. ورواه البخاري أيضاً 10: 463 بهذا الإسناد، ضمن الحديث المطول، الذي يشمل الأحاديث 6360 - 6365. وقد سبق أن بينا رواياته أثناء الحديث المطول، عند الشيخين من أوجه أخر، في 6360.

وأبي بن كعب يَؤُمَّان النخل، فذكر الحديث. 6365 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: قام رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في الناس، فأثنى على الله تعالى بما هو أهلُه، فذَكَر الدجال، فقال: "إني لأنْذر كُمُوه، وما من نبيّ إلاَّ قد أنذره قومَه، لقد أنذره نوحٌ - صلى الله عليه وسلم - قومَه، ولكنَ سأقول لكم فيه قولاً لم يَقلْه نبي لقومه: تَعْلمون أنه أعور، وإن الله تبارك وتعالى ليس بأعور". 6366 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "تقاتلكم اليهود، فتسلَّطون عليهم، حتى يقول الحَجَر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي, فاقتلْه". 6367 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جرَيج عن موسى بن عقْبة

_ (6365) إسناده صحيح، وهو ثالث الأحاديث التي رؤاها الشيخان في سياق واحد، كما ذكرنا آنفاً. وقد رواه أيضاً البخاري منفرداً عنها 13: 83 - 84 من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري. وقد مضى معناه بنحوه من رواية نافع عن ابن عمر 4804. ومضى معناه أيضاً: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب به في حجة الوداع، من رواية محمد بن زيد عن ابن عمر 6185. وانظر 6144، 6312. (6366) إسناده صحيح، وهو مكرر 6186. ورواه الشيخان أيضاً، كما بيَّنا في 6032. (6367) إسناده صحيح، ورواه البخاري 7: 255 - 256، ومسلم 2: 56 - 57، وأبو داود 3: 117 (رقم 3005 من طبعة مصر بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد)، كلهم من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير 8: 283 عن البخاري. وانظر 4532، 5136 ,5520، 5582، 6054. زيادة [ومن عليهم، حتى حاربت قريظة]، زدناها مضطرين من الصحيحين وأبي داود, لأن الكلام بدونها غير متجه، كما هو ظاهر، ورواية الثلاثة هؤلاء هي من الوجه الذي رواه منه أحمد هنا، وهو طريق عبد الرزاق، والراجح عندي أن حذفها سهو من الناسخين القدماء =

عن نافع عن ابن عمر: أن يهود بني النَّضير وقُرِيظَة حاربوا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فأجْلَى رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - بني النَّضير، وأقر قُريظة، [ومنَّ عليهم، حتى حاربت قريظَة]، بعد ذلك، فَقَتل رجاَلهم، وقسم نساءهم وأولادَهم وأموالَهم بين المسلمين، إلا بعضَهم، لَحقوا برسول الله -صلي الله عليه وسلم - فأمنهم، وأسلموا، وأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهودَ المدينةِ كلَّهم: بني قيْنُقَاعَ، وهم قوم عبد الله بن سَلام، ويهود بني حارثة، وكل يهوديّ كان بالمدينة. 6368 - حدنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جرَيج حدثني موسى بن

_ = في نسخ المسند، إذ هي محذوفة هنا في الأصول الثلاثة. قوله "فأمنهم": يجوز فيه الهمزة وحدها مع تشديد الميم، يجوز فيه "فآمنهم" بمد المهمزة مع تخفيف الميم، وكلا الروايتين ثابت صحيح. "بنو قينقاع": بفتح القاف وسكون الياء وضم النون، بطن من بطون يهود المدينة، ويجوز في النون الفتح والكسر أيضاً، ولكن الضم أشهر وأعرف. عبد الله بن سلام"، بفتح السين وتحفيف اللام: هو الحبر الإسرائيلي، حليف بني عوف ابن الخزرج، صحابي قديم، أسلم عند قدوم النبي -صلي الله عليه وسلم - المدينة. وله مسند سيأتي في (المسند) (450:5 - 453 ح). (6368) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 16 - 17، ومسلم 1: 456 - 457، كلاهما من طريق عبد الرزاق عن ابن جُريج، بهذا الإسناد. ورواه البخاري أيضاً 5: 16 - 17 و 6: 181 من طريق الفضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة، به. وانظر 4732، 4854، 4946، 6251. وانظر أيضاً 90 في مسند عمر بن الخطاب. "تيماء وأريحاء": قال الحافظ في الفتح 5: 17: "تيماء، بفتح المثناة وسكون التحتانية والمد، وأريحاء، بفتح الهمزة وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة، ثم مهملة وبالمدّ أيضاً: هما موضعان مشهوران بقرب بلاد طيىء، على البحر، في أول طريق الشأم من المدينة" ... وقال ياقوت: "تيماء: بليد في أطراف الشأم، بين الشأم ووادي القرى، على طريق حاجّ الشأم ودمشق. والأبلق الفرد حصن السموأل ابن عادياء اليهودي مشرف عليها، فلذلك يقال لها: تيماء اليهودي". وقال في "أريحاء" إنها بالقصر ولعله سهو منه أو وهم، فالثابت =

عُقْبة عن نافع عن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب أجلى اليهودَ والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم -لما ظَهَر على خيبر أراد إخراج اليهود منها، وكانت الأرض حين ظَهَر عليها لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين، فأراد إخراجٍ اليهود منها، فسألت اليهود رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُقرهم بها، على أن يَكْفوا عَملها, ولم نصف الثمر، فقال لهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -:َ "نُقركم بها على ذلك ما شئنا، فقرُّوا بها، حتى أجلاهم عمر إلى تيمَاء وأرِيحاءَ". 6369 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُرَيج أخبرني ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من جاء منكم الجمعةَ فيغتسل". 6370 - حدثنا عبد الرزاق عن ابن جُرَيج، وابنُ بكر قال أخبرنا

_ = بالرواية الصحيحة في الأحاديث الصحاح أنها بالمدّ، وقال: "هي مدينة الجبَّارين في الغور من أرض الأردن بالشأم، بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسْلك". (6369) إسناده صحيح، وهو مكرر 6327. (6370) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقوله في هذا الإسناد "عن عبد الله بن عبد الله": هذا هو الصواب، وكان في الأصول الثلاثة "عبد الله بن عُبيد الله" بالتصغير في الأب، وهو خطأ يقيناً، فإن "عبد الله" هذا الذي يروي عنه ابن شهاب الزهري: هو عبد الله بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، والزهري يروي عنه وعن إخوته سالم وحمزة وعُبيد الله أولاد عبد الله بن عمر. ومما يؤيد هذا التصحيح ويؤكده على وجه اليقين: أن الحديث مضى 6020 من رواية الليث بن سعد عن الزهري "عن عبد الله بن عبد الله. عن عبد الله بن عمر". وكذلك رواه مسلم في صحيحه 1: 232 من طريق الليث، ثم أعقبه مسلم بروايته من طريق عبد الرزاق عن ابن جُريج عن ابن شهاب "عن سالم وعبد الله ابني عبد الله بن عمر عن ابن عمر". فهذا هو الوجه الذي هنا، طريق عبد الرزاق، وفيه زيادة رواية سالم عن أبيه.

ابن جُرَيج، أخبرني ابن شهاب عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال وهو قائم على المنبر: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل". 6371 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُرَيج سمعت نافعاً يقول: إن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يُقِمْ أحدُكم أخاه من مجلسه ثم يَخْلُفه فيه"، فقلتُ أنا له، يعني ابن جرَيج: في يوم الجمعة؟، قال: "في يوم الجمعة وغيره". 6372 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُرَيج حدثني سليمان بن موسى حدثنا نافع أن ابن عمر كان يقول: من صلى بالليل فليجعل آخرَ صلاته وتراً، فإن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- أمر بذلك، فإذا كان الفجر فقد ذهبت كلُّ صلاة الليل والوتر، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أوتروا قبل الفجر". 6373 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أخبرنا ابن جُريج قال أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وتراً قبل الصبح، كذلك كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يأمرهم.

_ (6371) إسناده صحيح، وهو مكرر 6062، ومخثصر 6085. قوله " لا يقم"، في نسخة بهامش م "لا يقيم". (6372) إسناده صحيح، وقد مضى معنى المرفوع مراراً من أوجه أخر، آخرها 6300، وانظر6355. وسيأتي معناه أيضاً عقب هذا. (6373) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بمعناه. ولكن هذا سمعه ابن جُريج من نافع مباشرة، وذاك سمعه من سليمان بن موسى عن نافع، فأثبت كلاً كما سمع. وهذا الوجه رواه مسلم في صحيحه 1: 208 من طريق حجاج بن محمد قال: "قال ابن جُريج: أخبرني نافع" إلخ.

6374 - حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جرَيج أخبرني أبو الزّبير أن عليا الأزديَّ أخبره: أن ابن عمر علَّمه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا استوِى على بعيره خارجاً إلى سفرٍ كبر ثلاثاً، ثم قال: " {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}، اللهم إنا نسَألك في سفرنا هذا البَّر والتقوى، ومن العمل ما تَرْضَىَ، اللهم هوِّنْ علينا سفرنا هذا، واطْوِ عَن بُعدَه، اللهمِ أنت الصاحب في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللهم إني أعوذ بك منْ وعْثَاء السفر، وكاَبة المُنْقَلَب، وسوء المنظر في الأهل والمال، وإذا رجع قالهنَّ، وزاد فيهنَّ: آيبون تائبون، عابدون لربنا حامدون". 6375 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جرَيج أخبرني نافع قال: جمع ابن عمرِ بين الصلاتين مرة واحدة، جاءه خبر عن صفية بنت أبي عبيد أنها وَجِعة، فارتحل بعد أن صلى العصر، وترك الأثْقال، ثم أسرع السير، فسار حتىْ حانت صلاةُ المغرب، فكلمه رجل من أصحابه فقال: الصلاةَ، فلم يرجعْ إليه شيئاً، ثم كلمه آخر، فلم يرجع إليه شيئاً، ثم كلمه آخو، فقال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استعجل به السَّير أخَّر هذه الصلاة حتى يجمع بين الصلاتين. 6376 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الثَّمَرة بالتَّمْر، وعن بيع الثَّمَرة حتى يبدوَ صلاحها.

_ (6374) إسناده صحيح، وهو مطول 6311. وقد أشرنا هناك إلى أنه رواه أبو دود 2: 338 من طريق عبد الرزاق، بهذا بإسناد. ولكن ليس في هذه الرواية الزيادة التي في آخره عند أبي داود. قوله"واطو عنا" , في ك "واطو لنا"، وهي نسخة بهامش م. (6375) إسناده صحيح، وهو مكرر 5120 بنحوه. وانظر 6354. (6376) إسناده صحيح، وهو مختصر 6058. وانظر 6316.

6377 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جرَيج حدثني ابن شِهاب عن صلاة الخوف وكيفَ السُّنَّة، عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر كان يحدّث: أنه صلاها مع النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: فكبَّر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فصفَّ وراءه طائفةٌ منَّا، وأِقبلتْ طائفة على العَدوْ، فركع بهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ركعةً وسجدتين، سجَدَ مثلَ نصف صلاة الصبح، ثم انصرفوا فأقبلوا على العدوّ، فجاءت الطائفةُ الأخرى، فَصَفُّوا مَع النبي -صلي الله عليه وسلم -، ففعل مثل ذلك، ثم سلم النبي -صلي الله عليه وسلم - فقام كل رجل من الطائفتين فصلى لنفسه ركعة وسجدتين. 6378 - حدثنا أبو اليَمَان أخبرنا شُعَيب قال: سألت. الزُّهْريّ؟، قال: أخبرنيِ سالم أن عبد الله بن عمر قال: غزوت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - غزوةً قبَل نَجْد، فوازينا العدوّ وصافَفْنَاهم، فذكر الحديث. 6379 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيِ عن سالم عن ابن عمر قال: رأيتُ الناسِ على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُضربون إذا اشترى الرجلُ الطعامَ جُزافاً أن يبيعه حتى ينقُلَه إلى رَحْلِه. 6380 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من باعِ عبداً فمالُه للبائع، إلا أن يشترط المبْتَاعُ، ومن باع نخلا فيها ثمرةٌ قد أُبِرتْ فثمرتها للبائع، إلا أن يشترط المبتاع".

_ (6377) إسناده صحيح، وهو مطول 6159، 6351. وانظر 6194. قوله في الطائفة الأخرى "فصفوا"، في ح "فصنعوا"، وهوتصحيف، صححناه من ك م. (6378) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (6379) إسناده صحيح، وهو مكرر 5148. وانظر 6191، 6275. (6380) إسناده صحيح، وهو مطول 5540، ومكرر 5788 بنحوه. وانظر 5491.

6381 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمر عن أيِوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من حمل علينا السلاح فليس منَّا". 6382 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْري عن سالم بن

_ (6381) إسناده صحيح، وهو مكرر 6277. (6382) إسناده صحيح، ورواه البخاري 8: 45 - 46 و 13: 158 عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق، وعن نعيم بن حماد عن ابن المبارك، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. ورواه النسائي 2: 308 من طريق ابن المبارك وهشام بن يوسف وعبد الرزاق، ثلاثتهم عن معمر، به. نقله ابن كثير في التاريخ 4: 313 - 314 عن هذا الموضع، ثم قال: "ورواه البخاري والنسائي من حديث عبد الرزاق، به، نحوه". ونقله في التفسير 2: 535 - 536 من رواية البخاري ولكن أدرج فيه ما ليس منه مما رواه ابن إسحق عن حكيم بن حكيم عن أبي جعفر محمد بن علي مرسلاً. وهو سهو منه غريب. وهذه الوقعة كانت عقب فتح مكة، في شوال سنة 8 من الهجرة، قبل الخروج إلى حنين. قال ابن سعد في الطبقات 2/ 1/106: "ثم سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة، وكانوا بأسفل مكة، على ليلة ناحيةَ يلملم، في شوال سنة ثمان من مهاجر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وهو يوم الغُميصاء". وانظر تفصيل القصة في ابن سعد، وفي سيرة ابن هشام (833 - 839 من طبعة أوربة، و4: 53 - 63 من طبعة الشيخ محيي الدين عبد الحميد). "بنو جذيمة": بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة، وهم بنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، انظر جمهرة الأنساب 177، ومعجم قبائل العرب لعمر رضا 176. قال الحافظ في الفتح 8: 45: "ووهم الكرماني فظن أنه من بني جذيمة بن عوف بن بكر بن عرف، قبيلة من عبد قيس". وهذا الوهم وقع فيه كثير من المتقدمين، وتبعهم عمر رضا في معجم القبائل 176 فناقض نفسه في صفحة واحدة!. فائدة: ضبطت جذيمة بالقلم في النهاية 2: 248 بضم الجين وفتح الذال، وهو تصحيف. وقولهم "صبأنا": قال ابن الأثير: "يقال: صبأ فلان، إذا خرج من دين إلى دين غيره، من قولهم: صبأ نابُ البعير إذا طلع، وصبأت النجوم إذا خرجت من مطالعها. =

عبد الله عن ابن عمر قال: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني، أحْسبه قال: جَذيمةَ، فدعاهم إلى الإِسلام، فلم يحْسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعَلوا يقولون: صَبأنا، صَبأنا، وجعَل خالد بهم أسراً وقتلاً, قال: ودَفَع إلى كل رجل منَّا أسيراً، حتى إذا أصبح يوماً أمر خالد أن يَقتل كلُّ رجل منَّا أسيرَه، قال ابن عمر: فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يَقِتل رجل من أصحَابي أسيره قال: فقدموا على النبي -صلي الله عليه وسلم -، فذكَروا له صنيع خالد، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -، ورفع يديه: "اللهم إني أبْرأ إليك مما صَنَع خالد، مرتين". 6383 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: كانت مخْزومية تستعير المَتَاع وتَجْحَده، فأمر النبي -صلي الله عليه وسلم - بقطع يدها. 6384 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال يومَ الحديبية: "اللهم اغفر للمُحَلقين"، فقال رجل: وللمُقَصِّرين؟، قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "اللهم اغفر للمحلقين"، حتى قالها

_ = وكانت العرب تسمى النبي -صلي الله عليه وسلم -: الصابئ, لأنه خرج من دين قريش إلى دين الإِسلام، ويسمون من يدخل في الإِسلام: مصبواً, لأنهم كانوا لا يهمزون، فأبدلوا من الهمزة واواً، ويسمون المسلمين: الصباة، بغير همز، كأنه جمع الصابي غير مهموز، كقاض وقضاة، وغاز وغزاة". (6383) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4: 241 - 242، والنسائي 2: 256، كلاهما من طريق عبد الرزاق عن معمر، بهذا الإسناد. ونسبه الحافظ في الفتح 12: 80 لأبي عوانة في صحيحه من هذا الوجه أيضاً. ورواه النسائي بعده بمعناه من وجه آخر، من طريق عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر، وذكر الحافظ في الفتح أنه رواه أبو عوانة من هذا الوجه الآخر أيضاً. وانظر ما يأتي في مسند جابر 15210. (6384) إسناده صحيح، وهو مكرر 4897 بهذا الإسناد، ومطول 6269.

ثلاثاً أو أربعاً، ثم قال: "وللمقَصِّرين". 6385 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ في سالم في ابن عمر قال: شهدت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حين أمر برجمهما، فلما رجما رأيته يجَانئ بيديه عنها, ليَقِيَهَا الحجارةَ. 6386 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: كنا في سَريَّة، فبلغت سُهْماننا أحَدَ عشر بعيراً لكل رجل، ثم نفَّلنا بعد ذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بعيراً بعيراً. 6387 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سالم عن ابن عمر، وعن أيوب عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تمنعوا إماء الله أن يصليِّن في المسجد". 6388 - حدثنا عبد الرِزاق أخبرنا مَعْمَر عِنِ أيوبِ عن نافع عن ابن عمر قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - يخرج معه يومَ الفطر بعنزةٍ، فيركزها بين يديه، فيصلي إليها. 6389 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جرَيج أخبرني موسى بن

_ (6385) إسناده صحيح، وقد مضى مطولاً بقصته في 4498، ومضى مختصراً ومطولا 4529، 4666، 5276, 5300، 5459. قوله "يجانئ": أي يكب عليها ويميل. وهو بالجيم والنون، كما في ح م، وفي ك ونسخة بهامش م "يجافي" بالجيم والفاء. وقد فصلنا شرحها والخلاف في لفظها في الاستدراك (1265). (6386) إسناده صحيح، وهو مختصر 5919. (6387) إسناده صحيح، وهو مختصر 6318. (6388) إسناده صحيح، وهو مختصر 6319. (6389) إسناده صحيح، وهو مكرر 5345.

عُقْبة عن نافع عن ابن عمر: أنه حَدَّث: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمر بزكاة الفطْر أن تؤدى قبل خروج الناسِ إلى المصلَّى، وقال مرةً: إلى الصلاة. 6390 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم عن ابن عمر قال: قام رجل في المسجد فنادى: في أين نُهِلُّ يا رسول الله؟، قال: "يُهِلُّ مهلُّ أهل المدينة من ذي الحُليفة، ويُهِلُّ مُهلُّ أهل الشأم من الجْحفة، ويهلًّ مهلُّ أَهل نَجد من قَرْن، قال: ويزعمون، أَو يقولون أنه قال: ويُهِلُّ مهِلُّ أهَلِ اليَمن من ألَمْلَمَ. 6391 - حدثنا عبد الرزاق سمعت عُبيد الله بن عمر وعبد العِزِيز ابن أبي روَّاد يحدثان عن نافع قال: خرج ابن عمر يريد الحج، زمانَ نزل الحجاج بابن الزبير، فقيل له: إن الناس كائنٌ بينهم قتالٌ، وإنَّا نخاف أن يَصُدُّوك، فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} إذاً أصْنَعَ كما صَنَعَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أشْهِدكم أني قد أوجبت عمرةً، ثم خرج، حتى إذا كان بظهْر البيداء قال: ما شأن العمرِة والحج إلا واحداً، أُشهدكم أني قد أوجبت حجاً من عمرتي، وأهدى هَدْياً اشتراهِ بقديد، فانطلق حتىِ قدم مكة، فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة، لم يزِدْ على ذلك، لم ينحر ولَم يحلقْ ولمِ يُقَصِّر، ولم يَحْلِل مِن شيء كان أخرم منه حتى كان يوم النحر، فنحر وحَلقَ، ثم رأى أن قضى طوافَه للحج والعمرة ولطوافه الأوَّل، ثم قال:

_ (6390) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مراراً، مطولاً ومختصراً، منها من طريق الزهري عن سالم 6140، من طرق أخر 5853، 6192، 6257. "ألملم"، بفثح الهمزة: هي "يلملم"، بالياء بدل الهمزة، قال ياقوت في معجم البلدان 1: 325 "والروايتان جيدتان صحيحتان مستعملتان، جبل من جبال تهامة على ليلتين من مكة، وهو ميقات أهل اليمن، والياء فيه بدل من الهمزة، وليست مزيدة". ونحو ذلك في معجم ما استعجم للبكري 1: 187. (6391) إسناده صحيح، وهو مطول 5165، 5322، 6268, وانظر 6067.

هكذا صنع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 6392 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سالم قال: سئل ابن عمر عن متعة الحج؟، فأمر بها، وقال: أحلها الله تعالى، وأمر بها رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 6392 م- قال الزُّهْرِيّ: وأخبرني سالم أن ابن عمر قال: العمرة

_ (6392) إسناده صحيح، وهو مختصر 5700، 6240. وانظر 6247. (6392م) إسناده صحيح، وهو موصول بالإسناد قبله تابع له. وقول ابن عمر "العمرة في أشهر الحج تامة": كأنه يشير للرد على القاسم بن محمد بن أبي بكر، فيما ذكر ابن كثير في التفسير 1: 441 أنه روى هشام عن ابن عون: "سمعت القاسم بن محمد يقول: إن العمرة في أشهر الحج ليست بتامة". قال ابن كثير: "وكذا روى عن قتادة بن دعامة. وهذا القول فيه نظر, لأنه ثبت أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - اعتمر أربع عمر، كلها في ذي القعدة عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وعمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع، وعمرة الجعرانة في ذي القعدة سنة ثمان، وعمرته التي مع حجته، أحرم بهما معاً في ذي القعدة سنة عشر. وما اعتمر في غير ذلك بعد هجرته". وهذا جيد جداً عن الحافظ ابن كثير، تؤيده الأحاديث الصحاح. وقد مضى 5700 رد ابن عمر على من احتج عليه بفعل عمر في النهي عن التمتع، فقال في آخره: "إن عمر لم يقل لكم إن العمرة في أشهر الحج حرام، ولكنه قال: إن أتم العمرة أن تفردوها من أشهر الحج". وقد نقل المحب الطبري في كتاب القرى (ص 578) عن سنن سعيد بن منصور: "عن ابن عمر، وسأله رجل عن العمرة في أشهر الحج؟، قال هي في غير أشهر الحج أحبّ إليّ"!، هكذا نقل، ولم يذكر إسناد سعيد بن منصور إلى ابن عمر، وما أظنه إسناداً صحيحاً، لمنافاته للثابت من رواية ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولمنافاته لحديث المسند هذا، وهو صحيح على شرط الشيخين. وقوله "تقضي": أي تؤدي وتُتمَّم، على المعنى اللغوي للقضاء، لا على المعنى المصطلح عليه عند الفقهاء وغيرهم بأنه ما يقابل الأداء، كما هو بديهَي.

في أشهر الحج تامةٌ تُقضَى، عَملَ بها رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ونَزَل بها كتاب الله تعالى. 6393 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثَّوْري عن عبد الكريم الجَزَري عن سعيد بن جُبير قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الِصفا والمروة، ثم قال: إن مَشيِتُ فقد رأيتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمشي، وإن سعيت فقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يسْعى. 6394 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عُبَيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -جعل للفَرس سهمين، وللرجل سهماً. 6395 - حدثنا رَوْح حدثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد أخبرني نافع عن ابن عمر قال: كان رسِول الله يستلم هذين الركنين اليمانيين كلما مرَّ عليهما, ولا يستلم الآخرين. 6396 - حدثنا رَوْح وحسن بن موسى قالا حدثنا حمّاد بن زيد

_ (6369) إسناده صحيح، وهو مختصر 6013. وانظر 6081. (6394) إسناده صحيح، وهو مكرر 6297. (6395) إسناده صحيح، وهو مكرر 6272. وأول الإسناد في ح هكذا: "حدثنا عبد الرزاق حدثنا روح" إلخ. فزيادة "عبد الرزاق" خطأ صرف، أرجح أنه خطأ مطبعي، وقد صححناه من ك م. (6396) إسناده صحيح، الزبير بن عربي أبو سلمة البصري النمري: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/374 - 375 وقال: "سمع ابن عمر، روى عنه حماد بن زيد ومعمر وابنه إسماعيل"، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند البخاري والنسائي والترمذي في بعض رواياته، كما سنذكر. والحديث رواه البخاري 3: 380 - 381 عن مسدد عن حماد بن زيد، وفيه قول السائل- وهو الزبير بن عربي-: "أرأيتَ إن زُحمتُ؟، أرأيت إن غُلبتُ؟ "، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 5: =

حدثنا الزبير بن عربي قال: سأل رجلٌ ابنَ عمر عن استلام الحَجَر؟، قال

_ = 74 من طريق يحيى بن محمد بن يحيى عن مسدد، نحو رواية البخاري، ورواه النسائي 2: 39 عن قتيبة عن حماد بن زيد. وأشار الحافظ في التهذيب 3: 318 إلى أنه رواه الترمذي أيضاً , ولم أجده فيه. ولكن أشار في الفتح إلى أنه عند الترمذي في غير رواية الكروخي، كما سنذكر كلامه قريباً, ونسخ الترمذي التي بين أيدينا، بين مخطوطة ومطبوعة، إنما هي من رواية الكروخي، فعن ذلك لم يوجد فيه هذا الحديث. ووقع في نسخ النسائي المطبوعة بمصر والهند، وفي المخطوطتين منه اللتين عندي، وإحداهما نسخة الشيخ عابد السندي-: "الزبير بن عدي" بدل "الزبير بن عربي". وهو خطأ قديم وقع فيه بعض رواة الكتب، فوقع مثله في إحدى نسخ صحيح البخاري، قال الحافظ في الفتح: "قال أبو علي الجناني: وقع عند الأصيلي عن أبي أحمد الجرجاني الزبير بن عدي بدال مهملة بعدها ياء مشددة، وهو وهم، وصوابه "عربي" براء مهملة مفتوحة ثم بعدها موحدة ثم ياء مشددة، كذلك رواه سائر الرواة عن الفربري [يعني راوي الصحيح عن البخاري]، انتهى. وكأن البخاري استشعر هذا التصحيف فأشار إلى التحذير منه، فحكى الفربري أنه وجد في كتاب أبي جعفر، يعني محمد بن أبي حاتم ورّاق البخاري، قال: قال أبو عبد الله، يعني البخاري: الزبير بن عربي هذا بصري، والزبير بن عدي كوفي، انتهى. هكذا وقع عند أبي ذر عن شيوخه عن الفربري. وعند الترمذي من غير رواية الكروخي عقب هذا الحديث: الزبير هذا هو ابن عربي، وأما الزبير بن عدي فهو كوفي. ويؤيده أن في رواية أبي داود المقدم ذكرها الزبير بن العرب بزيادة ألف ولام، وذلك مما يرفع الإشكال". ورواية أبي داود التي يشير إليها الحافظ، هي رواية أبي داود الطيالسي، وسنذكرها قريباً. والزيادة التي نقلها الحافظ عن الفربري هنا، ثابتة بهامش اليونينية، كما في الطبعة السلطانية من البخاري (ج 2 ص 152). ورواه الطيالسي في مسنده 1864 قال: "حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا الزبير ابن العربي قال: سألت ابن عمر عن المزاحمة على الحجر؟، فقال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- =

حسن: عن الزبير بن عربي قال: سمعت رجلاً سأل ابنَ عمر عن الحَجَر؟، قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يستلمه ويُقبله، فقال رجل: أرأيت إن زُحمْتُ؟! فقال ابن عمر: اجعل "أرأيتَ" باليمن!!، رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يستلمه ويُقبله. 6397 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جرَيج أخبرني عمرو بن يحيى عن محمد بن يحيى بن حبَّان عن عمه واسع: أنه سألِ عبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال: "الله أكبر" كلما وَضع وكلَّما رَفعَ، ثم يقول: "السلام عليكم ورحمة الله"، على يمينه، "السلام عليكم [ورحمة الله] "، على يساره.

_ = يستلمه ويقبله، فقل: أرأيت إن أغْلَبْ أوأزْحَمْ؟)، قال: اجعل أرأيت مع هذا الكوكب!، رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقبله ويستلمه". قوله: "زحمت": هو بالبناء للمجهول، من الزحام، قال الحافظ: "بضم الزاي بغير إشباع، وفي بعض الروايات بزيادة واو"، يعني:"زوحمت". قوله "اجعل أرأيت باليمن": يريد الإنكار عليه أن يقابل خبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأعاذير والتمحلات، وليس هذا من أدب المسلمين، بل يجب على المسلم إذا سمع الحديث الصحيح عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يقبله دون تردد أوتلكؤ. وما ينبغي له إلا السمع والطاعة. وقد ضرب ابن عمر "اليمن" مثلا لجهة قاصية يرمي إليها هذا الاعتراض، أدبا مع السنة النبوية. وقد تكلف الحافظ ابن حجر هنا تكلفا غير مستساغ، فذكر أن هذا يشعر بان السائل يماني!!، وما هو بمشعر بشيء من ذلك ولا قريب منه، إنما هو ما قلنا. ومن عجب أن يتكلف الحافظ هذا وأمامه رواية الطيالسي التي فيها صراحة أن السائل هو راوى الحديث، الزبير بن عربي البصري، وفيها أيضاً: "اجعل أرأيت مع هذا الكوكب". وانظر 5239 , 5875, 6395. (6397) إسناده صحيح، وهو مكرر 5402. زيادة [ورحمة الله] في المرة الثانية، أثبتناها من نسختين بهامشي ك م.

6398 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جُريج أخبرني عمرو بن دينار: أنه سمع رجلاً سأل عبد الله بن عمر: أيصيب الرجل امِرأته قبل أنَ يطوف بالصفا والمروة؟، قال: أمّا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقَدمَ فطاف بالبيت، ثمِ ركع ركعتين، ثم طاف بين الصفا والمروة، ثم تَلاَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. 6399 - حدثنا رَوْح حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلى المغرب والعشاءَ بالُمزْدَلفة جميعاً. 6400 - حدثنا رَوْح حدثنا شُعْبة سمعت أبا إسحق سمعت

_ (6398) إسناده صحيح، وهو مختصر 4641. وقد أشرنا هناك إلى رواية مسلم إياه 1: 353 مختصراً من طرق، منها طريق ابن جُريج عن عمرو بن دينار، فهذه طريق ابن جُريج. (6399) إسناده صحيح، وهو مكرر 5287، وهو في الموطأ 1: 355. وانظر 6083. (6400) إسناده صحيح، وقد مضى 4676 بنحوه من رواية الثوري عن أبي إسحق السبيعي عن عبد الله بن مالك، وفيه أن السائل هو عبد الله بن مالك. ومضى بنحوه أيضاً 4893 من رواية الثوري عن أبي إسحق عن عبد الله بن مالك، وفيه أن السائل مالك بن خالد الحارثي. ومضى نحوه 4452 من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير. ونقلنا ترجيح الترمذي 2: 101 رواية الثورى، ورددناه عليه، ونقلنا أيضاً قوله: "وروى إسرائيل هذا الحديث عن أبي إسحق عن عبد الله وخالد ابني مالك عن ابن عمر". وهذه الرواية التي هنا، رواية شُعْبة عن أبي إسحق، ترجح أن السائل هو خالد بن مالك، أخو عبد الله بن مالك، وتبين وهم من جعل السائل "عبد الله بن مالك"، أو "مالك بن خالد"، لأن شُعْبة أحفظهم، ولأن إسرائيل من أحفظ الناس وأثبتهم في حديث جده أبي إسحق، بل قال: حجاج الأعور: "قلنا لشعبة: حدثنا حديث أبي إسحق، قال: سلوا عنها إسرائيل، فإنه أثبت فيها مني". وقال: ابن مهدي: "إسرائيل في أبي إسحق أثبت من شُعْبة والثوري. وقد أشرنا في شرح 4893 إلى "مالك بن خالد الحارثي" المذكور هناك أنه هو الذي سأل ابن عمر، وأنه من المحتمل جدا أن يكون =

عبد الله بن مالك قال: صليتُ مع ابن عمر بجَمْع، فأقام فصلَّى المغرب ثلاثاً، ثم صلى العشاء ركعتين، بإقامة واحدة، قال: فسأله خالد بن مالك؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل هذا في هذا المكان. 6401 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جرَيج قال: بلغني عن نافع عن

_ = "مالك بن الحرث الهمداني". أتباعا لظاهر رواية أبي داود أنه "مالك بن الحرث". وقد استدركنا هنا، وتبين لنا أن ما هناك وما في أبي داود وهم من بعض الرواة. وأن صوابه "خالد بن مالك"، ترجيحا لرواية إسرائيل التي أشار إليها الترمذي، ولرواية شُعْبة هنا، وهما تدلان على أن "عبد الله بن مالك" و"خالد بن مالك أخوان". وزاد هذا الذي رجحنا توكيدا أن البخاري ترجم في الكبير 12/ 1/ 60 - 161: "خالد بن مالك الهمداني"، قال: "سمع ابن عمر بجمع، قال المسندي: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق. وقال أبو الأحوص: حدثنا أبو إسحق عن عبد الله بن مالك: رأيت ابن عمر. يقال: ابن مالك بن خالد، وتابعه شُعْبة عن أبي إسحق". فهذه الإشارات الدقيقة من البخاري تدل أولاً: على وصل رواية إسرائيل التي علقها الترمذي، وثانيا: على أن أبا الأحوص رواه عن أبي إسحق كرواية شُعْبة، أي التي هنا. وأيا ما كان فالحديث صحيح. والخلاف في اسم السائل ليس بذي شأن. (6401) إسناده ضعيف، لإبهام الراوي الذي روى عنه ابن جُريج، بقوله "بلغني عن نافع"، وابن جُريج سمع نافعا، بل قال: يحيى القطان: "ابن جُريج أثبت في نافع من مالك"، ولكنه لم يسمع منه هذا الحديث، فبين ذلك، أنه بلغه عنه. ومعنى الحديث صحيح فقد روى النسائي 2: 203 من طريق المفضل بن فضالة: "حدثني عبد الله بن سليمان قال: حدثني نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نحو يوم الأضحى بالمدينة، قال: وكان إذا لم ينحر يذبح بالمصلى". وهذا إسناد صحيح. عبد الله بن سليمان بن زرعة الحميري المصري: ثقة، قال ابن وهب: "سمعت حيوة بن شريح يحدث عن عبد الله بن سليمان، وكانوا يرون أنه أحد الأبدال"، وهو من أقران ابن جُريج، بل أقدم منه، مات سنة 136، وابن جُريج مات سنة 150، ولعله سمع منه هذا الحديث فأبهمه وقال: "بلغني". وانظر 5876,4955.

ابنِ عِمِرِ: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان ينحر يوم الأضْحَى بالمدينة، قال: وكان إذا لم ينحرْ ذبح. 6402 - حدثنا حماد بن مَسْعَدَةَ عن ابن عَجْلاَنَ، وصفوانُ قال: أخبرنا ابن عجلان، المعنى، عن القعقاع بن حَكيم: أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى عبد الله بن عمر: أن ارْفَع إلي حاجتك، قال: فكتب إليه عبد الله بن عمر: إني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ابدأ بمن تَعُول، واليد العليا خير من ليد السفلى، وإني لأحسب اليدَ العليا المُعطية، والسفلى السائلة، وإني غير سائِلِكَ شيئاً، ولا راد رِزقاً ساقه الله إليّ منك". 6403 - حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزُّهْرِيّ عن سالم ابن عبد الله عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "لا حَسدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله تعالى هذا الكتاب، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أعطاه الله تعالى مالاً، فتصدق به آناء الليل وآناء النهار". 6404 - حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزُّهْرِيّ قال:

_ (6402) إسناداه صحيحان، فقد رواه أحمد عن شيخين: حماد بن مسعدة، وصفوان، كلاهما عن ابن عجلان. صفوان: هو ابن عيسى الزهري البصري القسام، سبق توثيقه 2075، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/310، وقال: "سمع ابن عجلان وبشر ابن رافع". ابن عجلان: هو محمد بن عجلان. والحديث مطول 4474. وانظر 6039. (6403) إسناده صحيح، وهو مكرر 4550، مختصر 6167. (6404) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال، لقول الزهري: "بلغنا أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم-" إلخ، ثم وصله الزهري عقب سياقه بقوله "سمعت سالما يحدث" إلخ. وهذا واضح. والحديث رواه البخاري 3: 465 - 466 من هذا الوجه، قال: "وقال محمد: حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا رمى بالجمرة" إلخ، وقال في =

بلغنا أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا رمَى الجمرةَ الأولى التي تَلي المسجد، رماها

_ = آخره: "قال الزهري: سمعت سالم بن عبد الله يحدث بمثل هذا عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وكان ابن عمر يفعله". قال الحافظ عند قول الزهري "سمعت سالم بن عبد الله" إلخ: "هو بالإسناد المصدر به الباب [يعني] إسناد عثمان بن عمر عن يونس عن الزهري]، ولا اختلاف بين أهل الحديث أن الإسناد بمثل هذا السياق موصول، وغايته أنه من تقديم المتن على بعض المسند، وإنما اختلفوا في جواز ذلك. وأغرب الكرماني فقال: هذا الحديث من مراسيل الزهري، ولا يصير بما ذكره آخراً مسندا, لأنه قال: يحدث بمثله، لا بنفسه. كذا قال. وليس مراد المحدث بقوله في هذا (بمثله) إلا نفسه، وهو كما لو ساق المتن بإسناد آخر ولم يعد المتن، بل قال: بمثله، ولا نزاع بين أهل الحديث في الحكم بوصل مثل هذا، وكذا عند أكثرهم لو قال: بمعناه، خلافا لمن يمنع الرواية بالمعنى. وقد أخرج الحديث المذكور الإسماعيلي عن ابن ناجية عن محمد بن المثنى وغيره عن عثمان بن عمر، وقال: في آخره: قال الزهري: سمعت سالما يحدث بهذا عن أبيه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. فعرف أن المراد بقوله (مثله) نفسه، وإذا تكلم المرء في غير فنّه أتى بهذا العجائب"!!. وأنا أرى أن الحافظ قد تجنى كثيرا على الكرماني في ذلك، وإن كان كلامه صحيحا في ذاته. والظاهر لي أن الحافظ لم يستحضر رواية أحمد في المسند عندما كتب هذا، فإن رواية المسند بين أيدينا تدل صراحة على أن حديث الزهري مرسل، لقوله في أوله: "بلغنا أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"، وهذا لا يمنع من صحة الحديث موصولا بالرواية بعده من الزهري عن سالم عن أبيه "عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بمثل هذا". ولعل الزهري لم يتقن حفظ ما سمع من سالم بلفظه، وأتقن حفظ ما بلغه مرسلاً، فاحتاط في الرواية, وساق اللفظ المرسل الذي استيقن من حفظه، ثم ذكر إسناده موصولا عن سالم عن أبيه "عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بمثل هذا"، فهو وصل للمرسل بمعناه، ولا خلاف بين أهل هذا الفن أن مثل هذا يحكم له بالاتصال، كما قال الحافظ. فقد أصاب ابن حجر حين جزم بوصل الحديث، من هذه الناحية، وأصاب في رده على الكرماني من ناحية أن الكرماني تكلم في غير فنه, لأن الكرماني لم يذكر أنه استند فيما قال على رواية أحمد في المسند، ولكنه استند إلى ظاهر اللفظ الذي في صحيح البخاري وحده، إذ أن =

بسبع حَصيات، يكبر مع كل حصاةٍ، ثم يقوم أمامها، فيستقبل البيت، رافعا يديه يدعو، وكان يطيل الوقوف، ثم يرمي الثانية بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم ينصرفُ ذات اليسار إلى بطن الوادي، فيقفُ ويستقبلُ القبلة رافعا يديه يدعو، ثم يمضي حتى يأتي الجمرة التي عند العقبة. فيرميها بسبع حصيات، يكبر عند كل حصاة: ثم ينصرف ولا يقفُ. قال الزُّهْرِيّ: سمعت سالما يحدث عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بمثل هذا، وكان ابن عمر يفعل مثل هذا. 6405 - حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزُّهْرِيّ عن

_ = رواية أحمد تنفي كلامه في أن هذا اللفظ بعينه الذي رواه الزهري موصول، إنما الموصول معناه، الذي قال فيه إن سالما حدثه به عن أبيه "عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بمثل هذا". ورواية الإسماعيلي التي استند إليها الحافظ من طريق محمد ابن المثنى وغيره، لا تساعده على ما يريد, لأن الإِمام أحمد أحفظ وأثبت وأشد إتقانا من محمد بن المثنى ومن غيره، فلفظه في روايته حجة عليهم، وليس لفظهم حجة عليه. وأيا ما كان فالحديث موصول الإسناد صحيحه بالمعنى، ولذلك رواه البخاري قبل ذلك بنحوه 3: 464 - 465 مختصراً ومطولا بإسنادين آخرين عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر: أن كان يرمي الجمرة، إلخ، ويقول: "هكذا رأيت النبي -صلي الله عليه وسلم - يفعل"، فهذه رواية بالمعنى يقينا. وقع هنا في ح "حتى يأتي يوم الجمرة التي عند العقبة"، وزيادة كلمة "يوم" خطأ لا معنى لها، وحذفها هو الصواب الذي في ك م. (6405) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 180 - 181 من طريق عثمان بن عمر، شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد. ورواه أيضاً 10: 208 من طريق ابن وهب عن يونس عن الزهري عن سالم وحمزة عن أبيهما. ورواه مسلم 2: 190 من طريق ابن وهب عن يونس، ومن طريق الثوري، كلاهما عن الزهري عن سالم وحمزة. وقد مضى القسم الأول منه، في سياق آخر بإسناد آخر ضعيف 4775، وأشرنا إلى هذا هناك. ومضى باقيه مرارا بأسانيد صحاح، أولها 4544، وآخرها 6196.

سالم عن ابن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: لا عَدْوَى، ولا طيَرَةَ، والشؤْم في ثلاثة: في المرأة، والدار والدابة". 6406 - حدثنا سليمان بن داود أخبرنا شُعْبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت ابن أبِي نعيم يقول: شهدت ابن عمر، وسأله رجلٌ من أهل العراق عن مُحرِم قتل ذباباً؟، فقال: يا أهل العراق، تسألوني عن محرم قتل ذباباً! وقد قتلتم ابن بنت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، وقد قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "هما ريحانتي من الدنيا". 6407 - حدثنا سليمان بن داود الطيالسي أخبرنا شُعْبة أخبرني عائذ بن نصيب: سمعت ابن عمر يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -صلى في الكعبة.

_ (6406) إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي. والحديث في مسنده بهذا الإسناد 1927. ووقع فيه "ابن أبي نعيم"، وهو خطأ، كالذي وقع في رواية المسند الماضية 5568، وحققنا هناك صحته، "نعم" بضم النون وسكون العين دون ياء. وقد مضى الحديث أيضاً 5675, 5940 من طريق مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب. قوله هما ريحانتي"، في الطيالسي: "هما ريحانتاي". (6407) إسناده صحيح، عائذ بن نصيب الأسدي: ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 59 وقال: "سمع ابن عمر، روى عنه شعْبة، وابنه هشام"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 162، وروى بإسناده عن يحيى بن معين قال: "عائذ بن نصيب: ثقة"، وأغرب الحسيني فقال: "ليس بمشهور، مجهول"! وتعقبه الحافظ في التعجيل 207 بنحو ما ذكرنا، "نصيب": لم أجد نصا على ضبطه، ولكن ضبط بالقلم في م برسم التصغير، وهو الصواب إن شاء الله، ففي الأعلام المعروفة "نصيب الشاعر" بالتصغير، ولو كان هذا بضبط آخر لذكروه، كعادتهم في الفرق بين المشتبهات في الرسم. والحديث في مسند الطيالسي 1908 بهذا الإسناد. وقد مضى نحو معناه مرارا مطولاً ومختصرا من أوجه أخر، آخرها 6231، 6238.

6408 - حدثنا سليمان بِن داود أخبرنا عبد الرحمن بن ثابت حدثني أبي عن مكحول عن جُبير بن نُفَير عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى يقبل توبة عبده ما لم يُغرْغِرْ". 6409 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا شُعْبة عن عبد الله بن دينار سمع ابن عمر سمع النبي -صلي الله عليه وسلم -يقول: "غِفَارٌ غفر الله لها، وأسْلَمُ ساَلمها الله". 6410 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا إسحق بن سعيد القرشي عن أبيه قال: كنت عند ابن عمر، فجاءه رجل، فقال: ممن أنت؟، قال: من أسْلَم، قال: ألا أُبَشِّرك يا أخا أسْلم؟ سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "غِفَارٌ غفر الله لها، وأسلمُ سالمها الله". 6411 - حدثنا عارم حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن

_ (6408) إسناده صحيح، وهو مكرر 6160. (6409) إسناده صحيح، وقد مضى من أوجه متعددة، مختصرا ومطولاً، أولها 4702، وآخرها 6198. وانظر الحديث التالي لهذا. (6410) إسناده صحيح، إسحق بن سعيد: سبق توثيقه 5680، أبوه سعيد بن عمرو بن سعيد: سبق توثيقه 5017. والحديث سبق دون هذه القصة، عن هاشم أبي النضر عن إسحق ابن سعيد عن أبيه 6040. وسبق من رواية الطيالسي عن شُعْبة عن سعيد بن عمرو: أنه انتهى إلى ابن عمر، وقد حدث الحديث وأنه سأل: ما حدث؟، فذكروا له الحديث. ورجحنا هناك أنه في معنى المتصل, لأن سعيدا سأل أصحاب ابن عمر حاضري المجلس في المجلس. وهذه الرواية تدل على أنه سمعه من ابن عمر مرة أخرى، حين بشر ابن عمر الرجل الذي من أسلم، فثبت اتصاله من الوجهين من رواية سعيد بن عمرو. وقد مضى معناه من أوجه أخر مرارا، كما قلنا في الحديث الذي قبل هذا. والحديث بهذا الإسناد عن الطيالسي، في مسنده 1953. (6411) إسناده صحيح، عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي. حماد: هو ابن زيد والحديث =

عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يبيع الرجِل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطْبة أخيه، إلا بإذنه"، وربما قال: "يأذَن له". 6412 - حدثنا صفوان بن عيسى أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع عن عبد الله: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -اتَّخذ خاَتما من ذهب، فجعله في يمينه، وجعل فصّه بما يلي باطن كفّه، فاتخذ الناس خواتيم الذهب، قال: فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر، فألقاه، ونهى عن التختم بالذهب. 6413 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: واصَل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فواصَل الناس, فنهاهم، فقالوا: يا رسول الله، فإنك توَاصِل؟، فقال: "إني لست كهيئتكم، إني أطعم وأسقَى". تم بحمد الله المجلد الخامس (5) ويليه المجلد السادس إن شاء الله تعالى

_ = مكرر 6276. وقد مضى أيضاً من رواية يونس عن حماد بن زيد 6088. قوله في آخره "وربما قال: يأذن له": بصيغة الفعل المضارع، وقد ثبن كذلك واضحاً مضبوطا في ك، بفتحة على الذال وأخرى على النون، وهو اختصار بحذف الناصب، فذكر منصوبا بحذفه على سبيل الحكاية. ويؤيد ذلك الرواية الماضية من طريق حماد بن زيد 6088، ففيها: "أو قال: إلا أن يأذن له". (6412) إسناده صحيح، أسامة بن زيد: هو الليثي. والحديث مكرر 6331. (6413) إسناده صحيح، وهو مكرر 6299. قوله: "فإنك تواصل"، في نسخة بهامش م "إنك".

المُسْنَد للإمام أحمد بن حنبل (164 - 241) شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر الجزء السادس من الحديث6414 إلى الحديث7145 دار الحديث القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

المسند

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1416هـ -1995م دار الحديث طبع. نشر. توزيع 140 شارع جوهر القائد أمام جامعة الأزهر تليفون 5116508/ 5918719/5919697 فاكس 5919697

6414 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا أيوبِ عِن نافع عن ابِن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من حَلَف فاستثنى، فإن شاء مضى، وإن شاء رجع غير حنْث". 6415 - حدِثنا عبد الصمد حدثنا هَمَّام حدثنا نافع عن ابن عمر: أن عائشة ساوَمَتْ بَريرةَ، فرجع النبي -صلي الله عليه وسلم -من الصلاة، فقالت: أبَوا أن يبيعوها إلا أن يشترطوا الوَلاء، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "الوَلاء لمن أعتق". 6416 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هَمّام حدثنا يَعْلى بن حَكِيم عن سعيد بن جُبَير: سمعت ابن عمر يقول: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن نبيذ الجَرّ، قال: فأتيت ابن عباس فذكرِت ذلك له، فقال: صدق, قال: قلت: ما الجَرّ؟، قال: كل شيءٍ صنع من مدَر. 6417 - حدثنا عبد الصمد حدثنا صَخْر عن نافع عن ابن عمر قال. نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يبيع حاضر لبَاد، وكان يقول: "لا تَلقَّوُا البيوع، ولا يبِعْ بعضٌ على بيع بعض، ولا يَخطبْ أحدكم"، أو "أحدٌ، على خِطبة أخيه، حتى يترك الخاطب الأول، أو يأذنه فيخطب". 6418 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدثنا حماد بن سَلَمة

_ (6414) إسناده صحيح، وهو مطول 6104، ومكرر 4510، 5093، 5904 بنحوه. (6415) إسناده صحيح، وهو مختصر 5929. وانظر 6313. (6416) إسناده صحيح، وهو مكرر 5916، 5954. قوله "ما الجر"، في ك "وما الجر"، وفي نسخة بهامشها وهامش م " فما". (6417) إسناده صحيح، صخر: هو ابن جويرية. وهذا الحديث في الحقيقة أحاديث متعددة، سبق معناها منفردة ومجموعة وداخلة ضمن أحاديث أخر، منها 4722، 5010، 5652، 6276، 6282، 6411. قوله ولايبع بعض"، في نسخة بهامشي ك م "بعضكم". (6418) إسناده صحيح، وهور 4922 بنحوه. من طريق معمر عن أيوب. وهو أيضاً مطول 5539.

أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن عمر سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالجعرّانة، فقال: إني كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف في المسجد الحرام؟، قال عبد الصمد: ومعه غلام من سبي هَوَازن، فقال له: "اذهبْ فاعتكف"، فذهب فِاعتكف، فبينما هو يصلي إذ سمع الناس يقولون: أعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبي هَوَازِن، فدعا الغلام فأعتقه. 6419 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حمّاد عن عبد الله بن محمد ابن عَقِيل عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كساه حُلة، فلبسها فرآها رسول الله، فذكر أسفل من الكعبين، وذكر النار، حتى ذكر قولاً شديدا في إسبال الأزار. 6420 - حدثنا عبد الصمد وأبو سعيد قالا: حدثنا عبد الله بن المثنى حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن القَزَع، قال عبد الصمد: وهَي القَزَعة، الرُّقْعَة في الرأس. 6421 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هرون بن إبراهيم الأهْوازي

_ (6419) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. وقد مضى الحديث مختصرا بنحو هذه الصيغة في الشك. من رواية حماد، هو ابن سلمة أيضاً، 5714. فالظاهر أن حمادا نسي اللفظ فاحتاط. رقد مضى مطولاً ليس فيه هذا التردد، 5713، من رواية عبيد الله بن عمرو، و 5727 من رواية سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل. ومضى من أوجه أخر كثيرة بمعناه، آخرها 6340. (6420) إسناده صحيح، وهو مكرر 5548 بهذا الإسناد. وقد مضى معناه مرارا من أوجه أخر آخرها 6294. (6421) إسناده صحيح، هرون بن إبراهيم الأهوازي هو أبو محمد البصري، وثقه ابن معين، وابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. والحديث سبق في 4847 وإحالاته. وهو عند ابن أبي شيبة 2/ 283، والطبراني في الصغير 2/ 111. أهـ مكمله حمزة. وقد سّقط التعليق عليه عند الشيخ شاكر رحمه الله.

حدثنا محمد في ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قِال: "صلاة المغرب وتر صلاة النهار، فأوتروا صلاة الليل، وصلاةُ الليل مثنى مثنى، والوتر ركعةٌ من آخر الليل". 6422 - حدثنا علي بن حفص أخبرنا وَرْقَاءُ عن عبد الله بن دِينار عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن القَزَع في الرأس. 6423 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا هشام، يعني ابن سعد، عن زيد، يعني ابن أسْلَم، عن أَبيه قال: دخلتُ مع ابن عمر على عبد الله ابن مُطِيع، فقال: مرحبا بأبي عبد الرحمن، ضعوا له وسادة، فقال ابن عمر: إنما جئتُ لأحدثِكِ حديثا سمعته من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من نزع يدا من طاعة، فإنه يأتي يوم القيامة لا حُجة له، ومن مات وهو مفارق للجماعة، فإنه يموت مِيتةً جاهلية". 6424 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا يحيى بن قَيس المأرِبي حدثنا ثمامة بن شَرَاحيل قال: خرجت إلى ابن عمر، فقلت: ما صلاة المسافر؟، قال: ركعتينَ ركعتين، إلا صلاة المغرب ثلاثاً، قلت: أرأيتَ إن كنا بذي المَجاز؟، قال: ما ذو المجاز؟، قلت: مكان نجتمع فيه، ونبيع فيه،

_ (6422) إسناده صحيح، ورقاء: هو ابن عمر اليشكري. والحديث مكرر 6420. (6423) إسناده صحيح، وهو مكرر 5551 بهذا الإسناد، ومطول 6166. وقد وفينا شرحه في 5386، 5551. (6424) إسناده صحيح، وهو مكرر 5552 بهذا الإسناد. وقد فصلنا شرحه هناك. "المأربي" بفتح الميم وسكون الهمزة وكسر الراء وبالباء الموحدة، كما بينا من قبل، ووقع في الأصول الثلاثة هنا "المازني"، كما وقع في 5552، وهو تصحيف واضح، بينا وجه صحته هناك.

ونمكث عشرين ليلة، أو خمس عشرة ليلة، فقال: يا أيها الرجل؛ كنت بأذْرَبيجَانَ، لا أدري قال: أربعةِ أشِهر أو شهرين، فرأيتُهم يصلوِنها ركعتين ركعَتين، ورأيتُ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بصْر عيني يصليها ركعتين، ثم نزَع إليّ بهذه الآية: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. 6425 - حدثنا محمد بن بكر أخبرنا حنظَلة بن أبي سفيان سمعت سالما يقول عن عبد الله بن عمر: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "رأيت عند الكعبة، بما يلي المَقام، رجلاً آدَم، سبطَ الرأس، واضعا يده على رَجلين، يَسْكُب رأسه"، أو "يَقْطر، فسألتُ: من هذا؟، فقيل: عيسى ابن مريم"، أو "المسيح ابن مريِم"،- لا أدري أي ذلك قال،"ثم رأيت وراءه رجلاً أحمر، جَعْدَ الرأس، أعْوَرَ عينِ اليمنى، أشْبَه مَنْ رأيت به ابن قَطنٍ، فسألت: من هذا؟، فقيل: المسيح الدجَّال". 6426 - حدثنا وَهْب بن جَرير حدثنا أبي سمعت يونس عن الزُّهْرِيّ عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "أُتيت وأنا نائم بقدح من لبن، فشربت منه، حتى جَعل اللبن يخرج من أظفاري، ثم ناولتُ فَضْلي عمر بن الخطاب"، فقال: يا رسول الله، فما أوَّلْتَه؟، قال: "العلْم". َ6427 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن سمَاك عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل بالبَقِيع، فأبيع بالدنانير

_ (6425) إسناده صحيح، وهو مكرر 5553 بهذا الإسناد، ومختصر 6312. وانظر 6365. (6426) إسناده صحيح، وهو مكرر 6344، ومكرر 5554 بهذا الإسناد. (6427) إسناده صحيح، وهو مكرر 5555 بهذا الإسناد، ومطو5628 بالإسناد نفسه. وقد مضى مطولاً بنحو مما هنا، من رواية حماد بن سلمة عن سماك بن حرب 6239.

وآخذ الدراهم، وأبيعُ بالدراهم وآخذُ الدنانير، فأتيت النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو يريد أن يدخل حُجْرَته، فأخذت بثوبه، فسألته؟، فقال: "إذا أخذتَ واحدا منهما بالآخر فلا يفارقْك وبينك وبينه بيعٌ". 6428 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهَير عن موسى بن عقْبة حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: البيدَاء التي تكذبون فيها على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -!، ما أهَلَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلا من عند مسجد ذي الحُليفة. 6429 - حدثنا يحيى بن آدم وحمَيد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسي قالا حدثنا زهير حدثنا موسى بن عقْبة أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر: أنه كان يحدِّث: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمر بزكاة الفِطْر أن تؤَدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة. 6430 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مُفضَّل عن منصور عن مجاهد قال: دخلت مع عروة بن الزُّبَير المسجد، فإذا ابن عمر مستندٌ إلى حجرة عائشة، وأُناسٌ يصلون الضُّحَى، فقال له عروة: أبا عبد الرحمن، ما هذه الصلاة؟، قال: بدعة!، فقال له عروة: أبا عبد الرحمن، كم اعتمرِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال: أربعاً، إحداهن في رجب، قال: وسَمعْنا استنان عائشة في الحجرة، فقال لها عروة: إن أبا عِبد الرحمن يزعم أَن النبي -صلي الله عليه وسلم - اعتمر أربعاً إحداهنَّ في رجب؟، فقالت: يرْحَم الله أبا عبد الرحمن!، ما اعتمر النبي -صلي الله عليه وسلم - إلاَّ وهو معه، وما اعتمر في رجبٍ قَطُّ.

_ (6428) إسناده صحيح، وهو مكرر 5337، 5574، 5907. (6429) إسناده صحيح، وهو مكرر 6389. (6430) إسناده صحيح، مفضل: هو ابن مهلهل السعدي، سبق توثيقه 2898، 2996. والحديث مكرر 6126، ومطول 6295. وانظر 6242.

6431 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن موسى بن عُقْبة عن نافع عن ابن عمر قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -صلاةَ الخوف في بعض أيامه، فقامتْ طائفةٌ معه بإزاء العدو، فصلى بالذين معه ركعةً، ثم ذهبوا، وجاءَ الآخرون، فصلى بهم ركعةً، ثم قضت الطائفتان ركعةً ركعة. 6432 - حدثنا أسْبَاط بن محمد حدثنا محمد بن عَجْلانَ عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يأتي مسجد قُباء راكباً وماشيا. 6433 - حدثنا أسباط حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يرْمُل ثلاثاً، من الحَجَر إلى الحَجَر، ويمشي أربعاً على هينَته، قال: وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يفعلُه. 6434 - حدثنا أسباط حدثنا الحسن بن عَمرو الفُقيمي عن أبي

_ (6431) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 230 - 231 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى ابن آدم، بهذا الإسناد. وقد مضى معناه بنحوه مطولاً من أوجه أخر 6159، 6351، 6377، 6378. وانظر 6194. (6432) إسناده صحيح، أسباط بن محمد بن عبد الرحمن: سبق توثيقه 1384، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين ويعقوب بن شيبة وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 53 - 54. والحديث مكرر 5860. وانظر 5999. (6433) إسناده صحيح، عبد الله بن عمر: هو العمري. والحديث مختصر 6081. (6434) إسناده صحيح، أبو أمامة التيمي: ثقة، وثقه ابن معين، وقال: "لا يعرف اسمه"، كما في التهذيب 12: 14، وترجمه البخاري في الكنى (رقم 7) قال: "أبو أمامة، قال شُعبة: أبوأميمة التيمي، سمع ابن عمر، روى عنه العلاء وشعبة، يقال: اسمه عمرو بن أسماء". وذكره الدولابي في الكنى (1: 116) قال: "سمعت العباس يقول: سمعت يحيى [يعني ابن معين]، يقول: حدث شُعبة عن أبي أميمة الأعرابي، وقد روى عنه العلاء بن المسيب، وقال: أبو أمامة التيمي، وقال شُعبة: أبو أميمة". ورواية العلاء بن المسيب عنه ستأتي عقب هذا, ولكنه أبهم اسمه هنا في رواية المسند 6435، فقال: "عن رجل من بني تيم الله"، ولكنه سماه بكنيته "أبو أمامة"، فيما رواه غير المسند، كما =

أمَامة التَّيْمي قال: قلت لابن عمر: إنَّا نكْري، فهل لَنا منْ حج؟!، قال: أليس تطوفون بالبيت، وتأتون المعرَّف، وترمون الجمار، وتحلقون رؤوسكم؟، قال: قلنا: بلى فقال ابنِ عِمر: جاء رجل إلىَ النبي -صلي الله عليه وسلم - فسأله عن الذي سألتني، فلم يجبْه حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}، فدعاه النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "أنتم حُجَّاجٌ". 6435 - حدثنا عبد الله بن الوليد، يعني العَدَني، حدثنا سفيان عن

_ = سنذكره، وهو "تيمي" من "بني تيم الله"، ويقع في كثير من المراجع "التميمي"، كالتهذيب 8: 192، وهو خطأ ناسخ أو طابع. والحديث رواه الطبري في التفسير 2: 164 عن طَلِيق بن محمد الواسطي عن أسباط، شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير 1: 463 عن المسند في هذا الموضع، ونقله أيضاً 1: 464 عن تفسير الطبري. وسنذكر تتمة تخريجه في الإسناد التالي. قوله "نكري": بضم النون، مضارع الرباعي، يقال "أكرى دابته؛ فهو مكر وكَري"، بوزن "مفعل" و "فعيل" من الكراء، وهو أجر المستأجَر. قوله "وتأتون المعرف"، بفتح الراء المشددة: يريد الوقوف بعرفة، قال في اللسان: "وعرَّف القوم: وقفوا بعرفة .. وهو المعرَّف، للموقف بعرفات"، وقال ياقوت: "المعرف: اسم المفعول من العرفان ضد الجهل. وهو موضع الوقوف بعرفة". (6435) إسناده صحيح، سفيان هنا: هو الثوري. وإبهام الرجل من "بني تيم الله" لا يضر، فقد عرف أنه "أبو أمامة التيمي"، كما سبق في الإسناد قبله، وكما رواه الثقات عن العلاء ابن المسيب، فيما سنذكر، وإنما الذي أبهمه هو سفيان الثوري، فيما نرى, لأنا لم نجد أحداً تابعه على إبهامه، ولعله نسي اسمه. والحديث رواه الطبري 2: 165 - 166 عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق عن الثوري "عن العلاء بن المسيب عن رجل من بني تيم الله قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنا قوم نكري، فيزعمون أنه ليس لنا حج؟!، قال: ألستم تحرمون كما يحرمون، وتطوفون كما يطوفون، وترمون كما يرمون؟، قال: بلى، قال: فأنت حاج، جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فسأله عما سألت عنه؟، فنزلت هذه الآية:: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} ". ونقله ابن كثير في التفسير 1: 463 - 464 عن مصنف عبد الرزاق، بهذا. وإنما سقنا =

العَلاء بن المُسَيّب عن رجل من بني تيمِ الله قال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال: إنا قوم نكْرِي، فذكر مثل معنى حديث أسباط. 6436 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عبد الملِك عن عطاء عن

_ = لفظه هنا, لأن الإِمام أحمد أحال لفظ رواية الثوري هذه على رواية أسباط التي قبلها، ووجدنا أن إثبات لفظ الثوري لا يخلو من فائدة. قال ابن كثير بعد رواية الطبري: "ورواه عبد بن حميد في تفسيره عن عبد الرزاق، به. وهكذا روى هذا الحديث أبو حذيفة [يعني النهدي موسى بن مسعود]، عن الثوري مرفوعاً. ورواه أبو داود 2: 75 من طريق عبد الواحد بن زياد "حدثنا العلاء بن المسيب حدثنا أبو أمامة التيمي"، فذكره بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 449 من طريق عبد الواحد بن زياد، به، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في السنن الكبرى 4: 333 عن الحاكم بإسناده هذا. ورواه الواحدي في أسباب النزول (ص 41) من طريق عيسى ابن مساور عن مروان بن معاوية الفزاري عن العلاء بن المسيب عن أبي أمامة التيمي، به، مرفوعاً. قال ابن كثير بعد رواية الثوري: "وهكذا روى من غير هذا الوجه مرفوعاً"، ثم نقله عن ابن أبي حاتم بإسناده من طريق "عباد بن العوام عن العلاء ابن المسيب عن أبي أمامة التيمي" بنحوه، ثم قال "وكذا رواه مسعود بن سعد وعبد الواحد بن زياد وشريك القاضي عن العلاء بن المسيب، به، مرفوعاً". فهؤلاء كلهم رووه عن العلاء عن أبي أمامة التيمي، لم يبهمه منهم أحد كما أبهمه سفيان الثوري. ورواه شُعبة موقوفاً، فرواه الطبري 2: 164: "حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شُعبة عن أبي أميمة قال: سمعت ابن عمر، وسئل عن الرجل يحج ومعه تجارة؟، فقرأ ابن عمر {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} ". ونقله ابن كثير 1: 463 عن الطبري، ثم قال: "وهذا موقوف، وهو قوي جيد". ورواية شُعبة- كما ترى- مختصرة، والعلاء بن المسيب رواه مفصلاً مطولاً، فذكر الموقوف والمرفوع، والعلاء ثقة مأمون، كما سبق في 1240، 5702، فزيادته مقبولة دون تردد. والحديث ذكره السيوطي في الدرالمنثور 1: 222 ونسبه أيضاً- عدا من ذكرنا- لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر. (6436) إسناده صحيح، عبد الملِك: هو ابن أبي سليمان العرزمي. عطاء: هو ابن أبي رباح. =

ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الصلاة في مسجدي هذا أفضل من الصلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام". 6437 - حدثنا. . . . . . محمد، يعني ابن إسحق، عن نافع عن ابن عمر قال: نهىِ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- عن بيع الغرر، وذلك أن الجاهلية كانوا يتبايعون بالشَّارِف حبَل الحَبَلة، فنهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن ذلك. 6438 - حدثنا حمّاد بن خالد عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - حَمَى النَّقِيع للخيل، قال حماد: فقلت له: لخيله؟،

_ = والحديث مضى من رواية عبد الملك عن عطاء 4838، ومن أوجه أخر عن نافع عن ابن عمر 4646، 5153, 5155, 5358, 5778. (6437) إسناده صحيح، على الرغم مما وقع من النقص في أوله. فقد ثبت في الأصول الثلاثة هنا قول الإِمام: "حدثنا محمد، يعني ابن اسحق"!، وهذا خطأ ومحال، فابن إسحق مات قبل أن يولد أحمد ببضع عشرة سنة. وشيوخ أحمد الذين يروي عنهم حديث ابن إسحق فيهم كثرة، فلم نستطع أن نجزم باسم واحد منهم هنا، فلذلك وضعنا نقطاً بين "حدثنا" و "محمد يعني ابن إسحق". وهذا الخطأ من الناسخين يقيناً. ولو استطعنا أن نرجح لرجحنا أن يكون اسم الشيخ الذي سقط من الإسناد، "محمد بن عبيد" فهو الذي روى عنه أحمد الحديث الذي قبل هذا مباشرة. ثم يوكد ترجيحه أن الإِمام أحمد روي هذا الحديث 6307 عن الأخوين: "يعلى بن عبيد" و"محمد بن عبيد"، وذكرآخره هناك فنهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم قال: "قال محمد بن عبيد في حديثه: حبل الحبلة، فنهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن ذلك"، يعني أن محمداً زاد على أخيه كلمة "عن ذلك"، وهذه الزيادة ثابتة هنا. فقد يرجح هذا أن يكون هذا الحديث عن محمد بن عبيد، بل يكاد يصل به إلى درجة اليقين ولكنا نحرص على الدقة والأمانة، فلم نستطع أن نزيد في أول الإسناد "حدثنا محمد بن عبيد" لما في ذلك من التهجم والجرأة. والعلم أمانة. (6438) إسناده صحيح، عبد الله: هو العمري. والحديث مكرر 5655، وقد وفينا شرحه هناك، وأشرنا إلى هذا، وإلي أنه سيأتي بهذ الإسناد مرة أخرى 6464.

قال: لا، لخيل المسلمين. 6439 - حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا الأعمش عن عطية بن سعد عن ابن عمر قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفْتَ الصبحَ فواحدة، إن الله تعالى وِتْر يحبُّ الوِتر". 6440 - حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عيسى بن حفص بنِ عاصم بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من صبر على لأوائها وشدتها كنت له شفيعاً"، أو "شهيداً يوم القيامة". 6441 - حدثنا عبد الله بن الحرث عن حنظَلة أنه سمع طاوسا يقول: سمعت عبد الله بن عمر، وسأله رجل فقال: أنَهى رسولُ الله-صلي الله عليه وسلم- عن الجر والدُبَّاء؟، قال: نعم. 6442 - حدثنا عبد الله بن الحرث عن حنظَلة بن أبي سفيان عنِ سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من جرّ

_ (6439) إسناده ضعيف، لضعف عطية بن سعد بن جنادة. ومتن الحديث في ذاته صحيح، فهو حديثان: أولهما "صلاة الليل مثنى مثنى"، وقد مضى مراراً، بأسانيد صحاح، آخرها 6355. وانظر 6421. والثاني "إن الله وتر يحب الوتر"، وقد مضى من وجه آخر بإسناده صحيح 5880. (6440) إسناده صحيح، ورواه مسلم في صحيحه 1: 388 عن زهير بن حرب عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وقد أشرنا في شرح 4761 إلى أن عيسى بن حفص بن عاصم ليس له في الكتب الستة إلا ذاك الحديث، وحديثاً آخر في فضل المدينة. وهذا هو الحديث الآخر. وهذا الحديث مضى معناه مراراً، من أوجه متعددة، آخرها 6174. (6441) إسناده صحيح، حنظلة: هو ابن أبي سفيان. والحديث مختصر 5960. وانظر 6012، 6416. (6442) إسناده صحيح، وهو مختصر 6340.

ثوبَه من الخُيَلاء لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة". 6443 - حدثنا عبد الله بن الحرث حدثني حنظَلة أنه سمع سالم ابن عبد الله يقول: سمعت عبد الله بن عمر وهو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من اقتنَى كلباً إلا ضَارِياً أوكلبَ ماشيةٍ نَقَص من أجْره كلَّ يوم قيراطين". 6444 - حدثنا عبد الله بن الحرث حدثني حنظَلة حدثني سالم ابن عبد الله عن عبد الله بِن عمر أنه قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا استأذنَكم نساؤكم إلى المسجد فائذنوا لهنَّ". 6445 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثني جَهْضَمٌ عن عبد الله بن بدر عن ابن عمر قال: خرجنا مع النبي -صلي الله عليه وسلم -فلم يحْلِلْ، ومع أبي بكر وعمر وعثمان فلم يَحِلُّوا. 6446 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد العزيز حدثنا عبد الله بن دِينار

_ (6443) إسناده صحيح، وهو مكرر 6342 بنحوه. ورواه مسلم 1: 462 من طريق وكيع عن حنطة بن أبي سفيان، به. وقد مضى من رواية الإِمام أحمد عن وكيع 5253. قوله "قيراطين" هكذا هو بالنصب على المفعولية، في ك م، وكتب عليها في م "صحـ". وفي نسخة بهامشيهما "قيرطان"، وهو الذي في ح. (6444) إسناده صحيح، وهو مكرر 6303، 6304، ومطول 6387. قوله "إلى المسجد"، في نسخة بهامش م "المساجد". (6445) إسناده صحيح، وهو مكرر 5097 بهذا الإسناد. (6446) إسناده صحيح، أبو سعيد: هو مولى بني هاشم، عبد الرحمن بن عبد الله. عبد العزيز هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. والحديث رواه البخاري 5: 73، ومسلم 2: 283، كلاهما من طريق عبد العزيز الماجشون عن عبد الله بن دينار، به. وقد مضى من طريق عبد العزيز أيضاً 6210. ومضى مطولاً من رواية عطاء بن السائب عن محارب بن دثار=

عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "الظلم ظلُمات يومَ القيامة". 6447 - حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد العزيز حدثنا عبد الله بن دِينار عِن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن للغادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدْرَة فلان". 6448 - حدثنا هاشم حدثنا عبد العزيز عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الذي لا يؤدِّي زكاة ماله يمثِّل الله تعالى له ماله يوم القيامة شُجاعاً أقْرَع، له زَبيبتان، فيلزمه"، أو "يطَوِّقه"، قال: "يقول: انا كنزك، أنا كنزك". 6449 - حدثنا عبد الله بن الحرث حدثني داود بن قَيس عن نافع عن ابن عمر: أنه كان في سفر، فنزل صاحبٌ له يوتر، فقال ابن عمر: ما شأنك لا تركب؟، قال: أوتر؟، قال ابن عمر: أليس لك في رسول الله-صلي الله عليه وسلم- أسوةٌ حسنة؟!. 6450 - حدثنا عبد الله بن الحرث عن ابن جرَيج قال: قال [لي]،

_ = عن ابن عمر5662، 5832، 6206. (6447) إسناده صحيح، وهو مختصر 6281. (6448) إسناده صحيح، هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. والحديث مكرر 6209. وانظر ما يأتي في مسند أبي هريرة 7553. (6449) إسناده صحيح، وقد سبق نحو معناه مراراً، آخرها 6224. والظاهر أن صاحب ابن عمر هذا الذي نزل للوتر هو سعيد بن يسار، فقد مضى من حديثه 5208، 5209 أن ابن عمر قال له هذا: "أمالك برسول الله -صلي الله عليه وسلم -أسوة؟!، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر على بعيره".وانظر الموطأ 1: 145. (6450) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 2: 155 - 156 من طريق حجاج بن محمد عن ابن جُريج، به. ونقل شارحه السندي عن زوائد البوصيري قال: "إسناده صحيح، رجاله =

سليمان بن موسى حدثنا نافع: أن ابن عمر كان يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "أفْشوا السلام، وأَطْعِموا الطعام، وكونوا إخواناً كما أمركم الله عز وجل". 6451 - حدثنا حمّاد بن خالد حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تَلَقوا الرُّكْبان"، ونَهى عن النَّجْش. 6452 - حدثنا حماد بن خالد حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "الوَلاء لمن أعْتق". 6453 - حدثنا حمّاد عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -

_ = ثقات، إن كان ابن جُريج سمعه من سليمان بن موسى". وهذا تحفظ غير جيد، فابن جُريج سمع نافعاً وروى عنه مباشرة، وقد روى عنه هنا بواسطة سليمان بن موسى، فلو أراد أن يدلس. كما أوهم كلام البوصيري لدلس بحذف سليمان بن موسى. وفوق هذا، فإن ابن جُريج قال هنا: "قال لي سليمان بن موسى"، فصرح بالسماع، وكلمة "لي" زدناها من نسخة بهامش م، وهي ثابتة أيضاً في ك بين السطور، وعليها علامة غير واضحة، إن كانت علامة تصحيح أو علامة نسخة، ولكنها ثابتة بكل حال. والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير 1232، ونسبه لابن ماجة فقط، فزاد شارحه المناوي أنه رواه النسائي أيضاً. ولم أجده في النسائي، وأظن هذا وهماً من المناوي، فلو كان النسائي رواه لما ذكره البوصيري في زوائد ابن ماجة. (6451) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مراراً مفرقاً في أحاديث كثيرة، منها 5862. 5870، 6282. قال ابن الأثير في النهاية 4: 64: "تلقي الركبان: هو أن يستقبل الحضري البدوي قبل وصوله إلى البلد، ويخبره بكساد ما معه كذباً، ليشتري منه سلعته بالوكس وأقل من ثمن المثل، وذلك تغرير محرم". والنجش: سبق تفسيره 4531. (6452) إسناده صحيح، وهو مطول في الموطأ 3: 9 عن نافع عن ابن عمر. ومضى مطولاً من طريق مالك 5929. وقد مضى مراراً مختصراً ومطولا، آخرها 6313، 6415. (6453) إسناده صحيح، وهو مختصر 6279. وقد مضى أيضاً مطولاً من رواية مالك5920.

- صلى الله عليه وسلم -قالٍ: "من أعتقِ شِرْكاً له في مملوك قُوِّم عليه في ماله، فإن لم يكن له مالٌ عَتق منه ما عَتَق". 6454 - حدِثنا حمّاد عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال، بعث رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سَريَّةً قِبِلَ نَجد، كنتُ فيها، فغَنِمنا إبلا كثيرة، وكانت سِهامنا أحَدَ عَشَر، أو اثْنيْ عشر بَعِيرا، ونفلنا بعيراً بعيراً. 6455 - حدثنا حماد حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "بسبع وعشرين"، يعني صلاةَ الجَمِيع. 6456 - حدثنا حماد حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال:

_ (6454) إسناده صحيح، وهو مكرر 6386. وقد مضى أيضاً من رواية مالك 5288، 5919. (6455) إسناده صحيح، وهو مختصر، لعل حماد بن خالد نسي لفظه، فحدَّث بما بقي منه في حفظه. وقد مضى من طريق مالك 5332، 5921 بلفظ: "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة". (6456) إسناده صحيح، ولكن هذا الإسناد بعينه مشكل. أما الصحة، فإن الحديث رواه أحمد فيما مضى 4654 عن يحيى بن سعيد القطان عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى". وكذلك رواه مسلم 1: 87 من طريق يحيى القطان وابن نُمير، ورواه الترمذي 4: 11 - 12 من طريق ابن نُمير، ورواه أبو عوانة في صحيحه 1: 189 من طريق محمد بن بشر وابن نُمير، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 4: 345 من طريق محمد بن بشر، كلهم عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر، به. وأما الإشكال، ففي روايته عن مالك، هنا، عن نافع عن ابن عمر، فإن مالكاً روى في الموطأ 3: 123 (4: 162 من شرح الزرقاني) "عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحى". وكذلك نقله ابن عبد البر في التقصي رقم 779 عن مالك. وكذلك رواه مسلم 1: 87 من رواية قتيبة، ورواه أبو داود 4: 135 من رواية القعنبي، ورواه الترمذي 4: 12 من رواية معن، ورواه أبو عوانة في صحيحة 1: 189 من طريق ابن وهب ومطرف، ومن طريق عبد الله =

قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أَعْفوا اللِّحى، وحُفُّوا الشَّوارِب". ْ6457 - حدثنا حماد بن خالد حدثنا عبد الله عن نافع: أن ابن عمر كان يرمي الجمار بعدَ يوم النحر ماشياً، ويزعم أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك. 6458 - حدثنا حماد بن خالد الخَيّاط عن عبد الله، يعني

_ = ابن يوسف، كلهم عن مالك عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع، بهذا، بصيغة الحكاية: "أمر بإحفاء الشوارب" إلخ. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 6: 247 مختصراً، من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن مالك، به، بلفظ: "قال رسول الله: أعفوا اللحى". وأنا أظن أن رواية الخطيب بالمعنى من أحد الشيوخ. ولكن الإشكال في أن كل هؤلاء الرواة الثقات رووه عن مالك "عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع"، وهو يدل على أن مالكاً لم يسمعه من شيخه نافع، فرواه عنه بواسطة ابنه "أبي بكر بن نافع". ولكن هذا حماد بن خالد يرويه هنا عن مالك عن نافع مباشرة، ثم يجعله حديثاً قولياً، من قول رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. وحماد: ثقة، سبق توثيقه 1824، بل قال أبو زرعة: "شيخ متقن"، وقال الحسن بن عرفة: "وكان من خير من أدركنا". فالظاهر أنه وهم ونسي، فرواه عن مالك على الجادة "مالك عن نافع"، فلم يتنبه إلى أن هذا ليس من سماع مالك من نافع، وإنما هو من سماعه من أبي بكر بن نافع. أما أنه جعله حديثاً قولياً، فهذا أمره هين، يكون رواية بالمعنى، كرواية إسماعيل بن إبراهيم عند الخطيب. خصوصاً وأنه مرويّ كذلك من رواية عُبيد الله عن نافع، كما بينَّا. بل أنه مضى في المسند ثلاث مرات أخرى 5135، 5138، 5139، من طريق الثوري عن عبد الرحمن بن علقمة، وجاء في الأولى قولياً، وفي الآخرين: "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". قوله "وحفوا الشوارب"، في نسخة بهامش م "وأحفوا". وانظر 5988. (6457) إسناده صحيح، وهو مختصر 5944، 6222. (6458) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 142 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، ولكنه اختصره، فلم يذكر فيه قوله: "بأرض يقال لها ثرير". الحضر، بضم الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة: العدو والجري. وقوله "حتى قام": أي وقف وانقطع عن الجري. =

العُمَري، عن نافع عِن ابن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -أقْطع الِزُّبير حِضْر فرسه، بأرض يقال لها: ثُرير، فأجْرى الفرس حتى قام، ثم رَمى بسوْطه، فقال: "أعْطوه حيث بَلَغ السَّوطُ". 6459 - حدثنا حماد قال عبد الله: حدثنا نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه كره القَزَع للصِّبيان. 6460 - حدثنا حماد أخبرنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال: أوّل صدقة كانت في الإِسلام صدقة عمر، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "احْبسْ أصولَها، وَسبِّلْ ثَمرَتَها". 6461 - حدثنا حمّاد حدثنا عبد الله عن نافع عنِ ابنِ عمر قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يعلمنا القرآن، فإذا مر بسجود القرآن سَجد وسجَدنا معه.

_ = "ثرير": بضم الثاء المثلثة وراءين بينهما ياء، وهو موضع قريب من المدينة، من أرض بني النضير، كما يفهم من مجموع الروايات: فقد روى أحمد، فيما سيأتي (ح) عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر، وهي زوج الزبير ابن العوام وأم عروة بن الزبير، في حديث طويل، قالت فيه: "وكنت أنقل النوى من أرض الزبير، التي أقطعه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ"، ورواه البخاري 9: 281 - 283 عن محمود بن غيلان عن أبي أسامة، ورواه أيضاً6: 181 بهذا الإسناد، ثم قال البخاري: "وقال أبو ضمرة عن هشام عن أبيه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -أقطع الزبير أرضاً من أموال بني النضير". ورواه ابن سعد في الطبقات 8: 182 - 183 عن أبي أسامة أيضاً مطولاً. وقد تبين من هذا أن هذه الأرض كانت مما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير، وأنها كانت ثلثي فرسخ من المدينة. وانظر الأموال لأبي عبيد رقم 676. (6459) إسناده صحيح، وهو مختصر 6212، ومكرر 6422 بمعناه. (6460) إسناده صحيح، وهو مختصر 5947، 6078. (6461) إسناده صحيح، وهو مختصر 4669، 6285.

6462 - حدثنا حمّاد عن عبد الله عن نافع قال: كان ابن عمر يبيت بذي طُوى، فإذا أصبح اغتسل، وأمر من معه أن يغتسلوا، ويدخل من العلْيَا، فإذا خرج خرج من السُّفْلى، ويزعم أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك. 6463 - حدثنا حماد بنِ خالد حدثنا عبد الله عن نافع قال: كان ابن عمر يَرْمُل من الحَجَر إلى الحجَر، ويزعم أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يفعله. ِ6464 - حدثنا حماد بن خالد حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال: حمى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - النَّقِيع للخيل، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، يعني العُمَرِي، خيْله؟، قال: خيل المسلمين. 6465 - حدثنا أبو قَطن حدثنا شُعْبة عن عبد الله بِن أبي السَّفَر عن الشَّعْبِي قال: جالستُ ابن عمر سنتين ما سمعته رَوى شيئاً عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم ذكر حديثَ الضَّبّ، أو الأضبّ. 6466 - حدثنا عقْبَة أبو مسعود الُمجَدَّر حدثنا عُبيد الله عن نافع

_ (6462) إسناده صحيح، وهو مطول 4625، 5231. وانظر 5600، 6284. وروى مالك في الموطأ 1: 302 - 303 نحوه، عن نافع عن ابن عمر، موقوفاً. وانظر شرح الزرقاني 2: 146 - 147. (6463) إسناده صحيح، وهو مختصر 6433. (6464) إسناده صحيح، وهو مكرر 6438 بهذا الإسناد. قوله"خيل المسلمين"، في نسخة بهامش م "خيول"، وهو جمع "خيل"، ويظن كثير من الكتاب في هذا العصر أنه جمع غير صحيح، وهو صحيح ثابت، قال في اللسان "والجمع أخيال، وخيول. الأول عن ابن الأعرابي، والأخير أشهر وأعرف". و"خيول" بضم الخاء، ويجوز أيضاً كسرها. (6465) إسناده صحيح، أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم بن قطن، سبق توثيقه 1053. والحديث قد سبق معناه مطولاً 5565، 6213، من رواية شُعبة عن توبة العنبري عن الشعبي. "الأضب": بفتح الهمزة وضم الضاد وتشديد الباء، وهو جمع "ضبّ". (6466) إسناده صحيح، عقبة أبو مسعود: هو عقبة بن خالد بن عقبة بن خالد السكوني، بفتح =

عن ابن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سَبّق بين الخيل، وفَضَّل القُرَّح في الغاية. 6467 - حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك حدثنا الضَّحَّاك- يعني ابن عثمان- عنٍ نافع عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه أمر بإخراج الزكاة، زكاة الفطر، أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة. 6468 - حدثنا عمر بن سعد، وهو أبو داود الحفَري، حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن من الشجر شجرة لا يَسْقطُ ورقها، وإنها مَثَلُ الرجل المسلم"، قال: فوقع الناس من شجر البَوادي، وكنتُ منْ أحْدَث الناس، ووقع في صدري أنها النخلة، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "هي النخلة"،َ قال: فذكرت ذلك لأبي، فقال: لأنْ

_ = السين وضم الكاف، المجدر، بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الدال المهملة المفتوحة وآخره راء، وهو ثقة من شيوخ أحمد، روى له أصحاب الكتب الستة، ووثقه أحمد وعثمان ابن شيبة وغيرهما، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتَعديل 3/ 1/310، وابن سعد في الطبقات 6: 276. وفي ح "المجلد" بدل "المجدر" وهو ثابت أيضاً في نسخة بهامش م، ولكنه خطأ صرف، تصويبه من ك م، ومن التهذيب والتقريب، وكذلك ضبطه الذهبي في المشتبه 464 على الصواب الذي أثبتناه، وكذلك قال الدولابي في الكنى (2: 113): "أبو مسعود عقبة بن خالد السكوني، وهو المجدر، روى عنه أحمد بن حنبل في مسنده". والحديث رواه أبو داود 2: 334 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر 5656. القرح، بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة وآخره حاء مهملة: جمع "قارح"، قال المندري 2467: "والقارح من الخيل: هو الذي دخل في السنة الخامسة". وفي نسخة بهامش م "القارح" بالإفراد. الغاية: هي مدى الشوط الذي ينتهي إليه السبق. (6467) إسناده صحيح، وهو مكرر 6429. ورواه مسلم 1: 269 عن محمد بن رافع عن ابن أبي فديك، بهذا الإسناد، نحوه. (6468) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر 6052. قوله "وكنت من أحدث الناس"، كتب في م علامة "صح" على كلمة "الناس"، وبهامشها نسخة "القوم".

تكون قلْتَه أحبُّ إليّ من كذا وكذا. 6469 - حدثنا حمّاد بن خالد عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قاطع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أهل خيبَر على الشَّطر، وكان يعطي نساءه منها مائة وسن، ثمانين تمرا، وعشرين شعيرا. قال أبو عبد الرحمن: قرأتُ على أبي هذه الأحاديث إلى آخرها 6470 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأت على أبي: حدثنا حماد، يعني الخَيّاط، حدثنا ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن حمزة ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال: كان تحتيِ امرأة كان عمر يكرهها، فقال [لي] ِ أبي: طَلِّقْها، قلت: لا، فأتي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فأخبره، فدعاني فقال: "عبد الله، طلِّق امرأتك"، قال: فطلقتها. 6471 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأت على أبي: حدثنا حمّاد بن خالد الخيَّاط عن ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن سالم عن أبيه قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يأمرنا بالتخفيف، وإن كان لَيَؤمنَا بالصافَّات.

_ (6469) إسناده صحيح، عبد الله: هو العمري. والحديث مكرر 4946. وانظر 6368. قوله "قاطع أهل خيبر": هو من القطع، كأنه قطع معهم المساومة، بما اتفقوا معه عليه. وسبق تفسير هذا الحرف موجزاً 1135، وذكرنا أنه لم يوجد إلا في الأساس. ولكني وجدته بعد في اللسان 10: 156 قال: "وقاطعه على كذا وكذا من الأجر والعمل ونحوه، مقاطعة". وكذلك نقله شارح القاموس 5: 476، وزاد: "وهو مجاز". * هذه الأحاديث السبعة 6470 - 6475، وفيها رقم مكرر، قرأها أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد على أبيه، فأراد النص على ذلك. وقوله "إلى آخرها" يريد إلى الحديث 6475. (6470) إسناده صحيح، وهو مكرر 5144. كلمة [لي]، ثابتة في ح، ولكنها في ك م نسخة الهامش. (6471) إسناده صحيح، وهو مختصر 4989.

6472 - قال [عبد الله بن أحمد]؛ قرأتُ على أبي: حدثنا حمّاد بن خالد الخَيّاط حدثنا ابن أبي ذئب عن الزُّهْريّ عنِ سالم في أبيه قال: كنَّا إذا اشترينا على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - طعاماً جزافاً منعنا أَن نبيعه حتى نؤْوِيَه إلى رِحالنا. 6473 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأت على أبي: حدثنا حمّاد ابن خالد عن ابن أبي ذئب عن الزُّهْرِيّ عنِ سالم عن أبيه: أنه صلى مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالمزدلفة المغربَ والعشاء بإقامةٍ، جمَعَ بينها. 6474 - قال [عبد الله بن أحمد]: قرأت علي أبي هذا الحديث، وسمعتُه سماعاً، قال: حدثنا الأسود بن عامر حدثنا شُعْبة قال: عبدُ الله بن دينار أخبرني، قال: سمعت ابن عمر يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في ليلة القَدر، قَال: "منْ كان مُتَحريَهَا فلْيَتَحرها في ليلة سبع وعشرين". 6474 م- قال شُعْبة وذَكر لي رجلٌ ثقةٌ عن سفيان أنه كان يقول: إنما قال: "من كان متَحريَها فلْيَتَحرها في السَّبْع البَواقي"، قال شُعْبة: فلا أدري قال ذا أو ذا؟، شُعْبة شَك.

_ (6472) إسناده صحيح، وهو مكرر 6379، ومختصر 6275. (6473) إسناده صحيح، وهو مطول 6399. وانظر 6400. (6474) إسناده صحيح، الأسود بن عامر، ولقبه "شاذان": سبق توثيقه 2334، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/448، والصغير 229. والحديث مكرر 4808. وانظر 5932. (6474م) إسناده صحيح، تابع لما قبله، على إبهام شُعبة اسم الرجل الثقة الذي حدثه عن سفيان الثوري، إذ قد بين الإِمام أحمد عقب ذلك أنه يحيى بن سعيد القطان. والمراد بهذا: أن شُعبة سمعه من عبد الله بن دينار عن ابن عمر، بالتحري ليلة سبع وعشرين. ولكن سفيان الثوري رواه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، بالتحري في السبع البواقي. ورواية الثوري بهذا مضت 5283 عن عبد الرحمن بن مهدي عنه. فلذلك شك شُعبة فيما قاله عبد الله بن دينار، بين ما سمعه هو منه، وبين ما سمعه من يحيى القطان عن الثوري عنه؟.

[قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: الرجلُ الثقةُ: يحيى بن سعيد القَطَّان. 6475 - قال [عبد الله بن أحمد]؛ قرأتُ على أبي: حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عنِ ابن إِسحق حدثني عكْرِمة بن خالد بن العاص المخزومي قال: قدمت المدينة في نفَرٍ من أهل مكةَ، نريد العمرةَ منها، فلقيت عبد الله بن عمر، فقلت: إنَّا قوم من أهل مكة، قدمنا المدينةَ، ولم نحُجَّ قَطُّ، أفنعتمِرِ منها؟، قال: نعم، وما يمنعكم من ذلك؟!، فقد اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عُمره كلَّها قبلَ حجَّتِه، واعتمرنا. 6476 - قال [عبد الله بن أحمد]: وجدِتُ هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا علي بن حفص حدثنا وِرقَاء عن عطاء، يعني ابن السائب، عن ابن جبَير: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}: هو الخير الكثير، وقال عطاء عن مُحارِب بن دثَار عن ابن عمرِ قال: قال لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: " الكَوْثر نهر في الجنة، حافَتاهَ من ذهب، والماء يجْرِي على اللؤلؤ، وماؤه أشدُّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل". آخر مسند عبد الله بن عمر (1) رضي الله تعالى عنهما

_ (6475) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. والحديث مضى بعض معناه مختصراً 5069، من رواية ابن جُريج عن عكرمة بن خالد، وذكرنا هناك أن البخاري رواه 3: 477 من طريق ابن جُريج. وقد أشار البخاري تعليقاً عقب تلك الرواية إلى رواية ابن إسحق هذه التي هنا، فقال: "وقال إبراهيم بن سعد عن ابن إسحق: حدثني عكرمة بن خالد قال: سألت ابن عمر، مثله". وذكر الحافظ أن هذا التعليق "وصله أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بالإسناد المذكور" فهو يشير إلى هذا الحديث. (6476) إسناده صحيح، وقد مضى بهذا الإسناد 5355، سماعاً لعبد الله بن أحمد من أبيه، ولم يذكر فيه تفسير سعيد بن جُبير للكوثر، المذكور هنا. وقد مضى مطولاً 5913، من رواية حماد بن عن عطاء بن السائب. ووفينا شرحه في الموضعين. والحمد الله رب العالمين. (1) في الترهيب والترغيب 1: 143 حديث لابن عمر منسوب لأحمد لم أجده في المسند- سيأتي أثر لابن عمر مرفوع المعنى 16134.

أول مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما

أول مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (1) رضي الله تعالى عنهما

_ (1) هو: عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيد بن سهم بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بن لؤي بن غالب. كان اسمه- أعني عبد الله بن عمرو- "العاص، فغيره النبي -صلي الله عليه وسلم -، وسماه "عبد الله". وهو من أجلاء الصحابة وعظمائهم. وكان أصغر من أبيه بأحد عشر عاماً أو اثني عشر فقط. وأسلم قبل أبيه. وكان عابداً متحنفاً عالماً، قال أبو هريرة: "ما كان أحد أكثر حديثاً عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مني، إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب، وكنت لا أكتب". وروى ابن سعد في الطبقات 2/ 2/ 125 و 4/ 2/ 8 - 9، و 7/ 2/ 189عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن عمرو قال: "استأذنت النبي -صلي الله عليه وسلم - في كتاب ما سمعته منه، قال: فأذن لي، فكتبته، فكان عبد الله يسمي صحيفته تلك: الصادقة". وروى أيضاً في هذه. المواضع الثلاثة عن مجاهد قال: "رأيت عند عبد الله بن عمرو صحيفة، فسألته عنها؟، فقال: هذه الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه أحد". وكان عالماً بكتب أهل الكتاب كثير القراءة فيها. وكان يعرف السريانية، فقد روى ابن سعد 7/ 2/ 189 عن عمرو بن عاصم الكلابي عن همام عن قتادة عن الحسن عن شريك بن خليفة قال: "رأيت عبد الله بن عمرو يقرأ بالسريانية". وهذا إسناد صحيح، شريك بن خليفة السدوسي: ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 239 - 240 ولم يذكر فيه جرحاً، بل قال: "من الأزارقة، سأل عبد الله بن عمرو، روى عنه قتادة، قاله همام". وأنه من الأزارقة ليس بجرح إذا لم يكن في صدقه وحفظه ما يجرحه. وقد روى عنه قتادة مباشرة كما قال البخاري، ودلت رواية ابن سعد على أنه روى عنه الحسن أيضاً، من رواية قتادة عن الحسن عنه. ولم أجد ترجمة لشريك هذا في غير التاريخ الكبير. واختلف في تاريخ موت عبد الله بن عمرو ومكانه اختلافاً كبيراً، فقيل: سنة 63، وقيل 65، وقيل 68، وقيل 73، وقيل 77، وقيل: مات بمكة، وقيل بالطائف، وقيل بالشأم، وقيل بمصر. والتحقيق الصحيح أنه مات بمصر سنة 65 في نصف جمادى الآخرة. فقد روى أبو عمر محمد بن يوسف الكندي في كتاب (الولاة ص 45 - 46) قصة قتل الأكدر بن حمام، الذي قتله مروان بن الحكم =

6477 - حدثنا هشيمٌ عن حُصيْن بن عبد الرحمن ومغِيرةَ الضبِّي

_ = حين قدم مصر سنة 65، قال: "حدثنا يحيى بن أبي معاوية التجيبي قال: حدثني خلف ابن رييعة الحضرمي قال: حدثني أبي ربيعة بن الوليد عن موسى بن عُلَي بن رباح عن أبيه، قال: كنت واقفاً بباب مروان حين أتي بالأكدر .. وكان قتل الأكدر للنصف من جمادى الآخرة سنة خمس وستين، ويومئذ توفي عبد الله بن عمرو بن العاص، فلم يستطع أن يخرج بجنازته إلى المقبرة، لتشغب الجند على مروان، فدفن في داره". فهذه واقعة محددة، معينة بالزمان والمكان، رواها الذي شهدها. فهي أجدر أن تكون موضع الثقة والترجيح من أقوال تحكى. ولذلك رجح الأيمة الحفاظ هذا القول: فترجمه الحافظ ابن كثير في التاريخ 8: 263 - 264 في وفيات سنة 65، وقال: "توفي في هذه السنة بمصر. والحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ 1: 39 - 40، وقال: "توفي بمصر سنة خمس وستين، ليالي حصار الفسطاط، فلما توفي لم يقدروا أن يخرجوا بجنازته، لمكان الحرب بين مروان بن الحكم وعسكر ابن الزبير، فدفن بداره". وكذلك ترجمه في تاريخ الإِسلام 2: 365 - 366، وذكر مقتل الأكدر بن حمام، وقال: "وذلك في نصف جمادى الآخرة، يوم مات عبد الله بن عمرو، وما قدروا يخرجون بجنازة عبد الله، فدفنوه بداره". وكذلك أرخه ابن العماد في الشذرات 1: 73 في وفيات سنة 65، قال: "فيها مات، على الصحيح عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي". رحمه الله ورضي عنه. فائدة الخبر الذي نقلناه من كتاب الولاة للكندي، نقله الحافظ في التهذيب 5: 338 بإسناد الكندي، ولكن الإسناد وقع مغلوطاً مضطرباً في التهذيب، فيستفاد تصحيحه من هذا الموضع. (6477) إسناده صحيح، وهو حديث معروف مشهور من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، رواه عنه كثير مع التابعين، وأخرجه الأيمة في دواوينهم. ولكني لم أجده مفصلاً مطولاً بهذه السياقة إلا في هذا الموضع. وسيأتي بعضه من رواية مجاهد عن عبد الله بن عمرو 6764، 6863. ورواه غيره عن عبد الله بن عمرو، رووا قطعاً منه، بين مطولة ومختصرة. وهذه أرقامها في المسند: 6491، 6506، 6516، 6527، 6534، 6535، 6539، 6540، 6545، 6546، 6760، 6761، 6762، 6764 , =

عن مجاهد عن عبد الله بن عَمْرو قال: زَوّجني أبي امرأة من قريش، فلما

_ = 6766، 6775، 6789، 6866، 6810، 6832، 6843، 6862، 6863، 6867، 6874، 6876، 6877، 6878، 6880، 6914، 6921، 6951، 6988، 7023. ورواه البخاري 9: 82 - 83 من طريق أبي عوانة عن مغيرة بن مقسم الضبي عن مجاهد. وهي أقرب الروايات التي رأينا سياقاً لرواية أحمد هنا. وقد أشار الحافظ في الفتح في شرحها إلى مواضع كثيرة من رواية أحمد. وروى البخاري أيضاً 4: 195 قطعة منه، من طريق شُعبة عن مغيرة عن مجاهد. وهي قطعة مختصرة. وروى النسائي 1: 324 قطعة مختصرة منه عن أحمد بن منيع عن هُشيم، بإسناد المسند هنا. وروى قطعتين 1: 324 - 325، من طريق أبي عوانة عن مغيرة عن مجاهد، ومن طريق عبثر عن حصين عن مجاهد. وروى أصحاب الكتب الستة وغيرهم بعضه، بلفظه أو بمعناه، من طرق كثيرة: فمن ذلك: البخاري 3: 13 - 14، 31 - 32، و 4: 189 - 196، بسبعة أسانيد، منها إسناده من طريق مجاهد، الذي أشرنا إليه آنفاً. وقال الحافظ عند الإسناد الأول منها: "وقد أورده [يعني البخاري]، في الباب الذي يليه من طريق الأوزاعي، وأورده في الأدب من طريق حسين المعلم، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، وأورده قريباً من طريق الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، ومن طريق أبي العباس الأعمى من وجهين، ومن طريق مجاهد وأبي المليح، كلهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، بالحديث مطولاً ومختصراً. ورواه جماعة من الكوفيين والبصريين والشاميين عن عبد الله بن عمرو، مطولاً ومختصراً: فمنهم من اقتصر على قصة الصلاة، ومنهم من اقتصر على قصة الصيام، منهم من ساق القصة كلها. ولم أره من رواية أحد من المصريين عنه، مع كثرة روايتهم عنه". ورواه البخاري أيضاً 6: 327 بأربعة أسانيد. ورواه أيضاً 9: 84 من طريقين، و 262 من طريق واحدة. وكذلك 10: 440، و 11: 57. ورواه مسلم 1: 319 - 321 من طرق كثيرة، وكذلك رواه أبو داود من طرق مختلفة، وها هي ذي أرقامها 1388، 1389 , 1390، 1391، 1394، 1395، 2427، 2448 (1: 526 - 528، 2: 298، 303 من عون المعبود). وروى الترمذي قطعاً منه أيضاً 2: 62 و 4: 63 - 64. وكذلك روى النسائي قطعاً منه =

دخلت عليّ جَعَلْتُ لا أنْحَاشُ لها، مما بي من القوّة على العبادة، من الصوم

_ = 1: 242، 323، 324 - 327 بأسانيد كثيرة. وروى بعضه أيضاً ابن ماجة 1: 210، 268، 269. والدارمي 1: 35 و 2: 20، 471. وابن سعد 4/ 2/ 9 - 10 بأسانيد متعددة. وروى الطيالسي بعضه أيضاً بأسانيد مختلفة 2255، 2256، 2273، 2275، 2280، 2288. ولعلنا نستطيع أن نشير إلى بعض هذه الأسانيد من هذه الكتب عند ورودها أو ورود بعضها في المسند، إن شاء الله. وانظر 2878. وما سيأتي (5: 409 ح). وهذا الحديث يرجع في جملته إلى معان متعددة: في النكاح ومس النساء، وفي كثرة الصلاة والقراءة وفي كثرة الصيام، وهذه المعاني جاءت في كثير من الروايات التي أشرنا إليها في المسند وغيره من الدواوين. وفيه معنيان لم يذكرا في غير المسند من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وهما قوله "فإن لكل عابد شرة" إلخ، وقوله "فمن رغب عن سنتي فليس مني". أما أولهما فإنه سيأتي في المسند مرة أخرى بنحوه 6764 من رواية شعبة عن حصين عن مجاهد، ومرتين 6539، 6540 من رواية أبي الزبير عن أبي العباس المكي الشاعر عن عبد الله بن عمرو، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 259 - 260، ونسبه للمسند والطبراني في الكبير. وأما ثانيهما "من رغب عن سنتي"، فإني لم أجده من حديث عبد الله بن عمرو في موضع آخر، ولا في مجمع الزوائد. وهو ثابت مشهور من حديث أنس بن مالك، رواه أحمد 13568، 13763، 14090. ورواه البخاري 9: 90، ومسلم 1: 394، والنسائي 2: 70. ورواه أيضاً الدارمي 2: 133 من حديث سعد بن أبي وقاص، في حديث طويل بإسناد صحيح. نعم، وجدت الخطيب في تاريخ بغداد 3: 330 روى من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من رغب عن سنتي فليس مني". وهكذا هو في تاريخ بغداد "عبد الله بن عمر"، وأنا أكاد أجزم بأنه خطأ ناسخ أو طابع، وأن صوابه "عبد الله بن عمرو" أي ابن العاص, لأن هذا الحديث لم يعرف- فيما أعلم- من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، ولأن هذا الإسناد موافق للإسناد الذي روى به أحمد في المسند بعض هذا الحديث 6764، رواه عن محمد بن جعفر عن شُعبة، وموافق للإسناد الذي روى به أحمد في المسند =

والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنَّتِه، حتى دخل عليها، فقال لها:

_ = بعض هذا الحديث 6764، رواه عن محمد بن جعفر عن شُعبة، وموافق للإسناد الذي روى به البخاري بعضه أيضاً 4: 195، رواه عن محمد بن بشار عن غندر، وهو محمد ابن جعفر، عن شُعبة، ولأن أحمد روي هذا اللفظ بعينه هنا، في هذا الحديث الطويل، من طريق حصين ومغيرة عن مجاهد. بل لا يكاد هذا يكون موضع ريبة. وقول عبد الله ابن عمرو "زوجني أبي امرأة من قريش"، في رواية البخاري 9: 82 والنسائي 1: 324 "امرأة ذات حسب"، فذكر الحافظ في الفتح أنها "هي أم محمد بنت محمية بن جَزْء الزبيدي حليف قريش"، ونقل ذلك عن الزبير بن بكار وغيره. ولكن لم يذكر الحافظ "أم محمد" هذه في الإصابة، ولم يذكرها غيره في الصحابة، ومقتضي هذا أنها صحابية. وابن سعد حين ترجم لمحمية 4/ 1/ 145 - 146 لم يذكر له من الولد بنتاً كانت عند الفضل بن العباس فولدت له أم كلثوم. فالظاهر أن له بنتاً أخرى أو أكثر. "محمية": بفتح الميم الأولى وسكون الحاء المهملة وكسر الميم الثانية وتخفيف الياء التحتية المفتوحة. "جزء" بفتح الجيم وسكون الزاي وآخره همزة. "الزبيدي" بضم الزاي. وقوله "جعلت لا أنحاش لها": هو من الحوش، بمعنى التجمع والجمع، يقال: "حشت الصيد وأحشته": إذا أخذته من حَوَاله وجمعته لتصرفه في الحبالة، و"احتوش القوم فلاناً": جعلوه وسطهم، و "ما ينحاش فلان من شيء": إذا لم يتجمع له لقلة اكتراثه به. انظر المقاييس 2: 119 واللسان 8: 178 - 180 - و"الكنة"، بفتح الكاف وتشديد النون: امرأة الابن، وتطلق أيضاً على امرأة الأخ. وقولها "أو كخير البعولة"، في نسخة بهامش م "خير البعولة"، بدون الكاف "والبعولة": جمع "بعل"، وهو الزوج. وقولها "ولم يفتش لنا كنفاً": قال الحافظ: "بفتح الكاف والنون بعدها فاء، هو الستر والجانب. وأرادت بذلك الكناية عن عدم جماعه لها, لأن عادة الرجل أن يدخل يده مع زوجته في دواخل أمرها". وهذا من الحافظ رحمه الله إدخال معنى في معنى!، فذلك: أن ابن الأثير ضبطها في النهاية بكسر الكاف وسكون النون، وفسر الكنف بهذا الضبط بأنه الوعاء، ثم قال: "أي لم يدخل يده معها كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أمرها"، فهذا معنى، ثم قال ابن الأثير: "وأكثر ما يروى بفتح الكاف والنون، من الكنَف، وهو =

كيف وجدت بَعْلَك؟، قالت: خيرُ الرجال، أو كخير البُعُولَة، مِنْ رجِل لم يُفتشْ لنا كَنَفاً , ولَم يعْرفْ لنا فرَاشاً!، فأَقْبَلِ عِلي، فعذَمنيِ، وعضَّنيِ بلسانه!، فقال: أَنْكَحْتُك امرأةً منَ قريش ذات حسب، فعَضَلْتها، وفَعَلت وفَعَلْتَ!!، ثم انطلق إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فشكاني، فأَرسل إليَّ النبيُّ -صلي الله عليه وسلم -، فأتيته، فقال لي: "أتصوم النهار؟ "، قلت: نعم، قال: "وتقوم الليل؟ "، قلت: فعم،

_ = الجانب، تعني أنه لم يقربها". فهذا معنى آخر، خلطهما الحافظ دون تناسب بينهما. ورواية البخاري هي بفتح الكاف والنون في جميع أصول اليونينية. وقوله "فعذمني"، بالعين المهملة والذال المعجمة المفتوحتين: قال ابن فارس في المقاييس 4: 258 "قال الخليل: أصل العذم العض، ثم يقال: ثم عذمه بلسانه يعذمه عذماً، إذا أخذه بلسانه". وقال الزمخشري في الأساس: "ومن المستعار: رأيته يعذم صاحبه، أي يعضه بالملام، والعذائم: اللوائم". فقوله بعد "وعضني" عطف تفسير، و "بلسانه" قرينة للمجاز، قال الزمخشري في الأساس: "ومن المستعار ... وعضه بلسانه تناوله"، وقال ابن فارس في المقاييس 4: 48 بعد أن بين أن أصل "العض" الإمساك على الشيء بالأسنان: "ثم يحمل على ذلك فيقال: عَضِضْتُ الرجلَ: إذا تناولته بما لا ينبغي". وفي ك "فلامني" بدل "فعذمني". وما أثبتنا هو الثابت في ح م. وقوله "فعضلتها"، قال ابن الأثير: "هو من العضل: المنع. أراد: إنك لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم، ولم تتركها تتصرف في نفسها، فكأنك منعتها". وقوله "وفعلت وفعلت"، هو الذي في ح، وفي ك "وفعلت" مرة واحدة، وحذفت الاثنتان في م. "الشرة"، بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء المفتوحة: النشاط والرغبة. و"الفترة": الانكسار والضعف، والسكون بعد الحدة، واللين بعد الشدة. وقوله "حيث كبر"، في ك "حين" بدل "حيث". وقوله "ثم يفطر بعدّ تلك الأيام"، يعني بعددها. وفي نسخة بهامش م "يعد"، فعل مضارع، وقوله "مما عدل به"، بالبناء للمجهول، أي وزن، أي من كل شيء يقابل ذلك من الدنيويات، كما نقلنا هذا التفسير عن الفتح، فيما مضى في الحديث 3698. وقوله "أو عدل": بفتح العين والدال، بالبناء للفاعل، كما ضبط في ك، أي ساوى، والمعنى مقارب في الحرفين.

قال: "لكنِّي أصومُ وأُفطُر، وأصليِ وأنامُ، وأَمَسُّ النساء، فمن رَغبَ عن سنتي فليس منِّي"، قال: "اقْرإ القرآن في كل شهر"، قلت: إني أجدُنيِ أَقْوَى من ذلك، قاَل. "فاقرأه فيَ كل عشرة أيام"، قلت: إني أجدنيَ أقوى من ذلك، قال أحدهما، إما حصين وإما مغيرة، قال: "فاقرأه في كل ثلاث"، قال: ثم قال: "صُمْ فِي كل شهرٍ ثلاثةَ أيام"، قال: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: فلم يزَل يرفعني حتى قال: "صمْ يوماً وأَفْطِر يوماً، فإنه أفضل الصيام، وهو صيامُ أخي داودَ"، قال حصين في حديثه: ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "فإن لكِل عابد شِرَّةً، ولك شرة فترة، فإمَّا إلى سنَّة، وإما إلى بدعة، فمن كانت فترتُه إلى سنَّة فقد اهتدى، ومن كانت فترتُه إلى غير ذلك فقد هَلَك"، قال مجاهد: فكان عبدُ الله بن عمرو، حيثُ ضعُف وكَبرِ، يصومُ الأيّامَ كذلك، يَصلُ بعضَها إلى بعض، ليتقوى بذلك، ثم يُفطرُ بعَدِّ تلك الأيام، قال: وكَان يقرأ في كل حزبه كذلك، يزيدُ أحياناً، وينقص أحياناً، غير أنه يوفي العَدَدَ، إمَا في سبع، وإما في ثلاث، قال: ثم كان يقول بعدَ ذلك: لأن أكونَ قَبلْت رخصةَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أحبُّ إليَّ مما عدِل به أو عَدَل، لكِنِّي فارقتُه علَى أمر أكرهُ أن أُخالفَه إلى غيره. 6478 - حدثنا يحيى بن إسحق أخبرني ابن لَهِيعة عن يزيد بن

_ (6478) إسناده صحيح، عمرو بن الوليد بن عبدة، بفتح العين والباء، السهمي المصري مولى عمرو بن العاص: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال سعيد بن كثير بن عفير: مات سنة 103 وكان فقيهاً فاضلا، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات أهل مصر. واختلف الرواة عن يزيد بن أبي حبيب في اسم "عمرو بن الوليد" فقال بعضهم هكذا، وقال بعضهم هذا، "الوليد بن عبدة"، كما سنبينه في تخريج الحديث. والحديث رواه أبو داود 3685 (3: 370) من طريق محمد بن إسحق "عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة عن عبد الله بن عمرو"، ولم يذكر أوله "من قال عليّ ما لم أقل =

أبي حَبيب عن عَمرو بن الوليد عن عبد الله بن عَمرو قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعدَه من النار"، ونَهى عن الخمر، والميسِر، والكُوبة، والغُبيراء، قال: "وكل مسكر حرام".

_ = فليتبوأ مقعده من النار". وهذا هو الخلاف على يزيد في اسم شيخه. والصحيح ما في المسند "عن عمرو بن الوليد"، فلعل ابن إسحق أو أحد الرواة عنه وهم، فنسي اسم الشيخ وذكر اسم والده. وأبوه "الوليد بن عبدة" شهد فتح مصر، كما في التهذيب 8: 116 عن ابن يونس. وترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 202 باسم "الوليد بن أبي عبدة مولى عمرو بن العاص". وإنما رجحنا أنه "عمرو بن الوليد" لأن هذا الحديث سيأتي مرة أخرى 6591 عن أبي عاصم النبيل عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو، فقد اتفق عبد الحميد بن جعفر وابن لهيعة على ذلك، وخالفا رواية ابن إسحق عن يزيد. واثنان أقرب إلى أن يكونا حفظا الاسم من واحد. وقد تابعهما على ذلك عبد الله بن عبد الحكم عن ابن لهيعة، في متن الحديث ومعناه، من حديث صحابي آخر. فروى عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم (في فتوح مصر ص 273) عن أبيه عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو ابن الوليد بن عبدة عن قيس بن سعد بن عبادة، نحو هذا الحديث بمعناه مرفوعاً. وأيضاً فإن ابن أبي حاتم ترجم في الجرح والتعديل 3/ 1/276 "عمرو بن الوليد بن عبدة"، ولم يذكر في اسمه خلافاً. والبخاري لم يترجم في الكبير للوليد نفسه، وأنا أرجح أن لو كان لهذا الخلاف أصل لترجم له. بل أكاد أرجح أن الوهم فيه ليس من ابن إسحق، بل ممن بعده من الرواة. وأما القسم الأول من الحديث "من قال علي ما لم أقل" إلخ. فإني لم أجده من هذا الوجه في موضع آخر، ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، من أجل أن معناه ثابت من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، في حديث آخر بلفظ: "ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". وسيأتي 6486، وهو في البخاري وغيره، كما سيجيء إن شاء الله. وانظر 2625 ,6218 , 6219، 6309، 15548."الكوبة: سبق تفسيرها 2476. "الغبيراء"، بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة: ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة.

6479 - حدثنا عبد الله بن بكر قال حاتم بن أبي صَغيرة عن أبي بَلْج عن عَمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله-: إلاَّ كُفِّرَتْ عنه ذنوبُه، ولو كانتْ أكثرَ من زَبَد البحر". 6480 - حدثنا عارم حدثنا معْتَمر بن سليمان قال أبي حدثنا

_ (6479) إسناده صحيح، عبد الله بن بكر: هو السهمي، سبق توثيقه1706. حاتم بن أبي صغيرة: سبق توثيقه 1766، 5746.أبو بلج: سبق توثيقه 3062. عمرو بن ميمون: ْهو الأودي، سبق توثيقه 3062، ونزيد هنا أنه تابعي كبير، أدرك الجاهلية، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 258، وروى عن يحيى بن معين أنه وثقه. والحديث رواه الترمذي 4: 248 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد، ثم رواه من طريق ابن أبي عدي عن حاتم بن أبي صغيرة، وقال: "حديث حسن غريب، وروى شعبة هذا الحديث عن أبي بلج بهذا الإسناد نحوه، ولم يرفعه". ثم رواه من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة "عن أبي بلج نحوه، ولم يرفعه". ورواه الحاكم 1: 503 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد، مرفوعاً، وقال: "رواه شُعبة عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم فأوقفه"، ثم رواه من طريق آدم بن أبي إياس عن شُعبة، ومن طريق أحمد بن حنبل عن محمد بن جعفر عن شُعبة، عن أبي بلج، موقوفاً. ثم قال: "حديث حاتم بن أبي صغيرة صحيح على شرط مسلم، فإن الزيادة من مثله مقبولة". وهذا الموقوف من طريق أحمد بن حنبل ليس في المسند، بالتتبع التام إن شاء الله. فائدة: وقع في المستدرك "عبد الله بن أبي بكر السهمي"، وهو خطأ ناسخ أو طابع، كما هو واضح. والحديث ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 249، ونسبه أيضاً للنسائي وابن أبي الدنيا. (6480) إسناده ضعيف لما سنذكر. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي. معتمر بن سليمان: سبق توثيقه 1625، 6261، وهو من شيوخ أحمد، لكنه روى عنه هنا بواسطة عارم. =

الحَضْرَميّ عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عَمرو: أن رجلاً من

_ = أبوه سليمان التيمي: هو سليمان بن طرخان، وقد سبق توثيقه 1410، 5556. الحضرمي: شيخ مجهول، سبق أن بينا في 1502 أنه غير "الحضرمي بن لاحق"، وأن البخاري فرق بينهما، ونزيد هنا وقول علي بن المديني: "حضرمي: شيخ بالبصرة، روى عنه التيمي، مجهول، وكان قاصاً، وليس هو بالحضرمي بن لاحق"، وقال عبد الله بن أحمد:"سألت أبي عن الحضرمي الذي حدث عنه سليمان التيمي؟، قال: كان قاصاً، فزعم معتمر قال: قد رأيته، قال أحمد: لا أعلم يروي عنه غير سليمان التيمي"، وفرق البخاري بينهما، كما قلنا، فترجم الحضرمي بن لاحق، ثم ترجم الحضرمي هذا 2/ 1/116 قال: "حضرمي: عن القاسم، روى عنه سليمان التيمي، قال معتمر: قد رأيته، وكان قاصاً"، وسيأتي عقب هذا الحديث، إذ رواه أحمد مرة أخرى 7099، قول أحمد: "قال عارم: سألت معتمراً عن الحضرمي؟، فقال: كان قاصاً، وقد رأيته". القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق: تابعي إمام معروف سبق تويثقه 1757، 5883. والحديث رواه الطبري في التفسير 18: 56 عن محمد بن عبد الأعلى عن المعتمر، بهذا الإسناد نحوه. ورواه البيهقي 7: 153 من طريق علي بن عبد الله ومسدد، ومن طريق عبيد بن عبيدة، ثلاثتهم عن معتمر، به. وكذلك رواه الواحدي في أسباب النزول 236 من طريق معتمر، وفيه أغلاط مطبعية في النسخة المطبوعة. ونقله ابن كثير في التفسير 6: 54 عن هذا الموضع، ووقع فيه "عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي واضح. ثم نقل بعده رواية النسائي إياه عن عمرو بن عدي عن معتمر، به بنحوه. ولم أجده في سنن النسائي، والظاهر أن النسائي رواه في كتاب (التفسير). ويؤيد ذلك أنه لم يذكره النابلسي في ذخائر المواريث، وأنه ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 73 - 74، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، ورجال أحمد ثقات". ونقله السيوطي في الدر المنثور 5: 19 ونسبه أيضاً لعبد بن حمبد والحاكم وصححه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي داود في ناسخه. ووقع فيه أيضاً "عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي. ولم أجده في المستدرك، ولكنه روى نحو معناه مختصراً 2: 396، من طريق هُشيم عن سليمان التيمي عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن =

المسلميبن استأذن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في امرأة يقال لها أم مَهْزول، وكانت تسافح، وتشترط له أن تُنفق عليه؟!، قال: فاستأذَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -،أو ذكَر له أمرَها؟، قال: فقرأ عليه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: {الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ}. 6481 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثني ابن لَهِيعة عن يزيد

_ = عمرو بن العاص، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي!، وهذه الرواية رواها الطبري 18: 56 عن يعقوب بن إبراهيم عن هُشيم، نحو رواية الحاكم. وهو إسناد ظاهره الصحة، ولكنه معلول بهذا الإسناد الذي رواه أحمد وغيره، إذ تبين منه أن سليمان التيمي لم يسمعه من القاسم بن محمد، بل سمعه من هذا الشيخ المجهول "الحضرمي" القاسم. فخفيت علته على الحاكم ثم الذهبي!!. وسيأتي الحديث بهذا الإسناد مرة أخرى 7099، ويأتي من رواية أحمد عن يحيى بن معين عن المعتمر، بإسناده، نحوه 7100. (6481) إسناده صحيح، يزيد بن عمرو المعافري -بفتح الميم والعين- المصري ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "لا بأس به"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/349 - 350. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري المصري، سبق توثيقه 3767، ونزيد هنا أن ابن سعد ترجمه 7/ 2/200 وذكر أنه من حمير، وقال: "كان ثقة". والحديث رواه الترمذي 3: 317 عن قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، وقال: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 9، وقال: رواه الترمذي، وقال: حديث غريب، والطبراني، ورواته ثقات"، وهو في الجامع الصغير 8819، قال المناوي: "قال الزين العراقي: سند الترمذي ضعيف، وهو عند الطبراني بسند جيد، وقال المنذري: رواة الطبراني ثقات، وقال ابن حجر: رواته ثقات"، وهو في فتح الباري 11: 264، وقال: رواه الترمذي، ورواته ثقات". ووقع في الترغيب والفتح "عن ابن عمر"؛ وهو خطأ مطبعي واضح. ورواه الدارمي 2: 299 عن إسحق بن عيسى عن عبد الله بن عقبة عن يزيد بن عمرو، به. وعبد الله بن عقبة: هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة، نسب إلى جده، كما مضى مثل =

ابن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِي عن عبد الله بن عَمرو قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صَمَت نَجا". 6482 - حدثنا إسحق بن يوسف الأزِرِق حدثنا سفيان الثوِري عن عَلْقَمة بن مرْثَد عن القاسم، يعني ابن مُخيمرة، عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما أحدٌ من الناس يصاب ببَلاء في جسده إلاَّ أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونِه، فقال: اكتبوا لعبدي كلَّ يومٍ وليلةٍ ما كان يعمل من خيرٍ، ما كان في وِثَاقي". 6483 - حدثنا ابن فُضيل حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن

_ = ذلك في المسند 1424. وسيأتي مرة أخرى 6654 عن حسن بن موسى وإسحق بن عيسى ويحيى بن إسحق، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. (6482) إسناده صحيح، علقمة بن مرثد: سبق توثيقه 3700، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 4/ 1/ 41، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/406.القاسم بن مخيمرة، بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وكسر الميم الثانية وفتح الراء، الهمداني: سبق توثيقه 748، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم، وترجمه ابن سعد في الطبقات6: 211، والبخاري في الكبير 4/ 1/167 وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/120، وقال ابن معين: "لم نسمع أنه سمع من أحد من الصحابة". وفي هذا نظر، فإن ابن حبان قال: "سأل عائشة عما يلبس المحرم"، وعائشة أقدم موتاً من عبد الله بن عمرو، ثم إن القاسم هذا مات سنة 100 وقيل سنة 101، وابن عمرو مات سنة 65، فإذا كان أدرك عائشة وسمع منها، فهو معاصر عبد الله بن عمرو، والمعاصرة كافية في الاتصال. والحديث في مجمع الزوائد 2: 303، وقْال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح". وروي البخاري في الأدب المفرد (ص 73) نحوه مختصراً من طريق سفيان عن علقمة. الوثاق، بفتح الواو وكسرها: ما يوثق به. (6483) إسناده حسن، ثم يكون صحيحاً لغيره، كما سيأتي. ابن فضيل: هو محمد بن =

عبد الله بن عمرو قال: كَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، فقام،

_ = ابن غزوان، سبق توثيقه890 ,6328، ولكن سماعه من عطاء بن السائب بأخرة بعد اختلاطه، كما في التهذيب في ترجمة عطاء، وكذلك ترجم ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/332 - 334 لعطاء، وروى في آخرها عن أبيه قال: "وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان ورويه عن التابعين فرفعه إلى الصحابة". السائب، والد عطاء: هو السائب بن مالك الثقفي، سبق توثيقه 596، ونزيد هنا أنه اختلف في اسم أبيه، فقيل أيضاً "السائب بن يزيد"، وهو الذي ترجم به البخاري في الكبير 2/ 2/ 155، وقال: "وقال بعضهم: السائب بن مالك"، وهو الذي سيأتي في رواية أبي إسحق عنه في المسند 7080. والحديث رواه النسائي 1: 217 - 218 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، والترمذي في الشمائل (2: 146 - 149 من شرح على القاري) من طريق جرير، كلاهما عن عطاء بن السائب عن أبيه، بنحوه. وعبد العزيز وجرير سمعا من عطاء بعد اختلاطه. ورواه أبو داود 1194 (1: 462 - 463 من عون المعبود) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء، بنحوه مختصراً. وحماد سمع من عطاء قديماً، وحديثه عنه صحيح. ونسبه المنذري في تهذيب السنن 1151 للترمذي والنسائي، وهو غير جيد، إذ يوهم أن الترمذي رواه في السنن ولم يروه فيها، بل في الشمائل، كما ذكرنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3: 182، ولكن فيه "عن عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي واضح، صوابه "بن عمرو". وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً، بأسانيد مختلفة 6517، 6631، 6763، 6868، 7046،7047، 7080. وانظر 3374، 4387، 5996، 14469، 15078. قوله "فقام وقمنا معه"، في م "فقمنا معه"، وما أثبتنا هو الذي في ح ك. قوله "طوالة": بضم الطاء المهملة وتخفيف الواو، ويجوز تشديدها، قال في اللسان: "ويقال للرجل إذا كان أهوج الطول: طُوَال وطُوَّال، وامرأة طُوَالة وطُوالة". "خشاش الأرض"، بفتح الخاء وتخفيف الشين المعجمتين: أي هوامها وحشراتها، الواحدة "خَشَاشة". قوله "ورأيت فيها أخا بني دعدع": هذا اسم قبيلة كما ييدو من النص، ولكني لم أجد هذا الاسم إلا في هذا الحديث، ولفظ النسائي: "وحتى رأيت فيها صاحب السبتيتين أخا بني الدعدع، يدفع بعصَا ذات =

وقمنا معه، فأطال القيام، حتى ظننَّا أنه ليس براكع، ثم ركع، فلم يَكدْ يرفع رأسَه، ثم رفع، فلم يكد يسجد، ثم سجد، فلم يكد يرفع رأسه، ثم جلس، فلم يكد يسجد، ثم سجد، فلم يكد يرفع رأسه، ثم فعل في الركعة الثانية كما فعل في الأولى، وجعلِ ينفخ مي الأرض ويبكي وهو ساجد في الركعة الثانية، وجعل يقول: "ربِّ، لمَ تعذِّبهم وأنا فيهم؟، ربّ، لم تعذِّبنا ونحن نستغفرك؟ "، فرفع رأسه وقد تَجلَّت الشمس، وقضى صلاتَه، فحمد الله وأثنى عليه، ثمِ قال: "أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجلِ، فإذا كَسف أحدهما فافزعوا إلى المساجد، فوالذي نفسي بيده، لقد عرضتْ عليَّ الجنة، حتىِ لو أشاء لتعاطيت بعضَ أغصانها، وعُرضتِ عليَّ النار، حتى إني لأطْفِئُها خشيةَ أن تغشاكم، ورأيت فيها امرأة من حمْير، سوداءَ طوَالَةَّ، تُعذَّب بهرة لها، تَربطها، فلمِ تطْعمْها ولم تَسْقها، ولا تَدعها تأكل من خَشَاشِ الأرَض، كلَّماَ أقبلتْ نَهشتهَا، وكلما أدبَرت نهشتْها، ورأيتُ فيها أخا بني دَعْدَع، ورأيتُ صاحبَ المحْجَن متكئاً في النار على محجنه، كان يسرق الحاجَّ بمحجنه، فإذا علمَوا به قال: لست أنا أسْرِقُكم، إنما تَعلق بمحجني!! ". 6484 - حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا مَعْمَر حدثنا ابن شِهاب

_ = شعبتين في النار". وقال السندي في شرحه: "هكذا في نسخة النسائي"، ثم نقل كلام ابن الأثير: "السائبتان: بدنتان أهداهما النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت، فأخذهما رجل من المشركين، فذهب بهما، سماهما سائبتين لأنه سيبهما لله تعالى". المحجن، بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الجيم وآخره نون: قال ابن الأثير: "عصا معقفة الرأس كالصولجان، والميم زائدة". (6484) إسناده صحيح، عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي: تابعي كبير ثقة، من الطبقة الأولى من التابعين، قل ابن حبان: "كان من أفاضل أهل المدينة وعقلائهم"، وترجمه =

عن عيسى بن طَلْحَة عن عبد الله بن عَمرو بن العاصي قال: رأيت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - واقفاً على راحلته بمنًى، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، إني كِنِتِ أرى أن الحلق قبل الذبح، فحلقت قبل أَن أذبح؟، قال: "اذبحْ ولا حرج"، ثم جاءه آخر فقال: يا رسول الله، إني كِنتِ أرى أَن الذبح قبل الرمي، فذبحت قبل أن أرمي؟، فقال: "ارْمِ ولا حِرجِ"، قال: فما سئِل عن شيء قدَّمه رَجلٌ قبلَ شيء إلا قال: "افعلْ ولا حَرج". 6485 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن سعيد بن

_ = ابن سعد في الطبقات 5: 122، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/279، والذهبي في تاريخ الإِسلام 4: 43. والحديث رواه أيضاً الشيخان، كما في المنتقى 2624. ورواه الطيالسي 2285 عن زمعة عن الزهري. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 3037. (6485) إسناده صحيح، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، سبق توثيقه 1884، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال ابن حبان: "كان متقناً في الحديث، قدرياً غير داعية إليه"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/28. "السامي": بالسين المهملة, لأنه من " بني سامة بن لؤي"، ووقع في الجرح والتعديل بالشين المعجمة، وهو تصحيف. معمر: سبق توثيقه 1212، ومضت رواية له كثيرة، ولكن لم نترجمه، وهو معمر، بفتح الميمين بينهما عين مهملة ساكنة، ابن راشد الحداني، بضم الحاء وتشديد الدال المهملتين، وهو إمام ثقة ثبت حافظ، قال ابن معين: "أثبت الناس في الزهري مالك ومعمر"، قال ابن جُريج: "عليكم بهذا الرجل، فإنه لم يبق أحد من أهل زمانه أعلم منه"، يعني معمراً، وقال ابن حبان: "كان فقيهاً حافظاً متقناً ورعاً"، مات في رمضان سنة 153، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/378 - 379، والصغير 178، وابن سعد في الطبقات 5: 397، وقال: "وكان معمر رجلا له حلم ومروءة ونبل في نفسه"، والذهبي في تذكرة الحفاظ 1: 178 - 179، وقال: "وكان أول من صنف باليمن". سعيد بن المسيب بن حزن، بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي، القرشي =

المُسيب عن عبد الله بن عَمِرو بن العاصي أن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن المقْسطين في الدنيا على منابر من لُؤلؤ يومَ القيامة بين يدَي الرحمن، بما أقسَطوا في الدنيا". 6486 - حدثنا الوليد بن مسْلم أخبرنا الأوزاعي حدثني حَسّان ابن عطية حدثني أبو كبشَة السَّلُولي أنَ عبد الله بن عمرو العاصي حدثه أنه

_ = المخزومي: من التابعين الكبار الأيمة الثقات المتقنين، قال ابن المديني: "لا أعلم في التابعين أوسع علماً من سعيد بن المسيب"، وقال أيضاً: "هو عندي أجل من التابعين"، وقال مكحول: "طفت الأرض كلها في طلب العلم، في لقيت أعلم من ابن المسيب". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/467 - 468، وابن سعد 5: 88 - 106، وابن كثير في التاريخ 9: 99 - 101، والذهبي في تذكرة الحفاظ 1: 51 - 53، وتاريخ الإسلام 4: 4 - 7، وابن خلكان (2: 117 - 120 رقم 248 بتحقيق الشيخ محيى الدين). والحديث سيأتي مطولاً 6492، من رواية عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو، وذاك المطول رواه مسلم والنسائي وغيرهما، كما سنذكر إن شاء الله. ولم أجده من رواية سعيد بن المسيب في غير هذا الموضع. "المقسطون": قال ابن الأثير: "المقسط: هو العادل، يقال: أقسط يقسط فهو مقسط، إذا عدل، وقسط يقسط [بضم السين وكسرها في المضارع]، فهو قاسط، إذا جار، فكأن الهمزة في أقسط للسلب، كما يقال: شكا إليه فأشكاه. أي أزال شكواه". (6486) إسناده صحيح، الوليد بن مسلم الدمشقي: سبق توثيقه 1889، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 152 - 153. أبو كبشة، بالباء الموحدة الساكنة والشين المعجمة المفتوحة، السلولي الشامي: تابعي ثقة. والحديث رواه البخاري 6: 361 عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، ورواه الترمذي 3: 376 عن محمد بن بشار عن أبي عاصم، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: "حديث صحيح" ورواه أيضاً من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان بن عطية، وقال: "حديث حسن صحيح". وانظر 6478.

سمع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، يعنيِ يقول: "بلغوا عنِّي ولو آية، وحَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كَذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار". 6487 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن شُعْبة عن عمرو بن مُرة عن عبد الله بن الحَرث عن أبي كَثير عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "الَظلم ظلمات يومَ القيامة، وإياكم والفحْشِ، فإن الله لا يحب الفحْش ولا التفَحُّش، وإياكم والشحَّ، فإن الشُّحَّ أهلكَ من كان قبلَكمِ، أمرهم بالقَطيعة فَقَطعوا، وأمرهم بالبخْل فبَخلوا، وأمرهم بالفجور فَفَجرُوا"، قال: فقاَم رجل فقال يا رسول الله، أيُّ الإسَلام أفضل؟، قال: "أنْ يَسْلَم المسلمون من لسانك ويدك"، فقام ذاك أوآخر فقال: يا رسول الله، أيُّ الهجْرة أفضل؟، قال: "أن تَهْجر ما كَرِهَ ربُّك، والهجرة

_ (6487) إسناده صحيح، عمرو بن مرة وعبد الله بن الحرث: سبق توثيقهما 1997.أبو كثير الزبيدي، بضم الزاي: تابعي ثقة، وثقه العجلي وغيره، واختلف في اسمه، والراجح أن اسمه "الحرث بن جمهان"، وهو الذي رجحه البخاري في الكبير 1/ 2/ 264، فترجمه في اسم "الحرث بن جمهان أبو كثير الزبيدي"، وقيل إن اسمه "زهير بن الأقمر"، وقد أشار البخاري إلى ذلك في ترجمة زهير 2/ 1/ 391. "جمهان" بضم الجيم وبعدها ميم ساكنة ثم هاء. والحديث رواه أبو داود الطيالسي 2272 عن شُعبة والمسعودي عن عمرو ابن مرة، بهذا الإسناد، بأطول مما هنا. ولم أجده مطولاً إلا في هذين المسندين: مسند أحمد، ومسند الطيالسي. وسيأتي من رواية وكيع عن المسعودي 6792، ومن رواية محمد بن جعفر عن شُعبة 6837. وروى منه أبو داود السجستاني النهي عن الشح وتأثيره بالبخل والقطيعة والفجور، من طريق شُعبة 1698 (2: 61 من عون المعبود)، قال المنذري 1627: "وأخرجه النسائي". كذا قال المنذري، والذي في النسائي منه من أول قوله "أي الهجرة أفضل". رواه 2: 182 من طريق محمد بن جعفر عن شُعبة. وروى الحاكم بعضه أيضاً 1: 415، من طريق الطيالسي ووهب بن جرير عن شُعبة. وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو كثير الزبيدي من كبار التابعين"، ووافقه الذهبي. وانظر 6446. ذكر ابن كثير في التفسير 2: 447 منه النهي عن =

هجرتان: هجرُة الحاضر والبادي، فهجرةُ البادي أن يجِيبَ إذا دُعي، وُيطِيعَ إذا أمرَ، والحَاضرُ أعْظَمهما بَليةً وأفْضَلهما أجراً". 6488 - حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني حَسَّان بن عطية حدثنا أبو كبشَة السَّلُولي أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "أربعون حَسَنةً، أعلاها منْحَة العنِز لا يعمل عبدٌ"، أو قال: "رجلٌ، بخصلَةٍ منها، رجاء ثَوابها أو تَصدِيق موْعودِها، إلا أدخله الله بها الجنة". 6489 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِيّ عن عيسى بن طَلْحَة عن عبد الله بن عمرو بن العاصِيِ قال: قال رجل: يا رسول الله، حلقتُ قبل أن أرمي؟، قال: "ارْمِ ولا حَرج"، وقال مرة: قبل أن أذبح؟، فقال: "اذْبَحْ ولا

_ = الشح، بدون تخريج. (6488) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 180 من طريق عيسى بن يونس، ورواه أبو داود 1683 (2: 55 - 56 عون المعبود) من طريق إسرائيل ومن طريق عيسى، كلاهما عن الأوزاعي بهذا الإسناد. وأشار الحافظ في الفتح إلى رواية المسند هذه. وانظر 4415. "أربعون حسنة"، في ك "أربعون خصلة"، وهي توافق روايتي البخاري وأبي داود، وما هنا هو الذي في ح م. وقد ذكر الحافظ أن رواية أحمد "أربعون حسنة". "منحة العنز"، بكسر الميم وسكون النون، وفي نسخة بهاس م "منيحة" بفتح الميم وكسر النون بعدها ياء، وهي توافق روايتي البخاري وأبي داود. والمنحة والمنيحة: الهبة، أو القرض، أو العارية، والمراد هنا أن يمنح الإنسان أخاه عنزاً عارية ينتفع بلبنها ثم يردها: قوله "أوتصديق" في ح "وتصديق" بالواو، وهي موافقة روايتي البخاري وأبي داود. و"موعودها": ما وعد الله فيها من الثواب والأجر. وزاد البخاري وأبو داود في آخر الحديث: "قال حسان [يعني ابن عطية]: فعددنا ما دون منيحة العنز: من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، ونحوه، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة". (6489) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. والحديث مختصر 6484.

حَرَجَ"، قال: ذبحت قبل أن أرْمي؟، قال: "ارْمِ ولا حَرَجَ". 6490 - حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله ابن عَمرو بن العاصي قال: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - يبايعه، قال: جئت لأبايعَكَ على الهجرة، وتركتُ أبَوَي يَبكيان، قال: "فارجع إليهما فأَضْحكْهما كما أبكيتَهما". 6491 - حدثنا سفيان سمعت عَمْراً أخبرني عَمرو بن أوْس

_ (6490) إسناده صحيح، سفيان بن عيينة سمع من عطاء، قبل اختلاطه، ولما اختلط ترك السماع منه. والحديث رواه أبو داود 2528 (2: 324 عون المعبود) من طريق سفيان، قال المنذري 2417: "وأخرجه النسائي وابن ماجة". وهو في النسائي 2: 182 من طريق حماد بن زيد عن عطاء، وحماد بن زيد سمع من عطاء قبل اختلاطه. (6491) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. "سمعت عمراً": هو عمرو بن دينار أبو محمد المكي: إمام تابعي ثقة، سبق توثيقه 1391، ونزيد هنا قول ابن عيينة: "كان ثقة ثقة ثقة، وحديث أسمعه من عمرو أحب إلي من عشرين حديثاً من غيره". وترجمه البخاري في الصغير ص 85،وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 231. عمرو ابن أوس الثقفي الطائفي: تابعي ثقة، سبق توثيقه 1705، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/220، وروى عن ابن لبيبة قال: "سألت أبا هريرة عن شيء، فقال: ممن أنت؟، فقلت: من ثقيف، فقال: تسألني وفيكم عمرو بن أوس؟ ". وهذا الحديث في حقيقته جزء من الحديث الطويل، الذي مضى 6477، وقد أشرنا هناك إلى أرقامه في المسند وتخريجه من الدواوين، وأما هذه الطريق بخصوصها، فقد رواها البخاري 3: 13 - 14 و 6: 327، ومسلم 1: 320، وأبو داود 2448 (2: 303 من عون المعبود)، والنسائي 1: 242، وابن ماجة 1: 269، والدارمي 2: 20، كلهم من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود رواها عن أحمد بن حنبل ومحمد بن عيسى ومسدد، ثلاثتهم عن سفيان، وسيأتي أيضاً 6921 من رواية =

سمعه من عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أحبُّ الصيام إلى الله صيامُ داود، وأحبُّ الصلاة إلى الله صلاةُ داود، كان ينامُ نصفَه، ويقومُ ثُلُثَه، وينامُ سُدُسَه، وكان يصومُ يوماً ويفطرُ يوماً". 6492 - حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوْس عن عبد الله بن عِمرو بن العاصي، يبلُغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -َ: "المُقْسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكَلتا يديه يمينٌ، الذين يَعْدلون في حُكْمهم وأهليهم وما وَلوا". 6493 - حدثنا سفيان عن عَمرو عن سالم بن أبي الجَعْد عن

_ = ابن جُريج عن عمرو بن دينار، بنحوه. فائدة: وقع في رواية الدارمي: "كان يصلي نصفاً، وينام ثلثاً، ويسبح سدساً"، فقال الدارمي: "هذا اللفظ الأخير غلط أو خطأ، إنما هو أنه كان ينام نصف الليل، ويصلي ثلثه، ويسبح سدسه"، وأخطأ الدارمي أيضاً، إنما صحته "وينام سدسه"، كما في رواية المسند هنا وسائر الروايات التي أشرنا إليها. (6492) إسناده صحيح، وهو مطول 6485. وقد رواه مسلم 2: 81 - 82، والنسائي 2: 303، والبيهقي في الأسماء والصفات 237، كلهم من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. (6493) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. سالم بن أبي الجعد: تابعي ثقة، سبق توثيقه 439، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير2/ 2/108، وذكر أنه سمع من عبد الله بن عمر، وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 203، وقال: "كان ثقة كثير الحديث". والحديث رواه البخاري 6: 130، وابن ماجة 2: 102، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التاريخ 5: 319 عن هذا الموضع من المسند. قوله في أول الحديث "وكان" إلخ، هكذا هو في الأصول بإثبات واو العطف، وعدم ذكر "قال" أو نحوها في أوله، ومثل هذا وقع كثيراً في الأحاديث. وأما روايتا البخاري وابن ماجة فأولهما "قال: كان" إلخ، وكذلك فيما نقل ابن كثير عن المسند، ولعل هذا الأخير من تصرف الناسخ أو الطابع. "الثقل" بفتحتين: العيال وما يثقل حمله =

عبد الله بن عمرو بن العاصي: وكان على رَحْلِ، وقال مرةً: على ثَقَل النبي -صلي الله عليه وسلم - رجلٌ يقال له كَرْكَرة، فمات: فقال: "هو في النار"، فنظروا فإذا عليه عباءة قد غلَّها، وقالَ مرَة: أوكساءٌ قد غلَّه. 6494 - حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي قابوسَ عن عبد الله بن

_ = الأمتعة."كركرة": قال الحافظ في الفتح: "ذكر الواقدي أنه كان أسود، يمسك دابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القتال. وروى أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى: أنه كان نوبياً أهداه له هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة، فأعتقه. وذكر البلاذري: أنه مات في الرق". وانظر الإصابة 5: 300، و"كركرة" بكسر الكافين، وقيل بفتحهما، مع سكون الراء الأولى. وقد قال البخاري في الصحيح، عقب روايته الحديث عن علي بن المديني عن سفيان: "قال ابن سَلاَم: كركرة، يعني بفتح الكاف، وهو مضبوط كذا"، يريد أن شيخه محمد بن سَلام رواه عن سفيان بن عيينة بفتح الكافين. وقد نقل القاضي عياض الخلاف في ضبطه، في مشارق الأنوار 1: 352، ولكنه وهم فانقلب عليه النقل، إذ قال: "بكسر الكافين وفتحهما أيضاً والراء الأولى ساكنة. وقد ذكر البخاري الاختلاف في ذلك، الكافة تقوله بالفتح، وابن سَلام يقوله بالكسر" ... والصواب عكس ما قال: الكافة تقوله بالكسر، وابن سَلام يقوله بالفتح، كما هو نص كلام البخاري، وكما هو ثابت بالضبط بالقلم في اليونينية، وقد نص القسطلاني 5: 147 على أنه رأى الضبط في فرع اليونينية وفي أصلها بكسر الكافين في الطريق الأولى، أي متن الحديث، وبفتحهما في الطريق الثانية، أي الحكاية عن ابن سَلام. وكذلك هو في الطبعة السلطانية من صحيح البخاري 4: 74 - 75. (6494) إسناده صحيح، أبو قابوس: هو مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، ترجمه الذهبي في الميزان 3: 376، وقال: "لا يعرف، تفرد عنه عمرو بن دينار، وقد صحح الترمذي خبره"، وفي التهذيب 12: 203 ما نصه: "ذكره البخاري في الضعفاء من الكبير له، ولكنه ذكره في الأسماء فقال: قابوس". وهذا محرف في نظري، صوابه: "ذكره البخاري في الكنى من الكبير له". لأن هذا هو الواقع، فقد ترجمه البخاري في الكنى رقم 574، وكتاب "الكنى" قسم من التاريخ الكبير، وليس في التاريخ الكبير قسم أو باب يسمى "الضعفاء"، وترجمه أيضاً في الأسماء4/ 1/194 هكذا: "قابوس مولى عبد الله =

عمرو بن العاصي، يبْلُغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "الراحمون يَرْحَمُهم الرحمنِ، ارْحَموا أهل الأرضِ يرحمْكم أهل السماء، والرَّحِمُ شُجْنةٌ من الرحمن، منْ وصَلَها وصَلتة، ومن قَطعها بتَته". 6495 - حدثنا يحيى عن سفيان عن أبي إسحق عن وَهْب بن

_ = ابن عمر، عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "الراحمون يرحمهم الرحمن". ولم يذكر فيه البخاري جرحاً في الموضعين. ولعل البخاري ثبت عنده أن اسمه "قابوس". وأن كنيته " أبو قابوس"، أو جاء ذلك في روايتين، فأثبته على الوجهين. وأما قول الذهبي "لا يعرف" فليس بجرح، ويكفي في توثيقه أن يترجمه البخاري ولا يجرحه، وأن لا يذكره في الضعفاء، وأن يصحح له الترمذي والحاكم هذا الحديث بل إن الذهبي نفسه وافق الحاكم على تصحيحه، كما سنذكر. والحديث رواه الترمذي 3: 122، والحاكم 4: 159، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح"ً، وقال الحاكم في شأنه وفي أحاديث قبله: "هذه الأحاديث كلها صحيحة"، ووافقه الذهبي. وشطره الأول إلى قَوله "السماء"، رواه البخاري في الكنى 574 في ترجمة أبي قابوس، وأبو داود 4941 (4: 440 - 441 من عون المعبود)، كلاهما من طريق سفيان أيضاً، بهذا الإسناد. وانظر 1651، 1680، 2956. و"الشجنة"، بضم الشين وكسرها: سبق تفسيرها 1651. (6495) إسناده صحيح، سفيان هنا: هو الثوري. أبو إسحق: هو السبيعي الهمداني. وهب ابن جابر: هو الخيواني، بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء التحتية، و"خيوان" بطن من همدان، كما مضى في 737، ووهب هذا ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وجهله ابن المديني والنسائي، ولكن عرفه غيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/163 - 164، وقال: "سمع من عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت". والحديث رواه أبو داود 1692 (2: 59 - 60)، والحاكم 1: 415، كلاهما من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد، قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووهب بن جابر من كبار تابعي الكوفة"، ووافقه الذهبي على تصحيحه. ونسبه المنذري 1621 للنسائي، وكذلك رمز في التهذيب 11: =

جابر عن عبد الله بن عَمروِ بن العاصي قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "كَفَى بالمرء ِإثْماً أن يضيع منْ يَقوت". 6496 - حدثنا سفيان عن داود، يعني ابنَ شَابور، عن مجاهد،

_ = 160 - 161 لوهب بن جابر برمزي أبي داود والنسائي، وقال: "له في الكتابين حديث: كفى بالمرء". ولم أجده في النسائي، وكذلك لم يذكر في ذخائر المواريث 4575 نسبته إليه، فلعله في السنن الكبرى. وانظر تفسير ابن كثير 2: 445 وعمدة التفسير 3: 36 النساء. ورواه الطيالسي 2281 مطولاً عن شُعبة، وستأتي الرواية المطولة 6842. وسيأتي الحديث أيضاً مختصراً 6819، 6828. وروي مسلم 1: 274 نحو معناه من طريق طلحة بن مصرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو. قوله "يضيع": من الإضاعة أو التضييع، وهما بمعنى. وقوله "من يقوت": من قولهم "قاته يقوته"، أي أعطاء قوته، وكذلك "أقاته يقيته"، قال ابن الأثير: "أراد من تلزمه نفقته من أهله وعياله وعبيده. ويروى: من يقيت، على اللغة الأخرى". وقال الخطابي "كأنه قال للمتصدق: لا تتصدق بما لا فضل فيه عن قوت أهلك، تطلب به الأجر، فينقلب ذلك إثماً إذا أنت ضيعتهم". (6496) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، داود بن شابور، بالشين المعجمة، المكي ثقة، وثقه الشافعي وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير2/ 1/ 213، وصرح بأنه سمع مجاهداً، وأنه سمع منه ابن عيينة. بشير أبو إسماعيل: هو بشير بن سَلْمان الكندي أبو إسماعيل الكوفي، سبق توثيقه 3696. ووقع في الأصول هنا خطأ، ففي ح "وبشر بن إسماعيل عن عبد الله بن عمرو"، وهو خطأ صرف، في اسم "بشير"، وفي إيهام أنه رواه عن عبد الله بن عمرو، وأنه رواه عنه داود بن شابور، في حين أنه رواه سفيان بن عيينة عن شيخين "داود" و "بشير"، كلاهما عن مجاهد، ولذلك زدنا [عن مجاهد]، من ك م، وهو الصحيح الذي يدل عليه تراجم الرواة وتخريج الحديث، وفي ك م "بشير بن إسماعيل"، وهو خطأ في كلمة "بن"، صوابها "أبي", إذ لا يوجد في الرواة من يسمى "بشير بن إسماعيل"، ثم هذا الحديث رواية "بشير أبي =

وبَشيرٍ أبي إسماعيل [عن مجاهد]، عن عبد الله بن عَمرو بن العاصيِ قال: قال َرسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما زال جبريلُ يُوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيُورِّثه". 6497 - حدثنا سفيان عن سليمان الأحْوَل عن مجاهد عن أبي

_ = إسماعيل" عن مجاهد، كما سنذكر في تخريجه. والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد (ص 19) عن محمد بن سَلام عن سفيان بن عيينة "عن داود بن شابور وأبي إسماعيل عن مجاهد"، مطولاً بقصة في أوله. ورواه أيضاً بنحو معناه (ص 22) عن أبي نعيم "حدثنا بشير بن سلمان عن مجاهد"، ولكن وقع فيه تحريف مطبعي "بشر بن سليمان"، وهو تحريف واضح، وهاتان الروايتان قاطعتان في أن الحديث هنا هو عن داود ابن شابور و"بشير أبي إسماعيل" كلاهما عن مجاهد. ورواه الترمذي 3: 128 من طريق ابن عيينة "عن داود بن شابور وبشير أبي إسماعيل عن مجاهد" مطولاً أيضاً، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن مجاهد عن عائشة وأبي هريرة أيضاً عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". ورواه أبو داود 5152 (4: 504 من عون المعبود)، مطولاً كذلك، من طريق ابن عيينة "عن بشير أبي إسماعيل عن مجاهد". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 238، وقال: "وقد روي هذا المتن من طرق كثيرة، وعن جماعة من الصحابة. وقد مضى من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب 5577. وذكره ابن كثير في التفسير 2: 442 عن هذا الموضع ثم نسبه للترمذي ونقل كلامه. ولكن وقع في ابن كثير في المخطوطتين والمطبوعة "عن عبد الله بن عمر". وهو خطأ صرف، والراجح أنه من الناسخين. (6497) إسناده صحيح، سليمان الأحول: هو سليمان بن أبي مسلم، سبق توثيقه 1935، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 38. أبو عياض: سبق توثيقه 3818 وأن الراجح أنه "عمرو بن الأسود العنسي"، ونزيد هنا أن هذا هو الذي جزم به ابن أبي حاتم أيضاً، فترجمه في الجرح والتعديل 3/ 1/ 220 - 221 باسم "عمرو بن الأسود العنسي". و "العنسي" بالعين المهملة والنون، ووقع في الجرح والتعديل وفي بعض المراجع "القيسي"، وهو تصحيف. فائدة: ترجم الحافظ أبو الفضل المقدسي لعمرو بن =

عيَاض عن عبد الله بن عَمرو بن العاصِي: لَّما نهى النبي -صلي الله عليه وسلم -عن الأوعية قالوا: ليَس كلُّ الناس يَجد سِقَاءً؟، فأرْخَص في الجرِّ غيرِ المُزفَّت. 6498 - حدثنا جَرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله

_ = الأسود، في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين (ص372) فذكره في أفراد مسلم، وهو وهم، فقد روى له البخاري هذا الحديث، كما سيأتي. والحديث رواه البخاري 10: 51 - 53 بإسنادين من طريق سفيان بن عيينة، بهذا، وكذلك رواه مسلم 2: 130 من طريق سفيان. ورواه النسائي 2: 329 مختصراً من طريق سفيان أيضاً. وفات النابلسي في ذخائر المواريث 4544 أن ينسبه للنسائي، وهو فيه. ورواه البيهقي في السنن الكبرى 8: 310 من طريق الشافعي ومن طريق مسند أحمد، بهذا الإسناد. وروى أبو داود نحو معناه 3700 (3: 383 من عون المعبود)، من طريق شريك عن زياد بن فياض عن أبي عياض. وانظر 6416، 6441. (6498) إسناده حسن, لأن جرير بن عبد الحميد الضبي روى عن عطاء بعد اختلاطه، ولكن الحديث في ذاته صحيح, لأنه رواه آخرون عن عطاء، ممن سمعوا منه قبل تغيره. فقد رواه أحمد فيما يأتي 6910 من طريق شُعبة عن عطاء، ثم قال عبد الله بن أحمد عقبه: "سمعت عُبيد الله القواريري: سمعت حماد بن زيد يقول: قدم علينا عطاء بن السائب البصرة، فقال لنا أيوب: ائتوه فاسألوه عن حديث التسبيح، يعني هذا الحديث". وشعبة سمع من عطاء قديماً، وحديثه عنه حديث صحيح، ودلت رواية عبد الله بن أحمد على أن حماد بن زيد سمعه منه أيضاً، بل لعلها تدل على أن أيوب سمعه منه كذلك، وعلى أن عطاء لم يخلط في هذا الحديث، حتى في رواية من سمعه منه بعد تغيره، فليس التغير بموجب أن يخطئ في كل ما يروي، كما هو بديهي. ورواه أيضاً البخاري في الأدب المفرد (ص 179) من طريق سفيان، وأبو داود 5065 (4: 475 من عون المعبود) من طريق شُعبة، والترمذي 4: 233 من طريق إسماعيل بن علية، والنسائي 1: 198 من طريق حماد بن زيد، وابن ماجة 1: 154 من طريق ابن علية ومحمد بن فضيل وأبي يحيى التيمي وابن الأجلح، وابن السني في عمل اليوم والليلة رقم 737 =

ابن عَمرو بن العاصي قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خَلَّتان مَنْ حافظ عليهما أدخلتاه الجنة، وهما يسير، ومن يعملُ بهما قليل"، قالوا: وما هما يا رسول الله؟، قال: "أن تَحْمَدَ الله وتكبّره وتسبّحه في دبر كِل صلاة مكتوبة عشراً عشراً، وإذا أتيتَ إلى مَضْجَعك تُسبِّح الله وتكبّره وتحْمده مائة مرة، فتلك خمسون ومائتان باللسان، وألفَان وخمسمائة في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسائة سيئة؟ "، قالوا: كيف من يعمل بهما قليل؟، قال: "يجيءُ أَحدَكم الشيطان في صلاته فيُذَكِّرُه حاجةَ كذا وكذا، فلا يقولها، ويأتيه عندَ مَنَامه فُينوِّمه، فلا يقولها"، قال: ورأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يَعْقدهنَّ بيده. 6499 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن

_ = من طريق حماد بن سلمة، كل هؤلاء عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. ويكفي من هؤلاء في صحة الحديث شُعبة والثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة، الذين سمعوا من عطاء قديماً. فائدة: وقع في ابن ماجة "وأبي الأجلح"، وهو خطأ مطبعي، صوابه "وابن الأجلح"، وهو عبد الله بن الأجلح الكندي الكوفي. وروى الحاكم في المستدرك 1: 547 منه: "رأيت النبي -صلي الله عليه وسلم -يعقد التسبيح"، من طريق شُعبة: ومن طريق الأعمش، كلاهما عن عطاء، بإسناده، وصححه الذهبي. وهذا القسم رواه الترمذي أيضاً 4: 233، 255 من طريق الأعمش، وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه، من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب، وروى شُعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن السائب، بطوله". وقد مضى الترغيب في الذكر بهؤلاء الكلمات، من حديث علي مراراً، مطولاً ومختصراً، منها 838، 1249. (6499) إسناده صحيح، أبو معاوية: هو الضرير، محمد بن خازم- بالخاء المعجمة- التميمي، سبق توثيقه 969، ونزيد هنا قول أبي حاتم: "أثبت الناس في الأعمش سفيان ثم أبو معاوية"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/74 - 75. عبد الرحمن بن زياد، أو ابن أبي زياد، مولى بني هاشم: ثقة، وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي، وقال البخاري: =

زياد عن عبد الله بن الحَرث قال: إني لأسِير مع معاوية في منْصَرَفه من

_ = "في عبد الرحمن نظر"، وقد ثبت هنا في هذا الإسناد "بن زياد"، وفي الإسناد الذي بعده "بن أبي زياد"، وسيأتي الحديث مرة أخرى بالإسنادين، كما سنذكر، وفيهما "بن أبي زياد"، وفي ابن سعد "بن زياد". فيظهر أن الخلاف في ذلك قديم، أو يكون اسم أبيه ممن اتفق اسمه وكنيته، وذلك كثير. عبد الله بن الحرث: هو عبد الله بن الحرث بن نوفل، سبق بعض الشيء عنه 783، وهو ثقة كثير الحديث من فقهاء المدينة، قال ابن عبد البر: "أجمعوا على أنه ثقة"، وهو من كبار التابعين، ولد على عهد النبي -صلي الله عليه وسلم -، كما قلنا قبل. والحديث رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/180 - 181 بهذا الإسناد: "أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد" إلخ. ونقله ابن كثير في التاريخ 7: 270 عن هذا الموضع من المسند، وقال: "ثم رواه أحمد عن أبي نعيم عن سفيان الثوري عن الأعمش، به، نحوه"، يريد الإسناد التالي لهذا. ثم قال: "تفرد به أحمد بهذا السياق من هذا الوجه". وسيأتي مرة أخرى في المسند 6927، بهذا الإسناد، و 6926 بالإسناد الذي بعده. ولكنه ساق هناك لفظ حديث أبي نعيم، وأحال عليه لفظ أبي معاوية، عكس ما صنع هنا. ونقله الذهبي في تاريخ الإِسلام 2: 180 وقطع إسناده، فبدأه بالأعمش، ولم يذكر من خرجه. وأشار التهذيب وفروعه، في ترجمة "عبد الرحمن بن زياد"، إلى أنه رواه النسائي في خصائص علي. وانظر مجمع الزوائد 7: 240 - 241، و9: 296 - 297. قوله "بهنة"، الهنة، بفتح الهاء والنون: يراد بها الأمور العظام والشدائد، وتطلق على الحاجة، قال ابن الأثير: "ويعبر بها عن كل شيء". ويقال فيها "هنت أيضاً، بسكون النون، وتجمع على "هنات" و"هنوات"، يقال: "تكون هنات وهنوات"، أي شدائد وأمور عظام. والمراد هنا ظاهر: أن معاوية ينكر على عبد الله بن عمرو أن يروي هذا الحديث في هذا الموقف الذي يخشى فيه من انتقاض أنصاره من حوله، إذا عرفوا أنهم على غير حق، ولم ينكر عليه صحة روايته الحديث، ولا أنكر عليه أبوه عمرو بن العاص، وقد ذكره بأنه سمع ذلك أيضاً من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. وذلك لجأ معاوية إلى تأويل غير صحيح ولا مستساغ: أن الذين قتلوا عماراً، هم الذين جاؤوا به إلى القتال!!.

صِفِّينَ، بينه وبين عمرو بن الِعاص، قال: فقال عبد الله بن عَمرو بنِ العاصي: يا أبت، ما سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعَمَّارٍ: "ويحكَ يا ابن سميَّة!، تقتلك الَفئَة الباغية"؟، قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟، فقال معاوَية: لا تَزال تأتينا بِهَنَةٍ!، أنَحْن قتلناه؟!، إنما قتله الذين جاؤوا به!!. 6500 - حدثنا أبو نُغيم عن سفيان عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد، مثلَه، أو نحوه. 6501 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن زيد بن وَهْب عن

_ (6500) إسناده صحيح، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين. سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر ما قبله. قال الحافظ في الفتح 1: 452: "روى حديث "تقتل عماراً الفئة الباغية" جماعة من الصحابة منهم: قتادة بن النعمان- كما تقدم، وأم سلمة- عند مسلم، وأبو هريرة- عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عن النسائي، [يريد في الخصائص، فإنه ليس في السنن الصغرى، وهو حديث المسند هذا]، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليَسَر، وعمار نفسُه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم. وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار، وردّ على النواصب أن علياً لم يكن مصيباً في حروبه". أقول: وهو حديث متواتر، لا شك في تواتره عند أهل العلم. والحمد لله على التوفيق. (6501) إسناده صحيح، زيد بن وهب الجهني: سبق توثيقه 698، وأنه تابعي مخضرم، ونزيد أنه روى عن عمر وغيره من كبار الصحابة، وقد روى هنا بنزول عن تابعي آخر عن عبد الله ابن عمرو، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/372، وذكر أنه سمع عمر وعبد الله، وروى عنه قال: "رحلت إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقبض وأنا في الطريق"، وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 69 - 70، وذكر أنه شهد مع على مشاهده، وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 8: 440 - 442. عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة الصائدي: ثقة، ذكره ابن =

عبد الرحمن بن عبد ربّ الكعبة عن عبد الله بنِ عَمروِ بنٍ العاصي قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من بايعَ إمامًا فأعطاه صَفْقَة يده وثمرةَ قَلبه، فليطعْه ما استطاعَ، فإن جاء آخر ينازعه فاضْربوا عُنُقَ الآخر". 6502 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي السَّفَر عن

_ = حبان في الثقات، وأخرج له مسلم هذا الحديث، كما سيأتي. و "الصائدي" بالصاد والدال المهملتين، نسبة إلى "صائد" بطن من همدان، كما نص عليه السمعاني في الأنساب وابن الأثير في اللباب، قولاً واحداً. وفي التهذيب وفروعه "العائذي أو الصائدي"، وهكذا رسم فيها "العائذي" بالذال المعجمة، ونص ضبطه في التقريب "العائذي بمهملة وتحتانية، وقيل بالصاد المهملة"، وأعتقد أن الحافظ ابن حجر يريد بالمهملة الدال لا العين، ولكن صاحب الخلاصة قال "العائذي بمعجمة"، فصرح بأنه يريد الذال، وأرى أن هذا منه عن غير ثبت. وأما صاحب الجمع بين رجال الصحيحين فقال "الصائدي أو العائدي"، فرسمه بالدال المهملة فيهما، وجعل الخلاف بين العين والصاد. وأيا ما كان فالراجح "الصائدي"، كما نص عليه في الأنساب، وكما هو ثابت في صحيح مسلم، وما وجدت شبهة لمن أبدل الصاد عيناً، إلا أن يكون وقع كذلك في بعض النسخ. ثم وجدت في مشارق الأنوار للقاضي عياض 2: 58 ما يدل على أن الخلاف قديم، وأنه بين "الصائدي" و "العائذي"، قال: "وعبد الرحمن بن عبد رب الكعبة الصائدي، كذا لهم في النسخ بصاد ودال مهملتين، وكذا قيده الجياني. وصائد: بطن من همدان. وكذا ذكره البخاري في التاريخ. وقال بعضهم: العائذي، بالعين المهملة والذال المعجمة وياء العلة، ونسبه الحاكم أزدي، وعائذ من الأزدي. وقال النووي في شرح مسلم 12: 235: "وقد ذكره البخاري في تاريخه، والسمعاني في الأنساب، فقالا: هو الصائدي، ولم يذكرا غير ذلك؛ فقد اجتمع مسلم والبخاري والسمعاني على الصائدي". والظاهر في هذا كله أنا "الصائدي" بالصاد والدال المهملتين أثبن وأرجح. والله أعلم. والحديث مختصر 6503 بهذا الإسناد، وسيأتي تخريجه وشرحه هناك، إن شاء الله. (6502) إسناده صحيح، أبو السفر بفتح السين المهملة وفتح الفاء: هو سعيد بن يحمد الهمداني =

عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: مرَّ بنَا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ونحن نُصْلح خُصا لنا، فقال: "ما هذا؟ "، قلنا: خصا لنا وَهَى، فنحن نُصْلحه، قال: فقال: "أمَا إن الأمرَ أعْجَل من ذلك". 6503 - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وَهْب عن

_ = الثوري، سبق توثيقه 2159، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/476. والحديث رواه أبو داود5236 من طريق أبي معاوية عن الأعمش، بهذا الإسناد، بنحوه. ورواه قبل ذلك5235 (4: 529 - 530 من عون المعبود) من طريق حفص عن الأعمش، بهذا الإسناد، بمعناه وقال المنذري 5075: "وأخرجه الترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن صحيح". وهو في ابن ماجة 2: 280 من طريق أبي معاوية عن الأعمش. الخص، بضم الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة: قال ابن الأثير: "بيت يعمل من الخشب والقصب، وجمعه خصاص وأخصاص، سمي به لما فيه من الخصاص، وهي الفرج والأنقاب". وهي، بفتح الواو والهاء، من "الوهي"، من البلى والتخرق، يريد أن الخص خرب أو كاد يخرب. (6503) إسناده صحيح، وهو مطول 6501 بهذا الأسناد، ذاك قطعة من هذا. وقد رواه مسلم مطولاً 2: 87 - 88 من طريق جرير عن الأعمش، بهذا الإسناد نحوه. ثم رواه من طريق وكيع، ومن طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، ولم يسق لفظ روايتيهما، بل قال: "بهذا الإسناد نحوه". ورواه النسائي 2: 185 (645 - 646 من طبعة الهند) من طريق أبي معاوية عن الأعمش، إلا أنه اختصره من آخره، وقال: "وذكر الحديث، متصل". وروي بعضه أبو داود 4248 (4: 156 من عون المعبود) من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش، ورواه ابن ماجة 2: 243 من طريق أبي معاوية عن الأعمش مطول, ولكنه حذف بعضه من آخره. قوله "ومنا من هو في جشره"، قال النووي في شرح مسلم 12: 233: "هو بفتح الجيم والشين، وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها"، وفي اللسان: "قال أبو عبيد: الجشر القوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ويبيتون مكانهم ولا يأوون إلى البيوت". وقوله "ومنا من ينتضل"، أي يرتمون بالسهام، يقال =

عبد الرحمن بن عبد ربّ الكعبة قال: انتهيتُ إلى عبد الله بن عمرو بن العاصي، وهو جالس في ظل الكعبة، فسِمعِته يقول: بينا نحنِ مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في سفر، إذ نَزَل منزلا، فمنَّا من يضْرِب خِباءه، ومنّا من هو

_ = "انتضل القوم وتناضلوا"، أي رموا للسبق، و "ناضله" إذا راماه. وقوله "الصلاة جامعة"، أثبتناه بنصبهما ورفعهما، والذي في صحيح مسلم بنصبهما فقط، وقال النووي: "هو بنصب الصلاة على الإغراء، وجامعة على الحال"، ولكن قال الحافظ في الفتح 2: 442 عند قول البخاري "باب النداء بالصلاة جامعة"، قال: "هو بالنصب فيهما على الحكاية، ونصب الصلاة في الأصل على الإغراء، وجامعة على الحال، أي احضروا الصلاة في حال كونها جامعة. وقيل برفعهما، على أن الصلاة مبتدأ، وجامعة خبره. ومعناه ذات جماعة. وقيل: جامعة صفة، والخبر محذوف، تقديره: فاحضروها"، وقال أيضاً بعد ذلك: "وعن بعض العلماء: يجوز في "الصلاة جامعة" النصب فيهما، والرفع فيهما، وبجوز رفع الأول ونصب الثاني، وبالعكس". وقوله "يرقق بعضها"، قال ابن الأثير: "أي تشوق بتحسينها وتسويلها"!، وقال النووي في شرح مسلم:"هذه اللفظة رويت على أوجه: أحدها، وهو الذي نقله القاضي [يعني عياضاً]، عن جهور الرواة: يرقق، بضم الياء وفتح الراء وبقافين، أي يصير بعضها رقيقاً، أي خفيفاً، لعظم ما بعده، فالثاني يجعل الأول رقيقاً، وقيل: معناه يشبه بعضها بعضاً، وقيل: يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء، وقيل: معناه يشوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها. والوجه الثاني: فيرفق، بفتح الياء وإسكان الراء، وبعدها فاء مضمومة. والثالث: فيدفق، بالدال المهملة الساكنة وبالفاء المكسورة، أي يدفع ويصبّ، والدفق الصبّ". وقوله "وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه"، قال النووي: "هذا من جوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم -، وبديع حكمه. وهذه قاعدة مهمة. فينبغي الاعتناء بها، وأن الإنسان يلزم أن لا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه". وقوله "صفقة يده": هو أن يعطي الرجل الرجل عهده وميثاقه، لأن المتعاهدين يضع أحدهما يده في يد الآخر، كما يفعل المتبايعان، وهي المرة من التصفيق باليدين، قاله ابن الأثير. وقوله "فاضربوا عنق الآخر"، قال النووي: "ادفعوا الثاني، فإنه خارج على الإِمام، فإن لم يندفع إلا بحرب وقتال فقاتلوه، فإن دعت المقاتلة إلى قتله جاز قتله، ولا ضمان فيه, لأنه ظالم متعد في قتاله".

جشَره، ومنَّا مَنْ ينتَضلُ، إذْ نادَى مُنَاديه: "الصلاةُ جامعةً"، قال: فاجتمعنا، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطَبنا، فقَال: "إنه لم يكِن نبي قبلي إلاَّ دلّ أمتَه على ما يعلمه خيراً لهم، ويحَذِّرهم ما يعلمه شراً لهم، وإن أُمَّتَكم هذه جُعلَتْ عافيتها في أوّلها، وإن آخرها سيصيبهم بلاءٌ شديد، وأمورٌ تنكرونها، تجيَء فتن يرقِّق بعضها لبعضٍ، تجئ الفتنة، فيقول: المؤمن: هذه مُهْلِكِتي، ثم تنكشف، ثِم تجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه، ثم تنكشف، فمن سرَّه منكم أن يزحْزح عن النار، وأن يدخل الجنةَ، فليدْركْه موْتَته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ولْيأتِ إلِى الناس الذي يحبُّ أن يؤتَىِ إليه، ومن بايعَ إماماً فأعطاه صفْقَةَ يدِه وثَمرة قلبه، فليطعْه مَا استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنقَ الآخِر"، قال: فأدخلت رأسي من بين الناس، فقلت: أنشُدُكَ بالله، آنْتَ سمعت هذا من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: فأشار بيده إلى أدنيه، فقال: سمعته أذنايَ، ووَعَاه قلبي، قال: فقلت: هذا ابن عمك معاوية، يعني، يأمرنا بأكل أموالنا بينَنا بالباطل، وأن نَقتل أنفسَنا، وقد قال الله تعالىِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} ِ؟، قال: فجمع يديه فوضَعهَما على جبهته، ثم نَكس هنيَّة، ثم رفع رأسَه فقال: أطعْه في طاعة الله، واعْصه في معصية الله عز وجل. 6504 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقِيق عن مَسْروقٍ

_ (6504) إسناده صحيح، شقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل، سبق في 403 أنه من كبار التابعين المخضرمين، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 246 - 247، وروى عن الأعمش قال: "قال لي إبراهيم: عليكم بشقيق، فإني أدركت الناس وهم متوافرون، إنهم ليعدونه من خيارهم"، وروي أيضاً عن عاصم قال: "سمعت أبا وائل: أدركت سبع سنين من سني الجاهلية"، مسروق هو ابن الأجدع، تابعي، سبق توثيقه 3558، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 35 - 36. والحديث رواه =

عنِ عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لم يَك فاحشا ولا مُتَفحِّشاً، وكان يقول: "مِنْ خِياركم أحاسِنكم أخلاقاً". 6505 - حدثنا إسماعيل حدثنا يحيى بن أبي إسحق حدثني

_ = البخاري 6: 419 و 7: 80 و 10: 378، 382، ومسلم 2: 214، والترمذي 3: 138، كلهم من طريق الأعمش، بهذا الإسناد نحوه. ورواه أبو داود الطيالسي 2246 عن شُعبة عن الأعمش، بنحوه. وانظر 6487. قوله "لم يك فاحشاً ولا متفحشاً"، قال الحافظ في الفتح 6: 419: "أي ناطقاً بالفحش، وهو الزيادة على الحد في الكلام السيىء، والمتفحش: المتكلف لذلك. أي لم يكن له الفحش خلقاً ولا مكتسباً". (6505) إسناده حسن، إسماعيل: هو ابن علية، وهو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، سبق توثيقه 1270، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/342. يحيى بن أبي إسحق: هو الحضرمي النحوي، سبق توثيقه 1812، ونزيد هنا أنه من صغار التابعين، سمع أنس بن مالك، كما ذكر ذلك البخاري في ترجمته في الكبير 4/ 2/ 259، وكما سيأتي في مسند أنس 14046. عبدة بن أبي لبابة: تابعي، سبق توثيقه 781، 6156. حبيب بن أبي ثابت: تابعي أيضاً، سبق توثيقه 5468. أبو عبد الله مولى عبد الله ابن عمرو بن العاصي: ترجم له الحافظ في التعجيل 498، ولم يذكر فيه شيئاً. غير قوله: "عن مولاه، وعنه حبيب بن أبي ثابت"، ولم أجد له ترجمة في موضع أخر، فهو تابعي عرف شخصه وجهل حاله، فهو على الستر حتى يتبين أمره، ولذلك حسناً هذا الإسناد. وفي هذا الإسناد أربعة تابعون في نسق: يحيى، وعبدة، وحبيب، وأبو عبد الله، ثم علا الإسناد فصاروا ثلاثة، بأن يحيى بن أبي إسحق لقي حبيب بن أبي ثابت بعد أن سمعه من عبدة، فحدثه به حبيب مباشرة. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 16 بهذه الرواية, وبالرواية الآتية بإسناد آخر 6559، ثم قال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، كل منهما بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات". وهذا التوثيق لإسناد 6559، كما سنبين ذلك في موضعه، إن شاء الله. وقد أشار إليه الترمذي، بقوله "وفي الباب"، عند روايته حديث ابن عباس بنحوه 2: 58، وهو الحديث الذي مضى في مسند ابن عباس 1968، 1969. وقال المباركفوري في شرح الترمذي، عند إشارته لحديث عبد الله بن عمرو هذا: "لم أقف على من أخرجه"، فيستفاد تخريجه من هنا، والحمد =

عبدَةُ بن أبي لُبَابَة عن حَبِيب بن أبي ثابت حدثني أبو عبد الله بن عمرو: حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاصي ونحن نطوف بالبيت، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما من أيام أحبُّ إلى الله العملُ فيهنَّ من هذه الأيام"، قيل: ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟، قال: "ولا الجِهاد في سبيل الله، إلا منْ خرج بنفسه وماله ثم لم يرْجع حتى تُهَرَاقَ مُهْجة دَمِه"، قال: فلقيت حبيب بن أبي ثابت، فسألته عن هذا الحديث؟، فحدثني بنحو من هذا الحديث، قال: وقال عبدَةُ: هي الأيام العَشْرُ. 6506 - حدثنا إسماعيل أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن

_ = لله. وقد مضى قريب من معناه أيضاً، من حديث عبد الله بن عمرو بن الخطاب 5446، 6154، قوله "مهجة دمه": قال في اللسان: "المهجة: دم القلب، ولا بقاء للنفس بعد ما تراق مهجتها. وقيل: المهجة الدم"، ثم نقل عن الأزهري قال: "بذلت له مهجتي، أي بذلت له نفسي وخالص ما أقدر عليه. ومهجة كل شيء: خالصه". فالإضافة هنا كأنها من إضافة الشيء إلى نفسه، وهو كثير في كلام العرب. (6506) إسناده حسن، ثم يكون صحيحاً لغيره، كما سنذكر، فإسماعيل: هو ابن علية، وهو قد سمع من عطاء بعد اختلاطه، ولذلك جعلنا إسناده حسناً. والحديث رواه أبو داود مطولاً قليلاً 1389 (1: 526 - 527 من عون المعبود) من رواية حماد عن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: صم من كل شهر ثلاثة أيام، واقرإ القرآن في شهر، فناقصني وناقصته، فقال: صم يوم وأفطر يوماً. قال عطاء: واختلفنا عن أبي، فقال بعضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا: خمساً". فحماد: إن كان ابن زيد أو ابن سلمة يصحح الإسناد, لأن كليهما ممن سمع من عطاء قديماً. ورواه ابن سعد في الطبقات 4/ 2/ 10 أطول من هذا. عن عبيدة بن حميد عن عطاء عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو قال: "قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: يا عبد الله بن عمرو، في كم تقرأ القرآن؟، قال: قلت: في يوم وليلة، قال: فقال لي: ارقد وصلّ، وصلّ وارقد، واقرأه في كل شهر، فمازلت أناقصه ويناقصني، حتى قال: اقرأه في سبع ليال"، إلى آخر الحديث، وفيه ذكر الصوم أيضاً. وهذا إسناد حسن, لأن عبيدة بن حميد لم يذكر فيمن سمع من عطاء قديماً. والخلاف في رواية هذه القصة عن عبد الله بن عمرو قديم، بين أن يقرأه في =

عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اقْرإ القرآن في شهر"، ثم ناقَصني وناقَصْته، حتى صار إلى سبع. 6507 - حدثنا إسماعيل حدثنا سليمان التيمي عن أسْلَم العِجْلي

_ = ثلاث أو سبع. وقد مضى في 6477 من رواية مجاهد عن عبد الله بن عمرو: "قال: فاقرأه في كل ثلاث"، وفي رواية البخاري 9: 82 - 84 من رواية مجاهد أيضاً: "واقرأ في كل سبع ليال مرة". ولذلك قال البخاري عقب روايته: "قال أبو عبد الله [هو البخاري]: وقال بعضهم في ثلاث، أو في سبع، وأكثرهم على سبع". وانظر تحقيق الحافظ في هذا الموضع. وانظر 6535، 6546. وقوله: "ناقصني وناقصته": هو بالصاد المهملة، ووقع في ابن سعد بالضاد المعجمة، وهو تصحيف. (6507) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. أسلم العجلي الربعي: تابعي ثقة، وثقة ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/25. بشر بن شغاف الضبي البصري: تابعي ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/76. "شغاف" بفتح الشين والغين المعجمتين، مع تخفيِف الغين، وآخره فاء، وهو مصروف، وقد يشتبه بادئ ذي بدء على الناظر، فيظنه مبنياً, لأنه على وزان "رقاش" و"حذام" و "قطام" ولكن بناء هذه وأشباهها لعلة العلمية والتأنيث والعدل، لأنها معدولة عن "فاعلة" في موادها، ونقل صاحب اللسان 8: 195 عن ابن دريد قال: "وأهل الحجاز يبنون رقاش على الكسر في كل حال، وكذلك كل اسم على فعال بفتح الفاء، معدول عن فاعلة، لا يدخله الألف واللام ولا يجمع، مثل حذام وقطام وغلاب. وأهل نجد يجرونه مجرى ما لا ينصرف، نحو عمر، يقولون: هذه رقاش، بالرفع، وهو القياس, لأنه اسم علم، وليس فيه إلا العدل والتأنيث، غير أن الأشعار جاءت على لغة أهل الحجاز"، ثم قال بعد الشواهد (ص 196) تماماً من كلام ابن دريد: "إلا أن يكون في آخره راء، مثل جعار. السم للضبع، وحضار، اسم لكوكب، وسفار، اسم بئر، ووبار، اسم أرض، فيوافقون أهل الحجاز في البناء على الكسر". وانظر اللسان أيضاً 15: 8 في مادة "حذم"، وانظر همع الهوامع للسيوطي 1: 16. وأما هذا الاسم "شغاف" فإنه علم لمذكر، فانتفى وجه المنع من الصرف، ثم هو منقول عن اسم جنس، وهو "الشغاف"، بمعنى غلاف القلب، وهو جلدة دونه كالحجاب، فليس معدولا عن =

عن بِشر بن شغَاف عن عبد الله بن عمرو، قال: قال أعرابي: يا رسول الله، ما الصُّور؟، قال: "قَرْنٌ يُنْفَخُ فيه". 6508 - حدثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن أن عبد الله بن

_ = وزن فاعل، فانتفى الوجه الآخر الذي يمنع به من الصرف عند أهل نجد، أو يبنى من أجله في لغة أهل الحجاز. ووقع اسم "شغاف" في ح محرفاً "شفاف" بالفاء بدل الغين، وهو خطأ، صححناه من ك م ومن مراجع التراجم. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 3: 337 عن هذا الموضع. ورواه الحاكم 4: 560، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ورواه أبو داود مختصراً 4742 (4: 378 - 379 من عون المعبود)، ونسبه المنذري 4575 أيضاً للترمذي والنسائي. (6508) إسناده صحيح، يونس: هو ابن عبيد. الحسن: هو البصري، وقد نقلنا في شرح 6197 عن الحافظ ابن حجر نقله عن ابن المديني أنه جزم بأن الحسن لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاصي، وهذا النقل عن ابن المديني صحيح، فهو في التهذيب عنه أيضاً 2: 268، وكذلك نقله عنه ابن أبي حاتم في المراسيل ص 15 - 16، ولكنه خولف فيه، فقد نقل ابن أبي حاتم عن أبيه أبي حاتم (ص17) قال: "يصح للحسن سماع من أنس بن مالك، وأبي برزة، وأحمر صاحب النبي -صلي الله عليه وسلم -، وابن عمر، وابن عمرو، وابن تغلب"، فهذا إثبات من أبي حاتم، مقدم على النفي من ابن المديني، والحسن تابعي قديم، أدرك كثيراً من الصحابة وعاصرهم وسمع منهم، ومنهم من هو أقدم من عبد الله ابن عمرو، وإنما رجحنا في ذاك الحديث الذي نقلناه في شرح 6197 أنه لم يسمعه من عبد الله بن عمرو, لأنه جاء عنه في إحدى رواياته التي ذكرنا هناك ما يدل على أنه لم يسمعه منه، فهو تعليل مقصور على ذاك الحديث وحده في ذلك الموضع، وأما هذا الحديث وغيره من رواية الحسن عن ابن عمرو فيحكم له بالاتصال، لا اكتفاء بالمعاصرة فقط على ما ذهب إليه مسلم، بل لثبوت اللقى والسماع، حتى يثبت في حديث بعينه أنه لم يسمعه منه. والحديث حديث عبد الله بن عمرو، وفي ذلك خلاف ضعيف، سنشير إليه إن شاء الله. وسيأتي في المسند بنحو معناه 6987 من رواية عكرمة، و7049 من رواية شعيب، و7063 من رواية عمارة بن عمرو بن حزم، كلهم عن عبد الله بن عمرو، وكذلك رواه أبو داود 4342 من رواية عمارة بن عمرو بن حزم، و4343 من =

عمرو قال: قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كيف أنت إذا بقيتَ في حثَالة من

_ = رواية عكرمة، (4: 216 - 217 من عون المعبود) ورواه ابن ماجة 2: 243 من رواية عمارة ابن عمرو بن حزم. وذكر المنذري 4176، 4177 في روايتي أبي دواد، أنه رواهما النسائي، ولم أجدهما فيه، ولم يذكر رواية ابن ماجة. ورواه الحاكم 4: 435 من طريق عمارة بن حزم، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقد أشار الزمخشري في الفائق 1: 238 في مادة "حثل"، وابن الأثير في النهاية في مادتي "حثل" و"مرج" إلى هذا الحديث، وجعله كلاهما من حديث "ابن عمر". وذكره صاحب جمع الفوائد 2: 283 هكذا: "ابن عمر: شبك النبي -صلي الله عليه وسلم - أصابعه، وقال: كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا؟، قال: فكيف يا رسول الله؟، قال: تأخذ ما تعرف، وتدع ما تنكر، وتقبل على خاصتك، وتدع عوامهم. للبخاري"!. فنسبه كله كاملا للبخاري، وجعله من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، كما ترى! وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 279 هكذا: "عن ابن عمر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: كيف أنت يا عبد الله بن عمر [كذا] إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأمانتهم واختلّوا، وصاروا هكذا، وشبك بين أصابعه؟، قال: فكيف يا رسول الله؟، قال: تأخذ ما تعرف، وتدع ما تنكر، وتقبل على خاصتك، وتدع عوامهم، رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف"!.أما رواية الهيثمي فالراجح عندي- إذ ليس أمامي إسنادها- أنه وجدها في مسند أبي يعلى هكذا، من حديث عبد الله بن عمر، والخطاب فيها لعبد الله بن عمر، فذكرها لذلك في الزوائد، وضعفها براويها سفيان بن وكيع. وهذا أقرب ما يكون لذكرها في الزوائد, إذ لم يرو في شيء من الكتب الستة، فيما نعلم، من حديث ابن عمر خطاباً له. خصوصاً وأن الحافظ قد أشار في الفتح إلى روايته من حديث ابن عمر، كما سنذكر كلامه إن شاء الله. وأما المشكل فهو رواية صاحب جمع الفوائد، إذ ذكره من حديث عبد الله بن عمر، والخطاب فيه لعبد الله بن عمرو، ونسبه كله كاملا للبخاري!!. نعم، قد روى البخاري شيئاً من هذا، كما سنذكر، ولكن لم يروه كاملا، وسياق الإسناد فيه قد يوهم أنه من رواية ابن عمر، ولعل هذا هو الذي أوهم الزمخشري وابن الأثير، فجعلاه من حديث ابن عمر. فقد روى البخاري 1: 468 (1: 103 من الطبعة السلطانية): "حدثنا حامد بن =

الناس؟ "، قال: قلت: يا رسول الله، كيف ذلك؟، قال: "إذا مَرِجَتْ عهودهم

_ = عمر عن بشر حدثنا عاصم حدثنا واقد عن أبيه عن ابن عمر أو ابن عمرو: شبك النبي -صلي الله عليه وسلم - أصابعه. وقال عاصم بن علي: حدثنا عاصم بن محمد: سمعت هذا الحديث من أبي فلم أحفظه، فقومه لي واقد عن أبيه، قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس، بهذا". وهذا الحديث ثابت في بعض نسخ البخاري التي رواها عنه الحفاظ، ولم يثبت في سائرها، فلذلك ذكر الحافظ في الفتح 1: 468 أنه وقع في بعض الروايات، وقال: "وليس في أكثر الروايات، ولا استخرجه الإسماعيلي ولا أبو نعيم، بل ذكره أبو مسعود في الأطراف عن رواية ابن رميح عن الفربري وحماد بن شاكر، جميعاً عن البخاري، [وذكر نص الحديث، ثم قال]: وقد ساقه الحميدي في الجمع بين الصحيحين نقلا عن أبي مسعود ,وزاد هو: قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا، فصاروا هكذا، وشبك بين أصابعه، الحديث. وحديث عاصم بن علي، الذي عقله البخاري، وصله إبراهيم الحربي في غريب الحديث له، قال: حدثنا عاصم بن علي حدثنا عاصم بن محمد عن واقد سمعت أبي يقول: قال عبد الله: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فذكره". فرواية البخاري هذه تدل على أن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب سمع هذا الحديث من أبيه محمد بن زيد، وأنه لم يحفظه عن أبيه، فرواه عن أخيه واقد بن محمد بن زيد عن أبيهما محمد بن زيد، وأن محمد بن زيد رواه عن أحد الصحابيين: عبد الله بن عمر بن الخطاب أو عبد الله بن عمرو بن العاصي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك مخاطباً عبد الله بن عمرو بن العاصي، لم يتردد في ذلك ولم يشك، وإنما الشك، فيمن حدثه به، أهو جده عبد الله بن عمر، أم صاحب القصة عبد الله بن عمرو؟، ولكن يظهر أن بعض الرواة أوهم واشتبه عليه الأمر، فظن أن رواية واقد عن أبيه إنما هي عن "عبد الله ابن عمر" دون شك، فرواها هكذا بالجزم، فعن ذلك- فيما أرى- جاء ما نقله صاحب جمع الفوائد، ونسبه إلى البخاري، مع أن الذي فيه هو الشك بين ابن عمر وابن عمرو، وكذلك ما جاء ما نقله مجمع الزوائد عن أبي يعلى. بل إن الحافظ ابن ْحجر وقع في هذا الوهم نفسه، فجزم بأن هذه الرواية هي عن عبد الله بن عمر فقط، مع أن محمد بن زيد صرح بالشك في رواية البخاري عن حامد ابن عمر، واحتاط في =

وأماناتهم وكانوا هكذا"، وشبك يونس بين أصابعه، يصف ذاك، قال: قلت:

_ = تسمية الصحابي، في رواية البخاري عن عاصم بن علي، فقال: "قال عبد الله"، ليحتمل أن يكون ابن عمر أو ابن عمرو، كما هو واضح لا شبهة فيه. فقال الحافظ ابن حجر عند قول البخاري: "باب إذا بقي في حثالة من الناس" 13: 32 - 33: "هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه الطبراني، وصححه ابن حبان، من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: كيف بك يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا، وشبك بين أصابعه؟، قال: في تأمرني؟، قال: عليك بخاصتك، ودع عنك عوامهم. قال ابن بطال: أشار البخاري إلى هذا الحديث ولم يخرجه, لأن العلاء ليس من شرطه". ثم قال الحافظ: "وقد ورد عن ابن عمر مثل حديث أبي هريرة، أخرجه حنبل بن إسحق في كتاب الفتن، من طريق عاصم بن محمد عن أخيه واقد، وقد تقدم في أبواب المساجد من كتاب الصلاة [يعني الذي أشرنا إليه في البخاري 1: 468]، من طريق واقد، وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله ابن عمر سمعت أبي يقول: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس؟، إلى هنا انتهى ما في البخاري، وبقيته عند حنبل من حديث أبي هريرة سواء، وزاد: قال: فكيف تأمرني يا رسول الله؟، قال: تأخذ بما تعرف، وتدع ما تنكر وتقبل على خاصتك، وتدع عوامهم، وأخرجه أبو يعلى من هذا الوجه. وأخرج الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو نفسه، من طرق بعضها صحيح الإسناد، وفيه: قالوا: كيف بنا يا رسول الله؟، قال: تأخذون ما تعرفون، فذكر مثله بصيغة الجمع في جميع ذلك. وأخرجه الطبراني وابن عدي من طريق عبد الحميد بن جعفر بن الحكم عن أبيه عن علباء، بكسر المهملة وسكون اللام بعدها، موحدة ومدّ، رفعه: لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس، الحديث. وللطبراني من حديث سهل بن سعد قال: خرج علينا رسول الله، ونحن في مجلس فيه عمرو بن العاص وابناه، فقال، فذكر مثله، وزاد: وإياكم والتلون في دين الله". هذا ما قاله الحافظ، وسنتتبع كلامه تعقيباً أو تاييداً، مفصلاً على ما في الوسع، حتى يستبين وجه التحقيق في ذلك، إن شاء الله: فأولا: حديث أبي هريرة، الذي نسبه للطبراني وابن حبان، لم أجده في شيء من الكتب =

ما أصْنَعُ عند ذاك يا رسول الله؟، قال: "اتق الله عز وجل، وخذْ ما تَعرف،

_ = الستة، ولم يذكره صاحب مجمع الزوائد، ولا صاحب جمع الفوائد، فلا أستطيع الجزم بأنه في الكتب الستة، ولا بأنه من الزوائد، ولم أجده في مسند أبي هريرة من هذا المسند. وثانياً: قد نسب الحافظ حديث ابن عمر بن الخطاب إلى كتاب الفتن لحنبل بن إسحق، ولست أدري أهو فيه هكذا بالتصريح بأنه من رواية عبد الله بن عمر، أم هو على الشك بين ابن عمر، وابن عمرو، كرواية البخاري التي ذكرنا آنفاً؟. وثالثاً: قد جزم الحافظ بأن هذه الطريق، أعنى طريق عاصم بن محمد عن أخيه واقد، التي نسبها لحنبل بن إسحق، والتي أحال روايتها على رواية البخاري في أبواب المساجد من كتاب الصلاة-: من رواية عبد الله بن عمر!، ثم حين نقلها هنا عن ذلك الموضع من البخاري ذكر اسم "عبد الله بن عمر" كاملا، في حين أن الذي في البخاري عن واقد: "سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله"، فاحتاط فلم يصرح بأنه ابن عمر أو ابن عمرو، كما أشرنا آنفاً، وكذلك لم يذكر اسمه كاملا في رواية إبراهيم الحربي التي ذكرها الحافظ في كلامه في ذلك الموضع. فلست أدري من أين جاء بالجزم بأنه "ابن عمر"؟، وكيف ذكر اسمه كاملا "عبد الله بن عمر" في هذا الموضع نقلا عن البخاري، وليس هذا في البخاري؟!. ورابعاً: ذكره أن أبا يعلى رواه من هذا الوجه، أي من طريق واقد بن محمد عن أبيه، لعله يرجح أن ما في مجمع الزوائد 7: 279 من جعله من رواية "ابن عمر" وجعل الخطاب له، خطأ في النسخة التي وقعت للحافظ الهيثمي من مسند أبي يعلى, لأن الحديث في البخاري خطاب لعبد الله بن عمرو، مع الشك في أنه من رواية "ابن عمر" أو"ابن عمرو". خامساً: نعجب للحافظ من ذكره الحديث من "حديث ابن عمرو نفسه"، وأنه بمثل هذا المعنى "بصيغة الجمع في جميع ذلك"، مع نسبته إلى الطبراني فقط!، مع أنه بهذا اللفظ وبصيغة الجمع في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة والمستدرك، وفي المسند أيضاً 7063 من رواية عمارة بن عمرو بن حزم عن ابن عمرو، وهو في المسند أيضاً كذلك 7049 من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، كما بينا ذلك كله من قبل!!، فلماذا أبعد النجعة، وترك السنن والمسند، وذهب إلى الطبراني؟!.

ودَع ما تنكر، وعليك بخاصَّتِك، وإياك وعَوَامَّهُم". 6509 - حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن شُعْبة حدثني عمرو

_ = وسادساً: حديث علباء، وهو السلمي، سيأتي في المسند 16139, وكذلك رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 1/77 عن أحمد بن حنبل، بإسناده الذي سيأتي في المسند، ورواه الحاكم في المستدرك 4: 495 - 469 عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، كرواية المسند، وصححه ووافقة الذهبي. وأشار إليه الحافظ في الإصابة 4: 261 من رواية الحاكم، ولم يذكر أنه في المسند، فلعله لم يقف عليه فيه. وسابعاً: حديث سهل بن سعد، الذي ذكره الحافظ عن الطبراني، نقله الهيثمي كذلك في مجمع الزوائد 7: 279، وقال: "رواه الطبراني بإسنادين، رجال أحدهما ثقات". هذا ما استطعت جمعه من روايات هذا الحديث، ولئن وجدت شيئاً بعد ذلك لأذكرنه في الاستدراكات، إن شاء الله. "الحثالة"، بضم الحاء المهملة وتخفيف الثاء المثلثة: قال في اللسان: "الحثالة والحثال: الرديء من كل شيء، وقيل: هو القشارة من التمر والشعير والأرز وما أشبهها، وكل ذي قشارة إذا نقي"، ثم قال في تفسير هذا الحديث: "أراد بحثالة الناس رذالهم وشرارهم، وأصله من حثالة التمر وحفالته، وهو أردؤه، وما لا خير فيه، مما يبقي في أسفل الحبلة". و"الحفالة" بالفاء بدل الثاء، بمعنى الحثالة، ولذلك قال البخاري في الصحيح في حديث آخر 11: 214 - 215 "قال أبو عبد الله: يقال حفالة وحثالة". وفي اللسان في مادة (حفل) ما يؤيد ذلك، منه قوله: "والحفالة مثل الحثالة، قال الأصمعي: هو من حفالتهم وحثالتهم، أي ممن لا خير فيه منهم، قال: وهو الرذل من كل شيء". "مرجت عهودهم": أي اختلطت واضطربت والتبس المخرج منها، وهو بفتح الميم وكسر الراء، وبعضهم يضبطه بفتح الراء، ونقل صاحب اللسان عن المحكم أن "الكسر أعلى"، وكذلك قال ابن القطاع في كتاب الأفعال 3: 160 - 161: "ومرج الأمر والدين والخاتم في اليد، مرجاً: اضطرب، وضبط الفعل بكسر الراء. (6509) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من إبهام التابعي راويه، كما سنذكر إن شاء الله. مرقاة المفاتيح ج 2 ورقة 334. وقد نقله ابن كثير في التفسير 5: 334 عن هذا الموضع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 222، وقال في أوله: "عن عمرو بن =

ابن مُرّة سمعت رجُلا في بيت أبي عُبيدة أنه سمع عبدَ الله بن عمرو

_ = مرة قال: حدثني شيخ يكنى أبا يزيد قال: كنت جالساً مع عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر"، فذكره بأطول مما هنا، ثم قال: "رواه الطبراني في الكبير، واللفظ له، والأوسط بنحوه"، ثم ذكره أنه رواه أحمد باختصار، ثم قال: "وسمى الطبراني الرجل، وهو خيثمة بن عبد الرحمن، فبهذا الاعتبار رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح". وسيأتي في المسند أيضاً 6839 مع إبهام الرجل كما هنا، وسيأتي أيضاً 6986، 7085 من رواية الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي يزيد، فلم يذكر اسمه. ونقله أيضاً المنذري في الترغيب والترهيب 1: 31 مختصراً، وقال: "رواه الطبراني في الكبير، بأسانيد، أحدها صحيح، والبيهقي". وخيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الكوفي: تابعي كبير ثقة، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/197، وروى عنه أنه لقي علي بن أبي طالب. وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 200 - 201، وذكر أنه روى عن ابن عمر سماعاً، وأنه أدرك ثلاثة عشر رجلاً من الصحابة. ولكن لم أجد في شيء من ترجمته في المراجع كنيته، فتستفاد من هذا الموضع، من جمع الروايات، وأنه كان يكنى "أبا يزيد". قوله "سمع الله به سامع خلقه": قال ابن الأثير في النهاية: "وفي رواية: أسامع خلقه. يقال: سمّعت بالرجل تسميعاً وتسمعة، إذا شهرته ونددتَ به. و (سامع) اسم فاعل من (سمع)، و (أسَامِع) جمع (أسمع)، (أسْمَع) جمع قلة لسمْع. وسمَّع فلان بعمله، إذا أظهره ليُسمع. فمن روِاه (سامع خلقه) بالرفع، جعله من صفة الله تعالى، أي سمَّع الله سامعُ خلقه به الناس!، ومن روِاه (أسامع) أراد أن الله يسمّع به أسماعَ خلقه يوم القيامة. وقيل: أراد: من سمع الناس بعمله سمَّعه الله وأراه ثوابَه من غير أن يعطيه. وقيل: من أراد بعلمه الناسَ أسمعه الله الناسَ، وكان ذلك ثوابه. وقيل: أراد أن من يفعل فعلا صالحاً في السرّ ثم يظهره ليسمعه الناسُ ويُحمد عليه فإن الله يسمع به ويُظهر إلى الناس غرضه، وأن عمله لم يكن خالصاً. وقيل: يريد من نسب إلى نفسه عملا صالحاً لم يفعله وادعى خيراً لم يصنعه فإن الله يفضحه ويُظهر كذبه". وهذا الذي قاله ابن الأثير في رواية "سامع" بالرفع، أراه قلد فيه الأزهري؛ ففي =

يحدِّث ابنَ عمر. أنه سمع رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "منِ سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعَ الله به، سَامِع خَلْقِه، وصغَّره وحَقَّره"، قال: فذرفتْ عينا عبدِ الله. 6510 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله بن الأخْنَس أخبرنا

_ = اللسان: "قال الأزهري: من رواه: سامع خلقه، فهو مرفوع، أراد: سمع الله سامع خلقه به، أي فضحه، ومن رواه: أسامعَ خلقه، بالنصب، كسر سمعَا على أسمع، ثم كسر أسمعاً على أسامع، وذلك أنه جعل السمع اسماً لا مصدراً، ولو كان مصدراً لم يجمعه". وأما الزمخشري في الفائق 1: 611 فإنه جعل الرواية "أسامع" بالنصب، ثم قال: "وروي سامع خلقه، بالرفع". ثم شرحهما على هذا النحو تقليداً للأزهري، فيما أرجح، وأراه أنه لم يستسغ هذا التكلف في رواية "سامع" بالرفع، فقال: "ولو روي بالنصب لكان المعنى: سمع الله به من كان له سمع من خلقه". وهذا جيد منه دقيق. وقد ثبتت الرواية بالنصب أيضاً، فقد ضبطت الكلمة في ك "سامع"، بفتح العين وبدون همزة في أولها. ونسخة ك بما يؤثق بضبطها بما تتبعت ذلك منها، والحمد الله. فائدة: كلمة "سامع" كتبن في تفسير ابن كثير والترغيب "مسامع"، وهو خطأ من الناسخ أو الطابع، كما هو بين."فذرفت عينا عبد الله"، بفتح الراء: أي جرى دمعها. (6510) إسناده صحيح، عُبيد الله بن الأخنس، والوليد بن عبد الله بن أبي مغيث: سبق توثيقهما 2000. يوسف بن ماهك: سبق توثيقه 1710، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين والنسائي، وقال ابن خراش: "ثقة عدل"، وترجمة البخاري في الكبير 4/ 2/375. والحديث رواه أبو داود 3646 (3: 356)، والدارمي 1: 125، والحاكم 1: 105 - 106، وابن عبد البر في كتاب (جامع بيان العلم وفضله) 1: 71، كلهم من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي مرة أخرى بالإسناد نفسه 6802. وسيأتي معناه مختصراً بإسنادين آخرين 7018، 7020. وذكره الحافظ في الفتح 1: 185، ونسبه لأحمد وأبي داود، وقال: "ولهذا طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو، يقوي بعضها بعضاً". وقال الحاكم: "رواة هذا الحديث قد احتجّا بهم [يعني الشيخين] عن آخرهم، غير الوليد هذا، وأظنه الوليد بن أبي الوليد الشامي، فإنه الوليد بن عبد الله ... فإن كان كذلك =

الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهَك عن عبد الله بن عَمرو، قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أريد حفظه، فنهتني قريِشِ، فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ورسول الله -صلي الله عليه وسلم - بشرٌ، يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتَاب، فذكِرت ذلك لرِسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: "اكتبْ، فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حقَّ".

_ = فقد احتج مسلم به"، ووافقه الذهبي. وأنا أخشى أن يكون هذا تخليطا من الحاكم، تبعه فيه الذهبي!!. أما أولاً: فإن الوليد بن عبد الله هنا، هو الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، كما هو ثابت في رواية أبي داود، ساق نسبه كاملا. وأما ثانيا: فإني لم أجد في الرواة "الوليد بن أبي الوليد الشامي" مطلقاً، فضلا عن أن يكون من الرواة في صحيح مسلم. فإن "الوليد بن أبي الوليد" الذي روى له مسلم: هو القرشي مولى عمر، وقيل مولى عثمان، وهو مدني ليس بشامي، وأبوه " أبو الوليد" اسمه "عثمان" لا "عبد الله"!، فأنى يكون ما قال الحاكم؟!، وانظر ترجمة "الوليد بن أبي الوليد" مفصلة في 5721. قال ابن القيم رحمه الله، في تعليقه على اختصار المنذري لسنن أبي داود (5: 245 - 246): "قد صح عن النبي -صلي الله عليه وسلم -النهي عن الكتابة والإذن فيها. والإذن متأخر، فيكون ناسخاً لحديث النهي، فإن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال في غزاة الفتح: اكتبوا لأبي شاه. يعني خطبنه التي سأل أبو شاه كتابنها، وأذن لعبد الله بن عمرو في الكتابة، وحديثه متأخر عن النهي؛ لأنه لم يزل يكتب، ومات وعنده كتابنه، وهي الصحيفة التي كان يسميها الصادقة. ولو كان النهي عن الكتابة متأخراً لمحاها عبد الله، لأمر النبي -صلي الله عليه وسلم - بمحو ما كتب عنه غير القرآن. فلما لم يمحها وأثبنها دل على أن الأذن في الكتابة متأخر عن النهي عنها، وهذا واضح، والحمد لله. وقد صح عن النبي -صلي الله عليه وسلم -أنه قال لهم في مرض موته: ائتوني باللوح والدواة والكتف، لأكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً. وهذا إنما يكون كتابة كلامه بأمره وإذنه. وكتب النبي -صلي الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم كتاباً عظيماً، فيه =

6511 - حدثني يحيى عن هشام، أملاه علينا، حدثني أبي: سمعت عبد الله بن عمرو، من فيه إلى فيَّ، يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الله لا يَقْبضُ العلم انتزَاعا ينتزعه من الناس، ولكن يَقْبض العلم بقبضِ العلماء، حتى إذا لَم يترك عالماً، اتَّخذ الناسُ رؤساءَ جهَّالا، فسُئلوا، فأفْتَوْا بغير علم، فضلُّوا، وأضلُّوا". 6512 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا منصور عن هلال بن

_ = الديات وفرائض الزكاة وغيرها. وكتبه في الصدقات معروفة، مثل كتاب عمر بن الخطاب، وكتاب أبي بكر الصديق الذي دفعه إلى أنس، رضي الله عنهم. وقيل لعلي: هل خصكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء؟ فقال: لا، والذي فلق الحَبة، وبرأ النَّسَمة، لا ما في هذه الصحيفة، وكان فيها العُقُول، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر. وإنما نهى النبي -صلي الله عليه وسلم - عن كتابة غير القرآن في أول الإسلام، لئلا يختلط القرآن بغيره، فلما علم القرآن وتميز، وأفرد بالضبط والحفظ. وأمنت عليه مفسدة الاختلاط، أذن في الكتابة. وقد قال بعضهم: إنما كان النهي عن كتابة مخصوصة، وهي أن يجمع بين كتابة الحديث والقرآن في صحيفة واحدة، خشية الالتباس. وكان بعض السلف يكره الكتابة مطلقاً. وكان بعضهم يرخص فيها حتى يحفظ، فإذا حفظ محاها. وقد وقع الاتفاق على جواز الكتابة وإبقائها. ولولا الكتابة ما كان بأيدينا اليوم من السنة إلا أقل القليل". (6511) إسناده صحيح، هشام. هو ابن عروة بن الزبير. والحديث رواه البخاري 1: 174 - 175 و 13: 239 - 242، ومسلم 2: 305 - 306، والترمذي 3: 371، وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجة 1: 14، والدارمي 1: 77، والطيالسي 2297. ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1: 148 - 151 بأسانيد كثيرة. وقد شرحه الحافظ في الفتح 13: 239 - 242 شرحاً وافياً، وأشار إلى كثير من طرقه ورواياته. (6512) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. منصور: هو ابن المعتمر. هلال بن يساف: بكسر الياء، كما بينا في 1630، ويجوز فيه أيضاً "إساف" بالهمزة المكسورة بدل الياء، وحكى بعضهم جواز الفتح فيهما. أبو يحيى: هو الأعرج، وقد مضى حديث آخر =

يَسَاف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يصلي جالساً، قلت له: حُدِّثتُ أنك تقول؟ "صلاةُ القاعد على نصف صلاة القائم"؟، قال: "إني ليس كمثلكم".

_ = 2921 من رواية "أبي يحيى مولى ابن عُقيل الأنصاري"، وذكرنا هناك أنه هو "المعرقب"، وأن اسمه "مصدع"، ونقلنا عن التهذيب أنه "مولى عبد الله بن عمرو، ويقال مولى معاذ بن عفراء"، وأن البخاري نقل في التاريخ الكبير عن أحمد بن حنبل أنه قال: "هو مولى معاذ بن عفراء، وهو الأعرج". والذي يظهر لي وأرجحه أنهما ترجمتان اختلطتا عليهم، وأنهما رجلان: أحدهما ذاك مولى الأنصار، نسب مرة بأنه "مولى ابن عقيل الأنصاري" كما في ذلك الإسناد، ووصفه أحمد بأنه "مولى معاذ بن عفراء"، ومعاذ هذا أنصاري أيضاً، فهو معاذ بن الحرث بن رفاعة النجاري الأنصاري الخزرجي، نسب إلى أمه "عفراء"، والآخر "مولى عبد الله بن عمرو"، فهذا لا ينسب أنصارياً، بل ينسب "قرشياً بالولاء. ولعل كلا منهما كان يوصف بالعرج. ومن قرأ ترجمة "مصدع" في التهذيب 10: 157 - 158 وتأملها جيداً، لا يكاد يشك في أنهما اثنان. ويؤيد هذا أن البخاري فرق بينهما بدقته المعروفة، فترجم في الكبير 4/ 2/65 قال: "مصدع أبو يحيى المعرقب الأنصاري، عن عائشة وابن عباس، نسبه محمد بن دينار عن سعد بن أوس. قال ابن حنبل: هو مولى معاذ بن عفراء، وهو الأعرج"، ثم ترجم في الكنى (رقم 793) قال: "أبو يحيى عن عبد الله بن عمرو، روى عنه هلال بن يساف". ولعل في هذا مَقَنعاً في ترجيح أنهما اثنان، إن لم يكن في الجزم بذلك. والحديث رواه مسلم بنحوه 1: 204 من طريق جرير عن منصور، ثم من طريق شُعبة وسفيان، كلاهما عن منصور، وقال: "وفي رواية شُعبة: عن أبي يحيى الأعرج". وسيأتي في المسند من رواية شُعبة 6803، 6883، ومن رواية سفيان 6894، ومن وجه آخر 6808. ورواه الطيالسي 2289 عن شُعبة. ورواه أبو عوانة في مستخرجه 2: 220 - 221 من طريق الطيالسي، ورواه أيضاً من طريق سفيان عن منصور. ورواه أبو داود 950 (1: 358 - 359) من طريق جرير عن منصور، والنسائي 1: 245 من =

6513 - حدثنا يحيى عن هشام الدَّسْتَوَائي حدثنا يحيى عن

_ = طريق سفيان عن منصور، بنحوه. ورواه ابن ماجة بنحوه أيضاً 1: 191 من وجه آخر. وأشار إليه الحافظ في الفتح 2: 482، ونسبه لمسلم وأبي داود والنسائي. قوله"إني ليس كمثلكم": هكذا ثبت في ح م، وله توجيه من العربية، بان اسم "ليس، محذوف، كأنه قال: إني ليس شأني كمثلكم، أو بأنه جاء على اعتبارأن "ليس" حرف لا فعل ناقص، وهو قول لبعض أئمة النحاة. وفي ك "لست"، كما في سائر الروايات، وهو ظاهر. وهذا الحكم "صلاة القاعد على نصف صلاة القائم": إنما هو في النوافل عند القدرة على القيام كما هو ظاهر. أما في الفريضة فإن صلاة القاعد إذا قدر على القيام باطلة، وإذا عجز عنه كان القعود هو فرضه بدل القيام، فلا ينقص به أجره، وكذلك المتنفل قاعداً لعجزه عن القيام. وقد خص الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن أجره في صلاة التطوع قاعداً لا ينقص، تشريفاً له - صلى الله عليه وسلم - وتكريماً، بدلالة قوله "إني ليس كمثلكم". (6513) إسناده صحيح، يحيى شيخ أحمد: هو ابن سعيد القطان. ويحيى شيخ هشام الدستوائي: هو يحيى بن أبي كثير. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحرث التيمي. خالد بن معدان، بفتح الميم وسكون العين وتخفيف الدال المهمتين، ابن أبي كريب، بضم الكاف، الكلاعي: تابعي ثقة مشهور، كان من خيار عبد الله، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/161 - 162، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 162. "الكلاعي": بفتح الكاف وتخفيف اللام، نسبة إلى "ذي الكلاع"، وهم بطن من حمير، نزلوا الشأم. والحديث رواه مسلم 2: 154، والنسائي 2: 298، كلاهما من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وروى أبو داود معناه من أوجه أخر، انظر المنذري 3908 - 3910. وانظر أيضاً ما مضى في مسند على 611، وفي مسند عبد الله بن عمر 5751. و "المعصفر": ما صبغ بالعصفر، وهو صبغ أحمر معروف. وهذا الحديث يدل بالنص الصريح على حرمة التشبه بالكفار في اللبس وفي الهيئة والمظهر، كالحديث الآخر الصحيح: "ومن تشبه بقوم فهو منهم"، وقد مضى من مسند ابن عمر 5114، 5115، 5667. ولم يختلف أهل العلم منذ الصدر الأول في هذا، أعني في تحريم التشبه بالكفار، حتى جئنا في هذه العصور المتأخرة، فنبتت في المسلمين نابتة ذليلة مستعبدة، هجيراها وديدنها التشبه بالكفار =

محمد بن إبراهيم عن خالد بن مَعْدَانَ عن جُبَيْر بن نُفَيْر عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأى عليه ثوبين مُعصْفَرَيْن، قال: "ثياب الكفار، لا تَلْبَسْها".

_ = في كل شيء، والاستخذاء لهم والاستعباد. ثم وجدوا من الملتصقين بالعلم المنتسبين له، من يزين لهم أمرهم، ويهون عليهم أمر التشبه بالكفار في اللباس والهيئة والمظهر والخلق وكل شيء، حتى صرنا في أمه ليس لها من مظهر الإسلام إلا مظهر الصلاة والصيام والحج، على ما أدخلوا فيها من بدع، بل من ألوان من التشبه بالكفار أيضاً. وأظهر مظهر يريدون أن يضربوه على المسلمين هو غطاء الرأس الذي يسمونه القبعة "البرنيطة"، وتعللوا لها بالأعاليل والأباطيل، وأفتاهم بعض الكبراء المنتسبين إلى العلم أن لا بأس بها، إذا أريد بها الوقاية من الشمس!، وهم يأبون إلا أن يظهروا أنهم لا يريدون بها إلا الوقاية من الإِسلام!!، فيصرح كُتابهم ومفكروهم بأن هذا اللباس له أكبر الأثر في تغيير الرأس الذي تحته، ينقله من تفكير عربي ضيق إلى تفكير إفرنجي واسع!!. ثم أبي الله لهم إلا الخذلان، فتناقضوا ونقضوا ما قالوا من حجة الشمس، إذ وجدوا أنهم لم يستطعوا ضرب هذه الذلة على الأمة، فنزعوا غطاء الرأس بمرة، تركوا (الطربوش) وغيره، ونسوا أن الشمس ستضرب رؤوسهم مباشرة، دون واسطة الطربوش، ونسوا أنهم دعوا إلى القبعة، وأنه لا وقاية لرؤوسهم من الشمس إلا بها!!. ثم كان من بضع سنين، أن خرج الجيش الإبخليزي المحتل للبلاد من القاهرة والإسكندرية بمظهره المعروف. فما لبثنا أن رأيناهم ألبسوا الجيش المصري والشرطة المصرية قبعات كقبعات الإنجليز، فلم تفقد الأمة في العاصمتين وفي داخل البلاد منظر جيش الاحتلال، الذي ضرب الذلة على البلاد سبعين سنة فكأنهم لم يصبروا على أن يفقدوا مظهر الذل الذي ألفوه واستساغوه وربوا في أحضانه. وما رأيت مرة هذا المنظر البشع، منظر جنودنا في زي أعدائنا وهيِئتهم، إلا تقززت نفسي، وذكرتْ قول عميرة بن جعل الشاعر الجاهلي، يذم قبيلة تغلب: إذَا ارْتَحلُوا عن دارِ ضيم تَعَاذَلُوا ... عليهم ورَدُّوا وَفْدَهم يَسْتَقِيلها

6514 - حدثنا يحيى حدثنا حسين المعلِّم حدثنا عبد الله بن بُريْدَة

_ (6514) إسناده صحيح، أبو سبرة، بفتح السين المهملة وسكون الياء الموحدة: هو أبو سبرة بن سلمة الهذلي، كما سماه الحاكم في المستدرك في روايته هذا الحديث 1: 75 - 76، وقال في آخره: "هو تابعي كبير، مبين ذكره في المسانيد والتواريخ، غير مطعون فيه"، ووافقه الذهبي، وقصر الحافظ، فلم يترجم له في التعجيل، مع أن الحسيني ترجم له في الإكمال (ص 32)، وهو الأصل الذي بني عليه التعجيل. والظاهر لي أن الحافظ ظن أن "أبا سبرة" هذا هو "أبو سبرة" المترجم في التهذيب 12: 105، وهو خطأ صرف. فإن الذي في التهذيب هو "أبو سبرة النخعي الكوفي"، وهو متأخر، روى عنه الأعمش والحسن بن الحكم النخعي، والأعمش ولد سنة 61 ومات سنة 147 أو 148، والحسن بن الحكم مات سنة بضع وأربعين ومائة , فغير معقول أن يرويا عن "أبي سبرة" راوي هذا الحديث، الذي كان رجلا ذا شأن يرسله زياد ابن أبيه إلى معاوية بمال، وزياد مات سنة 53، فأنى يدركه الأعمش وابن الحكم؟!، إلا أن يكون عمر عمراً طويلاً، ولو كان ما خفي ذلك من ترجمته، بل لعُني العلماء به ولهجوا بذكره، لما يكون في إسناده من علو يحرصون عليه!!. والذي صنعه الحسيني في ترجمته هو الصواب، وترجمته فيه موجزة، ولعل فيها شيئاً من التحريف، قال: "أبو سبرة، عن عبد الله بن عمرو، وعنه عبد الله بن بريدة، قيل: هو سالم بن سبرة المدني". و"سالم" هذا، ذكره ابن سعد الطبقات 5: 221 هكذا: "سالم بن سلمة أبو سبرة الهذلي"، ولم يذكر شيئاً من حاله، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/114 هكذا: "سالم بن سلمة أبو سبرة الهذلي، يذكر عن علي". وكتب عليه مصححه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني ما نصه: "في كتاب ابن أبي حاتم ترجمتان: سالم بن سبرة أبو سبرة الهذلي [بياض]، سمعت أبي يقول ذلك. سالم. بن سلمة الهذلي أبو مسرة، سمعت أبي يقول ذلك. وفي الثقات [يعني ثقات ابن حبان]: سالم أبو سبرة الهذلي، يروي عن علي، روى عنه أهل الكوفة". وفي لسان الميزان 3: 4 ما نصه: "سالم بن سبرة الهمداني [كذا]، روى عنه ابن بريدة، مجهول، انتهى. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يروي عن علي، وروى عنه أهل الكوفة، وقلت [القائل ابن حجر]: وهو من ولد الجارود بن أبي ميسرة!، [كذا]، روى أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاصي وابن=

عن أبي سبرَة قال: كان عبَيد الله بن زياد يسأل عن الحَوض، حوضِ محمد - صلى الله عليه وسلم -, وكان يكذّب به، بعدَ ما سأل أبا برزَة والبَرَاء بن عازِبٍ وعائِذَ بن عَمْرٍو ورجلا آخر، وكان يكذِّب به، فقال أبو سبرَة: أنا أحدثك بحديثٍ فيه

_ =عباس، وورد رسولاً على معاوية من زياد. وذكر البلاذري أن زياداً استقضاه على البصرة". وهذا النص في لسان الميزان فيه بعض الخطأ، والظاهر عندي أنه من الناسخين. فأولا: قوله: "سالم بن سبرة الهمداني" خطأ صرف, لأنه كعادته ينقل في أول الترجمة كلام الذهبي في الميزان، والذي في الميزان 1: 367: "سالم بن سلمة أبو سبرة الهذلي"، وهو الصواب، وثانياً: قوله "وهو من ولد الجارود بن أبي ميسرة"، خطأ صرف أيضاً، صوابه: "ومن ولنده الجارود بن أبي سبرة", لأن هذا هو الواقع، والجارود له ترجمة في التهذيب 2: 52 - 53 أولها: "الجارود بن أبي سبرة سالم بن سلمة الهذلي أبو نوفل البصري"، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام (ج 4 ص 237) قال: "الجارود بن أبي سبرة الهذلي، أحد الأشراف بالبصرة، توفي سنة 120"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/235 - 236 قال:"جارود بن أبي سبرة الهذلي، يعد في البصريين، روى عنه قتادة وعمرو بن أبي حجاج، يروي عن أنس بن مالك". فهذا هو، وهو ابن أبي سبرة الراوي هنا. فينبغي تصحيح ما في اللسان عن هذا الموضع. وأما أن "أبا سبرة" راوي هذا الحديث هو "سالم بن سلمة الهذلي" فالأدلة عليه متوافرة، والحمد لله، بما أوضحنا من كلام الحاكم، ومن ترجمته في التاريخ الكبير، ويقطع كل شك فيه: أن الحافظ ابن عساكر ترجم له ترجمة جيدة، في تاريخ دمشق، (ج 6 ص 48 - 50 من تهذيب تاريخ ابن عساكر، اختصار الشيخ عبد القادر بدران رحمه الله) قال فيها: "سالم بن سلمة بن نوفل بن عبد العزى، ينتهي نسبه إلى مدركة، أبو سبرة الهذلي البصري، من بني سعد بن هذيل، روى عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وروى عنه عبد الله بن بريدة"، ثم ذكر مختصر الكتاب هذا الحديث الذي هنا، ونسبه لرواية ابن عساكر والإمام أحمد، ثم ذكر أنه رواه البيهقي بزيادة فيه، وأنه رواه الإِمام أحمد بزيادة أخرى، والزيادتان ستأتيان في رواية المسند إياه من طريق مطر عن عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة 6872، ثم نقل عن أبي حاتم أنه قال: "هو مجهول"، يعني أبا =

شفاءُ هذا، إن أباك بَعث معي بمالٍ إلى معاوية، فلقيتُ عبد الله بن عَمرو، فحدثني مما سمع من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وأَملى عليّ، فكتبتُ بيدي، فلم أزِدْ حَرفا, ولم أنقص حرفاً، حدثني أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله لا يحب

_ = سبرة، ثم قال: "وقال البلاذري: كان يهاجي أبا الأسود الدؤلي". و "سعد بن هذيل"، الذي ينسب إليه أبو سبرة هذا، هو "سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر"، الذي من نسله عبد الله بن مسعود" وغيره من آله، ومنهم "أبو كبير الهذلي"، و "أبو خراش الهذلي"، الشاعران، و "أبو بكر الهذلي الفقيه". انظر طبقات ابن سعد 3/ 1/106 وجمهرة الأنساب لابن حزم (ص 186 - 187). والحديث رواه الحاكم 1: 75 - 76 بثلاثة أسانيد، فرواه أولاً عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم عن عبد الله بن محمد بن شاكر عن أبي أسامة عن حسين المعلم، وعن أحمد بن جعفر القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن ابن أبي عدي عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة، ثم قال: "هذا حديث صحيح، فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير، مبين ذكره في التواريخ والمسانيد، غير مطعون فيه"، ثم قال: "وله شاهد من حديث قتادة عن ابن بريدة: حدثنا أبو بكر بن إسحق أنبأنا هشام بن علي حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا همام عن قتادة عن ابن بريدة عن أبي سبرة الهذلي، فذكر الحديث بطوله". ووافقه الذهبي على تصحيحه، وقال: "أخرجه أحمد في مسنده". ورواية الحاكم من طريق المسند فيها أن أحمد رواه عن ابن أبي عدي عن حسين المعلم، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وهو من شيوخ أحمد، ومن الرواة عن حسين المعلم، ولكن رواية أحمد هذا الحديث هنا ليست عنه، وإنما هي عن يحيى القطان عن حسين المعلم. ولم أجده في المسند من رواية ابن أبي عدي، فلا أدري أرواية الحاكم زيادة في بعض نسخ المسند ليست بين أيدينا، أم هي خطأ ووهم في اسم الشيخ الذي رواه عنه أحمد؟، وأي الشيخين كان فالحديث صحيح. نعم، سيأتي الحديث بنحوه مرة أخرى 6872، ولكنه من رواية أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن مطر عن ابن بريدة، فهو متابعة أخرى للإسناد الذي هنا =

الفُحش"، أو "يبغضُ الفاحشَ والمتفحِّش"، قال: "ولا تقوم الساعة حتِى يظهرَ الفُحش والتفاحُش، وقطيعة الرحم، وسوءُ المجاورة، وحتي يُؤتَمن الخائن، ويُخوَّنَ الأمين"، وقال: "ألا إن موعدَكم حوضي، عرضه وطوله

_ = وللإسنادين اللذين زادهما الحاكم، واللفظ الذي رواه الحاكم فيه بعض الزيادات التي في تلك الرواية. وقد رواه ابن عساكر والبيهقي أيضاً، كما تبين مما ذكر في ترجمة أبي سبرة من تهذيب تاريخ ابن عساكر. وانظر 6162، 6181، 6487، 6504. وقد أشار أبو سبرة هنا إلى روايات أبي برزة، والبراء بن عازب، وعمرو بن عائذ، ورجل آخر. في شأن الحوض. أما حديث أبي برزة الأسلمي، فقد رواه أحمد في المسند (ح) من طريق مطر عن عبد الله بن بريدة قال: "شك عُبيد الله بن زياد في الحوض، فأرسل إلى أبي برزة الأسلمي، فأتاه، فقال له جلساء عُبيد الله: إنما أرسل إليك أمير يسألك عن الحوض، هل سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فيه شيئاً؟، قال: نعم، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يذكره، فمن كذب به فلا سقاه الله منه". ورواه أبو داود من طريق آخر أطول من هذا 4749 (4: 381 - 382). ورواه الحاكم مطولاً أيضاً من وجه ثالث (1: 76). وأما حديث البراء بن عازب، فسيأتي في المسند أيضاً (ح) مختصراً، فيه ذكر الحوض، وله حديث آخر في مجمع الزوائد 10: 367 رواه الطبراني. بإسناد ضعيف، وليس فيهما إشارة إلى مجادلة عُبيد الله بن زياد. وأما حديث عائذ بن عمرو، فإني لم أجده، وهو صحابي له مسند سيأتي في المسند (ح)، وفيه حديث يتضمن جدالا شديداً بينه وبين عُبيد الله بن زياد، ولكن لم يذكر فيه الحوض. وأما الرجل الآخر، فيحتمل أن يكون زيد بن أرقم، فإن له حديثاً في الحوض، رواه أبو داود 4746 والحاكم 1: 76 - 77 مختصراً، ثم روى الحاكم شاهداً له على شرط مسلم عن يزيد بن حبان قال: "شهدت زيد بن أرقم، وبعث إليه عُبيد الله بن زياد، فقال: ما أحاديث بلغني عنك تحدث بها عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، تزعم أن له حوضاً في الجنة؟، فقال: حدثنا ذاك رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ووعدناه، فقال: كذبت!، ولكنك شيخ قد خرفت!!، قال: أما إنه سمعته أذناي من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، يعني، وسمعته يقول: من كذب =

واحدٌ، وهو كما بين أيْلَةَ ومكة، وهو مسيرة شِهر، فيه مثلُ النجوم أباريقُ، شرابه أشدُّ بياضاً من الفضة، من شرب منه مَشْرباً لم يظمأ بعده أبداً"، فقال عبَيد الله: ما سمعتُ في الحوض حديثاً أثبت من هذا، فصدَّق به، وأخذ الصحيفة فحبَسها عنده. 6515 - حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا عامر قال: جاِء رجل إلى عبد الله بن عمرو، فقال: سمعتِ رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المسلم منْ سَلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر منْ هَجر ما نَهى الله عنه". 6516 - حدثنا يحيى عن ابن جرَيج عن ابن أبي مُلَيكة عن

_ = عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، وما كذبت على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". وسيأتي في المسند (ح) في قصة أطول من هذه. أيلة، بفتح الهمزة وسكون الياء التحتية: مدينة على ساحل بحر القلزم، مما يلي الشأم، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشأم، قاله ياقوت. وانظر قاموس الأمكنة والبقاع لعلي بك بهجت 37 - 38. (6515) إسناده صحيح، يحيى: هو القطان. إسماعيل: هو ابن أبي خالد. عامر: هو الشعبي. والحديث رواه أبو داود 2481 (2: 312 من عون المعبود)، والنسائي 2: 267، كلاهما من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. ورواه البخاري 1: 50 - 51 من طريق عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، ومن طريق داود بن أبي هند عن الشعبي، ورواه أيضاً 11: 273 من طريق زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي. وقوله هنا "جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو، فقال" إلخ: سياق مختصر، وتفصيله في رواية أبي داود: "أتى رجل عبد الله بن عمرو، وعنده القوم، حتى جلس عنده، فقال: أخبرني بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال" إلخ. (6516) إسناده صحيح، يحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية الجمحي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/267 قال: "يحيى بن حكيم بن =

يحيى بن حَكيم بن صَفوان عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: جمعتُ القرآن، فقرأت به في كل ليلة، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إني أخشى أن يطولَ عليك زمانٌ أن تَمَلَّ، اقْرأه في كل شهر"، قلت: يا رسول الله، دعني أسْتَمْتِعْ من قوتي وشبابي، قال: "اقرأه في كل عشرين"، قلت: يا رسول الله، دعني أسْتَمْتِعْ من قوتي وشبابي، قال: "اقرأه في كل عَشرٍ"، قلت يا رسول الله، دعني أسْتَمْتعْ من قوَّتي وشبابي، قال: "اقرأه في كل سبع"، قلت: يا رسول الله، دعني أَسْتمْتِعْ من قوتي وشبابي، فأَبى.

_ = صفوان عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في الصوم، قاله ابن جُريج عن ابن أبي مليكة". وهو يشيِر إلى هذا الحديث، ولكن الذي هنا هو القطعة منه التي في القراءة، ولم أجد القسم الذي في الصوم. ويحيى هذا مترجم في التهذيب الكبير، وقد نسي الحافظ أن يذكره في تهذيب التهذيب، ونقل مصححه ترجمته في الهامش عن أصل التهذيب، مع أن ترجمته ثابتة في التقريب والخلاصة. والحديث رواه ابن ماجة 1: 210 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو جزء من الحديث الطويل الذي مضى 6477، ولكن هناك أن النبي -صلي الله عليه وسلم -أذن له أن يقرأ القرآن في ثلاث، وفي هذه الرواية لم يأذن له أن يقرأ في أقل من سبع، وهذه توافق ما مضى من رواية عطاء بن السائب عن أبيه 6506، وما سيأتي من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن 6876، 6880، وغيرهما من الروايات. وقد جمع الحافظ في الفتح 9: 84 بين الروايات باحتمال "تعدد القصة، فلا مانع أن يتعدد قول النبي -صلي الله عليه وسلم -لعبد الله بن عمرو ذلك تأكيدا، ويؤيده الاختلاف الواقع في السياق. كأن النهي عن الزيادة ليس على التحريم، كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب وعرف ذلك من قرائن الحال التي أرشد إليها السياق، وهو النظر في عجزه عن سوى ذلك في الحال أو في المآل. وأغرب بعض الظاهرية فقال: يحرم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث!، وقال النووي: أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك، وإنما هو بحسب النشاط والقوة، فعلى هذا يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص". وانظر شرح النووي على مسلم 8: 42 - 43.

6517 - حدثنا يحيى عن شُعْبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - في كسوف الشمس ركعتين. ْ6518 - حدثنا يحيى عن ابن عَجْلان عن عمرو بن شعَيب عن

_ (6517) إسناد صحيح، وهو مختصر 6483. وقد أشرنا إليه هناك. (6518) إسناده صحيح، ابن عجلان: هو محمد بن عجلان المدني القرشي، أحد العلماء العاملين، سبق توثيقه 611، ونزيد هنا أنه وثقه سفيان بن عيينة وأحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/196 - 197، وروى عن ابن المديني عن ابن أبي الوزير عن مالك: "أنه ذكر ابن عجلان، فذكر خيراً". عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي: تابعي ثقة معروف، سمع من زينب بنت أبي سلمة والربيّع بنت معوّذ، ولهما صحبة، كما قال المزي. ولا شك في أن عمرو بن شعيب ثقة، ومن تكلم فيه تكلم بغير حجة، ولا شك أيضاً في سماعه من أبيه شعيب. وإنما تكلم من تكلم في رواية "عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده"، وشققوا الكلام على نحو غير مستساغ، فزعم بعضهم أن قوله "عن جده": إن أراد جد عمرو فهو "محمد بن عبد الله بن عمرو"، وليس بصحابي، وإن أراد جد شعيب فهو "عبد الله بن عمرو"!، ولست أرى هذا موضع احتمال أو تشكيك، فإن المراد في هذه الأسانيد عبد الله بن عمرو" الصحابي، وهو جد شعيب، وهو أيضاً الجد الأعلى لعمرو بن شعيب. وكان شعيب صغيراً حين مات أبوه "محمد بن عبد الله بن عمرو"، فرباه جده "عبد الله بن عمرو"، وكثيراً ما كان يعبر عن عبد الله بن عمرو بأنه أبوه، والجد أب لا شك فيه. وقد روى الحاكم في المستدرك 1: 197، 500 بإسناده عن إسحق بن هويه قال: "إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر". وروى أيضاً 2: 47 بإسنادة عن محمد بن علي بن حمدان الوراق قال: "قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئاً؟، فقال: هو عمرو بن شعيب ابن محمد بن عبد الله بن عمرو، وقد صح سماع عمرو بن شعيب من أبيه، وصح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو". وروى الدارقطني عنه نحو هذ (ص310)، =

أبيه عن جده: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -رأى على بعض أصحابه خاتماِ من ذهب،

_ = وروى أيضاً عقب ذلك عن أبي بكر النيسابوري قال: "هو عمرو بن شعيب بن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد صح سماع عمرو بن شعيب عن أبيه، وصح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو"، ثم روى عن محمد بن الحسن النقاش عن أحمد بن تميم قال: "قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: شعيب والد عمرو بن شعيب سمع من عبد الله بن عمرو؟، قال: نعم، قلت له: فعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يتكلم الناس فيه؟، قال: رأيت علي بن المديني وأحمد بن حنبل والحميدي وإسحق بن راهويه يحتجون به، قال: قلت: فمن يتكلم يقول ماذا؟، قال: يقولون: إن عمرو بن شعيب أكثر، أو نحو هذا". يريد أنهم ينقمون عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده، وما هذا بقادح، إذ كان ثقة، وإذا كان الراوي عنه ثقة، كما هو بديهي. وقال الحاكم أيضاً2: 65: "قد أكثرت في هذا الكتاب الحجج في تصحيح روايات عمرو بن شعيب إذا كان الراوي عنه ثقة، ولا يذكر عنه أحسن من هذه الروايات، وكنت أطلب الحجة الظاهرة في سماع شعيب بن محمد عن عبد الله بن عمرو، فلم أصل إليها إلا هذا الوقت"، ثم روى حديثاً فيه أن رجلاً سأل ابن عمرو، ثم ذهب معه شعيب إلى عبد الله بن عمر، بأمر جده عبد الله بن عمرو، ثم إلى ابن عباس بأمر جده أيضاً، ثم عاد معه إلى جده عبد الله بن عمرو، ثم قال الحاكم: "هذا حديث ثقات رواته حفاظ، وهو كالأخذ باليد في صحة سماع شعيب بن محمد عن جده عبد الله بن عمرو". وقال ابن عبد البر في التقصي (ص255): "حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مقبول عند أكثر أهل العلم بالنقل"، ثم روي بإسناده عن علي بن المديني قال: "عمرو بن شعيب هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، سمع عمرو بن شعيب من أبيه، وسمع أبوه من عبد الله بن عمرو بن العاص". وقد ذكرنا فيما مضى 147، 183 شيئاً عن إسناد "عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده"، وفصلنا القول فيه في شرحنا على الترمذي 2: 140 - 144، وفي شرحنا على ألفية السيوطي في المصطلح (246 - 248). وأبوه "شعيب بن محمد": تابعي ثقة, =

فأعرض عنه، فألقاه، واتخذ خاتماً مِن حديد، فقال: "هذا شرّ، هذا حِلْيةُ أهل النار"، فألقاه، فاتخذ خاتماً من وِرقٍ، فسكتَ عنه. 6519 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا الأعمش عن عثمان بن عُمَير

_ = ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 219 قال: "شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو ابن العاصي السهمي القرشي، سمع عبد الله بن عُمر، روى عنه عمرو ابنه. قال لنا أبو عاصم: عن حيوة عن زياد بن عمرو سمعت شعيب بن محمد سمع عبد الله بن عمر". وترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 180 وقال: "وقد روى شعيب عن جده عبد الله بن عمرو، وروى عنه ابنه عمرو بن شعيب، فحديثه عن أبيه، وحديث أبيه عن جده، يعني عبد الله بن عمرو". وفي التهذيب 4: 356 - 357: "ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر البخاري وأبو داود وغيرهما أنه سمع من جده، ولم يذكر أحد منهم أنه يروي عن أبيه محمد، ولم يذكر أحد لمحمد هذا ترجمة إلا القليل، وسنشبع القول في ذلك في ترجمة عمرو بن شعيب إن شاء قال تعالى. قلت [القائل ابن حجر]: قال ابن حبان في التابعين من الثقات: يقال إنه سمع من جده عبد الله بن عمرو، وليس ذلك بصحيح. وقال في الطبقة التي تليها: يروي عن أبيه، لا يصح سماعه من عبد الله بن عمرو، قلت [القائل ابن حجر أيضاً]: وهو قول مردود، وإنما ذكرته لأن المؤلف [يعني الحافظ المزي] ذكر توثيق ابن حبان له، ولم يذكر هذا القدر، بل ذكر أن البخاري وغيره ذكروا أنه سمع من جده، حسب". بل كان شعيب يسمي عبد الله بن عمرو "أباه"، على معنى أنه أبوه الأعلى، وأنه هو الذي رباه، ففيما سيأتي في المسند 6545: "عن ثابت البناني عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عبد الله بن عمرو". وانظر أيضاً 6549. والحديث سيأتي مرة أخرى بهذا الإسناد 6680. وسيأتي حديث آخر بنحو معناه من وجه آخر 6977. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 5:151 الحديث 6977، ثم أشار إلى هذا بقوله "وفي رواية عند أحمد"، ثم قال: "وأحد إسنادي أحمد ثقات"، يريد هذا الإسناد. وانظر 132، 4734، 6412. (6519) إسناده ضعيف، عثمان بن عمير أبو اليقظان: سبق تضعيفه في 3787، ونزيد هنا أن =

أبي اليَقْظان عن أبي حَرْب بن أبي الأسود قال: سمعت عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ما أَقلَّتِ الغبراءُ، ولا أَظَلَّتِ الخضراءُ، من رجلٍ أصدقَ من أبي ذَرٍّ".

_ = البخاري ترجمه في الصغير150، 152، وقال: "كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن أبي اليقظان عثمان، وهو ابن عمير، ويقال ابن قيس، البجلي، وهو عثمان بن أبي حميد الأعمى الكوفي"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/161، وروى عن عمرو بن علي الصيرفي- وهو الفلاس- قال: "لم يرض يحيى بن سعيد أبا اليقظان، ولا حدّث عنه هو ولا عبد الرحمن بن مهدي"، وروى عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: "سمعت أبي يقول: كان ابن مهدي، يعني عبد الرحمن، ترك حديث أبي اليقظان عثمان بن عمير، قال عبد الله: كان أبي يضعف أبا اليقظان"، وروى عن يحيى بن معين أنه قال: "ليس حديثه بشيء"، وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "سألت أبي عن عثمان بن عمير أبي اليقظان؟، فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث، كان شُعبة لا يرضاه، وذكر أنه حضره، فروى عن شيخ، فقال له شُعبة: كم سنك؟، قال: كذا، فإذا قد مات الشيخ وهو ابن سنتين!! ". وفي التهذيب؛ "نسبه أحمد بن حنبل فقال: هو عثمان بن عمير بن عمرو بن قيس البجلي، وقد ينسب إلى جد أبيه. ذكره البخاري في الأوسط في فصل من مات بين العشرين ومائة إلى الثلاثين، وقال: منكر الحديث، ولم يسمع من أنس". وسيأتي في تخريج هذا الحديث أنه ذكر في بعض أسانيده باسم "عثمان بن قيس" نسبة إلى جده الأعلى، وفي التهذيب 7: 148 ترجمة باسم "عثمان ابن قيس" ترجح أنه هو، وأن هناك راوياً آخر من التابعين غيره، اسمه أيضاً "عثمان بن قيس". ووقع اسمه في الأصول هنا محرفاً، ففي ح ك "عن عثمان بن عمير بن أبي اليقظان"، بزيادة "بن"، وفي م "عن عثمان بن عمير بن اليقظان"، وكلاهما خطأ، صححناه من مراجح التراجم وتخريج الحديث. أبو حرب بن أبي الأسود الدئلي: تابعي ثقة معروف، سبق توثيقه563، ونزيد هنا أنه ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من قراء أهل البصرة، وقال: "كان معروفَاً, وله أحاديث"، وكان شاعراً عاقلا، وقال ابن عبد البر: =

6520 - حدثنا ابن نُمَير حدثثا عثمان بن حَكِيم عن أبي أمامَةَ

_ = "هو بصري ثقة"، وترجمه البخاري في الكنى برقم 181، وترجمه الذهبي في تاريخ الإِسلام 4: 217، وقال: "مشهور صدوق، له أحاديث، وقد قرأ القرآن على والده". والحديث رواه ابن سعد في الطبقات 4/ 1/167 عن عبد الله بن نُمير، شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد. ورواه البخاري في الكنى، في ترجمة أبي حرب، عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان -يعني الأعمش- عن عثمان بن قيس عن أبي حرب، ثم رواه عن أبي بكر عن ابن نُمير عن الأعمش عن عثمان أبي اليقظان، بهذا الإسناد "مثله"، ثم قال: "وروى وكيع عن الأعمش عن أبي اليقظان عن عبد الله عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مرسل". ورواه الترمذي 4: 346 عن محمود بن غيلان عن ابن نُمير، شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد، وقال: "هذا حديث حسن"، وكذلك رواه ابن ماجة 1: 35 من طريق ابن نُمير أيضاً. ورواه الدولابي في الكنى 1: 146 من طريق أبي يحيى الحماني عبد الحميد بن عبد الرحمن عن الأعمش، بهذا الإسناد. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 362 من طريق أبي يحيى الحماني عن الأعمش، ومن طريق يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش. ولكنه رواه شاهداً، فلذلك لم يصححه هو ولا الذهبي. وسيأتي من رواية يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش 6630، 7078. وأشار إليه الحافظ في الإصابة 7: 62، ونسبه لأحمد وأبي داود، وقد وهم في ذلك، فإن أبا داود لم يروه يقيناً، بل هو في الترمذي وابن ماجة، كما ذكرنا. "الغبراء": الأرض، و"الخضراء": السماء، للونهما، أراد أنه متناه في الصدق إلى الغاية، فجاء به على اتساع الكلام والمجاز. قاله ابن الأثير. أبو ذر: هو جندب بن جنادة الغفاري، صحابي قديم معروف مشهور، له مسند سيأتي (ح) إن شاء الله تعالى. (6520) إسناده صحيح، عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري: سبق توثيقه 408، ونزيد هنا قول أحمد: "ثقة ثبت"، ووثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو داود والنسائي، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/146 - 147، وروى بإسناده عن أبي خالد الأحمر قال: "سمعت أوثق أهل الكوفة وأعبدهم: عثمان بن حكيم". وهو يروي هنا عن أبي أمامة عم أبيه. "حكيم" بفتح الحاء. "حنيف" بضم الحاء. أبو أمامة: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، وهو تابعي كبير ثقة، ولد في حياة =

ابن سَهْل بن حنيف عن عبد الله بن عمروِ، قال: كنا جلوساً عند النبي -صلي الله عليه وسلم -، وقد ذهب عمرو بن العاصي يلبس ثيابه ليَلْحَقَني، فقال ونحن عنده: "ليَدْخُلَنَّ عليكم رجلٌ لَعين"، فو الله ما زِلْت وَجلا، أَتشوفُ داخلا وخارجا، حتى دخل فلان، يعني الَحَكَم.

_ = النبي -صلي الله عليه وسلم -، كما مضى في 1695، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/63 وترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 59 - 60، وذكر أن أمه هي "حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة"، وأن النبي -صلي الله عليه وسلم - هو الذي سمّاه "أسعد" وكناه "أبا أمامة" باسم جده أبي أمه وكنيته. والحديث في مجمع الزوائد 1: 112، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وذكر نحو معناه مرة أخرى بروايتين 5: 243، وقال: "رواه كله الطبراني ... وحديثه مستقيم، وفيه ضعف غير مبين وبقية رجاله رجال الصحيح". وقد سقط من مجمع الزوائد اسم الراوي الذي "حديثه مستقيم، وفيه ضعف غير مبين"، وهو خطأ مطبعي فيما أرى، فأثبتنا موضعه بياضاً فيه نقط. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب 121 بإسناده من طريق أحمد بن زهير: "حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم قال حدثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: يدخل عليكم رجل لعين، قال عبد الله: وكنت قد تركت عمراً يلبس ثيابه ليقبل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم أزل مثسفقا أن يكون أول من يدخل، فدخل الحكم بن أبي العاص". وهذا إسناد صحيح أيضاً. والحكم: هو ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، وهو عم عثمان بن عفان وأبو مروان بن الحكم وبنيه من خلفاء بني أمية، أسلم يوم فتح مكة، وسكن المدينة، ثم نفاه النبي -صلي الله عليه وسلم - إلى الطائف، ومكث بها حتى أعاده عثمان في خلافته، ومات بها. قال ابن الأثير في أسد الغابة 2: 34: "وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، لا حاجة إلى ذكرها، إلا أن الأمر المقطوع به أن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مع حلمه وإغضائه على ما يكره، ما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم". قوله "ما زلت وجلا": أي خائفاً فزعاً. وقوله "أتشوف داخلا وخارجاً: أي يطمح بصري ناظراً للداخل والخارج.

6521 - حدثنا ابن نمَير حدثنا الحسن بن عمرو عن أبي الزُّبَير عن عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأيتم أُمتي تَهَابُ الظالم أن تقول له: إنك أنت ظالم، فقد تُوُدِّعَ منهم".

_ (6521) إسناده صحيح، الحسن بن عمرو: هو الفقيمي، سبق توثيقه 1833. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس، سبق توثيقه 1896، وقد نقلنا في 5110 عن المراسيل لابن أبي حاتم (ص71) قول ابن معين: "أبو الزبير لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص"، وقول أبي حاتم: "لم يلق أبو الزبير عبد الله بن عمرو"، ولكنا نرجح غير هذا، نرجح سماع أبي الزبير من عبد الله بن عمرو، فإنه ناصره يقيناً، وثبت أنه لقيه، فروى الذهبي في الميزان 3: 135 عن يحيى بن بكير: "حدثني ابن لهيعة عن أبي الزبير قال: رأيت العبادلة يرجحون على صدور أقدامهم في الصلاة: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس". وسيأتي مزيد كلام في هذا، في تخريج هذا الحديث والحديث الذي بعده 6521 م. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 4: 96 من طريق سفيان الثوري عن الحسن بن عمرو عن محمد بن مسلم بن السائب [كذا] عن عبد الله بن عمرو، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقوله "محمد بن مسلم بن السائب": هكذا هو في المستدرك ومختصر الذهبي المخطوط والمطبوع. وهو- فيما أرجح- خطأ قديم، إما من الحاكم، وإما من بعض الناسخين، وليس لمحمد بن مسلم بن السائب رواية في هذا الحديث فيما نعلم، وإن كان ثقة، وإنما الحديث حديث أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس. ويؤيد هذا بما يشبه الجزم واليقين، أن الحديث التالي لهذا 6521 م، المروي هنا في عمرو الفقيمي عن أبي الزبير، كما سيجيء. والحديث ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 172 وقال: "رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد". وذكره السيوطي في الجامع الصغير (رقم 627)، ونسبه لأحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 262، وقال: "رواه أحمد والبزار بإسنادين، ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح، وكذلك رجال أحمد، إلا أنه وقع فيه في الأصل غلط، فلذلك لم أذكره". =

6521 م- وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يكون في أُمّتي خَسْفٌ ومَسْخ وقَذْف".

_ = ثم ذكره مرة أخرى 7: 279 وقال نحو ذلك، إلا أنه زاد نسبنه للطبراني أيضاً. والغلط في إسناد أحمد، الذي يشير إليه الهيثمي، هو أنه وقع في نسخة م "حدثنا الحسن عن عمرو"، وهو خطأ يقيناً، وأثبتنا الصواب عن ك ح. فالظاهرأن نسخة المسند التي وقعت للهيثمي كان فيها مثل الذي في نسخة م. وقد استدرك المناوي في شرح الجامع الصغير على السيوطي في تخريج الحديث، فأخطأ، قال: "وظاهر صنيع المؤلف أنه لم يخرجه أحد من الستة، والأمر بخلافه، فقد رواه الترمذي". وما وجدته في الترمذي بعد طول البحث، ولا ذكره النابلسي في ذخائر المواريث في مسند "عبد الله بن عمرو"، فهذا مع ذكر الهيثمي إياه في الزوائد يؤيد صنيع السيوطي الدال على أنه لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة. قوله "أن تقول له": في نسخة بهامش ك "يقولوا". وقوله "فقد تودع منهم": بضم التاء والواو وكسر الدال المشددة المهملة، من "التوديع". قال الزمخشري في الفائق 3: 152: "أي استريح منهم وخُذلوا وخليّ بينهم وبين ما يرتكبون من المعاصي. وهو من المجاز, لأن المعتني بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه ونفض منه يده، واستراح من معاناة النصب في استصلاحه، ويجوز أن يكون من قولهم: تودَّعتُ الشيءَ، أي صنُتْهُ في مِيدعَ ... أي: فقد صاروا بحيث يُتَحَفظ منهم، ويتَصوَّن، كما يتَوقَّي شرارُ الناس". وقال المناوي: "قال القاضي: أصله من التوديع، وهو الترك. وحاصله: أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمارة الخذلان وغضب الرحمن. قال في الإحياء: لكن الأمر بالمعروف مع الولاة هو التعريف والوعظ. أما المنع بالقهر فليس للاَحاد, لأنه يحرك فتنة ويهيج شراً. وأما الفحش في القول، كيا ظالم، يا من لا يخاف الله، فإن تحدى شره للغير امتنع، وإن لم يخف إلا على نفسه جاز، بل ندب، فقد كانت عادة السلف التصريح بالإنكار، والتعرض للأخطار". (6521 م) إسناده صحيح، بإسناد الحديث قبله. ورواه ابن ماجة2: 261، من طريق أبي معاوية ومحمد بن فضيل عن الحسن بن عمرو، بهذا الإسناد. ونقل شارحه السندي عن زوائد البوصيري قال: "رجال إسناده ثقات، إلا أنه منقطع، وأبو الزبير اسمه محمد بن =

6522 - حدثنا ابن نمَير قال: حدثنا حَجَّاج عن قَتادة عن أبي قِلابة عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من قتل دونَ ماله فهو شهيد".

_ = مسلم بن تدرس، لم يسمع من عبد الله بن عمرو، قاله ابن معين، وقال أبو حاتم: لم يلقه". ورواه الحاكم 4: 445 من طريق ابن نُمير، شيخ أحمد هنا، عن الحسن بن عمرو، بهذا الإسناد، وقال: "إن كان أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمرو فإنه صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ووقع في نسخة المستدرك المطبوعة، وتلخيص الذهبي المطبوع معه بأسفل الصحائف: "عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي، صوابه "عبد الله بن عمرو"، كما ثبت في نسخة تلخيص الذهبي المخطوطة التي عندي. وقد صححنا في إسناد الحديث الذي قبل هذا أن أبا الزبير لقي عبد الله بن عمرو، وروى عنه، ورجحنا اتصال إسناده، وفي هذا مقنع في الرد على كلام البوصيري وتشكيك الحاكم، والحمد لله. وانظر ما مضى في مسند ابن عمر 5867، 6208. (6522) إسناده صحيح، قتادة بن دِعَامة السدوسي: تابعي ثقة معروف مشهور، سبق توثيقه 1749، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/185 - 187، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/133 - 135، وروى عن أبيه قال: "سمعت أحمد بن حنبل، وذكر قتادة، فأطنب في ذكره، فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: عالم بتفسير القرآن وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه، أما المثل فلعل"، وذكره أيضاً في المراسيل (ص 62 - 64) وروى بإسناده عن أحمد بن حنبل (ص 63): "لم يسمع قتادة من أبي قلابة شيئاً، إنما بلغه عنه"، أقول: هكذا قال الإِمام أحمد، ولكن قتادة عاصر أبا قلابة يقيناً، فروايته عنه محمولة على الاتصال، على القول الصحيح عند أهل العلم بالحديث، وقد اعتمدها مسلم في صحيحه، فهي عنده على الاتصال إذن، ثبت ذلك في ترجمة أبي قلابة في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين (ص 251 رقم 916)، وهذا كاف في الاحتجاج بها. ومع هذا فإن قتادة لم ينفرد برواية هذا الحديث عن أبي =

6523 - حدثنا يَعْلى حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن مسروق قال: كنت جالساً عند عبد الله بن عمرو، فذكر عبد الله بن مسعود، فقال: إن ذاك لرجلٌ لا أزال أحبه أبداً، سمعت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول: "خذوا القرآن عنِ أربعة، عن ابن أمّ عبد"، فَبَدأ به، "وعن معاذ، وعن سالم مولى أبي حذيفة"، قال يعلى: ونسيتُ الرابعَ.

_ = قلابة، فقد رواه أيضاً أيوب عن أبي قلابة، كما سيأتي في المسند 7055. والحديث رواه أصحاب الكتب الستة من أوجه مختلفة، بلفظه أو بمعناه: فرواه البخاري 5: 88، ومسلم 1: 50 - 51، وأبو داود 4771 (4: 391 عون المعبود)، والترمذي 2: 315، والنسائي 2: 173، وابن ماجة 2: 64، إلا أن الذي في ابن ماجة "عن ابن عمر"، وتحدث عنه البوصيري في الزوائد باعتبار أنه من حديث "ابن عمر"، وكذلك أشار إليه الحافظ في الفتح 5: 88 على أنه عند ابن ماجة من حديث "ابن عمر"، ولكن النابلسي في ذخائر المواريث 4541 ذكره في حديث "عبد الله بن عمرو بن العاصي". ورواه أيضاً الطيالسي من وجه آخر 2294. وسيأتي في المسند من أوجه متعدد 6816، 6823، 6829، 6913، 6922، 6956، 7014، 7030، 7031، 7084. وانظر ما مضى في مسند علي 590. وفي مسند سعيد بن زيد 1628، 1639، 1642، 1653،1652. وما يأتي في مسند أبي هريرة 8281، 8456، 8709. (6523) إسناده صحيح، يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي: الأعمش: هو سليمان بن مهران الإِمام الثقة الحجة، سبق توثيقه 1881، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 38 - 39. والحديث رواه البخاري 7: 80، 95، 96، و 9: 42 - 43، ومسلم 2: 252، والترمذي 4: 348، بنحوه، مطولاً ومختصراً، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". والرابع الذي نسيه يعلى بن عبيد هو "أبي بن كعب"، كما سيأتي في رواية أخرى لهذا الحديث في المسند 6767، وكما ثبت عند الشيخين والترمذي.

6524 - حديث يَعْلَى حدثنا فِطْر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الرَّحم معلَّقة بالعَرش، وليس الواصل بالمكَافِئ، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمُه وصلَها".

_ (6524) إسناده صحيح، فطر، بكسر الفاء وسكون الطاء المهملة: هو ابن خليفة الحناط الكوفي، سبق توثيقه 730، 773، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد ويحيى القطان وابن معين وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/139، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/90. والقسم الأول من الحديث "إن الرحم معلقة بالعرش"، لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وهو في مجمع الزوائد 8: 150، وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات". وباقيه رواه البخاري في الصحيح 10: 355 من طريق الثوري عن الأعمش والحسن بن عمرو الفقيمي وفطر بن خليفة، ثلاثتهم عن مجاهد عن ابن عمرو، وقال الثوري: "لم يرفعه الأعمش إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، ورفعه الحسن وفطر عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وكذلك رواه في الأدب المفرد (ص 13) بإسناده في الصحيح. ورواه أبو داود 1697 (2: 60 - 61) بإسناد البخاري، ورواه الترمذي 3: 118 - 119 من طريق الثوري عن بشير أبي إسماعيل وفطر بن خليفة، كلاهما عن مجاهد، به مرفوعاً، وقال: "حديث حسن صحيح". والحديث كله رواه أيضاً أبو نعيم في الحلية 3: 301 من طريق خلاد بن يحيى عن فطر، بهذا الإسناد. ووقع اسم الصحابي فيه "عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي، يصحح من هذا الموضع. وقد أشار الحافظ في الفتح إلى رواية أحمد هذه، فقال: "وأخرجه أحمد عن جماعة من شيوخه عن فطر مرفوعاً، وزاد في أول الحديث: إن الرحم معلقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافئ، الحديث". قوله "ليس الواصل بالمكافئ"، قال الحافظ: "أي الذي يعطي لغيره نظير ما أعطاه ذلك الغير. وقد أخرج عبد الرزاق عن عمر موقوفاً: ليس الواصل أن تصل من وصلك، ذلك القصاص، ولكن الواصل أن تصل من قطعك". ونقل الحافظ عن الطيبي قال: "المعنى: ليست حقيقة الواصل ومن يعتد بصلته من يكافئ صاحبه بمثل فعله، ولكنه من يتفضل على صاحبه".

6525 - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن إسحق عن يزيد

_ (6525) إسناده صحيح، يزيد بن أبي حبيب: سبق توثيقه 785، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/336، والصغير 149، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/202. ناعم مولى أم سلمة: هو"ناعم بن أجيل" بضم الهمزة وفتح الجيم، الهمداني المصري، وهو فقيه تابعي ثقة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/125، وابن سعد 5: 219، وقال البخاري: "كان في بيت شرف في همدان، أصابه سباء في الجاهلية، فأعتقته أم سلمة زوج النبي -صلي الله عليه وسلم -، أدرك عثمان". وذكره بعضهم في الصحابة، فلذلك ترجمه ابن الأثير في أسد الغابة 5: 7، والحافظ في الإصابة 6: 224، ولكن الراجح أنه تابعي كبير مخضرم. والحديث رواه مسلم 2: 275، من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن يزيد بن أبي حبيب عن ناعم مولى أم سلمة، مختصراً بنحوه. ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من رواية ناعم مولى أم سلمة غير مسلم في صحيحه. ولكنهم رووا معناه من أوجه أخر، كلفظ الحديث الماضي 6490، والحديث الآتي 6544. وقد أشار الحافظ في الفتح 6: 98 إلى رواية مسلم من هذا الوجه، ونسبها أيضاً لسعيد بن منصور في سننه. وهو من رواية مسلم عن سعيد بن منصور عن ابن وهب. ثم وجدت الحديث في مجمع الزوائد 8: 138 مطولاً، بنحو سياق المسند هنا, ولكنه قال في أوله: "عن نعيم مولى أم سلمة، قال: خرج ابن عمر حاجاً، حتى كان بين مكة والمدينة أتى شجرة فعرفها، فجلس تحتها، ثم قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - تحت هذه الشجرة"، إلخ. فذكره بمعناه. وقال الهيثمي: "رواه أبو يعلى، وفيه ابن إسحق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح إن كان مولى أم سلمة ناعم، وهو الصحيح، وإن كان نعيماً فلم أعرفه". فيظهر من هذه الرواية أن الخطأ فيها في ذكر "نعيم" بدل "ناعم" وفي ذكر"ابن عمر" بدل "ابن عمرو": إلا أن يكون الأخير خطأ من ناسخ أو طابع. ثم استفدنا منها تأييد ما سنفسر به "تيمم"، وحذف "الشجرة" للعلم بأنها مرادة من باقي السياق. والحمد لله. قوله "تيمم": يريد قصد، على المعنى اللغوي للتيمم، بدلالة باقي السياق. وقوله "فنظر حتى إذا استبانت جلس تحتها": هو بحذف مفعول "تيمم"، وهو الشجرة المذكورة بعد في قول ابن عمرو "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت هذه الشجرة"، كأنه قال: تيمم شجرة حتى =

ابن أبي حَبِيب عن ناعم مولى أم سَلَمة عن عبد الله بن عمرو، قال: حججت معه، حتى إذا كنَّا ببعض طرق مكة رأيته تيمم، فنظر حتى إذا استبانت جلس تحتها، ثم قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - تحت هذه الشجرة إذْ أَقبل رجل من هذا الشِّعب، فسلَّم على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثمِ قال: يا رسول الله، إني قد أردتُ الجهاِد معك، أبتغي بذلك وجهَ الله والدار الآخرةَ، قال: "هل من أبويك أَحدٌ حَي؟ "، قال: نعم يا رسول الله، كلاهما، قال: "فارجعِ ابرَر أَبَويك"، قال: فولّى راجعاً من حيث جاء. 6526 - حدثنا يَعْلَى بن عبَيد حدثنا أبو حَيّان عن أبيه قال: التقَى عبدُ الله بن عمْرو وعبد الله بن عمر، ثم أقبل عبد الله بن عمر وهو يبكي، فقال له القوم: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟، قال: الذي حدثني هذا، قال:

_ = إذا استبانت جلس تحتها. ومثل هذا كثير في لسان العرب، كقول الله تعالى {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ}، يريد الشمس، ولم تُذكر في الآية من قبل ولا من بعد. وانظر 6602. (6526) إسناده صحيح، أبو حيان، بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء التحتية: هو يحيى بن سعيد ابن حيان التيمي، سبق توثيقه 5007، أبوه: هو سعيد بن حيان التيمي، من تيم الرباب، الكوفي، وهو تابعي ثقة، وثقه ابن حبان والعجلي، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/423. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 98 من الطريق الأخرى الآتية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن 7015، ثم أشار إلى هذه الرواية باختصار، فقال: "وفي رواية أخرى عن أحمد صحيحة"، إلخ. وكذلك صنع المنذري في الترغيب والترهيب 4: 18، فذكر تلك الرواية منسوبة لأحمد، ثم أشار إلى هذه الرواية باختصار، فقال: "وفي أخرى له أيضاً رواتها رواة الصحيح". وعليه في هذا تعقب, لأن سعيد بن حيان لم يرو له الشيخان ولا واحد منهما. فلا يطلق عليه عند أهل هذا الفن أنه من "رواة الصحيح". وإن كان هو ثقة وحديثه صحيحاً. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 3789، 3913، 3947، 4310.

سمعتِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "لا يدخل الجنةَ إنسانٌ في قلبه مثقال حَبّة من خرْدَلٍ من كبْرٍ". 6527 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان ومسْعَر عن حَبِيب بن أبي ثابت عن أبي العباس المكي عن عبد الله بن عمرو, قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا صامَ مَنْ صام الأبدَ". 6528 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن

_ (6527) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. مسعر: هو ابن كدام بن ظهير الهلالي العامري الروّاسي: سبق توثيقه 744، ونزيد هنا قول أحمد: "كان ثقة، وكان مؤدباً، وكان خياراً، الثقة شُعبة ومسعر"، قال ابن عمار: "مسعر حجة، ومن بالكوفة مثله؟ "، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/13، ونقل عن يحيى القطان قال: "ما رأيت مثل مسعر، وكان من أثبت الناس"، "مسعر" بكسر الميم وسكون السين وفتح العين المهملتين. و"كدام" بكسر الكاف وتخفيف الدال المهملة. و"ظهير" بضم الظاء المعجمة. و"الرواسي" بفتح الراء وتشديد الواو المفتوحة، قال ابن الأثير في اللباب (1: 478): "هذه النسبة إلى الرأس أيضاً، والصحيح بالهمزة عوض الواو، وإنما أصحاب الحديث يقولون بالواو فاتبعناهم، منهم مسعر بن كدام الرواسي، من أيمة الكوفيين، وإنما قيل له ذلك لكبر رأسه". والحديث رواه ابن ماجة 1: 268 عن وكيع، بهذا الإسناد، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 1: 307 من طريق يزيد بن هرون عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت. وهو في الحقيقة قطعة من روايات الحديث 6477 في قصة اجتهاد عبد الله بن عمرو في العبادة، وقد أشرنا هناك إلى أكثر رواياته فيما استطعنا. واللفظ الذي هنا رواه البخاري 4: 192 - 193، ومسلم 1: 320، والنسائي 1: 323، ثلاثتهم من طريق ابن جُريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو، ضمن قطعة مطولة من قصة اجتهاده في العبادة. ورواه الطيالسي 2255 ضمن قطعة منها أيضاً، عن شُعبة عن حبيب بن أبي العباس. (6528) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث رواه النسائي 1: 34 هكذا مختصراً، من =

يَسَاف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أسْبغوا الوضوء". 6529 - حدثنا وكيع حدثنا مِسْعَر وسفيان عِن سعد بن إبراهيم عنٍ حمَيد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن عمرو، رفعه سفِيان، ووقفَه مسعر، قال من الكبائر أن يَشتمَ الرجلُ والديه، قالوا: وكيف يشتِم الرجل والديه؟، قال: "يَسبُّ أبا الرجلَ فيسبُّ أباه، ويسبُّ أمَّه فيسبُّ أُمَّه". 6530 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن

_ = طريق جرير عن منصور، بهذا الإسناد. ورواه مسلم 1: 84، وأبو داود 97 (1: 36 عون المعبود)، والنسائي 1: 30، وابن ماجة 1: 87، رووه مطولاً من طريق منصور، بهذا الإسناد. قال المنذري (رقم 87): "واتفق البخاري ومسلم على إخراجه من حديث يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو، بنحوه". وسيأتي مطولا من رواية أبي يحيى 6809، 6883، ومن رواية يوسف بن ماهك 6911، 6976، 7103. (6529) إسناده صحيح، سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: تابعي ثقة معروف كثير الحديث، سبقت له رواية كثيرة، وسبقت الإشارة إليه في 709، 1480، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/52 - 53، وهو يروي هنا عن عمه حميد بن عبد الرحمن ابن عوف. والحديث رواه مسلم 1: 37 من طريق ابن الهاد، ومن طريق شعبة، ومن طريق الثوري، ثلاثتهم عن سعد بن إبراهيم. ورواه الترمذي 3: 117 من طريق ابن الهاد عن سعد. ورواه أبو داود 5141 (4: 500 عون المعبود) من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن للراهيم، بهذا الإسناد، مرفوعاً، فهؤلاء الأربعة: ابن الهاد وشعبة والثوري وإبراهيم بن سعد، رووه عن سعد بن إبراهيم مرفوعاً. فلا يضره أن وقفه مسعر، والرفع زيادة من ثقة، بل من ثقات، ولا يعل المرفوع بالموقوف. ذكره ابن كثير في التفسير 2: 420 من رواية البخاري ثم ذكر أنه رواه مسلم وصححه الترمذي وعمدة التفسير 3: 153 و 5: 108 الأنعام. وانظر 2817، 2915 - 2917. (6530) إسناده صحيح، ريحان بن يزيد العامري: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وسعد بن إبراهيم- =

ريْحانَ بن يزيد العامريّ عن عبد الله بن عمرو، قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا تحل

_ = كما سيجيء- وابن حبان، وقال أبو حاتم: "مجهول"، ولكن غيره عرفه ووثقه، وقد ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/301، فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث رواه الطيالسي 2271 عن سفيان الثوري، والدرامي 2: 386، والترمذي 2: 20 وابن الجارود في المنتقى 186، كلهم من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد واللفظ. ورواه الدارقطني 211 من طريق الثوري أيضاً بهذا الإسناد، ولكن بلفظ "لذي مرة قوي". ورواه أبو داود 1634 (2: 37 عون المعبود) من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ريحان عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً، بهذا اللفظ. ورواه الحاكم 1: 407، من طريق سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم، ومن طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه، ومن طريق شُعبة عن سعد، بهذا الإسناد مرفوعاً، بلفظ: "لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة قوي"، ثم قال الحاكم: "هكذا قال الثوري وشعبة، وفي حديث إبراهيم بن سعد: سوي". وقد أعل بعض العلماء هذا الحديث بعلل لا تقوم عند النقد، أنا ذاكرها إن شاء الله: فقال الترمذي بعد روايته: "حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن. وقد روى شُعبة عن سعد ابن إبراهيم هذا الحديث بهذا الإسناد ولم يرفعه. وقد روي في غير هذا الحديث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا تحل المسألة لغني ولا لذي مرة سوي. وإذا كان الرجل قوياً محتاجاً , ولم يكن عنده شيء، فتصدق عليه، أجزأ عن المتصدق عند أهل العلم. ووجه هذا الحديث عند بعض أهل العلم عن المسألة". قال أبو داود بعد روايته: "رواه سفيان عن سعد بن إبراهيم كما قال إبراهيم. ورواه شُعبة عن سعد قال: لذي مرة قوي. والأحاديث الآخر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بعضها: لذي مرة قوي، وبعضها:. لذي مرة سوي. وقال عطاء بن زهير: إنه لقي عبد الله بن عمرو، فقال: إن الصدقة لا تحل لقوي، ولا لذي مرة سوي". وسيأتي الحديث مرة أخرى 6798، رواه أحمد عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد واللفظ، ثم قال الإِمام أحمد عقبه: "وقال عبد الرحمن: قوي [يعني بدل: سوي]، وقال عبد الرحمن بن مهدي: ولم يرفعه سعد ولا ابنه، يعني إبراهيم بن سعد". وذكره البخاري في الكبير، في ترجمة ريحان، هكذا: "قال حجاج حدثنا شُعبة عن سعد بن إبراهيم، سمع ريحاناً، وكان أعرابي صدق، سمع عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا تحل الصدقة لغني. وروى إبراهيم بن سعد عن أبيه ولم يرفعه.=

الصدقةُ لغني، ولا لِذِي مِرَّة سَوِيّ".

_ = وقال أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد عن ريحان بن يزيد العامري عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". فيخلص لنا من هذه الروايات أنه رواه ثلاثة من الحفاظ الأثبات، عن سعد ابن إبراهيم، وأنهم كلهم رووه عنه مرفوعاً، وأنه نقل عن بعضهم أنه رواه موقوفاً، ولم أجد رواية بالإسناد عن واحد منهم أنه رواه موقوفاً صريحاً: فرواه الثوري عن سعد مرفوعاً، عند أحمد في الموضعين، وعند الطيالسي، والبخاري في الكبير، والدرامي، والترمذي، وابن الجارود، والحاكم، والدارقطني، لم تختلف الرواية عنه، في رفعه، ولم ينقل أحد عنه - فيما وصل إلينا- أنه رواه موقوفاً. ورواه شُعبة عن سعد مرفوعاً أيضاً، عند البخاري في الكبير، والحاكم. ونقل الترمذي عنه، نقلا معلقاً من غير إسناد، أنه لم يرفعه. وما في ذلك بأس إن صح وثبت، فالراوي قد يرفع الحديث مرة ويقفه أخرى. والرفع زيادة مقبولة من الثقة. ورواه إبراهيم بن سعد عن أبيه مرفوعاً أيضاً، عند أبي داود، والحاكم. وروى أحمد 6798 عن عبد الرحمن بن مهدي قوله: "ولم يرفعه سعد ولا ابنه، يعني إبراهيم ابن سعد"، فهذا متصل عند أحمد عن شيخه عبد الرحمن بن مهدي الذي روى الحديث عنه عن الثوري، ولكن أهو متصل بين ابن مهدي وبين سعد وابنه إبراهيم؟، قد يكون هذا، فإن سعداً من طبقة شيوخ ابن مهدي، وابنه إبراهيم بن سعد من أقران ابن مهدي، ولكنه لم يصرح بسماع ذلك منهما، خصوصاً وأنه لم يرو هذا الحديث عن سعد نفسه، وإنما رواه عن الثوري عن سعد. والظاهر عندي أنه سمعه من إبراهيم ابن سعد عن ابنه موقوفاً، كما سمعه من الثوري عن سعد مرفوعاً، فأثبت الحالين: روى المرفوع وأشار إلى الموقوف. ويرجح هذا أن البخاري أشار إلى أن إبراهيم بن سعد رواه عن أبيه "موقوفاً ولم يرفعه"، فيكون إبراهيم أيضاً رواه مرة مرفوعاً ومرة موقوفاً. بقيت كلمة أبي داود: "وقال عطاء بن زهير: إنه لقي عبد الله بن عمرو، فقال: إن الصدقة لا تحل لقوي، ولا لذي مرة سوي"؛ فهذا شيء لا أدري ما هو، وما وجهه؟، من جهة الإسناد، ومن جهة اللفظ؟!، فعطاء بن زهير هذا لم أجد له ترجمة في التهذيب وفروعه، ولا أدري كيف تركوه، وهو في سنن أبي داود أحد الكتب الستة؟، ولم أجد له ترجمة في التعجيل، ولا الميزان، ولا لسان الميزان؟، نعم: ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = 3/ 1/ 332 قال: "عطاء بن زهير بن الأصبغ، روى عن أبيه، روى عنه شميط والأخضر ابنا عجلان، سمعت أبي يقول ذلك". فهذا هو الذي ذكره أبو داود، ولكنه أخطأ الحفظ، أو سمع بإسناد أخطأ بعض روأته، فذكره هكذا محلقا منقطعاً، وأخطأ هو أو من فوقه لفظ الحديث الموقوف، إذ قال: "لا تحل لقوي، ولا لذي مرة سوي"!!، و "ذو المرة السوي" هو القوي، كما سيجيء. والدليل على خطأ رواية أبي داود هذه: أن البخاري ترجم في الكبير 2/ 1/392 لزهير والد عطاء هذا، قال: "زهير بن الأصبغ العامري، سمع عبد الله بن عمرو، روى عنه ابنه عطاء". ثم ترجم فيه 2/ 2/263 - 264 لشميط بن عجلان الذي ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن عطاء بن زهير، قال: "شميط بن عجلان أبو عُبيد الله البصري، أخو الأخضر الشيباني، ويقال: التيمي، روى عنه ابنه عُبيد الله، وقال سيار بن حاتم: هو القيسي. روى عن عطاء بن زهير عن أبيه: لقيت عبد الله بن عمرو، قلت: أخبرني عن الصدقة؟، قال: شر مال، مال العميان والعرجان والكسحان واليتامى وكل منقطَع به، قلت: إن للعاملين عليها حقاً؟، قال: بقدر عمالتهم، قلت: والمجاهدين؟، قال: قوم قد أحل لهم، إن الصدقة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي. حدثني عيسى بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا شميط ابن عجلان عن أبيه سمع ابن عمر". وهذا الإسناد الأخير في الكبير مغلوط محرف، كتب عليه مصححه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني ما نصه: "كذا، ويمكن أن يكون الصواب ... حدثنا شميط بن عجلان عن عطاء عن أبيه سمع ابن عمرو". وهذا التصويب متعين. كما هو ظاهر من سياق الترجمة. فهذا السياق الذي ساقه البخاري ورواه بإسناده، يدل على الخطأ الذي وقع في رواية أبي داود المعلقة، الخطأ في الإسناد المنقطع، ثم الخطأ في المتن، فهو يدل على أن عطاء بن زهير لم يلق عبد الله ابن عمرو، بل الذي لقيه هو أبوه "زهير بن الأصبغ"، وإنما روى عطاء بن زهير ذلك عن أبيه، ورواه شميط بن عجلان عن عطاء هذا عن أبيه، وأن زهيراً أبا عطاء سأل عبد الله بن عمرو عن الصدقة، فحط من شأنها، تنفيراً، من قبولها وتنزيهاً، حتى جادله في استحقاق العاملين عليها والمجاهدين، فأبان له أن ذلك بقدر ما أذن الله به، تحذيراً من =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = تجاوز ما أحل الله فيها، ثم وكّد ذلك بأن ذكر له أنها "لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي"، فلا يدل هذا على أن روايته موقوفة غير مرفوعة، كما يوهم كلام أبي داود، إذ كانه يشير إلى تعليل الرواية المرفوعة بهذه الرواية الموقوفة التي رواها معلقة، ورواها على وجه كله خطأ. ولعل أبا داود ذكرها معلقة لهذا السبب، لمح فيها الخطأ في الإسناد والمتن، فأعرض عن أن يسوقها بإسنادها مساق رواياته في كتابه، إذ كانت عنده على نحو لم يطمئن إليه. ثم بعد هذا: لو كان الحديث موقوفاً لفظاً فقط كان مرفوع المعنى, لأن الصحابي إذا حكى التحريم أو التحليل، أو الأمر أو النهي، كان محمله على النقل عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، وقد تكلمنا في هذا المعنى فيما مضى، في شرح حديث "أحلت لنا ميتتان" 5723، وأشرنا إلى بعض أقوال الأيمة في ذلك، ونزيد هنا قول الخطيب البغدادي في كتاب (الكفاية في علم الرواية ص 421) قال: "قال أكثر أهل العلم: يجب أن يحمل قول الصحابي: أُمرنا بكذا، على أنه أمر الله ورسوله. وقال فريق منهم: يجب الوقف في ذلك, لأنه لا يؤمَن أن يعني بذلك أمر الأيمة والعلماء، كما أنه يعني بذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والقول الأول أولى بالصواب". "والدليل عليه: أن الصحابي إذا قال: أمرنا بكذا، فإنما يقصد الاحتجاج لإثبات شرع وتحليل وتحريم وحكم يجب كونه مشروعاً". "وقد ثبت أنه لا يجب بأمر الأيمة والعلماء تحليل ولا تحريم إذا لم يكن أمراً عن الله ورسوله. وثبت أن التقليد لهم غير صحيح. وإذا كان كذلك لم يجز أن يقول الصحابي: أمرنا بكذا، أو: نهينا عن كذا، ليخبرنا بإثبات شرع، ولزوم حكم في الدين، وهو يريد أمر غير الرسول ومن لا يجب طاعته ولا يثبت شرع بقوله، وأنه متى أراد من هذه حاله وجب تقييده له بما يدل على أنه لم يرد أمر من يثبت بأمره شرع. وهذه الدلالة بعينها توجب حمل قوله: من السنة كذا، على أنها سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -". فهذا من قولهم في قول الصحابي "أمرنا بكذا" أو "نهينا عن كذا"، بصيغة المبني لما لم يسم فاعله. فأولى ثم أولى إذا صرح بالتحليل أو التحريم، كقول عبد الله بن عمرو هنا، في الرواية الموقوفة: "لا تحل الصدقة" إلخ. فهو حين يحاور زهير بن الأصبغ في الصدقة، ويحتج عليه ويحجه، بأن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي، إنما يحجه بالسنة الصحيحة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، =

6531 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي حيَّان عن أبي زُرْعَة عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تَطْلُع الشمسُ من مغربها، وتخرج الدابةُ على الناس ضحى، فأيُّهما خرج قبل صاحبه فالأُخرى منها قريب، ولا أحْسبه إلا طلوعَ الشمس من مغربها"، [يقول]: هي التي أوَّلا. َ6532 - حدثنا وكيع حدثنا ابن أبي ذئب عن خاله الحرث بن

_ = المبلغ عن الله التحليل والتحريم، لا يحجه بقول نفسه، ولا برأي نفسه، ولا بقول أحد ولا برأي أحد دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فهذا الحديث إذن حديث صحيح مرفوعاً أو موقوفاً، ليست له علة، وقد أخطأ كل من أعله. وقد ثبت الحديث بهذا اللفظ أيضاً، من حديث أبي هريرة، بإسناد صحيح على شرط الشيخين، رواه أحمد فيما سيأتي 8895، 9049. ورواه النسائي 1: 363 وابن ماجة 1: 289، والحاكم 1: 407."المرة"؛ بكسر الميم وتشديد الراء المفتوحة: هي القوة والشدة. و "السوي": الصحيح الأعضاء، يعني القوي، كما فسره به الدرامي في السنن عقب رواية الحديث. (6531) إسناده صحيح، أبو حيان: هو التيمي. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، سبقت ترجمته 4198. والحديث رواه الطيالسي 2248 مطولاً، ومسلم 2: 379 مطولاً أيضاً، وأبو داود 4310 (4: 191 - 192 عون المعبود)، مطولاً أيضاً، وابن ماجة 2: 262 مختصراً، كلهم من طريق أبي حيان التيمي، بهذا الإسناد. زيادة [يقول] من نسخة بهامش م. (6532) إسناده صحيح، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحرث بن أبي ذئب، سبق توثيقه 1411، ونزيد هنا قول أبي داود: "سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب، قيل لأحمد: خلَّف مثله ببلاده؟، قال: لا, ولا بغيرها"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/152 - 153. والحديث رواه الطيالسي 2276 عن ابن أبي ذئب. ورواه أبو داود 3580 (3: 326 - 327 عون المعبود)، والترمذي 2: 279، وابن ماجة 2: 26 - 27، والحاكم في المستدرك 4: 102 - 103، كلهم من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: "هذا حديث حسن =

عبد الرحمن عن أبي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو، قال: لعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الرَّاشِيَ والمرتشي. 6533 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أيوب سمعت

_ =صحيح"، وقال أيضاً: "سمعت عبد الله بن عبد الرحمن [يعني الدارمي] يقول: حديث أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أحسن شيء في هذا الباب وأصح". وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ونسبه المنذري في مختصر أبي داود 3436 لابن ماجة فقط، وهو تقصير منه، في حين أنه ذكره في الترغيب والترهيب 3: 142 - 143، ونسبه لأبي داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم. وسيأتي مراراً من حديث ابن عمرو، 6778، 6779، 6830، 6984. ومن حديث أبي هريرة 9011، 09019 "الرشوة"، بكسر الراء وضمها: الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة. وأصله من "الرشا" الذي يتوصل به إلى الماء، فالراشي: من يعطي الذي يعينه على الباطل، والمرتشي: الآخذ، قاله ابن الأثير. (6533) إسناده صحيح، سبق الكلام عليه مفصلاً في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، في الحديث 4583، فإنه رواه أحمد هناك بمعناه ضمن حديث لابن عمر، رواه عنه القاسم بن ربيعة أيضاً. وقلنا هناك ما نصه: "فرواه أحمد 6533، 6552 في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، عن محمد بن جعفر عن شُعبة عن أيوب: سمعت القاسم بن ربيعة يحدث عن عبد الله بن عمرو. وكذلك رواه النسائي 2: 247 والدارقطني 332، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن ماجة 2: 71 من طريق عبد الرحمن ومحمد بن جعفر، كلاهما، أعني عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر، عن شُعبة، بهذا الإسناد. وقد أشار أبو داود (4: 310 من عون المعبود) إلى هذا الإسناد، فقال: ورواه أيوب السختياني عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمرو. وهذا إسناد صحيح متصل، رواته حفاظ ثقات. فإما أن يكون القاسم بن ربيعة رواه عن عبد الله ابن عمر بن الخطاب وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، فرواه على الوجهين، مرة من هنا ومرة من هناك، وإما أن يكون الحديث حديث ابن عمرو بن العاص، ويكون علي ابن زيد بن جدعان وهم في أنه ابن عمر بن الخطاب, لأن أيوب السختياني أحفظ =

القاسم بن ربيعة يحدث عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن قتيل الخطإ شبْه العمد، قتيلَ السوط أو العَصا، فيه مائة، منها أربعون في بطونها أولادُها".َ 6534 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان ومسْعَر عن حَبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو، قال: قَال رسول اللهَ - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصوم صوم أخي داودَ عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً, ولا يَفِرُّ إذا لاقى". 6535 - حدثنا وكيع حدثني هَمّام عن قَتادة عن يزيد بن عبد الله

_ = وأثبت من ابن جدعان. والوجه لأول أرجح عندي". وانظر أيضاً الحديث 5805، والاستدراك 1553. (6534) إسناده صحيح، وهو في أصله جزء من الحديث المطول، الذي مضى برقم 6477، وقد مضى بعض معناه فيه، وهو صوم داود. وأما خصوص هذا الإسناد واللفظ، فقد رواه الترمذي 2: 62 عن هناد عن وكيع، بهذا الإسناد واللفظ، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح. وأبو العباس: هو الشاعر الأعمى، واسمه السائب بن فروخ. وقال بعض أهل العلم: أفضل الصيام أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويقال: هذا هو أشد الصيام". ورواه البخاري 4: 192 - 193و 6: 327، ومسلم 1: 320، والنسائي 1: 326، والطيالسي 2255، وابن سعد 4/ 2/ 9، كلهم رووه في حديث مطول، باختلاف ألفاظهم، من حديث أبي العباس عن عبد الله بن عمرو، وانظر 6527. (6535) إسناده صحيح، يزيد بن عبد الله بن الشخير أبو العلاء العامري: تابعي ثقة، وثقه ابن سعد والنسائي والعجلي وغيرهم، وروى له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 345، والصغير (ص 93)، وابن سعد في الطبقات 7/ 1/113، والذهبي في تاريخ الإسلام 4: 212، وروى عنه البخاري في التاريخين قال: "أنا أكبر من الحسن بعشر سنين، ومطرف أكبر مني بعشر سنين"، يريد أخاه "مطرف بن عبد الله بن الشخير" و "الحسن البصري". "الشخير": بالشين والخاء المعجمتين المكسورتين المشددتين. وهذا =

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من قرأ القرآن في أَقلَّ من ثلاثٍ لم يَفْقَهْهُ". 6536 - حدثنا وكيع حدثنا علي بن المبارك عين يحيى بن أبي كَثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن مَعْدَانَ عن جبيِر بنِ نفير عن عبَد الله بن عمرو، قال: رآني رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وعليَّ ثيابٌ مُعَصْفَرة، فقال: "ألقِهَا، فإنها ثياب الكفّار". 6537 - حدثنا يزيد حدثنا هَمَّام عن منصورعن سالم بن أبي

_ = الحديث أيضاً من بعض روايات الحديث المطول 6477، وقد رواه الطيالسي 2275 مختصراً هكذا، عن همام بهذا الإسناد. وكذلك رواه أبو داود 1494 (1: 528 عون المعبود) مختصراً أيضاً، من رواية سعيد عن قتادة. ورواه الدارمي 1: 350، والترمذي 4: 64، وابن ماجة 1: 210، ثلاثتهم من طريق شُعبة عن قتادة، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ورواه أبو داود 1390 (1: 527 عون المعبود)، بأطول من هذا، من طريق همام عن قتادة، وسيأتي المطول من طريق همام 6546، 6775. وانظر 6506، 6516. (6536) إسناده صحيح، علي بن المبارك الهنائي، بضم الهاء وتخفيف النون: سبق توثيقه 409، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/203 - 204، وروى عن صالح بن أحمد بن حنبل قال: "قال أبي: علي بن المبارك ثقة، كانت عنه كتب، بعضها سمعها من يحيى بن أبي كثير، وبعضها عرض، حدثنا عنه يحيى بن سعيد القطان"، ووثقه أيضاً ابن المديني وابن نُمير والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان ضابطاً متقناً". والحديث مكرر 6513، وقد ذكرنا هناك أن مسلماً رواه 2: 154، ونزيد هنا أن أحد أسانيد مسلم هو عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع، بهذا الإسناد. (6537) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. همام: هو ابن يحيى بن دينار. جابان: لا يعرف نسبه. ولكنه تابعي ثقة، قال الحافظ في التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج =

الجَعْد في جَابان عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجنةَ منَّانٌ ولا مدْمِن خمرٍ".

_ = حديثه في صحيحه"، والظاهر أنه يريد هذا الحديث, لأنهم لم يذكروا لجابان رواية غيره، وقال الذهبي في جابان: "لا يدرى من هو"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/255 قال: "جابان: قال لي الجعفي: حدثنا وهب سمع شُعبة عن منصور عن سالم عن نبيط عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: لا يدخل الجنة ولد زنا. وتابعه غندر. ولم يقل جرير والثوري نبيط، وقال عبدان عن أبيه عن شُعبة عن يزيد عن سالم عن عبد الله بن عمرو- قولَه، ولم يصح. ولا يعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو، ولا لسالم من جابان، ولا من نبيط". وهذا الحديث ذكره الحافظ ابن حجر في القول المسدد (ص 42 - 43) عن هذا الموضع، ثم قال: "ورواه أيضاً غندر [هو محمد بن جعفر]، وحجاج عن شُعبة عن منصور عن سالم عن نبيط بن شريط عن جابان، به. ورواه النسائي من طريق شُعبة كذلك، ومن طريق جرير والثوري، كلاهما عن منصور، كرواية همام، [يعني هذه الرواية]، وقال: لا نعلم أحداً تابع شُعبة على نبيط بن شريط. وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في كتاب العلل على مجاهد. وقال البخاري في التاريخ: لا يعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو، ولا لسالم من جابان، انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، من طريق سفيان الثوري، تارة كرواية النسائي، وتارة من روايته عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، وأخرجه أيضاً من رواية عمر بن عبد الرحمن أبي حفص الآبار عن منصور عن عبد الله بن مرة عن جابان. وأعله بما أشار إليه الدارقطني من الاضطراب وليس في شيء من ذلك ما يقتضي الحكم بالوضع". ولقد جمعت ما استطعت من طرق هذا الحديث، حتى أتبين أيها الصحيح، وحتى آتبين الذي في هذه الطرق اضطراب يعلل به، أم هو خطأ من بعض الرواة لا يعلل به ولا يؤثر في صحته؟، فإذا هي ثلاثة عشر طريقاً، لم أجد غيرها فيما بين يدي من المراجع، ولم أجد طريق جريرالتى يشير إليها البخاري وابن حجر، ولم أجد كلام النسائي الذي نقله ابن حجر، ولعله في السنن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = الكبرى، أوفي موضع خفي علي من غيرها. (1) فرواه أحمد في هذا الموضع، عن يزيد بن هرون عن همام عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابان عن عبد الله بن عمرو، بلفظ "لا يدخل الجنة منان، ولا مدمن خمر". (2) ورواه أيضاً 6892، عن عبد الرزاق عن سقيان الثوري عن منصور، بالإسناد السابق، بلفظ "لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا منان، ولا ولد زنية". (3) ورواه الدارمي 2: 112، عن محمد بن كثير البصري عن الثوري عن منصور، بهذا الإسناد، بمعناه. (4) ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 11: 17، من طريق يحيى بن سعيد القطان عن الثوري عن منصور، بهذا الإسناد، مقتصراً فيه على "مدمن خمر". فهذان راويان ثقتان حافظان: همام والثوري، روياه عن منصور عن سالم عن جابان، لم يذكرا فيه "نبيط بن شريط". وتابعهما على ذلك جرير بن عبد الحميد الضبي، وهو ثقة حافظ أيضاً، فرواه عن منصور كذلك، لم يذكر فيه "نبيطاً"، فيما حكى عنه البخاري في التاريخ، والحافظ في القول المسدد، نقلا عن النسائي. ثم هؤلاء ثلاثة حفاظ ثقات أيضاً رووه عن الثوري، لم يختلفوا عليه في روايته، وهم: عبد الرزاق، ومحمد بن كثير البصري، ويحيى القطان. وقد رواه شُعبة عن منصور، فاضطربت الرواية عنه: (5) فرواه أحمد فيما يأتي 6882، عن شيخين: محمد بن جعفر وهو غندر، وحجاج ابن محمد المصيصي كلاهما عن شُعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن نبيط عن جابان عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً، بنحوه، إلا أنه اختصره، فلم يذكر فيه "ولد زنية". ولكن اختلف غندر وحجاج في اسم "نبيط" الذي زاده شُعبة في الإسناد، فسماه حجاج "نبيط بن شريط"، وسماه غندر"نبيط بن سميط". (6) ورواه الدارمي 2: 112، عن أحمد بن الحجاج عن عبد الرحمن بن مهدي عن شُعبة، بهذا الإسناد، مختصراً نحو الرواية السابقة، وسمى الراوي الزائد "نبيط بن شريط"، كرواية غندر عن شُعبة. (7) ورواه أبو داود الطيالسي 2295، عن شُعبة، مطولاً كاملا، وسمى الشيخ الزائد =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = "شميط بن نبيط"!! (8) ورواه النسائي 2: 332، عن محمد بن بشار عن محمد [هو غندر محمد بن جعفر]، عن شُعبة، بهذا الإسناد، ولكنه اختصره، فلم يذكر فيه "ولد زنية"، واختصر اسم الشيخ الزائد فقال: "عن نبيط"، لم يذكر اسم أبيه. (9) وكذلك صنع البخاري في الكبير، فيما نقلنا عنه في ترجمة جابان، فرواه عن الجعفي [هو عبد الله بن محمد المسندي الجحفي]، عن وهب [هو ابن جرير بن حازم]، عن شُعبة، مختصراً، فسمي الشيخ الزائد "نبيطاً" دون أن ينسبه. فانفرد شُعبة بزيادة راو بين سالم بن أبي الجعد وجابان، واضطربت الرواية عنه في اسم هذا الشيخ الزائد، على. أنحاء مختلفة. كما ترى، والذين رووا عنه ثقات حفاظ خمسة: غندر محمد بن جفر، وححاج بن محمد المصيصي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود الطيالسي، ووهب بن جرير، ولم يكادوا يتفقون على اسم الشيخ الزائد، سماه أربعة منهم "نبيطاً"، ثم اختلفوا في اسم أبيه، بين "شريط" و"شميط" و"سميط"، وبعضهم خرج من هذا الخلاف، أو خرج الراوون عنه، فحذفوا اسم أبي ذاك الراوي الزائد، فقالوا "عن نبيط"، فقط؛ وقلب خامسهم الاسم قلباً، وهم الطيالسي، فسماه "شميط بن نبيط"، إن كانت نسخة مسند الطيالسي صحيحة في هذا الموضع!!، بل رواه راو سادس عن شُعبة فخالف سائر الرواة عنه: (10) فرواه البخاري في الكبير، في ترجمة جابان، رواه عن عبدان، وهو عبد الله بن عثمان بن جبلة، وهو من شيوخ البخاري الثقات المأمونين، عن أبيه، وهو عثمان بن جبلة، وهو ثقة صدوق أخرج له الشيخان، عن شُعبة عن يزيد، وهو ابن أبي زياد، عن سالم عن عبد الله بن عمرو، موقوفَاً. ولا نكاد نشك بعد هذا في أن شُعبة لم يتقن حفظ هذا الإسناد، وأن هذا الاضطراب منه لا من الرواة عنه فتخلص لنا رواية الحافظين الثقتين: همام والثوري، عن منصور عن سالم عن جابان عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً، كما بينّا. ولا يؤثر خلاف شُعبة لهما، بما زاد من راو بين سالم وجابان، بأنه اضطرب في ذلك واختلف قوله، فلم يتقن ما روى عن منصور. و"نبيط"، الذي زاده شُعبة في الإسناد: هو نبيط، بضم النون وفتح الباء الموحدة وآخره طاء مهملة، بن شريط، بفتح اشين المعجمة وكسر الراء وآخره طاء =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = مهملة أيضاً، وهو صحابي صغير، قال البخاري: "له صحبة"، وترجمه في التاريخ الكبير 4/ 2/137 - 138، وكذلك ابن حجر في الإصابة 6: 232، وغيرهما, وله حديث واحد ليس له غيره، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة، كما في المنذري 1836، ولم يذكر أحد في ترجمته أنه روى عن جابان، ولا أنه روى عنه سالم بن أبي الجعد، ولذلك نجد في بعض الروايات عن شُعبة ذكره باسم "نبيط" فقط، من غير أن يذكر اسم أبيه. ولذلك أيضاً فرق التهذيب بين "نبيط بن شريط" الصحابي، وبين "نبيط" الراوي عن جابان، فذكر هذا دون نسبة (10: 418) وقال: "ذكره ابن حبان في الثقات"، ولم يترجم له البخاري في الكبير، ولم يشر إلى روايته عن جابان في ترجمة "نبيط بن شريط"، وإنما أشار إليه دون نسبة في ترجمة جابان، كما نقلناها آنفاً. وأما تعليل البخاري بأنه "لا يعرف لجابان سماع من عبد الله ابن عمرو، ولا لسالم من جابان، ولا من نبيط": فقد أعللنا ذكر "نبيط" في الإسناد، وأضعفناه، بأنه خطأ من شُعبة لا يلتفت إليه. و"سالم بن أبي الجعد" تابعي معروف، "سمع عبد الله بن عمر، وجابراً، وأنساً"، كما في التاريخ الكبير 2/ 2/ 108، وروايته عن ابن عمرو بن العاص متصلة بالمعاصرة، بل باللقى، فقد أثبتها البخاري في صحيحه، كما ذكرنا في تخريج الحديث 6493، وكما ذكر المقدسي في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين (ص 188) أنه سمع أيضاً "عبد الله بن عمرو، وأم الدرداء، عند البخاري"، فإذا روى عن تابعي آخر عن عبد الله بن عمرو، حمل على الاتصال بالأولى، فلا يحتاج إلى إثبات سماعه من جابان بالتنصيص، كما هو بديهي، وهو لو شاء أن يدلسه فيجعل الرواية عن عبد الله بن عمرو مباشرة لما تردد أحد في أنه متصل، ولكنه أدى الأمانة حق أدائها، فذكر الواسطة بينه وبين ابن عمرو في هذا الحديث بعينه، فمن التجني أن يشك أحد في اتصاله، وأن يحمله على التدليس!!. ثم جاء الحديث من وجهين آخرين عن عبد الله بن عمرو: (11) فرواه الخطيب في تاريخ بغداد 11: 191 من طريق أبي حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن بن قيس عن منصور عن عبد الله بن مرة عن جابان عن عبد الله بن عمرو, =

6538 - حدثنا يزيد أَخبرنا العوَّام حدثني أسْوَد بن مسعود عن

_ = مرفوعاً: "لا يدخل الجنة أربعة: مدمن خمر، ولا عاق لوالديه، ولا منان، ولا ولد زنية". وأبو حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن: ثقة حافظ، سبق توثيقه 1376، فإن يكن قد حفظ هذه الرواية ولم يخطئ في الإسناد يكن لمنصور فيه شيخان عن جابان: سالم بن أبي الجعد وعبد الله بن مرة. وما أرى هذا بعيداً. (12) وروى الخطيب أيضاً 12: 238 من طريق عامر بن إسماعيل البغدادي عن مؤمل عن سفيان الثوري عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مرتدّ أعرابياً بعد هجرة، ولا ولد زنا, ولا من أتى ذات محرم". (13) ورواه أبو نعمِيم في الحلية 3: 309 مختصراً، من طريق سعيد بن حفص البخاري عن مؤمل عن سفيان عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً: "لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا ولد زنا". و"مؤمل": هو ابن إسماعيل، من شيوخ أحمد، سبق توثيقه 2173، ولكنه كان كثير الخطأ، كما قال الدارقطني، وقال محمد بن نصر المروزي: "إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه, لأنه كان سييء الحفظ كثير الغلط". فلذلك أشك في صحة إسناده هذا، لأنه جل الحديث من رواية الثوري عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن ابن عمرو، فخالف الثلاثة الحفاظ الذين رروه عن الثوري عن منصور عن سالم عن جابان، وهم: عبد الرزاق، ومحمد بن كثير البصري، ويحيى القطان. ومع احتمال أن يكون الثوري رواه من الطريقين، إلا أننا نرجح رواية الحفاظ الثلاثة على رواية الواحد الكثير الخطأ، حتى نجد من تابعه على روايته هذه، فنستطيع إذن أن نرجح صحة الطريقين. ثم بعد هذا كله: فإن معنى الحديث صحيح ثابت، مضى نحوه بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب 6180. وسيأتي نحو معناه أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري 11123، 11240. وانظر أيضاً للترغيب والترهيب 3: 220 وما بعدها. وقد جمع أبو نعيم في الحلية 3: 307 - 309 كثير، من أسانيده عن الصحابة، تحتاج إلى تحقيق وعناية ونظر. (6538) إسناده صحيح، العوّام: هو ابن حوشب. أسود بن مسعود: هو العنزي البصري، قال في التهذيب: "قال عثمان الدارمي عن يحيى =

حنظَلة بن خُويلد العَنَزِي قال: بينما أَنا عند معاوية، إذْ جاءَه رجلان

_ = ابن معين ثقة. روى له النسائي في خصائص عليّ هذا الحديث الواحد. قلت [القائل ابن حجر]: وذكره ابن حبان في الثقات، وقرأت بخط الذهبي في الميزان: لا يدرى من هو؟، وهو كلام لا يسوي سماعه؛ فقد عرفه ابن معين ووثقه، وحسبك"، وهذا حق، فقد ترجمه البخاري أيضاً في الكبير 1/ 1/448 - 449 فلم يذكر فيه جرحاً، قال: "الأسود بن مسعود العنزي، عن حنظلة بن خويلد، روى عنه عوّام بن حوشب. وقال شعبة: سمعت العوّام عن رجل من بني شيبان". وهذه إشارة من البخاري إلى تعليل سيأتي تفصيله إن شاء الله. "العنزي" بالنون والزاي، ووقع في التهذيب وفروعه "العنبري" وأثبتنا ما في التاريخ الكبير، لرجحانه بما نقل مصححه في موضع آخر عن ابن أبي حاتم غيره، كما سيجيء إن شاء الله. حنظلة بن خوليد العنزي: قال في التهذيب: "قال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وسماه شُعبة في روايته: حنظلة بن سويد. وذكره ابن حبان في الثقات. قلت [القائل ابن حجر]: إلا أنه فرق بين حنظلة بن خويلد وبين حنظلة بن سويد، جعلهما اثنان". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/36 - 37، باسم "حنظلة بن سويد"، وأشار إلى هذا الحديث، قال: "حنظلة بن سويد: عن عبد الله بن عمرو، وكان يسالم علياً ومعاوية. وقال يحيى حدثنا يزيد بن هرون عن عوام عن أسود عن حنظلة بن خويلد الغنوي أو العنزي سمع عبد الله بن عمرو: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -: تقتله الفئة الباغية. وقال ابن المثنى: حدثنا يزيد بن هرون قال: أخبرنا عوّام قال: حدثني أسود عن حنظلة بن خويلد سمع عبد الله بن عمرو، وزاد: قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: أطع أباك. وقال محمد: حدثنا غندر قال: حدثنا شُعبة: سمعت العوام بن حوشب عن رجل من بني شيبان عن حنظلة بن سويد". ثم ترجمه البخاري أخرى باسم "حنظلة بن خويلد"2/ 1/40، تدل على أنه يريد شخصاً آخر غير الذي هنا، قال: "حنظلة بن خويلد: سمع ابن مسعود، قولَه. قاله مسعر وخالد بن عبد الله عن أبي سنان عن أبي الهذيل. وقال شُعبة: سويد بن حنظلة. وقال ابن أبي الأسود: حدثنا ابن مهدي قال: حدَّثتُ سفيان عن شُعبة عن أبي سنان عن سويد بن =

يختصمانِ في رأس عَمّار، يقول كل واحد منهما: أنا قتلتُه، فقال عبد الله

_ = حنظلة، فقال: من سويد؟!، هو عبد الله بن حنظلة". فدلت هاتان الترجمتان على أن البخاري يرى أن "حنظلة بن خويلد" الذي سمع من ابن مسعود حديثاً موقوفاً عليه، هو غير"حنظلة بن خويلد" راوي هذا الحديث، والذي سماه شُعبة في روايته "حنظلة بن سويد"، ولا يدل هذا عندي أن البخاري يرجح رواية شُعبة التي سماه فيها "حنظلة بن سويد. بل أكاد أذهب إلى أن شُعبة زحمه افة ْاختلطت عليه هذه الأسماء، فغلط في اسم "حنظلة بن خويلد" الراوي هنا، كما غلط في اسم سميه "حنظلة بن خويلد"، الراوي عن ابن مسعود، ثم غلط في اسم "عبد الله ابن حنظلة" أيضاً، وقد غلطه في ذلك سفيان الثوري، كما ذكر البخاري. وقوله "العنزي" في نسبة حنظلة بن خويلد: هو الثابت في المسند في م، وفي ك ح"العنبري"، وكذلك في مجمع الزوائد والتقريب والخلاصة. وأثبتناه "العنزي" ترجيحاً لنسخة م، ولأنه الثابت في التهذيب ورواية ابن سعد في الطبقات، ولأن البخاري نسبه في ترجمته "الغنوي" أو"العنزي" فلم يذكر "العنبري". فالظاهر عندي أن هذا تصحيف من بعض الناسخين، كما صحف في التقريب والخلاصة الذين هما من فروع التهذيب، مخالفا أصلهما. والحديث رواه البخاري في الترجمة الأولى، كما ترى، بإشارته إليه بطريقته الموجزة الدقيقة، فرواه عن يحيى بن معين عن يزيد بن هرون، ثم رواه عن محمد بن المثنى عن يزيد, وزاد فيه قوله في آخره "أطع أباك"، وهو بهذه الزيادة موافق لرواية أحمد هنا عن يزيد بن هرون، ون كان لم يذكر لفظه كاملا، إلا أن هذا مفهوم من طريقته في إشاراته في كتاب التاريخ. ورواه أيضاً ابن سعد في الطبقات 3/ 1/181، عن يزيد ْابن هرون، بهذا الإسناد، نحو رواية المسند هنا، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 244 عن هذا الموضع، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". ونقله ابن كثير في التاريخ 7: 268 عن الحافظ إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، بإسناده إلي هُشيم عن العوام بن حوشب، بهذا الإسناد، بنحوه. وسيأتي الحديث مرة أخرى من رواية يزيد بن هرون عن العوام 6929. وأما رواية شُعبة، التي فيها رجل مبهم، التي أشار إليها البخاري ورواها من طريق غندرعن شعبة: فقد رواها أبو نعيم في الحلية 7: 198 عن محمد بن أحمد بن الحسن عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: "حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعبة =

ابن عمرو: ليَطبْ به أحدكما نَفْساً لصاحبه، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "تقتلَه اَلفئة الباغية"، قال معاوية: فما بالُك معنا؟!، قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "أطِعْ أباك ما دام حياً ولا تَعْصه"، فأنا معكم، ولستَ أقاتل. 6539 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن أبي الزبَير عن

_ =عن العوام بن حوشب عن رجل من بني شيبان عن حنظلة بن سويد الغنوي"، ثم قال أبو نعيم: "تفرد به غندر [يعني محمد بن جعفر]، عن شُعبة عن العوام". فهذه الرواية عن شُعبة لا تعلل الرواية الصحيحة التي رواها يزيد بن هرون عن العوام، وتابعه عليها هُشيم عن العوام. بل نحن نرجح رواية يزيد بن هرون لمتابعة هُشيم إياه عليها، فاثنان أقرب إلى الحفظ والتثبت من واحد، وما في الحكم على شُعبة بالغلط من بأس. وأما العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني مصحح التاريخ الكبير بمطبعة حيدرآباد، فذهب إلى غير ذلك، ذهب إلى الجمع بين الروايتين بشيء من التكلف كثير، قال في هامش التاريخ الكبير 2/ 1/37: "حاصل ما تقدم من الاختلاف: أن يزيد بن هرون قال: عن العوام بن حوشب عن الأسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد عن عبد الله ابن عمرو، وخالفه شُعبة، فقال: عن العوام عن رجل من بني شيبان عن حنظلة بن سويد عن عبد الله بن عمرو. والأسود عنزي كما تقدم في ترجمته، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم وغيره، والشيباني والعنزي لا يجتمعان إلا تأويلا!، كأن يكون شيبانياً ونزل في عنزة فنسب إليهم!، ولعل هذا أقرب من التعدد، بأن يقال: إن للعوام شيخين، وهذان الاحتمالان أْرجح من الحكم بالغلط!!، وأما حنظلة: فيمكن أن يكون خويلد أباه وسويد جده، أو عكس ذلك، فنسب إلى أبيه تارة، وإلى جده أخرى!، وهذا أقرب من التعدد، والتعدد أقرب من الغلط!! ". هكذا قال، ولا أدري لماذا نخشى الحكم بالغلط على شُعبة، وقد خالفه شيخان حافظان ثقتان؟!. وانظر لمعنى الحديث ما مضى 6499، 6500، ومجمع الزوائد 7: 239 - 240، و 297:9. (6539) إسناده صحيح، أبو الزبير: هو المكي، محمد بن مسلم بن تدرس. أبو العباس مولى بن =

أبي العباس مولى بني الدِّيل عن عبد الله بن عمرو، قال: ذُكر لرسول الله -صلي الله عليه وسلم- رجال يجتهدون في العبادة اجتهاداً شديداً، فقال: "تلك ضَرَاوة الإِسلام وشرَّته، ولكل ضَرَاوة شرَّة، ولكل شرَّة فترَةٌ، فمن كانت فترَتُه إلى اقتصاد وسنة فلأمٍّ ما هو، ومن كَانت فترته إَلى المعاصي فذلك الهالكُ". 6540 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني أبو

_ = الديل: هو المكي الشاعر الأعمى، السائب بن فروخ، سبق توثيقه 4588، ونزيد هنا قول مسلم: "كان ثقة عدلا"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/155، وترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 351، وقال: "مولى لبني جذيمة بن عديّ بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وكان قليل الحديث، وكان شاعرا، وكان بمكة زمن ابن الزبير، وهواه مع بني أمية". والحديث في معناه مختصر 6477. وسيأتي نحو معناه من رواية مجاهد عن عبد الله بن عمرو 6764. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 259 - 260 بنحوه، وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وأحمد بنحوه، ورجال أحمد ثقات. وقد قال ابن إسحق: حدثني أبو الزبير، فذهب التدليس". وهذه إشارة منه للرواية التالية 6540. "ضراوة الإِسلام": بفتح الضاد المعجمة وتخفيف الراء: من قولهم "ضرى بالشيء ضرَّى وضراوة" إذا اعتاده ولزمه وأُولع به، كما يضري السبع بالصيد، وهو من باب "تعب". قوله "فلأم ما هو": همزة "أم" لم تضبط في الأصلين المخطوطين، وفسرها ابن الأثير في النهاية على فتح الهمزة، وعلى احتمال ضمها، قال: "أي قصد الطريق المستقيم، يقال: أمه يؤمه أما، وتأممه وتيممه، ويحتمل أن يكون الأم أقيم مقام المأموم، أي هو على طريق ينبغي أن يُقصد. وإن كانت الرواية بضم الهمزة فإنه يرجع إلى أصله ما هو بمعناه"!. هكذا العبارة الأخيرة في النهاية ولسان العرب نقلا عنها. والظاهر عندي أن فيها غلطا قديما من الناسخين، يريد أن يقول: إن كانت الرواية بضم الهمزة. فإنه يرجع إلى أصله [أو] ما هو بمعناه، أي أنه من الأمومة، فقال: "فلأم ما هو" أي يرجع إلى أصل ثابت عظيم أشار إليه بكلمة "أم". وتنكيرها دلالة التعظيم. ووقع في النهاية وتبعها اللسان خطأ آخر فيه، إذ قال ابن الأثير: "وفي حديث ابن عمر"، وصوابه "ابن عمرو". (6540) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. والحديث مكرر ما قبله بمعناه، وقوله "ينصبون" أي يتعبون، وهو بفتح الصاد، من باب "تعب".

لزُّبَير المكي عن أبي العباس مِولى بني الدِّيل عن عبد الله بن عمرو، قال: ذُكر لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -رجال ينصبُون في العبادة من أصحابه نَصَباً شديدا، قال: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تلك ضَرَاوة الإِسلام وشرَّتُه، ولكل ضَرَاوة شِرَّةٌ، ولكل شرةٍ فترة، فمن كانت فترته إلى الكتاب وَالسنة فلأمٍ ما هو، ومن كانت فترته إلى معاصي الله فذلك الهالكُ". 6541 - حدثنا يزيد أخبرنا حَريز حدثنا حِبَّان الشرْعَبي عن عبد الله

_ (6541) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. حريز: هو ابن عثمان بن جبر الرحبي المشْرقي، وهو ثقة ثقة، كما قال أحمد بن حنبل، وقال دحيم: "جيد الإسناد صحيح الحَديث"، ووثقه أيضاً ابن معين وابن المديني وغيرهما، وقال: أبو داود: "شيوخ حريز كلهم ثقات"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/96، وروى عن معاذ بن معاذ قال: "حدثنا حريز بن عثمان أبو عثمان، ولا أعلم أني رأيت أحدا من أهل الشأم أفضله عليه"، ْوترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 8: 265 - 270 ترجمة حافلة. و"حريز": بفتح الحاء وكسر الراء وآخره زاي، ووقع في الأصول الثلاثة هنا وفي الإسناد الذي بعده "جرير" بالجيم وراءين، وهو تصحيف يقينا، بدلالة مراجع الرجال وتخريج الحديث، كما سيجيء إن شاء الله. و "الرحبي": بفتح الراء والحاء وبالباء الموحدة، نسبة إلى "رحبة بن زرعة" بطن من حمير، و "رحبة" بسكون الحاء، كما ضبط في اللسان والقاموس وشرحه، وضبطه السمعاني في الأنساب بفتح الحاء، وكذلك ضبط بالقلم في المشتبه للذهبى 218، ولكن في هامشه نسخة بسكون الحاء، هي الصحيحة عندي، لقول الذهبي في آخر المادة: "وتحريك الحاء في ذلك من تغييرات النسب"، يريد أن "رحبة" بسكون الحاء، وأن النسبة إليها "رحبي" بفتحها، كما ورد مثل ذلك كثيرا في النسبة عند العرب، و "المشرقي" بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الراء، نسبة إلى "بني مشرق" بطن من همدان، كذا قالوا، فإن صح هذا لم يستقم مع نسبته إلى "رحبة بن زرعة" الذي هو من حمير، ويكون الصحيح أن ينسب إلى "بني رحب" بفتح الراء والحاء، وهم بطن من همدان. انظر لسان العرب وشرح القاموس ومعجم قبائل العرب. حبان الشرعبي: هو حبان بن زيد الشرعبي الحمصي أبو خداش، وهو تابعي ثقة، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاصي وعن رجل من المهاجرين، ذكره ابن حبان في =

ابن عمرو بن العاصي، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه قال وهو علي المنبر: "ارحموا تُرْحَموا، واغفروا يَغْفرِ الله لكم، ويلٌ لأقْماعِ القول، ويلٌ للمُصِرِّين الذين يُصِرُّون على ما فعلواَ وهم يعلمون". 6542 - حدثنا هاشم، يعني ابن القاسم، حدثنا حَرِيز حدثنا حبَّان ابن زيد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عَلى المنبر يقول: فذكر معناه.

_ = الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/78 - 79 فلم يذكر فيه جرحاً، وهذا كاف في توثيقه، مع قول أبي داود الذي نقلنا آنفا أن" شيوخ حريز كلهم ثقات". "الشرعبي": بفتح الشين المعجمة والعين المهملة بينهما راء ساكنة وبالباء الموحدة، نسبة إلى "بني شرعب بن قيس"، وهم بطن من حمير، انظر جمهرة الأنساب لابن حزم (ص 406 س 13 - 15)، والاشتقاق لابن دريد (ص 307)، ومعجم قبائل العرب. والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد (ص 57) من طريق محمد بن عثمان القرشي، والخطيب في تاريخ بغداد 8: 265 - 266 من طريق الحسن بن موسى الأشيب وعليّ بن عياش، ثلاثتهم عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير 2: 249 عن هذا الموضع من المسند، وقال: "تفرد به أحمد". وذكره الهيمثي في مجمع الزوائد 10: 191، وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير حبان بن زيد الشرعبي، ووثقه ابن حبان. ورواه الطبراني كذلك". ونسبه السيوطي في الجامع الصغير (رقم 942) أيضاً للبيهقي في الشعب. فائدة: وقع في مجمع الزوائد "حبان بن يزيد"، وهو خطأ ناسخ أو طابع، صحته "بن زيد"، فيستفاد تصحيحه من هذا الموضع. "أقماع القول": قال ابن الأثير: "الأقماع جمع قمع، كضلع [يعني بكسر أوله وفتح ثانيه]، وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان. شبه أسماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ويحفظونه ويعملون به: بالأقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها، فكأنه يمر عليها مجازا، كما يمر الشراب في الأقماع اجتيازا". وقال الزمخشري في الأساس: "وتقول: ما لكم أسماع، إنما هي أقماع". (6542) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

6543 - حدثنا يزيد حدثنا نافع بن عمر عن بشر بن عاصم بن سفيان عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، فيما يَعلم نافع، أنه

_ (6543) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي. الحافظ: سبق توثيقه 59، 1382، ونزيد هنا قول عبد الرحمن بن مهدي: "كان من أثبت الناس"، وقال أحمد: "ثبت ثبت صحيح الكتاب"، ووثقه أيضاً ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/186. بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي الطائفي: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/77 - 78.أبوه عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي الطائفي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/344. والحديث رواه أبو داود 5005 (4: 459 من عون المعبود)، والترمذي 4: 34، كلاهما من طريق نافع بن عمر الجمحي، بنحوه. قال الترمذي: "حديث حسن غريب من هذا الوجه". وقد ذكر الهيثمي هذا الحديث في مجمع الزوائد 8: 116 من حديث "عبد الله بن عمر"، وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود، وهو ضعيف". ومقدام: هو ابن داود بن عيسى بن تَليد الرعيني، له ترجمة في لسان الميزان 6: 84 - 85، وفيها أن النسائي قال: "ليس بثقة"، وأنه ضعفه الدارقطني، وقال مسلمة بن قاسم: "رواياته لا بأس بها"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/430 فلم يذكر فيه جرحا , ولعله وهم في جعل الحديث من حديث "ابن عمر بن الخطاب"، فإنه انفرد بذلك فيما يظهر، وعن هذا كان تضعيف روايته هذه. ولذلك ذكر في الزوائد، إذ هو من غير الزوائد من رواية "ابن عمرو بن العاصي"، فرواه من حديثه أبو داود والترمذي، كما ذكرنا آنفا. وانظر ما مضى في مسند سعد بن أبي وقاص 1517، 1597."الباقرة": هي البقرة، وقوله "كما تخلل الباقرة":يريد "تتخلل" بحذف إحدى التاءين، قال في النهاية: "هو الذي يتشدق في الكلام ويفخم به لسانه ويلفه، كما تلف البقرة الكلأ بلسانها". وفي أصل مجمع الزوائد "الباقرة"، كما هنا، وهو صحيح، وهو الثابت أيضاً في رواية أبي داود. ولكن طابع مجمع الزوائد لم يفقه هذا، واجترأ كعادته فغير الكلمة وجعلها "الباقورة"، وكتب بالهامش ما يدل على تلاعبه هذا!!.

قال "إن الله عَزَّ وَجَل يبغض البَليِغ من الرجال، الذي يتَخلَّلُ بلسانه، كما تَخَلَّلُ الباقِرَةُ بلسانها". 6544 - حدثنا يزيد أخبرنا مسْعَر عن حَبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو، قال: جَاء رجل إلىَ النبيِ - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في الجهاد، فقال: "أحي والداك؟ "، قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهِدْ". 6545 - حدثنا يزيد وعفّان، قال يزيد: أخبرنا، وقال عفّان: حدثنا

_ (6544) إسناده صحيح، أبو العباس: هو المكي الشاعر الأعمى، واسمه "السائب بن فرَوخ". والحديث رواه مسلم 2: 275، والخطيب في تاريخ بغداد 4: 250، وأبو نعيم في الحلية 5: 66 و 7: 234 - 235، كلهم من طريق مسعر، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم في الموضعين: "مشهور من حديث مسعر، رواه عنه سليمان التيمي وابن عيينة والناس"، ورواه الطيالسي 2254 عن شُعبة عن حبيب بن أبي ثابت، قال: "سمعت أبا العباس المكي، وكان شاعرا، وكان لا يتهم على الحديث، بنحوه، ورواه البخاري 6: 97 - 98 من طريق شُعبة، و 10: 338 من طريق الثوري وشعبة. ورواه مسلم أيضاً 2: 275 من طريق الثوري ومن طريق الأعمش، وأبو داود 2529 (2: 324 من عون المعبود" من طريق الثوري، والترمذي 3: 20 من طريق الثوري وشعبة، والنسائي 2: 54 من طريقهما أيضاً، والبيهقي في السنن الكبرى 9: 25 - 26 من طريق شُعبة ومن طريق الأعمش، كلهم عن حبيب بن أبي ثابت، بهذا الإسناد. وانظر 6490، 6525، فائدتان: وقع في الحلية 5: 66 "عبد الله بن عمر"، بدل "عبد الله بن عمرو"، وهو خطأ مطبعي. ووقع في تاريخ بغداد 4: 250 "عن ابن العباس"، بدل "عن أبي العباس"، وهو خطأ مطبعي أيضاً. (6545) إسناده صحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفار أبو عثمان، سبق توثيقه 1439، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/72، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/30، وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: "سمعت أبي يقول: عفان =

حماد بن سَلَمة عن ثابت البُنَاني عن شُعَيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عبد الله بن عمرو، قال: قال ليّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صمْ يوما ولك عشرةٌ"، قلت: زِدني، قال: "صم يومين ولك تسعةٌ"، قلت: زدني، قال: "صم ثلاثةً ولك ثمانية". 6546 - حدثنا يزيد أخبرنا هَمّام عن قَتادة عن يزيد بن عبد الله ابن الشِّخِّير عن عبد الله بن عمرو، قال: قلت: يا رسول الله؛ في كم أقرأ القرآن؟، قال: "اقرأه في كل شهر"، قال:. قلت: إني أقوى علي أكثر من ذلك، قال: "اقرأه في خمس وعشرين"، قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك، قال: "اقرأهِ في عشرين"، قال: قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك، قال: "اقرأه في سبع"، قال: قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك، قال: "لا

_ = كبن من عبد الرحمن بن مهدي، لزمنا عفان عشر سنين ببغداد"، وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه فقال: "ثقة متقن متين"، وترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 1/51، 78، وقال في الموضع الأول: "كان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة"، ثم قال: "سمعت عفان يوم الخميس لثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة 210 يقول: أنا في ست وسبعين سنة، كأنه ولد سنة 134، وتوفي ببغداد سنة 220، وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم"، وله ترجمة حافلة في تاريخ بغداد 12: 269 - 277. شعيب بن عبد الله بن عمرو: هو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، نسبه ثابت البناني إلى جده، وعبد الله بن عمرو هو الذي ربي شعيبا، وقد فصلنا القول في ذلك في شرح 6518. والحديث هو في بعض معنى الحديث الطويل الماضي 6477، وقد أشرنا إليه هناك، ولكن هذالإسناد رواه النسائي 1: 326 من طريق يزيد بن هرون وعبد الأعلى ابن حماد بن نصر، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولفظه أوضح مما هنا: "قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صم يوما ولك أجر عشرة، فقلت: زدني، فقال: صم يومين ولك أجر تسعة، فقلت: زدني، قال: صم ثلاثة أيام ولك أجر ثمانية. قال: ثابت: فذكرت ذلك لمطرف، فقال: ما أراه إلا يزداد في العمل وينقص من الأجر". وسيأتي معناه مطولاً 6877 من رواية مطرف أيضاً، وهو مطرف بن عبد الله بن الشخير. وانظر 6775. (6546) إسناه صحيح، وهو مطول 6535. وقد أشرنا إليه هناك.

يَفْقَهه مَن يقرؤُه في أقل من ثلاث". 6547 - حدثنا يزيد أخبرنا فَرَجُ بن فَضَالة عن إبراهيم بن

_ (6547) إسناده ضعيف، الفرج بن فضالة: ضعيف، كما بينا في581، 5626. إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع: مجهول، قال: الحافظ في التعجيل 19 - 20: "لم يذكره ابن أبي حاتم، وحديثه في المسند بهذا المسند في تحريم الخمر والميسر والمزر، والحديث عن عبد الله بن عمرو، وقد ذكره ابن يونس فقال: أحسبه إبراهيم بن عبد الرحمن بن فروخ [كذا] التنوخي، ولم يذكر له راويا غير فرج، ولم يذكر فيه جرحاً". وقوله فيما نقل عن ابن يونس "بن فروخ" خطأ ناسخ أو طابع، صوابه "ابن رافع". ثم لم أجد لإبراهيم هذا ترجمة في موضع آخر، وأبوه "عبد الرحمن بن رافع" سبق الكلام في 5394 عن "عبد الرحمن بن رافع الحضرمي" و"عبد الرحمن بن رافع التنوخي"، مفصلاً، ونزيد هنا أن للتنوخي ترجمة في طبقات علماء إفريقية (ص 233،20) في رياض النفوس لأبي بكر والمالكي (1: 72). والحديث سيأتي مرة أخري6564، عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن الفرج بن فضالة، بهذا الإسناد. ورواه الإِمام أحمد أيضاً في كتاب الأشربة الصغير (ص 69 - 70) عن هاشم، وهو ابن القاسم أبو النضر، ولكنه قطعه أربعة أحاديث: 1 "الخمر والميسر والمزر"، 2"النقير"، وفي نسخة بهامشه "الغبيراء"، وأنا أظن أنهما محرفتان، وأن الصواب "القنين"، كما في روايتي المسند، 3 "الكوبة"،4"إن الله تعالى زادني صلاة الوتر". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 239 - 240 مختصرا مع الحديث الآتي 6919 الخاص بالوتر، ونسبهما لأحمد فقط، ثم قال: "وكلا الطريقين لا يصح, لأن في الأول المثنى بن الصباح، وهو ضعيف، وفي الثاني إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، وهو مجهول". وذكره السيوطي كاملا في زيادات الجامع صغير (1: 332 من الفتح الكبير)، ولكن فيه "الغبيراء" بدل "القنين"، ونسبه لطبراني والبيهقي. ولم أجده في السنن الكبرى من هذا الوجه. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2476، 2625. وانظر أيضاً 6608، 6693، 6919.المزر، بكسر الميم وسكون الزاي وآخره راء: نبيذ يتخذ من الذرة، وقيل: من الشعير أو الحنطة. قاله ابن الأثير. الكوبة: بضم الكاف: سبق في 2476 قول الخطابي: "يفسربالطبل، ويقال: هو =

عبد الرحمن بنِ رافع في أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قالِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزْر، والكُوبَةَ، والقنِّين، وزادني صلاةَ الوتر"، قال يزيد: القنِّين: البَرَابطُ. 6548 - حدثنا يزيد أَخبرنا هَمّام عن قَتادة عن ابن سِيرين

_ = النرد، ويدخل في معناه كل وتر ومزهر، في نحو ذلك من الملاهي والغناء". وقال ابن الأثير: "هي النرد، وقيل: الطبل، وقيل البربط". وقال الجواليقي في المعرب (295 بتحقيقنا): الكوبة: الطبل الصغير المخصر، وهو أعجمي. وقال محمد بن كثير: الكوبة النرد بلغة اليمن". وأجود من كل هذا وأحسن شمولا قول أحمد في كتاب الأشربة: "يعني بالكوبة كل شيء يكبّ عليه". القنين، بكسر القاف وتشديد النون المكسورة وآخره نون أخرى: قال ابن الأثير: "لعبة للروم يقامرون بها، وقيل: هو الطنبور بالحبشية. والتقنين: الضرب بها". وقد فسره يزيد بن هرون هنا بأنه "البربط". والبربط: قال ابن الأثير: "ملهاة تشبه العود، وهو فارسي معرب، وأصله: بربَت, لأن الضارب به يضعه على صدره. واسم الصدر: بر". (6548) إسناده صحيح، محمد بن عبيد: هو أبو قدامة الحنفي، لم يترجم له الحسيني في الإكمال، ولا الحافظ في التعجيل، في الأسماء، وإنما ترجما له في الكنى، والظاهر عندي أنهما لم يريا هذا الحديث في المسند، أو نسياه حين كتبا، أما الحسيني فأوجز جداً، وأما ابن حجر فزاد عليه قليلاً. ففي التعجيل 514 - 515 "أبو قدامة الحنفي، عن أنس، وعنه يونس بن عبيد، [وهذا إشارة إلى الحديث 12475 في مسند أنس]. قلت [القائل ابن حجر]: اسمه محمد بن عبيد، ذكره أبو أحمد الحاكم، وذكر في الرواة عنه أيضاً قتادة وحميدا الطويل وعكرمة بن عمار. وذكره البخاري في التاريخ، فقال: محمد بن عبيد أبو قدامة الحنفي، روى قتادة عنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص وذكره ابن حبان في الثقات". وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/172 ترجمة جيدة، قال: "محمد بن عبيد أبو قدامة الحنفي. حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا همام حدثنا قتادة عن محمد بن سيرين ومحمد بن عبيد الحنفي عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت مع النبي -صلي الله عليه وسلم - في حش من حشان المدينة، فاستأذن رجل، فقال:؟ ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، فجعل يقول: اللهم =

ومحمد بن عبَيد عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -،

_ = صبرا، حتى جلس، فقلت: أين أنا؟، فقال: أنت مع أبيك، وقال النضر عن عكرمة عن محمد بن عبيد أبي قدامة سمع عبد العزيز أخا حذيفة: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلى. وقال ابن أبي زائدة: عن عكرمة عن محمد بن عبد الله الدؤلي": فقد روى البخاري- كما ترى- هذا الحديث باختصار وزيادة على ما في المسند هنا. وأما حديث حذيفة، الذي أشار إليه في آخر الترجمة، فسيأتي في المسند (5: 388 ح)، ورواه أبو داود 1319 (1: 507 عون المعبود)، كلاهما من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عكرمة بن عمار. والراجح عندي أن صحة اسمه "محمد بن عبيد"، وأن ابن أبي زائدة أخطأ إذ سماه "محمد بن عبد الله" ,لأنه انفرد بذلك، وخالفه ثقتان حافظان، هما: قتادة في الحديث، والنضر بن شميل في روايته عن عكرمة بن عمار التي أشار إليها البخاري، وتابعهما على ذلك عبادة بن عمر، في حديث ثالث، رواه الدولابي في الكنى 2: 88 عن النسائي عن محمد بن مسكين عن عبادة بن عمر: "حدثنا عكرمة عن أبي قدامة محمد بن عبيد"، وذكر الدولابي أنه "أبو قدامة محمد بن عبيد الدؤلي". وأما أنه ينسب مرة "الحنفي"، ومرة "الدؤلي"، فإنهما واحد، فإن "الدول" هو ابن "حنيفة بن لجيم"، وفي "الدول" الثروة من بني حنيفة والعدد، كما قال ابن حزم في جمهرة الأنساب (ص 291)، وانظر أيضاً الاشتقاق لابن دريد (ص 209). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 56 مطولاً، قال: "عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنت عند النبي -صلي الله عليه وسلم - بحش من حشان المدينة، فجاء رجل فاستأذن، فقال: قم فأذن له وبشره بالجنة، فقمت فأذنت له، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بالجنة، فجعل يحمد الله حتى جلس، ثم جاء رجل فاستأذن، فقال: قم فأذن له وبشره بالجنة، فقمت فأذنت له، فإذا ْهو عمر، فأذنت له وبشرته بالجنة، فجعل يحمد الله حتى جلس، ثم جاء خفيض الصوت، فقال: قم فأذن له وبشره بالجنة، في بلوى تصيبه، فقمت فأذنت له، فإذا هو عثمان، فبشرفه بالجنة، على بلوى تصيبه، فقال: اللهم صبرا، حتى جلس، قلت: يا رسول الله؛ فأين أنا؟، قال: أنت مع أبيك. رواهْ الطبراني واللفظ له، وأحمد باختصار، بأسانيد وبعض رجال الطبراني وأحمد رجال الصحيح".

فجاء أبو بكر فاستأذن، فقال: "ايَذنْ له وبشِّره بالجنة"، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال: "ايذنْ له وبشِّره بالجنة"، ثم جاء عثمان فاستأذن، فقال: "ايذن له وبشره بالجنة"، قال: قلت: فأين أنا؟، قال: "أنت مع أبيك". 6549 - حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سَلَمة عن ثابت البنَاني عن

_ (6549) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3770 (3: 408 عون المعبود)، وابن ماجة 1: 55 كلاهما من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال المنذري 3623: "وشعيب هذا: هو والد عمرو بن شعيب، ووقع ها هنا [يعني في هذا الحديث في سنن أبي داود] وفي كتاب ابن ماجة: شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه، وهو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو فإن كان ثابت البناني نسبه إلى جده حين حدث عنه، فذلك سائغ، وإن كان أراد بأبيه محمدا، فيكون الحديث مرسلا!، فإن محمداً لا صحبة له، وإن كان أراد بأبيه جده عبد الله، فيكون مسندا، وشعيب قد سمع من عبد الله بن عمرو". وهذا التشقيق في الاحتمالات تكلف وتعسف من المنذري رحمه الله، وقد حققنا من قبل في 6518 أن شعيبا إنما يروي عن جده عبد الله بن عمرو، وأنه كان يدعوه أباه، بأنه هو الذي رباه، وقد سبق أيضاً التصريح في إسناده 6545 بأنه لا يريد إلا أباه، بقول ثابت البناني: "عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عبد الله بن عمرو". قوله "متكئا": قال الخطابي في شرح حديث "لا آكل متكئا"، (رقم 3622 من تهذيب السنن): "يحسب أكثر العامة أن المتكئ هو المائل المعتمد على أحد شقيه، لا يعرفون غيره. وكان بعضهم يتأول هذا الكلام على مذهب الطب ودفع الضرر عن البدن، إذ كان معلوما أن الآكل مائلا على أحد شقيه لا يكاد يسلم من ضعط يناله في مجاري طعامه، فلا يسيغه، ولا يسهل نزوله في معدته. قال الشيخ [أي الخطابي]: وليس معنى الحديث ما ذهبوا إليه، وإنما المتكئ ها هنا: هو المعتمد على الوطاء الذي تحته، وكل من استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ. والاتكاء: مأخوذ من الوكاء، ووزنه الافتعال منه، فالمتكئ: هو الذي أوكى مقعدته وسدها بالقعود على الوطاء الذي تحته، والمعنى: أني إذا أكلت لم أقعد متمكنا على الأوطية والوسائد، فِعْلَ من يريد أن يستكثر من الأطعمة ويتوسع في الألوان، ولكني =

شُعَيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه، قال: ما رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يأكل ْمُتكئاً قطُّ، ولا يَطأ عَقِبَه رجُلان، قال عفّان: عقبيه. 6550 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمرو بن دِينار

_ = أكل عُلْقَة، آخذ من الطعام بُلْغَة، فيكون قعودي مستوفزا له، وروي: أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يأكل مقعيا، يقول: أنا عبد، أكل كما يأكل العبد". وقوله "ولا يطأ عقبه رجلان": قال ملا علي القاري في المرقاة (ج 2 ورقة 349 من المخطوطة): "أي لا يمشي قدام القوم، بل يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم، تواضعا، كذا ذكره المظهر وغيره، وقال الطيبي: التثنية في رجلان لا تساعد هذا التأويل، ولعله كناية عن تواضعه، وأنه لم يكن يمشي مشي الجبابرة مع الأتباع والخدم، ويؤيده اقترانه بقوله: ما رؤي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يأكل متكئا، فإنه كان من دأب المترفين. ودعا عمر على رجل فقال: اللهم اجعله موطأ القدم، أي كثير الأتباع، دعا عليه أن يكون سلطاناً أو مقدما أو ذا مال، فيتبعه الناس ويمشون وراءه، انتهى، ولا يخفي أن ما ذكره لا ينافي كلام غيره، وفائدة التثنية أنه قد يكون واحد من الخدم وراءه، كأنس وغيره، لمكان الحاجة به، وهو لا ينافي التواضع من أصله". (6550) إسناده صحيح، صهيب الحذاء مولى ابن عامر: تابعي ثقة.، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/317 فلم يذكر فيه جرحاً. والحديث رواه الطيالسي 2279 مطولاً نحو الرواية التالية لهذه، عن شُعبة وابن عيينة عن عمرو بن دينار، قال: "وحديث ابن عيينة أتم". ورواه الدارمي 2: 84، والنسائي 2: 201، 210، والحاكم في المستدرك 4: 233، كلهم من طريق سفيان، وهو ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ورواه أيضاً البيهقي في السنن الكبرى 9: 279 من طريق الطيالسي. فائدة: وقع في الدارمي "عن صهيب مولى ابن عمر قال سمعت عبد الله بن عمر"! وهو خطأ في التابعي والصحابي، والراجح عندي أنه خطأ ناسخ أو طابع. فائدة أخرى: ذكر المنذري هذا الحديث في الترغيب والترهيب 2: 103، ونسبه للنسائي =

عن صُهيب مولى ابن عامر يحدث عن عبد الله بن عمرو، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من ذَبح عُصْفُورا أو قَتَله في غير شيء"، قال عمرو: أحسبه قال: "إلا بحَقِّه، سألة الله عنه يوم القيامة". 6551 - حدثنا حسن وعفان قالا: حدثنا حماد بن سَلَمة، قال عفان: قال: أخبرنا عمرو بن دينار عن صُهيب الحَذَّاء عن عبد الله بن عمرو ابن العاص، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -َ قال: "من قتل عصفورا [بغير حَقّه] سأله الله عنه يوم القيامة"، قيل: يا رسول الله؛ وما حقُّه؟، قال: "يذبحه ذبحا, ولا يأخذ بعنقه فيَقْطعه". 6552 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أيوب سمعت القاسم بن ربيعة حدَّث عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -الله قال: "إن قتيل الخطأ شبْه العَمد، قتيل السَّوط أو العصا، فيه مائة، منها أربعون في بطونها أولادُهاَ". 6553 - حدثنا مُعاذ بن هشام حدثني أبي عن قَتادة،

_ = والحاكم، ولكنه جعله من حديث "عبد الله بن عمر بن الخطاب"؛ لأنه ذكر قبله حديث ابن عمر الماضي5864، ثم قال: "وعن ابن عمر أيضاً"!، فالخطأ منه لا من الناسخين, لأن الحديث الأول لابن عمر بن الخطاب يقيناً، والثاني، وهو هذا، لابن عمرو بن العاص، لا خلاف في ذلك. وهو من حديثه عند النسائي والحاكم اللذين نقل عنهما المنذري، وكذلك هو في المرقاة (ج 2 ورقة 232 من المخطوطة). (6551) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله، وزيادة [بغير حقه]، سقطت من ح خطأ، وزدناها تصحيحاً من ك م. وآخره في رواية الطيالسي: "يذبحه ويأكله، ولا يقطع رأسه فيرمي به". وهو بهذا المعنى في أكثر الروايات التي أشرنا إليها في الإسناد السابق. (6552) إسناده صحيح، وهو مكرر 6533 بهذا الإسناد. (6553) إسناده صحيح، وقد سبق الكلام عليه تفصيلاً في شرح حديث عبد الله بن عمر بن =

وعبد الصمد قال: حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة، عن شَهْر بن حَوْشَب عن عبد الله بن عمرو: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الخمر إذا شربوها فاجلدوهم، ثم إذا شربوها فاجلدوهم، ثم إذا شربوها فاجلدوهم، ثم إذا شربوها فاقتلوهم"، عند الرابعة. 6554 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه أمَر فاطمة وعلياً إذا أخذَا مضاجعهما، في التسبيح والتحميد والتكبير، لا يدري عطاء أيها أربع وثلاثون تمام المائة، قال: فقال عليّ: فما تركتُهُن بعد، قال: فقال له ابن الكَوَّاء: ولا ليلةَ صِفين؟، قال عليّ: ولا ليلة صِفِّين. 6555 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن النعمان بن

_ = الخطاب بهذا المعنى 6197، وذكرنا هناك أنه سيأتي مراراً، منها 7003، وأنه رواه الحاكم والطحاوي وغيرهما. في م "إن الخمر إذا شربوها"، وحرف "إن" ليس في ح ولا ك. (6554) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 122، إلا أنه حذف آخره، من كلام على وسؤال ابن الكواء، ثم قال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات, لأن شُعبة سمع من عطاء بن السائب قبل أن يختلط". وقد مضى نحو معناه، بسياق آخر مطول، من رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أيضاً 6498. ومضى معناه تفصيلاَ مطولاً، من رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن علي بن أبي طالب 838. ومضى معناه بنحوه أيضاً من أوجه أخر عن علي 1141، 1144، 1228، 1249. قولها "أيها أربع وثلانون"، في ح ومجمع الزوائد "أيهما"، وهو خطأ، صححناه من ك م. وقوله "تمام المائة"، في م "مائة"، وأثبتنا ما في سائر الأصول ومجمع الزوائد. وانظر6910. (6555) إسناده صحيح، النعمان بن سالم الطائفي: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم ْوغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 77. يعقوب بن عاصم بن عروة بن =

سالم سمعت يعقوب بن عاصم بن عرْوة بن مسعود سمعت رجلا قال لعبد الله بن عمرو: إنك تقول: إن الساعة تقوم إِلِىِ كذا وكذا؟، قال: لقد هَمَمْتُ أن لا أحدثكم شيئاً، إنما قلت: إنكم ستروْن بعد قليل أمرا عظيما، كان تَحْريقَ البيت، قال: شُعْبة: هذا أو نحوه، ثم قال عبد الله بن عمرو: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج الدجال في أُمتي، فيلبثُ فيهم أربعين"، لا أدري:

_ = مسعود الثقفي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/388 - 389. والحديث رواه مسلم 2: 378 - 379 عن عُبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه عن شُعبة، بنحوه. ثم رواه عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر- شيخ أحمد هنا- عن شُعبة، ولم يسق لفظه كاملاً، بل أحال على رواية معاذ التي قبله. ونقله ابن كثير في التفسير 7: 266 عنْ هذا الموضع من المسند، ثم قال: "انفرد بإخراجه مسلم في صحيحه". قوله "ثم يلبث الناس"، في ح "يلبس" بالسين، وهو خطأ مطبعي واضح. وقوله "في كبد جبل": بفتح الكاف وكسر الباء، أي وسطه وداخله، وكبد كل شيء وسطه. وقوله "في خفة الطير": المراد بخفة الطير اضطرابها ونفورها بأدنى توهم، شبه حال الأشرار في تهتكهم وعدم وقارهم واختلال رأيهم وميلهم إلى الفجور والفساد بحال الطير. "أحلام السباع": أي في عقولها الناقصة، جمع حلم بالضم، أو جمع حلم بالكسر، ففيه إيماء إلى أنهم خالون عن العلم والحلم، بل الغالب عليهم الطيش والغضب والوحشة والإتلاف والإهلاك وقلة الرحمة، قاله في المرقاة (ج 2 ورقة484). وقال النووي في شرح مسلم 18: 76: "قال العلماء: معناه يكونون في سرعتهم إلى الشر وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير. وفي العدوان وظلم بعضهم بعضاً في أخلاق السباع العادية". وقوله "يلوط حوضه": أي يطينه ويصلحه. وقوله "كأنه الطل أو الظل: الأولى بفتح الطاء المهملة، أي المطر الضعيف، والثانية بكسر الظاء المعجمة، قال القاضي عياض في المشارق 1: 319: "والأصح هنا اللفظة الأولى، لقوله في الحديث الآخر؛ كمنيّ الرجال". وتابعه النووي. كلمة [شيباً] سقطت من ح خطأ وأثبتناها من ك م.

أربعين يوما، أو أربعين سنة، أو أربعين ليلة، أو أربعين شهرا؟، "فيبعث الله عَزَّ وَجَلَّ عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم -,كأنه عروة بن مسعود الثَّقَفِي، فيظهر فيهلكه، ثم يَلْبَث الناس بعده سنين سبعا، ليس بين اثنين عداوةٌ، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبَل الشأم، فلا يبقى أحدٌ فِي قلبه مثقال ذَرّة من إيمان إلا قَبَضته، حتى لو أنَ أحدهم كان في كَبد جبل لدَخَلَتْ عليه"، قال: سمعتها من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ويبقى شرار الَناس، في خفّة الطَّير، وأحلام السِّباع، لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا"، قال: "فيَتمثل لهم الشيطان، فيقول: أِلا تستجيبون؟، فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دَارَّةٌ أرزاقهم، حَسنٌ عيشهم، ثم ينْفِخ في الصُّور، فلاِ يسمعه أحدٌ إلا أَصْغىِ لهِ، وأولي من يسمعه رجل يلوط حَوْضه، فَيَصْعق، ثم لا يبقى أحد إلا صعق، لم يرسل الله"، أو "ينزل الله قَطرا كأنه الطلُّ"، أو "الظِّل"، نعمان الشَّاكُّ؟ َ، "فتنبت منه أجساد الناس، ثم يُنْفخ فيه أخرى، فإذا هم قيامٌ ينظرون"، قال: "ثم يقال: يا أيها الناس، هَلُمُّوا إلى ربكم، وقفوهم إنهم مسؤولون"، قال: "ثم يقال: أخرجوا بَعْثَ النار"، قال: "فيقاَل: كم؟، فيقال: من كل ألفٍ تِسعمائة وتسعَة وتسعين، فيومئذ يبعث الوِلْدان [شِيبا]، ويومئذ يكْشفَ في ساق". قال محمد بن جعفر: حدثني بهذا الحديث شُعْبة مرات، وعَرَضْت عليه. 6556 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عَوف عن ميمون بن

_ (6556) في إسناده إشكال، والراجح عندي صحته، لما سنذكر إن شاء الله. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، سبق توثيقه 399، ونزيد هنا قول أحمد "ثقة صالح الحديث"، وقال النسائي: "ثقة ثبت"، ووثقه أيضاً ابن معين وابن سعد وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/58، وقال: "يقال: الأعرابي، ولم يكن بالأعرابي"، يريد أن هذا لقب له لا وصف، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/15، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/22. ميمون بن أستاذ الهزاني: تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكبير=

أسْتَاذ الهِزّاني عن عبد الله بن عمرو الهِزَّاني عن عبد الله بن عمرو بن

_ = 4/ 1/339، قال: "ميمون بن أستاذ، عن عبد الله بن عمرو، روى عنه حميد والجريري وعوف"، فلم يذكر فيه جرحاً، وترجمه الحافظ في التعجيل 417 فذكر أنه "وثقه ابن معين، وقال ابن المديني: كان يحيى القطان لا يحدث عنه"!، ولم يفعل شيئاً، بل نقل ما قاله الحسيني في الإكمال (ص 110) لم يرد عليه حرفاً!، وهو تخليط من الحسيني، أدخل ترجمة في ترجمة بأدنى شبهة: فعندهم راو آخر تابعي أيضاً، اسمه ميمون أبو عبد الله البصري القرشي مولاهم"، ترجمه البخاري في الكبير بعد ميمون بن أستاذ بترجمة، قال: "ميمون أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي، يعد في البصريين، سمع زيد بن أرقم والبراء، روى عنه شُعبة وخالد وقتادة وعوف، نسبه إسحق ابن عثمان، قال إسحق عن علي [يعني ابن المديني]: كان يحيى [يعني القطان] لا يحدث عنه"، وهذا الأخير مترجم في التهذيب 10: 393 - 394، وقال في ترجمته: "قال ابن المديني سألت يحيى بن سعيد [يعني القطان] عن ميمون أبي عبد الله، الذي روى عنه عوف؟، فحمَض وجهه، وقال: زعم شعبة أنه كان فَسْلاً، وقال أيضاً: كان يحيى لا يحدث عنه، وقال الأثرم عن أحمد: أحاديثه مناكير، وقال إسحق بن منصور عن يحيى بن معين: لا شيء، وقال أبو داود: تُكلم فيه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان يحيى القطان سيء الرأي فيه"، هذا نص ما في التهذيب نقلاَ عن أصله، أعني تهذيب الكمال للمزي. وهو كلام مستقيم لا شيء فيه، فجاء الحسيني فخلط الترجمتين، ونقل أن ابن معين وثق "ميمون بن أستاذ"، ونقل كلام ابن المديني في "ميمون أبي عبد الله"، وزاد على ذلك أن جعل "ميمون بن أستاذ الهزاني" بصرياً، وذكر أنه يروي "عن عبد الله بن عمر، والبراء بن عازب، وعبد الله بن بريدة"، والذي يروي عن البراء وابن بريدة هو "ميمون أبو عبد الله"، كما تبين من ترجمته في التاريخ الكبير والتهذيب، وقد فرق بينهما إماما الجرح والتعديل: البخاري، كما ذكرنا، ويحيى بن معين بقول صريح، فروى الدولابي في الكنى 2: 61: "سمعت العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين قال: قد روى أبو عبد الله الحداد عن ميمون أبي عبد الله، وليس هو ميمون بن أستاذ، وقد روى شُعبة عن ميمون أبي عبد الله هذا، وخالدٌ =

العاصي، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "من لبس الذهب من أمتي، فمات

_ = الحذاء"، ولما اشتبه الأمر على الحافظ ابن حجر، جاء في التقريب وزاد في ترجمة ليست في التهذيب، ولم يذكرها صاحب الخلاصة، فقال في التقريب: "ميمون بن أستاذ: قيل هو ميمون أبو عبد الله، سيأتي"!، ثم استقرت الشبهة عنده عن غير ثبت، فزاد في تهذيب التهذيب على ترجمة "ميمون أبي عبد الله" قوله: "قلت: وميمون هذا نسبه بعض الرواة عن عوف فقال: ميمون بن أستاذ!!، وقد فرق ابن أبي حاتم بين ميمون أبي عبد الله وبين ميمون بن أستاذ"!!، وليس بعد هذا تخليط! ولو كان منطقيّا مع نفسه لما تبع الحسيني في ترجمة "ميمون بن أستاذ" في التعجيل، أو لاستدرك عليه أنه هو المترجم في التهذيب، كعادته في مثل ذلك، ولكنه فاته أن يحقق هذا الموضع، ولو أنه فعل لأتى بالصواب الواضح إن شاء الله، ولأدرك أن الذي يوثقه يحيى بن معين غير الذي يقول فيه "لا شيء". و"أستاذ" بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وآخره ذال معجمة، كما ضبط في المشتبه للذهبي (ص 10)، ووقع في التقريب بغير نقطة على الذال، وكذلك في الكنى للدولابي، وكذلك في نسخة ح من المسند، ولكنه بالذال المعجمة واضحة في نسخة م والتاريخ الكبير والتهذيب والإكمال للحسيني، ووقع في التعجيل "أنشاد"! وهو تصحيف قبيح من الناسخ أو الطابع. و"الهزاني": بكسر الهاء وتشديد الزاي وبالنون، نسبة إلى "بني هزان بن صباح - بضم الصاد المهملة وتخفيف الباء الموحدة- بن عتيك" من عنزة، انظر الاشتقاق لابن دريد (ص 194)، وصفة جزيرة العرب للهمداني (ص 162)، والأنساب للسمعاني (ورقة 590)."عبد الله بن عمرو الهزاني": هكذا زيد هذا الاسم في الإسناد في هذا الموضع بين التابعي "ميمون بن أستاذ" وبين الصحابي "عبد الله بن عمرو بن العاصي"، وظاهره يوهم أنه هو الذي روى الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي. ولكن أهذا صحيح ثابت في أصل المسند؟، أم هو خطأ من بعض الناسخين القدماء؟، أم هو خطأ في الرواية من الأصل؟، لا نستطيع أن نقطع بشيء من ذلك، ولكني أرجح أنه خطأ من بعض الناسخين القدماء، فإن مترجمي الرواة لم يترجموا له، ولم يشيروا إليه قط في التراجم- فيما علمت- بل كل من ترجم لميمون بن أستاذ نصّ على أنه يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي, =

وهو يلبسه، حَرّم الله عليه ذهب الجنة، ومن لبس الحرير من أُمتي، فمات

_ = ولو كان بين أيديهم هذا الرجل في الإسناد لأشاروا إليه إن شاء الله، إما بترجمة إن عرفوها، وإما ببيان أنه مزاد في الإسناد في بعض الرواية, كما أشار الإِمام أحمد إلى خطأ آخر في إسناد آخر لهذا الحديث، عند روايته إياه مرة أخرى بإسنادين 6947، 6948، كما سنبين في التخريج. نعم، قد أشار إليه الهيثمي بطريقة غير واضحة، كما سنذكر إن شاء الله، مما لا يدل على ثبوته في هذا الإسناد ثبوتاً نقطع معه بأنه من أصل المسند. و "عمرو" في نسب هذا الراوي المقحم، ثبت في ح ومجمع الزوائد "عمر" بدون واو، وأثبتنا ما في م. و "الهزاني" في نسبته، ثبت في ح "الهذاني" بالذال بدل الزاي، وهو تصحيف وخطأ. والحديث سيأتي في المسند 6947 بنحو هذا اللفظ، عن إسحق الأزرق وهوذة بن خليفة عن عوف عن ميمون بن أستاذ عن عبد الله بن عمرو، يعني ابن العاصي، مرفوعاً. ثم رواه الإِمام أحمد 6948 عن يزيد بن هرون عن الجريري "عن ميمون بن أستاذ عن الصدفي عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة، ومن مات من أمتي وهو يتحلى الذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة". وهكذا زاد الجريري في الإسناد من سماه "الصدفي" بين التابعي "ميمون بن أستاذ". والصحابي "عبد الله بن عمرو"، وزاد في متن الحديث شرب الخمر، وحذف منه لبس الحرير- وقد علل عبد الله بن أحمد هناك هذه الرواية لأن أباه الإِمام ضرب عليها، فقال: "ضرب أبي على هذا الحديث. فظننت أنه ضرب عليه لأنه خطأ، وإنما هو "ميمون بن أستاذ عن عبد الله بن عمرو" ليس فيه "عن الصدفي". ويقال إن ميمون هذا هو الصدفي, لأن سماع يزيد بن هرون من الجريري آخر عمره". وهذا تعليل جيد من عبد الله بن أحمد. وهو يؤيد تعليلنا زيادة "عبد الله بن عمرو الهزاني" في هذا الإسناد ونفينا إياها. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 146 عن هذا الموضع من المسند بلفظه، وقال: "رواه أحمد والطبراني. وزاد: ومن مات من أمتي يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الآخرة. وميمون بن أستاد [كذا] عن عبد الله بن عمر [كذا] الهزاني: لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات"!!. وذكره مرة أخرى 5: 74 باللفظ الذي سيأتي 6948 وقد نقلناه آنفاً، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني , =

وهو يلبسه، حرم [الله] عليه حرير الجنة". 6557 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي سِنَان عن

_ = ورجاله ثقات"!!. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 187 باللفظ الأخير، وقال، "رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات"!. ونلاحظ أولاً: أن اللفظ الذي جزم الهيثمي والمنذري بأن رجاله عند أحمد ثقات، هو لفظ الإسناد الذي صرح عبد الله بن أحمد بأن أباه ضرب عليه. وأعله بترجيح أنه خطأ من يزيد بن هرون، فلا يستقيم معه قولهما. وثانياً: أن الهيثمي ذكر في الموضع الآخر زيادة الطبراني في "شرب الخمر"، وهو يوهم أن أحمد لم يروها , ولم ينسب الحديث للبزار، فيوهم أنه لم يرو الحديث بلفظيه، في حين أنه ذكر الرواية التي فيها "شرب الخمر" ونسبها لأحمد والبزار!!. وثالثاً: حين أعلّ الإسناد قال: "وميمون بن أستاد عن عبد الله بن عمر الهزاني لم أعرفه"، وهو لفظ موهم أنه تجهيل للراوي وشيخه، في حين أن المجهول الذي لم يترجموا له هو هذا الشيخ المقحم على الإسناد! لفظ الجلالة في أواخر الحديث لم يذكر في ح، وأثبتناه من م وسائر المصادر. (6557) إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي. سفيان: هو الثوري. أبو سنان، ولكسر السين المهملة وتخفيف النون الأولى: هو أبو سنان الشيباني الأكبر واسمه "ضرار بن مرة". "ضرار" بكسر الضاد المعجمة وتخفيف الراء الأولى، سبق توثيقه 1164، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد ويحيى القطان وابن سعد والنسائي وغيرهم، وقال العجلي: "ثقة ثبت في الحديث، مبرر، صاحب سنة"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/340. عبد الله بن أبي الهذيل العنزي: تابعي كبير، سبق توثيقه 689، ونزيد هنا أنه ثبت سماعه من عمر ابن الخطاب، وروى عن كثير من الصحابة، وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 78 - 79، وأبو نعيم في الحلية 358 - 364. والحديث رواه أبو نعيم في الحلية 4: 362 عن هذا الموضع مع المسند، عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الإسناد، وقال: "غريب من حديث الثوري عن أبي سنان، تفرد به عبد الرحمن"، ثم أشار إلى الرواية الآتية 6561. ورواه أيضاً 5: 93 عن هذا الموضع بهذا الإسناد عن المسند. ووقع في الحلية في الموضع الأول: "عبد الرحمن بن عمرو"، وهو خطأ لا شك فيه، صحته ْ"عبد الرحمن بن مهدي"، فليس في شيوخ أحمد، ولا في هذه الطبقة- فيما نعلم- من يسمى "عبد الرحمن بن عمرو". وأرجح أنه خطأ مطبعي، إن لم يكن من بعض =

عبد الله بن أبي الهذَيل عن عبد الله بن عمِرو, قال: كان النبِي - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذ من علم لا ينفع، ودعاءٍ لايسمع، وقلبٍ لا يخْشَع، ونفسٍ لا تشبع. 6558 - حدثنا أبو كامل حدثنا عبد الله بن عمر العُمري عن

_ = الناسخين. وقد ثبت على الصواب "عبد الرحمن بن مهدي" في الموضع الثاني من الحلية 5: 93.ورواه النسائي 2: 313 عن يزيد بن سنان عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 354 من طريق قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهذا يرد على أبي نعيم دعواه أن عبد الرحمن بن مهدي تفرد به عن الثوري. ورواه الترمذي 4: 254 من وجه آخر، من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحرث عن زهير بن الأقمر عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً بنحوه. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه". وسيأتي مطولاً 6561 بإسناد آخر عن ابن أبي الهذيل عن شيخ مبهم عن عبد الله بن عمرو. وسنبين هناك إن شاء الله أنه لا يعلل الإسناد الذي في هذا الموضع. (6558) إسناده صحيح، أبو كامل: هو مظفّر بن مدرك الخراساني. عبد الله بن عمر العمري. سبق توثيقه 5655. ووقع هنا في م بدله "عُبيد الله بن عمر العمري"، يعني أخاه، والظاهر عندي أنه خطأ في هذا الموضع, لأنهم أكثر ما يطلقون "العمري" إذا ذكروا عبد الله (بالتكبير)، ومن النادر أن يطلقوه على أخيه "عُبيد الله" "بالتصغير"، ثم إن أبا كامل الخراساني يبعد أن يدرك السماع من عُبيد الله, لأنه مات سنة 207، وعُبيد الله مات سنة 147 أو قبلها، فبين وفاتيهما أكثر من 60 سنة، فلو كان أدركه لاهتموا بالنص عليه لعلو إسناده حينئذ، وأما "عبد الله بن عمر العمري" فمات سنة 171 أو 172 بعد أخيه بدهر. وأما الحديث في ذاته، فقد رواه عُبيد الله أيضاً عن عمرو بن شعيب، كما سنذكره. فرواه أحمد فيما سيأتي 6674 عن يحيى القطان عن عُبيد الله عن عمرو بن شعيب، به. وكذلك رواه في كتاب الأشربة (ص 7) عن يحيى. ورواه النسائي 2: 326 - 327، والبيهقي 8: 296، كلاهما من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. ورواه ابن ماجة 2: 173 من طريق أنس بن عياض، والدارقطني 532 من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عن عُبيد الله، به. ثم لم ينفرد أبو كامل الخراساني بروايته عن عبد الله بن عمر العمري، فقد قال البيهقي بعد روايته إياه من طريق يحيى القطان عن عُبيد الله: "وكذلك رواه عبد الله بن عمر عن عمرو"، يعني عمرو بن =

عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما أسْكَرَ كثيرة فقليلُه حرامٌ". 6559 - حدثنا أبو كامل حدثنا زُهَير حدثنا إبراهيم بن المُهَاجر عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو، قال: كنتُ عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال فذُكرَت الأعمال، فقال: "ما من أيام العمل فيهنَّ أفضل من هذه العَشْر"، قَالوَا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟، فأكبَرَه، فقال: "ولا الجهاد، إلا أن يخرج رجلٌ بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكونَ مُهْجة نَفْسِه فيه". 6560 - حدثنا أبو النَّضر ويحيى بن آدم قالا حدثنا زهَير عن إبراهيم بن مُهاجر عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فذكِرَتِ الأعمال، فذكر مثله. 6561 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا يزيد بن عطاء عن أبي

_ = شعيب، ثم رواه بإسناده من طريق ابن وهب "أخبرني عبد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص"، فذكره مرفوعاً. وذكر الزيلعي في نصب الراية 4: 301 أنه "رواه عبد الرزاق في مصنفه: أخبرنا عبد الله بن عمر عن عمرو، به". وقد مضى بمعناه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب بإسناد ضعيف 5648. (6559) إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي، مضت ترجمته في 6012. إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي: سبق توثيقه 1654. عبد الله بن باباه: سبق توثيقه أيضاً 5360. والحديث رواه الطيالسي 2283 عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وهو مكرر 6505 بنحوه. وقد ذكرنا هناك أن الهيثمي أشار إلى هذه الرواية في مجمع الزوائد 4: 16 مع تلك الرواية وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، كل منهما بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات". فهذا الإسناد هو الذي يوثق رجاله، لأن ذاك الإسناد 6505 إسناد حسن، لجهالة حال التابعي راويه. (6560) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (6561) إسناده ضعيف، لإبهام الشيخ الذي رواه عنه عبد الله بن أبي الهذيل. والحديث رواه أبو =

سنان عن عبد الله بن أبي الهُذيل حدثني شيخٌ قال: دخلت مسجداً بالشأم، فَصليت ركعتين، ثم جلسِت، فجاء شيخ يصلي إلى السارية، فلما انصرف ثابَ الناس إليه، فسألت: منْ هذا؟، فقالوا: عبد الله بن عمرو، فأتَى رسول يزيدَ بن معاوية، فقال: إن هذا يريد أن يمنعني أن أحدِّثكم، وإن نبيَّكم - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع، وقلبٍ لا يخشع، ومن علم لا ينفع، ومن دعاءٍ لايسمع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع". 6562 - حدثنا أبو كامل حدثنا حماد عن ثابت عن شعَيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه قال: ما رُؤي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يأكل متَّكئاً قَطُّ، ولا يَطأ عَقبيه رجلان. 6563 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا ليث حدثني أبو قَبِيل

_ = نعيم في الحلية 4: 362 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني عن خالد بن عبد الله الواسطي عن أبي سنان، بهذا الإسناد، مختصراً، لم يذكر فيه مجيء رسول يزيد بن معاوية. وسيأتي مرة أخرى في المسند 6865 عن عفان عن خالد الواسطي، مطولاً بنحو هذه الرواية. وقد مضى المرفوع منه بإسناد صحيح 6557، من رواية عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن عمرو مباشرة، وقد أشرنا هناك إلى هذه الرواية التي فيها شيخ مبهم، وأنها لا تعلل تلك الرواية، إذ الظاهر أن عبد الله بن أبي الهذيل روى القسم المرفوع عن عبد الله بن عمرو دون واسطة، وأنه روى عنه بالواسطة هذه القصة التي فيها مجيء رسول من يزيد بن معاوية، يريد أن يمنع عبد الله بن عمرو من التحديث. وفي الرواية الآتية 6865 قال: "هذا ينهاني أن أحدثكم، كما كان أبوه ينهاني". (6562) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. ثابت: هو البناني. والحديث مكرر 6549. (6563) إسناده صحيح، ليث: هو ابن سعد الفهمي الإمام المصري، سبق ذكره في 936، ونزيد هنا قول ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث صحيحه، وكان سرياً من الرجال، نبيلا سخياً"، وقال أحمد: "الليث كثير العلم صحيح الحديث"، وقال ابن بكير: "ما =

المَعَافِريّ عن شُفَيّ الأصْبَحِي عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -،

_ = رأيت أكمل من الليث، كان فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر، حسن المذاكرة، لم أر مثله"، وقال الشافعي: "الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به"، وقال ابن بكير أيضاً: "الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/246 - 247، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 204. أبو قبيل، بفتح القاف: هو حيي- بضم الحاء- ابن هانئ المعافري المصري، سبق توثيقه 1786، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/201. شفي، بضم الشين المعجمة وفتح الفاء وتشديد الياء: هو ابن ماتع- بالتاء المثناة- الأصبحي المصري، وهو تابعي ثقة، بل ذكره بعضهم في الصحابة، وقال ابن يونس: "كان عالماً حكيماً"، وجاء إلى مجلس عبد الله بن عمرو فقال: "جاءكم أعلم من علمنا"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/267، وابن سعد في الطبقات 2/ 7/201، والذهبي في تاريخ الإِسلام 4: 123، وله ترجمة في الإصابة أيضاً 3: 231. والحديث رواه الترمذي 3: 199 - 200 عن قتيبة بن سعيد عن الليث، بهذا الإسناد، وقال: "حديث حسن صحيح غريب". ورواه أبو نعيم في الحلية 5: 168 - 169 من طريق عاصم بن علي عن الليث بن سعد، ومن طريق قتيبة بن سعيد عن بكر بن مضر، ومن طريق سويد بن عبد العزيز عن قرة بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عن أبي قبيل، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير 7: 353 - 354 عن هذا الموضع من المسند، ثم قال: "وهكذا رواه الترمذي والنسائي جميعاً، عن قتيبة عن الليث بن سعد وبكر بن مضر، كلاهما عن أبي قبيل عن شفي بن ماتع الأصبحي عن عبد الله بن عمرو، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وساقه البغوي في تفسيره من طريق بشر بن بكر عن سعيد بن عثمان عن أبي الزاهرية عن عبد الله بن عمرو عن كاتب الليث عن الليث، به". والذي في الترمذي- كما نقلنا آنفاً- روايته عن قتيبة عن الليث فقط، ولم أجده في النسائي. والظاهر أنه في السنن الكبرى، وأنه رواه عن قتيبة عن بكر ابن مضر، ورواية قتيبة عن بكر ثابتة عند أبي نعيم في الحلية، كما ذكرنا قريباً. ورواية البغوي التي أشار إليها ابن كثير- ثابتة في تفسيره المطبوع معه، وقد رواه أيضاً من طريق المسند، من طريق القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، بهذا الإسناد. ووقع =

قال: خرج علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وفي يده كتابان، فقال: "أتدرون ما هذانِ

_ = في البغوي اسم شيخ أحمد "هشام بن القاسم"، وهو خطأ مطبعي واضح، صوابه كما هنا "هاشم بن القاسم". ورواه أيضاً الطبري في التفسير (ج 25 ص 7) من طريق عمرو ابن الحرث عن أبي قبيل عن شفي "عن رجل من أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 3 ونسبه أيضاً لابن المنذر وابن مردويه. وانظر الأحاديث 19، 196، 311، 621، 1067، 1068، 1110، 1181، 1348، 3553، 3624، 3934، 4091، 5140،5481 وانظر أيضاً في سؤالات جبريل 184،191، 367، 368 , 374, 2926م , 5857،5856. قوله "وفي يده": في المشكاة (ص 13) "يديه" بالتثنية، وقال العلامة علي القاري في المرقاة (ج 1 ورقة 48):"وفي بعض النسخ: وفي يده، كما في أكثر نسخ المصابيح". ولست أدري من أين أتى صاحبا المصابيح والمشكاة برواية التثنية؟، فإن صاحب المشكاة نسبه للترمذي فقط، وهو فيه بالإفراد، وهو كذلك بالإفراد في جميع الروايات التي أشرت إليها هنا في تخريجه!! وقوله "أتدرون ما هذان الكتابان؟ ": قال العلامة على القاري في المرقاة: "الظاهر من الإشارة أنهما حسيان وقيل: تمثيل واستحضار للمعنى الدقيق الخفي في مشاهدة السامع، حتى كانه ينظر إليه رأي العين، فالنبي عليه السلام لما كشف له بحقيقة هذا الأمر، وأطلعه الله عليه إطلاعاً لم يبق معه خفاء، صور الشيء الحاصل في قلبه بصورة الشيء الحاصل في يده، وأشار إليه إشارة إلى المحسوس". وهذا تأول فيه تكلف كثير، ثم ينقضه نقضاً أول الكلام، إذ قال عبد الله: خرج علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وفي يده كتابان"، فهو يحكي صفة شيء رآه هو وغيره من الصحابة، ثم يخبر أن النبي -صلي الله عليه وسلم - سألهم: "أتدرون ما هذان الكتابان"؟، فالإشارة إلى شيء رأوه قبل السؤال، فيما حكى. الصحابي راوي الحديث. وما الكتابان إلا شيء من عالم الغيب، الذي وراء المادة، والذي أمرنا أن نؤمن به إيماناً وتسليماً، دون تأول أو تردد، ودون أن نقيسه على أوضاع المادة التي حبست فيها أرواحنا في هذه الحياة الدنيا. فلا نرى ما وراءها إلا في النادر من الحال والوقت، أو حين انطلاق الروح في الرؤى الصالحة. فيجب أن نجري الحديث على ظاهره، وأنهما كانا كتابين في يده - صلى الله عليه وسلم -، غير مَقيسين على ما نرى. ونستطيع أن نفهم =

الكتابان؟ "، قال: قلنا: لا، إلا أن تخبرنا يا رسول الله، قال للذي في يده اليَمنى: "هذا كتابٌ من ربّ العالمين تبارك وتعالى، بأسماء أهل الجنة, وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجْمل على آخرهم لا يزَاد فيهم ولا ينْقص منهم أبداً"، ثم قال للذي في يسَاره: "هذا كَتاب أهل النار، بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجْملَ على آخرهم، لا يزَاد فيهم ولا ينْقَص منهم أبداً"، فقالِ أصحاب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: فلأيّ شيء إذن نعملُ، إنْ كان هذا أمْراً قد فرِغ منه؟، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "سَدِّدُوا وقَارِبوا، فإن صاحب

_ = أنهما كانا شيئين في يده، لا يستطيع الحاضرون أن يدركوا من أمرهما إلا ظاهر صورة كتابين، ثم يخبرهم - صلى الله عليه وسلم - بما فيهما، دون أن يستطيع أحد قراءة شيء منهما، بأنهما من عالم الغيب، يراهما الناس حين يأذن الله برؤيتهما على يدي نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ثم يذهبان فلا يُرَيَان حين ينتهي الإذن بذلك، كما كان حين نبذ بيديه- في هذا الحديث- فذهبا لا أثَر لهما. وكما كان في مجلس سؤالات جبريل، إذ رآه عمر بن الخطاب وحاضرو المجلس من الصحابة، ثم أدبر، فذهبوا ليردُّوه إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فلم يروا شيئاً. فهذا وذاك من عالم الغيب، من نوع واحد سواء. وليس الكتابان كمثل الكتب المادية التي في الدنيا، التي هي من صنع الناس بما ألهمهم الله وعلمهم من الصناعة، وإلا فأي حجم يكون للكتاب الذي يسع كتابه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، أو كتابة أسماء أهل النار كذلك؟، وأنى تسع اليد الواحدة أن تمسك به؟، {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}. وقوله "ثم أُجمل على آخرهم": بالجيم والميم واللام، وبالبناء لما لم يسم فاعله، وهو من قولهم: "أجملت الحساب" إذا جمعت آحاده وكملت أفراده، أي أحصوا وجُمعوا، فلا يزاد فيهم ولا ينقص، قاله ابن الأثير. وقوله "سددوا": أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الأمر والعدل فيه. "وقاربوا": أي اقتصدوا في الأمور كلها، واتركوا الغلو فيها والتقصير، يقال "قارب فلان في أموره": إذا اقتصد، قاله أيضاً ابن الأثير. "يختم له بعمل [أهل] الجنة"، كلمة "أهل" لم تذكر في ح، وزدناها من م.

الجنة يخْتَم له بعمل [أهل]، الجنة، وإنْ عَملَ أيَّ عملٍ، وإنَّ صاحب النار لَيخْتَم له بعمل أهل النار، وإنْ عَملَ أيَّ عَمل"، ثم قال بيده فَقَبَضَها، ثم قال "فَرَغَ ربكم عزِ وجل من العَبَاد"، ثم قال باليمْنَى، فنَبَذَ بها، فقال: "فريق في الجنة"، ونَبذَ باليسْرَى، فقَال: "فريق في السَّعِير". 6564 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا الفَرَج حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله حرَّم على أمتي الخمر، والميسر، والْمِزرَ، والقِنِّينَ، والكوبةَ، لزاد لي صلاةَ الوتر". 6565 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوَة أخبرنا شُرحْبِيل بن

_ (6564) إسناده ضعيف، وهو مكرر 6547. (6565) إسناده صحيح، عبد الله بن يزيد المقرئ أبو عبد الرحمن: سبق توثيقه 772، ونزيد هنا أنه وثقه ابن سعد والنسائي وغيرهما، ومات في رجب سنة 213 بمكة، وقد جاوز التسعين. وأخطأ ابن حزم في جمهرة الأنساب (ص 409) في نسبته خطأ عجيباً، إذ زعم وجود حي ضخم من وليد سبيع بن الحرث بن زيد، باسم "مقر"، بضم الميم وسكون القاف، فقال: "ومن ولد سبيع المذكور: مقر، حي ضخم، إليه ينسب عبد الله ابن يزيد المقري، ولم يكن مقرئاً للقراءات، وإنما كان محدثاً"!!، وقد علقت عليه هناك بأن "عبد الله بن يزيد المقرئ: إمام كبير في الحديث ومشهور في القراءات، لقن القرآن سبعين سنة، كما في طبقات القراء لابن الجزري ج اص 463 - 464، وقد قال عن نفسه: أقرأت القرآن بالبصرة 36 سنة، وههنا بمكة 35 سنة، كما في التهذيب (ج 6 ص 84). وأما هذه القبيلة: المقر، التي زعمها ابن حزم فلم أجدها عند غيره". وأرى أن ابن حزم انتقل ذهنه إلى "عبد الرحمن بن عبدٍ القاري"، فإنه بتشديد الياء، نسبة إلى "القارة" وهي قبيلة، وليس هو "القارئ" بالهمز من القراءة، فاشتبه عليه الأمر، رحمه الله. حيوة: هو ابن شريح التجيبي المصري، سبق توثيقه 2899، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 203، وقال: "كان ثقة" شرحبيل بن شريك =

شَرِيك المَعَافِري أنه سمع عبد الرحمن بن رافع التَّنُوخِي يقول: إنه سمع

_ = المعافري: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وروى له مسلم في صحيحه، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/253، وضعفه الأزدي لا عبرة به، خصوصاً مع توثيق هؤلاء. وسيأتي بحث في اسمه في تخريج الحديث إن شاء الله. عبد الرحمن بن رافع التنوخي المصري: سبقت الإشارة إليه في 5394، وهو تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "لا يحتج بخبره إذا كان من رواية ابن أنعم، وإنما وقع المناكير في حديثه من أجله"، وذكره البخاري في الضعفاء (ص 22) قال: "في حديثه المناكير"، فيريد ابن حبان أن هذا ليس على إطلاقه، وأن ليس الضعف من قِبل عبد الرحمن بن رافع في نفسه، وإنما وقعت المناكير فيما روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، فيظهر أن ابن أنعم لم يتقن حفظ ما روى عن ابن رافع، وأما ابن رافع فإنا نرى أنه ثقة، بما ذكرنا "وبأن أبا العرب بن تميم ذكره في طبقات علماء إفريقية (ص 20) في التابعين العشرة الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز "يفقهون أهل إفريقية"، وما كان عمر بن عبد العزيز ليرسل في هذا إلا رجلاً ثقة عدلا، وترجمه أبو بكر المالكي في رياض النفوس 1: 72 وقال: "من فضلاء المؤمنين ..... سكن القيروان، وانتفع به خلق كثير". والحديث رواه أبو داود 3869 (4: 5 عون المعبود) عن عُبيد الله بن عمر القواريري عن عبد الله بن يزيد المقري- شيخ أحمد هنا- عن سعيد بن أبي أيوب عن شُرحبيل بن يزيد المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي عن ابن عمرو. ورواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 255) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة عن شَراحيل بن يزيد عن حنش بن عبد الله عن ابن عمرو، في قصة. ثم قال ابن عبد الحكم: "ورواه حيوة بن شريح أيضاً ْعن شراحيل بن يزيد". ورواه أبو نعيم في الحلية 9: 308 من طريق معاوية بن يحيى عن سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن شريك عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو. فنجد في هذه الروايات أن أبا داود ذكر "شرحبيل بن شريك باسم "شرحبيل ابن يزيد"، وقد نبه على ذلك صاحب التهذيب 4: 323 - 324، قال: "إلا أن أبا داود سماه في روايته: شرحبيل بن يزيد"، ثم ذكر هذا الحديث، ثم قال: "وقد رواه أبو =

عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: إنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ما أُبالي

_ = بكر بن أبي شيبة وغير واحد عن المقري فقالوا: شرحبيل بن شريك، على الصواب"، وقد عقب على ذلك الحافظ ابن حجر فقال: "أخشى أن يكون "شرحبيل ابن يزيد" تصحيفاً من "شَراحيل بن يزيد" لأنه أيضاً معافري، ويروي عن عبد الرحمن ابن رافع وغيره. وهذا الذي ظنه ابن حجر ظناً كان فعلاً: أن شراحيل بن يزيد روى هذا الحديث، ولكنا وجدناه من روايته عن حنش بن عبد الله الصنعاني، رواه عنه ابن لهيعة وحيوة بن شريح، كما نقلنا عن فتوح مصر. ولعله يكون قد رواه أيضاً عن عبد الرحمن ابن رافع، كما ظن ابن حجر، ولكن لم تقع لنا روايته. والذي أكاد أرجحه أن الخطأ فيه إنما هو من عُبيد الله القواريري شيخ أبي داود، لأن المزي حكى أن "أبا بكر بن أبي شيبة وغير واحد" رووه عن المقري على الصواب. والظاهر أن رواية ابن أبي شيبة وغيره، التي يشير إليها المزي، إنما هي "عن المقري عن سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن شريك"، كإسناد أبي داود، إلا في تسمية والد شرحبيل. ويخلص لنا من هذه الأسانيد: أن الحديث رواه عن عبد الله بن عمرو ثلاثة من التابعين: عبد الرحمن بن رافع التنوخي، هنا في المسند، وعند أبي داود. وحنش بن عبد الله الصنعاني، عند ابن عبد الحكم في فتوح مصر. وأبو عبد الرحمن الحبلي، واسمه "عبد الله بن يزيد المعافري المصري"، عند أبي نعيم في الحلية. وأن عبد الله بن يزيد المقري- شيخ أحمد- رواه عن شيخين: حيوة ابن شريح، هنا في المسند، وسعيد بن أبي أيوب، عند أبي داود. وأن حيوة بن شريح رواه عن شيخين أيضاً: شرحبيل بن شريك المعافري عن عبد الرحمن بن رافع، هنا في المسند، وشَراحيل بن يزيد المعافري عن حنش بن عبد الله، عند ابن عبد الحكم في فتوح مصر. وأن سعيد بن أبي أيوب رواه عن شيخ واحد: هو شُرحبيل بن شريك، وأن شرحبيل رواه له عن اثنين من التابعين: أولهما: عبد الرحمن بن رافع التنوخي، هنا في المسند، وعند أبي داود أيضاً، على خطأ وقع فيه في اسم والد شرحبيل، بتسميته "يزيد" بدل "شريك". وثانيهما: أبو عبد الرحمن الحبلي، عند أبي نعيم في الحلية. وأن ابن لهيعة وحيوة بن شريح روياه عن شَراحيل بن يزيد عن حنش بن عبد الله، عند ابن عبد الحكم. ثم يتبين من هذا أيضاً أنْ قد أخطأ الحافظ الذهبي وتبعه المناوي في شرح =

ما أتيت"، أو "ما أبَالِي ما رَكْبتُ، إذَا أنا شربت ترْيَاقاً"، أو قال: "علقْت تميمة، أو قلت شعْراً من قِبَلِ نفَسي". المعَافِري يَشكُّ "ما أبالي ما ركبت" أوَ"ما أبالِي ما أتيت". 6566 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوَة وابن لَهِيعة قالا أخبرنا

_ = الجامع الصغير، إذ نقل السيوطي هذا الحديث 7773، ونسبه لأحمد وأبي داود، ورمز له برمز الحديث الحسن. فقال المناوي: "رمز المصنف لحسنه"، وكأنه ذهل عن قول الذهبي في المهذب: هذا حديث منكر، تُكلم في ابن رافع لأجله! "، فإن عبد الرحمن ابن رافع لم ينفرد بروايته، بل تابعه على روايته عن ابن عمرو آخران من التابعين: هما أبو عبد الرحمن الحبلي، وحنش بن عبد الله الصنعاني. وبعد: فالحديث حديث عبد الله ابن عمرو بن العاصي، ولكن أخطأ ابن الأثير في النهاية 1: 113، 119 في مادتي "ترياق"، و"تميمة" فجعله من حديث ابن عمر"، وتبعه في ذلك صاحب اللسان. وما وجدت أحداً غيرهما نسبه لعبد الله بن عمر بن الخطاب. الترياق، بكسر التاء: ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين، ويقال فيه أيضاً "درياق" بالدال بدل التاء. قال ابن الأثير: "إنما كرهه من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي والخمر، وهي حرام نجسة .. والترياق أنواع، فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأس به. وقيل: الحديث مطلق، فالأولى اجتنابه كله". وقال أبو داود عقب روايته الحديث: "هذا كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، وقد رخص فيه قوم!، يعني الترياق"، وادعاء الخصوصية ليس عليه من دليل. وقال الخطابي (رقم 3720 من تهذيب السنن): "ليس شرب الترياق مكروهاً من أجل أن التداوي محظور، وقد أباح رسول الله -صلي الله عليه وسلم - التداوي والعلاج في عدة أحاديث، ولكن من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي، وهي محرمة. والترياق أنواع، فإذا لم يكن فيه لحوم الأفاعي فلا بأس بتناوله". وقال أيضاً: "والتميمة: يقال إنها خرزة كانوا يتعلقونها، يرون أنها تدفع عنهم الآفات. واعتقاد هذا الرأي جهل وضلال، إذ لا مانع ولا دافع غير الله سبحانه. ولا يدخل في هذا التعوذ بالقرآن والتبرك به والاستشفاء به, لأنه كلام الله سبحانه، والاستعاذة به ترجع إلى الاستعاذة بالله سبحانه". وانظر 3615. (6566) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 129 من طريق عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح عن شرحبيل بن شريك، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب". ورواه الحاكم =

شرَحْبِيل بن شَرِيك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبلِيّ يحدث عن عبد الله ابن عمرو بن العاصي عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "خيرُ الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرُهم لجاره". ِ6567 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حَيوُة وابن لَهِيعة قالا حدثنا شُرَحْبيل بن شرِيك أنه سمع أبا عبد الرحمن يحدِّث عن عبد الله بن عمرو ابن الَعاصي عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال:"إن الدنيا كلَّها مَتَاعٌ، وخير مَتَاعِ الدنيا المرأة الصالحة". 6568 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوَة أخبرنا كَعب بن

_ = في المستدرك 4: 164 من طريق عبد الله، وهو ابن المبارك، عن حيوة بنْ شريح، به، وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ولكن وقع في المستدرك ومختصر الذهبي المطبوعين "شرحبيل بن مسلم"، وفي مختصر الذهبي المخطوط "شرحبيل بن مسلمة"!، وكلاهما خطأ، صوابه "شرحبيل بن شريك". وذكره ْالمنذري في الترغيب والترهيب 3: 237، ونسبه أيضاً لابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. وذكر المنذري أنه صححه الحاكم على شرط مسلم، ولكن الذي في المستدرك ومختصر الذهبي أنه على شرط الشيخين. نقله ابن كثير في التفسير 2: 442، وقال: "ورواه الترمذي عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة ابن شريح، به. وقال: حسن غريب". (6567) إسناده صحيح، أبو عبد الرحمن شيخ أحمد: وهو عبد الله بن يزيد المقرئ. وأبو عبد الرحمن، التابعي راويه عن ابن عمرو: هو عبد الله بن يزيد الحبلي المعافري. والحديث رواه مسلم 1: 420، والنسائي 2: 72 - 73، كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. ورواه ابن ماجة 1: 293 من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد الحبلي، بنحوه. (6568) إسناده صحيح، كعب بن علقمة التنوخي المصري: سبق توثيقه 5640، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 225. عبد الرحمن بن جُبير الفقيه الفرضي المؤذن: =

عَلْقَمة أنه سمع عبد الرحمن بن جُبيرٍ يقول: إنه سمع عبد الله بن عمرو ابن العاصي يقول: إنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عَشْراً، ثم سَلْوا ليَ الوَسيلَة، فإنها منزلةٌ فيِ الجنة لا تنبَغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أنْ أكَونَ أناَ هو، فمن سألَ لي الوَسيلَة حلَّت عليه الشفاًعة". 6569 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوَة أخبرني أبو هانئ أنه

_ = تابعي ثقة مصري، وثقه النسائي وابن حبان وغيرهما، وقال ابن لهيعة: "كان عالماً بالفرائض، وكان عبد الله بن عمرو به معجباً"، وقال ابن يونس: "كان فقيهاً عالما بالقراءة". وهو غير"عبد الرحمن بن جُبير بن نفير"، نقل الترمذي في السنن 4: 294 عن البخاري قال: "عبد الرحمن بن جُبير هذا قرشي، وهو مصري، وعبد الرحمن بن جُبير بن نفير شامي". وهو قرشي بالولاء، ففي سنن النسائي 1: 110 أنه "مولى نافع ابن عمرو القرشي". ذكره ابن كثير في التفسير 3: 145 عن صحيح مسلم. والحديث رواه الترمذي 4: 294 عن البخاري عن عبد الله بن يزيد المقرئ-شيخ أحمد هنا- بهذا الإسناد، وكذلك رواه النسائي 1: 110 عن سويد عن عبد الله بن يزيد. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ورواه مسلم 1: 113 عن محمد بن سلمة عن عبد الله بن وهب "عن حيوة وسعيد بن أبي أيوب وغيرهما عن كعب بن علقمة". وكذلك رواه أبو داود 523 (1: 206 - 207 عون المعبود) عن محمد بن سلمة عن ابن وهب" عن ابن لهيعة وحيوة وسعيد بن أبي أيوب عن كعب بن علقمة". فابن لهيعة هو الذي أبهمه مسلم بقوله "وغيرهما". ورواه البيهقي في السنن الكبرى 1: 409 - 410 بأسانيد من طريق عبد الله ومن طريق ابن وهب. قوله "حلت عليه الشفاعة"، في م "شفاعتي". وما هنا هو الذي في ح، وهو الموافق لسائر الروايات التي ذكرنا إلا روايات البيهقي. (6569) إسناده صحيح، أبو هانئ: هو حميد بن هانئ الخولاني المصري، سبق توثيقه 5635. والحديث رواه مسلم 2: 301 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.

سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلي أنه سمع عبد الله بن عمرو: أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن قلوب بني آدم كلَّها بين إصْبَعين من أصابع الرحمن عز وجل، كقلبٍ واحد، يصرف كيف يشَاءَ"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم مصرِّفَ القلوب، اصْرِفْ قلوبَنَا إلى طاعتك". 6570 - حدثنا أبو عبد الرحمنِ حدثني سعيد بن أيوب حدثني معروف بن سويد الخذَامي عن أبي عُشَّانةَ المَعَافرِي عن عبد الله بن عمرو ابن العاصي، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "هل تدْرون أوّلَ مَنْ يدخل الجنة من خلق الله؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "أوّل منْ يدخل الجنةَ مِن

_ (6570) إسناده صحيح، معروف بن سويد الجذامي المصري: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/414. "الجذامي": بضم الجيم وتخفيف الذال المعجمة، نسبة إلى "جذام" قبيلة من اليمن، وهم أول من سكن مصر من العرب، حين جاءوا مع عمرو بن العاص. أبو عشانة المعافري: هو حي بن يؤمن بن حجيل المصري، وهو تابعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، قال الحافظ في التهذيب: "وذكره ابن حبان في الثقات، ولما خرج حديثه في صحيحه قال فيه: من ثقات أهل مصر. ووثقه يعقوب بن سفيان"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/110، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/201. "عشانة": بضم العين المهملة وتشديد الشين المعجمة المفتوحة، كما ْضبطه الحافظ في التقريب. "حي": بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء. "يؤمن": بضم الياء وسكون الهمزة وكسر الميم. والحديث رواه أبو نعيم في الحلية 1: 347 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ بهذا الإسناد، بنحوه مختصراً. ونقله ابن كثير في التفسير 4: 519 عن هذا الموضع من المسند. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 259، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني"، وزاد بعد قوله: وسكان سمواتك- وإنك تدخلهم الجنة قبلنا، ورجالهم ثقات". وانظر الحديث التالي لهذا، ففيه مزيد تخريج. قوله "الفقراء والمهاجرون": الواو ثابتة في ح، وثابتة مصححة في م الصلب والهامش، وقد حذفت في المواضع التي أشرنا إليها في التخريج.

خلقِ الله الفقراُء والمهاجرون، الذين تسدُّ بهم الثُّغور، ويتَّقَى بهم المكارِه، ويموت أحدهم وحاجته في صدره، لا يستطيع لها قَضَاء، فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته: ائُتوهُم فَحيُّوهُمْ، فتقول الملائكة: نحن سُكَّان سمائك وخيرَتُك من خَلْقك، أفَتأمرنا أن نأتي هؤلاء فُنسلمَ عليهم؟، قال: إنهمَ كانواَ عبَاداً يعبدوني، لا يشْركون بي شيئاً، وتسَدُّ بهم الثُّغور، ويُتَّقَى بهم المَكَاره، َ ويموت أحدهم وحاجته في صدره، لا يستطيع لها قضاء"، قال: "فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم من كل باب: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} ". 6571 - حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو عُشَّانة أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن أولَ ثلَّةٍ تدخل

_ (6571) إسناده صحيح، وهو في معنى ما قبله، باختصار شيء وزيادة شيء. وقد رواه الحاكم في المستدرك 3: 71 - 72، من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب عن عمرو بن الحرث: "أنا أبا عُشَّانة المعافري حدثه أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص"، فذكره كاملاً، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وذكره ابن كثير في التفسير 4: 519 من رواية الطبراني، من طريق أحمد بن صالح عن ابن وهب، عن عمرو بن الحرث. ووقع فيه "عمر بن الحرث"، وهو خطأ مطبعي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 259 عن هذا الموضع، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وزاد فيه"، ثم ذكر باقي لفظه عند الطبراني، ثم قال: "ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير أبي عشانة، وهو ثقة". ونقله السيوطي في الدر المنثور 4: 57 - 58 بلفظ فيه شيء من الاختصار والتصرف، يجمع بين بعض هذه الرواية والتي قبلها. ونسبه أيضاً لابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. قوله "أي عبادي"، "أي" حرف نداء، كما هو ظاهر. وفي بعض المصادر التي أشرنا إليها "إن عبادي"، وهي نسخة ثابتة بهامش م. وفي بعضها "أين عبادي"، وأظنهما تحريفاً أوتصحيفاً.

الجنةَ لَفُقَرَاُء المهاجرين، الذين يُتَّقَى بهمُ المكاره وإذا أُمرُوا سمعوا وأطاعوا، وإذا كانت لرجل منهم حاجةٌ إلى السلطان لم تقضَ لَه، حتى يموت وهي في صدره، وإن الله عَزَّ وَجَلَّ يدعو يومَ القيامة الجنةَ، فتأتي بزُخْرُفِها وِزينتها، فيقوِل: أيْ عبَادي الذين قاتلوا في سبيلي وقُتلوا، وأوذُوا في سبيلي، وجاهدوا في سَبيَلي، ادْخُلوا الجنةَ، فيدْخُلونَها بغير حسابٍ ولا عذابٍ"، وذَكر الحديثَ. 6572 - حدِثنا عبد الله بِن يزيد المُقْرئ من كتابه حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني شُرحْبيل بن شرِيك عن أبَي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد الله بن عمرو بن الَعاصي أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "قد أفْلَح مَنْ أسْلَم، ورزِقَ كَفَافاً، وقنعه اللهُ بما آتاه". 6573 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثني ربيعة بن

_ (6572) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 287، والترمذي 3: 270، كلاهما من طريق عبد الله ابن يزيد- شيخ أحمد هنا- بهذا الإسناد، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ورواه ابن ماجة 2: 277 - 278 من طريق عُبيد الله بن جعفر وحميد بن هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي. بنحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية 6: 129 من رواية عبد الرحمن بن سلمة الجمحي عن عبد الله بن عمرو، بنحوه. الكفاف، بفتح الكاف: هو الذي لا يفضل عن الشيء، ويكون بقدر الحاجة إليه. (6573) إسناده حسن، سعيد: هو ابن أبي أيوب. ربيعة بن سيف بن ماتع المعافري الضَّنَمي: تابعي صدوق، وثقه العجلي، وقال الدارقطني: "مصري صالح"، وضعفه النسائي في السنن، وقال في كتاب آخر: "ليس به بأس"، كما سيأتي في تخريج الحديث الذي بعد هذا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يخطئ كثيراً"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/265، وقال: "عنده مناكير"، وذكره في الصغير مرتين (ص 138)، وقال: "وروى ربيعة بن سيف المعافري الإسكندراني أحاديث لا يتابع عليه، نسبه هشام بن =

سيفٍ المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد الله بن عمرو: أنه سأل رجل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، تمرُّ بنا جَنَازُة الكافرِ، أفنقومُ لها؟، فقال: "نعم، قوموا لها، فإنكم لستم تقومون لها، إنما تقومون إعْظَاماً للَّذي يَقْبضُ النفوس". 6574 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثنا ربيعة بن

_ = سعد، روى عنه مفضل بن فضالة وسعيد بن أبي أيوب"، و (ص 140)، وقال: "منكر الحديث"، ولكن لم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء. وسيأتي في تخريج هذا والذي بعده ما يدل على أن حديثه لا يقل عن درجة الحسن، إن لم يكن صحيحَاً. "الصنمي": بالصاد المهملة والنون المفتوحتين، نسبة إلى "بني صنم"، وهم بطن من الأشعريين في المعافر، كما في الأنساب واللباب وغيرهما. والحديث رواه الحاكم 1: 357، والبيهقي 4: 27، كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، وهو أبو عبد الرحمن شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد. قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وأشار الحافظ في الفتح 2: 144 إلى أنه رواه أيضاً ابن حبان في صحيحه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 27، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، ورجال أحمد ثقات". وانظر 623، 1722، 1726، 1728، 1729، 1733، 3126. (6574) إسناده حسن، كالذي قبله. ورواه النسائي 1: 265 - 266، من طريق عبد الله بن ْيزيد المقرئ، بهذا الإسناد، وقال عقيبه: "ربيعة ضعيف". ورواه أيضاً في كتاب التمييز، ولم نره، ففي الميزان للذهبي 1: 335 في ترجمة ربيعة بن سيف: "فأما النسائي في كتاب التمييز، فأورد هذا له [يريد هذا الحديث]، وقال: ليس به بأس". ورواه أيضاً نافع ابن يزيد والمفضل بن فضالة وحيوة بن شريح عن ربيعة بن سيف، نحو رواية سعيد بن أبي أيوب عنه. فرواه أبو داود 3123 (3: 160 - 161 عون المعبود) وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 259)، كلاهما من طريق المفضل بن فضالة عن ربيعة. ورواه ابن عبد الحكم أيضاً (ص 259)، والحاكم 1: 373 - 374، كلاهما من طريق نافع بن =

سيف المَعَافِري عن أبي عبد الرحمن الحُبُليِ عن عبد الله بن عمرو، قال: بينما نحن نمشِيِ مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، إذْ بَصُر بامرأة لا نظنُّ أنه عَرَفها، فلما توجَّهنا الطريق وقف حتى انتهتْ إليه، فإذا فاطمةُ بنتُ رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، رضي الله عنها، فقال: "ما أخرجكِ من بيتك يا فاطمةُ؟ "، قالت: أتيتُ أهلَ هذا البيت فَرَحَّمْتُ إليهم ميتَهم وعزيتهم، فقال: "لعلك بَلَغْت معهمُ الكُدَى؟ "، قالت: مَعَاذَ الله أن أكون بَلَغْتها معهمِ، وقد سَمعتُكَ تذكر في ذلك ما تَذْكُر، قال: "لو بَلَغتِها معهم ما رأيتِ الجنة حتى يراها جدُّ أبيكِ".

_ يزيد الكلاعي عن ربيعة. ورواه الحاكم أيضاً 1: 374، والبيهقي 4: 77 - 78، كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة بن شريح عن ربيعة. ولكن الحاكم اختصره في هذه الرواية" وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي فقال: "على شرطهما"!، وهو عجب منهما، فإن ربيعة بن سيف لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما. وقد استدرك ابن دقيق العيد ذلك على الحاكم، فيما نقله الشوكاني في نيل الأوطار 4: 165 قال: "قال ابن دقيق العيد: وفيما قاله الحاكم عندي نظر، فإن راويه ربيعة بن سيف لم يخرج له الشيخان في الصحيح شيئاً، فيما أعلم". وهو بيقين لم يخرج له أحد من الشيخين، بما تدل عليه كتب الرجال التي حصرت رجال الكتب الستة، فلم يذكر في كتاب "الجمع بين رجال الصحيحين"، وحصر التهذيب روايته في الكتب الستة في هذا الحديث عند أبي داود والنسائي، وفي حديث آخر عند الترمذي. والحديث أشار إليه الحافظ في الفتح 3: 115 - 116 باختصار، ونسبه لأحمد والحاكم. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 181 ونسبه لأبي داود والنسائي، وقال: "ربيعة هذا تابعي من أهل مصر، فيه مقال لا يقدح في حسن الإسناد". وذكره ابن القيم في تعليقه على تهذيب سنن أبي داود عند الكلام على الحديث 3106 هناك، ونسبه لابن حبان في صحيحه فقط، فلا أدري كيف نسي أن أبا داود رواه قبل ذلك بأكثر من مائة حديث في أوائل كتاب الجنائز (رقم 2994 من تهذيب السنن)؟!. =

6575 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثني عيَّاش بن

_ = قوله "فلما توجهنا الطريق"، "توجه": فعل لازم، وتعديته هنا على تأول. وفي نسخة بهامش م "توسطنا". "الكدى" بضم الكاف وفتح الدال وبالألف المقصورة: جمع "كدية" بضم فسكون، وهي الأرض الغليظة، أو الأرض الصلبة، أو الصخرة، وأراد هنا المقابر، قال ابن الأثير: "وذلك لأنها كانت مقابرهم في مواضع صلبة ... وبروى بالراء"، وقال في مادة (كرا): "هكذا جاء في رواية بالراء، وهي القبور، جمع كُرية، أو كروة، من: كريت الأرض وكروتها، إذا حفرتها، كالحفرة من: حفرت". (6575) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي أيوب. عياش بن عباس: هو القنباني الحميري المصري، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/48، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 6. و "عياش" بتشديد الياء المثناة التحتية وآخره شين معجمة، وأبوه "عباس" بالباء الموحدة والسين المهملة، ووقع في ح "عباس بن عباس" بالموحدة والمهملة فيهما، وهو تصحيف. و "القتباني": بكسر القاف وسكون التاء المثناة ثم باء موحدة وبعد الألف نون، نسبة إلى "قتبان"، وهو بطن من رعين، بضم الراء، و "ذو رعين" بطن ضخم من حمير، انظر جمهرة الأنساب 406 - 407، واللباب 2: 242. عيسى بن هلال الصدفي المصري: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/290 - 291، ولم يذكر فيه جرحاً. و "الصدفي": بفتح الصاد والدال المهملتين، نسبة إلى "الصدف" بفتح الصاد وكسر الدال، وهي قبيلة من حمير نزلت مصر، انظر اللباب 2: 51. والحديث رواه أبو داود 1399 (1: 529 عون المعبود) من طريق عبد الله بن يزيد، وهو أبو عبد الرحمن شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد، واختصره من آخره، إلى قوله "أفلح الرويجل" مرتين. ورواه الحاكم في المستدرك 2: 532 مختصراً كذلك، من طريق عبد الله بن يزيد أيضاً، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، واستدرك عليه الذهبي، فقال: "بل صحيح"، يريد أنه صحيح ولكن ليس على شرطهما. وهو كما قال، فإن عياش بن عباس روى له مسلم فقط. وعيسى بن هلال لم يرو له واحد منهما. ورواه ابن عبد الحكم في فتوح =

عباس عن عيسى بن هلال الصَّدَفي عن عبد الله بن عمرو، قال: أَتَى

_ = مصر (ص 258 - 259) من طريق عبد الله بن عياش عن عيسى بن هلال الصدفي، بأطول مما هنا، ثم رواه عن المقرئ، وهو أبو عبد الرحمن، عن سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد، "نحوه". وقوله في الطريق الأولى "عبد الله بن عياش عن عيسى بن هلال" إلخ، فيه سقط في الإسناد، صوابه "عبد الله بن عياش عن أبيه عن عيسى بن هلال " كما هو واضح، فإن عبد الله بن عياش بن عباس القتباني لا يروي عن عيسى بن هلال مباشرة، إنما يروي عن أبيه عنه. وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه (ج 3 ص 177 - 178 من مخطوطة مصورة عندي)، من طريق ابن وهب عن عبد الله بن عياش بن عباس عن أبيه، ومن طريق عمرو بن الحرث عن سعيد بن أبي هلال عن عياش بن عباس، بهذا الإسناد، نحو رواية ابن عبد الحكم. وأما آخره، من أول قوله "أمرت بيوم الأضحى": فقد رواه أبو داود منفصلاً في كتاب الضحايا 2789 (3: 50 عون المعبود)، من طريق عبد الله بن يزيد، وهو أبو عبد الرحمن، ورواه النسائي 2: 202، من طريق ابن وهب، كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 268 عن هذا الموضع من المسند، وقال: "وأخرجه أبو داود والنسائي من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ، به". ونسبه ملا علي القاري في شرح المشكاة (ج 1 ورقة 401) أيضاً للنسائي وابن حبان. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 6: 379 أيضاً لابن مردويه والبيهقي في الشعب. تنبيه مهم: وقع في تفسير ابن كثير عند نقله هذا الحديث خطأ فاحش موهم، فقد كُتب قبله سطر نصه هكذا: "وقال الترمذي حدثنا محمد بن موسى الجويني البصري حدثنا الحسن بن مسلم العجلي حدثنا ثابت"، ثم جاء هذا الحديث في السطر التالي له: "قال الإِمام أحمد" إلخ. فذلك السطر الأول لا علاقة له بهذا الحديث، وهو يوهم أنه إسناد آخر له رواه به الترمذي، وليس كذلك. بل هو أول إسناد لحديث آخر رواه الترمذي 4: 48، ووقع في هذا السطر غلطتان مطبعيتان: "الجويني"، وصوابه "الجرشي"، و "الحسن بن مسلم"، وصوابه "الحسن بن سلم". وباقي الحديث المذكور عند الترمذي: "حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ} عُدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عُدلت له بربع القرآن، ومن =

رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال: أقرِئْنِي يا رسول الله؟، قال له: "اقرأ ثلاثاً من ذات {الر}، فقال الرجل: كَبرَتْ سنِّيْ، واشتدَّ قلبي، وغَلظَ لساني، [قال]: "فاقرأ من ذات {حم} "، قالَ مثلَ مقالته الأولى، فقال: "اقرأ

_ = قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عدلت له بثلث القرآن. فسقط من الناسخ أو الطابع لتفسير ابن كثير حديث أنس هذا مع باقي إسناده. قوله "أقرئني": من الإقراء، وفي م "أقرني"، وهو جائز، بتسهيل الهمزة. وقوله"من ذات الر": أي من السور التي تبدأ بهذه الحروف الثلاثة التي تقرأ مقطعة: "ألف، لام، را"، والذي في القرآن منها خمس سور، هي مع أرقام ترتيبها في المصحف: (10يونس، 11 هود،12 يوسف، 14 إبراهيم، 15 الحجر). وقوله "من ذات حم": أي من السور التي تبدأ بهذين الحرفين "حا، ميم"، وهي في القرآن سبع سور: (40 غافر، 41 فصلت، 42 الشورى، 43 الزخرف، 44 الدخان، 45 الجاثية، 46 الأحقاف). وقوله "من المسبحات"، في رواية ابن عبد الحكم وحده: "من ذات (سبح)، أي من السور التي تبدأ بقوله {سبح} بصيغة الفعل الماضي. ورواية أبي داود والحاكم كرواية المسند "من المسبحات"، وهي أجود، فإن السور التي أولها (سبح) ثلاث سور فقط، وهي: (57 الحديد، 59 الحشر، 61 الصف)، فإن أول كل واحدة منها {سبح لله}. فلا يستقيم أن يأمره بقراءة ثلاث منها، إذ هي ثلاث فقط. وأما قوله "من المسبحات": فهو أعم، يشمل السور الأخرى التي تبدأ بمادة التسبيح مطلقاً، وهي أربع سور: (17 الإسراء: {سبحان الذي أسرى}، 62 الجمعة: {يسبح لله}، 64 التغابن: {يسبح لله}، 87 الأعلى: {سبح اسم ربك الأعلى}. فهو المستقيم: أن يخيره في قراءة ثلاث من هذه السبع المسبحات. وقوله "أفلح الرويجل"، الرويجل: تصغير رجل، قال في اللسان: "وتصغيره: رجيل، ورويجل، على غير قياس، حكاه سيبويه. التهذيب: تصغير الرجل رجيل، وعامتهم يقولون: رويجل صدق، ورويجل سوء، على غير قياس، يرجعون إلى الراجل". وقوله "منيحة ابني": يريد عنزاً أو شاة منحها لابنه ينتفع بلبنها، فهي باقية على ملكه، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - منعه أن يضحي بها لما بدا من حاجة أهله إليها. وفي روايتي أبي داود النسائي "منيحةَ أنثى". وأنا أرجح أن رواية المسند هنا، في الأصلين"ابني" أجود وأصح، تؤيدها رواية ابن الحكم: "أفرأيت إن لم أجد إلا شاة أهلي". قوله"ولكن تأخذ"، في م "ولكنك". وقوله "فذلك"، في نسخة بهامش م "فذاك".

ثلاثاً من المسبحات"، فقال مثل مقالته، فقال الرجل: ولكنْ أقْرئْني يا رسول الله سورة جامعة، فأقرأه {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} حتىِ إذا فرغ منها قال الرجل: والذي بعثك بالحق، لا أزيد عليَها أبداً، ثم أدْبر الرجل، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أفْلَحَ الرُّويجلِ، افلح الرُّويجل"، ثم قال: "علي به"، فجاءه، فقال له: "أمرْتُ بيومِ الأضْحى، جعله الله عيداً، لهذه الأُمة"، فقال الرجل: أرأيتَ إنْ لمَ أجدْ إلا منيِحةَ ابْنِي، أفأضَحِّي بها؟، قال: "لا, ولكنْ تأخذُ من شعرِك، وتقلمُ أظفارك، وتقصُّ شاربك، وتَحْلقُ عانَتَك، فذلك تَمَام أضحيتكَ عند الله". 6576 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثني كعب بن عَلْقَمة عن عيسى بن هلال الصَّدَفي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه ذكرَ الصلاةَ يوماً، فقال: "من حافظ عليها كانتْ له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لمِ يحافظ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعونَ وهامانَ وأُبيِّ بن خلفٍ". 6577 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوُة وابن لَهِيعة قالا حدثنا

_ (6576) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي أيوب. والحديث في مجمع الزوائد 1: 292 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد ثقات". (6577) إسناده صحيح، حيوة: هو ابن شريح. أبو هانئ: هو حميد بن هانيء الخولاني. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. والحديث رواه أبو داود 2497 (2: 316 عون المعبود) من طريق عبد الله بن يزيد، وهو أبو عبد الرحمن، بهذا الإسناد. ورواه مسلم 2: 103، والنسائي 2: 56 - 57، وابن ماجة 2: 94، ثلاثتهم من طريق عبد الله بن يزيد أيضاً عن حيوة بن شريح فقط، بهذا الإسناد، لم يذكروا فيه رواية ابن لهيعة، إلا أن النسائي أشار إليها، فقال: "وذكر آخر"، فالآخر هذا وهو ابن لهيعة. ونسي المنذري في تخريجه في تهذيب السنن 2387، فلم ينسبه لابن ماجة، في حين أنه نسبه إليه في الترغيب والترهيب 2: 183. ورواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر 256 من طريق ابن لهيعة وحده. ورواه مسلم أيضاً بنحوه، من طريق نافع بن يزيد عن أبي هانئ. الغازية: قال ابن الأثير: "تأنيث المغازي، وهي ها هنا صفة لجماعة غازية".

أبو هانئ الخَوْلاني أنه سمع ابا عبد الرحمن الحُبُليَّ يقول: سمعت عبد الله ابن عمرو بن العاصِ يقول: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ما مِنْ غازيةٍ تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمةً إلا تعجَّلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقَى لهم الثُّلُث، فإن لم يصيبوا غنيمةً تم لهم أَجْرُهُم". 6578 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوَة أَخبرني أبو هانئ أَنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلِّي يقول: سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: سمعت رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خرِيفاً"، قال عبد الله: فإن شئتمِ أعطيناكم مما عندنا، وإن شئتم ذكرنا أمرَكم للسطان؟، قالوا: فإنا نصْبر، فلا نسأَل شيئاً. 6579 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوَة وابن لَهِيعة قالا

_ (6578) إسناده صحيح، وهو مختصر، ورواه مسلم 2: 388 - 389 مطولاً، من طريق ابن وهب عن أبي هانئ، بهذا الإسناد، فقوله في آخره: "قال عبد الله: فإن شئتم أعطيناكم مما عندنا"، إلخ - إشارة إلى القصة في أول الحديث عند مسلم، قال أبو عبد الرحمن الحبلي: "سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي، وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟، فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟، قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟، قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خدماً؟، قال: فأنت من الملوك!، قال أبو عبد الرحمن [هو الحبلي]: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاصي وأنا عنده، فقالوا: يا أبا محمد، إنا والله ما نقدر على شيء، لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع؟، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول [فذكر الحديث]، قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئا"ً. وهذا السياق الكامل لم أجده في المسند، فيستفاد من صحيح مسلم. وانظر 6570، 6571. (6579) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 204 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة =

أخبرنا أبو هانئ الخَوْلاني أنه سِمع أَبا عبد الرحمن الحُبُلِّي يقول: سمعت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَذرَ الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة". 6580 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى، يعني ابنَ عُلَيّ،

_ =ابن شريح وحده، بهذا الإسناد، وقال:"حديث حسن صحيح". ورواه مسلم 2: 300 - 301 بنحوه، من طريق ابن وهب عن أبي هانئ ,وزاد في آخره: قال: "وعرشه على الماء". ثم رواه بعده من طريق عبد الله بن يزيد عن حيوة، ومن طريق نافع بن يزيد "كلاهما عن أبي هانئ بهذا الإسناد مثله, غير أنهما لم يذكرا: وعرشه على الماء". ونقله ابن كثير في التفسير 4: 345 - 346 عن صحيح مسلم. (6580) إسناده صحيح، موسى بن علي- بضم العين- ابن رباح، وأبوه: سبقت ترجمته لهما في 4375. والحديث سيأتي 7010 بزيادة في آخره: "وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 393، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وانظر أيضاً ما يأتي في مسند أبي هريرة 8807، 10606، وفي مسند أنس ابن مالك 12503، وفي مسند سراقة بن مالك بن جعشم 17661. الجعظري، بفتح الجيم والظاء المعجمة بينهما عين مهملة ساكنة: "الفظّ الغليظ المتكبر، وقيل: هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر"، قاله ابن الأثير، وقال الأزهري فيما نقل عنه صاحب اللسان: "الجعظري: الطويل الجسم الأكول الشروب البطر الكافر، وهو الجِعْظارة والجعظار". وقال ابن فارس في مقاييس اللغة 1: 508 (ومن ذلك قولهم للرجل الجافي المتنفج بما ليس عنده: جعظار، وهذا من كلمتين: من الجظّ والجعظ، كلاهما الجافي". وقول ابن فارس "المتنفج" هو بفتح التاء والنون وتشديد الفاء المكسورة وآخره جيم، وهو المفتخر بأكثر مما عنده. الجواظ، بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره ظاء معجمة: قال ابن الأثير: "الجموع المَنُوع، وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: القصير البطين". وفسره الفراء- عند صاحب اللسان- بمثل تفسير الجعظري. وقال ابن فارس في المقاييس 1: 495: "الجيم والواو والظاء أصل واحد لنعت قبيح لا يُمدح به, =

سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال عند ذكر أهل النار: "كلُّ جَعْظرَيّ جَوَّاظ مستكبر، جَمَّاع منَّاع". 6581 - حدثنا حَجَّاج وأبو النَّضر قالا حدثنا لَيث حدثني يزيد بن أبي حَبيب عن أبي الخَير عن عبد الله بن عمرو، أن رجلاً سأل النبي -صلي الله عليه وسلم -: أي الأعَمال خيْرٌ؟، قال: "أَنْ تطْعِم الطعامَ، وتَقْرأ السلامَ على من عرفْتَ ومن لم تَعْرِف". 6582 - حدثنا أبو عامر حدثنا هشام، يعني ابن سعد، عن سعيد

_ = قال قوم: الجواظ الكثير اللحم المختال في مشيته ... ويقال: الجواظ الأكول، ويقال: الفاجر". (6581) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي. أبو النصر: هو هاشم بن القاسم. ليث: هو ابن سعد. أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني التابعي، سبق توثيقه 785، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير4/ 1/ 416، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/200. والحديث رواه البخاري 1: 52 - 53، 77، وا 1: 18، ومسلم 1: 28، وأبو داود 5194 (4: 516 عون المعبود)، والنسائي 2: 268، وابن ماجة 2: 156، والبخاري أيضاً في الأدب المفرد 149، 154، وأبو نعيم في الحلية 1: 287، والخطيب في تاريخ بغداد 8: 169، كلهم من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وفي رواياتهم جميعاً:"أي الإسلام خير"؟، وكذلك عندهم جميعاً: "تطعم" بدون "أن" المصدرية، قال الحافظ 1: 53: "هو في تقدير المصدر، أي: أن تطعم، ومثله: تسمع بالمعيدي". فكأن الحافظ لم يذكر رواية المسند هذه حين كتب. (6582) إسناده ضعيف، لانقطاعه. فأخرجه الترمذي 2: 164، من طريق عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر العقدي، كلاهما عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: "حديث غريب، وليس إسناده بمتصل، ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعاً من عبد الله بن عمرو". وفي المرقاة (ج 1 ورقة 266) نقلا عن السيوطي أنه قال: "أخرجه أحمد والترمذي =

ابن أبي هلال عن ربيعه بن سيف عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما منْ مسلمٍ يموت يومَ الجمعة أو ليلةَ الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر". 6583 - حدثنا سليمان بن حَرب حدثنا حمّاد بن زيد عن

_ = وحسنه، وابن أبي الدنيا"، ولم نجد عند الترمذي تحسينه، فلعله وهم وقع في النسخة التي كانت بيد السيوطي. (6583) إسناده صحيح، على ما فيه من شك حماد بن زيد في أنه "عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار"، لما سنذكر إن شاء الله. سليمان بن حرب الأزدي الواشحي: سبق توثيقه 2821، ونزيد هنا قول يعقوب بن شيبة: "كان ثقة ثبتاً صاحب حفظ"، وقال النسائي وابن قانع: "ثقة مأمون"، وهو من شيوخ البخاري، وقد ترجمه في الكبير 2/ 2/9 - 10. "الواشحى" نسبة إلى "واشح" بالشين المعجمة والحاء المهملة، وهم بطن من الأزد. الصقعب، بفتح الصاد والعين المهملتين بينهما قاف ساكنة وآخره باء، عن زهير بن عبد الله بن زهير الأزدي: ثقة، وثقه أبو زرعة وغيره. زيد بن أسلم العدوي مولى عمر: سبق توثيقه 1597، ونزيد هنا قول يعقوب بن شيبة: "ثقة من أهل الفقه والعلم، وكان عالماً بتفسير القرآن"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 354، وروى عن محمد بن عبد الرحمن القرشي: "كان علي بن حسين يجلس إلى زيد بن أسلم ويتخطى مجالس قومه، فقال له نافع بن جُبير بن مطعم: تخطى مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب؟!، فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه". والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد 80 - 81 عن سليمان بن جرب، بهذا الإسناد، وذكر كلمة حماد ابن زيد بلفظ أوكد مما هنا، قال: "لا أعلمه إلا عن عطاء بن يسار". وهذا الشك من حماد لا يؤثر في صحة الإسناد، كما قلنا, لأن الحديث سيأتي في المسند بنحو هذا مع شيء من الاختصار 7101 من رواية وهب بن جرير عن أبيه: "سمعت الصقعب بن زهير يحدث عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو". فزالت شبهة الخطأ الذي يخشى أن يكون من حماد بن زيد بشكه فيه. ونقله الحافظ ابن كثير في التاريخ 1: 119 عن هذا الموضع من المسند، ثم قال: "وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه =

الصَّقْعَب بن زُهَير عن زيد بن أَسْلَم، قال حمّاد، أظُنه عن عطاء بن يَسار،

_ = [يعني أصحاب الكتب الستة]، ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحق عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: كان في وصية نوح لابنه: أوصيك بخصلتين، وأنهاك عن خصلتين، فذكر نحوه. وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراهيم بن سعيد عن أبي معاوية الضرير عن محمد بن إسحق عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، بنحوه. والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما رواه أحمد والطبراني". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 219 - 220 عن هذا الموضع، وعن الرواية الآتية 7101، ثم قال: "رواه كله أحمد، ورواه الطبراني بنحوه، وزاد في رواية: وأوصيك بالتسبيح، فإنها عبادة الخلق، وبالتكبير ... رواه أحمد ورجاله ثقات"، وأشار إلى رواية البزار أيضاً. ونقل أيضاً قطعتين منه 5: 133، 142، وقال في الموضع الأول: "رواه البزار وأحمد في حديث طويل، تقدم في وصية نوح في الوصايا، ورجال أحمد ثقات". وقال في الثاني: "رواه أحمد في حديث طويل، تقدم في وصية نوح، ورجاله ثقات". ثم ذكره من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب 10: 84، وقال: "رواه البزار، وفيه محمد بن إسحق، وهو مدلس، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح"، ثم أشار إلى ما نقله من قبل من حديث ابن عمرو بن العاصي. وأنا أرجح ما رجحه ابن كثير: أن يكون الظاهر أن رواية البزار أصلها"عن عبد الله بن عمرو"، ويكون الخطأ من أحد الرواة أو الناسخين, لأن الحديث معروف من حديث ابن عمرو بن العاصي، ولأن الوجه الذي رواه منه البزار هو الوجه الذي رواه منه الطبراني، وهو"محمد بن إسحق عن عمرو بن دينار". ويكون الحديث صحيحاً من هذا الوجه أيضاً، بصحة إسنادي الطبراني والبزار. وروى البخاري في الأدب المفرد أيضاً (ص 81) بعضه، عقب روايته السابقة، فرواه عن عبد الله بن مسلمة، وهو القعنبي، عن عبد العزيز، وهو الدراوردي، عن زيد، وهو ابن أسلم، "عن عبد الله بن عمرو: أنه قال: يا رسول الله، أمن الكبر؟، نحوه". وهذا إسناد منقطع, لأن رواية الصقعب بن زهير، التي هنا، والتي رواها البخاري قبل هذا الإسناد، والتي ستأتي أيضاً 7101، تدل على أن زيد بن أسلم إنما رواه عن عطاء بن =

عن عبد الله بن عمرو، قال: كنا عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فجاءَ رجل من أهل

_ = يسار عن عبد الله بن عمرو، ولأن زيد بن أسلم لم تذكر له رواية عن عبد الله بن عمرو، وبعيد جداً أن يكون سمع منه، فإنه مات سنة 136، وعبد الله بن عمرو مات سنة 65، فبين وفاتيهما أكثر من 70 سنة. وانظر 3644. السيجان، بكسر السين المهملة وبالجيم: قال ابن الأثير: "جمع ساج، وهو الطيلسان الأخضر، وقيل: هو الطيلسان المقور، ينسج كذلك". ووقع في مجمع الزوائد "سنجات"، وهو خطأ وتصحيف من الناسخ أو الطابع. وقوله "مزرورة بالديباج": من "الزرّ"، وهو معروف، قال أبو عبيد: "أزرت القميص، إذا جعلت له أزرارَاً، وزَرَته، إذ شددت أزراره عليه". وفي نسخة بهامش م "مزررة". وقوله " في كفة": كفة الميزان معروفة، والأشهر فيها كسر الكاف، وقد فصلنا ذلك في شرح 5469. وقوله "كن حلقة مبهمة"، الأمر المبهم: الخفي الذي لا يستبين، ومن ذلك قولهم "حائط مبهم": لا باب فيه، و "باب مبهم": مغلق لا يهتدي لفتحه إذا أغلق، وفي كلمة لابن مسعود: "توابيت من حديد مبهمة عليهم"، قال ابن الأنباري: "المبهمة التي لا أقفال عليها، يقال: أمر مبهم، إذا كان ملتبساً لا يعرف معناه ولا بابه"، فهذا كله باب واحد. وهو يشبه قولهم "حلقة مفرغة"، أي مصمتة الجوانب غير مقطوعة. وقوله "فصمتهن"، بالفاء، وهو الثابت في م وتاريخ ابن كثير، وفي ح والزوائد والأدب المفرد بالقاف. ورجحنا الفاء بترجيح النسخة المخطوطة المتقنة، وهي نسخة م من المسند، وسائرهن مطبوعات، والمعنى في الحرفين مقارب، والفاء في هذا أجود عندي. فالفصم: الكسر من غير بينونة، قالوا: "خلخال أفصم"، وفي صفة الجنة "درة بيضاء ليس فيها فصم ولا وصم". انظر اللسان 15: 351."سفه الحق": سبق تفسيره 3644 فعلا ماضيا مع مفعوله. وهو هنا مصدر مضاف إلى الحق، قال ابن الأثير: "وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل، كأن الأصل: سفةٌ على الحق. والثاني: أن يضمن معنى فعل متعدّ كجهل، والمعنى: الاستخفاف بالحق وأن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة". وفي م "سفه الخلق"، وهو مخالف لسائر الروايات. "غمص الناس" بالصاد، وهو احتقارهم وأن لا يراهم شيئاً، وفي الرواية الماضية "غمط" بالطاء، قال الزمخشري في الفائق 1: 598: "الغمز والغمص والغمط، أخوات، في معني العيب والازدراء".

الِبادية، عليه جُبَّةُ سيجَان، مَزْرورَة بالدِّيباج، فقِال: ألا إنَّ صاحبَكم هذا قد وضِعٍ كلَّ فارسٍ ابَن فارس!، قال: يريد أن يضعَ كلَّ فارس إبنِ فارس، ويرفع كلَّ راع ابن راعِ!، قال: فأخذ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- بمَجَامع جبته، وقال: "ألا أرَى عليك لباس من لا يعقل! "، ثم قال: "إن نبيَّ الله نوحاً - صلى الله عليه وسلم - لما حَضَرته الوفاة قالَ لابنه: إني قاص عليك الوصيةَ: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتينِ، آمرك ب (لا إله إلا الله)، فإن السموات السَّبْعَ، والأرِضينَ السَّبْعَ، لو وضعتْ في كفَّة ووضعتْ (لا إله إلا الله) فيِ كفَّة، رَجَحت بهنَّ (لا إِله إلا الله)، ولو أَن السموات السبعَ، والأرضين الَسبعَ، كنَّ حَلْقَةً مبهَمة، فصَمتهنّ (لا إِله إلا اللهَ)، و (سبحان الله، وبحمده)، فإنها صلاةُ كلِّ شيءٍ، وبها يُرْزَقُ الخَلْقُ، وأنهاكَ عن الشِّرْكْ والكبْر"، قال: قلت، أو قيل: يا رسول الله، هذا الشِّرْك قد عرفناه، فما الكبْر؟، قَال: أن يكون لأحدنا نعلان حَسَنَتان لهما شراكان حَسَنان؟، قال: "لا"، قال: هو أن يكون لأحدنا حُلَّةٌ يَلبسهَاَ؟، قال: "لا"، قال: الكبْرُ هو أن يكون لأحدنا دابة يركبُها؟، قال: "لا"، قال: أفَهُوَ أن يكونَ لأحدَنا أصحاب يَجْلسون إليه؟، قال: "لا"، قيل: يا رسول الله، فما الكِبْر؟، قال: "سَفَه الحَقِّ، وغمْص الناسِ". 6584 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو معاوية وابن مبارك عن

_ (6584) إسناده صحيح، ورواه البخاري 3: 31، والنسائي 1: 253، وابن ماجة 1: 206 - 207، كلهم من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. ورواه مسلم 1: 320، ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل (ص 19) من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو، فهذا قد يوهم أن يحيى ابن أبي كثير لم يسمعه من أبي سلمة، وأنه سمعه من عمر بن الحكم عنه، فيكون منقطعاً بحذفه. ولكن الرواية التالية لهذه، ورواية البخاري، فيهما التصريح بالسماع: "الأوزاعي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: =

الأوزاعي عن يحيى بن أبي كَثير عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا عبد الله، لا تكونَن مثلَ فلان، كان يقومُ الليل، فتَرك قيامَ الليل". 6585 - حدثنا الزُّبيرِي، يعني أبا أحمد، حدثنا ابن المبارك حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كَثير حدثني أبو سَلَمَة بن عبد الرحمن حدثني عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -طمس، فذكر مثله. 6586 - حدثنا أبو أحمد وأبو نُعيم قالا حدثنا سفيان عن إبراهيم

_ = حدثني عبد الله بن عمرو بن الحاص، ثم أشار البخاري إلى الرواية التي فيها زيادة (عمر ابن الحكم، في الإسناد، فقال: "وقال هشام: حدثنا ابن أي العشرين قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يحيى عن عمر بن الحكم بن ثوبان قال: حدثني أبو سلمة، بهذا مثله. وتابعه عمرو بن أي سلمة عن الأوزاعي. وكلا الإسنادين متصل، قال الحافظ 3: 31: "أراد المصنف بإهاد هذا التعليق التنبيه على أن زيادة عمر بن الحكم، أي ابن ثوبان، بين يحيى وأى سلمة، من المزيد في متصل الأسانيد؛ لأن يحيى قد شرح بسماعه من أبي سلمة، ولو كان بينهما واسطة لم يصرح بالتحديث. ثم قال (ص 32): "وظاهر صنيع البخاري ترجيح رواية يحيى عن أبي سلمة، وظاهر صنيع مسلم يخالفه؛ لأنه اقتصر على الرواية الزائدة. والراح عند أبي حاتم والدارقطني وغيرهما صنيع البخاري. وقد تابع كلا من الروايتين جماعة من أصحاب الأوزاعي، فالاختلاف منه. وكأنه كان يحدث به على الوجهين، فيحمل على أن يحيى حمله عن أي سلمة بواسطة، ثم لقيه فحدثه به، فكان يرويه على الوجهين. إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وفيه تصريح يحيى بن أبي كثير بسماعه من أبي سلمة بن عبد الرحمن، كما ذكرنا آنفا. "الزبيري"، وقع في ح "الزهري"، وهو خطأ واضح، حناه من م. إسناده صيحيح، على ما في ظاهره بما يوهم أن التابعي راويه مبهم، كما سنبين إن شاء الله. سفيان: هو الثوري. إبراهيم بن محمد بن المنتشر: ثقة، وثقه أحمد وابن معين =

ابن محمد بن المنْتَشِر عن أبيه، هذا في حديث أبي أحمد الزُّبيرِي، قال:

_ = وأبو حاتم وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/0320 أبوه محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني الكوفي: تابعي ثقة، وثقه أحمد وابن سعد وغيرهما، وهو ابن أخي مسروق بن الأجدع، روى هذا الحديث عن عمه، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/219، وقال: "سمع عائشة وابن عمر وعمرو بن شرحبيل". والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد1: 19, وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح، ما خلا التابعي فإنه لم يسمّ. ورواه الطبراني فجعله من رواية مسروق عن عبد الله بن عمرو". وهذا الذي قال الهيثمي سبقه إليه الحافظ الحسيني في الإكمال (ص 152)، فقال مشيراً، لهذا الحديث: "مسروق عن رجل نزل عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، بحديث: من لقي الله لا يشرك به شيئاً". وتبعه الحافظ ابن حجر في التعجيل (ص 549) فذكر نحو هذا. وهوعندي وهم منهم، اشتبه عليهم سياق الإسناد، الموهم بظاهره أن مسروقاً روى هذا عن الرجل الذي نزل عليه. وأرى أن السياق يأبى هذا، إذا ما تأمله الباحث بدقة وأناة. فلو كان ظاهره يؤدي إلى ما ذهبوا إليه لكان من رواية محمد بن المنتشر عن هذا الرجل الضيف المبهم, لأن محمد بن المنتشر يحكي قصة يقول فيها: "نزل رجل على مسروق، فقال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص"، في رواية أبي أحمد الزبيري، أو:"جاء رجل أو شيخ من أهل المدينة، فنزل على مسروق، فقال: سمعت عبد الله بن عمرو"، في رواية أبي نعيم. فلو كان الحديث عن عبد الله بن عمرو من رواية هذا الرجل المبهم، لكان من رواية محمد بن المنتشر عن هذا الرجل، لأنه يحكي قصة شهدها وحضرها. والخبير بطرق الرواة في الرواية لا يكاد يشك في أن هذه القصة يرويها محمد بن المنتشر عما شهد بحضرة عمه مسروق، وأن فيها شيئاً من الاختصار والحذف، قد يكون حديثاً دار بين مسروق وضيفه، دعا أن يحدثه مسروق بهذا الحديث عن عبد الله بن عمرو. أما أن يكون الحديث- كما ظنوا- "عن مسروق عن الرجل المبهم" فلا يدل عليه السياق قط، وأما أن يكون "عن محمد بن المنتشر عن الرجل المبهم" فإنه احتمال بعيد، ولو كان مراداً، للرواي لكان السياق شيئاً آخر أوضح في الدلالة عليه. فالظاهر الشبيه بالمتعين أن يكون الضمير في قوله "فقال: سمعت عبد الله بن =

نزل رجل على مسروقٍ: فقال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:

_ = عمرو عائداً على مسروق، إن شاء الله. ثم يؤيد هذا ويوكده ما حكاه الهيثمي: أن الطبراني جعله من رواية مسروق عن عبد الله ابن عمرو، فإنه رفع الاشتباه، وألغى الاحتمال البعيد. وليت الهيثمي رحمه الله ذكر سياق رواية الطبراني، حتى تكون كالأخذ باليد. وليس كتاب الطبراني عندنا حتى ننقل نصه، في يسعنا الآن إلا أن نكتفي بما حكى عنه الهيثمي. بقي شيء يتعلق بصياغة الإعناد، وذلك: أن الإِمام أحمد رواه عن شيخيه: أبي أحمد الزبيري، وأبي نعيم الفضل ابن دكين، كلاهما عن سفيان الثوري "عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه" , ثم قال أحمد عقب ذلك: "هذا في حديث أبي أحمد الزبيري، قال: نزل رجل" إلخ، أراد به بيان رواية أبي أحمد بنصها، والفرق بين لفظها ولفظ رواية أبي نعيم. فقدله (قال نزل رجل: متصل بالإسناد، راجع الضمير فيه إلى محمد بن المنتشر، هو الذي يقول: "نزل رجل"، وهذا شيء بديهى، لا يخفى على من يشد، شياء صناعة الأسانيد، ثم عاد الإِمام أحمد إلى رواية شيخه الآخر أبي نعيم، بعد أن أتم عياقة رواية الزبيري، فقال: أقال أبو نعيم في حديثه: جاء رجل، فهذا أيضاً متصل بالإسناد للسابق، والذي يقول "جاء رجل هو محمد بن المنتشر، والضمير فيه عائد إليه، لا إلى أبي نعيم. وهذا بديهى أيضاً كسابقه، وإن كان ظاهره يوقع غير العارف بالأسانيد في الخطأ. وهذا وقع فيه رجل من أهل عصرنا، ممن يتشرف بالانتساب إلى خدمة هذا (المسند) العظيم، فجعل الحديث حديث أبي نعيم، في كتابه الفتح الربانى (1: 54)، وساقه هكذا: "وعن أبي نعيم قال: جاء رجل" إلخ!!، في حين أنه ذكر الإسناد في شرحه أسفل الصحيفة!، ظن- بما قفا ما ليس له به علم- أن أبا نعيم هو الراوي الأعلى للحديث، الذي يرويه أو يحكيه عن مسروق، وفاته أن أبا نعيم هو الراوي الأدنى، الذي يروي عنه أحمد بن حنبل، وأن الراوي الأعلى الذي يحكي القصة هو محمد بن المنتشر. هدانا الله وإياه. وأما قول عبد الله بن أحمد في آخر الحديث: "والصواب ما قاله أبو نعيم" , فلا أدري ماذا يريد به؟، فليس بين روايته ورواية الزبيري خلاف يرجع إلى الخطأ والصواب، إنما الخلاف بينهما في زيادة بعفن اللفظ ونقصه، في حكايته أول القصة، =

سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من لقيِ اللهَ وهو لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ولم تَضُرَّ معه خطيئةٌ، كما لو لقيَه وهو مشرك به دخل النار، ولم تنفَعْه معه حسنةٌ"، قال أبو نعيم في حَديثه: جاء رجل أو شيخ من أهل المدينة، فنزل على مسروق، فقال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من لقي اللهَ لا يشرك به شيئاً لم تَضُرَّه معه خطيئة، ومن مات وهو يشرك به لم ينفَعْه معه حسنةٌ" قال عبد الله [بن أحمد بن حنبل]: والصواب ما قاله أبو نُعيم. 6587 - حدثنا يحيى بن حَمّاد حدثنا أبو عَوَانة، وعبدُ الصمد

_ = وفي اللفظ المرفوع. والخلاف في لفظ أول القصة ليس بذي شأن أصلاً، بل لا يكاد يكون خلافاً. والزيادة في اللفظ المرفوع من أبي أحمد الزبيري، زيادة ثقة، يجب قبولها, لا يرجح عليها رواية من حذفها إلا بدلائل قوية توجب ذلك، ولم يوجد شيء منها، بل الأدله الأخرى تثبتها: فالدلائل من الكتاب والسنة متضافرة على أن من لقي الله لا يشرك به شيئاً "دخل الجنة"، وأن من لقْيه وهو مشرك به "دخل النار". وهذا من ْبديهيات الإسلام. وقوله "ما قاله أبو نعيم"، في م ك "ما قال"، بدون الهاء. (6587) إسناده صحيح، ورواه البخاري في الأدب المفرد 144 من طريق محمد بن فضيل بن غزوان، والدارمي 2: 109 عن إبراهيم بن موسى، والترمذي 3: 100 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، وأبو نعيم في الحلية 1: 287 من طريق جرير، كلهم عن عطاء بن السائب، به بنحوه. ورواه ابن ماجة مختصراً 207:2، من طريق محمد بن فضيل عن عطاء. قال الترمذي "حديث حسن صحيح". ونقله المنذري في الترغيب والترهيب 2: 46 عن الترمذي، ونقل عنه تصحيحه ولم يعقب عليه. ونقله مرة أخرى 3: 266، بنحوه، وقال:"رواه الترمذي وصححه، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له". وانظر 6581. قوله "تدخلون": هكذا ثبت الأصول الثلاثة بإثبات النون، وكتب عليه علامة الصحة في م ك.

قال: حدثني أبي، عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اعبدوا الرحمن، وأفْشُوا السلام، وأطعموا الطعام، تدخلون الجِنَان"، قال عبد الصمد: "تدخلون الجنة". 6588 - حدثنا يحيى بن حَمّاد حدثنا أبو عَوَانة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، أنه حدثهم عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ضاف ضيفٌ رجلاً من بني إسرائيلٍ، وفي داره كَلْبَةٌ مجِح، فقالت الكلبة: والله لا أنبَحُ ضيفَ أهلي، قال: "فعوى جراؤها في بطنها"، قال: "قيل: ما هذا؟ "، قال: "فأوحي الله عَزَّ وَجَلَّ إلى رجَل منهم: هذا مَثَلُ أُمةٍ تكون من بعدكم، يَقْهرُ سفهاؤها أحْلامَهَا". 6589 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حَمّاد عن عطاء بن السائب

_ (6588) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 280، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط". ووقع فيه اسم الصحابي في هذا الموضع "عبد الله ابن عمر"، وهو خطأ لا شك فيه، من ناسخ أو طابع، وذكره مرة أخرى بنحوه بمعناه 1: 183، ونسبه للطبراني في الأوسط، ثم أشار إلى رواية أحمد هذه. "مجحّ": بضم الميم وكسر الجيم وتشديد الحاء المهملة، قال ابن فارس في مقاييس اللغة 1: 405 "الجيم والحاء يدل على عظم الشيء .... ومن هذا الباب: أجحّت الأنثى، إذا حملتْ وأقربنْ، وذلك حين يعظم بطنها لكبر ولدها فيه، والجمع مجاحّ"، وقال ابن الأثير: "ويروى مجحة، بالهاء على أصل التأنيث". "أحلامها": من "الحلم" بكسر الحاء وسكون اللام، وهو الأناة والعقل. وفي اللسان 15: 34: "وأحلام القوم: حلماؤهم. ورجل حليم من قوم أحلام وحلماء". وفي ك م "حلماءها"، وهو الذي في مجمع الزوائد. وما هنا هو الذي في ح ونسخة بهامشي ك م. (6589) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 8: 261 عن هذا الموضع، وقال: "إسناد حسن، ولم يخرجوه"، يعني أصحاب الكتب الستة. وهو في مجمع الزوائد 7: 121 - 122، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وإسناده =

عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله-صلي الله عليه وسلم -: سامٌ عليك!، ثم يَقولونَ في أنفسهِمْ {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا الله بِمَا نَقُولُ}!، فنزلتْ هذه الآية: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ الله} إلى آخر الآية. 6590 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا حدثنا حَمّاد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً جاء فقال: اللهم اغفر لِي ولمحمد، ولا تشرِكْ في رحمتك إيانَا أحداً!!، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من قائلُها؟ "، فقال الرجل: أنا، فقال الَنبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حَجبْتَهن عن ناسٍ كثير". 6591 - حدثنا أبو عاصم، وهو النَّبيل، أخبرنا عبد الحميد بن جعفرْ حدثنا يزيد بن أبي حَبيب عن عمرو بن الوَليد عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من قال عليّ ما لم أقلْ فليتبوَّأ مقعدَه من جهنم"، قال: وسمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ حرم الخمر، والميسر، والكوبة، والغبيرَاء، وكلُّ مسْكرٍ حرام".

_ = جيد, لأن حماداً سمع من عطاء في حالة الصحة". أقول: فهو إذن إسناد صحيح، كما قلنا. ونسبه السيوطي في الدر المنثور أيضاً6: 184 لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. (6590) إسناده صحيح، ورواه البخاري في الأدب المفرد 92 عن موسى بن إسماعيل وشهاب، وهو ابن عباد العبدي، عن حماد، بهذا الإسناد، نحوه. ورواه ابن حبان في صحيحه 2: 206 (من مخطوطة التقاسيم والأنواع المصورة) من طريق موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة، بنحوه. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 150، وقال: "رواه أحمد، والطبراني بنحوه، وإسنادهما حسن".أقول: بل صحيح، كما قلنا في الإسناد ْالذي قبله. وقد ورد نحو معناه من حديث أبي هريرة، عند أحمد والبخاري وأبي داود والنسائي، وانظر المنتقى 1065. (6591) إسناده صحيح، وهو مكرر 6478. وانظر 6486، 6547، 6564.

6592 - حدثنا وَهْب، يعني ابن جَرير، حدثنا شُعْبة عن الحَكَم عن مجاهد قال: أراد فلانٌ أنْ يدْعَىِ (جنادَةَ بنَ أبي أميِة)، فقال عبد الله بن عمرو: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من إدَّعى إلى غير أَبيه لم يرَحْ رائحةَ الجنة، وإن ريحَها ليُوجَد من قَدْرِ سبعين عاماً"، أو "مَسِيرِة سبعين عاماً"، قال: "ومن كذب على متعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار".

_ (6592) إسناده صحيح، وهب: هو ابن جرير بن حازم، سبق توثيقه 725، ونزيد هنا: أن سليمان بن داود القزاز قال لأحمد: "أريد البصرة، عمن أكتب؟، قال: عن وهب بن جرير وأبي عامر العقدي"، وترجمه ابن سعد في الطبقات7/ 2/51، وفي التهذيب 11: 62 كلمة عن أحمد، لا نظنها صحيحة عنه قال: "قال أحمد: ما روى وهب قط عن شُعبة، ولكن كان وهب صاحب سنة"، فهذا النفي ينقضه ثبوت رواية وهب عن شُعبة في المسند، منها هذا الموضع، وأيضاً فإن البخاري ترجمه في الكبير 4/ 1/169 فأثبت سماعه منه، قال: "سمع شُعبة وأباه". الحكم: هو ابن عتيبة، بضم العين وفتح التاء المثناة الفوقية والباء الموحدة وبينهما ياء تحتية ساكنة، وهو ثقة ثبت مشهور، قال ابن سعد 6: 231: "كان الحكم بن عتيبة ثقة فقيهاً عالماً عالياً رفيعاً كثير الحديث"، وترجمه البخاري في الكبير1/ 2/320 - 331. والحديث رواه الخطيب في تاريخ بغداد 2: 347، من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد مختصراً، مقتصراً منه على المرفوع "من ادعى إلى غير أبيه" فلم يذكر القصة في أوله، ولا الوعيد على الكذب في آخره. ووقع اسم الصحابي فيه "عبد الله بن عمر" وهو خطأ ناسخ أو طابع، وسيأتي مختصراً أيضاً6834، من رواية محمد بن جعفر عن شُعبة. ورواه ابن ماجة 2: 68، من طريق سفيان عن عبد الكريم عن مجاهد، مرفوعاً مختصراً أيضاً, ولكن فيه: "وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام"، وقال البوصيري في زوائده: "إسناده صحيح". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 98 مختصراً أيضاً، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح"، وأشار إلى رواية ابن ماجة التي ذكرنا. وان ما مضى 5998، وما يأتي 7019. =

6593 - حدثنا حسين، يعني ابن محمد، حدثنا جَرِير، يعني ابن

_ = جنادة بن أبي أمية: عندهم في هذا الاسم ثلاث تراجم، الراجح الذي رجحه ابن عبد البر وابن حجر أنهما اثنان: "جنادة بن أبي أمية الأزدي" صحابي، وسيأتي له في المسند حديث واحد 16671، والآخر "جنادة بن مالك الأزدي"، تابعي. ولعلنا نوفق لتحقيق هذا الخلاف عند ذلك الحديث، إن شاء الله تعالى. وانظر الكبير للبخاري 1/ 2/ 231 - 232، وابن سعد 7/ 2/ 151، 194، والاستيعاب 94 - 95 ثلاث تراجم، وأسد الغابة 1: 297 - 298، 299 - : 3 ثلاث تراجم أيضاً، والإصابة 1: 256 - 257، 258، 275 ثلاث تراجم أيضاً، والتهذيب 2: 115 - 116."لم يرح رائحة الجنة": قال ابن الأثير: "أي لم يشم ريحها، يقال: راح يريح، وراح يراح، وأراح يريح، إذا وجد رائحة الشيء". (6593) إسناده صحيح، أبو سفيان: ترجم في التهذيب 12: 113، وقال: "قال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة مشهور. قلت [القائل ابن حجر]: قال الذهبي لا يعرف". وترجم في التعجيل 490، قال: "أبو سفيان الحَرَشي: تقدم ذكره في "مسلم بن جُبير" في حرف الميم من الأسماء"، يعني ما مضى في التعجيل 399 - 401، وسنشير إليه فيما سنذكر في "مسلم بن جُبير". وقول الذهبي في الميزان 3: 361 "لا يعرف"-: لا يسوي شيئاً بعد توثيق ابن معين إياه. وسيأتي في المسند في روايه لهذا الحديث 7025 قول ابن إسحق: "حدثني أبو سفيان الحرشي، وكان ثقة فيما ذكر أهل بلاده" فهذا توثيق قوي من ابن إسحق الذي روى عنه وسمع منه، أيده توثيق ابن معين. "الحرشى": بفتح الحاء المهملة والراء، نسبة إلى " بني الحريش" بفتح الحاء وكسر الراء بعدها ياء تحتية وآخره شين معجمة. مسلم بن جُبير، بضم الجيم وبالباء الموحدة: هو مولى ثقيف، كما بين في الرواية الآتية 7025: "عن مسلم بن جُبير مولى ثقيف، وكان مسلم رجلاً يؤخذ عنه، وقد أدرك وسمع". وهذا كاف عندي في توثيقه، إلىَ ما سنذكر في ترجمته وفي تخريج الحديث، إن شاء الله. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/258، قال: "مسلم بن جُبير الحرشي عن ابن عمر، نسبه هُشيم عن يعلى بن عطاء"، فظن بعض العلماء أنه غير الراوي هنا، وهو هو، كما رجحه ابن حجر في التعجيل 399 - =

حازم، عن محمد، يعني ابن إسحق، عن أبي سفيان عن مسْلِم بن جبَير

_ = 400، فقال: "قال الحسيني: هو غير الذي قبله، يعني الذي أخرج له أبو داود، قال: ويحتمل أن يكون هو هو، وفيه بعد، ويحتمل أن يكون الجميع واحدا، وهو أبعد، قلت [القائل ابن حجر]: لا بعد فيه، لاتحاد الاسم والأب والنسبة، فإن الثقفي ينسب طائفيا لأنها بلدهم، ونسبنه حرشيا فإنه يجوز أن يكون أصله منها، ونسب ثقفيا بالولاء، وطائفيا بسكناه مع مواليه"، أقول: وأما ذكر البخاري أنه يروي عن "عبد الله بن عمر"، فإني أرجح أنه إشارة إلى رواية أخرى غير هذا الحديث، خصوصا وأن البخاري يحرص في أغلب شأنه على أن يذكر أقدم شيخ للذي يترجم له". فهو يروي عن صحابي، فيما أشار إليه البخاري، وعن تابعي في هذا الحديث، ومثل هذا كثير في الرواة معروف، و"مسلم بن جُبير"، ذكره ابن حبان في الثقات، كما في التهذيب 10: 124 والإكمال للحسيني (ص 104) والتعجيل. عمرو بن الحريش أبو محمد الزُّبيدي: ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/227، قال: "سمع عبد الله بن عمرو، روى عنه أبو سفيان عن مسلم بن كثير [كذا!]، سمعت أبي يقول ذلك". وقوله "مسلم بن كثير"، هكذا وقع فيه، وعلق عليه مصح الطعة في حيدرآباد: (ويقال: مسلم بن جُبير، وسننبه عليه في ترجمة سلم بن كثير، والذي في التهذيب 8: 20: "وعنه أبو سفيان غير منسوب، وقيل: عن أبي سفيان عن مسلم بن جُبير عنه"، والقسم الذي فيه ترجمة "مسلم بن كثير" من الجرح والتعديل لما يطبع، ولم أجد ترجمة باسم "مسلم بن كثير" في التهذيب ولا في التعجيل، ولا في تاريخ البخاري، فما أدري ما هو؟، وأكاد أجزم بأنه خطأ من أحد الرواة، لم يتنبه له ابن أبي حاتم، إن كان ترجم له، وعمرو بن حريش: تابعي، كما هو ظاهر من سياق الحديث، وقد قال ابن معين في حديثه هذا: "هذا حديث مشهور"، ومثل هذا كاف في الاحتجاج بروايته بعد أن عرف أنه من التابعين، إلى ما سنذكر -إن شاء الله- في تخريج الحديث، و"الحريش" بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وآخره شين معجمة، و"الزبيدي": بضم الزاي. والحديث رواه الدارقطني 318 من طريق أبي أمية الطرسوسي عن حسين بن محمد المروزي- شيخ أحمد هنا- عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد، فلم ينفرد به الإِمام أحمد عن حسين بن محمد المروزي. وسيأتي أيضاً مطولاً قليلاً 7025 - كما أشرنا آنفا- عن يعقوب بن إبراهيم =

عن عمرو بن الحَريش قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاصي، فقلت:

_ = ابن سعد عن أبيه عن ابن إسحق: "حدثني أبو سفيان الحرشي، وكان ثقة فيما ذكر أهل بلاده، عن مسلم بن جُبير مولى ثقيف، وكان مسلم رجلاً يؤخذ عنه، وقد أدرك وسمع، عن عمرو بن حريش الزبيدي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي" إلخ. وهذا إسناد صحيح متصل. فهذان راويان ثقتان حافظان: جرير بن حازم وإبراهيم بن سعد- جوَدا إسناده، وساقاه على نسق واحد، لم يختلفا فيه على شيخهما محمد بن إسحق: "عن أبي سفيان عن مسلم بن جُبير عن عمرو بن الحريش عن عبد الله بن عمرو". وقد ارتفعت الشبهة التي يزعمونها في تدليس محمد بن إسحق، بتصريحه بالسماع من أبي سفيان الحرشي، في الرواية الآتية: رواية إبراهيم بن سعد عنه. وأخطأ حماد بن سلمة رحمه الله، فروى الحديث عن محمد بن إسحق مختصرا وخلط في إسناده: فرواه أبو داود 3357 (3: 256 عون المعبود) عن حفص بن عمر: "حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن مسلم بن جُبير عن أبي سفيان عن عمرو بن حريش عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمره أن يجهز جيشا، فنفدت الإبل، فأمره أن يأخذ في قلاص الصدقة، فكان يأخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة". وكذلك رواه الدارقطني 318 والحاكم 2: 56 - 57، كلاهما من طريق أبي عمر الحوضي، وهو حفص بن عمر، عن حماد بن سلمة. ورواه البيهقي 5: 287 - 288، من طريق عبد الواحد بن غياث عن حماد بن سلمة أيضاً، عن محمد بن إسحق، كنحو رواية أبي داود. قال المنذري 3218: "في إسناده محمد بن إسحق، وقد اختلف أيضاً على محمد بن إسحق في هذا الحديث، ذكر ذلك البخاري وغيره. وحكى الخطابي أن في إسناد حديث عبد الله بن عمرو أيضاً مقالا". وقال البيهقي عقب روايته: "اختلفوا على محمد بن إسحق في إسناده، وحماد بن سلمة أحسنهم سياقة له". وقال الحاكم عقب روايته من طريق حماد بن سلمة: "حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. فأخطأ حماد بن سلمة ووهم في زيادة "يزيد بن أبي حبيب" في الإسناد، وفي جعل الرواية "عن مسلم بن جُبير عن أبي سفيان"، في حين أن ابن إسحق سمعه من أبي سفيان الحرشي عن مسلم بن جُبير عن عمرو بن =

إنا بأَرض ليس بها دينار ولا درهم، وإنما نبايع بالإبل والغنم إلى أَجَل، فما

_ الحريش، كما سيأتي 7025، وقد أشرنا إلى ذلك آنفا، فزاد حماد في الإسناد رجلاً ْوقدّم راويا وأخر راويا، وخالفه في ذلك جرير بن حازم هنا، وإبراهيم بن سعد في الإسناد الآتي 7025. ولسنا نوافق البيهقي في زعمه أن "حماد بن سلمة أحسنهم سياقة له"، إذ تبين خطؤه بمخالفة راويين ثقتين، روياه عن محمد بن إسحق على خلاف ما روى هو. وقد ذهب الحافظ في التعجيل (ص400 - 401) إلى مثل ما ذهبنا إليه من الترجيح. فقد أشار إلى روايتي المسند من طريق إبراهيم بن سعد ومن طريق جرير بن حازم، ثم إلى رواية أبي داود من طريق حماد بن سلمة، وشرح الاختلاف بينهما، ثم قال: "وإذا كان الحديث واحدا، وفي رجال إسناده اختلاف بالتقديم والتأخير-: رجح الاتحاد، وتترجح رواية إبراهيم بن سعد على رواية حماد، باختصاصه بابن إسحق، وقد تابع جرير بن حازم إبراهيم، كما تقدم، فهي الراجحة". والحمد لله على التوفيق. واختصاص إبراهيم بن سعد بابن إسحق، الذي أشار إليه الحافظ، هو ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد 6: 83 بإسناده إلى البخاري قال: "قال لي إبراهيم بن حمزة: كان عند إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام، سوى المغازي، وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانه". ومعنى الحديث صحيح بكل حال، فإن رواية حماد بن سلمة تؤيده، وإن أخطأ في إسناده واختصر لفظه. وجاء معناه أيضاً بإسناد صحيح، رواه الدارقطني 318 من طريق ابن وهب: "أخبرني ابن جُريج أن عمرو بن شعيب أخبره عن أبيه عن عبد الله بين عمرو بن العاص: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمره أن يجهز جيشا، قال عبد الله بن عمرو: ليس عندنا ظَهْر؟، قال: فأمره النبي -صلي الله عليه وسلم -أن يبتاع ظهرا إلى خروج المصدّق، فابتاع عبد الله بن عمرو البعير بالبعيرين وبالأبعرة إلى خروج المصدق، بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ". وهذا الحديث رواه أيضاً البيهقي 5: 287 - 288 من طريق الدارقطني، جاء به شاهدا لحديث حماد بن سلمة، فقال:"وله شاهد صحيح"، فذكره وأشار إليه الحافظ في الفتح 4: 347 - 348، وقال: "رواه الدارقطني وغيره، وإسناده قوي". وكذلك أشار إليه في التلخيص 235، قال: "أورده البيهقي في السنن وفي الخلافيات، من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وصححه". وقول ابن عمر "على الخبير سقطت": قال ابن الأثير: "أي =

ترى في ذلك؟، قال: على الخَبِير سَقَطْتَ، جَهز رسول الله -صلي الله عليه وسلم - جيشا على إبل من إبل الصدقة، حتى نَفدت، وبقي ناس، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اشتر لنا إبلا من قَلائص من إبل الصَدقة إذا جاءت، حتى نُؤَديها إليهم"، فاشتريت البَعير بالاثنين وَالثلاث قلائص، حتى فرغت، فأدى ذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -من إبلَ الصدقة. 6594 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لَهِيعة أخبرنا أبو قبيل عن مالك بن عبدِ الله عن عبد الله بن عمرو بن العاصي: أن رسول اللهَ - صلى الله عليه وسلم - استعاذ من سبعٍ موُتاتٍ: موتٍ الفُجاءة، ومن لَدغ الحَيّة، ومن السَّبع، ومن الحَرَق، ومن الغرق، ومن أن يخِر على شيء أو يخر عليه شيء، ومن القتل عند فِرار الزحف.

_ = على العارف به وقعت، وهو مثل سائر للعرب". وذكره الميداني في مجمع الأمثال 1: 410، وقال: "يقال: إن المثل لمالك بن جُبير العامري، وكان من حكماء العرب. وتمثل به الفرزدق للحسين بن عليّ". وقد تمثل به عبد الله بن عمرو هنا، وأقدم من هذا: أنه تمثل به الحرث بن حسان أمام النبي -صلي الله عليه وسلم -، كما سيأتي في مسنده 16019.القلائص: جمع "قلوص" بفتح القاف وضم اللام، قال ابن الأثير: "وهي الناقة الشابة، وقيل: لا تزال قلوصا حتى تصير بازلا، وتجمع على قِلاص وقلص، أيضاً". (6594) إسناده صحيح، أبو قبيل: هو المعافري، حيي بن هانئ مضت ترجمته وأنه تابعي ثقة 453، 1786، ونزيد هنا أنه ترجمه أبو بكر المالكي في رياض النفوس 1: 91 - 92 مالك بن عبد الله: هو الزيادي، وقد مضى تحقيق ترجمته أيضاً 453، وهدا الحديث مما يؤيد عندنا توثيقه، فإن أبا قبيل يروي عن عبد الله بن عمرو مباشرة، فلا يظن به أن يروي عنه بواسطة رجل آخر إلا إن كان هذا الرجل عنده ممن يوثق به ويؤخذ عنه .. والحديث في مجمع الزوائد 2: 318، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام".

6595 - حدثنا هرون بن معروف ومعاوية بن عمرو قالا: حدثِنا ابن وَهب حدثني عمرو أن بكر بن سَوَادةَ حَدثه أن عبد الرحمن بن جُبير حدثه أن عبد الله بن عمرو بن العاصي حدثه: أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق، وهيِ تحته يومئذ، فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله -صلي الله عليه وسلم-، فقال: لم أر إلا خيرا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله قد بَرأها من ذلك"، ثم قام رسول الله-صلي الله عليه وسلم- على المنبر فقال: "لا يَدْخُلَنَّ رجل بعد يومي هذا على مغِيبة إلا ومعه رجلٌ أو اثنان". 6596 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حيي بن عبد الله

_ (6595) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن الحرث بن يعقوب الأنصاري المصري، سبق توثيقه 2622. بكر بن سوادة الجذامي، بضم الجيم وتخفيف الذال المعجمة: تابعي ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 89 - 90، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 202، وأبو بكر المالكي في رياض النفوس 1: 74، في العشرة الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز ليفقهوا أهل إفريقية، وكذلك ذكره فيهم أبو العرب في طبقات علماء إفريقية (ص20). والحديث رواه مسلم 2: 177 عن وهب بن معروف وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد. المغيبة والمغيب، بضم الميم: المرأة التي غاب عنها زوجها. (6596) إسناده صحيح، حيي بن عبد الله بن شريح المعافري الحبلي: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: "ليس به بأس"، وقال أحمد: "أحاديثه مناكير"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/70، وقال: "فيه نظر"، وقال النسائي في الضعفاء (ص10): "ليس بالقوي". والحديث في مجمع الزوائد: 4: 23 - 24، وقال: "رواه أحمد والطبراني" في الكبير، وفيه حيي بن عبد الله المعافري، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح". وإنما ذكر الهيثمي "بقية رجال الطبراني"، ولم يذكر "بقية رجال أحمد" كعادته، لأنه لا يرى تصحيح أحاديث ابن لهيعة، فيبدو لي أن الطبراني رواه من طريق شيخ آخر من رجال الصحيح غير ابن لهيعة, =

المَعَافري أن أبا عبد الرحمن الحُبُلِّيِ حدثه عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً أتى النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: إن أبيِ ذبِح ضحِيته قبل أن يصلي؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل لأبيك يصلي، ثم يذْبح". 6597 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة حدثنا حييُّ بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن الحُبُلي حدثه قال: أخرج لَنا عبد الله بن عمرو قرطاسا، وقال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يعلمنا يقول: "اللهم فاطرَ السموات وَالأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت ربُّ كل شيء، وإلهُ كل شيء، أشهد أن لا إله إلاَ أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولكَ، والملائكة

_ = فصحح الهيثمي بقية إسناده من أجل ذلك. ومعناه صحيح ثابت عند الشيخين وغيرهما، من حديث جندب بن سفيان، وجابر، وأنس. انظر المنتقى 2739 - 2742. (6597) إسناده صحيح، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 122، وقال: "رواه أحمد وإسناده حسن"، ثم ذكر روايتين أخريين بنحوه (ص 122 - 123)، وقال: "رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح". وله متابعة أخرى قوية، فإنه سيأتي في المسند بنحوه مختصرا 6851، من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحبراني، قال: "أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له: حدثنا ما سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فألقى بين يدي صحيفة، فقال: هذا ما كتب لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فنظرت فيها، فإذا فيها: أن أبا بكر الصديق قال: يا. رسول الله؟ علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السموات والأرض"، إلى آخر الدعاء. ومن هذا الوجه رواه الترمذي 4: 268، وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه". وأقول: بل هو إسناد صحيح، كما سنبين في موضعه إن شاء الله. وله شاهد صحيح أيضاً، مضى في مسند أبي بكر، من رواية عمرو ابن عاصم عن أبي هريرة، رقم 51، 52. 63. ويأتي في مسند أبي هريرة أيضاً 7948، ومضى أيضاً بنحوه بإسناد منقطع من حديث أبي بكر، رقم 81 "أن أقترف على نفسي إثما": أي أكسبه، يقال: "قَرَفَ الذنب واقترفه"، إذا علمه.

يشهدون، أعوذ بك من الشيطان وشركه، وأعوذ بك أن أَقْتَرِف على نفسي إثما، أو أجُرّه على مسلم"، قال أبو عبد الرحمن: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يعلمه عبد الله بن عمرو، أن يقول ذلك حين يريدُ أن ينامَ. 6598 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "انْكحوا أُمَّهات الأولاد، فإني أباهي بهم يوم القيامة". 6599 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حيي بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن حدثه أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من راح إلى مسجد الجماعة فخَطْوة تَمْحو سيئة، وخطوة تكْتَب له حسنةٌ، ذاهبا وراجعا".

_ (6598) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 258، وقال: "رواه أحمد، وفيه حيي بن عبد الله المعافري، وقد وثق، وفيه ضعف". وكذلك ذكره المجد في المنتقى 3417، ونسبه لأحمد. أمهات الأولاد: يريد به المرأة الولود، لا السرية الرقيق، كما يفهم من السياق. وفي معناه حديث أنس مرفوعاً: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 258: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وإسناده حسن". وهو أيضاً فيه 4: 252، وفي المنتقى 3416، وسيأتي في المسند 12639، 13604. (6599) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 29، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال الطبراني رجال الصحيح، ورجال الإِمام أحمد فيهم ابن لهيعة". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1: 125، وقال: "رواه أحمد بإسناد حسن، والطبراني وابن حبان في صحيحه". تبيه: وقع في الترغيب "عن عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي ظاهر، فالحديث حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي، كما هو صريح هنا في المسند، وكما في مجمع الزوائد.

6600 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة حدثني حيي بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن الحُبُلِّي حدثه عن عبد اللهَ بن عمرو بن العاصي، أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "إذا جاء الرجل يعود مريضا قال: اللهم اشْف عبدك، ينكأ لك عَدواً، ويمشي لك إلى الصلاة". 6601 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حُيَيُّ بن عبد الله أن

_ (6600) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3107 (3: 155 عون المعبود) عن يزيد بن خالد عن ابن وهب عن حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد، وقال في آخره: "أو يمشي لك إلى جنازة"، ثم قال أبو داود: "وقال ابن السرح: إلى الصلاة". ورواية ابن السرح هذه هي الموافقة لرواية المسند هنا، ورواها الحاكم 1: 344 عن أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن مهران عن أبيه: "حدثنا أبو الطاهر أنبأنا ابن وهب" إلخ. وأبو الطاهر: هو أحمد بن عمرو بن السرح شيخ أبي داود، وقَال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وكذلك رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 541) من طريق هرون بن سعيد عن ابن وهب، كرواية المسند. ونسبه ملا على القاري في المرقاة (جـ 1 ورقة 299) لابن حبان، وزاد السيوطي في زيادات الجامع الصغير (1: 98 من الفتح الكبير) نسبته للطبراني. "ينكأ": بفتح الياء في أوله وسكون الهمزة في آخره، مجزوم على جواب الأمر، ويجوز رفعه، أي فهو ينكأ. و"نكأ القرحة ينكؤها نكأ" من باب "منع"، قشرها، و"نكأت العدو أنكؤهم"، لغة في "نكيتهم نكاية"، وفسر ابن الأثير الحديث على حذف الهمزة، قال: "أو ينكى لك عدوا، يقال نكيت في العدو أنكى نكاية فأنا ناك، إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك، وقد يهمز، لغة فيه"، والرسم في رواية الحديث لا يساعده على اللغة الأولى، إلا أن يكون هناك رواية أخرى بالرسم بالياء. (6601) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 534 (1: 207 عون المعبود) من طريق ابن وهب عن حيي، بهذا الإسناد. وقال المنذري 492: "وأخرجه النسائي في اليوم والليلة". ونسبه السيوطي في الزيادات (2: 302 من الفتح الكبير) لابن حبان أيضاً. وذكره المنذري في =

أبا عبد الرحمن الحُبُلِّي حدثه عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً قال لرسول الله-صلي الله عليه وسلم-: يا رسول الله: إن المؤذنين يَفْضُلُونَا بأذانهم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل كما يقولون، فإذا انتهيت فَسَل تُعْطَ". 6602 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُيَيُّ بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن عمرو، قال: إن رجلاً جاء إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فسأله عن أفضل الأعمال؟، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الصلاة"، ثم قال: مَهْ؟، قال: "الصلاة"، ثم قال: مَهْ؟، قال: "الصلاة"، ثلاث مرات، قال: فلما غلب عليه، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الجهاد في سبيل الله"، قال الرجل: فإن لي والدَين؟، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "آمُرُك بالوالدين خيراً"، قال: والذي بعثك بالحق نبيا لأجاهدن ولأتركنهما، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أنت أعلم". 6603 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حييُّ بن عبد الله

_ = الترغيب والترهيب 1: 113، وقال: "رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في. صحيحه". وانظر 6568. (6602) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 301، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقد حسن له الترمذي، وبقية رجاله رجال الصحيح"!، هكذا قال، ونحن نستدرك عليه: أن ابن لهيعة ليس بضعيف عندنا، وأن "حييّ بن عبد الله المعافري" لم يرو له أحد من الشيخين، فلا يطلق عليه أنه من "رجال الصحيح"، في اصطلاحهم. وأخرجه أيضاً ابن حبان في صحيحه، كما أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح 6: 98، حين أراد أن يجمع بين معنى هذا الحديث وبين الأحاديث التي فيها الأمر باستئذان الوالدين عند الجهاد، كالأحاديث الماضية 6490، 6525، 6544، فقال: "قال جمهور العلماء: يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما، بشرط أن يكونا مسلمين, لأن برهما فرض عين عليه، والجهاد فرض كفاية، فإذا تعين الجهاد فلا إذن. ويشهد له ما أخرجه ابن حبان"، فذكر هذا الحديث. (6603) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 47، وقال: "رواه أحمد والطبراني في =

أن أبا عبد الرحمن حدثه عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذكر فَتَّانَ القبور، فقال عمر: أتُرَدُّ علينا عقولنا يا رسول الله؟، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم -: "نعم، كهيئتكم اليوم"، فقال عمر: بِفيهِ الحَجَر!!. 6604 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُيَيُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله؛ إني أقرأ القرآن فلا أجدُ قلبي يَعْقِل عليه؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن قلبك حُشيَ الإيمان، وإن الإيمان يُعْطى العبدَ قبلَ القرآنِ".

_ = الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح"!!، هكذا قال، والحديث لم يروه أحمد إلا في هذا الموضع، فنسي الحافظ الهيثمي أن يعلّه بضعف ابن لهيعة كما أعلّ الإسناد السابق، ونسي أن حيي بن عبد الله لم يرو له أحد من الشيخين!!، وذكره الحافظ ابن رجب في كتاب أهوال القبور (ص 12)، ونسبه أيضاً لابن حبان في صحيحه. وذكر الذهبي في الميزان 1: 393 في ترجمة "حيي بن عبد الله" من كتاب ابن عدي، بإسناده إلى ابن وهب "أخبرني حيي بن عبد الله"، بهذا الإسناد. ووقع في الميزان "عن عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي ظاهر. "فتان القبور": يريد الملكين، منكراً ونكيراً، من الفتنة، وهي الامتحان والاختبار. وقول عمر "بفيه الحجر": مما أعطاه الله بفضله ومنه، من قوة العقل، وثبات الجنان، وصادق الإيمان، وقوة الحجة، ثقة بربه، واستمساكاً بالعروة الوثقى. رحمه الله ورضي عنه، وآتانا من فضله ورحمته بعض ما أوتي عمر. (6604) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 63، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة"!!، والناظر في هذه الأحاديث المروية بإسناد واحد: 6596 - 6604، يرى كيف يضطرب كلام الحافظ الهيثمي في تصحيحها أو تعليلها، فمرة يجعل رجال الإسناد رجال الصحيح!، ومرة يعلّ الإسناد بابن لهيعة، ومرة يعله بحيي بن عبد الله المعافري، ومرة يعله بهما معاً، ومرة يجعل الإسناد حسناً!!، وهو هو وهو عندنا إسناد صحيح، والحمد الله.

6605 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لَهيعة ني عبد الله بن هُبَيْرة عن عبد الرحمن بن مُريح الخَوْلاني قال: سمعت أَبا قَيس مولى عمرو

_ (6605) إسناده حسن، عبد الرحمن بن مريح الخولاني: ترجمه الذهبي في الميزان 2: 117، والحسيني في الإكمال، وقال: "مجهول"، ونسب الحسيني ذلك لأبي حاتم، والحافظ ابن حجر تبع في لسان الميزان الذهبي ولم يعقب عليه، ولكنه حقق في التعجيل (ص 257) فعقب على الحسيني فقال: "هو رجل مشهور، له إدراك, لأن ابن يونس ذكر أنه شهد فتح مصر، ومن كان يجاهد في سنة 20 يدرك من الحياة النبوية قطعة كبيرة. قال ابن يونس: سمع جابراً". فهذا تابعي قديم مخضرم، لم يذكر بجرح، فحاله على الستر والقبول، حتى يتبين، وقد نسي الحافظ أن يترجم له في الإصابة في باب المخضرمين الذين لهم إدراك، مع أنه على شرطه، كما ظهر من كلامه هذا. وفي ح "عبد الله بن مريح"، وصححناه من ك م والتعجيل، ويظهر أن هذا خطأ قديم في بعض نسخ المسند، لأن الحسيني ترجمه في الإكمال باسم "عبد الرحمن"، وقال: "ويقال عبد الله"، وهذا القول لم يشر إليه الذهبي، ولا الحافظ في التعجيل، ولو كان قولاً آخر في اسمه لما حذفه الحافظ ابن حجر، وإنما الراجح عندي أن الحسيني رآه في بعض نسخ المسند، فظنه قولاً آخر في اسمه. و "مريح": ضبطه الحافظ في التعجيل "بالتصغير والمهملة"، يعني بضم الميم وفتح الراء وآخره حاء مهملة. أبو قيس مولى عمرو بن العاصي: تابعي ثقة معروف، روي عن عمرو بن العاصي وابنه عبد الله بن عمرو، قال ابن يونس: "ويقال إنه رأى أبا بكر الصديق، وكان أحد فقهاء الموالي الذين أدركهم يزيد ابن أبي حبيب، واسمه عبد الرحمن بن ثابت، وشهد فتح مصر"، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له الشيخان وسائر أصحاب الكتب الستة. والحديث ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 279، وقال: "رواه أحمد بإسناد حسن"، والهيثمي في مجمع الزوائد 10: 160، وقال: "رواه أحمد، وإسناده حسن"، والسخاوي في القول البديع 77، وقال: "رواه أحمد وابن زنجويه في ترغيبه بإسناد حسن. وحكمه الرفع، إذ لا مجال للاجتهاد فيه". وكل هؤلاء حذف آخره "فليقل عبد من ذلك أو ليكثر". وانظر 6568.

ابن العاصي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: من صلى على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلاة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة، فليقِلً عبدٌ من ذلك أو ليكْثِرْ. 6606 - وسمعت عبد الله بن عمرو، يقول: خرج علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوما كالُموَدِّع، فقال: "أنا محمد النبي الأمي"، قاله ثلاث مرِاِت، "ولا نبي بعدي، أُوتيتُ فواتح الكَلِم وخَواتمه وجوامعه، وعَلمْت كَمْ خزنَةُ النار وحملَةُ العرش، وتُجُوِّز بي، وعوفيت، وعوفَيتْ أمتي، فاسمعوا وأطيعوا ما دُمْتُ فيكم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتَاب الله، أحِلُّوا حَلالَه، وحرِّموا حَرَامَه". 6607 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لَهِيعة عن عبد الله، ومرة أخرى قال: أخبرني عبد الله بن هُبيرة، عن عبد الرحمن بن جُبير، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي، يقول: خرج علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوما كالمُودِّع، فذكره. 6608 - حدثنا يحيى حدثنا ابن لَهِيعة عن عبد الله بن هُبَيرة عن

_ (6606) إسناده حسن، بالإسناد قبله. وهو في مجمع الزوائد 1: 169، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف". وهذا تهافت منه، كما بينا في مثل هذا التعليل آنفاً في 6604. وسيأتي الحديث بإسناد آخر صحيح عقب هذا. (6607) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن جُبير المصري: سبق توثيقه 6568. والحديث مكرر ما قبله. (6608) إسناده حسن، أبو هبيرة الكلاعي: قال الحافظ في التعجيل 524: "مجهول"، ولم أجد فيه لامَاً غير هذا, ولا ذكراً إلا في هذا الموضع، فهو تابعي مجهول الحال، فهو على الستر والقبول حتى يتبين لنا حاله. "الكلاعي": بفتح الكاف وتخفيف اللام، نسبة إلى "ذي الكلاع"، قبيلة من حمير. وقد مضى الحديث بأطول من هذا بإسنادين ضعيفين =

أبي هبيرة الكَلاَعِي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما، فقال: "إن ربي حرّم عليّ الخمر، والميسرَ، والمزْر، والكوبَة، والقنِّين". 6609 - حدثنا يحيى بني إسحق أخبرنا ابن لَهِيعة عنْ شُرَحْبيل ابن شرِيك أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، قال: قَال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أفلح من آمن، ورزق كَفَافا، وقنَّعه الله به". 6610 - حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رِشْدِين حدثني أبو هانئ الخَولاني عن أبي عبد الرحمن الحُبُلّيِ عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "قَلْب ابن آدم على إصبعَين من أصابع الجبَّار عز وجل، إذا شاء أَن يُقَلِّبه قلّبه"، فكان يكثر أن يقول: "يا مصرِّف القُلُوب". 6611 - حدثنا عبد الله بن محمد [قال عبد الله بن أحمد بن

_ = 6547, 6564 إليه في أولها. وانظر أيضاً6478، 6591. (6609) إسناده صحيح، وهو مكرر 6572. (6610) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد، كما بينّا في 5748. ومعناه صحيح، سبق مطولاً بإسناد صحيح 6569. (6611) إسناده صحيح، شريك: هو ابن عبد الله القاضي. أبو إسحق: هو السبيعي، بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة، واسمه عمرو بن عبد الله، وهو تابعي ثقة مشهور، وترجمه البخاري في الصغير (ص 148) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/242 - 243)، وابن سعد في الطبقات 6: 219 - 220. "السبيعي": نسبة إلى " بني سبيع"، بطن من همدان. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 261، وقال: "رواه أحمد، وإسناده جيد". وسقط من مجمع الزوائد كلمة "والنساء" في آخر الحديث، وهو خطأ ناسخ أو طابع، فإنها ثابتة في نسخ المسند، وفي جميع المصادر التي نقلته عنه، وهو أيضاً في الترغيب والترهيب 4: 85، وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد". ونقله الحافظ =

حنبل]: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شَيبة، حدثنا شَرِيك عن أبي إسحق في السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطّلَعْت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء". 6612 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُيَيُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ائذنْ لي أن أخْتَصِي؟!، فقال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خصاء أمتي الصيامُ والقيامُ". 6613 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حُيَيُّ بن عبد الله

_ = ابن رجب في كتاب التخويف من النار (ص 157)، ونسبه للمسند أيضاً. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2086، 3386. (6612) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 4: 253، وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام". وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود 4302. (6613) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 9: 329. عن هذا الموضع وهو أيضاً في مجمع الزوائد 7: 147، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف". وقد وجدت للحافظ ابن كثير كلاماً جيداً في ابن لهيعة، هو الإنصاف الصحيح. فإنه نقل في كتاب فضائل القرآن (ص 79 - 80) حديثاً آخر رواه الإِمام أحمد:"حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا حبان بن واسع عن أبيه عن سعد بن المنذر الأنصاري"، ثم قال ابن كثير: "وهذا إسناد جيد قوي حسن. فإن حسن بن موسى الأشيب ثقة متفق على جلالته، روى له الجماعة. وابن لهيعة إنما يخشى من تدليسه أو سوء حفظه، وقد صرح ها هنا بالسماع، وهو من أئمة العلماء بالديار المصرية في زمانه". وهذا الذي قاله أبي بن كعب، وصدقه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: لم يكن مما يقوله أبي من رأي نفسه، فهو مرفوع حكماً قبل تصديق رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إياه، ثم صار مرفوعاً لفظاً بذلك التصديق العالي، وقد رواه أيضاً أبي بن كعب مرفوعاً، فيما يأتي في مسنده من هذا المسند (5: 141 ح).

عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو: أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول: ألا يستطيعُ أحدكم أن يقوم بثُلُث القرآن كل ليلة؟، قال: فجاء النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو يسمع أبا أيوب، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صدق أبو أيوب". 6614 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُييُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً أتى النبيَّ -صلي الله عليه وسلم - بابن له، فقال: يا رسول الله؛ إن ابني هذا يقرأ المصحف بالنهار، ويبيت بالليل؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما تنقِم أن ابنك يَظَلُّ ذاكرا ويبيت سَالما؟! ". 6615 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُيَيُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي حدثه عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "إن في الجنة غُرْفَة يُرى ظاهِرُها من باطنها، وباطنها من ظاهرها"، فقال أبو موسى الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟، قال: "لمَنْ ألان الكلامَ، وأَطعم الطعام، وبات لله قائما والناس نيام".

_ (6614) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 270، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام". ونقله ابن كثير في فضائل القرآن (ص 93) عن هذا الموضع من المسند. قوله "ما تنقم"، في ح "أما تنقم" بزيادة الهمزة ,وحذفها أجود، كما في ك م. (6615) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 420، وقال: رواه أحمد، ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم". وذكره أيضاً قبل ذلك 2: 254 بنحوه، وفيه أن الذي سأل هو " أبو مالك الأشعري"، ثم قال الهيثمي: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناده حسن، واللفظ له. وفي رواية أحمد: فقال أبو موسى الأشعري". وذكره المنذري أيضاً في الترغيب والترهيب 4: 254، وقال: "رواه الطبراني والحاكم، وقال "صحيح على شرطهما. ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري".

6616 - حدثنا يحيى بن غيلانَ حدثنا رِشْدينُ حدثني عمرو بن

_ (6616) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. ولكنه صحيح لغيره، لما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. توبة بن نمر بن حرمل الحضرمي، أبو محجن المصري، ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 156، وأشار إلى هذا الحديث، وترجمه الحافظ في التعجيل، وقال الدارقطني: "جمع له القضاء والقصص بمصر، وكان فاضلا عابداً توفي سنة 120"، وأخباره في ولاية القضاء بمصر، في فتوح مصر لابن عبد الحكم (ص 240)، وفي قضاء مصر للكندي (334، 342 - 347)، وروى الكندي بإسناده إلى ابن لهيعة، قال: "أول قاض بمصر وضع يده على الأحباس توبة بن نمر، في زمن هشام، وإنما كانت الأحباس في أيدي أهلها، وفي أيدي أوصيائهم، فلما كان توبة قال: ما أرى مرجع هذه الصدقات إلا إلى الفقراء والمساكين، فأرى أن أضع يدي عليها، حفطاً لها من التواء والتوارث، فلما يمت توبة حتى صار الأحباس ديوان عظيماً". وهذه فائدة تاريخية عظيمة تدل على أن هذا القاضي هو أول من أنشأ ديواناً عاماً للأوقاف الأهلية، لتكون في نظر القاضي: حفظاً لها من التصرف السيء بالغضب، ونحوه، ثم حفظاً لها من التوارث, لأن مصيركل وقف أهلي كان إلى جهة بر لا تنقطع، وآخرها الفقراء والمساكين، رحمه الله وأجزل ثوابه بما صنع. أبو عفير عريف بن سريع: ثقة، وثقه ابن حبان، كما ذكر الحافظ في ترجمته في التعجيل 286 في الأعلام باسم "عريف بن سريع أبو عفير"، وقد زدنا كلمة [عفير] من هامش م، ولم تذكر في ح، ووقع في ك "أن أبا عفير بن سريع"، فذُكر بكنيته دون اسمه، وترجمه البخاري في الكنى (رقم 559) هكذا: "أبو عفير عريف بني سريع"، وهكذا ذكره أيضاً في الكبير في ترجمة توبة بن نمر، قال "سمع أبا عفير عريف بني سريع"، فكأنه وقع له بهذه الصيغة. ويكون "العريف" وصفاً له لا علماً، ويكون عريفاً لبطن أو قبيلة، وإنما رجحت أن اسمه "عريف بن سريع " بما وصفت من نسخ المسند، ولأنه في مجمع الزوائد على ما أثبتنا: "عن أبي عفير عريف ابن سريع"، ولأني لم أجد فيما بين يدي من المراجع قبيلة أو بطناً يدعون "بني سريع". والحديث في مجمع الزوائد 4: 166، وقال: "رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، وقد وثق". ولكن لم ينفرد به رشدين، فقد رواه البخاري في الكبير، في ترجمة "توبة بن نمر، بإشارته الوجيزة المعروفة، قال: "قال لي أحمد، قال حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو، سمع توبة بن نمر، سمع أبا عفير عريف بني سريع عن عبد الله بن عمرو: أن عمر حمل على فرس في سبيل الله، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا تصدقت فأمضها". فقد =

الحرث أن تَوْبَةَ بن نَمِر حدثه أن أبا [عفير]، عَرِيفَ بن سرَيع حدثه: أن رجلاً سأل ابن عمرو بن العاصي، فقال: يتيم كان في حجري، تَصَدقت عليه بجارية، ثم مات وأنا وارثه؟، يقال له عبد الله بن عمرو: سأخبرك بما سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: حَمَل عمر بن الخطاب على فرس في سبيل الله، ثم وجد صاحبَه قد أوقفه يبيعه، فأراد أن يشتريه، فسأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فنهاه عنه، وقال: "إذا تصدقت بصدقة فأَمْضِهَا". 6617 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حُيَيُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان ْيدعو يقول: "اللهم اغفر لنا ذنوبَنا، وظلمنا، وهَزلنا، وجدَّنا، وعَمْدَنا، وكل، ذلك عندنا". 6618 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُيَيُّ بن عبد الله

_ = لغير هذا الإسناد. وقصة عمر، في الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله ثم أراد أن يشتريه، مضت مراراً في مسند عمر (رقم 258،166، 281)، وفي مسند ابنه عبد الله ابن عمر، آخرها 5796. وأرى أن عبد الله بن عمرو أراد لسائله هذا التسامي والتورع، فالبون شاسع بين أن تعود الصدقة لصاحبها ميراثاً لا خيار له فيه، وبين أن يشتريها كأن نفسه تتوق إليها. وسيأتي من حديث عبد الله بن عمرو نفسه، في مثل هذا الميراث 6731, أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال لرجل: وجبت صدقتك، ورجعت إليك ديقتك". (6617) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 172، وقال:"رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن". (6618) إسناده صحيح، ورواه النسائي 2: 317 عن أحمد بن عمرو بن السرح عن ابن وهب عن جبي، بهذا الإسناد. ثم رواه عقبه عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن حيي مختصراً، بحذف "غلبة العدو". ورواه كله الحاكم 1: 531 من طريق هرون بن سعيد الأيلي عن ابن وهب عن حيي، وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يدعو بهؤلاء الكلمات: "اللهم إني أعوذ بك من غَلَبَة الدَّيْن، وغلبة العدوّ، وشماتة الأعداء". 6619 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حُيَيُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا ركع ركعتي الفجر اضطجع على شِقِّه الأيمَن. 6620 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حُيَيُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بنِ عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان إذا اضطجع للنوم يقول: "باسمك رَبّي، وَضعْت جنبي، فاغفر لي ذنبى". 6621 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُيَيُّ بن عبد الله

_ (6619) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 218 - 219، وقال:"رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناد الطبراني ليس فيه ابن لهيعة، وهو في إسناد أحمد، وبقية رجاله موثقون، وإن كان الخلف في حيي المعافري فقد وثق". وقد غلا ابن حزم غلواً شديداً في هذه المسأله، فزعم أن هذه الضجعة فريضة، بل جعلها ركناً لا تصح صلاة الصبح إلا بها، ورددت عليه في تعليقي على المحلى، انظر المحلى (3: 196 - 200) وشرحنا على الترمذي (2: 381 - 383)، والمنتقى (1: 521 - 522)، ونيل الأوطار (3: 25 - 29)، وكتاب إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر للعلامة شمس الحق العظيم آبادي الهندي (ص 14 - 20). (6620) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 10: 123، وقال،"رواه أحمد، وإسناده حسن". ولكن سقط من نسخة الزوائد قوله "وضعت جنبي"، وهو عندي سهو من ناسخ أو طابع. وقوله "ربي"، في ح "رب" بحذف الياء، وهي ثابتة في ك م ومجمع الزوائد. (6621) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 167، وقال: "رواه أحمد والطبراني, =

عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من كان يؤمن باللهِ واليوم الآخر فلُيكْرِمْ ضيفَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَحْفَظْ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيراً أَو ليَصْمُتْ". 6622 - حدثنا موسى بن داود ويونس بن محمد قالا حدثنا فُليح

_ = وإسنادهما حسن". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 237، وقال:" رواه أحمد بإسناد حسن". (6622) إسناده صحيح، يونس بن محمد بن مسلم البغدادي: ثقة حافظ من شيوخ أحمد، سبق توثيقه 2187، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/410، والصغير 229، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 79. هلال بن علي: هو هلال بن أبي ميمونة، وهو أيضاً هلال بن أبي هلال، وهو ثقة، وثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 204 - 205، وقال: "سمع أنساً"، وروى له أصحاب الكتب الستة. والحديث رواه البخاري 4: 287 - 288 عن محمد بن سنان عن فليح، بهذا الإسناد، نحوه، ولكنه لم يذكر في آخره رواية عطاء عن كعب الأحبار. ثم رواه مختصراً 8: 449 - 450 من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال، ْوكذلك رواه في الأدب المفرد 38 - 39 من الطريقين. ورواه ابن سعد في الطبقات 1/ 2/88 من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، ومن طريق فليح، كلاهما عن هلال، بهذا الإسناد نحوه. ثم ذكر كلام كعب من رواية فليح وحده. ورواه الطبري في التفسير 9: 57 (الطبري 15225 - 15227) من طريق عثمان بن عمر عن فليح، بهذا الإسناد، نحوه، وذكر فيه كلام كعب الأحبار. ثم رواه من طريق موسى بن داود- شيخ أحمد هنا- عن فليح، ولم يسبق لفظه، بل أحال على الرواية قبله. ثم رواه من طريق موسى أيضاً عن عبد العزيز بن أبي سلمة "عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن عبد الله، بنحوه، وليس فيه كلام كعب". ووقع في الطبري "عبد العزيز بن سلمة". وهو خطأ ناسخ أو طابع. وذكره ابن كثير في التفسير 3: 567 من رواية الطبري، ثم =

ابن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بنِ يَسَارٍ قال: لقيتُ عبد الله بن عمرو بن العاصي، فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - التوارة؟، فقال أجلْ: والله إنه لموِصوف في التوارة بصَفته في القرآن {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وحرْزاً للأُمِّيين، وأنت عبدي ورسولي، سمَّيتُك المُتَوَكّلَ، لستَ بفظ وَلا غليظَ ولا سَخَّاب بالأسواق، قال يونس: ولا صَخَّاب في الأسواق، ولا يَدْفَع السيئةَ بالسيئة، ً ولكن يعفو ويغفر، ولن يَقْبضَه حتى يقيمَ به الملَّةَ العَوْجاءَ، بأن يقولوا: لا إَله إلا الله، فيفتحَ بها أعينا عُمْياً، وآذانا صُماً، وقلَوباً غُلْفاً. قال عطاء لقيتُ كعباً فسألتُه، فما اختلَفَا في حرف، إلا أن كعباً يقول: بلُغَتِه: أعيناً عُمُومَى، وآذاناً صُمُوما، وقلوباً غلوفَى، قال يونس: غلفى.

_ = أشار إلى رواية البخاري إياه. وكذلك ذكره السيوطي في الدر المنثور 3: 131، وزاد نسبنه أيضاً للبيهقي في الدلائل، ولكن لم يذكر في آخره كلام كعب الأحبار. وذكره ابن كثير 6: 571 عن هذا الموضع من المسند وزاد نسبنه لابن أبي حاتم أيضاً. "سخاب" و "صخاب": من "السخب" و"الصخب"، بفتح السين أو الصاد المهملتين مع فتح الخاء المعجمة، وهو اضطراب الأصوات للخصام. وقال ابن فارس في مقاييس اللغة 3: 336: "الصاد والخاء والباء: أصل صحيح، يدل على صوت عال، من ذلك الصخب: الصوت والجلبة"، ولم يذكره في السين، وفي لسان العرب 1: 444: "والصاد والسين يجوز في كل كلمة فيها خاء". ولكنه قال في 2: 9: "والسخب فيه، لغة ربعية قبيحة". والعجمة التي في كلام كعب الأحبار، التي يقول عنها عطاء: "إلا أن كعباً يقول بلغته" إلخ: هي - فيما أرى- من أثر العبرية أو السريانية في لسانه!، وقد نقلها الطبري في رواية عثمان ابن عمر عن فليح، بلفظ: "غلوفيا"، "صموميا"، "عموميا"، ثم نقلها من رواية موسى ابن داود- شيخ أحمد هنا- عن فليح، بلفظ: "عموماً"، "صموما"، "غلوفا". والذي في نسخة ك يوافق رواية الطبري الأولى من طريق عثمان بن عمر عن فليح.

6623 - حدثنا حسن حدثنا خَلَف، يعني ابنَ خليفة، عن أبي جَنَاب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: دخلتُ على النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو يتوضأُ وضُوءاً مَكيثاً، فرفع رأسه فنظرَ إلي، فقال: "ستَّ فيكم أيتها الأُمة: موتُ نبيكم" - صلى الله عليه وسلم -، فكأنما انتزَع قلبي من مكانه، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "واحدة"، قال: "ويَفيضُ المالُ فيكم، حتى إن الرجل ليعطى عشرةَ آِلاف فيَظَل يَتَسَخَّطُها"، قالَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ثنتين"، قال: "وفتنة تدْخُل بيت كل رجل منكم"، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ثلاث"، قال: "وِموتٌ كقُعَاصٍ الغَنم"، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أربع، وهُدْنة تكون بينكم وبين بني الأصْفَر، يجْمعون لكم تسعة أشهر، كقَدْرِ حَمْلِ المرأة, ثم يكونون أولى بالغدر منكم"، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خمس"، قال: "وفتح مدينة"، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ست"، قلت: يا رسول الله، أيُّ مدينة؟، قال: "قُسْطنطينيَّة". 6624 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا ليث حدثني حيوَة، يعني

_ = إسناده ضعيف، لضعف أبي جناب الكلبي، واسمه يحيى بن أبي حية. والحديث في مجمع الزوائد 7: 321 - 322، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه أبو جناب الكلبي، وهو مدلس". "مكيثا": بفتح الميم وكسر الكاف وبالثاء المثلثة، قال ابن الأثير: "أي بطيئاً متأنياً غير مستعجل. والمكث والمكث [يعني بفتح الميم وضمها]: الأقامة مع الانتظار والتلبُّث في المكان". "قعاص الغنم": بضم القاف مع تخفيف العين المهملة وآخرها صاد مهملة، قال ابن الأثير: "داء يأخذ الغنم، لا يلبثها أن تموت". "يجمعون لكم"، في ح "ليجمعون"، واللام ليست في ك م، وفي الزوائد "فيجمعون". (6624) إسناده صحيح، ابن شفي: هو حسين بن شفي الأصبحي، وهو تابعي مصري ثقة، وثقه ابن حبان والعجلي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 379، وقال: سمع عبد الله ابن عمرو"، وروى عنه بإسناده قال: "كنا عند عبد الله بن عمرو"، إلخ. وأبوه شفي: مضت ترجمته 6563. والحديث رواه أبو داود 2526 (2: 323 عون المعبود)، من =

ابن شُريح، عن ابن شُفيّ الأصْبَحي عن أبيهٍ عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله: "للغازي أجْرُه، َ وللجَاعِل أجْرُه وأجْرُ الغازي". 6625 - حدثنا إِسحق حدثني ليث بن سعد حدثني حيوُة بن شرَيح عن ابن شفيَ الأصْبحي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله: "قَفْلة كَغَزْوة".

_ = طريق حجاج بن محمد وابن وهب، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ووقع اسم الصحابي في هذا الحديث في المنتقى 4197"عبد الله بن عمر" وهو خطأ مطبعي. "الجاعل": اسم فاعل من قولهم "جعل له جعلا وجُعلا"، بفتح الجيبم مصدراً، وبضمها اسم مصدر، أي جعل له أجراً، و"الجعيلة" و "الجعالة"، بفتح الجيم فيهما وبضمها وكسرها في الثانية: الأجر الذي يعطى في ذلك، والجاعل: المعطي، والمجتعل: الآخذ. والمراد أن يُكتب الغزو على الرجل فيعطي رجلاً آخر شيئاً ليخرج مكانه. وقد اختلف في جواز ذلك، وقد أوضح الخلاف فيه الخطابي ومن تبعه. وهو عندي فيمن كان له عذر يقعد به عن الغزو، فأعان غازياً بماله، فهذا له أجر الغازي. أما أن يجب الغزو معيناً على رجل فيقعد عنه ويستأجر بماله رجلاً آخر، فلا. (6625) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2487 (2: 314 عون المعبود)، من طريق على بن عياش عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواه أبو نعيم في الحلية 5: 169، من طريق عبد الله بن صالح عن الليث، به. ورواه الحاكم في المستدرك 2: 73، من طريق علي ابن عياش عن الليث بن سعد، وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ووقع في رواية الحاكم "عن ابن شفي عن عبد الله بن عمرو"، بحذف "عن أبيه". وعندي أن هذا خطأ قديم من الناسخين، أو من الحاكم أو أحد شيوخه، لأنه ثبت هكذا أيضاً في النسخة المخطوطة التي عندي من مختصر المستدرك للذهبي (ص 206)، في حين أن الحاكم رواه من طريق محمد بن المصفى عن علي بن عياش، ومحمد بن المصفى هو الشيخ الذي رواه عنه أبو داود، عن علي بن عياش، وقد ثبت في أبي داود على الصواب: "عن ابن شفي عن شفي عن عبد الله بن عمرو. "القفلة" بفتح القاف: =

6626 - حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لَهِيعة عن حيي بن عبد الله عن أبي الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعَبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رَبِّ، مَنَعته الطعامَ والشهوات بالنهار، فشفِّعْني فيه، ويقول القرآن: منعته النومَ بالليل، فشَفِّعْني فيه"، قاَل: "فيشفعانِ". 6627 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد بن أبي عَروبَةَ عن

_ = قال ابن الأثير: "المرة من القفول، أي أن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله بعد غزوه، كأجره في إقباله إلى الجهاد, لأن في قفوله راحة للنفس، واستعداداً بالقوة للعَود، وحفظاً لأهله برجوعه إليهم"، وقد أفاض هو والخطابي في المعالم (2377 من تهذيب السنن) في شرحه. (6626) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في فضائل القرآن (ص 93) عن هذا الموضع وهو في مجمع الزوائد 3: 181، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال الطبراني رجال الصحيح". ورواه الحاكم في المستدرك 1: 554، من طريق ابن وهب عن حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد، وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ورواه أبو نعيم في الحلية 8: 161، من طريق رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله، به. ووقع اسمه فيها "حسين بن عبد الله"!، وهو خطأ مطبعي واضح. ونسبه السيوطي في الجامع الصغير أيضاً 5203 للبيهقي في الشعب. وقول الصيام "فشفعني فيه"، وقع في ح "فيشفعني"، وهو خطأ مطبعي، صححناه من ك م وابن كثير ومجمع الزوائد. (6627) إسناده صحيح، محمد بن جعفر، ولقبه غندر: سبق توثيقه 188، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/57 - 58. سعيد بن أبي عروبة: سبق توثيقه 1828، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري أيضاً2/ 1/462. حسين المعلم: هو حسين بن ذكوان، سبق توثيقه 1247، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري أيضاً 1/ 2/ 383. وهذا الحديث في الحقيقة ثلاثة أحاديث، ولكن غندرَاً محمد بن جعفر ساقها هنا حديثاً واحداً، سمعه من سعيد بن أبي عروبة عن حسين المعلم، فرواه عنه كذلك، ثم سمعه بعد ذلك من =

حسين المعلِّم عن عمرو بن شعَيب عن أبيه عن جده، قال: رأيتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي ينفَتلُ عن يمينه وعن شماله، ورأيته يصلي حافياً ومُنْتَعلا، ورأيته يشرب قَائماً وقاعداً. قال محمد، يعني غُنْدَراً: أنبأنا به الحُسَين عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

_ = حسين المعلم نفسه، فارتفع إسناده درجة، فذكر ذلك في آخره، وأثبت الحالين. فأما الحديث الأول، في الانفتال من الصلاة، يعني الانصراف منها بعد السلام، عن اليمين وعن الشمال: فأخرجه ابن ماجة 1: 155، من طريق يزيد بن زريع عن حسين المعلم، بهذا الإسناد، نحوه. ونقل شارحه عن زوائد البوصيري قال: "إسناد حديث عبد الله بن عمرو رجاله ثقات، احتج مسلم برواية ابن شعيب عن أبيه عن جده، فالإسناد عنده صحيح". وأشار إليه الترمذي 1: 247 في قوله "وفي الباب". وأما الحديث الثاني، في الصلاة حافياً ومنتعلا: فرواه أبو داود 653 (1: 247 - 248 عون المعبود)، من طريق علي بن المبارك، وابن ماجة 1: 167، من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن حسين المعلم، به. وأشار إليه الترمذي 1: 310 في قوله " وفي الباب"، يريد "باب الصلاة في النعال". وقال في آخر الباب: "والعمل على هذا عند أهل العلم". وقلت في شرحي عليه هناك (ج 2 ص250): "نعم، لا نعلم خلافاً بين أهل العلم في جواز الصلاة في النعال، في المسجد وغير المسجد. ولكن انظر إلى شأن العامة من المسلمين الآن، ممن ينتسب إلى العلم: كيف ينكرون على من يصلي في نعليه؟، ولم يؤمر بخلعهما عند الصلاة!، إنما أمر أن ينظر فيهما، فإن كان فيهما أذى دلكهما بالأرض، وذلك طهورهما. ولم نؤمر فيهما بغير ذلك". وأما الحديث الثالث، في الشرب قائماً وقاعدَاً: فرواه الترمذي 3: 112، من طريق محمد بن جعفر- شيخ أحمد هنا- عن حسين المعلم، به. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وثبت بهامش نسخة م هنا ما نصه: "قال محمد: يعني بأبيه الذي يروي عنه شعيب بن عبد الله بن عمرو". وأنا أظن، بل أرجح، أن في هذا تحريفاً في كلمة "بن عبد الله"، ويكون صواب الكلام: "يعني بأبيه الذي يروي عنه شعيب: عبد الله بن عمرو"، بحذف كلمة "بن". وانظر 4397، 4426، 5874.

6628 - حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضَّحَّاك بن عثِمان عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: نهىِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن بيعتين في بيعة، وعن بيع وسَلَف، وعن رِبْح مالم يُضْمنْ، وعن بيع ماليس عندكَ. 6629 - حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا أسامة بن زيد في عمرو

_ = (6628) إسناده صحيح، أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد، سبق توثيقه 1441، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 52، ووثقه، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/62 - 63، وروى عن الأثرم عن أحمد أنه وثقه، وروى عن عبد الله بن أحمد قال: "سألت أبي عن أبي بكر الحنفي؟، فقال: أنا أحدث عنه". والحديث رواه الطيالسي 2257 عن حماد بن زيد عن أيوب عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، نحوه، إلا أنه قال: "عن شرطين في بيع"، بدل "عن بيعتين في بيعة"، وكذلك رواه النسائي 2: 227، من طريق معمر عن أيوب عن عمرو بن شعيب، إلا أنه قال: "عن شرطين في بيع واحد". ورواه أيضاً من طريق حسين المعلم عن عمرو بن شعيب، إلا أنه اختصره، فلم يذكر "عن بيع ما ليس عندك". ورواه أبو داود 3504 (3: 303 عون المعبود)، والترمذي 2: 237، كلاهما من طريق ابن علية عن أيوب، بلفظ: "لايحل سلف وبيع، ولاشرطان في بيع، ولاربح مالم يضمن، ولابيع ما ليس عندك". قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وستأتي رواية ابن علية 6671. وكذلك رواه النسائي أيضاً، من طريق ابن علية، إلا أنه اختصره قليلاً. ورواه النسائي مرة رابعة 2: 225، من طريق يزيد عن أيوب، مختصراً قليلا، بلفظ: "لايحل". ورواه بن ماجة 2: 9 - 10 من طريق حماد بن زيد ومن طريق ابن علية، كلاهما عن أيوب، مختصراً، بلفظ: "لا يحل بيع ما ليس عندك، ولاربح ما لم يضمن". وسيأتي في المسند باللفظ الذي هنا، 6918، من طريق ابن عجلان عن عمرو بن شعيب. (6629) إسناده صحيح، أسامة بن زيد: هو الليثي، سبق توثيقه 1098. والحديث رواه أبو داود 3540 (3: 315 عون المعبود)، والبيهقي 6: 181، كلاهما من طريق ابن وهب عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الإسناد. وقال. ابن التركماني في الجوهر النقي "ذكر =

ابِنِ شُعَيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "مَثَلُ الذي يَسْتَردُّ ما وهب، كمثَل الكلب يَقيِءُ فيأكلُ منه، وإذا اسْتَردَّ الواهبُ فليوقَفْ بما اسْتردّ، ثم ليرَدَّ عليه ما وَهَبَ".

_ = البيهقي في أبواب الهدي عن يعقوب بن سفيان: أن أسامة بن زيد عند أهل المدينة ثقة مأمون، وقال أيضاً في باب الطلاق قبل النكاح: إذا قيل عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله- زال الإشكال واتصل الحديث. وقال أبو بكر النيسابوري: صح سماع عمرو ابن شعيب عن أبيه، وسماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو. فبهذا الاعتبار هذا الحديث صحيح". وقال المنذري 3397: "وأخرجه النسائي وابن ماجة، بنحوه". والذي في النسائي 2: 133، وابن ماجة 2: 36 - : هو الحديث الآتي 6705 من رواية عامر الأحول عن عمرو بن شعيب. وهو في الدارقطني أيضاً 307، ثم أشار إلى رواية أسامة ابن زيد هذه، وإلى رواية الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب، وستأتي 6943. وقد مضى نحوه من رواية حسن المعلم عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن ابن عباس وابن عمر، في مسند ابن عباس 2119، 2120، ومسند ابن عمر، ْ481، 5493. وروى البيهقي 6: 179 الروايتين: رواية حسين المعلم، ورواية عامر الأحول، ثم قال: "ويحتمل أن يكون عمرو بن شعيب رواه من الوجهين جميعاً. فحسين المعلم حجة، وعامر الأحول ثقة". وهر الحق. قوله "فليوقف": الأجود ضبطه بفتح القاف مخففة، من الثلاثي، كقوله تعالى {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}، وبذلك ضبط في ك. وضبط في أبي داود المطبوع بتشديد القاف المفتوحة، من"التوقيف"، وهو ضبط قلم، وقد فصل صاحب عون المعبود توجيه الوجهين. وفي روايتي أبي داود والبيهقي زيادة "فليعرف"، فيكون اللفظ: "فليوقف فليعرف بما استرد"، والمراد من الروايتين واحد، قال صاحب عون المعبود: "والمعنى: من وَهب هبة ثم أراد أن يرتجع، فليفعل به ما يقف ويقوم، ثم ينبه على مسئلة الهبة، لتزول جهالته، بأن يقال له: الواهب أحق بهبته ما لم يثب منها, ولكنه كالكلب يعود في قيئه، فإن شئت فارتجع وكن كالكلب يعود في قيئه!، وإن شئت فدع ذلك كيلا تتشبه بالكلب المذكور، فإن اختار =

6630 - حدثنا يحيى بن حمّاد حدثنا أبو عَوانة عن الأعمش حدثنا عثمان عن أبي حَرْب الدِّيلي سمعت عبد الله بن عمرو يقولِ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما أَظلَّتِ الخَضراء، ولا أَقلَّتِ الغَبراء، من رجلٍ أَصدق لَهجةً من أَبي ذَرّ". 6631 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا أبو معاوية يعني شَيبان، عن يحيى بن أبي كَثير عن أبي سَلَمة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي أَنه قال: كَسَفَت الشمس على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فنوديَ بالصلاةَ جامعةً، فركع رسول اللهَ ركعتين في سجدة، ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جلِّيَ عن الشمس، قال: قالت عائشة: ما سجدت سجوداً قطُّ، ولا ركعتُ ركوعاً قطُّ كان أطْولَ منه.

_ = الارتجاع بعد ذلك أيضاً، فليدفع إليه ما وهب". وانظر نصب الراية 4: 124 - 125، والتلخيص 260. (6630) إسناده ضعيف، لضعف عثمان، وهو ابن عمير. والحديث مكرر 6519، وقد أشرنا إليه هناك. (6631) إسناده صحيح، أبو معاوية: هو شيبان بن عبد الرحمن النحوي. والحديث رواه البخاري 2: 446 عن أبي نعيم عن شيبان، ومسلم 1: 250 عن محمد بن رافع عن أبي النضر، وهو هاشم بن القاسم شيخ أحمد هنا، عن شيبان، بهذا الإسناد. وسيأتي من رواية معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير بنحوه، 7046. وانظر 6483، 6517. وقد سبق توجيِه الإعراب في "الصلاة جامعة"، في شرح 6503. قوله "وقالت عائشة" إلخ: قال الحافظ في الفتح: "القائل هو أبو سلمة، في نَقْدِي. ويحتمل أن يكون عبد الله ابن عمرو، فيكون من رواية صحابي عن صحابية. ووهم من زعم أنه معلق، فقد أخرجه مسلم وابن خزيمة وغيرهما من رواية أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو، وفيه قول عائشة هذا".

6632 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حمّاد عن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أَن رجلاً قال ذاتَ يوم، وِدَخَل الصلاةَ: الحمد لله ملء السماء، وسبَّح ودَعَا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "منْ قائلهنَّ؟ "، فقال الرجل: أنا، فقَال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لقد رأَيت الملالكة تَلَقَّى به بعضهم بعضاً". 6633 - ِ حدثنا زيد بن الحُبَاب من كتابه: حدثنا عبد الرحمن بن شُريح سمعت شُرحبيل بن يزيد المَعَافِرِي أنه سمع محمد بن هَدِيَّةَ الصَّدَفي

_ (6632) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. عطاء: هو ابن السائب. قوله "ملء السماء" في ك "ملء السموات"، وهي نسخة بهامش م. (6633) إسناده صحيح، زيد بن الحباب العكلي: ثقة، سبق توثيقه 597، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/358، وابن سعد في الطبقات 6: 281. "الحباب": بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الأولى. والعلكي: بضم العين المهملة وسكون الكاف، نسبة إلى "عكل"، بطن من تميم. عبد الرحمن بن شريح بن عبد الله المعافري: ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال يعقوب بن سفيان: "كان كخير الرجال"، وانفرد ابن سعد بتضعيفه، فقال في الطبقات 7/ 2 /203: "منكر الحديث". "شرحبيل بن يزيد": هذا الأسم هنا خطأ، صوابه "شَرَاحيل بن يزيد". وعندنا أن هذا. الخطأ من زيد بن الحباب, لأن الحديث سيأتي 6637 من رواية عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن شريح عن "شَراحيل بن يزيد" على الصواب. وشراحيل: مضت ترجمته في 6565. محمد بن هدية الصدفي: تابعي ثقة، وثقه العجلي وقال: "مصري تابعي ثقة"، وقال ابن يونس: "ليس له غير حديث واحد"، يريد هذا الحديث، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/257."هدية": بفتح الهاء وكسر الدال المهملة وتشديد الياء التحتية، كما ضبطه الذهبي في المشتبه 539، وقال: "ويقال: هدية، على التصغير". ووقع في ح "هدبة" بالباء الموحدة. هنا وفي 6637، وهو تصحيف. "الصدفي": بفتح الصاد والدال المهملتين، وقد سبق بيان هذه النسبة 6575. وسيأتي الحديث مرتين: 6634، 6637، ويأتي تخريجه في أخراهما، إن شاء الله.

قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن أكثر منافقي أمتي قرَّاؤها". 6634 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا دَرَّاج عن عبد الرحمن بن جُبَير عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن أكثر منافقي أمتي قرَّاؤها". 6635 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا دَرَّاج عن عبد الرحمن بن جُبير عن عبد الله بن عمروِ: أنه سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ماذا يباعدني من غضب الله عز وجل؟، قال: "لا تغْضَب".

_ (6634) إسناده صحيح، درّاج: هو ابن سمعان، ويقال إن اسمه عبد الرحمن، وإن لقبه "دراج"، ويكنى أبا السمح، وهو مولى عبد الله بن عمرو بن العاصي، وقد اختلف فيه كثيراً، والحق أنه ثقة، وإنما تكلموا في أحاديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقال أحمد: "فيها ضعف"، وقال ابن شاهين في الثقات: "ما كان بهذا الإسناد فليس به بأس"، ووثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/234 فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء، وصحح له ابن حبان، فيما نقل الحافظ في التهذيب، وصحح له الحاكم في المستدرك حديثاً من روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد 4: 293، ووافقه الذهبي، وسيأتي ذلك الحديث في المسند 11071، إن شاء الله. عبد الرحمن بن جُبير: هو المصري، سبق توثيقه 6568. وهذا الإسناد متابعة جيدة للإسناد الذي قبله، وللإسناد الآتي 6637. (6635) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 69، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 277، ونسبه لأحمد وابن حبان في صحيحه. ولكن وقع فيه اسم الصحابي "ابن عمر". وأنا أرجح أنه خطأ ناسخ أو طابع, لأن هذا السياق سياق حديث ابن عمرو بن العاصي، ولابن عمر بن الخطاب حديث آخر بسياق أطول من هذا، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8: 69 - 70 ونسبه لأبي يعلى من وجه آخر.

6636 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا دَرَّاج عن عيسى ابن هلال الصَّدَفي عن عبد الله بن عِمرو بن العاصي عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن أرواح المؤمنين تلتقي على مسيرة يوم، ما رأى أحدُهم صاحبَه قَطُّ". 6637 - حدثنا عِلى بن إسحق حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أخبرنِا عبد الرحمن بن شُريح المَعافِرِي حدثنا شَرَاحيل بن يزيد في محمد ابن هديَّةَ عن عبد الله ابن عمرو: قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أكثر منافقي أُمتي قُرَّاؤها".

_ (6636) إسناده صحيح، ورواه البخاري في الأدب المفرد (ص 41)، من طريق ابن وهب عن حيوة بن شريح عن دراج، به نحوه. وسيأتي مرة أخرى من طريق ابن لهيعة 7048. والروايتان في مجمع الزوائد 10: 274، وقال: رواه أحمد، ورجاله وثقوا، على ضعف في بعضهم، رواه الطبراني". (6637) إسناده صحح، وهو مكرر 6633، 6634."شراحيل بن يزيد" جاء هنا على الصواب، من رواية عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن شريح، فدل هذا على أن الخطأ في 6633، في تسميته "شرحبيل بن يزيد" من زيد بن الحباب، لا من عبد الرحمن بن شريح. ومع ذلك فقد وقع اسمه هنا في ك "شرحبيل" على الخطأ. وهو من أغلاط الناسخين, لأن رواية ابن المبارك محفوظة على الصواب، من غير طريق المسند، كما سيأتي. والحديث رواه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد (ص 96) عن أبي الحسن محمد بن مقاتل المروزي عن عبد الله بن المبارك، وكذلك رواه عنه بهذا الإسناد، في التاريخ الكبير 1/ 1/257، ثم قال: "وتابعه ابن وهب"، يعني عن عبد الرحمن بن شريح، ثم قال: "وقال بعضهم: شرحبيل بن يزيد". فهذه إشارة منه إلى غلط زيد بن الحباب في الرواية الماضية 6633، وتوكيد على أن ابن المبارك رواه على الصواب. ثم إن رواية الحديث من وجهين: من طريق شراحيل بن يزيد عن محمد بن هدية، هنا وفي 6633، ومن طريق دراج عن عبد الرحمن بن جُبير، في 6634، كلاهما عن ابن عمرو-: يزيد الإسنادين قوة، بمتابعة كل منهما للآخر، والحمد لله. كلمة "أمتي"، وقعت هنا في ح "أمة"، وهو خطأ مطبعي واضح.

6638 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حيي بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن الحبلِّي حدثه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: بعث رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سرِيَّةً، فغنِمُوا، وأسرعوا الرَّجْعة، فتحدَّث الناس بقُرْب مَغْزَاهم وكِثرة غنيمتهم وسرعة رَجْعَتهمِ، فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ألا أَدلُكم على أَقرب منه مغزى وأكثرَ غنيمةً وأوْشكَ رَجعةً؟، من توضأَ ثم غَدَا إلى المسجد لسبْحَة الضُّحَى، فهو أقرب مغزى، وأكثر غنيمة وأَوشَكُ رجعةً". 6639 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء حمزُة بن عبد المطلب إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، اجعلْني على شىءٍ أْعيش

_ (6638) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 235، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، ورجال الطبراني ثقات, لأنه جعل بدل ابن لهيِعة: ابن وهب". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1: 235، وقال: "رواه أحمد من رواية ابن لهيعة، والطبراني بإسناد جيد". وأشار إليه الشوكاني في نيل الأوطار 3: 74. وانظر تفصيل القول في صلاة الضحى، في زاد المعاد (1: 185 - 196 طبعة مطعبة السنة بتحقيق الأخ الشيخ محمد حامد الفقي)."أوشك رجعة": أي أسرع وأقرب. (6639) إسناده صحح، وهو في مجمع الزوائد 5: 199، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 133، وقال: "رواه أحمد، ورواته ثقات إلا ابن لهيعة". قوله "يا حمزة، نفس" إلخ، في ح "نفسك"، وهو خطأ، صححناه من م ك ومجمع الزوائد والترغيب. وفي نسخة بهامش م "أنفس"، بزيادة همزة الأستفهام. وقوله "عليك بنفسك": هو الذي في ح ك ونسخة بهامش م، وفي م والزوائد والترغيب ونسخة بهامش ك: "عليك نفسك"، بحذف الباء.

به، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا حمزة، نَفْسٌ تحييها أَحبُّ إليك أمْ نفس تميتها؟ "، قال: بل نفسٌ أحييها، قال: "عليك بنفسك". 6640 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حييُّ بن عبد الله عن أَبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا أخاف على أمتي إلا اللبَنَ، فإن الشيطانَ بين الرَّغْوَةِ والصَّرِيحِ". 6641 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُييُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً جاء إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -فقال: يا رسول الله، ما عَمَلُ الجنة؟، قال: "الصِّدْق، وإذَا صَدَق العَبد برَّ، وإذا برَّ آمَنَ، وإذا آمَنَ دخل الجنة"، قال: يا رسول الله، ما عَمَل النارِ؟، قال: "الكذب، إذا كَذَبَ [العبد] فَجَرَ، وإذا فَجَر كَفَر، وإذا كفر دخل"، يعني النارَ. 6642 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا حييُّ بن عبد الله

_ (6640) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 105، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو لين، وبقية رجاله ثقات". "رغوة اللبن": زَبَده. و"الصريح": اللبن الخالص الذي لم يمذق، أي لم يخلط بالماء. وتفسير هذا الحديث في حديث آخر لعقبة بن عامر، سيأتي 17493: "إني أخاف على أمتي اثنتين: القرآن واللبن، أما اللبن فيبتَغُون الريف، ويتبِعُون الشهوات، ويتركون الصلوات، وأما القرآن فيتعلمه المنافقون، فيجادلون به المؤمنين". وسيأتي مرتين أيضاً بنحو معناه 17389، 17487. وانظر جامع بيان العلم لابن عبد البر 2: 193، ومجمع الزوائد 1: 187، 8: 104 - 105. (6641) إسناده صحيح، وهو في جمع الزوائد 1: 142، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة". وكذلك هو في الترغيب والترهيب 4: 27، وقال "رواه أحمد من رواية ابن لهيعة". (6642) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 8: 65، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 80، =

عن أبي عبد الرحمن الحُبُلّي عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "يطَّلعُ الله عَزَّ وَجَلَّ إلي خلقه ليلةَ النصف من شعبان، فيغفر لعباده، إلا لاثنين: مشاحنٍ، وقاتِلِ نفسٍ". 6643 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُيَيُّ بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن الحبلِّي حدَّثه قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: أُنزلت على رٍ سول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة المائدة وهو راكبٌ على راحلته، فلم تستطع أن تَحْملَه، فنزل عنها. 664َ4 - حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا إبراهيم بن محمد أبو إسحق الفَزاري حدثنا الأوْزَاعي حدثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن

_ = و3: 283، ونسبه في الموضع الأول لأحمد، دون أن يعله، وقال في الموضع الثاني: "رواه أحمد بإسناد لين". وقد روى أبو نعيم في الحلية 5: 191 معناه، من طريق الأوزاعي عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل، مرفوعاً. (6643) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 13، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، والأكثر على ضعفه، وقد يُحَسَّن حديثه، وبقية رجاله ثقات". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 252، ونسبه لأحمد أيضاً. ونقله ابن كثير في التفسير 3: 46 عن هذا الموضع وقال: "تفرد به أحمد". (6644) إسناده صحيح، أبو إسحق الفزاري، إبراهيم بن محمد بن الحرث بن أسماء بن خارجة ابن حصن: إمام ثقة معروف، سبق توثيقه 657، ونزيد هنا قول أبي حاتم: "الثقة المأمون الإِمام"، وقال عبد الرحمن بن مهدي: "رجلان من أهل الشأم، إذا رأيت رجلاً يحبهما فاطمئن إليه: الأوزاعي وأبو إسحق، كانا إمامين في السنة"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 321، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/185. الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو، فقيه أهل الشام وإمامهم، سبق توثيقه 1889، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/185، وقال: "كان ثقة مأموناً، صدوقاً فاضلا، خيرا، كثير الحديث والعلم والفقه، حجة". ربيعة بن يزيد الإيادي الدمشقي =

الدَّيْلَمي، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو، وهو في حائط له بالطائف، يقالَ له الوَهْطُ، وهو مُخَاصر فتًى منِ قريش، يُزَنُّ بشرب الخمر، فقلت: بلغني عنك حديث: أِن من شرب شربَةَ خمرٍ لم يقبل الله له توبةً أربعين صباحاً، وإن الشقي من شقِيَ في بطن أمه، وإنه من أتَى بيتَ المقدس لا ينهَزه إلا الصلاةُ فيه، خرج من خطيئته مثلَ يوم وَلَدته أمه؟، فلما سمع

_ = القصير: ثقة من خيار أهل الشأم، خرج غازي بإفريقية، فقتله البربر سنة 123، وثقه النسائي وابن سعد والعجلي وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 263، وفي التهذيب في شيوخه "عبد الله بن الديلمي، وقيل بينمها أبو إدريس الخولاني"، ويتعقب على هذا بأن البخاري جزم بأنه سمع من ابن الديلمي. عبد الله بن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز الديلمي، وهو تابعي شامي ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وأخطأ بعضهم فذكره في الصحابة، وأبوه صحابي معروف, وقد بين ذلك الحافظ في الإصابة 5: 140 - 141، حين ترجم له في القسم الرابع، في الذين ذكروا خطأ في الصحابة. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 1: 30 - 31، من طريق الوليد بن مزيد البيروتي، ومن طريق محمد بن كثير المصيصي، ومن طريق معاوية بن عمرو- شيخ أحمد هنا- عن أبي إسحق الفزاري، ثلاثتهم عن الأوزاعي، بهذا الإسناد والسياق. ثم قال: "حديث صحيح قد تداوله الأيمة، وقد احتجا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة". وقال الذهبي: 1 على سْرطهمالأولا علة له. ونقله ابن كثير في التفسير 7: 210 عن هذا الموضع من المسند، وذكر أن النسائي وابن ماجة رويا القسم الأخير منه، وهو سؤال سليمان عليه السلام، "من طرق عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمرو". والمرفوع من هذا الحديث في الحقيقة ثلاثة أحاديث: الوعيد على شرب الخمر، وخلق الخلق في ظلمة، وأسئلة سليمان عليه السلام. وسنخرج كل واحد منها ما استطعنا، إن شاء الله: فالحديث الأول منها: رواه ابن حبان في صحيحه (ج 2 ص 162 من المخطوطة المصررة)، وابن ماجة 2: 171، كلاهما من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي بهذا الإسناد، نحوه. وعند ابن ماجة فيه زيادة: "قالوا: يا رسول الله، وما ردغة الخبال؟، قال: عصارة =

الفتى ذكر الخمر اجتذَب يدَه من يده، ثم انطلق، ثم قال عبد الله ابن عمرو: إني لا أحِلُّ لأحد أَن يقِولِ عليَّ ما لم أقُلْ، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من شرب من الخمر شَرْبةً لم تقْبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تُقْبَلْ له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد" قالِ: فلا أدري: فِي الثالثة أَو في الرابعة؟، فإن عاد "كان حقاً على الله أن يُسْقِيه من رَدْغَةِ الخبالِ يوم القيامة"، قال: وسمعت

_ = أهل النار". وكذلك هذه الزيادة عند ابن حبان، ولكن بلفظ "طينة الخبال"، في أصل الحديث والسؤال. ورواية ابن حبان ذكرها المنذري في الترغيب والترهيب 3: 188، وكذلك ذكرت في ذيل القول المسدد (ص 82). وسيأتي معناه مطولاً ومختصراً، من طرق أخرى 6659، 6773، 6854. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب 4917، والاستدراك رقم 1672. والحديث الثاني: ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 193 - 194 مع الرواية الآتية من وجه آخر 6854، وقال: "رواه أحمد بإسنادين، والبزار والطبراني، ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات". والظاهر أنه يريد الإسناد الذي هنا. والحديث الثالث: رواه ابن حبان في صحيحه (ج 2 ص 301 من المخطوطة المصورة)، من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، بهذا الإسناد نحوه. ورواه النسائي 1: 112 - 113 من طريق سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن ابن الديلمي عن عبد الله بن عمرو، نحوه. وهذا الإسناد هو الذي أشار في التهذيب إلى أن هناك قولاً بأن بين ربيعة بن يزيد وابن الديلمي أبا إدريس الخولاني. وليس أحد الإسنادين معللا للآخر، خصوصاً وقد جزم البخاري. كما نقلنا آنفاً- بأن ربيعة سمع من ابن الديلمي، فلعله سمعه من أبي إدريس الخولاني عن ابن الديلمي، ثم سمعه بعد من ابن الديلمي، فحدث بهذا مرة وبذاك مرة، ومثل هذا كثير معتمد عند أهل العلم بالحديث. ورواه ابن ماجة 1: 222، بإسناد فيه مقال، من طريق أيوب بن سويد عن يحيى بن أبي عمرو السيباني- بالسين المهملة- "حدثنا عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو"، بنحوه مرفوعاً. ونقله ابن كثير في التاريخ 2: 26 عن "الإمام أحمد =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ خَلَقه خَلْقه فيِ ظلْمة، ثم ألقَى عليهم من نوره يومئذ، فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى، ومن أخطأَه ضلَّ، فلذلك أَقول: جَفَّ القَلَم على علم الله عز وجل"، وسمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن سليمان بن داود عليه السلام سأَل الله ثلاثاً، فأَعطاه اثنتين، ونحن نرْجُو أَن تكون له الثالثة: فسأله حُكْماً يصادف حكمَه،

_ = والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، بأسانيدهم". وأشار إليه أيضاً في التفسير 7: 210 عقب نقله الحديث من هذا الموضع مطولاً، فقال:"وقد رى هذا الفصل الأخير من هذا الحديث النسائي وابن ماجة، من طريق، عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمرو". وكذلك نقله المنذري في الترغيب والترهيب 2: 137 - 138، وقال: "رواه أحمد والنسائي وابن ماجة. واللفظ له، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم أطول من هذا، وقال: صحيح على شرطهما, ولا علة له". قوله "في حائط"، الحائط: البستان من النخيل، إذا كان عليه حائط، وهو الجدار. قاله ابن الأثير. "الوهط"، بفتح الواو وسكون الهاء وآخره طاء مهملة قال ابن الأثير: هو مال كان لعمرو بن العاص بالطائف. وقيل: الوهط قرية بالطائف، كان الكرم المذكور بها". وفي معجم البلدان 8: 437: "قال ابن الأعرابي: عرش عمرو بن العاصي بالوهط ألف ألف عود كرم، على ألف ألف خشبة، ابتاع كل خشبة بدرهم". وسيأتي في المسند 6913 أن معاوية أراد أن يأخذ من عبد الله بن عمرو، فعزم عبد الله بن عمرو على قتاله. وقوله "يزن بشرب الخمر": أي يتهم بذلك، يقال "زنه بكذا، وأزنه"، إذا اتهمه به وظنه فيه. قاله ابن الأثير. وقوله "لا ينهزه"، هو بفتح الهاء، ولانهز: الدفع، يقال "نهزت الرجل أنهزه"، إذا دفعنه قاله ابن الأثير. وقوله "لا ينهزه"، هو بفتح الهاء، والنهز: الدفع، يقال "نهزت الرجل أنهزه"، إذا دفعته، قاله ابن الأثير. وقوله "فسأله حكماً يصادف حكمه"، قال ابن كثير في التاريخ 2: 26: "فأما الحكم الذي وافق حكم الله، فقد أثنى الله تعالى عليه وعلى أبيه في قوله: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} ".

فأَعطاه الله إياه، وسأله مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بَعْده، فأعطاه إياه، وسأله أيما رجلِ خرِج من بيته لا يرِيدُ إلا الصلاةَ في هذا المسجد خَرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمُّه، فنحن نرْجو أَن يكون الله عَزَّ وَجَلَّ قد أعطاه إياه". 6645 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا يحيى بن أيوب حدثني

_ (6645) إسناده صحيح، يحيى بن إسحق: هو السيلحيني، شيخ أحمد. يحيى بن أيوب الغافقي المصري: سبق توثيقه 598، ونزيد هنا أن الترمذي نقل عن البخاري توثيقه، كما في التهذيب، ووثقه ابن معين، وقال يعقوب بن سفيان: "كان ثقة حافظاً". وتكلم فيه الإِمام أحمد وغيره من جهة حفظه، وقال ابن يونس: "كان أحد طلابي العلم بالآفاق. وحدث عنه الغرباء أحاديث ليست عند أهل مصر"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/260، والصغير ص 188، فلم يذكر فيه جرحاً, ولم يذكره في الضعفاء، وقد خرج له الشيخان وسائر أصحاب الكتب الستة، وذكره أبو الفضل المقدسي في الجمع بين رجال الصحيحين (ص 559) فيمن روى له الشيخان، ثم سها فذكره مرة أخرى (ص 569) في أفراد مسلم، والأول هو الصواب، ونقل أبو الفضل المقدسي عن سعيد ابن عفير أن يحيى بن أيوب مات سنة 163، وكتب مصححه في هامشه: "قال الحافظ رشيد الدين: صوابه سنة 168"، وكذلك أرخت وفاته في التهذيب، وهو خطأ أيضاً، صوابه سنة 163، وهو الذي ذكره البخاري في التاريخ الصغير. أبو قبيل، بفتح القاف: هو حييُّ بن هانئ المعافري، سبق توثيقه 6594. والحديث في مجمع الزوائد 6: 219، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير أبي قبيل، وهو ثقة". ورواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 256 - 257) عن سعيد بن عفيرعن يحيى بن أيوب عن أبي قبيل: "أنه حدثه أنه كان عند عبد الله بن عمرو بن العاص، فتذاكرنا فتح القسطنطينية ورومية: أيهما تفتح قبل؟، فدعا عبد الله بصندوق له طُخْم، قلنا: وما الطخم؟، قال: الحلق، فقال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكتب ما يقول: لا، أو نعم، فقلنا: أي المدينتين تفتح قبل، يا رسول الله؟، قال: مدينة هرقل، يريد القسطنطينية. ثم قال ابن عبد الحكم: "وقد خالف ابن لهيعة يحيى بن أيوب في هذا الحديث، والله أعلم =

أبو قَبيل قال: كنَّا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي، وسُئل: أَيّ المدينتين تُفْتَح أوَّلا: القسطنطينيةُ أَو رُوميَة؟، فَدعا عَبدُ الله بصندوقٍ له حَلَق، قال:

_ = بالصواب. حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عمير بن مالك: أنه كان عند ابن عمرو، فذكروا فتح القسطنطنية ورومية، أيهما تفتح أول؟، فاختلفوا في ذلك، فدعا عبد الله بن عمرو بصندوق فيه قراطيس، فقال: تفتحون القسطنطينية، ثم تغزون بعثاً إلى رومية، فيفتح الله عليكم، وإلا فأنا عند الله من الكاذبين". ورواية ابن عبد الحكم عن سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب، تؤيد رواية الإِمام أحمد عن يحيى بن إسحق السيلحيني عن يحيى بن أيوب، وترفع الشبهة التي قد تعرض من قول ابن يونس في يحيى بن أيوب "حدث عنه الغرباء بأحاديث ليست عند أهل مصر" لأن سعيد بن عفير: هو سعيد بن كثير بن عفير، بضم العين المهملة، وهو مصري ثقة، روى عنه الشيخان وغيرهما، وتكلم فيه بعضهم بغير حجة، كلاماً لا قيمة له، قال ابن عدي: "لم أسمع أحداً، ولا بلغني عن أحد، في سعيد بن كثير بن عفير كلام، وهو عند الناس صدوق ثقة، ولا أعرف سعيد بن عفير غير المصري، ولم ينسب المصري إلى بدع ولا إلى كذب"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/466، فلم يذكر فيه جرحاً. وأما مخالفة ابن لهيعة، التي أشار إليها ابن عبد الحكم ورواها بإسناده: فإنه يريد بها- والله أعلم- تعليل رواية يحيى بن أيوب، بأن ابن لهيمة رواه عن أبي قبيل عن عمير بن مالك عن عبد الله بن عمرو، من قوله، فزاد في الإسناد رجلاً، وجعل الحديث موقوفاً لا مرفوعاً. ونحن لا نرى هذا التعليل قائماً، ونرجح رواية يحيى بن أيوب، إذ هو أحفظ من ابن لهيعة، ثم إن الرجل الذي زاده ابن لهيعة، وهو"عمير بن مالك"، رجل مجهول، لم نجد له ترجمة ولا ذكراً في غير هذا الموضع. ثم فوق هذا، لو صحت رواية ابن لهيعة، لم تناف رواية يحيى بن أيوب، فإن أبا قبيل تابعي ثقة قديم، أدرك مقتل عثمان، وسمع عبد الله بن عمرو وغيره من الصحابة، فلا يبعد أن يكون سمع الحديث من عمير بن مالك عن عبد الله بن عمرو موقوفاً، ثم سمعه من عبد الله بن عمرو مباشر مرفوعاً، فحدث به على الوجهين. ومثل هذا كثير. وانظر 6623. "قسطنطينية": بتشديد الياء الثانية، ويقال فيها أيضاً: "قسطنطنة". بحذفها. "رومية"، قال ياقوت: "بتخفيف الياء من تحتها نقطتان، كذا قيده الثقات". =

فأَخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نكتب، إذْ سُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أيُّ المدينتين تُفْتَح أَولا: قُسْطنطينيَّةُ أَو رُومِيَةُ؟، فقال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مدينةُ هِرَقْلَ تُفْتَح أوّلا"، يعني قسطنطينيةَ. 6646 - حدثنا سُرَيج حدثنا بَقيّة عن معاوية بن سَعيد عن أَبي قَبيل عن عبد الله بن عمرو بنِ العاصي، قَال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من مات يوَم الجمعة أو ليلةَ الجمعة وُقي فتنةَ القبر". 6647 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة قال حدثنا عبد الله بن

_ = و "الطخم" في رواية ابن عبد الحكم: فسرت بالحلق، وهذا الحرف لم أجده في المعاجم، والظاهر أنه من "الطخمة"، بضم الطاء المهملة وسكون الخاء المعجمة، وهي سواد في مقدم الأنف، يقال "كبش أطخم"، و"أسد أطخم"، والجمع "طخم"، بضم فسكون، مثل "أحمر وحمر". والحلقة في وجه الصندوق كالأنف في الوجه يكون فيه سواد. (6646) إسناده ضعيف، لأن بقية بن الوليد مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث، وقد سبق الكلام عليه في 887. معاوية بن سعيد بن شريح التجيبي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/334 - 335 وقال: "سمع أبا قبيل ويزيد بن أبي حبيب، روى عنه بقية". والحديث سبق معناه بنحوه، من وجه آخر ضعيف 6582. وجاء معناه أيضاً من حديث أنس عند أبي يعلى، بإسناد ضعيف أيضاً، كما في مجمع الزوائد 2: 319، والفتح 3: 201. وجاء نحوه أيضاً من حديث جابر، رواه أبو نعيم في الحلية 3: 155 - 156، بإسناد فيه ضعف. (6647) إسناده صحيح، أبو سالم الجيشاني: هو سفيان بن هانئ بن جُبير الجيشاني المصري، وهو تابعي ثقة، وثقه العجلي وابن حبان، وأخرج له مسلم في صحيحه، وذكره ابن منده في الصحابة، وقال الحافظ في الإصابة 3: 167: "اتفق البخاري ومسلم وأبو حاتم والعجلي وابن حبان على أنه تابعي، وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، وله رواية عن علي، وكان قد وفد عليه وصحبه". "الجيشاني": بفتح الجيم وسكون الياء التحتية وفتح الشين المعجمة وفي آخرها نون، نسبة إلى "جيشان بن عيدان"، قبيل كبير من اليمن. =

هُبيرة عن أَبي سالم الجيشَاني عن عبد الله بن عمرو، أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يحل أَن ينكِحَ المرأةَ بطلاق أُخرىٍ، ولا يحل لرجلٍ / أَن يبيع على بيع صاحبه حتى يذرُه، ولا يحل لثلاثةِ نفرٍ يكونون بأرضِ فَلاةٍ إلا أمروا عليهم

_ = والحديث في مجمع الزوائد 8: 63 - 64، وقال:"رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح". وقد وقع متن الحديث مغلوطاً في الزوائد، بنقص كلام منه جعله غير مفهوم المعنى، فيستفاد تصحيحه من هذا الموضع. وأنا أرجح أنه خطأ مطبعي هناك. قوله "أن ينكح المرأة"، هكذا هو في م ح، فيكون مبنياً للفاعل، و "المرأة" بالنصب على المفعولية، أي: أن ينكح الرجل المرأة. وفي ك ومجمع الزوائد ونسخة بهامش م "أن تُنكح المرأة"، فيكون مبنياً لما لم يسمّ فاعله، ويكون "المرأة" نائباً للفاعل. وهذا الحديث في حقيقته أربعة أحاديث: الأول: في نكاح المرأة بطلاق الأخرى، وقد ذكره المجد بن تيمية في المنتقى 3509، ونسبه لأحمد فقط. ومعناه ثابت من حديث أبي هريرة، عند أحمد والشيخين، كما في المنتقى 3508،3507. الثاني: في بيع الرجل على بيع صاحبه، فقد مضى معناه من حديث عبد الله بن عمرو أيضاً 6417. الثالث: في تأمير أحدهم في السفر، وهذا لم أجده في موضع آخر. وقد روى الحاكم في المستدرك 1: 443 - 444 نحو معناه من طريق الأعمش عن زيد بن وهب قال: "قال عمر بن الخطاب: إذا كان ثلاثة نفر فليؤمروا أحدهم، ذلك أمير أمره رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وروى أبو داود 2608 (2: 340 من عود المعبود) بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم". ثم رواه بالإسناد نفسه 2609 من حديث أبي هريرة ورواهما البيهقي في السنن الكبرى أيضاً 5: 257. وقال الخطابي 2496: "إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعاً، ولا يتفرق بهم الرأي، ولا يقع بينهم خلاف، فَيعْنَتُوا، وفيه دليل على أن الرجلين إذا حكّماً رجلا =

أحدَهم، ولا يحل لثلاثةِ نَفَرٍ يكونون بأَرض فلاةٍ يتناجى اًثنان دونَ صاحبهما". 6648 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا الحرث بن يزيد عن عُلَيّ بن رَبَاح قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن المسلمِ المُسَدّدَ لَيُدْركُ درجةَ الصوَّام القوام بآيات الله، بحسْنِ خُلُقه، وكَرَمِ ضَرِيبته". 6649 - حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا الحرث

_ = بينهما في قضية فقضى بالحق، فقد نفذ حكمه". الرابع: في النهي عن مناجاة اثنين دون الثالث، وقد مضى نحو معناه من حديث عبد الله ابن عمر، مراراً، آخرها 6270، 6338. (6648) إسناده صحيح، الحرث بن يزيد الحضرمي المصري: سبق توثيقه 668، ونزيد هنا قول أحمد: "ثقة من الثقات"، ووثقه العجلي والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/283 - 284. والحديث في مجمع الزوائد 8: 22، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 257، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورواة أحمد ثقات، إلا ابن لهيعة". وذكره السيوطي في زوائد الجامع الصغير (1: 367 من الفتح الكبير)، ورمز له برمز أحمد والطبراني. المسدد: المستقيم المقتصد في الأمور العادل. "الضريبة" بفتح الضاد المعجمة وكسر الراء: الطبيعة والسجية. وكلمة "ضريبته" ترك موضعها بياضاً في نسخة مجمع الزوائد المطبوعة، فلعل الناسخ أو الطابع لم يحسن أحدهما قراءتها، فتركها، فيستفاد إثباتها من هذا الموضع. (6649) إسناده صحيح، ابن حجيرة: هو عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني المصري قاضيها، وهو ابن حجيرة الأكبر، وهو تابعي ثقة، وثقه العجلي والنسائي وغيرهما، وترجمه الكندي =

ابن يزيد عن ابن حجيرة عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن المسلم المُسَدّدَ"، فذكره. 6650 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لَهيعة حدثنا الحرث

_ = في قضاء مصر (الولاة والقضاء314 - 320) وروى بإسناده عن أبي الليث عاصم بن العلاء الخولاني: "أن ابن حجيرة الأكبر كان على القضاء والقصص وبيت المال، فكان رزقه في السنة من القضاء مائتي دينار، وفي القصص مائتي دينار، وكانت جائزته مائتي دينار، وكان يأخذ ألف دينار في السنة، فلا يحول عليه الحول وعنده منها شيء يفضل على أهليه وإخوانه"، وروى عن عبد الرحمن بن أبي ميسرة قال: "توفي عبد الرحمن بن حجيرة في المحرم سنة 83، ولي قضاء مصر12سنة"، ونقل الحافظ في التهذيب 6: 160 عن ابن عبد الحكم تأريخ موته سنة 80، وهو خطأ، بل الذي في فتوح مصر (ص235) أنه مات سنة 83، "ويقال ولي سنة 83، ومات في سنة 85". وابن حجيرة الأصغر: هو ابنه "عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة"، مترجم في التهذيب، وله ترجمة في كتاب الولاة للكندي 331 - 332. ووقع في أصول المسند الثلانة هنا "ابن أبي حجيرة"، وهو خطأ يقيناً من الناسخين، فليس في الرواة من يكنى بهذه الكنية، فيما وقع لنا من المراجع، وكنية عبد الرحمن بن حجيرة "أبو عبد الله". و"حجيرة" بضم الحاء المهملة وفتح الجيم. والحديث مكرر ما قبله. وقد رواه أبو بكر الخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 9) بإسنادين: من طريق ابن لهيعة "عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن حجيرة"، ومن طريقه "عن الحرث بن يزيد عن ابن حجيرة". ثم رواه مرة ثالثة بالإسناد الثاني في الصفحة نفسها، ووقع فيه في المواضع الثلاثة "عن حجيرة بحذف "ابن". وأنا أرجح أنه خطأ ناسخ أو طابع. (6650) إسناده صحيح، جندب بن عبد الله الوالبي: قال العجلي: ("كوفي تابعي ثقة". وهكذا نسبه الحسيني في الإكمال (ص18) والحافظ في التعجيل (ص 74): "الوالبي" ووقعت نسبته في التعجيل (ص155)، في ترجمة شيخه سفيان بن عوف بأنه "العدواني"، وهو خطأ ناسخ أو طابع، أو سهو من الحافظ. "جندب": بضم الجيم وسكون النون مع فتح =

ابن يزيد عن جُنْدُب بن عبد الله أَنه سمع سفيان بن عَوْف يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذاتَ يوم ونحن عنده: "طوبَى للغرباء"، فقيلِ: مَن الغرباءُ يا رسول الله؟، قال: "أُناسٌ صالحون، في أناسِ سُوءِ كثيرٍ، منْ يَعْصِيهم أكثر ممن يطيعهم". 6650 م- قال: وكنا عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوماً آخرَ، حين طلعت الشمس، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "سيأتي أناسٌ من أمتي يوم القيام، نُورُهم كضَوء الشمس"، قلنا: مَنْ أولئك يا رسول الله؟، فقال: "فقراءُ المهاجرين،

_ = الدال المهملة وضمها. سفيان بن عوف القاريّ، بتشديد الياء، حليف بني زهرة: ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره ابن يونس في المصريين، وأنه يروي عن عبد الله بن عمرو. وجاء اسمه على الصواب في ترجمته في الإكمال (ص 44) والتعجيل (ص 155)، وكذلك في ترجمة الراوي عنه "جندب" في الإكمال (ص 18)، ووقع اسمه خطأ في التعجيل في ترجمة "جندب"، فذكر باسم "شيبان" بدل "سفيان"، وهو خطأ مطبعي واضح. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 278، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وقال: أناس صالحون قليل، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف". وسيأتي مع الحديث التالي 6550 م بنحو هذا، بلفظ أطول، وببعض الاختصار 7072، 7072 م. ثم ذكر الهيثمي الحديث التالي 10: 258 - 259، بلفظ الرواية الآتية 7072 م، ونسبه لأحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ثم قال: "وزاد في الكبير: ثم قال: طوبى للغرباء، طوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء؟، قال: ناس صالحون قليل، في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم، وفي رواية: فقال أبو بكر وعمر: نحن هم؟، وله في الكبير أسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح". وانظر 1604، 3784. "طوبى للغرباء": قال ابن الأثير: طوبى: اسم للجنة، وقيل: هي شجرة فيها، وأصلها فعلى [بضم أوله وسكون ثانيه] من الطيب، فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واواً". (6650 م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 258 - 259 بلفظ الرواية الآتية 7072 م، كما أشرنا إليه في تخريج الذي قبله.

والذين تُتَّقَى بهم المَكاره، يموتُ أَحدهم وحاجتُه في صدره، يحْشَرون من أقطار الأرض". 6651 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا راشد بن يحيى المَعَافري أَنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلِّي يحدث عن عبد الله بن عمرو، قال: قلت: يا رسول الله، ما غنيمة مجالس الذِّكْر؟، قال: "غنيمة مجالس الذكر الجنةُ الجنةُ". 6652 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة عن الحرث بن يزيد

_ (6651) إسناده صحيح، راشد بن يحيى المعافري: ثقة، ذكر ابن حبان في الثقات، وقال: "يعتبر حديثه من غير رواية الإفريقي"، وقال العجلي: "مصري تابعي ثقة"، وفي التعجيل (ص 123) أنه يقال فيه أيضاً:"راشد بن عبد الله"، وأخشى أن يكون هذا وهماً، وأن يكون "راشد بن عبد الله" شخصاً آخر، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/270، ولم يذكر فيه قولاً آخر. والحديث في مجمع الزوائد 10: 78، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 234، وقال: "رواه أحمد بإسناد حسن". وكرر قوله "الجنة" توكيداً، وتكرارها ثابت في أصول المسند ومجمع الزوائد، وعليه في ك م علامة الصحة "صحـ"، ولم يُذكر في الترغيب غير مرة واحدة. (6652) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من الانقطاع. لأن الحرث بن يزيد من أتباع التابعين، لم يدرك أحداً من الصحابة، إنما يروي عن التابعين. وهذا الحديث بعينه إنما رواه عن عبد الرحمن بن حجيرة عن عبد الله بن عمرو. فقد رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (ص6) عن علي بن حرب عن زيد بن أبي الزرقاء عن ابن لهيعة عن الحرث ابن يزيد عن ابن حجيرة عن عبد الله بن عمرو، به، مرفوعاً. والظاهر عندي أن قوله "عن ابن حجيرة" سقط سهواً من بعض الناسخين القدماء، من نسخ المسند, لأنه ثابت هكذا في الأصول الثلاثة هنا. ويؤيد أنه ثابت في بعض نسخ المسند التي لم تقع إلينا، أن الهيثمي ذكره في مجمع الزوائد 4: 145، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، =

الحَضْرَمي عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "أربعٌ إذا كُنَّ فيكَ

_ = وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح". ثم ذكره مرة أخرى 10: 295، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن". فلو كان منقطعاً في نسخ المسند التي ينقل عنها الهيثمي لأشار إلي ذلك، إن شاء الله. وكذلك ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 12، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن". ثم ذكره مرة أخرى 4: 26، وقال: "رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي، بأسانيد حسنة". ولكن وقع اسم الصحابي عند المنذري في المرة الثانية: "عبد الله بن عمر"، كأنه يعني ابن الخطاب!، وأنا أرجح أن هذا خطأ ناسخ أو طابع. خصوصاً وأن الحديث في مشكاة المصابيح (ص 437)، وشرحه للعلامة على القاري (ج 2 ورقة 415) عن ابن عمرو بن العاص، دون اشتباه, لأنه ذكره بعد حديث لابن عمرو، فقال: "وعنه". وقيد العلامة علي القاريّ اسم الصحابي في أولهما "بالواو"، ثم قال في الثاني:"أي ابن عمرو". وقال صاحب المشكاة في تخريج هذا الحديث: "رواه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان". فهذا كله يكاد يقطع بأن الحديث حديث ابن عمرو بن العاصي وحده. ويؤيده ذلك ويرفع كل شبهة أن الكتب التي فيها جعله من حديث ابن عمر نسبته لأحمد، ولم أجده في المسند من حديث ابن عمر بن الخطاب، بالاستقراء التام فيما مضى من مسنده، وفيما تتبعته من فهارسي العلمية إلى نحو منتصف هذا الكتاب. إلا أن يكون مذكوراً عرضاً أثناء مسند صحابي آخر في باقي المسند، الذي أتتبعه، وأسأل الله أن يوفقني لإتمامه. نعم، رواه الحاكم 4: 314 من طريق شعيب بن يحيى عن ابن لهيعة "عن الحرث بن يزيد عن عبد الله بن عمر"؛ هكذا دون ذكر "ابن حجيرة" في الإسناد، ودون ذكر الواو في "بن عمر". ولم يتكلم عليه هو ولا والذهبي. وذكره السيوطي في الجامع الصغير 912، ونسبه لأحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب "عن ابن عمر"، وللطبراني "عن ابن عمرو"، ولابن عدي وابن عساكر "عن ابن عباس"، ورمز له بعلامة الحسن. ونقل العلامة على القاري ذلك عنه في شرح المشكاة (ج 2 ورقة 415) دون أن يعقب عليه. وخلط المناوي في شرح الجامع الصغير تخليطاً عجيباً، وأتى بأشياء ما أدري من أين نقلها؟!، فإنه بين في النسبة الأولى لأحمد والطبراني والحاكم =

فلا عليكَ ما فاتك من الدنيا: حفْظُ أمانةٍ، وصِدْقُ حَدِيثٍ، وحُسْن خَلِيقةٍ، وعِفّةٌ في طعْمَةٍ".

_ = والبيهقي في الشعب: أنه من حديث ابن عمر "بن الخطاب"، ثم قال عقب ذلك: "قال الهيثمي، بعدما عزاه لأحمد والطبراني: فيه ابن لهيعة وبقية رجال أحمد رجال الصحيح"؛ والذي في مجمع الزوائد كما نقلنا آنفاً، أنه من حديث "عبد الله بن عمرو"، ولم أجده فيه من حديث ابن عمر بن الخطاب، كما لم أجده من حديثه في مسند أحمد. فنقل المناوي كلام الهيثمي على حديث "ابن عمرو" وجعله على حديث "ابن عمر"، في حين أن الحديث في الزوائد في الموضعين "عن عبد الله ابن عمرو"!، ثم بين المناوي في النسبة الثانية، للطبراني: أنه من حديث ابن عمرو "بن العاص"، ثم قال ما نصه: "قال العراقي: وفيه أيضاً ابن لهيعة، اهـ. وقضية إفراد المصنف [يعني السيوطي]، للطبراني بحديث ابن عمرو: تفرده به عن الأولين جميعاً، والأمر بخلافه. بل رواه البيهقي في الشعب عنه أيضاً عقب الأول، ثم قال [يعني البيهقي]: هذا الإسناد أتم وأصح، اهـ. فاقتصار المصنف على عزو الأول إليه، وحذفه من الثاني، مع كونه قال إنه أصح: من ضيق العطن"! وحقاً لقد أخطأ السيوطي أو قصر في نسبة حديث ابن عمرو ابن العاصي للطبراني وحده، فقد رواه أحمد هنا كما ترى. فما أدري لعل السيوطي نقل من كتب تنقل عن المسند، ولم ينقل عنه مباشرة، إذن لعرف أنه في مسند "ابن عمرو"، لا في مسند "ابن عمر". والمناوي وقع في ضيق العطن الذي وقع فيه السيوطي!. ثم لا أدري أيضاً: أصحيح ما نقله عن البيهقي أنه روى حديث "ابن عمرو" عقب حديث "ابن عمر"، ورآهما المناوي فيه بنفسه، أم نقل هو أيضاً عن كتب أخرى فيها تحريف اسم الصحابي، فاخطأ تبعاً لها؟!. ثم قال المناوي، بعد نسبة السيوطي الحديث لابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس، ما نصه: "قال الهيثمي: إسناد أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني حسن، أهـ. وقال المنذري: رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي بأسانيد حسنة، وفيه عند البيهقي شعيب ابن يحيى، قال أبو حاتم: ليس بمعروف، وقال الذهبي: بل ثقة، عن ابن لهيعة، وفيه ضعف"! وهذا كلام كله تخليط فيما أرى!، فإنه يوهم أن كلام الهيثمي والمنذري =

6653 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا يزيد بن أَبي

_ = منصب على حديث ابن عباس، وما كان كذلك قط فيما أعلم!، ثم ما شأن الهيثمي بابن أبي الدنيا، وهو لم يجعل كتابه من الكتب التي أخرج زوائدها في مجمع الزوائد!، وكلامه بين أيدينا، إنما هو إسناد أحمد والطبراني في حديث "ابن عمرو بن العاصي". وكلام المنذري الذي ذكره، هو الذي نقلناه آنفاً عن الترغيب والترهيب 4: 26، وقد وقع فيه اسم الصحابي "عبد الله بن عمر"، وليس فيه الكلام على شعيب بن يحيى"، فما أدري من أين جاء به المناوي. والإسناد الذي فيه "شعيب بن يحيى" هو إسناد الحاكم الذي نقلناه من قبل. فالظاهر أن البيهقي رواه عن الحاكم، إذ هو تلميذه، يروي عنه كثيراً. ورواية الحاكم التي ذكرنا فيها حذف التابعي، كرواية المسند هنا, ولكن فيها اسم الصحابي "عبد الله بن عمر". وأكاد أجزم أن هذا خطأ من الناسخين القدماء, لأن هذا الخطأ وقع كذلك في مختصر الذهبي لمستدرك الحاكم؛ المخطوط عندي. وأماً شعيب بن يحيى بن السائب التجيبي المصري: فإنه ثقة معروف، ولم يعرفه أبو حاتم، وعرفه غيره، فقال ابن يونس: "كان رجلاً صالحاً غلبت عليه العبادة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "إنه مستقيم الحديث"، واحتج به ابن خزيمة في صحيحه. قوله "وحسن خليفة": في اللسان 11: 374 عن أبي زيد: "إنه لكريم الطبيعة، والخليقة، والسليقة، بمعنى واحد". وقال العلامة علي القاري: "والتعبير بها إشارة إلى الحسن الجبلي، لا التكلفي والتصنعي في الأحوال". وقوله "وعفة في طعمة": هو بضم الطاء وكسرها، قال ابن الأثير: "الطعمة، بالضم والكسر: وجه المكسب، يقال: هو طيب الطعمة، وخبيث الطعمة". (6653) إسناده صحيح، سويد بن قيس التجيبي، بضم التاء المثناة وكسر الجيم، المصري: تابعي ثقة، وثقه النسائي ويعقوب بن سفيان وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 144. والحديث في مجمع الزوائد 5: 289: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف". وانظر ما مضى في مسند عثمان 442، 470، 477، 558. "الرباط"، بكسر الراء: الإقامة على جهاد العدو بالحرب وارتباط الخيل وإعدادها، قال القتيبي: "أصل المرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر، كل منهما مُعدّ لصاحبه, =

حَبيب عن سُويد بن قَيس عن عبد الله بن عمرو، أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "رَباط يومٍ خير من صيامِ شهرٍ وقيامه". 6654 - حدثنا حسن وِإسحق بن عيسى ويحيى بن إسحق قالوا: حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا يزيد بن عمرو المَعافرِي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: َ قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صمت نَجا". 6655 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا بكر بن عَمرو عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عنِ عبد الله بن عمرو، أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "القلوب أوْعيةٌ، وبعضها أوْعى من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل، أَيها الناس، فاسألَوه وأَنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهرِ قلبٍ غافل". 6656 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثني حُييُّ بن عبد الله

_ = فسمى المقام في الثغور رباطاً". أفاده ابن الأثير. وقال ابن فارس في مقاييس 2: 478: "الرباط: ملازمة ثغر العدو، كأنهم قد ربطوا هناك فثبتوا به ولازموه". (6654) إسناده صحيح، وهو مكرر 6481. (6655) إسناده صحيح، بكر بن عمرو المعافري المصري، إمام جامعها: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 91 - 92 فلم يذكر فيه جرحاً، وقال ابن يونس: "كانت له عبادة وفضل"، وهذا كاف في توثيقه وعدالته، على الرغم من قول ابن القطان: "لا نعلم عدالته". وقول الدارقطني: "ينظر في أمره". والحديث في مجمع الزوائد 10: 148، وقال: "رواه أحمد، وإسناده حسن". ولكن وقع اسم الصحابي فيه "عبد الله ابن عمر"، وهو خطأ لا شك فيه، من ناسخ أو طابع. قوله "فاسألوه"، كذا في ح ك، وفي م "فلتسألوه" وفي مجمع الزوائد "فسلوه". (6656) إسناده صحيح، ورواه النسائي 1: 259، وابن ماجة 1: 252 - 253، كلاهما من =

عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي عن عبد الله بن عمرو، قال تُوّفيِ رجل بالمدينة، فصلى عليه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "يا ليته مات في غير مولده"، فقال رجل من الِناس: لِمَ يا رسوِل الله؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِن الرجل إذا تُوفي في غير موْلده قِيس له مِنْ موْلده إلى مُنْقَطَعِ أثَرِه، في الجنة". 6657 - حدثنا حسن حدثنا ابن لهَيعة حدثني حييُّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي حدثه عن عبدِ الله بن عمرو، أَن امرأَةً سَرقتْ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بها الذين سرقتْهم، فقالوا: يا رسول الله: إن هذه المراةَ سَرقتنا، قال قومُها: فنحن نَفْديها، يعني أهلها، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اقطعوا يدَها"، فقالوا: نحن نَفْديها بخَمسمائة دينارٍ، قال: "اقطعوا يدها"، قال: فقُطعت يدُها اليمنى، فقالت المرأةُ: ِ هل لي من توبةٍ يا رسول الله؟، قال: "نعم، أنت اليومِ من خطيئتك كيومَ ولدتك أمُّك"، فأَنزل الله عز وجل في سورة المائدة: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ}، إلى آخر الآية.

_ = طريق ابن وهب عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد. "منقطع أثره": الأثر، قال ابن الأثير: "الأجل، وسمي به لأنه يتبع العمر، قال زهير: والمرء ما عاش ممدود له أمل لا ينتهي العمر حتى ينتهي الأثر وأصله من أثر مشيه في الأرض، فإن مات لا يبقى له أثر، ولا يرى لأقدامه في الأرض أثر". ومنقطعه، بفتح الطاء المهملة: موضع انقطاعه. وقوله "في الجنة" متعلق بقوله "قيس"، أي أنه يعطى له في الجنة هذا القدر، لأجل موته غريباً. (6657) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 6: 276، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". ونقله ابن كثير في التفسير 3: 152 عن هذا الموضع، وقال: "وهذه المرأة هي المخزومية التي سرقت، وحديثها ثابت في الصحيحين، من رواية الزهري عن عروة عن عائشة". ورواه الطبري في التفسير 6: 149 مختصراً، من طريق موسى بن داود عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد 11917. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 281 مختصراً، ونسبه لأحمد وابن جرير وابن أبي حاتم. ولكن وقع فيه اسم الصحابي "عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي لا شك فيه.

6658 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة عن حييُّ بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن الحُبُلِّي حدثه عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يصلي في مَرَابد الغنَم، ولا يصلي في مرابد الإبل والبقر. 6659 - حدثنا هرون بن معروف حدثنا ابن وَهب حدثني

_ (6658) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 26، وقال: "رواه أحمد، والطبراني في الكبير بنحوه، ولم يذكر البقر. وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام". وأشار إليه الحافظ في الفتح 1: 440 مرتين، قال في الأولى: "وفي حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد: مرابد الإبل". وقال في الثانية: "تكملة: وقع في مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يصلي في مرابض الغنم، ولا يصلي في مرابض الإبل والبقر. وسنده ضعيف، فلو ثبت لأفاد أن حكم البقر حكم الإبل، بخلاف ما ذكره ابن المنذر: أن البقر في ذلك كالغنم". وهكذا وقع في الفتح المطبوع "عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي يقينا, لأن الحديث حديث "عبد الله بن عمرو" بغير خلاف. ووقع فيه أيضاً "مرابض" بالضاد، والذي في المسند "مرايد" بالدال، وهو الذي أشار إليه الحافظ في المرة الأولى، فرقاً بين الروايتين. و"المرابد": جمع "مربد"، بكسر الميم وسكون الراء وفتح الباء، وهو الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، من قولهم "ربد بالمكان"، إذا أقام، و "ربده"، إذا حبسه. و"المرابض" بالضاد المعجمة: جمع "مربض" بفتح الميم وسكون الراء مع فتح الباء وكسرها، وهو محبسها وموضع سكونها ومقامها. وتضعيف الحافظ هذا الحديث، إنما هو من أجل ابن لهيعة، ونحن نخالفه في ذلك. وأمّا إذ، رأينا صحته، فإنا نرى أنه لا يجوز الصلاة في مرابد البقر، بهذا النص، كما لا تجوز في مرابد الإبل. وقد جاء حديث ضعيف يخالف هذا. ففي المدونة 1: 90: "ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عمن حدثه عن عبد الله بن مغفل، صاحب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أنه قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يصلي في معاطن الإبل، وأمر أن يصلي في مراح الغنم والبقر". وهذا إسناد فيه راو مبهم، كما ترى، فهو ضعيف، لا يعارض الحديث الصحيح الذي هنا. (6659) إسناده صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك 4: 146 عن أبي العباس الأصم عن =

عمرو، يعني ابن الحرث، عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "من ترك الصلاةَ سُكْراً مرةً واحدةً، فكأنما كانتْ له الدنيا وما عليها فسُلبَهِا، ومن ترك الصلاة سكْراً أربعَ مراتٍ كان حقاً على الله عَزَّ وَجَلَّ أَن يُسقيه من طِينة الخَبَال"، قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟، قال: "عُصارة أَهَل جهنم". 6660 - حدثنا خَلَف بنِ الوليد حدثنا أبو جعفر، يعني الرازي، عن مَطرٍ الوَرَّاق عن عمرو بن شُعيب عن أَبيه عن جده، قال: رأيتُ

_ = محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب، بهذا الإسناد، وقال: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". قال الذهبي: "سمعه ابن وهب عنه [يعني عن عمرو بن الحرث]، وهو غريب جداً". وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 69 - 70 أوله فقط، إلى قوله "فسلبها"!، ولا أدري لم ترك باقيه؟، فإني لم أجده فيه في موضع آخر. وانظر 6644، 6773، 6854. وانظر ما مضى في مسند ابن عمر بن الخطاب 4917، وذيل القول المسدود (ص 78 - 84). نقله ابن كثير في التفسير 3: 231 - 232 من رواية ابن وهب، ثم قال: "ورواه أحمد من طريق عمرو بن شعيب". وانظر عمدة التفسير 4: 90 المائدة. (6660) إسناده صحيح، خلف بن الوليد: سبق توثيقه 660، 2291، ونزيد هنا أنه ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 8: 320 - 321، وروى عن يعقوب بن شيبة أنه قال: "خلف بن الوليد أبو الوليد اللؤلؤي: ثقة ثقة"، واشتهر أيضاً بلقب "الجوهري"، فالظاهر أنه نسبة إلى صناعة الجوهر أو تجارته. أبو جعفر الرازي، عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان: سبق توثيقه 660، ونزيد هنا أن ابن معين قال: "كان ثقة خراسانياً، انتقل إلى الريَ ومات بها"، وقال علي بن المديني: "كان عندنا ثقة"، وترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/109، وسماه "عيسى بن ماهان"، وقال:"كان أصله من أهل مرو، من قرية يقال لها بُرْز ... ثم تحول أبو جعفر بعد ذلك إلى الرى فمات بها، فقيل له: الرازي، وكان ثقة، وكان يقدم بغداد والكوفة للحج، فيسمعون منه"، وترجمه ابن أبي حاتم في =

النبي -صلي الله عليه وسلم - يصلي في نعليه، ورأيته يصلي حافياً، ورأيته يشرب قائماً، ورأَيته يشرب قاعداً، ورأيته ينصرف عن يمينه، ورأَيته ينصرف عن يساره. 6661 - حدثنا هيثَم بن خارجة حدثنا حفص بن ميسَرة عن ابن

_ = الجرح والتعديل 2/ 1/ 280 - 281، وروى عن أبيه قال: " أبو جعفر الرازي: ثقة صدوق صالح الحديث"، وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ترجمة حافلة 11: 143 - 147. والحديث سبق معناه من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو، 6627. (6661) إسناده صحيح، الهيثم بن خارجة الخراساني: سبق توثيقه 1665، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/216، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 83، والخطيب في تاريخ بغداد 14: 58 - 59. حفص بن ميسرة العقيلي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وتكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وزعم الأزدي أنه روى عن العلاء بن عبد الرحمن مناكير، فقال الذهبي في الميزان 1: 266: "بل احتج به أصحاب الصحاح، فلا يلتفت إلى قول الأزدي"،يريد أنه روى له الشيخان، انظر كتاب الجمع بين رجال الصحيحين (ص92)، ومقدمة الفتح (ص 396)، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 366 - 367. ابن حرملة: هو عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، ثقة صدوق يخطئ كما قلنا في 402، ووثقه ابن نُمير، وقال محمد بن عمر: "كان ثقة كثير الحديث"، وقال ابن عدي: "لم أو في حديثه حديثاً منكراً". والحديث رواه ابن ماجة 2: 214، من طريق الأوزاعي عن عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، به مرفوعاً، ونقل شارحه السندي عن زوائد البوصيري قال: "في إسناده عبد الله بن عامر الأسلمي القارئ، وهو ضعيف". وعبد الله بن عامر، ضعفوه من قبل حفظه فقط. ولذلك قال البخاري في الصغير 184: "يتكلمون في حفظه"، وفي التهذيب عن ابن سعد قال: "كان قارئاً للقرآن، وكان يقوم بأهل المدينة في رمضان، وكان كثير الحديث، استضعف. فلم يتفرد ابن حرملة بروايته عن عمرو بن شعيب، وقد تابعه على روايته =

حَرْمَلة عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أَن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "لا يَقصُّ على الناس إلا أمير، أو مأمور، أو مُرَاءٍ". 6662 - حدثنا حسين بن محمد وهاشم، يعني ابن القاسم، قالا

_ = عبد الله بن عامر، وليس واحد منهما متهماً في روايته، إلا ما يخشى من الخطأ أو سوء الحفظ، وقد زالت هذه الخشية بمتابعة كل منهما لصاحبه. والحديث ساقه الذهبي في الميزان 2: 51 ترجمة عبد الله بن عامر، من طريقه، ووقع فيه "أو مرؤس"!، بدل "أو مراء": وهو تحريف قطعاً، من ناسخ أو طابع. وذكره السيوطي في الجامع الصغير 9984، ونسبه لأحمد وابن ماجة، قال شارحه المناوي:"قال الحافظ العراقي: وإسناده حسن، ومن ثم رمز المؤلف لحسنه. ثم إن ما ذكر من أن الحديث هكذا [يعني باللفظ الذي هنا] فحسب، هو ما وقع للمؤلف، والذي وقفت عليه في مسند أحمد: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال أو مرائي. فلعل المؤلف سقط من قلمه المختال". هكذا ادعى المناوي أنه رآه في المسند؛ وليس في المسند زيادة "أو مختال"، في هذا الحديث هنا, ولا في موضع آخر منه من حديث ابن عمرو بن العاصي، ولعله شبه عليه بحديث آخر في المسند: "عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم -" فيه: "أو مختال" بدل "أو مراء"، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 190. (6662) إسناده صحيح، محمد بن راشد الخزاعي المكحولي: سبق توثيقه 802، وإنما سمي "المكحولي" لأنه صحب مكحولا وحدث عنه، فنسب إليه. والحديث رواه الترمذي 2: 312 من طريق أسامة بن زيد، وابن ماجة 2: 75 من طريق عبد الرحمن بن الحرث ابن عبد الله بن عياش، كلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولكنهما روياه قولياً، أن رسول الله قال: "لا يقتل مسلم بكافر". وقال الترمذي: "حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب حديث حسن". ورواه أبو داود مطولاً 4531 (4: 304 عون المعبود)، من طريق يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب، ولكنه لم يسق لفظه كاملا، بل أحال على حديث قبله من حديث علي بن أبي طالب. ورواه البيهقي 8: 29 من طريق أبي داود، وساق لفظه كاملا. ورواه أيضاً مطولاً من طريق محمد بن إسحق: =

حدِثنا محمد بن راشد الخُزَاعي عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قَضَى أن لا يُقْتل مسلمٌ بكافرٍ. 6663 - حدثنا حسين حدثنا محمد بن راشد عن سليمان عن عمِرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده: أَن النبي -صلي الله عليه وسلم - قَضَى أن من قُتل خطأ فَديتهُ مائه من الإبل: ثلاثون بنت مَخَاض، وثلاثون بنت لَبُون، وثلاثون حِقَّة، وعشرة بنو لَبُونٍ ذكور. 6664 - حدثنا سفيان عن يعقوب بن عطاء وغيره عن عمرو بن

_ = "حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: خطب رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الناس عام الفتح"، إلخ. وستأتي رواية ابن إسحق، في المسند 6692. وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً 6690، 6796،6827 , 6970، 7012. وانظرما مضى في مسند علي ابن أبي طالب 559، 959، 993. وانظر أيضاً المنتقى 3908، 3909، وقيل الأوطار 7: 150 - 155، ونصب الراية 4: 334 - 335. (6663) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 4541 (4: 307 عون المعبود)، والنسائي 2: 247، وابن ماجة 2: 72، كلهم من طريق محمد بن راشد، بهذا الإسناد. وانظر المنذري والخطابي 4375. وانظر ما مضى 6533، 6552. وانظر أيضاً3635، 4303. (6664) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. يعقوب بن عطاء بن أبي رباح: سبق توثيقه 1809. والحديث رواه أبو داود 2911 (3: 85 عون المعبود)، من طريق حبيب المعلم، وابن ماجة 2: 85، من طريق المثنى بن الصباح، كلاهما عن عمرو بن شعيب، بهذا. وكلمة "شتى" لم يذكرها ابن ماجة. ورواه البيهقي في السنن الكبرى 6: 218 من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي "حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت عدة، منهم يعقوب بن عطاء، عن عمرو بن شعيب" إلخ. قال البيهقي: "وكذلك رواه حبيب المعلم". وسيأتي أيضاً من رواية شُعبة عن عامر الأحول عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده 6844. ورواه الدارقطني 455 - 456 بإسنادين، في حديث طويل، من طريق حسن بن صالح عن محمد بن سعيد عن عمرو بن شعيب: أخبرني أبي عن =

شُعيب عن أَبيه عن جده، أن رسول لله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَتَوَراث أهلُ ملَّتين [شتى] ". 6665 - حدثنا ابن نُمير عن حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيب عن

_ = جدي عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قام يوم فتح مكة، فقال: "لا يتوارث أهل ملتين"، ثم ذكر باقي الحديث. قال الدارقطني: "محمد بن سعيد الطائفي: ثقة". وباقي الحديث الذي رواه الدارقطني، رواه ابن ماجة 2: 86 من طريق الحسن بن صالح عن محمد بن سعيد، فنقل شارحه عن زوائد البوصيري زعمه أن محمد بن سعيد هذا هو المصلوب الوضاع!، وهو خطأ منه، يرده بيان الدارقطني أنه "الطائفي"، وهو غير "المصلوب". وروى الحاكم في المستدرك 4: 345، من طريق ابن وهب عن الخليل ابن مرة عن قتادة "عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم". ولم يتكلم عليه الحاكم، ولكنه جعله أصل الباب. وهذا رواه أيضاً البيهقي 6: 218 من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد واللفظ، وزاد في آخره: "ولا يتوارث أهل ملتين". وحديث المسند هنا، نسبه المجد في المنتقى 3347 لأحمد وأبي داود وابن ماجة فقط، وكذلك فعل السيوطي في زيادات الجامع الصغير (3: 354 من الفتح الكبير)، وكذلك اقتصر النابلسي في ذخائر المواريث 4603 على نسبنه لأبي داود وابن ماجة. ولكن المنذري في تهذيب السنن 2791 نسبه أيضاً للنسائي. وكذلك نسبه إليه الحافظ في التلخيص (ص265). ولم أجده في سنن للنسائي، ولعله سهو من المنذري قلده فيه الحافظ، أو يكون في السنن الكبرى. زيادة كلمة [شتى]، هنا ثابتة بهامش ك م على أنها نسخة، وهي ثابتة في الرواية الآتية 6844، وفي كل الروايات التي نسبن للمسند. (6665) إسناده صحيح، إلا أن فيه علة، سنذكرها بعد، إن شاء الله. وهو في مجمع الزوائد 4: 323، وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطأة، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات". والحجاج بن أرطأة: سبق توثيقه 748، وقد اختلف في شأنه كثيراً، والحق أنه ثقة، إلا أنه قد يدلس عمن لم يسمع منه، وقد يخطئ، وترجمته وافية في التهذيب، وله ترجمة =

أَبيه عن جده عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "إذا تزوّج الرجلُ البكَر أَقام عندَها ثلاثة أَيام". 6666 - حدثنا ابن نُمير حدثنا حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيب عن

_ = حافلة في تاريخ بغداد 8: 230 - 236، من قرأها ترجح عنده أنه ثقة، وأن كلام من تكلم فيه لا يؤبه له، وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 250، وضعفه، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/375، وذكر أنه سمع عطاء، وأنه سمع منه شُعبة والثوري، وروي عن ابن المبارك قال: "كان الحجاج يدلس، يحدثنا عن عمرو بن شعيب بما يحدث محمد العرزمي، والعرزمي لا نقر به"، وترجمه بنحو هذا في الصغير 176 - 177، والضعفاء (ص 9)، وزاد في الصغير: "وما قال فيه: حدثنا، يحتمل". وعلة هذا الحديث أنه يخالف سائر الروايات الصحيحة: أن الرجل إذا تزوج إذا تزوج البكر أقام عندها سبعة أيام ثم قسم بين نسائه، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً، انظر الفتح 9: 275 - 277، والتلخيص 315، ونيل الأوطار 6: 368 - 370. وذكر الحافظ في الفتح أن حديث أنس الذي عند البخاري "حجة على الكوفيين في قولهم إن البكر والثيب سواء في الثلاث، وعلى الأوزاعي في قوله: للبكر ثلاث وللثيب يومان. وفيه حديث مرفوع عن عائشة، أخرجه الدارقطني بسند ضعيف جداً". والحديث الذي أشار إليه الحافظ- حديث عائشة- عند الدارقطني (ص 409). بل إن هذا الحديث نفسه اختلف فيه على الحجاج بن أرطأة: فرواه الدارقطني (ص 409) من طريق عمر بن علي [وهو المقدمي]: "حدثنا الحجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: إذا تزوج الثيب فلها ثلاث، ثم تقسم". وهذا اللفظ يوافق الأحاديث الأخرى. فلعل الحجاج بن أرطأة نسي أوسها، فذكر في الرواية التي في المسند هنا " البكر" بدل "الثيب". (6666) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن أرطاة، ولم ينفرد بروايته عن عمرو بن شعيب، كما سيجيء. والحديث رواه أحمد فيما سيأتي 6923 بنحوه، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن حجاج عن عمرو، ورواه أيضاً 6949 عن محمد بن فضيل عن حجاج. وكذلك رواه ابن ماجة 2: 55، من طريق عبد الله بن نُمير ومحمد بن فضيل، والبيهقي في السنن الكبرى، 10: 324، من طريق هشيم، ثلاثتهم عن حجاج، بهذا =

أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أيُّما عبدٍ كُوِتبَ على مائة أوقية،

_ = الإسناد نحوه. ورواه الترمذي 2: 250، من طريق يحيى بن أبي أنيسة عن عمرو بن شعيب، بنحوه، قال الترمذي: "هذا حديث غريب. والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - وغيرهم: أن المكاتب عبد ما بقي عليه شيء من كتابته. وقد رواه الحجاج عن عمرو بن شعيب، نحوه". ويحيى بن أبي أنيسة: ضعيف. فلست أدري لم اقتصر الترمذي على روايته من طريقه، وترك روايات الثقات غيره، الذين رووه عن عمرو ابن شعيب!!، وسيأتي مطولاً 2726، من رواية عبد الصمد عن همام عن عباس الجزري عن عمرو بن شعيب. وفيه بحث في أنه "عباس الجزري"، أو "عباس الجريري"، يحتاج إلى تحقيق في موضعه، إن شاء الله. وهذا المطول رواه أبو داود 3927 (4: 31 - 32 من عون المعبود)، والحاكم 2: 218، والدارقطني 275، والبيهقي 10: 323 - 324، كلهم من طريق همام عن عباس الجريري عن عمرو بن شعيب. ورواه البيهقي أيضاً من طريق همام عن العلاء الجزري عن عمرو بن شعيب. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ورواه أبو داود 3926، من طريق إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، مرفوعاً، بلفظ: "المكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته درهم". ورواه البيهقي 10: 324 من طريق أبي داود، بهذا الإسناد. وأعله المنذري في تهذيب السنن 3772 بكلام مجمل كعادته دون تحقيق، بأن فيه "إسمعيل بن عياش، وفيه مقال"!، وإسماعيل بن عياش ثقة، وإنما تكلموا في روايته عن غير الشاميين. وهو يروي هذا الحديث عن شامي، وهو سليمان بن سليم الكناني القاضي الثقة. فانتفت هذه العلة، وصح هذا الإسناد. وفي الباب حديث آخر بمعناه، أثناء حديث مطول لعبد الله بن عمرو، لم يروه أحمد في المسند: فقد روى ابن حبان في صحيحه (ج 3 ص 208 - 209 من المخطوطة المصورة عندي) من طريق عمرو بن عثمان: "حدثنا الوليد عن ابن جُريج: أخبرني عطاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه قال: يا رسول الله، إنا نسمع منك أحاديث، أفتأذن لنا أن نكتبها؟، قال: نعم، فكان أول ما كتب، كتاب النبي -صلي الله عليه وسلم - إلى أهل مكة: لا يجوز شرطان في بيع واحد، ولابيع وسلف جميعاً، ولا بيع ما لم يضمن. =

فأدَّاها إلا عَشْر أُوقيَّات، فهو رقيقٌ".

_ = ومن كاتب مكاتباً على مائة درهم، فقضاها إلا عشرة دراهم، فهو عبد، أو على مائة أوقية، فقضاها إلا أوقية، فهو عبد". وهذا إسناد صحيح، عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي: ثقة، وثقه النسائي وغيره. وشيخه الوليد: هو الوليد بن مسلم الدمشقي، عالم الشأم، سبق توثيقه 1889. وسيأتي مزيد كلام في تعليل هذا الحديث. فرواه أيضاً البيهقي في السنن الكبرى 10: 324، من طريق إبراهيم بن المنذر: "حدثني هشام بن سليمان المخزومي حدثنا ابن جُريج عن عبد الله بن عمرو بن العاص"، فذكره نحوه. وهذا إسناد ظاهر الانقطاع، فإن ابن جُريج لم يدرك عبد الله بن عمرو. ولذلك تردد فيه البيهقي، فقال عقب روايته: "كذا وجدته، ولا أراه محفوظاً". فلعل أحد شيوخ الإسناد، بين البيهقي وبين إبراهيم بن المنذر، أخطأ فنسي أن يذكر عطاء بين ابن جُريج وبين عبد الله بن عمرو، أو أخطأ أحد الناسخين في الأصول التي يروي منها البيهقي, لأنه يقول: "كذا وجدته"، فهو في كتاب بين يديه فيه سماعه. ثم ذكره الزيلعي في نصب الراية 4: 143، فقال: "وأخرج النسائي في سننه عن ابن جُريج عن عطاء عن عبد الله ابن عمرو" إلخ. ولم أجده في سنن النسائي حتى أتبين إسناده، ولا ساق الزيلعي الإسناد. ولعله في السنن الكبرى للنسائي. ثم قال الزيلعي: "ورواه ابن حبان في صحيحه، في النوع السادس والستين من القسم الثالث. قال النسائي: هذا حديث منكر، وهو عندي خطأ، انتهى. وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة النسائي، ثم قال: وعطاء هذا هو الخراساني، ولم يسمع من عبد الله بن عمرو شيئاً، ولا أعلم أحداً ذكر لعطاء سماعاً من عبد الله بن عمرو، انتهى. واعلم أن النسائي وابن حبان لم ينسباه، أعني عطاء، وذكره ابن عساكر في أطرافه، في ترجمة: عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمرو. ولم يذكر في كتابه لعطاء الخراساني عن عبد الله بن عمرو شيئاً. وكأنه وهم في ذلك، فقد ذكر عبد الحق أنه عطاء الخراساني. وهو جاء منسوباً في مصنف عبد الرزاق، فقال: أخبرنا ابن جُريج عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، فذكره" وأشار إليه ابن حزم في المحلى 9: 231، وجزم بأنه "عن عطاء الخراساني"، ثم قال: "عطاء هذا =

6667 - حدثنا أبو معاوية حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه

_ = الخراساني لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص شيئاً , ولا من أحد من الصحابة، إلا من أنس وحده". وأنا أرجح أن عطاء في الإسناد هو "عطاء بن أبي رباح", لأن ابن جُريج عرف بالرواية عنه، وكان به مختصاً، لزمه 17 سنة، وعرف بالرواية عنه، وكان يقول: "إذا أنا قلت: قال عطاء، فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعت"، فمثل هذا إذا أطلق الرواية: "عن عطاء"، أو "أخبرني عطاء"، من غير بيان، فإنما يحمل على شيخه الذي عرف به، وهو "ابن أبي رباح"، وأما روايته عن "عطاء الخراساني" فإنها قليلة، بل هناك شك في سماعه منه، وإن كان متأخراً عن ابن أبي رباح، وقد قال أبو بكر بن أبي خيثمة: "رأيت في كتاب علي بن المديني: سألت يحيى ابن سعيد عن حديث ابن جُريج عن عطاء الخراساني؟، فقال: ضعيف، قلت ليحيى: إنه يقول أخبرني؟، قال: لا شيء، كله ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه". وعادة الرواة المتقنين المكثرين إذا أطلقوا اسم شيخ لهم بغير بيان، أن يريدوا به الشيخ الذي لزموه وعرفوا بالرواية عنه، فإذا أرادوا غيره بينوا ما يدل على الذي أرادوا. فابن جُريج حين يقول في رواية ابن حبان: "أخبرني عطاء"، إنما يريد عطاء بن أبي رباح، وعن ذلك أخرج ابن حبان الحديث في صحيحه، لأنه شرط فيه اتصال إسناد كل حديث يرويه. وكذلك فهم ابن عساكر الحافظ في أطرافه أن عطاء هو ابن أبي رباح، فذكر الحديث في ترجمته، ولم يذكر لعطاء الخراساني عن عبد الله بن عمرو شيئاً، كما نقل الزيلعي عنه، وأما ما نقله الزيلعي عن مصنف عبد الرزاق، بالتصريح بأنه عطاء الخراساني، فإني أخشى أن يكون من أوهام إسحق بن إبراهيم الدبري، راوي المصنف عن عبد الرزاق، فإنه وإن كان ثقة صحيح الرواية عنه في المصنف، إلا أن له أوهاماً فيه، قد يكون هذا أحدها. وأيا ما كان، فإن هذه الروايات يشدّ بعضها بعضاً، ويؤيد بعضها بعضاً. والحمد لله. وانظر 3489. (6667) إسناده صحيح، ورواه أيضاً أحمد في المسند، فيما سيأتي 6901 عن نصر بن باب و 6939 عن يزيد بن هرون، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد نحوه. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (ج 4 ص 27) عن عبد الرحيم بن سليمان عن الحجاج، بهذا الإسناد نحوه. وكذلك رواه الدارقطني (ص 206) من طريق عبد الله بن نُمير، ومن طريق يزيد بن هرون كلاهما عن الحجاج، بهذا الإسناد. ورواه الترمذي =

عن جده، قال: أتَتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - امرأتان، في أيديهما أساوِر من ذهب، فقال

_ = (2: 12) بنحوه، عن قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. ثم قال الترمذي: "هذا حديث قد رواه المثنى بن الصبَّاح عن عمرو بن شعيب نحو هذا، والمثنى بن الصبَّاح وابن لهيعة يضعفان في الحديث. ولا يصح في هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -شيء"!، والعجب من الترمذي، كيف خفي عليه رواية الحجاج بن أرطاة هذا الحديث عن عمرو بن شعيب، مع كثرة من رووه عن الحجاج والثقة بهم؟، ثم إن أكثر ما يؤخذ على هؤلاء الثلاثة: الحجاج بن أرطاة، وابن لهيعة، والمثنى بن الصبَّاح، خشية الغلط أو الاضطراب، مع ما رمي به الحجاج من التدليس، ولم يجرح واحد منهم في صدقه وأمانته، فإذا اتفق هؤلاء الثلاثة، أو اثنان منهم، على رواية حديث، كان احتمال الخطأ مرفوعاً، أو بعيداً على الأقل، فأنى يكون هذا الحديث ضعيفاً؟!، وقد جاء نحو معناه بإسناد صحيح، لا خلاف في صحته: فرواه أبو داود 1563 (2: 4 عون المعبود)، من طريق خالد بن الحرث عن حسين بن ذكوان المعلم: "عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن امرأة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعها ابنة لها، وفى يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب، فقال لها: أتعطن زكاة هذا؟، قالت: لا، قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟، قال: فخلعتهما، فألقتهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالت: وهما لله عز وجل ولرسوله". وهذا الحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى (4: 140) من طريق أبي داود بإسناده هذا. ثم قال: "وهذا يتفرد به عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده". ورواه النسائي (1: 343) من طريق خالد بن الحرث عن حسين المعلم، كرواية أبي داود. ثم رواه نحوه، من طريق المعتمر بن سليمان قال: "سمعت حسيناً [يعني المعلم]، قال: حدثني عمرو بن شعيب قال: جاءت امرأة ومعها بنت لها" إلخ. أي أن هذا الإسناد منقطع، "عمرو بن شعيب" فقط، ليس فيه "عن أبيه عن جده". ثم قال النسائي: "خالد أثبت من المعتمر". فهذا معناه أن النسائي رجح الرواية الموصولة المنقطعة الإسناد. ولكن جاء الحافظ المنذري في تهذيب السنن 1506، وقال: "وأخرجه النسائي مسنداً ومرسلا، وذكر أن المرسل أولى بالصواب". ونقله أيضاً في الترغيب والترهيب (1: 272) بلفظ أبي داود، وقال: "ورواه النسائي مرسلا ومتصلا، ورجّح المرسل". ولم ينفرد المنذري بنقل هذا عن النسائي، فقد فعل مثل ذلك الحافظ =

لهما رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "أتحبان أَن يُسَوِّرَكما الله يوم القيامة أساورَ من نار؟ "، قالتا: لا، قال: "فأَدِّيَا حقَّ هذَا الذي في أيديكما".

_ = الزيلعي في نصب الراية (2: 369 - 370)، فنقل الحديث عن أبي داود والنسائي متصلاً، ثم قال: "وأخرجه النسائي أيضاً عن المعتمر بن سليمان عن حسين المعلم عن عمرو، قال: جاءت امرأة، فذكره مرسلاً. قال النسائي: وخالد أثبت عندنا من معتمر، وحديث معتمر أولى بالصواب"!!، فهذا تعليل عجيب، ينقض بعضه بعضاً ولذلك ما قال الحافظ بن حجر في الدراية (ص 161): "أبدى له النسائي علة غير قادحة). وكلمة النسائي هذه التي نقلها المنذري والزيعلي، والتي تجعل حديث المعتمر المرسل أولى بالصواب، والتي تنقض ما قبلها-: ليست موجودة في نسختي النسائي المطبوعتين، ولا هي موجودة في المخطوطتين اللتين عندي؟ وإحداهما يعتمد عليها, لأنها نسخة الشيخ عابد السندي المحدث المتقن، صححها بنفسه. وأغرب من هذا كله: أن الزيلعي في نصب الراية، بعد أن نقل الحديث من روايتي أبي داود والنسائي، قال ما نصه: "قال ابن القطان في كتابه: إسناده صحيح. وقال المنذري في مختصره: إسناده لا مقال فيه، فإن أبا داود رواه عن أبي كامل الجحدري وحميد بن مسعدة، وهما من الثقات، احتج بهما مسلم، وخالد بن الحرث إمام فقيه، احتج به البخاري ومسلم، وكذلك حسين بن ذكوان المعلم، احتجا به في الصحيح، ووثقه ابن المديني وابن معين وأبو حاتم، وعمرو ابن شعيب فهو من قد علم، وهذا إسناد تقوم به الحجة، إن شاء الله تعالى. انتهى"!!، فهذا كلام نقله إمام حافظ عن تهذيب المنذري لسنن أبي داود، ليس منه حرف في مختصر المنذري، بل فيه ما يخالفه تقريباً، فإن الذي نقله ابن القطان توكيد لصحة الحديث من المنذري، والذي في مختصره الموجود بين أيدينا، وفي كتابه الترغيب والترهيب، يدل على ميله إلى تعليله بما نسبه للنسائي من تعليل لم نجده في سنن النسائي!، وما ندري كيف كان هذا ولا ذاك؟!، ثم شيء آخر يزيد ذلك غرابة: أن الزيلعي نقل رواية الترمذي من طريق ابن لهيعة، وتعليله إياها الذي نقلنا، ثم قال: "قال المنذري: لعل الترمذي قصد اللذين ذكرهما، وإلا فطريق أبي داود لا مقال فيه، انتهى"!، فأين هذا في كلام المنذري؟!، لا أدري. ثم يقول الزيلعي: "وبسند الترمذي رواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحق بن راهويه، في مسانيدهم"!، ثم يقول (2: 371): =

6668 - حدثنا أبو معاوية حدثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: خرج رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ذاتَ يوم والناسُ يتكلمون في القَدَر، قال: وكأنما تَفَقأ في وجههِ حَبُّ الرُّمَّان من الغَضبِ، قال: فقال لهم: "ما لكم تَضْربُون كتابَ الله بعضه ببعضٍ؟!، بهذا هَلَكَ منْ كان قَبلَكم". قال: في غَبَطْتُ نفسي بمجلَس فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لم أشهَدْه، بما غَبَطتُ نفسِي بذلك المجلس، أني لم أشْهَدْه. 6669 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيب

_ = "طريق آخر: أخرجه أحمد رضي الله عنه في مسنده عن المثنى بن الصباح عن عمرو ابن شعيب، به. وهي الطريق التي أشار إليها الترمذي"!!، ولست أدري كيف كان هذا النقلان أيضاً؟!، أما مسند ابن راهويه فإني لم أره، ولكن مصنف ابن أبي شيبة أمامي، وليس فيه إلا روايته من طريق الحجاج بن أرطأة، وكذلك مسند الإِمام أحمد بين يدي، وأستطيع أن أجزم بالاستقراء التام، أنه لم يروه إلا من طريق الحجاج، بالإسناد الذي هنا، وبالإسنادين اللذين أشرت إليهما أول الكلام. فمن أين جاء الزيلعي بنسبة روايتي ابن لهيعة والمثنى بن الصباح لمسند أحمد؟!، وهو، أعنى الزيلعي، لا يريد بإشارته إليهما رواية الححاج بن أرطأة يقيناً, لأن كلامه صريح في الرواية من طريق ابن لهيعة والمثنى، ثم هو قد ذكر بعد ذلك رواية الحجاج بن أرطأة (ص 371)، ونسبها لأحمد والدارقطني!!، فإن تكن هذه النقول المضطربة سهواً من هؤلاء، يكن سهواً عجيباً غير معقول، وإلا فإني عاجز أن أجد لشيء منه توجيهاً أو تأويلا. (6668) إسناده صحيح، داود بن أبي هند: سبق توثيقه 1698، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 213 - 214. والحديث رواه ابن ماجة 1: 23 من طريق على بن محمد عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. ونقل شارحه السندي عن زوائد البوصيري، قال: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات"، ثم تعقبه السندي، بكلام في عمرو بن شعيب لا طائل تحته. وسيأتي مطولا 6702. (6669) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 3: 259، وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج

عن أبيه عن جده، قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وقف عند الجمرة الثانية أَطولَ مما وقف عند الجمرة الأولى، ثم أتَى جمرةَ العقبة، فرماها ,ولم يَقِف عندها. 6670 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حَجَّاج عن عمرو بن شعَيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا الْتَقَتِ الخِتانان وتَوارَت الحَشَفَة فقد وجَب الغُسْل". 6671 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب حدثني عمرو ابن شعَيب حدثني أبي عن أبيه، قال: ذَكَرِ عبد الله بن عمرو، قال: قال رِسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يَحل سَلَفٌ وبيعٌ، ولا شرْطَان في بيع، ولا ربح ما لم يضْمنْ، ولا بيع ما ليسَ عندك". 6672 - حدثنا إسماعيل حدثنا ليث عن عمرو بن شعَيب عن

_ = أرطاة، وفيه كلام". (6670) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 110 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية -شيخ أحمد هنا- بهذا الإسناد. ونقل شارحه عن زوائد البوصيري قال: "إسناد هذا الحديث ضعيف، لضعف حجاج بن أرطاة، والحديث أخرجه مسلم وغيره من وجوه أخر". وأشار إليه الترمذي 1: 110 في قوله "وفي الباب"، وانظر نصب الراية 1: 84 - 85. وانظر أيضاً ما مضى في مسند عثمان 448، 458. وقوله "إذا التقت الختاتان"، هكذا هو في أصول المسند، وفي رواية ابن ماجة "إذا التقى الختانان". و "الختانان": قال ابن الأثير: "هما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية، ويقال لقطعهما: الإعذار والخفض". (6671) إسناده صحيح، وهو مكرر 6628 بمعناه، وقد أشرنا إليه هناك. وانظر أيضاً نصب الراية 18:4 - 19. (6672) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. ليث: هو ابن أبي سليم. والحديث سيأتي =

أبيه عن جدِه، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تنتفوا الشَّيب، فإنه نورُ المُسْلم، ما من مسلم يشيب شَيبة في الإِسلام إلا كتِبَ له بها حسنةٌ، ورفع بها دَرجةً، أوحُطَّ عنه بهَا خطيئةٌ". 6673 - حدثنا إسماعيل عن ليث عن عمرو بن شعَيب عن أبيه

_ = مختصراً 6675، من طريق ابن عجلان عن عمرو بن شعيب. وكذلك رواه أبو داود 4202 (4: 136 عون المعبود) من طريق ابن عجلان. قال المنذري 4038: "وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن. وقد أخرجه مسلم في الصحيح من حديث قتادة عن أنس بن مالك قال: كان يكره نتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته". والحديث رواه الترمذي 4: 25 مختصراً , من طريق محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب، وقال: "هذا حديث حسن. وقد رواه عبد الرحمن بن الحرث وغير واحد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده". وكذلك رواه ابن ماجة 2: 210، من طريق محمد بن إسحق. ورواه النسائي 2: 278، مختصراً جداً، من طريق عمارة بن غزية عن عمرو بن شعيب. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 4: 57، مطولاً، من طريق الأوزاعي عن عمرو بن شعيب. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 113، من رواية السنن الأربعة. (6673) إسناده صحيح، وسيأتي 7057 من رواية حماد بن سلمة عن ليث بن أبي سليم، بنحوه. وسيأتي مطولاً 6722 من رواية محمد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن عمرو. وذكره المجد في المنتقى 3113، باللفظ الذي هنا، وقال: "رواه أحمد". وكذلك ذكره الحافظ في التلخيص 258، وقال:"رواه أحمد، وفي إسناده ليث بن أبي سليم. ورواه الطبراني في الصغير، من حديث الأعمش عن عمرو بن شعيب، وقال: لم يرو الأعمش عن عمرو غيره". وقصّر جداً صاحب مجمع الزوائد 4: 124، فذكر الرواية المطولة 6722، ثم أشار إلى هذه الرواية المختصرة، ثم قال: "رواه أحمد، وفيه محمد بن راشد الخزاعي، وهو ثقة، وقد ضعفه بعضهم". وسيأتي الكلام على رواية محمد بن راشد في موضعها، إن شاء الله. ولكن تقصير الزوائد أنه لم يشر إلى =

عن جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "من مَنَعَ فَضْل مائِه، أو فَضْل كَلَئِهِ، منعه الله فَضْلَه يومَ القيامة". 6674 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبيد الله حدثني عمرو بن شعَيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما أسكر كثيره فقليله حرام". 6675 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عَجْلانَ حدثني عمرو ابن شعَيبِ عن أبيه عن جده، عن النبيِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تنتفِوِا الشَّيب، فإنه ما من عَبد يشيب في الإِسلام شيبَةً إلا كتب الله له بها حَسنةً، وحَطَّ عنه بها خطيئةً". 6676 - حدثنا يحيى عن ابن عَجْلان حدثنا عمرو بن شعَيب

_ = رواية ليث بن أبي سليم، وهي في المسند هنا و 7057، ثم لم يشر إلى رواية الطبراني في الصغير التي ذكرها ابن حجر، وهي متابعة جيِدة لروايات المسند، والمعجم الصغير للطبراني أحد الكتب التي التزم الهيثمي إخراج زوائدها، فعن هذا وذاك كان تقصيره. ومعنى الحديث ثابت صحيح، متفق عليه من حديث أبي هريرة. انظر المنتقى 3109 - 3111."الكلأ"، بفتح الكاف واللام واللام وبالهمزة غير ممدود: هو النبات والعشب، وسواء رطبه ويابسه، قاله ابن الأثير. (6675) إسناده صحيح، "عُبيد الله": بالتصغير، وقد كتب عليه في م هنا "صحـ"، توثقاً من صحته. والحديث قد مضى 6558، من رواية أخيه "عبد الله العمري"، وأشرنا إلى هذا هناك. (6675) إسناده صحع، ابن عجلان: هو محمد بن عجلان. والحديث مختصر 6672، وقد أشرنا إليه هناك. (6676) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان. ابن عجلان: هو محمد. ووقع هنا في ح "حدثنا يحيى بن عجلان"، بحذف "عن"، وهو خطأ مطبعي ظاهر، صححناه من ك م. =

عن أييه عن جده، قال: نهَى رِسول الله - صلى الله عليه وسلم -عن الشراء والبيعِ في المسجد، وأن تُنْشَدَ فيه الأشعار، وأن تُنْشد فيه الضَّالَّة، وعن الحِلَقِ يوم الجمعة قبلَ الصلاة. 6677 - حدثنا يحيى عن ابن عَجْلانَ عن عمرو بن شُعَيب عن

_ = والحديث رواه أبو داود 1079 (1: 419 عون المعبود) عن مسدد عن يحيى عن ابن عجلان. قال المنذري 1037:"وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة. وقال الترمذي: حديث حسن". وهو في الترمذي (برقم 322 من شرحنا)، وحققنا هناك الخلاف في إسناد "عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده"، ورجحنا أنه إسناد صحيح. "الحلق": بكسر الحاء وفتح اللام. وفي رواية أبي داود "التحلق". ولكن يظهر أن الرواية التي رواها الخطابي من نسخ أبي داود فيها أيضاً "الحلق"، فشرحها على ذلك، قال: "الحلق، مكسورة الحاء مفتوحة اللام: جماعة الحَلقة. وكان بعض مشايخنا يرويه أنه نهى عن الحَلْق، بسكون اللام [يعني مع فتح الحاء]!، وأخبرني أنه بقي أربعين سنة لا يحلق رأسه قبل الصلاة يوم الجمعة!، فقلت له: إنما هو الحلق، جمع الحلقة، وإنما كره الاجتماع قبل الصلاة للعلم والمذاكرة، وأمر أن يشتغل بالصلاة وينصت للخطبة والذكر، فإذا فرغ منها كان الاجتماع والتحلق بعد ذلك، فقال: قد فرجت عني، وجزاني خيراً، وكان من الصالحين، رحمه الله". وقال ابن الأثير: "الحلق، بكسر الحاء وفتح اللام: جمع الحلقة، مثل: قصعة وقصع، وهي الجماعة من الناس مستديرون كحلقة الباب وغيره، والتحلق: تفعل منها، وهو أن يتعمدوا ذلك". (6677) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 7: 310 عن هذا الموضع من المسند. وذكره ابن رجب في كتاب التخويف من النار (ص 70)، وقال: "خرجه الإِمام أحمد والنسائي والترمذي، وقال: حسن، وروي موقوفاً على عبد الله بن عمرو". وكذلك ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 18 - 19، ونسبه للنسائي والترمذي، وقال: "حسن". ونسبه السيوطي في زيادات الجامع الصغير (3: 415 - 416 من الفتح الكبير) لأحمد والترمذي. وهو في الترمذي 3: 325، وقال: "حديث حسن"، =

أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "يحْشَر المتكبّرون يومَ القيامة أَمثالَ الذَّرّ، في صُوَر الناس، يعلوهمِ كل شِيء من الصَّغَار، حتى يدخلوا سجناً في جهنم، يقال له: بولسَ، فتعلوهم نار الأنيَار، يسْقَوْن من طِينة الخَبَال، عصارة أهل النار". 6678 - حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله ابن الأخْنَس حدثني عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده، قال: أتَى أعرابّي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ أبي يريد أن يَجْتَاح ماليِ؟، قال: "أنت ومالك لوالدك، إنَّ أطْيَبَ ما أكلتم من كَسْبكم، وإن أموال أولادِكم من كسبكم، فكُلُوه هَنِيئاً".

_ = وكذلك هو فيه في مخطوطة الشيخ عابد السندي (ورقة 68)، وفي طبعة بولاق 2: 80: "حديث حسن صحيح". ولم أجده في النسائي، والظاهر أنه في السنن الكبرى. الصغار، بفتح الصاد المهملة والغين المعجمة: الذل والهوان. "بولس": بضم الباء الموحدة وفتح اللام وآخره سين مهملة، هكذا ضبطه المنذري في الترغيب والترهيب، وقال ابن الأثير: "هكذا جاء في الحديث مسمى". "نار الأنيار": قال ابن الأثير: "لم أجده مشروحاً، ولكن هكذا يروى. فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه: نار النيران، فجمع النار على أنيار، وأصلها: أنوار, لأنها من الواو، كما جاء في ريح وعيد: أرياح وأعياد. وهما من الواو"، ونقل صاحب اللسان كلام ابن الأثير 7: 101 بنصه، ولكن وقع فيه تصحيف ناسخ أو طابع، ففيه: "وفي حديث شجر جهنم"!، وصوابه: "سجن جهنم". (6678) إسناده صحيح، عُبيد الله بن الأخنس: سبق توثيقه 2000. والحديث رواه أبو داود 3530 (3: 312 عون المعبود)، من طريق حبيب المعلم، وابن ماجة 2: 24، من طريق حجاج بن أرطاة، كلاهما عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، بنحوه. وسيأتي من طريق حجاج 6902، ومن طريق حبيب 7001."يجتاح مالي": قال الخطابي (3387): "معناه يستأصله ويأتي عليه. والعرب تقول: جاحهم الزمان واجتاحهم، إذا أتى على أموالهم. ومنه الجائحة، وهي الآفة التي تصيب المال فتهلكه".

6679 - حدثنا يحيى حدثنا حسين حدثنا عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي حافياً وناعلاً، ويصوم في السفر ويفطر، ويشرب قائماً وقاعداً، وينصرف عن يمينه وعن شماله. 6680 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عَجْلانَ عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رأى على بعض أصحابه خاتَماً من ذهب، فأعْرَض عنه، فألقاه، واتَّخذ خاتماً من حديد، قال: فقال: "هَذا أشرُّ، هذا حلْيَةُ أهل النار"، فألقاه، واتَّخذ خاتماً من وَرقٍ، فسَكَت عنه. 6681 - حدثنا يحيى عن حسين عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه

_ (6679) إسناده صحيح، وهو مكرر 6627، 6660. (6680) إسناده صحيح، وهو مكرر 6518 بهذا الإسناد، وقد أشرنا إليه هناك. وقوله "أشر": هكذا أثبت هنا في الأصول الثلاثة، وهو على لغة قليلة، والقياس المشهور "شر" دون همزة، وهو الثابت في الرواية الماضية، وكذلك هو هنا في نسخة بهامش م. (6681) إسناده صحيح، حسين: هو المعلم. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 177 - 178، وقال: "رواه الطبراني، ورجالة ثقات". وقال أيضاً: "في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح، وفي السنن بعضه". والعجب منه أن ينسبه للطبراني وحده، وهو في المسند كما ترى!، ثم أعجب منه زعمه أن "في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح"!، فأستطيع أن أجزم، إن شاء الله، بالتتبع التام، أن ليس لعبد الله بن عمرو حديث في أحد الصحيحين في النهي عن الصلاة بعد الصبح، بل إنه لم يروه أحد من أصحاب السنن الأربع من حديث ابن عمرو، إلا أن الترمذي أشار إليه فقط، في قوله "وفي الباب" 1: 161، وقال شارحه: "وأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه الطبراني في الأوسط". نعم، هو ثابت في الكتب الستة، من حديث ابن عباس عن عمر بن الخطاب ورجال مرضيين، وقد مضى في مسند عمر مراراً، أولها (رقم 110). ومضى أيضاً في مسند عمر (رقم 118) بإسناد منقطع، من رواية ابن عمرو بن العاصي =

عن جده، قال: لما فتحت مكة على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "كُفُّوا السلاحَ، إلا خُزَاعَةَ عِن بني بكر"، فأذِنَ لهم، حتى صلى العصر، ثمِ قال: "كُفُّوا السلاح"، فلقي رجل من خزاعةَ رجلاً من بني بكر، من غدٍ، بالمزدلفة، فقتله، فبلغ ذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -, فقام خطيباً، فقال، ورأيته وهو مُسْندٌ ظهرَه إلى الكعبة، قال "إن أعْدَى الناسِ على الله منْ قَتَل في الحَرَم، أو قَتَل غير قاتله، أو قتَل بذُحُول الجاهلية"، فقام إليه رجل، فقال: إن فلاناً ابْنى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا دِعْوَةَ في الإِسلام، ذَهَبَ أمرُ الجاهلية، الولدُ للفِرَاش،

_ = عن عمر بن الخطاب. وأما أن "في السنن بعضه" فنعم، كما سترى في تخريجه، إن شاء الله. وقد أشار إليه الحافظ ابن كثير في التاريخ 4: 306، عن هذا الموضع من المسند، ولم يذكر لفظه كاملا، وقال: "وهذا غريب جداً. وقد روي أهل السنن بعض الحديث، فأما ما فيه من أنه رخص لخزاعة أن تأخذ بثأرها من بني بكر إلى العصر من يوم الفتح، فلم أره إلا في هذا الحديث. وكأنه- إن صح- من باب الاختصاص لهم، مما كانوا أصابوا منهم ليلة الوتير". وقد اشتمل هذا الحديث العظيم على معان كثيرة، وسيأتي بأطول من هذا 6933، 6992، من رواية يزيد بن هرون عن حسين المعلم. وتأتي أيضاً بعض معانيه، وسنشير إليها عند مواضعها، إن شاء الله. فأولا: قوله: "إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم" إلخ، سيأتي بنحو معناه، من رواية حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب6757. ثانيا: قوله "لا دعوة في الإسلام" إلخ، سيأتي مختصراً، من رواية عامر الأحول عن عمرو ابن شعيب 6971. ورواه أبو داود 2274 (2: 250 عون المعبود) مطولاً، من رواية يزيد بن هرون عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب. وقد مضى معناه في أن الولد للفراش، مراراً 173، 416، 417، 467، 502، 820. وانظر 6699. ثالثاً: دية الأصابع، ستأتي من رواية سليمان بن موسى 6711، ومن رواية حسين المعلم 6772، ومن رواية مطر الوراق 7013 ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب. ورواه أبو داود 4562 (4: 313 عون المعبود)، والنسائي 2: 252، كلاهما من طريق حسين المعلم =

وللعاهر الأثلِبُ"، قالوا: وما الأثْلَبُ؟، قال: "الحجر"، قال: "وفي الأصابع

_ = عن عمرو بن شعيب. ورواه ابن ماجة 2: 75 من رواية مطر الوراق عن عمرو بن شعيب. رابعاً: دية المواضح، وستأتي أيضاً 6772، 7013. ورواه أبو داود 4566 (4: 315 عون المعبود)، من طريق حسين المعلم، وابن ماجة 2: 75، من طريق مطر الوراق، كلاهما عن عمرو بن شعيب. وانظر 7033. وانظر أيضا ما مضى 6533، 6552 , 6663. خامساً: النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر، وسيأتي من طريق عبد الكريم الجزري 6712، ومن طريق خليفة بن غالب،697، كلاهما عن عمرو بن شعيب. ورواه أبو داود الطيالسي 2260، عن خليفة بن غالب. وانظر أيضاً ما يأتي في المسند 6966، 6993، 7077. سادساً: النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها، وسيأتي من طريق عبد الكريم الجزري 6712، ومن طريق حسين المعلم 6770، كلاهما عن عمرو بن شعيب. وقد مضى معناه من حديث ابن عباس 1878، 3530. سابعاً: "لا يجوز لامرأةٍ عطية إلا بإذن زوجها"، رواه أبو الطيالسي 2267، من طريق حبيب المعلم، ورواه أبو داود السجستاني 3546، 3547 (3: 317 عون المعبود)، من طريق داود بن أبي هند وحبيب المعلم وحسين المعلم، ورواه النسائي 1: 352، من طريق حسين المعلم، و 2: 137 - 138، من طريق داود بن أبي هند وحبيب المعلم وحسين المعلم، وابن ماجة 2: 37، من طريق المثنى بن الصباح، كلهم عن عمرو بن شعيب. "ذحول الجاهلية"، بضم الذال المعجمة والحاء المهملة: جمع "ذحل" بفتح فسكون، وهو الوتر والثأر والعداوة. "الدعوة"، بكسر الدال وسكون العين المهملتين: هو أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته، وقد كانوا يفعلونه، فنهي عنه وجعل الولد للفراش، قاله ابن الأثير. وقال الخطابي 2179: "ادعاء الولد". وهو أعم وأجود من كلام ابن الأثير. فإن الوقعة نفسها في رجل يريد أن يدعي نسب ابن له عاهَر بأمه في الجاهلية، كما في رواية أبي داود.

عَشْرٌ عَشْرٌ، وفي المَوَاضِح خَمْسٌ خَمْسٌ"، قال: وقال: "لا صلاةَ بعد الغَداه حتى تطلُعَ الشمسُ، ولا صلاةَ بعد العصر حتى تغرب الشمسُ"، قال:

_ = "الولد للفراش"، قال الخطابي: "يريد: لصاحب الفراش"، وقال ابن الأثير:"وهو الزوج والمولى. والمرأة تسمى فِراشاً, لأن الرجل يفترشها". "العاهر": الزاني، وقد عَهَرَ يَعْهَرُ عَهْراً وعهوراً، إذا أتى المرأة ليلاً للفجور بها، ثم غلب على الزنا مطلقاً، والمعنى: لا حظّ للزاني في الولد، وإنما هو لصاحب الفراش، أي لصحاب أم الولد، وهو زوجها أو مولاها، قاله ابن الأثير. "الإثْلب" بفتح الهمزة واللام وكسرهما، والفتح أكثر، وبينهما ثاء مثلثة ساكنة: هو الحجر، قال ابن الأثير 1: 16:"قيل: معناه الرجم، وقيل: هو كناية عن الخيبة. وقيل: الأثلب: دُقاق الحجارة، وقيل: التراب. وهذا يوضح أن معناه الخيبة، إذ ليس كان زان يرجم". وقال أيضاً 1: 203 في تفسير الحجر: "أي الخيبة، يعني أن الولد لصاحب الفراش، من الزوج أو السيد، وللزاني الخيبة والحرمان، كقولك: ما لك عندي شيء غير التراب، وما بيدك غير الحجر". وهذه الدّعوة، ادّعاء نسب الغير، وادعاء نسب اللقطاء، ومحاولة إثبات المولودين لغير رشدة، كلها من المنكرات الخبيثة، التي شاعت في بلادنا، بما أشارع النسوان وأنصار النسوان من الإباحية والتحلل الخلقي، ومن الخروج على الدين، ومحاولة هدم كل تقليد إسلامي صحيح. وبما أشربتْ قلوبهم من تقليد أوربة، ومن القوانين الوثنية التي ضربت على أكثر الأمم الإِسلامية. بل إن القوانين المصرية الحديثة لتحاول الاعتراف الصريح بأبناء الفجور، مما عجزت فرنسة نفسها عن الاعتراف به، وهي أساس كل منكر وكل فجور في العالم. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولئن لم ينته المسلمون عن الخضوع لمثل هذا, ولئن لم ينتبهوا لما يراد بهم وبدينهم، ليأخذنهم الله بسنته، وليكونُن من الخاسرين، ولن يفلحوا إذن أبداً. "المواضح"، بفتح الميم وتخفيف الواو: جمع "موضحة" بضم الميم وكسر الضاد، وهي التي تبدي وضح العظم، أي بياضه. قوله "ولا يجوز لامرأة" إلخ، في ح " المرأة"، وأثبتنا ما في ك م. وقال الخطابي 3404: "هذا عند أكثر العلماء على معنى حسن العشرة، واستطابة نفس الزوج بذلك. إلا أن مالك بن أنس قال: يردّ ما فعلت من ذلك، حتى يأذن الزوج. قال الشيخ [أي الخطابي]: ويحتمل أن يكون ذلك في غيرة الرشيدة.

"ولا تنْكحُ المرأة على عمتها, ولا على خالتها, ولا يجوز لامرأَةٍ عَطيَّةٌ إلا بإذن زوجها". 6682 - حدثنا ابن نُمير حدثنا حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: جَمَعَ النبي -صلي الله عليه وسلم -بين الصلاتين، يومَ غَزَا بني الُمصْطَلِق. 6683 - حدثنا يَعلى حدثنا محمد بن إسحق عن عمرو بن

_ = ثبت عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال للنساء: تصدقن، فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم، وبلال يتلقاها بكسائه. وهذه عطية بغير إذن أزواجهن". (6682) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 2: 158، وذكر بعده الرواية الآتية 6694، وقال: "رواهما أحمد، وفيهما الحجاج بن أرطاة، وفيه كلام". وانظر 6375. (6683) إسناده صحيح، وسيأتي بنحوه مطولاً، من طريق ابن إسحق 6891، ومن طريق عبد الرحمن بن الحرث 6746، ومختصراً، من طريق ابن إسحق 6936، ومن طريق هشام بن سعد 7094، كلهم عن عمرو بن شعيب. ورواه الأيمة في كتبهم، منهم من ساقه مطولاً، ومنهم من اقتصر على بعض أحكامه: فروى الشافعي في الأم (2: 37) منه حكم ما يوجد في خربة وحكم الركاز، عن سفيان عن داود بن شابور ويعقوب بن عطاء، عن عمرو بن شعيب. وكذلك روى هذا البيهقي في السنن الكبرى (4: 155)، من طريق الشافعي. ورواه الحاكم (2: 65)، من طريق الحميدي عن سفيان، وصححه هو والذهبي. وروى أبو عبيد في الأموال رقم 858 أحكام اللقطة وما يوجد في الخراب والركاز، عن إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جُريج عن عمرو بن شعيب، قال أبو عبيد: "لا أدري أسنده إسماعيل أم لا؟ ". ثم ذكر أنه أسنده ابن إسحق "عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده"، ثم رواه 859 مسنداً من طريق ابن إسحق. ثم ذكر أنه أسنده ابن عجلان أيضاً، ثم رواه 860 من طريق الليث بن سعد عن ابن عجلان عن عمرو، مسنداً. ورواه أبو داود1710 - 1713 (2: 66 - 68 عون المعبود)، مطولاً ومختصراً، بأسانيد، من طريق ابن عجلان، والوليد بن كثير، وعُبيد الله ابن الأخنس، وابن إسحق، كلهم عن عمرو، مسنداً. وروى النسائي أحكاماً منه 2: 260 - 261، بثلاثة أسانيد: من طريق عُبيد الله بن الأخنس: وابن عجلان، وعمرو =

شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: سمعتُ رجلاً من مُزينَة يسأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: يا رسول الله، جئتُ أسألك عن الضَّالّة من الإبل؟، قال: "معها حذاؤُها وسقاؤُها، تأكل الشجر، وتَرِدُ الماء، فَدعْها حتىِ يأتيها باغِيها"، قال "َالضَّالَّةُ من الغَنَم؟، قال: "لك أو لأخيك أو للذِّئب، تجْمَعها حتِى يأتيهِا باغيها، قال: الحِريسةُ التىِ تُوجد في مَراتعها؟، قال: "فيها ثمنها مرتين وضرْبُ نَكَالٍ، وما أُخِذَ من عطَنه ففيه القَطعُ، إذا بَلَغ ما يؤخذُ من ذلك ثَمَنَ الِمجَنِّ"، قال: يا رسول الله، فَالثِّمَارُ، وما أُخِذَ مِنها في أكمامها؟،

_ = ابن الحرث، وهشام بن سعد، كلهم عن عمرو. ووقع في نسخة النسائي المطبوعة بمصر، وكذلك في المطبوعة بالهند (ص. 74) "عبد الله بن الأخنس"، وهو خطأ من الناسخين، صحته "عُبيد الله" بالتصغير، كما في مخطوطة الشيخ عابد السندي. وروى الترمذي 2: 261 قطعة منه، من طريق الليث عن ابن عجلان عن عمرو، وقال: "هذا حديث حسن". وروى ابن ماجة 2: 66 قطعة أخرى، من طريق الوليد بن كثير عن عمرو. وقد مضى تفسير "المجن" والقطع في ثمنه 1455، 4503، 5157. وقد مضى أيضاً حديث "في الركاز الخمس"، من حديث ابن عباس 2871، 2872. قوله في ضالة الإبل "معها حذاؤها وسقاؤها" إلخ: الحذاء، بالمد: النعل، قال الخطابي في المعالم 1633: "إنه يريد بالحذاء أخفافها، يقول: إنها تقوى على السير وقطع البلاد. وأراد بالسقاء: أنها تقوى على ورود المياه، فتحمل ريها في أكراشها". وقال أيضاً: "وأما ضالة الإبل فإنه لم يجعل لواجدها أن يتعرض لها, لأنها قد ترد الماء، وترعى الشجر، وتعيش بلا راع، وتمتنع على أكثر السباع. فيجب أن يخلي سبيلها حتى يأتي ربها. وفي معنى الإبل: الخيل والبغال والظباء، وما أشبهها من كبار الدواب التي تمعن في الأرض وتذهب فيها". و "باغيها" طالبها وصاحبها. "الحريسة": فعلية من الحراسة. بمعنى مفعولة، أي أن لها من يحرسها ويحفظها، يقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها: حريسة، من هذا المعنى. و "النكال": العقوبة التي تنكُل الناسَ عن فعل ما منع منه، أي تمنعهم وتزجرهم. وقوله "من عطنه"، بفتح العين والطاء المهملتين: أي من مراحه وموضع حفظه. "الأكمام": جمع "كم"، بكسر الكاف، وهو غلاف الثمر والحَب قبل أن يظهر. "ولم يتخذ خبنة": الخبنة، بضم الخاء المعجمة وسكون الباء الموحدة ثم نون: معطف الإزار وطرف الثوب، قال ابن الأثير: "أي لا يأخذ منه في ثوبه. =

"من أخَذ بِفَمه، ولم يتَّخذْ خُبْنَةً، فليس عليه شيء، ومن احْتَمَل، فعليه ثمنُه مرتين وضرباْ ونَكالا، وما أخَذ من أجْرانه، ففيه القَطعُ، إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك ثَمنَ المِجَنِّ"، قال: يا رسول الله؛ واللُّقَطَةُ نجدها في سبيل العامرة؟، قال: "عرفْها حَوْلا، فإن وُجد بَاغيها، فأدِّها إليه، وإلا فهي لك"، قال: ما يوجد في الخَرِبِ العَادِيّ؟، قال: "فيه وفي الرِّكاز الخُمُسُ". 6684 - حدثنا يَعلى حدثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -يسأله

_ = يقال: أخبن الرجل، إذا خبأ شيئاً في خبنة ثوبه أو سراويله". "الخرب"، قال ابن الأثير: "يجوز أن يكون بكسر الخاء وفتح الراء، جمع خَربة، كنَقمة وِنقَم ويجوز أن يكون جمع خِرْبة، بكسر الخاء وسكون الراء على التخفيف، كنِعْمَة وِنعَم، ويجوز أن يكون الخَرِب، بفتح الخاء وكسر الراء، كنَبِقَة ونبِق، وكَلِمةَ وكَلِم". العادي"، بتشديد الياء: القديم، وأصله النسبة إلى "عاد" قوم هود، قال ابن الأثير: "وكل قديم يبسبونه إلى عاد، وإن لم يدركهم". "الركاز": سبق تفسيره 2871، وقد أفاض الإِمام الشافعي في تفسيره وأحكامه في كتاب الأم 2: 37. (6684) إسناده صحيح، يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. سفيان: هو الثوري. والحديث رواه النسائي 1: 33، وابن ماجة 1: 84، والبيهقي 1: 79، كلهم من طريق يعلى عن سفيان، بنحوه. وكذلك رواه ابن الجارود 45 من طريق الأشجعي عن سفيان، ورواه الطحاوي في معاني الآثار 1: 22 من طريق أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة، بنحوه أيضاً. ورواه أبو داود مطولاً 135 (1: 51 عون المعبود) من طريق أبي عوانة عن موسى ابن أبي عائشة. وكذلك رواه البيهقي 1: 79، من طريق أبي داود، بإسناده مطولاً. وذكره الحافظ في تلخيص الحبير (ص 30) ونسبه لأبي داود والنسائي وابن خزيمة وابن ماجة، "من طرق صحيحة". وانظر 5735. وانظر أيضاً نصب الراية 1: 29.

عن الوِضوء؟، فأراهُ ثلاثاً ثلاثاً، قال: "هذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعَدَّى وظَلَم". 6685 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثنا حجاج عِن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: اعتمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ثلاث عمرٍ، كلُّ ذلك يُلبّي حتى يستلم الحَجَر. 6686 - حدثنا هشَيم أخبرنا حَجّاجِ عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده: أن النبيِ - صلى الله عليه وسلم - اعتمر ثلاثَ عُمرٍ، كل ذلك في ذي القَعدة، يُلبِّي حتى يستلم الحَجر. 6687 - حدثنا ابن إدريس حدثنا ابن إسحق عن عمرو بن شعَيب عن أبيه عن جده: أن قيمة الِمجَنِّ كان على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -

_ (6685) إسناده صحيح، وهو مختصر من الحديث الذي بعده. (6686) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 278، وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطأة، وفيه كلام، وقد وثق. وأشار إليه ابن كثير في التاريخ 5: 109، عن هذا الموضع. (6687) إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي، شيخ أحمد، سبق توثيقه 1379. والحديث رواه النسائي 2: 260، من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 8: 259، من طريق ابن نُمير عن محمد بن إسحق. ورواه الدارقطني 369، من طريق المحاربي، ومن طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن ابن إسحق، به. وقد مضى مراراً من حديث ابن عمر بن الخطاب: أن قيمة المجن ثلاثة دراهم، آخرها 6293. وقد جمع الشافعي بين الروايتين، فروى البيهقي 8: 259 بإسناده عن الشافعي قال: "هذا رأي من عبد الله بن عمرو، في رواية عمرو بن شعيب. والمجان قديما وحديثا سلع، يكون ثمن عشرة، ومائة، ودرهمين. فإذا قطع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - =

عشرة دراهم. 6688 - حدثنا وكيع حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن سمعه منِ عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كبّر في عيدٍ ثنْتَيْ عَشْرة تكبيرة، سبعا في الأولى، وخمساً في الآخرة، ولم يصلّ قبلها ولا بعدها. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وأنا أذهب إلى هذا.

_ = في ربع دينار [يعني قيمة ثلاثة دراهم]، قطع في أكثر منه. وأنت تزعم أن عمرو بن شعيب ليس ممن تقبل روايته، وتترك علينا سننا رواها توافق أقاويلنا، وتقول: غلط! فكيف ترد روايته مرة، ثم تحتج به على أهل الحفظ والصدف، مع أنه لم يرو شيئاً يخالف قولنا؟! ". وهذه العبارة ثابتة في الأم للشافعي 6: 116، ولكنها هناك غير محررة، فيها شيء من تحريف الناسخين. وانظر 6683. وانظر أيضاً نصب الراية 3: 359. (6688) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي الطائفي: ثقة: وثقه ابن المديني والعجلي، وضعفه ابن معين، وقال البخاري: "فيه نظر"، وقال ابن عدي: "يروي عن عمرو بن شعيب، أحاديثه مستقيمة، وهو ممن يكتب حديثه"، وأخرج له مسلم حديثا واحدا، وسيأتي في التخريج أن البخاري صحح له هذا الحديث. والحديث رواه ابن ماجة 1: 200، وابن الجارود في المنتقى 137 - 138، والبيهقي 3: 285، والدارقطني بأسانيد 181، والطحاوي في معاني الآثار 2: 398، كلهم من طريق الطائفي، بهذا الإسناد، بنحوه، بعضهم مختصراً، وبعضهم مطولاً. ورواه أبو داود 1151 (1: 446 عون المعبود)، من طريق المعتمر عن الطائفي، ولكنه جعله حديثا قولياً. وكذلك رواه الدارقطني 181 أيضاً، وكذلك رواه البيهقي 3: 285 - 286، من طريق أبي داود. وذكره الحافظ في التلخيص 144، وقال: "وصححه أحمد، وعلي [يعني ابن المديني]: والبخاري، فيما حكاه الترمذي"، وهذا الذي نقله الحافظ عن الترمذي، ذكره الزيلعي في نصب الراية 2: 217، نقلا عن العلل الكبرى للترمذي، أن البخاري قال له: "حديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي أيضاً صحيح، والطائفي مقارب الحديث".

6689 - حدثنا وكيع حدثنا داود بن سوَّار عن عمرو بن شُعَيب

_ (6689) إسناده صحيح، داود بن سوَّار: هكذا سماه وكيع، فأخطأ في اسمه، بل هو: سوار بن داود، أبو حمزة المزني الصيرفي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد: "شيخ بصري لا بأس به، وروى عنه وكيع فقلب اسمه، وهو شيخ يوثق بالبصرة، لم يرو عنه غير هذا الحديث". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 169، وقال: "وقال وكيع: داود ابن سوار، وهم". وقال الذهبي في الميزان 1: 433: "قال أبو حاتم: وهم وكيع في اسمه، فقال: داود بن سوار". وسيأتي عقب الحديث قول أحمد في أن الطفاوي سماه "سوار أبو حمزة"، ثم قال: "وأخطأ فيه". فظاهر هذا الكلام يوهم أن الذي أخطأ هو الطفاوي، ولكن حقيقته أنه يريد أن وكيعا أخطأ في تسميته "داود بن سوار"، بدليل ما نقلنا عن أحمد من التهذيب، وما نقلنا عن البخاري في التاريخ، وعن أبي حاتم من الميزان، وبدليل أن رواية الطفاوي ستأتي مطولة 6756، رواه أحمد هناك عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وعبد الله بن بكر السهمي: "قالا حدثنا سوار أبو حمزة"، فلو كان أحمد يريد تخطئة الطفاوي لما اقتصر عليه وحده هنا، بل لذكر أن الطفاوي والسهمي أخطآ فيه معا!، وهذا واضح، ثم رواية اثنين متفقين أولى أن يؤخذ بها وأن ترجح، من رواية واحد إذا خالفهما. ثم إن الطفاوي والسهمي لم ينفردا بذكر هذا الصواب، فقد وافقهما ابن علية، عند أبي داود في السنن، كما سنذكر في التخريج، فقال: "عن سوار أبي حمزة"، ثم روى أبو داود رواية وكيع، ثم قال: "وهم وكيع في اسمه، وروى عنه أبو داود الطيالسي هذا الحديث، فقال: حدثنا أبو حمزة سوار الصيرفي". وكذلك تابعهم قرة بن حبيب، عند البخاري في الكبير، فقال: "حدثنا سوار". و"سوار": بفتح السين المهملة وتشديد الواو. والحديث رواه البخاري في الكبير 2/ 2/169، مختصرا، عن قرة بن حبيب، عن سوار. ورواه أبو داود 495، 496 (1: 185 - 186 عون المعبود"، مطولاً، من طريق إسماعيل، وهو ابن علية، عن سوار، ومن طريق وكيع "حدثني داود بن سوار المزني"، ثم ذكر أن وكيعا وهم في اسمه، كما نقلنا آنفا. ورواه الدولابي في الكنى 1: 159، من طريق وكيع قال: "أخبرني أبو حمزة داود بن سوار"، إلخ. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 197، بإسنادين عن سفيان، وهو الثوري، وبإسناد =

عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مروا صبْيانكم بالصلاة إذا بلغوا سَبعا، واضْربوهم عليها إذا بلغوا عَشرا، وفرقوا بينهمَ في المضاجع". [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال الطفاوي محمد بن عبد الرحمن في هذا الحديث: سَوَّار أبو حمزة، وأخطأ فيه. ِ6690 - حدثنا وكيع حدثنا خَليفة بن خياط عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قالِ في خطبته، وهو مسندٌ ظهره إلى الكعبة: "لا يُقْتَل مسلمٌ بكافرٍ، ولا ذو عهْد في عَهْدِه". 6691 - حدثنا وكيع حدثنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعَيب

_ = ثالث عن عبد الله بن بكر السهمي "حدثنا سوار بن داود أبو حمزة: حدثنا عمرو بن شعيب"، إلخ. فهذه متابعة قوية من سفيان الثوري لسوار بن داود، إذ روى الحديث عن عمرو بن شعيب كروايته. (6690) إسناده صحيح، خليفة بن خياط البصري العصفري أبو هبيرة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/175، وقال: "سمع عمرو بن شعيب، جدَ شَبَاب، سمع منه وكيع وعمرو بن منصور"، وترجمه الحافظ في التهذيب 3: 161 تمييزا، يعني أنه ليس له رواية في الكتب الستة، وذكر أنه روى عنه أبو الوليد الطيالسي، وترجمه في التعجيل 177، ونزيد في الرواة عنه: عبد الصمد، وستأتي روايته 6970. وقول البخاري "جد شباب": يريد أنه جد "خليفة بن خياط بن خليفة العصفري أبي عمرو" الملقب ب "شباب" بفتح الشين والباء المخففة، وهذا الحفيد من شيوخ البخاري، وهو مترجم في التهذيب 3: 160 - 161، والكبير 2/ 1/176. والحديث مضى بعضه مختصرا 6662، من رواية سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب، وأشرنا هناك إلى تخريجه مطولاً ومختصرا. وانظر أيضاً التلخيص 336. (6691) إسناده صحيح، أسامة بن زيد: هو الليثي. والحديث مختصر، وسيأتي بهذا الإسناد 6820،بزيادة: "فلم ينم تلك الليلة، فقال بعض نسائه: يا رسول الله؛ أرقتَ البارحة؟، قال: إني وجدت تحت جنبي تمرة فأكلتها، وكان عندنا تمر من تمر الصدقة، فخشيت =

عن أبيه عن جده: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - وجد تَمْرَة في بيته تحت جنبه، فأكلها. 6692 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو، قال: لما دخل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مكة عام الفتح، قام في الناس خطيبا، فقال: "يا أيها الناس؛ إنه ما كان من حلْف في الجاهلية فإن الإِسلام لم يزده إلا شِدَّةً، ولا حلْف في الإسلاِم، واَلمسلمون يَدٌ على منْ سواهم، تَكَافأ دِماؤهم، يجير علَيهم أدناهم، ويردُّ عليهم أقصاهم، تُردُّ سَرَاياَهم على قَعَدهم، لا يقتل مِؤمن بكافر، دية الكافر نصف دية المسلم، لا جلَبَ ولا جنبَ، ولا تؤخَذ صَدقاتهم إلا في ديارهم".

_ = أن تكون منه". وهذا المطول في مجمع الزوائد 3: 89، وقال: "رواه أحمد، ورجاله موثقون" وسيأتي بنحوه أيضاً مطولاً 6720، من رواية أبي بكر الحنفي عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب. (6692) إسناده صحيح، وروى أبو داود منه قوله "لا جلب" إلخ، 1951 (2: 20 عون المعبود"، من طريق ابن أبي عدي عن ابن إسحق. وقد مضى هذا المعنى من حديث ابن عمر بن الخطاب 5654، وأشرنا هناك إلى رواية أبي داود هذه. وروى أبو داود بعض معناه أيضاً 4531 (4: 304 عون المعبود"، من طريق يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب. وروى الترمذي 2: 392 منه مسألة الحلف، من طريق حسين المعلم عن عمرو ابن شعيب، وقال: "حديث حسن صحيح". وقد تكررت معاني هذا الحديث في المسند مرارا، مطولة ومختصرة، منها 6690، 6917، 6933، 7012. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2911، 3046. وقوله "يجير عليهم أدناهم": هو "يجير" بالراء كما ثبت في ك، وهو الصواب إن شاء الله، الموافق للمعنى، وللروايات المعروفة، وفي ح م "يجيز" بالزاي. وقال ابن الأثير في تفسيره على الراء: "أي إذا أجار واحد من المسلمين، حر أو عبد أو أمة، واحداً أو جماعة من الكفار خفَرهم وأمَّنهم، جاز ذلك على جميع المسلمين، لاُ ينقض عليه جواره وأمانه". وقوله "قعدهم": القعد، بفتح القاف والعين المهملة: اسم جمع للقاعد، وهم الذين لا يمضون للقتال.

6693 - حدثنا يزيد أخبرنا حَجّاج عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ قد زادكم صلاة، وهي الوتر". ْ-6694 حدثنا يزيد عن حَجّاج عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - جمع بين الصلاتين في السفر. 6695 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا هَمّام عن قَتادة عن عمرو ابن شعَيب في أبيه عن جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلوا، واشربوا، وتصدقوا، والْبَسوا، غيرَ مَخِيلَة ولا سرفٍ"، وقال يزيدُ مرةً: في غير إسراف

_ (6693) إسناده صحيح، وسيأتي بهذا الإسناد 6941. وسيأتي بإسناد آخر مطولاً 6919. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 239 - 240 الرواية المطولة، وقال: "رواه أحمد"، ثم أشار إلى معناه الذي مضى ضمن 6547، 6564، وقال: "وكلا الطريقين لا يصح، لأن في الأولى [أي 6919] المثنى بن الصباح، وهو ضعيف. وفي الثاني [أي 6547، 6564] إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، وهو مجهول". أما الطريق الذي فيه إبراهيم بن عبد الرحمن، فإنه ضعيف، كما ذكرنا هناك. وأما الطريق التي فيها المثنى بن الصباح، فلسنا نرى ما رآه من ضعفها، وسنفصل القول فيها هناك، إن شاء الله. ولكن الهيثمي قصر أن لم يشر إلى هذه الطريق التي هنا، طريق حجاج بن أرطأة، وهي صحيحة عندنا. (6694) إسناده صحيح، وهو مختصر 6682، وقد أشرنا إليه وإلى كلام صاحب مجمع الزوائد هناك. (6695) إسناده صحيح، وسيأتي 6708، عن بهز عن همام عن قتادة، مطولاً، بهذا بنحوه. وذكره ابن كثير في التفسير (3: 468)، وأشار إلى أن النسائي وابن ماجة روياه مختصرا من حديث قتادة، بهذا الإسناد. وهو في ابن ماجة (2: 197)، من طريق يزيد بن هرون عن همام. المخيلة: الخيلاء، وقد مضى تفسيرها 5014. ذكره البخاري تعليقا 10: 215 (فتح) وخرجه الحافظ من مسند الطيالسي والحرث بن أبي أسامة.

ولا مخيلة. ِ6696 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفَزَع: "بسمِ الله، أعوذ بكلمات الله التامّة، من غضبه وعقابه، وشر عِبَاده، ومن همَزَات الشياطين، وأن يحْضرون"، قال: فكان عبد الله بن عمرو يعلمها مَنْ بَلَغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومن كان منهم صغيرا لا يعقل أن يحفظها، كَتَبَها له فعلَّقها في عُنُقِهِ. ْ6697 - حدثنا يزيد أخبرنا حَجّاج، عن عطاء عن جابر، وعن

_ (6696) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3893 (4: 18 عون المعبود)، من طريق حماد عن محمد بن إسحق، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في التفسير (6: 38)، عن هذا الموضع. وقال: "ورواه أبو داود والترمذي والنسائي، من حديث محمد بن إسحق. وقال الترمذي: حسن غريب". وانظر 3828، 3830. (6697) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى (5: 28)، من طريق نصر بن علي عن يزيد بن هرون، بهذا الإسناد. ورواه الدارقطني (ص 262) مختصرا، من طريق زياد بن أيوب عن يزيد بن هرون. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 216)، وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطأة، وفيه كلام، وقد وثق". وذكره الزيلعي في نصب الراية (3: 14) مقتصرا فيه على رواية عبد الله بن عمرو بن العاصي، ونسبه لإسحق بن راهويه والدارقطني. وهذا الحديث في الحقيقة حديثان: لعبد الله بن عمرو، ولجابر بن عبد الله، وسيأتي معناه في مسند جابر 14624، 14668. وانظر 5111، 5492, 6390. وقوله "ولأهل الطائف، وهي نجد، قرن"، هذا هو الثابت في ك م، وعلى كلمة "قرن" في م علامة الصحة، وهو الثابت أيضاً في سنن البيهقي، وفي ح ومجمع الزوائد "قرنا"، وأنا أرجح أنه من تصرف الطابع أو الناسخ، في حين أنه جائز فيه الرفع على الاستئناف، والنصب على العطف. وفي مجمع الزوائد أيضاً "ولأهل نجد"، وهو مخالف للثابت في أصول المسند، في حين أنه لم ينسبه لغيره.

أبي الزُّبير عن جابر، وعن عمرو بن شعَيب عن أبيه عن جده، قال: وقّتَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحلَيفة، ولأهل الشأم الجُحْفة، ولأهل اليمن وأهل تِهَامَةَ يَلَمْلَمَ، ولأهل الطائف، وهي نجْدٌ، قَرناً، ولأهل العراق ذَات عِرْقٍ. 6698 - ِ حدثنا يزيد عن محمد بن راشد عن سليمان بن موسي عن عمرو بن شعيبِ عن أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة"، وردَّ شهادة القَانِعِ، الخادمِ والتابع، لأهل البيت، وأجازها لغيرهم. 6699 - حدثنا يزيد عن محمد بن راشد عن سليمان بن موسى

_ (6698) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3600، 3601 (3: 335 عون المعبود)، بإسنادين من طريق سليمان بن موسى، بهذا الإسناد، نحوه. وقال المنذري (3456): "وأخرجه ابن ماجة". وهو في ابن ماجة (2: 34 - 35)، من طريق معمر بن سليمان ويزيد بن هرون، كلاهما عن حجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب، بزيادة واختصار. "القانع": فسر في الحديث هنا بأنه التابع والخادم، وهذا التفسير من بعض الرواة في غالب الظن، ليس من المرفوع. وقال ابن الأثير: "القانع: الخادم والتابع، ترد شهادته للتهمة بجلب النفع إلى نفسه. واقانع في الأصل: السائل". (6699) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2265، 2266 (2: 247 عون المعبود) بأسانيد من طريق محمد بن راشد، أحدها من طريق يزيد بن هرون عنه، بهذا الإسناد، بنحوه. قال المنذري (2171 - 2172): "وقد تقدم الكلام على عمرو بن شعيب، وروى عن عمرو هذا الحديث محمد بن راشد المكحولي، وفيه مقال". وقد رددت عليه في تعليقي هناك، بتصحيح الحديث. وقال الخطابي في شرحه: "هذه أحكام وقعت في أول زمان الشريعة، وكان حدوثها ما بين الجاهلية وبين قيام الإِسلام، وفي ظاهر هذا الكلام تعقد وإشكال، وتحرير ذلك وبيانه: أن أهل الجاهلية كان لهم إماء تساعين، وهن البغايا اللواتي =

عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قَضَى: "أيما مُسْتَلْحَق

_ = ذكرهن الله تعالى في قوله: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}، إذ كان ساداتهم يلمون بهن ولا يجتنبونهن، فإذا جاءت الواحدة منهن بولد، وكان سيدها يطؤها، وقد وطئها غيره بالزنا، فربما ادعاه الزاني وادعاه السيد. فحكم - صلى الله عليه وسلم - بالولد لسيدها ,لأن الأمة فراش له كالحرة، ونفاه عن الزاني. فإن دعي للزاني مدة، وبقي على ذلك إلى أن مات السيد، ولم يكن ادعاه في حياته ولا أنكره، ثم ادعاه ورثته بعد موته واستلحقوه، فإنه يلحق به، ولا يرث أباه، ولا يشارك إخوته الذين استلحقوه في ميراثهم من أبيهم، إذا كانت القسمة قد مضت قبل أن يستلحقه الورثة. وجعل حكم ذلك حكم ما مضى في الجاهلية، فعفا عنه، ولم يُرَد إلى حكم الإسلام. فإن أدرك ميراثا لم يكن قد قسم إلى أن ثبت نسبه باستلحاق الورثة إياه، كان شريكهم فيه، أسوة من يساويه في النسب منهم. فإن مات من إخوته بعد ذلك أحد، ولم يخلف من يحجبه عن الميراث، ورثه. فإن كان سيد الأمة أنكر الحمل، وكان لم يدَّعه، فإنه لا يلحق به، وليس لورثته أن يستلحقوه بعد موته. وهذا شبيه بقصة عبد بن زمعة وسعد بن مالك، ودعواهما في ابن أمَة زمعة، فقال سعد: ابن أخي، عهد إلى فيه أخي، وقال عبد بن زمعة: أخي، ولد على فراش أبي، فقضى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بالولد للفراش، فصار ابنا لزمعة. وسنذكر هذا الحديث في موضعه من هذا الكتاب، ونورده هناك شرحا وبيانا، إن شاء الله تعالى". وقصة عبد بن زمعة، هي في تهذيب السنن، برقم 2178. وقد تعقب ابن القيم كلام الخطابي هذا، في دعواه أن هذه أحكام وقعت في أول زمن الشريعة، ثم زاد الموضوع شرحا وبيانا، فقال: "وليس كما قال، فإن هذا القضاء إنما وقع بالمدينة المنورة، بعد قيام الإسلام ومصيرها دار هجرة. وقد جعله النبي -صلي الله عليه وسلم - على صور: "الصورة الأولى: أن يكون الولد من أمته التي في ملكه وقت الإصابة، فإذا استلحقه لحق به من حين استلحقه. وما قسم من ميراثه قبل استلحاقه، لم يُنقض، ويورث من المستلحق، وما كان بعد استلحاقه من ميراث لم يقسم، ورث منه نصيبه. فإنه إنما تثبت بنوَته من حين استلحقه، قلا تنعطف على ما تقدم من قسمة المواريث، وإن أنكره لم يلحق به، وسماه أباه على كونه يدعى له ويقال إنه منه، لا أنه أبوه في حكم الشرع، وإذا لو كان أباه حُكما لم يقبل إنكاره له ولحق به. "الصورة الثانية: أن يكون الولد من أمة لم تكن في ملكه وقت الإصابة، فهذا ولد زناً، لا يلحق به =

اسْتلْحِق بعد أبيه الذي يُدعى له، ادعاه ورثته"، فقضى: "إن كان من حُرّة

_ = ولا يرثه، بل نسبه منقطع منه وكذلك إذا كان من حرة قد زنى بها، فالولد غير لاحق به، ولا يرث منه. وكذلك إذا كان من حرة قد زنى بها، فالولد غير لاحق به، ولا يرث منه، وإن كان هذا الزاني الذي يُدْعى الولدُ له، يعني أنه منه، قد ادعاه-: لم تفد دعواه شيئا، بل الولد ولد زنا، وهو لأهل أمه، إن كانت أمة فمملوك لمالكها، وإن كانت حرة فنسبه إلى أمه وأهلها، دون هذا الزاني الذي هو منه. "وقوله في أول الحديث" استلحق بعد أبيه الذي يدْعى له ادّعاه ورثته"، الأب ها هنا: هو الزاني الذي منه الولد، وسماه أباً تسمية مقيدة بكون الولد منه. ولهذا قال:"الولد يدعى له"، يعني يقال إنه منه ويُدعى له في الجاهلية أنه أبوه، فإذا ادعاه ورثة هذا الزاني، فالحكم ما ذكر. "ونظير هذا القضاء: قصة سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعْة، في ابن أمَة زمعة فإن ورثة عتبة، وهو سعد، ادعى الولد أنه من أخيه، وادعى عبد أنه أخوه، ولد على فراش أبيه. فألحقه النبي -صلي الله عليه وسلم - بمالك الأمة، دون عتبة. وهو تفسير قوله "وإن كان من أمة لم يملكها، أو من حرة عاهر بها، فإنه لا يلحق به ولا يرث"، وسيأتي بعد هذا، إن شاء الله تعالى. "وقد يتمسك به من يقول: الأمة لا تكون فراشا، وإنما يلحق الولد للسيد بالدعوى، لا بالفراش، كقول أبي حنيفة. لقوله"من كان من أمة يملكها يوم أصابها، فقد لحق بمن استلحقه"، فإنما جعله لاحقاً به بالاستلحاق، لا بالإصابة، ولكن قصة عبد بن زمعة أصح من هذا وأصرح، في كون الأمة تصير فراشا كما تكون الحرة، يلحق الولد بسيدها بحكم الفراش، كما يلحق بالحرة، كما سيأتي، وليس في حديث عمرو بن شعيب أنه لا يلحق ولده من أمته إلا بالاستلحاق، وإنما فيه أنه عند تنازع سيدها والزاني في ولدها يلحق بسيدها الذي استلحقه، دون الزاني، وهذا مما لا نزاع فيه، فالحديثان متفقان". وهذا الذي قاله ابن القيم العلامة واضح جيد، هو الذي تقتضيه قواعد الشريعة والأحاديث الصحيحة الصريحة. ولست أرى تنافيا بين كلامه وكلام الخطابي في أن "هذه أحكام وقعت في أول زمان الشريعة، وكان حدوثها ما بين الجاهلية وبين قيام الإِسلام"، فإن مؤدى كلامها واحد، كما هو ظاهر لمن تأمل ودقق. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 3416، وفي مسند ابن عمرو بن العاصي 6681. =

تزوجها، أو من أمة يملكها، فقد لحق بما استلحَقَه، وإن كان من حُرّة أو أمة عاهر بها ,لمِ يَلحَق بما استلحَقه، وإن كان أبوه الذي يُدعى له هو ادعاه، وهو ابنُ زِنْية، لأهل أُمِّه، من كانوا، حُرةً أو أمَةً". 6700 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا الحَجَّاج بن أرْطَاة عن عمرو ابن شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله؛ إن لي ذَوي أرحام، أصل ويَقْطعوني، وأعْفو ويظلمون، وأُحسن ويُسيئُون، أفأكفئهم؟، قال: "لا، إَذن تتْرَكون جميعا, ولكن خُذ بالفضَل وصِلْهم، فإنه لنَ يزال معك ظهير من الله عزْ وجل ما كنت على ذلك". 6701 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن يوسف عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "يحضر الجمعةَ

_ = وقوله في متن الحديث "فقضى إن كان من حرة"، في ح "قضى"، بدون الفاء، وصححناه من ك م، والفاء ثابتة أيضاً في رواية أبي داود. (6700) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8: 154)، وقال: "رواه أحمد وفيه حجاج بن أرطأة، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات". وانظر 6524. وقوله "تتركون جميعاً"، في مجمع الزوائد "تشتركون"، وغالب الظن أنه من تصرف الطابع. والذي هنا هو الذي في أصول المسند الثلاثة. "الظهير": المعين، والتظاهر: التعاون. (6701) إسناده صحيح، والإسناد مشكل: سعيد: هو سعيد بن أبي عروبة. يوسف: لم أعرف من هو، بعد طول العناء والتتبع؟، وفي هذه الطبقة كثير ممن يسمون "يوسف". وهو واضح الكتابة في الأصول الثلاثة، فاحتمال الخطأ في الكتابة قليل. ولعلنا نعرفه فنذكره في الاستدراكات، إن شاء الله. وأما الحديث، فسيأتي بأطول من هذا قليلاً 7002 عن يزيد ابن هرون عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب. وقد رواه أبو داود 1113 (1: 433 - 434 عون المعبود)، من طريق يزيد بن هرون عن حبيب. ورواه البيهقي (3: 219)، من طريق أبي داود. ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1: 258)، ونسبه لأبي داود وابن خزيمة في صحيحه.

ثلاثة، رجلٍ حضرها بدعاء وصلاة، فذلك رجل دعا ربه، إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بسكوت وإنصات، فذلك هو حقُّها، ورجل يحضرُها يَلغُو، فذلك حَظه منها". 6702 - حدثنا أنس بن عِياض حدثنا أبو حازم عن عمرو بن

_ (6702) إسناده صحيح، أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج المدني، سبق توثيقه 1604، ونزيد هنا أنه من صغار التابعين، وكان ثقة كثير الحديث، قال ابن خزيمة: "ثقة، لم يكن في زمانه مثله"، وقال ابن حبان: "كان قاضي أهل المدينة، ومن عُبّادهم وزهادهم"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 79. والحديث مضى نحو معناه مختصرا 6668، من رواية داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب. وأشرنا إلى هذا هناك. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 2: 521 - 522 عن هذا الموضع، ثم أشار إلى الرواية المختصرة الماضية: 6668. وروى البخاري في كتاب خلق أفعال العباد (ص 78): "حدثنا إسحق أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: سمع النبي -صلي الله عليه وسلم -قوما يتدارؤن، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه ببعض، ما علمتم منه فقولوا، وما لا فكِلوه إلى عالمه". وهذا إسناد صحيح. وسيأتي بهذا الإسناد عن عبد الرزاق 6741. وروى مسلم في صحيحه (2: 304)، نحو معناه مختصرا، من رواية عبد الله بن رباح عن عبد الله بن عمرو، وسيأتي من هذا الوجه في المسند 06801 أخو عبد الله بن عمرو: الظاهر أنه "محمد بن عمرو بن العاص"، وهو من صغار الصحابة، وله ترجمة في الاستيعاب (ص 241 - 242)، والإصابة (5: 61). ولم أجد أخا لعبد الله بن عمرو غيره. وقوله "حمر النعم": "النعم" بفتح النون والعين: الإبل، و"الحمر": جمع "أحمر". والبعير الأحمر: الذي لونه مثل لون الزعفران إذا صبغ به الثوب، وقيل: بعير أحمر، إذا لم يخالط حمرته شيء. والإبل الحمر أصبر الإبل على الهواجر، قال في اللسان (5: 288) "والعرب تقول: خير الإبل حمرها وصهبها، ومنه قول بعضهم: ما أحب أن لي بمعاريض الكلم حمر النعم". وقوله "جلسنا حجرة": هو بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم، أي ناحية منفردين.

شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: لقد جلستُ أنا وأخي مجلسا ما أُحبُّ أن لي به حُمْرَ النَّعَم، أقبلتُ أنا وأخي، وإذا مَشْيَخةٌ من صِحابة رسول اَلله - صلى الله عليه وسلم - جلوس عند باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق بينهم، فجلسنا حَجْرَة، إذ ذكروا آية من القرآن، فتمارَوا فيها، حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُغْضَبا، قد احمر وجهه، يرميهم بالتُّراب، ويقول: "مهلا يا قوم، بهذا أُهلكَت الأُمم من قبلكم، باختلافهم على أنبيائهم، وضَربهم الكُتُبَ بعضها ببعَض، إن القرآن لم ينزل يُكَذِّبُ بعضه بعضا، بل يُصَدِّق بعضه بعضا، في عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فرُدُّوه إلى عَالِمِهِ". 6703 - حدثنا أنس بن عياض حدثنا أبو حازم عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يؤمن المرءُ حتى يؤمن بالقَدَر خيره وشره". ْقال أبو حازم: لعن الله دينا أنا أكبر منه، يعني التكذيبَ بالقَدَر.

_ (6703) إسناده صحيح، ورواه الإِمام أحمد أيضاً في كتاب. َ السنة (ص122)، بهذا الإسناد. ورواه أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة (ص 188)، بإسنادين: فرواه عن الفريابي عن قتيبة بن سعيد عن يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن عمرو بن شعيب، ورواه عن الفريابي عن قتيبة عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب. ولم يرو كلمة أبي حازم. وهي إسنادان صحيحان، يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاريّ: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 398. ولم أجد هذا الحديث في مجمع الزوائد، ولعله فيه في موضع خفي علي. وكلمة أبي حازم، يريد بها أن المكذب بالقدر يزعم لنفسه صُنعا، وهو المصنوع المخلوق، ولن يقدر على شيء إلا بما أودع الله فيه من قوة، وبما أحاط به من ظروف وأسباب، كلها من صنع الله وتقديره، فكأنه يزعم أنه أكبر من الدِّين، كما هو شأن الملحدين، والطغاة المستكبرين.

6704 - حدثنا هشَيم أخبرنا حَجّاج حدثنا عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده: أنِ الِعاص بن وائل نَذَر في الجاهلية أن ينحَر مائة بَدَنَة، وأن هشام بن العاص نحر حصَّته، خمسين بدنة، وأن عمراً سأل النبي -صلي الله عليه وسلم - عنِ ذلك؟، فقال: "أمّا أبوكَ فلو كان أَقّر بالتوحيد فصُمْتَ وتصدقت عنه نَفعه ذلك". 6705 - حدثنا محمد بن جعفر عن سعيد عن عامر الأحول عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يرجِع في هبته إلا الوالدُ من ولده، والعائد في هبته كالعائد في قَيئه". 6706 - حدثنا عبد الرحمن قال: هَمّام أخبرنا عن قَتادة عن

_ (6704) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد (4: 192)، وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج ابن أرطأة، وهو مدلس". (6705) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. والحديث رواه النسائي (2: 133)، وابن ماجة (2: 36)، والدارقطني (ص 307)، كلهم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن عامر الأحول، إلا أن ابن ماجة رواه مختصراً. ورواه البيهقي (6: 179) من طريق عبد الوارث عن عامر الأحول، ثم رواه من طريق سعيد بن بشير عن مطر الوراق وعامر الأحول، كلاهما عن عمرو بن شعيب. وقد مضى حديث آخر بنحو معناه 6629، من طريق أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب، وأشرنا إلى هذا هناك. (6706) إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي الإِمام. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 298)، وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح", وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3: 200)، وقال:"رواه أحمد والبزار، ورجالهما رجال الصحيح". وهكذا قال المنذري والهيثمي!، وليس إسناد البزار أمامي، أما إسناد أحمد، وإن كان إسنادا صحيحا، إلا أنه ليس ممن يقال فيه بإطلاق أن "رجاله رجال الصحيح"!؛ لأن هذا الإطلاق إنما يقال في اصطلاحهم في الرواة الذين روى لهم الشيخان أو أحدهما, ولم يرو الشيخان لعمرو بن شعيب أصلاً، كما هو =

عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "هي اللُّوطَّيةُ الصغرى"، يعني الرجل يأتي امرأته في دُبُرها. 6707 - حدثنا رَوْح حدثنا ابن جرَيج عن عمرو بن شعَيب عن

_ =ظاهر من مراجع الرجال. ولم أجد هذا الحديث في المسند، من حديث عبد الله بن عمرو، إلا من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فسيأتي مرتين أخريين، من رواية همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب 6967، 6968. وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب 655. (6707) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2276 (2: 251 عون المعبود)، من طريق الأوزاعي عن عمرو بن شعيب. زيادة كلمة [جده] من نسخة بهامش م، وهي أيضاً ثابتة في رواية أبي داود. وقال ابن القيم في زاد المعاد (4: 122 من طبعة المكتبة الحسينية سنة 1347) (4: 239 - 240 من طبحة طبعة السنة): "هو حديث احتاج الناس فيه إلى عمرو بن شعيب، ولم يجدوا بدا من الاحتجاج هنا به، ومدار الحديث عليه. وليس عن النبي -صلي الله عليه وسلم - حديث في سقوط الحصانة بالتزويج غير هذا. وقد ذهب إليه الأيمة الأربعة وغيرهم. وقد صرح بأن الجد هو عبد الله بن عمرو، فبطل قول من يقول: لعله محمد والد شعيب، فيكون الحديث مرسلاً، وقد صح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو، فبطل قول من قال: إنه منقطع، وقد احتج به البخاري خارج صحيحه، ونص على صحة حديثه، وقال: كان عبد الله بن الزبير الحميدي وأحمد وإسحق وعلي بن عبد الله يحتجون بحديثه، فمَن الناس بعدهم؟!. هذا لفظه، وقال إسحق بن راهوية: هو عندنا كأيوب عن نافع عن ابن عمر. وحكى الحاكم في علوم الحديث له: الاتفاق على صحة حديثه". وانظر المنتقى 3882."الحواء"، بكسر الحاء المهملة: قال ابن الأثير: "اسم المكان الذي يحوي الشيء، أي يضمه ويجمعه". وقال الخطابي في المعالم 2181: "الحواء: اسم للمكان الذي يحوي الشيء، والحواء أيضاً: أخبية تضرب ويدانى بينها، يقال: هؤلاء أهل حِواء واحد، ومعنى هذا الكلام معنى الأدلاء بزياد الحرمة، وذلك أنها شاركت الأب في الولادة، ثم استبدت بهذه الأمور خصوصا، وهي معاني الحضانة من حيث لا شركة للأب فيها، فاستحقت التقدم عند المنازعة في أمر الولد، ولم =

أبيه عن [جده] عبد الله بن عمرو: أن امرأة أتت النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول اِلله؛ إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحِجْرِي له حواء، وثَدْيي له سقاء، وزعَم أبوه أنه ينزِعه مني؟، قال: "أنتِ أحَقُّ به ما لم تنكَحي". 6708 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمّام عن قَتادة عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلوا، واشربوا، وتصدقوا، والبَسوا، في غير مَخِيلة ولا سرف، إن الله يحبُّ أن ترى نعمته على عبده". 6709 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جُرَيج قال: قال عمرو بن

_ = يختلفوا أن الأم أحق بالولد الطفل من الأب، ما لم تتزوج، فإذا تزوجت فلا حق لها في حضانته، فإن كانت لها أم، فأمها تقوم مقامها، ثم الجدات من قِبل الأم أحق به، ما بقيت منهن واحدة". (6708) إسناده صحيح، وهو مطول 6695. وقد أشرنا إليه هناك. وهذا المطول رواه الحاكم في المستدرك (4: 135)، كاملا، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن همام، به. وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وروى الترمذي (4: 25) آخره، من طريق عفان بن مسلم عن همام، بلفظ: "إن الله يجب أن يرى أثر نعمته على عبده". وهو موافق للفظ الحاكم. وقال الترمذي: "حديث حسن". ذكر ابن كثير بعضه في التفسير 2: 447 دون تخريج وذكره كاملا 3: 468 عن هذا الموضع، ثم نسبه للنسائي وابن ماجة. (6709) إسناده صحيح، ورواه أبو داود 2129 (2: 206 - 207 عون المعبود)، من طريق محمد بن بكر البرساني، والنسائي (2: 88 - 89)، من طريق حجاج بن محمد وابن ماجة (1: 308) من طريق أبي خالد، والبيهقي (7: 248)، من طريق حجاج بن محمد، كلهم عن ابن جُريج، به. قال الخطابي (رقم 2042): "وهذا يُتأول على ما يشترطه الولي لنفسه سوى المهر، وقد اختلف الناس في وجوبه: فقال سفيان الثوري ومالك بن أنس في الرجل ينكح المرأة على أن لأبيها كذا وكذا، شيئاً اتفقا عليه سوى المهر: أن ذلك كله للمرأة دون الأب. وكذلك روي عن عطاء وطاوس. وقال أحمد: هو =

شُعَيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "أيُّما امرأة نكحتْ على صَدَاق أو حِبَاءٍ أو عِدَة قبل عِصْمَة النكاح، فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أُعْطيِه، وأحق ما يُكْرَمُ عليه الرجل ابنته أو أخته". 6710 - حدثنا عبد الرزاق أخبرني مَعْمَر أن ابن جُريج أخبره عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاصى: أن زنباعاً أبا

_ = للأب، ولا يكون ذلك لغيره من الأولياء, لأن يد الأب مبسوطة في مال الولد، وروى عن علي بن الحسين: أنه زوج ابنته رجلاً، واشترط لنفسه مالاً، وعن مسروق: أنه زوج ابنته رجلاً، واشترط لنفسه عشرة آلاف درهم يجعلها في الحج والمساكين. وقال الشافعي: إذا فعل ذلك فلها مهر المثل، ولا شيء للولي". هكذا قالوا فيما نقل الخطابي، والحديث صريح، لا يحتاج لتأويل، وهو الحجة، والمرجع إليه لمن شاء أن يستمسك بالسنة. (6710) إسناده صحيح، وهو من رواية الأقران بعضهم عن بعض، فإن معمر بن راشد وابن جُريج من طبقة واحدة، كلاهما من شيوخ عبد الرزاق. والحديث في مجمع الزوائد (6: 288 - 289)، وقال: "رواه أبو داود باختصار"، ثم قال عن هذه الرواية: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". ثم أشار الي رواية أخري ستأتي في المسند 7096. والرواية الآتية مختصرة، وهي من رواية الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب. ورواية أبي داود، التي أشار إليها الهيثمي، مختصرة أيضاً، رواها أبو داود 4519 (4: 298 عون المعبود)، من رواية سوار أبي حمزة الصيرفي عن عمرو بن شعيب. وكذلك رواه ابن ماجة (2: 78) من طريق أبي حمزة الصيرفي. وقد قصر المنذرى في تهذيب السنن 4354، فلم ينسبه لابن ماجة. وقد أشار الحافظ ابن حجر في الإصابة (3: 12) الي رواية المسند هذه، ثم قال: "رواه ابن منده من طريق المثني بن الصباح عن عمرو بن شعيب، فسمي العبد سندرا. وروي البغوي من طريق عبد الله بن سندر عن أبيه: أنه كان عند الزنباع بن سلامة الجذامي، فذكره. وروي ابن ماجة القصة من حديث زنباع نفسه، بسند ضعيف". ورواية ابن ماجة، التي أشار إليها الحافظ، هي في السنن (2: 78)، من طريق إسحق بن أبي فروة عن سلمة بن روح بن زنباع عن جده. وضعفها لضعف إسحق بن أبي فروة. ولم يشر الحافظ لروايتي أبي داود وابن ماجة، اللبين ذكرنا, لأنهما لم يصرح فيهما =

رَوْح وجدَ غلاما مع جارية له، فَجَدَع أنفَه وجبَّه، فأتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "من فعل هذا بك؟ "، قال: زِنْبَاع، فدعاه النبي -صلي الله عليه وسلم -،فقال: "ما حملك

_ = باسم الرجل الذي جنى على عبده، وهو زنباع. ولكن جمع الروايات يبين عن اسمه. و"سندر" هذا ترجمه البخاري في الكبير (3/ 2/ 211)، قال: "سندر أبو الأسود، له صحبة. كناه عثمان بن صالح. وروى الزهري عن سندر بن أبي سندر عن أبيه". وانظر ترجمته في الإصابة (3: 136 - 137)، وترجمة ابنيه: عبد الله، ومسروح، في الإصابة (4: 82، 6: 87). ورواية سندر، التي أشار الحافظ إلى أنها عند البغوي، ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 239) قال "وعن سندر: أنه كان عند الزنباع ابن سلامة، وأنه عبث به، فخصاه وجدعه، فأتى النبي -صلي الله عليه وسلم - فأخبره، فأغلظ لزنباع القول، وأعتقه به، فقال: أوص بي، فقال: أوصى بك كل مسلم. رواه البزار والطبراني، وفيه عبد الله بن سندر، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". هكذا قال الهيثمي، أنه لم يعرف عبد الله بن سندر. وأنا لم أجد له ترجمة إلا في كتب تراجم الصحابة: الاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة. وقد استنبط الحافظ في الإصابة استنباطاً جيدا للاستدلال على أن له صحبة أو رؤية، فقال: "لكن إذا خصي سندر في زمن النبي -صلي الله عليه وسلم -، اقتضى أن يكون لابنه عبد الله صحبة أو رؤية". ثم قال: "ووجدت في كتاب مصر ما يدل على أنه كان في عهد النبي -صلي الله عليه وسلم - كبيرا". والظاهر أنه يريد (كتاب فتوح مصر) لابن عبد الحكم، ولعل كلمة "فتوح" سقطت سهوا من ناسخ أو طابع. وقد أوجز الحافظ النقل عنه إيجازاً شديدا. ونحن ننقل هنا ما قاله ابن عبد الحكم كاملا، (ص 137 - 138). قال ابن عبد الحكم: "وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أقطع ابن سندر منية الأصبغ، فحاز لنفسه منها ألف فدان، كما حدثنا يحيى بن خالد عن الليث بن سعد: ولم يبلغنا أن عمر بن الخطاب أقطع أحدا من الناس شيئاً من أرض مصر إلا ابن سندر، فإنه أقطعه أرض منية الأصبغ، فلم تزل له حتى مات، فاشتراها الأصبغ بن عبد العزيز من ورثته. فليس بمصر قطيعة أقدم منها ولا أفضل. وكان سبب إقطاع عمر ما أقطعه من ذلك، كما حدثنا عبد الملك بن مسلمة عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أنه كان لزنباع الجذامي غلام، يقال له: سندر، فوجده يقبل جارية له، فجبه وجدع أذنيه وأنفه، فأتى سندر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى زنباع، فقال: لا تحملوهم =

على هذا؟ "، فمال: كان من أمره كذا وكذا، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -للعبد: "اذهب فأنت حرّ"، فقال: يا رسول الله؛ فمَوْلَى مَنْ أنا؟، قال: "مَوْلَى الله ورسوله"، فأوصى به رسول الله -صلي الله عليه وسلم - المسلمين، قال: فلما قبض رسول الله -صلي الله عليه وسلم - جاء إلى أبي بكر، فقال: وصية رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: نعم، نجري عليك النفقة وعلى عيالك، فأجراها عليه، حتى قُبض أبو بكر، فلما استُخْلِفَ عمرُ جاءه، فقال: وصيةُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: نعم، أين تريد؟، قال: مصر، فكتب عمرُ إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضاً يأكلُها.

_ = ما لا يطيقون، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، فإن رضيتم فأمسكوا، وإن كرهتموهم فبيعوا , ولا تعذبوا خلق الله، ومن مثل به أو أحرق بالنار فهو حر، وهو مولى الله ورسوله. فأعتق سندر، فقال: أوص بي يا رسول الله، قال: أوصي بك كل مسلم. فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى سندر إلى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فقال: احفظ في وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, فعالَه أبو بكر حتى توفي، ثم أتى عمر، فقال له: احفظ في وصية النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: نعم، إن رضيتَ أن تقيم عندي أجريت عليك ما كان يجري عليك أبو بكر، وإلا فانظر أي المواضع أكتب لك، فقال سندر: مصر، فإنها أرض ريف. فكتب له إلي عمرو بن العاص: احفظ فيه وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلما قدم على عمرو قطع له أرضا واسعة وداراً، فجعل سندر يعيش فيها، فلما مات قُبضت في مال الله، قال عمرو بن شعيب: ثم أقطعها عبدُ العزيز بن مروان الأصبغ بعد، فهي من خير أموالهم". وهذا إسناد ضعيف، وإن كان له شاهد من سائر الروايات. فإن عبد الملك بن مسلمة: ضعيف، ترجمه الذهبي في الميزان، وتبعه الحافظ في لسان الميزان، قالا: "قال ابن يونس: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي المناكير الكثيرة عن أهل المدينة". قوله "فجدع أنفه": أي قطعها، قال ابن الأثير: "الجدع: قطع الأنف والأذن والشفة، وهو بالأنف أخصّ، فإذا أطلق غلب عليه". وقوله "وجبه": أي قطع مذاكيره. و"الجب": القطع. وقوله "مولى الله ورسوله": أي أن ولاءه للمسلمين جميعاً، وأزال عنه سلطان سيده بالولاء، لما ناله منه من مثلة وعدوان. يوضحه رواية ابن ماجة: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أذهب فأنت حر، قال: على مَن نصرتي يا رسول الله؟، قال: يقول: إن استرقني مولاى؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: على كل مؤمن أو مسلم".

6711 - حدثنا عبد الرزَّاق حدثنا محمد، يعني ابن راشد، عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شُعَيب عنِ أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "في كل أصبع عشْر من الإبل، وفي كل سِنٍّ خمسٌ من الإبل، والأصابع سواء، والأسنان سواء". قال محمد: وسمعت مكحولا يقول، ولا يذكره عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. [قال عبد الله بن أحمد]؛ قال أبي: قال عبد الرزَّاق: ما رأيت أحداً أَوْرَعَ في الحديث من محمد بن راشد. 6712 - حدثنا عبد الرزَّاق أخبرنا ابن جُرَيج عن عبد الكريم

_ (6711) إسناده صحيح، والحديث مختصر (6681)، إلا أنه لم يذكر في ذاك المطول حكم دية الأسنان. وهذا الحكم رواه أبو داود (4563 - 4: 313 عون المعبود) من رواية حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، بلفظ: "في الأسنان خمس خمس". ورواه النسائي (2: 251) من طريق حسين أيضاً مختصراً، ثم رواه من طريق مطر الوراق عن عمرو بن شعيب، بلفظ: "الأسنان سواء، خمساً خمساً". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس (2621، 2624). وقول أحمد بعد الحديث: "قال محمد: وسمعت مكحولا" إلخ، يريد به أن مكحولا لم يروه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، بل جعله من كلام نفسه. ولا يريد بذلك تعليل الحديث، بل يريد بيان الطريقتين، بل لعله يشير إلى صحة الرواية الموصولة, لأن محمد بن راشد عرف بالرواية عن مكحول والاختصاص به، فهو قد حفظ الروايتين، حتى لا يظن ظان أن روايته عن سليمان بن موسى وهم منه أو من أحد الرواة عنه, لأنه قد استوثق من كلتيهما. ولذلك أتبع الإِمام أحمد الروايتين بثناء عبد الرزاق على محمد بن راشد بالورع في الرواية. (6712) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد (3: 213 - 214)، وقال:" رواه أحمد، ورجاله ثقات". وقال أيضاً: "في الصحيح منه. النهي عن الصلاة بعد الصبح"!، وقد مضى معناه ضمن الحديث (6681) إلا النهي عن سفر المرأة بغير محرم. ومضى ادعاء =

الجَزَري أن عمرو بن شُعَيب أخبره عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - استند إلى بيتٍ، فوعَظَ الناس وذَكَّرَهم، قال: "لا يصلي أحدٌ بعد العصر حتى الليل، ولا بعد الصِبح حتى تطلع الشمس، ولا تسافر المرأةُ إلا مع ذي محرم مسيرةَ ثلاث، ولا تَتَقَدَّمنَّ امرأةٌ على عمتها ولا على خالتها". 6713 - حدثنا عبد الرزَّاق أخبرنا داود بن قَيس عن عمرو بن

_ = الحافظ الهيثمي هناك أيضاً أن "في الصبح منه: النهي عن الصلاة بعد الصبح"، وردنا عليه بأن ليس هذا في الصحيحين ولا في أحدهما ولا في شيء من السنن الأربعة من حديث عبد الله بن عمرو!!. وانظر في سفر المرأة ما مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (4615، 4696، 6289، 6290)."استند": في مجمع الزوائد: "استسند"، وهي نسخة بهامش م. (6713) إسناده صحيح، ورواه أبو داود (2842 - 3: 64 - 65 عون المعبود) بإسنادين: أحدهما موصول، من طريق عبد الملك بن عمرو عن داود بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه: "أراه عن جده"، والآخر مرسل، عن القعنبي عن داود عن عمرو بن شعيب "أن النبي -صلي الله عليه وسلم -"، وروى النسائي (2: 188) بعضه من طريق أبي نعيم عن داود ابن قيس، به. ثم روى بعضه (2: 189 - 190) مرسلاً، من طريق أبي علي الحنفي عن داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه وزيد بن أسلم: "قالوا: يا رسول الله"، فذكره مختصراً. قوله "إن الله لا يحب العقوق"، قال الخطابي: "ليس فيه توهين لأمر العقيقة، ولا إسقاط لوجوبها. وإنما استبشع الاسم، وأحب أن يسميه بأحسن منه. فليسمها: النسيكة، أو الذبيحة". وقد أطال ابن حزم الإمام في الدلالة على وجوب العقيقة، في المحلى (7: 523 - 531) "ينسك"، بضم السين، من باب "قتل": أي يذبح. و "النسك"، بضمتين، والنسيكة، بفتح النون وكسر السين: الذبيحة. "مكافأتان"، رسمت في ح ك هكذا، بالألف بعد الفاء، فتعين أن تقرأ بفتح الفاء. ورسمت في م "مكافئتان"، فتحتمل القراءة بفتح الفاء وكسرها. وقال أبو داود عقب حديث أم كرز الكعبية (رقم 2834): "سمعت أحمد [يعني ابن حنبل] يقول: مكافأتان، أي مستويتان، أو متقاربتان"، وفي بعض نسخ أبي داود "مقاربتان". وقال ابن الأثير "مكافئتان": يعني متساويتان في السنن، أي لا يعق عنه إلا بمسنة، وأقله أن يكون جذعا, =

شعيب عن أبيه عن جده، قال: سئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن العَقيقَة؟، فقال:

_ = كما يجزئ في الضحايا. وقيل: مكافئتان، أي مستويتان، أو متقاربتان. واختار الخطابي الأول. واللفظة "مكافئتان" بكسر الفاء، يقال: كافأه يكافئه فهو مكافئه، أي مساويه. قال: والمحدثون يقولون: "مكافأتان" بالفتح، وأرى الفتح أولى, لأنه يريد شاتين قد سوى بينهما، أو مساوى بينهما. وأما بالكسر فمعناه أنهما مساويتان، فيحتاج أن يذكر أي شيء ساويا، ْوإنما لو قال: متكافئان، كان الكسر أولى. قال الزمخشري: لا فرق بين المكافئتين والمكافأتين, لأنه كل واحدة منهما إذا كافأت أختها فقد كوفئت، فهي مكافئة ومكافأة، أو يكون معناه: معادلتان لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان. ويحتمل مع الفتح أن يراد مذبوحتان، من "كافأ الرجل بين بعيرين" إذا نحر هذا ثم هذا، مع من غير تفريق، كأنه يريد: شاتين يذبحهما في وقت واحد. "الفرع" و "الفرعة"، بالفاء والراء المفتوحتين: أول نتاج الإبل أو الغنم، كانوا يذبحونه صغيراً، حين يولد أو قريباً من ذلك، فأرشدهم إلى خيرمن ذلك، كما سيجيء. "شغزوباً" بضم الشين وسكون الغين وضم الزاي المعجمات ثم باء موحدة مشددة، ومثله "شغزوباً" ولكن بواو قبل الموحدة المخففة. ورواية أبي داود باللفظ الأول فقط. وادعى الحربي والخطابي دعوى عريضة: ففي النهاية (2: 226): "هكذا رواه أبو داود في السنن، قال الحربي: الذي عندي أنه (زخرباً) وهو الذي اشتد لحمه وغلظ". وقال الخطابي في المعالم (2724) من تهذيب السنن): "هكذا رواه أبو داود، وهو غلط!، والصواب: حتى يكون بكراً زخرباً، وهو الغليظ، كذا رواه أبو عبيد وغيره. ويشبه أن يكون حرف الزاي قد أبدل بالسين لقرب مخارجهما، وأبدل الخاء غيناً لقرب مخرجهما، "فصارسغرباً"؛ فصحفه بعض الرواة، فقال: شغزباً!!. وهذا خيال عجيب، وتكلف ما بعده تكلف!!، وأكثر من هذا الجزم بالتصحيف ونحوه في رواية أبي داود، دون أن يرى رواية أحمد في المسند، وهما من وجهين مختلفين: فأبو داود يرويه من طريقين: طريق عبد الملك بن عمرو وطريق القعنبي، كلاهما عن داود بن قيس، وأحمد يرويه عن عبد الرزاق عن داود بن قيس. فإطباق هؤلاء الثلاثة على هذا الحرف، يرفع شبهة الخطأ من أحدهم، ورواية أحمد تنفي شبهة الخطأ عن أبي داود. ثم كل هذا يرفع شبهة التصحيف الخالية التي ادعاها الخطابي، لاتفاق كتابين مرويين عن مؤلفيهما من طرق لم تشترك، وفي نسخ متعددة لا صلة لنسخة من أحد =

"إن الله لا يحب العُقُوق"، وكأنه كره الاسمَ، قالوا: يا رسول الله، إنما نسألك عن أحدنا يُولدُ له؟، قال: "من احَبَّ منكم أَن يَنْسُكَ عن ولده فليفعلْ، عن الغلامٍ شاتان مُكافأتان، وعن الجارية شاةٌ"، قال: وسئل عن الفَرَع؟، قال: "والفرعُ حَق، وأن تتركَه حتى يكون شغْزُبا" أو "شُغْزُوباً ابنَ مَخَاضٍ أو ابنَ لبون، فتِحمِلَ عليه في سبيل الله، أو تُعْطيَهُ أرْمَلةً، خيرٌ من أن تذبحه يَلْصَق لحمه بوبرِه، وتكْفِئ إناءك، وقوله ناقتَكَ"، وقال: وسئل عن العَتِيرَة؟، فقال: "العَتِيرَةُ حقُّ". قال بعضُ القوم لعمرو بن شُعيب: ما العَتِيرة؟، قال: كانوا يَذْبحون في رجَبٍ شاة، فيَطبخون ويأكلون ويُطعِمُون.

_ = الكتابين بنسخة من الكتاب الآخر، كما هو واضح. كل ما في الأمر أن هذا الحرف لم يعرفه الحربي ولا الخطابي، ولا بأس بذلك، فقد عرفه غيرهما، وهم رواة المسند، ورواة سنن أبي داود، وكاتبو هذا، وكاتبو ذاك، وأن يرويه أبو عبيدة وغيره بلفظ آخر "زخرباً" مع اتفاق الوزن وتقارب مخرج بعض الحروف، لا يقَدم ولا يؤخر، فهذه رواية ,وتلك رواية أخرى، كما هو معروف بديهى. وأصل المادة "شغزب" ثابت معروف. ففي اللسان، مثلا،:"الشَّغْزَبَةُ: الأَخْذُ بالعُنْف. وكل أمرٍ مُسْتَصْعَبٌ شَغْزَبيّ. ومنهل شَغْزَبي: مُلْتَوٍ عن الطريق ... والشَّغْزَبيةُ ضرب من الحيلة في الصَّرَاع، وهي أن تلوِيَ رِجْلَه برجلك. تقول: شَغزَبتهُ شَغْزَبَةً" إلخ. فالمادة ترجع في أصلها إلى القوة والجلد وما إليهما. فاشتقاق هذا الحرف منها قريب مقبول، لا يستغرب، ولا يدعو إلى كل هذا التكلف والادعاء. "ابن المخاض"ِ من الإبل: ما دخل في السنة الثانية من عمره. "وابن اللبون" منها: ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة. "تكفئ إناءك": قال الخطابي: "يريد بالإناء: المحلب الذي تحلب فيه الناقة": قال ابن الأثير: "أي تكب إناءك, لأنه لا يبقى لك لبن تحلبه فيه، وقال المنذري: "كفأت الإناء: كببته وقلبته. وأكفاته أيضاً، لغتان. وقال بعضهم: كفأت: قلبت، وأكفأت أملت، وهو مذهب الكسائي". قوله ناقتك: من "الوله"، وهو الحزن، وقيل: هو ذهاب العقل والتحير؛ من شدة الوجد أو الحزن أو الخوف. ويقال: "أولهه" بالهمزة، و "ولهه" بالتضعيف. قال المنذري: "أبي تفجعها =

6714 - حدثنا الحسين بن محمَّد وسرِيج قالا حدثنا ابنُ أبي الزِّناد عن عبد الرحمن بن الحرث في عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أدرك رجلين وهما مُقْترنان، يمشيان إلِىِ البيت، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما بال القرَان؟ "، قال: يا رَسول الله، نذرْنا أن نمشيَ إلى البيت مُقْتَرِنَيْن!، فقال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس هذا نذراً، فَقَطَع قِرَانهما". قال سُريج في حديثه: "إنما النَّذْرُ ما ابتغِيَ به وجه الله عز وجل". 6715 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا من الفَرَجُ عن عبد الله بن عامر عن

_ = بولدها ... وكل أنثى فارقت ولدها فهي واله". (6714) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن الحرث: هو ابن عبد الله بن عياش المخزومي. والحديث في مجمع الزوائد (4: 186)، وقال: "رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد وثقه جماعة، وضعفه آخرون". وابن أبي الزناد: ثقة عندنا، كما رجحنا ذلك مرارآ، منها في (1418). ونزيد هنا أن كلمة الترمذي في توثيقه، ثابتة فيه (3: 59)، إذ روى حديثا من طريقه، فيه زيادة حرف لم يذكره غير، فقال الترمذي: "وإنما ذكره عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ثقة حافظ". وقال الهيثمي أيضاً: "روى أبو داود طرفاً من آخره". والذي في أبي داود أنه روى في (باب الطلاق قبل النكاح) حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده في ذلك (2190)، من طريق مطر الوراق عن عمرو، ثم رواه بنحوه (2191)، بزيادة في الحلف، من طريق الوليد بن كثير عن عبد الرحمن بن الحرث عن عمرو، ثم روى (2192 - 2: 224 عون المعبود) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم عن عبد الرحمن بن الحرث المخزومي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال في هذا الخبر، زاد: ولا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله". فهذا هو الذي في أبي داود، ولكنه متصل بمعنى آخر غير الذي هنا. وقوله "مقترنان" إلخ: أي مشدودان أحدهما إلى الآخر بحبل، و"القرن" بفتح الراء: الحبل الذي يشدان به. والجمع نفسه "قرن" أيضاً." القرآن" بكسر القاف: المصدر والحبل. أفاده ابن الأثير. (6715) إسناده ضعيف، لضعف الفرج راويه عن عبد الله بن عامر، وهو الفرج بن فضالة. ولكن =

عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يَقُصُّ إلا أميرٌ، أو مأمورٌ، أو مُراءٍ"، فقلت له: إنما كان يَبْلُغنا (أو مُتَكلِّفٌ)؟، قال: هكذا سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول. 6716 - حدثنا أبو النَّضر وعبد الصمِد قالا حدثنا محمَّد، يعني ابن راشد، حدثنا سليمان عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَضَى أنَّ عَقْل أهل الكتابين نصفُ عَقْل المسلمين، وهم اليهود والنصارى. 6717 - حدثنا أبو النضر وعبد الصمِد قالا حدثنا محمَّد حدثنا سليمان، يعني ابن موسى، عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من قَتل متعمداً دُفع إلى أولياء القتيل، فإن شاؤا قتلوه، وإن شاؤا أخذوا الدية، وهي ثلاثون حِقَّةً وثلاثون جَذَعةً وأربعون خَلفَةً، وذلك عَقْل العَمْد، وما صالحوا عليه فهو لهم، وذلك تشديدُ العَقْل". 6718 - حدثنا أبو النَّضر وعبد الصمد قالا حدثنا محمَّد حدثنا

_ = الحديث في ذاته صحيح، فلم ينفرد الفرج بروايته عن عبد الله بن عامر، بل رواه أيضاً عنه الأوزاعي، في ابن ماجة (2: 214)، وكما ذكره الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن عامر (2: 50 - 51). ثم لم ينفرد به عبد الله بن عامر، فقد مضى (6661) من رواية عبد الرحمن بن حرملة عن عمرو بن شعيب، به. وقد فصلنا القول فيه هناك. (6716) إسناده صحيح، محمَّد بن راشد: هو المكحولي، سبق توثيقه في (6662). سليمان: هو ابن موسى الأموي، فقيه أهل الشأم، سبق توثيقه في (4535). والحديث مضى نحو معناه في حديث طويل (6692)، من طريق ابن إسحق عن عمرو بن شعيب. (6717) إسناده صحيح، وسيأتي ضمن حديث مطول (7033) من رواية ابن إسحق عن عمرو بن شعيب. (6718) إسناده صحيح، ورواه أبو داود (4565 - 4: 314 - 315 عون المعبود)، من طريق =

سليمان عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "عَقْل شبْه العَمد مُغلَّظٌ مثل عَقْل العمد، ولا يقْتَل صاحبه، وذلك أن ينزو الشيطان بيَن الناس"، قال أبو النضَر: "فيكون رِمِّياً في عِمِّياً، في غير فتنةٍ ولا حملِ سلاحٍ". ِ 6719 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا محمد عن سِليمان عن عمرو ابن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَضَى: "منْ قتِل خطأ فديته

_ = محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى. وسيأتي نحو معناه في حديثين مطولين (6742) من رواية عبد الصمد عن محمد بن راشد عن سليمان، و (7033) من رواية ابن إسحق عن عمرو بن شعيب. وقوله "رِمياً في عِمياً": كلاهما بكسر أوله وتشديد الميم المكسورة ثم الياء التحتية المشددة المفتوحة، وبالقصر، قال ابن الأثير (3: 131): "العميا، بالكسر والتشديد والقصر: فعيلَى من العَمَى، كالرِمياً من الرَّمْي، والخِصيصَى من التخصيص، وهي مصادر. والمعنى: أن يوجد بينهم قتيل يَعْمى أمره، ولا يتبين قاتله، فحكمه حكم القتيل الخطأ، تجب فيه الدية". وقد أتقن ناسخ نسخة م من المسند ضبط الكلمتين، ووقع فيهما تحريف في كثير من الأصول والمراجع. (6719) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن راشد المكحولي. سليمان: هو ابن موسى الأموي. ووقع في الأصول الثلاثة هنا خطأ: "محمَّد بن سليمان"، جعل "بن" بدل "عن". والظاهر أنه خطأ قديم في نسخ المسند، لاتفاق الأصول الثلاثة عليه. وهو خطأ واضح لا شك فيه، فالحديث حديث محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى، كالأسانيد الثلاثة قبله. بل قد مضى الحديث مطولاً (6663) عن "حسين": حدثنا محمَّد بن راشد عن سليمان عن عمرو بن شعيب". وكذلك رواه أبو داود (4541) والنسائي (2: 247) وابن ماجة (2: 72) كلهم من طريق محمَّد بن راشد، بهذا الإسناد.، وسيأتي معناه أيضاً ضمن حديث آخر مطول (7033)، من رواية ابن إسحق عن عمرو بن شعيب. وانظر نصب الراية (4: 332). تنبيه: وقع في تخريج الحديث الماضي (6663) أنه في النسائي (2: 347)، وهو سهو في رقم الصفحة، صوابه (247) [الطبعات القديمة].

مائةٌ من الإبل". 6720 - حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا أُسامة بن زيد عن عمرو ابن شُعَيب عن أبيه عن جده: أن رسولٍ الله - صلى الله عليه وسلم - كان نائماً، فوِجد تمرةً تحت جنبه، فأخذها فأكلها، ثم جعل يَتَضَوَّرُ من آخر الليل، وفزِعَ لذلك بعضُ أزواجه، فقال:"إني وجدتُ تمرةً تحتَ جنبي فأكلتها، فخشيتُ أن تكون من تمر الصَّدَقة". 6721 - حدثنا حمَّاد بن مَسْعَدَة عن ابن عَجْلان عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عنِ جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "البائعِ والمُبْتَاعِ بالخيَار حتى يتفرَّقا، إلاَّ أن يكون سَفْقَةَ خيَارٍ، ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يَسْتَقِيلَه". 6722 - حدثنا أبَو النَّضر حدثنا محمَّد، يعني ابن راشد، عن

_ (6720) إسناده صحيح، أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد، سبق توثيقه (6628). والحديث مطول (6691)، وقد أشرنا إليه هناك. (6721) إسناده صحيح، ابن عجلان: هو محمَّد بن عجلان. والحديث رواه أبو داود (3456 - 3: 288 عون المعبود)، من طريق الليث بن سعد عن ابن عجلان. قال المنذري (3311):"وأخرجه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حسن". وهو في المنتقى (2885). وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (6193). "سفقة": هي "الصفقة"، والسين والصاد يتعاقبان أحياناً، وقد مضى بيان ذلك في (3725)، وهي هنا بالسين في ح م، وكتب على السين في م "صحـ"، وفي ك بالصاد. (6722) إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن سليمان بن موسى متأخر عن أن يدرك عبد الله بن عمرو. والظاهر أنه رواه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولكن هكذا وقع في أصول المسند غير متصل. وقد مضى مختصراً، بذكر المرفوع منه فقط، من رواية إسماعيل عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (6673)، وأشرنا إلى هذا هناك. وسيأتي متصلاً أيضاً، من رواية عفان عن حماد بن سلمة عن =

سليمان بن موسى: أن عبد الله بن عمرو كتَب إلى عاملٍ له على أرضٍ له:

_ = ليث عن عمرو بن شعيب (7057)، وأشرنا إليه أيضاً هناك. وقال الحافظ في التلخيص (ص 258): "ورواه الطبراني في الصغير, من حديث الأعمش عن عمرو بن شعيب، ولم يرو الأعمش عن عمرو وغيره". فأصل الحديث المرفوع صحيح لاشك فيه، بما بينا هنا وهناك. وأصل هذه القصة، كتابة عبد الله بن عمرو لعامله، صحيح أيضاً: فقد روى يحيى بن آدم في كتاب الخراج (رقم 340 بتحقيقنا): "حدثنا أبو بكر بن عياش عن شعيب بن شعيب أخي عمرو بن شعيب، عن أخيه عمرو بن شعيب عن سالم مولى عبد الله بن عمرو، قال: أعطوني بفضل الماء من أرضه بالوهط ثلاثين ألفاً، قال: فكتبت إلى عبد الله بن عمرو، فكتب إلي: لا تبعه، ولكن أقم قلدك، ثم اسق الأدنى فالأدنى، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن بيع فضل الماء". ورواه البيهقي في السنن الكبرى (6: 16) بإسناده إلى يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وهذا إسناد متصل جيد، حسن إن لم يكن صحيحاً. فقد ذكرنا هناك، في تعليقنا على الخراج، أنا لم نجد ترجمة لشعيب بن شعيب، وأنه ذكره ابن سعد (5: 180) في أولاد شعيب بن محمَّد ابن عبد الله بن عمرو، ولكني وجدت بعد ذلك ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (2/ 2/ 219)، قال: "شعيب بن شعيب بن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن أخيه عمرو بن شعيب، قاله يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش"، وذكرنا أيضاً أنا لم نجد ترجمة "سالم مولى عبد الله بن عمرو"، ولكني وجدت ترجمته في الكبير أيضاً (2/ 2/ 119 - 120)، قال: "سالم قهرمان عبد الله بن عمرو، ويقال: مولى عبد الله ابن عمرو، القرشي السهمي، عن عبد الله بن عمرو، روى عنه عمرو بن شعيب". فهذان راويان ترجم لهما البخاري فلم يذكر فيهما جرحاً، وأحدهما تابعي، فروايتهما لا تقل عن درجة الحسن. وقوله "أقم قلدك": هو بكسر القاف وسكون اللام، وهو السقي، يقال: "قلدت الزرع، إذا سقيته" قاله ابن الأثير، وقال أيضاً: "أي إذا سقيت أرضك يوم نوبتها فأعط من يليك". وروى أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة، في كتاب الخراج (ص 114 - 115 من طبعة السلفية): "حدثني محمَّد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: كتب غلام لعبد الله بن =

أن لا تَمْنَع فَضْلَ مائك، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من مَنَع فضلَ الماء لِيَمْنَع به فَضْلَ الَكلإ منَعه الله يوم القيامة فَضْلَه". 6723 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرني مالِك أخبرني الثقة عن

_ = عمرو إلى عبد الله بن عمرو: أما بعد، فقد أعطيت بفضل مائي ثلاثين ألفاً بعد ما أروبت زرعي ونخلي وأصلي، فإن رأيت أن أبيعه وأشتري به رقيقاً أستعين بهم في عملك، فعلت؟، فكتب إليه: قد جاءني كتابك، وفهمت ما كتبت به إلي، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من منع فضل ماء ليمنع به فضل كلإ منعه الله فضله يوم القيامة، فإذا جاءك كتابي هذا فاسق نخلك وزرعك وأصلك، وما فضل فاسق جيرانك، الأقرب فالأقرب، والسلام". وهذا إسناد جيد: أبو يوسف القاضي: ثقة صدوق، تكلموا فيه بغير حق، ترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 397) وقال: "تركوه"، وقال في الضعفاء (ص 38): "تركه يحيى وابن مهدي وغيرهما"، وترجمه الذهبي في الميزان (3: 321 - 322) والحافظ في لسان الميزان (6: 300 - 301)، والخطيب في تاريخ بغداد، ترجمة حافلة (14: 242 - 262)، وأعدل ما قيل فيه قول أحمد بن كامل عند الخطيب: "لم يختلف يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني في ثقته في النقل"، وما نقل في لسان الميزان عن ابن عدي، قال: "ليس في أصحاب الرأي أكثر حديثاً منه، إلا أنه يروي عن الضعفاء, مثل الحسن بن عمارة وغيره، وكثيراً ما يخالف أصحابه ويتبع الأثر، وإذا روى عنه ثقة وروى هو عن ثقة، فلا بأس به"، وعن النسائي: "في كتاب الضعفاء, لما ذكر أصحاب أبي حنيفة: أبو يوسف رحمه الله ثقة"، وعن ابن حبان: أنه ذكره في الثقات، وقال: "كان شيخاً متقناً، لم يسلك مسلك صاحبيه إلا في الفروع، وكان يباينهما في الإيمان والقرآن". وابن أبي ليلى: حديثه حسن، كما بينا في (778). وهذا الحديث عند أبي يوسف شاهد جيد لحديث المسند هذا، يدل على أنه رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، مع دلالة حديث يحيى بن آدم على أنه رواه أيضاً عن صاحب القصة، وهو سالم مولى عبد الله بن عمرو. فهذه روايات يؤيد بعضها بعضاً. (6723) إسناده ضعيف، لإبهام "الثقة" الذي رواه عنه مالك، ولكنه في ذاته صحيح، لوروده أيضاً =

عمرو بن شُعَيبْ عن أبيه عن جده، قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن بيع

_ = متصلاً، بمعرفة هذا "الثقة"، كما سيأتي. وهو في الموطأ (609 طبعة فؤاد عبد الباقي): "عن مالك عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب". وذكره ابن عبد البر في التقصي (رقم 786)، وقال: "هكذا قال يحيى عن مالك في هذا الحديث عن الثقة عنده عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده، وتابعه قوم، منهم: ابن عبد الحكم. وقال القعنبي فيه والتنيسي وجماعة عن مالك: أنه بلغه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وسواء قال: عن الثقة عنده، أو: بلغه, لأنه كان لا يأخذ ولا يحدث إلا عن ثقة. وقد تكلم الناس في الثقة عنده في هذا الموضع، على ما قد أوردناه في بابه من كتاب التمهيد". وكذلك رواه أبو داود (3502 - 3: 302 عون المعبود) عن عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك: أنه بلغه عن عمرو بن شعيب". وكذلك رواه ابن ماجة (2: 10) عن هشام بن عمار: "حدثنا مالك بن أنس، قال: بلغني عن عمرو بن شعيب". وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى (5: 342) من طريق ابن وهب، قال: "أخبرني مالك بن أنس، قال: بلغني عن عمرو بن شعيب. ونقل الزرقاني في شرح الموطأ (3: 96 - 97) عن الاستذكار لابن عبد البر: "الأشبه أنه ابن لهيعة. ثم أخرجه [يعني ابن عبد البر]، من طريق ابن وهب عن مالك عن عبد الله بن لهيعة عن عمرو، به". وقد رواه البيهقي أيضاً (5: 343) من طريق أبي أحمد بن عدي الحافظ، من رواية مالك "عن الثقة"، ثم نقل عن ابن عدي قال: "ويقال: إن مالكاً سمع هذا الحديث من ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب. والحديث عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب مشهور". ثم نقل البيهقي رواية ابن عدي إياه من طريق قتيبة بن سعيد: "حدثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب، فذكره". وهذا إسناد صحيح متصل، خلافاً لما زعم البيهقي بعد ذلك أن ابن لهيعة لا يحتج به، وأن "الأصل في هذا الحديث مرسل مالك". وقد جاء من طريق آخر: فذكر الحافظ في لسان الميزان (6: 212) أن الدارقطني رواه في غرائب مالك، من طريق الهيثم بن اليمان: "حدثنا مالك عن عمرو بن الحرث عن عمرو بن شعيب" إلخ، ثم قال: "قال الدارقطني: تفرد به الهيثم بن اليمان عن مالك عن عمرو بن الحارث. وقد رواه حبيب عن مالك عن عبد الله بن عامر الأسلمي. وقيل: عن مالك عن ابن لهيعة. =

العُرْبَانِ.

_ = وهو في الموطأ: عن مالك: أنه بلغه عن عمرو بن شعيب". وإسناد الهيثم بن يمان إسناد جيد، والهيثم ضعفه أبو الفتح الأزدي، ولا عبرة بتضعيفه إذا انفرد به، وقد قال أبو حاتم في الهيثم: "صالح". وعمرو بن الحرث بن يعقوب الأنصاري الذي رواه عنه مالك: ثقة معروف. وأما رواية حبيب، التي أشار إليها الدارقطني، فقد رواها البيهقي (5: 342)، قال بعد رواية الموطأ: "هكذا روى مالك بن أنس هذا الحديث في الموطأ، لم يسم من رواه عنه. ورواه حبيب بن أبي حبيب عن مالك قال: حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمرو بن شعيب، فذكر الحديث". ثم رواه البيهقي بإسناده من طريق المقدام بن داود ابن تليد الرعيني: "حدثنا حبيب بن أبي حبيب، فذكره". وقد رواه أيضاً ابن ماجة (2: 10) عن الفضل بن يعقوب الرخامي: "حدثنا حبيب بن أبي حبيب أبو محمَّد كاتب مالك بن أنس: حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمرو بن شعيب". إلخ. فهذا إسناد ضعيف جداً: حبيب بن أبي حبيب المصري كاتب مالك، ضعيف جداً، بل قد رمي بالوضع، فلا يعبأ به. ثم قد اختلف عليه كما ترى، ففي رواية ابن ماجة أنه رواه عن عبد الله بن عامر الأسلمي مباشرة، وفي رواية البيهقي أنه رواه عن مالك عن عبد الله بن عامر. ورواية ابن ماجة أرجح، بل هي الصواب, لأن راويه عن حبيب، وهو الفضل بن يعقوب الرخامي، ثقة حافظ. وأما رواية البيهقي فإنها من طريق المقدام بن داود الرعيني، وهو ضعيف، كما يتبين من ترجمته في لسان الميزان (6: 84 - 85). والحديث نسبه المجد بن تيمية في المنتقى (2805) للنسائي أيضاً, ولم أجده في سنن النسائي، ولعله في السنن الكبرى. ولذلك لم ينسبه له المنذري (3359) ولا ابن الأثير في جامع الأصول (334). "العربان": بضم العين المهملة وسكون الراء وتخفيف الباء الموحدة وبعد الألف نون، وقد فسره مالك في الموطأ عقب الحديث، قال: "وذلك- فيما نرى والله أعلم- أن يشتري الرجل العبد أو الوليدة، أو يتكارى الدابة، ثم يقول للذي اشترى منه أو تكارى منه: أعطيك ديناراً أو درهماً أو أكثر من ذلك أو أقل، على أني إن أخذت السلعة أو ركبت ما تكاريت منك، فالذي أعطيتك هو من ثمن السلعة أو كراء الدابة، وإن تركت ابتياع السلعة أو كراء الدابة، فما أعطيتك لك باطل بغير شيء". فهو =

6724 - حدثنا أبو النَّضر حدثنا محمَّد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عِنِ جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -أنه قال: "من حَمل علينا السلاح فليسَ مِنَّا ,ولا رصدَ بِطرَيقٍ". 6725 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوراث حدثني أبي حدثنا

_ = المعروف بين الناس إلى الآن باسم "العربون". وقد فسره ابن الأثير في النهاية بنحو ما فسره به مالك، ثم قال: "يقال: أعرب في كذا، وعرب، وعربن. وهو عربان، وعربون [بضم العين وسكون الراء]، وعربون [بفتح العين والراء]. قيل: سمي بذلك إعراباً لعقد البيع، أي إصلاحاً وإزالة فساد، لئلا يملكه غيره باشترائه"، وانظر المعرب للجواليقي بشرحنا (ص 232 - 233)، وقد ذهبنا هناك إلى تضعيف هذا الحديث. ثم استدركنا هنا وتبينا صحته. والحمد لله. وقد رسمت هذه الكلمة في (ح) "العريات" بباء تحتية بدل الباء الموحدة، وبتاء مثناة في آخرها بدل النون، وهو تصحيف ظاهر، صححناه من (ك م) ومن الموطأ وغيره. (6724) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن راشد. والقسم الأول من الحديث، وهو قوله "من حمل علينا السلاح فليس منا"، سبق مراراً من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، آخرها (6381). ولم أجده من حديث ابن عمرو بن العاصي إلا في مسند أحمد، ولم أجده في مجمع الزوائد، ولا وجدت إشارة إليه في أي مرجع مما بين يدي من المراجع. والقسم الثاني منه، وهو قوله "لا رصد بطريق"، لم أجده أصلاً في غير المسند، ولا وجدت إشارة إليه في شيء من الدواوين. والحديث بجزءيه مختصر من روايات مطولة، ستأتي (6742، 7033، 7088). (6725) إسناده صحيح، حبيب: هو المعلم، سبق توثيقه (5416). ورواه أبو داود (2857 - 3: 69 - 70 عون المعبود) بنحوه، من طريق يزيد بن زريع عن حبيب المعلم. ورواه النسائي (2: 196) بنحوه، مختصراً، دون ذكر آنية المجوس، من طريق أبي مالك عُبيد الله ابن الأخنس عن عمرو بن شعيب. وذكر ابن الأثير في جامع الأصول (5000) رواية النسائي فقط، ولم يشر إلى رواية أبي داود، وهو تقصير منه. نقله ابن كثير في التفسير 3: 75 من رواية أبي داود ثم نسبه للنسائي ونسي أن ينسبه للمسند. وقد جاءت هذه =

حبيب عن عمرو عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن أبا ثَعْلَبة الخُشَنِيّ أتَى النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن لي كلاباً مُكلَّبَة، فأفْتنى في صيدها؟، فقال: "إنْ كانت لك كلابٌ مُكلَّبَةٌ فَكُلْ ممَّا أمْسَكَتْ عليك"، فقال: يا رسول الله، ذَكِيُّ وغيرُ ذَكَيّ؟، قال: "ذَكِيّ وغيرُ ذَكِيّ"، قال: وإنْ أكل منه؟، قال: "وإنْ أكل منه"، قال: يا رسول الله، أفْتني في قَوْسِي؟، قال: "كُلْ ما أمْسَكَتْ عليك قَوْسُك"، قال: ذَكيّ وغيرُ ذكيّ؟، قال: "ذكيّ وغير ذكيّ"، قال: وإنْ تَغيبَ عني؟، قال: "وإن تَغيبَ عنك، ما لم يَصلَّ"، يعني يَتغيَّر، "أوْتَجدْ فيه أثَرَ غيرِ سَهمك"، قال: يا رسول الله، أفْتِنَا في آنية المَجوس إذا اضْطُررْنا إليها؟، قال: "إذا اضْطررتم إليها فاغسلوها بالماء واطبخوا فيها". 6726 - حِدثنا عبد الصمد حدثنا هَمَّام حدثنا عباسْ الجَزِري حدثنا عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أيُّما عبدٍ

_ = القصة بنحوها من رواية أبي ثعلبة الخشني نفسه، مطولة ومختصرة، وستأتي في مسنده مراراً (4: 193 - 195 ح)، ورواه الشيخان وغيرهما. انظر المنتقى (4617)، وجامع الأصول (4996، 4997). "المكلبة" بتشديد اللام المفتوحة: اسم مفعول، قال ابن الأثير: "المسلطة على الصيد، المعودة بالاصطياد، التي قد ضربت به. والمكلب، بالكسر: صاحبها، الذي يصطاد بها". "ما لم يصل"، بفتح الياء وتشديد اللام، قال ابن الأثير: "أي ما لم ينتن، يقال: صل اللحم وأصل"، يعني ثلاثياً ورباعيَا. وقد فسر في الحديث بأنه "ما لم يتغير"، والمراد واحد. (6726) إسناده صحيح، على ما في الإسناد من خطأ، أكاد أجزم أنه من الناسخين، كما سيأتي إن شاء الله؛ والحديث مضى مختصراً (6666) من رواية الحجاج بن أرطأة عن عمرو ابن شعيب وأشرنا إلى هذا هناك. والخطأ في الإسناد هو في قوله "حدثنا عباس الجزري"، ثم في قول عبد الله بن أحمد عقب الحديث: "كذا قال عبد الصمد" إلخ. فإن معنى هذا الكلام: أن عبد الصمد بن عبد الوارث روى الحديث عن همام بن يحيى عن "عباس الجزري" عن عمرو بن شعيب، وأن الحديث كان في نسخة الإمام أحمد "عباس الجريري"، فأصلحه الإِمام إلى ما قاله عبد الصمد، فكتب"الجزري" "بدل "الجريري"!. =

كاتَب على مائة أوقية فأدّاها إلا عشرةَ أوَاقٍ فهو عبدٌ، وأَيما عبدٍ كاتب على مائة دينارٍ فأَدّاهاَ إلا عشرةَ دنانير، فهو عبدٌ".

_ = وهذا -عندي- تخليط من الناسخين، أكاد أجزم بذلك. فليس في الرواة الذين في هذه الطبقة من يسمى ب "عباس الجزري"، إلا راوٍ واحد، ترجم له الذهبي في الميزان (مع تحريف كثير في المطبوع) وتبعه الحافظ في لسان الميزان (3: 239) قال: "العباس ابن الحسن الجزري: هو إن شاء الله: الحضرمي"، يعني المترجم قبله، ثم ذكر أن أبا حاتم جزم بأنه هو هو. وهو كما قال، ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 1/ 215): "عباس بن الحسن الجزري الخضرمي، روى عن عبد الرحمن الأعرج" روى عنه داود العطار، ثم ذكر أنه سمع ذلك من أبيه وأنه قال فيه: "مجهول". ثم لم أجد غير ذلك. فلو كان الصحيح في نسخ المسند "عباس الجزري" كما وقع هنا، لترجم له الحسيني ثم الحافظ في التعجيل، ولكنهما لم يفعلا. ثم أسانيد الحديث وطرقه من هذا الوجه، تنفي هذا الخطأ، وتكشف عن الصواب فيه، على غالب الظن، بل يكاد يكون هو اليقين، إن شاء الله. فقد رواه أبو داود (3927 - 4: 31 - 32 عون المعبود) عن محمَّد بن المثنى: "حدثنا عبد الصمد حدثنا عباس الجريري"، وكذلك رواه البيهقي (10: 324) من طريق أبي داود. وكذلك رواه الدارقطني (ص 475) من طريق أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي الحافظ عن عبد الصمد عن همام عن عباس الجريري. ورواه الحاكم (2: 218) من طريق العباس بن محمَّد الدوري عن عمرو بن عاصم الكلابي الحافظ عن همام عن عباس الجريري. وصححه الحاكم والذهبي. ورواه البيهقي (10: 323) عن الحاكم، من هذه الطريق. وقال الدارقطني، بعد روايته التي أشرنا إليها آنفاً: "وقال المقري وعمرو بن عاصم: عن همام عن عباس الجريري". يريد الدارقطني بذلك توكيد صحة رواية "عبد الصمد" التي رواها عنه بإسناده، وأن عبد الله بن يزيد القري وعمرو بن عاصم تابعاه على روايته إياه "عن همام عن عباس الجريري". فهؤلاء ثلاثة ثقات حفاظ، رووه "عن همام عن عباس الجريري": عبد الصمد بن عبد الوراث، وعمرو بن عاصم، وعبد الله بن يزيد المقري، لم تضطرب الرواية عنهم في ذلك ولم تختلف. وهذان حافظان ثقتان: محمَّد بن المثنى، وأحمد بن سعيد الدارمي، روياه عن عبد الصمد "عن همام عن عباس الجريري"، لم يختلفا ولم يضطربا. فما أعجب ما يقول أبو داود عقب روايته =

[قال عبد الله بن أحمد]: كذا قال عبد الصمد: (عباس الجَزَري)، كان

_ = الحديث عن محمَّد بن المثنى، قال: "ليس هو عباس الجريري، قالوا: هو وهم، ولكنه هو شيخ آخر"!!، وهذه الكلمة لأبي داود، ذكر صاحب عون المعبود أنه وجدها في نسخة واحدة مخطوطة من السنن, ولم يجدها في سائر النسخ التي كانت بين يديه، ولم يذكرها المنذري (3773) في اختصاره. ولكني وجدتها ثابتة في مخطوطة الشيخ عابد السندي التي عندي من سنن أبي داود. فأي قيمة لهذا التعليل، إن صح ثبوته عن أبي داود؟، فضلا عن أنه تعليل مبهم مجمل غير مفسر!!، قد يكون له وجه لو انفرد بهذه الرواية محمَّد بن المثنى عن عبد الصمد، أو لو انفرد عبد الصمد بها عن همام. أما وقد تابع محمَّد بن المثنى أحمد بن سعيد الدارمي عن عبد الصمد، وتابع عبد الصمد عمرو ابن عاصم والمقري عن همام- فلا فصواب الرواية في المسند هنا عن عبد الصمد: "حدثنا همام حدثنا عباس الجريري" يقيناً لا شك فيه, لأن هذه هي رواية عبد الصمد الثابتة، وأما ما حكاه عبد الله بن أحمد بعد ذلك، من أنه كان في النسخة "عباس الجريري" إلخ، فإنه خطأ قطعاً، يغلب على الظن أنه من الناسخين. والظاهر- عندي- أن صوابه: "كذا قال عبد الصمد: (عباس الجريري)، كان في النسخة: (عباس الجزري) فأصلحه أبي كما قال عبد الصمد: (الجريري) ". وذلك أني لم أجد ترجمة لراو في هذه الطبقة اسمه "عباس الجزري"، كما بينت آنفاً. بل يحتمل أن يكون الذي كان في النسخة "العلاء الجزري"، فأصلحه الإِمام أحمد إلى ما قال عبد الصمد "عباس الجريري"، وذلك لأن البيهقي روى الحديث أيضاً (10: 323) من طريق عباس بن الفضل عن أبي الوليد الطيالسي "حدثنا همام عن العلاء الجزري عن عمرو بن شعيب". فهذا يحتمل أن يكون الذي وقع في أصل النسخة لأحمد، ثم أصلحه على ما سمع من عبد الصمد. ومع ذلك، فإن هذا "العلاء الجزري" لم أجد له ترجمة إلا في التهذيب وفروعه، ولكن باسم "العلاء الجريري" (8: 194 - 195 من التهذيب)، وضبطه الحافظ في التقريب: "بضم الجيم"، وقال: "مجهول"، ورمز له برمز النسائي فقط، ولم أجد هذا الحديث في سنن النسائي، فلعله في السنن الكبرى. وقد مال الحافظ في التهذيب إلى ترجيح رواية أبي الوليد الطيالسي دون حجة، إلا استناداً إلى كلمة أبي داود التي حكينا، وما هي بحجة ولا شبيهة بها. وأما "عباس الجريري"، فهو: =

في النسخة: (عباس الجُريَرْي)، فأصلحه. أبي كما قال عبدُ الصمد: (الجَزَري). 6727 - حدثنا يحيى بن حَمَّاد حدثنا أبو عَوَانة عن داود بن أبي هند عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال يومَ الفتح: "لا يجوز لامرأة عَطيةٌ إلا بإذن زوجها". 6728 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا داود عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال، مِثْلَه. 6729 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حمَّاد، يعني ابن سَلَمة،

_ = عباس بن فروخ الجريري المصري، وهو ثقة معروف، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. و"فروخ": بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وآخره خاء معجمة. و "الجريري": بضم الجيم وفتح الراء الأولى، نسبة إلى "جرير بن عباد" أخي الحرث بن عباد من بني بكر بن وائل. (6727) إسناده صحيح، وهو قطعة من الحديث (6681)، وقد خرجناه هناك، ونزيد هنا أنه رواه أيضاً الحاكم (2: 47) من طريق حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند وحبيب المعلم عن عمرو بن شعيب، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قوله "لامرأة"، في ح "لمرأة"، وأْثبتنا ما في ك م. (6728) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (6729) إسناده صحيح، وسيأتي نحوه بشيء من الاختصار (7037) من حديث يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحق. وهو في سيرة ابن هشام (877 - 878 طبعة أوربة، 4: 134 - 136 طبعة الشيخ محيى الدين)، من حديث ابن إسحق "فحدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو"، فذكره بنحوه، مع شيء من الزيادة وشيء من الاختصار. وكذلك رواه الطبري في التاريخ (3: 134 - 136) من طريق ابن إسحق، كنحو رواية سيرة ابن هشام. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (6: 336 - 337) كاملا، من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحق "حدثني عمرو بن =

حدثنا محمَّد بن إسحق عن عمرو بن شُعَيب عنِ أبيه عن جده، قال: شَهدتُ رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنينٍ، وجاءته وفود هَوَازِن، فقالوا: يا محمَّد، إنّا أصلٌ وعشيرة، فَمُنَّ علينا، مَن اللهُ عليك، فإنه قد نزَل بنا من البلاء ما لا يَخْفى عليك، فقال: "اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم"، قالوا: خيَّرْتَنَا بين أحْسابنا وأموالنا، نختارُ أبناءنا، فقاَل: "أمَّا مَاَ كان ليَ ولبني عبد المطَّلب فهو لكم، فإذا صليْتُ الظُّهْر فقولوا: إنَّا نستشفع برسول الله -صلي الله عليه وسلم - على المؤمنين، وبالمؤمنين على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، في نسائنا وأبنائنا"، قال: ففعلوا، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أما ما كان لي ولبني عبدَ المطَّلب فهو لكم"، وقال المهاِجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وقالت الأنصارُ مثلَ ذلك، وقال عيينة بن بَدْر: أمَّا ما كان لي ولبني فَزَارَةَ فلا، وقال الأقْرَع بن حَابسٍ: أمَّا أنا وبنو تَميم فلاً، وقال عبّاس بن مرْدَاسٍ: أما أنا وبنو سُلَيم فلا، فقاَل الحَيَّان: كَذَبْتَ!، بل هو لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، َ فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس، رُدُّو! عليهمِ نساءهم وأبناءهم فمن تَمَسَّك بشيء من الفَىْء فله علينا ستَّةُ فرائض من أول شيء يُفِيئُهُ اللهُ علينا"، ثم ركب رِاحلتَه، وتعلَّق به الناسُ، يقوَلون: اقْسمْ عيينا فيأنا بيننا، حتى ألْجَؤُوه إلى سَمُرة فخَطَفَتْ ردَاءه، فقاِلِ: "يا أيها الناَس، رُدُّوا عليّ رِدائي، فوالله لو كان لكم بِعَدَدِ شجرِ تِهامةَ نعمٌ

_ = شعيب". وروى أبو داود آخره، من أول قوله "ردوا عليهم نساءهم"، مع شيء من الاختصار، (2694 - 3: 15 عون المعبود) من طريق حماد عن ابن إسحق. ورواه النسائي (2: 133)، ثم روى قطعة منه (2: 178)، من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 187 - 188)، وذكر أنه "رواه أبو داود باختصار كثير"، ثم قال: "رواه أحمد، ورجال أحد إسناديه ثقات". وهذا صنيع غير جيد، يوهم أن أحد الإسنادين فيه مطعن، في حين أن إسناديه في المسند، هذا وإسناد (7037)، كلاهما رجاله ثقات.

لقَسَمْتُه بينكم، ثم لا تُلْفُوني بَخِيلا ولا جَبَاناً ولا كَذوباً"، ثم دَنَا من

_ = وذكره ابن كثير في التاريخ (4: 352 - 354) من رواية ابن إسحق، بأطول مما هنا ومما في سيرة ابن هشام. ويظهر لي أنه نقله من سيرة ابن إسحق مباشرة. وقول الوفود "إنا أجل وعشيرة": وذلك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - استرضع في بني سعد بن بكر ابن هوزان، أمه - صلى الله عليه وسلم - من الرضاع: حليمة السعدية بنت عبد الله بن الحرث، وزوجها: الحرث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي. انظر الإصابة (8: 52 - 53، و 1: 296)، وجمهرة الإنساب لابن حزم (ص 253). وقوله "ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم"، في نسخة بهامش م "وأولادهم". ووقع في مجمع الزوائد "وأموالهم" بدل "وأبناءهم"، وهو خطأ مطبعي واضح. وقوله "إلى سمرة"، هي بفتح السين والراء وبينهما ميم مضمومة، وهي ضرب من شجر الطلح له شوك. وقوله "ثم لا تلفوني"، هو بضم التاء وبالفاء، كما ضبط في ك، أبي لا تجدوني. ووقع في ح ومجمع الزوائد "تلقوني" بالقاف، وهو تصحيف مطبعي، ويؤيد ما ذكرنا روايتا البيهقي وتاريخ ابن كثير "ثم ما ألفيتموني". وقوله "ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس"، هذا هو الصواب الذي يستقيم به الكلام، وهو الموافق لما في مجمع الزوائد لفظاً، وهو قريب معنى لما في سائر الروايات. ووقع محرفاً في الأصول هنا، وأقربها إلى الصواب ما في ك: "من هذا الفيء وهذه إلا الخمس"!!. وفي ح "من هذا الفيء هؤلاء هذه إلا الخمس"!، وفي "من هذا الفيء هذه الخمس"!!، وكله تخليط لا معنى له. ورواية أبي داود: ليس لي من هذا الفيء شيء ولا هذا، ورفع إصبعيه، إلا الخمس". والنسائي: "ليس لي من الفيء شيء ولا هذه إلا الخمس". والطبري: "ليس لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس". والبيهقي وابن كثير: "والله ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس". و"الخياط" بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الياء: هو الخيط. و"المخيط" بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء: هو الإبرة. ووقع في مجمع الزوائد بينهما كلمة "والمخياط"!، وهي زيادة لا معنى لها, ولا أثرلها في شيء من الروايات. وقوله "يوم القيامة" ثبن في ك مؤخراً بعد قوله "وشناراً" و"الشنار" بنخفيف النون: العيب =

بعيره، فأخَذَ وَبَرَةً من سَنَامِه فجعلها بين أصابعه السَّبّابة والوُسْطَى، ثم رفعها، فقال: "يا أيها الناس، ليس ليِ من هذا الفيء ولا هذه، إلا الخُمُس، والخُمُسُ مردودٌ عليكم، فرُدُّوا الخياطَ والْمخْيَطَ، فإن الغُلُوِلِ يكونُ على أهله يومَ القيامة عاراً، وناراً وِشَنَاراً"، فَقامِ رِجلَ معه كُبَّةٌ من شَعَر، فقال: إني أَخذتُ هذه أُصلِحُ بها بَرْدعَةَ بعيرٍ لي دبِر، قال: "أمَّا مَا كان ليِ ولبني عبد المطلب فهِوِ لك"، فقال الرجل: يا رسول الله، أمَّا إذْ بَلَغَتْ ما أرى فلا أرَب لي بها، ونبذها. 6730 - حدثنا عبد الصمد عن عبد الله بن المبارك حدثنا أُسامة بن

_ = والعار. و"الكبة من الشعر" بضم الكاف وتشديد الباء الموحدة: ما جمع منه، و"البردعة" بالدال المهملة: هي الحلس الذي يلقى تحت الرحل، وهي معروفة , وقد ثبت هنا في الأصول ومجمع الزوائد بالمهملة، وقد يتوهم كثير من الناس أنها خطأ، لاشتهارها على ألسنتهم بالذال المعجمة، ولكنها صحيحة بكلتيهما، قال شمر: "هي البرذعة والبردعة، بالذال والدال" وانظر اللسان (9: 355). وقوله "دبر": يجوز أن يكون فعلا ماضياً، بفتح الدال وكسر الباء الموحدة، يقال: "دبر البعير، بكسر الباء، يدبر، بفتحها، دبراً، بفتحتين"، فتكون الراء مبنية على الفتح. ويجوز أن يكون اسماً، بفتح الدال وكسر الباء، مع كسر الراء منونة، صفة للبعير، يقال "دبر البعير فهو دبر"، أي أصابته "الدبرة" بفتح الدال والباء والراء، وهي قرحة تكون في ظهره. (6730) إسناده صحيح، ورواه أبو داود الطيالسي (2264) عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، وزاد: "أو عند أفنيتهم. شك أبو داود"، يعني أنه شك في لفظ "مياههم" أو "أفنيتهم". ورواه ابن ماجة (1: 284) من طريق محمَّد بن الفضل السدوسي عن ابن المبارك. ولكن وقع فيه خطأ في الإسناد، الراجح عندي أنه خطأ مطبعي: قال: "حدثنا ابن المبارك عن أسامة بن زيد عن أبيه عن ابن عمر"!، وهذا خطأ يقيناً، الظاهر أن أصله كان هكذا: "حدثنا ابن المبارك عن أسامة بن زيد [عن عمرو بن شعيب]، عن أبيه [عن ابن عمرو]. وذلك السيوطي ذكر الحديث في زوائد الجامع الصغير (2: 22 من الفتح ْالكبير) ونسبه لأحمد وابن ماجة عن ابن عمرو. ثم لم يذكره البوصيري في زوائد ابن =

زيد عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "تؤخذ صدقات المسلمين على مِيَاهِهِمْ". 6731 - حدثنا زكريا بن عَديّ حدثنا عُبيد الله عن عبد الكريم عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جدهَ: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إني أعطيتُ أُمِّي حديِقِةً حياتَها، وإنهِا ماتتْ فلم تَتْرُكْ وارثاً غيري؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "وَجَبَتْ صدقُتك، ورَجَعتْ إليك حديقتُك". 6732 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد

_ = ماجة، ولو كان من حديث ابن عمر بن الخطاب لذكره إن شاء الله, لأن هذا المعنى لم يروه أحد من أصحاب الكتب الخمسة من حديثه. بل رواه أبو داود بمعناه من حديث ابن عمرو بن العاصي، كما أشرنا إلى ذلك في شرح (6692)، فإن هناك ضمن حديث طويل، بلفظ: "ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في ديارهم"، وهذا عند أبي داود (1591) من رواية ابن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "لا جلب ولا جنب، ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم. وقد ذكره المجد في المنتقى (2032) ونسبه لأحمد فقط، ثم ذكره (2033) باللفظ الآخر، ونسبه لأحمد وأبي داود. ووقع في المنتقى خطأ مطبعي أيضاً، يجعله من حديث "ابن عمر"، وصوابه "ابن عمرو"، كما في نيل الأوطار (4: 221)، وكما في مخطوطة المنتقى الصحيحة التي عندي. وسيأتي معناه ضمن الحديثين (7012، 7024). (6731) إسناده صحيح، عُبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، سبق توثيقه (1359). عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري: والحديث رواه ابن ماجة (2: 38) من طريق عبد الله بن جعفر عن عُبيد الله، بهذا الإسناد. ونقل شارحه عن زوائد البوصيري قال: " إسناده صحيح عند من يحتج بحديث عمرو بن شعيب". وذكره الهيثمي بنحوه مرتين في مجمع الزوائد (6: 166، 232)، وقال في كلتيهما: "رواه البزار، وإسناده حسن". وانظر (6616). وقد أشرنا إلى هذا هناك. (6732) إسناده صحيح، ورواه أبو داود (3273 - 3: 243 عون المعبود) عن أحمد بن عبدة =

عن عبد الرحمن بن الحرث عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا نَذْرَ إلا فيما ابْتُغِيَ به وجهُ الله عز وجل، ولا يمين في قطيعة رَحِمٍ". 6733 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد

_ = الضبي عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحرث عن أبيه عن عمرو بن شعيب. وانظر (6714) والمنتقى (4890، 4898). (6733) إسناده صحيح، ورواه أبو داود (4943 - 4: 441 عون المعبود)، والحاكم (1: 62)، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن عامر عن عبد الله ابن عمرو. قال الحاكم: "حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الله بن عامر اليحصبي، ولم يخرجاه. وشاهده الحديث المعروف، من حديث محمَّد بن إسحق وغيره عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده". ووافقه الذهبي. ولكن أبو داود لم يسم "عبد الله بن عامر"، بل قال في روايته "عن ابن عامر". فاضطربت أقوالهم فيه دون دليل. وزادهم اضطراباً أن البخاري رواه في الأدب المفرد (ص 53) عن علي بن المديني عن "سفيان عن ابن جُريج عن عُبيد الله بن عامر"، ثم رواه عن محمَّد بن سلام عن "سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح سمع عُبيد الله بن عامر". فالظاهر عندي أنه وقع تحريف في نسخ الأدب المفرد في الإسنادين، وأن صوابهما "عبد الله بن عامر"، وأنه وقع تحريف في الإسناد الأول بذكر "ابن جُريج" وأن صوابه "ابن أبي نجيح" لأن الحديث سيأتي من رواية الإِمام أحمد (7073) عن ابن المديني: "حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح عن عبد الله بن عامر". ورواية أحمد صريحة في أنه "عبد الله بن عامر"، وأيدها وأبان عن صحتها جزم الحاكم بأنه "عبد الله بن عامر اليحصبي"، ثم موافقة الذهبي إياه على ذلك. وانظر بعد ذلك نوعاً من اضطرابهم في هذا في التهذيب (6: 202 - 203) في ترجمتي "عبد الرحمن بن عامر المكي" و "عبد الرحمن بن عامر اليحصبي" تر عجباً!!. وأما رواية ابن إسحق، التي أشار إليها الحاكم، فستأتي (6935)، ورواها البخاري في الأدب المفرد (ص 53)، والترمذي =

عن عبد الرحمن بن الحرث عِن عمِروِ بن شُعَيب عِن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليس منَّا من لم يَرْحَمْ صغيرَنا، ويعْرِفْ حَقَّ كبيرِنا". 6734 - حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد، يعني ابن الهَادِ، عن عمرو بن شُعَيب عن أبِيِه عن جِدِه، قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكَسَل، والهَرَم، والمَغْرَم، والمأَثَم، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدَّجَّال، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار". 6735 - حدثنا يونس وأبو سَلمِة الخُزَاعي قالا حدثنا ليث عن يزيد، يعني ابنَ الهَاد، عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، أنه سمع

_ = (3: 122)، كلهم من طريق ابن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، به مرفوعاً. قال الترمذي: "حديث محمَّد بن إسحق عن عمرو بن شعيب حديث حسن صحيح". وانظر (2329). (6734) إسناده صحيح، ليث: هو ابن سعد. والحديث رواه النسائي (2: 317) من طريق شعيب بن الليث عن أبيه، به. وسيأتي مرة أخرى (6749). وانظر (2839). "المغرم": الغرم، وهو الدين، وقد فسر في حديث عائشة بنحوه عند الشيخين وأبي داود: "فقال قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟، فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف". انظر المنذري (843). و"المأثم"، قال ابن الأثير: "الأمر الذي يأثم به الإنسان. أو هو الإثم نفسه، وضعاً للمصدر موضع الأسم". (6735) إسناده صحيح، ورواه البخاري في الأدب المفرد (ص 42) عن عبد الله بن صالح. والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 5) من طريق يونس بن محمَّد، كلاهما عن الليث، به. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3: 258)، وقال: "رواه أحمد وابن حبان في صحيحه". وكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8: 21) وقال: "رواه أحمد، وإسناده جيد". وسيأتي (7035) عن يعقوب بن إبراهيم عن إبيه عن يزيد بن الهاد. وانظر (6054، 6648، 6649).

النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ألا أُخبركم بأحَبّكم إليَّ وأقْرَبكُمْ منِّي مجلساً يومَ القيامة؟ "، فسَكَت القوم، فأعادها مرتين أو ثلاَثاً، قَال القوم: نعم يا رسول الله، قال: "أحْسَنُكم خُلُقاً". 6736 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا خَليفة بن خَيَّاط حدثنِي عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من حَلَف على يمينٍ فرأى غيرَها خيراً منها، فتَرْكُها كَفَّارَتُها". 6737 - حدثنا عبد الله بن الحرث المكي حدثني الأسلمي، يعنِي عبدَ الله بن عامر، عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: عَقَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الغلام شاتين، وعن الجارية شاةً.

_ (6736) إسناده صحيح، خليفة بن خياط: سبق توثيقه (6690)، ونزيد هنا أنه ذكره ابن حبان في الثقات (2: 146 من المخطوطة المصورة عندنا)، قال: "خليفة بن خياط العصفري، كنيته: أبو هبيرة، من أهل البصرة، سمع حميداً الطويل، وكان راوياً لعمرو بن شعيب، روى عنه أبو الوليد الطيالسي، مات سنة سنتين ومائة. وهو جد خليفة بن خياط، شباب العصفري". والحديث رواه داود الطيالسي (2229): "حدثنا خليفة الخياط، ويكنى أبا هبيرة عن عمرو بن شعيب"، بهذا الإسناد، بنحوه. ورواه ابن ماجة (1: 331) من طريق عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن عُبيد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب، وهذا إسناد جيد، على الرغم من كلامهم في عون بن عمارة البصري، فقد ترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/ 18) فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء, وقد نقلوا كلاماً فيه عن البخاري، لا أدري من أين؟، وروى أبو داود (3274 - 3: 243 - 244 عون المعبود) نحو معناه، ضمن حديث من رواية عُبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب. (6737) إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي من قبل حفظه، كما بينا في شرح (6661). ومعناه صحيح، مختصر من معنى (6713).

6738 - حدثنا محمَّد بن عبد الله بن الزُّبَير حدثنا أَبَانُ، يعني ابن عبد الله عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل مُسْكرٍ حرام". 6739 - حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لَهِيعة عن يزيدَ بن أبي حَبيب عن قيصَرَ التَّجيبي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: كنَّا عند النبَي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء شابٌ فَقال: يا رسول الله، أُقَبِّلُ وأنا صائِمِ؟، قال: "لا"، فجاء شيخٌ فقال: أُقبِّلُ وأنا صائم؟، قال: "نعم"، قال؟ فنَظر بعضُنا إلى بعض، فِقالِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "قد عَلِمْتُ لِمَ نَظرَ بعضكم إلى بعْضٍ، إن الشيخ يَمْلِك نفسه".

_ (6738) إسناده صحيح، أبان بن عبد الله: هو البجلي الأحمسي، سبق نوثيقه (667)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/453). والحديث مختصر (6478، 6591) من وجه آخر عن ابن عمرو. وانظر (6558، 6674). (6739) إسناده صحيح، قيصر التجيبي: تابعي مصري ثقة، وثقه ابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/ 204 - 205) باسم "قيصر" فقط دون نسبة، ولم يذكر فيه جرحاً، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/ 149) باسم "قيصر من أهل مصر"، وروى عن أبيه أبي حاتم قال: "لا بأس به"، وترجمه الحافظ في التعجيل (346 - 347) وقال: "ذكره ابن يونس فقال: قيصر بن أبي غزية مولى تجيب"، وقال ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 265): "وقيصر مولى تجيب: هو قيصر بن أبي بحرية"، وهكذا وقع التصحيف في واحد منهما: التعجيل أو فتوح مصر، فرسم "غزية" يقارب رسم "بحرية"، ولم أستطع ترجيح أحدهما من مصدرآخر. وترجمه السيوطي في حسن المحاضرة (1: 145) باسم "قيصر التجيبي المصري". والحديث رواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 265) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، ولكن فيه اسم الصحابي عبد الله بن عمر"، وقال ابن عبد الحكم عقب روايته: "وخالف أسد بن موسى في هذا الحديث، فقال: عبد الله بن عمرو، والله أعلم. قال =

6740 - حدثنا حسن حدثنِا حَمَّاد بن سَلَمة عن ثابت البُنَاني وداودَ بن أبي هند عن عمرو بن شُعَيب عنِ أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مائتي مرة في يوم، لم يَسْبقْه أحدٌ كان قبلَه، ولا يُدركُه أحدٌ بعدَه، إلا بأفْضَلَ من عمله". 6741 - حدثنا عبد الرزَّاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن عمرو بن

_ = عبد الرحمن بن عبد الحكم: وكأني رأيت المصريين يقولون: هو ابن عمر". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 166)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه كلام". ولكن وقع اسم الصحابي فيه "عبد الله بن عمر". وعندي أن هذا خطأ ناسخ أو طابع يقيناً، إذ نسب الحديث للمسند، وهو في المسند- كما ترى- في حديث "عبد الله بن عمرو بن العاص" ,فلو كان عند الطبراني غير ما في المسند، لذكره على أنه حديث آخر، لتغاير الصحابي، كما هو بديهي. وأشار ابن حزم في المحلى (6: 208) إلى هذا الحديث، فضعفة بابن لهيعة، كعادته، وبأن في إسناده "قيس مولى تجيب، وهو مجهول لا يُدرى من هو"!، وهكذا وقع اسم "قيصر" في المحلى محرفاً إلى "قيس"!، ويظهر لي أنه خطأ في نسخ المحلى قديم، إن لم يكن خطأ من ابن حزم أو في الرواية التي وقعت له، لأن الحافظ ابن حجر قلده في لسان الميزان (4: 480) دون بحث أو تحقيق، فقال: "قيس مولى تجيب، قال ابن حزم في المحلى: مجهول"!، ولم يذكره الذهبي في الميزان. وانظر ما مضى في مسند عمر بن الخطاب (138، 372)، وفي مسند ابن عباس (2241، 3391، 3392). (6740) إسناده صحيح، وقد روى ثابت البناني هنا عن عمرو بن شعيب، وهو أكبر منه، كما نص على ذلك في التهذيب. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 86)، ونسبه لأحمد والطبراني، وقال: "ورجال أحمد ثقات، وفي رجال الطبراني من لم أعرفه". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2: 258) وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد، والطبراني". (6741) إسناده صحيح، وهو مختصر في معناه من (6702)، وقد أشرنا إليه هناك، وأنه رواه =

شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: سمع النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - قوماً يَتَدَارَؤُن فقال: "إنِمِا هَلَك مَنْ كان قبلَكم بهذا، ضَرَبُوا كتاب الله بعضَه ببعض، وإنما نزل كتابُ الله يُصَدِّقُ بعضُه بعضُه بعضاً، فلا تُكَذِّبُوا بعضَه ببعضٍ، فما عَلِمْتُم منه فقولوا، وما جَهِلتم فكلوه إلى عَالِمِه". 6742 - حدثنا عبد الصمد حدثنا محمَّد بن راشد حدثنا سليمان عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عِنِ جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حَمَل علينا السلاح فليس مناً, ولا رَصد بطريق، ومن قُتل على غير ذلك فهو شبْهُ العَمْد، وعَقْلهُ مُغَلَّظٌ، ولا يُقْتَلُ صاحبُه، وهو كالشهر الحرام، للحُرْمَة والجِوَارِ". 6743 - حدثنا عبد الصمد وحسين بن محمَّد قالا حدثنا محمَّد ابن راشِد عن سليمان بن موسى، قال حسين في حديثه: قال حدثنا عمرو ابن شُعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "بن قُتل خطأ فديتُه مائة من الإبل، ثلاثون بناتُ مَخَاض، وثلاثون بناتُ لَبُونٍ، ثلاثون حِقَّةٌ، وعَشْرٌ بنو لَبون ذُكُور". 6744 - حدثنا حسن حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا بكر بن سَوَادَةَ عن

_ = البخاري في كتاب خلق الأفعال (ص 78). ونقله ابن كثير في التفسير (2: 101 - 102) عن هذا الموضع، ولكن سقط من أول إسناده "حدثنا عبد الرزاق"، وهو خطأ مطبعي واضح. ونقله السيوطي في الدر المنثور (2: 6) ونسبه لأحمد فقط. وقوله "يتدارؤن": أي يتدافعون ويختلفون. (6742) إسناده صحيح، وهو مطول (6718، 6724). وانظر (7033، 7088). (6743) إسناده صحيح، وهو مكرر (6633)، ومطول (6719). (6744) إسناده صحيح، وهو مكرر (6595).

عبد الرحمن بن جُبَير أن عبد الله بن عمرو حدَّثه: أن نفرِاً من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عُمَيسٍ، فدخل أبو بكر، وهي تحته يومئذ، فرآهم، فكَرِه ذلك، فذكر ذلك لرسول الله-صلي الله عليه وسلم-، وقال: لَم أر إلا خيراً، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله قد برَّأها من ذلك"، ثمِ قام رسول الله-صلي الله عليه وسلم- على المنبر فقال: "لا يدخلْ رجلٌ بعد يومي هذا على مُغِيبةٍ، إلا ومعه رجلٌ أو اثنان". 6745 - حدثنا إسماعيل بن محمَّد، يعني أبا إبراهيم المُعَقِّب،

_ (6745) إسناده صحيح، مروان: هو ابن معاوية الفزاري، سبق توثيقه (873)، ونزيد هنا قول أحمد: "ثبت حافظ"، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/ 372)، وهو من كبار شيوخ أحمد، ولكنه روى عنه هنا بواسطة أبي إبراهيم المعقب. الحسن بن عمرو الفقيمي: سبق توثيقه (1833)، ونزيد هنا أنه ذكره ابن حبان في الثقات (2: 116 - 117)، "الفقيمي"، بضم الفاء: نسبة إلى "بني فقيم"، بطن من تميم. "جنادة بن أبي أمية": أشرنا في شرح (6592) إلى أن لهم ثلاث تراجم في هذا الاسم، والظاهر الراجح عندي ما ذكره ابن سعد في الطبقات (7/ 2/ 151) أنه تابعي قديم، قال: "جنادة بن أبي أمية الأزدي، لقي أبا بكر وعمر ومعاذاً وحفظ عنهم، وكان ثقة صاحب غزو، قال محمَّد بن عمر: توفي في سنة 80 في خلافة عبد الملك بن مروان". وفي التهذيب: "وقيل مات سنة 86". وأما الصحابي فهو "جنادة الأزدي"، ترجمه ابن سعد أيضاً (7/ 2/ 194)، وسماه بعضهم "جنادة بن مالك". والحديث رواه البخاري (6: 193 - 194 و 12: 229) من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن ماجة (2: 79) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، به. فقال الحافظ في الموضع الثاني (12: 229): "هكذا في جميع الطرق بالعنعنة، وقد وقع في رواية مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو. فزاد فيه رجلاً بين مجاهد وعبد الله، أخرجه النسائي وابن أبي عاصم من طريقه. وجزم أبو بكر البرديجي في كتابه في بيان المرسل أن مجاهداً لم يسمع من عبد الله بن عمرو". وقال في الموضع الأول (6: 194): "كذا =

حدثنا مروان حدثنا الحسن بن عَمْرو الفُقَيْمي عن جُنادَة بن أبي أمية عن

_ = قال عبد الواحد عن الحسن بن عمرو، وتابعه أبو معاوية عند ابن ماجة، وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي عند الإسماعيلي، فهؤلاء ثلاثة رووه هكذا "يعني عن الحسن الفقيمي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو]. وخالفهم مروان بن معاوية، فرواه عن الحسن بن عمرو، فزاد فيه رجلاً بين مجاهد وعبد الله بن عمرو، وهو جنادة بن أبي أمية، أخرجه من طريقه النسائي. ورجح الدارقطني رواية مروان لأجل هذه الزيادة. لكن سماع مجاهد من عبد الله بن عمرو ثابت، وليس بمدلس، فيحتمل أن يكون مجاهد سمعه أولا من جنادة، ثم لقي عبد الله بن عمرو، أو سمعاه معاً وثبته فيه جنادة، فحدث به عن عبد الله بن عمرو تارة، وحدث به عن جنادة أخرى". هكذا قال الحافظ، ولقد يكون تحقيقاً جيداً لولا أن يعكر عليه رواية المسند هنا. فإن أحمد رواه- كما ترى- من طريق مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو عن جنادة عن عبد الله بن عمرو، ليس فيه ذكر لمجاهد أصلاً. وهذا هو الثابت في الأصول الثلاثة للمسند هنا. ورواية النسائي التي أشار إليها الحافظ في الموضعين، هي في السنن (2: 242 طبعة مصر- وص 715 من طبعة الهند)، رواها عن دحيم "قال: حدثنا هرون قال: حدثنا الحسن، وهو ابن عمرو، عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو". وقد ثبت اسم الراوي عن الحسن "هرون"، هكذا واضحاً في طبعة مصر، وفي المخطوطتين اللتين عندي من سنن النسائي، وإحداهما نسخة العلامة الشيخ عابد السندي، بل رسم في طبعة الهند "هارون" بالألف. ولكن كلام الحافظ يدلنا على أنه "مروان"، وهي ترسم في المخطوطات القديمة "مرون" دون ألف، تصحفت في الخطوط المتأخرة إلى "هرون"، ثم زادت طبعة الهند التصحيف توكيداً، فرسمته "هارون"!، وهو "مروان" يقيناً، أو بما يقرب من اليقين, لأن دحيماً الحافظ شيخ النسائي معروف بالرواية عن مروان بن معاوية الفزاري، ولأني لم أجد فيمن يسمى "هرون" من هذه الطبقة من روى عن الحسن بن عمرو أو روى عنه دحيم. فهذا خطأ من الناسخين ثبت بيقين أنه خطأ، بدلالة رواية المسند هنا, وبدلالة كلام الحافظ، وبقرائن الرواة والطبقات. فلعله وقع في نسخ النسائي خطأ آخر قديم، تدل عليه رواية المسند، أن يكون أجل ما في رواية النسائي "حدثنا الحسن، وهو ابن عمرو، عن مجاهد، وعن جنادة بن أبي أمية"، فيكون الحسن الفقيمي روى الحديث =

عِبدالله بنِ عمرو، قال: قال رسولِ الله: "من قَتَل قتيلاً من أهل الذمة لم يرَحْ رائحة الجنة، وإن رِيحَّها لَيُوجَدُ من مسيرة أربعين عاماً". 6746 - حدثنا الحسين حدثنيِ ابن أبي الزِّناد عن عبد الرحمن، يعني ابنَ الحرثِ، أخبرني عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أنه سمِع رجلاً من مُزينةَ سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ماذا تقول، يا رسول الله، في ضَالَّة الإبل؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما لَكَ ولَها؟، معها حذَاؤها وسقاؤها"، قال: فضالَّةُ الغَنَم؟، قال: "لك أو لأخيك أو للذِّئب"، قَال: فَمنْ أخذها من

_ = عن شيخين من التابعين: مجاهد، وجنادة، فسقط حرف الواو من بعض الناسخين القدماء، فصارا "عن مجاهد عن جنادة"، ووكد هذا الخطأ عندهم أن مجاهداً صحب جنادة بن أبي أمية في الغزو، فقد روى البخاري في الكبير (1/ 2/ 231) بإسناده عن ابن عون عن مجاهد: كان جنادة علينا في البحر ست سنين، فخطبنا يوماً"، وروى نحو ذلك في الصغير (ص 70)، فتوهم من توهم أن جنادة في هذا الإسناد شيخ مجاهد، لا زميله في الرواية عن عبد الله بن عمرو. هذا احتمال قريب عندي، ولكني لا أستطيع أن أجزم به، إلا أن أجد دليلاً آخر يؤيده. وأسأل الله التوفيق. وقوله "لم يرح"، بفتح الياء والراء: قال ابن الأثير: "أي لم يشم ريحها. يقال: راح يريح، وراح يراح، وأراح يريح، إذا وجد رائحة الشيء. والثلاثة قد روي بها الحديث". والرواية في البخاري بالوجه الأول، وهو الذي رجحه الحافظ. (6746) إسناده صحيح، حسين، شيخ أحمد: هو ابن محمَّد المروذي. والحديث مكرر (6683) بنحوه، وقد أشرنا إليه هناك. "الحفش" بكسر الحاء المهملة وسكون الفاء وآخره شين معجمة: البيت الصغير الحقير. وقد فسره أحد الرواة هنا بأنه "المظال"، وهي بفتح الميم والظاء المعجمة وتشديد اللام: جمع "مظلة"، بفتح الميم وكسرها مع فتح الظاء، وهي الخباء أو البيت، يكون صغيراً أو كبيراً، والمراد به الأماكن التي تجعل للغنم ونحوها وقاية من الشمس أو المطر أو نحو ذلك. "الآرام": قال ابن الأثير: "الأعلام، وهي حجارة تجمع وتنصب في المفازة يهتدي بها، واحدها: إرم، كعنب. وكان من عادة الجاهلية أنهم إذا وجدوا شيخ في طريقهم لا =

مَرْتَعها؟، قال: "عُوقب وغُرّم مثْلَ ثمنها، ومن اسْتَطْلَقَها من عِقَالٍ، أو اسْتَخْرَجَها من حِفْشٍ"، وهي المَظَالُّ، "فعليه القَطْعُ"، قال: يا رسول الله، فالثَّمَرُ يصَاب في أكمامه؟، فقال رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس على آكلٍ سبيل، فمن اتَّخَذَ خُبْنَةً غُرِّم مثلَ ثَمَنها وعُوقب، ومن أخذ شيئاً منها بعد أن أوى إلى مرْبَدٍ أو كَسَر عَنها باباً، فبَلغِ ما يأخَذُ ثَمَنَ المجَنِّ، فعليه القَطْعُ"، قال: يا رسولَ الله، فالكنزُ نَجدُه في الخرِب وفي الآرَام؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟ "فيه وفي الرِّكاز الخُمُسُ". 6747 - حدثنا عبد الوهاب الخَفَّاف حدثنا حسين حدثني عمرو ابن شُعَيب عن أبيه عن جده: أن رجلاً سأل النبي -صلي الله عليه وسلم -فقال: ليس ليِ مالٌ، ولىِ يتيمِ؟، فقال: "كُلْ بن مال يتيمك غيرَ مُسْرِفٍ"، أو قال: "ولا تفْدِي مَاَلكَ بمالِهِ"، شَكَّ حُسَيْنٌ. 6748 - حدثنا حسين بن محمَّد حدثنا مسلم، يعني ابن خالد،

_ = يمكنهم استصحابه، تركوا عليه حجارة يعرفونه بها، حتى إذا عادوا أخذوه". (6747) إسناده صحيح، حسين، الراوي عن عمرو بن شعيب: هو حسين بن ذكوان المعلم. والحديث رواه أبو داود (2872 - 3: 74 عون المعبود)، والنسائي (2: 131)، وابن ماجة (2: 83)، كلهم من طريق حسين المعلم، بنحوه. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (6: 284) من طريق أبي داود. ووقع في نسخ النسائي "حصين" بالصاد، إلا في نسخة بهامش طبعة الهند، فإنها على الصواب "حسين" بالسين. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس (3002). (6748) إسناده ضعيف، لضعف مسلم بن خالد الزنجي، كما بينا في (402). ولكن الحديث في ذاته صحيح، لما سنذكر من تخريجه إن شاء الله. والحديث سيأتي (7007) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن حرملة. وكذلك رواه مالك في الموطأ (978) عن عبد الرحمن بن حرملة. ورواه أبو داود (2607 - 2: 340 عون المعبود)، والترمذي (3: 21)، كلاهما من طريق مالك. ورواه الحاكم في المستدرك (2: 102) من طريق ابن أبي فديك عن ابن حرملة، وحسنه الترمذي، وقال الحاكم: =

عن عبد الرحمن، يعني ابن حَرْمَلَة، عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الراكبُ شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثةُ رَكْبٌ". 6749 - حدثنا الخزاعي، يعني أِبا سَلَمَة، قال حدثنا ليث عن يزيد، يعني ابن الهَاد، عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكَسَل، والهَرَم والمأثَم، والمَغْرَم، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجَّال، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النَّار". 6750 - حدثنا عفان حدثنا حمَّاد، يعني ابن سَلَمة، عن ثابت

_ = "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. فلم ينفرد به مسلم بن خالد. وانظر (2719، 6014). (6749) إسناده صحيح، وهو مكرر (6734). (6750) إسناده صحيح، ثابت: هو البناني. أبو أيوب: هو يحيى بن مالك الأزدي العتكي المراغي، بصري تابعي ثقة، وثقه النسائي وابن حبان والعجلي، وقال ابن سعد في الطبقات (7/ 1/164):" كان ثقة مأمِوناً"، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 303). وهذا الحديث في الحقيقة قسمان: أولهما: أثر غير مرفوع، من كلام نوف، والظاهر أنه "نوف البكالي" التابعي، ابن امرأة كعب الأحبار. ولم أجده في غير المسند، ولم يذكره صاحب مجمع الزوائد، فيما وصل إليه تتبعي فيه. وحق له أن لا يذكره، فإنه ليس حديثاً مرفوعاً حتى يعتبره من الزوائد. وأما معناه فثابت صحيح مرفوعَا من رواية عبد الله بن عمرو أيضا (6583)، فيما حكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن وصية نوح لابنه. وثانيهما: الحديث المرفوع. وهذا قد رواه ابن ماجة (1: 138) من طريق النضر بن شميل عن حماد، بهذا الإسناد. وقال البوصيري في زوائده: "هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات". والحديث سيأتي بقسميه (6751، 6752، 6946). وانظر (6994، 7066). "عقب" بفتح العين وتشديد القاف، من التعقيب: أي أقام في مصلاه بعد ما فرغ من الصلاة.

عِن أبي أيوب: أن نَوْفاً وعبد الله بن عمرو، يعني اِبنَ العاصي، اجتمعا، فقال نوْف: لو أن السموات والأرضَ وما فيهمِا وضِع في كفّة الميزان, ووُضعَت (لا إله إِلا الله) في اَلكفَّة الأخْرَى، لَرجحَتْ بهنّ، وَلو أن السمَواتِ والأرض، وما فيهن كُنَّ طَبَقاً من حديد، فقال رجلٌ (لا إله إلا الله)، لَخَرَقَتْهُنَّ حتَّى تنتهيَ إلىٍ الله عِز وجل، فقاِلِ عبدِ الله بنِ عمرو: صلَّينا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - المغربَ، فعقَّبَ منْ عَقَّبَ، ورجِعَ من رَجع، فجاء - صلى الله عليه وسلم -، وقد كاد يحْسرُ ثيابَه عن ركبتيه، فقال: "أبْشُروا معْشَرَ المسلمين، هذا ربُّكمِ قد فتح باباً من أبواب السماء، يباهي بكم الملائكةَ، يقول: هؤلاء عِبادِي قضَوْا فريضةً، وهُمْ ينتظرون أخرَى". 6751 - حدثنا حسن بن موسى حدثناِ حمَّاد بن سَلَمَة عن علي بن زيد عن مُطَرَّف بن عبد الله بن الشِّخير: أنِّ نوفا وعبد الله بن عمرو اجتمعا، فقال نوف، فذَكَر الحديث، فقال عبد الله بن عمرو بن العاصِ: وأنا أحدثُكِ عنِ النِبيِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: صلينا مع النبي -صلي الله عليه وسلم -ذاتَ ليلةٍ، فعقَّبَ من عَقَّبَ، ورجع منْ رجِعِ، فجاء رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قبل أنْ يَثُورَ الناسُ لصلاة العشاء، فجاء وقد حفزَهُ النَّفَسُ، رافعاً أصبعه هكذا، وعَقَدَ تسْعاً وعشرين، وأشار بإصبعه السبّابة إلى السماء، وهو يقول: "أبشِروا مَعْشَر المسلمين، هذا ربُّكم عَزَّ وَجَلَّ قد فَتَح باباً من أبواب السماء، يباهي بكمِ الملائكة، يقول: ملائكتي، انظروا إلى عبادي، أدَّوْا فريضةً وهم ينتظرون أُخرى". 6752 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سَلَمة عن

_ (6751) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بنحوه. وسيأتي مرة أخرى بهذا الإسناد (6946). "حفزه النفس": أي حثه وأعجله. (6752) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

ثابت البُنَاني عن أبي أيوب الأزْدِي عن نَوْف الأزِدي وعبد الله بن عمرو بن العاصي عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثلَه، وزاد فيه: وإنْ كاًد يحْسرُ ثوبَه عن ركبتيه، وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ. 6753 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا يزيد بن أبي حَبيب أنه سمع أبا الخَيْر يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن الِعاصيِ يقول: إن رجلاً قال: يا رسول الله، أيّ الإِسلام أفضلُ؟، قال: "منْ سَلِم الناسُ من لسانه ويده". 6754 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لَهِيعة حدثنا عبد الله

_ (6753) إسناده صحيح، أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني. والحديث مضى معناه مطولاً من وجه آخر (6487). وانظر (6515). قوله "أي الإسلام"، في نسخة بهامش (ك) "أي المسلمين". (6754) إسناده صحيح، على خطأ وقع فيه بالحذف: فإن الحديث قد مضى بأطول من هذا (6605) عن يحيى بن إسحق عن ابن لهيعة "عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن ابن مريح الخولاني قال: سمعت أبا قيس مولى عمرو بن العاصي يقول: سمعت عبد الله ابن عمرو يقول"، إلخ. وهذا الإسناد هنا فيه وصف "ابن مريح" بأنه "مولى عبد الله بن عمرو"، وفيه "أنه سمع عبد الله بن عمرو". وقد ذكرنا هناك ترجمة "عبد الرحمن بن مريح الخولاني" ووصف الحافظ إياه بأنه "رجل مشهور، له إدراك, لأن ابن يونس ذكر أنه شهد فتح مصر" إلخ. فمثل هذا التابعي المخضرم لا يبعد أن يكون سمع عبد الله بن عمرو. وقد كان هذا محتملا جداً، أن يكون سمع الحديث من عبد الله بن عمرو، ومن أبي قيس عن عبد الله بن عمرو، لولا ما ذكر هنا من وصفه، أعني "ابن مريح"، بأنه "مولى عبد الله بن عمرو"، فإن المذكور في نسبته في الإسناد الماضي وفي ترجمته أنه "خولاني"، فلا يجوز أن يكون "مولى عبد الله بن عمرو" القرشي السهمي، وشتان ما بين الخولاني والقرشي!!، ثم إنهم لم يذكروا في ترجمته أنه روى عن عبد الله ابن عمرو. فالظاهر عندي أنه سقط ذكر أبي قيس من الإسناد الذي هنا، وأن يكون أصله "عن ابن مريح [عن أبي قيس] مولى عبد الله بن عمرو: أنه سمع عبد الله بن عمرو". =

ابن هُبَيْرة عن ابن مُرَيْحٍ، مولى عبد الله بن عمرو، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: من صلَّى على النبي -صلي الله عليه وسلم - واحدةً، صلَّى الله عليه وملائكته سبعين صلاةً. 6755 - حدثنا حسن حدثنا ابنِ لَهِيعة حدثنا الحرث بن يزيد عن سَلَمةَ بنِ أكسُوم قال: سمعتُ ابنَ حُجَيْرة يسأل القَاسم بنَ البَرَحِيّ: كيف سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي يُخْبِر؟، قال: سمعته يقول: إن خصمينِ اختصما إلى عمرو بن العاص، فقَضَى بينهما، فَسَخط المَقْضِيُّ عليه، فأتِى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا قَضَى القاضي فاجتهد فأصاب، فله عشرة أجورٍ، وإذا اجتهد فأخطأ، كان له أجْرٌ" أو "أجْرَانِ".

_ = والظاهر أن هذا السقط قديم بعض الشيء في نسخ المسند، لاتفاق الأصول الثلاثة عليه. ولعله لم يكن في نسخ المسند التي كانت قديماً في أيدي الحفاظ، مثل الحسيني وابن حجر، فلذلك لم يشيروا إليه قط. (6755) إسناده حسن، سلمة بن أكسوم: ترجمه الحسيني في الإكمال (ص 45) وقال: إنه مجهول، واستدرك عليه الحافظ في التعجيل (ص 159) فقال: "لم يذكر فيه جرحاً لأحد". ثم لم يترجمه الذهبي في الميزان, ولا الحافظ في اللسان، ولم أجد له ترجمة غير ذلك. و"أكسوم": بضم الهمزة والسين المهملة وبينهما كاف ساكنة وآخره ميم، وهي كلمة عربية، يقال: "روضةٌ أكسوم" أي ندية كثيرة النبت، أو متراكمة النبت، كما في القاموس وشرحه. ووقع في مجمع الزوائد "السوم" باللام بدل الكاف، وهو خطأ ناسخ أو طابع. ابن حجيرة: هو عبد الرحمن بن حجيرة التابعي، سبق توثيقه (6649). القاسم بن الرحي: تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/162 - 163)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/ 108)، والحسيني في الإكمال (ص =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = 88)، والحافظ في التعجيل (337 - 338)، والسمعاني في الإنساب (ورقة 72)، وابن الأثير في اللباب (1: 108 - 109). وذكره ابن حبان في الثقات. وذكر ابن الأثير أن اسمه القاسم بن عبد الله بن ثعلبة التجيبي، ثم البرحي، من تابعي مصر". و "البرحي": بفتح الباء والراء وبالحاء المهملة، نسبة إلى "بريح"، وهو بطن من كندة، من بني الحرث بن معاوية. وقد اضطربت أقوالهم في ضبط هذه النسبة، بينها الحافظ في التعجيل، ورجح ما ذكرناه، وجزم بأن كل ما سوى ذلك تصحيف، ولكن وقع في ضبط الحافظ خطأ في النقل، أو خطأ من الناسخين، فقد ذكر أنه "بفتح الموحدة وسكون الراء"، وقال: "كذا ضبطه ابن ماكولا ومن مضى قبله، أولهم أبو سعيد بن يونس"، ولكن العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني، مصحح التاريخ الكبير، ذكر في هامشه النقل الصحيح عن ابن ماكولا، أنه "بفتح الباء والراء"، وكذلك ضبطه السمعاني، ونقل ذلك عن "أبي سعيد بن يونس المصري في تاريخه"، وكذلك ضبطه الذهبي في المشتبه (ص 32)، فقال: "وبفتحتين: البرحي القاسم بن عبد الله بن ثعلبة التجيبي ثم البرحي، وبريح: بطن من كندة". وقال الحافظ في التعجيل: "وليس البرحي اسم أبيه، بل هو نسبة إلى بريح، بوزن عظيم، بطن من كندة، وكانوا نزلوا بمصر في بني تجيب، فكان يقال للواحد منهم: البرحي والتجيبي، ذكر ذلك ابن يونس في ترجمة القاسم". ولكن وقع في التعجيل المطبوع "الفرحي" و"فريح"، بالفاء بدل الباء، وهو خطأ يقيناً، من ناسخ أو طابع. والحديث رواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 228) عن عبد الملك بن مسلمة عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، ولكن فيه: "عن سلمة بن أكسوم عن ابن حجيرة: أنه سأل القاسم بن البرحي" إلخ، فجعله من رواية ابن أكسوم عن ابن حجيرة عن القاسم، وما هنا في المسند أثبت وأرجح: أنه من رواية ابن أكسوم عن القاسم مباشرة, لأنه قال صراحة: "سمعت ابن حجيرة يسأل القاسم". وهو في مجمع الزوائد (4: 195)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط" وفيه سلمة بن أكسوم، ولم أجد من ترجمه بعلم". ووقع فيه اسم الصحابي "عبد الله بن عمر". وهو خطأ واضح، والظاهر أنه خطأ مطبعي.

6756 - حدثنا محمَّد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي وعبد الله بن بِكر السَّهْمي، المعنَى واحد، قالا حدثنا سَوَّار أبو حمزة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبِعِ سنينَ، واضْربوهم عليها لعشر سنين، وفرقُوا بينهم فِيِ المضاجع، وإذا أنكح أحدُكم عبدَه أوأجيِرَه فلا ينظُرنَّ إلى شيء من عوْرته، فإنَّ ما أسْفَلَ من سُرَّته إلى ركبتيه من عوْرته". 6757 - حدثنا أبو كاملِ حدثنا حمَّاد، يعني ابن سَلَمَة، أخبرني حَبِيبٌ المعلِّم عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: قال

_ = وذكر الحافظ ابن عبد الهادي المرفوع منه، في كتاب المحرر (ص 201)، ونسبه لأحمد "بإسناد لا يصح، من حديث عبد الله بن عمرو". وذكر السيوطي المرفوع منه أيضاً، في زوائد الجامع الصغير (1: 142 من الفتح الكبير) ونسبه لأحمد "عن ابن عمرو". وإنما ذهبنا إلى أن إسناده حسن، على ما في "سلمة بن أكسوم" من جهالة حاله: لأن الحرث بن يزيد ممن يروي عن عبد الرحمن بن حجيرة مباشرة سماعاً، وهو ثقة من الثقات، فأجدر به أن لا يروي عن شيخه بواسطة إلا أن يكون هذا الواسطة ممن يطمئن إلى صدقه والثقة به، في غالب الظن، لا على الجزم والقطع. ولأن الحديث بمعناه ورد من وجه آخر، فيه شيء من الضعف، ينجبر كل من الإسنادين بالآخر: فسيأتي في مسند عمرو بن العاص (ج 4 ص 205 حلبي) من حديث عبد الله بن عمرو عن أبيه عمرو بن العاص، بنحوه. ورواه الدارقطني (ص 510) والحاكم (4: 88)، وأشار إليه الحافظ في الفتح (13: 269). (6756) إسناده صحيح، وقد مضى القسم الأول منه (6689) إلى قوله "في المضاجع"، وأشرنا إلى هذا هناك، مع تخريج الحديث كله. وانظر أيضاً نصب الراية (1: 296). قوله "إن ما أسفل من سرته"، هذا هو الرسم الصحيح هنا، وهو الذي في (ك) ونصب الراية، وفي (ح م) "إنما"، وهو رسم غير جيد، قد يجعل المعنى غير واضح. (6757) إسناده صحيح، وهو مختصر (6681).

رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَعْتَى الناسِ على الله عَز وَجَل مَنْ قَتَل في حَرَم الله، أو قَتَل غير قاتِله، أو قَتَل بذُحُولِ الجاهلية". 6758 - حدثنا أبو كامل ويونس قالا حدثنا نافع بن عمر عن بشْر بن عاصم الثقفي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال نافع: ولا أعْلمه إَلاّ عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبِي: ولَم يشُكَّ يونُس، قال: عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إن الله عَز وَجَل يُبْغِضُ البليغ من الرجال، الذي يَتَخلَّلُ بلسانه، كما تَتَخلَّلُ البَاقِرةُ بلسانِها". 6759 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا داود بن قَيس سمعت عمرو بن شُعَيب يحدث عن أبيه عنِ عبد الله بِن عمرو، قال: سئِل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الفَرَعِ؟، فقال: "الفَرَعُ حقُّ، وانْ ترَكْتَه حتى يكون شُغْزباً ابنَ مَخَاض أو ابنَ لبون، فتَحْمِلَ عليه في سبيل الله، أوتعْطِيَه أرْمَلَةً، خيرٌ من أن تبكّه يَلْصَقُ لَحْمُه بوَبَرِه, وتَكْفأ إناءك، وتولهَ ناقَتَك". 6760 - حدثنا عبد الرزَّاق حدثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن ابن

_ (6758) إسناده صحيح، وهو مكرر (6543). "نافع بن عمر" هو الصواب الثابت في (ك م). وفي (ح) "نافع بن عمرو"، وهو خطأ. (6759) إسناده صحيح، وهو مختصر (6713) بهذا الإسناد. ولكن في هذه الرواية فائدتان: التصريح بسماع داود بن قيس من عمرو بن شعيب، والتصريح بأنه "عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو" بدل "عن جده"، مما يؤيد ما قلناه وقال العلماء مراراً، أن "عن جده" يراد به الجد الأعلى "عبد الله بر عمرو"، لا الجد الأقرب "محمَّد بن عبد الله بن عمرو". "تبكه": أصل "البك": دق العنق، يقال: "بك عنقه يبكها بكاً: دقها". والمراد هنا الذبح. "تكفأ": من الثلاثي. وقد شرحناها في الرواية السابقة. (6760) إسناده صحيح، وهو مختصر (6477)، وهو أحد رواياته، وكذلك الحديثان بعده (6761، 6762)، وقد أشرنا هناك إلى روايته في المسند، وفاتنا أن نشير إلى هذه الثلاثة وإلى الحديث الآتي أيضاً (6764). وهذا الإسناد والذي بعده من رواية الزهري عن =

المُسيب وأبي سَلَمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: لقيني رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال: "ألَمْ أحَدَّثْ أنك تقومُ الليل؟ "، أو: "أنْتَ الذي تقول لأقومَنَّ الليلَ ولأصُومَنَّ النهار؟ "، قال: أحسبه قال: نعم، يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قد قلتُ ذلك، قال: "فقُمْ ونمْ، وصُمْ وأفْطرْ، وصُمْ من كل شهر ثلاثةَ أيام، ولك مِثْلُ صيامِ الدَّهر"، قلت: يا رسول الله، إني أُطيقُ أكثرَ من ذلك؟، قال: "فصُمْ يوماً وأفطرْ يومين"، قلتُ: إني أُطيق أفَضلَ من ذلك؟، قال: "فصُمْ يوماً وأفْطرْ يوماً، وهو أعْدَلُ الصيام، وهو صيامُ داودَ"، قلت: إني أُطيقُ أفضلَ من ذَلك؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا أفْضَلَ من ذلك". 6761 - حدثنا رَوْح حدثنا محمَّد بن أبي حَفْصَة أخبرنا ابن شِهاب عن سعيد بن المُسيّبَّ وأبي سَلَمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: بلغَ رسولَ الله أني أقول: لأصُومَنَّ الدهر، ولأقومَنَّ الليل ما بَقيتُ، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أنت الذي تقول"، أو "قلتَ، لأصومنَّ الدهر ولأقَومنَّ الليِلَ ما بقيتُ؟ "، قال قلت: نعم، قال: "فإنك لا تطيق ذلك"، قال: "فقمْ ونمْ، وصُمْ وأفْطِرْ، وصُمْ ثلاثَةَ أيام من كل شهر، فإن الحسنةَ عَشْرُ أمْثالِها"، فذكر معناه. 6762 - حدثنا عبد الصمد حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سَلَمة حدِثني عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: دخل عليَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فذكر نحو حديث الزُّهرِيّ.

_ = سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وقد رواه الشيخان بأسانيد من حديث الزهري، منها ما في البخاري (4: 191 - 192، و 6: 327) ومسلم (1: 319). وقد أشرنا في (6477) إلى كثير من روايات هذا الحديث في الكتب الستة وغيرها. (6761) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، بنحو معناه. (6762) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، بنحو معناه.

6763 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: كَسَفَت الشمسُ على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فصلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فأطال القيام، ثم رِكع فأطال الركوع، ثم رفع فأطال ,قال شُعبة: وأحْسِبه قال في السجود نحو ذلك، وجعل يبكي في سجوده وينفخ، ويقول: "ربِّ، لم تعدني هذا وأنا أستغفرُك، رَبِّ، لم تعدني هذا وأنا فيهم"، فلما صلى قالَ: "عرِضتْ عليّ الجنةُ، حتىِ لِوِ مددت يدي لتناولت من قطُوفها، وعُرِضِتْ على النار، فجعلت أنْفخُ خشْية أن يَغْشَاكم حرُّها، ورأيت فيها سارق بدَنَتَيْ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ورأيت فيها أخَا بني دَعْدَع، سارقَ الحجَيج، فإذا فُطن له قال: هذا عَمَلُ المحْجَن، ورأيت فيها امرأة طوِيلة سوداء حمْيَرِيَّةً، تُعَذَّبُ في هرِة، رَبَطتها، فلَم تطْعمْها ولم تَسْقها, ولم تدَعْها تأكلَ من خَشَاشِ الأرض، حتى ماتتْ، وإنَ الشمس والقَمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا انكسفَ أحدهما"َ، أو قَال: "فعل بأحَدهما شيءٌ في ذلك، فاسْعَوا إلى ذكر الله". [قال عبد الله بن أحمدَ]: قال أبي: قال ابن فضيلٍ: "لمَ تعذبهم وأنا فيهم؟، لمَ تعَذِّبنَا ونحن نستغفرك؟ ". 6763 م-[قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: ووافق شعْبةَ زائدة، وقال: "من خَشَاش الأرض"، حدثناه معاوية.

_ (6763) إسناده صحيح، وهو مكرر (6483)، ويؤيد صحته, لأن هذا من رواية شُعبة عن عطاء، وشعبة سمع منه قديماً. وقول أحمد "قال ابن فضيل" إلخ، هو إشارة إلى الرواية الماضية، فإنها من رواية ابن فضيل عن عطاء. (6763 م) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. أراد به الإِمام أحمد أن زائدة وافق شُعبة في روايته عن عطاء، في قوله "لم تعدني" في الموضعين، بدلا من "لم تعذبهم" و "لم تعذبنا". معاوية: هو معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

ْ6764 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن حُصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو: أنه تزوَّج امرأةً من قريش، فكان لا يأتيها، كان يَشْغَلُه الصومُ. والصلاةُ، فذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - , فقال: "صُمْ من كل

_ (6764) إسناده صحيح، وهو مختصر (6477)، ومطول (6539، 6540)، بنحوه. وانظر (6760 - 6762). والقسم الأخير منه: "إن لكل عمل شرة" إلخ، رواه ابن حبان في صحيحه (رقم 10 بتحقيقنا)، من طريق هاشم بن القاسم عن شُعبة، بهذا الإسناد، وفيه: "فمن كانت شرته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت شرته إلى غير ذلك فقد هلك". وهكذا وقعت الرواية لابن حبان "فمن كانت شرته" في الموضعين، ووقعت الرواية هنا في هذا الموضع من المسند، في الأصول الثلاثة "فمن كانت شرته"، في الموضع الأول، و "من كانت فترته" في الموضع الثاني. وابن حبان جعل العنوان في كتابه للحديث هكذا: "ذكر إثبات الفلاح لمن كانت شرته إلى سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -". وقد كتبت في التعليق على ذلك الحديث في ابن حبان ما نصه: وكل الروايات التي رأيناها لهذا الحديث، بل لهذا المعنى، فيها: "فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك"، أو ما يؤدي هذا المعنى: أن حدة الأمر تناقص إلى هدوء وفترة، فيجتهد المجتهد في العبادة، وقد يغلو في الشدة والتمسك، ثم تهدأ حدته إلى قصد في الأمر. فأبان - صلى الله عليه وسلم - أن الفترة التي تعقب الغلو ينبغي أن تكون إلى السنة والأخذ بها وعدم التهاون بتركها حتى يلزم طريق الهدى. أما إذا كانت الفترة إلى تقصير وإهمال، فإنها الهلاك. ولم نجد رواية كرواية ابن حبان هنا من جعل "الشرة" في هذا المعنى بدل "الفترة". حتى لقد ظننت بادئ ذي بدء، أن هذا سهو من الناسخ في لفظ الحديث، لولا أن رأيت العنوان الذي ذكره ابن حبان لهذا الحديث، كما تراه، فيه لفظة "شرته" واضحة الخط والنقط، مضبوطة بكسرة تحت الشين. فالراجح عندي حينئذ أن الرواية وقعت لابن حبان هكذا، فذكرها كما رواها. هذا ما قلنا هناك، وما هي ذي الرواية هنا "فمن كانت شرته"، في الموضع الأول، و"من كانت فترته"، في الموضع الثاني. وأكاد أجزم الآن، بأن هذا الذي في ابن حبان، من أغلاط الرواة أو الناسخين. فإن المعنى الصحيح ما ثبت في سائر الروايات.

شهرٍ ثلاثةَ أيام"، قال: إني أُطيق أكثرَ من ذلك، فما زال به حتى قال له: "صُم يوماً وأَفْطرْ يوماً"، وقال له: "اقْرأِ القرآنَ فِي كل شهر"، قال: إني أُطيق أكثرَ من ذلك، قال: "اقرأه في كل خمسَ عشْرةَ"، قال: إني أطيق أكثَر من ذلك، قال: "اقرأه في كل سبع"، حتى قال "اقرأ في كل ثلاثَ"، وقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن لكل عمَلٍ شِرةً، ولكل شِرَّةٍ فترةً، فمن كانت شرته إلى سنتي فقد أفْلح، ومن كانتْ فترته إلى غير ذلك فقد هَلكَ". 6765 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن حَبيب قال سمعتُ أبا العباس يقول: سمعتُ عبد الله بن عمرو يُحَدِّث: أن رجَلاً جاء إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - يستأذنه الجهاد، فقال: "أحَي والداك؟ "، قال: نعم، قال: "ففيهما فجَاهدْ". 6766 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن حَبِيب عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، [قال عبد الله بن أحمد]،

_ (6765) إسناده صحيح، حبيب: هو ابن أبي ثابت. والحديث قد مضى (6544) من رواية مسعر عن حبيب بن أبي ثابت، وخرجنا رواياته هناك. وانظر (6602). (6766) إسناده صحيح، وهو بعض روايات الحديث الطويل الماضي (6477). وقد أشرنا إليه هناك. وقد مضى بعض معناه (6534). وانظر أيضاً (6761، 6762، 6764). وسيأتي بعض معناه (6789، 6843، 6874). ورواه الطيالسي (2255) من هذا الوجه، عن شُعبة، بهذا الإسناد. وانظر البخاري (3: 32، و 4: 195، و 6: 327). ومسلم (1: 320). والنسائي (1: 326) وابن سعد (4/ 2/ 9). قوله "هجمت له العين": قال ابن الأثير: "أي غارت ودخلت في موضعها، ومنه الهجوم على القوم: الدخول عليهم". وقوله "نفهت" بفتح النون وكسر الفاء: قال الحافظ (3: 32): "أي ْكلت. وحكى الإسماعيلي أن أبا يعلى رواه: تفهت، بالتاء بدل النون، واستضعفه". ووقع هنا في (ح) بالتاء. ولحله تصحيف ناسخ أو طابع.

قال أبي: وحدثنا رَوْح حدثنا شُعْبة سمعت حبيبَ بن أبي ثابت سمعت أبا العباس الشاعر، وكان صدوقاً، يحدث عن عبد الله بن عمرو، قال: قالِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا عبد الله بن عمرِو، إنك تصوم الدَّهر، فإذا صمتَ الدهر وقُمْتَ الليلَ، هَجَمَتْ له العين، ونفهَتْ له النَّفسُ، لا صامَ من صامَ الأبد، صُمْ ثلاثةَ أيا من الشهر، صَوْمَ الدَهر كلِّه"، قال: قلت: إني أُطيق، قال: "صمْ صومَ داود، فإنه كان يصوم يوماً ويفطر يوما, ولا يَفِرُّ إذا لاَقَى". وقال روْحٌ: "نهثت له النَّفْسُ". 6767 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "اسْتَقْرِؤا القرآنَ من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حُذيفة، ومعاذ بن جَبَل، وأبي بن كعب". 6767 م- قال: وقال: لم يكن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- فاحشاً ولا مُتَفَحِّشاً. قال: وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن مِنْ أحبكم إلي أحْسَنَكم خُلُقاً". 6768 - حدثنا محمَّد بين جعفر حدثنا شُعبة عِن سليمان، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وابن نُمير قال أخبرنا الأعمْش، عن عبد الله ابن مُرَّة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "أربَعٌ منْ

_ (6767) إسناده صحيح، سليمان: هو الأعمش. والحديث مختصر (5623). وقد رواه الطيالسي (2247) عن شُعبة. (6767 م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. والحديث مختصر (6504). ورواه الطيالسي (2246) عن شُعبة. وانظر (6735). (6768) إسناداه صحيحان، ورواه البخاري (1: 84، و 5: 77، و 6: 200)، ومسلم (1: 32)، كلاهما من طريق الأعمش، به.

كُنّ فيه كان منافقاً، أوكانتْ فيه خَصْلَةٌ من الأرْبَع كانتْ فيه خصلةٌ مِن النفاق حتىِ يَدَعَها: إذا حَدَّث كَذَب، وإذا وَعَد أَخلَف، وإذا عاهد غَدر، وإذا خاصَم فجَرَ". 6769 - حدثنا محمدِ بن جعفر وعبد الله بن بكر قالا حدثنا سعيد عن مَطرَ عن عمرو بن شُعيب عن أبيه جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "ليس على رجلٍ طلاقٌ فيما لا يَمْلك، ولا عَتَاقٌ فيما لا يَمْلك، ولا بيع فيما لا يَمْلك". 6770 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا حسين المعلِّم عن عمرو ابن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لما افتتح مكة قال: "لا تنْكَحُ المرأةُ على عَمَّتها ولا على خالتها". 6771 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا سعيد عن قَتادة عن

_ (6769) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. مطر: هو ابن طهمان الوراق. والحديث روى النسائي بعضه (2: 225 - 226) من طريق مطر. وانظر ما مضى (6732) وما سيأتي (6780، 6781). (6770) إسناده صحيح، وهو مختصر (6681، 6712). (6771) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. والحديث ذكره الحافظ في الفتح (4: 204). وقال: "أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان". ولم أجده في سنن النسائي، ولم أجده في سنن النسائي، ولم يذكره ابن الأثير في جامع الأصول، ولا ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد. وأصل القصة صحيح ثابت من حديث جويرية أم المؤمنين- نفسها- رضي الله عنها. رواه البخاري (4: 203 - 204). ورواه أحمد في المسند (6: 324، 430 طبعة الحلبي). وقول ابن أبي عروبة في آخر هذا الحديث: "ووافقني عليه مطر عن سعيد بن المسيب": فيه إشارة إلى أنه حافظ الحديث وأتقنه عن قتادة عن ابن المسيب، وأن مطراً الوراق حدثه به كذلك عن ابن المسيب. وفيه إشارة للرد على من ظن أن ابن أبي عروبة وهم في هذا الإسناد، ورجح رواية شُعبة وهمام عن قتادة عن أبي =

سعيد ابن المُسَيَّب عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -دخل على جُويرِيةَ بنت الحرث وهي صائمةٌ في يوم جمعة، فقال لها: "أَصُمْت أمْس؟ ", فقالت: لا، قال: "أتريدينَ أن تصومي غداً؟ "، فقالت: لا، قال "فأفطِري إذا"، قال سعيدٌ: ووافقني عليه مَطرٌ عن سَعِيد بن المسيب". 6772 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا حسين المعلِّم عن عمرو ابن شُعَيب عن أبيه عِن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -لما فتح مكة قال في خُطبته: "في الأصابع عَشْرٌ عشْرٌ، وفي المَوَاضِح خَمْسٌ خَمْس". 6773 - حدثنا بَهْز حدثنا حمّاد بن سَلَمة عن يَعْلَى بن عطاء عن نافع بن عاصمِ عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر فسَكرَ لم تُقْبلْ صلاتُه أربعين ليلةً، فإن شربها فسَكرَ لم تُقْبل صلاته أربعين ليلة ,فإن شربها فسَكِرَ لم تُقْبل صلاته أربعين ليلةً، والثالثةَ والرابعةَ، فإن شربها لم تقْبل صلاتُه أربعين ليلة، فإن تاب لم يَتب اللهُ عليه، وكان حَقا على الله أن يُسْقيَهُ من عينِ خَبَالٍ"، قيلَ: وما عين خَبَالٍ؟، قال: "صَدِيدُ أهلِ النَّار".

_ أيوب عن جويرية. وذلك لتوثق ابن أبي عروبة مما روى. فتكون الروايتان جميعاً محفوظتين. (6772) إسناده صحيح، وهو مختصر (6681). (6773) إسناده صحيح، نافع بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي: ثقة، ترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 84)، وذكره ابن حبان في الثقات (2: 18 من المخطوطة)، وقال العجلي: "تابعي ثقة". والحديث رواه الحاكم (4: 145 - 146) من طريق يزيد بن هرون عن حماد بن سلمة، بنحوه. وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 69) ونسبه لأحمد والبزار، وقال: "رجال أحمد رجال الصحيح، خلا نافع بن عاصم، وهو ثقة". وهو في ذيل القول المسدد (ص 81) عن هذا الموضع، وقع فيه خطأ مطبعي "عبد الله بن عمر"، وصوابه "عبد الله بن عمرو". وانظر (4917) من حديث ابن عمر، و (6644، 6659) من حديث ابن عمرو.

6774 - حدثنا بَهْز وعفَّان قالا حدثنا حمَّاد بن سَلَمة أخبرنا قَتادة عن أبي ثُمَامَةَ الثَّقَفِي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قال

_ (6774) إسناده صحيح، أبو ثمامة الثقفي: ترجمه الحسيني في الإكمال (ص 125)، وقال: "ذكره ابن حبان في الثقات". وتعقبه الحافظ في التعجيل (ص 470) قال: "وكأنه اشتبه عليه، فإن الذي ذكره ابن حبان في آخر الطبقة في الكني, هو أبو ثمامة الحناط المذكور في التهذيب. وأما هذا فقد قال البخاري: حديثه في البصريين، ولم يتردد في أنه ثقفي، وتبعه الحاكم أبو أحمد، وكذا هو في المسند". وأيا ما كان، فإن البخاري إذ ترجمه ولم يذكر فيه جرحاً فهو توثيق له. ثم هو تابعي، والتابعون على الستر والثقة حتى يثبن غير ذلك. والحديث رواه الدولابي في الكنى (1: 134) من طريق مؤمل بن إسماعيل. ورواه الحاكم في المستدرك (4: 162) من طريق حبان وحجاج بن منهال-: ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8: 150)، وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي ثمامة الثقفي، وثقه ابن حبان". تنبيه: وقع في المستدرك وتلخيصه للذهبي- المطبوع والمخطوط- "عن أبي أمامة الثقفي". وهو خطأ من الناسخين، كما هو واضح، ويزيده وضوحاً أن الدولابي ذكره في الكنى في (باب الثاء)، أي المثلثة، لا في باب الهمزة. "الحجنة": بضم الحاء المهملة وسكون الجيم وفتح النون، قال ابن الأثير: "كحجنة المغزل: أي صنارته، وهي المعوجة التي في رأسه". "المغزل" بكسر الميم وسكون الغين المعجمة: آلة الغزل، كما هو بين. ولم أستطع إدراك الفرق بين روايتي عفان وبهز، اللتين أشار إليهما أحمد بقوله "وقال عفان: المغزل". إلا أن في نسخة (ك) "المعزل" بالعين المهملة، ووضع كاتبها تحت العين حرف "ع" صغيراً، دلالة إهمالها؛ وما أدري ما هذا؟ "تكلم": أي تتكلم، بحذف التاء الأولى، وهذا هو الثابت في (ك م). وفي (ح) بإثبات التاءين. "بلسان طلق": بفتح الطاء المهملة، ويجوز أيضاً كسرها وضمها، مع إسكان اللام، قال ابن الأثير: "أي ماضي القول، سريع النطق". و"ذلق": بفتح الذال المعجمة وسكون اللام، أي فصيح، وفي ضبطها لغات كثيرة. تنظر في اللسان.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تُوضَعِ الرَّحُمِ يومِ القيامة، لها حُجْنَةٌ كحجنة المغْزَل، تَكَلمُ بلسان طَلْقٍ ذَلْقٍ، فتصلُ منْ وصَلها، وتَقْطعُ مَن قَطَعها"، وقَال عفَّان: المغزلً، وقال: بألْسنَةٍ لَهاَ. 6775 - حدثنا بَهْز حدثنا هَمّام عن قَتادة عن يزيد أخي مُطرف عن عبد الله بن عمرو: أنه سأل النبي -صلي الله عليه وسلم -:في كم أقْرأ القرآن؟، فذكر الحديث قال يحيى: قال: في سبع، لا يَفْقه من قرأه في أقلَّ من ثلاَث، وقال: كيف أصوم؟، قال: "صُمْ من كل شهر ثلاثةَ أيام، من كل عشرة أيام يوماً، ويُكْتَبُ لك أجْرُ تسعة أيام"، قال: إني أقْوَى من ذلك، قال: "صمْ من كل عشرة يومين، ويُكتب لك أجْر ثمانية أيام، حتى بلَغ خمسةَ أيام". 6776 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا سفيان عن الحسن بن عَمْرو عن ابن مُسلْم، [قال عبد الله بن أحمد]: وكان في كتاب أبي

_ (6775) إسناده صحيح، يزيد أخو مطرف: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، سبق توثيقه (6535). والحديث مطول (6535)، وقد أشرنا إليه هناك، وأنه رواه مطولاً أبو داود (1390) من طريق همام عن قتادة. وهو بعض روايات الحديث الطويل الماضي (6477). وانظر (6545، 6546 , 6764، 6877). وقوله "ويكتب لك أجر ثمانية أيام"، هذا هو الصواب الثابت في (ك م). وفي (ح) "له" بدل "لك"، وهو خطأ. (6776) إسناده صحيح، إسحق بن يوسف: هو الأزرق. سفيان: هو الثوري. الحسن بن عمرو: هو الفقيمي. والحديث مضى بمعناه (6521) من رواية ابن نُمير عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير، وهو محمَّد بن مسلم بن تدرس، عن عبد الله بن عمرو. وقد بين عبد الله بن أحمد، أثناء الإسناد، أنه كان في أصل كتاب أبيه "الحسن بن عمرو عن الحسن بن مسلم"، وأن أباه ضرب على كلمة "الحسن"، وأبقى في الإسناد "عن ابن مسلم" وقرأه عليهم كذلك, لأن إسحق الأزرق أخطأ في قوله "الحسن بن مسلم"، فالحديث حديث "محمَّد بن مسلم"، وهو أبو الزبير. في (ح) "أنت الظالم"، وصححناه من (ك م).

"عن الحسن بن مُسلْم"، فَضَرَب على "الحَسَن" وقال: "عن ابن مسلم"، وإنما هو "محمد بن مسْلم أبو الزُّبير"، أخطأ الأزْرَق، عن عبد الله بن عمرو عن الِنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا رأيتَ أُمتي لا يقولون للظَّالم منهم: أنت ظالم، فقَد تودع منهم". 6777 - حدثنا حَجَّاج بن محمَّد حدثنا ابن لَهيعة عن راشد بن يحيى [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: قال حسن الأشْيَب: "راشدٌ أبو يحيى المَعَافرِي": أنه سمِعِ أبا عبد الرحمن الحُبُليِ عن ابن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، ما غَنيمة مجالِس الذِّكْر؟، قال: "غنِيمة مجالسِ الذِّكْرِ الجنة". 6778 - حدثنا حَجَّاج حدثنا ابن أبي ذئب، ويزيد قال أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الحرث بن عبد الرحمن عن أبي سَلَمة عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الراشِيَ والمرْتَشي". قال يزيد: لَعْنَة الله على الراشي والمرتشي. 6779 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: لعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -

_ (6777) إسناده صحيح، راشد بن يحيى: هو راشد أبو يحيى، وقد مضت ترجمته في (6651)، حيث روى الإِمام أحمد هذا الحديث عن حسن، وهو ابن موسى الأشيب عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وهذا هو معنى قوله هنا أثناء الإسناد: "قال حسن الأشيب: راشد أبو يحيى المعافري". ولكن الذي مضى هناك هو: "راشد بن يحيى المعافري"، فلعل الإِمام سمعه من شيخه حسن الأشيب مرتين على الوجهين. (6778) إسناداه صحيحان، وهو مكرر (6532). ويزيد، شيخ أحمد في الطريق الثانية. هو يزيد ابن هرون. (6779) إسناده صحيح، وليس هو مرسلاً على ما يبدو من ظاهره، فإنه تابع للإسنادين في الحديث قبله، رواه أحمد عن شيخه عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي عن ابن أبي ذئب، بإسناده السابق. وسيأتي عن عبد الملك بهذا الإسناد (6830).

الراشيَ والمرتشي. 6780 - حدثنا هُشيم، أخبرنا عامر الأحولِ عن عمرو بن شعَيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا نذْرَ لابن آدمَ فيما لا يَمْلِكِ، ولا عِتْقَ لابن آدم فيما لا يملك، ولا طلاقَ له فيما لا يملك، ولا يمين فيما لا يملك". 6781 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا مَطرٌ الوَراق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا يجوزُ طلاقٌ ولابيعٌ ولاعتقٌ ولاوفاء نذر فيما لا يَمْلِك". 6782 - حدثنا أبو معاوية حدثنا حَجَّاج عن عمرو بن شعَيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وقَفَ عند الجمرة الثانية أكثرَ ممّا وقف عند الجمرة الأولى، ثم أتَى جمرة العقبة فرماها , ولم يَقِف عندَها. 6783 - حدثنا إسماعيل بن محمَّد بن جُحَادَة حدثنا حَجَّاج

_ (6780) إسناده صحيح، ورواه الترمذي (2: 213) عن أحمد بن منيع عن هُشيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روى في هذا الباب". وانظر (6769)، والحديث التالي لهذا. (6781) إسناده صحيح، وهو مطول (6769). وانظر الحديث السابق. (6782) إسناده صحيح، وهو مكرر (6669) بإسناده. (6783) إسناده حسن، ثم هو صحيح لغيره، كما سيجىء. إسماعيل بن محمَّد بن جحادة، بضم الجيم وتخفيف الحاء المهملة: صدوق صالح الحديث، يخطئ في بعض حديثه، ترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/ 371) وقال: "قال ابن معين: هو الأودي العطار، وليس بذاك، وقد رأيته". حجاج: هو ابن أرطأة. والحديث مضى من رواية سعيد بن أبي عروبة عن حسين المعلم (6627)، ومن رواية يحيى القطان عن حسين (6679)، ومن رواية أبي جعفر الرازي عن مطر الوراق (6660)، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. فلذلك قلنا إنه صحيح لغيره.

عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عنِ جِده، قال: أنا رأيت النبي -صلي الله عليه وسلم - ينفتل عن يمينه وعن شماله في الصلاة، ويشْربُ قائماً وقاعداً، ويصلي حافياً وناعلاً، ويصوم في السفر ويفطر. 6784 - حدثنا عبد الرحمن بن محمَّد المحَارِبي حدثنا الحسن ابن عَمْرو عن أبيِ الزُّبَير عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا رأيتَ أمتي تَهاب الظالم أن تقول له: أنت ظالم، فقد تودعَ منهم". 6785 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا سفيان عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل مَنْ إذا قطِعَتْ رَحِمه وَصَلَها". 6786 - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيقٍ عن مَسْروق عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خذوا القرآنَ من أربعة: من ابن مسعود، وأبيّ بن كعب، ومُعَاذ بن جَبَل، وسالم مولى أبي حذيفة". قال: فقال عبد الله: فذاك رجل لا أزَال أحِبُّه، منذُ رأيتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بَدأٌ به. 6787 - حدثنا وكيع أخبرنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله لا يَقْبض العلمَ انتزاعاً ينزِعه من الناس، ولكن يَقْبض العِلْمَ بِقبضِ العلماء، حتىَ إذا لم يبْقِ عالماً اتَّخذَ الناس

_ (6784) إسناده صحيح، وهو مكرر (6776). (6785) إسناده صحيح، وهو قطعة من الحديث (6524)، وأشرنا هناك إلى أن البخاري روى هذه القطعة (10: 355) من طريق الثوري وغيره. فهذه طريق الثوري. وانظر (6700). (6786) إسناده صحيح، وهو مكرر (6523)، ومطو (6767). (6787) إسناده صحيح، وهو مكرر (6511). "ينزعه" هكذا في (ح م). وفي (ك) ونسخة بهامش (م) "ينتزعه"، وهو موافق للرواية الماضية.

رؤساء جُهّالاً، فسئلُو، فأفْتَوْا بغير علم، فضلُّوا وأضلُّوا". 6788 - حدثنا يحيى بن سعيد قال: أمْلَي علي هشام بن عروة: حدثني أبي قال: سمعت عبد اللهِ بن عمرو بن العاصي، مِنْ فِيه إلى فيّ، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فذكر نحوه. 6789 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حَبيبَ بن أبي ثابت عن أبي العباس المكِّي عن عبد الله بن عمرو، قال: قالَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أفضل الصومِ صومُ أخي داود، كان يصومِ يِوماً، ويُفْطِر يوماً ولا يَفِرُّ إذا لاقَى" وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا صامَ مَن صامَ الأبد". 6790 - حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن مَسْروق عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خذوا القرآنَ من أربعة: من ابنِ أمِّ عبدٍ، فبدأ به، ومن معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حُذيفة". 6791 - حدثنا وكيع حدثني قُرَّة، ورَوْحٌ حدثنا أشْعَثُ وقُرَّةُ بن

_ (6788) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ومكرر (6511) بإسناده. (6789) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث مختصر (6766). وقوله في آخره "وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، في (ح) "قال قال" بدل "وقال". وأثبتنا ما في (ك م). (6790) إسناده صحيح، وهو مختصر (6786). (6791) إسناده ضعيف، لإرساله. فإن الحسن البصري، وإن ثبت أنه سمع من عبد الله بن عمرو ابن العاصي، كما أثبتنا ذلك في شرح الحديث (6508)، إلا أنه لم يسمع منه هذا الحديث بعينه, لأنه سيأتي (6974) من رواية قرة أيضاً عنه أنه قال: "والله لقد زعموا أن عبد الله بن عمرو شهد بها على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال" إلخ. فهذا صريح في أنه لم يسمع منه هذا الحديث. وقد مضى بإسناد آخر صحيح (6553). وقد فصلنا القول في هذا الموضوع في شرح حديث عبد الله بن عمر الخطاب (6197).

خالد، المَعْنَى، عن الحسن عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلِدوه، فإن عاد فاقتلوه"، قال وكيِع في حديثه: قال عبد الله: ايتوني برجلٍ قد شرِب الخمر في الرابعةِ، فَلكمْ عَلي أنْ أقتلَه. 6792 - حدثنا وكيع قال حدثنا المَسْعودي، [ويزيدُ قال أخبرنَا المسعودي] عن عمرو بن مُرَّة عن عبد الله بن الحرث المُكْتب عن أبي كَثير الزُّبيديِ عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إياكم والشُّحَّ، فإَنه أهْلَك منْ كان قبلكم، أمَرهم بالظلم فظَلَمُوا، وأمرهم بالقَطيعة فقطَعوا، وأمرهم بالفجور ففَجروا، وإياكم والظلم، فإن الظلم ظُلُمَاتٌ يومَ القيامة، وإياكم والفحْش، فإن الله لا يحبُّ الفحْشَ ولا التَّفَحش"، قال: فقام إليه رجل، فقال: يا رسول الله، أيُّ اَلمسلمين أفضل؟، قال: "من سَلم المسلمون من لسانه ويده"، قال: فقام هو أو آخِرِ فقال: يا رسول الله، أيُّ الجهاد أفضل؟، قال: "من عَقَرَ جَوَادَه وُأهَرِيق دمه"، [قال عبد الله بن أحمد]: قالَ أبي: وقال يزيد بن هرون في حديثه: ثم ناداه هذا أو غيره، فقال: يا رسول الله، أيُّ الهجْرة أفضل؟، قال: "أن تَهْجُرَ ما كَرِهَ ربُّك، وهما هِجْرتانِ: هجرة للبَادِي وهجرةٌ للحاضر، فأمَّا هجرة البادي، فيطيع إذا أمِرَ،

_ (6792) إسناداه صحيحان، يزيد: هو ابن هرون. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود، سبق توثيقه مراراً، ووكيع سمع منه قديما قبل تغيره، ويزيد بن هرون سمع منه بعد التغير. وزيادة [ويزيد قال أخبرنا المسعودي]، ثابتة في (ك) فقط، ويؤيد صحتها ما حكاه أحمد عنه من زيادة أثناء الحديث. وقوله "من سلم المسلمون"، في (ك) "من سلم الناس"، وهي نسخة بهامش (م)، وما هنا نسخة بهامش (ك). والحديث مكرر (6487)، وهو هناك من رواية شُعبة عن عمرو بن مرة. وقد أشرنا إلى هذا هناك. وقد مضى بعضه من وجه آخر (6753).

ويُجيب إذا دُعِيَ، وأما هجرة الحاضر، فهي أشَدُّهما بَليَّةً، وأعْظمُهُمَا أجْراً". 6793 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زيد بن وَهْب عن عبد الرحمن بن عبد رَب الكعبة عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت جالساً معه في ظل الكعبة. وهوِ يحدِّث الناسِ، قال: كنّاِ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فنزلنا منزلاً، فمنَّا منْ يضْرِب خباءه، ومنَّا منْ هو في جشْره، ومنَّا من ينتَضلُ، إذْ نادِى مُنادي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: الصلاةَ جاِمعةً، قال: فانتهيت إلَيه وهو يخطَب الناس ويقولُ: "أيها الناس، إنه لم يكِنْ نبِي قبلي إلا كِان حَقاً عليه أن يَدلَّ أمتَه على ما يعلمه خيراً لهم، وينْذرهم ما يعلمه شراً لهم، ألا وإنّ عافيةَ هذه الأُمةِ في أوَّلها، وسيصيبُ آخرَها بلاءً وفتَن، يرقِّق بعضها بعضاً، تجىء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مُهْلِكَتي، ثم تنكَشف، ثم تَجيء فيِقولِ: هذه هذه، ثم تَجيء فيقول: هذه هذه، ثم تنكشف، فمَن أحبَّ أن يزحزح عن النار ويدخُلَ الجنةَ, فَلتدْرِكْه مَنيَّته وهو يؤمن بالله واليومِ الآخر، ويأتيٍ إلى الناس ما يحبُّ أن يؤتى إليه، وَمَن بَايَع إماماً فأعطاه صفْقَةَ يَده وثمرة قلبِه، فليطِعْه إنَّ استطاع"، وقال مرةً: ما استطاع، فلما سمعتهاَ أَدخلت

_ (6793) إسناده صحيح، وقد مضى بأطول من هذا قليلاً (6503) عن أبي معاوية عن الأعمش، بهذا الإسناد. ورواية وكيع هذه رواها البيهقي في السنن الكبرى (8: 169) من المسند، عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن وكيع. ورواها مسلم (2: 88) عن ثلاثة شيوخ عن وكيع. قوله في أول الحديث "يحدث الناس قال"، في نسخة بهامش (م) "يقول". وقوله "قلت: فإن ابن عمك"، في (ح) "وقلت"، والواو ليست في (ك م). وقوله "فإن ابن عمك يأمرنا": حذف المأمور به في هذه الرواية, وهو ثابت في الرواية الماضية (6503) أنه يأمرهم يأكل أموالهم بالباطل وبقتل أنفسهم، إلخ. وقوله "فوضع جمعه على جبهته": الجمع، بضم الجيم وسكون الميم: المجموع، يريدة: جمع كفه، وهو أن يجمع الأصابع ويضمها.

رأسي بين رجلين، قلتُ: فإنَّ ابن عَمِّك معاويةَ يأمُرنا؟، فوَضَع جُمْعَه على جبهته، ثم نَكَسَ، ثم رفع رأسه، فقِال: أطعْه في طاعة الله، واعْصهِ في معصية الله، قلت له: أنت سمعت هذا مَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: نعم، سَمِعته أُذُنَايِ، ووعاه قلبي. 6794 - حدثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر حدثنا يونس بن أبي إسحق حدثني عبد الله بن أبي السَّفَر عن الشَّعْبي عن عبد الرحمن بن عبد ربّ الكعبة الصَّائدي قال: رأيتُ جماعة عند الكعبة، فجلستُ إليهم، فإذا رجل يحدّثهم فإَذا هو عبد الله بِن عمرو قال: خرجنا مع رسول الله-صلي الله عليه وسلم- في سفر، فنزلنا منزلاً، فذكَر الحديث. 67950 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبيِ وائل عن مسروق، قال: كنا نأتي عبدَ الله بن عمرو فنتحدَّثُ عنده، فذكرْنا يوماً عبدَ الله بن مسعود، فقال: لقد ذكرتم رجلاً لا أزالُ أُحبه منذُ سمعتُ رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول: "خذوا القرآنَ من أربعة: من ابن أُمِّ عَبْدٍ، فبدأ به، ومعاذِ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وسالمٍ مولى أبي حُذَيفة". 6796 - حدثنا وكيع حدثني خَليفة بن خَيّاط عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عِن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُقْتَلُ مُسْلمٌ بكافر، ولا ذو عَهْدٍ في عهْدِه".

_ (6794) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد رواه أيضاً مسلم (2: 88) عن محمَّد بن رافع عن أبي المنذر إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد. (6795) إسناده صحيح، وهو مطول (6790) بهذا الإسناد. (6796) إسناده صحيح، وهو مكرر (6690) بهذا الإسناد. وانظر (6692).

6797 - حدثنا وكيع حدثني خَليفة بن خَيّاط عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قاِلَ في خطبته، وهو مُسْندٌ ظهرَه إلِى الكعبة: "المسلمون تكافأُ دماؤُهم، ويسْعى بذِمَّتهم أدْناهم، وهم يَد على منْ سِوَاهُمْ". 6798 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن ريحان بن يزيد العامري عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تَحل الصدقة لِغَنيّ، ولا لذي مِرَّة سَوىّ" وقال عبد الرحمن: قويّ. وقالَ عبد الرحمن بن مهدي: وَلَم يرفعه سعدٌ ولا ابنُه، يعني إبراهيم بن سعد. 6799 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم عن زِر عن

_ (6797) إسناده صحيح، وهو مختصر (6692). (6798) إسناده صحيح، وهو مكرر (6530). وقد فصلنا القول فيه هناك، وأشرنا إلى هذه الرواية, وإلى قول عبد الرحمن بن مهدي "لم يرفعه سعد ولا ابنه". (6799) إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي. سفيان: هو الثوري. عاصم: هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود. زر: هو ابن حبيش. والحديث رواه الترمذي (4: 54 - 55) عن محمَّد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه، بل أحال على الرواية قبله: من طريق أبي داود الحفري وأبي نعيم عن سفيان. وقال: "حديث حسن صحيح". ورواه أبو داود في السنن (1464 - 1: 547 عون المعبود)، من طريق يحيى عن سفيان. ورواه الحاكم (1: 554 - 555) من طريق وكيع عن سفيان، بهذا الإسناد. قال الذهبي: "صحيح. سمعه وكيع منه". وذكره المنذري في الترغيب (2: 208)، ونسبه أيضاً لابن حبان في صحيحه. قوله "وارق": أمر من "الرقي"، وفي رواية أبي داود "وارتق"، من الارتقاء. ووقع في (ح) "وارقأ" بهمزة بعد القاف، وهو خطأ، صححناه من (ك م).

عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "يُقَالُ لصاحب القرآن: اقْرأ، وارْقَ، ورتلْ كما كنتَ تُرتِّلُ في الدنيا، فإنَّ منزلتَك عندَ آخِر آية تقرؤها". 6800 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك بن أنَس عن الزُّهْرِيّ في عيسِىِ بن طَلحة عن عبد الله بن عمرو: أنٍ رجلاً قال: يا رسول الله، لَمْ أشْعر، نحرْتُ قبل أن أرمي؟، قال: "ارْمِ ولا حرج"، قال آخر: يا رسول الله، حَلَقْتُ قبلِ أن أنحر؟، قال: "انْحَرْ وِلا حَرَج"، فما سُئِل يومئذٍ عن شيء قُدِّمَ ولا أُخِّرَ إلا قال: "افعلْ ولا حَرَجَ". 6801 - حدثنا عبد الرحمن بن مهديِ حدثنا حمّاد بن زيد عن أبي عمْرَان الجَوني قال: كتَب إليّ عبدُ الله بن ربَاح يحدِّث عن عبد الله بن عمروَ قال: هَجَّرت إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوماً، فإنّا لَجلُوسٌ إذ اختلف رجلان في آية، فارتفعت أصواتُهما، فقال: "إنما هلكت الأمم قبلَكم باختلافهم في

_ (6800) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 421) أطول قليلاً. وقد مضى مطولاً (6484) من رواية معمر عن الزهري، ومختصراً (6489) من رواية ابن عيينة عن الزهري. (6801) إسناده صحيح، أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب، سبق توثيقه (707). عبد الله بن رباح الأنصاري: تابعي ثقة، ترجمه ابن سعد في الطبقات (7/ 1/145)، وروى عن خالد بن سمير السدوسي، وقال: "قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري البصرة، وكانت الأنصارتفقهه". ووقع اسمه في صحيح مسلم طبعة بولاق (2: 304) "عبد الله بن أبي رباح"، وهو خطأ مطبعي، وثبت على الصواب في طبعة الإستانة (8: 57). والحديث رواه مسلم، كما أشرنا، عن فضيل بن حسين عن حماد بن زيد، به. نقله ابن كثير في التفسير 2: 522 عن هذا الموضع، ثم قال "ورواه مسلم والنسائي". وانظر (6668، 6702، 6741). قوله "هجرت"، بتشديد، الجيم: أي بكرت، قال ابن الأثير: "التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه ... وهي لغة حجازية"، وأصل "التهجير": السير في الهاجرة، وهي اشتداد الحر نصف النهار.

الكتاب". 6802 - حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي مالك، يعني عُبيد الله بن الأخْنَس، حدثني الوليد بن عبد الله عن يوسف بن مَاهَك عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت أكتبُ كلَّ شيء أسمعه من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أُريد حفظَه، فنهتْني قريش عن ذلك، وقالوا: تكتب ورسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول في الغضب والرضا؟، فأمْسَكْتُ، حتِىِ ذكرتُ ذلك لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال: اكتبْ، فوالذي نفسي بيده، ما خرج منه إلا حَقٌ. 6803 - حدثنا يحيى بن سعيد قال شُعبة حدثنا منصور عن هلال بن يسَاف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "صلاةُ الجالس على النِّصفِ من صلاة القائم". 6804 - حدثنا يحيى بن سعيد عن التَّيْمِي عن أَسْلَم عن أبي

_ (6802) إسناده صحيح، وهر مكرر (6510) بإسناده. (6803) إسناده صحيح، وهو مختصر (6512)، وقد أشرنا إليه هناك. وانظر (6808). (6804) إسناده ضعيف، للشك بين إرساله ووصله. التيمي: هو سليمان بن طرخان. أسلم العجلي: سبق توثيقه (6507). أبو مرية: هكذا ثبت في أصول المسند الثلاثة، بدون ألف بعد الراء بنقطتين فوق الهاء الأخيرة، وزيد في ضبطه في (ك) بوضع ضمة فوق الميم وشدة فوق الياء. فتعين بهذا أن يكون بضم الميم وفتح الراء وتشديد الياء التحتية. وكذلك ثبت في كتاب الإكمال للحسيني، ومجمع الزوائد، والترغيب والترهيب، دون ضبط. ونص ترجمته في الإكمال (ص 136): "أبو مرية: عن النبي -صلي الله عليه وسلم - عليه السلام، أو عن عبد الله بن عمرو عنه، وعنه أسلم العجلي"، ووقع اسم الصحابي فيه "عبد الله بن عمر". وهو خطأ طابع أو ناسخ، كما هو ظاهر. وكذلك ترجمة الحافظ في التعجيل (ص 51) مع الخطأ في اسم الصحابي، ولكن جاء فيه اسم المترجم "أبو مراية" بزيادة ألف بين الراء والياء. وكذلك ثبت في التاريخ الكبير للبخاري (1/ 2/ 25) في ترجمة =

مُريَّةَ عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "النفّاخَان في السماء الثانية، رأسُ أحدهما بالمشرق ورِجْلاه بالمغرب"، أو قال: "رأسُ أِحدهِما بالمغرب وِرجْلاه بالمشرق، ينتظران متى يؤمَرَانِ ينفخَانِ في الصُّور، فينفخان".

_ = أسلم العجلي، قال: "عن بشر بن شغاف، وأبي مراية". وهذا وذاك خطأ ناسخ أو طابع يقيناً. فالثابت في أصول المسند، مع ضبطه في (ك) بشدة فوق الياء، وهي تنفى ثبوت الألف قبلها، والثابت في مجمع الزوائد والترغيب: يؤيد ما قلنا. ثم يزيده تأييداً أن "أبا مراية العجلي"، وهو بضم الميم وفتح الراء بعدها ألف ثم ياء تحتية خفيفة-: من الأسماء والكنى المفردة، التي لم تتكرر في التراجم، فذكره الذهبي في المشتبه (ص 472)، ونص على انفراده ابن الصلاح في علوم الحديث، ومن تبعه ممن اختصروا كتابه، انظر ابن الصلاح (ص 320)، ومختصره لابن كثير بشرحنا: الباعث الحثيث (ص 241 من الطبعة الثانية سنة 1371)، وتدريب الراوي (ص 228). بل إن الحسيني ذكر في الإكمال ترجمة "أبو مراية العجلي"، ثم بعدها "أبو مريم الحنفي"، ثم بعدها "أبو مرية". وهو الوضع الصحيح للترتيب على الحروف، فأولها فيه بعد الراء ألف، وثانيها فيه بعد الراء ياء ثم ميم، وثالثها فيه بعد الراء ياء ثم هاء. فلو كان الثالث كالأول، لذكره معه، قبله أو بعده. وإنما أوقع الاشتباه في التعجيل أنه حذف الثاني "أبو مريم"، فجاور الثالث الأول، فاشتبها لتقارب الرسم، فأخطأ فيه ناسخ أو طابع، ثم وقع مصحح التاريخ الكبير في الخطأ نفسه، تبعاً لنسخة التعجيل المطبوعة. فهذا أبو مرية، راوى هذا الحديث: تابعي لم يذكر بجرح، فهو على الستر حتى يتبين حاله، ولو قد جزم بوصل الحديث عن عبد الله بن عمرو لكان حديثه حسناً على الأقل. ولكنه شك في وصله وإرساله، أو شك روايه عنه، فكان الإسناد لذلك ضعيفاً. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 330)، وقال: "رواه أحمد على الشك، فإن كان عن أبي مرية، فهو مرسل ورجاله ثقات، وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4: 191)، وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد، هكذا على الشك في إرساله أو اتصاله". قوله "النفاخان": هكذا هو الأصول الثلاثة للمسند، وفي الترغيب والزوائد: "النافخان"، وهي نسخة بهامش (ك).

6805 - حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا التيمي عن أسلم عن بشرَ ابن شَغَاف عنِ عبد الله بن عمرو، أن أعرابياً سأل النبي -صلي الله عليه وسلم - عن الصُّورَ؟، فقال: "قَرْنٌ ينفخ فيه". 6806 - حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل قال أخبرني عامر قال: جاء رجل الِى عبد الله بن عمرو، وعنده القوم، فتخطَّى إليه، فمنعوه، فقال: دعوه، فأتى حتى جلس عنده، فقال: أخبرني بشيء حفظِته من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، فقال: سمعت رِسوِلِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المسلم منْ سَلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر منْ هجر ما نَهى اللهُ عنه". 6807 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد ربّ الكعِبة عن عبد الله بنِ عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحبَّ أن يزحْزَح عن النار ويدْخل الجنة، فلْتُدْرِكْه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس ما يحبُّ أن يؤتَى إليه". 6808 - حدثنا وكيع عن سفيان عن حَبِيب بن أبي ثابت عن

_ (6805) إسناده صحيح، وهو مكرر (6507). (6806) إسناده صحيح، وهو مطول (6515) بهذا الإسناده. وقد أشرنا هناك إلى أن أبا داود رواه مطولاً. فهذه هي الرواية المطولة. وانظر (6792). (6807) إسناده صحيح، وهو مختصر (6793) بهذا الإسناد، و (6503، 6794) بإسنادين آخرين. (6808) إسناده صحيح، وشك سفيان الثوري في رفعه هنا لا يضعفه، لما سنذكر، إن شاء الله. أبو موسى: هكذا ذكر هنا بشبه تجهيل، وترجمه البخاري في الكنى (رقم 645)، قال: "أبو موسى الحذاء، قال أبو نعيم: حدثنا سفيان عن حبيب عن أبي موسى عن عبد الله ابن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وقال عيسى بن موسى وقطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن عمرو". وهذه إشارة منه إلى هذا الحديث بالإسناد =

شيخ يُكْنَى أبا موسى عن عبد الله بن عمرو، قال سفيان: أُراهْ عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "صلاةُ القاعد على النِّصْف من صلاة القائم".

_ = الذي هنا، وبإسناد آخر، لعله سقط منه أحد الرواة، خطأ من ناسخ أو طابع، كما سيجيء، إن شاء الله. وترجمه الذهبي في الميزان (3: 383)، قال: "أبو موسى الحذاء، عن عبد الله بن عمرو، في صلاة القاعد: لا يعرف، تفرد به حبيب بن أبي ثابت. ولعله عبد الله بن باباه، فإن الأعمش سماه عن حبيب عنه. ثم قال بعده صاحب التهذيب: أبو موسى الحذاء المكي، له عن عبد الله بن عمرو، اسمه صهيب، وعنه عمرو بن دينار. قلت [القائل هو الذهبي]: هو الأول، فلم يظهر لي وجه التفرقة، ويكون صدوقاً". وكلمة "فلم يظهر لي" أصلها في الميزان المطبوع "فيما يظهر لي"، وهو خطأ مطبعي واضح. و"صهيب" الذي أشار إليه الذهبي هو "صهيب الحذاء مولى ابن عامر"، سبق توثيقه (6550)، وأشرنا هناك إلى ترجمته عند البخاري في التاريخ (2/ 2/ 317)، ولكنه لم يذكر كنيته، ونص كلامه: "صهيب الحذاء مولى بني عامر، عن عبد الله بن عمرو، روى عنه عمرو بن دينار". فهذه إشارة من البخاري للحديت (6550). فكأنه يميل إلى التفرقة بينه وبين "أبي موسى الحذاء"، وكأنه لم يقع له بكنيته، فمال إلى أنهما أثنان. وتبعه على ذلك أبو حاتم، وخالفهما غيرهما. ففي التهذيب (4: 440) "وفرق أبو حاتم بينه وبين أبي موسى الحذاء، روى عن عبد الله بن عمرو أيضاً، وعنه حبيب بن أبي ثابت ومجاهد، وقال فيه: لا يعرف ولا يسمى. قلت [القائل ابن حجر]: وقال ابن القطان: لا يعرف. له عنده [أي عند النسائي] حديث في قتل العصفور بغير حق [هو الحديث (6550)]. وقال ابن أبي حاتم: روى عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي موسى، وروى الأعمش عن حبيب عن عبد الله بن باباه، بدل أبي موسى. ورجح أبو حاتم رواية الثوري". ثم ترجم في التهذيب (12: 251) لأبي موسى الحذاء عن عبد الله بن عمرو، في الصلاة قاعداً، ثم لأبي موسى الحذاء المكي "اسمه صهيب"، وقال: "يحتمل أن يكون هو الذي قبله" وترجم الحافظ في التقريب لصهيب في الأسماء، ثم ترجم في الكنى ترجمة واحدة: "أبو موسى الحذاء المكي: اسمه صهيب، مقبول، من الرابعة، وقيل: هما اثنان"، فهو يرجح أنهما واحد، ويشير إلى الخلاف فيه. والراجح عندي، من هذه القرائن، أن "أبا موسى الحذاء" راوى هذا =

6809 - حدثنا وكيِع حدثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان، عن منصور عن هلال بن يِسافٍ عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو، قال: رأى رسول الله قَوماً يتوضؤون وأعقابُهم تلُوحُ، فَقال: "ويلٌ للأعقاب من النار أسْبِغوا الوضوء".

_ = الحديث، هو"صهيب الحذاء" راوى الحديث (6550). وأما من ظن أنه "عبد الله بن باباه"، فإنما ذهب وهمه إلى أن الأعمش رواه عن حبيب عن عبد الله بن باباه عن ابن عمرو!، وما هذا بدليل ولا شبه دليل، فالظاهر أن حبيب بن أبي ثابت رواه عن اثنين: أبي موسى الحذاء، وعبد الله بن باباه، كلاهما عن ابن عمرو. والحديث ذكر السيوطي في شرح الموطأ (1: 156) أنه "رواه النسائي من طريق سفيان الثوري عن حبيب عن أبي موسى الحذاء عن عبد الله بن عمرو"، ولم أجده في النسائي من هذا الوجه، فلعه في السنن "الكبرى" ورواه ابن ماجة (1: 191) من طريق يحيى بن آدم عن قطبة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو". وهذا الإسناد هو الذي أشار إليه البخاري فيما نقلنا عنه في الكنى, أنه قال: "وقال عيسى بن موسى وقطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن عمرو"، والظاهر أنه سقط من الإسناد عن البخاري "عن عبد الله بن باباه". ويؤيده إشارة ابن أبي حاتم إليه، فيما نقلنا عن التهذيب، بذكر "عبد الله بن باباه" في الإسناد. وأما شك سفيان الثوري هنا في رفعه، بقوله "أراه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -": فإنه لا يؤثر في صحة الإسناد, لأن البخاري أشار إليه من رواية أبي نعيم عن الثوري، دون هذا الشك، وكذلك حكاه السيوطي عن رواية النسائي. فلعل سفيان شك فيه حين حدث به وكيعاً، وتثبت من رفعه حين رواه لغيره. ثم هو مما يكون مرفوعاً حكماً، حتى لو كان موقوفاً لفظاً, لأنه مما لا يعلم بالرأى. ثم قد تابع الأعمش سفيان على راويه مرفوعاً دون شك، فيما روى ابن ماجة وغيره. وفوق هذا كله فقد مضى الحديث صحيحاً من رواية الثوري نفسه عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو (6512) مطولاً، ومن رواية شُعبة عن منصور (6803) مختصراً. وقد خرجنا ذلك الوجه في الموضع الأول، والحمد الله. (6809) إسناده صحيح، وهو مطول (6528)، وقد خرجناه وأشرنا إلى هذا هناك.

6810 - حدثنا وكيع حدثنا هَمّام عن قَتادة عن رجل: يزيدَ أو أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من قرأ القرآنَ في أقلَّ من ثلاث لم يَفْقَهْهُ". 6811 - حدثنا وكيع حدثنا مسْعَرٌ وسفيانُ عن حَبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس المكِّي عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل يستأذن النبي -صلي الله عليه وسلم - في الجهاد، فقال له النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أحَيُّ والداك؟ "، قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهدْ". 6812 - حدثنا بَهْزٌ حدثنا شُعْبة أخبرني حَبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس قال: سألتُ عبد الله بن عمرو عن الجهاَد؟، فقال: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فذكَر الحديث. 6813 - حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن عمرو بن مُرَّة عن

_ (6810) إسناده صحيح، والرجل الذي روى عنه قتادة هو أحد اثنين: يزيد بن عبد الله بن الشخير، أو أبو أيوب المراغي، وقد سبق توثيقه (6750). والشك لا يؤثر، فهو انتقال من ثقة إلى ثقة. والحديث مختصر (6775) من رواية قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشخير. (6811) إسناده صحيح، رواه وكيع عن شيخين: مسعر بن كدام، وسفيان الثوري، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت. ووقع في هذا الإسناد في (ح)، هكذا: "حدثنا وكيع حدثنا همام عن قتادة عن] مسعر وسفيان" إلخ!، فزيادة [همام عن قتادة عن] خطأ صرف، ليست في (ك م)، وهي تفسد الإسناد، تجعل بين وكيع وشيخه مسعر بن كدام شيخين، هما "همام عن قتادة"، وليس كذلك. بل إن قتادة من شيوخ مسعر، لا من تلاميذه. والحديث مكرر (6765). وقد مضى (6544) من رواية مسعر عن حبيب. (6812) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (6813) إسناده صحيح، وهو مختصر (6792).

عبد الله بن الحرث المُكْتب عن أبي كَثير الزُّبيدي عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً سأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أيُّ الهجرة أفَضل؟، قال: "أن تَهْجُر ما كَره ربُّك، وهما هجرتان: هجرةُ الحاضر، وهجرةُ البادي، فأمّا هجرة البادي، فيطِيعُ إذا أُمرَ، ويُجيبُ إذا دُعِي، وأماَ هجرةُ الحاضِر، فهي أشدُّهما بَليَّةَ، أعْظمهما أجراً". 6814 - حدثنا وكيع حدثنا زكريا عن عامر عن عبد اللهِ، قالِ: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -, فقال: يا رسول الله، مَن المُهَاجر؟، قال: "من هَجر ما نَهَى اللهُ عنه". 6815 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زيد بن وهْب عن عبد الرحمن بن عِبد ربّ الكعبة عنِ عِبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من بايَعَ إماماً، فأعطاه ثمَرةَ قلبه وصَفْقَةَ يده، فليطِعْة ما استطاع". 6816 - حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن الحسن عن

_ (6814) إسناده صحيح، زكريا: هو ابن أبي زائدة. عامر: هو الشعبي. والحديث مكرر (6515)، وقد أشرنا هناك إلى أنه رواه البخاري (11: 273) من طريق زكريا عن الشعبي. ومضى أيضاً معناه مطولاً، من طريق إسماعيل عن الشعبي (6806). وانظر الحديث الذي قبل هذا. (6815) إسناده صحيح، وهو مختصر (6793) بهذا الإسناد. ومختصر (6794) بإسناد آخر. (6816) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب: ثقة مأمون، كما قال ابن معين، وقال مصعب الزبيري: "ما رأيت أحداً من علمائنا يكرمون أحداً ما يكرمونه"، وقال الواقدي: "كان من العباد، وكان له شرف وعارضة وهيبة ولسان شديد". إبراهيم بن محمَّد بن طلحة بن عُبيد الله التيمي: سبق توثيقه (1401)، وهو تابعي ثقة، قال النسائي: "كان أحد النبلاء"، وقال ابن سعد (5: =

خاله إبراهيم بن محمَّد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَنْ أُرِيدَ مالُه بغير حق، فقُتِل دونه، فهو شَهِيد". 6817 - حدثنا وكيع حدثنا فِطْر، ويزيدُ بن هرون قال أخبرنا

_ = 37) في ترجمة أبيه: "فولد محمَّد بن طلحة: إبراهيم الأعرج، وكان شريفاً صارماً، ولاه عبد الله بن الزبير خراج العراق"، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/315 - 317) والذهبي في التاريخ الإِسلام (4: 90 - 91). ووصفه هنا بأنه "خال عبد الله بن الحسن" -: فيه تجوز، فإنه ليس بخاله أخي أمه، بل هو عمه أخو أبيه لأمه. فإن "حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب" أمه "خولة بنت منظور بن زبان بن سيار الفزارية"، وهي أم "إبراهيم بن محمَّد بن طلحة". وأما "عبد الله بن حسن" فإن أمه هي: "فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب"، أي بنت عم أبيه "حسن بن حسن بن علي". انظر طبقات ابن سعد (ج 5 ص 37 س 20 - 25، وص 234 - 235)، ونسب قريش للمصعب (ص 49 س 18)، والتهذيب في ترجمة "إبراهيم بن محمَّد" و "عبد الله بن حسن". والحديث رواه أبو داود (4771/ 4: 391 عون المعبود) عن مسدد، والنسائي (2: 173) عن عمرو بن علي، كلاهما عن يحيى بن سعيد عن سفيان. بهذا الإسناد نحوه. ورواه النسائي أيضاً عن أحمد بن سليمان عن معاوية بن هشام عن سفيان. والترمذي (2: 315) عن محمَّد بن بشار عن أبي عامر العقدي عن عبد العزيز بن المطلب، كلاهما عن عبد الله بن الحسن، بهذا الإسناد، مختصراً بلفظ "من قتل دون ماله فهو شهيد". ولكن في النسائي "محمَّد بن إبراهيم بن طلحة"، وهو خطأ من الراوي، صوابه "إبراهيم بن محمَّد بن طلحة"، كما نص على ذلك في التهذيب (9: 12). وقال الترمذي: "حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن. وقد روي عنه من غير وجه". وهو كما قال، فقد مضى مختصراً، كلفظ الترمذي والنسائي، من وجه آخر (6522)، وأشرنا هناك إلى كثير من رواياته، ومنها هذه الرواية. (6817) إسناداه صحيحان، وهو مكرر (6524)، ومطول (6785). وانظر (6700).

فطرْ، عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الرَّحمَ مَعلَّقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل مَنْ إذا قَطَعَتْه رحمُه وَصَلَها". قال يزيد: (المُوَاصِلُ). 6818 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن شَقيق، وابن نُمير قال أخبرنا الأعمش عن شَقيق، عن مسروق عن عبد الله بن عمرو، قال: لم يكن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فاحشاً ولا مُتَفَحِّشاً، وكان يقول: "من خياركم أحَاسنُكم أخلاقاً" قال ابنُ نمير: "إنّ خيارَكم أحاسنُكم أخلاقاً". 6819 - حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي إسحق عن وَهْب ابن جابر عنِ عِبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كَفَى للمرء من الإثم أن يضِيع منْ يَقُوتُ". 6820 - حدثنا وكيع حدثنا أُسامة بن زيد عن عمرو بن شُعيب عن أِبِيه عن جده: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - وَجَد تحت جنبه تمرةً من الليل، فأكلها، فلم ينمْ لخط الليلة، فقال بعضُ نسائه: يا رسول الله، أرِقْتَ البارحةَ؟، قال: "إنِي وجدتُ تحت جنبي تمرةً في فأكلتُها، وكان عندنا تمْرٌ من تَمْرِ الصَّدَقة، فخشيتُ أن تكون منه". 6821 - حدثنا وكيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي

_ (6818) إسناداه صحيحان، وهو مكرر (6504، 6767 م). (6819) إسناده صحيح، وهو مكرر (6495). وقد أشرنا في الاستدراك (2517) إلى أنه رواه أيضاً الحاكم، وصححه هو والذهبي. (6820) إسناده صحيح، وقد مضى مختصراً بهذا الإسناد (6691)، وأشرنا إلى هذا هناك. ومضى أيضاً مطولاً بإسناد آخر (6720). (6821) إسناده صحيح، وهو مكرر (6536) بهذا الإسناد، ومكرر (6513) بإسناد آخر.

كَثير عن محمَّد بن إبراهيم عن خالد بن مَعْدَانَ عن جُبيِر بنِ نُفَيْر عن عبد الله بن عمرو، قال: رآني رسول الله -صلي الله عليه وسلم -وعليَّ ثيابٌ مُعصفرة، فقال: "ألْقها فإنّها ثيابُ الكفّار". 6822 - حدثنا وكيع حدثنا داود بن قيس الفَرَّاء عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: سئُل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن العَقيقة؟، فقال: "لا أُحبُّ العُقُوق، ومَنْ ولد له مولوَد فأحَبَّ أن ينسكَ عنهَ فليفعلْ، عن الغلامَ شاتان مُكافأتَانِ، وعن الجارية شاةٌ. 6823 - حدثنا وكيعِ عن سفيان عن عبد الله بن حسن عن خاله إبراهيم بن محمَّد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أريدَ مالُه بغير حق، فقتِل دونَه، فهو شهيد". 6824 - حدثنا وكيع عن خليفة بن خَيَّاط عن عمرو بن

_ (6822) إسناده صحيح، وهو مختصر (6713). وانظر (6737). وكلمة "مكافأتان" رسمت هكذا بالألف في (ك ح)، ورسمت في (م) "مكافئتان"، وقد شرحنا ذلك في الرواية الماضية. (6823) إسناده صحيح، وهو مكرر (6816) بإسناده. قوله "بغير حق"، في (م) "بدون حق"، وما هنا هو الثابت في (ك ح)، والموافق للفظ الماضي. (6824) إسناده صحيح، وظاهره أنه تكرار للحديث قبله، أن يكون النبي -صلي الله عليه وسلم - قاله في خطبته وهو مسند ظهره إلى الكعبة. ولكني لم أجد حديث "من أريد ماله بغير حق"، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فيما بين يدي من المراجع. وأخشى أن يكون هذا سهواً في كتابة هذا الإسناد في هذا الموضع من المسند. وإنما هو تكرار لحديث: "لا يقتل مسلم بكافر" إلخ، فإنه قد مضى بهذا الإسناد نفسه، وفيه أنه "قال في خطبته وهو مسند ظهره إلى الكعبة" (6690). ثم سيأتي الحديث بلفظ (6796) بهذا الإسناد في (6827). فأنا أظن- بل أكاد أوقن- أن الإسناد الذي هنا (6824) موضعه الصحيح بعد (6827). والله أعلم بالصواب.

شُعيب عن أبيه عن جده: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - خَطَب وأسند ظهرَه إلى الكعبة، فذكره. 6825 - حدثنا وكيع وإسحق، يعنِي الأزرق، قالا: حدثنا سفيان عن عَلْقَمة بن مرْثَد عن القاسم بن مُخيمرة عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما أحَدٌ من المسلمين يُبْتَلَى ببلاءٍ في جسده، إلا أمَر الله عَزَّ وَجَلَّ الحَفَظَةَ الذين يحفظونه: اكْتُبُوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح، ما دام محبوساً في وَثَاقي". قال عبد الله [بن أحمد]: قال أبي: وقال إسحق: "اكتبوا لعبدي في كَلَ يوم وليلة". 6826 - حدثنا وكيع قال حدثنا مسْعَر عن أبي حَصين عن القاسم بن مُخيمِرَة عن عبد الله بن عمرو، عن النَبي - صلى الله عليه وسلم -، مثلَه. 6827 - حدثنا وكيع حدثنا خَليفة بن خَيّاط عن عمرو بن شعَيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُقْتَل مؤمنٌ بكافر،

_ (6825) إسناداه صحيحان، وهو مكرر (6482) عن إسحق الأزرق وحده، بهذا الإسناد، ورواه الحاكم في المستدرك (1: 348) بإسنادين من طريق سفيان الثوري، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. (6826) إسناده صحيح، أبو حصين، بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين: هو عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي، سبق توثيقه (1024)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات (6: 224)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/160 - 161)، وروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو يخطي، ليس هم، منهم أبو حصين" وروي توثيقه عن أحمد وابن معين. والحديث مكرر ما قبله. وقد رواه أيضاً أبو نعيم في الحلية (7: 249) عن القطيعي، من المسند، بهذا الإسناد، وقال: "تفرد به وكيع عن مسعر". (6827) إسناده صحيح، وهو مكرر (6796) بهذا الإسناد. وانظر (6824).

ولا ذو عَهْدٍ في عهده". 6828 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن وَهْب بن جابرعن عبد الله بن عمرو رضِيِ الله عنهما، قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "كَفَى بالمرء إثماً أن يُضِيعَ من يقُوت". 6829 - حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن الحسن عن إبراهيم بن محمَّد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أرِيدَ مالُه بغير حق، فقاتل فقُتِل، فهو شهيد". 6829 م- وأحْسِبُ الأعرَج حدثني عن أبي هريرةَ، مثلَه.

_ (6828) إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي. سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر (6819). (6829) إسناده صحيح، وهو مكرر (6823). (6829 م) إسناده صحيح، تابع للإسناد قبله. والذي يقول: "وأحسب الأعرج" إلخ-: هو عبد الله ابن حسن. وهذا الشك لا يؤثر، فقد رواه أيضاً، غير شاك، كما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، سبق توثيقه (6163). وحديث أبي هريرة هذا رواه الثوري عن عبد الله بن حسن عن الأعرج عن أبي هريرة، ولكن عبد الله شك فيه فقال: "وأحسب الأعرج حدثني عن أبي هريرة مثله". وسيأتي في مسند أبي هريرة (8281) عن أبي عامر العقدي عن عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن الحسن عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة، مرفوعاً. فارتفعت شبهة الشك الذي حكاه سفيان الثوري عن عبد الله بن حسن. ورواه ابن ماجة (2: 64) عن محمَّد بن بشار عن أبي عامر العقدي، بإسناده المذكور. وقال البوصيري في زوائده: "إسناده حسن، لقصور درجته عن أهل الحفظ والإتقان"!، هكذا قال، هو إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله كلهم ثقات لم يختلف فيهم، إلا في عبد العزيز بن المطلب، والراجح توثيقه، وقد =

6830 - حدثنا عبد الله بن عمرو حدثنا ابن أَبي ذئب عن الحرث عن أَبي سَلَمَه عن عبد الله بن عمرو، قال: لعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الراشِيَ والمرتشِي. 6831 - حدثنا رَوْح حدثنا الأوزاعي عن حسّان بن عطية عن أبي كبشَة السَّلُولي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أَن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "أربعونِ حِسنةً، أعْلاهُنَّ مَنيحَةُ الغَزْ، لا يَعْمَل العبدُ بحسنة منها رجاءَ ثوابها وتصديق موْعودها، إلا أدخَله اللهُ بها الجنةَ". 6832 - حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي حدثنا سَليمٌ، يعني ابن حيان، عن سعيد بن مِينَاء سمعت عبد الله بن عمرو، قال: قال

_ = أخرج له مسلم في صحيحه. (6830) إسناده صحيح، وهو مكرر (6779) بهذا الإسناد، كما أوضحناه هناك. (6831) إسناده صخعح، وهو مكرر (6488). (6832) إسانيده صحاح، فقد رواه أحمد عن ابن مهدي وعن عفان، وفي آخره عن بهز، ثلاثتهم عن سليم بن حيان. سليم بن حيان، بفتح السين المهملة، وبفتح الحاء المهملة وتشديد الياء التحتية: سبق توثيقه (1491)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 214)، وذكر أنه "سمع سعيد بن ميناء". سعيد بن ميناء، بكسر الميم وبالمد: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأيو حاتم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/ 469)، وذكر أنه "سمع جابر بن عبد الله وأبا هريرة". والحديث أحد روايات قصة عبد الله بن عمرو المطولة الماضية (6477)، وقد أشرنا إليه هناك. وسيأتي من هذا الوجه مرة أخرى (6862) عن عفان عن سليم بن حيان. وانظر (6766، 6789). ورواه مسلم (1: 321) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سليم، بهذا الإسناد. ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 2/ 9) عن عفان، ولكن وقع فيه خطأ وسقط في الإسناد، ففيه: "أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا سليمان بن حيان، قال: قال لي =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: بلغني أنك [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وحدثناه عفّان قال حدثنا سَليم بن حبان حدثنا سعيد بن مينَاء سمع عبد الله بن عمرو، قال: قال ليِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "بلغني أنك تصَومُ النهارَ وتقومُ الليل، فلا تفعل، فإن لجَسدك عليك حَظاً ,ولعينك عليك حظاً , ولزَوْجك عليك حظاً، صُمْ ثلاثةً أَيام مَن كل شهر، فذلكَ صومُ الدَّهْر"، قال: قلَت: إنَّ بي قوةً، قال: "صُمْ صومَ داود: صُمْ يوماً وأفْطرْ يوماً"، قال: فكان ابن عمرو يقول: يا ليتني كنتُ أخَذْتُ بالرُّخصة. وقالَ عفان وبَهزٌ: إني أجدُ بي قوةً. 6833 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عطاء بنَ السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: جئت لأبايعك وتركتُ أبويّ يبكيان، قال: "فارْجعْ إليهما فأضْحكْهما كما أبكيْتَهما"، وأبَى أن يُبايعه. 6834 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن الحَكَم عن مجاهِد عِن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من ادَّعَى إلى غير أَبيه فلن يرح رائحةَ الجنة، وِريحها يُوجد من مسيرة سبعين عاماً".

_ = رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"!. فهذا خطأ بين من الناسخين، صوابه "سليم بن حيان عن سعيد بن ميناء سمعت عبد الله بن عمرو" إلخ، كما هو بديهي. (6833) إسناده حسن، ثم يكون صحيحاً لغيره, لأن إسماعيل بن إبراهيم، وهو ابن علية، سمع من عطاء بعد تغيره. والحديث مطول (6490)، من رواية ابن عيينة عن عطاء، وأشرنا هناك إلى رواية النسائي من طريق حماد بن زيد عن عطاء، وكلاهما سمع منه قديماً. (6834) إسناده صحيح، وهو مختصر (6592). قوله "فلن يرح" هكذا هو في الأصول الثلاثة هنا، وكذلك في رواية الطيالسي إياه عن شُعبة (2274). وحذف ألف "يراح" بدون جازم لا نكاد نجد له وجهاً في العربية. وفي نسخة بهامش (م) "يراح"، على الجادة.

6835 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن الحَكَم سمعتُ سيفاً يحدّث عن رُشيد الهَجَري عن أبيه: أَن رجلاً قالِ لعبد الله بن عمرو: حدثني ما سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ودَعْني وما وَجَدْت في وَسْقكَ يومَ اليَرْمُوك؟، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "المسلم من سَلِم المسلمَون من لسانه ويده".

_ ْ (6835) إسناده ضعيف جداً، على أن متن الحديث المرفوع صحيح من غير هذا الوجه. الحكم: هو ابن عتيبة، الثقة المعروف. سيف: ترجمه الحسيني في الإكمال (ص50) وقال: "ذكره ابن حبان في الثقات". وهو في مخطوطة الثقات التي عندي (2: 204) قال: "سيف: شيخ يروي عن رشيد الهجري، روي عنه الحكم بن عتيبة". وقال الحافظ في التعجيل (ص 174): "وهو مجهول". وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 172) قال: "سيف بياع السابري: عن رشيد الهجري، روي عنه الحكم بن عتيبة"، فلم يذكر فيه جرحاً. فهذا وتوثيق ابن حبان كافيان في ثقته. رشيد، بضم الراء وفتح الشين المعجمة، الهجري: ضعيف جداً. ترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/305) فضعفه بالإشارة كعادته، قال: "يتكلمون في رشيد"، وقال النسائي في الضعفاء (ص 12): "ليس بالقوى"، وقال ابن معين: "ليس يساوي حديثه شيئاً"، وقال الجوزجاني: "كذاب غير ثقة"، وقال ابن حبان: "كان يؤمن بالرجعة"، وله ترجمة مفصلة في لسان الميزان (4602 - 461). وأبوه: مجهول مبهم غير معروف، ليس إلا ما ذكر في الرواية: "رشيد الهجري عن أبيه"!، ولم يسم في الرواية , ولا في ترجمة رشيد، بل لم يذكر في المبهمات في الإكمال ولا التعجيل!!، والحديث رواه البخاري في الكبير في ترجمة رشيد الهجري، مختصراً كعادته: "رشيد الهجري عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، سمع النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. قاله آدم عن شُعبة عن الحكم عن سيف بياع السابري". وآدم: هو ابن أبي إياس، شيخ البخاري، ثم رواه مرة أخرى مختصراً في ترجمة سيف بياع السابري: "قال لي أبو بكر!، حدثنا غندر عن شُعبة عن الحكم سمعت سيفاً عن رشيد الهجري عن أبيه عن عبد الله بن عمرو"، فذكره =

6836 - حدثنا حسين حدثنا شُعْبة سمعت الحَكَم سمعت سيفاً يحِدّث عن رُشَيْد الهَجَري، فذكر الحديث، إلا أَنه قال: "ودَعْنا وممّا وَجَدْت في وَسْقيك". 6837 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمرو بن مُرَّة عن عبد الله بن الحرث عن أبي كَثير عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إياكم والظلم، فإن الظلَم ظُلمَاتٌ يومَ القيامة، وإياكم والِفُحش، فإن الله لا يحبُّ الفُحْش ولا التَّفَحُّش، وإياكم والشُّحَّ، فإنه أهلك من كان قبلَكم، أمَرهم بالقطيعة فَقَطعوا، وبالبخل فبَخلوا، وبالفُجُور فَفَجَروا"، قال: فقام رجل فقال: يا رسول الله، أَيُّ الإِسلام أفضلُ؟، قال: "أن يَسْلَمَ المسلمون من لسانك ويدك"، قالِ ذلك الرجل أو رجلٌ آخر: يا رسول الله، فأيُّ الهجْرة أفضل؟، قال: "أَن تهْجر ما كَره الله، والهجرة هجرتان: هجرةُ الحاضر والبادي، فأما البادي فيُطِيع إذا أمِرَ". ويُجيب إذا دعِىَ، وأَما الحاضر فأعْظَمُهُمَا بَليَّةً، وأَعظمَهمَا أجراً). 6838 - حدثنا محمَّد بن جعفرِ وهاشم بن القاسم قالا حدثنا شُعْبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسرُوق، قال: ذَكَرُوا ابنَ مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أُحبُّه، بعد ما سمعت

_ = مرفوع. وسيأتي عقب هذا من هذا الوجه أيضاً. وهذا المرفوع صحيح من غير هذا الوجه، بغير هذا الإسناد. مضى بأسانيد صحاح، مطولاً ومختصراً (6487، 6515، 6753، 6792 ,6806) (6836) إسناده ضعيف جداً، كالإسناد قبله. (6837) إسناده صحيح، وهو مكر (6487، 6792). ومطول (6813). وانظر الحديثين قبله. (6838) إسناده صحيح، وهو مكرر (6795)

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "اسْتقْروا القرآنَ من أربعةٍ: من ابنِ مسعود، وسالم مولى أبي حُذَيفة، وأبيّ بن كعب، ومُعَاذ بن جَبَلً". 6839 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عنْ عمرو بن مُرَّة حدثنا رِجلٌ في بيت أبي عُبَيْدة أَنه سمع عبدَ الله بِن عَمْرو يحدِّثُ عبدَ الله ابن عمر، قال: سمعت رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "منِ سَمَّعَ الناس بعمله سمَّعَ الله به سَامِعُ خَلْقِه، وصغره وحَفره"، قال: فذرفَتْ عينَا عبد الله بن عُمَر. 6840 - حدثنا محمَّد بن جعفر وحَجَّاج قالا حدثنا شُعبة عن سعد بن إبراهيم عن حُميدٍ، قال حجاج: سمعت حميدَ بن عبد الرحِمن، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إن منْ أكبر الذَّنْب أَن يسبَّ الرجلُ والدَيْهِ"، قالوا: وكيف يَسُبُّ الرجلُ والديه؟، قال: "يَسُبُّ أَبَا الرجلِ فيَسُبُّ أَباهَ، ويسَب أُمَّه فيسبُّ أُمَّه" 6841 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن قَتادة عن يزيدَ ابن عبد الله عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، أَنه قال: "من قَرأ القرآنَ في أقلَّ من ثلاث لم يَفْقَهْه". 6842 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن أَبي إسحق

_ (6839) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من إبهام التابعي. وقد حققنا صحته في (6509)، إذ رواه هناك أحمد عن يحيى القطان عن شُعبة. (6840) إسناده صحيح، وهو مكرر (6529). (6841) إسناده صحيح، وهو مكرر (6810). (6842) إسناده صحيح، وهو مطول (6495، 6819، 6828). وهذا المطول رواه أيضاً الطيالسي (2281) عن شعبة، بهذا الإسناد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7: =

سمعتُ وَهْب بن جابر يقول: إن مولى لعبد الله بن عَمْرو قال له: إنيِ أُريد أَن أقيمَ هذا الشهرَ ها هنا ببيت المقدس؟، فقال له: تركتَ لأهلك ما يقوتُهُمْ هذا الشهر؟، قال: لا، قال: فارْجعْ إلى أَهلك فاتْرُكْ لِهِم ما يَقُوتُهم، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "كَفَى بالمرء إثْماً أن يُضيع منْ يَقُوتُ". 6843 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن عمرو بن دينار عن أَبي العباس يحدّث عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "اقرأ القرآنَ في شهر"، فقلت: إني أُطيقُ أكَثرَ منْ ذلك، فلم أزل أَطْلُبُ إليه، حتى قال: "اقرأ القرآن في خمسة أيام، وصُمْ ثلاثَة أَيام من الشهر"، قلت: إني أُطيقُ أكثر من ذلك، قال: "فصُمْ أحَبَّ الصوم إلى الله عز وجل، صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً". 6844 - حدثنا رَوْح حدثنا شُعْبة حدثنا عامر الأحول عن عمرو ابن شُعيب عن أبيه عن جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا يَتَوَارَث أَهل ملَّتينِ شتَّى". 6845 - حدثنا إسماعيل حدثنا داود بن أَبي هند عن عمرو بن

_ = 467) من طريق الطيالسي. ورواه الحاكم في المستدرك (4: 500 - 501) في قصة، مطولاً بأطول مما هنا، من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحق، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وانظر تفسير ابن كثير 2: 445. (6843) إسناده صحيح، وهو أحد الروايات لقصة عبد الله بن عمرو، التي أشرنا إليها عند الحديث الأول منها (6477). وهذه الرواية بعينها رواها النسائي (1: 326) عن محمَّد بن بشار عن محمَّد، وهو ابن جعفر، عن شُعبة. وانظر بعض ما مضى (6764، 6775، 6832). (6844) إسناده صحيح، وهو مكرر (6664). وقد سبقت الإشارة إليه هناك. (6845) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن علية. والحديث مطول (6668، 6801)، =

شُعيب عن أَبيه عن جده: أَنّ نَفَراً كانوا جلوساً بباب النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال، بعضهم ألم يَقُلِ اللهُ كذا وكذا؟، وقال بعضهم: ألم يَقُل الله كذا وكذا؟، فسمع ذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فخرج كأنما. فقِيءَ في وجهه حَبُّ الرُّمَّان، فقال: بهذا أُمرْتُم!!، أَو بهذا بُعثتُمْ!!، أَنْ تَضْربوا كتابَ الله بعضَه ببعضٍ!! إنما ضلَّت الأُمم قبلَكم في مثلَ هذا، إنكم لستم ممّا ها هنا في شيء، انظروا الذي أُمِرتم به فاعملوا به، والذي نُهيتُمْ عنه فانْتَهوا. 6846 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد، يعني ابن سَلَمَة، عن حُميد ومَطر الوَرَّاق وداودَ بن أبي هند عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القَدَر، هذا ينزِع آيةً، وهذا ينزعُ آيةً، فذكر الحديث. 6847 - حدثنا أَبو النَّضْر حدثني إسحق بن سعيد حدثنا سعيد ابن عمرو عن عبد الله بن عمرو، قال: أشْهَدُ بالله لَسَمعْتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "يُحِلُّها ويَحُلُّ به رجلٌ من قريش، لو وُزنتْ ذُنُوبُه بذُنوب الثقلَيْن لَوَزَنتهَا".

_ = ومختصر (6702، 6741). (6846) إسناده صحيح، حميد: هو الطويل، وهو خال حماد بن سلمة. والحديث مكرر ما قبله. (6847) إسناده صحيح، إسحق بن سعيد بن عمرو بن سعيد: سبق توثيقه (5680). أبوه سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص: سبق توثيقه (5017). والحديث في مجمع الزوائد (3: 284)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وقد مضى نحو معناه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب (6200)، وأشرنا إلى هذا وإلى (7043) هناك.

6848 - حدثنا عفّان حدثنا همّام حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، أَن النبيِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اعبُدُوا الرحمن، وأفْشُوا السلام، وأَطْعمُوا الطعام، وادْخُلُوا الجِنَان". 6849 - حدثنا عفّان حدثنا حمّاد بن سَلَمَة عن عطاء بن السائب عن أَبيه عن عبد الله بن عمرو: أَن رجلاً قال: اللهم اغفر لي ولمحمد وَحْدَنَا!، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لقد حَجبتَها عن ناسٍ كثير". 6850 - حدثنا خَلَف بن الوليد حدثنا ابن عَيّاش عن سليمان

_ (6848) إسناده صحيح، (6587). (6849) إسناده صحيح، وهو مختصر (6590). (6850) إسناده صحيح، ابن عياش: هو إسماعيل بن عياش، وهو ثقة معروف، تكلموا في روايته عن غير الشاميين، وهو هنا يروي عن سليمان بن سليم الشامي. سليمان بن سليم- بضم السين- الشامي القاضي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 18)، وسبق أن تحدثنا في رواية ابن عياش عنه في شرح (6666). والحديث ذكره ابن كثير في التفسير (8: 329) عن هذا الموضع من المسند. ووقع فيه "عباس" بدل "ابن عياش"، وهو خطأ واضح، من ناسخ أو طابع. وذكره السيوطي في الدر المنثور (6: 209)، ونسبه لأحمد وابن مردويه. "أميمة بنت رقيقة"، بالتصغير فيهما، نسبت إلى أمها "رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى" أخت خديجة أم المؤمنين، وهي "أميمة بنت عبد الله بن بجاد بن عمير بن الحرث"، من بني تيم بن مرة. انظر ترجمتها في ابن سعد (8: 186 - 187)، والإصابة. "بجاد": بكسر الباء الموحدة وتخفيف الجيم. وقد روت هي قصة مبايعتها هذه، بأوفى مما رواها عبد الله بن عمرو، وستأتي في المسند (357:6 ح) من حديثها، ورواها أيضاً من حديثها مالك في الموطأ (ص 982 - 983)، ونقله ابن كثير (8: 327 - 328) عن المسند، وقال: "هذا إسناد صحيح"، ثم نسبه للترمذي والنسائي وابن ماجة. قوله =

ابن سُلَيْم عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: جاءتْ أُميمَة بنتُ رُقَيْقَةَ إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - تُبايعه علي الإسلام فقال: أُبايعك على أَن لا تُشْركِي بالله شيئاً، ولا تَسْرِقي ولا تزْني، ولا تَقتلي ولدَك، ولا تأتي ببهتان تَفْترينه بين يَديك ورجليكِ، ولا تَنُوحِي، ولا تبرجي تَبَرُّجَ الجاهليَّة الأُولَى. 6851 - حدثنا خَلَف بن الوليد حدثنا ابن عَيّاش عن محمَّد بن زياد الألْهَاني عن أبي راشد الحُبْراني قال: أتيتُ عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له: حدِّثْنا ما سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فألقَى بين يدىَّ صحيفةً، فقال: هذا ما كَتَب لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فنظرتُ فيها، فإذا فيها: أَنَّ أَبا بكر الصديق قال: يا رسول الله، علِّمْني ما أقولُ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا أبا بكر، قُل: اللهمَّ فاطرَ السموات والأرضِ، عالم الغيبِ والشهادة، لا إله إلا أنت، ربَّ كلّ شيء ومَلِيكَه، أَعَوذُ بك من شر نفسي،

_ = "أبايعك علي"، في (ح) "عن"، وهو خطأ مطبعي، صححناه من (ك م). (6851) إسناده صحيح، محمَّد بن زياد الألهاني الحمصي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/83). "الألهان"، بفتح الهمزة: نسبة إلى "ألهان بن مالك" أخي "همدان بن مالك". أبو راشد الحبراني: ثقة، ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة. وقال العجلي: "شامي تابعي ثقة، لم يكن في زمانه بدمشق أفضل منه"، وترجمه البخاري في الكنى (رقم 254). "الحبراني" بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة: نسبة إلى "حبران بن عمرو بن قيس " من حمير، من اليمن. والحديث رواه الترمذي (4: 268) عن الحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد وقال: "حديث حسن غريب من هذا الوجه". وقد مضى نحو معناه من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو (6597): أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يعلم عبد الله هذا الدعاء. ومضى نحوه أيضاً في مسند أبي بكر (رقم 51، 52، 63) من حديث أبي هريرة عن أبي بكر. ولعبد الله بن عمرو حديث آخر عن أبي بكر في الدعاء في الصلاة، مضى (برقم 8، 28)، ورواه البخاري (2: 264 - 265، و11: 111 - 112) , =

ومن شَرِّ الشيطان وشِرْكه، وأن أقْتَرِفَ على نفسي سوءاً، أَوْ أَجُرةُ إلى مُسْلِم". 6852 - حدثنا أَبو مغيرة حدثنا هشام بن الغاز حدثنيِ عمرو بن شُعَيب عن أَبيه عن جده، قال: هَبَطْنَا مِع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من ثَنيَّة أَذاخرَ، قال: فنظر إليّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فإذا عليَّ ريطة مُضرَّجة بعُصْفُر، فِقَالَ: ماَ هذه؟، فعرفتُ أَن رسولْ الله - صلى الله عليه وسلم - قد كَرهها، فأَتيتُ أهلي وهم يسْجُرُون تنورَهم، فَلَفَقْتُهْا، ثم ألقيتُها فيه، ثمِ أتيتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "ما فَعَلت الرَّيْطة؟ " قال: قلت: قد عرفتُ ما كرهتَ منها، فأتيتُ أهلي وهم يَسْجرُون تنُّورَهم فألقيتُها فيه فقال، النبي -صلي الله عليه وسلم -: فهلا كَسَوْتَها بعضَ أهلك؟.

_ = ومسلم (313:2). (6852) إسناده صحيح، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي. هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي: ثقة، وثقه ابن معين وابن سعد في الطبقات (7/ 2/171) وغيرهما، وقال ابن خراش، "كان من خيار الناس"، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/199). "الغاز" بالغين والزاي المعجمتين، ووقع في (ح) بالفاء بدل الغين، وهو خطأ مطبعي. "الجرشي" بضم الجيم وفتح الراء وبالشين المعجمة: نسبة إلى "بني جريش"، وهو بطن من حمير. والحديث رواه أبو داود (4066/ 4: 91 - 92 عون المعبود)، وابن ماجة (2: 197)، كلاهما من طريق هشام بن الغاز، به. "ثنية أذاخر"، بفتح الهمزة والذال المعجمة وبعد الألف خاء معجمة: ثنية بين مكة والمدينة، قريبة من مكة، دخل منها رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوم الفتح حتى نزل بأعلى مكة. "الريطة"، بفتح الراء والطاء المهملتين وبينهما ياء تحتية ساكنة: كل ملاءة ليست بلفقين، وقيل: كل ثوب رقيق لين. قاله ابن الأثير. "مضرجة بعصفر": أي ملطخة به، ليس صبغها بالمشبع. "يسجرون": أي يوقدون. و "التنور": الذي يخبز فيه، وهي كلمة عربية صحيحة، ومن زعم أنها أعجمية فقد أخطأ. انظر المعرب للجواليقي بتحقيقنا (ص 84 - 85). قوله "فهلا كسوتها بعض أهلك"، زاد أبو داود وابن ماجة. في روايتيهما: "فإنه لا بأس به للنساء" وفي رواية ابن ماجة: "بذلك" بدل "به".

6852 م- وذكر أنه حين هَبَط بهِم من ثَنية أذَاخرَ صلَّى بهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلى جدَار اتَّخذه قبْلةً، فأقبلتْ بهْمةٌ تَمُرُّ بين يَدَى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فما زال يُدَارِئُها ويدنو من الجَدْر، حتى نظرْتُ إلى بَطنِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قد لَصقَ بالجَدْرِ، ومرَّت من خلفِه. 6853 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي عن حسَّان بن عطية سمعت أبا كبشَة السَّلُولي يقول: سمعتُ عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أَربعون حِسِنةً، أَعلاها منْحَةُ العنز، ما منْها حَسنة يعْمَل بها عبدٌ رجَاءَ ثوابها وتصديق موْعُودِها، إلا أَدخله الله بها الَجنةَ". ْ6854 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا محمَّد بن مُهَاجر أخبرني عُرْوة

_ (6852 م) إسناده صحيح بالإسناد قبله، والحديث رواه أبو داود (708/ 1: 260 عون المعبود) من طريق هشام بن الغاز، به. قوله "إلى جدار"، في (ح) "إلى جدر". و"الجدر" بفتح الجيم وسكون الدال المهملة: لغة في "الجدار". وقد ثبتت الكلمة في (ك م) في الموضع الأول "جدار"، بالألف، وفي الموضعين الآخرين "جدر"، بدون الألف، مع ضبطها بالقلم بفتحة فوق الجيم. "البهمة" بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء: ولد الشاة أول ما يولد، يطلق على الذكر والأنثى. "يدارثها" بهمزة بعد الراء: أي يدافعها، من الدرء. قال الخطابي (676): "وليس من المداراة التي تجري مجرى الملاينة، هذا غير مهموز، وذلك مهموز". قوله "قد لصق بالجدر"، في نسخة بهامشي (ك م) "لصقت"، و "البطن" مذكر، وحكى أبو عبيدة أن تأنيثه لغة. انظر لسان العرب. (6853) إسناده صحيح، وهو مكرر (6488، 6831)، وشرحناه في أولهما. (6854) إسناده صحيح، محمَّد بن مهاجر بن أبي مسلم الشامي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وعيزهم، وقال ابن حبان في الثقات: "كان متقناً"، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/ 229). عروة بن رويم اللخمي الأردني: تابعي ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/33)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/ 396)، وابن سعد في الطبقات (7/ 2/165). "رويم" بضم =

ابن رُوَيْم عنِ ابن الدَّيْلَمي الَّذي كان يسكن بيت المقدس، قال: ثم سألته: هل سمعت يا عبدَ الله بن عمرو رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يَذْكر شاربَ الخمر بشيء؟، قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يشربُ الخمرَ أَحد من أمتي فيَقْبَل اللهُ منه صلاة أَربعين صباحاً". 6854 م- قال: وسمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "إن الله خَلَق خَلْقَه، ثم جعلهم في ظُلْمَة، ثم أخِذَ من نوره ما شاء فألقاه- عليهم، فأصاب النور مَنْ شاء أن يصيبه، وأخطأ منْ شاء، فمن أصابه النور يومئذ فقد اهْتَدَى، ومن أخطأَ يومئذ ضَلَّ، فلذلك قلت: جَفَّ القلمُ بما هو كائنٌ". 6855 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله أخبرنا يحيى بن

_ = الراء. ابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز الديلمي: سبق توثيقه (6644). والحديث مختصر (6644) من وجه آخر، وقد سبق تخريجه هناك. ونزيد هنا أنه أخرجه النسائي من هذا الوجه مختصراً (2: 330)، من طريق عثمان بن حصن بن علاق عن عروة ابن رويم. وانظر أيضاً (6659، 6773). (6854م) إسناده صحيح، بصحة الإسناد قبله. والحديث كسابقه مختصر (6644) من وجه آخر. وقد ذكره بهذا اللفظ اللهيثمي في مجمع الزوائد 7: 193 - 194)، كما أشرنا هناك. (6855) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك الإِمام. يحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، سبق توثيقه (6645). عبد الله بن جنادة المعافري: ثقة، لم يترجم له الحافظ في التعجيل، وترجم له الحسيني في الإكمال (ص 59) باسم "عبد الله بن جبارة المعافري البصري"!، أما"البصري" فلعله خطأ ناسخ أو طابع، صوابه "المصري". وأما "جبارة"، فإنه خطأ أيضاً، صوابه "جنادة"، بضم الجيم وتخفيف النون وبعد الألف دال مهملة، وليس في الرواة الذين رأينا تراجمهم من يسمى "عبد الله بن جبارة"!، وإنما هو "عبد الله بن جنادة"، أشار الحسيني في ترجمته إلى أنه روي"عن أبي عبد الرحمن الحبلي، وعنه =

أَيوب أخبرني عبد الله بن جُنَادَة المَعَافري أَن أَبا عبد الرحمن الحُبُلي حدثه عن عبد الله بن عمرو، حدثه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "الدنيا سجْن المؤمن وسَنَته، فإذا فارق الدنيا فارقَ السجن والسَّنَةَ".

_ = يحيى بن أيوب، ذكره ابن حبان في الثقات". فهذه إشارة إلى هذا الحديث، وهو في أصول المسند الثلانة "بن جنادة"، وكذلك ترجمته في ثقات ابن حبان (2: 235 من المخطوطة المصورة)، قال: "عبد الله بن جنادة المعافري"، من أهل مصر، يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي، وعنه سعيد بن أبي أيوب". وهذه الترجمة بهذا النص ذكرها السمعاني في الإنساب، في مادة "المعافري" (الورقة 535). والخطأ في ذكر "جبارة" إنما هو- فيما أرجح- من الحافظ الحسيني، ولعله وقعت له نسخة من المسند أو من ثقات ابن حبان، فيها هذا الخطأ، فنقله كما وجده، وإنما رجحت أن الحسيني أثبته هكذا على الخطأ, لأنه ذكره في ترتيب الحروف بعد "عبد الله بن جابر" وقبل "عبد الله ابن جحش". فلو كان الاسم عنده "بن جنادة" على الصواب، لذكره بعد "عبد الله بن جحش" كما يقتضيه ترتيب الحروف. ولعل هذا هو الذي حدا بالحافظ ابن حجر أن يحذفه في التعجيل، على نية البحث والتحقيق، ثم نسيه أو لم يجد وجه صوابه. والحديث رواه أبو نعيم في الحلية (8: 177) من طريق محمَّد بن مقاتل وحبان بن موسى، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. ثم قال أبو نعيم: "بشهور من حديث عبد الله بن جنادة". ولكن وقع في نسخة الحلية المطبوعة خطأ في اسم عبد الله بن جنادة أثناء الإسناد، فكتب "وهبة الله بن جنادة">! وخطأ آخر في اسم الصحابي، فكتب "عبد الرحمن بن عمرو!!، وهذا وذاك من أغلاط المطبعة على غالب الظن. ورواه الحاكم في المستدرك (4: 315) من طريق سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. وسكت هو والذهبي عن الكلام عليه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 288 - 289)، وقال: "رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير عبد الله بن جنادة، وهو ثقة". قوله "وسنته": السنة، بفتح السين والنون: القحط والجدب، قال ابن الأثير: "يقال: أخذتهم السنة، إذا أجدبوا وأقحطوا. وهي من الأسماء الغالبة، نحو: الدابة، في الفرس، والمال، في الإبل". =

6856 - حدثنا علي بن إسحق أَخبرنا عبد الله أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي السَّمْح عن عيسى بن هلال الصَّدَفي عن عبد الله بن عمرِو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو أَنَّ رَصَاصةً مثل هذه، وأشار إلى مثل جُمْجُمةَ، أُرْسلَتْ من السماء إلى الأرض، وهي مَسيرةُ خَمسمائة سنة، لَبَلَغَت الأرضَ قبلَ الَّليل، ولو أَنها أرسلتْ من رأس السِّلْسلَة، لَسَارَتْ أَربعين خريفاً، الليلَ والنهارَ، قبلَ أَن تبلغ أَصْلَها، أو قَعْرَهَا". 6857 - حدثناه الحسن بن عيسى أَخبرنا عبد الله بن المبارك

_ (6856) إسناده صحيح، سعيد بن يزيد: هو أبو شجاع الحميري القتباني الإسكندراني، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال ابن يونس: "كان من العباد المجتهدين، ثقة، في الحديث"، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/477). أبو السمح: هو دراج المصري، سبق توثيقه (6634). والحديث رواه الترمذي (3: 345)، والطبري في التفسير (29: 40 - 41)، كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: "إسناده حسن صحيح". ونقله ابن كثير في التفسير (8: 470) عن هذا الموضع من المسند، ثم نسبه للترمذي. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3: 232)، ونسبه أيضاً للبيهقي. ونقل ابن كثير والمنذري عن الترمذي أنه قال: "إسناده حسن". ولكن تصحيحه إياه ثابت في النسخ المخطوطة والمطبوعة من الترمذي التي بين يدي. (6857) إسناده صحيح، الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري: ثقة من شيوخ البخاري في غير الجامع، ومسلم وأبي داود، وروي عنه أحمد بن حنبل وابنه عبد الله وابن خزيمة والأيمة، ترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/ 300) والخطيب في تاريخ بغداد (7: 351 - 354)، وقال: "كان الحسن بن عيسى من أهل بيت الثروة والقديم في النصرانية، ثم أسلم على يدي عبد الله بن المبارك، ورحل في العلم، ولقى المشايخ، وكان ديناً ورعاً ثقة، ولم يزل من عقبه بنيسابور فقهاء ومحدثون". والحديث مكرر ما قبله.

أخبرنا سعيد بن يزيد أَبو شُجَاع عن أبي السَّمْح عن عيسى بن هلال عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثلَه. 6858 - حدثنا عفّان وبَهْز قالا حدثنا شُعْبة عن حبيب بن أَبي ثابت قال سمعتُ أبا العباس، وكان رجلاً شاعراً، سمعت عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فاستأذنه في الجهاد، فقال: "أَحَيٌّ والداكَ"؟، قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهِدْ". قال بَهْز: أخبرني ابن أبي ثابت عن أبي العباس قال: سألت عبد الله [بن عمرو]. 6859 - حدثنا بَهْز حدثنا شُعْبة أَخبرني يَعْلَى بن عطاء عن أبيه

_ (6858) إسناده صحيح، وهو مكرر (6812). وقوله في آخر الحديث "قال بهز: أخبرني ابن أبي ثابت" إلخ-: يريد به أن رواية بهز عن شُعبة فيها تصريح شُعبة بسماعه من حبيب ابن أبي ثابت، كما مضى في (6812). ويخطيء في آخر مثل هذا من لم يتقن صناعة الحديث، فيظن أن بهزاً هو الذي يقول "أخبرني" إلخ. وإنما المراد أن بهزاً قال ذلك في روايته عن شُعبة، حاكياً كلام شُعبة. وقول أبي العباس، في رواية بهز هذه "سألت عبد الله بن عمرو"-: يريد أنه سأله عن هذا الحديث، أو عن هذا الحكم، فحدثه هذا الحديث. وهذا هو الثابت في (ح ك). وفي (م) "سمعت" بدل "سألت". وزيادة [بن عمرو]، في آخره، هي من (ح)، وهي ثابتة في نسخة بهامشي (ك م). (6859) إسناده ضعيف، لشك شُعبة في وصله وإرساله. ولكن معناه صحيح من أوجه أخر، سنشير إليها، إن شاء الله. يعلى بن عطاء الطائفي: سبق توثيقه (4453). أبوه، عطاء العامري الليثي الطائفي: تابعي مستور، لم يذكر بجرح، فهو على الستر حتى يتبين حاله، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/339). وهذا الحديث من هذا الوجه لم أجده إلا في هذا الموضع. ولكن معناه صحيح، بالأحاديث الصحاح الماضية، من حديث عبد الله بن عمرو، في الأمر باستئذان الوالدين في الجهاد، منها الحديث السابق (6858)، والأحاديث (6811، 6812، 6833).

قال، أظُنُه عن عبد الله بن عمر، قال: شعبةُ شَكَّ: قام رجل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يستأذنه في الجهاد، فقال: "فهل لك والدِان"؟، قال: نعم، قال: أُمِّي، قال: "انطلقْ فبِرها"، قال: فانْطَلَقَ يَتَخلَّلُ الرِّكَاب. 6860 - حدثنا بَهْز حدِثنا سليمان، يعني ابن المغيرة، عنِ ثابِت حدثنا رجل من الشأم، وكان يتبعُ عبدَ الله بن عمرو بن العاصي ويسْمع، قال: كنت معه فلقى نوْفاً، فقال نوْف: ذُكرَ لنا أَن الله تعالِى قال لملائكته: ادعُوا لي عبَادي، قالوا: يا رب، كيف والسمَواتُ السَّبْعُ دونهم والعَرْش فوقَ ذلك؟، قالَ: إنهم إذا قالوا "لا إله إلا الله" استجابوا، قال: يقول له عبد الله بن عمرو، صلَّينا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلاةَ المغرب أو غيرَها، قال: فجلس قومٌ أنا فِيهم ينتظرون الصلاةَ الأخرى، قال: فأقْبَلِ إلينا يسْرِع المَشْىَ، كأني أنظر إلى رفْعِه إزَارَه ليكونَ أحَثَّ له في المشي، فانْتهَى إلينا، فقال: "ألا أبْشِروا، هذاك

_ (6860) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الضعف، لإبهام الرجل من أهل الشأم راويه. ولكنه عرف من روايتين أخريين، كما سنذكر، إن شاء الله. سليمان بن المغيرة: سبق توثيقه (783)، ونزيد هنا قول شُعبة: "سليمان بن المغيرة سيد أهل البصرة"، وقال أحمد: "ثبت ثبت"، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2 / 39)، وابن سعد في الطبقات (7/ 2/ 38). ثابت: هو ابن أسلم البناني. والحديث مضى بنحو معناه (6750، 6752) من رواية حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي أيوب، وهو يحيى بن مالك الأزدي المراغي، والراجح عندي أنه هو المراد هنا بالتابعي المبهم "رجل من أهل الشأم". فإن لم يكنه فقد اتصل الحديث من وجه آخر عن رجل ثقة معروف، وكان إبهام التابعي غير ضار حينئذ. إذ التابعون على القبول والستر حتى يثبت غير ذلك. قوله "ليكون أحث له في المشي"، كلمة "أحث" بالثاء المثلثة في (م)، وفي (ح) "أحب" بالباء الموحدة، ورسمت في (ك) بالوجهين، بثلاث نقط فوق الحرف ونقطة تحته، كما رسمناه هنا، ليقرأ بالثاء والباء. وكلاهما صحيح المعنى.

ربُّكُم أمَرَ بباب السماء الوُسْطى"، أو قال: "بباب السماء، ففُتِحَ، ففَاخر بكمِ الملائكة، قالِ: انُطُروا إلى عبادي، أدَّوْا حَقاً من حَقِّي، ثم هم ينتظرون أداء حَقٍ آخرَ يُؤدُّونه". 6861 - حدثنا عفان حدثنا حمَّاد بن سَلَمَة أَخبرنا عمرو بن ديِنار عن صُهَيْب الحَذّاء عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من ذَبح عُصْفُوراً بغير حقِّه، سأله الله عز وجل عنه يوم القيامة"، قيل: وما حَقُّه؟، قال: "يَذْبَجه دبحاً , ولا يأخذ بعنُقه فيَقْطَعَه". 6862 - حدثنا عفّان حدثنا سَليم بن حَيَّان حدثنا سعيد بن مينَاء سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا عبد الله بن عمرو، بلغني أنك تصوم النهارَ وتقوم الليل، فلا , ولا تَفْعَلَنَّ، فإنَّ لجَسدك عليك حَظاً، وإن لزوجك عليك حَظاً، وإن لعينيك عليك حظاً، أفْطرْ وصمْ من كل شهر ثلاثةَ أيام، فذلك صومُ الدَّهْر"، قال: قلت: يا رسول الله، إني أجِد قوة؟، قال: "صُمْ صومَ داودَ، صمْ يوماً وأفْطِرْ يوماً"؛ قال: فكان عبد الله يقول: يا ليتني كنت أخذت بالرُّخْصة. 6863 - حدثنا محمَّد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن مُغِيرة سمعت

_ (6861) إسناده صحيح، وهو مكرر (6551). (6862) إسناده صحيح، وقد مضى بأطول من هذا قليلاً (6832)، من رواية عبد الرحمن بن مهدي وعفان، كلاهما عن سليم بن حيان. وانظر (6843). وهو أحد روايات القصة المطولة (6477)، وقد أشرنا إليه هناك. (6863) إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن مقسم الضبي، سبق توثيقه (1838)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/322). والحديث مختصر (6477، 6764). وانظر (6843، 6862).

مجاهداً يحدِّث عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أَنه قال: "صُمْ من الشهر ثلاثةَ أيام"، قال: إني أُطيقُ أكَثرَ من ذلك؟، قال: فما زال حتى قال: "صم يوماً وأفْطر يوماً"، فقال لَه: "اقْرإ القرآنَ في كل شهر"، قال: إني أطيق أكثرَ من ذلك؟، قال: فما زال حتى قال: "اقرإ القرآنَ في كل ثلاثٍ". 6864 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سليمان عن عِبد الله بن مُرَّة: عن مَسْروق عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أَربع منْ كُنَّ فيه فهو منافق، أوكانتْ فيِه خَصْلَةٌ من الأرِبع كانتْ فيه خَصْلة مِنِ النِّفاق، حِتَّىِ يَدَعها: إذا حَدَّث كذب، وإذا وَعد أَخْلَف، وإذا عاهد غدرَ، وإذا خاصم فجَرَ". 6865 - حدثنا عفان حدثنا خالد، يعني الواسطي الطَّحَّان، حدثنا أبو سنَان ضرَارُ بن مُرَّة عن عبد الله بن أبي الهذيل عن شيخ من النَّخَع، قال: دخلتَ مسَجد إيليَاء فصليتُ إلى ساريةٍ ركعتين، فجاء رجل فصلَّى قريباً منِّيِ، فمال إليه الَناسُ، فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاصي، فجاءه رسولُ يزيد بن معاوية: أنْ أجبْ، قال: هذا ينهاني [أنْ]، أحَدِّثَكم كما كان أبوه ينهاني، وِإنيِ سمعتَ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقوِل: "أعوذ بك من نَفْسٍ لاتَشبَع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن دعاء لا يسْمع، ومن علم لا ينفَع، أعوذ بك من هؤلاء الأرْبع". 6866 - حدثنا محمَّد بن مُصْعَب حدثنا الأوزاعي عن عطاء عن

_ (6864) إسناده صحيح، سليمان: هو الأعمش. والحديث مكرر (6768). (6865) إسناده ضعيف، لإبهام الشيخ الراوية عن ابن عمرو. وهو مكرر (6561). وقد أبنا هناك أن الضعيف الإسناد هو القصة فقط، وأن الحديث المرفوع فيه بالاستعاذة صحيح بالإسناد (6557). زيادة [أن] زدناها من (م). (6866) إسناده ظاهره الاتصال، وهو منقطع. ولكنه صحيح لوروده متصلاً من أوجه أخر، =

عبد الله بن عمرو، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من صام الأبَدَ فلا صَامَ".

_ = كما سنذكر، إن شاء الله. وعطاء: هو ابن أبي رباح، وهو يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، ولكنه لم يسمع منه هذا الحديث بعينه، فيما تدل عليه الدلائل. والحديث رواه النسائي (1: 323) من طريق الحرث بن عطية عن الأوزاعي، وبإسنادين من طريق الوليد بن مزيد ْعن الأوزاعي عن عطاء عن عبد الله. ثم رواه من طريق الوليد بن مزيد وعقبة بن علقمة، ومن طريق موسى بن أعين، ثلاثتهم عن الأوزاعي عن عطاء، قال: "حدثني من سمع ابن عمر". ثم رواه من طريق يحيى بن حمزة عن الأوزاعي "عن عطاء أنه حدثه قال: حدثني من سمع عبد الله بن عمرو بن العاص". وهكذا وقع في كل نسخ النسائي التي عندي، طبعة مصر (1: 323) وطبعة الهند (ص 373)، ومخطوطة الشيخ عابد السندي (ورقة 37)، ومخطوطة أخرى، فيها كلها في رواية الوليد بن مزيد، وفي رواية موسى بن أعين، اسم الصحابي "ابن عمر". وهو عندي خطأ قديم في نسخ النسائي، صوابه "ابن عمرو". ووقع على الصواب مصرحاً بأنه "عبد الله بن عمرو بن العاص" في رواية يحيى بن حمزة. ولفظ الحديث في روايات النسائي هذه، كلفظ المسند هنا "من صام الأبد فلا صام"، وفي بعضها زيادة "ولا أفطر". ورواه أبو نعيم في الحلية (3: 320) من طريق محمَّد بن كثير عن الأوزاعي عن عطاء عن عبد الله بن عمرو، بلفظ "لا صام من صام الأبد". ثم قال أبو نعيم: "هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو. رواه الحجاج بن أرطأة وغيره عن عطاء". ثم رواه بإسناده بهذا اللفظ، مطولاً ضمن حديث، من طريق أبي معاوية عن الحجاج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو. ثم قال: "هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو، رواه عنه عدة من أصحابه. وحديث الحجاج عن عطاء تفرد بهذه اللفظة أبو معاوية". فهذه الروايات تدل على أن عطاء لم يسمعه من عبد الله بن عمرو، وأنه كان يرسله عنه تارة، ويبهم الواسطة بينهما أخرى، وأن هذا الصنيع كان من عطاء نفسه، لا ممن دونه، فقد رواه عنه مرسلاً الحجاج بن أرطأة، كما رواه الأوزاعي , ورواه الحرث بن عطية والوليد بن مزيد ومحمد بن كثير عن الأوزاعي، كما رواه محمَّد بن مصعب هنا، ورواه الوليد بن مزيد أيضاً وعقبة بن علقمة وموسى بن أعين ويحيى بن حمزة =

6867 - حدثنا محمَّد بن مُصْعَب حدثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لقد أُخْبرْتُ أنك تقوم الليل وتصوِم النهار؟ "، قال: قلت: يا رسول الله، نعم، قالَ: "فَصُمْ وأفْطرْ، وصَلّ ونم، فإن لجسدك عليك حَقاً، وإن لزوجك عليك حَقاً، وإن لَزَوْرك عليك حَقا، وإن بحَسْبك أن تصومَ من كل شهر ثلاثةَ أيام"، قال: فشدَّدتُ فشدِّدَ عليَّ، قال: فقلت: يا رسول الله، إنيِ أجدُ قوّةً، قال: "فصُمْ من كل جمعة ثلاثةَ أيام"، قال: فشدَّدتُ فشُدِّد علِيّ، قالِ: فقلت: يا رسول الله، إني أجدُ قوّةً، قال: "صُمْ صومَ نبي الله داود، ولا تزِدْ عليه"، قلت: يا رسول الله، وما كان صيام داود؟، قال: "كان يصومُ يوماً ويفطرُ يوماً".

_ = عن الأوزاعي، فذكروا الواسطة المبهمة "عمن سمع عبد الله". ولكن هذا المبهم الذي سمعه منه عطاء قد عرف، وهو أبو العباس المكي الشاعر، فإن الحديث سيأتي مطولاً (6874) من رواية ابن جُريج، قال: "سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس الشاعر أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول"، فذكر قصته في سرد الصيام وطول القيام، وفي آخرها: "قال عطاء: فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا صام من صام الأبد". ومن هذا الوجه رواه أيضاً البخاري (4: 192 - 193). ومسلم (1: 320). والنسائي (1: 323). وقد مضى أيضاً مختصراً ومطولا، من رواية حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس (6527، 6789) وهو قطعة من قصة عبد الله بن عمرو في اجتهاده في العبادة، وقد أشرنا إلى أكثر رواياتها في (6477). وانظر (6862). (6867) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن أبي كثير. والحديث مكرر (6862) بنحوه. ورواه البيهقي (4: 299 - 300) من طريق الوليد بن مزيد ومن طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي. ثم قال: "رواه البخاري عن محمَّد بن مقاتل عن ابن المبارك. وأخرجه مسلم من حديث عكرمة بن عمار وحسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير". ورواية البخاري التي أشار إليها هي في الفتح (4: 189: 190)، ورواه أيضاً بالإسناد نفسه مختصراً (9: 262). ورواية مسلم فيه (1: 319).

6868 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلىِ بهم يومَ كَسَفَت الشمس، يوِمِ مات إبراهيم ابنه، فقام بالناس، فقيل: لا يرْكَع، فركَع، فقيل: لا يرْفع، فرفع، فقيل: لا يَسْجد، وسَجَدَ، فقيل: لا يرفع، فقام في الثانية ففعل مثل ذلك، وتَجلت الشمس. 6869 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -فقال: إني جئت لأبايعك، وتركت أبَوَيَّ يبكيان؟، قال: "فارْجِعْ إليهما فأضْحِكْهما كما أبكيتَهما".

_ (6868) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث رواه الحاكم (1: 329) من طريق مؤمل ابن إسماعيل، والبيهقي في السنن الكبرى (2: 324) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن سفيان، هو الثوري، عن يعلى بن عطاء، هو العامري، عن أبيه، وعطاء بن السائب عن أبيه، جميعاً عن عبد الله بن عمرو، ورواه البيهقي بعده عن الحاكم بإسناده. قال الحاكم: "حديث الثوري عن يعلى بن عطاء غريب صحيح، فقد احتج الشيخان بمؤمل بن إسماعيل، ولم يخرجاه. فأما عطاء بن السائب فلم يخرجاه". وقال البيهقي: "وقد أخرجه ابن خزيمة في مختصر الصحيح". وأشار الحافظ في الفتح (2: 447) إلى الحديث، وأنه أخرجه "ابن خزيمة من طريق الثوري عن عطاء بن السائب عن أبيه"، قال: "والثوري سمع من عطاء قبل الاختلاط، فالحديث صحيح. ولم أقف في شيء من الطرق على تطويل الجلوس بين السجدتين إلا في هذا. وقد نقل الغزالي الاتفاق على ترك إطالته!، فإن أراد الاتفاق المذهبي فلا كلام، وإلا فهو محجوج بهذه الرواية". وقد سبق الحديث مطولاً من وجهين آخرين عن عطاء بن السائب (6483، 6763). وقوله "فقيل: لا يركع"، إلخ: يراد به إطالة القيام حتى يظن أنه لا يريد أن يركع، ثم إطالة الركوع حتى يظن أنه لا يريد أن يرفع، وهكذا. (6869) إسناده صحيح، وهو مكرر (6490)، ومختصر (6833).

6870 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا سفيان عن عَلْقَمة بن مَرْثَد عن القاسم بن مُخَيْمرَةَ عن عبد الله بن عمرو، قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ما منْ أحدٍ من المسلمين يُصَاب ببلاء في جسده، إلا أمَرَ الله تعالى الحفَظَةَ الذين يحفظونه، قال: اكْتُبُوا لعبدي في كل يوم وليلةٍ مثل ما كان يعملُ من الخَيْر، ما دام مَحْبُوساً في وَثَاقِي". 6871 - حدثنا عبد الرزَّاق أخبرنا مَعْمَر عن قَتادة عن شَهْرِ بن

_ (6870) إسناده صحيح، وهو مكرر (6482، 6825، 6826). (6871) إسناده صحيح، والحديث رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (1: 149) من طريق المسند، بهذا الإسناد. ورواه الطيالسي (2293) عن هشام، هو الدستوائي، عن قتادة، بنحوه. ورواه ابن عساكر (1: 149 - 150) من طريق الطيالسي. وسيأتي (6952) من رواية أحمد عن الطيالسي وعبد الصمد، كلاهما عن هشام. وكذلك رواه ابن عساكر (1: 150) من طريق المسند الآتية. ونقله ابن كثير في التفسير (6: 386 - 387) عن هذا الموضع، ثم أشار أيضاً إلى الرواية الآتية (6952). وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 228)، واختصر قليلاً من أوله في قصة مجيء عبد الله بن عمرو، وحذف نصفه الأول المرفوع، وذكر آخره من أول قوله "سيخرج أناس من أمتي"، ثم قال: رواه أحمد في حديث طويل. وشهر: ثقة، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح". والقسم الأول المرفوع "ستكون هجرة بعد هجرة". رواه أبو داود (2482 - 2: 312 - 313 عون المعبود)، من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة، ولكنه حذف منه قوله "تبيت معهم" إلى آخره. والحافظ الهيثمي فاته أن يذكر هذا المحذوف، مع أنه من الزوائد أيضاً!، ولكنه ذكر حديثاً آخر لعبد الله بن عمرو يتضمن هذا المعنى (8: 12)، ولفظه: "قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: تبعث نار على أهل المشرق، فتحشرهم إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، يكون لها ما سقط منهم وتخلف، تسوقهم سوق الجمل الكسير. رواه الطبراني في الكبير والأوسط, ورجاله ثقات". وقد مضى نحو هذا المعنى من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب =

حَوْشَب قال: لما جاءتْنا بيعَة يزيدَ بن معاوية، قَدمْتُ الشأم، فأُخْبرتُ بمَقَامٍ يقومُه نَوْفٌ، فجئْتُه، إذ جاء رجل، فاشتدَّ الناسُ، عليه خميصةٌ، وإذا هو عبدُ الله بن عمرو بن العاصي، فلما رآه نَوْف أَمْسك عن الحَديث، فقال عبد الله: سمعتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقوِل: "إنها ستكون هجرةٌ بعدَ هجرة، ينحازُ الناس إلى مُهِاجَر إبراهيم، لا يبقَي في الأرض إلا شرار أهلِها، يلْفظُهُمْ أَرَضُوهُم، تَقْذرُهُم نَفْس الله، تَحْشُرُهم النارُ مع القرَدة وَالخنازير، تَبيتُ معهم إذا باُتوا، وتَقيل معهم إذا قالوا، وتأكل مَنْ تخلَّف"، قال: وسمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "سيخرجُ أناسٌ من أمتي من قبَل المَشْرق، يقرؤون القرآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقيَهُم، كلّما خرج منهم قَرْنٌ قُطِعَ، كَلّما خرج منهم قرن قُطع، حتى عَدَّهاَ زيادة على عَشرة (1) مرَّاتٍ: كلما خرج منهم قرن قطع، حتى يَخْرج الدجّال في بقيَّتِهم".

_ = (5562 م) بإسناد ضعيف. وفسرنا هناك قوله "وتقذرهم روح الرحمن"، وهو مثل قوله هنا "وتقذرهم نفس الله"، كلاهما من الصفات التي يجب الإيمان بها، دون تأول أو إنكار، عن غير تشبيه ولا تمثيل. "نوف": هو البكالي، كما سيأتي مصرحاً به في الرواية الاتية (6652). ووقع اسمه في مجمع الزوائد (6: 228) محرفاً "عوف"!!. وقوله "فاشتد الناس": أي ذهبوا إليه مسرعين مشتدين". وهو الثابت في (ح م)، ووضع في (م) علامة "صحـ" فوق السين من "الناس"، أمارة صحة الكلام، وأنه لم يسقط منه شيء، خشية الاشتباه وفي (ك) "كأشد الناس". وبهامشها نسخة أخرى "فانتبذ"، بدل "فاشتد"، فتقرأ إذن بنصب "الناس"، وهو الموافق لما في تاريخ ابن عساكر. و"الخميصة" بفتح الخاء المعجمة: ثوب خز أو صوف له علمان، أطرافه مطرزة. قال ابن الأثير: "وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة. وكانت من لباس الناس قديماً". وقوله "وإذا هو عبد الله بن عمرو"، في (ك) "فإذا"، وهي نسخة بهامش (م)، وتوافق ما في ابن عساكر. وقوله "وتقيل معهم إذا قالوا": هو من القيلولة، وهي الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم. (1) هكذا في نسخة الشيخ شاكر وفي الحلبية، والظاهر أنها: عشر. والله أعلم. مصححه.

6872 - حدثنا عبد الرزَّاق أَخبرنا مَعْمَر عن مَطرٍ عنِ عبد الله بن بُرَيْدة، قال: شك عُبيد الله بن زياد في الحَوْض، فقال له أبو سبرةَ، رجلٌ من صَحَابَة عُبيد الله بن زياد: فإن أباك حين انطلق وافداً إلى معاوية انطلقتُ معه، فلقيتُ عبد الله بن عمرو، فحدثني منْ فيه إلى فيَّ، حديثاً سمعه منِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فأَمْلاهِ عليّ، وكتبتُه، قاَل: فَإني أقسَمْتُ عليك لَمَا أعْرَقْتَ هذا البِرْذَوْنَ حتى تأتيني بالكتاب، قال: فركبتُ البرذونَ، فرَكَضته حتى عَرِق، فأتيتُه بالكتاب، فإذا فيه: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاصي: أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله يُبْغضُ الفُحْش والتَّفَحُّش، والذي نفسُ محمَّد بيده، لا تقوُم الساعةُ حتى يُخوَّنَ الأمينُ، ويُؤتَمَنَ الخائن، حتى يظهر الفُحْش والتفحُّش، وقطيعةُ الأرحام، وسوءُ الجِوِارِ، والذي نفس محمَّد بيده، إن مَثل المؤمن لَكَمَثَل القطْعة من الذهب، نفخ عليها صاحبُها فلم تَغيَّرْ ولم تَنْقُصْ، وِاِلذي نفس محمَّد بيده، إن مَثلِ المؤمن لَكَمَثَلِ النَّحْلَة، أكَلَتْ طِيّباً، ووضعتْ طيّباً، ووقَعَتْ فلم تُكْسَرْ ولم تَفْسُدْ"، قال: وقال: "ألا إن لي حوْضاً ما بينَ ناحيتيه كما بينَ أَيْلَةَ إلى مكة"، أو قال: "صنعاء إلى المدينة، وإن فيِه منِ الأباريق مثل الكواكب، هو أشَدُّ بياضاً من اللّبَن، وأَحلى من العَسَل، منْ شَرب منه لم يَظْمأَ بعدها أبَداً"، قال أبوِ سَبرة: فأخذ عُبيد الله ابن زِياد الكتاب، فجَزعتُ عليه، فَلقيَني يحيى بن يعْمُرَ، فشكوتُ ذلك إليه، فقال: والله لأنا أَحَفَظُ له منِّي لسورةٍ من القرآن، فحدَّثني به كما كان في الكتاب سَوَاءً. 6873 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا ابن جُريج سمعت ابن أبي مُليكَةَ

_ (6872) إسناده صحيح، مطر: هو الوراق. والحديث قد مضى بنحوه مختصراً (6514) من رواية حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة، وفصلنا القول فيه، وأشرنا إلى هذا الإسناد هناك. وانظر أيضاً (6837). (6873) إسناده صحيح، وهو مكرر (6516). قوله "أي رسول الله" في المرتين الأخريين في (ح) "يا رسول الله"، وأثبتنا ما في المخطوطتين (ك م).

يحدِّث عن يحيى بن حَكيم بن صَفْوَانَ أنّ عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: جمعتُ القرآن، فقرَأتُه في ليلة، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إني أخشى أن يَطُولَ عليك الزمان، وأنْ تَمَلَّ، اقرأ به في كل شهرٍ"، قلتُ: أَيْ رسولَ الله، دعنيِ أستمتعْ من قوَّتي ومن شبابي، قال: "اقرأ به في عشرين"، قلتُ: أيْ رسول الله، دعني أستمتعْ من قوتي ومن شبابي، قال: "اقرأ به في عشرٍ"، قلتُ: أيْ رسول الله، دعني أستمتعْ من قوَّتي ومن شبابي، قال: "اقرأ به في كلّ سبع"، قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي، فأبَى. 6874 - حدثنا عبد الرزّاق وابنُ بكر قالا أخبرنا ابن جُريج، ورَوْحٌ قال: حدثنا ابن جُرَيج، قال: سمعت عطاءً يزُعم أن أبا العباس الشاعر أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنيِ أصومُ أسْرُدُ، وأصلّي الليلَ، قال: فإمّا أرْسَل إليَّ، وإما لَقيته، فقال: "ألمْ أخْبَرْ أنك تصوم ولا تفطر، وتصلّي الليل؟، فلا تفعل، فإن لعينك حَظاً ,ولنفسك حظاً، ولأهلك حظاً، فَصُمْ وأفْطرْ، وصلِّ ونمْ، وصُمْ من كل عشرة أيام يوماً ولك أجْرُ تسعةٍ"، قال: إني أجَدُني أقْوى من ذلك يا نبيّ الله، قال: "فصُمْ صيامَ داود"، قال: فكيف كان داودُ يصومُ يِا نبيّ الله؟، قال: "كان يصومُ يوماً ويفطرُ يوماً، ولا يَفرُّ إذا لاقَىِ"، قال: منْ لي بهذه يا نبيِّ الله؟، قال عطاء فلا أدري كيفِ ذَكَر صيامَ الأبد، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا صامَ من صامَ الأبد". قال عبد الرزاق وروْحٌ: "لا صام من صام الأبد"، مرتين.

_ (6874) إسناده صحيح، وهو مطول (6866، 6867). وهو أحد روايات حديث عبد الله بن عمرو في اجتهاده في العبادة، الذي مضى مطولاً (6477)، وقد أشرنا إليه هناك. وأما من هذا الطريق، فقد رواه البخاري (4: 192 - 193)، من رواية أبي عاصم، ومسلم (1: 320)، من رواية عبد الرزاق، ومن رواية محمَّد بن بكر، والنسائي (1: 323) من رواية حجاج بن محمَّد، كلهم عن ابن جُريج، بهذا الإسناد، إلا أن النسائي اختصره جداً، أحال على روايات أخر. وانظر الحديث الذي قبل هذا.

6875 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا عمرو بن حَوْشَب، رجلٌ صالح،

_ (6875) إسناده حسن، عمرو بن حوشب: هكذا ثبت في (ح م)، وفي (ك) رسم غير بين، يمكن أن يُقرأ "معمر"، وبهامشها "عمرو"، وعليها علامة نسخة. فرجحنا ما أتفقت عليه ثلاث نسخ. ثم إن الذي في كتب التراجم "عمر بن حوشب" في اسم "عمر" في ترتيب الحروف، ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 1/ 105): "عمر بن حوشب الصنعاني، روى عن إسماعيل بن أمية، روى عنه عبد الرزاق، سمعت أبي يقول ذلك". ونحو ذلك في التهذيب (7: 437 - 438) وزاد أنه ذكره ابن حبان في الثقات، وأن ابن القطان قال: "لا يعرف حاله". وفي الميزان (2: 255): "عمر بن حوشب: شيخ لعبد الرزاق، يجهل حاله". ولم أستطع أن أجد له ذكراً غير هذا. أما جهالة حالة التي زعمها ابن القطان وتبعه الذهبي، فإن شهادة عبد الرزاق له هنا بأنه "رجل صالح" ترفع هذه الجهالة، وعبد الرزاق إما حجة، يعرف حال شيخه الذي سمع منه، ولا يشهد عن غير ثبت. وأما ترجيح أنه "عمرو"، فهو ترجيح لرواية ثابتة في هذا المسند، على ما ذكر في كتب التراجم، إذ هذه الرواية بالسماع أرجح وأعلى. و"الرجل من هذيل" الذي شهد القصة من عبد الله بن عمرو: تابعي مبهم، جهل حاله، فهو على الستر. بل يظهر أنه رجل كبير، ممن يجالس عبد الله بن عمرو، ليس نكرة من الناس. والحديث في مجمع الزوائد (8: 102 - 103)، وقال: "رواه أحمد، والهذلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. ورواه الطبراني باختصار، وأسقط الهذلي المبهم، فعلى هذا رجال الطبراني كلهم ثقات". وذكره الحافظ في الإصابة (8: 239) في ترجمة"أم سعيد بنت أبي جهل ونسبه للمسند وللمعجم الكبير للطبراني، وقال: "ورجاله ثقات، إلا الهذلي، فإنه لم يسم". وذكره السيوطي في الجامع الصغير (7678)، ورمز له بعلامة الصحة. وأم سعيد بنت أبي جهل هذه: لم أجد لها ترجمة ولا ذكراً، إلا في هذا الحديث، وفي الإصابة نقلا عنه. ولم يذكرها ابن حزم في أولاد أبي جهل في نسب قريش (ص135 - 136). ولم يذكرها المصعب الزبيري في كتاب نسب قريش (ص310 - 312)، بل حصر بنات أبي جهل، فقال: "وكان لأبي جهل أربع بنات، صخرة، والحنفاء، وأسماء، وجويرية"- إلا أن تكون إحداهن تكنى "أم سعيد"، فلعل. =

أخبرني عمرو بن دِينار عن عطاء عن رجل من هُذيل، قال: رأيتُ عبد الله ابن عمرو بن العاصي، ومنزله في الحلّ، ومسجدُه في الحَرَم، قال: فبينا أنا عنده رأى أُمَّ سعيِد ابنةَ أبي جهلٍ مُتقلِّدَةً قوساً، وهي تَمْشِي مشْيَةَ الرجُل، فقال عبد الله: من هذه؟، قال الهذلي: فقلتُ: هذه أُمّ سعَيد بنتُ أبي جهل، فقالِ: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ليس منَّا مَنْ تَشبَّه بالرجال من النساء، ولا من تشبَّه بالنساء من الرجال". 6876 - حدثنا محمَّد بن عُبَيد حدثنا محمَّد بن إسحق عن

_ = قوله "مشية الرجل"، في الزوائد والإصابة: "مشية الرجال"، وما هنا هو الذي في الأصول الثلاثة. (6876) إسناده صحيح، محمَّد بن إبراهيم: هو ابن الحرث التيمي. أبو سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف: تابعي كبير، سبق توثيقه (1403)، أمه "تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحرث الكلبية"، وهي أول كلبية نكحها قرشي، ولم تلد لعبد الرحمن غير أبي سلمة، انظر كتاب نسب قريش للمصعب (ص 267)، وطبقات ابن سعد (3/ 1/90 و 5: 115 و 8: 218)، وجمهرة الإنساب لابن حزم (ص 122)، والإصابة (8: 33). وأما "أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط"، فهي زوج أخرى لعبد الرحمن بن عوف، له من الولد منها: "محمَّد، وإبراهيم، وحميد، وإسماعيل، وحميدة، وأمة الرحمن" بنو عبد الرحمن بن عوف. وكانت أم كلثوم من المبايعات المهاجرات، انظر ترجمتها في ابن سعد (8: 167)، والإصابة (8: 274). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 167) مختصراً، مقتصراً على أوله وآخره، وقال: "هو في الصحيح خلا قوله: وكان لا يخلف إذا وعد"، ثم قال: "رواه أحمد، وفيه محمَّد بن إسحق وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح". وهو يريد أنه في الصحيح بمعناه من أوجه أخر عن أبي سلمة، من غير طريق ابن إسحق، منها (6760 - 6762، 6867). ومن أوجه أخر عن غير أبي سلمة، منها (6477، 6874). وأما رواية ابن إسحق، فإها ستأتي مرة أخرى بأطول من هذا قليلاً (6880). ورواها النسائي =

محمَّد بن إبراهيم عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن، قال: دخلتُ على عبد الله بن عمرو بن العاصي، فساءلَني، وهو يظنُّ أني لأُمِّ كلثوم ابنة عُقْبة، فقلتُ: إنما أنا للْكَلْبيَّة، قال: فقال عبد الله: دخل عليَّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بيتي، فقال: "ألَمْ أخْبَرْ أنكَ تقرأُ القرآن في كل يوم وليلة؟، فاقرأه في كل شهر"، قلتُ: إني أقوى على أكثرَ من ذلك، قال: "فاقرأه في نصف كل شهر"، قال: قلت: إني أقوى على أكثرَ من ذلك، قال: "فاقرأه في كل سبع، لا تَزيدَنَّ، وبلغني أنك تصومُ الدهر؟ "، قال: قلت: إني لأصُومُه يا رسول الله، قال: "فصُمْ من كل شهرٍ ثلاثةَ أيام"، قال: قلت: إني أَقوى على أكثر من ذلك، قال: فصُمْ من كل جمعةٍ يومين"، قال: قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك، قال: "فصُمْ صيامَ داودَ، صُمْ يوماً وأفْطِرْ يوماً، فإنه أَعدل الصيام عند الله، وكان لا يُخْلِفُ إذا وعَد، ولا يفِرُّ إذا لاقى". 6877 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرني الجُريَرْي عن أبي

_ = (1: 325) بشيء من الاختصار، من طريق محمَّد بن سلمة عن ابن إسحق، بهذا الإسناد، وفي آخره: "وكان إذا وعد لم يخلف"، وأبان لنا هذا أن هذه الكلمة ليست من الزوائد أيضاً، فوهم الهيثمي في ذلك. ورواه أبو داود (1388 - 1: 526 عون المعبود) مختصراً جداً، من طريق يحيى، وهو ابن سعيد الأنصاري، عن محمَّد بن إبراهيم عن أبي سلمة. (6877) إسناده صحيح، الجريري: بضم الجيم وفتح الراء وسكون الياء، نسبة إلى "جرير -بالتصغير- بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة"، واسمه: "سعيد بن إياس"، سبق توثيقه (1312)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/417 - 418). أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، أخو مطرف، يروي هنا عن أخيه. والحديث في معناه مختصر ما قبله. وانظر (6477، 6545). وقد رواه النسائي مختصراً من هذا الوجه، ولكن زاد في الإسناد رجلاً، فرواه (1: 325 - 326) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه، قال: "حدثنا أبو العلاء عن مطرف عن ابن أبي ربيعة عن عبد الله بن عمرو"، فذكره. و"ابن أبي ربيعة" هذا الذي زاده في الإسناد: لم يعرفه =

العَلاء عن مُطَرِّف بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو، قال: أتيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقلتَ: يا رسول الله، مرني بصيام، قال: صُمْ يوما ولك أجرُ تسعة"، قال: قلت: يا رسول الله، إني أجدُ قوةً، فزِدْني، قال: "صُمْ يومين ولك أجر ثمانية أيامٍ"، قال قلت: يا رسول الله، إني أجد قوةً، فزدني، قال: "فصُمْ ثلاثةَ أيام ولك أجرُ سبعة أِيام"، قال: فما زال يَحُط لي حتى قال: "إن أفضل الصوم صومُ أخي داود" أوِ "نَبِيِّ الله داود"، شَكَّ الجُريري، "صُمْ يوماً وأفطرْ يوماً"، فقال عبد الله لما ضعُف: ليتني كنتُ قنعتُ بما أمرني به النبي -صلي الله عليه وسلم -. 6878 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرني محمَّد بن عمرو عن أبي سَلَمة عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه بيتَه، فقال: "يا عبد الله بن عمرو، ألَمْ أخْبَرْ أنك تَكلَّفُ قيامَ الليل وصيامَ النهار؟ "، قال:

_ = العلماء، ففي التهذيب (12: 294): "يحتمل أن يكون الذي قبله"، يعني "الحرث ابن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي". وأنا أرجح أن هذه الرواية خطأ من النسائي أو من أحد شيوخ الإسناد، وهم أحدهم فزاد في الإسناد رجلاً غير معروف. فإن هذا الحديث طرف من قصة عبد الله بن عمرو في اجتهاده في العبادة، وقد سمعها أو سمع بعضها أبو العلاء يزيد بن عبد الله، كما مضى في بعض رواياتها (6535، 6775)، وها هو ذا يروي بعضها هنا عن أخيه الأكبر "مطرف بن عبد الله"، ومطرف من كبار التابعين القدماء، ولد في حياة النبي -صلي الله عليه وسلم -. انظر ترجمته في التهذيب (10: 173 - 174)، والكبير للبخاري (4/ 1/396 - 397)، وطبقات ابن سعد (7/ 1/103 - 106)، والإصابة (6: 158). نعم، لا يبعد أن يكون سمع هذا من رجل آخر عن ابن عمرو، ولكن لو كان هذا لعرف وروي من وجه بين واضح، أما بمثل هذا المجهول فلا يقبل هذا الاحتمال. (6878) إسناده صحيح، محمَّد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، سبق توثيقه (1405). والحديث في معنى ما قبله، بزيادة ونقص، وهو رواية من روايات (6477).

إني لأفعلُ، فقال: "إنّ حَسْبَك، ولا أقولُ افْعَلْ، أنْ تصومَ من كل شهر ثلاثةَ أيام، الحسنةُ عَشْرُ أمثالها، فكأنك قد صمْتَ الدهر كلَّه"، قال: فغلَّظْتُ فَغلظ علِيَّ، قال: فقلت: إنِّي لأجدُ قوةً من ذلك، قال: "إنَّ من حَسْبك أن تصوم من كل جمعةٍ ثلاثةَ أيَام"، قال: فَغَلظْتُ فغلَّظ علي، فقلتَ: إني لأجد بي قوةً، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أعدلُ الصيام عندَ الله صيامُ داودَ، نصفُ الدَهر"، ثم قال: "لنفسك عليك حقُّ، ولأهلك عليك حق"، قال: فكان عبد الله يصوِمُ ذلك الصيامَ، حتى [إذا] أدركه السنُّ والضّعفُ، كان يقول: لأنْ أكون قبلتُ رخصة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أحبُّ إَليَّ من أهلي ومالي. 6879 - حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد سمعتُ أبي يَذْكرُه عن

_ (6879) إسناده صحيح، الوليد بن القاسم: سبق توثيقه (848). أبوه القاسم بن الوليد الهمداني القاضي: ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/167 - 168)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/122 - 123)، وابن سعد في الطبقات (6: 244). أبوه الحجاج: هو مجاهد بن جبر المكي التابعي الكبير المعروف. والحديث مضى معناه مطولاً (6768، 6864) من رواية مسروق عن عبد الله بن عمرو، بلفظ: "أربع من كن فيه" إلخ "ولم يذكر فيه خيانة الأمانة، وذكر فيه: "وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". وأما الرواية التى هنا، فهي أقرب إلى حديث أبي هريرة، عند البخاري (1: 83 - 84). ومسلم (1: 32). ورواه الحافظ أبو بكر الفريابي في كتاب صفة النفاق (ص50 - 51) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن غندر عن شعبة عن سماك بن حرب عن صبيح بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو، قال: "ثلاث من كن فيه فهو منافق: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. ثم تلا هذه الآية {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} الآيات". وهذا موقوف، وإسناده صحيح. وهو شاهد جيد لهذا الحديث, لأن مثله مرفوع حكماً. و"صبيح بن عبد الله"، بضم الصاد: تابعي كبير، أدرك عثمان وعليا، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 319) فلم يذكر فيه جرحاً.

أبي الحَجَّاج عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ثلاثٌ إذا كُنَّ في الرِجل فهوِ المنافق الخالصِ: إنْ حدَّث كَذِب، وإنْ وَعَد أَخلف، وإن ائتمن خان، ومنْ كانت فيه خَصْلةٌ منهنَّ لم يزل، يعني، فيه خَصْلة من النفاَق، حتى يَدعَها". 6880 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمَّد بن إبراهيم بن الحرث عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال: دخلتُ على عبد الله بن عمرو بن العاصي دارَه، فساءَلني، وهِو يَظُنُّ أني من بني أُم كُلْثوم ابنة عُقْبة، فقلت له: إنما أنا للْكَلْبيَّة ابْنَة الأصْبع، وقد جئتُكَ لأسألك عمّا كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عَهِد إليك أو قاَل لكَ؟، قال: كنت أقول في عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: لأقْرأنَّ القرآنَ في كل يوم وليلة، ولأصُومَنَّ الدهر، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -عنيِّ، فجاءنيِ، فدخل عليَّ بيتي، فقال: "ألَم يبلُغْني يا عبد الله أنك تقول لأصومنَّ الدهر ولأقرأنَّ القرآن في كل يوم وليلة؟ "، قالِ: قلتُ: بَلى، قُلْتُ ذاك يا نبي الله، قال: "فلا تَفعلْ، صُمْ من كلِ شهر ثلاثةَ أيام"، قال: فقلت: إنّي أقْوى على أكثر من ذلك، قال: "فصُم الاثنين والخميسَ"، قال: قلت: إني أَقوى على أكثر من ذلك يا نبي الله، قال: "فصُمْ يوماً وأفطرْ يوماً، فإنه أعدلُ الصيام عند الله، وهو صيام داود، وكان لا يُخْلفُ إذا وَعَدَ، ولا يَفرُّ إذا لاقَى، واقْرإ القرآن في كل شهر مرةً"، قال: فقَلت: إني لأقوى عَلى أكثرَ من ذلك يا نبي الله، قال: فاقرأه في كل نصف شهر مرةً: قال: قلت: إني أقوى على أكثرَ من ذلك يا نبي الله، قال: "فاقرأه في كل سبعٍ، لا تزيدنَّ على ذلك"، ثم انصرف رسول الله -صلي الله عليه وسلم -.

_ (6880) إسناده صحيح، وهو مطولاً (6876)، وقد أشرنا إليه هناك، وانظر (6877، 6878).

6881 - حدثنا إسماعيل بن إبِراهيم، يعني ابنَ عُليّة، أخبرنا أبو حيَّان عن أبي زُرْعة بن عَمرو بن جرير، قال: جلس ثلاثةُ نفرٍ من المسلمين إلى مروانَ بالمدينة، فسمعوه وهو يحدِّث في الآيات: أن أوَّلَها خرُوج الدجّال، قال: فانصرف النفرُ إلى عبد الله بن عمرو، فحدَّثوه بالذي. سمعوه من مروان في الآيات، فقال عبد الله: لم يقُلْ مروانُ شيئاً. قد حفظتُ من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في مثل ذلك حديثاً لم أنسَهُ بعدُ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أوّل الآيات خروج طلوعُ الشمس من مغربها، وخروجُ الدابَّة ضُحًى، فأيَّتُهما ما كانتْ قبل صاحبتها فالأخرى على إثْرِها"، ثم قال عبد الله، وكان يقرأ الكُتُبَ: وأظن أُولاها خروجاً طلوعُ الشمس من مغربها، وذلك أنها كلَّما غَرَبَتْ أتتْ تحت العرش فسجدتْ، استأذنت في الرجوع، فأذِنَ لها في الرجوع، حتى إذا بدا لله أن تَطْلُعَ من مغْرِبها فَعَلَتْ كما كانت

_ (6881) إسناده صحيح، وقد مضى بعضه مختصراً جداً (6531) عن وكيع عن سفيان عن أبي حيان. وخرجنا المختصر هناك. أما هذا المطول، فقد نقله ابن كثير في التفسير (3: 436) عن هذا الموضع، وقال: "وأخرجه مسلم في صحيحه, وأبو داود وابن ماجة في سننيهما، من حديث أبي حيان التيمي، وهو يحيى بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير، به". وهذا تساهل من الحافظ ابن كثير، فإن هؤلاء الثلاثه إنما أخرجوه مختصراً، ولم يخرجوا المطول بهذه السياقة. عمدة التفسير 5: 158 الأنعام. وقد كان صنيع الحافظ الهيثمي أدق منه، فإنه ذكره في مجمع الزوائد (8: 8 - 9) مطولاً عن هذا الموضع، وقال: "في الصحيح طرف من أوله"،يريد الروايات المختصرة التي أخرجها مسلم (2: 379)، من طريق محمَّد بن بشر، ومن طريق ابن نُمير، ومن طريق سفيان، ثلاثتهم عن أبي حيان. ثم قال الهيثمي عن هذه الرواية المطولة التي هنا: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 500 - 501 من طريق آخر وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. ثم رواه 4: 547 - 548 من طريق جعفر بن عون العمري عن أبي حيان التيمي وصححه على شرط الشيخين.

تفعل: أتتْ تحتَ العرش فسجدتْ، فاستأذنتْ في الرجوع، فلم يُرَدَّ عليهِا شيء، ثم تَستأذن في الرجوع، فلا يُرَدُّ عليها شيء، ثم تستأذنُ فلا يُردُّ عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء اللهُ أن يذهبَ، وعرفتْ أِنه إنْ أُذنَ لها في الرجوع لم تدرك المشرق، قالت: رَبِّ، ما أَبْعَدَ المشرقَ، من لي باَلناس؟، حتى إذا صار الأفق كأنه طَوْقٌ، استأذنِت في الرجوع، فيقال لها: من مكانك فاطْلعي، فَطَلَعَتْ على الناس من مغْربها، ثم تلا عبدُ الله هذه الآية: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}. 6882 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة، وحَجَّاًج قال: حدثني شُعْبة، عن منصورعن سالم بن أبي الجَعد عنِ نُبيط بن شرِيط. قال غُنْدَر: نبيط بن سميط، قال حجاج: نبيط بن شرِيط، عن جابانَ عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -أنه قال: "لا يدخل الجنةَ منَّانُ، ولا عاقُّ والديه، ولا مدْمِنُ خَمْرٍ". 6883 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن منصور عن هلال بن يَسَافٍ عن أبي يحيى الأعرج عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: سألتَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن صلاة الرجل قاعداً؟، فقال: "عَلى النِّصف من صلاته قائماً". قال: وأبصر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قوماً يتوضؤون لم يُتمُّوا الوضوء، فقال:"أسْبغُوا"، يعني الوُضوء، "ويلٌ للعَرَاقيب من النار"،أو "الأَعْقَاب". 6884 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن فِرَاسٍ عن

_ (6882) إسناده صحيح، وهو مطول (6537)، وقد فصلنا القول فيه وأشرنا إليه هناك. وسيأتي مختصراً أيضاً (6892). (6883) إسناده صحيح، وهو مطول (6528)، ومطول (6808، 6809) معاً. (6884) إسناده صحيح، فراس: هو ابن يحيى الهمداني، سبق توثيقه (4333). والحديث رواه =

الشَّعْبي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - ". أنه قال: "الكبائرُ: الإشراكُ بالله عز وجل، وعُقُوق الوالِدين"، أو "قتلُ النفس"، شُعْبَةُ الشَّاكُ، "واليَمِينُ الغَمُوسُ". 6885 - [قال عبد الله بن] أحمد: حدثنا محمَّد بن أبي بكر

_ = البخاري (11: 482 - 483، و 12: 170)، والترمذي (4: 87 - 88)، والنسائي (2: 165، 254)، كلهم من طريق شُعبة، به. ولكن رواية النسائي ليس فيها شكٌّ شُعبة. فيظهر أن شُعبة كان يشك وقتاً ويجزم وقتاً. ويؤيد ذلك أن أبا نعيم رواه في الحلية (7: 202)، من طريق داود بن إبراهيم الواسطي عن شُعبة، وقال في أوله: "الكبائر أربع" فذكرها. قال أبو نعيم: "ثابت صحيح من حديث شُعبة وفراس". وداود بن إبراهيم الواسطي: ترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/216) فلم يذكر فيه جرحاً، وقال الحافظ في التعجيل (118): "ذكره ابن حبان في الثقات"، وقال في لسان الميزان (2: 415): "وثقه الطيالسي وحدث عنه"."اليمين الغموس": قال ابن الأثير: "هي اليمين الكاذبة الفاجرة، كالتي يقتطع بها الحالف مال غيره. سميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار. وفعول: للمبالغة". وفي الفتح (11: 482) عن ابن التين: "ولذلك قال مالك: لا كفارة فيها، واحتج أيضاً بقوله تعالى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}، وهذه يمين غير منعقدة, لأن المنعقد ما يمكن حله، ولا يتأتى في اليمين الغموس البرّ أصلاً". (6885) إسناده صحيح، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد، وقد اتفقت كلمة من خرجوه على ذلك، إلا كلمة عابرة غير مكررة، وقعت في الإصابة، نسب فيها لرواية أحمد، كما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. وثبت في الأصول، الثلاثة هنا: "حدثنا عبد الله حدثنا أبي"، وهو سهو من الناسخين، اتبعوا الجادة في سياق كتابة المسند. محمَّد بن أبي بكر المقدمي: من شيوخ عبد الله بن أحمد والبخاري، وقد يروي عنه أحمد رواية الأقرآن. وقد فصلنا القول في ذلك، في (424، 5872)، وفي الاستدراك (1417). أبو معشر البراء، بتشديد الراء: هو يوسف بن يزيد العطار، سبق توثيقه (424)، ونزيد هنا أنه =

المُقَدَّمي حدثنا أبو مَعْشَر البرَّاُء حدثني صَدَقَةُ بن طيسَلَة حدثني مَعْنُ بن ثعلبة المازني، والحَيُّ بَعْدُ، قال: حدثني الأعْشَى المازِني، قال: أتيت النبي -صلي الله عليه وسلم -،

_ = ترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 385). صدقة بن طيسلة: ترجمه الحسيني في الإكمال (ص 52)، والحافظ في التعجيل (ص 186)، وقالا: "ذكره ابن حبان في الثقات"، وهو في كتاب الثقات (2: 219)، وقال: "يروي عن معن بن ثعلبة المازني، عن الأعشي المازني، وله صحبة. روى عنه أبو معشر البراء يوسف بن يزيد"، وقال البخاري في الكبير (2/ 2/ 296): "صدقة بن طيسلة: سمع معن بن ثعلبة، روى عنه يوسف البراء". و"طيسلة": بفتح الطاء والسين المهملتين بينهما ياء تحتية ساكنة ثم لام مفتوحة، وهو بتقديم السين على اللام، وهو الثابت في (ك م) والكبير للبخاري والإكمال للحسيني وأكثر الروايات التي خرج فيها هذا الحديث أو أشير إليه. ووقع في (ح) والتعجيل وبعض المراجع الآخر "طيلسة" بتقديم اللام على السين، وهو خطأ أو وهم ممن ذكره، وليس في الأعلام التي بين أيدينا في مراجع اللغة وغيرها هذا الاسم من مادة "طلس"، بل المذكور عن أسماء العرب "طيسلة"، من مادة "طسل". ومما يرجح أنه سهو من بعض الناسخين: أنه ذكر في ثقات ابن حبان في ترجمة معن بن ثعلبة (2: 5): "طيسلة" على الصواب، وذكر في ترجمة الراوي نفسه: "صدقة بن طيلسة" على الخطأ. معن بن ثعلبة المازني: تابعي ثقة، ترجمه الحسيني في الإكمال (ص 107)، والحافظ في التعجيل (409)، وقالا: "ذكره ابن حبان في الثقات"، وهو فيه (2: 5)، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/ 390)، قال: "معن بن ثعلبة المازني: سمع الأعشى، روى عنه صدقة بن طيسلة". الأعشى المازني: قال البخاري في الكبير (1/ 2/ 61 - 62): "الأعشى المازني: له صحبة. قال لي محمَّد بن أبي بكر"، وهو المقدمي، فروى عنه هذا الحديث بهذا الإسناد، نحوه. وترجمه ابن سعد في الطبقات (7/ 1/36 - 37)، قال: "أعشى بني مازن، من بني تميم"، ثم روى هذا الحديث والذي بعده، كما سنثير إليه في التخريج، إن شاء الله. وترجمه الحسيني في الإكمال (ص 9 - 10) ترجمة مطولة، باسم: "الأعشى، أعشى بني مازن، واسمه: عبد الله بن الأعور، ويقال: عبد الله بن عمرو، من =

فأنْشدتُه: يا مالكَ الناس وديَّانَ العَرَبْ ... إني لَقِيتُ ذِربَةً من الذِّربْ

_ = بني تميم"، ثم ذكر قصته التي في هذين الحديثين مختصرة بدون إسناد، ثم قال: "وكان الأعشى من شعراء النبي -صلي الله عليه وسلم -، روى عنه معن بن ثعلبة المازني". وترجمه الحافظ في التعجيل (ص 39) ترجمة موجزة، زاد فيها في اسمه: "ويقال: ابن الأطول التميمي: أحد الشعراء، له صحبة ووفادة على النبي -صلي الله عليه وسلم -". ولم يترجم له الحسيني ولا الحافظ في اسم "عبد الله". نعم ترجم له الحافظ في الإصابة (1: 54) في اسم "الأعشى"، و (4: 35) في اسم "عبد الله". وكذلك صنع ابن عبد البر في الاستيعاب (ص55، 349 - 350)، وابن الأثير في أسد الغابة (1: 102 و 3: 117). وترجمه أبو القاسم الحسن ابن بشر الآمدي في كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء (ص 15 - 16)، ترجمة مفصلة، قال فيها- مع شيء من الاختصار: "أعشى بني مازن بن عمرو بن تميم. ولم يذكر أبو عبد الله [يعني نفطويه]، اسمه، ولم يرفع نسبه. وذكر أنه وقد على رسول الله فأنشده. [وذكر بعض الأبيات وفسرها]. وهذا ما ذكره أبو عبد الله إبراهيم ابن محمَّد، [هو نفطويه]. قال أبو القاسم الآمدي: وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابي هذه الأبيات، وذكر أنها للأعور بن قراد بن سفيان بن غضبان بن نكرة بن الحرملة، وهو أبو شيبان الحرمازي، أعشى بني حرماز، وكان مخضرماً أدرك الجاهلية والإِسلام .. فهذا أعشى بني الحرماز. فأما أصحاب الحديث فيقولون: أعشى بني مازن، والثبت: أعشى بني الحرماز. فأما بنو مازن فليس فيهم أعشى. [ثم أنشد أبياتاً أخر، وقال]: وأنشد أبو سعيد السكري هذه الأبيات لأعشى بني الحرماز هذا". وابن عبد البر قال في الاستيعاب (ص55): "أعشى المازني: من بني مازن بن عمرو بن تميم". وقال (ص 349 - 350):"عبد الله بن الأعور، وقيل: عبد الله بن الأطول، الحرمازي المازني، قيل اسم الأعور أو الأطول: عبد الله. هو من بني مازن بن عمرو بن تميم". وأشار ابن الأثير في أسد الغابة (1: 102 - 103) إلى ما قال أبو عمر بن عبد البر وغيره، ثم قال: "إلا أن =

غَدَوْتُ أبْغِيها الطَّعامَ فيِ رَجَبْ ... فَخلَّفتَنْي بِنِزَاعٍ وهرَبْ

_ = أبا عمر قال: الحرمازي المازني، وليس في نسب الحرماز إلى تميم، مازن. فإنه قد ذكر هو وابن منده وأبو نعيم: مازن بن عمرو بن تميم. فأنى يكون الحرماز بطناً من مازن!، وإنما هو: ابن مالك بن عمرو بن تميم. وقيل: الحرماز بن الحرث بن عمرو بن تميم. وهم إخوة مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. وقد جرت عادتهم ينسبون أولاد البطن القليل إلى أخيه إذا كان مشهوراً، مثل: أولاد نعيلة بن مليل أخي غفار بن مليل، يقال لهم: غفاريون، منهم الحكم بن عمرو الغفاري، وليس من غفار، وإنما هو من بني نعيلة، قيل ذلك لكثرة غفار وشهرتها، ومثل: بني مالك بن أفصى أخي أسلم بن أفصى، ينسب كثير من ولده إلى أسلم، لشهرة أسلم. على أن أبا عمر يعلم ما لم نعلم، فإن الرجل عالم بالنسب". والصحيح من هذا ما قال ابن الأثير: أن نسبته "المازني" نسبة تغليب، بأن "مازن بن مالك بن عمرو" أشهر وأسير من أخيه "الحرماز بن مالك بن عمرو"، فعن ذلك نسبه أبو عمر بن عبد البر: "الحرمازي المازني". واليقين أن "الحرماز": هو أخو "مازن"، وهما أخوان، هما: ابنا مالك بن عمرو بن تميم، وليس الحرماز بطناً من تميم، إلا على التجوز والتوسع الذي شرحنا. انظر الاشتقاق لابن دريد (ص 124، 125)، ونسب عدنان وقحطان للمبرد (ص 7)، وجمهرة الإنساب لابن حزم (ص200)، وشرح القاموس (4: 25). وأخطأ الحافظ في الإصابة، في ترجمة "مطرف" (6: 102)، إذ ذكر "حرماز بن مالك بن مازن بن عمرو بن تميم"!!. والحديث ثبت في الأصول الثلاثة هنا على أنه من رواية الإِمام أحمد عن المقدمي، بأنه ثبت فيها عن القطيعي: "حدثنا عبد الله حدثني أبي"، ولكن الصواب أنه من رواية عبد الله ابن أحمد عن المقدمي مباشرة، دون ذكر الإِمام أحمد، فهو من زيادات عبد الله، وعلى هذا النحو أثبتناه. لأن كل من رأينا ممن نسبه للمسند ذكر أنه من رواية عبد الله بن أحمد، كما سيجيء. فرواه البخاري في الكبير (1/ 2/ 61 - 62) عن محمَّد بن أبي بكر، هو المقدمي، بهذا الإسناد، مع شيء من الاختصار. وكذلك رواه ابن الأثير في أسد الغابة (1: 102) من طريق الحافظ أبي يعلى عن المقدمي. ورواه ابن سعد في الطبقات (7/ 1/36) بإسناد فيه خطأ، هكذا: "أخبرنا إبراهيم بن محمَّد بن عرعرة عن =

أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ ... وهُنَّ شرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ قاله: فجعل يقول النبي -صلي الله عليه وسلم -عند ذلك: * وهُنَّ شر غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ* 6886 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني العباس بن عبد العظيم

_ = البرند القرشي، قال: أخبرني يوسف بن يزيد أبو معشر البراء، قال: حدثني طيسلة المازني، قال: حدثني أبي والحي، عن أعشى بني مازن". فقوله "طيسلة" إلخ، خطأ واضح، ثم قوله "حدثني أبي والحي"، خطأ إلى خطأ. والظاهر عندي أنه من الناسخين، لأن ابن البرند شيخ ابن سعد حافظ كبير ثقة، يبعد أن يكون منه مثل هذا التخليط في الإسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 331 - 332) وقال: "رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله ثقات". وأشار إليه الحافظ في الإصابة، في ترجمة "الأعشى المازني" (1: 54)، قال: "ومدار حديثه على أبي معشر البراء عن صدقة بن طيسلة: حدثني أبي والحي، عن أعشى بني مازن، قال: أتيت النبي -صلي الله عليه وسلم -، فذكره، أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وابن شاهين وغيرهم، من هذا الوجه وغيره، وسنذكره في العين، إن شاء الله تعالى". فنسبه لأحمد كما ترى، ولكنه خالف نفسه في حرف العين، فجعله من زيادات عبد الله بن أحمد، كما فعل الهيثمي وغيره، فقال في ترجمة "عبد الله بن الأعور المازني الأعشى الشاعر" (4: 35): "وروى حديثه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عون [في الإصابة: عوف، وهو خطأ مطبعي]، بن كهمس بن الحسن عن صدقة بن طيسلة: حدثني معن بن ثعلبة المازني والحي بعده، قالوا: حدثنا الأعشى" فذكر شارة إلى القصة. وهكذا زعم الحافظ أنه في المسند من طريق عون بن كهمس، ولم أجده فيه من طريقه، وإنما هو فيه من رواية أبي معشر البراء، كما ترى هنا، فلعل الحافظ نسي أو وهم. وتخريج الأبيات وتفسيرها في الحديث التالي لهذا، إن شاء الله. (6886) إسناده ضعيف، فيه مجاهيل. عباس بن عبد العظيم العنبري: ثقة حافظ، من شيوخ عبد الله بن أحمد، وروى عنه أصحاب الكتب الستة وغيرهم، وترجمه البخاري في =

العَنْبَري حدثِنا أبو سَلَمَة عُبَيد بن عبد الرحمن الحنفي حدثني الجُنَيْد بن أَمين بن ذرْوة بن طَريف بن بُهْصِلٍ الحِرْمازِي حدثني أبي أمينُ بن ذرْوة عَن أبيه ذِرْوة بن نَضلَة عن أبيه نَضلة بن طَرِيف: أن رجلاً منهم، يقالَ له:

_ = الكبير (4/ 1/6). عبيد بن عبد الرحمن بن عبيد بن سلمة، أبو سلمة الحنفي اليمامي البصري: ترجمه الحسيني في الإكمال (73)، وذكر أن أبا حاتم قال فيه: "مجهول"، وترجمه الحافظ في التعجيل (ص 276) ولسان الميزان (4: 119 - 120) وأنه ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "روى عنه البصريون"، وقال الحافظ. في اللسان: "قال البخاري: فيه بعض النظر، ذكر ذلك في ترجمة الحكم بن سعيد، في التاريخ". وهذا ثابت في التاريخ الكبير (1/ 2/ 328)، روى حديثاً للحكم بن سعيد، من طريق عبيد ابن عبد الرحمن، ثم قال: "عبيد: لي فيه بعض النظر". الجنيد بن أمين: ترجمه الحسيني في الإكمال (ص 18)، والحافظ في التعجيل (ص 74)، وقالا: "ليس بالمشهور"، وأثبتناه في حرف "الجيم"، وقال الحافظ: "وذكر الرامهرمزي في المحدث الفاصل، أن المحدثين يقولونه (الجنيد) بجيم ونون مصغراً، وأهل التحقيق يقولون (حنيذ) بفتح المهملة وكسر النون وآخره معجمة، بوزن، (عظيم) ". ثم لم أجد عنه كلاماً غير هذا، والراجح عندي أنه الجيم، إذ هو رواية المحدثين، وهو الثابت بوضوح في الأصول الثلاثة هنا، وأهل التحقيق الذين أشار إليهم الرامهرمزي لا ندري من هم؟!. أبوه، أمين بن ذروة: لم يترجم له الحسيني، إذ وهم فظن أن الحديث "عن الجنيد عن جده" مباشرة، واستدركه الحافظ في التعجيل (ص40 - 41)، وقال: "وهو مضعف"، ولا أدري من أين جاء بتضعيفه؟، فما وجدت له ذكراً ولا ترجمة غير هذا. أبوه، ذروة بن نضلة بن طريف: ترجمه الحسيني (24 - 35) والحافظ (120) ووصفاه بأنه "مجهول"، وما وجدت غير ذلك. أبوه، نضلة بن طريف: ترجمه الحسيني (111) ترجمة محرفة جداً من الناسخين، وفيها سقط خلطها بأخرى بعدها. وترجمه الحافظ في التعجيل (ص 422)، وقال: "عن رجل منهم يقال له الأعشى، وعنه ابنه ذروة، مجهول"، هكذا قال الحافظ!، وقد ذكروه في الصحابة: الحافظ ومن قبله، فهو في الاستيعاب (ص 305 - 306)، وأسد الغابة (5: 19، 118)، والإصابة (6: =

الأعْشَى، واسِمِه: عبدُ الله بن الأعْوِرِ، كانت عنده امرأة يقال لها: مُعَاذَةُ، خرج في رَجَبٍ يَمِيرُ أهلَه مِن هجرٍ، فَهَرَبتِ امرأته بعدَه، ناشزاً عليه،

_ = 236 - 237، و7: 63)، وأشار إلى هذا الحديث في ترجمته، فقال الحافظ في ْالموضع الأول من الإصابة: "ذكره ابن أبي عاصم والبغوي وابن السكن، [يعني في الصحابة]، وأخرجوا من طريق الجنيد بن أمين بن ذروة بن نضلة بن طريف بن بهصل الحرمازي عن أبيه عن جده نضلة، وفي رواية البغوي: حدثني أبي أمين حدثني أبي ذروة عن أبيه نضلة عن رجل منهم يقال له: الأعشى، واسمه: عبد الله بن الأعور"، فذكر الحديث بنحوه، فهم ذكروه في الصحابة راوياً للحديث أو راوياً له عن الأعشى نفسه. فهو إما من مسنده, وإما من مسند "الأعشى" وذكره الدولابي في الكنى والأسماء (1: 28)، لم يذكر غير كنيته، قال: "وأبو ذرة الحرمازي" هنا خطأ صوابه "أبو ذروة". ولكن يظهر لي أن هذا الخطأ قديم في بعض النسخ من كتاب الدولابي. فإن ابن الأثير والحافظ نقلاه في باب الكنى من كتابيهما على هذا الخطأ، لم يتنبها إلى ما مضى في ترجمته من باب الأسماء، فقال ابن الأثير: "أبو ذرة الحرمازي، يعد في الصحابة، ذكره أبو بشر الدولابي في كتاب الأسماء والكنى, قاله ابن ماكولا وأبو سعد السمعاني". ولكن الذي في الإنساب للسمعاني (الورقهّ 164) ومختصره اللباب لابن الأثير (1: 293):"أبو ذروة" على الصواب، ولذلك رجحت أن يكون الخطأ في بعض نسخ الدولابي دون بعض. والحديث رواه ابن سعد (7/ 1/36 - 37) من طريق عمرو بن على أبي حفص الصيرفي الفلاس عن أبي سلمة عبيد بن عبد الرحمن الحنفي، بهذا الإسناد. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة، في ترجمة "معاذة زوج الأعشى"، (5: 546)، من طريق سليمان بن أحمد، وهو الطبراني، "أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري"، فذكره بهذا الإسناد مختصراً، ولم يذكر ما بعد الأبيات الأولى البائية. ونقله الحافظ ابن كثير في التاريخ (5: 73 - 74) كاملا، عن هذا الموضع من المسند، قال: "قال عبد الله بن الإِمام أحمد: حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري"، إلخ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 330 - 331)، وقال: "رواه عبد الله بن أحمد والطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم". وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب، مطولاً بنحوه، بدون إسناد، في ترجمة "عبد الله بن الأعور" (ص 349 - =

فعاذت برجلِ منهم، يقال له: مُطَرِّف بن بُهْصُل بن كعب بن قَميْشَع بن دُلَف بن أَهْصم بن عبد الله بن الحِرْمَاز، فجعلها خَلْف ظهره، فلما قَدِم ولم

_ = 350)، واختصره في ترجمة "الأعشى" (ص55)، وأشار إليه في ترجمة "مطرف بن بهصل" (ص 287)، وقال: "خبره مذكور في قصة أعشى بني مازن، له صحبة، ولا أعلم له رواية"، وأشار إليه أيضاً في ترجمة "نضلة بن طريف" (305 - 306)، وذكر أنه روى قصة الأعشى مع امرأته، ثم قال: "وهو خبر مضطرب الإسناد، ولكنه روي من وجوه كثيرة". ولم يترجم في باب النساء لمعاذاة امرأة الأعشى. ونقله ابن الأثير في أسد الغابة، في ترجمة الأعشى، بدون إسناد (1: 102 - 103)، وأشار إليه في ترجمتَي "مطرف" و"نضلة" (4: 472، و 5: 19). وقد أشرنا آنفاً إلى روايته إياه بإسناده في ترجمة "معاذة". وقد أشرنا من قبل إلى ذكر الحافظ إياه في الإصابة (6: 236 - 237) في ترجمة "نضلة". وقد أشار إليه أيضاً في تراجم "الأعشى" و "عبد الله" و "مطرف" (1: 54، و 4: 35، و 6: 102). وذكره الزمخشري في الفائق- بدون إسناد طبعاً- مع شيء من الاختصار (1: 422 - 423)، وشرح بعض غريبه، مما سنشير إليه، إن شاء الله. ومما ينبغي العناية به ضبط ما استطعنا تحقيقه من الأعلام الغريبة، في هذا الحديث: "بهصل": ضبط في (ك م) في المواضع الثلاثة الأولى، وفي (ك) في الموضع الرابع أيضاً، بالشكل، بضمة فوق الباء وأخرى فوق الصاد المهملة وبينهما هاء ساكنة. ووقع في كثير من المراجع المطبوعة، التي أشرنا إليها، مصحفاً، بالنون تارة، وبالضاد المعجمة أخرى. وكله خطأ، يصححه الضبط في مخطوطتي المسند، ويؤيده ما في تاج العروس (7: 238): "بهصل، بالضم: من الأعلام" "قميشع": هكذا في الأصول الثلاثة، ووقع في تاريخ ابن كثير ومجمع الزوائد "قميشع"، بالثاء المثلثة بدل الشين المعجمة. وأنا إلى الثقة بما في الأصول هنا أميل. "أهصم"، هكذا ثبت في (م ح) بالصاد المهملة، وفي (ك) بالضاد المعجمة، وكذلك وقع في كثير من المراجع المطبوعة. وقد يرجحه ما في تاج العروس (9: 107): "الأهضم: الغليظ الثنايا من الرجال"، وذلك في المعجمة، ولم يذكروا مثل هذه الصيغة في (هـ ص م). وأبيات الرجز الثمانية، ذكر منها ستة في الحديث السابق، وهي في دواوين الأعاشي الملحقة بديوان الأعشى الكبير، (طبعة فينا سنة 1927 م) في "باب أعشى مازن، وهو عبد الله بن =

يجدْها في بيته، وأُخْبرَ أنها نَشَزَتْ عليه، وأنها عاذَت بمُطرِّف بن بُهْصُل، فأتاه، فقال: يا ابن عَمِّ، أعِنْدَك امرأتي معاذُة؟، فادْفعها إليَّ، قال: ليستْ عندي، ولو كانت عندي لم أدفعْها إليك، قال: وكان مطرف أعز منه،

_ = الأعور الحرمازي" (ص 287 - 288)، في 13 بيتاً، وهي: 1 يا سَيِّدَ الناسِ وديَّانَ العَرَبْ 2 ينمِي إلى ذُرْوَة عبد المُطَّلبْ 3 تلْكَ قُرُومٌ سَادةٌ قدْماً نُّجُبْ 4 إَليكَ أشْكُو ذرْبَة مِنً الذِّرَبْ 5 كالذئْبَة الغَبْسَاءَ في ظِل السَّرِبْ 6 خَرَجْتُ أَبْغيهَا الطَّعامَ في رَجبْ 7 فخلفَتني بنزَاع وهَرِب 8 أخْلَفَت العَهْدَ ولَطِّتْ بالذَّنَبْ 9 وتَرَكتنيَ وسْطَ عِيصٍ ذِى أشَبْ 10 تَوَد أَنِّي بين غيضٍ مُؤتَشَبْ 11 أكْمَهَ لا أبْصِرُ عُقْدَةَ الكَرَبْ 12 تَكدُّ رِجْليَّ مَسَاميرُ الخَشَبْ 13 وهُنَّ شرُّ غَالبٍ لمَنْ غَلَبْ وسنذكر تخريج هذه الأبيات، مما استطعنا من كَتب اللغة والأدب وغيرها، غير ما أشرنا إليه في تخريج هذا الحديث والحديث قبله، إن شاء الله. وقوله في الحديث "يمير أهله": أي يطلب لهم الميرة، بكسر الميم، وهي الطعام. و "هجر"، بفتح الهاء والجيم: هي ناحية البحرين، وقيل: قاعدتها. وهي غير "هجر" التي تنسب إليها "قلال هجر"، فإن هذه قرية من قرى المدينة، كما ذكره ابن الأثير وغيره. انظر "صحيح ابن حبان" بتحقيقنا، في الحديث (47). وقوله "نشزت عليه": أي عصت عليه وخرجت عن طاعته، فهي ناشزْوناشزة، ويوصف الرجل بالنشوز أيضاً، إذا جفا زوجه أو أضر بها. وقوله "حتى أتى النبي" -صلي الله عليه وسلم -، في (ك): "حتى أتى إلى النبي". وهذه الأبيات البائية، ذكرت في دواوين الأدب واللغة، وتكرر بعضها مراراً: فمن ذلك أن الأبيات 1، 4، 6، 7، 8، 13 ذكرها المرزباني في معجم الشعراء (ص 15 - 16)، ثم قال: "وأنشد ثعلب في الأبيات زيادة، وهي"، ثم ذكر الأبيات 9، 11، 12، 13، وزاد قبل البيت 13 بيتاً، وهو: =

فخرج حتى أتَى النبيَّ -صلي الله عليه وسلم -، فعاذ به، وأنشأ يقول: يا سيدَ الناسِ ودَيَّان العَرَبْ إليك أَشْكُو ذِربَةً من الذِّربْ كالذئبة الغبشَاء في ظِلِّ السَّرَبْ

_ = ولا أرَى الصاحِبَ إلا ما اقْتَرَبْ والأبيات 1، 4 - 9، 13 في الفائق للزمخشري (1: 423) ثم شرحها. والأبيات 1، 4، 6، 9، 13 في لسان العرب (1: 372). والأبيات 4، 6، 7، 8 فيه (10: ْ438). والبيتان 4، 8 فيه (9: 265). والأبيات 1، 4 - 8، 13 في ألف با لأبي الحجاج البلوى (1: 132). وتتبع تخريجها يطول، ولكن كثيراً، منها مفرق في مواضعه من المعاجم، كالنهاية واللسان وتاج العروس وغيرها. وسنفسر غريب الأبيات، على ترتيب أرقامها في رواية الديوان التي ذكرنا: 1 - فقوله"ديان العرب": قال الزمخشري: "الديان: فعال، من: دان الناس، إذا قهرهم على الطاعة، يقال: دنتهم فدانوا، أي قهرتهم فأطاعوا". 2 - "ينمي"، بفتح الياء وكسر الميم: أي يرتفع ويسمو، يقال: "فلان ينمي إلى حسب، وينتمي": يرتفع إليه. و "ذروة" كل شيء: أعلاه، وأصلها من ذروة البعير، وهي أعلى سنامه. وهي بكسر الذال وضمها. 3 - "قروم": جمع "قرم" بفتح فسكون، وهو السيد المعظم من الرجال، وأصل "القرم" فحل الإبل الذي يترك من الركوب والعمل. "نجب" بضمتين: جمع "نجيب"، وهو الكريم الحسيب. 4 - "الذربة": بكسر الذال المعجمة وسكون الراء، وجمعها "ذرب" بكسر الذال وفتح الراء، وهي منقولة من "ذربة" بفتح الذال وكسر الراء، نحو "معدة" بكسر فسكون، منقولة من "معدة" بفتح فكسر. وفي اللسان: "قال أبو منصور: أراد بالذربة أمرأته, كنى بها عن فسادها وخيانتها إياه في فرجها ... وقيل: أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها، من قولهم: ذَرِب لسانُه، إذا كان حاد اللسان، لا يبالي ما قال". 5 - "الغبشاء"، بالغين والشين المعجمتين، في نسخ المسند وبعض الروايات الآخر، وهي =

خرجتُ أَبْغيِها الطعامَ في رجبْ فَخَلَّفَتْني بِنِزَاع وهَرَبْ أَخْلَفَتِ العهدَ وَلطَّتْ بالذَّنَبْ وقَذَفَتْني بين عِيصٍ مُؤتَشَبْ

_ = من "الغبش"، وهو ظلمة الليل يخالطها بياض، كالغبس، بالسين المهملة. وفي رواية الديوان والفائق، وكذلك اللسان (8: 31) "الغبساء" بالغين المعجمة والسين المهملة. قال الزمخشري: "الغبسة: الغبرة إلى السواد". وفي اللسان."الغبس والغبسة: لون الرماد، وهو بياض فيه كدرة ... وذئب أغبس، إذا كان لونه كذلك ... وقيل: الأغبس من الذئاب: الخفيف الحريص، وأصله من اللون". وفي الزوائد: "العلساء"، بالمهملتين وباللام بدل الباء، وهي نسخة في المسند بهامش (ك)، ومعناها صحيح أيضاً، من "العلس" بفتح العين وسكون اللام، وهو سواد الليل. وهي ألفاظ متقاربة النطق متقاربة ْالمعنى. وقوله "في ظل السرب"، هو بفتح السين والراء، وهو جحر الثعلب والأسد والضبع والذئب، كما في اللسان (1: 449). 6 - "أبغيها الطعام": قال الزمخشري: "بغاه الشيء: طلبه له". 7 - "فخلفتني": في روايات كثيرة بتخفيف اللام، قال الزمخشري: "أي بقيت بعدي"، وفي اللسان (1: 372):"أي خالفت ظني فيها"، وفيه (10: 438) عن أبي منصور الأزهري:"ويقال: إن امرأة فلان تخلف زوجها بالنزاع إلى غيره، إذا غاب عنها". وقال الزمخشري: "ولو رُوي: فخلَّفتني [يعني بالتشديد]، كان المعنى: فتركتني خلفها بنزاع إليها وشدة حال من الصبوة إليها". ونحو ذلك في النهاية (2: 314). وفي كثير من الروايات: "وحرب"، بفتح الحاء والراء، بدل "وهرب"، وعليها شرح الزمخشري، وقال: "بنزاع وحرب: أي مع خصومة وغضب، يقال: حَرِب حرباً: إذا غضب، وحرَبه غيره، يريد نشوزها عليه بعد رحيله وعياذها بمطرف". وعلى هذه الرواية شرح في النهاية (1: 212)، واللسان (1: 295). 8 - "ولطت بالذنب": قال الزمخشري: "لطت الناقة بذنبها: إذا ألزقته بحَيَاها ... وهي تَفعل ذلك إذا أبت على الفحل، فهذه كناية عن النشوز، وقيل: لما أقامت على أمرها،=

وهُنَّ شرغالبٍ لِمَنْ غَلَبْ فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - عند ذلك: *وهن شَرُّ غالبٍ لِمَنْ غَلَبْ* فشكا إليه امرأتَه وما صنعتْ به، وأنها عند رجل منهم يقال له مُطرفُ ابن بُهْصُل، فكتب له النبي -صلي الله عليه وسلم - "إلى مُطرِّفٍ، انْظُر امْرأَة هذا مُعَاذَةَ، فادْفَعْها إليه". فأتاه كتاب النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقرئ عليه، فقال لها: يا معاذةُ، هذا كتابُ النبي -صلي الله عليه وسلم - فيك، فأنا دَافِعكِ إليه، قالتْ: خُذْ لي عليه العهدَ والميثاقَ وذِمَّةَ نَبيِّه:

_ = ولزمت إخلافها وقعدت عنه، كانت كالضارب بذنبه، المقعي على استه، لا يبرح". وقال ابن الأثير في النهاية (4: 58): "أراد منعته بُضْعها، من: لطَّت الناقة بذنبها، إذا سدّت فرجها به إذا أرادها الفحل، وقيل: أراد توارت وأخفت شخصها عنه، كما تخفي الناقة فرجها بذنبها". ونحو ذلك في اللسان (9: 265 - 266). 9، 10 - هذان البيتان ثبتا هكذا في الديوان، وأنا أظن أنهما روايتان لبيت واحد، بل لعلهما مجموعان من روايتين أو روايات. وسيتبين ذلك من تفسير غرييهما: فـ "العيص" بمهملتين مع كسر أوله: هو الشجر الملتف الكثير. و "الأشب" بفتح الهمزة والشين المعجمة: قال في اللسان (1: 208). "الأشبُ: شِدة التفاف الشجر وكثرتُه حتى لا مَجَاز فيه، يقال فيه: موضعٌ أشِبٌ، أي كثير الشجر، وغيضَة أشِبَةٌ، وغيضٌ أشِبٌ، أي مُلْتَفُّ". ثم روى البيتين 9، 13 كرواية المسند هنا، في حين أنه رواهما (1: 372) كرواية الديوان، وأدخل بينهما البيت 12. ورواية الزمخشري (1: 423) كرواية المسند، وكذلك رواية ابن الأثير في النهاية (1: 33 و3: 143). وقال الزمخشري: "المؤتشب: الملتفّ الملتبس، ضربه مثلاً لالتباس أمره عليه". وأما "الغيض" في البيت 10 في رواية الديوان، فهو بفتح الغين وآخره ضاد معجمة أيضاً، و"الغيض" و "الغيضة": الأجمة، وهي الشجر الكثير الملتف. 11 - "الأكمه" الأعمى الذي يولد به، وربما جاء "الكمه" في الشعر بمعنى العمى العارض، ذكر بعض أهل اللغة: أن الكمه يكون خلقة ويكون حادثاً بعد بصر. وأيا ما كان فهو هنا مجاز. "الكرب" بفتح الكاف والراء: الحبل الذي يشد بعد الحبل الأول. =

لا يُعاقُبني فيما صنعتُ، فأخذ لها ذاكَ عليه، ودَفَعها مطرِّفٌ إليه، فأنشأ يقول: َ لَعْمركَ ما حُبِّي معاذةَ بالذي ... يُغيرهُ الواشِي ولا قدَم العَهْدِ ولاسُوُء ماجاءتْ به إذْ أزَالها ... غُوَاةُ الرجالِ، إذْ ينَاجُونَها بَعْدِي 6887 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا مَعْمَر أخبرنا ابن شهاب،

_ = 12 - "تكدر جلي": تتعبهما، و"الكد": الإتعاب. 13 - قال الزمخشري: "اللام في قوله (لمن غلب): متعلق بشرّ، كقولك: أنت شرّ لهذا منك لهذا: وأراد: لمن غلبه، فحذف الضمير الراجع من الصلة إلى الموصول. فإن قيل: هلا قال: وهنّ شرّ غالباتِ لمن غَلَبْنَه، على ما هو حق الكلام؟، فالجواب: أنه أراد أن ْيبالغ، فقصد إلى شيء من صفة ذلك الشيء، أنه شرّ غالب لمن غلبه، ثم جعلهن ذلك الشيء فأخبر به عنهنّ، كما يقال: زيد نخلة، إذا بولغ في صفته بالطول". وقوله في الحديث "انظر امرأة هذا": قال الزمخشري: "أي اطلبها، يقال: انظر لي فلاناً نظراً حسناً، وانظر الثوب أين هو". وقولها "فيما صنعت" في نسخة بهامش (ك) "بما صنعت"، وهو الموافق لما في مجمع الزوائد. وما هنا موافق لما في تاريخ ابن كثير. والبيتان الأخيران لعمرك ما حبي معاذة"، إلخ: مذكوران أيضاً في الديوان (ص 288)، وابن سعد (7/ 1/37)، والاستيعاب (ص 349)، وأسد الغابة (1: 103). وأولهما في الإصابة (6: 237). وقوله في البيت الثاني "إذ يناجونها" هو الثابت في الأصول الثلاثة وتاريخ ابن كثير. ووقع في مجمع الزوائد: "إذ تناجوا بها". وأكبر ظني أنه تحريف من ناسخ أو طابع، وفي الديوان وابن سعد والاستيعاب وأسد الغابة "إذ ينادونها". ومما يجدر الإشارة إليه أنه كتب بهامشي المخطوطتين (ك م) بجوار الحديث بعد الأبيات الأولى: "لا إله إلا الله. محمَّد رسول الله". ولست أدري لم كتب ذلك؟، ولكن هكذا ثبت فيهما، مع تباعد ما بين النسختين في الدار وعصر الكتابة، فالله أعلم. (6887) إسناداه صحيحان، وقد مضى بنحوه (6484) من رواية محمَّد بن جعفر عن معمر، و (6489) من رواية سفيان بن عيينة، و (6800) من رواية مالك، كلهم عن الزهري.

وعبدُ الرزَّاق قال أخبرنا مَعْمَر عن ابن شهاب، عن عيسى بن طَلْحة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال رأيتَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - واقفاً علي راحلته بمنى، قال: فأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، إني كنتُ أرَى أن الحَلْق قبل الذَّبْح، فحلقتُ قبل أن أذبح؟، فقال: "اذْبَحْ ولا حرج"، قال: ثم جاءه آخر، فقال: يا رسول الله، إني كِنت أرى أن الذبح قبل الرَّمي، فذبحتُ قبل أن أرميَ؟، قال: "فارْمِ ولا حَرجٍ"، قال: فما سُئل عن شيء قَدَّمه رجل قبل شيء، إلا قال: "افعلْ ولا حرج". قال عبد الرزَّاق وجاءه آخر، فقال: يا رسول، إنيٍ كِنتُ أظنُّ أن الحلقَ قبل الرَّمْى، فحلقتُ قبل أن أرمي، قال: "ارْمَ ولا حَرَجَ". 6888 - حدثنا ابن نُمَير حدثنا الأوزاعي، وعبد الرزَّاق: سمعتُ الأوْزاعي، عن حَسَّان بن عطية عن أبي كبشَة، قال ابن نُمير في حديثه: سمعت عبْدَ الله بن عمرو يقول: قالِ رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "بلِّغُوا عنّي ولو آيةً، وحَدِّثُوا عن بني إسرائيلَ ولا حَرَج، ومنْ كَذَب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعدَه من النار". 6889 - حدثنا يَعْلى بنُ عُبَيد حدثنا الأعمش عن أبي سَعْد، قال:

_ (6888) إسناداه صحيحان، أبو كبشة: هو السلولي الشامي. والحديث مكرر (6486). (6889) إسناده صحيح، أبو سعد: هو الأزدي، ترجمه البخاري في الكنى (رقم 317)، قال: "أبو سعد الأزدي، عن ابن عمرو، روى عنه الأعمش". وترجمه الحسيني في الإكمال (ص 128 - 129) باسم "أبو سعيد الأزدي"، وقال: "ذكره ابن حبان في الثقات". وترجمه الحافظ في التعجيل (ص 487) فقال: "أبو سعد الأزدي"، ويقال أبو سعيد، عن عبد الله بن عمرو، حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، روى عنه الأعمش وأبو إسحق [يعني السبيعي] ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: حديثه في الكوفيين. وقد أخرج أبو داود لأبي سعيد الأزدي عن أبي هريرة حديثاً، وذكره ابن=

جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو، فقال: إنما أسألك عمّا سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أسأُلك عن التوارة!، فقال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "المسلم من سَلمَ المسلمون من لسانه ويده". 6890 - حدثنا أبو كامل حدثنا زِيَاد بن عبد الله بن عُلاثَةَ القَاصُّ

_ = حبان في الثقات أيضاً، وقال: شامي حديثه في البصريين. وهو غير أبي سعد الأزدي الرواي عن زيد بن أرقم عند الترمذي وابن ماجة". وعندي أن الذي قاله الحسيني أن اسمه "أبو سعيد". والذي جعله الحافظ قولا آخر كما حكينا-: إنما هو من الخطأ في بعض نسخ المسند. فإن هذا الراوي هو "أبو سعد" لا غير، وبذلك ترجمه البخاري كما حكينا، وهو الثابت هنا في الأصول الثلاثة من المسند، بل كتب عليه في (م) علامة "صحـ"، وكتب بهامشها نسخة "عن أبي سعيد"، فعن هذه النسخة التي أثبتت بالهامش أو مثلها أخذ الحسيني، وتبعه الحافظ فجعله قولاً آخر. والحديث سيأتي مرة أخرى (6953) من رواية عمار بن رزيق عن الأعمش عن أبي سعد عن عبد الله بن عمرو، بزيادة: "والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". ولفظ الحديث المرفوع صحيح من حديث عبد الله بن عمرو، مضى وسيأتي من أوجه كثيرة بمعناه مطولاً ومختصراً: (6515، 6806، 6835، 6836، 6912، 6925، 6955، 6982، 6983، -7017). وانظر أيضاً (6487، 6753، 6792، 6837). (6890) إسناده صحيح، على خطأ وقع في الإسناد من أحد رواته، كما سيجيء، إن شاء الله. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني الحافظ. زياد بن عبد الله بن علاثة العقيلي الحراني أبو سهل؛ ثقة، وثقه ابن معين، وترجمه الحافظ في التهذيب (3: 377 - 378)، والخطيب في تاريخ بغداد (8: 478 - 479)، وروى توثيقه بإسنادين عن ابن معين، وترجمه ابن سعد في الطبقات (7/ 2/ 69)، وقد أخطأ زياد في إسناد هذا الحديث، كما بين ذلك الحافظ في ترجمته في التهذيب، وفي ترجمة شيخه العلاء ابن رافع، في التعجيل (323 - 325)، وسنفصل ذلك في تخريجه، إن شاء الله. و"علاثة": بضم العين المهملة وتخفيف اللام وبعد الألف ثاء مثلثة. وقد وصف "زياد" =

أبو سهل حدثنا العَلاء بن رافِع عن الفَرَزْدَق بن حَنَان القَاصِّ قال: ألا أحدِّثكم حديثاً سمعته أُذناي ووعاُه قلبي، لم أنْسَه بَعْد؟، خرجت أنا

_ = هنا بأنه "قاص" بالصاد المهملة، من القصص، وهو الثابت في الأصول الثلاثة، والذي في ترجمته عندهم أنه كان يخلف أخاه "محمَّد بن عبد الله بن علاثة" على القضاء ببغداد أيام المهدي. ولا ينفى هذا أن يكون "قاصاً" ويخلف أخاه مع ذلك على القضاء. العلاء بن رافع: هو العلاء بن عبد الله بن رافع الحضرمي الجزري، له ترجمة في التهذيب (8: 185)، وقال: "ذكره ابن حبان في الثقات"، وهو في كتاب الثقات (2: 316)، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/358)، وذكر أنه سأل أباه عنه؟، فقال: "هو شيخ جزرى، يكتب حديثه". وقد نسب هنا إلى جده، فخفى هذا على الحافظ الحسيني، فترجمه في الإكمال (ص 84)، باسم "العلاء بن رافع"، وقال: "مجهول"!، وتعقبه الحافظ في التعجيل (323 - 325)، وأبان عن وجه الصواب. الفرزدق بن حنان: ترجمه الحسيني في الإكمال (ص 86)، وقال: "مجهول". وهذا هو موضع الخطأ في الإسناد من زياد بن عبد الله بن علاثة، فلا يوجد راو بهذا الاسم. بل صوابه "حنان بن خارجة"، وقد نبه على ذلك الحافظ في التهذيب، في ترجمة "زياد ابن عبد الله بن علاثة"، قال: "وقفت له في. مسند أحمد، على حديث خلط في إسناده، رواه عن العلاء بن رافع عن الفرزدق بن حنان عن عبد الله بن عمرو. وقد أخرج النسائي بعضه، من طريق أخيه محمَّد بن عبد الله بن علاثة، فقال: عن العلاء بن عبد الله بن رافع، وهو الصواب، وقال أيضاً: عن حنان بن خارجة، بدل الفرزدق بن حنان، وهو الصواب. وقد أخرج أبو داود بعضه، من طريق محمَّد بن مسلم بن أبي الوضاح عن حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو". ونبه عليه أيضاً في التعجيل، في ترجمة "العلاء بن رافع"، معقباً على الحسيني في قوله "مجهول"، فقال: "لا، بل معروف، وإنما نسب في هذه الرواية إلى جده، فالتبس أمره، وهو مترجم في التهذيب. ونص حديثه في المسند". ثم ذكر هذا الحديث بهذا الإسناد، ثم قال: "هكذا رواه زياد ابن عبد الله بن علاثة، فنسب العلاء إلى جده، وخبط في اسم شيخه!، وقد أخرج النسائي من طريق أخيه محمَّد بن عبد الله بن علاثة عن العلاء بن عبد الله عن حنان بن =

وعُبيد الله بن حَيْدَةَ في طريق الشأم، فمررنا بعبد الله بن عمرو بن العاصي، فذَكر الحديث، فقال: جاء رجل من قومكما، أعْرَابي جافٍ جريءٌ، فقال: يا رسول الله، أينَ الهجْرةُ، إليكَ حيثما كنتَ، أمْ إلى أرضٍ معلومة، أو لقومٍ

_ = خارجة حدثه عن عبد الله بن عمرو، فذكر الحديث في لباس أهل الجنة. وهكذا أخرجه البخاري في ترجمة حنان بن خارجة [الكبير 2/ 1/103 - 104]، من هذا الوجه. وأخرج أبو داود الطيالسي [مسند الطيالسي 2277]، ومن طريقه البيهقي في البعث والنشور، عن محمَّد بن مسلم بن أبي الوضاح عن العلاء بن عبد الله بن رافع، عن حنان بن خارجة، كذلك. وقال البخاري في التاريخ: العلاء بن عبد الله بن رافع روى عنه جعفر بن برقان وابن علاثة وابن أبي وضاح. وأخرج أبو داود [يعني في السنن ,رقم 2519]، من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن ابن أبي وضاح. بهذا الإسناد، الحديث الأول في الهجرة، نحوه. [هكذا قال الحافظ، وهو سهو منه، فإن حديث أبي داود في السؤال عن الجهاد والغزو فقط]. وقد أخرجه أحمد مطولاً عن عبد الرحمن بن مهدي كذلك، [سيأتي 7095]، وفيه قصة السؤال عن الهجرة. والسؤال عن ثياب أهل الجنة. ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم في المستدرك". ثم قال الحافظ: "وأما الرواية التي من وجهة زياد فلم يتابع عليها". وقال أيضاً في التهذيب في ترجمة "حنان" (3: 56 - 57):"حنان بن خارجة السلمي الشامي، روى عن عبد الله بن عمرو، وعنه العلاء بن عبد الرحمن بن رافع الجزري. له في الكتابين [يعني أبا داود والنسائي] حديث واحد، عند كل منهما بعضه: فعند أبي داود فيمن قتل صابراً، وعند النسائي في لباس أهل الجنة. قلت [القائل ابن حجر]: وساقه أحمد والطبراني تاما. وذكره ابن حبان في الثقات". وهو في كتاب الثقات (ص 173)، قال: "حنان بن خارجة السلمي، يروي عن عبد الله بن عمرو، روى عنه العلاء بن عبد الله بن رافع". وهذا تحقيق نفيس للحافظ ابن حجر، رحمه الله، أبان به عن وجه الصواب، وعن خطأ زياد في اسم التابعي، وأن صحته "حنان بن خارجة". و "حنان" بفتح الحاء المهملة وتخفيف النون، آخره نون أخرى بعد الألف، هكذا ضبطه الحافظ في التعجيل نقلا عن ابن ماكولا. ولكن أثبته الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري في كتاب (المؤتلف والمختلف ص 31) في رسم "حنان" بتشديد النون الأولى، وسماه "حنان بن عبد الله بن خارجة", =

خاصَّةً، أمْ إذا مُت انقطعَتْ؟، قال: فسكت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ساعةً، ثمِ قال: "أين السائلُ عَن الهجرة؟ "، قال: ها أنذا يا رسول الله، قال: إذا أَقمْتَ

_ = وقال الحافظ في التهذيب (3: 56 - 57): "ولم أر في شيء من الكتب زيادة (عبد الله). في نسبه" والراجح ما حققه الحافظ ابن حجر. ووقع في الأصول الثلاثة هنا "الفرزدق ابن حيان" بالياء التحتية، ووقع في مجمع الزوائد (5: 252 "بن حبان" بالباء الموحدةٌ، وكلاهما خطأ، ومخالف للثابت في سائر المصادر، وسيأتي في (7095) "حنان" بالنون الأولى، على الصواب. والحديث سيأتي على الصواب، كما أشرنا من قبل، (7095)، عن عبد الرحمن بن مهدي عن محمَّد بن أبي الوضاح عن العلاء بن عبد الله بن رافع عن حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو، بنحوه. وكذلك روه أبو داود الطيالسي (2277) عن محمَّد بن مسلم بن أبي الوضاح، على الصواب. ورواه البخاري في الكبير، في ترجمة "حنان"، (2/ 1/103 - 104) مختصراً، كعادته، بإسنادين، قال: "حنان بن خارجة السلمي، قال حرمى بن حفص: حدثنا محمَّد بن عبد الله بن علاثة، قال: حدثنا العلاء بن عبد الله: أن حنان بن خارجة حدثه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: سئل النبي -صلي الله عليه وسلم - عن ثياب الجنة؟، قال: تشقق عنها ثمرة الجنة. وقال خليفة: حدثنا أبو داود (يعني الطيالسي): سمع محمَّد بن أبي الوضاح، سمع العلاء بن عبد الله بن رافع عن حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحوه". ونقله بتمامه الحافابن القيم، في كتاب (حادىِ الأرواح إلى بلاد الأفراح، ص 144) عن الرواية الصحيحة من المسند، الآتية (7095). ووقع فيه اسم الصحابي "عبد الله بن عمر"، وهو خطأ من ناسخ أو طابع. ونقل الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 252 - 253) أوله في السؤال عن الهجرة، عن الموضع، إلى قوله "باليمامة"، ثم أشار بإيجاز إلى الرواية الأخرى في المسند، ثم قال: "راوه أحمد والبزار، واحد إسنادي أحمد حسن، ورواه الطبراني". ثم نقل آخره، في السؤال عن ثياب أهل الجنة، بنحوه (10: 415)، وقال: "رواه البزار في حديث طويل، ورجاله ثقات"!، فنسى أن ينسبه إلى المسند، وهو فيه في الروايتين. ونقل السيوطي في زيادات الجامع الصغير (1: 85 من الفتح الكبير) منه قوله "إذا أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وهجرت الفواحش ما ظهر منها وما =

الصلاةَ وآتيتَ الزكاةَ فأنت مهاجر، وإنْ مُتَّ بالحَضْرَمَة، قال: يعني أَرضاً باليَمَامَة، قال: ثم قام رجل فقال: يا رسوَل الله، أرأيتَ ثيابَ أهلِ الجنة،

_ = بطن فأنت مهاجر، وإن مت بالحضرمة". ونسبه للمسند فقط. وقد سبقت إشارة الحافظ ابن حجر إلى أن النسائي روى منه لباس أهل الجنة، فلعل هذه الرواية في السنن الكبرى للنسائي، فهي ليست في سنن النسائي الصغرى الموجودة، بعد طول البحث والتتبع، ثم لم يذكرها النابلسي في ذخائر المواريث، ويؤكد هذا ويؤيده، أن الهيثمي ذكرها في مجمع الزوائد، كما بينا، وإن قصر في نسبتها للبزار وحده. وأما الحديث الذي أشار الحافظ ابن حجر إلى أنه بعض هذا الحديث، وأنه رواه أبو داود في السنن-: فإنه رواه الطيالسي (2277) في آخر هذا الحديث، بعد السؤال عن ثياب أهل الجنة، رواه عن محمَّد بن مسلم بن أبي الوضاح عن علاء بن عبد الله بن رافع عن حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو، وفي آخره: "فقلت [القائل هو حنان بن خارجة]: يا عبد الله بن عمرو، ما تقول في الهجرة والجهاد؟، قال: يا عبد الله، ابدأ بنفسك فاغزها، وابدأ بنفسك فجاهد، فإنك إن قتلت فاراً، بعثك الله فاراً، وإن قتلت مرائياً، بعثك الله مرائياً، وإن قتلت صابراً محتسباً، بعثك الله صابراً محتسباً". وهكذا سياقه في ظاهره عند الطيالسي موقوفاً، إلا أن يكون سقط في روايته شيء من بعض الرواة أو بعض الناسخين. وقد رواه أبو داود السجستاني في السنن (2519/ 2: 321 - 322 عون المعبود) عن مسلم بن حاتم الأنصاري عن عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن أبي الوضاح عن العلاء عن حنان عن عبد الله بن عمرو، قال: "قال عبد الله بن عمرو، يا رسول الله، أخبرني عن الجهاد والغزو؟، فقال: يا عبد الله بن عمرو، إن قاتلت صابراً محتسباً، بعثك الله صابراً محتسباً، وإن قاتلت مرائياً مكاثراً، بعثك الله مرائياً مكاثراً، يا عبد الله بن عمرو، على أي حال قاتلت أو قتلت، بعثك الله على تيك الحال". وهكذا رواه الحاكم في المستدرك (2: 85 - 86)، من طريق إسحق بن منصور عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ومحمد بن أبي الوضاح هذا: هو أبو سعيد محمَّد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب، ثقة مأمون". ووافقه الذهبي. فهذا أصح وأثبت من رواية الطيالسي. وهذا القسم من الحديث، الذي رواه أبو داود =

أتُنْسَجُ نَسْجاً أمْ تُشَقَّقُ مِن ثَمَرِ الجنَّة؟، قال: فكأنَّ القومَ تعجَّبُوا من مسألة الأعرابي!، فقال: "ما تَعْجَبُونَ من جاهلٍ يسألُ عالماً"؟!، قال: فسكتَ هُنيَّةً، ثم قال: "أين السائل عن ثياب الجنة؟ "، قال: أنا، قال: "بل تُشَقَّقُ من ثَمرِ الجنَّة". 6891 - حدثنا ابن إدريس سمعت ابنَ إسحق عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ورجلاً بن مزينة يسأله عنِ ضالَّة الإبل؟، فقال: معها حِذَاؤها وسقاؤها، تأكل الشجر، وتَرِدُ الماء، فَذرْها حتى يأتي باغيها، قال: وسأله عن ضالَّة الغنم؟، فقال: "لك أِو لأخيك أو للذئب، اجْمَعْها إليك حتى يأتي باغيها"، وسأله عن الحَرِيسة

_ = والحاكم، ليس في المسند، على ما وصل إليه استقصائي وتتبعي، فلذلك ذكرته هنا مفصلاً. والحمد لله. عُبيد الله بن حيدة: لم أجده له ترجمة، وهو ليس راوياً في هذا الإسناد، كما هو ظاهر. ولعل هذا هو السبب في تجهيله، فلم يذكره أحد فيما أعلم، ووقع اسم أبيه في مجمع الزوائد "حيد" بدون الهاء في آخره، وهي ثابتة في الأصول الثلاثة. الحضرمة: فسرت في الحديث بأنها "أرض باليمامة"، يعني وسط الجزيرة، فهي غير "حضرموت" التي باليمن. ولم يذكر "الحضرمة" أحد من أصحاب معاجم البلدان ولا معاجم اللغة، ولا استطعت أن أجد لها ذكراً في المراجع التي لها فهارس للأماكن. ووقع اسمها في مجمع الزوائد "الحضرمي"!، وهو خطأ، لعله من الناسخ أو الطابع. (6891) إسناده صحيح، وهو مكرر (6683)، ومطول (6746). وقد أشرنا إليه في أولهما. قوله "سمعت رسول الله"، في نسخة بهامشي (ك م) "شهدت". وقوله "ورجلا"، في (م) "ورجل". "الخراب" بفتح الخاء وتخفيف الراء، وهو الثابت هنا في (م ح)، وفي (ك) "الخرب" بدون ألف، فيجوز فيها فتح الخاء وكسر الراء، أو كسر الخاء وفتح الراء، وقد سبق بيانها مفصلاً في الرواية الأولى.

التي تُوجد في مَرَاتعها؟، قال: فقال: "فيها ثَمنُها مرَّتين وضربُ نَكَالٍ، قال: فما أُخذَ من أعْطَانِه ففيه القَطْعُ، إذا بَلَغ ما يؤخذ من ذلك ثَمَن المجَنّ، فسأله فَقال: يا رسول الله، اللُّقَطة نَجدُها في السبيل العامر؟، قال: عَرِّفها سَنَةً، فإن جاء صاحبُها، وإلا فهيَ لك، قال: يا رسول الله، ما يوجد في الخَرَاب العَادِيّ؟، قال: فيه وفي الرِّكازِ الخُمُسُ. 689 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور عن سالم ابن أبي الجَعْد عن حَابَابَ عنِ عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: قال: "لا يدخل الجنةَ عاقٌّ، ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ، ولا منَّانٌ، ولا وَلَدُ زِنْيَةٍ". 6893 - حدثنا عبد الرزاق سمعت المُثَنَّى بن الصَّبَّاح يقول:

_ (6892) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. والحديث مطر (6537، 6882)، وقد فصلنا القول فيه في أولهما. ونزيد هنا أن هذه الرواية ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 257)، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه جابان، وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح"، وقال أيضاً: "رواه النسائي غير قوله: ولا ولد زنية". ورواه الدارمي (2: 112) عن محمَّد بن كثير عن سفيان، بهذا الإسناد، كما أشرنا من قبل. رواه ابن حبان في صحيحه (3: 48) (ع) عن أبي خليفة عن محمَّد بن كثير، به. وقال ابن حبان: "معنى نفى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عن ولد الزنية دخول الجنة، وولد الزنية ليس عليهم من أوزار أبائهم وأمهاتهم شيء-: أن ولد الزنية على الأغلب يكو أجسر على ارتكاب المزجورات. [أو] أراد - صلى الله عليه وسلم - أن ولد الزنية لا يدخل الجنة: جنة يدخلها غير ذي الزنية، ممن لم تكثر جسارته على ارتكاب المزجورات". (6893) إسناده حسن، ثم يكون صحيحاً لغيره، كما سيأتي، إن شاء الله. المثنى بن الصباح اليماني الأبناوي المكي: شيخ صالح، وثقه ابن معين، فيما روى عنه عباس الدوري، وسأل ابن أبي حاتم عنه أباه وأبا زرعة؟، فقالا: "لين الحديث"، وضعفه ابن سعد والنسائي وغيرهما، وقد اختلط في آخر عمره، وقال عبد الرزاق: "أدركته شيخاً كبيراً بين اثنين، يطوف الليل أجمع". وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/419)، وقال: =

أخبرني عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن عِبد الله بن عمرو بن العاصي: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قَضى أن المرأة أَحقُّ بولدها ما لم تَزوَّجْ. 6894 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا سفيان عن منصور عن هِلال بن يسَاف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو، قال: أتيت النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو يصلي قاعداً، فقلت: يا رسول الله، إني حُدِّثْتُ أنك قلتَ إن صلاةَ القاعد علي النِّصْف من صلاة القائم، وأنت تصلي جالساً؟، قال: "أجَلْ، ولكنيَ لستُ كأحدٍ منكم". 6895 - حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَر عن عاصمْ بن أبي النَّجُود عن خيثَمَة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قال

_ = "يروي عن عطاء وعمرو بن شعيب، قال يحيى القطان: لم يترك المثنى من أجل عمرو ابن شعيب، ولكن كان منه اختلاط"، ونحو ذلك في الصغير (ص 173)، والضعفاء (ص 34)، كلاهما للبخاري، ولعل هذا أعدل ما قيل فيه. "المثنى": بضم الميم وفتح الثاء المثلثة وتشديد النون بعدها ألف مقصورة. و"الصباح": بالصاد المهملة وتشديد الباء الموحدة وآخره حاء مهملة. والحديث مضى معناه مطولاً (6707) من رواية ابن جُريج عن عمرو بن شعيب. فلذلك ذهبنا إلى أنه صحيح لغيره، إذ تبين أن المثنى لم ينفرد بروايته. (6894) إسناده صحيح، وهو مكرر (6512)، وقد أشرنا إليه هناك. وانظر (6883). (6895) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2: 303)، وقال: "رواه أحمد، وإسناده صحيح". وقد مضى نحو معناه من وجه آخر، بأسانيد صحاح (6482، 6825، 6826، 6870). وذكر المنذري في الترغيب والترهيب (4: 150) الروايتين، ونسب هذه الأخيرة لأحمد، وقال: "وإسناده حسن". ولكن وقع فيه اسم الصحابي "عبد الله بن عمر"، وهو خطأ مطبعي واضح. قوله "أو أكفته إلي": قال المنذري: "بكاف ثم فاء ثم تاء مثناة فوق، معناه: أضمه إلى وأقبضه وقال ابن الأثير: "كل من ضممته إلى شيء فقد كفته". ووقع بدلها في مجمع الزوائد "ألقيه وهو خطأ يقيناً، من ناسخ أوطابع.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة، ثم مَرض، قيل للمَلَك الُموَكَّل به: اكْتُبْ له مثلَ عملهِ إذا كان طليقاً، حتى أُطْلِقه أو أكْفِتَه إليَّ". 6896 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن عروة عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رِسِول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا ينزع العلم منِ الناس بعدَ أن يُعطيهم إياه، ولكنِ يذْهبُ بالعلماء، كلما ذَهب عالم ذَهب بما معه من العلم، حتى يَبْقَىِ من لا يَعْلم، فيتخذَ الناسُ رُؤساء جُهَّالا، فَيُسْتَفْتُوا، فَيُفْتُوا بغير علم، فَيَضِلُّوا ويُضِلُّوا". 6897 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن ابن المسيَّب عِن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المُقْسطُون في الدنيا على منابر من لُؤلؤٍ يومَ القيامة، بين يدي الرحمن عز وجل، َ بما أقْسطوا في الدنيا". 6898 - حدثنا عبد الرزّاق أخبرنا ابن جُريج أخبرني عمرو بن

_ (6896) إسناده صحيح، عروة: هو ابن الزبير بن العوام والحديث مكرر (6511، 6787، 6788). (6898) إسناده صحح، وهو مكرر (6485)، ومختصر (6492). إسناده ضعيف، لانقطاعه. فإن عمرو بن شعيب لم يدرك جد أبيه، عبد الله بن عمرو. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2: 60)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله موثقون"!، فوهم في ذلك, لأن الحديث ثابت أنه منقطع، أنه "عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو"، ليس فيه "عن أبيه". وهذا هو الثابت في (ح ك)، وكذلك كان في (م)، ولكن كتب بهامشها: "عن أبيه عن جده" على أنه نسخة. ولعل هذه النسخة هي التي وقعت للحافظ الهيثمي، فأوقعه في الوهم. إذ الثابت في هذا الحديث أنه منقطع: فذكره ابن الأثير في أسد الغابة (5: 127 - 128) في ترجمة "يعقوب بن زمعة".=

شُعَيْب عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: بينما نحن مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ببعض أعلى الوادي، يريد أن نصلي، قد قام وقمنا، إذا خرج علينا حمارٌ من شعْب أبي دُبٍّ، شعْبِ أبي موسى، فأمسك النبي -صلي الله عليه وسلم - فلم يكبّر، وأجْرَى إليه يعقوب بن زَمْعةَ، حتىَ رَدَّه.

_ = قال: "روى عبد الرزاق عن ابن جُريج عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص". إلخ. وكذلك ذكره الحافظ في ترجمته في الإصابة (6: 352). قال: "يعقوب بن زمعة الأسدي: ذكر في حديث عبد الله بن عمرو، بسند منقطع"، فذكر الحديث، ثم قال: "أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن ابن جُريج: أخبرني عمرو ابن شعيب عن عبد الله بن عمرو، بهذا. وأخرجه ابن أبي عمر عن هشام بن سليمان عن ابن جُريج، به". فهذه دلائل تؤيد ما ثبت في الأصول هنا، من انقطاع الإسناد، إذ هي من أوجه مختلفة. وتضعف النسخة التي بهامش (م)، وتثبت الوهم على الحافظ ْالهيثمي. "شعب أبي دب": بضم الدال المهملة وتشديد الباء الموحدة. وفي الإصابة "شعب أبي ذئب"، وهو خطأ مطبعي واضح. وهذا الشعب بمكة: قال ياقوت في معجم البلدان (5: 270): "يقال: فيه مدفن آمنة بنت وهب، أم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. قال الفاكهي أبو عبد الله محمَّد بن إسحق في كتاب مكة من تصنيفه: أبو دب هذا، رجل من بني سواءة بن عامر بن صعصة. وقال أبو الوليد الأزرقي في كتاب أخبار مكة (2: 169): "أخبرني جدي عن الزنجي قال: كان أهل الجاهلية وفي صدر الإسلام يدفنون موتاهم في شعب أبي دب، من الحجون إلى شعب الصفى". وقال أيضاً (2: 170): "وشعب أبي دب الذي يعمل فيه الجزارون بمكة، بالمعلاة. وأبو دب: رجل من بني سواءة بن عامر، سكنه فسمى به. وعلى فم هذا الشعب سقيفة من حجارة، بناها أبو موسى الأشعري، ونزلها حين انصرف من الحكمين". وقال أيضاً (2: 182): "وبئر أبي موسى الأشعري، بالمعلاة، على فم شعب أبي دب بالحجون". وقال نحو ذلك مرة أخرى (2: 219 - 220). وتبين لنا من هذا أن قوله هنا "شعب أبي موسى": يريد به "بئر أبي موسى" أو "سقيفة أبي موسى"، التي بجوار "شعب أبي دب"، وأن هذا القول =

6899 - حدثنا عبد الرزّاق حدثنا محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -:"لا تجوز شهادةُ خائنٍ، ولا خائنة، ولا ذي غِمْرٍ على أخيه، ولا تجوز شهادةُ القانع لأهل البيت، وتجوز شهادتُه لغيرهم"، والقانع: الذي يُنْفِقُ عليه أهل البيت. 6900 - حدثنا نَصْرُ بن بَابٍ عن الحَجَّاج عن عمرو بن شُعَيْب

_ = بيان لمكان الشعب، من بعض الرواة، لا أن "شعب أبي موسى" كان يسمى بهذا- في عصر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، إن صح هذا الحديث. (6899) إسناده صحيح، وهو مطول (6698). الغمر، بكسر الغين المعجمة وسكون الميم: الحقد والضغن. (6900) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 373)، وقال: "رواه أحمد، وفيه نصر بن باب، ضعفه الجمهور، وقال أحمد: ما كان به بأس". وهكذا قال الهيثمي"، و"نصر بن باب" شيخ أحمد، ذهبنا إلى توثيقه بالدلائل البينة، في (1749)، والهيثمي نفسه نقل توثيقه عن أحمد، كما ذكرنا في (2228). ثم إنه لم ينفرد بروايته هذا الحديث: فقد رواه الدارقطني في السنن (ص 369)، من طريق أبي مالك الجنبي، ومن طريق زفر بن الهذيل، كلاهما عن حجاج بن أرطاة. وهذان إسنادان جيدان: أبو مالك الجنبي: هو عمرو بن هاشم الكوفي، وهو لين الحديث، لا بأس به، ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/267)، وسأل أباه عنه؟، فقال: "لين الحديث، يكتب حديثه". وهذا أعدل ما قيل فيه. "الجنبي": نسبة إلى "جنب"، بفتح الجيم وسكون النون، وهي قبيلة من اليمن. زفر بن الهذيل: هو صاحب أبي حنيفة، وكان ثقة، وتكلم فيه بعضهم بغير حجة، وترجمه الحافظ في اللسان (2: 476 - 478)، وترجمه ابن حبان في الثقات (2: 171) فأنصفه، قال: "زفر بن الهذيل بن قيس، من بلعنبر، كنيته: أبو الهذيل، الكوفي، من أصحاب أبي حنيفة، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، روي عنه شداد بن =

عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا قَطْعَ فيما دُونَ عشرة دراهم". 6901 - حدثنا نَصْرُ بن بَابٍ عن الحَجَّاج عن عفرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده، أنه قال: إن امرأتين من أهل اليمن أتَتَا رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - , وعليهما سِوَاريْن من ذهب، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أتُحبَّان أنْ سَوَّركما اللهُ سِوَارين من نَارٍ"؟، قالتا: لا، والله يا رسول الله، قال: "فَأدِّيَا حقَّ الله عليكما في هذا". 6902 - حدثنا نَصْرُ بن باب عن حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه جده: أن رجلاً أتَى النبيَّ -صلي الله عليه وسلم - يخاصم أباه، فقال: يا رسول الله، إن هذا قد احتاج إلى مالي؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أنت ومالك لأبيك". 6903 - حدثنا نَصْرُ بن باب عن حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيْب

_ = حكيم البلخي وأهل الكوفة. وكان زفر متقناً حافظاً، قليل الخطأ، لم يسلك مسلك صاحبه في قلة التيقظ في الروايات. وكان أقيس أصحابه، وأكثرهم رجوعاً إلى الحق إذا لاح له. ومات بالبصرة، وكان أبوه من أصبهان. وكان موته في ولاية أبي جعفر. وذكره النسائي في الثقات من أصحاب أبي حنيفة، في رسالته الملحقة بكتاب الضعفاء له (ص 35)، قال: "وزفر بن الهذيل: ثقة". وانظر (6687، 6891). (6901) إسناده صحيح، وهو مكرر (6667). وقد أشرنا إليه هناك. (6902) إسناده صحيح، وهو مختصر (6678). (6903) إسناده صحيح، وسياتي أيضاً (7016). ورواه ابن ماجة (1: 143 - 144)، من طريق يوسف بن يعقوب السلعي [بفتح السين المهملة وسكون اللام] عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، مرفوعاً، بلفظ: "كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خداج، فهي خداج". وقال البوصيري في زوائده: "إسناده حسن". وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6326)، ونسبه لأحمد وابن ماجة. ولكن ليس =

عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل صلاة لا يُقْرأ فيها فهي خِدَاجٌ، ثم هي خِدَاج، ثم هي خِدَاج". 6904 - حدثنا نَصْرُ بن باب عن حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كَتَب كتاباً بين المهاجرين والأنصار، على أن يَعْقِلُوا مَعَاقلَهم، ويَفْدُوا عَانيَهم بالمعروف، والإصلاح بين المسلمين.

_ = في روايتي أحمد، هذه والآتية (7016) لفظ:"بفاتحة الكتاب". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2: 111) بلفظ: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فخدجة، فخدجة، فخدجة". وقال: "رواه الطبراني في الأوسط" وفيه سعيد بن سليمان النشيطي، قال أبو زرعة: نسأل الله السلامة!، ليس بالقوي". فوهم الحافظ الهيثمي إذ ذكره في الزوائد، وهو في ابن ماجة. ثم نسي أن يذكره عن المسند، وإسناده فيه أصح وأجود!، وأتى به من وجه ضعيف. وقد أشار إليه الترمذي في قوله "وفي الباب" (2: 206)، وقال شارحه: "وأما حديث عبد الله بن عمرو، فأخرجه البيهقي في كتاب القراءة، والبخاري في جزء القراءة". الخداج، بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الدال المهملة: قال ابن الأثير: "النقصان، يقال: خدجت الناقة، إذا ألقت ولدها قبل أوانه وإن كان تام الخلق، وأخدجته، إذا ولدته ناقص الخلق وإن كان لتمام الحمل، وإنما قال: فهي خداج، والخداج مصدر-: على حذف المضاف، أي ذات خداج، أو يكون قد وصفها بالمصدر نفسه مبالغة". (6904) إسناده صحيح، وقد مضى أثناء مسند ابن عباس (2443) عن سريج عن عباد عن حجاج. وذكرنا هناك أنه رواه في ذلك الموضع للحديث الذي بعده، عن ابن عباس "مثله". وحديث عبد الله بن عمرو هذا، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 206)، وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، ولكنه ثقة". "العاني"، بالعين المهملة: الأسير. ووقع في مجمع الزوائد "غائبهم"!، وهو تصحيف من ناسخ أو طابع.

6905 - حدثنا نَصْرُ بن باب عن إسماعيل عن قيصر عن جَرير ابن عبد الله البَجَلي، قال: كنَّا نَعُدُّ الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعةَ الطعام بعد دَفْنه من النِّيَاحة. 6906 - حدثنا نَصْرُ بن باب عن حَجَّاج عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده، قال: جمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بين الصلاتين يوم غَزَا بني

_ (6905) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن أبي خالد، كما بين في رواية ابن ماجة. قيس: هو ابن أبي حازم. والحديث رواه ابن ماجة (1: 252) عن محمَّد بن يحيى عن سعيد بن منصور، وعن شجاع بن مخلد، كلاهما عن هُشيم عن إسماعيل بن أبي خالد، به. قال البوصيري في زوائده: "إسناده صحيح، رجال الطريق الأول على شرط البخاري، والثاني على شرط مسلم". وهو كما قال. وذكره المجد بن تيمية في المنتقى (1933)، ونسبه لأحمد فقط، وزاد شارحه الشوكاني (4: 148) نسبته لابن ماجة بإسناد صحيح. وهذا الحديث من مسند "جرير بن عبد الله البجلي"، كما هو ظاهر، ولا علاقة له بمسند "ابن عمرو بن العاص". ومع هذا فإنه لم يذكر مرة أخرى في مسند "جرير"، الآتي في (ج 4 ص 357 - 366 من طبعة الحلبي). والمراد بصنعة الطعام هنا: ما يصنعه أهل الميت لضيافة الواردين للعزاء- زعموا!، فإن السنة أن يصنع الناس الطعام لأهل الميت، لا أن يصنعوا هم للناس. لقوله - صلى الله عليه وسلم -، لما جاء نعى جعفر بن أبي طالب: "اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم أمر يشغلهم. وقد مضى من حديث عبد الله بن جعفر (1751). ولذلك جعل المجد بن تيمية عنوان الباب على الحديثين: "باب صنع الطعام ْلأهل الميت، وكراهته منهم للناس". وقال السندي في شرح ابن ماجة: "وبالجملة فهذا عكس الوارد، أن يصنع الناس الطعام لأهل الميت، فاجتماع الناس في بيتهم، حتى يتكلفوا لأجلهم الطعام، قلب لذلك!، وقد ذكر كثير من الفقهاء: أن الضيافة لأهل الميت قلب للمعقول!؛ لأن الضيافة حقاً أن تكون للسرور، لا للحزن". وهذا جيد نفيس. (6906) إسناده صحيح، وهو مكرر (6682). وانظر (6694).

المُصْطَلِق. 6907 - حدثنا الحَكَم بن موسى، قال عبد الله [بن أحمد]: وسمعتُه أنا من الحَكَم بن موسى، حدثنا مسلم بن خالد عن هشامِ بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من حلَف على يمين فرأى خيراً منها، فَلْيأَتِ الذي هو خير، ولْيُكَفِّرْ عن يمينه". 6908 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثني

_ (6907) إسناده ضعيف، من أجل مسلم بن خالد. الحكم بن موسى القنطري: سبق توثيقه (1051)، ونزيد هنا أن صالح جزرة وصفه بأنه "الثقة المأمون"، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/ 342). مسلم بن خالد: هو الزنجي، سبق أن بينا ضعفه في (613). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 184)، وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وثقه ابني حبان وغيره، وضعفه أحمد وغيره". وانظر (6736). (6908) إسناده صحيح، علي بن عبد الله: هو ابن المديني، الإِمام الحافظ، شيخ البخاري، وهو من أقران الإِمام أحمد، يروي عنه رواية الأقران، وقد مضى بعض روايته عنه (2248، 5437). والحديث رواه البخاري (8: 426) عن ابن المديني، بهذا الإِسناد. رواه أيضاً (7: 34) عن محمَّد بن يزيد الكوفي، ورواه أيضاً (7: 127 - 128) عن عياش بن الوليد، كلاهما عن الوليد بن مسلم، بهذا. وقال البخاري عقب رواية عياش: "تابعه ابن إسحق: حدثني يحيى بن عروة عن عروة: قلت لعبد الله بن عمرو". ومتابعة ابن إسحق، التي أشار إليها البخاري، ستأتي في رواية مطولة (7036). وهذا الحديث، من رواية الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي، ذكره ابن كثير في التفسير (7: 282) من رواية البخاري عن ابن المديني. وذكره في التاريخ (3: 45 - 46) من رواية البخاري عن عياش بن الوليد. وقال في التاريخ: "انفرد به البخاري"، يعني عن صحيح مسلم. ولم يروه من أصحاب الكتب الستة غير البخاري، كما يتبين ذلك من ذخائر المواريت (4535).

الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كَثير حدثني محمَّد بن إبراهيم بن الحرث التَّيْمي حدثني عروة بن الزبير، قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاصي: أخبرني بأشَدِّ شيء صنعه المشركوِن برسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: بينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلّي بفِنَاء الكعبة، إذْ أقبل عُقْبةُ بن أبي مُعَيطٍ، فأخَذ بمَنْكب النبي -صلي الله عليه وسلم -، ولَوَى ثَوبه في عنقه، فخنقه به خَنْقاً شديداً، فأقبل أبو بكر رَضي الله عنه، فأخذ بمَنْكبه، ودَفَعه عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}. 6906 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: أتَى النبي -صلي الله عليه وسلم -رجل يبايعه على الهجرة وغَلَّظ عليه، فقال: ما جئتك حتى أبكيتهما، يعني والديه، قال: "ارْجِعْ فأضْحكْهما كما أبكيتَهما". 6910 - حدثنا محمَّد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "خَصْلَتان، أو خَلَّتان لا يحافظُ عليهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، هما يسيرٌ، ومَن يعملُ بهما قليلٌ، تسبِّح الله عشراً، وتَحْمَدُ الله عشراً، وتكبّر الله عَشراً، في دُبُرِ كل صلاة، فذلك مائةٌ وخمسون باللسان، وألفٌ وخَمْسُمائةٍ في الميزان، وتسبّح ثلاثاً وثلاثين، وتَحمدُ ثلاث وثلاثينِ، وتكبر أربعاً وثلاثين"، عطاءٌ لا يدري أيتهنَّ أربعٌ وثلاثون، "إذا أخَذ مَضْجعه، فذلك مائة باللسان، وألفٌ في الميزان، فأُيكم يعمل في اليوم ألفين وخَمْسَمائة سيئة"؟، قالوا: يا رسول الله، كيف هُمَا يسيرٌ ومن يعملُ بهما قليل؟، قال: "يأتي أحَدكم الشيطان إذا فرغ من صلاته، فيُذَكِّره حاجةَ كذا وكذا، فيقومُ ولا يقولُها،

_ (6909) إسناده صحيح، وهو مكرر (6869). (6910) إسناده صحيح، وهو مطول (6498)، وقد خرجناه وأشرنا إليه هناك. وانظر (6554).

فإذا اضطجع يأتيه الشيطانُ فينوِّمه قبل أن يقولها"، فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَعْقِدهُنَّ في يده. قال عبد الله [بن أحمد]: سمعت عُبيد الله القَوَارِيري سمعت حمَّادَ بن زيد يقول: قدم علينا عطاءُ بن السائب البصرة، فقال لنا أيوب: ائتوه فاسأوه عن حديث التسبيح؟، يعني هذا الحديث. 6911 - حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شُعْبة عن أبي بشر عن رجلٍ من أهل مكة عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه رأى قوماً توضؤا لم يتمُّوا الوضوء، فقال: "ويل للأعقاب من النار". 6912 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن إسماعيل، يعني ابن أبي خالد، عن الشعْبي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن المهاجرَ من هجرَ ما نهى الله عنه، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". 6913 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سعد بن إبراهيم

_ (6911) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من إبهام التابعي راويه. أبو بشر: هو جعفر بن إياس، وهو ابن أبي وحشية، اليشكري، سبقت ترجمته (6259). الرجل من أهل مكة، الذي رواه عنه أبو بشر: هو يوسف بن ماهك، كما تدل عليه الروايتان الآتيتان (6976، 7103)، وكما نص عليه الحافظ في التعجيل (ص 551). وابن ماهك: سبقت ترجمته (6510). والحديث مختصر (6883)، ومطول (6528)، وقد أشرنا إليه فيه. (6912) إسناده صحيح، وهو مكرر (6806). وانظر (6837، 6890). وقوله "والمسلم، في (ك) و "المؤمن"، وهي نسخة بهامش (م). (6913) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل من بني مخزوم وعمه. ورواه الطيالسي (2294) عن شُعبة، بهذا الإِسناد. وأصل الحديث صحيح، فقد مضى المرفوع منه (6522) بلفظ: =

أنه سمع رجلا من بني مخزوم يحدِّث عن عمه: أن معاوية أراد أن يأخذ أرضاً لعبد الله بن عمرو، يقال لها " الوَهْطُ"، فأمر فَواليَه فلبسوا آلَتَهم، وأرادُوا القتال، قال: فأتيته، فقلتُ: ماذا؟، فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم يُظْلَم بمَظلَمَةٍ فيقاتِلَ فيُقْتل، إلا قُتل شهيداً". 6914 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن سعد بن إبراهيم

_ = "من قتل دون ماله فهو شهيد". ومضى بنحو معناه مراراً، أشرنا إليها هناك. وسيأتي مطولا ومختصراً مراراً، كما اْشرنا من قبل أيضاً. وذكر الحافظ في الفتح (5: 88) أن الطبري رواه من طريق حيوة بن شريح عن أبي الأسود عن عكرمة، وفيه: "أن عاملا لمعاوية أجرى عيناً من ماء ليسقى بها أرضاً، فدنا من حائط لآل عمرو بن العاص، فأراد أن يخرقه، ليجري العين منه إلى الأرض، فأقبل عبد الله بن عمرو ومواليه بالسلاح، وقالوا: والله لا تخرقون حائطنا حتى لا يبقى منا أحد. فذكر الحديث". قال الحافظ: "والعامل المذكور: هْو عنبسة بن أبي سفيان، كما ظهر من رواية مسلم، وكان عاملا لأخيه على مكة والطائف. والأرض المذكورة كانت بالطائف". ورواية مسلم التي فيها ذكر "عنبسة"، سيأتي نحوها (6922). و "الوهط": حديقة كانت لهم بالطالف، كما بينا مفصلا في (6644). (6914) إسناده صحيح، طلحة بن هلال: ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/347)، قال: "طلحة بن هلال العامري، عن عبد الله بن عمرو. قاله لنا على عن عمرو بن أبي رزين عن شُعبة عن سعد بن إبراهيم. وقال غندر والنضر: هلال بن طلحة". و"غندر": هو محمد بن جعفر، شيخ أحمد في هذا الإِسناد. وترجمه ابن حبان في الثقات (ص 228 - 229)، وجزم بقول واحد، قال: "طلحة بن هلال العامري: يروي عن عبد الله ابن عمرو، روى عنه سعد بن إبراهيم". ثم روى هذا الحديث، كما سيأتي. وقد قصر الحسيني في الإكمال، وتبعه الحافظ في التعجيل، فلم يترجما له في اسم "طلحة"، ولا في اسم "هلال. مع أنه لم يترجم في التهذيب. والحديث رواه الطالبسى (2280) عن شُعبة، بهذا الإِسناد. ورواه ابن حبان في الثقات: "حدثنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، حدثنا محمد بن بكر البرسانى عن شُعبة =

عن هلال بن طَلْحَة أو طلحة بن هلال، قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله بني عمرو، صُم الدهر، ثلاثَة أيام من كل شهر"، قال: وقرأ هذه الآية: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}، قال: قلت: إني أُطيق أكثر من ذلك؟، قال: "صم صَيامَ داود، كان يصوم يوم ويفطر يوماً". 6915 - حدثنا رَوْح حدثنا شُعْبة عن زياد بن فَيَّاض عن أبي عِيَاض: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صم يوماً

_ = عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت طلحة بن هلال، رجلا من بني عامر، قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله: يا عبد الله بن عمرو، صم صيام الدهر، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك؟، قال: "صم صوم داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً". وذكره السيوطي في الدر المنثور (3: 65) مختصراً جداً، ونسبه لابن مردويه فقط. وهو في معناه بعض روايات الحديث المطول في اجتهاد عبد الله ابن عمرو في العبادة، الماضي برقم (6477)، وقد فاتنا أن نشير إلى رقمه هناك. وانظر (6680). (6915) إسناده صحيح، زياد بن فياض، بفتح الفاء وتشديد الياء وآخره ضاد معجمة، الخزاعي الكوفي: ثقة، وثقه ابن المديني وابن معين وأبو حاتم وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/ 334)، وذكره ابن حبان في الثقات (ص 467). أبو عياض، بكسر العين المهملة وتخفيف الياء، وهو عمرو بن الأسود العنسي، كما رجحنا في (6497). ونزيد هنا أنه ذكره ابن حبان في الثقات (ص 279). والحديث رواه مسلم (1: 321)، بن طريق محمد بن جعفر، والنسائي (1: 325)، من طريق ابن جعفر أيضاً، و (327)، من طريق جاج بن محمد، كلاهما عن شُعبة، بهذا الإِسناد. ورواه الطيالسي (2288) عن شُعبة أيضاً، ولكنه أورده مختصراً. وهو كسابقه، أحد روايات قصة عبد الله بن عمرو (6477)، وسهونا عن الإشارة إليه هناك أيضاً. (6916) إسناده صحيح، أبو حصين، بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين: هو عثمان بن عصام =

ولك أجْرُ ما بَقى، حتى عدَّ أربعة أيام أو خمسةً"، شُعْبةُ يَشُك، قال: "صم أفضلَ الصوم صومَ داود عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً". 6916 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر، يعني ابن عَيَّاش، قال: دخلنا على أبي حَصِين نعوده، ومعنا عاصم، قال: قال أبو حَصِين لعاصم: تَذْكُرُ حديثاً حدثنَاه القاسم بنْ مُخَيْمِرَة؟، قال: قال: نعم، إنه حدثنا يوماً عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اشتكى العبدُ المسلم، قيل للكاتب الذي يَكْتب عملَه: اكتبْ له مثلَ عمله إذْ كِان طَليقاً، حتى أقْبضَه أو أُطْلقَه. قال أبو بكر: حدثنا به عاصم وأبو حَصِين جمَيعاً. 6917 - حدثنا موسى بن داودِ حدثنا ابن أبي الزِّناد عن عبد الرحمن بن الحرث عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل عامَ الفتح يقول: "كل حلْفٍ كان في الجاهلية لمْ يَزِدْهُ الإسلامُ إلا شِدَّة، ولا حِلْف في الإسلام". 6918 - حدثنا أسباط بن محمد حدثنا ابن عَجْلان عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سلف وبيع، وعن

_ = الأسدي، سبق توثيقه (1024، 6826). عاصم: هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، بفتح النون، المقرئ المعروف. والحديث سبق مراراً، من طريق القاسم بن مخيمرة (6482، 6825، 6826، 6870). وسبق نحو معناه من وجه آخو (6895). (6917) إسناده صحيح، ابن أبي الزناد: هو عبد الرحمن بن الحرث: هو ابن عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة المخزومي. والحديث مختصر (6692). وروى البخاري نحوه في الأدب المفرد (ص 83 - 84) من طريق سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن الحرث. (6918) إسناده صحيح، ابن عجلان: هو محمد بن عجلان. والحديث مكرر (6628، ْ6671). وقد أشرنا إليه في أولهما.

بَيْعَتين في بَيْعَة، وعن بيع ما ليس عندك، وعن ربح ما لم يضْمَنْ. 6919 - حدثنا محمد بن سَواء أبو الخطّاب السَّدُوسي قال: سألت المُثَنَّى بن الصَّبَّاح عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده: أن رسول الله قال: "إن الله زادكم صلاةً فحافظوا عليها، وهي الوتر". فكان عمرو بن شعيب رأى أن يعَاد الوتر، ولو بعدَ شَهر. 6920 - حدثنا عفّان حدثنا شُعْبة، قال: إبراهيم بن ميمون

_ (6919) إسناده حسن، محمد بن سواء بن عنبر السدوسي البصري المكفوف: ثقة من شيوخ أحمد، وثقه ابن حبان وابن شاهين وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/ 106). "سواء": بفتح السين وتخفيفب الواو وآخره همزة. ووقع في كتاب مناقب أحمد لابن الجوزي (ص 48) "سوار"، وهو خطأ مطبعي واضح. المثنى بن الصباح: ترجمنا له في (6893)، ورجحنا أن حديثه حسن. والحديث رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر (ص 111) عن إسحق بن راهويه عن محمد ابن سواء، بهذا الإِسناد. ولكن لم يذكر فيه رأي عمرو بن شعيب في إعادة الوتر. وقد مضى معنى الحديث مختصراً، (6693)، بإسناد صحيح، وخرجناه وأشرنا إلى هذا هناك. وانظر (6547، 6564)، ومجمع الزوائد (2: 239 - 240). قوله "فكان عمرو بن شعيب"، في نسخة بهامش (م) "وكان". (6920) إسناده ضعيص، لإبهام الرجل من بني الحرث، راويه عن التابعي. إبراهيم بن ميمون: كوفي ثقة، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، كما في التهذيب، وهو غير "إبراهيم بن ميمون أبي إسحق مولى آل سمرة"، فرق بينهما البخاري في الكبير، فترجم الراوي هنا، الذي روى عنه شُعبة (1/ 1/324 برقم 1014)، وترجم الآخر (1/ 1/ 325 - 326 برقم 1018). وكذلك فرق بينهما الحافظ في التعجيل (ص 21 - 22)، وفرق بينهما أيضاً في ترجمة "أيوب" التابعي راوي هذا الحديث (ص 48). أيوب: تابعي لم يعرف نسبه، ترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/427)، قال: "أيوب، سمع عبد الله بن عمرو، قاله لنا حفص بن عمر عن شعبة عن إبراهيم بن =

أخبرني، قال: سمعت رجلا من بني الحرثْ قال: سمعت رجلا منَّا يقال له أيوب، قال: سمعت عبد الله بن عمروِ يقول: من تاب قبل موته عاماً تيبَ عليه، ومن تاب قبل موته بشهر تيب عليه، حتى قال: يوماً، حتى قَال: ساعةً، حتى قال: فُوَاقاً، قال: قالَ الرجل: أَرأَيتَ إنْ كان مشركاً أسلم؟، قال: إنما أُحدِّثكم كما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول.

_ = ميمون سمع رجلا من بني الحرث: أنه سمع رجلا منا يقال له أيوب عن عبد الله بن عمرو: من تاب قبل موته بساعة قبل منه، أحدثك ما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم -". وهذه إشارة موجزة من البخاري لهذا الحديث، كعادته الدقيقة في تاريخه. وترجمه ابن حبان في الثقات (ص 138)، قال: "أيوب: شيخ يروي عن عبد الله بن عمرو: من تاب قبل موته بساعة قبل منه. أحسبه أيوب بن فرقد، حديثه عند شُعبة عن إبراهيم بن ميمون عن رجل من بني الحرث". وتعقبه الحافظ في التعجيل فقال: "ولم أر لأيوب بن فرقد عنده ذكر ولا عند غيره". وهو كما قال. والحديث. ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 197)، وقال: "رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات". ورواه الطيالسي (2284) عن شُعبة، بنحوه، ولكن فيه اعتراض الراوي، قال: "فقلت له: إنما قال الله عز وجل: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} الآية". ونقله ابن كثير في التفسير (2: 379) عن الطيالسي. ثم قال: "وهكذا رواه أبو داود الطيالسي وأبو عمر الحوضى، وأبو عامر العقدي، عن شُعبة". ووقع إسناده ناقصاً في نسخة الطيالسي، ومغلوطاً في نسخة ابن كثير. ووقع اسم الصحابي عند ابن كثير "ابن عمر". وكل هذا "تخليط من الناسخين. ورواه المري في التفسير (4: 206) عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شُعبة، بهذا الإِسناد، على الصواب، وذكر فيه الآية. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (2: 131) أيضاً لابن أبي حاتم والبيهقى في الشعب. وانظر ما. مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الاب (6408). قوله "حتى قال: فواقاً" يريد: قدر فواق ناقة، و"الفواق" بضم الفاء وفتحها مع تخفيف الواو: هو الوقت بين الحلبتين، إذا فتحت يدك، وقيل: إذا قبض الحالب على الضرع ثم أرسله.

6921 - حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزّاق قالا حدثنا ابق جُرَيْع، ورَوْحُ قال أخبرنا ابن جُريج، أخبرني عمرو بن دينار أن عمرو بن أوْس أخبره عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: "أحَبُّ الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم نصفَ الدهر، وأحبُّ الصلاة إلى الله صلاة في داود، كان يرقد شَطْرَ الليل، ثم يقوم، ثم يرقد آخره، ثم يقوم ثُلثَ الليل بعدَ شَطْرِه". 6922 - حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزّاق قالا أخبرنا ابن جُرَيْج

_ (6921) إسناده صحيح، وهو مكرر (6491)، بنحوه. وانظر (6880، 6915). (6922) إسناده صحيح، سليمان الأحول: هو سليمان بن أبي مسلم، مضت ترجمته في (6497). ثابت مولى عمر بن عبد الرحمن: ترجمه الحسيني في الإكمال (ص 16)، قال: "ثابت مولى عمر بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، وعنه سليمان الأَحول: مجهول"، وتبعه الحافظ في التعجيل (ص 63) دون بحث!، وهو مترجم في التهذيب باسم "ثابت بن عياض الأحنف الأعرج"، وأنه "مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب". وترجمه البخاري في الكبير (1/ 2 /160 - 161)، وذكر أنه "سمع أبا هريرة، وابن عمر، وابن الزبير". وترجمه ابن حبان في الثقات مرتينْ في صفحة واحدة (ص 158)، قال: "ثابت بن الأحنف الأعرج، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب القرشي، مدني، يروي عن أبي هريرة وابن عمر، روى عنه عمرو بن دينار". ثم قال في آخر الصفحة: "ثابت الأعرج، من أهل المدينة، روى عنه مالك بن أنس، وقد قيل إنه ثابت بن عياض الأحنف. الذي روى عنه ابن جريج". وهو هو "ثابت مولى عمر بن عبد الرحمن" راوي هذا الحديث، فمرة ينسب إلى ولاء "عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب"، ومرة ينسب إلى ولاء ابنه "عمر بن عبد الرحمن"، كما يحدث ذلك كثيراً. و"عمر بن عبد الرحمن" ثابت تاريخياً في أبناء "عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: ففي نسب قريش للمصعب (ص 363 س 14)، في أبناء عبد الرحمن بن زيد": "ولعبد الرحمن من الولد: عمر بن عبد الرحمن، أمه: أم عمر بنت سفيان بن عبد الله بن =

أخبرني سليمان الأحْوَل أنْ ثابتاً مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره: أنه لمّا

_ = ربيعة، من ثقيف لا. وفى جمهرة الأنساب لابن حزم (ص 132 س 17) في أولاد عبد الرحمن بن زيد: "عمر، أمه ثقفية". والخافظ ابن حجر نفسه، لم يتردد في أن الوصفين لشخص واحد، وأن "ثابتاً" راوى هذا الحديث، هو "ثابت بن عياض"، فأشار في التهذيب في ترجمة "ثابت بن عياض"، إلى أنه روى عن ابن عمرو وأنه روى عنه سليمان الأحول. وأشار في الفتح إلى هذا الحديث نفسه، وذكر أنه من رواية ثابت بن عياض، كما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. فعن ذلك عجبت منه أن تبع الحسيني في غلطه، في ذكر "ثابت" هذا في الزيادات على رواة الكتب الستة، ثم قلده حين زعم أنه "مجهول"!!، والحديث رواه مسلم (1: 50 - 51) من طريق عبد الرزاف -أحد شيخي أحمد هنا- عن ابن جُريج "أخبرني سليمان الأحول أن ثابتاً مولى عمر بن - عبد الرحمن أخبره"، فذكره. ثم رواه من طريق محمد بن بكر - الشيخ الآخر لأحمد هنا - ومن طريق أبي عاصم، "كلاهما عن ابن جُريج، بهذا الإِسناد، مثله". وأشار إليه الحافظ في الفتح (5: 88) عند رواية البخاري المرفوع من هذا الحديث "من قتل دون ماله"، قال: "وأخرجه مسلم كذلك، من طريق ثابت بن عياض عن عبد الله بن عمرو، وفى روايته قصة، قال: لما كان بين عبد الله بن عمرو وبين عنبسة بن أبي سفيان ما كان، تيسروا للقتال، فركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو، فوعظه، فقال عبد الله بن عمرو: أما علمت، فذكر الحديث". فهذا من الحافظ قاطع في أنه يجزم بأَن "ثابت بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد" المترجم في التهذيب، هو "ثابت مولى عمر ابن عبد الرحمن" راوي هذا الحديث. والحمد لله على التوفيق. وقد أشار الحافظ مرة أخرى إلى هذا الحديث في الإِصابة (2: 92 - 93)، في ترجمة "خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي"، وهو الذي ذكر في هذا الحديث أنه ركب إلى عبد الله بن عمرو فوعظه، فنقله الحافظ عن صحيح مسلم. ولكن وقع في الإِصابة اسم الراوي "ثابت مولى عمر بن عبد العزيز"!، وهو خطأ مطبعي في غالب الظن. وقوله في الحديث "تيسروا للقتال": أي تهيئوا له واستعدوا. ووقع في نسخة فتح الباري "يشير للقتال "!، وهو خطأ مطبعي أيضاً. وانظر (6522، 6913، 7084).

كان بين عبد الله بن عَمْرٍ ووعَنْبَسَة بن أبي سفيان ما كان، وتَيَسَّروا للْقتال، فركب خالد بن العاصي إلى عبد الله بن عميرو، فوَعَظَه، فقال عبدَ اللَّه بن عمرو: أما علمتَ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قُتل دون ماله فهو شهيد" قال عبد الرزّاق: "من قُتل على ماله فهو شهيد". 6923 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أخبرنا حجّاج عن عمروِ بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيُّما عبدٍ كُوتب على مائة أوقية، فأدّاها إلا عَشْرَ أوَاقٍ، ثم عجز، فهو رقيق". 6924 - حدثنا عبدَة بن سليمان عِن محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نتف الشيب. 6925 - حدثنا زيد بن الخُبَاب أخبرني موسى بن عُلَيَّ سمعت أبي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: سمعت رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تَدْرُون مَنِ المسلم؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، قال: "تَدْرون مَن المؤمن؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "مَن أمِنَه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، والمهاجر مَن هجر السُّوء فاجْتنبه". 6926 - حدثنا الفضل بن دُكَيْن حدثنا سفيان عن الأعمش

_ (6923) إسناده صحيح، وهو مكرر (6666)، ومختصر (6726). (6924) إسناده صحيح، وهو مختصر (6672، 6675) بمعناه. (6925) إسناده صحيح، موصى بن علي: سبقت ترجمته (4375). أبوه "علي" بالتصغير، بن رباح: سبقت ترجمته هناك أيضاً. والحديث مطول (6912). وقد مضى معناه مراراً مطولا ومختصراً، منها (6487). قوله "فاجتنبه" في نسخة بهامش (م) "واجتنبه". (6926) إسناده صحيح، الفضل بن دكين: هو أبو نعيم. والحديث مكرر (6500) بهذا =

عن عبد الرحمن بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث، قال: إني لأُسَايِرُ عبدَ الله بن العاصي ومعاوية، فقال عبد الله بن عمرو لعمرو: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " تقتله الفئةُ الباغية"، يعني عَمَّاراً، فقالِ عمرو لمعاوية: اسمعْ ما يقول هذا، فَحَدَّثَه، فقال: أنحن قتلناه؟، إنما قَتَله من جاء به!!. 6927 - حدثنا أبو معاوية، يعني الضَّرير، حدثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زِيَاد، فذكر نحوه. 6928 - حدثنا عبد الواحد الحدَّاد حدثنا حُسين المعلِّم، ويزيدُ قال أخبرنا حسين، عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم في السفر ويفطر، ورأيتُه يشرب قائماً وقاعداً، ورأيتُه يصلي حافيا ومُنْتَعلا، ورأيتُه ينصرف عن يمينه وعن يساره. 6929 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا العوَّام حدثني أسْوَدُ بن

_ = الإسناد، ولكنه لم يسق لفظه هناك، بل أحال على الحديث الذي قبله "مثله، أو نحوه". (6927) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بمعناه. ولم يسق لفظه، وقد سبق لفظه بهذا الإِسناد (6499). وقد أثرنا إلى هذا والذي قبله هناك. (6928) إسناده صحيح، وهو مكرر (6783). (6929) إسناده صحيح، العوام: هو ابن حوشب. الأسود بن مسعود العنزي: سبقت ترجمته (6538)، ونزيد هنا أنه ذكره ابن حبان في الثقات (ص 405)، ووقع فيه "العنزي"، على الصواب، كما رجحنا هناك. والحديث قد مضى بهذا الإِسناد (6538) مختصراً قليلا، لم يذكر فيه هناك قوله "ألا تغنى عنا مجنونك يا عمرو". و"تُغْنى" بالغين المعجمة: من "الإغناء"، يريد: ألا تَصْرِفُه عنَّا وتَكُفُّه. قال ابن الأثير: "ومنه قوله تعالى: {لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}. وفى اللسان (19: 376) عن الأزهري: "وسمعت رجلا من العرب يبكّت خادماً له، يقول: أَغْنِ عَنَّى وجهَك، بل شَرَّك. بمعنى: اكْفِني شرَّك، وكُفَّ عنّي شرَّك. ومنه قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}، =

مسعود عن حَنْظَلة بن خُوَيْلد العَنَزي، قال: بينما أنا عند معاوية، إذْ جاءه رجلان يختصمان في رأس عَمَّار، يقولْ كلُّ واحد منهما: أنا قَتَلْتُه، فقال عبد الله: ليَطبْ به أحدُكما نفساً لصاحبه، فإني سمعت، يعني رسول. الله - صلى الله عليه وسلم -، [َقَال عبد الله بن أحمد]: كذا قال أبي: "يعني رسِول الله - صلى الله عليه وسلم -" يقول: تَقْتُلُه الفِئَةُ الباغية، فقال معاوية، الا تغني عَنَّا مجنونك يا عمْرو؟!، فما بالُك معنا؟، قال: إنَّ أبيِ شكاني إلى رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أطِعْ أباك ما دام حَيّاً ولا تعْصِه، فأنا معكم ولستُ أقَاتِلُ". 6930 - حدثنا يزيد بن هرون ومحمد بن يزيد قالا أخبرنا محمد

_ = يقول: يَكْفِيه شُغْل نفسِه عن شُغْل غيره". وفى (ح) "ألا تفني" بالفاء بدل الغين، وهو تصحيف، صححناه من (ك م). ووقع في (ح) في أول هذا الإِسناد خطأ لا ندري كيف جاء!، فأول الإِسناد فيها: "حدثنا أسود بن عامر حدثنا يزيد بن هرون"!!، فزيادة "أسود بن عامر" تخالف الثابت في المخطوطتين (ك م)، وتخالف الثابت في الإِسناد الماضي. وأسود بن عامر ويزيد بن هرون كلاهما من شيوخ أحمد. (6930) إسناده صحيح، محمد بن يزيد، شيخ أحمد: هو الكلاعي الواسطي. والحديث مضى معناه من رواية يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمر (6510، 6802). وأما من رواية عمرو بن شعيب، فقد رواه الحاكم في المستدرك (1: 105) عن الأصم عن ابن عبد الحكم عن ابن وهب: "أخبرني عبد الرحمن بن سلمان عن عقيل بن خالد عن عمرو بن شعيب أن شعيباً حدثه ومجاهداً: أن عبد الله بن عمرو حدثهم: أنه قال: يا رسول الله، اكتب ما أسمع منك؟، قال: "نعم"؟ قلت: عند الغضب وعند الرضا؟، قال: "نعم"، إنه لا ينبغي لي أن أقول إلا حقا". قال الحاكم: "فليعلم طالب هذا العلم أن أحداً لم يتكلم قط في عمرو بن شعيب، وإنما تكلم مسلم في سماع شعيب من عبد الله بن عمرو. فإذا جاء الحديث عن عمرو بن شعيب عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، فإنه صحيح. وروى الحاكم قبل ذلك بإسناده عن ابن راهويه، قال: "إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة، فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر". وسيأتي الحديث أيضاً بنحوه (7018، 7020)، من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

ابن إسحق عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده، قال: قلت: يا رسول الله، أُكْتبُ ما أسمع منك؟، قال: نعم، قلت: في الرِّضَا والسُّخْط؟، قال: نعم، فإنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلا حقَاً. قال محمد بن يزيد في حديثه: يا رسول الله، إني أسمع منك أشياء، فأكْتُبُها؟، قال: "نعم". 6931 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا هشام، وعبد الصمد قال: حدثنا هشام، عن يحيى عن محمد بن إبراهيم بن الحرث أن خالد بن مَعْدَانَ حدَّثه أن جُبَيْر بن نُفَيْر حدَّثه أن عبد الله بن عمرو أخبِره، قال عبد الصمد: بنُ العاصي، حدَّثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى عليه ثَوْبَيْن مُعصْفَرَيْن، فقال: "إن هذه ثيابُ الكفار، فلا تَلْبَسْها". 6932 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عنِ عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا طلاق، فيما لا تَمْلكون، ولا عَتَاق فيما لا تملكون، ولا نَذْر فيما لا تملكون، ولا نذرَ في معصية الله". 6933 - حدثنا يزيد أحبِرنا حسين المعلِّم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: لمّا فُتِح علىِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، قال: "كُفُّوا السلاح، إلا خُزَاعة عن بني بكر"، فأذن لهم، حتى صلَّوا العصر، ثم قال: "كُفُّوا السلاح فلقي من الغَدِ رجلٌ من خُزاعة رجلا من بني بكر

_ (6931) إسناده صحيح، وهو مكرر (653، 6536، 6821). وانظر (6852). (6932) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مطولا ومختصراً (6732، 6769، 6780). (6933) إسناده صحيح، وهو مطول (6681، 6917). وانظر (6712، 6757، 6770، 6772، 6992). وانظر أيضاً (6699). قوله "إن ابني فلاناً"، سقطت [إن] في (ح): خطأ، وزدناها من (ك م).

بالمزدلفة، فقتله، فبلِغِ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام خطيباً، فقال: إنّ أعْدَى الناس على الله من عَدَا في الحَرَم، ومن قَتَل غيرَ قاتله، ومنِ قَتَل بذُحُول الجاهلية، فقال رجل: يا رسول الله، [إنّ]، ابني فلاناً عاهرْت بأُمّه في الجاهلية؟، فقال: "لا دعْوَةَ في الإسلام، ذَهَب أمر الجاهلية، الولد للفِرَاش، وللعاهر الأثْلَب"، قيلَ: يا رسول الله، وما الأثْلَبُ؟، قال: "الحَجرَ، وفي الأصابع عشر عشر، وفى المواضح خَمْسٌ خمسٌ، ولا صلاة بعد الصبِح حتي تشرق الشمسُ، ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا تُنْكح المرأة على عمّتها، ولا على خالتها، ولا يجوز لامرأة، عطيةٌ إلا بإذن زوجها، وأوْفوا بحلْف الجاهلية، فإن الإسلام لم يَزِدْه إلا شدَّةً، ولا تُحْدثُوا حلْفاً في الإسلام". 6934 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا العَوَّام حدثني مولى لعبد الله ابن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: رأىٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشمس. حين غربنْ، فقال: "في نار الله الحامية، لولا ما يزغها من أمر الله لأهلكَتْ ما على الأرض".

_ (6934) إسناده ضعيف، لجهالة مولى عبد الله بن عمرو، راويه. العوام: هو ابن حوشب. والحديث رواه الطبري في التفسير (16: 10) عن محمد بن المثنى عن يزيد بن هرون بهذا الإِسناد. وذكره ابن كثير في التفسير (5: 325) من رواية الطبري، ثم قال: "ورواه الإمام أحمد عن يزيد بن هرون. وفى صحة رفع هذا الحديث نظر. ولعله من كلام عبد الله بن عمرو، من زاملتيه اللتين وجدهما يوم اليرموك". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8: 131)، وقال: "رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات". وذكره السيوطي في الدر المنثور (4: 248)، ونسبه أيضاً لابن أبي شيبة، وابن منيع، وأبي يعلى، وابن مردويه. قوله "لولا ما يزعها": أبي يكفها ويمنعها، يقال: "وزعه يزعه وزعاً، فهو وازع"، إذا كفه ومنعه.

6935 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أِبيهِ عن جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منَّا من لم يعرفْ حق كبيرنا ويَرْحَم صغيرَنا". 6936 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إِسحق عن عمرو بن شعيب عنِ أبيه عن جده. قال: سمعت رجلا من مُزَيْنَة وهو يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكَر نحو حديث ابن إدريس، قال: وسأله عن الثِّمَار وما كان في أكمامه، فقال: "من أكل بفمه ولمِ يَتَّخذْ خُبْنَةً فليس عليه شىِء، ومن وجدَ قد احْتَمل ففيه ثمنه مرتين وضرْب نَكَالٍ، فما أُخذ من جرانه ففي القَطْعُ، إذا بَلَغَ ما يُؤخَذُ من ذلك ثَمَنَ المجَنِّ"، قال: يا رسول الله، ما نَجدُ في السبيل العامر من اللُّقَطَة قال: "عرفْهَا حَوْلا، فإن جاء صاحبُها، وإلَا فهى لك"، قال: يا رسول الله، ما نَجِدُ في الخَرب العادّي؟، قال: "فيه وفي الرِّكازِ الخُمُسُ". 6937 - حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحق غن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نتف الشيب، وقال: "هو نورْ المؤمِن"، وقال: "ما شاب رجل في الإسلام شَيْبَةً، إلا رفعه الله بها درجة، ومُحيتْ عنه بها سيئةٌ، وكُتِبَتْ له بها حسنةٌ". 6937 م- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منَّا مَن لم يُوَقِّرْ كبيرَنا،

_ (6935) إسناده صحيح، وهو مكرر (6733)، وقد أشرنا إليه هناك. (6936) إسناده صحيح، وهو مكرر (6891)، من طريق "ابن إدريس، المشار إليه أثناءه. وقد مضى قبل ذلك (6683) عن يعلى عن محمد بن إسحق. وأشرنا إليه هناك. (6937) إسناده صحيح، وهو مكرر (6672)، ومطول (6675، 6924). (6937 م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وهو مكرر (6733، 6935).

ويَرْحَمْ صَغيرنَا". 6938 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا الحَحَّاج بن أرْطَاةَ عن عمرو

_ (6938) إسناده ضعيف، بما ضعفه الإمام أحمد، عقب روايته، وسنفصل ذلك، إن شاء الله. ْوقد رواه الترمذي (2: 195) من طريق أبي معاوية، ورواه ابن ماجة (2: 317) من طريق أبي معاوية أيضاً، ورواه الدارقطني (ص 396) بثلاثة أسانيد من طريق أبي معاوية، ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7: 188) من طريق يزيد بن هرون -: كلاهما عن الحجاج بن أرطأة، بهذا الإِسناد، نحوه. ورواه ابن سعد في الطبقات (8: 21) عن أبي معاوية الضرير ويزيد بن هرون، كلاهما عن الحجاج، به. قال الترمذي، عقب روايته: "هذا حديث في إسناده مقال". وقال الدارقطني: "هذا لا يثبت، وحجاج لا يحتج به. وقال البيهقي: "وبلغنى عن أدى عيسى الترمذي أنه قال: سألت عنه البخاري رحمه الله؟، فقال: حديث ابن عباس أصح في هذا الباب من حديث عمرو بن شعيب. وحكى أبو عبيد عن يحيى بن سعيد القطان: أن حجاجاً لم يسمعه من عمرو، وأنه من حديث محمد بن عُبيد الله العرزمي عن عمرو. فهذا وجه لا يعبأ به أحد يدري ما الحديث". وحديث ابن عباس - الذي يشير إليه - هو ما مضى في مسنده (1876، 2366، 3290)، أنه ردها إليه بالنكاح الأول. والجاج بن أرطأة - عندنا - ثقة، كما رجحنا ذلك مراراً، منها في ضرح الحديث (6665). وإنما الشأن في ضعف هذا الحديث بعينه، ما جزم به الإمام أحمد هنا، ويحيى بن سعيد القطان، فيما حكاه عنه البيهقي، من أن الجاج لم يسمع هذا الحديث من عمرو بن شعيب، وإنما سمعه من محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب، فدلس فيه، وحذف اسم من سمعه منه. والعرزمي ضعيف جداً، لا يساوي حديثه شيئاً، كما قال الإمام أحمد، رحمه الله. وقد بينا تضعيفه تفصيلا، في شرح الحديث (5626). وأما الترجيح، فالراجح رواية ابن عباس، التى أشرنا إلى أرقامها آنفاً. وقد حقق العلامة ابن القيم، هذا المقام، تحقيقاً وافياً نفيساً، كعادته، في زاد المعاد (4: 25 - 30). وانظر أيضاً نصب الراية (3: 209 - 211)، والإصابة (7: 118 - 120، و8: 91 - 92)، في ترجمتي "زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وزوجها "أبي العاص بن الربيع" رضى الله عنهما. قوله "لا يساوي"، في نسخة بهامش (م) "لا يسوى"، وهي كلمة صحيحة، سبق أن وجهنا صحتها =

ابن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله كل رَدَّ ابنته إلى أبي العاص بمهر جديد، ونكاح جديد. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي، في حديث حَجّاج "رَدَّ زينب ابنته" - قال: هذا حديث ضعيف، أو قال: وا؟، ولم يسمعه الحجَّاج من عمرو ابن شعيب إنما سمعه في محمد بن عُبيد الله العَرْزَمي، والعَرزَمي: لا يساوي حديثه شيئاً. والحديث الصحيح الذي رُوي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرَّهما على النكاح الأوَّل. 6939 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجّاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: جاءت امرأتان من أهل اِليمن إلى رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليهما أسْوِرةٌ من ذَهَب، فقال: "أتحبان أن يسوِّركما الله بأسْوِرة من نارٍ؟ "، قالتا: لا، قال: "فأدِّيَا حق هذا". 6940 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج، ومعَمَّرُ بن سليمان الرقِّي عن الحَجَّاج بن أرطاة عن عميرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله: "لا تجوز شهادة خائنٍ، ولا محدودٍ في الإسلام، ولا ذي غِمْر على أخيه". 6941 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا الحَجّاج بن أرطاة عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل قد زادكم صلاة، وهي الوتر".

_ = عربية، في شرح الحديث (650). (6939) إسناده صحيح، وهو مكرر (6667، 6901). وقد أشرنا إليه في أولهما. (6940) إسناده صحيح، معمر، بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد الميم الثانية المفتوحة، بن سليمان الرقى: سبق توثيقه 1880). والحديث مختصر (6899). وانظر (6698). (6941) إسناده صحيح، وهو مكرر (6693) بهذا الإسنإد، ومختصر (6919).

6942 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيبْ عن أبيه- عن جده، قال: جاءِ رجل إلى رسول الله، فقال: يا رسول الله، إن لي ذَوِي أرحام، أصل ويَقْطَعون، وأعْفو ويَظْلمون، وأُحْسن ويسيئون، أَفأُفئهمِ؟، قال: "لا، إَذَنْ تُتْرَكون جميعاً، ولكَن خُذْ بالفضْل وصلْهم، فإنه لنَ يزال معك من الله ظَهِيرٌ ما كنتَ على ذلك". 6943 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا الحَجَّاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الراجع في هبنه، كالكَلْب يرجع في قيئِه" 6944 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج بن أرْطَاة، عن إبراهيم بن

_ (6942) إسناده صحيح، وهو مكرر (6700). وانظر (6817). (6943) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مطولا (6705) من رواية عامر الأحول عن عمرو ابن شعيب. وأشار الدارقطني (ص 307) إلى رواية الحجاج بن أرطاة هذه، عن عمرو ابن شعيب. وانظر (6629). (6944) هو بإسنادين، أولهما مرسل ضعيف، وثانيهما متصل صحيح: فرواه الحجاج بن أرطاة عن إبراهيم بن عامر عن سعيد بن المسيب، مرصلا. ورواه أيضاً عن الزهري عن حميد ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة، موصولا، كما سنفصل ذلك في تخزيجه، إن شاء الله. إبراهيم بن عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 1 /307)، حميد بن عبد الرحمن: هو حميد بن عبد الرحمن بن عوف، كما جزم به الحافظ في الفتح (4: 141)، وقال: "هكذا توارد عليه أصحاب الزهري. وقد جمعت منهم في جزء مفرد لطرق هذا الحديث، أكثر من أربعين نفساً" ثم ذكر منهم طائفة كثيرة من الرواة عن الزهري، وذكر فيهم "حجاج بن أرطاة" ونسب روايته للدارقطني فقط. وهذا الحديث سيأتي في مسند أبي هريرة من أوجه، عن الزهري (7288، 7678، 7772، 10698، 10699). ولكنه لم يذكر في مسند أبي هريرة من هذا الوجه، من- رواية الحجاج بن =

عامر عن سعيد بن المسيب، وعن الزُّهْرِيّ عن حُميد بن عبد الرحمنِ عِن أبي هريرة، قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جاء رجل ينتفُ شعره، ويدعو ويلَه!، فقال له رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مالَكَ؟ "، قال وقع على امرأته في رمضان، قال ":أعْتِقْ رَقَبَةً"، قال لا أجدُها: قال: "صُمْ شهريين متتابعين"، قال: لا أستطيِعِ،. قال: "أطْعمْ ستينَ مسكيناً"، قال: لا أجد، قال: فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرق فيه خمسةَ عشَر صاعاً من تمر، قال: "خُذْ هذا فأطْعمْه عنكَ ستين مسَكيناً"، قال: يا رسول الله، ما بين لا بَتيها أهل بيتٍ أفْقَرَ مِنَّا!، قال: "كلْهُ أنت وعِيَالُك".

_ = أرطاة عن الزهري. وحديث أبي هريرة الموصول هذا، رواه البخاري مرارا، منها (1: 141 - 151) من طريق شعيب عن الزهري. ورواه مسلم (1: 306 - 307) من طرق كثيرة عن الزهري. ورواه باقى أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى (2154)، والمنذري (2285). وانظر نصب الراية (2: 449 - 153). وأما من هذه الطريق، طريق الحجاج بن أرطاة، عن الزهري: فرواه الدارقطني (ص 242) من طريق زياد بن أيوب، والبيهقي في السنن الكبرى (4: 226) من طريق محمد مسلمة، كلاهما عن يزيد بن هرون عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد. ولكن الدارقطني لم يسق لفظه كاملا، بل أحال على رواية قبله، من طريق الأوزاعي عن الزهري. وأشار إليها الحافظ في الفتح مراراً، في الموضع الذي أشرنا إليه آنفما. والرواية المرسلة، رواية الحجاج عن إبراهيم بن عامر عن سعيد بن المسيب: رواها الدارقطني والبيهقى أيضاً، مع حديث أبي هريرة. وأشار إليها الحافظ في الفتح مرار، أيضاً قوله "بينما: قال الحافظ في الفتح: "أصلها (بين) وقد ترد بغير (ما) فتشبع الفتحة، [يريد أنها تكون: بينا]، ومن خاصة بينما أنها تتلقى بإذ، وبإذا، حيث تجيء للمفاجأة، بخلاف (بينا) فلا تتلقى بواحدة منهما". وهذا الذي قاله الحافظ باطل، ترده الشواهد الصحيحة، واللغة الفصيحة. وقد أطال صاحب اللسان (16: 212 - 213) في الراد الشواهد على مجيء "إذ" و "إذا" بعد بينا". وإنما نبهت على هذا خشية أن يغتر به من يقع عليه مصادفة، مع جلالة قدر =

6945 - حدثنا يزيد أخبرنا الحَجَّاج عن عطاء، وعن عمرو بن

_ = الحافظ ابن حجر، رحمه الله وإيانا. قوله "بعرق"، هو بفتح العين والراء المهملتين، قال ابن الأثير: "هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عرق وعرقة، بفتح الراء فيهما". قوله "ما بين لا بتيها": يريد: لابتى المدينة، و "اللابة"، بتخفيف الباء الموحدة: الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السود التى قد ألبستها لكثرتها. وقد شرح الحافظ ابن جر هذا الحديث شرحاً دقيقًا مستوعبًا، وجمع أكثر ما استطاع من طرقه وألفاظه واستنباط فوائده. ثم قال (1: 151): "وقد اعتنى به بعض المتأخرين، ممن أدركه شيوخنا، فتكلم عليه في مجلدين، جمع فيهما ألف فائدة وفائدة. ومحصله - إن شاء الله تعالى - فيما لخصته، مع زيادات كثيرة عليه. فلله الحمد على ما أنعم". (6945) هو بإسنادين كسابقه، أحدهما مرسل ضعيف، والاَخر متصل صحيح. فرواه الحجاج ابن أرطاة عن عطاء، مرسلا. وهو - عندي- عطاء بن أبي رباح، كما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. ورواه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، متصلا. فأما المتصل: فرواه أيضاً البيهقي (4: 226) من طريق أحمد بن عبيد الله عن يزيد بن هرون عن الحجاج بن أرطاة "عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. بمثل حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، حديث المواقع، [أيعني الحديث السابق]، وزاد فيه: قال عمرو: وأمره أن يقضي يومًا مكانه. ورواه أيضًا يحيى بن أبي طالب عن يزيد بن هرون، وقال: زاد عمرو بن شعيب في حديثه: فأمره أن يصوم يومًا مكانه". يريد البيهقي بذلك: أن رواية أحمد بن عبيد الله توهم أن الأمر بالقضاء من كلام عمرو بن شعيب نفسه، وليست من الحديث. فأشار عقيبها إلى رواية يحيى بن أبي طالب، الصريحة في أن هذه الزيادة عن عمرو بن شعيب من الحديث، لا من كلام عمرو بن شعيب. وهذا هو الموافق لرواية المسند هنا. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 168) هاتين الروايتين: المرسلة والمتصلة، وقال: "وذكره عقيب حديث أبي هريرة بنحو ما في الصحيح، إلا أنه قال: كله أنت وعيالك. رواه أحمد، وفيه الجاج بن أرطاة، وفيه كلام"!، وهذا تقصير من الحافظ الهيثمي رحمه الله، فإنه لم يذكر رواية أبي هريرة السابقة، مكتفيًا بهذه الإشارة إليها، ثم لم يذكر الزيادة التى في رواية عطاء المرسلة ورواية =

شعيب عن أبيه عن جده، بمثله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وزاد: بَدَنَةً، وقال عمرٌو في

_ = عمرو بن شعيب الموصولة، بزيادة "البدنة"، ثم لم يذكر الزيادة التي في رواية عمرو بن شعيب، بالأمر بالقضاء. وأما مرسل عطاء: فإني رجحت أنه "عطاء بن أبي رباح": بأن الحجاج بن أرطاة يروى عنه، كما في ترجمته في التهذيب، وكما مضى مراراً. وبأن الحافظ أشار في الفتح (4: 147) إلى روايته المرسلة في بعض اختلاف الألفاظ، فقال: "ووقع في مرسل عطاء بن أبي رباح وغيره عند مسدد: فأمرله ببعضه"، يعني بعض التمر. وقد أشار الحافظ بعد ذلك إلى رواية أخرى لعطاء عن أبي هريرة متصلة، فقال (ص 147): "وأما ما وقع في رواية عطاء ومجاهد عن أبي هريرة، عند الطبراني في الأوسط" إلخ، ثم أعلها بأنها "من رواية ليث بن أى سليم، وهو ضعيف، وقد اضطرب فيه". وهذا الرواية عن أى هرسة، ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 168)، وقال: "رواه الطبراني - في الأوسط، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس". وقد روى الدارقطني (ص 243) من طريق الحرث بن عبيد الله الكلاعي عن مقاتل بن سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، وقال: "من أفطر يومًا من شهر رمضان في الحضر، فليهد بدنة، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعًا من تمر للمساكين". قال الدارقطني: "الحرث بن عبيدة ومقاتل: ضعيفان. فهذا مما يرجع أن المرسل هنا هو مرسل عطاء بن أبي رباح، والظاهر أن مقاتل بن سليمان أخطأ فيه، فجعله موصولا بذكر "جابر" في الإِسناد .. ومقاتل ضعيف جداً، كما قلنا في (3017)، أما الحرث بن عبيدة، فإنه ثقة، كما تقدم في (1402). وذكر إهداء البدنة في الكفارة ثابت هنا في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وفي مرسل عطاء بن أبي رباح أيضاً، كما هو بين. وقد ثبت أيضاً في حديث مرسل، رواه مالك في الموطأ (ص 297) عن عطاء بن عبد الله الخراساني عن سعيد بن المسيب: "جاء أعرابي"، إلخ، الى أن قال: "هل تستطع أن تهدي بدنة؟، قال: لا" وهذا المرسل رواه أيضاً البيهقي (4: 227) من طريق الشافعي عن مالك. وبالضرورة ليس هذا المرسل هو مرسل عطاء المروي هنا، لأنه "عن عطاء عن سعيد بن المسيب" فلا يراد إذا أطلق

حديثه: وأمَره أن يصومَ يومًا مكانَّه.

_ = "مرسل عطاء"، بل يقال له "مرسل سعيد بن المسيب"، بداهة. ولذلك حين أشار اليه" الحافظ في الفتح (4: 145) قال: "وورد ذكر البدنة في مرسل سعيد بن المسيب عند مالك في الموطأ، عن عطاء الخراساني عنه". ثم أشارالحافظ إلى عطاء [يعني الخراساني]، لم ينفرد بذلك، وذكر رواية مجاهد عن أبي هريرة، التى رواها ليث بن أبي سليم عن ْمجاهد، عند ابن عبد البر بإسناده. وقد أشرنا إليها آنفًا. ففاته أن ذلك ثابت أيضًا في رواية عطاء بن أبي رباح المرسلة، وفي رواية عمرو بن شعيب الموصولة، اللتين رواهما الإمام أحمد هنا. ثم الزيادة الأخرى التى زادها عمرو بن شعيب في حديثه، بالأمر بالقضاء مع الكفارة، هذه الزيادة لها أصل صحيح، يؤيد صحة رواية عمرو بن شعيب. قال الحافظ في الفتح (4: 150): "وقد ورد الأمر بالقضاء في هذا الحديث، في رواية أبي أويس، وعبد الجبار، وهشام بن سعد، كلهم عن الزهري. وأخرجه البيهقي من طريق إبراهيم بن سعد عن الليث عن الزهري. وحديث إبراهيم بن سعد في الصحيح عن الزهري نفسه بغير هذه الزيادة، وحديث الليث عن الزهري في الصحيحين بدونها. ووقعت الزيادة أيضاً في مرسل سعيد بن المسيب ونافع بن جُبير والحسن ومحمد بن كعب. وبمجموع هذه الطرق تعرف أن لهذه الزيادة أصلا. ونسى الحافظ أيضاً أن يشير إِلى حديث المسند هذا، من رواية عمرو بن شعيب. وقد حاول الإمام ابن القيم، في تحليقه على تهذيب السنن للمنذري (3: 273) أن يعل هذه الزيادة، فأشار إلى الروايات التي خلت منها، وإلى الروايات التي ذكرت فيها، في الرواية عن الزهري، ثم قال: "وهذا لا يفيد صحة هذه اللفظة، فإن هؤلاء أيعني مثبنيها في حديث الزهري] إنما هم أربعة، وقد خالفهم من هو أوثق منهم وأكثر عدداً، وهم أربعون نفسًا، لم يذكر أحد منهم هذه اللفظة. ولا ريب أن التعليل بدون هذا مؤثر في صحتها. ولو انفرد بهذه اللفظة من هو أحفظ منهم وأوثق، وخالفهم هذا العدد الكثير، لوجب التوقف فيها. وثقة الراوي شرط في صحة الحديث، لا موجبة، بل لابد من انتفاء العلة والشذوذ، وهي غير منتفيين في هذه اللفظة". وقد استدركت على ابن القيم الإمام هناك، فقلت: "وأين ما اتفقوا عليه أو =

6946 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا حِمَّاد بن سَلَمة عن علي بن زيد عنِ مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير: أن نوْفاً وعبد الله بن عَمرو اجتمعا، فقال نوْف، فذَكَر الحديث، فقال. عبد الله بن عمرٍ وبنِ العاصي: وأنا أحدِثكِ عِن النبي - صلى الله عليه وسلم -: صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلة، فعَقب من عَقب، ورجَع من رجعِ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يَثُورَ الناسُ بصلاة العشاء، فجاء وقد حَفَزَه النَّفسُ، رافعاً إصبعه هكذا، وعَقَد تسْعاً وعشرين، وأشار بإصبعه السبَّابة إلىِ السماء، وهو يقول: "أبْشروا معشَرَ المسلمين، هذا ربُّكم عز وجل قد فتَحَ باباً من أبواب السماَء، يباهى بكم الملائكة، يقول: يا ملائكتي، انظروا إلى عبادي هؤلاء، أدَّوْا فريضةً وهم ينتظرون أُخْرَى". 6947 - حدثنا إسحق بن يوسف الأزرق وهَوْذَةُ بن خليفة قالا حدثنا عَوْف عن ميمُون بن أسْتَاذ، قال هَوْذَةُ: الهزَّانِي، قال: قال عبد الله بن عمرو: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لَبِسَ الذهب من أَمتي، فمات وهو يلبسه لم يَلْبَسْ من ذهب الجنة"، وقال هوذُة: حرم الله عليه ذهب الجنة، ومن لبس الحرير من أمتي، فمات وهو يلبسه، حَرَّم اللهْ عليه حريرَ الجنة. قال عبد الله [بن أحمد]: ضَرب أبي على هذا الحديث، فظننتُ أنه

_ = رجحوا: أن زيادة الثقة مقبولة؟ "، ولم أكن مستحضراً هناك رواية عمرو بن شعيب هذه، فإنها تزيد زيادة الثقة رجحاناً وقبولا. والحمد لله على التوفيق. (6946) إسناده صحيح، وهو مكرر (6751) بإسناده. وقد أشرنا إليه هناك. وانظر (6860). (6947) إسناده صحيح، هوذة بن خليفة بن عبد الله الثقفي، أبو الأشهب البكراوي الأصم: ثقة من كبار شيوخ أحمد، ووثقه فقال: "ما كان أصلح حديثه"، وقال أيضاً:"ما كان أضبط هذا الأصم عنه"، يعني هوذة عن عوف الأعرابي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 246)، وابن سعد في الطبقات (7/ 2 / 80)، =

ضرب عليه لأنه خطأ، وإنما هو "ميمون بن أستاذ عن عبد الله بن عمرو"، ليس فيه "عنِ الصِّدَفِي". ويقال: إن ميمون هذا هو الصِّدَفِي، لأن سماع يزيد بن هرون من الجريرِي آخرَ عمره، والله أعلم. 6948 - حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا الجُرَيْري عن ميمون بن أستاذ عن الصَّدَفِي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:. "من مات من أمتي وهو يشرب الخمرَ، حَرَّم الله عليه شُرْبَها في الجنة، ومن مات من أمتي وهو يَتَحلَّى الذهبَ، حَرَّم الله عليه لِبَاسه في الجنة". 6949 - حدثنا محمد بن فُضَيْل حدثنا حَجَّاج عن عمرِو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّما عبدٍ كُوتب على مائة أوقية، فأدَّاها إلا عَشْرَ أواقٍ، فهو رقيق". 6950 - حدثنا رَوْح حدثنا حمّاد بن سَلَمة أخبرنا قتادة عن أبي ثُمَامَةَ الثقفي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تُوضع

_ = والخطيب في تاريخ بغداد (14: 94 - 96). وذكر ابن سعد أنه ولد سنة 125، ومات ببغداد لعشر ليال خلون من شوال سنة 216. والحديث مكرر (6556). وقد حققناه تفصيلا هناك، وأشرنا إلى هذا. (6948) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله. وكلام عبد الله بن أحمد، وحكايته عن أبيه أنه ضرب على الحديث، مذكور هنا قبل الحديث، لا بعده. فهو متعلق بهذا، لا بالحديث الذي قبله. وقد أشرنا إلى هذا أيضَا في تحقيقنا الرواية الأولى (6556). (6949) إسناده صحيح، وهو مكرر (6923)، ومختصر (6726). وقد أشرنا إليه في (6666). (6950) إسناده صحيح، وهو مكرر (6774). قوله "بألسنة"، في نسخة بهامش (ك) "بلسان"، بهالرواية السابقة. وقوله "من وصلها"، في (ك) "من يصلها"، وما هنا هو الثابت في (م ح) ونسخة بهامش (ك).

الِرَّحم يوم القيامة، لهِا حُجْنَة كحُجنَة الِمغْزَل، تتكلم بألْسِنَةٍ طلْقٍ ذُلْقٍ، فتَصِلُ من وَصَلها، وتَقْطعَ منْ قطعها". 6951 - حدثنا رَوْح حدثنا حمَّاد عن ثابت غن شُعَيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "صمْ يوماً ولك عشرة أيام"، قال: زدني يا رسول الله، إن بي قوةً، قال: "صم يومين ولك تسعةُ أيام"، قال: زدني، فإني أجد قوةً، قال: "صم ثلاثة أيام ولك ثمانية أيام". 6952 - حدثنا أبو داود وعبد الصمد، المعنى، قالا حدثنا هشام

_ (6951) إسناده صحيح، حماد: هو ابن سلمة. ثابت: هو البناني. شعيب: هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو، وقد نسبه ثابت البناني إلى جده "عبد الله بن عمرو". وسماه أباه، فلذلك قال: "عن أبيه"، يريد عبد الله بن عمرو. وقد مضى هذا الحديث عن يزيد وعفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد (6545)، وفصلنا القول فيه هناك. ومضى مثل هذا الإِسناد، في حديث آخر، عن يزيد عن حماد (6549)، ووقع هنا في (ح) زيادة "عن جده" في الإِسناد، وثبتت هذه الزيادة في هامش (ك) على أنها نسخة، وكلاهما خطأ صرف وفى نسخة بهامش (م) "عن جده" على أنها بدل من "عن أبيه"، وهي أقرب إلى الصواب. والحديث في معناه مختصر (6877). وانظر (6915، 6921)، والحديث الطويل في قصة عبادة عبد الله بن عمرو (6477). (6952) إسناده صحيح، أبو داود، أحد شيخي أحمد فيه: هو الطيالسي. والحديث في مسنده (2292) عن هشام، بهذا الإِسناد. عبد الصمد، شيخ أحمد: هو ابن عبد الوارث. هشام: هو الدستوائي. والحديث رواه ابن عساكر في تاريخ دبشق (1: 149 - 150) بإسناده من طريق مسند الطيالسي. ورواه أيضاً (1: 150) بإسناده من طريق مسند الإمام أحمد، بهذا الإِسناد. وقد مضى الحديث بنحوه (6871) عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، بهذا. وانظر (6715). وانظر أيضاً ما مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (5562 م). وقول عبد الله بن عمرو "إنا قد نهينا عن الحديث"، لا يريد به ما يظنه أعداء السنة، أن هذا النهي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!، إنما يريد به نهى معاوية وابنه يزيد، =

عن قتادة عن شَهْر، قال: أتَى عبدُ الله بن عَمْرو على نَوْفٍ البكَالى وهوِ يحدث، فقال: حدِّثْ، فإنَّا قد نُهينا عن الحديث، قال: ما كنتُ لأحدِّث وعندي رجل من أصحاب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم من قريش، فقال عبد الله بني عمرو: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ستكونُ هجْرة بعدَ هجرة، فخِيَارُ الأرض"، قال عبد الصمد: لخيار الأرض، إلىِ مُهَاجَر إبراهيم، فيبَقى في الأرض شرَارُ أهلها، تَلْفظُهُم الأرض، وتَقْذرُهم نَفس الله عز وجل، وتَحشرهَم النارُ مع القرَدةَ والخنازير، ثم قال: حدِّثْ، فإنا قد نُهينا عن الحديث، فقال: ما كنتُ لأحدِّث وعندي رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم من قريش، فقال عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يخرج قوم من قِبَل المَشرِق، يقرؤُون القرآنَ لا يُجاوز تَرَاقيَهم، كلما قطِع قرنٌ نَشأ قرن، حتى يخرج في بقيتهم الدجَّال". 6953 - حدثنا أبو الجوّاب حدثنا عمار بن رُزيق عن الأعِمش عن أبي سعد، قال: أتيت عبد الله بن عمرو، فقلت: حدِّثني ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، ولا تحدثني عن التوارة والإبخيل، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هَجر ما نَهى الله عنهْ". 6954 - حدثنا رَوْح حدثنا ثَوْر بن يزيد عن عثمان الشامي أنه

_ = كما مضى في (6865) في سياق آخر: "فجاءه رسول الله يزيد بن معاوية: أن أجب، فقال: هذا ينهاني [أن] أحدثكم، كما كان أبوه ينهاني". (6953) إسناده صحيح، أبو الجواب: هو الأحوص بن جواب الضبي. عمار بن رزيق: سبق توثيقه (2883). و "رزيق": بضم الراء رفتح الزاى ووقع في (ح) بتقديم الزاي، وهو تصحيف. والحدث مطول (6889)، ومختصر (6925). (6954) إسناده صحيح، روح: هو ابن عبادة. ثور بن يزيد: هو الكلاعي الحمصي. عثمان الشامي: لم يترجم له الحسيني في الإكمال، ولا الحافظ في التعجيل، وهو من رجال =

سمع أبا الأشعث الصَّنْعَاني عن أوْس بن أوس الثقفي عن عبد الله بن عمرو

_ = المسند - كما ترى - فيستدرك عليهما!، مع أن الحافظ ترجم له بترجمتين في لسان الميزان، كما سنذكر. وعثمان هذا: هو "عثمان بن خالد الشامي"، ترجمه ابن أبي حاتم - في الجرح والتعديل (3/ 1/148)، قال "عثمان بن خالد الشامي"، روى عن أبي الأشعث الصنعاني، روى عنه - ثور بن يزيد وحده، سمعت أبي يقول ذلك". وذكره ابن حبان في الثقات (ص 551/ 2: 291)، قال: "عثمان بن خالد الشامي: يروي عن [أبي] الأشعث الصنعاني، روى عنه ثور بن يزيد". وكلمة [أبي] سقطت سهواً من النسخة الكاملة من الثقات. وترجم الحافظ في لسان الميزان (4: 134) تبعاً للذهبي، لراو آخر اسمه "عثمان بن خالد"، ثم أتبعه بترجمة "عثمان بن خالد الشامي" نقلا عن ثقات ابن حبان، ثم قال: "فالظاهر أنه هو"، والراجح مما يتبين من الترجمتين أن هذا غير ذاك. ثم يترجم (4: 159): "عثمان الشامي: عن أوس بن أوس [كذا] عن عبد الله ابن عمرو، بحديث (من غسل واغتسل). أخرجه الحاكم من طريق روح بن عبادة عن ثور، وقال: عثمان مجهول، وقد صرح حسان بن عطية عن أبي الأشعث عن أوس بسماعه من النبي -صلي الله عليه وسلم -. يعني فيكون زيادة (عبد الله) وهما من عثمان. ومثله لا تعل به الرواية الثابتة. وليس عثمان هذا بابن مطر، لأن ابن مطر متأخر عن هذه الطبقة". والحافظ يشير في هذه الترجمة إلى هذا الحديث. ولكن في أولها أنه يروي "عن أوس ابن أوس" وهو خطأ أو سهو، ولعله من الناسخين. فإن رواية عثمان الشامي إنما هي "عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس". كما ثبت هنا، وكما ثبت في جميع المصادر التى ذكرنا والتى أخرجت الحديث، بل كما ثبت أيضاً في ترجمته عند الحافظ نفسه تحت اسم "عثمان بن خالد"، كما أشرنا من قبل. ثم أشار الحافظ إلى تعليل من أعل رواية عثمان - هذه - بزيادة "عبد الله بن عمرو" في الإِسناد، ورد هذا التعليل. وسنزيده بياناً في تخريج الحديث، إن شاء الله. أبو الأشعث الصنعاني: هو شراحيل بن آدة، وهو شامي تابعي ثقة، وثقه العجلي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 256) والصغير (96). وذكره ابن حبان في الثقات (ص 221) قال: "شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن آدة، من صنعاء الشأم، يروى في ثوبان وعبادة بن الصامت، روى عنه أبو قلابة، ومن قال: شراحيل بن آدة، فقد نسبه إلى جده، وكان =

ابن العاصي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من غَسَّل واغتسل، وغَدَا وابْتكَر، ودَنَا

_ = من الأبناء، سكن صنعاء الشأم، وكتب عنه الناس بدمشق، مات في ولاية معاوية". وترجمه ابن سعد في الطبقات (5: 391) بنحو ذلك. "شراحيل": بفتح الشين والراء بعدها ألف. "شرحبيل" بضم الشين وفتح الراء وسكون الحاء بعدها باء موحدة. "آدة": بمد الهمزة وتخفيف الدال الهملة. وضبطت بالقلم في ابن سعد ضبطًا محرفًا من الطابع. أوس بن أوس الثقفي: صحابي معروف، وهناك صحابي آخر اسمه "أوس بن أبي أوس"، وهو "أوس بن حذيفة"، كنية أبيه "أبو أوس". فاشتبه الرجلان على كثير من الرواة. ولذلك قال الحافظ في التهذيب (1: 381): "والتحقيق أنهما اثنان. وإنما قيل في أوس بن أوس هذا: أوس بن أبي أوس، وقيل في أوس بن أبي أوس الآتي: أوس بن أوس-: غلطًا". ثم ترجم للثاني عقب هذا، وبين أوجه الخطأ. وكذلك فعل الإصابة (1: 81 رقم 313)، (1: 84 رقم 325). وقد وقع هذا الخطأ المسند، في مسند (أوس بن أبي أوس)، كما سنشير إليه في التخريج، إن شاء الله. وعسى أن نحقق ذلك في مسند (أوس) إن وفقنا الله لذلك وشاءه. وترجمه ابن سعد في الطبقات (5: 375)، وذكر تسمية ضعبة إياه "أوس بن أوس"، وشك قيس بن الربيع فيه: "أوس بن أوس أو أويس بن أوس"، ثم قال ابن سعد: "هذا هو أوس بن أوس، وشعبة كان أضبط لاسمه، ولم يشك لحيه كما شك قيس". والحديث رواه الحاكم في المستدرك (1: 282) من طريق أحمد بن الوليد الفحام عن روح بن عبادة، بهذا الإِسناد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (3: 227) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ عن روح، بهذا الإِسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2: 171) والمنذري في الترغيب والترهيب (1: 248)، وقالا: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وقد ذكرنا من قبل إشارة الحافظ إلى تعليل من أُعل هذه الزواية. وتفصيل ذلك: أن عثمان الشامي انفرد بزيادة "عبد الله بن عمرو" في الإِسناد. وأن غيره من الرواة رووه عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأن حسان بن عمة رواه عن أبي الأشعث عن أوس قال: "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -". فجعله هؤلاء من مسند "أوس"، لا من مسند "عبد الله بن عمرو" فرواه من حديث أوس: الطالسي (1114). وأبو داود (345، 346/ 1: 136 - 137 عون المعبود). والترمذي (496 بشرحنا / 1: 357 شرح =

فاقْتَرَب، واسْتَمع وأنْصَت، كان له بكل خَطوة يَخْطوها أجْرُ قيامِ سنةٍ وصيامِها".

_ = المباركفوري". والنسائي (1: 205). وابن ماجة (1: 174). والدارمي (1: 363). وابن سعد في الطبقات (5: 375). والحاكم في المستدرك بثلانة أسانيد (1: 281 - 282). والبيهقى في السنن الكبرى بإسنادين (3: 227، 229). وسيأتي في هذا المسند أيضاً، من حديث أوس في سشده (16230، 16241 - 16245، 16247، 17028 - 17030). وقد جعلوا هذه الروايات علة في رواية عثمان الشامي التى هنا. وما هي بعلة. فقال الحاكم في المستدرك (1: 282) بعد الثلاثة الأسانيد التى- رواه بها من حديث أوس نفسه: "قد صح هذا الحديث بهذه الأسانيد، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وأظنه لحديث واه، لا يعلل بمثل هذه الأسانيد بمثله". ثم روى الحديث الذي هنا، من طريق روح بن عبادة. ثم قال: "هذا لا يعلل الأحاديث الثابنة الصحيحة، من أوجه: أولها: أن حسان بن عطية قد ذكر سماع أوس ابن أوس من النبي -صلي الله عليه وسلم -. وثانيها: أن ثور بن يزيد دون أولئك في الاحتجاج به. وثالثها: أن عثمان الشيباني (كذا) مجهول". ووافقه الذهبي بإيجاز!. وقال البيهقي بعد روايته من طريق روح (3: 227): "هكذا رواه جماعة عن ثور بن يزيد. والوهم في إسناده ومتنه من عثمان الشامي هذا. والصحيح رواية الجماعة: عن [أبي] الأشعث عن أوس عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. والوهم في المتن، الذي يشير إليه البيهقي، هو قوله "كان له بكل خطوة يخطوها أجر قيام سنة وصيامها". لأنه رواه قبل ذلك من حديث أوس، كما أشرنا من قبل، وفيه بدل ذلك: "غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام". وهذا اختلاف في المتن حقا، وكلاهما ثابت صحيح، من حديث أوس مرفوعًا، والمتن الذي هنا ثابت صحيح أيضاً، من حديث أوس عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا، ومثل هذا كثير في السنة، الترغيب في الشيء بمثوبة، والترغيب فيه نفسه بمثوبة أعظم. ولا حرج على فضل الله. ثم إن هذا اللفقا لم ينفرد به عثمان الشامي عن أبي الأشعث، حتى يكون وهما منه. بل هو موافق لسائر الروايات التى أشرنا إليها من حديث أوس عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. إلا رواية من روايتي البيهقي، ورواية من روايات الحاكم. ولذلك تعقب ابن التركماني في الجوهر النقي، كلام البيهقي هذا، فقال: "لا وهم في متنه، فإنه بمعنى المتن الذي =

6955 - حدثنا أَسْوَد بن عامر أخبرنا أبو إسرائيل عن الحَكَم عن

_ = ذكره أبو داود وابن أبي شيبة، وذكره البيهقي بعد بابين، وذكره أيضاً في كتاب المعرفة، وذكره النساني أيضاً من طريق يحيى بن الحرث عن أبي الأشعث". وقوله "غسل واغتسل" إلخ. قال الخطابي في المعالم (325 من تهذيب السنن": اختلف الناس في معناهما: فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام المظاهر الذي يراد به التوكيد، ولم تقع الخالفة بين المعنيين لا ختلاف اللفظين. وقال: ألا تراه يقول في هذا الحديث: ومشى ولم يركب، ومعناهما واحد. وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد. وقال بعضهم: قوله "غسل" معناه: غسل الرأس خاصة، وذلك لأن العرب لهم لمم وشعور، وفي غسلها مؤونة. فأفرد غسل الرأس من أجل ذلك. وإلى هذا ذهب مكحول. وتوله "واغتسل" معناه غسل سائر الجسد". "وزعم بعضهص أن قوله "غسل" معناه: أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة، ليكون أملك لنفسه، وأحفظ في طريقه لبصره. قال: ومن هذا قول العرب: فحل غسلة، [يعني بضم الغين وفتح السين واللام] إذا كان كثير الضراب". "وقوله" بكر وابتكر": زعم بعضهم أن معنى "بكر": أدرك باكورة قال:، وهي أولها. ومعنى "وابتكر": قدم في الوقت. وقال ابن الأنباري: معنى "بكر" تصدق قبل خروجه. وتأول في ذلك ما روي في الحديث من قوله: باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطاها". ونقل المنذري في الترغيب والترهيب (1: 247 - 248) كلام الخطابي هذا، ثم قال: "وقال الحافظ أبو بكر بن خزيمة: من قال في الخبر "غسل واغتسل" يعني بالتشديد، معناه: جامع فأوجب الغسل على زوجته أو أمته، واغتسل، ومن قال "غسل واغتسل" يعني بالتخفيف، أراد: غسل رأسه واغتسل فضل سائر الجسد، لخبر طاوس عن ابن عباس. ْثم روى بإسناده الصحيح إلى طاوس، قال: قلت لابن عباس: زعموا أن رسول الله قال: اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنبًا، ومسوا من الطيب؟، قال ابن عباس: أما الطب فلا أدري، وأما الغسل فنعم". وحديث طاوس عن ابن عباس، الذي أشار المنذري إلى أنه رواه ابن خزيمة، مضى مختصراً ومطولا (2383، 3059، 3471). (6955) إسناده ضعيف جدًا، على صحة متنه من أوجه أخر. أبو إسرائيل: هو الملائي، بضم الميم =

هِلال الهَجَري، قال: قلت لعبد الله بن عمرو: حدِّثْني حديثًا سمعتَه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر منْ هَجر ما نهى الله عنه". قال أبو عبد الرحمن [هو عبد الله بن أحمد،: هذا خطأ] إنما هو: الحَكَم عن سيفٍ عن رُشيدٍ الهَجَري. 6956 - حدثنا رَوْح حدثنا حمَّاد عن قَتادة عنِ شَهْر بن حَوْشَب عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "القتيلُ دون ماله شهيد". 6957 - حدثنا رَوْح حدثنا محمد بن أبي حَفْصة حدثنا ابن شهاب عن عيسى بن طَلْحة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: سمعت. رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأتاه رجل يومَ النحر، وهو واقف عند الجِمرة، فقال: يا رسول الله، إني حَلَقْتُ قبل أن أرْمي؟، فقال: "ارْمٍ ولا حَرَج"، وأتاه آخر، فقال: إني ذبحت قبل أن أرمي؟، قال: "ارْم ولا حرج"، وأتاه آخر، فقال:

_ = وتخفيفى اللام، وهو إسماعيل بن خليفة، وهو ضعيف، كما بينا في (974). الحكم: هو ابن عتيبة، الثقة المعروف. هلال الهجري: ليس هناك راو بهذا الاسم، ولذلك قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد، عقب هذا الحديث: "هذا خطأ، إنما هو الحكم عن سيف عن رشيد الهجري". وكذلك أشار الحسيني في الإكمال (ص 116). والحافظ في التعجيل (ص 434)، في الترجمة تحت هذا الاسم "هلال الهجري"-: إلى كلام عبد الله بن أحمد هنا، إذ لم يكن في الرواة من هذا اسمه. وقد مضي الحديث (6835، 6836) على الصواب، بإسنادين، من روايةً شُعبة "عن الحكم عن سيف عن رشيد الهجري عن أبيه". وبينا هناك علة ضعفه برشيد الهجري" وبجهالة أبيه. وأما متن الحديث المرفوع، فقد مضى مراراً بأسانيد صحاح، آخرها (6953). (6956) إسناده صحيح، وهو مكرر (6522)، ومضصر (6829). وانظر (6913، 6922). (6957) إسناده صحيح، وهو مختصر (6887).

إني أَفضْتُ قبل أن أرمي؟، قالِ: "اِرم ولا حَرَجَ"، قال: في رأيته سئل يومئذ عن شيء إلا قال: "افعل ولا حرَ". 6958 - حدثنا رَوْح حدثنا شُعْبة أخبرني حصَين سمعت مجاهداً يحدِّث عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل عمل شرة، ولكل شِرّة فِتِرة، فمن كانتْ فترته إلى مشتى فقد أفلح، ومن كانت إلىَ غير ذلك فقد هلك". 6959 - حدثنا رَوْح حدثنا حاتم بن أبي صَغيرة حدثنا أبو بَلْج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله، كُفِّرَتْ ذُنُوبه، وإنْ كانت مثل زَبَد البَحر". 6960 - حدثنا رَوْح حدثنا شُعْبة عن عمرو بن دينار سمعت صُهيَبْاً مولى عبد الله بن عامر عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "من قَتَل عصفوراً في غير شيء إلا بحقِّه: سأله الله عز وجل عنه يوم القيامة". 6961 - حدثنا رَوْح حدثنا محمد بن أبي حمَيد أخبرني عمرو

_ (6958) إسناده صحيح، وهو مختصر (6764). (6959) إسناده صحيح، وهو مكرر (974ْ6). (6960) إسناده صحيح، وهو مكرر (6550). ومختصبر (6551، 6861). (6961) إسناده ضعيف، محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقي: لقبه (حماد، وقد سبق بيان ضعفه في (1444). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 252)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله موثقون". وهو في حقيقته لا يكون من الزوائد، فقد رواه الترمذي (4: 285). بنحو معناه، من طريق عبد الله بن نافع، وهو الصائغ، عن حماد بن أبي =

ابن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: كان أكثر دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير". 6962 - حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمرو بن شُعيب عِن أبيه عن جده، أن رسول الله قال: "لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم، مِنِ شاب شيبَة في الإسلام كَتب الله له بها حسنة، وكَفر عنه بها خطيئة، ورفعه بها درجةً". 6963 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا حَبيب، يعني المعلِّم، عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دخل رجل الجنةَ بسماحَتِه، قاضياً ومُتَقَاضيا".

_ = حميد، عن عمرو بن شُعيب، بهذا الإِسناد. ولفظه: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وحماد ابن أبي حميد: هو محمد أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث". وذكره المنذري في الترغيب (2: 242)، من رواية الترمذي، ونقل عنه تحسينه. وذكر المجد بن تيمية الروايتين في المنتقى (2591، 2592)، واعتبرهما روايتين لحديث واحد. وقد أصاب. وانظر (6740). (6962) إسناده صحيح، أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد. والحديث مكرر (6672). ومختصر (6937). (6963) إسناده صحيح، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 74)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3: 19)، وقال: "رواه أحمد، ورواته ثقات مشهورون". قوله "ومتقاضياً، هو الثابت في (ح م)، وفى (ك) ونسخة بهامش (م) "ومقتضياً". وانظر ما مضى في مسند عثمان بن عفان (410، 414، 485، 508).

6964 - حدثنا عبد الصمد حدثنا همّام حدثنا قَتادة: عن الحسن عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقومِ الساعةُ حتى يأخذ اللهُ شريطَتَه من أهل الأرض، فيبقَى فيها عَجَاجَةٌ، لا يعْرفون معروفاً، ولا يُنْكُرون منكراً". 6965 - حدثنا عفّان حدثنا همّام عن قَتادة عن الحِسن عن عبد الله بن عمرو، ولم يرفعه، وقال: حتى يأخذ الله عز وجل شِريطَتَه من

_ (6964) إسناده صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك (4: 435)، من طريق أبي قلابة عبد الملك ابن محمد الرقاشي، عن عبد الصمد بن عبد الوراث، بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، إن كان الحسن سمعه من عبد الله بن عمرو". ووافقه الذهبي. وقد بينا في شرح (6508) اتصال رواية الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو، لثبوت المعاصرة الكافية في الحكم بذلك، حتى يثبت عدم السماع في حديث بعينه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8: 13)، وقال: "رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً، ورجالهما رجال الصحيح". وهو يشير بالموقوف إلى الحديث عقب هذا. والرفع زيادة من ثقة، فهو مقبول صحيح. وانظر (6508، 6952، 7063). "شريطته"، بفتح الشين المعجمة وكسر الراء: قال ابن الأثير: "يعني أهل الخير والدين. والأشراط من الأضداد، يقع على الأشراف والأرذال. قوله "عجاجة"، بفتح العين المهملة وتخفيف الجيم وبعد الألف جيم مفتوحة أيضاً: قال ابن الأثير: "والعجاج: الغوغاء والأرذال ومن لا خير فيه، واحدهم: عجاجة". والثابت هنا في الثلاثة الأصول "عجاجة" بالهاء في آخره. وتجرأ طابع مجمع الزوائد، عن غير معرفة ولا تثبن، فغيرها في الطبع إلى "عجاج" بدون الهاء، غير مكتف بالأصل الخطوط الذي بين يديه من مجمع الزوائد، وهو أصل صحيح موثوق به، نعرفه بدار الكتب المصرية، ولكنه أثبت بهامش المطبوع أنه كان في أصله "عجاجة". ورواية الحاكم في المستدرك "عجاج" بدون الهاء. (6965) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. ولكن هذا موقوف، وذاك مرفوع. والرفع زيادة ثقة مقبولة. وقد أشرنا إليه هناك.

الناس. 6966 - حدثنا عبد الصمد حدثنا همّام حدثنا قَتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله قال: "وَقتُ الطهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرحل كطُوله، ما لم يَحضر العصر، ووقت العصر ما لم تَصْفر الشمس، ووقت صلا المغرب ما لم يغرب الشَّفَق، ووقتُ صلا العشاء إلى نصف الليل الأوسَط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر، ما لم تَطْلِع الشمس، فإذا طَلَعت الشمس فأمْسِك عن الصلاة، فإنها تَطْلُع بين قَرْني شيطان". 6967 - حدثنا عبد الصمد حدثنا همّام حدثنا قَتادة عن عمرو ابن شُعَيْب عن أبيه عن جده: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الذي يأتي امرأتَه في دبرها: "هي الُّلوطية الصغْرَى". 6968 - حدثنا هُدْبَة حدثنا همّام قال: سئل قَتادة: عن الذي

_ (6966) إسناده صحيح، أبو أيوب: هو يحيى بن مالك الأزدي المراغى، سبق توثيقه (6750). والحديث رواه مسلم (1: 170) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن عبد الصمد، بهذا الإِسناد. ورواه قبل ذلك ولمده، بنحوه، بأسانيد أخر. ررواه أبو داود (1/ 396: 154 عون المعبود)، من طرق شُعبة عن قتادة، بنحوه. وكذلك رواه النسائي (1: 90 - 91)، من طريق شُعبة. وانظر المنتقى (536) وانظر أيضاً الحديث الماضي (6933). (6967) إسناده صحيح، وهر مكرر (6706). ونقله ابن كثير في الثفسير (1: 518) عن هذا الموضع. وسيأتي عقب هذا أيضاً. (6968) إسناده صحيح، وهر مكررما قبله، بنحوه. ونقله ابن كثير في التفسير أيضا (1: 518)، ولكنه جمله من زيادات عبد الله بن أحمد، إذ بدأه بقوله: "قال عبد الله بن أحمد: حدثني هدبة حدثنا همام" إلخ.

يأتي امرأتَه في دبرها؟، فقال قتادة: حدثنا عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "هي اللوطيةُ الصغرى". 6968 م - قال قتادة: وحدثني عُقْبَةُ بن وَساج عن أبي الدَّرْداء،

_ = وهدبة: هو هدبة بن خالد بن الأسود القيسي الحافظ، وهو من طبقة الإمام أحمد، أقدم منه قليلا، وقد روى عنه عبد الله بن أحمد، ولكن رواية الإمام أحمد عنه ثابتة في الأصول الثلاثة، هنا، وفي (784)، وقد بينا ذلك هناك، وكذلك روى عنه في (2825). وهذا كله كاف في صحة ما ثبت في أصول المسند. ولله الحمد. وقال ابن كثير، عقب هذا الحديث: "وقد روى هذا الحديث يحيى بن سعيد القطان عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قوله. وهذا أصح". وقال الحافظ في التلخيص (ص 306)، بعد ذكر الحديث بمعناه: "وأخرجه ْالنسائي أيضاً، وأعله. والمحفوظ عن عبد الله بن عمرو، من موله. كذا أخرجه عبد الرزاق وغيره". وهذا منهما، ابن كثير وابن حجر، ترجيح للموقوف على المرفوع دون دليل. والرفع زيادة من ثقة، بل من ثقات. وأما نسبة الحافظ إياه لرواية النسائي، فالظاهر أنه يريد في السنن الكبرى. (6968 م) إسناده صحيح، متصل بالإسناد قبله. عقبة بن وساج، بفتح الواو وتشديد السين المهملة: ثابعى ثقة، سبق توثيقه في (4158). وهذا أثر موقوف على أبي الدرداء. وقد نقله ابن كثير في التفسير، مع الحديث الذفي قبله. ورواه الطبري في التفسير (2: 234)، من طريق يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن قتادة، بنحوه، وزاد في آخره قصة بين روح وابن أبي مليكة. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7: 199)، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، هو الخفاف، عن سعيد، هو ابن أبي عروبة، عن قتادة، بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور (1: 264)، ونسبه لعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والبيهقى، فقط. ثم كرره بعد أسطر، ونسبه لعبد الله بنْ أحمد والبيهقي، وجاء عقبه بحديث عمرو بن شُعيب الذي قبله!، ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، فيستدرك عليه، إذ هو من شرطه في الزوائد.

قال: وهل يفعلُ ذلك إلا كافر؟!. 6969 - حدثنا عبد الصمد حدثنا خليفة بن خيّاط الليثي عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حَلَف على يمين فرأى غيرَها خيراً منها، فهى كَفارَتها". 6970 - حدثنا عبد الصمد حدثنا خليفة عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَطهم وهو مسندٌ ظهره إلى الكعبة، فقال: "لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وِلاِ صلاةَ بعد صلاة الغداة حتى تطلِع الشمس، والمؤمنون تَكَافأُ دماؤهم، يسْعى بذمّتهم أدناهم، وهم يَدٌ على منْ سواهم، ألا لا يقتل مؤمنٌ بكافر، ولا ذو عَهْدٍ في عهده". 6971 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عمران القَطان حدثنا الأحول عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أنأ رَجلا قال: فلانٌ ابني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا دعاوَةَ في الإسلام". َ6972 - حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا هشام عن يحيى عن

_ (6969) إسناده صحيح، وهو مكرر (6736). وانظر (6907). (6970) إسناده صحيح، وهو مطول (6797، 6827). وبعض معانيه مضت في أحاديث كثيرة، منها (6681، 6692، 6712، 6933). وانظر (6966). (6971) إسناده صحيح، عمران القطان: هو عمران بن داور، سبق توثيقه (3818). عامر الأحوال: هو عامر بن عبد الواحد. والحديث مختصر (6681، 6933). و "الدعاوة": هي "الدعوة"، وكلاهما بكسر الدال، وهي ادعاة الولد الدعي. (6972) إسناده صحيح، هشام: هو الدستوائي. يحيى: هو ابن أبي كثير. والحديث مكرر (6931). وقد سبق شرحه مفصلا، في (6513). وانظر (6852).

محمد بن إبراهيم عن خالد بن مَعْدَان عن جُبَيْر بن نُفَيْر عن عبد الله بن عمرو: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -رآه وعليه ثوبان معَصْفَران، فقال: "هذه ثياب الكفار، فلا تَلْبَسْها". 6973 - حدثنا عبد الله بن بكر، يعني السَّهْمي، حدثنا خاتم عن أبي بَلْج عن عمرو بن ميمون أنه أخبره أنه سمع عبد الله بنْ عمرو يحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوةَ إلا بالله، إلا كَفَّرَتْ عنه من ذنوبه، وإنْ كانت مثل زَبَدِ البحر". 6974 - حدثنا عبد الملك بن عمزو حدثنا قُرَّة عن الحَسَن قال: والله لقد زَعموا أن عبد الله بن عمرو شَهِدَ بها على رسول الله أنه قال: "إنْ شرب الخمر فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاجلدوه، فإذا كان عند الرابعة فاضربوا عنقَه". قال: فكان عبد الله بن عمرو يقول: ائتوِني برجل قد خلِدَ في الخمر أربعَ مَرَّاتٍ، فإنّ لكم على أنْ أضْرِب عنقه. ْ-6975 حدثنا سُرَيج بن. النعمان أَن حدثنا ابن أبي الزِّناد عن

_ (6973) إسناده صحيح، وهو مكرر (6959)، ومكرر (6479) بإسناده. قوله "من" ذنوبه، حرف "من" لم يذكر في الروايتين الماضيتين. وهو ثابت في الأصول هنا، وعليه علامة "صح" في (ك م). (6974) إسناده ضعيف، لانقطاعه. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، التابعي الكبير المشهور. ووقع في (ح م) "الحسين" وهو خطأ، والصواب من (ك) ونسخة بهامش (م). والحديث مكرر (6791). وقد فصلنا القول. في ذلك في (6197). (6975) إسناده صحيح، وذكره المجد بن تيمية في المنتقى (4899)، ونسبه للمسند فقط. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 187)، بنحوه وقال: (رواه الطراني في الأوسط، =

عبد الرحمن بن الحرث عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظِر إلى أعرابي قائم في الشمس، وهو يخطب، فقال: ما شأنُكَ؟، قال: نَذرْتُ- يا رسول الله- أن لا أزالَ في الشمس حِتي تَفْرُغَ!، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس هذا نذراً، إنما النذرُ ما ابتغِىَ به وجْه الله عز وجل. 6976 - حدثنا عفَّان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا أبو بشْر عن يوسف ابن ماهَك عن عبد الله بن عمرو قال: تخلَّف رسول الله في سَفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرْهَقتنا صلاة العصر، ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسحُ على أرجلنا، فنادَى بأعلى صوته: "ويل للأعقاب من النار، مرتين أو ثلاثاً". 6977 - حدثنا سُريج حدثنا عبد الله بن المؤمَّل عن ابن أبي مُليكة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي: أنه لبس خاتماً من ذهب، فنر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنه كَرهه، فَطَرحه، ثم لبِس خاتم من حديد، فقال: "هذا أخبثُ وأخبثُ، فطرحه، لبس خاتمًا من وِرقٍ، فسكتَ عنه".

_ = وفيه عبد الله بن نافع المدني، وهو ضعيف". فنسى أن ينسبه للمسند بهذا الإِسناد الصحيح. وانظر (6714، 6732). (6976) إسناده صحيح، أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية، وهو جعفر بن إياس، كنية أبيه "أبو وحشية". والحديث مطول (6911). وقد أشرنا إليه في (6528). ورواه البخاري (1: 132، 170، 232 فتح)، ومسلم (1: 84)، كلاهما من طريق أبي عوانة عن أبي بشر، بهذا الإِسناد. (6977) إسناده صحيح، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 151) بهذا، وقال: "رواه أحمد والطبراني، ثم قال: "وفى رواية عند أحمد، قال في الخاتم الحديد: هذا حلية أهل النار. وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات". يشير بذلك إلى الرواية الأخرى الماضية (6518، 6680)، وقد ذكرنا كلامه هناك. وكأنه يشير بكلامه هذا إلى تضعيف هذا الإِسناد، من أجل "عبد الله بن المؤمل". وعبد الله بن المؤمل: ثقة، تكلموا فيه من جهة =

6978 - حدثنا سُرَيج حدثنا عبد الله بن المؤمِّل عن عطاء بن أبي ربَاح عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي الرُّكْنُ يومَ القيامة أعْظَمَ من أبي قُبيسٍ، له لسانٌ وشَفَتانِ". 6979 - حدثنا أسْوَد بن عامر حدثنا شَريك عن زياد بن فَيَّاض عن أبي عيَاض عن عبد الله بن عمرو، قالِ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجتنبوا من الأوعية الَدُّباء، والمُزَفَّت، والحنتَم"، قال شريك: وذَكَر أشياء، قال: فقال له أعِرابي: لا ظُروف لنا؟، فقال: "اشربوا ما حَلَّ، ولا تَسْكَروا"، أعَدْتُه على شريك. فقال: اشربوا، ولا تَشْربوا مسْكِرَا، ولا تَسْكَروُا.

_ = حفظه، كما بينا في (2451). وقد دلت هذه الرواية على أن الرجل المبهم في الروايتين السابقتين، هو عبد الله بن عمرو. وقوله "هذ أخبث وأخبث: تكرار للتوكيد والمبالغة في الزجر، ولم يفهم هذا مصحح مجمع الزوائد، فكتب الثانية "وأخيب"!. (6978) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 242)، وقال: (رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وزاد: يشهد لمن استلمه بالحق، وهو يمين الله يصافح بها خلقه. وفيه عبد الله بن المؤمل، وثقه ابن حبان، وقال: يخطىء، وفيه كلام، ولقية رجاله رجال الصحيح. ورواه الحاكم في المستدرك (1: 457)، من طريق سعيد بن سليمان الواسطي عن عبد الله بن المؤمل، بهذا الإِسناد، مطولا، كرواية الطبراني، وصححه الحاكم، وقال الذهبي: عبد الله بن المؤمل: واه". وهذا غلو من الحافظ الذهبي. وقد مضى نحو معناه من حديث ابن عباس، في شهادة الحجر لمن استلمه (2215، 2398، 2643، 2797، 2798). أبو قبيس، بضم القاف مصغراً: هو الجبل المشرف على مكة. (6979) إسناده صحيح، زياد بن فياض: عمبق توثيقه (6915). أبو عياض: هو عمرو بن الأسود، على ما رجحنا في ترجمته (6497). والحديث رواه أبو داود مختصراً، بإسنادين من طريق شريك عن زياد بن فياض (3700، 3701/ 3: 383 من عون المعبود). ورواه البيهقي في السنن الكبرى (8: 310)، من طريق أبي داود. وقد مضى بعض معناه مختصراً (6497)، من رواية مجاهد عن أبي عياض. وانظر (6478).

6980 - حدثنا أسْوَد بن عامر حدثنا حمّاد بن سَلَمة عن ليث

_ (6980) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. زياد بن سيماكوش: تابعي، من أهل اليمن، وهو مولى عبد القيس، ليس له إلا هذا الحديث. وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير فلم يجرحه، وإنما رجع وقف هذا الحديث على عبد الله بن عمرو، كما سنذكر، إن شاء الله. وقد اختلف في هذه الكلمة الأعجمية "سيماكوش"، وضبطها اختلاف كثيرم، والثابن في أصول المسند الثلاثة هذا الرسم الذي رسمناها به. ثم اختلف أهي لقب لزياد، فيكون "زياد سيماكوش"، أم لقب لأبيه، فيكون كما هنا بإثبات "بن"؟، واختلف أيضاً في اسم أبيه: "سليم"، أو "سليمان"، أو سلمى"؟، ويظهرأن هذا اللقب، سواء أكان لقبه أم لقب أبيه، غلب عليه، فنسى اسم أبيه. ووهم الحافظ المزي في التهذيب، فزعم أن زيادم هذا هو "زياد الأعجم! الشاعر، المترجم في كتاب طبقات فحول الشعراء لابن سلام (رقم 769 ص 551 بتحقيق شقيقي السيد محمود محمد شاكر)، والشعر والشعراء بنحقيقى (رقم 76 ص 430 - 433 طبعة 1966) وحقق الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب أنه غيره، وأن الوهم وقع للمزي من وصف بعض الرواة لزياد راوي هذا لحديث بأنه (الأعجم، يريدون به أنه أعجمي، لأنه كان من أهل فارس الذين كانوا باليمن، ثم قال ابن حجر: "ويقوي ذلك أيضاً: أن طاوسمما يمانى، وجل روايته عن الضحابة. فكأن هذا اليماني القديم أخذ عنه طاوس ببلده قبل أن يرحل وسمع من عبد الله بن عمرو، فإن روايته عنه أيعني عن ابن عمرو، عند مسلم من حديث آخر. وهذا تحقيق نفيس جيد. ومن العجب أن يقلد الحافظ ابن حجر في التقريب، ما أنكره على المزي، فيذكر ترجمة زياد هذا على أنه الشاعر، مقتصر على ذلك!، وعذره أنه اختصر التقريب قبل أن يؤلف تهذيب التهذيب، على غالب الظن. وأما ضبط هذه الكلمة الأعجمية، فقال الحافظ في التهذيب (3: 370 - 371): "سيمينكوش بكسبر المهملة والميم بينهما مثناة من تحت، وبعد الميم أخرى ثم نون ساكنة وكاف مضمومة وواو ساكنة ثم معجمة. ثم قيل: هو اسم والده. وقيل بل لقبه. وقيل: هو بالألف بدل التحتانية التى بعد الميم، [يعنى سيمانكوش]. وقيل: بالواو بدل الألف، [يعنى سيمونكوش]. وقيل: بالميم الممالة. وقيل بحذف = (429.

عن طاوس عن زِياد بن سِيمَاكُوشَ عن عبد الله بن عمرو، أن رسولَ الله

_ = التحتانية الثانية. وقيل: بقاف بدل الكاف. وقيل: بكاف مشوبة بقاف. وقيل: بجيم مشوبة بكاف. وقيل في الأولى: بحذف الواو". وهذه الأعلام الأعجيمة تلعب العرب في نطقها بأوجه كثيرة، يقربونها من لسانهم، لا يقلدون فيه الأعاجم، ولا يقسرون لسانهم على الخضوع لما لا يتفق وفصاحتهم ونصاعة بيانهم ودقة إخراجهم للحروف. لا كما يفعل أهل العصر المستعبدون للأجانب عقلا وخلقًا ولسانًا. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد فسرنا لنا العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني، مصحح التاريخ الكبير، لله دره - معنى هذه الكلمة الأعجمية. فذكر أنه وجد بهامش أصل التاريخ: "يعني أذنه من فضة"، ثم قال: "وبيانه: أنه بالفارسية يقال للفضة (سيم)، ويقال في النسبة إليها (سيمين). ويقال للأذن (كوش) بكاف فارسية بعدها واو مبهمة ثم شين. قوله (سيمين) كوش) يعني: أذن فضة". ونص ترجمته في الثفات لابن حبان، في ثقات التابعين (ص 191): "زياد سيمونكوش: يروي عن عبد الله بن عمرو، روى عنه طاوس، من حديث ليث بن أبي سليم. ونص ترجمته في التاريخ الكبير (2/ 1/325 - 326): "زياد بن سيمين كوش: قال حماد بن سلمة عن ليث عن طاوس عن زياد عن عبد الله ابن عمرو، - رفعه - في الفتن. وروى حماد بن زيد وغيره: عن عبد الله بن عمرو، ْقوله. وهو أصح". يريد البخاري بذلك تعليل الرواية المرفوعة هذه، برواية حماد بن زيد إياه موقوفًا من قول عبد الله بن عمرو. وعندي في هذا التعليل نظر، فضلا عن أن الرفع زيادة ثقة، كما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. والحديث رواه الترمذي (3: 211)، وابن ماجة (2: 245)، كلاهما عن عبد الله بن معاوية الجمحي عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي في روايته: "زياد بن سيمين كوش"، وقال ابن ماجة: "زياد سيمين كويش". ورواه أبو داود (4265/ 4: 165 - 166 عون المعبود) عن محمد بن عبيد: "حدثنا حماد بن زيد حدثنا ليث عن طاوس عن رجل يقال له زياد عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله: "إنها ستكون فتنة" إلخ. وقد تبع الترمذي شيخه البخاري، في إعلال رواية حماد بن سلمة المرفوعة هذه، بالرواية التى ذكر البخاري أنها رواها حماد بن زيد موقوفة. فقال الترمذي: "هذا حديث غريب. =

- صلى الله عليه وسلم - قال: "تكون فتنة تَسْتنظِفُ العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشدُّ من وقْعِ السيف".

_ = سمعت محمد بن إسماعيل [هو البخاري] يقول: لا نعرف لزياد بن سيمين كوش غير هذا الحديث، ورواه حماد بن سلمة عن ليث، فرفعه. ورواه حماد بن زيد عن ليث، فوقفه". وقد نقل المنذري في تهذيب السنن (4099) كلام الترمذي هذا في تعليل الحديث، ثم نقل كلام البخاري الذي نقلنا آنفًا عن التاريخ الكبير!، وهذا تقليد منه للبخاري ثم الترمذي دون بحث أو تأمل، بل دون النظر إلى ها بين يديه في أبي داود!!، نعم، البخاري والترمذي وقعت لهما رواية حماد بن زيد موقوفة، فلهما أن يقولا ما قالا. ولكن أبا داود روى الحديث - الذي ينقله المنذري - من رواية حماد بن زيد نفسه مرفوعًا، فأنى للمنذري أن يقلدها في هذا التعليل، والحديث أمامه في رواية أبي داود مرفوعًا من طريق حماد بن زيد؟!، ثم قد ظهر من هذا أن تعليل البخاري غير قائم:- أولا: لأنه يدل على أن حماد بن زيد اختلف جمليه فيه: فرواه عنه بعضهم موقوفًا، وإن كنا لم نعرف من هو الذي رواه عنه كهذا. ورواه عنه محمد بن عبيد بن حساب - شيخ أبي داود - مرفوعًا. فيكون الخلاف في رفعه ووقفه على حماد بن زيد، لا على شيخه ليث بن أبي سليم، الذي رواه عنه حماد بن سلمة مرفوعًا، ولم يبلغنا أنه اختلف على حماد بن سلمة، كما اختلف على حماد بن زيد. وثانيما:- لأنه تابعهما على رفعه "عبد الله بن عبد القدوس التميمي"، فرواه مرفوعًا عن ليث ابن أبي سليم، عند أبي داود. وعبد الله هذا تكلموا فيه، فضعفه ابن معين وغيره، ووثقه تلميذه محمد بن عيسى الطباع - رواي هذا الحديث عنه عند أبي داود، وأكثر ما ضعفوه به من قبل رأيه: أنه كان يرمى بالرفض. وأعدل ما قيل فيه قول البخاري: "هو في الأصل صدوق، إلا أنه يروي عن أقوام ضعاف". فمثل هذا متابعته قوية جيدة. وثالثًا:- أن الرفع زيادة من ثقة، بل هو هنا من ثقات. فهو مقبول. ورابعًا:- أن مثل هذا الحديث من أعلام الغيب، مما لا يعرف إلا من الوحى، ولا يقال بالرأي، فالموقوفي فيه لفظما يكون مرفوع حكمًا. تنبيه مهم: وقع في نسخة المنذري المطبوعة؛ في حكاية كلام الترمذي في بيان =

6981 - حدثنا يحيى بن إسحق أخبرنا ابن لَهِيعة عن عبد الله بن هُبَيْرة عن عبد الرحمن بن جُبَيْر قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً كالمُوَدِّع، فقال: "أنا محمد النبي الأُميِّ، أنا محمد النبي الأُميّ، ثلاثًا، ولا نبيَّ بعدي، أُوتيت فواتح الكِلِمِ، وجَوامِعَه، وخَوَاتمَه، وعلمْتُ كم خزنةُ النار وحملة العرش، وتجوِّز بي، وعُوفيت، وعوفِيَت أُمَّتى، فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم، فإذا ذهِبَ بي، فعليكَم بكتاب الله، أحِلُّوا حلالَه، وحرموا حرامَه". 6982 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا شُعْبة عن إسماعيل وعبد الله بن أبي الِسَّفَر عن الشعْبي عن عبد الله بن عمرو، عن الِنبى - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "المسلم منْ سَلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نَهى الله عنه". 6983 - حدثنا أبو نُعيم حدثنا زكريا عن الشَّعْبي قال: سمعت

_ = الاختلاف بين روايتى "حماد بن سلمة" و "حماد بن زيد" - تكرار "حماد بن سلمة" بدل "حماد بن زيد". وهو خطأ مطبعي يقينًا، نقله الشيخ محي الدين عبد الحميد، في تعليقه على سنن أبي داود كذلك. وتصحيحه من نقل عون المعبود عن المنذري، ومن كتاب الترمذي نفسه، كما نقلناه من قبل. وقوله "تستنظف العرب"، بالظاء المعجمة: قال ابن الأثير: أبي تستوعبهم هلاكًا، يقال: استنظفت الشيء، إذا أخذته كله. ومنه قولهم: استنظف الخراج، ولا يقال: نظفته". وقال العلامة علي القاري في المرقاة (ج 2 الورقة 452 خط): "وقيل: أبي تطهرهم من الأرذال وأهل الفتن". (6981) سناده صحيح، وهو مكرر (6607) بهذا الإِسناد. (6982) إسناده صحيح، وهو مكرر (6912). وقد مضى من أوجه أخر بمعناه، منها (6953، (6983) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

عبد الله بن عمرو يقولِ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المسلم مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر منْ هجر ما نَهى الله عنه". 6984 - حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن أبي سَلَمة عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعنةُ الله على الراشي والمرتشي". 6985 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي حازم عن عمرو ابن شُعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمنَ بالقَدَر، خيره وشَرِّه". 6986 - حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن عمرو بن مُرَّة، قِال: كنّا جلوساً عند أبيِ عُبَيْدة، فذَكَرُوا الرِّياء، ْ فقال رجل يُكْنَى بأبي يزيد: سمعت عبد الله بن عمْرو يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَمِّعَ الناس بعلمه سمَّعَ اللهُ به سامع خَلْقِه يومَ القيامة، فحقَّره وصَغَّره". 6987 - حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس، يعني ابنَ أبي إسحق، عن هلال بن خبَّاب أبي العَلاء، قال: حدثني عكرمة حدثني عبد الله بن عمرو، قال: بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذْ ذكروا الفتنةَ، أو ذُكِرَتْ

_ (6984) إسناده صحيح، وهو مكرر (6830). وقد مضى مراراً، أولها (6532)، وأشرنا إليه هناك في نسخة بهامش (م): "لعن الله"، إلخ. (6985) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. أبو حازم: هو الأعرج سلمة بن دينار. والحديث مكرر (6703). (6986) إسناده صحيح، وهو مكرر (6509، 6839) .. وقد حققنا صحته في أولهما. (6987) إسناده صحيح، وهو مطول (6508). وقد أشرنا إليه هناك، وأشرنا أيضاً إلى (7049، 7063).

عنده، قال: إذا رأيتَ الناس قد مَرِجَتْ عهودُهم، وخَفَّتْ أماناتُهم، وكانوا هكذا، وشَبَّك بين أصابعه، قال: فقمتُ إليه، فقلت له: كيف أفعلُ عند ذلك، جعلني الله فدَاك؟، قال: الْزَمْ بيتَك، وامْلكْ عليك لسانَك، وخذْ ما تَعْرِف، ودَعْ ما تُنْكَر، وعليك بأمْر خاصّةِ نفسكَ، ودَعْ عنك أمْرَ العامة. 6988 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عنِ حَبيب عنِ أبي العباس عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "لاصام من صَام الأبد". 6989 - حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن عبد الرحمن بن الحرثِ عن عمرو بن شُعَيْب، إن شاء الله، عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن نتف الشيب، وقال: "إنه نور الإسلام". 6990 - حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا عُبيد الله بن الأخنس أبو مالك الأزدي عن عمرو بن شُعيِب عن أبيه عن جده.، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نَذْرَ ولا يمين فيما لا يملك ابنُ آدم، ولا فِي معصية. الله عز وجل، ولا قطيعةِ رحمٍ، فمن حلف علَى يمين فرأى غيرها

_ (6988) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. حبيب: هو ابن أبي ثابت. والحديث مختصر (6789، 6874). وهو بعض روايات الحديث المطول (6477). وقد فاتنا أن نشير إليه هناك. (6989) إسناده صحيح، وإشارة عبد الرحمن بن الحرث إلى شيء من الشك فيه، بقوله "عن عمرو بن شُعيب إن شاء الله" -: لا تؤثر، لتبين صحة أنه عن عمرو بن شُعيب. فقد مضى مطولا ومختصراً: (6672) من رواية ليث، (6937) من رواية محمد بن إسحق، (6962) من رواية عبد الحميد بن جعفر - ثلاثتهم عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده. فارتفعت بهذا شبهة الشك. (6990) إسناده صحيح، وهو مطول (6969). وانظر (6780، 6932).

خيراً منها، فَلْيَدَعْها، ولْيَأتٍ الذي هو خير، فإنَّ تَرْكها كفَّارتُها". 6991 - حدثنا على بن إسحق أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، حدثني أُسامة بن زيد حدثني عمرو بن شُعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البيع والاشتراء في المسجد. 6992 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: وحدثنا. حسين المعلِّم عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قِال: لمَّا فُتحت مكةُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كفُّوا السلاح"، فذكر نحو حديث يحيى ويزيد، وقال فيه: "وأوْفوا بحلْفِ الجاهلية، فإن الإسلام لم يَزِده إلا شدةً، ولا تحدِثوا حلْفاً في الإسلَاَم". 6993 - حدثنا يحيى بن أبي بُكَيْر حدثنا شُعْبة عن قتادةَ سمعتُ

_ (6991) إسناده صحيح، أسامة: بن زيد: هو الليثي المدني. والحديث مضى معناه ضمن الحديث (6676)، من طريق ابن عجلان عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده. (6992) إسناده صحيح، ولم يذكر هنا لفظه كاملا، أحال الإمام- رحمه الله- بقية لفظه على روايتي شيخيه: "يحيى" وهو القطان، و "يزيد" وهو ابن هرون"، فروايته عن يحيى القطان عن حسين المعلم، مضت (6681). ولكن ليس فيها الأمر بالكف عن السلاح، ولا ما يتعلق بالحلف، اللذين ذكرا هنا. فهما زيادة على تلك الرواية. وروايته عن يزيد بن هرون عن حسين المعلم، مضت (6933)، وفيها الحديث كله مطولاً مفصلا. (6993) إسناده صحيح، وقد مضى مطولا (6966)، رواية عبد الصمد عن همام عن قتادة، بهذا الإِسناد، مرفوعًا لم يتردد في رفعه. والذي يقول "لم يرفعه مرتين" إلخ، هو شُعبة، يحكي ذلك عن قتادة. فقد رواه الطيالسي (2249) عن شُعبة وهمام، كلاهما عن قتادة، مرفوعًا، وذكره مختصراً كما هنا، إلا أنه جاء به على لفظ رواية همام، ثم قال الطيالسي: "قال شُعبة: أحياناً يرفعه، وأحياناً لا يرفعه". والحديث صحيح بكل حال. والرفع زيادة ثقة مقبولة.

أبا أيوب الأزدي يحدث عن عبد الله بن عمرِو، قال: لم يَرْفَعه مرتين، قال: وسألته الثالثةَ، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - م: "وقْت صلاة الظهر ما لي يحضر العصر، ووقت صلاة العصر ما لم تَصْفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يَسْقطْ نور الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل، ووقت صلاة الفجر ما لم تطلع الشمس". 6994 - حدثنا إبراهيم بن إسحق الطالَقَاني حدثنا ابني مُبَاركْ عن ليث بن سعد حدثني عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، قال: سمعتْ عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل يَستَخْلِصُ رجلا من أمتي علىِ رؤوس الخلائق يومَ القيامة، فينشُرُ عليه تسعةً وتسعين سِجِلاً، كل سجلِّ مدُّ البَصَر، ثم يقول [له]: أتنكر من هذا

_ (6994) إسناده صحيح، عامر بن يحيى بن حبيب بن مالك المعافري المصري: سبق توثيقه (2414)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/329). والحديث رواه الترمذي (3: 367)، عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك. وابن ماجة (2: 300)، عن محمد بن يحيى عن ابن أبي مريم. والحاكم في المستدرك (1: 529)، من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير-: ثلاثتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد نحوه. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. روى الطبري معناه مختصراً: 14336، من طريق جعفر بن عون عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وإسناده صحيح. ونقله المنذري في الترغبٍ والترهيب (2: 240 - 241)، وقال: "رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، والبيهقى، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم". السجل، بكسر السين والجيم وتشديد اللام: هو الكتاب الكبير، قاله ابن الأثير. زيادة [له]، في قوله "ثم يقول له"، من نسختين بهامش (ك م). فيبهت الرجل: أى ينقطع ويسكت =

شيئاً؟، أظَلَمَتْكَ كَتَبتي الحافظون؟، قال: لا، ياربّ، فيقول: ألك عذْرٌ، أو حَسَنة؟، فيُبْهَتُ الرجل، فيقول: لا، ياربّ فيقول: بَلى، إنَّ لك عندنا حسنةً واحدةً، لا ظُلْمَ اليومَ عليك، فتُخْرَجُ له بطاقةٌ، فيها "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله"، فيقول: أحضروه، فيقول: ياربّ، ما هذه البطاقة

_ = متحيراً مدهوشًا. البطاقة: بكسر الباء الموحدة وتخفيف الطاء المهملة، قال ابن ماجة في السنن، عقب رواية هذا الحديث: "قال محمد بن يحيى [يعني شيخه الذهلى الإمام، الذي رواه عنه]: البطاقة: الرقعة. وأهل مصر يقولون للرقعة: بطاقة". وكلمة "مصر" صحفت في السنن المطوعة "مضر" بنقطة فوِق الضاد. وهو خطأ مطبعي واضح. وقال ابن الأثير في النهاية: "البطاقة: رقعة صغيرة يُثْبتُ فيها مقدارُ ما يُجعل. فيه، إن كان عينًا فوَزْنه أو عَدَدُه وإن كان مَتَاعًا فَثَمنُه. قيل: سميت بذلك لأنها تُشَدُّ بطاقةٍ من الثوب، فتكون الباء حينئذ زائدة!!، وهو كلمة كثيرة الاستعمال بمصر". ونقل صاحب اللسان بعض قول ابن الأثير، ثم قال: "وقال غيرُه: البِطاقةُ: رقعةٌ صغيرة، وهي كلمة مبْتَذَلة بمصر وما وَالاها، يَدْعُون الرقعةَ التي تكون فىِ الثوب وفيها رَقْم ثَمَنِه: بِطاقَة، هكذا خَصص في التهذيب. وعَم المُحْكَم به، ولم يُخَصِّصْ به مصرَ وما وَالاها، ولا غيرَها، فقال: البطاقةُ: الرقعة الصغيرة تكون في الثوب". ثم أشار إلى هذا الحديث، ثم قال: ابنُ سِيدَة: والبطاقةُ-: الرقعة الصغيرة تكون في الثوب وفيها رقم ثمنه، بِلُغَةِ مصر، حَكَى هذه شمر، وقال: لانها تُشَدُّ بطاقة من هُدْبِ الثوب، قال: وهذا الاشتقاق خطأ، لأن الباء على قوله باء الجر، فتكون زائدةً. والصحيح ما تقدم من قول ابن الأعرابي. وهي كلمةٌ كثيرُة الاستعمال بمصر، حماها الله تعالى". قوله وأن محمد، عبده ورسوله"، في نسختين بهامشي (ك م): "وأشهد أن محمد، رسول الله". وما هنا هو الموافق لسائر الروايات التي أشرنا إليها، إلا أن رواية الترمذي فيها: "واً شهد أن محمد، عبده ورسوله"، بزيادة كلمة "أشهد". قوله "فطاشت السجلات": أي خفت، منْ "الطيش"، وهي الخفة. قوله "ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم"، هكذا ثبت في الأصول الثلاثة هنا، ووضع عليها في (ك) كلمة "كذا"، وفى (ح) علامة أخرى، للدلالة على أن =

مع هذه السجلات؟!، فيقال: إنك لا تُظْلَم، قال: فتُوضع السجلاتُ في كفّة، قال: فطاشَتِ السجلاتُ، وثَقُلَتِ البِطاقة، ولا يثقل شىءٌ، بسم الله الرَحمنْ الرحيم. 6995 - حدثنا إبراهيم بن إسحق حدثنا عبد الله بن المبارك عن ليث بن سعد حدثني جعفر بن ربيعة عن بكْر بن سَوَادَة عن عبد الرحمن ابن جُبَيْر أن عبد الله بني عمرو بن العاصي حدَّثه، قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لا يَدْخُلُنَّ رجل على مغيبة، إلا ومعه غيره. قال عبد الله بن عمرو: فما دخلت بعد ذلك المقام علىَ مغيبة، إلا ومى واحدٌ أو اثنانِ". 6996 - حدثنا عَتَّاب بن زياد حدثنا عبد الله، يعني ابن مُبَارك،

_ = هذا هو الذي في النسخ، مع الاشتباه في صحته. وحقا إنه تركيب غير واضح. وهذه الجملة ليست في روايتي ابن ماجة والحاكم. ولدلها في رواية الترمذي: "ولا يثقل مع اسم الله شيء". وهي واضحة المعنى. والفعل "ثَقُلَ" بضم القاف: لازم. تقول "ثَقل يثقُلِ ثقَلاً وثَقَالةَ، فهو ثَقيل". ويأتى متعدّيًا بفتح القاف، تقول: "ثَقَلَ الشيء يثقله ثَقْلاَ: رازَ ثِقَلهُ. وثَقَلث الشاةَ أيَضًا، أثقُلُها ثَقْلاَ: رَزتتها. وذلك إذا رفعتَها لتنظُرَ ما ثِقَلُها من خِفتِها". كما في اللسان. وفى كتاب الأفعال لابن القطَّاع (1: 129) نص آخر في تعديته، يصلح لتفسير هذا الحرف هنا، لم أجده في موضع آخر من مراجع اللغة، قال: "ثَقَل الشيءُ الشيءَ: وازنه. والشاةَ وَزَنها. وهذا نص جيّد. يريد به أَنك تقول: إذا وُزنَ شيء بشيء، فكان أحدهُما أثقَلَ من الآخر، فرجَع به: "ثَقَلَ الشيء"، أي رجع عليه في الوزن. فلو كان اللفظ الذي هنا هكذا: "ولا يَثْقُلُ شيءُ اسْمَ الله. لكان المعنى صحيح مستقيما، على هذا - النص الذي شرحنا. يكون: لا يوازن شيء باسم الله فيرجح عليه في الميزان. وما ندري، لعله كان في أصل الرواية في المسند فكذا، فلم يفهمه الناسخون، فكتبوه باجتهادهم بالنص الذي ثبت في الأصول الثلاثة. وليس بيدنا أصول غيرها، ولا رواية أخرى غير رواية الترمذي، حتى نستطع الجزم بذلك. (6995) إسناده صحيح، وهو مختصر (6595، 6744). (6996) إسناده صحيح، عبد الله بن شوذب الخراساني: ثقة، قال أحمد: "من أهل بلخ، نزل =

أخبرِنا عبد الله بن شَوْذَب قال: حدثني عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بُريدة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: كان رسول الله س إذا أراد أن يَقْسمَ غَنيمةً أمر بلالا فنادَى ثلاثاً، فأتى رجلٌ بزِمام من شَعَير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعدَ أنْ قَسَمَ الغنيمةَ، فقال: يا رسول، هذه من غنيمةٍ كنت أصبتْها، قال: "أما سمعت بلالا ينادي ثلاثًا؟ "، قال: نعم، قال: "فما منعك تأتيني به؟ "، فاعْتَلَّ له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ إني لَنْ أقبلَه، حتى تكونَ أنتَ الذي تُوافَيني به يوم القيامة.

_ = البصرة وسمع بها الحديث، وتفقه، وكتب، ثم انتقل إلى الشأم، فأقام بها، وكان من الثقات". وقال سفيان: "كان ابن شوذب من ثقات مشايخنا". وثقه أيضاً ابن معين والنسائي وغيرهم. وهو يروي عن "عامر بن عبد الواحد الأحول". ولكن وقع هنا في الأصول الثلاثة زيادة [حدثني أبي]، بين ابن شوذب وعامر. وهذا خطأ يقيناً، لعله سهو قديم من الناسخين. فليس ي الرواة المترجمين بين أيدينا من اسمه "شوذب"، مطلق. ولم يذكر في ترجمة عبد الله هذا أنه يروي عن أبيه. وقد كتب بهامش (م) على هذه الزيادة ما نصه: "هو في بعض الأصول، وساقط في بعض الأصول. والحديث في أبي داود، وليس فيه [حدثني أبي]. فعن ذلك حذفنا هذه الزيادة، لأنها غلط، واتبعنا ما في بعض الأصول، وإن لم تكن بين أيدينا، لأنها الصواب. و"شوذب" بفتح الشين والذال المعجمتين، بينهما واو، وآخره باء موحدة. والحديث رواه أبو داود (2712/ 3: 21 عون المعبود)، من طريق أبي إسحق الفزاري، عن عبد الله بن شوذب: "قال: حدثني عامر، يعنى ابن عبد الواحد"، بهذا الإِسناد، نحوه. الزمام، بكسر الزاي وتخفيف الميم الأولى: خيط من شعر أو نحوه، تزم به الناقة، يوضع في أنفها تقاد منه. قوله "توافيني به"، في نسخة بهامش (م) "توافي به". قال المنذري في مختصر السنن (2597)، بعد هذا الحديث: "كان هذا في اليسير، فما الظن بما فوق". فائدة: هذا الحديث ذكر في المنذري أنه "عن عبد الله بن عمر". وكذلك ذكر في فهارسه في أحاديث عبد الله بن عمر. وهو خطأ مطبعي واضح، يخالف الثابت في أبي داود وغيره. وقد ثبت على الصواب في الترغيب والترهيب للمنذري (2: 187). وقال: "رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه".

6997 - حدثنا عَتَّاب حدثنا عبد الله أخبرنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - عامَ الفتح، وهو بمكة، يقول: "إن الله ورسوله حَرَّم ييعَ الخمر والميتة والخنزِير"، فقيل: يا رسِوِل الله أرأيتَ شُحُوم الَمْيتة، فإنه يدْهن بها السُّفُن، ويدْهن بها الجُلُوُد، ويسْتصْبحُ بها الناس؟، فقال: "لا، هي حرام"، ثم قال: قاتل الله اليهود، إن الله لمَّا حرَّم عليهم الشحومَ، جَمَلُوها، ثم باعوها، وأكلوا أثمَانها". 6998 - حدثنا عتَّاب بن زياد أخبرنا عبد الله أخبرنا أسامة بن زيد حدثني عمرو بن شُعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يُصَافح النساء في البَيْعَة. 6999 - حدثنا عَتَّاب حدثنا عبد الله أخبرنا أسامة بن زيد عن

_ (6997) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 90 - 91)، وقال: رواه أحمد"، ثم ذكر لفظًا آخر نسبه للطبراني في الأوسط، ثم قال: "ورجال أحمد ثقات". ولكن الذي في الزوائد: "فإنه يدهن به الجلود"، مع حذف "يدهن بها السفن". وفيه أيضاً: "فأكلوا ثمنها". وانظر مامضى في مسند عمر (رقم 170)، وفى مسند ابن عباس (2221، 2678، 2964)، وفي مسند عبد الله بن عمر (5982). وجملوها، بفتح الجيم والميم الخففة: أذابوها واستخرجوا دهنها. (6998) إسناده صحيح، وذكره السيوطي في الجامع الصغير (6895)، ونسبه لأحمد. وقال شارحه المناوي: "قال الهيثمي: إسناده حسن، اهـ. ومن ثم رمز المصنف لحسنه". (6999) إسناده صحيح، ورواه الترمذي (4: 6 - 7)، من طريق عبد الله بن المبارك. ورواه أبو داود (4845/ 4: 412 عون المعبود)، من طريق ابن وهب، كلاهما عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن. وقد رواه عامر الأحول عن عمرو بن شُعيب أيضاً". ورواية عامر الأحول - التى يشمِر إليها الترمذي - رواها أبو داود (4844) من طريق حماد عن عامر الأحول، بلفظ: "لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما". وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر (6225).

عمرو بن شُعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحلّ لرجل أَن يُفَرّق بين اثنين إلا بإذنهما". 7000 - حدثنا عفّان حدثنا رجاءٌ أبو يحيى حدثنا مُسَافِعُ بن

_ (7000) إسناده صحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفار. رجاء أبو يحيى: هو رجاء بن صبيح الحرشي، بفتح الحاء والراء المهملتين، وهو ثقة، ترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/286) فلم يذكر فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات (ص 462) وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: "ليس بالقوى". وتوثيق البخاري وابن حبان إياه أرجع عندنا. وأخطأ يونس بن محمد، فسماه "رجاء بن يحيى"، كما سيأتي في (7008، 7009). مسافع بن شيبة: هو مسافع بن عبد الله بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، الجبي المكي، نسب هنا إلى جده. وهو تابعي ثقة، وثقه العجلي، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 70)، وابن سعد في الطبقات (5: 350)، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث رواه الترمذي (2: 98) من طريق يزيد بن زريع عن رجاء، بهذا الإِسناد. وسيأتي أيضاً من رواية يزيد بن زريع (7009) من زيادات عبد الله بن أحمد. ورواه ابن حبان في الثقات (ص 462)، في ترجمة "رجاء"، من طريق هدبة بن خالد عن رجاء. وسيأتي من طريق هدبة (7008 م)، من زيادات عبد الله أيضاً. ورواه الحاكم في المستدرك (1: 456) من طريق عثمان عن رجاء، ولكن فيه: "حدثنا أبو يحيى رجاء بن يحيى"، وزعم الذهبي في تلخيصه أن هذا الطأ من عفان. ولكن ما سيأتي (7008، 7009) يدل على أن عفان رواه على الصواب، فالخطأ إذن ممن دونه من الرواة. ورواه الدولابي في الكنى (2: 166) مختصراً، من طريق يزيد بن زريع عن رجاء. قال الترمذي: "هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، قوله. وفيه عن أنس أيضاً. وهو حديث غريب". وليس هذا حديثاً غريبًا كما قال الترمذي، لم ينفرد رجاء أبو يحيى بروايته عن مسافع، بل رواه عنه أيضاً الزهري: فرواه الحاكم في المستدرك (1: 456) عن الأصم أبي العباس عن الربيع بن سليمان عن أيوب بن سويد عن يونس بن يزيد عن الزهري عن مسافع، بهذا الإِسناد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (5: 75) عن الحاكم، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: هذا حديث تفرد به أيوب بن سويد عن يونس. =

شيبة، سمعت عبد الله بن عمرو يقول: فأنشد بالله ثلاث، ووضعَ إصبعه في أذنيه: لَسَمعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهِو يقول: "إن الركن والمَقَام ياِقوتتان من ياقوت الجنة، طَمَس الله عز وجل نورهما، ولولا أنَّ الله طَمَس نورهما لأضَاءتَا مَا

_ = وأيوب ممن لم يحتجا به [يعني الشيخين]، إلا أنه من أجلة مشايخ الشأم". وقد جعل الحاكم هذا الإِسناد، إسناد أيوب، أصل الباب، وجعل إسناد رجاء أبي يحيى، الذي هنا في المسند، شاهدًا له. وتعقبه الذهبي، فقال في أيوب: "ضعفه أحمد". ولكنه ناقض نفسه!، فإن الحاكم روى حديثاً آخر (1: 483) من طريق أيوب هذا، وصحه ووافقه الذهبي، ولم يعقب عليه بضعف أيوب. وأيوب بن سويد الرملي: ليس ضعيفًا بمرة، بل ترجمه البخاري في الكبير (1/ 1 / 417)، وقال: يتكلمون فيه"، ولم يذكره في الضعفاء. وعندي أن أعدل ما قيل فيه، ما نقل. الحافظ في التهذيب عن ابن حبان في الثقات، قال "كان ردي الحفظ، يخطىء، يتقى حديثه من رواية ابنه محمد بن أيوب عنه، لأن أخباره إذا سبرت من غير رواية ابنه عنه، وجد أكثرها مستقيمة". ثم الحديث من رواية يونس عن الزهري لم ينفرد به أيوب بن سويد عن يونس، فرواه البيهقي (5: 75) من طريق أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري، قال: حدثني مسافع الجبي سمع عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله: "إن الركن والمقام من ياقوت الجنة، ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم، لأضاء ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي". وهذا إسناد صحيح إلى مسافع على شرط البخاري: فأحمد بن شبيب الحبطي: ثقة، من شيوخ البخاري، روى عنه في مواضع من صحيحه. وأبوه، شبيب بن سعيد الحبطى: ثقة، وثقه ابن المديني، وأخرج له البخاري في الصحيح،. وترجمه في الكبير (2/ 2/ 234)، وقال ابن عدي: "لشبيب نسخة الزهري، عنده عن يونس عن الزهري، أحاديث مستقيمة". فهذه الأسانيد، في مجموعها، ترفع شبهة الغلط في الحفظ، إن كان رجاء أبو يحيى أو أيوب ابن سويد أخطأ أحدهما في رفعه، بل لو أخطأ جميعًا، فقد رفعه ثقة ثالث، هو شبيب ابن سعيد. وقد ذكر الحافظ في الفتح (3: 269) الحديث، ونسبه لأحمد والترمذي، ونقل تصحيحه عن ابن حبان. ثم أعله بمثل ما قال الترمذي والذهبي، ولم يجمع باقى أسانيده. والحمد لله على التوفيق.

بينَ المشرق والمغرب". 7001 - حدثنا عفان حدثني يزيد بن زُرَيْعِ حدثنا حَبيب المعلِّم عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن أَعرابياً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن لي مالا ووالدًا، وإن والدي يريد أن يَجْتَاح ماليِ؟، قال: "أنت ومالك لوالدك، إنِّ أولادَكم من أطْيَب كَسْبكم، فكفوا من كسْب أولادِكم". قال أبوِ عبد الرحمنِ [هو عبد الله بن أحمد]: بلغني أن حبيبًا المعلم يقال له: "حبيب بن أبي بقِيَّة". 7002 - حدثنا عفان حدثنا يزيد حدثنا حَبيب. عن عمرو بن شعيبِ عن أبيه عن - جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يحضر الجمعةَ ثلاثة: فرجلٌ حضرها يَلْغو، فذاك حظُّه منها، ورجِل حضَرها بدعاءٍ، فهو. رجل دَعَا الله عز وجلِ، فإن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضَرها بإنصاتٍ وسكوت، ولم يَتَخطَّ رقبةَ مسلمٍ، ولم يؤذٍ أحدًا، فهي كفارةٌ إلى الجمعة التي تليها، وزيادة ثلاثة أيام، فإن الله يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}. 7003 - حدثنا عفان حدثنا همَّام حدثنا قتادة: عن شَهْرٍ عن

_ (7001) إسناد صحيح، وهو مكرر (6678). وقد أشرنا إليه هناك. وانظر (6902). (7002) إسناد صحيح، وهو مطول (6701)، وقد خرجناه وأشرنا إليه هناك. ونزيد هنا أن هذا المطول ذكره ابن كثير في التفسير (3: 144) من رواية ابن أبي حاتم عن أبي زرعة عن عبيد الله القواريري عن يد بن زريع، بهذا الإِسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور (3: 64 - 65)، ونسبه لابن أبي حاتم وابن مردويه فقط. قوله "يلغو"، هو فعل مضارع، وفي نسخة بهامش (م) "بلغو"، بالباء الموحدة في أوله، فتكون باء الجر، ويكون "اللغو"، مصدرًا. (7003) إسناد صحيح، وهو مكرر (6553). ومختصر (6974). وانظر تفضيل الكلام في ذلك، في (6197).

عبد الله بن عمرو، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر فاجلدوه، ومن شرب الثانيةَ فاجلدوه، ثم إن شرب الثالثةَ فاجلدوه، ثم إن شرب الرابعةَ فاقتلوه". 7004 - حدثنا عفان حدثنا حمَّاد بن سَلَمة حدثنا سعد بن إبراهيم عن حُمَيْد بن عبد الرحمن بين عَوف عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أكبر الكبائر عُقُوقُ الوالديْن"، قال: قيل: وما عقوق الوالدين؟، قال: "يَسبُّ الرجل الرجلْ فَيَسُبُّ أباه، ويسبُّ أُمَّه فيسبُّ أمَّه". 7005 - حدثنا عفان حدثنا حمّاد عن ثابت وداودَ بن أبي هند عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده، أن رسول الله قال: من قال في يومٍ مائتي مرة "لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو عليِ كل شىءِ قدير"-: لَم يَسْبقْه احِدٌ كانَ قبلَه، ولم يدركْه أحدٌ كان بعده، إلا بأَفْضلَ مِن عمله، يعني: إِلا من عمل بأَفضل من عمله. 7006 - حلاثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثني حسَّان بن عطية، قال: أَقبل ابوِ كبشَة السَّلُولي ونحن في المسجد، فقام إليه مكحول وابنُ أبي زكريّا وأبو بحرِيَّة، فقال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت

_ (7004) إسناده صحيح، وهو مكرر (6840). وانظر (6884). (7005) إسناده صحيح، وهو مكرر (6740). وإنظر (6961). (7006) إسناده صحيح، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي. والحديث مضى (6486، 6888) من طريق الأوزاعي، ولكن ليس في ذينك الطريقين قصة حضور مكحول وابن أبي زكريا وأبي بحرية حين سماع حسان بن عطية إياه من أبي كبشة السلولي. ومكحول: هو الشامي التابعي. وابن أبي زكريا: هو عبد الله بن أبي زكريا التابعي، كان من فقهاء دمشق، من أقران مكحول. وأبو بحرية - بسكون الحاء المهملة: هو عبد الله بن قيس الكندي التابعي، وهو مخضرم أدرك الجاهلية، ومات سنة 77. ْومات مكحول وابن أبي زكريا في آخر الجشرة الثانية من الملأنة الثانية، فهؤلاء من كبار التابعين يحتفون بأبي كبشهّ السلولي، دلالة أنه من قدماء التابعين وكبارهم.

رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بَلِّغوا عنِّي ولو آيةً، وحَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَجَ، ومن كذَب على متعمد فلْيتبوأ مقعدَه من النار". 7007 - حدثنا أبو اليَمَان حدثنا إسماعيل بن- عياش عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة عن عمرو بن شُعَيْب قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه أنه سمع النبي ع يقول: " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثهَ رَكْبٌ". 7008 - حدثنا يونس بن محمد حدثنا رجاء بن يحيى قال: حدثنا مُسَافع بن شَيْبة حدثنا عبد الله بن عمرو، وأدخل إصبعيه في أذنيه: لَسَمعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الحَجَر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمسَ الله نورهما، لولا ذلك لأضاءتَا ما بين السماء والأرض، أو ما بين المشرق والمغرب". كذا قال يونس "رجاء بن يحيى". وقال عفان. "رجاء أبو يحيى". 7008 - م قال عبد الله: وحدثناه هُدْبَة بن خالد قال حدثيا رجاء ابن صبيح أبو يحيى الحَرَشِي. والصواب "أبويحيى" كما قال عفان وهُدْبةُ ابن خالد.

_ (7007) إسناده صحيح، أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي. والحديث مكرر (6748). وقد أشرنا إليه هناك. (7008) إسناده صحيح، وهو مكرر (7000)، إلا أن يونس أخطأ في اسم شيخه، فجعله "رجاء ابن يحيى"، وهو رجاء أبو يحيى". كما بينا هناك، وكما بين هنا عقب الحديث. (7008 م) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهذا الإِسناد من زيادات عبد الله بن أحمد، كما هو ظاهر. ولكن وقع في (ح) "قال عفان"، بدل "قال عبد الله"!، وهو خطأ، يوهم أن أحمد رواه عن عفان عن هدبة بن خالد!، في حين أن الذي رواه عن هدبة هو عبد الله. ابن أحمد. وأثبتنا الصواب عن (ك م).

7009 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا القَوارِيري عُبيد الله بن عُمر حدثنا يزيد بن زُرَيْع حدثنا رجاء أبو يحيى، فذكر مثله. 7010 - حدثنا على بن إسحق أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن عُلىَّ بن رَبَاح سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن النبي، قال: "إنَّ أهل النار كلُّ جَعْظرِيّ جَوّاظٍ مسْتكبر، جَمَّاع منَّاع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون". 7011 - حدثنا أبو أحمد حدثنا يونس بن الحرث عن عمرو بن

_ (7009) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد، أيضاً. (7010) إسناد صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك. والحديث مطول (6580.)، وقد أشرنا إليه هناك، وذكرنا أن الهيثمي نقل هذا المطول في الزوائد (10: 393) وانظر صحيح ابن. حبان بشرحنا (رقم 71) من حديث أبي هريرة. (7011) إسناد صحيح، يونس بن الحرث الثقفي الطائفي: ضعفه أحمد وابن معين، بل قال ابن معين: "لا شيء"، ولكن قال أبو داود: "مشهور، روى عنه غير واحد"، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 409 - 410) فلم يذكر فيه جرحاً، ولم يذكره في الضعفاء، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 235 - 236)، قال: "وعن عمرو بن شُعيب عن أبيه: أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -". إلخ ثم قال: "رواه أحمد، وهو مرسل. وفيه يونس بن الحرث، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أحمد وغيره. ولا أدري ما معنى قوله "خشية أن يصد عن البيت" وهو في حجة الوداع!، والله أعلم. والظاهر من هذا أن نسخة المسند التى نقل عنها الهيثمي، كان فيها: عن عمرو بن شُعيب عن أبيه"، فقط. فلذلك جزم الهيثمي بأنه حديث مرسك. ولو صح هذا لكان كما قال. ولكن الثابت هنا في الأصول الثلاثة: "عن أبيه عن جده". ليس فيها اشتباه. ولقد خشيت بادىء ذي بدء أن يكون قوله "عن جده"، زيادة وقعت خطأ من الناسخين، ساروا فيها على الجادة. على بعد ذلك في المسند: أن لا يروي فيه الإمام. شيئاً من المراسيل، إلا ما ندر، ولسبب خاص. ثم وجدت ما يؤيد صحة الأصول الثلانة، وخطأ النسخة التى نقل منها الهيثمي: فقد نقل الحافظ ابن كثير، في التاريخ (5: 136 =

شعيب. عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنماْ قرَن خشيَة أن يُصَدَّ عن البيت، رقال: "إن لم تكن جة فعُمرة". 7012 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس وحسين بن محمد قالا

_ = - 137)، هذا الحديث عن المسند، وكتبه تحت عنوان: "حديث عبد الله بن عمرو". ثم ذكره بهذا الإِسناد، وفيه: "عن عمرو بن نجيب عن أبيه عن جده". ثم قال ابن كثير: "وهذا حديث غريب سندًا، ومتنًا، تفرد بروايته الإمام أحمد وقال أحمد، في يونس بن الحرث الثقفي هذا: كان مضطرب الحديث: وضعفه. وكذا ضعفه يحيى بن معين، في رواية عنه، والنسائي. وأما من حيث المتن، فقوله "إنما قرن رسول الله خشية أن يصد عن البيت" - فمن الذي كان يصده عليه السلام عن البيت؟، وقد أطد الله له الإسلام، وفتح له البلد الحرام، وقد نودى برحاب مني أيام الموسم في العام الماضي: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان. وقد كان معه عليه السلام في حجة الوداع قريب من أربعين ألفًا. فقوله "خشية أن يصد عن البيت"؛ ما هو بأعجب من قول أمير المؤمنين عثمان، لعلي بن أبي طالب، حين قال له علي: لقد علمت أنا تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أجل ولكنا كنا خائفين!، [انظر ما مضى في مسند عثمان (432)، وفي مسند على (756)، ولست أدري علام يحمل هذا الخوف؟!، ومن أبي جهة كان؟!، إلا أنه تضمن رواية الصحابي لما رواه، وحمله على معنى ظنه. في رواه صحيح مقبول،، وما اعتقده ليس بمعصوم فيه، فهو موقوف عليه، وليس بجة على غيره، ولا يلزم منه رد الحديث الذي رواه. وهكذا قول عبد الله بن عمرو، لو صح المسند إليه. والله أعلم". وهذا تحقيق جيد ممتاز، من الحافظ ابن كثير، رحمه الله. وقد وقع في النسخة المطبوعة من التاريخ، بعض هنات مطبعية في هذا الموضع، صحناها أثناء نقل كلامه. (7012) إسناده صحيح، وقد تكررت معانيه فيما مضى، مطولة ومختصرة، إلا قوله "لا شغار في الإسلام". في مضى من معانيه (6681، 6692، 6716، 6730، 6917، 6933، 6970، 6992). وأما قوله "لا شغار في الإسلام، فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 266)، بلفظ: "قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا شغار في الإسلام". وقال: =

حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله ابن عَيّاش بن أبي ربيعة عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناسَ عامَ الفتح، على درجة الكعبة، فكان فيما قال: بعدَ أنْ أثنى على الله، أنْ قال: "يا أيها الناس، كل حلْفٍ كان في الجاهلية لم يَزدْه الإسلام إلا شدةً، ولا حلف في الإسلام، ولَا هجرة بعد الفتح، يَدُ المسلمين واحدةٌ على مَنْ سواهَم تتكافأ دماؤهُم، ولا يُقْتل مؤمنٌ بكافر، وديةُ الكافرِ كنصف دية المسلم، ألا ولا شغارَ في الإسلام، ولا جنَبَ ولا جَلَبَ، وتؤخذ صدَقاتهم في ديارهم، يُجيرُ عَلى المسلمين أدناهم، ويَرَدُّ على المسلمين أقْصاهم"، ثم نزل. وقال حسينَ: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 7013 - حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن مَطر عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "في المَوَاضِح خمْسٌ خمْسٌ من الإبل، والأصبعُ سواء، كلُّهن عَشْرٌ عَشْرٌ من الإبل". 7014 - حدثنا مؤمَّل حدثنا حمَّاد عن قَتادة عن شَهْر عن عبد الله ابن عمرو، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "المقتول دون ماله شهيد".

_ = "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، خلا ابن إسحق، وقد شرح بالتحديث". والحافظ الهيثمي يشير بهذا الى ما سيأتي بإسنادين من طريق ابن إسحق (7026، 7027). ثم إنه فاته أن يشير إلى هذه الطريق التي ليس فيها ابن إسحق. وقد مضى النهي عن الشغار أيضاً من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب (4526، 4692، 4918، 5289، (7013) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. مطر: هو الوراق. والحديث مختصر (6933). (7014) إسناده صحيح، وهو مكرر (6956).

7015 - حدثنا مروان بن شُجَاع أبو عَمرو الجَزري حدثني إبراهيم بن أبي عَبْلَة العُقيْلي، من أهل بيت المقدس، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، قال: الْتقى عبدُ الله بن عُمَر وعبد الله بن عمرو بن العاصي على المَرْوَة، فتحدّثا، ثم مضَى عبد الله بن عمرو، وبقى عبد الله بن عمر يبكي، فقال له رجلِ: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟، قال: هذا، يعني عبد الله بن عمرو، زعَمَ أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَن. كان في قلبه مثقالُ حبة من خردلٍ من كِبْرٍ، أكَبَّه الله على وجهه في النار". 7016 - حدثنا عبد القدوس بن بهر بن خُنيس أبو الجَهْم أخبرنا الحجَّاج عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل صلاة لا يُقْرأ فيها فهي خِدَاج، ثم خِدَاج، ثم خِدَاج".

_ (7015) إسناده صحيح، إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي الشامي: ثقة، من شيوخ مالك والليث وغيرهما، وثقه ابن معين وابن المديني والنسائي وغيرهم، وأخرج له الشيخان، وهو من صغار التابعين، سمع ابن عمر، كما جزم بذلك البخاري في الكبير (1/ 1/ 310 - 311)، وله ترجمة في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين (ص 16)، ونسب فيها أنه "العقيلي"، كما هنا، وفيها أيضاً أنه توفي سنة 152 بفلسطين. والحديث مكرر (6526) بنحوه، من وجه آخر. وقد أشرنا إلى هذا هناك. قوله "أكبه الله على وجهه": هكذا هو في الأصول الثلاثة، بالهمزة، رباعي. وبهامش (م) ما نصه: "كذا في نسخ: أكبه. وفى نسخة: كبه الله. وهو المشهور". وهذا إشارة إلى ما في المعاجم، من أن الثلاثي من هذا الفعل متعد، والرباعي لازم. قال في اللسان: "وكَبه لوجهه، فانكَبَّ أي صرعه. وأكَبَّ هو على وجهه. وهذا من النوادر، أَن يقال: أفعَلْتُ أَنا، وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ اللهُ عدوّ المسلمين، ولا يقال أكبَّ". هذا هو المشهور. ولكن الرباعيِ منه ثابت متعديًا، والثلاثي منه ثابث لازمًا أيضاً. ففي القاموس: "كَبَّ: قَلَبَهَ وصَرَعه، كأكبهُ وكبْكَبَه فأكبَّ، وهو لازم مُتَعَدٍّ". (7016) إسناده صحيح، الحجاج: هو ابن أرطأة. والحلإيث مكرر (6903).

7017 - حدثنا زيد بن الحُبَاب أخبرني موسى بن عُلَي قال: سمعت. أبي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تَدْرون مَنْ المسلم؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، قال: "تَدْرون من المؤمن؟ "، قالوا: الله، يعني، ورسوله أعلم، قال: "من أمِنَه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم،. والمهاجر من هَجَر السوء فاجتَنَبَه". 7018 - حدثنا علي بن عاصم أخبرنا دُوَيد الخراساني، والزُّبير بن عَديّ قاعدٌ معه، قال: أخبرنا عمروْ بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: قلتَ: يا رسول الله، إنّا نسمع منك أحاديثَ لا نحفظها، أفَلا نكتبها؟، قال: " بَلى، فاكتبوها". 7019 - حدثنا علي بن عاصم عن الُمثَنَّى بن الصباح عن عمرو

_ (7017) إسناده صحيح، وهو مكرر (6925) بهذا الإِسناد. وانظر (6983). (7018) إسناده ضعيف، لجهالة راويه. دويد الخراساني: ترجمه الحسيني في الإكمال (ع 34)، وقال: "مجهول". ولم يترجمه الحافظ في التعجيل. وذكره الذهبي في المشتبه (ص 204)، قال: "دويد بن طارق: روى عنه علي بن عاصم". و "دويد": بالدالين المهملتين والتصغير. وقد مضى معنى الحديث، مطولا ومختصرًا، بأسانيد صحاح، منها (6510، 6930). (7019) إسناده حسن، من أجل المثني بن الصباح، كما بينا في (6919). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1: 97)، وقال: "رواه أحمد، والطبراني في الصغير والأوسط، إلا أنه قال: كفر بامرئ. وهو من رواية عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده". وروى ابن ماجة معناه بنحوه (2: 87)، من طريق سليمان بن بلال عن يحيى ابن سعيد عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "كفر بامرئ ادعاء =

ابن شُعيب عن أبيه عن جده، قالِ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُفْرٌ تَبرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وإنْ دَقَّ، أو ادِّعاءٌ إلى نسبٍ لا يعْرفُ". 7020 - حدثنا محمد بن يزيد الواسطي أخبرنا محمد بن إسحق عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك أشياءَ، أفَأكُتبها؟، قال: "نعم"، قلت: في الغضب والرضا؟، قال: "نعم، فإني لا اقول فيهما إلا حَقًا". 7021 - حدثنا عبد الوهاب حدثنا سعيد عن حسينًا المعلّم، قال: يعني عبد الوهاب: وقد سمعته منه، يعني حسينًا، عن عمرو بن شُعيب [عن أبيه] عن جده، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفَتِل عن يمينه وعن شماله، ورأيته يصلي حافيًا ومُنْتَعلا، ورأيته يصوم في السفر ويفطر، ورأيته يشرب قاعدًا وقائمًا. 7022 - حدثنا عبد الوهاب حدثنا حسين عن عمرو بن شُعيب

_ = نسب لا يعرفه، أو جحده، وإن دق". ونقل شارحه عن زوائد البوصيري: "هذا الحديث في بعض النسخ دون بعض، ولم يذكره المزي في الأطراف. وإسناده صحيح. وأظنه من زيادات ابن القطان". يريد أبا الحسن على بن إبراهيم القطان، راوي السنن عن ابن ماجة. وانظر (6834). قوله "وإن دق": يعني وإن ضؤل وحقر. (7020) إسناده صحيح، وقد مضى (6930) من رواية يزيد بن هرون ومحمد بن يزيد، كلاهما عن ابن إسحق، بهذا الإِسناد وأشرنا إلى هذا الإِسناد هناك. ومضى نحو معناه مختصراً بإسناد آخر ضعيف (7018). (7021) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. وقوله [عن أبيه]، سقط من (ح م)، وأثبتناه من (ك)، وهو الصواب الموافق للروايات الماضية. والحديث مكرر (6627، 6928). (7022) إسناده صحيح، وهو مطول (6747) بهذا الإِسناد. وقد خرجناه هناك. قوله ولا =

عن أبيه عن جده: أن رجلاً سأل النبي - صلي الله عليه وسلم -، فقال: ليس لي مال، ولي يتيمِ؟، فقال: "كُلْ من مال يتيمك، غير مُسرف ولا متأثل مالا، ومن غير أَنْ تقِىَ مالَك"، أو قال: "تَفْدِىَ مالَك بماله"، شَكَّ حسينٌ. 7023 - حدثنا عَبيدَةُ بن حُميد أبو عبد الرحمن حدثني عطاءُ ابن السائب عن أبيه عن عَبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم-: يا "عبد الله بنَ عمرو في كم تقرُأ القرآن؟ "، قال: قلت: في يومي وليلتي، قال: فقال لي: "ارْقدْ، وصَلِّ، وارقُدْ، واقرأه في كل شهر"، قال: في زلتُ أُناقصُه ويُناقصُني، إلى أَن قال: "اقرأه في كل سبع ليال"، قال أبي: ولم أَفْهَم، وسَقَطَتْ علىَّ كلمةٌ، قال ثم قال: قلت: "إني أصوم ولا أفطرِ؟ "، قال: فقال لي: "صُمْ وأفطر، وصمْ ثلاثة أيام من كل شهر"، في زلتُ أُناقصُهُ ويُنَاقِصني، حتى قال: صمْ أحبَّ الصيام إلى الله عز وجل، صيامِ داوَد، صُمْ يوم وأفطرْ يوماً، فقال عبد الله بن عمرو: ولأنْ أكونَ قَبلْت رخصة

_ = متأثل، بتشديد الثاء المثلثة المكسورة، قال ابن الأثير، قال ابن الأثير: "أي غير جامع. يقال: مال مؤثل، ومجد مؤثل (بفتح الثاء المشددة فيهما)، أي مجموع ذوأصل". نقله ابن كثير في التفسير 2: 352 عن هذا الموضع وعنده (غير مسرف ولا مبذر ولا متأثل مالاً). (7023) إسناده حسن، عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن الكوفي، المعروف بالحذاء: سبق توثيقه (868)، ولكن لم يذكرفيمن سمع من عطاء قديمًا، بل هو من طبقة جرير بن عبد الحميد، الذين سمعوا من عطاء بعد تغيره. و"عبيدة": بفتح العين المهملة وكسر الباء وفي آخره الهاء، ووقع في (ح) "عبيد" دون هاء، وهو خطأ، صححناه من (ك م). والتراجم. و"حميد": بالتصغير. والحديث مكرر (6876) بنحوه. وهو أحد روايات هذه القصة، التي مضت مطولة (6477). وانظر (6921، 6951). قوله "إلى أن قال"، في نسخة بهامث (م) "حتى قال". =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أحَبُّ إلى من أن يكون لي حمْرُ النَّعَمِ، حَسِبْته شَكَ عبِيدَةُ. 7024 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عمرو بن شُعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن أبيه عنِ جده، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لا جَلَب ولا جَنَب، ولا تُؤخذُ صدَقاتُهم إلا في دورهم". 7025 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني أبو سفيان الحَرَشِي وكان ثقةً فيما ذكر أهلُ بلاده عن مسلم بن جُبَيْر مولى ثقيف، وكان مسلم، رجلاً يؤخذ عنه، وقد أدرك ش سَمِع، عن عمرو بن حَرِيش الزُبيدي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قلت: يا أبا محمَّد، إنّا بأرضِ لسنا نَجدُ بها الدينارَ والدرهم، وإنما أموالنا المواشي، فنحنِ نَتَبَايَعُها بيننا، فنبتاعُ البقرَةَ بالشاة نَظِرَةً إلى أجل، والبعير بالبَقرات، والفَرسَ بالأباعر، كل ذلك إلى أجَل، فهل علينا في ذلك عن بأسِ؟ فقال: على الخَبير سَقَطْتَ: أمرني رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن أبعث جيشاً عَلى إبل كانتْ عندي،

_ = والذي يقول "ولم أفهم، وسقطت على كلمة"، هو الإمام؟ حمد رحمه الله. ولذالك قال في آخر الحديث: "حسبته شك عبيدة". يعني أن عبيدة بن حميد لم يوضح كلامه في هذا الموضع، فلم يفهم أحمد عنه ما قال، فضاعت كلمة أو جملة مما سمع من شيخه. والظاهر أنها في الترخيص له بقراءة القرآن في ثلاث، كما مضى في روايات كثيرة. والواو في قوله "ولم أفهم"، وضع عليها في (م) علامة نسخة. (7024) إسناده صحيح، وهو مختصر (6692). وانظر (7012). (7025) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه (6593)، من رواية جرير بن حازم عن محمَّد بن إسحق. وفصلنا القول هناك في تخريج الروايتين وشرحهما. في قوله "الإبل قد نفدت"، في نسخة بهامش (م) زيادة "إن" فتقرأ: "إن الإبل".

قال: فحملتُ الناسَ عليها، حتى نَفدَت الإبل، وِلَقيَتْ بقيَّةٌ من الناس قال: فقلت لرسول الله - صلي الله عليه وسلم -: يا رسول الله، اَلإبلُ قد نفدتْ، وقد بقيتْ بقية من الناسِ لا ظَهْرَ لهم؟، قال: فقال لي رسوِل الله:"ابْتَعْ علينا إبلاً بقَلائص من إبل الصدقة إلى مَحِلها، حتى تُنَفِّذ هذا البَعْثَ"، قال: فكنتُ أبتاعُ البعيرَ بالقَلُوصَيْن والثلاث مني إبل الصدقة إلى محلها، حتى نَفذْتُ ذلك البَعْثَ، قال: فلما حَلَّتِ الصَدقةُ أدَّاها رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 7026 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عنِ ابن إسحق، قال: ذَكر عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: قضى رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم - في عَقْل الجَنين إذا كان في بطن أمه، بغرَّةٍ، عبدٍ أو أمَّة، فَقَضى بذلك في امرأة حَمَل بن مالك بن النابغة الهُذَلي. 7026 م- وأن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا شِغَارَ في الإِسلام". 7027 - حدثنا يعقوبُ وسعد قالا حدثنا أبي عن ابن إسحق، يعني محمداً، حدثني عبد الرحمن بن الحرث عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: قضى رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا شِغَارَ في الإِسلام". 7028 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمَّد بن إسحق، قال:

_ (7026) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 299)، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن إسحق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وقد مضت قصة حمل بن مالك، في مسند ابن عباس (3439)، وشرحناها هناك. (7026 م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وقد مضى نحوه أثناء الحديث (7012). وقوله "وأن النبي -صلي الله عليه وسلم -، في نسخة بهامش (م): "رسول الله". (7027) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد أشرنا إليه أيضاً في (7012)، وأشرنا أيضاً إلى أن الحافظ الهيثمي ذكره في الزوائد (4: 266). (7028) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد (6: 280)، وقال: "رواه أحمد من طريق ابن =

وذَكر عمرو بنِ شُعيب عنِ أبيه عن جده، قال: قَضَى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في وَلَد المُتَلاعنين، أنه يرثُ أُمَّه، وترِثُه أُمُّه، ومن قَفَاها به جُلِدَ ثمانين، ومن دعاهَ وَلَدَ زنًا جلدَ ثمانين. 7029 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن أبيه عن حُمَيْد بن عبد الرحمن سمعت عبد الله بن عمرو يقول، قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه"، قالوا: يا رسول الله؟ وكيف يلعن الرجل أبَويْه؟ قال: "يَسُبُّ الرجلُ الرَجلَ، فيسبُّ أباه، ويسبُّ الرجلُ أمه فيسبُّ أمَّه". 7030 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز، يعني ابن المطلب المخزومي، عن عبد العزيز [بن عُمَرَ بن عبد العزيز] عن عمرو بن شُعَيْب السَّهْمِي عن أبيه عن جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، أنه قال: "من قُتل دونَ ماله فهو شهيد". 7031 - حدثنا يعقوب حدثنا عبد العزيز بن المطَّلب عن عبد الله

_ = إسحق، قال: وذكر عمرو بن شُعيب، فإن كان هذا تصريحا بالسماع فرجاله ثقات، وإلا فهي عنعنة ابن إسحق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات". قوله "ومن قفاها به": أي رماها. يقال: "قفا فلان فلان يقفوه"، إذا قذفه ورماه بما ليس فيه. (7029) إسناده صحيح، وهو مكرر (6529، 6840). وانظر (7004) بنحو معناه. (7030) إسناده صحيح، عبد العزيز بن المطلب المخزومي: هو عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب. عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: سبق توثيقه (4781). وزيادة (بن عمر بن عبد العزيز) ثابتة في (ك م). ولم تذكر في (ح)، والظاهر أن حذفها خطأ مطبعي فقط. والحديث سبق مراراً بأسانيد صحاح، من أوجه مختلفة، منها (6522، 7014). وانظر (6913). (7031) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد مضى مراراً من رواية عبد الله بن حسن عن =

ابن حَسَن بن حَسَن عن إبراهيم بن محمَّد بن طلبة التيْمي بن عبد الله ابن عمرو بن العاصي، مثلَ ذلك. 7032 - حدثنا يعقوب حدثني أبي عن صالح قال ابن شهاب: حدثني عيسى بن طلبة بن عُبيد الله أنه سمع عمرو بن العاصي يقول: وقف رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوم النحْر علي راحلته، فطِفق يسألونَه، فيقول القائل منهمِ: يا رسول الله؟ إني لم أكن أشْعر أن الرمي قبل النحْر، فَنَحَرْت قبل أن أرمي؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ارْمِ ولا حرج"، وطفق آخر فقال: يا رسول الله؟ إني لم أشْعر أن النحر قبل الحَلْق، فحلقْت قبل أن أنْحَرَ؟ فيقول رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "انْحَرْ ولا حَرَج"، قال: فما سمعته يومئذ يسْئَل عن أمر مما ينسَى الإنسان أو يَجْهَل، من تقِديم الأمور بعضِها قبلَ بعضٍ، وأشباههِا، إلا قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "افْعَله ولا حرج". 7033 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمَّد بن إسحق، فذكَر حديثاً قال ابن إسحق: وذكَر عمرو بن شُعيب بن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبيه عن جده، قال: (1) قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من قَتَل مؤمنا متعمدا فإنه يدْفَع إلى أولياء القَتيل، فإن شاؤا قَتَلوا، وإن شاؤا أخذوا الدية، وهي ثلالون. حقة، وثلاثون

_ = إبراهيم بن محمَّد بن طلبة، منها (6823، 6829). (7032) إسناده صحيح، وهو مكرر (6887)، ومطول (6957). (7033) إسناده صحيح، وهو حديث طويل، اشتمل على أحكام جمة عظيمة، تقدم كثير منها بأسانيد متعددة، من هذا الوجه ومن غيره. وأشرنا إليه فيها أو في بعضها مراراً. ولم نجده تاما بهذه السياقة في غير المسند. ففصلنا أحكامه إلى اثنى عشر قسما مرقمة، ليسهل الإشارة إلى تخريج كل قسم منها في رقمه، إن شاء الله: (1) - مضى (6717) بنصه، من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى عن =

جَذَعَة، وأربعوِد خَلفة، فذلك عَقْلُ العَمْد، وما صالحوا عليه من شيءٍ فهو لهم، وذلك شدِيدُ اَلعَقْل. (2) وعَقْل شبْه العَمْد مغلَّظَةٌ مثلُ عَقْل العمد، ولا يُقْتَلُ صاحبُه، وذلك أنْ ينزِغَ الشَيطانُ بين الناس، فتكونَ دماءٌ في غير ضغينةٍ ولا حَمْل سلاحٍ". (3) فإن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: يعني: مَنْ حَمَل علينا السِّلاح فليس منَّا، ولا رَصَدَ بِطَرِيقٍ. (4) فمن قتِل على غير ذلك فهو شبْهُ العمد، وعَقْلُه مغلظَةٌ، ولا يُقْتَل صاحبه، وهو بالشهر الحرام، وللحرمة وللجار.

_ = عمرو بن شُعيب، بهذا الإِسناد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى، موجز، ومع الحكم التالي لهذا، ومفردًا، بثلاثة أسانيد (8: 60،70، 71 - 72)، كلها من طريق محمَّد ابن راشد عن سليمان بن موسى. وقوله "وذلك شديد العقل"، هو الثابت في (ح م)، وفي الرواية الماضية "تشديد"، وهي هنا نسخة بهامش (م). وكانت في (ك) "شديد"، ثم ألصق كاتبها تاء في أول الشين، وأثر التكلف في إلصاقها واضح. والمعنى صحيح عليهما كليهما. (2) - مضى بنحوه (6718)، من طريق محمد بن راشد عن سليمان بن موسى، وذكرنا هناك أنه رواه أبو داود من ذلك الوجه. ونزيد هنا أنه رواه البيهقي أيضاً (8: 70) من طريق محمَّد بن راشد وانظر أيضا ما مضى (6533، 6552). (3) - مضى (6724) مختصرًا. (6742) مطولا، من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان، وسيأتي مطولا أيضاً (7088) من طريقه. (4) - مضى أيضاً، ضمن (6742). وسيأتي مختصراً، ضمن (7088). وقوله "وعقله مغلظة"، في (ك م) (مغلظ، وما هنا هو الثابت في (ح) ونسخة بهامش (م). وقوله "وهو بالشهر الحرام، وللحرمة وللجار"، هكذا ثبت في الأصول الثلاثة، ومعناه: وهو شبيه بالشهر الحرام، إلخ. والرواية الماضية أوضح: "وهو كالشهر الحرام، للحرمة والجوار".

(5) ومن قُتِل خطأ فديتُه مائةٌ مِن الإبل، ثلاثون ابنةُ مَخَاض، وثلاثون ابنةُ لَبُون وثلاثون حِقَّة، وعَشْرُ بكَارة بنِي لبُونٍ ذُكورٍ. (6) قال: وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُقيمُها على أهل القرى أربعمائة دينار، أو عَدْلَها من الِوَرق، وكان يُقيمُهاَ على أثْمان الإبل، فإذا غَلَتْ رَفَعَ في قيمَتها،. وإذا هَانتْ نَقَصَ من قَيمتها، على عَهْد الزمان ما كان، فبلغَتْ على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ما بين أربعمائة دينار إلى ثمانَمائة دَينار، وعَدها من الوَرق ثمانية آلاف درهم. (7) وقَضَى أنَّ مَنْ كان عقْله على أهل البقر، في البقر مائتي بقرة،

_ = (5) - مضى مطولاً ومختصرًا (6719،6663، 6743)، كلها من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى. وكذلك رواه البيهقي (8: 74) من تلك الطريق. وقوله "وعشر بكارة" إلخ. البكارة بكسر الباء وتخفيف الكاف: جمع "بكر"، بفتح الباء وسكون الكاف، وهو الفتى من الإبل. قال الجوهري: "جمع البكر: بكار، مثل: فرخ وفراخ، ودكارة أيضاً، مثل: فحل وفحالة". (6) - هذا الحكم لم يسبق فيما مضى. وسيأتي أيضاً ضمن الحديث (7090)، من رواية محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شُعيب عن أييه عن جده. وقد رواه أبو داود ضمن حديث طويل (4564/ 4/313 - 314 عون المعبود)، ورواه البيهقي في السنن الكبرى (8: 77) ضمن حديث - كلاهما من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى. وقوله "يقيمها على أهل القرى": أي يقومها. وهذا الاستعمال نادر، وقد فصلنا القول في مثله في حديث آخر لعبد الله بن عمر بن الخطاب (5545). وقوله "وإذا هانت": أي رخصت قيمتها. ففي اللسان (17: 330) عن الكسائي. قال: "قال رجل من العرب لبعير له: ما به بأس غير هوانه. يقول: إنه خفيف الثمن". وقوله "أو عدلها"، العدل، بفتح العين وكسرها: المثل. (7) - وهذا الحكم لم يسبق فيما مضى أيضاً. ورواه أبو داود البيهقي: مع الحكم الذي قبله. ورواهما أبو داود قبل ذلك (4542/ 4: 307 - 308 عون المعبود)، من طريق حسين المعلم عن عمرو بن شُعيب عن أبيه جده. ولكنه جحل تقويم الدية بالدنانير والدراهم مرفوعًا، وجعل الدية بالبقر والشاء من عمل بن الخطاب.

وقَضَى أنّ مَنْ كان عَقْلُه على أهل الشاء، فألْفَىْ شَاةٍ. (8) وقَضَى في الأنف إذا جُدعَ كَلُّه، بالعَقْل كاملاً، وإذا جُدعت أرْنَبَتُه، فنِصْف العَقْل. (9) وقَضَى فيِ العين نصفَ العقل، خمسين من الإبل، أو عدْلَها ذَهَبًا أوْ وَرِقًا، أو مائة بقرةٍ:، أو ألْفَ شاةٍ. (10) والرِّجْلُ نصف العقل، واليدُ نِصْفُ العقل. (11) والمأمَومَةُ ثُلُثُ العقل، ثلاثٌ وثلاثون من الإبل، أبي قيمتُها من

_ (8) - سيأتي ضمن الحديث (7092)، من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى. ورواه أبو داود ضمن الحديث (4564) الذي أشرنا إليه آنفًا. ورواه البيهقي أيضاً (88:8) من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان. (9) - سيأتي أيضاً ضمن الحديث (7092)، ولم أجده في غير هذا الموضع من هذا الوجه. ورواه النسلائي (2: 251) من طريق العلاء بن الحرث عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: "أن رسول الله قضى في العين العوراء السادة لمكانها إذ طمست بشك ديتها". وهذا الحديث رواه أبو داود (4567/ 4: 315 عون المعبود) من طريق العلاء ابن الحرث، بهذا الإِسناد، مختصراً، بلفظ: "قضى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في العين القائمة السادة لمكانها بثلث الدية". فروية أبي داود موهمة، ورواية النسائي مفسرة بينة: أن ثلث الدية إنما هو في العين العوراء القائمة، أما العين السليمة ففيها نصف الدية، على ما جاء في هذا الحديث، وفي أحاديث أخر. (10) - سيأتي الحديث (7092)، من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى. ورواه أبو داود ضمن الحديث الطويل (4564). والبيهقي مختصراً (8: 91)، كلاهما من طريق محمَّد بن راشد أيضاً. (11) - لم يسبق من أحكامه إلا حكم "الموضحة"، مضت بلفظ الجمع: "المواضح"، في (6681، 6772، 6933، 7013). وسبق تفسيرها في أولهما، وقد رواه أبو داود (4566/ 4: 315 عون المعبود)، والترمذي (2: 304). كلاهما من طريق حسين المعلم عن عمرو بن شُعيب وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح. وأما حكم =

الذهب، أو الوَرِق، أو البقرِ، أو الشاء، والجَائفَة ثُلُث العقل، والمُنَقِّلةُ خَمْسَ عَشْرَة من الإبل، والمُوضِحةُ خمس من الإبلَ. (12) والأسنان خمسٌ من الإبل. 7034 - قال: وذكر عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده،

_ = "المأمومة والجائفة"، فقد رواه أبو داود (4564) ضمن الحديث المطول الذي أشرنا إليه مراراً. ورواه أيضًا البيهقي (8: 83)، كلاهما من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان ابن موسى عن عمرو بن شُعيب. و "المأمومة": هي الشجة التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. ويقال لها "الآمة" أيضاً، بمد الهمزة وتشديد الميم المفتوحة. و"الجائفة": هي الطعنة التي تنفذ إلى الجوف. و"المنقلة"، بضم الميم وتشديد القاف المكسورة: هي التي تخرج منها صغار العظام. وتنتقل عن أماكنها. وقيل: التي تنقل العظم، أي تكسره. قال ذلك كله ابن الأثير. (12) - مضى ضمن الحديث (6711)، من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى. ورواه أبو داود (4563/ 4: 313 عون المعبود) عن طريق حسين المعلم عن عمرو بن شُعيب. ورواه أيضاً ضمن الحديث الطويل (4564) من طريق محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسى. (7034) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. ورواه الدارقطني (ص 325) من طريق محمَّد بن حمران عن ابن جُريج عن عمرو بن شُعيب". به. ورواه البيهقي (67:8 - 68) من طريق الدارقطني بإسناده. وقال البيهقي: "وكذلك رواه مسلم بن خالد عن ابن جُريج". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 295 - 296)، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات": وذكره المجد في المنتقى (3933)، والحافظ في بلوغ المرام (3: 328 من سبل السلام)، ونسباه لأحمد والدارقطني. وذكره الزيلعي في نصب الراية (4: 376 - 377) عن المسند، ولكنه ذكر له طريقين فيه، فقال: "روى أحمد في مسنده عن ابن جُريج عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده" إلخ، ثم قال: "ورواه أحمد أيضاً من طريق ابن إسحق" إلخ. أما طريق ابن إسحق، فها هي ذي أمامنا. وأما طريق ابن جُريج، فلم أجدها في المسند بعد طول التتبع. فإما هي في موضع آخر لبم أتبينه، وإما وهم الزيلعي فأخطأ.

قال: قَضَى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في رجل طَعَن رجلاً بقَرْن في رِجْله، فقال: يا رسول الله؛ أقدْني، فقال له رِسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَعْجَل، حتى يَبْرَأ جُرْحُكٍ"، قال: فأبَى اَلرَجل إلا أن يَسْتقيد، فأقاده رسول الله -صلي الله عليه وسلم - منه، قال: فَعَرِج المُسْتقِيد، وبَرِأ المسْتَقَادُ منه، فأَتَى المُسْتَقِيد إلى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ الله؛ عَرَجْتُ وَبَرَأَ صَاحِبِي؟! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- " أَلَمْ آمُرُكَ أَنْ لاَ تَسْتَقِيدَ حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ فَعَصَيْتَنِي! فَأَبْعَدَكَ الله وَبَطَلَ جُرْحُكَ! ". ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ الرَّجُلِ الَّذِى عَرَجَ مَنْ كَانَ بِهِ جُرْحٌ أَنْ لاَ يَسْتَقِيدَ حَتَّى تَبْرَأَ جِرَاحَتُهُ فَإِذَا بَرِئَتْ جِرَاحَتُهُ اسْتَقَادَ. 7035 - حدثنا يعقوب سمعتُه يحدِّث، يعني أباه، عن يزيد بن

_ (7035) إسناده صحيح، على ما فيه من خطأ من بعض الرواة فيما يظهر لي. يزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي المدني، سبق توثيقه (821). ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 4/ 344). وقوله في الإِسناد هنا "عن عمرو بن شُعيب. عن أبيه محمَّد بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو: فيه خطأ يقين، ممن هو؟ لا ندري. فإن الثابت - كما قلنا مراراً - أن "محمد بن عبد الله بن عمرو" مات شابًا، وأن عبد الله ابن عمرو هو الذي ربي حفيده شعيبًا، ولذلك كان شُعيب يدعوه أباه، كما مضى في كثير من الروايات. فلا يمكن إذن أن يدرك عمرو بن شُعيب جده "محمَّد بن عبد الله" الذي مات وترك ابنه "شعيبًا" صغيرًا. ثم إن محمَّد بن عبد الله بن عمرو لم تعرف له رواية، إلا روايات ذكرها الحافظ في التهذيب (9: 266 - 268)، وبان من كلامه فيها أنها من اختلاف بعض الرواة على بعض، وأن صحتها كلها "عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده"، على الجادة. وقال الحافظ أيضاً: وقد ذكره ابن حبان في الثقات [يعني محمَّد بن عبد الله]، وقال: يروي عن أبيه، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن محمَّد ابن عبد الله عن أبيه. ولا أعلم بهذا الإِسناد إلا حديثاً واحدًا، من حديث ابن الهاد عن عمرو بن شعيب. وهذا الذي نقله الحافظ عن ثقات ابن حبان -: هو في كتاب الثقات (ص 322). ولم يبين ما هذا الحديث المشار إليه، ولكن قال الحافظ. عقب كلامه: "وقد أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه". ولا أستطيع أن أجزم بأي الأحاديث هو، حتى أراه في صحيح ابن حبان. أما الحديث الذي هنا، فالذي =

الهَاد عن - عمرو بن شُعيب عن أبيه محمَّد بن عبد الله عن عبد الله بن عمرَو، أنه قال: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال في مِجلسٍ: "ألا أُحدِّثكم بأحبِّكم إليّ وأقربكم منِّى مجلساً يومَ القيامة؟ " ثلاث مراتٍ يقولها، قال: قلنا: بلى، يا رسول الله، قال: فقال: "أحسنُكم أخلاقاً". 7036 - قال يعقوب: حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: وحدثني

_ = أرجحه، بل الذي لا أكاد أشك فيه: أن صواب الإِسناد: "عن عمرو بن شُعيب بن محمَّد عن أبيه عن عبد الله بن عمرو". ويؤيد هذا أن هذا الحديث نفسه الذي هنا، قد رواه أحمد فيما مضى (6735) من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد "عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده"، على العبادة. وذكرنا هناك أنه رواه البخاري في الأدب المفرد والخرائطي في مكارم الأخلاق، من طريق الليث، كذلك. وانظر (6818). وقد وقع هنا في المطبوعة الأولى من المسند (ح) خطأ مطبعي عجيب!! ففيها: "إن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال في مجلس خف: ألا أحدثكم"! فكلمة "خف" المزادة بين كلمتي "مجلس" و"ألا" - لا معنى لها ولا أصل! وإنما هي حرفان يكتبهما الناسخون القدماء المتثبتون، رمزًا، إلى تخفيف الكلمة التي يكتبان فوقها. هما اختصار من كلمة "خفيفة". وهي ثابتة في هذا الموضع في المخطوطة (م) فوق كلمة "ألا"، يريد كاتبها إعلام القارئ بأن "ألا" مخففة اللام المفتوحة غير مشددة. ويظهر أنها كانت في الأصل الذي يصحح عنه مصح (ح) منحرفة قليلاً إلى يمين كلمة "ألا" فظن المصحح أنها كلمة من متن الحديث سقطت من الناسخ سهوًا، فاستدرك وزادها بين السطور! فأدخلها هو-أعنى المصحح- في متن الحديث!!. وهذا الرمز "خف" تجده كثير، في المخطوطات المتقنة، وكذلك في مطبوعات الهند التي تطع على الحجر، وفي بعض المطبوعات بالحروف، كطبعتي صحيح البخاري المطوعتين في مطبعة بولاق: النسخة السلطانية، والنسخة التي طبعت على مثالها. (7036) إسناده صحيح، يحيى بن عروة بن الزُّبير: ثقة، وثقه النسائي وغيره، وأخرج له الشيخان في الصحيحين، وكان يقول: أنا أكرم العرب، اختلفت العرب في عمي وخالي"، يعني الخلاف على الإمارة بين عمه عبد الله بن الزُّبير، وبين مروان بن الحكم؛ لأن أمه: "أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاصي". وترجمه البخاري في الكبير (2/ 4 / 296)، وذكره.

يحيى بن عروة بن الزُّبير عن أبيه عروة عن عبد الله بن عمرو بن العاص،

_ = ابن حبان في الثقات. وقد سبق بعض هذا الحديث مختصرًا، (6908)، من رواية محمَّد ابن إبراهيم بن الحرث التيمي عن عروة بن الزُّبير. وذكرنا هناك أن البخاري، إذ روى تلك الرواية المختصرة، أشار إلى رواية ابن إسحق هذه. وهذه الرواية المطولة ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 15 - 16)، وقال: "رواه أحمد، وقد شرح ابن إسحق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال أيضاً: "في الصحيح طرف منه" يريد بذلك تيك المختصرة. وأشار الحافظ في الفتح (7: 128) إلى هذه الرواية" عند قول البخاري "تابعه ابن إسحق"، فقال: "وصله أحمد من طريق إبراهيم بن سعد، والبزار من طريق بكر بن سليمان، كلاهما عن ابن إسحق، بهذا السند". فقد قصر الهيثمي إذن، إذ لم ينسبه للبزار. ورواه البيهقي، كما قال ابن كثير في التاريخ (3: 46)، إذ ذكر أنه رواه البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس عن محمَّد بن إسحق، فساقه بطوله. ووقع في (ح) في الإِسناد "يحيى بن عروة بن الزُّبير عن أبيه عن عروة"! فزيادة "عن" الثانية، خطأ واضح، فإن يحيى يروي عن أبيه، وهو عروة، فلا معنى لزيادتها. وثبت على الصواب في المخطوطتين (ك م). وقوله "أصابت من رسول الله"، في (ك) "أصابته"، وأثبتنا ما في (ك م)، وهو الموافق لما في مجمع الزوائد. وقولهم "سفه أحلامنا": من "السفه" و "السفاه" و "السفاهة"، وهي خفة الحلم، وقيل: الجهل ومعناه: جهل أحلامنا. وقوله "فبينما هم كذلك"، في (ك) "بينما هم"، وفي نسخة بهاس (ك م) "فبينا هم في ذلك"، وفي الزوائد "فبينما هم في ذلك". وقوله "ثم مر بهم الثالثة"، في نسخة بهامش (م) "فمر". وفي الزوائد "فلما مر"، وهي غير جيدة في هذا الموضع. وقوله "أما والذي نفس محمَّد بيده"، "أما" مخففة الميم، وقد كتب فوقها في (م) رمز "خف"، مثل الذي كتب فوق كلمة "ألا" في الحديث السابق، الذي أخطأ مصحح (ح) فأدخله هنا في متن الحديث!. وقوله! "وصاة": هو بفتح الواو والصاد المهملة المخففة، وهي: الوصية. وفي (م) "وضأة"ً، بضاد معجمة وهمزة، وفي الزوائد "وضاءة"!، بالمعجمة وهمزة بعد الألف، وكلاهما خطأ وتصحيف، فليس للوضاءة، وهي الحسن والبهجة، معنى في هذا المقام. وأثبتنا ما في (ك ح). وقوله "ليرفؤه"، قال ابن الأثير: "أي يسكنه ويرفق به ويدعو له". وفي (ك) "ليفوه". وقوله "فبينما هم في =

قال: قلت له: ما أكثرُ ما رأيتِ قريشاً أصابتْ من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فيما كانت تُظهر من عداوته؟، قال: حضَرْتُهم وقد اجتمِع أشرافُهم يوم في الحجْر، فذَكروا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقالوا: ما رأينا مثلَ ما صَبَرْنا عليه من هذا الرجلَ قطُّ، سَفه أحْلامَنا، وشَتَم آباءَنا، وعاب دينَنا، وفرَّق جماعتنَا، وسبَّ آلهتَنا، لقد صَبَرْنا منه على أمرٍ عظيم، أو كما قالوا، قال: فبينما هم كذلك، إذْ طَلَع عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبلِ يمشي، حتى استلم الرُّكْن، ثم مرَّ بهم طائفاً بالبيت، فلمّا أنْ مرَّ بهم، غمَزوه ببعض ما يقول، قال: فعرفتُ ذلك في وجهه، ثم مضى، فلما مرَّ بهم الثانيةَ، غمزوه بمثلها، فعرفتُ ذلك في وجهه، ثم مضى، ثم مرَّ بهم الثالثةَ، فغمزوه بمثلها، فقال: "تَسْمعوِن يا معشر قريش، أمّا والذي نفْس محمَّد بيده، لقد جئتُكم بالذبْح"، فأخذَت القومَ كلمته، حتى ما منهم رجلٌ إلا كأنمِا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ لَيَرْفَؤهُ بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ انْصَرِفْ رَاشِداً فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولاً. قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ اجْتَمَعُوا فِى الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هُمْ فِى ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ [عَلَيْهِمْ] رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ الَّذِى تَقُولُ كَذَا وَكَذَا. لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ قَالَ فَيَقُولُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "نَعَمْ أَنَا الَّذِى أَقُولُ ذَلِكَ". قَالَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ

_ = ذلك، في (م) "فبينا هم"، وما هنا مثبن بهامشها على أنه نسخة. وقوله "إذ طلع [عليهم]، زيادة [عليهم]، من (ك)، وعليها علامة "صح"، وهي ثابتة أيضاً في الزوائد. وقوله "أنت الذي تقول"، كلمة "الذي" لم تذكر في (ك)، وهي ثابتة في (ح م) ومجمع الزوائد. وقوله "أخذ بمجمع ردائه"، في (ك) "آخذًا".

رِدَائِهِ. قَالَ وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ دُونَهُ يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله}؟. ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ فَإِنَّ ذَلِكَ لأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشاً بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ. 7037 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمَّد بن إسحق قال: وحدثني عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو: أنَّ وَفد هَوَازِنَ أتوْا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -وهو بالجعرَّانة، وقد أسلمواِ، فقالوا: يا- رسول الله؛ إنَّا أصلٌ وعشيرةٌ، وقد أصابنا منَ اَلبلاء ما لا يَخْفى عليك، فامْنُنُ علينا! مَن الله. عليك، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أبناؤكم ونساؤكم أحبُّ إليكمْ أم أموالكم؟ "، قالوا: يا رسول الله؟ خَيَّرْتنا بين أحسابنا وبين أموالنا، بل تردُّ علينا نساؤنا وأبناؤنا، فهو أحبُّ إلينا، فقال لهم: "أمَّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فإذا صلَّيت للناس الظهرْ، فقدموا، فقولوا: إنَّا نستشفع برسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، في أبنائنا ونسائنا، فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم"، فلما صلَّى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -بالناس الظهر قاموا، فتكلَّموا بالذي أمرهم به، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم"، قال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال الأقْرعُ ابن حَابس: أمَّا أنا وبنو تَميم فَلا! وقال عُيَيْنَة بن حصْن بن حذَيفة بن بَدر: أمَّا أنا وبنو فَزَارَة، فلا! قال عبَّاس بن مرْدَاسٍ: أمَّا أنا وَبنو سُلَيم فلا!، قالت بنو سُلَيم لا، ما كانْ لنا فهو لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: يقول عباسٌ: يا بني سليم، وهنتموني!!، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أمَّا مَنْ تَمَسَّك منكم بحقِّه من هذا السَّبي فله بكِل إنسانٍ ستُّ فَرائضَ من أول شيء نصيبه"، فردوا على الناس أبناءهم ونسَاءهم.

_ (7037) إسناده صحيح، وقد مضى بأطول من هذا (6729)، من رواية حماد بن سلمة عن محمَّد بن إسحق، بهذا الإِسناد، وأشرنا إلى هذا هناك.

من مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي

[من مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي] 7038 - حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني أبو عبيْدة بن محمَّد بن عمَّار بن ياسر عن مقْسمٍ أبي القاسم مولى عبد الله بن الحرث. بن نوفل، قال: خرجتْ أنا وتَلِيد بن كلابٍ اللَّيْثى، حتى أتينا عبد الله بنِ عِمرِو بن العاصي، وهو يطوف بالبيت، معلقًا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرْت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حين يكلمه التّمِيميُّ يومَ حُنين؟ قال: نعم، أقْبَلَ رجل من بني تميم، يقال له: ذو الخُوَيْصِرة، فوقِف على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهو يعطي الناس، قال: يا محمَّد، قد رأيت ماَ صنعت في هذا اليوم؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أجَلْ، فكيفَ رأيتَ؟ "، قال: لَمْ أرَكَ عدلتَ! قال: فغضب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم قال: "وَيْحَكَ، إن لم يَكنِ العدلُ عندي فعنْدَ من يكون؟ "، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ألا تَقتلُهُ؟، قالَ: "لا، دَعُوه، فإنه سيكون له شيعة يَتَعَمَّقون في الدين، حتى يخرجوا منه، كما يخرج السَّهم من الرَّمِيَّة، يُنْظر في النَّصْل فلا يُوجد شيءٌ، ثمْ في القدْحِ فلا يُوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سَبَقَ الفَرْث والدَّم. قال أبو عبد الرحمن [هو عبد الله بن أحمد]: أبوِ عبيدة هذا اسمه: محمَّد، ثقة، وأخوه سَلَمة بن محمَّد بن عَمَّار، لم يروِ عنه إلا عليّ بن

_ (7038) إسناده صحيح، مقسم أبو القاسم مولى عبد الله بن الحرث: هو الذي يقال له أيضاً "مقسم مولى ابن عباس، ولم يكن مولى له، وإنما عرف بلزومه إياه. وقد فصلنا القول في ترجمته! في الحديث (787). أبو عبيدة بن محمَّد بن عمار بن ياسر: سبق توثيقه (1652)، وقد وثقه هنا عبد الله بن أحمد، عقب هذا الحديث، وترجمه البخاري في الكنى (449) فلم يذكر فيه جرحاً. وأشار إليه في ترجمة أخيه "سلمة بن محمَّد"، في الكبير (2/ 2 /78)، قال: "أراه أخا أبي عبيدة". والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 227 - 228)، وقال: "رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد =

زيد، ولا نعلم خَبَرُه. ومِقْسَم ليس به بأسٌ. ولهذا الحديث طرقٌ في هذا

_ = ثقات: ونقله الحافظ في الإصابة (1: 196) عن هذا الموضع من المسند، ولم يسق لفظه كاملاً، ثم قال: وكذللث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، في مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي". وذكره الحافظ معقب على الذهبي، حين ترجم "تليد بن كلاب الليثي" في الصحابة، بزعم أن مقسمًا رواه عن تليد بن كلاب. فقال الحافظ: "وقد تبين أن مقسمًا أخذ هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي مشافهة. وليس في السياق ما يقتضي أن يكون لتليد صحبة، ولا له فيه رواية". وهو كما قال، فإن السياق واضح: أن مقسمًا ذهب هو وتليد إلى عبد الله بن عمرو، وسأله مقسم، أو سألاه جميعًا، عن قصة ذي الخويصرة، فحدثهما بها، فلم يروها مقسم عن تليد، ولا رواها غيره عن تليد هذا، فيما وصل إلى الحفاظ من أهل العلم بالحديث. وقد أشار عبد الله ابن أحمد - عقب هذا الحديث - إلى "طرق أخر في هذا المعنى صحاح". وهو كما قال. فمن ذلك حديث أبي سعيد في هذا المغنى، أخرجه البخاري وغيره. انظر فتح الباري (6: 268، 455 و 8: 53 - 55، و 10: 457، و 12: 255 - 269، و 13: 353 - 354). وصحيح مسلم (1: 291 - 293). وصحيح ابن حبان بتحقيقنا (رقم 24). وسيأتي في المسند مراراً، منها (11021، 11671). وانظر أيضًا الإصابة (2: 175)، في ترجمة "ذو الخويصرة التميمي". وانظر أيضًا ما مضى في مسند علي بن أبي طالب (616، 672، 706، 848، 1086، 1254، 1302, 1345، 1378، 1379). "الرمية" بفتح الراء وكسر الميم وتشديد التحتية المفتوحة: هي الصيد: الذي ترميه فتقصده وينفذ فيها سهمك. وقيل: هي كل دابة مرمية. قاله ابن الأثير. وقال الحافظ في الفتح (6: 455): "بوزن فعيلة، بمعنى مقعولة. وهو الصيد المرمي. شبه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد فيدخل فيه ويخرج منه، ومن شدة سرعة خروجه لقوة الرامي لا يعلق من جسد الصيد شيء". "القدح" بكسر القاف وسكون الدال وآخره حاء مهملة: هو العود إذا بلغ فشُذّب عنه الغصن وقطع على مقدار النبل الذي يراد من الطول والقصر. قاله في اللسان. "الفوق" بضم الفاء: موضع الوتر من السهم. "الفرث" بفتح الفاء وسكون الراء وآخره ثاء مثلثة: هو ما يوجد بالكرش. وقوله =

المعنى، وطرقٌ أخر في هذا المعنى صِحَاحٌ. والله سبحانه وتعالى أعلم. 7039 - حدثنا مؤمَّل حدثنا وُهَيْب حدثنا ابن طاوس عن عمرو ابن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ وَعَنِ الْجَلاَّلَةِ وَعَنْ رُكُوبِهَا وَأَكْلِ لُحُومِهَا. 7040 - حدثنا مؤمَّل حدثنا حمّاد حدثنا علي بن زيد عن خالد

_ = "سبق الفرث والدم": يعني أن السهم مرَّ سريعًا في الرمية وخرج منها لم يعلق منها بشيء من فرثها ودمها، لسرعته. شبه به خروجهم من الدين ولم يعلقوا بشيء منه. قاله ابن الأثير. (7039) إسناده صحيح، ابن طاوس: هو عبد الله. والحديث رواه أيضاً النسائي وأبو داود، كما في المنتقى (4599). وانظر (1989، 6291). (7040) إسناده صحيح، خالد بن الحويرث، بضم الحاء المهملة وآخره ثاء مثلثة: هو المخزومي المكي، وهو تابعي ثقة، قال الحافظ في التهذيب: "قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين عنه؟، فقال: لا أعرفه. وقال ابن عدي: إذا كان يحيى لا يعرفه فلا يكون له شهرة ولا يُعرف. وذكره ابن حبان في الثقات. قلت [القائل ابن حجر]: وذكر البخاري في التاريخ رواية ابن عون عن حمد بن سيرين عنه". أقول: أما ابن حبان فقد ذكره في الثقات (ص 176) قال: "خالد بن الحويرث القرشي، يروي عن. عبد الله بن عمرو، روى عنه علي بن زيد بن جدعان". ولكن وقع في نسخة الثقات "يروي عن عبد الله بن عمر" بدون الواو، وهو خطأ واضح من الناسخ. وأما البخاري فإنه قال في التاريخ الكبير (2/ 1/132 - 133): "خالد بن الحويرث القرشي، سمع عبد الله بن عمرو: لم يأمر بأكل الأرنب ولم ينه. سمع منه ابنه زنجي، وقال روح: حدثنا حماد حدثنا علي بن زيد عن خالد بن الحرث [كذا] عن عبد الله بن عمرو، في الآيات. وقال أشهل: حدثنا ابن عون: أمر محمَّد: سَلْ خالد بن الحويرث ما قال عبد الله بن عمرو- في الملك؟ ". وهذان الإسنادان: إسناد روح، وإسناد أشهل، وهو ابن حاتم- إشارة من البخاري إلى هذا الحديث. فقد رواه أحمد - هنا - من طريق علي بن زيد عن =

ابن الحُويَرْث عن عبد الله بن عمرو، قال: قِال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِى سِلْكٍ فَإِنْ يُقْطَعِ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضاً". 7041 - حدثا حسن بن موسى الأسيب حدثنا حَريز، يعني ابن عثمان الرَّحَبِي، عن حبَّانَ بن زيد عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أنه

_ = خالد بن الحويرث، ورواه الحاكم- كما سيأتي- من طريق ابن عون عن خالد. وسياق رواية الحاكم مع كلام البخاري يدل على خطأ الحافظ في ظنه أن البخاري ذكر "رواية ابن عون عن محمَّد بن سيرين عنه". فإن رواية الحاكم صريحة في أنه "عن ابن عون عن خالد" ليس بينهما "ابن سيرين"، وكلام البخاري يدل على أن محمداً، وهو ابن سيرين، أمر ابن عون أن يسأل خالد بن الحويرث عن هذا الحديث. فدلت رواية الحاكم على أنه سأله عنه وسمعه منه. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7: 321)، وقال: "رواه وفيه علي بن زيد، وهو حسن الحديث". ووقع متن الحديث محرفًا في الزوائد، فيصحح من هذا الموضع. ورواه الحاكم في المستدرك (4: 473 - 474)، من طريق يزيد بن هرون: "أنبأنا ابن عون عن خالد بن الحويرث عن عبد الله بن عمرو" به، مرفوع. وزاد في آخره كلامًا بشأن يزيد بن معاوية، وهذا عندي هو معنى إشارة البخاري بقوله في آخر كلامه "في الملك". ولم يتكلم الحاكم على إسناده، ولا الذهبي أيضاً. ولكن قد صح الحديث من الوجهين. والحمد لله. قوله "في سلك": قال في اللسان: والسِّلْكَةُ: الخيط الذي يخاط به الثوب. وجمعه سِلْكٌ، وأسْلاَكٌ، وسُلُوكٌ، كلاهما جَمْعُ الجمع". وهذا كلام يوهم أن "السلك" جمع فقط، وأنه لم يأت بمعنى الفرد. ولكن الحديث هنا يدل على أنه يكون بمعنى المفرد أيضاً. وهذا واضح بين. (7041) إسناده صحيح، وقد مضى من قبل بإسنادين: عن يزيد بن هرون، وعن هاشم بن القاسم (6541، 6542)، كلاهما عن حريز بن عثمان، بهذا الإِسناد. "حريز": بفتح الحاء المهملة وكسرالراء وآخره زاي معجمة. ووقع هنا في (ح م) "جرير"، وهو تصحيف واضح، كما تصحف في الأصول الثلاثة هناك في الإسنادين. ولكن ثبت هنا في (ك) على الصواب.

سمع النبي -صلي الله عليه وسلم - على منبره يقول: "ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ الله لَكُمْ، وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ، الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونْ". 7042 - حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا محمَّد، يعني ابن راشد، عن سليمان، يعني ابن موسى، عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَضَى أَنَّ كُلَّ مُسْتَلْحَقٍ يُسْتَلْحَقُ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِى يُدْعَي لَهُ ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ فَقَضَى إِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ يَمْلِكُهَا يَوْمَ أَصَابَهَا فَقَدْ لَحِقَ بِمَنْ اسْتَلْحَقَهُ وَلَيْسَ لَهُ فِيمَا قُسِمَ قَبْلَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ شَىْءٌ، وَمَا أَدْرَكَ مِنْ مِيرَاثٍ لَمْ يُقْسَمْ فَلَهُ نَصِيبُهُ وَلاَ يُلْحَقُ إِذَا كَانَ أَبُوهُ الَّذِى يُدْعَى لَهُ أَنْكَرَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ لاَ يَمْلِكُهَا، أَوْ مِنْ حُرَّةٍ عَاهَرَ بِهَا، فَإِنَّهُ لاَ يُلْحَقُ وَلاَ يَرِثُ، وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ الَّذِى يُدْعَى لَهُ هُوَ الَّذِى ادَّعَاهُ، وَهُوَ وَلَدُ زِنَا لأَهْلِ أُمِّهِ، مَن كَانُوا حُرَّةً أَوْ أَمَةً. 7043 - حدثنا هاشم حدثنا إسحق، يعني ابن سعيد، حدثنا سعيد ابن عمرو، قال: أتى عبد الله بن عمرو ابنَ الزُّبير، وهو جالس في الحجْر، فقال: يا ابن الزُّبير، إياكَ والإلحادَ في حَرَم الله، فإني أشهد لِسَمَعْتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: يُحِلُّهَا وَيَحُلُّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ

_ (7042) إسناده صحيح، وهو مطول (6699). وقد أشبعنا الكلام في شرحه هناك. والزيادة التي هنا هي حكم توريث المستلحق فيما قسم وما لم يقسم، وهي ثابتة في رواية أبي داود التي أشرنا إليها هناك. (7043) إسناده صحيح، وهو مطول (6847). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 284 - 285)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وقد أشرنا إليه أيضاً في حديث عبد الله بن عمر (6200) حيث أعللنا ذاك، ورجحنا أن صوابه أنه من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص.

بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا". قَالَ فَانْظُرْ أَنْ لاَ تَكُونَ هُوَ يَا ابْنَ عَمْرٍو فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ وَصَحِبْتَ الرَّسُولَ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِى إِلَى الشَّأمِ مُجَاهِداً. 7044 - حدثنا حسن، يعني الأشْيَب، حدثنا ابن لهيعة حدثنا دَرّاج عن عبد الرحمن بن جُبير عن عبد الله بن عمرو، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: " {لَهُمُ الْبُشْرَى فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ، هِىَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ، فَمَنْ رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا، وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثاً، وَلْيَسْكُتْ، وَلاَ يُخْبِرْ بِهَا أَحَداً". 7045 - حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة أخبرنا ابن هُبَيْرة عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من

_ (70449) إسناده صحيح، دراج: هو ابن سمعان أبو السمح، سبق توثيقه (6634). عبد الرحمن ابن جُبير: هو المصري، سبق توثيقه (6568). والحديث نقله ابن كثير في التفسير (4: 316) عن هذا الموضع، وقال: "لم يخرجوه"، يعني أصحاب الكتب الستة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7: 175)، وقال: "رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج، وحديثهما حسن، وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات". ونسبه السيوطي في الدر المنثور (3: 311) أيضاً لابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي. ووقع فيه اسم الصحابي "عبد الله بن عمر". وغالب الظن أنه خطأ ناسخ أو طابع. وهو في تفسير الطبري (11: 94) مختصراً، من وجه آخرعن عبد الرحمن بن جُبير. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (6215). (7045) إسناده صحيح، ابن هُبَيْرة: هو عبد الله السبائي الحضرمي المصري. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 105)، وقال: "رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن مسعود (3687، 4171، 4194).

مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ". قَالُوا يَا رَسُولَ الله مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟، قَالَ: "أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ وَلاَ طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ". 7046 - حدثنا هشام بن سعيد أخبرنا معاوية بِن سَلام عن يحيى ابن أبي كَثير أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن خَبر عبد الله بن عمرو ابن العاصَي: أنه لما كَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نُودِىَ أَنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ، فَرَكَعَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- رَكْعَتَيْنِ فِى سَجْدَةٍ، ثُمَّ جُلِّىَ عَنِ الشَّمْسِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ مَا سَجَدْتُ سُجُوداً قَطُّ أَطْوَلَ مِنْهُ، وَلاَ رَكَعْتُ رُكُوعاً قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ. 7047 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 7048 - حدثنا يحيى بن إسحق أخبرنا ابن لهيعة عن دَرَّاج أبي

_ (7046) إسناده صحيح، هشام بن سعيد: هو الطالقاني، شيخ أحمد. وقد سبق أن أشرنا في (4981) إلى اختلاف مراجع الرجال ونسخ المسند في اسم أبيه، أسعد أم سعيد، ورجحنا هناك أنه "سعد"، ثم رجحنا في (5690) أنه "سعيد". وقد ثبت هنا باسم "سعيد" في (ح م)، وباسم "سعد" في (ك). ولا يزال الراجع عندي الآن أنه "سعيد". "يحيى بن أبي كثير"، وقع اسمه هنا في (ح) "يحيى بن كثير"، وهو خطأ، صححناه من (ك م) ومراجع التراجم، ووقع في (ح) على الصواب، في هذا الإِسناد عند تكراره عقب هذا، برقم (7047)، كما سنشير إليه، إن شاء الله. والحديث مكرر (6631). (7047) هو الحديث السابق مكررًا، بالإسناد نفسه في (ح). وكتب مصححها بالهامش ما نصه: "هكذا وجد هذا الحديث في بعض النسخ مكرراً، فأثبتناه تبعًا لذلك. وقد حذفناه من هذه الطبعة، ووضعنا بجوار رقمه في المتن هنا أصفارًا، إذ جزمنا بأن زيادته خطأ من بعض الناسخين، ولذلك لم يذكر مكررًا في المخطوطتين (ك م). (7048) إسناده صحيح، وهو مكرر (6636).

السَّمْح عن عيسى بن هلال عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إِن أرواح المؤمنين لتلتقيانِ على مسيرة يوم وليلة، وما رأى واحدٌ منهما صاحبه". 7049 - حدثنا حسين بن محمَّد حدثنا محمَّد بن مُطَرِّف عن أبي حازم عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُغَرْبَلُونَ فِيهِ غَرْبَلَةً، يَبْقَى مِنْهُمْ حُثَالَةٌ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا". وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ الله فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَ: "تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ وَتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ". 7050 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنا بَقِيَّة حدثني معاوية ابن سعيد التُّجيبي سمعتُ أبا قَبيل المصري يقول: سمعت عبد الله بن عمرو ابن العاص يقَول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِيَ فِتْنَةَ القَبْر".

_ (7049) إسناده صحيح، محمَّد بن مطرف: هو أبو غسان المدني، سبق توثيقه (6166). أبو حازم: هو الأعرج التمار، علمة بن دينار، سبق توثيقه مراراً، منها (6702). والحديث مكرر (6987) بنحوه. وقد أوفينا القول في طرقه وشرحه، في (6508)، وأشرنا إلى هذا هناك. (7050) إسناده صحيح، بقية: هو ابن الوليد. معاوية بن سعيد التجيبي: سبق توثيقه (6646). أبو قبيل، بفتح القاف: هو حُيي بن هانئ المعافري، سبق توثيقه (6594). والحديث قد مضى (6646) من رواية سريج عن بقية "عن معاوية بن سعيد"، بهذا الإِسناد، وضعفناه هناك بأن بقية مدلس، ولم يصرح بالتحديث. ولكن تبين من هذا الإِسناد أنه سمعه من معاوية بن سعيد، وصرح فيه بقوله "حدثني"، فارتفعت شبهة التدليس، وصح إلإسناد، والحمد لله. وقد مضى معناه أيضاً من وجه آخر ضعيف (6582).

7051 - حدثنا يحيى بن غَيْلان حدثني المُفَضَّلْ حدثني عيَّاش ابن عباس عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "يُغْفَرُ للشهيد كلُّ ذنبٍ إلا الدَّيْن". 7052 - حدثنا علي بن إسحق حدثنا عبد الله أخبرنا ابن لهيعة أخبرني. الحرث بن يزيد عن ابن حُجَيْرَةَ الأكبر في عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ القَوَّامِ بِآيَاتِ الله عَزَّ وَجَلَّ لِكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ وَحُسْنِ خُلُقِهِ". 7053 - حدثنا أحمد بن عبد الملك، وهو الحَرّاني، حدثنا محمَّد

_ (7051) إسناده صحيح، المفضل: هو ابن فضالة المصري، سبق توثيقه (821)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/405). عياش: بالمثناه التحتية وآخره شين معجمة، وأبوه "عباس" بالباء الموحدة وآخره سين مهملة، وهو القتبانى المصري. سبق توثيقه (6575). والحديث رواه مسلم في الصحيح (98:2) عن زكريا بن يحيى بن صالح. المصري، عن المفضل بن فضالة، بهذا الإِسناد. (7052) إسناده صحيح، علي بن إسحق: هو المروزي. عبد الله: هو ابن المبارك. والحديث مضى (6648) من رواية الحرث بن يزيد عن علي بن رباح عن عبد الله بن عمرو، و (6649) من رواية الحرث عن ابن حجيرة، وهو الأكبر، عن عبد الله بن عمرو، أيضاً. والإسنادان صحيحان محفوظان. (7053) إسناده صحيح، محمَّد بن سلمة: هو الباهلي الحراني، وهو من شيوخ أحمد، روى عنه مباشرة مراراً، وروى عنه أيضاً مراراً بواسطة أحمد بن عبد الملك الحراني، كما هنا، وكما في (1757، 5353). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: في 29)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه ابن إسحق، وهو ثقة، ولكنه مدلس". وقد ورد معنا مختصراً من حديث أبي هريرة، رواه البخاري (3: 368)، ومسلم (2: 369). وقال الحافظ في الفتح (3: 369):"ونحوه لأبي داود من حديث =

ابن سلمة عن محمَّد بن إسحق عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن عبد الله ابن عمرو، قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "يخربُ الكعبةَ ذو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِع، َ يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ". 7054 - حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن قيصَر التُّجِيبى عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: كنا عند النبي -صلي الله عليه وسلم -، فجاء شابٌ فقال: يا رسول الله، أُقَبِّل وأنا صائم؟ فقال: "لا"، فجاء شيخ فقال: يا رسول الله، أُقَبِّل وأنا صائمِ؟ قال: "نعم"، فنَظَر بعضُنا إلى بعضٍ، فقاِل رسول الله: "قد علمتُ نَظر بعضِكم إلى بعضٍ، إن الشيخ يَمْلِك نَفْسه".

_ = عبد الله بن عمرو بن العاص، وزاد أحمد والطبراني من طريق مجاهد عنه"، فذكر نحو ما هنا. فهذه الإشارة من الحافظ إلى رواية أبي داود إياه من حديث عبد الله بن عمرو لم أجد ما يؤيدها، ولا وجدته في سنن أبي داود، ولا ذكره النابلسي في ذخائر المواريث. بل ذكر الهيثمي إياه في الزوائد يؤيد أنه لم يروه أبو داود. فلعل الحافظ وهم أو نسي!. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس (2010)، وما يأتي في مسند أبي هريرة (8080، 9394). "ذو السويقتين": قال ابن الأثير: "السويقة: تصغير الساق، وهي مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها؛ وإنما صغَّر الساق لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة". "أصيلع": قال ابن الأثير: "هو تصغير الأصلع، الذي انحسر الشعر عن رأسه". "أفيدع": تصغير "أفدع"، من "الفدع" بفتح الفاء والدال، قال ابن الأثير: "الفدع، بالتحريك: زيغ بين القدم وبين عظم الساق، وكذلك في اليد، وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها". "المسحاة" بكسر الميم: هي المجرفة من الحديد، والميم زائدة، لأنه من السَّحْو: الكشف والإزالة. قاله ابن الأثير. "المعول" بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو: الفأس العظيمة التي ينقر بها الصخر. (7054) إسناده صحيح، وهو مكرر (6739). بهذا الإِسناد.

7055 - حدثنا عفّان حدثنا وُهَيْب عن أيوب عن أبي قلاَبة عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من قُتل دونَ مالِه مظلومًا فهو شهيد". 7056 - حدثنا عفّان حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الحجاجٍ عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "من بني لله مسجدًا بُنِي له بيتٌ أوْسَعُ منه في الجنة". 7057 - حدثنا عفّان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ليث بن أبي سُلَيْم عِن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من مَنع فَضْل مائه أو فَضْل كَلَئِه، منعه الله عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَه". 7058 - حدثنا عفّان حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي

_ (7055) إسناده صحيح، وقد مضى مرارًا، مع أوجه مختلفة، منها (6522، 7031) وقد أشرنا إليه في أولهما. (7056) إسناده صحيح، الحجاج: هو ابن أرطأة. والحديث في مجمع الزوائد (2: 7)، وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو متكلم فيه". وانظر (2157). قوله "بني له": هكذا هو في الأصول الثلاثة. وفي مجمع الزوائد "بني الله له بيتًا"، وهو مخالف لما في أصول المسند. وأخشى أن يكون تصرفا من طابعه. (7057) إسناده صحيح، وهو مكرر (6673) من هذا الوجه، و (6722) من وجه آخر. وقد فصلنا القول فيه، وأشرنا إلى هذا، في أولهما. (7058) هو بإسنادين: أحدهما متصل صحيح، وثانيهما مرسل ضعيف. فرواه حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند وحبيب المعلم، كلاهما عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، مرفوعًا. وهذا متصل صحيح. ورواه حماد أيضاً عن قيس، والظاهر لي أنه قيس بن سعد المكي، عن مجاهد، مرفوعًا، مع الشك في رفعه عن مجاهد. ففيه علة الإرسال وعلة الشك في رفعه، فهو ضعيف لهاتين العلتين. وقيس بن سعد المكي: سبق توثيقه =

هند وحبيب المعلِّم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، وقيس عن مجاهد، أحْسبه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا يجوز للمرأة أمْرٌ في مالها إذا ملك زوجُها عصْمَتَهَا". 7059 - حدثنا عفان حدثنا حمّاد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً قال: "اللهم اغفر لي ولمحمد وَحْدَنا! فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لقد حَجتَها عن ناسٍ كثيرٍ". 7060 - حدثنا عفان حدثنا حمّاد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيهِ عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً دخل الصلاةَ فقال: الحمد لله، وسبَّح، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَنْ قائُلها؟ "، فقال الرجل: أنا، قال: "لقد رأيتُ الملائكة تَلَقَّي بها بعضها بعض". 7061 - حدثنا عفان حدثنا حمّاد أخبرنا عطاء بن السائب عن

_ (1806)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/ 154). والحديث سبق بنحو معناه ضمن حديث مطول (6681، 6933)، وخرجنا هذا المعنى في أولهما. وسبق معناه مختصراً، من رواية أبي عوانة عن داود بن أبي هند (6727)، ومن رواية عبد الوارث عن داود (6728). وأما اللفظ الذي هنا، فإنه يوافق رواية أبي داود السجستاني في السنن (3546/ 3: 317 عون المعبود)، ورواية الحاكم في المستدرك (2: 47)، كلاهما من طريق حمّاد بن سلمة عن داود بن أبي هند وحبيب المعلم، عن عمرو بن شُعيب، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: "حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأما رواية مجاهد المرسلة، فإني لم أجدها في موضع آخر. وكفى بالمسندة المتصلة صحةً. (7059) إسناده صحيح، وهو مكرر (6849)، بهذا الإِسناد. وقد مضى مطولا أيضاً، من رواية عبد الصمد وعفان عن حمّاد (6590). (7060) إسناده صحيح، وهو مختصر (6632)، وذكرنا في الاستدراك (2804) أنه في مجمع الزوائد (2: 105). (7061) إسناده صحيح، وهو مكرر (6589).

أبيه عن عبد الله بن عمرو: أن اليهود أتت النبي -صلي الله عليه وسلم - فقالت:. السامُ عليك، قالوا في أنفسهم: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا الله بِمَا نَقُولُ}، فأنزل الله عز وجل: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ الله}، فقرأ إلى قوله: {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. 7062 - حدثنا عفان حدثنا شُعبة عن حبيب بن أبي ثابت سمعت أبا العباس، وكان شاعرًا، قال سمعت عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد، فقال: "أَحَيٌّ والداكَ؟ " قال: نعم، قال: "ففيهما فجَاهِدْ". 7063 - حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن

_ (7062) إسناده صحيح، وهو مكرر (6858). وانظر (6859). (7063) إسناده صحيح، سعيد بن منصور: هو صاحب السنن، سبق توثيقه (822)، ونزيد هنا أنه ممن حدث عنه الإِمام أحمد وهو حيّ، وقال: "هو من أهل الفضل والصدق". وقال سلمة بن شبيب: "ذكرته لأحمد، فأحسن الثناء عليه، وفخم أمره": وترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/ 472)، وقال: "مات بمكة سنة 229 أو نحوها". يعقوب بن عبد الرحمن: هو القاريّ، سبق توثيقه في شرح (6703). أبو حازم: هو سلمة بن دينار. عمارة بن عمرو بن حزم: هو الأنصاري النجّاري المدني، وهو تابعي ثقة، وثقه العجلي وابن حبان، وترجمه البخاري في الضغير (ص 82). والحديث مضى نحو معناه، من رواية الحسن عن عبد الله بن عمرو (6508)، وأشرنا إلى رواياته، ومنها هذه الرواية" هناك. ومضى أيضاً من رواية عكرمة عن ابن عمرو (6987). ومن رواية أبي حازم عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده (7049). وأما هذه الطريق بعينها، طريق أبي حازم عن عمارة بن عمرو بن حزم: فرواها الحاكم في المستدرك (4: 435)، من طريق سعيد بن منصور عن يعقوب بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد، وقال: "حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ورواها أيضاً قبل ذلك (2: 159)، من =

عن أبي حازم عن عُمَارة بن عمرو بن حَزْم عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رِسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُوشكُ أن يُغر بَلَ الناسُ غَرْبلةً، وتبقَى حُثَالةٌ من الناس، قد مرجتْ عهودُهم وأمَاناتُهم، وكانوا هكذا"، وشبكَ بين أصابعه، قالوا: فكيفَ نصنع يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -إذا كان ذلك؟، قال: "تأخذون ما تَعرفون، وتَذَرُون ما تُنْكرون، وتُقْبلون على خاصَّتِكم، وتَدَعُون. عامَّتَكم". 7063 م - حدثناه قتيبة بن سعيد، بإسناده ومعناه، إلا أنه قال: "وتبقَى حثالةٌ من الناس، وتَدَعُون أمْرَ عامَّتِكم". 7064 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن القاسم بن

_ = طريق عبد الله بن وهب عن يعقوب بن عبد الرحمن، بهذا الإِسناد، وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة"، ووافقه الذهبي أيضاً. ورواها أبو داود (4342/ 4: 216 - 217 عون المعبود)، وابن ماجة (2: 243)، كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عمارة بن عمرو، به. وقال أبو داود: "هكذا روي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، من غير وجه. وذكرها ابن أبي حاتم في كتاب العلل (2780)، قال: "سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي فديك عن موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي حازم عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال له: كيف أنت إذا كان زمان يغربل الناس فيه غربلة، وبقيتم في حثالة من الناس؟ قال أبي: هذا وهم، إنما هو: أبو حازم عن عمارة بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". فقد صحح أبو حاتم أيضاً هذه الرواية. (7063م) إسناده صحيح، قتيبة بن سعيد: إمام ثقة ثبت معروف، روى عنه أحمد، وروى عنه أصحاب الكتب الستة، إلا ابن ماجة، فقد روى عنه بالواسطة. والحديث مكرر ما قبله: يريد أحمد أن قتيبة حدثهم إياه عن يعقوب بن عبد الرحمن بالإسناد الذي قبله. (7064) إسناده صحيح، القاسم بن عبد الله المعافري: ترجمه الحافظ في التعجيل (338 - 339) هكذا: "عن أبي عبد الرحمن الحبلي، وعنه ابن لهيعة. ذكره ابن حبان في الثقات. كذا استدركه شيخنا الهيثمي، وأظنه حيي بن عبد الله"!. كذا قال الحافظ، ولا =

عبد الله المَعَافِرِي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن القاسم بن البَرَحيّ عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أخرج صدقةً فلم يَجِدْ إلا

_ = أدري ما هذا؟! فأولاً: لم أجده في الإكمال للحسيني، هو من الزوائد على التهذيب يقيناً. وثانيًا: ظن الحافظ أنه "حيي بن عبد الله"، لا وجه له، ولا يثبت على النقد. فقد ترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/ 160)، قال: "القاسم بن عبد الله المعافري، سمع ابن المسيب: كان الناس يعتمرون بعد الإفاضة. قاله سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب". وترجمه ابن حبان في الثقات (ص 586)، قال: "القاسم بن عبد الله المعافري، من أهل مصر، يروي عن سعيد بن المسيب، روى عنه يحيى بن أبيوب المصري. فهذا شيخ معروف، روى عن اثنين من التابعين، هما: سعيد بن المسيب، كما ذكر البخاري وابن حبان، وأبو عبد الرحمن الحبلي، كما هنا. وروى عنه شيخان معروفان، هما: يحيى بن أيوب، كما قال البخاري وابن حبان، وابن لهيعة، كما هنا. فلست أدري ما وجه الشك فيه، والظن أنه "حيي بن عبد الله"؟!. ثم قد وثقه البخاري، بأنه لم يذكر فيه جرحاً، وابن حبان، بأنه ذكره في الثقات. فماذا بعد هذا؟!. القاسم بن البرحي: سبق توثيقه وترجمته في (6755). ونزيد هنا أنه ذكره ابن حبان في الثقات (ص 309). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 234)، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات". ثم أشار إليه مرة أخرى (10: 72)، وقال نحو ذلك. وذكره علاء الدين المنتقي الهندي، في منتخب كنز العمال، (المطبوع بهامش المسند طبعة الحلبي ج 3 ص 4)، ورمز له برمز أحمد والنسائي "عن ابن عمرو"، ثم قال: "وقال ابن الجوزي: كان البربر إذ ذاك كفاراً". وهذا توجيه جيد، يؤيده ما سيأتي في مسند أبي هريرة (8789)، قال: "جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: من أين أنت؟ قال: بربريّ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قم عني، قال بمرفقه كذا، فلما قام عنه أقبل علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم". وإسناده صحيح، ْوإن ضعفه الهيثمي بعبد الله بن نافع، وهم فيه، فظنه "ابن نافع مولى ابن عمر". وإنما هو "عبد الله بن نافع الصائغ المخزومي"، كما سنبيينه هناك، إن شاء الله.

بَرْبَرِيًا، فْليَردَّها". 7065 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن حُيَيّ بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد الله بن عمرو بين العاصي: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - ِ مِر بسعد وهو يتوضأ، فقال: "ما هذا السَّرَفُ يا سعد؟ "، قال: أفي الوضوء سرفٌ؟، قال: "نعم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ". 7066 - حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن عمرو بن يحيى عن

_ (7065) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة (1: 84 - 85)، من طريق قتيبة، بهذا الإِسناد. ونقل شارحه عن زوائد البوصيري قال: "إسناده ضعيف، لضعف حيي بن عبد الله وابن لهيعة. ونحن نخالفه في هذا، كما ذكرنا مراراً بشأن ابن لهيعة، وكما رجحنا توثيق حيي بن عبد الله في (6596). (7066) إسناده صحيح، على خطأ في اسم أحد رواته. "عمرو بن يحيى": هكذا ثبت في أصول المسند الثلاثة هنا. وكتب بهامشه في (م): "قوله عمرو بن يحيى، في الترمذي وابن ماجة: عامر بن يحيى". وسيأتي مزيد بيان لهذا في تخريجه، إن شاء الله. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 82) عن هذا الموضع، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح". وقال أيضاً: "رواه الترمذي باختصار". وقد مضى نحو معناه، من رواية ابن المبارك عن الليث بن سعد عن عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن الحبلي (6994). وذكرنا هناك أنه رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك. فهذا هو الذي يشير الهيثمي إلى أن الترمذي رواه باختصار! وهو لم يروه مختصراً، وإنما رواه مطولاً، كالرواية الماضية. وهو الذي يشير إليه كاتب الهامشة في (م) أنه في الترمذي وابن ماجة "عامر بن يحيى"، على الصواب. والظاهر عندي أن ابن لهيعة أخطأ في اسم شيخه، فسماه "عمرو بن يحيى" بدل "عامر بن يحيي". ولكن يعكر عليه أن الترمذي بعد أن روى ذلك الحديث (3: 367)، قال: "حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن عامر بن يحيى، بهذا الإِسناد، نحوه بمعناه. فهذا هو الحديث الذي هنا، بإسناده، عن قتيبة، شيخ أحمد فيه، اكتفى الترمذي بالإشارة إليه، ولم يسق لفظه. فإما =

أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "توضع الموازينِ يوم القيامة، فيؤتَى بالرجل، فيوضع في كفَّه، فيوضع ما أُحْصِيَ عليه، فتِمايَل به الميزانُ، قال: فيبْعَث به إلى النار"، قال: "فإذا أدْبرَ به، إذا صَائح يصِيح مِنْ عنْد الرحمن، يقول: لا تَعْجَلوا، لا تعجلوا، فإنه قد بَقىِ له، فيؤتى ببطَاقةٍ فيها "لا إله إلا الله " فتُوضع مع الرجل في كفَّةٍ، حتى يميل به الميزان". 7067 - حدتئا قتيبة" حدثنا ابن لهيعة عن وَاهِب بن عبد الله عن عبد اللهْ بن عمرو بن العاصي، أنه قال: رأيتُ فيما يرى النائم لَكأنَّ في إحدى إصْبَعَيَّ سَمْناً، وفي الأخرى عَسَلاً، فأنا ألْعَقُهُما، فلما أصبحت ذكرتُ ذلك لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟ فقال: "تقرأ الكتابين التوراةَ والفرقانَ"، فكان يقرؤهما. 7068 - حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا بكر بن مُضَر عن ابن الهاد عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عامَ غزوِة تبوكَ

_ = أن يكون الخطأ الذي في المسند هنا، في اسم "عمرو بن يحيى" ليس من ابن لهيعة، ولا من الراوي عنه وهو قتيبة، فيكون من أحد رواة المسند، القطيعي أو من دونه. وإما أن يكون الخطأ من ابن لهيعة، ورأى الترمذي الخطأ واضح، فذكر الاسم على الصواب: "عامر بن يحيى"، دون أن ينبه على ما كان من الخطأ فيه، لوضوحه وجزمه به. (7068) إسناده صحيح، واهب- بألف بعد الواو - بن عبد الله المعافري المصري، أبو عبد الله، تابعي ثقة، وثقه العجلي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/190)، وذكره ابن حبان في الثقات (ص 363). والحديث في مجمع الزوائد (7: 184)، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف". (7068) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 367)، واختصره قليلاً من وسطه، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". وانظر (763، 1361، 2256، 2742).

قام من الليل يصلي، فاجتمع وراءَه رجالٌ من أصحابه يحرسونه، حتىِ إذا صلى وانصرف إليهم، فقال لهم: "لَقَدْ أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ خَمْساً مَا أُعْطِيهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِى أَمَّا أَنَا فَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ عَامَّةً، وَكَانَ مَنْ قَبْلِى إِنَّمَا يُرْسَلُ إِلَى قَوْمِهِ، وَنُصِرْتُ عَلَى الْعَدُوِّ بِالرُّعْبِ، وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لَمُلِئَ مِنْهُ رُعْباً، وَأُحِلَّتْ لِىَ الْغَنَائِمُ آكُلُهَا، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ أَكْلَهَا، كَانُوا يَحْرِقُونَهَا وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُوراً، أَيْنَمَا أَدْرَكَتْنِي الصَّلاَةُ تَمَسَّحْتُ وَصَلَّيْتُ، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ فِى كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ وَالْخَامِسَةُ هِىَ مَا هِيَ قِيلَ لِي سَلْ، فَإِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ سَأَلَ، فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِىَ لَكُمْ وَلِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله". 7069 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا رِشْدين عن الحجّاج بن شَدَّاد عن أبي صالح الغفَارِي عن عبد الله بن عفرو بَن العاصي، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "أوِلُ من يدَخل من هذا الباب رجلٌ من أهل الجنة"، فدخل سعدُ بن أبي وَقَّاص. 7070 - حدثنا قتيبة حدثنا رِشدِينُ بن سعد عن الحسن بن ثَوْبان

_ (7069) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد، كما فصلنا ذلك في شرحه (5748). الحجاج بن شداد الصنعاني، من صنعاء الشأم: ثقة، وثقه ابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/ 374).أبو صالح الغفاري: اسمه سعيد بن عبد الرحمن، وهو تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/449). وبشارة سعد بن أبي وقاص بالجنة، ثابتة بالتواتر المعنوي، في أحاديث كثيرة، منها ما مضى في مسند عبد الرحمن بن عوف (1675). وأما هذا الحديث بعينه، فلم أجده في موضع آخر، بعد طول البحث والتتبع، ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في مظنته، ولعله فيه في مكان لم أصل إليه. (7070) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. هشام بن أبي رقية: مصري من ثقات التابعين، =

عن هشام بن أبي رُقَيَّة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا عدْوَى، ولا طِيَرَةَ، ولا هَامَةَ، ولا حَسَدَ، والعَيْنُ حق". 7071 - حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن ينريد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو، قال: سألت النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْىِ؟، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "نَعَمْ أَسْمَعُ صَلاَصِلَ ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَىَّ إِلاَّ ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِى تَفِيضُ". 7072 - حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن الحرث بن يزيد عني جُنْدُب بن عبد الله عن سفيان بن عوف عن عبد الله بن عمرو، قال: كنتُ

_ = ترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/192)، وابن حبان في الثقات (ص 363)، وذكر كلاهما أنه يروي عن عمرو بن العاص، ولم يذكرا روايته عن عبد الله بن عمرو. "رقية": بضم الراء وتشديد المثناة من تحت، كما ضبطه الحافظ في التعجيل (432). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 101)، وقال: "رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات". ومعناه صحيح، ورد في أحاديث كثيرة صحاح، معروفة في دواوين السنة. وانظر منها ما مضى (1502، 1554، 2425، 3032، 4198، 4775، 6405)، وما سيأتي (12205، ْ12350، 12591، 12806). وغير ذلك كثير. (7071) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد (8: 256)، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن". قوله "تفيض": هو بفتح التاء وكسر الفاء بعدها ياء تحتية، كما ثبت في (ح م)، و "الفيض": الموت، قال ابن الأثير: "يقال: فاضت نفسه، أبي لعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج روحه". وفي (ك) ومجمع الزوائد "تقبض"، وضبطت في (ك) بضمة فوق التاء وفتحة فوق الباء الموحدة، وهي أيضاً نسخة بهامش (م)، ومعناها واضح. (7072) إسناده صحيح، وقد مضى بنحو معناه، من رواية حسن بن موسى عن ابن لهيعة، بهذا الإِسناد (6650 م).

عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وطلعت الشمسُ، فقال: "يأتي الله قومٌ يومَ القيامة، نورُهم كَنُورِ الشمس"، فقال أبوبكر: أنحن هم يا رسول الله؟، قال: "لا، ولكم خيرٌ كثير، ولكنهم الفقراء والمهاجرون الذينْ يحْشرون من أقطار الأرض". 7072 م - وقال: "طُوبَى للغُرَباء، طُوبَى للغرَباء، طُوبَى للغرباء، فِقيلِ: مَنِ الغرباءُ يا رسول الله؟، قال: "ناسٌ صالحون في ناسٍ سوءٍ كثيرٍ، منْ يعْصيهم أكثرُ ممن يُطِيعهم". 7073 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا. ابن أبي نَجِيح عنِ عبد الله بِن عِامر عنِ عبد الله بن عمرو، يَبْلُغُ به النبيَّ - صلي الله عليه وسلم -، قال: "من لم يَرْحَمْ صغيرنا ويَعْرِفْ حَقَّ كبيرنا فليس مِنَّا". 7074 - حدثنا عبد الله بن محمَّد، قال عبد الله [هو ابن أحمد]: وسمعتُه أنا من عبد الله بن محمَّد بن أبي شيبة، قال حدثنا ابن فُضَيْل عن

_ (7072 م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وقد مضى أيضاً من رواية حسن بن موسى (6650)، وأشرنا إلى هذا والذي قبله هناك. (7073) إسناده صحيح، وقد مضى بمعناه، من رواية عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده (6733، 6935، 6937 م)، وأشرنا إلى هذا في أولها، وذكرنا أن أبا داود والحاكم روياه من هذا الوجه، من رواية سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح، بهذا الإِسناد، وحققنا هناك ما اضطربوا فيه في إسناده عند أبي داود. (7074) إسناده صحيح، ابن فضيل: هو محمَّد بن فضيل بن غزوان. والحديث رواه الترمذي، بنحوه (3: 315)، من طريق أبي الأحوص عن عطاء بن السائب، بهذا الإِسناد. وقال: "حديث حسن صحيح". وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (5340). "يتجرجر": من "الجر"، وهو الجذب. وفي (ح) " ويتجرجر" بالواو. والذي في (ك م) "أو يتجرجر" بحرف "أو"، وهو الصواب إن شاء الله. وفي الترمذي: "يتجلجل، أو قال: يتلجلج". والمعنى قريب.

عطاء بن السائبِ عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قالِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بينما رجل يَتَبَخْتَر فيِ حُلَّةٍ، إذْ أمر الله عَزَّ وَجَلَّ به الأرض فأخذَتْه، وهو يَتَجَلْجَل فيها، أو يتجرجرُ فيها، إلى يوم القيامة". 7075 - حدثنا هرون بن معروف حدثنا عبد الله بن. وهب أخبرني أسامة أن عمرو بن شُعيب حدَّثه عن أبيهْ عن جده: أن رجلاً جاء إلِى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال. إني أنزع في حوضي، حتى إذا ملأتُه لأهلي، ورد عَلَيَّ البعيرُ لغيري فسَقَيْتُه، فهل لي في ذلك من أجرٍ؟ فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "في كل ذات كَبدٍ حَرَّى أجْرٌ". 7076 - حدثنا عبد الجبار بن محمَّد، يعني الخَطَّابي، حدثني

_ (7075) إسناده صحيح، أسامة: هو ابن زيد الليثي. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 131)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات."حرى"، بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء وبالألف المقصورة، ورسمها بالياء أجود، وبذلك رسمت في (م) ومجمع الزوائد. وفي (ك ح) "حراء" بالألف الممدودة مع الهمزة، وهو خطأ. قال ابن الأثير: "الحَرَّى: فَعْلَىِ، من الحَرّ. وهي تأنيث حَرَّانَ، وهما للمبالغة. يريد أنها لشدة حرها قد عَطِشَتْ ويبستْ من العطش. والمعنى: أن في سَقْى كل ذي كبد حرى أجرم. وقيل: أراد بالكبد الحرى حياةَ صاحبها، لأنه إنما تكون كبده حَرَّى إذا كان فيه حياةٌ. يعني: في سَقْي كل ذي روح من الحيوان. ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر: في كل كبد حارةً أجر". (7076) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من عنعنة بقية، كما سيأتي: عبد الجبار بن محمَّد الخطابي: مضت ترجمته (2510). والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1: 245) وقال: رواه أحمد، وفيه بقية بن الوليد، وقد عنعنه، وهو مدلس". ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1: 132 - 133)، من طريق أحمد بن الفرج الحجازي الحمصي: "حدثنا بقية بن الوليد حدثني الزبيدي حدثني عمرو بن شعيب"، بهذا الإِسناد، نحوه. ثم قال البيهقي: "ورواه إسحق الحنظلي [يعني ابن راهويه، عن بقية عن =

بَقيَّةُ عن محمَّد بن الوليد الزُّبيدِي في عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جَده، قال: [لي]، رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من مس ذكرَه فليتوضَّأ، وأيَّما امرأةٍ مَسَّتْ فرجَها فلتتوضَّأ. 7077 - حدثنا عفّان حدثنا هَمّام حدثنا قَتادة عن أبي أيوب عن

_ = الزبيدي، ومحمد بن الوليد الزبيدي ثقة. وهكذا رواه عبد الله بن المؤمل عن عمرو. وروي من وجه آخر عن عمرو". ثم رواه من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان "عن أبيه عن عمرو بن شُعيب، فذكره بإسناده ومعناه". ورواه الحازمي في الاعتبار (ص 41 - 42)، من طريق إسحق بن إبراهيم الحنظلي؟ هو ابن راهويه: "حدثنا بقية بن الوليد حدثني الزبيدي حدثني عمرو بن شُعيب"، بهذا الإِسناد، نحوه. ثم قال الحافظ الحازمي: "هذا إسناد صحيح؛ لأن إسحق بن إبراهيم: إمام غير مدافع، وقد خرجه في مسنده، وبقية بن الوليد، ثقة في نفسه، وإذا روى عن المعروفين فمحتجّ به، وقد أخرج مسلم بن الحجاج فمن بعده من أصحاب الصحاح حديثه، محتجين به. والزبيدي: هو محمد بن الوليد قاضي دمشق، من ثقات الشاميين، محتج به في الصحاح كلها. وعمرو بن شُعيب: ثقة باتفاق أئمة الحديث، وإذا روى عن غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به. وأما روايته عن أبيه عن جده، فالأكثرون على أنها متصلة، ليس فيها إرسال ولا انقطاع، وقد روى عنه خلق من التابعين. وذكر الترمذي في كتاب العلل عن محمَّد بن إسماعيل البخاري أنه قال: حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب، في باب مسّ الذكر- هو عندي صحيح. وقد روي هذا الحديث عن عمرو بن شُعيب من غير وجه، فلا يظنّ ظانّ أنه من مفاريد بقية فيحتمل أن يكون قد أخذه عن مجهول. والغرض من تبين هذا الحديث زجر من لم يتقن مخارج الحديث عن الطعن في الحديث، من غير تتبع وبحث عن مطالعة". وقد لخص الإِمام ابن القيم كلام الحازمي هذا، في تهذيب السنن (1: 134) وأقره. وانظر التلخيض الحبير (ص 45). ونصب الراية (1: 58 - 69). زيادة [بي]، من نسخة بهامش (م). (7077) إسناده صحيح، وقد مضى (6966)، من رواية عبد الصمد عن همّام، بهذا الإِسناد. ومضى نحوه مختصراً (6913)، من وجه آخر. وانظر (6970).

عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "وقتُ صلاة الظهر إذا زالت الشمسُ وكان ظل الرجل كَطُوله، ما لم تحضر العصر، ووقتُ صلاة العصر ما لم تَصْفرَّ الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يَغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل، ووقت صلاة الصبح منَ طِلَوع الفجر ما لم تطلِع الشمس، فإذا طلعتْ فأمْسِكْ، فإنها تَطْلع بين قَرْني شيطانٍ، أو مع قَرْنيْ شيطان". 7078 - حدثنا يحيى بنِ حمّاد أخبرنا أبو عَوَانَة عن الأعمش حدثنا عثمان بن قيس عن أبي حرْبٍ الدَّيْلمي سمعت عبد الله بن عمرو ابن العاصي يقوِل: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما أظَلْتِ الخَضراءُ، ولا أقلت الغَبْراءُ، من رجل أصدق لهجةً من أبي ذَرٍّ". 7079 - حدثنا يحيى بن آدم وأبو النَّضْر قالا حدثنا زُهَيْر عن إبراهيم بن مُهاجر عن عبد الله بن بَابَاه عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فذكرت الأعمالُ، فقال: "ما منْ أيامٍ العملُ فيهنَّ أفضلُ من هذه العَشْر"، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ؟، قال: فأكْبَرِه قالِ: "ولا الجهادُ، إلا أن يَخْرج رجل بنفسِه وماله في سبيل الله، ثم تكوّن مهْجة نَفْسِه

_ (7078) إسناده ضعيف، عثمان بن قيس: هو عثمان بن عمير أبو اليقظان، يقال في اسم أبيه "قيس"، كما بينا في (6519)، حيث رواه الإِمام أحمد هناك، عن ابن نُمير عن الأعمش. وقد خرجنا الحديث وأشرنا إلى هذا الإِسناد هناك. ومضى أيضاً بهذا الإِسناد الذي هنا (6630). (7079) إسناده صحيح، وهو مكرر (6560)، بهذا الإِسناد. ومضى أيضاً (6559)، من رواية أبي كامل عن زهير، بهذا الإِسناد. ومضى قبل ك وراهـ (6505) من وجه آخر بإسناد حسن.

فيه". 7080 - حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر عن أبي إسحق عن السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو، قال: لما تُوفي إبراهيمُ ابنَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كَسَفَت الشمس، فقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فصلى ركعتين، فأطال القيام، ثم ركع مثلَ قَيامه، ثم سجد مثلَ ركوعه، فصلى ركعتين كذلك، ثم سَلَّم. 7081 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني

_ (7080) إسناده صحيح، أبو بكر: هو ابن أبي شيبة. أبو إسحق: هو السبيعي الهمداني. السائب ابن مالك: هو والد عطاء بن السائب، وهو تابعي ثقة معروف، سبق توثيقه وترجمته (596، 6483)، وأشرنا إلى الاختلاف في اسم والد السائب "مالك"، أو "يزيد"، وأيضاً قيل فيه "زيد"، وهو الذي اقتصر عليه ابن حبان في ترجمته في الثقات (210). وقد ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/155)، وأشار إلى هذا الحديث، قال: "وأما عبد الصمد فقال: عن شُعبة عن أبي إسحق عن السائب بن مالك عن عبد الله بن عمر، وتابعه أبو بكر بن عياش. وقال عبد الصمد: قال شُعبة: هو أبو عطاء. وقال أبو عبد الصمد: حدثني عطاء أخبرني أبي أن عبد الله بن عمرو حدَّثه - في الكسوف". وهذه إشارة إلى هذا الحديث، إلا أن قوله في رواية شُعبة "عن عبد الله بن عمر"، هو عندي خطأ من الناسحين، صوابه "عبد الله بن عمرو"، لأن قوله "وتابعه أبو بكر بن عياش" يدل على ذلك؛ لأن رواية أبي بكر بن عياش عن أبي إسحق، هي الرواية التي هنا، وهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. ويؤيده أن شُعبة رواه أيضاً عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، كما مضى في (6763)، وكما فصلناه في الاستدارك (رقم 2729). وقد مضى الحديث مطولاً (6483)، من رواية ابن فضيل عنْ عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، وأشرنا هناك إلى سائر رواياته في المسند، ومنها هذه الرواية. (7081) إسناده صحيح، وقد مضى (6565)، من رواية عبد الله بن يزيد عن حيوة بن شريح =

شُرَحْبيل بن شَريك المعَافري عن عبد الرحمن بن رافع التَّنوخي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "مَا أُبَالِي مَا أَتَيْتُ أَوْ مَا رَكِبْتُ إِذَا أَنَا شَرِبْتُ تِرْيَاقاً أَوْ تَعَلَّقْتُ تَمِيمَةً أَوْ قُلْتُ الشِّعْرَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِي". 7082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي عَنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَّهُ رَأَى فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فَقَالَ لَهَا: "مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ يَا فَاطِمَةُ؟ ". قَالَتْ أَقْبَلْتُ مِنْ وَرَاءِ جِنَازَةِ هَذَا الرَّجُلِ، قَالَ: "فَهَلْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى؟ ". قَالَتْ لاَ وَكَيْفَ أَبْلُغُهَا وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟، قَالَ: "وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ". 7083 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا [عبد الله بن] عيَّاش بن

_ = عن شرحبيل بن شريك، بهذا الإِسناد. وأشرنا هناك إلى أن عبد الله بن يزيد رواه عن شيحنين: حيوة بن شريح، في الرواية الماضية، وسعيد بن أبي أيوب، عند أبي داود، وها هو ذا رواه أحمد أيضاً عن عبد الله بن يزيد عن سعيد. وقد فصلنا القول في أسانيده وتخريجه هناك. (7082) إسناده حسن، وقد مضى مطولاً (6574)، من رواية أبي عبد الرحمن، وهو عبد الله ابن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب عن ربيعة بن سيف، بهذا الإِسناد. وأشرنا هناك إلى أن الحاكم والبيهقي روياه مختصرًا، من طريق عبد الله بن يزيد عن حيوة بن شريح عن ربيعة. فهذه هي رواية عبد الله بن يزيد عن حيوة. (7083) إسناده صحيح، "عبد الله بن عياش بن عباس القتباني": قال أبو حاتم: "ليس بالمتين، صدوق يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة". وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له مسلم في صحيحه حديثاً واحد، وقال الحافظ: "حديث مسلم في الشواهد، لا في الأصول"!، هكذا قال الحافظ، ولكن الحديث المشار إليه في صحيح مسلم (2: 13) جاء به أصلاً للحديث، ثم أتبعه بروايتين شاهدتين له. فحديثه عنده في الأصول لا في =

عباس القتْبَانِي قال سمعت أبي يقول: سمعت عيسى بن هلال الصَّدَفي وأبا عبد اَلرحمن الحُبُلي يقولان: سمعنا عبد الله بن عمرو يقول: سمعت

_ = الشواهد، يدرك ذلك من تأمل الأسانيد وأنصف. وقد أشرنا إلى بعض رواية عبد الله بن عياش هذا، في شرح (6575). أبوه عياش. بن عباس: ثقة، سبقت ترجمته في (6575) وقد وقع هنا في أصول المسند الثلاثة خطأ في الإِسناد. فإن فيها: "حدثنا عبد الله بن زيد حدثنا عياش بن عباس القتباني قال: سمعت أبي" إلخ. وفي هامش (م) ما نصه: "في نسخ: حدثنا عبد الله بن عياش بن عباس. وهي خطأ، والصواب ما في هذا الأصل"!، فهذه النسخ التي أشار إليها كاتب الهامشة، هي الصحيحة، وما في "هذا الأصل"، يعني (م)، والأصلين الآخرين (ك ح)، خطأ يقيناً: أولاً: لأن والد عياش، وهو "عباس القتباني"، لم يعرف برواية، ولم تذكر له. ترجمة في أي مرجع من مراجع الرجال. ولو كانت روايته ثابتة في المسند، كما في ظاهر الأصول، لما تركوا الإشارة إليه. وثانيًا: أن عبد الله بن يزيد المقرئ إنما عرف بالرواية عن "عبد الله بن عياش بن عباس". كما هو ظاهر من ترجمتيهما في التهذيب وغيره. وثامنًا: أن "عبد الله بن عياش هو المعروف بالرواية عن أبيه، كما في ترجمة عياش وابنه في التهذيب، وكما في ترجمة "عياش" في التاريخ الكبير للبخاري (4/ 1 /48). ومن أجل ذلك زدنا في الإِسناد كلمة [عبد الله بن] عن ثبت ويقين، عن بعض النسخ التي أشير إليها في هامش (م)، وبعد أن توثقنا من هذه الدلائل صحة ما في تلك النسخ: أن الحديث من رواية "عبد الله بن عياش بن عباس عن أبيه"، وليس من رواية "عياش بن عباس عن أبيه". والحديث رواه الحاكم في المستدرك (4: 436)، من طريق عبد الله بن وهب: "أخبرني عبد الله بن عياش القتباني عن أبيه عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو"، فذكره بنحوه مرفوعًا. وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وقال الذهبي: "عبد الله [يعني القتباني] وإن كان قد احتج به مسلم، فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: هو قريب من ابن لهيعة". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 137)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، ورجال أحمد رجال الصحيح". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3: 101)، =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "سَيَكُونُ فِى آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ، كَمَا يَخْدُمْنَكُمْ نِسَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ".

_ = وقال: "رواه ابن حبان في صحيحه، واللفظ له، والحاكم، وقال: "صحيح على شرط مسلم". ولكن وقع فيه اسم الصحابي "عبد الله ابن عمر"، وأنا أرجح أنه خطأ طابع أو. ناسخ. وقوله في الحديث "على سروج": هذا هو الثابت في (ك م) والزوائد، وفي (ح) "على السروج"، وهي نسخة بهامش (ك). وفي الترغيب "سرج" بدون الواو، وهو عندي خطأ مطبعي؛ لأن جمع "سرج": "سروج" بالواو، وأما "سرج" بدون الواو فإنها جمع "سراج". وقوله "على أبواب المساجد": هكذا هو بالجمع في (ك) والزوائد والترغيب ونسخة بهامش (م). وفي (م ح) "المسجد" بالإفراد. وقوله في أول الحديث هنا: "سيكون في أخر أمتي رجال يركبون على سروج، كأشباه الرجال"، إلخ: مشكل المعنى قليلاً، فتشبيه الرجال بالرجال فيه بعد، وتوجيهه متكلَّف. ورواية الحاكم ليس فيها هذا التشبيه، بل لفظه: "سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر، حتى يأتوا أبواب مساجدهم، نساؤهم كاسيات عاريات" إلخ. وهو واضح المعنى مستقيمه. ورواية الطبراني - كما حكاها الهيثمي في الزوائد: "سيكون في أمتي رجال يركبون نساؤهم على سروج، كأشباه الرجال". ولفظ "يركبون" غيره طابع مجمع الزوائد - جرأة منه وجهلا - فجعلها "يركب". والظاهر عندي أن صحتها "يركبون نساءهم. وعلى كل حال فالمراد من الحديث واضح بيّن. وقد تحقق في عصرنا هذا، بل قبله، وجود هاته النسوة الكاسيات العاريات الملعونات. وقوله "كأسنمة البخت": هو جمع "سنام"، وهو أعلى ظهر البعير. وقال ابن الأثير: "هنّ الاتي يتعمَّمن بالمقانع على رؤوسهن، يكبّرنها بها. وهو من شعار المغنيات". و "البخت"، بضم الباء وسكون الخاء: جمال طوال الأعناق. وقد مضى تفسيرها (6325). "العجاف": جمع "عجفاء"، وهي المهزولة.

7084 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود عن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من قتل دون ماله مظلوماً فله الجنة". 7085 - حدثنا محمَّد بن عُبَيد حدثنا الأعمش عن عمروِ بنِ مُرَّة عِن أبي يزيد عن عبد الله بنِ عمرو، قال: قال رِسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمَّع الناس بعمله سمَّع الله به سامِع خَلْقِه، وحَقَّره وصغَّره". 7086 - حدثنا محمَّد بن عُبيد حدثنا زكريا عِن عامر سمعت عبد الله بن عمرو، سمِعت رِسول الله يقول: "المسلم منْ سَلم الناسُ من لسانه ويده، والمهاجرُ من هَجر ما نهَّى اللهُ عنه". 7087 - حدثنا عارم حدثنا معْتِر عن أبيه حدثنا أبو العلاء عن

_ (7084) إسناده صحيح، أبو الأسود: هو يتيم عروة، واسمه "محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل"، سبق توثيقه (5900). ووقع في التهذيب (4: 7) في ترجمة "سعيد بن أبي أيوب": "روى عن أبي الأسود ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل"، فهذه الواو بين الاسم والكنية خطأ مطبعي، أوهمت أنهما أثنان، وحذفها هو الصواب. عكرمة: هو مولى ابن عباس، التابعي المشهور. والحديث سبق بمعناه مراراً، من أوجه مختلفة، أولها (6522)، وقد أشرنا إليه هناك، وآخرها (7055). (7085) إسناده صحيح، وهو مكرر (6509، 6839، 6986). قوله "سامع خلقه: ضبطت في (م) بضمة فوق العين، وكتب بهامشها ما نصه: "سامع: بالرفع، صفة لله تعالى". وضبطت في (ك) بفتحة فوق العين. وقد حققنا توجيه الضبطين في (6509). (7086) إسناده صحيح، عامر: هو الشعبي. والحديث مكرر (6983)، من هذا الوجه، ومختصر (7017)، من وجه آخر. (7087) إسناده صحيح، على خطأ فيه، كما سنبين إن شاء الله. فقد مضى مطولاً قليلاً (6877)، من رواية الجريري عن أبي العلاء، وهو يزيد بن عبد اللهْ بن الشخير، عن =

مُفطرٍّ في عن ابن أبي ربيعة عن عبد الله بن عمرو، قال: ذكرتُ. للنبي - صلى الله عليه وسلم - الصوم، فقال: "صُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْماً وَلَكَ أَجْرُ التِّسْعَةِ". [قَالَ: فَقُلْتُ إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: "فَصُمْ مِنْ كُلِّ تِسْعَةِ أَيَّامٍ يَوْماً، وَلَكَ أَجْرُ الثَّمَانِيَة"]، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّى أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ "فَصُمْ مِنْ كُلِّ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يَوْماً وَلَكَ أَجْرُ تِلْكَ السَّبْعَةِ". قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ. قَالَ فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قَالَ: "صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً". 7088 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا محمَّد بن راشد

_ = أخيه مطرف بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو، وذكرنا هناك أن النسائي رواه مختصراً من هذا الوجه، وأنه زاد في الإِسناد رجلاً، هو "ابن أبي ربيعة" المذكور في هذا الإِسناد. وحملنا الخطأ في هذه الزيادة هناك على النسائي أو أحد شيوخ الإِسناد. وها هو ذا يرويه أحمد هنا، بزيادة هذا الرجل في الإِسناد، عن عارم عن معتمر بن سليمان عن أبيه. ورواية النسائي هي في السنن (1: 325) عن محمَّد بن عبد الأعلى عن المعتمر عن أبيه. فليس الخطأ إذن من النسائي ولا من شيخه محمَّد بن عبد الأعلى، إنما يحمل الخطأ على المعتمر بن سليمان، أو على أبيه سليمان بن طرخان التيمي. والذي أرجحه الآن أن يكون من المعتمر بن سليمان، فإن أباه سليمان التيمي حافظ حجة، عدّه سيفان الثوري أحد حفاظ البصرة الثلاثة، وقال ابن حبان: "كان من عبّاد أهل البصرة وصالحيهم ثقة وإتقانًا وحفظاً وسنّة". وأما المعتمر فإنه - مع ثقته وحفظه- لم يكن بمثابة أبيه في هذا، قال ابن خراش: "صدوق يخطئ من حفظه، وإذا حدث من كتابه فهو ثقة". وقال يحيى القطان: "إذا حدثكم المعمر بشيء فاعرضوه، فإنه سيء الحفظ". ْوزيادة الأمر بصيام ثمانية من التسعة، أثبتناها من (ك م). والظاهر أنها سقطت من (ح) سهواً من ناسخ أو طابع. وهذا الحديث أحد روايات الحديث المطول في اجتهاد عبد الله ابن عمرو في العبادة، الذي مضى (6477)، وقد أشرنا هناك إلى كثير من رواياته في المسند، وفاتنا بعضها، وهذا مما فاتتنا الإشارة إليه هناك. (7088) إسناده صحيح، وهو مختصر من القسم الثاني مع القسم الثالث من الحديث (7033).

حدثنا سليمان بن موسى عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "عَقْل شبْه العَمْد مغلَّظة، مثلِ عقل العمد، ولا يُقْتَل صاحبُه، ومَنْ حَمَل علينا السَلاح فليس منَّا، ولا رَصَدَ بِطَرِيقٍ". 7089 - حدثنا ازْهَر بن القاسم حدثنا المُثَنَّى، يعني ابن سعيد، عن قَتادة عن عبد الله بن بَابَا عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يقول: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يُباهي ملائكتَه عَشِيَّةَ عرفة بأهْل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، اتَوْني شُعْثًا غبراً". 7090 - حدثنا أبو سعيد حدثناحمد بن راشد حدثنا سليمان ابن موسى عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من قُتل خطأ فديتُه مائةٌ من الإبل، ثلاثون ابنةُ مَخَاض، وثلاثون ابنةُ لَبُون،

_ (7089) إسناده صحيح، المثنى بن سعيد الضبعي البصري: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1 /418). و"الضبعي": بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة وبالعين المهملة، نسبة إلى "ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة"، ونسبة إلى المحلة التي سكنها بنو ضبيعة بالبصرة، نزلها غيرهم فنسبوا إليها. والظاهر أن المثنى من هؤلاء الذين نزلوها، قال البخاري في الكبير: "يقال: نزل ضبيعةَ، ولم يكن منهم". "عبد الله بن بابا". سبق توثيقه (5360)، وذكرنا الأقوال في اسم أبيه، وهذا قول رابع "بابا" بالألف دون هاء، كما ثبت في الأصول الثلاثة هنا. وفي نسخة بهامشى (ك م) "بابى" بالياء، وفي أخرى بهامش (م) "باباه" بالهاء بعد الألف. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 251 - 252)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الصغير والكبير، ورجال أحمد موثقون". وسيأتي نحو معناه من حديث أبي هريرة (8033). "الشعث"، بضم الشين المعجمة وسكون العين المهملة ثم ثاء مثلثة: جمع "أشعث"، وهو المغبّر الرأس المنتتف الشعر، الجافّ الذي لم يَدَّهن. (7090) إسناده صحيح، وهو مختصر (7033)، فيه القسامان (5، 6) من ذاك الحديث. وقد أشرنا إلى هذا هناك.

وَثَلاَثُونَ جَذَعَةً، وَعَشَرَةُ بَنِي لَبُونٍ ذُكْرَانٍ، فَكَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُقَوِّمُهَا عَلَى أَثْمَانِ الإِبِلِ، فَإِذَا هَانَتْ نَقَصَ مِنْ قِيمَتِهَا، وَإِذَا غَلَتْ رَفَعَ فِى قِيمَتِهَا، عَلَى نَحْوِ الزَّمَانِ مَا كَانَتْ، فَبَلَغَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- مَا بَيْنَ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ إِلَى ثَمَانَمِائَةِ دِينَارٍ، أَوْ عَدْلَهَا مِنَ الْوَرِقِ، ثَمَانِيَةَ آلاَفٍ. 7091 - حدثنا أبو سعيد حدثنا محمَّد بن راشد حدثنا سليمان ابن موسى عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَضَى أن العَقْل ميراثٌ بين ورثة القتيل، على فَرَائضهم. 7092 - حدثنا أبو سعيد حدثنا محمَّد بن راشد حدثنا سليمان ابنِ موسى عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: (1) أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قَضَى فِى الأَنْفِ إِذَا جُدِعَ كُلُّهُ الدِّيَةَ كَامِلَةً وَإِذَا جُدِعَتْ أَرْنَبَتُهُ نِصْفَ الدِّيَةِ (2) وَفِى الْعَيْنِ نِصْفُ الدِّيَةِ، (3) وَفِى الْيَدِ نِصْفُ الدِّيَةِ، (4) وَفِى الرِّجْلِ نِصْفُ الدِّيَةِ، (5) وَقَضَى أَنْ يَعْقِلَ عَنِ الْمَرْأَةِ عَصَبَتُهَا مَنْ كَانُوا وَلاَ يَرِثُوا مِنْهَا إِلاَّ مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، وَإِنْ قُتِلَتْ فَعَقْلُهَا بَيْنَ وَرَثَتِهَا، وَهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهَا، (6) وَقَضَى أَنَّ عَقْلَ أَهْلِ الْكِتَابِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِينَ وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

_ (7091) إسنادة صحيح، وهو في المنتقى (3356)، وقال: "رواه الخمسة إلا الترمذي". (7092) إسناده صحيح، وقد اشتمل على بضعة أحكام، فرأينا تفصيلها إلى ستة أقسام مرقمة، ليسهل تخريج كل قسم منها وحده، كما صنعنا نحو ذلك في الحديث الطويل (7033): (1) - مضى بنحوه، في القسم (8) من الحديث (7033)، وأشرنا إليه هناك. (2) - هو مختصر الحكم الماضي في القسم (9) من ذاك الحديث. (3)، (4) - مضيا في القسم (10) منه أيضاً. (5) - رواه أبو داود (4564/ 4: 313 - 314 عون المعبود)، ضمن حديب طويل، من طريق شيبان عن محمَّد بن راشد، بهذا الإِسناد. (6) - هو مكرر (6716). وهو في المنتقى (3983)، وقال: "رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.

7093 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا شَدَّاد أبو طلحة الرَّاسبي سمعت أبا الوَازِع جابرَ بن عمروٍ، يحدّث عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ رَأَوْهُ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ". 7094 - حدثنا حمّاد بن خالد حدثنا هشابم بن سَعْد عن عمرو ابن شُعيب عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عمروِ: سئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الرجل يدخل الحائط؟، قال: "يَأْكُلُ غَيْرَ مُتَّخِذٍ خَبْنَةً".

_ (7093) إسناده صحيح، أبو طلحة الراشي: هو شدّاد بن سعيد البصري، سبق توثيقه (1414) ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/228 - 229)، وقال: "ضعفه عبد الصمد"، ولكنه لم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء. وقد أخرج له مسلم في الصحيح، وذكره ابن حبان في الثقات (ص 493). ووثقه أحمد وابن معين والنسائي وأبو خيثمة. "الراسبي": نسبة إلى "بني راسب"، وهي قبيلة نزلت البصرة. أبو الوازع: اسمه "جابر بن عمرو"، كما ذكر هنا بعد كنيته، وهو الصواب الثابت في. (ك). وأما (م) فقد ذكر فيها "سمعت أبا الوازع جار بن عمرو" ووضعت فتحة فوف الراء!، وهو خطأ واضح. وأما المطوعة (ح)، فزادت خطأ على خطأ، كادت تفسد الإِسناد!، ففيها: "سمعت أبا الوازع جاء عمرو يحدّث" إلخ!!، فلولا أن تبين الصواب من (ك) لظن أن أبا الوازع سمع الحديث من رجل اسمه "عمرو"، ولا يدري من هو!!، وأبو الوازع، بفتح الواو وكسر الزاي، جابر بن عمرو الراسبي: تابعي ثقة معروف، أخرج له مسلم في الصحيح، وثقه أحمد ويحيى وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/ 209)، وذكره ابن حبان في الثقات (ص 154). والحديث ذكره الهيثمي. في مجمع الزوائد (10: 80)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". (7094) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه، ضمن حديث مطول، من رواية ابن إسحق عن عمرو بن شُعيب (6683، 6936)، وأشرنا إليه في أولهما.

7095 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا محمَّد بن أبي الوَضَّاح حدثني العلاء بن عبد الله بن رافعِ حدثنا حَنَانُ بن خَارجة عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء أعرابي عَلَويّ جريءُ إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن الهجرة، إليك أينما. كنتَ، أو لقومٍ خاصةً، أم إلى أرضٍ معلومة، إذا مُتَّ انقطَعَتْ؟، قال: فسكت عنه يسيراً، ثم قال: أين السائل؟، قال: ها هَو ذا يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "الهجرة أن تَهْجُرَ الفواحش ما ظَهَر منها وما بَطن، وتقيمَ الصلاةَ وتؤتى الزكاة، ثم أنت مهاجر وإنْ متَّ بالحَضَر، ثم قال عبد الله بن عمرو، ابتداء من نفسه: جاء رجل إلى النَبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة، خَلْقاً تُخْلَق، أم نَسْجاً تُنْسَج؟، فضحك بعضُ القوم، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "ممَّ تَضْحكون؟ "، من جاهل يسأل عَالِماً. ثُمَّ أَكَبَّ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ؟، قَالَ هُوَ ذَا أَنَا يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "لاَ، بَلْ تُشَقَّقُ عَنْهَا ثَمَرُ الْجَنَّةِ، ثلاثَ مرَّاتٍ". 7096 - حدثنا مُعَمَّر بن سليمان الرَّقّي حدثنا الحجاج عن عمرو

_ (7095) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه (6890)، من وجه آخر عن العلاء بن رافع، على خطأ وقع في ذلك الإِسناد. وفصّلنا القول فيه وفي هذه الرواية هناك. وقوله في هذه الرواية "جاء أعرابي علويّ" إلخ: هكذا وقع في الأصلين المخطوطين (ك م) "علوىّ"، بالعين. ولا أدري ما وجه هذه النسبة، فقد ذكر السمعاني في الأنساب (الورقة 397)، وتبعه ابن الأثير في اللباب (2: 148)، أن هذه النسبة إلى أربعة رجال: "علي بن أبي طالب"، وبطن من الأزد، يقال هم "بنو عليّ"، وولد "على ابن سود"، وبطن من مذحج، يقال لهم أيضًا "بنو على". أما الأول فإنه غير مراد قطعًا، وأما الثلاثة الآخرون فلعل. ووقع في (ح) "ملويّ" بالميم!، والظاهر عندي أنه خطأ، لا أدري ما وجهه. وقوله "وإن مت بالحضر"، في نسخة بهامشي (ك م) "بالحضرمة"، كالرواية الماضية. وقوله "من جاهل"، في نسخة بهامش (م) "أمن"، بزيادة همزة الاستفهام، وهي مرادة عند حذفها، كما هو واضح. (7096) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4: 239)، وقال: "رواه أحمد =

ابن شُعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: مَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ حُرِّقَ بِالنَّارِ فَهُوَ حُرٌّ وَهُوَ مَوْلَى الله وَرَسُولِهِ، قَالَ: فَأُتِىَ بِرَجُلٍ قَدْ خُصِىَ يُقَالُ لَهُ: سَنْدَرٌ فَأَعْتَقَهُ، ثُمَّ أَتَى أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَصَنَعَ إِلَيْهِ خَيْراً ثُمَّ أَتَى عُمَرُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ فَصَنَعَ إِلَيْهِ خَيْراً ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ أنْ يَخْرُجَ إِلَى مِصْرَ، فَكَتَبَ لَهُ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي أَنِ اصْنَعْ بِهِ خَيْراً، وَاحْفَظْ وَصِيَّةَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فِيهِ. 7097 - حدثنا مُعَمَّر بن سليمان حدثنا الحَجَّاج عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عِن جده، قال: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله الرَّجُلُ يَغِيبُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ أَيُجَامِعُ أَهْلَهُ؟، قَالَ: "نَعَمْ". 7098 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعْبة عن زياد بن فياض سمعت أبا عيَاض يحدّث عن عبد الله بن عمرو، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "صم يوماً ولك أجر ما بقى"، قال: إني أُطيق أكثرُ من ذلك، قال: "صم يوِمين ولك أجرُ ما بقى"، قال: إني أُطيق أكثرُ من ذلك، قال: "صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقى"، قال: إني أُطيق أكثرُ من ذلك، قال: "صم أربعةَ أيام

_ = والطبراني، ورجاله ثقات، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، ولكنه ثقة". وقد مضت هذه القصة بأطول من هذا (6710)، من رواية ابن جُريج عن عمرو بن شُعيب، وأشرنا إلى هذه الرواية هناك، وحققناها تحقيقًا وافيًا. (7097) إسناده صحيح، ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1: 218) من طريق معمر بن سليمان، بهذا الإِسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1: 263)، وقال: "رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطأة، وفيه ضعف، ولكنه لا يتعمد الكذب". (7098) إسناده صحيح، وهو مطول (6915)، وقد أشرنا هناك إلى أنه رواه مسلم والنسائي من طريق محمَّد بن جعفر عن شُعبة. فها هي ذي رواية محمَّد بن جعفر. وهو أحد الروايات لقصة عبد الله بن عمرو في اجتهاده في العبادة، التي أشرنا إلى كثير من رواياتها في (6477): وقد فاتنا أن نشير إلى هذا الإِسناد هناك.

ولك أجرُ ما بقى"، قال: إني أُطيق أكثرُ من ذلك، قال: "صم أفضَل الصيام عند الله، صم صومَ داودَ، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا". 7099 - حدثنا عارم حدثنا مُعْتَمِر قال: قال أبي: حدثنا الحَضْرَي عن القاسم بن محمَّد عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً من المسلمين استأذن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في امرأة يقال لها: أمُّ مَهْزول، كانت تسَافح، وتشترطُ له أن تنفق عليه، وأنه استأذن فيها النبي -صلي الله عليه وسلم -، أو ذَكَر له أمرها، فقرأ النبي -صلي الله عليه وسلم -: {الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ}، قال: أُنزلت: {الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ}. قال أبو عبد الرحمن [هو عبد الله بن أحمد]: قال أبي: قال عارمٌ: سألت معتمرًا عن الحَضْرَمي؟، كان قاصًا، وقد رأيته. 7100 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا يحيى بنْ مَعِين حدثنا المُتْعمَر عن أبيه عن الحضرمي عن القسم بن محمَّد عن عبد الله بن عمرو، نحوه. 7101 - حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي سمعت الصَّقْعَبَ بن زُهير يحدّث عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسارعن عبد الله بن عمروِ، قال: أتى النبيَّ -صلي الله عليه وسلم - أعرابي، عليه جُبَّة من طيالسةٍ، مكفوفةٌ بديباج، أو مَزْرورةٌ

_ (7099) إسناده ضعيف، لجهالة "الحضرمي" راويه. وقد مضى بهذا الإِسناد (6480)، وفصلنا القول فيه، وأشرنا إلى هذا، هناك. (7100) إسناده ضعيف، إذ هو مكرر ما قبله. وهذا الإِسناد من زيادات عبد الله بن أحمد، رواه عن يحيى بن معين. كما ثبت في المخطوطتين (ك م). وجعل في المطبوعة (ح) من رواية الإِمام أحمد نفسه عن يحيى بن معين. وهو خطأ. وقد أشرنا إليه أيضاً في (6480)، وذكرنا هناك أنه من رواية أحمد عن ابن معين، أوقعنا في هذا الخطأ ما في المطبوعة (ح). فيصحح ذلك هناك. (7101) إسناده صحح، وهو مختصر (6583). وقد أوفينا تخريجه وشرحه، وأشرنا إلى هذا هناك.

بِدِيبَاجٍ فَقَالَ إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ وَيَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ!، َقَامَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مُغْضَباً، فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، فَاجْتَذَبَهُ، وَقَالَ: لاَ أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لا يَعْقِلُ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَجَلَسَ، فَقَال: إِنَّ نُوحاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا ابْنَيْهِ، فَقَالَ إِنِّي قَاصِرٌ عَلَيْكُمَا الْوَصِيَّةَ، آمُرُكُمَا بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكُمَا عَنِ اثْنَتَيْنِ، أَنْهَاكُمَا عَنِ الشِّرْكِ وَالكِبْرِ وَآمُرُكُمَا بِـ"لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله"، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا لَوْ وُضِعَتْ فِى كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ "لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله" فِى الْكِفَّةِ الأُخْرَى، كَانَتْ أَرْجَحَ وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا حَلْقَةً، فَوُضِعَتْ "لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله"، عَلَيْهِمَا لَفَصَمَتْهَا، أَوْ لَقَصَمَتْهَا، وَآمُرُكُمَا بِـ "سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ" فَإِنَّهَا صَلاَةُ كُلِّ شَىْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَىْءٍ. 7102 - حدثنا هاشم وحُسين قالا حدثنا محمَّد بن راشد عن سليمان بن موسىِ عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - رَدَّ شهادة الخائن، والخائنة وذي الغِمْر على أخيه، وردَّ شهادةَ القانع لأهل البيت، وأجازها على غيرهم. 7103 - حدثنا عفان حدثنا أبو عَوَانة حدثنا أبو بشرْ عن يوسِف ابن مَاهَك عن عبد الله بن عمرو، قال: تَخَلَّفَ عَنَّا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، - قَالَ - وَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ، صَلاَةُ الْعَصْرِ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ". آخر مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله تعالى عنهما

_ (7102) إسناده صحيح، هاشم: هو ابن القاسم، أبو النضر. حسين: هو ابن محمَّد المُّروذي. والحديث مضى مرار، مطولاً ومختصرًا، بنحوه؛ من طريق، عن محمَّد بن راشد، بهذا الإِسناد (6698)، 6899، 6940). (7103) إسناده صحيح، وهو مكرر (6976)، بهذا الإِسناد.

حديث أبي رمثة رضي الله عنه عن النبي - صلي الله عليه وسلم -

حديث أبي رِمْثةَ رضي الله عنه عن النبي - صلي الله عليه وسلم - أول مسند أبي رمثة

_ "أبو رمثة": صحابي اشتهر بكنيته وعرف بها، واختلف في اسمه اختلافًا كثيرًا، بعضه خطأ صرف، وبعضه مرجوح: فالراجع الصحيح عندنا، هو الذي جزم به الإِمام أحمد، فيما سيأتي في المسند (17565)، قال عبد الله بن أحمد هناك: "قال أبي: اسم أبي رمثة: رفاعة بن يثربي". وهو الذي جزم به البخاري في الكبير (2/ 1/ 293 - 294)، قال: "رفاعة بن يثربي أبو رمثة. سماه محمَّد بن ليث، سمع عبد الله بن عبد الرحمن، ذكر أحمد بن حنبل. ثم أشار إلى الحديث افي تى (7111) مختصراً إباه كعادته، وفيه "عن أبي رمثة التيمي، تيم الرباب". ولم يذكر البخاري في اسمه قولاً آخر. ثم ترجمه في "الكنى (رقم 251) موجزًا، قال: "أبو رمثة التيمي، تيم الرباب". وكذلك جزم باسمه ابن حبان في صحيحه (ج 3 ص 215 من المحطوطة ح) إذ روى الحديث الآتي (7109)، ثم قال: "اسم أبي رمثة: رفاعة بن يثربي التيمي، تيم الرباب. ومن قال إن أبا رمثة هو الخشخاش العنبري،: قد وهم". ولكن ابن حبان، حين ترجم له في الثقات (ص 63) حكى بعض الخلاف في اسمه، فقال: "رفاعة بن يثربي التيمي، أبو رمثة، تيم الرباب، أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه ابنه. وقيل إن اسم أبي رمثة: حبيب بن حسان. ويقال إن أبا رمثة: هو الخشخاش العنبري". فقد حكى في الثقات القول الذي. نفاه في صحيحه وجزم بأنه وهم. والذي يتبين لنا من صنع ابن حبان في كتبه، أنه ألف كتاب (الثقات) أولاً، ثم كتاب (الضعفاء) أو (المجروحين من المحدثين) ثانيًا، ثم بني عليهما كتابه (الصحيح) الذي سماه: (المسند الصحيح، على التقاسيم والأنواع، من غير وجود قطع في سندها، ولا ثبوت جرح في ناقليها). وهو الكتاب الذي أخرجنا منه الجزء الأول بترتيب الأمير علاء الدين الفارسي، وجعلنا عنوانه (صحيح ابن حبان). فإنه قال في مقدمة صحيحه (ج1 ص 18 بتحقيقنا): "وقد اعتبرنا حديث شيخ شيخ، على ما وصفنا من الاعتبار، على سبيل الدين. فمن صح عندنا أنه منهم عدل احتججنا به، وقبلنا ما رواه، وأدخلناه في كتابنا هذا. ومن صح عندنا أنه غير عدل، بالاعتبار الذي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = وصفناه، لم نحتج به، وأدخلناه في كتاب (المجروحين من المحدّثين)، بأحد أسباب الجرح"، إلخ. فهذا كلام يشعر يقيناً بأنه صنع كتابى (الثقات) و (الضعفاء) قبل كتاب (الصحيح). فهو قد حكى بعض الخلاف في كتاب الثقات، ثم حقق وجزم في (الصحيح) بمثل ما جزم به البخاري قولاً واحد، لم يحك غيره. فحن ذلك رجحهنا ما جزم به أحمد والبخاري، ثم تبعهما فيه ابن حبان. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 492): "رفاعة بن يثربي أبو رمثة التيمي، ويقال اسم أبي رمثة: حبيب ابن حبان، له صحبة". فهذا يوافق بعض ما قال ابن حبان في الثقات. والخلاف في رسم "حبيب بن حسان" أو "بن حبان"، خلاف آخر في الرسم فقط، ورسم بغير ذلك في بعض المراجع. وقد نوفق لتضيقه، إن شاء الله. وقال الترمذي في السنن (4: 23): "وأبو رمثة التيمي، اسمه: حبيب بن حيان. ويقال اسمه: رفاعة بن يثربي". ويجمع أكثرُ الخلاف فيه، ما قال المزّي وتعقبه ابن حجر في التهذيب (12: 97)، قالا: "أبو رمثة ْالبلوي، ويقال: التميمي، ويقال: التيمي، تيم الرباب. قيل اسمه: رفاعة بن يثربي، وقيل: يثربي بن رفاعة، وقيل: ابن عوف، وقيل: عمارة بن يثربي، وقيل: حبان بن وهب، وقيل: حبيب ابن حبان، وقيل: خشخاش". ثم قال ابن حجر؟ "فرق ابن عبد البر بين أبي رمثة التيمي، وبين أبي رمثة البلوي، فذكر أن البلوي سكن مصر ومات بإفريقية". أما الفرق بين البلوي والتيمي، فإنه الصواب الذي ذهب إليه الترمذي وابن عبد البر وغيرهما، وهو الذي رجحه الحافظ في الإصابة. وأخطأ الذهبي في المشتبه (ص 65)، فجعلهما واحدًا. وانظر مصادر ذلك كله، في الاستيعاب (ص 126، 183، 668 بالأرقام 493، 745، 2922، 2923). والإصابة (2: 212، و6: 334، و7: 68). وقد ضبط الحافظ في الإصابة "حيان" في أحد الأقوال السابقة "بتحتانية مثناة". "رمثة": بكسرالراء وسكون الميم وفتح الثاء المثلثة. "يثربي": بفتح الياء وسكون الثاء المثلثة ثم باء موحدة. "التيمي": بفتح الياء المثناة وسكون الياء التحتية وبعدها ميم. وفي العرب قبائل عدة اسمها "تيم"، والمراد هنا "تيم الرباب"، كما بينه البخاري وغيره، وكما ثبت ذلك صراحة في الحديث الآتي (7111). وهم بنو "تيم بن عبد مناة بن أدّ =

7104 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن إياد بن لَقيط السَّدُوِسي عن أبي رِمْثَة، قال: خرجتُ مع أبي، حتى أتينا النبي - صلي الله عليه وسلم -، فرأيت برأسه ردْع حِنَّاء. 7105 - حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قَطنٍ وأبو النًضْر قالا حدثنا

_ = ابن طابخة". و "الرباب": بكسر الراء مع تخفيف الباء الأولى، وهم عدة قبائل: "ضبة، وثور، وعُكْل، وتيم، وعديّ"، قال ابن الأثير في اللباب (1: 457): "وإنما لقبوا بذلك، لأنهم تحالفوا على بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وغمسوا أيديهم عند التحالف في رُبّ، فسمّوا: الرباب، واشتهرت تيم الرباب بهذا دون غرِهم". وفي لسان العرب (1: 388): "قال الأصمعي: سموا بذلك لأنهم أدخلوا أيديهم في رُبّ وتعاقدوا وتحالفوا عليه. وقال ثعلب: سموا ربابًا، بكسر الراء؛ لأنهم ترببوا، أي تجمعوا رِبّةً رِبّةً". وانظر أيضاً الاشتقاق لابن دريد (ص 111) ولأبي رمثة في هذا المسند مسند آخر، هو في أكثره تكرار لبعض مسنده الذي هنا، سيأتي (ج 4 ص 163 من طبعة الحلبي)، بالأرقام (17564 - 17573). (7104) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. إياد بن لقيط السدوسي: سبق توثيقه (5694)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1 /345). والحديث رواه أبو داود (4208/ 4: 138 عون المعبود)، مطولا، من طريق عبد الرحمن بن مهدي ْعن سفيان. ورواه النسائي (2: 279)، مختصراً، بإسنادين من طريق ابن مهدي أيضاً. ورواه أبو داود أيضًا (4206/ 4: 137 - 138 عون المعبود)، مطولا، من طريق عُبيد الله ابن إياد عن أبيه. وسيأتي مطولا (17566)، عن وكيع، بهذا الإِسناد. وسيأتي معناه أيضًا ضمن روايات أخص (7109، 7111 - 7116، 17564، 17566، 17569 - 17571، 17573). "ردع حناء": الردع، بفتح الراء وسكون الدال وآخره عين، مهملات: هو أثر الخلوق والطب ونحوهما في الجسد. (7105) إسناده صحيح، أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود، سبق توثيقه مراراً، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم =

المسعودي عن إياد بن لَقيط عن أبي رِمْثَةَ، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "يَدُ الْمُعْطِى الْعُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ"، وِقال رجل: يا رسول الله، هؤلاء بنو يربوع قَتلَة فلانٍ؟، قال: ألا لا تجني نفسٌ على أخرى. [قال عبد الله بن أحمد]: وقال أبي: قال أبو النَّضر في حديثه:

_ = في الجرح والتعديل (2/ 2/ 250 - 253)، وأنه اختلط في آخر عمره. قال أحمد: "إنما اختلط المسعودي ببغداد، ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد". وقال أيضاً: "سماع- أبي النضر وعاصم وهؤلاء من المسعودي بعد ما اختلط". وإنما صححنا هذا الإِسناد من جهة رواية عمرو بن الهيثم، فإنه بصري، فحديثه عن المسعودي صحيح. وأما أبو النضر فإنه بغدادي، وسمع منه بعد الاختلاط، كما قال أحمد رحمه الله. والحديث سيأتي مُرَّة أخرى، في المسند الآخر لأبي رمثة (17568) عن يزيد بن هرون: عن المسعودي. بهذا الإِسناد. وسيأتي بأطول من هذا (7106)، من رواية عبد الملك بن عمير عن إياد ابن لقيط، و (7108)، من رواية عاصم، كلاهما عن أبي رمثة. وهو ينطوي على قسمين: اليد العليا وبرَ الأقارب، وأنه لا تجنى نفس على أخرى: أما القسم الثاني: فسيأتى مراراً في مسندي أبي رمثة. وأما القسم الأول: فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 98)، وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه المسعودي، وهو ثقة، ولكنه اختلط". وقد بينّا قبل أن رواية عمرو بن الهيثم عن المسعودي كانت قبل اختلاطه. فهذه علة ذاهبة. ورواه الحاكم في المستدرك مختصراً (4: 150 - 151)، من طريق جعفر بن عون عن المسعودي، بهذا الإِسناد، بلفظ: "برّ أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك". ولم يتكلم عليه الحاكم ولا الذهبي، إذ جاء به الحاكم شاهدًا لحديث آخر". وانظر بعض ما مضى في "اليد العليا" (4261، 4474، 5344، 5728، 6402). وقوله "لا تجني نفس على أخرى": قال ابن الأثير: "الجناية: الذنب والجرم وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه العذاب أو القصاص في الدنيا والآخرة. المعنى: أنه لا يطالب بجناية غيره من أقاربه وأباعده، فإذا جنى أحدهما جناية لا يعاقب بها ْالأخر، كقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}

دخلتُ المسجدَ فإذا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يَخْطب ويقول: "يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا". 7106 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد، يعني ابن سَلَمة، عن

_ (7106) إسناده صحيح، على خطأ فيه من بعض رواته. فإن أحاديث أبي رمثة هذا، في مسنديه بمسند أحمد، وفيما روي في غير المسند من الدواوين، هي في الحقيقة، أو على غالب الظن، لقصة واحدة، تنوع فيها السياق من رواتها. وأكثر رواياتها فيها أن أبا رمثة جاء إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - مع أبيه، أو أن أبا رمثة جاء إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - معه ابنه. وبعض الروايات مختصرة، لم يذكر فيها هذا ولا ذاك. فيجب البحث عن أرجح الروايتين وأصحهما: أكان أبو رمثة حاضراً مع أبيه، أم كان أبو رمثة هو الكبير، حضر معه ابنه؟، فاستقصيت ما استطعت الوصول إليه من أسانيد القصة، فوجدتها تدور على رواية ثلاثة من التابعين عن أبي رمثة. ثم تدور على رواية تسعة من أتباع التابعين عن رواتها من التابعين. فالتابعون الثلاثة الذين رووها عن أبي رمثة، هم: إياد بن لقيط، وأكثر الروايات تنتهي إليه، وثابت بن منقذ، وعاصم: فروى ثابت بن منقذ عن أبي رمثة: أنه كان مع أبيه، رواية واحدة، في المسند (7114)، لم أجدها في غيره. وروى عاصم عن أبي رمثة عكس ذلك: أن ابنه كان معه، رواية واحدة في المسند أيضاً (7108)، لم أجدها في غيره. واختلف الرواة عن إياد ابن لقيط عليه في ذلك: فروى عنه ابنه عُبيد الله بن إياد (7109، 7116)، وسفيان الثوري (7104، 7107، 17566)، وابن أبجر (7110، 17565، 17571)، وعلي بن صالح (7112، 17567)، وقيس بن الربيع (7115، 17569) - هؤلاء الخمسة رووا عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة: أنه كان مع أبيه. وروى عنه ابن عمير (7106، 7111، 7113، 7118، 17564)، والشيباني (17572) - روى هذان عن إباد بن لقيط عن أبي رمثة: أن ابنه كان معه. وهذه الروايات التي في المسند لهؤلاء توافق ما روي عنهم في غيره من الدواوين التي وصل إلى علمها. فالنقد الصحيح، على طريقة أهل العلم بهذا الشأن، وهم أئمة الدنيا في نقد الروايات، وقواعدهم في ذلك أعلى القواعد وأدقها وأوثقها -: الترجيح بالحفظ والتثبت أولا، ثم بالكثرة ثانيًا، ثم بفحص سياق الروايات وترجيح أقربها إلى التوافق لا إلى التعارض، وإلى =

عبد الملِك بن عُمَيْر حدثنا إياد بن لَقِيط عن أبي رِمْثَةَ، قال: أتيتُ النبي - صلي الله عليه وسلم -

_ = المفهوم المعقول، لا إلى النابي الشاذّ. فالذي يثبت على النقد، والذي يكاد يجزم به الناقد العارف، والذي هو الراجح عند الموازنة: أن أبا رمثة كان مع أبيه، وأن من ذكر من الرواة غير ذلك فقد وهم. فإن أكثرُ الروايات تدور على رواية إباد بن لقيط عن أبي رمثة. وقد روى عنه خمسة من الرواة: أن أبا رمثة كان مع أبيه، وروى عنه اثنان عكس ذلك. ويكفى في ترجيح رواية الخمسة عن إياد، أن يكون منهم سفيان الثوري، أمير المؤمنين في الحديث في عصره، كما وصفه بذلك الأئمة الحفاظ: شُعبة، وابن عيينة، وأبو عاصم وابن معين، وغيرهم، بل قال ابن مهدي: "كان وُهَيْب يقدم سفيان في الحفظ على مالك". وقال يحيى القطان: "سفيان فوق مالك في كل شيء". وقال أيضاً: "ليس أحد أحبّ إليّ من شُعبة، ولا يعدله أحد عندي، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان". وقال شُعبة: "سفيان أحفظ مني". وقال ابن معين: "ما خالف أحدٌ سفيانَ في شيء إلا كان القول ما قال سفيان". وقال شُعبة أيضاً: "إذا خالفني سفيان في حديث، فالحديث حديثه". ثم قد تابعه على روايته هذه أربعة: أحدهم: "عُبيد الله بن إباد"، وهو ثقة حافظ أيضاً، "كان عبد الله بن المبارك يعجب به". وقال أبو نعيم: "كان ابن إياد ثقة، وكان له صحيفة فيها أحاديثه". فمثل هذا مستوثق مما يروي، بما قيّد روايته بالكتابة. ثم الغالب أن يكون أعرف بحديث أبيه من غيره. وثانيهم: ابن أبجر، وهو "عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر"، سبق توثيقه (4623)، قال الثوري: "حدثنا من لم تر عيناك مثلَه: ابن أبجر". وقال العجلي: "كان ثقة ثبتًا في الحديث، صاحب سنة". وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 2/ 351 - 352). و "حيان": بالحاء المهملة والياء التحتية. و "أبجر" بفتح الهمزة والجيم بينهما باء موحدة ساكنة. وثالثهم. ورابعهم: على بن صالح، وقيس بن الربيع، وهي ثقتان، فيهما كلام من قبل حفظهما. فمتابعتهما جيدة مقبولة. وأما المخالف لسفيان ومن تابعه، فهما اثنان: أحدهما: ابن عُمَيْر، وهْو "عبد الملك ابن عُمَيْر بن سويد"، وهو تابعي ثقة، إلا أنهم تكلموا في حفظه، وتغير حفظه قبل موته، فقد عاش 103 سنين. وثانيهما: الشيباني، والظاهر أنه أبو إسحق الشيباني، وهو ثقة حجة، لا خلاف في ذلك. ولكنه لا يوزن هو وابن عُمَيْر بالثوري وحده، فضلا عن أربعة آخرين تابعوا الثوري. فهذه رواية إياد بن لقيط، الراجع فيا ما ذكرنا، رجحانًا بيتًا =

وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمُونَ فِى دَمٍ فَقَالَ: "الْيَدُ الْعُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَوكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَوك، َ وَأَدْنَاكَ أَدْنَاكَ"، قَالَ فَنَظَرَ فَقَالَ: "مَنْ هَذَا مَعَكَ أَبَا رِمْثَةَ؟ "، قَالَ قُلْتُ ابْنِي، قَال: َ "أَمَا إِنَّهُ لاَ يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلاَ تَجْنِي عَلَيْهِ،

_ = واضحًا، يكاد يصل إلى اليقين. وقد تابعه على ذلك تابعي آخر مجهول الحال، هو ثابت ابن منقذ، سنذكره عند روايته (7114) إن شاء الله. وروايته تصلح للمتابعة والاستشهاد. ولم يخالفه إلا تابعي آخر، هو "عاصم". والظاهر لي الآن أنه عاصم بن سليمان الأحول، وهو ثقة معروف، ولكن تكلم بعضهم في حفظه أيضاً. ثم إن سياق الروايات لا يكاد يلتبس على قارئها أن الأقرب فيها أن يكون أبو رمثة راويها هو الذي كان مع أبيه. وهذا شيء يقع في نفس القارئ، يطمئن إليه، ولعله يعجز عن إقامة الحجة عليه. وقوله في الحديث، في هذه الرواية إناس من ربيعة، يختصمون في دم: هكذا جاء في هذه الرواية والرواية الآتية (7108). والذي في الرواية الماضية (7105) أنهم من بني -بوع، وكذلك فيما سيأتي (17568) أنهم من بني ثعلبة بن يربوع. ولعل هذا أصح. لأن النسائي روى أحاديث بأسانيد متعددة (2: 251) عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي، بنحو هذا المعنى، أن الحادثة كانت في بني ثعلبة بن يربوع، وأن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ألا لا تجني نفس على الأخرى". وروى نحو ذلك عن رجل من بني ربوع، ولعله ثعلبة هذا، وروى ذلك عن طارق المحاربي أيضًا. والحديث الذي رواه النسائي عن رجل من بني يربوع مختصر، اقتصر فيه على معنى "لا تجني نفس على أخرى"، ولكنه في الأصل مطول، رواه أحمد في المسند (5: 377 ح) عن الأشعث بن سليم عن أبيه عن رجل من بني يربوع، قال: "أتيت النبي - صلي الله عليه وسلم -، فسمعته وهو يكلم الناس، يقول: يد المعطي العليا، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك، فقال رجل: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذي أصابوا فلانًا، قال: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ألا لا تجني نفس على أخرى". وهو حديث صحيح، ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (3: 98) منه أوله "يد المعطي العليا" إلخ، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ليجال الصحيح". فهذا الحديث شبيه في سياقته بحديث أبي رمثة، ولعلهما كان معًا في ذلك المجلس: أبو رمثة والرجل من بني يربوع. فعن هذا كله نرجح أن القصة في بني يربوع، لا في "ربيعة". وقوله في آخر =

وذَكَر قصةَ الخاتَم". 7107 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن إياد بن لَقيط السَّدُوسي قال: سمعت أبا رِمْثَةَ التَّيْمي، قال: جئت مع أبي إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "اِبنك هذا؟ "، قلت، نعم، قال: "اتحِبُّه؟ "، قلت: نعم، قال: "أما إنه. لا يجْنِي عليك، ولا تَجنِي عليه". 7108 - حدثنا يونس حدثنا حمّاد، يعني ابن سَلَمة، عن عاصم عن أبي رمْثَة، قال: أتيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وعندَه ناس من ربيعة يختصمون في دم العمد، فسمعته يقول: أمَّك وأباك، وأختَك وأخاك، ثم أدناك فأدناك"،

_ = الحديث "وذكر قصة الخاتم" - هو إشارة إلى خاتم النبوة، وسيأتي مفصلاً في بعض الرويات الآتية، إن شاء الله. (7107) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. (7108) إسناده صحيح، عاصم: جزم ابن كثير في التاريخ (6: 27) بأنه ابن بهدلة، وهو بعيد. والراجع عندي أنه عاصم بن سليمان الأحول، وهو تابعي ثقة معروف، إلا أنه أخطأ في الحديث، أو لعل الخطأ من حمّاد بن سلمة، إذ ذكرا فيه أن أبا رمثة كان معه ابنه. والصواب أنه كان مع أبيه، كما حققنا ذلك بأوفى بيان، في الحديث (7106). وأخطأ أحدهما أيضاً في ذكر "ربيعة" بدل "بني يربوع"، كما حققنا هناك أيضًا. والحديث مطول (7106). ورواه ابن سعد في الطبقات (1/ 2/ 132) مختصراً، عن يعقوب بن إسحق الحضَرمي عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإِسناد. قوله "في دم العمد"، في نسخة بهامش (م) "في العمد". "نغض الكتف"، بضم النون وفتحها مع سكون الغين المعجمة وآخره ضاد معجمة، و "ناغضه" أيضاً: قال ابن الأثير: "أعلى الكتف، وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه". و "خاتم النبوة": ثابت بأحاديث كثرة صحاح. وفيه روايات وتفصيل كثير. وقد وفي العلماء رحمهم الله القول فيه، وجمع بعضهم كثيرًا من رواياته. وانظر بعض ذلك في تاريخ ابن كثير (6: 26 - 28)، وفتح البارى (6: 409 - 411)، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني (1: 185 - 196). وانظر ما مضى في =

ثم قال: فنظر، ثم قال: "من هذا معك يا أبا رِمْثَة؟ "، فقلت ابني، قال: "أما إنه لا يجني عليك، ولا تجني عليه"، قال: فنظرتُ فإذا في نُغْض كَتفه مثلُ بعرة البعير، أو بيضة الحمامة، فقلت: ألا أُداويك منها يا رسول الله، فإنا أهلُ بيتٍ نُطَبب؟، فقالَ: "يداويها الذي وَضَعَها". 7109 - حدثنا هشام بن عبد الملك وعفّان، قالا حدثنا عُبيد الله ابن إياد حدثنا إياد عن أبي رِمْثَة، قال: انطلَقت مع أبي نحو رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فلما رأيته قال لي أبي: هل تدري من هذا؟، قلت: لا، فقال لي أبي: هذا رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، فاقْشَعْررْتُ حين قال ذاك، وكنتُ أظنُّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - شيئاً لا

_ = مسند ابن عباس (1954). (7109) إسناده صحيح، هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي. والحديث رواه ابن حبان في صحيحه (3: 215 ح) عن الفضل بن الحباب الجمحي عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإِسناد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (8: 345) من طريق إسماعيل بن إسحق القاضي عن أبي الوليد، بهذا الإِسناد. ورواه ابن سجد في الطبقات (1/ 2/ 132)، مختصراً عن عفان بن مسلم وهشام أبي الوليد الطيالسي وسعيد بن منصور، ثلاثتهم عن عُبيد الله بن إياد. ووقع فيه "سعد بن منصور" بدل "سعيد"، وهو خطأ مطبعي واضح. ورواه البيهقي أيضاً (23:8) من طريق عاصم بن علي عن عُبيد الله بن إياد. ورواه أبو داود في السنن، مقطعًا في ثلاثة مواضع (4065، 4206، 4495/ 4: 91، 137 - 138، 287 عون. المعبود)، عن أحمد بن يونس عن عُبيد الله بن إياد. وروى الترمذي (4: 23)، والنسائي (1: 233)، قطعة منه، عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن عُبيد الله بن إياد. قوله "له وفرة": الوفرة، بفتح الواو وسكون الفاء: قال ابن الأثير: "شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن". قوله "شبهي بأبي"، في نسخة بهامش (م) "شبهي في أبي". وهي غير جيدة. "السلعة"، بكسر السين المهلمة وسكون اللام: قال ابن الأثير: "هي غدة تظهر بين الجلد واللحم" إذا غمزت باليد تحركت".

يُشْبِهُ النَّاسَ فَإِذَا بَشَرٌ لَهُ وَفْرَةٌ - قَالَ عَفَّانُ فِى حَدِيثِهِ ذُو وَفْرَةٍ - وَبِهَا رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، ثُمَّ جَلَسْنَا فَتَحَدَّثْنَا سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لأَبِي: "ابْنُكَ هَذَا؟ ". قَالَ إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: حَقًّا؟. قَالَ أَشْهَدُ بِهِ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم - ضَاحِكاً مِنْ ثَبْتِ شَبَهِي بِأَبِي، وَمِنْ حَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ لاَ يَجْنِي عَلَيْكَ وَلاَ تَجْنِي عَلَيْهِ، قَال: َ وَقَرَأَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} قَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مِثْلِ السَّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله إِنِّي كَأَطَبِّ الرِّجَالِ أَلاَ أُعَالِجُهَا لَكَ؟، قَالَ: لاَ، طَبِيبُهَا الَّذِى خَلَقَهَا. 7110 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن

_ (7110) إسناده صحيح، أبو بكر بن أبي شيبة: هو عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم، وهو ثقة حجة، من أقران الإِمام أحمد، أكبر منه قليلاً، يروي عنه أحمد وابنه عبد الله. والثابت في الأصول الثلاثة هنا أن يقول القطيعي: "حدثنا عبد الله حدثني أبي"، فيكون الحديث من رواية الإِمام أحمد عن أبي بكر بن أبي شيبة. ولكن بهامش (م) ما نصه: "قوله: حدثني أبي، ساقط من نسخة صحيحة". فلو صحت هذه النسخة كان الحديث من زيادات عبد الله، ولكنا لم نستطع أن نجزم بذلك، ورجحنا ما ثبت في ثلاثة أصول، وأيامًا كان، فالإسناد صحيح، سواء أكان من رواية عبد الله عن أبيه عن أبي بكر، أم من رواية عبد الله عنه مباشرة. الحسين بن علي: هو الجعفي الكوفي، سبق توثيقه (1284)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/ 378)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 55 - 56). ابن أبجر: هو عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر، مضت ترجمته (4623، 7106). والحديث سيأتي مطولاً (17565) عن سفيان ابن عيينة عن ابن أبجر. ورواه الشافعي في الأم (6: 4) مطولاً أيضاً، عن ابن عيينة، وهو في مسند الشافعي بترتيب الشيخ عابد السندي (2: 98 رقم: 325). ورواه البيهقي في السنن الكبرى (8: 27)، من طريق الشافعي، بهذا الإِسناد. ورواه أبو داود (4207/ 4: 138 عون المعبود) مختصراً، بنحو ما هنا، عن محمد بن العلاء عن ابن =

ابن أَبْجَر عن إياد بن لَقيط عن أبي رِمْثَة، قال: انطلقتُ مع أبي وأنا غلام، إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: فقَال له أبي: إني رحل طبيب، فأرِنيِ هذه السّلْعة التي بظهرك، قال: "وما تَصْنِع بها؟ "، قال: أقطعها، قال: "لست بطبيب، ولكنك رفيق، طبيبُها الذي وضعها"، وقال: غيره: الذي خَلَقها. 7111 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني سعيد بن [أبي] الرَّبيع

_ = إدريس، وهو عبد الله بن إدريس الأودي، عن ابن ألجر قوله "ولكنك رفيق": هو بالفاء وآخره قاف، قال ابن الأثير: "أبي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه، والله الذي يبرئه ويعافيه". (7111) إسناده صحيح، على خطإ في سياقته، بينّاه من قبل مفصلاً، في الحديث (7106)، وسنشير إليه بعدُ، إن شاء الله. سعيد بن أبي الربيع السمَّان: هو "سعيد بن أشعث"، عم أبيه "أشعث"، وكنيته "أبو الربيع". ووقع في (ح) "سعيد بن الربيع"، وهو خطأ، صححناه من (ك م) ومراجع الترجمة. وسعيد هذا: ثقة، مترجم في الإكمال والتعجيل، وفي الجرح والتعديل (2/ 1/ 5)، وروى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: "سمعت أبي، وذكر ابن أبي الربيع السمان، فقال: ما أراه إلا صدوقًا". وفي التعجيل: "ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يكنى أبا بكر، يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه". والحديث أشار إليه البخاري في الكبير. (2/ 1/ 294) في ترجمة "رفاعة بن يثربي" كعادته في الإيجاز، بن طريق يحيى، وهو ابن حمّاد الشيباني، ختن أبي عوانة، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد إلى أبي رمثة، قال: "أيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعي ابني". ورواه مطولاً، ابن سعد في الطبقات (1/ 2/ 32 - 133)، من طريق عُبيد الله ابن عمرو، هو الجزري الرقي، عن عبد الملك بن عمير. وروى النسائي منه: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبان أخضران" (2: 298)، من طريق جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير. وروى الحاكم منه في المستدرك::"أتيت النبي -صلي الله عليه وسلم -، وعليه بردان أخضران، وله شعر قد علاه الشيب، وشيبه أحمر، مضوب بالحناء" (2: 607)، من طريق أبي حمزة، وهو السكري محمَّد بن ميمون، عن عبد الملك بن عمير. وقال: "حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. والخطأ فيه من عبد الملك بن =

السمَّان حدثنا أبو عَوَانة عن عبد الملك بن عُمير عن إياد بن لَقيط العجْلي عن أبي رِمْثَة التَّيْمي، تيم الرّباب، قال: أليتُ النبي -صلي الله عليه وسلم -، ومعى ابَني، فأَرانيه إياه، فقلت لابني: هذا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فأخذته الرّعْدَةُ، هيبةً لرسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقلت له: يا نبي الله، إني رجل طبيب، من أهل بيتٍ أطباء، فأرني ظهرَك، فَإِنْ تَكُنْ سَلْعَةً أَبُطُّهَا وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْسَانٍ أَعْلَمَ بِجُرْحٍ أَوْ خُرَاجٍ مِنِّي. قَالَ: طَبِيبُهَا الله، وعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ لَهُ شَعَرٌ قَدْ عَلاَهُ الْمَشِيبُ وَشَيْبُهُ أَحْمَرُ، فَقَالَ: ابْنُكَ هَذَا؟، قُلْتُ: إِى وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَال: َ ابْنُ نَفْسِك؟، قُلْتُ: أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ لاَ يَجْنِي عَلَيْكَ وَلاَ تَجْنِي عَلَيْهِ.

_ = عمير، هو في جحله أن أبا رمثة هو الكبير، وأن ابنه كان معه. بل إن في عبارته في روايته ما يدل على ها، بقوله "ومعى ابني، فأراينه إياه" إلخ؛ فهو سياق مقلوب واضح الاضطراب، وهو هكذا في الأصول الثلاثة. وكتب بهامشه في (م) ما نصه: كذا فأراينه في أصلين، مُضبب عليه في أحدهما، وفي أصل آخر "فأريته" وهو الموافق لقوله "فقال: أتدري من هذا؟ ". ولو كان الأمر هكذا، اختلاف أصول في هذا الموضع فقط - لكان الأمر هينًا، يكون خطأ من أحد الناسخين مثلا. ولكن كل الروايات المطولة التي رأينا من رواية عبد الملك بن عمير، فيها هذا: أن أبا رمثة كان معه ابنه، كما فصلنا في (7106). قوله "أبطها": أي أشقها، يقال: "بط الجرح" إذا شقه، و"ببطت القرحة": شققتها. وقوله "بجرح أو خراج": "الجرح" معروف، بتقديم الجيم وأخره حاء مهملة، ووقع في (ح) "بخرج"، بالخاء والجيم، وهو تصحيف مطبعي، صححناه من (ك م). و"الخراج" بضم الخاء المعجمة وتخفيف الراء، وهو ورم يخرج بالبدن من ذاته. والعامة تنطقه بتشديد الراء، وهو خطأ. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. وكتب فوق أوله في (م) علامة "صح" ثلاث مرات، دلالة على ذلك، وعلى أنه لم يسقط من إسناده ذكر رواية عبد الله عن أبيه.

7112 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمَّد بن بشْر عن علي بن صالح حدثني إياد بنْ لَقيط عنِ أبي رِمْثَة، قال: حججتُ فرأيت رجلاً جالساً في ظل الكعبة، فقالَ أبي: تدْري منْ هذاْ؟، هذا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فلمّا انتهينا إليه، إذا رجل ذو وَفْرة، به رَدْعٌ، وعليه ثوبان أخضران. 7113 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني عمرو بن محمَّد بن بُكَيْر الناقد حدثنا هُشيم غير مَرَّة، قال: أخبرني عبد الملك بن عُمير عن إياد ابن لَقيط عن أبي رمْثَة التَّيْمي: أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَمَعِى ابْنٌ لِي، فَقَال: َ "ابْنُكَ هَذَا". قُلْتُ أَشْهَدُ بِهِ. قَالَ "لاَ يَجْنِى عَلَيْكَ، وَلاَ تَجْنِى عَلَيْهِ"، قَالَ، وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ أَحْمَرَ. 7114 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني شيبَان بن أبي شيبة

_ (7112) إسناده صحيح، محمَّد بن بشر بن الفرافصة العبد: ثقة حافظ، سبق توثيقه (299)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (1/ 1 /45)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 3/ 210 - 211). علي بن صالح بن صالح بن حىّ: هو أخو الحسن ابن صالح، وهو ثقة مأمون، سبق توثيقه (712، 5220). والحديث سيأتي مختصراً (17567)، من رواية الإِمام أحمد عن وكيع عن علي بن صالح. وأما هذا الإِسناد، فإنه من زيادات عبد الله بن أحمد. وقد مضى معناه مرارًا، ضمن الأحاديث الماضية. (7113) إسناده صحيح، على خطأ عبد الملك بن عمير فيه، في أن أبا رمثة كان معه ابنه، كما بينا في (7106، 7111). عمرو بن محمَّد بن بكير الناقد: سبق توثيقه (2311)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/262). هُشيم، بالتصغير: هو ابن بشير، بفتح الباء وكسر الشين المعجمة. وهذا الحديث من زيادات عبد الله. وسيأتي مُرَّة أخرى (17564)، من رواية الإِمام أحمد عن هُشيم، بهذا الإِسناد. وقد تكرر معناه فيما مضى مرارًا. (7114) إسناده حسن، شيبان بن أبي شيبة: هو شيبان بن فروخ الحبطي، بفتح الحاء المهملة =

حدثنا يزيد، يعني ابن إبراهيم التُّسْتَري، حدثنا صدقة بن أبي عمران عن

_ = والباء الموحدة، كنية أبيه "أبو شيبة"، سبق توثيقه (889)، ونزيد هنا أنه وثقه أحمد وغيره، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 255)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/ 357). يزيد بن إبراهيم التُسْتَري: سبق توثيقه (1726)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 318)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (1: 187 - 188). ووقع اسمه في (ح) "زيد"، وهو خطأ مطبعي، صححناه من (ك م). صدقة بن أبي عمران الكوفي قاضي الأهواز: سها الحافظ ابن حجر، فلم يترجم له في التهذيب، في حين أنه من رجال الكتب الستة" روى له مسلم في الصحيح، وابن ماجة، والبخاري في الصحيح تعليقًا، ولكنه ترجمه في التقريب، ورمز له برمز هؤلاء الثلاثة، ونقل طابع التهذيب ترجمته بالهامش عن الخلاصة، وترجمه ابن طاهر المقدسي في الجمع بين رجال الصحيحين (ص 225)، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات (ض 499). وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 432 - 433)، قال: "روى عن أبي إسحق، وأبي يعفور، وإياد بن لقيط، وعون بن أبي جحيفة، روى عنه أبو أسامة، وسعدان بن يحيى"، ثم قال: "ذكره أبي عن إسحق بن منصور عن يحيى بن معين: أنه سئل عن صدقة بن أبي عمران؟، فقال: لا أعرفه. قال أبو محمَّد [هو ابن أبي حاتم]: يعني لا أعرف حقيقة أمره". ثم روى عن أبيه قال: "صدوق، شيخ صالح، ليس بالمشهور". وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 295 - 296)، قال: "صدقة بن أبي عمران، حدثني محمَّد بن عمرو حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري حدثنا صدقة بن أبي عمران عن أبي رمثة: خرجت مع [أبي]، فتلقاني النبي -صلي الله عليه وسلم -، هذا مرسل". فهذه إشارة من البخاري إلى هذا الحديث. ثم روى له حديثاً آخر عن عون بن أبي جحيفة، ثم قال: "وقال لنا إسحق عن أبي أسامة: حدثني صدقة بن أبي عمران قاضي الأهواز، سمع أبا يعفور". ثابت بن منقذ: تابعي مجهول الحال، ترجمه الحسيني في الإكمال (ص 15)، فلم يقل شيئاً غير أنه "ليس بمشهور"، ولم يزد الحافظ في التعجيل (ص 63) غير أن أشار إلى حديثه هذا، من روايةْ عبد الله بن أحمد. ولم أجد له ترجمة في شيء من المراجع غير ذلك. فهذا تابعي مجهول الحال، =

رجل، هو ثابت بن مُنْقذ، عن أبي رِمْثَة، قال: انطلقتُ أنا وأبي إِلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فلما كنّاَ في بعض الطريق فلقيناه، فقال لي أبي، ياِ بُنَي، هذا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: وكنتُ أحسب أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لا يشْبه الناس، فإذا رجل له وَفْرَة، وبها ردْعٌ من حِنّاء، عليه بُرْدَان أخضران، قال: كأني انظر إلى ساقيه، قال: فقال لأبي: من هذا معك؟، قال: هذا والله ابني، قال: فضحك رسوِل الله طس لحلف أبي عليّ، ثم قال: صدقتَ، أمَ! إِنك لا تَجْنيِ عليه، ولا يجْني عليك، قال: وتلا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. 7115 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمَّد بن بكار حدثنا

_ = فهو على الستر، حتى يتبين حاله، فعن هذا حسناً حديثه. ووقع اسمه في التهذيب (12: 97)، في الرواة عن أبي رمثة "ثابت بن أبي منقذ"، فزيادة "أبي" خطأ ناسخ أو طابع يقيناً. والحديث من هذا الوجه لم أجده في غير المسند، إلا إشارة البخاري إليه التي ذكرنا، ولكنه عنده من رواية صدقة بن أبي عمران عن أبي رمثة"، وقد عقب عليه البخاري بأنه مرسل، يريد أنه منقطع بين "صدقة" و"أبي رمثة". ولعل البخاري وقعت له هذه الرواية التي فيها زيادة "ثابت بن منقذ" بين "صدقة" و"أبي رمثة"، فحكم بانقطاع الإِسناد، وأخر الترجمة لثابت بن منقذ حتى يعرف حاله فلم يتهيأ له، فترك ترجمته. ومعنى الحديث ثابت في جملته من الأحاديث التي قبله والتي بعده. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. (7115) إسناده صحيح، قيس بن الربيع الأسدي: رجحنا توثيقه في (661، 1650) ونزيد هنا أن له تراجم في ابن سعد (6: 262 - 263)، والجرح والتعديل (2/ 3/ 96 - 98) والحديث في معنى الأحاديث التي قبله والتي بعده من حديث أبي رمثة. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. وسيأتي بنحوه. بهذا الإِسناد (17569). كلمة "رجلا": رسمت في (م) "رجل" دون ألف، ورسمت بالألف في (ك ح). وكلمة "جالسًا": رسمت في (م ك) "جالس" دون ألف أيضاً. ووضع عليها في (م) فتحتان وعلامة الصحة، دلالة على أنها منصوبة. وهذا الرسم في الكلمتين جائز على لغة ربيعة، إذ =

قيم ابن الرَّبيع الأسَدي عن إياد بن لَقيط عن أبي رِمْثة، قال: انطلقتُ مع أبي وأنا غلام، فأتينِا رجلاً من الهاجرة، جالساً في ظل بيته، وعليه بردان أخضران، وشعره وفْرة، وبرأسه رَدْعٌ من حنَّاء، قال: فقالَ لي أبي: أتدري مَنْ هذا؟، فقلت: لا، قال: هذا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: فتحدثنا طويلاً، قال: فقال له أبي: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ طِبٍّ فَأَرِنِي الَّذِى بِبَاطِنِ كَتِفِكَ، فَإِنْ تَكُ سِلْعَةً قَطَعْتُهَا وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ، قَالَ: طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا، قَالَ ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِلَىَّ فَقَالَ لَهُ: ابْنُكَ هَذَا؟، قَالَ أَشْهَدُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "انْظُرْ مَا تَقُولُ؟ ". قَالَ إِى وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِشَبَهِي بِأَبِي وَلِحَلِفِ أَبِي عَلَيَّ!، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "يَا هَذَا، لاَ يَجْنِي عَلَيْكَ وَلاَ تَجْنِي عَلَيْهِ". 7116 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني جعفر بن حُميد الكوفي حدثنا عبيد الله بن إياد بن لَقيط عن أبيه عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فَلما رأيتُه قال أبي: هِل تدري من هذا؟ "، قلت: لا، قال: هذا محمَّد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: قَالَ فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- شَيْئاً لاَ يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا بَشَرٌ ذُو وَفْرَةٍ، وَبِهَا رَدْعُ حِنَّاءٍ، وعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، ثُمَّ جَلَسْنَا فَتَحَدَّثْنَا سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لأَبِي: ابْنُكَ هَذَا؟، قَالَ إِى وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَال: حَقًّا؟، قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ضَاحِكاً مِنْ تَثْبِيتِ شَبَهِي

_ = يقفون على المنصوب بالسكون، كالوقف على المرفوع والمجرور. (7116) إسناده صحيح، جعفر بن حميد القرشي الكوفي: سبق توثيقه (5695)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1/ 477). والحديث في معنى ما قبله أيضاً. قوله "أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - شيئًا": هكذا رسمت "شيئاً" في (م ح) بالنصب، ويمكن توجيهه على لغة من ينصب معمولي "أن". ورسمت في (ك) "شيء" بالرفع، على الجادة. والحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

بِأَبِى وَمِنْ حَلِفِ أَبِى عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لاَ يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلاَ تَجْنِي عَلَيْهِ، وَقَرَأَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ الله، إِنِّى كَأَطَبِّ الرِّجَالِ، أَلاَ أُعَالِجُهَا لَكَ؟ قَالَ: لاَ طَبِيبُهَا الَّذِى خَلَقَهَا. 7117 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني أبي وأبو خيثَمة زُهير ابن حَرْب قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عُبيد الله بن إياد بن لَقيط عن أبيه عن أبي رِمْثة، قال: أتيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وعليه بردان أخَضران. 7118 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثني شَيْبَان بن أبي شيبة حدثنا جريرِ، يعني ابن حازم، حدثنا عبد الملك بن عُمير عن إياد بن لَقِيط عن أبي رِمْثة، قال- قدمتُ المدينة، ولم أكن رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فخرج وعليه ثوبان أخضران، فقلت لابني: هذا -والله- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل ابني يرتعدُ، هيبةً لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسولِ الله، إنِي رجل طبيب، وإن أبي كان طبيباً، وإنّا أهل بيت طبّ، والله ما يخْفَي علينا من الجَسَد عرْقٌ ولا عَظْم، فأرني هذه التي على كتَفك، فإن كانت سلعةً قطعتُها ثم داويتها، قال: لا، طبيبها الله، ثم قال: من هذا الذي معك؟ "، قلت: ابني وِرب الكعبة، فقال: "ابنُك؟ "، قال: ابني، أَشْهَد به، قال: ابُنك هذا لا يجْني عليك، ولا تَجني عليه". [آخر مسند أبي رمثة]

_ (7117) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. وهو من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه وعن زهير بن حرب، كلاهما عن ابن مهدي. (7118) إسناده صحيح، على خطأ فيه من عبد الملك بن عمير، كما أشرنا في (7106، 7111). والحديث في معنى الأحاديث قبله، من حديث أبي رمثة.

ابتداء مسند أبي هريرة

بسم الله الرحمن الرحيم ابتداء مسند أبي هريرة، رضي الله عنه الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وصلى الله على خيرته من خلقه، سيد ولد آدم، محمَّد بن عبد الله، عبد الله ورسوله. وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فهذا أول مسند "أبي هريرة"، نن هذا الديوان الأعظم، مسند الإِمام أحمد بن حنبل. وقد اعتمدت في تصحيحه على الأصول الثلاثة، التي وصفت اثنين منها في ص 16 من (الجزء الأول)، والثالث في أول (الجزء السابع). ويزاد عليها في "مسند أبي هريرة" خاصة، أصل رابع مخطوط متقن موثق. هو مجلد من (المسند)، كتب سنة 837. وكنت قد وجدت هذا المجلد منذ أكثر من عشرين سنة. وقابلته على المطبوعة (ح)، وكتبن ملاحظاتي على نسختي وفي كراسة خاصة. وأثبت إذ ذاك في الكراسة صفة عملي فيها، قبل إرجاع ذلك المجلد إلى من أعارنيه، إذ كان أمانة عنده. وهذا نص ما كتبن حينذاك بالحرف الواحد: "وجدت قطعة من المسند، مكتوب عليها أنها (المجلد الثامن)، وهي مقسمة إلى أجزاء صغيرة، عددها (29). وهي كل مسند أبي هريرة. فرغ منها ناسخها (في يوم الخميس، سادس شهر رمضان المعظم قدره، عام سبعة وثلاثين وثمان مائة)، (سنة 837)، ولم يكتب اسمه. وهي مصححة ومقابلة على أصلها". "وقد بدأت في مراجعة نسخة المسند المطبوعة، في (مسند أبي هريرة) على هذه المخطوطة، في الأحاديث التي اشتبهت فيها، أو كان فيها خطأ من

الناسخ أو الطابع، وصححت بعض هذه الأغلاط بأصل النسخة المطبوعة، وكتبن بعض الملاحظات في هذه الكراسة، لتكتب مع الأصل عند طبع الكتاب، إن شاء الله". "وبدأت في هذه المراجعة، يوم الجمعة المبارك 27 صفر سنة 1351 = أول يوليو سنة 1932. وأسأل الله التيسير والتوفيق". ثم كتبت بعد ذلك، عند تمام المراجعة، ما نصه: "أتممت مراجعة ما ظننت فيه خطأ أو شبهة، من (مسند أبي هريرة) المطبوع على النسخة المخطوطة التي ذكرتها، والحمد لله. وذلك في صبيحة يوم الثلاثاء غرة ربيع الأول سنة 1351 = 5 يوليو سنة 1932. والحمد لله مراراً وتكرارم.، ونسأله التوفيق والهداية". وسنرمز لهذه المخطوطة، إن شاء الله، في هذه الطبعة، بحرف (ص). وأسأل الله العصمة والسداد، والتوفيق لإتمام هذا المسند الجليل، والديوان الأعظم، ليكون "للناس إمامًا"، كما توقع مؤلفه العظيم، إمام أهل السنة، وأمير المؤمنين في الحديث، رحمه الله ورضي عنه. ضحوة الجمعة 15 شوال سنة 1372 26 يونية سنة 1953 كتبه أحمد محمَّد شاكر عفا الله عنه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ أبو هريرة هو حافظ الصحابة، وأكثرهم رواية عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - روى له الإِمام أحمد في هذا المسند (3848) حديثاً. من رقم (7119) إلى (10997) وفيها مكرر كثير، باللفظ أو بالمعنى، كعادة المسند في تكرار الحديث. ويصفو له منها- بعد حذف المكرر- خير كثير. هو أكثرُ الصحابة رواية على كل حال. وهو "دوسي"، من "بني دوس بن عُدْثان، بطن كبير من الأزد. و"دوس": بفتح الدال وبالسين المهملتين يينهما واو ساكنة. و"عدثان": بضم العين وسكون الدال المهملتين ثم شاء مثلثة. انظر اللباب لابن الأثير (1: 429، و 2: 125 - 126)، والمشتبه للذهبي (ص 352)، ومعجم قبائل العرب (ص 394، 761). ْأسلم أبو هريرة سنة 7 من الهجرة، وصحب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ولزمه إلى آخر حياته الطيبة المباركة - صلى الله عليه وسلم -، ورضي عن أصحابه. واختلف في وفاة أبي هريرة. والراجع أنه مات سنة 59. وأختلف أيضاً في اسمه واسم أبيه اختلافًا كثيرًا. والراجع أنه كان يسمي في الجاهلية "عبد شمس بن عامر"، وسمى في الإِسلام "عبد الله". وفي التهذيب أن ابن خزيمة روى من طريق محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: "كان اسمي عبد شمس". ثم قال الحافظ ابن حجر: "الرواية التي ساقها ابن خزيمة أصح ما ورد في ذلك، ولا ينبغي أن يعدل عنها، لأنه روى ذلك عن الفضل بن موسى السيناني عن محمَّد بن عمرو، وهذا إسناد صحيح متصل، وبقية الأقوال إما ضعيفة السند أو منقطعة". وقد اشتهر بكنيته "أبو هريرة"، حتى غلبت على اسمه، فكاد ينسى. وروى الحاكم في المستدرك عنه، قال: "كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يدعونى "أبا هرّ" ويدعوني الناس "أبا هريرة". وروى عنه أيضاً، قال: "لآن تكنوني بالذَّكر، أحبّ إليّ من أن تكنوني بالأنثى". ولسنا هنا بصدد ترجمة أبي هريرة، فإن ذلك يطول جداً. ولكنا نشير إلى مصادرها، ففيها =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = كثرة، وكلها فوائد لمن بصره الله طريق الهدى: طبقات ابن سعد (ج 2 ق 2 ص 117 - 119، وج 4 ق2 ص52 - 64). الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج3 ق1 ص 49 - 50). التاريخ الصغير للبخاري (ص 52). الكنى والأسماء للدولابي (1: 61). الثقات لابن حبان (ص 97). المستدرك للحاكم (3: 506 - 514). الاستيعاب لابن عبد البر (ص 718 - 719). أسد الغابة لابن الأثير (5: 315 - 317). تهذيب الأسماء واللغات للنووي (2: 270). تاريخ الإِسلام للذهبي (2: 333 - 339). تذكرة الحفاظ للذهبي (1: 31 - 35). تاريخ ابن كثير (8: 103 - 115). الإصابة لابن حجر (7: 199 - 207). تهذيب التهذيب لابن حجر (12: 262 - 267) شذرات الذهب لابن العماد (1: 63 - 64). وقد لهج أعداء السنة، أعداء الإِسلام، في عصرنا، وشغفوا بالطعن في أبي هريرة، وتشكيك الناس في صدقه وفي روايته. وما إلى ذلك أرادوا، وإنما أرادوا أن يصلوا- زعموا - إلى تشكيك الناس في الإِسلام، تبعًا لسادتهم المبشرين. وإن تظاهروا بالقصد إلى الاقتصار على الأخذ بالقرآن، أو الأخذ بما صح من الحديث- في رأيهم. وما صح من الحديث في رأيهم إلا ما وافق أهواءهم وما يتبعون من شعائر أوربة وشرائعها. ولن يتورع أحدهم عن تأويل القرآن، إلى ما يخرج الكلام عن معنى اللفظ في اللغة التي نزل بها القرآن، ليوافق تأويلهم هواهم وما إليه يقصدون!!. وما كانوا بأول من حارب الإِسلام من هذا الباب، ولهم في ذلك سلف من أهل الأهواء =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = قديماً. والإِسلام يسير في طريقه قُدمًا، وهم يصيحون ما شاؤا، لا يكاد الإِسلام يسمعهم، بل هو إما يتفاهم لا يشعر بهم، وإذا يدمرهم تدميرًا. ومن عجب أن تجد ما يقول هؤلاء المعاصرون، يكاد يرجع في أصوله ومعناه إلى ما قال أولئك الأقدمون! بفرق واحد فقط: أن أولئك الأقدمين، زائغين كانوا أم ملحدين، كانوا علماء مطلعين، أكثرهم ممن أضله الله على علم!!، أما هؤلاء المعاصرون فليس إلا الجهل والجرأة، وامتضاغ ألفاظا يحسنونها، يقلدون في الكفر، ثم يتعالون على كل من حاول وضعهم على الطريق القويم!!. ولقد رأيت الحاكم أبا عبد الله، المتوفر سنة 405، حكى في كتابه المستدرك (3: 513) كلام شيخ شيوخه، إمام الأئمة، أبي بكر محمَّد بن إسحق بن خزيمة، المتوفي سنة 311، في الرد على من تكلم في أبي هريرة- فكأنما هو يرد. على أهل عصرنا هؤلاء. وهذا نص كلامه: "وإنما يتكلم في أبي هريرة، لدفع أخباره، مَن قد أعمى الله قلوبهم، فلا يفهمون معاني الأخبار: "إما معطل جهمي، يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم - الذي هو كفر- فيشتمون أبا هريرة، ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه، تمويهًا على الرعاء والسفل، أن أخباره لا تثبت بها الجنة!. "وإما خارجيّ، يرى السيف على أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام، إذا سمع أخبار أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، خلافَ مذهبهم الذي هو ضلال-: لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة وبرهان، كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة!. "أو قَدريّ، اعتزل الإِسلام وأهلَه، وكفر أهل الإِسلام، الذين يتبعون الأقدار الماضية، التي قدرها الله تعالى وقضاها قبل كسب العباد لها، إذا نظر إلى أخبارأبي هريرة، التي قد رواها عن النبي - صلي الله عليه وسلم - في إثبات القدر-: لم يجد بحجة يريد صحة مقالته التي هي كفر وشرك، كانت حجته عند نفسه: أن أخبارأبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها!. "أو جاهل، يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه، إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهبَ من قد اجتبى مذهبه واختاره، تقليداً بلا حجة ولا برهان-: تكلم في أبي ْهريرة، ودفع أخباره التي تخالف مذهبه، ويحتج بأخباره على مخالفيه، إذا كانت أخباره =

7119 - أخبرنا هُشيم بن بشير أخبرنا عبد الله بن أبي صالح

_ = موافقة لمذهبه!!. "وقد أنكر بعفهذه القرق على أبي هريرة أخبار، لم يفهموا معناها!! أنا ذاكر بعضها، بمشيئة الله عَزَّ وَجَلَّ". ثم قال الحاكم: "ذكر الإِمام أبو بكر، رحمه الله تعالى، في هذا الموضع، حديث عائشة الذي تقدم ذكرى له، وحديث أبي هريرة "عذبت امرأة في هرة" و"من كان مصليًا بعد الجمعة" وما يعارضه من حديث ابن عمر، وبالوضوء مما مست النار. ذكرها والكلام عليها يطول". وحديث عائشة الذي يشير إليه، رواه الحاكم قبل ذلك (3: 509): "عن عائشة: أنها دعت أبا هريرة، فقالت له: يا أبا هريرة، ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنك تحدث بها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ هل سمعت إلا ما سمعنا؟ وهل رأيت إلا ما رأينا؟!، قال: يا أماه، إنه كان يشغلك عن رسول الله المرآةُ والمكحلةُ والتصنع لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وأنّي، والله، ما كان يشغلني عنه شيء. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وفيما قلنا هنا مقنع لمن هدى الله. (7119) إسناده صحيح، عبد الله بن أبي صالح: هو أيضاً "عباد بن أبي صالح"، عرف بالأسمين: "عباد" و "عبد الله". وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه على بن المديني. وأخرج له مسلم في الصحيح هذا الحديث، وليس له غيره، في الكتب الستة. هو أخو "سهيل بن أبي صالح"، أبوهما "أبو صالح السمان"، واسمه " ذكوان" ويشتبه "عبد الله"، هذا. في الاسم والنسب، بأبي الزناد، التابعي المشهور، فإن اسمه أيضاً "عبد الله ابن ذكوان". وهذا غير ذاك. والحديث رواه مسلم (2: 17) بإسنادين، وأبو داود (3255/ 3:218 عون المعبود)، والترمذي (2: 285)، وابن ماجة (1: 333) بإسنادين، كلهم من طريق هُشيم، بهذا الإسناد. وفي أحد إسنادي مسلم وأبي داود وابن ماجة "عباد بن أبي صالح"، وفي الآخر "عبد الله بن أبي صالح". وقال أبو داود: "هما واحد: عبد الله بن أبي صالح، وعباد بن أبي صالح". وقال الترمذي: "هذا حديث =

ذكوان عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يمينك على ما يصدقك به صاحبك". 7120 - حدثنا هُشيم حدثنا منصور وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "البئر جُبَار، والمعدن جبار، والعجماء جبار، وفي الركاز الخمس". 7121 - أخبرنا هُشيم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي

_ = حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث هُشيم عن عبد الله بن أبي صالح، وعبد الله: هو أخو سهيل بن أبي صالح". (7120) إسناده صحيح، منصور: هو ابن زاذان. هشام: هو ابن حسان. ابن سيرين: هو محمَّد. والحديث رواه أيضاً أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى (2013). "الجبار"، بضم الجيم وتخفيف الباء الموحدة: الهدر. يعني أن الجرح الذي يكون من هذه الأشياء هدر، ليس فيه دية. "المعدن": الموضع الذي يستخرج منه جواهر الأرض، كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك. قاله ابن الأثير، "العجماء": قال ابن الأثير: "البهيمة، سميت به لأنها لا تتكلم، وكل ما لا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم". الركاز: سبق حكمه في أحاديث كثيرة، منها (2871، 6936). (7121) إسناده صحيح، أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. والحديث رواه البخاري (10: 359 - 360 فتح)، من طريق شُعيب، ومسلم (213:2) من طريق ابن عيينة، ومن طريق معمر، وأبو داود (5218/ 4: 524 عون المعبوب)، والترمذي (3: 119)، كلاهما من طريق ابن عيينة أيضاً-: ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإِسناد. ولكن في روايتهم جميعًا: "الأقرع بن حابس" بدل "عيينة بن حصن". وكذلك سيأتي في المسند (7287)، من رواية ابن عيينة، و (7636)، من رواية معمر، و (10684)، من رواية محمَّد بن أبي حفصة-: ثلاثتهم عن الزهري، به، وفيه: "الأقرع بن حابس". وعيينة والأقرع: كلاهما من المؤلفة قلوبهم، وكلاهما كان له عشرة من الولد ولكن رواية أربعة: شُعيب، وابن عيينة، ومعمر، وابن أبي حفصة، أرجح من هذه الرواية =

هريرة، قال: دخل عيينة بن حصن على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فرآه يقبل حسن أو حسينًا، فقال له: لا تقبله يا رسول اللهِ، لقد ولد لي عشرة، ما قبلت أحداً منهم!، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن من لا يرحم لا يُرحم". 7122 - حدثنا هُشيم عن شُعيب عن محمَّد بن- زياد عن أبي هريرة، قال: مرَّ بقوم يتوضؤون، فقال: أسبغوا الوضوء، فإني سمعت أبا

_ = التي انفرد بها هُشيم. وهو ثقة حافظ معروف، وفي روايته عن الزهري كلام، أنه لم يكتب ما سمعه منه، أوكتبه في صحيفة بمكة، فحملتها الريح فطرحتها، فلم يجدوها، وحفظ منها تسعة أحاديث. فلعله عن ذلك كان خطؤه في هذه الرواية. ومن عجيب أن الحافظ لم يشر إلى رواية هُشيم هذه! مع شدة. تتبعه ودقته، وحرصه على الإشارة إلى اختلاف الروايات. قوله "من لا يرحم لا يرحم": قال الحافظ في الفتح: "هو بالرفع فيهما على الخبر. وقال عياض: هو للأكثر. وقال أبو البقاء: "من" موصولة، ويجوز أن تكون شرطية، فيقرأ بالجزم فيهما". فائدة: وهم القسطلاني في شرح البخاري (9: 14) إذ زعم أن هذا الحديث من أفراد البخاري. وهو عند مسلم وأبي داود والترمذي، كما ذكرنا. (7122) إسناده صحيح، محمَّد بن زياد: هو القرشي الجمحي، مولاهم، أبو الحرث، المدني، سكن البصرة، وهو تابعي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/872 - 83)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/ 257). وهو غير "محمَّد بن زياد الألهاني الحمصي"، الذي مضت ترجمته في (6851). ولم يرو له الشيخان. ولكن الحافظ وهم في الفتح (1: 233)، فخلطهما، إذ قال عند شرح هذا الحديث: "هو الجمحي المدني الألهاني الحمصي"!!، وهو سهو منه، رحمه الله. والحديث رواه البخاري (1: 233 فتح)، ومسلم (1: 84: 85)، كلاهما من طريق شُعبة عن محمَّد بن زياد، به، ونسبه المجد في. المنتقى (277) لمسلم وحده، في حين أنه عند أحمد والبخاري، فهو متفق عليه في اصطلاحه. وقد مضى معناه من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، مرارًا، آخرها (7103).

القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ويلٌ للأعقاب من النار". 7123 - حدثنا هُشيم حدثنا أبو بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثمِ الذين يلونهم، والله أعلم أقال الثالثة أم لا، ثم يجيء قوم يُحبُّون السمانة، يشهدون قبل أن يُستشهدوا". 7124 - حدثنا هُشيم حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن

_ (7123) إسناده صحيح، أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية، واسم أبيه "إياس". مضت ترجمته (6259). ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1 /473) ووقع هنا في (ح) "حدثنا بشر"، بحذف "أبو"، وهو خطأ مطبعي واضح. عبد الله. بن شقيق: هو العقيلي البصري. والحديث رواه مسلم (2: 271) بإسنادين من طريق هُشيم، ورواه أيضاً بإسنادين من طريق شُعبة وأبي عوانة-: ثلاثتهم عن أبي بشر، بهذا الإِسناد. وسيأتي من طريق شُعبة (9307، 10214). وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود (4217)، وما يأتي في مسند أبي هريرة (8464، 8844). السمانة، بفتح السين وتخفيف الميم: مصدر كالسمن، بكسر السين وفتح الميم، نقيض الهزال. (7124) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو، الأنصاري النجاري المدني: سبق توثيقه (992، 5828). أبو بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، الأنصاري الخزرجي النجّاري القاضي: إمام ثقة كثير الحديث، قال مالك: ألم يكن عندنا أحد بالمدينة عنده من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، وكان ولاه عمر ابن عبد العزيز، وكتب إليه أن يكتب له من العلم، من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمَّد، ولم يكن بالمدينة أنصاري أمير غير أبي بكر بن حزم". ترجمه البخاري في الكنى (رقم 58). عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أمير المؤمنين، الإِمام العادل، أحد الخلفاء الراشدين: إمام ثقة مأمون، له فقه وعلم وورع. وهو غنى عن الثناء والتعريف. أمه "أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب". أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة، المخزومي القرشي: سبق توثيقه (1740)، =

محمَّد، يعني ابن عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من وجد عين ماله عند رجل قد أفلس، فهو أحقُّ به ممن سواه". 7125 - حدثنا هُشيم عن زكريا عن الشعبي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كانت الدابة مرهونة، فعلى المرتهن علفها، ولبن الدر يشرب، وعلى الذي يشربه نفقته، ويركب". 7126 - حدثنا هُشيم أخبرنا خالد عن يوسف، أو عن أبيه عبد الله

_ = ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكنى (برقم 51)، وابن سعد في الطبقات (2/ 2/133، و 5/ 153 - 154)، والذهبي في تاريخ الإِسلام (4: 72 - 73). والحديث رواه الجماعة، كما في المنتقى (2991). (7125) إسناده صحيح، زكريا: هو ابن أبي زائدة، سبق توثيقه (2055)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 593 - 594). والحديث رواه البخاري، بنحوه (5: 101 - 102)، من رواية أبي نعيم، ومن رواية عبد الله بن المبارك، كلاهما عن زكريا، بهذا الإِسناد. ورواه بنحوه أيضاً، الجماعة إلا مسلمًا والنسائي، كما في المنتقى (2976). وأما هذه الرواية" رواية هُشيم عن زكريا، فقد نسبها صاحب المنتقى (2977) لأحمد فقط. وأشار الحافظ في الفتح (5: 102) إلى أن الطحاوي رواها من طريق إسماعيل بن سالم الصائغ عن هُشيم، وأن ابن حزم طعن فيها بأنها. من تخليط إسماعيل!، وتعقبه بأن أحمد رواها كذلك، وهي هذه الرواية، وبأن الدارقطني رواها أيضاً، من طريق زياد بن أيوب عن هُشيم. الدَّر: قال الحافظ: "بفتح المهملة وتشديد الراء: مصدر، بمعنى الدارّة، أبي ذات الضرع. وقوله "لبن الدرّ": هو من إضافة الشيء إلى نفسه. (7126) إسناده صحيح، خالد: هو ابن مهران الحذّاء، سبق توثيقه (1454)، ونزيد هنا - أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/ 159)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 352 - 353) يوسف: هو ابن عبد الله بن الحرث الأنصاري، ابن أخت =

ابن الحرث، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا اختلفوا في الطريق رُفع من بينهم سبعة أذرع". 7127 - حدثنا هُشيم حدثنا أبو الجهيم الواسطي عن الزهري عن

_ = محمَّد بن سيرين، سبق توثيقه (2411). أبوه، عبد الله بن الحرث، سبق توثيقه (2138)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 2/31). وقد روى خالد الحذاء عن يوسف وعن أبيه عبد الله بن الحرث. ولكن الشكَّ الذي هنا، إنما هو- عندي- وهم من أحد رواة المسند. فإن يوسف بن عبد الله لم يرو عن أحد من الصحابة إلا أنس بن مالك، وإنما روى هذا الحديث عن أبيه عن أبي هريرة. وقد رواه مسلم في صحيحه (1: 474)، من طريق عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن يوسف بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة، مرفوعًا، بلفظ: "إذا اختلفتم في الطريق، جعل عرضه سبع أذرع". وسيأتي من أوجه أخر عن أبي هريرة بنحوه (9533، 10013، 13109، 10422). وكذلك رواه الجماعة إلا النسائي، كما في المنتقى (3018). وانظر فتح الباري (5: 85)، وما مضى في مسند ابن عباس (2914). (7127) إسناده ضعيف جدًا، أبو الجهيم الواسطي: هكذا ثبت في الأصول الثلاثة هنا "أبو الجهيم" بالتصغير، ونسبته واسطًا. وفي نسخة بهامش (م) "أبو الجهم"، بالتكبير، وهو موافق لكثير من المراجع، كما سنذكر، إن شاء الله. وفي كثير من المراجع أيضاً أنه "الإيادي". وأيَّا ما كان فهو ضعيف جداً. وفي الكنى للبخاري (رقم 154): "أبو الجهم الإيادي: قال مسدّد: حدثنا هُشيم قال حدثنا شيخ يكنى أبا جهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: صاحب لواء الشعراء إلى النار امرؤ القيس؛ لأنه أول من أحكم الشعر". ْوهناك راو آخر اسمه "صبيح بن عبد الله، أو ابن القاسم، الإيادي" كنيته "أبو الجهم"، قال الدولابي في الكنى (1: 136): "أبو الجهم صبيح بن القاسم الكوفي، عن سعيد ابن المسيب وسعيد بن جُبير، روى عنه أبو معاوية"، وقال أيضاً (1: 137): "حدثنا العباس بن محمَّد قال سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى هُشيم عن صبيح، وهو أبو الجهم، وليس هو أبو الجهم الذي يروى عنه حديث امرئ القيس"، فدل هذا على =

أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "امرؤ القيس صاحب

_ = أن هُشيمًا روى عن أبي الجهم صبيح، كما روى هنا عن أبي الجهم الآخر راوي حديث امرىء القيس. فأوقعهم هذا في الاشتباه، إذ جعله بعضهم راويًا واحدًا. فذكره الذهبي في الميزان (1: 463) في اسم "صبيح"، وجزم بأن له حديث امرئ القيس، ثم أحال على باب الكنية، فذكره فيه (3: 352)، دون أن يذكر أن اسمه "صبيح". وتبعه الحافظ في لسان الميزان (1: 811) في الأسماء، ثم (3: 359 - 360) في الكنى. ولكن الحافظ تدارك ذلك، وحرر أنهما اثنان، واعترف بأنه تبع الذهبي، وفصل القول فيه، في التعجيل (ص 472 - 473). والحق أن "صبيح بن القاسم"، وكنيته "أبو الجهم"، راو آخر غير الذي هنا، ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 319)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/ 451)، ولم يشر واحد منهما إلى الاشتباه بينه وبين الراوي هنا. وأن "صبيح بن القاسم" أيضاً غير "صبيح بن عبد الله"، فرق البخاري بينهما، فترجم "بن عبد الله" قبل "بن القاسم". وذكرهما معاً في "باب صبيح" بضم الصاد، وحكى في "بن القاسم" عن علي بن المديني أنه ذكره بفتحها. وفرق ابن أبي حاتم بينهما بأكثر من هذا: فذكر "صبيح بن عبد الله" في الصاد المضمومة (2/ 1/ 449)، وذكر "صبيح بن القاسم" في الصاد المفتوحة. ولم يذكر واحد منهما، ولا ذكر الدولابي في الكنى، أن "صبيح بن عبد الله" يكنى "أبا الجهم"، حتى يشثبه مع "صبيح ابن القاسم أبي الجهم"!!، و"أبو الجهم" راوي هذا الحديث: قال فيه أبو زرعة الرازي: "واه"، وقال ابن عدي: "شيخ مجهول، لا يعرف له اسم، وخبره منكر، ولا أعرف له غيرها. وقال ابن عبد البر: إلا يصح حديثه". وقد ترجمه ابن حبان في (كتاب المجروحين من المحدثين) المشهور بكتاب (الضعفاء)، فجوّد ترجمته، وروى فيها هذا الحديث عن (المسند)، قال: "أبو الجهم: شيخ من أهل واسط، يروى عن الزهري ما ليس من حديثه، روى عنه هُشيم بن بشير. لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد. روى عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "امرئ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار. حدثناه محمَّد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا. هُشيم عن أبي الجهم. وحدثناه أبو يعلى حدثنا يحيى بن معين حدثنا هُشيم". والحديث ذكره ابن =

لواء الشعراء إلى النار".

_ = كثير في التاريخ (2: 118) عن هذا الموضع من المسند، ولكن وقع الإِسناد فيه محرفًا من الطابع. ثم قال ابن كثير: "وقد روى هذا الحديث عن هُشيم. جماعة كثيرون، منهم: بشر بن الحكم، والحسن بن عرفة، وعبد الله بن هرون، أمير المؤمنين المأمون أخو الأمين، ويحيى بن معين. وأخرجه ابن عدي من طريق عبد الرزّاق عن الزهري، به. وهذا منقطع، ورد من وجه آخر عن أبي هريرة. ولا يصح من غير هذا الوجه". ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد (8: 119) عن هذا الموضع، وقال: "رواه أحمد والبزار، وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هُشيم بن بشير، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". وذكره السيوطي في الجامع الصغير (رقم 1624)، ونسبه لأحمد، ولم يتكلم عليه، وضعفه المناوي، نقلاً عن الهيثمي والذهبي. والوجه الآخر عن أبي هريرة، الذي أشار إليه ابن كثير-: هو ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد (9: 370) من طريق جنيد بن حكيم الدقاق عن أبي هفَّان الشاعر عن الأصمعي عن ابن عون عن محمَّد- هو ابن سيرين- عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف أيضاً: أبو هَفّان الشاعر: هو عبد الله بن أحمد بن حرب المِهْزَمي، ترجمه اليب كما أشرنا، وترجمه الحافظ في لسان الميزان (3: 249 - 250)، وقال: "كان كبير المحل في الأدب، لكنه أتى عن الأصمعي بخبر باطل"، ثم ذكر هذا الحديث. وأشار إليه في الكنى من اللسان أيضاً (6: 449)، وكذلك ذكره الذهبي في الكنى في الميزان (3: 385)، وقال: "حدث عن الأصمعي بخبر منكر، قال ابن الجوزي: لا يعول عليه". و "هفان": بفتح الهاء، ويقال بكسرها، كما في شرح القاموس (6: 275). و "المهزمي": بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الزاي، كما ضبطه ابن الأثير في اللباب (3: 194). بل إن راويه عن أبي هفان الشاعر، وهو جنيد بن حكيم بن جنيد أبو بكر الأزدي الدقاق، فيه كلام أيضاً، ذكره الدارقطني فقال: "ليس بالقوي". انظر ترجمته في تاريخ بغداد (7: 241)، ولسان الميزان (2: 141). وهناك قصة يذكرها الأدباء، فيها هذا المعنى أيضاً، ينسبون فيها إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال في شأن أمرأ القيس: "ذاك رجل مذكور في الدنيا، شريف فيها، منسيّ في الآخرة، خامل فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء إلى النار". نقلها ابن قتيبة في عيون الأخبار (1: 143 =

7128 - حدثنا هُشيم عن سَيَّار عن جَبْر بن عَبِيدَة عن أبي

_ = - 144) عن ابن الكلبي، وذكرها عنه أيضاً في الشعر والشعراء (74 - 75) بتحقيقنا، ونقلها صاحب الأغاني -وهو غير ثقة- في قصة أخرى من وجه آخر، ونقلها ياقوت في معجم البلدان (5: 421 - 422)، وقال: "هذا من أشهر الأخبار"!!، وتعقبته في تعليقي على الشعراء، بأنها غير معروفة عند المحدثين، وهم. الجنة فيما ينسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأخبار. ثم وجدت الحافظ ابن كثير ذكرها في التاريخ (2: 219) أن ابن عساكر رواها من طريق ابن الكلبي بإسناده إلى "عفيف الكندي". وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد (1: 119) عن عفيف الكندي، ثم قال: "رواه الطبراني في الكبير، من طريق سعد بن فروة بن عفيف عن أبيه عن جده، ولم أجد من ترجمهم"!!، وأشار إليها الحافظ في الإصابة. (4: 249)، من رواية ابن الكلبي أيضاً. وهذا- كما ترى- إسناد مظلم، لا تقوم به حجة، بل لا تقوم له قائمة. وإنما هي- كلها- روايات ضعاف متهافتة، يضعف بعضها بعضًا. (7128) إسناده صحيح، سيار، بفتح السين المهملة وتشديد الياء التحتية: هو أبو الحكم الواسطي، سبق، سبق توثيقه (3552)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 162)، وابن أبي حاتم (2/ 1/ 254 - 255). ووقع في (ح) "يسار"، وهو خطأ مطبعي، صححناه من (ك م). جبر بن عبيدة: هو الشاعر، وهو تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/ 242) فلم يذكر فيه جرحاً، وابن أبي حاتم (1/ 1/ 533) فلم يجرحه أيضاً، وذكره ابن حبان في الثقات (ص 157). وزعم الذهبي في الميزان (1: 180) أنه أتى "بخبر منكر، لا يعرف من ذا!، وحديثه: وعدنا بغزوة الهند!!، وكذلك نقل الحافظ في التهذيب (2: 59) عما قرأ بخط الذهبي ولست أدري مم جاء للذهبى نكر الخبر؟، ولم ينكره البخاري ولا غيره من قبله، ولم يجرحوا هذا التابعي بشيء!، ما هو إلا التحكم. "جبر": بفتح الجيم وسكون الباء الموحدة، على ذلك اتفقت أصول المسند هنا، وكذلك ذكره البخاري وابن أبي حاتم في "باب جبر". وذكر النسائي في السنن في أحد إسنادي هذا الحديث أن أحد الرواة قال "جُبير" بالتصغير. ونقل الحافظ في التهذيب عن ابن عساكر =

هريرة، قال: وعدَناِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الهند، فإن اسْتُشْهِدْتُ كنتُ من خير الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المُحَرَّرَةُ. 7129 - حدثنا هُشَيم أخبرنا العَوَّام بن حَوْشَب عن عبد الله بن

_ = أنه حكى هذا عن "بعض النسخ من كتاب الجهاد من النسائي"!، وليس كذلك، بل هو أحد روايتين فيه، كما ذكرنا. "عبيدة": بفتح العين المهملة، كما ضبطه الحافظ في التقريب، وكذلك ضبط بهامش إحدى نسخ المشتبه الخطوط، بهما ذكر بهامش المطبوعة (ص 342) نقلا عن المزّي. والحديث رواه الحاكم في المستدرك (3: 514) من المسند، من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الإِسناد. ولم يتكلم عليه هو ولا الذهبي. ورواه النسائي (2: 64)، من طريق زيد بن أبي أنيسة عن سيار، ومن طريق هُشيم عن سيار، بنحوه، وأشار إلى أن الطريق الأولى فيها "جُبير" بدل "جبر". وأشار إليه البخاري في الكبير كعادته في الإيجاز، قال: "جبر بن عَبيدة، عن أبي هريرة، قال: وعدنا النبي -صلي الله عليه وسلم - غزوة الهند، قاله هُشيم عن سيارأبى الحكم". وسيأتي نحوه بمعناه، مطولاً، من وجه آخر (8809)، من رواية الحسن عن أبي هريرة. وقوله المحررة، كذا هو بالهاء في آخره، في (ح م)، وكتب بالهامش فيهما أنه كذلك في نسختين. وفي (ك) وروايتي الحاكم والنسائي "المحرر" بدون الهاء. وفي النهاية: "المحرر، أبي المعتَق". وفي الرواية الآتية (8809): "رجعت وأنا أبو هريرة المحرر، قد أعتقني من النار". وما من بأس في زيادة الهاء، تكون للمبالغة، كما في "علامة" ونحوها. (7129) إسناده صحيح، على ما أعلوه به من علة لا تثب على النقد، كما سنبين، إن شاء الله. العوام بن حوشب: ثقة معروف ثبت، روى له أصحاب الكتب الستة، سبق توثيقه (1228، 5468). عبد الله بن السائب: هو الكندي، سبق توثيقه (3666)، ونزيد هنا إنه وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرها، وأنه روى له مسلم في صحيحه حديثاً في المزارعة (1: 455)، والنسائي حديثاً آخر في تبليغه عليه- السلام سلام أمته (1: 189)، وهو الحديث الذي مضى (3666)، وليس له في الكتب الستة غيرهما. وفي التهذيب قول آخر بأنه "الشيباني"، والظاهر أنه خطأ؛ لأن الشيباني آخر غيره، ترجمه ابن أبي حاتم =

السائب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الصلاةُ المكتوبةُ إلى الصلاة التي بعدها كفارةٌ لما بينهما، قال: والجمعة إلى الجمعة، والشهر إلى الشهر،

_ = (2/ 2/ 65) خامس خمسة يسمون "عبد الله بن السائب"، وذكر في "الشيباني" أنه يروي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، وذكر أنه مجهول. وفي التهذيب أيضاً في ترجمته الكندي أنه يروي "عن أبي هريرة، أو عن رجل عنه". وهذه إشارة إلى العلة التي سنذكرها ونبين ضعفها. وترجم ابن أبي حاتم للكندي، وذكر توثيقه، ثم أفرد ترجمة أخرى، هي التي تبعها صاحب التهذيب في هذه الإشارة، فقال ابن أبي حاتم: "عبد الله ابن السائب، روى عن رجل عن أبي هريرة، روى عنه العوام بن حوشب. سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: يقولون: هو "الكندي". فهذه الترجمة الأخرى. مبنية على الرواية الضعيفة المرجوحة، التي أعلوا بها هذا الحديث. والصحيح أنه رجل واحد، روى عن أبي هريرة مباشرة هذا الحديث، ليس بينهما واسطة. ولذلك ترجمه ابن حبان في الثقات (ص 240) ترجمه واحدة، لم يذكر هذا التردد الذي ذكره ابن أبي حاتم وتبعه فيه صاحب التهذيب. وأما قول الحاكم - فيما سنذكر بعد-: فقد احتني مسلم عبد الله ابن السائب بن أبي السائب الأنصاري"، وموافقة الذهبي إياه، فإنه سهو منهما! لأن الذي احتج به مسلم هو "عبد الله بن السائب الكندي". ولا يوجد في الرواة من يسمي "عبد الله ابن السائب بن أبي السائب الأنصاري". بل ذاك "عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي قارئ أهل مكة"، وهو قرشي، له ولأبيه صحبة. والحديث سيأتي بنحوه (10584)، رواه أحمد عن - نريد بن هرون عن العوام بن حوشب: "حدثني عبد الله بن السائب عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 224) مختصراً، وقال: "في الصحيح بعضه". ثم قال: "رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم". فهو يشير إلى الإِسناد (10584). فظاهر هذا: أن عبد الله بن السائب لم يروه عن أبي هريرة، إنما رواه عن رجل مبهم من الأنصار عن أبي هريرة. ولكن تتبع الروايات يرينا أن هذه الزيادة زيادة الرجل المبهم في الإِسناد، خطأ، أو هي محل شك كبير في صحتها على الأقل! فقد روى الحاكم في المستدرك (1: 119 - 120) هذا. الحديث، بنحو اللفظ الذي هنا، من طريق سعيد بن مسعود: "حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا العوام بن =

يعني رمضان إلى رمضان، كفارةٌ لما بينهما، قال: ثم قال بعد ذلك: إلا من ثلاث، قالِ: فعرفتُ أن ذلك الأمرَ حدَثَ: إلا منِ الإشراك بالله، ونَكْث الصَّفْقة، وترْك السُّنة، قال: أمَّا نَكْث الصَّفْقة: أنْ تُبايع رجلاً ثم تخالفَ إليه، تقاتله بسيفكَ، وأما تَرْكُ السنة: فالخروج من الجماعة".

_ = حوشب عن عبد الله بن السائب الأنصاري عن أبي هريرة"، فذكره. ثم قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج مسلم بعبد الله بن السائب بن أبي السائب الأنصاري، ولا أعرف له علة". ووافقه الذهبي. ثم رواه الحاكم مُرَّة أخرى (4: 259) مختصرًا، لم يذكر فيه "الجمعة ولا "رمضان" - من طريق عمرو بن عون الواسطي: حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا العوام بن حوشب عن عبد الله بن السائب عن أبي هريرة"، به. لم قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي أيضاً. فالإسناد الأول للحاكم، هو من طريق يزيد بن هرون.، شيخ أحمد في ْالإسناد (10584)، الذي فيه زيادة الرجل المبهم بين عبد الله بن السائب وأبي هريرة، ومع ذلك خلا من ذكر هذا الرجل المبهم. ولو عرفنا ترجمة الراوي عن يزيد بن هرون عند الحاكم، وهو "سعيد بن مسعود" لاستطعنا أن نزعم أنه اختلف في هذا الإِسناد على يزيد، بين الراويين عنه، وهما: الإِمام أحمد، وسعيد بن مسعود، وإن لم نستطع أن نجزم بترجيح رواية ذاك "سعيد بن مسعود" على رواية أحمد. إلا أنها قد تسوقنا إلى الظن بأن يزيد بن هرون شك في الإِسناد أو نسي، فرواه على الوجهين: مُرَّة بزيادة الرجل المبهم، ومرة بحذفه. ولكن "سعيد بن مسعود" هذا لم أجد له ترجمة ولا ذكرًا أبدًا، فيما بين يدي من المراجع، ولا أعرف من هو؟، فلا أستطيع أن أعقد مقارنة بين روايته ورواية الإِمام أحمد. إلا أن رواية هُشيم، التي هنا (7129)، تابعت "سعيد ابن مسعود" هذا، في حذف الرجل المبهم بين عبد الله بن السائب وأبي هريرة. وهشيم صنو يزيد بن هرون في الحفظ والإتقان، إن لم يزد عليه، بل قد زاد عليه بشهادة الأئمة الكبار. فروى البخاري في الكبير (4/ 2/ 242) عن عبد الله بن المبارك، قال: "من غير الدهر حفظه فلم يغير حفظ هُشيم". وفي التهذيب (11: 60 - 61): "قال عبد الرحمن بن مهدي: كان هُشيم أحفقظ للحديث من سفيان الثوري"، "وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن هُشيم ويزيد بن هرون؟، فقال: هُشيم أحفظهما". وغير ذلك =

7130 - حدثنا هُشيم عن هِشاَم عن ابن سيرين عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "شدةُ الحَرّ من فيح جهنم، فأبردوا بالصلاة". 7131 - حدثنا هُشيم عن عمر بن أبي سَلَمة عن أبيه عن أبي

_ = كثير، وكفي بهؤلاء حجة وشهادة. فإذا اختلف هُشيم ويزيد في هذا الإِسناد، أهو متصل عن عبد الله بن السائب عن أبي هريرة، أم منقطع بإدخل رجل مبهم بينهما؟، حكمنا بترجيح رواية هُشيم المتصلة. فضلا عن أنه اختلف على يزيد في روايته، وإن كان راوي الرواية الأخرى غير معروف لنا حاله، إلا أن رواية هُشيم تؤيد روايته. ثم جاءت رواية الحاكم الأخرى قاطعة في ترجيح ما رجحنا من رواية هُشيم، إذ رواه من طريق حافظ ثقة مأمون، هو إسحق بن يوسف الأزرق، رواه عن العوام بن حوشب، متصلاً كرواية هُشيم. فصح الإِسناد متصلاً، إن شاء الله. قوله "فعرفت أن ذلك الأمر حدث": هكذا هو في الأصول الثلاثة: "الأمر"، بالألف واللام، وفي الرواية الآتية (10584): فعرفنا أنه أمر حدث". وفي رواية الحاكم الأولى: "فعرفت أن ذلك من أمر حدث". ولم تذكر هذه الجملة في روايته الثانية. وقوله "أما نكث الصفقة"، في (ح) "أما من نكث الصفقة"، وزيادة "من" غير جيدة، ولم تذكر في (ك م)، فحذفناها. (7130) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان الأزدي الفُرْدُوسي، أحد الأعلام، ثقة ثبت حافظ، ترجمه البخاري في الكبير (4/ 2/ 197 - 198)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (1: 154). ابن سيرين: هو محمَّد. والحديث رواه الجماعة، بنحوه، كما في المنتقى (534). (7131) إسناده صحيح، عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: سبق أن رجحنا توثيقه في (1674)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/ 117 - 118). والحديث رواه أصحاب الكتب الستة، من غير وجه، عن أبي هريرة، بنحوه انظر البخاري (9: 164 - 165 فتح)، ومسلم (1: 400)، والترمذي (2: 179)، والمنتقى (3463). وأشار الحافظ في الفتح إلى رواية عمر بن أبي سلمة هذه، ولكنه نسبها لابن المنذر، وفاته أن ينسبها للمسند. وانظر أيضًا ما مضى في مسند ابن عباس (3421).

هريرة، قال: قال رسوِل الله - صلى الله عليه وسلم -: "البكْر تُسْتأَمر، والثيّب تُشاَور"، قيل: يا رسول الله، إن البكر-تَسْتحي؟، قال: سَكوتها رضاها. 7132 - حدثنا هُشَيم في عمر بن أبيِ سَلَمة [عن أبيه] عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "قصُّوا الشوارب، وأعْفوا اللِحَى". 7133 - حدثنا هُشَيم عن عمر بن أبي سَلَمة عن أبيه عن أبي هريرة، يعني عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، كذا قال: أنه نَهى أن تنكح المرأة على عَمّتها، أو على خالتها. 7134 - حدثنا هُشيم أخبرنا عمر بن أبي سَلَمة عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أيامُ التشريقْ أيام طعْمٍ وذِكْر الله"، قال مُرَّة:

_ (7132) إسناده صحيح، ووقع في (ح) "عمر بن أبي سلمة عن أبي هريرة" بحذف [عن أبيه]، وهو خطأ مطبعي ظاهر، صححناه من (ك م). والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير (6127)، ونسبه لأحمد فقط. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 166) مطولاً، بلفظ: "إن أهل الشرك يعفون شواربهم ويحفون لحاهم، فخالفوهم، فأعفوا اللحى، وحفوا الشوارب" ثم قال: "رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما عمر بن أبي سلمة، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه شُعبة وغيره، وبقية رجاله ثقات". ثم ذكره مطولا ضمن حديث آخر (ص 168)، ونسبه للطبراني في الأوسط بإسناد آخر ضعيف. وقد مضى معناه مرارًا، بأسانيد صحاح، من حديث ابن عمر، آخرها (6456). (7133) إسناده صحيح، ورواه الجماعة من أوجه عن أبي هريرة. انظر المنتقى (3153). وانظر أيضًا ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، ضمن الحديث (6933، (7134) إسناده صحيح، لرواه ابن ماجة (1: 270). من طريق محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة، به، بلفظ "أيام. كل وشرب". ونقل السندي عن زوائد البوصيري قال: "إسناده صحيح على شرط الشيخين". وانظر ما مضى في مسند ابن عمر (4970).

أيامُ أكل وشربٍ". 7135 - حدثنا هُشَيم، قال: إن لم أكُنْ سمعتُه منه، يعني الزهريَّ فحدثني سفيان بن حسين عن الزُّهرِيّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا عَتيرة في الإِسلام، ولا فَرَعَ". 7136 - حدثنا هُشَيم عن سَيَّار عن أبي حازم عن أبي هريرة،

_ (7135) إسناده صحيح، وضك هُشيم في أنه سمعه من الزهري لا يؤثر؛ لأنه صرح بأنه إن لم يكن سمعه منه فقد سمعه من سفيان بن حسين عنه. فهو انتقال من ثقة إلى ثقة. وسفيان بن حسين الواسطي: سبق توثيقه والإشارة إلى كلامهم في روايته عن الزهري (4634، 4807)، وما هو بكلام مؤثر، إذ ذكروا أنه سمع منه بالموسم!، كأنهم يرون أنه لم يتقن الرواية عنه!، أما ما أخطأ فيه وخالف أكثر منه أو أحفظ، فنعم، وأما مطلقًا فلا. وهو في هذا الحديث بعينه لم يخطئ، فقد تابعه عليه غيره عن الزهري، كما سيأتي في تخريجه إن شاء الله. وقد ترجم ابن أبي حاتم له في الجرح والتعديل (2/ 1/ 227 - 228). والحديث سيأتي بنحوه، مطولاً ومختصرًا، (7255)، من رواية سفيان بن عيينة عن الزهري، و (7737، 9290، 10361)، من رواية معمر عن الزهري. ورواه البخاري (9: 515 - 516) من روايتي معمر وابن عيينة، ومسلم (2: 121) من رواية معمر. وقد مضى تفسير "العتيرة" و"الفرع"، في حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص (6713). وانظر أيضاً (6759). (7136) إسناده صحيح، سيّار: هو أبو الحكم العنزي أبو حازم: هو سلمان الأشجعي، مولى عزة الأشجعية، وهو تابعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم، وهو صاحب أبي هريرة، جالسه خمس سنين، كما سيأتي عنه في المسند (7947). وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/138)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/ 297 - 298). وقال الحافظ في الفتح (3: 302): "قوله سمعت أبا حازم هو سلمان. وأما أبو حازم سلمة ابن دينار صاحب سهل بن سعد، فلم يسمع من أبي هريرة". والحديث رواه مسلم (1: 382 - 383) عن سعيد بن منصور عن هُشيم، بهذا الإِسناد. ورواه =

قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". 7137 - حدثنا هُشَيبم عن هشَام عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال سليمان بن داود: أَطُوفُ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ، تَلِدُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ غُلاَماً يُقَاتِلُ فِى سَبِيلِ الله، وَلَمْ يَسْتَثْنِ، فَمَا وَلَدَتْ إِلاَّ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِشِقِّ إِنْسَانٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "لَوِ اسْتَثْنَى لِوُلِدَ لَهُ مِائَةُ غُلاَمٍ كُلُّهُمْ يُقَاتِلُ فِى سَبِيلِ الله". 7138 - حدثنا هُشَيم وإسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي بثلاث، قال هُشيم: فلا

_ = البخاري (3: 302 - 303)، من طريق شُعبة عن سيارأبى الحكم! بهذا أيضاً. ورواه أيضاً البخاري (4: 17)، ومسلم (1: 382)، كلاهما من طريق شُعبة، ومن طريق سفيان، كلاهما عن منصور عن أبي حازم، به. ورواه مسلم أيضاً، من طريق جرير عن منصور. قوله "فلم يرفث": قال الحافظ: "الرفث: الجماع، ويطلق على التعريض به، وعلى الفحش في القول. وقال الأزهري: الرفث: اسم جامع لكل ما يريده الرجل من المرأة". ثم استظهر الحافظ أن المراد به في الحديث ما هو أعم من الجماع ونحوه. ثم قال: "فائدة: فاء الرفث مثلثة في الماضي والمضارع. والأفصح الفتح في الماضي والضم في المستقبل". وقوله "ولم يفسق": قال الحافظ: "أي لم يأت بسيئة ولا معصية". (7137) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان. ابن سيرين: هو محمَّد. والحديث رواه البخاري ومسلم من أوجه متعددة. انظر الفتح (6: 26، 330، و11: 460، 524، و13: 377)، ومسلم (2: 17 - 18) وقد أشار الحافظ في الفتح (6: 330) إلى رواية المسند هذه. قوله "ولم يستثن": أي لم يقل "إن شاء الله". وقوله "بشق إنسان": أي بنصفه. والمراد- والله أعلم- أنه ضعيف لا يستطع قتالا ولا يغني شيئاً. (7138) إسناده صحيح، الحسن: هو البصري الإِمام التابعي الجليل الثقة. وهو الحسن بن أبي الحسن أبو سعيد مولى الأنصار، وأبوه: اسمه "يسار"، وأمه: "خيرة" مولاة أم سلمة.

أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: بِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ".

_ = وترجمته حافلة، تحتاج إلى كتاب مفرد، ويكفي قول عطاء بن أبي رباح: "إمام ضخم يقتدى به"، وقول قتادة: "ما رأت عيناي رجلاً قط كان أفقه من الحسن"، وقول بكر المزني: "من سرّه أن ينظر إلى أعلم عالم أدركناه في زمانه، فلينظر إلى الحسن". ولد الحسن سنة 21 قبل مقتل عمر بسنتين، ومات سنة 110. ومصادر ترجمته كثيرة، منها: طبقات ابن سعد (7/ 1/114 - 129) والكبير للبخاري (2/ 1/287 - 288)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 2/ 40 - 42)، والمراسيل له (ص 12 - 17)، وتذكرة الحفاظ للذهبى (1: 66 - 67). وتاريخ الإِسلام له (3: 98 - 106)، وتاريخ ابن كثير (9: 266 - 267، ثم 268 - 274). وصرح الذهبي بأنه أفرد ترجمته في جزء مستقل. وقد تكلم العلماء كثير، في سماع الحسن من بعض الصحابة، وأشرنا إلى بعض ذلك مرار، منها في الأحاديث (521، 940، 1739، 2018). وممن تحدثوا في سماعه منه فأكثروا: أبو هريرة. وسنشير إلى أقاويلهم ومن رواها: فروى ابن سعد في الطبقات (7/ 1/ 115) عن علي بن زيد. بن جدعان وعن يونس: "لم يسمع الحسن من أبي هريرة". وروى ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 13 - 14) عن شُعبة: "قلت ليونس بن عبيد: الحسن سمع من أبي هريرة؟، قال: لا، ولا رآه قط". وروى عن أيوب، وعن علي بن زيد، قالا: "لم يسمع الحسن من أبي هريرة". وروي عن بهز: أنه سئل عن الحسن: "من لقى من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: سمع من ابن عمر حديثًا، ولم يسمع من أبي هريرة ولم يره". وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. وسمعت أبا زرعة يقول: لم يسمع الحسن من أبي هريرة ولم يره. قلت له: فمن قال: حدثنا أبو هريرة؟، قال: يخطئ". ثم أشار ابن أبي حاتم إلى رواية "ربيعة بن كلثوم" لهذا الحديث (7138) التي سنذكرها في التخريج إن شاء الله، والتي يقول فيها: "سمعت الحسن يقول: حدثنا أبو هريرة" إلخ، وأن أباه، أبا حاتم، قال: لم يعمل ربيحة بن كلثوم شيئاً!، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئاً"!، ثم قال: "قلت لأبي: إن سالمًا الخياط روى عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة؟، قال: =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = هذا ما يبين ضعف سالم"!، رروى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 41) عن أبيه أيضاً: أنه نفى سماع الحسن من أبي هريرة. وروى ابن أبي حاتم أيضاً في المراسيل، قال: حدثنا صالح بن أحمد قال: قال أبي: قال بعضهم عن الحسن: حدثنا أبو هريرة!، قال ابن أبي حاتم: إنكارًا عليه أنه لم يسمع من أبي هريرة". وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء (ص 229)، في ترجمة "سالم بن عبد الله الخياط"!: "يقلب الأخبار، ويزيد فيها ما ليس منها، يجعل روايات الحسن عن أبي هريرة سماعًا، ولم يسمع الحسن عن أبي هريرة شيئًا". وأكثر هذه الروايات منقول في التهذيب، في ترجمة الحسن. وهي- عندي- أقوال مرسلة على عواهنها، يقلد فيها بعضهم بعضًا، دون نظر إلى سائر الروايات التي تثبت سماعه من أبي هريرة، ودون نظر إلى القواعد الصحيحة في الرواية: فإن الراجع عند أهل العلم بالحديث: أن المعاصرة كافية في الحكم بالاتصال، إلا أن يثبت في حديث بعينه أن الراوي لم يسمعه ممن روى عنه، أويثبت أنه كثير التدليس. والمتشددون - كالبخاري- يشترطون اللقى، أبي أن يثبت أن الراوي لقى من حدث عنه، ولو أن يثبت ذلك في حديث واحد. فإذا ثبت اللقىَ حمل سائر الروايات على الاتصال، إلا أن يثبت أيضاً في حديث بعينه عدم سماعه. وأن الراوي الثقة، إذا قال في روايته "حدثنا" أو "سمعت" أو نحو ذلك - كان ذلك قاطعًا في لقائه من روى عنه، وفي سماعه منه، وكان ذلك كافيًا في حمل كل رواياته عنه على السماع، دون حاجة إلى دليل آخر، إلا فيما ثبت أنه لم يسمعه. وهذا شيء بديهي، لأن الراوي إذا روى أنه سمع من شيخه، مصرحًا بذلك، ولم يكن قد سمع منه، لم يكن راويًا ثقة، بل كان كذاب لا يؤتمن على الرواية. أما معاصرة الحسن لأبي هريرة، فما أظن أن أحدًا يشك فيها أو يتردد، فأبو هريرة مات سنة 57، وكانت سنّ الحسن إذ ذاك 36 سنة. وأما من ادعى أن الحسن لم يلق أبا هريرة، فأنى له أن يثبت ذلك!!، وهو إنما يجزم بنفي مطلق، تنقضه الروايات الأخرى الثابتة، التي إذا جمعت ونُظر فيها بعين الإنصاف، دون التكلف والتمحل، لم تدع شكًا في ذلك: فروى ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 13) بإسناد صحيح "عن شُعبة عن قتادة، قال: قال الحسن: إنا والله ما أدركنا حتى مضى صدر =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = أصحاب محمَّد الأول. قال قتادة: إنما أخذ الحسن عن أبي هريرة، قلت له [القائل شُعبة]: زعم زياد الأعلم أن الحسن لم يلق أبا هريرة!، قال: لا أدري". وقتادة: تابعي أيضاً، أصغر من الحسن، مات بعده بسبع سنين، وهو "من أعلم أصحاب الحسن"، كما قال أبو زرعة. وقال أبو حاتم في (الجرح والتعديل 3/ 2/ 135):"أكثرُ أصحاب الحسن: قتادة، وأثبت أصحاب أنس: الزهري، ثم قتادة". فهذا قتادة يجزم بأن الحسن "إنما أخذ عن أبي هريرة"، بكلمة عامة مطلقة، يفهم سامعها أن الحسن أخذ عن أبي هريرة العلم، لا أنه أخذ منه حديثاً واحدم أو أحاديث معدودة، وقتادة من أعلم الناس بالحسن، فأنى تؤثر كلمة زياد بن حسان الأعلم، التي اعترض بها شُعبة، بصيغة تشعر بالتمريض؟!، ولذلك لم يجد قتادة جوابًا إلا أن يقول: "لا أدري"!، لا يريد بذلك أنه يشك فيما عرف عن شيخه، إنما يشك فيما زعم زياد الأعلم، ويوحي باستنكاره. ومن فهم غير هذا فإنما يخطئ مواقع الكلام!، ثم قد جاءت روايات صحيحة، فيها تصريح الحسن بالسماع من أبي هريرة، مجموعها لا يدع ارتيابًا في صحة ذلك. وإن فرقها العلماء في مواضع، وحاول بعضهم أن يتأول ما وقع إليه منها، بما وقر في نفوسهم من النفى المطلق، حتى جعلوه جرحاً لبعض الرواة، كما صنع ابن حبان- فيما حكينا عنه من قبل- في شأن "سالم الخياط". ولكن الحافظ ابن حجر لم يستطع أمام بعض الروايات الثابتة، إلا أن ينقض هذا النفى المطلق، بحديث واحد لم يجد منه مناصًا. فقال في التهذيب (2: 269 - 270) بعد ذكره ذاك الحديث: "وهذا إسناد لا مطعن في أحد من رواته. وهو يؤيد أنه سمع من أبي هريرة في الجملة. وقال في الفتح (9: 354). في الحديث نفسه: "وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط"؟، وسنذكر كلامه مفصلاً واستدراكنا عليه، فيما ياتي في هذا البحث، إن شاء الله. وقد جمعت ما استطعت، مما صرح فيه الحسن بالسماع من أبي هريرة، ولم أستقص، فما ذلك في مقدوري. ولكن فيما سأذكر مقنع لمن شاء أن يقنع، والله ولي التوفيق: 1 - حديث الباب هذا الذي نشرحه (7138) - رواه ابن سعد في الطبقات (7/ 1/ 115): "أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا ربيعة بن كلثوم، قال: سمعت =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = رجلاً قال للسن: يا أبا سعيد، يوم الجمعة يوم لثق وطين ومطر؟، فأبى عليه الحسنُ إلا الغُسل، فلما أبي عليه قال الحسن: حدثنا أبو هريرة قال: عهد إليّ رسول الله ثلاثًا: "الغسل يوم الجمعة، والوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر". وهذا هو الحديث الذي أشار إليه ابن أبي حاتم في المراسيل، فيما نقلنا عنه آنفًا، أنه سأل عنه أباه؟، فقال أبوه أبو حاتم: "لم يعمل ربيعة بن كلثوم شيئًا!، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئاً!،".وكيف كان هذا؟!، لا أدري، إنما هو نفي مطلق، وتحكم ما بعده تحكم!، فربيعة بن كلثوم بن جبر: ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وقال أحمد بن حنبل: "صالح"، وللنسائي فيه قولان مقاربان: "ليس به بأس"، و "ليس بالقوي". وترجم له البخاري في الكبير (2/ 1/ 226) فلم يذكر فيه جرحاً، وابن أبي حاتم (1/ 2/ 477 - 478) وروى توثيقه عن ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات (ص 460 - 461)، وأخرج له مسلم في صحيحه. فهذا إسناد صحيح حجة في تصريح الحسن بسماعه من أبي هريرة، بل إن فيه قصة تدل على تثبت راويه، إذ شهد سؤال الرجل للحسن، وجواب الحسن اياه. وقد ذكر البخاري في الكبير (2/ 2/ 17) رواية ربيعة هذه، بإشارته الدقيقة كعادته، حين أشار إلى روايات هذا الحديث، والخلاف بين رواته في ذكر"غسل الجمعة"، أو"صلاة الضحى"، وذلك في ترجمة "سليمان بن أبي سليمان"، فقال: "وقال موسى: حدثنا ربيعة عن الحسن: نا أبو هريرة- نحوه، وقال: الغسل يوم الجمعة". فموسى: هو ابن إسماعيل التبوذكي، شيخ البخاري. وربيعة: هو ابن كلثوم. وهذ الرواية عند البخاري، تؤيد ما ذهبنا إلى من صحة سماع الحسن من أبي هريرة. إذ من عادة البخاري أن يشير إلى العلة في الإِسناد أو في الراوي، إذا كان يري غلة. أمّا وقد ساق هذا الإِسناد، وفيه تصريح الحسن بالسماع من أبي هريرة، ولم يعقب عليه-: فإنه يدل على صحة سماعه منه عنده. 2 - وروى ابن سعد أيضاً: "حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو هلال محمَّد بن سليم قال: سمعت الحسن يقول: كان موسى نبي الله لا يغتسل إلا مستترًا، قال: فقال له عبد الله بن بريدة: يا أبا سعيد، ممن سمعت هذا؟، قال: سمعته من أبي هريرة". وهذا إسناد صحيح. أبو هلال الراسبي محمَّد بن سليم: سبق توثيقه (547)، ونقلنا هناك =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = كلمة لابن أبي حاتم، وهي في ترجمته في الجرح والتعديل (3/ 2/ 273 - 274)، قال: "أدخله البخاري في كتاب "الضعفاء" فسمعت أبي يقول: يحوّل من كتاب الضعفاء"، وكلمة البخاري في الضعفاء، (ص 31) هي كلمته في الكبير (1/ 1/ 105) قال: "كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، وابن مهدي يروي عنه". وعندي أن من تكلم فيه إنما تكلم في حفظه في روايته عن قتادة خاصة، فقد روى ابن أبي حاتم عن أبي بكر الأثرم، قال: "سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن أبي هلال، يعني الراسبي؟، قال: قد احتمل حديثه، إلا أنه يخالف في حديث قتادة، وهو مضطرب الحديث عن قتادة". فهذا إسناد يصلح للاحتجاج به في سماع الحسن من أبي هريرة، لأن راويه أبا هلال الراسبي لم يروه عن قتادة الذي اضطربت روايته عنه، بل رواه عن الحسن، وسياق الرواية يدل على أنه حفظ القصة فذكرها مفصلة، وشهد عبدَ الله بن بريدة وهو يسأل الحسن: "ممن سمعتَ هذا؟ "، وسمع جوابه: "سمعته من أبي هريرة، ومثل هذا التفصيل يدل على توثق الراوي مما سمع وحفظه إياه. 3 - وروى ابن سعد أيضاً: "أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمَّد بن عمرو قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أبا هريرة يقول: الوضوء مما غيرت النارُ. قال: فقال الحسن: لا أدعه أبدًا". فهذا إسناد جيد، يصلح للمتابعات والشواهد على الأقل، لأن راويه "محمَّد بن عمرو": هو الأنصاري الواقفي أبو سهل، ضعفه يحيى القطان وغيره، ولكن ترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/ 194)، فلم يذكر فيه جرحًا، ولم يذكره هو ولا النسائي في الضعفاء، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في الثقات ثم أعاده في الضعفاء، كما في التهذيب. بل قد جزم ابن حزم في المحلى بتوثيقه، فروى (4: 256) حديثًا آخر من طريقه، ثم قال: "وأبو سهل محمَّد بن عمرو الأنصاري: ثقة، روى عنه ابن مهدي ووكيع ومعمر وعبد الله بن المبارك وغيرهم". 4 - روى الإِمام أحمد، في المسند (8727): "حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عباد بن راشد حدثنا الحسن حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة"، فذكر حديثًا. ثم قال عبد الله بن أحمد عقب روايته: "عبّاد بن راشد ثقة، ولكن الحسن لم يسَمع من =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ أبي هريرة"!!، ونقله ابن كثير في التفسير (2: 180 - 181) عن المسند مع استدراك عبد الله بن أحمد. وروى الطيالسي قطعة منه في مسنده (2472) قال: "حدثنا عباد بن راشد قال حدثنا الحسن، قال: حدثنا أبو هريرة ونحن إذ ذاك بالمدينة". ولم يستدرك الطيالسي عقبه بشيء. فهذا الاستدراك من عبد الله بن أحمد، ومثله فيما سيأتي بعد- استدراك للنسائي، من أعجب ما رأيت، من دون دليل، إلا التقليد الصرف!!، عباد بن راشد التميمي البصري: ثقة قال أحمد بن حنبل: "شيخ ثقة صدوق صالح"، ووثقه العجلي والبزار وغيرهما، وضعفه أبو داود وغيره، وذكره البخاري في الضعفاء (ص 23)، وقال: "روى عنه ابن مهدي، يهم شيئًا، وتركه يحيى الفطان". فقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/ 79): "سألت أبي عن عباد بن راشد؟، فقال: صالح الحديث، وأنكر على البخاري إدخال اسمه في كتاب الضعفاء، وقال: يحوّل من هناك". ومع ذلك فقد روى له البخاري في صحيحه، وزعم الحافظ في التهذيب (5: 92) أنه روى له "مقرونًا بغيره"!؛ وحديثه عند البخاري (8: 143) غير مقرون بأحد!، وقد غير الحافظ العبارة في مقدمة الفتح (ص 410)، فقال: "له في الصحيح حديث واحد في تفسير سورة البقرة، بمتابعة يونس له"!، والمتابعة التي -يشير إليها جاء بها البخاري معلقة عقب رواية عباد، وليس التعليق عند البخاري كالموصول، فرواية عباد عنده في ذلك أصل. فالراوي الثقة- عند أحمد وابنه عبد الله- يروي عن لحسن سماعًا منه أنه قال: "حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة"، ثم لا ينفرد بتصريح الحسن بالسماع من أبي هريرة، بل يتابعه فيه ثقات آخرون، ممن ذكرنا قبل، وممن. نذكر بعد -: ثم يقال: "ولكن الحسن لم يسمع من أبي هويرة!!، لا أدري ماذا أقول إلا أن أستغفر لمن صنع هذا فأخطأ، رحمنا الله وإياهم. 5 - وروى النسائي (2: 104): "أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنبانا المخزومي، وهو المغيرة بن سلمة، قال حدثنا وُهَيْب عن أوب عن الحسن عن أبي هويرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: المنتزعات والمختلعات هن المنافقات. قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة ثم عقب النسائي على هذا الحديث بقوله: "قال أبو عبد الرحمن [يعني النسائي نفسه]: لم =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = يسمع الحسن من أبي هريرة شيئاً"!، وهذا هو الاستدراك الآخر بالعسف والتحكم، الذي أشرنا إليه آنفًا!!، حديث صحيح الإِسناد على شرط الشيخين، لا مطعن في أحد من رواته، يصرح فيه الحسن بأنه لم يسمعه "من غير أبي هريرة"، ثم يقال- من غير دليل ولا حجة: "لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئاً"!!، وسيأتي هذا الحديث في المسند (9347) رواه أحمد عن عفان عن وُهَيْب، بهذا الإِسناد، ولم. يذكر بعده كلمة الحسن. وكلمة الحسن - التي في رواية النسائي- قاطعة في إثبات سماعه من أبي هريرة، دون حاجة إلى دليل آخر. ومع ذلك فقد تأيدت صحتها بما سقنا من الروايات قبل. وهي ثابتة بهذا النص حرفيًا في طبعة مصر- كما ذكرنا- وفي طبعة ْالهند (ص 547)، وفي المخطوطتين اللتين عندي، وإحداهما نسخة الشيخ عابد السندي، وهي موثقة التصحيح، كما قلنا مراراً. وقد نقلها حافظان كبيران عن النسائي محرفة، على غير هذا النص.!، وتحريفها عندهما لا ينفى إثبات سماع الحسن من أبي هريرة، بل يثبته، كما سنذكر. حتى إن أحدهمأ، وهو الحافظ ابن حجر، لم يجد مناصًا من القول بسماعه منه في الجملة، ونقض النفي العام الذي قلد فيه بعضهم بعض: فنقلها ابن حزم في المحلى (10: 236)، إذ روى الحديث من طريق النسائي، وذكرها بلفظ: "قال الحسن: لم أسمعه من أبي هريرة". ثم بني عليها عدم صحة ذلك الحديث عنده، فقال: "فسقط بقول الحسن أن نحتج بذلك الخبر". فهذه الرواية؟ لكلمة الحسن، وقعت لابن حزم على اللفظ الذي نقله، ولعلْ الغلط فيها من بعض الناسخين أو الرواة الذين أخذ عنهم كتاب النسائي، ولذلك احتج باللفظ الذي وقع له، مستدلا به على أن هذا الحديث بعينه ضعيف، لتصريع الحسن- في الرواية التي عنده- بأنه لم يسمعه من أبي هريرة. ونسخ كتاب النسائي الصحيحة، هي على اللفظ الذي نقلناه. ومع هذا فإن اللفظ الذي وقع لابن حزم، لو صح عن الحسن، كان دليلاً على سماعه من أبي ْهريرة، بمفهوم الكلام وإيمائه. إذ ينص على أنه لم يسمع هذا الحديث بعينه من أبي هريرة. فيؤخذ منه أنه معروف بالسماع منه، وأن ما يرويه عنه إنما يرويه سماعًا، ولذلك نص على الحديث الذي لم يسمعه، لئلا يحمل على ما عرف عنه. ووقعت كلمة =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = الحسن للحافظ ابن جر بلفظ: "قال الحسن: لم أسمع من أبي هريرة غير الحديث". نقلها في الفتح (9: 354)، وتهذيب التهذيب (2: 269 - 270). وعقب عليها في الموضعين بما يفيد تسليمه بسماع الحسن من أبي هريرة: فقال في التهذيب: "أخرجه [يعني النسائي]، عن إسحق بن راهويه عن المغيرة ابن أيوب، عن وُهَيْب عن أيوب، وهذا إسناد لا مطعن في أحد من رواته. وهو يؤيد أنه سمع من أبي هريرة في الجملة". وقال ْفي الفتح: "وقد تأوله بعضهم على أنه أراد: لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة!، وهو تكلف!، وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط، وصار يرسل عنه غير ذلك"؟!، فلم يستطع الحافظ أن يتفصَّى من دلالة كلمة الحسن، على اللفظ الذي وقع له. واضطر إلى التسليم بسماع الحسن من أبي هريرة في الجملة. واللفظ الثابت في كتاب النسائي بين واضح، صريح في السماع، دالّ بإيمائه على أن الحسن لم يسمع حديث "المختلعات" من أحد من الصحابة غير أبي هريرة، وعلى أن سماعه من أبي هريرة معروف، ليس موضع شك أو تردد. 6 - والظاهر عندي أن البخاري لم يقلد من زعموا أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، فإنه لم يشر إلى هذا في ترجمة الحسن في التاريخ الكبير، كعادته الدقيقة في الإشارة إلى الوصل والإرسال، والتعليل والجرح، إذا ثبت شيء من ذلك عنده. بل لقد أشار إشارة دقيقة، نستطيع أن نفهم منها دون حرج، أنه يذهب إلى ثبوت سماع الحسن منه: فقد روى الطيالسي في مسنده (2465) حديثًا، عن أبي الأشهب، وهو جعفر بن حيان، عن الحسن، قال: "قدم رجل المدينة، فلقى أبا هريرة، فقال أبو هريرة: كأنك لست من أهل البلد إلخ. ثم قال الطيالسي: "وسمعت شيخًا من المسجد الحرام يحدث بهذا الحديث، فقال الحسن، وهو في مجلس أبي هريرة، لما حدّث بهذا الحديث: والله لهذا لابن آدم خير من الدنيا وما فيها". وهذا الحديث سيأتي في المسند، بنحوه، (7889) من رواية علي بن زيد عن أنس بن حكيم الضبي، و (9490) من رواية الحسن عن أنس بن حكيم، عن أبي هريرة. واختلف فيه الرواة عن الحسن اختلافًا كثيرًا، لعلنا نشير إليه في موضعه إن شاء الله. فأشار إليه البخاري في الكبير، في ترجمة أنس بن حكيم (1/ 2/34 - 36)، فذكر أسانيده والخلاف فيه على الحسن، وأشار ضمن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ذلك إلى رواية أبي الأشهب التي عند الطيالسي، فقال: "وقال لي عمرو بن منصور القيسي: حدثنا أبو الأشهب حدثنا الحسن: لقى أبو هريرة رجلا بالمدينة، فقال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم ". وهذا اللفظ، قريب من سياق الطيالسي، قد يوهم شهود الحسن هذه القصة وسماع حديثها من أبي هريرة. ولكن البخاري لم يشر إلى رواية الطيالسي عن الشيخ المجهول من المسجد الحرام، التي فيها التصريح بحضور الحسن هذه القصة، وهي رواية ضعيفة لإبهام راويها الذي روى عنه الطيالسي، بل طواها وأعرض عنها. ثم ساق روايات أخرى يؤخذ منها أن الحسن روى ذاك الحديث عن أبي هريرة بالواسطة، وأنه لم يسمعه منه. ثم قال البخاري كلمته الدقيقة الفاصلة، قال: "ولا يصح سماع الحسن من أبي هريرة في هذا". فقد قيد البخاري نفي سماع الحسن بذاك الحديث بعينه وحده، إذ قال: "في هذا"، ولم ينف سماعه منه نفيًا مطلق. بل إن مفهوم عبارته، الذي لا مجال للشك في فهمه منها كالصريح، أنه يرى أن سماع الحسن من أبي هريرة هو الأصل في رواياته عنه، إلا أن يدل دليل صحيح في حديث بعينه أنه لم يسمعه منه. ويزيده توكيدًا وتأييدًا صنيعه الذي أشرنا إليه من قبل، إذ روى رواية ربيعة بن كلثوم عن الحسن "حدثنا أبو هريرة"، في الكبير (2/ 2/ 17)، ولم يعقب عليها بتعليل ولا إنكار، دلالة على صحتها عنده. وهذا- مع الدلائل التي سقناها- واضح بين، لا مجال للتردد فيه. والحمد لله. ولعد: فإذا أثبتنا صحة سماع الحسن من أبي هريرة، وأتصال روايته عنه، إلا فيما تدل الدلائل على أنه لم يسمعه منه-: فنستانف الكلام على الحديث (7138) وتخريجه: فهذا الحديث سيأتي في المسند مراراً، ورواه أصحاب الكتب الخمسة وغيرهم. عن الحسن كثير من أصحابه، ورواه عن أبي هريرة- سوى الحسن- كثير من التابعين. وفي بعض الروايات عن الحسن وغيره "غسل يوم الجمعة" وفي بعضها عنه وعن غيره "صلاة الضحى"، بدل "غسل الجمعة". وسنجمع من رواياته ما استطعنا، إن شاء الله: أما الرواية التي فيها "غسل الجمعة"، فهي رواية أحمد -هنا- من طريق يونس عن الحسن عن أبي هريرة. وكذلك ستاتى (7180، 752) من طريق يونس. وكذلك سيأتي في المسند، من طريق جرير، وهو ابن حازم، عن الحسن (7452). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ومن طريق عمران أبي بكر، وهو عمران بن مسلم القصير، عن الحسن (10115). ومن طريق المبارك، وهو ابن فضالة، عن الحسن (8339). ورواه أبو داود الطيالسي (رقم 2471) عن "عباد بن فضالة" عن الحسن. وهذا- عندي- خطأ من ناسخ أو طابع في مسند الطيالسي، صوابه "المبارك بن فضالة". إذ ليس في الرواة المذكورين في كل دواوين الرجال، مما وصل إليه علمي، من يسمى "عباد بن فضالة". ورواه ابن سعد في الطبقات (7/ 1/ 115) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي عن ربيعة بن كلثوم عن الحسن، وفيه التصريح بسماع ربيعة من الحسن، وبسماع الحسن من أبي هريرة، كما فصلنا ذلك آنفًا. وهو إسناد صحيح، كما قلنا من قبل. ورواه أحمد أيضاً، فيما سيأتي (10278)، من طريق الخزرج، وهو ابن عثمان السعدي، عن أبي أيوب مولى عثمان بن عفان عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح. ورواه أحمد أيضاً (8366)، من طريق شيبان عن عاصم، وهو ابن بهدلة، عن الأسود بن هلال عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح. وكذلك رواه النسائي (10: 327)، من طريق أبي معاوية، وهو شيبان، عن عاصم، بهذا الإسناد. ورواه قبل ذلك، من طريق أبي حمزة السكري عن عاصم، به. ولكن رواه بين هذين الإسنادين، من طريق أبي عوانة "عن عاصم بن بهدلة عن رجل عن الأسود بن هلال عن أبي هريرة". ولم أجد رواية أخرى تؤيد زيادة الرجل المبهم بين عاصم والأسود. بل لم يذكر في التهذيب وفروعه في باب المبهمات!، فلا أدري كيف فاتهم هذا؟، ولعلى أوفق إلى تحقيقه عند ذاك الإِسناد في المسند، إن شاء الله. ولكني أرى أن راويين ثقتين، هما أبو معاوية وأبو حمزة السكري-: أولى بالترجيح من واحد. وأما الرواية الي فيها "صلاة الضحى" بدل "غسل الجمعة"، فإنها من حديث عدد من التابعين عن أبي هريرة: فرواه أحمد- فيما ياتى (9918، 9919)، من طريق أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة. وكذلك رواه من طريقه: أبو داود الطيالسي (رقم 2392). والبخاري (3: 47، و 4: 197). ومسلم (1: 200). والدارمي (1: 399، و2: 19). والنسائي (1: 246 - 247). والبيهقي في السنن الكبرى (3: 36). وكذلك رواه البخاري في الكبير (2/ 2/16 - 17) بإشارته الموجزة كعادته. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ورواه أحمد أيضاً (9087)، من طريق أبي رافع الصائغ عن أبي هريرة. وكذلك رواه من طريقه الطيالسي في مسنده (2447). ومسلم (1: 200). ورواه أحمد أيضاً (10566)، من طريق سليمان بن أبي سليمان مولى بني هاشم عن أبي هريرة. ؤكذلك رواه من طريقه: الدارمي (2: 18 - 19)، والبخاري في الكبير (2/ 2/16). ثم أشار البخاري إلى كثير من طريق هذا الحديث، في هذا الموضع. ورواه أيضاً أحمد (7586)، من طريق العوّام بن حوشب: "حدثني من سمع أبا هريرة". وهذا المبهم: هو سليمان أبي سليمان، كما دلت عليه روايات المسند والدارمي والبخاري في الكبير، فإن رواياتهم إنما هي من طريق العوّام عن سليمان. ورواه أحمد أيضاً (7711)، من طريق سماك بن حرب عن أبي الربيع عن أبي هريرة. وكذلك رواه من طريقه: الطيالسي (2396). والترمذي (2: 59). والبخاري في الكبير (2/ 2/16). ورواه أحمد أيضاً (10824)، من طريق معبد بن عبد الله بن هشام القرشي عن أبي هريرة. وكذلك رواه من طريقه البخاري في الكبير (2/ 2/162). ورواه أحمد أيضاً (8091)، من طريق شريك عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي هريرة، بزيادة في آخرهّ، في النهي عن ثلاث خصال. وكذلك رواه بنحوه (7585) عن محمَّد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد "حدثني من سمع أبا هريرة"، فأبهم التابعي. وكذلك رواه الطيالسي (2594) بإبهام التابعي، عن أبي عوانة عن يزيد بن أبي زياد "عمن سمع أبا هريرة". فأبانت الرواية الأولى أن هذا التابعي المبهم هو مجاهد. ورواه أحمد أيضاً مختصراً، دون الزيادة التي في الرواية السابقة (10488)، عن علي بن عاصم عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد، و (10454)، عن معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد وشهر بن حوشب، كلاهما عن أبي هريرة. ورواه أحمد أيضاً (9206)، من طريق طارق بن عبد الرحمن عن زاذان عن أبي هريرة. ورواه أحمد أيضاً (7503)، من طريق. عبد الرحمن بن الأصم عن أبي هريرة. ورواه أحمد أيضاً مختصراً، بالوصية بالوتر فقط (8555)، من طريق همام عن محمَّد بن واسع عن معروف الأزدي عن أبي هريرة. ولكن أفادت رواية البخاري إياه في الكبير (2/ 2/16) من هذه الطريق أنه بالحديث =

7139 - حدثنا مُعْتَمر عن مَعْمَر عن الزُّهْريّ عن سعيد ابن المسيَّب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَالاِسْتِحْدَادُ وَالْخِتَانُ".

_ = كله، بما فيه "صلاة الضحى". ورواه أبو داود السجستاني في السنن (1432/ 1: 539 عون المعبود) من طريق قتادة عن أبي سعيد من أزد شنوءة عن أبي هريرة. وكذلك رواه البخاري في الكبير (2/ 2/16) من هذه الطريق. وقد أشار البخاري أيضاً في الكبير (2/ 2/ 16) إلى خمس طرق أخرى لهذا الحديث، بذكر 9 صلاة الضحى،، لم نجد حاجة إلى الإطالة بذكرها مفصلة. وروى أحمد أيضاً (7658)، من طريق معمر عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة، هذا الحديث، بذكر "ركعتي الضحى"، وفيه: "قال [يعني قتادة]: ثم أوهم الحسن بعد، فجعل مكان "الضحى"-: "غسل يوم الجمعة". وكذلك رواه البخاري في الكبير (2/ 2/17). ثم رواه أحمد، بنحوه أيضاً (10437)، من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. فهاتان الروايتان عن قتادة، بإسنادين صحيحين -: قد ترجحان رواية الكثرة الوافرة من التابعين عن أبي هريرة، بذكر "صلاة الضحى" بدل "غسل الجمعة"، خصوصًا وأنهما تدلان على أن الحسن روى "صلاة الضحى" كما رواها غيره عن أبي هريرة، وقد تدلان على أن الحسن أوهم بعد ذلك ونسي، فجعل مكانها "غسل يوم الجمعة"، كما ظن قتادة. قد يكون هذا راجحًا، لولا أن الحسن لم ينفرد برواية "الغسل يوم الجمعة" في هذا الحديث. فقد رواه عن أبي هريرة اثنان آخران من التابعين، هما: الأسود بن هلال، وأبو أيوب مولى عثمان، عند أحمد بإسنادين صحيحين (8366، 10278)، كما فصلنا ذلك من قبل فالظاهر - عندي أن أبا هريرة حدّث به على الوجهين، وسمعه منه الحسن كذلك، فظن قتادة حين سمع منه الرواية الأخرى أنه وهم ونسي. والله أعلم أبي ذلك كان. والحمد لله على التوفيق. (7139) إسناده صحيح، معتمر: هو ابن سليمان التيمي. معمر: هو ابن راشد الحُدّاني. والحديث رواه الجماعة، كما في المنتقى (رقم 184) الاستحداد: قال ابن الأثير: "هو حلق العانة بالحديد".

7140 - حدثنا مُعْتَمر بن سليمان حدثنا أبي عن بكر عن أبي رافع، قال: صليتُ مع أبي هريرة صلاة العَتَمة، أو قال: صلاةُ العشاء، فقرأ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فسجد فيها، فقلت: يا أبا هريرة؟، فقال: سجدتُ فيها خَلْفَ أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -، فلا أزال أسجدها حتى ألْقاهُ. 7141 - حدثنا بشْر بن مُفَضَّل عن ابن عَجْلان عن سعيد

_ (7140) إسناده صحيح، بكر: هو ابن عبد الله المزنى. أبو رافع: هو نفيع بن رافع الصائغ، تابعي كبير أدرك الجاهلية، وثقه ابن سعد والعجلي وغيرهما. وترجمه ابن سعد في الطبقات (7/ 1/88 - 89)، والحافظ في الإصابة (7: 71 - 72). والحديث رواه أيضاً الشيخان، كما في المنتقى (1307). وذكره ابن كثير في التفسير (9: 149)، وزاد نسبته إلى أبي داود والنسائي. (7141) إسناده صحيح، بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، شيخ أحمد: سبق توثيقه (908)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/84)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1/ 366). ابن عجلان: هو محمَّد، سبقت ترجمته (6518). سعيد المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد، سبقت ترجمته (6225). وهو تابعي معروف، وروي عن أبي هريرة وقد سمع منه، ويروي أيضاً عن أبيه عن أبي هريرة. والحديث سيأتي في المسند مرارًا، بنحوه، من هذا الوجه ومن غيره: (7353، 7562، 8466، 8642، 9024، 9157، 9719). ورواه أبو داود (3844/ 3: 430 عون المعبود) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1: 252)، من طريق الحسن بن عرفة عن بشر بن المفضل، به. وأشار الحافظ في الفتح (10: 213) إلى هذه الرواية، رواية سعيد المقبري، التي فيها زيادة "وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء"، وإلى أنها صححها ابن حبان. ورواه بغير هذه الزيادة: البخاري (6: 256، و10: 213 - 214)، وابن ماجة (2: 185)، من طريق عتبة بن مسلم عن عُبيد بن حُنين عن أبي هريرة. ورواه البيهقي أيضًا من هذه الطريق. وستأتي في المسند (9157). وقد وهم الحافظ ابن القيم رحمه الله، فنسب في زاد المعاد (3: 209، 347) هذا الحديث =

المَقْبُري عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِى إِنَاءِ

_ = للصحيحين. واليقين أن مسلمًا لم يروه في صحيحه، بعد طول التتبع. وقد صرح الحافظ بذلك في الفتح (6: 257)، في خاتمة كتاب بدء الخلق. وإن سها أن ينص عليه في خاتمة كتاب الطب (10: 215). وهذا الحديث مما لعب به بعض معاصرينا، ممن علم وأخطأ، وممن علم ومحمد إلى عداء السنة، وممن جهل وتجرأ: فمنهم من حمل على أبي هريرة، وطعن في رواياته وحفظه. بل منهم من جرؤ على الطعن في صدقه فيما يروي!، حتى غلا بعضهم فزعم أن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة، إن لم يزعم أنها لا أصل لها!، بما رأوا من شبهات في نقد بعض الأئمة لأسانيد قليلة فيهما، فلم يفهموا اعتراض أولئك المتقدمين، الذين أرادوا بنقدهم أن بعض أسانيدهما خارجة عن الدرجة العليا من الصحة، التي التزمها الشيخان، لم يريدوا أنها أحاديث ضعيفة قط. ومن الغريب أن هذا الحديث بعينه - حديث الذباب- لم يكن مما استدركه أحد من أئمة الحديث على البخاري. بل هو عندهم جميع جميعًا جاء على شرطه في أعلى درجات الصحة. ومن الغريب أيضاً أن هؤلاء الذين حملوا على أبي هريرة، على علم كثير منهم بالسنة وسعة اطلاعهم، رحمهم الله- غفلوا أو تغافلوا عن أن أبا هريرة رضي الله عنه لم ينفرد بروايته. بل رواه أبو سعيد الخدري أيضاً عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، عند أحمد في المسند (11207، 16616)، والنسائي (2: 193)، وابن ماجة (2: 185)، والبيهقي (1: 253)، بأسانيد صحاح. ورواه أنس بن مالك أيضاً، كما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 38)، وقال: "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط"، وذكره الحافظ في الفتح (10: 213)، وقال: "أخرجه البزار، ورجاله ثقات". فأبو هريرة لم ينفرد برواية هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه انفرد بالحمل عليه منهم، بما غفلوا أنه رواه اثنان غيره من الصحابة. والحق أنه لم يعجبهم هذا الحديث، لما وقر في نفوسهم من أنه ينافي المكتشفات الحديثة، من المكروبات ونحوها. ليعصمهم إيمانهم عن أن يجرؤا على المقام الأسمي، فاستضعفوا أبا هريرة. والحق أيضاً أنهم آمنوا بهذه المكتشفات الحديثة أكثرُ من إيمانهم بالغيب، ولكنهم لا يصرحون!، ثم اختطوا لأنفسهم خطة عجيبة: أن يقدموها على كل شيء، وأن يؤولوا القرآن بما يخرجه =

أَحَدِكُمْ فَإِنَّ فِى أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِى الآخَرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِى فِيهِ الدَّاءُ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ".

_ = عن معنى الكلام العربي، إذا ما خالف ما يسمونه "الحقائق العلمية"!، وأن يردّوا من السنة الصحيحة ما يظنون أنه يخالف حقائقهم هذه!، افتراءً على الله، وحبًا في التجديد!، بل إن منهم لمن يؤمن ببعض خرافات الأوربيين وينكر حقائق الإسلام أو يتأولها. فمنهم من يؤمن بخرافات استحضار الأرواح، وينكر وجود الملائكة والجن بالتأول العصري الحديث. ومنهم من يؤمن بأساطير القدماء وما ينسب إلى "القديسين والقديسات"، ثم ينكر معجزات رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كلها، ويتأول ما ورد في الكتاب والسنة من معجزات الأنبياء السابقين، يخرجونها عن معنى الإعجاز كله!!، وهكذا وهكذا ... وفي عصرنا هذا صديق لنا، كاتب قدير، أديب جيد الأداء، واسع الاطلاع، كنا نعجب بقلمه وعلمه واطلاعه. ثم بدت منه هنات وهنات، على صفحات الجرائد والمجلات، في الطعن علي السنة، والإزراء برواتها، من الصحابة فمن بعدهم. يستمسك بكلمات للمتقدمين في أسانيد معينة، يجعلها - كما يصنع المستشرقون - قواعد عامة، يوسع من مداها، ويخرج بها عن حدها الذي أراده قائلوها. وكانت بيننا في ذلك مساجلات شفوية، ومكاتبات خاصة، حرصًا مني على دينه وعلى عقيدته. ثم كتب في إحدى المجلات - منذ أكثرُ من عامين - كلمة على طريقته التي ازداد فهيا إمعانًا وغلوًا. فكتبت له كتابًا طويلاً، في شهر جمادى الأولى سنة 1370، كان مما قلت له فيه، من غير أن أسميه هنا أو أسمي المجلة التي كتب فيها، قلت له: "وقد قرأت لك، منذ أسبوعين تقريبًا، كلمة في مجلة. لم تدع فيها ما وقر في قلبك من الطعن في روايات الحديث الصحيحة. ولست أزعم أني أستطيع إقناعك، أو أرضى إحراجك بالإقلاع عما أنت فيه. "وليتك- يا أخي- درست علوم الحديث وطرق روايته دارسة وافية، غير متأثر بسخافات (فلان) رحمه الله، وأمثاله ممن قلدهم وممن قلدوه. فأنت تبحث وتنقب على ضوء شيء استقر في قلبك من قبل، لا بحثًا حرًا خاليًا من الهوى. "وثق أني لك ناصح مخلص أمين. لا يهمنى ولا يغضبني أن تقول في السنة ما تشاء. فقد قرأتُ من مثل كلامك أضعاف ما قرأت. ولكنك تضرب الكلام بعضه ببعض. "وثق - يا أخي - أن المستشرقين فعلوا مثل ذلك في السنة، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = فقلت مثل قولهم وأعجبك رأيهم، إذ صادف منك هوى. ولكنك نسيت أنهم فعلوا مثل ذلك وأكثر منه في القرآن نفسه. في ضار القرآن ولا السنة شيء مما فعلوا. "وقبلهم قام المعتزلة وكثير من أهل الرأي والأهواء، ففعلوا بعض هذا أو كله، في زادت السنة إلا ثبوتًا كثبوت الجبال، وأتعب هؤلاء رؤوسهم وحدها وأوْهَوْها!، "بل لم نر فيمن تقدمنا من أهل العلم من اجترأ على ادعاء أن في الصحيحين أحاديث موضوعة، فضلا عن الإيهام والتشنيع الذي يطويه كلامك، فيوهم الأغرار أن اكثر ما في السنة موضوع!، هذا كلام المستشرقين. "غاية ما تكلم فيه العلماء نقد أحاديث فيهما بأعيانها، لا بادّعاء وضعها والعياذ بالله، ولا بادّعاء ضعفها. إنما نقدوا عليهما أحاديث ظنوا أنها لا تبلغ في الصحة الذروة العليا التي التزمها كل منهما. "وهذا مما أخطأ فيه كثير من الناس. ومنهم أستاذنا السيد رشيد رضا رحمه الله، على علمه بالسنة وفقهه، ولم يستطع قط أن يقيم حجته على ما يرى. وأفلتت منه كلمات يسمو على علمه أن يقع فيها. ولكنه كان متأثرًا أشد الأثر بجمال الدين ومحمد عبده، وهما لا يعرفان في الحديث شيئاً. بل كان هو بعد ذلك أعلم منهما، وأعلى قدرًا، وأثبت رأيًا، لولا الأثر الباقي في دخيلة نفسه. والله يغفر لنا وله. "وما أفضلت لك في هذا إلا خشية عليك من حساب الله. أما الناس في هذا العصر فلا حساب لهم، ولا يقدّمون في ذلك ولا يؤخرون. فإن التربية الإفربخية الملعونة جعلتهم لا يرضون القرآن إلا على مضصّ، فمنهم من يصرح، ومنهم من يتأول القرآن أو السنة، ليرضى عقله الملتوي، لا ليحفظهما من طعن الطاعنين. فهم على الحقيقة لا يؤمنون، ويخشون أن يصرحوا، فيلتوون. وهكذا هم حتى يأتي الله بأمره. "فاحذر لنفسك من حساب الله يوم القيامة. وقد نصحتُك وما ألوْتُ. والحمد لله". وأما الجاهلون الأجرياء فإنهم كثر في هذا العصر. ومن أعجب ما رأيت من سخافاتهم وجرأتهم: أن يكتب طبيب، في إحدى المجلات الطبية، فلا يرى إلا أن هذا الحديث لم يعجبه، وأنه ينافي علمه!، وأنه رواه مؤلف اسمه "البخاري"!، فلا يجد مجالا إلا الطعن في هذا "البخاري"، ورميه بالافتراء والكذب على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -!، وهو لا يعرف عن "البخاري" هذا شيئًا، بل لا أظنه يعرف اسمه ولا عصره ولا كتابه!، إلا أنه روى شيئًا =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = يراه هو - بعلمه الواسع - غير صحيح!، فافترى عليه ما شاء، مما سيحاسب عليه بين يدي الله حسابًا عسيرًا. ولم يكن هؤلاء المعترضون المجترئون أول من تكلم في هذا، بل سبقهم من أمثالهم الأقدمون. ولكن أولئك كانوا أكثرُ أدبًا من هؤلاء!، فقال الخطابي في معالم السنن (رقم 3695 من تهذيب السنن): "وقد تكلم في هذا الحديث بعض من لا خلاق له، وقال: كيف يكون هذا؟، وكيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي الذبابة؟، وكيف تعلم ذلك من نفسها حتى تقدم جناح الداء، وتؤخر جناح الشفاء؟، وما أربها في ذلك؟!، "قلت [القائل القابي]: وهذا سؤال جاهل أو متجاهل؛ وإن الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، وهي أشياء متضادة، إذا تلاقت تفاسدت، ثم يرى أن الله سبحانه قد ألف بينها، وقهرها على الاجتماع، وجعل منها قوى الحيوان التي بها بقاؤها وصلاحها-: لجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والشفاء في جزءين من حيوان واحد، وأن الذي ألهم النحلة أن تتخذ البيت العجيب الصنعة، وأن تعسل فيه، وألهم الذرَّة أن تكتسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها إليه-: هو الذي خلق الذبابة، وجعل لها الهداية إلى أن تقدم جناحًا وتؤخر جناحًا، لما أراد الله من الابتلاء، الذي هو مدرجة التعبد، والامتحان الذي هو مضمار التكليف. وفي كل شيء عبرة وحكمة. وما يذكر إلا أولو الألباب". وأما المعنى الطبي، فقال ابن القيم - في شأن الطب القديم- في زاد المعاد (3: 210 - 211): "واعلم أن في الذباب قوة سمّية، يدل عليها الورم والحكة العارضة من لسعه. وهي بمنزلة السلاح، فإذا سقط فيما يؤذيه ألقاه بسلاحه. فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقابل تلك السُّمية بما أودعه الله في جناحه الآخر من الشفاء، فيغمس كله في الماء والطعام، فيقابل المادة السمية بالمادة النافعة، فيزول ضررها. وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم، بل هو خارج من مشكاة البنوة. ومع هذا، فالطبيب الحالم الحارف الموفق، يخضع لهذا العلاج، ويقرّ لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق، وأنه مؤيد. بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية". وأقول- في شأن الطب الحديث-: إن الناس كانوا ولا يزالون تقذر أنفسهم الذباب، وتنفر مما وقع فيه من طعام أو شراب. ولا يكادون يرضون قربانه وفي =

7142 - حدثنا بشر عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي

_ = هذا من الإسراف - إذا غلا الناس فيه - شيء كثير. ولا يزال الذباب يلح على الناس في طعامهم وشرابهم، وفي نومهم ويقطهم، وفي شأنهم كله. وقد كشف الأطباء والباحثون عن المكروبات الضارة والنافعة، وغلوا غلوًا شديد، في بيان ما يحمل الذباب من مكروبات ضارة، حتى لقد كادوا يفسدون على الناس حياتهم لو أطاعوهم طاعة حرفية تامة. وإنا لنرى بالعيان أن أكثرُ الناس تأكل مما فإني عليه الذباب وتشرب، فلا يصيبهم شيء إلا في القليل النادر. ومن كابر في هذا فإنما يخدع الناس ويخدع نفسه. وإنا لنرى أيضاً أن ضرر الذباب شديد حين يقع الوباء العامّ. لا يُماري في ذلك أحد. فهناك إذن حالان ظاهرتان، بينهما فروق كبيرة. أما حال الوباء، فمما لا شك فيه أن الاحتياط فيها يدعو إلى التحرز من الذباب وأضرابه مما ينقل المكروب - أشدّ التحرز. وأما إذا عُدم الوباء، وكانت الحياة تجري على سننها، فلا معنى لهذا التحرز. والمشاهدة تنفي ما غلا فيه الغلاة من إفساد كل طعام أو شراب وقع عليه الذباب. ومن كابر في هذا فإنما يجادل بالقول لا بالعمل، ويطع داعي الترف والتأنق، وما أظنه يطق ما يدعو إليه تطبيقًا دقيقًا. وكثيرمنهم يقولون ما لايفعلون. (7142) إسناده صحيح، وسيأتي بإسنادين عن ابن عجلان (7839، 9662). ورواه أبو داود (5208/ 4:520 عون المعبود)، عن أحمد بن حنبل ومسدّد عن بشر بن المفضل، بهذا الإِسناد. ورواه الترمذي (3: 389) من طريق الليث بن سعد عن ابن عجلان. قال الترمذي: "هذا حديث حسن. وقد روي هذا الحديث عن ابن عجلان أيضاً عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". ورواه البخاري في الأدب المفرد (ص 148) بإسنادين عن ابن عجلان، بهذا. ورواه أيضاً بينهما، عن ابن المثنى عن صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. وهذه هي الرواية التي أشار إليها الترمذي. ورواه البخاري في الأدب المفرد أيضاً (ص 154) مطولاً في قصة، من طريق يعقوب بن زيد التيمي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. وإسناده صحيح أيضاً. ونسبه السيوطي في الجامع الصغير (497) أيضاً لابن حبان والحاكم.

هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليس الأول بأحق من الآخر". 7143 - حدثنا إسحق بن يوسف حدثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يجزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكًا، فيشتريه، فيعتقه". 7144 - حدثنا عباد بن المهلبي عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، أنه قال: "إنما الإِمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا لك الحمد، فإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعين". 7145 - حدثنا صفوان بن عيسى أخبرنا عبد الله بن سعيد بن

_ (7143) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. سهيل بن أبي صالح السمان: سبق توثيقه (3916)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/105 - 106)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/ 246 - 247). والحديث رواه مسلم (1: 443)، بأسانيد، من رواية سهيل بن أبي صالح، به. ورواه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في الترغيب والترهيب (3: 213). (7144) إسناده صحيح، عباد بن عباد المهلبي: سبق توثيقه (1791)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/ 82 - 83)، وابن سعد في الطبقات (7/ 2/45،71). محمَّد بن عمرو: هو محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، سبقت ترجمته (1405). والحديث رواه الشيخان وغيرهما. انظر المنتقى (1375)، وتهذيب السنن للمنذري (574). (7145) إسناده صحيح، صفوان بن عيسى الزهري القسام: سبق توثيقه (2075، 6402)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/425). عبد الله بن سعيد بن أبي هند: سبق توثيقه (2075)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في =

أَبِى هِنْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ جُعِلَ قَاضِياً بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ". تم بحمد الله المجلد السادس (6) ويليه المجلد السابع إن شاء الله تعالى

_ = الجرح والتعديل (2/ 2/70 - 71). والحديث رواه أبو داود (3571/ 3: 323 - 324) عون المعبود)، والترمذي (2: 275)، من طريق عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبري. ورواه أبو داود أيضاً (3572)، من طريق عثمان بن محمَّد الأخنسي عن المقبري والأعرج، كلاهما عن أبي هريرة. ورواه ابن ماجة (2: 26)، والحاكم في المستدرك (4: 91)، كلاهما من طريق عثمان بن محمَّد عن المقبري وحده. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روي أيضاً من غير هذا الوجه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

فهرس موضوعات المجلد السادس رقم الحديث الموضوع 6414 باقي مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب. 7119 بداية مسند أبي هريرة. ... رقم الإيداع: 10859/ 1994 م 9 - 56 - 3227 - 977: I.S.B.N

المُسْنَد للإمام أحمد بن حنبل (164 - 241) شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر الجزء السابع من الحديث 7146 إلى الحديث 7870 دار الحديث القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

المسند

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1416 هـ - 1995 م دار الحديث. طبع. نشر. توزيع 140 شارع جوهر أمام جامعة الأزهر

7146 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شُعبة قال سمعت العلاء يحدِّث عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "هل تَدرون ما الغيابة؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذِكْرُك أخاك بما ليس فيه"، قال: أرَأيتَ إن كان في أخي ما أقول له؟، يعني، قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،

_ (7146) إسناده صحيح، العلاء: هو ابن عبد الرحمن الحرقى، وهو ثقة، وثقه أحمد وغيره، وأخرج له مسلم في الصحيح، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/357 - 358). أبوه، عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، مولى الحرقة: تابعي ثقة معروف، ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 2/301 - 302). "الحرقة" التي نسب عبد الرحمن وابنه إليها: بضم الحاء وفتح الراء المهملة، وهي المناسب قبيلة من جهينة، ويقال لها أيضاً "الحرقات". وهذا الحديث سيأتي مُرَّة أخرى، بهذا الإِسناد واللفظ (9903). وفيه كلمتان هما محل نظر وبحث: أولاهما: "الغيابة"، هكذا ثبنت الكلمة بألف بين الياء والباء في (ح م) في هذا الموضع، وثبتت في (ك) "العيبة" على اللفظ المعروف. وثانيتهما: قوله "ذكرك أخاك بما ليس فيه"، في الموضعين. ولكن اللفظ الثابت في سائر الروايات قال سنذكرها في التخريج: "ذكرك أخاك بما يكره". وهو المناسب للسياق، للفرق بين "الغيبة" و"البهتان". وقد رواه الطبري في التفسير (26: 86) عن ابن المثنى عن محمَّد بن جعفر عن شُعبة، وهو الإسناد الذي رواه به أحمد هنا وفي (9903)، وجاءت رواية الطبري موافقة لسائر الروايات في الكلمتين. ورواه مسلم (2: 285)، من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء، بهذا الإِسناد، ولفظه: "أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: أتدرون ما الغيبة؟، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟، قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبنه، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه". ورواه أبو داود (4/ 4874: 420 عون المعبود)، والترمذي (3: 126)، والدارمي (2: 299)، ثلاثتهم من طريق عبد العزيز بن محمَّد، وهو الدراوردي: عن العلاء، به، بلفظ: "أنه قيل: يا رسول الله، ما الغيبة" إلخ. واللفظ لأبي داود. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وبنحو هذا رواه الطبري في التفسير (26: =

وإن لم يكن فيه ماتقول فقد بَهته". 7147 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا مَعمَر عن الزهري عن سعيد بن المُسَيّب عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ أَرْبَعاً. 7148 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة، قال: لمّا حَضر رمضانُ قالِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد جاءكمَ رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبوابُ

_ = 86)، من طريق عبد الرحمن بن إسحق العامري عن العلاء. وسيأتي بنحوه أيضاً (8973، 8997)، من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم القاصّ المدني، عن العلاء. وانظر تفسير ابن كثير (8: 22). وقوله "بهته": من البهتان، أي كذبت وافتريت عليه. (7147) إسناده صحيح، وسيأتي مطولاً، مرارًا، منها (7763)، عن عبد الرزاق عن معمر. وانظر (2292، 7281). ورواه مالك في الموطأ مطولاً (ص 226 - 227) عن ابن شهاب، وهو الزهري، عن سعيد بن المسيب. ورواه الطيالسي بإسنادين عن الزهري (2296، 2300)، ورواه أيضاً أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى (1823). "النجاشي": نقل السيوطي في شرح الموطأ (1: 226) عن ابن عبد البرّ، قال: "هو اسم لكل من ملك الحبشة، كما يقال: كسرى، وقيصر. واسمه: أصحمة، وهو بالعربية عطية. وكان نعيه إياه في سنة تسع من الهجرة". وقال ابن الأثير: "والياء مشددة، وقيل: الصواب تخفيفها". (7148) إسناده صحيح، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. أبو قلابة، بكسر القاف وتخفيف اللام: هو الجرمي، واسمه عبد الله بن زيد، سبق توثيقه (2191)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات (7/ 1/133 - 135)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 2/57 - 58)، وفي التهذيب أنه يقال أنه لم يسمع من أبي هريرة، ولم أجد ما يؤيد هذا، وأبو قلابة لم يعرف بتدليس، والمعاصرة كافية في الحكم بوصل الإِسناد. والحديث رواه النسائي (1: 299 - 300)، =

الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ". 7149 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب في محمَّد عن أبي هريرة، قال: نادى رجلٌ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: أيصلي أحدُنا في ثوب واحد؟. قال: "أوكُلُّكم يجد ثوبين؟! ". 7150 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن محمَّد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لأَسْلَمُ وغفار وشيء من مُزَينة وجُهَينة"، أو شيء من جهينة ومزينة، خير عند الله"، قال: أَحسبه قال: "يوم القيامة، من أَسدٍ وغَطَفان وهَوازِن وتَميم". 7151 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن محمَّد عن أبي هريرة،

_ = من طريق عبد الوارث عن أيوب، بهذا الإِسناد. ونقله ابن كثير في التفسير (9: 255) عن هذا الموضع من المسند. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2: 69)، وقال: "رواه النسائي والبيهقي، كلاهما عن أبي قلابة عن أبي هريرة، ولم يسمع منه فيما أعلم". (7149) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن سيرين. والحديث رواه البخاري (1: 401)، من طريق حمّاد بن زيد، ومسلم (1: 146)، من طريق ابن علية، كلاهما عن أيوب عن ابن سيرين، به. ورواه باقي الجماعة إلا الترمذي، كما في المنتقى (680). (7150) إسناده صحيح، ورواه مسلم (2: 268)، من طريق ابن علية، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري بنحوه (6: 397)، من طريق حمّاد بن زيد عن أيوب. (7151) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى (1565)، وقال: "إلا أن الترمذي وأبا داود لم يذكرا القيام، ولا تقليلها". وانظر الترغيب والترهيب (1: 250). ورواه أيضاً مالك في الموطأ (ص 108)، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عَبد مسلم قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاه الله إياه"، وقال بيده، قلنا يُقَلّلها يُزَهِّدها. 7152 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن محمَّد، قال: إمّا تفاخروا، وإما تذاكروا: الرجال أكثرُ أم النساء؟، فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "إن أول زُمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على اضوإ كوكب دُرِّيّ في السماء، لكل ابرئ منهم زوجتان ثنتان، يُرى مُخ ساقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أَعْزَبُ". 7153 - حدثنا إسْماعيل أخبرنا أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى أن يشرب من في السِّقاء. قال أيوب: فأُنبئت أن رجلاً شرب من في السقاء فخرجت حَيّة.

_ (7152) إسناده صحيح، ورواه مسلم (2: 350)، من طريق ابن علية، بهذا الإِسناد، ولفظه: "الرجال في الجنة أكثرُ أم النساء". فكلمة "في الجنة" لم تذكر في هذا الموضع من المسند، وهي مرادة مفهومة من السياق. وهي ثابتة أيضاً في الرواية الآتية في المسند (10601). وقوله "وما في الجنة أعزب"، سيأتي التصريح بأنها من قول النبي -صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمَّد بيده، ما فيها من أعزب". وسيأتي الحديث أيضاً بنحوه (7369)، وسيأتي مطولاً (7429). وانظر (7165، 8183). ورواه الشيخان أيضاً مطولاً ومختصرًا. انظر الترغيب والترهيب (4: 224 - 245، 263). وقوله "أعزب": هو الذي لا زوجة له. وأنكر بعض أهل اللغة هذا الحرف بزيادة الهمزة، والأكثر "عزب" بفتحتين. وقد بينّا في الاستدراك (2061) صحته بزيادة الهمزة، لثبوتها في الأحاديث الصحاح. (7153) إسناده صحيح، عكرمة: هو مولى ابن عباس. والحديث رواه البخاري (10: 79)، عن مسدّد عن إسماعيل، بهذا الإِسناد، ولم يذكر فيه كلمة أيوب التي في آخره. وأشار الحافظ في الفتح إلى هذه الزيادة عند أحمد والإسماعيلي، ثم قال: "ووهم الحاكم، فأخرج الحديث في المستدرك بزيادته. والزيادة المذكورة ليست على شرط الصحيح؛ لأن راويها لم يُسَمّ، وليست موصولة. ولكن أخرجها ابن ماجة، من رواية سلمة بن وهرام =

7154 - حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يمنعن رجل جاره أن يجعل خَشَبَته"، أو قال: "خشبة في جداره". 7155 - حدثنا يَعلي بن عُبَيد حدثنا عبد الملك عن عطاء عن

_ = عن عكرمة، بنحو المرفوع، وفي آخره: وأن رجلاً قام من الليل، بعد النهي، إلى سقاء فاختنثه، فخرجت عليه منه حية". وقد أصاب الحافظ في تعقبه على الحاكم. والحديث عنده في المستدرك (4: 140)، من طريق مسدد عن إسماعيل. وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه"!، ومن عجيب أنْ وافقه الذهبي على هذا. وأما ما ذكره الحافظ من رواية ابن ماجة، فإن سياقه يوهم أنه من حديث أبي هريرة، والذي في ابن ماجة (2: 175) إنما هو من رواية دلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس. فلم يدقق الحافظ حين أطلق الرواية دون بيان. والحديث رواه البخاري أيضاً (10: 78) بنحوه، من طريق سفيان عن أيوب. وحديث ابن عباس في ذلك، مضى مراراً، منها (1989، 4313)، وليس فيه هذه الزيادة. (7154) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ (ص 745) عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحوه مطولاً. ورواه البخاري (5: 79)، من طريق مالك. ورواه البخاري أيضاً بمعناه (10: 78) من طريق سفيان عن أيوب عن عكرمة. ورواه سائر الجماعة إلا النسائي، كما في المنتقى (3015). وانظر ما مضى في مسند ابن عباس (2307، (7155) إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي، سبق توثيقه (304)، ونزيد هنا أن ابن سعد ترجمه في الطبقات (6: 244)، وقال: "كان ثقة مأمونًا ثبتًا". وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 2/ 366 - 368). عطاء: هو ابن أبي رباح. والحديث رواه أحمد- فيما يأتي- من أوجه مختلفة، بمثل ما هنا، وبأطول منه، وبأخصر منه. فمن ذلك (9611)، من رواية عبد الملك عن عطاء، و (9111)، من رواية معقل بن عُبيد الله عن عطاء، و (7727)، من رواية أيوب عن ابن سيرين، و =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا صدقة إلا عن ظَهر غِنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تَعُول". 7156 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل عن عُمَارة عن أبي زُرْعة قال: سمعت أبا هريرة يقول: أتى جبريلُ النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "يا رسول الله؛ هذه خديجة قد أتتك بإناء معها فيه إدامٌ، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ

_ = (10175، 10228) من رواية الأعمشى عن أبي صالح. ومن المطول (10795، 10830)، من رواية زيد بن أسلم عن أبي صالح. ومن المختصر (7342)، من رواية أبي الزناد عن الأعرج-: كلهم عن أبي هريرة. وقد رواه البخاري في الصحيح (3: 234)، مختصر، من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. ثم رواه (ص 235) مطولاً نحو الرواية التي هنا، من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة، ولكنه لم يسق لفظه، بل أحال على حديث حكيم بن حزام الذي قبله. وجعل عنوان الباب (ص 233) على لفظ أول الحديث "لا صدقة إلا عن ظهر غنى". فقال الحافظ في الفتح: "وقد أورده أحمد من طريق أبي صالح بلفظ: "إنما الصدقة ما كان عن ظهر غنى"، وهو أقرب إلى لفظ الترجمة. وأخرجه أيضاً من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة، بلفظ الترجمة، قال: "إلا صدقة إلا عن ظهر غنى" الحديث. وراه البخاري في الأدب المفرد (ص 31) مطولاً، من طريق عاصم بن بهدلة عن أبي صالح. وهذا الحديث مما انفرد به البخاري عن مسلم، كما نص على ذلك الحافظ في خاتمة كتاب الزكاة (3: 299)، حيث يبين الأحاديث التي ينفرد بها البخاري في آخر كل كتاب من كتب الصحيح. وقد سبق تفسير قوله "عن ظهر غنى" في (5680). ومضت أحاديث كثيرة في "اليد العليا"، أشرنا إلى بعضها في حديث أبي رمثة (7105). (7156) إسناده صحيح، عمارة: هو ابن القعقاع بن شبرمة الضبي، سبق توثيقه (4198)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات (6: 245)، ووثقه. أبو زرعة: هو ابن عمرو ابن جرير بن عبد الله البجلي، سبق توثيقه (4198)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في =

عليها الِسلِام من ربها ومني، وبَشِّرْها ببيت في الجنة من قَصَب، لا صخب فيه ولا نصب". 7157 - حدثنا محمَّد بن فضَيل عن عُمارة عن أبي زرعة عن

_ = الطبقات (6: 208). والحديث رواه البخاري (7: 105)، ومسلم (2: 243)، كلاهما من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإِسناد. ورواه الحاكم في المستدرك (3: 185)، من طريق هذا المسند، بهذا الإِسناد، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة"!، ووافقه الذهبي!!. وقد وهم كلاهما - رحمهما الله- فالحديث في الصحيحين، بهذا الإِسناد وهذه السياقة. وأشار إليه الحافظ في الإصابة (8: 61)، في ترجمة خديجة، ونسبه لمسلم فقط!، فلعل هذا يوهم القارئ غير الباحث أنه لم يروه البخاري! مع أنه رواه، كما ذكرنا. والبشرى لخديجة بهذا ثابتة من حديث عبد الله بن جعفر، كما مضى (1758)، ومن حديث ابن أبي أوفى، عند الشيخين، وسيأتي في المسند (4: 355، 356، 381 ح)، ومن حديث عائشة، عند الشيخين أيضاً، وسيأتي في المسند (6: 58، 202، 279 ح). وتفسير غريب هذا الحديث، مضى في (1758). وانظر ذلك مفصلا في الفتح (7: 104). (7157) إسناده صحيح، ورواه مسلم (2: 95 - 96)، من طريق جرير عن عمارة، بهذا الإِسناد، نحوه. ثم رواه من طريق ابن فضيل، بهذا الإِسناد، ولم يسق لفظه، بل أحال على رواية جرير. ثم رواه مطولاً ومختصراً من أوجه أخر. ورواه البخاري (1: 86)، مختصراً قليلاً، من طريق عبد الواحد بن زياد عن عمارة. وروى أجزاء منه من أوجه أخر (6: 12 - 13، و 13: 371، 374). ورواه النسائي مفرقًا في ثلاثة مواضع (2: 54، 56). وقد مضى بعض معناه من حديث ابن عمر (5977). قوله "انتدب": هو بالنون وفتح التاء والدال، مبنى للفاعل، قال ابن الأثير: "أبي أجابه إلى غفرانه- يقال: ندبتُه فانتدب، أبي بعثتُه ودعوته فأجاب". وقال الحافظ في الفتح (1: 86): "أبي سارع بثوابه وحسن جزائه". "الكلم"، بفتح الكاف وسكون اللام: الجرح. "خلاف سرية": أي خلفها وبعدها. وانظر تفصيل شرحه فيما أشرنا إليه من مواضع الفتح، وفي شرح =

أبي هريرة، قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "انْتَدَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ جِهَاداً فِي سَبِيلِي، وَإِيمَاناً بِى، وَتَصْدِيقاً بِرَسُولِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِى خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلاً مَا نَالَ، مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ الله، إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، مَا قَعَدْتُ خِلاَفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ الله أَبَداً، وَلَكِنِّي لاَ أَجِدُ سَعَةً فَيَتْبَعُونِي، وَلاَ تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُونَ بَعْدِى، وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ الله فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ". 7158 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل حدثنا عُمارة عن أبي زُرْعة عنْ أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اللهم اغفر للمحلِّقين"، قالوا، يا رسول الله، والمقصرين؟، قال: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟، قال: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: والمقصرين؟، قال: "والمقصرين". 7159 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل عن عُمارة عن أبي زُرعة عن

_ = مسلم للنووي (13: 19 - 23). (7158) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى (2615). وقد مضى معناه من حديث ابن عمر مراراً، آخرها (6384). (7159) إسناده صحيح، ورواه البخاري (3: 226)، من طريق عبد الواحد بن زياد. و (5: 279 - 280)، من طريق سفيان. ومسلم (1: 282)، من طريق جرير، ومن طريق ابن فضيل، ومن طريق عبد الواحد. وأبو داود (2865/ 3:72 عون المعبود)، من طريق عبد الواحد أيضاً -: كلهم عن عمارة، بهذا الإِسناد، نحوه. وسيأتي (7401) من رواية جرير، و (9367) من رواية عبد الواحد. قوله "ولا تمهل": يجوز فيه ضم التاء مع =

أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْراً؟، قَالَ: "أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ، أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَلاَ تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ". 7160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ، قال: أَفَمَلَكاً نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْداً رَسُولاً؟، قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ "بَلْ عَبْداً رَسُولاً".

_ = سكون الميم وكسر الهاء، ويجوز فتح التاء والميم والهاء المشددة. وأما إعرابه، فقال الحافظ في الفتح: "بالإسكان على أنه نهى، وبالرفع على أنه نفى، ويجوز النصب"، أبي بالعطف على قوله "أن تصدق". وقوله "وتأمل البقاء"، في نسخة بهامش (م) "الغنى"، وهي توافق بعض الروايات التى أشرنا إليها، ولكن من غير رواية ابن فضيل راويه هنا. (7160) إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 18 - 19)، وقال: "رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، ورجال الأولين رجال الصحيح". ولم يذكر فيه قول أبي زرعة "ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة"، مما يظن معه أنه شك في وصله. وإن كان هذا لا يؤثر في صحة الحديث، لأنه حكى ظنه الراجح القريب إلى اليقين، وغلبة الظن في مثل هذا كافية. فإعراض الهيثمي عن ذكر هذا دلالة على أنه مرويّ بالجزم عن أبي هريرة عن البزار وأبي يعلى، أو عند أحدهما. ونقله ابن كثير في التاريخ (6: 48) عن هذا الموضع من المسند، إلا أنه وقعت له نسخة من المسند فيها سقط في آخر الحديث، من أول قوله "قال جبريل: تواضع" إلخ. فقال ابن كثير: بعد أن نقله ناقصًا: "هكذا وجدته بالنسخة التي عندي بالمسند مقتصرًا، وهو من أفراده من هذا الوجه". يعني أنه لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة. وهذا النقص كامل ثابت هنا في الأصول الثلاثة وفي مجمع الزوائد.

7161 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل عن عُمارة عن أبي زرعة، قال: عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يقول: "لا تقوم الساعةُ حتى تطلع الشمسِ من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها، فذلك حين {لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} ". 7162 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل حدثنا عُمارة عن أبي زُرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إياكم والوصال"، قالها ثلاث مرارٍ، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: "إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أَبيت يطعمني ربي ويسقيني، فاكلَفوا من العمل ماتُطيقون". 7163 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل حدثنا عُمارة عن أبي زُرعة عن

_ (7161) إسناده صحيح، ورواه البخاري (8: 223)، من طريق عبد الواحد بن زياد عن عمارة، به. ورواه عقبه من وجه آخر، ثم رواه ثالثًا (11: 303 - 304) من وجه ثالث. ونقل ابن كثير في التفسير (3: 433) روايات البخاري، ثم قال: "ومن الوجه الأول أخرجه بقية أخرجه بقية الجماعة في كتبهم، إلا الترمذي، من طرف، عن عمارة بن القعقاع ابن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة، به" ونقله السيوطي في الدر المنثور (3: 57)، وزاد نسبنه إلى عبد بن حميد، وعبد الرزاق، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في البعث. (7162) إسناده صحيح، ورواه الشيخان أيضاً، كما في المنتقى (2159). وقد مضى معناه مرار، من حديث عبد الله بن عمر، أولها (4721)، وآخرها (6413). قوله "اكلفوا": هو بفتح اللام، قال ابن الأثير: "يقال كِلَفْتُ بهذا الأمر أكْلَف، إذا وَلعْتَ به وأحببته". وهو من باب "تَعِب". كما في المصباح وغيره. (7163) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 284)، وابن ماجة (1: 289)، كلاهما من طريق ابن فضيل، بهذا الإِسناد. وهو في المنتقى (2049)، والترغيب والترهيب (2: 4). وانظر (1252، 5680). قوله "تكثراً": أي ليكثر به ماله، أو بطريق الإلحاح والمبالغة =

أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّراً، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْراً، فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ". 7164 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل حدثنا عُمارة، وجَرير عن عُمارة عن أبي زُرعة عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا كبَّر في الصلاة سكت بين التكبير والقراءة، فقلت: بأبي أنت وأمي، أرأيتَ إسكاتَك بين التكبير والقراءة، أخِبرني ما هو؟، قال: "أقول: اللهِم باعِدْ بيني وبين خَطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقّني من خطاياي كالثوب الأبيض من الدَّنَس، قال جرير: "كما يُنقى الثوب، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد". [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: كلها عن أبي زرعة إلا هذا، عن أبي صالح. 7165 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل عن عُمارة عن أبي صالح عن

_ = في السؤال. (7164) إسناداه صحيحان، رواه أحمد عن شيخين: محمَّد بن فضيل، وجرير بن عبد الحميد الضبي، كلاهما عن عمارة بن القعقاع. والحديث في المنتقى (866)، وقال: "رواه الجماعة إلا الترمذي". وانظر ما مضى في مسند على (729). (7165) إسناده صحيح، أبو صالح: هو السمان الزيات، سبق توثيقه (4626)، ونزيد هنا أنه ترجمه أيضاً ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/450 - 451). وقد نقل عبد الله بن أحمد عن أبيه هنا، قبل رواية هذا الحديث، النص على أنه من رواية عمارة عن أبي صالح، إذ رواه أثناء روايات عمارة عن أبي زرعة، خشية أن يشتبه على بعض القارئين أو الناسخين، فيظنه خطأ. وهو تحرز دقيق، إذ أن عمارة روى هذا الحديث عن أبي زرعة أيضاً، كما أن أبا صالح رواه عن أبي هريرة، وثبت ذلك من رواية راو آخر غير عمارة، كما سنذكر في تخريجه، إن شاء الله: فقد رواه ابن ماجة (2: 306 - 307)، من طريق محمَّد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي =

أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-. "إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ ضَوْءِ كَوْكَبٍ دُرِّىٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ، وَلاَ يَتْفُلُونَ، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ

_ = هريرة. وابن فضيل هو شيخ أحمد في الإِسناد الذي هنا، فقد سمعه إذن من عمارة على الوجهين: عن أبي صالح، وعن أبي زرعة. ورواه البخاري بنحوه (6: 260 - 261)، من طريق جرير، ومسلم (2: 350)، من طريق عبد الواحد بن زياد وجرير، كلاهما عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة. فهؤلاء ثلاثة شيوخ، منهم ابن فضيل نفسه، رووه عن عمارة عن أبي زرعة. فكان تحرزاً دقيقاً من الإِمام أحمد أن ينص على أن الإِسناد الذي رواه عن ابن فضيل، إنما هو وجه آخر، يرويه ابن فضيل عن عمارة عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأنه ليس خطأ ولا سهوًا". ويؤيد ذلك أن الأعمش رواه أيضاً عن أبي صالح عن أبي هريرة: فرواه أحمد- فيما سيأتي (7429) عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم (2: 350)، وابن ماجة (2: 307)، كلاهما من طريق أبي معاوية عن الأعمش. ثم الحديث ثابت بنحوه من غير وجه عن أبي هريرة: فرواه أحمد (8183)، عن عبد الرزاق عن عمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة. وكذلك رواه البخاري (6: 230 - 232)، والترمذي (3: 327 - 328)، كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر. وقال الترمذي: "هذا حديث صحيح". ورواه البخاري بعناه أيضاً (6: 232)، من حديث أبي الزناد في الأعرج عن أبي هريرة. ورواه كذلك (6: 233)، من حديث هلال بن أبي ميمونة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة. وانظر (7152). وقد أشرنا إلى هذا هناك. قوله "ورشحهم المسك": الرشح: العرق؛ لأنه يخرج من البدن شيئاً فشيئًا، كما يرشح الإناء المتخلل الأجزاء. قاله ابن الأثير. وقوله "ومجامرهم الألوة": قال ابن الأثير: "المجامر: جمع مجمر ومُجمر. فالمجمر، بكسر اليم [يعني الميم الأولى مع فتح الثانية]: هو الذي يوضع فيه النار للبخور. والمجمر، بالضم: الذي يُتبخر به وأُعد له الجمر، وهو المراد في هذا الحديث، أبي أن بخورهم بالألوة"، وقال أيضاً: "الألوة: هو العود الذي يتبخر به. وتفتح همزته وتضم، وهمزتها أصلية، وقيل زائدة". وهو بضم اللام وتشديد =

الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الأُلُوَّةُ، وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ، أَخْلاَقُهُمْ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، فِي طُولِ سِتِّينَ ذِرَاعاً". 7166 - حدثنا محمَّد بن فضَيل عن عُمارة عن أبي زرعة، قال: دخلت مع أبي هريرة دار مَرْوان بن الحَكَم، فرأى فيها تصاوير، وهي تُبنى،

_ = الواو المفتوحة. وقوله "على خلق رجل واحد": قال الحافظ في الفتح (6: 260 - 261): "هو بفتح أول "خَلق" لا بضمه". وكذلك ثبت بالفتح فقط في اليونينية (ج 4 ص 132 من الطبعة السلطانية من البخاري)، في رواية عمارة عن أبي زرعة. وأما صحيح مسلم، فإنه ضبط فيه في طبعة الإستانة (8: 146 - 147) في رواية عمارة، بضم الخاء والسلام، وفي رواية الأعمش عن أبي صالح بالضبطين، إذ رواه عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن أبي معاوية بضمتين، وعن أبي كريب عن أبي معاوية بفتح فسكون. قال النووي في شرحه (18: 172): "قد ذكر مسلم في الكتاب اختلاف ابن أبي شيبة وأبي كريب في ضبطه: فإن ابن أبي شيبة يرويه بضم الخاء واللام، وأبو كريب بفتح الخاء وإسكان اللام. وكلاهما صحيح". (7166) إسناده صحيح، وراه البخاري، مطولاً بنحو مما هنا (10: 323 - 325)، من طريق عبد الواحد بن زياد عن عمارة، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم (2: 163) مقتصراً على أوله، دون ذكر قصة الوضوء، من طريق ابن فضيل. ورواه البخاري (13: 446) مقتصراً على المرفوع منه فقط، من طريق ابن فضيل أيضاً، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم أيضاً، كروايته الأولى (2: 163 - 164)، من طريق جرير عن عمارة، به. ولم يسق لفظه، بل أحال على الرواية الأولى. قوله "ذهب" إلخ: قال الحافظ: "أبي فصد. وقوله: كخلقي، التشبيه في فعل الصورة وحدها، لا من كل الوجوه، قال ابن بطال: فهم أبو هريرة أن التصوير يتناول ماله ظل، وما ليس له ظل، فلهذا أنكر ما ينقش في الحيطان. قلت [القائل ابن حجر]: هو ظاهر من عموم اللفظ. ويحتمل أن يقصر على ما له ظل، من جهة قوله "كخلقي" فإن خلقه الذي اخترعه ليس صورة في حائط، بل هو خلق تام. لكن بقية الحديث تقتضى تعميم الزجر عن تصويركل شيء، وهي قوله: فليخلقوا حبَّة، وليخلقوا ذرة. وهي بفتح المعجمة وتشديد الراء. ويجاب عن ذلك بأن المراد إيجاد حبَّة على الحقيقة، لا تصويرها. ووقع لابن فضيل من الزيادة. وليخلقوا شعيرة. والمراد =

فقال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "يقول الله عز وجل: ومن أَظلم ممن

_ = بالحبة: حبَّة القمح، بقرينة ذكر الشعير، أو الحبة أعم. والمراد بالذرَة: النملة. والغرض تعجيزهم، تارة بتكليفهم خلق حيوان، وهو أشد، وأخرى بتكلفيهم خلق جماد، وهو أهون، ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك". وقد أطال الحافظ قبل ذلك البحث في الخلاف فيما إذا كان تحريم التصرير خاصًا بما له ظل أوأعم، وفي تصوير الحيوان وغيره، في بحث نفيس (10: 322 - 323). وفي عصرنا هذا، كنا نسمع عن أناس كبار ينسبون إلى العلم، ممن لم ندرك أن نسمع منهم، أنهم يذهبون إلى جواز التصوير كله، بما فيه التماثيل الملعونة، تقربًا إلى السادة الذين يريدون أن يقيموا التماثبل تذكارًا لآبائهم المفسدين، وأنصارهم العتاة أو المنافقين، ثم تقربًا إلى العقائد الوثنية الأوربية، التي ضربت على مصر وعلى بلاد الإعلام من أعداء الإِسلام الغاصبين. وتبعهم في ذلك المقلدون والدهماء، أتباع كل ناعق. حتى امتلأت بلاد المسلمين بمظاهر الوثنية السافرة، من الأوثان والأنصاب، ومن تعظيمها وتبجيلها، بوضع الأزهار والرياحين عليها، وبالتقدم بين يديها بمظاهر الوثنية الكاملة، حتى بوضع النيران أحياناً عندها. وكان من حجة أولئك الذين شرعوا لهم هذا المنكر أول الأمر، الذين أجازوا نصب التماثيل بالفتاوى الكاذبة المضللة: أن تأوّلوا النصوص بربطها بعلة لم يذكرها الشارع ولم يجعلها مناط التحريم، هي- فيما بلغنا- أن التحريم إنما كان اُول الأمر لقرب عهد الناس بالوثنية. أما الآن وقد مضى على ذلك دهر طويل، فقد ذهبن علة التحريم، ولا يخشى على الناس أن يعودوا لعبادة الأوثان!!. ونسى هؤلاء ما هو بين أيديهم من مظاهر الوثنية الحقة، بالتقرب إلى القبور وأصحابها، واللجئ إليها عند الكروب والشدائد. وأن الوثنية عادت إلى التغلغل في القلوب دون أن يشعر أصحابها. بل نسوا نصوص الأحاديث الصريحة في التحريم وعلة التحريم!!. وكنا نعجب لهم من هذا التفكير العقيم، والاجتهاد الملتوي!. وكنا نظنهم اخترعوا معنى لم يُسبقوا إليه، وإن كان باطلا، ظاهر البطلان. حتى كشفنا بعد ذلك أنهم كانوا في باطلهم مقلدين، وفي اجتهادهم واستنباطهم سارقين!!. فرأينا الإِمام. الحافظ الحجة، ابن دقيق العيد، المتوفى سنة 702، يحكي مثل قولهم ويرده أبلغ رد، وبأقوى حجة، في كتابه (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام) (ج1 ص 359 - 360 بتحقيق الأخ الشيخ حامد الفقى ومراجعتنا) و =

ذهِب يخلق خَلقاً كِخَلقي!، فليخلقوا ذَرّة، أو فليخلقوا حَبّة، أو ليخلقوا شعيرة"، ثم دعا بوضوء، فتوضأ وغسل ذراعيه حتى جاوز المرفقين، فلما

_ = (ج 2 ص 117 - 173 من الطبعة المنيرية)، في شرح حديث عائشة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله". فقال ابن دقيق الحيد: "فيه دليل على تحريم مثل هذا الفعل. وقد تظاهرت دلائل الشريعة على المنع من التصوير والصور. ولقد أبعد غاية البعد من قال: إن ذلك محمول على الكراهة، وأن هذا التشديد كان في ذلك الزمان، لقرب عهد الناس بعبادة الأوثان، وهذا الزمان- حيث انتشر الإِسلام وتمهدت قواعده-: لا يساويه في هذا المعنى، فلا يساويه في ذا التشديد!!، هذا أو معناه. وهذا القول عندنا باطل قطًا، لأنه قد ورد في الأحاديث الإخبار عن أمر الآخرة، بعذاب المصورين، وأنهم يقال لهم: أحيوا ما خلقتم. وهذه علة مخالفة لما قاله هذا القائل. وقد صرح بذلك في قوله عليه السلام: المشبِّهون بخلق الله. وهذه علة عامة مستقلة منامبة، لا تخص زمانًا دون زمان. وليس لنا أن نتصرف في النصوص المتظاهرة المتضافرة بمعنى خيالي، يمكن أن يكون هو المراد، مع اقتضاء اللفظ التعليل بغيره، وهو التشبه بخلق الله". هذا ما قاله ابن دقيق العيد، منذ أكثرُ من 670 سنة، يرد على قوم تلاعبوا بهذه النصوص، في عصره أو قبل عصره. ثم يأتي هؤلاء المفتون المضللون، وأتباعهم المقلدون الجاهلون، أو الملحدون الهدموان، يعيدونها جذعة، ويلعبون بنصوص الأحاديث، كما لعب أولئك من قبل!!. ثم كان من أثر هذه الفتاوى الجاهلة، أن ملئت بلادنا بمظاهر الوثنية كاملة، فنصبن التماثيل وملئت بها البلاد، تكريمًا لذكرى من نسبن إليه وتعظيمًا!، ثم يقولون لنا إنها لم يقصد بها التعظيم!. ثم ازدادوا كفراً ووثنية، فصنعوا الأنصاب ورفعوها، تكريمًا لمن صنعت لذكراهم. وليست الأنصاب مما يدخل في التصوير، حتى يصلح لهم تأويلهم!، إنما هي وثنية كاملة صرف، نهى الله عنها في كتابه، بالنص الصريح الذي لا يحتمل التأويل. وكان من أثر هذه الفتاوى الجاهلة أن صنعت الدولة، وهي تزعم أنها دولة إسلامية، في أمة إسلامية-: ما سمته "مدرسة الفنون الجميلة" أو "كلية الفنون الجميلة"!!، صنعت معهدًا للفجور الكامل الواضح!، ويكفي للدلالة على ذلك أن =

غسل رجليه جاوزالكعبين إلى الساقين، فقلت: ما هذا؟، فقال: "هذا مَبْلَغ الحلية". 7167 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل عن عُمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". 7168 - حدثنا محمَّد بن فضَيل حدثنا عاصم بن كُلَيب عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي"، وقال ابن فُضيل مُرَّة: "يتخيل في، فإن رؤيا

_ = يدخله الشبان الماجنون، من الذكور والإناث، إباحيين مختلطين، لا يرد عهم دين ولا عفاف ولا غيرة، يصورون فيه الفواجر من الغانيات، اللائي لا يستحين أن يقفن عرايا، ويجلسن عرايا، ويضجعن عرايا، على كل وضع من الأوضاع الفاجرة، يظهرن مفاتن الجسد، وخفايا الأنوثة، لا يسترن شيئا، ولا يمنعن شيئاً!!، ثم يقولون لنا: هذا فن!!، لعنهم الله، ولعن من رضي هذا منهم أو سكت عليه. وإنا له وإنا إليه راجعون. وأما وضوء أبي هريرة، وقوله "هذا مبلغ الحلية"، فقال الحافظ في الفتح (10: 325): "كأنه يشير إلى الحديث المتقدم في الطهارة، في فضل الغرة والتحجيل في الوضوء، ويؤيده حديثه الآخر: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء. والبحث في ذلك مستوفي هناك، [يعني في الفتح 1: 207 - 208]. وليس بين ما دل عليه الخبر، من الزجر عن التصوير، وبين ما ذكر من وضوء أبي هريرة مناسبة. وإنما أخبر أبو زرعة بما شاهد وسمع من ذلك". (7167) إسناده صحيح، ورواه البخاري (11: 713 - 175، 493، و13: 451 - 452). ومسلم (2: 310)، كلاهما من طريق ابن فضيل، بهذا الإِسناد. وهو الحديث الذي ختم به البخاري كتابه العطم "الجامع الصحيح". (7168) إسناده صحيح، عاصم بن كليب: سبق توثيقه (85، 6328)، ونزيد هنا أنه وثقه ابن معين والنسائي، وقال ابن سعد (6: 238): "كان ثقة يحتج به"، وقال أحمد بن صالح: "هو ثقة مأمون". أبوه "كليب بن شهاب الجرمي"، بفتح الجيم وسكون الراء: سبق توثيقه: (1378)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات (6: 84)، وقال: =

العبد المؤمن الصادقة الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة". 7169 - حدثنا محمَّد بن فُضيل حدثنا الأعمش عن رجل عني أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "الإِمام ضامنٌ، والمؤذِّنُ

_ = "كان ثقة كثير الحديث"، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/167)، وروى توثيقه عن أبي زرعة. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7: 173)، وقال: "رواه أحمد، وفهه كليب بن شهاب، وهو ثقة، وفيه كلام لا يضر". وقال أيضاً: "هو في الصحيح غير قوله: سبعين جزءًا". وهذا كلام غير محرر: فأول الحديث "من رآني في المنام" إلخ: رواه البخاري (10: 477 و 12: 338)، ومسلم (2: 201)، من أوجه أخر، بنحوه، عن أبي هريرة. وآخره سيأتي من وجه آخر (7183) بلفظ: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة". وبهذا اللفظ رواه البخاري (12: 331)، ومسلم (2: 200 - 201) بعدة أسانيد. وانظر أيضاً (4304، 6215، 7044). وقوله "لا يتمثل بي"، "لا يتخيل بي": أي لا يتشبه به - صلى الله عليه وسلم -. (7169) إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الضعف والانقطاع، بجهالة أحد رواته. إذ تبين اتصاله من الروايات الآخر، كما سنذكر إن شاء الله. وقد فصلت القول فيه في شرحي على الترمذي (ج1 ص 402 - 406، في الحديث 207). ثم وجدت له طرقًا أخرى، فأحققه هنا بأوفى مما حققت هناك:، إن شاء الله: والظاهر عندي أن الأعمش سمعه من رجل مبهم عن أبي صالح عن أبي هريرة، وسمعه من أبي صالح نفسه، فدخله الشك في سماعه، فكان يرويه تارة "عن رجل عن أبي صالح"، كما هنا، وتارة يقول "حُدِّثت عن أبي صالح ولا أراني إلا قد سمعته"، وتارة يرتفع عنه الشك، فيرويه عن أبي صالح، دون أن يشك. والحديث ثابت عن أبي صالح من غير رواية الأعمش، ثم هو ثابت عن أبي هريرة من غير رواية أبي صالح، بالأسانيد الصحاح: وقد رواه أبو دواد (517/ 1: 203 - 204 عون المعبود) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد الذي هنا. ورواه البيهقي (1: 430)، من طريق أبي داود عن أحمد. ورواه البخاري في الكبير (1/ 1/78) عن يوسف بن راشد عن ابن فضيل، بهذا الإسناد. ويوسف بن راشد شيخ البخاري: هو يوسف بن موسى بن راشد القطان، مترجم في التهذيب (11: 425)، وتاريخ بغداد (14: 304 - 305). وقال الترمذي في السنن (1: 403 =

مُؤتَمَنٌ، اللهم أَرْشِدِ الأئمة، واغْفِرْ للمؤذِّنين".

_ = بشرحنا/ 1: 183 شرح المباركفوري): "وروى أسباط بن محمَّد عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". فهذان اثنان روياه عن الأعمش، فذكرا أنه أبهم شيخه الذي رواه له عن أبي صالح. وروى أحمد - فيما سيأتي (8958)، عن عبد الله ابن نُمير عن الأعمش، قال: "حدثت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته"، إلخ. وهكذا رواه أبو داود (518)، عن الحسن بن علي عن ابن نمير عن الأعمش، قال: "نبئت عن أبي صالح، قال: ولا أراني إلا قد سمعنه منه"، إلخ. ورواه البيهقي (1: 430 - 431) من طريق أبي دواد، به. فهذا واحد - هو ابن نُمير - روى عن الأعمش تجهيل شيخه، ثم ترجيحه أنه سمعه من أبي صالح مباشرة، رجحانًا قويًا شبيهًا بالجزم. وذكر البخاري في الكبير (1/ 1 /78) نحو هذه الرواية تعليقًا، لم يذكر إسناده، قال: "وقال الأعمش: سمعت أبا صالح، أو بلغني عنه، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله". ثم قد رواه عن الأعمش عن أبي صالح، دون واسطة ودون شك فيها- فيما استطعت جمعه من طرقه - عشرة نفر ثقات، أكثرهم حفاظ أثبات: فمنهم: سفيان الثوري. فرواه أحمد- فيما يأتي- (7805) عن عبد الرزاق، و (9943) عن عبد الرحمن بن مهدي، و (10100) عن وكيع-: ثلاثتهم عن الثوري عن الأعمش عن أبي صالح. ومنهم: معمر. فرواه أحمد (7805) عن عبد الرزاق عن معمر- مع الثوري- عن الأعمش عن أبي صالح. ومنهم: سفيان بن عيينة. فرواه الشافعي في الأم (1: 141) عن سفيان- هو اين عيينة- عن الأعمش عن أبي صالح. ومنهم: زائدة ابن قدامة. فرواه الطيالسي في مسنده (2404) عن زائدة عن الأعمش عن أبي صالح. ورواه أحمد (9473 م) عن معاوية بن عمرو عن زائدة، به ومنهم: محمَّد بن عبيد الطنافسي الأحدب. فرواه أحمد (9472) عن محمَّد بن عبيد عن الأعمش عن أبي صالح. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1: 430)، من طريق عمرو بن عبد الغفار عن محمَّد بن عبيد، به. ومنهم: أبو الأحوص سلاّم بن سليم. فرواه الترمذي (رقم 207 بشرحنا) عن هناد عن أبي الأحوص عن الأعمش عن أبي صالح. ومنهم: أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير. فرواه الترمذي أيضاً، عن هناد عن أبي معاوية - مع أبي الأحوص عن الأعمش عن أبي صالح. ومنهم: شريك بن عبد الله النخعي. فرواه أحمد =

(9473) عن أسود بن عامر عن شريك عن الأعمش عن أبي صالح. ومنهم: أبو حمزة السكري محمَّد بن ميمون المروزي. فرواه البيهقي في السنن الكبرى (1: 430). من طريق عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة السكري عن الأعمش عن أبي صالح. وذكر الحافظ في التلخيص (ص 77) أن البزار رواه أيضاً من طريق أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح. ومنهم: سهيل بن أبي صالح. فرواه البيهقي (1: 430)، من طريق محمَّد بن جعفر بن أبي كثير عن سهيل بن أبي صالح عن الأعمش عن أبي صالح. وأشار البخاري في الكبير (1/ 1/ 78) إلى هذه الرواية، قال: "ورواه سهيل بن أبي صالح عن الأعمش عن أبي صالح". وسهيل من أقران الأعمش. فهؤلاء عشرة نفر، يزاد عليهم: حفص بن غياث، ولكني لم أجد روايته بالإسناد إليه، بل ذكرها الترمذي تعليقًا، عقب روايته الحديث. قال: "حديث أبي هريرة رواه سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وغير واحد، عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". ونقل الشوكاني في نيل الأوطار (2: 13) عن الدراقطني: أن إبراهيم بن حميد الرؤايى قال: "قال الأعمش: وقد سمعته من أبي صالح"، وأن هشيًا رواه عن الأعمش، قال: "حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة". ثم قال الشوكاني: "فبينتْ هذه الطرق أن الأعمش سمعه عن غير أبي صالح، ثم سمعه منه. قال اليعمري: والكل صحيح، والحديث متصل". ثم إن سهيل بن أبي صالح رواه أيضاً عن أبيه مباشرة، وإن كان قد رواه عنه بواسطة الأعمش، كما ذكرنا من قبل: فرواه أحمد (9418) عن قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي عن سهيل عن أبيه. وذكر الحافظ في التلخيص (ص 77): أن ابن حبان رواه أيضاً من حديث الدراوردي عن سهيل، به. وأن ابن خزيمة رواه أيضاً من طريق عبد الرحمن بن إسحق ومحمد بن عمارة عن سهيل، به. ثم ذكر الحافظ إسناد أحمد (9418)، وقال: "قال ابن عبد الهادي: أخرج مسلم بهذا الإِسناد نحوًا، من أربعة عشر حديثاً. ورواه الشافعي في مسنده (1: 58 بترتيب الشيخ محمَّد عابد السندي، طبعة مصر سنة 1370)، بنحوه، عَن إبراهيم بن محمَّد ابن أبي يحيى عن سهيل عن أبيه. وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى (1: 430) من طريق الشافعي، بهذا الإِسناد. وإبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى، وإن كانوا قد =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = تكلموا فيه، فإنه جيد الحديث عندي؛ لأن الشافعي، وهو تلميذه ومن أعرف الناس به، كان يقول: "لأن يخرّ إبراهيم من بعدٍ أحبّ إليه من أن يكذب، وكان ثقة في الحديث". وانظر تفصيل رأينا فيه، في شرحنا صحيح ابن حبان (رقم 94). وفوق هذا كله، فإنه لم ينفرد الأعمش ولا سهيل بروايته عن أبي صالح: فقد رواه أحمد أيضاً (8896، 67106) عن موسى بن داود عن زهير بن معاوية عن أبي إسحق السبيعي عن أبي صالح عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح، لا مطعن فيه، ولا علة له. وقد رواه أبو صالح السمان أيضاً عن عائشة، كما رواه عن أبي هريرة: فرواه أحمد في المسند (6: 65 من طبعة الحلبى) عن أبي عبد الرحمن المقرئ: "حدثنا حيوة بن شريح قال حدثني نافع بن سليمان أن محمَّد بن أبي صالح حدَّثه عن أبيه: أنه سمع عائشة زوج النبي -صلي الله عليه وسلم - تقول: قال رسول الله: الإِمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الإِمام، وعفا عن المؤذن". ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1: 431)، من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري في الكبير (1/ 1/78) عن عبد الله بن يزيد، وهو أبو عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإِسناد، مختصرًا، كعادته في التاريخ الكبير. ثم إشار إلى بعض الروايات الآخر، عن أبي صالح عن أبي هريرة، كما نقلنا عنه آنفًا. فجعل بعض الأئمة هذه الرواية علة لرواية أبي صالح عن أبي هريرة، وجعل بعضهم رواية أبي صالح عن أبي هريرة علة لروايته عن عائشة، وضعف بعضهم الروايتين جميعًا!!. قال الترمذي في السنن" بعد رواية حديث أبي هريرة، والإشارة إلى حديث عائشة: "وسمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة. وسمعت محمَّد، [يعني البخاري] يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح. وذكر [يعني البخاري] عن علي ابن المديني: أنه لم يثبت حديث أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة، في هذا". وقال ابن أبي حاتم في كتاب العلل (رقم 217 ج1 ص 81): "سمعت أبي، وذكر سهيل بن أً في صالح وعباد بن أبي صالح، فقال: هما أخوان ولا أعلم لهما أخًا، إلا ما رواه حيوه بن شريح عن نافع بن سليمان عن محمَّد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: الإِمام ضامن، والمؤن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين. والأعمش يروي هذا الحديث عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. [قلت]: فأيهما أصح؟، قال: حديث الأعمش، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ونافع بن سليمان ليس بقوي. قلت: فمحمد بن أبي صالح هو أخو سهيل وعباد؟، قال: كذا يروونه". وهكذا، يكاد أبو حاتم يشك في وجود "محمَّد بن أبي صالح"، في ظاهر ما حكى عنه ابنه في العلل. ولكنه يعرفه فيما حكى عنه ابنه في الجرح والتعديل (3/ 2/ 252)، فيثبت أنه أخو سهيل. وقد عرفه البخاري حين ترجم له في الكبير، كما ذكرنا. وقد روى عنه هُشيم أيضاً، كما في التهذيب (9: 157 - 158)، وفيه أيضاً: "وقد ذكره أبو داود في كتاب الأخوة، وكذا أبو زرعة الدمشقي. وأخرج ابن حبان حديثه المذكور في صحيحه [يعني هذا الحديث]، في رواية ابن وهب عن حيوة، بسنده". وقال الحافظ أيضاً في التلخيص (ص 77): "وصححهما ابن حبان جميعًا، ثم قال: قد سمع أبو صالح هذين الخبرين من عائشة وأبي هريرة جميعًا". وأما ابن خزيمة فرجع حدثنا أبي هريرة، قال في التهذيب: "وقال ابن خزيمة في صحيحه، بعد أن أخرجه من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: رواه محمَّد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة. والأعمش أحفظ من مائتين مثل محمَّد بن أبي صالح". وأنا أرجع ما رجحه ابن حبان: أن أبا صالح سمعه من أبي هريرة ومن عائشة. وليست رواية راو عن شيخه بنافية رواية غيره عن ذلك الشيخ إلا أن يتضاربا أو يتناقضا، فنلجأ إذ ذاك إلى الترجيح بالحفظ أو العدد أو غير ذلك. ومن الفائدة الزائدة، المؤيدة لصحة الحديث جملة: أنه رواه صحابيان آخران أيضاً: فرواه أحمد في المسند (5: 260 طبعة الحلبي)، من حدثنا أبي أمامة الباهلي، ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد (2: 2) أيضاً للطبراني في الكبير، وقال: "ورجاله موثقون". ورواه البيهقي في السنن الكبرى أيضاً (1: 432). ورواه الطبراني في الكبير، من حديث واثلة بن الأسقع، كما في مجمع الزوائد (2: 2)، وقال: (وفيه جناح مولى الوليد، ضعفه الأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات". و"جناح" هذا: في كتاب الثقات (ص 157). وترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/244)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1/537)، فلم يذكرا فيه جرحاً. وترجمه الحافظ في لسان الميزان (2: 138 - 139) فلم ينقل تضعيفه إلا عن الأزدي، وتضعيف الأزدي غير مقبول ولا حجة. وقوله "ضامن": قال ابن الأثير: "أراد بالضمان ها هنا الحغظ والرعاية، لا ضمان الغرامة، لأنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته، =

7175 - حدثنا محمَّد بن فُضيل حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صام رمضان إيماناً واحتسابًا غُفر له ما تقدِّم من ذنبه". 7171 - حدثنا محمَّد بن فضَيل حدثنا أبي عن أبي حازم عن

_ = وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. وقوله "مؤتمن": قال ابن الأثير: "مؤتمن القوم: الذي يثقون إليه، يتخذونه أمينًا حافظًا. يقال: اوتمن الرجل، فهو مؤتمن، يعني أن المؤذن أمين الناس على صلاتهم وصيامهم". (7170) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. والحديث رواه البخاري، هكذا مختصراً (1: 86) عن ابن سلام عن محمَّد بن فضيل، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري أيضاً (4: 98 - 99)، مطولاً، بذكر "ليلة القدر"، من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. وأشار الحافظ في الفتح إلى بعض طرقه، ومنها طريق يحيى بن سعيد هذه. وكذلك رواه مسلم (1: 210 - 211)، من طريق هشام الدستوائي عن ابن أبي كثير. ورواه البخاري أيضاً (4: 221)، مطولاً، من طريق الزهري عن أبي سلمة. وانظر الترغيب والترهيب للمنذري (2: 63 - 64). وقد نقل عن الخطابي أنه قال: "قوله إيمانا واحتسابًا أي نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه، طيبة به نفسه، غير كاره له، ولا مستثقل لصيامه، ولا مستطل لأيامه، لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب". (7171) إسناده صحيح، فضيل بن غزوان، والد محمَّد بن فضيل: سبق توثيقه (2036)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/122)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/74)، وروى توثيقه عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. أبو حازم:

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الحنْطِةُ بالحنطة، والشعيرُ بالشعير، والتمر بالتمر، والملْح بالملح، كَيلا بكيل، ووزْناً بوَزْن، فمن زادَ أو ازدادَ فقد أرْبَى، إلا ما اختلفَ ألوانُه". 7172 - حدثنا محمَّد بن فُضيل حدثنا الأعمش عن أبي صالح

_ = الإسناد"، يعني عن أبي زرعة. فقد تبين من روايات مسلم والنسائي مع رواية أحمد هنا، أن فضيل بن غزوان سمعه من أبي زرعة، وسمعه من أبي حازم، كلاهما عن أبي هريرة، وأن ابنه محمَّد فضيل سمعه ورواه عن أبيه بالوجهين. قوله "أو ازداد"، في (ح) "أو ازاد". وهو خطأ مطبعي واضح، صححناه من (ك م). وانظر ما مضى في مسند عمر (162، 238، 314)، وفي مسند عبد الله بن عمر (5885). (7172) إسناده صحيح، وراه الترمذي (رقم 151 بشرحنا = 1: 141 - 142 من شرح المباركفوري) وابن حزم في المحلى (3: 168 بتحقيقنا). والدارقطني في السنن (ص 97)، والبيهقي في السنن الكبرى (1: 375 - 376)، كلهم من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإِسناد، وروى الطحاوي في معاني الآثار (1: 89). قطعة منه، من طريق ابن فضيل أيضاً. وقد أعلوا هذا الحديث بعلة غير قادحة: فقال الترمذي- بعد روايته-: "سمعت محمداً [يعني البخاري] يقول: حديث الأعمش عن مجاهد في المواقيت، أصح من حديث محمَّد بن فضيل عن الأعمش، وحديث محمَّد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمَّد بن فضيل". ثم روى الترمذي "حديث الأعمش عن مجاهد" الذي أشار إليه، بإسناده إلى أبي إسحق الفزاري "عن الأعمش عن مجاهد، قال: كان يقال: إن للصلاة أولاً وآخرًا، فذكر نحو حديث محمَّد بن فضيل عن الأعمش، نحوه بمعناه". وكذلك جزم أبو حاتم، فذكر ابنه في العلل (رقم 273 ج1 ص 101): أنه سأل أباه عن رواية ابن فضيل هذا الحديث؟، فقال: "هذا خطأ، وهم فيه ابن فضيل، يريه أصحاب الأعمش عن الأعمش عن مجاهد، قولَه". وكذلك قال يحيى بن معين، فروى البيهقي في السنن (1: 376) عنه نحو ذلك. وبه جزم الدارقطني، فقال عقيب روايته: "هذا لا يصح مسندًا، وهم في إسناده ابن فضيل، وغيره يرويه عن الأعمش عن =

عن أبي هريرة، قالِ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن صلاة أوّلا وآخراً، وإن أول وقت الظهر حين تزول الشمس، وإن آخرَ وقتها حين يدخل وقت العصر، وإن أول وقت العصر حين يدخل وقتها، وإن آخر وقتها حين تَصْفًرُّ الشمس، وإن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس، وإن آخر وقتها حين يغيبُ الأُفق، وإن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق، وإن آخر وقتها حين ينتصف الليل، وإن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر، وإن آخر وقتها حين تطلع الشمس". 7173 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل حدثنا أبي عن عُمارة بن

_ = مجاهد، مرسلا". وقد روى الدارقطني والبيهقي، رواية مجاهد المرسلة، بنحو رواية الترمذي. وكل هذا تحكم لا دليل عليه، لم يذكروا شيئاً أكثر من أن آخرين رووه عن الأعمش عن مجاهد مرسلا!، فماذا في ذلك؟، أيمتنع أن يسمعه الأعمش من مجاهد مرسلاً، ومن أبي صالح عن أبي هريرة مسندًا؟!. ولذلك رد ابن حزم هذه العلة ردًا شديدًا، فقال: "وكذلك لم يخف علينا من تحلل في حديث أبي هريرة بأن محمَّد بن فضيل أخطأ فيه، وإنما هو موقوف على مجاهد. وهذه أيضاً دعوى كاذبة بلا برهان!. وما يضر إسناد من أسند القاف من أوقف". وكذلك نقل الزيلعي في نصب الراية (1: 231) أن ابن الجوزي رد هذا التعليل، فقال في التحقيق: "وابن فصيل ثقة، يجوز أن يكون الأعمش سمعه من مجاهد مرسلاً، وسمعه من أبي صالح مسندًا". ونقل عن ابن القطان، قال: "ولا يبعد أن يكون عند الأعمش في هذا طريقان: إحداهما مرسلة، والأخرى مرفوعة. والذي رفعه صدوق من أهل العلم، وثقه ابن معين، وهو محمَّد بن فضيل". وقلت في شرحي للترمذي، بعد أن أوضحت ما عللوه به، وما قيل في الرد عليهم: والذي أختاره أن الرواية المرسلة أو الموقوفة تؤيد الرواية المتصلة الرفوعة، ولا تكون تعليلا لها أصلا. وانظر (3081، 3322، 6966، 7077). (7173) إسناده صحيح، ورواه البخاري (11: 351)، ومسلم (2: 387)، من طريق محمَّد ابن فضيل عن أبيه، بهذا الإِسناد، نحوه. ورواه مسلم أيضاً من رواية الأعمش عن عمارة =

القعقاع عن أبي زُرعة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اللهم اجعل رزق آل بيتي قُوتاً". 7174 - حدثنا محمَّد بن فُضَيل حدثنا ضرار، وهو أبو سنان، عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -علب: "إن الله يقول: إن الصوم لي، وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقى اللهَ فجزاه فرح، والذي نفس محمَّد بيده، لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". 7175 - حدثنا محمد بن سَلَمة عن هشام عن ابن سِيرين قال:

_ = ابن القعقاع. ورواه أيضاً الترمذي وابن ماجة، كما في الترغيب والترهيب (4: 100). وقوله "قوتًا": قال ابن الأثير: "أي بقدر ما يمسك الرمق من المطعم". ونقل الحافظ في الفتح عن ابن بطال، قال: "فيه دليل علي فضل الكفاف، وأخذ البلغة من الدنيا، والزهد فيما فوق ذلك، رغبة في توفير نعيم الآخرة، وإيثاراً لما ييقي على ما يفنى، فينبغي أن تقتدى به أمته في ذلك. وقال القرطبي: معني الحديث: أنه يطلب الكفاف، فإن القوت: ما يقوت البدن ويكف الحاجة. وفي هذه الحالة سلامة من آفات الغني والفقر جميعاً". (7174) إسناده صحيح، ضرار: هو ضرار بن مُرَّة، أبو سنان الشيباني أكبر، سبق توثيقه وترجمته (6557). والحديث في الحقيقة حديثان، باعتبار أنه من رواية صحابيين: أبي هريرة وأبي سعيد. وسيأتي في مسند أبي سعيد أيضاً، بهذا الإِسناد (11022). وقد رواه مسلم (1: 317)، من طريق محمَّد بن فضيل، ومن طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن أبي سنان، بهذا الإسناد. ورواه البخاري من حديث أبي هريرة وحده (4: 101)، بنحو معناه، من رواية عطاء عن أبي صالح عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم (1: 316 - 317). من رواية عطاء ورواه أيضاً من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. وقد مضي نحو معناه (4256)، من حديث عبد الله بن مسعود. و"الخلوف"، بضم الخاء المعجمة: تغير ريح الفم. (7175) إسناده صحيح، محمَّد بن سلمة: هو الباهلي الحراني. هشام: هو ابن حسان. ابن =

سمعت أبا هريرة يقول: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الاختصار في الصلاة. 7176 - حدثنا محمَّد بن سَلَمة عن هشام عن محمَّد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدكم يصلي بالليل فليبدأ بركعتين خفيفتين". 7177 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا مَعْمَر أخبرنا ابن شِهاب

_ = سيرين: هو محمَّد. والحديث رواه أبو داود (1/ 947: 357 عون المعبود)، من طريق محمَّد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري (3: 70)، ومسلم (1: 153)، والترمذي (383 بشرحنا =1: 297 شرح المباركفوري)، والنسائي (1: 142)، كلهم من طريق هشام بن حسان. ورواه البخاري أيضًا من رواية أيوب عن ابن سيرين. و"الاختصار": قال أبو داود، بعد رواية الحديث: "يعني يضع يده على خاصرته". وانظر ما مضى في مسند ابن عمر (4849، 5839). (7176) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 214)، وأبو داود (1323/ 1: 508 عون المعبود)، كلاهما من طريق هشام بن حسان، بهذا الإِسناد. (7177) إسناده صحيح، وصياتى مُرَّة أخرى بهذا الإِسناد (10360). وسيأتي (7591) عن عبد الرزاق عن معمر. وسيأتي (7591 م) مرتين بإسنادين سنشير إليهما، إن شاء الله. ورواه أبو داود (3842/ 3: 429 - 430 عون المعبود)، من طريق عبد الرزاق عن معمر، به. واختلف العلماء قديم في هذا الإسناد: فذهب بعضهم إلى صحته، وهو عندنا صحيح على شرط الشيخين. وذهب بعضهم إلى تعليله، بأن الصواب أنه من حديث ميمونة. فقد رواه مالك في الموطأ (ص 171 - 972) عن ابن شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس عن ميمونة "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الفأرة في السمن؟، فقال: انزعوها وما حولها فاطرحوه". وسيأتي في المسند (6: 335 ح)، من طريق مالك. ورواه بنحوه البخاري (1: 296) بإسنادين من طريق مالك. وكذلك رواه سفيان بن عيينة عن الزهري، بهذا الإِسناد، من حديث ميمونة. وسيأتي في المسند (6: 329 ح) عن سفيان. ورواه البخاري (9: 576 - 577) عن الحميدي عن سفيان، ثم قال الحميدي: "قيل لسفيان: فإن معمراً يحدثه =

عن ابن المُسيّب عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن فأرة وقعت في سمن فماتت؟، قال: "إن كان جامدًا فخذوها وما حولها، ثم كلوا ما بقى، وإن كان مائعًا فلا تأكلوه".

_ = عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة؟، قال: ما سمعت الزهري يقول إلا عن عُبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة، ولقد سمعته منه مرارًا". ورواه الترمذي (3: 80)، عن سعيد بن عبد الرحمن وأبي عمار، كلاهما عن سفيان. ثم قال الترمذي: "وروى معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحوه. وهذا حديث غير محفوظ. سمعت محمَّد بن إسماعيل [هو البخاري]، يقول: حديث معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، في هذا-: خطأ. والصحيح حديث الزهري عن عُبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة". وكذلك رواه أحمد (6: 330 ح)، من طريق الأوزاعي عن الزهري، كرواية مالك وسفيان. ونقل الحافظ في الفتح (1: 296) عن الذهلى في الزهريات، قال: "الطريقان عندنا محفوظان، لكن طريق ابن عباس عن ميمونة أشهر". ونقل عنه نحو ذلك أيضاً في (9: 577). وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه. وعندي أن مرجع هذا التعليل كله كلمة سفيان بن عيينة، التي رواها البخاري!، وما هي بعلة. ولذلك قال الحافظ في الفتح (9: 577): "وكون سفيان ابن عيينة لم يحفظه عن الزهري إلا من طريق ميمونة-: لا يقتضي أن لا يكون له عنده إسناد آخر". ثم إن معمراً من أحفظ الناس عن الزهري. ففي التهذيب (10: 244): "قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: معمر أثبت في الزهري من ابن عيينة. وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: معمر أحب إليك في الزهري أو ابن عيينة أو صالح بن كيسان؟، قال في كل ذلك: معمر. وقال الغلابي: سمعت ابن معين يقدم مالك بن أنس على أصحاب الزهري، ثم معمراً". وقد حفظ معمر عن الزهري هذا الحديث من الوجهين: من حديث أبي هريرة، ومن حديث ميمونة: فقد روى أبو داود هذا الحديث - كما بينا - عن أحمد بن صالح والحسن بن علي عن عبد الرزاق، ثم قال: "قال الحسن: قال عبد الرزاق: وربما حدث به معمر عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". ثم رواه أبو داود (3843) عن أحمد بن صالح "حدثنا عبد الرزاق أخبرنا عبد الرحمن بن بوذويه عن معمر عن الزهري عن عُبيد الله بن =

7178 - حدثنا محمَّد بن جعفر أخبرنا مَعْمَرأخبرني يحيى بن

_ = عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة". فحفظ معمر الطريقين، فلا يكون إثبات أحدهما نافيًا للآخر ولا علةً له. بل إن معمرًا حفظه بإسناد آخر عن أبي هريرة، من غير رواية الزهري: فسيأتي في المسند، بعد رواية أحمد إياه عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة (7591): "قال عبد الرزاق: أخبرني عبد الرحمن بن بوذويه: أن معمرًا كان يذكره بهذا الإسناد، ويذكر: قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. وقال [أبي ابن بوذويه]: حدثنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة". وعبد الرحمن بن بوذويه: ثقة، كما سيأتي في موضمه. وقد أطال الحافظ في الفتح الكلام فيه، في الموضعين اللذين أشرنا إليهما. وأطال فيه أيضاً الحافظ ابن القيم في تهذيب السنن، في الحديث (3693) (ج5 ص 336 - 314). (7178) إسناده صحيح، ضمضم: هو ابن جوس الهفّاني اليماني، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 338 - 339). وابن سعد في الطبقات (5: 403)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/467 - 468)، وذكر ابن حبان في الثقات (ص 227)، باسم "ضمضم بن الحرث بن جوس"، وقال: "ومن قال: ضمضم بن جوس. فقد نسبه إلى جده". "ضمضم": بفتح الضادين المعجمتين بينهما ميم ساكنة. "جوس": بفتح الجيم وسكون الواو وآخره سين مهملة. "الهفاني": بكسر الهاء وتشديد الفاء نسبة إلى "هفان"، من بني حنيفة. والحديث سيأتي مراراً (7373، 7463، 7804، 10120، 10157، 10362) ورواه أبو داود (921/ 1: 346 عون المعبود). والترمذي (1: 310)، وابن ماجة (1: 194)، كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن ضمضم. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ورواه الحاكم في المستدرك (1: 256)، بإسنادين من طريق سفيان عن معمر، وعن القطعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر، بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث صحيح ولم يخرجاه. وضمصم بن جوس: من ثقات أهل اليمامة، سمع جماعة من الصحابة، وروى عنه يحيى بن أبي كثير، وقد وثقه أحمد بن حنبل". وهذا الإِسناد- من رواية أحمد عن عبد الأعلى- ليس في المسند، فهو مما رواه عبد الله عن أبيه خارج السند. ونسبه الحافظ في التهذيب، في =

أبي كثير عن ضَمْضَم عن أبي هريرة، قال: أمر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بقتل الأسودين في الصلاة، فقلت ليحيى: ما يعني بالأسودين؟، قال: الحية والعقرب. 7179 - حدثنا عبد الأعلي بن عبد الأعلى عن مَعْمَر عن محمَّد ابن زياد عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا انتعل أحدكم فليبدأ بيمينه، وإذا خلع فليبدأ بشماله"، وقال: "انْعَلْهما جميعاً". 7180 - حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي بثلاث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، والوتر قبل النوم، والغُسل يوم الجمعة. 7181 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهري عن سعيد بن

_ = ترجمة ضمضم، لابن حبان في صحيحه أيضاً. (7179) إسناده صحيح، وراه مسلم (2: 159)، من طريق الربيع بن مسلم عن محمَّد بن زياد، وآخره عنده: "ولينعلهما جميعًا، أو ليخلعهما جميعاً". ورواه ابن ماجة (2: 198)، من طريق شعبة عن محمَّد بن زياد. ولم يذكر آخره. وقوله "انعلهما": أبي البس النعل في القدمين جميعًا. يقال "نَعِل، كفرح، وتَنعَّل، وانتعل"، أبي لبس النعل. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس (2950). (7180) إسناده صحيح، وهو مكرر (7138). وقد فصلنا القول فيه، وأشرنا إلى هذا، هناك. (7181) إسناده صحيح، ورواه مسلم (2: 301)، من طريق الزبيدي عن الزهري، بهذا الإِسناد نحوه، مطولاً. ورواه ابن حبان في صحيحه (رقم 130 بتحقيقنا)، من طريق عبد الرزاق عن عمر عن الزهري، مطولاً أيضاً. وهو حديث مشهور معروف من حديث أبي هريرة، رواه عنه غير واحد من التابعين، في الصحيحين وغيرهما، وانظر (7436 - 7438). ورواه ابن حبان بثلاثة أسانيد أخر، (رقم 128، 129، 133)، وقد خرحنا كثيراً من طرقه مفصلة هناك، في (128). وانظر تفسير ابن كثير (6:423)، وفتح الباري (3: 196 - 200). قوله "تُنْتَج البهيمة بهيمةً": بضم التاء الأولى وفتح الثانية في "ننتج"، مبنى لما لم يُسَمَّ فاعلُه، و"البهيمةُ" نائب الفاعل، و"بهيمةَ" مفعول ثانٍ. يقال "نَتَج =

المسيّب عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "كل مولود يُولد على الفطرة، فأبواه يُهِّودِانه وينصَّرانه أويمجِّسانه، كما تُنْتَجُ البهيمةُ بهيمةً، هل تُحِسُّون فيها من جدعاء؟!. 7182 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهري عن سعيد عن أبيِ هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما من مولود يولد، إلا نَخَسَه الشيطان، فيسعتَهلّ صارخاً من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه". ثم قال أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: {إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. 7183 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهري عن سعيد بن

_ = الرجلُ ناقَتَه، يَنْتِجُها نَتْجًا": إذا ولى ولادتَها حتى تَضَع، فيكون كالقابلة؛ لأنه يتلقَّى الولدَ ويُصلح من شأَنه. فهو "نَاتِجٌ"، والبهيمة "منتوجَةٌ"، والولد "نَتيجةٌ". فعل ثلاثى، بابه "ضَرَب". فإذا نُسب الفعل للناقة نفسها، بُنى على ما لم يُسَمَّ فاعله، فقيل "نُتِجَت الناقةُ". "الجدعاء": المقطوعة الأطراف أو بعضها، كالأنفس والأذن والشفة، قال ابن الأثير: "وهو بالأنف أخص، فإذا أطلق غلب عليه". وقوله "يهودانه وينصرانه أو يمجسانه"، هكذا هو بالواو في الأولى و"أو" في الثانية، في (ح م). وفي (ك) "أو ينصرانه"، بإثبات "أو" في الموضع الأول أيضاً. (7182) إسناده صحيح، ورواه مسلم (2: 224)، من طريق عبد الأعلى عن معمر، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري (8: 159)، ومسلم أيضاً، من طريق عبد الرزاق عن معمر. وكذلك رواه البخاري (6: 338 - 339)، من طريق شُعيب عن الزهري. وانظر تفسير ابن كثير (2: 130). وتاريخ ابن كثير (2: 57). وقوله "ما من مولود"، في (ح): "ما من مؤمن مولود"!، وزيادة "مؤمن" خطأ لا معنى لها هنا، ولم تذكر في (ك م). فحذفناها. (7183) إسناده صحيح، ورواه البخاري (12: 331)، من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري، ومسلم (2: 200 - 201)، من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، وبأسانيد أخر عن أبي هريرة. وانظر (7168).

المسيّب عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة". 7184 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعمر عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمَّد بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله". 7185 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعمر عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: تفضل الصلاة في الجميع على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين، ويجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر"، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}. 7186 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعمر عن الزُّهري عن سعيد بن

_ (7184) إسناده صحيح، ورواه البخاري (6: 460، و11: 458)، من طريق الزهري، بهذا الإِسناد. ورواه أيضاً (11: 154)، من رواية أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. ورواه مسلم (2: 370 - 371)، من طرق عن أبي هريرة. ورواه الترمذي (3: 226)، من طريق سفيان عن الزهري، وقال: (هذا حديث حسن صحيح". (7185) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 180) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. ثم رواه من طريق شُعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة، بنحوه. وكذلك رواه البخاري (2: 115)، من طريق شُعيب. ورواه البخاري أيضاً (8: 302)، من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة وابن المسيب عن أبي هريرة. وانظر تفسير ابن كثير (5: 212). وانظر ما مضى من حديث عبد الله بن عمر (4670، 5332، 5921, 6455). (7186) إسناده صحيح، ورواه البخاري (13: 11) عن عياش بن الوليد عن عبد الأعلى، بهذا =

المسيّب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يتقارب الزمان، ويُلقى الشُّحُّ، وتظهر الفتَن، ويكثر الهَرج"، قال: قالوا: أيُّما يا رسول الله؟، قال: " القتل، القتل".

_ = الإِسناد، نحوه. ورواه مسلم (2: 305) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى، ولكنه لم يسق لفظه، بل أحال على الروايات قبله. ورواه أيضاً البخاري بمعناه (10: 383)، من حديث شُعيب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، ورواه مسلم كذلك من أوجه متعددة. ورواه البخاري أيضاً بنحوه (1: 165)، من رواية سالم بن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود (3695). قوله "يتقارب الزمان": قال القاضي عياض في مشارق الأنوار (1: 176): قيل: هو دنوه من الساعة، وهو أظهر. وقيل: هو قصر الأعمار. وقيل: تقاصر الليل والنهار. وقيل: تقارب الناس في الأحوال وقلة الدين والجهل وعدم التفاضل في الخير والعلم والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ويكون أيضاً "يتقارب" هنا: بمعنى يردى ويسوء، لما ذكر من كثرة الفتن وما دل عليه". وفي رواية الشيخين - من طريق عبد الأعلى- بعد هذه الكلمة زيادة "وينقص العلم"، ولم تذكر في نسخ المسند في هذا الموضع. وقوله "ويلقى الشحّ": نقل ابن الأثير في النهاية عن الحميدي، قال: "لم تضبط الرواة هذا الحرف، ويحتمل أن يكون "يُلَقّى"، بمعنى يُتَلَقَّى ويُتعلَّم ويُتَوَاصى به ويُدْعَى إليه، من قوله تعالى: {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}، أي ما يُعلَّمها ويُنَبَّه عليها، وقوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}. ولو قيل "يُلْقَى" مخففةَ القاف، لكان أبعد؛ لأنه لو أُلْقِىَ لتُرِكَ ولم يكن موجوداً، وكان يكون مدحاً، والحديثه مبنيّ على الذّم. ولو قيل "يُلْفَى" بالفاء، بمعنى يوجد، لم يستقم؛ لأن الشحَّ ما زال موجودًا". وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار (1: 362): "إذا كان بسكون اللام، فمعناه يُجعل في القلوب وتُطبع عليه، كما قال في الحديث "وينزل الجهل". وضبطناه على أبي بحر "يُلقَّى" مشدد القاف، بمعنى يُعطى ويُستعمل به الناس ويُخلقوا به". وقال الحافظ في الفتح (10: 383): "واختلف في ضبط "يلقى": فالأكثر على أنه بسكون اللام، أبي يوضع في القلوب فيكثر، وهو على هذا بالرفع، [يعني: الشحُّ]. وقيل: بفتح اللام وتشديد =

7187 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزهري عن سعيد بن المُسَيّب وعن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن أنهما حدثاه عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا الإمامُ: {غَيْرِ الْمَغْضوب عَليهِمْ ولا الضّالّينَ} فقولوا: آمين، فإن الملائكة يقولون: آمين، وإن الإمامَ يقول: آمين، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". 718* - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهري عن سعيد بن

_ = القاف، أي يُعطى القلوبُ الشحَّ، وهو على هذا بالنصب. حكاه صاحب المطالع". ثم نقل الحافظ ملخص كلام الحميدي، ثم قال: "وقد ذكرت توجيه القاف". والحرف قد ضبط في الأصول الموثقة للصحيحين بسكون اللام وتخفيف القاف. كما في النسخة اليونينية من البخاري (8: 14، و 9: 48 من الطبعة السلطانية)، وكما في النسخة المطبوعة بالأستانة من صحيح مسلم سنة 1333 (8: 59). فقد ضبطه الرواة إذن، كما في هذه المراجع، وكما نقل القاضي عياض والحافظ ابن حجر. وأن لا يصل هذا إلى الحميدي ولا يعلمه، لا ينفي أنه كان ولم يتصل به علمه. وقوله "أيما يا رسول الله"، في رواية البخاري "يا رسول الله، أيما هو". وقال الحافظ (13: 11): "هو بفتح الهمزة وتشديد الياء الأخيرة بعدها ميم خفيفة، وأصله: أي شيء هو؟، ووقعت للأكثر [يعني من رواة البخاري] بغير ألف بعد الميم. وضبطه بعضهم بنخفيف الياء، كما قالوا "أيش" في موضع: أي شيء هو". (7187) إسناده صحيح، ورواه النسائي (1: 147)، من طريق يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، ولم يذكر أبا سلمة. ورواه مالك في الموطأ (ص 87) عن الزهري عن ابن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة، مختصراً، بلفظ: "إذا أمن الإِمام فأمنوا" إلخ. ورواه الشيخان وغيرهما من طريق مالك. انظر المنتقى (903، 904). وأشار الحافظ في الفتح (2: 218 - 219) إلى رواية معمر هذه. (7188) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 25)، من طريق عبد الأعلى وعبد الرزاق، كلاهما. عن معمر، بهذا الإِسناد. ورواه قبل ذلك وبعده، من أوجه أخر عن أبي هريرة. ورواه =

المسيّب عن أبي هريرة، [قال]،: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -في: "من صلى على جَنازة فله قيراط، ومن انتظر حتى يُفرَغَ منها فله قيراطان"، قالوا: وما القيراطان؟، قال: "مثل الجبلين العظيمين". 7189 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة: أن رجلاً من بني فَزار أتي النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ امْرَأَتَهُ وَلَدَتْ غُلاَماً أَسْوَدَ. وَكَأَنَّهُ يُعَرِّضُ أَنْ يَنْتَفِىَ مِنْهُ!. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "أَلَكَ إِبِلٌ؟ "، قَالَ نَعَمْ، قَالَ "مَا أَلْوَانُهَا؟ "، قَالَ حُمْرٌ، قَالَ "فِيهَا ذَوْدٌ أَوْرَقُ؟ ". قَالَ نَعَمْ فِيهَا ذَوْدٌ أَوْرَقُ. قَالَ "وَمِمَّا ذَاكَ؟ "، قَالَ: لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ"، قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "وَهَذَا لَعَلَّهُ يَكُونُ نَزَعَهُ عِرْقٌ". 7190 - حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئْب عن الزُّهري عن سعيد ابن المسيّب عن أبي هريرة: أن أعرابيًا من بني فَزَارَة صاح بالنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن امرأتي ولدتْ غلاماً أسود، فذكَر معناه. 7191 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهري عن سعيد بن

_ = البخاري (1: 100، و3: 158 - 159)، من أوجه عنه أيضاً. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر (4453، 6305)، وما أشرنا إليه من الروايات هناك. كلمة [قال] الأولى، لم تذكر في (ح)، وزدناها من (ك م). (7189) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى (3786). و"الذود"، بفتح الذال المعجمة وسكون الواو وآخره قال مهملة، من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع. وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. و"الأورق": الأسمر. وقوله "نزعه عرق"، قال القاضي عياض في المشارق (2: 9): "أي جذبه إلى الشبه بمن خرج شبيهًا له". (7190) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (7191) إسناده صحيح، ورواه البخاري (3: 51 - 52)، ومسلم (1: 392)، وأبو داود (2033/ 2: 616 عون المعبود)، ثلاثتهم من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري. ورواه =

المسيّب عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تشَدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاث مساجد: إلى المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". 7192 - حدثنا عبد الأعلى حدثنا مَعْمَر عن الزُّهري عن سعيد عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "مَثَل المؤمن مَثَل الزرْع، لا تِزال الريح تمِيله، وِلا يزِالِ المؤمن يصيبه النبلاء، ومَثَل المنافق كشجرة الأرْزة، لا تَهْتزُّ حتى تُستحصد". 7193 - حدثنا عبد الأعلى عن مَعْمَر عن الزُّهري عن سعيد عن

_ = مسلم أيضاً من طريق عبد الأعلى عن معمر عن الزهري. ونسبه المنذري أيضاً (1950) للنسائي وابن ماجة. قوله "لا تشد الرحال": قال الحافظ في الفتح: "بضم أوله، بلفظ النفي، والمراد النهي عن السفر إلى غيرها. قال الطيبي: هو أبلغ من صريح النهي، كأنه قال: لا يستقيم أن يقصد بالزيارة إلا هذه البقاع، لاختصاصها بما اختصت به. والرحال، بالمهملة: جمع رحل، وهو للبعير كالسرج للفرس. وكنى بشد الرحال عن السفر؛ لأنه لازمه. وخرج ذكرها مخرج الغالب في ركوب المسافر، وإلا فلا فرق بين ركوب الرواحل والخيل والبغال والحمير والمشي، في المعنى المذكور. ويدل عليه ترله في بعض طرقه: إنما يسافر، أخرجه مسلم من طريق عمران بن أبي أويس عن سليمان الأغر عن أبي هريرة". (7192) إسناده صحيح، ورواه مسلم (2: 345)، من طريق عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. ورواه أيضاً من طريق عبد الرزاق عن معمر. وستأتى رواية عبد الرزاق (7801). ورواه البخاري، مطولاً، بمعناه (930:1، و377:13)، من طريق هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. وسيأتي من هذا الوجه أيضًا (10785). "الأرزة": قال ابن الأثير: "بسكون الراء وفتحها: شجرة الأرزن، وهو خشب معروف. وقيل: هو الصنوبر. وقال بعضهم: هي الآرزة، بوزن فاعلة. وأنكرها أبو عبيد". وفي اللسان: "قال أبو عبيدة: الاً رزة، بالتسكين: شجر الصنوبر، والجمع: أرْز". (7193) إسناده صحيح، وهو ثلاثة أحاديث بإمشاد واحد. فلذلك فصلنا بينها بتكرار الرقم فالأول منها، في ترك المدينة آخر الزمان، رواه البخاري (4: 77 - 78)، من طريق =

أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، لاَ يَغْشَاهَا إِلاَّ الْعَوَافِي"، قَالَ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ، "وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ، يَنْعِقَانِ لِغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَاهَا وُحُوشاً، حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ حُشِرَا عَلَى وُجُوهِهِمَا، أَوْ "خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا".

_ = شُعيب عن الزهري، بهذا الإِسناد، نحوه. ورواه مسلم (1: 391)، من طريق عقيل بن خالد عن الزهري. وروى مالك في الموطأ (ص 888) بعض معناه، عن ابن حماس عن عمه عن أبي هريرة. قوله "على خير ما كانت": قال الحافظ (4: 78 - 79): "أنكر ابن عمر على أبي هريرة تعبيره في هذا الحديث بقوله "خير ما كانت"، وقال: إن الصواب "أعمر ما كانت". أخرج ذلك عمر بن شبة في أخبار المدينة، من طريق مساحق ابن عمرو: أنه كان جالسًا عند ابن عمر، فجاء أبو هريرة، فقال له: لم تردّ علي حديثي؟، فوالله لقد كنت أنا وأنت في بيت، حين قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: يخرج منها أهلها خير ما كانت، فقال ابن عمر: أجل، ولكن لم يقل "خير ما كانت"، إنما قال "أعمر ما كانت"، ولو قال "خير ما كانت" لكان ذلك وهو حيّ وأصحابه، فقال أبو هريرة: صدقتَ والذي نفسي بيده". ولست أعرف إسناد عمر بن شبة الذي رواه به، إذ لم يكشف عنه الحافظ. ولكني أرى أن المعنى قريب، وأن المراد: خير ما كانت في العمران والرفاهية، بمعنى ما قال ابن عمر. فاللفظان متقاربان. والقرينة واضحة أن هذا يكون في آخر الزمان، لقوله في الحديث: "وآخر من يحشر راعيان". فهذا من أعلام النبوة، مما أطلع الله عليه نبيه، مما سيكون عند انتهاء الدنيا. "العوافي": جمع "العافي" و"العافية"، وهو كل طالب رزق، من إنسان أو بهيمة أو طائر. ونقل الحافظ في الفتح عن ابن الجوزي، قال: "اجتمع في العوافي شيئان: أحدهما أنها طالبة لأقواتها، من قولك "عفوت فلانًا أعفوه، فأنا عاف، والجمع عفاة"، أي أتيت أطلب معروفه. والثانى من العفاء، وهو الموضع الخالي الذي لا أنيس به، فإن الطير والوحش تقصده، لأمنها على نفسها فيه". وقوله "ينعقان لغنمهما": النعيق: دعاء الراعي الشاء والصياح بها وزجرها، يكون ذلك في الضأن والمعز. وأكثر ما يستعمل بالباء، يقال "نعق الراعي بالغنم". ولكنها ثابتة هنا باللام بدل الباء، في (ح م)، وفي (ك) ونسخة بهامش (م) "بغنمهما". وهي الموافقة لرواية =

7193 م 1 قال: "وَمَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ". 7193 م 2: "وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَيُعْطِي الله عَزَّ وَجَلَّ". 7194 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا هشام بن حسان

_ = الصحيحين، ولكن قد مضي استعمالها باللام أيضاً، في الحديث (2313): "ولا ينعق بعضكم لبعض". وقوله "فيجداها"، كذا ثبت في الأصول الثلاثة بحذف النون. وفي رواية الصحيحين "فيجدانها". (7193 م 1) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. هذا اللفظ شهور ثابت من حديث معاوية، رواه الشيخان وابن حبان في صحيحه، كما خرجناه هناك (رقم 89). وقد مضي أيضاً من حديث ابن عباس (2791). وأما من حديث أبي هريرة، فقد رواه ابن ماجة (1: 49)، من طريق عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1: 121)، وقال: "رواه الطبراني في الصغير، ورجاله رجال الصحيح". ويستدرك عليه، أولاً: أنه ليس من الزوائد، إذ رواه ابن ماجة. وثانيًا: أنه قصر، فلم ينسبه للمسند. وأشار الترمذي بقوله "وفي الباب"، إلى حديث أبي هريرة: هذا (3: 369). (7193 م 2) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وروى البخاري معناه (6: 152 - 153)، من رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة، بلفظ: "ما أعطكم ولا أمنعكم، إنما أنا قاسم، أضع حيث أمرت". قال الحافظ: "وقد أخرجه أبو داود من طريق همام عن أبي هريرة، بلفظ: إنْ أنا إلا حازن". (7194) إسناداه صحيحان، رواه أحمد عن محمَّد بن جعفر غندر، وعن يزيد بن هرون، كلاهما عن هشام بن حسان. "القردوسي": بضم القاف وسكون الراء وضم الدال المهملة وبعد الواو سين مهملة، نسبة إلى "القراديس"، وهم بطن من الأزد، نزلوا البصرة، فنسبن المحلة إليهم، ونسب هشام بن حسان إلى المحلة. انظر اللباب لابن الأثير (2: 252). وهذا الحديث قد ورد عن أبي هريرة من أوجه مختلفة، وبأسانيد كثيرة. مطولاً ومختصراً. فرواه أحمد في المسند أكثر من ثلاثين مرة. ورواه مالك في الموطأ (ص 310) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وسيأتي في المسند من طريق مالك (10000، 10704). ورواه البخاري (4: 87 - 91)، من طريقه. ورواه مسلم (1: =

الفُرْدُوسي، ويزيد بن هرون قال: أخبرنا هشام عن محمَّد بن سيرين عن أبي هِريرة عنِ النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "الحسنة بعشر أمثالها، والصومُ لي وأنا أجْزي به، يَذر طعامه وشرابَه بِجَرَّاي"، قال يزيد: "من أجلي، الصوم لي وأنا أجْزي به، ولخُلُوف فَمِ الصائم عند الله أطيَب من ريح الِمسْك". 7195 - حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا هشام عن محمَّد عن

_ = 316 - 317)، بأسانيد كثيرة. وقد مضى بعض معناه (7174)، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، معًا. ومضى نحو معناه (4256)، من حديث ابن مسعود، بإسناد ضعيفٌ. ومن أول قوله "والصوم لي وأنا أجزي به" لآخره-: حديث قدسي. ولم ينص على ذلك في هذه الرواية، لظهوره، وأن ليس ذلك موضع اشتباه. وكذلك جاء في رواية مالك، فقال الحافظ في الفتح: "ولم يصرح بنسبته إلى الله، للعلم به، وعدم الإشكال فيه". ثم أشار إلى كثير من رواياته التي فيها التصريح بأنه "يقول الله عز وجل". وقوله "بجراي": بفتح الجيم وتشديد الراء ولعد الألف ياء مفتوحة، أي: من أجلي، كما في رواية يزيد بن هرون التي فصلها أحمد فيه. ويجوز همزها أيضاً "بجرائي"، وبذلك ضبطت في (ك). وفي اللسان (5: 199): "وفعلتُ ذلك من جَرِيرَتك، ومن جرَّاكَ، ومن جرَّائك: أي من أجلك". وفيه أيضاً (5: 200): "وربما قالوا: مِن جَرَاك، غير مشدَّد. ومن جَرَائك، بالمدّ، من العتلّ". (7195) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 48)، مختصراً قليلاً، من طريق أبي خالد الأحمر عن هشام، وهو ابن حسان، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري (13: 391)، مختصراً أيضاً، من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم (1: 47)، من هذا الوجه. ولكن أوله في رواية الأعرج: "قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوا عليه"، إلخ بمعناه، واللفظ لمسلم. ورواه مسلم أيضاً (1: 47 - 48)، مطولاً ومختصرًا، من وجهين آخرين عن أبي هريرة. ونقل السيوطي في الدر المنثور (3: 65) أول هذا الحديث، بلفظ مقارب لرواية المسند هنا، ونسبها لابن مردويه فقط!، وقد مضى نحو معناه، من حديث ابن عباس، مطولاً ومختصراً (2001، 2519، 2828،3402). =

أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِمِائَةٍ، وَسَبْعِ أَمْثَالِهَا، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ". 7196 - حدثنا عبد الوهاب الثَّقَفي حدثنا خالد عن محمَّد عن

_ = وقوله "إلى سبعمائة، وسبع أمثالها"، لم يذكر في رواية مسلم كلمة "وسبع أمثالها". وهي ثابتة في القطعة التي نقلها السيوطي. وهي ثابتة أيضاً في حديث لأبي ذر، نقله الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 145)، وهو بنحو حديث أبي هريرة هذا، وقال: "رواه الطبراني في الصغير، ورواته ثقات". وأصل حديث أبي ذر في صحيح مسلم (2: 309) بلفظ آخر. وقوله في آخره "فإن لم يعملها لم تكتب عليه"، هكذا ثبت في الأصول، وهو مكرر المعنى بما قبله فيه. وكلمة "تكتب" بالتاء في أولها في (ك م)، وفي (ح) "يكتب"، وما في المخطوطتين أجود وأصح. (7196) إسناده صحيح، عبد الوهاب الثقفي: هو عبد الوهاب بن عبد المجيد، سبق توثيقه (1616)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الصغير (ص 218)، وابن سعد في الطبقات (7/ 2/44)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/ 71). خالد: هو ابن مهران الحذاء. محمَّد: هو ابن سيرين. والحديث رواه البخاري (6: 251)، من طريق وُهَيْب عن خالد الحذاء. ورواه مسلم (2: 292)، من طريق عبد الوهاب الثقفي، شيخ أحمد هنا، بهذا الإِسناد. ثم رواه من طريق هشام، وهو ابن حسان، عن ابن سيرين، بنحوه. "الفار": ثبت في كثير من نسخ اليونينية بغير همزة، كما ذكر بهامش الطبعة السلطانية (4: 128). ولكن ضبطه الحافظ وتبعه القسطلاني بسكون الهمزة. وفي المصباح: "والفأرة: تهمز ولا تهمز، وتقع على الذكر والأنثي، والجمع: فأر، مثل: تمرة وتمر". والظاهر عندي أن أصلها عدم الهمز، ففي اللسان: "وعقيل تهمز الفأرة، والجؤنة، والمؤسي، والحؤت". وقول أبي هريرة في آخر الحديث أتقرأ التوراة"- هكذا ثبت في الأصول الثلاثة هنا "تقرأ" بالتاء المثناة واضحة النقط، وهو غير مستقيم المعنى مع =

أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَمْ يُدْرَ مَا فَعَلَتْ وَإِنِّى لاَ أُرَاهَا إِلاَّ الْفَأْرَ أَلاَ تَرَوْنَهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الإِبِلِ لاَ تَشْرَبُ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْهُ؟ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ كَعْباً فَقَالَ: سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ لِى ذَلِكَ مِرَاراً فَقُلْتُ: أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟!. 7197 - حدثنا عمرو بن الهيثم بن قَطَن، وهو أبو قطن حدثنا هِشَام عن قتادة

_ = السياق. ولعل صوابه "نقرأ" بالنون، يريد نفسه. ويؤيده أن رواية مسلم من طريق عبد الوهاب الثقفي: "أأقرأ التوارة"؟!، وروايته من طريق هشام بن حسان: "أفأنزلت عليّ التوراة"؟!، ورواية البخاري: "أفأقرأ التوراة؟! ". وقال الحافظ: "هو استفهام إنكاري ... وفيه: أن أبا هريرة لم يكن يأخذ عن أهل الكتاب، وأن الصحابي الذي لا يكون كذلك إذا أخبر بما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه -: يكون للحديث حكم الرفع. وفي سكوت كعب عن الرد على أبي هريرة دلالة على تورعه. وكأنهما جميعًا لم يبلغهما حديث ابن مسعود، قال: وذكر عند النبي -صلي الله عليه وسلم -القردة والخنازير، فقال: إن الله لم يجعل للمسخ نسلا ولا عقباً، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك. وعلى هذا يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا أراها إلا الفار. وكأنه كان يظن، ثم أُعلم بأنها ليست هي". وحديث ابن مسعود- الذي أشار إليه الحافظ- حديث صحيح، رواه مسلم (2: 303). وقد مضى في مسنده مرار (3700، 3925، 4119، 4120، 4254، 4441). وما قاله الحافظ في تأويل هذا الحديث نفيس ودقيق. (7197) إسناده صحيح، هشام: هو الدستوائي. أبو رافع: هو الصائغ، نفيع بن رافع. والحديث رواه البخاري (1: 337 - 338)، من طريق معاذ بن فضالة وأبي نعيم، كلاهما عن هشام، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم (1: 106) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة ومطر عن الحسن. وقول أبي قطن: "قال: في الكتاب مرفوع": هو حكايته لقول هشام الدستوائي. يريد هشام به توثيق رفع الحديث إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - وتوكيده، من حفظه ومن كتابه. وقوله "بين شعبها الأربع": قال ابن الأثير: "هي اليدان والرجلان، وقيل: الرجلان والشُّفران، فكنى بذلك عن الجماع". وقال ابن دقيق العيد في شرح العمدة (1: 104 - 105): "والأقرب عندي أن يكون المراد اليدين والرجلين، أو =

عن الحسن عن أبي رافعِ عن أبي هريرة، قالِ أبو قطن: قال: في الكتاب مرفوعٌ: "إذا جَلَس بين شعبِها الأربع، ثم جَهَدها، فقد وجب الغسل". 7198 - حديث عمرو بن الهيثم حدثنا ابن أبي ذئب عن عَجْلانَ

_ = الرجلين والفخذين، ويكون الجماع مكنيًا عنه بذلك، ويكتفى بما ذكر عن التصريح". وقوله "ثم جهدها": قال ابن الأثير: "أي دفعها وحفزها، يقال: جهد الرجل في الأمر، إذا جدَّ فيه وبالغ". وقال ابن دقيق العيد: "وهذا أيضاً لا يراد حقيقته، وإنما المقصود منه وجوب الغسل بالجماع وإن لم ينزل. وهذه كلها كنايات، يكتفى بفهم المعنى منها عن التصريح". (7198) إسناده صحيح، عجلان: هو المدني مولى المشمعل، بضم الميم وسكون الشين المعجمة وكسر العين المهملة وتشديد اللام، وعجلان هذا: ثقة، ترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/61) فلم يذكر فيه جرحاً، وكذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2 /18)، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي: "ليس به بأس". وفي التهذيب (7: 162) أنه يقال فيه: "عجلان مولى حكيم"، ويقال: "مولى حماس". وعندي أن هذا خطأ ممن قاله. فقد اقتصر البخاري وابن أبي حاتم على أنه "مولى المشمعل"، وصرح بذلك أيضاً ابن أبي ذئب الراوي عنه، ففي حديث آخر رواه عنه، سيأتي (7866): "ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل"، وفي حديث ثالث، سيأتي أيضاً (9528): "ابن أبي ذئب قال: حدثني عجلان مولى المشمعل". ويشتبه "عجلان" هذا بتابعى آخر أقدم منه، يروي عن أبي هريرة وغيره، وهو "عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة المدني". وهو والد "محمَّد بن عجلان"، خصوصاً وأن محمَّد ابن عجلان روى عن أبيه عن أبي هريرة نحو هذا الحديث، كما سيأتي في التخريج، إن شاء الله. وقد شرح ابن أبي ذئب نفسه، بأن هذا غير ذاك: ففي الكبير للبخاري: "قال يحيى القطان: سألت ابن أبي ذئب: أهو أبو محمَّد؟، فقال: لا". وقال آدم بن أبي إياس: عن ابن أبي ذئب حدثنا عجلان أبو محمَّد"، كما حكاه عنه البخاري. وهذا وهم من آدم، كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه: "قال يحيى بن سعيد القطان: سألت ابن أبي ذئب: أهو أبو محمَّد بن عجلان؟، فقال: لا. وقال آدم بن أبي إياس: حدثنا ابن أبي =

عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إني أنظْرُ"، أو "إني لأنطرُ ما ورائي،

_ = ذئب قال: حدثنا عجلان أبو محمَّد بن عجلان. ووهم فيه آدم". قال الحافظ في التهذيب: "يعني أن ابن أبي ذئب لم يلق عجلان والد محمَّد". والحديث سيأتي أيضاً، من رواية هاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب (8238)، ومن رواية يزيد بن هرون عن ابن أبي ذئب (10572)، بهذا الإِسناد. ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه، ولا بهذا اللفظ، كما استيقنت بعد التتبع والبحث، وكما يدل عليه نص التهذيب في ترجمة عجلان مولى المشمعل على أن له حديثًا واحداً في النهي عن مسابة الصائم، عند النسائي فقط. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2: 89)، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات" فقصَّر جداً، إذ لم ينسبه للمسند، وهو فيه بثلاثة أسانيد، كما ذكرنا. ورواه أحمد أيضاً، بنحوه (8914)، عن قتيبة عن الليث بن سعد عن ابن عجلان [وهو محمَّد بن عجلان] عن أبيه عن أبي هريرة: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال للناس: أحسنوا صلاتكم، فإني أراكم من خلفي، كما أراكم أمامي". وهذا إسناد صحيح أيضاً. وقد قصر الحافظ الهيثمي مرة أخرى، إذ لم يشر عند رواية البزار التي ذكرها- إلى أن أصل الحديث في الصحيحين، كعادته في ذلك: ففي الموطأ (ص 167):"مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أتَرون قبلتي ها هنا؟، فوالله ما يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري". وهذا الحديث سيأتي في المسند (8011، 8864)، من طريق مالك. ورواه البخاري (1: 430، و2: 187)، ومسلم (1: 126)، كلاهما من طريق مالك أيضاً. وسيأتي بعضه مختصراً (8756)، من رواية سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج. وسيأتي أيضاً بأطول مما هنا، في قصة (9795)، من رواية محمَّد بن إسحق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. ورواه مسلم بنحوه (1: 126)، من رواية الوليد بن كثير عن سعيد المقري عن أبيه عن أبي هريرة. وقوله "إني لأنظر ما ورائي" إلخ: قال الحافظ في الفتح (1: 430): "الصواب المختار أنه محمول على ظاهره، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاصّ به، صلى الله عليه وسلم، انخرقت له فيه العادة ... ثم ذلك الإدراك: يجوز أن يكون برؤية عينه، انخرقت له العادة فيه أيضاً، فكان يرى بها من غير مقابلة، لأن الحق عند أهل السنة: أن الرؤية لا =

كما انظر إلى ما بين يديَّ، فَسَوُّوا صفوفَكم، وأَحْسِنُوا ركوعَكم وسجودَكم". 7199 - حدثنا عمرو بن الهَيثم حدثنا هشام عن يحيِى عن أبي سَلَمة عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تَقَدَّموا بين يَدي رمضان بيومٍ ولا يومين، إلا رجلاً كان يصوم صوماً، فلْيَصُمْه". 7200 - حدثنا محمَّد بن أبي عَدِيّ عن ابن عَوْن عن محمَّد

_ = يشترط لها عقلا عضو مخصوص، ولا مقابلة، ولا قرب، إنما تلك أمورعادية، يجوز حصول الإدراك مع عدمها عقلاً، ولذلك حكموا بجواز رؤية الله تعالى في الدار الآخرة، خلافاً لأهل البدع، لوقوفهم مع العادة". وهذا هو الحق لا مرية فيه. (7199) إسناده صحيح، هشام: هو الدستوائي. يحيى هو ابن أبي كثير. والحديث رواه الجماعة، كما في المنتقى (2258). وهو في البخاري (4: 109)، ومسلم (1: 299). (7200) إسناده صحيح، محمَّد بن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، اسم أبيه "إبراهيم، وكنيته "أبو عدي"، كما جزم بذلك ابن سعد في الطبقات (7/ 2/ 46)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/186). وقد سبق توثيقه (591)، ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير (1/ 1/ 23)، وقال ابن سعد: "وكان ثقة، ومات بالبصرة سنة 194، في خلافة محمَّد بن هرون". ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، سبق توثيقه (1826)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات (7/ 2/ 24 - 30)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 2/ 130 - 131). محمَّد: هو ابن سيرين - والحديث رواه البخاري (1: 469)، من طريق ابن شميل عن ابن عون، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم (1: 160)، من طريق سفيان بن عيينة، ومن طريق حمّاد، كلاهما عن أيوب عن ابن سيرين. ورواه مالك في الموطأ (ص 93) عن أيوب. ورواه البخاري (3: 78)، من طريق مالك، إلا أن رواية مالك لم يذكر فيها قوله ابن سيرين في آخره: "نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم". ورواه أصحاب الكتب الستة من أوجه كثيرة، مطولاً ومختصراً، انظر البخاري (3: 79 - 81، و 10: 390)، ومسلم (1: 160)، وأبا داود (1008 - 1016/ 1: 385 - 389 عون المعبود)، والترمذي (1: 307)، والنسائي (1: 181 - 813)، وابن ماجة (1: 189 - 190). وقول =

عن أبي هريرة، قال: صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إحدى صلاتَي العشِيّ، قال: ذكرها أبو هريرة ونَسيَها محمَّد، فصلى ركعتين ثم سلم، وأتى خشبةً معروضة في المسجد، فقال بيده عليها، كأنه غضبان، وخرجت السَّرَعَانُ من أبواب المسجد، قالوا: قُصرَت الصلاةُ، قال: وهي القومِ أبو بكر وعمر، فهاباه أن يكلّماه، وفيِ الَقوم رجل في يديه طُول، يُسَمَّى: ذا اليدَيْنِ، فقال: يا رسول الله، أَنَسيت أم قَصرت الصلاة؟، فقال: "لم انْس ولم تقصر الصلاة"، قال: "كما يقولَ ذُو اليدين؟ "، قالوا: نعم، فجاء فصلى الذي تَرك، ثم سلم،

_ = محمَّد بن سيرين في آخر الحديث، ظاهر الانقطاع، لقوله "نبئت عن عمران بن حصين"، ولكنه جاء موصولا من طريقه: فرواه أبو داود (1039/ 1: 401 - 402 عون المعبود)، والترمذي (1: 304 - 305)، والنسائي (1: 813)، والحاكم بإسنادين (1: 323) والبيهقي (2: 354 - 355)، كلهم من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني عن محمَّد بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال الترمذي أيضاً: "روى محمَّد بن سيرين عن أبي المهلب، وهو عم أبي قلابة: غير هذا الحديث، وروى محمَّد هذا الحديث عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب". يريد الترمذي بهذا الإشارة إلى أن ابن سيرين نزل في إسناده في هذا الحديث. فهو يروي عن أبي المهلب مباشرة، ولكنه رواه عنه بواسطتين. ونسبه الحافظ في الفتح (3: 79) لابن حبان، ونقل عنه أنه قال: "ما روى ابن سيرين عن خالد غير هذا الحديث". وقال الحافظ: "وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر". وقال أيضاً (1: 469): "ووقع لنا عاليًا في جزء الذهلي. فظهر أن ابن سيرين أبهم ثلاثة. وروايته عن خالد من رواية الأكابر عن الأصاغر". وسيأتي حديث عمران بن حصين في مسنده (4: 427، 440 - 441 ح)، ولكن من غير طريق ابن سيرين. وقد مضت إشارة إلى حديث أبي هريرة هذا، ضمن مسند عبد الله بن عمر، رواه هناك الإمام أحمد (4951) عن حمّاد بن أسامة عن هشام بن =

ثم كبر فسَجَد مثل سجوده أوأطول، ثم رفع رأسه وكبّر، قال: فكان محمَّد يسأل: ثم سلم؟، فيقول: نُبئت أن عِمران بن حُصَين قال: ثم [سلم]. 7201 - حدثنا محمَّد بن أبي عَدِيّ عن ابن عَون عن محمَّد

_ = حسان وابن وعون كلاهما عن ابن سيرين، ولم يذكر لفظه بتمامه. وقد ذكرنا هناك أننا لم نجده في المسند، من رواية هشام بن حسان عن ابن سيريِن، إلا في ذلك الموضع. فيستفاد منه. وانظر ما مضى في مسدن ابن مسعود (4076، 4170، 4431). قوله "إحدى صلاتي العشي": قال ابن الأثير: يريد صلاة الظهر أو العصر؛ لأن ما بعد الزوال إلى المغرني عيسى. وقيل: العشى من زوال الشمس إلى الصباح". "السرعان"، بفتح السين والراء: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون عليه بسرعة. ويجوز تسكين الراء. قاله ابن الأثير. وقوله "قصرت الصلاة"، قال النووي في شرح مسلم (5: 68): "بضم القاف وكسر الصاد، وروي بفتح القاف وضم الصاد، [يعني بالبناء للمجهول، وبالبناء للمعلوم]. وكلاهما صحيح، ولكن الأول أشهر وأصح". وضبط في اليونينية من البخاري بالوجهين، وذكر القسطلاني (1: 376)، أنه بالبناء للمفعول "عُزي لأصل الحافظ المنذري". ورجع الحافظ في الفتح (3: 80) هذا أيضاً. "ذو اليدين": هو السلمي، قال الحافظ في الإصابة (2: 179): "يقال: هو الخرباق. وفرق بينهما ابن حبان". وستأتى هذه القصة من روايته في المسند (16776، 67717). وانظر شرح الحديث وفقهه في شرح العمدة (1: 249 - 260). وكلمة [سلم] في آخر الحديث، سقطت من (ح)، وهو خطأ مطبعي ظاهر، صححناه من (ك م). (7201) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 30)، من طريق ابن أبي عدي وإسحق الأزرق، كلاهما عن ابن عون عن ابن سيرين، وأحال لفظه على الرواية قبله: من طريق حمّاد ابن زيد عن أيوب عن ابن سيرين. ثم رواه بنحوه من أوجه مختلفة. ورواه البخاري (8: 77)، والترمذي (4: 377 - 378)، من أوجه أخر. حرف الواو، في قوله و"الفقه"، سقط من (ح)، وهو خطأ مطبعي. وأثبتناه من (ك م). وقوله "يمان" و"يمانية": هما =

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أتاكم أهل اليمن، هم أرَقّ أفئدة، الإيمان يَمان، والحكمة يمانية، [و] الفقه يمان". 7202 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن ابن عَون عن محمَّد عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "ليس أحد منكم يُنْجيه عملُه"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟، قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني ربي [منه] بمغفرة ورحمة، ولا أنا، إلا أن يتغمدني ربي منه بمغفرة ورحمة"، مرتين أو ثلاثاً. 7203 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن شُعبة عن العلاء، ومحمد بن

_ = بفتح الياء وتخفيف الميم، ولتخفيف الياء الأخيرة في الثاني. وفي اللسان (17: 357): "وقولهم "رجل يمان" منسوب إلى اليمن، كان الأصل "يمني" فزادوا ألفاً وحذفوا ياء النسبة. وكذلك قولهم "رجل شآم" كان في الأصل "شأميّ" فزادوا ألفًا وحذفوا ياء النسبة. و "تِهامةُ"، كان في الأصل "تَهَمَة" فزادوا ألفا، وقالوا "تَهام". قال الأزهري: وهذا قوله الخليل وسيبويه. قال الجوهري: اليمن، بلاد للعرب، والنسبة إليها "يمنيّ" و "يمان" مخففة، والألف عوض من ياء النسب، فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول "يمانيّ" بالتشديد". (7202) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 347)، عن محمَّد بن المثنى عن ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد. ورواه قبله وبحده، بنحوه، من طرق متعددة عن أبي هريرة. ورواه البخاري بنحوه مطولاً، من وجهين آخرين عن أبي هريرة (10: 109 - 110، و11: 252 - 255). ومعناه ثابت أيضاً من حديث عائشة، عند البخاري (11: 256)، ومسلم (1: 347 - 248). وانظر الترغيب والترهيب (4: 200). قوله "يتغمدني ربي بمغفرة": قال ابن الأثير: "أي يلبسنيها ويسترني بها، مأخوذ من غمد السيف، وهو غلافه، يقال: غمدت السيف وأغمدته". (7203) إسناداه صحيحان، ورواه مسلم (2: 283 - 284)، من طريق إسماعيل بن جعفر. والترمذي (3: 292)، من طريق الدراوردي، كلاهما عن العلاء، وهو ابن عبد الرحمن مولى الحرقة، بهذا الإِسناد، نحوه. قال الترمذي: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح". وانظر ما مضى في مسند عثمان بن عفان (رقم 520). والترغيب =

جعفر قال حدثنا شُعبة قال سمعت العلاء، يحدث عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لَتُؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقتص للشاة الجَمّاء من الشاة القَرناء تنَطحها"، وقال ابن جعفر، يعني في حديثه، يقادَ للشاة الجَلحاء". 7204 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن شّعبة عن العلاء، ومحمد بن جعفر حدثنا شُعبة قال: سمعت العَلاء، يحدث عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المُستَبّان ما قالا فعلى البادى، ما لم يَعْتَدِ المظلوم". 7205 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن شُعبة عن العلاء عن أبيه عن

_ = والترهيب (4: 201). "الجمّاء" التي لا قرن لها. وكذلك "الجلحاء". و"القرناء": ذات القرن. وقوله في آخره "قال ابن جعفر": هو محمَّد بن جعفر، غُنْدَر، شيخ أحمد في الإِسناد الثاني. ووقع في الأصول الثلاثة "قال أبو جعفر"، وهو خطأ قديم من الناسخين، ورأينا وجوب تصحيحه، إذ ليس في رجال الإسنادين من كنيته "أبو جعفر". (7204) إسناداه صحيحان، ورواه البخاري في الأدب المفرد (62 - 63)، ومسلم (2: 285)، كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو داود (4894 - 4: 425 عون المعبود)، من طريق الدراوردي. والترمذي (3: 139)، من طريق الدراوردي أيضًا، كلاهما عن العلاء، بهذا الإسناد، نحوه، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وهو في الترغيب والترهيب (3: 285). "المستبان"، بتشديد الباء: من السباب والشتم. "ما لم يعتد"، في (ك) "ما لم يعتدي" بإثبات الياء في آخر الفعل. (7205) إسناداه صحيحان، ورواه مسلم (2: 285)، من طريق إسماعيل بن جعفر. والترمذي (3: 155)، من طريق الدراوردي، كلاهما عن العلاء، بهذا الإسناد، نحوه. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وهو في الترغيب والترهيب (2: 20)، وقال: "رواه مسلم والترمذي ورواه مالك مرسلا". وقوله في آخر الحديث "ولا تواضع"، هكذا ثبت في الأصول الثلاثة، بحذف باقي الكلام. وبهامش (م): "هكذا في نسختين، =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: ومحمد بن جعفر حدثنا شُعبة قال: سمعت العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ما نقصت صدقة من مال، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله عزًا، ولا تواضَعَ". 7206 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن شُعبة عن العلاء، وابنُ جعفر

_ = بالاقتصار على قوله: ولا تواضع". وآخره عند مسلم والترمذي: "وما تواضع أحد لله إلا رفعه". (7206) إسناداه صحيحان، وسيأتي (7129)، من رواية الإِمام أحمد عن ابن عيينة، عن العلاء، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري (4: 266)، ومسلم (1: 472)، وأبو داود (3335 = 3: 250 عون المعبود)، والنسائي (2: 213)، كلهم من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، بلفظ: "الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة"، وفي بعض ألفاظهم "للربح"، وفي بعضها "للكسب". وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود (4049). "منفقة" إلخ: قال الحافظ في الفتح: "بفتح الميم والفاء بينهما نون ساكنة. مفعلة، من النِّفاق، بفتح النون، وهو الرواج، ضد الكساد. والسلعة، بكسر السين: المتاع. وقوله "ممحقة" بالمهملة والقاف، وزن الأول. وحكى عياض ضم أوله وكسر الحاء. والمحق: النقص والإبطال، وقال القرطبي: المحدثون يشددونها، والأول أصوب. والهاء للمبالغة، ولذلك صح خبرًا عن "الحلف". وفي مسلم "اليمين"، ولأحمد "اليمين الكاذبة" وهي أوضح". ونقل الحافظ عن مسلم لفظ "اليمين" - لم أجده في مسلم، بل لفظه "الحلف". وأخشى أن يكون هذا وهمًا من الحافظ. وقوله "قال ابن جعفر: البركة": هو موافق لرواية البخاري "للبركة". وقال الحافظ أيضاً في الفتح: "تابعه عنبسة بن خالد عن يون [يعني عن الزهري]، عند أبي داود. وفي رواية ابن وهب وأبي صفوان [يعني عن يونس عن الزهري] عند مسلم "للربح". وتابعهما أنس بن عياض عند الإسماعيلي، بلفظ "ممحقة للكسب". وتابعه ابن وهب عند النسائي. ومال الإسماعيلى إلى ترجيح هذه الرواية، وأن من رواه بلفظ "للبركة" أورده بالمعنى؛ لأن الكسب إذا محق محقت البركة. وقد اختلف في هذه اللفظة على الليث =

حدثنا شُعبة قال: سمعت العلاء، عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اليمين الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقة للكَسب". وقال ابن جعفر: "البركة". 7207 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن شُعبة عن العلاء [عن أبيه] عِن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نهى عنَ النذير، وقال: "إنه لا يقَدم شيئاً، ولكنه يستخرج من البخيل"، وقال ابن جعفر: "يستخرج به من البخيل". 7208 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن شُعبة عن العلاء عن أبيه عن

_ = [يعني راويه عن يونس عن الزهري عند البخاري]، كما اختلف على يونس". (7207) إسناده صحيح، زيادة [عن أبيه] سقطت في (م ح)، وهو خطأ بيّن من الناسخين. وهي ثابتة في (ك)، وصحيح سسلم، وغيرهما. وهي ضرورية في الإِسناد. وقوله في آخره: "وقال ابن جعفر"، يدل بإيمائه، إن لم يكن بصريحه، على أن الإمام أحمد رواه أيضاً عن محمَّد بن جعفر عن شُعبة، بهذا الإِسناد. وقد رواه مسلم (2: 12) عن محمَّد بن مثنى وابن بشار، كلاهما عن محمَّد بن جعفر عن شُعبة، به. ورواه بمعناه الجماعة إلا أبا داود، كما في المنتقى (4895). وانظر ما مضى في مسند ابن عمر (5275، 5592، 5994). (7208) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 86)، من طريق محمَّد بن جعفر عن شُعبة عن العلاء. ورواه مسلم أيضاً، والترمذي (1: 55 - 56)، كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء، بهذا الإِسناد. ورواه الترمذي أيضاً، من طريق الدراوردي عن العلاء. ورواه مالك في الموطأ (ص 161) عن العلاء، به. ورواه مسلم، والنسائي (1: 34) من طريق مالك. وقال الترمذي: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. والعلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الجهني، وهو ثقة عند أهل الحديث". وفي رواياتهم جميعًا زيادة في آخره: "فذلكم الرباط"، مرة أو مرتين أو ثلاثاً. وروى ابن ماجة (1: 85)، نحو معناه، من رواية الوليد بن رباح عن أبي هريرة. وذكر المنذري في الترغيب والترهيب (1: 97، 128) الروايتين. "الخطا"، بضم الخاء المعجمة: جمع "خطوة"، قال ابن الأثير: =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات، ويكفر به الخطايا؟، إسباغ الوضوء في المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة". 7209 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن شُعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المؤمن يغار، المؤمن يغار، والله أشد غَيرًا". 7210 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن حُمَيد عن بكر عن أبي رافع

_ = "والخطوة، بالضم: بُعد ما بين القدمين، وبالفتح المرة. وجمع "الخُطوة" في الكثرة: خُطأ، وفي القلة: خُطوات، بسكون الطاء وضمها وفتحها". (7209) إسناده صحيح، ورواه مسلم (2: 327)، من طريق محمَّد بن جعفر عن شُعبة، بهذا الإِسناد، نحوه. ورواه قبله من طريق الدراوردي عن العلاء. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود (4153). قوله "المؤمن يغار"، ذكر في (ك) مُرَّة واحدة، وذكر في (م) مرتين، وعليهما علامة الصحة. وذكر في (ح) ثلاث مرات، ولم أجد ما يؤيدها، فحذفت الثالثة. وفي صحيح مسلم: "المؤمن يغار، يغار المؤمن". ولكن "يغار المؤمن" لم تذكر في طبعة الإستانة (8: 101)، وأثبت بهامشي المخطوطتين الصحيحتين اللتين عندي: مخطوطة الشطي، ومخطوطة الشيخ عابد السندي، وكتب عليها فيهما علامة التصحيح. وقوله "والله أشدّ غيرًا" بفتح الغين المعجمة وسكون الياء، وبدون الهاء في آخره، يعني: غيرة. وفي اللسان (6: 347): "قال ابن سيده: وغارَ الرجلُ على امرأته، والمرأةُ على بعلها، تَغارُ، غَيْرَةً، وغَيْرًا، وغارًا، وغِيَارًا". (7210) إسناده صحيح، حميد: هو الطويل، وهو حميد بن أبي حميد، وهو تابعي ثقة، سبق توثيقه (2194)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/ 345 - 346)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 219)، وابن سعد في الطبقات (7/ 2/ 17). بكر هو ابن عبد الله المزني. أبو رافع: هو الصائغ، نفيع بن رافع. وفي هذا الإِسناد ثلاثة من التابعين، روى بعضهم عن بعض. والحديث رواه البخاري (1: 333 - =

عن أبي هريرة، قال: لقيتُ النبي -صلي الله عليه وسلم -وأنا جُنُب، فمشيت معه، حتى قعد، فانسللت، فأتيتُ الرَّحل، فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ "أَيْنَ كُنْتَ؟ "، فَقُلْتُ لَقِيتَنِى وَأَنَا جُنُبٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْلِسَ إِلَيْكَ وَأَنَا جُنُبٌ، فَانْطَلَقْتُ فَاغْتَسَلْتُ، فَقَالَ: "سُبْحَانَ الله!، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ". 7211 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن ابن إسحق عن محمَّد بن

_ = 334)، ومسلم (1: 111)، وأبو داود (231 - 1: 92 عون المعبود)، والترمذي (1: 116)، كلهم من حديث حميد الطويل، بهذا الإِسناد نحوه. قال الترمذي: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح". ورواه أيضاً النسائي وابن ماجة، كما قال المنذري (219). (7211) إسناده صحيح، ابن إسحق: هو محمَّد بن إسحق بن يسار صاحب السيرة، وقد فصلنا توثيقه في (4874)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/191 - 194). ووقع في الأصول الثلاثة هنا "عن أبي إسحق"، وهو خطأ ظاهر يقيناً، فليس لأحد من الرواة ممن يكنى "أبا إسحق" صلة بهذا الحديث، بل هو حديث ابن إسحق، كما يعلم من التخريج، إن شاء الله، وقد مضى مثل هذا الخطإ في إسناد الحديث (915)، ثم بان صوابه في إسناد الحديث (1333). محمَّد بن إبراهيم: هو التيمي. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. والحديث سيأتي (9224)، من رواية محمَّد بن سلمة عن ابن إسحق، بهذا الإِسناد، بلفظ "أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أخلاقا". وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 203) الروايتين، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (6504)، والاستدراك (2742). وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3: 259)، بلفظ أخلاقًا"، وقال: "رواه البزار وابن حبان في صحيحه، كلاهما من رواية ابن إسحق، ولم يصرح فيه بالتحديث". وذكره الهيثمي قبل ذلك في مجمع الزوائد (8: 22)، بلفظ "خياركم أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أخلاقًا"، مقتصراً على ذلك، دون ذكر أوله. وقال: "رواه البزار، وفيه ابن إسحق، وهو مدلس". كلمة عبد الله بن أحمد، =

إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ألا أنبئكم بخيركم؟،" قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "خياركم أطولكم أعماراً، وأحسنكم أعمالاً".

_ = في سؤال أبيه عن "العلاء وسهيل"، ثبنت في الأصول في هذا الموضع. وكان الأنسب أن تذكر عقب أحاديث العلاء، عقب الحديث (7209). ولكن هكذا كان. ووقع في (ح م) "وسهل" بدل "وسهيل"، وهو خطأ من بعض الناسخين. وصححناه من (ك). وقول عبد الله "وقدم أبا صالح على العلاء": يريد به أنه قدم رواية "سهيل بن أبي صالح عن أبيه" على رواية "العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه". وهذا هو الثابت هنا في المسند. ولكن رواية التهذيب، في ترجمة العلاء (8: 186): "قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة، لم أسمع أحدًا، ذكره بسوء. قال: وسألت أبي عن العلاء وسهيل؟، فقال: العلاء فوق سهيل". وهذه الرواية هي رواية ابن أبي حاتم عن عبد الله بن أحمد. ففي الجرح والتعديل (3/ 1/357): "أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: قال أبي: العلاء بن عبد الرحمن ثقة، لم نسمع أحدًا ذكر العلاء بسوء. قال. وسألت أبي عن العلاء وسهيل؟، فقال: العلاء فوق سهيل". ثم روى ابن أبي حاتم نحو ذلك عن حرب بن إسماعيل عن أحمد، قال: "أخبرنا حرب بن إسماعيل - فيما كتب إليّ - قال: قال أحمد بن حنبل: العلاء عندي فوق سهيل، وفوق محمَّد بن عمرو". و"حرب بن إسماعيل الكرماني" من زملاء أبي حاتم وأبي زرعة، ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2 /253)، وذكر أنه رفيق أبيه بالشأم، وأنه روى عن أحمد بن حنبل، وأنه كتب عنه أبوه أبو حاتم. وترجمه ابن عساكر (مختصر تاريخ الشأم 4: 105)، ونقل عن أبي زرعة، قال: "كان حرب من نبلاء الناس، وهو من الكُتَاب عني". ورواية ابن أبي حاتم عن عبد الله بن أحمد - عندي أرجح من الرواية التي هنا، ولعلها سهو من بعض الناسخين، خصوصًا وقد وقع فيها غلط في بعض النسخ، وأن عبارتها غير واضحة تمامًا، في قوله "وقدم أبا صالح على العلاء". ثم تأيدت رواية ابن أبي حاتم عن عبد الله عن أبيه، برواية حرب بن إسماعيل عنه.

قال أبو عبد الرحمن [هو عبد الله بن أحمد]: سألت أبي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، وسُهَيل عن أبيه؟، فقال: لم أسمع أحداً ذَكَر العلاء إلا بخير، وقدم أبا صالحع على العلاء. 7212 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن سليمان، يعني الَّتْيِمي، عن

_ (7212) إسناده صحيح، بركة: هو بركة بن العريان أبو الوليد المجاشعى، سبق توثيقه وترجمته في (2221)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1/ 432)، وروى توثيقه عن أبي زرعة. بشير بن نهيك - كلاهما بفتح أوله وكسر ثانيه - السدومي أبو الشعثاء: تابعي ثقة، وثقه العجلي والنسائي وابن سعد في الطبقات (7/ 1/ 162). وترجمه البخاري في الكبير (1/ 2/ 105)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1/ 379 - 380). وقال الحافظ في التهذيب (1: 470): "ونقل الترمذي في العلل عن البخاري أنه قال: لم يذكر سماعاً من أبي هريرة"؛ ولست أدري أنَّي هذا في كتاب العلل؟!، وقد تتبعته ما استطعت فلم أجده!. نعم، إن الحافظ عقب على هذا بأنه مردود، برواية ليحيى القطان سنذكرها، ولكن التوثق من صحة ما نقل الحافظ هو موضع النظر. فإن الترمذي روى غير ذلك في كتاب العلل في آخر السنن (4: 396)، قال: "حدثنا محمود بن غَيْلان حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز عن بشير بن نهيك، قال: كتبن كتاباً عن أبي هريرة، فقلت: أرويه عنك قال: نعم". والبخاري نفسه، قال في التاريخ الكبير، في ترجمة بشير بن نهيك: "سمع أبا هريرة. والأثر الذي رواه الترمذي، رواه ابن سعد مفصلاً، قال: "أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا عمران بن حُدير قال حدثنا أبو مجلز عن بشير بن نهيك، قال: أتيت أبا هريرة بكتابي الذي كتبته، فقرأته عليه، فقلت: هذا سمعته منك؟، قال: نعم". وهذا الإِسناد وإسناد الترمذي صحيحان، لا مطعن فيهما. ورواه أيضاً الخطيب البغدادي في كتاب الكفاية (ص 283)، من طريق أبي عاصم عن عمران بن حدير عن أبي مجلز عن بشير، قال: "كنت آتي أبا هريرة فأكتب عنه، فلما أردت فراقه أتيثه فقلت: هذا حديثك، أحدث به عنك؟ قال: نعم". والحديث سيأتي =

بَرَكَة عن بَشير بن نَهِيك عن أبي هريرة، قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمد يديه، حتى إنَي لأرى بياض إبْطَيه، وقال سليمان: يعني في الاستسقاء. 7213 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن شُعبة عن قَتادة عن

_ = أيضاً (8816)، من رواية عارم عن معتمر بن سليمان عن أبيه، بهذا الإِسناد. ورواه ابن ماجة (1: 199)، من طريق عفان عن معتمر بن سليمان عن أبيه، بهذا الإِسناد، بلفظ: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم -استسقى، حتى رأيت أو رؤي بياض إبطيه. قال معتمر: أراه في الاستسقاء". وهذه الرواية مشكلة اللفظ!، فإنه إذا قال في النص المرفوع" "استسقى"، فلا معنى بعده لقول معتمر، إذ النص الصريح لا يحتاج إلى ظن أوترجيح؛ وأخشى أن يكون قوله "استسقى" وهمَّا من أحد الناسخين لكتاب ابن ماجة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 168) بلفظ: "كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يرفع يديه في الدعاء، حتى يرى بياض إبطيه". ولم يذكر بعده كلام سليمان التيمي، الذي نسب مثله في ابن ماجة لابنه المعتمر. وقال الهيثمي: "رواه البزار عن شيخه محمَّد بن يزيد، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وبهامش أصل الزوائد، بخط الحافظ ابن جر: "فائدة: محمَّد بن يزيد: هو أبو هشام الرفاعي". والظاهر عندي أن حديث البزار هو هذا الحديث نفسه. وأيا ما كان، فيستدرك على الحافظ الهيثمي ذكره في الزوائد، لأنه في معنى هذا الحديث أو مختصر منه، فلا يكون من الزوائد في اصطلاحه، وقد رواه ابن ماجة أحد أصحاب الكتب الستة. وظنُّ سليمان التيمي أن رفع اليدين في الدعاء كان في الاستسقاء، ليس بجة على منع رفعهما في الدعاء مطلقًا. وقد أطال الحافظ في الفتح الاستدلال على جوازه، ونقل كثيرًا، من الأحاديث الصحاح الدالة على ذلك (11: 119 - 121). (7213) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن آدم البصري: هو المعروف بصاحب السقاية، وهو "مولى أم برثن"، بضم الباء الموحدة والثاء المثلثة وبينهما راء ساكنة وآخره نون، وليس "آدم" اسم أبيه، قال الدارقطني: "عبد الرحمن بن آدم، إنما نسب إلى آدم أبي البشر، ولم يكن له أب يعرف"، وقال المدائني: "كان من شأنه- فيما ذكر جويرية بن أسماء-: أن أم برثن كانت امرأة تعالج الطيب، فأصابت غلامًا لقطته، فربته حتى أدرك، وسمته =

عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله كتِب الجمعة على من قبلنا، فاختلفوا فيها، وهدانا الله لها، فالناس لنا فيها تَبع، غداً لليهود، وبعد غد للنصارى". 7214 - حدثنا ابن أبي عَديّ عن محمَّد بن إسحق حدثني محمَّد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريِرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسَا، يهوي بها سبعين خِريفًا في النار". 7215 - حدثنا ابن أبي عَدِيّ عن سعيد عن قَتادة عن خِلاس

_ = عبد الرحمن"، وهو تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له مسلم في صحيحه. والحديث سيأتي أيضاً (9029، 10367، 10624)، من رواية همام عن قتادة، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه الطيالسي (2571) عن همام عن قتادة. وقد ورد معناه مطولاً ومختصرًا، من أوجه كثيرة، عن أبي هريرة: منها في البخاري (2: 292 - 294). ومسلم (1: 234 - 235). وسيأتي في المسند مرارًا، كثيرة: منها (7308، 7395، 8484، 53170). (7214) إسناده صحيح، محمَّد بن إبراهيم: هو التيمي. عيسى: هو ابن طلحة بن عُبيد الله التيمي. والحديث سيأتي مُرَّة أخرى (7945)، بهذا الإِسناد. وسيأتي أيضاً (8643) من رواية الحسن عن أبي هريرة. ورواه الترمذي (3: 260)، عن محمَّد بن بشار عن ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". وقال شارحه: "وأخرجه ابن ماجة والحاكم". ومعناه ثابت في الصحيحين وغيرهما، من أوجه أخر. انظر ما يأتي (8392)، والبخاري (11: 265 - 267)، ومسلم (2: 390)، والترغيب والترهيب (4: 9). وقوله "سبعين خريفًا": أي سبعين عامًا. قال ابن الأثير: "الخريف: الزمان المعروف من فصول السنة، ما بين الصيف والشتاء". (7215) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. خلاس، بكسر الخاء المعجمة وتخفيف اللام: هو ابن عمرو الهجري، سبق توثيقه (4099)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في =

عن أبي رافع عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا أدركتَ ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس، فصلّ عليها أخرى". 7216 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن الزُّهري

_ = الطبقات (7/ 1/ 108 - 109)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 402 - 403)، وروى عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، قال: "خلاس: ثقة ثقة"، وقال العجلي: "تابعي ثقة"، وهو يروي عن أبي هريرة مباشرة، ويروي عنه أيضاً بواسطة، كما في هذا الحديث. وسيأتي (10344)، عن محمَّد بن جعفر وروح، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1: 379)، من طريق روح عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد، نحوه. ورواه الحاكم في المستدرك (1: 274)، من طريق همام عن قتادة، بهذا الإِسناد، بلفظ: "من صلى ركعة من صلاة الصبح، ثم طلعت الشمس، فليتم صلاته". ورواه قبله بنحوه، من طريق همام عن قتادة عن النضر ابن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة، مرفوعاً. ثم قال: "كلا الإسنادين صحيحان، فقد احتجّا جميعًا بخلاس بن عمرو شاهداً". ووافقه الذهبي على أنه على شرط الصحيحين. وروى البيهقي أيضاً (1: 379) من طريق عفان: "حدثنا همام قال: سئل قتادة عن رجل صلى ركعة ثم طلع قرن الشمس؟، قال: فقال: حدثني خلاس عن أبي رافع أن أبا هريرة حدثه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: يتم صلاته". وسيأتي من الطرق التي رواه منها الحاكم والبيهقي (8042، 8551، 10364، 10761). وروى البخاري نحو معناه، مع صلاة العصر (2: 32)، من رواية أبي سلمة عن أبي هريرة. وأصل المعنى ثابت في الصحيحين، من أوجه عن أبي هريرة، منها في البخاري (2: 46)، ومسلم (1: 168 - 169). وانظر المنتقى (601، 602). وسيأتي أصل معناه في المسند مراراً، من أوجه عن أبي هريرة، منها (7451، 7529، 9955،101331). قوله "فليصل عليها أخرى"، كذا هو في (ح م). وفي (ك) "إليها" بدل "عليها"، وهو الموافق لسائر الروايات التي فيها هذا اللفظ مما أشرنا إليه. (7216) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 855)، ورواه البخاري (10: 184)، عن قتيبة، =

عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن امرأتين من بن هُذَيل رَمَت إحداهما الأخرى، فألَقَتْ جنيناً، فقضى فيها رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بِغرٍ: عبدٍ أو أمَةٍ. 7217 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن الزُّهْرِي عِن سعيد ابن المسيّب عن أبي هريرة، قال: لو رأى الظباء بالمدينة ما ذَعرْتُها، إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما بين لابَتيها حَرَامٌ". 7218 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزُّهْري عن سعيد ابن المسيَّب عن أبيِ هريرة، عن النبيِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس الشدَيدُ بالصُّرَعَة، ولكن الشديد الذي يمْلِكُ نفسَه عند الغضَب". 7219 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزُّهْرِي عن أبي

_ = ومسلم (2: 30)، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك، به. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس (3439)، وفي مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (7026). وسيأتي في قصة، من حديث أبي هريرة أيضاً (7689). (7217) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 889). ورواه البخاري (4: 77)، عن عبد الله بن يوسف، ومسلم (1: 387)، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك، به. وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب (959، 1297)، ومسند سعد بن أبي وقاص (1457، 1573). "ما ذعرتها": أي ما أفزعتها، "ذعره ذَعْرًا": من باب "نفع"، و"الذعر"، بضم الذال اسم منه. "اللابة": الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السود الكثيرة. (7218) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 906)، ورواه البخاري (10: 431)، عن عبد الله أبي يوسف، ومسلم (2: 289 - 290)، عن يحيى بن يحيى وعبد الأعلي بن حمّاد، ثلاثتهم عن مالك، بهم، به. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود (3626). وقد فسرنا "الصرعة" هناك. (7219) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 76). ورواه البخاري (2: 224)، عن عبد الله بن =

سَلَمة: أن أبا هريرة كان يكبّر كلَّما خَفَض ورَفَع، ويقول: إنّي أَشْبَهُكم صلاةً برسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 7220 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزُّهري عين أبي إدريس عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "من توضأ فلْيُنثِرْ، ومن اسْتَجْمَر فليوِتر". 7221 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن سعيد [بن] أبي

_ = يوسف، ومسلم (1: 215)، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك، به، بنحوه. بنحوه. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود (4225)، وفي مسند ابن عمر (6397). (7220) إسناده صحيح، أبو إدريس: هو الخولاني، واسمه: عائذ الله بن عبد الله، وهو ثقة حجة، من كبار التابعين، قال مكحول: "ما رأيت أعلم منه". وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/ 83)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 2/ 37 - 38)، وابن سعد في الطبقات (7/ 2/157 - 158)، والحافظ في الإصابة (5: 57 - 258)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (1: 53 - 54)، وفي تاريخ الإِسلام (3: 215 - 216). والحديث في الموطأ (ص 19). ورواه مسلم (1: 83)، عن يحيى بن يحيى عن مالك، به. ورواه البخاري (1: 229)، ومسلم (1: 84)، كلاهما من طريق يونس عن الزهري. وقوله "فلينثر": هو بضم الثاء المثلتة وكسرها، من بابي "قتل" و"ضرب". وهذا هو الثابت في (ح م) ونسخة بهامش (ك). وفي نسخة بهامش (م) "فلينتثر". وفي (ك) "فليستنثر" وهو الموافق لما في الموطأ والصحيحين. والمعنى فيها كلها متقارب. "ومن استجمر": قال ابن الأثير: "الاستجمار: التمسح بالجمار، وهي الأحجار الصغار. ومنه سميت جمار الحج، للحصى التي يرمى بها". "فليوتر": قال ابن الأثير: "أي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فردًا، إما واحدة، أو ثلاثاً، أو خصمسا". أقول: هذا معنى الإيتار لغة. وأما في الاستجمار فقد ثبت النهي عن الاستجمار بأقل من ثلاثة أحجار. انظر المنتقى (151، 152). فالإيتار فيه بالثلاث أو بأي عدد فردي أكثرُ منها. (7221) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 979). واختلف الرواة عن مالك: أهو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، أم عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة؟، واختلف الرواة =

سعيد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يحل لامرأه تؤمن بالله

_ = عن سعيد أيضاً في ذلك: فذكره ابن عبد البر في التقصي (رقم 125)، بزيادة "عن أبيه"، دون أن يشير إلى الخلاف فيه. ولست أدري كيف كان هذا؟، فإن أكثرُ رواة الموطأ لم يذكروا هذه الزيادة، كما سيجىء. ويبعد جدًا- عندي- أن يخفى هذا على ابن عبد البر!، بل لو ذكر الرواية الأخرى واقتصر عليها لكان أقرب، ولكان له وجه. ورواه مسلم (1: 380)، عن يحيى بن يحيى عن مالك، بهذه الزيادة. وهي ثابتة في كل نسخ مسلم التي رأيتها، من مخطوطة ومطبوعة. وهي الرواية التي شرح عليها النووي، وذكرها كثير من العلماء. ولكن بفهم من كلام الحافظ في الفتح- كما سنذكره- أنه كان عنده في صحيح مسلم، من رواية مالك، دون هذه الزيادة. فقال القاضي عياض في مشارق الأنوار (2: 348)، بعد أن أشار إلى رواية مسلم بهذه الزيادة: "كذا جاء عند مسلم في حديث الليث ومالك وابن جُريج [كذا في المشارق، ولعله خطأ ناسخ، صوابه: وابن أبي ذئب، كما في صحيح مسلم]، قال الدارقطني ذكر "أبيه" في هذا الحديث خطأ. فإن جل أصحاب الموطأ وغيرهم لم يقولوه. قال الجياني: كذا وقع هنا لرواة مسلم، والصحيح عنه إسقاط "أبيه" كذا ذكره الدمشقي عن مسلم. قال الدارقطني: ورواه الزهراني والفروي عن مالك، فأثبتوا "عن أبيه". قال القاضي رحمه الله أهو [عياض]: ولم يذكر في نسخة ابن العسال روايته عن ابن الحذاء: "عن أبيه"!. ورواه أبو داود (1724 = 2: 72 - 73 عون المعبود) بإسنادين معاً: عن القعنبي والنفيلي عن مالك عن سعيد عن أبي هريرة، وعن الحسن بن علي عن بشر بن عمر عن مالك عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. وفصل الإسنادين تفصيلا بينًا، ثم قال أبو داود: "ولم يذكر القعنبي والنفيلي "عن أبيه". رواه ابن وهب وعثمان بن عمر عن مالك كما قال القعنبي". ورواه الترمذي (2: 207) بأحد إسنادي أبي داود: رواه عن الحسن بن على عن بشر بن عمر عن مالك، بزيادة "عن أبيه". ولم يشر إلى الخلاف فيه كما أشار أبو داود. وقال النووي في شرح مسلم (9: 107 - 109): "هكذا وقع هذا الحديث في نسخ بلادنا [يعني من صحيح مسلم]: عن سعيد عن أبيه". ثم نقل كلام القاضي عياض في شرح مسلم، بنحو كلامه في المشارق، ثم أشار إلى روايات أبي داود =

واليوم الآخر تسافرُ يوماً وليلة إلا مع ذي رَحِمٍ من أهلها".

_ = والترمذي. ثم قال: "فحصل اختلاف ظاهر بين الحفاظ في ذكر "أبيه". فلعله سمعه من أبيه عن أبي هريرة، ثم سمعه من أبي هريرة نفسه، فرواه تارة كذا وتارة كذا. وسماعه من أبي هريرة صحيح معروف". وأما البخاري، فإنه رواه (2: 468)، من طريق ابن أبي ذئب عن سعيد عن أبيه. ثم قال: "تابعه يحيى بن أبي كثير. وسهيل ومالك عن المقبري عن أبي هريرة". ففهم الحافط من هذا أن الثلاثة، أعنى يحيى وسهيلا ومالكًا، تابعوا ابن أبي ذئب في روايته، ولكنهم لم يقولوا "عن أبيه". فقال: "يعني لم يقولوا "عن أبيه". فعلى هذا فهي متابعة في المتن، لا في الإِسناد!، على أنه قد اختلف على سهيل وعلى مالك فيه. وكأن الرواية التي جزم بها المصنف أرجع عنده عنهم". ثم بين الحافظ موضع وصل رواية يحيى بن أبي كثير، التي علقها البخاري في إشارته هذه للمتابعة، فقال: "وأما رواية يحيى، فأخرجها أحمد عن الحسن بن موسى عن شيبان النحوي عنه [يعني عن يحيى، ولم أجد عنه فيه اختلافًا، إلا أن لفظه: أن تسافر يومًا إلا مع ذي محرم. ويحمل قوله "يومًا" على أن المراد به بليلته، فيوافق رواية ابن أبي ذئب!. وهذا انتقال نظر عجيب من الحافظ جداً!، وتكلف ما بمده تكلف!!. فأولا: تأول المتابعة بأنها متابعة في المتن، خلافًا للمعروف والمعتاد للبخاري، أن المتابعة إنما هي المتابعة في الإسناد، خصوصًا وأن الخلاف هنا إنما هو الخلاف في الإِسناد، وأن البخاري صرح به، بقوله في آخر الكلام "عن المقبري عن أبي هريرة". فحَمْل كلامه على المتابعة في المتن غير مستساغ. ثم حين رأى الحافظ أن هناك خلاف في متن الحديث بين رواية يحيى ورواية ابن أبي ذئب، ما أسرع أن تأوله، ليجعل المتابعة واقعة كما فهم!. وثانيًا: لحل الحافظ نظر في إسناد رواية يحيى في المسند نظرة سريعة، فقال ما قال، دون أن يتأمل الإِسناد. خصوصًا وأنه لم ينسب رواية يحيى لغيرأحمد، ثم صرح بأنه "لم يجد عن يحيى فيه اختلافًا"؛ لأنه لم يجدها في غير المسند. ورواية يحيى بن أبي كثير هذه، ستأتي في السند (9462) هكذا: "حدثنا حسن قال حدثنا شيبان عن يحيى عن سعيد أن أباه أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله: لا يحل لامرأة أن تسافر يوما في فوقه، إلا ومعها ذو حرمة. ففي هذه الرواية التصريح- غير المحتمل التأويل- بأن سعيدًا =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = المقبري أخبر يحيى بن أبي كثير بأنه سمع أباه أبا سعيد المقبري يخبره أنه سمع أبا هريرة، فهي متابعة صريحة تامة لرواية ابن أبي ذئب في الإِسناد، أنهما كلاهما برويان الحديث عن سعيد عن أبيه، ليست متابعة في المتن كما زعم الحافظ. فيكون كلام البخاري، كعادته في الإشارة الدقيقة بالإيجاز - هكذا: "تابعه يحيى بن أبي كثير". وتم الكلام في المتابعة، ثم استأنف كلامًا جديداً، يشير به إلى الخلاف، فقال: "وسهيل ومالك عن المقبري عن أبي هريرة". فذكر الوجهين: رواية ابن أبي ذئب وابن أبي كثير، التي فيها زيادة "عن أبيه"، ورواية سهيل ومالك التي لم يذكرا فيها هذه الزيادة. وهذا بين واضح، والحمد لله على التوفيق. فرواية مالك- التي أفار إليها البخاري- هي التي هنا في المسند. وأما رواية سهيل- التي أشار إليها البخاري أيضاً: فرواها أبو داود (1725 - 2: 73 عون المعبود)، والحاكم في المستدرك (1: 442)، كلاهما من طريق جرير بن عبد الحميد عن سهيل عن سعيد عن أبي هريرة، بلفظ: "لا تسافر المرأة بريدًا إلا ومعها ذو محرم". واللفظ للحاكم، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ". وقد رواه سهيل أيضاً عن أبيه أبي صالح عن أبي هريرة، ولكن بلفظ "ثلاثة أيام". وسيأتي (8545)، من رواية حمّاد بن سلمة عن سهيل. وكذلك رواه مسلم (1: 380)، من رواية بشر بن المفضل عن سهيل عن أبيه. وأبو صالح كما سمعه من أبي هريرة، سمعه من أبي سعيد أً يضًا. فرواه مسلم (1: 380)، وأبو داود (1726 = 2: 73 - 74 عون المعبود)، من رواية أبي معاوية ووكيع، كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح. فجعل بعض العلماء، ومنهم ابن عبد البر-: هذا اضطراب على سهيل في الإِسناد والمتن، كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح (2: 469)، ثم قال: "ويحتمل أن يكون الحديثان معا عند سهيل، [يعني من حديث أبي هريرة، ومن حديث أبي سعيد]. ومن ثم صحح ابن حبان الطريقين عنه، لكن المحفوظ: عن أبي صالح عن أبي سعيد"!. والحق في كل هذا، الذي تدل عليه الدلائل، وتنصره القواعد السليمة. وتتبع طرقه، وهي جمة متوافرة -: أن رواية مالك إنما هي "عن سعيد عن أبي هريرة". وأن سعيدًا سمعه من أبي هريرة وسمعه من أبيه أيضاً =

7222 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن خُبيب بن

_ = عن أبي هريرة، فرواه على الوجهين. وأن سهيلا سمعه من سعيد عن أبي هريرة، وسمعه من أبيه أبي صالح عن أبي هريرة، وسمعه من أبيه أيضاً عن أبي سعيد الخدري. وسيأتي الحديث في المسند، من حديث أبي هريرة مراراً، غير التي أشرنا إليها هنا: فسيأتي (8470، 10406)، من طريق الليث. و (9628،7408، 9738،10583)، من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. ورواه الحاكم في المستدرك (1: 442)، من طريق أخرى عن الإِمام أحمد. لم أجدها في السند: فرواه عن القطيعي عن عبد الله ابن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي هشام المخزومي عن وُهَيْب عن محمَّد بن عجلان عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر (4615، 4696، 6289، 6290). وفي مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (6712). (7222) إسناده صحيح، خبيب- بضم الخاء المعجمة- بن عبد الرحمن: سبق توثيقه (4858)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 387). حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب: سبق توثيقه (4761)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم (2/ 1/ 184). وهكذا رواه أحمد هنا، عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، من حديث أبي هريرة فقط. وهو في الموطأ (ص 197): "عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخدري"، على الشك. وسيأتي في (10009)، من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، على الشك كرواية الموطأ. وسيأتي في مسند أبي سعيد الخدري (11016)، من رواية روح عن مالك، بهذا الإِسناد: "عن أبي هريرة وأبي سعيد"، بالعطف. وقال ابن عبد البرقي التقصي (رقم 49): "وهذا الحديث رواه روح بن عبادة، ومعن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي-: عن مالك عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة وأبي سيد، جميعًا، على الجمع بينهما، لا على الشك في أحدهما. ورواه سائر رواة سائر رواة الموطأ على الشك، كما رواه يحيى. ورواه عُبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة-وحده- عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وعُبيد الله بن عمر: هو أحد أئمة أهل المدينةى الحديث". ورواية عُبيد الله بن عمر =

عبد الرحمن عن حَفْص بن عاصمِ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنة، ومنبري على حوضي". 7223 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عَبِيدةَ بن سفيان عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "كل ذي نابٍ من السباع في فأكلُه حرام". 7224 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح

_ = العمري عن خبيب، التي أثار إليها ابن عبد البر، ستأتي (8872) عن محمَّد بن عبيد، و (9639) عن يحيى، كلاهما عن عُبيد الله، به. وكذلك رواه البخاري (3: 57، و 4: 85) عن مسدد عن يحيى، ومسلم (1: 391) عن زهير بن حرب ومحمد بن مثنى عن يحيى بن سعيد، وعن ابن نُمير عن أبيه، كلاهما عن عُبيد الله، به. (7223) إسناده صحيح، إسماعيل بن أبي حكيم المدني: سبق توثيقه (1757)، ونزيد هنا أنه قال أحمد بن صالح: "إسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن سفيان: هذا من أثبت أسانيد أهل المدينة". وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1/ 164). عبيدة -بفتح العين- بن سفيان بن الحرث الحضرمي: قال العجلي: "مدني تابعي ثقة". وترجمه ابن سعد في الطبقات (5: 187)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/ 91). والحديث في الموطأ (ص 496). ورواه الشافعي عن مالك، في الرسالة (رقم 562 بتحقيقنا)، وفي الأم (2: 219). ورواه مسلم (2: 109 - 110)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ومن طريق ابن وهب، كلاهما عن مالك، به. ولفظ مسلم كرواية المسند هنا. (7224) إسناده صحيح، سميّ، بضم السين المهملة وفتح الميم وتشديد الياء: هو مولى أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي، وهو ثقة، ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/ 204)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/ 315)، وروى توثيقه عن أحمد بن حنبل وعن أبيه أبي حاتم. أبو صالح: هو ذكوان السمّان، والد سهيل =

عن أبي هريرة، عِن النبي -صلي الله عليه وسلم - في، قال: "السفرٍ قطعة مِنِ العذاب، يمنع أحدَكم طعامَه وشرابَه ونومه، فإذا قَضَى أحدُكم نَهْمَتَه من سَفَره، فليُعَجِّلْ إلى أهله". 7225 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن سمَيّ عن أبي صالح

_ = والحديث في الموطأ (ص 980). ورواه البخاري (3: 495 - 496)، عن عبد الله بن مسلمة. ومسلم (2: 107)، عن عبد الله بن مسلمة وإسماعيل بن أبي أويس وأبي مصعب ومنصور بن أبي مزاحم وقتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى-: كلهم عن مالك. نهمته: بفتح النون وسكون الهاء، قال ابن الأثير: "النهمة: بلوغ الهمة في الشيء": وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار (2: 30): "أي رغبته وشهوته". وقال الحافظ في الفتح: "أي حاجته من وجهه، أي من مقصده. وبيانه في حديث ابن عباس عند ابن عدي، بلفظ: فإذا قضى أحدكم وطره من سفره، وفي روّاية روّاد بن الجرّاح: فإذا فرغ أحدكم من حاجته". "فليعجل": بتشديد الجيم المكسورة، من التعجيل. وهكذا ضبط في اليونينية من البخاري، دون خلاف فيه. (7225) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 68). وهو فيه أيضاً ثالث متون ثلاثة (ص 131). ورواه البخاري كما رواه مالك: فرواه وحده (2: 79 - 80)، عن عبد الله بن يوسف عن مالك. ثم روى المتون الثلانة (2: 116)، عن قتببة عن مالك. ولم يتنبه الحافظ لهذا، فتكلف التحليل لصنيع البخاري في الموضع الثاني، فقال: "وكأن قتيبة حدَث به عن مالك هكذا مجموعًا، فلم يتصرف فيه المصنف، كعادته في الاختصار". وإنما صنع البخاري ما صنع مالك، ليس لقتيبة في ذلك شأن، إلا أنه روى الموطأ كما هو. وأما مسلم، فإنه روى المتن الذي هنا - وحده - (1: 128)، عن يحيى بن يحيى عن مالك. ثم روى المتنين اللذين قبله - في الرواية المطولة في الموطأ - وحدهما (2: 105)، عن يحيى أيضًا عن مالك. النداء: هو الأذان. يستهموا: يقترعوا. التهجير: قال ابن الأثير: "التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه. يقال: هجّر يهجّر تهجيرًا فهو مهجّر، وهي لغة حجازية. أراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة". وقوله "ولو يعلموا"، في المرتين، هكذا ثبت في (ح م)، ورسم عليهما في (م) علامة تدل على أنه هكذا ثبت. وفي (ك) فيهما "ولو يعلمون"، وهو الموافق لما في الموطأ والصحيحين. ويوجه ما ثبت من حذف =

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو يعلمُ الناسُ ما في النداء والصفِّ الأول، ثم لمِ يَجدُوا إلا أن يَسْتَهِمُوا عليه، لاسْتَهمُوا عليه، ولو يعلموا ما في التَّهْجير، لاسْتبَقُوا إليه، ولو يعلموا ما في العِشاء والصبح، لأتَوْهمَا ولوْ حبواً". 7226 - حدثنا عبد الرحمن في مالك عن أبي الزباد عن الأعْرَج عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ، فَيَقُول: َ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَكَ". 7227 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن أبي الزَّناد عن اِلأعْرج عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ". 722* - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن أبي الزِّناد عن الأعرج

_ = النون، بجواز حذفها تخفيفاً. كما صنع الكرمانى في توجيه ما نقل من أن في بعض الروايات "ثم لا يجدوا". ولو حبواً: قال ابن الأثير: "الحبو: أن يمشي على يديه وركبتيه أو استه. وحبا البعير: إذا برك ثم زحف من الإعياء. وحبا الصبي: إذا زحف على استه". (7226) إسناد"صحيح، وهو في الموطأ (ص 241). ورواه البخاري (13: 65)، عن إسماعيل، وهو ابن أبي أويس. ومسلم (2: 368)، عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن مالك. (7227) إسناده صحيح، ولم يذكر في الموطأ. فهو مما روى مالك خارج الموطأ، أو من الموطأ من غير رواية يحيى بن يحيى الأندلسي، راوي الموطأ المطبوع. ورواه مسلم (2: 372)، عن زهير بن حرب وإسحق بن منصور، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري، ضمن حديث طويل (6: 72 - 78)، من طريق شُعَيْب عن أبي الزناد عن عبد الرحمن، وهو الأعرج، عن أبي هريرة. ورواه أيضاً، مع حديث آخر (13: 454)، من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (5694. 5695، 5808، 5985). (7228) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 301). ورواه مسلم (1: 304)، من طريق المغيرة، =

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ"،. كَذَاكَ عِلْمِي، قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟، قَالَ: "إِنِّى لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّى أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي". 7229 - حدثنا ابن مَهديّ عن مالك عن العَلاء بن عبد الِرحِمن عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لاَ تَأْتُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَافَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا". 7230 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك، ورَوْح عن مالك، عن

_ = وهو ابن عبد الرحمن الحزامى، عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد، نحوه، مطولاً. ورواه البخاري، مطولاً أيضاً (4: 179 - 181)، من طريق عبد الرزاق عن عمر عن همام عن أبي هريرة. وقد مضت الرواية المطولة (7162)، من رواية عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة. وقوله - أثناء الحديث - "كذاك علمي": الظاهر أنه من كلام عبد الرحمن ابن مهدي، لأن الذي في الموطأ "إياكم والوصال، إياكم والوصال". فلعل ابن مهدي سمعها من مالك مُرَّة واحدة غير مكررة، وسمع من غيره الرواية عن مالك بالتكرار، فأبان أن ما يعلمه من الرواية عن مالك هو هذا الذي حدث به، دون تكرار. (7229) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (68 - 69)، بأطول من هذا قليلاً، من رواية مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وعن إسحق بن عبد الله، كلاهما عن أبي هريرة. ورواه مسلم (1: 167)، من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة. ورواه البخاري، بنحوه (2: 97 - 98)، من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب، وعن أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة. ومن هذه الطريق رواه مسلم أيضاً. (7230) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، أبو طوالة، سبق توثيقه (1442)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 2/ 94 - 95)، وروى توثيقه عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، ووقع هنا في (ح) "عبد الرحمن" سقط منها [عبد الله بن]، والتصويب من (ك م) والموطأ ومراجع الترجمة. وقوله "قال روح: ابن معمر"، يريد أن رواية عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، ليس فيها رفع نسب عبد الله بن =

عبد الله بن] عبد الرحمن، قال رَوْحٌ: ابن مَعْمَر، عن سعيد بن يَسَار، قال رَوْحٌ: أبو الحُبَاب، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ"، قَالَ رَوْحٌ: "يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِى؟، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّى، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّى". 7231 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن

_ = عبد الرحمن الي جده "معمر"، وأن رواية روح بن عبادة عن مالك، فيها رفع نسبه إلى جده، بقوله "ابن معمر". وهو ثابت في الموطأ أيضاً. سعيد بن يسار أبو الحباب: تابعي ثقة مشهور، سبق توثيقه (2038)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/476)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/ 72)، وابن سعد في الطبقات (5: 209 - 210). وقوله "قال روح: أبو الحباب"، يعني أن روحًا ذكر كنية سعيد بن يسار في روايته عن مالك، ولم يذكرها عبد الرحمن بن مهدى. وهي ثابتة في الموطأ أيضاً. ووقع هنا في (ح) "بن الحباب"، وهو خطأ، صححناه من (ك م) والموطأ وغيرها. ولم يذكر أحد في ترجمة سعيد اسم جده، بل ذكروا كنيته فقط. و"الحباب": بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة وبعد الألف موحدة أخرى. والحديث في الموطأ (ص 952). ورواه مسلم (2: 280)، عن قتيبة بن سعيد عن مالك. وزيادة "يوم القيامة" في رواية روح بن عبادة: ثابتة في الموطأ وصحيح مسلم. وقوله "بجلالى" يوافق رواية مسلم. ورواية الموطأ "لجلالى، والمراد واحد: أي من أجل عظمتي، تعظيماً لحق الله وطاعته وإخلاصاً، لا لعرض من أعراض الدنيا. فيحب من أطاع الله، ويبغض من عصاه وأعرض عن أمره. (7231) إسناده صحيح، وهو في الموطأ (ص 887). ورواه البخاري (4: 75 - 76)، عن عبد الله بن يوسف. ومسلم (1: 389)، عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن مالك، به. قوله "أمرت بقرية": أي أمرنى ربي بالهجرة إليها، أو بسكناها. "تأكل القري": بما يفتح على يدي أهلها من المدن، ويصيبون من غنائمها. وكنى بالأكل عن الغلبة، لأن الآكل غالب على المأكول. قال ابن بطال: "وهذا من فصيح الكلام. تقول العرب: أكلنا =

سعيد بن يَسَار عنِ أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى، يَقُولُونَ: يَثْرِبُ، وَهِىَ الْمَدِينَةُ، تَنْفِى النَّاسَ، كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ". 7232 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن صفوان بن سُلَيم عن

_ = بلد كذا، إذا ظهروا عليها". "تنفي الناس": أي تنفي الأشرار والمنافقين الكبير، بكسر الكاف: قال ابن الأثير: "كير الحدّاد، وهو المبنىّ من الطين. وقيل: الزق الذي ينفخ به النار، والمبنىّ الكور". (7232) إسناده صحيح، صفوان بن سليم، بضم السين: سبق توثيقه (1992)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 2/308 - 309)، وذكر عن سفيان بن عيينة قال: "كنت إذا رأيته علمت أنه يخشى الله". وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/423 - 424)، وروى عن عبدا الله بن أحمد عن أبيه قال: "صفوان بن سليم ثقة، من خيار عباد الله الصالحين". وسيأتي في (9088) أنه "مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف". سعيد بن سلمة. من آل بني الأزرق: ثقة، وثقه النسائي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/437 - 438)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/29)، فلم يذكرا فيه جرحاً، وصحح الأئمة الكبار حديثه هذا، كما سيجىء. وقد ثبت في أصول المسند في هذا الموضع، نسبته "الزرقي"، كأنه منسوب إلى "بني زريق"، بضم الزاى!، وهو خطأ يقينًا، فكل من ترجم له وذكر نسبته قال: "من آل بني الأزرق"، كما في الموطأ، أو "آل ابن الأزرق، وهؤلاء من بني مخزوم القرشيين. وأما "بنو زريق"، الذين النسبة إليهم "زرقي"، فإنهم بطن من الأنصار من الخزرج. المغيرة ابن أبي بردة الكناني، وهو من بني عبد الدار بن قصيّ: تابعي ثقة، وثقه النسائي وابن حبان وغيرهما، وذكره ابن سعد في الطبقات (5: 178) دون أن يترجم له، وترجمه البخاري في الكبير (4/ 1/323 - 324)، وذكر أنه "سمع أبا هريرة". وترجمه أبو العرب التميمي في طبقات علماء إفريقية (ص 22 - 23)، وقال: "كان ممن أوطن إفريقية، وكان وجهاً من وجوه مَن بها, ولقد غزا القسطنطينية، وكان على جيش إفريقية الذين غزوا القسطنطنية". وأشار إلى حديثه هذا في الموطأ. وترجمه أبو بكر =

سعيد بن سَلَمة الزُرَقي عن المغيرة بن أبيِ بُرْدَة عِن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال في ماء البحر: "هو الطهُور ماؤه، الحلال مَيْتَتُه". 7233 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن نُعيم بن عبد الله، أنه

_ = المالكى في رياض النفوس (ص 80 - 81) ترجمة جيدة، وقال: "من أهل الفضل، معدود في التابعين". وذكر أنه غزا مع ابن نصير المغرب والأندلس، وأشار إلى حديثه هذا عن مالك، وقال: "ولما قتل يزيد بن أبي مسلم أمير إفريقية، اجتمع أهل إفريقية من أهل الدين والفضل، واتفق رأيهم على ولاية المغيرة، لما علموا من دينه وحزمه، فأبى من ذلك، رغبة منه في السلامة، واتفق رأيه ورأي ولده على الهروب من ذلك". والحديث في الموطأ (ص 22) مطولاً. وستأتي الرواية المطولة (8720)، عن أبي سلمة، وهو منصور بن سلمة الخزاعي، عن مالك، وسنذكر تخريجه على الرواية المطولة: فرواه الشافعي في الأم (1: 2) عن مالك. ورواه البخاري في الكبير (2/ 1/437 - 438)، من طريق مالك، بإشارته الدقيقة الموجزة كعادته. ثم أشار إلى طريق أخرى له. ورواه الدارمي (1: 816). وأبو داود (83 = 1: 31 - 32 عون المعبود). والترمذي (1: 72 - 74). والنسائي (1: 21). وابن ماجة (1: 79). وابن الجارود (ص 30 - 31). والحاكم (1: 140 - 141) - كلهم من طريق مالك. ثم ذكر الحاكم طرقًا كثيرة له (1: 141 - 143). وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحافظ في التهذيب (4: 42)، في ترجمة سعيد بن سلمة، راويه عن المغيرة: "وصح البخاري، فيما حكاه عنه الترمذي في العلل المفرد-: حديثه". وقال فيه أيضاً (10: 257) في ترجمة المغيرة بن أبي بردة: "وصح حديثه عن أبي هريرة، في البحر-: ابن خزيمة، وابن حبان، وابن المنذر، والخطابي، والطحاوي، وابن منده، والحاكم، وابن حزم، والبيهقي، وعبد الحق، وآخرون". وستأتي هذه الرواية المختصرة، بالإشارة إليها، عن عبد الرحمن بن مهدي أيضاً (9089). وسيأتي الحديث مطولاً، من وجهين آخرين (8899، 9088). (7233) إسناده صحيح، نعيم بن عبد الله المجمر المدني مولى آل عمر بن الخطاب: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم، وترجمه البخاري في الكبير =

سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "على أنْقاب المدينة ملائكةٌ، لا يدخلها الدجّال ولا الطاعون". 7234 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن محمَّد بن عبد الله بن

_ = (4/ 2/96)، وابن سعد في الطبقات (5: 227). و"نعيم": بالتصغير. و "المجمر": بضم الميم الأولى وكسر الثانية بينهما جيم ساكنة، وقيل بفتح الجيم وتشديد الميم، أطلق هذا اللقب على أبيه "عبد الله" لأنه كان يجمر مسجد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، أي يبخره، ويطلق على نعيم تبعًا لأبيه. والحديث في الموطأ (ص 892). ورواه البخاري (4: 82)، ومسلم (1: 389)، كلاهما من طريق مالك. أنقاب: جمع "نقب"، بسكون القاف، وهو الطريق بين الجبلين، ونقل القاضي عياض في المشارق (2: 23) عن ابن وهب، قال: "يعني مداخل المدينة، وهي أبوابها وفوّهات طرقها التي يُدخل إليها منها". (7234) إسناده صحيح، محمَّد بن عبد الله: هو محمَّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري النجَّاري المدني، نُسب أبوه إلى جده، ومحمد هذا: ثقة، سيأتي في المسند (11836) أن ابن إسحق وثقه، ووثقه أيضاً ابن سعد، وغيره، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/140 - 141)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 1/ 299)، وقال مالك: "كان لآل أبي صعصعة حلقة في المسجد، وكانوا أهل علم ودارية، وكلهم كان يفتي". والحديث في الموطأ (ص 941). ورواه البخاري (10: 93 - 94)، عن عبد الله بن يوسف عن مالك. وانظر (4187، 4912، 1531، 1575). وانظر أيضاً (1690، 1170). وانظر أيضاً (7192). قوله "يصب منه": قال ابن الأثير: "أي ابتلاه بالمصايب، ليثيبه عليها. يقال: مُصيبة، ومَصوبة، ومُصابة. والجمع: مصايب، ومَصاوب. وهو الأمر المكروه ينزل بالإنسان". وقال الحافظ في الفتح: "كذا للأكثر [يعني من رواة صحيح البخاري] بكسر الصاد، والفاعل الله. قال أبو عبيد الهروي: معناه يبتليه بالمصايب ليثيبه عليها. وقال غيره: معناه يوجه إليه النبلاء فيصيبه. وقال ابن الجوزي: أكثرُ المحدثين يرويه بكسر الصاد، وسمعت ابن الخشاب يفتح الصاد، وهو أحسن وأليق. كذا قال!، ولو عكس لكان أولى، والله أعلم. ووجه الطيبي الفتح: بأنه =

أبي صَعْصَعة في سعيد بن يَسَار عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "مَن يُرِدِ اللهُ به خيراً يصبْ منه". 7235 - حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن داود بن الخصين عنِ أبي سفيان عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رَخَّص في العرايا، أن تُباع بخرْصِها، في خمسة أوْسقٍ، أو ما في دون خَمسةٍ.

_ = أليق بالأدب، لقوله تعالى {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}. قلت [القائل ابن حجر]: ويشهد للكسر ما أخرجه أحمد، من حديث محمود بن لبيد، رفَعه: إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن - جزع فله الجزع. ورواته ثقات، إلا أن محمود بن لبيد اختلف في سماعه من النبي -صلي الله عليه وسلم -، وقد رآه وهو صغير، وله شاهد من حديث أنس، عند الترمذي وحسنه. وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن، أن الآدميّ لا ينفك غالبًا من ألم، بسبب مرض أو همّ أو نحو ذلك مما ذكر. وأن الأمراض والأوجاع والآلام، بدنية كانت أو قلبية، تكفر ذنوب من تقع له". وحديث محمود بن لبيد، الذي أشار إليه الحافظ، سيأتي في المسند (5: 427 ح). (7235) إسناده صحيح، داود بن الحصين المدني، مولى عمرو بن عثمان: سبق توثيقه (614)، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/ 211)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/408 - 409). أبو سفيان: هو مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش، وهو تابعي ثقة، وثقه ابن سعد والدارقطني وغيرهما، وترجمه البخاري في الكنى (رقم 323)، وابن سعد في الطبقات (5: 226)، وروى بإسناده عن داود بن الحصين: "أن أبا سفيان كان يؤم بني عبد الأشهل في مسجدهم، وهو مكاتَب، في رمضان، وفيهم قوم قد شهدوا بدرًا والعقبة". والحديث في الموطأ (ص 620). ورواه البخاري (4: 323)، ومسلم (1: 450)، كلاهما من طريق مالك. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر (4490، 4528، 4541، 4590). وانظر أيضاً رسالة الشافعي بشرحنا (رقم 908، 909). وقد مضى تفسيره في (4490). ومضى تفسير الوسق (4732).

7236 - حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس حدثنا الأوزاعي حدثني حسّان بن عطية حدثني محمَّد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا فرغ أحدُكم من التشهد الآخر، فليتعوّذْ من أرْبَعٍ: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المَحْياَ والمَمَات، ومن شَرّ المسيح الدجِّال". 7237 - حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعِي حدثني الزُّهْرِي عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قالِ: أُقيمت الصلاةُ، وصَفَّ الناس صفوفهم، وخرج رسول الله -صلي الله عليه وسلم -فقام مَقامه، ثم أومأ إليهم بيده: أنْ مَكَانكم، فخرج وقد اغتسل، ورأسُه يَنْطُفُ، فصلَّى بهم.

_ (7236) إسناده صحيح، حسان بن عطية الدمشقي: سبق توثيقه (1154)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2 /236). محمَّد بن أبي عائشة المدني، مولى بني أمية: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير (1/ 1/207). والحديث رواه أبو داود (983 = 1: 373 عون المعبود)، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم (1: 164)، وابن ماجة (1: 152)، كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم أيضاً، والنسائي (1: 193)، كلاهما من طريق الاُوزاعى، به. وقد مضى (2342)، أثناء مسند ابن عباس، من رواية مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحوه. ومضى نحو معناه من حديث ابن عباس مراراً، منها (2168، 2343، 2839). وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن العاص (6734). (7237) إسناده صحيح، ورواه مسلم (1: 186)، عن زهيربن حرب عن الوليد بن مسلم، بهذا الإِسناد. ورواه أبو داود (235 = 1: 94 عون المعبود)، والنسائي (1: 128)، بأسانيد، من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ومن طرق أخرى عن الزهري. ورواه البخاري (2: 102)، من طريق محمَّد بن يوسف عن الأوزاعي. ورواه أيضاً (1: 329، و2: 101)، بإسنادين آخرين عن الزهري. وقد مضى نحو معناه من حديث علي بن أبي طالب (668، 669، 777). "ينطف": بضم الطاء وكسرها، أي يقطر.

7238 - حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني الزُّهْرِيّ عن أبي سَلَمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما منِ نبيّ ولا والٍ إلا وله بطاَنَتَان: بِطانة تأمره بالمعروف، وبطانة لا تألوه خَبالا، ومن وقى شرَّهما فقد وُقى، وهو مع التي تَغْلِبُ عليه منهما".

_ (7238) إسناده صحيح، وسيأتي (7874)، من رواية برد بن سنان عن الزهري، به ورواه النسائي (2: 186 - 187)، من رواية معاوية بن سلام عن الزهري. ورواه البخاري في الأدب المفرد (ص 40)، مطولا في قصة، والترمذي (3: 274 - 276)، بأطول منه، والحاكم في المستدرك (4: 131)، بأطول منهما-: ثلاثتهم من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب"، ثم ذكره بإسناد آخر عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة، مرسلا. ثم أشار إلى ترجيح الأولى الموصولة. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه، الذهبي. وقد روى البخاري (13: 164 - 166) نحو معناه، من طريق يونس عن ابن شهاب، وهو الزهري، عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري، ثم قال: وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلام: حدثني الزهري حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وذكر الحافظ في الفتح أن رواية الأوزاعي- وهي رواية السند هنا - رواها أحمد وابن حبان والحاكم والإسماعيلي، "من رواية الوليد ابن مسلم عنه"، يعني الأوزاعي. ولم أجد هذه الرواية في المستدرك. وذكر أن رواية معاوية بن سلام رواها النسائي والإسماعيلي. وأما حديث أبي سعيد، فإنه سيأتي في المسند (11362، 11857). وقد أشار البخاري بعد ذلك (166)، إلى أنه رواه صفوان بن سليم "عن أبي سلمة عن أبي أيوب قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -". فذكر الحافظ في الفتح أن رواية أبي أيوب هذه رواها النسائي والإسماعيلي. وهي في النسائي (2: 187). وأشار البخاري أيضاً، عند رواية أبي سعيد الخدري، إلى الاختلاف في رفعه ووقفه على أبي سعيد. فقال الحافظ: "وأما الاختلاف في وقفه ورفعه، فلا تأثير له؛ لأن مثله لا يقال من قبل الاجتهاد، فالرواية الموقوفة لفظًا مرفوعة حكمًا". وهذا كلام سديد، =

7239 - حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا الزُّهْرِيّ عن أبي

_ = وحق واضح. وأشار ابن كثير في التفسير (2: 226 - 227) إلى الروايات عن الصحابة الثلاثة، ثم قال: "فيحتمل أنه عند أبي سلمة عن ثلاثة من الصحابة". وهذا صحيح أيضاً. قوله "لا تألوه خبالا": أي لا تقصر في إفساد حاله. قاله ابن الأثير. و "الخبال"، و"الخبل" بسكون الباء: الفساد. وقوله "وفي شرها"، يعني بطانة السوء. وفي (ح) "شرهما"، وهو خطأ مطبعي واضح، صححناه من (ك م). (7239) إسناده صحيح، ورواه البخاري (3: 361 - 362)، عن الحميدي عن الوليد، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه مسلم (1: 371)، عن زهير بن حرب عن الوليد. وفي رواية البخاري عن الحميدي "تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب، أو بني المطلب"، هكذا على الشك. وقال البخاري - بعد سياق الحديث: "وقال سلامة ع عقيل، ويحيى بن الضحاك عن الأوزاعي: أخبرني ابن شهاب، وقالا: بني هاشم وبني المطلب. قال أبو عبد الله [يعني البخاري نفسه]: بني المطلب أشبه". وهكذا ظن البخاري أن الشك إنما وقع من الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، ولذلك أشار إلى رواية سلامة عن عقيل عن الزهري، وإلى رواية يحيى بن الضحاك عن الأوزاعي عن الزهري!، وتردد الحافظ واضطرب في كلامه: فتارة يتبع البخاري في الإشارة إلى أن الوهم من الوليد بن مسلم، وتارة يشير إلى أنه من البخاري نفسه. فذكر أولاً: أن رواية سلامة عن عقيل عن الزهري: وصلها ابن خزيمة في صحيحه. وذكر ثانيًا: أن رواية يحيى بن الضحاك عن الأوزاعي: وصلها أبو عوانة في صحيحه والخطيب في المدرج. ثم قال: "وقد تابعه [يعني تابع ابن الضحاك]، على الجزم بقوله "بني هاشم وبني المطلب" -: محمَّد بن مصعب عن الأوزاعي، أخرجه أحمد وأبو عوانة أيضاً"!، فهذه إشارة منه إلى أن الوهم من الوليد بن مسلم. ولكنه قال قبل ذلك- عند ذكر الشكَّ في رواية البخاري-: "كذا وقع عنده بالشك. ووقع عند البيهقي، عن طريق أخرى عن الوليد: "وبني المطلب" بغير شك. فكأن الوهم منه"، يعني من البخاري. ولقد أبعد الحافظ النجعة!، فإن رواية أحمد هنا عن الوليد ابن مسلم، ورواية مسلم عن زهير بن حرب عن الوليد، فيهما: "وبني المطلب"، من غير هذا الشك. وكذلك هو في رواية الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي، عند =

سَلَمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - منَ الغَد يومَ النحر، وهو بمنًى: نَحْنُ نَازِلُونَ غَداً بِخَيْفِ بَنِى كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ،. يَعْنِى بِذَلِكَ الْمُحَصَّبَ، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشاً وَكِنَانَةَ تَحَالَفَتْ عَلَى بَنِى هَاشِمٍ وَبَنِى الْمُطَّلِبِ، أَنْ لاَ يُنَاكِحُوهُمْ، وَلاَ يُبَايِعُوهُمْ، حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-. 7240 - حدثنا الوليد الأوزاعي حدثني قُرَّة عن الزُّهْرِي عن أبي

_ = البيهقي في السنن الكبرى (5: 160)، وهي الرواية التي أشار إليها الحافظ آنفا. فهذا الشك الذي وقع في رواية البخاري، إما هو من البخاري نفسه، وإما هو من شيخه الحميدي، أما أن يكون من الوليد بن مسلم فلا. وقوله "بخيف بني كنانة"، هو بفتح الخاء المعجمة، قال ابن الأثير: "الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غِلظ الجبل، ومسجد مني يسمى "مسجد الخيف" لأنه في سفح جبلها". وقوله "حيث تقاسموا"، يريد: تحالفوا، من "القسم" وهو الحلف واليمين. وقوله "يعني بذلك المحصب" إلخ: قال الحافظ: "ويختلج في خاطري أن جميع ما بعد قوله "يعني المحصب" إلى آخر الحديث-: من قول الزهري، أدرج في الخبر. فقد رواه شعيب، كما في هذا الباب، وإبراهيم بن سعد، كما سيأتي في السيرة، ويونس، كما سيأتي في التوحيد-: كلهم عن ابن شهاب، مقتصرين على المصول منه، إلى قوله "على الكفر"، ومن ثم لم يذكر مسلم شيئاً من ذلك"!، وهكذا قال الحافظ؛ أما احتمال الإدارج فقد يكون. ولكن اقتصار بعض الرواة على بعض الحديث دون بعض- لا يدل وحده على الإدارج. وأما أن مسلمًا لم يذكر شيئاً من ذلك، فإنه سهو من الحافظ رحمه الله، فإن رواية مسلم "عن زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم" تامة كرواية المسند هنا ورواية البخاري في صحيحه، لم يحذف منها هذا الذي زعمه الحافظ مدرجًا. (7240) إسناده صحيح، قرة، بضم القاف وفتح الراء المشددة: هو ابن عبد الرحمن بن حيويل، وهو ثقة، فصلنا الكلام عليه في شرح الحديث (1) من ابن حبان، ونزيد هنا أنه ذكره ابن حبان في الثقات (ص 558). والحديث رواه الترمذي (2: 38)، عن إسحق بن موسى الأنصاري عن الوليد بن مسلم، بهذا الإِسناد. ثم رواه عن عبد الله بن =

سَلَمة عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "يقول الله عز وجل: إن / أحبَّ عبادي إليّ أعْجَلُهُمْ فِطرًا". اَ 724 - حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى عن أبي سَلَمة

_ = عبد الرحمن، وهو الدارمي، عن أبي عاصم وأبي المغيرة، عن الأوزاعي "نحوه". وقال: "هذا حديث حسن غريب". وما أدري لماذا لم يصححه الترمذي؟، ولماذا قال إنه "غريب!؟!، ولم ينفرد به قرة عن الأوزاعي، بل رواه عنه حافظان ثقتان، هما: أبو عاصم النيل، وأبو المغيرة عبد القدوس، ورواه عنهما إمام كبير، هو الدارمي. فلا علينا أن نقول: إنه بهذا الإسناد الثاني، على شرط الشيخين. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2: 94)، ونسبه أيضاً لابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما. (7241) إسناداه صحيحان، فقد رواه أحمد عن شيخين: الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، وعن أبي داود الطيالسي، عن حرب بن شداد -: كلاهما عن يحيى أبي كثير. حرب: هو ابن شداد اليشكري، وهو ثقة، روى له الشيخان، ووثقه عبد الصمد، وقال الإِمام أحمد: "ثبت في كل المشايخ"، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/57 - 58)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2 /250 - 251). والحديث رواه أبو دواد (2017 - 2: 160 - 161 عون المعبود)، عن أحمد بن حنبل عن الوليد بن مسلم، بالإسناد الأول هنا, ولكنه لم يذكر فيه طلب أبي شاه الكتابة، ولا سؤال الوليد للأوزاعي وجوابه. بل قال في آخره: "وزاد فيه ابن المصفَّي عن الوليد" فذكر ما أشرنا إليه. فالظاهر أنه سمعه من الإِمام أحمد غير هذا المحذوف، وسمع ما نقص منه من ابن المصلى، أي أن أبا داود ليس هو الذي اختصر الحديث. وشيخه "ابن المصفَّى": هو محمَّد بن المصلى بن بهلول القرشي الحافظ. ورواه البخاري (5: 63 - 64)، عن يحيى بن موسى. ومسلم (1: 384)، عن زهير بن حرب وعُبيد الله بن سعيد-: ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم، بالإسناد الأول هنا، بنحوه. ورواه البخاري أيضاً (12: 180 - 184)، عن عبد الله بن رجاء عن حرب، بالإسناد الثاني هنا، بنحو معناه. ورواه البخاري أيضاً (1: 183 - 184، و12: 180 - 184 مع الإِسناد السابق). ومسلم (1: 384) -: كلاهما من =

عنِ أبي هريرة، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وأبو داود، قال: حدثنا حرْبٌ عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة حدثنا أبو هريرة، المعنى، قال: لما فَتح الله على رسول الله مكة، قام رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فيهم،

_ = طريق شيبان، وهو ابن عبد الرحمن أبو معاوية، عن يحيى بن أبي كثير، بنحو معناه. وقد مضى نحو معنى هذا الحديث، من حديث ابن عباس (2279، 2353، 2898، 3253). وانظر في معنى كتابة الحديث، ما مضى من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (6510). ئوله "إن الله حبس عن مكة الفيل"، حبس: أي منع، وقال الحافظ في الفتح (1: 183): "المراد بحبس الفيل: أهل الفيل، وأشار بذلك إلى القصة المشهورة للحبشة، في غزوهم مكة ومعهم الفيل، فمنعها الله منهم، وسلط عليهم الطير الأبابيل، مع كون أهل مكة كانوا إذا ذاك كفارًا. فحرمة أهلها بعد الإِسلام آكد. لكن غزو النبي -صلي الله عليه وسلم - إياها مخصوص به. على ظاهر هذا الحديث وغيره". وقوله "لا يعضد شجرها": أي لا يقطع. "أبو شاه": آخره هاء منونة. وقال الحافظ في الفتح (12: 183): "حكى السِّلَفي أن بعضهم نطق بها بتاء في آخره، وغلطه، وقال: هو فارسي من فرسان الفرس، الذين بعثهم كسرى إلى اليمن". زيادة [فقال: اكتبوا له]، زدناها من (ك)، وسقطت من (ح م)، وهو خطأ من الناسخين، إذ هي ثابتة في كل الروايات، ومشار إليها عقب هذا الحديث، في سؤال الوليد بن مسلم للأوزاعي "وما قوله: اكتبوا له" إلخ. وقوله "فقال ع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -": هو العباس بن عبد المطلب، كما ثبت في الروايات الأخرى. وثبت هنا في (ك): "فقال رجل من قريش"، وكتب فوقها بين السطرين: "العباس". "الإذخر"، بكسر الهمزة والخاء المعجمة بينهما ذال معجمة: قال الحافظ في الفتح (4: 42): "نبت معروف عند أهل مكة، طيب الريح، له أصل مندفن وقضبان دقاق، ينبت في السهل والحزن. وبالمغرب صنف منه، فيما قاله ابن البيطار، قال: والذي بمكة أجوده، وأهل مكة يسقفون به البيوت بين الخشب، ويسدون به الخلل بين اللبنات في القبور، ويستعملونه بدل الحلفاء في الوقود". قول الوليد للأوزاعي "وما يكتبوا له"، هكذا ثبت هنا في الأصول بحذف النون من "يكتبون"، دون ناصب أو جازم. قول أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد، في آخر كلامه بعد الحديث: "ما سمع النبي -صلي الله عليه وسلم -، =

فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِى سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، ثُمَّ هِىَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَفْدِىَ، وَإِمَّا أَنْ يَقْتُلَ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، اكْتُبُوا لِى، [فَقَال: َ اكْتُبُوا لَهُ]. فَقَالَ عَمُّ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ الإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "إِلاَّ الإِذْخِرَ". فَقُلْتُ لِلأَوْزَاعِىِّ: وَمَاقَوْلُهُ "اكْتُبُوا لأَبِى شَاهٍ"؟، وَمَا يَكْتُبُوا لَهُ؟، قَالَ: يَقُولُ اكْتُبُوا لَهُ خُطْبَتَهُ الَّتِى سَمِعَهَا. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَيْسَ يُرْوَى فِي كِتَابَةِ الْحَدِيثِ شَىْءٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، لأَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَمْرَهُمْ، قَالَ: "اكْتُبُوا لأَبِى شَاهٍ". مَا سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- خُطْبَتَهُ. 7242 - حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني حسَّان بن عطية

_ = خطبته": هو بنصب "خطبته" بدل من لفظ "النبي". ووقع في (ح) "وما سمع"، فزيادة الواو لا معنى لها، بل يضطرب بها السياق. ولم تذكر في (ك م). (7242) إسناده صحيح، ورواه أبو داود (1504 = 1: 557 عون المعبود)، عن عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإِسناد. وزاد في آخره: "غفرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر". وروى البخاري (2: 269 - 275)، ومسلم (1: 166) - نحو معناه، من رواية سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة. وفيه أن فقراء المهاجرين قالوا ذلك، لم يسم أبا ذر. وروى مسلم أيضاً نحو معناه، من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه. وروى البخاري (11: 113 - 115)، من رواية ورقاء عن سمى عن أبي صالح، وفيه التسبيح والتحميد والتكبير عشرًا عشرًا، ثم أشار البخاري إلى بعض أسانيده، وخرجها الحافظ هناك. وسيأتي بعض معناه (8830، 10272)، من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبي عبيد عن عطاء بن-نريدصت أبي هريرة. وهذه الرواية عند مسلم أيضًا (1: 166 - 167). وقال المنذري (1449)، بعد ذكر رواية أبي داود-: "وقد أخرج =

حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: يَا رَسُولَ الله، ذَهَبَ أَصْحَابُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وَلَيْسَ لَنَا مَا نَتَصَدَّقُ بِهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم -: "أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَاتٍ، إِذَا عَمِلْتَ بِهِنَّ أَدْرَكْتَ مَنْ سَبَقَكَ، وَلاَ يَلْحَقُكَ إِلاَّ مَنْ أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ؟ ". قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "تُكَبِّرُ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَتَخْتِمُهَا بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ [لَهُ]، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ". 7243 - حدثنا سفيان بن عُيينة قال: حفظناه عن الزُّهْري عن سعيد عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: إذا أمنَ القارئُ فأمَنُوا، فإن الملائكة تُؤمِّن، فمن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تَقدَّم من ذنبه".

_ = مسلم بعضه، من حديث أبي الأسود الديلى عن أبي ذرّ. وفيه زيادة ونقص. والرواية التي يشير إليها، هي في صحيح مسلم (1: 276). وانظر الترغيب والترهيب (2: 259 - 260). وانظر أيضًا ما مضى في مسند على (838)، وفي مسند عبد الله ابن عمرو - 6498، 6910) الدثور، بدال وثاء مثلثة مضمومتين: جمع "دثر"، بفتع الدال وسكون الثاء، قال ابن الأثير: "وهو المال الكثير، ويقع على الواحد والاثنين والجميع". قوله "لا شريك له"، وبعدها "له الملك"، فكلمة "له" ذكرت مرة واحدة في (ح م)، سقطت سهوًا من الناسخين. وهي ثابتة في (ك)، والكلام بدونها لا يستقيم. (7243) إسناده صحيح، سميد: هو ابن المسيب. والحديث مختصر (7187). مضى هناك مطولاً، من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي هريرة. وقوله "يبلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -": معناه رفع الحديث إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فهو في قوة قوله "قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"، ونحو ذلك.

7244 - حدثنا سفيان عن الزُّهْريّ عن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "قَالَ الله: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِى الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ". 7245 - حدثنا سفيان عن الزُّهْري عن سعيد عن أبِي هريرة، قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ

_ (7244) إسناده صحيح، ورواه البخاري (8: 441، و13: 389)، عن الحميدي عن سفيان، وهو ابن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم (2: 196)، عن إسحق بن إبراهيم وابن أبي عمر، كلاهما عن سفيان. ورواه أبو داود (5274 = 4: 543 - 544 عون المعبود)، عن محمَّد بن الصباح وابن السرح، كلاهما عن سفيان. وهو آخر حديث في سنن أبي داود. "يؤذيني ابن آدم"، نقل الحافظ في الفتح عن القرطبي، قال: "معناه يخاطبني من القول بما يتأذى من يجوز في حقه التأذّي. والله منزه عن أن يصل إليه الأذي. وإنما هذا من التوسع في الكلام. والمراد: أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله". "يسب الدهر"، قال الخطابي في المعالم (5113 من تهذيب السنن): "تأويل هذا الكلام: أن العرب إنما كانوا يسبُّون الدهر على أنه هو الملمّ بهم في المصائب والمكاره، ويضيفون الفحل فيما ينالهم منها إليه، ثم يسبون فاعلها، فيكون مرجع السبّ في ذلك إلى الله، سبحانه وتعالى، إذ هو الفاعل لها". وقد تأدب المسلمون في هذا بأدب الله ورسوله، حتى نشأت فيهم ناشئة، رضعوا إلحاد أوربة ووثنيتها، وغلبت على عقولهم وأدبهم، بما أشربوا من تعظيمها والخنوع لها في كل شأنهم. فصاروا يقلدون أولئك الحيوانات العجم الملحدة، وشاع على ألسنتهم كلام السوء، وغلبت عليهم شقوتهم، حتى كبار المتعلمين أو المتعالمين، فلا يتحرزون عن أن يقولوا كلمة الكفر، بسبّ الدهر، وسب القدر، ووصف القدر بما تنضح به عقولهم وقلوبهم. ولا يفقهون ولا يعقلون، وإذا وعظوا أو نبهرا استكبروا وأخذتهم العزة بالإثم. (7245) إسناده صحيح، وهو مكرر (7130) بمعناه. قوله فيح جهنم"، قال ابن الأثير: "الفيح: سطوع الحرّ وفورانه".

فَيْحِ جَهَنَّمَ". 7246 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: أَكَلَ بَعْضِى بَعْضاً، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ". 7247 - حدثنا سفيان حدثنا الزُّهْرِي عن سعيد بن المسيَّب عن (7246) إسناده صحيح، ورواه البخاري (2: 15)، مع الحديث الذي قبل هذا، في سياق واحد، عن علي بن عبد الله، وهو ابن المديني، عن سفيان، وهو ابن عيينة، بهذا الإِسناد. فقال الحافظ: "وهو [يعني هذا الحديث] بالإسناد المذكور قبل. ووهم من جعله موقوفًا أو معلقًا. وقد أفرده أحمد في مسنده عن سفيان". يشير إلى هذه الرواية. ورواه مالك في الموطأ (ص 16)، بنحوه مختصراً، مع الحديث السابق أيضاً عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، كلاهما عن أبي هريرة. ورواه مسلم (1: 172) بهذا، من طريق مالك. ورواه- وحده مفردًا عن الحديث قبله - البخاري (6: 238)، من طريق شُعيب، ومسلم (1: 172)، من طريق يونس- كلاهما عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، بنحوه. ورواه ابن ماجة (2: 304)، من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، بنحوه أيضاً. (7247) إسناده صحيح، ورواه البخاري (4: 295)، عن علي بن عبد الله، وهو ابن المديني، ومسلم (1: 399)، عن عمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر-: كلهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ولكن رواية الشيخين هذه، لي فيها آخره: "ولتنكح" إلى آخر الحديث. وروى الشيخان معناه مفرقًا في أبوابه، من أوجه مختلفة. انظر المنتقى (2839، 2846، 3425، 3507). وانظر أيضاً فتح الباري (4: 312، و9: 190 - 191). وقد مضى بعض معناه من حديث عبد الله بن عمر (4722)، وبعضه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (6647). قوله "نهى أن يبيع حاضر لباد"، قال ابن =

أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، أَوْ يَتَنَاجَشُوا، أَوْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، أَوْ يَبِيعَ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلاَ تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا، لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتِهَا أَوْ إِنَائِهَا، وَلْتَنْكِحْ فَإِنَّمَا رِزْقُهَا عَلَى الله. 8247 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِي عن سعيد عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "تشدُّ الرحال إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام،

_ = الأثير: "الحاضر: المقيم في المدن والقرى. والبادي: المقيم بالبادية. والمنهيّ عنه: أن يأتي البدوي البلدة ومعه قوت يبغي التسارع إلى بيعه رخيصًا، فيقول له الحضريّ: اتركه عندي لأغالي في بيعه. فهذا الصنيع محرم، لما فيه من الإضرار بالغير". وقد مضى في مسند ابن عباس (3482) قول طاوس: "قلت لابن عباس: ما قوله "حاضر لباد"؟، قال: لا يكون له سمسارًا". وقوله "لا تناجشوا": مضى تفسيراً "النجش" في (4531). وقوله "لتكتفئ ما في صحفتها أو إنائها"، قال ابن الأثير: "هو "تفتعل"، من "كفأت القدر" إذا كببتها لتفرغ ما فيها. يقال: كفأت الإناء وأكفأته، إذا كببته، وإذا أملته. وهذا تمثيل لإمالة الضرة حق صاحبتها من زوجها إلى نفسها، إذا سألته طلاقها". و (الصحفه، بفتح الصاد وسكون الحاء المهملتين، قال ابن الأثير: "الصحفة: إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها، وجمعها: صحاف. وهذا مثل، يريد به الاستئثار عليها بحظها، فتكون كمن استفرغ صحفة غيره، وقلب ما في إنائه إلى إناء نفسه". (7248) إسناده صحيح". وهو مكرر (7191). وقد أشرنا هناك إلى رواية الشيخين إياه من طريق سفيان بن عيينة. فهذه رواية سفيان. وقد رواه سفيان هنا باللفظين: "تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد"، و"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد"، وذكر أنهما سواء، كلاهما ثابت سماعه عنده. ورواية الشيخين من طريق سفيان، هي: "لا تشد". والرواية الماضية (7191)، هي رواية عبد الأعلى عن معمر عن الزهري، بلفظ "لا تشد". وثبت في صحيح مسلم، من رواية أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى، بلفظ: "تشدّ". فالروايتان ثابتتان عن سفيان عن الزهري، وعن عبد الأعلى عن معمر عن الزهري.

ومسجدي، والمسجد الأقصى". قال سفيان: ولا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاث مساجدَ. سواءً. 7249 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِي عن سعيد عن أبيِ هرِيرة، قيل له: عن النبي -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: نعم: إذا أتيتم الصلاةَ فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السكينةُ، في أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فاقْضُوا". 7250 - حدثنا سفيان عن الزُّهْرِي عن سعيد عن أبِي هريرة: قال رجل: يا رسول الله، أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي ثَوْبٍ؟، قَالَ: "أَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟! "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَتَعْرِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ!، يُصَلِّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَثِيَابُهُ عَلَى

_ (7249) إسناده صحيح، وهو مكرر (7229). ولكنه هناك بلفظ "وما فاتكم فأتموا". وقد أطال العلماء القول في ترجيح أحد اللفظين على الآخر، وفي الجمع بينهما، منهم الحافظ في الفتح (2: 99). وعندي أن هذه كله انسياق مع اصطلاحات الفقهاء، ولم تكن حين تحدث بذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ولا حين روى عنه أبو هريرة. واللفظان في الأصل متقاربا المعنى، والمراد بهما واحد، هو إتمام الصلاة. كقوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا}. (7250) إسناده صحيح، وقد مضى معنى المرفوع منه (7149)، من رواية أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة. ورواه مالك (ص 140) عن الزهري، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري (1: 397 - 398)، ومسلم (1: 145)، كلاهما من طريق مالك، به. وأما كلمة أبي هريرة، بعد الحديث المرفوع: فقد روى مالك (ص 140) مثل معناها، بعد رواية الحديث المرفوع، فصلها بإسناد خاصّ: "مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، أنه قال: سئل أبو هريرة: هل يصلي الرجل في ثوب واحد؟، فقال: نعم، فقيل له: هل تفعل أنت ذلك؟، فقال: نعم، إني لأصلي في ثوب واحد، وإن ثيابي لعلى المشجب". "المشجب"، بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الجيم، قال ابن الأثير: "عيدان تضم رؤوسها ويفرج بين قوائمها، وتوضع عليها الثياب، وقد تعلق عليها الأسقية لتبريد الماء. وهو من "تشاجب الأمر": إذا اختلط".

7251 - حدثنا علي بن إسحق أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أخبرنا محمَّد بن أبي حَفْصة عن الزهري عنِ أبي سَلمة عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تأتوا الصلاة وأنتم تَسعون ولكن امشُوا إليها وعليكم السكينةُ، في أدركتُم فصَلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا". 7252 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلا المسجد الحرام". 7253 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "العَجْماء جُرْحُها جُبَار، والمَعْدن جُبَار، والبِئْر جُبَار، وفي الرِكاز الخُمُسُ". 7254 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة:

_ (7251) إسناده صحيح، وهو مكرر (7249). (7252) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن المسيب. والحديث رواه مسلم (1: 391)، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد، ثم رواه من أوجه أخر بعده. ورواه البخاري (3: 54)، من طريق مالك، من وجه آخر عن أبي هريرة. وذكر القسطلاني (2: 283) أنه رواه أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة. وقد مضى معناه مراراً من حديث عبد الله بن عمر، منها (4646، 6436). (7253) إسناده صحيح، وهو مكرر (7120). (7254) إسناده صحيح، ورواه أبو داود (380 = 1: 145 - 146 عون المعبود)، والترمذي (1: 137 - 138)، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وسيأتي مطولاً قليلا (10540)، من رواية محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ومن هذا الوجه، طريق محمَّد بن عمرو، رواه ابن ماجة (1: 18). ورواه البخاري مقطًا في موضعين: روى قصة الدعاء (10: 367)، =

دخلِ أعِرابي المسجد، فصلَّى ركعتين، ثم قال: اللهم ارْحَمْني ومحِمداً، ولا ترْحمْ معنا أحَدًا!!، فالْتَفَتَ [إليه] النبيُّ -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "لقد تَحجَّرْت

_ = من طريق شُعيب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وروى قصة البول في المسجد (1: 278 - 279)، من طريق شُعيب عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة. وستأتي قصة البول في المسجد وحدها (7786، 7787، من رواية الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله. وكذلك رواها النسائي (1: 20، 63)، من هذا الوجه. دوى أبو داود (882 = 1: 329 عون المعبود)، قصة الدعاء وحدها، من رواية الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وقد مضت قصة الدعاء، وحدها مختصرة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (6590، 6849، 7059). قوله "لقد تحجرت واسعًا": أي ضيقت ما وسَّعه الله، وخصصت به اثنين. ورحمة الله وسعت كل شيء. يقال: "حجرت الأرض واحتجرتها"، إذا ضربت عليها منارًا تمنعها به عن غيرك. "أهريقوا": أي أريقوا، من الإراقة. قال ابن الأثير: "والهاء في "هَرَاق" بدل من همزة "أراق". يقال:! "أرَاقَ الماءَ يُريقه" و "هَرَاقَه يُهَرِيقُه"، بفتح الهاء "هَرَاقَة". ويقال فيه "أهْرَقْتُ الماءَ أهْرِقُه إهرَاقَاً"، فيجمع بين البدل والمُبْدَل". "السَّجْل"، بفتح السين وسكون الجيم: الدلو الملأى ماء، ويجمع على "سِجَل". وهذا الحديث واضح المعنى في وصف هذا الأعرابي البادي الجافي، جاء من البادية بجفائه وجهله، فصنع ما يصنع الأحمق الجاهل، حتى علمه معلم الخير - صلى الله عليه وسلم -. لا يرتاب في معرفة جفاء الرجل وجهله من قرأ الحديث أو سمعه، مَنْ كان القارئ أو السامع: مِن عالم أو جاهل، أو ذكى أو غبي. عربي أو اُعجمي. أفليس عجبًا- بعد هذا- أن يغلب الهوى وبغضُ الإسلام، رجلاً مستشرقًا كبير،، كنا نظن أنه من أبعد المستشرقين عن أهواء المبشرين، ودناءات المحرفين!!، هو المستشرق بروكلمان، صاحب الكتاب النافع المفيد، كتاب "تاريخ الأدب العربي"، الذي حاول فيه استقصاء المؤلفات العربية، والقديم منها خاصة، مع الإشارة إلى مكان النادر والخطوط منها. ذلك المستشرق، الذي كنا نتوهمه متساميًا على ما يرتكس فيه إخوانه علماء المشرقيات، ألف كتابًا آخر في "تاريخ بالشعوب الإِسلامية"، ترجمه أستاذان =

واسعًا"، ثم لم يَلْبَثْ أنْ بالِ في المسجد!!، فأسْرَع الناسُ إليه، فقال لهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، أَهْرِيقُوا عَلَيْهِ دَلْواً مِنْ مَاءٍ، أَوْ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ".

_ = من بيروت، هما: الدكتور نبيه أمين فارس، والأستاذ منير البعلبكي، في خمسة أجزاء. وطبع ببيروت، وجزؤه الأول طبع سنة 1948 إفربخية. هذا الرجل الذي كنا نظنه عاقلا!، يقول في الجزء الأول من كتابه (ص 16 من الترجمة العربية)، حين يتحدث عن بلاد العرب قبل الإِسلام، وعن أحوالهم الاجتماعية في شمالي الجزيرة، يقول بالحرف الواحد: "والبدوي كائن فردي النزعة، مفرط الأنانية قبل كل شيء. ولا تزال بعض الأحاديث تسمح للعربي الداخل في الإِسلام، أن يقول في صلاته: اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا!!، هكذا يقول هذا الرجل الواسع الاطلاع على الكتب العربية والمؤلفات الإِسلامية!!، غير الجاهل بكلام العرب، ولا الغافل عن معنى ما يقرأ. والحديث أمامه في كتب السنة كاملا، ينقل منه حرفًا واحدًا، ويدع ما قبله وما بعده!، هذا الرجل الذي أظهرت كلمته أن الإحن والعصبية الصليبية تملأ صدره، وتغطى على بصره وعقله. حادث فردي، من بدوي جاهل، لم يمرّ دون أن ينكر عليه الناس، ودون أن يعلمه المعلم الرفيق، - صلى الله عليه وسلم -: يجعله هذا المفتري الكذاب، قاعدة عامة لخلق أهل البادية!، يجعل الحادثة الجزئية قاعدة كلية، وهذا أعجب أنواع الاستنباط فيما رأينا وعلمنا!!. ولست أدري لماذا عما عن أهل البادية، فلم يستنبط أيضاً من هذه الحادثة الفردية، قاعدة كلية أخرى: أن من خلق أهل البادية إذا دخلوا مسجدًا، أو حضروا جمعًا عظيمًا من الناس، أن يبادروا إلى البول في المسجد أو في حضرة الناس!، حتى يكون هذا المستشرف منطقيًا مع نفسه. والأعرابي صاحب الحادثة صنع الأمرين!!. ولم يكتف هذا المستشرق بما بدا منه من ذكاء وأمانة!، فافترى على الإِسلام الكذبَ الصراح، حين زعم أنه لا تزال بعض الأحاديث تسمح للعربي الداخل في الإِسلام أن يدعو بهذا في صلاته!، أهذا صحيح أم كذب؟!. وإن أعجبْ فعجبٌ أن يدع الدكتور عمر فروخ التعليق على كلام هذا المستشرق الكذاب!، وأن يقتصر الأستاذان معربا الكتاب على التعليق بيان موضع الحديث في بعض كتب السنة، نقلا عن فهارس المستشرقين. نعم، فقد ذكر المترجمان في مقدمة الترجمة (ص7) أنه؟ "إذا كان في الكتاب بضعة آراء =

7255 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا فَرَعَةَ ولا عَتِيرةَ". 7256 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة،

_ = خاصة بالمؤلف، تتنافى أحيان مع وجهة النظر الإسلامية، فقد عهدنا بالتعليق عليها إلى زميلنا الدكتور عمر فروخ، أستاذ الفلسفة في كلية المفاسد الإِسلامية في بيروت، وعضو المجمع الحلمى الحربي بدمشق"، وأنهما "ليسا في حاجة إلى القول إن هذا لا يفيد، بالضرورة، موافقتنا المؤلف على آرائه الباقية جميعاً؛ لأننا لم نستهدف بالتعليق إلا تلك الآراء التي تتصل بحياة الرسول وتعاليم الإِسلام. أفلم يقرأ الأستاذان المترجمان هذا الحديث في مصادره التي أشارا إليها حين الترجمة والتعليق؟، إذ أكاد أثق أنهما قرآه، حين ترجما نص الدعاء ترجمة صحيحة. وما أظن أنهما كانا حافظين لنصه في الذاكرة من قبل. ولو كان لكان أبحد لهما من العذر!!، أو لم يعرفا ولم يعرفا الدكتور عمر فروخ، من بدائه دينهم، أنه لا يُعقل عقلا أن بعض الأحاديث لا تزال تسمح للعربي الداخل في الإِسلام بهذا الدعاء؟!!. (7255) إسناده صحيح، وهو مكرر (7135)، بنحوه. وقد أشرنا إليه هناك. و"الفرعة": هي "الفرع"، كلاهما بفتح الراء. وقد مضى تفسيرها. (7256) إسناده صحيح، ورواه البخاري (10: 467)، عن ابن المديني عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم (2: 197)، عن عمرو الناقد وابن أبي عمر عن ابن عيينة، به، بلفظ: "لا تقولوا كرم، فإن الكرم قلب المؤمن". وقوله "وقيل له مرةً: رفعته؟، فقال: نعم، وقال مُرةً: يبلغ به": الظاهر أن هذا من كلام ابن عيينة، يحكى به حال الزهري في رفع الحديث إلى رسول الله: فمرة رفعه بلفظ "قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وهي التي اقتصر عليها البخاري في روايته. ومرة يذكره غير مصرح بذلك، فيسأله بعض سامعيه: أهو مرفوع؟، فيقول: نعم. ومرةً يرفعه بلفظ "يبلغ به": أي يبلغ به أبو هريرة إلى أعلاه، فيسنده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكلها ألفاظ صريحة في الرفع، عند أهل العلم بالحديث. انظر (الباعث الحثيث، شرحنا لاختصار علوم الحديث ص 50 من الطبعة الثانية). وقوله "يقولون: الكرم" إلخ: قال الحافظ في الفتح: "هكذا وقع في هذه الرواية، من طريق =

قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وقيل له مرةً: رَفَعْتَه؟، فقال: نعم، وقال مرةً: يبلُغُ به: يقولون: الكَرْم، وإنما الكَرْم قَلْبُ المؤمن. 7257 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، يَبْلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كان يومُ الجمعة، كان على كل باب من أبواب

_ سفيان بن عيينة قال حدثنا الزهري عن سعيد. ووقع في الباب الذي قبله، من رواية معمر عن الزهري عن أبي سلمة، بلفظ: لا تسموا العنب كرمًا. وهي رواية ابن سيرين عن أبي هريرة عند مسلم. وعنده من طريق همام عن أبي هريرة: لا يقل أحدكم للعنب الكرم، إنما الكرم الرجل المسلم". وقال ابن الأثير: "قيل: سمى الكرم كرمًا؛ لأن الخمر المتخذة منه تحت على السخاء والكرم، فاشتقوا له منه اسمًا. فكره أن يسمى باسم مأخوذ من الكرم، وجعل المؤمن أولى به. يقال: رجل كرَم، أي كريم، وَصْف بالمصدر، كرجل عدل وضيف". وقال الزمخشري في الفائق (2: 407): "أراد أن يقرر ويشدّد ما في قوله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ} - بطريقة أنيقة، ومسلك لطيف، ورمز خَلُوب. فبصَّر أن هذا النوع من غير الأناسىّ، المسمى بالاسم المشتق من الكرَم، أنتم أحقَّاء بأن لا تؤهلوه لهذه التسمية، ولا تطلقوها عليه، ولا تُسلموها له، غيرة للمسلم التقيّ، ورَبْأ به أن يشارَك فيما سماه الله به، واختصه بأن جعله صفته، فضلا أن تسمّوا بالكريم من ليس بمسلم وتعترفوا له بذلك". (7257) إسناده صحيح، وهذا الحديث والذي بعده (7258)، رواهما البخاري (2: 336)، ومسلم (1: 235)، حديثاً واحدًا، من طريق الزهري عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة. ثم رواهما مسلم عقب ذلك، حديثًا واحدًا، أيضاً، من طريق ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة "بمثله"، أعنى أنه لم يذكر لفظه، بل أحال على الذي قبله. وسيأتي الحديثان في المسند أيضاً، بسياق واحد (7510، 7511، 7753، 7753 م)، من طريق الزهري عن الأغر عن أبي هريرة. وقد ورد معناه عن أبي هريرة من أوجه أخر، بأسانيد كثيرة، سيأتي كثير منها، إن شاء الله، وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب (719).

المسجد ملائكةٌ، يكتبون الأوَّل فالأوَّل، فإذا خرج الإِمام، طُوِيَتِ الصُّحُفُ". 7258 - حدثنا سفيان عن الزهرى عن سعيد عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "الْمُهَجِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَالْمُهْدِى بَدَنَةً، ثُمَّ الَّذِى يَلِيهِ، كَالْمُهْدِى بَقَرَةً، وَالَّذِى يَلِيهِ، كَالْمُهْدِى كَبْشاً"، حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ وَالْبَيْضَةَ. 7259 - حدثنا سفيان حدثنا الزهرى عن سعيد عن أبي هريرة: لمّا رفع النبي -صلي الله عليه وسلم - رأسَه من الركعة الاَخِرة من صلاة الصبح قال: "اللهم أنْج الوليدَ بن الوليد، وسلمةَ بنَ هشام، وعَيَّاش بنَ أبي ربيعة، والمستضعفين بمكة، اللهم اشْدُد وَطأتكَ على مُضَر، واجعلْها عليهم سِنينَ كَسِني يُوسُفَ". 7260 - حدثنا سفيان عن الزهرى عن سعيد عن أبي هريرة، أن

_ (7258) إسناده صحيح، وقد خرجناه مع الذي قبله. المهجر، بضم الميم وفتح الهاء وتشديد الجيم المكسررة: من "التهجير"، وهو التبكير إلى الشيء والمبادرة إليه. وانظر المشارق للقاضي عياض (265:2). (7259) إسناده صحيح، ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 1/ 96)، عن الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم (1: 187)، مطولاً، من طريق يونس عن الزهرى عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. ثم رواه من طريق ابن عيينة عن الزهرى عن ابن المسيب وحده، ولم يذكر لفظه بل أحال علي سابقه، وقال: "إلى قوله: واجعلها عليهم كسني يوسف. ولم يذكر ما بعده". ورواه البخاري من أوجه كثيرة عن أبي هريرة، منها (2: 242، 8: 170). وسيأتي مراراً كثيرة من أوجه. وانظر ما مضي من حديث ابن عباس (2746، 3613)، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (6350). (7260) إسناده صحيح، وقد مضى (7139)، من رواية معمر عن الزهرى. وقوله "رواية": هو رفع للحديث أيضاً، وهو في قوة قوله "قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وقال سفيانُ مرةً: روايةً: خَمْسٌ من الفطْرة: الختَان، والاسْتحْدَادُ، وقَصُّ الشارب، وتقليم الأظفار، ونتفُ الإبِطِ". 7261 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبيِ هريرة، أو عن أبي سلمة، عن أحدهما أو كليهما، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "الولدُ للفرَاش، وللعاهِر الحَجَرُ". 7262 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، يَبْلُغُ به النبيَّ -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقومُ الساعة حتى تقاتلوا قوم كأنّ وجوهَهم المَجَانُّ

_ (7261) إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا أبا داود، كما في المنتقى (3788)، والفتح الكبير (3: 308). وقد مضى معناه مراراً ضمن أحاديث، (173، 416، 467، 820، 6681، 6933). (7262) إسناده صحيح، ورواه البخاري (6: 76)، عن ابن المديني عن سفيان، بهذا الإِسناد. ولكن لفظه يدل على أنهم صنفان من الناس، لا صف واحد، كما قد يتبادر من اللفظ الذي هنا، فلفظ البخاري: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا أقوامًا كأن وجوههم المجانّ المطرقة". وكذلك هو في رواية مسلم (2: 369)، عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر، كلاهما عن سفيان، بمثل رواية البخاري، ولكن بتأخير ذوي النعال الشعر. وهذا الذي في رواية الشيخين هو الموافق لسائر روايات الحديث في الصحيحين وغيرهما. وانظر الفتح الكبير (3: 334). وقد مضى نحو هذا المعنى من حديث أبي بكر الصديق (12، 33). المجان، بفتح الميم والجيم مخففة ولعد الألف نون مشددة: جمع "مجن" بكسر الميم وفتح الجيم، وهو الترس. قال ابن الأثير: "يعني الترك". وقد مضى في حديث أبي بكر أنهم أتباع الدجال. المطرقة، بضم الميم ودكون الطاء المهملة: قال ابن الأثير: "أي التِرَاس التي ألبست العقب شيئاً فوق شيء. ومنه: طارَقَ النعل، إذا صيَّرها طاقًا فوق طاق، وركب بعضها فوق بعض. ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير، والأول أشهر".

الْمُطْرَقَةُ، نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ". 7263 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيدِ عن أبي هريرة: جاء رجل من بني فَزَارة إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ ولدًا أَسْوَدَ!، َقَالَ: "هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ ". قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَمَا أَلْوَانُهَا؟ "، قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: "هل فيها أوْرَقُ؟ "، قَالَ: إن فيها لَوُرْقًا، قَالَ: "فَأَنَّى أتاه ذَلِكَ؟ "، قَالَ: عَسَى أن يكون نزعه عِرْقٌ، قال: "وَهَذَا عَسَى أن يكون نَزَعَهُ عِرْقٌ". 7264 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة،

_ (7263) إسناده صحيح، وهو مختصر (7189، 7190). (7264) إسناده صحيح، ورواه البخاري (3: 98 - 99) عن ابن المديني عن ابن عيينة، بهذا الإسناد. ورواه مالك في الموطأ (ص 235)، عن الزهري، به. وسيأتي (10124)، من طريق مالك. وكذلك رواه البخاري (11: 472)، ومسلم (2 ت 294)، من طريق مالك. ورواه مسلم أيضاً، من طريق ابن عيينة، ولم يذكر لفظه كاملا، أحال على رواية مالك قبله. "تحلة القسم": بفتح التاء وكسر الحاء المهملة وتشديد اللام المفتوحة، قال الحافظ في الفتح: "أي ما ينحل ّبه القسم، وهو اليمين، وهو مصدر: حلل اليمين، أي كفّرها، يقال: حلل تحليلا، وتحلة، وتحلا، بغير هاء. والثالث شاذّ". وقال ابن الأثير: "قيل: أراد بالقسم قوله تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}. تقول العرب: ضربه تحليلا، وضربه تعذيرًا، إذا لم يبالغ في ضربه. وهذا مثل في القليل المفرط في القلة، وهو أن يباشر من الفعل الذي يقسم عليه المقدارَ الذي يُبِرّ به قَسمه. مثل أن يحلف على النزول بمكان، فلو وقع به وقعة خفيفة أجزأتْه، فتلك تحلة قسمه. فالمعنى: لا تمسه النار إلا مَسَّة يسيرة، مثل تحلة قَسم الحالف. ويريد بتحلته: الورود على النار والاجتيازَ بها. والتاء في (التحلة) زائدة". وتفسير ذلك بالورود، سيأتي (7707)، من رواية عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، وفي آخره: "يعني الورود". وهو من تفسير الزهري. فقد رواه الطيالسي (2303)، عن زمعة عن الزهري، وفي آخره: "قال الزهري: كأنه يريد هذه الآية: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} ". وسيأتي الحديث أيضاً

يَبْلُغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَلِجَ النَّارَ، إِلاَّ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ". 7265 - حدثنا سفيان عن الزهرى [عن أبي هريرة]، يَبْلُغُ به

_ = (10213)، عن وكيع عن زمعة عن الزهرى، ولكن لم يذكر فيه تفسير الزهرى. وانظر تفسير ابن كثير (5: 391 - 392). وانظر أيضًا ما مضى من حديث ابن مسعود (4314). (7265) إسناده صحيح، علي ما في ظاهره من الانقطاع، كما سنبينه، إن شاء الله. وهذا الحديث وقع في إسناده سقط في (ح)، جعل ظاهره أنه مع الذي بعده حديث واحد. فلذلك جعلناهما برقم واحد، عند ترقيم المسند في أول عملنا فيه. ثم جاءت مخطوطة (م) موافقة للمطبوعة في هذا الحذف. ولكنا وجدنا بعد ذلك مخطوطة (ك) علي الصواب، جعل فيها الحديثان بإسنادين. فارتفع الإشكال عنهما، واضطررنا للفصل بينهما، وجعلنا لثانيهما الرقم نفسه مكرراً. فالحديث الأول: "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهوراً". رواه أحمد عن سفيان بن عيينة "عن الزهرى [عن أبي هريرة]، يبلغ به النبي". وقد سقطت كلمة [عن أبي هريرة]، من (ح م)، وهي ثابتة في (ك)، علي الصواب، فزدناها منها. وهذا ظاهره الإرسال، بين الزهرى وأبي هريرة، فقال سفيان عقب روايته: "أراه عن سعيد عن أبي هريرة". يعني أن ابن عيينة نسي، ولكنه يرجح أنه عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. فلو كان هذا وحده، كان موضع شك في صحة الإِسناد. ولكن الحديث ثابت عن أبي هريرة بغير هذا الإِسناد. فقد رواه ابن ماجة (1: 103)، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومن طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن العلاء، وهو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقى، عن أبيه عن أبي هريرة. ورواه مسلم (1: 147)، من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء، بهذا الإِسناد، ضمن حديث مطول، أوله: "فضلت علي الأنبياء بست"، فذكر منها: "وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجدًا". وسيأتي هذا في المسند (9326)، من طريق العلاء. ثم روي مسلم بعده، من طريق يونس عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبي =

النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "جُعِلَتْ لي الأرضُ مسجداً وطَهُوراً". قال سفيانُ: أراه عن سعيد عن أبي هريرة. 7265 م-[حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي

_ = هريرة مرفوعًا، بعض هذه الخصال، ولكن لم يذكر منها لفظ "وجعلت لي الأرض". فالظاهر عندي أن الزهري هو الذي كان يشك في هذه الكلمة أنه سمعها من ابن المسيب، فلذلك أعرض مسلم عن ذكرها في هذا الإِسناد والأسانيد التي بعده، في حين أنه ذكرها كلها عقب الأحاديث التي فيها جعل الأرض مسجدًا، فليس لها مناسبة بالباب إلا هذا المعنى. وأيا ما كان، فالحديث صحيح من حديث أبي هريرة. ومعناه ثابت من أحاديث كثير من الصحابة. وقد أخطأ الحافظ السيوطي، حين ذكر لفظه منفردًا في الجامع الصغير (3594)، ونسبه لابن ماجة من حديث أبي هريرة، ثم رمز له برمز الضعف، وسها المناوي في شرحه عن أن يعقب عليه. أخذًا بظاهر إسنادي ابن ماجة، إذ رواه عن شيخين له، فيهما كلام لا يؤثر، وهذان الشيخان رواه له أحدهما عن عبد العزيز ابن أبي حازم، والآخر عن إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن العلاء! وفات السيوطي والمناوي أن الحديث ضمن حديث مطرل في صحيح مسلم من هذا الوجه، كما أشرنا إليه. ورواه مسلم عن ثلاثة شيوخ ثقات عن إسماعيل بن جعفر. وقد مضى معناه ضمن حديث عبد الله بن عمرو (7068). وسيأتي معناه أيضاً، من حديث أبي هريرة مطولا ومختصرًا (7397، 9703، 10524). (7265) إسناده صحيح، ورواه البخاري (3: 417 - 148)، ومسلم (1: 258)، كلاهما من طريق ابن عيينة، بهذا الإِسناد نحوه. وقد سقط أول إسناد هذا الحديث في نسختي المسند (ح م). وهو ثابت في (ك)، فأثبتناه بين معقفين، إذ جزمنا بأنه الصواب. وآية ذلك: أنه أخرجه الشيخان بهذا الإِسناد. ولو كان تابعًا للإسناد قبله، الذي فيه شك سفيان في وصله، لما أخرجاه من هذا الوجه إن شاء الله، كما لم يخرجا الحديث السابق "جعلت لي الأرض"، من هذا الوجه الذي فيه الشك في وصله، على ثبوت صحته من أوجه أخر كثيرة، كما بينا من قبل. والرواية الثانية لسفيان "فإن تك صالحة خير تقدموها =

هرِيرة]، روايةً: "أسْرِعوا بجَنائزكم، فإن كان صالحاً قَدَّمتُمُوه إليه، وإن كان سوى ذلك، فشرُّ تَضَعُونه عن رقابكم". وقال مرةً أخرى: يَبْلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أسْرِعُوا بالجَنَازة، فإنْ تَكُ صالحةً، خَيْرٌ تقدِّموها إليه". 7266 - حدثنا سفيان عن الزهري عنِ سعيد عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا هَلَك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصرُ فلا قيصرَ بعده، والذي نفس محمَّد بيده، لَتَنْفِقُنَّ كنوزَهما في سبيل الله". 7267 - حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة،

_ = إليه"، هكذا ثبتت في الأصول الثلاثة. وفي نسخة بهامش (ك) "تقدمونها". ورواية البخاري: "فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه". ورواية مسلم: "فخير تقدمونها عليه". وسيأتي أيضاً (7269، 7270، 7759، 7760، 7176، 10337). وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود (3734، 3978،3939، 4110). وانظر أيضا ما يأتي في مسند أبي هريرة (7497، 7901، 7916، 8745، 10141، 10498). وانظر أيضاً طبقات ابن سعد (4/ 2/ 62). (7266) إسناده صحيح، وهو مكرر (7184). (7267) إسناده صحيح، ورواه البخاري (5: 86)، عن ابن المديني عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وكذللث رواه مسلم (1: 54)، بأسانيد من رواية ابن عيينة، ولكنه لم يذكر لفظه كاملا، أحال على ما قبله. ورواه البخاري (4: 343)، ومسلم أيضاً، من طريق الليث عن الزهري. وسيأتي مراراً، مطولاً ومختصرًا، منها (7665، 7890، 10957). وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود (3556)، وفي مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (6555). وقد لعب المجددون، أو المجرّدون، في عصرنا الذي نحيا فيه، بهذه الأحاديث الدالة صراحة على نزول عيسى ابن مريم عليه السلام، في آخر الزمان، قبل انقضاء الحياة الدنيا -: بالتأويل المنطوي على الإنكار تارة، وبالإنكار الصريح أخرى!، =

يبلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "يُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً، يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ، حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ". 7268 - حدثنا سفيان عن الزهري، سَمعَ ابن أُكَيمة يُحَدِّثُ

_ = ذلك أنهم - في حقيقة أمرهم - لا يؤمنون بالغيب، أو لا يكادون يؤمنون. وهي أحاديث متواترة المعنى في مجموعها، يعلم مضمون ما فيها من الدين بالضرورة. فلا يجديهم الإنكار ولا التأويل. وقد ذكر الحافظ ابن كثير طائفة طيبة جمة، من الأحاديث الصحاح الواردة في ذلك، في تفسيره (3: 15 - 23)، ثم قال: "فهذه أحاديث متواترة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، من رواية أبي هريرة، وابن مسعود، وعثمان بن أبي العاص، وأبي أمامة، والنواس بن سمعان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومجمع بن جارية، وحذيفة بن أسيد، رضي الله عنهم. وفيها دلالة على صفة نزوله، ومكانه، من أنه بالشام، بل بدمشق، عند المنارة الشرقية، وأن ذلك يكون عند إقامة صلاة الصبح. وقد بنيت في هذه الأعصار، في سنة- 741 - إحدى وأربعين وسبحمائة. منارة للجامع الأموي، بيضاء، من حجارة منحوتة، عوضًا عن المنارة التي هدمت بسبب الحريق المنسوب إلى صنيع النصارى، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة. وكان أكثرُ عمارتها من أموالهم. وقويت الظنون أنها هي التي ينزل عليها المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، وبضع الجزية، فلا يقبل إلا الإِسلام، كما تقدم في الصحيحين. وهذا إخبار من النبي -صلي الله عليه وسلم - بذلك، وتقرير وتشريع وتسويغ له على ذلك، في ذلك الزمان، حيث تنزاح عللهم، وترتفع شبههم من أنفسهم. ولهذا كلهم يدخلون في دين الإسلام، متابعين لعيسى عليه السلام، وعلى يديه. ولهذا قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية". وانظر أيضاً فتح الباري (6: 355 - 358)، حيث روى البخاري هذا الحديث، من وجه آخر، مطولاً. (7268) إسناده صحيح، ابن أكيمة: هو عمارة بن أكيمة الليثي، ثم الجندعي، المدني، وهو تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد في الطبقات (5: 185): "توفي سنة 101، وهو ابن 79 سنة. روى عن أبي هريرة، روى عنه الزهرى حديثاً واحدًا. ومنهم من لا يحتج به، يقول: هو شيخ مجهول". وذكر ابن أبي حاتم في الجرح =

سعيدَ بنَ المسيب، يقول: سمعتُ أبا هريرة يقول: صلى بنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -

_ = والتعديل (3/ 1/ 362) أنه سأل عنه أباه؟، فقال: "هو صحيح الحديث، حديثه مقبول". وقال يحيى بن معين: "كفاك قول الزهري: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد ابن المسيب". يريد بذلك أن سعيد بن المسيب، وهو من كبار التابعين، ومن أعلم الناس بحديث أبي هريرة، قبل هذا الحديث من ابن أكيمة وسمعه منه، بحضرة تلميذه ابن شهاب الزهري، وكفى من هذا أيضاً أن مالكًا روى الحديث عن الزهري، كما سيجيء في التخريج. ومالك من أعلم الناس بأهل المدينة، وبنقد رواياتهم، ومعرفة الثقة من غير الثقة منهم. وقد اختلف في اسم ابن أكيمة هذا. والصحيح أنه "عمارة"، وهو الذي اقتصر عليه ابن سعد وابن أبي حاتم. وذكره مسلم في كتاب المنفردات والوحدان (ص 11) في الذين انفرد الزهري بالرواية عنهم، فقال: "وابن أكيمة الليثي، ويقال: اسمه عمارة". فلم يذكر الأقوال الآخر. "أكيمة": بضم الهمزة مصغراً. "الجندعي": بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وضمها. قال ابن دريد في الاشتفاق (ص 105): "بنو جندع بن ليث، يقال: جندُع وجندَع، واحد الجنادع. والجنادع: الخنافس الصغار تُرى عند حِجَرة الضِّباب ومكامن الأفاعي. قال الخليل: إذا كان ثاني الاسم على (فُعلَل) نون أو همزة، فأنت فيه بالخيار بين الفتح والضم، نحو: جندَب وجندُب، وجندَع وجندُع". وقد نص السمعاني في الأنساب وابن الأثير في اللباب على أن "جندع": بطن من ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وأخطأ مصح التهذيب (7: 410)، فرسمه "الخبذعي"!، وضبطه في الهامش، نقلا عن القاموس، بأنه بوزن "جعفر"، بموحدة بين معجمتين، وأنه "أبو قبيلة من همدان، وهو ابن مالك بن ذي بارق"!، وهو خطأ إلى خطأ، فإن "ابن أكيمة" "ليثي" دون خلاف، وأما "الخبذعي" فيكون "همدانيا" ثم "بارقيا"!، وأين هذا من ذاك؟!، وضبط صاحب القاموس "خبذع" بوزن "جعفر"، خطأ أيضاً، صوابه أنه بكسر الخاء المعجمة. نص على ذلك السمعاني في الأنساب، وابن الأثير في اللباب، وبذلك ضبطه أيضاً الذهبي في المشتبه (ص 120). وقوله في الإِسناد: "عن الزهري سمع ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب"، هذا هو الصواب، أي أن الزهري حضر مجلس سعيد بن المسيب حين حدَّثه ابن أكيمة بهذا =

صلاةً، يَظُنُّ أنها الصبح، فلما قضى صلاتَه قال: "هل قرأ منكم أحدٌ؟ "،

_ = الحديث عن أبي هريرة. فالحديث حديث ابن أكيمة عن أبي هريرة مباشرة، سمعه منه سعيد بن المسيب والزهري، وحكى الزهري ذلك. وعلى هذا أطبقت روايات هذا الحديث التي سنذكرها: أنه "عن الزهري عن ابن أكيمة عن أبي هريرة". وهو الذي يدل عليه ثناء ابن معين - الذي نقلنا آنفا - على ابن أكيمة: "كفاك قول الزهرى: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب". ووقع في نسخ المسند الثلاثة هنا: "يحدث عن سعيد بن المسيب"، بزيادة "عن"، فيوهم ظاهره أن الزهري سمعه من ابن أكيمة عن ابن المسيب. وهو خطأ واضح، لما ذكرنا. وجاء على الصواب في المخطوطة العتيقة (ص)، التي هي قطعة من المسند، فيها مسند أبي هريرة، والتي وصفناها في (ج 6 ص 519). والحديث رواه أبو داود (827 = 1: 306 عون المعبود)، عن مسدد، وأحمد ابن محمَّد المروزي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، وعبد الله بن محمَّد الزهري، وابن السرح-: كلهم عن ابن عيينة عن الزهري، قال: "سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب"، فذكره بنحوه. ثم قال أبو داود: "قال مسدد في حديثه: قال معمر: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر به رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وقال ابن السرح في حديثه: قال معمر عن الزهري: قال أبو هريرة: فانتهى الناس. وقال عبد الله بن محمَّد الزهري، من بينهم: قال سفيان: وتكلم الزهري بكلمة لم أسمعها، فقال معمر: إنه قال: فانتهى الناس". ورواه البيهقي (1: 157 - 158)، من طريق أبي داود، بهذه الأسانيد، ومن طريق علي بن المديني "حدثنا سفيان حدثنا الزهري، حفظته من فيه" إلخ. وقال في آخره: "قال علي بن المديني: قال سفيان: ثم قال الزهري شيئاً لم أحفظه، انتهى حفظي إلى هذا، [يعني إلى قوله: مالي أنازع القرآن]. وقال معمر عن الزهري: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله-صلي الله عليه وسلم-. قال علي [هو ابن المديني]: قال لي سفيان يومًا: فنظرت في شيء عندي، فإذا هو: صلى بنا رسول الله صلاة الصبح. بلا شك". ورواه ابن ماجة (1: 144 - 145)، عن أبي بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار، كلاهما عن ابن عيينة، بهذا. ولم يذكر قول معمر. ثم رواه عقبه عن جميل ابن الحسن عن عبد الأعلى عن معمر عن الزهري، بهذا الإِسناد، "فذكر نحوه. وزاد =

قال رجل: أنا، قال: "أقول: مالي أُنازَعُ القرآن؟ "، قال مَعْمر عن الزهري:

_ = فيه: قال: فسكتوا بعدُ فيما جهر فيه الإمام". فمجموع هذه الروايات يشرح هذا الإِسناد، ويرفع ما فيه من غموض على من لم يمارس صناعة الحديث: فاما أولاً، فإن كلمة ابن المديني عن سفيان أنه نظر في شيء عنده، تدل على أن الشك في قوله "يظن أنها الصبح"، هو من سفيان، ثم وجد في كتابه الجزم بأنها صلاة الصبح، ويرفع هذا الشك. وأما ثانيًا، فإنه يدل على أن قوله في آخر الإِسناد "قال معمر عن الزهري"، إلخ، هو من قول سفيان، حين سمع الحديث هو ومعمر من الزهري. لم يسمع آخره، وهو قوله "فانتهى الناس" خفيت عليه هذه الكلمة، كما قال هو نفسه، فأخبره بها معمر الذي سمعها. فلم يرض لنفسه أن يدلسها ويرويها عن الزهري مباشرة وهو يسمعها منه، فأخبر أنه سمعها من عمر عن الزهري، متصلة بالحديث. وكذلك رواه الرواة غير سفيان عن معمر، رووا هذه الكلمة متصلة بالحديث غير منفصلة: كما صرح بذلك ابن السرح، شيخ أبي داود، حين رواه عن ابن عيينة، فروى عنه أنه قال: "قال معمر عن الزهري: قال أبو هريرة: فانتهى الناس". يعني أن معمرًا، حدث سفيان بهذه الكلمة في مجلس الزهري، إذ لم يسمعها سفيان. فهي متصلة بالإسناد نفسه، لا منفصلة عنه من كلام الزهري، كما يوهم بعض الناس، ولا منقطعة، برواية الزهري عن أبي هريرة، إذ حدث بها معمر سفيان في مجلس السماع. وكذلك وصلها بالحديث عن معمر، عبد الأعلى، كما ذكرنا في رواية ابن ماجة. وكذلك وصلها به عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، بهذا الإِسناد، فيما سيأتي في المسند (7806). وكذلك وصلها عن الزهري-: مالك الإِمام. فروى الحديث في الموطأ (ص 86 - 87)، عن الزهري، بهذا الإِسناد، وآخره هكذا؟ "فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: إني أقول مالي أنازع القرآن. فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله، فيما جهر فيه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالقراءة، حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. وليس من شك أن هذا السياق صريح في أن هذه الكلمة الأخيرة من أصل الحديث، لا مدرجة ولا منفصلة. وعلى هذا الوجه رواه الأئمة الحفاظ من طريق مالك. فرواه أحمد، فيما سيأتي (7994)، عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك. وكذلك رواه أبو داود (826 = 1: 305 - 306 عون المعبود) عن القعنبي. ورواه =

فانتَهى الناسُ عن القراءة فيما يَجْهَرُ به رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. قال سفيان: خَفِيَتْ

_ = الترمذي (1: 254 - 255) عن الأنصاري عن معن. ورواه النسائي (1: 146) عن قتيبة. ورواه البيهقي (2: 157) من طريق إسماعيل بن إسحق القاضي، ومن طريق أبي داود، كلاهما عن القعنبي-: كلهم عن مالك عن الزهري، به. فهولاء أثبت الرواة عن الزهري: مالك ثم معمر ثم ابن عيينة، رووها متصلة عن الزهري، فمن الناسُ بعدهم؟!، قال حرب: "قلت لأحمد: مالك أحسن حديثًا عن الزهري، أو ابن عيينة؟ قال: مالك. قلت: فمعمر؟ فقدم مالكًا، إلا أن معمرًا أكبر". وقال عبد الله بن أحمد: "قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟، قال: مالك أثبت في كل شيء". وقال الحسين بن حسن الرازي: سألت ابن معين: من أثبت أصحاب الزهري؟، قال: مالك، قلت: ثم من؟، قال: معمر". وابن عيينة، في هذه الرواية، كأنه سمع الكلمة من الزهري؛ لأنها وإن خفيت عليه من لفظ الزهري، إلا أن معمرًا أخبره بها في المجلس نفسه، فكأنها أعيدت من لفظ الشيخ، إذ كان ذلك بحضرته. وقد تابعهم على ذلك يونس وأسامة بن زيد. قال أبو داود: بعد رواية طريق مالك: "روى حديث ابن أكيمة هذا: معمر ويونس وأسامة بن زيد عن الزهري، على معنى مالك". ولكن جاءت حكايته ابن عيينة، التي فيها أن معمرًا ذكر له هذه الكلمة، فأوقعت الشبهة عند بعض العلماء في أنها كلمة مدرجة في الحديث من الزهري. خصوصًا وأن بعض الرواة ذكرها بلفظ يوهم ذلك، حين قال: "قال الزهري"!، في حين أن المراد واضح: أن معمرًا يخبر سفيان عن قول الزهري المتصل بالحديث، الذي خفى سماعه بالمجلس على سفيان. لا أنه يريد أن هذا الكلام مستقل مفصول عن الحديث. وآية ذلك: أن رواية معمر نفسها، من غير طريق سفيان، ليس فيها هذا الفصل بين الكلامَيْن. وأن رواية ابن السرح، التي رواها أبو داود، فيها التصريح القاطع بذلك، النافي لكل تأويل، إذ قال: "قال عمر عن الزهري: قال أبو هريرة: فانتهى الناس". وزاد المشتبهين شبهة: أن ابن جُريج وعبد الرحمن بن إسحق روياه عن الزهري، فلم يذكرا فيه الكلمة الأخيرة، وانتهى حديثهما إلى قوله "مالي أنازع القرآن". وستأتي رواية ابن جُريج (7820)، ورواية عبد الرحمن بن إسحق (10323). وليس في هذا ما تعلل به روايات مالك ومعمر وسفيان عن معمر بمجلس =

عليَّ هذه الكلمة.

_ = الزهري، فإن الثلاثة أئمة ثقات. وزيادة الثقة مقبولة. ولكن المتأخرين تمسكوا بكلمات لبعض العلماء المتقدمين، دون حجة ولا برهان: فمن كلام المتقدمين، ما قال أبو داود، بعد رواية الحديث من الطريقين: "ورواه عبد الرحمن بن إسحق عن الزهري، وانتهى حديثه إلى قوله: مالي أنازع القرآن. ورواه الأوزاعي عن الزهري. قال فيه: قال الزهري: فاتعظ المسلمون بذلك، فلم يكونوا يقرؤون معه فيما يجهر به، - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو داود: سمعت محمَّد بن يحيى بن فارس، قال: قوله (فانتهى الناس) من كلام الزهري"!، وقال الترمذي- بعد رواية الحديث: "وروى بعض أصحاب الزهري هذا الحديث، وذكر هذا الحرف، قال: قال الزهري: فانتهى الناس عن القراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. ونقل الحافظ في التلخيص (ص 87) عن البخاري أنه ذهب- في كتاب التاريخ - إلى أن هذه الكلمة مدرجة من كلام الزهري. والقسم الذي فيه ترجمة "ابن أكيمة" من التاريخ الكبير لم يطبع. ولكن كلام البخاري رواه البيهقي بإسناده إليه (2: 158). أنه قال: "هذا الكلام من قول الزهري". ورواية الأوزاعي، التي أشار إليها أبو داود، رواها البيهقي (2: 158)، من طريق الوليد بن مزيد عن الأوزاعي: "حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة"، فذكر الحديث، وقال في آخره: "قال الزهري: فاتعظ المسملون بذلك، فلم يكونوا يقرؤون"!، ومما لا شك فيه أن هذه الرواية خطأ من الأوزاعي، أو ممن روى عنه. ولكن البيهقي- سامحه الله- لم ير بأسًا أن يجعلها خطأ في الإِسناد، وصوابًا فيما يريد أن يحتج له من الإدراج!، فقال: "حفظ الأوزاعي كون هذا الكلام من قول الزهري، ففصله عن الحديث، إلا أنه لم يحفظ إسناده!، والصواب ما رواه ابن عيينة عن الزهري، قال: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد ابن المسيب!!، ثم أنا لا أزال أعجب من دعوى "الإدراج" هذه!، فإن "الإدراج" هو أن يذكر الراوي كلامًا من عنده أو من كلام غيره يدرجه في لفظ الحديث. أفهذا هكذا؟!، كلا: إن هذا- إن صح ما ذهبوا إليه- يكون رواية لأول الحديث بإسناد متصل، ثم رواية لآخره بإسناد مرسل. لأنه لو كان من كلام الزهري، كان معناه: أن الزهري يروي عن هذه الحادثة: أن الناس انتهوا بعد ذلك من القراءة خلف رسول الله -صلي الله عليه وسلم - =

7269 - حدثنا علي بن إسحق حدثنا عبد الله، يعني ابنَ المبارك،

_ = فيما يجهر فيه. فيكون هذا القسم من الحديث- إن صح ما ذهبوا إليه- مرويًا عن الزهري مرسلاً، ومرويًا عنه في طرق أخرى موصولا، والوصل زيادة من ثقة، بل من ثقات، فهي مقبولة يقينَا، خصوصاً إذا ذهبنا إلى الترجيح برجحان رواية مالك ومن معه. وهذا بديهي لا شك فيه. وكل الذي ألجأهم إلى هذا التكلف والعنت، ظنهم أن هذه الكلمة تردُّ على قول من ذهب إلى وجوب قراءة الفاتحة على المأموم، مطلقاً، أسر الإِمام أم جهر. ولله در الترمذي، لم يقبل تعليل هذه الزيادة، ولم ير فيها ما ينفي وجوب القراءة على المأموم، فقال: "وليس في هذا الحديث ما يدخل على من رأى القراءة خلف الإِمام؛ لأن أبا هريرة هو الذي روى عن النبي -صلي الله عليه وسلم - هذا الحديث، وروى أبو هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فهي خداج، غير تمام. فقال له حامل الحديث: إني أحيانًا أكون وراء الإِمام؟، قال: اقرأ بها في نفسك. وروى أبو عثمان النهدي عن أبي هريرة، قال أمرني النبي -صلي الله عليه وسلم - أن أنادي، أن: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب". وهذا كلام في الذروة العليا من التحقيق. وقوله "مالي أنازع القرآن": بفتح الزاي، بالبناء لما لم بسم فاعله. أي أجاذب في قراءته، إذ جهر الرجل بالقراءة خلفه، فشغله عن قراءته. من "النزع"، وهو الجذب والقلع، (7269) إسناده صحيح، أبو أمامة بن سهل بن حنيف: مضت ترجمته (6520). والحديث مكرر (7265 م)، رواه أحمد هناك عن سفيان عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة. وقال الحافظ في الفتح (3: 147): "كذا قال سفيان. وتابعه معمر وابن أبي حفصة، عند مسلم. وخالفهم يونس، فقال: "عن الزهري حدثني أبو أمامة بن سهل عن أبي هريرة. وهو محمول على أن للزهري فيه شيخين". وهذا هو الصحيح. والرواية التي هنا هي رواية يونس عن الزهري عن أبي أمامة. وقد قال أحمد، عقب هذا الحديث: "وافق سفيان معمر وابن أبي حفصة". وستأتي رواية ابن أبي حفصة عقب هذه الرواية" وتأتى مُرَّة أخرى (7760). وستأتي رواية معمر (7759). وسيأتي الحديث من رواية يونس، مُرَّة أخرى كهذه الرواية (7761). وقد رواه مسلم كذلك (1: 258 - 259)، من طريق معمر، ومن طريق ابن أبي حفصة، كلاهما عن =

أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِىِّ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَرَّبْتُمُوهَا إِلَى الْخَيْرِ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ ذَلِكَ شَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ". [قِال عبد الله بن أحمد]: قَالَ أَبِي: وَوَافَقَ سُفْيَانَ مَعْمَرٌ وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ". 7270 - حدثنا علي بن إسحق عن ابن المبارك عن ابن أبي حَفْصَةَ. 7271 - حدثنا سفيان عن الزهري عن حنظلةَ الأسْلَمي سمع أبا هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمَّد بيده، لَيُهِلَّن ابن مريم بفجّ الرَّوحَاء، حَاجًا أو مُعتمرًا، أو لَيُثنِّيَهُمَا".

_ = الزهري عن ابن المسيب. ورواه أيضاً، من طريق يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي أمامة. وللحديث إسناد آخر صحيح، من وجه آخر عن أبي هريرة، فسيأتي (10337)، من رواية أيوب عن نافع عن أبي هريرة. ولم يشر الحافظ إلى هذا الوجه. (7270) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، يريد به بيان إسناد ابن أبي حفصة عن الزهري عن سعيد بن المسيب، كما أشار إليه الإِمام عقب الحديث السابق. (7271) إسناده صحيح، حنظلة الأسلمي: هو حنظلة بن علي بن الأسقع الأسلمي المدني، وهو تابعي ثقة، وثقه النسائي وغيره، وترجمه البخاري في الكبير (2/ 1/ 35 - 36)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 2/ 239 - 240)، وابن سعد في الطبقات (5: 816). والحديث رواه مسلم (1: 356 - 357)، من طريق سفيان بن عيينة بهذا الإِسناد. ثم رواه أيضاً من طريق الليث، ومن طريق يونس، كلاهما عن الزهري، مثله. وسيأتي من أوجه أخر، مطولاً ومختصر (7667، 7890، 10671، 10987). وقد نقله ابن كثير في التفسير (3: 15) عن هذا الموضع من المسند. وانظر في نزول عيسى عليه السلام، ما مضى (7267). "فجّ الروحاء": قال ياقوت: "بين مكة والمدينة، كان طريق رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلى بدر، وإلى مكة، عام الفتح، وعام الحج.

7272 - حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلَمة وسليمان بن يَسَار سمعا أبا هريرة، يبلُغُ به النبيَّ -صلي الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لاَ يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ ". 7273 - حدثنا سفيان عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج،

_ (7272) إسناده صحيح، سليمان بن يسار: سبقت ترجمته (6189)، ونزيد هنا أنه ترجمه أيضاً ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1/ 149)، وابن سعد في الطبقات (2/ 2/132، و5: 130)، وقال: "كان ثقة عاليًا رفيعًا فقيهاً، كثير الحديث". والحديث رواه البخاري (10: 299)، ومسلم (2: 160)، كلاهما من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه أيضاً البخاري (6: 361 - 362، من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب، هو الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وحده، عن أبي هريرة. وسيأتي بأسانيد عن الزهري (7533، 8069، 9198). وانظر ما مضى (1415، 2470، 4672). (7273) إسناده صحيح، الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز، سبق توثيقه (6163)، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 2/ 297)، وابن سعد في الطبقات (5: 209). والحديث رواه البخاري (13: 271 - 272)، عن ابن المديني عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه مسلم (2: 261)، من طريق سفيان، بنحوه. وسيأتي مطولاً، (7691)، من رواية معمر عن الزهري. وانظر الحديثين اللذين بعد هذا. وانظر أيضاً (8390، 71330). وانظر أيضًا ما مضى في مسند عبد الله بن عمر (4453). والزيادة التي بين معقفين "والله الموعد ... ] إلخ، سقطت خطأ من الناسخين في (ح م). وكتب موضعها في (ك) "وكنت امرءًا ألزم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"، ثم ضرب عليها كاتب النسخة، وأثبت بالهامش النص الذي زدناه، وعليه علامة الصحة. فرجحنا أنه هو الصواب، لذلك، ولأنه يوافق رواية البخاري عن ابن المديني عن سفيان، بهذا الإِسناد، حرفًا بحرف. قوله "والله الموعد": بفتح الميم وسكون الواو وكسر العين، =

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، [وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ، إِنِّى كُنْتُ امْرَءاً مِسْكِيناً، أَلْزَمُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-] عَلَى مِلْءِ بَطْنِى، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَحَضَرْتُ مِنَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَجْلِساً، فَقَالَ: "مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِىَ مَقَالَتِى ثُمَّ يَقْبِضْهُ إِلَيْهِ، فَلَنْ يَنْسَى شَيْئاً سَمِعَهُ مِنِّى؟ "، وَبَسَطْتُ بُرْدَةً عَلَيَّ، حَتَّى قَضَى حَدِيثَهُ، ثُمَّ قَبَضْتُهَا إِلَىَّ، فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، مَا نَسِيتُ شَيْئاً بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ .. 7274 - حدثنا إسحق بن عيسى أخبرنا مالك عن الزهري عن

_ = قال القاضي عياض في المشارق (2: 290): "أي عند الله المجتمع، أو إليه، أي الموعد موعد الله. أي هناك تفتضح السرائر، أي يجازَى كل واحد بقوله، وينصَف من صاحبه. ويحتمل أن يريد بقوله والله الموعد: أي جزاوه، أو لقاؤه". وقال الحافظ في الفتح (5: 21)، عند رواية البخاري الحديث من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري، مطولاً: "وفيه حذف، تقديره: وعند الله الموعد. لأن الموعد، إما مصدر، وإما ظرف زمان، أو ظرف مكان، وكل ذلك يخبر به عن الله تعالى. ومراده: أن الله تعالى يحاسبني إن تعمدتُ كذبًا، ويحاسب من ظن بي السوء". قوله "على ملء بطني": بكسر الميم وسكون اللام ثم همزة مفردة. قال الحافظ في الفتح (4: 247): "أي مقتنعًا بالقوت، أي فلم تكن له غَيبة عنه"."الصفق بالأسواق": سبق تفسيره في حديث عبد الله بن عمر (4453). (7274) إسناده صحيح، وهو أحد الروايات للحديث الذي قبله. ولم يذكر الإِمام أحمد لفظه هنا كاملا. وهو مما رواه مالك خارج الموطأ، فلم يذكر في الموطأ رواية يحيى بن يحيى، ولم أجد أحدًا من العلماء ذكر أنه في غيره من روايات الموطأ. وقد رواه مسلم (2: 261) عقب الحديث السابق، بإسنادين، من طريق مالك، ومن طريق معمر، كلاهما عن الزهري. ولكنه لم يذكر لفظه أيضاً، بل أحال على ما قبله. أما رواية معمر فستأتي =

الأعرج عن أبي هريرة، أنه قال: إن الناس يقولون: أكْثَرَ أبو هريرة، والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدَّثتُ حديثاً، ثم يتلو هاتين الآيئين: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى}، فذكر الحديث. 7275 - حدثنا أبو اليَمَانِ أخبرنا شُعيب عن الزهري أخبرنا سعيد

_ = مطولة (7691)، كما أشرنا في الحديث الماضي، وأما رواية مالك، فلم أجدها في المسند في غير هذا المرضع. فلم تذكر فيه إذن كاملة. وقد رواه ابن سعد في الطبقات (2/ 2/ 118)، عن معن بن عيسى عن مالك، وهو الوجه الذي رواه منه مسلم عن مالك. ورواه البخاري (1: 190 - 191) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي عن مالك. فرأينا أن نذكر لفظه كاملا من رواية البخاري، إذ لم يثبت نحوه في المسند: قال البخاري: "حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: إن الناس يقولون: أكثَرَ أبو هريرة!، ولولا آيتانِ في كتاب الله ما حدثت حديثاً، ثم يتلُو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إلى قوله {الرحيم}،إنّ إخوانَنا من المهاجرين كان يَشْغَلُهم الصَّفْقُ بالأسواق، وإن إخوانَنا من الأنصار كان يَشغلهم العملُ في أموالهم، وإنّ أبا هريرة كان يَلْزَم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لِشبَعِ بَطْنِه، ويَحْضُر ما لا يَحْضُرون، ويَحْفَظ ما لا يَحْفَظُون". ورواية ابن سعد نحو هذه، ولكن آخرها: "وكان أبو هريرة يَلْزَم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على شِبَع بطنه، فيَسْمَع ما لايَسْمعون، ويحفظ ما لا يَحفظون". (7275) إسناده صحيح، وهو أحد الروايات للحديثين السابقين أيضاً. ولم يذكر الإِمام لفظه هنا كاملا. وكذلك رواه مسلم (2: 262) عن الدارمي عن أبي اليمان، بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه، بل أحال على الروايات قبله. وهو هنا من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، والروايتان الماضيتان من رواية الزهري عن الأعرج. قال الحافظ في الفتح: "وهو صحيح عن الزهري عن كل منهم". ورواه البخاري تامًا (4: 246 - 247)، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، شيخ أحمد هنا، =

ابن المسيَّب وأبو سَلَمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يُكْثِر، فذكره. 7276 - حدثنا سفيان عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة,

_ = بهذا الإِسناد. ولم أجده أيضًا في المسند من هذا الوجه. فرأيت أن أذكره من رواية البخاري: قال البخاري: "حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شُعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -!، وتقولون: ما بالُ المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بمثل حديث أبي هريرة؟!، وإن إخوتي من المهاجرين كان يَشغلهم صَفْقٌ بالأسواق، وكنت ألزَمُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظُ إذا نسوا، وكانَ يشغل إخوتي من الأنصار عَملُ أموالهم، وكنتُ امرء، مسكينا من مساكين الصفة، أعي حين ينسوْن، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في حديث يحدثه: إنه بن يَبسطَ أحدٌ ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يَجمع إليه ثوبه، إلا وَعَى ما أقول، فبسطتُ نَمِرَةَ عليَّ، حتى إذا قضى رسل الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته، جمعتها إلى صدري، فما نسيتُ من مقالة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لك من شيء". ووقع في متن البخاري، المطبوع بهامش فتح الباري "الصفق بالأسواق"، وهو خطأ مطبعي، صوابه ما أثبتنا "صفق" بدون الألف واللام، وهو الثابت في النسخة اليونينية (3: 52)، وشرح القسطلاني (4: 3 - 4). (7276) إسناده صحيح، ورواه أبو داود (3634 = 3: 315 عون المعبود)، والترمذي (2: 285)، وابن ماجة (2: 30)، كلهم من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ولم يذكروا فيه قوله "وقرئ عليه". ورواه أيضاً مسلم (1: 473) من طريق سفيان، ولكنه لم يسق لفظه، بل أحال على الحديث قبله من رواية مالك عن الزهري. وقد مضى (7154) من رواية عكرمة عن أبي هريرة. وقد أشار الحافظ في الفتح (5: 80) إلى رواية المسند هذه. وقوله هنا "وقرئ عليه"، هو من كلام الزهري، يريد أن هذا الحديث =

وَقُرِئَ عَلَيْهِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- "إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدَكُمْ جَارُهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ فَلاَ يَمْنَعْهُ"،فَلَمَّا حَدَّثَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ طَأْطَئُوا رُءُوسَهُمْ!، فَقَالَ: مَالِى أَرَاكُمْ مُعْرِضِينَ؟!، وَاللَّهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ.

_ = قرئ على الأعرج. ويؤيد هذا ما رواه ابن سعد في الطبقات (5: 209) في ترجمة الأعرج، بإسناده إلى عثمان بن عُبيد الله بن أبي رافع، قال: "رأيت من يقرأ على الأعرج حديثه عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: هذا حديثك يا أبا داود؟، قال: نعم، قال: فأقول (حدثني عبد الرحمن) وقد قرأت عليك؟، قال: نعم، قل: حدثني عبد الرحمن". وهو يدل على أن كتابة الحديث كانت ثابتة في عهد التابعين أيضاً، بعد ثبوت كتابته في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم في عهد الصحابة. بل إنه يدل أيضاً على أن حديث الأعرج كان مكتوبًا من قبل أن يقرأه القارئ عليه. لا أنه كتبه في مجلس السماع، إذ لو كان كتبه حين سمعه منه لم يكن لهذا السؤال معنى. فالظاهر أن بعض الرواة كتبه عن الأعرج، ثم تناقله الرواة، فكان منهم من يأتي إليه في مجلس السماع ويقرأ عليه ما نقل من حديثه من الكتاب. قوله "لأرمين بها بين أكتافكم"، قال الحافظ في الفتح (5: 80): قال ابن عبد البر: رويناه في الموطأ بالثناة، وبالنون. والأكناف: جمع كنَف، بفتحها، وهو الجانب". وقال ابن الأثير: "يروى بالتاء والنون. فمعنى التاء: أنها إذا كانت على ظهورهم وبين أكتافهم لا يقدرون أن يعرضوا عنها, لأنهم حاملوها، فهي معهم لا تفارقهم. ومعنى النون: أنها يرميها في أفنيتهم ونواحيهم، فكلما مروا بها رأوها، فلا يقدرون أن ينسوها". واختلف الفقهاء: أهذا حق على الجار لجاره واجب؟، أم هو أدب؟، قال الخطابي في المعالم (3487) من تهذيب السنن: "عامة العلماء يذهبون في تأويله إلى أنه ليس بإيجاب يحمل الناس عليه من جهة الحكم، وإنما هو من باب المعروف وحسن الجوار. إلا أحمد بن حنبل، فإنه رآه على الوجوب، وقال: على الحكام أن يقضوا به على الجار، ويمضوه عليه إن امتنع منه". والحق ما ذهب إليه الإِمام أحمد، رحمه الله.

7277 - حدثنا سفيان عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال سفيان: سألته عنه: كيف الطعام؟ أي طعام الأغنياء؟ قال: أخبرني الأعرج، عن أبي هريرة: شر الطعام الوليمة، يُدعَى إليها الأغنياء، ويترك المساكين، ومن لم يأتِ الدعوة فقد عصى الله ورسولَه.

_ (7277) إسناده صحيح، سفيان هو ابن عيينة. والحديث رواه مسلم 1: 407 عن ابن أبي عمر عن سفيان، مفصلا في السؤال وسببه: "قال: قلت للزهري: يا أبا بكر، كيف هذا الحديث "شر الطعام طعام الأغنياء"؟، فضحك!، فقال: ليس هو "شر الطعام طعام الأغنياء". قال سفيان: وكان أبي غنيًا، فأفزعني هذا الحديث حين سمعت به، فسألت عنه الزهري، فقال: حدثني عبد الرحمن الأعرج، أنه سمع أبا هريرة يقول: شر الطعام طعام الوليمة .. " وهذا ظاهر لفظه أنه موقوف على أبي هريرة كرواية المسند هنا. وهو في الحقيقة مرفوع، كما سيأتي. وكذلك رواه مالك في الموطأ: 546، عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة، موقوف اللفظ، ولم تذكر فيه قصة سفيان في السؤال. وكذلك رواه البخاري 9: 211 - 212، ومسلم 1: 407، من طريق مالك. وسيأتي في المسند مراراً. وقال المنذري في الترغيب والترهيب 3: 126: "رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، موفوفًا على أبي هريرة. ورواه مسلم أيضاً مرفوعاً إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -". قال الحافظ في الفتح 9: 212 "وأول هذا الحديث موقوف، ولكن آخره يقتضي رفعه. ذكر ذلك ابن بطال. [يعني بآخره: فقد عصى الله ورسوله]. قال: ومثله حديث أبي الشعثاء أن أبا هريرة أبصر رجلاً خارجاً من المسجد بعد الأذان، فقال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم، قال: ومثل هذا لا يكون رأيًا، ولهذا أدخله الأئمة في مسانيدهم. انتهى. وذكر ابن عبد البر أن جل رواة مالك لم يصرحوا برفعه، وقال فيه روح ابن القاسم عن مالك، بسنده: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. انتهى. وكذا أخرجه الدراقطني في غرائب مالك، من طريق إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن مالك. وقد أخرجه مسلم [1: 407]، من رواية معمر وسفيان بن عيينة عن الزهري شيخ مالك، كما قال مالك، ومن رواية أبي الزناد عن الأعرج كذلك. والأعرج شيخ الزهري فيه: وعبد الرحمن، كما وقع =

7278 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: سمعتُه أربعَ مرات من سفيان، وقال مرةٌ: "من صام رمضان"، وقال مرة: "من قام"، "ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".

_ = في رواية سفيان، قال: سألت الزهري فقال: حدثني عبد الرحمن الأعرج: أنه سمع أبا هريرة، فذكره. ولسفيان فيه شيخ آخر، بإسناد آخر إلى أبي هريرة، صرح فيه يرفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - أخرجه مسلم أيضاً [1: 407]، من طريق سفيان: سمعت زياد بن سعد يقول: سمعت ثابتًا الأعرج يحدث عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: ذكر نحوه. وكذا أخرجه أبو الشيخ، من طريق محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة، مرفوعًا صريحًا". وقوله "يدعي إليها"، في م "إليه". وانظر في وجوب إجابة الدعوة، ما مضى في مسند ابن عمر: 5766. (7278) إسناده صحيح، وقد مضى من قبل: 7170، من رواية محمَّد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة: "من صام رمضان ... " وهنا يذكر الإِمام أحمد أنه سمعه من ابن عيينة أربع مرار بلفظين: "من صام رمضان"، و"من قام رمضان"، وبقية الحديث مع اللفطين كلاهما: "من قام ليلة القدر". وكلها صحيح ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي هريرة: فروى البخاري رواية "من صام رمضان" 1: 86، من طريق محمَّد بن فضيل، كما أشرنا هناك. ورواها أيضاً 4: 221 عن ابن المديني: "حدثنا سفيان، قال: حفظناه وإنما حفظ من الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة"، إلخ. ثم قال: "تابعه سليمان بن كثيرعن الزهري". وروى مسلم 1: 210 - 211 من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن يحيى بن أبي كثير: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثهم أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". وروى مسلم أيضاً 1: 210 من طريق عبد الرزَّاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = مرفوعًا: "من قام رمضان .. " وكذلك رواه البخاري 4: 217 من طريق عقيل عن الزهري. وكذلك رواه البخاري 4: 217 - 218، ومسلم 1: 210 من رواية مالك عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وهو في الموطأ: 123 من رواية مالك عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. ولم أجد أحدًا من شرّاح الصحيحين أشار إلى الخلاف بين رواية الشيخين من طريق مالك عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، وبين رواية الموطأ من حديث مالك عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. ولكن الحافظ حين ذكر رواية عقيل عن الزهري عن أبي سلمة قال: "كذا رواه عقيل، وتابعه يونس، وشعيب، وابن أبي ذئب، ومعمر، وغيرهم وخالفه مالك، فقال: "عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن" بدل "أبي سلمة". وقد صح الطريقان عند البخاري، فأخرجهما على الولاء. وقد أخرجه النسائي من طريق جويرية بن أسماء عن مالك عن الزهري عنهما جميعًا. وقد ذكر الدارقطني الاختلاف فيه، وصح الطريقين". وهذا كلام صحيح سليم. ولكن يؤخذ عليه أنه لم يشر إلى رواية الموطأ، الموافقة لرواية سفيان وعقيل وغيرهما. في حين أن ابن عبد البر ذكر حديث الموطأ هذا في التقصي، رقم: 392، في رواية مالك عن الزهري عن أبي سلمة. ولم يذكره في رواية مالك عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن. وقد نبه السيوطي في شرح الموطأ 1: 135 إلى هذا الخلاف، فنقل كلام ابن عبد البر في التمهيد، وفيه: "وعند القعنبي، ومطرف، والشافعي، وابن نافع، وابن بكير، وأبي مصعب، عن مالك - حديثه عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ابن عوف عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". هكذا رووه في الموطأ، وليس هو عند يحيى أصلاً. وعند الشافعي حديث حميد، وليس عنده حديث أبي سلمة". وهذا يبين عن سبب إعراض ابن عبد البر عن الإشارة إلى الخلاف - في التقصي، لأنه إنما يعتمد في "التقصي" الموطأ من رواية يحيى بن يحيى فقط، كما صرح بذلك في أوله. وأما العجب الذي لا ينقضي فصنيع الزرقاني في شرح الموطأ 1: 212، إذ اختلط عليه الأمر، فنقل كلام الحافظ في الفتح معكوسًا، دون أن ينسبه إليه! فقال عن رواية "مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف" =

7279 - حدثنا إسماعيل بن عمر، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن ابِن شهاب، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُرغّبُ في قيام- يعني - رمضان. 7280 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عِن أبي سلمة، عن أبي هريرة، روايةً: "إذا استيقظ أحدُكم من نومه فلا يغمِس يده في إنائه حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يَدُهُ". 7281 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي

_ = ما نصه: "ورواه عقيل، ويونس، وشعيب، وغيرهم، عن الزهري، عن حميد، بدل أبي سلمة"!! في حين أن رواية عقيل ومن تابعه- كما نقلنا من قبل- إنما هي "عن أبي سلمة" كرواية الموطأ من رواية يحيى. وأما رواية حميد، فإنها رواية يحيى في الموطأ، وغير رواية عقيل ويونس وشعيب ... !! ولن يخلو عالم من سهو أو خطأ. (7279) إسناده صحيح، إسماعيل بن عمر الواسطي: سبق توثيقه: 1462، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 1/189. وهذا الحديث جزء من الحديث السابق، في رواية مالك: 113، وفي رواية مسلم 1: 210، من طريق معمر، كلاهما عن الزهري. (7280) إسناده صحيح، وقوله "روايةً": يريد أنه مرفوع إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -. ورواه مسلم 1: 29، من طريق سفيان عن الزهري عن أبي سلمة، ومن طريق معمر عن الزهري عن ابن المسيب كلاهما عن أبي هريرة. ورواه قبله بأسانيد أخر. ورواه مالك في الموطأ: 21 عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. ورواه البخاري 1: 229 - 231 ضمن حديث من طريق مالك عن أبي الزناد، ورواه سائر الجماعة، كما في المنتقى: 229. (7281) إسناده صحيح، وروى مسلم هذا المعنى ضمن حديث مطول 1: 261، من طريق عقيل، ومن طريق صالح، كلاهما عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة وانظر: 7147. وانظر المنتقى: 1824.

هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لمّا مات النجاشي أخبرهم أنه قد مات، فاستغفَروا له. 7282 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، يَبْلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من أدرك من صلاةٍ ركعةً فقد أدرك". 7238 - حدثنا [سفيان]، قال: سمعت الزهري، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "التسبيحُ للرجال، والتَّصْفِيحُ للنساء".

_ (7282) إسناده صحيح، وقوله "يبلغ به ... " يريد أنه مرفوع إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - رواه مالك: 10 عن الزهري، بهذا الإِسناد، بلفظ "فقد أدرك الصلاة". وكذلك رواه البخاري 2: 46 - 47، ومسلم 1: 168 - 169، كلاهما من طريق مالك. ورواه مسلم 1: 169 بعد ذلك بأسانيد كثيرة، منها من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري، التي رواها أحمد هنا، وانظر ما مضى: 7215 وما يأتي: 7529، 10133. (7283) إسناده صحيح، ورواه البخاري 3: 62، عن ابن المديني، ومسلم 1: 126، عن ابن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب - الأربعة عن سفيان، وهو ابن عيينة. ورواه مسلم بعد ذلك بأسانيد أُخر. زيادة [سفيان] من ك، وهي ضرورية في الإِسناد. ولكنها سقطت سهوًا من بعض الناسخين القدماء، فلذلك لم تذكر في ح م. فصار ظاهر الإِسناد فيهما أن أحمد هو الذي يقول "سمعت الزهري"! وهو محال من القول باطل، لا يقوله أحمد رضي الله عنه. "التصفيح"، آخره حاء مهملة. قال ابن الأثير: "التصفيح والتصفيق واحد، وهو من ضرب صفحة الكف على صفحة الكف الآخر. يعني: إذا سها الإِمام نبهه المأموم، إن كان رجلاً قال: سبحان الله، وإن كان امرأة ضربن كلها على كفها عوض الكلام". فلينظر السفهاء الحمقى أنصار المرأة في عصرنا! من الملحدين، ومن الجاهلين الجرآء، الذين يدعون الحلم بما لا يحلمون، ممن أخرجوا المرأة المسلمة من خدرها إلى الطرقات والجامعات والمصانع والملاهي، الذين يريدون إفساد الخلق الإِسلامي السامي، ويفترون على الله ورسوله، أن الإِسلام سوّى المرأة بالرجل، ولم يحجبها عن مخالطة الرجال! لينظروا كيف صان الله ورسوله المرأة المسلمة عن أن يظهر =

7284 - حدثنا سفيان عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، يبْلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "يأتي أحدكَم الشيطانُ وهو في صلاته، فيلْبس عليه، حتى لا يدري كم صلى؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليسجَد سجدتين وهو جالس". 7285 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، إن شاء الله عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "عليكم بهذه الحبَّة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء. إلا السَّام". قال سفيان: السام: الموت. وهي الشّونيز. 7286 - حدثنا سفيان عن الزهري، عن أبي سلمة، أو سعيد،

_ = صوتها حتى في الصلاة، ولكن القوم لا يستحبون! قاتلهم الله أنس يؤفكون. ولفظ رواية الشيخين- حيث أشرنا- "التصفيق" بدلا التصفيح". (7284) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ: 100 عن الزهري، بنحوه. ورواه البخاري 3: 84، ومسلم 1: 158، من طريق مالك، به، ثم رواه مسلم من طريق سفيان، وهو ابن عيينة، والليث بن سعد، كلاهما عن الزهري، ولم يذكر لفظه، بل أحال على رواية مالك قبله. قوله "فيلبس عليه" هو من الثلاثي، يقال "لبس عليه"، من باب "ضرب": أي خلط. ويجوز التشديد للتكثير والمبالغة. ولكن روايته بالفعل الماضي في الموطأ والصحيحين، بالتخفيف، من الثلاثي. (7285) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 158 - 159، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه البخاري 10: 122، من طريق عقيل عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، بنحوه. وكذلك رواه مسلم 2: 186 من طريق عقيل. ثم رواه مسلم، من طرق كثيرة، منها طريق سفيان بن عيينة، هذه التي في السند. وتفسير "السام"، و "الحبة السوداء"، ذكر هنا أنه من قول سفيان وفي رواية البخاري أنه من قول الزهري، والأمر في ذلك قريب. وانظر زاد المعاد 3: 339 - 340، وفتح الباري 10: 121 - 212. (7286) إسناده صحيح، ورواه مسلم 126:2، من طريق سفيان، بهذا الإِسناد. ولكنه رواه =

سمعت أبا هريرة يقول: نَهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ" وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاجْتَنِبُوا الْحَنَاتِمَ. 7287 - حدثنا سفيان عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أبصر النبيِ - صلى الله عليه وسلم - الأقرَع يقبِّل حسِناً، فقال: لي عشرةٌ من الولد، ما قبلت أحدًا منهم قطّ! قال: "إنه من لا يرْحمُ لا يُرْحَم". 7288 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه قال: رجلٌ أتى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال: هَلكْت، قال: "وما أهلكك؟ " قال: وقعت على إمرأتي في رمضان، فقال: "أتجدُ رقبةً؟ " قال: لا، قال: "تستطيغ أن تصوم شهرين متتابعين؟ " قال: لا، قَال: "تستطيع تطعمُ ستين مسكيناً؟ " قال: لا، اجلسْ، فَأُتِىَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرْقٍ فِيهِ تَمْرٌ"، وَالْعَرْقُ: الْمِكْتَلُ الضَّخْمُ، قَالَ: "تَصَدَّقْ بِهَذَا" قَالَ: عَلَى أَفْقَرَ مِنَّا؟ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَفْقَرُ مِنَّا!. قَالَ: "فَضَحِكَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ: "أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ، وَقَالَ مَرَّةً: فَتَبَسَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، وَقَالَ: "أَطْعِمْهُ عِيَالَكَ".

_ = مرفوعًا من قول رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تنتبذوا في الدباء، ولا في المزفت"، ثم عقبه: "ثم يقول أبو هريرة: واجتنبوا الحناتم. "الحناتم": جمع "حنتم". وهو الجر. وقد مضى تفسير هذه الحروف في حديث مفصل لابن عمر: 5191. وانظر أيضاً: 5678. (7287) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7121. ولكن هناك "عيينة بن حصن" بدل "الأقرع". وقد أشرنا هناك إلى هذه الرواية، وبينّا أنها أرجع من تلك. (7288) إسناده صحيح، على إشكال فيه، أستطع أن أرجح، بل أجزم: أنه خطأ من الناسخين، كما سأبين في التخريج، إن شاء الله: فرواه البخاري 11: 516، 517، ومسلم 1: 306، وأبو داود: 2390 (2: 286 عون المعبود)، والترمذي 2: 45 - 46، وابن ماجة: 6711، وابن الجارود في المنتقى: 916 - 197، والدراقطني: 251، والبيهقي 4: 221 كلهم من طريق سفيان بن عيينة، شيخ أحمد في هذا الإِسناد عن الزهري، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، بنحوه، مطولا ومختصرًا. بل إن رواية البخاري 11: 516 عن ابن المديني: "حدثنا سفيان عن الزهري، قال: سمعته من فيه، عن حميد بن عبد الرحمن". فهذه الروايات كلها مطبقة على أن سفيان بن عيينة رواه عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن. فالرواية الثابتة هنا في أصول المسند الثلاثة، التي فيها: "سفيان عن الزهري عن عبد الرحمن"- هي عندي- خطأ من الناسخين القدماء، تداولته نسخ المسند. وما أظن أنه وقع للحفاظ المتقدمين، إذن لأشاروا إليه: إما ببيان أنه غلط، وإما ببيان أنها رواية أخرى عن سفيان. وقد أشار كثير منهم، خصوصاً الحافظ بن حجر، إلى رواية ابن عيينة، في اختلاف بعض الألفاظ في متن الحديث. ولو كان بين أيديهم هذا الاختلاف في الإِسناد، لأشاروا إليه ولم يهملوه. بل إنهم حصروا الخلاف في إسناده، على الزهري، في أنه "عن حميد بن عبد الرحمن" أو "عن أبي سلمة بن عبد الرحمن"؟ كما سنذكره إن شاء الله. فقد رواه مالك في الموطأ: 296 - 297، بنحوه، "عن ابن شهاب [وهو الزهري] عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة". وكذلك رواه أحمد في المسند: 10698، ومسلم 1: 307، والدارمي 2: 11، وأبو داود: 2392، والدراقطنى: 251، والبيهقي 4: 225 كلهم من طريق مالك، به. وكذلك رواه الليث بن سعد عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة: عند البخاري 12: 117، ومسلم 1: 307.، والبيهقي 222:4. وكذلك رواه معمر عن الزهري: عند أحمد في المسند: 7772، والبخاري 5: 164، 11: 517، ومسلم 1: 307، وأبي داودة 2391، والبيهقي 4: 222 - 223. وكذلك رواه ابن جُريج عن الزهري: عند أحمد: 7678، ومسلم 1: 307 والبيهقي 4: 225. وكذلك رواه منصور عن الزهري: عند البخاري 4: 151 ومسلم 1: 307 والدارقطني: 251 - 252، والبيهقي 4: 221 - 222 وكذلك رواه شُعيب عن الزهري: عند البخاري 4: 141 - 150، وهنا شرحه الحافظ في الفتح شرحًا وافيَا. وعند البيهقي 4: 224. وكذلك رواه الأوزاعي عن الزهري: عند البخاري 10: 457، والدارقطني: 242، والبيهقي 4: 224. وكذلك رواه إبراهيم بن سعد عن الزهري: عند البخاري 9: 450، و 10: =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = 420، والدارمي 2: 11 وكذلك رواه أبو أويس عن الزهري: عند الدارقطني: 251، والبيهقي 4: 226. وكذلك رواه محمَّد بن أبي حفصة عن الزهري: عند أحمد: 10699، والدارقطني: 252. ولكن وقع في رواية المسند هناك: "عن محمد بن عبد الرحمن" وهو خطأ، صوابه "حميد بن عبد الرحمن". وكذلك رواه يونس عن الزهري: عند البيهقي 4: 224. وكذلك رواه إبراهيم بن عامر عن الزهري: عند أحمد - فيما مضى أثناء مسند عبد الله بن عمرو: 6944، وعند البيهقي 226:4. هؤلاء كلهم رووه عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة وتابعهم غيرهم، ممن لم تقع لنا روايتهم، ولكن ذكرها الأئمة الحفاظ في كتبهم. فمنهم عراك ابن مالك الغفاري، وهو تابعي أكبر من الزهري، ولكنه يروي عنه أحيانا رواية الأكابر عن الأصاغر. ومتابعته ذكرها أبو داود، وابن الجارود، والدارقطني، والبيهقي. ومنهم: إسماعيل بن أمية، ويحيى بن سعيد الأنصاري؟ ذكرهما ابن الجارود، والدارقطني. وذكر الدارقطني: 251 طائفة أيضاً، منهم: عبد الله بن أبي بكر، وفليح بن سليمان، وعمر ابن عثمان المخزومي، وموسى بن عقبة، وغيرهم. وذكر البيهقي 4: 224 طائفة أيضاً، منهم ابن أبي ذئب، ومحمد بن إسحق، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وعبد الرحمن بن نمر، وعبد الله بن عيسى، وغيرهم. ولكن خالفهم هشام بن سعد المدني. قال البيهقي 4: 226: "ورواه هشام بن سعد عن الزهري، إلا أنه خالف الجماعة في إسناده، فقال: عن أبي سلمة عن أبي هريرة". وكذلك أشار الدارقطني إلى هذه المخالفة: 252. ورواية هشام بن سعد: رواها أبو داود: 2393، والدارقطني: 243، كلاهما من طريق ابن أبي فديك، ورواها الدارقطني أيضاً: 252، من طريق أبي عامر العقدي، والبيهقي 4: 226 - 227، من طريق الحسين بن حفص الأصبهاني- ثلاثتهم عن هشام بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وهشام بن سعد: سبق توثيقه: 213، ولكنه لم يكن بالحافظ، كما وصفه الإِمام أحمد. وقد أنكروا عليه هذا الحديث بعينه. ولولا ذلك لقلنا باحتمال أن يكون الزهري سمعه من الأخوين: حميد، وأبي سلمة، ابني عبد الرحمن بن عوف. ففي التهذيب 11: 40، 41 في ترجمته: "روى له ابن عدي أحاديث، منها: حديثه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة: جاء =

7289 - حدثنا سفيان، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرقي، في بيته على فراشه، عن أبيه، عن أبي هريرة: "أيُّما صلاة لا يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خِداجٌ، ثم هي خداجٌ، ثم هي خداجٌ"، قال: قال أبو هريرة: وقال قبل ذلك: حبيبي - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: فقال: "يا فارسَي، اقرأ بفاتحة الكتاب"، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، وقال مُرَّة: لعبدي ما سأل، فإذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}، قال: حمدنى عبدي، فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال: مجدني عبدي، أو أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ

_ = رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -وقد أفطر في رمضان، فقال له: أعتق رقبة، الحديث. وقال مُرَّة: عن الزهري عن أنس قال: والروايتان جميعًا خطأ. وإنما رواه الثقات: عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة وهشام خالف فيه الناس". "وقال الخليلي: أنكر الحفاظ حديثه في المواقع في رمضان، من حديث الزهري عن أبي سلمة. قالوا: وإنما رواه الزهري عن حميد". وقال الحفاظ في الفتح 4: 141: "قوله أخبرني حميد بن عبد الرحمن، أي ابن عوف. هكذا توارد عليه أصحاب الزهري. وقد جمعت منهم في جزء مفرد لطرق هذا الحديث أكثرُ من أربعين نفساً. [ثم ذكر بعضهم. ثم قال]: وخالفهم هشام بن سعد، فرواه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، أخرجه أبو داود وغيره. قال البزار، وابن خزيمة، وأبو عوانة: أخطأ في هشام بن سعد". ومع كل هذه الدلائل، التي تكاد تبلغ حدّ القطع، عند العارف بهذا الفن الدقيق، لم أستطع أن أقدم على تغيير الثابت بأصول المسند في هذا السند، فأثبت في: "عن حميد بن عبد الرحمن"، وهو الصواب عندي، بدلا من الخطأ الواقع في الأصول: "عن عبد الرحمن". فالنقل أمانة، وما يدرينا لعلنا نجد دليلاً آخر على أن الزهري رواه عن شيخ آخر غير حميد بن عبد الرحمن. وأما شرح الحديث، فقد سبق أن شرحناه في: 6944. (7289) إسناده صحيح، العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، وأبوه: سبق توثيقهما: 7146. ووقع هنا في ح "العلاء بن عبد الرحمن عن يعقوب"، وهو خطأ مطبعي، صوابه "بن =

الدِّينِ}، قال: فوض إليّ عبدي، فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قال: فهذه بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، وقال مَرَّةً: ما سألني، فيَسأله

_ = يعقوب"، كما أثبتناه مصححًا من ك م ومن المراجع. والحديث رواه مسلم 1: 116، عن إسحق بن راهوية عن سفيان بن عيينة بهذا الإِسناد، نحوه. وسياق رواية مسلم- في أول الحديث- أطول وأوضح من سياق المسند هنا. وأظن أن الإِمام أحمد رحمه الله خفي عليه بعض الشيء في أول الحديث، أو نسيه، فاحتاط فذكره بهذه العبارات: "قال: قال أبو هريرة، وقال قبل ذلك: حبيبي عليه السلام"، يشير إلى رفع أول الحديث دون أن يصرح به، إذ لم يسمعه جيدًا، حين السماع، أو نسيه حين الأداء و"قال: فقال: يا فارسي، اقرأ بفاتحة الكتاب". ونذكر هنا أوله عند مسلم، ليستبين سياق الحديث واضحًا: "عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، ثلاثًا، غير تمام، فقيل لأبي هريرة: إنا نكونُ وراء الإِمام؟ فقال: اقرأ بها في نفسك" - فذكر الحديث. وقال في آخره: "قال سفيان: حدثني به العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، دخلت عليه وهو مريض في بيته، فسألته أنا عنده". ورواه الترمذي 4: 66، بنحوه، عن قتيبة، عن عبد العزيز الدراوردي، عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة. ثم قال: "هذا حديث حسن. وقد روى شُعبة، وإسماعيل بن جعفر، وغير واحد- عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحو هذا الحديث. وروى ابن جُريج، ومالك بن أنس- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحو هذا. وروى ابن أبي أويس عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبي وأبو السائب عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحو هذا. حدثنا بذلك محمَّد بن يحيى، ويعقوب بن سفيان الفارسي، قالا: حدثنا بن أبي أويس، عن أبيه، عن العلاء بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبي وأبو السائب مولى هشام بن زهرة، وكانا جليسين لأبي هريرة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، غير تمام وليس في حديث إسماعيل بن أبي أويس أكثرُ من هذا. وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث؟، فقال: كلا الحديثين صحيح. واحتج بحديث ابن أبي أويس عن أبيه عن العلاء". =

عبده: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، قال. هذا لعبَدي، لك ما سألت، وقال مُرَّة، ولعبدَي ما سألني". 7290 - حدثنا سفيان، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - مرَّ برجل يبيع طعام، فسأله: "كيف تبيع؟ " فأخبره، فأوحى إليه: أدخل يدك فيه، فأدخل يده، فإذا هو مبلُول، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليس مِنا منْ غَش".

_ = ورواية مالك - التي أشار إليها الترمذي - هي في الموطأ: 84 - 85. وستأتي في المسند: 9934. وعند مسلم 1: 116. وعند أبي داود: 821 (1: 103 - 302). والنسائي 1: 144 - 145. ورواية أبي أويس- التي أشار إليها الترمذي أيضاً- رواها. مسلم 1: 116، من طريق النضر بن محمَّد، عن أبي أويس. وسيأتي معناه مطولاً ومختصرًا: 7400، 7823 - 7825، 9900، 10201. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو: 6903، 7016. وانظر أيضًا تفسير ابن كثير 1: 24 - 25، فقد ذكره من روايه مسلم، من طريق ابن عيينة، ثم أشار إلى تخريجه وبعض طرقه. وانظر أيضًا تفسير الطبري، بتحقيق أحمد محمَّد شاكر، ومحمود محمَّد شاكر في الأحاديث: 221 - 223. "الخداج": النقصان. ومرّ تفسيره مفصلاً: 6903. (7290) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 3452 (3: 287 عون المعبود) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. ورواه ابن ماجة: 2224، عن هشام بن عمار، وابن الجارود: 274، عن محمَّد بن عبد الله بن يزيد، والحاكم 2: 8 - 9 من طريق الحميدي ثلاثتهم عن سفيان عن العلاء، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه هكذا. وقد رواه محمَّد، وإسماعيل، ابنا جعفر بن أبي كثير عن العلاء". ثم رواه بإسناده، بنحوه، من طريق محمَّد بن جعفر، ثم من طريق إسماعيل بن جعفر- كلاهما عن العلاء. ثم قال: "وقد أخرج مسلم حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من غشنا فليس منا" وأما شرح الحال في هذا الأحاديث فلم يخرجاه. =

2791 - حدثنا سفيان، عن العلاء بن عبداِلرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، يبلُغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "اليمين الكاذبة منفقةُ للسلعة، ممحقةٌ للكسْب". 7292 - حدثنا سفيان، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة يرفعه: "إذا تثاءب أحدكم يضع يده على فيه". 7293 - حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن سليمان بن

_ = وكلها صحيحة على شرط مسلم". ووافقه الذهبي! وقد وهم الحاكم في هذا ونسى. فإن مسلمًا روى حديث سهيل عن أبيه، كما قال 1: 40. ولكن روى حديث العلاء - هذا - أيضاً، بنحوه، من أحد الأوجه التي رواه منها الحاكم: فرواه - عقب ذاك مباشرة - عن يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر، ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء. والحاكم روى هذا الوجه، من طريق يحيى بن أيوب وعلي بن حجر، كلاهما عن إسماعيل. وقوله "ليس منا": سبق في شرح: 2329 النقل عن الترمذي عن ابن المديني عن يحيى بن سعيد، قال: "كان سفيان الثوري ينكر هذا التفسير: ليس منا: يقول: ليس مثلنا". وهذا السياق فيه ضىء من الإيهام. ولكن رواه أبو داود هنا عقب هذا الحديث، هكذا: "حثنا الحسن بن الصّباح، عن يحيى، قال: كان سفيان يكره هذا التفسير: ليس منّا، ليس مثلنا". (7291) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7206. (7292) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 391، بنحوه مطولا، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، بهذا الإسناده. وروى البخاري 10: 505 نحو معناه، بأطول منها، من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي من هذه الأوجه الثلاثة: 9151، 09526، 10706. (7293) إسناده صحيح، عراك - بكسر العين وتخفيف الراء المهملتين: هو ابن مالك الغفاري، من بني كنانة، تابعي ثقة من خيار التابعين، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 88، وابن أبي حاتم 3/ 2/ 38، وابن سعد 5: 187 - 188، وقال: "كان عفيفًا صليبًا، =

يسار، عن عِراك، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة". 7294 - حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريبر، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: قال الله عز وجل: "إن هَمّ عبدي بحسنة فاكتُبُوه، فإن عملها فاكتبوها بعشرة أمثالها، وإن هَمَّ بسيئةٍ فلا تكتبوها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، فإن تركها فاكتبوها حسنةً".

_ = وقد ولى شرطة المدينة". وفي التهذيب عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ما كان أبي يعدل بعراك بن مالك أحدًا". وعن المنذر بن عبد الله: إن عراك بن مالك كان من أشد أصحاب عمر بن عبد العزيز على بني مروان، في انتزاع ما حازورا من الفيء والمظالم - من أيديهم". والحديث رواه الجماعة، كما في المنتقى: 1985، والجامع الصغير: 7614. وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب: 711، 2616، 1268. (7294) إسناده صحيح، أبو الزناد بكسر الزاي، هو عبد العزيز بن ذكوان، وكنيته "أبو عبد الرحمن"، و"أبو الزناد" لقب عرف به. وهو تابعي ثقة، كان سفيان يسميه "أمير المؤمنين في الحديث". وقال ابن المديني: "لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم منه ومن ابن شهاب ... ". وقال ابن أبي حاتم في ترجمته 2/ 2/49 - 50: "سئل أبي عن أبي الزناد، فقال: ثقة، فقيه، صاحب سنة، وهو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات". وترجمه البخاري في الصغير: 154، والذهبي في تذكرة الحفاط 1: 126 - 127. والحديث رواه مسلم 1: 47، بنحوه من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 13: 391، مطولاً، من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد. وقد مضى معناه بأطول من هذا: 7195. وانظر أيضا فتح الباري 11: 277 - 283، حيث شرح حديث ابن عباس في ذلك شرحًا وافيًا. وحديث ابن عباس مضى في مسنده: 2001، 2519. وقوله "إن هم عبدي بحسنة فاكتبوه"، هكذا ثبت في الأصول هنا "فاكتبوه"، ورسم عليه في المخطوطتين علامة الصحة. ويوجه بأنه: فاكتبوا الهم بالحسنة. وفي سائر الروايات التي رأينا "فاكتبوها".

7295 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "قال الله عز وجل: لا يأتي النُذر على ابن آدم بشيء لم أقدره عليه، ولكنه شيء أَستخرجُ به من البخيل، يؤتيني عليه ما لا يؤتيني على البخل". 7296 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، في أبي هريرة، ييلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: قال: "يقول الله عز وجل: يا ابن آدم، أنفق أُنفِق عليك"، وقال: "يمين الله ملأى سَحَّاء، لا يغيضها شيء، الليل والنهَار".

_ (7295) إسناده صحيح، ورواه البخاري، بنحوه مطولا 11: 502 - 503، من رواية شُعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا. ولكن لم يصرح فيه بقوله "قال الله". فقال الحافظ: "هذا من الأحاديث القدسية، لكن سقط منه التصريح بنسبته إلى الله عَزَّ وَجَلَّ". ثم أشار إلى بعض رواياته عند أبي داود والنسائي وابن ماجة. ولم يذكر رواية السند هذه. وروى مسلم 12:2، نحو معناه، من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا. ولكن لم يذكره بما يشعر أنه حديث قدسي. ورواه أبو داود: 3288 (3: 228 عون المعبود)، بنحوه، حديثا قدسيًا، لكن دون التصريح بذلك، من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وقال شارحه "والحديث وجد في بعض النسخ الصحيحة، وليس في رواية اللؤلؤي، ولذا لم يذكره المنذري في مختصره. وإنما الحديث من رواية أبي الحسن بن العبد عن أبي داود". وكذلك شرح الحافظ في الفتح بأنه من روايه ابن العبد. وقد مضى بعض معناه من حديث أبي هريرة: 7207. وسياتي معناه أيضاً من حديثه: 8137، 8847، 9329، 9964. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر: 5275، 5592، 5994. (7296) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 273، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 8: 265، بأطول من هذا، من طريق شُعيب، وهو ابن أبي حمزة، عن أبي الزناد. وروى قطعة من أوله 9: 437 - 438، من طريق مالك عن أبي الزناد. وصرح الحافظ بأنه ليس في الموطأ. فهو مما رواه مالك خارج الموطأ. "ملآى": تأنيث =

7297 - حدثنا سفيان، عنِ أبي الِزناد، عن الأعرج " عن أبي هريرة، روايةً، قال: قال الله عز وجل: "سبقت رحمتي غضبي". 7298 - حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه، ثم ليستنثر، وقال مُرَّة: لينثر".

_ = "ملآن" "سَحّاء"، بفتح السين وتشديد الحاء المهملتين، قال ابن الأثير: "أي دائمة الصبّ والهطل بالعطاء. يقال: سَحَّ يَسُحُّ سَحًا، فهو سَاحٌّ، والمؤنثة سَحَّاءُ. وهي فَعْلاءُ لا أفْعَلَ لها، كهطلاء. وفي رواية: يمين الله ملأى سَحّا، بالتنوين على المصدر". "لا يغيضها شيء"!، قال ابن الأثير: "أي لا ينقصها. يقال: غاض الماء يغيض، وغِضْتُه أنا، وأغَضْتُه، وُأغِيضُه". "الليلَ والنهارَ": منصوبتان على الظرف. (7297) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 324، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ثم رواه من أوجه أُخر، بنحو معناه. ورواه البخاري بنحو معناه 6: 208 - 209، من طريق مغيرة بن عبد الرحمن القرشي، و13: 349، من طريق شُعيب، و13: 370، منى طريق مالك - ثلاثتهم عن أبي الزناد. ورواه أيضاً 13: 439، بنحوه، من حديث أبي رافع عن أبي هريرة. وكذلك رواه ابن ماجة 2: 299، من طريق ابن عجلان عن أبي عن أبي هريرة. (7298) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 83 مع الأمر بالاستجمار، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 1: 229 - 231 كذلك، وزاد معه الحديث الماضي: 7280 - كلها من طريق مالك عن أبي الزناد. والأمرَّ بالاستنثار والاستجمار، في الموطأ: 19: عن أبي الزناد، وانظر ما مضى: 7220. وقوله "فليجعل في أنفه"، يريد ماءً. والثابت في الأصول هنا حذف "ماء". وكذلك اختلف رواة الموطأ ورواة البخاري، بين إثباتها وحذفها، كما أفاده الحافظ في الفتح. وقوله في الرواية الأخرى "لينثر" هكذا في ح ك. وفي م "لينتثر"، بزيادة مثناة بين النون والمثلثة، وكتب عليها فيها علامة الصحة. والروايتان ثابتتان لرواة البخاري ورواة المرطأ أيضاً. وقال الحافظ: "قال الفراء: يقال: نثر الرجل، وانتثر، واستنثر، إذا حرك النثرة، وهي طرف الأنف، في الطهارة".

7299 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ألا رجل يمنح أهل بيتٍ ناقة تغدو بِعسٍ وتروح بعس، إن أجرها لعظيم". 7300 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، وابن عجلان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يُكلم أحد في سبيل الله، والله أعلمُ بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة، والجرحُ يثعب دماً، اللون لون الدم، والريح ريح مسك". وأفرده سفيان مرةً عن أبي الزناد. 7301 - حدثنا سفيان عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به، وقال مرة: قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقتسم ورثتي ديناراً ولا درهماً، ما تركتُ بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي، فهو صدقةٌ".

_ (7299) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 279، عن زهير بن حرب، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وانظر ما مضى: 4415، 6853. وانظر أيضاً فتح الباري 5: 179 العس، بضم العين وتشدبد السين المهملتين: القدح الكبير. (7300) إسناده صحيح، ابن عجلان: هو محمَّد بن عجلان. ووقع في ح "وأبي عجلان"، وهو خطأ مطبعي، صح من ك م. وقوله في آخره: "وأفرده سفيان مرة عن أبي الزناد": يعني أن سفيان بن عيينة رواه عن أبي الزناد ومحمد بن عجلان، كلاهما عن الأعرج، ورواه أيضاً مرة عن أبي الزناد وحده. والحديث رواه مسلم 2: 96 عن عمرو الناقد: زهير بن حرب، كلاهما عن ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج. فعمرو وزهير ممن سمعه من سفيان حين أفرده عن أبي الزناد. ورواه البخاري 6: 15، بنحوه، من طريق مالك عن أبي الزناد. وهو في الموطأ: 461. وقد مضى معناه، ضمن حديث مطول، من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة: 7157. "يثعب دمًا"، بالثاء المثلثة والعين المهملة وآخره باء موحدة: أي يجري. (7301) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 55 عن محمَّد بن يحيى بن أبي عمر المكي، عن ابن عيينة، بهذا الإِسناد. ولكنه لم يذكر لفظه، بل أحال على رواية مالك قبله. ورواه مالك =

7302 - حدثنا سفيان، في أبي الزناد، عن الأعرج، في أبي هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا دُعىَ أحدكم إلى طعام وهو صائم، فليَقُل إني صائم".

_ = في الموطأ: 993 عن أبي الزناد، به. بلفظ: "لا يقتسم ورثتي دنانير"، ولم يذكر الدراهم. ورواه البخاري 5: 304 و 6: 146، و 12: 5. ومسلم 2: 55، وأبو داود: 2974 (3: 105 عون المعبود) - كلهم من طريق مالك، به، بلفظ "دينارًا". فقال الحافظ في الفتح 6: 146: "كذا وقع في رواية مالك عن أبي الزناد في الصحيحين. فقيل: هو تنبيه بالأدنى على الأعلى. وأخرجه مسلم من رواية سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، بلفظ: دينارًا، ولا درهمًا. وهي زيادة حسنة. وتابعه عليها سفيان الثوري عن أبي الزناد، عند الترمذي في الشمائل". ويتعقب على الحافظ بأن مسلمًا لم يذكر لفظ الحديث في رواية ابن عيينة، كما أشرنا آنفًا، وإنما لفظها في المسند هنا، ثم إن هذه الزيادة "ولا درهمًا" ثابتة عند البخاري أيضًا في المرضع الأول 5: 304، في بعض نسخه، كما في الطبعة السلطانية 4: 12، إذ ثبتت بالهامش، ورمز لها برمز أبي ذر والكهشميهني. وكذلك نص على ثبوتها عندهما القسطلاني، في شرحه 5: 22. وأما رواية الترمذي في الشمائل، فهي كما قال الحافظ، إذ رواه عن محمَّد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي الزناد. انظر شرح على القاري 2: 286 - 287. وقد تابع السفيانين علي هذه الزيادة عن أبي الزناد - المغيرة بن عبد الرحمن الأسدي الحزامي: فرواه ابن سعد في الطبقات 2/ 2/85 - 86، عن خالد بن مخلد البجلي عن مغيرة ابن عبد الرحمن عن أبي الزناد، به. وقوله "لا تقتسم"، قال الحافظ في الفتح 5: 304: بإسكان الميم، على النهي. وبضمها، على النفي، وهو الأشهر". وقوله "ومؤونة عاملي": ساق الحافظ 6: 146 أقوالاً في معناه. وأجود الأقوال في تفسيره ما قال أبو داود في السنن، بعد روايته الحديث: "مؤونة عاملي: يعني أكره الأرض" و "الأكرة" بفتحات، قال الجوهري: "جمع أكّار، كأنه جمع آكر، في التقدير". وهم الزراع. (7302) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 316 وأبو داود 2461 (2: 307 عون المعبود) - كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال المنذري: 2351: "وأخرجه =

[قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: لم نكن نكنيه بأبي الزناد، كُنا نكنيه بأبي عبد الرحمن. 7303 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبيِ هريرة، يبلُغُ به، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لاَ تَلَقَّوُا الْبَيْعَ، وَلاَ تُصَرُّوا الْغَنَمَ وَالإِبِلَ لِلْبَيْعِ، فَمَنِ ابْتَاعَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا بِصَاعِ تَمْرٍ، لاَ سَمْرَاءَ".

_ = مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة". في ح "يبلغ به إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -". وكلمة "إلى ليست في م. ولكن يظهر أنها كانت في بعض النسخ، ولذلك كتبت في ك، ثم ضرب عليها بالإلغاء، فحذفناها. وكلمة أحمد- التي رواه عنه ابنه عقب الحديث- يريد بها أن "أبا الزناد" ليست كنية عبد الله بن ذكوان، بل هي لقب له. وأما كنيته فإنها "أبو عبد الرحمن". بل نقل في التهذيب، من رواية ابن عيينة عنه، أنه كان يغضب من هذا اللقب. (7303) إسناده صحيح، ورواه النسائي 2: 215. عن محمَّد بن منصور، عن سفيان، بهذا الإِسناد نحوه. ورواه مالك في الموطأ: 683 - 684 عن أبي الزناد، به، بأطول من هذا. ومن طريق مالك: رواه البخاري 4: 309، ومسلم 1: 444، وأبو داود: 3443 (3: 284 عون المعبود). وروى البخاري آخره، من قوله "لاتصروا ... "، 4: 302 - 303، من طريق الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج، به. قوله "لا تلقوا البيع"، في رواية النسائي من طريق سفيان: "لا تلقوا الركبان للبيع". وكذلك هو في رواية مالك. والمعنى واحد: وهو أن يستقبل الحضري البدوي قبل وصوله إلى البلد، ويخبره بكساد ما معه كذبًا، ليشتري منه سلعته بأقل من ثمن المثل، كما بينا ذلك عن النهاية، في حديث ابن عمر: 6451. وقوله "ولا تصروا ... "، قال الحافظ في الفتح 4: 302: "بضم أوله وفتح ثانيه، بوزن "تُزكوا". و"الإبل" بالنصب، على المفعولية. وقيده بعضهم بفتح أوله وضمِ ثانيه، والأول أصح؛ لأنه من "صَرَّيْتُ اللبن في الضرع" إذا جمعته. وليس من "صَرَرْتُ الشيء" إذا ربطته، إذ لو كان منه لقيل: مصرورة، أو مُصرَّرة، ولم يقل مُصَرَّاة". وهذا تحقيق دقيق، يوافق ما حققه القاضي عياض في مشارق الأنوار 2: 43. وهو أجود مما صنع ابن الأثير في النهاية 2: 261 - 262. وقد أوضح الشافعي تفسيرها جيدًا، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = فروى عنه المزني في مختصره 2: 184 - 185 (بهاش الأم): "قال الشافعي: والتصرية: أن تربط أخلاف الناقة أو الشاة، ثم تترك من الحلاب اليوم واليومين والثلاثة، حتى يجتمع لها لبن، فيراه مشتريها كثيرًا، فيزيد في ثمنها لذلك، ثم إذا حلبها بعد تلك الحلبة حلبةً أو اثنتين عرف أن ذلك ليس بلبنها، بنقصانه كل يوم عن أوله. وهذا غرور للمشتري". ونحو ذلك قال النسائي في سننه عنوانًا لهذا الحديث: "النهي عن المصراة، وهو أن يربط أخلاف الناقة أو الشاة، وتترك من الحلب يومين والثلاثة، حتى يجتمع لها لبن، فيزيد مشتريها في قيمتها، لما يري من كثرة لبنها". و "المصراة": هي المحفّلة التى مضى ذكرها في حديث ابن مسعود: 4096. وقوله "فهو بخير النظرين"، قال ابن الأثير: "أي خير الأمرين له: إما إمساك البيع، أو ردّه، أيهما كان خيرًا له واختاره فعله". قال: "والنظر يقع على الأجسام والمعاني، فما كان بالأبصار فهو للأجسام، وما كان بالبصائر كان للمعاني. وقوله "لا سمراء"، قال ابن الأثير: "السمراء: الحنطة. ومعنى نفيها: أنه لا يلزم بعطية الحنطة؛ لأنها أغلى من التمر بالحجاز". وهذا الحرف لم يذكر في رواية مالك. وقد أطال الحافظ في الفتح 4: 304 - 305 في الإشارة إلى الروايات فيه، وفاته أن يشير إلى رواية المسند هذه. ثم وفّي القول حقه: 305 - 309 في الخلاف في الرد بعيب التصرية. وأحسن أيما إحسان في توهين قول من خالف هذا النص الصريح، والأصل المؤصل بالسنة، استنادًا إلى القياس - زعموا. وقسا بالقول البليغ المتسامي في أدب النقد - على من تجرأ على المساس بأبي هريرة! إذ قال: "فمنهم من طعن في الحديث لكونه من رواية أبي هريرهَ، ولم يكن كابن مسعود وغيره من فقهاء الصحابة، فلا يؤخذ بما رواه مخالفًا للقياس الجلي! وهو كلام آذي قائلُه به نفسه، وفي حكايته غنى عن تكلف الرد عليه .. وأظن أن لهذه النكتة أورد البخاري حديث ابن مسعود عقب حديث أبي هريرة [يريد حديث ابن مسعود الماضي: 4096، الذي أشرنا إليه آنفًا]. إشارة منه إلى أن ابن مسعود قد أفتى بوفق حديث أبي هريرة، فلولا أن خبر أبي هريرة في ذلك ثابت لما خالف ابن مسعود القياس الجلي في ذلك. ثم قال: "قال ابن السمعاني في الاصطلام: التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله، بل هو بدعة وضلالة. وقد اختص أبو هريرة بمزيد الحفظ، لدعاء رسول الله له". ومن أحسن ما =

7304 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج, عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "الناس تبعٌ لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبعٌ لكافرهم". 7305 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: قال: "لا يصلي الرجل في الثوب الواحد ليس على منكبيه منه شيء، وقال مرة: عاتقه". 7306 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "يعقد الشيطان على قافيه رأس أحدكم ثلاث

_ = اقتبسه الحافظ في هذا المقام: 307 قول ابن السمعاني: "متى ثبت الخبر صار أصلا من الأصول، ولا يحتاج إلى عرضه على أصل آخر. لأنه إن وافقه فذاك، وإن خالفه فلا يجوز ردّ أحدهما؛ لأنه رد للخبر بالقياس، وهو مردود باتفاف، فإن السنة مقدمة على القياس، بلا خلاف". وانظر أيضاً شرح هذا الحديث شرحًا وافيًا في إحكام الأحكام لابن دقيق العيد، في الحديث: 256 (2: 119 - 130 طبعة مطبعة السنة المحمدية). (7304) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 79، من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وسفيان بن عيينة، كلاهما عن أبي الزناد. ورواه البخاري: 385، من طريق المغيرة الحزامي - وحده - عن أبي الزناد. ورواه الطيالسي: 2380، عن ابن أبي الزناد عن أبيه، ولكن شك فيه يونس بن حبيب راوي مسند الطيالسي، فقال: "أظنه عن أبيه". وقد مضى معناه من حديث علي بن أبي طالب: 790. وانظر أيضًا ما مضى في مسند ابن مسعود: 4380، وفي مسند ابن عمر: 6121 وقوله "في هذا الشأن": أي الولاية والإمرة. ووقع في ح م "في هذه الشأن"، ولا وجه لتأنيث اسم الإشارة هنا. فأثبتنا الصواب من ك ومن الصحيحين وغيرهما. (7305) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم، كما في المنتقى: 673. وانظر:7149، 7250. (7306) إسناده صحيح، ورواه مسلم: 1: 216، والنسائي: 238 - 239، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه مالك في الموطأ: 176 عن أبي الزناد، به. ورواه =

عقد، بكل عقدة يضرب: عليك ليلاً طويلاً فارقد، وقال مرة: يضرب عليه بكل عقدة ليلاً طويلاً، قال: وإذا استيقظ فذكر الله عَزَّ وَجَلَّ انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدتان، فإذا صلى انحلت العقد، واصبح طيب النفس نشيطاً، وإلا أصبح خبيث النفس كسلاناً".

_ = البخاري 3: 20 - 22. وأبو داود: 1306 (1: 504 عون المعبود) - كلاهما من طريق مالك. ورواه أيضاً البخاري 6: 239 - 240. وابن ماجة 1: 206، من وجهين آخرين عن أبي هريرة. وذكر المنذري في الترغيب 1: 213 أد ابن خزيمة روى في صحيحه نحوه، وزاد في آخره: "فحلوا عُقد الشيطان ولو بركعتين". "يعقد الشيطان .. ، قال ابن الأثير: "القافية: القفا، وقيل: قافية الرأس مؤخره، وقيل: وسطه. أراد تثقيله في النوم وإطالته، فكأنه قد شد عليه شدادًا، وعقده ثلاث عُقد". وقال الخطابي في المعالم: 1261 من تهذيب السنن: "يريد مؤخر الرأس، ومنه سمى آخر بيت الشعر قافية. وقلت لأعرابى ورد علينا: أين نزلت؟، فقال: في قافية ذلك المكان، وسمى لي موضعًا عرفته". وقوله "يضرب عليك ليلاً طويلاً": قال النووي في شرح مسلم 6: 65: "هكذا هو في معظم نسخ بلادنا بصحيح مسلم. وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين "عليك ليلاً طويلاً" بالنصب على الإغراء. ورواه بعضهم "عليك ليل طويل" بالرفع، أي: بقي عليك ليل طويل". وذكر الحافظ في الفتح 3: 20 - 21 أن جميع الطرق في البخاري بالرفع. ثم قال: "ووقع في رواية أبي مصعب في الموطأ عن مالك "عليك ليلاً طويلاً" وهي رواية ابن عيينة عن ابن الزناد، عند مسلم. قال عياض: رواية الأكثر عن مسلم بالنصب على الإغراء. ومن رفع فعلى الابتداء، أي باق عليك، أو باضمار فعل، أي بقى. وقال القرطبي: الرفع أولى من جهة المعنى؛ لأنه الأمكن في الغرور، من حيث إنه يخبره عن طول الليل ثم يأمره بالرقاد بقوله "فارقد" وإذا نصب على الإغراء لم يكن فيه إلا الأمر بملازمة طول الرقاد، وحينئذ يكون قوله "فارقد" ضائعًا، ومقصود الشيطان بذلك تسويفه بالقيام والإلباس عليه". وقوله "كسلانًا": كذلك ثبت في الأصول الثلاثة مصروفًا، بإثبات الألف بعد النون، وبضبطه بفتحتين فوق النون في المخطوطتين. وفي سائر الروايات التي رأينا "كسلان" بالمنع من الصرف. وأنا أرجع صحة ما ثبت في الأصول، على وجه جواز =

7307 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد" عن الأعرج، عن أبي هريرة: أُرسل على أيوب رِجْلٌ من جراد من ذهب، فجعل يقبضها في ثوبه، فقيل: يا أيوب ألم يكفيك ما أعطيناك؟! قال: إي وربِ، ومن يستغنى عن فضلك؟. 7308 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي

_ = الصرف وجواز منعه في هذا الحرف. لأنه ثبت أن مؤنثه "كسلانة". ففي اللسان عن الجوهري: "والأنثي .. وكسلى وكسلانة". بل اقتصر صاحب القاموس على "كسلانة"، وتعقبه شارحه الزبيدي فقال: "لغه أسدية، وهي قليلة. وكسلى، كقتلى، قال شيخنا: وهذه هي اللغة المشهورة، وقد أغفلها المصنف. قلت: وقد ذكرها ابن سيدة". وإذ ثبت أن مؤنثه "كسلانة" فقد جاز صرفه، سواء أكان له مؤنث آخر على "فعلى" أم لم يكن. قال السيوطي في همع الهوامع 1: 30 في موانع الصرف: "كونه صفة في آخره ألف ونون زائدتين، بشرط أن يكون مؤنثه على "فعلى" كسكران سكرى، وريّان ريّا. وقيل: الشرط أن لا يكون مؤنثه على "فعلانة" سواء وجد له مؤنث على "فعلى" أم لا .. ولو كان لفعلان مؤنث على "فعلانة" صرف إجماعًا .. ". (7307) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التاريخ 1: 224 عن هذا الموضع، وقال: "هذا موقوف. وقد روي عن أبي هريرة من وجه آخر مرفوعًا". ثم ذكره من رواية أحمد الآتية: 8144 من صحيفة همام بن منبه، ثم ذكرأن البخاري رواه من هذا الوجه. وذكره ابن كثير قبل ذلك 1: 223 من رواية أحمد الآتية أيضاً: 8025. وكلتا الروايتين مرفوعتان. وهذا وإن كان ظاهره الوقف، فإنه مرفوع حكمًا، إذ هو خبر عن غيب لا يعرفه أبو هريرة إلا من المعصوم المبلغ عن الله: رسول الله. "الرجل"، بكسر الراء وسكون الجيم: الجراد الكبير. (7308) إسناده صحيح، وقد مضى بعض معناه مختصراً من وجه آخر: 7213، وأشرنا إلى هذا هناك وأما من هذا الوجه: فقد رواه مسلم 1: 234 عن عمرو الناقد عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواه البخاري 2: 292 - 294 عن أبي اليمان عن شُعيب عن =

هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "نحن الآخرون، ونحن السابقون يوم القيامة، بَيْدَ كل أمة"، وقال مُرَّة: "بيد أن"، وجمعه ابن طاوس فقال: قال أحدهما: بيد أن، وقال الآخر: بايد كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، ثم هذا اليوم الذي كتبه الله عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبعٌ، فالليهود غد، وللنصاري بعد غد".

_ = أبي الزناد، به. وأما رواية ابن طاوس، التي أشار إليها سفيان أثناء الحديث - فستأتي: 7393 عن سفيان بن عيينة "عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة، وأبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، يبلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم - .. "، وقال في آخره: "قال أحدهما: بيد أن، وقال آخرون: بايد". ورواها مسلم أيضاً، عن ابن أبي عمر: "حدثنا عفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة"، ولكنه لم يسق لفظه، بل أحال على رواية عمرو الناقد التي قبله. فالذي يقول أثناء هذا الحديث "وجمعه ابن طاوس .. " - هو سفيان بن عيينة، كما دل على ذلك رواية مسلم. وستأتي رواية ابن طاوس أيضاً: 8484، عن عفان عن وُهَيْب عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة، مطولة. ولكن لم يذكر فيها الخلاف في حرف "بيد" المشار إليه هنا. ولم أستطع أن أعرف من اللذان جمع ابن طاوس روايتهما، في قوله "قال أحدهما .. وقال الآخر .. "؟. إذ الذي رأيته من رواية ابن طاوس، هو روايته عن أبيه فقط، في أدري من الآخر؟، "بَيْدَ": بفتح الباء الموحدة وسكون الياء التحتية وفتح الدال المهملة، بمعنى "غير" ووزنها. والرويات التي ذُكرت هنا ثلاثة: "بيدَ كلِّ أمةٍ"، "بيدَ أنَّ": يريد "بَيْدَ أنَّ كلً أُمةٍ"، "بَايْدَ كلً أمة". أما الرواية الأولى "بيد كل" بحذف "أنّ" فلم أجد مثلها في سائر الروايات التي رأيتها. وأما الرواية الثانية "بيد أن كل" فهي الجادَّة، وهي الموافقة لسائر الروايات، غير أن في بعضها "بيد أنهم" بدل "بيد أن كل أمة". وأما الرواية الثالثة "بايد كل" بزيادة الألف في "بيد" بين الباء والياء، فإنها ثابتة في الأصول الثلاثة هنا، وكذلك هي ثابتة في الرواية الآتية: 7393. ولم تضبط في نسخ المسند، وضبطت في بعض المراجع، كما سنذكر مفصلاً، إن شاء الله في تفسير الحرف بوجهيه، أو برسميه: قال ابن دريد في جمهرة اللغة 3: 202: "ويقولون: لا أفعل ذلك بيدَ أنَّي كذا وكذا، أي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = لأنَّي". وقال ابن فارس في مقاييس اللغة 1: 325 - 326: "فأما قولهم "بيدَ" فكذا جاء بمعني غير. يقال: فُعل كذا بَيْدَ أنه كان كذا. وقد جاء في حديث النبي -صلي الله عليه وسلم -: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بّيْدَ أنهم أوتُوا الكتابَ من قبلنا، وأُوتينا من بعدهم". فهذا تفسيران من أقدم النصوص اللغوية. ثم قال ابن الأثير في النهاية: "بيْدَ بمعنى غير. ومنه الحديث الآخر: بيْدَ أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا. وقيل: معناه على أنهم. وقد جاء في بعض الروايات: بَايْدَ أنهم. ولم أره في اللغة بهذا المعنى. وقال بعضهم، إنها: بأيْدٍ، أي بقوَّةٍ. ومعناه: نحن السابقون إلى الجنة يوم القيامة بقوةٍ أعطانا الله وفضَّلنا بها وكلمة "بَايْدَ" ضبطت في النهاية بالشكل كما ضبطناها، بفتحة فوق الباء وسكون على الياء بمد الألف وفتحة على الدال. وكذلك ضبطت بالشكل في اللسان 4: 68 حين نقل كلام ابن الأثير. وقال الفيروزابادي في القاموس: وبَيْدَ وبايدَ، يمعنى غَيْر، وعلَى، ومن أجْل". وضبطت "بايَدِ" فيه، في طبعته الأولى ببولاق سنة 1272، كما ضبطناها، بفتحة فوق الباء وفتحة فوق الدال وكسرة تحتها، مع إهمال ضبط الياء. ولكنها ضبطت في مخطوطة منه صحيحة موثقة عندي هكذا "بايَدَ"، بفتحة فوق الياء التحتية وأخرى فوق الدال! وهو خطأ فيما أعتقد. وقبل صاحبي النهاية والقاموس، قال القاضي عياض في مشارق الأنوار 1: 106: "قوله: بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا -بفتح الباء والدال لا غير وسكون الياء، معناه هنا: غير، وقيل: إلا، وقيل: على، وتأتي بمعنى: من أجل". وقال أيضاً 1: 56 - 57: "قوله: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بايد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا- كذا روا الفارسي في كتاب مسلم، في حديث قتيبة وحديث عمرو الناقد. [يريد رواية هذا الحديث عند مسلم، عن عمرو الناقد عن سفيان به عيينة، بالإسناد الذي هنا، وروايته إياه عن قتيبة من وجه آخر، من رواية أبي صالح عن أبي هريرة]. قيل: هو وهم، والصواب: بيد، كما رواه غيره. وقيل: معناه بقوة أعطاناها الله وفضّلنا بها لقبول أمره وطاعته. وعلى هذا يكون ما بعده: إنهم أوتوا الكتاب من قبلنا - ابتداء كلام. ورواية الكافة "بيد" و"أنهم" بفتح الهمزة، على معنى: غير، وقيل إلا، وقيل: على، وكل بمعنى. وهو أشهر وأظهر. وقد قيل: هي هنا بمعنى: من أجل، وهو بعيد". وقال أيضاً 1: 42: "وقوله: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أن كل أمة =

7309 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشر، أغضب كما يغضب البشر، فأيما رجل

_ = أوتوا الكتاب من قبلنا - كذا ضبطاه بفتح الهمزة [يعني همزة: أن]، ولا يصح غيره. لكن على رواية الفارسي "بايد" يجب أن يكون "إنهم" بعد ذلك بهمزة مكسورة على كل حال، ابتداء كلام، والأول أشهر وأظهر. أي نحن السابقون يوم القيامة بالفضيلة والمنزلة ودخول الجنة، والآخرون في الوجود في الدنيا، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، أي على أنهم أوتوا. وقيل: معناه: غير، وقيل: إلاَّ، وكل بمعنى. وعلى الرواية الأخرى يكون معناه- إن صحَّت ولم يكن وهمًا، والوهم بها أشبه-: أي نحن السابقون وإن كنا آخرين في الوجود بقوةٍ أعطاناها الله وفضّلنا بها، لقبول ما آتانا والتزام طاعته. والأيْدُ: القوة. ثم استأنف الكلام بتفسير هذه الجملة، فقال: إن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا، فهدانا الله لما اختلفوا فيه بنلك القوة التي قوّانا لهدايته وقبول أمره". فهذا نص ما قال القاضي عياض في الثلاثة المواضع من مشارق الأنوار. ونسخته المطبوعة غير مضبوطة بالشكل. ولكنا نفهم من سياق تفسيره أنه قرأها "بأيْد". وهو كلام متكلف، لا دليل عليه. ولذلك حكاه ابن الأثير مجهَّلا، بقوله: "وقال بعضهم". وقد وهم القاضي عياض في نسبة هذه الرواية "بايد" إلى الفارسي- أحد رواه صحيح مسلم - فقط، إذا لم يطلع على ثبوتها في المسند في موضعين، مع بيان الخلاف بين الرواة فيها، وأن الذي حكى هذا الخلاف هو عبد الله بن طاوس. فليس هو اختلاف رواية في نسخ صحيح مسلم، بل هو اختلافُ رواةٍ قدماء من التابعين، فهو حجة في ثبوت اللغة وثبوت الرواية. والظاهر عندي أنها لغة لبعض الرواة، أو لبعض القبائل، فيها مد فتحة الباء الموحدة وإشباعها حتى تكون كالألف أو مقاربة لها، وتكون الكلمة هي"بيدَ" نفسها، لا تحتاج إلى تأول ولا إلى تكلف. (7309) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 287 عن ابن أبي عمر عن سفيان، بهذا الإِسناد. ولكنه لم يسق لفظه، بل أحال على رواية قبله أطول منه، من طريق المغيرة الحزامي عن أبي الزناد. وروى البخاري 11: 147 بعض معناه مختصرًا، من حديث الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة. وانظر ما يأتي 8184.

آذيته أو جلدته، فاجعلها له زكاة وصلاة". 7310 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا يبيعُ حاضرٌ لبادٍ". 7311 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبِىِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أن رجلاً اطَّلع، وقال مرَّة: لو أن امرءًا اطلع بغير إذنك فحذفْته بحصاة، ففقأت عينه، ما كان عليك جناح". 7312 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليَعْزِمْ بالمسألة، فإنه لا مُكْرِهَ له". 7313 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي

_ (7310) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 444 - 445، والترمذي 2: 231، كلاهما من طريق سفيان عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة. قال الترمذي: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح". وقد مضى معناه ضمن حديث مطول:7247، عن سفيان عن الزهري عن ابن المسيب. ورواه أيضاً البخاري مطولا 5: 237، من طريق معمر عن الزهري عن ابن المسيب. وانظر أيضًا فيما مضى: 6647. (7311) إسناده صحيح، ورواه البخاري 12: 216، ومسلم 2: 714، كلاهما من طريق سفيان، بهذا الإِسناد. وانظر: 5672. (7312) إسناده صحيح، وروه مالك في الموطأ: 213 عن أبي الزناد عن الأعرج، بلفظ: "لا يقل أحدكم إذا دعا: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسئلة، فإن الله لا مكره له". ورواه البخاري 118:11 من طريق مالك. ورواه مسلم بنحوه 2: 307، من وجهين آخرين عن أبي هريرة. "ليعزم بالمسئلة": قال ابن الأثير: "أي يجدّ فيها ويقطعها". (3713) إسناده صحيح، ورواه البخاري 8: 78 - 79، و11: 165، من طريق سفيان عن أبي الزناد. ورواه أيضاً 6: 77، من طريق شُعيب عن أبي الزناد، بنحوه. ورواه مسلم 2: =

هريرة، قال: جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: إن دوساً قد عَصَتْ وأَبَتْ فادْعُ الله عليهم، فاستقبل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - القبلة ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا، فقال: "اللهم اهد دوساً وائتِ بهم، اللهم اهد دوساً وائت بهم". 7314 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن إنما الغنى غنى النفس". 7315 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "والله لأن يأخذَ أحدكم حبلاً فيحتطبَ، فيحملَه على ظهره، فيأكلَ أو يتصدقَ، خيرٌ له من أن يأتي رجلاً أغناه الله من فضله،

_ = 269، من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد، به. الطفيل: بضم الطاء المهملة وفتح الفاء. وهو صحابي معروف. وستأتي في المسند قصة هجرته مع رجل من قومه، في حديث جابر بن عبد الله: 15041. وانظر ترجمة جيدة له في ابن سعد 4/ 1 - 175 - 177. (7314) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 286، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواه البخاري 11: 231 - 232، من وجه آخر عن أبي هريرة. العرض، بالعين والراء المهملتين المفتوحتين: متاع الدنيا وحطامها. (7315) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 284، مطولا بنحوه، من رواية قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة، وزاد في آخره: "وابداً بمن تعول". ورواه مالك في الموطأ: 998 - 999 عن أبي الزناد عن الأعرج، ولم يذكر في آخره "ذلك بأن اليد العليا" إلخ. وكذلك رواه البخاري 3: 265 من طريق مالك. ورواه البخاري مختصرًا أيضًا 3: 271، من حديث أبي صالح عن أبي هريرة. وكذلك رواه البخاري 4: 260، و 5: 35، ومسلم 1: 284، كلاهما من حديث أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة. وأما حديث "اليد العليا"، فقد من وجه آخر: 7155.

فيسأله، أعطاه أو منعه، ذلك بأن اليد العليا خير من اليد السفلى". 7316 - حدثنا سفيانِ، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا يسرِقُ حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يزني حين يزني وهو مؤمن". 7317 - حدثنا سفيان، عن أبي الزنِاد، عن الأعرجِ، عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا ينظر أحدكم إلى من فوقه في الخَلْقِ أو الخُلقِ أو المال، ولكن ينظر إلى من هو دونه". 8318 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: طعام الاثنين كافي الثلاثة، والثلاثة كافي الأربعة". 7318 (2) - "إنما مَثَلي ومَثَلُ الناس، كمثل رجل استوقد ناراً،

_ (7316) إسناده صحيح، ورواه البخاري، مطولاً ومختصرًا 5: 86، و 10: 28 - 29، و 12: 50، 101، ومسلم 1: 31 - 32 من أوجه آخر. وفمرحه الحافظ شرحًا وافيً 112: 50 - 54. (7317) إسناده صحيح، وسيأتي نحو معناه من وجهين آخرين: 7442، 8132. وروى البخاري نحوه 11: 276، من طريق مالك عن أبي الزناد. وروى مسلم نحوه 2: 384 - 385، من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد. ثم بعده من وجهين آخرين. (7318) إسناده صحيح، وهو في الحقيقة ثلاثة أحاديث، ساقها سفيان بن عيينة رواية واحدة، ولذلك سأله سائل في آخرها: "من ذكر هذه؟ "، فقال: "أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة"، توكيدًا للإسناد وتوثيقًا. وقد فصلهما الشيخان ثلاثة أحاديث، كما سنذكر في التخريج. فلذلك جعلنا الرقم لأولهما، وكررناه للأخرين مع رقم (2) للثانى، ورقم (3) الثالث. فأولها: رواه مالك في الموطأ: 928، عن أبي الزناد، به. ورواه البخاري 9: 467، ومسلم 2: 147، كلاهما من طريق مالك. (7318 (2) (وهذا الحديث الثاني من تلك الثلاثة: فرواه البخاري 6: 333 - 334، و 11: 272، من طريق شُعيب عن أبي الزناد. ورواه مسلم 2: 206، من طريق المغيرة بن =

فلما أضاءت ما حوله جعل الفَرَاش والدواب تتقحَّم فيها، فأنا آخذ بحُجَزِكُم، وأنتم تواقعون فيها". 7318) 3) - "ومثل الأنبياءكمثل رجل بني بُنياناً فأحسنه وأكمله وأجمله، فجعل الناس يُطيفون به، يقولون: ما رأينا بنياناً أحسن من هذا، إلا هذه الثُّلمة، فأنا تلك الثُّلمة". وقيل لسفيان: من ذكر هذه؟ قال: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

_ = عبد الرحمن عن أبي الزناد. ورواه بعده، من حدثنا همام بن منبه عن أبي هريرة، بنحوه. "الفراش"، بفتح الفاء وتخفيف الراء وتخفيف الراء وآخره شين معجمة: الطير الذي يلقى نفسه في ضوء السراج، واحدتها "فراشة". "وهذه الدواب": قال الحافظ: "منها البرغش والبعوض". "بحجزكم"، الحجز، بضم الحاء المهملة وفتح الجيم: جمع حجزة، بضم الحاء وسكون الجيم، وهي موضع شدّ الإزار، ثم قيل للإزار حجزة، للمجاورة. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود: 3704، وما يأتي في مسند جابر: 14944. وقوله "آخذ" حكى النووي فيه روايتين: "آخذ"، بضم الخاء والذال، فعل مضارع للمتكلم. وا "آخذ"، بكسر الخاء مع تنوين الذال المضمومة، اسم فاعل. والمعنى عليهما صحيح. "تواقعون": أصله "تتواقعون"، فحذفت إحدى التائين. قال الحافظ في الفتح 6: 334: "قال الغزالي: التمثيل وقع على صورة الإكباب على الشهوات من الإنسان، بإكباب الفراش على التهافت في النار، ولكن جهل الآدمي أشدّ من جهل الفراش؛ لأنها باغترارها بظواهر الضوء، إذا احترفت انتهى عذابها في الحال، والآدمي يبقى في النار مدة طويلة أو أبدًا". 7318 (3)) وهذا الحديث الشاك منها: فرواه مسلم 2: 206، عن عمرو الناقد عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ولكن أوله عنده: "مثلي ومثل الأنبياء". بزيادة كلمة "مثلي" في أوله. وفيه أيضاً "اللبنة"، بدل "الثلمة" في الموضعين. ثم رواه 2: 206 - 207، من رواية همام بن منبه عن أبي هريرة، ومن رواية أبي صالح عن أبي هريرة، بنحوه. ورواه البخاري 6: 408، من رواية أبي صالح. قوله "يطيفون": هو من الرباعي، يقال: "طاف بالقوم، وعليهم، طوفًا، وطوفانًا، ومطافًا، وأطاف: استدار"، كما هو نص اللسان. لا الثلمة"، بضم الثاء المثلثة مع سكون اللام: الخلل في الحائط وغيره.

7319 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذ ضَرَب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته". 7320 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لا يُمنع فضل الماء لِيُمنع به الكلأُ". قال سفيان: يكون حول بئرك الكلأ فتمنعهم فضل مائك، فلا يعودون أن يَدَعوا. 7321 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج، عن أبي هريرة، سئُل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن أطفال المشركين؟ فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". 7322 - حدثنا سفيان عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي

_ (7319) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 290، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد، مختصرًا، لم يذكرآخره فإن الله خلق آدم على صورته". ثم رواه من حديث قتادة عن أبي أيوب عن أبي هريرة، مرفوعًا: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته". وروى أبو داود أوله فقط: 4493 (4: 285 عون المعبود)، من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة. وسيأتي من وجه آخر، بأطول مما هنا: 7414. (7320) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ: 744، عن أبي الزناد عن الأعرج. ورواه البخاري 5: 24، و 12: 296، ومسلم 1: 460، كلاهما من طريق مالك. ورواه مسلم بنحوه، من أوجه أخر. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 7057. (7321) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 202، أطول قليلاً، من طريق سفيان، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 3: 196، و 11: 432، من رواية عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم 2: 202، وابن حبان في صحيحة: 131 بتحقيقنا، من رواية عطاء الليثي. وقد مضى معناه من حديث ابن عباس مرارًا، منها: 1845، 3367. (7322) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 99 مطولا، بنحوه، من طريق سفيان، بهذا الإِسناد. =

هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ لَيضحكُ من الرجلين قتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة جميعاً، يقول: كان كافرا قتل مسلمًا، ثم إن الكافر أسلم قبل أن يموت، فأدخلهما الله عَزَّ وَجَلَّ الجنة". 7323 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، وعمرو عن يحِيى بن جَعْدَة: "إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، وضُرِبتْ بالبحر مرَّتين، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعةً لأحدٍ".

_ ورواه النسائي 2: 63، من طريق، سفيان مختصراً. ورواه مالك في الموطأ 460، بنحو رواية المسند، عن أبي الزناد عن الأعرج. ورواه البخاري 6: 29 - 30، من طريق مالك. ورواه مسلم أيضاً، من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة. (7323) هو بإسنادين: أحدهما صحيح متصل، والآخر مرسل ضعيف. فرواه سفيان بن عيينة عن أبي الزناد الأعرج عن أبي هريرة. وهذا إسناد متصل. ورواة عن عمرو، وهو ابن دينار، عن يحيى بن جحدة. وهذا إسناد مرسل: يحيى بن جحدة بن هُبَيْرة بن أبي وهب المخزومي القرشي: تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 265. فروايته عن النبي -صلي الله عليه وسلم - مرسلة. والحديث روى نحوه مالك في الموطأ: 994، عن أبي الزناد عن الأعرج، بلفظ: "نار بني آدم التي يوقدون، جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم"، فقالوا: يا رسول الله، إن كانت لكافية، قال: "إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا". ورواه البخاري 6: 238، من طريق مالك، وزاد في آخره: "كلهن مثل حرها". ورواه مسلم 2: 352، من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد، بنحو رواية البخاري. ثم رواه بنحوها أيضاً، من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة، وكذلك رواه الترمذي 3: 345 - 346، من حديث همام بن منبه. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وذكر المنذري في الترغيب والترهيب 4: 226 - 227 رواية مالك والشيخين، ثم قال: "رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي، فزادوا فيه: "وضربت بالبحر مرتين، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد". وقد ورد مثل هذا المعنى أيضاً، من حديث أنس بن مالك، عند ابن ماجة: 4318، والحاكم في المستدرك 4: 593.

7324 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرجِ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لقد هممت أن آمر رجلاً فيقيم الصلاة، ثم آمر فتياني، وقال سفيان: مرةً فتياناً، فيخالفون إلى قوم لا يأتونها، فيحرّقون عليهم بيوتهم بحُزم الحطب، ولو علم أحدكم أنه يجد عظماً سميناً، أو مِرْماتين حَسنَتين، إذا لشهد الصلوات"، وقال سفيان مرةً: "العشاء". 7325 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي

_ (7324) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 180، مع شيء من الاختصار، من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه مالك في الموطأ: 129 - 130، بنحوه، عن أبي الزناد عن الأعرج. ورواه البخاري 2: 104 - 108، من طريق مالك. ورواه البخاري أيضاً5: 54، ومسلم 1: 180 - 181، مطولاً ومختصرًا، من أوجه أخر عن أبي هريرة. قوله "وقال سفيان مُرَّة: فتيانًا"، كذلك هو في ح بألف التنوين بعد النون، فيقرأ بكسر الفاء وسكون التاء، جمع "فتى". ورسم في ك "فتيان". وضبط فيها بفتحة فوق الفاء وأخرى فوق التاء وكسرة تحت النون، فيكون على التثنية. ورسم في م كرسم ك ولكن دون ضبط. فيحتمل أن يكون بصيغة المثنى، وبصيغة الجمع. "فيخالفون"، في رواية الموطأ "ثم أخالف إلى رجال" - فقال القاضي عياض في المشارق 1: 238: "أي آتيهم من خلفهم، [أو] أخالف ما أظهرت من فعلى في إقامة الصلاة وظنهم أني فيها ومشتغل عنهم بها، فأخاف ذلك إليهم، وأعاقبهم وآخذهم على غرة. وقد يكون "أخالف " هنا بمعنى: أتخلف، أي عن الصلاة لمعاقبتهم. وكلمة [أو] سقطت خطأ من نسخة المشارق، وزدناها من النهاية. "بحزم الحطب": بضم الحاد وفتح الزاي، جمع "حزمة"، بوزن "غرفة وغرف". "ولو علم أحدكم"، كذا في الأصول الثلاثة هنا. وفي سائر الروايات "أحدهم"، وهي نسخة بهامشي المخطوطتين ك م. "أو مرماتين": تثنية "مرماة"، قال ابن الأثير: "المرماة: ظلف الشاة، وقيل: ما بين ظلفيها. وتكسر ميمه وتفتح .. وقال أبو عبيد: هذا حرف لا أدري ما وجهه، إلا أنه هكذا يفسر بما بين ظلفي الشاه، يريد به حقارته". "لشهد الصلوات"، في نسخة بهامشي ك م "الصلاة" بالإفراد. وقد أفاض الحافظ في الفتح في شرح هذا الحديث، وأحسن، بما لا يستغني عنه طالب العلم. (7325) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 4961 (4: 445 عون المعبود)، عن أحمد بن حنبل، =

هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أخنعُ اسم عند الله يوم القيامة، رجل تسمى بمَلك الأملاك". قال عبد الله [بن أحمد]: قال أبي سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع اسم عند الله؟ فقال: أوضعُ اسم عند الله. 7326 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إياكم والوصال"، قالوا يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -إنك تواصل؟، قال: "إني لستُ كأحد منكم، إني أبيتُ يُطعمني ربي ويسقيني". 7327 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي

_ = بهذا الإِسناد. ورواه مسلم 2: 169 - 170 عن سعيد بن عمرو، وأحمد بن حنبل، وأبي بكر بن أبي شيبة، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به. ورواه البخاري 10: 486 - 487، عن ابن المديني عن سفيان، به. ورواه قبله من طريق شُعيب عن أبي الزناد. ورواه الترمذي 4: 29، عن محمَّد بن ميمون المكي عن سفيان بن عيينة وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وسيأتي بنحوه: 8161، من رواية همام بن منبه عن أبي هريرة. وقد رواه مسلم أيضاً من روايته. قرله "أخنع". أي أذل وأوضع، من "الخنوع"، والخانع: الذليل الخاضع. وقد حكى أحمد تفسيره عن أبي عمرو الشيباني، سأله عن فأجابه، وكذلك حكى مسلم رواية أحمد عن أبي عمرو. وفسرها الترمذي، قال: "أخنع: يعني أقبِح". وقوله "ملك الأملاك": "ملك"، بكسر اللام. وفي اللسان: "مَلْكٌ، ومَلكٌ، مثال "فَخْذ" و "فَخِذ" كأن "الملك" مخفف من "مَلك"، و"الملك" مقصورٌ من "ماَلك" أو "مَليك". وجمع "الملْك" "مُلُوك". وجمع "الملَك" "أمْلاَك". وجمع "المَلِيك" "مُلكاء". وفي روايتي مسلم والترمذي تفسيرها عن سفيان بأنها مثل "شاهان شاه". وفي رواية البخاري: "قال سفيان: يقول غيره: تفسيره: شاهان شاه". فقال الحافظ: "فلعل سفيان قاله مُرَّة نقلا، ومرة من قبل نفسه". "وشاهان شاه"، قال الحافظ: "بسكون النون وبهاء في آخره، وقد تنون، وليست هاء تأنيث، في يقال بالمثناه أصلا". (7326) إسناده صحيح، وقد مضى: 7228، من رواية مالك عن أبي الزناد. (7327) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 407، عن ابن المديني عن سفيان، بهذا الإِسناد. =

هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ألا تعجبون! كيف يُصرف عني شتم قريش! كيف يلعنون مُذمَّماً، ويشتمون مذمَّماً، وأنا محمدٌ". 7328 - قرئ على سفيان، سمعتُ أبا الزناد، يحدّث عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا قلتَ لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت، فقد لغيت".

_ = ولم يخرجه مسلم، كما نص على ذلك الحافظ 6: 466. ونسبه السيوطي في زيادات الجامع الصغير أيضاً للنسائي، انظر الفتح الكبير 1: 484 - 485. وقال الحافظ: "كان الكفار من قريش، من شدة كراهتهم في النبي -صلي الله عليه وسلم -، لا يسمونه باسمه الدال على المدح، فيعدلون إلى ضده، فيقولون: مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل الله بمذمم، وليس هو اسمه، ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفًا إلى غيره". (7328) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 233، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، بهذا الإِسناد. ورواه مالك في الموطأ: 103، عن أبي الزناد. ورواه البخاري 2: 343، ومسلم، من وجه آخر، عن أبي هريرة. وفي المنتقى: 1624 أنه رواه الجماعة إلا ابن ماجة. وانظر ما مضى في مسند على: 719، وفي مسند ابن عباس:2033، وفي مسند عبد الله بن عمرو: 6701، 7002. قوله "لغيت": ضبطناه بفتح الغين المعجمة، وهو الأجود عندنا، وضبط في صحيح مسلم طبعة الإستانة 3: 5 بكسرها، اتباعًا لظاهر قوله النووي في الشرحِ 6: 138: "قال أهل اللغة: يقال "لَغَا يلْغو" كَغَزا يغزو، ويقال "لَغِىَ يَلْغَي" كعمى يعْمَي، لغتان، الأولى أفصح. وظاهر القرآن يقتضي هذه الثانية، التي هي لغة أبي هريرة. قال الله تعالى {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ}. وهذا من لَغِى يَلْغَي. ولو كان من الأول لقال "والْغُوا" بضم الغين". ولكنها ضبطت في مخطوطة صحيحة عندي من صحيح مسلم بفتح الغين. وهو الظاهر من توجيه القراءة. كما سنذكر. أما أهل اللغة، ففي اللسان: "لَغَا في القول يَلْغو، ويَلْغَي، لَغْوم، ولَغِيَ، بالكسر، يَلْغَي، لَغ، وملْغَاةً: أخطأ وقال باطلاً". وفي القاموس: الَغَي في قوله، كَسَعَى، ودَعَا، ورضِي". وأما توجيه القراءة، فأجوده ما نقله أبو حيان في البحر 7: 494: "وقال الأخفش: يقال "لَغَا يَلغَي" بفتح الغين، وقياسه الضم، لكنه فتح لأجل حرف الحلق. فالقراءة الأولى من "يَلْغَى"، والثانية منا "يَلْغو".

قال سفيان: قال أبو الزناد: هي لغةُ أبي هريرة. 7329 - قرئ على سفيان: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إني لأرى خشوعكم". 7330 - قرئ على سفيان: سمعت أبا الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، فسمعتُ سفيان يقول: "من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله عز وجل". 7331 - قال [عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال سفيان، في حديث أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة، وابن جُريج عن الحسن بن مُسلم، عن طاوُس، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "سبغت الدرعُ، لو أمرتْ تجنُّ بنانه، وتعفو أثره، يوسعها، قال أبو الزناد: يُوسعها ولا تتسع. قال ابن جُريج عن الحسن بن مسلم: ولا يتوسَّعُ.

_ (7329) إسناده صحيح، وهو حديث مقتضب من حديث أطول منه. ويظهر أن أحمد لم يسمع منه إلا هذا القدر حين قُرئ على سفيان. ولذلك سيرويه كاملاً: 8756، عن حسين ابن محمَّد عن سفيان، بهذا الإِسناد، ولفظه: "هل ترون قبلتي هنا؟، ما يخفى علىَ من خشوعكم وركوعكم". وقد مضى نحو معناه: 7198، من رواية ابن أبي ذئب عن عجلان عن أبي هريرة. وأشرنا هناك إلى تخريجه، وإلى بعض طرقه الآتية من أوجه، في المسند. (7330) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 85، عن زهير بن حرب عن ابن عيينة، بهذا الإِسناد، نحوه. ولم يذكر لفظه، بل أحال على رواية قبله بمعناه، من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد. ورواه البخاري 6: 82، بنحوه، ضمن حديث، من طريق شُعيب عن أبي الزناد. ورواه أيضاً بمعنا13: 99، من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. (7331) إسناده صحيح، بل إسناداه: فقد رواه سفيان بن عيينة بإسنادين: رواه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. ورواه عن ابن جُريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن أبي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = هريرة. وكلا الإسنادين صحيح. والحسن بن مسلم بن يناق، بفتح الياء التحتية وتشديد النون، المكي: سبق توثيقه: 897، ونزيد هنا أنه ترجمة البخاري في الكبير 1/ 2/304، وابن سعد 5: 352 - 353، وابن أبي حاتم 1/ 2/ 36. وقد وهم القاضي عياض في المشارق- بعًا لغيره - في إسنادي هذا الحديث عند مسلم، وهو مثل إسنادي أحمد هنا، فقال: "وفي سنده وهم آخر، قال العذري: رواه عمرو عن سفيان وابن جُريج هنا"! وهو انتقال نظر وخطأ منهما. فالإسناد في صحيح مسلم 1: 279 - 280 هكذا: "حدثنا عمرو الناقد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال عمرو: وحدثنا سفيان بن عيينة، قال: وقال ابن جُريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال" - فذكر الحديث، كما سيجيء. فلم يروه عمرو الناقد عن سفيان وابن جُريج، كما ظن العذري وعياض! بل رواه- كما رواه أحمد وغيره - عن سفيان بن عيينة، وسفيان رواه عن أبي الزناد بإسناد، وعن ابن جُريج بإسناد آخر. وأما المتن المذكور هنا - في المسند - فليس لفظ الحديث. بل هو إشارات من الإِمام أحمد رحمه الله إلى الاختلاف بين لفظي أبي الزناد وابن جُريج، فيما رواه عنهما سفيان، في لفظ من ألفاظ الحديث. ولم أجد سياقه في المسند كاملا من رواية سفيان بالطريقين ولا بأحدهما، وإن كان الحافظ قد أشار في الفتح 3: 241 بإشارة يفهم منها أن أحمد رواه كاملاً عن ابن عيينة، فلعله في المسند في موضع لم أعرفه. ولكنه سيأتي من الوجهين بأسانيد آخر: فرواه أحمد: 7477، من طريق ابن إسحق عن أبي الزناد. ورواه 9045، من طريق وُهَيْب عن عبد الله بن طاوس عن أبيه. ورواه: 10780، من طريق إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن طاوس. والظاهر عندي أن الإِمام أحمد روى هذا الخلاف في لفظ الحديث بين روايتي أبي الزناد وابن جُريج، لمناسبة من المناسبات، فأثبته ابنه عبد الله كما سمعه. ولعله لم يسمع من أبيه روايته عن سفيان كاملا، أو سمعه وسها عن إثباته في موضعه هذا. وقد وقع في الألفاظ المذكوره هنا من هذا الحديث غلط كثير في المطبوعة ح، بما يجلها كلامًا غير مفهوم ووقع بعض الخطأ في المخطوطة م أيضاً. وأصحها ما أثبتناه عن المخطوطة ك، كما سنبين تفصيلا، إن شاء الله: فقوله "لو أُمِرتُ": في نسخة بهامش م "أو أمرت"، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ وكلاهما خطأ، صوابه "أو مرَّتْ". وقوله "تجِنُّ بنانَه: في ك "تجر بناته"! وهو كلام لا معنى له. وكذلك ثبت في م، لكن دون فقط لكلمة "نحو"! وشبيه بهذا الخطأ ما حكى القاضي عياض في المشارق 2: 324 أنه "وقع في هذا الموضع في كتاب القاضي أبي على، [يعني في نسخته من صحيح مسلم] "حتى تحز" بالحاء المهملة والزاي! مكان "تُجِنّ"، وهو وهم. ورواه بعضهم "ثيابه" مكان "بنانه" وهو غلط أيضاً. و"بنانه" هو الصواب. ويدل عليه قوله في الحديث الآخر "أنامله". يريد القاضي بالحديث الآخر: الرواية التالية لهذه الرواية في صحيح مسلم، وهي رواية إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم. وقوله "يوسّعُها": في ح م "فوسعها"، وهو خطأ. وقوله في آخر الحديث "ولا تتَوسَّع": في ح "ولا يتوسع"، وهو خطأ أيضاً. وقد بحثت جهدي عن هذا الحديث من رواية سفيان بن عيينة، أعني من الوجه الذي رواه منه أحمد - فلم أجد إلا روايتين: عند مسلم، وعند النسائي. ومن عجيب أنْ وقع في متنه خطأ في بعض الألفاظ، في رواية مسلم أيضاً، كما شبين! ورواية النسائي أجودهما. فرواه مسلم 1: 279 - 280، عن عمرو الناقد عن سفيان. وقد ذكرنا إسناده أنفًا. ورواه النسائي 1: 353 - 354، عن محمَّد بن منصور الطوسى عن سفيان. ونثبت هنا رواية النسائي بإسنادهما، ثم نشير إلى شرح الحديث، وإلى ما وقع من أوهام لبعص الرواة فيه. ثم نذكر تخريجه من الأوجه الآخر، ما استطعنا، إن شاء الله: قال النسائي: "أخبرنا محمَّد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جُريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، قال: سمعت أبا هريرة - ثم قال [يعني سفيان بن عيينة]: حدثناه أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله:"إن مَثل المُنفقِ المتصدق والبخيل، كمَثل رجلين عليهما جُبَّتان، أو جُنَّتان، من حديد، من لدُن ثدِيِّهما إلى تراقيهما، فإذا أراد المنفق أن ينفق اتسعت عليه الدرع، أو مَّرت، حتى تُجِنَّ بنانه، وتعفُوَ أثره، وإذا أراد البخيل أن ينفق قَلَصَتْ، ولزِمت كل حلقة موضعَها، حتى إذا أخذته بترقُوَته، أو برقبته، يقول أبو هريرة: أشهد أنه رأى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يُوَسعها فلا تتسع، قال طاوس: سمعت أبا هريرة يشير بيده: وهو يوَسعُها ولا تتوسَّعُ". هذه رواية النسائي، وهي تامة واضحة- وأما رواية مسلم ففيها اختصار واضطرب في التقديم والتأخير، ولفظها: "حدثنا عمرو الناقد، حدثنا سفيان بن عيينة، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: وقال ابن جُريج، عن الحسن بن مُسلم، عن طاوس، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: مَثَل المنفق والمتصدق، كمثل رجل عليه جبتان، أو جنتان، من لدن ثديهما إلى تراقيهما، فإذا أراد المنفق، وقال الآخر [يعني به أحد الشيخين اللذين رواه عنهما سفيان: أبو الزناد، أو ابن جُريج، يفصل رواية هذا من ذاك]: فإذا أراد المتصدق، أن يتصدق، سَبَغَتْ عليه، أو مرَّت، وإذا أرد البخيل أن ينفق، قلصت عليه، وأخذت كل حلقة موضعها، حتى تُجِنَّ بنانه، وتعفو أثره، قال: فقال أبو هريرة: يوسعها ولا تتسع". وقد بين القاضي عياض في المشارق 2: 323 ما وقع من الخطأ في هذه الرواية في صحيح مسلم، فقال: "في حديث عمرو الناقد وهم وقلب كثير وتغيير: فمنه قوله "مثل المنفق والمتصدق" وهو وهم، وصوابه "مثل البخيل والمتصدق" كما جاء في الأحاديث، وكما ذكره البخاري. [أقول: الظاهر أن القاضي رحمه الله لم يستحضر رواية النسائي حين كتب، وهي كانت أجدر أن يشير إليها، لأنها من الوجه الذي رواها منه عمرو الناقد، من رواية سفيان، وأما البخاري فإنه لم يروه من طريق سفيان، بل من أوجه أخر". وفيه "كمثل رجل عليه جبتان" على الإفراد، وهو وهم، وصوابه "كمثل رجلين عليهما جبتان" كما جاء في الروايات الآخر. وقوله "جبتان أو جنتان" صوابه النون، كما بينه في الحديث الآخر بقوله "من حديد"، وقوله هنا "وأخذت كل حلقة مكانها". وقد ذكر البخاري الاختلاف فيه عن طاوس وغيره، ومن رواه بالنون، ومن رواه بالباء. [يشير القاضي - رحمه الله- إلى رواية البخاري 3: 241 - 243]. والنون هو الصواب، كما قلناه، ودل عليه سياق الحديث. وفيه "سبغت عليه أو مرت" بالراء، ويروي "مدت أو مرت". واختلف الرواية فيه في البخاري: فروي "مادّت" بالدال، وروي "مارت" بالراء [البخاري 9: 386]، ولعله أوجه الروايات، بمعنى: سبغت. وكذا رواه الأزهري، وفسره: ترددت وذهبت وجاءت. وللروايات الآخر وجه بيّن: مدّت ومرت، بالدال والراء، بمعنى متقارب. وقد ذكرناه في حرف الميم [ج1 ص 375 من المشارق]. وفيه "البخيل، وأخذت كل حلقة موضعها، حتى تجن بنانه وتعفو أثره"!، وهو وهم ونقص من الحديث، وتقديم وتأخير، ووضع الكلام في غير موضعه، ووجهه: أن الكلام انتهى في صفة البخيل إلى قوله "موضعها". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = وأما قوله "حتى تجن بنانه وتعفو أثره" فإنما هو متقدم في صفة المتصدق، وبعد قوله "سبغت عليه ومرت"، وكذا جاء في الأحاديث الأخر في الصحيحين. وهو ضد قوله "أخذت كل حلقة موضعها" ومناقض له، فأخره بعض النقلة إلى غير موضعه". وانظر شرح مسلم للنووى 7: 107 - 109، فقد نقل كثيرًا من كلام القاضي عياض في المشارق وفى شرحه لمسلم. والحديث رواه أيضاً: البخاري 3: 241 - 243، و 6: 73، ومسلم 1: 280، والنسائي 1: 354 - ثلاثتهم من طريق وُهَيْب، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، مثل رواية المسند: 9045. ورواه أيضاً: البخاري 10: 277، 228، ومسلم 1: 280 - كلاهما من طريق إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، مثل رواية المسند: 10780. ورواه أحمد أيضاً - كما قلنا من قبل 7477، من طريق ابن إسحق، عن أبي الزناد، ورواه البخاري 3: 214 - 243، من طريق شُعيب عن أبي الزناد. ساقه مع إسناد وُهَيْب عن ابن طاوس. ورواه البخاري أيضاً 9: 386 معلقًا: 9 قال الليث [يعني ابن سعد،: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز [هو الأعرج]: سمعت أبا هريرة ... ]. فقال الحافظ: "تقدم التنبيه على إسناده في أوائل الزكاة". يشير بذلك إلى ما مضى في الفتح 3: 243، إذ أشار البخاري إلى رواية الليث، تعليقًا أيضاً. فقال الحافظ هناك: "لم تقع لي رواية الليث موصولة إلى الآن. وقد رأيته عنه بإسناد آخر: أخرجه ابن حبان، من طريق عيسى بن حمّاد، عن الليث، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، بسنده". فلم يصل رواية الليث عن جعفر بن ربيعة. ولذلك قال في مقدمة الفتح: 32 "ورواية الليث عن جعفر بن ربيعة، لم أجدها". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 39، ونسبه للبخاري ومسلم، فقط. وذكره السيوطي في الجامع الصغير: 8128، ورمز له برمز أحمد والشيخين والنسائي، إلا أنه وقع فيه خطأ مطبعي. فكتب ت رمز الترمذي بدل ن رمز النسائي. وثبت على الصواب في شرح المناوي، في الشرح فقط مع وقوع الخطأ في المتن المطبوع معه في أعلى الصفحة. وثبت على الصواب أيضاً في مخطوطة عندي من الجامع الصغير. والترمذي لم يروه يقينًا، بل رواه النسائي، كما ذكرنا. وقوله في الحديث "من لدن ثديهما": هو بضم الثاء المثلثة وكسر الدال المهملة وتشديد الياء، جمع "ثدي". "إلى =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = تراقيهما"، التراقي: جمع "ترقوة" بفتح التاء المثناه وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق. "اتسعت عليه الدرع أو مرَّت"، قال السندي في شرح النسائي: "أي جاوزت ذلك المحل. وهذا شك من الراوي". وقد ذكرنا آنفا كلام القاضي عياض، في اختلاف الروايات في هذا الحرف، بين "مرت" و "مدت" إلخ، وإشارته إلى ذكره إياه في حرف الميم. وقد قال هناك 1: 375: "ومرت" أيضاً صواب، ولـ "مادَت" بالدال يقرب من هذا. وقد يكون "مادّت" مشدد الدال من الامتداد. وجاء "فَاعل" بمعنى "فَعَل" من واحد. وبالتشديد ضبطه أكثرهم. ويروى "مدت" بمعناه. "تجن بنانه"، بضم التاء وكسر الجيم وتشديد النون: أي تغطه وتستره. "وتعفو أثره"، بفتح التاء من "تعفو"، من الثلاثي، مع نصب "أثره". قال الحافظ: "أي تستر أثره، ويقال "عفا الشيء"، و "عفوته أنا" لازم ومتعدي. ويقال: عفت الدار، إذا غطاها التراب. والمعنى: أن الصدقة تستر خطاياه، كما يغطي الثوب الذي يجر على الأرض أثرَ صاحبه إذا مشى، بمرور الذيل عليه". وقال القاضي عياض 2: 98: "ومنه: عفا الله عنك، أي محا ذنبك، وعفت الريحُ الأثر"، وفي اللسان: "قال ابن الأنباري، في قوله تعالى: {عَفَا الله عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}: محا الله عنك، مأخوذ من قولهم "عَفَتِ الرياح الآثار" إذا دَرَستها ومحتها. "وقد عَفَت الآثار، تَعْفُوا عُفُوًا"، لفظ اللازم والمتعدي سواء". "قلصت"، بفتح القاف واللام والصاد: أي انقبضت وارتفعت. وقال الحافظ في الفتح: "قال الخطابي وغيره: وهذا مثل ضربه النبي -صلي الله عليه وسلم - للبخيل والمتصدق: فشبههما برجلين أرد كل واحد منهما أن يلبس درعًا يستتر به من سلاح عدوّه، فصبَّها على رأسه ليلبسها، والدرع أو ما تقع على الصدر والثديين، إلى أن يدخل الإنسان يديه في كميها. فجعل المنفق كمن لبس درعًا سابغة، فاسترسلت عليه، حتى سترت جميع بدنه. وهو معنى قوله "حتى تعفو أثره"، أي تستر جميع بدنه. وجعل البخيل كمثل رجل غُلَّت يداه إلى عنقه، كلما أراد لبسها اجتمعت في عنقه، فلزمت ترقوته، وهو معنى قوله "قلصت"، أي تضامَّت واجتمعت. والمراد: أن الجواد إذا هم بالصدقة، انفسح لها صدره، وطابت نفسه، فتوسعت في الإنفاق. والبخيل إذا حدث نفسه بالصدقة، شحت نفسه، فضاق صدره وانقبضت يداه. {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

7332 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قيل لسفيان-: عن النبي -صلي الله عليه وسلم -؟ قال: نعم-: "المطل ظُلم الغني، إذا أُتبِع أحدكم على مليءٍ فلْيتبَعْ". 7333 - قرئ على سفيان: سمعت أبا الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، فسمعتُ سفيان يقول: "إياكم والظنَّ، فإنه أكذب الحديث". 7334 - سمعت سفيان يقول: "إذا كَفَى الخادمُ أحدَكم طعامَه،

_ (7332) إسناده صحيح، وروه النسائي 2: 233، عن قتيبة بن سعيد، وابن ماجة: 2403، عن هشام بن عمار- كلاهما عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه مالك في الموطأ: 674، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا: (مطل الغني ظلم ... . وكذلك رواه البخاري 4: 381، ومسلم 1: 460 - كلاهما من طريق مالك. ورواه سائر الجماعة، كما في المنتقى: 2979. وقد مضى معناه من حديث ابن عمر: 5395. وقال الحافظ في الفتح، توجيهًا لهذه الرواية: "في رواية ابن عيينة، عند النسائي وابن ماجة: المطل ظلم الغني. والمعنى أنه: أنه من الظلم، وأطلق ذلك للمبالغة في التنفير من المطل". وفي ح "إوإذا أتبع"، بزيادة واو العطف. وهي ثابتة في سائر الروايات، لكنها لم تثبت في المخطوطتين ك م، فحذفناها. (7327) إسناده صحيح، وهو صدر حديث طويل، رواه مالك في الموطأ: 907 - 908، عن أبي الزناد. وسيأتي من طريق مالك: 10002. ويأتى أيضاً من أوجه أخر، منها: 7845، 8103، 8485. ورواه البخاري 10: 404، ومسلم 2: 279، كلاهما من طريق مالك، مطولاً. ورواه البخاري مطولاً أيضاً، من أوجه أخر 9: 171، و10: 401 - 403، و 12: 3 وقول أحمد هنا "فسمعت سفيان يقول" إلخ - يريد به أن إسناد الحديث قرئ على سفيان، ثم قرأ سفيان المتن. (7328) إسناده صحيح، وهو مثل الذي قبله: سمع أحمد من سفيان متن الحديث، وقرئ عليه إسناده. ولكنه في هذا قدم المتن تبل الإِسناد. ولم أجده من هذا الوجه - من رواية سفيان =

فليجْلسْه فليأكلْ معه، فإن لم يفعل، فليأخذ لقمة، فليُرَوِّغْها فيه، فيناوله"، وقرئَ عليه إسناده: سمعت أبا الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. 7335 - حدثنا سفيان، عنِ أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، وتأخير العشاء".

_ = عن أبي الزناد عن الأعرج- في شيء مما بين يديّ من المراجع. ورواه ابن ماجة: 3290، من طريق الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، بنحوه. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 8: 18، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن موسى بن أبي عثمان التبان، عن أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه. وهذان إسنادان صحيحان أيضاً، وهما أقرب الأوجه التي وجدتها إلى هذا الوجه. ورواه البخاري 9: 520 - 503، ومسلم 2: 21، وأبو داود: 3846 (3: 431 عون المعبود)، والترمذي 3: 99، والطيالسي: 2369، والدرامي 2: 107، وابن ماجة أيضاً - بمعناه، من أوجه أخر. وقد مضى معناه، من حديث ابن مسعود، بإسناد ضعيف: 3680، 4257، 4266. وقوله "فليروّغها فيه":. هو بتشديد الواو المكسورة، من "الترويغ". يقال: "روّغ لقمته في الدسم": غمسها فيه وروّاها. (7335) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 46 (1: 17 عون المعبود) عن قتيبة، عن سفيان، بهذا الإِسناد، مع تقديم وتأخير. وكذلك رواه النسائي 1: 92 - 93، عن محمَّد بن منصور، عن سفيان. وروى مسلم منه حكم السواك فقط 1: 86 - 87، عن قتيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، ثلاثتهم عن سفيان. وكذلك روى مالك في الموطأ: 66، أوله، عن أبي الزناد. ورواه البخاري 2: 311 - 312، من طريق مالك. ثم رواه 13: 195، من وجه آخر عن أبي هريرة. وكذلك رواه النسائي 1: 6، أوله من طريق مالك. وروى ابن ماجة منه، تأخير العشاء: 690، عن هشام بن عمار، عن سفيان. وروى أوله: 287، من وجه آخر عن أبي هريرة. ورواه الترمذي مقطعًا 1: 43، 152، من وجهين آخرين. وسيأتي معناه، بهذا الإِسناد أيضاً، ضمن الحديث: 7338.

7336 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رواية" قال مرةً: ييلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -"إذا أصبح أحدُكم صائماً فلا يرفث ولا يجهلْ، فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم". 7337 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "تجدون من شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ، وهؤلاء بوجهٍ". 7338 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لولا أن اشُق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء، والسواكِ مع الصلاة".

_ (7336) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 316، عن زهير بن حرب، عن سفيان، به. ورواه مالك بنحوه: 310، عن أبي الزناد. وروى البخاري معناه، ضمن حديث مطول 4: 87 - 94، من طريق مالك، عن أبي الزناد. وانظر المنتقى: 2142. والفتح الكبير 1: 151. "فلا يرفث"، بضم الفاء وكسرها: قال الحافظ: "والمراد بالرفث هنا، وهو بفتح الراء والفاء ثم الثاء المثلثة: الكلام الفاحش. وهو يطلق على هذا، وعلى الجماع، وعلى مقدماته، وعلى ذكره مع النساء، أو مطلقاً. ويحتمل أن يكون لما هو أعم منها"."ولا يجهل، قال الحافظ: (أي لا يفعل شيخ من أفعال أهل الجهل، كالصياح والسفه وغير ذلك. (7337) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 4872 (4: 419 عون المعبود)، عن مسدد، عن سفيان، به. ورواه مالك في الموطأ: 919، عن أبي الزناد. ورواه مسلم 2: 288، من طريق مالك. ورواه البخاري 6: 384 - 385 مطولاً ضمن حديث، و10: 395، و13: 150، ومسلم أيضاً، والترمذي 3: 153، من أوجه أخر. (7338) إسناده صحيح، وظاهر إثباته في نسخ المسند على أنه والذي يليه حديث واحد، فلذلك رقمناه في نسختنا قديمًا برقم واحد. ولكنه في الحقيقة حديثان بإسناد واحد، وثانيهما له إسناد آخر، ذكر عقبه: فالأول في تأخير العشاء وفي السواك، والثاني في صوم المرأة بإذن =

7338 م - "ولا تصوم امرأةٌ وزوجها شاهد يومًا غير رمضان إلا بإذنه" وقرئ عليه هذا الحديث: سمعت أبا الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -.

_ = زوجها. ففصلناهما هنا، وجعلنا للثاني الرقم نفسه مكررًا، ورمزنا لذلك بحرف م بجواره. فالأول منهما مضى بهذا الإِسناد: سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج: 7335، وقد أشرنا إليه هناك. (7338) إسناداه صحيحان، رواه الإِمام أحمد عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة، لإسناد الحديث قبله. ثم أثبت أنه قرئ على سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثفان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وروايته بالإسنادين ثابتة، عن سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، وعن سفيان الثوري أيضاً عن أبي الزناد كما سنذكر في التخريج. موسى بن أبي التبان، في الإِسناد الثاني: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 290، وفرق بينه وبين "موسى بن أبي عثمان" الذي يروي عن أبي يحيى عن أبي هريرة. فهذا الأخير روى عنه الثوري وشحبة، وأما "التبان" فروى عنه أبو الزناد، وروى الثوري عن أبي الزناد عنه. وكذلك فرق بينهما ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 1/153، تبعًا للبخاري. وجعلهما المزي في التهذيب واحدًا، وذكر الحافظ الفرق بينهما نقلا عن ابن أبي حاتم وحده! وابن أبي حاتم لم يصنع شيئًا إلا أن تبع البخاري، وأصاب. و"التبان"، بفتح التاء المثناة وتشديد الباء الموحدة: نسبه إلى بيع التبن أبوه "أبو عثمان التبان"، مولى المغيرة بن شُعْبة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وحسن له الترمذي حديثاً. وروى له البخاري هذا الحديث معلقًا، في صحيحه. كما سيأتي. والحديث رواه الدارمي 2: 12، والترمذي 2: 66، وابن ماجة: 1176 - كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، كالإسناد الأول، أعنى إسناد: 7338. ورواه البخاري 9: 259 - 260، ضمن حديث مطول، من طريق شُعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأما الإِسناد الثاني. المذكور عقب هذا الحديث، الذي قرئ على سفيان بن عيينة- فإنه ثابت أيضاة فقد أشار إليه البخاري 9: 261، عقب روايته ضمن الحديث المطول الذي أشرنا =

7339 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، في أبي هِريرة، يبلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لولا أن أشقَّ على أمتي المؤمنين، ما تخلَّفْتُ عن سرِّيةٍ، ليس عندي ما أحملُهم عليه، ولا يتخلفوا عني".

_ = إليه - فقال: "ورواه أبو الزناد أيضاً، عن موسى، عن أبيه، عن أبي هريرة، في الصوم". وكذلك أشار إليه الترمذي، عقب روايته السابقة، فقال: "وقد روي هذا الحديث عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - وكذلك رواه سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن موسى، عن أبيه. وسيأتي من طريق الثوري: 9732، 9987، 71110، 10501، ورواه أيضاً الدارمي 1: 12، من طريق الثوري، كذلك. وقال الحافظ - شرحاً لإشارة البخاري إلى رواية أبي الزناد عن موسى، "يشير إلى أن رواية شُعَيْب عن أبي الزناد عن الأعرج، اشتملت على ثلاثة أحكام، وأن لأبي الزناد في أحد الثلاثة، وهو صيام المرأة - إسناداً آخر. وموسى المذكور: هو ابن أبي عثمان. وأبوه أبو عثمان: يقال له التبان، بمئناة ثم موحدة ثقيلة، واسمه: سعد، ويقال: عمران. وهو مولى المغيرة بن شُعْبة، لي له في البخاري سوى هذا الموضع. وقد وصل حديثه المذكور: أحمد، والنسائي والدرامى، والحاكم- من طريق الثوري، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، بقصة الصوم. والدارمي أيضاً. وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان- من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به. قال أبو عوانة - رواية علي بن المديني: حدثنا به سفيان بعد ذلك عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، فراجعته فيه، فثبت على "موسى" ورجع عن "الأعرج". ورويناه عالياً، في جزء إسماعيل بن نجيد، من رواية المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد،. وهذا تخريج نفيس للحافظ - كعادته - رحمه الله. وقد أشرنا إلى مواضع روايته في المسند، وسنن الدرامي. ولم أجد روايته عند الحاكم ولا النسائي. وفات الحافظ رحمه الله أن يشير إلى روايتي أحمد في المسند هنا، عن سفيان بن عييينة، بالوجهين. قوله "وزوجها شاهد": أي حاضر. الشاهد والشهيد: الحاضر. (7339) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 96، بنحوه، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، بهذا الإِسناد وقد مضى نحو معناه، ضمن الحديث: 7157، من وجه آخر عن أبي هريرة.

7340 - [حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريِرة، يرفعُه: "إذا استجمر أحدكم، فليستجمر وتراً، فإن الله وِتْرٌ يحب الوِتْر].

_ (7340) إسناده صحيح، وهذا الحديث لم يذكر في المطبوعة ح، لعله سقط سهواً من ناسخ أو طابع. وهو ثابت في المخطوطتين ك م. فأثبتناه هنا، وجعلناه بين علامتي الزيادة. ولم أجده بهذا اللفظ والسياق، إلا فيما سأذكر، وإن كان معناه ثابتاً صحيحاً من أوجه كثيرة: فأقرب لفظ لهذا السياق، ما رواه البيهقي في السنن الكبرى 1: 104، من طريق الحرث ابن أبي أسامة: "حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن عطاء، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "إذا استجمر أحدكم فليوتر، فإن الله يحب الوتر، أما ترى السموات سبعاً، والأرضين سبعاً، والطواف، وذكر أشياء". وهو بهذا اللفظ - لفظ البيهقي - ذكره الهيثمي في مجع الزوائد 1: 211، وقال فيه: "والطواف سبعاً". إذ لم تذكر كلمة "سبعاً" مع الطواف في رواية البيهقي. وقال الهيثمي: "رواه البزار، والطبراني في الأوسط، وزاد: والجمار ورجاله رجال الصحيح". وليس بيدي إسناد البزار، ولا إسناد الطبراني، ولكن يبدو لي أنهما روياه من الوجه الذي رواه منه البيهقي. وأما معناه فقد اشتمل على معنيين: الأمر بالاستجمار وتراً، و"إن الله وتر يحب الوتر" .. والمعنيان ثابتان صحيحان، من حديث أبي هريرة، ومن حديث غيره أيضاً: فالأمر بالاستجمار وتراً، قد مضى ضمن الحديث: 7220، من طريق مالك عن الزهري، عن أبي إدريس، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "ومن استجمر فليوتر". وهو في الموطأ والصحيحين، كما ذكرنا هناك. ورواه مالك أيضاً: 19، ضمن حديث، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وسيأتي أيضاً: 7732، من طريق مالك عن أبي الزناد. وسيأتي أيضاً: 9970، من رواية وكيع، عن الثوري، عن أبي الزناد. وكذلك سيأتي: 7445، من رواية عبد الرحمن بن إسحق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مختصراً، بلفظ: "إذا استجمر أحدكم فليوتر". وسيأتي أيضاً: 8596، 8662، ضمن حديث، من طريق ابن لهيعة، عن أبي يونس سليم بن جُبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، بلفظ: "وإذا استجمر فليستجمر وتراً". وسيأتي أيضاً بمعناه، من أوجه كثيرة عن أبي هريرة: 7716، =

7341 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: لعلَّه عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا وَلَغَ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سَبْع غسَلات". 7341 م- حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال سفيان: لعله عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع غسلات". 7342 - حدثنا سفيان، عن أبيِ الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أفضلُ الصدقة ما كان، يعني، عن ظهر غِنى، وأبدأ بمن تعول.

_ = 8063، 8150، 8710، 8825، 9017، 9199، 10257، 10729. وأما قوله "إن الله وتر يحب الوتر"، فإنه سيأتي: 7717، 7883، 10367، من رواية ابن سيرين عن أبي هريرة. و7718، من رواية ابن همام بن منبه عن أبي هريرة. وسيأتي ضمن حديث، من رواية همام أيضاً: 7612، 8131. وسيأتي كذلك ضمن حديث، من رواية محمَّد ابن إسحق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: 7493. وقد مضى أيضاً، من حديث ابن عمر: 5880، 6439. (7341) إسناده صحيح، على الرغم من شك سفيان في رفعه. فرفعه ثابت - دون شك - من رواية غيره من الأئمة: فرواه مالك في الموطأ: 34، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: "أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا شرب الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات". وكذلك رواه البخاري 1: 239 - 240، ومسلم 1: 92، من طريق مالك. "ولغ": أي شرب بلسانه، قال ابن الأثير: "وأكثر ما يكون الولوغ من السباع". (7341) إسنادهِ صحيح، وهو تكرار للحديث قبله، إسناداً ولفظاً. وهكذا ثبت مكررًا في الأصول الثلاثة. والذي أظنه أن الإِمام أحمد رحمه الله. حين قرأ الإِسناد الأول، وفيه "قال: لعله عن النبي -صلي الله عليه وسلم -"، رأى أنه لم يبين قائل هذا، فلا يُدري ممن الشك في رفعه، فأعاده مُرَّة أخرى مصرحاً عنه مبيناً، فقال فيه: "قال سفيان". (7342) إسناده صحيح، وظاهره أنه موقوف على أبي هريرة. ولعل سفيان شك في رفعه أيضاً. =

7343 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: إذا انتِعل أحدُكم فليبدأ باليمين وخَلْعِ اليسرى، وإذا انقطع شسع أحدكم فلا يمْشِ في نعل واحد، ليُحْفهما جميعاً، أو لِيُنْعِلْهما جميعاً". 7344 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، أو عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أبصر

_ = ولكنه في الحقيقة مرفوع ثابت الرفع. فقد مضى معناه ضمن الحديث: 7155، وأسْرنا إلى هذا هناك. ولذلك أدخله الإِمام أحمد - رضي الله عنه - مسنداته. (7343) إسناده صحيح، وظاهره الوقف، كالذي قبله. ورفعه ثابت أيضاً: فرواه مالك في الموطأ: 916 بمعناه، ولكن جحله حديثين، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال". وكذلك رواه البخاري 10: 261 - 263، حديثين، من طريق مالك. وروى مسلم 2: 159، النهي عن المشى في نعل واحدة، فقط، من طريق مالك. وقد مضى نحو معناه، بشيء من الاختصار: 7179، من رواية محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعاً الشسع: بكسر الشين المعجمة وسكون السين المهملة، قال ابن الأثير: "أحد سيور النعل، وهو الذي يُدخل بين الأصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام، والزمام: السير الذي يعقد فيه الشسع". قوله" في نعل واحد": هكذا هو في ح م بتذكير "واحد". وفي ك "واحدة". و"النعل" منصوص على تأنيثها في المعاجم: النهاية، واللسان، والمصباح، والقاموس. ولكن في النهاية، وتبعها صاحب اللسان: "أن رجلاً شكا إليه رجلاً من الأنصار، فقال: *يا خير من يمشي بنعل فرد* النعل مؤنثة، وهي التي تلبس في المشي .. وصفها بالفرد، وهو مذكر؛ لأن تأنيثها غير حقيقي. والفرد: هي التي لم تخصف ولم تطارق، وإنما هي طاق واحد". فهذا يصلح توجيهاً لما ثبت هنا، من وفهد بالواحد، وهو مذكر. (7344) إسناده صحيح، على ما فيه من شك سفيان بن عيينة: فإنه رواه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أو رواه عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة. ثم حكى أحمد عنه أنه رواه مُرَّة بالوجه الثاني ولم يشك فيه. وأيا كان فالإسناد صحيح؛ لأنه =

رجلاً يسوقُ بَدَنة، فقال: "اركبها"، قال: إنها بدنةٌ، قال: "اركبها"، قال: إنها بدنه، قال: "اركبها". ولم يشك فيه مرةً، فقال: عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة. 7345 - حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: صلى بنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلاةً، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: "بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، قالت: إنا لم نُخلَق لهذا، إنما خُلقنا للحراثة"، فقال الناسُ: سبحان الله، بقرة تتكلم! فقال: "فإني أومن بهذا وأبوَ بكر، غداً غدًا وعُمرُ"، وما هما ثَمَّ، "وبينا رجلٌ في غنمه، إذ عدَا عليها الذئب، فأخذ شاةً منها، فطلبه، فأدركه، فاستنقذها منه، فقال: يا هذا، استنقذتها مني، فمن لها يومَ السَّبُع، يومَ لا راعيَ لها غيري"؟، قال الناسُ: سبحان الله! ذئب يتكلم! فقال: "إني أومن بذلك وأبو بكر وعمر"، وما هما ثمَّ.

_ = انتقال من ثقة إلى ثقة. بل هو ثابت عن أبي الزناد بالوجهين، كما سنذكر: فرواه مالك في الموطأ: 377، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وفي آخره: "فقال: اركبها ويلك، في الثانية أو الثالثة". وكذلك رواه البخاري 3: 428 - 429، ومسلم 1: 373، كلاهما من طريق مالك. وقال الحافظ في الفتح: "لم تختلف الرواة عن مالك عن أبي الزناد فيه. ورواه ابن عيينة عن أبي الزناد، فقال: عن الأعرج عن أبي هريرة، أو عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة. أخرجه سعيد بن منصور عنه. وقد رواه الثوري بالإسنادين مفرقاً". فهذا يدل على أن سعيد بن منصور رواه عن ابن عيينة، على الشك، كما رواه أحمد عنه هنا. ويدل على أن الشك إنما هو من سفيان بن عيينة، وأن الحديث ثابت عن أبي الزناد، بالإسنادين، بما رواه عنه سفيان الثوري بهما، مفرقاً كل إسناد وحده. وانظر ما ما مضى في مسند علي بن أبي طالب: 979. (7345) إسناده صحيح، أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهذ من رواية القرين عن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = القرين؛ لأن الأعرج قرين أبي سلمة لأنه شاركه في أكثرُ شيوخه، ولا سيما أبا هريرة، وإن كان أبو سلمة أكبر سنا من الأعرج. كما قال الحافظ في الفتح. والحديث رواه البخاري 6: 375، عن علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة بهذا الإِسناد. ورواه أيضاً مسلم 2: 232، من طريق سفيان. ولكنه لم يذكر لفظه، أحا على رواية قبله. ورواه أيضاً البخاري 5: 6 و 7: 19 - 21، ومسلم 2: 312 و 232 من أوجه أخر. قوله "غداً غداً"، هكذا ثبت في الأصول الثلاثة هنا. ولم يذكر في المخطوطة ص التي وصفاناها عند تقديم مسند أبي هريرة، فيما مضى 6: 519 - 520. وما رأيته في شيء من الروايات التي وقفت عليها في هذا الحديث. قوله "يوم السبع": هو بفتح السين وضم الباء الموحدة، ضبط بذلك لا غير في النسخة اليونينية من البخاري 4: 174 (من الطبعة السلطانية) وضبط في صحيح مسلم بالضم أيضأ في مخطوطة الشيخ عابد السندي ولكنه ضبط بإسكان الباء في مخطوطة الشطي. وضبط بالضم والسكون في طبعة الإستانة (7: 110 - 111). وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار 2: 205: "كذا رويناه بضم الباء" قال الحربي: ويروى بسكونها، يريد: السَّبْع، قرأ الحسن {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} بالسكون". وقال النووي في شرح مسلم 15: 156 - 157: "روي السبع بضم الباء وإسكانها، الأكثرون على الضم. قال القاضي [أي عياض]: الرواية بالضم". وقال الحافظ في الفتح 7: 20: (قال عياض: يجوز ضم الموحدة وسكونها، إلا أن الرواية بالضم، وقال الحربي: هو بالضم والسكون). هذا عن الرواية وأما المعنى، فقال ابن الأثير: "قال ابن الأعرابي: السَّبع، بسكون الباء: الموضع الذي يكون إليه المحشر يوم القيامة! والسَّبْع، أيضاً: الذُعر، سَبَعْتُ فلاناً: إذا ذَعرته، وسَبَعَ الذئبُ الغنمَ: إذا فَرَسَها، أي من لها يوم الفزع! وقيل هذا التأويل يفسد بقول الذئب في تمام الحديث - يوم لا راعيَ لها غيري، والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة. وقيل: أراد من لها عند الفتن، حين يتركها الناس هَمَلاً لا راعي لها نُهْبَةً للذئاب والسباع فجعل السبع لها راعياً، إذا هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء. وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن، التي يهمل الناس مواشيهم، فتستمكن منها السباع بلا مانع. وقال أبو موسى - بإسناده عن أبي عبيدة: يوم السبع: عيد كان لهم في الجاهلية، يشتغلون بعيدهم ولهوهم! وليس بالسبع الذي يفترس الناس! =

7346 - حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي مَيمونة، [عن أبي ميمونة]، عن أبي هريرة: خَيَّر النبي -صلي الله عليه وسلم -رجلاً وامرأةً وابنا لهما، فخير الغلام، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا غلام، هذا أبوك، وهذه أمك، اِختر".

_ = قال: وأملاه أبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء، وكان من العلم والإتقان بمكان". وفيما قال ابن الأعرابي تكلف بالغ! وكذلك ما قال أبو عبيدة. والصحيح عندي أنها بضم الباء وهو الذي رجحه النووي في شرح مسلم "أنها عند الفتن، حين يتركها الناس هملا لا راعي لها، نهبة للسباع. فجعل السبع لها راعياً أي منفرداً، بها". قوله "وما هما ثمَّ"، بفتح الثاء المثلثة، أي ليسا حاضرين. قال الحافظ: "وهو من كلام الرواي" يعني من كلام أبي هريرة. إذ يحكي المجلس وما وقع فيه. وفي هذا منقبة عظيمة للشيخين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. إذ استغرب السامعون ما خالف العادة، لا يريدون به الإنكار. فأخبر النبي -صلي الله عليه وسلم - أن الشيخين لكمال إيمانهما، واطمئنان قلوبهما، وسمو إدراكهما، يؤمنان بما يقول، دون تردد أو استغراب بما عرفا من قدرة الله، وبما أيقنا من صدق رسوله الذي لا ينطق عن الهوى، - صلى الله عليه وسلم - (7346) إسناده صحيح، على خطأ وقع في نسخ المسند في الإِسناد، كما سيجىء. زياد بن سعد: سبق توثيقه:5893. ووقع في ص (زياد بن أبي سعد"، وهو خطأ. هلال بن أبي ميمونة المدني سبق توثيقه: 6622، ونزيد هنا أنه هو هلال بن علي بن أسامة، وبعضهم ينسبه إلى جده فيقول هلال بن أسامة. كرواية مالك عنه في الموطأ 776 - 777، في حديث آخر، وكذلك رواية الشافعي في الرسالة: 242 عن مالك. وهو تابعي ثقة، روى عن أنس بن مالك. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 204 - 205، قال: "هلال بن أبي ميمونة، وهو هلال بن علي. وقال مالك بن أنس: هلال بن أسامة. سمع أنساً وعطاء بن يسار. وقال أسامة: عن هلال بن أسامة الفهري". وترجمه ابن حبان في الثقات ص: 436، قال: "هلال بن ميمونة، واسم أبي ميمونة: أسامة الفهري. وهو الذي يقال له: هلال بن علي العامري. وقد قيل: إن اسم أبي ميمونة: أسامة. يروي عن أنس بن مالك. وكان راوياً لعطاء بن يسار. روى عنه يحيى بن كثير، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = وهو الذي يروي عنه فليح ويقول: هلال بن علي. مات في آخر ولاية هشام بن عبد الملك" وقد وقع في الأصول الأربعة هنا- بما فيها نسخة ص العتيقة- "عن هلا بن أبي ميمونة عن أبي هريرة"، دون ذكر الواسطة بينهما. وهو خطأ يقيناً، ليس اختصارًا من بعض الرواة في الإِسناد. كما يقولون في بعض الروايات، والدلائل على ذلك متوافرة. ولذلك زدنا في الإِسناد بين علامتي الزيادة كلمة [عن أبي ميمونة]، وقد ثبت بهامش ك في هذا الموضع زيادة "عن أبيه"، وكتب عليها "صح"، وهي أيضاً خطأ ممن زادها أو من الأصل الذي نقل عنه. فإن سائر الرواة الحفاظ الذي رووا هذا الحديث عن سفيان بن عيينة، وهم الشافعي في الأم وعند البيهقي، ونصر بن علي عند الترمذي، وهشام بن عمار عند ابن ماجة، وزهير بن حرب عند ابن حزم في المحلى-: رووه عن سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن هلا بن أبي ميمونة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة. لم يخالفهم في ذلك إلا هارون بن معروف عند البيهقي، فإنه رواه عن سفيان عن زياد "عن هلا بن أبي ميمونة عن أبيه" عن أبي هريرة. وهي رواية شاذة مغلوطة، لعل الغلط فيها من هارون بن معروف، أو من أحد الرواه عنه. ولبيان هذا الخطأ في قوله "عن أبيه"، وذاك الخطأ، في حذف "عن أبي ميمونة" - نترجم لأبي ميمونة أولاً، ونذكر تخريج الحديث ثانيا. ثم نشير إلى بعض المراجع التي وقع فيها الغلط بحذف "عن أبي ميمونة"- غلطاً مطبعيًا، إن شاء الله: فأبو ميمونة: ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 130، قال: "سليم أبو ميمونة، وكان يبيع الصور، أراه الفارسي. سمع أبا هريرة. روى عنه هلا بن أبي ميمونة .. ويقال: سلمان". وقال ابن أبي حاتم 2/ 1/ 212: "سليم أبو ميمونة، ويقال: سلمان أبو ميمونة. روى عن أبي هريرة، روى عنه هلا بن أبي ميمونة وأبو النضر". وهناك "أبو ميمونة الأبار". يروي أيضاً عن أبي هريرة، وروى عنه قتادة: ذكر مع ذاك في ترجمة واحدة في التهذيب، فقال الحافظ معقبًا على المرئي: "فرق البخاري، وأبو حاتم، ومسلم، والحاكم أبو أحمد - بين أبي ميمونة الأبار، الذي روى عن أبي هريرة وعنه قتادة، ولين أبي ميمونة الفارسي، اسمه سليم، روى عنه أبو النضر وغيره. ووقع عند أبي داود أن أسمه "سُلْمى". وقال الدارقطني: أبو ميمونة عن أبي هريرة وعنه قتادة - مجهو يترك. وهذا مما يؤيد أنه غير الفارسي؛ لأنه وثق الفارسي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = في كناه". فأبو ميمونة راوي هذا الحديث: تابعي ثقةْ. وقد أوهم بعضهم واشتبه عليه الأمر، فظن أن أبا ميمونة هذا هو والد "هلال بن أبي ميمونة". وهو خطأ. ففي التهذيب: "وقال ابن عيينة: عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبي ميمونة، وليس بأبيه، عن أبي هريرة". وممن خطأ في هذا ففحش خطؤه: الحافظ ابن حبان، فإنه ترجم "هلال بن أبي ميمونة" في الثقات، بما نقلنا عنه آنفًا، مما يدل على أن "أبا ميمونة" والد هلال، غير "أبي ميمونة" شيخ هلال في هذا الحديث- ولكنه خلط بينهما في ترجمة "أبي ميمونة" في الثقات ص: 211، فقال: "سليم أبو ميمونة الفارسي: والد هلال بن أبي ميمونة! يروي عن أبي هريرة. روى عنه أبو النضر مولى عمر بن عُبيد الله، وابنه هلال بن أبي ميمونة! ". وليس هذا بشيء، إنما هو تخليط! ومن أجل هذا زدنا في الإِسناد [عن أبي ميمونة]، إذ كان هلال إنما يروي هذا الحديث عنه، ولم نزد بدلها [عن أبيه] المزادة بهامش ك تصحيحًا. إذ أيقنا أنها سهو من أحد الناسخين، بما نص في التهذيب أن رواية سفيان بن عيينة - شيخ أحمد هنا- عن زياد بن سعد عن هلال بن أبي ميمونة "عن أبي ميمونة، وليس بأبيه"، فلم يخطئ سفيان، ولم يشتبه عليه الاسمان، بل شرح بأن راوي الحديث لي بوالد هلال. وقد أطبق على ذلك الرواة الحفاظ عن سفيان، إلا راويًا واحداً، في روايته وهم منه أو من الرواة عنه، كما قلنا من قبل: فالحديث رواه الشافعي في الأم: 5: 82، قال: "أخبرنا ابن عيينة، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة "عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - خير غلامًا بين أبيه وأمه". وهو هذا الحديث نفسه، ولكن بلفظ مختصر. وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى 8: 3، من طريق الشافعي. وكذلك رواه الترمذي 2: 286، عن نصر بن علي، عن سفيان، بهذا الإِسناد واللفظ. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ونص الترمذي أيضاً على الفرق بين "أبي ميمونة" والد هلال، وبين شيخه، فقال: "وأبو ميمونة: اسمه سليم". ثم قال: "وهلال بن أبي ميمونة: هو هلال بن علي بن أسامة، وهو مدني، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير، ومالك بن أنس، وفليح بن سليمان". وكذلك رواه ابن حزم في المحلى 10: 326، بإسناده إلى زهير بن حرب، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد واللفظ. وكذلك رواه =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = ابن ماجة: 2351، عن هشام بن عمار، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، بلفظ: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - خير غلامًا بين أبيه وأمه، قال: يا غلام، هذه أمك، وهذا أبوك". ولفظ ابن ماجة هذا أقرب الألفاظ إلى رواية أحمد هنا. وأما الرواية الشاذة، رواية هارون بن معروف- فقد رواها البيهقي 8: 3، من طريق أبي يعلى الموصلي: "حدثنا هارون بن معروف، حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبيه، عن أبي هريرة". فوهم هارون بن معروف، أو أحد الرواة في الإسناد إليه، في قوله "عن أبيه". لإطباق سائر الرواة الحفاظ الذين رووه عن سفيان، على قوله "عن أبي ميمون"، ولتصريح سفيان نفسه، في الرواية التي نقلها عنه صاحب التهذيب بأنه "ليس بأبيه". والحديث رواه أيضاً ابن جُريج، مطولا في قصة - عن "زياد بن سعد، عن هلال ابن أسامة [وهو هلال بن أبي ميمونة، كما ذكرنا آنفًا]، أن أبا ميمونة سُلمى، مولى من أهل المدينة، رجل صدق" - فذكره مطولاً، عن أبي هريرة: فرواه أبو داود: 2277 (2: 251 عون المعبود)، من طريق عبد الرزاق وأبي عاصم، والدارمي 2: 170، عن أبي عاصم، والبيهقي 8: 3، من طريق أبي عاصم، ومن طريق أبي داود أيضاً بإسناده إلى عبد الرزاق وأبي عاصم، والنسائي 2: 109، من طريق خالد بن الحرث، والحاكم في المستدرك 4: 97، من طريق عبد الله بن المبارك -: كلهم عن ابن جُريج، به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وفي بعض رواياتهم تسمية أبي ميمونة: "سليمان"، وفي بعضها "سليم". وقال الزيلعي في نصب الراية 3: 269، بعد الإشارة إلى رواية أبي داود والحاكم-: "قال ابن القطان في كتابه: هذا الحديث يروية هلال بن أسامة، عن أبي ميمونة سلمي، مولى من أهل المدينة، رجل صدق، عن أبي هريرة. وأبو ميمونة هذا، ليس مجهولا، فقد كناه هلال بن أسامة بأبي ميمونة، وسماه: سلمى، وذكر أنه مولى من أهل المدينة، ووصفه بأنه: رجل صدق. وهذا القدر كاف في الراوي، حتى يتبين خلافه. وأيضًا فقد روى عن أبي ميمونة المذكور: أبو النضر، قاله أبو حاتم. وروى عنه يحيى بن أبي كثير هذا الحديث نفسه، كما رواه ابن أبي شيبة في مسنده: حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = طلقها زوجها، فأراد أن يأخذ ابنها، فقال عليه السلام: "استهما عليه"، فقال عليه السلام للغلام: "تخير أيهما شئت"، قال: فاختارأمه، فذهبت به. انتهى. قال: فجاء من هذا جودةُ الحديث وصحته. انتهى". ورواية ابن أبي شيبة عن وكيع، التي ذكرها ابن القطان، نقلها أيضاً ابن حزم في المحلى 10: 326 - 327 عن ابن أبي شيبة. وكذلك رواه أحمد في المسند: 9770، عن وكيع، بإسناده هذا، بلفظ أطول قليلا. وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى 8: 3، بإسنادين، من طريق عبدان بن نصر، عن وكيع ابن الجراح. ومن المراجع المعتمدة التي وقع فيها الخطأ في إسناد هذا الحديث: زاد المعاد لابن القيم، فإنه ذكره 4: 263 من رواية زهير بن حرب، ولم يذكر فيه "عن أبي ميمونة". وهو خطأ ناسخ أو طابع يقينًا. فإن هذه الرواية نقلها ابن القيم من المحلى لابن حزم. ورواية ابن حزم فيها "عن أبي ميمونة". ووفع الخطأ في مسند الشافعي، بترتيب الشيخ محمَّد عابد السندي، الذي طبع في مصر أخيرًا، سنة 1951 إفرنجية، بتصحيح رجل ينتسب إلى علماء الأزهر، وهم منه برآء، يسمى: يوسف على الزواوي، وهو جاسوس إنجليزي ملعون، انكشف أمره في مصر، فهرب منها في العام الماضي إلى سادته الإنجليز. وقع إسناد الحديث في هذا الكتاب 2: 62 - 63 هكذا: "أخبرنا ابن عيينة عن زياد بن سعد، قال أبو محمَّد: أظنه هلال بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة! ففات هذا الجاسوس الجاهل أن "زياد بن سعد" غير "هلال بن أبي ميمونة"، بل هو تلميذه، فأسقط حرف "عن" بعد كلمة "أظنه"، ثم جهل مصدر الإِسناد. فحذف منه "عن أبي ميمونة". وزاد جهلا فضبط اللام من "هلال" بالرفع!! وصواب هذا الإِسناد أنه الإِسناد الذي في الأم، ولكن رواية مسند الشافعي أصلها رواية أبي العباس الأصم عن أبي محمَّد الربيع بن سليمان. فحين جاء الإِسناد في كتاب (الأم) لم يتردد فيه الربيع ولم يشك. والرجح عندي أنه شك فيه حين حدث به مرة أخرى من حفظه. فقال: أظنه عن هلال ابن أبي ميمونة". ولكنه أثبت فيه زيادة "عن أبي ميمونة" على الصواب. فليس الخطأ في حذفه من رواية مسند الشافعي، بل هو من الطابع على غالب الظن. ورواية الأصم - التي في مسند الشافعي - هي التي رواها البيهقي 8: 3 من طريقه: "أنبأنا الربيع، أنبأنا الشافعي، أنبأنا ابن عيينة، عن زياد بن سعد، قال أبو محمَّد [هو الربيع]: أظنه عن هلال =

7347 - حدثنا سفيان أناسألتُه، عن سُمَيَّ، عن أبي صالح لي. عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن اتبعها حتى يُفرغ من شأنها فله قيراطان، أصغرهما، أو أحدهما، مثلُ أحُدٍ". 7348 - حدثنا سفيان، حدثني سُميّ، عن أبي صالح " عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والعمرتانِ، أو العمرة إلى العمرة، يُكَفَّرُ ما بينهما".

_ = ابن أبي ميمونة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة" .. على الصواب. وانظر أيضاً - في معنى حضانه الولد: ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو: 6707. (7347) إسناده صحيح، سميّ: سبق توثيقه: 7224، وهو من شيوخ سفيان بن عيينة. ولكن وقع هنا في ح م "سفيان أنا سالمة"! مما يوهم أن بين سفيان وسمّي راويًا اسمه "سالمة"! وما في الرواة من يسمى بهذا. والتصويب من المخطوطتين: ص ك. صوابه ما أثبتناه: "أنا سألته". يعني أن الإِمام أحمد سأل سفيان عن هذا الحديث، فحدثه به، بهذا الإِسناد. والحديث رواه أبو داود: 3168 (3: 175 عون المعبود)، عن مسدد عن سفيان، بهذا الإِسناد. ورواه سملم 1: 259، من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، بنحو معناه. وقال فيه: "أصغرهما مثل أحُد"، ولم يشك. وقد مضى من وجه آخر عن أبي هريرة، بنحوه: 7188. وأشرنا إلى بعض تخريجه هناك. (7348) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ: 346، عن سمي، بهذا الإِسناد. ولكنه قدم في اللفظ "العمرة" على "الحج". ورواه البخاري 3: 476، ومسلم 1: 382، من طريق مالك. ورواه مسلم أيضاً، بعده. من طريق سفيان عن سميّ، به، ولم يذكر لفظه، بل أحال على رواية مالك. ورواه أصحاب السنن" إلا أبا داود، كما في المنتقى: 2313. وقال الحافظ في الفتح: "قال ابن عبد البر: تفرد سميّ بهذا الحديث، واحتاج إليه الناس فيه، فرواه عنه مالك والسفيانان وغيرهما. حتى إن سهيل بن أبي صالح حدث به عن سميّ عن أبي صالح، فكأن سهيلا لم يسمعه من أبيه، وتحقق بذلك تفرد سميّ به. فهو من غرائب الصحيح". أقول: ورواية سهيل عن سميّ، التي أشار إليها الحافظ - رواها مسلم أيضًا. المبرور: قال ابن الأثير: "هو الذي لا يخالطه شيء من المأثم. وقيل: هو =

7349 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُمَىٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَعِيذُ مِنْ هَؤُلاَءِ الثَلاَثِ، دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَشَمَاتَةُ الأَعْدَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، أَوْ جُهْدُ الْقَضَاءِ". قَالَ سُفْيَانُ زِدْتُ أَنَا وَاحِدَةً لاَ أَدْرِى أَيَّتُهُنَّ هِىَ. 7350 - حدثنا سفيان، عن عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن مولى ابن أبي رُهم، سمعه من أبي هريرة، يَبْلغُ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: استقبل أبو هريرة امرأةً متطيبةً، فقال: أين تريدين يا أمةَ الجبار؟

_ = المقبول المقابل بالبر، وهو الثواب". وقال الحافظ: "ووقع عند أحمد وغيره، من حديث جابر مرفوعًا: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، قيل: يا رسول الله، ما برّ الحج؟ قال: إطعام الطعام، وإفشاء السلام. فهذا تفسير المراد بالبرّ في الحج. وحديث جابر هذا سيأتي في المسند: 14534. وأشار إليه الحافظ مرة أخرى قبل ذلك في الفتح 3: 302، وذكر أنه رواه الحاكم أيضاً، ثم قال: "وفي إسناده ضعف، فلو ثبت لكان هو المتعين، دون غيره". (7349) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 125، عن ابن المديني، ومسلم 2: 314، عن عمرو الناقد، وزهير بن حرب - ثلاثتهم عن سفيان، به. ولكن في روايتهما: "يتعوذ من جهد النبلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء"، واللفظ للبخاري. ولم يذكرا عدد "هؤلاء الثلاث". وفي رواية البخاري: "قال سفيان: الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة، لا أدري أيتهن هي". وفي رواية مسلم عن عمرو الناقد: "قال سفيان: أشك أني زدت واحدة منها". ورواه البخاري أيضاً 11: 449، عن مسدد عن سفيان، بهذا الإِسناد، بلفظ: "عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: تعوذوا بالله من جهد البلاء ... ]. فجعله حديثاً قوليًا. والظاهر عندي أن رواية أحمد عن سفيان اً جودها، وأن سفيان شك بين لفظي "جهد القضاء" و "سوء القضاء". ولعله نسي بعد ذلك فزاد "جهد البلاء". "الجهد"، بفتح الجيم وبضمها: المشقة. و"درك الشقاء": بفتح الراء، ويجوز إسكانها، وهو الإدراك واللحاق. والشقاء: الهلاك، ويطلق على السبب المؤدي إلى الهلاك. قاله الحافظ في الفتح. (7350) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عُبيد الله. ولكن معناه صحيح، لثبوته من وجه آخر، =

فقالت: المسجد، فقال: وله تطيبن؟ فقالت: نعم، قال أبو هريرة: إنه قال: "أيما امرأة خرجت من بيتها متطيبَة تريدُ المسجد، لم يَقبَلِ الله عَزَّ وَجَلَّ لها صلاةً حتى ترجع فتغتسلَ منه غُسلها من الجنابة".

_ = كما سنذكر، إنا شاء الله. عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب: سبق بيان ضعفه: 5229. ولكنه لم ينفرد برواية هذا الحديث. مولى ابن أبي رُهم: لم يذكر اسمه في هذا الإِسناد، كأنه مبهم. وقد بين في الروايات الأخر، أنه "عبيد بن أبي عبيد المدني، مولى أبي رُهم"، وهو تابعي ثقة. كما قال العجلي، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح 2/ 2/ 411، ولم يذكر فيه جرحاً. وذكره ابن حبان في الثقات: 269، قال: "عبيد بن أبي عبيد، مولى أبي رهم، واسم أبيه: كثير. يروي عن أبي هريرة، روى عنه عاصم بن عُبيد الله، وعاصم: يكتب حديثه". وحكى الحافظ في التهذيب 7: 70 أن البخاري روى عن مؤمل أن عبيدًا هذا، هو "عبيد بن كثير"، ثم قال: "وجزم ابن حبان بما حكاه البخاري عن مؤمل، من أن اسم أبي عبيد: كثير". و "رهم": بضم الراء وسكون الهاء. والحديث رواه ابن ماجة: 4002، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة "عن عاصم، عن مولى أبي رهم، واسمه: عبيد". فهي موافقة لرواية المسند هنا، بهذا الإِسناد، وفيها زياده تسمية "مولى أبي رهم" بأنه "عبيد". ورواه الطيالسي: 2557، عن شُعبة عن عاصم عن عبيد عن أبي هريرة، بنحوه، وزاد في آخره قول أبي هريرة للمرأة "فارجعي"، قال [يعني عبيدًا مولى أبي رهم]: "فرأيتها مولية". وسيأتي في المسند:7946، عن محمَّد بن جعفرعن شُعبة، به. وقال في آخره: "فاذهبي فاغتسلي"، ولم يذكر قوله "فرأيتها مولية". ورواه أحمد أيضاً، بنحوه: 9725، عن وكيع، و: 9939، عن عبد الرحمن بن مهدي - كلاهما عن سفيان وهو الثوري. عن عاصم بن عُبيد الله، عن عبيد مولى أبي رهم، به. وكذلَك رواه أبو داود: 4174 (28:14 عون المعبود)، عن محمَّد بن كثير، عن سفيان، وهو الثوري. ووقع في متن أبي داود، طبعة الشيخ محمَّد محيي الدين، "عن عبيد [الله] مولى أبي رهم"؛ وزيادة لفظ الجلالة بين علامتي الزيادة- خطأ صرف، لا أدري مم جاء بها محققها!، ورواه أحمد أيضاً؟ 8758، من طريق ليث بن أبي سليم، عن عبد الكريم =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = [وهو شيخ مجهول] عن مولى أبي رهم، به. مختصرًا. وروى النسائي 2: 283، معناه مختصرًا، من وجه آخر: قال: "أخبرنا محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم [هو المعروف أبوه بابن علية]، قال: حدثنا سليمان بن داود بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. قال: سمعت صفوان بن سليم - ولم أسمع من صفوان غيره - يحدث عن رجل ثقة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خرجت المرأة إلى المسجد، فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة". وهذا إسناد صحيح، لولا إبهام الرجل الثقة راويه عن أبي هريرة. وقد يكون هذا الرجل هو "عبيد مولى أبي رهم"، راويه هنا، وقد يكون "موسى بن يسار" - الذي سنشير إلى روايته، وقد يكون غيرهما. وهو على كل حال يصلح للمتابعة والاستشهاد، إذ وصفه صفوان بن سليم بأنه ثقة، مع رجحان أنه من التابمين. وإن لم يصح هذا الإِسناد، من أجل هذا الإبهام. وقد رواه ابن خزيمة في صحيحه، من وجه آخر: فقال المنذري في الترغيب 3: 94 - 95: وعن موسى بن يسار، قال: مرَّت بأبي هريرة امرأةٌ، وريحها تعصف، فقال لها: أين تريدين يا أمة الجبار؟ قالت: إلى المسجد، قال: وتَطَيَّبْتِ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي، فإني سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا يقبل الله من إمرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف، حتى ترجع فتغتسل". قال المنذري: (رواه ابن خزيمة في صحيحه، قال: باب إيجاب الغسل على المطيبة للخروج إلى المسجد، ونفى قبول صلاتها إن صلت قبل أن تغتسل، إن صح الخبر. قال الحافظ [هو المنذري]: إسناده متصل، ورواته ثقات. وعمرو بن هاشم البيروتي: ثقة، وفيه كلام لا يضر. وقد رواه أبو داود وابن ماجة، من طريق عاصم بن عُبيد الله، وقد مشاه بعضهم، ولا يحتج به. وإنما أمرت بالغسل، لذهاب رائحتها). وموسى بن يسار: هو المطلبي المدني، وهو عم محمَّد بن إسحق صاحب السيرة، وهو تابعي ثقة، وثقه ابن معين، وقال البخاري في الكبير 4/ 1/ 98 "سمع أبا هريرة". وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/168. وعمرو بن هاشم البيروتي: قال الذهبي في الميزان: "صدوق، قد وثق". ونقل عن ابن عدي قال: "ليس به بأس". فهذه أيضاً متابعة جيدة لرواية عاصم بن عُبيد الله، وعبد الكريم، عن عبيد مولى أبي رهم، وقد يكون هو وموسى بن يسار شهدا معًا الحادثة حين تحدث أبو هريرة. وقد تكونان واقعتين متحدتي المعنى. وهذا كاف في إثبات صحة الحديث.

7351 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: جَاءَ نِسْوَةٌ إِلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ الله، مَا نَقْدِرُ عَلَيْكَ فِي مَجْلِسِكَ مِنَ الرِّجَالِ، فَوَاعِدْنَا مِنْكَ يَوْماً نَأْتِيكَ فِيهِ، قَالَ: "مَوْعِدُكُنَّ بَيْتُ فُلاَنٍ، وَأَتَاهُنَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلِذَلِكَ الْمَوْعِدِ، قَالَ: فَكَانَ مِمَّا قَالَ لَهُنَّ، يَعْنِى: "مَا مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ ثَلاَثاً مِنَ الْوَلَدِ تَحْتَسِبُهُنَّ إِلاَّ دَخَلْتِ الْجَنَّةَ". فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَانِ؟ قَالَ: "أَوِ اثْنَانِ".

_ (7351) إسناده صحيح، ولم أجده كاملا بهذا السياق عن أبي هريرة، إلا في هذا الموضع. وسيأتي مختصراً: 8903، عن قتيبة، عن عبد العزيز بن محمَّد، عن سهيل، بهذا الإِسناد. ولكن أشار إليه الشيخان بإيجاز، كما سيأتي: فقد روى أبو صالح السمان، وهو والد سهيل - نحوه هذه القصة، عن أبي سعيد الخدري أيضاً: وستأتي في المسند: 11316، 11709، من رواية شُعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن ذكوان، وهو أبو صالح السمان، عن أبي سعيد. ورواه البخاري 1: 175، و 3: 97، من طريق شُعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. ورواه أيضاً 13: 248، من طريق أبي عوانة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني. ورواه مسلم 2: 294، من طريق أبي عوانة، ثم من طريق شُعبة، وأحال لفظه على رواية أبي عوانة. ثم أشار الشيخان إلى رواية أبي هريرة. فقال البخاري في الموضع الأول - بعد رواية شُعبة -: "وعن عبد الرحمن بن الأصبهاني، قال: سمعت أبا حازم عن أبي هريرة، قال: ثلاثة لم يبلغوا الحنث". وقال مسلم - بعد رواية شُعبة -: "وزادا جميعًا [يعني محمَّد بن جعفر ومعاذ بن معاذ] عن شُعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، سمعت أبا حازم يحدث عن أبي هريرة، قال: ثلاثة لم يبلغوا الحنث". وقال البخاري، في الموضع الثاني 3: 98: "وقال شريك، عن ابن الأصبهاني: حدثني أبو صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال أبو هريرة: لم يبلغوا الحنث". فهذه إشارة البخاري، كعادته، إلى ثبوت هذا الحديث، من رواية أبي صالح عن أبي هريرة، كثبوته من رواية أبي حازم عن أبي هريرة. وجاء بها تعليقًا، بقوله "وقال شريك"، لأن روايات شريك ليست على شرطه في الصحيح. وقد مضى نحو معناه، من حديث ابن مسعود: 3995. ومضى مثل هذا المعنى خطابًا للرجال: 4314 قوله "تحتسبهن": أي تحسب أجرها على الله في الصبر على المصيبة.

7352 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِى وَثَناً، لَعَنَ الله قَوْماً اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".

_ (7352) إسناده صحيح، حمزة بن المغيرة بن نشيط - بفتح النون - المخزومي الكوفي العابد: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/44، فلم يذكر فيه جرحاً، وابن أبي حاتم 1/ 2/214 - 215، وروى عن ابن معين قال: "ليس به بأس". وسفيان بن عيينة يروي عن سهيل مباشرة حديثاً كثيرًا". ولكنه لم يسمع منه هذا الحديث، فرواه عن حمزة عن سهيل. والقسم الثاني من الحديث، في لعن من اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - ثابت بأسانيد صحاح كثيرة، من حديث أبي هريرة، منها مما سيأتي: 7813، 10727 وهو ثابت عن غير أبي هريرة أيضاً. وأما القسم الأول منه "اللهم لا تجعل قبري وثنًا". فقد أشار إليه البخاري في الكبير، وابن أبي حاتم، كلاهما في ترجمة حمزة بن المغيرة. قال البخاري: "حمزة بن المغيرة: عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا تتخذوا قبري وثنًا. قال على [هو ابن المديني]: حدثنا سفيان حدثنا حمزة. وقال الحميدي: حدثنا سفيان، حدثنا حمزة". فرواه البخاري - كما ترى- عن شيخين عن سفيان. وقال ابن أبي حاتم: "أخبرنا يعقوب بن إسحق الهروي فيما كتب إليَّ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: سألت يحيى بن معين عن حمزة بن المغيرة الكوفي، الذي يروي عنه ابن عيينة حديث النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا تجعلوا قبري وثنًا - قال: ليس به بأس". وقد رواه مالك في الموطأ: 172، من وجه آخر- "مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن رسول الله قال: اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وهذا حديث مرسل. ورواه ابن سمد في الطبقات 2/ 2/35، عن معن بن عيسى، عن مالك. وقال السيوطي في شرح الموطأ 1: 186: "لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث. وهو حديث غريب، لا يكاد يوجد. قال: وزعم البزار أن مالكًا لم يتابعه أحد على هذا الحديث، إلا عمر بن محمَّد عن زيد بن أسلم، وليس بمحفوظ عن النبي -صلي الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه، إلا من هذا الوجه، لا إسناد له غيره، إلا أن عمر بن محمَّد أسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وعمر بن محمَّد: ثقة، روى عنه الثوري =

7353 - حدثنا سفيان، عن ابن العَجْلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسْه، فإن في أحد جناحيه شفاءً، والآخر داءً". 7354 - حدثنا سفيان، حدثنا ابن عجلان- وقُرِئ على سفيان -:

_ = وجماعة. قال: وأما قوله: اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد- فإنه محفوظ من طرق كثيره صحاح. هذا كلام البزار. قال ابن عبد البر: مالك عند جميعهم حجة فيما نقل، وقد أسند حديثه هذا عمر بن محمَّد، وهو من ثقات أشراف أهل المدينة، روى عنه مالك بن أنس والثوري وسليمان بن بلال. وهو عمر بن محمَّد [بن زيد] بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. فهذا الحديث صحيح، عند من قال بمراسيل الثقات وعند من قال بالمسند، لإسناد عمر بن محمَّد له، وهو ممن تقبل زيادته. ثم أسنده من كتاب البزار، من طريق عمر بن محمَّد عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا، بلفظ الموطأ، سواء. ومن كتاب العقيلي، من طريق سفيان، عن حمزة بن المغيرة عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا، لعن الله قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وقد وقع في مطبوعة السيوطي بعض الخطأ. فاسم "سليمان بن بلال" كتب "سليم"، و "سهيل بن أبي صالح" كتب "سهيل بن صالح". وهو خطأ مطبعي يقينًا، صححناه من شرح الزرقاني 1: 314، فهو فيما أظن - ينقل عن السيوطي. وزدنا في نسب "عمر بن محمَّد" - صلى الله عليه وسلم -[بن زيد]، لأنه هكذا في عمود النسب. وقد أفدنا من نقل السيوطي عن ابن عبد البر: أن العقيلي روى الحديث الذي هنا، من الوجه الذي رواه أحمد: من رواية سفيان عن حمزة بن المغيرة. أما حديث أبي سعيد الخدري - الذي نسبه ابن عبد البر للبزار - فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 28، بنحو هذا، وقال: "رواه البزار، وفيه عمر بن صهبان، وقد اجتمعوا على ضعفه". وانظر 3118. (7353) إسناده صحيح، ابن العجلان: هو محمَّد بن عجلان. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. والحديث مختصر: 7141. (7354) إسناده صحيح، وابن العجلان هو محمَّد. وقوله أثناء الإِسناد "وقرئ على سفيان: عن =

عن سعيد، عن أبي هريرة: كان يقول، فقال سفيان هو هكذا، يعني النبيَّ -صلي الله عليه وسلم -، إذا وضع جنبه يقول: "باسمك ربي وضعتُ جنبي، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".

_ = سعيد" - يريد به الإِمام أحمد: أن سفيان بن عيينة حدثهم بأول الإِسناد، فقال: "حدثنا ابن عجلان"، ثم قرئ عليه تمام الإِسناد ومتن الحديث، من أول قوله "عن سعيد". فالذي يرويه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري- هو ابن عجلان، شيخ سفيان. ولا يراد به ما يخطئ غير العارف، فيظنه أنه من رواية سفيان عن سعيد مباشرة. فلم يكن ذلك قط. وقول سفيان "هو هكذا يعني النبي -صلي الله عليه وسلم -" إلخ، معناه أنه قرئ على سفيان متن الحديث عن أبي هريرة: "كان يقول" - فشرح سفيان ذلك، بأنه هو هكذا في روايته، وأنه ليس على ظاهره، أن أبا هريرة هو الذي كان يقول، وأن مراد أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يقول إذا وضع جنبه "باسمك ربي" إلخ. وقد اختلف الرواة الحفاظ على سعيد ابن أبي سعيد المقبري في هذا الحديث: أهو "عن سعيد عن أبي هريرة" مباشرة؟ أم هو "عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة"؟، وكلها طرق صحاح. فهو عندنا من المزيد في متصل الأسانيد، فلعل سعيدًا سمعه من أبي هريرة، وكان أبوه قد حدَّثه به قبل ذلك، أو ثبته أبوه في شيء منه. وقد رواه الترمذي 4: 231، من هذا الوجه، وروايته مطولة، فيها فوائد زائدة. وسيأتي مطولاً من أوجه أخر، سنذكرها بعد، ولكن رواية الترمذي أطول وأجدر أن نثبتها هنا: قال الترمذي: "حدثنا ابن أبي عُمر المكي، حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه، فلينفضه بصَنِفَةِ إزاره، ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه بعده، فإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي، وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظُ به عبادك الصالحين، فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد عليّ روحى، وأذن لي بذكره". قال الترمذي: "حديث أبي هريرة حديث حسن". و"صنفة الأزار"، بفتح الصاد المهملة وكسر النون: طرفه مما يلي طرته. ورواه ابن السُّني في عمل اليوم والليلة: 761 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر، عن محمَّد بن عجلان، بهذا الإِسناد، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = مختصرًا، لم يذكر آخره فيما يقول "إذا استيقظ". وكذلك الروايات الآتية - كلها- ليس فيها هذه الزيادة. وكذلك رواه البخاري 13: 320 - 421، من طريق مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، مختصراً أيضاً. ثم أشار إلى رواية ابن عجلان إياه عن سعيد، عن أبي هريرة. وقد رواه أيضاً عن سعيد المقبري: عبد الله بن عمر العمري، وأخوه عُبيد الله بن عمر: أما "عبد الله"، بالتكبير بسكون الموحدة، فإني لم أجد اختلافاً عنه، في أنه "عن سعيد عن أبي هريرة". فرواه أحمد - فيما سيأتي: 7925، عن يزيد - وهو ابن هارون -: "أخبرنا عبد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة، ورواه أيضاً: 9587، عن يحيى - وهو القطان - "عن عبد الله، قال: حدثني سعيد، عن أبي هريرة". ولم أجده من رواية عبد الله في غيرها. وأما "عُبيد الله بن عمر" بالتصغير، فاختلف الرواة عنه الحفاظ: فرواه عنه: زهير بن معاوية، وأنس بن عياض، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد بن أبان الأموي -: كلهم رووه عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة: فرواه أحمد: 9588، عن أحمد بن عبد الملك الحراني، ورواه البخاري 11: 107 - 108، وأبو داود: 5050 (4: 472 عون المعبود)، كلاهما عن أحمد بن يونس، ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة: 704، من طريق سعيد بن حفص النفيلي، ثلاثتهم - أعنى أحمد بن عبد الملك، وأحمد بن يونس، وسعيد بن حفص-: عن زهير بن معاوية، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواه مسلم 2: 315، عن إسحق ابن موسى الأنصاري، عن أنس بن عياض، عن عُبيد الله، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم أيضاً، عن أبي كريب، عن عبدة بن سليمان عن عُبيد الله، به. ورواه أحمد: 9450، عن يحيى بن سعيد الأموي، عن عُبيد الله، بهذا الإِسناد. فهؤلاء رووه عن عُبيد الله، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وخالفهم الزهري، وحماد بن زيد، وعبد الله بن نُمير- فرووه عن عُبيد الله، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. لم يذكروا فيه "عن أبيه ": فرواه أحمد: 7798، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وكذلك رواه الدارمي 2: 90، 2، عن حمّاد بن زيد، عن عُبيد الله، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه ابن ماجة: 3874، عن أبي بكر بن أبي شيبة، =

7355 - حدثنا سفيان، عن ابن عَجْلان - وقرئ على سفيان - عن سعيد، عن أبي هريرة إن شاء الله- قال سفيان، الذي سمعناه منه "عن ابن عجلان" لا أدري عمّن سُئل سفيان، عن ثُمَامَة بن أُثال؟ - فقال: كان المسلمون أسَروه، أخذوه، فكان إذا مَرَّ به قال: "ما عندك يا ثمامة؟ " قال: إن تَقْتُلْ تَقتلْ ذا دم، وإن تُنْعِمْ تُنعمْ على شاكر، وإن تُرِدْ مالاً تُعْط

_ = عن عبد الله بن نُمير، عن عُبيد الله، به. وقد أشار البخاري في الصحيح إلى هذا الخلاف على "عُبيد الله"، وعلى "سعيد المقبري": فقال - بعد روايته من طريق زهير عن عُبيد الله -: "تابعه أبو ضمره [هو أنس بن عياض]، وإسماعيل بن زكريا، عن عُبيد الله. وقال يحيى بن سعيد، وبشر: عن عُبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. ورواه مالك، وابن عجلان: عن سعيد عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وأشار إليه مُرَّة أخرى، بعد روايته من طريق مالك، فقال: "تابعه يحيى، وبشر بن المفضل: عن عُبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وزاد زهير، وأبو ضمرة، وإسماعيل بن زكريا: عن عُبيد الله، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. دوواه ابن عجلان: عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -. وأفاض الحافظ في الفتح، في الموضع الأول 11: 108 - 110، في تخريج هذه الروايات التي أشار إليها البخاري، وزاد غيرها أيضاً. وكان مما أشار إليه أيضًا أن رواية "الحمادين"، يعني حمّاد بن زيد وحماد بن سلمة، موقوفة. ولكن رواية حمّاد بن زيد التي ذكرناها من سنن الدارمي مرفوعة غير موقوفة. فيستدرك ذلك عليه، والحمد لله. (7355) إسناده صحيح، وهو من رواية سفيان عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة، أيضاً. ولكن ترتيب السياق في الإِسناد يحتاج إلى بيان: فالظاهر عندي: أن الذي شك في وصله، فقال: "إن شاء الله"، بعد قوله "عن أبي هريرة"- هو الإِمام أحمد. وأحمد هو الذي يقول: "قال سفيان، الذي سمعناه منه .. عن ثمامة بن أثال". يريد: أن سفيان قال القصة الآتية قراءة عليه. وأنه سمع منه قوله "عن ابن عجلان". ثم قرئ على سفيان باقي الإِسناد، وهو "عن سعيد عن أبي هريرة"، وقرئ عليه متن الحديث، من أول قوله "كان المسلمون". وجاء بين ذلك بجملة معترضة، يشرح بها الضميرفي قوله "كان =

مَالاً، قَالَ: فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِهِ قَالَ: "مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ ". قَالَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُرِدِ الْمَالَ، تُعْطَ الْمَالَ، قَالَ: فَبَدَا لَرَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَأَطْلَقَهُ، وَقَذَفَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِهِ، - قَالَ: فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بِئْرِ الأَنْصَارِ فَغَسَلُوهُ، فَأَسْلَمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَمْسَيْتَ وَإِنَّ وَجْهَكَ كَانَ أَبْغَضَ الْوُجُوهِ إِلَىَّ، وَدِينَكَ أَبْغَضَ الدِّينِ إِلَىَّ، وَبَلَدَكَ أَبْغَضَ الْبُلْدَانِ إِلَىَّ، فَأَصْبَحْتَ وَإِنَّ دِينَكَ أَحَبُّ الأَدْيَانِ إِلَىَّ، وَوَجْهَكَ أَحَبُّ الْوُجُوهِ إِلَىَّ، لاَ يَأْتِى قُرَشِيًّا حَبَّةٌ مِنَ الْيَمَامَةِ، حَتَّى قَالَ: عُمَرُ لَقَدْ كَانَ - وَاللَّهِ - فِي عَيْنِى أَصْغَرَ مِنَ الْخِنْزِيرِ وَإِنَّهُ فِي عَيْنِى أَعْظَمُ مِنَ الْجَبَلِ، خَلَّى عَنْهُ، فَأَتَى الْيَمَامَةَ، حَبَسَ عَنْهُمْ فَضَجُّوا وَضَجِرُوا فَكَتَبُوا: تَأْمُرُ بِالصِّلَةِ، قَالَ: وَكَتَبَ إِلَيْهِ.

_ = المسمون أسروه"، بأن هذا الأسير هو "ثمامة بن أثال"، ويبين سبب إتيان سفيان بالضمير في قوله "أسروه" بدل ذكره باسمه - بأن سفيان سئل عنه، ولكنه لم يجزم بسماع السؤال، فقال: "لا أدري عمن سئل سفيان"، أسُئل "عن ثمامة بن أثال"؟ وسكت الإِمام أحمد على ذلك، وذكر متن الحديث، لأنه يعرف موقنًا أن هذه القصة هي في شأن "ثمامة". ولكنه أثبت شكه فيمن سأل السائل، إذ لم يسمع لفظه بالسؤال، وعرفه من القرائن والسياق. ثم أراد الإِمام أحمد أن يؤكد معنى الإِسناد، فأعاده في آخر الحديث، بما حكاه ابنه عبد الله: قال: "وسمعته" يعني أباه، "يقول: عن سفيان .. ". أما الحديث نفسه، فإنه صحيح ثابت عن أبي هريرة- وإن نك فيه أحمد أو سفيان. ولم أجده- فيما وصل إليّ" من رواية سفيان، ولا من رواية ابن عجلان. وإنما وجدته مطولاً، من رواية الليث بن سعد، ومن رواية عبد الحميد بن جعفر - كلاهما عن سعيد المقبري. ووجدته مختصراً، من رواية عبد الله بن عمر العمري، عن سعيد: فرواه أحمد: 9832، عن حجاج، وهو ابن محمَّد، عن ليث، وهو ابن سعد، عن سعيد، وهو المقبري: "أنه سمع أبا هريرة يقول .... ". وكذلك رواه البخاري 8: 68 - 69، عن عبد الله ابن يوسف، ومسلم 2: 56 عن قتيبة بن سعيد، وأبو داود: 2679 (3: 9 - 10 عون المعبود)، عن عيسى بن حمّاد المصري وقتيبة - كلهم عن الليث بن سعد، به. إلا أن أبا داود ذكر منه إلى إسلام ثمامة، ثم قال: "وساق الحديث". وروى البخاري قطعة منه =

[قال عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه يقول: في سفيان، سمعت ابن عَجْلان، عن سعيد، عن أبي هريرة: أن ثمامة بن أُثال قال لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -.

_ = في 4 مواضع بالإسناد نفسه 1: 465، 465، و5: 54، 55. ورواه مسلم، من طريق أبي بكر الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري "أنه سمع أبا هريرة يقول". ولم يسق لفظه، بل أحال على رواية الليث قبله. ونقله ابن كثير في التاريخ 5: 48 - 49 من رواية البخاري الطوية. وروى أحمد قطعة منه: 8024، 27130، من حديث عبد الله بن عمر وهو العمري، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وذكر ابن عبد البر في الاستيحاب 79 - 80 قصة ثمامة هذه، مختصرة ومطولة، دون إسناد: قال في المختصرة: "ذكر عبد الرزاق عن عُبيد الله وعبد الله، ابني عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة .. ]. وقال في المطولة: "وروى عمارة بن غزية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة .. . ثم قال بعد سياقتها: "وروي ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، نحو حدثنا بن غزية، ولم يذكر الشعر. وهذه إشارة من ابن عبد البر إلى رواية المسند التي هنا. وفي رواية سفيان عن ابن عجلان- هذه التي في المسند- فوائد لم تذكر في رواية الليث، وسنشير إليها، إن شاء الله. وقد رواها مطولة- بأطول من هذه الروايات- ابن اسحق عن سعيد المقبري: ساقها ابن الأثير في أسد الغابة 1: 246 - 247، قال: "أخبرنا أبو جعفر عُبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة 100. وثمامة": بضم الثاء المثلثة وتخفيف الميم، بن "أثال": بضم الهمزة وتخفيف المثلثة وآخره لام، بن النعمان، من بني حنيفة بن لجيم، بضم اللام وفتح الجيم. مترجم في ابن سعد 5: 401، والإصابة 1: 211، وجمهرة الأنساب: 293. وقوله "إن تقتل تقتل ذا دم .. ": يريد أنه عزيز في قومه، يحفظون دمه، ويأخذون بثأره إن قُتل. وأنه من أهل الوفاء والشكر - سنان العربي الكريم: إذا أسديت إليه نعمة شكرها وحفظها. وعن ذلك إباءه أن يسلم حتى أطلق من الإسار، أبي أن يظن به أنه أسلم رهبة من السيف. وكان من حسن إسلامه- رضي اه عنه - أن ثبت على الحق، حين ارتد تومه من أهل اليمامة مع مسيلمة الكذاب، وكان له سنان في قتال الرتدين. وقوله إلا يأتي قرشيا حبَّة في =

7356 - حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد عن أبي هريرة، روايةً: "خير صفوف الرجال أولُها، وشرُّها آخرها، وخيرُ صفوف النساء آخرُها، وشرُّ صفوف النساء أولُها". 7357 - حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة الدَّوسي، قال: فأَهْدَي له ناقةً، يعني قوله، قال: "لا أتهب إلا من قرشىي، أو دَوسي، أو ثَقَفِيَّ".

_ = اليمامة ... ": في رواية عمارة بن غزية، عند ابن عبد البر: "وكانت ميرة قريش ومنافعهم. من اليمامة، ثم خرج فحبس عنهم ما كان يأتيهم منها، من ميرتهم ومنافعهم. فلما أضرّ بهم كتبوا إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: إن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم وتحض عليها، وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضرّ بنا، فإن رأيتَ أن تكتب إليه أن يخلي بيننا وبين ميرتنا- فافعل؟، فكتب إليه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أن خلّ بين قومي وبين ميرتهم". وهذا يفسر المجمل في رواية سفيان عن ابن عجلان -هنا- من قوله: "فكتبوا: تأمر بالصلة، قال: وكتب إليه". (7356) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 129، من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وفي المنتقى: 1473: "ورواه الجماعة إلا البخاري". (7357) إسناده صحيح، وهو مختصر. ورواه النسائي 2: 138، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لقد هممت أن لا أقبل هدية، إلا من قرشي، أو أنصاري أو ثقفي، أو دوسي". وفي الحديث قصة، ستأتي: 7905، من رواية أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: "أن أعرابيًا أهدى إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بكرةً، فعوضه ستّ بكرات، فتسخطه، فبلغ ذلك النبي -صلي الله عليه وسلم - فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال .. لقد هممت .. ". ورواه الترمذي 4: 379، من طريق أيوب، عن سعيد المقبري. ثم رواه أطول منه: 380، من طريق محمَّد بن إسحق، عن سعيد. ورواه أبو داود: 3537 (3: 314 عون المعبود)، مختصراً، من طريق ابن إسحق، عن سعيد، ولكن زاد فيه "عن أبيه"، عن أبي هريرة. وأشار الحافظ في التلخيص: 260، إلى أنه رواه أيضاً الحاكم، وصححه على شرط مسلم". وقد مضى نحو هذه القصة: 2687، من حديث ابن عباس.

7358 - حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله، عن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "للمملوك طعامه وكسوتُه، ولاتكلِّفونه من العمل ما لايُطيق". 7359 - حدثنا هارون، عن ابن وهب، حدثنا عمرو، أن بكيراً حدَّثه، عن العجلان مولى فاطمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "للملوك طعامه وكسوتُه، ولا يُكلف من العمل ما لا يُطيق".

_ (7358) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. ابن عجلان: هو محمَّد. بكير: هو ابن عبد الله ابن الأشج، سبق توثيقة: 1446، 5897، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 1/403 - 404. عجلان: هو المدني، مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعتة، وهو تابعي ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/61، وصرح بأنه سمع أبا هريرة. وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 18. وهو غير "عجلان المدني، مولى المشمعلّ"، الذي يروي عن أبي هريرة أيضاً، كما بينا الفرق بينهما: 7198. ومحمد بن عجلان، يروي عن أبيه مباشرة، ويروي عنه أيضًا بالواسطة، كما في هذا الحديث. والحديث رواه الشافعي في الأم 5: 90 (2: 66 مسنوإلافعى بترتيب عابد السندي)، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه مالك في الموطأ: 980، بلاغًا بدون إسناد: "مالك: أنه بلغه أن أبا هريرة قال"، فذكره مرفوعًا. وقال ابن عبد البر في التقصي: 809: "هذا الحديث رواه إبراهيم بن طهمان، عن مالك بن أنس، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وتابعه على هذا الإِسناد الثوري. ورواه ابن عيينة وغيره، عن ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عجلان أبي محمَّد، عن أبي هريرة. وهذا الإسناد هو الصحيح عند أهل العلم بالنقل. وسيأتي الحديث عقب هذا، من رواية عمرو بن الحرث عن بكير. ومن هذا الوجه رواه مسلم في صحيحه، كما سنذكر. وهذا - فيما أرى - هو الذي يشير إليه ابن عبد البر حين قال: "ورواه ابن عيينة وغيره". (7359) إسناده صحيح، هرون: هو ابن معروف. ابن وهب: هو عبد الله. عمرو: هو ابن الحرث المصري. والحديث مكرر ما قبله. ورواه مسلم 2: 21، عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو ابن السرح. عن ابن وهب، بهذا الإِسناد.

7360 - قرئ على سفيان، سمعت ابن عجلان، عن بُكير بن عبد الله، عن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: ما سالمناهن منذ حاربناهنَّ، يعني الحَيَّاتِ". 7361 - حدثنا سفيان، حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ذروني ماتركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافِهم على أنبيائهم، ما نهيتكم عنه فانتهوا، وما أمرتكم فائتوا منه ما استطعتم".

_ (7360) إسناده صحيح، وهو مختصر. فرواه أبو داود: 5248 (4: 534 عون المعبود)، عن إسحق بن إسماعيل، عن سفيان، بهذا الإِسناد. وزاد في آخره: "ومن ترك شيئاً منهن خيفةً فليس منّا". وسيأتي مطولاً بنحوه: 9586، 10752، ولكنه فيهما من رواية ابن عجلان عن أبيه، دون واسطة "بكير بن عبد الله". وصرح ابن عجلان في أولهما بالسماع من أبيه، قال: "سمعت أبي"، فالظاهر أنه سمعه من بكير، ثم سمعه من أبيه، فحدث به على الوجهين. وقد مضى نحو معناه، من حديث ابن عباس: 2037، 3254. وقريب من معناه، من حديث ابن مسعود: 3984. وانظر أيضًا ما مضى من حديث ابن عمر: 4557. (7361) إسناده صحيح، وهو هنا من رواية سفيان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولسفيان فيه إسناد آخر: رواه أيضاً عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة- عند ابن حبان في صحيحه، رقم:17 بشرحنا، رواه من طريق إبراهيم بن بشار، عن سفيان. وكذلك رواه مسلم 2: 221، عن ابن أبي عمر، عن سفيان. ولكنه لم يذكر لفظه كله، بل أحاله على رواية أخرى قبله. والحديث ثابت عن أبي هريرة، مطولاً ومختصرًا، من أوجه كثيرة، أشرنا إلى كثير منها في ذلك الموضع من ابن حبان، وفي شرح الأحاديث التي بعده هناك: 18، 19، 20. وستأتي في المسند: 9519، من رواية يحيى عن ابن عجلان عن أبيه. وسيأتي أيضاً من أوجه أخر: 7492، 8129، 9779، 9888، 10029، 10260، 10434. وانظر كثيرًا من طرقه أيضًا: في البخاري 13: 219 - 221، وموطأ محمَّد بن الحسن: 406، وصحيح مسلم 1: 379، و2: 221، والترمذي 3: 379، والنسائي 2: 2، وابن ماجة، رقم: 2.

7362 - حدثنا سفيان، حدثنا ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالحِ، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إنما أنا لكم مثل الوالد، إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ونهى عن الرَّوث، والرِّمَّة، ولا يستطيبُ الرجلُ بيمينه". 7363 - قرئ على سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبيِ - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله رجلاً قام من الليل". قال سفيان: لا ترشُّ في وجهه، تَمْسحهُ.

_ (7362) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة، بنحوه: 313، عن محمَّد بن الصباح، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ورواه أبو داود رقم: 8) 1: 7 عون المعبود)، من طريق ابن المبارك. والنسائي 1: 16، من طريق يحيى بن سعيد. وابن حبان في صحيحه 2: 611 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق وُهَيْب-: ثلاثتهم عن ابن عجلان، به. وروى مسلم 1: 88 منه، النهي عن استقبال القبلة واستدبارها - من طريق سهيل، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قوله "ولا يستطيب": قال ابن الأثير: "الاستطابة والإطابة: كناية عن الاستنجاء، سمى بها من الطب؛ لأنه يطلب جسده بإزالة ما عليه من الخبث بالاستنجاء، أي يطهره". (7363) إسناده صحيح، سعيد هو المقبري. والحديث لم يذكر الإِمام أحمد لفظه هنا كاملا، بل أشار إلى أوله فقط، قاصدًا إلى ذكر تفسير سفيان حرفاً منه. ولم أجده في موضع آخر من رواية سفيان، بهذا الإِسناد. وسياقه كاملا: 7404، 9625، رواه أحمد في الموضعين، عن يحيى بن سعيد، عن محمَّد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: "رحم الله رحلا تام من الليل فصلى، وأيقظ أمرأته فصلَّت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبي نضحت في وجهه الماء". فظهر من هذا أن لابن عجلان فيه شيخين: سعيد المقبري يرويه له عن أبي هريرة مباشرة، والقعقاع يرويه له عن أبي صالح عن أبي هريرة. وقصد سفيان -هنا- إلى تفسير "النضح" في هذا المقام، فإن أصل "النضح" الرش بالماء. لكن سفيان أراد أن يبين أنه ليس المراد به الرش في هذا =

7364 - حدثنا سفيان، عن يحيى، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أمرت بقرية يأكل الفرَى، يقولون "يثرب"، وهي "المدينة"، تنفي الناس كما ينفي الكبيرُ خَبَثَ الحديد. 7365 - حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر الأنصاري، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر المخزومي، عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ}.

_ السياق، لما في الرش من إزعاج النائم وقيامه فزعًا، وأبان أن المراد مسح الوجه بالماء، رفقًا بالنائم، ونشاطًا له من كسل النوم. ومع ذلك، فإن في بعض رواياته التعبير بالرِّش، بدل النضح، كما سنذكر. ولعل هذا من تصرف بعض الرواة. والحديث رواه أبو داود: 1308، 1450 (1: 504، 543 عون المعبود)، والنسائي 1: 239، وابن ماجة: 3316، والحاكم في المستدرك 1: 309 - كلهم من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ورواية ابن ماجة هي التي فيها لفظاً "الرش" بدل "النضخ". (7364) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري النجاري المدني. والحديث مكرر: 7231. مضى هناك من رواية مالك عن يحيى بن سعيد. وقد رواه مسلم أيضاً 1: 389، من طريق سفيان، بهذا الإِسناد (7365) إسناده صحيح، أبو بكر الأنصاري: هو أبو بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم. وأبو بكر المخزومي: هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام. وقد ذكرا بنسبيهما في روايات الترمذي والنسائي وابن ماجة. والحديث رواه الترمذي 1: 398 (رقم 574 بشرحنا)، عن قتيبة بن سميد، ورواه النسائي 1: 152، عن محمَّد بن منصور، وعن قتيبة أيضاً، ورواه ابن ماجة: 1059، عن أبي بكر بن أبي شيبة - كلهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد، ولم يذكر الترمذي لفظه، بل أحال على إسناد آخر قبله، سنشير إليه، إن شاء الله. ولم يذكر ابن ماجة في آخره "واقرأ". قال الترمذي: "حديث أبي هريرة حسن صحيح". ثم قال: "وفي هذا الحديث أربعة من التابعين، بعضهم عن بعض". =

7366 - حدثنا سفيان، عن يحيى، عن أبي بكر، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بين عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من وجد ماله عند رجل مفْلِس، فهوأحق به" 7367 - حدثنا سفيان، عن أيوب، عن عكرمة، عن أبي هريرِة، قال: أحدّثكم بأشياء عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قصَارٍ: "لا يشرب الرجل من فمِ السِّقاء" .. 7368 - حدثنا سفيان، عن أيوب، عن محمَّد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "سَجَدهما بعدَ التسليم".

_ = يريد: يحيى الأنصاري، وأبا بكر بن محمَّد بن عمرو، وعمر بن عبد العزيز، وأبا بكر بن الحرث. وقال ابن ماجة: "قال أبو بكر بن أبي شيبة: هذا الحديث- من حديث يحيى ابن سعيد - ما سمعت أحدًا يذكره غيره". يعني غير سفيان بن عيينة شيخه. وقد روى الحديث -أيضاً- مسلم 1: 161، وأبو داود: 1407 (1: 531 عون المعبود)، والترمذي 1: 398. والنسائي: 1: 152 - كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة بنحوه. ورواه مسلم أيضاً والنسائي، من أوجه أخر عن أبي هريرة. وانظر ما مضى: 7140. (7366) إسناده صحيح، وقد مضى: 7124، عن هثميم، عن يحيى، وهو ابن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد، نحوه. ووقع في بعض نسخ المسند خطأ في الإسناد، من الناسخين: ففي ح "يحيى عن أبي بكير"، وفي ك "يحيى عن أبي بكر بن عبيد"! وكلاهما خطأ واضح. وثبت في الصواب في م. وسيأتي: 7384، عن سفيان، بهذا الإسناد وبإسناد آخر. (7367) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه: 7153، من رواية إسماعيل، وهو ابن علية، عن أيوب، بهذا الإِسناد. ورواية سفيان- هذه- رواها البخاري 10: 78، عن ابن المديني عن سفيان: "حدثنا أيوب، قال: قال لنا عكرمة: ألا أخبركم بأشياء قصار، حدثنا بها أبو هريرة؟: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب من فم القربة، أو السقاء". (7368) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن سيرين. والحديث مختصر، مضى معناه مطولاً 7200، في قصة، من رواية ابن عون عن ابن سيرين. وقد رواه الترمذي 1: 304، مختصرًا، من =

7369 - حدثنا سفيان عن أيوب، عن محمَّد: اختصم الرجال والنساء أيُّهم في الجنة أكثر؟ فقال أبو هريرة: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "أول من يدخل الجنة مثلُ القمر ليلةَ البدر، ثمِ الذي يلونهم على أضوإ كوكب دُرِّيّ، لكل رجل منهم زوجتان اثنتان، يُرى مخُّ ساقهما من وراء اللحم، وما في الجنة اعْزبُ". 7370 - حدثنا سفيان، سمع أيوب، عن محمَّد بن سيرين يقول: سمعت أبا هريرة يقول: صَلّى - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العَشيّ، إما الظهر، وأكثر ظني أنها العصر، فسلم في اثنتين، ثم أتى جذعًا كان يصلي إليه، فجلس إليه مُغْضَباً، وقال سفيان: ثم أتى جذعاً فىَ القبلة كانِ يُسندُ إليه ظهره، فأسند إليه ظهره، قال: ثم خرج سَرَعَان الناس، فقالوا: قصرت الصلاة، وفي القم أبو بكر وعمر، قال: "ما قصرت، وما نسيت"، قال: فإنك لم تصل إلا ركعتين، قال: فنظر رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟ فقالوا: نعم، فقام فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم أكبر وسجد كسجدته أو أطول، ثم رفع وكبر، ثم سجد وكبر".

_ = رواية هشام بن حسان، عن ابن سيرين، ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه أيوب وغير واحد، عن ابن سيرين". ورواه النسائي 1: 183، من طريق قتادة، ومن طريق ابن عون، وخالد الحذاء - ثلاثتم عن ابن سيرين، بنحوه. وقوله هنا "سجدهما": يريد به سجدتي السهو. (7369) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7152. وانظر: 7165. (7370) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7200، إلا أن هذا فيه ذكر السجدتين للسهوًا وذاك لم تذكر فيه السجدة الثانية. وأشرنا إلى كثير من طرقه هناك. ورواه مسلم 1: 160، عن عمرو الناقد، وزهير بن حرب، كلاهما عن ابن عيينة، بهذا الإِسناد، إلا أنه ساقه مطولاً، بنحو الرواية الماضية. وقد مضى جزء منه مختصر، بهذا الإِسناد: 7368.

7371 - قُرئَ على سفيان، سمعت أيوب، عن محمَّد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "تَسَمَّوا باسمي، ولا تَكنَّوْا بكنيتي": 7372 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، حدثنا أيوب، عن محمَّد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "تَسَمَّوْا باسمي، ولا تَكنَّوْا بكُنيتي". 7373 - حدثنا سفيان، قال: حفظتُ عن معمر، عن يحيى، أخبره عن ضمضم، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أمر بقتل الأسودين في الصلاة: "العقربُ والحيةُ". 7374 - حدثنا سفيان، عن أيوب، عن ابن سيرين، قيل لسفيان: عن أبي هريرة؟ قال: نعم، قيل له: عن النبي -صلي الله عليه وسلم -؟ قال: نعم: "من ابتاع مُحَفَّلةً أو مصمرَّاة فهو بالخيار، فإن شاء أن يردها فليردها، وإن شاءُ يمْسكُها أمسكها".

_ (7371) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 408، عن ابن المديني، ومسلم 2: 168، عن أبي بكر بن أبي شيبة وآخرين، وأبو داود: 4965 (4: 446 عون المعبود)، عن مسدد وأبي بكر، وابن ماجة: 3735، عن أبي بكر أيضاً - كلهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وسيأتي عقب هذا، من رواية عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. ورواه الدارمي 2: 293 - 294، من طريق هشام، عن محمَّد بن سيرين. ورواه البخاري أيضاً 1: 180، مع أحاديث، من رواية أبي صالح عن أبي هريرة. وقد صح هذا الحديث أيضاً، من حديث أنس، وسيأتي مراراً، منها: 12156، 12993، ومن حديث جابر، منها: 42312، 15191. (7372) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (7373) إسناده صحيح، يحيئ: هو ابن أبي كثير. والحدبث مكرر: 7178، عن محمَّد بن جفر عن معمر، بهذا الإِسناد، نحوه. وقول سفيان "حفظت عن معمر" في ك ص "حفظته". (7374) إسناده صحيح، وهو مختصر. فرواه النسائي 2: 215، عن محمَّد بن منصور، عن سفيان، بهذا الإِسناد، بلفظ: "من ابتاع محفلة أو مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام: إن شاء =

7375 - حدثنا سفيان، عن منصور، عنِ أبي حازِ، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من ام هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسُق، رجع كيوم ولدته أمه". 7376 - حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن الأغر، عن أبي هريرة، قال سفيان أول مُرَّة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم أعاده فقال: الأغر عن أبي هريرة، قال: قال الله عز وجل: "الكبرياءُ ردائي، والعزة إزاري، فمن نازعني واجداً منهما أُلقيه في النار".

_ = أن يمسكها أمسكها، وإن شاء أن يردّها رذها وصاغا من تمر، لا سمراء". ورواه مسلم 1: 445، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، بنحوه. ورواه ابن ماجة: 2239، بنحوه أيضاً، من رواية هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. ورواه مسلم، قبله وبعده، من أوجه أخر عن أبي هريرة، بنحوه. وقد مضى بنحوه معناه: 7303، من رواية سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وشرحناه هناك شرحَا وافيَا. وأثار الحافظ في الفتح 4: 304 إلى الروايات عن ابن سيرين. وفاته أن يشير إلى هذه الرواية. و"المحفلة"، بتشديد الفاء المفتوحة: هي المصراة. وقد شرحناها في حديث ابن مسعود: 4096. وقوله "إن شاء يمسكها"، هكذا هو بحذف "أن" في أكثر الأصول هنا. وفي ك "أن يمسكها". (7375) إسناده صحيح، ورواه البخاري 4: 17، ومسلم 1: 382، كلاهما من طريق سفيان، عن منصور، بهذا الإِسناد. وقد مضى: 7136، من رواية سيار أبي الحكم، عن أبي حازم، به. (7376) إسناده صحيح؛ لأن سفيان بن عيينة سمع من عطاء بن السائب قبل تغيره، كما ذكرنا في: 6490 الأغر، بفتح الهمزة والغين المعجمة: هو أبو مسلم المدني نزل الكوفة، وروى عنه أهلها، وهو تابعي ثقة، وهو يروي عن أبي هريرة وأبي سعيد، وكانا أشتركا في عتقه. وجزم الحافظ في التهذيب 1: 365 بأن "الأغر" اسمه، لا لقبه. ورد قول من زعم أنه "أبو عبد الله سلمان الأغر"، وذكر منهم: عبد الغني بن سعد، وأنه سبقه إلى ذلك الطبراني! وفيما قال الحافظ نظر: لأن "موسى بن إسماعيل" شيخ أبي داود، قال في رواية =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = هذا الحديث: "عن سلمان الأغر". نعم، فرق بينهما البخاري في الكبير، ففيه 1/ 2/ 44، في حرف الألف: "أغر أبو مسلم، سمع أبا هريرة وأبا سعيد، روى عنه أبو إسحق الهمداني، حديثه في الكوفيين. قال أحمد [يعني ابن حنبل]: حدثنا حجاج عن شُعبة: كان الأغر قاصًا من أهل المدينة، رضًا، لقي أبا هريرة وأبا سعيد". وفيه 2/ 2 /138، في حرف السين: "سلمان الأغر أبو عبد الله، مولى جهينة، سمع أبا هريرة، روى عنه ابنه عُبيد الله، والأصبهاني، وسمع منه الزهري". وكذلك فرق بينهما ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولكنه خلط قليلاً! ففيه 1/ 1/ 308 في حرف الألف: "أغر أبو مسلم، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد، روى عنه أبو إسحق الهمداني، وأبو جعفر الفراء، وعطاء بن السائب"، ثم روى بإسناده عن أحمد بن حنبل، ما رواه البخاري، من كلمة صحبة. ثم جاء في 297/ 1/2، في حرف السين، فقال: (سلمان أبو عبد الله الأغر، مولى جهينة، وهو أصبهاني، روى عن .. وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة، روى عنه الزهري". وساق بعض الرواة عنه. وموضع التخليط أنه روى في ترجمته، كلمة شُعبة الماضية في ترجمة ذاك الأغر، بإسناده عن أحمد بن حنبل! والظاهر- عندي- أنه شخص واحد، روى عنه أهل المدينة، وروى عنه أهل الكوفة. وكناه بعضهم: "أبا مسلم"، ولعضهم: "أبا عبد الله". فإما له كنيتان، وإما وقع الوهم في إحداهما. وابن حبان لم يفرق بينهنا في الثقات، بل ذكر ترجمه واحدة. غير وافية. ص: 144، قال: "الأغر بن عبد الله أبو مسلم، كوفي، يروي عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، روى عنه أبو إسحق السبيعي، وعطاء بن السائب". وقول الإِمام أحمد "قال سفيان أول مُرَّة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم أعاده فقال: الأغر عن أبي هريرة" - يريد به أن سفيان شرح أول مُرَّة برفعه إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم أعاده مُرَّة أخرى بصورة الموقوف على أبي هريرة، دون التصريح بالرفع. والرواة غير سفيان رووه مرفوعًا. في الروايات التي سنشير إليها في التخريج. ثم هو مرفوع حكمًا إن لم يصرح برفعه؛ لأنه مما لا يدرك بالرأي ولا القياس، كما هو بديهي. والحديث رواه أبو داود: 4090 (4: 102 عون المعبود)، عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد، وعن هناد، عن أبي الأحوص - كلاهما عن عطاء بن السائب. وكذلك رواه ابن ماجة: 4174، عن هناد، عن أبي =

7377 - احدشا سفيان، عن زائدة، في عبد الملك بن عُمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أصدقُ بيت قاله الشاعر: *ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطلُ* وكاد ابن أبي الصلت يُسلمُ. 7378 - حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي الأوبر، عن أبي هريرة: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يصلي قائمًا وقاعد، وحافيًا ومنتعلاً.

_ = الأحوص. وفي روايتهما: "والعظمة" بدل "العزة". ونسبه المنذري في الترغيب والترهيب 4: 16 لابن حبان في صحيحه أيضاً. ورواه مسلم 2: 292، بنحوه، من رواية الأعمش، عن أبي إسحق السبيعي، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، معًا. قوله "ألقيه"، كذا هو في ح م. وعليه تكون "من" في قوله "فمن نازعني" - موصولة. وفي ك ونسخة بهامش م وعليها علامة الصحة "ألقه"، وعليه تكون "من" شرطية. (7377) إسناده صحيح، زائدة: هو ابن قدامة الثقفي، سبق توثيقه: 1067، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/395، وابن أبي حاتم 1/ 2/613. والحديث رواه مسلم 2: 198، عن ابن عمر، وابن ماجة: 3757، عن محمَّد بن الصباح - كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. ورواه البخاري 7: 115 - 116، و 10: 448، و 11: 275، ومسلم أيضاً 2: 198 - 199، بنحوه مطولاً ومختصرًا، من أوجه أخر. وانظر أيضًا ما مضى في مسند ابن عباس: 2314. (7378) إسناده صحيح، وسفيان بن عيينة يروي عن عبد الملك بن عمير مباشرة، كما هنا ويروي عنه بالواسطة، كما في الحديث السابق. ومثل هذا كثير. أبو الأوبر- بفتح الهمزة والباء الموحدة بينهما واو ساكنة وآخره راء: قال الحسيني في الإكمال: 124، في باب الكنى: "اسمه زياد، كوفي، حدث عن أبي هريرة، وعنه عبد الملك بن عمير". وقال في ص: 40، في حرف الزاي من الأسماء: "زياد الحارثى، عن أبي هريرة، وعنه عبد الملك بن عمير". والحافظ في التعجيل لم يذكره في "الكنى، وهو تقصير. وذكره في =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = 141، قال: "زياد الحارثي، عن أبي هريرة، وعنه عبد الملك بن عمير. قال شيخنا: لا أعرفه. قلت [القائل ابن حجر]: قد جزم الحسيني بأنه أبو الأوبر، وهو معروف، ولكنه مشهور بكنيته أكثرُ من اسمه. وقد سماه "زياد" النسائي، والدولابي، وأبو أحمد الحاكم، وغيرهم، ووثقه ابن معين، وابن حبان، وصح حديثه". ولم يترجم له البخاري في "الكنى، ولا في الأسماء من التاريخ الكبير. وكذلك لم يترجم له ابن أبي حاتم. وقال الدولابي في الكنى 1: 117: "أبو الأوبرا: زياد الحارثي". ثم روى بإسناده بعض هذا الحديث، كما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. ثم روى- بعد أسطر، عن يحيى، وهو ابن معين، قال: "أبو الأوس، اسمه: زياد الحارثي". وهذا تحريف مطبعي يقينًا، صوابه "أبو الأوبر". ولعله سقط منه أيضاً توثيق ابن معين إياه، كما يفهم من سياق نقل الحافظ في التعجيل. ومطبوعة "الكنى للدولابي" غير محررة، إذ طبعت عن مخطوطة واحدة محرفة، كما صرح بذلك مصححوها بمطبعة حيدرآباد، في آخرها. وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 191، قال: "زياد أبو الأوبر، يروي عن أبي هريرة، روى عنه أهل العراق. حدثنا ابن قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي السري، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: حدثنا ليث بن أبي سليم، عن زياد، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله - عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله". وهذا الحديث الذي رواه ابن حبان- هنا في الثقات - حديث صحيح متواتر، من حديث أبي هريرة وغيره. وسيأتي في المسند كثيرًا من حديث أبي هريرة، من أوجه مختلفة. منها: 8148، 8891، 10852 ولم أجده فيه من هذا الوجه: طريق ليث بن أبي سليم عن زياد عن أبي هريرة. ولكن رواه البخاري في الكبير 2/ 1/336 - 337، في ترجمة "زياد بن أبي المغيرة"، فقال: "وقال ابن طهمان، عن ليث، عن زياد بن الحرث، عن أبي هريرة ... ". ثم قال البخاري: "وروى عاصم، عن زياد بن قيس، هو المدني مولى لقريش، عن أبي هريرة ... ". وفي ترجمة "زياد بن قيس" من التهذيب 3: 381 إشارة إلى أنه رواه النسائي من طريقه. وقد نقل أخبرنا العلامة الكبير الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني، مصحح التاريخ الكبير- عن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = كتاب الثقات لابن حبان هذه الترجمة: ترجمة "زياد أبو الأوبر"، بمناسبة ترجمة "زياد أبي المغيرة"، ثم عقّب على ابن حبان واستدرك، فقال: "لا أدري من أين فهم ابن حبان أن زيادًا، الذي روى معتمر عن ليث عنه - هو أبو الأوبر، وليس في المسند إلا الاسم وحده. والظاهر أنه زياد بن أبي المغيرة. فأما أبو الأوبر، فرجل آخر، لم أجده عند المؤلف [يعني البخاري في الكبير]، ولا عند ابن أبي حاتم. وقال ابن ماكولا في الإكمال: أبو الأوبر زياد الحارثي عن أبي هريرة". ثم نقل العلامة عبد الرحمن ما نقلنا من كلام الدولابي في الكنى والأسماء. ولم يفت ابن حبان أن يترجم "زياد بن أبي المغيرة"، ففي الثقات ص: 192: "زياد بن أبي المغيرة، الحرث: يروي عن أبي هريرة، روى عنه ليث ابن أبي سليم". فلعه وهم، كما رأى العلامة الشيخ عبد الرحمن اليماني، ولعله وصل إليه من الطرق ما دله على أن زيادًا، في إسناد ذلك الحديث الذي رواه- هو "أبو الأوبر". خصوصًا وأن أبا الأوبر سمى في بعض الطرق - التي سنشير إليها "زياد الحارثي"، وذكر في بعضها "عن رجل من بني الحرث بن كعب". فمن المحتمل جداً أن يكون هو "زياد ابن الحرث"، و"زياد بن أبي المغيرة"، وقد نصوا على أن اسم "أبي المغيرة": "الحرث". وأيّاً مّا كان، فالإسناد صحيح. إذ رواه عن أبي هريرة تابعي عرف شخصه، وعرفت ثقته، ولم يذكر بمطعن أو جرح. والاختلاف في نسبه أو في اسم أبيه لا يضر. والحديث سيأتي عقب هذا، من رواية الإِمام أحمد عن حسين بن محمَّد، عن سفيان، وهو ابن عيينة شيخ أحمد - بزيادة: "وينفتل عن يمينه وعن يساره". فهذه الزيادة لم يسمعها أحمد من سفيان، وسمعها عنه بواسطة حسين بن محمَّد المروذي. فكان في هذا الحديث بإسناديه ثلاثة أحكام: الصلاة قائمًا وقاعدًا، والصلاة حافيًا ومنتعلا، والانفتال عن يمينه وعن يساره. وهو بهذا السياق تقريبًا، في مجمع الزوائد 2: 54، وقال: "رواه أحمد، وفيه زياد الحارثي، وقد تقدم الكلام فيه". يعني ما سنذكره في موضعه في تخريج هذا الحديث. وهو سيأتي مرارًا، مطولاً ومختصرًا، من وجه دون وجه: أعنى في حكم الصلاة في النعال، بألفاظ مختلفة، وفي النهي عن إفراد يوم الجمعة بصيام - ففي بعضها الحكمان معًا، وفي بعضها حكم الصلاة في النعال فقط. ولم أجد في غير هذا =

7379 - حدثنا حسين بن محمَّد، حدثنا سفيان، وزاد فيه: وينفَتِلُ عن يمينه وعن يَساره. 7380 - حدثنا سفيان، حدثني ابنُ مُحَيْصِنٍ، شيخٌ من قُرَيْش،

_ = الموضع الحكمين الآخرين: الصلاة قاعداً وقائمًا، والانفتال- من هذا الوجه. والحافظ الهيثمي لم يذكر في الزوائد آية رواية منه مما فيه صيام يوم الجمعة، لثبوته عن أبي هريرة من أوجه أخر في الدواوين، فلا يكون من الزوائد. وإنما ذكر رواية أخرى في النعلين، سنشير إليها، إن شاء الله: فسيأتي الحديث: 8757، من رواية زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأوبر، عن أبي هريرة، في شأن الصلاة في النحال، وفي شأن صوم يوم الجمعة. ومن هذا الوجه رواه الدولابي في الكنى: 1: 117، مختصراً، في الصلاة في النعال. وسيأتي: 9448، من رواية أبي عوانة "حدثنا عبد الملك بن عمير، عن رجل من بني الحرث بن كعب، قال: كنت جالسًا عند أبي هريرة، فأتاه رجل فسأله ... ". فذكر الحكمين بلفظ أطول. وقد رواه أبو داود الطيالسي:2595، عن شُعبة "عن عبد الملك ابن عمير، قال: سمعت شيخًا من بلحرث يحدّث أنه سمع أبا هريرة يقول ... ". فذكر الحكمين بلفظ مختصر. وسيأتي: 10817، عن يحيى بن آدم: "حدثنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن زياد الحارثي، قال: سمعت أبا هريرة، قال له رجل ... . فذكر الحكمين أيضاً. ثم يأنى أخير،: 10950، عن هاشم: 9 حدثنا نريك، عن عبد الملك بن عمير، عن زياد الحارثي، قال: سمعت رجلاً سأل أبا هريرة ... . فذكر حكم الصلاة في النعال فقط. وهذا اللفظ الأخير، هو الذي نقله الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 3ء- 54، قبل اللفظ الذي هنا، وقال: "رواه أحمد، والبزار باختصار، ورجاله ثقات، خلا زياد بن الأوبر الحارثي، فإني لم أجد من ترجمه بثقة ولا ضعف. ووقع في نسخة الزوائد "بن الأوبر"، وهو خطأ مطبعي، صوابهأ أبي الأوبر". وقد تبين مما نفلنا آنف: أن) أبا الأوبر ثقة. ولكن خفى ذلك على الهيثمي، رحمه الله. وانظر: 6894، 286، 7021. (7379) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله، كما فصلنا القول فيه. (7380) إسناده صحيح، ابن محيصن: قال مسلم في صحيحه، عقب هذا الحديث: "هو عمر =

سهمِيٌ، سمعه من محمَّد بن قيس بن مَخْرَمة، عن أبي هريرة، قال: لما

_ = ابن عبد الرحمن بن محيصن، من أهل مكة". ونحو ذلك قال الترمذي بعد روايته. وهر قارئ أهل مكة، كان قرين ابن كثير، قرأ على مجاهد وغيره. وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، ص 547، قال: "عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي القرشي، أبو حفص، يروي عن صفية [يعني بنت شيبة]، روى عنه ابن عيينة، وعبد الله ابن المؤمل، وكانت أمه تحت المطلب بن أبي وداعة السهمي". وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/ 121. وفي التهذيب 7: 474، نقلا عن البخاري: "ومنهم من قال: محمَّد بن عبد الرحمن". ويظهر لي أن هذا القول عن غير ثبت، ولذلك نص مسلم والترمذي في كتابيهما على أن اسمه "عمر". ومع ذلك فقد ترجم له ابن الجزري في طبقات القراء 2: 617، والعماد في الشذرات 1: 612، في اسم "محمَّد". وقد خلط المصعب، في كتاب نسب قريش، ص 407، في اسمه، جعله "عبد الرحمن بن محيصن"!، وتبعه في ذلك ابن حزم، في جمهرة الأنساب، ص155، وزاد تخليطًا في نسبه! كما حققنا في الهامشة رقم 5 في كتاب نسب قريش. محمَّد بن قيس بن مخرمة: هو محمَّد ابن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصى، كما ثبت نسبه في نسب قريش للمصعب: 92. وهو تابعي ثقة، وثقه أبو داود وابن جبان، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 212، ونقل الحافظ في التهذيب عن العسكري، أن محمداً هذا أدرك النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو صغير، ولذلك ترجم له في الإصابة 6: 155. وأما ابن أبي حاتم، فقد ترجم له في الجرح والتعديل، وخلط في نسبه، وخلط بين ترجمته وترجمة راوآخر 4/ /63، برقمي 280، 282. والحديث رواه مسلم 2: 282، والترمذي 4: 94 - كلاهما من طريق ابن عيينة، بهذا الإِسناد، وزادا: "والشوكة يُشاكها". وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وكذلك رواه الطبري في التفسير 5: 188 (بولاق)، بنحوه، من طريق سفيان بن عيينة، به. وأشار إليه البخاري في الكبير، في ترجمة محمَّد بن قيس، بإشارته الموجزة كعادته، قال: "عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، قال: هي المصائب. قاله لي الحميدي، عن ابن عيينة، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن محمَّد بن قيس". وذكره ابن كثير في التفسير 2: 589 - 590، من كتاب سعيد بن منصور، رواه عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد، =

نزلتْ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} شَقَّتْ على المسلمين، وبلغتْ منهم ما شاء الله أن تبْلُغ، فشَكَوْا ذلك إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال لهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، فَكُلُّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ، حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا" 7381 - حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع طاوساً، سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "احتجَّ آدمُ وموسى عليهما السلام، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا خَيَّبْتَنَا وأخرجتنا من الجنة؟!، فقال له آدم: يا موسى، أنت اصطفاك الله بكلامه، وقال مرةً: برسالته، وخَطَّ لك بيده، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ الله عَلِىَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟!، قَالَ حَجَّ آدَمُ مُوسَى حَجَّ آدَمُ مُوسَى". 7382 - حدثنا سفيان، عن عمرو، عن يحيى بن جَعْدَة عن

_ = وقال ابن كثير: "وهكذا رواه أحمد، عن سفيان بن عيينة، ومسلم، والترمذي، والنسائي، من حديث سفيان بن عيينة، به. وانظر ما مضى في مسند أبي بكر: 23، 68. (7381) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. والحديث رواه البخاري 11: 441، ومسلم 2: 300، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواه البخاري أيضاً 6: 319، و11: 441، و13: 398، ومسلم 2: 300، من أوجه أخر. ورواه البخاري أيضًا أبو داود، والترمذي، وابن ماجة، كما في الفتح الكبير 1: 49. وقال الحافظ في فتح الباري 11: 442: "قال ابن عبد البر: هذا الحديث ثابت بالاتفاق، رواه عن أبي هريرة جماعة من التابعين. وروي عن النبي -صلي الله عليه وسلم - من وجوه أخرى، من رواية الأئمة الثقات الأثبات". ثم أطال الحافظ في الإشارة إلى بعض رواياته. (7382) إسناده صحيح، يحيى بن جعدة بن هُبَيْرة بن أبي وهب القرشي، من بني مخزوم، وجدته أم أبيه: أم هانئ بنت أبي طالب: وهو تابعي ثقة، وثقه أبو حاتم والنسائي وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 265، وهو مذكور في نسب قريش للمصعب: 345. وهو يروي عن أبي هريرة مباشرة، ولكنه روى عنه هنا بالواسطة. =

عبد الله بن عَمْرو والقاريّ، قال: سمعت أبا هريرة يقِول: لا ورَبّ هذا البيت، ما أنا قلت: "من أصبح جنباً فلا يِصوم"، محِمدٌ وربّ البيت قالَه، ما أنا نهيَتُ عن صيام يوم الجمعة، محمدٌ نهَى عنه وربِّ البيت. 7383 - حدثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن منَبّه، يعني وهبًا،

_ = عبد الله بن عمرو القاري: ترجمه الحافظ في التعجيل 230 - 231، وذكر أن الحافظ المزي رجع في التهذيب أنه "عبد الله بن عبد القاري، أخو عبد الرحمن بن عبد القاريّ"، ثم تعقبه في ذلك!، والذي في التهذيب باختصار الحافظ ابن حجر نفسه 5: 305، أنه أشار إلى رواية "يحيى بن جعدة عن عبد الله بن عمرو بن عبد القاريّ عن أبي هريرة"، وقال المزّي: "وربما نسب لجده، فيظنه بعض الناس هذا، وليس كذلك، بل هو ابن أخي هذا"، وعقب عليه ابن حجر بقوله: "عبد الله بن عبد: ذكره ابن حبان والبغوي في الصحابة، لأن له رؤية"، ونحو ذلك قال في التعجيل. وقد ترجم هو لعبد الله بن عبد، في الإصابة 5: 63. وسيأتي في المسند: 7826 إسنادان لهذا الحديث، رواه أحمد هناك: عن محمَّد بن بكر، وعن عبد الرزّاق، كلاهما عن ابن جربه عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن "عبد الرحمن بن عمرو القاريّ"- في رواية محمَّد بن بكر، وعن "عبد الله بن عمرو القاريّ"- في رواية عبد الرزاق. فالظاهر ترجيح رواية عبد الرزاق؛ لأن ابن عيينة وافقه هنا، على أن الرواي "عبد الله بن عمرو"، ليس "عبد الرحمن بن عمرو". والظاهر عندي - من مجموع هذه الروايات، ومن ترجمة "عبد الله بن عمرو المخزومي" في التهذيب 5: 342، ومن رواية مسلم حديثاً له 1: 133 - : أنهم ثلاثة نفر: "عبد الرحمن بن عبد القاريّ "وأخوه "عبد الله بن عبد القاريّ"، وابن أخيهما "عبد الله بن عمرو بن عبد القاريّ". وأيّامّا كان، فالإسناد صحيح، إذ هو يدور بين تابعيين معروفين، كلاهما ثقة. وهذ الحديث، بهذا اللفظ، لم أجده في غير رواية المسند، وقد أشار الحافظ في الفتح 4: 126 إلى بعضه منسوبًا لأحمد. ومعناه ثابت عن أبي هريرة، في جزءيه. وانظر: 6771. (7383) إسناده صحيح، وهب بن منبه: سبق توثيقه: 2967. "عن أخيه": هو همام بن منبه، وهو تابعي ثقة معروف. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 236، والصغير: 155، وابن =

عن أخيه، سمعت أبا هريرة يقول: ليس أحدٌ أكْثَرَ حديثاً عن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- منِّي، إلا عبدَ الله بن عمرو، فأنه كان يكتب، وكنتُ لا أكتب. 7384 - حدثنا سفيان، عن عمرو، عن هشام بن يحيى، عن أبي هريرة - ويحيى، عن أبي بكر، عن عمر بن عِبد العزِيِز، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "منْ وَجد مالَهُ عند رجلٍ مُفْلِسٍ فهو أحَقُّ به". 7385 - حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، سمعه من شيخ،

_ = سعد في الطبقات 5: 396. والحديث رواه البخاري 1: 184، عن ابن المديني، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. ولم يخرجه مسلم، كما نص عليه الحافظ في خاتمة كتاب العلم من الفتح 1: 204. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 6510، 6802، 6930، 7018، 7020. (7384) إسناداه صحيحان، عمرو: هو ابن دينار. هشام: هو هشام بن يحيى بن العاص بن هشام ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، المخزومي المدني، وهو تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 192، وذكر أنه ابن عم "أبي بكر ابن عبد الرحمن"، وترجمه أيضاً ابن سعد في الطبقات 5: 350. و"عمر بن مخزوم في نسبه: هو "عمر" بضم العين، كما بينا في هامش نسب قريش للمصعب: 299، وكما ثبت في ابن سعد، ووقع في التهذيب 11: 56، والجمهرة لابن حزم: 131، وغيرهما من كتب التراجم والإنساب "عمرو"، وهو خطأ. والحديث مكرر: 7366، بالإسناد الثاني: سفيان، عن يحيى، وهو ابن سعد الأنصاري، عن أبي بكر، وهو ابن محمَّد بن عمرو بن حزم. ومضى قبل ذلك: 7124، عن هيم، عن يحيى بن سعيد، به. ولم يسبق بالإسناد الأول: رواية هشام بن يحيى، عن أبي هريرة. (7385) إسناده ضعيف، لجهالة الرواي التابعي الذي لم يُسمّ. إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص: سبق توثيقه: 1552، 4593، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 1/ 159، وذكره الصعب في نسب قريش: 182، ووصفه بأنه "فقيه أهل مكة"، =

فقال مرةً: سمعتُه من رجل من أهل البادية أعرابي، سمعتُ أبا هريرة يقول:

_ = وابن حزم في جمهرة الأنساب: 74، وقال: "الفقيه الناسك، المحدّث، الفاضل". والحديث رواه أبو داود: 887 (1: 313 عون المعبود)، عن عبد الله بن محمَّد الزهري، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد، مع تأخير ما يتعلق بسورة {الْمُرْسَلَاتِ} لأخر الحديث. وروى الترمذي 4: 215، منه، ما يتعلق بسورة {التِّينِ} فقط، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، به. وقال: [هذا حديث إنما يروى بهذا الإِسناد عن هذا الأعرابي عن أبي هريرة، ولا يسمى". وروى ابن أبي حاتم منه، ما يتعلق بسورة {الْمُرْسَلَاتِ}، عن ابن أبي عمر، عن سفيان أيضاً، بلفظ: "فليقل آمنت بالله وبما أنزل". نقله ابنْ كثير في التفسير 9: 88. وروى الحاكم في المستدرك 2: 510، بعضه، من طريق يزيد ابن هرون: "أنبأنا يزيد بن عياض، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي اليسع، عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -كان إذا قرأ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، قال: بلى، وإذا قرأ: {أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}، قال: بلى". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 67 - 68، من رواية أبي داود، ثم قال: "ورواه أحمد عن سفيان بن عيينة. ورواه الترمذي عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، به. وقد رواه شُعبة عن إسماعيل بن أمية، قال: قلت له: من حدثك؟، قال: رجل صدف عن أبي هريرة". ووهم الحافظ المنذري، في تهذيب السنن: 850، فنسبه للنسائي دون الترمذي، ونقل كلام الترمذي على أنه من كلام النسائي!، ولعله سبق قلم منه، رحمه الله. فكلهم قد أطبقوا على أنه من رواية الترمذي، ولم ينسبه أحد للنسائي: فذكر ابن الأثير في جامع الأصول 3: 21 - 22، من روايتي أبي داود والترمذي. وكذلك رمز له الحافظ في التهذيب، في المبهمات 12: 362 - 363، برمزي أبي داود والترمذي فقط. وكذلك ذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 62، فنسبه لمن ذكرنا، وزاد: ابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في السنن، ولم يذكر النسائي. وذكر فيه أيضاً 6: 367 رواية الترمذي المختصرة، ونسبها له ولابن مردويه فقط. وأبو اليسع - هذا، الذي سماه يزيد بن عياض، في روايته عن إسماعيل بن أمية، عند الحاكم؟ رجل مجهول. قال الذهبي في الميزان 3: 388، وتبعه الحافظ في لسان الميزان =

قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ قَرَأَ {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً} [فَبَلَغَ] {فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِاللَّهِ]، وَمَنْ قَرَأَ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}، فَلْيَقُلْ: [بَلَى] وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، وَمَنْ قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فَلْيَقُلْ: بَلَى. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ هَلْ حَفِظَ؟، وَكَانَ أَعْرَابِيًّا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِى، أَظَنَنْتَ أَنِّى لَمْ أَحْفَظْهُ!، لَقَدْ حَجَجْتُ سِتِّينَ حَجَّةً، مَا مِنْهَا سَنَةٌ، إِلاَّ أَعْرِفُ الْبَعِيرَ الَّذِى حَجَجْتُ عَلَيْهِ!!. 7386 - حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمَّد

_ = 6: 454: "لا يدرى من هو؟، والسند بذلك مضطرب". فمن عجيب بعد ذلك أن يوافق الذهبي على تصحيح الحاكم إياه، دون تعقيب!، وقد وقع نقص وخطأ في متن هذا الحديث، في أصول المسند التي بين يدي. بل يبدو لي أنه خطأ قديم، هو الذي- جعل ابن كثير ينقله في التفسير من رواية أبي داود، دون رواية المسند، كعادته في أكثرُ أحيانه. وقد أتممت النقص وأصلحت الخطأ نقلا عن رواية أبي داود، إذ هي أطول الروايات، وأقربها إلى رواية المسند في اللفظ، مع اتحادها معها في المعنى. وهذا بيان ما ثبت في أصول المسند، نثبته هنا، بحق الأمانة الواجبة في الرواية: ففي أكثرُ النسخ: "من قرأ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}، فيلقل: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} ". وهذا خطأ واضح؛ لأن الآية هي آخر السورة، فليس المراد الأمر بقراءتها، بل المراد ما أثبتنا عن رواية أبي داود: أنه إذا بلغها قال: "أمنّا بالله". وقد حذف حرف الواو من قوله {وَالْمُرْسَلَاتِ} في ح م ص، وثبت في ك. فأثبتناه منها، وكلمة "فليقل" لم تذكرفى ص. وقوله [بلى]، قبل قوله "وأنا على ذلك" سقط من النسخ كلها، وأثبتناه من أبي داود. وقوله "وأنا على ذلك"، في ص "وأنا على ذلكم"، وهي نسخة بهامش ك، وأثبتنا ما في أكثرُ الأصول، الموافق لرواية أبي داود. (7386) إسناده ضعيف، لاضطرابه، ولجهالة حال راويه، كما سنبين في التخريج، إن شاء الله. فقد رواه أحمد هنا: عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن "أبي محمَّد بن عمرو ابن حريث العذري"، عن جده. وحكى أحمد أن سفيان قال مُرَّة أخرى: "عن أبي =

ابن عمرو بن حُرَيْث العُذري، قال مرةً: عن أبي عمرو بن محمَّد بن

_ = عمرو بن محمَّد بن حريث"، عن جده - يعني أن سفيان رواه عن إسماعيل، ثم اضطرب قوله في شيخ إسماعيل، بين "أبي محمَّد بن عمرو بن حريث" و"أبي عمرو بن محمَّد بن حريث". ثم ذكر أحمد اختلافًا ثالثًا في رواية ابن عيينة نفسه - فرواه عقبه: 7387، عن سفيان، عن إسماعيل، عن "أبي عمرو بن حريث"، عن "أبيه". وكان يمكن الجواب عن هذه الرواية الأخيرة: أنه نسب أبا عمرو إلى جده، وسماه في الرواية أباه، ومثل هذا كثير - لولا الاضطراب بعد ذلك على سفيان، وعلى إسماعيل بن أمية. ثم ذكر رواية رابحة، عقب تيك: 7388، عن عبد الرزاق، عن عمر والثوري، كلاهما عن إسماعيل، عن "أبي عمرو بن حريث"، عن "أبيه"، مثل رواية ابن عيينة الأخيرة. وستأتي هذه الرواية - رواية عبد الرزاق - مرتين أخريين في المسند: 7454، 7604. ورواه أبو داود: 690 (1: 255 - 256 عون المعبود)، عن محمَّد ابن يحيى بن فارس، عن ابن الديني، عن ابن عيينة، مثل رواية ابن عيينة التي هنا: 7386، بإسنادها الأول. ورواه قبل ذلك: 689، عن مسدّد، عن بشر بن المفضل، عن إسماعيل بن أمية، عن "أبي عمرو بن محمَّد بن حريث" عن "جده". فهي مثل رواية ابن عيينة التي هنا، بإسنادها الثاني. ورواه ابن ماجة: 943، بإسنادين معًا: عن بكر ابن خلف، عن حميد بن الأسود - وعن عمار بن خالد، عن ابن عيينة -: كلاهما عن إسماعيل بن أمية، عن "أبي عمرو بن محمَّد بن عمرو بن حريث"، عن "جده حريث بن سليم". ورواه ابن حبان في الثقات في ترجمة "حريث بن عمارة، من بني عذرة"، ص: 169 - 170، عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، وهو زهير بن حرب، عن سفيان، وهو ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن "أبي محمَّد بن عمرو بن حريث، عن "جده". وللحديث أسانيد أخر، من هذا الوجه، توافق بعض هذه الروايات، أو تخالفها. وكلها تدل على الاضطراب، وعلى جهالة هذا الشيخ الذي يروي عنه إسماعيل بن أمية. وقد ذكر البيهقي بعضها في السنن الكبرى 2: 270 - 271، وأشار البخاري في الكبير إليها كلها، أو إلى أكثرها، في ترجمة "حريث من بني عذرة"، 2/ 1/66 - 67. وذكر ابن أبي حاتم بعضها، في كتاب العلل، رقم: 534. وعلماء. =

حُرَيْث، عن جده: سمعتُ أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم قلت: "إذا صلى

_ = الاصطلاح ضربوا هذا الحديث مثلا للحديث المضطرب الإِسناد. ومنهم من تكلف فحاول ترجيح بعض الأسانيد على بعض. ولو ذهبنا ننقل أقاويلهم، أو نذكر ملخصها، طال الكلام جداً. ويكفى الإشارة إلى أماكنها، لمن شاء أن يستوعب: فانظر التهذيب 2: 235 - 236، و 12: 180 - 181، 223. والإصابة 2: 4. وتلخيص الحبير: 111. وشرح العراقي لمقدمة ابن الصلاح 104 - 106، وشرح العراقي أيضاً لألفيته 1: 114. وشرح السخاوي عليها 99 - 100. وتدريب الراوي 93 - 94. وابن عيينة نفسه كان يدرك الاضطراب في هذا الحديث، من عند نفسه، بل لعله من عند شيخ إسماعيل بن أمية أيضاً. فقد روى عنه علي بن المديني ما يدل على ذلك: ففي الكبير - بعد رواية إسناد علي بن المديني: "قال سفيان: جاءنا بصري عتبة أبو معاذ، قال: لقيتُ هذا الشيخ الذي روى عنه إسماعيل، فسألته، فخلّط عليّ، وكان إسماعيل إذا حدث بهذا يقول: عندكم شيء تشدونه؟! ". وروى هذا أيضاً أبو داود، عقب رواية الحديث من طريق ابن المديني عن سفيان: 690، بأوضح من ذلك: "قال سفيان: لم نجد شيئاً نشدّ به هذا الحديث!، ولم يجيء إلا من هذا الوجه!، قال [القلائل ابن المديني]: قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه؟، فتفكر ساعة، ثم قال: ما أحفظ إلا "أبا محمَّد بن عمرو". قال سفيان: قدم ها هنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ أبا محمَّد، حتى وجده، فسأله عنه، فخلط عليه!! ". ثم قد رواه البيهقي 2: 271، مفصلا بأكثر من هذا - من طريق عثمان بن سعيد الدارمي: "سمعت عليَّا، يعني ابن عبد الله بن المديني، يقول: قال سفيان في حديث إسماعيل بن أمية، عن أبي محمَّد بن عمرو ... [فأشار إلى هذا الحديث]، قال على: قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه: بعضهم يقول "أبو عمرو بن محمَّد"، وبعضهم يقول "أبو محمَّد بن عمرو"؟، فسكت سفيان ساعة، ثم قال: ما أحفظه إلا "أبا محمَّد بن عمرو". قلت لسفيان: فابن جُريج يقول "أبو عمرو بن محمد"؟، فسكت سفيان ساعة، ثم قال "أبو محمَّد بن عمرو" أو "أبو عمرو بن محمَّد"!، ثم قال سفيان: كنت أراه أخًا لعمرو بن حريث. قال مرة: العذري. قال على: قال سفيان: كان جاءنا إنسان بصريّ لكم، عتبةُ، ذاك أبو =

أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئاً، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئاً فَلْيَنْصُبْ عَصاً، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصاً، فَلْيَخُطَّ خَطًّا، وَلاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ". 7387 - حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حُرَيْث، عن أبيه، عن أبي هريرة، يرفعُه، فذكر معناه. 7388 - وقال عبد الرزّاق: أخبرنا مَعْمَرٌ والثَّوْري، عن إسماعيل ابن أمية، عن أبي عمرو بن حُرَيْث، عن أبيه، عن أبي هريرة، يرفعه، فذكر الحديث. 7389 - حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن سعيد، عن

_ = معاذ، فقال: إني لقيتُ هذا الرجل الذي روى عنه إسماعيل، قال على: ذلك بعد ما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ، حتى وجده، قال عتبة: فسألته عنه، فخلّطه عليّ. قال سفيان: ولم نجد شيئًا يشد هذا الحديث، ولم يجيء إلا من هذا الوجه. قال سفيان: وكان إسماعيل إذا حدث بهذا الحديث يقول: عندكم شيء تشدّونه به؟! ". و"عتبة أبو معاذ" الذي يحكي سفيان أنه لقى ذاك الشيخ: أبا عمرو بن حريث، أو أبا محمَّد بن عمرو - هو عتبة بن حميد الضبي البصري، ضعفه أحمد، وذكره ابن حبان في الثقات، وسأل ابن أبي حاتم عنه أباه، فقال: "كان بصري الأصل، كان جوّالة في طلب الحديث، وهو صالح الحديث". انظر ترجمته في التهذيب 7: 96، وفي الجرح والتعديل 3/ 1/ 370. وكلمة "العذري" - هنا - ثبتت في ح م "العدوي"، وهو تصحيف، صححناه من ك ومن المراجع التي أشرنا إليها فيما مضى. (7386) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (7388) إسناده ضعيف، وهر مكرر ما قبله. (7389) إسناده صحيح، ورواه مسلم: 2: 37، بأسانيد، منها إسناد من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، به، بنحوه. ورواه قبله، من طريق الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواه البخاري 12: 146 - 147، من طريق الليث. =

أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ، فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا، فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلاَ يُثَرِّبْ، قَالَ سُفْيَانُ: لاَ يُثَرِّبْ عَلَيْهَا، أَىْ لاَ يُعَيِّرْهَا عَلَيْهَا، فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ". 7390 - حدثنا سفيان، أخبرنا أيوب بن موسى، عن عطاء بن

_ = ثم قال: "تابعه إسماعيل بن أمية، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". ورواه أيضاً قبل ذلك 4: 310، من طريق الليث. وقال الحافظ في الفتح - عند قول البخاري "تابعه إسماعيل بن أمية" إلخ-: "يريد في المتن، لا في السند؛ لأنه نقص منه قوله "عن أبيه". ورواية إسماعيل: وصلها النسائي، من طريق بشر بن المفضل عن إسماعيل بن أمية ... ووافق الليث على زيادة قوله "عن أبيه" - محمَّد بن إسحق، أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي. ووافق إسماعيل على حذفه - عبيدُ الله بن عمر العمري، عندهم. وأيوبُ بن موسى، عند مسلم، والنسائي، [وعند أحمد هنا أيضاً]. ومحمدُ بن عجلان، وعبد الرحمن بن إسحق، عند النسائي. ووقع في رواية عبد الرحمن المذكور عن سعيد: سمعت أبا هريرة". فالطريقان - إذن - صحيحان محفوظان. ورواه أبو داود: 4470، 4471 (4: 274 - 275)، عون المعبود من الوجهين. وانظر أيضًا الترمذي 2: 328، وابن ماجة: 2565. وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب: 1340. قوله "ولا يثرب": من "التثريب"، وهو التعبير والتبكيت. قال الخطابي: 4306 من تهذيب السنن -: "يقول: لا يقتصر على أن يبكتها بفعلها أو يسبها، ويعطل الحدّ الواجب عليها"!، وهذا فيه تكلف وبحد عن المعنى المفهوم. وأجود منه وأصح، ما قال ابن بطال - عند الحافظ في الفتح: "يؤخذ منه أن كل من أقيم عليه الحد لا يعزّر بالتعنيف واللوم. وإنما يليق ذلك بمن صدر منه قبل أن يرفع إلى الإِمام للتحذير والتخويف، فإذا رفع وأقيم عليه الحدّ، كفاه". قال الحافظ: "وقد تقدم قريباً نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن سبّ الذي أقيم عليه حدّ الخمر، وقال: لا تكونوا أعوانًا للشيطان على أخيكم". فهذا هو المعنى السامي، والأدب الكامل، والخلق الرفيع. الضفير، بالضاد المعجمة: الحبل المفتول من الشعر. (7390) إسناده صحيح، عطاء بن ميناء: هو مولى ابن أبي ذباب، المديني، وهو تابعي ثقة، ذكره =

ميناء، سمعتُ أبا هريرة يقول: سجدتُ مع النبي -صلي الله عليه وسلم - {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. 7391 - حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن مَكْحُول، عن

_ = ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل مكة 5: 351. وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 13/ 1/ 336، وروى عن سفيان بن عيينة، قال: "عطاء بن ميناء: من المعروفين من أصحاب أبي هريرة". "ميناء": بينت في شرحي على الترمذي، رقم: 573 (2: 462 - 463) أنه مصروف، لأن ألفه ليست ألف تأنيث، بل هو سن "وني". والحديث رواه مسلم 1: 161، والترمذي 1: 398 (رقم 573 بشرحنا) - كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وقد مضى نحو معناه: 7365، من وجه آخر، من رواية سفيان أيضاً. وانظر: 7140. (7391) إسناده صحيح، على سقط وقع في الإِسناد، من الناسخين. وذلك أن الحديث قد مضى: 7293، عن عبد الله بن دنيار، عن سليمان بن يسار، عن عراك، عن أبي هريرة. وسليمان بن يسار وعراك بن مالك، من طبقة واحدة، كلاهما سمع أبا هريرة. ورواية سليمان عن عراك: من رواية الأقران. ولكن هذا الحديث بعينه، لم أجده من رواية سليمان عن أبي هريرة. وكل رواياته فيها بينهما "عراك بن مالك". بل إن هذا الطريق بعينه: رواية سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن سليمان بن يسار - فيها زيادة "عن عراك" بين "سليمان" و"أبي هريرة": فرواه الشافعي في الأم 2: 22، عن سفيان بن عيينة، "عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن سليمان بن يسار، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة". وكذلك هو في مسند الشافعي بترتيب الشيخ عابد السندي 1: 227. وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى 4: 117، من طريق الشافعي عن سفيان، ومن طريق محمَّد بن يحيى بن أبي عمر عن سفيان. وكذلك رواه مسلم 1: 268، عن عمرو الناقد وزهير بن حرب. ورواه النسائي 1: 342، عن محمَّد بن منصور. ورواه ابن الجارود في المنتقى: 183، عن عبد الرحمن بن بشر -: كلهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد، وذكروا فيه "عن عراك بن مالك" بين سليمان بن يسار وأبي هريرة. ولست أشك بعد هذا في أن ذكر "عراك بن مالك" في =

سليمان بن يَسَار، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ليس على المسلم في عبده ولا فرسِه صدقةٌ". 7392 - حدثنا سفيان، حدثني عُبيد الله بن أبي يزيد، في نافع ابن جُبَير، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "قال لحَسَن: اللهم إني أُحبُّه، فأحِبَّه، وأحِبَّ من يحِبَّه". 7393 - حدثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، وأبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلُغُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: نحن

_ = إسناد المسند هنا - إنما سقط من الناسخين القدماء سهوًا، وأنه ثابت في أصل الإِسناد. ولم أستجز زيادته من عند نفسي - وإن كنت به موقنًا - لاتفاق الأصول الثلاثة التي بيدي على عدم ذكره. والعلم أمانة. (7392) إسناده صحيح، عُبيد الله بن أبي يزيد المكي، مولى آل قارظ بن شيبة: تابعي ثقة، سبق توثيقه: 604، 9138، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 354 - 355، وقال: "كان ثقة كثير الحديث"، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 2/337 - 338. نافع بن جُبير بن مطعم: سبق توثيقه: 744، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 5: 512 - 153، والبخاري في الكبير 4/ 2/82 - 83، وابن أبي حاتم 4/ 1/ 451. والحديث رواه مسلم 2: 241، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. ورواه ابن ماجة: 142، عن أحمد بن عبدة، عن سفيان بن عيينة، به. ورواه البخاري 4: 286 - 287، مطولا بي قصة، عن ابن المديني، عن سفيان وسيأتي مطولاً أيضاً: 8362، من رواية ورقاء عن عُبيد الله. ومن ذلك الوجه رواه البخاري أيضاً 10: 279. وسيأتي مطولاً أيضاً: 10904، من وجه آخر عن أبي هريرة. (7393) إسنادها صحيحان، ورواه مسلم 1: 234، عن عمرو الناقد، عن ابن عيينة، بهذين الإسنادين. وكذلك رواه النسائي 1: 201 - 202، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن ابن عيينة، به. وهو مكرر: 7308. وقد فصلنا القول فيه، وأشرنا إلى هذا هناك. وقوله في آخره "وقال الآخر"، في ح "وقال آخرون"، وهو خطأ واضح، صححناه من ك م.

الآخرون، ونحن السابقون يومَ القيامة، بَيْدَ أنَّ كلَّ أمةٍ أوتيتِ الكتابَ من قَبْلنا، وأوتيناه من بَعْدهم، ثم هذا اليومُ الذِي كتبه الله عز وَجل عليهَم، فاختلفوا فيه، فَهدانا الله له، فالناسُ لنا فيه تَبِعٌ، فلليهود غَداً، وللنصارى بعدَ غد. قال أحدهما: بَيْدَ أنَّ، وقال الآخَر: باَيْدَ. 7394 - حدثنا ابنُ إدريس، قال: سمعتُ سهيل بن أبي صالح

_ = وهنا في ص ما نحوه: "آخر الجزء الثاني. وأول الثالث". والمراد به تقسيم ذاك المجلد الذي فيه مسند أبي هريرة إلى أجزاء. (7394) إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي، سبق توثيقه: 1379، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 271، وقال: "كان ثقة مأمونًا، كثير الحديث، حجة، صاحب سنة وجماعة"، وابن أبي حاتم 2/ 2/8 - 9، والخطيب في تاريخ بغداد 9: 415 - 421. والحديث سيأتي بهذا ألإسناد مرة أخرى: 9697. ورواه مسلم 1: 240، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد- كلاهما عن عبد المثة بن إدريس، بهذا الإِسناد. وفصل آخره، فقال: "زاد عمرو في روايته: قال ابن إدريس: قال سهيل: فإن عجل بك شيء فصل ركعتين في المسجد، وركعتين إذارجحت". ورواه بأسانيد أخر، بنحوه، دون قول سهيل الزائد هذا. ورواه أبو داود: 1131 (1: 439 - 440)، عن أحمد بن يونس، عن زهير بن معاوية - وعن محمَّد بن الصباح، عن إسماعيل بن زكريا -: كلاهما عن سهيل، به. ولفظ أحمد بن يونس كالرواية التي هنا، وفي آخرها: "قال [يعني سهيل بن أبي صالح]: فقال له أبي: يا بنيّ، فإن صليت في المسجد ركعتين، ثم أتيت النزاع أو البيت، فصل ركعتين". وهذه الرواية - رواية أحمد بن يونس عن زهير - رفع شك ابن إدريس الذي هنا، وتدل على أن هذا الكلام الذي في آخر الحديث، ليس مرفوعًا، وأنه من كلام أبي صالح لابنه سهيل. ولا منافاة بين هذه الرواية وبين رواية مسلم عن عمرو الناقد عن عبد الله بن إدريس، في جعلها من كلام سهيل. فإن ابن إدريس لعله كان يشك فيها تارة أنها مرفوعة، ويذكر تارة أخرى أنها ليست بمرفوعة، فينسبها لسهيل. ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. وكذلك =

يَذكر عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا صليتم بعد الجمعة فصلُّوا أربعًا، فإن عَجلَ بك شىءٌ، فصَلِّ ركعتين في المسجد، وركعتين إذا رَجَعْتَ". قال ابنَ إدريس: لا أدري هذا الحديث لرسول الله -صلي الله عليه وسلم - أم لا. 7395 - حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رِسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد [أنهم] أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، وهو اليوم الذي أُمروا به، فاختلفوا فيه، فجعله الله لنا عيدًا، فاليومَ لنا، وغدًا لليهود، وبعد غدٍ للنصارى".

_ = رواه البيهقي في السنن الكبرى 3: 239 - 240، من طريق إسحق بن إبراهيم وهناد بن السريّ، كلاهما عن عبد الله بن إدريس. وذكرنا الزيادة في آخره، من رواية إسحق، ثم قال: "قال أحمد بن سلمة [هو الراوي عن إسحق]: الكلام الآخر في الحديث، من قول سهيل". ورواه ابن ماجة: 1132، عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي السائب، كلاهما عن ابن إدريس، دون الزيادة التي من قول سهيل أو أبيه. ورواه الترمذي 1: 371، من رواية سفيان بن عيينة، عن سهيل، دونها أيضًا. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وكذلك رواه النسائي 1: 210، من رواية جرير، عن سهيل. وقوله في آخره "هذا الحديث لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - أم لا"، هكذا في ح ك م. وفي ص "هذا حديث رسول الله أم لا"، وهي نسخة بهاش م. (7395) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 234، من رواية جرير، عن الأعمش، به. وقد مضى بنحوه: 7308، 7393. قوله "بيد أنهم": هو الصواب، الثابت في ص، ك، والموافق لما في صحيح مسلم. وكذلك ثبت في م، إلا أنه ترك بياض بين كلمتي "بيد"، و"أنهم"، وكتبن بهامشها: "كذا بياض في نسخة أخرى"!، ولا معنى لهذا البياض، والسياق تام، والكلام صحيح، وفي ح "أن" بدل "أنهم"، ثم ترك بياض بعد كلمة "أن". وكِتب مصححها المطبعي بالهامش: "هكذا بياض بالأصول التي بأيدينا".

7396 - حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت محمَّد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُهم خيارُهم لنسائهم". 7397 - حدثنا عبدَة، حدثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أُوتيت جَوامِعَ الكَلم، وجعلَتْ لي الأرضُ مسجداً وطَهُورًا".

_ (7396) إسناده صحيح، محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي: سبق توثيقه: 1405، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/ 30 - 31. والحديث رواه الترمذي 2: 204، من طريق عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وروى أبو داود شطره الأول فقط: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً": 4682 (4: 354 عون المعبود)، عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإِسناد. وسيأتي كاملاً: 10110، من رواية الإِمام أحمد، عن يحيى بن سعيد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 72، والسيوطي في الجامع الصغير: 1441، ونسبه كلاهما للترمذي، وابن حبان في صحيحه. وفي كل الروايات التي أشرنا إليها: "وخياركم خياركم"، بضمير الخطاب. وثبت في الأصول الثلاثة هنا بضمير الغائب. (7397) إسناده صحيح، عبدة: هو ابن سليمان الكلابي الكوفي، سبق توثيقه: 1293، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 272، وابن أبي حاتم 3/ 1/ 89. والحديث قطعة من حديث معروف مطول، سيأتي: 9326. وقد مضت قطعة منه: 7265، وأشرنا إلى بعض تخريجه، وأشرنا إلى هذا، هناك. قوله "أوتيت جوامع الكلم"، قال ابن الأثير: "يعني القرآن، جمع الله بلفظه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة"، ثم قال في معنى صفته طس: أنه كان يتكلم بجوامع الكلم-: "أي إنه كان كثير المعاني، قليل الألفاظ". ولعل هذا هو المراد في هذا الحديث أيضاً.

7398 - حدثنا إسماعيل، حدثنا الحجّاج بن أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الثيب تستأمر في نفسها، والبكر تستأذن"، قالوا: يا رسول الله، كيف إذُنها؟، قال: "أن تَسْكُتَ". 7399 - حدثنا إسماعيل، حدثني القاسم بن مهْرَانَ، عن أبي رافع، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلةَ المسجد، فأقبل على الناس فقال: "مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ؟، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ؟!، إِذَا تَنَخَّعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، فَلْيَتْفُلْ هَكَذَا فِي ثَوْبِهِ". فَوَصَفَ الْقَاسِمُ: فَتَفَلَ فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ مَسَحَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ.

_ (7398) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن إبراهيم، عرف بابن عُلَية. الحجاج بن أبي عثمان الصواف: سبق توثيقه: 3423، 4627، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/ 31، وابن أبي حاتم 1/ 2/166 - 167. والحديث مكرر: 7131. وقد خرجناه هناك. ومن هذا الوجه بعينه رواه مسلم 1: 400، عن زهير بن حرب، عن ابن علية، عن الحجاج الصواف، وبأسانيد متعددة- كلهم عن يحيى بن أبي كثير. (7399) إسناده صحيح، القاسم بن مهران، مولى بني قيس بن ثعلبة: ثقة، وثقه ابن معين وغيره. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 166 - 167، وابن أبي حاتم 2/ 3/ 120، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث. أبو رافع: هو الصائغ المدني، واسمه: نفيع بن رافع. والحديث سيأتي: 9355، من رواية شُعبة، عن القاسم بن مهران، به. ورواه مسلم 1: 154، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، كلاهما عن ابن علية، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه ابن ماجة: 1022، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن علية. ورواه مسلم بعد ذلك، من طريق شُعبة أيضاً. وانظر: 6306 "يتنخَّع": من "النخاعة"، بضم النون، قال ابن الأثير: "هي البَزْقَة التي تخرج من أصل الفم، مما يلي أصل النخاع".

7400 - حدثنا إسماعيل، عن ابن جُريج، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أن أبا السائب أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صلَّى صلاة لم يقرأ فيها بأمِّ الكتاب، فهىِ خداجٌ، غير تمامٍ"، قلت: يا أبا هريرة، إني أكون أحياناً وراءَ الإِمام؟، فغَمَز ذراعي، وقال: يا فارسيّ، اقرأها في نَفْسِك. 7401 - حدثنا جَرير بن عبد الحميد، عن عُمَارة بن القَعْقَاع، عن أبي زرْعَة، عن أبي هريرة، قال: سُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أيُّ الصدقة

_ (7400) إسناده صحيح، أبو السائب: هو مولى عبد الله بن هشام بن زهرة، ويذكر مُرَّة بأنه "مولى هشام ابن زهرة"، وأخرى بأنه "مولى عبد الله بن زهرة". والأمر قريب: ينسب مرة إلى ولاء عبد الله، ومرة إلى ولاء أبيه، ومرة ينسب إلى ولاء عبد الله، وينسب عبد الله إلى جده. وأبو السائب هذا: تأبى ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عبد البر: "أجمعوا على أنه ثقة مقبول النقل". وترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 226، والبخاري في الكنى رقم: 313 - والحديث رواه ابن ماجة 838، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن إسماعيل بن علية، بهذا الإِسناد. ورواه مالك في الموطأ، مطولا 84 - 85، عن العلاء، عن أبي السائب، به. وسيأتي في المسند، من طريق مالك: 9934. وكذلك رواه عبد الرزاق، عن ابن جُريج، عن العلاء. وسيأتي أيضاً: 7823. ورواه مسلم 1: 116، من رواية مالك، ومن رواية عبد الرزاق - كلاهما عن ابن جُريج. وأشار البخاري في الكنى، في ترجمة أبي السائب، إلى هاتين الروايتين، وإلى أكثر أسانيد هذا الحديث. وقد مضى بنحوه مطولا:7289، من رواية سفيان بن عيينة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأشرنا إلى كثير من طرقه، ومنها هذه الطريق. وبينا هناك أن العلاء رواه عن أبيه، ورواه عن اُبي السائب، كلاهما حدثه به عن أبي هريرة. (7401) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7159. وقد أشرنا هناك إلى هذه الرواية، وإلى أن مسلمًا رواه 1: 282، من طريق جرير هذه.

أَفْضَلُ؟، قَالَ: "لَتُنَبَّأَنَّ: أَنْ تَتَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلاَ تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا، أَلاَ وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ! ". 7402 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال حدثني سَلْم

_ (7402) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. سلم - بفتح السين المهملة وسكون اللام - بن عبد الرحمن، النخعي الكوفي، أخو حصين: ثقة، وثقه أحمد بن حنبل، ورَوى توثيقه عن ابن معين، ووثقه غيرهما. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2 /157، فلم يذكر فيه جرحاً. وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 1/265 - 266، وروى توثيقه عن ابن معين وغيره. ولكنه وهم فيه وهمّا عجيبًا، لعله تبع فيه عليّ بن المديني، إن لم يكن انتقال نظر من ابن أبي حاتم نفسه!، فقد روى بإسناده عن ابن عون: "قال: قال لنا إبراهيم [يعني النخعي]: إياكم وأبا عبد الرحيم والمغيرة بن سعيد، فإنهما كذابان"!، ثم روى عن مسدد، قال: "زعم علي، يعني ابن المديني أن أبا عبد الرحمن: سلم بن عبد الرحمن النخعي"! فأولاً: إن البخاري أعرف الناس بشيخه ابن المديني، وأكثرهم تتبعًا لقوله في الرواية، وفي الجرح والتعديل. ولم يذكر هذا ولم يشر إليه، في ترجمة "سلم"، وما كان ليدعه لو كان عنده. وثانيًا: تعقب الحافظ - لله دره - في التهذيب هذا القول، وحقق ما فيه من وهم، فقال: "ما زلت أستبعد قول عليّ هذا؛ لأن سلمّا يصغر عن أن يقول فيه إبراهيم هذا القول، ويقرنه بالمغيرة بن سعيد!، إلى أن وجدت أبا بشر الدولابي جزم في الكنى، بأن مراد إبراهيم النخعي بأبي عبد الرحيم: شقيقٌ الضبي، وهو من كبار الخوارج، وكان يقص على الناس، وقد ذمه أيضاً أبو عبد الرحمن السلمي، وغيره من الكبار". وهذا تحقيق منه نفيس. وما أشار إليه من كلام الدولابي، هو في كتاب الكنى 2: 70، قال: "وأبو عبد الرحيم: شقيق الضبي. وقال حمّاد بن زيد عن ابن عون: قال لنا إبراهيم: إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحيم فإنهما كذابان، يعني المغيرة بن سعيد وشقيق الضبي". ومع هذا، فإن شقيقًا الضبي القاصّ الكوفي، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/248، =

ابن عبد الرحمن، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يكْرَهُ الشِّكَالَ من الخَيْل. 7403 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا محمَّد بن عَجْلان، حدثني القَعْقاع بن حَكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إنما أنا لكم مثل الوالد، أعَلّمكُمْ، فإذا أتى أحدُكم الخَلاءَ فلا تستقبلوها ولا تستدبروها، ولا يستنْجِي بيمينه"، وكان يأمر بثلاثة

_ = فلم يذكر فيه جرحاً. وانظر أيضاً ترجمته في لسان الميزان 3: 151. والحديث رواه البخاري في الكبير، في ترجمة "سلم بن عبد الرحمن"- عن أبي نعيم، عن سفيان، وهو الثوري، بهذا الإِسناد. ثم رواه من طريق شُعبة، عن عبد الله بن يزيد النخعي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. ورواه مسلم 2: 95، من طريق وكيع، ومن طريق ابن نُمير وعبد الرزاق، ثلاثتهم عن الثوري. ثم رواه من طريق شُعبة أيضاً. ورواه أبو داود: 2547 (328:2 عون المعبود)، عن محمَّد بن كثير، عن سفيان، به. ونسبه المنذري: 2437 للترمذي والنسائي أيضاً. الشكال، بكسر الشين المعجمة وتخفيف الكاف، قال مسلم في روايته: "وزاد في حديث عبد الرزاق: (والشكال) أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض، وفي يده اليسرى. أو في يده اليمنى ورجله اليسرى". وهذا التفسير ثابت أيضاً في رواية أبي داود، فليس هو من كلام عبد الرزاق، كما يظن بادئ ذي بدء من رواية مسلم. وقال الخطابي في معالم السنن: "هكذا جاء في التفسير من هذا الوجه. وقد يفسر الشكال: بأن يكون يد الفرس وإحدى رجليه محجَّلة، والرِّجل الأخرى مطلقة. ولعله سقط من هذا الحديث حرف". وذكر القاضي عياض في المشارق 2: 252، في تفسيره أقوالاً كثيرة. (7303) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه: 7362، من رواية سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان. ولكن لم يذكر هناك الأمر بثلاثة أحجار، يعني في الاستطابة. وقد أشرنا هناك، إلى أن النسائي رواه 1: 16، من طريق يحيى بن سعيد، وإلى روايات أبي داود: 8، وابن ماجة: 313، وابن حبان 2: 611 (من مخطوطة الإحسان). ففي كل هذه الروايات

أحجارٍ، وينْهَى عن الرَّوْث والرِّمَّة. 7404 - حدثنا يحيى، عن ابن عَجْلان، حدثني القعقاعِ بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "رَحِم الله رجلاً قام من الليل، فصلَّى، وأيقظَ امرأتَه، فصلَّتْ، فإنْ أبَتْ نَضحِ في وجهها الماء، ورحمِ الله امرأةً قامت من الليل، فصلَّتْ، وأيقظتْ زوجها، فصلَّى، فإن أبي، نَضحَت في وجهه الماء". 7405 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن عُبيد الله، عن أبي الزِّناد،

_ زيادة الأمر بثلاثة أحجار، كما هنا. وانظر: 7220. (7404) إسناده صحيح، وقد مضى موجرًا: 7363. وذكرنا لفظ هذا وتخريجه هناك. (7405) إسناده صحيح، عُبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم، أحد الفقهاء السبحعة. وقد صرح بأنه "بن عمر" - الترمذي في روايته. وهو الذي يروي له الشيخان. ووقع في بعض نسخ أبي داود، في هذا الإِسناد، "بن أبي زياد" - كما ثبت في عون المعبود، وعليه علامة نسخة، وأثبت هذه الزيادة الأستاذ محمَّد محيى الدين عبد الحميد، بين علامتي الزيادة، في طبعته لأبي داود. وهذا خطأ صرف!، بل هو جهل بالرجال والأسانيد، من كاتب النسخة التي نقل عنها صاحب عون المعبود هذه الزيادة!، فإن "عُبيد الله بن أبي زياد القداح المكي" ليس له شأن بهذا الحديث، ولم يخرج له مسلم شيئًا، ولم يذكر بالرواية عن أبي الزناد. بل نص في التهذيب على أن له عند ابن ماجة حديثًا واحدًا، هو غير هذا الحديث، مع أن ابن ماجة روى هذا الحديث، كما سيتبين من التخربج، إن شاء الله. والحديث رواه مسلم 1: 443، من طريق عبد الله بن إدريس، ويحيى بن سعيد [شيخ أحمد هنا]، وأبي أسامة. ورواه أبو داود: 3376 (3: 262 عود المعبود)، من طريق ابن إدريس، [وهو عبد الله]. ورواه الترمذي 2: 235، من طريق ابن إدريس، [وهو عبد الله]. من طريق يحيى، [وهو ابن سعيد، شيخ أحمد]. ورواه ابن ماجة: 2194، من طريق عبد العزيز بن محمَّد، [وهو الدراوردي]- كلهم عن عُبيد الله، وصرح الترمذي بأنه "عُبيد الله بن عمر"، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: "حديث أبي -

عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نَهى عن بيعِ الغَرَرِ. 7406 - حدثنا يحيى، أخبرنا عُبيد الله، حدثني ابن أبي سعيد،

_ = هريرة حديث حسن صحيح". ورواه ابن الجارود في المنتقى، ص: 283، من طريق عقبة بن خالد، قال: "حدثنا عُبيد الله، يعني ابن عمر"، به. ومما يقطع بصحة ما قلنا: أن هؤلاء الذين رووه عن عُبيد الله بن عمر، لم يذكر منهم بالرواية عن عُبيد الله بن أبي زياد إلا يحيى بن سعيد القطان وحده. وأبو داود لم يروه من طريق يحيى القطان، حتى يتوهم أن لهذه الزيادة التي وقعت في بعض نسخه أصلاً أو وجهاً. وسيأتي الحديث مرارًا: 8871، 9626 م، 10443 م. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس. 2752. وفي مسند ابن مسعود: 3676. وفي مسند ابن عمر: 6307. "الحصى"، بفتح الحاء والصاد المهملتين وآخره ألف مقصورة: جمع "حصاة". وفي أكثر الروايات التي أشرنا إليها "الحصاة" بالإفراد. قال ابن الأثير: "هو أن يقول البائع أو المشتري: إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع. وقيل: هو أن يقول: بعتك من السلع ما تقع عليه حصاتك إذا رميت بها، أو: بعتك من الأرض إلى حيث تنتهي حصاتك. والكل فاسد؛ لأنه من بيوع الجاهلية، وكلها غرر، لما فيها من الجهالة". ووقع في ح "الخصى"!، بالخاء المعجمة، وهو تصحيف مطبعي. و"الغرر"، بفتح الغين المعجمة والراء: ما كان له ظاهر يغرّ المشتري، وباطن مجهول. وقد سبق تفصيل تفسيره: 2752. (7406) إسناده صحيح، ابن أبي سعيد: هو "سعيد بن أبي سعيد المقبري". والحديث رواه ابن ماجة مقطعًا في موضوعين، من طريق أبي أسامة، وعبد الله بن نُمير، كلاهما "عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري": فروى "السواك عند كل صلاة": 287، وروى تأخير العشاء "إلى ثلث الليل، أو نصف الليل": 691. ورواه البيهقي في السنن الكَبرى 1: 36، من طريق حمّاد بن مسعدة، عن عُبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد"، به. وروى الترمذي 1: 152، تأخير العشاء، من طريق عبدة "عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري". وقد ذكر البخاري أوله معلقًا 4: 137، قال: "وقال أبو هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل ضوء". وبين =

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أن أَشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء، ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل، أو شَطرْ الليل". 7407 - حدثنا يحيى، حدثنا الأوزاعي، حدثني الزُّهري، حدثني

_ = الحافظ في الفتح من وصل هذا التعليق، فقال: "وصله النسائي، من طريق بشر بن عمر، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد، عن أبي هريرة، بهذا اللفظ. ووقع لنا بعلوّ في جزء الذهلي. وأخرجه ابن خزيمة، من طريق روح بن عبادة، عن مالك، بلفظ: لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء. والحديث في الصحيحين، بغير هذا اللفظ، من غير هذا الوجه. وقد أخرجه النسائي أيضًا، من طريق عبد الرحمن السراج، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، بلفظ: لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع كل وضوء". ففات الحافظ - على دقته وتتبعه، رحمه الله - أن يشير إلى رواية المسند هذه. وأما رواية بشر بن عمر، التي نسبها للنسائي - فلعلها في السنن الكبرى. وقد روى البيهقي نحوها، في السنن الكبرى 1: 35، من طريق إسماعيل بن أبي أوي، عن مالك، ثم من رواية روح بن عبادة، عن مالك - ورواية "روح" هي التي نسبها الحافظ لابن خزيمة. ثم قال البيهقي: "وهذا الحديث [يعني من رواية مالك عن الزهري عن حميد]: معروف بروح بن عبادة، وبشر بن عمر الزهراني، عن مالك". وأما رواية عبد الرحمن السراج، عن سعيد المقبري، التي نسبها للنسائي أيضاً - فلعلها أيضاً في السنن الكبرى. وقد رواها الحاكم في المستدرك 1: 146، بإسنادين إلى حمّاد بن زيد: "حدثنا عبد الرحمن السرّاج، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري". وأشار الحاكم إلى أن الشيخين روياه عن أبي هريرة، "ولم يخرجا لفظ (الفرض) فيه". ثم قال: "وهو صحيح على شرطهما جميعاً، وليس له علة". وقد رواه البيهقي 1: 36، عن الحاكم، بهذا، و"عبد الرحمن السراج": هو عبد الرحمن بن عبد الله السراج البصري، وهو ثقة من أصحاب نافع، وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم. وقد مضى نحو معنى هذا الحديث: 7335، 7338. وقد حققنا بعض أسانيده أيضاً، في شرحنا على الترمذي، رقم:167 (ج1 ص 310 - 311). (7407) إسناده صحيح، ثابت الزرقى: هو ثابت بن قيس بن سعد بن قيس، من بني عامر بن =

ثابت الزُّرَقي، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسُبُّوا الريح، فإنها تجِيء بالرحمة والعذاب، ولكن سَلُوا الله خَيْرَها، وتَعَوَّذُوا به من شَرِّها". 7408 - حدثنا يحيى، عن ابن أبي ذِئْب، قال: حدثني سعيد بن

_ = زريق - بضم الزاي - الأنصاري المدني، رفع نسبه ابن سعد في الطبقات 5: 206، وهو تابعي ثقة، وثقه النسائي وغيره، وقال ابن مندة: "مشهور من أهل المدينة". وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 167، وقال: "سمع أبا هريرة"، وترجمه ابن أبي حاتم 1/ 1/ 456. وليس له في الرواية إلا هذا الحديث. وقال النسائي: "لا أعلم روى عنه غير الزهري". والحديث سيأتي بهذا الإِسناد مرة أخرى: 9627. ورواه ابن ماجة: 3727، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن سعيد، عن الأوزاعي، به. وزاد: "فإنها من رَوْح الله"، بعد قوله "لا تسبوا الريح". وكذلك رواه البخاري في الأدب المفرد، ص 106، عن مسدّد، عن يحيى، بهذه الزيادة. ورواه أبو داود: 5097 (4: 486 عون المعبود)، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، مطولا، في قصة. وسيأتي في المسند: 7619 عن عبد الرزاق. وسيأتي أيضاً مطولا، في القصة: 9288، من رواية محمَّد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن الزهري. وكذلك رواه الحاكم 4: 285، من طريق بحر ابن نصر، عن بشر بن بكر، عن الأوزاعي، به، مطولاً. ووقع في نسخة المستدرك المطبوعة "شريك بن بكر" بدل "بشر بن بكر"!، وهو خطأ مطبعي واضح، فليس في الرواة المترجمين من يسمى "شريك بن بكر". والذي يروي عن الأوزاعي ويروي عنه بحر بن نصر- هو "بشر بن بكر". وسيأتي أيضاً، مطولا في القصة: 10725، من رواية يونس عن الزهري. وأشار إليه البخاري في الكبير، في ترجمة "ثابت بن قيس"، كعادته في إشاراته الموجزة، قال: "قال لي محمَّد بن سلام: أخبرنا مخلد بن يزيد، أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرني زياد [يعني زياد بن سعد]، أن ابن شهاب أخبره، قال: أخبرني ثابت ابن قيس، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: الريح من رَوْح الله". وقوله "من روح الله".، بفتح الراء وسكون الواو: أي من رحمته بعباده. (7408) إسناده صحيح، ورواه أبو داود الطيالسي: 2317، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد. =

أبي سعيد، عن أبيه، في أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا يَحِلُّ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخِر، تُسَافِرُ يوماً إلا مع ذي رحِمٍ". 7409 - حدثنا يحيى، [عن يحيى]، حدثني ذكوانُ أبو صالح،

_ = والحديث مكرر: 7221، وقد فصلنا القول في تخريجه، وأشرنا إلى الخلاف فيه على مالك، وعلى سعيد المقبري نفسه: أهو عن سعيد عن أبي هريرة، أم عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة؟ وأشرنا إلى هذا الإِسناد - هناك. (7409) إسناده صحيح، على الرغم من شك يحيى في اسم أحد رواته، إذ استبان اليقين، بالدلائل الصحاح. يحيى، شيخ أحمد: هو ابن سعيد القطان. وشيخه "يحيى"، الذي حدَّثه عن ذكوان: هو ابن سعيد الأنصاري. وقد سقط من ح [عن يحيى]، وهو خطأ واضح، زدناه تصحيحًا من ك م. وبهامش م: "يحيى الأول: هو القطان. والثانى: الأنصاري". ذكوان: هو أبو صالح السمان، والد سهيل، وصالح، وعبد الله. وهو تابعي معروف، يروي عن أبي هريرة وغيره من الصحابة مباشرة، ولكنه روى هنا عن أبي هريرة بالواسطة. "إبراهيم بن عبد الله" أو "عبد الله بن إبراهيم": هكذا شك فيه يحيى بن سعيد القطان، شيخ أحمد. والعبارة في السند تحتمل أن يكون هو، وأن يكون الشاك شيخه "يحيى بن سعيد الأنصاري"، إذ يقول الإِمام أحمد "شك، يعني يحمي". ولكنا قطعنا بأن الشك من "يحيى القطان"؛ لأن الحديث نفسه رواه مسلم في صحيح 1: 392، من طريق عبد الوهاب، هو ابن عبد المجيد الثقفي، قال: "سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت أبا صالح: هل سمعتَ أبا هريرة يذكر فضل الصلاة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فقال: لا، ولكن أخبرني عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، أنه سمع أبا هريرة يحدث: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال .... "، فذكر الحديث. وعبد الوهاب بن عبد المجيد: من أحفظ الناس لحديث يحيى الأنصاري وأوثقهم فيه، من أجل كتابه. فقال علي بن المديني: "ليس في الدنيا كتاب عن يحيى، يعني ابن سعيد الأنصاري - أصح من كتاب عبد الوهاب. وكلُّ كتاب عن يحيى، فهو عليه كلٌّ". ولذلك جزم مسلم برواية عبد الوهاب واعتمدها، يدل على ذلك صنيعه: إذ روى بعدها رواية يحيى القطان - التي رواها أحمد هنا - فلم =

عن إبراهيم بن عِبدالله، أو عبد الله بن إبراهيم،- شَكَّ، يعني يحيى - عن

_ = يذكرها مفصلة، بل أشار إليها إشارة. فقال: "وحدثنيه زهير بن حرب، وعُبيد الله بن سعيد، ومحمد بن حاتم، قالوا: حدثنا يحيى القطان، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد". فلم يذكر لفظه، ولم يذكر شك يحيى القطان في ذلك التابعي الراويه عن أبي هريرة. ومما يؤيد أن يحيى القطان لم يتقن حفظ هذا الحديث من رواية ابن قارظ هذا الذي يشك فيه: أن الحديث سيأتي في المسند أيضاً: 10116 عن يحيى "عن محمَّد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة (إن شاء الله) عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال ... "، فذكره. فقوله في هذه الرواية "إن شاء الله": ليس شكّا في رفع الحديث، ولا شكّا في أنه عن أبي هريرة - فيما أرجع - بل هو شك في اسم "إبراهيم بن عبد الله بن قارظ"، بدليل آخر يؤيد ما رجحنا، ويقطع بأن الراوي هو "عبد الله بن إبراهيم"، إذ هو من وجه آخر غير هذين الوجهين: فروى النسائي 1: 113، من طريق الزهري، "عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر مولى الجهنيين، وكانا من أصحاب أبي هريرة، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: صلاة في مسجد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، فإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - آخر الأنبياء، ومسجده آخر المساجد. قال أبو سلمة وأبو عبد الله: لم نشك أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فمنعنا أن نستثبت أبا هريرة في ذلك الحديث، حتى إذا توفي أبو هريرة، ذكرنا ذلك، وتلاوَمْنا أن لا نكون كلمنا أبا هريرة في ذلك، حتى يسنده إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، إن كان سمعه منه. فبينا نحن على ذلك، جالسنا عبد الله بن إبراهيم ابن قارظ، فذكرنا ذلك الحديث، والذي فرطنا فيه، ومن نص أبي هريرة، فقال لنا عبد الله بن إبراهيم: أشهد أنس سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: فإني آخر الأنبياء، وإنه آخر المساجد". فهذه رواية مفصلة مبينة، بإسناد صحيح، لا يتطرق إليها الشك في اسم الراوي عن أبي هريرة، وهو "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ". وهي تدل على أن أبا سلمة بن عبد الرحمن، سمع هذا الحديث من أبي هريرة، مع أبي عبد الله الأغر، وأنهما استيقنا من رفع الحديث، بدلالة قرائن السماع، ولكنهما لم يسمعا منه رفعه لفظًا. ثم تطرق إليهما الشك في الكلمة الأخيرة منه، وهي "فإني آخر الأنبياء، وإنه =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من

_ = آخر المساجد". فشهد لهما عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أنه سمع رفعه نصًا من أبي هريرة. وحين روى يحيى القطان هذا الحديث، عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة، في الرواية: 10116، جاءه الشك الذي عنده في اسم "ابن قارظ"، فسماه "إبراهيم بن عبد الله"، بدل "عبد الله بن إبراهيم"، ثم استدرك لشكه، فقال: "إن شاء الله". والشك في "إبراهيم بن عبد الله" أو "عبد الله بن إبراهيم" - لم ينفرد به يحيى القطان. وقد مضى تفصيل الكلام فيه، في شرح الحديث: 1659. وذكرنا هناك أن ابن أبي حاتم جعلهما اثنين، وأن صاحب التهذيب رجع أنهما واحد، تبعًا للبخاري في الكبير، ولابن معين في جزمه بأن الزهري كان يغلط فيه!، واستبعدنا هذا جداً، ورجحنا بالقرائن أن "إبراهيم بن عبد الله بن قارظ" هو غير "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ". وأن الأول ابن الثاني - على تردد منّا هناك فيما رجحنا؛ لأن القسمين اللذين فيهما هاتان الترجمتان من كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، لم يطبعا. وقلنا هناك: "والظاهر أنه كان بين عبد الرحمن بن عوف وابن قارظ قرابة قريبة، ولعلها من ناحية النساء، لقوله له إذ عاده: وصلتْك رحم. وما يقال هذا إلا لذي قرابة وشيجة". وقد طبع بعد ذلك، من كتاب الجرح والتعديل، القسمان اللذان فيهما ترجمتا "إبراهيم بن عبد الله"، وعبد الله بن إبراهيم"، وهاك نص الترجمتين: "إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: روى عن عمر، وعلى، وأبي هريرة. روى عنه عمر بن عبد العزيز، وسعد بن إبراهيم"- 1/ 1/109. "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ الزهري: روى عن أبي هريرة. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعمر بن عبد العزيز، وأبو أمامة بن سهل، وأبو صالح ذكوان، وعبد الكريم أبو أمية" - 2/ 2/ 2. فهاتان الترجمتان بينتان، ترجحان أنهما اثنان، وأن "عبد الله" هو ابن "إبراهيم بن عبد الله" .. ونزيد على ذلك أننا نرجح أن سياق هكذا: "عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ"، لما في طبقات ابن سعد 5: 41 - 42، في ترجمة "إبراهيم بن قارظ بن أبي قارظ، واسمه: خالد، بن الحرث بن عبيد بن تيم بن عمرو بن الحرث بن مبذول ابن الحرث بن عبد مناة بن كنانة"، وذكر أن أبا قارظ دخل مكة ... وأنه حالف "عبد =

ألف صلاة فيما سواه، إلا السجدَ الحرام". 7410 - حدثنا يحيى، عن ابن عَجْلان، حدثني سعيد بن أبي

_ = عوف بن عبد الحرث بن زهرة" جد "عبد الرحمن بن عوف"، وما فيه أيضاً 3/ 1/ 90 س 12 في أولاد عبد الرحمن بن عوف: "وأبو بكر، وأمه: أم حكيم بنت قارظ بن خالد بن عبيد". وكذلك ما في الإصابة 8: 227، في ترجمة "أم حكيم بنت قارظ ابن خالد .... من بني ليث حلفاء بني زهرة: كانت زوج عبد الرحمن بن عوف. ذكرها البخاري في الصحيح تعليقًا .... ". ونرجح أيضاً أن "عبد الله بن قارظ"، الذي حدث عنه ابنه "إبراهيم"، في الحديث الماضي: 1659: "أنه دخل على عبد الرحمن ابن عوف وهو مريض"، وأن عبد الرحمن قال له: "وصلتك رحم"-: هو "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ"، والد "إبراهيم بن عبد الله"، وجد "عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله". وأن "عبد الله ابن إبراهيم" ذاك الأعلى، الذي دخل على عبد الرحمن بن عوف - هو ابن أخي "أم حكيم بنت قارظ" زوج عبد الرحمن بن عوف. ولعلنا نوفق - فيما نستقبل إن شاء الله - إلى تحقيق أوفى، حين تبدو لنا دلائل أقوى، إن وفق الله لذلك وشاءه. أما متن الحديث فصحيح، من أوجه كثيرة عن أبي هريرة مرفوعًا. وقد مضى بإسناد آخر صحيح: 7252، وذكرنا هناك أنه رواه الشيخان وغيرهما. (7410) إسناده صحيح، وسيأتي بهذا الإِسناد أيضاً: 9629. ورواه الحاكم في المستدرك 2: 160 - 161، 217، من طريق مسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. إقال في الموضعين: "هذا حديث صحيح على شرحًا مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ورواه الترمذي 3: 15، والنسائي 2: 70، كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن محمَّد ابن عجلان، به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن". ورواه النسائي أيضاً 2: 56، من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عجلان. ورواه ابن ماجة: 2518، من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان. وذكره المنذري في الترغيب 3: 68، ونسبه للترمذي، ونقل عنه أنه قال: "حديث حسن صحيح". ونسبه أيضاً لابن حبان في صحيحه، وللحاكم. قوله "عونه"، في ح "عون" بدون الهاء. وهو خطأ مطبعي واضح، صححناه من ك م.

سعيد، في أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ثلاثٌ كلُّهم حَقٌّ على الله عَوْنُه: المجاهدُ في سبيل الله، والناكحُ المسْتَعْفِفُ، والمكاتَبُ يُرِيد الأدَاءَ". 7411 - حدثنا يحيى بن سعيد، عنِ ابن عَجْلان، قال: سمعت أبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تنَامُ عينِي، ولا ينام قَلْبِي". 7412 - حدثنا يحيى، عن ابن عَجْلان، عن سعيد، عن أبي

_ (7411) إسناده صحيح، عجلان، مولى فاطمة بنت عتبة، والد محمَّد: سبق توثيقه: 7358، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 225. والحديث سيأتي مرة أخرى: 9655، بهذا الإِسناد. ولم أجده في موضع آخر من حديث أبي هريرة. ولا أدري أنسيه الحافظ الهيثمي فلم يذكره في مجمع الزوائد، أم خفى على موضحه. وقد أستطع أن أجزم - بعد التتبع والاستقصاء، مني ومن الأخ الأستاذ محمَّد فؤاد عبد الباقي، ولعله تعب في البحث عنه كما تعبت، أو أكثرُ مما تعبت - أنه لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من حديث أبي هريرة. وقد ذكره السيوطي في الجامع الصغير: 2367، بلفظ: "تنام عيناي ولا ينام قلبي"، ونسبه لابن سعد "عن الحسن مرسلا"!، وهذا عجيب من شأنه!!. نعم، قد رواه ابن سعد 1/ 1/ 113 عن الحسن مرسلا. ولكنه ثابت باللفظ الذي نقله، من حديث ابن عباس موصولا، كما مضى في المسند: 1911. ومعناه ثابت صحيح، من حديث عائشة، في الصحيحين وغيرهما، بلفظ: "يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي". انظر البخاري 3: 27، و 4: 220، و6: 423. ومسلم 1: 205. والترمذي 1: 331 - 332. والنسائي 1: 248. ولقد ذكر السيوطي حديث عائشة هذا، في الزيادات على الجامع الصغير. انظر الفتح الكبير 3: 394 - 395، ولكنه قصر في تخريجه أيضاً، فنسبه للبخاري والنسائي فقط!، وانظر أيضاً في نحوه معناه: 2194، 2514، 3490، 3502. (7412) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة: 578، من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد، نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 270، وقال: "رواه البزار وأحمد، ورجاله رجال الصحيح". وليس هذا من الزوائد، فمَد رواه ابن ماجة كما ترى. =

هريرة، قال رجلى؟ كم يَكْفي رأسي في الغُسْل منِ اِلجنابة؟، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يَصُبُّ بيده علي رأسه ثلاثاً، قال: إن شَعَري كثير، قال: كان شعر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أكثرَ وأطْيَب. 7413 - حدثنا يحيى، عن ابن عَجْلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تصدَّقُوا"، قال رجل: عندي دينار؟، قال: "تصدقْ به على نفسك"، قال: عندي دينارآخر؟، قال: "تصدقْ به على زوجك"، قال: عندي دينارآخر؟، قال: "تصدقْ به على ولدك"، قال:- عندي دينارآخر؟ قال: "تصدقْ به على خادمك"، قال: عندي دينارآخر؟، قال: "أنت أبْصَرُ". 7414 - حدثنا يحيى، عن ابن عَجْلان، عن سعيد، عن أبي

_ = فيستدرك ذكره على الحافظ الهيثمي. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس: 2628. وما يأتي في مسند أبي سعيد: 11530، 11717. وفي مسند جابر: 14158، 42317، 44812، 15034، 15081، 15098، 15133. (7413) إسناده صحيح، وسيأتي بهذا الإِسناد: 10088. ورواه النسائي 1: 351، عن عمرو بن علي ومحمد بن المثنى، عن يحيى، وهو القطان، عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد. ورواه أبو داود: 1691 (2: 59 عون المعبود)، من طريق سفيان، عن ابن عجلان، به. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 1: 415، من طريق سفيان، عن ابن عجلان. وقال: "هذا حديث صحيح على شريط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وذكره المنذري في الترغيب 3: 81، ونسبه لابن حبان في صحيحه، فقط. (7414) إسناده صحيح، ورواه امام الأئمة ابن خزيمة، في كتاب التوحيد، ص: 26، عن ابن المثنى، وعن بندار، كلاهما عن يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه البيهقي في الأسماء والصفات، ص: 216، من طريق محمَّد بن أبي بكر، عن يحيى بن سعيد. وكذلك رواه الخطيب في تاريخ بغداد 2: 220 - 221، من طريق عمر بن شبة، عن يحيى بن سعيد. ورواه البخاري في الأدب المفرد، ص: 28، مقطعًا في =

هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا ضَرب أحدُكم فليجتنب الوجه، ولا تقل قَبَحَ الله وجهَك ووجْهَ من أَشْبَهَ وجهك، فإن الله تعالى خلق آدمَ على صورته". 7415 - حدثنا يحيى، عن ابن عَجْلان، عن سعيد، عن أبي

_ = حديثين: فروى النهي عن قوله "قبح الله وجهك"، من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة. ثم روى النهي عن ضرب الوجه، من طريق سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن أبيه وسعيد، عن أبي هريرة. وقد مضى النهي عن ضرب الوجه: 7319، من رواية ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ورواه أبو بكر الآجرّي، في كتاب الشريعة، ص 314 - 315، مفرقًا، بأسانيد، من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد، ومن طريقه عن ابن عجلان عن سعيد. وروى أيضاً النهي عن ضرب الوجه، من طريق يحيى بن سعيد - هو القطان- عن ابن عجلان، عن سعيد. وقوله "قبح": هو بفتح القاف والباء مخففة، من "القَبْح"، وهو الإبعاد: قال القاضي عياض في الشارق 2: 169: "يقال (قبحت فلانًا) مشددًا، إذا قلتَ له (قَبَحَك الله) مخففًا، ومعناه: أبعدك. و (القَبْحُ): الإبعاد. ويقال (قَبَّحه الله) أيضاً، مسنددًا، حكاه ابن دريد، تقبيحًا، وقَبْحًا، في الأول، بالفتح، والاسم بالضم". وفي اللسان 3: 386، عن أبي عمرو: "قَبَحْتُ له وجهَه، مخففة. والمعنى: قلت له: قَبَحه الله. وهو من قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}. أي: من المُبْعَدين الملعونين، وهو من (القبح) وهو الإبعاد). وفيه أَيضًا عن أبي زيد. "قَبَحَ الله فلانًا، قَبْحًا وقُبُوحًا، أي أقصاه وباعده من كل خير". (7415) إسناده صحيح، ورواه النسائي 2: 72، من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، به. وروى ابن ماجة: 1857، نحو معناه، من حديث أبي أمامة، وأشار شارحه نقلاً عن زوائد البوصيري، إلى حديث أبي هريرة هذا. وروى أبو داود، نحو معناه، في حديث طويل لابن عباس: 1664 (2: 50 عون المعبود)، ونقلنا في هوامش تلخيص المنذري: 1598 عن تفسير ابن كثير أنه رواه، أي حديث ابن عباس، الحاكم وصححه، وابن =

هريرة: سُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟، قَالَ "الَّذِى تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلاَ تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ". 7416 - حدثنا أبو معاوية، وابنُ نُمَير، قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "يقول الله عز وجل: أنا مِعِ عبدي حينَ يذْكرني، فإنْ ذَكَرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ، ذكرته في ملإ هُم خيرٌ منهم، وإن اقْتَرَبَ إليّ شبْرًا، اقْتَرَبْت إليه ذراعًا، وإن اقتربَ إليّ ذراعًا، اقتربتُ إليه باعًا، فإن أتانى يَمْشِي، أتيته هَرْوَلَةً".

_ = أبي حاتم، وابن مردويه. وقوله "الذي تسره": تذكير اسم الإشارة ثابت في الأصول الثلاثة، وهو صحيح. وتوجيهه: أنه إخبار عن الزوج الذي امرأته بهذه الصفات المرغوبة. وفي النسائي "التي". (7416) إسناده صحيح، أبو معاوية محمَّد بن خازم - بالخاء المعجمة - الضرير: مضت ترجمته: 6499. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 273 - 274، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 246 - 0248 ابن نُمير: هو عبد الله بن نُمير بن عبد الله بن أبي حية الخارفي: سبق توثيقه: 1059. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 6: 274 - 275، ورفع نسبه بما لم يذكر في غيره. وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 186. والحديث رواه الترمذي 4: 290، عن أبي كريب، عن أبي معاوية وابن نُمير، بهذا الإِسناد. وأوله في روايته: "أنا عند ظن عبدي في، وأنا معه حين يذكرني"، أي على لفظ ابن نُمير. ولم يفرق بين روايته ورواية أبي معاوية، بالتفصيل الذي بينه الإِمام أحمد هنا. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه البخاري 13: 325 - 328، عن عمر بن حفص عن أبيه. ومسلم 2: 306 - 307، من طريق جرير - كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. ثم رواه- ولم يذكر لفظه- عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية، عن الأعمش به. وقال الترمذي، بعد روايته: "ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث: من تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعاً -: =

وقال ابن نُمير في حديثه: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيثُ يذكُرُني". 7417 - حدثنا أبو معاوية، ويَعْلَى، قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أِبىِ هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كم مضى من الشهر؟ "، قال: قلنا: مضتْ ثنتان وعشرون وبَقى ثَمَان، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا، بل مضتْ منه ثنتان وعشرون، وبقى سبعٌ، اطلبوها الليلة" قال يَعْلَى في حديثه: الشهر تسْعٌ وعشرون. 7418 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالحْ عن

_ = يعني بالمغفرة والرحمة. وهكذا فسره بعض أهل العلم بالحديث، قالوا: إنما معناه يقول: إذا تقرب إليّ العبد بطاعتي وبما أمرت، تسارع إليه مغفرتي ورحمتي". (7417) إسناده صحيح، يعلى: هو ابن عبيد الطافسي، سبقت ترجمته: 5829. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 277، وقال: "كان ثقة كثير الحديث". والحديث رواه ابن ماجة: 1656، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإِسناد، نحوه. ونقل شارحه عن زوائد البوصيري قال: "إسناده صحيح على شرط مسلم". وأقول: بل هو على شرط البخاري أيضاً. وانظر 4808، 6074، 6474. (7418) إسناده صحيح، والشك من الأعمش أنه "عن أبي هريرة" أو "عن أبي سعيد "- لا أثر له على صحة الحديث، كما هو بديهي. والحديث رواه الترمذي 4: 288 - 289، عن أبي كريب، عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقال؟ "هذا حديث حسن صحيح. وقد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه!. وسيأتي بيان الأوجه الآخر، التي يشير إليها الترمذي، في التخريج، إن شاء الله. ورواه البخاري 11: 177 - 179، عن قتيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعًا، بنحوه. ولم يشك فيه الأعمش. فالظاهر أنه استيقن بعد ما شك، أو شك بعد ما استيقن. وقال الحافظ في الفتح، عند قوله "عن أبي هريرة" -: كذا قال جرير، وتابعه الفضيل بن =

أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، هو شَكَّ، يعني الأعمشَ، قال: قال رسول الله

_ = عياض، عند ابن حبان. وأبو بكر بن عياش، عند الإسماعيلي- كلاهما عن الأعمش. [يعني أنه: عن أبي هريرة، بغير الشك]. وأخرجه الترمذي، عن أبي كريب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، فقال (عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد) - هكذا بالشك للأكثر. وفي نسخة [يعني من الترمذي] (وعن أبي سعيد] بواو العطف. والأول هو المعتمد، فقد أخرجه أحمد عن أبي معاوية بالشك، وقال: شك الأعمش. وكذا قال ابن أبي الدنيا عن إسحق بن إسماعيل عن أبي معاوية. وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية عبد الواحد بن زياد (عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد. وقال: شك سليمان، يعني الأعمش) ". ورواية الفضيل ابن عياض، التي يشير الحافظ إلى أنها عند ابن حبان - هي في صحيح ابن حبان (2: 187 - 188 من مخطوطة الإحسان)، من طريق محمَّد بن عبد ربه، عن الفضيل بن عياض. ورواه ابن حبان أيضاً (2: 189 - 190 من مخطوطة الإحسان)، من طريق إسحق بن راهويه، عن جرير، وهو الوجه الذي رواه منه البخاري. ثم قال البخاري - بعد روايته: "رواه شُعبة عن الأعمش، ولم يرفعه. ورواه سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". يشير البخاري بالرواية الموقوفة - إلى الرواية التالية: 7419، عن محمَّد بن جعفر، عن شُعبة. قال الحافظ: "وهكذا أخرجه الإسماعيلي، من رواية بشر بن خالد، عن محمَّد بن جعفر، موقوفاً". ويشير البخاري أيضاً برواية "سهيل" - إلى الرواية الآتية 7420. ولم يسق الإِمام أحمد لفظها. وقد رواها مسلم 2: 309 - 310، من طريق بهز، عن وُهَيْب، عن سهيل، وساق الحديث بطوله. قوله "سياحين" بفتح السين المهملة وتشديد الياء التحتية، من قولهم "ساح في الأرض": إذا ذهب فيها. وأصله من سَيْح الماء الجاري. وقوله "فضلا": ضبطت بالشكل، في مخطوطة الإحسان، في الموضعين، بضم الفاء والضاء المعجمة. ونسخة "الإحسان نسخة متقنة موثقة. وقال النووي في شرح مسلم 17: 14: "ضبطوه على أوجه: أحدها، وهو أرجحها وأشهرها في بلادنا (فُضُلا) بضم الفاء والضاد. والثانية: بضم الفاء وإسكان الضاد، ورجحها بعضهم، وادعى أنها أكثر وأصوب. والثالثة: بفتح الفاء وإسكان الضاد، قال =

- صلى الله عليه وسلم - إن لله ملائكةً سَيَّاحِينَ في الأرض، فُضلاً عن كتَّاب الناس، فإذا

_ = القاضي [يعني عياضًا]: هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم. والرابعة (فُضُلٌ) بضم الفاء والضاد ورفع اللام، على أنه خبر مبتدأ محذوف. والخامسة (فُضَلاء) بالمد، جمع (فاضل). قال العلماء: معناه على جميع الروايات، أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق. فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم، وإنما مقصودهم حلق الذكر". ونص كلام القاضي عياص، تجده في المشارق 2: 160. ونقله الحافظ في الفتح 11: 177 - 178، ثم أتبعه بنص كلامه في الإكمال، قال: "الرواية فيه، عند جمهور شيوخنا في مسلم والبخاري، بفتح الفاء وسكون الضاد. [قال الحافظ]: فذكر نحو ما تقدم، وزاد: هكذا جاء مفسرًا في البخاري، في رواية أبي محاولة الضرير"!، ثم نقل الحافظ كلام النووي. ثم استدرك الحافظ على القاضي عياض، نسبة هذه اللفظة إلى البخاري، فقال: "ونسبة عياض هذه اللفظة للبخاري - وهم، فإنها ليست في صحيح البخاري هنا في جميع الروايات، إلا أن تكون خارج الصحيح. ولم يخرج البخاري الحديثَ المذكور عن أبي معاوية أصلاً. وإنما أخرجه من طريقه الترمذي. وزاد ابن أبي الدنيا والطبراني رواية جرير (فُضلا عن كتَّاب الناس)، ومثله لابن حبان، من رواية فضيل بن عياض، وزاد (سياحين في الأرض). وكذا هو في رواية أبي معاوية، عند الترمذي". أقول: تحرير هذا بدقة: أن البخاري لم يذكر في روايته، من طريق جرير: "سياحين في الأرض فضلا عن كتاب الناس". وذكر ابن حبان منها، من طريق جرير: "فُضُلا عن كتاب الناس"، ولم يذكر "سياحين في الأرض". وكذلك في رواية ابن حبان من طريق فضيل بن عياض. وهي ثابتة كلها، في رواية أبي معاوية، عند أحمد في هذه الطريق، وعند الترمذي أيضاً. فقد وهم القاضي عياض- كما قال الحافظ- في نسبة هذه الكلمة للبخاري، وفي نسبة رواية أبي معاوية إليه أيضاً. وأما تعلل الحافظ للقاضي عياض، بأنها قد تكون للبخاري خارج الصحيح!، فإنه تكلف؛ لأن القاضي إنما بني كتابه "مشارق الأنوار"، على الصحيحين والموطأ فقط. فلا شأن له بكتاب آخر، إلا أن ينص عليه صراحة أو ينقل منه. "عن كتاب الناس، بضم الكاف وتشديد التاء المثناة: جمع كاتب. والمراد بهم الكرام الكاتبون وغيرهم، المرتَّبون مع الناس. "البغية"، بكسر الباء =

وَجَدُوا قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى بُغْيَتِكُمْ، فَيَجِيئُونَ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ الله: أَىَّ شَىْءٍ تَرَكْتُمْ عِبَادِى يَصْنَعُونَ؟، فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيَذْكُرُونَك، فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِى؟، فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ [لَوْ رَأَوْنِى]؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا أَشَدَّ تَحْمِيداً وَتَمْجِيداً وَذِكْراً. فَيَقُولُ فَأَىَّ شَىْءٍ يَطْلُبُونَ؟، فَيَقُولُونَ: يَطْلُبُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟، قَالَ: فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟، فَيَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصاً وَأَشَدَّ لَهَا طَلَباً، قَالَ: فَيَقُولُ: وَمِنْ أَىِّ شَىْءٍ يَتَعَوَّذُونَ؟، فَيَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ، فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟، فَيَقُولُونَ: لاَ، قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟، فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا هَرَباً، وَأشَدَّ مِنْهَا خَوْفاً. قَالَ: فَيَقُولُ: إِنِّى أُشْهِدُكُمْ أَنِّى قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: فَإِنَّ فِيهِمْ فُلاَناً الْخَطَّاءَ، لَمْ يُرِدْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَتِهٍ، فَيَقُولُ: هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ". 7419 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن سليمان،

_ = وضمها مع سكون الغين وفتح الياء مخففة، ولفتح الباء وكسرالغين مع تشديد الياء المفتوحة: هي الحاجة التي تبتغي، أي تطلب. "فيحفُوُّن بهم": أي يحدقون بهم ويستديرون حولهم. يقال: "حف القوم الرجل، وبه، وحوله"، أحدقوا به واستداروا. زيادة [لو رأوني]، زدناها من ك، وهي ثابتة في رواية الترمذي. ولم تذكر في ح. والجملة كلها سقطت من م سهوًا من الناسخ. "الخطّاء": بفتح الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة والمد، أي كثير الخطأ والذنب، ملازم للخطايا غير تارك لها. وهو من أبنية المبالغة. "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم": قال الحافظ: "في هذه العبارة مبالغة في نفي الشقاء عن جليس الذاكرين. فلو قيل: لسعد بهم جليسهم - لكان ذلك في غاية الفضل، ولكن التصريح بنفى الشقاء أبلغ في حصول المقصود". (7419) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد بينا التخريج مفصلا فيه. وهذا الموقوف لا يكون =

عن ذكوان، عن أبي هريرة، ولم يَرْفَعْه، نَحْوَه. 7420 - حدثنا عفان، حدثنا وُهيْب حدثنا سُهَيْل بن أبي صالح، عنِ أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إن لله ملائكةً سَيَّارَةً فُضُلاً، يَبْتَغُونَ مجالسَ الذِّكْرِ، فذَكَر الحديثَ. 7421 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش - وابنُ نُمَيْيرٍ، قال: أخبرنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال

_ = علة للمرفوع، فالرفع زيادة من ثقة، بل من ثقات في هذا الحديث، فهو مقبول يقيناً. ثم هذا لو لم يجيء إلا موقوفاً لفظًا، لكان مرفوعاً حكمًا، إذ هو مما لا يعرف بالرأي ولا القياس. (7420) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديثين قبله. وقد بينا في أولهما أنه رواه مسلم من هذا الوجه: من طريق بهز، عن وُهَيْب، به. ورواه أيضاً الطيالسي: 2434، عن وُهَيْب،. وهنا في ح "عن سهيل عن ابن أبي صالح"!، وهو خطأ واضح، من الطابع غالبًا. وقوله في هذه الرواية "سيارة": هو من "السير"، وهو بمعنى "سياحين" في الرواية الأولى. قال في اللسان: "والسيارة: القافلة. والسيارة: القوم يسيرون. أنث على معنى: الرفقة، أو الجماعة. (7421) إسناده صحيح، روراه مسلم 2: 311، وابن ماجة: 225، كلاهما من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. ثم رواه مسلم بعده، من طريق ابن نُمير، عن الأعمش. وروى أبو داود: 3643 (3: 355 عون المعبود) - قطعة منه، من طريق زائدة، عن الأعمش. وروى الترمذي منه قطعة أيضًا، 3: 369، من طريق أبي أسامة، عن الأعمش. وروى ابن حبان في صحيحه، قطعتين منه: 84 (بتحقيقنا)، من طريق محمَّد بن خازم، وهو أبو معاوية. و (2: 119 - 120 من مخطوطة الإحسان)، من طريق محاضر بن المورع - كلاهما عن الأعمش. "من نفس"، بتشديد الفاء، من "التنفيس": أي فرج عنه. قوله "ومن يسرعلى معسر"، في ح "عن معسر". وهو خطأ، صححناه من ك، ومن سائر الروايات.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَنْ نَفَّس عن مؤمن كرْبَةً من كُرَب الدُّنيا، نَفَّسَ الله عنه كرْبةً مِن كرَب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا سَتَره الله في الدنيا والآخرة، ومن يَسَّرَ على مُعْسرٍ يَسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخبرة، والله في عَوْن العَبْد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سَلَك طريقاً يَلْتَمِس فيه علمًا سَهَّل الله له به طريقًا إلي الجنة، وما اجِتمع قومٌ في بيت من بيوت الله، يتلُون كتابَ الله، ويَتَدَارَسُونه بينهم، إلا نزلَتْ عليهمِ السَّكينَةُ، وغَشيَتْهُمُ الرحمة، وحَفَّتْهم الملِائكةُ، وذَكَرهم الله عز وجل فيمنْ عِنْدَه، ومَنْ أبْطَأَ به عَمَلُهَ، لم يُسْرِعْ به نَسَبُه". 7422 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن ألِي صالح، عن أبي هريرة، قال: قالِ رمأول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذاً العبدُ أدَّى حَقَّ الله وحَقّ موَاليه، كان له أجران". قال: فَحَدَّثْتُهما كعباً، قال كعب: ليس عليه حسابٌ، ولا على مؤمنٍ مُزهدٍ. 7423 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن

_ (7422) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 22، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بنحوه ثم رواه - ولم يسق لفظه - من طريق جرير، عن الأعمش. وقد مضى معناه- أعني الحديث المرفوع- من حديث ابن عمر مراراً، أولها: 4673، وآخرها: 6273. وأما كلمة كعب: فهو كعب الأحبار، وليس في قوله حجة، ولكنهم هكذا رووها، ملصقة بالحديث!!، وقول كعب "مزهد": هو بضم الميم وسكون الزاي وكسر الهاء. من "الزهد"، وهو القلة، والشيء الزهيد: القليل. يقال "أزهد الرجل إزهادًا"،، إذا قل ماله. وأخطأ ابن الأثير في النهاية 2: 135، إذ نقل كلمة كعب الأحبار هذه، على أنها حديث، فقال: "ومنه الحديث ... "!. (7423) إسناده صحيح، أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، كما مضت الرواية عنه مراراً. ووقع هنا في ح "حدثنا معاوية"، بحذف "أبو"، وهو خطأ مطبعي واضح. والحديث =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن أفضل الصدقة ما تَرَك غِنىً"، تقول

_ = رواه البخاري 9: 43 - 440، بنحوه، من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، بلفظ: "أفضل الصدقة ماترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. تقول المرأة: إما أن تطعمني، وإما أن تطلقني. ويقول العبد: أطعمنى واستعملني. ويقول الابن: أطعمني، إلى من تدعني؟، فقالوا: يا أبا هريرة، سمعت هذا من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟، قال: لا، هذا من كيس أبي هريرة". ورواه البيهقي 7: 471، من طريق أبي معاوية، وأبي أسامة، كلاهما عن الأعمش، بنحو رواية البخاري. ثم ذكر أنه أخرجه البخاري. وقد نص الحافظ في آخر كتاب النفقات 9: 452، على أن أثر أبا هريرة هذا، "موقوف متصل الإِسناد"، وعلى أنه من أفراد البخاري عن مسلم. أما أول الحديث، وهو المرفوع منه، فقد مضى معناه من حديث أبي هريرة: 7155، 7342. ومن هذا يعلم وهم المجد بن تيمية في المنتقى: 3873 حيث نسب "الزيادة المفسرة فيه من قول أبي هريرة" - للشيخين في الصحيحين. إذا لم يخرجهما مسلم في صحيحه أصلاً. وسيأتي الحديث مُرَّة أخرى، بنحوه: 10795، من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: "خير الصدقة ما كان عن ظهر عني، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. قال: سئل أبو هريرة: ما مَن تعول؟ قال: امرأتك تقول ... "، بنحو معناه. ومن هذه الرواية ورواية البخاري - نعلم أن الحديث الذي هنا مختصر، وحذف منه أهم لفظ يتعلق به باقية، وهو قوله "وابدأ بمن تعول". إذا أن باقية. "تقول امرأتك ... " - سواء أكان مرفوعاً أم موقوفاً - إنما هو تفسير لمن يعول. وذكر القسطلاني 8: 159 - بعد رواية البخاري - أن "هذا الحديث أخرجه النسائي في عشرة النساء". وكذلك في فتح الباري النص على أن النسائي رواه من وجهين- كما سيأتي، وقد تتبعت سنن النسائي في ذلك الموضع، وفي كل مظان الحديث، فلم أجده. والظاهر أنه في السنن "الكبرى" أو في بعض نسخ السنن التي لم تصل إلينا. وقد ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 28، بنحوه، من غير فصل. وقال: "رواه ابن خزيمة في صحيحه. ولعل قوله "تقول امرأتك" إلى آخره، من كلام أبي هريرة، مدرج". فلا أدري كيف فاته أن يراه في صحيح البخاري، وأن يري النص فيه على أن هذا من قوله أبي =

امرأُتكَ: أطْعِمْني، وإلا طَلّقْني، ويقول خادِمُك: أطْعِمْني، وإلا فَبِعْنِي،

_ = هريرة؟!. وقد اختلف الرواة على أبي صالح في هذا الكلام: أهو موقوف أم مرفوع؟ والصحيح الذي لا شك فيه أنه من كلام أبي هريرة، وأن من جعله مرفوعاً فقد وهم ونسى: فرواه أحمد، فيما سيأتي: 10830 من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن محمَّد ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وفي آخره: "فقيل: من أعول يا رسول الله؟ قال: امرأتك ممن تعول، تقول: أطعمني ... ". وبنحوه ذلك رواه الدارقطني: 145، والبيهقي 7: 470 كلاهما من طريق سعيد بن أبي أيوب. ثم قال البيهقي: "هكذا رواه سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان. ورواه ابن عيينة وغيره: عن ابن عجلان، عن المقبري عن أبي هريرة". وجعل آخره من قوله أبي هريرة. وكذلك جعله الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة". ورواية ابن عجلان عن سعيد المقبري، التي يشير إليها البيهقي - رواها الشافعي في الأم 5: 78، تجمع بين الحديث الماضي: 7413 ولين كلام أبي هريرة في آخر هذا الحديث: فرواها الشافعي عن سفيان بن عيينة، عن محمَّد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة: "جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - ... " فذكر الحديث: 7413، بنحوه، ثم قال ابن عجلان: قال سعيد بن أبي سعيد: ثم يقول أبو هريرة: إذا حدث بهذا: يقول ولدك: أنفق على .. "، فذكره بنحوه. ورواية الشافعي- هذه- هي في مسنده أيضاً بترتيب الشيخ عابد السندي، 2: 63 - 64. ورواه أيضاً البيهقي 7: 466، من رواية الأصم، عن الربيع، عن الشافعي. وقد روى الدارقطني أيضاً: 415 من طريق حمّاد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: "أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: المرأة تقول لزوجها: أطعمني أو طلقني، ويقول عبده: أطعمني واستعملني، ويقول ولده: إلى من تكلنا؟ ". وقد أشار الحافظ في الفتح إلى هذه الروايات، وحرر بتحقيق دقيق أن هذا الكلام من كلام أبي هريرة، فقال: "وقع في رواية للنسائي، من طريق محمَّد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به: "فقيل: من أعول يا رسول الله؟ - قال: امرأتك" الحديث. وهو وهم. والصواب ما أخرجه هو من وجه آخر عن ابن عجلان، به. وفيه: "فسئل أبو هريرة: من تعول، يا أبا هريرة؟ ". وقد تمسك بهذا بعض الشراح، [يريد بالرواية الأولى التي فيها =

وَيَقُولُ وَلَدُكَ: إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟،. قَالُوا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا شَىْءٌ قَالَهُ رَسُولُ الله، أَمْ هَذَا مِنْ كِيسِكَ؟ قَالَ: بَلْ هَذَا مِنْ كِيسِي!. 7424 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن

_ = الرفع]، وغفل عن الرواية الأخرى، ورجع ما فهمه بما أخرجه الدارقطني، من طريق عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "المرأة تقول لزوجها: أطعمني". ولا حجة فيه؛ لأن في حفظ عاصم شيئاً. والصواب التفصيل. وكذا وقع للإسماعيلي، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بسند حديث الباب: "قال أبو هريرة: تقول امرأتك" إلخ. وهو معنى قوله في آخر حديث الباب: "لا، هذا من كيس أبي هريرة". ووقع في رواية الإسماعيلي المذكورة: "قالوا: يا أبا هريرة، شيء تقوله من رأيك أو من قول رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟ قال: هذا من كيسي". ورواية أبي معاوية، التي يشير الحافظ إلى أنها عند الإسماعيلي، هي رواية أحمد عن أبي معاوية هنا. ولعل الحافظ لم يستحضرها من المسند حين كتب هذا. وقول أبي هريرة "من كيسي" - "الكيس"، بكسر الكاف: من الأوعية، وعاء معروف، يكون للدراهم والدنانير، والدر والياقوت. قال القاضي عياض في المشارق 1: 350: "بكسر الكاف رواه الكافة، أي: مما عنده من العلم المقتنى في قلبه كما يقتنى المال في الكيس. ورواه الأصيلي [يعني أحد رواة صحيح البخاري] بفتحها، أي: من فقهه وفطنته، ومن عنده، لا من روايته". وكذلك جزم الحافظ في الفتح، بأن اكثر رواة الصحيح رووه بالكسر، غير الأصيلي، فإنه رواه بالفتح. (7424) إسناده صحيح، ورواه سلم 1: 183 - 184، عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. ثم رواه - ولم يسق لفظه - من أوجه أخر، عن الأعمش. ورواه البخاري 1: 467 - 468، عن مسدد، عن أبي معاوية، بنحوه، مع بعض اختصار. ورواه أيضاً 2: 112 - 114، و 4: 285، من وجهين آخرين، عن الأعمش، بنحوه. وانظر: 7185. قوله "بضعا وعشرين درجة" - في رواية البخاري من طريق أبي معاوية: "خمساً وعشرين درجة". "لا ينهزه"، بفتح الياء والهاء، من باب "نفع". قال ابن الأثير: "النهز: الدفع. يقال: نهزت الرجل أنهزه، إذا دفعته. ونهز =

أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عن صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ بِضْعاً وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، ذَلِكَ: أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ، لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلاَّ رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةٌ، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَتِ الصَّلاَةُ هِىَ تَحْبِسُهُ، وَالْمَلاَئِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِهِمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِى صَلَّى فِيهِ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ؛ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ". 7425 - حدثنا يحيى بن مَعِين، حدثنا حفص، عن الأعمش،

_ = رأسه: إذا حركه". وقال القاضي عياض في المشارق 2: 30: "وضبطه بعضهم بضم الياء، وهو خطأ". (7425) إسناده صحيح، يحيى بن معين - بفتح الميم وكسر العين المهملة - البغدادي: إمام الجراح والتعديل، وهو صنو الإِمام أحمد، روى عنه رواية الأقران. كان يحيى إماما ربانيا، عالماً حافظاً، ثبتا متقنا، كما قال الخطب في ترجمته. وقال أبو عبيد: "انتهى العلم إلى أربعة: إلى أحمد بن حنبل، وإلى يحيى بن معين - وهو أكتبهم له، وإلى على بن المديني، وإلى أبي بكر بن أبي شيبة". ولد آخر سنة 158، ومات بالمدينة في ذي القعدة سنة 233. وترجمته تحفل بها الكتب والدواوين، انظر التهذيب، وابن سعد 7/ 2/ 91 - 92، والكبير 4/ 2/ 307، والصغير: 241، ومقدمة الجرح والتعديل:314 - 318، وتاريخ بغداد 14: 717 - 187. حفص: هو ابن غياث بن طلق بن معاوية الكوفي، سبق توثيقه:2749، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 6: 271 - 272، والبخاري في الكبير 1/ 3672، والصغير: 215، وابن أبي حاتم 1/ 2/ 85 - 186، وله ترجمة حافلة في تاريخ بغداد 8: 188 - 200. وسيأتي مزيد بحث في شأنه، في تخريج هذا الحديث. والحديث رواه أبو داود: 3460 (3: 290 عون المعبود)، عن يحيى بن معين، بهذا الإِسناد، بلفظ: "من أقال مسلما أقاله الله عثرته". ورواه الحاكم في المستدرك 2: 45، من طريق أبي داود، ومن طريق أبي المثنى العنبري، كلاهما عن =

عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أقال عثرَة أقَالَه الله يومَ القيامة".

_ = يحيى بن معين، به. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرحًا الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في السنن الكبرى 6: 27، من طريق أحمد بن على المروزي، ومن طريق العباس بن محمَّد الدوري. ورواه الخطب في تاريخ بغداد 8: 196، من طريق محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة - ثلاثتهم عن يحيى بن معين. ولفظ الخطيب: "من أقال مسلما عثرته، أقال الله عثرته يوم القيامة". وذكره ابن حزم في المحلى 9: 3 من رواية أبي داود، ثم وصفه في ص: 4 بالصحة. ونسبه الزيلعي في نصب الراية 4: 30، والمنذري في الترغيب والترهيب 3: 20، والحافظ في التلخيص: 241 - : لابن حبان في صحيحه أيضاً. ونقل الحافظ أن أبا الفتح القشيري - وهو ابن دقيق العيد - صححه أيضاً. وفي هذا الحديث تعليل طويل، لا أثر له في صحته. نجتهد في تلخيصه هنا، مع الإشارة إلى مصادره، والرد عليه ونقضه: فنقل الحافظ في التلخيص عن ابن حبان، قال: "ما رواه عن الأعمش إلا حفص بن غياث، ولا عن حفص إلا يحيى بن معين". وقال الخطيب: "وهذا الحديث أيضاً مما قيل إن حفصا تفرد به عن الأعمش. وقد توبع عليه". ولو صح انفراد حفص بروايته عن الأعمش ما ضر ذلك شيئاً. ولذلك أخرجه ابن حبان في صحيحه مع نصه على تفرد حفص به. ولم ينفرد به حفص كما قال الخطيب. وسنذكر الروايات الآخر التي وجدناها. ولقد قال الخطيب من قبل، ص: 194: "كان حفص كثير الحديث، حافظاً له، ثبتا فيه، وكان أيضاً مقدما عند المشايخ الذين سمع منه الحديث". ثم روى بعد، ص: 197 عن علي بن المديني، قال: "سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: أوثق أصحاب الأعمش: حفص بن غياث، فأنكرت ذلك، ثم قدمت الكوفة بأخَرَةَ، فأخرج إليّ عمر بن حفص كتاب أبيه عن الأعمش، فجعلت أترحم على يحيى، فقال لي عمر: تنظر في كتاب أبي وتترحم على يحيى؟! فقلت: سمعته يقول: حفص بن غياث أوثق أصحاب الأعمش، ولم أعلم حتى رأيت كتابه". وروى أيضاً عن أبي داود، قال: "كان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم - بعد الكبار - من أصحاب الأعمش، إلا حفص بن غياث". وروى الخطيب =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = أيضاً، من كتاب ابن عدي، ص: 196 - 197، كلمة في تحليله وردّ ابن عدي عليها، قال ابن عدي: "سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت الحسين بن الربيع يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في يحيى معين، ويقول: من أين له حديث حفص بن غياث عن الأعمش، [فذكر هذا الحديث]؟! هو ذا كتب حفص بن غياث عندنا، وهو ذا كتب ابنه عمر بن حفص عندنا، وليس فيه من ذا شيء! قال ابن عدي: وقد روى هذا الحديث مالك بن سعير، [بضم السين وفتح العين المهملتين] عن الأعمش. وما قاله أبو بكر بن أبي شيبة - إن كان قاله، فإن الحسين بن حميد لا يعتمد على روايته - في ابن معين، فإن يحيى أجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك، وله يُستبرأ أحوال الضعفاء. وقد حدث به عن حفص غير يحيى: زكريا بن عدي". وصدق ابن عدي، فإن الحسين بن حميد هذا ليس بثقة ولا كرامة. بل إن مطيَّنا رماه بالكذب. وانظر ترجمته في لسان الميزان 2: 280 - 281. وقد أشار إلى هذه الحكاية أيضاً، مع تحريف واضح فيها، لعله من الطابع. وقد وقع في تاريخ الخطب هنا خطأ فيها أيضاً، إذا فيه "وقد روى هذا الحديث مالك بن سعير [عن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية] عن الأعمش"! فزيادة "عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية" خطأ يقينا؛ لأن الأعمش مات سنة 417 أو 148، وعبد الرحمن بن مرزوق مات سنة 275، عن 93 سنة. وهو مترجم في تاريخ الخطيب 10: 274 - 275، ولسان الميزان 3: 435. فمحال أن يدرك الأعمش. ولعل صواب ما في الخطيب "وقد روى هذا الحديث مالك ابن سعير، رواه عنه عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية، عن الأعمش". ورواية مالك بن سعير عن الأعمش، ثابتة في ابن ماجة، رقم: 2199، قال: "حدثنا زياد بن يحيى أبو الخطاب، حدثنا مالك بن سحير، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح .... ". وهذا إسناد صحيح أيضاً، وهو متابعة جيدة لرواية يحيى بن معين عن حفص بن غياث عن الأعمش. وللحديث إسناد آخر، بل إسنادان، أحدهما صحيح والآخر وَهَمٌ: فرواه البيهقي 6: 27، من طريق جعفر بن أحمد بن صام، ومن طريق علي بن عبد العزيز البغوي، كلاهما عن إسحق بن محمَّد الفروي: "حدثنا مالك بن أنس، عن سمي، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أقال نادما أقاله الله يوم القيامة". ثم رواه هو، وأبو نعيم في الحلية 6: 345، كلاهما من طريق أبي العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي: "حدثنا إسحق بن محمَّد الفروي، حدثنا مالك ابن أنس، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: من "أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة". قال أبو نعيم: "تفرد به عبد الله عن إسحق من حديث سهيل. وتفرد به أيضاً إسحق عن مالك عن سمي عن أبي صالح. فقال: من أقال نادما". وهذان إسنادان ظاهرهما الصحة: فإن جعفر بن أحمد بن سام: ثقة مأمون، ترجمه الخطيب 7: 182. وأبو العباس عبد الله بن أحمد الدورقي: ثقة أيضاً، ترجمه الخطب 9: 371 - 372. وإسحق الفروي، الراويه عن مالك بن أنس: هو إسحق بن محمَّد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، واختلف فيه. والحق أنه ثقة، وهو من شيوخ البخاري، روى عنه في صحيحه، وترجمه في الكبير1/ 1/401، فلم يذكر فيه جرحًا، ولم يذكره في الضعفاء. وضعفه الدارقطني وغيره، وقال الساجي: "فيه لين، روى عن مالك أحاديث تفرد بها". وقال الحاكم: "عيب على محمَّد [يعني البخاري] إخراج حديثه. وقد غمزوه"!، والبخاري أخرج له عن مالك. فعنده أن تفرده عن مالك بأحاديث لا ينفى صحتها. وقال الحافظ في مقدمة الفتح: 387: "وكأنها مما أخذه عنه من كتابه قبل ذهاب بصره"، وهذا هو الحق. فقد ترجمه ابن أبي حاتم أيضاً 1/ 1/233، وقال: "سمعت أبي يقول: كان صدوقًا، ولكنه ذهب بصره، فربما لُقّن الحديث، وكتبه صحيحة. وكتب أبي وأبو زرعة عنه، ورويا عنه". فهذا الحديث بالإسنادين اللذين رواهما إسحق الفروي: أحد إسناديه وهم، والآخر صحيح. فقد قال أبو العباس الدورقي، راويه عن إسحق - في رواية البيهقي: "كان إسحق يحدّث بهذا الحديث "عن مالك عن سمى"، فحدثنا به من أصل كتابه "عن سهيل". فأبان الدورقي وجه الوهم في الرواية الأولى "مالك عن سمى": أن إسحق حدث بها من حفظه، ثم أبان صحة الرواية الأخرى، "مالك عن سهيل": أن إسحق حدثهم بها من أصل كتابه. ثم للحديث - بعد ذلك - إسناد آخر، ظاهره الصحة، ولكنه معلول بالانقطاع: فرواه =

7426 - حدثنا أبو معاوية، ويَعْلَى، قالا: حدثنا الأعمش، عن أبِي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "أتاكم أهل اليمن، همْ أَلْين قلوباً، وأرَقُّ أفئدةً، الإيمانُ يَمَان، والحكمةُ يَمَانِيَةٌ". قال أبو معاوية، يعني في حديثه: رأسُ الكفرِ قِبَلَ المشرق. 7427 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن

_ = الحاكم مطولا، في معرفة علوم الحديث: 18، ورواه البيهقي 6: 27، عن الحاكم- من طريق الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني: "حدثنا عبد الرزاق، عن عمر، عن محمَّد ابن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: "من أقال نادمًا أقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن كشف عن مسلم كربة ... ". ثم قال الحاكم: "هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة، لم يشك في صحته وسنده. وليس كذلك: فإن معمر بن راشد الصنعاني: ثقة مأمون، ولم يسمع من محمَّد بن واسع. ومحمد بن واسع: ثقة مأمون، ولم يسمع من أبي صالح. ولهذا الحديث علة يطول شرحها". وسيأتي ما يؤيد كلام الحاكم، في: 7687، 10502، إن أراد الله ذلك وشاءه. "من أقا" إلخ، قال ابن الأثير: "أي وافقه على نقض البيع وأجابه إليه. يقال: أقاله يقيله إقالة، وتقايلا: إذا فسخا البيع، وعاد المبيع إلى مالكه، والثمن إلى المشتري، إذا كان قدم ندم أحدهما أو كلاهما. وتكون الإقالة في البيعة والعهد". (7426) إسناده صحيح، وهو مطول: 7201. ورواه مسلم 1: 30، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإِسناد. ثم رواه من طريق جرير، عن الأعمش. ورواه البخاري 8: 76 - 77، من طريق شُعبة، عن سليمان، وهو الأعمش، عن ذكوان، وهو أبو صالح، عن أبي هريرة، بنحوه. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر: 6249. وفي مسند عبد الله بن عمرو: 6952. إسناده صحيح، ورواه الطبري في التفسير 10: 32، بإسنادين، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بنحوه. وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى 6: 290، من طريق محاضر، ومن طريق أبي معاوية - كلاهما عن الأعمش، بنحوه. ورواه الترمذي 4: =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِقَوْم سُودِ الرُّءُوسِ قَبْلَكُمْ كَانَتْ تَنْزِلُ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهَا، كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ أَسْرَعَ النَّاسُ فِي الْغَنَائِمِ، فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ {لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ الله سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً}. 7428 - حدثنا أَبو معاوية، ووكيع، قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أطاعني فقد أطاع الله/، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير- وقال وكيع: الإِمام- فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني، وقال وكيع: الإِمام فقد عصاني". 7429 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش. عن أبي صالح، عن

_ = 112 - 113، من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش، بنحوه. وقال: "هذا حديث حسن صحيح. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3: 203، ونسبه أيضاً: لابن أبي شيبة في المصنف، والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه. وأشار إليه ابن كثير في التفسير 4: 97، دون إسناد إلى الأعمش، ولا تخريج. قوله "كان يوم بدر"، في ح "لأن" بدل "كان". وهو خطأ، صححناه من ك م. (7428) إسناده صحيح، وهو مطول: 7330. وقد بينا هناك أنه رواه الشيخان، من غير وجه. وروى ابن ماجة، رقم: 3، بعضه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، ووكيع، بهذا الإِسناد. ثم رواه كاملا: 2859، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمَّد، كلاهما عن وكيع - وحده - بهذا الإِسناد. وقد سها الأستاذ فؤاد عبد الباقي، فقال عند الرواية الأولى لابن ماجة: "هذا الحديث كما انفرد به المصنف". وليس كذللث، فقد رواه الشيخان، كما ذكرنا. ورواه أيضاً النسائي 2: 185، من رواية الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. (7429) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7165. وقد أشرنا إليه هناك، وإلى أن مسلمًا وابن ماجة روياه، من طريق أبي معاوية عن الأعمش، وهي هذه الطريق.

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أول زمرة تدخل الجنة من أمتي، على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشدِّ نجم في السماء إضاءةً، ثم هم بعد ذلك منازل، لا يتغوطون، ولا يبولون، ولا يتمخطون، ولا يبزقون، أمشاطُهم الذهب، ورشحُهم المسك، ومجامرهم الألوَّة، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم، ستين ذراعًا". 7430 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن

_ (7430) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 32. والنسائي 2: 254. وابن ماجة: 2583 - كلهم من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 12: 72، من طريق حفص بن غياث، ورواه أيضاً: 94 من طريق عبد الواحد، وهو ابن زياد. ورواه مسلم 2: 32، من طريق عيسى بن يونس - ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإِسناد. وزاد البخاري في روايته الأولى بالإسناد نفسه: قال الأعمش: كانوا يرون أنه بيض الحديد، والحبل كانوا يرون أنه منها ما يساوي دراهم". وهذا تأويل من الأعمش، من قبل نفسه، متكلَّف، وقد ردّ عليه الأئمة العلماء. فقال الخطابي: "تأويل الأعمش هذا غير مطابق لمذهب الحديث ومخرج الكلام. وذلك: أنه ليس بالشائع في الكلام أن يقال في مثل ما ورد فيه الحديث من اللوم والتثريب -: أخزى الله فلانًا عرض نفسه للتلف في حال له قدر ومزية، وفي عرض له قيمة!، إنما يضرب المثل في مثله بالشيء الذي لا وزن له ولا قيمة. هذا حكم العرف الجاري في مثله. وإنما وجه الحديث وتأويله: ذم السرقة، وتهجين أمرها، وتحذير سوء مغبتها، فيما قلّ وكثر من المال، كأنه يقول: إن السرقة، وتهجين أمرها، وتحذير سوء مغبنها، فيما قلّ وكثر من المال، كأنه يقول: إن سرقة الشيء اليسير الذي لا قيمة له، كالبيضة المذرة، والحبل الخلق الذي لا قيمة له، إذا تعاطاه فاستمرت به العادة، لم يأمن أن يؤديه ذلك إلى سرقة ما فوقها، حتى يبلغ قدر ما تقطع فيه اليد، فتقطع يده كأنه يقول: فليحذر هذا الفعل، وليتوقَّه، قبل أن تملكه العادة ويمرن عليها، ليسلم من سوء مغبته، ووخيم عاقبته". وهذا كلام عال نفيس، نقله الحافظ في الفتح، ونقل كثيرًا، من طرازه وبابته. وانظر في مقدار ما تقطع فيه اليد - ما مضى في مسند عبد الله بن عمر: 4503، =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطعُ يده". 7431 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: واصل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فنهاهم، وقال: "إني لست مثلكم، إني أظل عند ربي، فيطعمني ويسقيني". 7432 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال. قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا استيقظ [أحدكم] من الليل، فلا يدخل يده في الإناء، حتى يغسلها ثلاث مرات، فإنه لايدري أين باتت يده" .. 7432 م - قال: وقال وكيع [ ... ]: عن أبي صالح، وأبي رَزِين،

_ = 6317. وفي مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 6683، 6746. (7431) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 304، من رواية ابن نُمير، عن الأعمش، ولم يذكر لفظه، أحال على الروايات قبله. وقد مضى مطولاً ومختصرًا، من أوجه أخر: 7162، 7228، 7326. (7432) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7280، مضى هناك من رواية سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأما من هذا الوجه، فقد رواه أبو داود: 103 (1: 38 عون المعبود). ومسلم (1: 92). وأبو عوانة في مسنده (المخرج على صحيح مسلم) 1: 264. والبيهقي في السنن الكبرى 1: 45 - كلهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. إلا أن روايتهم - ما عبدا أبا عوانة -: "عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة". ومسلم لم يذكر لفظه، بل أحال على رواية أخرى قبله. وأبو عوانة لم يذكر كلمة "ثلاث". وكلمة [أحدكم] لم تذكر في ح، وزدناها من ك م. وانظر الروايتين التاليتين لهذا. (7432) إسناده صحيح، وإن كان الإمام أحمد لم يسقه كاملا مساق الإِسناد. وذلك: أنه يريد =

عن أبي هريرة، يرفعه: ثلاثاً. 7433 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة [ ... ]، عن أبي

_ = الإشارة- فقط - إلى رواية وكيع، وأنها مرفوعة، وأن فيها لفظة "ثلاثًا"، كرواية أبي معاوية السابقة، وأنه ليس "عن أبي صالح" وحده، بل هو أيضاً "عن أبي رزين"، كلاهما: عن أبي هريرة. ومن غير المعقول أن يكون الإِسناد على ظاهر ما هو عليه هنا: "وكيع عن أبي صالح وأبي رزين". لأن وكيعًا ولد سنة 128، وأبو صالح مات سنة 101، وأبو رزين مات سنة 85. وإنما الحديث: وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، كلاهما عن أبي هريرة. فحذف الإِمام أحمد من الإِسناد ذكر الأعمش، لأنه إنما أراد بيان الفرق بين روايتي أبي معاوية ووكيع، بأن وكيعًا ذكر أبا رزين في الإِسناد، ولم يذكره أبو معاوية - وإن كان أبو معاوية ذكره أيضاً في بعض الرواية عنه، كما أشرنا من قبل - وأراد أيضاً بيان اتفاقهما على رفع الحديث، وعلى ذكر عدد الثلاث. ورفع لهذه الشبهة في الإِسناد زدنا بينهما ثلاث نقط بين علامتي الزيادة [ ... ]، إشارة إلى الحذف في الإِسناد. وسيأتي الحديث نفسه مرة أخرى: 10093، بالإسناد كاملا: "وكيع: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين ... ". وكذلك رواه مسلم 1: 92، من طريق وكيع، مع رواية أبي معاوية التي قبل هذه. وكذلك رواه أبو عوانة 1: 264، من طريق وكيع. ورواه البيهقي 1: 45 - 46 من طريق وكيع، عن الأعمش، عن أبي رزين - وحده - عن أبي هريرة. وأبو رزين - بفتح الراء وكسر الزاي- هذا: هو مسعود مولى أبي وائل الأسدي، تابعي قديم، وقد حققنا في شرح الحديث: 3551، وفي الاستدراك رقم: 707، أنه غير "أبي رزين مسعود بن مالك" الذي يروي عن سعيد ابن جُبير مولاه - وكلاهما يروي عنه الأعمش. وقد فرق البخاري بينهما في الكبير 4/ 1/ 423، برقمي: 1855، 1853. وكذلك فرق بينهما ابن أبي حاتم، فترجم لمولى أبي وائل 4/ 1/ 282 - 283، برقم: 1295، ولمولى سعيد بن جُبير في ص: 284، برقم: 1300. (7433) إسناده صحيح، على اختصار إسناده، مثل سابقه: فإن زائدة، وهو ابن قدامة: لم يدرك أن يروي عن أبي صالح. وإنما روايته "عن الأعمش عن أبي صالح". ولم يسق الإِمام =

صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "حتى يغسلها مرةً أو مرتين".

_ = أحمد هذا الحديث أيضاً مساق الرواية بالإسناد كاملا. إنما أراد الإشارة إلى الفرق بينه وبين الروايتين قبله: أن زائدة رواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - بالغسل "مرة أو مرتين". فلذلك زدنا في موضع النقص مثل ما صنعناه في الذي قبله. وقد تتبعت طرق هذا الحديث - فيما استطعت - فيما بين يدي من المراجع والدواوين، فما وجدته من رواية زائدة عن الأعمش قط. ولا وجدت رواية فيها في الغسل"مرة أو مرتين" إلا في رواية واحدة فقط: فرواه الطيالسي في مسنده: 2418: "حدثنا شُعبة، قال: أخبرني الأعمش، عن ذكوان [هو أبو صالح]، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إذا استيقظ أحدكم من منامه، فلا يغمسنّ يده في الإناء حتى يصب عليها صبة أو صبتين، فإنه لا يدري أين باتت يده". وكلمة "صبة" - في الطيالسي "صبا"، وهو خطأ مطبعي واضح. وقد رواه أبو داود: 104، وتبعه البيهقي 1: 45، من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح - وحده - عن أبي هريرة، فقال: "مرتين أو ثلاثاً". وتمامًا للفائدة، نذكر هنا مصادر طرق هذا الحديث، التي وجدناها بعد التتبع والبحث، إذ أنه قد روي عن أبي هريرة من غير وجه. وندع منها ما أشرنا إليه في الكلام على هذا الإِسناد والإسنادين قبله: فرواه أحمد - فيما سيأتي: 7508، 7590، 7660، 7802، 8167، 8570، 8952، 9128، 9227، 9869، 9997، 10093، 05013، 10597 ورواه الشافعي في الأم 1: 10 - 11، من وجهين [مسند الشافعي بترتيب الشيخ عابد السندي 1: 29 - 30]. ورواه الدارمي 1: 196. والبخاري 1: 229 - 231. ومسلم 1: 91 - 92. والترمذي 1: 36 - 37 (رقم: 24 بشرحنا). والنسائي 1: 4، 37، 75. وابن ماجة، رقم: 393. وابن الجارود في المنتقى، ص: 15. وأبو عوانة في مسنده 1: 263 - 265. وابن حبان في صحيحه 2: 351 - 354 (من مخطوطة الإحسان). والبيهقي 1: 45 - 48. وابن حزم في المحلى 1: 207 - 208. والدارقطني ص: 18، 19. وأشار الحافعل في الفتح 1: 230 - 231، إلى أنه رواه أيضاً ابن خزيمة، وابن مندة.

7434 - حدثنا حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "قافيةَ رأس أحدكم حبلٌ فيه ثلاث عُقَد، فإذا استيقظ فذكر الله انحلَّتْ عُقْدةٌ، فإذا قام فتوضأ انحلتْ عقْدة، فإذا قام إلى الصلاة انحدتْ عُقَدُة كلُّها"، قال: "فيصبح نشيطاً طيّب النَّفْس، قد أصاب خيراً، وإن لم يفعل، أصبح كسلانَ، خبيثَ النفس، لم يُصِبْ خيراً". 7435 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن

_ (7434) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7306، بنحوه. وقد ذكرنا تخريجه هناك. ومن هذا الوجه - طريق أبي معاوية عن الأعمش - رواه ابن ماجة: 1329. قوله "قافية رأس أحدكم": هكذا ثبت في الأصول الثلاثة، ووضع فوق التاء من كلمة "قافية"- فتحه، في م، وعليها علامة "صح". فتكون منصوبة على الظرفية. وفي ك قبلها كلمة "على"، وعليها علامة تضبيب، تدل على إلغائها. وأما رواية ابن ماجة ففيها: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم". (7435) إسناده صحيح، وسيأتي مختصراً قليلاً: 10231، عن وكيع، عن الأعمش، بنحوه. ورواه مسلم 1: 41 - 42. وابن ماجة: 2207، 2870. وأبو عوانة في مسنده 1: 41 - كلهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 5: 25، 209، و13: 174. ومسلم 1: 42. وأبو داود: 3474، 3475 (3: 295 عون المعبود). والنسائي 2: 213. وأبو عوانة 1، 41 - 42، من أوجه، عن الأعمش، بنحوه. وروى الترمذي 2: 294 - 295، قطعة منه، من رواية وكيع، عن الأعمش. وذكره ابن كثير في التفسير 2: 173، من رواية وكيع الآتية. زيادة كلمة [فضل]، من نسخة بهامش ك. وهي ثابتة في سائر الروايات التي من طريق أبي معاوية. وزيادة كلمة [غير]، في آخر الحديث، من ك أيضاً، في صلب السطر، وعليها علامة نسخة. وهي ثابتة في الروايات الآخر أيضاً. ثم هي ضرورية، لا يستقيم المعنى بدونها. وانظر في منع فضل الماء: 7320.

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهمِ ولا يُزكّيهم ولهم عذاب أليم: رجل على [فَضْل] ماءٍ بالفَلاة، يِمنعُه من ابنِ السَبيل، وِرجل بايَعَ الإِمام لا يُبايِعهِ إلا لدُنيا، فإن أعطاه منها وفَى له، وإن لم يعطه لم يف له، قال: ورجل بايَعَ رجلَاً سلعةَ بعدَ العصر، فحلف له بالله لأخذَها بكذَا وكذا، فصَدَّقه، وهو على [غير] ذلك". 7436 - حدثنا أبو معاوية، ووكيع، ومحمد بن عُبيد، قالوا: حدثنا الأعمش - وابن نُمير، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليس مولودٌ يولد إلا على هذه الملة"، وقال وكيع مرةً: "على الملة". 7437 - حدثنا محمَّد بن علي بن الحسن بن شَقِيق، قال:

_ (7436) إسناده صحيح، وقد رواه أحمد هنا عن أربعة من شيوخه عن الأعمش. وهو مختصر. وسيأتي كاملا عن اثنين منهم: عن أبي معاوية عن الأعمش: 7438. وعن وكيع عن الأعمش: 10246. ورواه مسلم 2: 302، كاملا، من طريق أبي معاوية وابن نُمير، كلاهما عن الأعمش. ومضى نحو معناه: 7181، من رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأشرنا هناك إلى هذا الإِسناد والإسنادين بعده. وأشرنا أيضاً إلى أننا ذكرنا كثيرًا، من طرقه مفصلة، في تخريج الحديث: 128 من صحيح ابن حبان. وقد استقصينا أسانيده التي في المسند، في تخريج حديث ابن حبان. (7437) إسناده صحيح، محمَّد بن علي بن الحسن بن شقيق، العبدي المروزي: ثقة، له ترجمة في التهذيب. وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 1/28، وذكر أن أباه أبا حاتم روى عنه. وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 3: 55 - 56. وهو من شيوخ البخاري ومسلم، رويا عنه في غير الصحيحين. وهو متأخر عن الإِمام أحمد، مات سنة 250 أو 251، أي بعد أحمد بنحو عشر سنين. وقد ثبت هنا في الأصول الثلاثة، قول عبد الله بن أحمد: "حدثني أبي". وابن الجوزي لم يذكر محمداً هذا في شيوخ أحمد، في كتاب المناقب. فإن لم يكن إثبات قوله "حدثني أبي" في نسخ المسند هنا - سهوًا من =

سمعتُ أبي، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا يولد مولود إلا على هذه الملة، فأبواه يُهَوّدَانه، ويُنَصّرَانه". فذكر نحوه. 7438 - حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما من مولود يُولد إلا على هذه الملة، حتى يُبين عنه لسانُه، فأبَوَاه يهوِّدانه، أو ينصرانه، أو يُشَرِّكانه"، قالوا: يا رسول الله، فكيف ما كان قبلَ ذلك؟، قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". 7439 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن

_ = الناسخين، كان هذا الإِسناد من رواية الأكابر عن الأصاغر، وكان هذا الشيخ من القلة من شيوخ أحمد الذين يروي عنهم وهم أحياء. أما أبوه: علي بن الحسن بن شقيق: فإنه من شيوخ أحمد والبخاري، وهو ثقة، وكان من أحفظ الناس لكتب ابن المبارك. له ترجمة في التهذيب، وترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 2/ 107، والبخاري في الصغير: 233، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/180. واختلف في سنة وفاته، والصحيح ما جزم به البخاري: أنه سنة 215. أبو حمزة: هو السكري، محمَّد بن ميمون المروزي، سبق توثيقه: 2621، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/ 81، والخطيب 3: 266 - 269. والحديث مكرر ما قبله، بنحوه. (7438) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله أيضاً. (7439) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجه، رقم: 94، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعلى بن محمَّد، قالا: "حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة"، به. وقال البوصيري في زوائده: "إسناده إلى أبي هريرة فيه مقال: لأن سليمان بن مهران الأعمش يدلس، وكذا أبو معاوية، إلا أنه شرح بالتحديث، فزال التدليس، وبقية رجاله ثقات"!!. وهذا تعليل منه غير جيد ولا سديد. فإنه- كما قال- قد شرح أبو معاوية والأعمش، بالتحديث، في رواية ابن ماجة. فلم يبق موضع للكلام، ولا يسمى هذا الإِسناد- حينئذ- بأن "فيه مقالا". ثم رواية "أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح" =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما نَفعني مالٌ قَطُّ ما نَفعني مالُ أبي بكر"، فبكَى أبو بكر، وقال: هل أنا ومالى إلا لكَ يا رسول الله. 7440 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، وأبي

_ = صحيحة على شرط الشيخين. والصحيحان رويا الكثير بهذا الإِسناد. ثم بعد ذلك كله لم ينفرد أبو معاوية بروايته عن الأعمش، كما سيأتي، إن شاء الله. ورواه ابن حبان في صحيحه 2: 331 (من مصورة التقاسيم والأنواع)، عن أبي خليفة، عن مسدد، عن أبي معاوية، به. وروى الخطب أوله - لم يذكر بكاء أبي بكر- في تاريخ بغداد 12: 135، من طريق العباس بن حمّاد البغدادي، عن أبي معاوية. ورواه - كاملا - 10: 363 - 364، من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، به. وسيأتي بنحوه، بأطول مما هنا: 8776، عن أبي إسحق الفزاري، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وذكر السيوطي أوله، في الجامع الصغير: 8119، ونسبه لأحمد وابن ماجة، ورمز له بالحسن. فزاد شارحه المناوي أنه رواه أبو يعلى أيضاً، ثم قال: "قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح، غير إسحق بن أبي اٍ سرائيل، وهو ثقة مأمون". وليس هذا الحديث من شرط الزوائد للهيثمي، ولم أجده فيه، في أدري أين ذكره؟، وذكره المحبّ الطبري في الرياض النضرة 1: 86 - كاملا - وقال: "خرجه أحمد، وأبو حاتم، وابن ماجة، والحافظ الدمشقي في الموافقات". (7440) إسناده صحيح، أبو رزين: هو مسعود مولى أبي وائل الأسدي، وقد مضت الإشارة إلى تحقيق ذلك، في: 7432. والحديث في الحقيقة حديثان ولكن أبا هريرة - أو أحد الرواة بعده - ساقهما مساق حديث واحد: أولهما: في غسل الإناء من ولوغ الكلب، وقد مضى من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: 7134، 7134 م. وثانيهما: في النهي عن المشى في نعل واحدة، وقد مضى معناه مطولا: 7343، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج أيضاً. وقوله هنا "وإذا انقطع"، إلخ: في ص "فإذا انقطع". وقوله "فلا يمشي": هكذا بإثبات الياء في ح ك م. وفي ص "فلا يمش"، بدون الياء.

رَزِين، عن أبي هريرة، قالِ: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا وَلَغَ الكلبُ في إناء أحدكم فليَغْسِلْه سبع مراتٍ، وإذا انقطع شسْع أحدكم فلا يمشي في نعله الأخرى، حتى يُصْلِحَها" 7441 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن

_ (7441) إسناده صحيح، وروى أبو داود قطعة منه: 3872 (4: 7 عون المعبود)، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناب. ولكن لفظه: "من حسا سمًا، فسمه في يده، يتحساه في نار جهنم، خالدًا، مخلدا فيها أبدًا". وهذه القطعة رواها أيضاً ابن ماجة: 3460، من رواية وكيع، عن الأعمش، بنحوه. وسيأتي كاملا، من رواية وكيع: 10198. ورواه مسلم 1: 42، من طريق وكيع أيضاً. ورواه الترمذي 3: 160، من طريق وكيع، وأبي معاوية، كلاهما عن الأعمش. ورواه الطيالسي: 2416، عن شُعبة، عن الأعمش. وسيأتي: 10342، عن محمَّد بن جعفر، عن شُعبة. ورواه الترمذي أيضاً 3: 159 - 160، من طريق الطيالسي، عن شُعبة. ورواه البخاري 10: 211. والنسائي 1: 279 - كلاهما من طريق خالد بن الحرث، عن شُعبة. وكذلك رواه مسلم، من طريق خالد. ورواه مسلم أيضا، من طريق جرير بن عبد الحميد، ومن طريق عبثر (بفتح الحين وسكون الباء الموحدة وفتح الثاء المثلثة) بن القاسم. والترمذي أيضاً 3: 159، من طريق عبيدة (بفتح العين) بن حميد (بضم الحاء) -: كلهم عن الأعمش، بهذا الإِسناد، نحوه. إلا أن مسلمًا لم يسق لفظه، بل أحال على رواية وكيع قبله. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 205، ونسبه للشيخين والترمذي والنسائي. وأشار إلى رواية أبي داود. قوله (يجأ)، قال الحافظ في الفتح: "بفتح أوله وتخفيف الجيم وبالهمز: أي يطعن بها. وقد تسهل الهمزة. والأصل في "يجأ": "يَوْجأَ" ... ووقع في رواية مسلم "يتوجّأ" بمثناة وواو مفتوحتين وتشديد الجيم، بوزن "يتكبر"، وهو بمعنى الطعن". وسيأتي في رواية وكيع: 10198 بمثل رواية مسلم. و "الوجء": اللكز. قال في اللسان: "يقال: وجأته بالسكين وغيرها، وجأ: إذا ضربته بها. "السم": يجوز في سينه الحركات الثلاث مع تشديد الميم. "يتحساه": أي يتجرعه. قال في اللسان: "حسا الطالر الماء، يحسو، حسوًا، وهو كالشرب =

أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ بِيَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ، فَسُمُّهُ بِيَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً". 7442 - حدثنا أبو معاوية، ووكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي

_ = للإنسان، والحسو: الفحل ... وحسا الشيء حسوًا، وتحساه. قال سيبويه: التحسي، عمل في مهلة. واحتساه، كتحساه". "تردى": أي سقط، يقال: "رَدَى، وتردّى"، لغتان، كأنه "تفعّل" من الردى: الهلاك. قاله ابن الأثير. وقوله "فهو يتردى"، في ح "يُرَدَّى"، وهو صحيح المعنى، ولكن أثبتنا ما في ك م لموافقته سائر الروايات. قوله "خالدًا مخلدًا ... : حاول الترمذي في سننه 3: 160 أن يعلل هذه الكلمة في الوعيد بالخلود، فقال: "هكذا روي هذا الحديث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وروى محمَّد بعجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: من قتل نفسه بسم عُذّب في نار جهنم. ولم يذكر فيه "خالدًا مخلد، فيها أبدًا". وهكذا رواه أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وهذا أصح؛ لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد بعذبون في النار، ثم يخرجون منها، ولا يذكر أنهم يخلدون فيها"!!، وتحقبه شارحه المباركفوري، فقال وأصاب: "هذه الزيادة زادها الأعمش، وهو ثقة حافظ، وزيادة الثقة مقبولة. فتأويل هذه الزيادة أولى من توهيما. ورواية أبي الزناد عن الأعرج - التي يشير إليها الترمذي رواها البخاري 3: 180، وأجاب الحافظ- هناك- عن اعترض الترمذي. والموضوع طويل الذبول معروف، أطال فيه العلماء الأئمة. (7442) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 385. وابن ماجة: 4412 - كلاهما من طريق أبي معاوية، ووكيع، بهذا الإِسناد. وقوله في آخره: "قال أبو معاوية: عليكم" - يعني أن أبا معاوية زاد هذا الحرف في روايته، فقال: "فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم". وهذه الزيادة عن أبي معاوية، ثابتة أيضاً عند مسلم وابن ماجة. وانظر: 7137، 8312. قوله =

صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "انظِروِا إلى مَنْ هو أسْفَلَ منكم، ولا تنظروا إلى منْ هو فوقَكم، فإنه أجْدَرُ أن لا تزْدرُوا نعمةَ الله"، قال أبو معاوية: "عليكم". 7443 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عز

_ = أن لاتزدروا"، قال ابن الأثير: "الازدراء: الاحتقار والانتقاص والعيب. وهو "افتعال" من "زريت عليه زراية"، إذا عبته". قوله "أن لا تزدروا"، قال ابن الأثير: "الازدراء: الاحتقار والانتقاص والعيب. وهو "افتعال"، من "زريت عليه زراية" إذا عبته". (7443) إسناده صحيح، وشك الأعمش في الصحابي: أنه أبو هريرة أو أبو سعيد- لا يؤثر في صحته، كما هو بديهي. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد10: 216، وقال: "رواه أحمد، ورجاله الصحيح". وذكره السيوطي في الجامع الصغير: 3348، ونسبه لأحمد فقط، من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد. ونسبه لسمويه، من حديث جابر. فقال شارحه المناوي: "قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، كذا ذكره في موضع. وأعاده في آخر، وقال: فيه أبان بن أبي عياش، متروك". وهذا كلام من المناوي غير محرر، إذ يوهم أولا. أن الكلام على حديث جابر، وليس كذللث. ويوهم ثانيًا: أن كلام الهيثمي في الموضعين، في هذا الحديث، وليس كذللث. أما حديث جابر: فرواه ابن ماجة: 1643، مختصراً، من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، مرفوعًا: "إن لله عند كل فطر عتقاء، وذلك في كل ليلة". وقال البوصيري في زوائده: "رجال إسناده ثقات". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 149 مطولاً، بلفظ: "إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار، في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها، فيستجاب له". قال الهيثمي: "رواه البزار، ورجاله ثقات". وأشار إلى رواية ابن ماجة المختصرة. فهذا جابر، من وجه آخر غير وجه هذا الحديث، وغير وجه الرواية التي فيها أبان بن أبي عياش. وقد أفدنا منه تفسير هذا الحديث المجمل. وأما الحديث الآخر الذي فيه "أبان بن أبي عياش" - فقد ذكره الهيثمي في موضعين من مجمع الزوائد 3: 143، و 10: 149، وهو "عن أبي سعيد الخدري" وحده =

أبي هريرة، أو عن أبي سعيد - هو شَك، يعني الأعمش - قال: قال رسِولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله عُتَقَاءَ في كل يومٍ وليلة، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُسْتجابةٌ". 7444 - حدثنا رِبْعِىُّ بن إبراهيم -[قال عبد الله بن أحمد]: قال

_ = ولفظه في الموضع الأول: "إن لله عتقاء في كل يوم وليلة، يعني في رمضان، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة. وقال: "رواه البزار، وفيه أبان ابن أبي عياش، وهو ضعيف". وبنحوه في الموضع الثاني، إلا أنه قال: "عتقاء من النار"، ولم يذكر: "يعني في رمضان". وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الأوسط" وفيه أبان بن أبي عياش، وهو متروك". فهذا حديث أبي سعيد الذي فيه أبان بن أبي عياش، غير الحديث الذي هنا، وغير حديث جابر، وإن كان في معناهما. ولم يحسن الحافظ الهيثمي: أن فرق بينها في مواضع، ثم أن لم يحرر تخريج حديث أبي سعيد، من كتابي البزار والطبراني، وهو حديث واحد، نسبه لأحدهما في موضع، وللآخر في آخر!. (7444) إسناده صحيح، ربعي - بكسر الراء والعين المهملة بينهما باء موحدة ساكنة وآخره ياء مشددة - بن إبراهيم، المعروف بابن علية: سبق توثيقه: 2980، وأشرنا هناك إلى ثناء أحمد عليه في هذا الموضع. ونزيد هنا أنه ترجمه أيضاً ابن أبي حاتم 1/ 2/ 509 - 510. عبد الرحمن بن إسحق: هو المدني، سبق توثيقه: 1655، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 212 - 213. "سعيد بن أبي سعيد": هو المقبري. وهو واضح لا اشتباه فيه. ووقع في ح "عن سعيد عن أبي سعيد، وهو خطأ مطبعي، صححناه من ك م. ويؤكد هذا التصحيح أنه في صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم: "عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة". والحديث رواه الترمذي 4: 271، عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن ربعي، بهذا الإسناد. وقال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وربعي بن إبراهيم: هو أخو إسماعيل بن إبراهيم، وهو ثقة، وهو ابن علية". ورواه ابن حبان في صحيحه 2: 230 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق بشر ابن المفضل، عن =

أبي: وهو أخو إسماعيل بن إبراهيم، يعني ابن علية، قال أبي: وكان يُفَضَّل على أخيه - عن عبد الرحمن بن إسحق، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ". قَالَ رِبْعِيٌّ: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَدْ قَالَ: أَوْ أَحَدُهُمَا. 7445 - حدثنا رِبْعي بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن، عن أبي

_ = عبد الرحمن بن إسحق، بهذا الإِسناد. وروى الحاكم في المستدرك 1: 549، منه: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ"، من طريق بشر بن المفضل أيضًا. ولم يتكلم عليه الحاكم. ولكن نقل شارح الترمذي أن الحاكم روى الحديث وصححه، ولم أجده فيه. فلعله في موضع آخر خفي عليّ. وذكره المنذري في الترغيب 2: 283، ونسبه للترمذي فقط. ولا أبي هريرة حديث آخر مطول في هذه المعاني الثلاثة، رواه ابن حبان في صحيحه 2: 230 من الإحسان. وذكره المنذري في الترغيب 2: 66، 282، ونسبه في الموضعين لابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. وأشاراليه مرة ثالثة 3: 216 وذكره الهيثمي في الزوائد 10: 616 - 617، منْ رواية البزار، وأعله بأن فيه "كثير بن زيد الأسلمي، وقد وثقه جماعة، وفيه ضعف". فهذا وجه آخر. غير الذي رواه منه ابن حبان. ثم وجدته من طريق كثير بن زيد: فرواه البخاري في الأدب المفرد: 95، من طريق كثير، عن الوليد بن رَبَاح، عن أبي هريرة. ولأبى هريرة حديث ثالث مختصر، في بر الوالدين: رواه مسلم 2: 277. وسيأتي هذا في المسند: 8538. "رغم"، قال ابن الأثير: "يقال: رَغِمَ يَرْغَم، ورَغَم، رَغْمًا، وِرِغْمًا، ورُغْمًا، وأرْغَم اللهُ أنفه: أي ألْصَقَه بالرَّغام، وهو التراب. هذا هو الأصل. ثُم استعمل في الذل، والعجز عن الانتصاف، والانقياد على كُره". (7445) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 83، من طريق سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، بلفظ: "إذا استجمر أحدكم فليستجمر وترًا". وقد مضى بنحو هذا: =

الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا استجمرَ أحدُكم فليوِترْ". 7446 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المَطْل ظُلْم الغَنِيّ، وإذا أُتْبِعَ أحدُكم على مَليء فَلْيَتْبَعْ". 7447 - حدثنا ربْى، حدثنا عبد الرحمن، حدِثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أَن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - رأى رجلاً يسوق بدنةً، قال: "اركبْها ويحَك"، قال: إنها بَدَنة، قال: "اركبْها ويحَك" قال: إنها بَدَنة، قال: "اركبْها وَيْحَك". 7448 - حدثنا رِبْعي، حدثنا عبد الرحمن بن إسحق، عن عبد الله ابن دينار، عن سليمان بن يسار، عن عِرَاك بن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ليس على المسلم صدقةٌ في فرسه ولا عبدِه". 7449 - حدثنا رِبْعي بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن بن إسحق، عن مسلم بن أبي مسلم، قال: رأيت أبا هريرةَ ونحن غلمان، تجيء الأعراب، يقول: يا أعرابي، نحن نبيع لك، قال: دَعُوه، فلْيَبِعْ

_ = 7340، عن سفيان. ومضى معناه أيضاً: 7220، من طريق الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة. وانظر: 7403. (7446) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7332. (7447) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7344. (7448) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7293، 7139. وقد حققنا في شرح: 7139 إثبات "عراك بن مالك" في الإِسناد، بين "سليمان بن يسار" و"أبي هريرة". وهذه الرواية تزيد تحقيقنا في ذلك توكيدًا، والحمد لله. (7449) إسناده صحيح، مسلم بن أبي مسلم الخباط المكي: سبق توثيقه: 5010، ونزيد هنا أنه ترجمه أيضاً ابن أبي حاتم 4/ 1/ 916. رالحديث مطول: 7310، مضى هناك المرفوع منه، بمعناه، دون القصة التي في أوله هنا.

سلعته، فقال أبو هريرة: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى أن يبيع حاضر لبادٍ. 7450 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، عن ابن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "العَجْماء جُرْحُها جُبَار، والبئر جُبَار، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَفِى الرِّكَازِ الْخُمُسُ". 7451 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا علي، يعني ابن المبارك، عن يحيى، يعني ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، حدثني أبو هريرة، أن النِبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى ركعةَ من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمسُ فِلم تفُتْه، ومن صلى ركعةً من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فلم تفته". 7452 - حدثنا أسْود بن عامر، حدثنا جرير، يعني ابن حازم، قال: سمعت الحسن، قال: قال أبو هريرة: ثلاث أوصاني بهنَّ خليلي - صلى الله عليه وسلم -، لا أدعهن أبدًا: الوتر قبل أن أنام، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، والغسل يوم الجمعة. 7453 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ (7450) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7120، 7253. (7451) إسناده صحيح، وروى البخاري 2: 32، والنسائي 1: 90، نحو معناه، من طريق شيبان، عن يحيى، وهو ابن أبي كثير، بهذا الإِسناد. وأصل المعنى ثابت من أوجه عن أبي هريرة، في الصحيحين وغيرهما، وقد مضى من ذلك: 7125، 7282. وأشرنا إلى كثيرمن طرقه في الموضعين. (7452) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7138، 7180، وقد فصلنا القول فيه، وحققنا صحته، في أولهما. (7453) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7451، بنحوه، وقد أشرنا إلى بعض رواياته هناك. وروى =

سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أدرك من العصر ركعةً قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها، ومن أدرك ركعةً من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها". 7454 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر والثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة، رفعه، قال: "إذا صلى أحدكم فليصل إلى شيء، فإن لم يكن شيء فعصًا، وإن لم يكن عصاً، فليخط خطاً، ثم لا يضره ما مر بين يديه". 7455 - حدثنا محمَّد بن أبي عديّ، عن ابن عون، عن عمير ابن إسحق، قال: كنب مع الحسن بن علي، فلقيَنا أبو هريرة فقال: أرني أقبَّل منك حيث رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقبَّل، قال: [فقال] بالقميصة، قال:

_ =النسائي 1: 90، نحوه بمعناه، من هذا الوجه: من طريق معتمر، وهو ابن سليمان، عن معمر، بهذا الإِسناد. قوله "ومن أدرك ركعة من الصبح"، في ح: "ومن أدركها من الصبح"، وأثبتنا ما ثبت في ك، وأما مخطوطة م، فكان فيها: "ومن أدرك من الصبح"، بحذف "ركعة"، وحذف الضمير، ثم ألحق الضمير "ها" بخط آخر، بالكاف من "أدرك". (7454) إسناده ضعيف، وقد مضى هذا الإِسناد نفسه، لهذا الحديث: 7388، تابعًا للإسنادين: 7386، 7387، لهذا الحديث، وحققنا في: 7386 وجه ضعفه، وأن إسناده في الأسانيد الثلاثة - مضطرب، وأن علماء الاصطلاح ضربوه مثلا لاضطراب الإِسناد. (7445) إسناده صحيح، ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان عمير بن إسحق: هو القرشي أبو محمَّد، مولى بني هاشم، وهو تابعي ثقة. ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 1/160، وقال: "كان من أهل المدينة، فتحول إلى البصرة فنزلها، فروى عنه البصريون: ابن عون وغيره، ولم يرر عنه أحد من أهل المدينة شيئًا، رقد روى عمير بن إسحق عن أبي هريرة وغيره"، فدعوى أبي حاتم - فيما روى عنه ابنه في الجرح =

فَقَبَّل سُرَّتَه. 7456 - حدثنا أبو عامر، حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تُنْكَح المرأةُ على عَمَّتِها، ولا على خالتها".

_ = والتعديل 7/ 1/375 - أنه لا يعلم أحدًا روى عنه غير ابن عون -: إنما قال ما يعلم، وقد علم غيره ما لم يصل إليه، وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 296، وروى ابن أبي حاتم أن ابن معين قال فيه: "ثقة"، ولا ندري عمن روي صاحب التهذيب تضعيفه عن ابن معين؟ وقد رمز له في التهذيب برمز البخاري: خ. وهو خطأ مطبعي، فإن البخاري لم يرو له في الصحيح، وصواب الرمز: بخ، يعني: البخاري في الأدب المفرد، وثبت على الصواب في التقريب والخلاصة، والحديث سيأتي أيضاً: 9506، 10331، بنحوه من طريق ابن عون، عن عمير بن إسحق، وذكره الهيثمي في الزوائد 9: 177، وقال: "رواه أحمد، والطبراني إلا أنه قال: فكشف عن بطنه، ووضع يده على سرته". ثم قال: "ورجالهما رجال الصحيح، غير عمير بن إسحق، وهو ثقة". وذكره المحب الطبري، في ذخائر العقبى، ص: 126، بلفظ: "فكشف عن بطنه، فقبل سرته". وقال: "خرجه أبو حاتم، ثم قال: لو كانت من العورة ما كشفها". ورواه الحاكم في المستدرك 3: 168، من طريق أزهر بن سعد السمان: "حدثنا ابن عون، عن محمَّد، عن أبي هريرة"، فذكره بنحوه، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأنا أخشى أن يكون هذا وهمًا من الحاكم، أو من أحد رجال إسناده إلى ابن عون، في قوله "عن محمَّد"، إذ أوهم أنه "محمَّد بن سيرين"، وما علمت هذا الحديث رواه ابن سيرين، ولعل الأصل في الرواية "عن أبي محمَّد"، يريد به كنية "عمير بن إسحق"، إلا أن يكون ثابتًا عن ابن سيرين أيضاً فلعله. وقوله "يقبل"- في نسخة بهامش ك "قبل" وقوله "قال: فقال بالقميصة": يعني رفع القميص، وهذا هو الصواب الثابت في ك. وفي ح م: "قال القميصة"، بحذف "فقال"، ولحذف باء الجر. ولا يستقيم المعنى بهذا. (7456) إسناده صحيح، أبو عامر: هو العقدي، عبد الملك بن عمرو. هشام: هو ابن أبي عبد الله =

7457 - حدثنا أبو قَطن، وأبو عامر، قالا: حدثنا هشام، يجني الدَّسْتَوائي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: والله لأقرِّبن بكم صلاةَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر، وصلاة العشاء، وصلاة الصبح، قال أبو عامر في حديثه: العشاء الآخرة، وصلاة الصبح، بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، ويدعو للمؤمنين، ويلعن الكفار، وقال أبو عامر: ويلعن الكافرين. 7458 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد، حدثنا

_ = الدستوائي. والحديث رواه مسلم 1: 397. والنسائي 2: 81 - كلاهما من طريق يحيى، وهو ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقد مضى بمعناه: 7133، من رواية عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، وبينا هناك أنه رواه الجماعة، من أوجه، عن أبي هريرة. (7457) إسناده صحيح، أبو قطن، بفتح القاف والطاء المهملة: هو عمرو بن الهيثم بن قطن، سبق توثيقه: 1053، ونزيد هنا أنه وثقه الشافعي، ويحيى بن معين، وابن المديني، وغيرهم، وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/ 268. والحديث رواه البخاري 2: 236 - 237، ومسلم 1: 187 - كلاهما من طريق هشام، وهو الدستوائي، بهذا الإِسناد، نحوه. وانظر ما مضى: 7259. وانظر أيف الحديث الذي عقب هذا. (7458) إسناده صحيح، أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني الحافظ. إبراهيم: هو ابن سعد - بسكون الحين- بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ووقع هنا في ح م "إبراهيم، يعني ابن سعيد"، بزيادة ياء بعد الحين، وهو خطأ، ثبت على الصواب في ك. وكتب بهامش م: "صوابه سعد، كما في الأطراف". والحديث رواه البخاري 8: 170 - 171، عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد، نحوه. ورواه مسلم 1: 187، من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، به، بنحوه. وقد مضى بمعنى معناه مختصرًا: 7259، من رواية الزهري، عن سعيد، وهو ابن المسيب. ونقل ابن كثير الرواية المطولة، في التفسير 2: 258، من رواية البخاري وانظر الحديث الذي قبل هذا. =

ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان إذا أراد أن يدعو على أحدٍ، أو يدعو لأحدٍ، قنت بعد الركوع، فربما قال - إذا قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد: "اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها سنين كسني يوسف"، قال: يجهر بذلك، ويقول في بعض صلاته، في صلاة الفجر: "اللهم العن فلاناً وفلاناً"، حيين مِن العرب، حتىِ أنزل الله عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}. 7459 - حدثنا يزيد بن هرون، أخبرنا هشام، عن يحيى، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم في ثوبٍ واحد، فلْيخالفْ بين طرفيه على عاتقيه". 7460 - حدثنا يزيد بن هرون، أخبرنا هشام، عن يحيى بن أبي

_ = وقد مضى نحو هذه القصة، في سبب نزول هذه الآية، من حديث عبد الله بن عمر، من رواية الزهري، عن سالم، عن ابن عمر: 6349، 6350. (7459) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 627 (1: 214 عون المعبود)، من طريق هشام، وهو ابن أبي عبد الله، عن يحيى، وهو ابن أبي كثير، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 1: 398، من طريق شيبان، عن يحيى، به، نحوه. وقد مضى نحو معناه من وجه آخر: 7305. وقوله "فليخالف بين طرفيه على عاتقيه"، قال الخطابي في المعالم: 598: "يريد أنه لا يتزر به في وسطه ويشد طرفيه على حقويه، ولكن يتزر به ويرفع طرفيه، فيخالف بينهما، ويشده على عاتقيه، فيكون بمنزلة الإزار والرداء". (7460) إسناده صحيح، على خطأ وقع في الإِسناد، وخطأ وقع في المتن، كما سنبينه، إن شاء الله: أما الخطأ في الإِسناد، ففي قوله: "حدثني يعقوب". والظاهر عندي أن هذا الوهم من =

كثير، حدثنا محمَّد بن إبراهيم بن الحرث، حدثني يعقوب، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ماتحتَ الإزار في النار".

_ = يحيى بن أبي كثير، فإن الحديث سيأتي مطولاً: 7844، من رواية الأوزاعي: "حدثنا يحيى، يعني ابن أبي كثير، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن يعقوب، أو ابن يعقوب، عن أبي هريرة". ويحتمل - على بعد - أن يكون الوهم من محمَّد بن إبراهيم التيمي نفسه. وقد روى الإِمام أحمد، في الإسناد الذي عقب هذا: 7461، عن الخفاف، وهو عبد الوهاب بن عطاء، أنه قال فيه: عن أبي يعقوب" وليس المراد به ما يوهمه ظاهره أن الخفاف رواه عن "أبي يعقوب"، بل المراد أنه ذكره كذلك في الإِسناد، أي أن الخفاف رواه عن هشام، وهو الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمَّد بن إبراهيم بن الحرث، وهو التيمي، عن أبي يعقوب وعقب عليه بأنه "هو عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، والد العلاء". ثم قال: "وهذا حديثه". ولكن من الذي قال هذا التعقيب كله؟ أهو عبد الوهاب الخفاف؟ أم هو الإِمام أحمد نفسه؟ أم الذي بين أنه "عبد الرحمن بن يعقوب"، والذي قال: "وهذا حديثه"، هو الإِمام أحمد؟ كل هذا محتمل في سياق الكلام، وليس بين أيدينا ما يدل على أي هذه الاحتمالات أصح. ثم جاء أحد ناسخي المسند القدماء، ولا ندري من هو؟ فزاد أثناء هذا الإِسناد الثاني تصويبًا نقله من خطأ "التجيبي"، فقال: "بخط التجيبي: الصواب: عن ابن يعقوب". يريد بذلك أن عبد الوهاب الخفاف أخطأ في قوله "عن أبي يعقوب"، وأن الصواب "عن ابن يعقوب"! فالظاهر أنها هامشة في إحدى نسخ المسند، كتبها التجيبي هذا، فأدخلها الناسخ القديم حين نسخ من تلك النسخة التي كتب عليها التجيبي. أما الناسخ فلم نعرفه، ولكنا نجزم بأنه ناسخ قديم، إذ ثبتت زيادته - التي أدخلها أثناء الإِسناد - في كل الأصول التي معنا. وكذلك "التُّجيبي" لم نستطع أن نعرف من هو؟ ونسبة "التُّجيبي" فيها كثرة، فإنها نسبة إلى "تجيب" بضم التاء، وهي قبيلة معروفة "نزلت بمصر. وبالفسطاط محلة تنسب إليهم، يقال لها: تجيب"، كما قال السمعاني في الأنساب. فينسب الناس إلى القبيلة، وإلى المحلة. فلا نستطع أن نجزم بشيء، إلا أن نعرف رجلاً معينًا كتب هذه الكلمة بهامش نسخة من المسند، ثم نقلت إلى صلب الكتابِ شاء الإِسناد. ومن الراجع =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = - عندي- أن يكون هذا "التجيبي" من العلماء المعروفين للناسخ، الذين يؤخذ بقولهم ويوثق بمعرفتهم، حتى يدخل كلامه أثناء الإِسناد. ولي ما قاله هذا "التجيبي" بلازم، فإن الظاهر أن "عبد الرحمن بن يعقوب" كان يكنى "أبا يعقوب" - كما يظهر مما سنذكر إن شاء الله - فيصح أن يكون الإِسناد كما قال عبد الوهاب "عن أبي يعقوب"، ويصح أن يكون "عن ابن يعقوب"، كما جزم التجيبي. وقد اضطربت أقوالهم في هذا الشيخ، "يعقوب"، أو "ابن يعقوب"، أو "أبو يعقوب" - في هذا الإِسناد وإسناد آخر خاصة: ذلك أن "عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة"، والد "العلاء بن عبد الرحمن"-: تابعي مدني، يروي عن أبي هريرة. وأن لهم شيخًا آخر من طبقته ومن بلده، هو "يعقوب بن أبي يعقوب المدني، تابعي يروي عن أبي هريرة أيضْا. قال في التهذيب 11: 398 - 399: "قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات". وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 391 - 392، وقال: "روى عنه أيوب بن عبد الرحمن، يعد في أهل المدينة". وقال ابن حبان في كتاب الثقات، ص: 377: "يعقوب بن أبي يعقوب، من أهل المدينة، يروي عن أبي هريرة، روى عنه ابن أبي فديك، وأبو عقيل". وذلك الشيخ سيأتي له حديث في المسند: 8443، من رواية أيوب ابن عبد الرحمن، عنه، عن أبي هريرة. فالترجمتان واضح تباينهما وانفصالهما. ومع ذلك، فإنهم حين وقع إليهم هذا الإِسناد، وما فيه من اختلاف على الرواة، أو تخيط من الناسخين: "يعقوب"، "ابن يعقوب"، "أبو يعقوب" - اضطرب عليهم القول، فجعلوها تراجم مختلفة، وأرجحوا بعضها إلى بعض، أو فصلوا بعضها عن بعض! وأساس ذلك في تهذيب الكمال، ثم في فروعه، ثم في التعجيل. وسننقل هنا نصوص أقوالهم أوأكثرها - وإن طال القول - حتى يستبين الأمر، ويتجه وجه التحقيق على بينة من القول. وقد أشرنا إلى قول التهذيب في ترجمة "يعقوب بن أبي يعقوب". ثم هاك ما قالوا بعد ذلك: ففي التهذيب 12: 282: "س" أبو يعقوب، عن أبي هريرة، وعنه محمَّد بن إبراهيم التيمي. هو عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة"! هكذا ذكره في قسم "الكنى" ورمز إليه بحرف "س" رمز النسائي! ولكن الذي في النسائي 2: 299 "ابن يعقوب"، كما =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = سنذكر في التخريج، إن شاء الله. ومن العجب أن الحافظ شرح في التعجيل - وسيأتي كلامه- بأنه وقع في رواية النسائي "ابن يعقوب"، ومع ذلك فلم يعقب على قول التهذيب- أعنى تهذيب الكمال- حين كتبه في تهذيب التهذيب!! ولكنه أعرض عن ذكره بتاتًا في الكنى من التقريب. وكذلك لم يذكره الخزرجي في الخلاصة. ثم قال الحافظ في التهذيب 12: 317، في قسم "الأبناء": "ابن يعقوب: هو عبد الرحمن، أبو العلاء، مولى الحرقة"، ولم يذكر بجواره رمزًا لأحد الكتب الستة. وكذلك لم يرمز له في التقريب، ولا رمز له صاحب الخلاصة. ثم جاء الحافظ في التعجيل، ص: 457، فقال: "يعقوب بن يعقوب، عن أبي هريرة، وعنه محمَّد بن إبراهيم التيمي، قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: روى عنه أبو عقيل، وابن أبي فديك. كذا قال"! ورمز له جرف الألف، رمز المسند في اصطلاحه! فهذه الترجمة هي ترجمة "يعقوب بن أبي يعقوب" التي في التهذيب، مع الاختلاف في أسماء الرواة عنه، وهي التي نقلناها آنفًا عن كتاب الثقات لابن حبان. ولكن خلها الحافظ بترجمة "ابن يعقوب"، وهو عبد الرحمن مولى الحرقة، ولم يحرر هذه ولا تلك. ونلاحظ أيضاً أنه قال أثناءها: "قلت"، مما يوهم أن أصل الترجمة مذكور في الإكمال للحسيني، وأن ما بعد قوله "قلت"- من زياداته. ولكن الواقع أن الحسيني لم يذكر هذه الترجمة أصلاً. بل صنع الحافظ هذا مرة أخرى، في الترجمة التي سنذكر عقب هذه، إذ، ذكر أولها، ثم قال: "قلت"، مما يرهم أن أول الترجمة للحسيني، في حين أن الحسيني لم يذكرها أيضاً!! ففي التعجيل، ص: 528 - 529: "أبو يعقوب، عن أبي هريرة، وعنه يحيى بن أبي كثير. قلت: هذا اختلف فيه الرواة عن يحيى بن أبي كثير: فقال الأوزاعي: يعقوب، أو أبو يعقوب. [هذا إشارة إلى حديث في المسند: 7844. ولكن الذي فيه: أو ابن يعقوب]. وقال علي بن المبارك: أبو يعقوب. [المسند: 8273. ولكن الذي فيه: عن ابن يعقوب]، وكذا قال عبد الوهاب بن عطاء عن هشام الدستوائي. [المسند: 7461]. وقال يزيد بن هرون عن هشام: يعقوب. [هو الإِسناد الذي هنا: 7460]. ثم اختلفوا أيضاً: فأدخل هشام والأوزاعي، بين يحيى بن أبي كثير ويعقوب أو أبو يعقوب: محمَّد =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ ابن إبراهيم التيمي، وذلك في حديث الإزار. [المسند: 7460، 7461، 7844]. وأما علي بن المبارك فلم يدخل بينهما أحداً، وذلك في حديث "سبق المفردون" [المسند: 8273]. وقد أخرج النسائي حديث الإزار، فوقع في روايته: عن ابن يعقوب. [سنن النسائي 2: 299، من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير]. وجزم المزي في الأطراف بأنه: عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة وصوب في ترجمة أخرى عن أبي هريرة - رواية خالد بن الحرث [هي رواية النسائي، من طريق خالد بن الحرث، عن هشام الدستوائي]. ومتى ثبت أن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة يكنى: أبا يعقوب، ارتفع الإشكال، وتعين وهم من سماه "يعقوب". وإذا عرفت ذلك، فهذه الترجمة من رجال التهذيب، لكنه لم يفردها، اعتمادًا، على ما جزم به، من أنه: عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة". وهذا تحقيق جيد من الحافظ، لولا ما وقع فيه من خلاف لما في المسند، أشرنا إليه في موضعه. ولحله من غلط الناسخين، فإن نسخة التعجيل المطبوعة غير محررة. ولولا ما وقع فيه الحافظ نفسه - من ذكر ترجمة سابقة باسم "يعقوب بن يعقوب"، لم يحققها، ولم يشرفيها إلى هذه الترجمة، ولم يبين أنها غيرها، بل أوهم أنها هي هي، وهي التي في ص: 457، ونقلناها آنفًا، ولولا ما وقع، منه في تهذيب التهذيب - من اتباع أصل التهذيب، في ذكر تراجم متعددة، دون بيان ولا تحقيق، كما نقلنا من قبل. ولكن الحافظ أوقع القارئ في وهم جديد، أو في شبهة! إذ نقل عن المزي أنه جزم بأن هذا الراوي هو "عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة"، ثم نقل عنه أنه "صوب في ترجمة أخرى رواية خالد بن الحرث"!! مما يوهم أن هذه غير تلك، وهي واحد. فإن رواية خالد بن الحرث هي رواية النسائي نفسها، وهي التي رجحت أن الصواب أنه "عبد الرحمن بن يعقوب". لأن النسائي إنما روى هذا الحديث، من طريق خالد بن الحرث، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي، قال: "حدثني ابن يعقوب، أنه سمع أبا هريرة ... ". ووقع للحافظ وهم آخر في الفتح 10: 279، إذ قال: "في رواية النسائي من طريق أبي يعقوب، وهو =

7461 - حدثنا الخفّاف، عن أبي يعقوب - بخط التجيي:

_ = عبد الرحمن بن يعقوب ... " إلخ. والذي في النسائي - كما ذكرنا مرارًا- "عن ابن يعقوب". وكنت أظن هذا خطأ مطبعيًا، لولا أن القسطلاني نقله عن الفتح، في شرحه 8: 234، كما في نسخة الفتح. ولعلنا بعد هذا التحقيق، نستطيع أن نرجح أن الوهم في هذا الإِسناد، إنما جاء من بعض الرواة عن يحيى بن أبي كثير، لا منه، ولا من محمَّد بن إبراهيم التيمي، خلافًا لما رجحنا من قبل، في أول شرح هذا الإِسناد. والله أعلم أي ذلك كان. أما الخطأ في المتن الذي هنا، فهو في قوله "ما تحت الإزار في النار"! وهو ليس لفظ الحديث، ولا هو بالمعنى المستقيم. يتبين ذلك من الروايات الآخر. ففي رواية النسائي 2: 299 - من طريق خالد بن الحرث عن هشام- التي أشرنا إليها مرار: "ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار". ورواية المسند الآتية: 7844 - من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي - وقد أشرنا إليها من قبل أيضاً، أطول وأوضح، ولفظها: "إزرة المؤمن إلى عضلة ساقيه، ثم إلى نصف ساقيه، ثم إلى كعبيه، فما كان أسفل من ذلك في النار"، وهذا اللفظ المطول، ذكره المنذري في الترغيب 3: 97، ونسبه للنسائي، ولم أجده فيه. ثم الحديث ثابت، بنحو الرواية المطولة أيضاً، من رواية محمَّد بن عمرو بن علقمة، عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبي هريرة، وسيأتي في المسند: 10562. وهذا الإِسناد صحيح جدًا، وهو يؤكد ما حققه الحافظ، أن "ابن يعقوب"، و "أبا يعقوب" - في هذا الإِسناد، هو عبد الرحمن بن يعقوب. واللفظ المختصر ثابت أيضاً من وجه آخر، من طريق شُعبة، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار"، رواه البخاري 10: 218، من طريق شُعبة. وسيأتي من طريقه في المسند: 9308، 9936، 10466. ورواه أبو نعيم في الحلية 7: 192، من طريق رواية المسند: 9308ورواه أيضاً البيهقي 2: 244، والخطيب في تاريخ بغداد 9: 385 - كلاهما من طريق شُعبة. (7461) هو تابع للإسناد قبله. وقد فصلنا القول في تحقيقه، والحمد لله.

الصواب: عن ابن يعقوب -وهو عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، والد العلاء، وهذا حديثه. 7462 - حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة عن النضر بن أنس،

_ (7462) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. سعيد: هو ابن أبي عروبة. النضر بن أنس بن مالك الأنصاري: تابعي ثقة، سبق توثيقه: 2162، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 1/139، والبخاري في الكبير 4/ 2/ 87. وابن أبي حاتم 4/ 1/ 473. والحديث رواه البخاري 5: 94، 112، ومسلم 1: 440، و2: 22 - 23، وأبو داود: 3938، 3939 (4: 37 - 38 عون المعبود)، والترمذي 2: 282، وابن ماجة: 2527 - كلهم من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإ إسناده. وسيأتي مرتين أخريين: 9498، 10111، من طريق سعيد بن أبي عروبة. ورواه البخاري أيضاً 5: 97، 112، ومسلم 1: 440 - كلاهما من طريق جرير بن حازم، عن قتادة، بنحوه. وكذلك رواه أبو داود أيضاً: 3937، من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة. ورواه شُعبة وغيره عن قتادة، دون ذكر الاستسعاء في آخره. فتكلم بعض الأئمة والعلماء في هذه الزيادة، جعلوها وهمًا من سعيد بن أبي عروبة. ولكنه لم ينفرد بها، كما ذكرنا من رواية جرير وأبان عن قتادة، بهذه الزيادة. ولكن البخاري - لله دره - ساق رواية جرير، ثم رواية ابن أبي عروبة، ثم قال: "تابعه حجاج بن حجاج، وأبان، وموسى بن خلف، عن قتادة، واختصره شُعبة". ولم يقصر أبو داود، فصنع نحو صنيع البخاري، إذ قال بعد روايته: "ورواه روح بن عبادة، عن سعيد بن أبي عروبة، لم يذكر السعاية. فهذه منه إشارة إلى أن بعض الرواة عن ابن أبي عروبة اختصروه، كما اختصره شعبة وغيره عن قتادة. ثم قال أبو داود: "ورواه جرير بن حازم، وموسى بن خلف - جميعًا عن قتادة، بإسناد يزيد ابن زريع ومعناه، وذكر السعاية". وأبو داود رواه من رواية أربعة شيوخ عن ابن أبي عروبة: يزيد بن زريع، ومحمد بن بشر، ويحيى، وابن أبي عدي. وإنما خص "يزيد بن زريع" بالذكر في كلمته الأخيرة؛ لأنه أثبت الناس، أو من أثبتهم في سعيد بن أبي عروبة، حتى قال أحمد: "كل شيء رواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة، فلا تبال أن لا =

عن بَشير بن نَهيك، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من كان له شقْصٌ في مملوك فأعتق نصفه، فعليه خَلاصُه إن كان له مال، فإن لم يكن لهَ مال، استسْعِىَ العبد في ثمن رقبته، غير مَشْقوقٍ". 7463 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن يحيى، عن ضمضم، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أمر بقتل الأسودين في الصلاة. قال يحيى: والأسودان: الحية والعقرب. ْ7464 - حدثنا يزيد، أخبرنا مِسْعَر، عن قتادة، عن زرارة بن

_ = تسمعه من أحد، سماعه منه قديم". وقد أفاض ابن القيم - رضي الله عنه - القول في رد هذا التعليل، وإثبات صحة هذه الزيادة: ما لا مزيد عليه، في تعليقه على تهذيب السنن: 3783 (ج 5 ص 396 - 402). وكذلك حقق صحتها، واستوعب طرقها، الحافظ في الفتح 5: 112 - 115. ولذلك اكتفينا بهذه الإشارة. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب 5821، 6453 "الشقص"، بكسر الشين وسكون القاف، و "الشقيص" بفتح الشين وكسر القاف بعدها ياء-: النصيب في العين المشتركة من كل شيء. "استسعي"، بالبناء لما لم يسم فاعله: "قال ابن الأثير: استسعاء العبد، إذا عتق بعضه ورق بعضه -: هو أن يسعى في فكاك ما بقى من رقه، فيعمل ويكسب ويصرف ثمنه إلى مولاه. فسمى تصرفه في كسبه: سعاية" وقوله "غير مشقوق": يريد: غير مشقوق عليه، أي لا يكلف في ذلك فوق طاقته. وكلمة "عليه" لم تذكر في هذا الموضع في أصول المسند، على أنها مرادة يقينًا. وكتب فوق موضحها في م علامة "صحـ"، دلالة على التوثق من حذفها في هذا الموضع، ولكنها كتبت بهامش ك، دون إشارة إلى أنها نسخة، ولا تصحيح. وهي ثابتة في سائر الروايات. (7463) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7178، 7373. (7464) إسناده صحيح، مسعر، بكسر الميم وسكون السين وفتح العين وبالراء، المهملات: هو ابن كدام، بكسر الكاف وتخفيف الدال المهملة، سبقت ترجمته: 6527. ووقع هنا في ح =

أوفى، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: " تُجُوِّزَ لأُمَّتِى عَمَّا حَدَّثَتْ فِي أَنْفُسِهَا، أَوْ وَسْوَسَتْ بِهِ أَنْفُسُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ بِهِ". 7465 - حدثنا يزيد، أخبرنا شُعبة، عن قتادة- وابن جعفر، حدثنا شُعبة، قال: سمعت قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا باتت المرأة هاجرةً فراش زوجها، باتت تلعنها الملائكة"، قال ابن جعفر: "حتى ترجع".

_ = م "مسعود"، وهو خطأ واضح، فليس فيمن اسمه "مسعود" من يشتبه فيه أن يكون في هذا الإِسناد. وقد صححناه من ك. ومن مصادر التخريج. والحديث سيأتي بنحوه: 10243، من رواية هشام ومسعر، و9097، من رواية هشام وحده، و 9494، 10140، من رواية سعيد بن أبي عروبة، و10368، من رواية همام - كلهم عن قتادة. ورواه البخاري 5: 161، و 11: 478، ومسلم 1: 47 - جميعًا من رواية مسعر عن قتادة. ورواه البخاري أيضاً 9: 345، من طريق هشام. ومسلم 1: 47، من طريق أبي عوانة، ومن طريق ابن أبي عروبة، ومن طريق هشام، وابن ماجة: 2040، من طريق ابن أبي عروبة - كلهم عن قتادة، بنحوه. وأشار السيوطي في الجامع الصغير: 1704 إلى أنه رواه باقي أصحاب السنن أيضاً. قوله "تجوز لأمتي": بضم التاء والجيم مع تشديد الواو المكسورة. وفي الروايات الأخر "إن الله تجاوز". والمعنى واحد، ففي اللسان: "وقولهم "اللهم تجوز عني" و"تجاوز عني" بمعنى ... و"جاوز الله عن ذنبه" و"تجاوز" و"تجوز" - عن السيرافي - لم يؤاخذه به". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس: 3071، 3161. (7465) إسناداه صحيحان، ورواه البخاري 9: 258. ومسلم 1: 409 - كلاهما من طريق شُعبة، عن قتادة، به. وقوله "باتت تلعنها الملائكة"، هكذا في ح م ونسخة بهامش ك، دون ذكر الغاية. وفي ك "باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح". وقوله في رواية ابن جعفر: "حتى ترجع" - في م "ترجع"، وكتب بهامشها: "هكذا في نسختين: ترجع، بدون: حتى".

7466 - حدثنا يزيد بن هرون، أخبرنا ابن عون، عن محمَّد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إن في الجمعة لساعةً"، وجعل ابن عون يرينا بكفه اليمنى، فقلنا: يزهدها - "لا يوافقها رجل مسلم قائم يصلي يسأل الله خيرًا، إلا أعطاه إياه". 7467 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن أبي الوليد، وعبد الرحمن بن سعد، جميع عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة". 7468 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن أبي الوليد، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا أممتم فخففوا، فإن فيكم الكبير والضعيف والصغير". 7469 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن مسلم بن

_ (7466) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن سيرين. والحديث مكرر: 7151. (7467) إسناده صحيح، أبو الوليد: هو عبد الله بن الحرث الأنصاري البصري، سبق توثيقه: 2138، 7126 عبد الرحمن بن سعد. هو المدني، مولى الأسود بن سفيان، وهو تابعي ثقة، وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 237. والحديث مضى من وجهين آخرين عن أبي هريرة: 7130، 7245. وسيأتي من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد: 9094. وانظر:7246. (7468) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وأصحاب السنن، من أوجه أخر، مطولاً، انظر المنتقى: 1366. وانظر أيضًا البخاري 2: 168، ومسلم 1: 135. (7469) إسناده صحيح، مسلم بن جندب الهذلي القاضي: تابعي ثقة، مضى توثيقه: 1114، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 258، وابن أبي حاتم 4/ 1/182. وهو يروي عن أبي هريرة أيضاً، ولكنه روى عنه هنا بالواسطة. حبيب الهذلي: تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 325، وابن أبي حاتم 1/ 2/ 111، وابن حبان في =

جندب، عن حبيب الهذلي، عن أبي هريرة، قال: لو رأيت الأروى تجوس ما بين لابتيها، يعني المدينة، ما هجتها ولا مسستها، وذلك أني سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يحرم شجرها أن يخبط أويعضد. 7470 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن عون، عن محمَّد، عن أبي

_ = الثقات، ص1061، فلم يجرحه واحد منهم، وذكروا أنه يروي عن أبي هريرة، ويروي عنه مسلم بن جندب. ومعنى الحديث صحيح، مضى نحوه: 7217، من رواية مالك، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وأما من هذا الوجه، فلم يروه أحد من الكتب الستة؛ لأن حبيبًا الهذلي لم يذكر في التهذيب، وإنما ترجم له في التعجيل، ومتن الحديث اضطربت فيه نسخ المسند التي بين يدي. والنص الذي أثبتناه هو لفظ ص، وهو الصحيح المستقيم المعنى. ففي ح م "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحرم شجرها إلا أن يخبط أو يعضد"! وهو تخليط من الناسخين، يناقض المعنى المراد. ونسخة ك فيها تخليط أشد، يصعب قراءته وإثباته. فأعرضنا عن الإشارة إليه. "الأروى"، بفتح الهمزة، قال ابن الأثير: "جمع كثرة للأروية [بضم الهمزة وتشديد الياء]، وتجمع على أرواي، بفتح الهمزة]، وهي الأيايل، وقيل: غنم الجبل". "يخبط"، قال ابن الأثير: "نهى أن يخبط شجرها، الخبط ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها". "يعضد"، بالعين المهملة والضاد المعجمة، قال ابن الأثير: "نهى أن يعضد شجرها: أي يقطع". (7470) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن سرين. والحديث رواه مسلم 2: 291، من طريق يزيد ابن هرون - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه، بل قال: "بمثله"، إحالة على روايته قبله، من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: "سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه". ورواه الترمذي 3: 206، مختصراً، من طريق خالد الحذاء، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً، ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث خالد الحذاء. وروى أيوب عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة - نحوه، ولم يرفعه، وزاد فيه: "وإن كان أخاه لأبيه وأمه". ثم ساق =

هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار لأخيه بحديدة، وإن كان أخاه لأبيه وأمه". [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: ولم يرفعه ابن أبي عدي. 7471 - حدثنا يزيد، أخبرنا شُعبة، عن الجُلاس، عن عثمان بن

_ = إسناده إلى حمّاد بن زيد، عن أيوب. ولكن رواية مسلم، من طريق ابن عيينة عن أيوب - تدل على أن أيوب رواه مرفوعاً، كما رواه مرقوفاً. وقد أشار الإِمام أحمد، عقب هذا الحديث، إلى أن ابن أبي عدي لم يرفعه أيضاً. يعني أنه رواه عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة، موقوفًا. وليس هذا تعليلا، ولا ما قال الترمذي، فإن الرفع زيادة من ثقات، فهي مقبولة وصحيحة. ثم إن مثل هذا مما لا يقال بالرأي، فحكم الموقوف فيه أنه مرفوع في المعنى. وقد رواه أيضاً أبو نعيم في الحلية 6: 134، من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعًا، باللفظ الذي هنا، ولكن أوله عنده: "إن الملائكة لتعلن ... ". فالحديث صحيح، لا علة له. وسيأتي مرة أخرى بهذا الإِسناد واللفظ:10565. (7471) إسناده صحيح، على خطأ في الإِسناد، وهم فيه شُعبة. كما سيأتي بيانه: "الجلاس" بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره سين مهملة. وهذا مما أخطأ فيه شعبة، ليس اسمه هذا، بل الصواب أنه "أبو الجلاس"، فهو كنيته. واسمه "عقبة بن سيار"، بفتح السين المهملة وتشديد الياء. وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 564، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح 3/ 1/311، وقد شرح الأئمة بغلط شُعبة في اسم هذا الشيخ. فإن عبد الوارث: بن سعيد، الحافظ البصري، روى عن هذا الشيخ وجوّد اسمه وكنيته. وقال ابنه عبد الصمد بن عبد الوارث: "عقبة: من أهل الشأم، قال أبي: ذهبت بشعبة إليه، فقلبه، يعني: قال: الجلاس". وكذلك روى عنه زياد بن مخراق، فقال: "عن عقبة بن سيار"، كما سيأتي في التخريج، وقد تبع شُعبة في هذا الخطأ "أبو بلج يحيى بن أبي سليم" - كما سيأتي في رواية عند البيهقي - وكذلك حكى عنهما الخطأ ابن أبي حاتم، فقال: "قال شُعبة وأبو بلج يحيى بن أبي سليم: الجلاس، ثم قال: "قال أبو زرعة: أبو الجلاس أصح". وفي الرواة راو آخر، يكنى "أبا =

شَمَّاس، قال: سمعت أبا هريرة، ومرعليه مروان، فقال: بعض حديثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو حديثك عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، ثم رجع، فقلنا: الآن يقع به،

_ = الجلاس"، وهو كوفي أقدم من هذا، ولا يعرف اسمه، يروي عن علي بن أبي طالب، مترجم في التهذيب 12: 63، وترجمه البخاري في الكنى، برقم: 166. "عثمان بن شماس"، وهذا شيخ آخر أخطأ شُعبة في اسمه أيضاً، وصوابه "علي بن شماخ"، لم يتقن شُعبة هذا الإِسناد، فأخطأ فيه في الموضعين! ولكنه في هذا الشيخ اختلط عليه راو براو غيره. فإن "عثمان بن شماس مولى عبد الله بن عباس": تابعي آخر، ذكره ابن حبان في الثقات، ص: 275، وابن أبي حاتم في الجرح 3/ 1/154، وهو يروي عن أبي هريرة، ولكنه غير راوي هذا الحديث. وأما "علي بن شماخ، فهو: "السلمي"، وهو تابعي ثقة. قال الحافظ في التهذيب: "ذكره البخاري في التاريخ" وقال: كان سعيد بن العاص بعثه إلى المدينة. وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 276. وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/190، وروى عن أبيه، قال: "روى شُعبة عن أبي الجلاس [كذا]، عن عثمان بن شماس، عن أبي هريرة .. وأبو الجلاس عن علي بن شماخ: أصح. كذا يرويه عبد الوارث، وعباد بن صالح". وقال أبو داود في السنن، بعد رواية هذا الحديث من طريق عبد الوارث -: "أخطأ شعبة في اسم علي بن شماخ، فقال فيه: عثمان بن شماس". وكذلك رجع البيهقي رواية عبد الوارث. فائدة: "علي بن شماخ" ترجم في التهذيب 7: 332، باسم "علي بن شماس"! وهو خطأ ناسخ أو طابع. فإنه ثابت في التقريب والخلاصة، على الصواب "علي بن شماخ". والحديث سيأتي: 9915، عن محمَّد بن جعفر، عن شُعبة، بهذا الإِسناد، مع اختصار قليل. ورواه البيهقي في السنن الكبرى 4: 42، من طريق يعقوب بن سفيان، عن أبي الوليد، وهو الطيالسي، عن شُعبة، بهذا الإِسناد، نحوه ورواه أبو داود: 3200 (3: 188 عون المعبود)، عن أبي عمر، وهو عبد الله بن عمرو المنقري المقعد، وهو راوية عبد الوارث بن سعيد: "حدثنا عبد الوارث، حدثنا أبو الجلاس عقبة بن سيار، حدثني علي بن شماخ، قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة ... " بنحوه، ولم يذكر نهى مروان أبا هريرة عن التحديث. وكذلك رواه الدولابي في الكنى 1: 139، من طريق أبي معمر، ولكنه لم يذكر لفظه كله، أشار إلى باقيه =

قال: كيف سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي على جنائز؟ قال: سمعته يقول: "أنت خلقتها، وأما رزقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبض روحها، تعلم سرها وعلانيتها، جئنا شفعاء، فاغفر لها". 7472 - حدثنا يزيد، أخبرنا إسماعيل، يعني ابن أبي خالد، عن

_ = بقوله "إلخ". ورواه البيهقي 4: 42، من طريق عبد الرحمن بن المبارك، ومن طريق عبد الله بن عمرو، وهو أبو معمر - كلاهما عن عبد الواراث، كرواية أبي داود. ثم قال البيهقي: "خالفه شُعبة في إسناده، ورواية عبد الوارث أصح". ثم ساق رواية شُعبة، التي أشرنا إليها قبل. ورواه أحمد، فيما سيأتي: 8736، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، بنحو إسناد أبي داود وروايته. ورواه أيضاً: 8526، عن عفان، عن عبد الوارث. ولكن وقع خطأ في الإِسناد، في قوله "عقبة بن سيار"، كتب "بن يسار"، وفي قوله "علي بن شماخ"، كتب "عثمان بن سماح"!! وسنحقق هناك إن شاء الله - ممن الخطأ؟ أمن أحد الرواة، أم من الناسخين؟ ورواه البيهقي أيضاً 4: 42، من طريق يحيى بن أبي سليم، قال: "سمعت الجلاس يحدث، قال: سأل مروان أبا هريرة". وهو خطأ من يحيى، ومنقطع أيضًا، ولذلك قال البيهقي: "وأعضله أبو بلج يحيى بن أبي سليم". ثم رواه من طريق إسماعيل بن إبراهيم: "حدثنا زياد بن مخراق، عن عقبة بن سيار، عن رجل، قال: كنا قعودم مع أبي هريرة ... " فهذا ظاهره جهالة التابعي راويه. ولكنه عرف من الروايات الآخر أنه "علي بن شماخ". وتأيدت به راوية عبد الوارث: أن الذي رواه عن التابعي هو "عقبة بن سيار". وقول مروان لأبي هريرة "بعض حديثك"، أو "حديثك"، إلخ- يريد به الإنكار على أبي هريرة في كثرة روايته، وكان بعض الصحابة، وبعض الولاة، ينكرون عليه، ثم يضطرون إلى علمه وحفظه فيسألونه، أو يقرون له بما روى، كما صنع مروان هنا، وغيره في روايات كثيرة. وما كانوا يظنون بصدقه الظنون، ولا كانوا يتهمونه في حفظه وأمانته، رضي الله عنه. (7472) إسناده صحيح، زياد المخزومي: لم يترجم له الحسيني في الإ كمال، ولا الحافظ في التعجيل، فكأنهما رجحا أنه من رجال التهذيب، وهو الصحيح الذي أراه راجحًا، كما =

زياد المخزومي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا كسرى بعد

_ = سيأتي. وترجم الذهبي في الميزان 1: 360، ترجمة نصها: "زياد مولى بني مخزوم، عن عثمان، وعنه إسماعيل بن أبي خالد، قال يحيى بن معين: لا شيء". وتبعه الحافظ في لسان الميزان 2: 499، وزاد: "وقال البخاري: يعد في الكوفيين، وذكر في شيوخه أبا هريرة. وكذا ذكره ابن حبان في الثقات. وهو غير "زياد مولى عبد الله بن عياش المخزومي"، ذاك مدني ثقة، وهو من رجال مسلم". والذهبي وابن حجر تبعاً في ذلك البخاري في الكبير، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وابن حبان في الثقات، فإنهم فرقوا بين الراويين: فترجم البخاري 2/ 1/323 - 324: "زياد بن أبي زياد، واسم أبي زياد: ميسرة، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، القرشي المدني". وذكر ترجمة مطولة. فيها أن مالكا لقيه ووصفه بأنه عابد، وأن مالكا كان "يومئذ حديث السنن"، وذكر رواية له عن أنس. ثم ترجم، ص: 327: "زياد مولى بني مخزوم: عن أبي هريرة، وروى عنه ابن أبي خالد، يعد في الكوفيين. وقال عيسى: عن أبي حمزة، عن ابن أبي خالد، عن زياد المدني، عن أبي هريرة". وكذلك صنع ابن أبي حاتم: فترجم 1/ 2/545: "زياد بن ميسرة، وهو زياد بن أبي زياد ... ". ثم ترجم، ص: 549: "زياد مولى بني مخزوم: روى عن عثمان، وأبي هريرة، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد". ثم روى بإسناده عن ابن معين، قال: "زياد مولى بني مخزوم: لا شيء". وكذلك صنع ابن حبان في الثقات، ذكر الترجمتين بإيجاز، ص: 191، 192. وروى الشافعي في الأم 2: 175 خبرًا عن ابن عمر، بإسناده هكذا: "وأخبرنى الثقة، عن حمّاد بن سلمة، عن زياد مولى بني مخزوم، وكان ثقة ... "، فذكر الخبر عن ابن عمر. فهذا الراوي - عند الشافعي- ترجم له الحافظ في التعجيل: 142، ورمز له برمز الشافعي، وقال: "زياد مولى بني مخزوم: أن قومًا أصابوا ظبىً، فقال لهم ابن عمر: عليكم جزاؤه. روى عنه حمّاد ابن سلمة، وثقه الشافعي. قلت [القائل ابن حجر]: أظنه زياد بن أبي زياد، واسم أبيه: ميسرة، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وهو ثقة. له ترجمة في التهذيب. وسلف الحسيني في إفراده: صاحب الميزان، فإنه أفرده بترجمة". هكذا قال الحافظ. فأولا: لم أجد له ترجمة في الإكمال للحسيني، كما أشرت من قبل. ولعل هذا - مع =

كسرى، ولا قيصر بعد قيصر، والذي نفس محمَّد بيده، لينفقن كنوزهما في سبيل الله". 7473 - حدثنا يزيد، أخبرنا إسماعيل، عن زياد المخزومي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يدخل أحدكم الجنة بعمله"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمةٍ وفضلٍ"، ووضع يده على رأسه. 7474 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن عمرو، عن صفوان بن

_ = كثير مثله - يدل على أن نسخة "الإكمال" المطبوعة بالهند، ناقصة، كما هي كثيرة الغلط غير مكررة. وثانيًا: أن الذهبي لم يفرد هذا الراوي عن ابن عمر، والذي روى عنه حمّاد بن سلمة، عند الشافعي. وإنما أفرد الراوي عن عثمان، كما نقلنا كلامه آنفًا. والحافظ نفسه، لم يفرد ترجمة الراوي عن أبي هريرة - في هذا الحديث - مما يرجح كما قلنا أنه يرى أنه "زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش". فتفرقته بينهما في لسان الميزان سهو، أو انتقال نظر، تقليدًا للبخاري ومن تبعه. وأيا ما كان، فراوي هذا الحديث ثقة، بأن البخاري ترجم له ولم يجرحه، وبأن ابن حبان ذكره في الثقات، وبأن الشافعي وثقه. وليس هناك ما يدل على أن الذي روى عن ابن عمر، عند الشافعي - هو غير الذي روى عن أبي هريرة هنا. وسيأتي له عن أبي هريرة أيضاً: 7473، 9634، 10126، 10127، 10169، 10555، وأما متن الحديث فإنه صحيح، مضى من وجه آخر بإسنادين: 7184، 7266. (7473) إسناده صحيح، كما فصلنا القول فيه في الحديث السابق. والحديث مضى: 7202، من رواية ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، بنحو معناه. وأشرنا إلى تخريجه هناك من الصحيحين. وفي الرواية التي هنا زيادة: "ووضع يده على رأسه". وهذه الزيادة ثابتة أيضاً بمعناها، في رواية ابن عون عند مسلم 2: 347: "وقال ابن عون بيده هكذا، وأشار على رأسه". فظاهرها عند مسلم الانقطاع، وظاهرها هنا الاتصال. (7474) إسناده صحيح، على اختلاف بين رواته، وخصأ في اسم التابعي، لا يضر - إن شاء الله- =

أبي يزيد، عن حصين بن اللجلاج، عن أبي هريرة، قال: قال

_ = كما سيجيء. محمَّد بن عمرو: هو محمَّد بن عمرو بن علقمة الليثي. صفوان بن أبي يزيد: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، ص: 500، وبعض الرواة يقول "صفوان بن يزيد"، والظاهر أنه وهم، وبعضهم يقول "صفوان بن سليم"، فالظاهر أن اسم أبيه "سليم"، وكنيته "أبو يزيد". وهو غير "صفوان بن سليم" الذي يروي عنه مالك والليث وغيرهما، والذي أخرج له أصحاب الكتب الستة، وإن يكن من طبقته. وابن أبي يزيد هذا: ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 308، ولم يذكر فيه جرحاً، وأشار إلى أكثرُ طرق هذا الحديث، كما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 1/ 421، وأشار إلى أن ابن لهيعة أخطأ فيه، فسماه "صفوان بن أبي العلاء"، "وإنما هو صفوان بن أبي يزيد". بل ذكر الحافظ في الإصابة 3: 248، 263 أن وهم ابن لهيعة فيه زاد بأن جعله صحابيًا، وروى هذا الحديث "عن خالد بن أبي عمران"، "عن صفوان بن أبي العلاء"، "أنه سمع النبي -صلي الله عليه وسلم -"!! ونقل في الموضع الأول عن ابن أبي حاتم أنه قال: "هذا من تخليط ابن لهيعة"! وأشار في الموضعين إلى كثير من طرق هذا الحديث. وقد جرى الحافظ على خطته، في ذكره في القسم الرابع -وهو الذي فيه التراجم التي يخطئ فيها بعض الرواة فيذكرونهم في سياف الصحابة (الإصابة 3: 263)، ونص فيه صراحة على أنه وهم من ابن لهيعة، فأصاب وأجاد. وأشار إلى بعض طردتى هذا الحديث. ولكن العجب منه أن يذكره أيضًا في القسم الأول (3: 248)، وهو القسم الذي فيه الصحابة الثابتة صحبتهم! ثم يشير إلى خطأ ابن لهيعة، ثم يعتذر عن ذكره في هذا القسم بعذر لا يعذر به مثله، فيقول: "ذكرته هنا للاحتمال!! رحمه الله وإيانا، وعفا عنا وعنه. حصين بن اللجلاج: هو تابعي ثقة. والراجع أن اسمه "القعقاع بن اللجلاج". فهو ممن اختلف على الراوة في اسمه، وقيل أيضاً: "أبو العلاء بن اللجلاج"، بل وقع في المستدرك: "عن أبي اللجلاج"، ولعل هذا خطأ من الناسخين، وأن يكون صوابه "عن ابن اللجلاج". وقد رجح أنه "القعقاع" - الإمامان الكبيران: يحيى بن معين، والبخاري، فقد ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 2/ 195، في اسم "حصين"، ولم يقل شيئاً أكثرُ من ذكر روايته. ثم =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منْخرَيْ رجلٍ

_ = ترجمه في 3/ 2/ 136 في اسم "القعقاع"، وقال: "قال محمَّد بن عمرو: عن حصين ابن اللجلاج"، يشير إلى الرواية التي هنا وإلى مثلها من الروايات عن محمَّد بن عمرو، ثم روى عن ابن معين أنه قال: "إن القعقاع أصوب". وأما البخاري فإنه لم يترجم له في اسم "حصين"، بل اقتصر على ترجمته في اسم "القعقاع" 4/ 188/1، ولم يشر إلى الاختلاف في اسمه، اكتفاء بالإشارة إليه في ترجمة صفوان بن أبي يزيد 2/ 2/ 308، عند الإشارة إلى طرق الحديث، كما ذكرنا آنفاً، وكما سنذكر في التخريج، إن شاء الله. وابن حبان ذكره في الثقات في الترجمتين، ص: 165، 313، دون أن يرجع بينهما، ولكنه زاد في الثانية أنه "الغطفاني"، وأن كنيته "أبو العلاء. والحديث رواه النسائي 2: 55 - 56، عن شُعيب بن يوسف - وهو ثقة مأمون - عن يزيد بن هرون، بهذا الإِسناد. وسيأتي أيضاً: 9691، عن محمَّد بن عبيد، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإِسناد، كرواية يزيد بن هرون، عن محمَّد بن عمرو. وكذلك رواه البخاري في ترجمة "صفوان" - عن سعيد بن منصور، عن عباد بن عباد، عن محمَّد بن عمرو. ولكنه لم يذكر لفظ الحديث، اكتفاء بالإشارة إليه، كعادته في ذلك، إذ يريد بيان اختلاف الأسانيد. وكذلك رواه النسائي 2: 55، عن عمرو بن علي الفلاس، عن عرعرة بن البرند وابن أبي عدي، كلاهما عن محمَّد بن عمرو، به. ورواه البخاري في ترجمة "صفوان"، إشارة أيضاً- عن ابن إبى شيبة، عن عبدة بن سليمان الكلابي، عن محمَّد بن عمرو، عن "صفوان بن سليم"، عن حصين. ومن هذا الإِسناد وغيره يرجع أن والد صفوان اسمه "سليم"، وكنيته "أبو يزيد" فهؤلاء هم الذين سموا التابعي "حصين بن اللجلاج"، وكلهم رواه من طريق "محمَّد بن عمرو بن علقمة". ولكن خالف بعض الرواة عن محمَّد بن عمرو، في ذلك، فسموا التابعي "القعقاع". وتابعهم على ذلك الذين رووه عن سهيل بن أبي صالح عن صفوان، عن "القعقاع بن اللجلاج". فعن ذلك كانت رواية من رواه عن سهيل، وموافقة بعض من رواه عن محمَّد بن عمر، باسم "القعقاع" - أرجح: فرواه البخاري - إشارة أيضاً - في ترجمة "صفوان"، عن موسى بن إسماعيل، عن وُهَيْب، عن سهيل بن أبي صالح "عن صفوان بن أبي يزيد، عن القعقاع بن اللجلاج". وكذلك رواه النسائي 2: 55، عن =

مسلم، ولا يجتمع شح وإيمان في قلب رجلٍ مسلمٍ".

_ = إسحق بن إبراهيم، عن جرير، عن سهيل، به. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 2: 72، من طريق يوسف بن موسى، عن جرير. ولكن في رواية الحاكم "عن أبي اللجلاج"، وأنا أرجح أنها خطأ قديم من الناسخين، صوابه "عن ابن اللجلاج". وأن يكون الحاكم رأى الخلاف في اسمه: أهو "حصين"، أم "القعقاع"؟ فخرج من ذلك بحذف الاسم والاكتفاء بالنسب "ابن اللجلاج". وكذلك رواه النسائي أيضاً 2: 55، عن محمَّد بن عامر، عن منصور بن سلمة، عن الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن سهيل، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى 9: 161، من طريق محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبيه وعن شُعيب بن الليث، كلاهما عن الليث ابن سعد، به. ورواه حمّاد بن سلمة عن سهيل، وعن محمَّد بن عمرو بن علقمة، فاختلفت الرواية عنه. ولعل هذا الاختلاف عن سهو من حمّاد، وهو ثقة حافظ، ولكن الثبت قد يخطئ وقد يسهو: فرواه أحمد في المسند: 8493، عن عفان، عن حمّاد بن سلمة، عن شيخين: أولاً: عن محمَّد بن عمرو، "عن صفوان، يعني ابن سليم، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة" وثانيًا: "وسهيل، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة"! وقال في آخر الحديث: "قال حمّاد: وقال أحدهما: القعقاع بن اللجلاج. وقال الآخر: اللجلاج بن القعقاع". وعندي أن قوله في هذا الإِسناد الثاني "وسهيل عن القعقاع"- ليس مرادًا به ظاهره، بل المراد به الإشارة إلى أن حمّاد بن سلمة رواه عن الشيخين: محمَّد بن عمرو بن علقمة، وسهيل، وأنهما كلاهما روياه "عن صفوان، يعني ابن سليم"، وإنما اختلفا - فيما سمع حمّاد منهما في اسم التابعي، فقال أحدهما: "القعقاع بن اللجلاج، وقال الآخر: (اللجلاج بن القعقاع". فرواية سهيل ليست عن "القعقاع أو اللجلاج" مباشرة، بل هي "عن صفوان عن القعقاع أو اللجلاج". فحذف من إسناد سهيل اسم شيخه، وهو "صفوان"، بقرينة السياق، وبدلالة الروايات الآخر - عند النسائي والحاكم والبيهقي، التي ذكرنا، والتي فيها كلها أنه من رواية سهيل عن صفوان. ويؤيده أيضاً أن الحاكم رواه 2: 72، من طريق عمرو بن علي الفلاس، عن عبد الرحمن بن مهدي: "حدثنا حمّاد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح عن صفوان بن سليم، عن أبي اللجلاج". فهذه الروايات كلها قاطعة في أن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = سهيلا إنما رواه عن صفوان، لا "عن القعقاع" مباشرة، وفي أن الإِسناد الذي في: 8493 ليس على ظاهره، ومن المحتمل جدًا أيضاً أن يكون قوله "عن صفوان بن سليم" - سقط سهوًا من الناسخين في ذلك الموضع من السند. ورواية الحاكم من طريق عمرو ابن علي الفلاس - رواها أيضاً النسائي 2: 55، عن عمرو بن علي نفسه، بمثل إسناد الحاكم، إلا أن اسم التابعي فيها "خالد بن اللجلاج". والظاهر أنه سهو من حمّاد بن سلمة. ولذلك لما نقل الحافظ في التهذيب 2: 388، في ترجمة "حصين بن اللجلاج"، أنه "يقال: خالداً، "ويقال: أبو العلاء" - قال: "ذكره ابن حبان في الثقات، في "حضين" ولما ذكر "خالد بن اللجلاج" في ثقاته كناه "أبا العلاء". لكن قال فيه: يروي عن عمر، وعدة، وعنه: مكحول، وابن جابر. والظاهر أنه غير هذا". وقد وهم الحافظ وأخطأ فيما نقل عن ابن حبان، فإن الذي في الثقات، ص: 177 نحوه: "خالد ابن اللجلاج، أبو إبراهيم العامري، أخو العلاء بن اللجلاج: عداده في أهل الشأم، وكان من أفاضل أهل زمانه، يروي عن عمر بن الخطاب، وأبيه، وعبد الرحمن بن عياش. روى عنه مكحول، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر". فهذا تابعي آخر قديم، له ترجمة أخرى في التهذيب 3: 115، وقد مضى ذكره في شرح الحديث: 3484. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 156، وروى في ترجمته عن ابن إسحق: "قال لي مكحول: كان خالد ذا سن وصلاح، جريء اللسان على الملوك في الغلظة عليهم". فأين هذا من ذاك؟! كل ما في الأمرأن حمّاد بن سلمة لم يتقن حفظ اسمه. فاختلف الرواة عنه فيه كما ترى. ولذلك خرج الحاكم من هذا كله، فذكره باسم "ابن اللجلاج"، وإن كان الناسخون قد حرفوه إلى "أبي اللجلاج" - فيما ترجح عندنا. والذي أوقع الحافظ في هذا الخطأ - فيما أرى - سرعة النقل من كتاب الثقات، وقد علق بذهنه أن "ابن اللجلاج"، راوي هذا الحديث، ذكر في بعض الروايات بكنيته "أبو العلاء بن اللجلاج"، ورأى في كتاب الثقات في ترجمة العامري قوله "أخو العلاء بن اللجلاج"، فقرأها "أبو العلاء"، وانتقل نظره إليها بسرعة، فلم يقرأ كنيته التي ذكرها ابن حبان قبل ذلك مباشرة: "أبو إبراهيم العامري"! ومثل هذا يكون كثيرًا، لا يخلو منه عالم محقق. رحمه الله وإيانا. أما الرواية التي ذكر فيها "ابن اللجلاج" بكنيته "أبو العلاء بن اللجلاج" - فقد =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = رواها النسائي 2: 56، عن محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شُعيب، عن الليث، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان بن أبي يزيد، "عن أبي العلاء بن اللجلاج" أنه سمع أبا هريرة يقول ... "، فذكره بنحوه، موقوفًا. وهذه الرواية أشار إليها أيضاً البخاري في الكبير، في ترجمة "صفوان"، ونص على أنها موقوفة. ولكن ذكر صفوان في هذه الرواية عنده، باسم "صفوان بن يزيد". فأراد البخاري الإشارة إلى هذا الخلاف، وإلى أنها رواية موقوفة. وذكرها ابن أبي حاتم في كتاب العلل، رقم: 909، وأنه سمع أباه يذكرها، وأن أباه قال: "قال لنا أبو صالح عن الليث، وإنما هو "صفوان بن أبي يزيد" وأرى أن بين عُبيد الله بن أبي جعفر ولين صفوان -: سهيل بن أبي صالح". وهذا تعليل لها جيد من أبي حاتم: أثبت أولاً: أن رواية الليث عن عُبيد الله، فيها "صفوان بن يزيد"، وجزم بخطئها، وبأن صوابه "صفوان بن أبي يزيد". وأثبت ثانيًا: أن فيها حذف الواسطة بين عُبيد الله وبين صفوان، واستظهر أن يكون بينهما "سهيل بن أبي صالح". مستأنسًا بالروايات الآخر. ويلاحظ أنه وقع في كتاب العلل - في هذه الرواية- خطأ ناسخ أو طابع: ففيه: "عن أبي العلاء بن أبي اللجلاج". وصوابه: "بن اللجلاج"، بحذف "أبي". وبعد هذا كله، فللحديث إسناد آخر صحيح، سيأتي: 8460، عن يونس، عن الليث، عن محمَّد بن عجلان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعًا، بنحوه. وزاد في أوله: "لا يجتمعان في النار اجتماعًا يضر أحدهما، مسلم قتل كافرًا، ثم سدد المسلم أو قارب ... " وهذا إسناد صحيح. ورواه أيضاً النسائي 2: 55، عن عيسى بن حمّاد، والحاكم 2: 72، من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث، به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرحًا مسلم، ولم يخرجاه". ثم ساق بعده روايتي جرير وحماد بن سلمة، عن صفران، اللتين ذكرناهما قبل، فجاء الحافط الذهبي في تلخيصه، وجعل هاتين الروايتين علة للرواية الأولى! وما هي بعلة. بل هي روايات يشد بعضها بعضًا. والحافظ ابن حجر، جعل هذه الروايات كلها اضطرابًا، فقال في الإصابة 3: 263: "وذهل ابن حبان، فأخرج طريق ابن عجلان [يعني الراية: 8460]، وغفل عما فيها من الاضطراب". وقد بينا الصحيح، وفصلنا ما أخطأ فيه بعض الرواة. ولا يكون هذا اضطرابًا، إن شاء الله.

7475 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن عمرو، قال: سمعت

_ (7475) إسناده صحيح، سلمان الأغر: هو أبو عبد الله المدني، مولى جهينة، وأصله من أصبهان، وهو تابعي ثقة معروف، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 138، قال: "سلمان الأغر أبو عبد الله، مولى جهينة: سمع أبا هريرة، رويحنه ابنه عُبيد الله، [هو] الأصبهاني، وسمع منه الزهري". وترجمه أيضاً في الصغير: 112 بنحو هذا، وقال: "هو الأصبهاني"، وهو الصواب؛ لأنه وقع في أصول الكبير بدلها "والأصبهاني"! وهو تحريف، نبه عليه مصححه العلامة الشيخ عبد الرحمن اليماني، وتبعه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 1/ 297، وزاد أنه "روى عن عمار بن ياسر ... "، وأنه روى أيضًا "عبد الله بن دينار ... ومحمد بن عمرو". ثم روى بإسناده عن أحمد بن حنبل، عن حجاج بن محمَّد الأعور، عن شُعبة، قال: "كان الأغر قاصًا من أهل المدينة، وكان رضًا، وكان قد لقى أبا هريرة وأبا سعيد الخدري". وترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 210، وقال: "قال محمَّد بن عمر [يعني الواقدي]: وسمعت ولده يقولون: لقي عمر بن الخطاب، ولا أثبت ذلك عن أحد غيرهم. وكان ثقة قليل الحديث". وقال الترمذي، بعد روايته هذا الحديث من طريق مالك، كما سنذكر-: "وأبو عبد الله الأغر، اسمه: سلمان". وكذلك ترجمه أبو نعيم في تاريخ إصبهان 1: 336، باسم: "سليمان الأغر الإصبهاني، سمع أبا هريرة وطبقته". ثم روى هذا الحديث. وقد روى أهل الكوفة عن "الأغر" هذا ولكن ذكروا كنيته "أبا مسلم"، فجزم كثير من العلماء بأن هذا غير ذاك: فقال الحافظ في التهذيب 4: 140: "وممن فرق بينهما: البخاري، ومسلم، وابن المديني، والنسائي، وأبو أحمد الحاكم، وغيرهم". وقد مضى الحديث: 7376، من رواية عطاء بن السائب "عن الأغر، عن أبي هريرة"، وفي كثير من طرقه: "عن الأغر أبي مسلم". فأفرده البخاري بالترجمة 1/ 2/44 - 45، قال: "الأغر أبو مسلم، سمع أبا هريرة وأبا سعيد، روى عنه أبو إسحق الهمداني، حديثه في الكوفيين". ثم روى عن أحمد بن حنبل، الكلمة التي رواها ابن أبي حاتم - في ترجمة "سلمان أبي عبد الله الأغر"، التي نقلناها آنفًا، والتي يقول فيها شُعبة: "كان الأغر قاصاً من أهل المدينة ... "، وابن أبي حاتم تبع البخاري في إفراد ترجمة: "أغر أبو مسلم ... "، 1/ 1/ 308، وروى الكلمة نفسها عن =

سلمان أبا عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة في

_ = شُعبة، من طريق أحمد بن حنبل، فكأنه يميل إلى أن "الأغر" الذي يروي عنه أهل المدينة، هو نفسه الذي يروي عنه أهل الكوفة. وفرق بينهما أيضاً الدولابي في الكنى: فذكر في 2: 56 "أبو عبد الله، سلمان الأغر"، ثم ذكر في 2: 112 "أبو مسلم الأغر، عن أبي هريرة". وكذلك صنع ابن حبان في الثقات: فذكر "الأغر أبو مسلم"، في ص: 114. ثم ذكر "أبو عبد الله الأغر، اسمه سلمان"، في ص: 212. وفي التهذيب أيضاً 1: 365 - 366، في ترجمة "الأغر أبو مسلم"، بعد قول المزي: "وزعم قوم أنه أبو عبد الله سلمان الأغر، وهو وهم" - فقال الحافظ ما نصه: "منهم: عبد الغني بن سعيد، وسبقه الطبراني، وزاد الوهم وهمًا، فزعم أن اسم الأغر: مسلم، وكنيته: أبو عبد الله! فأخطأ، فإن الأغر الذي يكنى أبا عبد الله - اسمه: سلمان، لا مسلم، وتفرد بالرواية عنه أهل المدينة، وأما هذا فإنما روى عنه أهل الكوفة، وكأنه اشتبه على الطبراني بمسلم المدني، شيخ للشعبي، فإنه يروي أيضاً عن أبي هريرة، لكنه لا يلقب بالأغر، وأما أبو مسلم هذا - فالأغر اسمه، لا لقبه"! هكذا قال الحافظ، وهو بحث غير محرر! فأولا: لم أجد فيما بين يدي من المراجع، من اسمه "مسلم المدني"، وكنيته "أبو عبد الله"، ويروي عن أبي هريرة، ويروي عنه الشعبي، إلا رجلين، يحتمل أن يكون هذا الذي يشير إليه الحافظ أحدهما، ففي التهذيب 10: 124، ترجمة "مسلم بن جندب الهذلي أبو عبد الله"، وقد مضت ترجمته: 7469، فهذا يروي عن أبي هريرة، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/258، ولم يذكر أنه مدني، وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/ 182، وذكر أنه "مديني"، ولم يذكر هو ولا البخاري أنه يروي عن أبي هريرة، ولا ذكر أحد في ترجمته أن الشعبي يروي عنه، والآخر: "مسلم بن سمعان"، لم يترجم في التهذيب ولا التعجيل، وترجم في الكبير 4/ 1/ 262، وابن أبي حاتم 4/ 1/ 184، وذكر كلاهما أنه مدني، وأنه يروي عن أبي هريرة، ولم يذكرا كنيته، ولا أنه روى عنه الشعبي. في أدري ماذا أرد الحافظ؟ وأخشى أن يكون وهمًا! وثانيًا: أن "الأغر أبا مسلم" مضى من روايته عن أبي هريرة - الحديث: 7376، رواه عنه عطاء بن السائب، فقال: "عن الأغر"، دون اسم أو كنية. ولك رواه ابن ماجة: 4174، والدولابي في الكنى =

مسجدي هذا خير من ألف صلا فيما سواه، إلا المسجدَ الحرام ".

_ = 2: 113، كلاهما من رواية عطاء بن السائب: "عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، ورواه مسلم 2: 292، من رواية أبي إسحق السبيعي: "عن أبي مسلم الأغر، أنه حدثه عن أبي سعيد الخدري، وأبي هربرة"، ورواه أبو داود: 4090، عن شيخين: موسى بن إسماعيل، وهناد بن السري، كلاهما عن أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن الأغر، ولكنهما لم يطلقا اللقب وحده، بل قال موسى في روايته: "عن سلمان الأغر"، فذكره باسمه ولقبه، وقال هناد في روايته: "عن الأغر أبي مسلم"، فذكره باسمه وكنيته. فهذا موسى بن إسماعيل التبوذكي، الثقة المأمون الحافظ المتقن - يذكر أن هذا "الأغر"، رواي الحديث: 7376، اسمه "سلمان"، وهو "الأغر" نفسه الذي يروي عنه أهل الكوفة، والذي يكنى "أبا مسلم". فلم يكن وهمًا من عبد الغني بن سعيد، ولا من الطبراني - أن جعلا "الأغر" هو "سلمان"، وأن كنيته "أبو عبد الله"، و "أبو مسلم". وليس عندي كتاب الطبراني الذي ينسب إليه الحافظ الوهم، وينسب إليه أنه زاد الوهم وهمًا فزعم أن اسم الأغر: مسلم، وكنيته: أبو عبد الله"! ولعل الذي قال الطبراني: هو أنه يكنى بالكنيتين، وانتقل نظر الحافظ حين نقل منه ما نقل!! بل جزم بأن "الأغر" هو "أبو عبد الله سلمان" الذي يروي عنه أهل المدينة، وهو "أبو مسلم" الذي يروي عنه أهل الكوفة -: إمام الأئمة محمد بن إسحق بن خزيمة، فإنه روى في كتاب التوحيد، ص 83 - 85، حديث النزول حين يمضي شطر الليل، بأسانيد كثيرة، من رواية المدنيين عن الأغر، ومن رواية الكوفيين عنه، وبعضهم يذكره بكنيته "أبو عبد الله، وبعضهم يزيد اسمه "سلمان"، وبعضهم يذكره بكنيته الأخرى "أبو مسلم" - فقال ابن خزيمة 83 - 84: "الحجازيون والعراقيون يختلفون في كنية الأغر، يقول الحجازيون: الأغر أبو عبد الله، والعراقيون يقولون: أبو مسلم، وغير مستنكر أن يكون للرجل كنيتان، قد يكون للرجل ابنان، أحدهما: عبد الله، واسم الآخر: مسلم، فيكون له كنيتان، على اسمي ابنيه، وكذا ذو النورين، له كنيتان: أبو عمرو، وأبو عبد الله [يريد عثمان بن عفان رضى الله عنه، وله الكنيتان حقًا]. وهذا كثير في الكنى". وهذا تحقيق دقيق من إمام الأئمة رحمه الله. ويؤيده أن حديث النزول رواه مسلم في صحيحه 1: 210، من طريق =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = مالك عن الزهري "عن أبي عبد الله الأغر، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة". ثم رواه من طريق منصور، عن أبي إسحق السبعي "عن الأغر أبي مسلم، يرويه عن أبي سعيد وأبي هريرة". والحمد لله على التوفيق. وأما البخاري رحمه الله، فإنه وهم في هذه الترجمة، إذ جعلها اثنتين. بل زاد وهم على وهمًا، فأدخل فيهما ترجمتين أخريين!! فإنه قال 1/ 2/ 44 - 45، في أخر ترجمة "أغر أبو مسلم" -: "ويقال عن ابن أبجر، عن أبي إسحق، عن أغر بن سليك، عن أبي سعيد وأبي هريرة، وكانا اشتركا في عتقه"! وذكر في 2/ 2 /138، عقيب ترجمة "سلمان الأغر" ترجمة جديدة، هكذا: "سلمان أبو عبد الله، مولى ابن الزُّبير، روى عنه أدهم، منقطع". وأما ابن أبي حاتم فلم يصنع شيئاً، غير أن قلد البخاري في الترجمة الأخيرة! وحذف ما زاده البخاري في الترجمة الأولى. ونص كلامه في الأخيرة 2/ 1/298: "سلمان أبو عبد الله، مولى ابن الزُّبير، روى عن ابن الزُّبير، روى عنه أدهم بن طريف السدوسي. سمعت أبي يقول ذلك"! أما ما ذكر البخاري، من أن "الأغر أبا مسلم" يقال فيه "أغر ابن سليك" - فإنه نفسه لم يرضه، فذكر عقب ذلك ترجمة أخرى، ص 45: "أغر بن سليك، يعد في الكوفيين، روى عنه سماك بن حرب، وعلي بن الأقمر، قال أبو الأحوص عن سماك: أغر بن حنظلة". ونقل ابن أبي حاتم هذه الترجمة، بالحرف تقريبَ 1/ 1/308، وقال كعادته: "سمعت أبي يقول ذلك". وقد أصاب البخاري، إذ فصل ترجمة "أغر بن سليك" - فإنه مترجم في ابن سعد 6: 169، بما يدل على بعد ما بينه ولين "الأغر أبي عبد الله" - فقال: "الأغر بن سليك، وفي حديث آخر: الأغر بن حنظلة، روى عن علي بن أبي طالب. قال محمَّد بن سعد: ولعله نسب إلى جده. سليك بن حنظلة". ثم روى من طريق شُعبة عن سماك، قال: "سمعت الأغر بن سليك". ثم روى من طريق إسرائيل عن سماك: "عن الأغر بن حنظلة". ثم قال ابن سعد: "ويكنى الأغر: أبا مسلم". فهذه ترجمة محررة، شتان ما بينها وبين "الأغر" الذي هنا. وأما "سلمان أبو عبد الله"، الذي وصفه البخاري بأنه "مولى ابن الزُّبير"، وقلده ابن أبي حاتم -: فهو "سلمان الأغر أبو عبد الله" الذي في هذا الحديث. ووهم البخاري! ولعله وقع له وهمًا من بعض الرواة: أنه "مولى ابن الزُّبير". ووهم أيضاً في دعواه أن روايته =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = - التي رواها عنه أدهم - منقطعة. فإن الدولابي، حينما ذكر في الكنى 2: 56 "وأبو عبد الله سلمان الأغر"، جرى كعادته في كثير من التراجم أن يروي حديثاً من طريق المترجم له بإسناده - فروى 2: 56 - 57 بإسناد صحيح إلى شُعبة: "عن أدهم السدوسي، قال: سمعت سلمان أبا عبد الله، قال: صليت خلف ابن الزُّبير ... "، فهذا نص في اتصال الإسناد، وأن أدهم سمع من سلمان أبي عبد الله، وأن سلمان صلى خلف ابن الزُّبير. فذهبت شبهة الانقطاع دون شك. ثم جاءنا الدولابي بفائدة زائدة، عن البخاري- فقال: "قال البخاري: الأغر أبو عبد الله، اسمه سلمان. يروي عنه الزهري، وأبو بكر بن عمرو بن حزم، ومحمد بن عمرو بن علقمة، والوليد بن رباح، وعبد الله بن دينار، ويحيى بن أبي إسحق، وسعد بن إبراهيم، وغيرهم". وليس هذا النص في تاريخي البخاري: الكبير والصغير. فلعله من تاريخه الأوسط، أو من كتاب آخر من كتبه. و "أدهم السدوسي"، الذي روى عن الأغر: هو أدهم بن طريف، أبو بشر. ترجمه البخاري 1/ 2/ 66، وابن أبي حاتم 1/ 1/ 348، وذكره الدولابي في الكنى 1: 127، لروى حديثاً آخر من طريقه: 128. فائدة مهمة: الأغر "سلمان" بفتح السين وسكون اللام، وقد ذكر في باب "سلمان"، في كل المراجع المرتبة على الحروف، ومع هذا فقد وقع كثيرًا، في المراجع نفسها، وخاصة التهذيب، وفي مواضع أخر من كتب الحديث باسم "سليمان:"، ومنها هذا الحديث الذي نشرحه هنا، وقع في الأصول الثلاثة "سليمان" وهو خطأ واضح. وبعد: فإن متن الحديث صحيح، لا شك في صحته، روي عن أبي هريرة من غير وجه، كما قال الترمذي، وروي عن الأغر أيضاً من غير وجه: فسيأتي في المسند: 9000، 10045، من رواية شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن الأغر. وكذلك رواه النسائي 2: 34، من طريق شُعبة. وسيأتي: 10010، من رواية مالك عن عُبيد الله بن سلمان - وهو الأغر - عن أبيه، ورواية مالك هذه، في الموطأ، ص: 196، "عن زيد بن رباح، وعُبيد الله بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله سلمان الأغر"، وكذلك رواه البخاري 3: 54، والترمذي 1: 269 (رقم: 325 بشرحنا)، وابن ماجة: 1404 - كلهم من طريق مالك، وكذلك ذكره ابن عبد البر في التقصي: 118، 305، من رواية مالك. =

7476 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن عمرو، عن أبي الحكم مولى الليثيين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا سبق إلا في خفٍ أو حافرٍ".

_ = وسيأتي: 10304، من رواية أفلح بن حميد، عن أبي بكر بن حزم، عن سلمان الأغر، بزيادة في آخره. وكذلك رواه الدارمي 1: 330، من طريق أفلح، دون الزيادة. ورواه أبو نعيم في تاريخ إصبهان 1: 336، من طريق أبي صالح - هو كاتب الليث - عن عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الله بن دينار، عن سلمان الأغر الإصبهاني، أنه قال: تجهزت إلى بيت المقدس لأصلى فيه، فمررت على أبي هريرة لأدلم عليه، فقال: أين تريد يا فارسي؟ فقلت: أريد بيت المقدس لأصلي فيه، قال: أفلا أدلك على أفضل من ذلك؟ فقلت: بلى، قال: فاذهب بجهازك هذا إلى العمرة، ثم ائت مسجد النبي - صلي الله عليه وسلم -، فصل فيه، فإني سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره، إلا المسجد الحرام" وقد مضى الحديث من وجهين آخرين عن أبي هريرة: 7252، 7409، وسيأتي عنه أيضاً من أوجه أخر: 7179، 7720، 7172، 7725، 7726، 9142،9143، 10016، 10116، 10117، 10280، 10480، 10849. (7476) إسناده حسن، ثم يكون صحيحًا لغيره. أبو الحكم مولى الليثيين: لم أجد فيه كلامًا غير قول الذهبي في الميزان: "لا يعرف"، وذكر له هذا الحديث. ولم يذكر في التهذيب بجرح ولا تعديل، ولذلك قال الحافظ في التقريب: "مقبول"، فهذا تابعي جهل حاله، فيحمل على الستر حتى يبين فيه جرح. وقد ذكر البخاري في الكنى، رقم: 175: "أبو الحكم الليثي، عن أبي سعيد". ثم لم يقل شيئاً. فيحتمل أن يكون هو هذا، ومحمد بن عمرو، الراوي عنه: هو محمَّد بن عمرو بن علقمة. ووقع هنا في ح م، "محمَّد بن عمر"، وهو خطأ من الناسخين. وثبت على الصواب في ك. وسيأتي: 8981، على الصواب. والحديث سيأتي: 8981، من طريق حمّاد، و: 9483، من رواية أبي معاوية وابن نُمير، ورواه النسائي 122:2، من طريق عبد الوارث، وابن ماجة: 2878، من =

7477 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن إسحق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين جبتان من حديد، من لدن ثدِيِّهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق منها إلا اتسعت حلقة مكانها، فهو يوسعها عليه، وأما البخيل فإنها لا تزداد عليه إلا استحكاماً". 7478 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن إسحق، عن موسى بن

_ = من طريق عبدة بن سليمان، والبيهقي 10: 16، من طريق عباد بن عباد المهلبي- كلهم عن محمَّد بن علقمة، بهذا الإِسناد. ورواه أحمد فيما يأتي: 8678، من رواية سليمان بن يسار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. ورواه الشافعي في الأم 4: 148، (2: 129 من مسنده بترتيب الشيخ عابد السندي)، من رواية عباد بن أبي صالح - وهو عبد الله بن أبي صالح - عن أبيه، عن أبي هريرة، ورواه البيهقي 10: 16، من طريق الشافعي، به. وفي كل هذه الروايات الاقتصار على الخف والحافر. وزاد بعض الرواة فيه: "أو نصل". فقال البيهقي، بعد رواية عباد بن عباد عن محمَّد بن عمرو: "قال محمَّد ابن عمرو: يقولون: أو نصل". فهذه الزيادة صحيحة أيضاً: فسيأتى: 10142، 10143، من طريق ابن أبي ذئب، عن نافع بن أبي نافع مولى أبي أحمد، عن أبي هريرة، بهذه الزيادة. وكذلك رواه الشافعي في الأم 4: 148 (2: 128 من مسنده). وأبو داود: 2574، والترمذي 3: 31، والنسائي 2: 122، بإسنادين - كلهم من طريق ابن أبي ذئب، به. وذكر الحافظ في التلخيص: 392 أنه رواه أيضاً "الحاكم من طرق، وصححه ابن القطان، وابن دقيق العيد، وأعل الدارقطني بعضها بالوقف". وانظر المنتقى: 4490. (7477) إسناده صحيح، وهو مطول: 7331، وقد استوفينا شرحه هناك، وأشرنا إلى هذا. وسيأتي بأطول منه: 9045، 10780، كما قلنا هناك. (7478) إسناده صحيح، موسى بن يسار المدني: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره. وهو عم "محمَّد بن إسحق بن يسار" صاحب السيرة، الراوي عنه هنا. ود ترجمة البخاري في =

يسار، عن أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان أحد عندي ذهباً لسرني أن أنفقه في سبيل الله، وأن لا يأتي عليه ثلاثة وعندي منه دينار ولا درهم، إلا شيء أُرصده في دينٍ يكون علي". 7479 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن إسحق، عن موسى بن يسار عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل ابتنى بنيانًا، فأحسنه وأكمله، إلا موضع لبنة من زاويةٍ من زواياه، فجعل الناس يطيفون به ويعجبون منه، ويقولون: ما رأينا بنيانًا أحَسن من هذا، إلا موضع هذه اللبنة! فكنت أنا هذه اللبنة". 7480 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن عياض بن دينار، عن أبيه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "أول زمرة من أمتي تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أشد نجمٍ في السماء إضاءةً".

_ = الكبير 4/ 1/ 298، وابن أبي حاتم 4/ 1/ 68. وسبق له ذكر في شرح: 7350. والحديث رواه البخاري بنحوه، 5: 42، و11: 228، من طريق الزهري، عن عُبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة. ورواه 13: 187، من طريق معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. ونص الحافظ في الفتح 5: 55 على أنه من أفراد البخاري، فلم يروه مسلم. قوله "أرصده"، قال الحافظ في الفتح: "ثبت في روايتنا بضم أوله، من الرباعي، وحكى ابن التين عن بعض الروايات بفتح الهمزة، من "رصد". والأول أوجه، تقول: أرصدته، أي: هيأته وأعددته. ورصدته، أي: رقبته". (7479) إسناده صحيح، وقد مضى معناه، بشيء من الاختلاف: 7318 م 3. وأشرنا هناك إلى أنه رواه بمعناه، البخاري 6: 408، ومسلم 2: 206 - 207. (7480) إسناده صحيح، على خطأ فيه - فيما أرى - جاء من يزيد بن هرون شيخ أحمد. عياض بن دينار الليثي: تابعي ثقة، وثقه ابن إسحق، كما سيأتي في الإِسناد بعده، وكما =

"وفي الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي، يسأل الله فيها شيئاً، إلا أعطاه إياه". قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يقبضَ العلم، وتظهر الفتن، ويكثَر الهْرج"، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل".

_ = نقل ذلك البخاري في الكبير 4/ 1/22. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين: 299، قال: "عياض بن دينار الليثي، من أهل المدينة: يروي عن أبي هريرة، روى عنه محمَّد بن إسحق بن يسار". ولم يترجم له ابن أبي حاتم. أبوه "دينار الليثي": لم يترجمه البخاري، ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان في الثقات، ولا الذهبي في الميزان. وذكره الحسيني في الإكمال: 34، قال: "دينار الليثي، عن أبي هريرة، وعنه ابنه عياض: مجهول". ونقل ذلك الحافظ في التعجيل: 120، ولم يزد عليه. وسيأتي في الإِسناد الذي بعد هذا قول ابن إسحق: "حدثني عياض بن دينار الليثي، وكان ثقة، قال: سمعت أبا هريرة وهو يخطب الناس ... ". فهذا - عندي - هو الصواب، إذ أنه من رواية "إبراهيم بن سعد" عن ابن إسحق، وكان من أعلم الناس بحديث ابن إسحق وروايته. وكذلك كان ابنه "يعقوب" شيخ أحمد. فلعل "يزيد بن هرون" - راوي هذا الإِسناد، وهم في حفظه، فأخطأ فزاد في الإِسناد "عن أبيه". بدلالة أن البخاري نقل توثيق ابن إسحق عياضًا، فلو أنه عرف أن عياضًا يروي عن أبيه لأشار إلى ذلك كعادته، ولترجم لأبيه دينار هذا. وبدلالة أتى ابن حبان اقتصر في الثقات على أنه يروي عن أبي هريرة، ولم يذكرأنه يروي أيضاً عن أبيه، ولم يترجم لأبيه "دينار". وأما قول الحسيني في ترجمة "دينار" أنه "مجهول" - فإنما هو تجهيل منه لراو وجده في هذا الإِسناد، ولم يجد أحد ترجمه أو أشار إليه، فلم يجد مناصًا من أن يقول إنه مجهول. والحافظ ينقل في التعجيل كلام الحسيني دائمًا، ثم إذا وجد تعقيبًا عليه عقب. فلما لم يجد في هذه الترجمة غير كلام الحسيني وقف عنده! في صنع شيئاً جديدًا! وأما متن الحديث، فإنه صحيح، وهو في الحقيقة ثلاثة أحاديث بإسناد واحد. وكان الأولى أن نجعل لها أرقامًا، لولا أن رواها الإِمام عقب ذلك بالإسناد التالي، دون أن يسوق لفظها تامًا، فلم نستطع أن نجعل لها في =

7481 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحق، حدثني عياض بن دينار الليثي، وكان ثقةً، قال: سمعت أبا هريرة وهو يخطب الناس يوم الجمعة، خليفة مروان بن الحكم على المدينة أيام الحج، يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "أول زمرة"، وذكر الحديث. 7482 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن إسحق، عن سعيد بن يسار مولى الحسن بن علي رضي الله عنه، عن أبي هريرة، قال: قال

_ = الإِسناد التالي ثلاثة أرقام. فأولها: حديث "أول زمرة من أمتي تدخل الجنة ... ". وقد مضى مطولاً، بإسنادين صحيحين: 7165، 7429. وثانيها: حديث "الساعة يوم الجمعة". وقد مضى معناه بإسنادين صحيحين: 7151، 7466. وثالثها: حديث "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ... " وقد مضى بعض معناه في حديث صحيح: 7186. وسيأتي معناه من أوجه كثيرة صحاح، منها: 8120،،9523،10798، 10875. وروى البخاري وغيره معناه مراراً مطولاً ومختصرًا، منها في الفتح 2: 432. (7481) إسناده صحيح، وهو الرواية الصواب عندنا: أن عياض بن دينار سمعه من أبي هريرة، كما فصلنا ذلك في الإِسناد الذي قبله. وفي هذه الرواية زيادة فائدة: أن مروان بن الحكم استخلف أبا هريرة على المدينة، حين توجه للحج. ومروان ولاه معاوية المدينة سنة 54، وصرفه عنها في ذي القعدة سنة 57، وحج مروان بالناس في ولايته هذه مرتين: سنة 54، وسنة 55. فاستخلافه أبا هريرة على المدينة، إما في إحدى هاتين السنتين، وإما فيهما كليهما. (7482) إسناده صحيح، سعيد بن يسار، أبو الحباب، سبقت ترجمته: 7230، وقد اختلف في ولائه، وقد جزم ابن إسحق هنا بأنه "مولى الحسن بن علي"، وكذلك جزم ابن سعد 5: 209 - 210، وذكر قولاً آخر. والبخاري في الكبير 2/ 1/ 476، ذكر هذين وقولاً ثالثًا. وهذا الحديث قسمان: أولهما: في الترغيب في العمل والنهى عن السؤال. وقد مضى معناه بنحوه، من وجه آخر: 7315، وفي ذاك زيادة أخرى. والثاني في الترهيب من أكل الحرام. وقد ذكره السيوطي في الجاع الصغير: 7212 ونسبه =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده؛ لأن يأخذ أحدكم حبله، فيذهبَ إلى الجبل فيحتطبَ، ثم يأتي به يحمله على ظهره، فيبيعُه فيأكل، خيرٌ له من أن يسأل الناس، ولأن يأخذ ترابًا فيجعله في فيه، خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه". 7483 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن لله ملائكةً يتعاقبون، ملائكة الليل، وملائكة النهار، فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذين كانوا فيكم، فيسألهم، وهو أعلم، فيقول كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم يصلون، وأتيناهم يصلون".

_ = للبيهقي في الشعب فقط. وأعله المناوي براو ضعيف، فهو من وجه آخر غير الذي في المسند. ثم نسبه المناوي لأحمد وابن منيع والديلمي. والقسمان جميعًا ذكرهما المنذري في الترغيب والترهيب، حديثاً واحدًا 3: 13، وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد". وكذلك ذكرهما - حديثًا واحداً- الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 293، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير محمَّد بن إسحق، وقد وثق". وقال أيضاً: "هو في الصحيح غير قصة التراب". يريد أن القسم الأول في الصحيح، وهو كما قال. (7483) إسناده صحيح، موسى بن يسار المطلبي مولاهم: هو عم "محمَّد بن إسحق بن يسار" راويه عنه، كما سبق في ترجمته في:7478. وما هو بأخ ولا قريب لسعيد بن يسار، راوي الحديث الذي قبل هذا. والحديث رواه بنحوه البخاري 2: 28 - 31، و13: 352، 387، ومسلم 1: 175، كلاهما من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وأوله عندهما باللفظ المشهور: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار". وأطال الحافظ البحث في ذلك، وفي تخريج الروايات التي أولها "إن لله ملائكة يتعاقبون"، وفاته أن يشير إلى هذه الرواية. ورواه ابن خزيمة في صحيحه، بنحوه مطولاً، كما ذكر المنذري في الترغيب والترهيب 1: 164.

7484 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة وعن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الصيام جنة، وإذا كان أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم، إني صائم". 7485 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمدٍ بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". 7485 م - وقال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "يقول الله عز وجل: كل

_ (7484) إسناداه صحيحان، فقد رواه محمَّد بن إسحق عن موسى بن يسار عن أبي هريرة، ورواه أيضاً عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وابن إسحق يروي عن الأعرج مباشرة، ولكنه روى هذا الحديث - وأحاديث بعده: 7486 - 7493، عن أبي الزناد عن الأعرج. وهذه الروايات ترد على من رماه بالتدليس الكثير، الذي به يعرض عن روايته ما لم يصرح بالسماع. والحديث مضى معناه مختصراً: 7336، من رواية سفيان عن أبي الزناد. وقوله هنا في أوله: "الصيام جنة" - رواه البخاري أيضاً 4: 87 - 88، من طريق مالك عن أبي الزناد. ورواه مسلم وحده، دون باقي الحديث 1: 316، من رواية المغيرة الحزامي عن أبي الزناد. (7485) إسناده صحيح، وقد مضى بعض معناه في: 7194، وقد ساقه أبو هريرة هنا مساق حديثين، فكررنا الرقم لثانيهما، مع الإشارة إلى تكرار الرقم بكتابة حرف م بجواه. (7485م) هو صحيح، بصحة إسناده السابق. وقد أشرنا في: 7194 إلى أنه حديث قدسي، لم ينص هناك على التصريح بنسبته إلى الله عز وجل، وإن كان ذلك واضحًا من سياق لفظه. أما هنا فهو صريح في ذلك. وروى مسلم 1: 316 - 317، نحو معناه، مطولاً، من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وأثناء لفظ الحديث هنا قوله "فصيامه له وأنا أجزي به". وهكذا ثبت في الأصول الثلاثة، وأنا أرى أنه سهو من الناسخين القدماء، إذ السياق يعين أن يكون "فصيامه لي"، بدل "له"، وهو الثابت في =

عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به، إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي، فصيامه له وأنا أجزي به، كل حسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به". 7486 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة وعن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إياكم والوصال"، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: "إني لست في ذلك مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني، فاكلفوا من الأعمال مالكم به طاقة". 7487 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن أبي الزناد، عن الأعرج،

_ = جميع روايات الحديث. وقد كتب بهامش ك كلمة "لي"، وفوقها علامة لم أتبين إن كانت علامة صحة، أوعلامة نسخة. (7486) إسناداه صحيحان، رواه ابن إسحق عن موسى بن يسار عن أبي هريرة، وعن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. والحديث مضى بنحوه: 7162، من رواية أبي زرعة عن أبي هريرة. ومضى بعضه مختصر، من رواية أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: 7228، 7326، ومن رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: 7431. (7487) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 385 - 368 - ضمن حديث، من طريق المغيرة الحزامي، عن أبي الزناد. وكذلك رواه مسلم 2: 269، مطولاً، من طريق المغيرة وغيره. ورواه ابن حبان في صحيحه: 92 بتحقيقنا، من رواية محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة. وأشرنا إلى بعض رواياته هناك، ومنها هذه الرواية. "معاذن"، قال الحافظ في الفتح: "أي أصولاً مختلفةً. والمعادن: جمع معدن، وهو الشيء المستقر في الأرض، فتارة يكون نفسيًا، وتارة يكون خسيسًا. وكذلك الناس". "فقهوا": بضم القاف، ويجوز كسرها. قال ابن الأثير: "يقال: فقه الرجل، بالكسر، يفقه فقهًا، إذا فهم وعلم. وفقه، بالضم، يفقه، إذا صار فقيهًا عالمًا. وقد جعله العرف خاصًا بعلم الشريعة".

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الناس معاذن، تجدون خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا". 7488 - حدثني يزيد، أخبرنا محمَّد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المسلم يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء". 7489 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، لا يقطعها". 7490 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن إسحق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمدٍ بيده،

_ (7488) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ، بنحوه، ص 924، عن أبي الزناد، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 9: 468، من طريق مالك. ورواه مسلم 2: 148، وابن ماجة: 3256، من وجهين آخرين عن أبي هريرة. وقد مضى معناه من حديث ابن عمر مرارًا، أولها: 4718، وآخرها: 6321، وفسرناه في أولها. وأطال الحافظ في الفتح في شرحه وروإياته 9: 468 - 472. (7489) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 349، بنحوه، ولم يذكر لفظه كله - من طريق المغيرة الحزامي عن أبي الزناد. ورواه البخاري 8: 481، من طريق سفيان، عن أبي الزناد، بزيادة في آخره. ورواه أيضًا البخاري 6: 233، ومسلم 2: 349، والترمذي 3: 323، والطيالسي: 2547، وابن ماجة: 4335 - من أوجه أخر عن أبي هريرة، مطولاً ومختصرًا. وكذلك سيأتي في المسند: 9232، 9407، 9648، 9831، 9870، 9951، 10067، 10264. (7490) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 459، من طريق معمر، عن همام، عن أبي هريرة ورواه البخاري أيضاً 11: 273، من طريق الزهري، عن ابن المسيب، والترمذي 3: =

لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيراً، ولضحكتم قليلاً". 7491 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لما قضى الله الخلق، كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي". 7492 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ذروني ما تركتكم، فإنما هلك الذين من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن الشيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بالشيء فائتوا منه ما استطعتم". 7493 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، عن أبي الزناد، عن الأعرج،

_ = 259 - 260، من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة - كلاهما عن أبي هريرة، مرفوعًا: "لو تعلمون ... "، دون القسم في أوله. قال الترمذي: "حديث صحيح". وقد ورد هذا الحديث عن أبي هريرة، من أوجه كثيرة، مطولا ومختصراً. فانظر مثلاً: صحيح ابن حبان، بتحفيقنا: 113، والمسند 10030، والفتح 11: 257. (7491) إسناده صحيح، وهو مطول: 7297، وقد خرجنا بعض روايته هناك. ونزيد هنا أنه رواه مسلم 2: 324، من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، بنحوه. ورواه البخاري 13: 325، من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وسيأتي في المسند مراراً، منها: 7520، من طريق ورقاء، عن أبي الزناد. (7492) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7361، وفصلنا القول في تخريجه هناك، وفي صحيح ابن حبان بتحقيقنا رقم: 17. (7493) إسناده صحيح، ورواه البخاري، بنحو11: 194، من طريق سفيان، عن أبي الزناد. وهنا شرحه الحافظ شرحَا وافيًا، وأشار إلى الاختلاف في ألفاظه، وإلى الروايات التي فيها سرد الأسماء الحسنى. وأصحها طريقاً رواية الحاكم في المستدرك، بإسنادين 1: 1716، ورواية الترمذي 4: 260 - 261، ثم رواية ابن ماجة: 3861. ورواه البخاري =

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائةً غير واحدٍ، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر". 7494 - حدثنا عبد الواحد الحداد أبو عبيدة، حدثنا حبيب بن الشهيد، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة: كل صلاة يقرأ فيها، فما أسمعنا

_ = أيضا مختصرا، دون قوله "إنه وتر ... " 262:5، و13: 320، من طريق شعيب، عن أبي الزناد. وكذلك رواه مسلم 2: 307، والترمذي 4: 263، مختصراً، من طريق سفيان، عن أبي الزناد. وكذلك رواه مختصراً أيضاً، ابن ماجة: 3860، من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، وكذلك رواه مختصرًا، أيضاً، الترمذي 4: 260، من رواية أبي رافع، ومن رواية ابن سيرين - كلاهما عن أبي هريرة. ورواه مسلم، كاملاً، بما فيه "إنه وتر ... " 2: 307، من رواية همام بن منبه، عن أبي هريرة. وسيأتي في المسند، مطولاً ومختصرًا: 7162، 8131، 9509، 10486، 10539، 10696. وانظر في معني قوله "إنه وتريحب الوتر" - ما مضى: 6439، 7340. (7494) إسناده صحيح، أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد - شيخ أحمد: سبق توثيقه: 4269، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/24، والخطيب في تاريخ بغداد 11: 3 - 5. حبيب بن الشهيد الأزدي: سبق توثيقه ت 1742، 5096، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/102 - 103. عطاء هو ابن أبي رباح. والحديث رواه مسلم 1: 116، من طريق أبي أسامة، عن حبيب بن الشهيد، بهذا الإِسناد، ولكن أوله عنده مرفوع لفظًا: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا صلاة إلا بقراءة، قال أبو هريرة: فما أعلن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أعلناه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم". ورواه البخاري 2: 209، من طريق ابن علية، عن ابن جُريج، عن عطاء، بنحو رواية المسند هنا، وبزيادة في آخره. وأشار الحافظ إلى روايات من رووه عن عطاء، في المسند وغيره من الدواوين. ثم أشار إلى تعليل الدارقطني رواية مسلم المرفوعة لفظاً. ثم قال: "نعم، قوله "ما أسمعنا" و"ما أخفى عنا" يشعر بأن جميع ما ذكر متلقي عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، فيكون للجميع حكم الرفع". وقد رواه مسلم أيضاً، وأبو داود: 797، والنسائي 1: 153، من أوجه عن عطاء.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم. 7495 - حدثنا عبد الواحد، حدثنا الربيع بن مسلم القرشي، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل". 7496 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا عقيل بن مَعْقل، عن مام بن منبه، قال: قدمت المدينة، فرأيت حلقةً عند منبر النبي -صلي الله عليه وسلم -، فسألت، فقيل لي: أبو هريرة، قال: فسألت، فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل اليمن، فقال: سمعت حبيبي، أو قال: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية، هم أرق قلوباً، والجفاء في الفدادين، أصحاب الوبر، وأشار بيده نحو المشرق".

_ (7495) إسناده صحيح، الربيع بن مسلم الجمحي القرشي: ثقة، وثقه أحمد وأبو حاتم وغيرهما، وقال أبو داود: "وهو أروى الناس عن محمَّد بن زياد". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/251، وابن أبي حاتم 1/ 2/469. والحديث رواه أبو داود: 4811، والترمذي 3: 132، كلاهما من طريق الربيع بن مسلم، به. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح". وذكر المناوي في شرح الجامع الصغير: 9028، أنه رواه أيضاً ابن حبان وسيأتي في المسند أيضاً: 7926، 8006، 9022، 9945، 10382. (7496) إسناده صحيح، عقيل - بفتح العين - بن معقل بن منبه اليماني: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرها، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/53، وابن أبي حاتم 3/ 1/ 219. وهو يروي هنا عن عمه همام بن منبه. والحديث مطول: 7201، 7426، من وجهين آخرين. الفدادون، بفتح الفاء وتشديد الدال المهملة، قال ابن الأثير: "الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، واحدهم: فداد. يقال: فد الرجل يفد فديدًا، إذا اشتد صوته. وقيل: هم المكثرون من الإبل. وقيل: هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان".

7497 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن عون، حدثني أبو محمَّد

_ (7497) إسناده صحيح، ابن عون: هو أبو عون عبد الله بن عون بن أرطبان. أبو محمَّد عبد الرحمن بن عبيد العدوي: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ص: 257، وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 260، وقال: "سمع أبا هريرة". والحديث سيأتي مُرَّة أخرى: 7916، بهذا الإِسناد. ولكن فيه: "فالتفت رجل إلى جنبي، فقال ... "، فجعل قوله "تطوى له الأرض ... " - من كلام الرجل الآخر، لا من كلام أبي هريرة. وكذلك ذكر الحافظ ابن كثير الروايتين عن المسند، في كتابه: جامع المسانيد والسنن. فليس ذلك اختلاف نسخ، بل هو اختلاف رواية عن يزيد بن هرون، شيخ أحمد فيه. ورواه ابن سعد في الطبقات 1/ 2/100، عن يزيد هرون، بهذا الإِسناد. وجعل قوله "تطوى ... " - من كلام أبي هريرة، كما في الرواية التي هنا. ورواه ابن حبان في الثقات، في ترجمة عبد الرحمن بن عبيد، ص: 257، من طريق النضر بن شميل، عن ابن عون. وجعل قوله "تطوى ... " - من كلام الرجل الذي كان إلى جنب أبي هريرة. فهذه رواية من وجه آخر، ترفع. الاختلاف الذي وقع من يزيد بن هرون. وترجح الرواية الأخرى، التي في 7916. والحديث لم أجده في مجمع الزوائد، مع أن روايه عبد الرحمن بن عبيد ليس له رواية في الكتب الستة، ولذلك ترجم في التعجيل دون التهذيب. وأظن أن الحافظ الهيثمي تركه لأن لأبي هريرة حديثًا في نحو هذا المعنى، رواه الترمذي 4: 306، من رواية أبي يونس مولى أبي هريرة عن أبي هريرة، قال فيه: "وما رأيت أحدًا أسرع في مشيه من رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا، لأنه لغير مكترث". قال الترمذي: "هذا حديث غريب". وسيأتي في المسند: 8588، 8930. ولكن سياق هذا غير سياق ذاك، وفي حديث المسند هنا زيادة قصة معينة. فكان الأجدر أن يذكر في الزوائد، على عادته وشرطه فيها. قوله "وخليل إبراهيم": هو قسم بالله سبحانه وتعالى، بوصف خلته لإبراهيم عليه السلام. وهذا هو الثابت في الروايتين في مخطوطة جامع المسانيد والسنن لابن كثير، وهي مخطوطة قديمة جيدة. وفي أصول المسند الثلاثة هنا: "وخليلي إبراهيم" بياء الإضافة. وهو خطأ يقينًا، فما كان أبو هريرة ليزعم قط أنه خليل إبراهيم أو أن إبراهيم خليله. ثم يكون هذا - لو =

عبد الرحمن بن عبيد، عن أبي هريرة، قال: كنت مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في جنازة، فكنت إذا مشيت سبقني، فأهرول، فإذا هرولت سبقته، فالتفت إلى رجل إلى جنبي، فقلت: تطوى له الأرض، وخليلِ إبراهيم. 7498 - حدثنا يزيد، أخبرنا يحيى، يعني ابن سعيد، أن أبا بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم أخبره، أن عمر بن عبد العزيز أخبره، أن أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من وجد ماله بعينه عند إنسان قد أفلس، أو عند رجل قد أفلس، فهو أحق به من غيره". 7499 - حدثنا يزيد، أخبرنا زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن

_ صح - قسمًا بإبراهيم. وما كان أبو هريرة ليحلف بغير الله، وقد سمع النهي الشديد الجازم من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، كما رواه هو وغيره من الصحابة. انظر المنتقى 4861 - 4864. وقد كتب على هذه الكملة "وخليلي"- بهامش م: "كذا هو بنسخة أخرى. ولعله: وخليل إبراهيم، فيكون قسمًا". (7498) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7384. وقد خرجناه في: 7124. (7499) إسناده صحيح، على بحث فيه. زكريا: هو ابن أبي زائدة. سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ووقع في ح "سعيد"، وهو خطأ، صححناه من م، ومن جامع المسانيد لابن كثير، ومن مراجع الرجال وسعد بن إبراهيم: سبق توثيقه: 6529، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/ 79. وهو يروي عن عمه أبي سلمة بن عبد الرحمن كثيرًا، ولكن: أروى هذا الحديث عن عمه مباشرة؟ أم رواه عنه بواسطة؟ أما هذا الإِسناد فظاهره أنه رواه عنه مباشرة، ولكنه سيأتي: 10205، من رواية سفيان الثوري، و 10419، من رواية منصور بن المعتمر - كلاهما عن سعد بن إبراهيم، عن ابن عمه عمر بن أبي سلمة، عن أبيه أبي سلمة، فيحتمل أن يكون سعد سمعه من عمه أبي سلمة، وسمعه من ابن عمه عمر عن أبيه أبي سلمة، فرواه على الوجهين. =

أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "جدال في القرآن كفر". 7500 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام - وعبد الوهاب، أخبرنا هشام،

_ = ويحتمل أن يكون زكريا بن أبي زائدة أخطأ في روايته عن سعد، فحذف من الإِسناد "عمر بن أبي سلمة"، سهواً. وأنا أميل إلى ترجيح هذا. فإن الثوري ومنصورًا أعلى حفظًا، وأثبت رواية وأقدم سماعاً - من زكريا. بل لا وجه للموازنة بينه وبينهما. وأيا ما كان فالحديث صحيح، لذلك، ولأنه روي عن أبي سلمة بأسانيد صحاح، من غير هذا الوجه: فرواه أحمد - فيما يأتي-: 7835، عن حمّاد بن أسامة، و 9474، عن أبي معاوية، و 10148، عن يحيى القطان، و10546، عن يزيد بن هرون، و10846، عن محمَّد بن عبيد - كلهم عن محمَّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعًا، بلفظ "مراء" بدل "جدال". والمعنى واحد. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك: 2: 223، من طريق المعتمر بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو بن علقمة، به. ووقع في المستدرك "محمَّد بن عمرو عن علقمة"، وهو خطأ مطبعي واضح. ورواه أبو داود: 4603، عن أحمد بن حنبل، عن يزيد بن هرون، بإسناد 10546. وقد جاء معناه ضمن حديث مطول، رواه أحمد أيضاً: 7976، عن أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة: "لا أعلمه إلا عن أبي هريرة". وهذا الحديث رواه ابن حبان في صحيحه، رقم: 73 بتحقيقنا، وفيه: "عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة" - دون هذا الشك. وقد حققنا صحته هناك. والحمد لله. (7500) إسناداه صحيحان، فقد رواه أحمد عن يزيد، وعن عبد الوهاب - كلاهما عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير. أبو جعفر: هو الأنصاري المدني المؤذن، قال الترمذي 3: 118: "وأبو جعفر الذي روى عن أبي هريرة، يقال له: أبو جعفر المؤذن، ولا نعرف اسمه، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث". ونقل الحافظ في التهذيب 12: 55، عن الدارمي: "أبو جعفر هذا: رجل من الأنصار". قال الحافظ: "وبهذا جزم ابن القطان". وهذا حديث النزول، رواه عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بمعناه - غير واحد من الصحابة، =

عن يحيى، عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا بقي ثلث الليل، نزِل الله عَزَّ وَجَلَّ إلى سماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفرَ له؟ من ذا الذي يسترزقني فأرزقَه؟ من ذا الذي يستكشف التفسير فاكشفَه عنه، حتى ينفجر الفجر". 7501 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن يحيى، عن أبي جعفر،

_ = منهم أبو هريرة. ورواه عن أبي هريرة عدد كثير من التابعين، منهم أبو جعفر هذا. وهو حديث صحيح متواتر المعنى، قطعي الثبوت والدلالة. رواه أصحاب الكتب الستة من حديث أبي هريرة، من غير وجه. وقد جمع كثيرًا من ألفاظة وأسانيده، إمام الأئمة ابن خزيمة، في كتاب التوحيد، ص: 83 - 95. ورواه من بعض طرقه عن أبي هريرة البخاري 3: 25 - 26. ومسلم 1: 210. وأبو داود: 1315، 4733. والترمذي 1: 333، 4: 258. وانظر شرحنا للترمذي، في الحديث: 446، وقد قلنا كلمتنا هناك في أحاديث الصفات، مثل هذا الحديث: "نذهب إلى ما وسع سلفنا الصالح، رضى الله عنهم، من السكوت عن التأويل، ونؤمن بما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة. وننزه الله سبحانه عن الكيف والشبه بخلقه". وأما هذا الإِسناد بعينه، رواية أبي جعفر المدني عن أبي هريرة - فقد رواها ابن خزيمة، ص: 86، من طريق ابن أبي عدي، عن هشام. ولم يذكر لفظها، إحالة على الألفاظ التي قبلها. وأنمار إليها الحافظ في الفتح 3: 25 بأنه رواه النسائي. وأشار إليها في ص: 26 بقوله: "وزاد أبو جعفر عنه: من ذا الذي يسترزقني فأرزقه، من ذا الذي يستكشف الضر فأكشف عنه". وروى الطيالسي منه، هذه الزيادة وحدها: 2516، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، به. (7501) إسناده صحيح، ورواه الطيالسي: 2517، عن هشام، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري في الأدب المفرد، ص 8، وأبو داود: 5316، والترمذي 3: 118، وابن ماجة: 3862 - كلهم من طريق هشام، بهذا. وسيأتي من أوجه، عن يحيى: 8564، 9604، 11099، 10719، 10781. وفي أكثرُ هذه الروايات "دعوة الوالد على ولده". وفي =

أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ثلاث دعواتٍ مستجابات، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده". 7502 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن يحيى، عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "أفضل الأعمال عند الله، إيمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه، وحج مبرور"، قال أبو هريرة: حج مبرور يكفر خطايا تلك السنة. 7503 - حدثنا عبد الواحد الحداد، عن خلف بن مهران، قال:

_ = رواية الأدب المفرد "دعوة الوالدين على ولدهما". وفي روايتي الطيالسي وابن ماج "دعوة الوالد لولده". وفي روايتي أبي داود والمسند 10199 "دعوة الوالد" فقط، دون أحد القيدين وذكر المنذري في الترغيب والترهيب 3: 146 رواية الترمذي هذا الحديث، ووصفها بأنها "حسنة". (7502) إسناده صحيح، ورواه الطيالسي: 2518، عن هشام، بهذا الإِسناد وسيأتي أيضاً من هذا الوجه: 8563، 9698، 10767. ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وإن كان أصحاب الكتب الستة لم يروه أحد منهم بهذا اللفظ -: لأنه ثبت معناه في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، قال: "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور". انظر البخاري 1: 73، ومسلم 1: 36. وسيأتي في المسند 7580، 7629، 7850. وقد ذكر المنذري في الترغيب والترهيب 2: 105، 712 حديث الصحيحين، ثم ذكر هذه الرواية التي هنا في الموضعين، ونسبها في أولهما لابن حبان في صحيحه، وفي ثانيهما لابن خزيمة في صحيحه، إلا أنه لم يذكر في رواية ابن خزيمة كلمة أبي هريرة التي في آخر الحديث الحج المبرور، قال ابن الأثير: "هو الذي لا يخالطه شيء من المآثم. وقيل: هو المقبول المقابل بالبر، وهو الثواب". وانظر ما مضى من حديث أبي هريرة: 7136، 7375. (7503) إسناده صحيح، خلف بن مهران أبو الربيع العدوي البصري، إمام مسجد بني عدي بن =

سمعت عبد الرحمن بن الأصم، قال: قال أبو هريرة: أوصاني خليلي

_ يشكر: ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/177، ونقل عن عبد الواحد الحداد أنه قال: "كان ثقة مرضياً". وترجمه ابن أبي حاتم 36182 - 379، وروى عن عبد الواحد، قال: "أخبرنا خلف بن مهران، وكان صدوقًا خيرًا". وفرق البخاري وابن أبي حاتم، في هذين الموضعين، بين "خلف" هذا، و"خلف أبي الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة"، وهي واحد، فإن "سعيد بن أبي عروبة" بصري عدوي، وهو مولى "بني عدي بن يشكر". فنسب المسجد إليه تارة، وإلى بني عدي تارة أخرى. وهذا هو الذي جزم به الحافظ في التهذيب، وأيده برواية البغوي عن عبد الله بن عون "حدثنا أبو عبيدة الحداد، حدثنا خلف بن مهران أبو الربيع العدوي، وكان ثقة". قال الحافظ: "فهذا يدل على أنه واحد". وخلف هذا: يعد في التابعين، فإنه روى حديثاً عن أنس، وصرح بسماعه منه، كما سيأتي في السند: 13084. ووقع في الأصول الثلاثة هنا"خالد بن مهران" بدل "خلف بن مهران"، و"خالد بن مهران": هو الحذاء. وكان من الممكن أن يحتمل هذا، لولا أنهم لم يذكروا في التراجم رواية لخالد الحذاء عن عبد الرحمن بن الأصم، ولا لأبي عبيدة الحداد رواية عن خالد الحذاء. ثم جاء الثلج واليقين، بأن هذا الحديث ذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن - مخطوط - وفيه: "عن خلف بن مهران". فاستيقنا أن كلمة "خالد"، خطأ قديم من الناسخين، في بعض نسخ المسند، ليس فيها كلها - بأن ابن كثير نقله عن المسند على الصواب. عبد الرحمن بن الأصم أبو بكر العبدي المدائني، مؤذن الحجاج: تابعي ثقة، صرح بالسماع من أبي هريرة، فيما يأتي: 8745، ومن أنس: 12221. ويقال أن اسم أبيه "عبد الله"!، فيكون "الأصم" لقباً لأبيه. ويذكر تارة باسم "عبد الرحمن الأصم"، كأنه لقب بلقب أبيه. والأمر في هذا قريب. وقد وثقه ابن معين، والثوري، وغيرهما وروى له مسلم حديثاً واحد، عن أنس، في صحيحه 2: 153. وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/304، وروى توثيقه عن ابن معين. والحديث فصلنا القول في تخريجه: 7138، وبينا روايات من روى فيه "صلاة الضحى"، ومن روى فيه بدلها "الغسل يوم الجمعة"، وأشرنا إلى هذا هناك. وانظر أيضًا: 7452.

بثلاثٍ: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ولا أنام إلا على وتر. 7504 - حدثنا أبو عبيدة الحداد، كوفي ثقة، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، أو مع كل وضوء سواك، ولأخرت عشاء الآخرة إلى ثلث الليل". 7505 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا أصلح خادم أحدكم له طعامه، فكفاه حره وبرده، فليجلسه معه، فإن أبي فليناوله أكلةً في يده". 7506 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: أقيمت الصلاة، فجاء رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: فقام في مصلاه، فذكر أنه لم يغتسل، فانصرف، ثم قال: "كما أنتم، فصففنا، وإن رأسه لينطف، فصلى بنا".

_ (7504) إسناده صحيح، وهو مكرر 7406. (7505) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه: 7334، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأشرنا إلى تخريجه هناك، من أوجه أخر. ولم نجده أيضاً من الوجه الذي هنا. الأكلة، بضم الهمزة: اللقمة. (7506) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7237، من رواية الأوزاعي، عن الزهري. وقد خرجناه هناك. وأما رواية عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري - هذه- فقد أشار إليها البخاري في الصحيح 1: 329، بعد روايته من طريق يونس عن الزهري، فقال: "تابعه عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري". وخرج الحافظ هذه المتابعة، فقال: "روايته موصولة عند الإِمام أحمد، عنه".

7507 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً". 7508 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا قام أحداكم من الليل فلا يغمس يده في إنائه حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يده".

_ (7507) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 299، والنسائي 1: 301، وابن ماجة: 1655، والبيهقي 4: 204 - كلهم من رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به. وروى مسلم، والنسائي، والبيهقي نحوه، من حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وآخره عندهم بلفظ: "فعدوا ثلاثين". وروى الشافعي 1: 274 - 275 (من مسنده بترتيب الشيخ عابد السندي)، والترمذي 2: 32 - نحو معناه، من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ضمن حديث مرفوع: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين"، زاد الترمذي: "ثم أفطروا". وقال: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح". وروى البخاري 4: 106، من طريق شُعبة، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، نحوه بلفظ: "فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"، ورواه مسلم، والنسائي، وغيرهما من هذا الوجه، لكن بإطلاق إكمال العدد، دون ذكر شعبان ولا لصيام. وعندي أن كل هذا بمعنى واحد: أن يكمل شعبان أو رمضان ثلاثين يومًا، إذا غم عليهم هلال الشهر الذي بعده. وانظر: 1985، 2335، 6323. (7508) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7280، 7432، 7432 م، 7433. وقد خرجنا رواياته، ومنها هذه، فيما مضى. وقد رواه النسائي 1: 37، من طريق معمر، عن الزهري. ورواه 1: 4، من طريق سفيان، عن الزهري، به. ورواه أيضاً 1: 75، من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

7509 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تقولوا: خيبة الدهر، إن الله هو الدهر، ولا تسموا العنب الكرم". 7510 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن الأغر

_ (7509) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 465 - 466، عن عياش بن الوليد، عن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. إلا أنه قدم النهي عن تسمية العنب، وأخر النهي عن قول "خيبة الدهر". رواه مسلم 2: 196 - 197، بنحوه، مفرقًا حديثين، من أوجه. ورواه بمعناه حديثاً واحدًا، من رواية ابن سيرين، عن أبي هريرة. وقد مضى نحو معناه، مفرقًا في حديثين: 7244، 7256. قوله "خيبة الدهر" -اهكذا هو دون حرف "يا" للنداء، وهو موافق رواية البخاري. فقال الحافظ: "كذا للأكثر، وللنسفي [يعني أحد رواة الصحيح]: يا خيبة الدهر. وفي غير البخاري: واخيبة الدهر. الخيبة، بفتح الخاء المعجمة وإسكان التحتانية بعدها موحدة: الحرمان. وهي بالنصب على الندبة. كأنه فقد الدهر لما يصدرعنه مما يكرهه، فندبه متفجعاً عليه، أو متوجعاً منه". (7510) إسناده صحيح، وقد مضى نحو معناه: 7257، من رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأشرنا هناك إلى هذا، وإلى أنه رواه - مع الذي بعده - البخاري 2: 336، ومسلم 1: 235، من طريق الزهري، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، وهي هذه الطريق التي هنا. ورواه من هذا الوجه أيضاً، النسائي 1: 205 - 206، رواه، مع الذي بعده، عن نصر بن علي بن نصر، عن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. ووقع في الأصول الثلاثة هنا حذف [عن أبي هريرة]، وهو خطأ قديم من الناسخين، في بعض نسخ المسند. ولو كان هذا صوابًا ما دخل في المسندات، إذ يكون حديثاً مرسلاً. وقد زيد [عن أبي هريرة] بهامش ك، بخط دقيق، لم نستطع أن نجزم أهو تصحيح أم بيان عن نسخة أخرى. ولكنا أثبتنا هذه الزيادة لثبوتها في موضعها في هذا الإِسناد، عند الحافظ ابن كثير، في جامع المسانيد والسنن" ولإطباق سائر الروايات، في الصحيحين وغيرهما، على أنه من رواية الأغر عن أبي هريرة، متصلاً غير منقطع.

أبي عبد الله صاحب أبي هريرة [عن أبي هريرة]، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد، فكتبوا من جاء إلى الجمعة، فإذا خرج الإِمام طوت الملائكة الصحف، ودخلت تسمع الذكر". 7511 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المُهَجَّرُ إلى الجمعة كالمهدي بدنةً، ثم كالمهدي بقرةً، ثم كالمهدي شاةً، ثم كالمهدي بطةً، ثم كالمهدي دجاجةً، ثم كالمهدي بيضةً". 7512 - حدثنا حمّاد بن خالد، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سئل

_ (7511) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. وقد مضى أيضاً، بنحوه: 7258، من رواية الزهري، عن ابن المسيب. وقوله في هذه الرواية "كالمهدي بطة" - أشار إليه الحافظ في الفتح 2: 306، فقال: "ووقع عند النسائي أيضاً في حديث الزهري، من رواية عبد الأعلى عن معمر، زيادة البطة، بين الكبش والدجاجة. ولكن خالفه عبد الرزاق، وهو أثبت منه في عمر، فلم يذكرها". (7512) إسناده صحيح، عطاء بن يزيد الليثي، ثم الجُنْدَعى: تابعي ثقة كثير الحديث، وثقه ابن المديني والنسائي وغيرهما، وترجمه ابن سعد 5: 184 - 185، وابن أبي حاتم 3/ 1/ 338. و"الجندعي": بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وبعدها عين مهملة، ويجوز ضم الدال أيضاً، كما نص على ذلك ابن دريد في الاشتقاق، ص: 105، وهذه النسبة إلى "جندع"، وهو بطن من بني ليث بن بكر. ووقع هنا في ح م "عطاء بن أبي يزيد"، وزيادة كلمة "أبي" خطأ واضح. والحديث رواه البخاري 3: 196، و11: 432، ومسلم 2: 2 - 3، وابن حبان في صحيحه: 131 بتحقيقنا - كلهم من طريق الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، به. وقد مضى: 7321، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة وانظر: 7438.

عن أولاد المشركين؟ فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". 7513 - حدثنا عبد الواحد الحداد، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن يخلق كخلقي! فليخلقوا بعوضةً! أو ليخلقوا ذرة! ". 7514 - حدثنا عبد الواحد حدثنا شُعبة، عن داود بن فراهيج،

_ (7513) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7166. (7514) إسناده صحيح، داود بن فراهيج المدني، مولى قيس بن الحرث: ثقة، سمع من أبي هريرة، كما شرح بذلك البخاري في الكبير 2/ 1/ 210، ولم يذكر فيه جرحاً، ووثقه يحيى القطان، وفي التعجيل: "نقل ابن عدي بسنده، عن يحيى القطان، قال: وثقه شُعبة وسفيان". وجاء عن القطان أيضاً أن شُعبة ضعفه. وقال أبو حاتم: "صدوق". وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 180. وفي لسان الميزان أن ابن شاهين ذكره في الثقات أيضاً. وترجمه ابن سعد 5: 228، وابن أبي حاتم 1/ 2/ 422. ورواية شُعبة عنه أمارة توثيقه، وترفع الاختلاف على شُعبة فيه، فإن شُعبة لا يروي إلا عن ثقة. ومع هذا فإن داود لم ينفرد بروايته عن أبي هريرة، كما سيأتي. والحديث سيأتي في المسند أيضَا: 9912، 10686، من طريق شُعبة، عن داود، به. وسيأتي أيضاً: 9744، من طريق يونس بن أبي إسحق، عن مجاهد، عن أبي هريرة. وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية 3: 306، والخرائطي في مكارم الاً خلاق ص 37 - كلاهما من طريق يونس. وأشار الترمذي إلى روايته، من حديث مجاهد عن أبي هريرة، فقال في 3: 128، بعد أن رواه، من طريق مجاهد عن عبد الله بن عمرو، وهو الحديث الذي مضى في المسند: 6496، قال: "وقد روي هذا الحديث عن مجاهد، عن عائشة، وعن أبي هريرة أيضاً، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وقد أشار الحافظ في الفتح 10: 370، عند رواية هذا الحديث، من حديث عائشة، ومن حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب - إلى حديث أبي هريرة هذا، فقال: "وقد روى هذا المتن أيضاً أبو هريرة، وهو في صحيح ابن حبان"، والظاهر أنه فيه من رواية داود بن فراهيج لأن الحافظ قال في ترجمته في لسان الميزان: "وروى له ابن =

قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "مازال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظنت أنه سيورثه". 7515 - حدثنا عبد الواحد، عن عوف، عن خلاس بن عمرو، ومحمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اشترى لِقْحَةً مُصَرَّاةً، أو شاةً مصراةً، فحلبها، فهو بأحد النظرين، بالخيار إلى أن يحوزها، أويردها وإناءً من طعام". 7516 - حدثنا عبد الواحد، عن عوف، عن خلاس، عن أبي

_ = حبان في صحيحه". وكذلك نسبه المنذري في الترغيب والترهيب 3: 238 لصحيح ابن حبان. وأما الهيثمي، فإنه ذكره في مجمع الزوائد 8: 165: وقال: "رواه البزار" وفيه داود بن فراهيج، وهو ثمْة، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". ففاته أن ينسبه للمسند! ثم فاته أن يرى فيه إسناده الآخر، من طريق يونس بن أبي إسحق عن مجاهد!!. (7515) إسناده صحيح، عوف: هو ابن أبي جميلة الهجري، المعروف بالأعرابي. خلاس، بكسر الخاء وتخفيف اللام: هو ابن عمرو الهجري، ترجمنا له مرات، آخرها: 7215. والحديث مضى بمعناه، مطولاً ومختصراً: 7303، 7374، من رواية الأعرج، ومن رواية ابن سيرين. وهذه الرواية التي هنا، أشار إليها الحافظ في الفتح 4: 304، وذكر أنه رواها أحمد والطحاوي. وهي في شرح معانى الآثار للطحاوي 2: 205، رواها من طريق روح بن عبادة، عن عوف، بهذا الإِسناد. ووقع اسم "عوف" في نسخة الفتح "عون" بالنون! وهو خطأ مطبعي واضح. (7516) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة: 2384، من طريق أبي أسامة، عن عوف، بهذا الإِسناد نحوه. وقال البوصيري في زوائده: "الحديث في الصحيحين عن غير أبي هريرة وإسناد أبي هريرة رجاله ثقات، إلا أنه منقطع. قال أحمد بن حنبل: لم يسمع خلاس بن عمرو الهجري من أبي هريرة شيئًا". وهذا القول عن أحمد بن حنبل، ذكر في التهذيب عن أبي داود، أنه سمعه من أحمد. ولست أدري كيف كان هذا! فإن خلاس بن عمرو قديم، أدرك عليًا، وإن اختلف في روايته عنه: فقال بعضهم: إن روايته =

هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "مثل الذي يعود في عطيته، كمثل الكلب

_ = عنه كانت من صحيفة، يعني أنه لم يسمع منه. وما أظن هذا أيضاً صحيحًا، فقد قال العقيلي والجوزجاني: "كان على شرطة عليّ". فقد ثبت إذن اللقاء مع المعاصرة. وقال الحافظ في التهذيب: "وقد ثبت أنه قال: سألت عمار بن ياسر. ذكره محمَّد بن نصر في كتاب الوتر". وهذا صحيح، فقد رواه أيضاً ابن سعد في ترجمته 7/ 1/108 - 109، بإسناد صحيح، عن خلاس بن عمرو: "أنه سأل عمار بن ياسر ... ". وعمار قتل يوم صفين، في حياة على. وأنا أرجح أن سبب هذه الأقوال كلمة ابن سعد في ترجمته، قال: "روى عن علي، وعمار بن ياسر. وكان قديمًا كثير الحديث، كانت له صحيفة يحدث عنها". فأنا أرى أنهم فهموا من هذه الكلمة أنه كان يحدث عن علي من صحيفة لم يسمعها! ولكن من ذا الذي كتب هذه الصحيفة؟ اكتبها عليّ؟ ما أظن ذلك. بل الظاهر أن خلاسًا كان أيضاً ممن كتب الحديث الذي سمعه، فكان يحدث من كتابه. وهو زيادة في التثبت والتوثق، ولعله كتب ما سمع من غير علي. ونقل الحافظ في التهذيب من تاريخ البخاري، كلمة في شأنه، فهمها على غير وجهها، فكتبها موهمة أن البخاري يريد أن خلاسًا لم يسمع من أبي هريرة! فقال الحافظ "وقال البخاري في تاريخه: روى عن أبي هريرة وعلى رضي الله عنهما صحيفة"!! ولكن نص عبارة البخاري في الكبير 2/ 1/208 هكذا: "روى عن أبي هريرة، وعن علي صحيفة، وعن أبي رافع". والبخاري دقيق في عباراته وإشاراته. فتقديمه ذكر "أبي هريرة" - يدل على أن روياته عنه صحيحة، ثم ذكرأن روايته عن علي صحيفة. ثم ذكر روايته عن أبي رفع. فلو كان البخاري بريد ما فهمه الحافظ لقدم اسم "على" على اسم "أبي هريرة"، كما هو واضح. وقد كان أبو الفضل المقدسي أدق من ابن حجر في ذلك، فذكر في ترجمة خلاس، في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين، ص: 128 أنه "سمع من أبي هريرة، عند البخاري". وأراد الحافظ ابن حجر أن يحتاط - كعادته -، فقال في مقدمة الفتح، ص: 399 - بعد أن نقل رواية أبي داود عن أحمد أن خلاسًا لم يسمع من اُبي هريرة - قال-: "روايته عنه عند البخاري، أخرج له حديثين، قرنه فيهما بمحمد بن سيرين! وليس له عنده غيرهما!. فهذا تكلف في الاحتياط، دون موجب! وأما معنى الحديث، =

يأكل، حتى إذا شبع قاء، ثم عاد في قيئه فأكله". 7517 - حدثنا عبد الواحد، عن عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة، [قال]: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يتوضأ منه". 7518 - حدثنا عبد الواحد، حدثنا عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مثله. 7519 - حدثنا عبد الواحد، حدثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ وَإِنْ أَبَتْ لَمْ تُكْرَهْ". 7520 - حدثنا علي بن حفص، أخبرنا ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لما خلق الله الخلق، كتب كتاباً، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي". 7521 - حدثنا علي بن حفص، أخبرنا لوقاء، عن أبي الزناد،

_ = فقد مضى مراراً، منها: 2119، 2120، في مسند ابن عباس، و 4810، 5493، في مسند ابن عمر. و 6629، 6943، في مسند ابن عمرو. (7517) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، بألفاظ متقاربة، من أوجه مختلفة. انظر المنتقى، رقم: 26، وشرحنا للترمذي، رقم: 068 الدائم، قال ابن الأثير: "أي الراكد الساكن. من: دام يدوم، إذا طال زمانه". كلمة [قال]، لم تذكر في ح، وزدناها من ك م. (7518) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (7519) إسناده صحيح، وهو مطول: 7131، 7398. (7520) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7491. (7521) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 348، من رواية شبابة، عن ورقاء، بهذا الإِسناد. ولم =

عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره". 7522 - حدثنا زيد بن الحباب، أخبرني أبو مودود، حدثني عبد الرحمن بن أبي حدرد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال

_ = يذكر لفظه، بل أحال على لفظ حديث أنس قبله، بهذا اللفظ. ورواه البخاري 11: 274، من طريق مالك، عن أبي الزناد، به. بلفظ "حجبت"، في الموضعين. وذكر الحافظ أنه في رواية الفروي لصحيح البخاري: "حفت"، في الموضعين. وقد وقع خطأ في لفظ الحديث، في ح م. فلفظه فيهما: "حفت الجنة بالشهوات، وحفت النار بالمكاره"! وهذا باطل مناقض لمعنى الحديث. ووقع في ك على الصواب، ولكن بتقديم وتأخير: "حفت الجنة بالكاره، وحفت النار بالشهوات". وهو صحيح المعنى، موافق للفظ حديث أنس. ولكنا صحنا اللفظ، وأثبتناه، على اللفظ الذي ذكره الحافظ ابن كثير، في جامع المسانيد والسنن، عن المسند، بهذا الإِسناد. ورجع ذلك عندنا موافقته لرواية البخاري، من حديث مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج. وسيأتي الحديث: 8931، من وجه آخر عن أبي هريرة، على لفظ حديث أنس، بتقديم "الجنة". وانظر ما يأتي: 8379. قوله "حفت"، قال الحافظ: بالمهملة والفاء، من الحفاف، وهو ما يحيط بالشيء حتى لا يتوصل إليه إلا بتخطيه. فالجنة لا يتوصل إليها إلا بقطع مفاوز المكاره. والنار لا ينجى منها إلا بترك الشهوات". وقال الحافظ أيضاً: "وهو من جوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم -، وبديع بلاغته، في ذم الشهوات، وإن مالت إليها النفوس، والحض على الطاعات، وإن كرهتها النفوس وشق عليها". (7522) إسناده صحيح، أبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي، سبق توثيقه: 528. ونزيد هنا أنه وثقه أحمد، وابن معين، وابن المديني، وغيرهم، وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 384، والدولابي في الكنى 2: 134. "مودودأ: بدالين، ووقع في ح بالراء بدل الدال الأولى، وهو خطأ مطبعي واضح. عبد الرحمن بن أبي حدرد - بفتح الحاء والراء وبينهما دال ساكنة وآخره دال، مهملات- الأسلمي المدني: تابعي ثقة، ذكره ابن =

رسول. الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بزق أحدكم في المسجد فليدفنه، فإن لم يفعل، فليبزق في ثوبه". 7523 - حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب، عن محمَّد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "تَسَموْا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي". 7524 - حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، يعني ابن عبيد، عن

_ = حبان في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 228. والحديث سيأتي: 8280، 10098، 10902 - كلها من رواية أبي مودود، بهذا الإِسناد، بنحوه، مطولاً ومختصراً. ورواه أبو داود: 477، عن القعنبي، عن أبي مودود - بنحو الرواية الآتية 8280. ومعنى الحديث ثابت، من أوجه أخر صحاح عن أبي هريرة، فانظر مثلا: 7399. قوله "فليدفنه" - في نسختين بهامش م "فليبعد"، وهي موافقة لرواية ابن كثير في جامع المسانيد والسنن عن هذا الموضع. (7523) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7372، بهذا الإِسناد. (7524) إسناده صحيح، الصلت بن غالب الهجيمي: ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 300، قال: "الصلت بن غالب الهجيمي، روى عنه يونس، مرسل". وهذه إشارة منه إلى حديث آخر؛ لأن هذا الحديث متصل. وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 500، وترجمه ابن أبي حاتم في الجراح والتعديل 2/ 1/ 439، ووهم الحافظ في ترجمته في التعجيل، ص 193، في موضعين: فقال: "ذكره ابن حبان في الثقات في ترجمته شيخه ... "، وهذا صحيح. ولكنه يوهم أنه لم يذكره في موضعه! وقد ذكره، كما بينا. ونقل كلام البخاري معكوعساً! فقال: "روى الصلت عن يونس مرسلاً"! وكلام البخاري أن يونس هو الذي روى عن الصلت، على الصواب. مسلم: هكذا ذكر في هذا الإِسناد غير منسوب. وكذلك ترجمه البخاري في الكبير، في موضعين: 4/ 1/ 275، برقم: 1165 "سلم الهجيمي، سمع أبا هريرة، روى عنه الصلت بن غالب". و 4/ 1/ 279، برقم: 1180 "مسلم، قال محمَّد بن سلام: نا عبد الأعلى، عن يونس بن عبيد، عن الصلت بن غالب الهجيمي، عن مسلم: أنه صقال أبا =

الصلت بن غالب الهجيمي، عن مسلم: سأل أبا هريرة عن الشرب قائماً؟ قال: يا ابن أخي، رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عقل راحلته وهي مناخةً، وأنا آخذٌ بخطامها، أو زمامها، واضعاً رجلي على يدها، فجاء نفر من قريش، فقاموا حوله، فأتى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بإناء من لبن، فشرب وهو على راحلته، ثم ناول الذي يليه عن يمينه، فشرب قائمًا، حتى شرب القوم كلهما قياماً. 7525 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن محمَّد بن زياد، عن

_ = هريرة ... "، فأشار إلى هذا الحديث. وابن أبي حاتم ترجم له 4/ 1/201 - 202: "مسلم، عن أبي هريرة، روى عنه الصلت بن غالب". والحسيني ترجم له في الإكمال، ص 105 كذلك، وقال: "مجهول". أما الحافظ، فإنه ذكره في التعجيل، ص: 402، وقال: "هو ابن بديل. تقدم". وذكر في ترجمة "مسلم بن بديل العدوي"، ص: 399 أنه "تقدم له حديث آخر، في ترجمة الراوي عنه: الصلت بن غالب". يريد هذا الحديث. وقد تبع في ذلك الحسيني في الإكمال، ص: 104، حيث ذكر في ترجمة "مسلم بن بديل العدوي" - من الرواة عنه "الصلت بن غالب الهجيمي". وأنا أظن - بل أرجح - أن أول من وقع في هذا الوهم: ابن حبان، حيث صنع ذلك في الثقات، ص: 333، فذكر في ترجمة "مسلم بن بديل" - أن من الرواة عنه "الصلت بن غالب"، ثم أشار إلى هذا الحديث موجزًا، "عن أبي هريرة، قال: رأيت النبي -صلي الله عليه وسلم - يشرب على راحلته، ثم ناول الذي على يمينه". والراجح عندي صنيع البخاري وابن أبي حاتم، إذ جعلا "مسلمًا" رواي هذا الحديث، غير "مسلم بن بديل العدوي"، خصوصًا وأن البخاري نسبه بأنه "الهجيمي". وأيا ما كان فالإسناد صحيح؛ لأنه رواه تابعي عرف اسمه، وسكت البخاري عن ذكره بجرح، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 79، وقال: "رواه أحمد، ومسلم هذا: لم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله ثقات". وانظر في جواز الشرب قائمًا- ما مضى مراراً، آخرها: 7021. وفي النهي عنه - ما يأتي: 7795. (7525) إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في المنتقى: 1377.

أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: أو قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "أما يخاف الذي يرفع رأسه والإمام ساجد أن يحول الله رأسه رأس حمار؟! ". 7526 - حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، يعني ابن عبيد، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -طب: "ما يُؤْمِنُ الذي يرفع رأسه قبل الإِمام، وهو مع الإِمام، أن يحول صورته صورة حمارٍ؟! ". 7527 - حدثنا عبد الأعلى، حدثنا يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي بثلاث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، والوتر قبل النوم، والغسل يوم الجمعة. 7528 - حدثنا عبد الأعلى، حدثنا يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: ذكروا عند النبي -صلي الله عليه وسلم -رجلاً، أو إن رجلاً قال: يا رسول الله، إن فلاناً نام البارحة ولم يصل حتى أصبح، قال: "بال الشيطان في أذنه". 7529 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي

_ (7526) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، وقوله "يرفع" - في ح "رفع"، وصححناه من ك م. (7527) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7452. ومكرر: 7180، بهذا الإِسناد. وقد فصلنا القول فيه: 7527. وانظر: 7503، 7658. هنا في المخطوطة ص: "آخر الثالث، وأول الرابع". (7528) إسناده صحيح، وسيأتي: 9512، من طريق يونس عن الحسن -أيضاً، بزيادة في آخره: "وقال الحسن: إن بوله والله ثقيل". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 262، بهذه الزيادة، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجا الصحيح". وأشار الحافظ في الفتح 3: 24 - إلي رواية أحمد لهذا الحديث مع زيادة كلمة الحسن، وقد مضى معناه، من حديث ابن مسعود: 3557، 4059. وانظر: 7434. (7529) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7453.

سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك ركعةً من صلاة الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها، ومن أدرك ركعةً من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها". 7530 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، والأكلة والأكلتان"، قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يجد غنىً، ولا يعلم الناس بحاجته فيتصدق عليه". قال الزهري: وذلك هو المحروم. 7531 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، بمثل هذا الحديث، غير أنه قال: قالوا: يا رسول الله، فمن المسكين؟ قال: "الذي ليس له غنىً، ولا يسأل الناس إلحافاً".

_ (7530) إسناده صحيح، روراه النسائي 1: 359، عن نصر بن علي، عن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. ولكن لم يذكر فيه كلمة الزهري "وذلك هو المحروم". ورواه أبو داود: 1632، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، به. وفيه "وذاك المحروم" - متصلة بالحديث مدرجة فيه. ثم قال أبو داود: روى هذا الحديث محمَّد بن ثور، وعبد الرزاق - عن معمر، وجعلا المحروم من كلام الزهري، وهو أصح"، وهو كما قال، فيؤيده أيضاً رواية المسند هذه. والحديث رواه مالك: 923، والبخاري 3: 269 - 270، 271، و8: 152، ومسلم 1: 283 - بنحوه، مطولاً ومختصراً، من أوجه أخر. وأشار الحافظ ابن كثير في التفسير 8: 66، إلى تفسير الزهري للمحروم، وإلى هذا الحديث من رواية الشيخين. وسيأتي بنحوه، عقب هذا. وقد مضى نحو معناه من حديث ابن مسعود، بإسناد ضعيفٌ: 3636، 4260. (7531) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله بنحوه. وإحدى روايات البخاري إياه، 3: 269 - 270، هي من طريق شُعبة، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة.

7532 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن همام بن منبه، أخي وهب، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مطل الغني ظلم". 7533 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوا عليهم". 7534 - حدثنا عبد الله بن نُمير، حدثنا محمَّد، يعني ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الناس معاذن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا". 7535 - حدثنا ابن نُمير، ويزيد، قالا: أخبرنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "فجرت أربعة أنهارٍ

_ (7532) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 46، عن مسدد، عن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم 1: 460، بنحوه ولم يسق لفظه - من رواية عيسى بن يونس، وعبد الرزاق، كلاهما عن عمر. وقد مضى معناه مطولاً بنحوه: 7332، 7446. (7533) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7272، وقد أشرنا إليه هناك. (7534) إسناده صحيح وهو مكرر: 7487. (7537) إسناده صحيح، وسيأتي بنحوه: 7873، 9672، من رواية خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، وقد رواه مسلم 2: 351، من طريق خبيب. ولكن السيوطي ذكر الرواية التي هنا، في الجامع الصغير: 5841، ولم ينسبه لغير المسند! في حين أنه في الصحيح. وذكره الهيثمي في الزوائد 10: 71، بزيادة "أربعة أجبال من أجبال الجنة"، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفهم". ولكنه لم يقصر في الإشارة إلى رواية مسلم، فقال: "حديثه في الأنهار، في الصحيح". "سيحان" في ح "السيحان" بزيادة لام التعريف، وهو خطأ، صححناه من ك م. وفي النهاية لابن الأثير، أن سيحان وجيحان: "نهران بالعواصم، عند المعصيصة وطرسوس".

من الجنة: الفرات، والنيل، وسَيْحَانُ، وجَيْحانُ". 7536 - حدثنا يزيد، وابن نُمير، قالا: حدثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى". 7537 - حدثنا يزيد، وابن نُمير، قالا: حدثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يؤتى بالموت يوم القيامة، فيوقف على الصراط، فيقال: يا أهل الجنة، فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا"، وقال يزيد: "أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه"، فيقال: "هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم ربنا، هذا الموت، ثم يقال: يا أهل النار، فيطلعون فرحين مستبشرين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم؟ هذا الموت، فيأمر به فيذبح على الصراط، ثم

_ (7536) إسناده صحيح، وقد مضى معناه بنحوه: 7272، 7533، وأما هذا اللفظ فذكره السيوطي في الجامع الصغير: 5785، ونسبه للمسند وصحيح ابن حبان. (7537) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة: 4327، من طريق محمَّد بن بشر، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإِسناد، ونقل شارحه عن الزوائد، قال: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. وقد أخرج البخاري بعضه من هذا الوجه. وله شاهد في الصحيحين، من حديث أبي سعيد". وقد وهم البوصيري فيما نسب للبخاري، فالبخاري روى قطعة منه حقًا 11: 360، ولكن ليس من هذا الوجه، بل من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة وسيأتي في المسند من أوجه، مختصراً ومطولا: 8893، 8894، 9463، 10665، وليس منها طريق "أبي الزناد عن الأعرج". وسيأتي أيضاً مطولاً: 8803، من رواية العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، ومن طريق العلاء هذه، رواه الترمذي 3: 335 - 336، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وقد مضى نحو معناه، من حديث ابن عمر: 5993، 6022، 6138.

يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون، لا موت فيه أبداً". 7538 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد - وابن نُمير، قال: حدثنا محمَّد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "دخلت امرأة النار في هرة، ربطتها، فلم تطعمها، ولم تسقها، ولم ترسلها فتأكل من خشاش الأرض". 7539 - حدثنا ابن نُمير، ويزيد، قالا: أخبرنا محمَّد، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن الوصال، قالوا: إنك تواصل؟ قال: إِنَّكُمْ لَسْتُمْ كَهَيْئَتِى، إِنَّ اللَّهَ حِبِّى يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ"، وَقَالَ يَزِيدُ: "إِنِّى أَبِيتُ يُطْعِمُنِى رَبِّى وَيَسْقِينِى". 7540 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِماً، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ".

_ (7538) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 254 - 255، ومسلم 2: 292، من رواية سعيد المقبري، عن أبي هريرة، نحوه. ولم يذكرا لفظه، بل أحالا على حديث عبد الله بن عمر قبله بمعناه. فائدة: حديث عبد الله بن عمر - في هذا - رواه البخاري مرة أخرى 6: 380، وهو ليس في المسند- فيما رأيت- مع أنه في الصحيحين. ورواه أيضاً مسلم 2: 325، وابن ماجة: 4256، من رواية حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، بنحوه، مطولاً. ورواية حميد بن عبد الرحمن ستأتي في المسند: 7635 م. وسيأتي الحديث مرار، من أوجه عن أبي هريرة: 8186، 9892، 10035، 10211، 10592، 10738. وليس في هذه الأوجه رواية سعيد المقبري، التي رواها الشيخان. وقد مضى معناه، ضمن قصة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: 6483، 6763. (7539) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7486. (7540) إسناده صحيح، حنظلة: هو ابن أبي سميان بن عبد الرحمن الجمحي المكي، سبق =

7541 - حدثنا يعلى، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء". 7542 - حدثنا يعلى، حدثنا محمَّد بن إسحق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا صلى أحدكم ثم جلس في مصلاه، لم تزل الملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث أو يقوم". 7543 - حدثنا يعلى، ويزيد، قالا: أخبرنا محمَّد بن عمرو، عن

_ = توثيقه: 4524. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. والحديث رواه البخاري 1: 165، عن المكي بن إبراهيم، عن حنظلة، به. وقد مضى معناه مطولاً: 7186، 7481. (7541) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7283، من وجه آخر، وهو هناك "التصفيح" بدل "التصفيق". ومعناهما واحد. وقد رواه مسلم 126:1، بأسانيد، عن الأعمش، ولم يذكر لفظه، إحالة على ما قبله. (7542) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ، ص: 160، بنحوه، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وكذلك رواه البخاري 1: 448، و 2: 119، من طريق مالك. ورواه مسلم 1: 184 من أوجه. وقد مضى معناه. 7424، ضمن حديث مطول، من رواية الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وخرجناه هناك من الصحيحين أيضاً. وقد مضى معناه، من حديث علي بن أبي طالب: 1218، 1250. قوله "أو يقوم"، هكذا ثبت في الأصول الثلاثة بإثبات الواو مع عطفه على المجزوم. وهو جائز، له توجيهه في العربية. (7543) إسناده صحيح، وسيأتي من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة أيضاً: 10476، 10848. ومن هذا الوجه رواه ابن ماجة: 1492، من طريق علي بن مسهر، عن محمَّد بن عمرو، ونقل شارحه عن زوائد البوصيري، قال: "إسناد ابن ماجة صحيح، ورجاله رجال الصحيحين". ورواه أبو داود: 3233، والنسائي 2: 273، بنحو معناه، من =

أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: مرت على رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، قال يزيد: مروا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بجنازة، فأثنوا عليها خيراً في مناقب الخير، فقال: "وجبت"، ثم مرت عليه جنازة أخرى، فأثنوا عليها شرا في مناقب الشر، فقال: "وجبت"، ثم قال: "إنكم شهداء في الأرض". 7544 - حدثنا يعلى، ويزيد، قالا: أخبرنا محمَّد بن عمرو، عن

_ = رواية عامر بن سعد، عن أبي هريرة. وسيأتي من هذا الوجه أيضاً: 10014، 8/ 100. وفي مجمع الزوائد 3: 4 رواية أخرى بمعناه، مطولة، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. ورواه البزار باختصار". فقصر إذ لم يذكر أن أصله في السنن الثلاث. وقوله "إنكم شهداء في الأرض"، يعني "شهداء الله". ولكن لفظ الجلالة لم يذكر في الأصول الثلاثة في هذا الموضع، وهو ثابت في سائر الروايات. وقد مضى معناه مطولاً، من حديث عمر بن الخطاب: 139، 204، 389، وسيأتي معناه من حديث أنس، مطولاً ومختصرًا، مراراً منها: 12970، 12971. وحديث أنس في الصحيحين وغيرهما أيضاً. (7544) إسناده صحيح، وقد مضى معناه، من رواية عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة، ضمن الحديث: 7168، ولكن بلفظ: "من رآني في المنام فقد رآني". والثابت هنا في الأصول الثلاثة "فقد رأى الحق". وفي جامع المسانيد والسنن للحافظ ابن كثير، نقلا عن هذا الموضع من المسند، بهذا الإِسناد: "فقد رآني"- بدل "فقد رأى الحق". ولكن الحديث سيأتي مرة أخرى، من هذا الوجه: 4484، عن أبي معاوية، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ "فقد رآني الحق". وهذه الرواية ذكرها الحافظ ابن كثير أيضًا، في موضعها من جامع المسانيد، ولكن بلفظ: "فقد رأى الحق". فعن هذا رجحت صحة ما في الأصول الثلاثة هنا، وأن ما نقله ابن كثير عن هذا الوضع، إما سهو منه، رحمه الله، وإما خطأ من الناسخين. وهذا الحديث رواه أيضاً عن أبي هريرة: ابن سيرين، وأبو صالح، كلاهما بلفظ "فقد رآني"، كرواية عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة: وستأتي رواية ابن سيرين: 9313، 10113، ورواية =

أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من رآني في المنام فقد

_ = أبي صالح: 9305، 9967، 10057. وكذلك رواه البخاري 10: 477 - 478، من رواية أبي صالح، ورواه مسلم 2: 201، من رواية ابن سيرين، وأما أبو سلمة بن عبد الرحمن - راويه عن أبي هريرة هنا - فقد اختلفت الرواية عنه: فرواه عنه محمَّد بن عمرو، هنا وفي: 484، بلفظ "فقد رأى الحق"، أو "فقد رآني الحق". ورواه عنه الزهري بلفظ آخر: فرواه مسلم 2: 201، من طريق يونس، عن الزهري: "حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان في. وقال [يعني الزهري]: فقال أبو سلمة: قال أبو قتادة: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: من رآني فقد رأى الحق". ثم رواه مسلم عقبه، من رواية ابن أخي الزهري: "حدثنا عمي، فذكر الحديثين جميعاً، بإسناديهما سواء، مثل حديث يونس". وهذه الرواية، رواية الزهري عن أبي سلمة - لم يروها أحمد في المسند في مسند أبي هريرة، وإنما رواها في مسند "أبي قتادة"، (5: 306 ح)، من طريق ابن أخى الزهري، عن الزهري، عن أبي سلمة، من حديث أبي هريرة، ومن حديث أبي قتادة، بلفظ مسلم سواء، إلا أنه قال في حديث أبي قتادة: "فقد رآني الحق". وفرقها البخاري حديثين في موضعين: فروى 12: 338، من طريق يونس عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ: "فسيراني في اليقظة"، ولم يذكر الشك: "أو لكأنما رآني في اليقظة". ثم روى 12: 344، من طريق الزبيدي، عن الزهري، قال: "قال أبو سلمة: قال أبو قتادة: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: من رآني فقد رأي الحق". ثم قال البخاري: "تابعه يونس، وابن أخي الزهري". وهذه إشارة منه إلى روايتي أحمد ومسلم، من طريق ابن أخي الزهري، ورواية مسلم من طريق يونس. وزاد الحافظ في الفتح، في تخريج هاتين المتابعتين، قال: "وأخرجه أبو يعلى في مسنده، عن أبي خيثمة شيخ مسلم فيه، ولفظه: من رآني في المنام فقد رأى الحق. وقال الإسماعيلي: وتابعهما شُعيب بن أبي حمزة، عن الزهري. قلت [القائل ابن حجر]: وصله الذهلي في الزهريات". ولم يشر الحافظ في وصل هذه المتابعة إلى رواية أحمد في مسند أبي قتادة. فرواية الزهري عن أبي سلمة تدل على أن لفظ "فقد رأى الحق"، أو "فقد رآني الحق " =

رأى الحق، إن الشيطان لا يتشبه بي". 7545 - حدثنا يعلى، حدثنا محمَّد بني عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يَحْسِر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل الناس عليه، فيقتل من كل عشرٍ: تسعة".

_ = - إنما هو لفظ حديث أبي قتادة، وليس لفظ حديث أبي هريرة. والزهري أحفظ وأثبت من مائة مثل "محمَّد بن عمرو"، وإن كان "محمَّد بن عمرو" لا يدفع عن الصدق. ويؤيد ترجيح رواية الزهري - روايات ابن سيرين، وأبي صالح، وكليب بن شهاب الجرمي، التي أشرنا إليها آنفًا. والظاهر عندي أن محمَّد بن عمرو سمع الحديثين من أبي سلمة: حديث أبي هريرة، وحديث أبي قتادة، يروى حديث أبي هريرة بلفظ حديث أبي قتادة، على الرواية بالمعنى، أو نحو ذلك، أو سها فدخل عليه لفظ حديث في لفظ آخر، لتقارب المعنى، والله الموفق للصواب. (7545) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة: 4046، من طريق محمَّد بن بشر، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإِسناد. ونقل شارحه عن الزوائد أنه قال: "إسناده صحيح، رجاله ثقات". وإدخاله في الزوائد فيه - عندي- شيء من التساهل: فقد رواه مسلم 2: 364، بنحوه، من رواية سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، بلفظ: "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو". وسيأتي بنحو هذه الرواية، من رواية سهيل: 8048، 8370. ثم قد روى البخاري 13: 70، ومسلم 2: 364 - نحو معناه، من رواية حفص بن عاصم عن أبي هريرة، ومن رواية الأعرج عن أبي هريرة، بلفظ: "يوشك الفرات أن يحسر عن كنز [وفى الرواية الثانية: عن جبل] من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا]. فالحديث أصله في الصحيحين، واللفظ الذي هنا أقرب معنى لرواية مسلم من طريق سهيل. فمثل هذا لا ينبغي أن يجعل من زيادات ابن ماجة. وسيأتي الحديث أيضاً من رواية أبي سلمة عن أبي هريرة: 8540، 9356 "يحسر": بضم السين وكسرها، من بابي "قتل وضرب".

7546 - حدثنا يعلى، حدثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليس الغني عن كثرة العرض، ولكن الغني غنى النفس". 7547 - حدثنا يعلى، ويزيد، قالا: أخبرنا محمَّد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الناس تبع لقريش في هذا الأمر، خيارهم تبع لخيارهم، وشرارهم تبع لشرارهم". 7548 - حدثنا يزيد، ويعلى قالا: حدثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "في الحبة السوداء شفاء من كل داءٍ، إلا السام"، قالوا: يا رسول الله، وما السام؟ قال: "الموت". 7549 - حدثنا يعلى، حدثنا فضيل، يعني ابن غزوان، عن ابن أبي نعمٍ، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "الفضة بالفضة مثلاً بمثل، وزناً بوزنٍ، والذهب بالذهب وزنًا بوزن، مثلاً بمثلٍ، فمن زاد فهو رباً".

_ (7546) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7314. (7547) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7304، بنحوه. (7548) إسناده صحيح، وقد مضى: 7285، من رواية الزهري عن أبي سلمة، بنحوه. وفيه هناك تفسير "السام" من كلام الزهري. ولكنه هنا في هذه الرواية، مرفوع صريحًا، من قول النبي -صلي الله عليه وسلم -. (7549) إسناده صحيح، وهو حديثان، سيقا بإسناد واحد. فجعلنا لثانيهما الرقم نفسه مكرراً. ابن أبي نعم: هو عبد الرحمن البجلي. والحديث رواه مسلم 1: 466، والنسائي 2: 222، كلاهما من طريق محمَّد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وذكره المجد في المنتقى: 2893، ولم يذكر في آخره "فمن زاد فهو رباً". وهذه الزيادة ثابتة في روايتي مسلم والنسائي- وانظر: 7171.

7549 م - ولا تباع ثمرة حتى يبدو صلاحها. 7550 - حدثنا ربعى بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن

_ (7549م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. ورواه مسلم 1: 448، من طريق ابن فضيل، عن أبيه، نحوه. ونسبه المجد في المنتقى: 2853 أيضًا للنسائي وابن ماجة. وانظر: 6376. (7550) إسناده صحيح، سعيد: هو المقبري. والحديث رواه ابن حبان في صحيحه (2: 78 من مخطوطة التقاسيم والأنواع المصورة عندي)، من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن ربعي بن إبراهيم - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد. ولفظه: "ثلاث .... والاستسقاء بالأنواء، والتعاير". ولم أجده - بعد طول البحث والتتبع - من رواية سعيد المقبري عن أبي هريرة إلا في هذا الموضع من المسند، وذاك الموضع من ابن حبان. ويبدو لي أن سعيدًا المقبري نسي الثالثة وشك فيها، فقال في رواية المسند هنا: "وكذا"، حتى سأله عبد الرحمن بن إسحق، فقال: "دعوى الجاهلية". ثم لعله استذكر أو استيقن مرة أخرى فلم يشك، وقال دون سؤال: "والتعاير"، يعني التعاير في الأنساب والطعن فيها. وهذا هو الثابت في سائر الروايت التي رأينا، من حديث أبي هريرة وغيره. كما سنشير إليه، إن شاء الله. وروى الحاكم في المستدرك 1: 383، من طريق الأوزاعي، عن إسماعيل بن عُبيد الله، عن كريمة بنت الحسحاس المزنية، قالت: "سمعت أبا هريرة، وهو في بيت أم الدرداء، يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ثلاثة من الكفر بالله: شق الجيب، والنياحة، والمن في النسب". قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وهر كما قالا. وذكر المنذري في الترغيب 4: 176 هذا اللفظ، وقال: "رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح الإ إسناده. ثم أشار إلى رواية لابن حبان، أولها: "ثلاثة هي الكفر". ثم أشار إلى الرواية التي نقلنا آنفًا عن ابن حبان. وقد جاء هذا المعنى مطولاً، عن أبي هريرة، من وجه آخر: فروى أبو الربيع المدني، عن أبي هريرة مرفوعًا: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لن يدعوهن: التطاعن في الأنساب، والنياحة، ومطرنا بنوء كذا وكذا، والعدوى: الرجل يشتري البحير الأجرب، فيجعله في مائة بعير، فتجرب، فمن أعدى الأول؟ ". رواه أحمد في المسند: 9873، وهذا لفظه. ورواه أيضاً =

إسحق، عن سعيد، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "ثلاث من عمل أهل الجاهلية لا يتركهن أهل الإِسلام: النياحة، والاستسقاء بالأنواء"، وكذا، قلت لسعيد: وماهو؟ قال: "دعوى الجاهلية: يا آل فلان، يا آل فلان، يا آل فلان". 7551 - حدثنا ربعي، حدثنا عبد الرحمن بن إسحق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من صلى على مرةً واحدةً كتب الله عَزَّ وَجَلَّ له [بها] عشر حسناتٍ".

_ = بنحوه، بأسانيد، من حديث أبي الربيع عن أبي هريرة: 7895، 9354، 10821، 10883. وكذلك رواه الترمذي 2: 135، بنحوه، من هذا الوجه، وقال: "هذا حديث حسن". ولعله من أجل هذه الرواية" وأنه رواها الترمذي - لم يذكر الهيثمي هذا الحديث في مجمع الزوائد. وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة، انظرها في الترغيب 4: 716 - 177، ومجمع الزوائد 3: 12 - 14. وانظر ما مضى في مسند علي: 1087، وفي مسند ابن مسعود: 4435. (7551) إسناده صحح، ورواه ابن حبان 2: 229 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق خالد بن عبد الله، وهو الطحان، عن عبد الرحمن بن إسحق، بهذا الإِسناد واللفظ. وسيأتي عقب هذا، من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة، بهذا اللفظ. ورواه مسلم 1: 120، وأبو داود: 1530 (1: 562 عون المعبود)، والترمذي 1: 353 (رقم 485 بشرحنا)، النسائي 1: 191، وابن حبان 2: 229 (من مخطوطة الإحسان) - كلهم من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، بلفظ: "صلى الله عليه عشرًا". فالظاهر من هذه الروايات أن أبا هريرة رواه باللفطين. والمعنى قريب. وذكره المنذري في الترغيب 2: 277، بلفظ رواية مسلم ومن معه، ثم ذكر اللفظ الذي هنا، نسبه لبعض ألفاظ الترمذي، وهو تساهل منه، فإن الترمذي إنما رواه كما ذكرنا ولكنه ذكر اللفظين معًا تعليقًا، بقوله: "وروي عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال ... ". زيادة كلمة [بها]، من المخطوطتين ك م، ولم تذكر في ح. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو: 6605، 6754.

7552 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صلى عليَّ مرة واحدةً كتب الله عز وجل له بها عشر حسناتٍ". 7553 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن سهيل، عن أبي

_ (7552) في إسناده نظر، ولعله سقط منه شيء، أو وقع غلط في حرف منه: فإن ظاهر الإِسناد هنا أنه "عن سهيل عن أبي هريرة" مباشرة. ولئن كان ذلك ليكونن إسنادًا منقطعاً. وهو هكذا ثابت في الأصول الثلانة. وثبت بهامش م ما نحوه: "كذا في نسخة أخرى "عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة" - والمعروف أن سهيلاً لا يروي عن أبي هريرة إلا بواسطة أبيه. من خط الشيخ عبد الله بن سالم". يعني أن كاتب هذه الحاشية نقلها من هامش نسخة من المسند كتب عليها الشيخ عبد الله بن سالم ذلك بخطه. ومن المحتمل جداً أن يكون الأصل "عن سهيل عن أبي صالح" - مثل الإسناد التالي لهذا، وتكون كلمة "عن" حرفها بعض الناسخين فكتبها "بن". وقد يرجح الاحتمال أن المخطوطة ك كتب فيها الإِسناد التالي "عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة" - بتحريف كلمة "عن" إلى "بن". والحديث في ذاته صحيح ثابت بالإسناد قبله. (7553) إسناده صحيح، وقد ثبت في لفظ الإسناد هنا، في ح م "سهيل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة". وهو الصواب. وثبت في ك "سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة". وهو خطأ، حرفت فيه كلمة "عن" إلى "بن". والحديث حديث "سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة". وقد ثبت بهذا اللفظ الواضح، في جامع المسانيد والسنن لابن كثير، حين نقل هذا الحديث، عن هذا الموضع من السند، وحين نقل أوله في التفسير عن هذا الموضع، كما سنذكر. وسيأتي - في تخريح الحديث - الدلائل الناصعة على صحة هذا، إن شاء الله. والحديث سيأتي: 8965، من طريق وُهَيْب بن خالد، و8966، من طريق حمّاد بن سلمة - كلاهما عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وكذلك رواه أبو داود الطيالسي: 2440، قال: "حدثنا وُهَيْب بن خالد، وكان ثقة، قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح المدني، عن أبي، عن أبي هريرة". فذكره مروعًا. =

صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما من صاحب كنزٍ لا يؤدي حقه، إلا جعل صفائح يحيى عليها في نار جهنم، فتكوى بها

_ = وكذلك رواه مسلم، كاملاً مطولاً 1: 270 - 271، من طريق عبد العزيز بن المختار: "حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة". ثم رواه من طريق عبد العزيز الدراوردي، ومن طريق روح بن القاسم - كلاهما عن سهيل، بهذا الإِسناد، ولم يذكر فيهما لفظه، بل أحالهما على الرواية التي قبلهما. وروى أبو داود أوله، إلى ما قبل السؤال عن الخيل: 1658 (2: 48 - 49 عون المعبود)، من طريق حمّاد بن سلمة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وروى ابن ماجة آخره، من أول قوله "الخيل معقود ... ": 2788، من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، به. ولم يذكر في آخره السؤال عن الحمر. وكذلك صنع النسائي 2: 118، فروى آخره، من طريق أبي إسحق الفزاري، عن سهيل. ولكنه ذكر بعضه، ثم قال: "وساق الحديث". وروى الترمذي قطحة منه 3: 5 - 6، في شأن الخيل - من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن سهيل. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وقد مضت قطعة منه: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة": 5769، من طريق حمّاد بن سلمة، عن سهيل - ولم يذكر لفظها هناك، إحالة على حديث ابن عمر قبلها. وأشرنا إلى هذا الحديث هناك. وروى مالك في الموطأ: 444 - 445 شطره الثاني، من أول قوله "الخيل لرجل أجر ... " - عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان [والد سهيل]، عن أبي هريرة. وكذلك رواه البخاري 5: 35، و6: 48 - 49، 466، و8: 559، و13: 378، والنسائي 2: 118 - 119 - : كلاهما من طريق مالك. والظاهر أن مالكًا هو الذي اختصره من هذا الوجه. فقد رواه مسلم 1: 269 - 270، من طريق حفص بن ميسرة، ومن طريق هشام بن سعد، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، مطولاً بشطريه. وقد ذكره ابن الأثير في جامع الأصول: 2658، ونسبه للبخاري ومسلم والموطأ وأبي داود والنسائي. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1: 266 - 267، ونسبه للبخاري ومسلم، وهذا تساهل منهما كما ترى! فإنه لم يروه كاملاً أحد من أصحاب الكتب الستة، إلا مسلم، كما ذكرنا، وإلا النسائي، فإنه روى شطره الثاني من وجهين، كما سبق. وروى أيضاً شطره الأول، بنحوه، من وجهين آخرين 1: 334 - 335، 338 - 339. ومن البين =

جبهته وجنبه وظهره، حتى يحكم الله عز وجل بين عباده، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يُرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب غنم لا يؤدي حقها، إلا جاءت يوم القيامة أوفر ما كانت، فيُبطح لها بقاع قرقرٍ، فتنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء، كلما مضت أخراها رُدت عليه أولاها، حتى يحكم الله عَزَّ وَجَلَّ بين عباده، في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار، وما من صاحب إبل لا يؤدي

_ = الواضح أن ابن الأثير والمنذري يريدان بهذه النسبة أصل الحديث، لا تفصيله بشطريه. ولكنه تساهل منهما على كل حال، وكان الحافظ ابن كثيراً ضد احتياطًا منهما وتدقيقًا، فقد نقل أوله عن هذا الموضع، بهذا الإسناد، "عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة"، في التفسير 8: 478، إلى قوله "وعلى رجل وزر"، ثم قال: "إلى آخره. ورواه مسلم في صحيحه بتمامه، منفردًا، به دون البخاري، من حديث سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة". وسيأتي الحديث من أوجه أخر غير ما أشرنا إليه، منها: 8967، 10355 - 10357. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود: 3756، 3757. وفي مسند ابن عمر: 6448 "الصفائح": جمع "صفيحة"، وهي كل عريض من لوح أو حجارة ونحوهما. قوله "ثم يرى سبيله"، في المواضع الثلاثة - يجوز ضبطه بفتح الياء من "يرى" مع فتح اللام من "سبيله"، مفعول، أي: يرى هذا الشخص سبيل نفسه وعاقبة أمره. ويجوز ضم الياء مع فتح اللام، أي: يريه الله أو الملائكة سبيله. ويجوز أيضًا ضم اللام مع ضم الياء، فيكون "سبيله" نائب الفاعل. "أوفر ما كانت": أي أكثرُ ما كانت، من "الوفر"، وهو الكثير الواسع. "فيبطح": أي يلق على وجهه لتطأه. "بقاع قرقر" - القاع: المكان المستوى الواسع في وطأة من الأرض. والقرقر: الأملس. "بأظلافها": جمع "ظلف" بكسر الظاء المعجمة وسكون اللام، وهو من الشاة كالحافر من الفرس. "العقصاء": الملتوية القرنين، وإنما ذكرها لأن العقصاء لا تؤلم بنطحها كما يؤلم غير العقصاء. "الجلحاء": التي لا قرن لها. قوله "استنت شرفًا" - الاستنان: الجري. والشرف، بفتح الشين المعجمة والراء: الشوط والدى. قال ابن الأثير: "استن الفرس استنانًا، أي: عدا =

حقها، إلا جاءت يوم القيامة أوفر ما كنت، فيُبطحُ لها بقاع قرقرٍ، فتطؤه بأخفافها، كلما مضت أخراها ردت عليه أولاها، حتى يحكم الله بين عباده، في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار، ثم سئل عن الخيل؟ ففال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهي لرجل أجر، ولرجل ستر وجمال، وعلى رجل وزر، أما الذي هي له أجر، فرجل يتخذها يعدها في سبيل الله، في غيبن في بطونها فهو له أجر، وإن مرت بنهر فشربت منه، في غيبت في بطونها فهو له أجر، وإن مرت فما أكلت منه فهو له أجر، وإن استنت شرفًا، فله بكل خطوة تخطوها أجر، حتى ذكر أرواثها وأبوالها، وأما التي هي له ستر وجمال، فرجل يتخذها تكرما وتجملا، ولا ينسى حق بطونها وظهورها، وعسرها ويسرها، وأما الذي هي عليه وزر، فرجل يتخذها بذخًا وأشراً، ورياءً وبطرًا، ثم سئل عن الحمر؟ فقال: ما أنِزل الله عليِ فيها إلا الآية الفاذة الجامعة: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. 7554 - حدثنا أبو كامل، وعفان، قالا: حدثنا حمّاد، عن سهيل، قال عفان في حديثه، قال: أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،

_ = لمرحه ونشاطه شوطًا أو شوطين، ولا راكب عليه". "البذخ"، بفتح الباء الموحدة والذال المعجمة بعدهما خاء معجمة: هو الفخر والتطاول. "الأشر"، بفتحتين: البطر، وقيل: أشد البطر. و"البطر": الطغيان عند النعمة وطول الغني. "الفاذة": أي المنفردة في معناها. وقال النووي في شرح مسلم 7: 67: "معنى الفاذة: القليلة النطر، والجامعة: أي العامة المتناولة لكل خير ومعروف". (7554) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 7: 313، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وفي متن الحديث هناك تحريف، يصحح من هذا الموضع. "المدر": هو الظن المتماسك اليابس.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطراً لا تكِنَّ منه بيوت المدر، ولا تكن منه إلا بيوت الشعر". 7555 - حدثنا أبو كامل، حدثنا، زهير حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "منعت العراق قفيزها ودرهمها، ومنعت الشأم مدها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم"، يشهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه. قال أبو عبد الرحمن [هو عبد الله بن أحمد]: سمعت يحيى بن معين، وذكر أبا كامل، فقال: كنت آخذ منه ذا الشأن، وكان أبو كامل بغدادياً من الأبناء*

_ (7555) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 365، وأبو داود: 3035 (3: 129 - 130 عون المعبود) - كلاهما من طريق زهير، وهو ابن معاوية، بهذا الإِسناد، نحوه. * كلمة أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد- عقب هذا الحديث- التي رواها عن يحيى بن معين، هي ثناء عطم، من يحيى إمام الجرح والتعديل، على أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني. وقد أشرنا إليها في شرح الحديث: 6311. وقول يحيى "كنت آخذ منه ذا الشأن" - يريد به: صنعة الحديث ومحرفة الرجال. كما نقل ذلك الخطيب في تاريخ بغداد 13: 125، عن يحيى بن معين. وقد روى الخطيب أيضاً هذه الكلمة التي هنا، عن هذا الموضع من المسند: فرواها عن الحسن بن علي التميمي، عن أحمد بن جعفر بن حمدان، وهو القطيعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل. وهذا الإِسناد، هو الإِسناد الذي روى العلماء المسند عن طريقه، انظر مثلا مقدمات المسند، في طبعتنا هذه، ج1 ص 33. وقول يحيى "من الأبناء" - يريد به: أنه من أبناء خراسان. ووقع في ح "من الأمناء"! وهو خطأ مطبعي، صححناه من ك م، ومن رواية الخطيب عن هذا الموضع، ومن روايته أيضاً بإسناده إلى أبي زكريا - وهو يحيى بن معين - قال: "سمعت أبا كامل، شيخًا من الأبناء، ثقةً، صاحب حديث".

7556 - حدثنا أبو كامل، حدثنا زهير، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَصْحَب الملائكةُ رُفْقةً فيها كلب أو جرس". 7557 - حدثنا أبو كامل، حدثنا زهير، حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ فَلاَ تَبْدَءُوهُمْ، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا". قَالَ زُهَيْرٌ: فَقُلْتُ لِسُهَيْلٍ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ. 7558 - حدثنا أبو كامل، حدثنا زهير، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع

_ (7556) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 2555 (2: 330 عون المعبود)، من طريق زهير عن سهيل، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم 2: 164، من طريق بشر بن المفضل، ومن طريق الدراوردي - كلاهما عن سهيل. وكذلك رواه الترمذي 3: 32، من طريق الدراوردي. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر: 4811. (7557) إسناده صحيح، ورواه البخاري في الأدب المفرد ص: 161، 162، ومسلم 2: 175، وأبو داود 3: 388 - كلهم من رواية سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد نحوه .. وسيأتي كذلك من أوجه كثيرة، من رواية سهيل: 7606، 8542، 9724، 9921، 10810. وفي أكثرُ هذه الروايات التصريح بأنهم اليهود والنصاري، وفي بعضها أيضاً أنهم المشركون. ومجموع الروايات يدل على أن المراد جميع أولئك، وكلهم مشركون. وانظر: 4563، 5938، 6589، 7061. (7558) إسناده صحيح، ورواه البخاري في الأدب المفرد، ص: 166، من طريق سليمان بن بلال. ومسلم 2: 178، من طريق الدراوردي، وأبو داود: 4853 (4: 414 عون المعبود)، من طريق حمّاد. وابن ماجة:3717، من طريق جرير - كلهم عن سهيل، به.

إليه فهو أحق به". 7559 - حدثنا أبو كامل، حدثنا زهير، حدثنا سهِيِل، عن أبيه، عن أبي هريرة، لحال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من نام وفي يده غمرٌ ولم يَغْسِلْه، فأصابه شيء، فلا يلومن إلا نفسه". 7560 - حدثنا أبو كامل، حدثنا زِهير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرِة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يجْزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيُعْتقه". 7561 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن علي بن الحكم،

_ (7559) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 3582 (3: 432 عون المعبود)، عن أحمد بن يونس، عن زهير، عن سهيل. ورواه ابن ماجة: 3297، من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، به. ورواه الترمذي 3: 102، مطولاً، من رواية المقبري، عن أبي هريرة. ورواه مختصراً، من رواية الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وأشار تعليقًا إلى رواية سهيل هذه، فقال: "وقد روي من حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". "الغمر"، بالغين بالمعجمة والميم المفتوحتين: هو الدسم والزهومة من اللحم. (7560) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7143. (7561) إسناده صحيح، حمّاد: هو ابن سلمة، الإِمام البصري. علي بن الحكم: هو البناني البصري، سبق توثيقه: 3114، 5684. والحديث رواه أبو داود: 3658 (3: 360 عون المعبود)، عن موسى بن إسماعيل. وابن حبان في صحيحه: 95 (بتحقيقنا)، من طريق النضر بن شميل - كلاهما عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1: 4، من طريق أبي داود. وسيأتي أيضًا: 8035، عن أبي كامل، بهذا الإِسناد. ويأتي أيضاً: 8514، عن عفان، و: 8623، عن حسن - كلاهما عن حمّاد، به. ورواه الطيالسي: 2534، عن عمارة بن زاذان الصيدلاني، عن =

عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من سئل

_ = علي بن الحكم البناني، بهذا الإِسناد، نحوه. وكذلك رواه الترمذي 3: 370، وابن ماجة: 261، وابن عبد البر 1: 5 - كلهم من طريق عمارة بن زاذان. وسيأتي: 10425، عن ابن نمير، عن عمارة. ورواه أيضاً الحجاج بن أرطأة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، بنحوه. وسيأتي من طريق الحجاج: 7930، 10492، 10605. ورواه أيضًا ليث بن أبي سليم، عن عطاء، بنحوه، عند ابن عبد البر 1: 5. وقد أخطأ عبد الوارث بن سعيد، حين روى هذا الحديث عن علي بن الحكم، فزاد في الإِسناد رجلاً مبهما. فرواه الحاكم في المستدرك 1: 101، من طريق مسلم بن إبراهيم، ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1: 4، من طريق مسدد - كلاهما "عن عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن عطاء، عن أبي هريرة". وإنما قطعنا بأن الخطأ في زيادة الرجل المبهم هو من عبد الوارث -: لأنه رواه عنه اثنان من الثقات بهذه الزيادة، ومن البعيد أن يكون الخطأ منهما معاً دونه. ولأنه رواه ثقتان عن علي بن الحكم، هما حمّاد بن سلمة وعمارة بن زاذان - كما بينا من قبل - فلم يذكرا هذا الرجل المبهم بين علي بن الحكم وعطاء. واثنان أقرب إلى الحفظ وأولى بالترجيح من واحد. ثم قد اختلف على عبد الوارث نفسه في هذا المبهم الذي زاده، أين موضعه من الإِسناد؟: فرواه الحاكم أيضاً، من طريق أزهر بن مروان: "حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا علي بن الحكم، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة". فجعل الرجل المبهم بين عطاء وأبي هريرة. وقد حكى الحاكم في هذا قصة طريفة جيدة، بينه وبين شيخه الحافظ الكبير أبي على الحسين بن علي النيسابوري، هي حجة قاطعة على صحة الحديث: فإنه رواه أولاً 1: 101، من طريق محمَّد بن ثور الصنعاني، وهو ثقة معروف، شهد له أبو زرعة بأنه أفضل من عبد الرزاق - فقال محمَّد بن ثور: "حدثنا ابن جُريج، قال: جاء الأعمش إلى عطاء، فسأله عن حديث، فحدثه، فقلنا له: تحدث هذا وهو عراقي؟! قال: لأنى سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: من سئل عن علم فكتمه، جيء به يوم القيامة وقد ألجم بلجام من نار". ثم قال الحاكم: =

عن علم فكتمه، ألْجِم بلجامٍ من نارٍ يوم القيامة". 7562 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن ثمامة بن عبد الله

_ = "هذا حديث تداوله الناس بأسانيد كثيرة، تجمع ويذاكر بها. وهذا الإِسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ذاكرت شيخنا أبا علي الحافظ بهذا الباب، ثم سألته: هل يصح شيء من هذه الأسانيد عن عطاء؟ فقال: لا، قلت: لم؟ قال: لأن عطاء لم يسمعه من أبي هريرة"، ثم روى الحاكم عن شيخيه أبي على رواية أزهر بن مروان. التي أشرنا إليها، والتي فيها الرجل المبهم بين عطاء وأبي هريرة. ثم قال الحاكم - معقبًا على شيخه أبي على: "فقلت له: قد أخطأ فيه أزهر بن مروان، أو شيخكم ابن أحمد الواسطي، وغير مستبعد منهما الوهم". ثم روى لشيخه أبي علي رواية مسلم بن إبراهيم - التي ذكرنا آنفًا - عن عبد الوارث بن سعيد، والتي فيها الرجل المبهم بن علي بن الحكم وعطاء. ثم قال الحاكم: "فاستحسنه أبو على [يعني شيخه الحافظ]، واعترف لي به. ثم لما جمعت الباب، وجدت جماعة ذكروا فيه سماع عطاء من أبي هريرة". فرواية الحاكم، ورواية شيخه أبي علي - من طريق عبد الوارث - تدلان على أن عبد الوارث اختلف عليه في الرجل المبهم الذي زاده في الإِسناد: أهو بين عطاء وأبي هريرة؟ أم بين علي بن الحكم وعطاء؟ ولعلهما تدلان على أن عبد الوارث لم يحفظ هذا الإِسناد ولم يتقنه. ثم قد خالفه ثقتان: هما حمّاد بن سلمة وعمارة بن زاذان. كما ذكرنا. ثم ارتفع كل شك في صحة الحديث برواية ابن جُريج إياه عن عطاء، سماعاً في حادثة معينة، سأله ابن جُريج: كيف يحدث الأعمش وهو من أهل العراق؟! فأجابه بهذا الحديث، وصرح بأنه سمعه من أبي هريرة. وهذا الإِسناد - أعنى إسناد حديث ابن جُريج عن عطاء، عند الحاكم - إسناد صحيح على شرحًا الشيخين، كما قال الحاكم، وكما أقره الذهبي. (7562) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك قاضي البصرة: تابعي صغير ثقة، وثقه الإِمام أحمد، والنسائي، والعجلي، وغيرهم. وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 177، وصرح بأنه سمع من جده أنس بن مالك، وترجمه ابن أبي حاتم في =

ابن أنس، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم، فلْيَغْمسْه، فإن أحد جناحيه داءٌ، والآخر دواءٌ". َ7563 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن أبي المُهَزِّم، عن أبي

_ = الجرح والتعديل 1/ 1/466، وصرح بأن روايته عن جده أن متصلة، وبأن روايته عن أبي هريرة مرسلة. وكذلك صرح صاحب التهذيب بأنه لم يدركه. وترجمه ابن سعد أيضاً 7/ 2/8. والحديث في ذاته صحيح، مضى مطولاً ومختصرًا، بإسنادين صحيحين: 7141، 7353. وأشرنا إلى رواياته وتخريجه، في أولهما. (7563) إسناده ضعيف، أبو المهزم، بضم الميم وفتح الهاء وكسر الزاي المعجمة المشددة: ضعيف جدًا، واسمه "يزيد بن سفيان"، ترجم في التهذيب 12: 249 - 250. وفيه قول آخر: أن اسمه "عبد الرحمن"! فعن ذلك ترجم في الكنى. ولست أدري عمن هذا القول؟ فإني لم أجده إلا عند الذهبي في الميزان 3: 312، وقال: "وهو بكنيته أشهر". مع أن الذهبي نفسه ذكره في المشتبه: 508 باسم "يزيد" قولاً واحد، وترجمه في الميزان في الأسماء لا في الكنى. وكذلك صنع الأئمة الذين سبقوه: ترجموا له في اسم "يزيد". فمنهم: البخاري في الكبير 4/ 2/ 339، وفي الضعفاء: 37، وابن سعد في الطبقات 7/ 2/8، وابن أبي حاتم في الجرح 4/ 2/ 269، والنسائي في الضعفاء: 32، والدولابي في الكنى والأسماء 2: 135، وابن حبان في كتاب المجروحين، في الورقة: 243. وهو ضعيف، كما ذكرنا. قال البخاري: "تركه شُعبة"، وقال النسائي: "متروك الحديث". وقال ابن سعد: "كان شُعبة يضعفه. أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: سمعت شُعبة، قال: رأيت أبا المهزم في مستجد ثابت البناني مطروحًا، لو أعطاه رجل فلسًا حدَّثه بسبعين حديثاً! "، وكذلك روى ابن أبي حاتم عن أبيه، عن مسلم بن إبراهيم، عن شُعبة، وروى تضعيفه أيضاً عن ابن معين، وعن أبي زرعة. وقال ابن حبان: "كان شيخًا لم يكن العلم صناعته، ممن كان يهم وبخطئ فيما يروي، فلما كثر في روايته مخالفة الأثبات خرج عن حد العدالة". والحديث رواه ابن ماجة: 3582، من طريق يزيد بن هرون، عن حمّاد بن سلمة، به. وضعفه البوصيري في زوائده بأبي المهزم. ومعنى =

هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - أمر فاطمةَ رضي الله عنها، أو أم سلمة رضي الله عنها، أن تجر الذيل ذراعاً. 7564 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن عمار بن أبي عمار، قال: سمت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم -[يقول]: "إذا أطاع العبد ربه وأطاع سيده، فله أجران". 7565 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبِم هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يجتمع في النار من قتل كافراً ثم سَدَّد بعده".

_ = الحديث في ذاته صحيح، مضى معناه، من حديث ابن عمر مراراً. فانظر: 4489، 4683، 4773، 5713، 5637. (7564) إسناده صحيح، عمار بن أبي عمار، مولى بني هاشم: سبق توثيقه في: 1945، والاستدراك رقم: 260، ونزيد هنا أنه ترجمة ابن أبي حاتم 3/ 1/389. ووقع هنا في ح "عمار بن أبي عامر". وهو خطأ، لعله مطبعي، وصححناه من ك م والمراجع. والحديث سيأتي، من طريق حمّاد، وهو ابن سلمة، عن عمار بن أبي عمار: 7911، 9257، 9993، 10303. وقد مضى نحوه، بمعناه، من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة: 7422. (7565) إسناده صحيح، ووقع في ح "سهيل عن أبي صالح عن أبيه"! وهو خطأ. فإن أبا صالح هو الراوي عن أبي هريرة. وفي م "سهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة"، بحذف "عن أبيه". وهو صواب. وما أثبتنا هو الذي في ك. وهو صحيح أيضاً، كما هو واضح. والحديث سيأتي مطولا: 8460، من رواية محمَّد بن عجلان، عن سهيل، بهذا الإِسناد. ورواه الحاكم في المستدرك 2: 72، مطولاً أيضاً، من رواية محمَّد بن عجلان، عجلان، عن سهيل، وقال: "هذا حديث صحيح على شرحًا مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ورواه مسلم 2: 99، من رواية أبي إسحق الفزاري، عن سهيل، وروايته أطول من هذه الرواية قليلا. وانظر شرح الحديث الماضي: 7474.

7566 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن أبي عمران الجوني،

_ (7566) إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الذي رواه عنه أبو عمران الجوني. وسيأتي: 9006، عن بهز، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي عمران، عن أبي هريرة، بنحوه، بحذف الرجل المبهم بين أبي عمران وأبي هريرة. وقد اغتر بهذا الإِسناد الآخر، الحافظان: المنذري والهيثمي، فذكرا الحديث، في الترغيب 3: 231، ومجع الزوائد 8: 160، وقال كل منهما: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح"! وغفلا - رحمهما الله - عما فيه من الانقطاع. ولم يغفل عن ذلك المناوي، فإن السيوطي ذكره في الجامع الصغير: 2658، ونسبه للطبراني في مكارم الأخلاق، والبيهقي في الشعب، فقط. فقال المناوي في رشحه: "وفي سنده رجل مجهول". فأصاب، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب البصري، وهو تابعي ثقة، أحد العلماء، وقد سبق توثيقه: 1707، ونزيد هنا أنه ترجمة ابن سعد 8/ 2/7، وابن أبي حاتم 2/ 2/ 346، ولكنه من صغار التابعين، لم يدرك أبا هريرة، ولا روى عنه مباشرة، فإن أبا هريرة مات سنة 59، وأبا عمران مات سنة 128 أو 129. و"الجوني" بفتح الجيم وسكون الواو وبالنون: نسبة إلى "الجون بن عوف"، بطن من الأزد. ومما يجدر التنبيه عليه: أن إسناد هذا الحديث وقع في ك هكذا: "حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة"! فظاهره أن يكون إسنادًا صحيحًا، يوصف بأن "رجاله رجال الصحيح"! ولو صحت هذه النسخة لكان ذلك. ولكني أرجح، بل أجزم، بأن هذا خطأ من الناسخ، ساق الإِسناد مساق الإِسناد قبله. فقد تتبعت مصادر هذا الحديث ما استطعت، ثم تتبعت أحاديث أبي صالح عن أبي هريرة، في كتاب "جامع المسانيد والسنن" للحافظ ابن كثير، وقد جمعها من المسند في مكان واحد - فلم أجده من رواية أبي صالح قط. ثم وجدته ذكره في رواية "أبي عمران"، وهو الجوني، عن أبي هريرة 7: 511، بإسناد الرواية الآتية 9006. ثم ذكره في رواية "أبي عمران الجوني، عن رجل، عنه"، يعني عن أبي هريرة، 7: 535 - 536، بإسناد هذه الرواية التي هنا: 7566. وقد رواه أيضاً أبو عمران الجوني، بنحوه، مُعْضَلا، أسقط منه التابعي والصحابي: فرواه الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص: 74، عن حمّاد بن =

عن رجل، عن أبي هريرة: أن رجلاً شكا إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قسوة قلبه، فقال له: إن أردت تليين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم. 7567 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان النهدي، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "صوم شهر الصبر، و [صوم] ثلاثة أيامٍ من كل شهر، صوم الدهر".

_ = الحسن بن عنبسة، عن سيار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجوني، قال: "قال رجل: يا رسول الله، أشكو إليك قسوة قلبي، قال: أدن منك اليتيم، وامسح رأسه، وأجلسه على خوانك، يلن قلبك، وتقدر على حاجتك". (7567) إسناده صحيح، أبو عثمان النهدي: عبد الرحمن بن مَل، تابعي ثقة كبير، مخضرم، أدرك الجاهلية، وأسلم على عهد رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، ولم يلقه، سبق توثيقه: 1410، وأنه مات سنة 100. ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الصغير: 113، وذكر أنه عاش نحو 130 سنة، وابن سعد في الطبقات 7/ 1/69 - 70، وابن أبي حاتم 2/ 2/ 283 - 284، والحافظ في الإصابة، في المخضرمين 5: 99 - 100. وأبوه اسمه "مل"، بفتح الميم، ويجوز ضمها وكسرها، مع تشديد اللام. و"النهدي": نسبة إلى "بني نهد"، بفتح النون وسكون الهاء، قبيلة عظيمة من قضاعة. والحديث رواه النسائي 1: 327، من رواية عبد الأعلى، عن حمّاد، بهذا الإِسناد. بلفظ: "شهر الصبر"، بحذف كلمة "صوم" من أوله. وذكره ابن الأثير في جامع الأصول: 4483، ونسبه للنسائي فقط. وسيأتي مطولاً، بإسنادين، من طريق حمّاد بن سلمة أيضاً: 8974، 10673. وهذا المطول رواه البيهقي في السنن الكبرى 4: 293، من طريق حمّاد. وانظر ما مضى في مسند عبد الله ابن عمرو: 6766. "شهر الصبر"، قال ابن الأثير: "هو شهر رمضان. وأصل الصبر: الحبس، فسمي الصوم صبراً، لما فيه حبس النفس عن الطعام والشراب والنكاح". "ثلاثة أيام"، هو الثابت في ك م. وفي ح "ثلاث أيام". وفي ك "وصوم ثلاثة أيام"، بزيادة كلمة [صوم]، وقد زدناها هنا منها.

7568 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم - ويعقوب [حدثنا أبي]، حدثنا ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، قال: قال

_ (7568) إسناده صحيح، رواه أحمد عن شيخين: فرواه أولاً عن أبي كامل، وهو مظفر بن مدرك، عن إبراهيم، وهو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ثم عطف واستأنف الإِسناد، فرواه عن يعقوب، وهو ابن إبرام بن سعد، عن أبيه. وإبراهيم بن سعد رواه عن ابن شهاب الزهري. وقد اضطربت نسخ المسند الثلاث في هذا الإِسناد: فثبت فيها كلها: "أبو كامل، حدثنا حمّاد، حدثنا إباهيم"! وهذا خطأ، في زيادة "حمّاد" وهو ابن سلمة بين أبي كامل وإبراهيم. وأبو كامل يروي عن إبراهيم بن سعد مباشرة. وكتب بهامش م ما نحوه: "ليس في نسخة: حدثنا حمّاد" فهذا هو الصواب. ثم سقط من ح ك قول يعقوب [حدثنا أبي]، وثبت في م، وهو الصواب؛ لأن يعقوب بن إبراهيم لم يدرك أن يسمع من الزهري، بل يروي عنه بالواسطة دائماً. ثم قد ثبت الإِسناد على الصواب الذي أثبتناه هنا، في مخطوطة (جامع المسانيد والسنن) للحافظ ابن كثير 7: 278، نقلا عن هذا الموضع من المسند. عُبيد الله - شيخ الزهري: هو عُبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود، سبق توثيقه: 2489، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 5: 185 - 186، وابن أبي حاتم 2/ 2/319 - 320، وروى عن أبي زرعة أنه قال فيه: "مديني ثقة، مأمون إمام". والحديث رواه النسائي 1: 258، من طريق معن، وهو ابن عيسى، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة. وقد رواه الزهري أيضاً عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة: فسيأتي في المسند: 8072، من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد. وكذلك رواه البخاري 13: 189 - 190، من طريق معمر، عن الزهري. وسيأتي أيضاً: 10679، من طريق محمَّد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن أبي عبيد. ورواه أيضاً الدارمي 2: 313، والبخاري 10: 109 - 110 - كلاهما عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شُعيب، عن الزهري، عن أبي عبيد. لكن البخاري روى معه حديثاً آخر قبله بالإسناذ نفسه. ورواه أيضاً النسائي 1: 328، من طريق الزبيدي، عن الزهري، عن أبي عبيد. وذكر الحافظ في الفتح 13: 189، بشأن رواية معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد - أنه "تابعه فيه =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسن، فلعله يزداد خيرًا، وإما

_ = عن الزهري: سْعيب، وابن أبي حفصة، ويونس بن يزيد". وقال: "وقد أخرجه النسائي الإسماعيلي، من طريق إبراهيم بن سمد، عن الزهري، فقال: عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة. لكن قال النسائي: إن الأول هو الصواب". وقال الحافظ أيضاً 10: 109: "هكذا اتفق هؤلاء عن الزهري في روايته عن أبي عبيد. وخالفهم إبراهيم بن سعد عن الزهري - فقال: عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. أخرجه النسائي، وقال: رواية الزبيدي أولى بالصواب، وإبراهيم بن سعد ثقة. يعني ولكنه أخطأ في هذا". فهكذا أعل الحافظ رواية إبراهيم بن سعد، هذه: 7568 - دون حجة ولا دليل! في كانت رواية الزهري الحديث عن أبي عبيد لتنفي روايته إياه عن عبيد الله بن عبد الله، وأن يكون للزهري فيه شيخان روياه له عن أبي هريرة، إلا أن يقوم دليل صحيح على هذا النفي، وعلى خطأ إبراهيم بن سعد. أما أن يكون الدليل أن عددًا أكثرُ منه رووا تلك الرواية" فلا. بل تكون روايتهم مؤيدة روايته، في ثبوت الحديث عن أبي هريرة، كما هو ظاهر. ثم إن الحافظ نقل عن النسائي - في الموضعين من الفتح: أنه جعل الرواية عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن هي الصواب، أو هي "أولى بالصواب"! ولكني لم أجد هذا الكلام ولا ما يشبهه في سنن النسائي في هذا الموضع، في أربع نسخ عندي: طبعة الهند القديمة، وطبعة مصر الأولى، ومخطوطتان. ولعله في نسخ أخرى، أو في كتاب آخر للنسائي. ثم إن الحديث - بمعناه- رواه تابعيان آخران عن أبي هريرة: فقد رواه معمر، عن همام بن منبه - في صحيفته المشهورة - عن أبي هريرة، بنحوه. وسيأتي في المسند: 8174، عن عبد الرزاق، عن معمر. وقد رواه أيضاً مسلم 2: 308، من هذا الوجه. وقد أشار الحافظ في الفتح 13: 189، لهذه الرواية، عند رواية البخاري من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد. فقال: "كذا لهشام بن يوسف عن معمر. وقال عبد الرزاق: عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، أخرجه مسلم. والطريقان محفوظان لمعمر". وهذا حق. ولست أدري لماذا لا يكون أيضًا الطريقان محفوظين للزهري: عن عُبيد الله بن عبد الله وأبي عبيد مولى ابن أزهر؟! وقد رواه أيضاً أبو يونس سليم بن جُبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، بنحو رواية همام بن =

مسيء، لعله يستعتب". 7569 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، قال: فلقى الله عز وجل، فتجاوز عنه". 7570 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "منزلنا غداً إن شاء الله بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر". 7571 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، عن

_ = منبه. وسيأتي في المسند: 8592، من رواية ابن لهيعة، عن أبي يونس. قوله "إما محسن ... وإما مسيء"، في رواية البخاري وغيره "محسنًا، "مسيئاً". فقال الحافظ: "كذا لهم بالنصب فيهما، وهر على تقدير عامل نصب، نحو: يكون. ووقع في رواية أحمد عن عبد الرزاق، بالرفع فيهما، وكذا في رواية إبراهيم بن سعد المذكورة، وهي واضحة". قوله "يستعتب"، قال الحافظ: "أي يسترضي الله بالإقلاع والاستغفار. والاستعتاب: طلب الإعتاب، والهمزة للإزالة، أي يطلب إزالة العتاب. عاتبه: لامه، وأعتبه: أزال عتابه. قال الكرماني: وهو مما جاء على غير القياس، إذا "الاستفعال" إنما ينبني من الثلاثي، لا من المزيد". (7569) إسناده صحيح، ورواه البخاري 4: 262، و6: 379، ومسلم 1: 460 - كلاهما من طريق الزهري، بهذا الإِسناد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 35 - 36، ونسبه للشيخين. وانظر: 410، 508، 6963. (7570) إسناده صحيح، وهر مختصر: 7239. (7571) إسناده صحيح، وقد مضى: 7507، من رواية الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.

سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً". 7572 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، عن الأغر، وأبي سلمة، عن أبي هريرة- ويعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن شهاب، عن أغر، عن أبي هريرة، ولم يذكر يعقوب أبا سلمة [قال عبد اللهى ابن أحمد]: قال أبي: حدثناه يونس، عن الأغر، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب

_ (7572) أسانيده صحاح، فقد رواه الإِمام أحمد أولاً عن شيخين عن إبراهيم بن سعد، زاد أحدهما على الآخر تابعيًا في الإِسناد: فرواه عن أبي كامل، عن إبراهيم - وهو ابن سعد - عن الزهري، عن الأغر وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، ثم رواه عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن الزهري، عن الأغر-وحده- عن أبي هريرة. وصرح الإِمام بأن يعقوب لم يذكر في الإِسناد "أبا سلمة" مع الأغر. ثم أراد الإِمام أن يبين أن حذف يعقوب "أبا سلمة" من الإِسناد ليس علة للإسناد الأول، وإنما هو اقتصارن الراوي على بعض الرواة دون بعض - فقال عقب ذلك: "حدثناه يونس، عن الأغر وأبي سلمة، عن أبي هريرة". ومن البديهى أن هذا ليس على ظاهره. فإن يونس بن محمَّد المؤدب، شيخ الإِمام أحمد لا يروى عن الزهري مباشرة، فضلا عن شيوخ الزهري. إنما أراد الإِمام أحمد أن يبين أن شيخه يونس تابع أبا كامل في زيادة "وأبي سلمة"، وأنه رواه كرواية أبي كامل "عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن الأغر، وأبي سلمة، عن أبي هريرة". وهذا واضح. ووقع هنا في ح في رواية يونس: "عن الأغر، عن أبي سلمة" بجعل "عن" بدل الواو، وهو خطأ ظاهر، الراجح أنه خطاً مطبعي. صححناه من المخطوطتين ك م. والحديث مكرر: 7257، 7510. وقد أشرنا هناك إلى رواية مسلم إياه 1: 235، فرواية مسلم هي من طريق يونس - وهو ابن يزيد الأيلي - عن الزهري: "أخبرني أبو عبد الله الأغر، أنه سبع أبا هريرة". فهذه الرواية تدل على صحة ما أثبتنا عن المخطوطتين، وأن الأغر سمحه من أبي هريرة، ليس بينهما أحد في الإِسناد.

من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإِمام طووا الصحف، وجاؤا فاستمعوا الذكر". 7573 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب - ويعقوب، حدثنا أبي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة أخبره، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أكل من هذه الشجرة فلا يؤذينا بها في مسجدنا هذا". قال يعقوب: يعني الثوم. 7574 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال إبراهيم: لا أعلمه إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي، ولم يشك يعقوب، قال: "فضل صلاة الجماعة على صلاة أحدكم وحده خمسة وعشرين جزءًا".

_ (7573) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة: 1015، عن أبي مروان العثماني، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد. ولكنه ذكر "الثوم" أثناء الحديث، جعله مرفوعًا لفظًا. ورواه مسلم 1: 156، من طريق عمر، عن الزهري، بنحوه، بلفظ: "فلا يقربن مسجدنا، ولا يؤذينا بريح الثوم". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1: 134، ونسبه أيضاً للنسائي. قوله "فلا يؤذينا"، هكذا ثبت بالياء في الأصول الثلاثة، وكتب عليها في م علامة الصحة. (7574) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة: 787، عن أبي مروان العثماني، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد واللفظ، مختصرًا. وقد مضى معناه ضمن حديث مطول: 7185، من رواية معمر، عن الزهري. ومضى نحوه معناه ضمن حديث آخر من وجه آخر: 7424. قوله "خمسة وعشرين": هكذا ثبت في الأصول الثلاثة هنا. والشك من أبي كامل في رفعه، في روايته عن إبراهيم بن سعد، مع ترجيحه الرفع - لا يؤثر، بأن يعقوب بن إبراهيم رواه عن أبيه مرفوعاً، دون شك، كما أشار إليه الإِمام أحمد عقب الإِسناد. وبأن أبا مروان العثماني رواه عن إبراهيم مرفوعًا دون شك، عند ابن ماجة، وبأن الحديث ثابت مرفوع من أوجه كثيرة.

7575 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أُتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت [في] يدي". 7576 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، عن

_ (7575) إسناده صحيح، ورواه البخاري 13: 209، من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، بهذا الإِسناد، بزيادة في آخره من كلام أبي هريرة. وسيأتي: 7620، من رواية معمر عن الزهري، بتلك الزيادة. ورواه البخاري أيضاً 6: 90، و12: 344 - 345، 353. ومسلم 1: 417، والنسائي 2: 52 - 53، من أوجه، عن الزهري. وقال البخاري 13: 353 - بعد رواية الحديث: "قال محمَّد: وبلغني أن جوامع الكلم: أن الله يجمع الأمور الكثيرة، التي كانت تكتب في الكتب قبله -: في الأمر الواحد والأمرين، أو نحو ذلك". وأفاد الحافظ أن هذا التفسير من كلام الزهري، لا من كلام البخاري. وانظر: 7068، 7397. "أتيت بمفاتيح"، في ح م "مفاتيح" بدون الباء. وأثبتنا ما في ك، لموافقته الثابت في جامع المسانيد والسنن 7: 161، عن هذا الموضع من المسند، ولاتفاقه مع سائر الروايات. "فوضعت [في] يدي": كلمة [في] لم تذكر في ح م، وكتب بهامش م أنها كذلك لم تذكر في نسخة أخرى. ولكنها ثابتة في ك وجامع المسانيد، فلذلك زدناها هنا. (7576) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 52، عن يحيى بن قزعة، و 11: 318، عن عبد العزيز بن عبد الله - كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم 2: 226، من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به. ورواه البخاري أيضاد 1: 377 - 378، عن يحيى بن قزعة، عن إبراهيم به. ومن طريق آخر عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب. ورواه البخاري أيضاً 6: 317 - 319، من طريق شُعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة وابن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة. وهنا شرحه الحافظ شرحاً وافيًا. وكذلك رواه مسلم، من طريق شُعيب.

أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: استب رجلان، رجلٌ من المسلمين، ورجلٌ من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين، وقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فغضب المسلم، فلطم عين اليهودي، فأتى اليهودي رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، فأخبره بذلك، فدعاه رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، فسأله؟ فاعترف بذلك، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تخيروني على موسى، فإن الناس يَصعقون يوم القيامة، فأكون أوِل من يُفيق، فأجد موسى ممسكًا بجانب العرش، فما أدري: أكان فيمن صعِق فأفاق قبلي؟ أم كان ممن اسثناه الله عز وجل؟ ". 7577 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن

_ = وقال الحافظ: "والحديث محفوظ للزهري على الوجهين. وقد جمع المصنف بين الروايتين في التوحيد، إشارة إلى ثبوت ذلك عنه على الوجهين. ويشير الحافظ بذلك إلى رواية البخاري 13: 377 - 378. ورواه ابن ماجة: 4274، والطبري في التفسير 24: 21 (طبعة بولاق) من وجه آخر، عن أبي هريرة. قوله "لا تخيروني على موسى". في ح "عن" بدلاً "على"، وهو خطأ، صححناه من ك م. قوله "فأكون أول من يفيق" - قال الحافظ في الفتح 6: 319: "لم تختلف الروإيات في الصحيحين في إطلاق الأولية. ووقع في رواية إبراهيم بن سعد، عند أحمد والنسائي -: فأكون في أول من يفيق، أخرجه أحمد عن أبي كامل، والنسائي من طريق يونس بن محمَّد، كلاهما عن إبراهيم". وعلى الحافظ في ذلك تعقب: فإن رواية أحمد عن أبي كامل عن إبراهيم بن سعد - وهي هذه الرواية- ليس فيها زيادة حرف "في"، في جميع الأصول، بل هي موافقة لروايات الصحيحين. (7577) إسناده صحيح، أبو عبيد: "اسمه سعد بن عبيد": وهو تابعي قديم ثقة، يقال له "مولى عبد الرحمن بن عوف"، ويقال له أيضًا "مولى عبد الرحمن بن أزهر"، قال البخاري في الكبير 2/ 2/ 61: "لأنهما ابنا عم". وترجمه ابن سعد 5: 62، وابن أبي حاتم =

شهاب، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لن يُدْخل أحد، منكم عملُه الجنة"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه بفضلٍ ورحمةٍ". 7578 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "احتج آدم وموسى عليهما السلام، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة؟! فقال له آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وبرسالته، تلومني على أمرٍ قدر عليَّ قبل أن أخلق؟! "قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "فحج آدم موسى، فحج آدم موسى". 7579 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، حدثني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -، فذكر الحديث. 7580 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سئل النبي -صلي الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟

_ 2/ 1/ 90. قال ابن سعد: "قال الزهري: وكان من القدماء وأهل الفقه. قال: شهدت العيد مع عمر". وكلمة "القدماء" نقلت في التهذيب محرفة "القراء". والحديث مضى من وجهين آخرين: 7202، 7473، بنحوه. (7578) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 300، من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وهو مختصر: 7381، من وجه آخر. (7579) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (7580) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 73، ومسلم 1: 36 - كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 105: 172. ونسبه في الموضع الأول للشيخين، وفي الوضع الثاني لهما وللترمذي والنسائي وانظر: 7502، وقد أشرنا إلى هذا هناك.

قال: "إيمان بالله ورسوله"، قال: ثم ماذا؟ قال: "ثم الجهاد في سبيل الله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: "ثم حج مبرور". 7581 - حدثنا أبو كامل، حدثنا ليث، حدثني سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسِول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارةٌ لجارتها ولو فِرْسِن شاةٍ". 7582 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، عن

_ (7581) إسناده صحيح، ليث: هو الليث بن سعد الإِمام. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. والحديث رواه البخاري 10: 372، ومسلم 1: 282 - كلاهما من طريق الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري أيضاً 5: 144 - 145، من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي: 8052، 10407، من طريق الليث. و: 58130، من طريق ابن أبي ذئب. و: 9577، من طريق ابن أبي ذئب والليث. قوله "يا نساء المسلمات"، قال الحافظ: "قال عياض: الأصح الأشهر نصب نساء وجر المسلمات، على الإضافة، وهي رواية المشارقة، من إضافة الشيء إلى صفته، كمسجد الجامع، وهو عند الكوفيين على ظاهره، وعند البصريين يقدرون فيه محذوفًا. وقال السهيلي وغيره: جاء برفع الهمزة، على أنه منادى مفرد، ويجوز في المسلمات الرفع، صفة على اللفظ، على معنى: يا أيها النساء المسلمات. والنصب، صفة على الموضع، وكسرة التاء على النصب". "الفرسن" بكسر الفاء والسين المهملة بينهما راء ساكنة وآخره نون: هو عظم قليل اللحم، وهو خف البعير، كالحافر للدابة. وقد يستعار للشاة، فيقال: فرسن شاة، والذي للشاة هو الظلف. والنون زائدة، وقيل أصلية. قاله ابن الأثير. (7582) إسناده صحيح، أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني الحافظ. وشيخه إبراهيم: هو. ابن سعد. ووقع هنا في ح بينهما زيادة "حدثنا ليث". وهو خطأ. ولم تدكر هذه الزيادة في ك م. والحديث مكرر: 7500 من وجه آخر عن أبي هريرة. وقد أشرنا إلى تخريجه وكثير من طرقه هناك. وأما من هذا الوجه: فقد رواه مالك في الموطأ: 214، عن =

الأغر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "ينزل ربنا تبارك اسمه كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، إلى سماء الدنيا، فيقِول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر". فلذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على صلاة أوله. 7583 - حدثنا محمَّد بن سلمة، عن ابن إسحق، عن محمَّد

_ = الزهري، بهذا الإِسناد. ومن طريق مالك: رواه البخاري 3: 25 - 26. ومسلم 1: 210. وأبو داود: 1315، 4733، والترمذي 4: 258. وغيرهم. وقوله - بعد سياق الحديث- "فلذلك كانوا يفضلون ... ": هذا مدرج، ليس من لفظ الحديث. وذكر الحافظ في الفتح 3: 26 هذه الزيادة، وذكر أنها أخرجها الدراقطني، من رواية يونس، عن الزهري". ثم قال: وله من رواية ابن سمعان عن الزهري - ما يشير إلى أن قائل ذلك هو الزهري". وفات الحافظ أن ينسبها أيضاً إلى رواية المسند هذه، عن إبراهيم بن سعد عن الزهري. (7583) إسناده صحيح، محمَّد بن إبراهيم: هو التيمي التابعي، سبق توثيقه: 6189. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 2/ 184. سعيد ابن مرجانة: هو سعيد بن عبد الله، مولى قريش. و "مرجانة"، - بفتح الميم وسكون الراء: أمه. قال الحافظ في التهذيب: "وعلى هذا فيكتب "ابن مرجانة" بالألف". ووهم بعضهم فزعم أنه "سعيد بن يسار، أبو الحباب". والصحيح أنه غيره. وهذا كنيته "أبوعثمان"، وهو تابعي ثقة، وسمع من أبي هريرة، كما هو صريح في هذا الإِسناد، وفي حديث آخر سيأتي: 9431، 9455، وفي الصحيحين وغيرهما. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 448، وقال: "سمع أبا هريرة". والصغير: 110، وابن سعد 5: 210، وابن أبي حاتم 2/ 1/ 35 - 36. وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 201 - 202، وقال: "كان من أفاضل أهل المدينة". وهذا الحديث، بهذا الإسناد والسياق واللفظ: لم أجده إلا في هذا الموضع، ونقله عنه ابن كثير في جامع المسانيد 7: 137، وذكره الحافظ في الفتح 3: 413، عن المسند فقط، ثم قال: "وفي

ابن إبراهيم، قال أتيت سعيد ابن مرجانة فسألته، فقال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صلى على جنازة فلم يمش معها فليقم حتى تغيب عنه، ومن مشى معها فلا يجلس حتى توضع". 7584 - حدثنا محمَّد بن سلمة، عن ابن إسحق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أدرك من الصلاة ركعةً فقد أدركها". 7585 - حدثنا محمَّد بن فضيل، حدثنا يزيد بن أبي زياد،

_ = هذا السياق بيان لغاية القيام، وأنه لا يختص بمن مرت به". وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو: 6573، وما يأتي: 7847، 8508، 9289. (7584) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7529. (7585) إسناده صحيح، على ما فيه من إبهام التابعي، إذ عُرف، كما سيأتي. يزيد بن أبي زياد القرشي الكوفي: سبق أن رجحنا توثيقه: 662، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري أيضاً في الصغير: 517، ولم يذكره في "الضعفاء" وترجمه ابن سعد 6: 237، وإبن أبي حاتم 4/ 2/ 165، رقم: 1114. والحديث سبق معناه في شطره الأول، في الثلاث التي أوصاه بها، مرارًا، وحققناه، وأشرنا إلى رواياته في المسند وغيره، ومنها هذه الرواية" في أول رواية: 7138، وذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7: 535، عن هذا الموضع. وقد رواه أيضاً الطيالسي: 2593، عن أبي عوانة "عن يزيد بن أبي زياد، عمن سمع أبا هريرة". وقال فيه: "عن الالتفات في الصلاة كالتفات الثعلب". وهذا التابعي المبهم، تبين أنه "مجاهد": فسيأتى الحديث: 8091، من رواية شريك "عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن أبي هريرة"، وفيه: "والتفات كالتفات الثعلب". وهو ثابت عن مجاهد، من وجه آخر: فسيأتى: 10454، من رواية معتمر، عن ليث، وهو ابن أبي سليم، عن مجاهد وشهر، يعني "شهر بن حوشب"، عن أبي هريرة. ولكن اقتصر فيه على شطره الأول فقط، ولم يذكر ما نهاه عنه. وسيأتي كذلك مختصراً:10488، عن علي بن عاصم، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة. ولكن شطره الآخر الذي =

حدثني من سمع أبا هريرة يقول: أوصاني خليلي بثلاثٍ، ونهاني عن ثلاث: أوصاني بالوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، قال: ونهاني عن الالتفات، وَنَهَانِي عَنْ الاِلْتِفَاتِ وَإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الْقِرْدِ وَنَقْرٍ كَنَقْرِ الدِّيكِ. 7586 - حدثنا أبو العباس محمَّد بن السماك، حدثنا العوام بن حوشب، حدثني من سمع أبا هريرة يقول: أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بصوم ثلاثة

_ هنا، ثابت أيضاً من رواية ليث بن أبي سليم عن مجاهد: فرواه البيهقي في السنن الكبرى 2: 120، من طريق حفص بن غياث، "عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة"، به، كاملاً. وهذا الشطر الثاني - فيما نهاه عنه: لم يرو في الكتب الستة، من حديث أبي هريرة، فلذلك ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 79 - 80، مقتصراً عليه، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وإسناد أحمد حسن". وهو يشير بهذا إلى الإِسناد: 8091. وانظر نصب الراية 2: 92. (7586) إسناده صحيح، على ما فيه من إبهام التابعي، فقد عرف. أبو العباس محمَّد بن السماك: سبق ترجيح أنه ثقة: 3676. ونزيد هنا أنه ترجمه ألِضَا ابن أبي حاتم 3/ 2/ 290، والحافظ في لسان الميزان 5: 204. العوام - بتشديد الواو - بن حوشب، بفتح الحاء المهملة وسكون الواو: سبق توثيقه: 1228، 5468. ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الصغير أيضاً: 159، وابن أبي حاتم 3/ 2/ 22، وابن سعد 7/ 2/60. والحديث سيأتي: 10566، عن يزيد بن هرون، عن العوام: "حدثنا سليمان بن أبي سليمان، أنه سمع أبا هريرة .... ". وكذلك رواه الدارمي 2: 18 - 19، عن يزيد بن هرون، ولم يذكر في آخره "فإنها صلاة الأوابين". وكذلك رواه البخاري في الكبير 2/ 2/16، في ترجمة "سليمان بن أبي سليمان مولى ابن عباس"، بشيء من الاختصار، رواه عن محمَّد بن عبيد- هو الطنافسي - "سمع العرام، عن سليمان مولى لبني هاشم، سمع أبا هريرة ... ". وهذه أسانيد صحاح. والحديث مختصر ما قبله. وقد أشرنا إليه أيضاً في: 7138 "الأوّابين": جمع "أوّاب"، وهو الكثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة.

أيام من كل شهر، وبالوتر قبل النوم، وبصلاة الضحى، فإنها صلاة الأوابين. 7587 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي هريرة، يرفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: يقول [الله]: "من أذهبن حبيبتيه فصبر واحتسب، لم أرض له بثوابٍ دون الجنة". 7588 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن ليثٍ، عن كعب،

_ (7587) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. ذكوان: هو أبو صالح السمان، والحديث رواه الترمذي 3: 286 - 287، عن محمود بن غَيْلان، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه الدارمي 2: 323، من طريق جرير، عن الأعمش، به. ورواه ابن حبان في صحيحه 4: 506 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يذهب الله بحبيبتي عبد، فيصبر ويحتسب، إلا أدخله الله الجنة". قوله "يقول [الله] "، لفظ الجلالة لم يذكر في ح م. وهو ثابت في ك وجامع المسانيد 7: 51، وإثباته ضروري بداهة، إذ السياق هنا يقضي بذلك، وإن يكن في رواية ابن حبان ليس حديثاً قدسيًا. قوله "حبيبتيه": هو بالتثنية في ك وجامع المسانيد وسائر الروايات، وفي ح م بالإفراد، ولعله تصحيف من الناسخين. وكذلك ثبت بالتثنية في حديث أنس، عند البخاري 10: 100، وفي آخره عنده: "يريد عينيه"، فقال الحافظ: "ولم يصرح بالذي فسرهما. والمراد بالحبيبتين المحبوبتان. لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه، لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته، من خير فيسر به، أو شر فيجتنبه". (7588) إسناده صحيح، ليث: هو ابن أبي سليم. كعب: هو المديني، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 224، قال: "كعب المدني، عن أبي هريرة، روى عنه ليث بن أبي سليم". وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 316، وقال: "كنيته أبو ماعز"، والذي في التهذيب نقلاً عن الثقات "أبو عامر"، ولعله خطأ من ناسخ أو طابع. وترجمه ابن أبي حاتم =

عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا صليتم عليَّ فاسألوا الله لي الوسيلة"، قيل: يا رسول الله، وما الوسيلة؟ قال: "أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون أنا هو". 7589 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن محمَّد بن

_ = 3/ 2/ 161، وقال: "سئل أبي عن كعب الذي روى عن أبي هريرة؟ فقال: هو رجل وقع إلى الكوفة، روى عنه ليث بن أبي سليم، لا يُعرف، مجهول، لا أعلم روى عنه غير ليث، وأبو عوانة [كذا] حديثا واحدًا". هكذا قال أبو حاتم وغيره، ولكن هذا تابعي، عرف شخصه، وعرف حاله بتوثيق البخاري إياه، أن لم يذكر فيه جرحاً، ثم بتوثيق ابن حبان. والحديث ذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7: 323، عن هذا الموضع، ورواه الترمذي 4: 293 - 294، من طريق أبي عاصم، عن سفيان، وهو الثوري، بهذا الإِسناد. وأوله عنده: "سلوا الله لي الوسيلة ... ". لم يذكر قوله "إذا صليتم عليّ". وقال الترمذي: "حديث غريب، وإسناده ليس بقوي. وكعب: ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدًا روى عنه غير ليث بن أبي سليم"، ولكن قد عرف أبو حاتم - كما مضى - أنه روى عنه أيضاً أبو عوانة". ومعنى الحديث ثابت، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أيضاً، فانظر ما مضى: 6568. (7589) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: هـ، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، وهو الثوري، بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث حسن". ورواه الحاكم 4: 263 - 264، من طريق أبي عاصم، عن ابن عجلان، به، بأطول قليلاً مما هنا. وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ثم رواه الترمذي عقب ذلك، من طريق يزيد بن هرون، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، مطولاً. بزيادة "عن أبيه" في الإِسناد. وقال: "هذا حديث صحيح، وهذا أصح من حديث ابن عجلان، وابن أبي ذئب أحفظ الحديث سعيد المقبري وأثبت، من ابن عجلان، وسمعت أبا بكر العطار البصري، يذكر عن علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد، قال: قال محمَّد بن عجلان: أحاديث سعيد المقبري روى بعضَها سعيد عن أبي هريرة، =

عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -:

_ = وبعضها سعيد عن رجل عن أبي هريرة، فاختلطت عليّ، فجعلتها عن سعيد عن أبي هريرة". ورواية ابن أبي ذئب هذه، ستأتي في المسند: 9526، عن يحيى القطان، وعن الحجاج بن محمَّد، كلاهما عن ابن أبي ذئب. وكذلك رواها البخاري 10: 501، عن آدم بن أبي الناس، والحاكم 4: 264، من طريق آدم. ورواها البخاري أيضاً 10: 505، عن عاصم بن علي. ورواها أبو داود: 5028، من طريق يزيد بن هرون - كلهم عن ابن أبي ذئب. وقال الحافظ، في الموضع الأول: "هكذا قال آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب، وتابعه عاصم بن عليّ، كما سيأتي بعد باب، والحجاج بن محمَّد عند النسائي، [وكذلك في المسند: 9526]، وأبو داود الطيالسي، ويزيد بن هرون عند الترمذي، [وكذلك عند أبي داود]، وابن أبي فديك عند الإسماعيلي، وأبو عامر العقدي عند الحاكم، [4: 264، بعد الرواية أشرنا إليها]، كلهم عن ابن أبي ذئب. وخالفهم القاسم بن يزيد عند النسائي، فلم يقل فيه: عن أبيه. وكذا ذكره أبو نعيم من طريق الطيالسي، وكذلك أخرجه النسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم - من رواية محمَّد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ولم يقل: عن أبيه، ورجح الترمذي رواية من قال: عن أبيه، وهو المعتمد". والكلمة التي رواها الترمذي بإسناده عن القطان، رواها البخاري أيضاً في الكبير 1/ 1/196 - 197، في ترجمة "محمَّد بن عجلان" - وفيها: "وقال يحيى القطان: لا أعلم إلا أنس سمعت ابن عجلان يقول ... ". فهذه عبارة قد تدل على شيء من الشك من القطان. وقال ابن حبان في الثقات، ص: 599، في ترجمته: "عنده صحيفة عن سعيد المقبري، بعضها عن أبيه عن أبي هريرة، وبعضها عن أبي هريرة نفسه. قال يحيى القطان: سمعت محمَّد بن عجلان يقول: كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة، وعن أبي هريرة، فاختلط عليّ، فجعلتها كلها: عن أبي هريرة. قال أبو حاتم [هو ابن حبان نفسه]: قد سمع سعيد المقبري من أبي هريرة، وسمع عن أبيه عن أبي هريرة. فلما اختلط على ابن عجلان صحيفته، ولم يميز بينهما، اختلط فيها، وجعلها كلها: عن أبي هريرة. وليس هذا مما يهي الإنسان به؛ لأن الصحيفة في نفسها كلها صحيحة. فما قال ابن =

"إن الله يحب العُطاس، ويُبْغض، أو يكره التثاؤب، فإذا قال أحدهم: ها، ها، فإنما ذلك الشيطان يضحكَ من جوفه". 7590 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا استيقظ أحدكم فلا

_ = عجلان: عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة - فذاك ما حُمل عنه قديمًا قبل اختلاط صحيفته عليه. ما قال: عن سعيد عن أبي هريرة - فبعضها متصل صحيح، وبعضها منقطع؛ لأنه أسقط أباه منها. فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما روى الثقات المتقنون عنه عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة. وإنما كان يَهي أمرُه ويضعف لو قال في الكل: سعيد عن أبي هريرة، فإنه لو قال ذلك لكان كاذبًا في البعض؛ لأن الكل لم يسمع سعيد عن أبي هريرة. فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطًا، على حسب ما ذكرناه". وفي هذا الذي قال ابن حبان - عندي - نظر. لأن ابن عجلان إن كان قد اختلط عليه الفرق بين ما حدَّثه سعيد عن أبي هريرة، وما حدثه سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، ثم جعلها كلها "عن أبي هريرة" -: فليس في هذا ما يدفع صحة النوعين جميعًا: أما ما كان "عن سعيد عن أبي هريرة" فظاهر. وأما النوع الآخر، فأكثر ما فيه أنه أرسله، فحذف من الإِسناد راويًا لم يستيقن إثباته فيه. وقد عرف - من كلامه نفسه - أن المحذوف هو أبو سعيد المقبري. وليس في هذا مطعن على ابن عجلان، إذا احتاط وتوثق، فأثبت ما هو منه على يقين، وحدف ما خانه فيه حفظه. والصورة التي تخيلها ابن حبان: أنه "كان يهى أمره لو قال في الكل: "سعيد عن أبي هريرة" - لا تكون موضع توهين ولا تكذيب، إلا، أن يصرح ابن عجلان في كل حديث عن سعيد بسماعه من أبي هريرة، ولم يكن ذلك قط، بل هو يحتاط ويقول: "سعيد عن أبي هريرة". فجميع هذه الروايات - فيما نرى - تحمل على الاتصال، حتى فيما يكون ظاهره الانقطاع، وفيما يثبت من وجه آخرأن سعيدًا لم يسمعه من أبي هريرة. إذ استيقنا أنه سمعه من أبيه عن أبي هريرة. (7590) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7508. وقد خرجناه في: 7280. وهو من هذا الوجه، رواه أيضاً مسلم 1: 92، من طريق عبد الرزاق. ولم يذكر لفظه هناك. "الوضوء" - بفتح الواو: الماء الذي يتوضأ به.

يُدخل يده في إنائه، أو قال: في وَضوئه، حتى يغسلها ثلاث مرات، فإنه لا يدري أين باتت يده". 7591 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سئل النبي -صلي الله عليه وسلم - عن الفأرة تقع في السمن؟ فقال: "إن كان جامداً فألقوها وما حولها، وإن كان مائعاً فلا تقربوه". 7591 م - قال عبد الرزاق: أخبرني عبد الرحمن بن بُوذَويه، أن معمرًا كان يذكره بهذا الإِسناد، ويذكر: قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -.

_ (7591) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7177. وقد أشرنا إليه هناك. (7591 م) إسناده صحيح، وهو تكرار للحديث السابق بالإسناد نفسه، توكيدًا من عبد الرزاق أنه سمع من معمر على هذا الوجه: عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، مرفوعاً - بأنه سمعه كذلك من عبد الرحمن بن بوذويه عن معمر، كما سمعه هو من معمر. وأن هذا لا ينفى أن معمرًا سمعه أيضاً من أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، كما سيأتي في الإِسناد التالي لهذا. تفاديًا منه أن يتوهم متوهم، أو يظن ظان، أن أحد الإسنادين خطأ، أو أن أحدهما علة للآخر. و"عبد الرحمن بن بوذويه": ثبت اسمه في الأصول الثلاثة هنا "أبو عبد الرحمن بن بوذويه". بزيادة "أبو"، فيكون كنية له لا اسمًا. وهو خطأ من بعض الناسخين. ويظهر أنه خطأ قديم في بعض نسخ المسند. فقد قال الحافظ في التعجيل: 498 - 499، في الكنى- بعد أن نقل كلام الحسيني بأنه "مجهول" -: "كذا قال الحسيني، وقد غلط فيه. وإنما هو "عبد الرحمن" اسم لا كنية". فلذلك حذفت كلمة "أبو"، عن يقين بأنها خطأ. وهو "عبد الرحمن بن بوذويه الصنعاني"، ويقال "عبد الرحمن بن عمر بن بوذويه". مترجم في التهذيب. وترجمه ابن أبي حاتم مرتين بالاسمين 2/ 2/217، 263، وروى عن الأثرم، قال: "ذكر أبو عبد الله، يعني أحمد بن حنبل - عبد الرحمن بن بوذويه، وأثنى عليه خيراً". وكفى بهذا توثيقًا له.

7591 م 2 - وقال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. 7592 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يتوضأ منه". 7593 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وقال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إذا ولغ الكلب في الإناء، فاغسله سبع مراتٍ". 7594 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عمر

_ (7591 م 2) إسناده صحيح، وهو تكرار للحديث قبله من وجه آخر: فرواه أحمد، عن عبد الرزاق، عن عبد الرحمن بن بوذويه، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. كما هو ظاهر من سياق الإِسناد. (7592) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7517، 7518. (7593) إسناداه صحيحان، وهو مكرر: 7134، 7134 م. ومضى ضمن الحديث: 7440. وقد رواه أيضاً مسلم 1: 92، من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، بنحوه. وزاد في آخره: "أولاهن بالتراب". (7594) إسناده صحيح، إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: تابعي ثقة، سبق البيان مفصلاً في: 1659، 7409، في الفرق بينه وبين أبيه، وأنهما اثنان، وأن من جعلهما راويًا واحدًا على الشك في اسمه - فقد أخطاً. والحديث رواه النسائي 1: 39، من طريق ابن علية وعبد الرزاق، كلاهما عن معمر، عن الزهري، بهذا الإِسناد، ولكنه اقتصر فيه على المرفوع فقط. ثم رواه مطولاً، بنحو مما هنا، من طريق بكر بن سوادة، عن الزهري، بهذا الإِسناد. ولكنه ذكر التابعي باسم "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ". وكذلك رواه مسلم 1: =

ابن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، قال: مررت بأبي هريرة وهو يتوضأ، فقال: أتدري مما أتوضأ؟ من أثوار اقطٍ أكلتها، إني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "توضؤا مما مست النار". 7595 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، وابن جُريج، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن رجلاً قال: يا رسول الله، هل يصلي الرجل في الثوب الواحد؟ فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟! " قال في حديث ابن جُريج: حدثني ابن شهاب، عن أبي سَلمة، أن أبا هريرة حدث. 7596 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن

_ 107، مطولاً، ضمن ثلاثة أحاديث، هذا أحدهما، من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري. وسمى التابعي "عبد الله". فيظهر لنا من هذا أيضاً صحة قول ابن معين، الذي نقلنا في شرح: 1659، أن الزهري كان يغلط فيه. وأيًا ما كان فالحديث صحيح. وانظر: 3464، 3793. وانظر أيضاً المنتقى: 342. قوله "من أثوار أقط"، الأقط، بفتح الهمزة وكسر القاف: لبن مجفف يابس مستحجِر يطبخ به. والأثوار: جمع "ثور" بفتح الثاء المثلثة، وهوالقطعة منه. (7595) إسناده صحيح، وقد مضى نحوه من وجهين آخرين عن أبي هريرة: 7149، 7250. وانظر: 7459. (7596) إسناده صحيح، ذكوان: هو أبو صالح السمان. والحديث مضى: 7194، بنحوه، من رواية ابن سيرين، عن أبي هريرة. ولكن هنا زيادة سنشير إليها بعد. وفي الرواية الماضية - كما في هذه الرواية - بعضه حديث قدسي، ولم ينص فيه على ذلك، لظهوره. وقد مضى بعض معناه مفرقًا حديثين: 7485، 7485 م، من رواية موسى بن يسار، عن أبي هريرة، مع التصريح في الحديث القدسي بقوله: "يقول الله عز وجل". وفي هذه الرواية زيادة قوله "فرحتان للصائم ... "، إلخ وقد مضى معناها، ضمن بعض هذا المعين مختصراً: =

ذَكْوان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل حسنة يعملها ابن آدم تضاعف عشراً، إلى سبعمائة ضعفٍ، إلا الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته من أجلي، ويدع طعامه من أجلي فرحتان للصائم، فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربه عز وجل، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ". 7597 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم في ثوب، فليخالف بين طرفيه على عاتقه". 7598 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد، فحتها بمروةٍ أو بشيءٍ، ثم قال: إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يتنخمن

_ 7174، من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً. والحديث رواه مسلم 1: 316 - 317 - بما فيه هذه الزيادة - من رواية أبي معاوية، ووكيع، وجرير، كلهم عن الأعمش، عن أبي صالح. وكذلك رواه ابن ماجة: 1638، من رواية أبي معاوية، ووكيع. وروى أيضاً قطعة منه، بالإسناد نفسه: 3823. ورواه البخاري، مختصراً قليلاً، 13: 389، عن أبي نعيم، عن الأعمش. وكذلك روى نحوه، من رواية عطاء، عن أبي صالح. وانظر أيضاً معناه، من حديث ابن مسعود، بإسناد ضعيف: 4256. (7597) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7459. (7598) إسناده صحيح، ورواه البخاري، بنحوه مختصراً 1: 428 - 429، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، وروى معناه أيضاً 1: 426 - 427 مرتين، من طريق الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري. وقد مضى نحو معناه: 7399، من وجه آخر عن أبي هريرة وانظر أيضاً: 7522 المروة: جحر أبيض براق.

أمامه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه ملكًا، ولكن ليتنخم عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى". 7599 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أكل من هذه الشجرة - يعني الثوم - فلا يؤذينا في مسجدنا" وقال في موضع آخر: "فلا يقربن مسجدنا، ولا يؤذينا بريح الثوم". 7600 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن منصور، عن عباد

_ (7599) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7573. وقد ذكرنا هناك أنه رواه مسلم 1: 156، من طريق عبد الرزاق. فهذه طريق عبد الرزاق. ولفظ مسلم يوافق اللفظ الآخر، الذي قال فيه الإِمام أحمد هنا: "وقال في موضع آخر ... ". (7600) إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر، الحافظ الثقة، سبق توثيقه: 2489، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/346، وقال: "كان من أثبت الناس" وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/177 - 179. عباد بن أنيس: لم يترجم في التهذيب وفروعه، ولا في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، ثم لم يترجم له الحسيني في الإكمال، ولا الحافظ في التعجيل، ولم أجده في الميزان ولا لسان الميزان. حتى ظننت أن الاسم محرف، مع ثبوته في الأصول الثلاثة، لولا أن وجدت هذا الحديث بهذا الإِسناد، في جامع المسانيد والسنن 7: 208 - 209، وجعل له الحافظ ابن كثير هذا العنوان: "عباد بن أنيس عن أبي هريرة". فاستيقنت صحة ما في الأصول. ثم وجدته في الثقات لابن حبان، في ثقات التابعين، ص: 270، قال: "عباد بن أنيس، من أهل المدينة. يروي عن أبي هريرة، روى عنه منصور بن المعتمر". ثم مما يؤيد توثيقه: أن روى عنه منصور، ففي التهذيب 10: 313 "قال الآجري عن أبي داود: كان منصور لا يروي إلا عن ثقة". ثم إن "عباد بن أنيس لم ينفرد برواية هذا الحديث: فسيأتى في المسند: 9317، 9537، 9908، 9937 - من رواية موسى بن أبي عثمان، قال: "حدثني أبو يحيى مولى جعدة، قال: سمعت أبا هريرة، أنه سمع من فم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: المؤذن يغفر له مد صوته، ويشهد =

ابن أنيس، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن المؤذن يغفر له مدى صوته، ويصدقه كل رطب ويابس سمعه، والشاهد عليه خمسة وعشرين درجة". 7601 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ = له كل رطب بابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون حسنة، ويكفر عنه ما بينهما". وهذا لفظ الرواية: 9537. وسيأتي بيان هذه الأسانيد، في مواضعها، إن شاء الله. وكذلك رواه أبو داود: 515. والنسائي 1: 106. وابن ماجة: 724. وابن حبان في صحيحه 3: 153 - 154 (من مخطوطة الإحسان) - كلهم من طريق موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة. ونسبه المنذري في الترغيب 1: 107، لابن خزيمة في صحيحة، أيضاً. وقد مضى معناه، من حديث ابن عمر: 6201، 6202 - عدا قوله "والشاهد" إلخ. قوله "مدى صوته": قال ابن الأثير: "المدى: الغاية، أي يستكمل مغفرة الله إذا استنفد وسعه في رفع صوته، فيبلغ الغاية في المغفرة إذا بلغ الغاية في الصوت. وقيل: هو تمثيل، أي أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو قدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقام المؤذن ذنوب تملأ تلك المسافة-: لغفرها الله له". وقوله "والشاهد عليه خمسة وعشرون درجة" كذا ثبت في الأصول الثلاثة وجامع المسانيد. إلا أن ك فيها: "خمسة وعشرون"، وجامع المسانيد فيه: "وللشاهد عليه خمس وعشرين درجة"، وكل هذا - فيما رأى - تحريف. والظاهر أنه تحريف قديم. والمعنى المراد واضح، من الروايات الآخر، من طريق أبي يحيى، كما ذكرنا. (7601) إسناده صحيح، ورواه البخاري 8: 302، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد - ولكن زاد فيه "عن أبي سلمة وابن المسيب". وقد مضى بنحوه: 7185، من رواية عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. ومضى بعضه: 7574، من رواية الزهري، عن ابن المسيب. وقوله "خمسة وعشرين"، كذا هو في الأصول الثلاثة، وفي جامع المسانيد والسنن 7: 464 - 465 "خمس وعشرون درجة"، وهو الوجه عربية، وهو الموافق للفظ البخاري.

سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "فضل صلاة الجمع على صلاة الواحد خمسة وعشرين، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح". قال: ثم يقول أبو هريرة: واقرؤا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}. 7602 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، وابن جُريج، عن الزهري، عن ابن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم". 7603 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يزال أحدكم في صلاةٍ ما كان ينتظر الصلاة، ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما كان في مسجد، تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه". 7604 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، والثوري، عن إسماعيل

_ (7602) إسناده صحيح، وقد مضى معناه من أوجه عن أبي هريرة: 7130، 7245، 7467. قوله "فأبردوا عن الصلاة": يوافق بعض ألفاظ البخاري - في رواية الكشميهنى- فقال الحافظ في الفتح 2: 14 "فقيل: زائدة أيضاً [يعني عن]، أو "عن" بمعنى الباء، أو هي للمجاوزة، أي: تجاوزوا وقتها المعتاد إلى أن تنكسر شدة الحر. والمراد بالصلاة: الظهر، لأنها الصلاة التي يشتد الحر غالباً في أول وقتها، وقد جاء صريحًا في حديث أبي سعيد". (7603) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 184، بنحوه، من رواية سفيان، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. وقد مضى معناه من وجه آخر، ضمن الحديث: 7424. وانظر: 7542. (7604) إسناده ضعيف، وهو مكرر: 7454، بإسناده. وقد فصلنا القول فيه، وأشرنا إلى هذا وإلى: 7454، في: 7386.

ابن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة، رفعه، قال: "إذا صلى أحدكم فليصل إلى شيء، فإن لم يكن شيء فعصاً، فإن لم يكن عصاً فليخطط خطاً، ثم لا يضره ما مر بين يديه". 7605 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من اطلع على قوم في بيتهم بغير إذنهم، فمَد حل لهم أن يفقؤا عينه". 7606 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تبتدؤا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها". 7607 - حدثنا عبد الرزاق، عن معمرة عن الزهري، عن عُبيد الله ابنِ عبد الله بن عتبة، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا طيَرَةَ، وخيرها الفَأْل"، قيل: يا رسول الله، وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم". 7608 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا معمر،

_ (7605) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 713 - 714، من طريق جرير، عن سهيل، به. وقد مضى نحو معناه: 7311، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وانظر المنتقى: 3929 - 3931. قوله "عينه"، في م "عينيه" بالتثنية. وما هنا هو الصواب الثابت في ح ك ونسخة بهامش م وصحيح مسلم والمنتقى. (7606) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 175، من رواية عبد العزيز الدراوردي، عن سهيل، به. وقد مضى نحو معناه:7557، من رواية زهير، عن سهيل. وفصلنا القول فيه هناك. (7607) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 190، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد وانظر: 7045، 7070. (7608) إسناده صحيح، عبد الواحد بن زياد العبدي: ثقة مأمون من شيوخ أحمد، وتارة يروي =

عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا طيرة، وخيرها الفأل"، فذكر مثله. 7609 - حدثنا عبد الرزاق، وعبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبيِ سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا عَدْوى، ولا صَفر، ولا هَامة"، قال أعرابي: في بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - كلن: "فمن كان أعدى الأول؟! ". 7610 - حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "من اتخذ كلباً، إلا كلب صيدٍ أو زرعٍ أو ماشيةٍ -: نقص من أجره كل يوم قيراط". 7611 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، قال:

_ = عنه بالواسطة، كما هنا. وقد سبق توثيقه: 1317، ولكن ذكر اسمه في الشرح "عبد الرحمن"، وهو خطأ مطبعي. اممتدركناه في الاستدراك: 159. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/20 - 21. والحديث مكرر ما قبله. (7609) إسناده صحيح، ورواه البخاري - بزيادة في آخر150: 205 - 206، من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري أيضاً 10: 144. ومسلم 2: 189 - من رواية صالح بن كيسان، عن الزهري، وهو ثابت عند الشيخين وغيرهما - مطولاً ومختصرًا - من أوجه كثيرة عن أبي هريرة. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو: 7070، وما أشرنا إليه من الأحاديث هناك. (7610) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 462، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقد مضى معناه من حديث عبد الله بن عمر مراراً، منها: 4479، 4813، 6443. (7611) إسناده صحيح، وقد مضى: 7582، من رواية إبراهيم بن سعد، عن الزهري، بهذا =

أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، والأغر صاحب أبي هريرة، أن أبا هريرة أخبرهما عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حينِ يبقى ثلث الليل الآخر، إلى السماء الدنيا، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفرَ له؟ من يسألني فأعطيَه؟ ". 7612 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة - وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -: قال: "إن لله تسعةً وتسعين اسماً، مائةً إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة". وزاد فيه همام، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إنه وتر يحب الوتر". 7613 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، والأعرج، عن أبي هريرة، قال: شر الطعام طعام الوليمة، يدعى

_ = الإِسناد، بزيادة في آخره. ووقع في هذا الإِسناد في ح حذف "عبد الرزاق" بين أحمد ومعمر! وهو خطأ مطبعي لا شك فيه، صححناه من ك م. (7612) إسناداه صحيحان، فقد رواه عمر بإسنادين: عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. ثم عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. وفي رواية همام زيادة ليست في رواية أيوب عن ابن سيرين. ورواه مسلم 1: 307، عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، بهذين الإسنادين، وبالزيادة في آخره في الإِسناد الثاني. وقد مضى مطولاً - بالزيادة في آخره: 7493، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأشرنا إلى هذا هناك. وسيأتي في صحيفة همام بن منبه: 8131. (7613) إسناده صحيح، وهو مطول: 7277. وقد بينا هناك أن أوله موقوف، وأن آخره يقتضي رفعه، كما ذكر الحافظ. وهو قد شرحه في الفتح: 211 - 212 شرحًا وافيًا. وأما هذا الإِسناد، فقد رواه مسلم 1: 407، عن محمَّد بن رافع، وعبد بن حميد - لاهما عن عبد الرزاق، به. ولم يذكر لفظه، إحالة على رواية مالك قبله.

الغني، ويترك المسكين، وهي حق، ومن تركها فقد عصى، وكان معمر بما قال: ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله. 7614 - حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله إذا أحب عبدًا، قال لجبريل: إني أحب فلاناً فأحبه، قال: فيقول جبريل لأهل السماء: إن ربكم يحب فلانا فأحبوه، قال: فيحبه أهل السماء، قال: ويوضع له القبول في الأرض، قال: وإذا أبغض، فمثل ذلك". 7615 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ (7614) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ، ص: 953، بنحوه، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه مسلم 2: 295، من طريق مالك، ولم يذكر لفظه، إحالة على روايات أخر قبله. ورواه أيضاً مسلم 2: 295، من طريق جرير، ومن طريق عبد العزيز الدراوردي، ومن طريق عبد العزيز الماجشون. والترمذي 4: 146، من طريق الدراوردي - كلهم عن سهيل، به. مطولاً ومختصرًا. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه البخاري 13: 387 - مقتصرًا على الحب، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. ورواية عبد الرحمن- هذه- أشار إليها الترمذي عقب روايته. ورواه البخاري أيضاً 6: 220، و10: 385 - 386 مختصراً، من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، عن أبي هريرة. ورواية موسى بن عقبة، ستأتي في المسند: 10685، مختصرة. وسيأتي الحديث مطولاً ومختصرًا: 8481، من طريق ليث، و: 9341، من طريق أبي عوانة، و: 10623، من طريق عبد العزيز الماجشون - ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه. (7615) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 265، من طريق إبراهيم بن سعيد. ومسلم 1: 29، من طريق يونس - كلاهما عن الزهري، بهذا الإِسناد، نحوه. ورواه البخاري أيضاً 10: 373، 442. ومسلم 1: 29 - من أوجه أخر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بنحوه. وقد مضى معناه: 6621، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. قوله "فلا =

سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤدي جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت". 7616 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوبًا، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانيةٌ والفقه يمانٍ". 7617 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ "قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: "بنو عبد الأشهل، وهم رهط سعد بن معاذ"، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: "ثم بنو النجار"، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: "ثم بنو الحرث بن الخزرج"، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: "ثم بنو ساعدة"، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: "ثم في كل دور الأنصار خير". 7617 م- قال معمر: أخبرني ثابت، وقتادة، أنهما سمعا أنس بن

_ = يؤذي": هكذا ثبت هنا بإثبات الياء، مع جزمه على النهي. وهو صحيح موجَّه في العربية، كثير شواهده. (7616) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7120، ومختصر: 7426. وانظر 7496. (7617) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 266، من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، بهذا الإِسناد، نحوه. وفي آخره هناك زيادة على ما هنا. (7617) إسناده صحيح، وهو من حديث أنس بن مالك، ذكره معمر تبعًا لحديث أبي هريرة، ثابت: هو ابن أسلم البناني. وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وقد مضى معناه، في عقب مسند عمر بن الخطاب: 392، عن إسحق بن عيسى، عن مالك، عن يحيى بن سعيد =

مالك، يذكر هذا الحديث، إلا أنه قال: بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل. 7618 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن محمَّد بن زياد مولى بني جمح، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم-: "بينا رجل

_ = الأنصاري، عن أنس. وسيأتي في مسند أنس: 13126، عن يزيد بن هرون، عن يحيى بن سعيد، به. ورواه أبو نعيم في الحلية 6: 354 - 355، من طريق عبد العزيز بن يحيى، عن مالك، عن يحيى بن سعيد. وقال أبو نعيم: "غريب من حديث مالك، تفرد به عبد العزيز عنه". وعبد العزيز بن يحيى المدني: ضعيف جداً، كذبه كثير من الأئمة. ولكنه لم يتفرد برواية هذا الحديث عن مالك، كما زعم أبو نعيم! فقد رواه إسحق بن عيسى الطباع الثقة، عن مالك، كما ترى. وكذلك رواه البخاري 9: 388. والترمذي 4: 371 - كلاهما عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن يحيى الأنصاري. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وكذلك رواه مسلم 2: 266، من رواية الليث، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الوهاب الثقفي - ثلاثتهم عن يحيى الأنصاري، عن أنس. ولكنه لم يذكر لفظه. وسيأتي نحوه أيضاً: 12050، عن ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس. وروى البخاري، نحو معناه 7: 88، من طريق قتادة، عن أنس، عن أبي أسيد الساعدي. وكذلك رواه مسلم 2: 265 - 266، من طريق قتادة وسيأتي هذا في المسند: 16116، من طريق قتادة. وقال الحافظ في الفتح 9: 388، عند حديث أنس، والإشارة إلى روايته عن أبي أسيد: "والطريقان صحيحان". وروى البخاري أيضاً، نحو معناه 3: 272 - 273، في حديث طويل، من حديث أبي حميد الساعدي، وكذلك رواه مسلم 2: 205. وحديث أبي حميد، سيأتي في المسند (5: 424 - 425 ح). (7618) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 221 - 222، بنحوه، من طريق شُعبة، عن محمَّد بن زياد. ورواه مسلم 2: 156، من طرق، عن محمَّد بن زياد. ومن طرق، عن أبي هريرة. وقد مضى نحو معناه، من حديث ابن عمر: 5340. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: 7074.

يتبختر في حلةٍ، معجب بجمته، قد أسبل إزاره، إذا خسف الله به، فهو يتجلجل"، أو قال: "يهوي فيها، إلى يوم القيامة". 7619 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معِمر، عن الزهري، حدثني ثابت بن قيس، أن أبا هريرة قال: أخذت الناسَ ريحٌ بطريق مكة، وعمر بن الخطاب حاج، فاشتدت عليهم، فقالَ عمر لمن حوله: من يحدثنا عن الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئاً، فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته، فقلت: يا أمير المؤمنين، أخْبرِت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "الريح من روْح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها". 7620 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن

_ (7619) إسناده صحيح، وهو مطول: 7407 وقد خرجناه وأشرنا إلى هذا هناك. ونزيد هنا أنه رواه البخاري في الأدب المفرد، ص 132، مطولاً، من طريق يونس، عن الزهري. (7620) إسناده صحيح، وهو في جمامع السانيد 7: 161 - 162. وهو مطول: 7575. وقد أشرنا إليه هناك. وأما من هذا الوجه، فرواه مسلم 1: 147، عن محمَّد بن رافع، وعبد بن حميد- كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه، إحالة على رواية قبله. ورواه النسائي 2: 52 - 53، من طريق الزبيدي، عن الزهري، بهذا الإِسناد أيضاً. قوله "وأعطيت جوامع الكلام"، هكذا ثبت في ح م. وفي ك وجامع المسانيد "جوامع الكلم"، كسائر الروايات قول أبي هريرة "وأنتم تنتثلونها": أي تستخرجونها. يقال "نثل الركية": أخرج ترابها، و"انتثل كنانته": استخرج ما فيها من السهام. والضمير هنا يراد به الأموال وما فتح عليهم من زهرة الدنيا. المشار إليها في قوله - صلى الله عليه وسلم - "جيء بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي". يشير أبو هريرة إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى الرفيق الأعلى، قبل الفتوح التي بشر بها أمته، ولم ينل منها شيئاً.

المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "نصرت بالرعب، وأعطيت جوامع الكلام، وبينا أنا نائم إذا جىء بمفاتيع خزائن الأرض، فوضعت في يدي". فقال أبو هريرة: لقد ذهب رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وأنت تنتثلونها. 7621 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله، دعى من أبواب الجنة، وللجنة أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الريان"، فقال أبو بكر: والله يا رسول الله، ما على أحدٍ من ضرورة من أيها دعي، فهل يدعي منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: "نعم، وإني أرجو أن تكون منهم".

_ (7621) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 281، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه. ورواه مالك، في الموطأ، ص 469، عن الزهري، بهذا الإِسناد، نحوه. وكذلك رواه البخاري 4: 96، من طريق مالك. ورواه البخاري أيضاً 7: 21 - 22، من طريق شُعيب. ومسلم 1: 281، من طريق يونس، ومن طريق صالح - وهو ابن كيسان -: ثلاثتهم عن الزهري. ورواه أيضاً الترمذي، والنسائي. كما في الفتح الكبير 3: 173. قوله "من أنفق زوجين"، قال ابن الأثير. "الأصل في الزوج: الصنف والنوع من كل شيء. وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أو نقيضين - فهما زوجان، وكل واحد منهما زوج. يريد: من أنفق صنفين من ماله في سبيل الله". وقال الحافظ في الفتح: "في سبيل الله، أي: في طلب ثواب الله، وهو أعم من الجهاد وغيره من العبادات".

7622 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن القاسم بن محمَّد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن العبد إذا تصدق من طيب، تقبلها الله منه، وأخذها بيمينه، ورباها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله، وإن الرجل ليتصدق باللقمة، فتربو في يد الله، أو قال: في كف الله، حتى تكون مثل الجبل، فتصدقوا". 7623 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ (7622) إسناده صحيح، القاسم: هو ابن محمَّد بن أبي بكر الصديق. مضت ترجمته: 5883. والحديث رواه إمام الأئمة ابن خزيمة، في كتاب التوحيد، ص: 44، عن محمَّد بن رافع، وعن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم - كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 19، بهذا اللفظ، ونسبه أيضاً لابن خزيمة في صحيحه. وسيأتي نحو معناه: 10090، من رواية عباد بن منصور، عن القاسم بن محمَّد، عن أبي هريرة: بلفظ: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يقبل الصدقات، ويأخذها بيمينه، فيربيها لأحدكم، كما يربي أحدكم مهره، أو فلوه، أو فصيله، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد". وأصل المعنى ثابت في الصحيحين وغيرهما، من أوجه، عن أبي هريرة. فسيأتى: 8363، 9413، 9156، 10958، من رواية سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. و: 8948، 8949، 9423، من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. و: 10992، من رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواه البخاري 3: 220 - 233، و13: 352. ومسلم 1: 277 - 278. والترمذي 2: 22 - 23. والنسائي 1: 349. وابن ماجة: 1842. وابن حبان في صحيحه 5: 234 - 237 (من مخطوطة الإحسان) -: من أوجه عن أبي هريرة. (7623) إسناده صحيح، وقد مضى نحوه مطولاً، من أوجه: 7138، 7578، 7579. ورواه البخاري أيضاً، بنحوه 8: 330، من رواية يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم 2: 300، من رواية يحيى، ولم يذكر لفظه. وانظر الرواية التي تعقب هذه.

سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "احتج آدم وموسى، فقال موسى لآدم: يا آدم، أنت الذي أدخلت ذريتك النار؟ فقال آدم: يآ موسى، اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأنزل عليك التوراة، فهل وجدت أنس أهبط؟ قال: نعم، قال: فحجه آدم". 7624 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحواً من حديث أبي سلمة. 7625 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن أطفال المشركين؟ فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". 7626 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول للشوْنيز: "عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاءً من كل شيء، إلا السام"، يريد

_ (7624) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. ورواه البخاري، بنحوه 8: 329، من رواية مهدي بن ميمون، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. ورواه مسلم 2: 300، من رواية معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، ومن رواية هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. ولم يذكر لفظه في الطريقين. والحافظ ابن حجر، حين شرح هذا الحديث، عند رواية البخاري إياه 11: 441، من رواية طاوس، عن أبي هريرة، ومن رواية الأعرج، عن أبي هريرة - أفاض في جمع طرقه واختلاف ألفاظه 11: 442: - 445، وذكر أنه وقع له من رواية عشرة من التابعين، عن أبي هريرة. وأشار أثناء ذلك إلى هذه الرواية، وأشار مرار، إلى الرواية السابقة: 7623. في بحث طويل جم الفوائد. (7625) إسناده صحيح، وهو مكررة 7152. (7626) إسناده صحيح، وقد مضى: 7285، من رواية سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة. و: 7548، من رواية محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة.

الموت. 7627 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن سهيل بن أبي

_ (7627) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ، ص: 908 - 909، عن سهيل، به. وكذلك رواه البخاري في الأدب المفرد، ص: 61. ومسلم في صحيحه 2: 280 - كلاهما من طريق مالك. ورواه الترمذي 3: 152 - 153. ومسلم- كلاهما من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن سهيل. ورواه أبو داود: 4916، من طريق أبي عوانة، عن سهيل. وقال أبو داود بعد روايته: "النبي -صلي الله عليه وسلم - هجر بعض نسائه أربعين يوماً. وابن عمر هجر ابنًا له إلى أن مات". وقال أبو داود: "إذا كانت الهجرة لله فليس من هذا بشيء. وإن عمر بن عبد العزيز غطى وجهه عن رجل". ورواه مسلم أيضاً، من طريق جرير، عن سهيل. وأما الرواية عن المبهم، التي حسماها معمر في قوله: "وقال غير سهيل: وتعرض ... " إلخ - فهذا المبهم هو "مسلم بن أبي مريم": فقد رواه مالك، ص: 909، عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح السمان - وهو والد سهيل - عن أبي هريرة: "أنه قال: تعرض أعمال الناس كل جمعه مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس .. "، فذكر نحوه، هكذا موقوفاً. وذكره ابن عبد البر في التقصي، رقم: 535، ثم قال: "هكذا روى هذا الحديث يحيى بن يحيى مرقوفًا على أبي هريرة. وتابعه عليه عامة رواة الموطأ، وجمهورهم على ذلك. ورواه ابن وهب عن مالك، مرفوعًا إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -. ثم ذكر ابن عبد البر حديثًا بعده، موقوفًا في الموطأ، ثم قال: "وهذا الحديث والذي قبله لا يدرك مثله بالرأي، وإنما هو توقيف. والقول قول من رفعه. قال مالك: كان مسلم رجلاً صالحاً، كان يتهيب أن يرفع الأحاديث". يريد ابن عبد البر: أن الرواية الموقوفة، وإن كانت موقوفة لفظًا، فهي مرفوعة حكمًا. وهو كما قال. ورواية ابن وهب - التي أشار إليها ابن عبد البر - رواها أيضاً مسلم 2: 280، من طريق ابن وهب، عن مالك، به، مرفوعاً. ورواه أيضاً مسلم عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وقال فيه: رفعه مرةً". فكان مسلم بن أبي مريم يرفعه مرة، ويرويه موقوفًا أخرى. وهو صحيح بكل حال.

صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تُفْتح أبواب الجنة في كل اثنين وخميس"، قال معمر: وقال غير سهيل: "وتعرض الأعمال في كل اثنين وخميس، فيغفر الله عَزَّ وَجَلَّ لكل عبدٍ لا يشرك به شيئاً، إلا المتشاحنين، يقول الله للملائكة: ذروهما حتى يصطلحا". 7628 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر - وعبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليس الشديد بالصرعة"، قالوا: فمن الشديد يا رسول الله؟ قال: "الذي يملك نفسه عند الغضب". 7629 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سأل رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان بالله"، قال: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، قال: ثم ماذا؟ قال: "ثم حج مبرور". 7630 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن

_ (7628) إسناده صحيح، وقد مضى بمعناه: 7218، من رواية مالك، عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب، عن أبي هريرة. وأما من هذا الوجه، فقد رواه مسلم 2: 290، من طريق عبد الرزاق، عن معمر. ومن طريق أبي اليمان، عن شُعيب. ورواه قب ذلك، من طريق محمَّد بن حرب، عن الزبيدي - ثلاثتهم عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. (7629) إسناده صحيح، وقد مضى: 7580، من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، بهذا الإِسناد .. وانظر: 7502. وقد أشرنا إلى هذا هناك. (7630) إسناده صحيح، وسيأتي معناه مختصراً:9118، عن هوذة بن خليفة، عن عوف الأعرابي، عن ابن سيرين عن أبي هريرة. ورواه مسلم 2: 200، عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه كله، أحال على رواية قبله. وصرح في =

سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، والرؤيا ثلاثة: الرؤيا الحسنة بشرى من الله عز وجل، والرؤيا يحدث بها الرجل نفسه، والرؤيا تحزين من

_ = هذه بأن قوله يعجبني القيد .... " - من كلام أبي هريرة، كما في رواية المسند هذه. ورواه مسلم 2: 200، عن محمَّد بن أبي عمر المكي. والترمذي 3: 247، وصحه، عن نصر بن علي. وأبو داود: 5019، عن قتيبة بن سعيد - ثلاثتهم عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، به، نحوه. إلا أن أبا داود لم يذكر في آخره: أن "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين ... ". والترمذي ذكره أثناء الحديث. ومسلم ذكره أثناءه أيضًا، ولكن فيه: "جزء من خمس وأربعين. وقول أبي هريرة: "يعجبني القيد إلخ - ذكره هؤلاء الثلاثة بلفظ: "وأحبّ القيد"، دون بيان أنه من كلام أبي هريرة عند أبي داود والترمذي. وأما في رواية مسلم، فقال في آخره: "فلا أدري: هو في الحديث، أم قاله ابن سيرين"؟ ولم يبين من الذي شك في هذه الكلمة؟ والظاهر - عندي - أنه عبد الوهاب الثقفي؛ لأن رواية معمر - هنا في المسند - عن أيوب، فيها الجزم بأنه كلام أبي هريرة. ولأن نصر بن على وقتيبة بن سعيد - روياه عن عبد الوهاب مدرجًا في الحديث، فالظاهر أنه شك بعد ذلك، فبين ما شك فيه حين سمعه منه محمَّد بن أبي عمر. ورواه أيضاً الترمذي 3: 250، وصححه، من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. مرفوعًا كله، بما فيه قوله: "يعجبنى القيد" إلخ. بل ذكره أثناء الحديث. ولم يذكر فيه قوله "الرؤيا جزء" إلخ. وكذلك رواه مسلم 2: 200، من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة. ولم يسق لفظه، بل أحال على ما قبله. ولكنه نص على ما بينا من الإدراج والحذف. ورواه مسلم أيضاً، من طريق حمّاد بن زيد، عن أيوب وهشام - وهو ابن حسان - كلاهما عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. ولم يذكر لفظه، بل قال: ":ساق الحديث. ولم يذكر فيه النبي -صلي الله عليه وسلم -". فهذا الصنيع من مسلم يدل عن أن هذه الرواية فيها الحديث كله، وأنه موقوف كله، من كلام أبي هريرة. ولكنه سيأتي كله: 10598، عن يزيد بن هرون، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعًا، بما فيه كلمة أبي هريرة. وقد روي الدارمي بعضه حديثين في بابين 2: 125، بإسناد =

الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فلا يحدث بها أحدًا، وليقم فليصل". قال أبو هريرة: يعجبني القيد، وأكره الغل، القيد: ثبات في

_ = واحد، من طريق مخلد بن الحسين الأزدي المصيصى، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً. لم يذكر فيها "يعجبني القيد ... " ولا "رؤيا المؤمن ... ". فدل هذا على أن الحديث كله مرفوع عند هشام بن حسان، وإن رواه مرة موقوفًا. ثم هذا المعنى مما لا يعلم بالرأي، فإن روي موقوفا لفظًا، فإنه مرفوع حكماً. ورواه ابن ماجة حديثين من وجهين: فروى بعضه: 3906، من طريق هوذة، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. كرواية المسند الآتية: 1918 عن هوذة. وروى بعضه: 3917، من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. والقسمان فيه مرفوعان، يجمعان الحديث الذي هنا. لم يحذف منه إلا قول أبي هريرة "يعجبني القيد ... ". وأما البخاري، فإنه رواه كله كامل 12: 356 - 361، من طريق معتمر بن سليمان، عن عوف الأعرابي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: "قال رسول الله: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من شتة وأربعين جزءًا من النبوة - وما كان من النبوة فإنه لا يكذب، قال محمَّد [يعني ابن سيرين]: وأنا أقول هذه - قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث"، إلخ. فهذه رواية فيها زيادة "وما كان من النبوة ... ". ولكن صرح ابن سيرين أنها من قوله، يريد بها بيان أن رؤيا المؤمن لا تكاد تكذب. وظاهر هذه الرواية أن قوله: "الرؤيا ثلاث" إلخ - ليس من الحديث المرفوع، بل نسب إلى قائل مبهم. ولكن الروايات الآخر تضافرت على أنه مرفوع. والكلمة التي هي موقوفة على أبي هريرة في رواية المسند هنا، ذكرها البخاري في روايته، بما يوهم أنها غير معروف قائلها. ثم أشار البخاري إلى بعض روايات الحديث، والاختلاف في رفعه، فقال: "ورواه قتادة، يونس، وهشام، وأبو هلال -: عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -. وأدرجه بعضهم كله في الحديث. وحديث عوف أبين. وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في القيد". وقد فصل الحافظ الروايات في هذا الموضع، تفصيلا وافيًا. وأما آخر الحديث هنا- "رؤيا المؤمن جزء ... " - فقد مضى: 7183، عن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وسيأتي أيضاً عقب هذا.

الدين. وقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "رؤيا المؤمن جزء من ستةٍ وأربعين جزء من النبوة". 7631 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة". 7632 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب: أن حسان قال في حلقة فيهم أبو هريرة: أنشدك الله يا أبا هريرة، هل سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "أجب عني، أيدك الله بروح القدس؟ " فقال: اللهم نعم. 7633 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ (7631) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7183. وجزء من الحديث السابق. (7632) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 259، من طريق عبد الرزاق، عن عمر، بهذا الإِسناد. ورواه قبله ولعده، من أوجه أخر، مطولاً ومختصراً، عن أبي هريرة. ورواه البخاري 6: 221، من طريق سفيان، وهو ابن عيينة، عن الزهري، بهذا الإِسناد مطولاً. ورواه أيضًا 1: 456، و10: 453، بإسنادين آخرين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وقال الحافظ: "إنه من رواية سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أو عن حسان، وأنه لم يمر مراجعته لحسان [لأن في رواية البخاري ومسلم أن هذه المراجعة كانت في عهد عمر]. وقد أخرجه الإسماعيلي، من رواية عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، قال: ما حفظت عن الزهري إلا عن سعيد عن أبي هريرة. فعلى هذا كأن أبا هريرة حدث سعيد، بالقصة بعد وقوعها بمدة. ولهذا قال الإسماعيلي: سياق البخاري صورته صورة الإرسال. وهو كما قال. وقد ظهر الجواب عنه بهذه الرواية". (7633) إسناده صحيح، وهو مختصرة 7615، بهذا الإِسناد.

سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". 7634 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن

_ (7634) إسناده صحيح، ابن طاوس: هو عبد الله بن طاوس اليماني سبق توثيقه: 1940، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 5: 397، وابن أبي حاتم 2/ 2/ 88 - 89. وهذا الحديث هو هكذا بصورة الموقوف على أبي هريرة، في رواية طاوس عن أبي هريرة. وهو في حكم المرفوع؛ لأنه مما لا يعلم بالرأي ولا القياس. ثم إنه قد ثبت مرفوعًا أيضاً. فرواه البخاري 3: 166، و6: 315 - 316، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، موقوفًا - ثم زاد البخاري في الموضع الثاني، عقبة: "قال: وأخبرنا معمر، عن همام، حدثنا أبو هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحوه" وكذلك صنع مسلم: فرواه 2: 225 - 226، من طريق عبد الرزاق، عن عمر، عن ابن طاوس ... موقوفًا. ثم رواه عقبه، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، مرفوعًا، وساق لفظه - من رواية همام - تامًا. وسيأتي: 8157، تامًا، ضمن صحيفة همام بن منبه، مرفوعًا. وقد رواه عن أبي هريرة مرفوعًا أيضاً: عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، وسيأتي: 10917، 10918. وكذلك رواه الطبري في التاريخ 1: 224، من رواية عمار. وأشار الحافظ في الفتح 6: 315، إلى رواية عمار هذه، عند أحمد، والطبري. وذكر الحافظ أيضاً أن رواية عبد الرزاق - من حديث طاوس عن أبي هريرة موقوفًا-: "هو المشهور عن عبد الرزاق. وقد رفع محمَّد بن يحيى عنه - رواية طاوس أيضاً، أخرجه الإسماعيلي"، أقول: وأقوى من هذا وأقرب وأثبت: أن إسحق بن راهويه الإِمام، رواه أيضاً عن عبد الرزاق، من حديث طاوس عن أبي هريرة مرفوعاً. رواه ابن حبان في صحيحه (2: 29 - 297 من مخطوطة التقاسيم والأنواع)، و (8: 73 - 74 من مخطوطة الإحسان)، من طريق ابن راهويه، عن عبد الرزاق. وابن حبان، كتب هذا الحديث تحت عنوان: "ذكر خبر شَنَّع به على منتحلي سنن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من حرم التوفيق لإدراك معناه". ثم قال عقب روايته: "إن الله جل وعلا بعث رسوله - صلى الله عليه وسلم - معلمًا لخلقه، فأنزله =

أبيه، عن أبي هريرة، قال: أُرسل مَلَكُ الموتِ إلى موسى، فلما جاءه صكه

_ = موضع الإبانة عن مراده. فبلغ - صلى الله عليه وسلم - رسالته، وبين عن آياته بألفاظٍ مجملة ومفسرة، عقلها عنه أصحابه أو بعضهم. وهذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناه من لم يُحْرَم التوفيقَ لإصابة الحق. وذلك: أن الله جل وعلا أرسل ملك الموت إلى موسى، رسالة ابتلاء واختبارٍ، وأمره أن يقول له: أحب ربك - أمر اختبار وابتلاء، لا أمرًا يريد الله جل وعلا إمضاءه. كما أمر خليله - صلى الله على نبينا وعليه - بذبح ابنه، أمر اختبار وابتلاء، دون الأمر الذي أراد الله جل وعلا إمضاءه، فلما عزم على ذبح ابنه، وتله للجبين -: فداه بالذبح العظيم. وقد بعث الله جل وعلا الملائكة إلى رسله، في صور لا يعرفونها، كدخول الملائكة على إبراهيم ولم يعرفهم، حتى أوجس منهم خيفةً، وكمجيء جبريل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وسؤاله إياه عن الإيمان والإِسلام، فلم يعرفه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حتى ولَّى. فكان مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي كان يعرفه موسى عليه السلام عليها، وكان موسى غيورًا، فرأى في داره رجلاً لم يعرفه، فشال يده لطمه، فأتت لطمته على فَقْئِ عينه التي في الصورة التي يتصور بها، لا الصورةِ التي خلقه الله عليها. ولما كان المصرَّخ عن نبينا - صلى الله عليه وسلم -، في خبر ابن عباس، حيث قال: "أمني جبريل عند البيت مرتين"، فذكر الخبر، وقال في آخره: "هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك" -: كان في هذا الجر البيان الواضح أن بعض شرائعنا قد يتفق بعض شرائع من قبلنا من الأمم. ولما كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخِل دارَه بغير إذنه، أو الناظِر في بيته بغير أمره، من غير جناح على فاعله، ولا حرج على مرتكبه، للأخبار الجمة الواردة فيه، التي أمليناها في غير موضع من كتبنا -: كان جائزًا اتفاق هذه الشرعية شريعةَ موسى، بإسقاط الحرج عمن فقأ عينَ الداخل دارَه بغير إذنه. فكان استعمال موسى هذا الفعل مباحًا له، ولا حرج عليه في فعله. فلما رجع ملك الموت إلى ربه، وأخبره بما كان من موسى فيه، أمره ثانيًا بأمر آخرَ، أمر اختبار وابتلاء - كما ذكرنا قبلُ - إذ قال الله له: قل له: إن شئت فضع يدك على متن ثور فلك بكل ما غطت يُدك بكل شعرة سنة. فلما علم موسى- كليم الله، صلى الله على نبينا وعليه - أنه ملك الموت، وأنه جاءه بالرسالة من عند الله، طابت نفسه بالموت، ولم يستمهل، وقال: فالآن. فلو كانت المرة الأولى عرفه موسى أنه ملل الموت، =

ففقأ عينه، فرجع إلى ربه عز وجل، فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت! قال: فرد الله عَزَّ وَجَلَّ إليه عينه، وقال: ارجع إليه، فقل له يضعُ يده، على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرةٍ سنة، فقال: أي رب، ثم مه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رميةً بحجرٍ، قال: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر". 7635 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، قال: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين؟ قال الزهري: عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا أنا من فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في الريح في البحر! فوالله لئن قدر عليَّ ربي لَيُعذِّبَنِّي عذابًا ما عذبه

_ = لاستعمل ما أستعمل في المرة الأخرى، عند تيقنه وعلمه به. ضد قول من زعم أن أصحاب الحديث حمَّالةُ الحطب، ورعاةُ الليل! يجمعون مالا ينتفعون به، ويروون ما لا يؤجرون عليه! ويقولون بما يبطله الإِسلام!! جهلاً منه بمعاني الأخبار، وتركَ التفقه في الآثار، معتمدًا في ذلك على رأيه المنكوس، وقياسه المعكوس!! ". قوله - في الحديث: "صكه"، الصك: الضرب الشديد بالشيء العريض. قوله "على متن ثور"، المتن: الظهر، يذكر ويؤنث. قوله "رمية بحجر" - قال الحافظ: "أي قدر رمية حجر". قوله "الكثيب الأحمر" - الكثيب: القطعة المجتمعة من الرمل محدودبة. (7635) إسناده صحيح، وهو حديثان بإسناد واحد. وقد جعلنا لثانيهما الرقم نفسه مكررًا. وقد رواه مسلم 2: 325، وابن ماجة: 4255، كلاهما من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 6: 379 - 380، من طريق هشام، وهو ابن يوسف، عن معمر، بهذا الإِسناد نحوه. قوله "ثم اذروني": يجوز فيه وصل الهمزة وقطعها، من الثلاثي، ومن الرباعي. يقال: "ذَرتِ الريحُ التراْبَ وغيَره، تَذْروه، ذَرْوًا وذَرْيًا، وأَذْرَتْه، وذَرَّتْه: أطارتْه وسَفَتْه وأذْهَبتْه".

أحد، قال: ففعلوا ذلك به، فقال الله للأرض: أدي ما أخذت، فإذا هو قائِمِ، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتُك يا رب، أو مخافتك، فَغفَرَ له بذلك". 7635 م - قال الزهري: وحدثني حميد، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "دخلت امرأة النار في هرةٍ، ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خَشَاش الأرض، حتى ماتت". قال الزهري: ذلك أن لا يتكلَ رجل، ولا ييأس رجل. 7636 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قَبَّل الحسن بن علي رضي الله عنهما، والأقرع بن حابسٍ التميمي جالس، فقال الأقرع: يا رسول الله، إن لي عشرةً من الولد ما قبلت إنسانًا منهم قط! قال: فنظر إليه رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "إن من لا يرحم لا يرحم". 7637 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن

_ (7635 م) إسناده صحيح، بالإسناد قبله. ورواه مسلم مع الحديث السابق. وكذلك رواه ابن ماجة: 4256 - كلاهما من طريق عبد الرزاق، به. وقد مضى بنحوه: 7538، من رواية محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وأشرنا إلى هذا هناك. وكلمة الزهري في آخر الحديث، ثابتة أيضاً في روايتي مسلم وابن ماجة. (7636) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7121، 7287. وقد أشرنا إلى هذا في أولهما. في ح "الحسين"، بدل "الحسن". وهو خطأ مطبعي، صحناه من م ومصادر الحديث. (7637) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 270، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. إلا أنه لم يذكر قول أبي هريرة في آخره: "ولم تركب مريم ... ". وراه قبله وبعده - دون قصة أم هانئ من أوجه. وكذلك رواه البخاري، مختصر بدون القصة 9: 107 - 108، من =

المسيب، عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - خطب أم هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله، إني قد كبرت، ولي عيال، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "خير نساء ركبن، نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده": قال أبو هريرة: ولم تركب مريم بنت عمران بعيراً. 7638 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله، إلا قوله "ولم تركب مريم

_ = رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وكذلك رواه أيضاً 9: 448، من رواية ابن طاوس عن أبيه، ومن رواية أبي الزناد عن الأعرج. ورواه البخاري أيضاً 6: 341، معلقاً، من رواية ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن ابن المسيب. ولم يذكر القصة في أوله، وذكر قول أبي هريرة في آخره. وهذا المعلق وصله مسلم 2: 269 - 270، عن حرملة عن ابن وهب وانظر ما مضى في مسند ابن عباس: 2926. قوله "أحناه": من "الحنو"، وأصله الشفقة والعطف. و"حنت المرأة على ولدها، تحنوا، حنوًا، وأحنت- من الثلاثي والرباعي -: عطفت عليهم بعد زوجها، فلم تتزوج بعد أبيهم فهي حانية. قال أبو زيد: وإذا تزوجت بعده فليست بحانية". قاله في اللسان. قال ابن الأثير: "إنما وحد الضمير وأمثاله، ذهاب إلى المعنى. تقديره: أحنى من وجد، أو خلق، أو من هناك. ومثله قوله: أحسن الناس وجفا، وأحسنه خلقا. وهو كثير في العربية، ومن أفصح الكلام". وقال الحافظ في الفتح 6: 341، "وكان القياس: أحناهنَّ. ولكن جرى لسان العرب بالإفراد". وقول أبي هريرة "ولم تركب مريم" إلخ: إشارة إلى أن مريم لم تدخل في هذا التفضيل، كأنه كان يرى أنها أفضل النساء مطلقًا. قوله "في ذات يده": قال الحافظ 9: 448، "قال قاسم بن ثابت في الدلائل: ذات يده، وذات بيننا، ونحو ذلك -: صفة لمحذوف مؤنث، كأنه يعني الحال التي هي بينهم. والمراد بذات يده: ماله ومكسبه". (7638) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد روى مسلم هذه الطريق أيضاً، بعد الرواية السابقة. وأما رواية البخاري هذه الطريق 9: 448 - فإنها من رواية سفيان بن عيينة عن ابن طاوس.

بعيراً". 7639 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، أو أحدهما، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "الفخر والخيلاء في الفَدَّادين من أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية". 7640 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن لي على قريش حقاً، وإن لقريش عليكم حقاً، ما حكموا فعدلوا، وائتمنوا فأَدَّوْا، واستُرْحِموا فرحِموا". 7641 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن

_ (7639) إسناده صحيح، وشك معمر في أن الزهري رواه له عن ابن المسيب وأبي سلمة معًا، أو عن أحدهما وحده -: لا يؤثر في صحته؛ لأنه عن أحدهما بيقين وإن لم يعين، إذ هو تردد بين ثقتين. والواقع فعلا أن الزهري رواه عنهما، إنما الشك من عمر فيما حدَّثه به الزهري فقد رواه البخاري 6: 387، بهذا اللفظ - عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواه مسلم 1: 30، عن الدارمي - عبد الله بن عبد الرحمن - عن أبي اليمان، به. ثم رواه مسلم عقبه، عن الدارمي أيضاً، عن أبي اليمان، عن شُعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. فثبتت صحة الحديث عن الزهري، بالوجهين معًا. وقد مضى معناه، مفرقًا في أحاديث، من غير وجه، عن أبي هريرة: 7201، 7426، 7496، 7616. (7640) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 192. وقال: "رواه أحمد، والطبراني في الأوسط. ورجال أحمد رجال الصحيح". وسيأتي نحو معناه، من حديث أنم بن مالك: 23314، 29311. (7641) إسناده صحيح، وقد مضى: 7137، من رواية ابن عيينة، و: 7372، 7523، من

سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "تَسَمَّوْا بِاسْمِى، وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِى".

_ = رواية عبد الوهاب بن عبد المجيد - كلاهما عن أيوب، به. وأشرنا إلى كثير من طرقه في أولها. تنبيه مهم: ثبت هنا في الأصول الثلاثة - قبل هذا الحديث - حديث آخر بهذا الإسناد، بتكرار الإِسناد، لفظه في ح لفظ هذا الحديث. فيكون تكرارًا لا معنى له. ولفظه في المخطوطتين ك م: "لا تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي"! يعني بزيادة "لا". فيكون نهيًا عن التسمية، وعن التكنية - كلتيهما. وكتب بهامش ذلك في م، ما نصه: "كذا في نسخة أخرى قال: "لا تسموا باسمي" والمعروف "تسموا باسمي"، بدون "لا" كما في الحديث الذي بعده. من خط الشيخ عبد الله بن سالم البصري". وقد رجحت، بل استيقنت - أن هذا الخطأ من بعض الناسخين، ثم قلد فيه بعضهم بعضًا: فأما أولا: فلأن الحافظ ابن كثير ذكر هذا الحديث بهذا الإِسناد، في جامع المسانيد والسنن 7: 371 - مرة واحدة، بهذا اللفظ الصحيح: "تسموا"، بدون كلمة "لا". وذكره في رواية "محمَّد ابن سيرين عن أبي هريرة". فلو كانت الرواية الأخرى المغلوطة، التي فيها كلمة "لا" - ثابتة عنده في المسند، لذكرها. بل لبين أيضًا ما فيها من خلاف للرواية الصحيحة. وأما ثانيًا: فإن الحافظ ابن حجر، ذكر في الفتح 10: 471 - 473، جميع ما ورد في هذا الموضع، من الأحاديث والروايات والألفاظ، على اختلافها. ولعله استقصى في ذلك - كعادته - ما لم يستقصه غيره. فلم يشر إلى هذه الرواية أصلاً، مع المناسبة القوية المتعينة لها. إذ قال: "وحكى الطبري مذهًا رابعًا، وهو المنع من التسمية بمحمد مطلقًا، وكذا التكني بأبي القاسم مطلقًا. ثم ساق [يعني الطبري]، من طريق سالم بن أبي الجعد، قال: كتب عمر: لا تسموا أحدًا باسم نبي. واحتج لصاحب هذا القول بما أخرجه من طريق الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس، رفحه: يسمونهم محمداً ثم يلعنونهم. وهو حديث أخرجه البزار، وأبو يعلى أيضاً. وسنده لين". فلو كانت هذه الرواية - لحديث أبي هريرة - ثابتة في المسند، بهذا الإِسناد الصحيح، لذكرها الحافظ، أو أشار إليها وأبان عن الجمع بينهما وبين غيرها - إن شاء الله. وحديث أنس، الذي أشار إليه الحافظ - هو في =

7642 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام، عن أبي

_ مجمع الزوائد 8: 48، وقال: "رواه أبو يعلى والبزار، وفيه الحكم بن عطية، وثقه [ابن معين]، وضعفه غيره". فعن هذه الدلائل، حذفت الرواية المغلوطة، التي فيها "لا تسموا". إذ استيقنت أن لا أصل لها. والحمد لله على التوفيق. وبعد هذا نبهني أخي السيد محمود محمَّد شاكر إلى أنه قد يكون محتملا جداً في تحليل هذه الزيادة، زيادة حرف "لا" -: أن يكون أحد الناسخين القدماء زاد سطرًا، أو أكثر - سهوًا - حين ينسخ، ثم استدرك فأراد أن يلغي هذه الزيادة على طريقة المتقنين من أهل العلم، وعلى القاعدة التي رسمها علماء المصطلح لإلغاء الزيادات. فكتب حرف "لا" فوق كلمة "تسموا" إلى يمينها قليلاً، ثم كتب كلمة "إلى" في آخر الزيادة، فوق كلمة "قال" إلى يسارها قليلاً، قبل كلمة "تسموا" التي بعد الزيادة. فنقل بعض الناسخين من تلك النسخة، واحد أو أكثرُ - فظنوا أن كلمة "لا" تصحيح من ذلك الناسخ الأول زاده بين السطور، فأدخلوها أثناء الكلام في أول اللفظ النبوي. ثم لم يتنبهوا إلى كلمة "إلى"، فوق كلمة "قال" في آخر الزيادة الملغاة، إما لكتابتها بخط دقيق، وإما لا شتباكها واشتباهها بلام "قال". وهذا أمر يحدث مثله كثيرًا، حين النسخ، خصوصًا في كتاب كبير ضخم مثل المسند، يسرع الناسخ في نسخه ما استطاع. والله أعلم أي ذلك كان. (7642) إسناده صحيح، وهو صحيفة همام بن منبه، وسيأتي فيها: 8216، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه مسلم 2: 22، من طريق عبد الرزاق، به. ورواه البخاري 5: 128، والترمذي 3: 140، بنحوه مختصرًا - من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وانظر في نحو معناه: 7422، 7564. قوله "نعما"، قال الحافظ في الفتح: "بفتح النون وكسر العين وإدغام الميم في الأخرى، ويجوز كسر النون. وتكسر النون وتفتح أيضاً مع إسكان العين وتحريك الميم. فتلك أربع لغات، قال الزجاج: ما بمعنى الشي، فالتقدير: "نعم الشيء". وقول الحافظ "وتحريك الميم" - ليس دقيقاً، فإن الميم مشددة فيها كلها بإدغام الأولى في الثانية، فإسكان العين مع تشديد الميم هو بالجمع بين الساكنين، كما نص على ذلك في اللسان 16: 66، وشرح مسلم للنووي 11: 137. وقد قرئ بثلاث لغات منها، في آية البقرة: 271 {فَنِعِمَّا هِيَ}، وآية النساء: =

هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "نعمَّا للعبد أن يتوفاه الله بحسن عبادة ربه، وبطاعة سيده، نِعِمَّا له، وِنعِمَّا له". 7643 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، أخبرني الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني". 7644 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كان أبو هريرة يصلي بنا، فيكبر حين يقوم، وحين يركع، وإذا أراد أن يسجد بعد ما يرفعُ من الركوع، وإذا أراد أن يسجد بعد ما يرفع من السجود، وإذا جلس، وإذا أراد أن يرفع في الركعتين كبر، ويكبر مثل ذلك في الركعتين الأخريين، فإذا سلم قال: والذي نفس

_ = 58 {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} - فقرأهما ابن كثير، وورش، وحفص: "نِعِمَّا"، بكسر النون والعين. وقرأهما أبو بكر، وأبو عمرو: "نِعِمَّا" بكسر النون وإخفاء حركة العين ويجوز إسكانها. والمرأد بالإخفاء هنا: ما يشبه الإَسَكان غير ظاهر. وقرأهما باقي السبعة: "نِعِمَّا"، بفتح النون وكسر العين. انظر التيسير في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني، ص: 84. (7643) إسناده صحيح، وهو مطول: 7330. ومكرر: 7428. وقد رواه البخاري 13: 99، ومسلم 2: 85 - كلاهما من طريق يونس، عن الزهري، بهذا الإِسناد واللفظ. (7644) إسناده صحيح، ورواه النسائي 1: 158، من رواية عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، بنحوه. وفيه أن ذلك كان حين استخلف مروان أبا هريرة على المدينة. وكذلك رواه مسلم 1: 115، من هذا الوجه، من رواية ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، ولم يذكر لفظه كاملا، إحالة على روايات قبله. وقد مضى بعض معناه مختصراً: 7219، من رواية مالك، عن الزهري وانظر الحديثين بعد هذا.

بيده، إني لأقربكم شبهاً برسول الله - صلي الله عليه وسلم -، يعني صلاته، ما زالت هذه صلاته حتى فارق الدنيا. 7645 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أنهما صليا خلف أبي هريرة، فذكر نحو حديث عبد الرزاق. 7646 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا هريرة يقول: كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إذا قام إلى الضلاة يكبر، فذكر نحوه. 7647 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن

_ (7645) إسناده صحيح، وهر مكرر ما قبله، بنحوه. ولكن هذا من رواية الزهري، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - كلاهما عن أبي هريرة: أنهما صليا خلفه، فوصفا صلاته. وكذلك رواه البخاري 2: 214 - 242، وأبو داود: 836 - كلاهما من طريق شُعيب، عن الزهري، به. وقال أبو داود: "ووافق عبد الأعلى عن معمر - شُعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، وهذه إشارة من أبي داود إلى رواية عبد الأعلى، التي رواها أحمد هنا. (7646) إسناده صحيح، وهر مكرر ما قبله، بمعناه. إلا أن هذا من قول أبي هريرة، وصفًا قوليًا لتكبير رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، وذانك السابقان من فعل أبي هريرة، وصفًا فعلياً له، بينًا بقوله: "إني لأقربكم شبهاً ... "، إلخ. وهو من رواية ابن جُريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، وحده وكذلك رواه مسلم 1: 115، عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن ابن جُريج، به. وساق لفظه تامًا. ورواه البخاري 2: 225 - 226، من رواية الليث، عن عقيل، عن الزهري، به، بنحوه. (7647) إسناده صحيح، وقد مضى: 7187، عن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري عن ابن =

المسيب، عن في هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا قال الإِمام {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فقولوا: "آمين"، فإن الملائكة تقول "آمين"، وإن الإِمام يقول: "آمين"، فمن وافق تأمينه تأمينَ الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه". 7648 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لما رفع رأسه من الركوع قال: "اللهم ربنا ولك الحمد". 7649 - حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، قال الزهري: وقد أخبرني سعيد بن المسيِب، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعَوْن، ولكن ائتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، في أدركتم فَصَلُّوا، وما فاتكم فأتموا".

_ = المسيب وأبي سلمة - معًا - عن أبي هريرة. ومضى: 7243، مختصراً عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن المسيب وحده - عن أبي هريرة. قوله "فإن الملائكة تقول": هذا هو الثابت في المخطوطتين ك م. وفي ح "يقولون". وهي نسخة بهامش ك م. (7648) إسناده صحيح، وهكذا رواه عبد الرزاق عن معمر: فصله من الحديث الماضي: 7644، بهذا الإِسناد. وهو جزء منه في سائر الروايات التي أشرنا إليها، عند الشيخين وأبي داود والنسائي. وذكروا فيه أيضاً قوله: "سمع الله لمن حمده"، قبل قوله: "ربنا ولك الحمد". وانظر المنتقى: 952، 953. (7641) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7229، 7249، 7251، بنحوه، من أوجه، عن أبي هريرة. قوله "وعليكم السكينة" - هو بالنصب، على الإغراء، وبالرفع على أن الجملة في موضع الحال. وقد ثبتت بالضبطين في النسخة اليونينية من البخاري (1: 129، و2: 7 - 8، من الطبعة السطانية). وانظر فتح الباري 2: 97 - 98. وشرحنا على الترمذي، رقم: 327 - 329، (ج 2 ص 148 - 150).

7650 - حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد، يعني ابن الهاد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا أقيمت الصلاة"، فذكره. 7651 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فاقضوا". قال معمر: ولم يذكر سجوداً. 7652 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة". 7653 - حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ (7650) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (7651) إسناده صحيح، وهو مختصر ما قبله. وقول عمر - عقب الحديث: "ولم يذكر سجودًا"، يريد به: أن هذا الإ تمام لا يدخل في السهو ولا يشبهه، فلم يسن فيه سجود السهو. (7652) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7584، وقد مضى معناه مراراً، مطولاً، ومختصراً، من أوجه: 7125، 7282، 7145، 7453، 7529. (7653) إسناده صحيح، أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة العدوي المدني: سبق توثيقه: 5617، ونزيد هنا أنه ذكره المصعب في نسب قريش، ص: 374، وقال: "وكان أبو بكر بن سليمان من رواة العلم، حمل عنه ابن شهاب"، وترجمه أيضًا ابن سعد 5: 165، وابن أبي حاتم 4/ 2/341. و"حثمة": فتح الحاء المهملة والميم، وبينهما ثاء مثلثة ساكنة. وكتب في ح "خيثمة"! وهو تصحيف مطبعي واضح. والحديث رواه ابن حبان في صحيحه (4: 314 من مخطوطة الإحسان)، من طريق إسحق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وفي آخره: "فأتم بهم الركعتين اللتين نقصهما، ثم سلم. =

سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة، عن أبي هريرة، قال: صلى - صلى الله عليه وسلم - الظهر أو العصر، فسلم في ركعتين، فقال له ذو

_ = قال الزهري: كان هذا قبل بدر، ثم استحكمت الأمور بعد". ورواه النسائي 1: 183، عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ثم روى بعده، عن أبي داود - وهو سليمان بن سيف الحراني الحافظ - عن يعقوب، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب: "أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره، أنه بلغه: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - صلى ركعتين، فقال له ذو الشمالين، نحوه. قال ابن شهاب: أخبرني هذا الخبر سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال: وأخبرنيه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث، وعبيد الله بن عبد الله". وهذا الحديث الأخير، بهذه السياقة، وهذه الأسانيد، منها المرسل ومنها المتصل -: رواه أبو داود السجستاني في سننه: 1013، عن حجاج بن أبي يعقوب، عن يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، به. ثم قال أبو داود السجستاني - بعد روايته: "ورواه الزبيدي، عن الزهري، عن أبي بكر ابن سليمان بن أبي حثمة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال فيه: ولم يسجد سجدتي السهو". وهذا مرسل. وقد رواه النسائي - بعد روايتيه السابقتين - موصولاً - تحت عنوان "ذكر الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين" - فرواه عن ابن عبد الحكم، عن شُعيب، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، "عن سعيد، وأبي سلمة، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وابن أبي حثمة، عن أبي هريرة، أنه قال: لم يسجد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يومئذ قبل السلام ولا بعده". وهذا اضطراب شديد واختلاف، من الزهري رحمه الله، إلى خطئه في ذكر "ذي الشمالين"، وسياق حديثه على أنه هو "ذو اليدين". ونقل السندي في حاشيته على النسائي، عن ابن عبد البر، كلمة عالية في اضطراب الزهري في هذا الحديث، فقال ابن عبد البر: "وقد اضطرب الزهري في حديث ذي اليدين- اضطرابًا أوجب عند أهل العلم بالنقل تركه من روايته خاصة. ولا أعلم أحدًا من أهل العلم بالحديث عول على حديث الزهري في قصة ذي اليدين. وكلهم تركوه لاضطرابه، وأنه لم يُقم له إسنادًا ولا متنًا، وإن كان إماماً عظيمًا في هذا الشأن، والغلط لا يسلم منه بشر، والكمال لله تعالى، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا النبي - صلي الله عليه وسلم -". وقصة سجود السهو =

الشِّمَالين بن عبد عمروٍ وكان حليفاً لبني زهرة: أخففت الصلاة أم

_ - هذه - وكلام "ذي اليدين" فيها، مضت مرتين: 7200، من رواية ابن عون عن ابن سيرين، و.737، من رواية أيوب عن ابن سيرين. وفي أولاهما: "وفي القوم رجل في يديه طولي يسمى ذا اليدين ... ". وستأتي أيضاً، من أوجه كثيرة. و"ذو اليدين": هو "الخِرْباقُ" - بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء - السلمي، على ما رجحه الأئمة الحفاظ وصححوه. وهو متأخر الوفاة، مات في خلافة معاوية، كما ذكره السهيلي في الروض الأنف. وأما "ذو الشمالين": فإنه خزاعي، واسمه "عمير بن عبد عمرو بن نضلة"، قتل يوم بدر شهيدًا. فوهم الزهري إذ خلط بينهما، جعلهما رجلاً واحدًا، ذا لقبين! ولذلك قال، كما في رواية ابن حبان التي نقلنا آنفًا من هذا الوجه -: "كان هذا قبل بدر، ثم استحكمت الأمور بعد". بل إن "الخرباق " المسمى "إذا اليدين": روى هذه القصة في سجود السهو، جاءت عنه بإسناد جيد، سيأتي في المسند: 16776، 16777، من زيادات عبد الله بن أحمد، وذكر الحافظ في الفتح 3: 80 أنه أخرجه أيضاً "أبو بكر الأثرم، وأبو بكر بن أبي خيثمة، وغيرهم"، وهو في مجمع الزوائد 2: 150 - 151. وقال الحافظ أيضًا 3: 77 "وقد اتفق معظم أهل الحديث، من المصنفين وغيرهم، على أن ذا الشماليين غير ذي اليدين. ونص على ذلك الشافعي رحمه الله، مى اختلاف الحديث". ونص كلام الشافعي في اختلاف الحديث، المطبوع بهامش الجزء السابع من الأم، ص: 280 - 281، أثناء مناظرة في شأن الكلام في الصلاة، فحكى كلام مناظره وجوابه، قال: " قال: أفذو اليدين الذي رويتم عنه، المقتول ببدر؟ قلت: لا، عمران بن حصين يسميه "الخرباق"، ويقول "قصير اليدين" أو "مديد اليدين"، والمقتول ببدر، هو "ذو الشمالين". ولو كان كلاهما ذا اليدين، كان اسمًا يشبه أن يكون وافق اسمًا، كما تتفق الأسماء". وابن هشام ذكر في السيرة، فيمن "استشهد من المسلمين يوم بدر" -: "ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة من خزاعة، ثم من بني غبشان". فقال السهيلي في الروض الأنف 2: 101، "وهو الذي دكره الزهري في حديث التسليم من ركعتين، قال: فقام ذو الشمالين جل من بني زهرة [لأنه كان حليفهم]، فقال: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: أصدق ذو اليدين؟. لم =

نسيت؟ فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "ما يقول ذو اليدين؟ " قالوا: صدق يا نبي الله، فأتم بهم الركعتين اللتين نقص. 7654 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن

_ = يروه أحد هكذا بهذا اللفظ، إلا ابن شهاب الزهري، وهو غلط عند أهل الحديث. وإنما هو ذو اليدين السلمي، واسمه: خرباق. وذو الشمالين قتل يوم بدر، وحديث التسليم من ركعتين شهده أبو هريرة، وكان إسلامه بعد بدر بسنتين. ومات ذو اليدين السلمي في خلافة معاوية. وروى عنه حديثه في التسليم - ابنه مطير بن الخرباق، يروبه عن مطير - ابنه شُعيث بن مطير. ولما رأي المبرد حديث الزهري "فقام ذو الشمالين"، وفي آخره "أصدق ذو اليدين" - قال: هو ذو الشمالين وذو اليدين، كان يسمى بهما جميعًا!! وجهل ما قاله أهل الحديث والسير في ذي الشمالين، ولم يعرف رواية إلا الرواية التي فيها الغلط. قال ذلك في آخر كتاب الكامل، في باب الأذواء يوم بدر". وكلام المبرد الذي يرد عليه السهيلي - هو في كتاب الكامل، ص: 1261، من طبعة مكتبة مصطفى الحلبي بتحقيقنا. وانظر أيضًا في تحقيق ذلك - الإصابة 2: 108، 716، 179، والاستيعاب لابن عبد البسر، ص: 177، وأسد الغابة 2: 145، وفتح الباري 3: 77 - 83. وانظر أيضًا ما مضى أسناء مسند ابن عمر: 4950، 4951. (7654) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 795، عن الحسن بن علي، وهو الخلال الحلواني، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد، ولكن فيه: "عن ابن المسيب، وأبي سلمة" - جزمًا، لم يذكر الشكَّ بقوله "أو أحدهما" كما هنا. وهذا الشكَّ لا يؤثر؛ لأنه تردد بين ثقتين. ورواه مسلم 1: 135، من رواية ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب: "أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن". فلم يذكر ابن المسيب. ولفظه: "فإن في الناس الضعيف، والسقيم، وذا الحاجة". ثم رواه من طريق الليث، عن يونس، عن ابن شهاب: "حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا هريرة ... بمثله، غير أنه قال بدل السقيم: "الكبير". ورواه مالك في الموطأ، ص: 134، بنحوه بأطول منه قليلاً - عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ورواه البخاري 2: 168، وأبو داود: 794. والنسائي 1: 132 =

المسيب، وأبي سلمة، أو أحدهما، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف، والشيخ الكبير، وذا الحاجة". 7655 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن محمَّد بن زياد، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "ما يؤْمِن الذي يرفع رأسه قبل الإِمام أن يرد الله رأسه رأس حمارٍ؟! ". 7656 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: لما رفع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - رأسه من الركعة الآخرة في صلاة الفجر، قال: "اللهم ربنا ولك الحمد، أبخ الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف". 7657 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ = - كلهم من طريق مالك. ورواه مسلم 1: 135. والترمذي، رقم: 236 بشرحنا - كلاهما من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج. وقد مضى معناه مختصراً: 7468، من وجه آخر عن أبي هريرة. (7655) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7525، 7526. هنا بهامش ص: "آخر الرابع، وأول الخامس". (7656) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه: 7259، من رواية سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. ومضى مطولاً: 7458، من رواية إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر: 7457. (7657) إسناده صحيح، ورواه البخاري 9:60 - 61، و13: 385، من طريق عقيل، عن الزهري، بهذا الإسناد، وكذلك رواه الدارمي 2: 472، من طريق عقيل. ورواه البخاري =

سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "ما أذن الله

_ = أيضاً 9: 61، من طريق سفيان - وهو ابن عيينة - عن الزهري. وكذلك رواه مسلم 1: 219. والنسائي 1: 157 - كلاهما من طريق سفيان. ورواه الدارمي أيضاً 2: 472، من طريق يونس، عن الزهري، وكذلك رواه مسلم 1: 216، من طريق يونس. ورواه البخاري أيضاً 13: 433، من طريق يزيد بن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، وكذلك رواه مسلم، وأبو داود: 1473 والنسائي - ثلاثتهم من طريق ابن الهاد. وسيأتي في المسند: 7819، من طريق ابن جريج، عن الزهري. وسيأتي أيضاً: 9804، عن يزيد بن هرون، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة. وكذلك رواه الدارمي 1: 349، عن يزيد بن هرون. ورواه مسلم 1: 219، من رواية إسماعيل بن جعفر، عن محمَّد بن عمرو. ورواه أيضاً، من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة. وانظر ما مضى في مسند سعد بن أبي وقاص: 1476، 1512، 1549. وقد أشار الخطيب في تاريخ بغداد 1: 395، إلى كثير من طرق هذا الحديث، وإلى وهم بعض الرواة، في إدخالهم متن حديث سعد بن أبي وقاص، على إسناد هذا الحديث. وقوله "ما أذن لنبي أن يتغنى ... ": حرف "أن" ثابت في هذه الرواية وفي روايتي البخاري 9: 60 - 61 فقط. وهو محذوف في سائر الروايات التي رأينا. فقال الحافظ: "زعم ابن الجوزي أن الصواب حذف "أن"، وأن إثباتها وهم من بعض الرواة؛ لأنهم كانوا يروون بالمعنى، فربما ظن بعضهم المساواة، فوقع في الخطأ. لأن الحديث لو كاد بلفظ "أن" لكان من "إلاذْن"، بكسر الهمزة وسكون الذال، بمعنى الإباحة والإطلاق، وليس ذلك مرادًا هنا. وإنما هو من "الأذَن" بفتحتين، وهو الاستماع. وقوله "أذِن"، أي: استمع. والحاصل: أن لفظ "أذن" بفتحة ثم كسرة في الماضي، وكذا في المضارع، [يعني: يأذن]، مشترك بين الإطلاق والاستماع تقول: "أذنتُ آذنُ" بالمد، فإن أردت الإطلاق فالمصدر بكسرة ثم سكون، [يعني: إذْنا]، وإن أردت الاستماع فالمصدر بفتحتين، [يعني: أذَنًا] ". وحرف "أن" ثابت فيه هنا في الأصول الثلاثة، وكذللث في جامع المسانيد والسنن 7: 463 - 464. وقوله "يتغنى بالقرآن": هو من التغني بمعنى الترنم والتطريب. وقدبن الكلام فيه في حديث سعد بن أبي وقاص: 1476، مرفوعًا: =

لشىءٍ ما أذن لنبي أن يتغنى القرآن". 7658 - حدثني عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: أوصاني النبي - صلي الله عليه وسلم - بثلاث لست بتاركهن في

_ "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". وقد فسره وكيع هناك، بأنه: "يستغني به"، وبينا هناك أنه ليس بالقول المختار. وقد فسر سفيان بن عيينة هذا الحرف في هذا الحديث، بما فسره به وكيع في ذاك. ففي آخره - في رواية البخاري -: "قال سفيان: تفسيره: يستغنى به". وقد أفاض الحافظ في الفتح 9: 61 - 63 في ذكر الأفوال والآنار في ذلك: فمن ذلك قول الليث بن سعد: "يتغنى به: يتحزن به ويرقق قلبه". قال: "وذكر الطبري عن الشافعي: أنه سئل عن تأويل ابن عيينة التغني بالاستغناء؟ فلم يرتضه، وقال: لو أراد الاستغناء، لقال: لم يستغن. وإنما أراد تحسين الصوت. قال ابن بطال: وبذلك فسره ابن أبي مليكة، وعبد الله بن المبارك، والنضر بن شميل. ويؤيده رواية عبد الأعلى، عن معمر، عن ابن شهاب، في حديث الباب، بلفظ: "ما أذن لنبي في الترنم في القرآن". أخرجه الطبري. وعنده في رواية عبد الرزاق، عن معمر: ما أذن لنبي حسن الصوت. وهذا اللفظ عند مسلم، من رواية محمَّد بن اٍ براهيم التيمي، عن أبي سلمة [صحيح مسلم 1: 219، بلفظ: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت، يتغنى بالقرآن، يجهر به"]. وعند ابن أبي داود والطحاوي، من رواية عمرو بن دينار عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: حسن الترنم بالقرآن. قال الطبري: والترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسّنه القارئ وطَّرب به. قال: ولو كان معناه الاستغناء، لما كان لذكر الصوت ولا لذكر الجهر- معنى". وبهذا استبان الحق وتأيد، والحمد لله. (7658) إسناده صحيح، وقد فصلنا القول فيه، في: 7138. وسيأتي: 10347، من رواية سعيد، عن قتادة. وذكره البخاري في الكبير 2/ 2/ 17، من رواية ابن المبارك، عن معمر، عن قتادة. ومضى معناه مرارًا من أوجه، آخرها: 7586. قوله "ثم أوهم الحسن - في ص: "ثم أوهم الحسن بعد". وكلمة "بعد" لم تذكر في سائر الأصول، فلذلك لم نثبتها.

حضر ولا سفر، نوم على وتر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتى الضحى. قال: ثم أوهم الحسن، فجعل مكان "الضحى" "غسل يوم الجمعة". 7659 - حدثنا عبد الزراق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني زياد، يعني ابن سعد، أن ثابت بن عياض مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، أنه سمع أبا هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مراتٍ". 7659 م- قال: وأخبرنى أيضاً أنه أخبره هلال بن أسامة، أنه سمع

_ (7659) إسناده صحيح، زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني المكي، شريك ابن جُريج: سبق توثيقه: 1896، 5893. ونزيد هنا أنه ترجمه أيضاً ابن أبي حاتم 1/ 2/ 533 - 534. وقال مالك: "حدثنا زياد بن سعد، وكان ثقة من أهل خراسان، سكن مكة، وقدم علينا المدينة، وله هيئة وصلاح". والحديث مكرر: 7134، 7593، بنحوه. قوله "سبع مرات": هو الثابت في الثلاثة الأصول، وهو الموافق لرواية النسائي هذا الحديث من هذا الوجه، كما سيأتي، ولرواية مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج - في الموطأ، ص: 34. وثبت بهامثى م "مراراً"، وعليها علامة "صحـ". (7659م) إسناده صحيح، أيضاً، متصل بالإسناد قبله. والذي يقول "وأخبرنى أيضاً أنه أخبره هلال ابن أسامة ... " - هو ابن جُريج. يعني أن زياد بن سعد كما حدَّثه به ثابت بن عياض عن أبي هريرة - حدَّثه به أيضًا هلال عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وهلال بن أسامة: هو "هلال بن علي بن أسامة"، ويقال له أيضاً "هلال بن أبي ميمونة"، و"هلال بن أبي هلال". وقد سبقت ترجمته وتوثيقه: 6622، 7346، وذكرنا هناك أنه قد ينسب إلى جده، فيقال "هلال بن أسامة". وهذا هو الذي ثبت هنا. وكذلك قال البخاري في الكبير 4/ 1/205: "قال مالك بن أنس: هلال بن أسامة". وقد وقع في اسمه -هنا - خطأ غريب، في أصول المسند الثلاثة، كتب "هزال بن أسامة"!! وهذا تحريف من الناسخين يقينًا. فإن اسم "هزال" من الأسماء النادرة التي تحصر وتبين. ولم أجد بهذا

أبا سلمة يخبر بذلك، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -. 7660 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، أخبرنا ابن جُريج، أخبرني زياد، أن ثابتًا مولى عبد الرحمن بن زيد، وقال ابن بكر: أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: قاِل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم نائمًا ثم استيقظ، فأراد الوضوء، فلا يضَعْ يده في الإناء حتى يصب على يده، فإنه لا يدري أين باتت يدُه". 7661 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج، حدثني ابن شهاب، أخبرني عمر بن عبد العزيز، أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أخبره، أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على ظهر المسجد، فقال أبو هريرة: إنما أتوضأُ من أثْوارِ أقطٍ أكلتُها، لأن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "توضؤا مما مَسَّتِ النار". 7662 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن

_ = الاسم، فيما رأيت، إلا رجلاً واحدًا، هو "هزال بن يزيد بن ذباب"، يذكر في الصحابة. فاستيقنت - بعد طول البحث والتتبع - أن ذكرهزال في هذا الموضع: خطأ. ثم زدت جزمًا ويقينًا برواية النسائي إياه من هذا الوجه والذي قبله: فروأه النسائي 1: 22، من طريق حجاج، وهو ابن محمَّد الأعور - قال: "قال ابن جُريج: أخبرني زياد بن سعد، أن ثابتًا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول ... ". ثم روى عقبه بالإسناد نفسه. من طريق حجاج، قال: قال ابن جُريج: أخبرني زياد بن سعد، أنه أخبره هلال بن أسامة، أنه سمع أبا سلمة، يخبر عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، مثله". فعن ذلك أثبت الاسم على الصواب، في صلب الإسناده، مع الإبانة عما كان فيه من خطأ. والحمد لله على التوفيق. (7660) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مرارًا، من أوجه، عن أبي هريرة، أولها: 7280. ومنها 7590. (7661) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7594. (7662) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7262.

المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال. رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يقاتلكم قوم ينتعلون الشعر، وجوههم كالَمجَانَّ المُطرقَة". 7663 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلَيَاتُ نساء دَوْسٍ حول ذي الخَلَصَة، وَكَانَتْ صَنَماً تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ". 7664 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن

_ (7663) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 368 (8: 812 طبعة الإستانة)، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري 13: 66، عن أبي اليمان، عن شُعيب، عن الزهري، بهذا الإِسناد نحوه. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس: 3055، 3056. كلمة "أليات" ثابتة في ح ك. وكذلك هي ثابتة في رواية مسلم، من طريق هذا الإِسناد، طريق عبد الرزاق. وكتبن في م، ثم ضرب عليها، وكتب بهامشها ما نصه: "هكذا في نسخة أخرى: "حتى تضطرب نساء"، بدون "أليات" والمعروف زيادتها. من خط الشيخ عبد الله ابن سالم البصري". والظاهر أن قارئها وجدها بعد ذلك ثابتة في نسخة أخرى، فأثبتها بالهامش، وكتب عليها "صحـ". و"أليات": بفتح الهمزة واللام، وهي جمع "ألية"، بفتح الهمزة وسكون اللام. مثل "سجدة وسجدات" و"جفنة وجفنات". و"الألية": هي العجيزة. قال ابن الأثير: "أراد: لا تقوم الساعة حتى ترجع دوس عن الإِسلام، فتطوف نساؤهم بذي الخلصة، وتضطرب أعجازهن في طوافهن، كما كن يفعلن في الجاهلية". و"ذو الخلصة": بالخاء المعجمة والسلام والصاد المهملة المفتوحات. و"تبالة": بالتاء المثناة ثم الباء الموحدة المفتوحتين. وهي قرية بين الطائف واليمن. وانظر معجم البلدان 2: 357 - 358، و3: 457 - 458. (7664) إسناده صحيح، رواه مسلم 2: 371، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا. ولم يذكر لفظه، إحالة على الرواية قبله. وقد مصى: 7184، عن عبد الأعلى، عن معمر، به. ومن وجهين آخرين: 7266، 7472.

المسيب، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "يذهب كسْرَى، فلا يكون كسرى بعده، ويذهب قيصَرُ، فلا يكون قيصر بعده، والَذي نفسي بيده، لَتُنْفِقُنَّ كنوزَهما في سبيل الله تعالى". 7665 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، أنه سمع أبا هريرة يقول: قِال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، ليوشكُ أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عادلاً، وإماماً مقْسطاً، يَكْسِرُ الصَّليبَ، ويقتل الخنزير، ويضع الجِزية، ويَفِيض المال، حتى لا يقبلَها أحد". 7666 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن نافع

_ (7665) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7267، بنحوه. (7666) إسناده صحيح، نافع مولى أبي قتادة: هو "نافع بن عباس"، ويقال "ابن عياش"، أبو محمَّد الأقرع. وهو مولى "عقيلة بنت طلق الغفارية". ولم يكن مولى "أبي قتادة" - وإنما قيل له ذلك لملازمته إياه. وههو تابعي ثقة قليل الحديث. وذكر الحافظ في الفتح أنه ليس له في البخاري غير هذا الحديث، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/83. وابن سعد 5: 223. وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 1/453. والحديث رواه البخاري 6: 357 - 358، من طريق الليث، عن يونس، عن الزهري، بهذا الإِسناد، بلفظ: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم". وكذلك رواه مسلم 1: 54، من طريق ابن وهب، عن يونس - كرواية البخاري، سواء. ثم رواه من طريق ابن أخي الزهري، عن عمه، بلفظ: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، فأمكم" فالظاهر من هذا أن الزهري رواه على الوجهين، وأن معمرًا سمعه منه بهما، فحكاهما في هذه الرواية - رواية المسند. فالذي يقول هنا: "أو قال: إمامكم منكم" - هو معمر، يحكي قولي الزهرى بالروايتين. ليس يريد به الشك في أيتهما سمع من الزهري. ثم رواه مسلم - مفسرًا - من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، بلفظ: "كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم، فأمَّكم منكم"، وزاد عقبه، من قول الوليد بن مسلم:

مولى أبي قتادة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كيف بكم إذا نزل بكم ابن مريم، فأَمَّكُم، أو قال: إمَامُكم منكم". 7667 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن حنظلة الأسلمي، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفسيِ بيده، ليهِلَّنَّ ابن مريم من فَجّ الروحَاءِ، بالحج أو العمرة، أو لَيُثَنِّيَهُمَا". 7668 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يَسبُّ أحدُكم الدهرَ، فإن الله هو الدهر، ولا يقولن أحدكم للعنب: الكَرْمَ، فإن الكرم هو الرجل المسلم". 7669 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة، [قال]: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "يقول الله عز وجل:

_ = "فقلت لابن أبي ذئب: إن الأدؤاعي حدثنا عن الزهري، عن نافع، عن أبي هريرة: وإمامكم منكم؟ قال ابن أبي ذئب: تدري ما "أمكم منكم"؟ قلت: تخبرني، قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى، وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -". وقد شرح الحافظ هذا الحديث شرحًا وافيًا، في الفتح 357:6 - 359. (7667) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7271. وانظر: 7890. (7668) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 197، عن حجاج بن الشاعر، عن عبد الرزاق، به. وقد مضى نحوه بمعناه: 7509، من رواية عبد الأعلى، عن معمر. ومضى أيضاً معناه، مفرقًا في حديثين: 7244، 7256. (7669) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 196، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، به. ولكن في رواية مسلم زيادة - بعد قوله "يقول: يا خيبة الدهر" -[فلا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر]. وهو مطول: 7244. وانظر الحديث الذي قبل هذا.

يؤذينى ابن آدم، قاِل: يقول: يا خيبَةَ الدَّهر! فإني أنا الدهر، أقَلِّب ليله ونهاره، فإن شئتُ قبضتُهُمَا". 7670 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن سهيل بن أبي سأله عن الحرث بن مُخَلَّد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إن الذي يأتي امرأته في دبرها لا ينظر الله إليه".

_ (7670) إسناده صحيح، الحرث بن مُخلَّد الزرقى الأنصاري: تأبى ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2 / 279، وقال: "يعد في أهل المدينة"، ولم يذكر فيه جرحاً. وكذلك ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 2 / 89، فلم يجرحه. وذكره ابن حبان قى الثقات. و"مخلد": بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام الفتوحة، كما ضبطه الذهبي في المشتبه، ص: 470، والخزرجي في الخلاصة، والحافظ في التقريب. والحديث سيأتي: 8513، عن عفان، عن وُهَيْب، عن سهيل، به. بلفظ: "لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها". ويأتى: 9731، 10209، عن وكيع، عن سفيان، عن سهيل، بلفظ: "ملعون من أتى امرأته في دبرها". ورواه أبو داود: 2162، من طريق وكيع، عن سفيان. ورواه البيهقي في السنن الكبرى 7: 198، من طريق عفان، عن وُهَيْب، ومن طريق عبد الرزاق، عن معمر - كلاهما عن سهيل، به، بنحو الرواية: 8513. وكذلك رواه ابن ماجة: 1923، من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل. وقال البوصيري في الزوائد: "إسناده صحيح، لأن الحرث بن مخلد ذكره ابن حبان في المقات، وباقي رجال الإِسناد ثقات". ورواه الدارمي 1: 260، عن عُبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن سهيل. بلفظ: "من أتى امرأته في دبرها، لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة". وانظر ما مضى في مسند على: 655. وفي مسند ابن عباس: 2414، 2703. وفي مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 6796، 6967، 6968. وانظر أيضًا ما كتب ابن القيم رحمه الله، في تهذيب السنن 3: 77 - 80. والحافظ ابن حجر، في التلخيص الحبير 305 - 309.

7671 - حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا سمعتم رجلاً يقول: قد هَلَك

_ (7671) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ، ص 984، عن سهيل، بنحوه، بلفظ: "إذا سمعت الرجل يقول: هلك الناس، فهو أهلكهم". ورواه مسلم 2: 293، وأبو داود: 4983 - كلاهما من طريق حمّاد بن سلمة، ومن طريق مالك، كلاهما عن سهيل. ورواه أبو نعيم في الحلية 7: 141، من طريق سفيان الثوري، عن سهيل، بلفظ: "إذا قال المرء: هلك الناس، فهو من أهلكهم". قال أبو نعيم: "رواه مؤمل وغيره عن الثوري، مثله". واختلف العلماء قديمًا في قوله "فهو أهلكهم" -: أهو بضم الكاف، فيكون أفعل تفضيل، أم بفتحها، فيكون فعلاً ماضيًا؟ فقال أبو إسحق - إبراهيم بن محمَّد بن سفيان راوي كتاب الصحيح عن مسلم - عقب روايته هذا الحديث في الصحيح: "لا أدري "أهلكهم" بالنصب، أو "أهلكهم" بالرفع"؟ وقال القاضي عياض، في مشارف الأنوار 2: 268 - 269: "رويناه بضم الكاف. وقد قيل بفتحها "أهلكهم" ونبه على الخلاف فيه ابن سفيان، قال: لا أدري، هو بالفتح، أو بالضم؟ قيل: معناه إذا قال ذلك استحقارًا لهم واستصغارًا، لا تحزنًا وإشفاقًا. فما اكتسب من الذنب بذكرهم وعجبه بنفسه أشد، وقيل: هو أنساهم له. وقال مالك: معناه أفلسهم وأدناهم. وقيل: معناه في أهل البدع والغالين، الذين يؤيسون الناس من رحمة الله، ويوجبون لهم الخلود بذنوبهم، إذا قال ذلك في أهل الجماعة ومن لم يقل ببدعته، وعلى رواية النصب، معناه: أنهم ليسوا كذلك ولا هلكوا إلا من قوله، لا حقيقة من قبل الله". وقال ابن الأثير في النهاية: "يروى بفتح الكاف وضمها. فمن فتحها كانت فعلا ما ضيف، ومعناه: أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله، يقولون: هلك الناس، أي استوجبوا النار بسوء أعمالهم، فإذا قال الرجل ذلك، فهو الذي أوجبه لهم، لا الله تعالى، أو هو الذي لما قال لهم ذلك وآيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي. فهو الذي أوقعهم في الهلاك. وأما الضم، فمعناه: أنه إذا قال لهم ذلك فهو أهلكهم، أي أكثرهم هلاكًا. وهو الرجل يولع بعيب الناس، ويذهب بنفسه عجبًا، ويرى له عليهم فضلاً". ونحو ذلك قال النووي في شرح مسلم 16: 175 - 176. ولكنه رجح رواية الرفع برواية "الحلية" التي ذكرنا، من قوله "فهو =

الناسُ، فهو أَهْلَكُهُم، يقول الله: إنه هو هالك". 7672 - حدثنا عبد الرزاق، أخبز، ابن جُريج - وابن بكر، عن ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة - وعن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقِول: "إذا قلت لصاحبك أنصت، والإمام يخطب يوم الجمعة، فقد لَغَوْت". قال ابن بكر في حديثه: قال: أخبرني ابن شهاب، عن حديث عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة، وعن حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أنه قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقوله. 7673 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جُريج،

_ = أهلكهم". ونقل عن الحميدي في الجمع بين الصحيحين، أنه قال: "الرفع أشهر". وعندي أن كل هذا تكلف، أوقعهم فيه شك أبي إسحق - رواي صحيح مسلم - وتردده بين الفتح والضم. والقاضي عياض جزم أولاً برواية الضم. وهو يريد بذلك رواية الموطأ، لأن رواية مسلم فيها تردد ابن سفيان. وقال أبو داود - بعد روايته: "قال مالك: إذا قال تحزنًا لما يرى في الناس، يعني في أمر دينهم، فلا أرى به بأسًا. باذا قال ذلك عجبًا بنفسه وتصاغرًا للناس، فهو المكروه الذي نهى عنه". وفاتهم جميعًا أن يروا رواية المسند - التي هنا- والتي فيها زيادة في آخرها، قاطحة في تحديد المعنى وضبط الكلمة، وهي من الحديث المرفوع: "يقول الله: إنه هو هالك". فهذه الكلمة - وهي حديث قدسي - معناها أن قائل ذلك قد حكم الله بهلاكه، فهو بقوله هذا الذي قاله أشد منهم هلاكًا، لأن الله يقول: "إنه هو هالك". وليس بعد هذا البيان بيان. والحمد لله. (7672) إسناداه صحيحان، فقد رواه الزهري عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة: ورواه أيضاً عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقد مضى: 7328، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. (7673) إسناده صحيح، أبو عبد الله إسحق: هو المديني، مولى زائدة، وهو تابعي ثقة. قال ابن أبي =

أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي عبد الله إسحق، أنه

_ = حاتم: "ذكره أبي، عن إسحق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: إسحق مولى زائدة، ثقة". وترجمه ابن حبان في الثقات، ص: 137. وترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 225، قال: "إسحق مولى زائدة: سمع من سعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، روى عنه أبو صالح السمان أبو سهيل، وبكير بن عبد الله بن الأشج". وترجمه ابن أبي حاتم 1/ 1/ 238 - 239، قال: "إسحق أبو عبد الله، مولى زائدة: روى عن سعد، وأبي هريرة ... ". ثم ذكر ترجمة أخرى عقبها، قال: "إسحق المديني: روى عن أبي هريرة. روى عنه ابنه عُبيد الله بن إسحق". ثم قال: "قلت لأبي: من إسحق هذا، والد عُبيد الله بن إسحق؟ فقال: ناظرت في هذا أبا زرعة، فلم أره يعرفه. فقلت له: يمكن أن يكون "إسحق أبو عبد الله" الذي روى مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه وإسحق أبي عبد الله، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، أنه قال: إذا نودي بالصلاة، فلا تأتوها تَسْعَوْن؟ فكأنه تابعني!. وهكذا شك أبو زرعة واُبو حاتم وابنه - في "إسحق" هذا، أهو راو واحد، أم راويان، كلاهما يروي عن أبي هريرة؟ وإن كان الظاهر من كلامهم هذا ترجيح أنه راو واحد. أما البخاري فقد جزم بأنه رجل واحد، فترجمه في الكبير 1/ 1/396 - 397: "إسحق أبو عبد الله، مولى زائدة، كناه العلاء بن عبد الرحمن". فالذي كناه العلاء - هو الذي أشار أبو حاتم إلى رواية مالك عن العلاء عنه. وفي كلام ابن أبي حاتم خطأ، يظهر لي أنه منه، لا من الناسخين! وذلك في قوله "روى عنه ابنه عُبيد الله بن إسحق"، وفي قوله لأبيه "والد عُبيد الله"! فليس في الرواة المترجمين بين أيدينا، ولا في كتاب ابن أبي حاتم - ذكر لهذا الابن "عُبيد الله بن إسحق مولى زائدة"، بل ليس فيهم "عبد الله بن إسحق مولى زائدة"، وإنما رجحت أن الخطأ ليس من الناسخين، لأن الحافظ نقل كلام ابن أبي حاتم هذا، في لسان الميزان 1: 382، ثم عقب عليه بأن "إسحق شيخ العلاء مذكور في التهذيب". ولم يذكروا لإسحق أبي عبد الله هذا ولدًا يروي عنه، إلا ابنه "عمر بن إسحق"، وهو مترجم في التهذيب، وله حديث واحد عن أبيه، في المسند 9186، وصحيح مسلم 1: 82. ووقع في ترجمة "إسحق" هذا في التهذيب 1: 258 وفروعه - خطأ، لعله خطأ قديم في أصل التهذيب، =

سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا تطِلعُ الشمسُ ولا تغرب على يومٍ أفضلَ من يوم الجمعة، وما من دابة إلا تفزع ليوم الجمعة، إلا هذين الثَّقلين من الجنّ والإنس، على كل باب من أبواب المسجد مَلَكان، يكتبان الأول فالأول، فكرجلٍ قدَّم بدنةً، وكرجل قدم بقرةً، وكرجل قدم شاةً،

_ = ففيه "إسحق مولى زائدة، يقال: إسحق بن عبد الله المدني"! ثم نقل كلام ابن أبي حاتم في أنه روى عنه ابنه "عُبيد الله"، ولكن باصم "عبد الله"!! وهو خطأ إلى خطأ. ثم نقل إشارة أبي حاتم إلى حديث مالك. وحديث مالك: هو في الموطأ، ص: 68 - 69 "مالك"، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، وإسحق بن عبد الله، أنهما أخبراه، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: إذا ثوب بالصلاة ...... " إلخ. وهذا الذي في الموطأ "وإسحق أبي عبد الله" - خطأ من الناسخين، يقينًا. فإن كلام ابن أبي حاتم الذي نقله عن أبيه: "وإسحق أبي عبد الله". وكذلك ثبت في التهذيب في ترجمة "إسحق"، حين نقل كلام ابن أبي حاتم. وكذلك ثبت على الصواب، في كتاب التقصي لابن عبد البر: 350، حين نقل حديث مالك هذا عن الموطأ. والتوثيق التام لصحة ما ذكرنا، أنه ثبت أيضاً على الصواب، في مخطوطة الموطأ الصحيحة، مخطوطة الشيخ عابد السندي، التي عندي. والظاهر أن السيوطي اغتر بهذا الخطأ الذي وقع في بعض نسخ الموطأ، فلم يترجم لإسحق أبي عبد الله هذا، في "إسعاف المبطأ برجال الموطأ". لعله ظنه "إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة" شيخ مالك. فلم يترجم لغيره ممن يسمى "إسحق". وأما الزرقاني فقد وقع في الخطأ صريحًا، فصرح في شرح الموطأ 1: 126، في شرح ذلك الحديث، بأنه "إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة"، أحد شيوخ مالك، روى عنه هنا بواسطة"!! وهذا كلام ليس فيه شيء من التحرير ولا التوثق. رحمهم الله جميعًا. والحديث سيأتي بنحوه: 9898، من رواية شُعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي أيضاً معناه، ضمن حديث مطول: 10308، من رواية مالك، عن ابن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواه ابن حبان في صحيحه، مفرقاً حديثين. فروى نصفه الأول 4: 369 (مخطوطة الإحسان)، من طريق عبد العزيز الدرواوردي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. =

وكرحل قدم طائراً، وكرجل قدم بيضةً، فإذا قعد الإِمام طُوِيَت الصُّحُفُ". 7674 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج، حدثني العباس، عن محمَّد بن مسلمة الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة أن

_ وروى نصفه الثاني "على كل باب ... " - إلخ 4: 373 (مخطوطة الإحسان)، من طريق روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقد مضت بعض معانيه في أحاديث أخر، منها: 7257، 7258، 7572. (7674) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن لابن كثير 7: 375. وفيه "حدثنا محمَّد بن مسلمة"، بدل "عن". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 165 - 166، وقال: "رواه أحمد، وفيه محمَّد بن أبي سلمة الأنصاري، قال الذهبي: روى عنه عباس، ولا يعرفان. قلت [القائل الهيثمي]: أما عباس، فهو: عباس بن عبد الرحمن ابن ميناء، روى عنه ابن جُريج، كما روى عنه في السند، وجماعة، وروى له ابن ماجة، وأبو داود في المراسيل. ووثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد"! كذا قال الهيثمي. وهو يقلد في ذلك الحافظ ابن حجر في لسان الميزان" كما سنذكر، إن شاء الله. ثم فيما قال خطأ ناسخ أو طابع. أما كلام الذهبي، فإنه في الميزان 3: 136، قال: "محمَّد بن مسلمة الأنصاري: تابعي، روى عن أبي هريرة. وعنه رجل اسمه عباس، لا يعرفان"، ونقله الحافظ في لسان الميزان 5: 381، وتعقبه بنحو مما قال الهيثمي. ولم يذكر الذهبي شيئًا في ترجمة "عباس". فأولاً: "محمد بن مسلمة الأنصاري": أبوه "مسلمة" بالميم قبل السين. ووقع في الثلاثة الأصول، في المسند هنا "سلمة" بدون الميم. وزادها خطأ ما في نسخة الزوائد "محمَّد بن أبي سلمة"، وكتب بهامش م: "في. بعض النسخ: محمَّد بن مسلمة"، وهو الصواب؛ لأن كل الذين ترجموا له في كتب التراجم، ذكروه في حرف الميم في آباء المحمدين، ولأن ابن كثير ذكره في جامع المسانيد بعد "محمد ابن كعب القرظي"، وقيل "محمَّد بن مسلم بن عُبيد الله" - وهو قد رتب مسند أبي هريرة على الحروف في أسماء التابعين الرواين عنه. وثانيًا: "محمَّد بن مسلمة الأنصاري" - هذا لم يترجم له الحسيني في الإكمال، وقلده الحافظ في التعجيل، =

رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إن في الجمعة ساعةً لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز

_ = فأهمله! وقد وهي في ذلك وهمًا شديدًا، ظناه "محمَّد بن مسلمة بن سلمة الحارثي الخزرجي الأنصاري"! وهذا صحابي قديم، اً قدم من أبي هريرة، ولد قبل البعثة بأكثر من 20 سنة، وشهد بدرًا والمشاهد بعدها، ومات سنة 46، وقيل سنة 43، وهو ابن 77 سنة، وله مسند خاص، سيأتي في هذا المسند (3: 493، و 4: 225 - 226 ح)، فأنى لهذا أن يروي عن أبي هريرة؟! ثم إن الحافظ ابن حجر نفسه أدرك هذا في لسان الميزان، تبعاً للذهبي، ونص على أن الرواي هنا تابعي، غير ذاك الصحابي القديم، ولكنه سها، رحمه الله. وثالثًا: لم أجد ترجمة لمحمد بن مسلمة الأنصاري التابعي، رواي هذا الحديث، إلا في التاريخ الكبير للبخاري 1/ 1/ 239 - 240، والميزان، ولسان الميزان - كما أشرت من قبل. وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 327. ولم يترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأنا أرجح أنه سقط سهوًا من الناسخين؛ لأنه يتبع البخاري في الكبير ترجمة ترجمة، وقد يزيد عليه. ثم هو قد ذكره في ترجمة "عباس" الراوي عنه، في أظنه عمد إلى تركه. وترجمته في لسان الميزان ملخصة من التاريخ الكبير، وفيها تحريف كثير، وفيها زيادة ذكره في ثقات ابن حبان. وهذا نص ترجمته عند البخاري، قال: "محمَّد بن مسلمة. حدثني إبراهيم [هو ابن موسى الرازي]، قال: أخبرنا هشام [هو ابن يوفي الصنعاني]، عن ابن جُريج، حدثنا عباس، عن محمَّد بن مسلمة، عن أبي سعيد، وأبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في ساعة الجمعة، وهي بعد العصر. وقال عبد الرزاق عن ابن جُريج: محمَّد بن مسلمة الأنصاري، ولا يتابع، في الجمعة". والذي يفهم من كلام الحافظ في لسان الميزان: أن العقيلي ذكره في "الضعفاء" وأنه فهم من كلام البخاري أن "محمَّد بن مسلمة" لا يتابع على هذا الحديث. ولكن الذي أستطع أن أفهمه - على التعيين - من كلام البخاري، أنه يريد نفى متابعة عبد الرزاق في نسبة "محمَّد بن مسلمة" روايه إلى أنه "أنصاري". ورابعًا: أن الخلاف في شأن ساعة الجمعة، خلاف طويل قديم. وأقوى الأقوال فيها - عندي - وأرجحها: أنها بعد العصر، وهو الذي يقول به أحمد وإسحق. قال الترمذي في سننه (2: 361 بتحقيقنا): "ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلي الله عليه وسلم - وغيرهم، أن الساعة التي ترجى فيها، بعد العصر إلى أن تغرب =

وجل فيها، إلا أعطاه إياه، وهي بعد العصر".

_ = الشمس. وبه يقول أحمد وإسحق. وقال أحمد: أكثرُ الأحاديث، في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة، أنها بعد صلاة العصر، وترجى بعد زوال الشمس. وقد أفاض الحافظ في الفتح 2: 344 - 351، واستوعب ذكر الأقوال فيها، بدلائلها. وقال في أواخر كلامه: "وروى سعيد بن منصور، بإسناد صحيح إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن ناسًا من الصحابة اجتمعوا، فتذاكروا ماعة الجمعة، ثم افترقوا فلم يختلفوا أنها آخر ماعة من يوم الجمعة. ورجحه كثير من الأئمة أيضاً، كأحمد وإسحق، ومن المالكية الطرطوشي. وحكى العلائي أن شيخه ابن الزملكاني، شيخ الشافعية في وقته- كان يختاره، ويحكيه عن نص الشافعي. وهذا هو الذي اختاره الحافظ ابن القيم ورجحه، في زاد المعاذ 1: 215 - 220، في بحث واف نفيس، يرجع إليه ويستفاد. واحتج فيه بهذا الحديث الذي نشرحه. والحمد لله. وخامسًا: "العباس، الذي يرويه عن محمَّد بن مسلمة، ويرويه عنه ابن جُريج: من هو؟ مضى قول الهيثمي- قليدم للحافظ ابن حجر في لسان الميزان- أنه معروف، وأنه: (عباس بن عبد الرحمن بن ميناء. وهذا قول ملقى على عواهنه! فليس في ترجمة (عباس بن عبد الرحمن بن ميناء ما يشير إلى شيء من ذلك. وهو مترجم في التهذيب 5: 121، والكبير 4/ 5/1، برقم: 14، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 1/ 211، برقم: 1159. أما الترجمة الصحيحة للعباس رواي هذا الحديث، فإنها عند ابن أبي حاتم 3/ 1/ 211، برقم: 1158. وهذا نصها: [عباس بن عبد الرحمن بن حميد القرشي، من بني أسد بن عبد العزى، المكي، روى عن محمَّد بن مسلمة، عن أبي هريرة وأبي سعيد. روى عنه ابن جُريج، وسمع منه أبو عاصم. سمعت أبي يقول ذلك. والموضع المقابل لهذه الترجمة، في التاريخ الكبير للبخاري 4/ 6/1، مضطرب ظاهر الاضطراب، فيه ترجمتان مختلطتان محرفتان، برقمي: 19، 20 - هكذا: (عباس بن عبد الله بن حميد، من بني أمد بن عبد العزى، القرشي المكي، عن عمرو بن دينار، سمع منه أبو عاصم، وابن جُريج". ثم بعدها: "عباس بن مسلمة، عن أبي سعيد"! وهذا تخليط واضح من الناسخين. فلا يوجد في الرواة من يسمى "عباس بن عبد الله بن حميد",ولا من يروى "عن عمرو = (406

7675 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جربه حدثني سهيل بن

_ = ابن دينار". ولا من يسمى "عباس بن مسلمة"! فالصواب - عندي - أن تكون التراجم في هذا الموضع من التاريخ الكبير، على نحو منها في الجرح والتعديل. وهذا الحديث من مسند أبي سعيد وأبي هريرة معاً، كما هو ظاهر. ولكنه لم يذكر في المسند في مسند أبي سعيد. فيستفاد من هذا الموضع. وانظر في معنى ساعة الإجابة يوم الجمعة، ما مضى: 7151، 7466، 7480، 7481. (7675) إسناده صحيح، ورواه ابن حبان في صحيحه 2: 424 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق إبراهيم بن الحجاج السام، عن حمّاد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد، مرفوعًا، بلفظ: "من غسَّل ميتاً فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ". وأشار البخاري في الكبير 1/ 1/ 397 إلى رواية حمّاد بن سلمة هذه. ورواه الترمذي 2: 132، عن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، بهذا الإِسناد، بلفظ: "مِنْ غُسْله الغسل، ومن حمله الوضوء". ورواه البيهقي في السنن الكبرى 1: 300 - 301، من طريق محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، مثل رواية الترمذي. وروى ابن ماجة: 1463 شطره الأول، عن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، بمثل إسناد الترمذي، بلفظ: "من غسل ميتاً فليغتسل". وقال البيهقي بعد روايته كرواية الترمذي: "وكذلك رواه ابن جُريج، وحماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة". فهؤلاء ثلاثة ثقات: ابن جُريج، هنا في المسند، وحماد بن سلمة، عند ابن حبان، وعبد العزيز بن المختار، عند الترمذي، والبيهقي، وابن ماجة -: رووه عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وإسناد المسند هنا صحيح على شرحًا الشيخين، والأسانيد الآخر صحيحة على شرط مسلم. ومع ذلك يقول الترمذي عقب روايته: "حديث أبي هريرة حديث حسن، وقد روي عن أبي هريرة موقوفاً"! كأنه يريد إعلال المرفوع بالموقوف. وما هذه بعلة، فالرفع زيادة من ثقة - بل من ثقات، فهي مقبولة دون تردد. ثم أعله بعض الأئمة بعلة أخرى، هي زيادة رجل في الإِسناد، بين أبي صالح وأبي هريرة: فرواه أبو داود: 3162، عن حامد بن يحيى، عن سفيان - وهو ابن عيينة - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن إسحق مولى زائدة، =

أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، أنه قال: "مِنْ غُسْلِها الغسْل، ومِنْ حَمْلها الوضوء".

_ = عن أبي هريرة، مرفوعًا - "بمعناه". ورواه البخاري في الكبير 1/ 396 - 397، موجزًا كعادته، عن عمران بن ميسرة، عن ابن علية، عن سهيل، عن أبيه، عن إسحق مولى زائدة، عن أبي هريرة. ثم قال: "وتابعه ابن عيينة عن سهيل". وما هذه بعلة أيضاً، فلعل أبا صالح سمعه من أبي هريرة، ومن إسحق مولى زائدة عن أبي هريرة. وأيا ما كان فالحديث صحيح. فإن "إسحق مولى زائدة": هو "إسحق أبو عبد الله"، الذي مضى توثيقه وبيانه، في: 7673. فلن تضر زيادته في الإِسناد شيئًا. بل لعله يزيده صحة وتوثيقًا. ثم إن سهيلاً لم ينفرد بروايته عن أبيه، بل تابعه عليه القعقاع بن حكيم: فرواه أيضاً البيهقي 1: 300، من طريق محمَّد بن جعفر بن أبي كثير، عن محمَّد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. وأشار البخاري أيضاً إلى هذه الرواية 1/ 1/ 397. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. ثم للحديث إسناد آخر صحيح، ليست له علة: فرواه ابن حزم في المحلى 1: 250، و 23:2 - من طريق الحجاج بن المنهال، عن حمّاد بن سلمة، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، مرفوع. وهذا الإِسناد ذكره البخاري أيضاً إشارة 1/ 1/ 397، قال: "وقال لنا موسى، عن حمّاد، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله". وهذا إسناد كالشمس، لا شك في صحته. ومع هذا فإن البخاري الإِمام، رضي الله عنه، أعقبه بقوله: "ولا يصح"! لماذا؟ قال: "وقال لي الأديسي، عن الدراوردي، عن محمَّد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قوله" - يعني أنه رواه الدراوردي موقوفًا من قول أبي هريرة، غير مرفوع، مخالفًا في ذلك حمّاد ابن سلمة، الذي رواه مرفوع. وهذا هو التعليل الذي قلده فيه الترمذي، كعادته في اتباع شيخه البخاري. وقد بينا آنفًا أن المرفوع لا يعل بالموقوف، إذا كان الراويه مرفوعاً ثقة. وللحديث أسانيد أخر، فيها ضعف، سيأتي بعضها: 7757، 7758، 9599، 9862، 10112. وغيرها في السنن الكبرى - في بحث طويل هناك 1: 299 - 307، وفي الكبير للبخاري 1/ 1/ 396 - 397. ولم نر حاجة إلى الإطالة بذكرها في =

7676 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جُريج، أخبرني الحرث بن عبد الطلب - وقال ابن بكر: ابنُ عبد الملك، أن نافع بن جُبير أخبره، أن أبا هريرة أخبره، أنه سمع رسول الله - صلي الله عليه وسلم -يقول: "من صلي علي جنازة فاتَّبعها، فله قيراطان مثْلَي أُحُد، ومن صلى ولم يتبعها فله قيراط مثل أحد". قال أبو بكر: القيراطَ مثل أحد.

_ = هذا الموضع. وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب: 759، 807، 1074، 1093. وانظرفى وجوب الوضوء من حمل الميت، والغسل من غسله - المحلى لابن حزم 1: 250 - 251، و 2: 23 - 25. وانظر أيضاً التلخيص الحبير، ص: 50، 138. (7676) إسناده صحيح، الحرث بن عبد المطلب: لم يرفع أحد نسبه، ممن ترجم له. واختلف على ابن جُريج في اسم أبيه - كما ترى - فقال عبد الرزاق عن ابن جُريج: "الحرث بن عبد المطلب". وقال ابن بكر، وهو محمَّد بن بكر البرساني، عن ابن جُريج: "الحرث بن عبد الملك". وقد ذكر البخاري في الكبير 1/ 2/ 272 هذا الخلاف: فذكر أن إبراهيم بن موسى الرازي رواه له عن هشام بن يوسف عن ابن جُريج، باسم "الحرث بن عبد المطلب"، أي كرواية عبد الرزاق. وأن أبا عاصم رواه عن ابن جُريج: "الحرث بن عبد الملك"، أي كرواية ابن بكر، ورجح البخاري الرواية الأولى، رواية هشام بن يوسف، يعني أنه "الحرث بن عبد المطلب"، فقال عقبها: "وهذا أصح". وذكر الحافظ في التعجيل، ص: 77 - 78 أن ابن حبان ذكره في الثقات، باسم "الحرث بن عبد الملك"، مقتصرًا عليه. وأما ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 2/ 80 فلم يصنع شيئاً إلا أن اختصر كلام البخاري، ولكنه خالفه في تقديم القول الثاني على الأول، فقال: "الحرث بن عبد الملك، ويقال: ابن عبد المطلب". فكأنه يميل إلى ترجيح القول الثاني إذ قدمه. وأيا ما كان فالرجل ثقة، بأن البخاري وابن أبي حاتم لم يذكرا فيه جرحاً، وبأن ابن حبان ذكره في الثقات. والحديث مكرر: 7188، 7347، من وجهين آخرين عن أبي هريرة، بمعناه.

7677 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا، ابن جُريج، أخبرني هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمَّد بن عمرو، أنه أخبره: أن سلمة بن الأزرق كان جالسًا مع عبد الله بن عمر بالسوق، فمُرَّ بجنازة يُبْكَى عليها، فعاب ذلك عبد الله بن عمر، فانتهرهن، فقال له سلمة بن الأزرق: لا تقل ذلك، فأَشْهَد على أبي هريرة، لَسَمعْته يقول، وتوفيت امرأة من كنائن مروان وشهدها، وأمر مروان بالنساء الَلاتي يبكين يطرْدن، فقال أبو هريرة: دعهن يا أبا عبد الملك، فإنه مُرَّ على النبي - صلي الله عليه وسلم - بجنازة يُبْكَى عليها، وأنا معه، ومعه عمر بِن الخطاب، فانتهر عمر اللاتي يبكين مع الجنازة، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "دعْهُنَّ يا ابن الخطاب، فإن النفسَ مصابةٌ، وإن العينَ دامعةٌ، وإن العهد حديثٌ"، قال: أنت سمعتَه؟ قال: نعم، قال: فالله ورسوله أعلم. 7678 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج - وابن بكر قال: أخبرنا ابن جُريج، حدثني ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، أن أباِ هريرة حدَّثه: أن النبي - صلي الله عليه وسلم - أمر رجلاً أفطر في رمضان أن يُعتق رقبةً، أو يصوم شهرين، أو يطعمَ ستين مسكيناً. 7679 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جُريج،

_ (7677) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه، في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب: 5889، من رواية محمَّد بن عمرو بن حلحلة. عن محمد بن عمرو بن عطاء. وفصلنا القول فيه، وأشرنا إلى هذا، هناك. قوله "بالنساء اللالي يبكين يطردن" - هذا هو الثابت في المخطوطتين ك م. ووقع في ح "بالنساء التي يبكين فجعل يطردن"! وهوتخليط من ناسخ أوطابع!!. (7678) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7288. وأشرنا إليه هناك. (7679) إسناده صحيح، أبو صالح الزيات: هو أبو صالح السمان، والد سهيل بن أبي صالح، =

أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزيات، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصِيام، فإنه لي، وأِنا أجِزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرْفُثْ يومئذ، ولا يصْخب، فإن شالَته أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤٌ صائم، مرتين، والذي نفس محمدِ بيده، لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفْرَحُهما، إذا أفطر فَرِح بفطره، وإذا لقي ربه عَزَّ وَجَلَّ فرح بصيامه". 7680 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي أحدَكم الشيطانُ وهو في صلاته، فيَلْبِس عليه، حتى لا يدري كم صلى؟ فإذا وجد ذلك، فليسجدْ سجدتين وهو جالس". 7681 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جُريج،

_ = واسمه "ذكوان". يقال له "الزيات". ويقال له "السمان". مضت ترجمته: 4626. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 2/ 450 - 451. والحديث رواه مسلم 1: 316، عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن ابن جُريج، بهذا الإِسناد. وفيه التصريح بأن أوله حديث قدسي، فيه: "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له ... " إلخ. وقد مضى معناه، مطولاً ومختصرًا، ومفرقًا في أحاديث، من أوجه عن أبي هريرة: 7174، 7194، 7484، 7485، 7596، وخرجنا كثيرًا من طرقه في مواضعها. (7680) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7284. (7681) إسناده صحيح، نافع بن جُبير بن مطعم: سقت ترجمته في: 7392. والحديث سيأتي: 10854، عن روح، عن ابن جُريج، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم 1: 180، عن هرون بن عبد الله، ومحمد بن حاتم، كلاهما عن حجاج - وهو ابن محمَّد - عن =

أخبرني عمر بن عطاء بنٍ أبي الخُوَار: أنه بينما هو جالس مع نافع بن جُبير، إذ مرَّ بهما أبو عبد الله ختنُ زيد بن الريان، وقال ابن بكر: ابن الزَّبَّان، فدعاه

_ = ابن جُريج، به. وكذلك رواه أبو عوانة في مسنده المستخرج على صحيح مسلم، ج 2 ص 3، عن عباس الدوري، والصائغ، كلاهما عن حجاج بن محمَّد، عن ابن جُريج. ونقله الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد والسنن 7: 506، عن روايتي المسند، هذه والرواية: 10854. ولكن الحافظ ابن كثير وهم فيه وهمًا شديدًا، فلم يذكره في أحاديث "نافع بن جُبير بن مطعم عن أبي هريرة"، ص: 385 - 386. بل ذكره في "الكنى" تحت عنوان: "أبو عبد الله ختن زيد بن الزبان عنه"!! وهو انتقال نظر منه رحمه الله. فإن الحديث - كما يدل عليه سياقه - حديث نافع بن جُبير، هو الذي سمعه من أبي هريرة وحديث به في ذاك المجلس. وإنما كان أبو عبد الله رجلاً عابرًا بالمجلس. ولعله قد كانت صلاة الجماعة حان موعدها، وأراد أبو عبد الله أن يخرج، فحدثه نافع بهذا الحديث، يعظه ويرغبه في صلاة الجماعة. ولذلك لم يترجم لأبي عبد الله هذا في التهذيب ولا فروعه، ولا في كتاب رجال الصحيحين، إذ لا شأن له في التحديث، إنما كان مستمعًا. ثم تبع الحسيني الحافظ ابن كثير في هذا الوهم، فذكر في الإكمال، ص: 131 "أبو عبد الله ختن زيد بن الريان، عن أبي هريرة، وعنه عمر بن عطاء بن أبي الخوار"! ولم يقل شيئًا بعد ذلك. وفاته أنه إذا كان هذا الرجل راويًا للحديث لم يكن من زيادات الرواة في المسند على رجال الكتب الستة. إذ أن الحديث ثابت في صحيح مسلم بهذا السياق. ثم جاء الحافظ ابن حجر فزاد وهما على وهم! فنقل في التعجيل، ص: 497 كلام الحسيني، وعقب عليه بقوله: "ذكر أبو أحمد الحاكم في الكنى "أبو عبد الله، سمع أبا هريرة وغيره، روى عنه محمَّد بن إبراهيم التيمي" - فلعله هذا! وهو في التهذيب"!! والذي في التهذيب 12: 152 "أبو عبد الله، يعد في أهل المدينة. عن أبي هريرة، وعن ابن عابس الجهني، في التعوذ. وعنه محمَّد بن إبراهيم التيمي. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات". ورمز لهذا الراوي - في التهذيب وفروعه - برمز النسائئ فقط. فلم يكن هو راوي هذا الحديث الذي رواه مسلم. فلو رأى الحافظ المزي وغيره من =

نافع، فقال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسِول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة مع الإِمام أفضل من خمسةٍ وعشرين صلاةً يصليها وَحْده". 7682 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جُريج،

_ = الحفاظ أصحاب الأطراف ورجال الكتب الستة - أنه راوي هذ الحديث، لرمزوا له برمز مسلم. وقد ذكره ابن حبان في الثقات، كما قال الحافظ (الثقات، ص: 384)، فقال: "أبو عبد الله، يروي عن أبي هريرة: اجعل صلاتك معهم سبحة. روى عنه محمَّد بن إبراهيم التيمي". وحديثه عن ابن عاس في التعوذ - المشار إليه في التهذيب - هو سنن النسائي 2: 312. وأما حديثه الآخر عن أبي هريرة - الذي أشار إليه ابن حبان في الثقات - فإني لم أجده الآن. وكنت أرى الحافظ ابن حجر يراجع أحاديث المسند، في كثير من المواضع في التعجيل. ويتعقب الحسيني في أوهامه أو أغلاطه. ولكن تبين لي من هذا الحديث أنه قد يغفل المراجعة، إذ لو رجع الحديث نفسه في المسند لعرف أنه في صحيح مسلم، وأنه ليس من زيادات المسند على الكتب الستة. ولكن يبدو لي أن الحافظ ابن كثير، حين وهم فيه، قلده من بعده. ففاتهم التحقيق. ولقد صدق الشافعي رحمه الله، حين وصف أثر التقليد على المقلدين، فقال: "وبالتقليد أغفل من أغفل منهم، والله يغفر لنا ولهم". و"أبو عبد الله" هذا ثبت اسمه في رواية أبي عوانة "أبو عبد الرحمن". وهو خطأ واضح. وقوله "ختن زيد بن الريان" إلخ، أما "الختن": فهو بفتح الخاء المعجمة والتاء المثناة، وهو زوج البنت، وقد يقال لكل من كان من قبل المرأة، لأب والأخ. وأما "زبان": فإنه بالزاي والباء الموحدة، مثل ما ثبت هنا في رواية ابن بكر عن ابن جُريج. وهو الصواب الثابت في صحيح مسلم، وبذلك ضبطه القاضي عياض في المشارق 1: 306، 316. ورواية عبد الرزاق "الريان" بالراء والتحتية - لم يتابعه عليها أحد. وأما متن الحديث المرفوع. فقد مضى معناه ضمن الأحاديث: 7185، 7424، 7574، 7601. (7682) إسناده صحيح، ورواه أبو عوانة 1: 125، عن الدبري، عن عبد الرزاق، به. ولم يذكر لفظه، إحالة على ما قبله. والحديث مكرر: 7494. وأشرنا إلى بعض طرقه هناك. وقد =

أخبرني عطاء، أنه سمع أبا هريرة يخبرهم: كُلُّ صَلاَةٍ يُقْرَأُ فِيهَا فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم - أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ، قال ابن بكر: في كل صلاة قرآن. 7683 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عنِ أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: لا أعلمه إلا عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "لاَ يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلإِ". 7684 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبيِ هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "من اشترى شاةً مُصراةً، فإنه يَحْلُبُها، فإن رَضِيها أخذها، وإلا ردها ورد معها صاعًا من تمر". 7685 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير،

_ = رواه البخاري 2: 209. ومسلم 1: 116 - كلاهما من طريق ابن علية، عن ابن جُريج، به، بزيادة في آخره. (7683) إسناد صحيح، والشك في رفعه - هنا - لا يؤثر في صحته. فقد ثبت عن أبي هريرة مرفوعًا، من غير وجه. وقد مضى: 7320، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا. وأشرنا إلى بعض طرقه هناك. (7684) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه: 7374، من رواية سفيان، عن أيوب، به. ومضى نحو معناه، من وجهين آخرين: 7303، 7515. (7685) إسناد صحيح، أبو كثير: هو السحيمي الغبري. واسمه "يزيد بن عبد الرحمن بن أذيتة". وفي اسم أبيه وجده خلاف غير قوي. وهذا هو الذي جزم به البخاري، وابن أبي حاتم، وابن سعد. وهو تابعي ثقة، وثقه أبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم. لم يذكر في الكبير للبخاري في موضحه، ولعله سقط سهو من الناسخين، فإنه ذكره في ترجمة ابنه "زفر بن يزيد" 2/ 1/394، وأن ابنه روى عنه. وترجمه ابن سعد 5: 403، وقال: "لقى أبا هريرة وروى عنه". وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 2/ 276 - 277 =

أخبرني أبو كثير، أنه سمِع أبا هريرة يقول: قال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "إذا باع أحدكم الشاة أو اللَّقْحَة فلا يُحَفَّلْهَا". 7686 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لا يبيع حاضر لباد، ولا تناجَشوا، ولا يزيدُ الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب عى خطْبَته، ولا تسأل امرأة طلاقَ أختها". 7687 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن محمَّد بن واسع،

_ = وذكره الدولابي في الكنى 2: 90 وليس "أبو كثير" هذا والد يحيى بن أبي كثير بل هو غيره. و"السحيمي": بضم السين وفتح الحاء المهملتين. و"الغبري": بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة. والحديث في جابع المسانيد والسنن 7: 513، عن هذا الموضع. ورواه النسائي 2: 215، عن إسحق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. "اللقحة" بفتح اللام وبكسرها مع سكون القاف: هي الناقة الحلوب. "فلا يحفلها": بكسر الفاد المشددة: أي لا يجمع لبنها في ضرعها أيامًا ليوهم أنه غزير. وهي "المحفلة"، وهي "المصراة". وانظر: 7374، 7684. (7686) إسناده صحيح، وقد مضى معناه، مطولاً: 7247، من رواية ابن عيينة، عن الزهري، به. ومضى منه النهي عن بيع الحاضر للبادي: 7310، 7449. (7687) إسناده ضعيف، لانقطاعه. والمتن صحيح لذاته. محمَّد بن واسع بن جابر الأزدي البصري: ثقة، قال موسى بن هرون: "كان ناسكًا عابدًا، ورعاً رفيعًا جليلاً، ثقة عالمًا، جمع الخير". ترجمه البخاري في الكبير1/ 1/255 - 256. وابن سعد 7/ 2/10 - 11. وابن أبي حاتم 4/ 1/113. وأبو نعيم في الحلية 2: 335 - 357. والحديث سيأتي: 7929، عن يزيد بن هرون، عن هشام بن حسان، "عن محمَّد بن واسع، عن أبي هريرة". وسيأتي أيضاً: 10502، عن يونس بن محمَّد، عن حزم، وهو ابن أبي حزم: "سمعت محمَّد بن واسع، عن بعض أصحابه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة". فظهر من هذا أن محمَّد بن واسع كان بين وبين أبي هريرة في هذا الحديث واسطتان، =

عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من وَسَّع على مكروبٍ كربةً في الدنيا، وَسَّع الله عليه كربةً في الآخرة، ومن ستر عورة

_ = حذف أحدهما "بعض أصحابه" - في الإِسناد الذي هنا، وحذفهما معًا - في: 7929. وهذا الحديث - في أصله - أوله: "من أقال نادمًا أقاله الله نفسه يوم القيامة". فقد رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث، ص: 18، عن أبي عبد الله محمَّد بن علي الصنعاني: "حدثنا الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن محمَّد واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من أقال نادما، أقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن كشف عن مسلم كربة، كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". وقد رواه البيهقي في السنن الكبرى 6: 27، عن الحاكم. وأشرنا إلى روايتيهما هذه - في: 7425. وتكلمنا هناك على حديث "من أقال ... ". أما باقي الحديث، وهو الذي هنا وفي الروايتين: 7929، 10502 - فإنه ثابت صحيح من حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بأطول مما هنا. وقد مضى: 7421. ولذلك قلنا إن المتن صحيح في ذاته. وقد قال الحاكم في علوم الحديث - بعد روايته من طريق محمَّد بن واسع: "هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة، لم يشك في صحة سنده. وليس كذلك: فإن عمر بن راشد الصنعاني ثقة مأمون، ولم يسمع من محمَّد بن واسع. ومحمد بن واسع ثقة مأمون، ولم يسمع من أبي صالح". فأما تعليل الحاكم بأن معمرًا لم يسمعه من محمَّد بن واسع - فلا أعرف وجهه. ثم هو لا يضر في هذا الحديث، لأن حزم بن أبي حزم سمعه منه، كما أشرنا إلى الرواية الآتية: 10502. وأما أن محمَّد بن واسع لم يسمعه من أبي صالح - فقد تبين ذلك، من تلك الرواية، إذ يقول فيها: "عن بعض أصحابه". فهذه البعض مبهم، يكون به الإِسناد منقطع. لكني أرجح أنه يشير بقوله "بعض أصحابه" - إلى الأعمش. فإن أبا نعيم روى هذا الحديث في الحلية 8: 119، من طريق إبراهيم بن الأشعث، عن فضيل بن عياض، عن سليمان - وهو الأعمش - عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به مطولاً. فقال أبو نعيم: "مشهور من حديث الأعمش، رواه عنه من القدماء محمَّد بن واسع. ولم نكتبه من حديث فضيل، إلا من حديث إبراهيم بن الأشعت". =

مسلم في الدنيا، ستر الله عورته في الآخرة، والله في عون المرء ما كان في عون أخيه". 7688 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، في عبد الرحمن بن هُرْمُزَ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا يمنعنَّ أحدُكم جارَه أن يضع خشبةً على جداره". ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم معرضين! والله لأرمينَّ بها بين أكتافكم. 7689 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ = فهذه الإشارة إلى رواية محمَّد بن واسع إياه عن الأعمش - ترجح عندنا أنه هو الرواي الذي أبهمه في: 10502، وعبر عنه بأنه بعض أصحابه. ومحمد بن واسع أقدم من الأعمش. مات قبل الأعمش بأكثر من عشرين سنة. فلم يكن غريبًا أن يقول محمَّد بن واسع: "عن بعض أصحابه". (7688) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن هرمز: هو الأعرج. والحديث ذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7: 239، عن هذا الموضع. وقد مضى: 7276، من رواية سفيان، عن الزهري، به. بنحوه. (7689) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 30، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه، إحالة على رواية قبله. ورواه البخاري 10: 182 - 184، من طريق الليث، عن عبد الرحمن بن خالد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بنحوه. ورواه مسلم أيضاً، من طريق يونس، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة معاً، مطولاً. بأطول مما هنا. ورواية يونس - رواها البخاري 12: 223، مختصرة، بأخصر مما هنا. وقد مضى بعضه موجزًا: 7216، من رواية مالك، عن الزهري، عن أبي سلمة. وأشرنا إلى هذا هناك. قوله "ولا استهل": من الإهلال، وهو رفع الصوت. واستهلال الصبي: رفع صوته عند الولادة. وقوله "يطل": بضم الياء وفتح الطاء المهملة وتشديد اللام. وهو من "الطل"، بمعنى هَدْر الدم. وفي اللسان: "أبو زيد: طل دمه، وأطله الله. ولا يقال: طل دمه، بالفتح، وأبو عبيدة والكسائي يقولانه. ويقال: أُطل دمُه. أبو عبيدة؟ فيه =

سلمة، عن أبي هريرة، قال: اقتتلت امرأتان من هُذَيْل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر، فأصابت بطنها، فقتلتها وألقت جنيناً، فقضى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بِديَتها على العاقلة، وفي جنينها غُرَّة، عبد أو أمة، فقال قائل: كيف يُعْقَل منَ لا أكلَ، ولا شرب ولا نطق ولا استهلّ، فمثل ذلك يُطَلّ! فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -، كما زعم أبو هريرة: "هذا من إخوان الكهان". 7690 - حدثني عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري عن

_ = ثلاث لغات: طَلَّ دمُه، وطُلَّ دمه، وأُطِلَّ دمه". هذا هو الراجح في هذا الحرف. ورواه بعضهم "بطل"، بصيغة الفعل الماضي من البطلان. قال القاضي عياض في مشارق الأنوار 1: 88 "رويناها بالوجهين: بفتح الباء بواحدة، من الباطل. ويروى: يطل، بضم الياء باثنتين تحتها، من: طل دمه، إذا لم يطلب وترك ... ولا لوجهين رويناها في الموطأ عن يحيى بن يحيى الأندلسي وابن بكير. ورأيت في بعض الأصول من الموطأ عن ابن بكير: بالوجهين قرأناها على مالك في موطئه. ورجع الخطابي رواية الياء باثنتين، على رواية الباء بواحدة فيه. وأكثر الروايات للمحدثين فيها بالباء بواحدة. وبالباء وحدها ذكرها البخاري في باب الطيرة والكهانة. وكذلك في كتاب مسلم، إلا من رواية ابن أبي جعفر، فإنا رويناه عنه في حديث أبي الطاهر وحرملة- بالياء". وهكذا حكى القاضي رحمه الله عن نسخ الصحيحين. والذي قاله الحافظ في الفتح 8: 184، أن أكثرُ روايت البخاري بالياء التحتية، ثم قال: "ووقع للكشميهني في رواية ابن مسافر-: بطل، بفتح الموحدة والتخفيف، من البطلان. كذا رأيته في نسخة معتمدة من رواية أبي ذر. وزعم عياض أنه وقع هنا للجميع [يعني جميع رواة صحيح البخاري] بالموحدة". وحكى النووي في شرح مسلم 11: 178، الروايتين "في الصحيحين وغيرهما"، ثم قال: "وأكثر نسخ بلادنا بالمثناة". (7690) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7253، عن سفيان، و: 7450، عن ابن جُريج = كلاهما عن الزهري، به. وقد مضى: 7120، من رواية ابن سيرين، عن أبي هريرة. وقوله في آخره هنا "والجبار الهدر" - الظاهر أنه من قول الزهري مدرجَا في الحديث، =

سعيد ببن المسيَّب، وأبيِ سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي، قال: "الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِى الرِّكَازِ الْخُمْسُ،. وَالْجُبَارُ: الْهَدَرُ". 7691 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن

_ = كما يتبين ذلك من كلام الحافظ في الفتح 12: 225، حيث شرحه شرحًا وافيًا. (7691) إسناده صحيح، وهو ثابت في تفسير عبد الرزاق، ص: 14 - 15، بهذا الإِسناد. وكذا نقله ابن كثير في جامع المسانيد 7: 239 - 240، عن هذا الموضع من المسند. ورواه مسلم 2: 261، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق. بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه، إحالةً على الرواية قبله، من طريق ابن عيينة عن الزهري. ورواه ابن سعد، بنحوه 4/ 2/56، عن محمَّد بن حميد العبدي، عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة، لم يذكر فيه "عن الأعرج". وأنا أرجح أنه خطأ ناسخ أو طابع. و"محمَّد بن حميد": هو اليشكرى المعمرى، ونسب إلى "معمر" لرحلته إليه. وأنا أرجع أيضاً أن كلمة "العبدي" في الطبقات، محرفة عن "المعمري". وقد مضى بمعناه: 7273، من رواية ابن عيينة، و: 7274، من رواية مالك - كلاهما عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة. و: 7275، من رواية شُعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وأسْرنا هناك إلى كثير من تخريحه. وسنشير هنا، إلى بعض حروف، اختلفت فيها أصول المسند الثلاثة، ورواية عبد الرزاق في تفسيره، إذ هو الشيخ الذي رواه عنه أحمد، ونسخة جامع المسانيد لابن كثير، إذ هو منقول فيها عن هذا الموضع من المسند: قوله "إنكم تقولون: ما بال المهاجرين" - عند عبد الرزاق: "وإنكم لتقولون". وقوله "ما بال المهاجرين لا يحدثون" - في ك وابن كثير "لا يتحدثون". وما هنا هو الثابت في ح م وتفسير عبد الرزاق ونسخة بهامش ك. وقوله "وما بال الأنصار لا يحدثون" - هو الثابت في ح م. وفي ك وابن كثير "لا يتحدثون". والجملة كلها لم تذكر في تفسير عبد الرزاق. وقوله "والقيام [عليها] " - كلمة "عليها" لم تذكر في ح م. =

الأعرج، قال: قال أبو هريرة: إنكم تقولون: أكثَرَ أبو هريرة عن النبي - صلي الله عليه وسلم -! والله المَوْعِدُ، إنكم تقولون: ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بهذه الأحَاديث؟ وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صَفَقَاتُهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أَرَضوهم والقيامُ [عليها]، وإني كنت امْرَءًا معتكفاً، وكنت أُكْثِرُ مجالسةَ رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، أَحْضُرُ إذا غابوا، وأحفظ إذا نَسُوا، وإن النبي -صلي الله عليه وسلم -، حدثنا يومًا فقال: "من يبسط ثوبه حتى أفْرُغ من حديثي ثم يقبضُه إليه؟ فإنه ليس ينسى شيئاً سمعه مني أبدًا" فبسطت ثوبي، أو قال: نمرتي، ثم قبضته إليَّ، فوالله ما نسيت شيئاً سمعتُه منه، وايْمُ الله، لولا آيةٌ في كتاب الله ما حدثَتكم بشيء أبداً، ثم تلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى}، الآية كلها. 7692 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الأعمش، عن أبي

_ = وهي ثابتة عند عبد الرزاق، وابن كثير، وهامش ك. فلذلك زدناها. وقوله "معتكفا" - هكذا ثبت في الأصول الثلاتة وابن كثير. وفي تفسير عبد الرزاق "مسكينًا". وهو الموافق لأكثر ما رأينا من الروايات. وفي رواية البخاري 4: 246 - 247، من طريق شُعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن -: "وكنت امرءاً مسكينًا من مساكين الصفة". فهذا قد يكون توجيهاً صحيحًا لرواية "معتكفًا" التي هنا. وقوله "نمرتي"، النمرة، بفتح النون والراء بينهما ميم مكسورة: الشملة المخططة من مآزر الأعراب، كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض. وهذا هو الثابت عند عبد الرزاق، وابن كثير، ونسخة ك، وهامش م، وسائر الروايت التي رأيناها. وفي ح م "طهرتي". وقوله "ثم قبضته إليّ" - هو الثابت في الأصول الثلاثة. وفي تفسير عبد الرزاق: "فحدثنا فقبضته إليّ". وعند ابن كثير "ثم حدثنا فقبضته إليّ". (7692) إسناده صحيح، وقد مضى: 7395، من رواية عبد الله بن إدريس، عن الأعمش. وأشرنا هناك إلى مسلمًا رواه 1: 234، من رواية جرير، عن الأعمش. ورواه أيضاً الخطيب في =

صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "نحن الآخرون الأولود يوم القيامة، نحن أول الناس دخولا الجنة، بَيْدَ أنهم أوتوا الكَتاب من قَبْلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، فهذا اليوم الذي هدانا الله له، والناس لنا فيه تَبعٌ، غداً لليهود، وبعد غدٍ للنصارى". 7693 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة - وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "نحن الآخِرون السابقون يومَ القيامة، بيدَ أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهِم، فهذا يومُهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فهم لنا فيه تبع، فاليهود غداً، والنصارى بعد غدٍ". 7694 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما من مولودٍ إلا الشيطان يمسه حين يولد، فيستهلَّ صارخاً من مَسَّة الشيطان إياه، إلا مريم وابنها". ثم يقول أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.

_ = تاريخ بغداد 2: 257، من طريق سفيان، عن الأعمش، بنحوه مختصراً. ومضى من وجهين آخرين: 7308، 7393. وانظر: 7123. والحديث التالي لهذا. (7693) إسناداه صحيحان، وهو مكرر ما قبله. فقد رواه معمر أيضاً عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواه عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. وقد مضى: 7393، عن سفيان بإسنادين: أحدهما عن ابن طاوس، عن أبيه. وسيأتي: 8100 - في صحيفة همام بن منبه - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام. (7694) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7182. وقد ذكرنا هناك، أن البخاري رواه 8: 159، ومسلماً 2: 224 - كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن عمر.

7695 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، قال: كان أبو هريرة يحدث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير نساء ركبن الإبل، صُلَّحُ نساء قريشٍ، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه لزوج في ذات يده" قال أبو هريرة: ولم تركب مريم بعيرًا قط. 7696 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي

_ (7695) إسناده صحيح، وقد مضى: 7637، بهذا الإِسناد، بزيادة في أوله، في خطة النبي -صلي الله عليه وسلم - أم هانئ بنت أبي طالب. (7696) إسناده ضعيف، لانقطاعه، قصّر به عبد الرزاق، أو شيخه معمر، فلم يذكر فيه الواسطة بين الزهري وأبي هريرة. فإن الزهري لم يدرك الرواية عن أبي هريرة. مات الزهري سنة 124، عن 72 سنة، على أرجح الأقوال في تاريخ وفاته. فكأنه ولد سنة 52 أو نحوها وأبو هريرة مات سنة 59. وهذا الإِسناد ثابت هكذا في أصول المسند، وكذلك هو في تفسير عبد الرزاق، ص: 62 "عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة". وكذلك نقله ابن كثير في جامع المسانيد 7: 375، عن هذا الموضع من المسند، تحت عنوان رواية الزهري عن أبي هريرة. فليس النقص في هذا الإِسناد إذن نقصًا في رواية المسند، ولا من الناسخين. والحديث في ذاته صحيح متصل، من رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وسيأتي موصولاً - كذلك: 8773، من رواية الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وكذلك رواه الطبري في التفسير 7: 56 (بولاق)، من رواية الليث بن سعد، به. وكذلك رواه البخاري 8: 213 - 214. ومسلم 2: 354 - 355، كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. بزيادة في أوله من كلام ابن المسيب، في معنى " البحيرة" و"السائبة". ورواه البخاري أيضاً 6: 399 - 400، عن أبي اليمان، عن شُعيب، عن الزهري، عن ابن المسب، عن أبي هريرة. مع الزيادة في أوله من كلام ابن المسيب. وقال البخاري = بعد رواية إبراهيم بن سعد، 8: 214 "وقال لي أبو اليمان: أخبرنا شُعيب، عن الزهري، =

هريرة، قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قُصْبَه - يعني الأمْعَاءَ - في النار، وهو أول من سَيَّبَ السَّوائبَ". 7697 - حديث عبد الرزاق، عن أَبي عروة معمر، عن أيوب، عن ابن

_ سمعت سعيدًا، يخبره - بهذا - قال: وقال أبو هريرة: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم -، نحوه. ورواه ابن الهاد، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، سممت النبي -صلي الله عليه وسلم -. فهاتان إشارتان من البخاري إلى الروايتين الموصولتين اللتين ذكرنا. وقد خرج الحافظ رواية أبي اليمان، من صحيح البخاري في الموضع الذي أشرنا إليه. ثم قصر جدًا وأبعد النجعة، في تخريج رواية ابن الهاد، فنسبها لابن مردويه، وأبي عوانة، وابن أبي عاصم، والبيهقي، والطبراني! وهي أقرب إليه من ذلك كله: هي المسند وتفسير الطبري، كما ذكرنا. وللحديث إسناد آخر صحيح، لم أجده في المسند: فرواه مسلم 2: 354، من طريق جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: "قال رسول الله: رأيت عمرو بن لحيّ بن قمعة بن خندف، أخا بني كعب هؤلاء - يجر تصبه في النار". وروى ابن حزم في جمهرة الأنساب، ص: 222 روايتي البخاري عن أبي اليمان، ومسلم من طريق جرير عن سهيل، بإسناديه إلى البخاري ومسلم. وقد مضي معناه من حديث ابن مسعود: 4258، 4259، بإسنادين ضعيفين، وأشرنا إلى حديث أبي هريرة هناك. وقوله "قصبه": هو بضم القاف وسكون الصاد المهملة، وقد فسر في المتن بأنه "الأمعاء". وهذا التفسير مدرج، ليس من متن الحديث. والظاهر أنه مدرج ممن بعد الإِمام أحمد، فإنه لم يذكر في تفسير عبد الرزاق، ولا في جامع المسانيد في نقله عن المسند. وقوله "وهو أول من سيب السوائب": سبق تفسيره في حديث ابن مسعود. 4258. و"عمرو بن عامر": هو عمرو بن عامر بن لحيّ بن قمعة بن خندف، أبو خزاعة. وقد ينسب إلى جده - كما في رواية سهيل عن أبيه - فيقال "عمرو بن لحي". و"لحيّ": بضم اللام وفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف. و"قمعة": بالقاف والميم والعين المهملة المفتوحات. و"خندف": بكسر الخاء المعجمة والدال المهملة بينهما نون. (7697) إسناده صحيح، أبو عروة: كنية معمر بن راشد شيخ عبد الرزاق. والحديث في تفسير =

سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من تاب قبل أن تَطْلُعَ الشمسُ من مغربها قُبِلَ منه". 7698 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبوِاه يهودانه، ويُنَصرَّانه، ويُمَجِّسانه، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟. ثُمَّ يَقُولُ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فِطْرَةَ الله الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ

_ = عبد الرزاق، ص: 73 - 74، بهذا الإِسناد، دون أن يذكر كنية معمر. وكذلك رواه الطبري في التفسير 8: 73، عن الحسن بن يحيى، عن عبد الرزاق. ونقله ابن كثير في التفسير 3: 434، عن الطبري، ووقع فيه خطأ مطبعي، بحذف "أخبرنا عبد الرزاق" من الإِسناد. ثم قال ابن كثير - عقب روايته: "لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة"! وعليه في هذا استدراك، فإنه في صحيح مسلم، بنحوه: فرواه مسلم 2: 312، بأسانيد، من طريق هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعًا بلفظ: "من تاب قبل أن تطع الشمس من مغربها تاب الله عليه". فلا ينبغي في هذا أن يوسف بأنه لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة. وسيأتي من رواية عوف عن ابن سيرين: 9119. ومن رواية هشام بن حسان عنه: 9505، 10424، 10589. وأغرب مما صنع ابن كثير، صنيع الحافظ الهيثمي. فإنه ذكره في مجمع الزوائد 10: 189، باللفظ الذي في صحيح مسلم ثم قال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحسن بن أبي جعفر، وهو ضعيف!!. (7698) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 301، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ولم يذكر لفظه، أحاله على ما سبق له من رواية الزبيدي عن الزهري. ورواه ابن حبان في صحيحه، رقم: 130 بتحقيقنا، من طريق إسحق بن راهويه عن عبد الرزاق. وقد مضى مختصراً قليلاً: 7181، عن عبد الأعلى، عن معمر. ومضى معناه من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة: 7436، 7437، 7438. وقد خرجناه كثير من الطرق، في حديث ابن حبان، رقم: 128.

عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله} ". 7699 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن رجل من بني غفار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لقد أعْذرَ

_ (7699) إسناده صحيح، على ما فيه من إبهام أحد رواته، فقد عرف الرجل، كما سيأتي: والحديث بهذا الإسناد، في تفسير عبد الرزاق، في آخر سورة الملائكة (وهي سورة فاطر). وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 2: 427 - 428، من طريق إسحق بن إبراهيم - وهو الدبري - عن عبد الرزاق، به. والرجل المبهم - من بني غفار -: هو "معن بن محمَّد الغفاري". تبين ذلك من رواية قال بخاري في صحيح 11: 204، من طريق عمر بن علي المقدمي، "عن معن بن محمَّد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: أعذر الله إلى امرئ أخَّر حياته، حتى بلَّغه ستين سنة". ثم قال البخاري: "تابعه أبو حازم، وابن عجلان، عن المقبري". وصرح الحافظ في الفتح بأن الرجل المبهم، في رواية المسند هذه - هو "معن بن محمَّد الغفاري". وقال بشأن رواية المسند: "فهي متابعة قوية لعمر بن علي". و "معن بن محمَّد بن معن بن نضلة الغفاري: ثقة، ترجم له البخاري في الكبير 4/ 1/390. وابن أبي حاتم 4/ 1/ 377 - فلم يذكرا فيه جرحاً. وذكره ابن حبان في الثقات. وقد رمز له في التهذيب والتقريب برمز مسلم مع البخاري، وهو خطأ، صوابه أن يكون رمز الترمذي بدل مسلم، كما في الخلاصة. ويؤيده أنه مترجم في رجال الصحيحين، ص: 498، في أفراد البخاري دون مسلم. ومتابعة أبي حازم - التي أشار إليها البخاري - ستأتي في المسند: 9383. وكذلك رواها الطبري في التفسير 22: 93 (بولاق)، من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، وذكر الحافظ في الفتح أنه. رواها أيضاً النسائي، والإسماعيلي. ومتابعة ابن عجلان - التي أشار إليها البخاري أيضاً - ستأتي في المسند: 8245. ولم يخرجها الحافظ من غير رواية المسند. ونزيد أيضاً: أنه تابعه أبو معشر، عن سعيد بن المقبري، عن أبي هريرة، ومتابعته ستأتي في المسند: 9240. ونزيد متابعة ثانية: أنه تابعه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ومتابعته رواها الحاكم في المستدرك 2: 427، من رواية عبد الله بن صالح، عن الليث. وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري، ولم =

الله إلى عبدٍ أحياه حتى- بلغ ستين أو سبعين سنة، لقد أعذر الله، لقد أعذر الله إليه". 7700 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، قال:

_ = يخرجاه. ووافقه الذهبي. فرمز له برمز البخاري، كما في مختصره المخطوط عندي، ص: 330. وفي المختصر المطبوع: (خ م)، وهوخطأ من الطابع. يؤيده أن "عبد الله بن صالح كاتب الليث" - لم يرو له مسلم في صحيحه شيئاً. ثم للحديث متابعة أخرى ضعيفة. نذكرها هنا بياناً لها، وتمامًا للبحث: فرواه الطبري في التفسير 22: 93 (بولاق)، من طريق بقية بن الوليد، قال: "حدثنا مطرف بن مازن الكناني، قال: حدثني معمر بن راشد، قال: سمعت محمَّد بن عبد الرحمن الغفاري يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: لقد أعذر الله إلى صاحب الستين سنة، والسبعين. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 2: 427، من طريق بكار بن قتيبة القاضي بمصر: "حدثنا مطرف بن مازن، حدثنا معمر بن راشد، سمعت محمَّد بن عبد الرحمن الغفاري يقول: سمعت أبا هريرة يقول ... ". فذكر نحوه مطولاً. وهذا إسناد منهار، لا تقوم له قائمة: فإن "مطرف بن مازن الكناني الصنعاني" ضعيف جد،، رماه ابن معين بالكذب، وله ترجمة مطولة في التعجيل، ص: 404 - 405، ولسان الميزان 6: 47 - 48. والكبير للبخاري 4/ 1/398، والصغير ص: 215، وابن سعد 5: 398، وابن أبي حاتم 4/ 1/314 - 315، والضعفاء للنسائي، ص: 28. ثم هذا التابعي الذي سماه مطرف "محمَّد بن عبد الرحمن الغفاري"، ونسب إليه الرواية عن أبي هريرة، وأن معمرًا رواه عنه -: لم أجد له ذكرًا ولا ترجمة في شيء مما بين يدي من المراجع. وأنا أظن أن مطرفًا رأى رواية "عمر، عن رجل من بني غفار، عن سعيد، عن أبي هريرة فخانه حفظه، واختلط عليه الأمر، فاجترأ أن يجعل الحديث عن "معمر" عن رجل اخترع له اسماً ونسبه غفاريا، أوجاء ذلك منه تخليطًا عن غير عمد. ولكنه - على كل حال - لا قيمة له. (7700) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 75، من رواية الزهري، عن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، بنحوه: أن أبا هريرة ذكر الحديث المرفوع لكعب الأحبار، "فقال كعب لأبي هريرة: أأنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال أبو هريرة: نعم". وليس =

أخبرني القاسم بن محمَّد، قال: اجتمع أبو هريرة، وكعب، فجعل أبو هريرة يحدَّث كعبًا عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، وكعبٌ يحدث أبا هريرة عن الكُتُب، قال أبو هريرة: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة".

_ =لكعب الأحبار شأن في رواية هذا الحديث إلا أنه سمعه من أبي هريرة وانظر ما نقلنا عن الخطابي، في شأن كعب الأحبار في شرح الحديث: 1416. والحديث المرفوع ثابت معناه، عن أبي هريرة مرفوعًا، من غير وجه: فرواه مالك في الموطأ، ص: 212، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وسيأتي في المسند: 10316، من طريق مالك. وكذلك رواه البخاري 11: 81، من طريق مالك. ورواه الزهري أيضًا، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: فسيأتي: 8946، من رواية معمر، و: 9132، من رواية أبي أويس - كلاهما عن الزهري، عن أبي سلمة. وكذلك رواه البخاري 13: 378، من طريق شُعيب. ومسلم 1: 75، من طريق مالك، ومن طريق ابن أخي الزهري. والخطيب في تاريخ بغداد 11: 141، من طريق شُعيب - كلهم عن الزهري، عن أبي سلمة. ورواه أيضاً الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: فسيأتي في المسند: 9500، من طريق الأعمش. وكذلك رواه ابن ماجة: 4307. والخطيب في تاريخ بغداد 3: 424 - كلاهما من رواية الأعمش، عن أبي صالح. ورواه أيضاً محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة: فسيأتي في المسند: 9392، 9548، من رواية شُعبة، عن محمَّد بن زياد. وكذلك رواه مسلم 1: 75، من طريق شُعبة. ورواه أيضاً همام بن منبه، عن أبي هريرة: وسيأتي في المسند، في صحيفة همام بن منبه:8117، من رواية معمر، عن همام بن منبه. ورواه أيضاً أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة: فرواه مسلم 1: 75، من رواية عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة. وقد شرحه الحافظ في الفتح فأوفى، في 11: 81 - 82. وقد مضى معناه، ضمن حديث مطول لابن عباس: 2546، 2692. وضمن حديث آجر لعبد الله بن عمرو بن العاص: 7068.

7701 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة بمائة امرأةٍ، تلد كل امرأةٍ منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله، قال: ونسى أن يقول "إن شاء الله"، فأطاف بهن، قال: فلم تلد منهن إلا واحدة نصف إنسانٍ، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو قال: "إن شاء الله" لم يحنث، وكان دركا لحاجته". 7702 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "إن الله تعالى قال: لا يقل أحدكم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أقلب ليله ونهاره، فإذا شئت قبضتُهُما". 7703 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن عطاء بن يزيد

_ (7701) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7137، بمعناه. (7702) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7669، بهذا الإِسناد، بنحو هذا اللفظ. وهو أيضاً مكرر: 7244، بنحو معناه، ولكن ليس فيه هناك "فإذا شئت قبضتهما". وهذا الحرف ثابت أيضاً في المستدرك 2: 453، فقد رواه من طريق إسحق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد، وقال: "هذا حديث صحيح على شرطهما. ولم يخرجاه هكذا". ووافقه الذهبي. ولا وجه لاستدراكه. فقد رواه مسلم 2: 196، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد، وباللفظ الذي عند الحاكم - وقد أشرنا لرواية مسلم، في: 7669. وهو ثابت أيضاً، في رواية أخرى لهذا الحديث، مطولة، رواها الحاكم أيضاً قبل تلك الرواية" من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: "قد اتفق الشيخان على إخراج حديث الزهري هذا، بغير هذه السياقة. وهو صحيح على شرطهما". ووافقه الذهبي. وانظر تفسير الطبري بتخريجنا: 2206، 2207. (7703) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 297 - 299، عن هذا الموضع. وسيأتي بهذا الإِسناد أيضًا: 10919. ورواه البخاري11: 73 - 405، بإسنادين، =

الليثي، عن أبي هريرة، قال: قال الناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "هل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا، يا رسول الله، فقال: "هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه

_ = ثانيهما عن محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وسنشير إلى أولهما قريبًا، إن شاء الله. وفي هذا الموضع شرحه الحافظ في الفتح شرحًا وافيًا، كله فوائد عظيمة. وسيأتي أيضاً: 7914، من رواية إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به. وكذلك رواه البخاري 13: 357 - 358، بطوله. ومسلم 1: 64 - 65، كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به. ورواه أيضاً البخاري 2: 243، عن أبي اليمان، عن شُعيب، عن الزهري: "قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة أخبرهما ... " - فذكره. وكذلك رواه 11: 387 - 405، عن أبي اليمان، مع إسناد محمود بن غَيْلان، عن عبد الرزاق. ولكنه ساقه على لفظ عبد الرزاق عن معمر، كما نص على ذلك الحافظ في الفتح. وهو أول الإسنادين في ذلك الموضع، الذي وعدنا بالإشارة إليه. وكذلك رواه مسلم 1: 65، عن الدارمي، عن أبي اليمان، مثل إسناد البخاري. ولكنه لم يذكر لفظه، بل أحاله على رواية إبراهيم بن سعد عن الزهري، قبله. وقد روى النسائي 1: 171، قطعة موجزة من هذا الحديث وحديث الشفاعة معًا، من رواية معمر، والنعمان بن راشد، كلاهما عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، قال: "كنت جالساً إلى أبي هريرة وأبي سعيد، فحدث أحدهما الشفاعة، والآخر منصت .. ". وهذا الحديث في حقيقته من مسند أبي هريرة وأبي سعيد الخدري معًا؛ لأنه ثبت في آخره أن أبا سعيد "جالس مع أبي هريرة، ولا يغير عليه شيئاً من قوله" - إلى أن خالفه في آخر الحديث، ذكر "مثله معه" فذكر أنه سمع النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "هذا لك وعشرة أمثاله معه". ومع هذا فإنه لم يذكره الإِمام أحمد، بهذا السياق من هذا الوجه - في مسند أبي سعيد. ولأبي سعيد حديثان آخران في الرؤية، أحدهما مختصر: 11137، وثانيهما مطول: 1114، وحديث ثالث في عرض الناس على جهنم - أعاذنا الله منها - وفيه قصة الرجل الذي هوآخر أهل النار خروجاً، بنحو الرواية التي هنا. وهو برقم: 11218، =

سحاب؟ " فقالوا: لا، يا رسول الله، قال: "فإنكم ترونه يومِ القيامة كذلك، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئًا فيتْبَعُه، فيتْبَعُ من كان يعبد القمر القمر، ومن كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد

_ = وفي آخره الخلاف في أنه "يعطي الدنيا ومثلها معها"، أو "وعشرة أمثالها" - بين أبي سعيد ورجل آخر من الصحابة، لم يسمّ هناك، ولم يبين أيهما صاحب رواية "المثل"، وأيهما صاحب رواية "العشرة الأمثال". والأحاديث في رؤية المؤمنين ربهم عَزَّ وَجَلَّ ثابتة ثبوت التواتر. من أنكرها فإنما أنكر شيئًا معلوم من الدين بالضرورة. وإنما ينكر ذلك الجهمية والمعتزلة، ومن تبعهم من الخوارج والإمامية، وانظر شرح الطحاوية، لقاضي القضاة ابن أبي العز، بتحقيقنا، ص: 126 - 139. وأقرب الروايات إلى هذه الرواية - هي رواية البخاري من طريق عبد الرزاق عن معمر، التي أشرنا إليها، والتي صرح الحافظ بأن البخاري ساق الحديث على لفظ معمر، يعني رواية عبد الرزاق عن معمر ولا تختلفان إلا في أحرف يسيرة لا تؤثر في المعنى. فلذلك سأحرر لفظ الحديث هنا، على تلك الرواية في البخاري، للثقة بضبط اليونينية. وهو في الطبعة السلطانية من البخاري 8: 117 - 119. وشرح القسطلاني 9: 265 - 269. قوله "هل تضارون": هو بضم التاء وفتح الضاد المعجمة وتشديد الراء المضمومة. قال القاضي عياض في المشارق 2: 75 "تضارون، مشدد. وأصله تضاررون، من الضر. ويروى بتخفيف الراء من الضير. ومعناهما واحد، أي: لا يخالف بعضكم بعضًا فيكذبه وينازعه فيضره بذلك. يقال: ضاره يضيره ويضوره. وقيل: معناه لا تتضايقون، والمضارة: المضايقة". قوله "فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك": قال الحافظ: "المراد تشبيه الرؤية بالرؤية في الوضوح وزوال الشك، ورفع المشقة والاختلاف". وقال القاضي ابن أبي العز في شرح الطحاوية: "وليس تشبيه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر تشبيهًا لله. بل هو تشبيه الرؤية بالرؤية، لا تشبيه المرئي بالمرئى". قوله "فيتبعه" هكذا ثبت في الأصول هنا وجامع المسانيد، وعليه في م علامة "صحـ". وفي رواية البخاري: "فليتبعه، بزياده لام الأمر. وضبطت في رواية أبي ذر من البخاري بتخفيف التاء، وكذلك ضبطت في فرع اليونينية. وضبطها القسطلاني بتشدبد التاء وكسر الباء الوحدة. ونقل التخفيف عن رواية أبي ذر. قوله "فيتبع من كان يعبد القمر =

الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، قال: فيأتيهم الله عِز وجل في الصوِرة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتْبعونه، قال: ويُضْربُ جسرٌ على جهنم قال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "فأكون أول من يُجيز، ودعوى

_ = القمر": "القمر" الأولى مفعول "يعبد"، والثانية مفعول "يتبع". وهكذا في اللتين بعدها: "الشمس"، و"الطواغيت". والمفعول الثاني في الثلاثة ثابت هنا في الأصول، وهو كذلك ثابت في نسخة البخاري التي شرح عليها الحافظ. ولكنه محذوف في الثلاثة، في النسخة اليونينية. وبذلك شرح القسطلاني أيضاً، وهي ثابتة في رواية مسلم. قوله "الطواغيت": قال الحافظ: "جمع طاغوت، وهو الشيطان والصنم، ويكون جمعًا ومفردًا، ومذكرًا ومؤنثًا ... وقال الطبري: الصواب عندي أنه كل طاغ طغى على الله، يعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبد، وإما بطاعة ممن عبد، إنسانَا أو شيطانًا أو حيوانًا أو جمادًا، قال: فاتباعهم لهم حينئذ باستمرارهم على الاعتقاد فيهم. ويحتمل أن يتبعوهم بأن يساقوا إلى النار قهرًا". قوله "فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون"، ثم قوله "فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون": هو من أحاديث الصفات لله عز وجل، التي يجب أن نؤمن بها على ما جاء بها الصادق الأمين، دون إنكار، ولا تأويل، ولا تشبيه. تعالى الله عن أن يشبه شيئًا من خلقه. وقد حكى الحافظ هنا أقوالاً في التأويل، وحكى القول الصحيح، الموافق لما ذهب إليه السلف الصالح، فقال: "وقيل: الإتيان فعل من أفعال الله تعالى، يجب الإيمان به، مع تنزيهه سبحانه وتعالى عن سمات الحدوث". وحكي عن القاضي عياض، أحد الأوجه التي ساقها في معنى الصورة، "وهو أن المعنى: يأتيهم الله بصورة، أي: بصفة تظهر لهم من الصور المخلوقة التي لا تشبه صفة الإله، ليختبرهم بذلك". ثم قال، نقلاً عن القاضي عياض: "قال: وأما قوله بعد ذلك: فيأتيهم الله في صورته التي يعرفونها - فالمراد بذلك: الصفة، والمعنى: فيتجلى الله لهم بالصفة التي يعلمونه بها. وإنما عرفوه بالصفة، وإن لم تكن تقدت لهم رؤيته، لأنهم يرون حينئذ شيئاً لا يشبه المخلوقين، وقد علموا أنه لا يشبه شيئاً من مخلوقاته. فيعلمون أنه ربهم، فيقولون: أنت ربنا. وعبر عن الصفة =

الرسل يومئذٍ: اللهم سلم سلم، وبها كَلاليبُ مثل شوك السَّعْدان، هل رأيتم شوك السعدان"؟ قالوا نعم، يا رسول الله، قال: "فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عِظَمِها إلا الله تعالى، فتَخْطَف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبَقُ بعمله، ومنهَم الَخردَلُ ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله عَزَّ وَجَلَّ من القضاء بين العباد، وأراد أن يُخرِج من النار من أراد أن يرحم، ممن كان

_ = بالصورة، لمجانسة الكلام، لتقدم ذكر الصورة". قوله "قال النبي - صلي الله عليه وسلم -: فأكون أول من يجيز"، في رواية مسلم: "فكون أنا وأمتى أول من يجيز"، وهو المراد. قال ابن الأثير: "بجيز: لغة في يجوز، يقال: جاز وأجاز. بمعنى". والمعنى: فأكون أنا وأمتي أول من يقضي على الصراط ويقطعه. والجسر هنا: هو الصراط. قوله "كلاليب": هو جمع "كلوب" بفتح الكاف وتشديد اللام المضمومة. وهو حديدة معوجة الرأس. قال القاضي أبو بكر بن العربي: "هذه الكلاليب هي الشهوات، المشار إليها في الحديث: حفت النار بالشهوات". قوله "مثل شوك السعدان"، السعدان - بفتح السين وسكون العين المهملتين، بلفظ كلفظ المثنى: هو نبت ذو شوك، يكون بنجد، وهو من جيد مراعى الإبل، تسمن عليه. شبه الكلاليب بشوك السعدان، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تعالى". أعاذنا الله منها. قوله "فتخطف الناس": الأفصح فيها فتح الطاء في المضارع، ففي المصباح: "خطفه يخطفه، من باب تعب: استلبه بسرعة. وخطفه خطفًا، من باب ضرب". وحكى في اللسان اللغة الأولى، أي كسر الطاء في الماضي وفتحها في المفارع، وقال: "وهي اللغة الجيدة. وفيه لغة أخرى، حسماها الأخفش: خطف، بالفتح، يخطف، بالكسر، وهي قليلة رديئة، لا تكاد تعرف". وثبت هذا الحرف في م "فتختطف". وهو - وإن كان صحيح المعنى - مخالف لما في ك ح وجامع المسانيد ورواية البخاري. قوله "الموبق": هو بضم الميم بعدها واو ثم باء موحدة مفتوحة، اسم مفعول، أي: المهلك. قال ابن الأثير: "يقال وبق يبق ووبق يوبق فهو وبق" - إذا هلك و"أوبقه غيره فهو موبق". قوله "الخردل": هو بضم الميم وفتح الخاء المعجمة والدال المهملة بينهما راء ساكنة، اسم مفعول. قال ابن الأثير: "هو المرمي المصروع. وقيل: المقطع، تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار. يقال خردلت اللحم بالدال والذال، أي فصلت أعضاءه وقطعته". =

يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، ليحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتُحشُوا، فيُصَبُ عليهم من ماء يقال له ماء الحياة، فيَنْبُتُون نبات الحبَّة في حَميل السَّيل، ويبقى رجل يُقْبل بوجهه إلى النار، فيقول: أي رب، قَد قشبني ريحها، وأحرقني ذَكَاؤها، فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو

_ = قوله "ثم ينجو": يعني أن هذا "المخردل" تقطعه الكلاليب ثم ينجو بعد ذلك. وفي الفتح، عن ابن أبي جمرة، قال: "يؤخذ منه أن المارين على الصراط ثلاثة أصناف: ناج بلا خدش، وهالك من أول وهلة، ومتوسط بينهما، يصاب ثم ينجو". وهذا هو الثابت في ك وجامع المسانيد ورواية البخاري. رفى ح م "ثم يعجوا" وهو خطأ لا معنى له في هذا الموضع. ولو كان صحيحًا لفظًا لكان "ثم يعجون"، إذ لا ناصب للفعل ولا جازم حتى تحذف منه النون. ويؤيد صحة الحرف على ما أثبتنا، رواية مسلم: "ومنهم المجازي حتى ينجي". قوله "ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله" - المراد: مع الشهادة برسالة كل رسول إلى أمته، ثم مع الشهادة برسالة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، في جميع أمم الدعوة، بعد بعثته إلى الناس كافة. ولم تذكر الشهادة بالرسالة نصًا؛ لأنها لازمة نطقًا مع الشهادة بالتوحيد، ولأنها معلومة بالبداهة علم المعلوم من الدين بالضرورة. قال الحافظ: "وقد تمسلك بظاهره بعض المبتدعة، ممن زعم أن من وحد الله من أهل الكتاب يخرج من النار ولو لم يؤمن بغير من أرسل إليه! وهو قول باطل، فإن من جحد الرسالة كذب الله، ومن كذب الله لم يوحده". أقول: وهذا بديهي، لم يختلف فيه المسلمون. من خالف من المبتدعة فليس بمسلم بداهة. ولكن أتباع الإفرنج عباد الأوثان، ممن رضعوا لبان التبشير في عصرنا هذا الحاضر - يريدون أن يفتنوا الناس عن دينهم، ويزعمون مثل قول المبتدعة. بل أكثرُ منه، مما نعرض عن حكايته، لشناعته. ويذيعون هذا المنكر وهذا الافتراء في الناس، على الصحف والمجلات الداعرة الفاسقة. وفي كتبهم وأحاديثهم وإذاعاتهم. حتى لقد اجترأ بعض الوقحاء منهم، ممن لا يستحيون، فاصتعدوا سلطان الدولة على بعض خطاء المساجد الذين وصفوا من لم يؤمن برسالة نبينا من أهل الكتاب بأنهم كفار!! وهم كفار بنص الكتاب وصحيح السنة المتواترة. ولكن هؤلاء لا يستحيون ولا يؤمنون. قوله "امتحشوا": ضبط في =

الله، حتى يقول: فلعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألَني غيره؟ فيقول: لا وعزِتك لا أسألك غيره، فيصْرَفُ وجهه عن النار، فيقول بعد ذلك: يا رب، قربني إلى باب الجنة، فيقول: أو ليس قد زعمتَ أن لا تسألَني غيره؟ ويلك يا ابن آدم، ما أغدرك! فلا يزال يدعو، حتى يقول: فلعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألَني غيره، فيقول: لا وعزِتك لا أسألك غيره، ويعطى من عهوده

_ = اليونينية بضم التاء المثناة وكسر الحاء المهملة، على ما لم يسم فاعله. ولم يذكر بهامشها رواية أخرى، لا في المطبوعة، ولا في مخطوطة عندي هي فرع من اليونينية. ولكن ضبطه الحافظ في الفتح بفتح المثناة والمهملة "أي: احترقوا، بوزنه ومعناه. والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم، قال عياض: ضبطناه عن متقني شيوخنا، وهو وجه الكلام، وعند بعضهم بضم المثناة وكسر الحاء، ولا يعرف في اللغة "امتحشه" متعدياً. وإنما سمع لازمًا، مطاوع "محشته". يقال "محشته" و"أمحشته". وأنكر يعقوب بن السكيت الثلاثي". هذا نص كلام الحافظ. ونقل القسطلاني 9: 268 ضبطه عن الفرع، على ما لم يسم فاعله، ثم قال: "قال في المطالع: "وهي لأكثرهم. وعند أبي ذر والأصيلي: امتحشوا، بفتحهما"، فهو لم ير الضبط بالبناء للفاعل في اليونينية، ولكنه نقله عن صاحب المطالع. ونحن لم نره فيها أيضاً. والذي قاله القاضي عياض في المشارق 1: 374 يخالف بعض ما نقل الحافظ والقسطلاني فقال عياض: "كذا ضبطه أكثرهم بضم التاء وكسر الحاء، على ما لم يسم فاعله. وضبطاه على أبي بحر، بفتح التاء والحاء في الأول [يعني: امتحشوا]. وضبطه الأصيلي في الآخر بفتحهما أيضاً [يعني: امتحشت، في حديث آخر غير هذا الحديث]. يقال "محشته النار" أي: أحرقته، كذا في البارع. وقال ابن قتيبة "محشته النار" و"امتحش". وحكى يعقوب [يعني ابن السكيت] "أمحشه الحر". أحرقه. وقال غيره: ولا يقال "محشته" في هذا بمعنى أحرقته. وحكى صاحب الأفعال الوجهين في أحرقته، قال: و"مَحشتْ" لغة. و"أمحشتْه المعروف". والذي نقله عياض عن صاحب الأفعال، ثابت في كتاب الأفعال لابن القوطية، ص: 148. والذي نقله ابن السكيت في إصلاح النطق، عن: 310 - 311، بتحقيقنا مع الأستاذ عبد السلام هرون أنه حكى "أمحشه الحر، إذا أحرقه. ويقال: امتحش غضبًا، إذا احترق"، =

ومواثيقه أن لا يسأل غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا دنا منها انفهقت له الجنة، فإذا رأي ما فيها من الحَبْرَة والسرور، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول: أو ليس قد زعمت أن لا تسأل غيره، وقد أعطيتَ عهودك ومواثيقك أن لا تسألَني غيره؟! فيقول: يا رب لا تجعلْني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو الله، حتى يضحكَ الله، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها، فإذا أُدْخِلَ، قيل له: تمنَّ من كذا، فيتمنى، ثم يقال: تمن من كذا، فيتمنى، حتى تنقطع به الأمانيُّ، فيقال له: هذا لك

_ = ثم قال: "ويقولون: مرت غرارة فمحشتْنى، أي سَحجتْني". فهو قد نقل الثلاثي في معنى قريب من معنى الاحتراق، ولم ينكره كما زعم الحافظ. والثلاثي والرباعي ثابتان في اللسان وغيره. وإما الكلام في "امتحش"، أهو لازم فقط، أم يكون متعديًا أيضاً؟ الحديث بهذه الرواية يدل على أنه يجيء متعديًا أيضاً، وهو حجة في ذلك، بصحة الأصول في رواية البخاري المتقنة الموثقة. قوله "ماء الحياة": ذكر الحافظ أن في تلك التسمية إشارة إلى أنهم لا يحصل لهم الفناء بعد ذلك. قوله "نبات الحبة": هي بكسر الحاء وتشديد الباء، وهي بذور البقول وحب الرياحين. وقيل: هو نبت صغير ينبت في الحشيش. وجمعها "حبب"، بكسر الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة بعدها موحدة أيضاً. وأما "الحبة" بفتح الحاء، وهي ما يزرعه الناس، فجمعها "حبوب"، بضم الحاء. قوله "في حميل السيل": هو بفتح الحاء وكسر الميم. قال ابن الأثير: "هو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره، فعيل بمعنى مفعول. فإذا اتفقت فيه حبَّة واستقرت على شط مجرى السيل، فإنها تنبت في يوم وليلة. فشبه بها سرعة عودة أبدانهم وأجسامهم إليهم، بعد إحراق النار لها". قول الرجل الخرج من النار "قشبني ريحها"، قال الحافظ: "بقاف وستين معجمة مفتوحتين مخففًا، وحكى التشديد، ثم موحدة. قال الخطابي: قشبه الدخان إذا ملأ خياشيمه وأخذ بكظمه، وأصل القشب: خلط السم بالطعام. يقال: قشبه، إذا سمه، ثم استعمل فيما إذا بلغ الدخان والرائحة الطيبة منه غايته". قوله " ذكاؤها": هو بفتح الذال المعجمة مع المد. وفي نسخة أبي ذر من البخاري "ذكاها" بالقصر. قال القاضي عياض =

ومثلُه معه" قال: وأبو سعيد جالس مع أبي هريرة، ولا يُغَيِّرُ عليه شيئاً من قوله، حتى إذا انتهى إلى قوله: "هذا لك ومثلُه معه"، قال أبو سعيد: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: هذا لك وعشرة أمثاله معه، قال أبو هريرة: حفظت "مثلُه معه". قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً الجنة. 7704 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "احتجت الجنة والنار، فقالت الجنة: يا ربِ، مالي لا يدخلني إلا فقراء الناس وسَقَطَهُمُ؟ وقالت النار: مالي

_ = في المشارق 1: 270 "أي: شدة حرها والتهابها. كذا هو بفتح الذال ممدود عند الرواة. والمعروف في شدة حر النار القصر، إلا أن أبا حنيفة [يعني الدينوري]، ذكر فيه المد. وخطأه علي بن حمزة في ردوده". والصحيح أنهما لغتان. قال ابن الأثير: "الذكاء: شدة وهج النار، يقال: ذكيت النار إذا أتممت إشعالها ورفعتها. وذكت النار تذكر ذكّا، مقصور، أي اشعلت. وقيل: هما لغتان". قوله "انفهقت له الجنة"، قال القاضي عياض في الشارق 2: 164 "أُي انفتحت له واتسعت". قوله "من الحبرة": هي بفتح الحاء المهملة والراء بينهما باء موحدة ساكنة، وهي النعمة وسعة العيش. (7704) إسناده صحيح، وسيأتي بنحوه، في صحيفة همام بن منبه، عن أبي هريرة: 8149. وسيأتي نحوه، مختصراً: 9815 من رواية محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وسيأتي مطولاً: 10596، من رواية هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقد رواه عبد الرزاق، في تفسيره، في تفسير سورة (ق)، عن معمر، عن أيوب، بهذا الإِسناد، وعن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة - رواية واحدة، وساقه على اللفظ الذي هنا، لفظ أيوب عن ابن سيرين. وزاد في آخره بعد قوله "قط" ثلاث مرات: "أي حسبي". ورواه مسلم 2: 353، من رواية محمَّد بن حميد، عن معمر، عن أيوب، بهذا الإِسناد. ولم يسق لفظه. إحالة على روايتين قبله. ورواه البخاري 8: 458. ومسلم 2: 353 - كلاهما من رواية عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه. ورواه مسلم قبل ذلك 2: 352 - 353، بإسنادين، من طريق أبي الزناد، عن =

لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون؟ فقال: للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما الجنة، فإن الله ينشِئِ لها ما يشاء، وأما النار، فيُلْقَوْن فيها، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يَضَعَ قَدَمَهَ فيها، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعضٍ، وتقول: قَطْ، قَطْ، قطْ". 7705 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن

_ = الأعرج، عن أبي هريرة، نحوه. ورواه الترمذي 3: 337 - 338، مختصراً، من حديث محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وسيأتي معناه، من حديث أبي سعيد الخدري، مطولاً ومختصرًا: 11115، 11763، 11777. قوله "وسقطهم": هو بفتح السين والقاف، أي أراذلهم وأدوانهم. قال في اللسان: "والسقط من الأشياء: ما تسقطه فلا تعتد به، من الجند والقوم ونحوه". وقال الحافظ: أي المحتقرون بينهم، الساقطون من أعينهم. وهذا بالنسبة إلى ما عند الأكثر من الناس. وبالنسبة إلى ما عند الله هم عظماء رفعاء الدرجات، لكنهم بالنسبة إلى ما عند أنفسهم - لعظمة الله عندهم، وخضوعهم له -: في غاية التواضع لله، والذلة في عباده. فوصفهم بالضعف والسقط بهذا المعنى، صحيح". قوله "ويزوي بعضها إلى بعض": أي يجتمع وينضم وينقبض بعضها إلى بعض. (7705) إسناده صحيح، ورواه عبد الرزاق في تفسيره، في تفسير سورة النجم، بهذا الإِسناد. ثم رواه عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة: "مثل حدثنا ابن طاوس، عن أبيه". وسيأتي في صحيفة همام بن منبه: 8199. وسيأتي معناه بأسانيد كثيرة، من أوجه عن أبي هريرة، مطولاً ومختصرًا: 8338، 8507، 8520، 8582، 8830، 8919، 9320، 9559، 10841، 10924، 10933. ونقله ابن كثير في التفسير 8: 114، عن هذا الوضع من المسند. ووقع فيه خطأ مطبعي غريب: "أخبرنا معمر بن أرطأة" فزيادة "بن أرطأة" خطأ لا معنى له!! ثم قال ابن كثير: "أخرجاه في الصحيحين، =

النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدركه لا محالة، وزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه". 7706 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسوِل الله: "ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل يوم القيامة صفائح من نارٍ، يُكوى بها جبينه وجبهته وظهره، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، تطؤه بأخفافها"، حسبته قال: "وتعضه بأفواهها، يَردُ أوَّلُها عن آخرها، حتى يقضى بين الناس، ثم يرى سبيلَه، وإن كانت غنماً فكمثل ذلك، إلا أنها تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها". 7707 - حدثنا عبد الرزاق، قال: قال معمر: أخبرني الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث لم تمسَّه النار، إلا تحلة القسم، يعني الورود". 7708 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، قال:

_ = من حديث عبد الرزاق، به" وهو في البخاري 11: 21 - 22. ومسلم 2: 301 - كلاهما من طريق عبد الرزاق. ونسبه السيوطي أيضاً لأبي داود والنسائي، كما في الفتح الكبير 1: 314. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود: 3912. (7706) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7553. وقد خرجناه وشرحناه، هناك. (7707) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7264. وقد خرجناه وشرحناه. هناك وانظر: 7135. (7708) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه: 7246، من طريق الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وأشرنا هناك إلى رواية الشيخين إياه، من طريق الزهري، عن أبي سلمة، وهي هذه الطريق. وانظر: 7602.

أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب، أكل بعضي بعضًا فنفِّسْني، فأذن لها في كل عام بنفسين، فأشد ما تجدون من البرد، من زمهرير جهنم، وأشد ما تجدون من الحر، من حر جهنم". 7709 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا هشامِ بن حسان، عن محمَّد قال: سمعت أبا هريرة قال: لما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ}، قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوباً، الإيمان يمانٍ، الفقه يمانٍ،

_ (7709) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن سيرين. وهو في تفسير عبد الرزاق - في تفسير سورة النصر- بهذا الإِسناد. وكذلك نقله ابن كثير في جامع المسانيد 7: 371 - 372، عن هذا الموضع من المسند. وقد مضى: 7616، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة - دون ذكر نزول السورة. وكذلك ذكره عبد الرزاق، عقب هذا الحديث، عن معمر، عن أيوب، به، ولم يذكر لفظه، بل قال: "مثله، إلا أن معمرًا لم يقل: حين نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله}. فهذا الحديث الذي هنا - بهذه الزيادة - يعتبر من الزوائد، ولكن الهيثمي لم يذكره، بل ذكر حديثاً لابن عباس في ذلك، تأتي الإشارة إليه، إن شاء الله. وحديث أبي هريرة هذا لم أجده في موضع آخر - من المراجع، إلا في الدر المنثور 6: 408، ونسبه لابن مردويه فقط! فأبعد النجعة جدًا، وهو بين يديه في تفسير عبد الرزاق ومسند أحمد. والحافظ ابن كثير، وقد ذكره في جامع المسانيد، سها أن يذكره في التفسير، بل ذكر في معناه 9: 323 - 324، حديثًا لابن عباس، من رواية الطبري في التفسير 30: 215 (بولاق). وحديث ابن عباس، صحيح أيضاً، رواه ابن حبان في صحيحه (ج 9 في الورقة 199 من مخطوطة الإحسان). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 55، من رواية البزار وحده. وأشار إليه الحافظ في الفتح 8: 77 - أعني حديث ابن عباس، ونسبه للبزار أيضًا. ففاته أولاً: أن ينسبه لصحيح ابن حبان. وفاته ثانيًا: أن يذكر حديث أبي هريرة هذا، وهو صحيح على شرط الشيخين، وأصح من حديث ابن عباس، وهو أقرب إليه، في تفسير عبد الرزاق والمسند. وقد مضى مدح أهل =

الحكمة يمانيةُ". 7710 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، وكان معمر يقول. "عن أبي هريرة" ثم قال بعد: "عن الأعرج، عن أبي هريرة" في زكاة الفطر: على كل حرٍ وعبدٍ، ذكرٍ أو أنثى، صغير أو كبير، فقيرٍ أو غني، صاعٌ من تمر، أو نصفُ صاع من قمح، قال معمر: وبلغني أن الزهري كان يرويه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -. 7711 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا إسرائيل، عن سماك، عن أبي

_ = اليمن بهذا، مراراً: 7201، 7426، 7496، 7639. وقوله "الفقه يمان، الحكمة يمانية" - هكذا ثبت هنا في ح دون واو العطف فيهما، وهو الموافق لما في تفسير عبد الرزاق. وثبت بالواو فيهما في م وجامع المسانيد. وثبت بالواو في "والحكمة" - فقط - في ك. ورجحنا ما أثبتنا لموافقته تفسير عبد الرزاق. (7710) إسناده صحيح، موقوفًا أما مرفوعاً فلا. وقد بين عبد الرزاق أن معمرًا كان يحدث به أولاً عن الزهري، عن أبي هريرة مباشرة، موقوفاً، فيكون منقطعاً، وأنه وصله بعد ذلك، إذ تذكر أنه سمعه من الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة. فصح الإِسناد واتصل. أما رفعه فلم يثبت؛ لأن محمرًا لم يسمعه من الزهري مرفوعاً. بل بلغه عنه أنه "كان يرويه إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -"، أي يسنده إليه ويرفعه. فالذي أبلغ معمرًا هذا، لا نحرف من هو؟ والحديث رواه الطحاوي في معاني الآثار 1: 320، من طريق حسين بن مهدي. والدارقطني في السنن، ص: 224، من طريق الحسن بن أبي الربيع. والبيهقي في السنن الكبرى 4: 164، من طريق إسحق بن إبراهيم الدبري - كلهم عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد، على الرواية الموصولة - دون الرواية الأولى المنقطعة التي رجع عنها معمر، وذكروا فيه ما بلغ معمرًا أن الزهري كان يرفعه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 80، وقال: "رواه أحمد، وهو موقوف صحيح. ورفعه لا يصح". وانظر نصب الراية 2: 427. وانظر أيضًا ما مضى في مسند عبد الله بن عمر: 6214. (7711) إسناده صحيح، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحق السبيعي، وهو ثقة حجة، سبق =

الربيع، عن أبي هريرة، قال: عهد إليّ النبي - صلي الله عليه وسلم - في ثلاث، لا أدعُهُن أبدًا، لا أنام إلا على وتر، وفي صلاة الضحى، وصيامِ ثلاثة أيامٍ من كل شهر.

_ = توثيقه: 2704، 6400، قال أحمد: "كان شيخًا ثقة. وجعل يعجب من حفظه". وهو من أثبت من روى عن جده أبي إسحق، حتى لقد كان أبوه يونس يقدمه على نفسه في حديث أبي إسحق، وقال لمن سأله عنه: "اكتبه عن إسرائيل، فإن أبي أملاه عليه"، وقد روى الحاكم في المستدرك 1: 12 حديثاً من طريق إسرائيل عن الأعمش، وقال: "وأكثر ما يمكن أن يقال فيه: أنه لا يوجد عند أصحاب الأعمش. وإسرائيل بن يونس السبيعي كبيرهم وسيدهم، وقد شارك الأعمش في كثير من شيوخه، فلا ينكر له التفرد عنه بهذا الحديث". وهو مترجم في الكبير 1/ 2/56 - 57. والصغير: 813. وابن سعد 6: 260. وابن أبي حاتم 1/ 1/ 330 - 331. وتذكرة الحافظ 1/ 199 - 200. وجاءت كلمة في آخر ترجمته في التهذيب 1: 263 توهم جرحاً شديدًا، هي وهم ممن رواها، أو ممن روى عمن رواها: ففيه: "قال عثمان بن أبي شيبة، عن عبد الرحمن بن مهدي: إسرائيل لص يسرق الحديث"!! ومعاذ الله أن يوصم إسرئيل بهذا، وعبد الرحمن بن مهدي أجل وأتقى لله من أن يرميه به. والرواية الصحيحة الثابتة، ما روى ابن أبي حاتم في ترجمته: "أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان إسرائيل في الحديث لصًا، يعني أنه يتلقف العلم تلقفًا". فهذا هو صواب الكلمة وصواب تفسيرها عن أبي بكر بن أبي شيبة. وما أظن أن أخاه عثمان بن أبي ذيبة فسرها بما جاء في التهذيب، الراجع عندي أنه تفسير ممن نقلها عنه. ثم كيف يقول فيه ابن مهدي هذا المعنى المنكر، وهو يروي عنه؟ بل يقول: "إسرائيل في أبي إسحق - أثبت من شُعبة والثوري". بل إن الذهبي ترجمه في الميزان 1: 97 - 98، وذكر ما تكلم به بعضهم في إسرائيل، ولم يذكر هذه الكلمة، ولا تفسيرها المنكر، بل قال: إسرائيل اعتمده البخاري ومسلم في الأصول، وهو في الثبت كالأسطوانة، فلا يلتفت إلى تضعيف من ضعفه". سماك: هو ابن حرب بن أوس الذهلي البكري، سبق توثيقه: 116، ونزيد أنه =

7712 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا داود بن قيس، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه، ثم جاء به قد وَليَ حره ودخانه، فليُقْعِدْه معه فليأكل، فإن كان الطعام مَشْفوفًا قليلاً، فليضع في يده أكلةً أوأكلَتين".

_ = مترجم في الكبير 2/ 2/ 174. وابن أبي حاتم 2/ 1/ 279 - 280. ورجال الصحيحين: 204، وأخرج له مسلم في صحيحه. أبو الربيع المدني: تابعي ثقة. ترجمة البخاري في الكنى، رقم: 263، 267، وقال: "سمع أبا هريرة"، ولم يذكر فيه جرحاً، وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 2/ 370، وروى عن أبيه قال: "هو صالح الحديث". وذكره ابن حبان في الثقات. وقد رمز له في التهذيب 12: 94 برمز أبي داود. وهو خطأ مطبعي، صوابه "ت"، رمز الترمذي، كما في التقريب والخلاصة، وكما هو الواقع؛ لأنه روى له الترمذي ولم يرو له أَبَو داود. والحديث في جامع المسانيد 7: 429. ورواه الطيالسي: 2396، عن أبي عوانة، عن سماك بن حرب، بنحوه. وكذلك رواه الترمذي 2، 59، عن قتيبة، عن أبي عوانة، ورواه البخاري في التاريخ الكبير - بالإشارة إليه كعادته - عن أحمد بن يونس، عن زهير، عن سماك. وقد مضى معناه من رواية الحسن عن أبي هريرة مرارًا، آخرها: 7658. وقد فصلنا القول في طرقه تفصيلا وافيًا، في: 7138، وأشرنا إلى هذا هناك. وقع في ح "عهد إليّ النبي - صلي الله عليه وسلم - أوصاني في ثلاث". فزيادة كلمة "أوصاني" قلقة في هذا الموضع، وهي خطأ من ناسخ أو طابع، ولم تذكر في ك م ولا جامع المسانيد. فلذلك حذفناها. (7712) إسناده صحيح، داود بن قبس الفراء الدباغ: سبق توثيقه: 3073، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 2/422 - 423. والحديث في جامع المسانيد 7: 384. ورواه مسلم 2: 21، عن القعنبي، عن داود بن قيس، به. وقد مضى معناه من وجهين آخرين عن أبي هريرة: 7334، 7505. قوله "مشفوفًا": هو بفاءين، كما ثبت هنا في الأصول الثلاثة وجامع المسانيد. وكتب عليها في م علامة "صحـ". وفي لفظ مسلم "مشفوهًا"، بالهاء بد الفاء الثانية. وقد فسرها ابن الأثير، قال: "المشفوه: القليل، وأصله: الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قل. قيل، أراد: فإن كان مكثورًا، عليه، أي كثرت أكلته". =

7713 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا داود بن قيس، عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبعْ أحدكم علي بيع أخيه، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمهُ ولا يخذلُه ولا يَحْقرُه، التقوى ها هنا، وأشار بيده إلى صدره، ثلاث مراتٍ، حسبُ امرئٍ مسَلمٍ من الشر أن يَحْقِرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمُه، وماله، وعرضه". 7714 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا داود بن قيس، عن موسى بن

_ = وعندي أن رواية المسند "مشفوفًا" أجود وأدق معنى، وأبعد عن التكلف. من قولهم: "شَفَّهُ الهَمُّ، أي هَزَلَه وأضْمَره حتى رَقَّ. وهو من قولهم: شفَّ الثوبُ، إذا رقَّ حتى يصفَ جلد لابسه. والشُّفُوفُ: نحول الجسم من الهمّ والوَجْد". ومنه قولهم أيضاً: "شَفَّ الماءَ يَشُفُّه شَفًاَ، وَاشتَفُّه، أي: تَقَصَّى شُرُبَه. والشُّفَافَةُ: بقيةُ الماء واللبن في الإناء" - كل هذا عن اللسان. وهو واضح لا يحتاج إلى تكلف ولا بيان، وهو المناسب لقوله عقبه "قليلاً". (7713) إسناده صحيح، أبو دميد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، وبعضهم يقول "مولى عامر ابن كريز": تابعي ثقة معروف. ترجمه البخاري في الكنى، رقم: 297، وابن أبي حاتم 4/ 2/376. وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث في جامع المسانيد 7: 445. ورواه مسلم 2: 279، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن داود بن قيس، بهذا الإِسناد. ثم رواه بنحوه - بزيادة ونقص - من طريق أسامة بن زيد، عن أبي سعيد مولى ابن كريز. وهو الحديث: 35 من الأربعين النووية. وقد خرجه الحافظ ابن رجب، وشرحه شرحًا مسهبًا، في جامع العلوم والحكم. وسيأتي مرة أخرى، من طريق داود بن قيس: 8707. وانظر: 7247، 7686، 7862، 8086، 8089، 8013، 8485. (7714) إسناده صحيح، وقد مضى: 7137، 7372، 7523، 7641 بلفظ "تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي". وفي هذه الرواية زيادة "أنا أبو القاسم" - صلى الله عليه وسلم -. واللفظ الذي أثبتنا هنا هو الثابت في ك. ويؤيده ما في م، لكنه مصحف محرف. ففيها "ولا تكنوني"! =

يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "تَسَمَّوْا بي، ولا تَكنوْا بي، أنا أبو القاسم". 7715 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ الخطا إلى المساجد، وإسباغ الوضوء عند المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط". 7716 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا توضأ أحدكم فليستنثر، وإذا استجمر فليوتر".

_ = فهذه ظاهرأن أصلها "تكنوا بي" فأخطأ الناسخ. وفي ح "تسموا بي، ولا تكنوا بكنيتي". وفي جامع المسانيد 7: 384 "تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي". والظاهر لي أن هذا تصرف من الناسخ، لعله كتبه من حفظه، فكتب اللفظ الذي هو أكثرُ دورانًا في الروايات، والذي يسبق إليه الحفظ. (7175) إسناده صحيح، وهو مطول 7208. وقد خرجناه هناك، وذكرنا أنه في الموطأ: 161، وأن مسلماً والنسائي روياه من طريق مالك. وقوله "فذلك الرباط" - في الموطأ "فذلكم الرباط" مكررة ثلاث مرات. قال ابن الأثير: "الرباط، في الأصل: الإقامة على جهاد العدو بالحرب، وارتباط الخيل وإعدادها. مثله به ما ذكر من الأفعال الصالحة والعبادة. قال القتيبي: أصل المرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر، كل منهما معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغور رباطًا. ومنه قوله: "فذلكم الرباط"، أي أن المواظبة على الطهارة والصلاة، كالجهاد في سبيل الله. فيكون الرباط مصدر رابطت، أي لازمت. وقيل. هو ها هنا اسم لما يربط به الشيء، أي يشد. يعني: أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي، وتكفه عن المحارم". (7716) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7220، ومطول: 7445، بنحوه. وانظر: 7298، 7340، 7403.

7717 - حدثنا عبد الرزاق، حدثني معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله وِتْرٌ، يحب الوتر". 7718 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله وِتْرٌ، يحب الوتر". 7719 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاةٍ في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام". 7720 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج، أخبرني عطاء، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، عن أبي هريرة، أو عن عائشة، أنها قالت: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي خير من الف صلاةٍ فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام". 7721 - حدثنا علي بن إسحق، حدثنا عبد الله، حدثنا ابن جُريج، فذكر حديثًا - قال: وأخبرني عطاء، أن أبا سلمة أخبره، عن أبي هريرة،

_ (7177) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7162. (7718) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (7719) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 391، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وهو مكرر: 7475. (7720) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. والشك بين أبي هريرة وعائشة لا يؤثر في صحته، كما هو واضح بديهي. وانظر الحديث بعده، والحديثين: 7725، 7726. (7172) إسناده صحيح، علي بن إسحق المروزي: سبق توثيقه: 719، ونزيد هنا أنه مترجم في ابن سعد 7/ 2/107. وابن أبي حاتم 3/ 1/174. وتاريخ بغداد 11: 348 - 349. عبد الله: هو ابن المبارك الإِمام. والحديث مكرر ما قبله. لكنه في هذه الرواية يعتبر من =

عن عائشة، فذكره، ولم يشك. 7722 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهرىِ، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تُشَدَّ الرحال إلا لثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". 7723 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة، قال: مر النبي -صلي الله عليه وسلم - برجل يسوق بَدنةً، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "اركبها"، قال: إنها بدنة، قال: "اركبها"، قال أبو هريرة: فلقد رأيته يساير النبي - صلي الله عليه وسلم -، وفي عنقها نعل. 7724 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مالك، عن سمى، عن أبي

_ = مسند عائشة، لا من مسند أبي هريرة، إذ رواه فيها عن عائشة. ومن العجب أن الحافظ ابن حجر، على سعة اطلاعه واستيعابه - لم يشر إلى هذه الرواية ولا التي قبلها، حين استوفى الروايات في شرحه الحديث من رواية أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة، في الفتح 3: 54 - 56. وقد أشرنا إلى موضعه من الفتح، في: 7252. وكذلك لم يشر الترمذي 1: 269 - 270 إلى رواية لعائشة، حين يقول: "وفي الباب". (7722) إسناده صحيح، وقد مضى: 7191، عن عبد الأعلى، عن معمر، بهذا الإِسناد. ومضى: 7248، بنحوه، عن سفيان، عن الزهري. (7723) إسناده صحيح، وهو في جامع السانيد 7: 307 - 308. وهو مطول: 7447. (7724) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7225، من رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، به. وقوله هنا "العتمة"، وتوكيد مالك لعبد الرزاق أنه هكذا قال الذي حدَّثه به، يعني سميًا - هو الموافق لما في الموطأ في الموضعين اللذين أشرنا إليهما هناك، "الموطأ، ص: 68، 131). وأما الرواية الماضية عن عبد الرحمن بن مهدي، ففيها "العشاء". وعبد الرزاق يشير بكلامه في كراهية إطلاق لفظ "العتمة" على "العشاء" -: إلى حديث ابن عمر مرفوعًا، في النهي عن ذلك. وقد مضى حديث ابن عمر فيه: 4572، 4688، =

صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، لاستهموا عليهما، ولو يعلمون ما في التهجير، لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة: الصبح، لأتوهما ولو حبواً". فقلت لمالك: أما يكره أن يقول "العتمة"؟ قال: هكذا قال الذي حدثني. 7725 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جُريج، أخبرني عطاء، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، عن أبي هريرة، أو عن عائشة، أنها قالت: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي خير من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد، إلا المسجدَ الأقصى". 7726 - حدثنا علي بن إسحق، أخبرنا عبد الله، أخبرنا ابن جُريج

_ = 5100، 6314. وقد مضى أيضاً قول ابن عمر: 6148 "صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء، وهي التي يدعو الناس العتمة". وهذا النهي للتنزيه، والأليلى تسميتها "العشاء". وهو الذي اختاره البخاري في صحيحه 2: 37 - 38، قال: "باب ذكر العشاء والحتمة. ومن رآه واسعًا". ثم قال: "والاختيارأن يقول: العشاء. لقوله تعالى: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ}. (7725) إسناده صحيح، واللفظ خطأ. فقد مضى الحديث بهذا الإِسناد: 7720، بلفظ "إلا المسجد الحرام". وهو اللفظ الصحيح الثابت عن أبي هريرة، من هذا الوجه ومن أوجه أخر، أشرنا إليها في التخريجات السابقة. وهو الموافق لسائر الروايات عن غير أبي هريرة من الصحابة. والحافظ ابن حجر لم يشر إلى هذه الرواية، حين استقصى ألفاظ هذا الحديث ورواياته، في الفتح 3: 54 - 55. ولولا أن هذا اللفظ ثابت نقلا عن المسند، في جامع المسانيد 7: 450، وفي مجمع الزوائد 4: 5 لظننت أنه خطأ من الناسخين. فقد ذكره الهيثمي، عن هذا الموضع، وقال: "حديث أبي هريرة في الصحيح. خلا قوله "إلا المسجد الأقصى". (7726) إسناده صحيح، واللفظ خطأ كسابقه. وقد مضى بهذا الإِسناد أيضاً: 7721، بلفظ "المسجد الحرام"، وهو اللفظ الصحيح. ولكن هذا - هنا - فيه "عن أبي هريرة، وعن =

- فذكر حديثاً - قال: وأخبرني عطاء، أن أبا سلمة أخبره، عن أبي هريرة، وعن عائشة، فذكره، ولم يشك. 7727 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غني، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى" قلت لأيوب: ما "عن ظهر غنًى"؟ قال: عن فضل غناك. 7728 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أشعث بن عبد الله، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، [قال]: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -

_ = عائشة". فيكون من مسنديهما معًا. وفي الرواية الماضية: "عن أبي هريرة عن عائشة"، بدون واو العطف. وهذا أيضاً في مجمع الزوائد 4: 5، قال بعد الحديث السابق: "ورواه بسند آخر [يعني أحمد في المسند]، عن أبي هريرة، وعن عائشة، ولم يشك. ورجال الأول رجال الصحيح. ورجال الأخير ثقات. ورواه أبو يعلى عن عائشة وحدها". (7727) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7155. ومطول: 7342. وقد أشرنا إليه في أولهما. (7728) إسناده صحيح، أشعث بن عبد الله بن جابر، الحداني الأعمى: ثقة، وثقه ابن معين والنسائي. وقد ينسب إلى جده، فيقال "أشعث بن جابر". ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/429، والصغير: 153، فلم يذكر فيه جرحاً. وابن أبي حاتم 1/ 1/ 273 - 274. و "الحداني": بضم الحاء وفتح الدال المشددة المهملتين. نسبة إلى "حدان": بطن من الأزد. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 2: 374، وفي جامع المسانيد 7: 195 - عن هذا الموضع من المسند. ورواه ابن ماجة: 2704، عن أحمد بن الأزهر - وهو ثقة نبيل - عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وذكره البخاري، في ترجمة أشعث، في الكبير والصغير، إشارة كعادته، قال: "وروى معمر، عن أشعث بن عبد الله عن شهر، عن أبي هريرة - في الوصية، وروى غيره: عن أشعث بن جابر، عن شهر". يشير بالرواية الأخيرة إلى ما سنذكر من رواية أبي داود والترمذي. ويشير إلى نسبة "أشعث" =

"إن الرجل ليعملُ بعمل أهل الخير سبعين سنةً، فإذا أوصَى حَافَ في وصيته، فيُخْتَم له بشر عمله، فيدخل النارِ، وإن الرجل ليعملُ بعمل أهل الشر سبعين سنةً، فيعدل في وصيته، فيُخْتم له بخير عمله، فيدخل الجنة"

_ = إلى جده "جابر"، ولذلك قال عقب ذلك: "قال لي علي بن نصر: أشعث بن عبد الله بن جابر، أبو عبد الله الأعمى". وعلي بن نصر الجهضمي أعرف بنسب جد أبيه من غيره، فإن أباه "نصر بن علي الجهضمي الكبير" - هو ابن بنت "أشعث بن عبد الله" هذا. ورواه أبو داود: 2867، عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، ورواه الترمذي 3: 187 - 188، عن نصر بن علي الجهضمي- كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن نصر بن علي الجهضمي - وهو الكبير، جد نصر بن علي شيخ الترمذي، عن الأشعث بن جابر، وهو أشعث بن عبد الله، قال: "حدثني شهر بن حوشب، أن أبا هريرة حدَّثه، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الرجل ليعمل والمرأةُ بطاعة الله ستين سنة، ثم يحضرهما الموت، فيضاران في الوصية، فتجب لهما النار". قال: وقرأ عليّ أبو هريرة من ها هنا: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ} حتى بلغ: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. هذا لفظ أبي داود ولفظ الترمذي نحوه. ثم قال أبو داود: "هذا، يعني الأشعث بن جابر: جد نصر بن عليّ". يريد نصرًا الكبير، وأنه جده لأمة، كما قلنا من قبل. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. ونصر بن علي، الذي روى عن أشعث: هو جد نصر الجهضمي"، يريد أن نصرًا الكبير جد شيخه نصر الصغير الذي رواه عنه، وهو جده لأبيه، فإنه: "نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي". كما هو ظاهر. وذكر ابن كثير في التفسير رواية أبي داود - بعد رواية المسند. ثم أشار إلى روايتي الترمذي وابن ماجة. ثم قال: "وسياق الإِمام أحمد أتم وأكمل". وأقول ورواية ابن ماجة كرواية السند. ووقع في ح هنا خطأ في الإسناده. هو زيادة "عن أيوب" بين "معمر" و"أشعث بن عبد الله". وهو خطأ مطبعي فيما أرجح، مخالف لكل الأصول والروايات. والآيتان اللتان قرأهما أبو هريرة - في روايتي أبي داود والترمذي: هما آخر الآية: 12 مع الآية: 13 من سورة النساء. واللتان قرأهما في روايتي السند وابن ماجة: هما الآيتان: 13، 14 من السورة نفسها. فوقع في نسخ المسند هنا خطأ غريب، ففي ح =

قال: ثم يقول أبو هريرة: واقرؤا إن شئتم {تِلْكَ حُدُودُ الله} إلى قوله {عَذَابٌ مُهِينٌ}. 7729 - حدثنا عبد الرزاق، حدسنا مَعْمَر، عن همام، قال:

_ = "إلى قوله: فله عذاب مهين". والتلاوة في الآية: 14 {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}. فكلمة "فله" - صوابها "وله". ثم هي غير ثابتة في نقل ابن كثير عن المسند، في التفسير وجامع المسانيد، ولا في رواية ابن ماجة. بل الذي في هذه المصادر "إلى قوله: (عذاب مهين) ". وكذلك لم تكن كلمة "فله" ثابتة في المخطوطتين ك م. ولكنها مثبتة بهامش كل منهما، دون بيان أنها تصحيح أو نسخة! وهي خطأ بكل حال، لخلافها التلاوة. والظاهر من هذا أنه خطأ من ناسخين قدماء، لتباعد ما بين هذه الأصول الثلاثة. فالمطبوعة ح طبعت عن مخطوطة مصرية، والمخطوطة ك مغربية مراكشية، والمخطوطة م شرقية نجدية. فكان من العجب اتفاقها كلها على خطإ مخالف لما في المصحف!! قوله "حاف في وصيته": من "الحيف" بفتح الحاء المهملة وسكون الياء التحتية، وهو الجور والظلم. (7729) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة: 2114، مختصراً بنحوه، عن سفيان بن وكيع، عن محمَّد بن حميد المعمري، عن معمر، به. وسيأتي: 8193، بهذا الإِسناد الذي هنا: عن عبد الرزاق، عن معمر، في صحيفة همام بن منبه، بلفظ: "والله لأن يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي فرض الله عز وجل". وبهذا اللفظ رواه البخاري 11: 452 - 453، ومسلم 2: 18 كلاهما من طريق عبد الرزاق، به. فظهرأن معمرًا حدث به على اللفظين. وروى البخاري - عقبه- نحو معناه، من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة، وكذلك رواه ابن ماجة - بعد الرواية الأولى - من هذا الوجه، ولم يذكر لفظه، بل قال: "نحوه". قوله "استلجج": هو بفك الإدغام، من اللجاج. وفك الإدغام لغة قريش، كما حكاه ابن الأثير. يقال "لج في الأمر": إذا تمادى عليه وأبي أن ينصرف عنه. وفي الفتح: "قال النووي: معنى الحديث، أن من حلف يميناً تتعلق بأهله، بحيث يتضررون بعدم حنثه =

سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ فِي أَهْلِهِ فَإِنَّهُ آثَمُ لَهُ عِنْدَ الله مِنَ الْكَفَّارَةِ الَّتِى أُمِرَ بِهَا". 7730 - حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن في داود، عن شيخ، عن أبي هيريرة، قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُخَيَّرُ فِيهِ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ". 7731 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرني أبي، أخبرنا مِينَاء، عن أبي

_ = فيه، فينبغى أن يحنث فيفحل ذلك الىء ويكفر عن يمينه. فإن قال: لا أحنث، بل أتورع عن ارتكاب الحنث خشية الإثم - فهو مخطئ بهذا القول. بل استمراره على عدم الحنث وإقامة الضرر لأهله، أكثرُ إثمًا من الحنث. ولا بدّ من تنزيله على ما إذا كان الحنث لا معصية فيه. وأما قوله "آثم" بصيغة أفعل التفضيل - فهو لقصد مقابلة اللفظ على زعم الحالف أوتوهمه، فإنه يتوهم أن عليه إثمًا في الحنث، مع أنه لا إثم عليه - فيقال له: الإثم في اللجاج أكثرُ من الإثم في الحنث". ثم قال الحافظ - في أواخر شرح الرواية الثانية: "ويستنبط من معنى الحديث: أن ذكر الأهل خرج مخرج الغالب. وإلا فالحكم يتناول غير الأهل إذا وجدت العلة". (7730) إسناده ضعيف، لإبهام الشيخ الذي رواه عن أبي هريرة. سفيان: هو الثوري. داود: هو ابن أبي هند. والحديث في جامع المسانيد 7: 531، عن هذا الموضع من المسند وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 287، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، عن شيخ، عن أبي هريرة، وبقية رجاله ثقات". وسيأتي مرة أخرى: 9766، مختصرًا، قليلاً، عن وكيع، عن سفيان، بهذا الإِسناد. (7731) إسناده صحيح، همام بن نافع، مولى حمير، اليماني الصنعاني، والد عبد الرزاق: سبق توثيقه: 4294. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 2/ 107. ميناء بن أبي ميناء، مولى عبد الرحمن بن عوف، سبق أن رجنا توثيقه: 4294، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/395. والظاهر من صنيعه أنه يرحع تضعيفه. ولكن البخاري في الكبير 4/ 2/ 31، فلم يذكر فيه جرحاً، كما قلنا من قبل. وذكره ابن =

هريرة، قالٍ: كنت جالساً عند النبي - صلي الله عليه وسلم -، فجاء رجل فقال: يا رسول الله، اِلْعَنْ حمْير، فأعرض عنه، ثم جاءه من ناحية أخرى، فأعرض عنه، وهو يقول: َ العن حمير، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "رحمً الله حمير، أفْواههمْ سلام، وأيديهم طعامٌ، أهل أمنٍ وإيمانٍ". 7732 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا توضأ أحدُكم فليجعلْ في أنفه، ثم لْيَنْثُرْ، ومن استجمر فلْيُوِتر". 7733 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا المثنى بن الصبَّاح، أخبرني

_ = حبان في الثقات. والحديث في جامع المسانيد 7: 385، عن هذا الموضع. ورواه الترمذي 4: 378 - 379، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد وقال: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث عبد الرزاق. ويروى عن ميناء أحاديث مناكير". "حمير": بكسرالحاء المهملة وسكون الميم وفتح الياء، يجوز صرفه ومنعه من الصرف، جريًا على جواز الوجهين في أسماء القبائل. وقد ثبت هنا بالمنع من الصرف في ح ك وجامع المسانيد، وبالصرف في م. (7732) إسناده صحيح، وهو في الموطأ، ص: 19، عن أبي الزناد، به. وقد مضى بعضه: 7298، من رواية ابن عيينة، عن أبي الزناد. ومضى مطولاً ومختصراً، بمعناه مراراً، من أوجه، آخرها: 7716. (7733) إسناده حسن، المثنى بن الصباح: مضت ترجمته: 6893، ورجحنا هناك تحسين حديثه. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 5: 361. وابن أبي حاتم 4/ 1/ 324 - 325. والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى 1: 216 - 217، من طريق سفيان الثوري، عن المثنى بن الصباح، بهذا الإِسناد. ثم قال البيهقي: (هذا حديث يعرف بالمثنى بن الصباح، عن عمرو، والمثنى غير قوي. وقد رواه الحجاج بن أرطأة عن عمرو، إلا أنه خالفه في الإِسناد، فرواه عن عمرو عن أبيه عن جده، واختصر المتن، فجحل السؤال عن الرجل لا يقد على الماء: أيجامع أهله؟ قال: "نعم". وحديث الحجاج بن أرطأة، الذي يشير إليه البيهقي، مضى في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 7097. وإسناده =

عمرو بن شُعيب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلي الله عليه وسلم -، فقال يا رسول الله، إني أكون في الرَّمْل أربعة أشهر أو خمسة أشهر، فيكونُ فينا النفساء والحائض والجنب، في ترى؟ قال: "عليك بالتراب". 7734 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا هشام، عن محمَّد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدُكم من الليل فلْيَسْتَفْتحْ صلاته بركعتين خفيفتين". 7735 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا هشام، عن محمَّد عن أبي

_ = - عندنا- صحيح. فهو شاهد قوي لهذا الحديث، لا نراه اختلافاً على عمرو بن شُعيب. فيكون عنده الحديثان من وجهين. وحديث أبي هريرة - هذا- ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 261، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى، وقال فيه: "عليك بالأرض"، والطبراني في الأوسط. وفيه المثنى بن الصباح، والأكثر على تضعيفه. وروى عباس عن ابن معين توثيقه. وروى معاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف، يكتب حديثه ولا يترك". و"عباس" الراوي عن ابن معين: ثبت في مطبوعة الزوائد "عياش"! وهو تصحيف وتخليط مطبعي. ورواية عباس عن ابن معين، نصها في التهذيب 10: 36 "وقال عباس الدوري، عن ابن معين: مثنى بن الصباح: مكيّ، ويعلي بن مسلم: مكيّ، والحسن بن مسلم: مكيّ - وجميعًا ثقة". وقد ذكره الزيلعي في نصب الراية 1: 154، 156، وأشار إلي بعض طرقه وتعليله. (7734) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان. محمَّد: هو ابن سيرين. والحديث مكرر: 7176. (7734) إسناده صحيح، وقد مضى معناه محتصراً: 7302، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وسيأتي معناه مختصراً أيضاً: 10354، من رواية أيوب، عن ابن سيرين. بلفظ: "فإن كان صائماً فليصل، يعني الدعاء". وكذلك رواه الترمذي 2: 66، من طريق أيوب. وسيأتي مطولاً: 10593، عن يزيد، عن هشام، عن محمَّد - وهو ابن =

هريرة، قال: سمعت النبي - صلي الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ دُعِيَ فليجِبْ، فإن كان مفطرًا ْأكل، وإن كان صائمًا فليُصَلّ ولْيَدْعُ لهم". 7736 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا هشام، عن محمَّد، عن أبي هريرة، قال: الفارة ممسوخة، بآية أنه يُقَرَّب لها لبن اللقاح فلا تذوقه، ويقِرب لها لبنُ الغنم فتشربه، أو قال: فتأكله. فقال له كعب: أشيءٌ سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟ قال: "أفنزلت التوراةُ عليّ؟! ". 7737 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن

_ = سيرين- بلفظ: "إذا دعى أحدكم فليجب، فإن كان صائمًا فليصل، وإن كان مفطرًا فليطعم. وبهذا اللفظ رواه مسلم 1: 407، من طريق حفص بن غياث، عن هشام. وكذلك رواه أبو داود: 2460، من طريق أبي خالد، عن هشام. وزاد في آخره: "قال هشام: والصلاة الدعاء". ولم أجد في شيء من الروايات - غير هذا الموضع من المسند - جعل كلمة "وليدع لهم" من الحديث المرفوع. وأخشى بدلائل هذه القرائن، أن تكون هذه الكلمة هنا مدرجة في الحديث، وأن أصلها تفسير هشام بن حسان لمعنى الأمر بالصلاة في هذا المقام. وقد مضت الإشارة إلى هذا الحديث، في: 4951، أثناء مسند عبد الله بن عمر، لحديث في معناه لابن عمر، وقد أشار إليه الإِمام أحمد هناك، من روايته عن حمّاد بن أسامة، عن هشام وابن عون، كلاهما عن ابن سيرين وذكرنا هناك أنس لم أجده في المسند من رواية ابن عون، وأنها تستفاد من ذاك الموضع. فهذه مناسبة استفادتها. (7736) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7196. ورواه مسلم 2: 392، من طريق أبي أسامة، عن هشام، بهذا الإِسناد. وقد أشرنا هناك إلى رواية مسلم هذه. ووقع خطأ في رقم الصفحة، فيصح إلى ما ذكرنا. (7737) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه: 7135، 7255، من وجهين آخرين عن الزهري، به. وليس فيهما الزيادة التي هنا في تفسير الفرع. وقد رواه مسلم 2: 121، عن محمَّد بن رافع، وعبد بن حميد - كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وذكر تفسير =

المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: لا فَرعَ، ولا عَتيرَة. والفَرَعُ: أول النَّتاج كان يُنْتَج لهم، فيذبحونه. 7738 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -عن الدُّبَّاء، والمزفَّت، والحَنْتَم، والنَّقِير.

_ الفرع بأنه من رواية محمَّد بن رافع وحده. ورواه البخاري 9: 515 - 517، عن ابن المديني، عن ابن عيينة، عن الزهري، به. وقال في آخره: "قال: والفرع أول النتاج كان ينتج لهم، كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب". وذكر الحافظ أنه "لم يتعين هذا القائل"، ثم ذكر أنه وقع في رواية مسلم من طريق عبد الرزاق، عن معمر - موصولا بالحديث. وهي الرواية هنا. ثم قال: "أخرج أبو قرة في السنن الحديث عن عبد المجيد بن أبي رواد عن معمر وصرح في روايته أن تفسير الفرع والعتيرة - من قول الزهري". أقول: وكذلك ثبت فيما يأتي في المسند: 10361، التصريح بأنه من كلام الزهري - من رواية أحمد، عن محمَّد بن جعفر، عن معمر، عن الزهري. قوله "النتاج": هو بكسر النون بعدها مثناة خفيفة وآخره جيم. قوله "ينتج لهم" قال الحافظ: "بضم أوله وفتح ثالثه. يقال: نُتجت الناقةُ، بضم النون وكسر المثناة -: إذا ولدتْ. ولا يستعمل هذا الفعل إلا هكذا، وإن كان مبنيًا للفاعل"، يريد: وإن كان مسندًا إلى الفاعل، لأنه مع إسناده إلى الفاعل لا يكون إلا بصيغة المبني للمفعول. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 6713. (7738) إسناده صحيح، وقد مضى مختصراً، بنحو معناه: 7286، دون ذكر النقير - من رواية الزهري، عن أبي سلمة أو سعيد، عن أبي هريرة. ورواه النسائي 2: 328، بنحو مما هنا، من رواية محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، وهي أقرب الروايا إلى لفظ المسند هذا. ورواه مسلم 2: 127، وأبو داود: 3693، بنحو معناه وزيادة، من رواية محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقد مضى معناه - مع تفسير هذه الألفاظ، في مسند ابن عمر: 5191.

7739 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو كثير، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الخمر من هاتين الشجرتين، النخلةِ والعِنَبَةِ". 7740 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، أن أبا هريرة قال: حَرَّا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ما بين لابَتَي المدينة. قال أبو هريرة: فلو وجدتُ الظِّباء ما بين لابَتَيْها ما ذَعَرْتُها. وجعل حول المدينة اثني عشر ميلاً حِمىً.

_ (7739) إسناده صحيح، أبو كثير: هو السحيمى الغبري، مضت ترجمته: 7685، وقلنا هناك إن اسمه "يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة، وأنه مختلف في اسم جده، ونزيد هنا أن أبا داود، بعد أن روى هذا الحديث، قال: "اسم أبي كثير الغبري: يزيد بن عبد الرحمن بن غفلية السحيمي. وقال بعضهم: أذينة والصواب: غفيلة". يعني بضم الغين المعجمة وفتح الفاء. ووقع في نسخة أبي داود. المطبوعة بتحقيق الأخ الشيخ محمَّد محيى الدين عبد الحميد، تبعًا للمتن المطوع مع عون المعبود: "السحمي"، بدون الياء وهو خطأ. وقد ثبت على الصواب "السحيمي" بالتصغير، في مخطوطة الشيخ عابد السندي، وكذلك نص على ضبطه بالتصغير في التقريب والخلاصة. وأبو كثير هذا، ليس والد "يحيى بن أبي كثير"، الراوي عنه، كما بينا هناك. والحديث رواه مسلم 2: 125، وأبو داود: 3678 (3: 367 عون المعبود). كلاهما من طريق يحيى، وهو ابن أبي كثير، بهذا الإِسناد. ونسبه المنذري أيضاً للترمذي، وللنسائي مختصرًا. (7740) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 87، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقد مضى مختصراً: 7217، من رواية مالك عن الزهري. وفي رواية عبد الرزاق - هذه- زيادة. "وجعل حول المدينة اثنى عشر ميلا حمى"، وهي - بداهة- من الحديث المرفوع. ولم يروها البخاري، وقد نص الحافظ في الفتح 4: 32 على أنها من زيادات مسلم. "ما ذعرتها"، أي: ما أفزعتها، كما فسرناها في الرواية الماضية. ووقع في ح هنا "ما ذكرتها"! وهو خطأ مطبعي واضح. وانظر: 7469.

7741 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُرَيج، أخبرني عمرو بن حُريْث، عن ابن عمارة، أنه سمع القراظ، وكان من أصحاب أبيِ هريرة - يزعم أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أراد أهلها بسوء، يعني المدينةَ، أذابه الله كما يذوبُ الِملح في الماء".

_ (7741) إسناده صحيح، على خطأ بين وقع فيه: فقد ثبت في الأصول الثلاثة هنا؟ "أخبرني عمرو بن حريث، عن ابن عمارة"! وهو - على اليقين عندي - تخليط من الناسخين قديم: فإن الرواة باسم "عمرو بن حريث" ليس فيهم من يستقيم معه هذا الإِسناد: فواحد منهم يذكر في صغار الصحابة. وآخر يحتمل أنه هو الأول. وثالث مصري لم يرو عنه ابن جُريج. ورابع مختلف في شأنه، بل في شخصه، مترجم في التهذيب ولسان الميزان. ثم "ابن عمارة"! من هو؟ وكيف غفلوا عنه وتركوه؟! ثم اليقين بأن هذا تصحيف من الناسخين، وأن صوابه "عمرو بن يحيى بن عمارة" - بأن مسلمًا روى هذا الحديث بنصه 1: 390، من طريق حجاج بن محمَّد، ومن. طريق عبد الرزاق، كلاهما عن ابن جُريج، قال: "أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة، أنه سمع القراظ - وكان من أصحاب أبي هريرة - يزعم أنه سمع أبا هريرة ... "، إلخ. فهذا يرفع كل شك في صحة الإِسناد، وتصحيح اسم راوي الحديث. ولكني لم أستجز تغيير ما ثبت في الأصول الثلاثة - على يقيني من صحة ما ذهبن إليه -: احتياطًا، حتى أجد أصلاً آخر من المسند يؤيد ذلك. وعمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المدني: مضى توثيقه: 4520، 5402 القراظ: هو أبو عبد الله دينار القراظ الخزاعي المدني: شق توثيقه: 1558. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 2 / 430. والحديث يأتي معناه، من وجهين آخرين، عن أبي عبد الله القراظ: 8075، 8672. وقد مضى معناه أيضاً - في حديث مطول: 1593، من رواية أبي عبد الله القراظ، عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة. وسيأتي أيضاً كذلك: 8355. ومضى نحوه مختصراً كما هنا: 1558، من رواية القراظ، عن سعد، وحده. وللحديث إسناد آخر: فرشاه ابن ماجة: 3114، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به مرفوعاً. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

7742 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من كان له مالٌ فلم يؤد

_ (7742) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن أبي النجود. والحديث في جامع المسانيد 7: 73. وقد روى البخاري نحو معناه 3: 214 - 215، و8: 713، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وكذلك رواه النسائي 1: 343، من طريق عبد الرحمن. وسيأتي من هذا الوجه - طريق عبد الرحمن: 8646. وسيأتي معناه أيضاً: 8170، في صحيفة همام بن منبه، عن أبي هريرة. وكذلك رواه البخاري 12: 294، من طريق همام. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1: 269، بلفظ رواية البخاري الأولى، ثم قال: "رواه البخاري، والنسائي، ومسلم". وقد وهم في نسبته لصحيح مسلم، فإنه لم يروه بذلك. وقد نقله ابن كثيرفى التفسير 2: 305، عن رواية البخاري 8: 173، وقال: إ تفرد به البخاري دون مسلم من هذا الوجه. وقد رواه ابن حبان في صحيحه، من طريق الليث بن سعد، عن محمَّد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به". وسيأتي: 8920، من رواية الليث، عن ابن عجلان. وسيأتي أيضاً، من وجهين آخرين عن أبي هريرة: 10349، 10867. وقد مضى نحو معناه، في مسند ابن مسعود: 3577. وفي مسند ابن عمر: 5729، 6209، 6448. قوله "جعل شجاع": هكذا ثبت بالرفع في المخطوطات الثلاث ك م ص، فهو نائب الفاعل، وثبت في ح وجامع المسانيد "شجاعًا"، بالنصب. فرجحنا ما اتفقت عليه الأصول المخطوطة الثلاثة. و"الشجاع": الحية الذكر. وقوله "أقرع": نقل الحافظ عن تهذيب الأزهري، قال: "سمى أقرع لأنه يقري السم ويجمعه في رأسه، حتى تتمعط فروة رأسه". وقوله "له زبيبتان"، قال الحافظ: "تثنية زبيبة، بفتح الزاي وموحدتين، وهي الزبدتان اللتان في الشدقين. يقال: تكلم حتى زبب شدقاه، أي خرج الزبد منهما. وقيل: هما النكتتان السوداوان فوق عينيه". وكلمة [يده] سقطت من أصل ح، وزدناها من المخطوطات الثلاث وجامع المسانيد. قوله "يقضمها": هو الأكل بأطراف الأسنان، وهو من باب "تعب". وفي لغة من باب "ضرب" أيضاً، كما في المصباح.

حَقَّهُ، جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ أَقْرَعُ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يَتْبَعُهُ حَتَّى يَضَعَ [يَدَهُ] فِي فِيهِ، فَلاَ يَزَالُ يَقْضِمُهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ". 7743 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، وابن جُرَيج، عن إسماعيل بن أمية، عن مكحول، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -: "ليس على المؤمن في عبده ولا فَرَسه صدقةُ".

_ (7743) إسناده صحيح، على نقص وقع فيه. فإن الحديث مضى: 7391، من رواية أيوب بن موسى، عن مكحول، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة. وقد بينا هناك أنه سقط من الإِسناد عراك بن مالك" بين سليمان بن يسار وأبي هريرة، وإن كان كلاهما - أعني سليمان بن يسار وعراك بن مالك - من طبقة واحدة، وكلاهما سمع من أبي هريرة. فأما هذا الإِسناد، فقد جاءت الرواية فيه "عن مكحول، عن عراك" مباشرة. ومكحول سمع من عراك، لكنه لم يسمع منه هذا الحديث بعينه، بل سمعه من سليمان بن يسار عن عراك، بدلالة الروايات التي أشرنا إليها هناك. وقد روى أبو داود: 1594، نحو معناه، من طريق عُبيد الله - وهو ابن عمر العمري - عن رجل، عن مكحول، عن عراك، عن أبي هريرة، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 4: 117، من طريق أبي داود. ثم قال البيهقي: "ومكحول لم يسمعه من عراك، إنما رواه عن سليمان بن يسار عن عراك". وقد رواه البيقهى أيضاً من طريق جعفر بن عون، عن أسامة بن زيد، عن مكحول، عن عراك. أي بإسقاط "سليمان بن يسار" أيضاً، مثل رواية إسماعيل بن أمية التي هنا - عن مكحول. واستدل البيهقي على إثبات "سليمان بن يسار" في الإِسناد، بنحو الدلائل التي ذكرناها في 7391، على إثبات "عراك" فيه. والظاهر عندي - الآن - أن هذا وذاك اضطراب من مكحول، لا خطأ من الناسخين؛ لأن الإسنادين ثبتا أيضاً على ما فيهما من حذف - في جامع المسانيد 7: 186، للحديث الماضي، و7: 290 لهذا الحديث. ولأن النسائي رواه من هذا الوجه 1: 342، من طريق محرز بن الوضاح، عن إسماعيل بن أمية، عن مكحول، عن عراك - مثل الرواية التي هنا. وأما متن الحديث فإنه صحيح، رواه الجماعة، كما ذكرنا في: 7293.

7744 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، أخبرنِي محمَّد بن زياد: أنه سمع أبا هريرة يقول: كنا عندِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وهو يَقْسم تمرًا من تمر الصدقة، والحسن بن علي في حَجْره، فلما فرغ حملَه النبي - صلي الله عليه وسلم - على عاتقه، فسأل لُعَابُه على النبي -صلي الله عليه وسلم -، فرفع النبي - صلي الله عليه وسلم - رأسه، فإذا تَمْر في فيه، فأدخل النبي -صلي الله عليه وسلم - قلت يده فانتزعها منه، ثم قال: "أما علمتَ أن الصدقة لا تحِلُّ لآلِ محمدٍ؟ ". 7745 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هرييرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "تُسْتَأْمَرُ الثَّيِّبُ، وَتُسْتَأْذَنُ الْبِكْرُ"، قَالُوا: وَمَا إِذْنُهَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "تَسْكُتُ". 7746 - حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن

_ (7744) إسناده صحيح، وهو في جامع السانيد 7: 337، عن هذا الموضع من المسند. ورواه البخاري 3: 280، ومسلم 1: 52، بنحوه مختصرًا، من طريق شُعبة، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة. وقد أشار الحافظ في الفتح إلى رواية معمر - هذه- عند أحمد، ولم ينسبها لغيره. (7745) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه: 7398، من طريق الحجاج بن أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإِسناد. ومضى معناه، مطولاً ومختصرًا، من وجهين آخرين عن أبي سلمة: 7131، 7519. ورواه مسلم 1: 400، من أوجه كثيرة، منها هذا الوجه: من طريق عبد الرزاق، عن معمر. (7746) إسناده صحيح، وفي المتن شيء من الاختصار، بالإشارة إلى "حديث الفزاري"، يريد: رجلاً من بني فزارة. ولعل عبد الرزاق لم يتقن حفظ المتن، فاختصره بالإشارة بهذا الوصف. وقد مضى الحديث كاملا: 7189، عن عبد الأعلى، عن معمر، بهذا الإِسناد. ومضى بنحوه: 7190، عن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، و: 7263، عن سفيان، عن الزهري.

المسيَّب، كذا قال، عن أبي هريرة، قال جاء - وذكر حديث الفزاري عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، فقال: ولدت امراتي غلامًا أسود، وهو حينئذ يُعَرِّضُ بِأَنْ يَنْفِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- "أَلَكَ إِبِلٌ". قَالَ نَعَمْ. قَالَ: "مَا أَلْوَانُهَا؟ ". قَالَ حُمْر، قَالَ: "أَفِيهَا أَوْرَقُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، فِيهَا ذَوْدٌ وُرْقٌ، قَالَ: "مِمَّ ذَاكَ تَرَى؟ " قَالَ؟: مَا أَدْرِى لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ نَزَعَهَا عِرْقٌ. قَالَ: "وَهَذَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ"، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ فِي الاِنْتِفَاءِ مِنْهُ. 7747 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، حدثنا

_ (7747) إسناده ضعيف، منقطع، لإبهام الرجل من مزينة الذي روى عنه الزهري. ثم هو بحاله التي هو عليها في هذا الموضع مرسل، لا صلة له في ظاهر الأمر بمسند أبي هريرة. وفوق هذا فهو مختصر جداً، بل هو إشارة رمزية إلى حديث طويل بهذا الإِسناد عن أبي هريرة. ولا أدري كيف وقع هذا الإرسال وهذا الإيجاز في المسند. فإنه ثابت هكذا في الأصول الثلاثة، وكذلك ثبت على هذه الحال في جامع المسانيد 7: 534.:قد وجدته تامًا مفصلا بي تفسير عبد الرزاق، ص: 58، وكذلك رواه أبو داود: 4450، عن محمَّد بن يحيى، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وعن أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري، ثم ساقه بطوله على لفظ معمر وروايته. ثم رواه أبو داود بعده: 4451، من طريق محمَّد بن سلمة، عن ابن إسحق، عن الزهري، بهذا الإِسناد. ورواه البيهقي 8: 247، من طريق أبي داود هذه، ولم يذكر لفظه، إحالة على رواية أخرى قبله. ورواه الطبري في التفسير 6: 150 (بولاق)، من طريق يونس بن بكرِ، عن ابن إسحق، عن الزهري، بهذا الإِسناد، مطولاً. وكذلك رواه البيقهى 8: 246 - 247، من طريق يونس بن بكير. وتمامًا للرواية، نذكر الحديث هنا عن تفسير عبد الرزاق، بنصه - لأنه الشيخ الذي رواه عنه الإِمام أحمد. ونوثق لفظه ونحققه بالمقابلة برواية أبي داود، من طريق عبد الرزاق. وهذا نص ما في التفسير: "عبد الرزاق، عن عمر، عن الزهري، قال: حدثنا رجل من مُزينة" من جلوس عند ابن المسيب - عن أبي هريرة، قال: زنى رجل من اليهود وامرأة، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي -صلي الله عليه وسلم -، فإنه نبي بعث بتخفيفٍ، =

رجل من مُزَيْنة ونحن عند ابن المسيَّب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رجم يهودياً ويهوديةً.

_ = [في أبي داود: بالتخفيف]، فإ أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها، واحتججنا بها عند الله، وقلناة فتيا نبي من أنبيائك. قال: فأتوا النبي - صلي الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم، ما ترى في رجل وامرأة منهم زنيا؟ فلم يكلمهم كلمةً حتى أتى بيت مِدْرَاسِهم، فقام على الباب، فقال: "أنْشُدُكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى بن عمران، ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أَحْصَنْ! " فقالوا: يُحَمَّمُ ويُحَبَّه، قالوا: والتَّجْبِيه: أن يحمل الزانيان على حمارِ، وتُقَابَل أقفيتُهما، ويطاف بهما. قال: وسكت شاب منهم، فلما رآه النبي -صلي الله عليه وسلم - سكت أَلَظَّ به النَّشِيَد، [في أبي داود: النِّشْدَةَ]. فقال اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم. قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟ " قال: زنى رجل ذو قرابةِ من ملكٍ من ملوكنا، فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل آخر في أسرةٍ من الناس، فأراد رجمه، فحال قومه دونه، وقالوا: لا ترجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه. فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. وقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "فإني أحكم بما في التوارة". فأمر بهما فرجما. قال الزهري: بلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا}. فكان النبي -صلي الله عليه وسلم -منهم". وهذا الرجل الذي من مزينة، المجهول - وصفه الزهري، في رواية أبي داود من طريق يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري: أنه "ممن يتبع العلم ويعيه". وعلى الرغم من هذا الوصف فإن جهالته شخصًا وحالا موجبة ضعف الحديث، فإن رواية المجهول لا تقوم بها حجة. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس: 2368. وفي مسند ابن عمر: 4498، 6094. وانظر تفسير ابن كثير 3: 156. والدر المنثور 2: 281 - 283. وقوله "حتى أتى بيت مدراسهم": المدراس، بكسر الميم وسكون الدال وبعد الراء ألف، والمدرس، مثله بفتح الراء بدون ألف: هو الموضع الذي يدرس فيه. قاله في اللسان. وقال ابن الأثير: "ومفعال غريب في المكان". وقوله "يحمم" - إلخ، قال الخطابي في المعالم: 4285 "التحميم: تسويد الوجه الحمم. والتجبية، مفسر في الحديث. ويشبه أن يكون أصله الهمز. وهو يجبأ، من التجبئة، وهو الردع والزجر. يقال: جبأته فجبأ، أي ارتدع. فقلبت الهمزة هاء، والتجبية أيضاً: أن ينكس رأسه. فيحتمل أن يكون المحمول على الحمار إذا فعل ذلك به =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = نكس رأسه، فسمي ذلك الفعل: تجبية. وقد يحتمل أيضاً أن يكون ذلك من الجبه، وهو الاستقبال بالمكروه. وأصل الجبه: إصابة الجبهة. يقال: جبهت الرجل، إذا أصبت جبهته، كما تقول: رأسته، إذا أصبت رأسه". وقوله "ألظ به النشيد": من " الإلظاظ"، وهو: لزوم الشيء والمثابرة عليه والإلحاح فيه. يقال: "ألظ فلان بفلان": إذا لزمه، و"ألظ بالكلمة": لزمها. و"لظ بالشيء": لزمه. "فعل وأفعل"، بمعنى. و"النشيد": رفع الصوت. وفي اللسان: "قال أبو العباس، في قولهم: نشدتك الله، قال: النشيد الصوت. أي: سألتك بالله برفع نشيدي، أي صوتي". وفي رواية أبي داود: "النشدة"، وهي بكسر النون وسكون الشين. ويجوز فتح النون أيضاً. ففي اللسان عن المحكم: "نشدتك الله، نَشدة، وِنشدة، وِنشداناً: استحلفتك بالله". و"الأسرة": عشيرة الرجل وأهل بيته؛ لأنه يتقوى بهم. عن النهاية. قال الخطابي في المعالم: "وفي قوله: فإني أحكم بما في التوارة - حجة لمن قال: بقول أبي حنيفة، إلا أن الحديث عن رجل لا يعرف. وقد يحتمل أن يكون معناه، أحكم بما في التوارة -: احتجاجًا به عليهم. وإنما حكم بما في دينه وشريعته. فذكره التوراة لا يكون علة للحكم". والقول بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حكم فيهم بحكم التوارة، واحتج به في إجازة أن يقضي القاضي في قضاياهم بأحكامهم-: خطأ ممن قاله شنيع، وجهل وغفلة!! فأما أولاً: فإن هذا الحديث ضعيف، كما قلنا، وكما قال الخطابي والمنذري. وأما ثانياً: فإن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إنما يحكم بينهم بما يحكم به بين المسلمين، بما شرعه الله له وأنزله عليه، كما أمره ربه بذلك. ونهاه ربه أن يتبع أهواءهم، أو يرجع إليهم في شريعتهم. وإنما أرجعهم إلى التوارة في هذه الواقعة - وهي ثابتة بغير هذه الطريق الضعيفة - إقامة للحجة عليهم، وفضيحة لهم في تلاعبهم بدينهم وبكل دين. ونحن إنما أمرنا باتباع هذا الرسول، الذي جاءنا بكتاب مهيمن على ما بين بديه من الكتاب، لا تابعًا لهم، ولا آخذًا منهم شيئاً. واقرأ الآيات من سورة المائدة، التي أشار الزهري في آخر روايته إلى بعضها. فاقرأها من أول الآية: 41 من سورة المائدة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}، إلى آخر الآية: 50 - تجد فيها مثلا: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ، فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله، وَلَا تَتَّبِعْ =

7748 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من شرب الخمر فاجْلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب في الرابعَة فاقْتُلُوه". 7749 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عنِ ابن المسيَّب، وِأبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "الولد للفِراش، وللعاهِر الحجر". 7750 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جُرَيج، ومالك، عن ابن

_ = أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ}، ثم قوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ، وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ الله}. أفبعد هذا البيان بيان؟! فمن زعم أنه يجوز للمسلم أن يحكم بين أهل الكتاب بشرعهم، وهم ليس لهم شرع يعرف، بل هي أهواء الفرق والطوائف منهم -: فقد خالف أمر الله، ولا يقبل عذره إذا اعتذر. فإن أصر على ذلك خرج من الإسلام يقيناً. ومن حكم بغير ما أنزل الله عامدًا عارفًا بذلك فهو كافر، ومن رضي عن ذلك وأقره فهو كافر. سواء أحكم بما يسمى "شريعة أهل الكتاب"، أم حكم بما يسمى "تشريعًا وضعيًا"! فكله كفر وخروج من الملة. أعاذنا الله من ذلك. (7748) إسناده صحيح، وقد مضى تخريجه في الكلام على حديث ابن عمر: 6197 حيث استوعبنا طرقه من حديث أبي هريرة هناك. وذكرنا هناك ج 5 ص 441، أنه رواه الحاكم في المستدرك 4: 371 - 372، من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإِسناد، وأن ابن حزم رواه في المحلى 11: 366، بإسنادين عن عبد الرزاق. وأن الحاكم رواه أيضًا 4: 371، من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، وأنه صححه على شرط مسلم. واستدركنا عليه بأنه على شرط الشيخين. وهو ظاهر أنه على شرطهما، من رواية معمر عن سهيل، ومن رواية سعيد بن أبي عروبة عن سهيل. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 7003. (7749) إسناده صحح، وهو مكرر: 7126. (7750) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7672، في أحد إسناديه، وزاد هنا رواية عبد الرزاق، عن =

شهاب، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: سمِعت النبي - صلي الله عليه وسلم - يقول: "إذا قلتَ لصاحبك والإمام يخطب: أَنْصِتْ - فقد لَغَوْت". 7751 - قال ابن جُرَيج: وأخبرني ابن شهاب، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم - مثله. 7752 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة". 7753 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، أخبرني الأغَرَّ أبو عبد الله صاحب أبي هريرة، عن أبي هريرة " قال: إذا كان يوم الجمعة جلست الملائكة على أبواب المسجد، يكتبون كلَّ من جاء إلى الجمعة، فإذا خرج الإِمام طَيرَت الملائكة الصُّحُفَ، ودخلت تسمع الذكر. قال: وقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "المُهَجِّرُ إلى الجمعة كالمُهِدي بَدَنَةً، ثم كالمهدي

_ = مالك، عن الزهري. (7175) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7672، في إسناده الآخر. (7752) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7652، بهذا الإِسناد. (7753) إسناده صحيح، وظاهر القسم الأول منه أنه موقوف على أبي هريرة. ولكنه في الحقيقة مرفوع. ثبت رفعه في الروايات الماضية - وسنشير إليها - وفي الروايتين بعده. وقد مضى معناه مفرقًا في حديثين: 7257، 7258، كلاهما من رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، مرفوعًا فيهما. ومضى أيضاً: 7510، 7511، عن عبد الأعلى، عن معمر، بهذا الإِسناد، مرفوعًا فيهما أيضاً. ومضى القسم الأول منه: 7572، بثلاثة أسانيد، أحدها؟ عن الزهري عن الأغر، عن أبي هريرة، والآخران: عن الزهري، عن الأغر وأبي سلمة - كلاهما عن أبي هريرة.

بقرةً، ثم كالمهدي شاةً، ثم كالمهدي دجاجةً، ثم كالمهدي" - حسبته قال: "بيضَةً". 7754 - حدثنا علي بن إسحق، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: وأخبرني أبو عبد الله الأغر، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل بابٍ"، فذكره، ولم يشك في البيضة. 7755 - حدثنا يزيد، أخبرني ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر، نحوه. 7756 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهو على المنبر يقول: "إن في الجمعة ساعةً، وأشار بكفّه كأنه يُقللها، لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه". 7757 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن يجيى بن أبي كثير،

_ (7754) إسناده صحيح، عبد الله: هو ابن المبارك، يونس: هو ابن يزيد الأيلي. والحديث مكرر ما قبله. ورواه مسلم 1: 235، من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، به، نحوه. (7755) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. ورواه البخاري 2: 336، عن آدم، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد، نحوه بمعناه. (7756) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مراراً، من غير وجه، آخرها: 7674. (7757) إسناده ضعيف، لجهالة أبي إسحق روايه، وإن كان المتن في ذاته صحيحًا، كما سنذكر، إن شاء الله. والحديث ذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7: 412، مع الذي بعده هنا. ثم قال: "تفرد به". يريد أن المسند تفرد به عن الكتب الستة من هذا الوجه. ثم قال: "فلعل أبا إسحق هذا هو الذي بعده. ويحتمل أن يكون غيره. وقد تقدم هذا الحديث، من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي إسحق مولى زائدة، عن أبي هريرة، =

عن رجل يقال له: أبو إسحق، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من غَسَّل ميتًا فليغتسل". 7758 - حدثنا يونس، حدثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل من بني ليث، عن أبي إسحق، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من غَسَّل ميتًا فليغتسل".

_ = فالله أعلم". ويريد ابن كثير بـ "الذي بعده" - قوله عقيبه: "أبو إسحق مولى عبد الله بن الحرث عن أبي هريرة: هو إسحق، تقدم". وسنبين ما يشير إليه ابن كثير بعد ذلك - في التخريج، في الحديث التالي، إن شاء الله. وأما قول ابن كثير "عن أبي إسحق مولى زائدة فإن فيه خطأ من الناسخين، صوابه "عن إسحق مولى زائدة". فاسمه "إسحق"، وكنيته "أبو عبد الله"، كما مضت ترجمته في 7673. (7758) إسناده ضعيف، لجهالة أبي إسحق أيضًا، ولزيادة الجهالة بإبهام الرجل من بني ليث، الروايه عن أبي إسحق. يونس: هو ابن محمَّد المؤدب، الحافظ، شيخ أحمد. أبان: هو ابن يزيد العطار. وقد أشار البخاري في الكبير 1/ 1/396 - 397، إلى هذه الرواية والتي قبلها - ضمن ترجمة "إسحق مولى زائدة" - فقال: "وقال معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي إسحق، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. فهذه إشارة إلى الرواية السابقة: 7757. ثم قال: "وقال لنا موسى بن إسماعيل، عن أبان، عن يحيى، عن رجل من بني ليث، عن أبي إسحق، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -مثله. وهذه إشارة إلى هذه الرواية: 7758. وأما الرواية التي أشار إليها ابن كثير، رواية "سهيل، عن أبيه، عن إسحق مولى زائدة"، فإنها ليست في المسند، بعد طول البحث والتتبع، وإنما الذي فيه، رواية سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، مباشرة، دون واسطة "إسحق مولى زائدة"، وقد مضت: 7675. وذكرنا هناك الإشارة إلى الرواية التي أشار إليها ابن كثير، وأنها في سنن أبي داود: 6312، وعند البخاري في الكبير1/ 1/396 - 397. ونزيد هنا أن البيهقي رواه 1: 301، من طريق أبي داود. وأما متن الحديث، فإنه صحيح في ذاته. لوروده بأسانيد أخر صحاح، كما بينا من قبل.

7759 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: لا أعلمه إلا رَفَعَ الحديث، قال: "أسرعوا بجنائزكم، فإن كانت صالحةً عجَّلتموها إلى الخير، وإن كانت طالحةً استرحتم منها، ووضعتموها عن رقابكم". 7760 - حدثنا علي بن إسحق، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا ابن أبي حفصة عن الزهري، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فذكر معناه. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وخالفهما يونس، وقال: حدثني أبو أمامة بن سهل. 7761 - حدثنا علي بن إسحق، عن ان المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن أبي أمامة. 7762 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قاِلِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظرها حتى تُوضَعَ في اللَّحْد فله قيراطان، والقيراطان مثل

_ (7759) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7265 م، 7269، 7270. (7760) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهو مكرر: 7270، بإسناده. ولم يذكر لفظه هنا، ولا ذكره هناك. وقول أحمد: "وخالفهما يونس، وقال: حدثني أبو أمامة بن سهل" - يعني أن يونس بن يزيد رواه عن الزهري أنه قال: "حدثني أبو أمامة بن سهل، عن أبي هريرة"، وهو الإِسناد الذي بعد هذا. (7761) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهو أيضاً مكرر: 7269، بإسناده. ولم يذكر تمام الإِسناد هنا، ولا لفظ الحديث، وذكرهما هناك. (7762) إسناده صحيح، وهو مكرر: 2188، من رواية عبد الأعلى، عن معمر، بهذا الإِسناد. ومضى معناه من وجهين آخرين: 7347، 7676.

الجبلين العظيمين". 7763 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبِي هريرة، قال: نعى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - النَّجَاشِيَّ لأصحابه وهو بالمدينة، فصفُّوا خلفه، وصلَّى عليه، وكبر أربعاً. 7764 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمر، عن أيوب، عن ابن سيرين: أن أبا هريرة كان يسجد فيها، قال أبو هريرة: ورأيت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يسجد فيها، يعني {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}. 7765 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، وأبي سلمة، أو عن أحدهما، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً". 7766 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كثير،

_ (7763) إسناده صحيح، وهو مطول: 7147. وقد أشرنا إليه هناك. وانظر: 8281. (7764) إسناده صحيح، وقد مضى معناه من أوجه أخر، ضمن الأحاديث: 7140، 7365، 7390. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختيانى، كما هو بديهي. ووقع في ح "عن أبي أيوب"! وهو خطأ. إسناده صحيح، والشك في أنه "عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة" معاً، أو "عن أحدهما" - لا يؤثر في صحته. إذ هو تردد بين ثقتين حجتين. والظاهر أن الشك هنا من عبد الرزاق. إذ الحديث ثابت من روايتهما: فقد مضى الحديث: 7507، من رواية عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة - وحده، دون شك. ومضى: 7571، من رواية إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن ابن المسيب - وحده. (7766) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7199.

عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن يُتَعَجَّلَ شهر رمضان بصوم يوم أويومين، إلا رجلٌ كان يصوم صيامًا فيأتي ذلك على صيامه. 7767 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن

_ (7767) إسناده صحيح، على خطأ في أحد رواته، كما سنذكر، إن شاء الله. ابن أبي أنيس: هكذا ثبت في الأصول الثلاثة، بالتصغير، بياء بين النون والسين. ولا يوجد راو بهذا الاسم - فيما أعلم - وأنا أرجع أن الخطأ وقع من القطعي أو من بعده من رواة المسند عنه. فإنه خطأ قديم، أثبته ابن كثير في جامع المسانيد 7: 528 - هذا الإسناد والأسانيد الثلاثة بعده. وجعله في أواخر مسند أبي هريرة، بعد (الكنى) و (الأبناء) - في فصل عقده بعنوان: (الآباء عن أبي هريرة). يذكر فيه الرواة الذين لم تعرف أسماؤهم ورووا عن آبائهم عن أبي هريرة. فعنون لهذا الراوي بعنوان "ابن أبي أنيس عن أبيه عنه" - يعني عن أبي هريرة. ولم يذكر هذه الأسانيد في موضعها الصحيح، في رواية "مالك ابن أبي عامر الأصبحي حليف بني تيم" عن أبي هريرة 7: 332. وما أظن ابن كثير عجز عن تحقيق هذا الإِسناد، وتحقيق اسم هذا الرواي على صوابه. ولكنه هكذا وجده في نسخ المسند كما وجدناه، فأثبته على ما وجده. ولعله أرجأ تحقيقه إلى إعادة النظر في الكتاب لاستيفاء ما فاته فيه، وهو - رحمه الله- لم يتم تأليف الكتاب، كما هو معروف. وصواب اسم هذا الراوي: "ابن أبي أنس" - بالتكبير - بفتح الهمزة والنون وبدون ياء. وهو: نافع بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحرث، الأصبحي. وهو عم الإِمام مالك بن أنس. وكنيته: "أبو سهيل"، وكنية أبيه "مالك": "أبو أنس". فهو: نافع بن أبي أنس. وقد سبق توثيقه: 1390، وهو من أقران الزهري، بل تأخر في الوفاة عن الزهري، كما جزم بذلك الحافظ في الفتح 4: 97. وهو مترجم في التاريخ الكبير للبخاري 4/ 2/ 86. والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 1/453. ورجال الصحيحين، ص: 528. فهذا هو صواب اسمه: "ابن أبي أنس" - كما ثبت في سائر الروايات التي سنشير إليها في تخريج الحديث، إن شاء الله. أبوه: أبو أنس مالك بن أبي عامر، جد الإِمام مالك. سبق توثيقه: 1390. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 45. =

أبي أنيس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا دخل شهر رمضان فُتِّحت أبوابُ الرحمة، وغُلِّقَتْ أبواب جهنم، وسُلْسِلَتْ الشياطين". 7768 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب: حدثني ابن أبي أنيسٍ، أن أباه حدَّثه، أنه سمع أبا هريرة، قال: قال

_ = والبخاري في الكبير 4/ 1/ 305. والصغير، ص: 85. وابن أبي حاتم 4/ 1/ 214. ورجال الصحيحين، ص: 479. والحديث رواه البخاري 4: 97، و6: 214 عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب - وهو الزهري: "حدثني ابن أبي أنس مولى التيميين أن أباه حدثه، أنه سمع أبا هريرة يقول .... "، فذكر الحديث، وقال الحافظ: "ابن أبي أنس: هو أبو سهيل نافع بن أبي أنس مالك بن عامر". وكذلك رواه مسلم 1: 297، والنسائي 1: 299 - كلاهما من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، "عن ابن أبي أنس، أن أباه حدَّثه". ورواه النسائي أيضاً 1: 298 - 299، من طريق نافع بن يزيد - وهو الكلاعي المصري - عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: "أخبرني أبو سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة ... ". ورواه النسائي أيضاً 1: 299، من طريق بشر بن شُعيب، عن أبيه، عن الزهري، قال: "حدثني ابن أبي أنس مولى التيميين، أن أباه حدَّثه، أنه سمع أبا هريرة ... ". وقد مضى معناه ضمن حديث آخر، من وجه آخر عن أبي هريرة: 7148. وانظر الأسانيد الثلاثة الآتية عقب هذا. (7768) إسناده صحيح، على ما فيه من خطأ في اسم أحد رواته، كسابقه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. صالح: هو ابن كيسان. والحديث رواه مسلم 1: 297 - 298، عن محمَّد بن حاتم، والحلواني - كلاهما عن يعقوب، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب: "حدثني نافع بن أبي أنس، أن أباه حدَّثه، أنه سمع أبا هريرة ... "، به. ولم يذكر لفظه، إحالة على ما قبله. وكذلك رواه النسائي 1: 299، عن عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم، عن عمه، وهو يعقوب بن إبراهيم بن سعد - بهذا الإِسناد. وسمى الراوي صريحًا "نافع بن أبي أنس"، كما في رواية مسلم، سواء- وانظر ما يأتي: 7774.

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا دخل رمضان فُتِّحَتْ أبواب الرحمة، وغُلِّقَتْ أبواب جهنم، وسُلْسِلَتْ الشياطين". 7769 - وحدثناه يعقوب، حدثني أبي، عن ابن إسحق، قال:

_ (7769) إسناده ضعيف، لانقطاعه من ناحيتين. وإن كان المتن ثابتًا صحيحًا متصل الإِسناد، بالإسنادين قبله، وبالإسناد بعده. فأول ما فيه من الانقطاع: أن ابن إسحق لم يسمعه من الزهري، كما قال هو هنا: "ذكر أن ابن شهاب قال ... ". فهو صريح في أنه أخذه عن مجهول، عبّر عنه بالفعل المبنى لما لم يسم فاعله: "ذكر". وثانيهما: جعله الحديث من رواية "ابن أبي أنس" - المذكور خطأ، كما بينا من قبل باسم: ابن أبي أنيس-: "أنه سمع أبا هريرة". وصرح الإِمام أحمد أنه لم يقل في هذا الإِسناد "عن أبيه". وإنما سمعه ابن أبي أنس من أبيه عن أبي هريرة، ولم يسمعه من أبي هريرة. وهذا الإِسناد رواه النسائي 1: 299 - يعد الأسانيد التي أشرنا إليها في الحديثين السابقين، وجزم بأنه خطأ. ولكن وقع في نسخ النسائي خطأ، نرى أنه من الناسخين يقينًا، كما سنبين إن شاء الله. فرواه عن عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم، عن عمه - وهو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، شيخ أحمد هنا - عن أبيه، عن ابن إسحق، "عن الزهري، عن ابن أبي أنس، [عن أبيه]، عن أبي هريرة. ثم قال النسائي: "هذا خطأ، ولم يسمعه ابن إسحق من الزهري. والصواب ما تقدم ذكرنا له". ولم يذكر النسائي في روايته قول ابن إسحق "ذكر أن ابن شهاب قال" - الثابت في رواية المسند هنا، بل قال "عن الزهري". ولكنه أبان عن انقطاعه بقوله "ولم يسمعه ابن إسحق من الزهري". ولكن زيادة [عن أبيه] في هذا الإِسناد، خطأ قطعًا. بدليل رواية أحمد هنا عن يعقوب، بالإسناد نفسه، مع تصريحه فيه بقول "ولم يقل عن أبيه". ولدليل قول النسائي نفسه: هذا خطأ ... والصواب ما تقدم ذكرنا له". يريد أن رواية ابن إسحق خطأ في حذف قوله "عن أبيه"، وأن الصواب هو الروايات السابقة، الثابت فيها قوله "عن أبيه". فهذه الزيادة خطأ من الناسخين يقينًا. ولكنها ثابتة في نسختي النسائي المطبوعتين بمصر وبالهند، وفي نسختين مخطوطتين عندي. فالظاهر أنه خطأ قديم، من الناسخين القدماء.

ذكر أن ابن شهاب قال: حدثني ابن أبي أنيس، أنه سمع أبا هريرة، ولم يقل "عن أبيه"، فذكر الحديث. 7770 - حدثناه عتاب، حدثنا عبد الله، حدثنا يونس، عن الزهري، قال: حدثنا ابن أبي أنيس، فذكره. 7771 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن عروة،

_ (7770) إسناده صحيح، عتاب: هو ابن زياد المروزي الخراساني، سبق توثيقه: 1423، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/ 108. وابن أبي حاتم 3/ 2/ 13. والخطيب في تاريخ بغداد 12: 314. عبد الله: هو ابن المبارك الإِمام. وقد يشبه على غير العارف، في إحالة باقي الإِسناد بعد ابن أبي أنس-: أنه منقطع مثل سابقه، وأنه عنه عن أبي هريرة. ولكن يرفع هذه الشبهة أن رواية يونس عن الزهري، ثابتة متصلة، فيما ذكرنا في تخريج الإِسناد الأول: 7767، من رواية ابن وهب، عن يونس، عند مسلم والنسائي. فتكون الإحالة هنا، في قوله: "فذكره" - إحالة على الإسنادين التصلين: 7767، 7768. وأيضاً فإنه سيأتي: 9193، عن إسحق بن إبراهيم الطالقاني، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهرىِ، قال: "أخبرني بن أبي أنس، أن أباه حدَّثه، أنه سمع أبا هريرة ... " - فذكره. ثم إن الزهري لم ينفرد برواية هذا الحديث عن أبي سهيل نافع بن مالك: فسيأتي في المسند: 8669، من طريق إسماعيل بن جعفر: "أخبرني أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، عن أبي هريرة" - فذكره بنحوه. وكذلك رواه مسلم 1: 297، والنسائي 1: 298 - كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر. وروى البخاري 4: 96 - 97 أوله مختصراً، من طريق إسماعيل أيضاً. وسيأتي أيضاً: 8901، من رواية عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن أبي سهيل، به. ورواه النسائي أيضًا 1: 299 - ضمن حديث مطول - من طريق عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. (7771) إسناداه صحيحان، وهو في الحقيقة حديثان، رواهما معمر عن الزهري: أحدهما: "الزهري، عن عروة، عن عائشة". وثانيهما: "الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. =

عن عائشة - وعن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - كان يعتكفُ العَشْرَ الأواخِرَ من رمضان، حتى قبضه الله عز وجل.

_ = فهما حديثان عن صحابيين، بإسنادين، سيقا حديثًا واحدًا. وكذلك رواه الترمذي 2: 68، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقال: "حديث أبي هريرة وعائشة حديث حسن صحيح". وسيأتي كذلك، من حديث أبي هريرة وعائشة - في مسند عائشة 6: 169 ح، عن محمَّد بن بكر، عن ابن جربج، عن الزهري، بالإسنادين. وقال عبد الله بن أحمد هناك: "سمعت أبي يقول: هذا الحديث هو هكذا في كتاب الصيام، عن أبي هريرة وعائشة. وفي الاعتكاف، عن عائشة وحدها". وسيأتي في مسندها أيضاً 6: 232 ح، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة وحدها. وسيأتي أيضاً في مسندها: 6: 168 ح، عن عبد الرزاق، وابن بكر، كلاهما عن ابن جُريج، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وعروة - معاً - عن عائشة، وحدها. وقد نسب المباركفوري شارح الترمذي، هذا الحديث من رواية عائشة وأبي هريرة - إلى الشيخين. وأنا أراه واهمًا في ذلك أو متساهلاً - فإني لم أجده على هذا النحو في الصحيحين، ولا في سائر الكتب الستة، من حديث أبي هريرة. وإنما رواه البخاري 4: 235 - 236، ومسلم 1: 326، وأبو داود: 2462 - ثلائثهم من طريق الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - وحدها - وزادوا في آخره: "ثم اعتكف أزواجه من بعده". وسيأتي من طريق الليث - هذه - في مسند عائشة 6: 92 ح وقد أشار الحافظ في الفتح 4: 236، إلى رواية معمر هذه، عند شرحه حديث عائشة، فقال: "زاد معمر فيه عن ابن شهاب: عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة"، ولم يذكر من خرجه. وهو - كما ترى - في المسند والترمذي. وفاته أن يذكر أنه كذلك رواه ابن جُريج عن الزهري، كما ذكرنا. ولأبي هريرة حديث آخر في الاعتكاف، غير هذا الحديث، ومن غير هذا الوجه. رواه البخاري 4: 245، وابن ماجة: 1769، من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وهو من أفراد البخاري لم يروه مسلم في صحيحه، وسيأتي من هذا الوجه، في المسند: 8416، 8647، 9021. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر: 6172.

7772 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة: أن رجلاً جاء إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -، فقال: هَلَكْتُ يا رسول الله، قال: "وما ذاك؟ " قال: واقعتُ أهلي في رمضان، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أتجد رقبةً؟ " قال: لا، قال: "أتستطعُ أن تصوم شهرين متتابعين؟ " قال: لا يا رسول الله، قال: "أفِلا تُطعمُ ستين مسكيناً؟ " قال: لا أجد يا رسول الله، قال: فأُتِيَ النبيُّ -صلي الله عليه وسلم -بعرْقٍ، والعرق: المكْتَل، فيه تَمْرٌ، قَالَ: "اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهَا"، فَقَالَ: علَى أَفْقَرَ مِنِّى؟ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا، فَضَحِكَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ قَالَ: "اذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِكَ". 7773 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تواصلوا"، قالوا: يا رسول الله، إنك تواصل؟ قال: "إني لستُ مِثْلَكم، إني أَبيتُ يُطْعمني ربي ويَسقيني"، قال: فلم ينتهوا عن الوصَال، فواصل بهم النبي -صلي الله عليه وسلم - يومين وليلتين، ثم رأَوُا الهلال، فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "لو تأخر الهلال لزدْتُكم"، كالمنكل بهم. 7774 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر - وعبد الأعلى عن

_ (7772) إسناده صحيح، وقد رواه البيهقي 4: 222 - 223، عن الحاكم، عن القطيعي - راوي المسند - عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وهو مكرر: 7288، ومطول: 7678. وقد فصلنا القول في تخريجه، في أولهما، وأشرنا إلى هذا هناك. (7773) إسناده صجهح، ورواه البخاري 13: 234، من طريق معمر، عن الزهري، بهذا الإِسناد، نحوه. ورواه أيضاً 4: 179. مطولاً قليلاً، من رواية شُعيب، عن الزهري. ورواه مسلم 1: 303 - 304، من طريق يونس، عن الزهري، مطولاً. وقد مضى النهي عن الوصال مراراً، آخرها: 7539. (7774) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 210، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا =

مَعْمَر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم -يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، فيَقُولُ: "مَنْ قَامَهُ إِيمَاناً واحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". 7775 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر - وعبد الأعلى عن مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: كلُّ عمل ابن آدمَ له، إلا الصيام، الصيام لي وأنا اجزي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح الِمسْك". 7776 - قال الزهري: وأخبرِني سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حين أسْرِي به: "لقيت: موسى عليه السلام،

_ = الإِسناد بزيادة في آخره. وكذلك رواه مالك في الموطأ، ص: 113 - 114، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، بالزيادة التي عند مسلم. وانظر بعض معناه، فيما مضى: 7278، 7279. وروى النسائي: 1: 299، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الأعلى، عن معمر، بهذا الإسناد -: شطره الأول، وجعل شطره الثاني الحديث الماضي: 7768 "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة"، إلخ. (7775) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 144 - 145، عن هذا الموضع. وقد سبق معناه مطولاً: 7679، من رواية أبي صالح الزيات، عن أبي هريرة. ومضى معناه، مطولاً ومختصراً، من أوجه أخر، أشرنا إليها هناك. (7776) إسناده صحيح، متصل بإسناد الحديث قبله. ورواه البخاري 6: 348 - 349. ومسلم 1: 61. وابن حبان في صحيحه، رقم: 50 بتحقيقنا - كلهم من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري أيضاً - مع طريق عبد الرزاق - و6: 307، في الموضعين، من طريق هشام بن يوسف، عن معمر. ورواه مسلم أيضاً - مختصراً 2: 133، من طريق يونس، ومن طريق معقل، كلاهما عن الزهري. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس: 2324، 2347. وفي مسند ابن عمر: 6312. وقال الحافظ في الفتح 6: 348 "القائل حسبته - هو عبد الرزاق، والمضطرب الطويل غير الشديد. وقيل الخفيف اللحم، =

فَنَعَتَه، قال: رجل، قال: حَسِبْتُه قال: مُضْطرَبٌ، رَجْلُ والرأس، كأنه من رجال

_ = وتقدم في رواية هشام بلفظ: ضرب. وفسر النحيف. ولا منافاة بينهما". قوله "حين أسرى به" - يكون حكاية من أبي هريرة. وهو الثابت في ح م، وعليه في م علامة "صحـ". وفي ك، وجامع المسانيد 7: 145، والصحيحين، وابن حبان-: "حين أسري بي". فيكون من اللفظ النبوي. قوله "مضطرب"، وكذلك هو في رواية الشيخين من طريق عبد الرزاق. وفي رواية البخاري من طريق هشام: "ضرب"، بفتح الضاد وسكون الراء. وفسره ابن الأثير بأنه: "الخفيف اللحم الممشوق المستدق". ثم قال: "وفي رواية: فإذا رجل مضطرب ... هو مفتعل، من الضرب. والطاء بدل من تاء الافتعال". قوله "رجل الرأس": هو بفتح الراء وكسر الجيم، ويجوز تسكينها تخفيفاً: أي ليس شديد الجعودة، ولا شديد السُّبوطة، بل بينهما. من "الترجيل"، وهو تسريح الشعر. قوله "كأنه من رجال شنوءة" - قال الحافظ: "فتح المعجمة وضم النون وسكون الواو بحدها همزة ثم هاء تأنيث: حي من اليمن ينسبون إلى شنوءة. وهو عبد الله بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، ولقب شنوءة: لشنآن كان بينه وبين أهله. والنسبة إليه: شنوئي، بالهمزة بعد الواو، وبالهمزة بغير واو. قال ابن قتيبة: سمى بذلك من قولهم: رجل فيه شنوءة، أي تقزز. والتقزز - بقاف وزايين: التباعد من الأدناس. قال الداوودي: رجال الأزد معروفون بالطول". قوله "ربعة" - قال الحافظ: "هو بفتح الراء وسكون الموحدة، وبجوز فتحها وهو المربوع. والمراد أنه ليس بطويل جداً ولا قصير جداً، بل وسط". قوله "أحمر": يريد أنه أبيض اللون. وفي النهاية: "سئل ثعلب: لم خص الأحمر دون الأبيض؟ فقال: لأن العرب لا تقول رجل أبيض - من بياض اللون. وإنما الأبيض عندهم: الطاهر النقي من العيوب. فإذا أرادوا الأبيض من اللون، قالوا: "الأحمر". وهذا على الغالب الأكثر. قوله "من ديماس، يعني حمامًا" - قال الحافظ: "هو بكسر المهملة وسكون التحتانية وآخره مهملة. وقوله يعني الحمام: هو تفسير عبد الرزاق، ولم يقع ذلك في رواية هشام. والديماس في اللغة: السِرب، ويطلق أيضاً على الكنَّ. والحمام من جملة الكنَّ. والمراد من ذلك وصفه بصفاء اللون ونضارة الجسم وكثرة ماء الوجه، حتى كأنه كان في موضع كنّ فخرج منه وهو عرقان". وفي المخطوطة ص - عقب هذا الحديث: "آخر الخامس، وأول السادس".

شَنُوءَةَ، قَالَ: وَلَقِيتُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَنَعَتَهُ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: رَبْعَةٌ أَحْمَرُ، كَأَنَّهُ أُخْرِجَ مِنْ دِيمَاسٍ، يَعْنِى حَمَّاماً، قَالَ: وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ، قَالَ: فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ، أَحَدُهُمَا فِيهِ لَبَنٌ، وَفِى الآخَرِ خَمْرٌ، فَقَالَ لِى: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِى: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ، وَأَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ". 7777 - حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت هشام بن حسان يحدث عن محمَّد سيرين، قال: كنت عند أبي هريرة، فسأله رجل عن شيء لم أَدْر ما هو، قال: فقال أبو هريرة: الله أكبر، سأل عنها اثنان وهذا الثالث، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن رجالاً سترتفع بهم المسئلة، حتى يقولوا: الله خلق الخلق، فمن خلقه؟! ". 7778 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "ويل للعَقب من النار". 7779 - حدثنا عبد الرزأق، حدثنا مَعْمَر، عن سُهَيْل بن أبي

_ (7777) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 49، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن أيوب، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، بنحو معناه. ومن طريق ابن علية، عن أيوب، عن ابن سيرين. ورواه البخاري 6: 240، ومسلم 1: 48 - 49، وأبو داود: 4721، 4722، بنحو معناه - من أوجه، عن أبي هريرة. وسيأتي أيضاً معناه: 8192، 8358، 9015، 9562، 10970، من أوجه مختلفة، وبألفاظ أخر، عن أبي هريرة. وأما تفسير معناه، فالبحث فيه طويل. وقد وفاه الحافظ في الفتح 13: 230 - 232، في شرح حديث أنس، بنحوه. (7778) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7122، من أوجه أخر. ورواه مسلم 1: 85، من طريق جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه. (7779) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 210، والترمذي، رقم 446 بشرحنا - كلاهما عن =

صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "ينزل ربنا عز وجل كلَّ ليلة، إذا مضى ثلثُ الليل الأولُ، فِيقول: أنا الملك، من ذا الذي يسألني فأُعطيَه، من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك إلى الفجر". 7780 - حدثنا عبد الرزاق، قال مَعْمَر: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إني لأستغفرُ الله في اليوم أكثرَ من سبعين مرةً، وأتوب إليه". 7781 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم،

_ = قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ الإسكندراني، عن سهيل، بهذا الإِسناد. ورواه إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد، ص: 86، من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن سهيل. وقد مضى من أوجه أخر عن أبي هريرة، بنحوه: 7500، 7582، 7611. قوله "ثلث الليل الأول": برفع "الأول"، صفة "ثلث". وفي الروايات الماضية أنه الثلث الأخير. وقد تكلف الحافظ في الفتح 3: 26 الجمع بين الروايات. وقال الترمذي عقب روايته: "حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وقد روي هذا الحديث من أوجه كثيرة عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وروي عنه أنه قال: ينزل الله عَزَّ وَجَلَّ حين يبقى ثلث الليل الآخر. وهو أصح الروايات". وهذا هو الحق. (7780) إسناده صحيح، وهو في جامع السانيد والسنن 7: 461 - 462، عن هذا الموضع. ورواه البخاري 11: 85، من طريق شُعيب، عن الزهري، بهذا الإِسناد نحوه. ورواه الترمذي 4: 183، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وزاد في أوله أنه تفسير لقوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}. وهو في تفسير عبد الرزاق، في تفسير الآية: 19، من سورة محمد - صلى الله عليه وسلم -، بهذا الإِسناد. ولكن ظاهر سياقه أن جعله تفسيراً للآية - من كلام معمر. وسيأتي: 8474، من روية الليث، عن يزيد، عن الزهري وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر: 5354، 5564. (7781) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: سبق =

حدثنا عمر بن أبي سلمة، [عن أبيه]، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أتى منكم الصلاةَ، فليأتها بوقارٍ وسكينة، فلْيُصَلَّ ما أدرك، ولْيَقْضِ ما سبقه". 7782 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن عمر بن حبيب، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "كل مولود وُلِدَ على الفِطرْة، فأبواه يهوِّدانه، وينصِّرانه، مثل الأنعام، تُنْتَجُ

_ = توثيقه مراراً، آخرها: 7499، وبينا هناك أنه يروي عن عمه أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مباشرة، ويروي أحياناً عن ابن عمه "عمر بن أبي سلمة" عن أبيه. ووقع هنا في ح "سعيد" بدل "سعد". وهو خطأ مطبعي واضح، صححناه من المخطوطتين وجامع المسانيد. زيادة [عن أبيه]: ضرورية في الإسناد، "عمر بن أبي سلمة" لم يدرك أبا هريرة، بل يروي عن أبيه عنه. وقد سقطت خطأ في الأصول الثلاثة. وزدناها من جامع المسانيد 7: 462. ويزيد ذلك توكيدًا: أنه لو كان الحديث "عن عمر بن أبي سلمة عن أبي هريرة" مباشرة، لكان منقطعاً، ولما ترك ابن كثير ذكره في جامع المسانيد في باب خاص لهذه الترجمة كعادته. ولكنه لم يفعل، بل ذكره في ترجمة أحاديث أبي سلمة عن أبي هريرة. وأيضاً: فإن الحديث ثابت بمعناه من رواية أبي سلمة. فقد مضى بنحوه: 7251، 7650، من رواية الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ومضى معناه من أوجه أخر عن أبي هريرة: 7229، 7249، 7649، 7651. (7782) إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد بن عبيد القرشي الصنعاني: سبق توثيقه: 544، 4297. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم1/ 1/97. رباح - بفتح الراء والباء الموحدة: هو ابن زيد الصنعاني، سبق توثيقه؟ 1432. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 5: 398. وابن أبي حاتم 1/ 2/490. عمر بن حبيب المكي: سبق توثيقه: 4933. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/140. والحديث - من هذا الوجه - رواه أبو نعيم في الحلية 9: 228، عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. ولكن لم يذكر في آخر قوله "مثل الأنعام ... " =

صحاحاً، فتُكْوَى آذانها". 7783 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثني رباح، عن مَعْمَر، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ستكون فتن، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، ومن وجد ملجأ أو معاذًا فليَعُذْ به". 7784 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: تكون فتنة - لم يرفعه - قال: من وجد ملجأ أو

_ = إلخ. ومعنى الحديث مضى مراراً، مطولاً ومختصرًا، آخرها: 7698. وقد خرجنا كثيرًا من طرقه في صحيح ابن حبان، رقم: 128، بتحقيقنا. (7783) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 462. ورواه البخاري 13: 26، من طريق شُعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعًا، بنحوه. ورواه قبل ذلك، ص: 25 - 26، من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. وعن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. ورواه مسلم 2: 361، من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة - معاً - كلاهما عن أبي هريرة. ورواه الطيالسي: 2344، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة. وكذلك رواه مسلم 2: 361 - 362، من طريق الطيالسي. وانظر ما مضى في مسند سعد بن أبي وقاص: 1446، 1609. وفي مسند ابن مسعود: 4287،4286. وفي مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 6987. قوله "معاذاً": بفتح الميم والعين المهملة، وهو الملجأ. (7784) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. ولكنه في هذا موقوف على أبي هريرة، كما هو ظاهر. وكما شرح به أثناء الرواية، بقوله "لم يرفعه". وهذا هو الصواب في نسخ المسند. وهو الثابت في ك وجامع المسانيد بهامش م. وفي ح م "رفعه". وعندي أنه خطأ من الناسخين في بعض النسخ القديمة من المسند.

معاذًا فليعذ به. 7785 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن مَعْمَر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: "من أدرك من العصر ركعةً قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها"، يروي ذلك عن ابن عباس، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، "ومن أدرك من الفجر ركعةً قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها". ْ7786 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن مَعْمَر، عن الزهري، أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا هريرة قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس، فقال لهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "دعوه، فأَهْريقوا على بوله سَجْل ماءٍ، أوذَنُوبَا من ماء، فإنما بعثتم ميسِّرين، ولم تبعثوا معسرين". 787 - حدثنا هرون، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني عُبيد الله بن عبد الله، أن أبا هريرة أخبره: أن أعرابيًا بال في المسجد، فذكر معناه. 7788 - حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رباح، عن مَعْمَر، عن

_ (7785) إسناده صحيح، وهو رواية صحابي عن صحابي: ابن عباس عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم 1: 169، من طريق عبد الله بن المبارك، ومن طريق معتمر - وهو ابن سليمان - كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد. وقد مضى معناه مراراً، من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: 7282، 7145، 7453، 7529. (7786) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7254. وقد فصلنا القول في تخريجه، وأشرنا هناك إلى هذا والذي بعده. (7787) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (7788) إسناده صحيح، محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي العامري: تابعي ثقة، سبق =

يحيى بن أبي كثير، عن محمَّد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال: "كل خَطْوة يخطوها إلى الصلاة يُكْتَبُ له بها حسنة، ويمحي عنه بها سيئة". 7789 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن مَعْمَر، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: قام رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إلى الصلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحدًا! فلما سلم النبي - صلي الله عليه وسلم - قال للأعرابي: "لقد تحجَّرْتَ واسعًا! " يريد رحمة الله. 7790 - حدثنا إبراهيم، حدثنا رباح، عن مَعْمَر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال؟ "إن الشيطان يأتي أحدَكم في صلاته، فلا يَدري أن زاد أم نقص، فإذا وجد أحدُكم ذلك

_ = توثيقه: 5377. ونزبد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 2/312. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 373. وقد مضى معناه بنحوه، ضمن حديث مطول: 7424، من رواية الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. ومضى معناه أيضاً، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: 6599. (7789) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 462، عن هذا الموضع. وقد مضى مطولاً: 7254، من رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، متضمنًا هذه الحادثة وحادثة بول هذا الأعرابي في المسجد. وقد مضت حادثة البول وحدها: 7786، 7787. وأما وقعة الدعاء هذه، فقد رواها مستقلة - كما في - أبو داود: 882، من رواية يونس، عن الزهري، بهذا الإِسناد. (7790) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 462، عن هذا الموضع. وهو مكرر، 7284، 7680، بنحوه. وقوله هنا "فلا يدري أن زاد أم نقص" - هو الثابت في ح م، وفي م فوق حرف "أن" علامة "صحـ". والثابت في ك وجامع المسانيد: "أزاد" بهمزة الاستفهام دون حرف "أن".

فليسجدْ سجدتين". 7791 - حدثنا إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن مَعْمَر، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: أقيمت الصلاة، وصَفَّ الناس صفوفهم للصلاة، وخرج علينا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من بيته، فأقبل يمشي، حتى قام في مُصَلاَّة، ثم ذكر أنه لم يغتسل، فقال للناس: "مكانكم"، فرجع إلى بيته، قال: فخرج علينا ونحن صفوف، فقام في الصلاة يَنْطُفُ رأسه، قد اغتسل. 7792 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن أبي

_ (7179) إسناده صحيح، هو في جامع المسانيد 7: 462، عن هذا الموضع. وهو مكرر: 7237، 7506، بنحوه. (7792) إسناداه ضعيف وصحيح، فقد رواه عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة، مباشرة دون واسطة. وهذا ضعيف، لانقطاعه بين الزهري وأبي هريرة. ولكنه في حقيقته ثابت الاتصال لأن الزهري إنما رواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة، كما مضى: 7505، من رواية عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة. فالذي قصر به هنا، وأرسله بين الزهري وأبي هريرة - هو عبد الرزاق، فيما أرجح. ولذلك لم يذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7: 375، في رواية الزهري عن أبي هريرة. مع أنه ذكره - هكذا منقطعاً - في ترجمة "محمَّد بن زياد عن أبي هريرة" 7: 337.:لكن وقع فيه خطأ في ذلك الموضع، هو سهو من الناسخ: إذ حذف الإِسناد الثاني "ومحمد بن زياد عن أبي هريرة"! مع أنه هو الناسب لتلك الترجمة، التي أدخل فيها الحديث من أجله. والإسناد الثاني - هنا - متصل. من رواية عمر، عن محمَّد بن زياد الجمحي، عن أبي هريرة. فقوله "ومحمد بن زياد" - هو بالخفض، عطفًا على قوله "عن الزهري". وضبط بالشكل في ك بضمة فوق دال "ومحمد". والوجه ما قلنا. وقد رواه البخاري 9: 502 - 503، والدارمي 2: 107 - كلاهما من طريق شُعبة، عن محمَّد بن زياد، قال: "سمعت أبا هريرة". وقد مضى الحديث من وجهين آخرين: 334، =

هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - ومجمد بن زياد، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا أتى أحدَكم خادمُه بطعام، فقد ولي حَرَّه ومشقته ودُخَانه ومَؤُنته، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ". 7793 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن رجل من بني

_ = 7712. وأشرنا إلى كثير من طرقه في أولهما. (7793) إسناده صحيح، على ما فيه من إبهام أحد رواته، فقد عرف، كما سيأتي. وقد مضى مثل هذا الإِسناد لحديث آخر: 7699. والرجل المبهم هنا، هو المبهم هناك - وهو: "معن بن محمَّد الغفاري". ومن عجيب أن الحافظ ابن حجر، جزم في ذاك الإِسناد باسم هذا النووي، كما نقلنا عنه هناك. ثم لم يجزم به في هذا الإسناد، بل قال: "وهذا الرجل هو معن بن محمَّد العفارى، فيما أظن، لاشتهار الحديث من طريقه"! والقرائن في الحديثين متساوية متماثلة. فالحديث ذكره البخاري في الصحيح 9: 503 تعليقًا، فقال: "باب. الطاعم الشاكر، مثل الصائم الصابر. فيه عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وقال الحافظ، "هذا من الأحاديث المعلقة التي لم تقع في هذا الكتاب موصولة". ثم ذكر من وصله من الأئمة. وقد وقع في إسناده في ح خطأ مطبعي لا شك فيه. فثبت فيها: "حدثنا عمر، عن الزهري، عن رجل من بني غفار"! فزيادة الزهري في الإِسناد لا موضع لها. ولم تذكر في المخطوطتين ك م ولا في جامع المسانيد، ولا هي في آية رواية من رواياته. والحديث في جامع المسانيد 7: 118، عن هذا الوضع من المسد. ورواه الترمذي 3: 314 "حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري، حدئما محمَّد بن معن المديني الغفاري، حدثني أبي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: الطاعم الشاكر، بمنزلة الصائم الصابر". ثم قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وهذا إسناد صحيح. و"محمَّد بن معن الغفاري: سبق توثيقه: 1387، ونريد هنا أنه ترجمه ابن سعد 5: 324، وابن أبي حاتم 4/ 1/99 - 100. وأخرج له البخاري في الصحيح. وأبو: مضت ترجمته: 7699. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 136، من طريق عمر بن علي المقدمي، قال: "سمعت معن بن محمَّد، يحدث عن سعيد بن أبي =

غفار، أنه سمع سعيداً المقبري يحدث عن أبي هريرة، قال: قال

_ سعيد المقبري، قال: كنت أنا وحنظلة بالبقيع مع أبي هريرة، فحدثنا أبو هريرة بالبقيع، عن رسول الله، أنه قال: "الطاعم الشاكر، مثل الصائم الصابر". ثم قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. فهذان راويان ثقتان: محمَّد بن معن، وعمر بن علي المقدمي - روياه "عن معن بن محمَّد، عن سعيد المقبري". وقد ذكر الحافظ هذه الرواية 9: 504، نقلاً عن صحيح ابن خزيمة، مثل رواية الحاكم، وذكر نسبة حنطة على الصواب: "الأسلمي". ثم قال الحافظ: "وهذا محمول على أن معن بن محمد حمله عن سعيد، ثم حمله عن حنطة". فلم يكتف "معن بن محمَّد" بسماعه من سعيد المقبري، وقد أخبره أن حنظلة كان معه حين حدثهما أبو هريرة هذا الحديث. فسمعه من حنظلة أيضاً عن أبي هريرة: فرواه الحاكم في المستدرك 1: 422 - 423، من طريق إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي - بفتح السين - "حدثنا عمر ابن علي المقدمي، حدثنا معن بن محمَّد الغفاري، قال: سمعت حنظلة بن علي السدوسي يقول: سمعت أبا هريرة يقول بهذا البقيع: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الطاعم الشاكر، مثل الصائم الصابر". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". وهو كما قال، لكن "معن بن محمَّد" خرج له البخاري ولم يخرج له مسلم، كما قلنا في: 7699. و "إسماعيل بن بشر بن منصور". ثقة. و"حنطة": هو "حنظلة بن علي بن الأسقع الأسلمي المدني"، ويقال: "السلمي"، وهو تابعي ثقة، مضت ترجمته: 7271. وما وقع في هذه الرواية في المستدرك أنه "السدوسي" - فهو خطأ، إما من بعض الرواة، وإما من الناسخين. وهذه الرواية تؤيد رواية الحاكم الأخرى - التي ذكرنا من قبل: أن معن بن محمَّد سمعه من سعيد المقبري ومن حنظلة، وأن سعيدًا وحنظلة سمعاه معًا من أبي هريرة في البقيع. وليس بعد هذا تثبت. وقد عقب الحافظ الذهبي على تصحيح الحاكم إياه، بالرمز له برمز (خ). يريد أنه على شرط البخاري فقط. ثم جاء عقب ذلك في مختصر الذهبي المطبوع مع المستدرك، ما نصه: "قلت: هذا في الصحيحين، فلا وجه لاستدراكه". وهذه الجملة لم تذكر في مختصر الذهبي المخطوط الذي عندي. وحذفها هو الصواب، وذكرها تخليط ممن قالها!! =

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطاعم الشاكر، كالصائم الصابر".

_ = وما أظن الذهبي يقولها. فإن الحديث ليس في الصحيحين - يقيناً، إلا ما ذكره البخاري تعليقًا، كما بينا. وأنا أظن أنها كانت هامشة من بعض من لا يعرف، كتبها بهامش نسخته، فظن أحد الناسخين أنها من أصل الكتاب، فأدخلها في صلب الكلام!! وقد رواه أيضاً ابن ماجة: 1764، عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن محمَّد بن معن عن أبيه - وعن عبد الله بن عبد الله الأموي، عن معن، عن حنظلة عن أبي هريرة، به. ولكن وقع في مطبوعتي ابن ماجة خطأ، بحذف الواو من "وعبد الله بن عبد الله"! فصار ظاهر الإِسناد تخليطاً عجبيًا: أن يرويه محمَّد بن معن عن أبيه عن عبد الله عن معن!! و "معن": هو نفسه والد "محمَّد بن معن". ثم ترجمة "عبد الله بن عبد الله الأموي" في التهذيب، فيها أنه يروي عن "معن بن محمَّد الغفاري"، وأنه يروي عنه "يعقوب بن حميد بن كاسب" شيخ ابن ماجة. ويزيد هذا التصحيح توكيدًا وبيانًا: أن الحافظ ذكره في الفتح 9: 504، فقال: "وأخرجه ابن خزيمة وابن ماجة، من رواية محمَّد بن معن بن محمَّد الغفاري، عن أبيه، عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن أبي هريرة". والحديث رواه أيضاً ابن حبان في صحيحه، رقم: 316 (1: 378 من مخطوطة الإحسان)، من طريق نصر بن علي، عن معتمر بن سليمان، عن معمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وهذه رواية تعل بالانقطاع بين معمر وسعيد. وذكرها الحافظ في الفتح 9: 504، وقال: "لكن في هذه الرواية انقطاع خفى على ابن حبان. فقد رريناه في مسند مسدد، عن معتمر، عن عمر، عن رجل من بني غفار، عن المقبري. وكذلك أخرجه عبد الرزاق في جامعه عن معمر". ورواية عبد الرزاق، هي رواية المسند هنا أيضاً. وللحديث إسناد آخر صحيح، سيأتي: 7876، من رواية سلمان الأغر، عن أبي هريرة. وسيأتي تفصيل الكلام فيه، في موضعه، إن شاء الله. وله إسناد آخر ضعيف منهار، لا يعبأ به. نشير إليه لئلا يغتر به من لا يعرف: فرواه أبو نعيم في الحلية 7: 142، من طريق إسحق بن العنبر، عن يعلى بن عبيد، [عن سفيان الثوري]، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه مرفوعاً. وقال أبو نعيم: "غريب من حديث الثوري، تفرد به إسحق عن يعلى". وقد قصر أبو نعيم جداً، إذا كان أجدر به أن يبين ضعفه، لا =

7794 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال؟ دعا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بالبركة في السحُور والثَّريد. 7795 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن رجل،

_ = غرابته فقط. فإن "إسحق بن العنبر" مترجم في الميزان" قال: "عن أصحاب الثوري. كذبه الأزدي، وقال: لا تحل الرواية عنه". وذكر له الحافظ في لسان الميزان حديثاً آخر، وقال: "وهذا باطل". و"العنبر" آخره الراء. ووقع في الحلية "العنبري" بزيادة ياء بعدها. وهو خطأ. ووقع فيها خطأ آخر: هو حذف [عن الثوري] من الإِسناد. وإثباته ضروري بداهة. خصوصًا وأن أبا نعيم رواه في ترجمة الثوري حين يسوق بعض رواياته، تحت عنوان: "فمن مسانيد بعض، حديثه ومشاهده وغرائبه"، كما عنون بذلك في ص: 86. وقد فسر ابن حبان معنى الحديث، عقب روايته، فقال: "شكر الطاعم الذي يقوم بإزاء أجر الصائم الصابر: هو أن يَطعم المسلمُ ثم لا يعصي باريه بفوته. ويتم شكره بإتيان طاعاته بجوارحه. لأن الصائم قرن به الصبر، لصبره عن المحظورات، وكذلك قرن بالطاعم الشكر. فيجب أن يكون هذا الشكر الذي يقوم بإزاء ذلك الصبر - يقاربه أو يشاكله. وهو ترك المحظورات، على ما ذكرناه". (7794) إسناده حسن، ابن أبي ليلى: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ثقة، تكلموا فيه من جهة حفظه. كما بينا في:778. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 6: 249. وابن أبي حاتم 3/ 2/ 322 - 323. عطاء: هو ابن أبي رباح. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 293. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 18، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى. وفيه محمَّد بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح". وذكره الحافظ في الفتح 9: 479، ونسبه لأحمد، وقال: "وفي سنده ضعف". (7795) إسناده ضعيف، لإبهام الرجل الذي روى عنه الزهري. وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 534، عن هذا الموضع. وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه 7: في الورقة 147 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق أحمد بن حنبل. وسيأتي عقب هذا بإسناد آخر =

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو يَعْلمُ الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاءه". 7796 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، كمثل حديث الزهري.

_ = صحيح. ونفصل القول في تخريجه. (7796) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهو في جامع المسانيد 7: 534 - 535، عن هذا الموضع، عقب الذي قبله. وكذلك صنع ابن حبان في صحيحه، فرواه عقب الذي قبله، من طريق أحمد بن حنبل. ولكن وقع في موطة "الإحسان: "معمر، عن الزهري، عن أبي صالح". وهو خطأ ناسخ يقيناً. فإن الحديثين ثابتان في مخطوطة "التقاسيم والأنواع" 2: 127، على الصواب: "معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح". ويؤيد صحة ذلك، أن الحافظ أشار إليه في الفتح 10: 73، أنه "عند أحمد، وابن حبان"، من رواية "الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة". والحديث في مجمع الزوائد 5: 79. وقال: "رواه أحمد بإسنادين، والبزار. وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح". يريد هذا الإسناد. وسيأتي معناه، من وجه آخر، بإسنادين صحيحين: 7990، 7991. وسيأتي معنى النهي عن الشرب قائماً، ضمن حديث من وجه آخر: 8317. وروى مسلم في صحيحه 2: 136، من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن عمر بن حمزة، عن أبي غطفان المري، عن أبي هريرة - مرفوعًا: "لا يشربن أحد منكم قائمًا، فمن نسي فليستقئ". وقد وردت أحاديث صحاح في جواز الشرب قائمًا: ومن حديث علي بن أبي طالب، بأسانيد كثيرة، منها: 583، 1005، 1222، 1372. ومن حديث ابن عباس، منها: 8138، 1903، 3529 - ومن حديث أبي هريرة أيضاً: 7524. وغيرها. واختلف العلماء في توجيه ذلك. فمنهم من ادعى أن النهي ناسخ للجواز، ومنهم من اختار ترجيح أحاديث الجواز. وقد استوفى ذلك الحافظ في الفتح 10: 71 - 74. والراجح الذي رجحه الحافظ، وجعله "أحسن المسالك، وأسلمها، وأبعدها من الاعتراض" - أن النهي محمول على كراهة التنزيه. وحكى ذلك عن الطبري، =

7797 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه، فهو أحق به". 7798 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -:"إذا قام أحدكم من الليل ثم رجع إلى فِرَاسْه، فلْينفضْ فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يَدْري ما خَلَفَه بعد، ثم ليقل: باسمك اللهم وضعت جنبي، وباسمك أرفعه، اللهم إن أمْسَكْتَ نفسي فاغفرْ لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظُ به الصالحين". 7799 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن محمَّد بن زياد، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأُ باليسرى، ولْيخلَعْهما جميعاً، ولْينعَلْهما جميعاً". 7800 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن

_ = والخطابي، وغيرهما. وهو الذي نختاره ونذهب إليه، إن شاء الله. (7797) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7558. (7798) إسناده صحيح، وهو مطول: 7354. وقد فصلنا القول في تخريجه، وأشرنا إلى هذا - هناك. (7799) إسناده صحيح، وهو مطول: 7179. ومختصر: 7343. وانظر: 7440. (7800) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 282 - 293، 295. ومسلم 1: 87 - كلاهما من طريق الزهري، عن ابن المسيب، به، بنحوه. وقد شرحه الحافظ في الموضع الأول

المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "خمس من الفطرة: الاستحداد، والختان، وقص الشارب، ونتف الإبْط وتقليم الأظفار". 7801 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "مَثَلُ المؤمن كمَثَل الزرع، لا تزال الريح تُفِيئه، ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء، ومَثَل المنافق كمثل شجرة الأرْزَة، لا تهتز حتى تُسْتَحْصَدَ". 7802 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيَّب، أن أبا هريرة قال: قال رِسول الله طس: (إذا استيقظ أحدكم فلا يُدْخلْ يده في إنائه، أو قال: في وضوئه، حتى يغسلها ثلاث مراتٍ، فإنه لا يدري أين باتت يده". 7803 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن محمَّد بن زياد، قال: رأيت أبا هريرة مرَّ بقومٍ يتوضؤن من مَطْهَرِةٍ، فقال: أحسنوا الوضوء يرحمُكم الله، ألم تسمعوا ما قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "ويل للأعقاب من النار".

_ (7801) شرحًا وافيًا مسهبًا. وأفاد الحافظ أنه رواه أيضاً أبو عوانة، وأبو نعيم، في مستخرجيهما، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. وقد مضى بإسنادين آخرين عن الزهري: 7139، 7260. وأفدنا في أولهما أنه رواه الجماعة. (7701) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7192. وانظر: 7234. (7702) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7590، بهذا الإِسناد. وقد مضى بأسانيد أخر، منها: 7280، 7508، 7660، بنحوه. (7703) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7122. ومطول: 7778. المطهرة، بكسر الميم: الإناء الذي يتطهر منه. قال في المصباح: "والفتح لغة". وقال الجوهري في الصحاح: "الفتح =

7804 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كثير، أراه قال: عن ضمضمٍ، عن أبي هريرة، قال: أمرنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن نقتل الأَسْوَدَينْ في الصلاة: العقرب والحية. قال عبد الرزاق: هكذا حدثنا ما لا أُحصي. 7805 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، والثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الإِمام ضامن، والمؤذِّن أمين، اللهم أَرْشِد الأئمة، واغفر للمؤذنين". 7806 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، قال: سمعت ابن أُكَيْمَةَ، يحدث عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - صلى صلاةً جهر فيها بالقراءة، ثم أقبل على الناس بعد ما سلم، فقال: "هل قرأ منكم أحد معي آنفًا؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "إني أقول: مالِي أنازع القرآن؟! " فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فيما يَجْهرُ به من

_ = أعلى". (7804) إسناده صحيح، على ما فيه من شبهة الشك، لليقين بأنه "عن ضمضم"، كما سنذكر: فقد مضى: 7178، عن محمَّد بن جعفر، و: 7373، عن سفيان - كلاهما عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن ضمضم، دون شك. ومضى أيضاً: 7463، عن يزيد، عن هشام، عن يحيى، عن ضمضم. فالشك هنا إنما هو من عبد الرزاق. وتفسير الأسودين، إنما هو من كلام يحيى بن أبي كثير، كما شرح بذلك في الروايتين: 7178، 7463. (7705) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7169. وقد فصلنا هناك القول في تخريجه، وترجيح أن الأعمش سمعه من أبي صالح. وأشرنا إلى هذا. (7806) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7268. وقد أشرنا إليه هناك.

القراءة، حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 7807 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: صلِىِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الظهر أو العصر، فسلم في الركعتين، ثم انصرف، فخرج سرعَانُ الناس، فقالوا: خُفِّفَت الصلاة، فقال ذو الشمالين: أخففت الصلاة أم نسيت؟ فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ما يقول ذو اليدين؟ " قالوا: صدق، فصلى بهم الركعتين اللتين ترك، ثم سجد سجدتين وهو جالس، بعد ما سلم. 7808 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن مَعْمَر، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر فإن الشيطان يفر من البيت الذي يُقْرأ فيه سورة البقرة". 7809 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر - وعبد الأعلى بن

_ (7807) إسناده صحيح، وقد مضى: 7370، من رواية ابن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، بنحوه، بزيادة ونقص. ومضى كذلك: 7200، من رواية ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن ابن سيرين. ومضى مختصرًا:7653، بمعناه من وجه آخرعن أبي هريرة. (7808) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 217، من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل، بهذا الإِسناد. ورواه الترمذي - بنحوه - 4: 42، من طريق الدراوردي، عن سهيل. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وذكره ابن كثير في التفسير 1: 60، والسيوطي في الدر المنثور 1: 19. وزاد ابن كثير نسبته للنسائي. ولعله في السنن الكبرى. (7809) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7284، 7680. ومطول: 7790.

عبد الأعلى عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يأتي أحدَكم الشيطان فيَلْبسُ عليه في صلاته، فلا يدري: أزاد أم نقص، فإذا وجد أحدكم ذلكَ فليسجد سجدتين وهو جالس". 7810 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن معمر، عن الزهري، حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إن في الجمعة ساعةً لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً، إلا أعطاه إياه". 7811 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن في الجمعة ساعةَ لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه". 7812 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - نهى عن تلقي

_ (7810) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مرارًا، من أوجه عن أبي هريرة، أولها: 7151، وآخرها: 7756. وسيأتي عقب هذا أيضاً. (7811) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد مضى مطولاً: 7151، من رواية أيوب، عن ابن سيرين. (7812) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 444، من طريق ابن جُريج، عن هشام القردوسي، عن ابن سيرين. وهو في المنتقى: 2842، وقال: "رواه الجماعة إلا البخاري". وسيأتي أيضًا: 9225، 10329. وانظر: 07303 الأجلاب: جمع "جلب" بفتحتين. وهو - كما قال القاضي عياض، في المشارق 1: 149 - "ما يجلب من البوادي إلى القرى، من الأطعمة وغيرها، لا تتلقى حتى ترد الأسواق. ومثله: نهى عن تلقي السلع". وانظر شرح مسلم للنووي 10:162 - 163.

الأجْلاب، فمن تلقي واشترى، فصاحبه بالخيار إذا هبط السوق. 7813 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن معمر، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". 7814 - حدثنا محمَّد بن بكر البُرْساني، حدثنا جعفر، يعني ابن بُرقان، قال: سمعت يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". 7815 - حدثنا محمَّد بن بكر، أخبرنا ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بنن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال: "العَجْماء جُرْحُها جبَارٌ، والبئر جبار، والمعْدِنُ جبار، وفي الركاز الخُمُس".

_ (7813) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 444 (فتح)، ومسلم 1: 149 - كلاهما من طريق مالك، عن - الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقد مضى نحو معناه، ضمن الحديث: 7352. وأشرنا إليه هناك. (7814) إسناده صحيح، محمَّد بن بكر البرساني - بضم الباء - سبق توثيقه: 1724. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/49. وابن أبي حاتم 3/ 2/212. جعفر بن برقان - بضم الباء - سبق توثيقه: 3129، 6100. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/181. وابن أبي. حاتم 1/ 1/474 - 475. يزيد بن الأصم: سبق توثيقه: 1839. ونزيد هنا أنه ترجمه - البخاري في الكبير 4/ 2/318. وابن سعد 2/ 7/ 178 - 179. وابن أبي حاتم 4/ 2 /252. ووقع في ح "يزيد أنا الأصم" - كأنه يريد اختصار "أخبرنا"! وهو خطأ صوابه "بن"، كما أثبتنا. والحديث رواه مسلم 2: 280، وابن ماجة: 4413 - كلاهما من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، بهذا الإِسناد (7815) إسناده صحيح، وقد مضى: 7450، من رواية عبد الرزاق، عن ابن جُريج، به. ومضى من أوجه أخر، آخرها: 7690.

7816 - حدثنا محمَّد بن بكر، حدثنا ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم". 7817 - حدثنا محمَّد بن بكر، حدثنا ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، عن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة حدث: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - سئل: أيصلي الرجل في الثوب الواحد؟ فقال: "ألِكلِكم ثوبان؟! ". 7818 - حدثنا محمَّد بن بكر، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ولم يرفعه عبد الرزاق -: "قاتل الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". 7819 - حدثنا محمَّد بن بكر، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جُريج - وقال عبد الرزاق في حديثه: أخبرني ابن شهاب، عن أبي سلمة بن

_ (7186) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7602. (7187) إسناده صحيح، وقد مضى: 7250، من رواية الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. ورواه مسلم 1: 145 - 146، من رواية الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، معًا. ومضى أيضاً: 7149، من رواية أيوب، عن ابن سيرين. (7188) إسناده صحيح، وهو مطول: 7183 ولا يؤثر في صحته أن عبد الرزاق لم يرفعه في هذا الموضع. فالحديث ثابت صحيح مرفوعاً، من أوجه كثيرة. (7189) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7657. وقوله "قال صاحب له، زاد: فيما يجهر به" - هذا الصاحب المبهم: يحتمل أن يكون "محمَّد بن إبراهيم التيمي". فقد روى مسلم 1: 219 هذا الحديث، من طريق يزيد بن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة،=

عبد الرحمن، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لم يأذن الله لشيءٍ ما أذن" قال عبد الرزاق: "لمن يتغنى بالقرآن"، قال صاحب له، زاد: "فيما يَجْهَر به". 7820 - حدثنا محمَّد بن بكر، أخبرني ابن جُريج، أخبرني ابن شهاب، قال: سمعت ابن أُكَيْمة يقول: قال أبو هريرة: صلى بنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - صلاةً يَجهَر فيها، ثم سلم، فأقبل على الناس فقال: "هل قرأ معي أحد آنفاً؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "إني أقول: مالي أنازعُ القرآن؟! ". 7821 - حدثنا محمَّد بن بكر، حدثنا ابن جُريج، أخبرني عطاء، أنه سمع أبا هريرة - وهو يخبرهم - قال: وفي كل صلاة قرآن، في أسمَعَنَا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أسمعناكم، وما أخفى منا أخفيناه منكم. 7822 - حدثنا معاوية بن عمرو، قال أبو إسحق الفزاري: قال الأوزاعي، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لُعِنَ الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". 7823 - حدثنا عبد الرزاق، قال: ابن جُريج قال: أخبرني

_ = عن أبي هريرة، بلفظ: "يتغنى بالقرآن يجهر به". وقد أشرنا إلى رواية مسلم، في شرح ذاك الحديث. (7820) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7806 وقد شرحناه بإسهاب في: 7268. (7821) إسناده صحيح، وقد مضى: 7682، عن عبد الرزاق وابن بكر- معًا - بهذا الإِسناد. (7822) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7352 وانظر: 7188. (7823) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7289، ولكن ذاك من رواية العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهذا من رواية العلاء، عن أبي السائب، عن أبي هريرة سمعه منهما كليهما. وقد فصلنا القول في تخريجه، وأشرنا إلى هذا - هناك. ومضى أيضاً =

العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أن أبا السائب مولى هشام بن زهرة أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خدَاجٌ، هي خدَاج غير تمامٍ"، قال أبو السائب لأبي هريرة: إني أكون أحياناً وراء الإِمام؟ قال أبو السائب: فغمز أبو هريرة ذراعي، فقال: يا فارسي، اقرأها في نفسك، إني سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "قال الله عز وجل: قَسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفُها لي، ونصفُها لعبدي، ولعبدي ما - سأل"، قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "اقرِؤا، يقول: فيقول العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيقول الله: حَمدني عبدي، ويقول العبدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فيقول الله: أثنى على عبَدي، فيقول العبد: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، فيقول الله: مجدني عبدي، وقال: هذه بيني وبين عبدَي، يقول العبد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قال: أجدها لعبدي، ولعبدي ما سأل، قال: يقول عبدي: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، يقولَ الله عزَ وجل: هذا لعبدي، َ ولعبدي ما سأل". 7824 - حدثنا محمد بن بكر، ومحمد بن عبد الله الأنصاري،

_ = مختصراً: 7400، من رواية العلاء، عن أبي السائب. وقوله "قال أبو السائب لأبي هريرة: إني أكون أحياناً ... " - وقع في ح م: "قال ابن السائب". وهو خطأ، صححناه من ك، ومن جامع المسانيد 7: 442 - 443. وسيأتي عقب هذا بإسنادين آخرين، دون سَوْق لفظه. (7824) إسناده صحيح، محمَّد بن عبد الله الأنصاري: هو محمَّد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك، سبق توثيقه: 2355. ونزيد هنا أنه ولد سنة 118، ومات سنة 215، وقيل سنة 218. وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 2/ 305، وابن سعد 6/ 2/48 - 49، والذهبي في تذكرة الحفاظ 1: 337 - 338، والخطب في تاريخ بغداد 5: 408 - 412. وقوله "قالا كل منهما": هو على لغة "يتعاقبون فيكم ملائكة". وهي لغة جائزة صحيحة فصيحة. ولم يذكر الإِمام أحمد هنا باقي الإِسناد، =

عن ابن جُريج، قالا كل منهما: مولى عبد الله بن هشام بن زهرة، وقالا: [مالك]، وقال ابن بكر: يقول أبو هريرة: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "اقرؤا، يقوم العبد فيقول". 7825 - حدثناه يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحق، قال: وحدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقَة، عن أبي السائب مولى عبد الله بن زهرة التيمي، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. 7826 - حدثنا محمَّد بن بكر، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جُريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، أخبره عن عبد الرحمن بن عمرو القاري، أنه سمع أبا هريرة يقول: وربِّ هذا البيت،

_ = إحالة على الإِسناد قبله. ولكنه أراد النص على أن شيخيه ابن بكر والأنصاري قالا في الإِسناد: "أن أبا السائب مولى عبد الله بن هشام بن زهرة"، فنسبا ولاءه لعبد الله، لا لأبيه هشام بن زهرة. وكلاهما صحيح، فمولى الأب مولى للابن، والعكس صحيح. والحديث مكرر ما قبله. (7825) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله أيضاً. (7826) إسناده صحيح، وقد مضى بنحوه: 7382، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، بهذا الإِسناد، إلا أن فيه" عن عبد الله بن عمرو القاري" - كرواية عبد الرزاق هنا. وأشرنا إلى هذا هناك. وقد بينا الاختلاف في هذا التابعي: أهو "عبد الرحمن بن عمرو"، أم "عبد الله بن عمرو"؟ ورجحنا رواية عبد الرزاق هنا، بموافقة سفيان إياه هناك. ونزيد هنا أن التابعي هو "عبد الله بن عمرو بن عبد القاري"، وأن ذينك عماه: "عبد الرحمن عبد"، و"عبد الله بن عبد". وقد اختصر الإمام أحمد - هنا - نسب هذا التابعي الراوي هذا الحديث، في رواية عبد الرزاق، حين فرق بينها وبين رواية محمَّد بن بكر. فإن الحديث رواه عبد الرزاق في (المصنف)، مفرقاً حديثين، في "باب من أدركه الصبح جنبًا"، و "باب صيام يوم الجمعة"، ج 2 ص: 238، 266. وقال في كليهما: "أن يحيى بن جعدة أخبره، عن عبد الله بن عمرو بن عبد القاري"، فذكر نسبه كاملاً كما ترى. ولكن وقع

ما أنا نَهيت عن صيام يوم الجمعة، ولكن محمَّد نهى عنه، ورب هذا البيت، ما أنا قلت: "من أدركه الصبح جنبًا فليفطر"، ولكن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قاله. قال عبد الرزاق في حديثه أن يحيى بن جعدة أخبره [عن] عبد الله بن عمرو القاري، أنه سمع أبا هريرة يقول. 7827 - حدثنا محمَّد بن بكر، أخبرنا إسرائيل، عن أبي حَصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يجهل، فإن جَهِل عليه أحد فليقل: إني امرؤ صائم". 7828 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن سهيل، عن أبي صالح،

_ = في نسخة (المصنف) في الموضعين "عمر" بدل "عمرو". وهو خطأ ناسخ يقينًا. وقد زدنا -هنا- في رواية عبد الرزاق، كلمة [عن]، من المصنف، ومن جامع المسانيد والسنن 7: 215 - 216 حين نقل هذا الحديث عن هذا الموضع من المسند. ولم تذكر في ح م. وذكر بدلها في ك كلمة "أن"، وهو خطأ. (7827) إسناده صحيح، أبو حصين - بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين: هو عثمان بن عاصم، مضى في: 1024، 6826. والحديث مختصر: 7679. (7828) إسناده صحيح، وهو مرفوع حكمًا، وإن كان موقوفًا لفظاً. بل هو مرفوع لفظًا في سائر الروايات، قصر سفيان بن عيينة في رفعه، كما قال عبد الله بن أحمد هنا عقب روايته. وسيأتي مرفوعاً لفظًا من رواية وُهَيْب، عن سهيل، عن أبيه: 8479. ومن رواية إسماعيل بن عياش، عن سيل: 9235. وكذلك رواه مسلم 2: 292، مرفوعاً، من رواية جرير، عن سهيل. ورواه مالك بمعناه، عن سمى، عن أبي صالح، ضمن حديث مطول، ص: 131. وسيأتي من طريق مالك: 10909. وكذلك رواه البخاري 2: 116. ومسلم 2: 105، 292 - كلاهما من طريق مالك. وسيأتي مرفوعاً أيضاً من أوجه أخر: 7834، 8026، 9667، 10294.

عن أبي هريرة، أن رجلاً رفع غصن شوكٍ من طريق المسلمين، فغفر له. قال عبد الله: وهذا الحديث مرفوع، ولكن سفيان قصر في رفعه. 7829 - حدثنا سفيان، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: رجِل خطب امرأة، فقال - يعني النبي - صلي الله عليه وسلم -: "انظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيءً". 7830 - حدثنا حمّاد بن أسامة أبو أسامة، قال: أخبرني عُبيد الله،

_ (7829) إسناده صحيح، يزيد بن كيسان اليشكرى: ثقة، وثقه ابن معين، وأحمد، والدراقطني، وغيرهم. مترجم في الكبير 4/ 2/354. وابن أبي حاتم 4/ 2/285. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. والحديث رواه مسلم 1: 401، من طريق سفيان، وهو ابن عيينة شيخ أحمد هنا، بهذا الإِسناد نحوه، مطولاً قليلاً. ورواه النسائي 2: 72، من رواية مروان الفزارى، عن يزيد بن كيسان، به. قوله "شيء": هكذا رقم منصوبًا برسم المرفوع، في ح م، على لغة من يقف على المنصوب بالسكون. وهو جائز. ورسم في ك "شيئًا" على الحادة. وهذا الحديث - وما جاء في معنى رؤية الرجل لمن أراد خطبتها - مما يلعب به الفجار الملاحدة من أهل عصرنا، عبيد أوربة، وعبيد النساء، وعبيد الشهوات. يحتجون به في غير موضع الجنة، ويخرجون به عن المعنى الإسلامي الصحيح: أن ينظر الرجل نظرة عابرة غير متقصية. فيذهب هؤلاء الكفرة الفجرة إلى جواز الرؤية الكاملة المتقصية، بل زادوا إلى رؤية ما لا يجوز رؤيته من المرأة، بل انحدروا إلى الخلوة المحرمة، بل إلى المخادنة والمعاشرة، لا يرون بذلك بأسًا. قبحهم الله، وقبح نساءهم ومن يرضى بهذا منهم. وأشد هم إثمًا في ذلك من ينتسبون إلى الدين، وهو منهم براء. عافانا الله، وهدانا الصراط المستقيم. (7830) إسناده صحيح، عُبيد الله - هو ابن حفص بن عاصم العمري. ووقع في م ح "عبد الله" بالتكبير، وصححناه من ك وصحيح مسلم. والحديث رواه مسلم 1: 400، من طريق ابن نُمير وأبي أسامة - كلاهما عن عُبيد الله، به. وزاد في رواية ابن نُمير تفسير الشغار. وستأتي رواية أحمد إياه عن ابن نُمير: 9665، 10443. وأشار الحافظ في الفتح 9: =

عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن الشِّغَار. 7831 - حدثنا حمّاد بن أسامة، عن عُبيد الله، عن سعيد، عِن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "حَرَّم الله على لساني ما بين لابتي المدينة"، ثم جاء بني حارثة، فقال: "يا بني حارثة، ما أراكم إلا قد خرجتم من الحرم"، ثم نظر، فقال: "بل أنتم فيه". 7832 - حدثنا حمّاد بن أسامة، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد،

_ = 140 إلى أن رواية ابن نُمير تدل على أن تفسير الشغار فيها - هو من الحديث المرفوع. وقد مضى تفسير الشغار، في شرح حديث ابن عمر: 4526، وعن مالك، في متن الحديث: 5289. وانظر: 7012، 7027. (7183) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. والحديث رواه البخاري 4: 72، من طريق سليمان بن بلال، عن عُبيد الله بن عمر، بهذا الإِسناد، نحوه. وسيأتي: 8874، عن محمَّد بن عبيد، عن عُبيد الله بن عمر، به، بلفظ: "إن الله حرم على لساني ما بين لابتي المدينة". وقوله "ثم جاء بني حارثة"، إلخ - هو من الحديث المرفوع. وفي رواية البخاري: "قال: وأتى النبي - صلي الله عليه وسلم - بني حارثة". وقد مضى معنى تحريم المدينة، من حديث أبي هريرة: 7217، 7469، 7740. وأما قصة بني حارثة فهي من أفراد البخاري دون مسلم، كما نص على ذلك الحافظ في الفتح 4: 86. (7832) إسناده صحيح، قيس: هو ابن أبي حازم البجلي الأحمسي، من كبار التابعين المخضرمين، مضي في: 3650. ونزيد هنا أنه مترجم في ابن سعد 6: 44، وابن أبي حاتم 3/ 2/ 102، وتذكرة الحفاظ 1: 57 - 58. والحديث رواه البخاري 5: 117، عن عُبيد الله بن سعيد، و8: 79، عن محمَّد بن العلاء - كلاهما عن أبي أسامة، بهذا الإِسناد. ورواه أيضاً 5: 117، 118، بإسنادين آخرين إلى إسماعيل بن أبي خالد، به، نحوه. ونص الحافظ في الفتح 5: 144، على أنه من أفراد البخاري دون مسلم. وقوله في الشعر "يا ليلة" - قال الحافظ: "كذا في جميع الروايات. قال الكرماني: ولابد =

عن قيس، عن أبي هريرة، قال: لما قَدِمْتُ على النبي -صلي الله عليه وسلم -، قلت في الطريق شعرًا: ياليلةً من طولهاوعنائها ... على أنها من دَارَةِ الكفر نَّجَت قال: وأبق مني غلام لي في الطريق، قال: فلما قدمت على رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فبايعته، فبينا أنا عنده، إذ طلع الغلام، فقال لي رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "يا أبا هريرة، هذا غلامك"، قلت: هو لوجه الله، فأعتقته. 7833 - حدثنا حمّاد بن أسامة، حدثنا عُبيد الله، عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بين عاصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إن الإيمان ليَأْرِز إلى المدينة، كما تأَرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرها". 7834 - حدثنا حمّاد بن أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن أبي

_ = من إثبات فاء أو واو في أوله، ليصير موزونًا. وفيه نظر؛ لأن هذا يسمى في العروض "الخرم" - بالمعجمة المفتوحة والراء الساكنة. وهو أن يحذف من أول الجزء حرف من حروف المعاني، وما جاز حذفه لا يقال لا بد من إثباته! وذلك أمرَّ معروف عند أهله". وقوله "دارة الكفر" - قال الحافظ: "الدارة أخص من الدار. وقد كثر استعمالها في أشعار العرب، كقول امرئ القيس* ولا سيما يوماً بدارة جلجل*". قوله "هو لوجه الله": أي حرّ. ولذلك جعل البخاري عنوان الباب 5: 117 "باب، إذا قال لعبده: هو لله، ونوى العتق". (7833) إسناده صحيح، خبيب بن عبد الرحمن: مضى في: 7222. وهو خال عُبيد الله بن عمر بن حفص. والحديث رواه البخاري 4: 80 - 81. ومسلم 1: 52. وابن ماجة: 3111 - كلهم من طريق عُبيد الله، به. وانظر: 1604. "ليأرز إلى المدينة": أي ينضم إليها، ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. قاله ابن الأثير. (7834) إسناده صحيح، وشطره الأول - تعذيب المرأة في هرة رواه البخاري 6: 255، من طريق عبد الأعلى، عن عُبيد الله، عن سعيد المقبري، ولم يذكر لفظه، إحالة على حديث ابن =

هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إن امرأةً عُذبت في هرة، أمسكتها حتى ماتت من الجوع، لم تكن تطعمُها، ولم ترسلْها فتأكلَ من حشرات الأرض. وغُفر لرجل نحى غصن شوكٍ عن الطريق". 578 - حدثنا حمّاد بن أسامة، حدثني محمَّد بن عمرو الليثي، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "مراءٌ في القرآن كفر". 7836 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدثني ابن أبي

_ = عمر بمعناه. وقد مضى معناه من وجهين آخرين: 7538، 7635. وشطره الآخر، في تنحية الغصن - مضى معناه من رواية أبي صالح: 7828. وهشام: هو ابن عروة بن الزُّبير. (7835) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7499. وقد خرجناه وأشرنا إلى هذا هناك. (7836) إسناده صحيح، إلى "أبي مالك الأسلمي". وليس هو من مسند أبي هريرة. إنما رواه الإِمام أحمد هنا من أجل حديث أبي هريرة بعده: 7837 "مثله". إذ هكذا سمعهما من يحيى بن زكريا: أبي زائدة، فلم ير أن يذكر لفظ حديث أبي هريرة وهو لم يسمعه من يحيى، إنما سمع منه أنه مثل الذي قبله. وقد اختصر يحيى بن زكريا حديث أبي هريرة، إذ رواه عقب الرواية المختصرة - هذه - عن أبي مالك الأسلمي. وحديث أبي هريرة - من هذا الوجه - سيأتي 9808، عن يزيد بن هرون، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، مطولاً. ويأتى تخريجه هناك، إن شاء الله. أبو مالك الأسلمي: ترجمه الحافظ في الإصابة، في الكنى 7: 168، قال: "ذكره أبو بكر بن أبي علي. وأورد من طريق ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك الأسلمي: أن النبي - صلي الله عليه وسلم - رد ماعزًا ثلاث مرات، فلما جاء في الرابعة أمر به فرُجم. استدركه أبو موسى. وذكر ابن حزم هذا الحديث، فقال: أبو مالك لا أعرفه. قلت [القائل ابن حجر]: وهو عند النسائي من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي مالك، عن رجل من الصحابة". ولم أجد هذه الرواية في سنن النسائي. والظاهر أنها في السنن الكبرى. ولكن =

خالد، يعني إسماعيل، عن أبي مالك الأسلمي: أن النبي - صلي الله عليه وسلم - رد ماعز بن مالك ثلاث مرارٍ، فلما جاء في الرابعة أَمر به فرجم. 7837 - حدثنا يحيى، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثلَه. 7838 - حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا شُعبة، عن محمَّد بن

_ = الحافظ المزي قصّر في ترجمة "أبي مالك" هذا، فلم يذكره في باب الكنى من التهذيب، وتبعه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب وتقريب التهذيب. وكان من الظاهو أن يذكر في بابه، إذ كانت له رواية عند النسائي. ثم جاء الحافظ ابن حجر، في باب المبهمات، في (فصل في المبهمات من الكنى) - في تهذيب التهذيب - فذكره (12: 394) هكذا: (أبو مالك، عن رجل من الصحابة في قصة ماعز، وعنه سلمة بن كهيل. قال ابن حزم في الأنصار: لا يعرف. قلت [القائل ابن حجر]: هو أسلمي، روى عنه أيضاً إسماعيل بن أبي خالد. وذكره أبو موسى في الذيل؛ لأنه وقع له عن رواية ليس فيها "عن رجل من الصحابة. فعدّه". يعني: فعده من الصحابة. واختصر هذا الكلام في التقريب، كعادته. ولكن لم أجد هذه الترجمة في الخلاصة للخزرجي، فالظاهر أنها من زيادات الحافظ ابن حجر على أصل التهذيب. ولم أستطع الترجيح بين رواية المسند هذه، ورواية النسائي التي لم أرها. ولم أجد من الدلائل في الدواوين ما أطمئن إليه فأرجح. وأما قصة ماعز، فإنها شهورة ثابتة في دواوين الإِسلام. مضت من رواية ابن عباس: 2202، 3029. وستاتي في روايات كثيرة في المسند، إن شاء الله. (7837) إسناده صحيح، وهو مختصر، ولم يذكر لفظه، كما قلنا آنفًا في الحديث قبله. وسيأتي بلفظه مطولاً: 9808، إن شاء الله. (7838) إسناده صحيح، محمَّد بن جحادة - بضم الجيم - الأودي الكوفي، سبق توثيقه: 2030. ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/54. وابن سعد 6: 233 - 234. وابن أبي حاتم 3/ 2/222. والحديث رواه البخاري 4: 378، عن مسلم بن إبراهيم، ر9: 435، عن علي بن الجعد - كلاهما عن شعبة، بهذا الإِسناد. وسيأتي =

جُحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن كسب الإماء. 7839 - حدثنا قُرَّان بن تَمَّام، عن محمَّد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا أتى أحدكمِ المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يقعد، فليسلمْ إذا قام، فليست الأولى بأوجب من الآخرة". 7840 - حدثنا عبيدة، حدثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لولا أن أَشُقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواك عند كل صلاة". 7841 - قال: يعني عبيدة، حدثنا عُبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله. 7842 - حدثنا أيوب بن النجار أبو إسماعيل اليمامي، عن

_ = أيضاً، مطولاً ومختصرًا: 8554، 8957، 9638، 9857، 10234. وانظر: 7963. (7839) إسناده صحيح، قران بن تمام الأسدي: شق توثيقه: 4956. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 6: 278، و7/ 2/ 84. وابن أبي حاتم 3/ 2/ 414. والحديث مكرر: 7142. وقد أشرنا إليه هناك. (7840) إسناده صحيح، عبيدة، بفتح العين: هو ابن حميد، بضم الحاء. والحديث مختصر: 7335، 7338. وانظر: 7504. (7841) إسناده صحيح، عُبيد الله - بالتصغير: هو ابن عمر بن حفص العمري. وفي ح "عبد الله"، وهو خطأ، صححناه من ك م وجامع المسانيد 7: 453. والحديث مكرر ما قبله. (7842) إسناده صحيح، أيوب بن النجار بن زياد بن النجار الحنفي، أبو إسماعيل، قاضي اليمامة: =

طيَّب بن محمَّد، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال: لعن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - مخنثي الرجال، الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلاتِ من النساء، المتشبهين بالرجال، وراكبَ الفلاة وحده. 7843 - حدثنا أيوب بن النجار، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن

_ = ثقة، من خيار الناس، قال أحمد: "شيخ ثقة، رجل صالح عفيف". ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 425. وابن سعد 5: 405. وابن أبي حاتم 1/ 1/260. طيب بن محمَّد اليمامي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، ص 505. وضعفه العقيلي. وقال أبو حاتم: "لا يعرف". مترجم في الكبير 2/ 2/363. وابن أبي حاتم 2/ 1/498. والتعجيل، ص: 200. ولسان الميزان 3: 214. والحديث سيأتي بهذا الإِسناد: 7878، مطولاً، بزيادة لعن المتبتلين والمتبتلات. وهو في جامع المسانيد 7: 293، عن الرواية المطولة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 251، عن الرواية المطولة أيضاً. وقال: "رواه أحمد، وفيه الطب بن محمَّد، وثقه ابن حبان، وضعفه العقيلي. وبقية رجاله رجال الصحيح". ورواه البخاري في الكبير، في ترجمة الطب، وأعله بحديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "ليس منا من الرجال من تشبه بالنساء ... " - إلخ. وقد مضى الكلام عليه: 6875. ثم قال البخاري: "ولا يصح حديث أبي هريرة". وهذا - من البخاري رحمه الله - تعليل غير قائم. فهذا حديث وذاك حديث، وما يمتنع أن يروي عطاء هذا وذاك. وما هما بمعنى واحد، وإن اشتركا في بعض المعنى. بل أحدهما يؤيد الآخر ويقويه. وانظر في النهي عن الوحدة، ما مضى من حديث عبد الله بن عمر: 6014. ومن حديث عبد الله بن عمرو: 7007. (7843) إسناده صحيح، وفي التهذيب، في ترجمة أيوب بن النجار، "قال ابن أبي مريم، عن ابن معين: ثقة صدوق. وكان يقول: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثاً واحدًا: "التقى آدم وموسى". يعني هذا الحديث. والحديث رواه البخاري 8: 330، عن قتيبة بن سعيد، عن أيوب بن النجار، به. ورواه مسلم 2: 300، عن عمرو الناقد، عن أيوب بن النجار. ولم يذكر لفظه، إحالة على الروايات الآخر قبله. وقد مضى نحوه بمعناه: =

أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "حاجَّ آدم موسى، فقال: يا آدم، أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك، وأشقيتهم؟ قال: فقال له آدم: أنت الذي اصطفاك الله على الناس برسالاته وكلامه، فتلومُني على أمرٍ كتبه الله أو قدره عليَّ قبل أن يخلقني؟! " قال: فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: فحج آدمُ موسى". 7844 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى، يعني ابن أبي كثير، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن يعقوب، أو ابن يعقوب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إزْرةُ المؤمن إلى عَضَلَة ساقَيه، ثم إلى نصف ساقيه، ثم إلى كعبيه، فما كان أسفل من ذلك في النار". 7845 - حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن

_ = 7623، 7624. (7844) إسناده صحيح، على ما فيه من شك في اسم أحد رواته. وقد حققناه وفصلنا القول فيه، في: 7460، 7461 الإزرة - بكسر الهمزة: الحالة وهيئة الائتزار، مثل الرَّكبة والجِلسة. قاله ابن الأثير. (7845) إسناده صحيح، زائدة: هو ابن قدامة. عبد الله بن ذكوان: هو أبو الزناد. والحديث مضى أوله فقط: 7333، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد. وأشرنا إلى كثير من مواضع تخريجه مطولاً، في الصحيحين، وفي المسند، ومنها هذه الرواية. وقد أفاض الحافظ في الفتح 10: 401 - 405، في شرح ألفاظه. وقوله "ولا تناجشوا": بالنون والجيم والشين المعجمة، من "النجش" وهو أن يزيد في السلعة وهو لا يريد شراءها، ليقع غيره فيها. وقد مضى النهي عنه مراراً، منها: 6451، 7247، 7713. وهذا الحرف ثابت في هذا الحديث عند البخاري 10: 404، من رواية مالك، عن أبي الزناد. وقال الحافظ هناك: "والذي في جميع الروايات عن مالك بلفظ: ولا تنافسوا، بالفاء والسين المهملة". =

عبد الله بن ذَكْوان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، لا تجسَّسُوا ولا تحسَّسُوا، ولا تنافسوا، ولا تناجشوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً". 7846 - حدثنا محمَّد بن بشر، حدثنا محمَّد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة، في جسده، وفي ماله، وفي ولده، حتى يلقى الله وما عليه من خطيئةٍ".

_ = ثم ذكر روايات الموطآت ورواية مسلم من طريق مالك. ثم ذكر أنه أخرجه أيضاً مسلم كذلك، من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ثم قال: "ولكنه أخرج من طريق الأعمش عن أبي صالح بلفظ: ولا تناجشوا، كما وقع عند البخاري. ومن طريق أبي سعيد مولى عامر بن كريزكذلك. فاختلف فيها على أبي هريرة، ثم على أبي صالح عنه، فلا يمتنع أن يختلف فيها على مالك". فنسى الحافظ رحمه الله رواية المسند هذه، التي فيها الحرفان معاً: "ولا تنافسوا ولا تناجشوا". فليس ذاك اختلافًا على أبي هريرة ولا على غيره. بل هو اقتصار على بعض ألفاظ الحديث، أحيانًا هذا، وأحيانًا ذاك. ولعل أبا هريرة حدث به تارات مختلفة، ويكون الاقتصار منه، وهو الراجح عندي. وقد يكون الاقتصار ممن بعده من الرواة. والأمر قريب. (7846) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 453، عن هذا الموضع. ورواه الترمذي 3: 286، من طريق يزيد بن زريع، عن محمَّد بن عمرو، به، نحوه. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه الحاكم 4: 314 - 315، من طريق عباد بن العوام، عن محمَّد بن عمرو. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 148، ونسبه للترمذي والحاكم. وانظر: 7234، 7801.

7847 - حدثنا محمَّد بن بشر، حدثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: مُرَّ على رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بجنازة، فقال: "قوموا، فإن للموت فزعًا". 7848 - حدثنا محمَّد بن بشر، حدثنا محمَّد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ضَيَاعاً فإليَّ". 7849 - حدثنا محمَّد بن بشر، حدثنا محمَّد بن عمرو، حدثنا

_ (7847) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة: 1543، من طريق عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، به. وقال البوصيري في زوائده: "إسناده صحيح، ورجاله ثقات". وانظر: 6573، وما أشرنا إليه من الأحاديث هناك. (7848) إسناده صحيح، ورواه البخاري 5: 45 - 46، و12: 42، من رواية أبي حازم، عن أبي هريرة، بنحوه. ورواه أيضاً 5: 46، مطولاً، من روارة عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة. ورواه مطولاً أيضاً 12: 6 - 7، من رواية أبي. سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم 2: 3 - 4، مطولاً ومختصرًا، من أوجه عن أبي هريرة. قوله "ضياعًا": هو بفتح الضاد المعجمة. قال ابن الأثير: "الضياع: العيال. وأصله مصدر "ضاع يضيع ضياعًا". فسمى العبال بالمصدر، كما تقول: من مات وترك فقرًا، أي فقراء. وإن كسرت الضاد، كان جمع ضائع، كجائع وجياع". (7849) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 453، عن هذا الموضع. ورواه الترمذي 4: 12، من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، وعبد الرحيم بن سليمان الأشل، كلاهما عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإِسناد. ورواه ابن حبان في صحيحه، مطولاً قليلاً (7: 354 من موطة الإِحسان)، من طريق عيسى بن يونس، عن محمَّد بن عمرو، به. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 4: 271، من طريق عيسى بن يونس. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". وسكت عنه الذهبي. وسيأتي: 8028، من رواية حمّاد، عن محمَّد بن عمرو. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب =

أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: مرَّ النبي - صلي الله عليه وسلم - برجل مضطجع على بطنه، فقال: "إن هذه لَضِجْعَةٌ ما يحبها الله عز وجل". َ7850 - حدثنا محمَّد بن بشر، حدثنا محمَّد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمال أفضل، وأي الأعمال خير؟ قال: "إيمان بالله ورسوله"، قال: ثم أيُّ يا رسول الله؟ قال: "الجهاد في سبيل الله سَنامُ العمل"، قال: ثم أي يا رسول الله؟ قال: "حج مبرور". 7851 - حدثنا محمَّد بن بشر، حدثنا عُبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: ذَكَرْ رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الهلال، قال: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فعُدُّوا ثلاثين". 7852 - حدثنا محمَّد بن بشر، حدثنا هشام بن عروة، حدثنا

_ = 4: 59، وقال: "رواه أحمد، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له. وقد تكلم البخاري في هذا الحديث". وما عرفت له علة. وما أدري أين تكلم البخاري فيه، ولا ماذا قال؟ قول "ما يحبها" - في ح م: "ما يحبه". وصححناه من ك وجامع المسانيد. (7850) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 453 - 454، عن هذا الموضع. وقد مضى بنحوه: 7580، 7629، من رواية سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قوله "وأي الأعمال خير" - هو الثابت في الأصول الثلاثة. وفي جامع السانيد "أو" بدل الواو. (7851) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7765، بنحوه. (7852) إسناده صحيح، على ما في ظاهره من الانقطاع، إذ هو في الحقيقة متصل. صالح بن أبي صالح السمان: هو أخو "سهيل بن أبي صالح"، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره. ترجمه البخاري في الكبير ترجمتين 2/ 2/280، 284 - 285 في اسم "صالح بن ذكوان"، و"صالح بن أبي صالح". وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/400 - 401 =

صالح بن أبي صالح السمان، عن أبي ريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا يصبر أحد على لأواء المدينة وجَهْدها، إلا كنتُ له شفيعًا وشيداً، أو شهيدًا وشفيعاً".

_ = وصالح بن أبي صالح إنما يروي عن أبيه، وعن أنس بن مالك. لم تذكر له رواية عن غيرهما. وهذا الحديث بعينه إنما رواه عن أبيه عن أبي هريرة، كما سيأتي في التخريج. ولكن وقع في رواية المسند هنا بحذف "عن أبيه"، في الأصول الثلاثة. وكذلك ذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7: 199 تحت عنوان خاص به: "صالح بن أبي صالح السمان، عنه"، يعني عن أبي هريرة. فدل هذا على أنه هكذا وقع في نسخ السند التي رآها ابن كثير. ولذلك فأنا أرجح أنه خطأ قديم من الناسخين، لا رواية مخالفة لسائر الروايات، إذ لو كان كذلك لنبه عليه الأئمة الحفاظ. والحديث سيأتي في المسند: 8497، عن عفان، عن وُهَيْب، عن هشام - وهو ابن عروة - "عن صالح بن أبي صالح السمان، عن أبيه، عن أبي هريرة". وكذلك رواه البخاري في الكبير 2/ 2/ 284 - 285، في ترجمة صالح، قال: "عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من صبر على لأواء المدينة كنت له شهيدًا أو شفيعًا". قاله لنا موسى، عن وُهَيْب، سمع هشام بن عروة. وتابعه إبراهيم بن المنذر، عن أنس بن عياض، عن هشام. وكذلك رواه مسلم 1: 389، من طريق الفضل بن موسى: "أخبرنا هشام بن عروة، عن صالح بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة" - فذكره "بمثله"، إحالة على رواية قبله. وكذلك رواه الترمذي 4: 375، من طريق الفضل بن. موسى. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". فهذه دلائل واضحة على أن الحديث حديث "صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ويؤكد ذلك ويؤيده - الرواية التالية لهذه، رواية وُهَيْب عن هشام. وإن لم يذكر الإِمام أحمد تمام إسنادها، إحالة على هذه الرواية. فإنها ستأتي - كما ذكرنا: 8497. وفيها زيادة "عن أبيه". وكذلك رواها البخاري في الكبير، كما ذكرنا من قبل. ولكني - على كل هذا التوثق واليقين، لم أستطع الزيادة في الإِسناد. إذ تضافرت النسخ على نقصه. والعلم أمانة. والحديث قد مضى معناه، من حديث سعد بن أبي وقاص: 1573. ومن حديث ابن عمر: 5935، 6001. وانظر ما يأتي: 9150، 9668، 9769.

7853 - حدثنا عفان، حدثنا وُهَيْب، حدثنا هشام، شك فيه: " شهيدًا أو شفيعاً". 7854 - حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثني حسين بن واقد، حدثني محمَّد بن زياد، أن أبا هريرة حدَّثه، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول". 7855 - حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا معاوية بن صالحِ، قال: سمعت أبا مريم يذكر عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - نهى أن يُبال في الماء

_ (7853) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد أشرنا هناك إلى أنه بهذا الإِسناد كاملاً: 8497. وقوله "شهيدًا، أو شفيعًا" - هذا هو الثابت في جامع المسانيد عن هذا الموضع 7: 199. وهو الثابت في الرواية الآتية، وهو الثابت أيضأ في رواية الكبير للبخاري. وفي الأصول الثلاثة "شهيدًا، وشفيعًا"، بالواو، وهو خطأ، لما ذكرنا. ولأن مقتضى المغايرة بذكر هذا الإِسناد عقب ذاك، ومقتضى قوله هنا "شك فيه"، أن يكون بحرف "أو"، لا بالواو، كما هو واضح. (7854) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7155، 7727. (7855) إسناده صحيح، أبو مريم: في التراجم في هذه الطبقة أربعة نفر. ترجم البخاري ثلاثة منهم في الكنى: 636، 637، 639، قال: "أبو مريم الأنصاري، عن جابر بن عبد الله ... قاله أبو صالح، عن معاوية". "أبو مريم، مولى أبي هريرة، سمع أبا هريرة. روى عنه معاوية بن صالح، قال: الملك في قريش". "أبو مريم، خادم مسجد دمشق، عن أبي هريرة، روى عنه حريز". وابن أبي حاتم ترجم هؤلاء الثلاثة 4/ 2/436 - 437/: 2185، 8216، 2187. وجعل أولهم وحده. وقال في الأخيرين: "جعل البخاري هذا أبو مريم، والذي تقدم مولى أبي هريرة - أثنين. فسمعت أبي يقول: هذا ومولى أبي هريرة واحد". فكأنه يميل إلى فصل الأول "الأنصاري" عنهم. وذكر قبل ذلك، في الأسماء 2/ 2/288 ترجمة: "عبد الرحمن بن ماعز، أبو مريم الشامي، خادم مسجد حمص. روى عن أبي هريرة. روى عنه يحيى بن أبي عمرو السيباني". والذي أرجحه، =

الراكد، ثم يُتوضأَ منه. 7856 - حدثنا زيد بن الحباب، أخبرني محمَّد بن هلال القرشي، عن أبيه، أنه سمع أبا هريرة يقول: كنا مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - المسجد، فلما قام قمنا معه، فجاءه أعِرابِي فقال: أعطني يا محمَّد، قال: فقال: "لا، وأستغفر الله"، فجذَبه فخَدشه، قال: فهمُّوا به، قال: "دَعُوه"، قال: ثم أعطاه، قال: وكانت يمينه أن يقول: "لا، وأستغفر الله". 7857 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان،

_ = واكاد أجزم به: أن هذه التراجم الأربعة لرجل واحد. فالخلاف بينها يسير. وأيًا ما كان، فإنه تابعي عرف شخصه، ووثقه أحمد، والمجلى. ولم يذكر بجرح. والحديث سيأتي بنحو لفظه: 9104، من رواية موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ومعناه ثابت في الصحيحين وغيرهما، بلفظ النهي: "لا يبولن". وقد مضى 7517، 7518، 7592. (7856) إسناده صحيح، محمَّد بن هلال بن أبي هلال القرشي المدني، مولى بني كعب المذحجى: ثقة، وثقه أحمد وغيره. وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 257. وابن أبي حاتم 4/ 1/115 - 116. أبوه هلال: تابعي ثقة، وثقه ابن حبان. وترجمه البخاري في الكبير 3/ 2/ 204. وابن أبي حاتم 4/ 2/73. فلم يذكرا فيه جرحاً. والحديث في جامع المسانيد 7/ 402، عن هذا الموضع. وروى آخره أبو داود: 3265، من طريق زيد بن الحباب، عن محمَّد بن هلال. وكذلك روى ابن ماجة آخره: 2093، من طريق حمّاد بن خالد، ومن طريق معن بن عيسى - كلاهما عن محمَّد بن هلال. ولم أجده تامًا بهذه السياقة، إلا في هذا الموضع. ولم أجده في مجمع الزوائد، خفى علىَ موضعه فيه. (7857) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، نسب إلى جده. سبق في: 3281، 4968 أنهم اختلفوا فيه، وأنه تغير في آخر عمره. ونزيد هنا أن الراجح توثيقه. وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 219، وروى عن أبيه أنه قال: "ثقة". =

حدثني عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - كان يتعوذ من أربع: من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة الدجال. 7858 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثني سفيان، عن سماك بن

_ = عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة الهاشمي المدني: مضى في: 1888. ونزيد هنا أنه أخرج له الجماعة. وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/136. والحديث مضى نحو معناه: 2342 - أثناء مسند ابن عباس، عن إسماعيل بن عمر، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وروى النسائي 2: 320، معناه، من رواية ابن القاسم، عن مالك. ومضى معناه - بصيغة الأمر: 7236، من رواية محمَّد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة. (7858) إسناده صحيح، مالك بن ظالم: تابعي ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/309، وقال: "سمع أبا هريرة". وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/211. ولم يذكر- هو ولا البخاري- فيه مطعنًا. وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 331. وقال بعضهم فيه "عبد الله بن ظالم" - كما سيأتي في التخريج. وهو سهو ممن سماه بهذا. فعبد الله بن ظالم تابعي غير هذا. وقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم. وقال عمرو بن علي الفلاس: "الصحيح مالك بن ظالم". وقد رمز في التهذيب على اسم "مالك بن ظالم" برمزي مسلم والنسائي. وهو خطأ في رمز مسلم، فإنه لم يخرج له يقينًا. ومن عجيب أن ليست له ترجمة في التقريب، ولا في الخلاصة! فالظاهر أنه من زيادات الحافظ في تهذيب التهذيب على التهذيب الكبير للمزي. والحديث سيأتي: 8020، 10297، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن سماك، عن عبد الله بن ظالم. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 470، من طريق الحسين بن حفص، عن الثوري، عن سماك بن حرب، "عن مالك كن ظالم". وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". فالظاهر أن السهو من عبد الرحمن بن مهدي؛ لأن رواية زيد بن الحباب - هنا - ورواية حسين بن حفص، عند الحاكم، كلاهما عن الثوري، فيهما "مالك بن =

حرب، عن مالك بن ظالم، عن أبي هريرة، أنه حدث مروان بن الحكم، قالِ: حدثني حبيِ أبو القاسم الصادق المصدوق، - صلى الله عليه وسلم -: "إن هلاك أمتي على يَديْ غِلْمةٍ سفهاء من قريش". 7859 - حدثنا إسحق بن سليمان، قال: سمعت حنظلة بن أبي

_ = ظالم"، على الصواب. وكذلك رواه سائر من رواه، فسموه "مالك بن ظالم". فرواه الطيالسي: 2508، عن شُعبة "عن سماك بن حرب، عن مالك بن ظالم، عن أبي هريرة". وكذلك رواه البخاري في الكبير - في ترجمة "مالك بن ظالم" - عن عمرو بن مرزوق، عن شُعبة. وكذلك سيأتي في المسند: 7961، عن محمَّد بن جعفر، عن شُعبة. و8329، عن روح بن عبادة، عن شعبة. وكذلك رواه ابن حبان، في الثقات، في ترجمة "مالك" - من طريق أبي عوانة، عن سماك، "عن مالك بن ظالم". وكذلك رواه ابن حبان أيضًا في صحيحه 8: 500 (مخطوطة الإحسان)، من طريق عصام بن يزيد، عن سفيان، عن سماك، "عن مالك بن ظالم". و "عصام بن يزيد الأصبهاني": ثقة، ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 2 /26، ووصفه بأنه "خادم سفيان الثوري"، وروى عن ابن مهدي، قال: "كان عصام أبدًا يسأل سفيان عن المسائل". وله ترجمة في تاريخ إصبهان لأبي نعيم 2: 138 - 139، ولسان الميزان 4: 168. فهؤلاء كلهم خالفوا عبد الرحمن بن مهدي في تسمية التابعي في هذا الحديث "عبد الله بن ظالم". بل إن البخاري حين أراد أن يشير إلى رواية ابن مهدي، في ترجمة "مالك بن ظالم". لم يذكره باسم "عبد الله بن ظالم"، بل قال: "وقال ابن أبي شيبة، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن سماك، سمع ابن ظالم، سمع أبا هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. فهو لم يستطع ترك رواية ابن مهدي، لما فيها من التصريح بسماع التابعي من أبي هريرة. ولكنه أبي أن يجاري ابن مهدي في تسميته "عبد الله" فأعرض عنها. وقد أشار الحافظ في الفتح 13: 7 إلى روايات هذا الحديث. ومعناه ثابت من أوجه أخر. فانظر: 8287، 8888، 10748، 10940. وانظر أيضاً البخاري 6: 452، و13: 7 - 8. وصحيح مسلم 2: 370. (7859) إسناده صحيح، إسحق بن سليمان الرازي العبدي: سبق توثيقه: 452، 4975. ونزيد =

سفيان، سمعت سالمِ بنن عبد الله، يقول: ما أدري كم رأيتُ أبا هريرة قائمًا في السوق يقول: "يُقْبضُ العلم، وتظهر الفتن، ويكثر الهَرْجُ"، قال: قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: بيده هكذا، وحرفها. 7860 - حدثنا سويد بن عمرو، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الضيافة ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة". 7861 - حدثنا الفضل بن دُكَين، حدثنا سفيان، عن الأعمش،

_ = هنا قول ابن وضاح الأندلسي: "ثقة ثبت في الحديث، متعبد كبير". وترجمه ابن سعد 7/ 2/110. وابن أبي حاتم 1/ 1: 223 - 224. والحديث مضى بنحوه: 7540، عن ابن نُمير، عن حنظلة. وليس فيه الإشارة باليد كناية عن القتل. بل فيه: "قال: القتل". ورواه البخاري 1: 165، عن المكي بن إبراهيم، عن حنظلة. وفيه: "فقال هكذا بيده، فحرفها، كأنه يريد القتل". ورواية إسحق بن سليمان - التي هنا - أشار الحافظ في الفتح إلى أنها رواها الإسماعيلي، من طريق إسحق، كنحو رواية المسند. وقال الحافظ: "فذكره موقوفًا، لكن ظهر في آخره أنه مرفوع". وقوله "فحرفها": هو من تحريف اليد وحركتها، كالضارب بها. يشير بذلك إلى القتل. قال ابن الأثير: "ووصف بها قطع السيف بحده". (7860) إسناده صحيح، سويد بن عمرو الكلبي: سبق توثيقه: 1502. ونزيد هنا أنه ذكره البخاري في الكبير 2/ 2/ 149. وابن سعد 6: 285. وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/239، وروى توثيقه عن ابن معين. أبان: هو ابن يزيد العطار. يحيى: هو ابن أبي كثير. والحديث سيأتي: 9560، عن يحيى - وهو القطان- عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. وسيأتي أيضاً: 8630، من رواية عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وكذلك رواه أبو داو: 3749، من طريق عاصم، عن أبي صالح. (7861) إسناده صحيح، ذكوان: هو أبو صالح السمان. والحديث رواه البخاري 10: 453. ومسلم 2: 199 - كلاهماس حديث الأعمش، عن أبي صالح، به. وقد مضى معناه =

عن ذكوان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لأنْ يمتلئَ جوف الرجل قَيْحًا يَرِيه، خير له من أن يمتلئ شِعْرًا". 7862 - حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفين، عن صالح بن نبهان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا تباغضوا ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا".

_ = من حديث سعد بن أبي وقاص: 1506، 1507، 1535، 1569. ومن حديث ابن عمر: 4975، 5470. وقوله "يريه"، قال ابن الأثير: "هو من الوري: الداء. يقال: وَرَى، يَوْرِىِ، فهو مَوْرِيّ، إذا أصاب جوفَه الداء. قال الأزهري: الوَرْي، مثال الرَمْى: داء يداخل الجوفَ. يقال: رجل مَوْرِيُّ، غير مهموز. وقال الفراء: هو الوَرَى، بفتح الراء. وقال ثعلب: هو بالسكون المصدر، وبالفتحِ الاسم. وقال الجوهري: وَرَى القّيْحُ جوفَه، يَريه وَرْيًا: أكلَه. وقال قوم: معناه حتى يصيبَ رئتَه. وأنكره غيرهم، لأن الرئة مهموزة، وإذا بَنَيْتَ منه فعلاً قلتَ: رَآه يَرْآه فهو مَرْئِيٌّ. وقال الأزهري: إن الرئة أصلها من وَرَى، وهي محذوفة منه. يقال: وريْتُ الرجلَ فهو مَوْرِيٌّ، إذا اصبنَ رِئته. والمشهور في الرئة الهمز". وقال الحافظ في الفتح: "ولا يلزم من كون أصلها مهموزًا، أن لا تستعمل مسهلة". و"يريه" - هنا: مرفوع، فيقرأ بسكون الياء الثانية. وقال الحافظ: "قال ابن الجوزي: وقع في حديث سعد عند مسلم "حتى يريه". وفي حديث أبي هريرة عند البخاري بإسقاط "حتى" فعلى ثبوتها يقرأ "يريه" بالنصب، وعلى حذفها بالرفع. قال: ورأيت جماعة من المبتدئين يقرؤنها بالنصب مع إسقاط "حتى" جُريًا على المألوف. وهو غلط، إذ ليس هنا ما ينصب. وذكر أن ابن الخشاب نبهه على ذلك". (7862) إسناده حسن، ومعناه ثابت صحيح. صالح بن نبهان: هو صالح بن أبي صالح مولى التوأمة. وقد بينا في: 2604 أنه خرف بعد أن كبر، وأن الثوري سمع منه بعد ما خرف. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/293. وابن أبي حاتم 2/ 1/416 - 418. ومعناه ثابت، مضى ضمن حديثين صحيحين 7173، 7845. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة.

7863 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي الجَحَّاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من أحبَّهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني"، يعني حسناً وحسيناً. 7864 - حدثنا زيد بن الحُبَاب، عن ابن ثوبان، حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -:

_ (7863) إسناده صحيح، أبو أحمد: هو الزُّبيري، محمَّد بن عبد الله بن الزُّبير الأسدي. سفيان: هو الثوري. أبو الجحاف، بفتح الجيم وتشديد الحاء المهملة وآخره فاء: هو داود بن أبي عوف التميمي. وهو ثقة. روى ابن أبي حاتم عن سفيان: أنه "كان يوثقه ويعظمه" وروى البخاري في الكبير عن سفيان، قال: "حدثنا أبو الجحاف، وكان مرضيًا". ووثقه أيضاً أحمد وغيره. ترجمه البخاري 2/ 1/213. وابن سعد 6: 228. وابن أبي حاتم 1/ 2/ 421 - 422. وكلمة "مرضياً" في كلام سفيان، وقعت في التهذيب "مرجئًا"، وهو تحريف. وأثبت بهامشه الصواب نقلاً عن التهذيب الكبير للمزي. وكذلك ثبتت على الصواب في سنن الترمذي 1: 186 بشرحنا. وكذلك في نسخة مخطوطة موثقة من نصب الراية. والحديث رواه ابن ماجة: 143، من طريق وكيع، عن سفيان، به، بلفظ: "من أحب الحسن والحسين" إلخ. وقال البوصيري في زوائده: "إسناد صحيح، رجاله ثقات". وسيأتي أيضاً: 9758، من رواية وكيع، عن سفيان، مختصراً، بلفظ: "اللهم إني أحبهما، فأحبهما". وانظر: 6046، 7392. (7864) إسناده صحيح، ابن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، كما مضى في: 7857. ووقع هنا في ح "عن أبي ثوبان". وهو خطأ، صححناه من ك م. والحديث رواه أبو داود: 136. والترمذي: 43 بشرحنا، والبيهقي في السنن الكبرى 1: 79 - ثلاثتهم من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإِسناد. وعندهم عندهم: "مرتين مرتين"، بالتكرار. ورواه ابن الجارود في المنتفى، ص 43، من طريق عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإِسناد، نحوه. بلفظ: "ربما رأيت النبي -صلي الله عليه وسلم - يتوضأ مثنى مثنى". ومعناه صحيح، موافق لمعنى الحديث هنا.

"أنه توضأ مرتين". 7865 - حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا ابن أبي ذئب، عن

_ (7865) إسناده صحيح، ورواه البخاري فلم يذكر لفظه، رواه تابعًا لغيره: فرواه أولاً 10: 370 - 371، من حديث أبي شريح الخزاعي - من طريق عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد - وهو المقبري - عن أبي شريح. ثم قال: "تابعه شبابة، وأسد بن موسى". يعني أنهما تابعا عاصم بن علي، فروياه "عن ابن أبي ذئب عن سعيد، عن أبي شريح". ثم قال البخاري: "وقال حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بن إسحق - عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة". يعني أنه اختلف الرواة عن ابن أبي ذئب في اسم الصحابي. وقد خرج الحافظ في الفتح هذه الروايات ومتابعات أخر لهؤلاء وهؤلاء. ونقل عن أحمد أنه قال: "من سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة فإنه يقول: عن أبي هريرة. ومن سمع منه ببغداد فإنه يقول: عن أبي شريح". وأكثر الرواة الذين ذكرهم الحافظ قالوا فيه: "عن أبي هريرة". والحق أن الروايتين محفوظتان. وصنيع البخاري يؤيد ذلك. وكذلك سيأتي: 8413، عن عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب. ورواه أيضاً الحاكم في المستدرك 1: 10، من طريق ابن وهب، ومن طريق إسماعيل بن أبي أويس - كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ثم رواه أيضاً4: 165، من طريق ابن وهب كذلك. وقال في الموضع الأول: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا. إنما أخرجا حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه". وقال نحو ذلك في الموضع الثاني، دون الإشارة إلى رواية "أبي الزناد". ووافقه الذهبي في الموضعين. وقال الحافظ في الفتح 10: 372، "وقد أخرجه الحاكم في مستدركه، من حديث أبي هريرة، ذاهلاً عن الذي أورده البخاري! بل وعن تخريج مسلم له من وجه آخر عن أبي هريرة. [ثم ذكر كلام الحاكم. ثم قال]: وتعقبه شيخنا في أماليه، بأنهما لم يخرجا طريق أبي الزناد، ولا واحد منهما. وإنما أخرج مسلم طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، باللفظ الذي ذكره الحاكم. [صحيح مسلم 1: 28 - 29. ثم قال الحافظ]: قلت: وعلى الحاكم تعقب آخر، وهو أن مثل =

سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن"، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "الجار لا يأمن جاره بوائقه"، قالوا: يا رسول الله، وما بوائقه؟ قال: "شَرُّه". 7866 - حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا ابن أبي ذئب، عن عجلان مولى المُشْمَعِلُّ، عن أبي هريرة، عن النبيِ قال: "كل مولود من بني آدم يَممَسُّه الشيطاَن بإصبعه، إلا مريمَ ابنةَ عِمْرانِ، وابنها عيسى، عليهما السلام". 7867 - حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني

_ = هذا لا يستدرك، لقرب اللفطن في المعنى". ورواية العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة، ستأتي: 8842. وحديث أبي شريح الخزاعي، سيأتي: 16443. والحديث - حديث أبي هريرة الذي هنا - ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8: 169. وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وقال أيضاً: "لأبي هريرة في الصحيح: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه". ويستدرك عليه ما استدركه الحافظ على صنيع الحاكم. وانظر: 3672، 7165. وقوله "بوائقه"، قال ابن الأثير: "أي غوائله وشروره. واحدها: بائقة وهي الداهية". (7866) إسناده صحيح، وقد مضى معناه مطولاً: 7182، 7694، من رواية سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وسيأتي مختصرًا، من رواية عجلان مولى المشمعل، كما هنا: 7902، 8237. (7867) إسناده ضعيف، لجهالة اثنين من رواته، "رجل من قريش، عن أبيه". وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 529، عن هذا الموضع. ولم أجده، في شيء من المراجع. وأرى أنه قد خفى عليّ موضعه من مجمع الزوائد. وهو - على ضعف إسناده - مخالف للثابت الصحيح، من حديث عائشة: أنها كانت تلعب بالبنات، ويدخل عليها رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلخ. رواه البخاري 10: 437. ورواه أبو داود: 4931، وقال المنذري: "أخرجه البخاري ومسلم، والنسائي، وابن ماجة". ولحديثها الآخر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى عندها بنات لعب، "ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: =

رجل من قريش، عن أبيه: أنه كان مع أبي هريرة، فرأى أبو هريرة فرساً من رقاع في يد جارية، فقال: ألا ترى هذا؟! قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إنما يعمل هذا من لا خلاق له يوم القيامة". 7868 - حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يرغب الناس في قيام رمضان، ويقول: "من قامه إيماناً واحتساب غفر له ما تقدم من ذنبه"، ولم يكن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - جمع الناس على القيام. 7869 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا أيوب، عن محمَّد، عن أبي هريرة قال: فُقدَ سبْطٌ من بني إسرائيل، وذكر الفارة، فقال: ألا ترى أنك لو أدنيت منها لَبن اَلإبل لم تقربه، وإن قربن إليها لبن الغنم شربته:؟ فقال: أكذا سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟ قال: أفأقرأ التوراة؟!.

_ = فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان؟! قالت: أما علمت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟! قالت: فضحك حتى بدت نواجده". رواه أبو داود: 4932. وإسناده صحيح. وقال المنذري: "وأخرجه النسائي". (7868) إسناده صحيح، وقد مضى أوله - مختصراً - بهذا الإِسناد: 7279. ومضى أيضاً: 7774، من رواية معمر، عن الزهري، دون قوله "ولم يكن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - مع الناس على القيام". (7869) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن سيرين. والحديث مضى نحوه: 7196، 7736، من وجهين عن ابن سيرين. والذي سأل أبا هريرة: "أكذا سمعت من رسول الله - صلي الله عليه وسلم"؟ هو كعب الأحبار، كما دل على ذلك الروايتان السابقتان.

7870 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا أبو معشر، عن محمَّد بن

_ (7870) إسناده ضيف، أبو معشر: هو نجيع بن عبد الرحمن السندي، الفقيه صاحب المغازي. وهو ضعيف، كما ذكرنا في: 545، 1619. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/493 - 495. والخطيب في تاريخ بغداد 13: 427 - 431. والذهبي في تذكرة الحافظ 1: 216 - 217. محمَّد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف: تابعي ثقة، سبق توثيقه في: 7380. وليس له في المسند غير ذاك الحديث وهذا الحديث. والحديث ثبت في الأصول الثلاثة ناقصًا، حذف منه ما زدناه بين قوسين. وهو ثابت في جامع المسانيد والسنن 7: 374، ومنه أثبتنا هذه الزيادة، التي يتم بها الحديث، ويستقيم السياق. وهذا الحديث - إلى ضعف إسناده - مخالف في شطره الأول للصحيح الثابت عن أبي هريرة، وعن غيره من الصحابة: فقد روى أحمد - فيما يأتي في مسند عائشة، 6: 240 (حلبي)، عن أبي حسان الأعرج، قال: "دخل رجلان من بني عامر على عائشة، فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: الطيرة من الدار والمرأة والفرس، فغضبت، فطارت شقة منها في السماء، وشقة في الأرض! وقالت: والذي أنزل الفرقان على محمَّد، ما قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط، إنما قال: كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك". ورواه أحمد أيضاً، بنحوه 6: 150، 246. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 104، وقال: "روا. أحمد، ورجاله رجال الصحيح" - وذكره الحافظ في الفتح 6: 46، ونسبه أيضاً لابن خزيمة والحاكم. وثبت أيضاً من حديث ابن عمر مرفوعًا: "والشؤم في ثلاثة: في المرأة والدار والدابة". وقد مضى: 4544، 6405، ورواه الشيخان، كما قلنا هناك. وثبت أيضاً من حديث سعد بن أبي وقاص: 1554. ولذلك قال الحافظ، بعد ذكره الرواية عن عائشة بإنكار ذلك: "ولا معنى لإنكار ذلك على أبي هريرة، مع موافقة من ذكرنا من الصحابة - له في ذلك". وأما شأن "الفأل"، فقد مضى معناه من حديث أبي هريرة: 7607، 7608. وسيأتي أيضاً: 8374، 9009. وأما شأن "العين"، فسيأتي أيضاً: 8435. وسيأتيان معاً في حديث واحد: 10326. وكلها عن أبي هريرة. وانظر: 7070، من حديث عبد الله بن عمرو.

قيس، قال: سُئل أبو هريرة: سمعتَ من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "الطيرة في ثلاث: في المسكن، والفرس، والمرأة"؟ قال: قلتُ: إذاً أقول على رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أما لم يقل، ولكني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -] يقول: "أصدق الطيرة الفأل، والعين حق". تم بحمد الله المجلد السابع (7) ويليه المجلد الثامن إن شاء الله تعالى

رقم الإيداع: 10859/ 1994 م (9 - 56 - 5227 - 977: I.S.B.N)

المُسْنَد للإمام أحمد بن حنبل (164 - 241) شرحه وصنع فَهارِسَهُ أحمد محمد شاكر الجزء الثامن من الحديث 7871 إلى الحديث 8782 دار الحديث القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

المسند

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1416 هـ - 1995م دار الحديث. طبع. نشر. توزيع 140 شارع جوهر أمام جامعة الأزهر

7871 - حدثنا رَوْح، حدثنا عكرمة بن عَمَّار، سمعت أبا غَاديَة اليماني، قال: أتيت المدينة، فجاء رسول كَثير بن الصلْت، فدعاهم، فما قَام إلا أبو هريرة وخمسةٌ منهم، أنا أحدهم، فَذهبوا فأكلوا، ثم جاء أبو هريرة فغسل يده، ثم قال: والله - يا أَهل المسجد - إنكم لَعُصَاةٌ لأبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -. 7872 - حدثنا ابن نُمير، حدثنا عُبيد الله، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلَّي الله عليه وسلم - صلَّى على النجاشي، فكَّبر عليه أربعاً. 7873 - حدثنا ابن نميْر، حدثنا عُبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بنن عاصم، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ كُلُّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ".

_ (7871) إسناده حسن، أبو غادية اليماني: تابعي، لم أجد له ترجمة إلا في التعجيل وأصله. وفي كليهما أنه "مجهول". ولكنه تابعي عرف شخصه وجهلت حاله، فهو على الستر حتى يستبين غيره. و"غادية": بالدال. وقع في ح "غاوية" بالواو، وهو تصحيف، صحته في المخطوطات ك م وجامع المسانيد. و"اليماني"، بالنون - في الأصول الثلاثة من السند. ووقع في جامع المسانيد 7: 512، والتعجيل وأصله: "اليمامي" بالميم. والحديث لم أجده في مكان آخر. ومعناه صحيح - في عصيان من لم يجب الدعوة. انظر: 7277، 7613. (8772) إسناده صحيح، عُبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم، والحديث مكرر: 7147. ومختصر: 7763. (7873) إسناده صحيح، وهو في جامع السانيد 7: 11، ورواه مسلم 2: 51، من طريق ابن نُمير، وآخرين - كلهم عن عُبيد الله - بهذا الإِسناد. وقد مضى بنحوه: 7535، من رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة، وأشرنا إلى هذا هناك، وفي جامع السانيد: "إن سيحان" - وحرف "إن" لم يذكر في الأصول، ولم يذكر في صحيح مسلم، وقوله "كل"، في ح "وكل"، والواو مقحمة هنا، وذكرت في م وعليها علامة كأنها نسخة، أو كأنها إلغاء لها. ولم تذكر في ك، ولا في جامع المسانيد، ولا في صحيح مسلم.

7874 - حدثنا مؤمَّل بن إسماعيل، حدثنا حمّاد بن سلمة، حدثنا بُرْدُ بن سناَن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما مِن نبي ولا خليفةٍ"، أو قال: "ما من نبي إلا وله بطاَنَتَان، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانةٌ لا تألوه خبالاً، ومن وقيَ شَرَّ بَطانة السُّوء فقد وُقِي" يقولها ثلاثًا، "وهو مع الغالبة عليه منهما". 7875 - حدثبا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله بن مبارك، أخبرنا مَعْمَر، عن همام بن مُنبّه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا استنشقَ أدخل الماء مُنخرَيه". 7876 - حدثنا عبيد بن أبي قُرة، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني محمَّد بن عبد الله بن أبي حُرة، عن عمه حكيم بن أبي حُرَّة، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة، قال: لا أعلمه إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "للطاعم الشاكر مثلُ ما للصائم الصابر".

_ (7874) إسناده صحيح، برد بن شنان أبو العلاء: سبق توثيقه: 4469. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 1/422، والحديث مكرر: 7238، من رواية الأوزاعي، عن الزهري. (7875) إسناده صحيح، وسيأتي: 8179، في صحيفة همام بن نيه، بلفظ الأمر: "إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء، ثم لينثر". وقد مضى نحو معناه - مطولاً ومختصراً - بلفظ الأمر، من رواية الأعرج، عن أبي هريرة: 7298، 7732. ومن رواية أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة 7220، 7716، ولم أجده بلفظ الإخبار عن فعله - صلى الله عليه وسلم -، إلا في هذه الرواية. (7876) إسناده صحيح، عبيد بن أبي قرة: سبق توثيقه: 446، 7816، ونزيد هنا أنه ترجمة ابن أبي حاتم 2/ 2/ 412، سليمان بن بلال: سبق توثيقه: 1463، 5403، ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 5: 311، وابن أبي حاتم 2/ 1/ 103، محمَّد بن عبد الله بن أبي حرة، الأسلمي المدني: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير =

7877 - حدثنا عُبيد بن أبي قرَّة، حدثنا سليمان، عن ابن

_ = 1/ 1/ 142 - 143، وابن أبي حاتم 3/ 2/296، عمه، حكيم بن أبي حرة: تابعي ثقة، روى له البخاري في صحيحه. وترجمه في الكبير 2/ 1/14، وقال: "سمع ابن عمر". وترجمه ابن أبي حاتم 1/ 2/ 203. سلمان الأغر: هو سلمان أبو عبد الله، مضت ترجمته مفصلة: 7475. و"سلمان": بفتح السين وسكون اللام بعدها ميم. وقع في الأصول الثلاثة هنا "سليمان". وهو خطأ لاضك فيه، فليس في الرواة من يسمى بهذا. ثم هذا الحديث ذكره ابن كثير، في جامع المسانيد والسنن 7: 183، تحت ترجمة "سلمان أبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة". وهو الصواب يقينًا. والحديث رواه البخاري في الكبير 1/ 1/143، عن إسماعيل بن أبي أوي، عن سليمان بن بلال. بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه، أحال على رواية قبله، من حديث محمَّد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم، عن شأن بن سنة الأسلمي: مرفوعًا بلفظ: "للطاعم الشاكر، مثل أجر الصائم القائم" ورواه الحاكم في المستدرك 4: 136، عن الأصم، عن الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال، بهذا الإِسناد، بلفظ: "إن للطاعم الشاكر من الأجر، مثل الصائم الصابر". ووقع في مطبوعة المستدرك أغلاط مطبعية في الإِسناد، تصحح من هذا الوضع. ولم يتكلم عليه الحاكم ولا الذهبي. وذكره الحافظ في الفتح 9: 503 - 504، ونسبه لتاريخ البخاري ومستدرك الحاكم. وذكره بلفظ المستدرك. ونقله ابن كثير في جامع المسانيد، عن هذا الوضع - كما قلنا آنفًا. ولكن بلفظ: "إن الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر". وأنا أرجح أنه سهو، رواية بالمعنى. واللفظ الذي أثبتنا، هو الذي في الأصول الثلاثة. وقد مضى معناه: 7793، بإسناد آخر صحيح. وأشرنا إلى هذا هناك. ورواية محمَّد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم، عن شنان بن سنة الأسلمي، التي ذكرنا أن البخاري رواها في الكبير قبل هذا الحديث -: لا تعلل بها هذه الرواية، بل هي تؤيد صحتها عندنا. فليس من المستبعد أن يكون الحديث عند التابعي عن رجلين من الصحابة. وهذا كثير معروف. وستأتي رواية شنان بن سنة في المسند (4: 343 ح). وكذلك رواها ابن ماجة: 1765. (7877) إسناده صحيح، سليمان: هو ابن بلال. ابن عجلان: هو محمَّد. عُبيد الله بن سلمان الأغر: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وأخرج له البخاري في الصحيح. وترجمه ابن أبي =

عجلان، عن عُبيد الله بن سَلْمان الأغر، [عن أبيه]، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينًا". 7878 - حدثنا أيوب بن النجار، عن طيب بن حمد، عن عطاء ابن أبي رباح، عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مُخنثي الرجال، الذين يتشبهون بالنساء، والمُترجّلات من النساء، المتشبهين بالرجال، والمُتبتلين من الرجال، الذين يقولون: لا نتزوج والمتبتلات من النساء اللائي يقلن ذلك، وراكب الفلاة وحده"، فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى استبان ذلك في وجهوهم، وقال: "البائت وحده". 7879 - حدثنا إبراهيم بن خالد، أخبرني عبد الرحمن بن

_ حاتم 2/ 2/ 316. ووقع في الأصول الثلاثة هنا اسم أبيه "سليمان"، كما وقع في الحديث الذي قبله. وهو خطأ لا شك فيه. وثبت على الصواب في جامع المسانيد. أبوه: هو سلمان أبو عبد الله الأغر. وقد سقط من الأصول الثلاثة هنا [عن أبيه]. وزدناه من جامع المسانيد. ومما سيأتي في التخريج. ثم إن عُبيد الله هذا لا يروي عن أحد من الصحابة. بل لم يذكروا له رواية إلا عن أبيه. والحديث سيأتي: 8767، عن الخزاعي، عن ابن بلال، عن ابن عجلان، "عن عُبيد الله بن سلمان الأغر، عن أبيه، عن أبي هريرة"، على الصواب. ورواه البخاري في الأدب المفرد، ص: 47 - 48، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، بهذا الإِسناد، على الصواب، بلفظ: "لا ينبغي" بدل "ما ينبغي". وذكره الحافظ في الفتح 10: 396، عن رواية الأدب المفرد. وانظر 7337. (7878) إسناده صحيح، وهو مطول: 7842. وقد خرجناه هناك. وقوله "الذين يقلون: لا نتزوج" - هو الثابت في ك. وفي سائر الأصول: "الذي يقول: لا يتزوج". وما أثبتنا أجود وأصح. والتبتل: الانقطاع عن النساء، وترك النكاح. (7879) إسناده ضعيف، لإبهام الشيخ الذي سمع وهب بن منبه. والمتن في ذاته صحيح ثابت، كما سيأتي. همام: هو همام بن منبه، أخو وهب. والحديث سيأتي معناه، مفرقًا في حديثين، في صحيفة همام بن منبه: 8106، 8229، ولكن ليس فيه هناك تفسير =

بوذويه، أخبرني من سمع وهبًا يقول: أخبرني، يعني همامًا -[قال عبد الله ابن أحمد]: كذا قال أبي - قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال أحدُكم في صلاة ما دام ينتظر التي بعدها، ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مسجده، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث"، قال: فقال رجل من أهل حضرموت: وما ذلك الحدث يا أبا هريرة؟ قال: إن الله لا يستحي من الحق، إن فَسَا أو ضَرطَ. 7880 - حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، أخبرنا يزيد بن كيسان: استأذن على سالم بن أبي الجعد وهو يصلي، فسبحِ لي، فلما سلمِ قال: إن إذْنَ الرجل إذا كان في الصلاة [أن] يُسبح، وإن إذْن المرأة أن تصَفق.

_ الحدث الذي فسره أبو هريرة هنا. وقد مضى معناه ضمن الحديث: 7424، من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة. ومضى نحو معناه: 7542، من رواية العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة ومضى بقريب من لفظه: 7603، من رواية ابن سيرين، عن أبي هريرة، دون تفسير الحدث. وتفسير أبي هريرة للحديث ثابت أيضاً صحيح، في هذا الحديث وغيره. فروى البخاري 1: 246، من حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة، مالم يحدث. فقال رجل أعجمي: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: الصوت، يعني الضرطة". وروى أحمد والشيخان، من حديثه مرفوعًا أيضًا: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث، حتى يتوضأ. فقال رجل من أهل حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط". وهو في المنتقى: 312. (7880) هذا أثر عن سالم بن أبي الجعد، وليس بحديث. وإسناده إليه صحيح. وسالم بن أبي الجعد: تابعي ثقة متأخر، مضت ترجمته: 6493. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/181. وإنما ذكر الإِمام أحمد هذا الأثر هنا - وليس من المسندات، ليذكر بعده مرسل الحسن البصري، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، ثم يتبعهما حديث أبي هريرة: 7882، المرفوع، "مثله". لأنه هكذا سمع الثلاثة من شيخه مروان بن معاوية الفزاري. فلم يستجز أن يذكر الحديث المرفوع بلفظ كلام سالم بن أبي الجعد، ولم يسمعه إلا مجملاً: "مثله". =

7881 - حدثنا مروان، أخبرنا عوف، عن الحسن، أن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله. 7882 - حدثنا مروان، أخبرني عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله. 7883 - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن محمَّد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ وِتر، يحبّ الوتر".

_ = وهذا الأثر والحديثان بعده، في جامع المسانيد 7: 367، ولكن بتقديم حديث أبي هريرة على مرسول الحسن. قوله "أن يسبح " - حرف "أن" لم يذكر في ح خطأ. وزدناه من ك م وجامع المسانيد. (7881) إسناده ضعيف؛ لأنه مرسل. وإنما رواه الإِمام أحمد هنا، من أجل الحديث بعده، كما بينا في الذي قبله. (7882) إسناده صحيح، عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. والحديث مثل أثر سالم بن أبي الجعد. والظاهر أنه مثله معنى لا لفظًا، فإني لم أجده بهذا اللفظ قط، إلا في هذا الموضع، بهذا الإجمال. وقد مضى معناه: 7283، من رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً، بلفظ: "التسبيح للرجال، والتصفيح للنساء". و7541، من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة، بلفظ: "والتصفيق"، بدل "التصفيح". وسيأتي 8878، من رواية عطاء، عن أبي هريرة، بلفظ رواية أبي سلمة. وسيأتي: 8189، في صحيفة همام بن منبه، بلفظ: "التسبيح للقوم، والتصفيق للنساء، في الصلاة". ومما يؤيد ما رأينا، أن الإِمام أحمد لم يروه من حديث أبي هريرة بلفظ أثر سالم بن أبي الجعد، إلا هذه الرواية المجملة "مثله" -: أن الحديث سيأتي: 9583، عن يحيى بن سعيد، عن عوف "قال: حدثنا محمَّد [هو ابن سيرين]، عن أبي هريرة - والحسن، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء". فهذا عوف يرويه عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً، ويرويه عن الحسن، مرفوعًا مرسلاً، باللفظ المحفوظ لحديث أبي هريرة. (7883) إسناده صحيح، هشام: هو ابن حسان والحديث مكرر: 7717، 7718.

7884 - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن محمَّد، عن أبي هريرة، قال: "نُهيَ عن الاختصار في الصلاة"، قال: قلنا لهشام: ما الاختصار؟ قال: يَضَعُ يده على خصره وهو يصلي، قال يزيد: قلنا لهشام: ذكره عن النبي - صلي الله عليه وسلم -؟ قال برأسه، أي: نعم. 7885 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن سُهَيْل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "من قال وإذا أمسى ثلاث مرات: أعوذ بكلمات التامَّات من شر ما خلق، ليم تضره حُمةٌ تلك الليلة". قال: فكان أهلنا قد تعلموهَا، فكانوا يقولونها، فلُدغت جارية منهم، فلم تجِد لها وجعًا.

_ (7884) إسناده صحيح، ومكرر: 7175. إلا أن هناك التصريح لفظًا برفعه إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -. وقد رواه البخاري 3: 70، من حديث حمّاد، عن أُيوب، عن ابن سيرين أيضاً، بلفظ "نهي" بالبناء لما لم يسم فاعله. ثم قال البخاري عقبه: "وقال هشام، وأبو هلال - عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -" فهذه إشارة إلى رواية هشام بن حسان، التي هنا. (7885) إسناده صحيح، وسيأتي نحو معناه: 8867، من رواية مالك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: "أن رجلاً من أسلم قال: لما نمت هذه الليلة، لدغتني عقرب، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - لم يضرك". وهو في الموطأ، ص: 951، بأطول قليلاً. وروى مسلم نحو معناه 2: 314، من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، ثم من طريق يعقوب، عن أبي صالح. وروى ابن ماجة: 3518، نحو معناه، من رواية سفيان، عن سهيل عن أبيه. وقال البوصيري، في زوائده: "إسناده صحيح، رجاله ثقات". وهو كما قال، ولكن جعله من زوائد ابن ماجة، فيه نظر. وذكر السيوطي في زيادات الجامع الصغير" نحو رواية المسند هذه، ونسبها للترمذي، وابن حبان، والحاكم. انظر الفتح الكبير 3: 0219 الحمة، بضم الحاء وتخفيف الميم: مضى تفسيرها في: 2448، أنها السم. وأنها تطلق على إبرة العقرب، وهي المرادة هنا.

7886 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا شَهد جنازهَ سأل: "هل على صاحبكم دَينٌ"؟، فإن قالوا: نعم، قال: "هل له وفاء"؟، فإن قالوا: نعم، صلى عليه، وإن قالوا: لا، قال: "صلُّوا على صاحبكم، فلما فتح الله عز وجل عليه الفتوح، قال: "أنا أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك ديناً فعليَّ، ومن ترك مالاً فلورثته". 7887 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن القاسم بن

_ (7886) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: هـ، بأسانيد، منها رواية ابن نُمير، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، بهذا الإِسناد. ولم يذكر لفظه، إحالة على رواية قبله. ورواه البخاري 4: 390، 9: 451. والترمذي 2: 162 - كلاهما من طريق الليث، عن عقيل، عن الزهري، به. ورواه مسلم أيضاً من طريق الليث، ضمن الأسانيد التي أشرنا إليها. وسيأتي في المسند: 9847، من طريق الليث. ورواه مسلم أيضاً - وساق لفظه 2: 4 - 5، من طريق يونس، عن الزهري. وسيأتي مختصراً: 8937، 9174، من رواية الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقد مضى آخره، بمعناه: 7848، من رواية محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة. (7887) إسناده صحيح، القاسم بن عباس بن محمَّد بن معتب بن أبي لهب، الهاشمي المدني: ثقة، سبق توثيقه: 1971، وقال ابن معين: "مديني ثقة". وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 168. والصعير: 151. وابن أبي حاتم 3/ 2/ 114. وزعم ابن المديني أنه مجهول، ولم يتابعه على ذلك أحد، ولا تلميذه البخاري. وأبوه "عباس": بالعين المهملة والباء الموحدة والسين المهملة. ووقع في ح "عياش"، وكذلك في المخطوطة ص. وهو تصحيف. ابن مكرز: هو يزيد بن مكرز، كما جوده الإِمام أحمد، فيما سيأتي: 8779. وهو "رجل من أهل الشأم، من بني عامر بن لؤي بن غالب"، كما وصفه ابن حبان، في روايته هذا الحديث في صحيحه، كما سيأتي في التخريج، إن شاء الله. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 447، باسم "ابن مكرز". وكذلك ابن أبي حاتم 4/ 2/ 328. ووقع اسمه في صحيح ابن حبان، وفي ثقاته، ص: 352 "مكرز" بدون =

عباس، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن ابن مكرَز، عن أبي هريرة: أن رجلاً قال: يا رسول الله، الرجل يريد الجهاد في سبَيل الله وهو يبتغي عَرَض الدنيا؟ فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا أجر له" فأعظم الناس ذلك، وقالوا للرجل: عُد [إلى] رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، لعله لمِ يفهم، فعاد، فقال: يا رسول الله، الرجل يريد الجهاد في سبيل الله يبتغي عرَض الدنيا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أجر له" ثم عاد الثالثة، فقال رسول الله: "لا أجر له".

_ = كلمة "ابن". وهو خطأ من أحد الرواة، كما سيظهر من التخريج. و"مكرز": بكسر اليم وسكون الكاف وفتح الراء. وبذلك ضبطه صاحب القاموس، بوزن "منبر". وأوهم صاحب التهذيب أن هذا "ابن مكرز" - هو "أيوب بن عبد الله بن مكرز"، وأشار في ترجمته إلى هذا الحديث. ثم استدرك فقال - بعد الإشارة إلى روايتي المسند-: "فتبين أن الذي روى له أبو داود ليس بأيوب". وهذا هو الصواب. والحديث سيأتي - كما قلنا آنفاً: 8779، عن حسين محمَّد بن المروذي، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد. وسمى "ابن مكرز": "يزيد بن مكرز". ورواه البخاري في الكبير 4/ 2/ 447، في ترجمة "ابن مكرز"- عن آدم، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد - مختصراً، كعادته في الإشارة إلى متون الأحاديث ورواه أبو داود: 2516، عن أبي توبة الربيع بن نافع، "عن ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن ابن مكرز، رجل من أهل الشأم، عن أبي هريرة". ورواه ابن حبان في صحيحه 3: 193 (من مخطوطة التقاسيم والأنواع)، و7: 61 - 62 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق حبان بن موسى، عن عبد الله، وهو ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، به. وذكر فيه التابعي باسم "مكرز"، بدون كلمة "ابن". ورواه الحاكم في المستدرك 2: 85، مختصراً، من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، وسمى التابعي "أيوب بن مكرز". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. فهولاء ثلاثة رووه عن ابن المبارك، واختلفوا عليه في اسم التابعي، هم: الربيع ابن نافع، عند أبي داود. وحبان بن موسى، عند ابن حبان. وعلي بن الحسن بن شقيق، عند الحاكم. وعندي أن الربيع بن نافع أحفظهم لهذا الإِسناد. وقد قال فيه أبو =

7888 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، يعني ابن عمرو، عن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِداجٌ، ثم هي خِداج". 7889 - حدثنا يزيد، أخبرنا سفيان، يعني ابن حسين، عن علي

_ = حاتم: "ثقة صدوق حجة". ثم قد وافقه "آدم بن أبي إياس" شيخ البخاري، الذي رواه عنه في الكبير، وهو ثقة ضابط، ووافقه يزيد بن هرون، في المسند هنا، في روايته عن ابن أبي ذئب. وبه يبين وهم "حبان بن موسى"، و"علي بن الحسن بن شقيق". والحديث ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 181، وقال: "رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه، والحاكم باختصار، وصححه". فلم يثبت المنذري عند تعليله إياه، في تهذيب السنن: 2406، حين قال بعده: "ابن مكرز، لم يذكر بأكثر من هذا، وهو مجهول"!! وهذا- منه- عليل ملقى على عواهنه، لم يستوعب طرق الحديث ورواياته. وأعله أيضاً ابن المديني بنحو هذا، ففي التهذيب في ترجمة أيوب بن عبد الله بن مكرز 1: 407 - 408، بعد إشارته إلى روايتي المسند له، قال: "وقد قال ابن البراء، عن ابن المديني، في هذا الحديث: لم يروه غير ابن أبي ذئب. وابن مكرز مجهول". ونقل في التهذيب أيضاً، في ترجمتة القاسم بن عباس، عن ابن المديني، بعد ذكره هذا الحديث: "لم يروه غير ابن أبي ذئب. والقاسم مجهول، وابن مكرز مجهول. لم يروه عنه غير ابن الأشج". كلمة [إلى] التي زدناها بعد كلمة "عد"- سقطت من ح، خطأ. وزدناها من م. وهي ثابتة أيضاً في رواية المسند الآتية، التي أشرنا إليها. (7888) إسناده صحيح، عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم، المدني: تابعي ثقة، مترجم في ابن سعد 5: 164 - 165. وابن أبي حاتم 2/ 2/ 365. والحديث مضى معناه مرارًا، ضمن أحاديث مطولة، منها: 7400، 7825. (7889) إسناده صحيح، علي بن زيد: هو ابن جدعان. أنس بن حكيم الضبي البصري: تابعي ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 34 - 36. وابن أبي حاتم 1/ 1/ 288 - فلم يذكرا فيه جرحاً. وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 143. وفي التهذيب: "ذكره ابن =

ابن زيد، عن أنس بن حكيم الضبي، قال: قال لي أبو هريرة: إذا أتيت أهل مصرك فأخبرهم أنس سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "أول شيء مما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته المكتوبة، فإن صلحت"، وقال يزيد مرة: "فإن أتمها، وإلا زيد فيها من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة كذلك".

_ = المديني في المجهولين من مشايخ الحسن"! ولا ندري ما صواب النقل عن ابن المديني؟ فإن الحسن لم ينفرد بالرواية عنه، كما هو بين من هذا الإِسناد، أنه روى عنه أيضاً على ابن زيد. فماذا بعد رواية اثنين عنه؟! والحديث رواه ابن ماجة: 1425، عن أبي بكر ابن أبي شيبة، ومحمد بن بشار - كلاهما عن يزيد بن هرون، بهذا الإِسناد. ورواه الحسن - أيضاً- عن أنس بن حكيم، مطولاً مفصلاً: فسيأتي في السند: 9490، عن إسماعيل - وهو ابن علية - عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن حكيم الضبي، عن أبي هريرة، موقوفاً عليه. وفي آخره: "قال يونس: وأحسبه قد ذكر النبي -صلي الله عليه وسلم - ". وهكذا رواه أبو داود: 864، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن ابن علية، به. وفي أثنائه: "قال يونس: وأحسبه ذكره عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 1: 262، من طريق يعقوب الدورقي، عن ابن علية. ثم قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذهبي. وسنذكر هذا الشاهد، إن شاء الله. وكذلك رواه البخاري في الكبير 1/ 2/35، في ترجمة "أنس بن حكيم" - إشارة كعادته - من طريق ابن علية، عن يونس: "نحوه. قال يونس: وأحسبه ذكر النبي -صلي الله عليه وسلم -". ومن المفهوم بداهة أن شك يونس في رفعه إلى النبي - صلي الله عليه وسلم - لا يؤئر في صحة رفعه. فإن هذا مما لا يعلم بالرأي ولا القياس. وأنَّى لأبي هريرة أن يعلم أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة، وما يتلو ذلك من تفصيل؟ إن لم يعلمه من المعصوم، معلم الخير،. فلئن كان موقوفًا لفظا، إنه لرفوع حكمًا يقينًا. وأشار الترمذي إلى رواية "أنس بن حكيم" هذه، بعد أن روى معناه من وجه آخر 1: 319 من شرح المباركفوري، (2: 292 بشرحنا)، فقال: "وروي عن أنس بن حكيم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، نحو هذا". بل إن يونس رواه مرة موقوفًا صرفًا، دون أن يذكر الشك في رفعه: فرواه البخاري في الكبير 1/ 2/ 34 - 35، من طريق عبد الوراث، وهو ابن سعيد =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = العنبري: "سمع يونس، عن الحسن، سمع أنس بن حكيم الضبي، سمع أبا هريرة - قوله". يعني أنه رواه من قول أبي هريرة، موقوفًا عليه. فلم يضر هذا شيئاً؛ لأنه مرفوع حكمًا، كما قلنا من قبل. ثم قد ثبت رفعه لفظًا، بإسناد صحيح، لم يشك راويه في رفعه: فرواه البخاري في الكبير 1/ 2/ 34، في أول ترجمة "أنس بن حكيم"، عن موسى بن إسماعيل، عن أبان، وهو ابن يزيد العطار، عن قتادة، عن الحسن. "عن أنس ابن حكيم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: أول ما يحاسب به العبد صلاته". وقد اختصره البخاري، بالإشارة، كعادته. فهذا إسناد يرفع كل شك في رفعه. وأيضاً فقد رواه الحسن عن تابعي آخر، بل لعله عن أكثر من واحد من التابعين: فرواه النسائي 1: 81 - 82، بنحوه، من طريق شُعيب بن بيان بن زياد بن ميمون، عن أبي العوام، وهو عمران بن داود القطان، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، وهو نفيع بن رافع الصائغ، عن أبي هريرة - مرفوع. وهو إسناد جيد، يصلح للمتابعات والشواهد. ووقع في نسخة النسائي المطبوعة بمصر: "عن قتادة، عن الحسن بن زياد"! وكلمة "بن زياد" ثابتة في مطبوعة الهند، وعليها علامة نسخة. وهي خطأ صرف، ولم تذكرفى مخطوطة الشيخ عابد السندي. ثم ليس في رواة الكتب الستة من يسمى "الحسن بن زياد". بل "الحسن" في هذا الإِسناد: هو الحسن البصري. وقد رواه البخاري في الكبير 1/ 2/ 35، موقوفاً على أبي هريرة، من طريق مبارك، وهو ابن فضالة، عن الحسن: "حدثنا رجل من أهل البصرة: كنت أجالس أبا هريرة بالمدينة - قوله، يعني موقوفاً عليه. فهذا الرجل المبهم، من المحتمل جداً أن يكون أبا رافع نفيع بن رافع؛ لأنه مدني، ونزل البصرة. ورواه الحسن عن تابعي آخر، هو "حريث بن قبيصة"، أو "قبيصة بن حريث": فرواه الترمذي 1: 318 - 319 من شرح المباركفوري، (رقم: 413 بشرحنا)، والنسائي 1: 81 - كلاهما من طريق همام، عن قتادة، عن الحسن، عن حرشا بن قبيصة، عن أبي هريرة - مرفوعًا بنحوه، في قصة. وقال الترمذي: "حدثنا أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة. وقد روى بعض أصحاب الحسن، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، غير هذا الحديث. والمشهور هو: قبيصة بن حريث". و"حريث بن قبيصة": لم يترجموا له، بل أحالوا على =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = "قبيصة بن حريث"، ترجيحًا بأنه الصواب. وقبيصة: تابعي ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/176. وابن أبي حاتم 3/ 2/125، فلم يذكرا فيه جرحاً. وذكره ابن حبان في الثقات. وأيا ما كان، فهذا إسناد جيد، حسن على الأقل، كما حسنه الترمذي. ورواه الحسن عن تابعي آخر، أبهمه فلم يذكر اسمه: فرواه البخاري في الكبير 1/ 2/35، عن موسى، وهو ابن إسماعيل، عن حمّاد، وهو ابن سلمة، عن حميد، عن الحسن: "عن رجل من بني سليط، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وكذلك رواه أبو داود: 865، عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد، عن حميد، عن الحسن، عن رجل من بني سليط، عن أبي هريرة: "عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، بنحوه". يعني: بنحو رواية الحسن عن أنس بن حكيم، التي هنا، والتي رواها أبو داود قبل هذا. وكذلك رواه الحاكم 1: 263، من طريق الحجاح بن المنهال، عن حمّاد بن دلمة، به. وسيأتي في المسند: 17021، أثناء "مسند تميم الداري" - رواه أحمد، عن عفان، عن حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن: "عن رجل، عن أبي هريرة - مرفوعًا. وكذلك رواه ابن ماجة: 1426، عن الحسن بن محمَّد بن الصباح، عن عفان، بهذا الإِسناد - مع حديث تميم الداري. والراجح، بل المتعين: أن هذا الرجل، هو "الرجل من بني سليط"، وإن لم يذكر هنا من أي قبيل هو. وكان الحسن - في بعض أحيانه - يرسله، فلا يذكر التابعي بينه وبين أبي هريرة: فرواه أحمد - فيما سيأتي: 17017، عن حسن بن موسى، عن حمّاد: "عن حميد، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، مثله". وكذلك رواه البخاري في الكبير 1/ 2/35، عن موسى، وهو ابن إسماعيل التبوذكي، عن موسى بن خلف، وهو العمي البصري: "حدثنا قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". ثم رواه عن عمرو بن منصور القيسي، عن أبي الأشهب، وهو جعفر بن حيان السعدي: "حدثنا الحسن: لقى أبو هريرة رجلاً بالمدينة، فقال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - ". ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده: 2468، عن أبي الأشهب، عن الحسن، قال: قدم رجل المدينة، فلقي أبا هريرة ... " فذكره الطيالسي مطولاً. وهذه أسانيد صحاح إلى الحسن. بل كان أيضاً يرسله موقوفاً: فرواه البخاري 1/ 2/ 35، عن أبي نعيم، عن علي ابن علي، وهو الرفاعي اليشكري: "سمع الحسن، قال: قال أبو هريرة - قوله". يعني =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = موفوفًا عليه. وهذا أيضاً إسناد صحيح إلى الحسن. بل إن أحد الرواة رواه عن الحسن، فأخطأ فيه، وصرح بأن الحسن سمعه من أبي هريرة: فقال البخاري 1/ 2/35 - 36: "وقال عباد بن ميسرة: حدثنا الحسن، قال: حدثنا أبو هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". وقال البخاري عقب هذا: "ولا يصح سماع الحسن من أبي هريرة في هذا". يعني في هذا الحديث. و"عباد بن ميسرة المنقري البصري: ثقة، ضعفه أحمد، وقال ابن معين: "ليس به بأس". والظاهر أن تضعيفه إنما هو من قبل حفظه. ولذلك رجح البخاري رواية الجماعة الكثيرة، والذين هم أوثق وأحفظ من عباد بن ميسرة - على روايته التي فيها سماع الحسن هذا الحديث من أبي هريرة، وجزم بأنه لم يسمعه منه. وقد أصاب، لله دره. وقد أشرنا إلى هذه الرواية - إشارة مطولة، عند تحقيق سماع الحسن من أبي هريرة، فيما مضى في شرح الحديث: 7138، ج 12 ص 171 وهذه أسانيد - المرفوع منها والموقوف، والمتصل والمرسل - يؤيد بعضها بعضاً، وتثبت صحة الحديث، لا تكون اضطرابًا، ولا تعليلاً. ثم إن الحسن لم ينفرد بروايته عن أبي هريرة: فرواه أحمد - فيما سيأتي: 17016، عن الحسن بن موسى، عن حمّاد بن سلمة، عن الأزرق بن في، عن يحيى بن يعمر: "عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ... " - فذكره نحوه. وقد تبين أن هذا الصحابي - المبهم - هو أبو هريرة: فرواه النسائي 1: 82، من طريق النضر بن شميل، عن حمّاد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة، مرفوعًا، بنحوه وهذان إسنادان صحيحان. ورواه الحاكم 1: 263، كرواية المسند: "عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم -" - بثلاثة أسانيد، عن حمّاد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم -. فسقط من إسناده "عن يحيى بن يعمر"- فلست أدري: أهو هكذا؟ أم أخطأ فيه الحاكم؟ أم سقط من الناسخين؟ وأكاد أرجح أنه خطأ من الناسخين قديم. ورواه أيضاً تابعي آخر، عن أبي هريرة، موقوفاً: فرواه البخاري 1/ 2/35، عن الحسن، عن جرير، عن ليث - هو ابن أبي سليم: "عن سلم بن عطية، عن صعصعة بن معاوية التميمي، أو معاوية بن صعصعة، عن أبي هريرة - قوله". وهذا إسناد صحيح. لا يضره الشك في اسم التابعي، فإنه على الصحيح: "صعصعة بن معاوية بن حصين"، وهو عم الأحنف بن قيس. وذكر =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = بعضهم أن له صحبة. والصواب أنه تابعي، روى عن عمر وأبي ذر، وأبي هريرة، وعائشة. ولعل الشك إنما جاء من ليث بن أبي سليم. ومع ذلك، فإن أحداً لم يترجم لمن يسمى "معاوية بن صعصعة". فلو كان لهذا الشك أثر، لترجم له البخاري على الأقل، وهو الذي روى هذا الشك في اسمه. وكذ اك رواه تابعي آخر مبهم، عن أبي هريرة، مرفوعًا، من غير طريق الحسن: فرواه البخاري أيضاً، عن موسى، عن حمّاد، وهو ابن سلمة، عن ثابت، وهو البناني، عن رجل، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -. فهذه كلها روايات يشد بعضها بعضاً، تؤيد صحة هذا الحديث. وللحديث شاهد صحيح. فقد رواه - بمعناه - تميم الداري، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -: فرواه أحمد في المسند: 17018، عن الحسن بن موسى: "حدثنا حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى، عن تميم الداري، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، بمثله". يعني بمثل هذا الحديث، لأنه ساقه أولا: 17016. من رواية "يحيى بن يعمر، عن رجل من أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم -" - وذكر لفظه. ثم رواه: 17017، من رواية "حميد، عن الحسن، عن أبي هريرة" - وقد أشرنا إليهما آنفًا. ثم أتبعهما برواية تميم الداري هذه، إذ لم يسمعه من شيخه الحسن بن موسى إلا هكذا. فأدى الأمانة كما سمعها. ثم رواه بعد ذلك: 17021، من حديث أبي هريرة وحديث تميم- معًا - عن عفان، عن حمّاد بن سلمة: "عن حميد، عن الحسن، عن رجل عن أبي هريرة - وداود، عن زرارة، عن تميم الداري، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -". فأداه كما سمعه من شيخه عفان أيضاً. ورواه أبو داود: 866، عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد، وهو ابن سلمة، عن داود، عن زرارة، عن تميم، مرفوعًا. ولم يذكر لفظه، بل أحاله على الروايتين عن أبي هريرة قبله. ورواه الدارمي 1: 313، عن سليمان بن حرب، عن حمّاد، بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفي، عن تميم الداري، مرفوعًا. وساق لفظه كاملاً. دوواه ابن ماجة: 1426، بإسنادين إلى حمّاد بن سلمة: فرواه من طريق سليمان بن حرب، عن حمّاد، عن داود، عن زرارة، عن تميم، مرفوعًا. ثم حول الإِسناد: فرواه من طريق عفان، عن حمّاد، بالإسنادين إلى أبي هريرة وتميم، كمثل رواية المسند: 21170. ورواه الحاكم 1: 262 - 263، من طريق موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن سلمة، عن داود، عن زرارة، عن تميم الداري، مرفوعًا. وساق لفظه كاملاً. وهذه أسانيد لحديث تميم الداري، كلها صحاح. والحمد لله.

7890 - حدثنا يزيد، أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن حنظلة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: ينزل عيسى ابن مريم، فيقتل الخنزير، ويمحو الصليب، وتجمع له الصلاة، ويعطى المال حتى لا يقبل، ويضع الخراج، وينزل الروحاء، فيبحج منها أو يعتمر، أو يجمعهما، قال: وتلا أبو هريرة: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}. فَزَعَمَ حَنْظَلَةُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: يُؤْمِنُ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ -: عِيسَى فَلاَ أَدْرِى: هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَوْ شَىْءٌ قَالَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ؟. 7891 - حدثنا يزيد، أنبأنا المسعودي، عن سعد بن إبراهيم، عن

_ (7890) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن حسين، كما بينه ابن كثير في التفسير. والحديث نقله ابن كثير في جامع المسانيد 7: 19، وفي التفسير 3: 15 - عن هذا الموضع من المسند. ثم قال في التفسير: "وكذا رواه ابن أبي حاتم في التفسير، عن أبيه، عن أبي موسى محمَّد بن المثنى، عن يزيد بن هرون، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، به". وقد مضى بعض معانيه: 7267، 7271، 7665، 7667. وقوله "قبل موته -: عيسى"، يريد أن الضمير في "موته" عائد على عيسى. فهو تفسير للضمير. وهذا هو الثابت في الأصول الثلاثة. وفي جامع المسانيد وتفسير ابن كثير: "قبل موت عيسى"، بدون ذكر الضمير. فيكون تفسيرًا لمعنى الآية، لا حكاية للفظها ثم تفسير اللفظ. والأمر قريب. وهذا هو المعنى الصحيح للآية، أنه: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى. كما قال الطبري 6: 16. وهو أيضاً يرد على من أنكر أن عيسى عليه السلام لا يزال حيًا في السماء، لم يمت، وأنه رفعه الله إليه. ويدل على أنه سينزل من السماء في آخر الزمان، كما ثبت من الأحاديث المتواترة في ذلك. وقد أشرنا إلى ذلك، في شرح الحديث: 7267. وأشرنا إلى هذا الحديث هناك. (7891) إسناده صحيح، المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة. والحديث رواه البخاري 6: 389، 395، عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، به. ورواه مسلم 2: 268، عن ابن نُمير، عن أبيه، عن الثوري. قوله "موالي"، قال الحافظ: "بتشديد التحتانية، إضافة إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -، أي: أنصاري، وهذا هو المناسب هنا، وإن كان =

عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، وأشجع: موالى، ليس لهم مولى دون الله ورسوله. 7892 - حدثنا يزيد، أخبرنا المسعودي - وأبو النضر، قال: حدثنا المسعودي - المعنى- عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:

_ = للمولى عدة معان. ويروي بتخفيف التحتانية، والمضاف محذوف، أي: موالي الله ورسوله. ويدل له قوله: ليس لهم مولى دون الله ورسوله". ورواية التخفيف التي حكاها الحافظ، لا ندري أين هي؟ وليس في اليونينية إلا تشديد الياء. ولم يذكر في نسخ صحيح مسلم غيرها. (7892) إسناده صحح، وهو في جامع المسانيد 7: 323 - 324، عن هذا الموضع وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 345 - 346، وقال: "رواه أحمد. وفيه المسعودي، وقد اختلط". والمسعودي: سبق توثيقه مراراً، آخرها: 7105. ونزيد هنا أنه ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 10: 218 - 222، والذهبي في تذكرة الحفاظ 1: 185. وقد وثقه أحمد، وابن معين، وغيرهما. وإذا تبين خطؤه في حديث، فكثيرًا ما يخطئ الثقة، وهو قد أخطأ في بعض هذا الحديث، كما سنبينه فيؤخذ صوابه، ويترك خطؤه. "مسيح الضلالة": هو المسيح الدجال. "فكان تلاحى بين رجلين"، التلاحى" المخاصمة والنزاع وما إلى ذلك، وأثبتت الياء في المصدر هنا، وهو جائز فصيح. "سدة المسجد": بضم السين وتشديد الدال، وهي كالظلة على الباب لتقى الباب من المطر. وقيل: هي الباب نفسه. وقيل: هي الساحة بين يديه. قاله ابن الأثير. "وسأشدو لكم [منهما] شدوًا"، يعني: سأذكر لكم منهما قليلاً من كثير، طرفاً مما لم أنسه. و"الشدو": كل شيء قليل من كثير. وكلمة [منهما] سقطت من ح خطأ. وزدناها من ك م وجامع المسانيد ومجمع الزوائد. ولكن فيه "منها"، وأرجح أنه خطأ مطبعي. "أجلي الجبهة"، الأجلى: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته. قاله ابن الأثير. "دفأ": بفتح الدال والفاء آخره همزة، أي: انحناء. ذكره الهروي في الغريبين مهموزًا، فقال: "رجل أدفأ، وامرأة دفآء". وذكره الجوهري مقصورًا "دفا"، وأنه يقال: "رجل أدفى". وذكره ابن فارس في مقاييس اللغة 2: 287 بالوجهين: فذكر مادة "دفأ"، وأن منها "الدفء": خلاف البرد، ثم قال في آخر المادة: "ومن الباب الدفأ: الانحناء، وفي =

قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: خرجت إليكم وقد بينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة، فكان تلاحى بين رجلين بسدة المسجد، فأتيتهما لأحجز بينهما، فأنسيتهما، وسأشدو لكم [منهما] شدواً، أما ليلة القدر، فالتمسوها في العشر الأواخر وترًا، وأما مسيحِ الضلالة، فإنه أعور العين، أجلي الجبهة، عريض النحر، فيه دفأ، كأنه قَطَنُ بن عبد العزى، قال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال: لا، أنت امرؤ مسلم، وهو امرؤ كافر.

_ = صفة الدجال "أن فيه دفأ" أي: انحناء. فإن كان هذا صحيحًا فهو من القياس؛ لأن كل ما أدفأ شيئاً فلابد من أن يغشاء ويجنأ عليه". ثم ذكر مادة "دفا"، بالقصر، فقال: "الدال والفاء والحرف المعتل، أصل يدل على طول في انحناء". ووقع هنا في ح "دفاء" بالهمزة الممدودة، وهو خطأ وتصحيف. قوله "كأنه قطن بن عبد العزى ... " إلخ - هنا أخطأ المسعودي، واختلط عليه حديث بحديث. قال الحافظ في الفتح 13: 89، بعد إضارته إلى هذا الحديث، وإلى هذه الفقرة منه: "وهذه الزيادة ضعيفة، فإن في سنده المسعودي، وقد اختلط. والمحفوظ: أنه عبد العزى بن قطن، وأنه هلك في الجاهلية، كما قال الزهري، والذي قال "هل يضرني شبهه؟ " - هو أكثم بن الجون. وإنما قاله في حق عمرو بن لحي، كما أخرجه أحمد والحاكم، من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفعه: عرضت على النار، فرأيت فيها عمرو بن لحى - الحديث، وفيه: وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي لجون، فقال اكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: لا، إنك مسلم، وهو كافر، فأما الدجال، فشبهه بعبد العزى بن قطن". وقد فصل الحافظ ذلك أيضاً في الإصابة، في ترجمة "أكثم 1: 61، وفي ترجمة "قطن بن عبد العزى"، 5: 244، ودل كلامه على أنه لا يوجد صحابي بهذا الاسم، وأنه لم يذكر إلا بناء على هذا الخطأ في هذا الحديث. ولكن الحافظ سها سهواً شديدًا في ترجمة "قطن"، وسبقه قلمه، فكتب: "أن الذي قال أيضرني شبهه؟ - كلثوم ... كما في كلثوم"، ولم يذكر شيئاً من ذلك في أسماء "كلثوم" من الإصابة. وإنما أراد الله أن يكتب "اكثم"، فكتب "كلثوم". قوله "وهو امرؤ كافر"، في م "رجل". وهي مخالفة لسائر الأصول وانظر جمهرة الأنساب لابن حزم: 222 - 223. وانظر في شأن ليلة القدر، ما مضى: 2352، 5651. وفي شأن الدجال: 2854، 6425. وفي شأن ابن لحي: 7696.

7893 - حدثنا يزيد، أخبرنا المسعودي، عن عون، عن أخيه عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة: أن رجلاً أتى النبي - صلي الله عليه وسلم - بجارية سوداء أعجمية، فقال: يا رسول الله؛ إن علي عتق رقبة مؤمنة، فقال لها رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "أين الله؟ "، فأشارت إلى السماء بإصبعها السبابة، فقال لها: "مَنْ أنا؟ "، فأشارت بإصبعها إلى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وإلى السماء، أي: أنت رسول الله، فقال: "أعتقها".

_ = صحابي بهذا الاسم، وأنه لم يذكر إلا بناء على هذا الخطأ في هذا الحديث، ولكن الحافظ سها سهوا شديدا في ترجمة "قطن"، وسبقه قلمه، فكتب: "أن الذي قال أيضرني شبه؟ - كلثوم ... كما في كلثوم"، ولم يذكر شيئاً من ذلك في أسماء "كلثوم" من الإصابة. وإنما أراد رحمه الله أن يكتب "أكثم"، فكتب "كلثوم". قوله "وهو امرؤ كافر"، في م "رجل"، وهي مخالفة لسائر الأصول. وانظر جمهرة الأنساب لابن حزم: 222 - 223. وانظر في شأن ليلة القدر، ما مضى 2352، 5651. وفي شأن الدجال: 2854، 6425. وفي شأن ابن لحي: 7696. (7893) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 279، عن هذا الوضع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 23 - 24، ونسبه لأحمد، والبزار، والطبراني في الأوسط، وقال: "ورجاله موثقون". ورواه إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد، ص: 81، عن محمَّد بن رافع، عن يزيد بن هرون، بهذا الإِسناد. ثم رواه، ص: 81 - 82، بنحوه، بإسنادين: من طريق أسد بن موسى، ومن طريق أبي داود، وهو الطيالسي - كلاهما عن المسعودي، به. وروى مالك في الموطأ، ص: 777، نحو معناه، أطول منه قليلا - عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، مرسلاً. وهذا المرسل، وصله معمر، عن الزهري. فرواه أحمد - فيما سيأتي: 15808، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن رجل من الأنصار: "أنه جاء بأمة سوداء"، إلخ. وكذلك رواه ابن خزيمة، ص: 82، عن محمَّد بن يحيى، عن عبد الرزاق.

7894 - حدثنا يزيد، عن المسعودي، عن داود بن يزيد، [عن أبيه]، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن أكثرُ ما يَلِج الناسُ به النار؟، فقال: "الأجوفان: الفَمُ والفرج" وسئل عن أكثرُ ما يَلج الناس به الجنه؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "حُسنُ الخلقُ".

_ (7894) إسناده صحيح، داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي: رجحنا توثيقه في شرح الحديث: 6197 (ج 9 ص 61). ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 6: 252. وابن أبي حاتم 1/ 2/ 427 - 428. ثم هو لم ينفرد برواية هذا الحديث، كما سيأتي في التخريج، إن شاء الله. أبوه يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي: تابعي ثقة، وثقه ابن حبان، والعجلي. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 437. وابن سعد 6: 613. وابن أبي حاتم 4/ 2/ 277. وهو جد "عبد الله بن إدريس الأودي"، الذي يروي عنه أحمد كثيرا في المسند. وقد سقط من الأصول الثلاثة هنا قوله [عنه أبيه]، وهو ضروري في الإِسناد وثابت في جامع المسانيد والسنن 7: 408، عن هذا الموضع من المسند. ولذلك زدناه. بل إن متن الحديث ينقص من آخره قوله "تقوى الله". ولكن لم نستطع زيادته؛ لأنه ثابت هكذا في جامع المسانيد. وسيأتي الحديث، بنحوه - كاملا: 9085، عن حسين، عن المسعودي، عن داود أبي يزيد - وهو داود بن يزيد، كنيته "أبو يزيد" - عن أبيه، عن أبي هريرة. ويأتي أيضاً 9694، عن محمَّد بن عبيد، عن داود، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواه الترمذي 3: 146، عن أبي كريب، عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه - وهو إدريس بن يزيد الأودي - عن جده، عن أبي هريرة. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح غريب. وعبد الله بن إدريس: هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي". ورواه ابن ماجة: 4246، عن هرون بن إسحق، وعبد الله بن سعيد - كلاهما عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه وعمه، عن جده، عن أبي هريرة. وعم "عبد الله بن إدريس": هو داود بن يزيد؛ لأنهم لم يذكروا في ترجمة "يزيد" إلا ولديه: "إدريس، وداود"، يرويان عن أبيهما. وذكره المنذري في الترغيب 3: 256، وقال: "رواه الترمذي، وابن حبان في =

7895 - حدثنا يزيد، أخبرنا المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "أربع من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس: التعيير في الأحساب، والنياحة على الميت، والأنواء، وأجرب بعير فأجرب مائة، من أجرب البعير الأول؟!. 7896 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد، يعني ابن إسحق، عن صالح ابن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله كله: "لا تقولوا لحائط العنب الكَرْمَ، فإنما الكرم الرجل المؤمن".

_ = صحيحه، والبيهقي في الزهد وغيره". وفي جميع هذه الرويات: "تقوى الله، وحسن الخلق. 78951) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 429، عن هذا الموضع. وسيأتي: 10821، عن عبد الله بن يزيد - هو المقرئ، عن المسعودي، بهذا الإِسناد. ورواه أبو داود الطيالسي: 2395، عن شُعبة والمسعودي - كلاهما عن علقمة بن مرثد، به. ورواه الترمذي 2: 135، من طريق الطيالسي، عن شُعبة، والمسعودي. وقال: "هذا حديث حسن". وسيأتي من رواية شعبة: 9354، 9873. وسيأتي أيضاً، من رواية سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد: 10883. ورواه ابن حبان في صحيحه 3: 79 (مخطوطة التقاسيم والأنواع)، من حديث ذكوان، عن أبي هريرة، بنحوه، وقد مضى بعض معناه: 7550، من حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأشرنا إلى هذا هناك. وانظر: 7609، 8892. قوله "أجرب بعير": أي صار ذا جرب. (7896) إسناده صحيح، صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: تابعي، سبق توثقه: 1673. ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 273، وابن أبي حاتم 2/ 1/393. والحديث سيأتي بهذا الإِسناد: 10620. وقد مضى معناه: 7256. ومضى أيضا مطولا: 7509، 7668.

7897 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، قال: سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "يُبَايعُ لرجل ما بين الرُّكن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا يُسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمُرُ بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه".

_ (7897) إسناده صحيح، سعيد بن سمعان - بكسر السين وسكون الميم - مولى الأنصار: تابعي ثقة، وثقه النسائي، والدارقطني، وغيرهما. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/439. وابن أبي حاتم 2/ 1/ 30. ولم يذكرا فيه جرحاً. والحديث في جامع المسانيد 7: 135، عن هذا الموضع. وسيأتي مرة أخرى: 8099، عن زيد بن الحباب، عن ابن أبي ذئب. وروراه أبو داود الطيالسي في مسنده: 2373، عن ابن أبي ذئب. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 452 - 453، من طريق أسد بن موسى، وإسحق بن سليمان الرازي - كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبي، قال: "ما خرجا لابن سمعان شيئاً، ولا روى عنه غير ابن أبي ذئب. وقد تكلم فيه". فأما أن الشيخين لم يرويا لابن سمعان شيئاً - فهذا حق. وأما أنه لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، ففي التهذيب راويان آخران رويا عنه، وأما أنه تكلم فيه، فإنه لا قيمة له؛ لأن الذي تكلم فيه هو الأزدي وحده. وهو ينفرد بتضعيف لكثير من الرواة دون حجة ولا نقل صحيح. ويكفي ما ذكرنا ممن وثق ابن سمعان، وأن البخاري وابن أبي حاتم لم يذكرا فيه جرحاً. فائدة مهمة: وقع في مختصر الذهبي الطوع "ولا روى عنه ابن أبي ذئب"، بحذف كلمة "غير". وهو خطأ من طابع أو ناسخ، وهي ثابتة في مخطوطة مختصر الذهبي التي عندي. والحديث ذكره الحافظ في الفتح 3: 369، ونسبه لأحمد، فقط. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 298. وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". وانظر: 2010، 7053. وانظر أيضاً: 8080، 9394.

7898 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الحرث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم-: "إن سَكرَ فاجلدوه، ثم إن سكر فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاضربوا عُنُقه"، قالَ الزهري: فأتى رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: برجل سكران في الرابعة، فخلى سبيله. 7899 - حدثنا يزيد أنبأنا عبد الملك بن قُدامة، حدثنا إسحق بن

_ (7898) إسناده صحيح، إلا كلمة الزهري في آخره، فإنها حديث مرسل ضعيف. الحرث بن عبد الرحمن: سبق توثيقه: 1640، وأنه خال ابن أبي ذئب. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 2/80 وذكره المصعب الزُّبيري في نسب قريش، ص: 423، وأنه "الحرث بن عبد الرحمن بن الحرث"، وأن أخته "بريهة بنت عبد الرحمن بن الحرث بن أبي ذئب هي أم "ابن أبي ذئب"، وهو "محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحرث ابن أبي ذئب". فالحرث هذا: خال ابن أبي ذئب، وابن عم أبيه. والحديث سيأتي بهذا الإِسناد: 10554، من غير كلمة الزهري المرسلة التي في آخره. وقد مضى بدونها أيضاً: 7748، من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة. وقد مضى تفصيل القول في تخريجه، في شرح حديث ابن عمر: 6197 (ج 9 ص 53 - 55). (7899) إسناده حسن، ومتنه صحيح. عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمَّد بن حاطب الجمحي: ثقة، وثقه ابن معين، وكان عبد الرحمن بن مهدي يثني عليه، ويقول: "كان مالك يحدث عنه، وفي حديثه نكارة". وقال البخاري في التاريخ الصغير" ص: 165 "سمع منه ابن أبي أويس، يعرف وينكر". وقال نحو ذلك في كتاب "الضعفاء" ص: 23، وقال ابن عبد البر: "مدني ثقة شريف". وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 362 - 363. إسحق بن بكر بن أبي الفرات المدني: ترجم في التهذي وفروعه باسم: "إسحق ابن أبي الفرات بكر المدني"، فكأن صاحب التهذيب ظن أن "أبا الفرات" اسمه "بكر". وذلك أن اسمه وقع في ابن ماجة، في إسناد هذا الحديث "إسحق بن أبي الفرات" فقط، ولم أجده مترجما في غير التهذيب، ولكن صاحب - التهذيب نفسه، ذكره على الصواب، في ترجمة "عبد الملك بن قدامة"، فذكر في شيوخه: "إسحق بن بكر بن أبي =

بكر بن أبي الفرات، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إنها ستأتي على الناس سنون خداعة ويصدق فيها الكاذب، ويكَذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرُّويبضة"، قيل: وما الرويبضة؟، قال: "السفيه يتكلم في أمر

_ = الفرات". ثم يؤيد هذا الصواب أنه سيأتي بهذا الاسم في حديث آخر في المسند: 7913، وأن السندي نقله أيضاً على الصواب في شرح ابن ماجة، عن زوائد البوصيري، كما سيأتي في التخريح، إن شاء الله. فيكون ما في ابن ماجة: أنه نسب إلى جده اختصارا. وهذا الراوي قال فيه الذهبي وغيره: "مجهول". ولكن ذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له الحاكم ووافقه الذهبي. فهو قد عرف بعضهم شخصه وحاله. فهو على الستر - على الأقل - ويكون حديثه لا يقل عن درجة الحسن. والحديث في جامع المسانيد 7: 326، عن هذا الموضع. ورواه ابن طس:: 4036، (2: 257 من شرح السندي)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هرون - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد، نحوه. وقال السندي: "وفي الزوائد: في إسناده إسحق بن بكر بن أبي الفرات، قال الذهبي في الكاشف: مجهول، وقيل: منكر. وذكره ابن حبان في الثقات"، ومن العجب أن الذهبي يقول فيه هذا في الكاشف، ثم لا يذكره أصلاً في ميزان الاعتدال!! وأغرب منه أن يوافق الحاكم على تصحيح حديثه. ووقع في ابن ماجة: "عن المقبري، عن أبي هريرة". فكأن أبا بكر بن أبي شيبة وهم فيه، فاختصر نسب إسحق فنسبه لجده، واختصر قال! مناد، فجعله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، دون ذكر "عن أبيه". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 465 - 466، من طريق سعيد بن مسعود، عن يزيد بن هرون، به نحوه. قال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووقع اسم هذا الراوي في المستدرك" "إسحق بن بكر بن الفرات"- بحذف كلمة "أبي"، والظاهر أنه خطأ ناسخ أو طابع. وللحديث إسناد آخر صحيح: فسيأتي: 8440، من طريق فليح، عن سعيد بن عبيد بن السباق، عن أبي هريرة، مرفوعاً، بنحوه. ثم إن له شاهدا صحيحا من حديث أنس، سيأتي في المسند، بمعناه، بإسنادين صحيحين: 13331، 13333. وانظر: 7063. "الرويبضة"، فسر معناه في متن الحديث مرفوعاً. قال ابن الأثير: "الرويبضة: تصغير الرابضة. وهو العاجز الذي ربض عن معالى الأمور وقعد عن طلبها. وزيادة التاء للمبالغة. والتافه الخسيس الحقير".

العامة". 7900 - حدثنا يزيد، أخبرنا المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يقول: "اللهم اغفر لي ما قدمت أخرتُ، وما أسررت وما أعلنت، وإسرافي، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت". 7901 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرحمن بن مهران: أن أبا هريرة قال: حين حضره الموت: لا تضربوا فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمر، وأسرعوا في، فإني سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم- يقول: "إذا وُضع الرجل الصالح على سريره قال: قدموني قدموني، وإذا وضع الرجل السوء على سريره قال: يا ويله! أين تذهبون بي؟ ". 7902 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عجلان، عن أبي

_ (7900) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 429 - 430، عن هذا الوضع. وسيأتي: 10678، 10823، من طريق المسعودي، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 172، وقال: "رواه أحمد، وفيه السعودي، هو ثقة، ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات". وهذا الدعاء ثابت في حديث علي بن أبي طالب، في دعاء افتتاح الصلاة. وقد مضى: 729، 803 - 805. وانظر ما مضى من حديث ابن عباس: 2071، 2813، 3368. (7901) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن مهران المدني، مولى أبي هريرة - تابعي ثقة. قال أبو حاتم: "صالح"، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له مسلم في صحيحه، ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/284 - 285. والحديث في جامع المسانيد 7: 223 - 224، عن هذا الموضع. ورواه البيهقي في السنن الكبرى 4 - 21، من طريق سعدان بن نصر! عن يزيد بن هرون - شيخ أحمد هما - بهذا الإِسناد. وروى النسائي 1: 270، منه - الحديث المرفوع فقط، من طريق ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد. (7902) إسناده صحيح، عجلان: هو مولى المشمعل. والحديث في جامع المسانيد 7: 289، =

هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "كل مولود يُولد من بني آدم يَمسُهُ الشيطان بإصبعه، إلا مريم وابنها، عليهما السلام". 7903 - حدثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن عجلان، عن أبي هريرة، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: لينتهين رجالٌ ممن حول المسجد لا يشهدون العشاء الآخرة في الجميع، أو لأحرقن حول بيوتهم بحزم الحطب". 7904 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام بن أبي هشام، عن محمَّد بن [محمد بن] الأسود، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة،

_ = عن هذا الموضع. وهو مكرر: 7866. وقد أشرنا إليه هناك. (7903) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 289، عن هذا الموضع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 42. وقال: "رواه أحمد، ورجاله موثقون". وقال أيضاً: "هو في الصحيح خلا قوله: ممن حول المسجد". يريد بذلك الحديث الماضي: 7324، من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأشار إليه الحافظ في الفتح 2: 105، لقوله هنا: "لا يشهدون العشاء في الجميع"، أي: في الجماعة. ونسبه لأحمد فقط. (7904) إسناده ضعيف، هشام بن أبي هشام: هو هشام بن زياد أبو المقدام، وهو ضعيف، كما ذكرنا في: 532. ونزيد هنا أنه متفق على ضعفه، قال البخاري في الصغير: 194 "يتكلمون فيه". وصرح بضعفه في الكبير 4/ 2/ 199 - 200. وترجمه ابن سعد 7/ 2/ 37، وضعفه أيضاً. وترجمه ابن حاتم 4/ 2/ 58، وروى عن أبيه قال: "هو منكر الحديث". وعن أبي زرعة قال: "ضعيف الحديث". محمَّد بن محمَّد بن الأسود الزهري المدني: هو ابن أخت عامر بن سعد بن أبي وقاص، مترجم في التهذيب 9: 431، ولم يذكر شيئاً في بيان حاله. وفي الخلاصة أنه: "وثقه ابن حبان". وفي التقريب: "مستور"، وهو اصطلاح للحافظ. وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 226. "وابن أبي حاتم 4/ 1/87 - فلم يذكرا فيه جرحاً. وهذا كاف في توثيقه. ووقع في الأصول الثلاثة هنا "محمَّد بن الأسود"، نسبة إلى جده، دون ذكر اسم أبيه، وزدناه بين قوسين من جامع المسانيد. إذ لا توجد ترجمة باسم "محمَّد بن الأسود"، فلو كان ثابتًا كما في الأصول الثلاثة، لذكروه ونبهوا عليه، كما هو المتبع في كتب التراجم. =

قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "أُعطيتْ أُمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطها أمةٌ قبلهم: خُلُوف فم الصَائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويُزَين الله عَزَّ وَجَلَّ كل يوم جَنَّته، ثم يقول: يُوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذي ويصيروا إليك، ويُصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلُصُوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويُغفَرُ لهم في آخر ليلة"، قيل يا رسول الله، أهى ليلة القدر؟، قال: "لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عملُه". 7905 - حدثنا يزيد، أخبرنا أبو معشر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن أعرابيا أهدى إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بَكْرَةً، فعوضه

_ = واستدللنا بهذا على أن ما في جامع المسانيد أصح، أو هو الصحيح. والحديث في جامع المسانيد 7: 459 - 460، عن هذا الموضع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 140، وقال: رواه أحمد، والبزار. وفيه هشام بن زياد أبو المقدام. وهو ضعيف". قوله "لم تعطها" - في جامع المسانيد "لم تعطه". وهو بهامش م عن نسختين. وانظر: 7148، 7767 - 7770، 7775. (7905) إسناده ضعيف، أبو معشر: هو نجيع بن عبد الرحمن السندي، وهو ضعيف، كلما قلنا مراراً، أخرها: 7870. وقد مضى متنه مختصرا دون ذكر القصة: 7357. وروى الترمذي 4: 379، نحو هذه القصة، من طريق يزيد بن هرون، عن أيوب - وهو ابن مسكين، أو ابن أبي مسكين - عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ثم روى نحوها أيضاً 4: 380، من طريق محمَّد بن إسحق، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال: "وهذا أصح من حديث يزيد بن هرون". "يوم زغابات": الذي في معجم البلدان 4: 391، وغيره مما سنشير إليه - "زغابة" بالإفراد. وذكرها بعضهم بالعين المهملة، وهو خطأ، جزم ياقوت وصاحب القاموس بأن صوابه بالمعجمة. وفي سيرة ابن هشام، ص 673 "قال ابن إسحق: ولما فرغ رسول الله - صلي الله عليه وسلم - من الخندق، أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة، بين الجُرف وزغابة، في عشرة آلاف من أحابيشهم ... ". =

ست بكرات، فتسخطه، فبلغ ذلك النبي - صلي الله عليه وسلم -، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إن فلانا أهدى إليّ ناقة". وهي ناقتي أعرفها كما أعرف بعض أهلي، ذهبن مني يوم زَغابات، فعوضته ست بكرات، فظل ساخطا، لقد هممتُ أن لا أقبل هدية إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي، أو دَوْسي".

_ = فهذا مكان معروف، قرب المدينة، خلاف لأبي عبيد البكري، حيث ذكرها في معجم ما استعجم، ص 698، بالعين المهملة، ثم حكى روايتها بالمعجمة، ثم قال: "وكلا الاسمين مجهول". ثم نقل عن ابن جرير الطبري أنه قال: "بين الجرف والغابة"، ثم قال: "وما رواه أقرب إلى الصواب". والرواية التي فيها "الغابة" - رواها ابن إسحق أيضاً في هذا الحديث، في رواية الترمذي من طريقه، أنهم أصابوا الإبل بالغابة. وهذا لا ينفي صحة الموضع الآخر "زغابة". لأن هذه الحادثة لم تكن عقب غزوة الخندق، بل كانت في حادثة العرنيين - المشهورة - الذين استاقوا إبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد حكى قصتها ابن سعد في الطبقات 2/ 1/67، في سرية كرز بن جابر الفهري إليهم، وذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث في أثرهم عشرين فارسا: "واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري، فأدركوهم، فأحاطوا بهم وأسروهم، وربطوهم وأردفوهم على الخيل، حتى قدموا بهم المدينة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغابة، فخرجوا بهم نحوه، فلقوه بالزغابة بمجتمع السيول". فالموضعان: الغابة، والزغابة - متقاربان، مذكوران في هذه الحادثة معا، فمن المجازفة إنكارأحدهما وجعله محرفا عن اسم الموضع الآخر. وفي آخر القصة عند ابن سعد: "ففقد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - منها لقحة تدعى الحناء، فسأل عنها، فقيل: نحروها". ولعل زعمهم نحرها لم يك صدقا، ولعل هذه الناقة المفقودة حينذاك - هي التي أهداها هذا الأعرابي إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -. بل الأقرب أن يكون هكذا؛ لأنهم لم يذكروا فقد غيرها من اللقاح التي استقها العرنيون. وأما ذكر اسم الموضع هنا بلفظ الجمع "زغابات"، فلا يبعد أن يذكر باسم المفرد تارة، ولاسم الجمع أخرى. وقد أشار ياقوت إلى هذا الحديث تحت مادة "زغابة". وقد مضى نحو هذه القصة. من حديث ابن عباس: 2687، دون ذكر اسم الموضع.

7906 - حدثنا يزيد، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البُناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "خر رجل يَزُور أخا له في الله عز وجل، في قرية أخرى، فأرصد الله عَزَّ وَجَلَّ بمدرجته ملكا، فلما مرَّ به قال: أين تريد؟، قال: أريد فلانا، قال: لقرابة؟، قال: لا، قال: فَلنعمة له عندك تَرُبُّها؟ قال: لا، قال: فلمَ تأتيه؟، قال: إني أُحِبُه في الله، قاَل: فإني رسول الله إليك، أنه يُحبُّك بحبكَ إياه فيه". 7907 - حدثنا يزيد، أخبرنا همام، عن فرقد، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أكذب الناس - أو من أكذب الناس - الصَّواغُون والصَّبَّاغون".

_ (7906) إسناده صحيح، وسيأتي بهذا الإِسناد أيضاً: 10608. ويأتى أيضاً، من رواية حمّاد بن سلمة: 9280، 9959، 10252. وهو في جامع المسانيد 7: 420، عن هذا الموضع. ورواه مسلم 2: 280، عن عبد الأعلى بن حمّاد النرسي، عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ووقع هنا في ح م "حمّاد بن أبي سلمة". وهو خطأ سخيف. وثبت على الصواب في ك وجامع المسانيد. "بمدرجته"، المدرجة - بفتح الميم والراء بينهما قال مهملة ساكنة: الطريق يدرج فيها، أي يمشي. "تربها"، بفتح التاء وضم الراء وتشديد الموحدة المضمومة: قال ابن الأثير: "أي تحفظها وتراعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده. يقال: ربَّ فلان ولده، يرُّبه ربَّا، وربَّبه، وربَّاه - كله بمعنى واحد". (7907) إسناده ضعيف، فرقد: هو ابن يعقوب السبخي، وهو ضعيف، كما بينا في 2133. والحديث رواه ابن ماجة: 2152، من طريق عمر بن هرون الثقفي البلخي. عن همام، بهذا الإِسناد. وقال البوصيري في زوائده: "إسناده ضعيف؛ لأن فرقد السبخي: ضعيف، وعمر بن هرون: كذبه ابن معين وغيره". وأصاب البوصيري في التعليل الأول. وقصر في الثاني، فإن عمر بن هرون لم ينفرد به عن همام، فقد رواه أحمد هنا عن يزيد بن هرون. ورواه فيما سيأتي: 8285، عن عبد الصمد. و: 8529، عن عفان - كلهم عن همام، فلم ينفرد به عمر بن هرون، حتى يجعل علة لضعفه.

7908 - حدثنا يزيد، أخبرنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن عبد الملك، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "من آتاه الله من هذا المال شيئاً من غير أن يسأله فليقبله، فإنما هو رزق ساقه الله عَزَّ وَجَلَّ إليه". 7909 - حدثنا يزيد، أخبرني حمّاد سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة، أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال يوم فتح مكة: "من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن". 7910 - حدثنا يزيد، أخبرنا شريك بن عبد الله، عن محمَّد بن

_ (7908) إسناده صحيح، عبد الملك لم يبين من هو؟ وعقد له ابن كثير عنوانًا خاصًا في جامع المسانيد 27707، دون أن يدكر نسبه، وذكر له هذا الحديث عن أبي هريرة وذكر قبله "عبد الملك بن المغيرة بن نوفل"، الذي مضى في الحديث: 7888، فيحتمل أن يكون هو، ويحتمل أيضاً أن يكون "عبد الملك بن عمير بن سويد"، الذي مضى في الحديث. 7106. وأيا ما كان فالإسناد صحيح. كلاهما تابعي ثقة. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 100 - 101، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". ومعناه ثابت صحيح: مضى في مسند عمر: 100، 316، 279، 208، 371. ومضى معناه أيضاً، ضمن حديث لابن عمر، بإسنادين ضعيفين: 5748، 5749. (7909) إسناده صحيح، وهو قطعة من حديث طويل، سيأتي: 10961، من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت - رضي الله عنه - البناني، وهو في صحيح مسلم مطولا 2: 62 - 63، من رواية سليمان. ورواه مسلم مطولاً أيضاً 2: 63 - 64، من طريق يحيى بن حسان، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني. وروى أبو داود نحوه، أقصر من رواية مسلم: 3024، من طريق سلام بن مسكين، عن ثابت البناني. هنا في ص: "آخر السادس، وأول السابع". يعني تجزئة مسند أبي هريرة في تلك النسخة إلى أجزاء. (7910) إسناده صحيح، شريك بن عبد الله: هو النخعي، والحديث رواه الترمذي 3: 325، عن عباس العنبري، عن يزيد بن هرون، بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث حسن غريب". وهو في مجمع الزوائد 10: 419، وفيه: "مسيرة خمسمائة عام". وقال "رواه الطبراني في الأوسط. وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف". والحق أن يحيى =

جحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مائة عام". 7911 - حدثنا يزيد، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا أطاع العبد ربه وسيده فله أجران". 7912 - حدثنا يزيد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن محمَّد بن

_ = الحماني ثقة. وذكر المنذري، في الترغيب والترهيب 4: 251 - الروايتين: هذه الرواية منسوبة للترمذي، ورواية الطبراني. وانظر: 8400. (7911) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 310، عن هذا الموضع. وقد مضى: 7564، عن أبي كامل، عن حمّاد. ومضى معناه بنحوه: 7422، من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة. وانظر: 7642. (7912) إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. محمَّد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي، العبسي مولاهم الكوفي: ثقة مأمون، كما قال ابن معين. وهو ابن أبي شيبة، أبوه "إبراهيم" كنيته: "أبو شيبة". ومحمد هذا: هو والد أبي بكر بن أبي شيبة وعثمان بن أبي شيبة، مترجم في الكبير1/ 1/25 - 26. والجرح 3/ 2/185. وتاريخ بغداد 1: 383 - 384. و"خواستي": بضم الخاء المعجمة وتخفيف الواو بعدها ألف ثم سين مهملة ساكنة. وهو اسم أعجمي، كما هو ظاهر. وسيأتي عقب الحديث قول أحمد: "محمَّد بن إبراهيم: هو أبو بني شيبة". وهكذا ثبت في الأصول الثلاثة، وينقص حرفاً. صوابه: "أبو بني [أبي] شيبة". وهذا بين. محمَّد بن عمرو: هو محمَّد بن عمرو بن علقمة. والحديث رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1: 384 (في ترجمة محمَّد بن إبراهيم)، من طريق المسند، بهذا الإِسناد. ورواه الترمذي 3: 258، من طريق الفضل بن موسى، عن محمَّد بن عمرو، به. وقال: "هذا حديث غريب حسن". ورواه النسائي 1: 258، من طريق الفضل بن موسى، ومن طريق يزيد بن هرون، عن محمَّد بن إبراهيم - كلاهما عن محمَّد بن عمرو، به. وقال النسائي: "محمَّد بن إبراهيم: والد أبي بكر بن أبي شيبة". ورواه ابن ماجة: 4258، من طريق الفضل بن موسى، عن =

عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "أكثروا ذكر هاذم اللذات". [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: محمَّد بن إبراهيم، هو أبو بني شيبة. حدثنا يزيد عن محمَّد بن عمرو بتسعةٍ وتسعين حديثاً، ثم أتمها بهذا الحديث، عن محمَّد بن إبراهيم، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -: تمام مائة حديثٍ. 7913 - حدثنا يزيد أخبرنا عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن

_ = محمَّد بن عمرو. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 128، وقال: "رواه ابن ماجة، والترمذي وحسنه، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن. وابن حبان في صحيحه، وزاد: فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه". وابن حبان رواه في صحيحه 4: 551 - 553 (من مخطوطة الإحسان) بأربعة أسانيد، أحدها فيه الزيادة التي ذكرها المنذري. وكلها من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. هاذم اللذات: بالذال المعجمة، من "الهذم"، وهو القطع بسرعة، قال السيوطي: "ويحتمل أن يكون بالدال المهملة. والمراد على التقديرين: الموت. فإنه يقطع لذات الدنيا قطعاً". واقتصر في شرح النسائي على الذال المعجمة، ونرجح أنها الرواية الصحيحة. وفي روايتي الترمذي وابن ماجة زيادة: "يعني الموت". والظاهر أنه تفسير من بعض الرواة. وقول الإمام أحمد - عقب الحديث: "حدثنا يزيد عن محمَّد بن عمرو بتسعة وتسعين حديثًا" إلخ: يريد به أن شيخه يزيد بن هرون سمع التسعة والتسعين من محمَّد بن عمرو، ولم يسمع منه هذا الحديث تمام المائة، بل سمعه من محمَّد بن إبراهيم عن محمَّد بن عمرو. فأداها كلها كما سمعها. (7913) إسناده حسن، وقد سبق الكلام على هذا الإِسناد مفصلاً، في حديث آخر: 7899. وأما هذا الحديث فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 107، وقال: "رواه أحمد، والبزار، وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه الدارقطي وغيره". وقد رجحنا فيما مضى توثيق عبد الملك بن قدامة. النهبة - بضم النون =

إسحق بن بكر بن أبي الفرات، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -. قال: "إن للمنافقين علاماتٍ يعرفون بها: تحيتهم لعنة، وطعامهم نُهبة، وغنيمتهم غُلول، ولا يقربون المساجد إلا هَجْراً، ولايأتون الصلاة إلا دَبْراً، مستكبرين، لا يألفون ولايؤلفون، خُشُب بالليل، صُخُب بالنهار". وقال يزيد مرةً: "سخب بالنهار". 7914 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وأبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، حدثنا عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة - المعنى: أن الناس قالوا لرسول الله - صلي الله عليه وسلم -: يا رسول الله، هل نرى ربنا عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة؟ فقال

_ = وسكون الهاء: اسم الانتهاب، كالنهبى، بالألف القصورة. وقوله "لا يقربون المساجد إلا هجراً": هو بفتح الهاء من "هجراً". والهجر: الترك والإعراض عن الشيء. يعني: أنهم لا يقربون المساجد، بل يهجرونها. وقوله "ولا يأتون الصلاة إلا دبراً": هو بفتح الدال المهملة وسكون الموحدة، أي: آخرًا، حين كاد الإِمام أن يفرغ. ونصب على الظرفية. ويجوز أيضًا ضم الدال. خشب بالليل: أي ينامون الليل لا يصلون. شبههم في تمددهم نيامًا بالخشب المطّرحة. قال ابن الأثير: "وتضم الشين، وتسكن تخفيفًا". "صخب بالنهار": بضم الصاد المهملة والخاء المعجمة. وفي الرواية الأخرى ليزيد في الحديث "سخب" بالسين المهملة. والسخب والصخب: الضجة واضطراب الأصوات للخصام. قال الزمخشري في الفائق: 345 "والأصل السين ... والصاد بدل. والذي أبدلت له وقوع الخاء، بعدها، كقولهم "صخر" في "سخر" والغين والفاف والطاء أخوات الخاء في ذلك ... والمراد رفع أصواتهم وضجيجهم في المجادلات والخصومات وغير ذلك". وقال ابن الأثير: "أي إذا حسن عليهم الليل سقطوا نيامًا، كأنهم خشب، فإذا أصبحوا تساخبوا على الدنيا شحًا وحرصًا". (7914) إسناده صحيح، وقد رواه أحمد عن شيخين، هما: سليمان بن داود الهاشمي، وأبو =

رسول الله - صلي الله عليه وسلم -،: "هل تضارون في القمر ليلة البدر"؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: "فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب"؟ قالوا: لا، قال: "فإنكم ترونه كذلك، يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقال: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من يعبد الشمس الشمس، ويتبع من يعبد القمر القمر، ويتبع من يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها، أو منافقوها، - قال أبو كامل: شك إبراهيم - فيأتيهم الله عَزَّ وَجَلَّ في صورةٍ غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله عَزَّ وَجَلَّ في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجوزه، ولايتكلم يومئذِ إلا الرسل، ودعوى

_ = كامل مظفر بن مدرك الخراساني - كلاهما عن إبراهيم بن سعد. وهو في جامع المسانيد 7: 299 - 310. ولكن سقط منه إسناد أبي كامل كله، وهو سهو من الناسخ يقيناً. والحديث مضى: 7703، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة - بطوله، نحوه. وخرجناه وشرحناه هناك. وأشرنا إلى أن البخاري رواه 13: 357 - 358، ومسلم 1: 64 - 65 - كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد. وأشرنا إلى هذه الطريق هناك. وهو - من رواية إبراهيم بن سعد - في صحيح البخاري 9: 128 - 129 (من الطبعة السلطانية، عن اليونينية)، وفي صحيح مسلم 1: 112 - 114 (من طبعة الإستانة)، وكلتاهما متقنة موثقة. فنجتهد وسعنا في تحقيق متن الحديث هنا على تلك الروايتين، وعلى شرح القسطلاني للبخاري 10: 324 - 326 "تضارون" بتشديد الراء في الصحيحين. وكذلك ضبطناها في الرواية الماضية. وقال القسطلاني -هنا-: "وفي نسخة بتخفيف الراء". "فليتبعه"، و"يتبع" ثلاث مرات: ضبطناها كلها فيما مضى بسكون التاء، من الثلاثي، وأشرنا إلى الخلاف في ضبطها. وكذلك ضبطت - من الثلاثي، في هذا الموضع من البخاري. وضبطناها - كلها- هنا بفتح التاء المشددة وكسر الوحدة، من الرباعي، اتباع لرواية مسلم. وأشار القسطلاني إلى

الرسل يومئذٍ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السَّعْدان، هل رأيتم السعدان"؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تعالى، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، أو قال: الموثق بعمله، أو المخردل، ومنهم المجازي، قال أبو كامل في حديثه: شك إبراهيم: ومنهم المخردل أو المجازي، ثم يتجلى، حتى إذا فرغ الله عَزَّ وَجَلَّ من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من

_ = جوازه في هذا الموضع أيضاً. قوله "فيتبع من يعبد الشمس الشمس، ويتيع من يعبد القمر القمر، ويتبع من يعبد الطواغيت الطواغيت": في نسختي الصحيحين: "من كان يعبد" بزيادة "كان" في المواضع الثلاثة. وكذلك ثبتت هذه الزيادة في ك. ولم تذكر في ح م وجامع المسانيد، وهو يوافق نسخة بهامش صحيح مسلم. قوله "شافعوها أو منافقوها: هكذا ثبت على الشك أيضًا في رواية البخاري، مع النص على أن الشك هو من إبراهيم بن سعد، كما هنا، وأما رواية مسلم فليس فيها كلمة "شافعوها". مثل الرواية الماضية من حديث عبد الرزاق عن معمر. فقال الحافظ في الفتح 11: 390 عند ذلك الموضع: "قوله: فيها منافقوها - كذا للأكثر. وفي رواية إبراهيم بن سعد [يريد رواية البخاري في هذا الموضع]: فيها شافعوها أو منافقدها، شك إبراهيم، والأول المعتمد". يعني "منافقوها"، دون ذكر "شافعوها" - كما هو واضح. ولكن القسطلاني فهم كلام الحافظ على غير وجهه! أوأتى به على سياق يفهم منه نقيض قصده!! فجاء في شرح رواية إبراهيم بن سعد هذه، فنقل ترجيح الحافظ من ذلك الموضع، دون أن يذكر ما قبله هناك، فقال عقب شك إبراهيم: "قال الحافظ ابن حجر: والأول المعتمد"!! فصار ظاهر كلام الحافظ بصنيع القسطلاني: أنه يرجح كلمة "شافعوها"، على نقيض ما يريد الحافظ، وما يدل عليه كلامه في موضعه. قوله "أول من يجوزه"، هذا هو الثابت في ك م وجامع المسانيد. وفي ح "يجوز"، بدون الضمير. وفي رواية مسلم: "يجيز" كمثل الرواية الماضية: 7703. وفي رواية البخاري: "يجيزها"، وفسرها القسطلاني بأنه "يجوز بأمته على الصراط ويقطعه" وفي بعض نسخ البخاري: "يجيء". قوله "لا يعلم قدر عظمها"، في رواية الشيخين: "ما قدر عظمها"، بزيادة "ما". قوله "فمنهم الموبق بعمله"، =

يقول: "إلا إله إلا الله" من أهل النار، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً، ممن أراد الله أن يرحمه، ممن يقول: "لا إله إلا الله"، فيعرفونهم في النار، يعرفونهم بأثر السجود، تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، وحرم الله عَزَّ وَجَلَّ على النار أن يأكل أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتُحشُوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحِبَّة، وقال أبو كامَل: "الحَبَّة" أيضاً - في حَمِيل السَّيْل، ويبقى رجل مقبلَ بوجهه على النار، وهو آخر أهل الجنة دخولاً، فيقول: أي رب، اصرف وجهي عن النار، فإنه قد قَشَبَني ريحها، وأحرقني دُخَانها، فيدعو الله ما شاء أن يدعوه، ثم يقول الله عز وجل: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسأل غيره، ويعطي ربه عَزَّ وَجَلَّ من عهودٍ ومواثيق ما شاء، فيصرف الله عَزَّ وَجَلَّ وجهه عن النار، فإذا أقبل على الجنة ورآها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب، قربني إلى باب الجنة، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ له: ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك، ويلك يا بن آدم، ما أغدرك! فيقول: أي رب، فيدعو الله، حتى يقول له: فهل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا

_ = هذا هو الصواب الموافق للرواية الماضية. وفي رواية مسلم: "فمنهم المؤمن بقى بحمله"، وهو عندي - صحيف وخطأ. واختلفت نسخ البخاري في هذا الموضع. وبعضها موافق لما ثبت هنا في المسند. قوله "ثم يتجلى"، هذا هو الثابت في ح ونسخة بهامش م. وكذلك هو في رواية البخاري. قال القسطلاني موثقًا لها: "بتحتية ففوقية فجيم فلام مشددة مفتوحات. كذا في الفرع كأصله، مصححًا عليه، أي يتبين". يعني فرع اليونينية وأصلها. وفي ك م وجامع المسانيد: "ينجي". وهو موافق للرواية الماضية ورواية مسلم. قوله "امتحشوا": ضبطناه هنا بالبناء لما لم يسم فاعله تبعاً لضبط رواية البخاري وبذلك ضبطها القسطلاني كتابة. ويجوز فيها البناء للفاعل، كما شرحنا آنفًا في الرواية الماضية. قوله "الحبة": هو بكسر الحاء المهملة رواية واحدة، كما بينا شرحها آنفا. ولكن قوله "وقال

أسأل غيره، فيعطي ربه عَزَّ وَجَلَّ ما شاء من عهودٍ ومواثيق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة انفهقت له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب أدخلني الجنة، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك، ويلك يا ابن آدم، ما أغدرك!! فيقول: أي رب؟ لا أكون أشقى خلقك، فلا يزال يدعو الله، حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك الله عز وجل منه، قال: ادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله عَزَّ وَجَلَّ له: تمنه، فيسأل ربه عَزَّ وَجَلَّ ويتمنى، حتى إن الله عَزَّ وَجَلَّ ليذكره، يقول: من كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأماني، قال الله عَزَّ وَجَلَّ له: لك ذلك ومثله معه"، قال عطاء بن يزيد: وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة، لا يرد عليه من حديثه شيئاً، حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله عَزَّ وَجَلَّ قال لذلك الرجل: ومثله معه - قال أبو سعيد: وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة، قال أبو هريرة: ما حفظت إلا قوله: "ذلك لك ومثله معه"، قال أبو سعيد: أشهد أنس حفظت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قوله في ذلك الرجل: لك عشرة أمثاله، قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً. ْ7915 - حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن

_ = أبو كامل: الحبة، أيضاً - يدل على أنه رواها بكسر الحاء وبفتحها. ولم أجد بالفتح غير هذا الوضع. قوله "وهو آخر أهل الجنة دخولا"، في رواية الشيخين: "وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة". قوله "دخانها"، في رواية الشيخين: "ذكاؤها". وهو موافق للرواية الماضية. قوله "قربني إلى باب الجنة"، في رواية الشيخين: "قدمنى". وهناك اختلاف في بعض الألفاظ، بين هذه الرواية ورواية الشيخين، لا أثر لها في المغني. فلم قال الإطالة بذكرها. (7915) إسناده صحيح، إلى قوله "فلبث خبيب عندهم أسيرًا". وباقيه مرسل أدرج فيه. ولكن ثبت وصله، كما سيأتي في التخريج، إن شاء الله. رواه الإِمام أحمد عن شيخين، عن

الزهري - ويعقوب، قال: حدثنا أبي، عن اين شهاب. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وهذا حديث سليمان الهاشمي- عن عمر بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة، وكان من أصحاب أبي هريرة، أن أبا هريرة قال: بعث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عشرة رهطٍ عيناً، وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا، حتى إذا كانوا

_ = إبراهيم بن سعد: فرواه عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد. ورواه عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه. وساقه على لفظ سليمان الهاشمي، كما قال هنا. عمر أسيد بن جارية الثقفي: اختلفت الروايات في اسمه: أهو "عمر" بضم العين، أم "عمرو" فتحها؟ والراجح أنه: "عمرو". ويجب أولاً: أن نحرر لفظ المسند في هذا الموضع، بأي اللفظين ثبت فيه؟ فثبت في م وجامع المسانيد "عمر"، كما أثبتنا في المتن. ووقع في ح ك "عمرو" يعني بفتح العين. وإنما رجحنا ما أثبتنا؛ لأنه هو الثابت من رواية إبراهيم بن سعد عن الزهري. ولأنه هو الثابت أنه رواية المسند. فقال الحافظ في الفتح 7: 9291 وإبراهيم بن سعد يقول: عن الزهري، عن "عمر"، بضم العين. كذا أخرجه ابن سعد، عن عن بن عيسى، عنه". ورواية ابن سعد هكذا ثبتت في الطبقات 2/ 1/39 - 40: "وأخبرنا معن بن عيسى الأشجعي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب عن عمر بن أسيد بن العلاء بن جارية". وكذلك وقع في رواية البخاري، عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم - وهو ابن سعد - قال: "أخبرني عمر بن أسيد بن جارية الثقفي". انظر البخاري 5: 78 - 79 (من الطبعة السلطانية). وقال الحافظ في التهذيب 8: 41 "ووقع لأحمد، من طريق إبراهيم بن سعد: عمر بن أسيد". فثبت أن اسمه في رواية إبراهيم بن سعد "عمر"، بضم الحين، وأن هذا هو الثابت في نسخ المسند. وكان هذا مؤيدًا، ومرجحًا لما في م وجامع المسانيد. ويكون إثباته في النسختين الأخريين من المسند (ح ك) "عن عمرو" - تغييرًا، من بعض الناسخين وتصرفًا منهم. هذا عن نسخ المسند. وأما اسم الراوي - في ذاته، بقطع النظر عن نسخ المسند - فقد اختلف فيه وفي نسبه اخنلافًا كثيرًا. والراجح الذي نراه صحيحًا، ما ذكره ابن سعد في ترجمته 5: 188، قال: "عمرو بن أبي سفيان بن أسيد [بفتح الهمزة وكسر السين] ابن جارية بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة [بكسر الغين المعجمة وفتح =

بالهَدَّة:، بين عُسْفان ومكة، ذكروا حيا من هُذيل، يقال لهم بنو لحْيان، فنفروا لهم بقريبٍ من مائة رجل رامٍ، فاقتصوا آثارهم، حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزلٍ نزلوه، قالوا: نوى تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما أخبر بهم عاصم وأصحابه، لجؤا إلى فدْفدٍ، فأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا، وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحداً، فقال عاصم

_ = الياء التحتية] بن عوف بن قسي، وهو ثقيف. حليف بني زهرة". وبعضهم يسميه "عمر" بضم العين، كما ذكرنا. قال الحافظ في الفتح 7: 42. "وأكثر أصحاب الزهري قالوا فيه "عمرو" بفتح العين. وقال بعضهم "عمر" بضم العين. ورجح البخاري أنه "عمرو". وقال أيضاً 7: 291، عند رواية البخاري من طريق معمر "عن الزهري، عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي-: "هكذا يقول معمر وشعيب آخرون ... وإبراهيم ابن سعد يقول عن الزهري: عن "عمر"، بضم العين. كذا أخرجه ابن سعد، عن معن ابن عيسى، عنه، [يعني عن إبراهيم بن سعد]. وكذا قال الطيالسي عن إبراهيم. وبذلك جزم الذهلي في الزهريات. لكن وقع في غزوة بدر [يعني من صحيح البخاري، ج 7 ص. 24 فتح]، عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد: "عمرو" بفتح العين. وأخرجه أبو داود، عن موسى المذكور، فقال "عمر". وكذا قال ابن أخي الزهري، ويونس من رواية الليث عنه - عن الزهري، عن "عمر". قال البخاري في تاريخه "عمرو" أصبح. يعني في التاريخ الكبير. وهكذا اختلفت نسخ البخاري في هذا الموضع - في غزوة بدر- في رواية إبراهيم بن سعد: فالثابت في اليونينية، كما نقلنا عن الطبعة السلطانية "عمر"، وعليها علامة "صح". ولكن نقل الحافظ عن هذا الموضع من البخاري نص فيه - كما ترى - على أنه "عمرو". وهذا الخلاف في نسخ البخاري. سجله القسطلاني في شرحه 6: 210، فنص على أنه "عمر" بضم العين. وهو يدل على أن أصله في اليونينية هكذا. ثم ذكر أنه في رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر عن المستملي والكشميهني "عمرو" بفتح العين. ثم نقل ذلك أيضاً عن الفتح عن الكشميهني. وهده الروايات في نسخ البخاري، التي سجلها القسطلاني، ثابتة بهامش الطبعة السلطانية، نقلا عن هامش أصلها عن اليونينية. وأما رواية أبي داود التي أشار إليها =

ابن ثابت أمير القوم: أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة كافرٍ، اللهم أخبر عنا نبيك - صلى الله عليه وسلم -، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصماً في سبعةٍ، ونزل إليهم ثلاثة نفرٍ على العهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما تمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء لأسوةً، يريد القتل، فجرَّرُوه

_ = الحافظ، فهي في السنن: 2660، ولكن فيها: "عن عمرو بن جارية الثقفي". فلا أدري: أهو تصحيح من بعض الناسخين، أم كانت النسخة التي وقعت للحافظ من السنن فيها "عمر" بضم العين؟ ولكن ذكر الحافظ في التهذيب خلاف ما ذكره في الفتح، فقال: "ووقع لأبي داود، من طريق إبراهيم [يعني ابن سعد]: "عمرو بن جارية" فنسبه لجد أبيه" ولعل هذا يدلنا على أن نسخ أبي داود كانت مختلفة بين يدي الحافظ"، في بعضها "عمر"، كما نقل في الفتح، وفي بعضها "عمرو"، كما نقل في التهذيب. وإشارة الحافظ إلى رواية الطيالسي - هي في مسنده: 2597. ولكن وقع فيه تخليط مطبعي! يصحح عن نقل الحافظ هذا، وعن السنن الكبرى للبيهقي 9: 145 - 146، حيث رواه من طريق الطيالسي. وترجمة ابن أبي حاتم ترجمتين: في الجرح والتعديل 3/ 1/ 97، في اسم "عمر" بضم العين، قال: "عمر بن أسيد بن جارية الثقفي، حليف لبني زهرة، ثم ذكر الخلاف فيه، ثم روى عن أبي زرعة أنه رجح "عمر"، وعن أبيه أبي حاتم أنه جزم بصحة "عمرو". ثم ترجمه مرة أخرى 3/ 1/ 234، في اسم "عمرو". وذكر نسبه: "عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي"، ولم يذكر الخلاف بين "عمر" و"عمرو". وذكر ابن أبي حاتم: أن إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري روى عن الزهري: "عن عمر، أو عمرو". وكذلك قال الحافظ في التعجيل، ص: 296 - 297 "ورواه ابن مجمع، عن الزهري، فقال: عن عمر، أو عمرو". ولم نجد من أخرج هذه الرواية، ولسنا نعبأ بها. لأن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري ضعيف، وخاصة في الزهري. قال البخاري في الكبير 1/ 1/ 271: "وهو كثير الوهم عن الزهري". وقال جعفر بن عون: إن ابن مجمع كان أصم، وكان يجلس إلى الزهري فلا يكاد يسمع إلا بعد كد". وأيا ما كان، فنحن نرجح أن صواب اسمه "عمرو"، بترجيح البخاري، فيما نقل الحافظ عن تاريخه، وبترجيح أبي حاتم، فيما روي =

وعالجوه، فأبى أن يصحبهم، فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة، حتى باعوهما بمكة، بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحرث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيباً، وكان خبيب هو قتل الحرث بن عامر بن نوفل يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيراً حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحرث موسى يستحد بها للقتل، فأعارته إياها، فدرج بني لها، قالت: وأنا غافلة،

_ = عنه ابنه. وبأن أكثرُ الرواة ذكروه باسم عمرو. وبأن مسلمًا روى له حديثاً آخر 1: 75، من طريق ابن أخي الزهري، ومن طريق يونس - كلاهما عن الزهري، عن "عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي". ولم نعلم خلافاً في اسمه في ذاك الحديث الآخر. ثم الخلاف في نسبه: فالذي نرجحه، بعد تتبع ما وجدنا من الروايات والراجع، هو ما نقلنا عن ابن سعد في ترجمته: "عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قسي". فأسيد: هو جده لا أبوه، فمن قال فيه: عمر، أو عمرو "بن أسيد" - فقد نسبه إلى جده. ومن قال فيه: "بن جارية" فقد نسبه إلى جد أبيه. وقد سار الحافظ على هذا في التهذيب، وكذلك في الإصابة 1: 46، في ترجمة "أسيد بن جارية"، قال: "وهو جد عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية، شيخ الزهري، الذي خرج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة". ولكنه اضطرب - وأخشى أن أقول خلط! - فقال في الفتح 7: 240، عند رواية البخاري التي فيها "عن عمرو بن جارية"، قال: "ووقع في غزوة الرجيع، كما سيأتي [يعني رواية البخاري 7: 291]: عمرو بن أبي سفيان، وهي كنية أبيه أسيد"! فجعل "أبا سفيان" والد عمرو - هو جده "أسيد"، وأن كنيته "أبو سفيان"! ولم أجد هذا القول لغيره قط. وهو سهو منه، رحمه الله. ووقع للحافظ في ذلك الوضع (7: 240 فتح) - خطأ آخر. ولكنه مستند إلى رواية لابن سعد. فقال في رواية البخاري "عن عمرو بن جارية"-: "وهو نسبة إلى جده، بل هو جد أبيه؛ لأنه ابن أسيد بن العلاء بن جارية"! وقد وقع نسبه كذلك في رواية ابن سعد لهذأ الحديث 2/ 1/ 39، عن معن بن عيسى، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب "عن عمر بن أسيد بن العلاء بن جارية"! ورواية إبراهيم بن سعد هي التي معنا في المسند هنا، وهي أيضاً عند الطيالسي، وعند البيهقي، =

حتى أتاه، فوجدته يجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت: ففزعت فزعةً عرفها خبيب، قال: أتخشين أني أقتله؟! ماكنت لأفعل، فقالت: والله ما رأيت

_ وغيرهم، ليس فيها "بن العلاء". والراجح - عندي- أن زيادة "العلاء" في نسبه وهم من ابن سعد، أو من شيخه معن بن عيسى. و"العلاء بن جارية". هو أخو "أسيد بن جارية"، لا أبوه. وهو صحابي معروف. ترجمه ابن سعد 5: 372، قال: "العلاء بن جارية بن عبد الله بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف، وهو حليف لبنى زهرة". فهذا هو نسبه الصحيح. وترجمه الحافظ في الإصابة 4: 259، ولكنه لم يسق نسبه كاملا. بل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح 2/ 2/ 254، في ترجمة "عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان الثقفي"، قال: "وهو ابن أبي سفيان بن جارية"، وعم أبيه العلاء بن جارية، من أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". على ما في هذا من التساهل القليل، بنسبة "أبي سفيان" إلى جده "جارية"، لأنه: "أبو سفيان بن أسيد بن جارية"، فيكون "العلاء" عما لجد "عبد الملك" ليس عما لأبيه. وهذا التساهل كثير في ذكر الأنساب. ولكنه يدل - بكل حال - على أن "العلاء" ليس في عمود نسب "عمرو بن أبي سفيان"، وليس جداً لأبيه، وإنما هو عم أبيه. هذا عن القسم الأول من الحديث، الموصول إسناده. وأما القسم الثاني منه، من أول قوله "حتى أجموا على قتله" - إلى آخر الحديث - فهو مرسل، مدرج في الحديث الموصول. ولكنه ثابت أيضاً موصولا. فقال الحافظ في الفتح 7: 293 "هكذا وقعت هذه القصة مدرجة في رواية معمر. وكذا إبراهيم بن سعد، كما تقدم في غزوة بدر. وقد وصلها شُعيب في روايته، كما تقدم في الجهاد". يشير الحافظ بذلك إلى رواية البخاري 6: 115، عن أبي اليمان، عن شُعيب، عن الزهري، عن عمرو بن أبي سفيان، عن أبي هريرة - فذكر الحديث إلى قوله: "فلبث خبيب عندهم أسيرًا". ثم قال عقبة: "فأخبرني عُبيد الله بن عياض، أن بنت الحرث أخبرته: أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها، فأعارته، فأخذ ابنًا لي وأنا غافلة، حتى أتاه، قالت: فوجدته مجلسه على فخذه، والموسى بيده - فذكرت الحديث إلى آخره، بنحو الرواية هنا. وسياق رواية شُعيب صريح في أنه حديث عن بنت الحرث بن عامر بن نوفل. بل إن رواية إبراهيم بن سعد - هنا - ورواية معر الآتية:

أسيراً قط خيراً من خبيب، قالت: والله لقد وجدته يوماً يأكل قطفاً من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمرة وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبًا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب:

_ = 8082، اللتين فيهما إدراج آخر الحديث في أوله -: يدل سياقهما على أن التحديث فيه هو من كلام بنت الحرث. والظاهر أن إدراج القسم الثاني وإرساله، كان من الزهري نفسه، كما يظهر من التأمل في سياق كل من الروايتين. قال الحافظ: "والقائل: فأخبرني - هو الزهري. ووهم من زعم أنه عمرو بن أبي سفيان". وشيخ الزهري هذا "عُبيد الله": هو عُبيد الله بن عياض بن عمرو بن عبد، القاري، وهو تابعي ثقة، مضت له رواية في الحديث: 656. وابنة الحرث: ذكر الحافظ، نقلا عن الأطراف لخلف، أن اسمها "زينب". وترجم لها في الإصابة 8: 94، وأشار إلى قصتها هذه. ومن عجب أن حديثها هذا في البخاري، ثم لا يذكر أحد من المؤلفين مسندًا إليه، ولايشير إليه!! والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 313 - 314، عن هذا الموضع. وسيأتي: 8082، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري - بهذا الإِسناد، نحوه. وفيه القصة الأخيرة مدرجة مرسلة. وكذلك هو في مصنف عبد الرزاق 3: 144 - 145. ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده: 2597، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به. ورواه البيهقي في السنن الكبري 9: 145 - 146، من طريق الطيالسي. ورواه البخاري 7: 240، وأبو داود: 2660 - كلاهما عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، به. ولكن أبو داود اختصره كثيرًا. ورواه البخاري أيضاً 6: 115، عن أبي اليمان، عن شُعيب، عن الزهري. ثم روى قطعة من153: 322 عن أبي اليمان أيضاً. وكذلك رواه أبو داود: 2661، عن ابن عوف، عن أبي اليمان، به. ولكن لم يذكر لفظه، بل أحال على روايته السابقة عن موسى بن إسماعيل. وروى البيهقي قطعة منه، في الأسماء والصفات، ص: 209، من طريق أبي اليمان. ورواه البخاري أيضاً 7: 291 - 296، من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، به - بطوله. وهنا شرحه الحافظ في الفتح شرحًا مسهبًا وافيًا. وانظر تفصيل القصة مطولة، في سيرة ابن هشام، ص 638 - 648، وابن سعد 3/ 2/ 33 - 34، وتاريخ الطبري 3: 29 - 31، وتاريخ ابن كثير =

دعوني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزعاً من القتل لزدت، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً: فلست أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي جنب كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع

_ = 4: 62 - 69، وجوامع السيرة لابن حزم، ص 176 - 178. وسيرة ابن سيد الناس 2: 40 - 43. عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح: بفتح الهمزة وسكون القاف وآخره حاء مهملة - وأبو الأقلح: اسمه قيس بن عصمة بن مالك، الأنصاري وعاصم هذا من السابقين الأولين، ممن شهد بدرًا مترجم في ابن سعد 3/ 2/ 33 - 34، والإصابة 4: 3 - 4 وكان هو أمير هذه السرية، كما ثبت في الحديث. قال الحافظ في الفتح: "وفي السيرة: أن الأمير عليهم كان مرثد بن أبي مرثد. وما في الصحيح (بعنى هذا الحديث) أصح. قوله "جد عاصم بن عمر بن الخطاب": يريد أنه جده لأمه. وهو سهو من بعض الرواة لأن عاصم بن ثابت خال عاصم بن عمر، لا جده لأن أم عاصم بن عمر: هي جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، فهي أخت عاصم بن ثابت. انظر ترجمتها في ابن سعد 8: 252، والإصابة 8: 40. وانظر نسب قريش للمصعب، ص: 349، 353، وترجمة عاصم بن عمر، في الإصابة 5: 57. ويقال أن جميلة هذه كان اسمها "عاصية" فغيره النبي -صلي الله عليه وسلم -، وسماها "جميلة"، كما بينا فيما مضى، في شرح الحديث: 4682 "الهدة": بفتح الهاء وتشديد الدال المهملة. كذا ضبط في البخاري 5: 79 (من الطبعة السلطانية)، وفي هامشها رواية "بالهداة"، بفتح الدال بعدها ألف، وأن في نسخة صحيحة "بالهدأة، بسكون الدال، كما في اليونينية". وجعل الحافظ في الفتح أن هذه الأخيرة هي رواية الأكثر، يعني من رواة البخاري، وأن حذف الهمزة مع تشديد الدال هو في رواية ابن إسحق في السيرة. وما ثبت في الطبعة السلطانية أوثق "بنو لحيان": بكسر اللام وسكون الخاء المهملة. وهو: لحيان بن هذيل بن مدركة. الفدفد، بفاءين مفتوحتين ودالين مهملتين أولاهما ساكنة: هو الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع. وقال الحافظ: "الرابية المشرفة". "أعطونا بأيديكم": استسلموا وانقادوا، وهو مجاز؛ لأن =

ثم قام أبو سَرْوَعَةَ عقبة بن الحرث فقتله، وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبراً الصلاة، واستجاب الله عَزَّ وَجَلَّ لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر

_ = المستسلم يلقى ما بيده من سلاح ويعطى يده لآسره يمسك بها. قوله "أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة كافر" - في ح " والله" بدون الفاء، وهو خطأ والتصحيح من ك م وجامع المسانيد. خبيب- بضم الخاء وبالموحدتين مصغراً- الأنصاري: هو خبيب بن عدي بن مالك بن عامر، ممن شهد بدراً. انظر جمهرة الأنساب لابن حزم، ص: 316. والإصابة 2: 103 - 104. زيد بن الدثنة -بفتح الدال المهملة، وكسر الثاء المثلثة وفتح النون- بن معاوية بن عبيد الأنصاري: ممن شهد بدراً وأحذا. انظر جهرة الأنساب، ص: 337. والإصابة 3: 27. قوله "ورجل آخر": ذكر الحافظ في الفتح، عن ابن إسحق تسمية هذا الرجل الشاك، وأنه: "عبد الله بن طارق" بن عمرو بن تيم بن شُعبة، من حلفاء بني ظفر. وهو ممن شهد بدرًا. انظر ابن سعد 3/ 2/ 27 - والإصابة 4: 88. قوله. "وكان خبيب هو قتل الحرث بن عامر" إلخ - قال الحافظ في الفتح: "كذا وقع في حديث أبي هريرة، واعتمد البخاري على ذلك، فذكر خبيب بن عدي فيمن شهد بدراً وهو اعتماد متجه. لكن تعقبه الدمياطي بأن أهل المغازي لم يذكر أحد منهم أن خبيب بن عدي شهد بدرًا، ولا قتل الحرث بن عامر. إنما ذكروا أن الذي قتل الحرث بن عامر ببدر: خبيب بن إساف، وهو غير خبيب بن عدي، وهو خزرجي، وخبيب بن عدي أوسي. والله أعلم. قلت (القائل ابن حجر): يلزم من الذي قال ذلك رد هذا الحديث الصحيح. فلو لم يقتل خبيب بن عدي الحرث بن عامر - ما كان لاعتناء (بني) الحرث بن عامر بأسر خبيب معنى ولا بقتله. مع التصريح في الحديث الصحيح أنهم قتلوه به. لكن يحتمل أن يكون قتلوا به خبيب بن عدي لكون خبيب بن إساف قتل الحرث، على عادتهم في الجاهلية، بقتل بعض القبيلة عن بعض ويحتمل أن يكون خبيب بن عدي شرك في قتل الحرث. والعلم عند الله تعالى". وكذلك ذكر هذا الاعتراض - ابن سيد الناس، في سيرته عيون الأثر 2: 41 وقلد فيه شيخه الدمياطي. وما أجاب به الحافظ أخيرًا، فيه تكلف شديد، لا نرى داعياً له. فالحديث الصحيح ثابت وصريح. وهو مقدم في الثبوت على ما يذكره المؤرخون في السيرة؛ لأن كثراً مما فيها =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أصحابه يوم أصيبوا خبرهم وبعث ناس من قريش إلى عاصم ابن ثابت، حين تحدثوا أنه قتل، ليؤتى بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلاً

_ = يذكر بدون إسناد. والاختلاف في أسماء أهل بدر كثير. وأصحه ما اعتمده البخاري في صحيحه. قوله "يستحد بها للقتل" - من الاستحداد: وهو حلق العانة. قال ابن الأثير "لأنه كان أسيرأ عندهم وأرادوا قتله. فاستحد لئلا يظهر شعر عانته عند قتله". قوله "فدرج بني لها": أي مشى مشيًا ضعيفاً ودب. الدرج. والدرجان، والدريج: مشية الشيخ والصبي. وهذا الطفل، قال الحافظ في الفتح: "ذكر الزُّبير بن بكار أن هذا الصبي هو أبو حسين بن الحرث بن عدي بن نوفل بن عبد مناف. وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، المحدث وهو من أقران الزهري". والزُّبير بن بكار إنما ينقل: في الأكثر الأغلب - كلام عمه مصعب بن عبد الله الزُّبيرى. فقال المصعب في نسب قريش، ص: 205، في أولاد الحرث بن عامر بن نوفل: "وأبو حسين بن الحرث، وأمه: أمامة بنت خليفة بن النعمان، من بكر بن وائل، وأبو حسين بن الحرث. وهو الذي دب إلى خبيب، فأخذه فجعله في حجره، ثم قال لحاضنته - وكانت مع خبيب موسى يستحد بها: ما كان يؤمنك أن أذبحه بهذه الموسى، وأنتم تريدون قتلي غداً؟ فقالت له: إني أمنتك بأمان الله فخلى سبيله، وقال: ما كنت لأفعل، ومن ولد أبي حسين: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، حدث عنه مالك بن أنس وغيره. وهو من أهل مكة وأمه: أم عبد الله بنت عقبة بن الحرث بن نوفل بن عبد مناف". وذكر ابن حزم في جمهرة الأنساب، ص: 107 - 108، نحو هذا بشيء من الاختصار. ولكن وقع فيه: "أبو حنين" بدل "أبو حسين"، وهو خطأ وجهل من المستشرق الذي صححه. وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين - هذا: مترجم في التهذيب 5: 293، وابن أبي حاتم 2/ 2/ 97. ويظهر من كلام المصعب ومن تبعه: أن هذا الطفل لم يكن ابن بنت الحرث بل كان أخاها - وأن قوله "بني لها" فيه تجوز، بأنه في يدها ونظرها ورعايتها. "واقتلهم بددًا": هو بفتح الباء ودالين مهملتين. وضبط في البخاري بفتح الباء لا غير. وقال ابن الأثير: "يروى بكسر الباء، جمع بدة، وهي: الحصة والنصيب. أي: اقتلهم حصصًا مقسمة، لكل واحد حصته ونصيبه. ويروى بالفتح، أي:

من عظمائهم يوم بدرفبعث الله عَزَّ وَجَلَّ على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئاً.

_ متفرفين في القتل: واحداً بعد واحد. من التبديد". قوله في الشعر "على أوصال شلو ممزع" - الأوصال: جمع "وصل" وهو العضو. والشلو - بكسرالمعجمة: الجسد، وقد يطلق على العضو. ولكن المراد به هنا الجسد. والممزع - بالزاي ثم المهملة: المقطع. قاله الحافظ في الفتح. قوله "ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحرث"، "سروعة": بفتح السين المهملة وكسرها بيع سكون الراء وفتح الواو والعين المهملة. وهذا هو الصحيح: أن عقبة ابن الحرث، كنيته "أبو سروعة". وزعم بعضهم أنهما اثنان أخوان، حتى قال أبو أحمد العسكري - فيما نقل عنه الحافظ في الفتح: "من زعم أنهما واحد فقد وهم"، بل قال في الإصابة 4: 249 - 250 في ترجمة "عقبة بن الحرث" "ويقال إن أبا سروعة أخوه. وهو قول أهل النسب" وذكر نحو ذلك فيها في الكنى 7: 81 - 82. والذي جزم به المصعب في نسب قريش، ص: 204 - 205 ما قلنا أنه الصواب، وأن أبا سروعة هو عقبهَ نفسه. وكذلك جزم به الدولابي في الكنى والأسماء 1: 71، لم يذكر قولاً غيره. وذكر ابن عبد البر في الاستعياب، ص: 502 - 503، قول المصعب، ثم نقل عن ابن أخيه الزُّبير بن بكار، قال: "وهو قول أهل الحديث. وأما أهل النسب فإنهم يقولون: إن عقبة هذا هو أخو أبي سروعة، وإنما أسلما جميعاً يوم الفتح" ثم نقل نحو هذا في باب "الكنى" ص: 713 - 714، ولكنه أخطأ في أن نسب قول أهل النسب لمصعب أيضاً، ومصعب لا يقوله. ورجح ابن عبد البر في الموضع الأول، أنهما واحد، بحديث جابر بن عبد الله: "الذي قتل خبيبًا: أبو سروعة عقبة بن الحرث بن عامر بن نوفل". وهو حديث صحيح. رواه البخاري 7: 296، مختصراً. ورواه بهذا التصريح سعيد بن منصور، والإسماعيلي، كما ذكر الحافظ في الفتح. وقال الحافظ في التهذيب 7: 238 - 239، بعد ذكر الخلاف والأقوال: "وقد أطبق أهل الحديث على أنه هو. وقولهم أولى، إن شاء الله تعالى". أقول: ورواية المسند هنا صريحة، تقطع في الاختلاف وترفع كل شك. قوله "مثل الظلة" - إلخ، قال الحافظ: "الظلة - بضم المعجمة: السحابة. والدبر -بفتح المهملة وسكون الموحدة: الزنابير، وقيل: ذكرر النحل. ولا واحد له من لفظه. وقوله: فحمته، بفتح المهملة والميم، أي: منعته منهم".

7916 - حدثنا يزيد، أخبرنا عبد الله بن عون عن عبد الرحمن بن عبيد أبي محمَّد، عن أبي هريرة، قال: كنت مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -في جنازة فأمشي، فإذا مشيت سبقني، فأهرول فأسبقه، فالتفت رجل إلى جنبي فقال: تطوى له الأرض، وخليل إبراهيم. 7917 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام بن حسان عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: نهى عن الاختصار في الصلاة، فقلنا لهشام: ذكره عن النبي -صلي الله عليه وسلم -؟ فقال برأسه، أي: نعم. 7918 - حدثنا يزيد بن هرون، أخبرنا شُعبة بن الحجاج، عن محمَّد بن عبد الجبار، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، أنه قال: "الرحم شُجْنَةٌ من الرحمن عز وجل، تجئ يوم القيامة تقول: يا رب قُطعتُ، يا رب ظُلِمْتُ، يا رب أُسيء إليَّ.

_ (7916) إسناده صحيح، وقد. مضى بهذا الإِسناد: 7497. ولكن فيه هناك أن قوله "تطوى له الأرض" - إلخ- من كلام أبي هريرة، وهو هنا من كلام الرجل الذي كان إلى جنبه. وفصلنا القول في هذا وفي تخريجه، في ذاك الموضع. وفي ح هنا "وخليلي إبراهيم"، كما كان هناك وصححناه من جامع المسانيد والسنن 7: 219. وكذلك كانت ثابتة في ك، ولكن الكاتب أصلحها إلى "وخليل" على الصواب. وفي م كما في ح. وكتب بهامشها: "لعله: وخليل". وهو الصواب كما ذكرنا آنفًا. (7917) إسناده صحيح، وقد مضى بهذا الإِسناد: 7884، بزيادة تفسير"الاختصار"، من كلام هشام بن حسان. (7918) إسناده صحيح، محمَّد بن عبد الجبار الأنصاري: ثقة ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/169، فلم يذكر فيه جرحاً. وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/ 15، وذكر عن أبيه أنه قال: "شيخ" وذكره ابن حبان في الثقات. محمَّد بن كعب بن سليم القرظي، أبو حمزة: تابعي ثقة عالم كثير الحديث ورع، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 216. والصغير، ص: 116. وابن أبي حاتم 4/ 1/ 67. والحديث في جامع المسانيد والسنن =

7919 - حدثنا يزيد، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت

_ = 7: 374. وسيأتي:8963، 9262، عن عفان. و: 9871، عن محمَّد بن جعفر، وحجاج، وهو ابن محمَّد، وعفان. و: 9872، عن أبي الوليد -: الأربعة عن شُعبة. وفي آخره زيادة: "قال: فيجيبها: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ " ورواه البخاري في الأدب المفرد، ص: 13، عن حجاج بن منهال، عن شُعبة،. به مطولاً. وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه: 442، من طريق محمَّد بن كثير العبدي و: 444، من طريق عبد الصمد - كلاهما عن شُعبة (1: 492، 493 من مخطوطة الإحسان). وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 4: 162، من طريق عمرو بن معروف، ومن طريق محمَّد بن جعفر - كلاهما عن شُعبة. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8: 149 - 150، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير محمَّد بن عبد الجبار، وهو ثقة". وذكره المنذرى في الترغيب والترهيب 3: 226، وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد قوي، وابن حبان في صحيحه". وروى البخاري في الصحيح 10: 350، بعض معناه، من حديث أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا: "الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته". وهذا الحديث انفرد به البخاري دون سائر الكتب الستة - وانظر: 1651، 2956، 6494، 6524. وما يأتي: 8349. الشجنة: سبق تفسيرها: 1651. ونزيد هنا قول الحافظ في الفتح: "شجنة بكسرالمعجمة وسكون الجيم بعدها نون، وجاء بضم أوله وفتحه روايًة ولغًة. وأصل الشجنة: عروف الشجر المشتبكة". (7919) إسناده صحيح، همام: الرواى عن قتادة - هو همام بن يحيى. ووقع في ح " هشام". وهو خطأ صححناه من الأصول المخطوطة، ومن جامع المسانيد، ومن رواية الحاكم، حيث شرح باسمه كاملاً: "همام بن يحيى". أبو ميمونة: هو الأبار. وهو تابعي ثقة. وقد مضى في: 7346 ترجمة "أبي ميمونة الفارسي"، الذي روى عنه هلال بن أبي ميمونة - وليس بابنه - ويروى عنه أبو النصر. ومصت الإشارة إلى "أبي ميمونة الأبار" هذا، الذي يروي عنه قتادة. وأن البخاري وأبا حاتم وغيرهما فرقوا بينهما. فهذا الأبار- =

عيني، فأنبئني عن كل شيء؟ فقال: "كل شيء خلق من ماء"، قال: قلت يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة؟ قال: "أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام". 7920 - حدثنا يزيد، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "يدخل أهل

_ = الذي في الإِسناد - ترجمه البخاري في الكنى: 695، وأشار إلى حديثه عن أبي هريرة في ليلة القدر. وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 2/447، برقم: 2265، وذكر أنه "روى عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في ليلة القدر"، وأنه روى عنه قتادة ثم روى عن يحيى بن معين، قال: "أبو ميمونة الأبار: صالح". وعن حاتم، أنه قال: "أبو ميمونة هذا، لا يسمى". وحديث ليلة القدر- الذي أشار إليه البخاري وأبو حاتم: سيأتي في المسند: 10745، من رواية "قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة" - مرفوعًا. ثم إن أبا ميموت هذا - وثقه النسائي أيضاً وروى عنه شُعبة، في الكنى للدولابي 2: 136. وشعبة لا يروى إلا عن ثقة. إلى أن البخاري وابن أبي حاتم لم يذكر فيه مطعنًا، فهو ثقة عندهما. والحافظ ابن كثير يذهب إلى أن أبا ميمونة الأبار - هذا هو "أبو ميمونة الفارسي"، الذي روى عنه هلال ابن أبي ميمونة: 7346. فذكر ذاك الحديث وهذا الحديث الذي هنا - حت ترجمة واحدة، في جامع المسانيد والسنن 7: 519. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 4: 129، من طريق يزيد بن هرون - شيخ أحمد هنا- بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 16، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، خلا أبي ميمونة، وهو ثقة". وذكر المنذرى في الترغيب 2: 46، ونسبه لأحمد، وابن حبان في صحيحه، والحاكم. وانظر 6615، 6848. (7920) إسناده صحيح، وهو في الترغيب والترهيب 4: 245. وقال: "رواه أحمد، وابن أبي الدنيا، والطبراني، والبيهقي - كلهم من رواية علي بن زيد بن جدعان، عن ابن المسيب، عنه"، يعني عن أبي هريرة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 399. =

الجنة الجنة جُرْداً مُرْداً بِيضاً، جِعاداً مُكَحَّلين، أبناءَ ثلاث وثلاثين، على خلق آدم ستون ذراعاً في عرض سبع أذرع. 7921 - حدثنا يزيد، وأبو كامل، قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة،

_ = وقال: "رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وإسناده حسن". فقصر إذ لم ينسبه إلى المسند. وانظر: 7429. قوله "جعادًا": هو بكسر الجيم وفتح العين المهملة مخففة. جمع "جعد". وهو الذي شعره غير سبط. وهي صفة مدح؛ لأن جعودة الشعر هي الصفة الغالبة على شعور العرب، وسبوطته هي الغالبة على شعور العجم، من الروم والفرس وأمثالهم من الأعاجم. ووقع في الترغيب بدلها "حفادًا" وهو خطأ مطبعي. ثبت على الصواب في طبعة الهند. (7921) إسناده ضعيف، وإن كان الحديث صحيحًا بإسناد آخر، كما سيأتي. عطاء: هو ابن أبي رباح. عسل بن سفيان التميمي البصري: ضعيف، على الرغم من أن شُعبة روى عنه، وهو لا يروى إلا عن ثقة. ولكنه ليس ضعيفاً ضعفاً شديدًا. قال البخاري في الكبير 4/ 1/ 93: "فيه نظر" وقال في الصغير، ص: 152: "عنده مناكير". وقال ابن سعد 7/ 2/ 22: "فيه ضعف". وترجمه ابن أبي حاتم 3/ 2/ 42 - 43، وروي عن أحمد أنه قال: "ليس هو عندي قوى الحديث". وروي عن ابن معين قال: "ضعيف". وغلا أبو حاتم، فقال: "منكر الحديث". والعدل فيه ما قلنا. قال ابن حبان في الثقات: "يخطئ ويخالف، على قلة روايته". و"عسل": بكسر العين وسكون السين الهملتين. وزعم الحافظ في التقريب أنه "قيل بفتحتين" وكذلك زعم صاحب الخلاصة. وهو وهم فقد اقتصر الذهبي في المشتبه، ص: 365 على الأول، وذكر الضبط بفتحتين في اسم رجل آخر، فرق بينهما. وتبعه الحافظ في تبصير المنتبه. وهو الصواب إن شاء الله. والحديث سيأتي: 8477، من رواية وُهَيْب وحماد، عن عسل بن سفيان. ورواه الترمذي 1: 295، (رقم:378 بشرحنا)، من طريق حمّاد بن سلمة، عن عسل. وقال الترمذي: "حديث أبي هريرة لا نعرفه من حديث عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا - إلا من حديث عسل بن سفيان". ورواه البيهقي 2: 242، من طريق شُعبة وسعيد بن أبي عروبة، عن عسل. ثم رواه بإسناد ثان من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن عسل. ولئن =

عن عسْل بن سفيان، عن عطاء عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه نهى عن السَّدْلَ في الصلاة.

_ = لم يعرفه الترمذي مرفوعًا إلا من حديث عسل - لقد عرفه غيره من طريق آخر صحيح. فرواه أبو داود: 643، من طريق عبد الله بن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - نهى عن السدل في الصلاة، وأن يغطى الرجل فاه". قال أبو داود: "رواه عسل عن عطاء، عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نهى عن السدل في الصلاة. وهذا إسناد صحيح. والحسن بن ذكوان البصري: سبق: أن رجحنا توثيقه في: 1246. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 253، من طريق عبد الله بن المبارك، عن "الحسين بن ذكوان"، عن سليمان الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة - مثل رواية أبي داود. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجا فيه تغطيه الرجل فاه في الصلاة". ووافقه الذهبي. وهكذا وقع في المستدرك "الحسين بن ذكوان"، وهو غير "الحسن بن ذكوان" في رواية أبي داود. والحسين بن ذكوان": هو "حسين المعلم"، وهو الذي أخرج له الشيخان. وزاده الذهبي بياناً في مختصره، فصرح بأنه "حسين المعلم" - في النسخة المطبوعة مع المستدرك، والنسخة المخطوطة عندي، ص: 75. فهي رواية موثقة بأنه "حسين"، لا "حسن" خصوصًا وأن "حسن بن ذكوان" روى له البخاري ولم يرو له مسلم فلذلك صحح الحاكم الحديث على شرط الشيخين، بأنه عنده "حسين". ولكن البيهقي رواه 2: 242 - عن الحاكم نفسه، بإسناد المستدرك إلى عبد الله بن المبارك، ثم ضم إليه إسنادًا آخر إلى ابن المبارك - فجمع الإسنادين "عن الحسن بن ذكوان" فلا أدرى: أوهم البيهقي في جعل رواية الحاكم "عن الحسن"، أم كان في نسخته من المستدرك هكذا؟ وأنا أرجح أن البيهقي واهم. لأنه لم يعقب على تصحيح الحاكم له "على شرط الشيخين"، ثم روى البيهقي الروايتين اللتين أشرنا إليهما آنفا من طريق عسل بن سفيان. ثم قال: "وصله الحسن بن ذكوان عن سليمان عن عطاء، وعسل عن عطاء. وأرسله عامر الأحول عن عطاء". ثم رواه من طريق عامر الأحول عن عطاء، مرفوعاً، مرسلاً. ثم قال: "وهذا الإِسناد، وإن كان منقطعًا- ففيه قوة للموصولين قبله". وهو كما قال. السدل - بفتح السبن وسكون الدال المهملتين، قال ابن الأثير: "هو أن يلتحف بثوبه =

7922 - حدثنا يزيد، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، [عن أبيه]، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "الأرواح جنود مجندة، في تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف". 7923 - [حدثنا يزيد، أخبرنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن

_ = ويدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد وهو كذلك. وكانت اليهود تفعله. فهو اعنه. وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب. وقيل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله، من غير أن يجعلهما على كتفيه". (7922) إسناده صحيح، وزيادة (عن أبيه)، بعد "سهيل بن أبي صالح" - زيادة ضرورية. زدناها من المخطوطة ص وحدها. فإنها لم تذكر في ح ك م، فهو خطأ قديم في نسخ المسند، بل هو أقدم من من هذه النسخ. لأن الحافظ ابن كثير نقله في جامع المسانيد والسنن 7: 80 عن هذا الموضع من المسند - بدونها أيضاً. ولكنه ذكره في ترجمة "ذكوان أبو صالح" والد سهيل ولم يعقد ترجمة خاصة باسم "سهيل" أصلاً. فلو كان الحديث عنده أنه من رواية سهيل عن أبي هريرة - رواية منقطة- لعقد له ترجمة خاصة، إن شاء الله. ولكنه رآه هكذا ناقصًا فيما وقع إليه من المسند، فأثبنه كما وقع له. ولكنه أثبته في موضعه الصحيح، في ترجمة أبي صالح. ولعله ترك التنبيه عليه إلى حين تحرير كتابه بعد تمامه، لينبه على الصواب فيه، وهلى ما وقع له من الخطأ. ثم لم يتم الكتاب ولم يحرره، رحمه الله. والحديث حديث أبي صالح يقينًا، لم يروه سهيل - روايةً منقطعة - عن أبي هريرة، بل رواه عن أبيه عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث على الصواب: 10836، عن عبد الصمد وحسن بن موسى، قالا: "حدثنا حمّاد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة". وكذلك رواه مسلم 2: 295، من طريق عبد العزيز بن محمَّد، وهو الدراوردى، عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواية المسند الآتية: 10836 - ذكرها ابن كثير في جامع المسانيد 32:7. وقال عقبها: "تفرد به" وهو وهم منه - رحمه الله فإن أحمد لم يتفرد به وهو في صحيح مسلم كما ترى. (7923) إسناده صحيح، وقد سقط إسناد هذا الحديث وأوله من الأصول الثلاثة ح م ك. وأثبتناه من المخطوطة الصحيحة العتيقة ص. وأوله في الأصول الثلاثة بعد الحديث السابق، هكذا: "إحداهما على الأخرى". وترك بياض بين هذا وبين الحديث السابق. ولم نجده في =

النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من كانت له امرأتان يميل لـ إحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة يجر أحد شقيه ساقطاً، أو مائلاً" شك يزيد. 7924 - حدثنا يزيد، أخبرنا حمّاد سلمة - وعفان، حدثنا حمّاد -

_ = جامع المسانيد والسنن؛ لأن القسم الذي فيه مسند أبي هريرة ولم يوجد منه إلا من أثناء حرف الجيم في أسماء التابعين الرواة عن أبي هريرة. والحديث ثابت في الدواوين، معروف بهذا الإِسناد. فسيأتي في المسند: 8549، عن بهز وصفان، عن همام، به، بنحوه. ويأتى أيضاً: 10092، عن وكيع وبهز، عن همام، به. ورواه الطيالسي في مسنده: 2454، عن همام، بهذا الإِسناد. وكذلك رواه الدارمي 2: 143، وأبو داود: 2133، والترمذي 2: 195، والنسائي 57:12، وابن ماجة: 1969، وابن حبان في صحيحه 6: 367 - 368 (من مخطوطة الإحسان)، والحاكم في المستدرك 2: 186، والبيهقي في السنن الكبرى 7: 297 = كلهم من طريق همام، عن قتادة، به. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: "إنما أسند هذا الحديث همام بن يحيى عن قتادة. ورواه هشام الدستوائي عن قتادة، قال: كان يقال. ولا نعرف هذا الحديث مرفوعاً إلا من حديث همام". وكأن الترمذي يرمي إلى إعلال هذا الإِسناد المتصل، بالإسناد الآخر، الذي هو بلاغ لم يذكر على أنه حديث! وما هذه بعلة. فلا بأس أن يذكر قتادة هذا مرة دون إسناد، وهو عنده مسند متصل، ويرويه مرة أخرى مسندًا متصلاً والوصل والرفع زيادة من ثقة، فهي مقبولة. وهمام بن يحيى: لا يدفع عن الثقة والأمانة، ولا عن الحفظ والإتقان. وقد روى ابن أبي حاتم في في ترجمه 4/ 2/ 107 - 109 عن أحمد بن حنبل، قال: "همام ثبت في كل المشايخ". وعن أحمد أيضاً، قال: "سمعت ابن مهدي يقول همام عندي في الصدق مثل ابن أبي عروبة". وروى عن يحيى بن معين، قال: "ثقة صالح، وهو في قتادة أحب إلى من حمّاد بن سلمة، وأحسنهما حديثًا عن قتادة". فلا تعل رواية همام بمثل الكلام الذي قاله الترمذي. (7924) إسناده صحيح، علي بن زيد: هو ابن جدعان. ووقع في ح "علي بن يزيد"، وهو =

أخبرنا علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "تخرج الدابة ومعها عصا موسى عليه السلام، وخاتم سليمان عليه

_ خطاً. وثبت على الصواب في ك م. أوس بن خالد تابعي حجازي ثقة ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 19 - 20، قال: "أوس بن خالد، سمع أبا محذورة، وسمرة، وأبا هريرة. قال لنا حجاج: حدثنا حمّاد، عن علي بن زيد، عن أوس: مات أبو هريرة، ثم مات أبو محذورة، ثم مات سمرة". وترجمه ابن أبي حاتم 1/ 1/ 305، وذكر أن كنيته " أبو خالد"، وأنه "هو أوس بن أبي أوس". يعني أن كنية أبيه "أبو أوس". ثم لم يذكر هو ولا البخاري فيه جرحاً. وأراد الحافظ في التهذيب أن يخلط بينه وبين "أوس بن عبد الله الربعي البصري" وكنيته "أبو الجوزاء"، وهو التابعي المشهور وأنى هذا من ذاك؟ وحاول هذا لأن "في المصنف لابن أبي شيبة ما يقتضي أن أوساً هذا هو أبو الجوزاء، الآتي. فإنه قال: عفان، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، حدثنا أبو الجوزاء أوس بن خالد". وقال في التقريب: "وقيل: إنه أبو الجوزاء. فإن صح فلعل له كنيتين" ثم قال في التهذيب: "ويؤيده أن ابن حبان في الثقات نسب أبا الجوزاء: أوس ابن عبد الله بن خالد. فيجوز أن يكون ابن جدعان نسبه إلى جده". وهذا كلام غير محرر. لأن ابن حبان - حق- ذكر أبا الجوزاء، (ص: 141 - 142) باسم: "أوس بن عبد الله بن خالد الربعي، أبو الجوزاء البصري"، ولكنه لم يخلطه بأوس بن خالد هذا بل ترجم هذا مرتين، (ص: 142)، باسم: "أوس بن [أبي] أوس، يروى عن أبي هريرة، روى عنه علي بن زيد". وكلمة [أبي] التي زدناها بين قوسين سقطت هناك من الناسخ خطأ. ثم ذكر أربع تراجم في اسم "أوس"، ثم قال: "أوس بن خالد، يروي عن أبي محذورة، وسمرة، وأبي هريرة، روى عنه علي بن زيد بن جدعان". ففرق ابن حبان - أوضح فرق - بين أوس بن خالد هذا، وبين أبي الجوزاء. بل إن أبا الجوزاء ترجمه ابن سعد 7/ 1/ 163، فروى عن عمرو بن مالك النكري، قال: "اسم أبي الجوزاء: أوس ابن خالد الربعي". ولكن هذا لا يقضي بأن الحجازي أبا خالد، هو البصري أبو الجوزاء .. =

السلام، فتَخْطم الكافر، قال عفان: أنف الكافر، بالخاتم، وتجلو وجه المؤمن بالعصا، حيتَ إن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم، فيقول هذا: يامؤمن، ويقول هذا: يا كافر.

_ = ورواية ابن أبي شيبة في المصنف التي استند إليها الحافظ -: لا تزيد على أبي تكون وهمًا من بعض الرواة، أو خطأ من الناسخين، بعد هذه الدلائل. ثم إن الحافظ نقل في التهذيب، أن البخاري قال في الضعفاء: "أوس بن خالد سمع أبا محذورة، وسمرة، وأبا هريرة، وعنه علي بن زيد بن جدعان. قال البخاري: عامة ما يرويه عن سمرة مرسل؛ لأن أوسًا لا يروي عنه إلا علي بن زيد. وعلى فيه بعض النظر". وهكذا نقل الحافظ. أما الضعفاء الصغير للبخاري فلم يذكر فيه "أوس بن خالد"، ولا "علي بن زيد"، ولم يترجم لهما في التاريخ الصغير، وترجم لأوس في الكبير - كما ذكرنا - فلم يقل فيه شيئاً من هذا التعليل. والقسم الذي فيه تراجم اسم "على" من التاريخ الكبير لم يطبع. وأيا ما كان فإن علي بن زيد بن جدعان - عندنا: ثقة، كما بينا في: 783. والحديث رواه الطيالسي: 2564، عن حمّاد بن سلمة، بهذا الرسناد، نحوه، مختصراً قليلاً. ورواه الترمذي 4: 158، وابن ماجة: 4066، والطبري في التفسير 20: 11 (طبعة بولاق)، والحاكم في المستدرك 4: 485 - 486، كلهم من طريق حمّاد بن سلمة، بهذا الإِسناد، نحوه. قال الترمذي: "هذا حديث حسن. وقد روي هذا الحديث، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - من غير هذا الوجه، في دابة الأرض". ولم يتكلم عليه الحاكم ولا الذهبي. وذكره ابن كثير في التفسير 6: 308، من رواية الطيالسي. ثم نسبه لأحمد، وابن ماجة، فقط. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5: 116، وزاد على ما ذكرنا - نسبته لعبد ابن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في البحث وانظر: 6531، 6188 قوله "تخطم أنف الكافر بالخاتم": قال ابن الأثير: "أي تَسِمُه به. من "خطمت البعير" إذا كويته خطا من الأنف إلى أحد خديه. وتسمى تلك السِّمَة: الخطام". وهذا الحديث بيان للدابة المشار إليها في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}. [الآية: 82 من سورة النمل]. والآية صريحة بالقول العربي أنها "دابة"، ومعنى "الدابة" في لغة العرب معروف واضح، لا يحتاج إلى تأويل. وقد بين هذا الحديث بعض فعلها، ووردت أحاديث =

7925 - حدثنا يزيد، أخبرنا عبد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - كلب، قال: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما حدث بعده، وإذا وضع جنبه فليقل: باسمك اللهم وضعت جنبي، وبك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين". 7926 - حدثنا يزيد، أخبرنا الربيع بن مسلم، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس". 7927 - حدثنا يزيد، أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن أبي

_ = كثيرة في الصحاح وغيرها بخروج هذه "الدابة" الآية، وأنها تخرج آخر الزمان. ووردت آثار أخر في صفتها، لم تنسب إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، المبلغ عن ربه، والمبين آيات كتابه. فلا علينا أن ندعها. فانظر- مثلاً- تفسير ابن كثير 6: 305 - 310. ولكن بعض أهل عصرنا، من المنتسبين للإسلام، الذين فشا فيهم المنكر من القول، والباطل من الرأي، الذين لا يريدون أن يؤمنوا بالغيب، ولا يريدون إلا أن يقفوا عند حدود المادة، التي رسمها لهم معلموهم وقدوتهم من ملحدي أوربة الوثنيين الإباحيين، المتحللين من كل خلق ودين = هؤلاء لا يستطيعون أن يؤمنوا بما نؤمن به، ولا يستطيعون أن ينكروا إنكارًا صريحًا، فيجمجمون، ويحاورون ويداورون، ثم يتأولون. فيخرجون بالكلام عن معناه الوضعي الصحيح للألفاظ في لغة العرب، بجعلونه أشبه بالرموز، لما وقر في أنفسهم من الإنكار الذي يبطنون! بل إن بعضهم لينقل التأويل عن رجل هندي معروف أنه من طائفة تنتسب للإسلام وهي له عدو مبين، وعبيد لأعدائه المستعمرين!! فانظر إليهم أنى يتردون ويصرفون؟ وأي نارٍ يتقحمون؟! ذلك بأنهم بآيات الله لا يوقنون. (7925) إسناده صحيح، وهو مطول: 7354، ومكرر: 7798، وقد فصلنا القول فيه في أولهما، وأشرنا إلى طرقه، ومها هذه الرواية. (7926) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7495. وأشرنا إلى هذا هناك. (7927) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 4654، عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن =

النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إن الله عز وجل اطلع على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ماشئتم، فقد غفرت لكم". 7928 - حدثنا يزيد، أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون،

_ = سلمة، ومن طريق يزيد بن هرون - شيخ أحمد هنا - عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 77 - 78، من طريق يزيد بن هرون. وقال "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين: أن الله اطلع عليهم فغفر لهم. وإنما أخرجاه على الظن: وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر". ووافقه الذهبي. والذي يشير إليه الحاكم، هو من حديث علي بن أبي طالب، لا من حديث أبي هريرة. وقد مضى في مسند على: 600، 827، 1803، 1090. وأما من حديث أبي هريرة، فلم يروه واحد من الشيخين. وحديث أبي هريرة - هذا نقله ابن كثير في التاريخ 3: 329، عن هذا الموضع من المسند. ثم قال: "ورواه أبو داود، عن أحمد بن سنان، وموسى بن إسماعيل - كلاهما عن يزيد بن هرون، به". ووهم رحمه الله. فإن رواية أبي داود، هي عن موسى بن إسماعيل عن حمّاد بن سلمة - مباشرة، سماعًا ثم رواه عن أحمد بن سنان، عن يزيد، عن حمّاد. وذكره الحافظ في الفتح 7: 237، ونسبه لأحمد، وأبي داود، وابن أبي شيبة. وفي مجمع الزوائد 6: 106، 107 حديثان آخران عن أبي هريرة، بنحو معناه. وقد مضى معناه ضمن حديث على، كما أشرنا. وضمن حديث لابن عباس: 6302، 3063. وضمن حديث لابن عمر:5878. (7928) إسناده صحيح، عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون: سبق توثيقه: 2187. ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الصغير، ص: 190 وابن سعد ترجمتين 5: 307، و 7/ 2/ 68. وابن أبي حاتم 2/ 2/ 386. وهب بن كيسان: سبق توثيقه: 2002، 5869. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 4/ 2/ 23. عبيد بن عمير الليثي: سبق توثيقه وأنه تابعي قديم، في: 4872. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 5: 314 - 342. وابن أبي حاتم 2/ 2/402. والحافظ في الإصابة 5: 79. وسبق ثناء الناس عليه خيرًا، بمحضر ابن عمر، في الحديث: 5359. والحديث في جامع المسانيد 7: 282 - =

عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "بينما رجل بفلاةٍ من الأرض، فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحىِ ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حَرَّةٍ، فانتهى إلى الحرة، فإذا هو في أذناب شراجٍ، وإذا شَرْجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتبع الماء، فإذَا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسْحاته، فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان، بالاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذا قلت هذا، فإني أنظر إلى ما خرج منها، فأتصدق بثلثه، أكل أنا وعيالي ثلثه، وأرد فيها ثلثه". 7929 - حدثنا يزيد، أخبرنا هشام بن حسان، عن محمَّد بن واسع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من ستر أخاه المسلم في

_ = 283. ورواه الطيالسي: 2587، عن عبد العزيز الماجشون، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم 2: 389 - 390، من طريق يزيد بن هرون، عن الماجشون. ثم رواه من طريق الطيالسي، عن الماجشون، ولم يذكر لفظه، إحالة على رواية يزيد بن هرون. وهو في الترغيب والترهيب 2: 21. ونسبه لمسلم فقط. قوله "فتنحى ذلك السحاب": أي قصد. يقال: "تنحيت واخيت"، أي: قصدت. وقال القاضي عياض في المشارق 2: 6 "أي أعتمد تلك الحرة وقصدها". والحرة - بفتح الحاء وتشديد الراء: الأرض ذات الحجارة السود. قوله "فإذا هو في أذناب شراج" - إلخ، الشراج، بكسر الشمِن المعجمة: جمع "شرجه"، بفتح المعجمة وسكون الراء، وهي: مسيل الماء من الحرة إلى السهل. وأذنابها: أطرافها وأسافلها. وقوله "وإذا شرجة": هذا هو الصواب الثابت في م وجامع المسانيد. وفي ج ك " وإذا شراجة"، بألف بعد الراء، وهو خطأ. المسحاة، بكسر الميم: المجرفة من الحديد. (7929) إسناده ضعيف، لانقطاعه بين محمَّد بن واسع وأبي هريرة. وقد فصلنا القول في تخريجه وتعليله، في الرواية الماضية: 7687. وأشرنا هناك إلى هذه الرواية" وإلى الرواية الآتية: 10502.

الدنيا، ستره الله في الآخرة، ومن نفس عن أخيه كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربةً يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". 7930 - حدثنا يزيد، أخبرنا الحجاج بن أرطأة، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من سئل عن علمٍ فكتمه، جاء يوم القيامة ملجمًا بلجامٍ من نارٍ". 7931 - حدثنا يزيد، حدثنا جرير بن حازم، عن غَيْلان بن

_ (7930) إسناده صحيح، وقد مضى بإسناد آخر صحيح: 7561، من رواية حمّاد سلمة، عن علي بن الحكم، عن عطاء. وفصلنا القول في تخريجه، وأشرنا إلى هذا- هناك. (7931) إسناده صحيح، غَيْلان بن جرير المعولي الأزدي البصري: تابعي ثقة، وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 101 - 102. وابن سعد 7/ 2/9. وابن أبي حاتم 3/ 2/ 52 - 53. والذهبي في تاريخ الإسلام 5: 121. و"المعولي": بسكون العين المهملة وفتح الواو. واختلف في الميم في أوله: فضبطه السمعاني وغيره بفتحها. وصوب ابن الأثير في اللباب كسرها. ونقل الحافظ في تحرير المشتبه، أنه قرأ بخط النووي في حاشية مختصر الأنساب، تعقيبًا على تصويب ابن الأثير كسر الميم، بأنه "خطأ فاحش. وقد كان غنيًا عن هذا الاستدراك الباطل. وقد صرح من لا يحصى من كبار أئمة هذا الشأن - بفتح ميمه". وهذه النسبة إلى بني "معولة بن شمس بن عمرو بن غنم" من الأزد. و"شمس": بضم الشين المعجمة، في هذا الأسم فقط. نص عليه الحافظ في تحرير المشتبه في موضعه في حرف "الشين" وفي الكلام على "المعولي" في حرف الميم. وكذلك نص عليه الزبيدي في شرح القاموس 4: 173. أبو قيس بن رياح؟ اسمه "زياد". وهو تابعي ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 321 - 322. وابن أبي حاتم 1/ 2/531. و"رياح": بكسر الراء وتخفيف الياء التحتية. ووقع في تاريخ البخاري "رباح"، بالموحدة فيكون بفتح الراء. ونقل النووي في شرح مسلم أن البخاري ذكره بالوجهين. وذكر الذهبي في المشتبه، ص: 212 - 213 عن البخاري أنه حكى فيه الباء الموحدة. والراجح، بل الصحيح، كسر الراء مع التحتية. والحديث في =

جرير، عن أبي قيسٍ بن رياح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، فميتته جاهلية، ومن قاتل تحت

_ = جامع المسانيد والسنن7: 513، عن هذا الموضع. وسيأتي: 8047، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن غَيْلان بن جرير، به، نحوه. ويأتي: 10338، عن ابن علية، عن أيوب، به، نحوه. ويأتي: 10339، عن محمَّد بن جعفر، عن شُعبة، عن غَيْلان، به، نحوه، ورواه مسلم 2: 89، من طريق جرير بن حازم، عن غَيْلان ثم رواه- نحوه- من طريق حمّاد بن زيد، عن أيوب. ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مهدى بن ميمون. ثم من طريق محمَّد بن جعفر، عن شُعبة- ثلاثتهم عن غَيْلان بن جرير. ورواه النسائي 2: 175 - 176، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عن غَيْلان. وروى ابن ماجة: 3948 قطعة منه، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، أيضاً. وأشار إليه البخاري في الكبير 2/ 322/1، في ترجمة زياد- من طريق أيوب، ومهدى بن ميمون، ومن طريق جرير بن حازم. ثم قال: "وقال محمَّد بن يوسف، عن سفيان، عن يونس بن عبيد، عن غَيْلان، عن زياد بن مطولاً عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، في الحصبة. ونقل محققه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني عن ابن ماكولا: أن الفريابي -وهو محمَّد بن يوسف شيخ البخاري- رواه هكذا، وأنه قال: "وغيره يرويه عن غَيْلان، عن زياد بن رياح. ثم عقب العلامة الشيخ عبد الرحمن عليه، فقال: "الرياح والمطولاً وإن تناسبا في المعنى لايتقاربان لفظا ولا خطأ، فلا أدري كيف وقع الخطأ". وهذا تعقب جيد. قوله (تحت راية عمية " - قال ابن الأثير: قيل: هو "فِعيلة"، من العلماء: الضلالة، كالقتال في الحصبية والأهواء. وحكى بعضهم فيها ضم العين. وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار 2: 88) كذا ضبطناه عن أشياخنا في صحيح مسلم، بكسرالعين والميم وتشديد الياء وفتحها. وضبطه في كتب اللغة، على أبي الحسين بن سراج، بالوجهين: الضم والكسر في العين. ويقال "عِمما" أيضاً، مقصور، بمعناه. وقال أبو على القالي: هو قتيل عِمما، إذا لم يعرف قاتله. فسرها أحمد بن حنبل: أنها كالأمر الأعمى، لايستبين وجهه. وقال إسحق بن راهويه: هذا في تجارح القوم وقتل بعضهم بعضاً، كأنه من التعمية -وهو التلبيس. وقيل في مثله: أي فتنة وجهل. وقد فسرها في تمام الحديث بقوله: يغضب لعصبةٍ أو ينصر عصبة". وقوله =

رايةٍ عُمِّيًة، يغضب لعصبته، ويقاتل لعصبنه، وينصر عصبنه، فقتل، فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي، يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى لمؤمنها، ولا يفي لذي عهدها، فليس مني، ولست منه". 7932 - حدثنا يزيد، أخبرنا مبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، قال: أتيت أبا هريرة فقلت له: إنه بلغني أنك

_ "لا يتحاشى لمؤمنها" - قال القاضي عياض 1: 214 "بالتاء وآخره ياء: أي لا يتنحى ولا يتورع ولا يبالى. يقال "حَشَى لله" و"حاشى لله" ومعناه: معاذ الله. وأصله من "حاشيت فلانًا وحَشَيْته" أي: نحيته. قال ابن الأنباري: معنى "حاش" في كلام العرب: أَعْزِلُ وأنَحى. قال: ويقال "حاش لفلانٍ" و"حاشى فلانًا" و"حَشَى فلانٍ". وانظر لسان العرب. (7932) إسناده صحيح، مبارك بن فضالة: سبق توثيقه، وأنه يدلس، في: 1426، 5989. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/35. وابن أبي حاتم 4/ 1/338 - 339. علي ابن زيد بن جدعان: سبق أن رجحنا توثيقه مراراً، منها في: 26، 783. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/17. وابن أبي حاتم 3/ 1/186 - 187. وذكره المصعب في نسب قريش، ص: 293. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مَلّ، التابعي الكبير. مضى في: 1410، 7567. والحديث في جامع المسانيد 7: 507، عن هذا الموضع. ونقله ابن كثير في التفسير 2: 451، عن هذا الموضع. ورواه الطبري في التفسير 5: 58 (طبعة بولاق)، عن الفضل بن المصباح، عن يزيد بن هرون - شيخ أحمد هنا- بهذا الإِسناد. وفيه: "لقد سمعته، يعني النبي -صلي الله عليه وسلم -"، بزيادة الهاء في "سمعته". وسيأتي مطولاً: 10770، عن عبد الصمد، عن سليمان بن المغيرة، عن علي بن زيد، به. ونقل ابن كثير أيضاً في التفسير 2: 451، الرواية الآتية المطولة. مع سقط وتحريف فيه. ثم ذكر أن ابن أبي حاتم رواه من وجه آخر، بإسنادين، دلا على أن علي بن زيد لم ينفرد به. فذكر أنه رواه عن أبي خلاد سليمان بن خلاد المؤدب، عن محمَّد الرفاعي، عن زياد بن الجصاص، عن أبي عثمان النهدي. وأنه رواه عن بشر بن مسلم، عن الربيع بن روح، عن محمَّد بن خالد الوهبي - وكتب هناك "الذهبي" خطأ - عن زياد الجصاص، عن أبي عثمان النهدي. ثم ذكر ابن كثير هذا الإِسناد الثاني عن ابن أبي =

تقول: إن الحسنة تضاعف ألف ألف حسنة، قال: وما أعجبك من ذلك؟ فوالله لقد سمعت، يعني النبي - صلي الله عليه وسلم -[قال عبد الله بن أحمد]: كذا قال أبي - يقول: "إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة". 7933 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة،

_ = حاتم 4: 168 - 169. وهذان إسنادان صحيحان: أبو خلاد سليمان بن خلاد المؤدب: ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/ 110، وقال: "كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق". وله ترجمة في تاريخ بغداد 9: 53. محمَّد الرفاعي: لعله "محمَّد بن يزيد، أبو هشام الرفاعي". وهو ثقة، مترجم في التهذيب. بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي- شيخ ابن أبي حاتم في الإِسناد الثاني: ثقة، ترجمه هو في الجرح والتعديل 1/ 1/ 368، وقال: "سمعت منه، وكان صدوقًا" الربيع بن روح بن خليد الحمصي: ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 255. وابن أبي حاتم 1/ 2/ 461، وذكر أن أباه روى عنه وقال: "وكان ثقة خيارًا". محمَّد بن خالد الوهبي الحمصي: ثقة، وثقه ابن حبان، والدارقطني - وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 74. وابن أبي حاتم 3/ 2/243 - فلم يذكرا فيه جرحاً. زياد بن الجصاص، أو "زياد الجصاص": هو زياد بن أبي زياد الجصاص، أبو محمَّد الواسطي. وقد سبق أن قلنا في رقم: 23 أنه ضعيف جدًا ليس بشيء، وتبعنا فيه ابن المديني وأبا زرعة وغيرهما، ثم استدركنا الآن أن هذا تشدد منهم وغلو؛ لأن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 1/ 325، فلم يذكر فيه جرحاً، وهذا إمارة توثيقه عنده، ثم لم يذكره في الضعفاء. وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 465 - 466، وقال: "ربما وهم". فالظاهرأنه أخطأ في بعض حديثه، فأنكره عليه من تكلم فيه. وهذا الحديث لم ينفرد به كما ترى، فقد رواه كما رواه علي بن زيد بن جدعان، بنحوه. فارتفعت شبهة الخطأ أو الوهم. وصح الحديث من الوجهين، والحمد لله. (7933) إسناده صحيح، وسيأتي مرة أخرى بهذا الإِسناد: 9822. ويأتى من أول عن أبي هريرة: 8502، 10663، 10741. ورواه الترمذي 3: 271، من طريق سفيان - وهو الثوري - عن محمَّد بن عمرو، به، نحوه. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه ابن ماجة: 4122، من طريق محمَّد بن - بشر، عن محمَّد بن عمرو. وذكره =

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عامٍ". 7934 - حدثنا يزيد، عن حمّاد سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "كان زكريا عليه السلام نجاراً". 7935 - حدثنا يزيد، أخبرنا همام بن يحيى، عن إسحق بن

_ = المنذر في الترغيب والترهيب 4: 88، وقال: "رواه الترمذي، وابن حبان في صحيحه". ثم قال: "ورواته محتج بهم في الصحيح". وانظر: 2771، 6570، 6571، 6578، 7704. (7934) إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 277، عن هداب بن خالد، عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ورواه ابن ماجة: 2150، من طريق حمّاد، به. (7935) إسناده صحيح، همام بن يحيى بن دينار الأزدي: مضى مراراً، وهو معروف. ووقع هنا في ح. "همام عن يحيى"! وهو تحريف. فإن همام بن يحيى يروي عن إسحق مباشرة، و"يحيى" هنا هو أبوه، لا شيخه. وصححناه من ك م وجامع المسانيد. إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري: سبق توثيقه: 5414. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 1/ 226. عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري النجاري، قاضي المدينة: تابعي ثقة كثير الحديث. أخرج له أصحاب الكتب الستة. وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 273. والحديث في جامع المسانيد 7: 219 - 220. وسيأتي: 9245، عن عفان، عن همام، بهذا الإِسناد. وسيأتي أيضًا: 10384، عن بهز، عن حمّاد، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، به. ورواه البخاري 13: 392 - 393، عن أحمد بن إسحق، عن عمرو بن عاصم، عن همام، به. ورواه مسلم 2: 326، عن عبد بن حميد، عن أبي الوليد، عن همام. ورواه قبله عن عبد الأعلي بن حمّاد، عن حمّاد - وهو ابن سلمة - عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 74، ونسبه للشيخين. ثم فسره فقال: "قوله فليعمل ما شاء، معناه - والله أعلم: أنه ما دام كلما أذنب ذنباً استغفر وتاب منه ولم يعد إليه، بدليل قوله: ثم أصاب ذنباً آخر - فليفعل إذا كان هذا دأبه. ما شاء؛ لأنه كلما أذنب كانت توبته واستغفاره كفاره لذنبه، فلا يضره. =

عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -: "إن رجلاً أذنب ذنباً، فقال: رب، إني أذنبت ذنباً، أو قال: عملت عملاً ذنباً، فاغفره، فقال عز وجل: عبدي عمل ذنبًا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم عمل ذنباً آخر، أو أذنب ذنباً آخر، فقال: رب، إني عملت ذنباً فاغفره، فقال تبارك وتعالى: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفر لعبدي، ثم عمل ذنباً آخر، أو أذنب ذنباً آخر، فقال: رب إني عملت ذنباً فاغفره، فقال: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء". 7936 - حدثنا محمَّد وحسين، قالا: حدثنا عوف، عن أبي قحذم، قال: وجد في زمن زيادٍ أو ابن زياد - حفرة فيها حب أمثال الثوم، عليه مكتوب: هذا نبت في زمانٍ كان يعمل فيه بالعدل.

_ لا أنه يذنب الذنب فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعاوده. فإن هذه توبة الكذابين". (7936) هذا خبر عن رجل ليس بثقة. وليس بحديث، ولاصلة له بمسند أبي هريرة. ولكن هكذا ثبت في نسخ المسند في هذا الموضع. أبو قحذم: قال البخاري في "الكنى" رقم: 576 "أبو قحذم، رأى أبا بكرة". ثم لم يقل غير ذلك. فلا نجزم أهو هذا أم غيره. وقال ابن أبي حاتم 4/ 2/429: "أبو قحذم، رأى أبا بكرة. روى عنه منصور بن زاذان". والحافظ نقل كلام ابن أبي حاتم في التعجيل، ص: 514، وزاد: "ووهاه ابن معين وغيره". وقال في لسان الميزان: "قال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدولابي: ليس بثقة". وقال في تحرير المشتبه، ص 387 (مخطوط مصور): "وأبو قحذم شيخ لعوف الأعرابي". و"قحذم": ضبطه الحافظ في تحرير المشتبه، بفتح القات وسكون الحاء المهملة وفتح الذال" - يعني المعجمة. ووقع في م ح بالدال بدون نقط. ووقع في ك "أبو جحدم"! وهو خطأ صرف. وهذا الخبر كلام لا قيمة له. وقوله "أمثال الثوم"، في الإكمال للحسيني والتعجيل للحافظ "أمثال النوى". وهي نسخة بهامشي ك م.

7937 - حدثنا إسحق بن يوسف، وهو الأزرق، أخبرنا عوف،

_ (7937) إسناده صحيح، على خطأ في الأصول، كما سيأتي. إسحق بن يوسف بن مرداس المحزومي الواسطي: هو "إسحق الأزرق". وقد مضت ترجمته وتوثيقه في: 943، 6264. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/ 62. وابن أبي حاتم 1/ 1/ 238. ووقع في الأصول الثلانة هنا "إسحق بن يونس، وهو الأزرق". وهذا خطأ في اسم أبيه يقيناً، وهو خطأ من الناسخين، لا شك في ذلك إذ لو كان قولاً أو روايةً لذكروه وبينوه. ثم ليس في نسبه اسم "يونس" أصلاً، حتى يكون نسبه مرفوعًا إلى أحد أجداده. وعن ذلك جزمت بالصواب وصححته في إسناده الحديث. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. والحديث سيأتي: 9430، 9454، عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن عوف، بهذا الإِسناد. وذكر ابن كثير في جامع المسانيد والسنن 7: 197، رواية أحمد عن عبد الوهاب بن عطاء هذه. ثم ذكر في ص: 198 هذا الحديث، من رواية أحمد عن محمَّد بن جعفر عن عوف. ولم أجده في المسند من رواية محمَّد بن جعفر أصلاً. ولم يذكر ابن كثير رواية المسند هذه "عن إسحق الأزرق عن عوف". وأنا أرجح أن ذكر "محمَّد بن جعفر" سهو من الحافظ ابن كثير. وأن صوابه "إسحق بن يوسف الأزرف"، وهو الحديث الذي هنا. وأنه أراد أن يكتب "إسحق الأزرق"، فسها أو انتقل نظره، فكتب محمَّد بن جعفر" بدل "إسحق بن يوسف". خصوصًا وأنه ذكر قبل ذلك، ص: 159، في أوائل رواية "شهر بن حوشب عن أبي هريرة" - الحديث التالي لهذا: 7938، وذكر أول إسناده هكذا: "حدثنا إسحق بن يوسف، وهو الأزرق، أخبرنا عوف". في حين أن إسناد الحديث التالي هكذا: "حدثنا إسحق بن يوسف، حدثنا عوف" - فليس فيه قوله "وهو الأزرق". بل هو مذكور في إسناد الحديث الذي معنا فقط. والحديث رواه أبو نعيم في الحلية 6: 64، من طريق الحرث، وهو ابن أبي أسامة، عن هوذة، وهو ابن خليفة، عن عوف، هذا الإسناد، قال: "رواه يزيد بن زريع وأبو عاصم، عن عوف، مثله". روراه أيضاً في تاريخ أصبهان 1: 4، بالإسناد نفسه، من طريق الحرث بن أسامة. ثم قال: "ورواه داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب. ورواه بشر بن المفضل، وإبراهيم بن طهمان، عن عوف". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 64، وقال: "رواه أحمد، وفيه شهر، وثقه أحمد، وفيه خلاف. وبقية رجاله رجال الصحيح". وقال أيضاً: "هو في =

عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: سمعته يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس". 7938 - حدثنا إسحق بن يوسف، حدثنا عوف، عن محمَّد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اطلعت في النار فوجدت أكثرُ أهلها النساء، واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء". 7939 - حدثنا صفوان بن عيسى، أخبرنا محمَّد بن عَجْلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال: قال

_ = الصحيح، غير قوله: العلم". ورواية الصحيح التي يشير إليها الهيثمي - هي ما رواه البخاري 8: 492 - 493، من طريق سليمان بن بلال، ومن طريق عبد العزيز، وهو الدراوردي، عن ثور بن يزيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة - مطولاً مرفوعًا - وفيه: "لو كان الإيمان عند الثريا، لناله رجال، أو رجل، من هؤلاء". ورواه أيضاً مسلم، والترمذي، والنسائي، كما ذكر الحافظ في الفتح. ورواية ثور عن أبي الغيث - هذه- ستأتي في المسند: 9396. وروى أحمد أيضاً: 8067، نحوه - مختصراً - من رواية يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة. ورواه أيضاً مسلم، من حديث يزيد بن الأصم، كما ذكر الحافظ في الفتح. وقال الحافظ: "وقد أطنب أبو نعيم في أول تاريخ إصبهان، في تخريج طرق هذا الحديث. أعني حديث "لو كان الدين عند الثريا". ووقع في بعض طرقه عند أحمد بلفظ "لو كان العلم عند الثريا". وهذه إشارة من الحافظ إلى رواية المسند التي هنا. (7938) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن سيرين. وهذا الحديث - من حديث أبي هريرة - لم أجده في مكان آخر، ولم أجد إشارة إليه. وهو صحيح جداً. وقد مضى معناه من حديث ابن عباس: 8206، 3386. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: 6611. (7939) إسناده صحيح، ورواه الطبري في التفسير، رقم: 304 بتخريجنا، عن محمَّد بن بشار، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإِسناد. ورواه مرة أخرى (ج 30 ص: 62 طبعة بولاق)، بهذا الإِسناد نفسه. ورواه الترمذي 4: 210، عن قتيبة، عن الليث، عن ابن عجلان، به، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه ابن ماجة: 4244، من رواية حاتم بن =

رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت، حتىِ يعلو قلبه ذاك الرين الذي ذكر الله عز وِجل في القرآن: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. [سورة المطففين، الآية: 14]. 7940 - حدثنا صفوان، أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة.

_ = إسماعيل والوليد بن مسلم، كلاهما عن ابن عجلان. ورواه الحاكم في المستدرك 2: 517، من طريق بكار بن قتيبة القاضي، عن صفوان بن عيسى، به. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وذكره ابن كثير في التفسير 1: 84، من رواية الطبري، ونسبه للترمذي، والنسائي، وابن ماجة. وذكره مرة أخرى 9: 143، من رواية هؤلاء، ومن رواية المسند. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 325، وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن حبان، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإ يمان. وقوله "الرين" - في نسخة بهامش م "الران". وكذلك في بعض روايات من ذكرنا. وكلاهما صحيح "الرين" و"الران" سواء، كالذيم والذام، والعيب والعاب. وأصل "الرين": الطبع والدنس. وهو أيضاً: الصدأ الذي يعلو السيف والمرآة. قال أبو عبيد: "كل ماغلبك وعلاك، فقد ران بك، ورانك، وران عليك". (7940) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 19، عن محمَّد بن بشار، وأحمد بن نصر النيسابوري، "وغير واحد، قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى" - فذكره بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح". وكذلك رواه ابن ماجة: 2802، عن محمَّد بن بشار، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وبشر بن آدم، "قالوا: حدثنا صفوان بن عيسى ... ". ورواه النسائي- بنحوه - 2: 62، عن عمران بن يزيد، عن حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 192، ونسبه للترمذي، والنسائي وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه. ونسبه السيوطي في زيادات الجامع الصغير" لابن حبان أيضاً. انظر الفتح الكبير 3: 126.

7941 - حدثنا صفوان، أخبرنا ابن عَجْلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الدين النصيحة"، ثلاث مرات، قال: قيل: يا رسول الله، لِمَنْ؟، قال: "لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين". 7942 - حدثنا محمَّد بن [أبي] عدي، عن ابن عون، عن هلال بن أبي زينب، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، أنه قال: ذكر

_ (7941) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 123، عن بندار - وهو محمَّد بن بشار - عن صفوان بن عيسى، بهذا الإِسناد. وآخره عنده: "ولأئمة المسلمين وعامتهم". وقال: "هذا حديث حسن". وقد مضى معناه من حديث ابن عباس: 3281. ورواه مسلم من حديث تميم الداري، وهو الحديث السابع من الأربعين النووية. وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم: هذا الحديث أخرجه مسلم من رواية سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري. وقد روي عن سهيل وغيره، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وخرجه الترمذي من هذا الوجه، فمن العلماء من صححه من الطريقين جميعاً، ومنهم من قال: إن الصحيح حديث تميم، والإسناد الآخر وهم". والترمذي إنما خرجه من الوجه الذي رواه منه أحمد: من حديث القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة. فإذا كان سهيل بن أبي صالح رواه أيضاً عن أبيه عن أبي هريرة، كما قال الحافظ ابن رجب - كان هذا متابعة صحيحة لرواية القعقاع عن أبي صالح، وكان هذا مؤيدا لصحة الحديث من الطريقين جميعاً: من حديث أبي هريرة، ومن حديث تميم الداري. (7942) إسناده صحيح، محمد بن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وكنية أبيه "أبو عدي"، كما بينا في: 7200. ووقع هنا في الأصول الثلاثة "محمَّد بن عدي" - بحذف كلمة [أبي]. وهو خطأ واضح، صححناه من التهذيب الكبير، ومن جامع المسانيد والسنن. هلال بن أبي زينب - واسمه: فيروز - البصري، مولى قريش: ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 204. وابن أبي حاتم 4/ 2/76 - فلم يذكرا فيه جرحاً. =

الشهيدُ عند النبي - صلي الله عليه وسلم - فقال: "لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبندره زوجتاه، كأنهما ظئران أَظَلَّتَا- أو أضَلَّتا - فصيليهما ببراح من الأرض، بيد كل واحدة منهما حُلَّةٌ خير من الدنيا وما فيها".

_ = وذكره ابن حبان في الثقات. قال الحافظ في التهذيب: "وضعفه الساجي، وقال: قال أحمد بن حنبل: تركوه. وهو عجيب! فإنما قال ذلك أحمد في شيخه". يعني في "شهر بن حوشب". فهذا تهجم من الساجي، ضعف رجلاً خطأ بكلمة ليست فيه. وقلده الذهبي في الميزان، فذكر كلمة أحمد بن حنبل جازما بها، دون تحر ولا توثق، ودون أن ينسبها لناقلها الأول - الساجي- الذي أخطأ فيها!!. وكلمة "زينب" - رسمت في ح "ذنيب"!، وهو خطأ، صححناه من ك م، ومن سائر المراجع. والحديث رواه الحافظ المزي، في التهذيب الكبير، في ترجمة "هلال بن أبي زينب"، بإسناده من طريق المسند هذه، من طريق القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه. وذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7: 195 - 196، عن هذا الموضع من المسند. وسيأتي في المسند: 9516، عن إسماعيل، وهو ابن علية، عن ابن عون، بهذا الإِسناد. ورواه ابن ماجة: 2798، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن أبي عدي- شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد. وقال البوصيري في زوائده: "هذا إسناده ضعيف، لضعف هلال بن أبي زينب"!، وقد تبين بما مضى أن هذا خطأ، قلد فيه البوصيري الساجي أو الذهبي، دون بحث أو تمحيص. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2 ك 196، وقال: "رواه ابن ماجة، من رواية شهر بن حوشب عنه". يعني عن أبي هريرة. قوله "كأنهما ظئران" - "الظئر،: المرضع غير ولدها، ويطلق على الذكر والأنثى. وقال المنذري: "ومعناه: أن زوجته من الحور العين يبندرانه ويحنوان عليه ويظلانه، كما تحنو الناقة المرضع على فصيلها. ويحتمل أن يكون "أضلتا" بالضاد. فيكون النبي -صلي الله عليه وسلم -شبه بِدَارَهما إليه باللهفة والحنو والشوق كبدار الناقة المرضع إلى فصيلها الذي أضلته. ويؤيد هذا الاحتمال قوله "في براح من الأرض". والله أعلم. والبراح - بفتح الباء الموحدة وبالحاء المهملة: هي الأرض المتسعة، لا زرع فيها ولا شجر". ورواية ابن ماجة "أضلتا" بالضاد. ويظهر أنها =

7943 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حمّاد بن سلمة،

_ = كانت في النسخة التي وقعت للمنذري "أظلتا" بالظاء. وأما رواية المسند هنا - فهي كما تري- باللفظين، بالشك من الراوي. والرواية الآتية في المسند - التي أشرنا إليها- بالضاد لا غير، دون شك وعندي أن هذا هو الصحيح، أعني بالضاد لا غير. (7943) إسناده صحيح، شتير بن نهار: اختلف في اسمه، أهو "شتير" - كما هنا - بضم الشين المعجمة وفتح التاء المثناة، أم "سمير"، بضم السين المهملة وفتح الميم بدل التاء؟، أما البخاري فترجمه في الكبير 2/ 2/ 202، في اسم "سمير" بالمهملة، ونقله عن رواية "صدقة بن موسى عن محمَّد بن واسع" - يعني عن "سمير". ثم قال البخاري: "وقال لي محمَّد بن بشار: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ليس أحد يقول "شتير بن نهار" إلا حمّاد بن سلمة". فهذا جزم من البخاري أو ترجيح أنه "سمير" بالمهملة والميم. وأما ابن أبي حاتم فقد خرج من الخلاف بأن ترجمه في الترجمتين، في باب "سمير" 2/ 1/ 131، ولم يذكر الخلاف. ثم في باب "شتير"، ص: 387، وذكر أنه "يقال سمير بن نهار". والحافظ المزي ترجمه في التهذيب الكبير (مخطوط مصور عندي)، في الشين المعجمة، في اسم "شتير"، وأشار إلى الخلاف فيه، ولم يترجم له في السين المهملة. وكذلك تبعه صاحب الخلاصة. والحافظ ابن حجر ترجمه في التقريب، في السين المهملة، وأشار إلى الخلاف فيه، ثم ذكره في الشين المعجمة، وقال:. "تقدم في سمير، بالمهملة". ولكنه في تهذيب التهذيب ترجم له في "شتير" بالمعجمة، وذكر الخلاف فيه وكلمة البخاري عن ابن بشار - نقلا عن التهذيب الكبير، ثم قال ابن حجر: "تقدم مبسوطا في سمير" - يعني بالمهملة! وقد سها رحمه الله، فإنه لم يذكره في "سمير" أصلاً، لا مبسوطا ولا مختصرا. وإنما نقله طابع تهذيب التهذيب في الهامش نقلا عن التقريب. ومن العجيب أيضاً أن الحافظ المزي، وتبعه ابن حجر في التقريب، وكذلك صاحب الخلاصة - وضعوا على اسمه "شتير" حرف "د رمز أبي داود، في حين أن هذا الحديث رواه أيضاً الترمذي - كما سيأتي - ولكن ذكره باسم "سمير"! وقد خرج الحافظ ابن حجر من هذا، فوضع على اسمه برسم "سمير" حرف "ت" رمز =

عن محمَّد بن واسع، عن شُتَير بن نهار، عن أبي هريرة، قال: قال

_ = الترمذي، وأصاب في ذلك. وقد تتبعتُ ما استطعتُ جمعه من الروايات عن هذا الراوي، واختلافهم فيه. فتبين لي أنه لم يقل أحد "سمير بن نهار" بالمهملة إلا صدقة بن موسى، على خلاف في الرواية عنه، كما سيأتي. وأن حمّاد بن سلمة سماه "شتيرا" بالمعجمة. وحماد أكثرُ حفظا وأشد توثقا من صدقة بن موسى، وهو- عندي- يقدم عليه إذا ما اختلفا. ثم تابع حمّاد بن سلمة في تسميته "شتيرا" بالمعجمة = أبو نضرة المنذر بن مالك العبدي التابعي الثقة. ولعله أعرف به من غيره، فإن "شتير بن نهار" عبدي أيضاً، كمثل أبي نضرة، كما في ترجمته عند ابن أبي حاتم. ثم هما من طبقة واحدة من التابعين. وقد قال أبو نضرة في شأنه: "وكان من أوائل من حدث في هذا المسجد" - يعني مسجد البصرة. نقل ذلك البخاري في الكبير في ترجمته باسم "سمير". والظاهر من صنيع الحافظ ابن كثير أنه يرجح اسم "شتير" بالمعجمة، فإنه ذكره في جامع المسانيد والسنن في حرف الشين من التابعين الرواة عن أبي هريرة، ج 7 ص 193 - 194، فقال: "شتير بن نهار، ويقال سمير، العبدي البصري". ولم يذكره في السين المهملة. ولهذا التابعي في المسند ثلاثة أحاديث، جمعها الإِمام أحمد - فيما سيأتي- في إسناد واحد، برقم: 8693، 8694، 8695. وأحدها الحديث الذي هنا. رواها عن أبي داود الطيالسي، عن صدقة بن موسى، عن محمَّد بن واسع، "عن شتير بن نهار". هكذا وقع في رواية "صدقة بن موسى"، في ذاك الوضع من المسند، في نسخة ح المطبوعة. ووقع في المخطوطة ص "سمير بن نهار". وهو المعروف من رواية صدقة بن موسى. ويرجح أنه في رواية صدقة "سمير": أن أحد هذه الأحاديث رواه الطيالسي في مسنده: 2586، عن صدقة، عن محمَّد بن واسع، "عن سمير". وكذلك روى الترمذي 4: 291، هذا الحديث الذي معنا من طريق الطيالسي، وفيه: "عن سمير". ولكن ابن كثير، حين ذكر الأحاديث الثلاثة عن المسند، من رواية أحمد عن الطيالسي، سماه في الأولين "شير بن نهار"، وسماه في ثالثهما "سمير بن نهار". ولعلنا نحقق هذا الخلاف في نسخ المسند، أو في الخلاف على صدقة بن موسى = عند ذكر =

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن حُسن الظن من حُسن العبادة".

_ = تلك الأحاديث الثلاثة، فيما يأتي في السند، إن شاء الله. وأما حمّاد بن سلمة، فإنه لم تختلف الرواية عنه في تسميته "شتير بن نهار"، في روايات هذا الحديث في المسند أربع مرات، وفي روايته عند أبي داود والحاكم. وكذلك أبو نضرة، حين سماه "شتير بن نهار"، في حديث آخر سيأتي في السند: 10741، رواه أحمد، عن الطيالسي، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن "شتير بن نهار، عن أبي هريرة". وكذلك ثبت بهذا الإِسناد في جامع المسانيد والسنن. وعن هذا كله رجحنا الروايات التي اسمه فيها "شتير" بالمعجمة والمثناة. وأما ذكره في المشتبه للذهبي، ص 304 باسم "سمير" فقط، وقول الحافظ في تحرير المشتبه، ص: 272 "شتير بن نهار، كذا يقول حمّاد بن سلمة، والمعروف سمير، بالمهملة". وذكره إياه في التعجيل، ص: 168 - 169 باسم "سمير"، وإشارته إلى الخلاف فيه، كأنه يرجحع اسم "سمير" = فكل هذا تقليد للبخاري واتباع لكلمة عبد الرحمن بن مهدي التي رواه البخاري أنه لم يقل أحد "شتير بن نهار" إلا حمّاد بن سلمة. وقد تبين أن هذا الجزم من الإِمام عبد الرحمن بن المهدي - منقوض برواية أبي نضرة. فالظاهر أنها لم تصل إلى ابن مهدي، فقال ما قال. و"شتير" هذا تابعي ثقة. لم يذكر فيه البخاري ولا ابن أبي حاتم جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات، ص: 222 (مخطوط مصور)، قال: "شتير بن نهار، يروي عن أبي هريرة في حسن الظن، روى عنه محمَّد بن واسع". ويكفي في توثيقه - فوق هذا كله - قول أبي نضرة، زميله وبلديه: "كان من أوائل من حدث في هذا السجد". ولم يكن أبو نضرة ليحدث عنه إن كان فيه مطعن أو جهالة، فيما نرى، إن شاء الله. واسم أبيه "نهار": بفتح النون والهاء مخففة، وقد وقع في سنن أبي داود، المطبوعة مع عون المعبود 4: 455 بوضع شدة بالقلم فوق الهاء. وهو خطأ لا شك فيه. والحديث سيأتي مرة أخرى: 8023، بهذا الإِسناد واللفظ. وسيأتي: 9269، عن عفان. و: 10369، عن بهز - كلاهما عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإِسناد، بلفظ: "حسن الظن من حسن العبادة"، بحدف "إن" من أوله. وكذلك رواه أبو داود: 4993 - بحذف "إن" - بإسنادين، من =

7944 - حدثنا صفوان، أخبرنا محمَّد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله؛ أيُّ الناس خيرٌ؟، قال: "أنا ومنْ معي"، قال: فقيل له: ثم من يا رِسوِل الله؟، قال: "الذي على الأثر"، قيل له: ثم من يا رسول الله؟، قال: "فَرفَضهُم".

_ = طريق حمّاد بن سلمة، به. ورواه الحاكم في المستدرك 4: 241، من طريق حجاج بن منهال، عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإِسناد، بلفظ: "إن حسن الظن بالله تعالى من عبادة الله". وأنا أرجح أن صوابه: "من حسن عبادة الله"، وأن كلمة "حسن" سقطت سهوا من الناسخين أو الطابع، لثبوتها في الروايات الأخر. وقال: الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ورواه أحمد فيما سيأتي: 8694، عن الطيالسي عن صدقة بن موسى الدقيقى، عن محمَّد بن واسع، "عن شتير بن نهار"، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "إن حسن الظن بالله، من حسن عبادة الله". وقد وقع اسم التابعي في ذاك الموضع، في المطبوعة ح "شتير"، وكذلك في نقل ابن كثير في جامع المسانيد عن ذاك الموضع من المسند. ولكن وقع فيه في المخطوطة ص "سمير". وهو المعروف من رواية صدقة بن موسى، كما قلنا آنفا. وكذلك رواه الترمذي 4: 291، من طريق الطيالسي، عن صدقة بن موسى، بهذا الإِسناد واللفظ. وفيه اسم التابعي "سمير". وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه". وهذا ما استطعت جمعه من روايات هذا الحديث، ومن تحقيق اسم التابعي. والحمد لله على التوفيق. (7944) إسناده صحيح، صفوان: هو ابن عيسى البصري. والحديث سيأتي: 8464، عن يونس، عن ليث، وهو ابن سعد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً، وفيه "ثم الذين على الأثر" ثلا مرات، قال: "ثم كأنه رفض من بقى". ورواه أبو نعيم في الحلية 2: 78، من طريق أبي عاصم، وهو النبيل، عن ابن عجلان، وفيه "ثم الذين على الأثر" مرتين، وقال، "فرفضهم في الرابعة". فكأن الثالثة حذفت اختصارا، أو سقطت سهوا من الناسخين، للنص على الرابعة. ثم قال أبو نعيم: "رواه صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان- مثله". ورواية صفوان - معنا هنا - فيها مرة واحدة فقط. =

7945 - حدثنا محمَّد بن [أبي] عدي، عن محمَّد بن إسحق، قال: حدثني محمَّد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأسا، يهوي بها سبعين خريفا في النار". 7946 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعت عاصم ابن عُبيد الله من آل عمر بن الخطاب، يحدث عن عبيد مولى لأبي رُهم،

_ = وكذلك ثبت في الأصول الثلاثة، وكذلك في جامع المسانيد والسنن 7: 285. فلا أدري، أهو اختصار من صفوان بن عيسى، أم هو سقط من النسخ القديمة من المسند؟. وانظر: 7123، 8844. (7945) إسناده صحيح، محمَّد بن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي. وثبت في ح "محمد بن عدي"، بحذف [أبي]. وهو خطأ صححناه من المحطوطات. والحديث مضى بهذا الإِسناد: 7214. وأشرنا إلى هذا هناك. وانظر ما يأتي: 8392. (7946) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب. والحديث مضى: 7350، عن سفيان، وهو ابن عيينة، عن عاصم، "عن مولى ابن أبي رهم" مبهما غير مذكور اسمه. وقد ذكر اسمه هنا "عبيد". وقد بينا طرقه، وأشرنا إلى هذه الطريق هناك. وذكرنا أن الحديث صحيح من وجه آخر. وانظر - أيها الرجل المسلم، وانظري - أيتها المرأة المسلمة - هذا التشديد من رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، في خروج المرأة متطيبة تريد المسجد لعبادة ربها: أنها لا تقبل لها صلاة إن لم تغتسل من الطيب كغسل الجنابة، حتى يزول أثر الطيب. انظروا إلى هذا، وإلى ما يفعل نساء عصرنا المتهتكات الفاجرات الداعرات، وهن ينتسبن إلى الإسلام زورًا وكذبا، يساعدهن الرجال الفجار الأجرياء على الله وعلى رسوله وعلى بديهيات الإِسلام = يزعمون جميعاً أن لا بأس بسفور المرأة، وبخروجها عارية باغية، وباختلاطها بالرجال في الأسواق وأماكن اللهو والفجور، ويجترؤن جميعا فيزعمون أن الإسلام لم يحرم على المرأة الاختلاط، ولم يحرم عليها تولى المناصب العامة، ولم يحرم عليها السفر في البعثات التي يسمونها "علمية"، ويجيزون لها أن تتولى المناصب السياسية. بل انظروا إلى منظر هؤلاء الفواجر في الأسواق والطرقات، =

عن أبي هريرة: أنه لقى امرأة، فوجد منها ريحَ إعصارٍ طيبةً، فقال لها أبو هريرة: المسجد تردين؟، قالت: نعم، قال: وله تطَيبتِ؟، قالت: نعم، قال أبو هريرة: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما من امرأة تطيبت للَمسجد فيقبل الله لها صلاة حتى تغتسل منه اغتسالها من الجنابة"، فاذهبي فاغتسلي. 7947 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن فُرات، سمعت أبا حازم، قال: قاعدتُ أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن

_ = وقد كشفن عن عوراتهن التي أمر الله ورسوله بسترها. فترى المرأة وقد كشفت عن رأسها متزينة متهتكة، وكشفت عن ثدييها، وعن صدرها وظهرها، وعن إبطيها وما تحت إبطيها، وتلبس الثياب التي لا تستر شيئاً، والتي تشف عما تحتها، وتظهره في أجمل مظهر لها. بل إننا نرى هذه المنكرات في نهار شهر رمضان، لا يستحين، ولا يستحي من استرعاه الله إياهن من الرجال، بل من أشباه الرجال، الدياييث!! ثم قل بعد ذلك: أهؤلاء - رجال ونساء - مسلمون؟!. (7947) إسناده صحيح، فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي، سبق توثيقه: 1832. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 2/ 79. والحديث رواه البخاري 6: 359 - 360 (فتح)، عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد بن جعفر - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد، نحوه. وكذلك رواه مسلم 2: 87، عن محمَّد بن بشار، به. ورواه مسلم أيضاً 2: 87 - ولم يسق لفظه- وابن ماجة: 2187، كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس، عن حسن بن فرات، عن أبيه، به نحوه. وذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن 7: 174، وأشار إلى روايات الشيخين وابن ماجة. قوله "تسوسهم الأنبياء"، قال ابن الأثير: "أي تتولى أمورهم، كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية. والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه". وقال الحافظ في الفتح: "أي أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد، بعث الله لهم نبيا يقيم لهم أمرهم، ويزيل ما غيروا من أحكام التوارة. وفيه إشارة إلى أنه لا بد للرعية من قائم بأمورها، يحملها على الطريق الحسنة، وينصف المظلوم من الظالم". وقوله "فوا"، قال =

النبِي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن بني إسرائيل كانت تسُوسُهمِ الأنبياء، كلما هلك نبي خَلف نبي، وإنه لا نبي بعدي، إنه سيكون خلفاءُ فَتكثُر"، قالوا: فما تأمرنا؟، قال: "فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم". 7948 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن يعلى بن عطاء، قال: سمعت عمرو بن عاصم، يحدث أنه سمع أبا هريرة، يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أن أبا بكر رضى الله عنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "أخبرني بشيء أقوله

_ = الحافظ: "فعل أمر بالوفاء. والمعنى: أنه إذا بويع لخليفة بعد خليفة، فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها، وبيعة الثاني باطلة". ثم قال: "وقال القرطبي: في هذا الحديث حكم بيعة الأول، وأنه يجب الوفاء بها، وسكت عن بيعة الثاني. وقد نص عليه في حديث عرفجة، في صحيح مسلم، حيث قال: فاضربوا عنق الآخر". وحديث عرفجة - الذي أشار إليه القرطبي - هو في صحيح مسلم 2: 90، ولكن لفظه: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه". وأما المعنى الذي يشير إليه القرطبي، فهو في حديث أبي سعيد الخدري، عند مسلم في ذاك الموضع - مرفوعاً: "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما". (7148) إسناده صحيح، عمرو بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحرث الثقفي: سبق توثيقه برقم: 51. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/250. ووقع في الأصول الثلاثة هنا "عمر" بدل "عمرو". وهو خطأ، صححناه من المخطوطة ص ومن جامع المسانيد والسنن، ومن مراحع الترجمة، ومن روايات هذا الحديث. والحديث في جامع المسانيد 7: 315 - 316، عن هذا الموضع. ورواه الطيالسي: 2582، عن شُعبة، بهذا الإِسناد. وقد سبق أن رواه الإِمام أحمد، في مسند أبي بكر الصديق، برقم: 51، عن بهز، وبرقمي: 52، 63، عن عفان - كلاهما عن شُعبة، بهذا الإِسناد. ورواه الترمذي 4: 221، من طريق الطيالسي، عن شُعبة. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 11: 166 - 167، من طريق عيسى بن =

إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ، قال: "قل: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطَر السموات والأرض، ربَّ كل شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه. قُلهُ إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك". 7949 - حدثنا محمَّد، حدثنا شُعبة، عن داود بن فَرَاهيج، قال: سمعت أبا هريرة يقول: ما كان لنا على عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كون طعامٌ إلا الأسودين: التمر والماء.

_ = عفان، عن أبيه عفان - شيخ أحمد - عن شُعبة. ورواه أبو داود - في السنن: 5067، عن مسدد، عن هُشيم، عن يعلي بن عطاء، به. وكذلك رواه الحاكم في المستدرك 1: 513، من طريق عمرو بن عون الواسطي، عن هُشيم. وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وذكر شارح الترمذي أنه رواه أيضاً: النسائي، وابن حبان، وابن أبي شيبة. وقد مضى أيضاً - بنحوه: 81، من حديث أبي بكر نفسه. ولكن إسناده ضعيف، لا نقطاعه، لأنه من رواية مجاهد عن أبي بكر. ومجاهد لم يدرك أبا بكر. ولعله من أج، هذا أثبته الإِمام أحمد من رواية أبي هريرة، في مسند أبي بكر، لاحتمال أن يكون أبو هريرة رواه عن أبي بكر. ولكن الظاهر أنه من رواية أبي هريرة مباشرة، عن رسول الله، وأنه شهد سؤال أبي بكر، وأن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - علم بعض أصحابه هذا الدعاء. لأن الحديث مضى بنحوه: 6597، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - علمه لعبد الله بن عمرو بن العاص. ومضى أيضاً: 6851، أن عبد الله بن عمرو أخرج صحيفة وقال: "هذا ما كتب لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"، وفي الصحيفة: أن أبا بكر قال: يا رسول الله، علمني ما أقول ... " - إلخ. (7949) إسناده صحيح، داود بن فراهيج: سبق توثيقه: 7514. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 24، عن هذا الموضع. وسيأتي مرة أخرى بهذا الإِسناد: 9913. وسيأتي أيضًا: 9370، عن عفان، عن شُعبة، به. وسيأتي معناه ضمن حديثين آخرين: 8638، من رواية الحسن، عن أبي هريرة. و9238، من رواية سعيد، وهو المقبري، =

7950 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن داود بن فراهيج، قال: سمعت أبا هريرة قال: هَجَر النبي -صلي الله عليه وسلم - نساءه - قال شُعبة: وأحسبه قال: شهراً - فأتاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في غرفة على حصير، قد أثر الحصيرُ بظهره، فقال: يا رسول الله؟ كسرى يشربون في الذهب والفضة وأنت هكذا؟، فقال [النبي]-صلي الله عليه وسلم -: "إنهم عُجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا"، ثم قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "الشهر تسعة وعشرون، هكذا وهكذا"، وكَسَرَ في الثالثة الإبهام. 7951 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن بديل، عن

_ = عن أبي هريرة. ولذلك - فيما أرى - لم يذكره صاحب مجمع الزوائد، اكتفاء بذكر الحديث: 9238، حيث نقل 10: 315، كما سيأتي، إن شاء الله تعالى. وقد جاء معناه أيضاً، ضمن قصة مطولة، رواها مالك في الموطأ، ص: 933 - 934، بإسناد صحيح، عن أبي هريرة. ومعناه ثابت أيضاً ضمن حديث لعائشة، في الصحيحبن وغيرهما. انظر الترغيب والترهيب 4: 111 - 112. والأسودان: التمر والماء، قال ابن الأثير: "أما التمر فأسود، وهو الغالب على تمر المدينة، فأضيف الماء إليه ونعت بنعته اتباعا، والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان فيسميان معا باسم الأشهر منهما، كالقمرين والعمرين". (7950) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 24، عن هذا الموضع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 327، بنحوه، وقال: "رواه البزار، وفيه داود بن فراهيج، وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجا الصحيح". وهذا عجيب منه: أن يقتصر على نسبته للبزار، وهو عنده في المسند! كلمة [النبي] لم تذكر في ح، وزدناها من ك م وجامع المسانيد. وهذا الحديث موجز جداً، وقد مضت القصة مطولة، من حديث عمر ابن الخطاب: 222. ومضى معنى عدد أيام الشهر، من حديث عبد الله بن عمر: 4866، 5182. (7951) إسناده صحيح، بديل - بضم الباء الموحدة وفتح الدال المهملة: هو ابن ميسرة العقيلي =

عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال. 7952 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن عباس الجريري، قال: سمعت أبا عثمان، يحدث عن أبي هريرة: أنهم أصابهم جوع، قال: ونحن سبعة، فأعطاني النبي - صلي الله عليه وسلم - سبع تمرات، لكل إنسان تمرةٌ.

_ = البصري. وهو تابعي ثقة، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/141 - 142. وابن أبي حاتم 1/ 1/ 428. عبد الله بن شقيق - بفتح الشين المعجمة - العقيلي البصري: سبق توثيقه: 5217. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 1/ 91. وابن أبي حاتم: 2/ 2/81. والحديث رواه مسلم 1: 164، عن محمَّد بن المثنى، عن محمَّد بن جعفر، بهذا الإِسناد. ومعناه ثابت عن أبي هريرة، من أوجه كثيرة، مضى منها: 7236، 7857. (7952) إسناده صحيح، عباس الجريري - بضم الجيم: هو عباس بن فروخ البصري، سبق توثيقه: 6726، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 4. وابن أبي حاتم 3/ 1/211 - 212، وروي عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه الإِمام أحمد، أنه قال: "عباس الجريري، شيخ ثقة ثقة". أبو عثمان: هو النهدي التابعي الكبير، عبد الرحمن بن ملّ. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 507 - 508، عن هذا الموضع. ورواه ابن ماجة: 4157، عن أبي بكر بن أبي شيبهَ، عن غندر، وهو محمَّد بن جعفر شيخ أحمد هنا، بهذا الإِسناد. وذكره المنذري في الترغيب 4: 121، وقال: "رواه ابن ماجة، بإسناد صحيح". ورواه البخاري بلفظين آخرين: فرواه 9: 478، 489 (فتح)، من طريق حمّاد بن زيد، عن عباس الجريري، عن أبي عثمان النهدي - وفيه أن النبي -صلي الله عليه وسلم - "أعطى كل إنسان سبع تمرات". ثم رواه 9: 489 - 490، من طريق إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، قال: "قسم النبي -صلي الله عليه وسلم - بيننا تمرا، فأصابني منه خمس". وقد تكلف الحافظ في الجمع بين الروايتين. ثم قال: "وقد وقع في الحديث اختلاف أشد من هذا، فإن الترمذي أخرجه من طريق شُعبة، عن عباس =

7953 - حدثنا محمَّد بن جعفر، وهاشَم، قالا: حدثنا شُعبة، عن أبي بَلج، - قال هاشم: أخبرني يحيى بن أبي سليم - قال: سمعت عمرو بن ميمون، قال: سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: أنه قال: "ألا أعلمك - قال هاشم: أفلا أدُلُك - على كلمة من كنز الجنة من تحت العرش؟؛ لا قوة إلا بالله، يقول أسلم عبدي واستسلم".

_ = الجريري، بلفظ: أصابهم جوع فأعطاهم النبي -صلي الله عليه وسلم - تمرة تمرة. وأخرجه النسائي أن هذا الوجه، بلفظ: قسم سبع تمرات بين سبعة أنا فيهم. وابن ماجة وأحمد من هذا الوجه، بلفظ: أصابهم جوع وهم سبعة، فأعطاني النبي -صلي الله عليه وسلم - سبع تمرات، لكل إنسان تمرة. وهذه الروايات متقاربة المعنى، ومخالفة لرواية حمّاد بن زيد عن عباس". ووقع في مطبوعة الفتح هنا "عن ابن عباس"!، وزيادة "ابن" خطأ من ناسخ أو طابع. ثم حاول الحافظ ترجيح رواية حمّاد بن زيد، على تردد منه في ذلك. والظاهر أنها حوادث متعددة، رواها أبو هريرة، ورواها عنه أبو عثمان النهدي، والأمر قريب. (7953) إسناده صحيح، هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، فأحمد يرويه عن شيخين عن شُعبة: عن محمَّد بن جعفر، وعن هاشم بن القاسم. وقد فصل روايتهما فيما قال كل منهما. فقوله "قال هاشم: أخبرني يحيى بن أبي سليم" - يعني أن محمَّد بن جعفر رواه "عن شُعبة، عن أبي بلج"، فذكره بالعنعنة، وذكر شيخ شُعبة بكنيته. وأن أبا النضر هاشم بن القاسم رواه عن شُعبة "قال: أخبرني يحيى بن أبي سليم"، فذكره بالسماع، بقول شُعبة "أخبرني"، وذكر شيخ شعبة باسمه "يحيى بن أبي سليم"، لا بكنيته "أبو بلج" - وهو هو. فليس قوله "قال هاشم ... " - إلخ مرادا به أن هاشما هو الذي يقول "أخبرني يحيى ابن أبي سليم". هو حكايته روايته عن شُعبة الذي يقول ذلك. وأبو بلج: سبق توثيقه: 3062، وحكاية الخلاف في اسم أبيه، ونحن نرجح تسمية شُعبة إياه هنا وفي سائر رواياته. ونزيد أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/60. وابن أبي حاتم 4/ 2/153 - ولم يذكرا خلافا في اسم أبيه "أبي سليم". والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 316، عن هذا الموضع. وسيأتي معناه - مطولاً ومختصرا - من أوجه، عن أبي هريرة: 8407، =

7954 - حدثنا محمَّد، يعني ابن جعفر، وهاشم، قالا: حدثنا شُعبة - قال هاشم: أخبرني يحيى بن أبي سليم، سمعت عمرو بن ميمون - وقال محمَّد: عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، عن

_ 8645، 8738، 9222، 10058، 10747. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد رواية أخرى أطول من روايات المسند 10: 98 - 99، وقال: "رواه البزار - مطولا هكذا، ومختصرا - ورجالهما رجال الصحيح، غير كميل بن زياد، وهو ثقة. ورواية كميل بن زياد ستأتي في المسند، بأخصر مما ذكر: 10747. ثم ذكر الرواية الآتية: 8407، وقال: "رواه أحمد، والبزار بنحوه .... ورجالهما رجال الصحيح، غير أبي بلج الكبير، وهو ثقة". وقال أيضاً: "له حديث عند الترمذي غير هذا". يشير ذلك إلى حديث في الترمذي 4: 289، بنحو معناه، من رواية "مكحول عن أبي هريرة". وقال الترمذي: "هذا حديث إسناده لي بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة". وهو كما قال. والمنذري ذكر الحديث الذي هنا - في الترغيب والترهيب 2: 255، ونسبه للحاكم، وأنه قال: "صحيح ولا علة له". ولم أجده في المستدرك. وإنما الذي وجدته فيه 1: 517 - الحديث المطول الذي ذكره صاحب مجمع الزوائد، من رواية كميل بن زياد عن أبي هريرة. ورواه الطيالسي: 2494، عن شُعبة. وهي الرواية الآتية في المسند: 8738. وذكر ابن كثير في التفسير 5: 286، روايتي المسند الآتيتين: 10058، 8047. والسيوطي ذكر في الدر المنثور 4: 223، رواية المسند الآتية: 8407، مختصرة قليلاً ولم ينسبها لغير المسند. (7954) إسناده صحيح، وشرحه كشرح الإِسناد قبله. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 316، عن هذا الوضع. وسيأتي: 10749، عن الطيالسي، عن شُعبة، بهذا الإِسناد، نحوه وهو في مسند الطيالسي: 2495. ورواه الحاكم في المستدرك ج1 ص 4، من طريق عاصم بن علي الواسطي، عن شُعبة، به - بلفط: "من سره". وقال الحاكم: "هذا حديث لم يخرج في الصحيحين. وقد احتجا جميعاً بعمرو بن ميمون عن أبي هريرة، واحتج مسلم بأبي بلج، وهو حديث صحيح لا يعرف له علة". وتعقبه الذهبي فقال: =

النبي - صلي الله عليه وسلم - قلت، أنه قال: "من أحب - وقال هاشم: من سَرَّه - أن يجد طعم الإيمان، فليحبَّ المرء لا يُحبُّه إلالله عز وجل". 7955 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن محمَّد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يحدث أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "والذي نفس محمدٍ بيده، لأذودن رجالاً منكم عن حوضي كما تذاد الغريبة، من الإبل عن الحوض".

_ = "لا، لم يحتج به [يعني مسلما]، وقد وثق. وقال البخاري: فيه نظر"، وقد أصاب الذهبي في أن مسلما لم يخرج لأبي بلج، وقد رددنا في: 3062 على نسبة هذا الكلام للبخاري. وأبو بلج ثقة، كما قلنا من قبل. وقول الذهبي "لا، لم يحتج به" - ثبت محرفا في مختصره المطبوع مع المستدرك، بلفظ "لا يحتج به"؛ وهو خطأ، صححناه من المخطوطة. ورواه الحاكم مرة أخرى 4: 168، من طريق آدم بن أبي الناس، عن شُعبة وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي في هذه المرة. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 90، وقال: "رواه أحمد، والبزار، ورجاله ثقات". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 45، وقال: "رواه الحاكم من طريقين، وصحح أحدهما". وقد تبين مما نقلنا أنه صححهما كليهما. وذكره السيوطي في الجاهع الصغير" في لفظ "من أحب"، ونسبه للبيهقي في الشعب، فقط! ثم ذكره في لفظ "من سره"، ونسبه لأحمد والحاكم. انظر الفتح الكبير 3: 148، 198. وانظر: 7230، 7906. (7955) إسناده صحيح، محمَّد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم، سبق توثيقه: 7122. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 338، عن هذا الموضع. وسيأتي: 856، عن حجاج، عن شُعبة، به. وسيأتي أيضاً: 10031، من رواية حمّاد بن سلمة، عن محمَّد ابن زياد، عن أبي هريرة. ورواه البخاري 5: 33 (فتح)، عن محمَّد بن بشار، عن غندر - وهو محمَّد بن جعفر شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود: 4351. وقوله "لأذودن": بالذال المعجمة ثم الدال المهملة، أي لأطردنهم وأدفعنهم. من "الذود"، وهو الطرد والدفع.

7956 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "إن عفرِيتاً من الجن تفلت عليَّ البارحة ليقطع عليَّ الصلاة، فأمكنني الله منه فَدَعَتُّهُ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى جَنْبِ ساريةٍ من سواري المسجد، حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم أجمعون، قال: فذكرت دعِوة أخي سليمان: رب {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}. قال فَرَدَّه خاسئًا.

_ (7956) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 338، عن هذا الموضع. ورواه البخاري 6: 329 (فتح)، عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد بن جعفر - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد. ورواه أيضاً 1: 491 - 492، و8: 420، عن إسحق بن إبراهيم، عن روح بن عبادة، وعن محمَّد بن جعفر - كلاهما عن شُعبة، به، نحوه. ورواه أيضاً 3: 64، ثم 6: 242، عن محمود بن غَيْلان، عن شبابة، عن شُعبة. ولم يذكر لفظه كاملا في أخراهما. ورواه مسلم 1: 152، عن إسحق بن إبراهيم، وإسحق بن منصور، كلاهما عن النضر بن شميل، عن شُعبة. ثم عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد بن جعفر- وعن أبي بكر بن أبي شيبة، عن شبابة، كلاهما عن شُعبة. قوله" تفلت ... "، قال ابن الأثير: "أي تعرض لي في صلاتي فجأة". قوله "فدعته" - هكذا ثبت في أصول المسند وجامع المسانيد بالدال المهملة، وفي ك علامة الإهمال فوق الدال. وهو بفتح الدال والحسين المهملتين وتشديد التاء المثناة المضمومة. وفي رواية النضر بن شميل عن شُعبة - عند مسلم: "فدعته"، بذلك الوزن إلا أنه بالذال المعجمة بدل المهملة. وكذلك حكى البخاري عن النضر، كما سيأتي. وكلاهما صحيح فصيح. قال ابن الأثير: "أي خنقته. والذعت والدعت، بالذال والدال: الدفع العنيف. والذعت أيضاً: المعك في التراب". وفي اللسان: "دعته يدْعته دعتًا، دفعه دفعا عنيفًا. ويقال بالذال المعجمة، وسيأتي ذكره". ثم قال في المعجمة: "ذعته في التراب يذعته ذعتًا: معكه معكًا كأنه يغطه في الماء وقيل: هو أشد الخنق، وذعته ذعتًا: إذا خنقه. والذعت: الدفع العنيف والغمز الشديد، والفحل كالفحل. وكذلك زمته زمما: إذا خنقه. وذعته، وذَأَطَه، وذعطه: إذا خنقه أشد الخنق ... =

7957 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن محمَّد بن

_ = والذعت، والدعت- بالذال والدال: الدفع العنيف ". وقال البخاري فما الصحيح 3: 64 فتح (2: 64 من الطبعة السلطانية للمتن): " ثم قال النضر بن شميل "فذعته" أي خنقته، و "فدعته" - من قول اله: {يوم يدعون}، أي يدفعون، والصواب "فدعته" إلا أنه كذا قال، بتشديد العين والتاء". فرواية الذال المعجمة صحيحة كرواية المهملة، وكلاهما بتخفيف العين. وقد أخطأ التفسير بن شميل في تشديد العين مع المهملة، كما خطأه البخاري، له دره. والذي يفهم من كلام الحافظ في الفتح 3: 64 - 65، أن الذي حكاه بتشديد العين هو شُعبة، وأن النضر هو الذي خطأه في ذلك، والكلام محتمل. وقوله" فذكرت دعوة أخي سليمان: رب {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} "- هكذا ثبت في أصول المسند وجامع المسانيد. وهو ظاهر أنه يشير إلى دعاء سليمان اقتباسًا، لا أنه تلاوة للآية: 35 من سورة ص {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}. والذي في رواية النضر بن شميل عند مسلم {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} - على تلاوة الآية. وكل الروايات التي ذكرناها في البخاري، مثل رواية المسند هنا، على سبيل الاقتباس، لا على سبيل التلاوة. إلا أن الحافظ حكى في أول روايات البخاري 1: 491 - 492، أن رواية أبي ذر- أحد رواة الصحيح- فيها نص التلاوة، خلافًا لبقية الروايات. ثم قال: "قال الكرماني: لعله ذكره على طريق الاقتباس، لا على قصد التلاوة. قلت [القائل ابن حجر]: ووقع عند مسلم كما في رواية أبي ذر، على نسق التلاوة. والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة". أقول: وهكذا نقل الحافظ عن رواية أبي ذر. ولكن الذي رأيته في هذا الوضع في اليونينية- من البخاري- كمثل رواية المسند، ولم يذكر بهامشها رواية أخرى لأبي ذر. انظر الطبعة السلطانية 1: 99. ثم إن الحافظ رحمه الله لعله نسي سائر الروايات التي أشرنا إليها في البخاري، فإنها كهذه الرواية سواء، دون ذكر لاختلاف نسخه أو رواياته. وقوله "فرده خاسئًا"، يريد: فرده الله خاسئًا. وهو الثابت في رواية مسلم. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 7: 209، عن إحدى روايات البخاري، ثم قال: "وكذا رواه مسلم، والنسائي، من حديث شُعبة، به". (7957) إسناده صحيح، وهو والذي بعده في جامع المسانيد والسنن 7: 338، عن هذا الوضع. =

زياد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم عليه السلام، فإن عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام". 7958 - حدثنا يزيد بن هرون، أخبرنا شُعبة، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: إني لأرجو إن طالت بي حياة أن أدرك عيسى: بن مريم عليه السلام، فإن عجل بي موت فمن أدركه فليقرئه مني السلام. 7959 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، قال: سمعت

_ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائدج 8 ص 5، وقال: "رواه أحمد بإسنادين، مرفوع، وهو هذا وموقوف [يريد الإِسناد التالي له]. ورجالهما رجال الصحيح". أقول: والرفع زيادة من ثقة، فهي مقبولة. ومن المعلوم لمن مارس هذا الشأن أن شُعبة كثيرًا، ما يقف الأحاديث المرفوعة. احتياطًا منه. ونزول عيسى عليه السلام آخر الزمان ثابت ثبوت القطع، بالتواتر الصحيح الحقيقي. كما بينا فيما مضى: 7267. وانظر ما أشرنا إليه من الأحاديث هناك. وانظر أيضاً: 7271، 9259، 9630. (7958) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله، ولكن هذا موقوف اللفظ، والرفع زيادة ثقة. ثم إن وقفه لا يضر؛ لأنه مرفوع حكمًا، إذ أنه من الغيب الذي لا يعلم بالرأي ولا القياس. وإنما يعلم من خبر الصادق المصدوق، معلم الخير، المبلغ عن ربه عز وجل - رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (7959) إسناده صحيح، بل هما إسنادان، فإن شُعبة رواه عن علي بن زيد بن جدعان، وعن يونس بن عبيد، كلاهما عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة- إلا أن علي بن زيد رفعه، فجعله من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويونس بن عبيد وقفه، فجعله من كلام أبي هريرة. وعلي بن زيد - وإن كان ثقة عندنا، إلا أنه انفرد برفع هذا الحديث، وكان- كما قالوا- رفاعًا للأحاديث. ويونس بن عبيد أحفظ منه وأوثق: وأشد تثبتًا. فالراجع عندي في هذا الحديث وقفه على أبي هريرة. وسيأتي عقبه بالإسناد نفسه عن يونس بن عبيد بلفظ اً طول، مع شيء من الاختلاف. وقد وقع اختلاف شديد بين رواية المسند هنا, وبين روايتي الحاكم والبيهقي من طريق المسند بهذا الإِسناد. فالثابت هنا هو الذي في الأصول الثلاثة وجامع المسانيد 7: 311 عن هذا الموضع من المسند والذي =

علي بن زيد، ويونس بن عبيد - يحدثان عن عمارمولى بن هاشم، عن أبي هريرة- أما على فرفعه: أن النبي -صلي الله عليه وسلم -، وأما يونس فلم يعد أبا هريرة: أنه قال في هذه الآية: {وشاهدٍ ومشهودٍ}، قال: يعني "الشاهد" يوم عرفة، و "الموعود" يوم القيامة. 7960 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن يونس، قال: سمعت عماراً مولى بني هاشم، يحدث أنه قال في هذه الآية: {وشاهدٍ ومشهودٍ}، قال: "الشاهد" يوم الجمعة، و "المشهود" يوم عرفة، و "الموعود"

_ = في تفسير ابن كثير 9: 158، عن هذا الموضع من المسند أيضاً، لفظه: "قال: "يعني الشاهد يوم الجمعة، ويوم مشهود يوم القيامة". ولكني لا أثق بصحة مطبوعة تفسير ابن كثير، لكثرة الخطأ فيها. ورواه الحاكم في المستدرك 2: 519، عن أبي بكر بن إسحق، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه الإمام أحمد، بهذا الإِسناد. وقال: "حديث شُعبة عن يونس بن عبيد - صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". فصححه بالإسناد الموقوف فقط. ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في السنن الكبري 3: 170، عن الحاكم، بإسناده هذا. ولفظه في المستدرك: "قال: الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود هو الموعود: يوم القيامة". وهذا اللفظ هو الثابت في المستدرك ومختصر الذهبي المطبوعين، ومختصر الذهبي المخطوط عندي، وسنن البيهقي. وهذا اللفظ هو الثابت أيضاً في الدر المنثور 6: 313 - 332، نقلا عن الحاكم، وابن مردويه، والبيهقي. وأنا أكاد أرجح أن رواية الحاكم ومن معه، فيها شيء من الخطأ، إما من الحاكم أو شيخه، وإما من الناسخين القدماء. وأما اللفظ الموثق، الذي أعتقد أنه الصواب = فهو لفظ الرواية الآتية، كما سنبين، إن شاء الله. (7960) إسناده صحيح، ولفظه موثق وهو والذي قبله في تفسير الآيتين: 2 و3 من سورة البروج. وتلاوة الآيات هكذا: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}. والمراد بقول يونس بن عبيد "سمعت عمارًا مولى بني هاشم يحدث أنه قال ... " إلخ: أن الذي قال هذا هو أبو هريرة، بدلالة الرواية السابقة. فالضمير في "أنه" يعود إلى أبي هريرة، ولعله حذف ذكره في هذه الرواية اختصارًا. وهذا هو الثابت في أصول المسند الثلاثة، =

يوم القيامة.

_ ولكن الذي في جامع المسانيد 7: 311، وتفسير ابن كثير 9: 158، عن هذا الموضع من المسند-: "سمعت عمارا مولى بني هاشم يحدث [عن أبي هريرة] أنه قال"، إلخ، بزيادة [عن أبي هريرة]، والتصريح به صريحًا. فلا أدري: أسقطت هذه الزيادة من بعض نسخ المسند القديمة وثبت في نسخ أخرى، أم زادها الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد والتفسير، إيضاحًا للإسناد، وبيان للواقع؟ ولكني أستبعد أن يصنع هذا، وأرجح أنه اختلاف في نسخ المسند. وأيا ما كان، فالمراد ظاهر. وإنما رجحت صحة هذه الرواية "من جهة لفظها، وأنها الرواية الموثقة = بأن الطبري رواها في التفسير من هذا الوجه، مفرقة، موافقة لما هنا: فروى (ج 30 ص 82 بولاق)، من طريق ابن علية، قال: "حدثنا يونس، قال: أنبأني عمار، قال: قال أبو هريرة: اليوم الموعود يوم القيامة". ثم رواه من طريق الثوري، عن يونس، به. ثم روى بعد ذلك من طريق ابن علية أيضاً، قال: "أنبأني عمار، قال: قال أبو هريرة: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة". فهذه الروايات - عند الطبري: موافقة لهذه الرواية وهذا اللفظ في المسند، تؤيد صحة اللفظ فيها، وتدل على خطأ ما خالفها أو غايرها. ثم إن هذا الحديث والذي قبله - مرفوعاً أو موقوفاً - لم يذكرهما الهيثمي في مجمع الزوائد، اكتفاء بأن معناهما رواه الترمذي من وجه آخر عن أبي هريرة. وهذا الوجه الآخر لم يروه أحمد في المسند، فنذكره هنا تمام للفائدة: فروى الترمذي 4: 211، من طريق روح بن عبادة وعُبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن اُيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، قال: وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه الله منه". ثم قال الترمذي: "هذا حديث لانعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة. وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره من قبل حفظه. وقدروى شُعبة وسفيان الثوري وغير واحد من الأئمة عن موسى بن عبيدة". وهذا الحديث ذكره ابن كثير في التفسير 9: 158، من رواية ابن أبي حاتم، من طريق عُبيد الله بن مرسى، عن =

7961 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن سماك، عن مالك بن ظالم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أبا القاسم عليه إلصلاة والسلام الصادق المصدوق يقول: "إن هلاك أمتي - أو فساد أمتي - رؤسٌ أمراءُ أُغَيْلمةٌ سفهاءُ من قريش. 7962 - حدثنا محمَّد، يعني ابن جعفر، حدثنا شُعبة، عن قتادة

_ = موسى بن عبيدة، ثم قال: "وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة، من طرق، عن موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف الحديث". وروى الطرى قطعاً مفرقة منه (ج. 30 ص 81 - 83 طبعة بولاق)، من طرق، عن موسى بن عبيدة. وروى البيهقي أوله في بيان الأيام الثلاثة، في السنن الكبرى 3: 170، من طريق روح بن عبادة، عن موسى ابن عبيدة. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 331 - كاملا، وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في الأصول، وابن المنذر، وابن مردويه. وموسى بن عبيدة: ضعيف جداً، مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري 4/ 1/ 291، والصغير: 172 - 173، وابن أبي حاتم 4/ 1/ 151 - 152. فقال البخاري: " منكر الحديث، قاله أحمد بن حنبل، وقال علي بن المديني عن القطان: كنا نتقيه تلك الأيام". وروى ابن أبي حاتم، عن الجوزجاني، قال: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تحل الرواية عندي عن موسى بن عبيدة، قلنا: يا أبا عبد الله، لا يحل؟ قال: عندي، قلت: فإن سفيان وشعبة قد رويا عنه؟ فقال: لو بان لشعبة ما بان لغيره ماروى عنه". وقال ابن معين: "لا يحتج بحديثه". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث". (7961) إسناده صحيح، وهو مطول: 7858، من هذا الوجه. وقد خرجناه وأشرنا إلى هذا هناك. (7962) إسناده صحيح، عباس الجشمي: تابعي ثقة. ترجم في التهذيب 5: 135، في باب من اسمه"عباس"، بالباء الموحدة: السين المهملة. وقال: " يقال اسم أبيه: عبد الله". وهكذا ثبت في أصول السند الثلاثة "عباس". وذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن 7: 209، في ترتيب أسماء التابعين على الحروف - بعد اسم "عباد"، وقبل اسم "عبد الله"، فدل على أنه عنده"عباس" بالوحدة. ولكن وقع في نسخة جامع المسانيد: =

عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "إن سورةً من القرآن، ثلاثون آيةً، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}.

_ = "عباد الجشمي"، بالدال بدل السين المهملة. وهذا تحريف. من الناسخين يقيًا. وهو مختلف في اسمه اختلافًا قديماً: أهو "عباس"، أم "عياش"، بالياء التحتية والشين المعجمة. فوقع في مخطوطة المنذري في تهذيب السنن" رقم: 1354 "عياش". وعلقنا عليه هناك بأنه "تصحيف". ثم الآن استبان لنا أن الصواب غير ذلك، كما سيأتي. والظاهرأن البخاري رحمه الله لم يستبن له ترجيح أحد القولين، لا لراو واحد. فقال 4/ 1/ 4، في باب "عباس": "عباس الجشمي، روى عنه قتادة، والجريري. يروي عن عثمان، قاله معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة. وقال عبد الأعلى عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن "عياش بن عبد الله" أن عثمان كتب، في المسافر". وهكذا ثبت في أصل التاريخ الكبير الاسم في أول الترجمة "عباس"، وأثناءها قبيل آخرها "عياش"، كما بين ذلك مصحه العلامة الشيخ عبد الرحمن اليماني. ثم ترجم البخاري 4/ 1/47، في باب "عياش": "عياش بن عبد الله، قال: كتب عثمان. روى عنه قتادة، وروى أيضاً عن أبي قتادة العدوي". فهذه الترجمة الثانية، نرجح أنها لهذا التابعي نفسه. وإن اختلفت العبارتان فقد تقاربتا. وأما ابن أبي حاتم، فقد جزم بأنه "عيايش"، وحكى القولين. فقال في 3/ 2/ 5، في باب "عياش: "عياش بن عبد الله. وقال بعضهم: عباس. وعياش أصح. قال: كتب عثمان. وروى عن أبي قتادة العدوي. "روى عنه قتادة". وابن حبان جزم بأنه "عياش"، فذكره في الثقات في هذه الترجمة، ص: 300. ولم يحك فيه خلافًا، ولم يذكره في ترجمة "عباس". فقال ابن حبان: "عياش بن عبد الله الجشمي. يروي عن عثمان بن عفان، وأبي هريرة. روى عنه قتادة". فعن هذه الدلائل نرجح مارجحه ابن أبي حاتم وابن حبان، من أنه! عياش. ولكنا أثبتناه هنا باسم "عباس" اتباعاً لأصول المسند ومراعاة للخلاف. وفي المشتبه للذهبي، ص: 334، وتحريره للحافظ ابن حجر، ص: 315 (مخطوط مصور): "وعياش بن عبد الله اليشكري، شيخ لقتادة". والدلائل والقرائن- عندنا- دل على أنه هو هذا التابعي الذي هنا، وأن الذهبي سها أو أخطاً في =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

_ = قوله "اليشكري" بدل "الجشمي"، وتبعه ابن حجر، رحمهما الله. والحديث سيأتي: 8259، عن حجاج وابن جعفر، كلاهما عن شعبة، بهذا الإِسناد. ورواه أبو داود: 1400، عن عمرو بن مرزوق. والترمذي 47: 4، عن محمَّد بن بشارعن محمَّد بن جعفر. وابن ماجة: 3786، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة - ثلاثتهم عن شُعبة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن". ورواه ابن حبان في صحيحه 2: 135 - 316، و316، 317، بإسنادين من طريق شُعبة، به. ولكن وقع في (مخطوطة الإحسان المصورة)، في الموضع الأول منهما "عياش" بدون نقط تحت الياء وبثلاث نقط واضحة فوق الشين. ثم وقع في الموضع الثاني" عياش"، بدون نقط أيضاً تحت الياء وبثلاث نقط تحت السين، توكيدًا ودلالة على أنها مين مهملة، على ما هو المعروف من طرق الكِتْبَة القديمة. وأنا أظن أن هذا الاختلاف في الموضعين من تصرف مؤلف" الإحسان" أراد به بيان القولين فيه. وفاته أن صاحب الأصل -وهو ابن حبان- جزم فيه بقول واحد. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 2: 497 - 498، من طريق أبي داود الطيالسي، عن عمران القطان [وهو عمران بن داور]، عن قتادة، به. ولم يذكر فيه اسم السورة. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. وقد سقط لي في سماعي هذا الحرف: وهي سورة الملك". ووافقه الذهبي على تصحيحه. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 222 - 223، وقال: " واه أبو داود، والترمذي وحسنه -واللفظ له- والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح الإِسناد". وذكره ابن كثير في التفسير 8: 422، عن رواية المسند الآتية: 8259، وقال: "ورواه أهل السنن الأربعة، من حديث شُعبة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن". وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 246، وزاد نسبته لابن الضريس، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان. والعجب للحافظ المنذري! لم يعترض في الترغيب على تحسين الترمذي وتصحيح ابن حبان والحاكم، ولم يعقب عليهم. ثم جاء في تهذيب السنن: 1354، بعد أن خرج الحديث وأشار إلى تحسين الترمذي = فنقل شيئاً لا ندري من أين جاء به! فقال: "وقد ذكره البخاري في التاريخ =

7963 - حدثنا محمَّد، حدثنا شُعبة، عن المغيرة، قال: سمعت عبيد الله بن أبي نعم يحدث -[قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: إنما هو عبد الرحمن بن أبي نعم، ولكن غندر كذا قال - أنه سمع أبا هريرة قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن كسب الحجام، وكسب البغي، وثمن الكلب، قال: وعَسْب الفحل، قال: وقال أبو هريرة: هذه من كيسي.

_ = الكبير، من رواية عياش الجشمي عن أبي هريرة، كما أخرجه أبو داود ومن ذكر معه، وقال: لم يذكر سماعاً من أبي هريرة. يريد: أن عياشا الجشمي روى هذا الحديث عن أبي هريرة، ولم يذكر فيه أنه سمعه من أبي هريرة "!! فهذا الكلام الذي نسبه للتاريخ الكبير لم نجده فيه، وقد نقلنا آنفا كلامه كله في الترجمتين. ثم هو لم يترجم له في الصغير، ولا ذكره في الضعفاء. فلا ندري أني له هذا الكلام عن البخاري؟! إلا أن. يكون في الكبير في موضع آخر غير مظنته. والله أعلم. (7963) إسناده صحيح، المغيرة: هو ابن مقسم - بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين المهملة - الضبي، سبق توثيقه: 8138، 6863. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 6: 235. وابن أبي حاتم 4/ 1/228 - 229. عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي، أبو الحكم: سبق توثيقه: 4813. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 6: 208. وابن أبي حاتم 2/ 2/ 295. وقد أخطأ في اسمه هنا غندر، وهو محمَّد بن جعفر شيخ أحمد، فسماه "عبيد الله بن اُبى نعم"، كما نص على ذلك الإِمام أحمد هنا. وقد خرج النسائي أو شيخه من هذا الخطأ، حين روى هذا الحديث بهذا الإِسناد، عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد [وهو ابن جعفر]، فقال في روايته "ابن أبي نعم"، دون أن يذكر اسمه "عبد الرحمن" على الصواب، أو "عبيد الله" على ما أخطأ فيه غندر. والحديث فما جامع المسانيد والسنن 7: 224 - 225، عن هذا الموضع. ورواه النسائي 2: 232، عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد - وهو ابن جعفر شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد. وقال فيه "ابن أبي نعم"، كما أشرنا آنفًا. ولكنه اختصره، فلم يذكر فيه "كسب البغي"، ولم يذكر كلمةأبي هريرة المتضمنة أن "عسب الفحل" من كلامه هو، لا من الحديث المرفوع. ولعل ما هنا من كلام أبي هريرة، ثم مخالفة ذلك لرواية النسائي من النسيان =

7964 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن مغيرة، عن الشعبي، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبيه أبي هريرة، قال: كنت مع على ابن أبي طالب حيث بعثه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إلى أهل مكة ببراءة، فقال: ما كنتم

_ = الذي وقع فيه محمَّد بن جعفر، فلم يتقن رواية الحديث، ولا اسم التابعي. خصوصًا وأن الحديث ثابت عن أبي هريرة، مطولاً، ومختصراً، من غير وجه: فسيأتي: 8371، من رواية القاسم بن الفضل بن معدان، عن أبيه، عن أبي معاوية المهري: أنه سمعه من أبي هريرة، بمعناه، بهذه الأربعة. وكذلك سيأتي: 9361، من هذا الوجه، من رواية القاسم ابن الفضل، عن أبيه، "عن رجل من مهرة"، كمثله، ولكن بإبهام اسم التابعي. وسيأتي: 10494، من رواية عطاء، عن أبي هريرة، بحذف "كسب الحجام". ثم يأتي عقيبه: 1495، من رواية عطاء أيضًا، ولكن بحذف "عسب الفحل". وروى ابن ماجة منه النهي "عن ثمن الكلب، وعسب الفحل": 2160، بإسناد صحيح، من رواية أبي حازم، عن أبي هريرة وأشار الترمذي 2: 258، إلى رواية أبي حازم عن أبي هريرة، التي رواها ابن ماجة. وأشار بقوله "وفي الباب" إلى رواية أبي هريرة، في معاني هذا الحديث 2: 256، 257. وروى البيهقي في السنن "الكبرى" ج 6 ص 6، معانيه، من وجهين عن أبي هريرة. وقد مضى: 7838، النهي عن كسب الإماء، من رواية أبي حازم عن أبي هريرة. وسيأتي من رواية أبي حازم أيضاً، النهي عن كسب الحجام، وكسب الأمة: 8554. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 93 - منه النهي عن كسب الحجام، فقط، وقال: "رواه أحمد، والطبراني في الأوسط. ورجال أحمد رجال الصحيح". وحذف منه كسب الأمة؛ لأنه فما صحيح البخاري، كما بينا في: 7838. فلا يكون من الزوائد. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس: 3345. وفي مسند ابن عمر: 4630. وقد شرحنا فيه "عسب الفحل". (7964) إسناده صحيح، محرر- براءين بوزن "محمَّد" - بن أبي هريرة: مضى في. 212 أنه ذكره ابن حبان في الثقات. ونزيد هنا أنه تابعي معروف. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 22. وابن سعد في الطبقات 5: 188. وابن أبي حاتم 4/ 1/408 - فلم يذكروا فيه جرحاً. والحديت رواه النسائي 2: 40، عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد، =

تنادون؟ قال: كنا ننادي: أنه لايدخل الجنة إلا مؤمن، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عهد فإن أجله- أو أمده - إلى أربعة أشهر، فإذا مضت الأربعة الأشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله، ولا يحج هذا البيت بعد العام مشرك، قال: فكنت أنادي حتى صحل صوتي.

_ = وهو ابن جعفر شيخ أحمد هنا، وعن عثمان بن عمر - كلاهما عن شُعبة، بهذا الإِسناد. ورواه الدارمي 2: 237، عن بشر بن ثابت، عن شُعبة. ورواه الطبري في التفسير (ج10ص 46 بولاق)، عن يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى - كلاهما عن عثمان بن عمر، عن شُعبة. ونقله الحافظ ابن كثير، عن هذا الموضع من المسند - في جامع المسانيد والسنن 7: 335 - 336. وفي التفسير 4: 111. وفي التاريخ 5: 38. وقال الطبري - بعد روايته: وأخشى أن يكون هذا الخبر وهمَا من ناقله فما الأجل، فإن الأخبار متظاهرة في الأجل بخلافه، مع خلاف قيس شعبة في نفس هذا الحديث ". يريد الطبري رحمه الله - قوله في هذا الحديث "ومن كان بينه وبين رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عهد فإن أجله - أو أمده - إلى أربعة أشهر"، إلخ. لأنه رواه قبل ذلك (ص 45 - 46)، من طريق قيس بن الربيع عن مغيرة بن مقسم، ومن طريق قيس عن الشيباني - كلاهما عن الشعبي، به. وفيه: "ومن كان له عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عهد فعهده إلى مدته"، ونحو ذلك في رواية الشيباني مع تضافر الروايات الآخر على ذلك: أن الأربعة الأشهر إنما هي أجل لمن ليس له عهد لأجل محدود مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فالظاهرأن الطبري يرى أن شعبة أخطأ وسها في هذه الرواية وقد نقل ابن كثير في التفسير كلام الطبري هذا. وقال في التاريخ- بعد نقله الحديث: "وهذا إسناد جيد، لكن فيه نكارة من جهة قول الراوي: أن من كان له عهد فأجله إلى أربعة أشهر. وقد ذهب إلى هذا ذاهبون. ولكن الصحيح: أن من كان له عهد فأجله إلى أمده، بالغًا ما بلغ، ولو زاد على أربعة أشهر، ومن ليس له أمد بالكلية فله تأجيل أربعة أشهر. بقى قسم ثالث، وهو: من له أمد يتناهى إلى أقل من أربعة أشهر من يوم التأجيل، وهذا يحتمل أن يلتحق بالأول، فيكون أجله إلى مدته وإن قل، ويحتمل أن يقال: إنه يؤجل إلى أربعة أشهر؛ لأنه أولى ممن ليس له عهد بالكلية". =

7965 - حدثنا يزيد بن هرون، أخبرنا شُعبة، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: إني لأرجو إن طالت بي حياة أن أدرك عيسى ابن مريم، فإن عجل بي موت فمن أدركه منكم فليقرئه مني السلام. 7966 - حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: خطب رجل امرأة - يعني من الأنصار- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئاً". 7967 - حدثنا سفيان، حدثنا ابن جُريج، عن أبي الزُّبير، عن

_ وهذا تحقيق دقيق من الحافظ ابن كثير. والاحتمال الأخير الذي أشار لاختياره، هو الصواب المتعين. فيكون ما في رواية شُعبة هذه- اختصارًا، لا غلطًا. وقد مضت هذه القصة بنحوها، وفيها "أن من كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدة فأجله إلى مدته" - في مسند أبي بكر، برقم: 4. وفي مسند علي برقم: 594. قوله" حتى صحل صوتي": أي بح، من "الصحل" بتحريك الحاء، وهو كالبحة، وأن لا يكون حاد الصوت. (7965) إسناده صحيح، وقد مضى بهذا الإِسناد أيضًا: 7958، موقوفًا لفظًا، كما هنا. وبينا هناك: أن مثله يكون مرفوعًا حكمًا. ثم هو مرفوع لفظًا أيضًا: في: 7957، من رواية محمَّد بن جعفر، عن شُعبة. (7966) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7829، بهذا الإِسناد. (7967) إسناده صحيح، ورواه الترمذي 3: 380، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ورواه ابن أبي حاتم، في تقدمة كتاب الجرح والتعديل، ص: 11 - 12، من طريق ابن عيينة. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 9190، بثلاثة أسانيد، من طريق ابن عيينة. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي ورواه الخطب في تاريخ بغداد، بأربعة أسانيد، كلها من طريق ابن عيينة 5: 306 - 307، و6: 376 - 377، 13: 17. ونقله ابن كثير في جامع المسانيد والسنن 7: 81، عن هذا الموضع. ثم قال: "رواه الترمذي عن الحسن ابن الصباح وإسحق بن موسى، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. وقال: حسن. ورواه النسائي عن علي بن محمَّد بن علي، عن محمَّد بن كثير، عن سفيان بن عيينة، عن =

أبي صالح، عن أبي هريرة - إن شاء الله - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: يوشك أن تضربوا، وقال سفيان مرةً: أن يضرب الناس أكباد الإبل، يطلبون العلم، لايجدون عالما أعلمَ من عالم أهل المدينة. وقال قوم: هو العمري، قال: فقدموا مالكاً.

_ = ابن جُريج، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً، مثله. وكذا قال يحيي بن عبد الحميد: عن سفيان بن عيينة، عن ابن جُريج، عن أبي الزناد. قلت [القائل ابن كثير]: والمشهور "أبو الزبير" - كما عند أحمد والترمذي. وقد رواه البخاري: عن ابن جُريج، عن أبي الزُّبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - موقوفاً". وقوله في هذا الإِسناد هنا "عن أبي هريرة -إن شاء الله- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" - ليس شكا في رفع الحديث، بل هو مرفوع على اليقين. إنما هو اختلاف عبارة من أحد الرواة، ولعله سفيان بن عيينة. ففي رواية الحاكم بالإسنادين الأولين، وإحدي روايات الخطيب: "قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". ثم قال الحاكم: "وقد كان ابن عيينة ربما يجعله "رواية" ثم ساق الإِسناد الثالث: "عن أبي هريرة روايةً"، وهذا يكون مرفوع أيضًا، كما نقرر في علم المصطلح. وكذلك رواية الترمذي، جاء فيها "روايةً"، كرواية الحاكم الأخيرة. وفي رواية الخطيب (6: 366): "عن أبي هريرة، مرفوعاً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وفي روايتيه (7: 306 - 307 و13: 17): "عن أبي هريرة، يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - " وفي رواية ابن أبي حاتم: "عن أبي هريرة، قيل له: يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم". والظاهر أن الذي سئل عن ذلك هو ابن عيينة. ففي مجموع هذه الروايات دلالة على أن سفيان بن عيينة هو الذي كان ينوع العبارة عن رفع الحديث بألفاظ مختلفة. كلها بمعنى واحد. وقوله "وقال قوم: هو العمري، قال: فقدموا مالكًا" - هذه عبارة موجزة جداً، لا يكاد المراد منها يستبين. وقد جاءت في الروايات الآخر مفصلة: فقال الترمذي - عقب الحديث- "قال إسحاق ابن موسى: وسمعت ابن عيينة قال: هو العمري الزاهد، واسمه عبد العزيز بن عبد الله. وسمعت يحيى بن موسى يقول: قال عبد الرزاق: هو مالك بن أنس". وقد وهم الترمذي، أو شيخه إسحاق بن موسى، في تسمية العمري المراد هنا. فالصحيح أنه "عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله". فذكر أبوه بدلاً، منه، خطأ كما سيبين مما سيأتي. وروي ابن أبي =

7968 - حدثنا سفيان، عن ابن أبي صالح يعني سهيلاً، عن أبيه، عن أبي هريرة، يخبرهم ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كفى أحدكم خادمه صنعة طعامه، وكفاه حره ودخانه، فليجلسه معه فليأكل، فإن أبي فليأخذ لقمةً فليروغها، ثم ليعطها إياه". 7969 - قرأت على أبي قرة الزبيدي موسى بن طارق، عن

_ = حاتم- عقب الحديث- عن عبد الرزاق، قال: "كنا نرى مالك بن أنس". والحاكم نسب هذا القول لابن عيينة، فقال: "وقد كان ابن عيينة يقول: نرى هذا العالم مالك ابن أنس". وروي الخطيب 6: 377، عن أبي موسى الأنصاري، رواى الحديث فما ذلك الوضع عن ابن عيينة، وهو نفسه "إسحاق بن موسى" شيخ الترمذي. فقال أبو موسى: "فقلت لسفيان: أكان ابن جُريج يقول: نري أنه مالك بن أنس؟ فقال: إنما العالم من يخشى الله، ولا نعلم أحداً كان أخشى لله من العمري، يعني عبد الله بن عبد العزيز العمري". فهذه الرواية مفصلة، توضح رواية الترمذي، وتصحح ما وقع فيها من خطأ وتبين غلط رواية الحاكم فيما نسبه لابن عيينة، من أنه يراه مالك بن أنس. ومجموع هذه الروايات يدل على أن ابن جربوعبد الرزاق تأولا الحديث على مالك، وأن ابن عيينة تأوله على العمري. والعمري هذا المذكور هنا - هو "عبد الله بن عبد العزيز ابن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، العابد الزاهد، القائم بكلمة الحق. وهو ثقة من شيوخ ابن عيينة وابن المبارك. مات سنة 184. مترجم في التهذيب. والصغير للبخاري، ص: 207. وابن سعد 5: 222. وابن أبي حاتم 2/ 2/ 103 - 104. والحلية لأبي نعيم 8: 283 - 287. وصفة الصفوة لابن الجوزي 2: 101 - 103. (7968) إسناده صحيح، وقد مضى مرارًا بنحوه، أولها: 7334، وآخرها: 7792 - من أوجه، عن أبي هريرة. وشرحناه، وبينا كثيرًا من طرقه، في أولها. ولم أجده من هذا الوجه في موضع آخر: من رواية ابن عيينة، عن سهيل، عن أبيه. (7969) إسناده صحيح، موسى بن طارق، أبو قرة الزبيدي: مضى توثيقه في: 5582. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/148. موسى بن عقبة - بضم العين وسكون القاف: مضى توثيقه في: 2604. ونزيد هنا أنه ترجمة ابن أبي حاتم 4/ 1/154 - 155=

موسى، يعني ابن عقبة، عن أبي صالح السمان وعطاء بن يسار، أو عن أحدهما، عن أبي هريرة، عن النبي الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك".

_ = وقد وقع في الأصول الثلاثة هنا "عتبة" بالتاء بدل القاف. وهو خطأ من الناسخين يقيناً. صححناه من جامع المسانيد والسنن، حيث ثبت علي الصواب. ثم لا يوجد فما الرواة - فيما نعلم - من يسمى "موسى بن عتبة". والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 81، عن هذا الموضع. ورواه أبو نعيم فما الحلية 9: 223، عن أحمد بن يوسف بن خلاد، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه الإِمام أحمد - بهذا الإِسناد. ثم قال أبو نعيم: "غريب من حديث موسى بن عقبة. تفرد به أبو قرة موسى بن طارق". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 172، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير موسى بن طارق، وهو ثقة". ورواه الحاكم في المستدرك 1: 419، فحذف أحد التابعيَّيْن، وزاد في الإِسناد رجلاً. فرواه من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، عن خارجة -وهو ابن مصعب - "عن موسى بن عقبة، عن محمَّد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، فإن خارجة لم ينقم عليه إلا روايته عن المجهولين، وإذا روي عن الثقات الأثبات فروايته مقبولة". ووافقه الذهبي على تصحيحه. و "خارجة بن مصعب الخراساني السرخسي": مختلف فيه جدًا. وكلمة الحاكم هنا فيه أقرب إلى الإنصاف. وترجمه البخاري فما الكبير 2/ 1/187. والصغير، ص: 917. والضعفاء، ص: 12. وابن سعد 7/ 2/104. وابن أبي حاتم 1/ 2/ 375 - 376. والنسائي في الضعفاء، ص: 11. فقال ابن سعد: "اتقي الناس حديثه فتركوه ". وقال النسائي: "متروك الحديث". وقال ابن معين: "ليس بشيء". بل رماه بعضهم بالكذب. والظاهر من مجموع كلامهم أنه لم يكن متقناً، وأنه كان يغلط، إلى تدليسه عن رجل ضعيف كذاب، هو غياث بن إبراهيم. ولذلك قال البخاري في ترجمته في الصغير: "يدلس عن غياث بن إبراهيم. وغياث ذهب حديثه، ولا يعرف صحيح حديثه من غيره". وروي ابن أبي حاتم، عن مسلم بن الحجاج - صاحب الصحيح- قال: "سمعت يحيى بن يحيي، وسئل عن خارجة بن مصعب؟ فقال: =

7970 - حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن أبي هريرة، أن نبي الله طب قال: "يقطع الصلاةَ المرأة، والكلبُ، والحمارُ".

_ = خارجة عندنا مستقيم الحديث، ولم يكن ينكر من حديثه إلا ما كان يدلس عن غياث، فإنا قد كنا قد عرفنا تلك الأحاديث، فلا نعرض له". وهذا عدل في القول من يحيى بن يحيى. ورواية الحاكم هي من طريق يبيح بن يحيى عن خارجة. فقد ذهبت عنها شبهة التدليس بشهادة يحيى. ولكن زيادة "محمَّد بن المنكدر" في الإِسناد، بين موسى بن عقبة وعطاء بن يسار - نراها مما أخطأ فيه خارجة، بما عرف عنه من الغلط في رواياته. فإسناد المسند هنا هو الصحيح. وهذا الدعاء ثابت صحيح من حديث معاذ بن جبل. فسيأتي في المسند (5: 245، 247 ح). ورواه أبو داود: 1522. والنسائي 1: 192. والحاكم 3: 273 - 274. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 262، ونسبه أيضاً لابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما. (7970) إسناده صحيح، زرارة بن أوفى العامري: سبق توثيقه- 2820. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد في الطبقات 7/ 1/ 109. وابن أبي حاتم 1/ 2/ 603. وهو تابعي يروي عن أبي هريرة مباشرة، ولكنه روي عنه هنا بالواسطة. سعد بن هشام بن عامر الأنصاري المدني، ابن عم أنس بن مالك: تابعي ثقة. وثقه ابن سعد والنسائي وغيرهما. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 67. وابن سعد 7/ 1/ 152. وابن أبي حاتم 2/ 1/96. ووقع في ح " سعيد" بدل "سعد"، وهو خطأ، صححناه من ك م وجامع المسانيد، وغيرها. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 115، عن هذا الموضع. ورواه ابن ماجة: 950، من طريق معاذ بن هشام - شيخ أحمد هنا- بهذا الإِسناد. وقال البوصيري في زوائده: "إسناده صحيح، فقد احتج البخاري بجميع رواته". واعتباره من الزوائد على الكتب الخمسة غير سديد. فقد رواه مسلم في صحيحه 1: 144 - 145، من وجه آخر، من رواية يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة. وزاد في آخره: "ويقى ذلك مثل مؤخرة الرحل". وانظر: 2222، 3241، 6898. وما أشرنا فيها إليه من روايات ومراجع.

7971 - حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أن أحدكم يعلم أنه إذا شهد الصلاة معي كان له أعظم من شاةٍ سمينة أو شاتين لفعل، فما يصيب من الأجر أفضل". 7972 - حدثنا معاذ، حدثنا يزيد بن كَيْسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة خطب رجل امرأة، يعني من الأنصار، فقال: انظر إليها، يعني أن في أعين الأنصار شيئاً. 7973 - حدثنا أنس بن عياض، حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كل أتى برجل قد شرب، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اضربوه"، قال: فمنا

_ (7971) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 420 - 421، عن هذا الموضع. وقد مضى نحو معناه مطولاً: 7324، من رواية الأعرج عن أبي هريرة. أما بهذا اللفظ والسياق، فإني لم أجده في موضع آخر، إلا إشارة من الحافظ في الفتح 2: 108، ونسبه للحربي في تفسير كلمة "المرماتين" التي في الرواية الماضية. ووقع لفظه في الفتح محرفًا. (7972) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7829، 7966. (7973) إسناده صحيح، أنس بن عياض: هو أبو ضمرة. يزيد بن عبد الله: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. والحديث رواه البخاري 12: 57، وأبو داود: 4477 - كلاهما عن قتيبة، عن أبي ضمرة، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري أيضًا 12: 71، عن ابن المديني، عن أبي ضمرة - مختصراً قليلاً. ولكن في روايتي البخاري ولا رواية أبي داود قوله في آخره " ولكن قولوا: رحمك الله". ولكن رواه أبو داود، بعد ذلك: 4478، من رواية يحيى بن أيوب وغيره، عن ابن الهاد، مطولاً - وفي آخره: "ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه". والحديث في المنتقى: 4103. ونسبه لأحمد، والبخاري، وأبي داود.

الضارب بيده، ومنا الضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا: رحمك الله". 7974 - حدثنا سفيان بن عيينة [قال]: قال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة، قال: فكان بينه وبين مولانا قرابة، قال سفيان وهو مولى الأحمس، فاجتمعت أحمس، قال قيس: فأتيناه نسلم عليه، وقال سفيان مرةً: فأتاه الحس، فقال له أبي: يا أبا هريرة، هؤلاء أنسباؤك أتوك يسلمون عليك وتحدثهم عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال: مرحباً بهم وأهلاً، صحبت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ثلاث سنين، لم أكن أحرص على أن أعي الحديث منِي فيهن، حتى سمعته يقول: "والله لأن يأخذ

_ (7974) إسناده صحيح، قيس: هو ابن أبي حازم، التابعي الكبير المعروف. وهذا الإِسناد جاء به هنا حديثان. وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 322، عن هذا الوضع. وسيأتي مرة أخري: 10155، عن يحيى القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، بثلاثة أحاديث، بزيادة حديث "خلوت فم الصائم". وكلها أحاديث ثابتة معروفة. فهذا الحديث الأول- في النهي عن السؤال: رواه مسلم 1: 284، من طريق يبيح القطان، عن ابن أبي خالد. ورواه الترمذي 2: 30، من رواية بيان بن بشر أبي بشر، عن قيس. وكذلك رواه مسلم 1: 284، من طريقه. وقد مضى معناه من وجهين آخرين: 7315، 7482. وسيأتي من أوجه كثيرة، منها: 9123، 9411، 10441. زيادة كلمة [قال]، من ص ك م وجامع المسانيد. وقوله "فكان بينه ... " - في ص وجامع المسانيد "وكان" وقوله "وهو مولى الأحمس" - في ص "وهو موالٍ لأحمس". وفي جامع المسانيد "وهم موال الأحمس". وقوله "فأتيناه" - هو الثابت في ص ك وجامع المسانيد. وفي ح م "فأتينا" بدون الهاء. وقوله "يسلمون عليك" - في ص وجامع المسانيد "ليسلموا عليك" وقوله "فيسأله" - في ص وحدها "ويسأله".

أحدكم حبلاً بيحتطب على ظهره، فيأكل ويتصدق، خير له من أن يأتي رجلاً أغناه الله عَزَّ وَجَلَّ من فضله، فيسأله، أعطاه أو منعه". 7974 م- ثم قال هكذا بيده: قرما من بين يدي الساعة ستأتون تقاتلون قوماً نعالهم الشعر، كأن وجوههم المَجَانُّ المطرقة. 7975 - حدثنا محمَّد بن يزيد، وهو الواسطي، حدثنا محمَّد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن

_ (7974) إسناده صحيح، بالإسناد السابق نفسه. ورواه مسلم 2: 369، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، به نحوه. ووقع في صحيح مسلم (طبعة بولاق) خطأ مطبعي يجب التنبيه عليه! ففيه: "عن قيس بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن أبي هريرة". فزيادة "عن أبي حازم" في الإِسناد - خطأ مطبعي - يقيناً، لا معنى لها، بل هي تخليط!! ومعناه ثابت من أوجه كثيرة عن أبي هريرة. فانظر ما مضى: 7262، 7662. وما سيأتي: 8223، 8434، 40101، 40120، 10872. وقوله "ستأتون" - هو الثابت في ص ك وجامع المسانيد. وثبت في ح بدلها كلمة لا معنى لها "ستأتوت"!! وفي م بهذا الرسم لكن بدون نقط. فيظهر أن مصحح طبعة ح رآها بهذا الرسم غير المقروء بدون نقط، فوضع لها هذا النقط ليوضحها، فزادها إبهامَا، بل زادها فسادًا!!. (7975) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 260، عن هذا الموضح. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 418، من طريق يزيد بن هرون، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ورواه الطبري في التفسير: 2207 (بتخريجنا)، من طريق سلمة - وهو ابن الفضل الأبرش- عن ابن إسحاق، به. ولم يذكر لفظه، أحاله على: 2206، حيث رواه من طريق محمَّد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأفادتنا رواية الطبري هذه- من طريق محمَّد بن جعفر- أن محمَّد بن إسحاق لم ينفرد بروياته. وقوله "يقول: استقرضت" إلخ: يريد "يقول الله عز وجل"، كما هو ظاهر أنه حديث قدسي، وكما ثبت التصريح بذلك في رواية الحاكم. =

النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يقول: استقرضت عبدي فلم يقرضني، ويشتمني عبدي وهو لا يدري، يقول: وادهراه، وادهراه، وأنا الدهر". 7976 - حدثنا أنس بن عياض، حدثني أبو حازم، عن أبي سلمة، لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر، ثلاث مراتٍ، في عرفتم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه".

_ = وفي رواية الطبري: "قال الله". فلفظ الجلالة لم يذكر في رواية المسند هنا، كما في الأصول المخطوطة وجامع المسانيد، والعلم به واضح بين. ورواه الحاكم مرة أخرى، من وجه آخر. فرواه 2: 453، من طريق يزيد بن هرون، عن محمَّد بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. قال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة". وافقه الذهبي. والنهى عن سيئ الدهر، مضى مراراً آخرها: 7702. (7976) إسناده صحيح، ورواه الطبري في التفسير، رقم: 7 بتخريجنا، عن خلاد بن أسلم، عن أنس بن عياض - شيخ أحمد هنا - بهذا الإسناد. وفيه كما في هذه الرواية: "لا أعلمه إلا عن أبي هريرة". ورواه ابن حبان فما صحيحه" رقم: 73 بتحقيقنا، عن أحمد بن علي بن المثنى - وهو الحافظ أبو يعلى الموصلي - عن أبي خيثمة، عن أنس بن عياض، - به. وفيه: "عن أبي هريرة"، دون الشك بقوله "لا أعلمه ... ". ولكن رواية أبي يعلى فما مسنده، نقلها ابن كثير في التفسير 2: 102، وفيها: "لا أعلمه إلا عن أبي، هريرة". ورواه الخطب فما تاريخ بغداد 11: 26، من طريق عبد الوهاب الوراق، عن أبي ضمرة - وهو أنس بن عياض، به. وفيه: "ما أعلمه إلا عن أبي هريرة". ونقل ابن كثير هذا الحديث، عن رواية المسند هنا - في كتاب فضائل القرآن، ص: 30. وقال عقبه: "ورواه النسائي، عن قتيبة، عن أبي ضمرة أنس بن عياض، به" والظاهر أن النسائي رواه في كتاب التفسير، إذ أنه ليس في سننه "المجتبى". ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 151، مع رواية أخرى لأحمد. وذكر أنه رواه "بإسنادين، ورجال أحدهما رجال =

7977 - حدثنا أنس بن عياض، عن سهيل عن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك سبعين خريفاً".

_ = الصحيح ". وهذه إشمارة إلى هذا الإِسناد. ونقله السيوطي فما الدر المنثور 2: 6، ونسبه لابن جرير، ونصر المقدسي في الحجة، فقط. وهذا الشك - في أنه عن أبي هريرة - إنما هو من أنس بن عياض وحده. فإن الحديث بشطريه ثابت من رواية أبي سلمة عن أبي هريرة، من غير وجه، دون هذا الشك. ولكنه ثابت مفرقاً حديثين: فحديث السبعة الأحرف، سيأتي بأطول من هذا قليلاً: 8372، 9676. وحديث المراء أو الجدال في القرآن، مضي: 7499، 7835. وسيأتي: 9474، 10148، 10205، 10419، 10546، 10846. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود: 4252، 4364. وانظر أيضاً سنن أبي داود: 4603. والمستدرك 2: 223. قال ابن الأثير: "المراء: الجدال. والتماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشك والريبة. ويقال للمناظرة: مماراة، لأن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه، كما يمتري الحالب اللبن من الضرع. قال أبو عبيد: ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف فما التأويل، ولكنه على الاختلاف فما اللفظ، وهو أن يقول الرجل على حرف فيقول الآخر: ليس هو هكذا، ولكنه على خلافه. وكلاهما منزل مقروء به، فإذا جحد كل واحد منهما قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك يخرجه إلى الكفر؛ لأنه نفى حرفاً أنزله الله على نبيه. والتنكير في المراء إيذاناً بأن شيئًا منه كفر، فضلاً عما زاد عليه. وقيل: إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذكر القدر ونحوه من المعاني - على مذهب أهل الكلام وأصحاب الأهواء والآراء، دون ما تضمنه من الأحكام وأبواب الحلال والحرام، فإن ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء، وذلك فيما يكون الغرض منه والباعث عليه ظهورالحق ليتبع، دون الغلبة والتعجيز". (7977) إسناده صحيح، ورواه النسائي 1: 313، عن يونس بن عبد الأعلى، عن أنس بن عياض، بهذا الإِسناد. ورواه ابن ماجة: 1718، عن هشام بن عمار، عن أنس بن عياض، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن المقبري، عن أبي هريرة. ورواه الترمذي =

7978 - حدثنا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، أنه قال: ما صليت وراء أحدٍ بعد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في أشبه صلاةً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فلان. قال سليمان: كأن يطيل الركعتين الأوليين من الظهر،

_ = ج 3 ص 2، من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة. وقال: "هذا حديث غريب من هذا الوجه". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 62، ونسبه للترمذي، والنسائي، وابن ماجة. وسيأتي: 8675، من رواية عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة. والحديث ثابت أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي في السند: 1228، 14126. ورواه الشيخان وغيرهما، كما في الترغيب 2: 62. (7978) إسناده صحيح، محمَّد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك: سبق توثيقه: 5585. ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الصغير أيضًا، ص: 223. وابن سعد في الطبقات 5: 324. وابن أبي حاتم 2/ 2/ 188 - 189. الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد ابن حزام: سبق توثيقه: 5585. وذكرنا هناك أن البخاري قال في الكبير 2/ 2/ 335 أنه من ولد حكيم بن حزام". ونزيد هنا أن هذا سهو من البخاري رحمه الله، فإن أهل النسب لم يختلفوا أنه من ولد خالد بن حزام: فقد ترجم ابن سعد في الطبقات 5: 312 لابنه "عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزى"، ولابن ابنه "الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان"، وساق باقي النسب. وذكر المصعب في نسب قريش، ص: 231، "حزام بن خويلد"، وأولاده" حكيما "و "خالدًا"، وغيرهم، ثم ذكر في ص: 234 "خالد بن حزام"، وقال: "ومن ولد خالد بن حزام: الضحاك بن عثمان، كان يحدث عنه"، ثم ذكر "ابن ابنه الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان"، ونحو ذلك صنع ابن حزم في جمهرة الأنساب، ص: 112، فذكر" خالد بن حزام"، ثم ابنه "عبد الله"، ثم "عثمان بن عبد الله" ... ثم قال: "ومن ولده"، يعني ولد عثمان بن عبد الله بن خالد-: "عثمان بن عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام. =

ويخفف الآخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل، ويقرأ فما الصبح بطوال المفصل. 7979 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، قال: سمعت العلاء بن عبد الرحمن، يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رجلاً قال: يا

_ = خمسة فما نسق، كلهم من أهل العلم بالحديث والرواية". وهذا هو اليقين في النسب. وأما ابن أبي حاتم فقد ترجم "الضحاك" هذا 2/ 1/460، فقلد البخاري كعادته، ثم ذكر الصواب على أنه قول آخر! فقال: "من ولد حكيم بن حزام ويقال إنه: ابن عثمان ابن عبد الله بن خالد بن حزام، أخي حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد" فلم يستطع أن يخرج عن قول البخاري، واكتفى بأن يحكي القول الآخر!! والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 186، عن هذا الموضع. ورواه النسائي 1: 154، عن هرون بن عبد الله، عن ابن أبي. فديك - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد. وهو في المنتقى: 928، ونسبه لأحمد، والنسائي. وذكره الحافظ في بلوغ المرام، وقال: "أخرجه النسائي بإسناد صحيح". و "فلان" - المبهم فما هذا الحديث، قال محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في سبل السلام 1: 241: "فما شرح السنة للبغوي: أن فلانًا، يريد به أميرًا كان على المدينة، قيل اسمه: عمرو بن سلمة. وليس هو عمر بن عبد العزيز، كما قيل. لأن ولادة عمر بن عبد العزيز كانت بعد وفاة أبي هريرة، والحديث مصرح بأن أبا هريرة صلى خلف فلان هذا". (7979) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 206، عن هذا الموضع. وسأتي بإسنادين آخرين: 9332، 10289. ورواه مسلم 7: 260، من طريق محمَّد بن جعفر - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد. وذكره المنذري فما الترغيب والترهيب 3: 227، ونسبه لمسلم فقط "الملل - بفتح الميم وتشديد اللام: الرماد الحار الذي يحيى ليدفن فيه الخبز لينضج. قاله ابن الأثير. وقال: أراد: إنما تجعل الملة لهم سفوفًا يستفونه. يعني أن عطاءك إياهم حرام عليهم ونار في بطونهم"! هكذا قال ابن الأثير، وأنا أراه بعيدًا عن سياق الكلام، مخالفًا لصحيح الأحكام. في كان عطاؤه إياهم، عن رضى من نفسه، وكرم =

رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعون، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون علي، قال: "لئن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك". 7980 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، قال: سمعت العلاء بن عبد الرحمن، يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أتى المقبرة، فسلم على أهل القبرة، فقال: "سلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون"، ثم قال: "وددت أنا قد رأينا إخواننا"، قال:

_ = من خلقه = حراما يأكلونه. بل هو حلال لا شك فيه. وإنما المراد - والله أعلم- أنه بكرمه وحلمه وإحسانه إليهم- كأنه يملأ قلوبهم غيظًا وحقداً، لما يقابل من سوء صنيعهم بالحسن من صنيعه. أما أنهم يأكلون مايعطيهم حرامًا في بطونهم فلا. ثم هذا الذي قاله ابن الأثير إنما يكون خاصًا بالصلة مقابل القطيعة، فماذا عن الخلتين بعده: الإحسان مقابل الإساءة، والحلم مقابل الجهل؟! (7980) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 260، عن هذا الموضع. ورراه ابن ماجة: 4306، عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد بن جعفر - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد. وفي آخره: "إنهم قد بدلوا بعدك، ولم يزالوا يرجعون على أعقابهم ... ". ورراه مسلم 1: 86، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وكذلك رواه مالك في الموطأ، ص: 28 - 30، عن العلاء. ورواه النسائي 1: 35 - 36، من طريق مالك. وروى البخاري بعض معنا11: 413 - 414، من أوجه أخر، عن أبي هريرة. وانظر: 3639، 4351، 7955. قوله "وأنا فرطهم على الحوض"، الفرط - بفتح الفاء والراء: الذي يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء. "في خيل بهم دهم" - البهم، بضم الباء الموحدة وسكون الهاء: جمع "بهيم"، وهو الذي لا يخالط لونه لون سواه. والدهم - بوزنه: جمع "أدهم"، وهو الأسود. "ليذادن": أي ليطردن. "سحقًا سحقًا" - بضم السين وسكون الحاء المهملتين: أي بعدًا بعدًا. و"السحيق": البعيد.

فقالوا: يا رسول الله، ألسنا بإخوانك؟ قال: "بل أنتم أصحابي، وإخوانى الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض"، فقالوا: يا رسول الله، كيف تعرف من لم يأت من أمتك بعد؟ قال: "أرأيت لو أن رجلاً قال له خيل غر محجلة بين ظهراني خيلٍ بهمٍ دهمٍ، ألم يكن يعرفها"؟ قالوا: بلى، قال: "فإنهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض"، ثم قال: "ألا ليذادن رجال منكم عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم، فيقال: إنهم بدلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً". 7981 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، قال: سمعت العلاء يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -قال: "المؤمن، المؤمن - مرتين أو ثلاثًاَ- يغار يغار، والله أشد غَيْراً". 7982 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعت العلاء، يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات ويمحو به الخطايا، كثرة الخطأ إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء على المكاره". 7983 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعت العلاء، يحدث عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من القرناء تنطحها".

_ (7981) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7209، بنحوه. (7982) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7175. (7983) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7203. مضى هناك من رواية ابن أبي عدي عن شُعبة - ومن رواية محمَّد بن جعفر عن شعبة. فهذه هنا رواية ابن جعفر وحده.

7984 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن يعقوب بن عبد الله القُميّ، عن حفص بن حُميد، قال: قال زياد بن حُدير: وددتُ أني في حَيز من حديد، معي ما يُصلحُني، لا أُكلم الناس ولا يكلموني. 7985 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعت العلاء، يحدثِ عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه نهى عن النذر، وقال: "لا يَرُدُّ من القدر، وإنما يستخرج [به] من البخيل".

_ (7984) هذا أثر عن زياد بن حدير، وليس بحديث. ولم أجد له مناسبة ولا علاقة بمسند أبي هريرة أو غيره. و"زياد بن حدير الأسدي": تابعي كبير ثقة. قال الحافظ في الإصابة 3: 43، "له إدراك، وكان كاتبا لعمر على العشور". وقد سبق توثيقه: 3603. وهو مترجم أيضاً في ابن سعد 6: 89. وعند ابن أبي حاتم 1/ 2/ 529. وترجمه أبو نعيم في الحلية 4: 196 - 198. وابن الجوزي في صفة الصفوة 3: 19 - 20. ولكن وقع اسمه في الحلية - في الترجمة كلها- "زياد بن جرير"!! وصوابه "حدير": بضم الحاء وفتح الدال المهملتين. وهذا الأثر رواه أيضاً أبو نعيم - في الحلية - في ترجمة زياد، عن القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه الإِمام أحمد، عن محمَّد بن سابق، عن مالك بن مغول، عن أبي صخرة، عن زياد بن حدير - وزاد في آخره: "حتى ألقى الله". ونقله ابن الجوزي في صفة الصفوة عن الحلية. وقع في مطبوعة الحلية "في دين" - بدل في حيز"! وهو تصحيف مطبعي لا معنى له. وثبت علي الصواب عند ابن الجوزي وقوله "ما يصلحني": "ما" موصولة. ووقع في ح "ماء"! بزيادة همزة! وهو خطأ صرف، صححناه من المخطوطات والحلية وصفة الصفوة. (7985) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7207 بنحوه. وقد أشار الإِمام أحمد هناك إلى رواية محمَّد بن جعفر. وهي هذه. وانظر أيضاً: 7295. وكلمة [به] لم تذكر في ح. وزدناها من المخطوطات. وهي ثابتة أيضاً في إشارة الإِمام أحمد في 7207، فقد نص هناك على أن ابن جعفر زادها.

7986 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعت العلاء، يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربه عز وجل، أنه قال: "أنا خيرُ الشركاء، فمن عمل عملا فأشرك فيه غيري فأنا بريءٌ منه، وهو للذي أَشْرَك". 7987 - حدثنا روح، حدثنا شُعبة، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ابن يعقوب، سمعت أبي، يحدث عن أبي هريرة، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: أنا خيرُ الشركاء، من عمل لي عملا فأشرك فيه غيري فأنا منه بريءٌ، وهو للذي أشرك". 7988 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن منصور، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله الصادق المصدوق أبا القاسم صاحب الحجرة - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تُنْزَعُ الرحمة إلا من شقي"، قال شُعبة: كَتَبَ به إلى وقرأته عليه، - يعني منصورًا-.

_ (7987) إسناده صحيح، وسيأتي عقبه: 7987. ويأتى أيضاً: 9167. ورواه مسلم 2: 390، بنحوه، من طريق روح بن القاسم، عن العلاء، بهذا الإِسناد. (7988) إسناده صحيح، روح: هو ابن عبادة، شيخ أحمد. والحديث مكرر ما قبله. (7988) إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر. أبو عثمان: هو التبان، مولى المغيرة بن شُعبة. سبق توثيقه في: 7338 م. ونزيد هنا أن رواية منصور عنه دليل آخر على توثيقه، ففي ترجمة منصور في التهذيب: "قال الآجري عن أبي داود: كان منصور لا يروي إلا عن ثقة". واختلف في اسمه، فقيل "سعيد"، وهو الذي رجحه ابن كثير واقتصر عليه في جامع المسانيد والسنن وقيل "عمران". والحديث في جامع المسانيد 7: 173، عن هذا الموضع. وسيأتي: 9700، 9941، 9946، 10964. ورواه الطيالسي: 2529، عن شُعبة، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري في الأدب المفرد، ص: 56، من طريق شُعبة. ورواه أبو داود: 4942، من طريق شُعبة أيضاً. ورواه الترمذي 3: 122، من طريق الطيالسي، =

7989 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن أبي بِشر،

_ = عن شُعبة. وقال: "هذا حديث حسن. وأبو عثمان - الذي روى عن أبي هريرة-: لا نعرف اسمه". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 248 - 249، من طريق جرير، عن منصور، به نحوه. وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. وأبو عثمان - هذا - هو مولى المغيرة، وليس بالنهدي. ولو كان النهدي لحكمت بصحته على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 7: 183، من طريق شُعبة أيضاً. ورواه الحافظ الزي في تهذيب الكمال، في ترجمة أبي عثمان - بإسنادين: من طريق شبعة، ومن طريق جرير بن عبد الحميد - كلاهما عن منصور. ونسبه السيوطي في الجامع الصغير أيضا لابن حبان. (7989) إسناده صحيح، على احتمال أن يكون فيه انقطاع، تبين وصلُه، كما سيأتي، إن شاء الله. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية، واسم "أبي وحشية": "إياس". والحديث سيأتي مطولاً ومختصرا، من رواية أبي بشر عن شهر: 8037، 13040، ومن رواية قتادة عن شهر: 8653، 8666، 10647، ومن رواية قتادة وأبي بشر وعباد بن منصور- ثلاثتهم عن شهر: 9446. ومن رواية قتادة عن شهر عن عبد الرحمن بن غَنم عن أبي هريرة: 8290. ورواه الطيالسي: 2397، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي بشر، عن شهر، عن أبي هريرة. ورواه الترمذي 3: 170، من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن شهر، عن أبي هريرة. وقال: "هذا حديث حسن". ورواه ابن ماجة: 3455، من طريق مطر الوراق، عن شهر، عن أبي هريرة. ورواه الترمذي أيضًا 3: 169 - 170، من طريق سعيد بن عامر، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث محمَّد بن عمرو - إلا من حديث سعيد بن عامر". و"سعيد بن عامر الضبعي": ثقة. فهذا أيصا إسناد صحيح. ونقله ابن كثير في التفسير 1: 174 - 175، من روايتي الترمذي. وذكر أنه رواه أيضاً النسائي من رواية شُعبة عن أبي بشر، وأنه روى قصة الكمأة فقط، من رواية عبد الأعلى، عن خالد الحذاء، عن شهر، عن أبي هريرة. وذكر أيضاً أنه روى النسائي تصة العجوة فقط، مز رواية مطر الوراق، عن شهر. يعني أنها اختصار للرواية التي =

عن شَهر بن حَوشب، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الكَمْأَةُ من

_ = رواها ابن ماجة: 3455 كاملة. ثم قال ابن كثير في شأن الروايات "عن شهر، عن أبي هريرة"، بعد سياقها -: "وهذه الطريق منقطعة بين شهر بن حوشب وأبي هريرة. فإنه لم يسمعه منه". وكلمة "لم يسمعه" ثبتت في مطبوعة ابن كثير "لم يسمع"! وهو تحريف مطبعي ظاهر. صححناه من مخطوطة الأزهر من تفسير ابن كثير. ثم استدل ابن كثير لما قاله - من أن شهرا لم يسمعه من أبي هريرة - بأن النسائي رواه في الوليمة من سننه- من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي هريرة. ورواية سعيد بن أبي عروبة- هذه- ثابتة في المسند أيضاً، ستأتي: 8290. وقد يكون الأمر على ما قال ابن كثير: أن شهر بن حوشب سمعه عن أبي هريرة بواسطة عبد الرحمن بن غنم. وقد يكون على غير ما قال، وقد يكون شهر سمعه بالواسطة عن أبي هريرة، وسمعه أيضاً من أبي هريرة مباشرة. فيكون من المزيد في متصل الأسانيد. ويرجح هذا - أعنى سماعه إياه من أبي هريرة- رواية الدارمي، فإنه روى في سننه 2: 338، قصة العجوة وحدها- عن يزيد بن هرون، عن عباد بن منصور، قال: "سمعت شهر بن حوشب يقول: سمعت أبا هريرة يقول ... ". فهذا متصل بالسماع، سماع عباد من شهر، وسماع شهر من أبي هريرة. والظاهر أن يكون سمع القصتين، واختصر الدارمي الحديث. أو اختصره أحد الرواة قبله. ورواية عباد بن منصور - هذه- ثابتة في المسند أيضاً، ستأتي 9446، من رواية "حمّاد بن سلمة، عن قتادة وجعفر بن أبي وحشية وعباد بن منصور، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة" بالقصتين جميعاً، ولكن ليس فيها التصريح بالسماع. فهي تدل على أن عباداً رواه عن شهر كاملا، ولعل عدم ذكر السماع فيها من أجل أن الراويين الآخرين "قتادة وابن أبي وحشية" لم يصرحا بالسماع. ثم إن شهرا قد سمعه أيضاً من جابر وأبي سعيد الخدري. وسيأتي في السند: 11473. وذكر ابن كثير هذه الرواية عن المسند، ثم عن روايات النسائي وابن ماجة وابن مردويه. وقال ابن كثير بعد ذلك، ص: 176: "وروي عن شهر عن ابن عباس". ثم ذكره من رواية النسائي في الوليمة - من طريق- "عبد الجليل بن عطية، عن شهر، عن عبد الله بن عباس"، مرفوعاً في قصة الكمأة، وإسناده صحيح. ولكن سقط من =

المَنِّ، وماؤها شفاءٌ للعين، والعجوة من الجنة، وماؤها شفاء من السمّ". 7990 - حدثنا محمَّد بن جعفر، أخبرنا شُعبة، عن أبي زياد الطحان، قال: سمعت أبا هريرة يقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه رأى رجلاً يشرب قائما، فقال له: "قِهْ"، قال: لِمه؟، [قال]: "أَيَسُرك أن يشرب معك

_ = مطبوعة ابن كثير قوله "عن شهر"؛ وهو موضع الاستدلال؛ وهو ثابت في مخطوطة الأزهر. ثم قال ابن كثير: "فقد اختلف- كما ترى- فيه على شهر بن حوشب. ويحتمل عندي أنه حفظه ورواه من هذه الطرق كلها، وقد سمعه من بعض الصحابة. وبلغه عن بعضهم، فإن الأسانيد إليه جيدة، وهو لا يتعمد الكذب. وأصل الحديث محفوظ، كما تقدم من رواية سعيد بن زيد". والحديت - في شأن الكمأة وحدها- مضى من حديث سعيد بن زيد: 1625، 1626. ومن حديث حريث بن عمرو: 1627. (7990) إسناده صحيح، أبو زياد الطحان: هو مولى الحسن بن علي، كما سيأتي في الإِسناد عقب هذا. وهو تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره. مترجم فما التعجيل، ص: 486. والكنى للبخاري، رقم: 280. وابن أبي حاتم 4/ 2/ 373. وهناك شيخ آخر- متأخر- يشتبه بهذا يقال له أيضاً "أبو زياد الطحان". واسمه "سهل بن زياد"، وبعضهم لا يذكر في اسمه لقب "الطحان". مترجم في لسان الميزان 3: 118. وذكر أن الأزدي قال فيه "منكر الحديث"! والأزدي يغلو في الجرح دون دليل. وقد ترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/103 - 104. وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/ 197 - فلم يذكرا فيه جرحاً. وذكر ابن أبي حاتم أن من الرواة عنه أحمد بن حنبل. والحديث - هو والذي بعده- في جامع المسانيد والسنن 7: 442. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 79، وقال: "رواه أحمد، والبزار. ورجال أحمد ثقات". وذكره الحافظ في الفتح 10: 72، عن هذا الموضع. وقال: "وأبو زياد: لا يعرف اسمه. وقد وثقه يحيى بن معين". وانظر ما مضى: 7795، 677. وقوله "قه": فعل أمر من القيء، ألحق به هاء السكت. وقوله يقال: لمه": استفهام، ألحق بحرفي "لم" هاء السكت. وهذه الجملة سقطت من مجمع =

الهر؟! "، قال: لا، قال: "فإنه قد شرب معك من هو شرُ منه؟ الشيطان". 7991 - حدثنا حجاج، حدثنا شُعبة، عن أبي زياد مولى الحسن ابن علي، قال: سمعت أبا هريرة .... فذكره. 7992 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن أبي التَّيَّاح، قال: سمعت أبا زُرعة، يحدث عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يُهلكُ أمتي هذا الحيُّ من قريبٌ"، قالوا: في تأمُرُنا يا رسول الله؟، قال: "لو أن الناس اعتزلوهم". [قال عبد الله بن أحمد]: وقال أبي- في مرضه الذي مات فيه: اضرب على هذا الحديث، فإنه خلافُ الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني قوله: "اسمعوا وأطيعوا واصبروا".

_ = الزوائد. وهي ثابتة في سائر النسخ والمصادر. وكلمة [قال]- بعدها- لم تذكر في ح. وهي ثابتة في ك م وجامع المسانيد وفتح البارىِ. (7991) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. (7992) إسناده صحيح، أبو التياح - بتشديد الياء التحتية-: هو يزيد بن حميد الضبعي، بضم الضاد المعجمة وفتح الباء الموحدة، وهو ثبت ثقة ثقة، كما قال الإِمام أحمد. وقد سبق توثيقه: 689، 5016. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/ 8. وابن أبي حاتم 4/ 2/ 256. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير. والحديث رواه البخاري 6/ 453. ومسلم 2: 370 - كلاهما من طريق شُعبة. وهو حديث صحيح متفق على صحته، أخرجه الشيخان كما ترى. فقول أحمد لابنه في مرض موته - اضرب على هذا الحديث" - لعله كان احتياطا منه رحمه الله، خشية أن يظن أن اعتزالهم يعني الخروج عليهم. وفي الخروج فساد كبير، بما يتبعه من تفريق الكلمة، وما فيه من شق عصا الطاعة. ولكن الواقع أن المراد بالاعتزال أن يحتاط الإنسان لدينه، فلا يدخل معهم مداخل الفساد، ويربأ بدينه من الفتن. وانظر ما مضى: 7858، 7196.

7993 - حدثنا محمَّد بن جعفر، سئل عن قراءة الإِمام في الصلاة؟، قال: حدثنا شُعبة، عن أبي محمَّد، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال: في كل الصلوات يُقرأ، في أسمعنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم. 7994 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثي، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: "هل قرأ أحدٌ منكم آنفا؟ "، قال رجل: نعم يا رسول الله، قال: "إني أقول: مالي أُنَازَعُ القرآن؟! "، قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فيما جهر رسول الله -صلي الله عليه وسلم - من القراءة في الصلاة، حين سمعواك من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. 7995 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن سُمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فما يوم مائة مرة، كانت له عَدْلَ عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرزا من الشيطان

_ (7993) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد: 7: 293. وهو مكرر: 7494، 7682، 7821. (7994) إسناده صحيح، وهو في الموطأ، ص 86 - 87. وقد مضى مرارًا: فما 7268، 7806، 7820، وفصلنا القول فيه في أولها. (7995) إسناده صحيح، وهو في الموطأ، ص: 209. ورواه البخاري 6: 243، و 11: 168 - 169 (فتح). ومسلم 2: 310 - كلاهما من طريق مالك، به. ورواه أيضاً الترمذي، وابن ماجة، كما في الفتح الكبير 3: 221. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو ابن العاص: 6740، 7005.

يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به، إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك". 7996 - قرأت عبد الرحمن: مالك، عن سُميّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، خطت خطاياه وإن كانت مثل زَبد البحر". 7997 - حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى، يعني ابن على، عن أبيه، عن عبد العزيز بن مروان، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "شرُّ ما في رجل شُحٌّ هالعٌ، وجبن خالعٌ".

_ (7996) إسناده صحيح، وهو في الموطأ، ص: 209 - 120. ورواه البخاري 11: 713، من طريق مالك. ورواه مسلم 2: 310 - بنحوه بلفظ آخر- من طريق سهيل، عن سمى ورواه أيضاً الترمذي، وابن ماجة، كما في الفتح الكبير 3: 219. (7997) إسناده صحيح، موسى بن علي بن رباح: سبق توثيقه: 4375. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 7/ 2/ 203. وابن أبي حاتم 4/ 1/153 - 154. أبوه "على - بضم العين - بن رباح": مضى توثيقه: 4375. ونزبد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 3/ 1/186. عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، والد "عمر بن عبد العزيز": تابعي ثقة. وثقه ابن سعد، والنسائي، وغيرهما. ونرجمه ابن سعد 5: 175. وابن أبي حاتم 2/ 2/ 393. وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث، عند أبي داود، كما سيأتي، إن شاء الله. وكان واليا على مصر من سنة: 60، إلى أن مات بها، سنة: 86. والحديث سيأتي: 8246، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن موسى بن علي، به. وهو في جامع المسانيد 7: 277، عن هذا الموضع، وعن الرواية الآتية. وذكره ابن كثير في التفسير 8: 482، عن الرواية الآتية. ورواه الحافظ المزي في تهذيب الكمال (ص: 845 مخطوط مصور) بإسناده من طريق المسند، عن الرواية الآتية. ورواه أبو داود: 2511، من طريق =

7998 - حدثنا أبو عامر، حدثنا مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن ابن حُنين، عن أبِيِ هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}، فقال: "وَجَبَت"، قالوا: يا رسول الله؟ ما وجبت؟، قال: "وجبت له الجنةُ".

_ = أبي عبد الرحمن المقرئ، عن موسى بن علي. الشح: أشد البخل. والهالع: من"الهلع"، وهو أشد الجزع والضجر. "جبن خالع": أي شديد، كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه. وهو مجاز في الخلع، والمراد به ما يعرض من نوازع الأفكار وضعف القلب عند الخوف. قاله ابن الأثير. (7998) إسناده صحيح، أبو عامر: هو العَقَدي، عبد الملك بن عمرو. عبد الله بن عبد الرحمن: اختلف الرواة عن مالك في اسم هذا الشيخ، فهكذا ثبت في المسند هنا وفيما سيأتي: 10932 - "عبد الله" بالتكبير، وكذلك ثبت بالتكبير في جامع المسانيد 7: 252 عن هذا الموضع. وثبت في الموطأ، ص: 208 - "عبيد الله" بالتصغير. وقال ابن عبد البر في التقصي، رقم 306 "هكذا قال يحيى في اسم هذا الشيخ، عن مالك عن" عبيد الله بن عبد الرحمن"، وتابعه أكثرُ رواة الموطأ. وقال فيه بعضهم "عبد الله" وظن أنه أبو طوالة. وقد بينا أمره في التمهيد". وذكر في التهذيب في ترجمة "عبد الله بن عبد الرحمن بن الحرث بن سعد بن أبي ذباب" ج 5 ص 292 - احتمال أن يكون هو هذا الرواي هنا، وأشار إلى الخلاف فيه، ثم ذكر في ترجمة "عبيد الله بن عبد الرحمن" أنه قيل "هو ابن السائب بن عمير"، وقيل "ابن أبي ذباب. وابن أبي حاتم ترجم في الجرح والتعديل 2/ 2/ 94، برقم: 435 "عبد الله بن عبد الرحمن بن الحرث بن سعد بن أبي ذباب"، وأنه يروي عن "عبيد بن حنين"، ولم يذكر رواية مالك عنه. ثم ترجم في 2/ 2/ 323، برقم: 1535 "عبيد الله بن عبد الرحمن" - ولم يرفع نسبه، وذكر أنه "روى عن عبيد بن حنين. ورى عنه مالك". وأنا أرجح أنه "عبد الله" - بالتكبير، وأنه "أبو طوالة"، وهو "عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة الأنصاري المديني". ولمالك عنه ثلاثة أحاديث أخر في الموطأ، ذكرها ابن عبد البر في التقصي: 237 - 239. فلو كان مالك يريد شيخا آخر لبينه ورفع نسبه. وهو أعلم الناس بشيوخه ورواة الحديث من =

7999 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا إسرائيل، عن أبي سِنَان، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله اصطفى من الكلام أربعاً: "سبحان الله" و "الحمد لله" و"لا إله إلا الله" و"الله أكبر"، فمن قال: "سبحان الله" كتب الله له عشرين حسنة أو حط عنه عشرين سيئة، ومن قال: "الله أكبر" فمثل ذلك، ومن قال: "لا إله إلا الله" فمثل ذلك، ومن قال: "الحمد لله رب العالمين" من قِبَل نفسه كُتبت له ثلاثون حسنة وحُط عنه ثلاثون سيئة".

_ أهل المدينة، وهو الحجة في ذلك. وقد مضت رواية مالك عن أبي طوالة: 7320. ابن حنين: هو عبيد بن حنين المدني، مولى آل زيد بن الخطاب. وهو تابعي ثقة. ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 404 - 405. وابن سعد 5: 210 - 211. وذكر أنه مات سنة 105 وهو ابن 95 سنة. والحديث في الموطأ، ص: 208، مطولاً، كالرواية الآية: 10932. ورواه الترمذي 4: 49 - 50، مختصرًا، من طريق مالك، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث مالك". (7999) إسناده صحيح، أبو سنان: هو الشيباني الأكبر، ضرار بن مرة. أبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس، شق توثيقه: 1077. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن سعد 6: 158. وابن أبي حاتم 2/ 2/ 276 - 277. والحديث سيأتي: 8079، عن عبد الرزاق، عن إسرائيل، بهذا الإِسناد. وسيأتي أيضاً فما مسند أبي سعيد الخدري، بهذين الإسنادين: 11324، 11347. وهو في جامع المسانيد بالإسنادين 7: 503. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 87 - 88، ونسبه لأحمد، والبزار، وقال: "ورجالهما رجال الصحيح". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 246، ونسبه لأحمد، وابن أبي الدنيا، والنسائي، "والحاكم بنحوه، وقال: صحيح على شرط مسلم"، والبيهقي. والظاهر أن يكون في السنن الكبرى للنسائي. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه لأحمد، والحاكم، والضياء. انظر الفتح الكبير 1: 323.

8000 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حمّاد، عن محمَّد ابن زياد - وعفان حدثنا حمّاد، أخبرنا محمَّد بن زياد - قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: عجب ربُّنا من قوم يُقادُون إلى الجنة في السلاسل". 8001 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن محمَّد ابن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه، فإن قيل: هديةٌ أكل، وإن قيل: صدقة، قال: "كُلُوا"، ولم يأكل. 8002 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حمّاد، عن محمد، قال:

_ = (8000) إسناده صحيح، بل إسناداه. فإن الإِمام أحمد رواه عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حمّاد -وهو ابن سلمة- ثم رواه عن عفان، عن حمّاد. وهو في جامع المسانيد 7: 338، عن هذا الموضع. ورواه أبو داود: 2677، عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد ابن سلمة، به. ورواه البخاري 6: 101، عن محمَّد بن بشار، عن غندر، عن شُعبة، عن محمَّد بن زياد، ورواه ابن حبان في صحيحه: 134، بتحقيقنا، من طريق الربيع بن مسلم، عن محمَّد بن زياد. وقال ابن حبان: "والقصد في هذا الخبر السبي الذين يسبيهم المسلمون من دارالشررك مكتفين في السلاسل، يقادون بهم إلى دور الإِسلام، حتى يسلموا فيدخلوا الجنة". وهذا هو المعنى الصحيح. ولذلك أثبته البخاري تحت عنوان: "باب الأسارى في السلاسل". وأبو داود تحت عنوان: "باب الأسير يوثق". (8001) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 338، عن هذا الموضع. وسيأتي أيضاً: 8036، 8446، 9253، 10381. ورواه البخاري 5: 149. ومسلم 1: 297 - كلاهما من طريق محمَّد بن زياد. وانظر: 7744. (8002) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 338، عن هذا الموضع. وسيأتي أيضًا: 9226، 9994، 9995. ولم أجده بهذا اللفظ إلا في المسند. ولكن معناه ثابت ضمن حديث مطول، رواه مسلم 1: 389، من رواية العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر: 7852، 7853. وانظر معناه أيضاً، ضمن حديث لسفيان بن أبي زهير، مرفوعاً، رواه مالك في الموطأ، ص: 887 - 888. وأخرجه الشيخان.

سمعت أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم [صلى الله عليه وسلم] يقول: "يخرجُ من المدينة رجالٌ رغبة عنها، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون". 8003 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن محمَّد ابن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: يدخل سبعون ألفا من أمتي الجنة بغير حساب"، فقال رجل: ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعله منهم"، ثم قام آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "سبقك بها عُكَّاشة". 8004 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب، حدثني أبي، سعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -قلت: "الخطبة التي ليس فيها شهادةٌ كاليد الجَذمَاء".

_ (8003) إسناده صحح، ورواه مسلم 1: 78، من طريق الربيع بن زياد، ثم من أريق شبعة - كلاهما عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة. ورواه البخاري 11: 358 - 359، مطولاً بنحوه، من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وكذلك رواه مسلم 1: 78، من طريق سعيد بن المسيب. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود: 4339. (8004) إسناد صحيح، عاصم بن كليب الجرمي، وأبوه كليب بن شهاب، مضيا في: 7168. والحديث سيأتي عقبه، من رواية الإِمام أحمد، عن عبد الرحمن - وهو ابن مهدي - عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد، ومن رواية ابنه عبد الله، عن محمَّد بن المنهال، عن عبد الواحد. ثم سيأتي: 8499، من رواية الإِمام أحمد، عن عفان، عن عبد الواحد بن زياد. وهو في جامع المسانيد 7: 324، عن المسند، من هذه الطرق. ورواه أبو نعيم في الحلية 9: 43، من طريق المسند، عن القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه الإِمام - بهذا الإِسناد. ورواه البخاري في الكبير 4/ 1/229، في ترجمة "كليب بن شهاب" - عن موسى، وهو ابن إسماعيل، عن عبد الواحد، وهو ابن زياد، به. ورواه أبو داود: 4841، عن مسدد وموسى بن إسماعيل، كلاهما عن عبد الواحد، به. ورواه الترمذي 2: 179، من طريق ابن فضيل، عن عاصم بن كليب. وقال: بهذا حديث حسن غريب".

8005 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد، [قال عبد الله بن أحمد]: وحدثني محمَّد بن المنهال أخو حجاج الأنماطي، وكان ثقة، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد - مثله، عن عاصم بن كليب، عن أبيه". عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله.

_ (8005) إسناده صحيح، بل إسناداه. فإنه - كما قلنا في الذي قبله - رواه الإِمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي. ورواه عبد الله بن أحمد، عن محمَّد بن المنهال - كلاهما عن عبد الواحد بن زياد. محمَّد بن المنهال: مضى توثيقه في: 965. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/92. وهذا الحديث - بإسناديه هكذا - ثابت في الأصول الثلاثة، المطبوعة والمخطوطتين - عقب الحديث: 8003. فصار ظاهر أمره في قوله هنا "مثله": أنه مثل حديث دخول السبعين ألفًا وقوله "سبقك بها عكاشة"! وهو خطأ يقيناً. فإن عاصم ابن كليب وأباه لم يرويا ذاك الحديث، في علمنا. أو على الأقل لم يروه الإِمام أحمد في المسند من حديثهما، ولم كان لذكره الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد في أحاديث "كليب بن شهاب عن أبي هريرة". ولم يفعل - ولذلك، بما أيقنت من هذا الخطأ في ترتيب الأحاديث في هذا الموضع - أخرت الرواية التي هنا، والتي فيها رواية عبد الله بن أحمد عن محمَّد بن المنهال، بعد حديث "الخطهَ التي ليس فيها شهادة ... " الذي من رواية الإِمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي. فصار رقم هذا: 8005، وصار رقم ذاك: 8004، ليكون هذا مثل ذاك. بل الذي أكاد أرجحه أن قوله في أول هذين الإسنادين للحديث: 8005 "حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد" - خطأ من الناسخين القدماء في بعض نسخ المسند. وأن الصواب حذفه. ليكون أول هذا الحديث قول عبد الله بن أحمد: "وحدثني محمَّد بن النهال ... " - إلح. بدليل أن الحافظ ابن كثير أثبت الإسنادين في جايع المسانيد 7: 324 على الصواب، هكذا: "حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد .. " - إلى آخر الحديث الذي جعلنا رقمه هنا: 4ِ8. ثم قال بعده: "قال عبد الله: وحدثني محمَّد بن المنهال ... " - إلى آخر الإِسناد الثاني من هذا الذي =

8006 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا الربيع بن مسلم، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي، قال: "لا يشكرُ الله من لا يشكرُ الناس". 8007 - قرأَت على عبد الرحمن: مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا توضأ العبدُ المسلم- أو المؤمن- فغسل وجهه، خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، أو نحو هذا، فإذا غسل يديه خِرجت من يديه كل خطيئة بطش بها مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخْرُج نقيا من الذنوب". 8008 - قرأَت على عبد الرحمن: مالك-[قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وحدثنا إسحاق، قال: حدثنا مالك - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟، إسباغ الوضوء على المكاره - قال إسحاق: في المكاره- وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد

_ جعلنا رقمه: 8005. وهو الترتيب الصحيح المستقيم، ولكني لم أحذف الإِسناد الأول منه؛ لأنه لا ضرر من إثباته بعد هذا البيان، وإن كان تكرارًا للإسناد قبله: 8004. (8006) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7495، 7926. وقد أشرنا إليه في أولهما. (8007) إسناده صحيح، وهو في الموطأ، ص: 32. دواه مسلم 1: 85، من طريق مالك. وانظر: 7982. وأيضًا الحديث التالي لهذا. قوله "قطر الماء" - في الموضعين- هو الثابت في م والموطأ وصحيح مسلم. وفي ح ونسخة بهامش م "قطرة الماء". (8008) إسناده صحيح، وهو في الموطأ، ص: 161. وقد مضى أيضاً من طريق مالك: 7175، مختصرا قليلا. ومضى أيضاً مختصرا، من وجهين آخرين: 7208، 7982.

الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط". 8009 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن سُمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لو يعلِمِ الناس ما فما النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يَسْتَهموا عليه لاَسْتهَمُوا عليه، ولو يعلمون ما فما التَّهْجير لاسْتَبَقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَة والصبح لأتوهما ولو حبوا". 8010 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم، عن عُبيد مولى أبي رهم، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "رُب يمين لا تصعد إلى الله بهذه البقعة، فرأيتُ فيها النخاسين بعدُ". 8011 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "هل ترون قبلتى، ها هنا؟، فوالله ما يخفى على خشوعُكم ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري".

_ (8009) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7225، بهذا الإِسناد. ومضى أيضاً: 7724، عن عبد الرزاق، عن مالك. (8010) إسناده ضعيف، لضعف عاصم، وهو ابن عبيد الله. وقد بينا ضعفه في: 5229. وهذا الحديث لم أجده في موضع آخر من المصادر. حتى إن الحافظ ابن كثير لم يذكره في جامع المسانيد. "النخاسون" - بالخاء المعجمة: من "النخاسة" بكسر النون وفتحها، والنخاس: بائع الدواب، سمى بذلك لنخسه إياها حتى تنشط، وقد يسمى بائع الرقيق "نخاسا"، كما في اللسان. (8011) إسناده صحيح، وهو في الموطأ، ص: 168. وقد مضى نحو معناه من وجه آخر: 7198. وأشرنا إلى هذا وإلى تخريجه هناك.

8012 - حدثنا عبد الرحمن، عن معاوية، يعني ابن صالح، عن أبي بشر، عن عامر بن لُدين الأشعري، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم، إلا أن تصوموا قبله أو بعده".

_ (8012) إسناده صحيح، معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي، قاضي الأندلس: مشهور معروف. ووقع في ح "بن أبي صالح"، وزيادة حرف "أبي"، خطأ مطبعي لا شك فيه، صحح من المخطوطات والمراجع. أبو بشر: هو مؤذن مسجد دمشق. وهو تابعي ثقة، وثقه العجلي وغيره. وترجمه البخاري في "الكنى، رقم: 110، وذكر له هذا الحديث. ولم يذكر فيه جرحًا. عامر بن لدين - بضم اللام وفتح الدال المهملة: تابعي ثقة، وثقه العجلي وابن حبان وغيرهما. مترجم في التعجيل، ص: 206. وابن أبي حاتم 3/ 1/327. وذكره بعضهم في الصحابة خطأ. ولذلك ترجمه الحافظ في الإصابة 5: 128 - 129، وأبان عن هذا الخطأ، ونقل أنه ترجمه البخاري في الكبير. والحديث في جامع المسانيد 7: 208. وسيأتي: 10903، عن حمّاد بن خالد، عن معاوية بن صالح. ورواه البخاري في "الكنى" رقم: 110، في ترجمة "أبي بشر" - عن عبد الله، وهو ابن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، بهذا الإِسناد. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 437، عن القطيعي - راوي السند- عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإِسناد. ومعه إسناد آخر، من طريق زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح. وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه. إلا أن أبا بشر هذا: لم أقف على اسمه". فقال الذهبي: "هو مجهول"! وهذا تهجم من الذهبي دون تحقيق. فإن الرواية الآتية: 10903 فيها التصريح بأنه "مؤذن مسجد دمشق". ولم أجد خلافًا في أنه هو راوي هذا الحديث. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 199، ولكن فيه: "عن عامر بن لدين الأشعري، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ... "! ثم قال: "رواه البزار، وإسناده حسن". فلو صح هذا لكان "عامر بن =

8013 - حدثنا عبد الرحمن، وأبو سعيد، قالا: حدثنا زائدة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن محمَّد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟، قال: "الصلاة في جوف الليل"، قيل: أي الصيام أفضلُ بعد رمضان؟، قال؟ "شهرُ الله الذي تدعونه المُحرم".

_ = لدين" صحابيًا. وقد ظننت بادئ ذي بدء أن هذا خطأ ناسخ أو طابع. ولكن تبين لي أنه خطأ في الرواية قديم: فقد ذكر الحافظ في الإصابة 5: 128 - 129 أن أسد بن موسى رواه عن معاوية بن صالح، هكذا بهذا الخطأ. وأنه أورده ابن شاهين ومن تبعه من طريق أسد بن موسى. قال الحافظ: "وهو خطأ نشأ عن سقط. وإنما رواه معاوية بن صالح بهذا السند: عن عامر عن أبي هريرة قال سمعت. هكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن مهدي ومن طريق زيد بن الحباب. [أقول: وهما الطريقان اللذان رواه منهما الحاكم أيضاً، كما بينّا آنفًا". وهكذا رويناه في نسخة حرملة، وفي زيادات للنيسابوري، من طريق يونس بن عبد الأعلى - كلاهما عن ابن وهب، ثلاثهم عن معاوية بن صالح، به. ورواه عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية ابن صالح، عن أبي بشر، عن عامر بن لدين: أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة ... ". وهذا الأخير إشارة إلى رواية البخاري في الكنى. فظهر لنا من هذا - على اليقين - أن رواية البزار التي ذكرها الهيثمي - هي من الطريق الغلط، الذي فيه حذف "أبي هريرة" من الإِسناد، وليس اختلاف رواية. ومعنى الحديث ثابت في الصحيحين، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة، إلا يوماً قبله أو بعده". انظر الفتح 4: 203. وانظر ما مضى: 7826. وهنا في مخطوطة ص ما نحوه: "آخر السابع، وأول الثامن". يعني من تجزئة ذاك المجلد الذي فيه مسند أبي هريرة إلى أجزاء. (8013) إسناده صحيح، زائدة: هو ابن قدامة الثقفي. حميد بن عبد الرحمن: هو الحميري البصري. سبق توثيقه: 1440. ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 343 - 344. وابن سعد 7/ 1/107. وابن أبي حاتم 1/ 2/ 225. والحديث رواه مسلم 1: =

8014 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا زهير، يعني ابن محمَّد، عن محمَّد بن عمرو بن حلحلة، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله من خطاياه". 8015 - حدثنا عبد الرحمن، ومُؤمَّل، قالا: حدثنا زهير بن محمَّد - قال مؤمل: الخراساني- حدثنا موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالط"، وقال مؤمل: من يخالل.

_ 322 - 323، من طريق جرير، ومن طريق زائدة - كلاهما عن عبد الملك بن عمير، به. وهو في جامع المسانيد 7: 18 - 19. وذكر أنه رواه أيضًا أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة. وقال الترمذي: "حسن صحيح". (8014) إسناده صحيح، ورواه البخاري 10: 91، من طريق زهير بن محمَّد، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم 2: 282، من طريق الوليد بن كثير، عن "محمَّد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار". وهكذا ثبت في نسخ صحيح مسلم التي عندي- من مخطوطة ومطبوعة - ولكن الحافظ فما الفتح، ذكرأن الوليد بن كثير تابع زهير بن محمَّد فما هذا الحديث "عن شيخه محمَّد بن عمرو بن حلحلة". فلا أدري: أوقع بالخطأ في زيادة "بن عطاء "بدل" بن حلحلة" - في نسخ صحيح مسلم؟ أم وهم الحافظ ابن حجر؟! على أنه سواء هذا وذاك، فالإسناد على الحالين صحيح. وانظر: 7380، 7846. (8015) إسناده صحيح، وقوله "قال مؤمل: الخراساني" - يعني أن مؤمل بن إسماعيل، الشيخ الثاني لأحمد فما هذا الحديث، حين رواه له قال: "حدثنا زهير بن محمَّد بن الخراساني" زاد نسبته هذه على رواية عبد الرحمن بن مهدي، الذي لم يذكرها في تحديثه عنه. موسى بن وردان المصري: سبق توثيقه: 444. ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري فما الكبير 4/ 1/297. وابن أبي حاتم 4/ 1/165 - 166. والحديث في جامع =

8016 - حدثنا مؤمل، وعبد الرحمن، عن زهير، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "هل تدرون من المفلس؟ "، قالوا: المفلس فينا - يا رسول الله - من لا درهم له ولا متاع، قال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتى قد شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد، فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار". 8017 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا زهير، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المُظلم، يُصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويُصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل". 8018 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حوشب بن

_ = المسانيد والسنن 7: 382، عن هذا الوضع. ورواه أبو داود: 4833. والترمذي 3: 278 - كلاهما من طريق زهير بن محمَّد، به. ولفظهما: "الرجل" بدل "المرء".: قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". ونقل شارحه أن النووي قال: "إسناده صحيح". (8016) إسناده صحيح، وسيأتي أيضًا: 8395، 8829. ورواه مسلم 2: 283. والترمذي 3: 291 - 292، كلاهما من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". (8017) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 44. والترمذي 3: 220 - 221، كلاهما من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وانظر ما مضى في مسند سعيد بن زيد: 1647. (8018) إسناده صحيح، حوشب بن عقيل العبدي، ألو دحية: ثقة، وثقه وكيع. وقال أحمد: "ثقة من الثقات". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/93. وابن أبي حاتم 1/ 2/280 =

عقيل، حدثني مهدي، حدثني عكرمة مولى ابن عباس، قال: دخلت على أبي هريرة في بيته، فسألته عن صوم يوم عرفة بعرفات؟، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم عرفة بعرفات. [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وقال عبد الرحمن: "عن مهدي العبدي". 8019 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا عوف، عن خلاس بن عمرو الهجري، قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لولا بنو إسرائيل لم

_ - 281. مهدي العبدي: هو "مهدي بن حرب". وبعضهم يقول "الهجري" بدل "العبدي". وهو ثقة. ترجمه البخاري فما الكبير 4/ 1/424 - 425، وذكر له هذا الحديث. وترجمه ابن أبي حاتم 4/ 1/337 - ولم يذكرا فيه جرحاً. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ فما التهذيب: "وصحح ابن خزيمة حديثه". والحديث سيأتي: 9759، عن وكيع، عن حوشب بن عقيل، بهذا الإِسناد. ورواه البخاري في الكبير- فما ترجمة مهدي - عن سليمان بن حرب، عن حوشب. وكذلك رواه أبو داود: 2440، عن سليمان بن حرب، عن حوشب. ورواه ابن ماجة: 1732، من طريق وكيع، عن حوشب. ورواه الحافظ المزّي فما تهذيب الكمال، ص: 1379، بإسناده، من طريق سليمان بن حرب، عن حوشب. وانظر ما مضى فما مسند ابن عمر: 5420. (8019) إسناده صحيح، وسيأتي: 8155، فما صحيفة همام بن منبه، دون قوله "ولم يخبث الطعام". ورواه مسلم 1: 421، من صحيفة همام، تامًا. ورواه البخاري فما صحيفة همام ناقصًا تلك الكلمة - من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر، عن همام 6: 261، ومن طريق عبد الرزاق، عن معمر 6: 308. وقوله "لم يخنز اللحم": بالخاء المعجمة والنون والزاي. يقال "خنز اللحم يخنز"، من باب "تعب" -: إذا أنتن وتغير ريحه. وفيه لغة أخرى: أنه من باب "قعد". قال النووي في شرح مسلم 10: 59 "قال العلماء: معناه أن بني إسرائيل لما أنزل الله عليهم السنن والسلوى نهوا عن إدخارهما، فادخروا، ففسد وأنتن، واستمر من ذلك الوقت". وقوله "ولم تخن أنثى زوجها" - قال الحافظ في =

يَخْنَز اللحم، ولم يَخْبُثِ الطعام، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها". 8020 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن سماك، حدثنا عبد الله بن ظالم، قال: سمعت أبا هريرة قال: سمعت حبي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن فساد أمتي على يَدَىْ غلمة سُفهاء من قريش". 8021 - حدثنا أبو عامر، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الحرث، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ النجم،

_ الفتح 6: 261 "فيه إشارة إلى ما وقع من حواء، في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك. فمعنى خيانتها: أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم. ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول. ولير المراد بالخيانة- هنا - ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا. ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسّنت ذلك لآدم - عدّ ذلك خيانة له. وأما من جاء بحدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها". وأزيد على قول الحافظ: أنه لم يكن هناك رجال غيرآدم، حتى يوجد احتمال أن تكون الخيانة بارتكاب الفواحش!!. (8020) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7858، 7196. وقد حققنا في أولهما أن تسمية التابعي "عبد الله بن ظالم" خطأ ممن قاله، وأن صوابه "مالك بن ظالم"، وأن الراجح أن هذا الخطأ من عبد الرحمن بن مهدي. وانظر: 7992. (8021) إسناده صحيح، أبو عامر: هو العقدي، عبد الملك بن عمرو - الحرث: هو ابن عبد الرحمن بن الحرث. وهو خال ابن أبي ذئب. مضى توثيقه: 7898. والحديث في جامع المسانيد 7: 373. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 285. وفيه: "إلا رجلين من قريش أردا بذلك الشهرة". وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وأحمد. ورجاله ثقات". وتقديمه الطبراني يدل على أن اللفظ الذي أثبته هو لفظ الطبراني. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6: 121. ونسبه لابن أبي شيبة فقط. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود: 4405.

فسجد وسجد الناس معه، إلا رجلين أراد الشهرة. 8022 - حدثنا أبو عامر، حدثنا أبو علقمة، يعني الفروي، حدثنا يزيد بن خصيفة، عن بُسر بن سعيد، قال: قال أبوهريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهدن عشاء الآخرة". 8023 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن محمَّد ابن واسع، عن شُتير بن نهار، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن حُسن الظن من حُسن العبادة" 8024 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن عمر، عن سعيد

_ (8022) إسناده صحيح، أبو علقمة الفروي - بفتح الفاء وسكون الراء: هو عبد الله بن محمَّد ابن عبد الله بن أبي فروة، الفروي المدني، وهو ثقة، وثقه ابن معين وغيره. وقال ابن المديني: "هو ثقة، ما أعلم أني رأيت بالمدينة أتقن منه"، مات في المحرم سنة 190. ترجمه البخاري في الصغير، ص: 211. وابن أبي حاتم 2/ 2/155 - 156. وابن سعد 5: 314، وقال: "وكان قد لقي نافعًا وسعيد بن أبي سعيد المقبري والصلت بن يزيد، وروى عنهم، ولكنه عُمِّر حتى لقيناه سنة 189 بالمدينة. ومات بعد ذلك". يزيد ابن خصيفة - بالتصغير- بن عبد الله بن يزيد الكندي المدني: ثقة حجة ثبت. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/345. وابن أبي حاتم 4/ 2/274. وأخرج له الجماعة. بسر ابن سعيد المدني العابد: تابعي ثقة، سبق توثيقه: 487. ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/123 - 124. والصغير، ص: 107. وابن أبي حاتم 1/ 1/423. والحديث رواه مسلم 1: 130، عن يحيى بن يحيى وإسحق بن إبراهيم - كلاهما عن الفروي، بهذا الإِسناد، ولفظه: "فلا تشهد معنا العشاء الآخرة". ورواه أيضاً أبو داود والنسائي، كما في الفتح الكبير 1: 494. وانظر: 7946. (8023) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7943، بهذا الإِسناد. وأشرنا إليه هناك. (8024) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7355. وقد أشرنا إليه هناك.

ابن أبي سعيد، عن أبي هريرة: أن ثُمامة بن أُثال - أو أثالة - أسلم، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اذهبوا به إلى حائط بني فلان، فمروه أن يغتسل". 8025 - حدثنا أبو داود، حدثنا همام، عن قتادة، عن النضر، يعني ابن أنس بن مالك، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُرسل على أيوب جراد من ذهب، فجعل يلتقط، فقال: ألم أُغنك يا أيوب؟، قال: يا رب، ومن يشبع من رحمتك، - أو قال: من فضلك-. 8026 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن ثابت، عن أبي رافع عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كانت شجرة تؤذي أهل الطريق، فقطعها رجل فنحَّاها عن الطريق، فأدخل بها الجنة". 8027 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن ثابت، عن أبي

_ (8025) إسناده صحيح، أبو داود: هو الطيالسي. والحديث في مسنده: 2455. وقد مضى: 7307، من رواية الأعر عن أبي هريرة. (8026) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 421، عن هذا الموضع. وقد مضى معناه موقوفاً لفطا، من وجه آخر: 7828. وأشرنا إلى هذا هناك. ومضى معناه أيضًا مرفوعاً، ضمن الحديث: 7834. (8027) هو بإسنادين: أولهما: من حديث أبي هريرة، وهو إسناد صحيح متصل. والثاني: مرسل عن الحسن وابن سيرين، فهو ضعيف لإرساله. وزاده ضعفاً أنه من رواية حمّاد عن مجاهيل: عن غير واحد عن الحسن وابن سيرين. والحديث في جامع المسانيد 7: 421، عن هذا الموضع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 195، عن هذا الموضع، ولكن لم يذكر فيه "عن الحسن"، بل ذكر "عن ابن سيرين". ثم قال: "رواه كله أحمد، ورجال سند أبي هريرة رجال الصحيح، وفي سند ابن سيرين من لم يُسَمَّ". وقال أيضاً: "حديث أبي هريرة في الصحيح. غير قوله: إلا التوحيد". وحديث =

رافع، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وغير واحد، عن الحسن وابن سيرين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد، فلما احتضر قال لأهله: انظروا إذا أنا متُّ أن يحرقوه حتى يدعوه حُمما، ثم اطحنوه، ثم أذروه فما يوم ريح، فلما مات فعلوا ذلك به، فإذا هو في قبضة الله، فقال الله عز وجل: يِا ابن آدم، ما حملك على ما فعلت؟، قال: أي ربِّ من مخافتك، قال: فَغَفر له بها، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد. 8028 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي - صلي الله عليه وسلم - رأى رجلا مضطجعا على بطنه، فقال: "إن هذه ضجعة لا يحبها الله". 8029 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، أخبرنا محمَّد بن عمرو

_ أبي هريرة هذا، مضى: 3786، عن يحيى، عن حمّاد، بهذا الإِسناد عن أبي هريرة، ولكن ذكر تبعًا لحديث بمعناه: 3785 عن ابن مسعود- "مثله"، فلم يذكر لفظه هناك. وأما حديثه الذي في الصحيح - الذي أشار إليه الهيثمي - فقد مضى: 7635، من رواية الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وبينا هناك تخريجه في الصحيحين. (8028) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 455، عن هذا الموضع. وهو مكرر: 7849. (8029) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 455، عن هذا الموضع. ورواه ابن سعد في الطبقات 4/ 1/ 141، عن عفان، وعمرو بن عاصم - كلاهما عن حمّاد بن سلمة، به. ورواه الحاكم في المستدرك 3: 452 - 453، من طريق عفان، عن حمّاد، به. ورواه أيضاً 3: 240، من طريق حجاج بن منهال، عن حمّاد بن سلمة. وقال: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي، فيما ثبت في مخطوطة المختصر، ص: 455.

[عن أبي سلمة]، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام. 8030 - حدثنا أبو كامل، وأبو النضر، قالا: حدثنا زهير، حدثنا سعد الطائي - قال أبو النضر: سعد أبو مجاهد - حدثنا أبو المدلة مولى أم المؤمنين، سمع أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول الله، إنا إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا، وشممنا النساء والأولاد،

_ = وسقط من ح [عن أبي سلمة] خطأ. وهو ثابت في سائر الأصول وجامع المسانيد. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9: 352، ونسبه لأحمد، والطبراني في الكبير والأوسط" ثم قال: "ورجال الكبير وأحمد رجال الصحيح، غير محمَّد بن عمرو، وهو حسن الحديث"! وقد وهم في ذلك الحافظ الهيثمي. فإن "محمَّد بن عمرو بن علقمة الليثي": أخرج له الشيخان وسائر أصحاب الكتب الستة. وفي هذا الحديث شهادة نبوبة، ومنقبة رفيعة لعمرو بن العاص وأخيه، تدمغ ما اجترأ به - في هذا العصر- كاتب من كبار الكتاب الأجرياء الملحدين، الذين يخوضون فيما لا يعلمون. إذ اجترأ وتقحم ما لا علم له به، فزعم أن عمرو بن العاص أسلم سياسة والتماسًا للمصلحة. بما طبع عليه هذا الكاتب وأمثاله، حيث يدورون في كل ذلك، ويذهبون كل مذهب. وهو لو آمن - ونرجو له أن يؤمن - لم يصل في درجات الإيمان إلى شسع نعل عمرو بن العاص. (8030) إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية الجعفي. سعد الطائي، أبو مجاهد الكوفي: هو "سعد بن عبيد"، كما سيأتي في الإِسناد التالي لهذا. وهو ثقة، وثقه وكيع وغيره. وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 62، وذكر أنه "سمع أبا مدلة"، ولم يذكر فيه جرحًا. وكذلك ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/ 99. أبو مدلة المدني، مولى أم المؤمنين عائشة: تابعي ثقة. ترجمه البخاري في "الكنى" رقم: 697. وابن أبي حاتم 4/ 2/ 444 وأشار إلى هذا الحديث من روايته. وفي التهذيب أن ابن حبان ذكره في الثقات، وسماه "عبيد الله بن عبد الله"، وهو الثابت في صحيحه في رواية هذا الحديث، كما سيأتي. وكذلك نقل ابن الصلاح في علوم الحديث، ص: 320، عن أبي نعيم أنه سماه =

قال: لو تكونون - أو قال: لو أنكم تكونون على كل حالٍ التي أنتم عليها عندي، لصافحتكم الملائكة بأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم، قال: قلنا: يا رسول الله، حدثنا عن الجنة، ما بناؤها؟ قال: لبنة ذهبٍ ولبنة فضةٍ، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه، ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإِمام

_ = بذلك، وذكرأنه لا يعلم متابعًا لأبي نعيم في ذلك! ولكن قد تبين من هذا أن أبا نعيم لم ينفرد بذلك، وأنه تابع ابن حبان فيه. وذكر البخاري في الكنى أن خلاد بن يحيى روى عن سعدان الجهني، عن سعد الطائي، "عن أبي مدلة أخي سعيد بن يسار". هكذا قال. وإن صح القولان، فقد يكونان أخوين لأم. ووهم الحافظ ابن الصلاح فيه وهمَا شديدَا، إذ قال: "روى عنه الأعمش وابن عيينة وجماعة"!! وتعقبه الحافظ العراقي في حواشيه عليه، بأنه "وهم عجيب. ولم يرو عن أبي المدلة واحد من المذكورين أصلاً. وقد إنفرد بالرواية عنه أبو مجاهد الطائي". ثم قال: "وسبب هذا الوهم الذي وقع للمصنف: أنه اشتبه عليه ذلك بأبي مجاهد الذي روي عن أبي مدلة، فإنه روي عنه الأعمش وسفيان بن عيينة وآخرون". وقد تبع الحافظ ابن كثير ابن الصلاح في هذا الوهم، في اختصار علوم الحديث، ص: 240 (الطبعة الثانية بشرحنا). و"أبو المدلة": بضم الميم وكسر الدال المهملة وتشديد اللام المفتوحة. والحديث ذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن 7: 515 - 516، عن هذا الموضع. وذكره أيضًا في التفسير 2: 246، عن هذا الموضع. ثم قال: "ورواه الترمذي، وابن ماجة- من وجه آخر، عن سعد، به". وفي كلامه هذا تساهل، كما يظهر مما سيأتي في التخريج. وسيأتي عقب هذا، عن حسن بن موسى، عن زهير، به. ورواه ابن حبان في صحيحه 9: 463 - 464 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق زهير عن معاوية: "حدثنا سعد الطائي، قال: حدثني أبو المدلة عبيد الله بن عبد الله مولى أم المؤمنين، أنه سمع أبا هريرة يقول ... " - فذكر الحديث بطوله. وسيأتي بعضه في مواضع. فمن ذلك: روايته: 9723، عن =

العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم، تحْمَل على الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حينٍ.

_ = وكيع، عن سعدان الجهني، عن سعد أبي مجاهد- في "الإِمام العادل". وروايته: 9741، عن وكيع أيضاً-: "ثلاثة لا ترد دعوتهم". وروايته: 9742، عن وكيع أيضًا- في "إبناء الجنة". وحديث (ثلاثة لا ترد دعوتهم - رواه ابن ماجة: 1752، عن علي ابن محمَّد، "حدثنا وكيع، عن سعدان الجهني، عن سعد أبي مجاهد الطائي، وكان ثقة، عن أبي مدلة، وكان ثقة، عن أبي هريرة ... ". ورواه الحافظ المزي، في تهذيب الكمال، في ترجمة "أبي مدلة"، ص: 1645، (مخطوط مصور)، بإسناده من طريق المسند: 9741. ورواه الترمذي 4: 288، عن أبي كريب، عن عبد الله بن نُمير، عن سعدان، عن سعد أبي مجاهد، به. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن". ثم قال: "وروي عنه هذا الحديث أطول من هذا وأتم". وهي إشارة إلى الرواية المطولة هنا. وقد ذكر ابن كثير في التفسير 1: 417 - هذا المختصر، ونسبه للمسند وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجة. ولم أجده في النسائي. والظاهر أنه في السنن الكبرى. خصوصاً وأن التهذيب وفروعه لم يرمزوا برمز النسائي في ترجمتي "سعد أبي مجاهد" و "أبي مدلة" وأما إشارة الحافظ ابن كثير إلى أنه"رواه الترمذي وابن ماجة- من وجه آخر- عن سعد، به": فإن الترمذي وابن ماجة لم يرويا- من طريق سعد- أبي مجاهد- غير هذا المختصر الذي ذكرنا، ولم يرو ابن ماجة الحديث المطول. وإنما الذي رواه مطولاً، - بنحوه - هو الترمذي 3: 323 - 324، من طريق حمزة بن حبيب الزيات، عن زياد الطائي، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. ثم قال: "هذا حديث ليس إسناده بذلك القوى. وليس هو عندي بمتصل. وقد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي هريرة". فهذا لا يقال له أنه "من وجه آخر عن سعد"، إذ لم يكن لسعد في إسناده ذكر ولا رواية. وكثير من معاني هذا الحديث ثابت من أوجه أخر عن أبي هريرة، فانظر: 7165، 501، 7537، 8241، 8813، 9268، 9380، 9958. وقوله "وملاطها المسك الأذفر! " - "الملاط"، بكسر الميم وتخفيف اللام وآخره طاء مهملة: الطين الذي يجعل في البناء، يملط به الحائط، أي: يخلط. و"الأذفر" - بالذال المعجمة: المراد به طيب ريحه، قال ابن =

8031 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زهير، حدثنا سعد بن عبيد الطائي- قلت لزهير: أهو أبو المجاهد؟ قال: نعم- قد حدثني أبو المدلة مولى أم المؤمنين، أنه سمع أبا هريرة: قلنا: يا رسول الله- فذكر الحديث. 8032 - حدثنا أبو قطن، حدثنا يونس بن عمرو بن عبد الله، يعني ابن أبي إسحق، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاني جبريل عليه السلام، فقال: إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعنى أن

_ = الأثير: "والذفر- بالتحريك- يقع على الطيب والكريه، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به". وفي اللسان: "قال ابن الأعرابي: الذفر النتن، ولا يقال في شيء من الطيب "ذفر" إلا في المسك وحده". وقوله "ولا يبأس"، بالباء الموحدة: من "البؤس"، وهو الشدة والفقر. يقال: "بئس الرجل بؤساً، وبأساً، وبئيساً، إذا افتقر واشتدت حاجته، فهو بائس". (8031) إسناده صحيح، وهو مكرر ماقبله. (8032) إسناده صحيح، أبو قطن -بفتح القاف والطاء-: هو عمرو بن الهيثم، مضى في: 7457. يونس بن أبي إسحق السبيعي: سبق توثيقه: 1462. ونزيد هنا قول ابن سعد 6: 252"كانت له سن عالية، وقد روى عن عامة رجال أبيه، وتوفى بالكوفة سنة: 159، وكان ثقة إن شاء الله". والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 332 - 333، عن هذا الموضع ورواه أبو داود: 4158، من طريق أبي إسحق الفزاري. والترمذي 4: 21، من طريق عبد الله بن المبارك- كلاهما عن يونس بن أبي إسحق. وفي رواية الترمذي التصريح بالتحديث في الإِسناد كله. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وذكر المنذري أنه رواه النسائي أيضًا. وسيأتي: 10196، مختصراً قليلاً، من رواية وكيع، عن يونس بن أبي إسحق. ولم ينفرد يونس بروايته. بل رواه أيضاً أبوه أبو إسحق السبيعي عن مجاهد: فسيأتي من روايته مفرقاً في حديثين، بنحوه: 8065، 9051. و"القرام" - بوزن كتاب: الستر الصفيق من صوف ذي ألوان. والإضافة فيه كقولك"ثوب قميص". =

أدخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل، وكان في البيت قرام سترٍ فيه تماثيل، فمر برأس التمثال يقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر يقطع فيجعل منه وسادتان توطآن، ومر بالكلب فيخرج، ففعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، وإذا الكلب جرو كان للحسن والحسين عليهما السلام تحت نضدٍ لهما. 8032م- قال: ومازال يوصيني بالجار، حتى ظننت، أو رأيت أنه سيورثه. 8033 - حدثنا أبو قطن، وإسماعيل بن عمر، قالا، حدثنا يونس، عن مجاهد أبي الحجاج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يباهي الملائكة بأهل عرفات، يقول: انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً". = قاله ابن الأثير. و"النضد" - بفتحتين: السرير الذي تنضد عليه الثياب، أي يجعل بعضها فوق بعض. (8032 م) إسناده صحيح، بصحة الإِسناد قبله. وسيأتي: 9744، عن وكيع، عن يونس بن أبي إسحق، به. وقد مضى من وجه أخر: 7514. (8033) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 333. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 465، من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن يونس عن أبي إسحق، به، نحوه. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ويستدرك عليهما: أن البخاري لم يرو في صحيحه ليونس بن أبي إسحق. فهو على شرط مسلم فقط. ورواه البيهقي في السنن الكبرى 5: 58، عن الحاكم وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 252، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيحين. وقوله" يباهي" هو الثابت في م وجامع المسانيد ومجمع الزوائد. وفي ح "ليباهي" وهي نسخة بهامش م. والحديث قد مضى معناه من حديث عبد الله بن عمرو: 7089. وأشرنا إلى هذا هناك.

8034 - حدثنا أبو قطن، حدثنا يونس، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -عن الدواء الخبيث. 8035 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن علي بن الحكم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجامٍ من نار يوم القيامة". 8036 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا أتى بطعام من غير أهله سأل عنه، فإن قيل: هدية أكل، وإن قيل صدقة قال: "كلوا" ولم يأكل. 8037 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، حدثنا جعفر بن أبي

_ (8034) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 333، عن هذا الموضع. وسيأتي: 9755، 10197، عن وكيع، عن يونس، به. وفي آخره زيادة: "يعني السم". وكذلك رواه ابن ماجة: 3459، من طريق وكيع، بهذه الزيادة وكذلك رواه الترمذي 3: 160، من طريق ابن المبارك، عن يونس، بهذه الزيادة. ورواه أبو داود: 3870، من طريق محمَّد بن بشر. والحاكم 4: 410، من طريق أبي نعيم- كلاهما عن يونس، دون هذه الزيادة. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ويستدرك عليهما- كما استدركنا في الحديث: 8033 - أن البخاري لم يخرج في صحيحه ليونس بن أبي إسحق- وقد فسر الحاكم- من تلقاء نفسه- الدواء الخبيث، بأنه: "هو الخمر بعينه". والتفسير بأنه "السم" إما من كلام أبي هريرة، وإما ممن دونه من الرواة. والظاهر أن المراد يعم كل خبيث، من سم أو خمر أو غيرهما. (8035) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7561، بهذا الإِسناد. وفصلنا القول في تخريجه هناك. وقد مضى بإسناد آخر أيضاً: 7930. (8036) إسناده صحيح، وهو مكرر: 8001. (8037) إسناده صحيح، حمّاد: هو ابن سلمة. والحديث في جامع المسانيد 7: 196، عن هذا الموضع. ورواه الطيالسي: 2397، عن حمّاد بن سلمة، به. وقد مضى مختصراً: =

وحشية، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله -صلي الله عليه وسلم - على أصحابه وهم يتنازعون في هذه الشجرة التي {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}، فقالوا: نحسبها الكمأة، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم". 8038 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حمّاد، عن خالد الحذاء، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: لما قفا وفد عبد القيس قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل امريءٍ حسيب نفسه، لينتبذ كل قوم فيما بدا لهم". 8039 - حدثنا بهز، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن إسحق بن عبد الله، يعني ابن أبي طلحة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، أعوذ بك أن أظلم أو أُظلم".

_ = 7989. وفصلنا القول في تخريجه، وأشرنا إلى هذا- هناك. (8038) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 196. وسيأتي8318، عن عبد الصمد، عن حمّاد، بنحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 62، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى. وفيه: شهر، وفيه ضعف، وهو حسن الحديث. وبقية رجال أحمد رجال الصحيح". وهذا الحديث إشارة إلى قدوم وفد عبد القيس، ونهيهم عن الانتباذ في بعض الأوعية، ثم التصريح بإباحة الأوعية على أن لا يشرب المرء مسكراً. وقد مضت قصة الوفد مراراً، منها من حديث ابن عباس: 3406، ومن حديث ابن عمر: 4629، 4995. وستأتي من حدثنا أبي هريرةأيضاً: 8641. ولكن الحكمة العالية الغالية هنا، في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل امريء حسيب نفسه". (8039) إسناده صحيح، سعيد بن يسار - بفتح الياء التحتية وتخفيف السين المهملة: هو أبو الحباب. ووقع في ح "بشار"! وهو تصحيف مطبعي. صححناه من المخطوطات. والحديث =

8040 - حدثنا بهز، وعفان قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن إسحق بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن ملكاً ببابٍ من أبواب السماء يقول: من يقرض اليوم يجزى غداً، وملكاً بباب آخر يقول: اللهم أعط منففاً خلفاً وعجل لممسكٍ تلفاً". 8041 - حدثنا بهز، حدثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن رجلاً

_ = في جامع المسانيد 7: 169، عن هذا الموضع. وقال: "رواه أبو داود، عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن سلمة. ورواه النسائي من حديثه- به". وهو في أبي داود: 1544. والنسائي 2: 315. وسيأتي أيضاً: 8294، 8628. وسيأتي معناه: 10986، من وجه آخر، بلفظ الأمر النبوي: "تعوذوا بالله من الفقر ... ]. وكذلك رواه النسائي 2: 315. وابن ماجة: 3842. والحاكم 1: 531. (8040) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 220، عن هذا الموضع. ورواه ابن حبان في صحيحه 5: 247 (مخطوطة "الإحسان المصورة)، من طريق عبد الصمد، عن حمّاد، وهو ابن سلمة، به. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 38، من رواية ابن حبان. وذكر أنه رواه الطبراني أيضاً. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 238، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين، في أحدهما المقدام بن داود، وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد: إنه وثق". وهذا تقصير شديد من الهيثمي! إذ لم يبين حال الإِسناد الثاني. ثم أشد من هذا أن يدع نسبته للمسند، وهو فيه بهذا الإِسناد الصحيح، ثم يقتصر على إسناد فيه راو ضعيف، مما يوهم بضعف الحديث!! وانظر: 8553. (8041) إسناده صحيح، وسيأتي أيضاً: 8408، 9271. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 23، وقال: "رواه الطبراني في معجمه الكبير. ورواه البيهقي أيضاً. ولا أعلم في رواته مجروحا". "الدقل": بالدال والقاف المفتوحتين. قال ابن الأثير: "خشبة يمد عليها شراع السفينة، تسميها البحرية: الصاري".

حمل معه خمراً في سفينة يبيعه، ومعه قرد، قال: فكان الرجل إذا باع الخمر شابه بالماء ثم باعه، قال: فأخذ القرد الكيس فصعد به فوق الدقل، قال: فجعل يطرح ديناراً في البحر وديناراً في السفينة، حتى قسمه". 8042 - حدثنا بهز، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة - قال همام: وجدت في كتابي: عن بشير بن نهيك، ولا أظنه إلا عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك - عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من صلى ركعةً من الصبح ثم طلعت الشمس فليتم صلاته".

_ (8042) إسناده صحيح، على مافيه من شك همام. وليس له أثر، كما سيأتي. والحديث رواه الحاكم 1: 274، من طريق أحمد بن عتيق المروزي: "حدثنا محمَّد بن سنان العوقي، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي، قال: من صلى ركعة من الصبح ثم طلعت الشمس فليصل الصبح". وقال الحاكم: "هذا حديث على شرط الشيخين، إن كان محفوظا بهذا الإِسناد. فإن أحمد بن عتيق المروزي هذا: ثقة، إلا أنه حدث به مرة أخرى بإسناد آخر". ثم رواه من طريق أحمد بن عتيق، عن محمَّد بن سنان، عن همام، عن قتادة، عن خلاس، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - مرفوعًا- باللفظ الذي هنا. ثم قال: "كلا الإسنادين صحيحان فقد احتجا جميعاً بخلاس بن عمرو شاهداً". ووافقه الذهبي على كل ما قاله. ورواية خلاس بن عمرو- مضت: 7215، وبينا صحتها هناك، وأشرنا إلى كلام الحاكم , وإلى هذا الإِسناد الذي هنا. فالظاهر أن همامَا وجد الإِسناد في كتابه ينقص منه "عن النضر بن أنس"، كما صرح بذلك هنا، ورجح عنه أنه ثابت في الإِسناد. فحدث به على هذا الوجه، ثم استيقن مارجحه، فحدث به على الجزم، وطرح الشك، كما تدل عليه رواية الحاكم. ومعنى الحديث صحيح ثابت، مضى مراراً. فانظر: 7785، وما أشرنا إليه من الروايات هنالك.

8043 - حدثنا بهز، حدثنا سليم، يعني ابن حيان، حدثنا سعيد، يعني ابن ميناء، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "خلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك". 8044 - حدثنا بهز، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن بشير بن نهيك- ولا أظنه إلا: عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك- عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "خلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك". 8045 - حدثنا بهز، حدثنا سليم بن حيان، حدثنا سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الصوم جنة، فإذا كان أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شتمه أو قاتله فليقل: إني صائم". 8046 - حدثنا أبو كامل، وعفان، قالا: حدثنا حمّاد، عن أبي المهزِّم- وقال عفان: أخبرنا أبو المهزم- عن أبي هريرة: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في

_ (8043) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 167، عن هذا الموضع. وقد مضى بهذا اللفظ- بزيادة "يوم القيامة"- ضمن حديث مطول: 7679، من رواية عطاء، عن أبي صالح الزيات، عن أبي هريرة. وسيأتي عقب هذا، من رواية بشير بن نهيك، عن أبي هريرة وأشار الحافظ في الفتح 4: 90، إلى تلك الرواية- رواية عطاء عن أبي صالح- "في رواية مسلم، وأحمد، والنسائي". وانظر: 7775، 7904. (8044) إسناده صحيح، على ما فيه من شك همام، كما مضى في الإِسناد: 8042. والحديث مكرر ما قبله. (8045) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن ميناء. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 167، عن هذا الموضع وقد مضى معناه مراراً، مطولاً، ومختصراً، منها: 7679، 7827. (8046) إسناده ضعيف، أبو المهزم- بكسر الزاي المشددة -: ضعيف جداً، كما بينا في: 7563. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 518، عن هذا الموضع. وهو في تفسير ابن كثير 3: 244، ونسبه أيضاً لأبي داود، والترمذي، وابن ماجة، ثم قال: "أبو=

حج أو عمرة، فاستقبلْنا- وقال عفان: فاستقبلَنا- رجْلٌ من جرادٍ، فجعلنا نضربنهن بعصينا وسياطنا ونقتلهن، وأسقط في أيدينا، فقلنا: ما نصنع ونحن محرمون؟ فسألنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -؟ فقال: "لا بأس بصيد البحر". 8047 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن غَيْلان ابن جرير، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من فارق الجماعة وخرج من الطاعة، فمات فميتته جاهلية، ومن خرج على أمتي بسيفه، يضرب برها وفاجرها, لا يحاشي مؤمنا لإيمانه، ولا يفي لذي عهد بعهده، فليس من أمتي، ومن قُتل تحت راية عمِّيَّة، يغضب للعصبية، أو يقاتل للعصبية، أو يدعو إلى العصبية، فقِتْلَةٌ جاهليَة". 7048 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يَحْسُرُ الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل الناس، فيقتل من كل مائةٍ تسعون- أو قال: تسعة وتسعون- كلهم يرى أنه ينجو". 8049 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أشعث بن عبد الله،

_ = المهزم ضعيف". الرجل- بكسر الراء وسكون الجيم-: الكبير من الجراد. (8047) إسناده صحح، وهو مكرر: 7931. (8048) إسناده صحيح، وهو مطول: 7545. وقد أشرنا إلى هذا هناك، وإلى أنه رواه مسلم 2: 364، بنحوه، من هذا الوجه: من رواية سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. (8049) إسناده صحيح، أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني: سبق توثيقه في: 7728. والحديث في جامع المسانيد 7: 196، عن هذا الموضع. وكذلك ذكره الحافظ ابن كثير في التاريخ 6: 144، عن هذا الموضع، ولكن وقع فيه "أشعث بن عبد الملك" بدل "أشعث بن عبد الله" -وهو خطأ ناسخ أو طابع. وقد أثبته ابن كثير في جامع المسانيد على الصواب. وقال ابن كثير في التاريخ: "تفرد به أحمد، وهو على شرط السنن, ولم =

عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: جاء ذئب إلى راعي الغنم فأخذ منها شاةً، فطلبه الراعي حتي انتزعها منه، قال: فصعد الذئب على تلٍ، فأقعى واستذفر، فقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله عَزَّ وَجَلَّ انتزعته مني، فقال الرجل: تالله إن رأيت كاليوم، ذئباً يتكلم! قال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين، يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم، وكان الرجل يهودياً، فجاء الرجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وخبره،

_ = يخرجوه. ولعل شهر بن حوشب قد سمعه من أبي سعيد وأبي هريرة أيضاً". يشير بذلك إلى حديث لأبي سعيد ذكره قبل ذلك، كما سنشير إليه، إن شاء الله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8: 291 - 292. وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات". وقد ثبت معناه من حديث أبي سعيد الخدري، بنحوه. وسيأتي في المسند: 11815، من حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد. وسيأتي أيضة 11864، 11867، من حديث شهر بن حوشب، عن أبي سعيد. وقد ذكر ابن كثير في التاريخ 6: 143 - 144 الروايتين عن أبي سعيد. وذلك إشارته في حديث أبي هريرة أنه"لعل شهر بن حوشب قد سمعه من أبي سعيد وأبي هريرة أيضًا". قوله "واستذفر": هذه الذال المعجمة منقلبة عن الثاء المثلثة، وأصلها "استثفر". و"استثفر الكلب": إذا أدخل ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطه. وهذا الحرف- بقلب الثاء المثلثة ذالاً، معجمة- ثابت في غير ما حديث. فقد ثبت هنا في هذه الرواية. وثبت أيضًا في روايتيه من حديث أبي سعيد: 11864، 11867، "واعجباً من ذئب مقع مستذفرٍ بذنبه" .. وثبت أيضاً في حديث أم سلمة في شأن المستحاضة- مرفوع- عند أبي داود: 277، "فلتغتسل ولتستذفر بثوب". و: 278، "وتستذفر بثوب" .. وثبت أيضًا في حديث جابر- الطويل في صفة الحج- في المسند: 14492، في شأن أسماء بنت عميس، حين نفست، قال: "اغتسلي ثم استذفري بثوب". فهذه الروايات كافية في إثبات هذا الحرف، وأن ذاله منقلبة عن الثاء المثلثة. وقوله "وكان الرجل يهوديا" = في ح "كان" بدون الواو. وهي ثابتة في المخطوطات وسائر المراجع التي أشرنا إليها.

فصدقه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنها أمارة من أماراتٍ بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده". 8050 - حدثنا هاشم، حدثنا ليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "إذا سمعتم صياح الديكة من الليل فإنما رأت ملكاً، سلو الله من فضله، وإذا سمعتم نهاق الحمار فإنه رأي شيطاناً، فتعوذوا بالله من الشيطان". 8051 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث، حدثني سعيد، يعني المقبري، عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يتوضأ أحد فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا تَبَشْبَشَ الله به كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته".

_ (8050) إسناده صحيح، هاشم: هو ابن القاسم، أبو النضر. ليث: هو ابن سعد الإِمام. والحديث رواه البخاري 6: 251 (فتح). ومسلم 2: 318 - كلاهما عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، به. (8051) إسناده صحيح، ليث: هو ابن سعد. أبو عبيدة: لم أستطع تعيين من هو؟ ولكنه على كل حال من التابعين. فهو يروي هنا عن تابعي كبير، وهو سعيد بن يسار، ويروى عنه تابعي آخر، وهو سعيد المقبري، والمقبري: سمع من أبي هريرة، وسمع من أبيه أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وسمع من سعيد بن يسار عن أبي هريرة، وها هو ذا يروي ها هنا عن سعيد بن يسار بواسطة، وعن أبي هريرة بواسطتين. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 169، عن هذا الموضع. وسيأتي: 8468، عن يونس وحجاج- كلاهما عن ليث، بهذا الإِسناد. وسيأتي أيضاً: 8332، 9840، من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة- بحذف الواسطة "أبي عبيدة" - بلفظ: "لا يوطن رجل مسلم الساجد للصلاة والذكر ... "، بنحوه.

8052 - حدثنا هاشم، حدثنا ليث، حدثني سعيد، عن أبيه عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يقول: "يا نساء المسلمات، لاتحقرن جارة لجارتها ولا فرسن شاة". 8053 - حدثنا هاشم، حدثنا ليث، حدثني سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، ولاشىء بعده". 8054 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث، يعني ابن سعد، حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، قال: بعثنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - في بعث، فقال: "إن وجدتم فلاناً وفلاناً- لرجلين من قريش- فأحرقوهما بالنار"، ثم قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حين أردنا الخروج:

_ وهو بهذا السياق الأخير- رواه ابن ماجة: 800، من طريق ابن أبي ذئب، به. فالظاهر عندي أن المقبرى سمعه باللفظ الذي هنا من" أبي عبيدة عن سعيد بن يسار"، وسمعه باللفظ الآخر من "سعيد بن يسار" مباشرة. "تبشبش": من "البش"، وهو فرح الصديق بالصديق واللطف في المسئلة والإقبال عليه. قال في اللسان: "وأصله: التبشش، فأبدلوا من الشين الوسطى باء ... وتبشبش:. مفكوك من تبشش ... والتبشبش في الأصل: التبشش، فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات، فقلبن إحداهن باء. (8052) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7581، وأشرنا إليه هناك. وقوله " ولا فرسن شاة " - هو الثابت في ح م. وفي ص "ولو" بدل "ولا" وهو موافق للراوية الماضية. والنسختان ثابتتان في ك. وكل صحيح المعنى. (8053) إسناده صحيح، وسيأتي: 8471، عن يونس، و 14011، عن حجاج وهاشم - ثلاثتهم عن الليث، به. ورواه البخاري 7: 312 (فتح). ومسلم 2: 317 - كلاهما عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، به. (8054) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 104 - 105 (فتح)، عن قبيبة، عن الليث، به ولم =

"إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله عز وجل، فإن وجدتموهما فاقتلوهما". 8055 - حدثنا هاشم، حدثنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عراك، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن شر الناس ذو الوجهين، يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه". 8056 - حدثنا هاشم، والخزاعى- يعني أبا سلمة- قالا: حدثنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سالم بن أبي سالم، عن معاوية بن مغيث الهذلي، عن أبي هريرة: أنه سمعه يقول: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ماذا رد إليك ربك في الشفاعة؟ فقال: "والذي نفس محمَّد بيده، لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك من أمتي، لما رأيت من حرصك على العلم،

_ = يذكر قوله "لرجلين من قريش". وذكر الحافظ في الفتح أن الترمذي رواه عن قتيبة، بهذه الزيادة. وذكر في ص: 135 أنه من أفراد البخاري دون مسلم. (8055) إسناده صحيح، عراك: هو ابن مالك الغفاري. مضت ترجمته: 7293. والحديث رواه البخاري 13: 150، عن قتيبة. ومسلم 2: 288، عن قتيبة، وعن محمَّد بن رمح - كلاهما عن الليث، به وقد مضى بنحوه: 7337، من وجه آخر عن أبي هريرة. وأشرنا هناك إلى بعض رواياته الآخر. وانظر: 7877. (8056) إسناده صحيح، سالم بن أبي سالم الجيشاني المصري: تابعي ثقة. أخرج له مسلم في الصحيح. رترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 112. وابن أبي حاتم 2/ 1/ 182 - 183، ولم يذكرا فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات. و"الجيشاني": بفتح الجيم وسكون الياء التحتية بعدها شين معجمة، نسبة إلى "جيشان": قبيل كبير من اليمن. كما بينا ذلك في ترجمة أبيه من قبل: 6647. معاوية بن مغيث الهذلي: تابعي ثقة، كان في حجر أبي هريرة. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 331، وابن أبي حاتم 4/ 1/ 379. وذكره ابن حبان في الثقات. وهو مترجم في التعجيل. وقد اختلف في اسم أبيه: فالثابت هنا في الأصول الثلاثة "مغيث" بالغين المعجمة المكسورة والياء التحتية =

والذي نفس محمَّد بيده، مايهمنُّى من انقصافهم على أبواب الجنة أهم من تمام شفاعتى، وشفاعتى لمن شهد أن "لا إله إلا الله" مخلصاً، يصدق قلبه لسانه، ولسانه قلبه".

_ = والثاء المثلثة، فأثبتناه كذلك، وإن كان الراجح غيره. والقول الآخر الصحيح "معتب": بفتح العين المهملة وتشديد التاء المثناة المكسورة وآخره باء موحدة. وهذا هو الراجح الثابت في جامع المسانيد. وهو الذي ضبطه به الذهبي فما المشتبه، ص: 498، وأثبته ناسخا المخطوطتين بهامشهما. وهو الذي اقتصر عليه البخاري في الكبير في ترجمته وفي ترجمة "سالم" الراوى عنه. وحكى الحافظ القولين في التعجيل، ثم قال في آخر الترجمة: "ولم أر من ضبط أباه بالغين المعجمة ثم المثلثة" - يعني أنه لم يجد من ضبطه بذلك بالتقيد بالكتابة. ولكنه قول ثابت دون تقييد، في هذا الموضع من الأصول الثلاثة، وفي رواية أخرى لهذا الحديث، ستأتي: 10724، وفيها: "عن معاوية بن مغيث أو معتب". وهذه الرواية أثبتها الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد أيضاً. فلذلك أثبتنا هنا ماثبت في الأصول الثلاثة، وإن كان هو القول المرجوح. وأما ابن أبي حاتم، فإنه حكى قولاً، ثالثاً شاذاً. قال: "معاوية بن عتبة الهذلي، مصري، ويقال: ابن معتب". فالقول بتسمية أبيه "عتبة" لم أجده عند غيره، إلا نقلا عنه، كما في التعجيل. وهو قول- عندي- لاسند له! والحديث سيأتي مختصراً: 10724، عن عثمان بن عمر، عن عبد الحميد بن جعفر، "عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاوية بن مغيث أو معتب" - بإسقاطا "سالم بن أبي سالم" بين يزيد ومعاوية. وهكذا ثبت أيضًا في جامع المسانيد، نقلا عن تلك الرواية, فالظاهر أن إسقاطه خطأ من عبد الحميد بن جعفر". ولعلنا نجد بياناً آخر عند شرح ذاك، إن شاء الله. والحديث بالروايتين- في جامع المسانيد 7: 379. وذكره الهيثمي في الزوائد 10: 404، وقال: "أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير معاوية بن معتب، وهو ثقة". قوله "انقصافهم على أبواب الجنة": من "القصف" بفتح القاف وسكون الصاد المهملة ثم الفاء. وهو: الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام، حتى يقصف بعضهم بعضاً. قال ابن الأثير: "يعني استسعادَهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك- أهم عندي من أن أبلغ أنا منزلة الشافعين المشفَّعين. لأن قبول شفاعته كرامة له. فوصولهم إلى مبتغاهم آثرُ عنده من =

8057 - حدثنا وهب بن جرير، حدثني أبي، قال: سمعت محمَّد بن سيرين، يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وكان من بني إسرائيل رجل عابد يقال له: جُريج، فابتنى صومعة وتعبد فيها، قال: فذكر بنو إسرائيل يوما

_ = نيل هذه الكرامة، لفرط شفقته على أمته". وفي مطبوع مجمع الزوائد " انقضاضهم"! وهوتصحيف مطبعي. (8057) إسناده صحيح، جرير: هو ابن حازم الأزدي. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 367، عن هذا الموضع. وذكره ابن كثير في التاريخ 2: 134 - 135، عن هذا الموضع أيضاً. ثم نسبه للصحيحين، كما سيأتي. وسيأتي عقيب هذا، عن حسين بن محمَّد، عن جرير بن حازم، بنحوه. وسيأتي- مطولاً ومختصراً - من أوجه أخر: 8982، 9124، 9600، 9601. ورواه البخاري 6: 344 - 348 (فتح)، عن مسلم بن إبراهيم، عن جرير بن حازم، به، نحوه. ورواه أيضاً 5: 91، مختصراً، بالإسناد نفسه. ورواه مسلم 2: 276 - 277، من طريق يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم. قولها "لأصبينه": بسكون الصاد وكسر الباء الموحدة وفتح الياء التحتيهَ بعدها نون مشددة. من" الصَّبا و"الصبوة" -بفتح الصاد فيهما، بمعنى الميل إلى اللهو والهوى. يقال "أصْبته المرأة وتَصبَّته": أي شاقته ودعته إلى الصبا فحنَّ لها. وهذا هو الثابت في المخطوطة م. ويؤيد صحتها رواية مسلم: "لأفتننَّه". وفي ح ك "لأصيبنه"، أي بكسر الصاد وبعدها تحتية ساكنة ثم موحدة مفتوحة. من "الإصابة". ويمكن توجيهها بتكلف، بأن معناها: لأبتلينه بالمصائب ولكني لا أرضاها، وأرجح أنها تصحيف. "ذو شارة": قال الحافظ: "أي صاحب حسن. وقيل: صاحب هيئة ومنظر وملبس حسن يتعجب منه ويشار إليه". وقوله "اللهم اجعلني مثلها"- في ح زيادة عقبها "يا أماه"! ولا موضع لها هنا ولا معنى. ولا توجد في سائر المراجع، فحذفناها. وقوله "حين تراجعا الحديث": أي تجادلا وتحاورا. وقولها "حلقى" -بفتح الحاء والقاف بينهما لام ساكنة وآخره ألف مقصورة، بوزن "غضبي": أصل معناها: الدعاء عليها أن تئيم من زوجها فتحلق شعرها ثم استعملت بمعني التعجب، ولا يقصد بها الدعاء. وقوله "يا أمتاه" - في ح "يا أماه". وما أثبتنا هو الثابت في المخطوطتين وجامع المسانيد ونقل الحافظ في الفتح عن المسند.

عبادة جُريج، فقالت بغى منهم: لئن شئتم لأصْبينَّه؟! فقالوا: قد شئنا، قال: فأتته فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأمكنت نفسها من راع كان يأوى غنمه إلى أصل صومعة جُريج، فحملت، فولدت غلاماً، فقالوا: ممن؟ قالت: من جُريج، فأتوه فاستنزلوه، فشتموه وضربوه وهدموا صومعته، فقال: ماشأنكم؟ قالوا: إنك زنيت بهذه البغي فولدت غلاماً، قال: وأين هو؟ قالوا: ها هو ذا، قال: فقام فصلى ودعا، ثم انصرف إلى الغلام فطعنه بأصبعه، وقال: بالله ياغلام، من أبوك؟ قال: أنا ابن الراعي، فوثبوا إلى جُريج فجعلوا يقبلونه، وقالوا: نبني صومعتك من ذهب، قال: لاحاجة لي في ذلك، ابنوها من طين كما كانت، قال: وبينما امرأة في حجرها ابن لها ترضعه، إذ مرَّ بها راكب ذو شارة، فقالت: اللهم اجعل ابني مثل هذا، قال: فترك ثديها، وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله، قال: ثم عاد إلى ثديها يمصه، قال أبو هريرة: فكأني انظر إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يحكي على صنيع الصبي ووضعه أصبعه في فمه فجعل يمصها، ثم مرَّ بأمة تضرب، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، قال: فترك ثديها، وأقبل على أمه فقال: اللهم اجعلني مثلها، قال: فذلك حين تراجعا الحديث، فقالت: حلقى! مرَّ الراكب ذو الشارة فقلت: اللهم اجعل ابني مثله، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، ومر بهذه الأمة فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها؟! فقال: يا أمتاه، إن الراكب ذو الشارة جبار من الجبابرة، وإن هذه الأمة يقولون: زنت ولم تزن، وسرقت، ولم تسرق، وهي تقول: حسبي الله". 8058 - حدثنا حسين بن محمَّد، حدثنا جرير، عن محمَّد،

_ (8058) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله، بزيادة قصة جُريج مع أمه، مما كان سبباً في دعائها عليه. وهذه الزيادة ثابتة- بنحوها- في رواية مسلم من طريق يزيد بن هرون عن جرير. وثابتة مختصرة في رواية البخاري عن مسلم بن إبراهيم عن جرير.

عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم عليه السلام، وصبي كان في زمان جُريج، وصبي آخر- فذكر الحديث- قال: وأما جُريج فكان رجلاً عابداً في بني إسرائيل، وكانت له أم، وكان يوماً يصلي، إذ اشتاقت إليه أمه، فقالت: ياجريج، فقال: يا رب، الصلاة خير أم أمي آتيها؟ ثم صلى، ودعته، فقال مثل ذلك، ثم دعته فقال مثل ذلك، وصلى، فاشتد على أمه، وقالت: اللهم أر جريجاً المومسات، ثم صعد صومعة له، وكانت زانية من بني إسرائيل- فذكر نحوه. 8059 - حدثنا أبو عامر، حدثنا أفلح بن سعيد، شيخ من أهل قباء

_ (8059) إسناده صحيح، أبو عامر: هو العقدي عبد الملك بن عمرو. أفلح بن سعيد مولى الأنصاري، القبائي- من أهل قباء-: ثقة، وثقه ابن سعد وابن معين. وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 53، وابن أبي حاتم 1/ 1/ 324 - فلم يذكرا فيه جرحاً. وغلا فيه ابن حبان غلواً شديداً، فأخط خطأ فاحشاً، فقال: "يروى عن الثقات الموضوعات, لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال"! ثم جعل علة كلامه روايته هذا الحديث. فقال الحافظ الذهبي: "ابن حبان ربما نصب للثقة حتى كأنه لايدرى ما يخرج من رأسه"!! وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب: "وقد غفل مع ذلك، فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات". يعني ابن حبان! عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عتاقة: تابعي ثقة، وثقه العجلي وأبو زرعة والنسائي وغيرهم. وترجمه ابن سعد 5: 219. وقال: "كان ثقة كثير الحديث". وابن أبي حاتم 2/ 2/ 53. والحديث سيأتي مرة أخرى بهذا الإِسناد: 8276. وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 210، عن هذا الموضع. ورواه مسلم 2: 355، من طريق أبي عامر العقدي، شيخ أحمد هنا، بهذا الإسناد. ورواه أيضاً- قبله- من طريق زيد بن الحباب، عن أفلح بن سعيد، به، بنحوه. ورواه أيضاً ابن حبان في كتاب المجروحين، ص: 118 (مخطوط مصور)، من طريق عيسى بن يونس، عن أفلح. وضعفه جداً بسبب هذا الحديث، وأعله بعلة عجيبة، غير سائغة ولا ذات توجيه! فقال: "هذا خبر بهذا اللفظ باطل! وقد رواه سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اثنان من أمتي لم أرهما: رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر، ونساء كاسيات عاريات". ومن الواضح البديهي أن هذا لا يصلح علة لذاك. فحديث أفلح في معنى حديث سهيل، إلا أن أحدهما ذكر صنفَا واحداً، والآخر ذكر الصنفين والحديثان =

من الأنصار، حدثنا عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -في يقول: "إن طال بك مدة أوشكت أن ترى قوماً يغدون في سخط الله، ويروحون في لعنته، في أيديهم مثل أذناب البقر". 8060 - حدثنا محمَّد بن بكر البرساني، حدثنا جعفر، بعنى ابن برقان، قال: سمعت يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما أخشى عليكم الفقر، ولكني أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكني أخشى عليكم العمد". 8061 - حدثنا محمَّد بن بكر، حدثنا عبد الحميد بن جعفر

_ صحيحان، وحديث سهيل سيأتي في المسند: 8650، 9678. ورواه مسلم أيضاً 2: 355، بلفظ: "صنفان من أهل النار لم أرهما"- ألحّ. وقد أخطأ ابن الجوزي خطأً فاحشاً أيضاً، إذ قلد ابن حبان دون بحث ولا تروَّ، فذكر هذا الحديث في الموضوعات، ورد عليه الحافظ في القول المسدَّد، ص: 32 - 34، رداً قويَّا، وأبان عن صحة الحديثين، وذكر أن الحاكم صححهما، من طريق أفلح، ومن طريق سهيل، وقال: "ولم أقف في كتاب الموضوعات لابن الجوزي على شيء حَكَم عليه بالوضع وهو في أحد الصحيحين- غير هذا الحديث! وإنها لغفلة شديد منه". ثم قال في آخر كلامه: "فلقد أساء ابن الجوزي لذكره في الموضوعات حديثاً من صحيح مسلم. وهذا من عجائبه)!!، وقوله "إن طال بك مدة" - هذا هو الثابت في الأصول الثلاثة. وفي جامع المسانيد" طالت"، وهي نسخة بهامشي المخطوطتين ك م. وهي رواية مسلم أيضًا. (8060) إسناده صحيح، وهو فما جامع المسانيد والسنن 7: 7ْ4، عن هذا الموضع، وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 121، 10: 236، وقال في الموضعين: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4: 105 - 106، وقال: "رواه أحمد، ورواته محتج بهم في الصحيح. وابن حبان في صحيحه. والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم". وهو في المستدرك 2: 534. ووافقه الذهبي على تصحيحه. وذكره السيوطي في الجامع الصغير" ونسبه للحاكم والبيهقي في الشعب. انظر الفتح الكبير 3: 78. وذكر في الدر المنثور 6: 387، ونسبه للحاكم فقط. (8061) إسناده صحيح،

الأنصاري، أخبرني عياض بن عبد الله بن أبي سرح، عن أبي هريرة، قال: قام رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يخطب الناس، فذكر الإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله، من أفضل الأعمال عند الله، قال: فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب، مقبلاً غير مدبر، كفر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم"، قال: "فكيف قلت"؟ قال: فرد عليه القول كما قال، قال: "نعم"، قال: "فكيف قلت"؟ قال: فرد عليه القول أيضاً، قال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، كفر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم، إلا الدين، فإن جبريل عليه السلام سارني بذلك". 8062 - حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي

_ = عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، القرشي العامري: تابعي ثقة. وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/21. وابن سعد 5: 180. وابن أبي حاتم 3/ 1/ 408، وذكره المصعب في نسب قريش، ص: 433، وقال: "لقى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -". والحديث سيأتي: 8353، عن عثمان بن عمر، عن عبد الحميد ابن جعفر، بهذا الإِسناد. وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 318، عن الموضعين. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 128، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". ولكن وقع متنه فيه مختصرًا، بحذف تكرار السؤال والجواب. وأنا أرجح أن هذا خطأ من ناسخ أو طابع. ومعنى هذا الحديث - بنحو هذا السياق - ثابت أيضاً من حديث أبي قتادة. رواه مسلم 2: 97 - 98، والترمذي 3: 35 - 36. والنسائي 2: 62. والدارمي 2: 207. وسيأتي في المسند 5: 303 - 304، 308 (حلبى). وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو: 7051. (8062) إسناده حسن، سفيان: هو الثوري. ابن أبي ليلى: هو محمَّد بن عبد الرحمن. عطاء: هو ابن أبي رباح. والحديث مضى معناه مراراً من أوجه عن عطاء، آخرها: 7993.

ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يؤمنا في الصلاة، فيجهر ويخافت، فجهرنا فيما جهر فيه، وخافتنا فيما خافت فيه، فسمعته يقول: "لا صلاة إلا بقراءة". 8063 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إذا توضأ أحدكم فليستنثر، وإذا استجمر فليوتر". 8064 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ"، قال: فقال له رجل من أهل حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط. 8065 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة: أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعرف صوته، فقال: "ادخل"، فقال: إن في البيت ستراً في الحائط فيه تماثيل، فاقطعوا رؤسها فاجعلوها بساطًا أو وسائد فاوطؤه، فإنا لا ندخل بيتاً فيه تماثيل. 8066 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن

_ (8063) إسناده صحيح، وقد مضى: 7220، من رواية مالك، عن الزهري، به. ومضى من أوجه أخر، آخرها: 7732. (8064) إسناده صحيح، ورواه البخاري 1: 206 - 207 (فتح)، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ورواه مسلم 1: 80، من طريق عبد الرزاق أيضًا، لكن لم يذكر فيه سؤال الرجل من حضرموت وجوابه. وقد مضى سؤال الحضرمي بنحوه، ضمن الحديث: 7879. (8065) إسناده صحيح، أبو إسحاق: هو السبيعي. والحديث مختصر: 8032. وقد أشرنا إليه هناك. (8066) إسناده صحيح، ورواه البشاري 6: 68، من رواية هشام عن معمر، ومن رواية =

المسيب، عن أبي هريرة، قال: بينا الحبشة يلعبون عند رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بحرابهم دخل عمر، فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعهم يا عمر". 8067 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن جعفر الجزري، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لو كان الدين عند الثريا لذهب رجل من فارس - أو أبناء فارس - حتى يتناوله". 8068 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن جعفر الجزري، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم". 8069 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر - وعبد الأعلى، عن معمر - عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إن اليهود والنصاري لا يصبغون، فخالفوهم". قال عبد الرزاق في حديثه: قال الزهري: والأمر بالأصباغ فأحلكها أحب إلينا. قال معمر:

_ = عبد الرزاق، عن معمر. ورواه مسلم 1: 243، من طريق عبد الرزاق، به. الحصباء: الحصى الصغار. (8067) إسناده صحيح، جعفر الجزري: هو جعفر بن برقان الكلابي. والحديث رواه مسلم 2: 274 - 275، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقد مضى نحو معناه: 7937، من رواية شهر بن حوشب، عن أبي هريرة. وأشرنا إلى هذا هناك. (8068) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 407، عن هذا الموضع. ورواه مسلم 2: 323، من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد وانظر: 8030، 8031. (8069) إسناداه صحيحان، وقد مضى: 7533، من رواية عبد الأعلى، عن معمر. ومضى أيضًا بإسناد آخر صحيح: 7272. وأشرنا إلى هذا هناك وانظر: 7536.

وكان الزهري يخضب بالسواد. 8070 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن [أبي] كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- قال: لا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلإ". 8071 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن كميل بن زياد، عن أبي هريرة، قال: كنت أمشى مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في نخل لبعض أهل المدينة، فقال: "يا أبا هريرة، هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا، ثلاث مرات: حتى بكفه عن يمينه وعن يساره وبين يديه - وقليل ما هم"، ثم مشى ساعةً فقال: "يا أبا هريرة، ألا أدلك على كنزٍ من كنوزالجنة"؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: "قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه"، ثم مشى ساعةً فقال: "يا أبا هريرة، هل

_ (8070) إسناده صحيح، يحيى بن أبي كثير - وقع في ح بحذف كلمة [أبي]. وهو خطأ مطبعي واضح. صححناه من المخطوطات. والحديث مضى بهذا الإِسناد: 7683. (8071) إسناده صحيح، أبو إسحاق: هو السبيعي. كميل - بضم الكاف وفتح الميم - بن زياد النخعي: تابعي قديم ثقة، روى عن عمر وعثمان وعلى. وثقه ابن معين وغيره. ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 243. وابن أبي حاتم 3/ 2/ 174 - 175. وابن سعد 6: 124، وقال: "شهد مع على صفين، وكان شريفًا مطاعًا في قومه، فلما قدم الحجاج ابن يوسف الكوفة دعا به فقتله". والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 325، عن هذا الموضع. ورواه الحاكم في المستدرك 1: 517، من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 50، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ثقات أثبات". ثم ذكره مرة أخرى 10: 98 - 99، وقال: "رواه البزار مطولاً هكذا ومختصرًا، ورجالهما رجال الصحيح، غير كميل بن زياد، وهو ثقة". فنسى هنا أن ينسبه للمسند. والرواية المختصرة التي يشير إليها عند البزار، ستأتي أيضاً في المسند: 10747. وذكر المنذري في الترغيب =

تدري ما حق الناس على الله؟ وما حق الله على الناس"؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، فإذا فعلوا ذلك فحق عليه أن لا يعذبهم". 8072 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يتمن أحدكم الموت، إما محسن فيزداد إحساناً، وإما مسىء فلعله أن يستعتب". 8073 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من حلف فقال في حلفه "واللات" فليقل "لا إله إلا الله"، ومن قال لصاحبه "تعالى أقامرك"، فليتصدق بشيء". 8074 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن

_ = والترهيب 4: 107 - 108 أوله فما المكثرين، وقال: "رواه أحمد، ورواته ثقات". وذكر قبل ذلك 2: 255 قوله "ألا أدلك على كنز ... "، منسوباً للحاكم "وصححه". وانظر: 7953. (8072) إسناده صحيح، وقد مضى: 7568، من رواية "عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة". وأشرنا هناك إلى هذه الرواية - رواية أبي عبيد مولى عبد الرحمن - وأن البخاري رواه من هذا الوجه 13: 189 - 190 (فتح). (8073) إسناده صحيح، ورواه البخاري 8: 471، و10: 429، و 11: 467، (فتح) - بأسانيد، من طريق الزهري، به. وكذلك رواه مسلم 2: 14 بأسانيد، من طريق الزهري. (8074) إسناده صحيح، على الرعم من تعليل عبد الرزاق، كما سنبين، إن شاء الله. وقد رواه الترمذي 2: 369، عن يحيى بن موسى، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ولم يذكر كلمة عبد الرزاق. ولكنه قال: "سألت محمَّد بن إسماعيل [يعني البخاري]- عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديث خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق، اختصره من حديث معمر، عن =

أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من حلف فقال: "إن شاء الله" لم يحنث". قال عبد الرزاق: وهو اختصره، يعني معمراً.

_ = ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: إن سليمان بن داود عليه السلام قال: لأطوفن الليلة على سبعين امرأةً، تلد كل امرأة غلاماً، فطاف عليهن، فلم تلد امرأة منهن، إلا امرأة نصف غلام، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: لو قال: إن شاء الله، لكان كما قال". ومن البين الواضح من رواية المسند هنا - أن البخاري أخطأ في نسبة اختصار الحديث لعبد الرزاق لأن عبد الرزاق هو ذا يصرح بأن الذي اختصره هو شيخه معمر. وقصة سليمان بن داود- التي يشير إليها البخاري وعبد الرزاق: مضت: 7701، من رواية عبد الرزاق نفسه، عن عمر، بهذا الإِسناد. وفيها: "لأطوفن الليلة بمائة امرأة". وقد أخطأ عبد الرزاق، وأخطأ البخاري تبعًا له - في تعليل هذا الحديث، والزعم بأنه اختصار من قصة سليمان. لأن الحديثين مختلفا المعنى تمامًا، وإن تشابهت بعض الألفاظ فيهما: لأن قول سليمان "لأطوفن" - فين معنى القسم، ولكنه يقسم على شيئين: أن يطوف بهن، وقد فعل. والآخر: أن تلد كل منهن غلامًا، وهذا ليس من فعله، بل من قدر الله وبمشيئته. فالاستثناء بقول "إن شاء الله" - إذا قاله - يحله من قسمه إذا لم يطلف بهن، ويكون للتمنى وبمعنى الإقرار لله بالمشيئة والتسليم لحكمه والتفريض إليه فيما ليس من صنع العبد ولا يدخل في مقدوره. فهو داخل في أمر الله للعبد أن يقول ذلك، في قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا لَّا أَنْ يَشَاءَ الله}. فالحديثان في معنيين، وإن تقاربا في بعض المعنى. ولفظ الحديث الذي هنا لا يمكن أن يكون اختصاراً من الحديث الآخر في قصة سليمان. بل لو صنع ذلك معمر أو عبد الرزا لكان صنعه تزيدًا في الرواية، وجرأة على نسبة حديث لرسول الله - صلي الله عليه وسلم -لم يقله. وكلاهما أجل عن أهل العلم من أن يفعلا ذلك. ولكن ظن عبد الرزاق أن يكون معمر اختصره، فأخط في هذا الظن. ثم ظن البخاري أن عبد الرزاق هو الذتي فعل. فأخطأ فيما ظن. رحمهما الله. ثم إن معنى الحديث ثابت عن ابن عمر أيضاً، مضى في المسند مرارًا بألفاظ متاقاربة. أولها: 4510: "من حلف فاستثنى فهو بالخيار، إن شاء أن يقضي على يمينه، وإن شاء أن يرجع غير حنث". و: 4581: "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثني". =

8075 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جربه أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن يوحنس، عن أبي عبد الله القراظ، أنه قال: أشهد الثلاث على أبي هريرة أنه قال: قال أبو القاسم: "من أراد أهل البلدة بسوء - يعني أهل المدينة - أذابه الله كما يذوب الملح في الماء". 8076 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: شهدنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يوم خيبر، فقال - يعني - لرجل يدعى الإِسلام: "هذا من أهل النار"، فلما حضرنا القتال قاتل

_ = وآخرها: 6414: "من حلف فاستثني، فإن شاء مضى، وإن شاء رجع غير حنث". وقد حقق الحافظ في الفتح 11: 523 - 524 هذا الموضع، على شيء من التردد منه. وإن كان في مجموع كلامه يميل إلى إبطال هذا التعليل، وإلى صحة الحديثين جميعًا. (8075) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الرحمن بن يوحنس: ثقة، أخرج له مسلم هذا الحديث، كما سيأتي، وذكره ابن حبان في الثقات. "يوحنس": هكذا ثبت في ح م. والذي في التراجم وسائر المراجع "يحنس" بدون الواو. وهو الذي في ك. وضبط في التقريب بضم الياء وفتح الحاء وتشديد النون المكسورة. ولكن سبق في اسم راو آخر في التابعين، اسمه "يحنس مولى الزُّبير" ضبطه بتشديد النون المفتوحة، في 5935، وبذلك ضبط في التقريب أيضًا. فالظاهر أن يكون الضبطان جائزان في هذا الاسم الأعجمي. والظاهر أن زيادة الواو هنا من تصرف الرواة في الاسم الأعجمي. والحديث رواه مسلم 1: 390، من طريق حجاج بن محمَّد، ومن طريق عبد الرزاق - كلاهما عن ابن جُريج، بهذا الإسناد. وقد مضى من وجه آخر عن القراظ، وهو أبو عبد الله دينار: 7174، وأشرنا إلى هذا هناك. وذكره البخاري في الكبير 1/ 1/ 237 - 238، بأسانيد كثيرة، منها رواية عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس - التي هنا. ورواه الحافظ المزي في تهذيب الكمال، ص: 706 (مخطوط مصور) - بإسناده، من طريق عبد الرزاق، به. (8076) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 125 (فتح)، عن أبي اليمان، عن شُعيب، عن الزهري - وعن محمود، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ورواية أبي اليمان ستأتي عقب =

الرجل قتالاً شديداً، فأصابنه جراحة، فقيل: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -الرجل الذي قلت له إنه من أهل النار - فإنه قاتل اليوم قتالاً شديدًا وقد مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إلى النار"، فكاد بعض الناس أن يرتاب! فبينما هم على ذلك إذ قيل: فإنه يمت، ولكن به جراح شديد، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فقال: "الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله"، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله عَزَّ وَجَلَّ يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر". 8077 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني ابن المسيب، أن أبا هريرة قال: شهدنا مع النبي خبير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل ممن معه يذعن بالإِسلام: "إن هذا من أهل النار" - فذكر معناه، إلا أنه قال -: فاشتد على رجال من المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، قد صدق الله حديثك، وقد انتحر فلان فقتل نفسه. 8078 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سهيل

_ = هذا. ورواه البخاري أيضًا 7: 362 - 363، عن أبي اليمان. ورواه مرة ثالثة 11: 436، من طريق عبد الله - وهو ابن المبارك - عن الزهري. ورواه مسلم 1: 42 - 43، عن محمَّد بن رافع وعبد بن حميد - كلاهما عن عبد الرزاق، به. (8077) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد أشرنا إلى أن البخاري رواه في موضعين عن أبي اليمان - شيخ أحمد هنا. (8078) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 73، عن هذا الموضع. ورواه الطيالسي: 2407، عن وُهَيْب. ومسلم 2: 105، من طريق جرير. وابن ماجة: 2804، من طريق عبد العزيز بن المختار - ثلاثتهم عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه. وفي ألفاظهم بعض الاختلاف في بيان الشهداء. وسيأتي بنحوه أيضًا: 10772، من رواية حمّاد، عن سهيل. وسيأتي بنحوه أيضاً: 9613، من رواية عمر بن الحكم بن =

ابن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "ما تعدون الشهيد فيكم"؟ قالوا: من قتل في سبيل الله، قال:"إن شهداء أمتي إذاً لقليل، القتل في سبيل الله شهادة، والبطن شهادة، والغرق شهادة، والنفساء شهاده، والطاعون شهادة". 8079 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي صالح لحنفي، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ اصطفى من الكلام أربعاً: "سبحان الله" و"الحمد لله" و "لا إله إلا الله" و "الله أكبر"، قال: ومن قال "سبحان الله" كتبت له بها عشرون حسنةً، وحط عنه عشرون سيئةً، ومن قال "الله أكبر" فمثل ذلك، ومن قال "لا إله إلا الله" فمثل ذلك، ومن قال "الحمد لله رب العالمين" من قبل نفسه، كتب له بها ثلاثون حسنةً، وحط عنه بها ثلاثون سيئةً". 8080 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: " في آخر الزمان يظهر ذو

_ = ثوبان، عن أبي هريرة. وروى مالك في الموطأ، ص: 131، معناه موجزاً ضمن حديث، عن سمي عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق مالك 8288، 10910. وحديث مالك أواه البخاري 6: 62 - 33. ومسلم 2: 105. وقوله "إن شهداء أمتي" - في ح "إن شهيد أمتي"! وهو خطأ مطبعي، صوابه في الأصول المخطوطة وجامع المسانيد. وقوله "البطن شهيد" - بفتح الطاء: أي الذي يموت بمرض بطنه، كالاستسقاء ونحوه. قاله ابن الأثير. (8079) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7999. وفصلنا تخريخه، وأشرنا إلى هذا - هناك. (8080) إسناده صحيح ورواه البخاري 3: 368 (فتح).، ومسلم 2: 369 من طرق، عن الزهري، به، نحوه. وانظر:7897، 9394. وانظر أيضًا ما مضى في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص: 7053.

السويقتين على الكعبة"، قال: حسبت أنه قال: "فيهدمها". 8081 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا جعفر - يعني ابن سليمان - عن أبي طارق، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "من

_ (8081) في إسناده ضعف، ولكنه يكون صحيحًا لغيره، كما سيأتي. جعفر بن سليمان: هو الضبعي. أبو طارق: هو السعدي البصري. مترجم في التهذيب. ولم يذكر بجرح ولا تعديل، فهو مسكوت عنه. وقال الذهبي في الميزان: "لا يعرف". وتبعه الحافظ في لسان الميزان 6: 801، فقال: "مجهول". وعندنا أن هذا مستور، ولم يرو حديثاً منكرًا، فهو مقبول، إن شاء الله. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 4، عن هذا الموضع. ثم خرجه من الترمذي، ونقل كلام الترمذي في تعليله، كما سنذكر، إن شاء الله. ورواه الترمذي 3: 256 - 257، عن بشر بن هلال الصواف، عن جعفر بن سليمان - وهو الضبعي، بهذا الإسناده. وقال: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث جعفر ابن سليمان. والحسن لم يسمع مع أبي هريرة شيئًا، هكذا روى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد - قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. وروى أبو عبيدة الناجي عن الحسن هذا الحديث - قوله، ولم يذكر فيه "عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "! وهكذا جزم الترمذي بعدم سماع الحسن من أبي هريرة. وهو موضع خلاف طويل قديم. وقد فصلنا القوا فيه في شرح الحديث: 7138، وبينا الدلائل الصحاح على سماعه منه. ورجحنا "أن البخاري لم يقلد من زعموا أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة" - وذكرنا الأدلة على ذلك من كلامه وصنعه. ونزيد هنا: أن البخاري روى في الصحيح قصة موسى في اغتساله وفرارالحجر بثوبه، في موضحين: 6: 312 - 313، و8: 411، من طريق عوف "عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة". ولو كان عنده أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة - ما أدخل روايته في الصحيح مع تشديده، أو لأشار إلى تعليل ذلك، ولم يدعه دون بيان. وستأتي قصة موسى هذه في المسند - من رواية الحسن عن أبي هريرة: 9080، 10689، 10927. وحديثنا الذي نشرحه هذا- رواه أيضاً أبو نعيم في الحلية 6: 215، من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن جعفر بن سليمان، بهذا الإِسناد. ثم قال: "غريب من حديث الحسن. تفرد به جعفر عن أبي طارق". =

يأخذ من أمتي خمس خصال فيعمل بهن، أويعلمهن من يعمل بهن"؟ قال: قلت: أنا يا رسول الله، قال: "فأخذ بيدي فعدهن فيها"، ثم قال: "اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب". 8082 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عمرو ابن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله -صلي الله عليه وسلم - سريةً عيناً، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، وهو جد عاصم بن عمر، فانطلقوا، حتى إذا

_ = وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 178 - 179، ونسبه للترمذي، وذكر أنه قال: "حديث حسن غريب". وهكذا نقل المنذري عن الترمذي "تحسينه". ولكن التحسين لم نجده فيما بين أيدينا من نسخ الترمذي المخطوطة والمطبوعة. وقد قلنا إن هذا الحديث يكون صحيحًا لغيره. وذلك: أنه رواه ابن ماجة: 4217، من وجه آخر - من رواية واثلة بن الأسقع الصحابي، عن أبي هريرة، بنحوه بمعناه. وقال البوصيري في زوائده: "هذا إسناد حسن". وأقول. بل إن إسناده صحيح. وروى ابن ماجة أيضاً: 4193 - بعضه، من رواية إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا تكثروا الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب". وقال البوصيري في زوائده: "إسناده صحيح، رجاله ثقات". فهذان شاهدان صحيحان، يؤيدان رواية أبي طارق عن الحسن عن أبي هريرة -هنا- ويرفعان درجة حديثه إلى الصحة: يكون صحيحاً لغيره. (8082) إسناده صحيح، إلى قوله "فمكث عندهم أسيراً". ثم باقيه من أول قوله: "حتى إذا أجمعوا قتله ... " إلى آخر الحديث- مرسل أدرج فيه وثبت وصله بإسناد آخر عن الزهري. والحديث في مصنف عبد الرزاق 3: 144 - 145 (مخطوط مصور)، بهذا الإِسناد. مع اختلاف قليل في بعض الألفاظ. وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 314 - 315، عن هذا الوضع من المسند. وقد مضى: 7915، عن سليمان بن داود الهاشمي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد - كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، =

كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولاً، ذكروا لحي من هذيل، يقال لهم بنو لحيان، فتبعوهم بقريبٍ من مائة رجل رامٍ، فاقتصوا آثارهم، حتى نزلوا منزلاً نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمرٍ تزودوه من تمر المدنية، فقالوا: هذا من تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما أحسهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجؤا إلى فدفدٍ، وجاء القوم فأحاطوا بهم، وقالوا: لكم العهد والميثاق

_ = به، نحوه. وفصلنا القول في تخريجه وشرحه، وأشرنا إلى هذا هناك. وهنا نحرر لفظ هذه الرواية" عن نسخ المسند المخطوطة، وعن جامع المسانيد وعن مصنف عبد الرزاق -إن شاء الله. فقوله "فاقتصوا آثارهم" - بدلها في المصنف: "حتى رأوا آثارهم". وقوله "فلما أحسهم عاصم بن ثابت" - في م "فلما آنسهم". وما أثبتنا هو نسخة بهامشها. وقوله "وجاء القوم" - في ح "وقد جاء". وزيادة "قد" ليست في سائر الأصول. وقوله" أن لا نقتل منكم رجلا"- في ح م "منكم أحدًا". وما أثبتنا هو نسخة بهامش م. وقوله "فقاتلوهم" - هو الثابت في أغلب الأصول ونسخة بهامش م. وفي ح م "فقاتلهم". وقوله "فرموهم فقتلوا عاصمًا" - بدله في المصنف: "حتى قتلوا عاصمًا، دون ذكر "فرموهم". وقوله "إن نزلوا إليهم، فلما استمكنوا" - في المصنف زيادة: " [فنزلوا إليهم]، فلما استمكنوا". وقوله "فقال الرجل الثالث الذي معهما" - في المصنف: "الذي [كان] معهما". وقوله "فأبي أن يتبعهم، فضربوا عنقه" - في المصنف: "فأبي أن يتبعهم، [وقال: لي في هؤلاء أسوة]، فضربوا عنقه". وقوله "من إحدى بنات الحرث" - في ح م "من أحد بنات الحرث". وهو خطأ مخالف لسائر الأصول. وقوله "قالت: فغفلت" - في ح "قال". وهو خطأ ظاهر. وقولها "فلما رأيته" - في ح م "فلما رأته". وما هنا ثابت بهامش م نسخةً. وقولها "فزعًا عرفه" - في المصنف: "فزعًا عرفه [فىَّ] ". وقوله "وكانت تقول" - في المصنف وجامع المسانيد: "فكانت تقول". والشطرة الأولى من البيت الأول أثبتناها من المصنف. وهي في ح م وجامع المسانيد "ما أبالي حين أقتل شهيداً". وهي مضطربة الوزن، ومخالفة لسائر الروايات. وفي ك "ما أبالي حين أقتل مسلمًا". وهي أقرب إلى الرواية الصحيحة وقوله "ليؤتوا بشيء" - في م والمصنف: "كي يؤتوا".

إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً، فقال عاصم بن ثابت: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافرٍ، اللهم أخبر عنا رسولك، قال: فقاتلوهم، فرموهم، فقتلوا عاصمًا في سبعة نفرٍ، وبقي خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق إن نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم، فجروه، فأبى أن يتبعهم، فضربوا عنقه، فانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة، حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيباً بنو الحرث بن عامر بن نوفل، وكان قد قتل الحرث يوم بدر، فمكث عندهم أسيرًا، حتى إذا أجمعوا قتله استعار موسى من إحدى بنات الحرث ليستحد بها، فأعارته، قالت: فغفلتُ عن صبي لي، فدر إليه حتى أتاه، قالت: فأخذه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعًا عرفه، والموسى في يده، فقال: أتخشين أن أقتله؟! ما كنت لأفعل إن شاء الله، قال: وكانت تقول: ما رأيت أسيراً خيرًا من خبيب، قد رأيته يأكل من قطف عنب، وما بمكة يومئذٍ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقاً رزقه الله إياه، قال: ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلى ركعتين، فصلى ركعتين، فقال: لولا أن تروا مما بي جزعاً من الموت لزدت، قال: وكان أول من سن الركعتين عند القتل هو، ثم قال: اللهم أحصهم عدداً: فلست أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي شقٍ كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله، وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزع ثم قام إليه عقبة بن الحرث فقتله، وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا على شىءٍ منه.

8083 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، عن سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا تصحبُ الملائكةُ رُفقة فيها كلبٌ أو جرس". 8084 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ولدُ الزنا شَرُّ الثلاثة".

_ (8083) إسناده صحيح، خالد: هو ابن عبد الله الطحان. والحديث مكرر: 7556. (8084) إسناده صحيح، ورواه أبو داود: 3963، من طريق جرير، عن سهيل، بهذا الإِسناد واللفظ. ورواه الحاكم 4: 100، من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً، بهذا اللفظ. ورواه قبله، من طريق الثوري: "حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سئل النبي - صلي الله عليه وسلم - عن ولد الزنا؟، فقال: هو شر الثلاثة". وصححه الحاكم بالإسنادين. وهو كما قال. وقال الخطابي في شرح أبي داود (الحديث: 3807 من تهذيب السنن): "اختلف الناس في تأويل هذا الكلام: فذهب بعضهم إلى أن ذلك إنما جاء في رجل بعينه، كان موسوما بالشر. وقال بعضهم: إنما صار ولد الزنا شرا من والديه؛ لأن الحد قد يقام عليهما، فتكون العقوبة تمحيصا لهما، وهذا وفي علم الله، لا يدرى ما يصنع به وما يفعل في ذنوبه!). وهذان تأويلان لا قيمة لهما، وليس فيهما شيء من التحقيق العلمي. ثم روى الخطابي بإسناده عن عبد الكريم، قال: "كان أبو ولد زنا يكثر أن يمر بالنبى - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون: هو رجل سوء يا رسول الله، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: "هو شر الثلاثة". يعني الأب، فحول الناسُ: الولد شر الثلاثة"!!. وهذا حديث منقطع الإِسناد ضعيف، لا تقوم به الحجة. ثم هو طعن في الحديث الصحيح عن غير دليل، بتأويله على ضد معناه. ولذلك قال الخطابي: "هذا الذي تأوله عبد الكريم أمر مظنون، لا يدري صحته. والذي جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة، إنما هو: "ولد الزنا شر الثلاثة" - فهو على ما قاله رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". أقول وبرده أيضاً وينقضه: أن أبا داود زاد في روايته - بهذا الإِسناد الصحيح نفسه، عقب الحديث المرفوع: "وقال أبو هريرة: لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحبُّ إلى من أن أعتق ولد زنية". فدل كلام أبي =

8085 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا أيوب، يعني ابن عتبة، حدثنا أبو كثير السُّحيمي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم-: "البَيّعان بالخيار من بيعهما ما لم يتفرقا، أويكون بيعهما في خيار". 8086 - حدثنا هاشم، حدثنا أيوب، عن أبي كثير، عن أبي

_ = هريرة على أن الحديث في "ولد الزنا"، لا في أبيه كما زعم عبد الكريم. ثم قال الخطابي: "وقد قال بعض أهل العلم: معناه أنه شر الثلاثة أصلاً وعنصرا ونسبا ومولدا. وذلك لأنه خلق من ماء الزاني والزانية، وهو ماء خبيث. وقد روي في بعض الحديث: الحرق دساس. فلا يؤمن أن يؤثر ذلك الخبث فيه، ويدب في عروقه، فيحمله على الشر، ويدعوه إلى الخبث. وقد قال سبحانه في قصة مريم: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}. وقد قضوا بفساد الأصل على فساد الفرع". وهذا - الذي قال الخطابي- كلام جيد، واستدلال صحيح، يؤيده الواقع المشاهد في الأغلب الأكثر. والنادر غير ذلك، وندرته لا تخرج الحديث عن معناه الصريح الواضح. وقد مضى: 6892، بإسناد صحيح، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا منان، ولا ولد زنية". فهذا يزيد المعنى الصريح من حديث أبي هريرة، وينقض كل تأويل. (8085) إسناده ضعيف، أيوب بن عتبة أبو يحيى، قاضي اليمامة: سبق بيان ضعفه في: 2752. ونزيد هنا أنه ترجمة ابن سعد في الطبقات 5: 404 - 405. وابن أبي حاتم 1/ 1/ 253. أبو كثير السحيمي: مضت ترجمته وتوثيقه: 7685، 7739. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 513، عن هذا الموضع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 100، وقال: "رواه أحمد، وفيه أيوب بن عتبة: ضعفه الجمهور، وقد وثق". وقال أيضًا: "لأبي هريرة عند أبي داود والترمذي: لا يفترقن اثنان إلا عن تراض". ومعنى الحديث ثابت صحيح، مضى مرارًا من حديث عبد الله بن عمر. انظر: 6193 وما أشرنا إليه من الروايات هناك. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: 6721. (8086) إسناده ضعيف، كالذي قبله، لضعف أيوب بن عتبة، ومعناه صحيح ثابت من حديث أبي هريرة، مضى في 7247، 7686.

هريرة، قال: قال رسولِ الله في: "لا يبتاعُ الرجل علي بيِع أخيه، ولا يخطب على خطبته، ولا تَشْترطُ المرأة وطلاق أختها لِتَستَفْرِغَ صَحْفتها، فإنما لها ما كَتَبَ الله عز وجل لها". 8087 - حدثنا هاشم أبو النضر، قال: حدثنا الفرج، يعني ابن فَضَالة، حدثنا أبو سعيد المديني، عن أبي هريرة، قال: دعواتٌ سمعتها من رسول الله -صلي الله عليه وسلم - لا أتركها ما عشتُ حيًا، سمعته يقول: "اللهم اجعلني أُعْظمُ شُكرَك، وأُكْثرُ ذِكرك، وأَتْبَعُ نصيحتك، وأحفط وصيَّتَك"

_ (8087) إسناده ضعيف جداً، الفرج بن فضالة: ضعيف منكر الحديث، كما ذكرنا في: 581، 5626. أبو سعيد المديني: ذكر الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد والسنن، أنه "مولى عبد الله بن عامر بن كريز". وقد يكون هو، وقد يكون غيره، من اضطراب الفرج بن فضالة. فإن الحديث سيأتي: 10182، عن وكيع، عن الفرج بن فضالة، "عن أبي سعد الحمصي". وكذلك ذكره الحافظ ابن كثير في ترجمة "أبي سعد الحمصي" - دون أن ييين من هو؟، ورواية وكيع أيضاً في الترمذي، وفيها "عن أبي سعيد المقبري". وعندنا أن هذا كله تخليط من الفرج بن فضالة. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 445، عن هذا الوضع. وهو فيه أيضاً 7: 444، عن الرواية الآتية: 10182. ورواه الترمذي 4: 291، من طريق وكيع، كما قلنا آنفا، وقال. "اهذا حديث غريب". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 172، وقال: "رواه أحمد من طريق أبي يزيد المديني، وفي رواية: عن أبي سعيد الحمصي، ولم أعرفهما. وبقية رجالهما ثقات"!. وهكذا قال الهيثمي!. فأما أولاً: فإن الحديث ليس من الزوائد على الكتب الستة، وقد رواه الترمذي. وثانيا: ليس في المسند "عن أبي يزيد المديني"، بل هو- كما ترى- "حدثنا أبو سعيد المديني". فإما أن يكون الهيثمي سها، وإما أن يكون خطأ من النسخة التي كانت معه من المسند. وثالثا: ليس بقية رجالهما ثقات، وفي الإسنادين الفرج بن فضالة، هو ضعيف، كما قلنا.

8088 - حدثنا هاشم، حدثنا الفرج بن فضالة، حدثنا على بن أبي طلحة، عن أبي هريرة، قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لأي شيء سُمّي يوم الجمعة؟، قال: "لأن فيها طُبعت طينةُ أبيك آدم، وفيها الصَّعقة والبعثة، وفيها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعةٌ من دعا الله عَزَّ وَجَلَّ فيها استُجيب له". 8089 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا سفيان، عن داود بن قيس، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".

_ (8088) إسناده ضعيف، بضعف الفرج بن فضالة، ولانقطاعه، كما سيأتي. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 310، عن هذا الموضع. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 164، مع حديث آخر سيأتي: 9898، ونسبهما للمسند فقط، وقال: "رجالهما رجال الصحيح"!. فأخطأ الهيثمي خطأ فاحشا. نعم إن الحديث الآخر: 9898 رجاله رجال الصحيح. أما هذا الحديث؟ الذي في إسناده "الفرج بن فضالة"- فأنى يكون رجاله رجال الصحيح! والفرج لا شك في ضعفه، ولم يخرج له أحد من الشيخين!!. ثم إن "على بن أبي طلحة"، وإن كان مختلفا فيه - فالراجح توثيقه، كما بينا في 3058. ولكنه لم يسمع من أبي هريرة، ولا من غيره من الصحابة. وهو يروي التفسير عن ابن عباس، ولكنهم صرحوا بأنه لم يسمع منه. وهو قد مات سنة 143، فلم يدرك أبا هريرة، على اليقين. وأصاب الحافظ ابن حجر، حين ذكر هذا الحديث في الفتح 2: 346، نقلا عن المسند، ثم قال: "وفي إسناده الفرج بن فضالة، وهو ضعيف. وعلى [يعني ابن أبي طلحة]: لم يسمع من أبي هريرة". وانظر: 7181، 8323. (8089) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري. أبو سعيد: هو مولى عبد الله بن عامر بن كريز. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 445، عن هذا الموضع. وهو مختصر: 7713. وقد أشرنا إليه هناك.

8090 - حدثنا يحيى بن آدم، وإسحق بن عيسى - المعنى، واللفظ لفظ يحيى بن آدم - قالا: حدثنا شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن أبي زُرْعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال: دخل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - الخلاء، فأتيته بتَور فيه ماء، فاستنجى، ثم مسح يده في الأرض ثم غسلها، ثم أتيته بنورآخر، فتوضأ به. 8090 م-[قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: قال أسود - يعني شاذان - في هذا الحديث: إذا دخل الخلاء أتيته بماء في تور أو في رَكوة، وذكره بإسناده. 8091 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: أمرني رسول الله - صلي الله عليه وسلم- بثلاث، ونهاني

_ (8090) إسناده صحيح، إبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي: ثفة. وقد ولد بعد وفاة أبيه. ولذلك يروي هنا عن ابن أخيه "أبي زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله". وإبراهيم مترجم في التهذيب. والكبير للبخاري 1/ 1/ 278. وابن سعد 6: 207 - 208. وابن أبي حاتم 1/ 1/90 - 91. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 441، عن هذا الموضع. ورواه أبو داود - بنحوه: 45، من طريق أسود بن عامر، ووكيع، كلاهما عن شريك، بهذا الإِسناد. ورواية أسود، ستأتي عقب هذه. ورواه ابن ماجة - مختصرا: 358، من طريق وكيع، عن شريك. ويظهر أن رواية وكيع هو الذي اختصرها، أو سمعها مختصرة. ولذلك قال أبو داود في آخر الحديث: "وحديث الأسود بن عامر أتم". "التور" - بفتح التاء المئناة وسكون الواو: هو إناء من صُفر أو حجارة. تنبيه: وقع في ح "عن أبي زرعة بن عمر وابن جرير". وهو تخليط واضح. (8090) إسناده صحيح، وأسود: هو ابن عامر، ولقبه "شاذان". والحديث مكرر ما قبله. "الركوة" -بفتح الراء: إناء صغير من جلد، يوضع فيه الماء. (8091) إسناده صحيح، وهو مكرر: 7585. وأشرنا إليه هناك. ومضى بعض معانيه مرارا، خرها: 7711.

عن ثلاث: أمرني بركعتي الضحى كل يوم، والوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ونهاني عن نقرة كنقرة الديك، وإقعاء كإقعاء الكلب، والتفات كالتفات الثعلب. 8092 - حدثنا يحِيِى بن آدم، حدثنا شريك، عن ابن مَوْهَب، عن أبيه، عن أبي هريرة، رفَعَهُ، قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يحب أن يرى أثر نعمته على عبده". 8093 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، يرفعه إلى النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتُحروا ثيابه حتى تُفضي إلى جلده خيرٌ له من أن

_ (8092) إسناده ضعيف، ابن موهب: هو يحيى بن عُبيد الله بن عبد الله بن موهب التيمي، وهو ضعيف. قال الإِمام أحمد: "منكر الحديث، ليس بثقة".:قال ابن معين: "ليس بشيء". وقال ابن حبان في كتاب المجروحين، ص: 498 - 499 (مخطوط مصور): "يروي عن أبيه ما لا أصل له. وأبوه ثقة. فلما كثر روايته عن أبيه ما ليس من حديثه سقط الاحتجاج به بحال. ونقل الحافظ في التهذيب أن الحاكم رماه بوضع الحديث. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 295. وابن أبي حاتم 4/ 2/ 167 - 168. أبوه عُبيد الله بن عبد الله بن موهب: سبق توثيقه: 517. وترجمه ابن أبي حاتم 2/ 2/ 321، ولم يذكر فيه جرحاً. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5: 132، بلفظ: "ما أنعم الله على عبد نعمة إلا وهو يحب أن يرى أثرها عليه". وهذا اللفظ سيأتي: 9223. وأما لفظ الحديث الذي هنا - فأصله في ذاته صحيح. فقد مضى في آخر الحديث: 6708، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. (8093) إسناده صحيح، وسيأتي، من طريق سهيل أيضاً: 9036، 9730، 10844. ورواه مسلم 1: 265، من طريق جرير، ومن طريق الدراوردي والثوري - ثلاثتهم عن سهيل، به. وكذلك رواه أبو داود: 3228. والنسائي 1: 287. وابن ماجة: 1566 - ثلاثتهم من طريق سهيل.

يجلس على قبر". 8094 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن سَلم بن عبد الرحمن النخعي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من تسمى باسمي فلا يتكني بكنيتي، ومن أكْتَنَى بكنيتي فلا يتسمى باسمي". 8095 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، في قوله عَزَّ وَجَلَّ {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} قال: "دخلوا زحفا"، {وَقُولُوا حِطَّةٌ} - قال: "بَدَّلوا

_ (8094) إسناده صحيح، صلم بن عبد الرحمن النخعي: سبق توثيقه: 7402. وهو "سلم": بفتح السين وسكون اللام. ووقع في ص وجامع المسانيد "سالم" بالألف، وهو خطأ. والحديث في جامع المسانيد والسنن 7: 441، عن هذا الموضع. ورواه البخاري في الكبير 2/ 2/ 157، في ترجمة "سلم" - عن إسحق، عن يحيى بن أدم، بهذا الإسناد. وأشار إليه الحافظ في الفتح 10: 473، ونسبه لأبي يعلى فقط! فنسى روايته في المسند والكبير. وروى البخاري في الأدب المفرد، رقم: 844 (من طبعة الطبعة السلفية سنة 1375 نحو معناه، من طريق الليث، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة: "نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أن نجمع بين اسمه وكنيته ... ". وهذه الرواية رواها الترمذي 4: 30 - 31، من طريق الليث. وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وقد مضى الإذن بالتسمية باسمه والنهي عن كنيته - مرارًا، أولها: 7371، وآخرها: 7174. وقوله "فلا يتكنى" - في ح "فلا يكنى"، بدون التاء. وصححناه من المخطوطات وجامع المسانيد. (8095) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 390، عن هذا الموضع. ورواه البخاري 8: 125 (فتح)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، به، نحوه. وسيأتي - بمعناه- في صحيفة همام بن منبه" -: 8213، عن عبد الرزاق، عن معمر، ونذكر تفصيل تخريجه هناك، إن شاء الله.

فقالوا: حنطة في شعرة". 8096 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الكلمةُ الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة- أو قال: إلى المسجد - صدقة". 8097 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -: أنه سمى الحرب خَدْعة. 8098 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في الخَضر، قال: "إنما سمى خَضِراً: أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تحته تهتزُّ خَضراء".

_ (8096) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 390، عن هذا الموضع. وهو مختصر من الحديث الآتي في "صحيفة همام بن منبه": 8168. ورواه الشيخان، كما سيأتي بيان ذلك هناك، إن شاء الله. وقوله "الكلمة الطيبة" - في ح "الكملة اللينة". وهي نسخة بهامش م. رما هنا هو الثابت في سائر الأصول وجامع المسانيد. (8097) إسناده صحيح، وسيأتي ضمن حديث في "صحيفة همام بن منبه": 8138. ورواه الشيخان، كما سيأتي، إن شاء الله. رمعناه قد مضى من حديث على مرارًا، منها: 696، 1127. (8098) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد 7: 390، عن هذا الموضع. ورواه البخاري 6: 309 (فتح)، عن محمَّد بن سعيد الأصبهاني، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وسيأتي في "صحيفة همام بن منبه": 8211. ولم يرره البخاري من طريق الصحيفة. وهو من أفراده، لم يرره مسلم في صحيحه، كما نص عليه الحافظ في الفتح 6: 381. ورمز له السيوطي في الجامع الصغير برمز المتفق عليه - يعني أنه أخرجه مسلم أيضاً. وهو وهم منه.

8099 - حدثنا زيد بن الحُباب، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني سعيد بنِ سمعان: سمعت أبا هريرة يحدث أبا قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلاتسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فيُخرِّبونه خرابا لا يَعمر بعده أبدا، هم الذين يستخرجون كنزه". ...

_ (8099) إسناده صحيح، وهو في جامع المسانيد والسنن 7: 135، عن هذا الموضع. وهو مكرر: 7897. وقد أشرلا إليه هناك. وقوله "فلا تسأل عن هلكة العرب" - هكذا ثبت في الأصول الثلاثة: "تسأل" بتاء الخطاب مجزوما بـ "لا" نافية. وفي الرواية الماضية: "يسأل" بالياء التحتية مبنيا لما لم يسم فاعله، فيكون مرفوعا، وتكون "لا" نافية. وهكذا ثبت أيضاً في هذا الموضع في جامع المسانيد والسنن. والأمر قريب، وكلاهما جائز صحيح المعنى.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرت المرسلين، نفتتح هذا الجزء من المسند - أثناء مسند أبي هريرة - بالصحيفة الصحيحة المباركة "صحيفة همّام بن مُنَبه". وقد كان من توفيق الله سبحانه أن جاء ابنداوها عقب تمام الجزء الخامس عشر إذ لو قطعَت بين جزأين لما كانت متسقة متضامة بين يدي القارئ وهي جديرة بَالإفراد في كتاب مستقل. فجاء وقوعها كلها في أول الجزء السادس عشر مغنياً عن طبعها وحدها. وكان ذلك نعمة من الله وفضلاً والحمد لله رب العالمين. كتبه أحمد محمَّد شاكر

بسم الله الرحمن الرحيم الصحيفة الصحيحة صحيفة همام بن منبه من مسند أبي هريرة

بسم الله الرحمن الرحيم هذه صحيفة "همام بن منبه" التي رواها وكتبها عن أبي هريرة. ورواها عنه معمر بن راشد. ورواها الرواة عن معمر. وأجل من رواها عنه منهم: "عبد الرزاق بن همام" إمام أهل اليمن وحافظهم. ورواها الأئمة والحفاظ والعلماء عن عبد الرزاق. وأجل من رواها عن عبد الرزاق وأعظمهم، وأوثقهم وأثبتهم: إمام أهل السنة، أمير المؤمنين في الحديث، الإِمام الأعظم "أحمد بن محمَّد بن حنبل" رضي الله عنه، وقد ساقها كلها في هذا (المسند العظيم) في موضع واحد بإسناد واحد: "حدثنا عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة. عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، قال" .... ثم ساقها حديثاً حديثاً. وهذه "الصحيفة" من أوائل ما كتب من الحديث النبوي، وهي تعتبر تأليفاً مستقلاً، بكتابة همام إياها. وهمام مات سنة 132. والظاهر من الروايات أنه كتبها عن أبي هريرة مباشرة. أعنى أنه كتبها في حياته وأبو هريرة مات 59 على مارجحناه في ترجمته (ج 6 ص 519 من هذا المسند)، وقال الحافظ الذهبي في تاريخ الإِسلام 5: 309 في ترجمة همام: (صاحب الصحيفة التي كتبها عن أبي هريرة) ثم نقل عن الميموني: "سمعت أحمد بن حنبل يقول في صحيفة همام-: أدركه معمر أيام السودان، فقرأ عليه همام، حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي. وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما هو قرأه. وهي نحو مائة وأربعين حديثاً" وأن عبد الرزاق لم يعرف ما قرأ همام مما قرأه معمر عليه - لا يضر في صحة الرواية شيئاً؛ لأنه في الحقيقة أمر شكلي. والعبرة بثبوت الرواية وصحتها سواء قرأ الشيخ أم قرئ عليه. فكل صحيح، وكل من طرق الرواية. وقال الذهبي أيضاً: "لعله [أي همام] عاش مائة سنة. وآخر من روى عنه الصحيفة التي له عن أبي هريرة - معمر. وعاش بعده 21 سنة ليس إلا. وآخر من رواها عن معمر - عبد الرزاق، وعاش بعده [58] سنة وآخر من

رواها عنه إسحق الدبري، وعاش بعد عبد الرزاق 73 سنة وآخر من روى عن الدبري من الرجال أبو القاسم الطبراني وعاش بعده 76 سنة. والطبراني ممن جاوز المائة بيقين". وهذه الصحيفة من أقوى الدلائل على أن الشيخين: البخاري ومسلم- لم يستوعبا جميع الأحاديث الصحاح، ولا التزما ذلك. وهما لم يقولا ذلك قط، وإنما هو ظن من بعض العلماء واستنباط. فقط، إكباراً للصحيحين، وتنويهاً بفضل الشيخين واجتهادهما وتحريهما. والصحيحان جديران بكل إكبار. وهما حجة لا شك فيها. ومؤلفاهما جديران بكل فضل وثناء. واجتهادهما ونصيحتهما للأمة وللسنة، في الذروة العليا من التقدير. ولكن ليس معنى هذا ألا توجد أحاديث صحاح فيما لم يخرجاه في درجة ما أخرجاه في الصحة. بل الصحاح التي في درجة أحاديثهما كثيرة، إذا ما استوفت شروط الصحة العالية. فها هي ذي الصحيفة الصحيحة -"صحيفة همام بن منبه" اتفق الشيخان على إخراج أحاديث منها، وانفرد البخاري منها بأحاديث، وانفرد مسلم منها بأحاديث أخر، وتركا - معاً- إخراج ما بقى منها مما لم يخرجاه. كما سيظهر ذلك من تخريج أحاديثهما، إن شاء الله. بل هي تدل أيضاً على أن ما اتفقا على إخراجه من الأحاديث- لا يكون دائماً أعلى درجة في الصحة مما انفرد به أحدهمالأولا مما لم يخرجاه. وإنما العبرة في ذلك كله باستيفاء شروط الصحة، أو استيفاء شروط أعلى درجاتها في أي حديث كان، أخرجاه أم لم يخرجاه. ومن البين الواضح أننا نريد بما "اتفقا على إخراجه منها" أو "انفرد به أحدهما" هو ما يرويانه منها من طريق "عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة" وإلا ففي أحاديثهما ما يرويانه- أو أحدهما- عن أبي هريرة من غير طريق همام. وعن همام من غير طريق معمر. وعن معمر من غير طريق

عبد الرزاق، والمثل على ذلك تتبين واضحة في تخريجها، إن شاء الله. وكل أولئك صحيح في أعلى درجات الصحة. ولكنا نريد أن نبين توثيق هذه الصحيفة في ذاتها، من رواية "عبد الرزاق عن معمر" ثم من رواية الإِمام أحمد- في هذا الديوان المسند العظيم- عن عبد الرزاق. وهذه الصحيفة كما رواها عبد الرزاق عن معمر مجموعة في موضع واحد، وسمعها منه الأئمة الرواة- رواها أيضاً، أو أكثرها، مفرقة في مواضعها من تآليفه. فمنها أحاديث كثيرة، في كتاب "المصنف " ومنها أحاديث في تفسيره. بل لعله فرقها كلها في "المصنف"، ولكني لا أستطيع استيعاب ذلك أو الجزم به، وللعلماء والحفاظ. في رواية الأحاديث من هذه الصحيفة طرق: فأكثرهم يذكر إسنادها ثم يسوق لفظ الحديث الذي يريد روايته منها. كما يصنع عبد الرزاق نفسه في مؤلفاته: "عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة"- أو نحو ذلك من صيغ الرواية. بالتحديث أو العنعنة. وهذه هي الجادة في الرواية" يروون ما يريدون من أحاديثها كمثل روايتهم لسائر الحديث ومسلم يلزم في صحيحه طريقة طريفة: يقول مثلا: "حدثنا محمَّد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فذكر أحاديث منها: وقال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - ... " - ثم يذكر الحديث الذي يريد في الباب المناسب له ولم أره يتخلف عن هذه الطريقة في الرواية منها في صحيحه. والبخاري لم يلزم في ذلك طريقاً واحدة: فنراه يروي منها حديثاً في كتاب الأيمان والنذور، فيقول: "حدثنا إسحق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة". وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والله لأن يلج أحدكم بيمينه في أهله، آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي افترض الله عليه". فهو قد ذكر إسناد الصحيفة، ثم ذكر أول حديث منها مختصراً -وهو غير

مناسب لباب الأيمان والنذور - ثم عطف عليه حديث الباب، الذي قصد إلى روايته. منها البخاري (8: 128، 11: 452 - 453 فتح). وهنا شرح الحافظ طريقة البخاري في الرواية منها، فقال: "وقوله نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، طرف من حديثا تقدم بتمامه في أول كتاب الجمعة، لكن من وجه آخر عن أبي هريرة". وقد كرر البخاري منه هذا القدر في بعض الأحاديث التي أخرجها من صحيفة همام ثم من رواية معمر عنه. والسبب فيه: أن حديث "نحن الآخرون"- هو أول حديث في النسخة، وكان همام يعطف عليه بقية الأحاديث بقوله: "وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -" فسلك في ذلك البخاري ومسلم مسلكين: أحدهما: هذا. والثانى: مسلك مسلم، فإنه يقول بعد قول همام: "هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - ". يقول: "فذكر عدة أحاديث، منها: وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم استمر على ذلك في جميع ما أخرجه من هذه النسخة. أي [صحيفة همام، وهو مسلك واضح. وأما البخاري فلم يطرد له في ذلك عمل، فإنه أخرج من هذه النسخة في الطهارة، وفي البيوع، وفي النفقات، وفي الشهادات، وفي الصلح، وقصة موسى في التفسير، وخلق آدم، والاستئذان وفي الجهاد في مواضع، وفي الطب، واللباس، وغيرها، فلم يصدر شيئاً من الآحاديث المذكورة بقوله: "نحن الآخرون السابقون" وإنما ذكر ذلك في بعض دون بعض (1). وكأنه أراد أن يبين جواز كل من الأمرين". وحديث: "نحن الآخرون السابقون" - الذي صدر به البخاري ما يروي من الصحيفة في موضعين - هو أول أحاديث الصحيفة: 8100. وقد مضى في المسند أيضاً: 7693، "عن عبد الرزاق، عن معمر عن ابن طاوس، عن أبيه عن أبي هريرة - وعن معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة". وحديث الباب عند البخاري-

_ (1) هما اثنان لا غير: أحدهما الذي أشرنا إليه والآخر في البخاري (9: 41 - 42 ط فتح).

الذي ذكرناه - "والله لأن يبج أحدكم في يمينه" - وسيأتي في الصحيفة: 8193. وقد مضى أيضاً، بمعناه بلفظ آخر: 7729، بإسناد الصحيفة، من رواية عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة. فقد سمعه الإِمام أحمد- إذن- من عبد الرزاق باللفظ الماضي حديثاً منفرداً خارجاً عن رواية الصحيفة، ثم سمعه منه باللفظ الآتي، في ضمن الصحيفة، ورواه مسلم 2: 18 (بولاق) من صحيفة همام، على طريقته التي أشرنا إليها آنفاً: "هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فذكر أحاديث منها وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ... " فذكره. وقد صنع البخاري في غير صحيفة همام - مثل صنيعه هذا في صحيفة همام: فروى (1: 57 ط./ 1: 298 - 299 فتح) عن أبي اليمان عن شُعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج: "أنه سمع أبا هريرة أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: نحن الآخرون السابقون وبإسناده قال: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجرى ثم يغتسل فيه". وقد حاول بعض الشراح التكلف لذكر أول (1). حديث: "نحن الآخرون السابقون"- بما لا معنى له ولا طائل تحته. وقد رد عليهم الحافظ في الفتح تأويلاتهم المتكلفة. ثم قال: "والظاهر أن نسخة أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة- كنسخة معمر عن همام عنه. ولهذا قل حديث يوجد في هذه إلا وهو في الأخرى. وقد اشتملتا على أحادا كثيرة، أخرج الشيخان غالبها، وابتداء كل نسخة منهما حديث: "نحن الآخرون السابقون" فلهذا صدر به البخاري فيما أخرجه من كل منهما" فهذه الرواية عند البخاري تدل على صحة ما استنبط الحافظ - لله دره تشابه النسختين: صحيفة همام ونسخة الأعرج. ولعلنا نجد من الدلائل ما يزيد هذا توكيداً. بل إن هذا قد يدل

_ (1) حديث "نحن الآخرون " هو أول الصحيفة، رقم 8100. وحدث "لا يبولون أحدكم" سيأتي في الصحيفة، رقم: 8171، بنحوه.

على أن هماماً والأعرج كلاهما قد كتب الصحيفة عن أبي هريرة وسمعها منه. فتكون الصحيفة مروية عن أبي هريرة بإسنادين من وجهين متباعدين. وأنها وصلت إلى البخاري صحيفة من رواية أبي الزناد عن الأعرج، كما وصلت إليه من رواية معمر عن همام. ولن يكون ذلك خاصاً بالبخاري، فلا بد أنها وصلت إلى غيره من الأئمة الحفاظ كما وصلت إليه. ولكنا لا نستطيع القطع بذلك إلا أن تجتمع الدلائل عليه. وعسانا نجد ذلك، إن شاء الله. ثم وجدت البخاري قد صنع ذلك مرة أخرى، في رواية حديثين من نسخة "أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة" (6: 82 فتح). فذكر قبلهما حديث "نحن الآخرون السابقون" - مختصراً هكذا، مقتصراً على أوله وذكر الحافظ في هذا الموضع: "أن عادته [يعني البخاري] في إيراد هذه النسخة، وهي: شُعيب عن أبي الزناد عن الأعرج- أن يصدر بأول حديث فيها ويعطف الباقي عليه، لكونه سمعها هكذا". ونسخة "أبي الزناد عن الأعرج" لم أجدها مجموعة في مكان، وما سمعت أن أحداً جمعها أو رواها مفردة. وهي مفرقة في المسند، وهي أقرب إلى أن تكون مجموعة في جامع المسانيد والسنن. ولكن ليست بإسناد واحد كصحيفة همام. ويروي الإِمام أحمد أحاديثها بأسانيد متعددة إلى أبي الزناد. وعسى أن أوفق إلى جمعها وتتبعها في المسند والدواوين، ثم تحقيقها ونشرها إن شاء الله. وممن روى هذه الصحيفة عن عبد الرزاق- الحافظ أبو الحسين أحمد بن يوسف بن خالد السلمي النيسابوري، محدث نيسابور. وهو من شيوخ مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وروى عنه البخاري خارج الصحيح. ثقة متفق على جلالته وعدالته. توفي سنة 264، عن 82 سنة وهو مترجم في التهذيب 1: 91 - 92. والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1/ 1/ 81. وتذكرة الحفاظ 2: 131. وقد سبق توثيقه في شرح الحديث: 6374. ونقلنا هناك قول ابن حبان: كان راوياً لعبد الرزاق، ثبتاً

فيه". رواها الحافظ السلمي- هذا عن عبد الرزاق، مفردة وحدها. ووجدت نسخة من روايته عتيقة، في المكتبة الظاهرية بدمشق، مقروءة سنة 577. ينتهى إسنادها إلى الإِمام الحافظ "محمَّد بن إسحق بن مندة" المولود سنة 310 والمتوفى سنة 395، عن "أبي بكر محمَّد الحسين بن الحسن بن خليل القطان" عن "الحافظ أحمد بن يوسف السلمي"، عن "عبد الرزاق". وقد كان الدكتور "محمَّد حميد الله " الحيدر آبادي - وجد نسخة منها مخطوطة في مكتبة برلين، حديثة الكتابة (من أوائل القرن الثاني عشر للهجرة)، كماوصفها هو. ونقلها بخطه سنة 1351 وقابلها (من الأصل المنقول عنه بحسب الاستطاعة) وهي نسخة ليست لها قيمة علمية ولا تاريخية. كما فهمنا من وصفه إياها. ثم هي تنقص ورقتين. ثم دله أحد أصدقائه على النسخة الظاهرية العتيقة. وأرسل له صديقنا الأستاذ الدكتور صلاح الدين المنجد صورة شمسية منها. ونشر الدكتور "حميد الله" هذه الصحيفة عن تلكما النسختين - مقارنتين برواية الإِمام أحمد إياها في المسند - في ثلاثة أعداد متوالية في "مجلة المجمع العلمى العربي بدمشق" سنة 953 أم ثم أعاد المجمع نشرها مفردة سنة 3712 - 9153. بتحقيق الدكتور حميد الله "مع بعض التصحيحات التي وقعت له بعد الطبعة الأولى". وبالضرورة: إن الدكتور حميد الله اعتمد في نشر الصحيفة على مخطوطة الظاهرية العتيقة وجعل مخطوطة برلين معاونة له في المراجعة، على أنها لا قيمة لها، كما قلنا آنفا. وأثبت هو مواضع الخلاف بين المخطوطتين. أما أنا فإني في تحقيق هذه الصحيفة - هنا في المسند- لن أعير نسخة برلين أي اهتمام. ولن أشير إلى شيء منها في التحقيق. وقد قابل الدكتور "حميد الله" الصحيفة التي نشرها بروايتها الثابتة في المسند، في الطبعة الأولى، طبعة الحلبي، التي نشير إليها دائماً برمز ح وذكر في مقدمة نشرته المفردة أنه وجد الفروق الآتية (ص 20 - 21).

1 - يتفق المسند مع المخطوطتين، ولا يختلف في ترتيب الأحاديث إلا مرتين أو ثلاث. وهذا بلا زيادة كلمات ولا نقصانها. (راجع في الأحاديث رقم: 13، 93، 126، 138) (1). 2 - نجد في مسند ابن حنبل حديثاً واحداً لا نجده في المخطوطتين لدينا (راجع حاشيته رقم 14) ومن المعروف أن في النسخة المطبوعة من المسند أغلاط طبع كثيرة. ولا يذكر ابن حنبل حديثاً رقمه (5) نجده في كلتا المخطوطتين. 3 - تكرر كلمة "وسمى الحرب خدعة" في حديثين في مخطوطتي الصحيفة (رقم 29، 40) أما ابن حنبل فلا يذكره إلا مرة وأحدة (رقم 40) (2). 4 - تغير بين المصدرين بعض عوارض الرواية" مثل "عَزَّ وَجَلَّ" بدل "تعالى" بعد ذكر اسم الله. أو "النبي -صلي الله عليه وسلم -"و "أبو القاسم " بدل "رسول الله" أو أشياء ما، يوجد مثلها عادة بين مخطوطتين من كتاب واحد. وقد أثبتناها في الحواشي. وليس فيها ما يبدل المفهوم أو يغير المراد. هذا كلامه بحروفه. ولنا عليه تعقيبات ومقارنات مفصلة بين رواية المسند وواية الصحيفة المفردة. ولكنا نبادر فنذكر أن دعواه أن "في النسخة المطبوعة من المسند أغلاط طبع كثيرة" - فيها مجازفة منه وغلو. ونحن نعمل في السند، في النسخة المطبوعة قديماً وهي طبعة الحلبي - منذ أكثرُ من أربعين سنة. وقد أخرجنا منه في طبعتنا هذه (3) 15 مجلداً، وهذا السادس عشر - وفيما أخرجنا منه أكثرُ من ثمانية آلاف حديث. وقد عملنا فيه أيضاً في ألوف كثيرة من

_ (1) هذه أرقام الأحاديث في طبعة الدكتور حميد الله. (2) وهم الدكتور حميد الله في هذا كما سنبين في موضعه إن شاء الله. (3) يقصد الطبعة الأولى للمسند قبل إكماله - مصححه.

الأحاديث. ونستطيع أن نجزم بأن الأغلاط المطبعية في تلك الطبعة قليلة، بل نادرة. ويستطيع القارئ أن يوقن بذلك مما كتبنا في شرحنا إلى هذا الموضع من المسند. ولست أستطيع الآن أن أضرب الأمثلة على ذلك. ولكني أرجح الآن أن الدكتور حميد الله ينظر إلى اختلاف ألفاظ في بعض الأحاديث فيرجح فورًا ما أمامه في مخطوطة الظاهرية، على مطبوعة المسند، اعتباراً منه أن الخطوط القديم أوثق دائماً وأصح من المطبوع، دون نظر إلى ما وراء ذلك من دقة الرواية ومن التحقيق العلمي للنصوص، وذلك على عادة المستشرقين ومن يقلدهم من غيرهم. وبعد: فإنا سنحقق - إن شاء الله - نصوص هذه الصحيفة العظيمة في هذا المسند الجليل، على أصول أوثق وأدق من مخطوطة الظاهرية العتيقة. فأما أولاً: فإن لدينا الطبعة الأولى، من المسند (طبعة الحلبي)، والغلط فيها نادر، كما وثقنا بالممارسة الطويلة، والعمل الدقيق، من أوله إلى هذا الموضع وإلى مواضع كثيرة جداً من بعده، تكاد تستغرق أكثرُ من ثلثي الكتاب. وثانياً: أن معنا مخطوطتين جيدتين من المسند (مصورتين)، وهي نسخة الرياض المرموز إليها بحرف م ونسخة المكتبة الكتانية (بالحرف المغربي) المرموز لها بحرف ك. وثالثاً: قد بينا فيما مضى (ج 6 ص 519 من طبعتنا هذه) أننا قابلنا مسند أبي هريرة على مجلد عتيق من السند كتب سنة 837 وهو متقن موثق وأثبت ملاحظاتي في نسختي وفي كراسة خاصة. ولكن ناسخ هذه النسخة (ص) زاد فيها شيئًا ليس في سائر الأصول والمراجع.:ذلك أنه ذكر إسناد الصحيفة في أول كل حديث من أحاديثها. وما أظنه إلا تصرفاً منه أو من أحد الناسخين قبله. فهي زيادة مخالفة للمعروف عن رواية هذه

الصحيفة عند الأئمة والحفاظ، وإن كانت في ذاتها لا تضر، وليست بذات بال. ورابعًا: أن بيدي المجلد السابع من (جامع المسانيد والسنن) للحافظ ابن كثير (وهو مصور عن مخطوطة دارالكتب المصرية). وفيه أكثرُ مسند أبي هريرة لا ينقص إلا قليلاً. وهذه الصحيفة مثبتة فيه كاملة من ص: 390، إلى ص: 402. وخامساً: وهو أهم ما في الأمر وأعظمه: أن المسند هو تأليف الإِمام أحمد بن حنبل وأنه سمع هذه الصحيفة من عبد الرزاق، وأثبنها كلها. من سماعه. فمهما يكن من خلاف بين روايته ورواية الحافظ أحمد بن يوسف السلمي - فلن يشك أحد من أهل العلم بالحديث أن رواية الإِمام هي الأعلى والأوثق، وأن ليس هناك من مجال للموازنة بين "أحمد بن حنبل" و"أحمد بن يوسف" في الحفظ والإتقان والمعرفة. فإن اختلفا فالميزان الراجح واضح. وقد رقم الدكتور حميد الله الصحيفة التي نشرها مبتدئاً - بالضرورة - برقم: 1 والمسند عندنا برقم من أوله. كما ترى. وأول الصحيفة فيه برقم: 8100 فرأينا - للدقة في ضبط المقارنة بين الروايتين، ولتيسيرها للقارئ - أن نضع بجواركل حديث منها رقماً آخر عقبه، بين معكفين هكذا [] إلى آخرها (1). وعن ذلك سيختلف ترقيمنا لأحاديث الصحيفة بهذا الرقم

_ (1) وتختلف الأرقام باختلاف النظر في تقسيم الأحاديث، فكثيرًا ما نرى حديثاً ساقه البخاري أو مسلم أو كلاهما - مساقًا واحد، ويكون في حقيقته حديثين أو أكثرُ، باستقلال معنى كل جزء منه. كذلك رأينا الدكتور حميد الله جمع بعض المعاني في حديث واحد. بل قد وقع لي شيء من ذلك في الترقيم الأول للمسند. ثم اضطررت لجعل الحديث المفصول عما قبله برقم سابقه مكررًا، فأضع حرف م بجوار رقمه، أمارة انفصال الحديث وتكرار رقمه.

الجديد، عن ترقيم الدكتور حميد الله: لاختلاف الروايتين بالتقديم والتأخير والزيادة والنقص، ولأن وجهة النظر قد تختلف في تقسيم الأحاديث، فرب حديث قد نراه أجدر أن يعتبر حديثين، ويراه غيرنا حديثاً واحداً. ورب حديثين في تقسيم غيرنا نراهما نحن حديثاً واحداً. بل إن ذلك قد كان في تغير وجهة نظرنا في ترقيم الأحاديث الآن - عن وجهة نظرنا في ترقيمنا الأول للمسند، كما سيظهر مما سيأتي إن شاء الله. فأراني مضطراً حينئذ إلى جعل الحديث الذي رأيته الآن مستقلاً عما قبله بالرقم القديم للذي قبله، وبجواره حرف م دلالة على تكرار الرقم للحديثين. ولكني في الترقيم المستأنف الخاص بهذه الصحيفة، الذي أثبته في آخر كل حديث سأجعل لكل حديث رقماً خاصاً به، دون نظر إلى اتباعه للرقم الذي قبله في الترقيم القديم. ثم نذكر - إن شاء الله بعد نهاية الصحيفة خاتمة موجزة، نبين فيها أوجه الخلاف بين الروايتين: رواية السند، ورواية أحمد بن يوسف السلمي - في الزيادة والنقص، والتقديم والتأخير. ونذكر عدد الأحاديث التي اتفق صاحبا الصحيحين على روايتها من هذه الصحيفة، وعدد ما انفرد به محل واحد منهما. ثم نبين بالضرورة عدد الأحاديث التي لم يروياها منها. وعدد ما وياه أو أحدهما منها عن الإِمام أحمد أحمد بن حنبل نفسه. وعدد ما لم يخرج منها في الكتب الستة - إن وجد ذلك على أن التخريج، وأوجه الخلاف في ألفاظ الأحاديث، وفي الزيادة والنقص، وفي التقديم والتأخير - سيكون كله مبيناً مفصلا في مواضعه - إن شاء الله، وبه العون، ومنه التوفيق. وقد كنا من قبل - عند تخريج الأحاديث من الصحيحين في روايات البخاري إلى صحفه في النسخة المطبوعة بهامش فتح الباري "طبعة بولاق" وفي روايات مسلم إلى صحفه النسخة المطبوعة في بولاق (سنة 1290). وقد نشر فيهما إلى طبعات أخرى عند - الحاجة إليها ثم نبين

ذلك. ولكنا - هنا في تخريج هذه الصحيفة سنشير إليهما في طبعتين لكل منهما. فالرقم الأول عند النسبة إلى صحيح البخاري نشير به إلى النسخة (اليونينة) المطبوعة في بولاق سنة 1311 - 1313، بأمر السلطان عبد الحميد رحمه الله. ونذكر بجوار الرقم حرف (ط). والرقم الثاني نشير به إلى صحف فتح البارى، طبعة بولاق، ونذكر بجواره كلمة (فتح). في النسبة إلى صحيح مسلم نشير بالرقم الأول إلى طبعة الآستانة سنة 1329 - 1334، التي في ثمانية أجزاء، ونذكر بجوار الرقم حرف (س) والرقم الثاني هو لطبعة بولاق المذكورة آنفاً، ونذكر بجواره كلمة (بولاق). وما رواه الشيخان أو أحدهما من هذه الصحيفة - سنقتصر على تخريجه منهما، ولا نزيد على ذلك إلا عند الضرورة القصوى. وأما ما لم يروياه فسنجتهد في تخريجه من الدواوين الآخر، ما استطعنا ذلك، إن شاء الله. وسنشير في التخريج - إن شاء الله - إلى الصحيفة التي نشرها الدكتور حميد الله في مطبوعات المجمع العلمي الدمشقي، بكلمة: "الصحيفة المفردة" وبأرقام الأحاديث فيها. وإلى النسخة التي رواها أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بكلمة "نسخة الأعرج"، مع بيان مواضعها في الدواوين، كالمسند والصحيحين وغيرها، إذا اقتضت الحاجة ذلك. ونسأله سبحانه العون والتوفيق والسداد. ***

صحيفة همام بن منبه

{صحيفة همام بن منبه} 8100 - حدثنا عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة: بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم. فهذا

_ (8100) هذا الإسناده هو أول صحيفة همام بن منبه. وهو إسناد صحيح من أصح الأسانيد وهو إسناد واحد للصحيفة كلها. وهذا الحديث الأول رواه عبد الرزاق - نفسه- في تفسيره. ص: 23 (مخطوط مصور) بهذا الإِسناد. وهو الحديث الأول في "الصحيفة المفردة" أيضاً. وقد مضى الحديث في المسند مراراً من أوجه مختلفة وآخرها: 7693، عن عبد الرزاق عن عمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة وعن عمر عن همام بن منبه. عن أبي هريرة. ورواه مسلم (3: 7 س/ 1: 234 بولاق) عن محمَّد بن رافع عن عبد الرازق به. وهو الإِسناد الذي يروي به مسلم صحيفة همام وأما البخاري فإنه لم يروه كاملا عن صحيفة همام بل رواه كاملا عن موسى بن إسماعيل. عن وُهَيْب عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة ومعه حديث. "حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا ... ) (2: 5 - 6 ط/2: 318 فتح)، و (4: 717 ط/6: 381 فتح) ورواه وحده - كاملا أيضاً - من "نسخة الأعرج، عن أبي اليمان، عن شُعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة (2: 2،/2: 292 - 294 فتح). وسيأتي في المسند مع هذه الزيادة: 8484، عن عفان عن وُهَيْب، عن ابن طاوس، به - كروايتي البخاري. وروي أوله "نحن الآخرون السابقون "- مرتين من طريق عبد الرزاق مع حديثين آخرين من صحيفة همام. فروى أوله (8: 28 اط- 11: 452 - 453 فتح) عن إسحق بن إبراهيم هو ابن راهويه عن عبد الرزاق بإسناد لصحيفة وروي معه حديث "والله لأن يلج أحدكم في يمينه ... ش - الآتي في المسند 8193 من هذه الصحيفة. وكذلك نقله ابن كثير في التفسير 1: 524 عن ذاك الموضع من البخاري وروي البخاري أوله أيضًا (9: 41 - 42 ط/ 12: 371 - 372 فتح) عن ابن. راهويه بالإسناد السابق عن الصحيفة وروي معه حديث: "بينا أنا ناثم إذ أوتيت خزائن الأرض". الآتي في المسند 8232. من هذه الصحيفة. وروي أوله أيضاً خمس مرات، من "نسخة الأعرجش مع =

يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له، فهم لنا فيه تبع، اليهود غداً، والنصارى بعد غدٍ [1]. 8101 - وقال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ابتنى بيوتًا فأحسنها وأكملها وأجملها إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان فيقولون ألا وضعت هنا لبنة فيتم بنيانك. فقال محمَّد النبي -صلي الله عليه وسلم - فكنت أنا اللبنة" [2]. 8102 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "مَثلى كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حولها الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها،

_ = أحاديث أخر منها لا نرى بنا حاجة لتفصيلها هنا وهي في الفتح (1: 298، و6: 82، 12، 190، و13، 390). وقوله "اليهود غداً"- هو الثابت في أصول المسند. وفي جامع المسانيد والسنن (7: 390) "فاليهود" وهو موافق لما في الصحيفة المفردة ورواية مسلم وأما الثابت في تفسير عبد الرزاق (ص: 23) - فهو "غداً لليهود وبعد غد للنصارى". (8101) هو حديث صحيح. وهو في (الصحيفة المفردة) برقم: 2، ورواه مسلم (7: 64 س/ 2: 206 - 207 بولاق) عن محمَّد بن رافع عن عبد الرزاق. وقد مضى بنحوه: 7318 م (3) من "نسخة الأعرج" ومضى أيضاً 7479. من رواية موسى بن يسار عن أبي هريرة. ولم يروه البخاري من صحيفة همام. إنما رواه 6: 408 (فتح) من رواية أبي صالح عن أبي هريرة - كما بينا هناك. (8102) هو حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 4. وأما الحديث الذي قبله فيها برقم 3 فإنه لم يروه الإِمام أحمد ضمن الصحيفة وهو حديث "مثل البخيل والتصدق" ... وقد رواه الإِمام أحمد في المسند أربع مرات مطولاً ومختصرًا: 7331، 7477، 9045، 10780، ولم يروه في واحد منها من رواية "همام بن منبه" وكذلك لم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. وأما هذا الحديث "مثلي كمثل رجل اعتوقد نارًا ... "فقد رواه مسلم. عن طريق الصحيفة (7: 63 - 64 س/2: 206 - 207 بولاق) عن =

وجعل يحجزهن ويَغْلبنَه، فتتقحم فيها، قال: فذلكم مثلي ومثلكم: أنا آخذ بحجزكم عن النار هلَم عن النار، هلم عن النار هلم، فتغلبوني، تقتحمون فيها" [3]. 8103 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحاسدوا، ولا تنافسوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً" [4].

_ = محمَّد بن رافع عن عبد الرزاق. وقد مضى في المسند 7318 م (2) بنحوه مختصرًا من نسخة الأعرج وبينا هناك أنه رواه البخاري 6: 333 - 334 (فتح). ومسلم 2: 206 (بولاق) كلاهما من نسخة الأعرج. وقوله "التي يقعن في النار" - في رواية مسلم "التي في النار" دون كلمة (يقعن). وقوله (فتتقحم فيها) - في رواية مسلم والصحيفة المفردة (فيتقحمن فيها). وهي نسخة بهامش م. وفي جامع المسانيد (يتفحمن) بدون الفاء كلمة "هلم" الثالثة لم تذكر في مسلم والصحيفة المفردة وجامع المسانيد وفي م (هلم عن النار) ثم كتب فوق كلمة "عن النار" علامة نسخة. وقوله "تقتحمون فيها، هو الثابت في ح ونسخة بهامثى م وفي مسلم والصحيفة المفردة وم (تقحمون). (8103) هو حديث صحيح، بصحة أحاديث الصحيفة وهو في الصحيفة المفردة برقم: 6. وأما الحديث الذي قبله فيها برقم: 5 - وهو حديث " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها" - فإنه لم يروه أحمد في روايته الصحيفة في السند ولكنه حديث صحيح ثابت. رواه أحمد 7489 والبخاري 8: 481 (فتح) ومسلم 2: 349 (بولاق) - ثلاثتهم من نسخة الأعرج وقد بينا في المسند أرقامه الأخرى الآتية ولم أجده في المسند ولا في الصحيحين من صحيفة همام. وهذا الحديث: 8103 - مضى بأطول من هذا من نسخة الأعرج 7845 ومضى بعضه مختصرًا من وجه آخر عن أبي هريرة 7862. ولم أجده في الصحيحين من طريق الصحيفة. وفي الصحيفة المفردة زيادة "ولا تناجشوا" قبل قوله: "ولا تحاسدوا" وقوله: "وكونوا عباد الله " - في ح "عُبيد الله" وهو خطأ مطبعي مخالف لسائر الأصول والروايات.

8104 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو يسأل ربه شيئاً إلا آتاه إياه" [5]. 8105 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الملائكة يتعاقبون فيكم. ملائكة بالليل وملائكة بالنهار وقال يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم، فيسألهم - وهو أعلم-: كيف تركتم عبادي فقالوا: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون" [6]. 8106 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث. اللهم اغفر له اللهم ارحمه [7].

_ (8104) حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 7. وقد مضى بنحوه مراراً من أوجه عن أبي هريرة، أولاً: 7151 وبينا هناك أنه رواه الجماعة ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. بل روياه من طرق أخرى وهو في الموطأ. ص: 108 من نسخة الأعرج. وانظر 7810، 7181، 8088. وانظر أيضاً الاستدراكين 3242، 3560. (8105) هو حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة برقم 80. وقد مضى بنحوه:7483. وبينا هناك أنه رواه الشيخان من نسخة الأعرج وانظر، 7601 وأوله في ح: "وقال لي رسول الله - وكلمة "لي" لم تذكر في شيء من الأصول. وقوله "وهو أعلم"- في الصحيفة المفردة" وهو أعلم بهم" وزيادة كلمة "بهم" ليست في شيء من أصول المسند. (8106) حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 9. وروإه مسلم (2: 130 س/1، 184 بولاق)، عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، ولم يذكر لفظه، بل أحال على رواية أخرى قبله. وقد مضى معناه، ضمن الحديث، 7424، من رواية أبي صالح عن أبي هريرة. وقد ذكرنا هناك أن البخاري رواه من أوجه بيناها. ولم أجده فيه وحده من طريق الصحيفة. ومضى أيضاً معناه - مطولاً ومختصراً - من أوجه، 7542، 7603، 7879.

8107 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا قال أحدكم "آمين"، والملائكة في السماء، فيوافق إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه" [8]. 8108 - وقال بينمارجل يسوق بدنةً مقلدةً قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويلك اركبها". قال بدنة يا رسول الله، قال: "ويلك اركبها" [9].

_ (8107) هو صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم10. ورواه مسلم (2، 18 س/1: 121 (بولاق) عن محمَّد بن رافع عن عبد الرزاق. ولم يذكر لفظه. إحالة على ما قبله. ورواه البخاري أيضًا 2: 220، و6: 223 (فتح) من نسخة الأعرج. وكذلك رواه مسلم منه 1: 120 - 121 (بولاق). ورواه البخاري أيضاً من وجه آخر 2: 221. و8: 121 (فتح). ورواه مسلم 1: 120 من وجه ثالث. وقد مضى نحو معناه في حديث آخر عن أبي هريرة: 7187، 7243، 7647. وقوله (فيوافق إحداهما الآخرى) - هو الثابت في أصول المسند وجامع المسانيد وفي الصحيفة المفردة "فوافق" فعل ماض وأخشى أن يكون خطأ في قراءة نص تلك المخطوطة. (8108) هو حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 11. رواه مسلم (4: 91 س/ 1: 374 بولاق) عن محمَّد بن رافع عن عبد الرزاق. وقد مضى - بنحوه 7447، من طريق نسخة الأعرج. ومضى قبل ذلك: 7344 - على الشك بين رواية الأعرج ورواية "موسى بن أبي عثمان عن أبيه"، وذكرنا هناك أن مالكاً رواه في الموطأ، ص: 377 عن أبي الزناد، عن الأعرج. ومضى أيضاً، بمعناه 7723، في رواية عكرمة. عن أبي هريرة. وقد رواه البخاري 3: 428 - 429، وه: 287، و10: 456 (فتح) من نسخة الأعرج، وكذلك رواه مسلم 1، 373 - 374 (بولاق)، بإسنادين من طريقها. ورواه البخاري 3: 438 (فتح)، من رواية عكرمة عن أبي هريرة وثبت في الصحيفة المفردة التصريح بذلك: "وقال أبو هريرة". زيادة (ويلك اركبها) مرة ثانية في آخر الحديث - هو الصواب الثابت في أصول المسند المخطوطة وجامع المسانيد، وهو الثابت في الصحيفة المفردة فحذفها في المطبوعة المسند (ح) خطأ ناسخ أو طابع.

8109 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمَّد بيده لو تعلمون / ما أعلم لضحكتم قليلا, ولبكيتم كثيرًا" [10]. 8110 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه" [11]. 8111 - وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "ناركم هذه ما يوقد بنوآدم جزء واحد من صبعين جزءاً من حر جهنم". قالوا: والله إن كانت لكافيةً يا رسول الله، قال: "فإنها فضلت عليها بتسع وستين جزءاً كلهن مثل حرها" [12].

_ (8109) وهذا حديث صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 14 قدم عليه فيها الحديثان الآتيان 8111، 8112 وحذف منها الحديث التالي لهذا: 8110. وقد رواه البخاري (8: 130 ط/11: 459 فتح)، من طريق الصحيفة، لكن من غير رواية عبد الرزاق. فرواه عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن عمر، عن همام بن منبه، وقد مضى في السند: 7490، عن نسخة الأعرج أيضاً. ورواه البخاري أيضاً 11: 273 (فتح)، من رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وفي رواية الصحيفة المفردة تقديم البكاء على الضحك وهو موافق رواية البخاري من طريق همام، والذي أثبتنا هو الثابت في أصول المسند وجامع المسانيد. وهو موافق لرواية البخاري من طريق سعيد. (8110) هو حديث صحيح، بصحة إسناد الأحاديث قبله وهذا لم يذكر في الصحيفة المفردة ورواه البخاري (3: 151 ط/5: 132 فتح) من طريق الصحيفة وجمع معها إسنادًا آخر من طريق المقبري عن أبي هريرة. ورواه مسلم 2: 290 (بولاق)، بنحوه- من طريق نسخة الأعرج ومن طرق أخرى. ولم يروه من طريق الصخيفة. وقد سبق مطولاً من طريق نسخة الأعرج: 7319 ومضى أيضاً معناه ضمن حديث من رواية المقري، عن أبي هريرة: 7414. (8111) وهذا صحيح بصحة ما قبله، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 12. ورواه مسلم (8: 150 س/2: 352 بولاق)، من طرق الصحيفة ولم يذكر لفظه، إحالة على الرواية التي قبله من طريق نسخة الأعرج. ورواه البخاري، 6: 238 (فتح) من طريق نسخة الأعرج. وقد مضى بمعناه مع زيادة ونقص، من طريق نسخة الأعرج: 7323. واللفظ الذي هنا =

8112 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا قضى الله الخلق كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش-: إن رحمتي غلبت غضبي" [13]. 8113 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. "الصيام جنة، فإذا كان أحدكم يومًا صائمًا فلا يجهل ولا يرفث فإن امرؤ قاتله أو شتمه فليقل: إني صائم إني صائم" [14].

_ = يكاد يتفق مع لفظ الصحيحين والموطأ (ص: 994) من طريق نسخة الأعرج. (8112) هو حديث صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 13. ولم يروه الشيخان من طريقها، بل روياه من طرق أخرى. فرواه البخاري 6: 208 - 209، و13: 349، 370 (فتح) من طريق نسخة الأعرج. وكذلك رواه مسلم 2: 324 (بولاق) عن طريق نسخة الأعرج مطولاً ومختصرًا. ورواه البخاري، 13: 325 (فتح)، من رواية أبي صالح عن أبي هريرة ورواه أيضاً 13: 349 (فتح) من رواية أبي رافع عن أبي هريرة ورواه مسلم 2: 324 (بولاق) من رواية عطاء بن سيناء عن أبي هريرة وقد مضى مختصراً: 7297، عن طريق نسخة الأعرج. ومضى أيضاً مطولاً: 7149، 7520، عن طريق نسخة الأعرج. (8113) هو صحيح بصحة ما قبله من الصحيفة، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 15. ولم يروه الشيخان عن طريق الصحيفة ولكن روياه - مطولاً ومختصرًا - من أوجه متعددة. فمن ذلك أنه رواه البخاري 4: 88 - 91 (فتح)، مع الحديث التالي لهذا حديثًا واحدًا - من نسخة الأعرج. وروي مسلم قوله" الصيام جنة"- فقط-: 1: 316أبولاق)، من نسخة الأعرج. ثم رواه مطولاً - ضمن حديث طويل - من رواية أبي صالح عن أبي هريرة وقد مضى مراراً في المسند، مطولاً ومختصراً، من أوجه كتيرة وسيأتي مراراً كذلك فمن ذلك روايته بهذا اللفظ: 7484، من رواية مو ى بن يسار والأعرج عن أبي هريرة. ومن ذلك روايته بنحوه مع بعض اختصار: 7336، من رواية الأعرج ومن ذلك روايته في حديث طويل 7679 من رواية أبي صالح عن أبي هريرة وهناك أشرنا إلى كثير من طرقه في السند.

وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمَّد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يذر شهوته وطعامه وشرابه من جراى، فالصيام لي، وأنا أجزي به" [15]. 8115 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، وأمر بالنار فأحرقت في النار قال: فأوحى الله إليه: فهلا نملةً واحدةً" [16]. 8116 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمَّد في يده لولا أن أشق على المؤمنين ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجد

_ (8114) وهذا صحيح أيضاً، وأوله من كلام النبي - صلي الله عليه وسلم -، وباقيه من أول قوله (يذر شهوته) حديث قدسي، كما هو ظاهر وإن لم يصرح بذلك في هذه الرواية. وهو في الصحيفة المفردة برقم: 16. ولم يروه الشيخان من طريقها، ولكن من طرق أخر، بنحوه وقد رواه البخاري، ضمن حديث مطول 4: 87 - 91 (فتح)، من طريق نسخة الأعرج. وروي مسلم معناه مفرقاً في أحاديث من طرق 1: 316 - 317 (بولاق) وسيأتي في حديثين من طريق نسخة الأعرج: 9999، 10000. وقد مضى من وجه آخر فما حديث مطول من رواية أبي صالح عن أبي هريرة 7679. ومضت معانيه مفرقة في روايات كثيرة، منها 7596، 7775، 8043 - 8045. (8115) وهذا صحيح بصحة الصحيفة، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 17. ورواه مسلم عن طريقها (7: 43 س/2: 195 بولاق). ولم يروه البخاري من طريقها، بل رواه 6: 255 (فتح) عن طريق نسخة الأعرج. وكذلك رواه مسلم 2: 195 (بولاق) من رواية الأعرج. وكذلك رواه البخاري 6: 108 (فتح) ومسلم 2: 195 (بولاق) - كلاهما من رواية سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة. (8116) هو صحيح بصحة الصحيفة، وهو فما الصحيفة المفردة برقم 18. ورواه مسلم (7: 34 س/2: 96 بولاق) من طريق الصحيفة مع الحديث الآتي: 8190. ولم يروه البخاري بهذا اللفظ من طريق الصحيفة ولكن روى بنحو معناه. مختصراً 6: 13: 12 (فتح) =

سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي" [17]. 8117 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل نبي دعوة تستجاب له، وأريد إن شاء الله أن أؤخر دعوتي شفاعةً لأمتي إلى يوم القيامة" [18]. 8118 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن لم يحب لقاء الله لم يحب الله لقاءه" [19]. 8119 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن

_ = ضمن حديث من رواية سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقد مضى: 715، بنحو مما هنا ضمن حديث مطول، من رواية أبي زرعة عن أبي هريرة. ومضى أيضاً بمعناه - مختصر اللفظ قليلاً -: 7336، من نسخة الأعرج عن أبي هريرة. (8117) وهذا الحديث صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 19. وهو في تفسير عبد الرزاق ص: 150 عن معمر، عن همام، بنحوه ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة وإن روياه من أوجه أخر. وقد مضى بنحوه: 7700، من رواية القاسم بن محمَّد عن أبي هريرة وفصلنا هناك تخريجه وطرقه وأشرنا إلى هذه الرواية. (8118) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم 20. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. ولم أجده في البخاري من حديث أبي هريرة ورواه مسلم من حديثه 2: 308 (بولاق) من رواية عامر بن شريح بن هانيء عن أبي هريرة في قصة صدقت فيها عائشة أبا هريرة. ولفظه ثابت في البخاري 11: 308 - 311 (فتح) عن عبادة بن الصامت وعائشة، وأبي موسى. وهو ثابت أيضاً في مسلم 2: 308 - 309 (بولاق) من حديث هؤلاء الثلاثة. (8119) وهذا صحيح كسابقيه، وهو في الصحيفة المفردة برقم 21. ولم يروه الشيخان من طريقها وقد مضى: 7330، 7428، 7643 - من غير وجه عن أبي هريرة وذكرنا أنه رواه الشيخان من طريق. وقوله "ومن يعصيني" - هو الثابت في م والصحيفة المفردة وفي ح "ومن يعصني" وهي نسخة بهامش م.

يعصيني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني" [20]. 8120 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ويفيض، حتى يهم رب المال من يقبل منه صدقته" [21]. 8120 م - وقال: "ويقبض العلم، ويقترب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج". قالوا الهرج أيما هو يا رسول الله قال: "القتل، القتل" [22].

_ (8120) وهذا حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، مع الذي بعده حديثًا واحداً، برقم: 22 ولم يروه الشيخان عن طريق الصحيفة. ورواه البخاري مراراً من أوحه مطولاً ومختصراً منها:223 (فتح) من نسخة الأعرج ومنها مطولاً 13: 72 - 78 (فتح) من نسخة الأعرج أيضاً. ورواه مسلم بنحوه 1: 277 (بولاق) من رواية أبي صالح عن أبي هريرة ثم من رواية أبي يونس عن أبي هريرة. قوله "يهم رب المال" - الأجود في "يهم" ضم الياء من الرباعي، يقال (أهمه الأمر) أي أقلقه. ويجوز فتح الياء من الثلاثي يقال "همه الأمر" أي أحزنه وقد ضبط في الروايات بالوجهين و (رب المال) بالنصب مفعول والفاعل (من يقبل). (8120 م) وهو صحيح أيضاً، وكنا جعلناه مع الذي قبله حديثًا واحداً برقم واحد ولكن الأجود أن يكونا حديثين ولذلك أثبتنا لهذا رقمًا مكررًا وهو مع الذي قبله حديث واحد في الصحيفة المفردة برقم: 22. ولم يروه البخاري من طريق الصحيفة. ورواه مسلم من طريقها ولكن لم يسق لفظه، وأحاله على روايات سابقة (8: 60 س/ 2: 305 بولاق). وقد مضى معناه - مطولا ومختصراً - مراراً منها: 7186. من رواية ابن المسيب عن أبي هريرة. و7480، 7481، من روية دينار الليثي، عن أبي هريرة و: 7540، 7859، من رواية سالم عن أبي هريرة ورواه البخاري بنحوه - مطولاً ومختصراً - مراراً، منها 1، 165 (فتح) من رواية سالم، عن أبي هريرة: و 10: 383 (فتح)، من نسخة الأعرج ومنها 13: 72 - 78 (فتح) من نسخة الأعرج أيضاً. ورواه مسلم أيضًا 2: 362 (بولاق)، مختصراً من رواية أبي صالح عن أبي هريرة.

8121 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، ودعواهما واحدة" [23]. 8122 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى ينبعث دجالون كذابون، قريبًا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله" [24]. 8123 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمسِ من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حيِن {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [25]. 8124 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين فإذا قضى التأذين أقبل حتى إذا ثوب بها

_ (8121) وهذا حديث صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 23 ورواه البخاري (4: 200 ط/ 454 فتح) - هو والحديث الذي بعده حديثاً واحداً - من طريق الصحيفة. ورواه أيضاً مسلم (8: 170 س/2، 362 بولاق) - مفردًا - من طريق الصحيفة. ورواه البخاري 13: 72 - 78 (فتح)، من نسخة الأعرج، مضمومًا إليه الحديث التالي لهذا والحديثان السابقان: 8120، 8120 م، وأحاديث أخر. (8122) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 24. ورواه البخاري (4: 200 ط/ 6: 454 فتح) - هو والذي قبله حديثاً واحداً - عن طريق الصحيفة، كما قلنا في الذي قبله. ورواه مسلم (8: 189 س/2: 372 بولاق) - مفردًا - من طريق الصحيفة ولكنه لم يذكر لفظه، إحالة على روايته قبله من طريق نسخة الأعرج. وقد مضى عن نسخة الأعرج: 7227، عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، عن أبي الزناد عن الأعرج. (8123) وهو صحيح أيضًا بصحة الصحيفة، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 25. رواه البخاري (6: 58 طس/ 8: 2237 فتح) من طريق الصحيفة وكذلك رواه مسلم (1: 95 س/1: 55 بولاق) من طريقها ولكنه لم يسق لفظه إحالة على رواية من طريق آخر قبله. وقد مضى من وجه آخر: 7161. وانظر: 7697. (8124) هو صحيح كباقي الصحيفة، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 26. ورواه مسلم (2: =

أدبر، حتى إذا قضى التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه فيقول له اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل إن يدري كيف صلى" [26]. 8125 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه قال: وعرشه على الماء وبيده الأخرى، القبض يرفع ويخفض" [27].

_ 6 س/1: 441 بولاق) من طريق الصحيفة ولكن لم يذكر لفظه أحاله على روايته من نسخة الأعرج. ولم يروه البخاري، من طريق الصحيفة وإنما رواه من أوجه أخر مطولاً ومختصراً (2: 69، و3: 72، 83، و6: 242 فتح). وسيأتي من أوجه مطولاً ومختصرًا: 9159، 9325، 9933، 10550، 10888. ورواه ابن حبان في صحيحه: 15 (بتحقيقنا) مطولاً من وجه آخر. وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير 3: 185، دون ذكر الصحابي، وذكر أنه "متفق عليه". وانظر عمدة التفسير 4: 182. "التثويب" ها هنا - قال ابن الأثير: "إقامة الصلاة، والأصل في التثويب أن يجيء الرجل مستصرخًا فيلوح بثوبه، ليري ويشتهر. فسمى الدعاء تثويبًا لذلك". (8125) إسناده صحيح كسابقيه، وهو الصحيفة المفردة برقم: 27. ورواه البخاري من طريقها (9: 124 ط،13: 347 فتح). ورواه قبل ذلك (333:13 فتح) من طريق نسخة الأعرج وهنا شرحه الحافظ. ورواه مسلم (3: 77 - 78 س/2: 273 بولاق)، من طريق الصحيفة، وذكر قبله الحديث: "إن الله قال لي أنفق أنفق عليك" وسيأتي: 8138. وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير 3: 191، عن رواية المسند من طريق الصحيفة وانظر عمدة التفسير 4: 188. وانظر 7296. وقوله "لا يغيضها نفقة" بالغين والضاد المعجمتين -أي لا ينقصها يقال غاض الماء يغيض، إذا نقص. ووقع في رواية مسلم "لا يغيضها" دون كملة "نفقة" فيكون الفاعل مقدرًا ولكن الظاهر عندي أن هذا الحذف من تصرف بعض الرواة. وقوله "سحاء" أي دائمة الصب والهطل والعطاء. وقوله "لم يغض ما في يمينه" هذا هو الثابت في المسند مخطوطًا ومطبوعًا - بالغين والضاد =

8126 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمَّد بيده ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني ثم لأن يراني، أحب إليه من أهله وماله ومثلهم معهم" [28]. 8127 - وققال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " (هلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده، وقيصرُ ليهلكنَّ، ثم لا يكون قيصر بعده ولتُقسمن كنوزهما

_ المعجمتين - وهو الموافق لرواية مسلم عن الصحيفة، ولرواية البخاري عن نسخة الأعرج وفي رواية الصحيفة المفردة "لم ينقص" بالنون والقاف والصاد المهملة. وهو الموافق لرواية البخاري من طريق الصحيفة. وهنا بهامش النسخة ص: "آخر الثامن وأول التاسع" يعني من ذاك المجلد المشتمل على مسند أبي هريرة. (8126) وهو صحيح كما قبله، وهو في الصحيفة المفردة برقم 28. ورواه مسلم (7: 96 س/2: 223 بولاق) من طريقها. ولفظ مسلم "يوم ولا يراني، ثم لأن يراني" وهو موافق للفظ الصحيفة المفردة ولكن فيها "لا يراني" بدون الواو. وهو الموافق لما في ك. والذي أثبتنا هنا هو الموافق لما في ح م. لكن في ح "من أهله وماله ومثلهم معهم" وكلمة "ومثلهم" زيادة في المطبوعة ح فقط، لم أرها في شيء من النسخ ولا الروايات. والظاهر أنه تصرف من ناسخ أو طابع. وفي صحيح مسلم - عقب الحديث-: "قال أبو إسحق المعنى فيه عندي لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله وهو عندي مقدم ومؤخر". وقال النووي (15: 118) "هذا الذي قاله أبو إسحق هو الذي قاله القاضي عياض واقتصر عليه قال تقديره: لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله ثم لا يراني، وكذا جاء في مسند سعيد بن منصور "ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله ثم لا يراني" أي رؤيته إياي أفضل عنده وأحظى من أهله وماله هذا كلام القاضي". وانظر ما يأتي: 9388. (8127) وهو الصحيح أيضاً. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 29 ومعه في آخره حديث "وسمى الحرب خدعة". وقد مضى معناه مستقلا:8097 وسيأتي في الصحيفة: 8138 م. وهو في البخاري (63:4 - 64 ط/ 6: 110 فتح)، مثل رواية الصحيفة

في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ" [29]. 8128 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل، قال: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" [30] .. 8129 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذروني ما تركتم فإنما أُهلك الذين من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتمروا ما استطعتم" [31].

_ المفردة بزيادتها. وهو في مسلم (8: 187 س/ 2: 371 بولاق"، من طريق الصحيفة كرواية المسند هنا. ورواه البخاري 6: 460 (فتح)، من وجه آخر وقد مضى بنحوه: 7184، 7266، 7472، 7664. (8128) وهذا صحيح بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة، برقم:30 ورواه البخاري (9: 144ط/ 13: 391 فتح)، من طريق الصحيفة لكن ليس من رواية عبد الرزاق عن معمر، بل من رواية عبد الله بن المبارك عن معمر. ولم يروه مسلم من طريق الصحيفة. ورواه البخاري 6: 230، و8: 396 (فتح). ومسلم 2: 348 - 349، (بولاق) من أوجه أخر عن أبي هريرة. وكذلك سيأتي من أوجه أخر: 9647، 10018، 10428 وسيأتي معناه ضمن حديث آخر: 8813، 9268، 9380، 9958. (8129) وهو صحيح بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 31. ورواه مسلم (7: 91 - 92 س/2: 221 بولاق" من طريق الصحيفة ضمن أسانيد أخر. ولم يذكر لفظه كاملا أحاله على ما قبله. ورواه ابن حبان في صحيحه، برقم: 20 (بتحقيقنا)، من طريقها. ورواه مالك - في موطأ محمَّد بن الحسن، ص: 406 - عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. رواه البخاري 13: 219 - 221 (فتح)، من طريق مالك ولم يروه من طريق الصحيفة: وهنا شرحه الحافظ شرحا وافيا وقد مضى، 7492، من طريق نسخة الأعرج. ومضى أيضاً: 7361 من وجه آخر. وكذلك رواه ابن حبان، 17، 18، 19، بأسانيد وانظر تفسير الطبري، 1234. قوله "فإنما أهلك": هو بالهمزة المضمومة، =

8130 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نودي للصلاة صلاة الصبح - وأحدكم جنب، فلا يصم يومئذ" [32].

_ بالبناء لما لم بسم فاعله. وفي الصحيفة المفردة "هلك" بدون الهمزة. وهو الموافق لما في جامع المسانيد والسنن ونسخة بهامش م. (8130) صحيح كالأحاديث قبله. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 32. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. إنما أشار إليه البخاري تعليقا 4: 125 (فتح)، فقال: "وقال همام وابن عبد الله بن عمر، عن أبي هريرة: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - يأمر بالفطر" -يعني فيمن أصبح جنبا في الصيام وهذا التعليق خرجه الحافظ، ص 125 - 126، فقال: "أما رواية همام، فوصلها أحمد وابن حبان، من طريق معمر عنه، بلفظ: قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نودي للصلاة صلاة الصبح وأحدكم جنب، فلا يصم يومئذ". وهذا الذي ذكره الحافظ هو رواية الصحيفة هنا. وهو في صحيح ابن حبان 5: 361 (من مخطوطة الإحسان)، من طريق إبراهيم- هو ابن راهوية- عن عبد الرزاق. بهذا الإسناد. وقد أفدنا من رواية ابن حبان هذه: أن ابن راهوية سمع صحيفة همام من عبد الرزاق، وأن ابن حبان رواها من طريق ابن راهويه. وهذا الحكم - إفطار من أصبح جنبا - كان يفتي به أبو هريرة. وقد مضى 7382، 7826 قوله: "لا ورب هذا البيت، ما أنا قلت: من أصبح جنبا فلا يصوم، محمَّد ورب البيت قاله". وقد رد عليه غيره من الصحابة منهم عائشة وأم سلمة، فذكر أنه سمعه من الفضل بن عباس وأسامة بن زيد عن النبي - صلي الله عليه وسلم -. وقال الحافظ في الفتح 4: 126: "وكأنه كان لشدة وثوقه بخبرهما يحلف على ذلك". وقد مضى في مسند الفضل: 1804 قول أبي هريرة: "لا أدري، أخبرني ذلك الفضل بن العباس". ومضى أيضاً نحو ذلك: 1826. وذكر الحافظ في الفتح أن أبا هريرة رجع عن الفتوى بذلك "إما لرجحان رواية أمي المؤمنين في جواز ذلك صريحا على رواية غيرهما مع ما في رواية غيرهما من الاحتمال إذ يمكن أن يحمل الأمر بذلك على الاستحباب في غير الفرض. وكذا النهي عن صوم ذلك اليوم، وإما لا عتقاده أن خبر أمي المؤمنين ناسخ لخبر غيرهما". وهذا هو الصواب: أن النهي منسوخ بالعمل الثابت من حديث أمي المؤمنين =

8131 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لله تسعة وتسعون اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة إنه وتر يحبُّ الوتر" [33]. 8132 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نظر أحدكم إلى من فَضَل عليه في المال والخَلقْ، فلينظر إلى من هو أسفل منه فيمن فَضَل عليه [34]. 8133 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طُهْرُ إناء أحدكم إذا ولغ الكلب فيه أن يغسله سبع مرات" [35].

_ وأن صوم من أصبح جنبا صوم صحيح والحمد لله رب العالمين. (8131) وهو حديث صحيح كالأحاديث قبله. هو في الصحيفة المفردة، برقم: 33. وقد مضى: 7612، من رواية معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة - وعن همام عن أبي هريرة، بلفظ: "إن الله .... " وكذلك رواه مسلم (8: 63 س/ 2: 307 بولاق)، من طريق عبد الرزاق، عن معمر. ووقع هناك الإشارة إلى موضعه في مسلم طبعة بولاق أنه في الجزء الأول، وهو خطأ مطبعي، صوابه أنه في الجزء الثاني، كما ذكرنا هنا. ورواه البخاري 11: 180 - 194 (فتح) من نسخة الأعرج وقد مضى من طريقها: 7493. وفصلنا تخريجه هناك. (8132) وهو صحيح أيضاً. وهو في الصحيفة المفردة برقم: 34. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. ورواه البخاري 11، 276 (فتح) عن نسخة الأعرج. وكذلك رواه مسلم 2: 384 - 385، من طريقها ومضى معناه - بلفظ آخر-: 7317، من رواية الأعرج و7442. من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة. وقوله "فيمن فضل عليه": هو الثابت في المطبوعة والمخطوطتين ومن الصحيفة المفردة وجامع المسانيد والسنن 7: 393 "ممن فضل عليه" وهو الموافق لرواية البخاري ومسلم من نسخة الأعرج. (8133) وهذا أيضاً صحيح. وهو من الصحيفة المفردة، برقم: 35. ورواه مسلم (1: 62 س/ 1: 92 بولاق من طريق الصحيفة ولم يروه البخاري من طريقهما. ولكن روى معناه 1:

8134 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "والذي نفصل محمَّد بيده، لقد هممت أن آمر فتياني أن يستعدوا إلي بحزم من حطب، ثم آمر رجلاً يصلي للناس، ثم نحرق بيوتا على من فيها" [36]. 8135 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نُصرتُ بالرعب وأُوتيت جوامع الكلم" [37].

_ 239 - 240 (فتح)، من نسخة الأعرج. وقد مضى معناه من نسخة الأعرج: 7341، 7341 م. ومن أوجه أخر: 7440، 7593، 7659، 7659 م. وقوله "طهر": هو الثابت في المطبوعة والمخطوطتين وجامع المسانيد والسنن. 7: 393 - 394. ووقع في الصحيفة المفردة بلفظ "طهور". وهو موافق لرواية مسلم. وقوله "أن يغسله سبع مرات": هذا هو الثابت في أصول المسند وجامع المسانيد وصحيح مسلم. وهو الصواب المناسب لسياق الكلام. ووقع في الصحيفة المفردة بدله "فليغسله سبع مرات" وهذا- عندي- خطأ من ناسخ أو طابع، لمخالفته سائر روايات الصحيفة، ولأنه لا يناسب سياق الكلام، كما هو ظاهر. (8134) وهو صحيح أيضاً. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 36. ورواه مسلم (2: 123 س/ 1: 181 بولاق"، من طريق الصحيفة. ولكن ليس عنده في أوله "والذي نفس محمَّد بيده" وقوله "ثم نحرق بيوتا": هو الثابت في الأصول الثلاثة هنا وصحيح مسلم طبعة بولاق والمخطوطة الصحيحة منه التي عندي. وفي طبعة الآستانة "ثم تحرق بيوت". وفي الصحيفة المفردة "ثم أحرق بيوتا". والحديث مضى معناه مطولاً: 7324 من نسخة الأعرج. وكذلك رواه مالك في الموطأ، ص 129 - 130 من نسخة الأعرج. ورواه البخاري 2: 104 - 108، من طريق مالك. وانظر: 7903. (8135) وهذا صحيح بصحة الصحيفة. وهو من الصحيفة المفردة برقم: 37. ورواه مسلم (2: 64 - 65 س/ 1: 147 بولاق) من طريق الصحيفة. وقد مضى مطولاً من غير طريق الصحيفة: 7575، 7620. وبينا في أولهما، مواضع رواياته في البخاري من غير طريقها أيضاً.

8136 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا انقطع شسعُ نعل أحدكم أو شراكه فلا يمش في إحداهما بنعل والأخرى حافية، ليُحفهما جميعا، أو لينعلهما جميعا" [38] .. 8137 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يأتي ابن آدم النذرُ بشيء لم أكن قدرته له، ولكنه يلقيه النذر بما قد قدرته له يستخرج به من البخيل، يؤتيني عليه ما لم يكن آتاني عليه من قبل" [39].

_ (8136) وهو حديث صحيح بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 38. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. وقد مضى مطولاً: 7343، من نسخة الأعرج، ولكنه هناك على شكل الموقوف على أبي هريرة. وبينا هناك أنه رواه مالك مرفوعاً، في: 916، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأنه رواه البخاري 10: 261 - 263 (فتح). ومسلم 2: 159 (بولاق) كلاهما من طريق مالك. (8137) وهذا صحيح بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة الفردة، برقم: 39. وهو حديث قدسي، كما هو بديهي ظاهر من سياقه. ولكنه ثبت في ك م وجامع المسانيد هكذا وكذلك ثبت في الصحيفة المفردة وثبت في أوله في ح: "قال الله" - تصريحا بأنه حديث قدسي. وهذا تصرف من ناسخ أو طابع لإطباق الأصول الأخر على ما أثبتنا. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة بهذا الإِسناد. ولكن رواه البخاري بنحو 115: 437 (فتح). من رواية عبد الله بن المبارك عن معمر، "عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: لا يأتي ابن آدم النذر" إلخ. دون ذكر قوله "قال الله". وكذلك رواه على هذا النحو، من نسخة الأعرج 11: 502 - 503، (فتح). وقد مضى معناه من أوجه أخر: 7207، 7295، 7985 وكذلك روى مسلم معناه من طريق غير الصحيفة 2: 12 (بولاق). وقوله "ولكن يلقيه النذر بما قدرته له": من "الإلقاء". وهذا هو النص الثابت الموثق في ك. وثبت محرفا غير واضح النقط في م. وثبت في جامع المسانيد "ــــــلعه" دون نقط. وفي ح "يلفته" وهو تحريف وما أثبتنا هو الموافق للفظ البخاري في الموضوعين المشار إليهما. وذكره في الموضع الأول تحت عنوان: "باب إلقاء النذر العبد إلى القدر" كما في رواية الكشمهيني. وفي رواية الصحيفة المفردة: "ولكن يلفه النذر وقد قدرته له" وأخشى أن يكون تحريفا، عن خطأ في قراءة مخطوطتها. وقوله "يستخرج به" - في الصحيفة المفردة "أستخرج به"

8138 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ قال لي: أنفق أُنفق عليك" [40]. 8138 م - وسمى الحرب خدعة [41]. 8139 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأى عيسى ابن مريم عليه

_ (8138) وهو حديث صحيح كسائر الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 40، ومعه الحديث التالي: 8138 م. ورواه مسلم وحده - دون الحديث التالي - (3: 77/ 1: 273 - 274 بولاق" من طريق الصحيفة وروى عقبه بالإسناد نفسه الحديث الماضي، 8125. ولم يروه البخاري من طريق الصحيفة. بل رواه منفردا 9: 437 - 438 (فتح)، من نسخة الأعرج وقد بين الحافظ هنا أن رواية همام - أي من الصحيفة - عند مسلم. فدل على أنه لم يروه البخاري من طريقها. ورواه أيضاً 8: 265 (فتح)، من نسخة الأعرج ومعه الحديث: 8125 ورواه أيضاً 13: 390 (فتح) عن نسخة الأعرج ومعه أول الحديث 8100. ووقع في الصحيفة المفردة بلفظ: "إن الله قال: أنفق .... " بدون كلمة "لي". وهي ثابتة في أصول المسند وجامع المسانيد ورواية مسلم من طريق الصحيفة. (8138 م) وهو صحيح كسابقيه. وقد ثبت في الصحيفة المفردة برقم: 40، تابعا لحديث الذي قبله مع أنه ثبت فيها قبل ذلك برقم: 29 تابعا لحديث آخر، وهو الحديث الماضي: 8127 وكنا في الترقيم الأول للمسند جعلناه أيضاً تابعا للذي قبله برقم واحد. ولكنا رأينا أن الأولى إفراده. إذا هو معنى آخر، لا علاقة له بما قبله ولأنه روي مفردا فيما مضى، كما سيأتي فجعلناه برقم الذي قبله مع إرفاقه بحرف "م" دلالة على فصله عنه بالرقم نفسه مكررا. وقد رواه البخاري (4: 63 - 64 ط /6: 110 فتح" من طريق الصحيفة كرواية الصحيفة المفردة أي مع الحديث الماضي: 8127 وقد أشرنا إلى ذلك هناك. وقد مضى مستقلا: 8097 من طريق ابن المبارك "عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. أنه سمى حرب خدعة". وكذلك رواه البخاري 6: 110 (فتح) ومسلم 2: 48 (بولاق) كلاهما من طريق ابن المبارك، به. (8139) وهو صحيح كالألي قبله. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 40. ورواه البخاري (4:

السلام رجلاً يسرق، فقال له عيسى: سرقت؟، قال: كلا والذي لا إله إلا هو قال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني" [42]. 8140 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله ما أوتيكم من شيء ولا أمنعكموه إن أنا إلا خازن، أصنع حيث أمرت" [42]. 8141 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما جعل الإِمام ليُؤْتَّم به، فلا تختلفوا عليه وإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: "سمع الله لمن حمده"، فقولوا: "اللهم ربنا لك الحمد"، وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين" [44].

_ 167 ط /6؟ 354 فتح) من طريق الصحيفة وكذلك رواه مسلم (97:7 س/2: 224 بولاق) من طريقها. ولكن فيه: "وكذبت نفسي". فالذي أطبقت عليه نسخ المسند وجامع المسانيد والسنن والصحيفة المفردة - أولى وأصح. وانظر ما مضى في مسند عبد الله بن عمر: 6102. (8140) وهذا صحيح بصحة الصحيفة. وهو من الصحيفة المفردة، برقم: 42. ولم يروه الشيخان من طريقها، ورواه أبو داود: 2949، من طريقها، عن سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق بإسناد الصحيفة. ولم يروه مسلم أصلاً من حديث أبي هريرة. ورواه البخاري 6: 152 - 153 (فتح) من رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم. أضع حيث أمرت ونص الحافظ في الفتح 6: 204 على أنه من إفراد البخاري دون مسلم. وقد مضى نحو معناه: 7913 م من رواية سعيد ابن المسيب، عن أبي هريرة. وقوله "أضع": هو الصواب الثابت في الأصول المخطوطة وجامع المسانيد. (7: 394) والصحيفة المفردة وروايتي البخاري وأبي داود وفي ح "اصنع" وهو تحريف مطبعي. (8141) وهذا صحيح أيضاً. وهو من الصحيفة المفردة، برقم 43. ورواه البخاري (1: 145 ط / 2: 174 فتح) من طريق الصحيفة مع الحديث التالي لهذا. ورواه مسلم (2: 20 س/ 1: 122 بولاق) من طريقها أيضاً ولكن لم يذكر لفظه إحالة على الرواية قبله. ورواه مسلم (2: 20 س/ 1: 122 (بولاق) كلاهما من طريق نسخة الأعرج. وهي الرواية =

8142 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة" [45]. 8143 - وبإسناده قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تحاج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة إلى الأرض؟، فقال له آدم: أنت موسى الذي أعطاك الله علم كل شيء واصطفاك على الناس برسالاته؟، قال: نعم، قال: أتلومني على أمر كان قد كتب على أن أفعل من قبل أن أخلق؟، قال فحاج آدم موسى صلى الله عليهما وسلم" [46].

_ التي أحال عليها مسلم. وقد مضى- بنحوه-: 7144، من رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة. (8142) وهو حديث صحيح. وهو في الصحيفة المفردة برقم: 44. ورواه البخاري (1: 145 ط / 2: 174 فتح"، من طريق الصحيفة متصلاً بالحديث الذي قبل هذا. كما أشرنا هناك. ورواه مسلم (2: 31 س/ 1: 128 بولاق" من طريق الصحيفة وانظر ما مضى: 7198. (8143) وهو حديث صحيح أيضا بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة برقم: 45. ولم يروه البخاري من طريقها. ورواه سسلم من طريقها (8: 51 س / 2: 300 بولاق) ولكنه لم يذكر لفظه وأحاله على الروايات من طرق أخرى قبله. وقد مضى بمعناه، من أوجه كثيرة عن أبي هريرة: 7381، 7578، 7579، 7623، 7624، 7843. ورواه البخاري أيضاً من أوجه كثيرة 6: 319، 8: 329، 330، و11: 441، 13: 398 (فتح). وقال الحافظ في الفتح 11: 442 "قال ابن عبد البر: هذا الحديث ثابت بالاتفاق، رواه عن أبي هريرة جماعة من التابعين. وروي عن النبي -صلي الله عليه وسلم - من وجوه أخرى، من رواية الأئمة الثقات الأثبات". ثم أفاض الحافظ في ذكر رواياته ومن رواها من أصحاب الدواوين، ومنها رواية "همام بن منبه، أخرجه مسلم". وقوله في آخره" فحاج آدم موسى": أي فحجه وغلبه بالحجة وهو استعمال لمثال "فاعل" على غير بابه بمعنى

8144 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بينما أيوب يغتسل عُريانا خر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيك عما ترى؟، بلى يا رب ولكن لا غني بي عن بركتك" [47]. 8145 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خُفِّفتْ على داود عليه السلام القراءة وكان يأمر بدابته فتُسرجُ وكان يقرأ القرآن قبل أن تسرج دابته" [48]. 8145 م- وكان لا يأكل إلا من عمل يديه [49].

_ "فعل" وهذا هو الثابت هنا في كل نسخ المسند المطبوعة والمخطوطة وجامع المسانيد وفي الصحيفة المفردة (فحج آدم موسى". على الجادة. وهو الموافق لأكثر الروايات. (8144) وهذا صحيح كالأحاديث قبله. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 46. ورواه البخاري (1: 64 ط/ 1: 331 فتح) من طريق الصحيفة مع الحديث الآتي: 8158. ورواه أيضاً (4: 151 ط / 6: 300 فتح) من طريقها - وحده. ورواه أيضاً (9: 143 ط / 12: 389 فتح)، من طريقها - وحده أيضا وقد مضى من وجهين آخرين عن أبي هريرة: 7037، 8025. ويأتى كذلك: 10358. (8145) وهذا أيضاً صحيح. وهو في الصحيفة المفردة برقم: 47 ومعه الحديث التالي: 8145 م. وإنما فصلناهما؛ لأن البخاري روى هذا وحده وذاك وحده. في بعض رواياته. وإن كان قد رواهما أيضاً معا، كما سيأتي: فهذا رواه البخاري (4: 160 ط / 6: 326 - 327 فتح)، من طريق الصحيفة مع الذي بعده. ورواه أيضا وحده مفردا من طريقها (6: 85 ط / 8: 301 فتح). وقال الحافظ ابن حجر: "والمراد بالقرآن: مصدر القراءة، لا القرآن المعهود لهذه الأمة". وهذا واضح بديهي والحديث من إفراد البخاري، لم يروه مسلم في صحيحه. (8145م) وهذا كالذي قبله، صحيح. وهو في الصحيفة المفردة برقم: 47 مع الذي قبله كما قلنا آنفا. ورواه البخاري مع الذي قبله، كما بينا هناك أيضاً مفردا عن الذي قبله (3: 57 ط / 4: 259 فتح) من طريق الصحيفة.

8146 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة" [50]. 8147 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليُسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد، والقليل على الكثير" [51]. 8148 - وبإسناده قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا: "لا إله إلا الله" فإذا قالوا: "لا إله إلا الله"، فقد عصموا مني أموالهم وأنفسهم إلا بحقها وحسابهم على الله عَزَّ وَجَلَّ" [52].

_ (8146) وهذا أيضاً صحيح بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 48. ورواه مسلم (7: 53 س / 2: 201 بولاق) من طريقها ولكنه لم يذكر لفظه إحالة على رواية اً في سلمة عن أبي هريرة - قبله ولم يروه البخاري من طريق الصحيفة، بل رواه 12: 331 (فتح) من رواية سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقد مضى من رواية سعيد بن المسيب: 7183، 7631. (8147) وهو صحيح كسابقيه. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 49 ورواه البخاري (8: 52 ط /11: 13 فتح)، من طريقها ثم رواه عقبه - بنحوه - من أوجه أخر. ولم يروه مسلم من طريق الصحيفة، ولكن روى نحوه من وجه آخر 2: 174 (بولاق). وقوله "ليسلم" - هكذا أثبت بلام الأمر في أوله في أصول المسند الثلاثة. وفي الصحيفة المفردة "يسلم" - بدون اللام. وهو موافق لما في جامع المسانيد والسنن ولرواية البخاري. (8148) وهذا صحيح أيضاً. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 50. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة، ولا بهذا اللفظ. فرواه البخاري 6: 80 (فتح). من رواية سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بلفظ "أمرت أن أقاتل الناس" - إلخ. وكذلك رواه مسلم 1: 23 (بولاق) من طريق ابن المسيب كمثل رواية البخاري وقوله "فقد عصموا مني أموالهم" - هو الثابت في أصول المسند الثلاثة وجامع المسانيد. وفي الصحيفة المفردة "فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم". وزيادة كلمة "دماءهم" - لعلها سهو من راوي الصحيفة أو من

8149 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَحَاجت الجنة والنار، فقال النار: أُوثرتُ بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسفلتهم وغرَّتهم؟، فقال الله عَزَّ وَجَلَّ للجنة: إنما أنت رحمة، أرحم بك من أشاءُ من عَبادي وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحد منكما ملؤها فأما النارُ فلا تمتلئُ حتى يضع الله عز وجل رجله، فتقول قط قط قطَ -أي حسبي- فهنالك تمتلئ ويزوي

_ أحد الناسخين. لأن قوله بعد ذلك "وأنفسهم" يغنى عنها. وقد مضى معناه في مسند أبي بكر: 67، ضمن حدثنا من رواية أبي هريرة ولكن دلت الرواية: 117 على أنه من رواية أبي هريرة عن عمر. وقد مضى أيضاً 239 مرسلاً. وهو محمول على ذاك الموصول. (8149) وهو حديث صحيح، كسابقيه. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: أ51. ورواه البخاري (6: 138 - 139 س/ 8: 458 فتح) من طريق الصحيفة. وكذلك رواه مسلم من طريقها (8: 151 س/ 2: 353 بولاق" وقد مضى بنحوه: 7704، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. وذكرنا هناك أن عبد الرزاق رواه في تفسيره (في تفسير سورة ق) بالإسنادين: عن معمر عن أيوب، وعن معمر عن همام بن منبه. وأنه ساق لفظه في التفسير على لفظ رواية أيوب. وفصلنا هناك تخريجه. وقوله: "وسفلتهم" هو بفتح السين وكسر الفاء، ومن العرب من يخففها فيكسر السين ويسكن الفاء فيقول: "سِفْلة" وهو: الأراذل والسقاط من الناس، وهذا هو الثابت في أصول المسند الثلاثة وفي الصحيفة المفردة - بدله - "وسقطهم" بفتع السين والقاف، وهو الموافق لما في روايتي الصحيحين ولما في الرواية الماضية، وقوله: "وغرتهم" هو بكسر الغين المعجمة وتشديد الراء المفتحة، أي: البله الغافلون الذين ليس لهم حذق في أمور الدنيا. وهذه الكلمة لم تذكر في رواية البخاري. وقوله "قط": أي حسبي. كما فسر أثناء الحديث وهذا التفسير مدرج من كلام عبد الرزاق، كما تبين من روايته في كتاب التفسير وهو ثابت هنا في نسخ المسند الثلاث، وجامع المسانيد، ولم يثبت في الصحيفة

بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقا" [53]. 8150 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استجمر أحدكم فليوتر" [54]. 8151 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " [قال الله،: إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يفعل، فإذا عملها فأنا أكتبها له بعشرة أمثالها وإذا تحدث بأن يفعل سيئة فأنا أغفرها ما لم يفعلها، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها" [55].

_ المفردة، ولا في روايتي الصحيحين. ويجوز في "قط " سكون القاف، وكسرها مع التنوين وكسرها بغير تنوين. وهي ثابتة ثلاث مرات في نسخ المسند الثلاثهَ وروايتى الصحيحين، ومرتين في الصحيفة المفردة وجامع المسانيد. (8150) وهذا حديث صحيح أيضًا. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 52. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة ولا بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة وقد مضى: 7445 بهذا اللفظ من رواية الأعرج، بلفظ "إذا استجمر أحدكم فليستجمر وترا". وأما بمعناه فقد مضى مرارًا، ضمن أحاديث فصلنا تخريجها في مواضعها منها: 7220، 7340، 8063. (8151) وهذا صحيح بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 53. ورواه مسلم (1: 82 س/ 1: 48 بولاق"، من طريق الصحيفة وروى معه الحديثين الآتيين: 8203، 8201. ولم يروه البخاري من طريق الصحيفة ولكن رواه 13: 391 (فتح) عن نسخة الأعرج، بنحوه وشرحه الحافظ شرحا وافيا في الفتح، عند حديث ابن عباس بمعناه (1: 277 - 283). وقد مضى في المسند عن نسخة الأعرج: 7294، ومضى معناه من وجه آخر: 7195. وهو حديث قدسي - كما هو واضح بديهي - ولكن لفظ [قال الله] لم يذكر في أصول المسند الثلاثة، وهو ثابت في جامع المسانيد والسنن ورواية مسلم فلذلك زدناه.

8152 - وبإسناده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين السماء والأرض" [56]. 8153 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول: تمن، ويتمنى، فيقول له تمنيت؟، فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه" [57].

_ (8152) وهذا صحيح أيضاً. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 54. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة، ولا مفردا بهذا اللفظ بل رواه البخاري 6: 11 (فتح)، بلفظ: "لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب"، وبعده: "لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب" - رواهما حديثا واحدًا من رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة. ثم رواه 6: 233 (فتح)، من حديث ابن أبي عمرة، بنحو من تلك الرواية ولكنه روى معه قبله حديث: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة". ولم أجده في صحيح مسلم بعد طول البحث والتتبع. وسيأتي معناه: 9649، من رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة. ويأتي 10265، من رواية عبد الرحمن بن أبي عمر، عن أبي هريرة. ويأتي معناه مطولاً: 10275، من رواية أبي أيوب مولى عثمان، عن أبي هريرة. ورواه الطبري في التفسير: 8315، بنحوه من رواية أبي سلمة عن أبي هريرة وخرجناه هناك، ونقلنا عن ابن كثير في التفسير 2: 311 أنه نسبه للصحيحين. وقوله "لقيد سوط أحدكم": وهو بكسر القات، أي: قدر سوط أحدكم يقال: "بيني وبينه قيد رمح" و"قاد رمح"، أي قدر رمح. وقوله في رواية البخاري لقاب قوس": هو بمعنى "قيد". "القاب" و"القيب" بكسر القات في الثانية، بمعنى القدر. (8153) وهو حديث صحيح. وهو في الصحيفة المفردة برقم: 55. ورواه مسلم (1: 114 س/ 1ك 65 - 66 بولاق) من طريق الصحيفة. ولم يروه البخاري من طريق الصحيفة ولا بهذا اللفظ وإن كان معناه ثابتا ضمن حديث مطول، مضى من المسند: 7703، 7914، ورواه الشيخان وغيرهما: ووقع في الصحيفة المفردة: "إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن هيئ له" وهذه الزيادة "أن هيئ له" ليست في شيء من نسخ السند، ولا

8154 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو يندفع الناس في شُعبة أو في واد، والأنصار في شُعبة لاندفعت في شعبهم" [58]. 8155 - وبإسناده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا بنو إسرائل لم يَخْنز اللحم ولولا حواءُ لم تَخُن أُنثى زوجها الدهر" [59]. 8156 - ودقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خلق الله عَزَّ وَجَلَّ آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال له: اذهب فسلم على أولئك النفر-

_ جامع المسانيد. ولا صحيح مسلم. وهي لفظة شاذة، أرجع أنها خطأ من بعض الرواة أو الناسخين. (8154) وهذا صحيح. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 56. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. ورواه البخاري 13: 196 (فتح) من طريق نسخة الأعرج، بنحوه. ورواه أيضاً بمعناه 7: 86 (86)، من رواية محمَّد بن زياد عن أبي هريرة. (8155) وهو صحيح أيضاً بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 57. ورواه البخاري (4: 132 - 133، 54 ط / 6: 261، 308 فتح). من طريق الصحيفة. ورواه مسلم (4: 179 س/ 1: 421 بولاق) من طريقها أيضاً ولفظ البخاري كلفظ المسند هنا وهو الثابت في أصوله الثلاثة وجامع المسانيد. ولفظ الحديث في الصحيفة المفردة: "لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم" وزيادة "لم يخبث الطعام" ثابتة في رواية مسلم من طريف الصحيفة وقد مضى الحديث، بنحوه بهذه الزيادة: 8019 من رواية خلاس بن عمرو، عن أبي هريرة. وقوله "لم يخنز": أي لم ينتن ولم بتغير. (8156) وهذا صحيح أيضاً. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 58. ورواه البخاري (4: 132 -133 ط / 6: 260 فتح. و8: 50 ط /11/: 2 - 6 فتح) من طريق الصحيفة مع بعض خلاف قليل من حروف منه. ورواه مسلم (8: 149 س/ 2: 359 - 352 بولاق). من طريقها، وانظر ما مضى: 7920.

وهم نفر من الملائكة جلوس- واستمع ما يجيبونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه: رحمة الله قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعا فلم يزل ينقص الخلق بعد حتى الآن" [60]. 8157 - وبإسناده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له أحب ربك قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها قال: فرجع الملك إلى الله عَزَّ وَجَلَّ فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني قال فرد الله عينه، وقال: ارجع إلى عبدي فقل: الحياة تريد؟، فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور في توارت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مه؟، قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب قال: رب ادنني من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر" [61]. 8158 - وبإسناده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كانت بنو إسرائيل

_ (8157) وهذا صحيح أيضًا وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 59. ورواه مسلم (7: 99 - 100 س/ 2: 225 بولاق)، من طريق الصحيفة. ولم يذكر البخاري لفظه من طريقها بل رواه- بنحوه- 4: 157 طس/ 6: 315 - 316 فتح) من رواية عبد الرزاق عن معمر، عن ابن طاوس عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفاً لفظا، ثم قال: "قال [يعني عبد الرزاق،: وأخبرنا معمر، عن همام قال: "حدثنا أبو هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - نحوه". ورواية عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس - مصت برقم: 7634 وفصلنا تخريجه وأشرنا إلى هذا هناك، وشرحناه مفصلاً هناك أيضاً. (8158) وهذا صحيح أيضاً بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة برقم: 60. ورواه البخاري (64:1 ط /1. 330/ 331)، من طريق الصحيفة ومعه الحديث الماضي: 8144.

يغتسلون عُراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدَرُ قال: فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوب موسى قال: فجمح موسى يأمره. يقول: ثوبي حجر ثوبي حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى وقالوا: والله ما بموسى من بأس فقام الحجر بعد حتى نظر إليه فأخذ ثوبه وطفق بالحجر ضربًا، فقال أبو هريرة: والله إن بالحجر ندبًا ستة أو سبعة ضرب موسى بالحجر" [62]. 8159 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس" [63]. 8160 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من الظلم مطلَ الغني وإذا اتبع

_ = ورواه أيضاً- بمعناه - مطولاً ومختصراً من وجه آخر 6: 312 - 313 و8: 411 (فتح). ورواه مسلم مرتين بإسناد واحد من طريق الصحيفة (183:1، و7: 99 س/1: 104 - 105، و2: 225 بولاق). وهو من الأحاديث القلائل التي كررها مسلم في صحيحه في موضعين. وسيأتي معناه من أوجه أخر عن أبي هريرة: 8284، 9080، 10689، 10927. وقوله "آدر": بمد الألف وفتح الدال وآخره راء. وهو من "الأدرة" بضم الهمزة وسكون الدال، وهو انتفاح الخصية وقوله "بأثره": هو بفتح الهمزة والثاء والمثلثة وبكسر الهمزة مع سكون المثلثة وضبط بالوجهبن من اليونينية. (8159) وهو صحيح أيضا، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 61. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة ورواه البخاري 11: 231 - 132 (فتح) من حديث أبي صالح عن أبي هريرة. ورواه مسلم 1: 286 (بولاق)، من طريق نسخة الأعرج عن أبي هريرة وقد مضى: 7314، من طريق نسخة الأعرج. ومضى أيضاً: 7546 من رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة. (8160) وهو حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 62. ورواه مسلم (5: 34 س/ 1: 460 بولاق) من طريق الصحيفة دون أن يذكر لفظه وكذلك رواه من طريق عيسى بن =

أحدكم على مليء فليتبع" [64]. 8161 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله عز وجل" [65]. 8162 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه خسفت به الأرض فهو يتجلجل فيها حتى يوم القيامة" [66].

_ = يونس، عن معمر مع رواية عبد الرزاق، عن معمر وأحال لفظه في الإسنادين على روايته قبل ذلك من طريق مالك عن أبي الزناد وعن الأعرج عن أبي هريرة. وقد مضى بنحو هذا اللفظ من رواية الأعرج 7332، 7446 ومضى مختصراً من رواية عبد الأعلى، عن معمر، عن همام بن منبه عن أبي هريرة: 7532. وكذلك رواه البخاري 5: 46 (فتح) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، في همام. ورواه كاملا 4: 381 (فتح) من رواية مالك عن أبي الزناد عن الأعرج، ثم 4: 383 (فتح) من رواية الأعرج أيضًا. (8161) وهذا صحيح أيضًا، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 63. ورواه مسلم (6: 174 س/ 2: 17 بولاق) من طريق الصحيفة ولم يروه البخاري من طريقها. وقد مضى معناه: 7325، من طريق نسخة الأعرج، ورواه البخاري 10: 486 - 487 بإسنادين من رواية الأعرج. وقوله "لا ملك إلا الله": هو الثابت في نسخ المسند وجامع المسانيد والصحيفة المفردة وهو الثابت أيضًا في صحيح مسلم طبعة الآستانة. وفيه في طبعة بولاق "لا ملك" بدل "لا ملك" وهو - عندي - خطأ مطبعي فيها. ولفظ "لا ملك" ثابت في رواية أخرى عنده قبل رواية الصحيفة. (8162) وهذا أيضاً صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 64. ورواه مسلم (6: 149 س/2: 156 ق) من طريق الصحيفة ولكنه لم يذكر لفظه كاملا إحالة على روايات قبله من رواية محمَّد بن زياد عن أبي هريرة، ومن رواية الأعرج عن أبي هريرة وقد مضى: 7618 - بنحوه - من رواية محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة وكذلك رواه البخاري 10: 221 - 222 (فتح)، من رواية محمَّد بن زياد، كما ذكرنا هناك. وقوله =

8163 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي" [67]. 8164 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولود يولد إلا على هذه الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه، كما تنتجون الإبل فهل تجدون فيها جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها"؟ قالوا: يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين" [68]. 8165 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الإنسان عظمًا لا تأكله

_ = "حتى يوم القيامة" - هذا هو الثابت في نسخ السند وجامع المسانيد وهو الذي نقله الحافظ ابن حجر في الفتح 10: 222، عن "رواية همام عن أبي هريرة عن أحمد". ووقع من الصحيفة المفردة "إلى يوم القيامة" وأخشى أن يكون تغييرا من ناسخ أو طابع. (8163) وهذا صحيح كذلك، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 65. ولم أجده في الصحيحين من طريقها ولكنه جزء من حديث مضى: 7416 من رواية الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وكذلك رواه البخاري 13: 325 - 328 (فتح) ومسلم 2: 306 - 307 كلاهما من طريق الأعمش، به كما بينا في الرواية الماضية. (8164) وهو حديث صحيح كسائر أحاديث هذه الصحيفة الصحيحة، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 66. ورواه البخاري (8: 123 ط / 11: 432 فتح)، من طريق الصحيفة وكذلك رواه مسلم من طريقها (8: 53 س/2: 301 - 302 بولاق) وقد مضى معناه في المسند مراراً مطولاً ومختصراً من أوجه منها: 7181 - 7436 - 7438 - 7625، 7698، 7782. ورواه ابن حبان في صحيحه مطولاً ومحتصرًا 1: 128، 129، 130، 133 (بتحقيقنا) وفصلنا تخريجه في أولها وقوله ما من مولود يولد إلا على هذه الفطرة" في رواية البخاري من طريق الصحيفة: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة". ورواية الصحيفة المفردة: "من يولد يولد على هذه الفطرة". وهي موافقة لرواية مسلم من طريق الصحيفة. (8165) وهذا صحيح أيضًا، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 67. ورواه مسلم (8، 210 =

الأرض أبدًا فيه يركب يوم القيامة"، قالوا أي عظمٍ هو؟ قال: "عظم الذنب" [69]. 8166 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والوصال، إياكم والوصال"، قالوا: إنك تواصل يا رسول الله؟ قال: إني لست في ذاكم/ مثلكم إني أبيت- يطعمني ربي ويسقيني فاكلفوا من العمل ما لكم به طاقة" [70].

_ = س/2: 383 بولاق) من طريق الصحيفة ولم يروه البخاري من طريقها، ولم يروه مستقلاً بل رواه - بنحوه- جزءاً من حديث من رواية أبي صالح عن أبي هريرة 8: 424، 529 (فتح). وسيأتي في المسند: 8266، 9524 من طريق نسخة الأعرج، وسيأتي أيضاً: 10482، 10483 من رواية أبي عياض، عن أبي هريرة وفي رواية مسلم: "أي عظم هو يا رسول الله" بزيادة "يا رسول الله" وليست في نسخ المسند ولا جامع المسانيد. وفي الصحيفة المفردة: "أي عظم يا رسول الله" بحذف "هو". وقوله "عجم الذنب": في رواية مسلم وجامع المسانيد "عجب بالباء بدل الميم. وفي الصحيفة المفردة عقب الحديث: "قال أبو الحسن" إنما هو عجيب ولكنه قال بالميم". وأبو الحسن: هو الحافظ أحمد بن يوسف السلمي رواي الصحيفة مفردة عن عبد الرزاق ويظهر أن السلمي لم يصل إليه صحة هذا الحرف بالميم ولكنه صحيح. و "عجيب الذنب" بفتح العين وبضمها مع سكون الجيم وآخره باء مرحدة هو أصل الذنب وعظمه المغروز في مؤخر العجز. وهو بالميم بدل الياء صحيح أيضاً قال الجوهري في الصحاح: "العجم أصل الذنب، مثل العجب". وكذلك في القاموس وزاد جواز ضم العين أيضاً كالعجب ونقل شارحه عن اللحياني أن ميمها بدل باء عجيب وعجب وفي المصباح: "والحجم أيضاً: أصل الذنب لغة في العجب". فاستدراك الحافظ السلمي هنا ليس بذي شأن والحرفان صحيحان. (8166) حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 68. ورواه البخاري (3، 38 ط / 4: 179 - 181 فتح) من طريق الصحيفة وفيه: "الاكم والوصال، مرتين" بلفظ "مرتين" بدل تكرار الجملة ونص الحافظ في الفتح على أن تكرارها ثابت في رواية أحمد وقال: "فدل على أن قوله: مرتين - اختصار من البخاري أو شيخه". ورواية البخاري مختصرة قليلاً عن رواية المسند، فالظاهر أنه هو الذي اختصرها أو شيخه كما قال الحافظ: لم يروه =

8167 - وقال رسول الله: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يضع يده في الوضوء حتى يغسلها إنه لا يدري أحدكم أين باتت يده" [71]. 8168 - وقال رسول الله: "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع الشمس قال تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل على دابته تحمله عليها أو ترفع له متاعه عليها صدقة وقال: "الكلمة الطيبة صدقة" وقال: "كل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذي عن الطريق صدقة" [72].

_ = مسلم من طريق الصحيفة وإنما رواه من نسخة الأعرج، ومن طريق أخرى 1: 303 - 304 (بولاق). وقد مضى - بنحوه - من طرق، منها: 7162، 7486، 7773. (8167) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 69. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. وإنما رواه البخاري - بنحوه - مع الحديث: 8179 سياقًا واحداً من نسخة الأعرج 1: 229 - 231 (فتح). ورواه مسلم من طرق أخرى غير طريق الصحيفة وغير نسخة الأعرج 1: 91 - 92 (بولاق). وقد مضى مرارًا - بنحوه- من أوجه، منها: 7280، 7508، 7590، 7660. "الوضوء" -بفتح الواو: هو الماء الذي يتوضأ به. (8168) وهذا حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 70. ورواه مسلم (3: 83 س/ 1: 277 بولاق) من طريق الصحيفة وإنما قدمنا ذكر رواية مسلم لأنه رواه تامًا كمثل هذه الرواية مع خلاف بسيط من بعض الحروف. ورواه البخاري- بنحوه - (4: 56 ط / 6: 92 - 93 فتح) من طريق الصحيفة ولكن مع مغايرة في الألفاظ، والمعنى واحد. ورواه أيضًا - بنحوه - (4: 35 ط/6: 63 فتح) من طريق الصحيفة ولكن ليس فيه. إماطة الأذى عن الطريق وفيه زيادة "ودلُّ الطريق صدقة". وهو بفتح الدال وتشديد اللام أي: بيانه لمن احتاج إليه وهو بمعنى الدلالة قاله الحافظ في الفتح. وروى البخاري قطعة منه فقط (187:3 ط/5: 226 فتح) من طريق الصحيفة أيضاً، وقد مضى بعضه مختصر 1: 8096 من طريق الصحيفة أيضاً ولكن ليس من رواية عبد الرزاق فرواه الإمام أحمد هناك عن يحيى بن آدم عن ابن المبارك عن معمر، عن همام بن منبه، =

8169 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ما ربُّ النَّعم لم يعط حقها تسلط عليه يوم القيامة تخبط وجهه بأخفافها" [73]. 8170 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعًا أقرع، قال: ويفر منه صاحبه ويطلبه، ويقول: أنا كنزك قال: والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه" [74].

_ عن أبي هريرة و"السلامي" - بضم السين المهملة وتخفيف اللام وآخرها ألف مقصورة: هي المفصل. وقيل: كل عظم مجوف من صغارالحظام وقوله "تطلع الشمس": هذا هو الثابت في أصول المسند وجامع المسانيد وفي روايتي الصحيحين: "تطلع فيه الشمس". وفي الصحيفة المفردة: "تطلع عليه الشمس". (8169) حديث صحيح بصحة الصحيفة، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 71. ورواه البخاري (9: 23 ط / 12: 294 فتح) من طريق الصحيفة مع الحديث التالي لهذا، ولكن قدم ذاك على هذا. ولم يروه مسلم من طريق الصحيفة وإن كان معناه ثابتًا فيه ضمن روايات أخر مطولة عن أبي هريرة 1: 269 - 271 (بولاق). وقد مضى معناه ضمن حديث مطول: 7553. و"النعم" -بفتح النون والعين المهملة: هي الإبل والبقر والغنم. ولكن المراد بها هنا الإبل فقط بقرينة قوله "بأخفافها" فإن الأخفاف للإبل خاصة. وقوله "تسلط": هو الثابت في ك وجامع المسانيد، والموافق للفظ البخاري وفي ح م "بسط" وهوتحريف. (8170) وهو كسابقة حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 72. ورواه البخاري (9: 23 ط / 12: 294 فتح) من طريق الصحيفة مع الحديث الذي قبله ولكن بالتقديم والتأخير كما قلنا آنفا. ولم يروه مسلم، لا من طريق الصحيفة ولا غيرها. وقد روى البخاري معناه أيضاً 3: 214 - 215، و8: 173 (فتح) من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة. وقد مضى: 7742 - بنحوه- من رواية أبي صالح عن أبي هريرة: وبينا هناك وهم الحافظ المنذري في نسبته لصحيح مسلم "الشجاع" الحية الذكر، "الأقرع": هو الذي يجمع السم في رأسه حتى تتمعط فروة رأسه.

8171 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تَبُل في الماء الدائم الذي لا يجري ثم تغتسل منه" [75]. 8172 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المسكين هذا الطواف الذي يطوف على الناس، ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، إنما المسكين الذي لا يجد غني يغنيه، ويستحي أن يسأل الناس، ولا يفطن له فيتصدق عليه" [76]. 8173 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه" [77].

_ (8171) وهذا حديث صحيح وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 73. ورواه مسلم (1: 162 - 163 س/1: 93: بولاق) من طريقها. ولم يروه البخاري من طريقها. ولكن رواه 1: 298 - 299 (فتح) بمعناه - مع حديث آخر، من طريق نسخة الأعرج. وقد مضى معناه من أوجه أخر عن أبي هريرة: 7517، 7518، 7592، 7855. وقوله: "لا تبل في الماء الدائم": هو الثابت في أصول المسند وجامع المسانيد وهو الموافق لرواية مسلم من طريق الصحيفة. وفي الصحيفة المفردة: "لا يبال في الماء الدائم". وما في المسند ومسلم أوثق وأصح. (8172) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 74. ولم يروه الشيخان من طريقها. وقد مضى- بنحوه معناه -: 7530، 7531، من رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة، ومن رواية محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة ورواه البخاري 3: 269 - 270 (فتح)، من رواية محمَّد بن زياد. ورواه أيضاً 3: 271 (فتح)، من طريق نسخة الأعرج ورواه أيضًا 8: 152 (فتح)، من رواية عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة، كلاهما عن أبي هريرة. ورواه مسلم: 1: 283 (بولاق)، من رواية الأعرج، ومن رواية عطاء بن يسار، ومن رواية عبد الرحمن بن أبي عميرة. وروي البخاري (7: 30 ط/ 9: 257 فتح) أوله فقط: "لا تصوم المرأة ولعلها شاهد إلا بإذنه" - من طريقها. (8173) وهذا صحيح كالأحاديث قبله، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 75 - مع اللذين بعده: 8173 م. 8173 م (2) حديثًا واحدًا، سياقًا واحداً. والثلاثة الأجزاء في الحقيقة حديث =

8173 م - ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه [78]. 8173 م (2) - وما أنفقت من كسبه عن غيرأمره فإن نصف أجره له [79]. 8174 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه أنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا" [80].

_ = واحد وإنما فصلناها ثلاثة أحاديث برقم واحد مكرر؛ لأن البخاري فصل الجزء الأول والجزء الأخير، جعل كلا منها حديث مستقلاً، كما سيظهر من التخريج، إن شاء الله. والحديث رواه مسلم (3: 81 س/ 1: 281 بولاق) - بأجزائه الثلاثة- حديثًا واحدًا، من طريق الصحيفة. ولم يروه البخاري كاملا من طريق الصحيفة، بل رواه كاملا - بنحوه - من نسخة الأعرج 9: 259 - 260 (فتح). وروى القسم الأول- الذي هنا (7: 30 ط /9: 257 فتح)، من أصل الصحيفة، ولكن ليس من طريق عبد الرزاق، بل من رواية عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه. (8173 م) وهذا صحيح أيضاً، وهو الجزء الثاني من الحديث السابق كما بينا هناك. وهو في الصحيفة المفردة، مع سابقه، برقم: 75. ورواه مسلم ضمن الحديث كاملا من طريق الصحيفة، كما قلنا هناك ولم يروه البخاري من طريقها أصلاً بل رواه - كما قلنا من قبل- من نسخة الأعرج. (8173 م (2)) وهذا صحيح كذلك، وهو الجزء الثالث من الحديث: 8173 وهو في الصحيفة المفردة مع سابقيه برقم: 75. وكذلك رواه مسلم معهما من طريقها كما قلنا آنفًا ورواه البخاري (3: 56 ط/ 4: 255 فتح) من طريق الصحيفة - حديثاً منفردًا مستقلاً - بلفظ: "إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها ... ". وكذلك رواه مستقلا - من طريق الصحيفة (65:7 ط/442:9 فتح). (8174) وهذا حديث صحيح بصحة الصحيفة، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 76. ورواه مسلم (8: 65 س/2: 308 بولاق) من طريق الصحيفة ولم يروه البخاري من طريقها، =

8175 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقل أحدكم للعنب "الكرم" إنما الكرم الرجل المسلم" [81]. ْ8176 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اشترى رجل من رجل عقارًا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك

_ = ولم يروه بهذا اللفظ كما سنذكر إن شاء الله: فروى البخاري 13: 189 - 190 (فتح) من رواية أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر عن أبي هريرة مرفوعًا: إلا يتمن أحدكم الموت، إما محسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب". ورواه بنحوه قبل ذلك 109:10 - 110 من هذا الوجه مع حديث آخر. وحديث البخاري هذا مضى في المسند: 7568، 8072. وقوله: "وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا" - هو الثابت في مخطوطتي المسند ك م وجامع المسانيد وهو الموافق لرواية مسلم وفي ح والصحيفة المفردة "لا يزيد المؤمن من عمره إلا خيرًا" - بزيادة حرف "من" بعد لفظ"المؤمن". وهي زيادة - وإن كان من الممكن أن تكون صوابًا إلا أنها مخالفة لسائر الأصول الموثقة. وفي الصحيفة المفردة "إنه" بدون واو العطف. (8175) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 77. ورواه مسلم (7: 46 س/2: 197 بولاق). من طريق الصحيفة ولم يروه البخاري من طريقها. ورواه- بنحوه- 10: 465 - 466 (فتح) من رواية أبي سلمة عن أبي هريرة. وروى نحو معناه 10: 467 (فتح) من رواية أبي سلمة عن أبي هريرة. وروى نحو معناه 10: 467 (فتح) من حديث سعيد عن المسيب عن أبي هريرة وقد مضى معناه من أوجه عن أبي هريرة: 7256، 7509، 7668، 7896. (8176) وهذا أيضاً حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 78. ورواه البخاري (4: 174 - 175 ط 61: 375 - 376 فتح) من طريق الصحيفة. وكذلك رواه مسلم من طريقها (5: 133 س / 2: 42 - 43 بولاق). ولفظ الحديث هنا موافق للفظ البخاري إلا في كلمتين: في قوله: "وقال الذي باع الأرض" - ولفظ البخاري: "وقال الذي له الأرض" ونص الحافظ في الفتح على رواية السند هذه. وأما رواية مسلم ففيها: "فقال =

الذهب، وقال الذي باع الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، قال: فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكح الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا" [82]. 8177 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيفرح أحدكم براحلته إذا ضلت منه ثم وجدها"؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: "والذي نفس محمَّد بيده لله أشد فرحًا بتوبة عبده إذا تاب من أحدكم براحلته إذا وجدها" [83].

_ الذي شرى الأرض" وهو الموافق لرواية الصحيفة المفردة. و"شرى" - هنا: بمعنى باع. وفي قوله: "أنكح الغلام الجارية" - ولفظ البخاري: "أنكحوا" بصيغة الجمع. وكذلك لفظ مسلم. وما هنا موافق لما في الصحيفة المفردة وفي صلة والصحيفة المفردة: "وأنفقوا على أنفسكما منه" وما هنا هو الموافق لرواية البخاري، وهو الأجود وفي ذلك تكلف. (8177) وهذا حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 79، ورواه مسلم "8: 91 - 92 س/2: 322 بولاق)، من طريق الصحيفة ولكنه لم يذكر لفظه بل ذكر قبله رواية الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا: "لله أشد فرحًا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها". ثم ذكر إسناد الصحيفة وقال: "بمعناه". ولم يروه البخاري من حديث أبي هريرة أصلاً. ولكن روى مسلم قبل ذلك (2: 322 بولاق) عن أبي صالح، عن هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي في، وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ... "- فذكر الحديث. وهذا الحديث رواه البخاري 13: 325 - 328) فتح) من رواية أبي صالح. فذكر أوله وآخره ولم يذكر وسطه الذي فيه الفرح بالتوبة، وحديث أبي صالح هذا سيأتي في المسند: 10792، 10922 وحديث التربة - الذي معنا هنا- سيأتي أيضاً بنحوه: 10504، من رواية موسى بن يسار، عن أبي هريرة. وانظر ما مضى في مسند ابن مسعود:3627 - 3629.

8178 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ قال: إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع، وإذا تلقاني بباع جئته بأسرع" [84]. 8179 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ثم لينثر" [85]. 8180 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمَّد بيده لو أن أحدًا عندي ذهبًا لأحببت أن لا يأتي علىَّ ثلاث ليال وعندي منه دينار أجد من يقبله مني، ليس شيئاً أرصده في دين عليَّ" [86].

_ (8178) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 80: ورواه مسلم (8: 63 س/2: 307 بولاق) من طريق الصحيفة ولم يروه البخاري من طريقها. ولكن معناه ثابت عنده 13: 325 - 328 (فتح) ضمن حديث من رواية حديث صالح، عن أبي هريرة وذلك الحديث قد مضى: 7416. وفصلنا تخريجه هناك. (8179) وهو حديث صحيح، كالأحاديث السابقة وهو في الصحيفة المفردة برقم: 81، ورواه مسلم (1: 146 س/1: 83 بولاق) من طريق الصحيفة ولم يروه البخاري من طريقها. ورواه - بنحوه - من طريق نسخة الأعرج 1: 229 - 230 (فتح) مع الحديث الماضي: 8167. وقد مضى معناه مرارًا، منها: 7298، 7732. وانظر: 8063. وقوله: "ثم لينثر" - هو الثابت في أصول المسند وجامع المسانيد. وفي الصحيفة المفردة: "ثم لينتثر". وهو موافق لرواية مسلم. (8180) حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 82. ورواه البخاري (9: 83 ط /187:13 فتح)، من طريق الصحيفة وليس عندي من أوله قوله "والذي نفس محمَّد بيده". وآخره عنده: "وعندي منه دينار، ليس شيء أرصده في دين على أجد من يقبله" - هكذا بالتقديم والتأخير. وقد مضى- بنحوه-: 7478، من حديث موسى بن يسار، عن أبي هريرة وبينا هناك أن البخاري رواه من ذاك الوجه 5: 42، 11: 228 (فتح). وبينا هناك أيضاً أن الحافظ نص في الفتح 5: 55 على أنه من إفراد =

8181 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاءكم الصانع بطعامكم قد أغنى عنكم عناء حره ودخانه فادعوه فليأكل معكم وإلا فلقموه في يده" [87]. 8182 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقل أحدكم: أسق ربك. أطعم ربك، وضيء ربك، ولا يقل أحدكمٍ: رِبي وليقل: سيدي، ومولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي وليقل: [فَتَايَ]، فتاتى وغلامي" [88].

_ = البخاري فلم يروه مسلم. وقوله "أرصده": رجح الحافظ في الفتح أنه بضم الهمزة من الرباعي وفتحها - من الثلاثي صحيح أيضاً. وفي رواية همام هذه ثبت في اليونينية بفتح الهمزة من الثلاثي، وبهامشها نقلا عن خط الحافظ اليونيني ما نصه: "في نسخة الحافظ أبي ذر: أرصده: بضم الهمزة وكسر الصاد وكذلك شاهدته في أصل مقروء على الحافظ أبي محمَّد عبد الله الأصيلي". وقوله "يقبله": هو الثابت في أصول المسند وجامع المسانيد وهو موافق لما في البخاري. وفي الصحيفة المفردة "يتقبله" وأخشى أن يكون تغييرًا من ناسخ أو طابع. (8181) وهذا حديث صحيح، بصحة الصحيفة. وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 83، ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. وقد مضى مراراً من أوجه عن أبي هريرة، منها: 7334، 7792، 7968، ورواه البخاري - بمعناه- عن أبي هريرة 5: 131 و 9: 502 - 503 (فتح). وكذلك رواد مسلم 2: 21 (بولاق). وقوله "إذا جاءكم الصانع" - في ح "إذا جاء أحدكم الصانع" والراجح أنه خطأ مطبعي، لمخالفته ما في المخطوطتين وجامع المسانيد والصحيفة المفرده. رقوله "فلقموه": هو الثابت في أصول المسند. وفي الصحيفة المفردة: "فألقموه". وزاد ناشرها بين قوسين في آخره: "أولينا وله في يده" ولم يبمِن مصدر هذه الزيادة ولعلها من مخطوطة برلين التي يدل وصفه إياها على أنها لا قيمة لها. (8182) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 84. ورواه البخاري (3: 50 ط/128:5 - 131 .. فتح) من طريق الصحيفة ورواه مسلم من طريقها أيضاً (7: 47 س/2: 197 بولاق) وكلمة [فتاى]- التي زدناها- سقطت من ح م. وهي =

8183 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول زمرة تلج الجنة، صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون ولا يتفلون فيها ولا يتمخطون فيها ولا يتغوطون فيها، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقيهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيًا" [89]. 8184 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أتخذ عندك عهدًا بن تخلفنيه إنما أنا/ بشر فأي المؤمنين آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة" [90]. 8185 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم تحل الغنائم لمن قبلنا، ذلك بأن

_ = ثابتة في ك وجامع المسانيد رروايتى الصحيحين والصحيفة المفردة. (8183) وهذا حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 85. ررواه مسلم (8: 147 س/2: 350 بولاق) من طريق الصحيفة. ورواه البخاري من طريقها، ولكن ليس من رواية "عبد الرزاق عن معمر" بل من رواية عبد الله بن المبارك عن معمر (4: 118 ط / 2306 - 232 فتح). وقد مضى- بنحوه- من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة: 7165، 7429 وفصلنا تخريجه وشرحه في أولاهما. (8184) وهذا صحيح كصحة الأحاديث السابقة، وهو في الصحيفة المفردة برقم: 86. ولم يروه الشيخان من طريق الصحيفة. فرواه مسلم 2: 287 (بولاق)، بأسانيد، من أوجه، عن أبي هريرة وأقربها إلى هذه الرواية روايته من طريق نسخة الأعرج، عن أبي هريرة. رروى البخاري 11: 147 (فتح) نحو معناه مختصرًا، من رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وقد مضى- معناه- مختصراً: 7309، من رواية الأعرج عن أبي هريرة. وسيأتي - معناه أيضاً: 9058، 9059، من رواية أبي صالح عن أبي هريرة. (8185) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 87. وهو جزء من حديث سيأتي: 8221. وهكذا ثبت في أصول المسند، والصحيفة المفردة، حديثاً مفصلا في هذا =

الله رأي ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا" [91]. 8186 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دخلت النار امرأةٌ من جراء هرة لها ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها ترم من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا" [92]. 8187 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يسرق سارق حين يسرق وهو مؤمن، ولايزني زان حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الشارب حين يشرب

_ = الموضع، ثم ضمن الحديث الآتي: وسيأتي تخريجه هناك -إن شاء الله- وأنه رواه مسلم من طريق الصحيفة، وأنه رواه البخاري من طريقها, ولكن من رواية عبد الله بن المبارك عن معمر. وفي الصحيفة المفردة "لمن كان قبلنا" وكلمة "كان" غير ثابتة في أصول المسند هناك. وانظر: 7427. (8186) حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 88. ولم يروه البخاري من طريقها. ورواه مسلم (8: 35 س / 2: 292 بولاق)، من طريقها. ورواه قبله من حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ورواه أيضاً 2: 325 (بولاق)، من حديث حميد، عن أبي هريرة. وقد مضى - بنحوه-: 7538، من رواية أبي سلمة، عن أبي هريرة، وبينا هناك أن البخاري رواه 6: 254 - 255، من رواية سعيد المقبري، وأنه لم يذكر لفظه، بل أحاله على حديث ابن عمر - بمعناه - قبله، قوله "من جراء هرة لها" - في مسلم زيادة "أو هر" وهي في الصحيفة المفردة ولكن ثبت لفظها "أو هرة"! وهو تكرار فيها لا معنى له! هو تخليط من ناسخ أو طابع. وقوله "ترمم" أي تتناول ذلك بشفتيها. وفي بعض نسخ مسلم "ترمرم" براء ثانية مكسورة، كما حكاه النووي. وفي الصحيفة المفردة "تتقهم" بالقاف والهاء. وليست في شيء من الأصول التي رأيتها. وهي من قولهم "أقهم فلان إلى الطعام إقهامًا" إذا اشتهاه. و"خشاش الأرض" بفتح الخاء والشين المعجمة مخففة: يعني من هوام الأرض وحشراتها ودوابها وما أشبهها. (8187) وهذا حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 89. ولم يروه البخاري من طريقها، إنما رواه من أوجه أخر، كما سنذكر إن شاء الله. ورواه مسلم (1: 55 س/ 1: =

وهو مؤمن، يعني الخمر، والذي نفس محمَّد بيده ولا ينتهب أحدكم نهبة ذات شرف يرفع إليه المؤمنون أعينهم فيها وهو حين ينتهبها مؤمن، ولا يغل أحدكم حين يغل وهو مؤمن فإياكم إياكم" [93]. 8188 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمَّد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" [94]. 8189 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التسبيح للقوم، والتصفيق للنساء في الصلاة" [95]. 8190 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل كذا يكلمه المسلم في سبيل

_ = 31 - 32 بولاف)، من طريقها. ولكنه لم يذكر لفظه؛ لأنه رواه قبل ذلك من أوجه أخر، فأحال اللفظ عليه. ورواه البخاري مطولاً ومختصرًا، من أوجه 5: 86، و10: 28 - 29، 12: 50" 101 (فتح)، وقد مضى مختصراً: 7316. وقوله "فإياكم إياكم": هو الثابت في أصول المسند. وفي جامع المسانيد "فإياكم وإياكم": بزيادة واو العطف. وفي الصحيفة المفردة "وإياكم وإياكم " بواو العطف في الأولى بدل الفاء، وبإثباتها في الثانية. (8188) وهو صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة، برقم 90. ولم يروه البخاري أصلاً، فيما وصل إليه بحثي. ولم يروه مسلم من طريق الصحيفة، بل رواه 1: 53 - 54 (بولاق) من رواية أبي يونس، عن أبي هريرة. (8189) وهو صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 91. ولم يروه الشيخان من طريقها. وإنما روياه - بنحوه - من طرف أخر. وقد مضى من وجهين آخرين: 7283، 7541. وخرجناه في أولهما. (8190) وهو حديث صحيح، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 92. ورواه مسلم، من طريق الصحيفة، من رواية عبد الرزاف (34:6 س/ 2: 96 بولاق). ورواه البخاري من طريقها. ولكن من رواية عبد الله بن المبارك، عن معمر (1: 56 - 57 ط/1: 297 فتح). قوله =

الله ثم يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تنفجر دمًا، اللون لون الدم والعرف عرف المسك، قال أبي: يعني العرف الريح [96]. 8191 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي أو في بيتي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها ولا آكلها" [97]. 8192 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزالون تستفتون حتى يقول أحدكم: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله عَزَّ وَجَلَّ" [98]. 8193 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله لأن يلج أحدكم بيمينه في

_ = "ثم تكون": لفظ "ثم" لم يذكر في الصحيفة المفردة ولا في رواية البخاري، وثبت في أصول المسند ورواية مسلم. وقوله "كهيئتها" - قال الحافظ في الفتح: "أعاد الضمير مؤنثًا لإرادة الجراحة". والحديث مضى بنحو معناه: 7300، من رواية الأعرج عن أبي هريرة. ومضى معناه ضمن حديث مطول: 7157 من رواية أبي زرعة عن أبي هريرة. (8191) وهذا صحيح أيضًا، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 94، مؤخرًا عن الحديث التالي: 8192. ورواه مسلم (3: 117 س/1: بولاق)، من طريق الصحيفة، عن عبد الرزاق. ورواه البخاري 5: 63 (فتح)، من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر، وانظر: 8036. وقوله: "ثم أخشى أن تكون صدقة" - في الصحيفة المفردة: "أن تكون من الصدقة". وجمع مسلم الروايتين: "أن تكون صدقة أو من صدقة". وقوله "ولا آكلها". لم يذكر في الصحيفة المفردة، ولا في روايتي الشيخين ولا في جامع المسانيد. ولكنه ثابت في أصول المسند المخطوطة والمطبوعة. (8192) وهو صحيح بصحة الصحيفة، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 93، مقدمًا على الحديث السابق: 8191 ولم يروه الشيخان من طريقها. ومعناه ثابت من أوجه أخر. فقد مضى 7777، من رواية محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة. وأشرنا إلى هذا هناك. وإلى رواية الشيخين له من غير طريق همام. (8193) وهذا صحيح أيضاً، وهو في الصحيفة المفردة، برقم: 95 ورواه البخاري (8: 128 =

أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي فرض الله عَزَّ وَجَلَّ" [99]. 8194 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أكره الاثنان على اليمين واستحباها فليستهما عليها" [100].

_ = ط /11: 452 - 453 فتح)، من طريق الصحيفة، ومعه أول الحديث رقم:1 من الصحيفة كما أشرنا هناك ورواه مسلم (5: 88 س/2: 18 بولاق) من طريق الصحيفة وقد مضى معناه بلفظ آخر: 7729، بإسناد الصحيفة نفسه. وحرجناه وأشرنا إلى هذا هناك. (8194) هو حديث صحيح، ورواه البخاري (3: 179 ط /5: 210 فتح)، عن إسحق بن نصر عن عبد الرزاق، به بلفظ: (أن النبي -صلي الله عليه وسلم - عرض على قوم اليمين فأسرعوا فأمر أن يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف". وقال الحافظ في الفتح: "وقد رواه أحمد عن عبد الرزاق - شيخ شيخ البخاري فيه - بلفظ: إذا أكره الاثنان عن اليمين واستحباها فليستهما عليها. وأخرجه أبو نعيم في مسند إسحق بن راهويه عن عبد الرزاق، مثل رواية البخاري، وتعقبه بأنه رآه في أصل إسحق عن عبد الرزاق، باللفظ الذي رواه أحمد، قال: وقد وهم شيخنا أبو أحمد في ذلك. انتهى. قلت (القائل ابن حجر) وهكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق إسحق بن أبي إسرائيل عن عبد الرزاق. وأخرجه من طريق الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق مثله، لكن قال: فاستحباها. وأخرجه أبو داود عن أحمد وسلمة بن شبيب عن عبد الرزاق بلفمل: أو استحباها. قال الإسماعيلي: هذا هو الصحيح. أي: أنه بلفظ "أو" لا بالفاء ولا بالواو. ورواية أبي داود وهي في السنن: 3617، عن أحمد بن حنبل وسلمة بن شبيب، وذكر أن رواية أحمد بلفظ: "إذا كره الاثنان اليمين أو استحباها" وأن رواية سلمة: "إذا أكره الاثنان على اليمين". ولكن الذي أمامنا في المسند أن رواية أحمد "إذا أكره"، أعني كرواية سلمة. فلعل أبا داود وهم في حكايته اللفظ. والمعنى الصحيح على "أو" أيعني: أن يستحب الطرفان اليمين ويحرصا عليها فكل منهما يريد أن يسارع لأدائها. أو أن يكره كلاهما اليمين ولكنها وجبت عليهما بإيجاب الظروف أو بإيجاب حاكم، فيريد كل منهما أن يبدأ خصمه، فقيا للنزاع في الحالين =

8195 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ما أحدكم اشتري لقحة مصراة، أو شاة مصراة - فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها: إما يرضى، وإلا فليردها وصاعا من تمر" [101]. 8196 - وقال رسول الله: "الشيخ على حب اثنتين: طول الحياة، وكثرة المال" [102].

_ = حتى يرضيا ويطمئنا يستهمان عليها ليبدأ من وقعت عليه القرعة بالبدء. (8195) حديث صحيح، رواه مسلم ج 4 ص 14 ط الشعب، ورواه أبو داود، وابن ماجه، والشافعي، والدارمي، وابن الجارود، وعلقه البخاري. "والمصراة" من تصرى، ومن الصر أيضاً، وهو ربط أخلافها ومعناها: جمع اللبن في الضرع عند إرادة البيع، ليعظم ضرعها فيظن المشتري أن كثرة لبنها عادة لها مستمرة. وقال الشافعي: التصرية أن يربط أخلاف الناقة أو الشاة، ويترك حلبها اليومين والثلاثة حتى يجمع لبنها فيزيد مشتريها في ثمنها بسبب ذلك، لظنه أنه عادة لها. وقال أبو عبيدة: هو من صري اللبن في ضرعها أي حقنه فيه، والتصرية حرام سواء تصرية الناقة والبقرة والشاة والجارية والفرس والأتان وغيرها؛ لأنه غش وخداع، وبيعها صحيح مع أنه حرام. وللمشتري الخيار في إمساكها وردها و "اللقحة" بكسر اللام وبفتحها، والكسر أفصح، هي الناقة القريبة العهد بالولادة نحو شهرين أو ثلاثة، قال الخطابي: وقول أبي عبيد حسن، وقول الشافعي صحيح، قال: والعرب تصر ضروع المحلوبات، واستدل لصحة قول الشافعي بقول العرب لا يحسن الكر -أي الهجوم في الحرب - إنما يحسن الحلب والصر. وبقول مالك بن نويرة: فقلت لقومي هذه صدقاتكم ... مصررة أخلافها لم تجرد قال: ويحتمل أن أصل المصراة: مصرورة، أبدلت إحدى الراءين ألفًا كقوله: "خاب من دساها" أي أخفاها بالجهالة -أي دسسها، كرهوا اجتماع ثلاثة أحرف من جنس. (8196) حديث صحيح، رواه البخاري، عن أبي هريرة ورواه في الرقاق عن علي بن المديني بلفظ: [قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال، ورواه مسلم في الزكاة عن أبي الطاهر بن السرح وحرملة بن يبيح وعن زهير بن حرب، ورواه الترمذي =

8197 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمشين أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من نار" [103]. 8198 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اشتد غضب الله عَزَّ وَجَلَّ على قوم فعلوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو حينئذ يشير إلى رباعيته" [104]. 8198 م- وقال: اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله [105]. 8199 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غضب على ابن آدم نصيبه من الزنا

_ = في الزهد عن قتيبة ورواه ابن ماجه في ثواب التسبيح عن أبي مروان. وفي الحديث مجاز واستعارة ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم في ذلك كاحتكام قوة الشاب في شبابه. قال الإمام النووي: هذا صوابه، وقيل: تفسيره غير هذا مما لا يرتضى أهـ. حديث صحيح، وفي صحيح مسلم بلفظ: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه) في الأدب عن عمرو الناقد وابن أبي عمر، ورواه الترمذي في الفتن عن عبد الله ابن الصباح وعن قتيبة. ومسلم أيضًا في الأدب عن محمَّد بن رافع. رواه البخاري "لا يشيرن أحدكم إلى أخيه بسلاح .... " في الفتن عن محمَّد. و"ينزع" بالعين المهملة وكسر الزاي أي يرمي، وروي بالمعجمة مع فتح الزاي، ومعناه أيضاً: يرمي ويفسد. وأصل النزع: الطعن والفساد. (8198) حديث صحيح، أخرجه مسلم ج5 ص 179 في المغازي عن محمَّد بن رافع والبخاري في المغازي عن إسحق بن نصر. وقوله: "في سبيل الله" احتراز ممن يقتله في حد أو في قصاص؛ لأن من يقتله في سبيل الله كان قاصدًا قتل النبي -صلي الله عليه وسلم -. (8199) حديث صحيح، رواه البخاري من طريق معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن أبي هريرة 8/ 54. ورواه مسلم 8/ 52 من نفس الطريق. ورواه أبو داود في النكاح عن موسى بن إبراهيم، والترمذي في الطهارة بلفظ: [لكل ابن آدم حظه من الزنا].

أدرك لا محالة: فالعين زنيتها النظر، ويصدقها الأَعراض. واللسان زنيته النطق، والقلب التمني. والفرج يصدق ما ثم ويكذب" [106]. 8200 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما قرية أتيتموها فأقمتم فيها فسهمكم فيها، وأيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ورسوله ثم هي لكم" [107]. 8201 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها حتى يلقى الله عَزَّ وَجَلَّ" [108].

_ (8200) حديث صحيح، رواه مسلم في صحيحه ج 4 ص 361 ط الشعب قال: حدثنا أحمد ابن حنبل ومحمد بن رافع، قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا عمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر أحاديث منها، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما قرية أتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم فيها وأيما قرية عصت الله ورسله فإن خمسها لله ولرسوله ثم هي لكم". قال القاضي: يحتمل أن يكون المراد بالأولى الفيء الذي لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، بل جلا عنه أهله أو صالحوا عليه، فيكون سهمهم فيها، أي حقهم من العطايا كما يصرف الفيء، ويكون المراد بالثانية ما أخذ عنوة، فيكون غنيمة يخرج منه الشخص، وباقية للقائمين، وهو معنى قوله: (ثم هي لكم) أي باقيها، وقد يحتج من لم يوجب الخمس في الفيء بهذا الحديث، وقد أوجب الشافعي الخمس في الفيء كما أوجبوه كلهم في الغنيمة، وقال جميع العلماء سواه: لا خمس في الفيء. قال ابن المنذر: لا نعلم أحدًا قبل الشافعي قال بالخمس في الفيء والله أعلم أهـ. (صحيح مسلم بشرح النووي). ورواه أيضاً أبو داود في الخراج عن أحمد بن حنبل. (8201) حديث صحيح، أخرجه مسلم ج 1 ص 82 ... عن همام بن منبه قال: هذا ماحدثنا أبو هريرة عن محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله عَزَّ وَجَلَّ إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر =

8202 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ما قام أحدكم للناس، فليخفف الصلاة فإن فيهم الكبير، وفيهم الضعيف، وفيهم السقيم. وإذا قام وحده فليطل صلاته ما شاء" [109]. 8203 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة - وهو أبصر به - فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جرائي" [110]. 8204 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: كذبني عبدي ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، تكذيبه إياي أن يقول: فلن يعيدنا كما بدأنا، وأما شتمه إياي يقول: اتخذ الله ولدًا، وأنا الصمد الذي لم

_ = أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها. قالت الملائكة: "رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جرائي. (8202) حديث صحيح، رواه مسلم ج 2 ص 43. ورواه البخاري عن أبي الزناد عن الأعرج ج 1 ص 142 ورواه أبو داود عن القعبني وعن الحسن بن علي، والترمذي فيه عن قتيبة وعنه أيضًا والنسائي فيه عن قتيبة. ورواه مالك في الموطأ عن أبي الزناد. وفي هذا الحديث أمر للإمام بتخفيف الصلاة بحيث لا يخل بسننها ومقاصدها، وأنه إذا صلى لنفسه طول ما شاء في الأركان التي تحتمل التطويل وهي القيام والركوع والسجود والتشهد دون الاعتدال والجلوس بين السجدتين. وفيه دليل على الرفق بالمؤمنين، وسائر الأتباع ومراعاة مصلحتهم. وروى مسلم بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأخفف من شدة وجد أمه به". (8202) حديث صحيح، رواه البخاري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بمعناه ج 9 ص 144 - 145. (8204) حديث صحيح، رواه البخاري ج 4 ص 129 من كتاب بدء الخلق. ط الشعب. ورواه النسائي في الجنائز عن الربيع بن سليمان.

ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد" [111]. 8205 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبردوا من الحر في الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم" [112]. 8206 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ" [113].

_ (8205) حديث صحيح، أخرجه البخاري 1/ 113 عن الأعرج وغيره عن أبي هريرة، وعن نافع عن ابن عمر، ومسلم 2/ 108، وابن أبي شيبة، وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، والحاكم والطبراني عن صفوان بن مخرمة، والنسائي عن أبي موسى الأشعري، والطبراني في الكبير عن ابن مسعود وابن ماجه والبيهقي والطبراني عن المغيرة بن شُعبة، وابن عدي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم. ورواه الدارمي 1: 219 وقال: هذا عندي على التأخير إذا تأذوا بالحر، وابن الجارود. والأمر بالإبراد محمول على الندب لا الوجوب، ومعنى (من فيح جهنم) أي من لهبها وغليانها ... قال السيوطي: حديث متواتر رواه بضعة عشر صحابيًا، وفي رواية "أبردوا بالصلاة" ورواه الترمذي عن قتيبة، ومالك عن أبي الزناد، وعن عبد الله بن يزيد في الصلاة. وقد ذكر الإِمام مسلم رحمه الله بعد هذا الحديث حديث خباب (شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء فلم يشكنا) قال زهير: قلت لأبي إسحق: أفى الظهر؟ قال: نعم، قلت: أفي تعجيلها؟ قال: نعم، اختلف العلماء في الجمع بين هذين الحديثين فقال بعضهم: الإبراد رخصة والتقديم أفضل واعتمدوا حديث خباب وحملوا حديث الإبراد على الترخيص والتخفيف في التأخير، وبهذا قال بعض أصحابنا وغيرهم، وقال جماعة: حديث خباب منسوخ بأحاديث الإبراد، وقال أخرون: المختار استحباب الإبراد لأحاديثه والصحيح استحباب الإبراد وبه قال الجمهور، لكثرة الأحاديث الصحيحة فيه. (8206) حديث صحيح، رواه مسلم ج 1 ص 140 - 141 بلفظ: "لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ". في الطهارة عن محمَّد بن رافع. والبخاري في الطهارة عن إسحق ابن إبراهيم وفي ترك الحيل عن إسحق بن نصر. وأبو داود في الطهارة عن أحمد بن حنبل. والترمذي في الطهارة عن محمود بن غَيْلان.

8207 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نودي بالصلاة فأتوها وأنتم تمشون، عليكم بالسكينة في أدركتم فصلوا، وما فاتكم فاقضوا) [114]. 8208 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يضحك الله لرجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: يقتل هذا فيلج الجنة، ثم يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإِسلام، ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد" [115]. 8209 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبع أحدكم على بيع أخيه، ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه" [116].

_ (8207) حديث صحيح، رواه مسلم ج 2 ص 100، ورواه البخاري ج 1 ص 164 ط الشعب ورواه أبو داود في الصلاة عن أبي الوليد وعن أحمد بن صالح ورواه النسائي في الصلاة عن عبد الله بن محمَّد بلفظ: "إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون" ورواه ابن ماجه فيه عن أبي مروان العثماني. ورواه مالك في الموطأ في باب "المشي إلى الصلاة وفضل المساجد" بلفظ: "إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة، في أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا، فإن أحدكم في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة". ومعنى "ثوب" أقيم، وفي الحديث دلالة على أن مدرك الركوع مدرك للركعة من غير اشتراط قراءة الفاتحة. (8208) حديث صحيح، رواه البخاري في الجهاد عن عبد الله بن يوسف. ورواه مسلم فيه عن ابن عمر ورواه النسائي عن محمَّد بن سلمة، والحارث بن مسكين وعن محمَّد ابن منصور، وابن ماجه في السنة عن أبي بكر ورواه مالك في الموطأ، في الجهاد، عن أبي الزناد. (8209) حديث صحيح، رواه البخاري ج 4 ص 24 عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه مالك في الموطأ بنحوه، في باب: الرجل يخطب على خطبة أخيه، =

8210 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد". حدثنا عبد الله قال: سمعت أبي يقول: قلت لعبد الرزاق يا أبا بكر أفضل، يعني هذا الحديث، كأنه أعجبه حسن هذا الحديث وجودته. قال: نعم. [117]. 8211 - حدثنا عبد الله حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق بن همام، ثنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يسم خضرا إلا أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز خضراء". الفروة الحشيش الأبيض وما يشبهه. قال عبد الله: أظن هذا تفسيرًا من عبد الرزاق [118]. 8212 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا ينظر إلى المسبل يوم القيامة" [119].

_ = ولفظه: "لا يخطب أحدكم على خطة أخيه" قال محمَّد: وبهذا نأخذ وهو قول أبي حنيفة، والعامة من فقهائنا. (8210) حديث صحيح، رواه مسلم ج 6 ص 132 عن أبي هريرة بغير طريق الصحيفة ورواه البخاري في الأطعمة عن سليمان بن حرب وعن إسماعيل بن أبي أويس بلفظ: "المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء". ورواه الترمذي عن إسحق ابن موسى، وابن ماجه في الأطعمة عن أبي بكر ومالك في الموطأ في "الجامع" عن سهيل بن أبي صالح وعن أبي الزناد. (8211) حديث صحيح، رواه البخاري ج 4 ص 156 في أحاديث الأنبياء عن محمَّد بن سعيد، ورواه الترمذي في التفسير عن يحيى بن موسى. (8212) حديث صحيح، أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النووي: إسناده صحيح على شرط مسلم، وأعله المنذري، قال فيه أبو جعفر رجل من المدينة لا يعرف. ومعنى "المسبل" الذي يرخى إزاره كبرًا واختيالا؛ لأن الصلاة محل التواضع وموطن الوقار =

8213 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجدًا وقولوا حطه يُغْفَرْ لكم خطاياكم فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاهم وقالوا حبَّة في شعرة" [120]. 8214 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع" [121]. 8215 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقول ابن آدم: يا خيبة الدهر، إني أنا الدهر، أرسل الليل والنهار، فإذا شئت قبضتهما" [122]. 8216 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم ما للمملوك أن يتوفى بحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له" [123].

_ = والسكينة. (8213) حديث صحيح، رواه مسلم ج 8 ص 147 في آخر الكتاب عن محمَّد بن رافع. رواه البخاري في التفسير عن إسحق وعن محمَّد، وفي أحاديث الأنبياء عن إسحق بن نصر. والترمذي في التفسير عن عبد بن حميد. (8214) حديث صحيح، رواه ابن ماجه في الصلاة عن يعقوب بن حميد. ورواه مسلم في الصلاة عن محمَّد بن رافع، وأبو داود في الصلاة عن أحمد بن حنبل. (8215) حديث صحيح، أخرجه مسلم ج 7 ص 45 من طريق معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال العلماء: هذا مجاز، وسببه أن العرب كان من شأنهم وعادتهم إذا وقعت بهم نازلة من النوازل يسبون الدهر، ويقولون: يا خيبة الدهر ونحو هذا من الألفاظ، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: لا تسبوا الدهر، أي لا تسبوا فاعل النوازل، فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى؛ لأنه هو فاعلها ومنزلها وأما الدهر، الذي هو الزمان فلافعل له، بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى. ومعنى (فإن الله هو الدهر) أي أنه فاعل الأحداث والنوازل وخالق الكائنات. (8216) حديث صحيح، أخرجه مسلم ج5 ص 65. وروى الترمذي: "نعما لأحدهم أن يطيع =

8217 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدكم من الصلاة: لا يبصق أمامه، فإنه مناج لله ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه ملكًا، ولكن ليبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنه" [124]. 8218 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قلت للناس أنصتوا وهم يتكلمون فقد ألغيت على نفسك" [125]. 8219 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أنا أولى الناس بالمؤمنين في كتاب

_ = الله ولؤدي حق سيده" يعني المملوك، رواه الترمذي في البر عن محمَّد بن يحيى بن أبي عمر وقال كعب: صدق الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. (8217) حديث صحيح، أخرجه مسلم عن غير طريق أبي هريرة ج 2 ص 76 والبخاري في الصلاة عن إسحق بن نصر وعن موسى بن إسماعيل وعن يحيى بن بكير. ورواه مالك في الموطأ بنحوه باب: "النخامة في المسجد وما يكره من ذلك"، قال محمَّد: ينبغي ألا ييصق تلقاء وجهه، ولا عن يمينه، ولا عن يساره، وليبصق تحت رجله اليسرى. ورواية الموطأ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى بصاقًا في قبلة المسجد فحكه، ثم أقبل على الناس، فقال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه إذا صلى". (8218) حديث صحيح، أخرجه البخاري في كتاب الجمعة باب الإنصاف يوم الجمعة والإمام يخطب وأخرجه أبو داود في الصلاة عن القعبني، والترمذي في الصلاة عن قتيبة. وأخرجه مسلم في كتاب الجمعة، باب الإنصاف يوم الجمعة في الخطة (زاد المسلم) 1/ 34. وأخرجه مالك في الموطأ في باب القراءة في صلاة الجمعة وما يستحب من الصمت ولفظه: "إذا قلت لصاحبك: أنصت فقد لغوت والإمام يخطب" ومعنى لغوت: قيل: خبت من الأجر. وقيل بطلت فضيلة جمعتك، وقيل صارت جمعتك ظهرًا ورجحه ابن حجر [الزرقاني ج1 ص 214] و"لغيت" لغة في "لغوت". ورواه النسائي في الصلاة عن محمَّد بن سلمة والحارث بن مسكين وعن قتيبة، وابن ماجه في الصلاة عن أبي بكر. (8219) حديث صحيح، أخرجه البخاري في كتاب الحوالة في باب الدين وفي كتاب الفرائض =

الله، فأيكم ما ترك دينًا أو ضيعة، فادعوني فأنا وليه، وأيكم ما ترك مالاً فليرث ماله عصبته من كان" [126]. 8220 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، وارحمني إن شئت، وارزقني، ليعزم المسألة، إنه يفعل ما شاء، لا مكره له" [127]. 8221 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولم يبن، ولا أحد قد بني بنيانًا ولما يرفع سقفها، ولا أحد قد اشترى غنمًا أو خلفات وهو ينتظر أولادها. فغزا، فدنا من القرية حين صلاة العصر، أو قريبًا من ذلك، فقال

_ = في باب قول النبي -صلي الله عليه وسلم -: "من ترك مالاً فلأهله"، وفي باب ابن عم أحدهما أخ للأم 8/ 150 وأخرجه مسلم في كتاب الفرائض ج هـ ص 62، وفي زاد المسلم (1/ 110) والضياع والضعية بفتح الضاد، والمراد: عيال محتاجون ضائعون، قال الخطابي: الضياع والضعية هنا: وصف لورثة الميت بالمصدر، أي ترك أولادًا أو عيالا ذوي ضياع، أي لا شيء لهم، والضياع في الأصل: مصدر ما ضاع. ثم جعل اسمًا لكل ما يعرض للضياع. (8220) حديث صحيح، أخرجه البخاري ج 9 ص 140، وأخرجه مسلم في الدعوات عن إسحق بن موسى بلفظ: "لا يقولن أحدكم. اللهم اغفر لي إن شئت". وأخرجه ابن ماجه في الدعوات عن أبي بكر. ومعنى الحديث: استحباب الجزم في الطلب، وكراهة التعليق على المشيئة، قال العلماء: سبب كراهته أنه لا يتحقق استعمال المشيئة إلا في حق من يتوجه عليه الإكراه والله منزه عن ذلك وقيل، سبب الكراهة أن في هذه اللفظة صورة الاستغناء على المطلوب، والمطلوب منه. (8221) حديث صحيح، رواه البخاري ج 4 ص 87، وقد تقدم الجزء الأخير منه في رقم: 8185.

للشمس: أنت مأمورة، وأنا مأمور اللهم احبسها عليّ شيئاً، فحبست عليه، حتى فتح الله عليه، فجمعوا ما غنموا، فأقبلت النار لتأكله، فأبت أن تطعم، فقال: فيكم غلول، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فبايعوه فلصقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك فبايعته قبيلته، قال: فلصق بيد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، أنتم غللتم. فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب. قال فوضعوه في المال، وهو بالصعيد، فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا، ذلك لأن الله عَزَّ وَجَلَّ رأي ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا" [128]. 8222 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بينما أنا نائم، رأيت أني أنزع على حوضي أسقي الناس، فأتاني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليرفه حتى نزع ذنوبًا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، قال فأتاني ابن الخطاب والله يغفر له فأخذها مني فلم ينزع رجل حتى تولى الناس والحوض يتفجر" [129]. 8223 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوذ وكرمان، قومًا من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة" [130]. 8224 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا أقوامًا

_ (8222) حديث صحيح، أخرجه مسلم ج 7 ص 113. (8223) حديث صحيح، رواه البخاري ج 4 ص 43 عن الأعرج عن أبي هريرة، وعن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. ورواه مسلم ج 8 ص 184 ورواه ابن ماجه في الفتن عن أبي بكر بن أبي شيبة. وهذا الحديث مكرر رقم: 7974. (8224) حديث صحيح، رواه مسلم ج 8 ص 184، حدثثنا أبو بكر بن أبي ذيبة حدثنا سفيان ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: لا تقوم الساعة =

نعالهم الشعر" [131]. 8225 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخيلاء والفخر في أهل الخيل والإبل، والسكينة في أهل الغنم" [132]. 8226 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم" [133]. 8227 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده" [134].

_ = حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنف. ورواه البخاري في الجهاد عن علي بن عبد الله، وفي علامات النبوة عن أبي اليمان، ورواه أبو داود في الملاحم عن قتيبة وابن السرح وغيرهما، ورواه الترمذي في الفتن عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعبد الجبار بن العلاء، ورواه ابن ماجه في الفتن عن أبي بكر بن أبي شيبة. (8225) حديث صحيحا رواه مسلم ج1 ص 52 عن الأعرج قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم". (8226) حديث صحيح، رواه مسلم ج 4 ص.48 ط الشعب، ورواه البخاري ج 4 ص 178 عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم. أي في الإِسلام والجاهلية، لأنهم كانوا في الجاهلية رؤساء العرب، وأصحاب حرم الله، وأهل حج بيت الله، وكانت العرب تنظر إسلامهم فلما أسلموا وفتحت مكة تبحهم الناس، وجاءت وفود العرب من كل جهة، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وكذلك في الإِسلام هم أصحاب الخلافة، والناس تبع لهم أهـ (صحيح مسلم بشرح النووي). (8227) حديث صحيح، رواه مسلم ج 7 ص 182، ورواه البخاري في النفقات عن علي وفي =

8228 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العين حق ونهى عن الوشم" [135]. 8229 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه لا يمنعه إلا انتظارها" [136].

_ = أحاديث الأنبياء. بلفظ: (خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولده في صغره وأرعاه على بعل في ذات يده). وفي الحديث فضل نساء قريش، وفضل هذه الخصال المذكورة، ومعنى "ذات يده": أي شأنه المضاف إليه، ومعنى أحناه: أي أشفقه وفي رواية لمسلم " ... صالح نساء قريش" قال القسطلاني تعليقًا على ذلك: ذكر الولد إشارة إلى أنها تحنو على أي ولد كان وإن كان ولد زوجها من غيرها. (8228) حديث صحيح، رواه البخاري في الطب عن إسحق بن نصر، وفي اللباس عن يحيى ورواه مسلم في الطب عن محمَّد بن رافع. ورواه أبو داود في الطب عن أحمد بن حنبل. قال الإِمام أبو عبد الله المازري أخذ جماهير العلماء بظاهر هذا الحديث، وقالوا: العين حق، وأنكره طوائف من المبتدعة والدليل على فساد قولهم، أن كل معنى ليس مخالفًا في نفسه ولا يؤدي إلى قلب حقيقة، ولا إفساد دليل، فإنه من مجوزات العقول، إذا أخبر الشرع بوقوعه وجب اعتقاده، ولا يجوز تكذيبه، وذهب بعض الطائعيين المثبتين للعين أن العائن تنبعث من عينه قوة سمية تتصل بالعين فيهلك أو يفسد، وهذا غير مسلم؛ لأنه لا فاعل إلا الله ومذهب أهل السنة: أن العين إنما تفسد وتملك عند نظر العائن بفعل الله تعالى، أجرى الله سبحانه وتعالى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص لشخص آخر. والوشم: غرز اليد بإبرة. (8229) حديث صحيح، رواه البخاري ج 4 ص 114 عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول: اللهم اغفر له وارحمه ما لم يقم من صلاته أو يحدث. ورواه مسلم ج 1 ص 39 ... الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".

8230 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول" [137]. 8231 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة"، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: "الأنبياء إخوة من علات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد فليس بيننا نبي" [138]. 8232 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بينما أنا نائم أوتيت بخزائن الأرض فوضع في يدي سواران من ذهب فكبرا على وأهماني فأوحى إليّ أن انفخهما فنفختهما، فذهبا فأولتها الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة" [139].

_ (8230) حديث صحيح، رواه مسلم ج 3 ص 94. عن طريق غير طريق أبي هريرة، وجزء من حديث عن حكيم بن حزام، ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عمر. واليد العليا هي المنفقة، وكذا ذكره أبو داود عن أكثرُ الرواة، وروى عبد الوارث عن أبوب عن نافع عن ابن عمر (العليا المتعففة) من العفة، ورجح الخطابي هذه الرواية" و"السفلى" هي السائلة، والصحيح الرواية الأولى. ويحتمل صحة الروايتين، فالمنفقة أعلى من السائلة، والمتعففة أعلى من السائلة، وفي الحديث: الحث على الإنفاق في وجوه الطاعات ودليل لمذهب الجمهور أن اليد العليا هي المنفقة. (8231) حديث صحيح، رواه البخاري ج 4 ص 166، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلاتِ أمهاتهم شتى ودينهم واحد". ورواه مسلم ج 7 ص 96 حدثنا محمَّد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا عمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر أحاديث منها وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا أولى الناس بعيسى بن مريم ... إلخ. الحديث ورواه أبو داود في السنة عن أحمد بن صالح. (8232) حديث صحيح، رواه مسلم ج 7 ص 85 حدثنا محمَّد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا =

8233 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس واحد بمنجيه عمله ولكن سدودا وقاربوا"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل" [140]. 8234 - وقال "نهى عن بيعتين ولبستين أن يحتبى أحدكم في الثوب الواحد ليس على فرجه منه شيء وأن يشتمل في إزاره، إذا ما صلى إلا أن يخالف بين طرفيه على عاتقه ونهى عن اللمس النجش" [141].

_ معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله: "بينا أنا نائم أتيت خزائن الأرض، فوضع في يدي أسواران من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحى إلى أن أنفخهما، فنفختهما، فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة". (8233) حديث صحيح، رواه البخاري "لن ينجي أحدًا منكم عمله" وفي لفظ: "لن يدخل أحدكم عمله الجنة" وفيه: "سددوا وقاربوا" رواه "البخاري" عن أبي اليمان في كتاب المرضي، و"مسلم" في التوبة عن محمَّد بن حاتم وعن قتيبة، وعن محمَّد بن مثنى وفي صفة القيامة عن قتيبة وفي صفة الجنة عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير وفي القدر عن زهير بن حرب. ورواه ابن ماجه في الزهد عن عبد الله بن عامر وإسماعيل بن موسى ومعنى "سددوا وقاربوا" أي اطلبوا السداد واعملوا به وإن عجزتم عنه فقاربوا أي اقربوا منه، والسداد: الصواب. وهو بين الإفراط والتفريط فلا تغلوا ولا تقصروا. (8234) حديث صحيح، رواه البخاري ج 1 ص 103 عن الأعرج عن أبي هريرة طس الشعب ورواه البخاري في اللباس وفي البيوع عن إسماعيل، ومسلم في الصلاة وفي البيوع عن يحيى بن يحيى، والترمذي في اللباس عن قتيبة والنسائي في البيوع عن محمَّد بن مصفى وعن محمَّد بن سلمة والحارث بن مسكين، ورواه الإِمام مالك في الموطأ في الجامع عن أبي الزناد. ورواه أبو داود في اللباس عن عثمان بن أبي شيبة، وابن ماجه في اللباس، وفي التجارات وفي الصلاة عن أبي بكر.

8235 - وقال: "العجماء جَرحها جُبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس" [142]. "انتهت صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة" ...

_ (8235) حديث صحيح، رواه البخاري ج 9 ص 12 عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الحديث .. رواه في الديات، وفي الزكاة عن عبد الله بن يوسف، وفي الشرب عن محمود بن غَيْلان. ورواه مسلم في الحدود عن يبيح بن يحيى ومحمد بن رمح. ورواه أبو داود في الديات وفي الخراج عن مسدد. ورواه الترمذي في الأحكام عن أحمد بن منيع، ورواه النسائي في الزكاة عن إسحق بن إبراهيم وعن قتيبة ورواه ابن ماجه في الديات في أبي بكر بن أبي شيبة وفي الأحكام عن محمَّد بن ميمون وهشام بن عمار ومالك في الموطأ في العقول عن ابن شهاب الزهري و"جرحها" بفتح أوله على الصدر، "والعجماء" البهيمة؛ لأنها لا تتكلم و"جبار" بضم الجيم أي هدر لا شيء فيه "والبئر جبار" أي لا ضمان على ربها في كل ما سقط فيها بغير صنع أحد، إذا حفرها في موضع يجوز حفرها فيه و"المعدن" المكان الذي يخرج منه شيء من الجواهر فمن استأجر رجلا ليعمل فيه فهلك فلا ضمان على من استأجره "والركاز" دفن الجاهلية. (إلى هنا أنتهت صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة).

8236 - حدثنا هاشم بن القاسم، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: أنا أشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: سمع الله لمن حمده قال: "ربنا ولك الحمد" وكان يكبر إذا ركع وإذا رفع رأسه وإذا قام من السجدتين قال: "الله أكبر". 8237 - حدثنا هاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب عن عجلان عن أبي هريرة قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد من بني آدم يمسه الشيطان بأصبعه إلا مريم وابنها". 8238 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده إني لأنظر إلى ما ورائي كما انظر إلى ما بين يدي فسووا صفوفكم، وأحسنوا ركوعكم

_ (8236) إسناده صحيح، وفيما أخرجه البخاري ... عن أبي هريرة. بلفظ: "إذا قال الإِمام سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له" وهذا الحديث أخرجه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف، وفي بدء الخلق عن إسماعيل، ورواه مسلم في الصلاة عن يحيى بن يحيى، وأبو داود في الصلاة عن القعنبي، والترمذي عن إسحق بن موسى الأنصاري، والنسائي عن قتيبة، ومالك في الموطأ في الصلاة عن سمى مولى أبي بكر بن عبد الرحمن. (8237) إسناده صحيح، و"عجلان " هو المدني مولى المشمعل، وانظر 7866 رواه البخاري في التفسير عن عبد الله بن محمَّد، وفي أحاديث الأنبياء عن أبي اليمان، ورواه مسلم في أحاديث الأنبياء عن أبي بكر بن أبي شيبة، وفي القدر عن حاجب بن الوليد وعن زهير. ورواه أبو داود في السنة عن القعنبي. ورواه الترمذي في القدر عن محمَّد بن يحيى. ورواه الإِمام مالك في الموطأ في الجنائز عن أبي الزناد. (8238) إسناده صحيح، وقد جاء برواية أبي هريرة أحاديث أخر منها: "إنما جعل الإِمام ليؤتم به، وفيه الأمر بتسوية الصفوف" رواه البخاري بسنده عن عبد الله بن محمَّد وعن أبي اليمان في الصلاة، والقسم في الحديث بالله تعالى، والمعنى: والله الذي روحي بقدرته وفي قبضته. وفيه الأمر بتسوية الصفوف، وإحسان الركوع والسجود.

وسجودكم". 8239 - وبإسناده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لينتهين رجال من حول المسجد لا يشهدون العشاء أو لأحرقن حول بيوتهم بحزم الحطب". 8240 - حدثنا هاشم عن ابن أبي ذئب عن الأسود بن العلاء الثقفي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حين يخرج أحدكم من بيته إلى مسجده، فرجل تكتب حسنة، والأخرى تمحو سيئة". 8241 - حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حمزة يعني الزيات ثنا أبو إسحق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال:

_ (8239) إسناده صحيح، ورواه البخاري، وابن ماجه عن أسامة بلفظ: "لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن ببوتهم". وروى البخاري بسنده عن أبي هريرة: "لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن بها" رواه البخاري في الصلاة عن عبد الله بن يوسف وفي الأحكام عن إسماعيل ورواه مسلم فيه عن عمرو الناقد، والنسائي في الصلاة عن قتيبة، ومالك في الموطأ عن أبي الزناد. (8240) إسناده صحيح، وروى الإِمام أحمد أيضاً عن عبد الله بن عمر بلفظ: "من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة، وخطوة تكتب له حسنة ذاهبًا وراجعًا" وإسناد هذا حسن ورواه الطبراني وابن حبان في صحيحه" ورواه النسائي في الصلاة عن عمرو بن علي. (8241) إسناده صحيح، وروي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادى مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدًا، وذلك قول الله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} رواه مسلم، والترمذي، والمنذري في الترغيب والترهيب.

"فينادي مع ذلك أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وأن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وأن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا" قال يتنادون بهذه الأربعة. 8242 - حدثنا عبد الرحمن ثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو كثير حدثني أبو هريرة وقال لنا والله ماخلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني، قلت وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال إن أمي كانت امرأة مشركة وإني كنت أدعوها إلى الإِسلام وكانت تأبى على فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فقلت يا رسول الله: إني كنت أدعو أمي إلى الإِسلام وكانت تأبى عليّ وإني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله: "اللهم اهد أم أبي هريرة" فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أتيت الباب إذا هو مجاف وسمعت خضخضة الماء وسمعت خشف رجل يعني وقعها، فقالت يا أبا هريرة كما أنت، ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها، فقالت إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن فقلت يا رسول الله أبشر فقد استجاب الله دعاءك وقد هدى أم أبي هريرة. فقلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما" في خلق الله مؤمنًا يسمع في ولا يراني أو يرى أمي إلا وهو يحبني.

_ (8242) إسناده صحيح، وعكرمة بن عمار ثقة، ومن ضعفه فقد غالى وأخطأ، ورواه مسلم في الفضائل عن عمرو الناقد.

8243 - حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حيوة وابن لهيعة ثنا أبو الأسود يتيم عروة أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة هل صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف، فقال أبو هريرة: نعم فقال: متى؟ قال: عام غزوة نجد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصلاة العصر وقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابلة العدو ظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكبروا جميعًا الذين معه والذين يقابلون العدو، ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة واحدة، ثم ركعت معه الطائفة التي تليه، ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلة العدو فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقامت الطائفة التي معه فذهبوا إلى العدو فقابلوهم وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة أخرى وركعوا معه وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التي كانت تقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد ومن تبعه ثم كان التسليم فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلموا جميعًا، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتاين ولكل رجل من الطائفتين ركعتان ركعتان.

_ (8243) إسناده صحيح جدًا، ورواه أبو داود والنسائي، وسكت أبو داود عنه، ورجال إسناده ثقات عند أبي داود والنسائي، وساقه أبو داود أيضاً من طريق أخرى عن أبي هريرة، وفي إسناده محمَّد بن إسحق وفيه مقال مشهور إذا لم يصرح بالتحديث وفي هذا الحديث صفة صلاة الخوف وهي أن تدخل الطائفتان مع الإِمام في الصلاة جميعاً، ثم تقوم إحدى الطائفتين بإزاء العدو وتصلي معه إحدى الطائفتين ركعة، ثم يذهبون فيقومون في وجه العدو ثم تأتي الطائفة الأخرى فتصلي لنفسها ركعة والإمام قائم ثم يصلي بهم الركعة التي بقيت معه ثم تأتي الطائفة القائمة في وجه العدو فيصلون لأنفسهم ركعة والإمام قاعد ثم يسلم الإِمام ويسلمون جميعًا.

8244 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة أنا أبو هانيء أن أبا سعيد الغفاري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبع الحرير من الثياب فينزعه. 8245 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني محمَّد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر". 8246 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا موسى يعني ابن علي سمعت أبي يحدث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع". 8247 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من عرض عليه طيب فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة". 8248 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن

_ (8244) إسناده صحيح، وأبو سعيد الغفاري ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر في التعجيل: "والذي في نسخة شيخنا من ثقات ابن حبان وهو بخط الحافظ أبي على البكري: أبو سعد: بسكون العين وقال مولى بني غفار وكذا رأيته في ترتيب المسند لابن المحب وكذا هو في الكنى لأبي أحمد وجاء في السند أيضاً (أبو سعيد مولى غفار) رقم 9439. (8245) إسناده صحيح، ورواه البخاري في الرقاق عن عبد السلام بن مطهر. (8246) إسناده صحيح، رواه أبو داود في الجهاد عن عبد الله بن الجراح. (8246) إسناده صحيح، رواه مسلم وأبو داود عن أبي هريرة، بلفظ: "من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الريح". (8248) في إسناده (عبد الله بن هريم مولى من أهل المدينة) الراوي عن أبي هريرة ولم نجد له =

هُبَيْرة عن أبي تميم الجيشاني قال كتب إليَّ عبد الله بن هريم مولى من أهل المدينة يذكر عن أبي هريرة أن رسول الله قال "من تبع جنازة فحمل من علوها وحمل في قبرها وقعد حتى يؤذن له، آب بقيراطين من الأجر، كل قيراط مثل أحد. 8249 - حدثنا عبد الله بن يزيد من كتابه قال ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب ثنا بكر بن عمرو المعافري عن عمرو بن أبي نعيمه عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تقول عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه، ومن أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه". 8250 - حدثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا سعيد حدثني أبو هانيء حميد بن هانئ الخولاني عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم ما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم".

_ = ترجمة في شيء من الكتب فينظر فلعله محرف عن اسم آخر وفي المخطوطة (عبد الله بن هرمز مولى من أهل المدينة) والحديث رواه الترمذي عن أبي هريرة بلفظ: "من تبع جنازة وحملها ثلاث مرار فقد قضى ما عليه من حقها" ورواه سعيد بن منصور في سننه. (8249) إسناده صحيح، والحديث نسبه ابن حجر في التهذيب (8: 110 - 111) إلى أبي داود والحاكم، رواه أبو داود في العلم عن الحسن بن علي، وعن سليمان بن داود، ورواه ابن ماجه في السنة عن أبي بكر بن أبي شيبة، والشطر الأول من الحديث: "من تقول عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" رواه ابن ماجه في السنة عن أبي بكر بن أبي شيبة. (8250) إسناده صحيح، رواه مسلم في مقدمة كتابه عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير، وزهير بن حرب وعن حرملة بن يحيى.

8251 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد حدثني جعفر بن ربيعة الأعرج عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم أصوات الديكة فإنها رأت ملكًا فاسألوا الله وارغبوا إليه، وإذا سمعتم نهاق الحمير فإنها رأت شيطانًا فاستعيذوا بالله من شر ما رأت". 8252 - حدثنا شُعيب بن حرب أبو صالح ثنا ليث بن سعد ثنا جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة فذكر معناه. 8253 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد أخبرني يحيى بن أبي سليمان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رمانا بالليل فليس منا". 8254 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد ثنا عبد الله بن الوليد عن ابن حجيرة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "حق المؤمن على المؤمن ست خصال أن يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وإن دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهده، وإذا غاب أن ينصح له". 8255 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد ثنا عبد الله بن الوليد عن

_ (8251) رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي عن أبي هريرة بلفظ: "إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنها رأت شيطانًا" (8252) سبق تخريجه في الحديث السابق (8251). (8253) إسناده حسن، رواه البخاري. (8254) إسناده حسن، رواه البخاري في الأدب عن أبي هريرة، ورواه مسلم، "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك؛ فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له،:إذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده وإذا مات فأتبعه". (8255) إسناده حسن، أخرجه الطبراني في الأوسط والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال =

ابن حجيرة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى سلمان الخير قال إن نبي الله عليه السلام يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن ترغب إليه فيهن وتدعو بهن بالليل والنهار قال "اللهم إني أسألك صحة إيمان وإيمانًا في خلق حسن ونجاحًا يتبعه فلاح" يعني "ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوانًا" قال أبي وهن مرفوعة في الكتاب يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوان. 8256 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا عبد الله بن عياش عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا". 8257 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد ثنا محمَّد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يزال لهذا الأمر أو على هذا الأمر عصابة على الحق ولا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله". 8258 - حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد حدثني أبو خيرة عن موسى بن وردان قال أبو خيرة لا أعلم إلا أنه قال عن أبي هريرة أن

_ = الهيثمي: رجاله ثقات. (8256) إسناده حسن، رواه الحاكم مرفوعًا بلفظ: "من وجد سحة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا" وصححه الحاكم، ورواه أيضاً موقوفاً ولعله أشبه، وراه المنذري في الترغيب والترهيب. (8257) إسناده صحيح، روى البخاري ومسلما: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان" عن ابن عمر. (8258) إسناده حسن، وأبو خيرة هو المحب بن حذلم المصري الصالح كما حققه ابن حجر في التعجيل، رواه بنحوه الترمذي، والحاكم عن جابر، ورواه البخاري.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر من ذكر أو أنثى فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر من أناث أمتي فلا تدخل الحمام". 8259 - حدثنا حجاج بن محمَّد وابن جعفر حدثني شُعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أن سورة من القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك". 8260 - حدثنا حجاج عن ابن جُريج حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرج الناس عن أبي هريرة فقال له نأتل الشامي أيها الشيخ حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة، رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال وما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى قتلت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فَأُتِيَ به ليعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قاريء فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فَأُتِيَ به

_ (8259) رواه أبو داود في الصلاة عن عمرو بن مرزوق، والترمذي في فضائل القرآن عن ابن بشار، وابن ماجه في ثواب القرآن عن أبي بكر. (8260) إسناده صحيح، وناتل الشامي هو ابن قيس بن زيد بن حبان من أهل فلسطن وهو بالنون والتاء الثناة. رواه مسلم والنسائي، ورواه الترمذي، وحسنه، ورواه ابن حبان في صحيحه كلاهما بلفظ واحد، ورواه المنذري في الترغيب والترهيب في باب الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئًا منه.

فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ذلك ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار". 8261 - حدثنا علي بن حفص ثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "منزلنا غدًا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفر". 8262 - حدثنا علي بن حفص أنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يغفر الله للوط إنه أوى إلى ركن شديد". 8263 - حدثنا علي بن حفص أنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بينما امرأتان معهما ابنان لهما جاء الذئب فأخذ أحد الابنين فتحاكما إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا، فدعاهما سليمان فقال هاتوا السكين أشقه بينهما فقالت الصغرى يرحمك الله هو ابنها لا تشقه فقضى به للصغرى، قال أبو هريرة والله إن

_ (8261) وروي بلفظ: "إنا نازلون بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر" رواه البخاري في الهجرة عن عبد العزيز بن عبد الله، وفي المغازي عن موسى بن إسماعيل، وفي التوحيد، وفي الحج عن أبي اليماني، وفي الحج عن الحميدي ورواه مسلم في الحج عن زهير ابن حرب، وعن حرملة بن يحيى، ورواه أبو داود فيه عن قتيبة، ورواه النسائي أيضاً عن قتيبة، ومحمد بن مثنى، ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار. (8262) وروي: "يغفر الله للوط أن كان ليأوي إلى ركن شديد" رواه البخاري في أحاديث الأنبياء، عن أبي اليمان. ورواه مسلم في الفضائل عن زهير بن حرب. (8263) ورقاء بن عمر أبو بشر اليشكري الحافظ، عن عمرو بن دينار وابن المنكدر، وعنه الفريابي ويحيى بن آدم، صدوق صالح، قال العقيلي: تكلموا في حديثه عن منصور.

علمنا ما السكين إلا يومئذ وما كنا نقول إلا المدينة. 8264 - حدثنا علي بن حفص أنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعد ما أتت عليه ثمانون سنة واختتن بالقدوم" مخففة. 8265 - حدثنا علي بن حفص أنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال رجل لأتصدقن الليلة صدقة، فأخرج صدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية، وقال لأتصدقن الليلة بصدقة، فأخرج صدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق، ثم قال لأتصدقن الليلة بصدقة فأخرج الصدقة فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني، فقال الحمد لله على سارق وعلى زانية وعلى غني قال فأتي فقيل له أما صدقتك فقد تقبلت، أما الزانية فلعلها يعني أن تستعف به، وأما السارق فلعله أن يستغني به، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما آتاه الله". 8266 - حدثنا علي بن حفص أنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل ابن آدم تأكله الأرض

_ (8264) وروي "اختتن إبراهيم وهو ابن ئمانين سنة بالقدوم" رواه البخاري في أحاديث الأنبياء عن قتيبة. (8265) رواه مسلم في الزكاة عن سويد بن سعيد. وفي هذا الحديث ثبوت الثواب في الصدقة، وإن كان الآخذ فاسقًا وغنيًا، ففي كل كبد حرى أجر، وهذا في صدقة التطوع، وأما الزكاة، فلا يجزي دفعها إلى غني. وفي رواية الطبراني: فساءه ذلك فأتي في منامه، وكذلك أخرجه أبو نعيم والإسماعيلي وفيه تعيين أحد الاحتمالات، برؤيا في المنام أو هاتف أو عالم. (8266) رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي عن أبي هريرة. ورواه مالك في الموطأ عن أبي الزناد.

إلا عجيب الذنب فإنه منه خلق ومنه يركب". 8267 - حدثنا علي بن حفص أنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر على الصدقة فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "ما نقم ابن جميل إلا أنه أن كان فقيرًا فأغناه الله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا فقد احتبس أدراعه في سبيل الله، وأما العباس فهي عليّ ومثلها، ثم قال أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه". 8268 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - مثله. 8269 - حدثنا أبو عامر ثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن

_ (8267) (8268) رواه مسلم، والبخاري وليس فيه ذكر عمر، ولا ما قيل له في العباس، وقال فيه: فهي عليه ومثلها معها، قال أبو عبيد: أرى والله أعلم أنه أخر عنه الصدقة عامين لحاجة عرضت للعباس وللإمام أن يؤخر على وجه النظر، ثم يأخذه ومن روى فهي علي ومثلها، فيقال كأتسلّف منه صدقة عامين ذلك العام والذي قبله أهـ (نيل الأوطار ج 4 ص 127). ومعنى ذلك: أنهم طلبوا من خالد زكاة أعتاده ظنا منهم أنها للتجار وأن الزكاة فيها واجبة فقال لهم: لا زكاة فيها عليّ فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن خالدًا منع الزكاة، فقال: إنكم تظلمونه، لأنه حبسها ووقفها في سبيل الله تعالى قبل الحول عليها، فلا زكاة فيها، ويحتمل أن يكون المراد لو وجبت عليه زكاة لأعطاها ولم يشح بها؛ لأنه قد وقف أمواله لله تعالى متبرعًا، فكيف يشح بواحب عليه. واستنبط بعضهم من هذا وجوب زكاة التجارة وبه قال جمهور السلف والخلف خلافًا لداود. (8269) إسناده صحيح، "المقبري" هو سعيد بن أبي سعيد. أبو سعد المقبري، عن أبيه، وأبي هريرة، وعائشة، وعنه الليث، ومالك قال أحمد: ليس به بأس، توفي سنة 123، وقيل: 125.

محمدى عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما من خارج يخرج يعني من بيته إلا بيده رايتان راية بيد ملك وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله عَزَّ وَجَلَّ اتبعه الملك برايته فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشطان حتى يرجع إلى بيته". 8270 - حدثنا أبو عامر ثنا عبد الله عن عثمان بن محمَّد عن المقبري عن أبي هريرة قال لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المحل والمحلل له. 8271 - حدثنا أبو عامر ثنا زهير يعنى ابن محمَّد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى تقاد الشاة الجماء من الشاة القرناء يوم القيامة". 8272 - حدثنا أبو عامر ثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر". 8273 - حدثنا أبو عامر ثنا على يعني ابن المبارك عن يحيى يعني ابن أبي كثير عن ابن يعقوب قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبق المفردون" قالوا يا رسول الله ومن المفردون قال: "الذين يهترون في ذكر الله".

_ (8270) إسناده صحيح، وروي "لعن الله المحلل والمحلل له" ورواه الترمذي والنسائي عن ابن مسعود، ورواه الترمذي أيضاً عن جابر. (8271) رواه البخاري في الأدب، وروواه مسلم، والترمذي عن أبي هريرة. (8272) رواه مسلم في الرتائق، ورواه الترمذي في الزهد عن قتيبة ورواه ابن ماجه في الزهد عن أبي مروان. (8273) إسناده صحيح، رواه الترمذي، والحاكم، عن أبي هريرة، ورواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء.

8274 - حدثنا أبو عامر ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ خلق آدم على صورته وفي كتاب أبي وطوله ستون ذراعًا فلا أدري حدثنا به أم لا". 8275 - حدثنا أبو عامر ثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جوس اليمامي قال قال لي أبو هريرة يا يمامي لا تقولن لرجل والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة أبدًا قلت يا أبا هريرة إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب قال فلا تقلها فإني سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "كان في بني إسرائيل رجلان كان أحدهما مجتهدًا في العبادة وكان الآخر مسرفًا على نفسه، فكانا متآخيين فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب فيقول يا هذا أقصر فيقول خلني وربي أبعثت عليّ رقيبًا، قال إلى أن رآه يومًا على ذنب استعظمه فقال له ويحك أقصر قال خلني وربي أبعثت عليّ رقيبًا، قال فقال والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة أبدًا قال أحدهما قال فبعث الله إليهما ملكًا فقبض أرواحهما واجتمعا عنده فقال للمذنب اذهب فأدخل الجنة برحمتي وقال للآخر أكنت في عالمًا أكنت على ما في يدي خازنًا اذهبوا به إلى النار، قال فوالذي نفس أبي القاسم بيده لتكلم بالكلمة أوبقت دنياه وآخرته". 8276 - حدثنا أبو عامر ثنا أفلح بن سعيد الأنصاري من أهل قباء

_ (8274) رواه ابن خزيمة، وقال في معناه: "فيه سبب، وهو أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رأى رجلاً يضرب وجه رجل، فقال: "لا تضربه على وجهه فإن الله تعالى خلق آدم على صورته" وكون الضمير عائدًا على رجل مضروب، قاله غير ابن خزيمة. (8275) إسناده صحيح، ونسبه في التهذيب للنسائي في سجود السهو ولأبي داود. (8276) هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بإسناد المسند ونقل عن ابن حبان أنه =

ثنا عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إن طالت بك مدة أوشك أن ترى قومًا يغدون في سخط الله ويروحون في لعنة الله في أيديهم مثل أذناب البقر". 8277 - حدثنا عفان ثنا همام أنا قتادة عن عبد الملك عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من عرض له شيء من غير أن يسأله فليقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليه".

_ = قال: إن هذا الخبر باطل، وأفلح كان يروي عن الثقات الموضوعات. وقد أخرج "مسلم" هذا الحديث عن جماعة من مشايخه عن أبي عامر العقدي وأخرجه من وجه آخر. وقال ابن حجر: ولم أقف في كتاب الموضعات لابن الجوزي على شيء حكم عليه بالوضع وهو في أحد الصحيحين غير هذا الحديث وإنها لغفلة شديدة منه و"أفلح" المذكور يعرف بالقبائي مدني من أهل قباء ثقة مشهور، وثقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن معين أيضاً والنسائي: لا بأس به، وقال أبو حاتم شيخ صالح الحديث وأخرج له مسلم في صحيحه" وقد روى عنه عبد الله بن المبارك وطبقته ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا إلا أن العقيلي قال: لم يرد عنه ابن مهدي وقال ابن حجر: وليس هذا بجرح، وقد غفل ابن حبان فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات، وقد أخطأ ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في هذا الموضع خطأ شديدًا. وقد صححه من طريق "أفلح" أيضاً الحاكم في المستدرك، وصححه من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق الحسن بن سفيان عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير وهو كما قال: قال ابن حجر: فلقد أساء ابن الجوزى لذكره في الموضوعات حديثاً من "صحيح مسلم". (8277) رواته محتج بهم في الصحيح، وروي بمعناه عن خالد بن علي الجهني رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بلغه عن أخيه معروف من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله عَزَّ وَجَلَّ إليه" رواه أحمد بإسناد صحيح، وأبو يعلى، والطبراني، وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال: صحيح الإِسناد.

8278 - حدثنا عفان وعبد الصمد قالا حدثنا همام ثنا قتادة: عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أنه أتى النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شيء قال: "كل شيء خلق الله عز وجل من الماء" قال أنبئني بأمر إذا أخذت به دخلت الجنة قال: "أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وصل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام" قال عبد الصمد وأنبئني عن كل شيء. 8279 - حدثنا بهز ثنا همام عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء، فذكر معناه. 8280 - حدثنا أبو عامر ثنا أبو مودود حدثني عبد الرحمن بن أبي حدرد الأسلمي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دخل هذا المسجد فبزق أو تنخم أو تنخع، فليحفر فيه، وليبعد فليدفنه، فإن لم يفعل ففي ثوبه، ثم ليخرج به". 8281 - حدثنا أبو عامر ثنا عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن

_ (8278) رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، والمنذري في الترغيب والترهيب. (8279) سبق تخريجه في الحديث السابق رقم (8278). (8280) إسناده صحيح، وأبو داود المذكور فيه أظنه خطأ صوابه (أبو مودود) وهو عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي الدنس القاضي فإنه هو الذي يروي عن عبد الرحمن بن أبي حدرد، وقد مضى هذا الحديث مختصراً 7522، وفيه (أبو مودود) على الصواب وسيأتي أيصًا كذلك على الصواب برقم 10098 و 10902. (8281) إسناده صحيح، رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي عن ابن عمرو، وأشار السيوطي إلى =

الحسن عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أريد ماله فقتل فهو شهيد". 8282 - حدثنا أبو عامر ثنا إسماعيل يعني ابن مسلم عن أبي المتوكل عن أبي هريرة قال أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً من تمر فجعلته في مكتل لنا فعلقناه في سقف البيت فلم نزل بأكل منه حتى كان آخره أصابه أهل الشام حيث أغاروا على المدينة. 8283 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني حبيب يعني المعلم ثنا عمرو بن شُعيب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الزاني المجلود لا ينكح إلا مثله". 8284 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي ثنا الجريري عن عبد الله ابن شقيق قال أقمت بالمدينة مع أبي هريرة سنة، فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة: لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة، وأنا ليأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعامًا يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر منشده على أخمص بطنه ثم يشده بثوبه ليقيم به صلبه، فقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بيننا تمرًا فأصاب كل إنسان منا سبع تمرات فيهن

_ = صحته في الجامع الصغير. (8282) إسماعيل بن مسلم، بصري، جاور بمكة، عن الحسن والشعبي وروى عنه: المحاربي والأنصاري وجماعة، ضعفوه، وتركه س. (8283) رواه أبو داود في النكاح عن مسدد وأبي معمر بلفظ: "لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله". (8284) "الجريري" سعيد بن إياس أبو مسعود، عن أبي الطفيل، ويزيد ابن الشخير، وعنه شُعبة، ويزيد بن هارون، قال أحمد: كان محدث البصرة، وقال أبو حاتم: تغير حفظه قبل موته، وهو حسن الحديث توفي سنة 144.

حشفة في سرني أن لي مكانها ثمرة جيدة قال قلت لم؟ قال تشد لي من مضغى، قال فقال لي من أين أقبلت؟ قلت من الشام، قال فقال لي هل رأيت حجر موسى؟ قلت وما حجر موسى؟ قال إن بني إسرائيل قالوا لموسى قولاً تحت ثيابه في مذاكيره، قال فوضع ثيابه على صخرة وهو يغتسل، قال فسعت ثيابه قال فتبعها في أثرها وهو يقول يا حجر ألق ثيابي حتى أتت به على بني إسرائيل فرأوا مستويًا حسن الخلق، فلجبه ثلاث لجبات، فوالذي نفس أبي هريرة بيده لوكنت نظرت لرأيت لجبات موسى فيه. 8285 - حدثنا عبد الصمد ثنا همام ثنا فرقد عن أبي العلاء عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن أكذب الناس الصواغون والصباغون". 8286 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا حدثنا همام قال ثنا قتادة: عن الحسن عن زياد بن رياح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تبادروا بالأعمال ستاً طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، ودابة الأرض، وخويصة أحدكم، وأمر العامة" قال عفان في حديثه وكان قتادة إذا قال وأمر العامة وأمر الساعة. 8287 - حدثنا روح ثنا أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال أخبرني جدي سعيد بن عمرو بن سعيد

_ (8285) رواه ابن ماجه في التجارات عن عمرو بن رافع بلفظ: "أكذب الناس الصباغون والصواغون". (8286) إسناده صحيح، ونسبه في التهذيب 3: 366 لصحيح مسلم. (8287) إسناده صحيح، وما في الأصل (عمرو بن يحيى عن سعيد بن عمرو) إلخ خطأ صوابه: (عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو) إلخ. رواه البخاري بلفظ: "هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش" في علامات النبوة عن أحمد بن محمَّد المكي، ورواه في الفتن عن موسى بن إسماعيل.

عن أبي هريرة - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "هلاك أمتي على يد غلمة من قريش" قال مروان وهو معنا في الحلقة قبل أن يلي شيئاً: فلعنة الله عليهم غلمة، قال وأما والله لو أشاء أقول بنو فلان وبنو فلان لفعلت، قال: فقمت أخرج أنا مع أبي وجدي إلى مروان بعد ما ملكوا، فإذا هم يبايعون الصبيان منهم، ومن يبايع له وهو في خرقة، قال لنا: هل عسى أصحابكم هؤلاء أن يكونوا الذين سمعت أبا هريرة يذكر أن هذه الملوك يشبه بعضها بعضا. 8288 - حدثنا روح ثنا مالك بن أنس عن سمى مولى أبي بكر ابن عبد الرحمن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والعزق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ" 8289 - حدثنا روح ثنا ابن جُريج أخبرني نعمان بن أبي شهاب أن ابن شهاب أخبره عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي - صلي الله عليه وسلم - في أنه قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله". 8290 - حدثنا روح ثنا سعيد عن قتادة عن شهر بن حوشب عن

_ (8288) رواه البخاري في الصلاة، وفي المرضي عن أبي عاصم وفي الجهاد عن عبد الله بن يوسف، ورواه أبو داود في الجنائز عن قتيبة، وعن إسحق بن موسى، ورواه الترمذي في الطب عن قتيبة. (8289) في إسناده نظر لأن النعمان بن أبي شهاب غير معروف، وقال ابن حجر في التعجيل "لعله ابن راشد الجزري" وابن راشد هذا ثقة، وضعفه بعضهم، وأخرج له مسلم، فإن كان هو صح الإِسناد. ثم رواه أحمد 8574 بهذا الإِسناد، وفيه: (نعمان بن راشد الجزري) فظهر أنه هو ابن أبي شهاب. (8290) رواه الشيخان، والترمذي عن أبي هريرة، وسنده صحيح، ورواه ابن ماجه في الطب عن محمَّد بن بشار بندار. أما ما يتعلق بمتنه، فإن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه قام بتجربة =

عبد الرحمن بن غنم عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم وهم يذكرون الكمأة وبعضهم يقولون جدري الأرض فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "الكمأة من المن" وماؤهاشفاء للعين، والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم". 8291 - حدثنا روح حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقوم الساعة حتى يأخذ أمتي ما أخذ الأم والقرون قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع" قالوا يارسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما فعلت فارس والروم قال: "وهل الناس إلا أولئك". 8292 - حدثنا أبو عامر وأبو سلمة قالا ثنا سليمان يعني ابن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل.

_ = هذه الخاصية التي في الكمأة فوجدها سليمة كما جربها غيره من بعده، وروى الإِمام النووي: أن بعض علماء زمانه قد أصيب بذهاب بصره، فلما اكتحل بماء الكمأة شفي بإذن الله ... والكمأة نبات لا ورق لها ولا ساق، توجد في الأرض، من غير أن تزرع، قيل سميت بذلك لاستتارها، يقال كمأ الشهادة إذا كتمها، ومادة الكمأة من جوهر أرضي بخاري يحتقن نحو سطح الأرض ببرد الشتاء وينميه مطر الربيع فيتولد ويندفع". وورد في معنى ابن ثلاثة آراء: الأول أنها من ابن الذي أنزل على بني إسرائيل وهو الكل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل حلوًا ومنه الترنجبين. الثاني: من المن الذي امتن الله به على عباده عفوًا بغير علاج. الثالث: قال الخطابي ليس المراد أنها لوع من المن الذي أنزل على بني إسرائيل فإن الذي أنزل على بني إسرائيل كان كالترنجبين وإنما المعنى أنه ينبت من غير تكلف. (8291) ابن أبي ذئب، هو محمَّد بن عبد الرحمن. (8292) وروي بهذا المعنى: "لعن المرأة تشبه بالرجال، والرجل يتشبه بالنساء" رواه أبو داود في اللباس عن زهير بن حرب، ورراه ابن ماجه في النكاح عن يعقوب بر حميد بن كاسب.

8293 - حدثنا روح ثنا أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - يريد سفرًا، فقال يا رسول الله أوصني قال: "أوصيك بتقوى الله والتكبير على كل شرف" فلما ولي الرجل قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "اللهم أزو له الأرض وهون عليه السفر". 8294 - حدثنا روح ثنا حمّاد عن إسحق بن عبد الله عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم". 8295 - حدثنا روح ثنا ابن جُريج أخبرني زياد أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكبير". 8296 - حدثنا روح وأبو النذر قالا ثنا مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر بن صعصعة بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول: "هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا أنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة".

_ (8293) رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، ورواه سعيد بن منصور في سننه و "شرف" هو المكان المرتفع. (8294) رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم عن أبي هريرة، ورواه البخاري. "وأظلم" الأولى بكسر اللام والثانية "أظلم" بضم أوله وفتح اللام بالبناء للمجهول. (8295) رواه البخاري في الأدب عن عبد الرحمن بن شبل، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى حسنه. ورواه الدارمي بلفظ: "يسلم الراكب على الشاشي، والقائم على القاعد، والقليل على الكثير"، ورواه النسائي والترمذي، وصححه وابن حبان. (8216) وبمعناه روى الدارمي: "ذهبت النبوة ولقيت المبشرات" وروى أيضاً: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة" والأولى: وهو: "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات" رواه =

8297 - حدثنا روح، ثنا أسامة بن زيد قال: حدثني عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعائر الحج". 8298 - حدثنا أسود بن عامر، أنا أبو بكر، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت القدس". 8299 - حدثنا الأسود بن عامر، أنا أبو بكر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة". 8300 - حدثنا الأسود بن عامر، حدثني أبو بكر، عن هشام، عن الحسن عن أبي هريرة قال: نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جزورًا فانتهبها الناس، فنادى مناديه: "إن الله ورسوله ينهيانكم عن النهبة" فجاء الناس بما أخذوا فقسمه بينهم.

_ = أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة، والثاني: رواه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي. (8297) وروى السيوطي في الجامع الصغير: "أمرني جبريل أن أكبر" ورواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عمر. (8298) الأسود بن عامر، شاذان روى عن هشام بن حسان وكامل أبي العلاء وروى عنه الدارمي والحارث بن أبي أسامة وأمم توفي سنة 208، وثقه أبو حاتم، فقال: صدوق صالح، وابن المديني وقال: ثقة، وابن حبان وذكره في الثقات. (8299) رواه الترمذي عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى أنه حديث حسن. (8300) ورو ي "نهى عن النهبة"، وأسنده السيوطي في الجامع الصغير إلى المسند ونوه بأنه حديث =

8301 - حدثنا الأسود قال: أنا أبو بكر عن هشام عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تباشر المرأة المرأة ولا الرجل الرجل". 8302 - حدثنا الأسود قال: أنا كامل يعني أبا العلاء قال سمعت أبا صالح- مؤذنًا كان يؤذن لهم- قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان". 8303 - حدثنا يحيى بن أبي بكير ثنا كامل أبو العلاء قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعوذوا بالله من رأس السبعين ومن إمارة الصبيان" وقال "لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع". 8304 - حدثنا الأسود بن عامر أنا كامل عن أبي صالح عن أبي

_ = حسن، وروى الدارمي حديثين: الأول: "لا ينتهب نهبة ذات شرف، يرفع المؤمنون فيها أبصارهم وهو حين ينتهبها مؤمن" وهو قطعة من حديث رواه الشيخان وأحمد والنسائي وابن ماجة، والثاني: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النهبة، قال أبو محمَّد: هذا في الغزو إذا غنموا قبل أن يقسم". (8301) وروي: "لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها" رواه البخاري، والترمذي، وأبو داود عن ابن مسعود، وأشار السيوطي إلى ضعفه. (8302) إسناده صحيح، وأ بو صالح هو مولى ضباعة، وقال مسلم: "اسمه ميناء" وقد روى أبو صالح هذا عن أبي هريرة حديث: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين" رواه عنه كامل أبو العلاء كما ذكره ابن حجر في التهذيب في ترجمته، والذهبي في الميزان في ترجمة كامل، وذكر الذهبي بعده حديث "تعوذوا بالله من رأس السبعين" بنفس الإِسناد فظهر أن أبا صالح الذي هنا هو مولى ضباعة والله تعالى أعلم. (8303) سبق تخر يجه في الحديث السابق رقم (8302). (8304) رواه البخاري في النكاح عن أبي نميم، ورواه مسلم في التوبة عن عمرو الناقد، ورواه =

هريرة قال قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما تغار قال: "والله إني لأغار والله أغير مني ومن غيرته نهى عن الفواحش". 8305 - حدثنا الأسود بن عامر وأبو النذر إسماعيل بن عمر قالا ثنا كامل قال ثنا أبو صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تذهب الدنيا حتى تصير" قال إسماعيل بن عمر حتى تصير للكع بن لكع وقال ابن أبي بكير للكيع بن لكيع وقال أسود يعني المتهم ابن المتهم. 8306 - حدثنا الأسود ثنا كامل ثنا أبو صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أن المكثرين هم الأرذلون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا" قال كامل بيده عن يمينه وعن شماله وبين يديه. 8307 - حدثنا موسى بن داود ثنا عبد الرحمن بن ثابت عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - فيما أعلم شك موسى قال: "ذراري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم عليه السلام".

_ = الترمذي في النكاح عن حميد بن مسعدة. (8305) ذكر السيوطي في الجامع الصغير هذا الحديث، ولم يعز روايته إلا إلى مسند الإِمام أحمد عن أبي هريرة، رنوه بأنه حديث حسن. وروي أيضاً بلفظ: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع" روي في مسند أحمد ورواه الترمذي والضياء عن حذيفة ونوه السيوطي بصحته. (8306) رواه ابن ماجة في الزهد عن يحيى بن حكيم. (8307) رواه سعيد بن منصور في سننه، عن مكحول مرسلاً، ولفظه: "ذراري المسلمين في عصافير خضر في شجر الجنة يكفلهم أبوهم إبراهيم"، ورواه أبو بكر بن أبي داود في البعث عن أبي هريرة بلفظ: "ذراري المسلمين يكفلهم إبراهيم" ونوه السيوطي في الجامع الصغير بأنه حديث صحيح، كما أشار السيوطي أيضاً إلى رواية: "ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش، شافع ومشفع من لم يبلغ اثنتي عشرة سنة، ومن بلغ ثلاث =

8308 - حدثنا موسى بن داود ثنا حمّاد بن سلمة عن أبي سنان عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا زار المسلم أخاه في الله عَزَّ وَجَلَّ أوعادة قال الله عَزَّ وَجَلَّ طبت وتبوأت من الجنة منزلا". 8309 - حدثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت النعمان يحدث عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عبد الله بن حذافة السهمي قام يصلي فجهر بصلاته فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "يا ابن حذافة لا تسمعني واسمع ربك عز وجل". 8310 - حدثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت النعمان يحدث عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه قال

_ = عشرة سنة فعليه وله" - رواه أبو بكر في الفيلانيا كما قال السيوطي في الجامع الصغير, وابن عساكر عن أبي أمامة، وأومأ إلى أنه حسن، وهذا الحديث إسناده حسن. (8308) رواه الترمذي، وقال حديث حسن، وفي بعض النسخ: غريب ولفظه: "من عاد مريضًا أو زار أخا له في الله ناداه مناد: بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا". وهذا الحديث إسناده حسن. (8309) "أبو سلمة" هو ابن عبد الرحمن، أحد الأئمة، روى عن أبيه عبد الرحمن بن عوف، وعائشة، وأبي هريرة، وروى عنه: ابنه عمر، والزهري، ومحمد بن عمرو بن علقمة، قيل مات سنة 94، وقيل: سنة 104. وهذا الحديث إسناده صحيح و"النعمان" هو ابن راشد الجزري الرقي. (8310) رواه ابن ماجة، وأبو عوانة، والبيهقي، وقال: تفرد به المحمان بن راشد، وقال في الخلافيات: رواته ثقات، والرواية من حديث عبد الله بن زيد، ذكرها الحافظ في التلخيص والفتح ولم يتكلم عليها مع معارضتها لرواية أخرى مذكورة في الصحيحين وقد أخرج نحوها ابن قتيبة في الغريب من حديث أنس وقد اختلفت الأحاديث في تقديم الخطبة على الصلاة أو العكس ففي هذا الحديث أنه بدأ بالصلاة قبل الخطبة وفي =

خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا يستسقى، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا ودعا الله وحول وجهه نحو القبلة رافعًا يده، ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن. 8311 - حدثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام إذ قال رب أرني كيف تحيى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي"، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي". 8312 - حدثنا وهمب بن جرير ثنا أبي قال سمعت محمَّد بن سيرين قال ثنا أبو هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم أحد يدخله عمله

_ = حديث عبد الله بن زيد في الصحيحين وغيرهما وكذا في حديث ابن عباس عند أبي داود وحديث عائشة أنه بدأ بالخطبة قبل الصلاة ولكنه لم يصرح في حديث عبد الله بن زيد الذي في الصحيحين أنه خطب وإنما ذكر تحويل الظهر لمشابهتها للعيد، وكذا قال القرطبي يعتضد القول بتقديم الصلاة على الخطبة بمشابهتها للعيد. وهذا الحديث إسناده صحيح. (8311) إسناده صحيح، رواه البخاري في التفسير، وفي أحاديث الأنبياء عن أحمد بن صالح، وفي التفسير عن سعيد بن تليد، ورواه مسلم في الإيمان وفي الفضائل عن حرملة بن يحيى، ورواه ابن ماجة في الفتن عن حرملة بن يحيى، ويونس بن عبد الأعلى. (8312) إسناده صحيح، وروى نحوه الشيخان من حديث أبي هريرة، ورواه الدارمي. وروي: (لن ينجي أحداً منكم عمله) رواه البخاري في الطب عن أبي اليمان، ورواه مسلم في التوبة عن محمَّد بن حاتم، وعن قتيبة، ورواه ابن ماجة في الزهد عن عبد الله بن عامر وإسماعيل بن موسى.

الجنة ولا ينجيه من النار" قالوا ولا أنت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي برحمة منه" وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده هكذا وأشار وهب يقبضها ويبسطها. 8313 - حدثنا يحيى عن حمّاد أبو عوانه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أكثرُ عذاب القبر في البول". 8314 - حدثنا عبد الصمد ثنا رزيق يعني ابن أبي سلمى ثنا أبو المهزم عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء يعني ذات البروج والسماء والطارق. 8315 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا حمّاد بن عباد السدوسي قال سمعت أبا المهزم يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء.

_ (8313) إسناده صحيح، رواه ابن ماجة في الطهارة عن أبي بكر بن أبي شيبة. هذا وقد رويت أحاديث كثيرة تحذر من إصابة شيء من البول، لما يلزم عليه من بطلان الصلاة، وروى البزار والطبراني في الكبير، والحاكم والدارقطني كلهم من رواية أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس رضي - الله عنهما قال: قال رسول الله: "عامة عذاب القبر في البول فاستنزهوا من البول"، ومنها ما روي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر من البول"، رواه الدارقطني. (8314) إسناده ضعيف، فأبو المهزم ضعيف جداً ورزيق بن أبي سلمة الراوي عنه لم يترجمه أحد من مؤلفي كتب الرجال. وإنما ذكره الذهبي في المشتبه وأنه يروي عن أبي المهزم. (8315) إسناده ضعيف، ل ضعف أبي المهزم، وفي الأصل ثنا (سعيد مولى بني هاشم) وهو خطأ صوابه: (ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم).

8316 - حدثنا عبد الصمد عن حمّاد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله كره لكم ثلاثاً ورضي لكم ثلاثاً، رضي لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تنصحوا لولاة الأمر وكره لكم قيل وقال: "وإضاعة المال وكثرة السؤال". 8317 - حدثنا عبد الصمد ثنا حمّاد عن أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهي أن يشرب الرجل قائمًا، وعن الشرب من في السقاء، وأن يمنع الرجل جاره أن يضع خشبة في حائطه". 8318 - حدثنا عبد الصمد ثنا حمّاد ثنا خالد عن شهر عن أبي هريرة قال لما قدم وفد عبد قيس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل امريء حسيب نفسه ليشرب كل قوم فيما بدا لهم". 8319 - حدثنا عبد الصمد ثنا حمّاد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس". 8320 - حدثنا عبد الصمد ثنا حمّاد عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ابنا العاصي مؤمنان".

_ (8316) رواه البخاري ومسلم، وروى نحوه الدارمي. (8317) رواه الضياء عن أنس، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته، والجزء الثاني من الحديث وهو النهي عن الشرب من السقاء رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجة عن ابن عباس وأشار السيوطي أيضًا في الجامع الصغير إلى أنه صحيح، ورواه البخاري، ومسلم. (8318) مكرر: 8038. (8319) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، عن أبي هريرة وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحة الحديث. وقد مضى رقم 8083. (8320) مختصر حديث رقم 8029.

8321 - حدثنا عبد الصمد ثنا حمّاد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه". 8322 - حدثنا حجاج أخبرني ابن جُريج أخبرني زياد بن سعد عن محمَّد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "والذي نفسي بيده لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعًا بذراع وباعا فباعا، حتى لو دخلوا جحر لدخلتموه"، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ أهل الكتاب؟ قال: "فمن". 8323 - حدثنا حجاج قال ابن جريج: قال: أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى لأم سلمة عن أبي هريرة قال قال أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فقال: "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها لِوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر يوم الجمعة، آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل". 8324 - حدثنا هاشم حدثنا عيسى يعني ابن المسيب حدثني أبو

_ (8321) رواه مسلم في الأدب عن محمَّد بن حاتم، وعن نصر بن علي وعن عبيد الله بن معاذ، وعن محمَّد بن مثنى. ورواه البخاري في العتق عن محمَّد بن عبيد. (8322) رواه ابن ماجه في الفتن عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ الجدعاني بضم الجيم وسكون الدال نسبة إلى بني جدعان التيمي، تيم قريش، روى عن الصحابة، وروى عنه: الزهري وبشر بن المفضل وخلق وعمر حتى بلغ مائة سنة، وهو ثقة. (8323) إسناده صحيح، مسلم في التوبة عن شريح بن يونس وهارون بن أبي عبد الله. إسناده حسن، وعيسى بن المسيب لا بأس به وهو صدوق، والحديث نسبه ابن حجر في =

زرعة عن أبي هريرة قال كان النبي -صلي الله عليه وسلم - يأتي دار قوم من الأنصار ودونهم دار قال فشق ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبحان الله تأتي دار فلان ولا تأتي دارنا قال فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لأن في داركم كلبًا" قالوا فإن في دارهم سنورًا، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "إن السنور سبع". 8325 - حدثنا هاشم ثنا محمَّد بن طلحة عن عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يعدي شيء شيئاً، لا يعدي شيء شيئاً ثلاثاً" قال فقام أعرابي فقال يا رسول الله إن النقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه، فتشمل الإبل جربًا قال فسكت ساعة فقال: "ما أعدى الأول؟ لا عدوى ولا صفر ولا هامة خلق الله كل نفس فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها". 8326 - حدثنا هاشم ثنا محمَّد عن عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أي الناس

_ = اللسان (4: 405) للحاكم في المستدرك وأنه صححه ونسبه أيضاً للدارقطني. (8325) إسناده صحيح، ومحمد هو ابن طلحة بن مصرف اليامي الكوفي، وروى آخره: "لا عدوى ولا صفر ولاهامة" البخاري ومسلم، وأبو داود عن أبي هريرة ورواه مسلم عن السائب بن يزيد. وأشار السيوطي إلى صحته، وروي "لا هامة ولا عدوى ولا طيرة ولا نوء ولا صفر ولا غول وفيه لا يورد المرض على الصحيح وفيه كان يعجبه الفأل الحسن" رواه البخاري في الطب عن محمَّد بن الحكم وعن أبي اليمان وعنه أيضاً وقال عفان وعن الزهري قال أبو سلمة وعن عبد العزيز بن عبد الله وعن عبد الله بن محمَّد وعنه أيضاً ورواه مسلم عن يحيى بن أيوب وقتببة وعلي بن حجر وعن زهير بن حرب، ورواه أبو داود في الطب عن محمَّد بن المتوكل والحسن بن علي، ورواه ابن ماجه في الطب عن محمَّد عبد الله وعن أبي بكر. (8326) إسناده صحيح، ومحمد هو ابن طلحة بن مصرف اليامي الكوفي رواه البخاري في =

أحق مني بحسن الصحبة؟ قال: "أمك"؟ قال ثم من؟ قال: "ثم أمك" قال ثم من؟ قال: "ثم أمك" قال ثم من؟ قال: "أباك". 8327 - حدثنا ربعي بن إبراهيم قال ثنا عبد الرحمن بن إسحق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعًا، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة". 8328 - حدثنا ربعي بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن ثنا شريك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال عطس رجلان عند النبي -صلي الله عليه وسلم - أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف فلم يحمد الله فلم يشمته النبي -صلي الله عليه وسلم -، وعطس الآخر فحمد الله فشمته النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال فقال الشريف عسطت عندك فلم تشمتني، وعطس هذا عندك فشمته قال فقال: "إن هذا ذكر الله فذكرته وإنك نسيت الله فنسيتك". 8329 - حدثنا روح أنا شُعبة عن سماك بن حرب عن مالك بن ظالم قال سمعت أبا هريرة يحدث مروان بن الحكم قال سمعت

_ = الأدب عن قتيبة، ورواه مسلم في الأدب عن قتيبة وزهير وعن أبي كريب، ورواه ابن ماجة في الوصايا عن أبي بكر بن أبي شيبة. (8327) رواه الترمذتي في صفة جهنم عن علي بن حجر وأبي كريب، ورواه مسلم في صفة النار عن شريح بن يونس. (8328) تشميت العاطس: الدعاء له، وكل داع بخير فهو مشمت، والحديث: رواه البخاري ومسلم. (8329) وروى البخاري الحديث بلفظ "هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش" في علامات النبوة عن أحمد بن محمَّد المكي وفي الفتن عن موسى ابن إسماعيل.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا القاسم الصادق المصدوق يقول: "هلاك أمتي على رؤس غلمة أمراء سفهاء من قريش". 8330 - حدثنا أبو النضر ثنا الفضل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، ثم يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك". 8331 - حدثنا أبو النضر ثنا شريك عن الأشعث بن سليم عن أبي الأحوص عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تفضل صلاة الجماعة على الوحدة سبعًا وعشرين درجة".

_ (8330) الأشعث: هو المغبر الرأس، وبابه طرب. والحديث رواه مسلم، والترمذي، والدارمي. (8331) رواه الإِمام مالك في الموطأ، ورواه البخاري، ومسلم، والترمذي والنسائي، وابن ماجة عن ابن عمر، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحة الحديث. قال الحافظ في الفتح لم يختلف عليه في ذلك إلا ما وقع عند عبد الرزاق عن عبد الله العمري عن نافع قال خمسا وعشرين، لكن العمري ضعيف، وكذلك وقع عند أبي عوانة في مستخرجه ولكنها شاذة مخالفة لرواية الحفاظ، وها هنا - عند أحمد - بسبع وعشرين، وفي إسناده [شريك القاضي] وفي حفظه ضعف، وقد اختلف هل الراجح رواية السبع والعشرين أو الخمس والعشرين فقيل رواية الخمس لكثرة رواتها، وقيل رواية السبع لأن فيها زيادة من عدل حافظ وقد جمع بينهما بوجوه. منها أن ذكرالقليل لا ينفي الكثير وهذا قول من لا يعتبر مفهوم العدد وقيل إنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بالخمس ثم أخبره الله بزيادة الفضل فأخبر بالسبع وتعقب بأنه محتاج إلى التاريخ وبأن دخول النسخ في الفضائل مختلف فيه. وقيل الفرق باعتبار قرب المسجد وبعده - وقيل الفرق بحال المصلي كأن يكون أعلم أو أخشع. =

8332 - حدثنا أبو النضر وابن أبي بكر عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن سعيد بن يسارعن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يوطن" قال ابن أبي بكر: "لا يوطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله به حتى يخرج، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم". 8333 - حدثنا أبو النضر عن ابن أبي ذئب وإسحق بن سليمان قال حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان قال سمعت أبا هريرة يحدث أبا قتادة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه". 8334 - حدثنا أبو النضر ثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة أنه كان ينعت النبي -صلي الله عليه وسلم - قال كان شبح الذراعين، أهدب أشفار العينين، بعيد ما بين المنكبين، يقبل جميعًا ويدبر جميعًا، بأبي هو وأمي لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق.

_ = وقيل الفرق بإيقاعها في المسجد أو غيره. وقيل الفرق بالمنتظر للصلاة وغيره وقيل الفرق بإدراكها كلها أو بعضها، وقيل الفرق بكثرة الجماعة وقلتهم. وقيل السبع مختصة بالفجر والعشاء. وقيل بالفجر والعصر والخمس بما عدا ذلك. وقيل السبع مختصة بالجهرية والخص بالسرية ورجحه الحافظ في الفتح والراجح أولها لدخول مفهوم الخمس تحت مفهوم السبع أهـ نيل الأوطار ج 3 ص 108. (8332) رواه ابن ماجه في ال صلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة. (8333) مكرر حديث رقم 7897، 8099. (8334) رواه البيهقي عن أبي هريرة، ورواه السيوطي، في الجامع الصغير وأشار إلى صحته. و"شبح" أي مشبوح الذراعين بمعنى طويلهما وقيل: عريضها.

8335 - حدثنا أبو النضر قال ثنا المبارك عن الحسن عن أبي هريرة أنه ذكر عن النبي -صلي الله عليه وسلم - "أن العبد المملوك ليحاسب بصلاته، فإن نقص منها شيئًا قيل له: نقصت منها، فيقول يا رب سلطت على مليكًا شغلني عن صلاتي، فيقول قد رأيتك تسرق من ماله لنفسك فهلا سرقت لنفسك من عملك أوعمله، قال فيتخذ الله عليه الحجة". 8336 - حدثنا أبو النضر ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي هريرة قال لا أعلمه إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "كل سلامي من ابن آدم- صدقة حين يصبح"، فشق ذلك على المسلمين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن سلامك على عباد الله صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة وإن أمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة" وحدث أشياء من نحو هذا لم أحفظها. 8337 - حدثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أبي هريرة قال سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا يرجو أن يلبسه في الآخرة، إنما يلبس الحرير من لا خلاق له" قال الحسن فما بال أقوام يبلغهم هذا عن نبيهم فيجعلون حريرًا في ثيابهم وفي بيوتهم. 8338 - حدثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أبي هريرة ولا

_ (8335) إسناده صحيح، والحجة: البرهان، وحاجه فحجه من باب رد أي غلبه بالحجة، وفي الحديث الحث على إقامة الصلاة تامة كاملة بخشوعها وخضوعها. (8336) إسناده صحيح، رواه البخاري في الصلح عن إسحق، وفي الجهاد عن إسحق بن نصر وفي موضع آخر منه عن إسحق، ورواه مسلم في الزكاة عن محمَّد بن رافع. قال العلماء: المراد صدقة ندب وترغيب لا إيجاب وإلزام. (8337) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم، ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن عمر، ورواه السيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى أنه صحيح. (8338) إسناده صحيح، رواه أبو داود بنحوه في النكاح والترمذي في الطهارة.

أعلمه إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "العين تزني والقلب يزني، فزنا العين النظر، وزنا القلب التمني، والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه". 8339 - حدثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - بثلاث لا أدعن، صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إلا على وتر، والغسل يوم الجمعة. 8340 - حدثنا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن محمَّد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة قال أتى رجل النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: "الصلاة في جوف الليل" قال فأي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: "شهر الله الذي تدعونه المحرم". 8341 - حدثنا أبو عاصم أنا ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حمل السلاح علينا فليس مني".

_ (8339) إسناده صحيح، ورواه بنحوه أبو يعلى في مسنده عن أبي هريرة، ورواه السيوطي في الجامع الصغير ونوه بضعفه بلفظ: "أوصيك يا أبا هريرة بخصال أربع لا تدعهن أبدًا ما بقيت: عليك بالغسل يوم الجمعة، والبكور إليها, ولا تلغ، ولا تله، وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فإنه صيام الدهر، وأوصيك بالوتر قبل النوم، وأوصيك بركعتي الفجر، لا تدعهما وإن صليت الليل كله، فإن فيهما الرغائب". (8340) وروي عن أبي هريرة: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، رواه مسلم، وفي حديث آخر بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب الصلاة، وأحب الصيام إلى الله سبحانه وتعالى، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يومًا ويفطر يومًا". (8341) وروي: "من حمل علينا السلاح فليس منا" رواه ابن ماجه في الحد ود عن يعقوب بن =

8342 - حدثنا أبو عاصم ثنا الأوزاعي ثنا قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله عَزَّ وَجَلَّ إن أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرا". 8343 - حدثنا أبو عاصم أنا محمَّد بن رفاعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أكثرُ ما يصوم الاثنين والخميس، قال فقيل له، قال فقال: "إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس" أوكل يوم اثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول أخرهما". 8344 - حدثنا أبو عاصم ثنا الحسن بن يزيد بن فروخ الضمري من أهل المدينة قال سمعت أبا سلمة يقول سمعت أبا هريرة يقول أشهد لسمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول "ما من عبد أو أمة يحلف عند هذا المنبر على يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجبت له النار".

_ = حميد بن كاسب. ورواه مسلم في الإيمان عن قتيبة. (8342) إسناده صحيح، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، وفي فضل تعجيل الفطر: روى عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" وهو حديث متفق عليه. أما ما كان يعجل الفطر به فقد روي عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن. (8343) إسناده صحيح، ورواه السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: "كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس"، فقيل له، فقال: "الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر لكل مسلم إلا المتهاجرين فيقول: أخروهما" وأشار إلى أنه حديث حسن. (8344) إسناده صحيح، الإثم: الذنب، وقد أثم بالكسر إثمًا ومأثمًا إذا وقع في الإثم فهو آثم =

8345 - حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر حدثني عمران بن أبي أنس عن عمر بن الحكم عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر". 8346 - حدثنا أبو بكر الحنفي "ثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم الأنصاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالى يقال له جهجاه". 8347 - حدثنا أبو بكر الحنفي ثنا الضحاك بن عثمان حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار أن صكاك التجار خرجت، فاستأذن التجار مروان في بيعها فأذن لهم، فدخل أبو هريرة عليه فقال له:

_ = أثيم. وروى عن ابن مسعود في معنى هذا أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: من حلف على مال امريء مسلم بغير حقه لقى الله وهو عليه غضبان، قال: ثم قرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصداقه من كتاب الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا .. إلى آخر الآية} متفق عليه. (8345) إسناده صحيح، وعبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم يروي عن عم أبيه عمر ابن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري مباشرة وبواسطة عمران بن أبي أنس وكل صحيح. رواه مسلم في النكاح عن إبراهيم بن موسى. ومعنى "لا يفرك": لا يبغض فإن الإيمان الذي اتصف به كل منهما ينبغي أن يكون حائلاً دون البغض، ومؤدياً إلى الود والألفة والمحبة. وهذا التوجيه النبوي الشريف، قد جاء به القرآن الكريم، قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}. (8346) إسناده صحيح، وعبد الحميد بن جعفر، سبق التعريف به في الحديث السابق. (8347) بكير بن عبد الله بن الأشج، روى عن أبي أمامة بن سهل، وابن المسيب، وعنه ابنه مخرمة والليث وأمم، ثبت إمام، توفي سنة 127.

أذنت في بيع الربا، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يشترى الطعام ثم يباع حتى يستوفى قال سليمان فرأيت مروان بعث الحرس فجعلوا ينتزعون الصكاك من أيدىِ من لا يتحرج منهم. 8348 - حدثنا أبو بكر ثنا الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أنه قال ما رأيت رجلاً أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فلان، لإمام كان بالمدينة، قال سليمان بن يسار فصليت خلفه فكان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين، ويخفف العصر ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل، ويقرأ في الغداة بطوال المفصل، قال الضحاك وحدثني من سمع أنس بن مالك يقول ما رأيت أحدًا أشبه صلاة بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز قال الضحاك فصليت خلف عمر بن عبد العزيز وكان يصنع مثل ما قال سليمان بن يسار. 8349 - حدثنا أبو بكر الحنفي حدثني معاوية بن أبي مزرد قال حدثني عمي سعيد أبوالحباب قال سمعت أبا هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله عَزَّ وَجَلَّ لما خلق الخلق قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن قالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال: أما ترضى أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، اقرءوا إن شئتم {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ،

_ (8348) إسناده صحيح، إلا القطعة التي في آخره عن أنس بن مالك فإن الضحاك بن عثمان رواها عمن حدَّثه عن أنس، وهذا انقطاع. (8349) إسناده صحيح، رواه البخاري في التفسير عن خالد بن مخلد وفي التوحيد عن إسماعيل وعن إبراهيم بن حمزة وفيه وفي الأدب عن بشر بن محمَّد، ورواه مسلم في الأدب عن قتيبة ومحمد بن عباد.

أفلاَ يَتَدبرونَ القُرآن أمْ عَلى قُلُوبٍ أقْفَالهَا}. 8350 - حدثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا كثير بن زيد عن عمرو بن تميم عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أتى على المسلمين شهرخير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم هو غنم والمؤمن يغتنمه الفاجر". 8351 - حدثنا أبو بكر الحنفي ثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري قال أبو هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحدكم إذا كان في الصلاة، جاءه الشيطان فأبس به كما يبس الرجل بدابته، فإذا سكن له أضرط بين إليتيه ليفتنه عن صلاته، فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فلا ينصرف حتى سمع صوتًا أويجد ريحًا لا يشك فيه". 8352 - حدثنا أبو بكر الحنفي ثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فأبس به كما يبس الرجل بدابته، فإذا سكن له زنقه أو الجمه" قال أبو هريرة فأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله وأما الملجوم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل.

_ (8350) إسناده صحيح، ونسبه ابن حجر في التعجيل (ص 60) إلى صحيح ابن خزيمة. (8351) إسناده صحيح، الحديث أخرجه الإِمام أحمد في مسنده" ومعنى بس الإبل وأبسها زجرها. وقال لها بس بس، وفي الحديث "يخرج قوم من المدينة إلى اليمن يبسون، والمدينة خير لهم لوكانوا يعلمون". (8352) إسناده صحيح، وسعيد المقبري، هو سعيد بن أبي سعيد كيسان، أبو سعيد المقبري روى عن أبيه، وأيى هريرة، وعائشة، وروى عنه الليث ومالك قال أحمد، ليس به بأس، توفي سنة 123، وقيل 125.

8353 - حدثنا عثمان بن عمرثنا عبد الحميد بن جعفر عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فخطب الناس ثم ذكر أن الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال عند الله فقام رجل فقال يا رسول الله إن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبل غير مدبر يكفر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم، فكيف قلت؟ " قال إن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبل غير مدبر يكفر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم، كيف قلت؟ " قال إن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبل غير مدبر يكفر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم إلا الدين فإن جبريل سارني بذلك". 8354 - حدثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "للعبد المصلح المملوك أجران" والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك. 8355 - حدثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة بن زيد ثنا أبو عبد الله

_ (8353) رواه البخاري، وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين" رواه مسلم. (8354) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحته. (8355) إسناده صحيح، وفي التهذيب، في ترجمة دينار أبي عبد الله القراظ: "قال أبو حاتم الرازي: روى عن سعد بن أبي وقاص ولا ندري سمع منه أو لا" وما هنا وما سبق في 1593 صريح في السماع. وروي بلفظ: اللهم بارك لنا في مدينتنا، رواه مسلم في الحج عن يحيى بن يحيى وعن قتيبة، ورواه الترمذي في الدعوات عن إسحق بن موسى، =

القراظ أنه سمع سعد بن مالك وأبا هريرة يقولان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك في مدهم، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك وإني عبدك ورسولك وإن إبراهيم سألك لأهل مكة وإني أسألك لأهل المدينة كما سألك إبراهيم لأهل مكة ومثله معه، إن المدينة مشتبكة بالملائكة، على كل نقب منها ملكان يحرسانها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، فمن أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء". 8356 - حدثنا أبو النضر ثنا أبو جعفر يعني الرازي عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال نهى النبي -صلي الله عليه وسلم - أن يصلي أحدنا مختصرًا. 8357 - حدثنا أبو النضر ثنا أيوب عن أبي معمر عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خير له من أن يمتلئ شعراً". 8358 - حدثنا أبو النضر ثنا أبو سعيد يعني المؤدب قال أبي واسمه محمَّد بن مسلم بن أبي الوضاح أبو سعيد المؤدب قال أبي وروى عنه

_ = وعن قتيبة، ورواه ابن ماجة في الأطعمة عن محمَّد بن الصباح ويعقوب بن حميد، ورواه مالك في الموطأ في الجامع عن سهيل بن أبي صالح. (8356) رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة "نهى عن الاختصار في الصلاة" وأشار السيوطي إلى صحته في الجامع الصغير. (8357) رواه البخاري ومسلم، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، أشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته. (8358) إسناده صحيح، رواه البخاري في صفة إبليس عن يحيى بن بكير، ورواه مسلم في الإيمان عن عبد الملك بن شُعيب بن الليث بن سعد، وعن زهير بن حرب وعبد بن =

عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وأبو كامل قال ثنا هشام عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السماء؟ فيقول: الله عز وجل، فيقول من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فإذا أحس أحدكم بشيء من هذا فليقل: آمنت بالله وبرسله". 8359 - حدثنا أبو النضر ثنا أبو عقيل ثنا أبو حبان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الذراع. 8360 - حدثنا أبو النضر ثنا أبو عقيل قال أبي اسمه عبد الله بن

_ = حميد، وعن هارون بن معروف ومحمد بن عياد وعن محمَّد بن حاتم، ورواه أبو داود في السنة عن هارون بن معروف ووقع في بعض الروايات، "فمن وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته". والمعنى: أن يعرض عن هذا الخاطر الباطل، وأن يلتجئ إلى الله تعالى في إذهابه، قال الإِمام المازري رحمه الله: ظاهر الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها، والرد لها من غير استدلال ولانظر في إبطالها، قال: والذي يقال في هذا المعنى: أن الخواطر على قسمين: فأما التي ليست بمستقرة ولا أجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها، وعلى هذا يحمل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمراً طارئًا بغير أصل وقع بغير نظر في دليل، إذ لا أصل له ينظر فيه، وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها. (8359) أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي: هرم، وقيل غيره، عن جده وأبي هريرة، وروي عنه حفيداه: جرير ويحيى أبناء أيوب وعمارة بن القعقاع، وثقه ابن معين وابن خراش. (8360) إسناده ضعيف جداً، لضعف عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، وقد مضى برقم 7119 بإسناد صحيح من رواية عبد الله بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، ونسبه ابن حجر من هذا الطريق في التهذيب (5: 263 - 264) لمسلم، وأبي داود، والترمذي، وابن ماجة.

عقيل الثقفي ثقة ثنا عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يمينك بما يصدقك به صاحبك". 8361 - حدثنا أبو النضر ثنا ورقاء بن عمر اليشكري قال سمعت عمرو بن دينار يحدث عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة بعد الإقامة إلا المكتوبة". 8362 - حدثنا أبو النضر ثنا ورقاء عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جُبير بن مطعم عن أبي هريرة قال كنت مع النبي -صلي الله عليه وسلم - في سوق من أسواق المدينة، فانصرف وانصرفت معه، فجاء إلى فناء فاطمة، فنادى الحسن فقال: "أي لكع أي لكع أي لكع" قال ثلاث مرَّات فلم يجبه أحد، قال فانصرف وانصرفت معه، قال فجاء إلى فناء عائشة فقعد" قال فجاء الحسن بن علي قال أبو هريرة ظننت أن أمه حبسته لتجعل في عنقه السخاب فلما جاء التزمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتزم هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه" ثلاث مرت. 8363 - حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى قالا ثنا لوقاء عن

_ (8361) إسناده صحيح، عطاء بن يسار الهلالي القاضي، مولى ميمونة، روى عن مولاته، وأبي ذر، وزيد بن ثابت وعدة، وروي عنه زيد بن أسلم وشريك بن أبي نمر وخلق .. كان من كبار التابعين وعلمائهم مات سنة 103، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: قدم الشام فكان أهل الشام يكنونه بأبي عبد الله، وقدم مصر فكان أهلها يكنونه بأيى اليسار، وكان صاحب قصص وعبادة. (8362) إسناده صحيح، عبد الله بن أبي زيد المكي من الموالي، روى عن ابن عباس وابن عمرو والحسين بن علي بن أبي طالب، وروى عنه شُعبة وابن عيينة وعدة، صدوق، مات سنة 126، وعاش ستًا وثمانين سنة. (8363) إسناده صحيح، رواه البخاري، والترمذي، عدل تمرة: أي قيمة تمرة، والكسب الطيب: =

عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوه حتى تكون مثل الجبل". 8364 - حدثنا أبو النضر ثنا إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله قال: "يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير". 8365 - حدثناه يعقوب قال حدثني أبي عن أبيه عن أبي سلمة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال عبد الله وهو الصواب يعني لم يذكر أبا هريرة - "يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير". 8366 - حدثنا أبو النضر ثنا شيبان عن عاصم عن الأسود بن هلال عن أبي هريرة قال أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث: بنوم على وتر، والغسل يوم الجمعة، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر.

_ = هو الحلال، ومعنى يربيها لصاحبها: أي بمضاعفة الأجر أو المزيد في الكمية، والفلوه بفتح الفاء وضم اللام وفتح الواو المشددة: هو المهر عندما يعظم لا حتياجه حينئذ إلى تربية غير الأم. وروي الترمذي: "حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد" وضرب المثل بالمهر لأنه يزيد زيادة بينة، ولأن الصدقة نتاج العمل- وإذا تصدق العبد من كسب طيب لا يزال يضاعف الله له الثواب. حتى تصير المناسبة بين ما قدم وبينه، إلى ما بين التمرة إلى الجبل. (8364) رواه مسلم عن أبي هريرة أيضاً، والسيوطي في الجامع الصغير، وأشار إلى صحة الحديث. (8365) مكرر 8364. (8366) مكرر رقم 8339.

8367 - حدثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رجلاً أتى النبي -صلي الله عليه وسلم - يريد سفرًا ليودعه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوصيك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف" فلما ولى قال: "اللهم اطو له البعيد، وهون عليه السفر". 8368 - حدثنا أبو النضر ثنا إسحق بن سعيد، عن أبيه عن أبي هريرة أنه كان يقول: كيف أنتم إذا لم تجتبوا دينارًا ولا درهماً؟ فقيل له وهل ترى ذلك كائنًا يا أبا هريرة؟ فقال: والذي نفصل أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق. قالوا: وعم ذلك؟ قال: تنتهك ذمة الله وذمة رسوله فيشد الله قلوب أهل الذمة فيمنعون ما بأيديهم، والذي نفس أبي هريرة بيده ليكونن. مرتين. 8369 - حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا شاذان ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "كان رجل يداين الناس، قال وكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرًا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا، فلقى الله فتجاوز عنه". 8370 - حدثنا حسن بن موسى ثنا زهير، عن سهيل، عن أبيه

_ (8367) رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى أنه ضعيف. (8368) إسناده صحيح، وإسحق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه وعكرمة بن خالد، وروي عنه أبو نعيم، وأبو الوليد، وعدة، وهو ثقة، توفي سنة 170. (8369) رواه البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة، ونوه السيوطي في الجامع الصغير بصحة الحديث. (8370) رواه البخاري في الفتن، ومسلم في الفتن، وأبو داود في الملاحم، وابن ماجه في الفتن، ورواه الترمذي.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يحسر الفرات أو: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل عليه الناس، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون. يا بني فإن أدركته فلا تكونن ممن يقاتل عليه". 8371 - حدثنا عبد الصمد، ثنا القاسم بن الفضل، حدثني أبو معاوية المهري قال: قال لي أبو هريرة يا مهري، نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ثمن الكلب وكسب الحجام، وكسب المومسة، وعن كسب عسب الفحل. 8372 - حدثنا محمَّد بن بشر، ثنا محمَّد بن عمرو، ثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنزل القرآن على سبعة أحرف: عليما حكيما غفورًا رحيما". 8373 - حدثنا محمَّد بن بشر، ثنا محمَّد بن عمرو، ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل الرحمن عز وجل". وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم جاءني الداعي لأجبته، إذ جاءه الرسول فقال: ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة

_ (8371) إسناده صحيح، إلا أبا معاوية المهري الرواي له عن أبي هريرة فإني لم أجد له ترجمة ولا ذكرًا في شيء من الكتب، ثم وجدت في المخطوطة أن القاسم رواه عن أبيه عن معوية المهري فيبحث عنه. رواه النسائي في البيوع، والدارمي في البيوع. (8372) إسناده صحيح، ومحمد بن عمرو هو محمَّد بن عمرو بن علقمة الليثي. رواه البخاري في بدء الخلق وفي فضائل القرآن والتوحيد، ورواه أبو داود في الوتر، ورواه الترمذي في فضل القرآن، والنسائي والموطأ. (8373) إسناده صحيح، رواه الترمذي في التفسير عن الحسين بن حريث.

اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم. ورحمة الله على لوط، إن كان ليأوي إلى ركن شديد، إذ قال لقومه لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، وما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة من قومه". 8374 - حدثنا محمَّد بن بشرثنا محمَّد بن عمرو ثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة. 8375 - حدثنا محمَّد بن بشر، ثنا محمَّد بن عمرو، ثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشر، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قطعت له من حق أخيه قطعة فإنما أقطع له قطعة من النار". 8376 - حدثنا محمَّد بن بشر، ثنا محمَّد بن عمرو، ثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: دخل أعرابي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل أخذتك أم ملدم قط؟ " قال: وما أم ملدم؟ قال: "حر يكون بين الجلد واللحم" قال: ما وجدت هذا قط، وقال: "فهل أخذك هذا الصداع قط؟ " قال: وما هذا الصداع؟ قال: "عرق: يضرب على الإنسان

_ (8374) إسناده صحيح، وروى غير ذلك في الفأل والطيرة، وقد فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفأل بأنه الكلمة الطيبة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: كلمة طيبة" متفق عليه. (8375) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أم سلمة، والسيوطي في الجامع الصغير ونوه بصحة الحديث. (8376) إسناده صحيح، أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن، أحد الأئمة، روى عن أبيه عبد الرحمن ابن عوف، وعائشة، وأبي هريرة، وروى عنه: ابنه عمر والزهري ومحمد بن عمرو بن علقمة، وفي موته أقوال: قيل: مات سنة 94، وقيل مات سنة 104.

في رأسه" قال: ما وجدت هذا قط. فلما ولى قال: "من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا". 8377 - وبإسناده، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة". 8378 - وبإسناده، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل". 8379 - وبإسناده، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله الجنة والنار، أرسل جبريل قال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، فرجع إليه قال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها. فأمر بها فحجبت بالمكاره، قال: ارجع إليها فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها. قال فرجع إليها وإذا هي قد حجبت بالمكاره. فرجع إليه قال: وعزتك قد خشيت أن لا يدخلها أحد. قال: اذهب

_ (8377) إسناده صحيح، رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، والسيوطي في الجامع الصغير ونوه بصحة الحديث. (8378) إسناده صحيح، رواه ابن ماجه عن أبي هريرة أيضاً، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحته. (8379) إسناده صحيح، بينت بعض الأحاديث أن ما أعده الله تعالى لعباده الصالحين في الجنة لا يمكن وصفه ولا يعلمه إلا الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرأوا إن شئتم {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} " متفق عليه.

إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فإذا هي يركب بعضها، بعضا فرجع قال: وعزتك لقد خشيت أن لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأَمر بها فحفت بالشهوات. فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها". 8380 - وبإسناده عن أبي هريرة قال: كان رجلان من بليّ من قضاعة أسلما مع النبي -صلي الله عليه وسلم - واستشهد أحدهما وأُخَر الآخر سنة. قال طلحة ابن عبيد الله: فأريت الجنة فرأيت فيها المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد، فعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة، أو كذا وكذا ركعة صلاة السنة". 8381 - حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - أنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين من بلي وهم حي من قضاعة. فذكره. 8382 - حدثنا محمَّد بن بشر ثنا هشام بن عروة حدثني وهب

_ (8380، 8381) الحديثان إسنادهما صحيح، وفي الحديث بيان لقيمة العبادات في الإِسلام، حتى لا يتكل الناس على عمل واحد من أعمال الخير، وترغيب في ثواب العبادات ومنزلتها في الإِسلام، كما هو معروف، وليس في الحديث نقص من قيمة الشهيد، فالقرآن والسنة بينا مكانة الشهيد بما لا يدع مجالا للشك في درجته عند ربه، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل. (8382) إسناده صحيح، و (عمرو بن الأزرق) الراوي عن أبي هريرة خطأ من الناسخ أو الطابع وكذلك هو في المخطوطة (عمرو بن الأزرق) كما في الأصل فالخطأ قديم في المسند في هذا الحرف، وصوابه (سلمة بن الأزرق) كما مضى في 7677 و 5889 في هذا =

ابن كيسان، عن محمَّد بن عمرو بن عطاء عن سلمة بن الأزرق قال: توفي بعض كنائن مروان، فشهدها الناس وشهدها أبو هريرة، ومعها نساء يبكين، فأمرهن مروان، فقاق أبو هريرة: دعهن، فإنه مرَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة معها بواكٍ فنهرهن عمر رحمه الله، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعهن فإن النفس مصابةً، والعين دامعة، والعهد حديث". 8383 - حدثنا محمَّد بن بشر، ثنا مسعر ثنا عبد الملك بن عمير، عن موِسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: لما نزلمت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جعل يدعو بطون قريش بطنًا. بطنًا: "يا بني فَلان، َ أنقذوا أنفسكم من النار، حتى انتهى إلى فاطمة فقال: يا فاطمة ابنة محمَّد أنقذي نفسك من النار، لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها". 8384 - حدثنا محمَّد بن بشر ثنا أبو حيان، عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال عند صلاة الفجر: "يا بلال خبرني بأرجى عمل عملته منفعة في الإِسلام فإني قد سمعت خشف نعليك بين يدي في الجنة" قال: ما عملت يا رسول الله في الإِسلام عملا أرجى عندي منفعة من أنس لم أتطهر طهورًا تامًا قط في ساعة من ليل أو نهار إلا

_ = الحديث. وسلمة هذا حجازي قال ابن القطان: لا يعرف حاله ولا أعرف أحدًا من المصنفين في كتب الرجال ذكره" ولكن حديثه في المسند برقم 7677 فيه أنه رد على ابن عمر بما رواه عن أبي هريرة فقال له ابن عمر "أنت سمعته قال نعم قال فالله ورسوله أعلم" ولو كان متهمًا عنده أو غير ثقة لرد روايته ولم يسلم له بالحجة عليه فهذا توثيق ضمني من صحابي جليل يكفى في صحة روايته والاطمئنان إليها. (8383) إسناده صحيح، رواه مسلم في الإيمان عن قتيبة وزهير بن حرب ورواه الترمذي في التفسير عن عبد بن حميد، ورواه النسائي في الوصايا عن إسحق بن إبراهيم. (8384) الطهور بالفتح: هو الماء الذي يتطهر به قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} وأما =

صليت بذلك الطهور لربي ما كتب لي أن أصلي. 8385 - حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك يعني النوفلي - قال عبد الله: ثنا أبي ذكره عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أفضى بيده إلى ذكره ليس دونه ستر فقد وجب عليه الوضوء". 8386 - حدثنا الهيثم بن خارجة، ثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي - صلي الله عليه وسلم - مثله. 8387 - حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه، عن سعيد ابن أبي سعيد عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة". 8388 - حدثنا يحيى بن يزيد، عن أبيه، عن جُبير بن أبي صالح - وكان يقال له ابن نفيله - عن أبي هريرة أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "ثمن الحريسة حرام. وأكلها حرام".

_ = بالضم: فالمراد به الفعل الذي هو المصدرأي التطهر. (8385) إسناده ضعيف؛ لأن يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعيف متفق على ضعفه. وأما ابنه يحيى فليس به بأس. (8386) إسناده ضعيف؛ لأن يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعيف كما سبق. (8387) إسناده ضعيف، رواه ابن عدي في الكامل عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى ضعفه في الجامع الصغير. (8388) إسناده ضعي ف، وجبير بن أبي صالح، ذكر ابن حجر في التعجيل أن في بعض نسخ المسند (بشير) بدل (جُبير)، وفي المخطوطة (جُبير) ويظهر من كلامه ترجيح أنه (جُبير) وهو مجهول على قال حال، والحريسة بالحاء المهملة - وفي الأصل بالجيم وهو خطأ - هي الشاة التي تسرق ليلاً، وقد عرف جُبير هذا بابن نفيلة كما في المطوع والتعجيل ولكن في المخطوطة (ابن بقبلة).

8389 - حدثنا أبو النضر، ثنا المبارك عن الحسن، عن أبي هريرة قال: وأراه عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم". 8390 - حدثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله في يقول: "ألا من رجل يأخذ بما فرض الله ورسوله كلمة أو كلمتين أو ثلاثاً أو أربعاً أو خمسًا، فيجعلهن في طرف ردائه فيتعلمهن ويعلمهن" قال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله. قال: "فابسط ثوبك". قال: فبسطت ثوبي. فحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "ضم إليك" فضممت ثوبي إلى صدري فإني لأرجو أن لا أكون لسيا حديثاً سمعته منه بعد. 8391 - حدثنا أبو النضر، ثنا عبد الرحمن يعني ابن عبد الله بن دينار - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضرس الكافر مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من الناركما بين قديد ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبار". 8392 - حدثنا أبو النضر ثنا عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي

_ (8389) إسناده صحيح، رواه البخاري في الصلاة عن حجاج بن منهال بلفظ: "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإِمام" ورواه مسلم في الصلاة عن خلف بن هشام وأيى الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد وعن عمرو الناقد وزهير بن حرب، ورواه أبو داود في الصلاة عن حفص بن عمر، ورواه الترمذي في الصلاة عن قتيبة ورواه النسائي في الصلاة عن قتيبة، ورواه ابن ماجه في الصلاة عن حميد بن مسعدة، سويد بن سعيد. (8390) إسناده صحيح، رواه البخاري، وفي فتح الباري 1: 378 وحلية الأولياء 1: 378، وطبقات ابن سعد 24: 56 "فبسطه فغرف بيده ثم قال: ضمه فضممته". (8391) الحديث سبق برقم 8327. (8392) أخرجه الب خاري عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير ونوه بصحته.

صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله عَزَّ وَجَلَّ لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم". 8393 - حدثنا أبو عامر العقدي عن محمَّد بن عمار كشاكش قال: سمعت سعيد المقبري يحدث عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: قال: "خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح". 8394 - حدثنا أبو عامر، ثنا فليح بن سليمان عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه رقى إلى أبي هريرة على ظهر المسجد وهو يتوضأ فرفع في عضديه ثم أقبل عليّ فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أمتي يوم القيامة هم الغر المحجلون من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" فقال نعيم: لا أدري قوله: "من استطاع أن يطيل غرته فليفعل". من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو من قول أبي هريرة. 8395 - حدثنا أبو عامر، ثنا زهير، عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "تدرون من المفلس"؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا له درهم ولا دينار ولا متاع. قال: "المفلس من أمتي يوم القيامة من يأتي بصلاة وصيام وزكاة، ويأتى قد شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا. فيقعد فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار". وقال عبد الرحمن يعني ابن مهدي: فيقتص، وقال عبد الرحمن: قبل أن يقضي ما عليه.

_ (8393) إسناده صحيح، أخرجه السيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى حسنه. (8394) رواه البخاري ومسلم عن أِبي هريرة، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته. (8395) رواه مسلم في الأدب عن قتيبة وعلي بن حجر.

8396 - حدثنا أبو عامر، ثنا زهير، عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد. خلق الله مائة رحمة فوضع رحمة واحدة بين خلقه يتراحمون بها، وعند الله تسعة وتسعون رحمة". 8397 - حدثنا أبو عامر، ثما زهير عن أسيد بن أبي أسيد، عن نافع بن عياش، مولى عيلة بنت طلق الغفاري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أحب أن يطوق حبيبه طوقًا من نار، فليطوقه طوقًا من ذهب ومن أحب أن يسور حبيبه سوارًا من نار فليسوره بسوار من ذهب، ومن أحب أن يحلق حبيبه حلقة من نار فليحلقه حلقة من ذهب. ولكن عليكم بالفضة، العبوا بها لعبًا، العبوا بها لعبا". 8398 - حدثنا أبو عامر، ثنا زهير، حدثني موسى بن وردان عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل". 8399 - حدثنا أبو عامر وسريج قالا ثنا فليح، عن هلال بن علي

_ (8396) رواه الترمذي عن أبي هريرة أيضاً، ونوه السيوطي في الجامع الصغير إلى أنه حسن. (8397) إسناده صحيح، ونافع بن عياش (بالياء والشين المعجمة) ويقال عباس (بالباء والسين المهملة) هو نافع مولى أبي قتادة الذي مضى حديثه في 7666 نسب إلى أبي قتادة، ولم يكن مولاه بل مولاته (عقيلة بنت طلق) وفي المسند هنا (عيلة) وكذلك في المخطوطة عيلة والصواب ما نقلناه عن التهذيب 10: 405 - 406، وسيأتي على الصواب رقم 8897. (8398) رواه أبو داود في الأدب، ورواه الترمذي في الزهد عن محمَّد بن بشار. (8399) رواه البخاري في التفسير عن إبراهيم بن المنذر، وفي إلاستقراض عن عبد الله بن محمَّد، =

عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرأوا إن شئتم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} فأيما مؤمن هلك وترك مالاً فليرثه عصبته من كَانوا، وَمن ترك ديتًاَ أَو ضياعًا فليأتي فإني مولاه". 8400 - حدثنا أبو عامر، ثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة وصام رمضان فإن حقاً على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها". قالوا: يا رسول الله، أفلا نخبر الناس؟ قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله عَزَّ وَجَلَّ للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله عز وجل فسلوه الفردوس: فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوق عرش الرحمن عز وجل، ومنه تفجر أو تنفجر أنهار الجنة" شك أبو عامر.

_ = ورواه مسلم في كتاب الفرائض. قيل: إنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقضي من مال مصالح المسلمين، وقيل: من خالص مال نفسه، وقيل: كان هذا القضاء واجبًا عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقيل تبرع منه، والخلاف وجهان، واختلف في قضاء دين من مات وعليه دين، فقيل: يجب قضاؤه من بيت المال، وقيل: لا يجب، ومعنى الحديث أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: أنا قائم بمصالحكم في حياة أحدكم وموته، وأنا وليه في إلحالين، فإن كان عليه دين قضيته من عندي إن لم يخلف وفاء، وإن كان له مال فهو لورثته لا آخذ منه شيئاً، وإن خلف عيالا محتاجين ضائعين فليأُتوا إلي فعلي نفقتهم ومؤتتهم أهـ النووي على مسلم. (8400) إسناده صحيح، أخرجه البخاري في الجهاد، وأخرجه الترمذي، ورواه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، وابن ماجه، وقال همام عن زيد عن عطاء عن عبادة بن الصامت أخرجه الترمذي والحاكم ورجمع سواية الدراوردي ومن تابعه على رواية همام، ولم يتعرض لرواية هلال مع أن بين عطاء بن يسار ومعاذ انقطاعا. قوله: فقالوا يا رسول الله" الذي خاطبه بذلك هو معاذ بن جبل كما في رواية الترمذي أو أبو الدرداء كما وقع عند =

8401 - حدثنا يونس، ثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء ابن يسار، أو ابن عمرة قال فليح: ولا أعلمه إلا عن ابن أبي عمرة، فذكر الحديث إلا أنه قال: تفجر أنهار الجنة وقال: أفلا ننبيء الناس بذلك. قال وحده ثم حدثنا به فلم يشك يعني فليحا قال عطاء بن يسار. 8402 - حدثنا عبد الله قال: قال أبي: فحدثناه سريج قال: حدثنا فليح عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره وقال: وفوقه عرش الرحمن ومنه تنفجر أنهار الجنة. 8403 - حدثنا سريج، ثنا أبو عامر، ثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "الشيخ يكبر ويضعف جسمه، وقلبه شاب على جب اثنين: طول العمر، والمال". 8404 - حدثنا أبو عامر وسريج، قالا: ثنا فليح، عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إن أهل الجنة ليتزاورون فيها". قال سريج. "ليتراءون فيها كما تراءون الكوكب الشرقي والكوكب الغربي الغارب في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات".

_ الطبراني وأصله في النسائي لكن قال فيه: "فقلنا". (8401) إسناده صحيح، سبق تخريجه في الحديث الذي قبله، "تفجر أنهار الجنة" بحذف التاء الأولى. (8402) إسناده صحيح، سبق تخريجه رقم 8400. (8403) إسناده صحيح، رواه البخاري في الرقاق عن علي بن المديني، ورواه مسلم في الزكاة عن أبي الطاهر بن السرح وحرملة بن يحيى، عن زهير بن حرب، ورواه الترمذي في الزهد عن قتيبة ورواه ابن ماجه في ثواب التسبيح عن أبي مروان. (8404) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد، ررواه الترمذي عن أبي هريرة، ونوه السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته.

قالوا: يا رسول الله: أولئك النبيون؟ قال: "بلى، والذي نفس محمَّد بيده أقوام آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين" وقال سريج: "وأقوام آمنوا بالله". 8405 - حدثنا أبو عامر، ثنا زهير، عن محمَّد بن عمرو بن حلحلة، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما يصيب المرء المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا غم، ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها - إلا كفر الله عنه بها من خطاياه". 8406 - حدثنا حمّاد بن مسعدة، ثنا ابن جُريج، عن أبي الزبير، عن عمرو بن شهاب، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن، أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن". فقال رجل: "أو ثنتان" يا رسول الله. قال: أو ثنتان. فقال رجل: أو واحدة يا رسول الله. قال: "أو واحدة".

_ (8405) إسناده صحيح، مكرر 8014. وروي بلفظ: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها" رواه البخاري ومسلم عن عائشة وأشار السيوطي إلى صحته في الجامع الصغير. وروى الشيخان؟ "ما من مسلم يصيبه أذى شوكة في فوقها إلا حط الله تعالى له بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" عن ابن مسعود. (8406) إسناده صحيح، إلا (عمرو بن شهاب) الراوي عن أبي هريرة فإني لم أجد له ترجمة ولا ذكرا في شيء من الكتب، وأظن فيه خطأ من الناسخين. ثم وجدت الحديث في المستدرك للحاكم (4: 176) من طريق محمَّد بن شأن القزاز عن حمّاد بن مسعدة. وفيه (عمرو بن نبهان بدل (عمرو بن شهاب) وعمر بن نبهان ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر ابن حجر في التهذيب (7: 501) أن الذي وقع في المسند (عمرو بن نبهان) ليصوب أنه (عمر بن نبهان) والذي في المخطوطة (عمر بن نبهان) فيظهر أن النسخة التي كانت في يد الحافظ كان فيها خطأ وهذا الحديث لم يشر إليه الترمذي فيمن قال فيهم (وفي الباب). اللأواء: الشدة. والضراء: الشدة أيضاً، والسراء: الرخاء وهو =

8407 - حدثنا بكير بن عيسى، ثنا أبو عوانة، عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون قال: قال أبو هريرة: قال لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا هريرة، أدلك على كلمة كنز من كنز الجنة تحت العرش؟ " قال: قلت: نعم، فداك أبي وأمي. قال: "أن تقول: لا قوة إلا بالله". قال أبو بلج: وأحسب أنه قال: "فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول: أسلم عبدي واستسلم" قال: فقلت لعمرو قال أبو بلج: قال عمرو: قلت لأبي هريرة: لا حول ولا قوة إلا بالله؟ فقال لا إنها في سورة الكهف: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ الله لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}. 8408 - حدثنا سليمان بن حرب ثنا حمّاد بن سلمة عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، أن رجلاً كان يبيع الخمر في سفينة وكان يشوبه بالماء وكان معه في السفينة قرد قال: فأخذ الكيس وفيه الدنانير، قال: فصعد الذرو يعني- الدقل- ففتح الكيس فجعل يلقى في البحر دينارًا وفي السفينة دينارًا حتى لم يبق فيه شيء. 8409 - حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم - قال: ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن

_ = ضد الضراء. (8407) وروى الترمذي في الدعوات عن أبي كريب "أكثرُ من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنز الجنة". (8408) إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، روى عن عمه أنس وأبيه وعدة، وروى عنه مالك وابن عيينة، وهو حجة توفي سنة 134. (8409) إسناده صحيح، رواه مسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة، ورواه الطبراني في الكبير عن أبي أمامة، وعن ابن عباس ونوه السيوطي في الجامع الصغير بصحته.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر. وشر صفوف النساء المقدم وخيرها المؤخر". 8410 - حدثنا عبد الصمد، ثنا عبد العزيز، ثنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد - عن أبيه، قال: قلت لأبي هريرة: أهكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بكم؟ قال: وما أنكرت من صلاتي؟ قال: قلت: أردت أن أسألك عن ذلك قال: نعم، وأوجز. قال: وكان قيامه قدر ما ينزل المؤذن من المنارة ويصل إلى الصف". 8411 - حدثنا عبد الصمد، ثنا عبد العزيز بن مسلم ثنا سليمان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله "يخرج عنق من النار يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، وآذان يسمع بها, ولسان ينطق به، فيقول، إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من ادعي مع الله إلفا آخر، والمصورين". 8412 - حدثنا عثمان بن عمر، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "كيف بكم إذا نزل فيكم عيسى ابن مريم وإمامكم منكم". 8413 - حدثنا عثمان بن عمر، أنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "لا، والله لا يؤمن. لا، والله

_ (8410) إسناده صحيح، وفي الحديث الحرص على إقامة الصلاة كاملة على أتم وجه، والتأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عباداته، لأنه المشرع عن ربه سبحانه وتعالى. (8411) إسناده صحيح، رواه الترمذي في صفة جهنم، عن عبد الله بن معاوية الجمحي. (8412) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟ ". (8413) وروي بلفظ: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه" رواه مسلم عن أبي هريرة. وأشار =

لا يؤمن، لا والله لا يؤمن". قالوا: ومن ذلك يا رسول الله؟ قال: "جار لا يأمن جاره بوائقه" قيل: وما بوائقه؟ قال: "شره". 8414 - حدثنا عثمان بن عمر أبو محمَّد قال: أنا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لاتقوم الساعة حتى تأخذ أمتي أخذ الأم قبلها: شبرًا بشبر وذراعًا بذراع قال رجل: يا رسول الله، كما فعلت فارس والروم؟ قال: وما الناس إلا أولئك؟ ". 8415 - حدثنا أبو الوليد، حدثني أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: أتى أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأرنب قد شواها، ومعها صنابها وأدمها، فوضعها بين يديه. فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يأكل وأمر أصحابه أن يأكلوا. فأمسك الأعرابي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يمنعك أن تأكل"؟ قال: إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر. قال: "إن كنت صائمًا فصم الأيام الغر". 8416 - حدثنا يحيى بن آدم، ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي

_ = السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته. (8414) عثمان بن عمر، روى عن يونس بن يزيد، وابن جُريج وطائفة، وروى عنه أحمد بن حنبل والرمادي والحارث بن أبي أسامة وخلق، صالح ثقة. توفي سنة 209. (8415) ليس في الرواة ولا في شيوخ أحمد من اسمه (أبو الوليد بن عمر) ولعل كلمة (ابن عمر) زائدة ويكون أبا الوليد الطيالسي وهو من شيوخ أحمد ويروي عن أبي عوانة، وكذلك هو في المخطوطة على الصواب بحذف قوله: (بن عمر) رواه النسائي في الصوم وفي الصيد عن محمَّد بن معمر. (8416) رواه البخاري في فضائل القرآن عن خالد بن يزيد وفي الاعتكاف عن عبد الله بن أبي شيبة، ورواه أبو داود في الصوم عن هناد بن السرى، ورواه ابن ماجة في الصوم عن هناد بن السرى.

حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه كان يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين. 8417 - حدثنا عمر بن سعد وهو أبو داود الحفري قال: أنا سفيان، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: أتى النبي -صلي الله عليه وسلم - بطعام بمر الظهران، فقال لأبي بكر وعمر: "ادنيا فكلا". قالا: إنا صائمان. قال: "ارحلوا لصاحبيكم، اعملوا لصاحبيكم". 8418 - حدثنا عمر بن سعد، ثنا يحيى - يعني ابن زكريا ابن أبي زائدة، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسرع قبائل العرب فناء قريش ويوشك أن تمر المرأة بالنعل، فتقول: إن هذا نعل قرشي". 8419 - حدثنا يحيى بن آدم، ثنا قطبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نجد من شر الناس عند الله ذا الوجهين".

_ (8417) إسناده صحيح، عمر بن سعد أبو داود الحفري بفتح أوله نسب إلى الحفر موضع بالكوفة، روى عن مالك بن مغول والثوري، وروى عنه أحمد وعبد وخلق، قال ابن المديني: لا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه، وقال أبو حمدون المقريء، ذمناه فتركنا بيته مفتوحا ما فيه شيء، وقال وكيع: إن كان يدفع بأحد في زمانه فيه مات سنة 203. (8418) إسناده صحيح، سعد بن طارق بن أشيم أبو مالك الأشجعي الكوفي، روى عن أبيه، وابن أبي أوفى، وروى عنه: شُعبة وأبو معاوية، وثقه أحمد، وقد بقى إلى حدود الأربعين ومائة. (8419) إسناد هـ صحيح، رواه البخاري في الأدب عن عمر بن حفص بن غياث، ورواه مسلم في الأدب عن يحيى بن يحيى، ورواه أبو داود في الأدب عن مسدد، ورواه الترمذي في =

8420 - حدثنا هشام بن سعيد، ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سرق عبد أحدكم، فليبعه ولو بنش". 8421 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثني الضحاك بن عثمان في سنة إحدى وخمسين، خرجت مع سفيان قال: حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اشترى طعامًا فلا يبعه حتى يستوفيه". 8422 - حدثنا عبد الصمد، ثنا حمّاد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه". 8423 - حدثنا عبد الصمد وصفان، قالا: ثنا حمّاد بن سلمة عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا السير، وإذا أردتم التعريس فتنكبوا عن الطريق"، قال عفان في حديثه: أنا سهيل بن أبي صالح.

_ = البر عن هناد بن السرى ورواه الإِمام مالك في الموطأ، في الجامع عن أُبي. (8420) إسناده صحيح، وروي بلفظ: "إذا سرق المملوك فبعه ولو بنش" رواه البخاري في الأدب ورواه أبو داود عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير ونوه بحسنه. و"النش": عشرون درهمًا وهو نصف أوقية كما يقال للخمسة نواة. (8321) إسناده صحيح، بكير بن عبد الله بن الأشئه روى عن أبي أمامة بن سهل وابن المسيب، وروى عنه: ابنه مخرمة والليث وأم، ثبت إمام، توفي سنة 127. (8422) إسناده صحيح، سبق تخريجه رقم (8321). (8423) إسناده صحيح، رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي عن أُبي هريرة، ونوه السيوطي في الجامع الصغير بصحته.

8424 - حدثنا عبد الصمد، ثنا حمّاد عن سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان يفر من البيت أن يسمع سورة البقرة تقرأ فيه". 8425 - حدثنا عبد الصمد، ثنا سالم أبو جميع، ثنا محمَّد بن سيرين أن أبا هريرة حدث، أن عمر قال: يا رسول الله، إن عطارد التميمي كان يقيم حلة جرير، فلو اشتريتها فلبستها إذا جاءك وفود الناس. قال: فقال: "إنما يلبس الحرير من لا خلاق له". 8426 - حدثنا عبد الصمد، ثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: والله إني لأقربكم صلاة برسول الله. وكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة العشاء الآخرة وصلاة الصبح، بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار.

_ (8424) إسناده صحيح، روى الدارمي بنحوه عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: إن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ في بيت خرج منه. (8425) إسناده صحيح، وسالم أبو جميع هو سالم بن دينار، ويقال -ابن راشد وهو ثقة البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن عمر: نوه السيوطي في الجامع الصغير بصحته. (8426) إسناده صحيح، محل القنوت بعد الركوع، وقد روي نحو هذا عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد، قنت. بعد الركوع قال: إذا قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد؟ "اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة ابن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من، المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف" ويجهر بذلك، ويقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: "اللهم العن فلانًا وفلانًا" لحيين من أحياء العرب فأنزل الله ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون" رواه الدارمي والشيخان وأبو داود والبيهقي بألفاظ متقاربة.

8427 - حدثنا منصور بن سلمة، أنا سليمان - يعني ابن بلال-، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، والدابة وخاصة أحدكم، وأمر العامة". 8428 - حدثنا منصور، أنا سليمان - يعني ابن بلال - عن العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا". 8429 - حدثنا منصور، أنا سليمان، عن العلاء، عن نجيه عن أبي هريرة، أن رجلاً جاء إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -، فقاق: سعِّرْ. فقال: "إن الله عز وجل يرفع ويخفض، ولكني لأرجو أن الله عز وجل: وليس لأحد عندي مظلمة". 8430 - حدثنا يحيى بن إسحق، أنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن زوارات القبور. 8431 - حدثنا يحيى بن إسحق أنا أبو عوانة وحسين بن محمَّد،

_ (8427) إسناده صحيح، رواه مسلم في الفتن، وفي الإيمان عن يحيى بن أيوب وقتيبة وعلى بن حجر. (8428) إسناده صحيح، سليمان بن محمَّد أبو محمَّد مولى آل الصديق، ثقة إمام، روى عن زيد بن أسلم، وعبد الله بن دينار، وروى عنه ابنه أيوب والقعنبي ولوين توفي سنة 172. (8429) إسناده صحيح، المظلمة بالفتح: ما يطلب من الظالم وهو اسم ما أخذه، ويقال لها بالكسر المظلمة، والذي في القاموس أن مفتوح اللام مصدر والمكسور ما تظلمه. (8430) إسناده صحيح، رواه الترمذي في الجنائز عن قتيبة ورواه ابن ماجة في الجنائز عن أبي نصر محمَّد خدف العسقلاني. (8431) إسناده صحيح، وعمر بن إبي سلمة بن عبد الرحمن، روى عن أبيه، وروى عنه أبو =

ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: "إن أحدًا هذا يحبنا ونحبه". 8432 - حدثنا حسين، ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سرق العبد فبعه ولو بنش - يعني بنصف أوقية". 8433 - حدثنا يحيى بن إسحق، ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن زوارات القبور. 8434 - حدثنا حسين بن محمَّد، ثنا جرير -يعني ابن حازم-، عن محمَّد -يعني ابن إسحق-، عن محمَّد بن إبراهيم التميمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لينزلن الدجال خوذ وكرمان في سبعين ألفا، وجوههم كالمجان المطرقة". 8435 - حدثنا يونس بن محمَّد، ثنا فليح، عن سعيد بن الحرث عن أبي هريرة قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم - إذا خرج إلى العيدين رجع في غير الطريق الذي خرج فيه.

_ = عوانة وهشيم، قال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به، ووثقه غيره، وكان على قضاء المدينة، قتله عبد الله بن علي بالشام سنة 132. (8432) إسناده صحيح، وهو مطول الحديث رقم (8420). (8433) إسناده صحيح، والحديث معنى رقم (8430). (8434) إسناده صحيح، جرير بن حازم الأزدي، رأى جنازة أبي الطفيل، وصمع أبا رجاء العطاردي والحسن، روى عنه: ولده وهب، وابن مهدي وهدبه وهو ابن خالد وشيبان، ثقة، لما اختلط حجبه ولده، توفي سنة 170، ومثله في الخلاصة، وفي تهذيب ابن حجر سنة 175 قاله البخاري في تاريخه عن سليمان بن حرب وغيره. (8435) إسناده صحيح، وروي بلفظ: "كان إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره" رواه =

8436 - حدثنا يونس، ثنا فليح، عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل يقول: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي". 8437 - حدثنا يونس ثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء ابن يسار، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الشيخ قال يونس: أظنه قال:- يهرم ويضعف جسمه، وقلبه شاب على حب اثنين: طول الحياة، وحب المال. 8438 - حدثنا يونس وسريج بن النعمان، قالا: ثنا فليح، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله في: "من تعلم علمًا مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة". قال سريج حديثه: يعني ريحها.

_ الترمذي، والحاكم عن أبي هريرة، ونوه السيوطي في الجامع الصغير بصحته. (8436) إسناده صحيح، وفيه قال أحمد: ثنا فليح" وهو خطأ قطعًا من الناسخ فإن أحمد لم يدرك فليحا ولم يرو عنه، وإنما يروي عنه بواسطه يونس وصريج وغيرهما. واللذان قبله وبعده رواهما عن يونس، عن فليح فسقط من الناسخ "ثنا يونس" وفي المخطوطة (ثنا يونس ثنا فليح) على الصواب، رواه مسلم عن أبي هريرة، ونوه السيوطي في الجامع الصغير بصحته. (8437) إسناده صحيح، مضى رقم 8403. (8438) إسناده صحيح، وفيه "فليح عن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة" وصوابه "فليح عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة" وكذلك هو المخطوطة على الصواب. وروى السيوطي في الجابع الصغير: "من تعلم علمًا لغير الله فليتبوأ مقعده من النار" ورواه الترمذي عن ابن عمر، وأشار إلى أنه حديث حسن.

- حدثنا يونس وسريج، قالا: ثنا فليح، عن سعيد بن عبيد ابن السباق عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "تفتح البلاد والأمصار، فيقول الرجال لإخوانهم: هلموا إلى الريف، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلم لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له يوم القيامة شهيدًا، أوشفيعًا" 8440 - حدثنا يونس وسريج، قالا: ثنا فليح، عن سعيد بن عبيد ابن السباق عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قبل الساعة سنون خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، يخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن. وينطق فيها الرويبضة" قال سريج: وينظر فيها الرويبضة. 8441 - حدثنا يونس، ثنا حمّاد، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت فيما يرى النائم، كأن في يدي سوارين من ذهب، فنفختهما، فرفعا، فأولت أن أحدهما مسيلمة والآخر العنسي". 8442 - حدثنا يونس، ثنا ليث، قال: وحدثني بكير، عن سليمان ابن يسار عن أبي هريرة بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعث فقال: "إن وجدتم فلانًا وفلاناً - لرجلين من قريش- فأحرقوهما بالنار"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أردنا الخروج: "إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلاناً بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله تعالى، فإن وجدتموهما فاقتلوهما".

_ (8439) إسناده صحيح، اللأواء: الشدة، والأمصار جمع مصر، وهي المدينة، والريف: الأرض التي بها زرع وخصب، والجمع أرياف. (8440) إسناده صحيح، وهو مختصر: 7819. (8441) "محمَّد"، بن عمرو بن علقمة، و"أبو سلمة" بن عبد الرحمن، أحد الأئمة، روى عن أبيه وهو عبد الرحمن بن عوف وعائشة وأبي هريرة، وروى عنه ابنه عمر والزهري، ومحمد بن عمرو وفي موته أقوال: قيل مات سنة 94، وقيل مات سنة 104. (8442) مكرر رقم 8054.

8443 - حدثنا يونس، ثنا فليح، عن أيوب بن عبد الرحمن، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه، ولكن افسحوا يفسح الله لكم". 8444 - حدثنا يونس بن محمَّد، ثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة، قال: أتى النبي -صلي الله عليه وسلم - بسبعة أضب عليها تمر وسمن، فقال: "كلوا، فإني أعافها". 8445 - حدثنا يونس، ثنا حمّاد، ثنا أبو المهزم عن أبي هريرة أن رسول الله مرَّ بسخلة جرباء، وقد أخرجها أهلها فقال: "أترون هذه هيئة على أهلها؟ " قالوا: نعم. قال: "للدنيا أهون على الله عَزَّ وَجَلَّ من هذه على أهلها". 8446 - حدثنا يونس، ثنا حمّاد بن سلمة، عن محمَّد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى بطعام من غير أهله سأل عنه: فإن قيل له: هدية، أكل، وإن قيل: صدقة قال: "كلوا"، ولم يأكل. 8447 - حدثنا يعقوب، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب،

_ (8443) إسناده صحيح، وسيأتي في 10271 مطولاً و 10786. (8444) إسناده ضعيف، لضعف أبي المهزم (انظر 8314). (8445) إسناده ضعيف، لضعف أبي المهزم (انظر 8314) و "السخلة": لولد الغنم من الضأن والمعز ساعة وضعه ذكرًا، كان أو أنثى. (8446) رواه البخاري، ومسلم، والنسائي عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحته بلفظ: "كان إذا أتى بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة؟ فإن قيل: "صدقة" قال لأصحابه كلوا ولم يأكل، وإن قيل: "هدية" ضرب بيده فأكل معهم. (8447) ينطف: أي يقطر، وأبو سلمه بن عبد الرحمن سبق التعريف به.

حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أقيمت الصلاة، وعدلت الصفوف، حتى إذا قام، في مصلاه وانتظرنا أن يكبر، انصرف، فقال: "على مكانكم"، فدخل بيته، ومكثنا على هيئتنا، حتى خرج إلينا ورأسه ينطف، وقد اغتسل. 38448 - حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبي، عن أبي صالح عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرًا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا، فلقى الله فتجاوز عنه". 8449 - حدثنا فزارة بن عمر، قال: ثنا إبراهيم - يعني ابن سعد - عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأم ناس يحدثون، وأنه إن كان في أمتي هذه منهم أحد فإنه عمر بن الخطاب". 8450 - حدثنا عبد الله قال: قال أبي: وحدثناه يعقوب، ثنا أبي، عن أبيه قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره مرسلاً. 8451 - حدثنا يعقوب، ثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب:

_ (8448) مكرر حديث 8369. (8449)، (8450) المحدث بفتح الدال وتشديدها: الرجل الصادق الظن. وإبراهيم بن سعد الزهري العوفي أبو إسحق الدنس روى عن أبيه، والزهري وروى عنه: ابن مهدي وأحمد ولوين وخلق توفي سنة 183 وكان من كبار العلماء. (8451) رواه البخاري عن أبي هريرة ولفظه: بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى - أي عمر - وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟

حدثني ابن المسيب أن أبا هريرة قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة توضأ إلى جنب قصر فقلت: لمن هذا لقصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرتك فوليت مدبرًا" وعمر - رحمه الله حين يقول ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس عنده مع القوم. فبكى عمر حي سمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أعليك - بأبي أنت أغار يا رسول الله قلت. 8452 - حدثنا فزارة قال: أخبرني فليح، عن هلال - يعني ابن على - عن عطاء، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أوترون الكوكب الدري الغارب في الأفق والطالع في تفاضل الدرجات". قالوا: يا رسول الله أولئك النبيون. قال: "بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين". 8453 - حدثنا فزارة، أنا فليح وسريج قال: حدثنا فليح عن هلال ابن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشيخ يكبر ويضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنتين: طول الحياة وحب المال". وقال سريج: "حب الحياة وحب المال". 8454 - حدثنايونس، ثنا فليح عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة".

_ (8452) رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد، والترمذي عن أبي هريرة والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحته، ولفظه: "إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم". (8453) مكرر رقم 8403. (8454) إسناده صحيح، رواه البخاري، ومسلم، عن ابن عمر، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحته، ورواه أبو داود، والترمذي والنسائي، وابن ماجة.

8455 - حدثنا فزارة بن عمر، أخبرني فليح عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة، وصام رمضان فإن حقًا على الله عَزَّ وَجَلَّ أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها"، قالوا: يا رسول الله أفلا تنبئ الناس بذلك؟ قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله عز وجل - فسلوه الفردوس فإنها أوسط الجنة، وأعلى الجنة. وفوقه عرش الرحمن - عَزَّ وَجَلَّ ومنه تفجر أنهار الجنة". 8456 - حدثنا يونس، ثنا ليث عن يزيد - يعني ابن الهاد - عن عمرو بن قُهيد بن مطرف الغفاري، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الله أرأيت أن عدي على مالي؟ قال: "فأنشد الله". قال: فإن أبوا علي قال: "أنشد الله". قال: فإن أبوا على. قال: "فأنشد الله". قال: فإن أبوا على. قال: "فقاتل، فإن قتلت ففي الجنة وإن قتلت ففي النار".

_ (8455) مكرر رقم 8400. (8456، 8457) إسنادهما صحيح وهو حديث واحد مكرر وعمرو بن قهيد بن مطرف الغفاري قال ابن جحر في التهذيب (8: 91) "الصواب رواية عبد الله بن صالح عن الليث عن يزيد بن بالهاد عن عمرو مولى المطلب عن قهيد بن مطرف عن أبي هريرة. هكذا رواه ابن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن يزيد عن عمرو" وقال فيه أيضاً (8: 385) "لكن فرق بعضهم بين قهيد بن مطرف وبين عمرو بن قهيد فقال الأزدي: إن قهيدًا هذا تفرد بالرواية عن المطلب وذكره ابن سعد في طبقة الخندقيين وذكره أبو نعيم وغيره في الصحابة، وقال الدارقطني مختلف في صحبته وقال ابن حبان في الصحابة: يقال "إن له صحبة" وهذا الحديث رواه بمعناه قهيد بن مطرف الغفاري وسيأتي في المسند ... من طريق عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي عن أخيه =

8457 - حدثنا قتيبة، ثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن قهيد الغفاري عن أبي هريرة، فذكر الحديث. 8458 - حدثنا يونس، ثنا ليث عن ابن عجلان عن سمى مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: شكا أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم - إليه مشقة السجود عليهم إذا تفرجوا. قال: "استعينوا بالركب". قال ابن عجلان. وذلك أن يضع مرفقه على ركبتيه إذا أطال السجود وأعيا. 8459 - حدثنا يونس، ثنا ليث عن ابن عجلان، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "ألم تروا كيف يصرف الله عني لعن قريش وشتمهم؟ يسبون مذمما وأنا محمَّد". 8460 - حدثنا يونس، ثنا ليث، عن محمَّد -يعني ابن عجلان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "لا

_ = الحكم عن أبيه الطلب عن قهيد بن مطرف الغفاري. وهذا إسناد صحيح أيضًا. ومجموع هذا يرجح منه أن يونس وقتيبة لم يخطأ على الليث وقد تابعهما على ذلك أبو سلمة الخزاعي الحافظ كما سيأتي 8709 - وأن عمرو بن قهيد، ويظن أنه ابن قهيد ابن مطرف الصحابي روى الحديث عن أبي هريرة وإن كان أبوه يرويه عن النبي -صلي الله عليه وسلم - وأن ابن المطلب بن عبد الله رواه عن أبيه عن قهيد الصحابي ويشهد لهذا أن عبد العزيز بن المطلب روى عن عبد الله بن الحسن عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا "من أريد ماله فقتل فهو شهيد" وقد مضى برقم 8281 وهو إسناد صحيح جدًا. (8458) وقد روى في صفة سجود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير من الأحاديث منها: عن ميمونة بنت الحارث قالت كان النبي -صلي الله عليه وسلم - إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه وضح إبطيه. رواه الدارمي. (8459) ابن عجلان هو محمَّد بن عجلان، روى عن رجل عن أبي هريرة: هو المقبري. (8460) وروي في الجامع الصغير: "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا" رواه مسلم وأبو داود عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى صحة الحديث.

يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما: مسلم قتل كافرًا، ثم سدد المسلم أو قارب، ولا يجتمعان في جوف عبد: غبار في سبيل الله ودخان جهنم، ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والشح". 8461 - حدثنا يونس، ثنا ليث عن محمَّد عن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خرجت امرأتان ومعهما صبيان، فعدا الذئب على أحدهما، فأخذتا يختصمان في الصبي الباقي، فاختصمتا إلى داود فقضى به للكبرى منهما، فمرتا على سليمان النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: "فكيف أمركما؟ " فقصتا عليه القصة فقال: "ائتونى بالسكين أشق الغلام بينكما". فقالت الصغرى: أتشقه؟ قال: نعم. قالت: لا تفعل، حظي منه لها. فقال: هو ابنك، فقضى به لها. 8462 - حدثنا يونس، ثنا ليث، عن محمَّد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إني لا أقول إلا حقاً" قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله. فقال: "إني لا أقول إلا حقًا". 8463 - حدثنا يونس، ثنا ليث عن محمَّد عن أبيه وغيره عن أبي

_ (8461) رواه البخاري ولفظه: "عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود، فقضى للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها، فقضى به للصغرى" وفي هذا صورة من صور الأدب العالي الذي يوضح عدالة الحاكم وعاطفة الأمومة. (8462) وروى السيوطي في الجامع الصغير: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا" وأشار إلى أنه حديث حسن، رواه الطبراني في الكبير، عن ابن عمر، ورواه الخطب عن أنس. (8463) وقد مضى بنحوه، بلفظ: "هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا ... " رقم 8071.

هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الأكثرون الأسفلون يوم القيامة إلا من قال: هكذا وهكذا". 8464 - حدثنا يونس، ثنا ليث عن محمَّد عن أبيه العجلاني عن أبي هريرة أنه قال سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم وسلم أي الناس خير؟ فقال: "أنا والذين معي، ثم الذين على الأثر ثم الذين على الأثر، تم كأنه رفض من بقى". 8465 - حدثنا يونس، ثنا ليث، عن محمَّد، عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لن يزال على هذا الأمر عصابة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك". 8466 - حدثنا يونس، ثنا ليث عن محمَّد، عن القعقاع عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في أنه قال: "إن الذباب في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، فإذا وقع في إناء أحدكم فليغمسه، فإنه يتقي بالذي فيه الداء ثم يخرجه". 8467 - حدثنا يونس، ثنا ليث، عن محمَّد بن عجلان عن أبيه

_ (8464) يونس بن محمَّد المؤدب البغدادي الحافظ، روى عن شيبان والقاسم الحداني، وله عن أم نهار عن أنس وروى عنه أحمد وعبد، مات سنة 208. (8465) العصابة بكسر العين: الجماعة من الناس، أما العصبة من الرجال: في بين العشرة إلى الأربعين، وعصبة الرجل بنوه وقرابته لأبيه سموا بذلك؛ لأنهم عصبوا به أي أحاطوا (8466) ورواه السيوطي في الجامع الصغير "بلفظ: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء، وفي الأخرى شفاء "رواه البخاري، وابن ماجه عن أبي هريرة". (8467) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، والطبراني عن أبي =

عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها". 8468 - حدثنا يونس حجاج قالا: ثنا ليث، حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي عبيدة عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا يتبشبش الله عَزَّ وَجَلَّ به كما يتبشبش أهل الغائب بطلتعه". 8469 - حدثنا يونس عن ليث، حدثني سعيد عن أخيه عباد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الأربع: من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع". 8470 - حدثنا يونس، ثنا ليث، حدثني سعيد، عن أبيه أن أبا هريرة قال: إن رسول الله قال: "لا يحل لامرأة مسلمة تسافر ليلة إلا ومعها

_ أمامة وعن ابن عباس وأثار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته. (8468) إسباغ الوضوء إتمامه، والسابغ هو الكامل الوافى، والبشاشة: طلاقة الوجه، وقد بش به يبش بالفتح، ورجل هش بش: أي طلق الوجه، وقال ابن عمر: إسباغ الوضوءة الإنقاء. (8469) إسناده صحيح، وعباد بن أبي سعيد المقبري ثقة ولم يرو عنه إلا أخوه سعيد وليس له إلا هذا الحديث الواحد ونسبه ابن حجر في التهذيب إلى أبي داود والنسائي وابن ماجة رواه أبو داود في الصلاة عن قتيبة، ورواه النسائي في الاستعاذة عن قتيبة وعن عبيد الله ابن فضالة بن إبراهيم ورواه ابن ماجة في الدعاء عن عيسى بن حمّاد. (8470) وروى السيوطي في الجامع الصغير بنحوه، بلفظ: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ... " رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس، ونوه السيوطي بصحة هذا الحديث.

رجل ذو حرمة منها". 8471 - حدثنا يونس، ثنا ليث، ثنا سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده فلا شيء بعده". 8472 - حدثنا يونس وحجاج قالا: ثنا ليث، قال حجاج في حديثه: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال يونس عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من الأنبياء نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيًا أوحاه الله عَزَّ وَجَلَّ إلى وأرجو أن أكون أكثرهم تبعًا يوم القيامة". 8473 - حدثنا يونس، حدثنا ليث عن يزيد - يعني ابن الهاد - عن عمرو عن المقبري، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول: إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة كل خير، يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه". 8474 - حدثنا يونس، ثنا ليث عن يزيد، عن ابن شهاب عن أبي

_ (8471) رواه البخاري، ولفظه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده". كما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو يوم الأحزاب يقول: "اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم". (8472) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير" وأشار إلى أنه حديث صحيح. (8473) يونس بن محمَّد المؤدب البغدادي الحافظ، روى عن شيبان والقاسم الحداني، وروى عنه أحمد مات سنة 208. (8474) رواه البخار ي عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير، ونوه بصحة الحديث.

سلمة عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثرُ من سبعين مرة". 8475 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا عياد بن ميسرة عن إلحسن البصري، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من استمع إلى آية من كتاب الله تعالى كتب له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة". 8476 - حدثنا أبو سعيد، ثنا وُهَيْب، ثنا عسل بن سفيان عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طلع النجم ذا صباح رفعت العاهة". 8477 - حدثنا أبو سعيد، ثنا وُهَيْب وحماد، عن عسل عن عطاء عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السدل يعني في الصلاة. 8478 - حدثنا أبو سعيد، ثنا عبد العزيز بن عبد الله ثنا عبد الله بن

_ (8475) إسناده ضعيف؛ لأن عباد بن ميسرة لين ولأن الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة شيئاً، ورواه السيوطي في الجامع الصغير، وأشار إلى أنه ضعيف. (8476) إسناده ضعيف، لضعف عسل بن سفيان وروى السيوطي في الجامع الصغير: "إذا طلعت الثريا أمن الزرع من العاهة" رواه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى أنه حديث ضعيف. (8477) إسناده ضعيف، لضعف عسل بن سفيان، وروى السيوطي في الجامع الصغير حديثا بلفظ "نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطى الرجل فاه" رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة، ونوه السيوطي بصحته. (8478) لبيك: أي أنا مقيم على طاعتك، ونصب على المصدر كقولك: حمدًا لله وشكرم، وثني على معنى التأكيد أي إلبابًا بك بعد إلباب وإقامة بعد إقامة، وقال الخليل: هو من قولهم:

الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كان من تلبية النبي -صلي الله عليه وسلم - لبيك إله الحق. 8479 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "مرَّ رجل من المسلمين بجذل شوك في الطريق فقال: لأميطن هذا الشوك عن الطريق أن لا يعقر رجلاً مسلمًا. قال فغفر له". 8480 - حدثناه عفان بهذا الإِسناد عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا أكل أحدكم فليلعقن أصابعه، فإنه لا يدري في أيتهن البركة". 8481 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب ثنا ليث، ثنا سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا أحب الله عبدًا دعا جبريل عليه السلام

_ = دار فلان قلب داري بوزن ترد أي تحاذيها، أي أنا مواجك بما تحب إجابة لك، ولبي الحج تلبيته، قال: لبيك، وقال يونس النحوى: لبيك ليس بمنى إنما هو مثل عليك وإليك. (8479) وروى السيوطي في الجامع الصغير بنحوه، بلفظ: "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة" ورواه مسلم عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى صحته. (8480) رواه مسلم، والترمذي، عن أبي هريرة، ورواه الطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت، ورواه الطبراني في الأوسط عن أنس، والسيوطي في الجامع الصغير بلفظ، "إذا أكل أحدكم طعامًا فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون "البركة" وأشار إلى صحة الحديث. (8481) رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: "إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يجب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدًا =

فقال: إني قد أحببت فلانًا فأحبه. قال: فيحبه جبريل. قال: ثم ينادي في السماء إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه. قال: فيحبونه. قال: ثم يضع الله له القبول في الأرض فإذا أبغض فمثل ذلك". 8482 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا. وعقد وُهَيْب تسعين". 8483 - حدثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا مصعب بن محمَّد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إنما الإِمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا, ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا حتى يسجد، وإن صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون". 8484 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "نحن الآخرون السابقون، يوم القيامة بيد أن كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا اليوم الذي

_ = دعا جبريل فيقول إلى أبغص فلانًا فابغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه ثم توضع له البغضاء في الأرض". (8482) رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير" ونوه بصحة الحديث. (8483) مصعب بن محمَّد بن شرحبيل العبدي، روى عن أبي أمامة، وأبي سلمة، وروى عنه السفيانان ووهيب، وثق، قال أبو حاتم: لا يحتج به. (8484) رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة.

اختلفوا فيه فهدانا الله عَزَّ وَجَلَّ له، فغدا لليهود، وبعد غد للنصارى، فسكت فقال: حق الله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده". 8485 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانًا". 8486 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا موسى بن عقبة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - كون قال: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني". 8487 - حدثنا عفان، ثنا عبد الواحد -يعني ابن زياد- ثنا عاصم ابن كليب قال: حدثني أبي قال: سنن أبا هريرة ذكر النبي -صلي الله عليه وسلم - في: "رؤيا المسلم جزء من سبعين جزءًا من النبوة". 8488 - حدثنا عفان، ثنا أبو عوانة، ثنا عبد الملك بن عمير عن

_ (8485) رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي عن أبي هريرة ومالك، والسيوطي في الجامع الصغير، وأشار إلى صحته. (8486) موسى بن عقبة مولى آل الزبير، ويقال مولى أم خالد بنت سعيد بن العاص زوجة الزبير، روى عن أم خال وعلقمة بن وقاص وعروة، وروى عنه مالك والسفيانان، ثقة، مفت، توفي سنة 141. (8487) روى السيوطي بلفظ: "رؤيا المسلم الصالح جزء من سبعين جزءا من النبوة" رواه ابن ماجة عن أبي سعيد. (8488) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، والروياني في =

محمَّد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم". 8489 - حدثنا عفان، ثنا عبد الواحد، ثنا عاصم بن كليب، حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي". قال عاصم: قال أبي: فحدثنيه ابن عباس فأخبرته أني قد رأيته. قال: رأيته؟ قلت أي والله لقد رأيته. قال: فذكرت الحسن بن علي قال: إني والله قد ذكرته ونعته في مشيته. قال: فقال ابن عباس: أنه كان يشبهه. 8490 - حدثنا عفان ثنا حمّاد، أنا سهيل بن أبي صالى قال: كنت عند أبي جالسًا وعنده غلام، فقام الغلام فقعدت في مقعد الغلام، فقال لي أبي: قم عن مقعده، إن أبا هريرة أنبأنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قام أحدكم من مجلسه فرجع إليه فهو أحق به، غير أن سهيلا قال: لما أقامني تقاصرت في نفسي". 8491 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا محمَّد بن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عجلان أبي محمَّد، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل ما لا يطيق".

_ مسنده" والطبراني في الكبير عن جندب. (8489) رواه البخاري، والترمذي عن أنس. (8490) رواه البخاري في الأدب، ورواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجة عن أبي هريرة، وروي في المسند عن وهب بن حذيفة، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته. (8491) رواه مسلم، والبيهقي في السنن" عن أبي هريرة والسيوطي في الجامع الصغير" وأشار إلى صحته.

8492 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة عن سهيل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن السنة ليس بألا يكون فيها مطر، ولكن السنة أن تمطر السماء ولا تنبت الأرض". س 849 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة قال: أنا محمَّد بن عمرو عن صفوان - يعني ابن سليم عن القعقاع بن اللجلاج عن أبي هريرة وسهيل عن القعقاع بن اللجلاج عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في وجه عبد"، قال حمّاد: وقال أحدهما: القعقاع بن اللجلاج، وقال الآخر: اللجلاج بن القعقاع. 8494 - حدثنا عفان، حدثنا حمّاد بن سلمة، ثنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: "إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة".

_ (8492) حمّاد بن سلمة بن دينار الإِمام، أبو سلمة أحد الأعلام، يقال: ولاؤه لقريش عن سلمة بن كهيل، وابن أبي مليكة، وأبي عمران الجوني وروى عنه شُعبة ومالك وأبو نصر التمار، قال ابن معين إذا رأيت من يقع فيه فاتهمه على الإِسلام، وقال عمرو بن عاصم: كتبت عن حمّاد سلمة بضعة عشر ألفا، قلت: هو ثقة صدوق يغلط وليس في قوة مالك، توفي سنة 167 في ذى الحجة، ومن كلامه: "من طلب العلم لغير الله فقد مكر به". (8493) الشح: هو البخل مع حرص، وقد شححت بالكسر تشح وتشح الضم والكسر، ورجل شحيح وقوم شحاح. (8494) "حمّاد بن سلمة" بفتح اللام - بن دينار الإِمام، أبو سلمة أحد الأعلام، يقال: ولاؤه لقريش، عن سلمة بن كهيل وابن أبي مليكة وأبي عمران الجوني، وعنه شعبة ومالك وأبو نصر التمار، قال ابن معين: إذا رأيت من يقع فيه فاتهمه على الإِسلام، وقال عمرو بن عاصم: كتبت عن حمّاد بن سلمة بضعة عشر ألفا، قلت هو ثقة صدوق يغلط =

8495 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله كلفط، قال: "إذا قال الرجل: قد هلك الناس فهو أهلكهم". 8496 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا يحيى بن سعيد وأبو حيان التيمي عن أبي زرعة، عن أبي هريرة أن أعرابيًا جاء إلى النبي -فقال يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة. قال: "تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤفى ي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان" قال: والذي نفس محمَّد بيده لا أزيد على هذا شيئاً أبدًا، ولا أنقص منه، فلما ولى قال النبي -صلي الله عليه وسلم - "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا". 8497 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا هشام عن صالح بن أبي

_ = وليس في قوة مالك توفي سنة 167 في ذي الجنة، ومن كلامه: "من طلب العلم لغير الله فقد مكر به" كما سبق بيانه. (8495) "سهيل بن أبي صالح" السمان أبو يزيد روى عن أبيه وابن المسيب، وروى عنه شُعبة والحمادان وعلي بن عاصم قال ابن معين: هو مثل العلاء - أي ابن عبد الرحمن - وليسا بحجة، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، ووثقه ناس، توفي سنة 140، والراجح أنه كان له أخ فلما مات وجد عليه فنسى كثير، من الحديث، وسار حفظه في آخر عمره، وكان حديثه في هذه الفترة بالعراق. (8496) يقال: إن اسم هذا الأعرابي: هو ابن المنتفق بكسر الفاء، وهو وصف -أي الأعرابي- لساكن البادية، وفي هذا الحديث بيان لأركان الإِسلام، وجزاء الصدق في العقيدة الصافية الطاهرة. وفي الحديث دلالة على أن المبشرين بالجنة أكثرُ من عشرة كهذا الذي في الحديث، وكالحسن والحسين وأمهما وأمهات المؤمنين، فبشارة العشرة المعروفين تحمل على أنهم بشروا دفعة واحدة، أوأن العدد لا مفهوم له وإنما لم تذكر السنن لأنه كان حديث عهد بالإِسلام فاكتفى بذلك حتى ينشرح صدره إلى السنن بعد ذلك. (8497) إسناده صحيح، وصالح بن أبي السمان ثقة قليل الحديث قال الدراقطني "له حديثان" =

صالح السمان، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يصبر أحد على لأواء المدينة وجهدها إلا كنت له شفيعًا أو شهيداً يوم القيامة". 8498 - حدثنا عفان قال: حدثنا يزيد بن زريع، ثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل شيء". 8499 - حدثنا عفان، ثنا عبد الواحد بن زياد قال: أنا عاصم بن كليب، حدثني أبي قال: سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل خطبة ليس فيها شهادة كاليد الجذماء". 8500 - حدثنا عفان، ثنا أبان العطار قال: ثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمن يغار، والله يغار، ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئاً حرم الله". 8501 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كانسَا شجرة تؤذي أهل الطريق فقطعها رجل، فنحاها عن الطريق فدخل الجنة".

_ = وهذا الحديث نسبه ابن حجر في التهذيب للترمذي وأنه استغربه وحسنه. (8498) رواه ابن ماجه عن ابن عمر، ورواه الترمذي، وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى أنه حسن. (8499) رواه أبو داود عن أبي هريرة، والسيوطي في الجابع الصغير بلفظ: "كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء" وأشارالسيوطي إلى صحته. (8500) روى السيوطي بلفظ: "المؤمن يغار، والله أشد غيرا" رواه مسلم عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى صحته. (8501) رواه مسلم في الأدب عن محمَّد بن حاتم.

8502 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمسمائة عام". 8503 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد - يعني ابن سلمة - عن علي بن زيد، حدثني من سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن آدم اعمل كأنك ترى، وعد نفسك مع الموتى، وإياك ودعوة المظلوم". 8504 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد يكتبون الناس على فنازلهم، جاء فلان من ساعة كذا، جاء فلان من ساعة كذا، جاء فلان والإمام يخطب، جاء فلان فأدرك الصلاة ولم يدرك الجمعة إذا لم يدرك الخطبة".

_ (8502) حمّاد بن سلمة بن دينار، أبو سلمة، أحد الأعلام، سبق التعريف به في التعليق على الحديث رقم 8492. (8403) علي زيد بن جدعان التيمي البصري الضرير، أحد الحفاظ وليس بالثبت، سمع سعيد بن المسيب وجماعة، وعنه شُعبة وزائدة وابن علية وخلق، قال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين، قال منصور بن زاذان: لما مات الحسن قلنا لابن جدعان: أجلس مجلسه، مات سنة 131. (8504) إسناد هـ حسن، وروي: "إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على أبواب المسجد يكتبون الأول فالأول"، وفي لفظ: "من اغتسل يوم الجمعة ثم راح فكأنما قرب بدنة" رواه البخاري في الجمعة عن آدم وعن عبد الله بن أيوب وفي بدء الخلق عن أحمد بن يونس، ورواه مسلم في الجمعة عن أبي الطاهر ابن السرح وحرملة بن يحيى وعمرو بن سواد وعن قتيبة، ورواه أبو داود في الصلاة عن أحمد بن محمَّد بن المغيرة، ورواه النسائي عن الربيع بن سليمان وعن محمَّد بن منصور، ورواه ابن ماجة في الصلاة عن هشام بن عمار وسهل بن أبي سهل.

8505 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد - يعني ابن سلمة -، ثنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "يدخل أهل الجنة الجنة مردًا، بيضًا، جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم سبعون ذراعًا في سبعة أذرع". 8506 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد عن قيس وحبيب عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أنه قال: في كل صلاة يقرأ، في أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم وما أخفى علينا أخفينا عليكم. 8507 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة، أنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله في قال: "الكل بني آدم حظ من الزنا، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان يزنيان وزناهما المشي، والفم يزني وزناه القبل، والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه". 8508 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن عمرو

_ (8505) إسناده حسن، رواه أبو داود في الرقاق. (806) عطاء بن أبي رباح، أسلم، أبو محمَّد القرش مولاهم المكي، أحوال الأعلام، روى عن عائشة وأبي هريرة، وروى عنه الأوزاعي وابن جُريج وأبو حنيفة والليث. عياش ثمانين سنة، مات سنة 114، وقيل 115، قال ابن حجر في التقريب: ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، وقيل: إنه تغير بآخرة ولم يكن ذلك منه. (8507) وروى بلفظ: "كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة" رواه البخاري في الاستئذان عن الحميدي وفي القدر عن محمود بن غَيْلان، ورواه ملم في القدر عن إسحق بن إبراهيم وعبد بن حميد، ورواه أبو داود في النكاح عن محمَّد بن عبيد، وحديث: "لكل ابن آدم حظه من الزنا" رواه أبو داود في النكاح عن موسى بن إبراهيم، ورواه الترمذي في الطهارة إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة من دبره. (8508) والجنازة بالكسر واحدة الجنائز، والعامة تفتحه، ومعناه: الميت على السرير، فإذا لم يكن =

عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت به جنازة يهودي فقام. فقيل له: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها جنازة يهودي، فقال: "إن للموت فزعًا". 8509 - حدثنا عفان، ثنا أبو عوانة عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس". 8510 - حدثنا عفان، ثنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لمط "ما منكم من أحد ينجيه عمله"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة". 8511 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت فيما يرى النائم كأن في يدي سوارين فنفختهما فرفعا، فأولت أن أحدهما مسيلمة". 8512 - حدثنا عفان قال: أنا وُهَيْب قال: معمر ثنا عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا بات أحدكم وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه".

_ = عليه الميت فهو سرير ونعش. وفي الحديث بيان لما للموت من فزع. (8509) مكرر رقم (8319). (8510) مختصر حديث 8312. (8511) كلمة "موارين" في الحديث مثنى السوار والجمع: أسورة وجمع الجمع أساورة، وقد يكون جمع أساور قال الله تعالى: "يحلون فيها من أساور من ذهب". وقال أبو عمرو: واحدها إسوار. وسوّره تسوير ألبسه السوار. وهذا الحديث من نبوءاته ومعجزاته - صلى الله عليه وسلم - ". (8512) "الغمر" معناه الكبير، بوزن الحَمْر، وقد غمره الماء أي علاه وبابه: نصر، والغمر بوزن الجمرة: هي الشدة والجمع غُمْر بفتح الميم.

8513 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الله حَدَّثَنِى أَبِي حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ "لاَ يَنْظُرُ الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى رَجُلٍ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا". 8514 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، َثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَن عَلِىِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". 8515 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ الله الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ أَوْ الْفَرْضِ صَلاَةُ اللَّيْلِ". 8516 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ [عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ] (*) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُوداً فَلاَ مَوْتَ فِيهِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُوداً فَلاَ مَوْتَ فِيهِ".قال وذكر لي خالد بن زيد أنه سمع أبا الزبير يذكر مثله عن جابر وعبيد بن عمير إلا أنه يحدث عنهما أن ذلك بعد الشفاعات ومن يخرج من النار.

_ (8513) إسناده صحيح، والحارث بن مخلد ابن حبان في الثقات. والحديث سبق 7670، ونسبه في التهذيب إلى أبو داود، والنسائي، وابن ماجة في النكاح. (8514) رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي وابن ماجة، والحاكم عن أبي هريرة، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته. (8515) مكرر 8488. (8516) هو موسى بن داود الصبي قاضي طرسون عن سفيان وشعبة، روى عنه أحمد وسعدان، ثقة زاهد مصنف، توفى سنة 217. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: [عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ]، ليست في مطبوعة الشيخ أحمد شاكر، وهي في طبعة الأرنؤوط، وقال: "عن ابن هرمز" سقط من (م). . . . وأخرجه البخاري (6545) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. انظر تحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط ج 14 ص 215

8517 - حدثنا عفان ثنا حمّاد بن سلمة عن أبي سنان عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا عاد المسلم أخاه، أو زاره قال الله عَزَّ وَجَلَّ طبت وطاب ممشاك وتبوأت في الجنة منزلا". 8518 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد، أنا ثابت عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أطاع العبد ربه وسيده فله أجران". قال: فلما أعتق أبو رافع بكى فقيل له: مايبكيك؟ قال كان لي أجران فذهب أحدهما. 8519 - حديث عفان، ثنا حمّاد، أنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار عند صلاة الفجر وصلاة العصر، فإذا عرجت ملائكة النهار قال الله عَزَّ وَجَلَّ لهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئناك من عند عبادك أتيناهم وهم يصلون، وجئناك وهم يصلون، فإذا عرجت ملائكة الليل قال الله عَزَّ وَجَلَّ لهم: من أين جئتم؟ قالوا: جئناك من عند عبادك، أتيناهم وهم يصلون وجئناك وهم

_ (8517) رواه الترمذي بلفظ: "من عاد مريضًا أو زار أخا له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا"، وقال الترمذي: حديث حسن، وفي بعض النسخ غريب، وروي (أن رجلاً زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكًا) رواه مسلم في البر والصلة عن عبد الأعلي بن حمّاد. (8518) أبو رافع مولى النبي -صلي الله عليه وسلم -، يقال إبراهيم وقيل أسلم، كان للعباس أولاً، روى عنه أولاده وأبوسعيد المقبري. (8519) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ... إلخ" وهو متفق عليه، وفيه بيان لفضل الصلاة والذكر عند الله تعالى، وعظيم الأجر والثواب الذي أعده لمقيمي الصلاة على وقتها.

يصلون". 8520 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة قال: أنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "العينان يزنيان، واليدان يزنيان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه". 8521 - حدثنا عفان، ثنا همام، ثنا محمَّد بن مجادة أن أبا حصين حدَّثه أن ذكران حدَّثه أن أبا هريرة حدَّثه قال: جاء رجل إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله علمني عملا يعدل الجهاد، قال: "لا أجده" قال: "هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدًا فتقوم لا تفتر، وتصوم لا تفطر؟ " قال: لا أستطيع قال: قال أبو هريرة: إن فرس المجاهد يستن في طوله فيكتب له حسنات. 8522 - حدثنا عفان، ثنا وُهَيْب، ثنا موسى بن عقبة قال: حدثني جدي أبو أمي أبو حبيبة أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها، وأنه

_ (8520) وروي عن أبي هريرة أيضاً: "كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، وزنا الأذن الاستماع، وزنا اليدين البطش، وزنا الرجلين الخطى، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" رواه البخاري تعليقا، ومسلم مسند بوجه غير هذا. (8521) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم بنحوه، ولفظه: "قيل: يا رسول الله ما يحدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: "لا تستطيعونه"، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول: "لا تستطعونه"، ثم قال: "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله" متفق عليه. لا تفتر: أي تضعف، والفترة الانكسار والضعف، وقد فتر: الحر وغيره من باب دخل. (8522) إسناده صحيح، وأبو حبيبة جد موسى بن عقبة لأمه، هو مولى الزبير بن العوام، وهو تابعي ثقة.

سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام فأذن له فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافًا" أو قال: "اختلافًا وفتنة". فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ قال: "عليكم بالأمين وأصحابه". وهو يشير إلى عثمان بذلك. 8523 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد بن سلمة أنا يونس عن محمَّد بن سيرين عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين على كل واحدة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء الثياب". 8524 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - رأى رجلاً يتبع حمامة. فقال: "شيطان يتبع شيطانة". 8525 - حدثنا عفان، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا سعيد بن

_ (8523) محمَّد بن سيرين، أبو بكر، أحد الأعلام روى عن أبي هريرة وعمران بن حصين، وكان كاتب أنس بن مالك بفارس، قال علي بن المديني ويحيى بن معين: لم يسمع ابن سيرين من ابن عباس شيئًا. وروى عنه: ابن عون وهشام بن حسان، وقرة وجرير، ثقة حجة، كبير العلم، ورع بعيد الصيت، له سبعة أو راد بالليل، مات في تاسع شوال سنة 110. (8524) عفان بن مسلم الصفار أبو عثمان الحافظ، روى عن هشام الدستوائي وهمام والطبقة، وروى عنه البخاري، وإبراهيم الحربي وأبو زرعة وأمم، وكان ثبتًا في أحكام الجرح والتعديل. قال العجلي: عفان بصري ثقة ثبت صاحب سنة، وكان على مسائل معاذ بن معاذ، فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل، فأبى وقال: لا أبطل حقاً من الحقوق، ولد بعد الثلاثين ومائة ومات سنة 220. (8525) رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي، والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، وهو متواتر، وأشار السيوطي إلى أنه صحيح.

كثير بن عبيد قال: حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ثم قد حرم على دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله عز وجل". 8526 - حدثنا عفان، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو الجلاس عقبة بن يسار، حدثني عثمان بن شماخ قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة كيف سمعت رسول الله يصلي على الجنازة؟ فقال: مع الذي قلت. قال: نعم قال: "اللهم أنت ربها وأما خلقتها، وأما هديتها للإسلام، وأما قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئنا شفعاء فاغفر لها". 8527 - حدثنا عفان، حدثنا سليم بن حيان قال: سمعت أبي

_ (8526) في هذا الإِسناد اختلاف كثير فقد رواه أحمد فيما مضى 7471 من طريق شُعبة عن الجلاس (بضم الجيم وتخفيف اللام) عن عثمان بن شماس. ورواه هنا من طريق عبد الوارث عن أبي الجلاس عقبة بن بسار عن عثمان بن سماح - بالسين والحاء المهملتين- ورواه الدولابي في الكنى والأعماء (1: 139) من طريق عبد الوارث عن أبي الجلاس عقبة بن سيار قال "حدثني ابن شماخ" بالمعجمتين - وكذا نقل في التهذيب إسناده عن عبد الوارث وعباد بن أبي صالح (2: 126) وأن الطبراني رجحه. ونقل فيه أيضًا (7: 121) عن عباس الدوري قال: "سمعت يحيى وأحمد يقولان: حديث الجلاس عن عثمان بن نمماس كذا قال شُعبة وقال عبد الوارث والقول قوله ابن جحاش" ثم نقل أن اسم أبي الجلاس "عقبة بن سيار" فيظهر أن ما هنا من أنه "يسار" خطأ من الناسخ. والمقام محتاج إلى تحقيق. ونسب في التهذيب هذا الحديث للنسائي ولم أجده فيه فلعله في السنن الكبرى، ورواه أحمد 8736 من طريق عبد الوارث عن أبي الجلاس عقبة بن يسار عن علي بن شماخ كإسناد الدولابي. ورواه أيضاً عن الجلاس عن عثمان بن شماس 9915 وفي المخطوطة (أبو الجلايق) بالشين المعجمة وفيها أيضًا (عثمان بن شماخ) بالمعجمتين. (8527) رواه البخا ري، ومسلم عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحته.

قال: سمعت أبا هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والوصال" مرتين، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -. قال: "إني لست في ذلك مثلكم. إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فلا تكلفوا أنفسكم من العمل ما ليس لكم به طاقة". 8528 - حدثنا عفان، ثنا سليم بن حيان قال: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من اتخذ كلبًا ليس بكلب زرع ولا صيد ولا ماشية فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراط" قال سليم: وأحسبه قد قال: "والقيراط مثل أحد". 8529 - حدثنا عفان، حدثنا همام، ثنا فرقد عن يزيد أخي مطرف عن أبي هريرة عن النبي - صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إن أكذب أو من أكذب الناس الصباغين والصواغين" وقال عفان مرة: "إن من أكذب". 8530 - حدثنا عفان، حدثنا سليمان بن كثير، حدثنا ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - سئل أيصلي الرجل في ثوب واحد؟ فقال: "أو كلكم يجد ثوبين؟ ". 8531 - حدثنا عفان، حدثنا حمّاد عن محمَّد بن عمرو عن

_ (8528) إسناده صحيح، وسليم - بفتح السين المهملة وكسر اللام - وحيان بالحاء المهملة المفتوحة والياء المثناه وهو وأبوه ثقتان. (8529) مكرر 8285. (8530) وسليمان بن كثير العبدي أخو محمَّد، روى عن الزهري وعمرو بن دينار، وروى عنه أخوه وعفان. قال عنه الذهبي: صويلح، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري مات سنة 133. (8531) وروى السيوطي في الجامع الصغير بعض حديث: ( ... وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم والنسائي عن أبي =

أبي سلمة عن أبي هريرة قال: وحدثنا حمّاد قال: سمعت ثابتاً عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "للصائم فرحتان: فرحة في الدنيا عند إفطاره، وفرحة في الآخرة". 8532 - حدثنا عفان، ثنا حمّاد سلمة، أنبأنا عسل بن سفيان التميمي عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن السدل في الصلاة. 8533 - حدثنا عفان، حدثنا وُهَيْب، ثنا خثيم - يعني ابن عراك عن أبيه أن أبا هريرة قدم المدينة في وهي من قومه والنبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر وقد استخلف سباع ابن عرفطة على المدينة قال: فانتهيت إليه وهو يقرأ في صلاة الصبح في الركعة الأولى بكهيعص، وفي الثانية ويل للمطففين قال: فقلت لنفسي ويل لفلان، إذا اكتال اكتال بالوافي، وإذا قال قال بالناقص قال: فلما صلى زودنا شيئاً حتى أتينا خيبر، وقد افتتح النبي -صلي الله عليه وسلم - خيبر قال: فكلم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - المسلمين فأشركونا في سهامهم. 8534 - حدثنا عفان، حدثنا وُهَيْب حدثنا عبد الرحمن بن إسحق

_ = هريرة، وأشار السيوطي إلى صحته. (8532) مكرر 8477. (8533) إسناده صحيح، وخثيم- بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المثلثهَ وفي الأصل (حثيم) بالمهملة والشين وهو تصحيف. والحديث نسبه ابن حجر في الإصابة (3: 63) إلى ابن خزيمة والطحاوي والتاريخ الصغير للبخاري، وفي المخطوطة (خيثم) وهو تصحيف أيضاً. (8534) إسناده صحيح، وعبد الرحمن بن إسحق هو ابن عبد الله بن الحارث بن كنانة الدنس وهو ثقة أخرج له البخاري ومسلم، وتكلم فيه بعضهم بما لا يقدح وقال أحمد: "أما ما كتبنا من حديثه فصحيح" ووثقه البخاري. وفي المخطوطة: إذا شاء أن يزايل زايل وهو الصواب. وروى السيوطي بنحوه في الجامع الصغير بلفظ: "تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام، فإن الجار البادي يتحول عنك" رواه النسائي عن أبي هريرة.

عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "تعوذوا بالله من شر جار المقام فإن جار المسافر إذا شاء أن يزال زال". 8535 - حدثنا عفان، حدثنا حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في قوله لرسوله: {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} اللاتي قطعن أيديهن. قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر". 8536 - حدثنا عفان، ثنا أبو هلال قال: حدثنا محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو آمن في عشرة من أحبار اليهود لآمن في كل يهودي على وجه الأرض". 8537 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة عن مطرف عن عامر قال: قال شريح بن هانئ: بينما أنا في مسجد المدينة إذ قال أبو هريرة: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا يحب رجل لقاء الله عَزَّ وَجَلَّ إلا أحب الله لقاءه، ولا أبغض رجل لقاء الله إلا أبغض الله لقاءه فأتيت عائشة فقلت: لئن كان ما

_ (8535) محمَّد بن عمر بن علقمة بن وقاص الليثي، روى عن أبيه وأبي سلمة، وروى عنه: شُعبة ومالك ومحمد الأنصاري قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال النسائي وغيره: ليس به بأس. وقال الذهبي في الميزان عنه: شيخ مشهور، حسن الحديث، ثم قال: قال ابن عدي: روى عنه مالك في الموطأ وغيره وأرجو أنه لا بأس به. مات سنة 144. (8536) إسناده حسن، وأبو هلال هو محمَّد بن سليم الراسبي البصري وهو صدوق. رواه البخاري عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحة الحديث. (8537) إسناده صحيح، ومطرف هو ابن طريف الحارثي وعامر هو الشعبي وروى السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه "رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن عائشة وعن عبادة، وأشار السيوطي إلى صحة الحديث.

ذكر أبو هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - حقا لقد هلكنا. فقالت: إنما الهالك من هلك فيما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - وما ذاك قال: قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا يحب رجل لقاء الله إلا أحبَّ الله لقاءه، ولا أبغض رجل لقاء الله إلا أبغض الله لقاءه " قالت: وأنا أشهد أنس سمعته يقول ذلك. فهل تدري لم ذلك؟ إذا حشرج الصدر، وطمح البصر، واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه. 8538 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا سهيل بن أبي. صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -ي قال: "رغم أنف، رغم أنف، رغم أنف، رجل أدرك والديه - أحدهما أو كلاهما- عنده الكبر لم يدخله الجنة". 8539 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ثم أو قال أبو القاسم قلت: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه".

_ (8538) روى السيوطي بنحوه في الجامع الصغير، بلفظ: "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة" رواه مسلم عن أبي هريرة وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحة الحديث. (8539) رواه البخاري في الطهارة عن أبي اليمان، ورواه مسلم في الطهارة عن زهير بن حرب وعن محمَّد بن رافع، ورواه أبو داود في الطهارة عن أحمد بن يونس وعن مسدد، ورواه الترمذي في الطهارة عن محمود بن غَيْلان، ورواه النسائي في الطهارة عن يعقوب بن إبراهيم وعن إسحق بن إبراهيم وعن قتيبة وعن محمَّد بن حاتم وعن محمَّد بن عبد الله بن يزيد ورواه ابن ماجه في الطهارة عن أبي بكر.

8540 - حدثنا عفان، حدثنا حمّاد بن سلمة، أنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل عليه الناس حتى يقتل من كل عشرة تسعة ويبقى واحد". 8541 - حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: أتى أعرابي إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بأرنب قد شواها، ومعه صنابها وأَدمها فوضعها بين يديه فأمسك رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فلم يأكل وأمر أصحابه أن يأكلوا. فأمسك الأعرابي. فقال له رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما يمنعك أن تأكل؟ " قال: إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر. قال: "إن كنت صائماً فصم أيام الغر". 8542 - حدثنا عفان، حدثنا شُعبة، أخبرني سهيل بن أبي سأل قال: خرجت مع أبي إلى الشام، فكان أهل الشام يقرون بأهل الصوامع فيسلمون عليهم، فسمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "لا تبدأُ وهم السلام واضطروهم إلى أضيقه". 8543 - حدثنا عفان، حدثنا حمّاد بن سلمة عن قيس عن طاوس عن أبي هريرة أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم- قال: "ما من مولود يولد إلا يولد على الفطرة حتى يكون أبواه اللذان يهودانه وينصرانه، كما تنتجون أنعامكم هل

_ (8540) مختصر 8037. (8541) مختصر حديث 841. (8542) رواه السيوطي بنحوه في الجامع الصغير بلفظ: "لا تبدأوا اليهود ولا النصاري بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه" رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي عن أبي هريرة، ونوه السيوطي بصحته. (8543) رواه البخاري في القدر عن إسحق، ورواه مسلم في القدر عن محمَّد بن رافع.

تكون فيها جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها"، قال رجل: وأين هم؟ قال: "الله أعلم بما كنوا عاملين" قال قيس: ما أرى ذلك الرجل إلا قدرياً. 8544 - حدثنا عفان، حدثنا حمّاد بن سلمة، حدثنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -طبق: "إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا". 8545 - حدثنا عفان، حدثنا حمّاد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تسافر امرأة مسيرة ثلاثة أيام إلا مع ذي رحم". 8546 - حدثنا عفان، ثنا همام، ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة أن رجلاً أعتق شقصا من مملوك فأجاز النبي -صلي الله عليه وسلم - عتقه وغرمه بقية ثمنه. 8547 - حدثنا عفان، ثنا همان، حدثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من وجد متاعه عند مفلس بعينه فهو أحق به".

_ (8544) وروي أن رسول الله طن إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استففروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل، رواه أبو داود. (8545) روى السيوطي بنحوه في الجامع الصغير، بلفظ: "لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم" رواه البخاري ومسلم وأبو داود عن ابن عمر، وأشار إلى صحته. (8546) شقص الشيء: هو البعض منه، والشقص بالكسر القطعة من الأرض، وللطائفة من الشيء. والعتق: الحرية. (8547) بشير بن نهيك، روى عن أبي هريرة وبشر بن الخصاصية، وروى عنه أبو مجلز - لا حق بن حميد - ويحيى بن سعيد الأنصاري، ثقة.

8548 - حدثنا بهز وعفان قالا: حدثنا همام، حدثنا قتادة قال لي سليمان بن يسار: ما تقول في العُمْرى؟ قلت: حدثنا النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "العمرى جائزة". 8549 - حدثنا بهز وعفان قالا: حدثنا همام، ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة واحد شقيه ساقط". 8550 - حدثنا عبد الصمد، ثنا همان، حدثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "أمطر أو تساقط على أيوب فرايق من ذهب، فجعل يلتقط، فأوحى الله إليه يا أيوب أفلم أوسع عليك؟ قال بلى، ولكني لا غني بي عن فضلك". 8551 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا همان، ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من صلى يعني الصبح - ركعة ثم طلعت الشمس فليصل إليها أخرى".

_ (8548) رواه البخاري، ومسلم، والنسائي عن جابر، ورواه أيضاً البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة، ورواه أبو داود والترمذي عن سمرة، ورواه النسائي عن زيد بن ثابت وعن ابن عباس، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحة الحديث. (8549) النضر بن أنس بن مالك، روى عن أبيه وابن عباس، وزيد بن أرقم، وروى عنه: قتادة وابن أبي عروبة، ثقة. (8550) بشير بن نهيك بكسر الهاء، ثقة، وسبقت ترجمته. "بلى" تفيد الإثبات في جواب الاستفهام المنفى، ومعناها: نعم. (8551) رواه الحاكم عن أدى هريرة، ورواه السيوطي في الجامع الصغير.

8552 - حدثنا عفان، حدثنا همام قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حدثني أبو حازم أن أبا هريرة قال: خلوف فم الصائم أطيب أو قال: أحب إلى الله -عز وجل- من ريح المسك. 8553 - قال وأحسبه قال: عن يمين العرش مناد ينادى في السماء السابعة أعط منفقاً خلفاً وأعط أو عجل لممسك تلفاً. 8554 - قال وقال أبو هريرة نهى رسول الله-صلي الله عليه وسلم - عن كسب الحجام وكسب الأمة. 8555 - حدثنا عفان، حدثنا همام قال: حدثنا محمَّد بن واسع عن رجل يقال له معروف عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - ألا أنام إلا على وتر. 8556 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة عن أبي أيوب العتكي، وهو يحيى بن مالك، وقال عفان مرة قال: حدثنا أبو أيوب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه". 8557 - حدثنا عفان، حدثنا همام وأبان قالا: حدثنا قتادة عن

_ (8552) وروي - في حديث قدسي - فيه. "والذي نفس محمَّد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ... إلخ " رواه البخاري ومسلم. "رواه البخاري ومسلم بلفظ: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا" (8554) رواها بن ماجة عن أبي مسعود، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى أنه حديث حسن. (8555) إسناده صحيح، ومعروف هو الأزدي ذكره ابن حبان في الثقات. (8556) إسناده صحيح، مكرر رقم (8321). (8557) رواه البخاري في الطهارة عن معاذ بن فضالة، ورواه مسلم في الطهارة عن زهير بن حرب وأبي غسان المسمعي، ورواه أبو داود في الطهارة عن مسلم بن إبراهيم، ورواه النسائي =

الحسن بن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا جلس بين شعبها الأربع وأجهد نفسه فقد وجب الغسل أنزل أو لم ينزل". 8558 - "حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تقدموا بين يدي رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلارجل كان صيامه فليصم". 8559 - قال: وقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفره ما تقدم من ذنبه" قال عفان: وحدثنا أبان في هذا الإِسناد مثله. 8560 - حدثنا عفان، حدثنا همام حدثنا عامر يعني الأحول عن عطاء عن أبي هريرة أن النبي - صلي الله عليه وسلم - توضأ فمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وغسل يديه ثلاثاً وسبح برأسه ووضأ قدميه. 8561 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا ابن جُريج عن عطاء، عن عثمان، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - بمثله. 8562 - حدثنا عفان، حدثنا همام حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى

_ = عن محمَّد بن عبد الأعلى في الطهارة، وعن إبراهيم بن يعقوب، ورواه ابن ماجة في الطهارة عن أبي بكر بن أبي شيبة. (8558) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة. (8559) رواه البخاري، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي والسيوطي في الجامع الصغير، وأشار إلى صحته. (8517) رواه مسلم، وفي هذا الحديث دلالة ظاهرة للمذهب الصحيح المختار أن السنة في المضمضة والاستنشاق أن يكون بثلاث غرفات. (8561) رواه مسلم بنحوه. (8562) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة ولفظه: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات =

عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تهجر امرأة فراش زوجها إلا لعنتها ملائكة الله عز وجل". 8563 - حدثنا عفان، حدثنا أبان، حدثنا يحيى عن أبي جعفر عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه، وحج مبرور"، وكان أبو هريرة يقول: وحجة مبرورة تكفر خطايا تلك السنة. 8564 - حدثنا عفان، حدثنا أبان، حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو جعفر عن أبي هريرة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده". 8565 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا سعيد -يعني ابن أبي عروبة- عن عِسْل عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن السدل. 8566 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة عن محمَّد بن

_ = غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح، وفي رواية حتى ترجع. (8563) "الغلول": يقال غل من المغنم يغل بالضم غلولا: خان وأغل، مثله، وقال ابن السكيت: لم نسمع في المغنم إلا غل، وقرئ: "وما كان لنبي أن يَغُل" ويُغَل. قال: فمعنى يغل: يخون وقال أبو عبيد: الغلول من المغنم خاصة لا من الخيانة ولا من الحقد، لأنه يقال من الخيالة (أغل) يُغِل، ومن الحقد (غل) يعل بالكسر، ومن الغلول غل يغل بالضم، وأغل الرجل خان، وحج مبرور: أي مقبول، ويقال: أبو الله حجه لغة في بره أي قبله. (8564) رواه بن ماجة عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى أنه حديث حسن. (8565) مكرر 8477. (8566) محمَّد بن جعفر الهذلي مولاهم البصري الحافظ غندرا - سماه بذلك ابن جريح؛ لأنه =

إسحق عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - لما بلغه موت النجاشي صلى عليه، وصفوا خلفه، وكبر عليه أربعاً. 8567 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا ابن جُريج، حدثني عطاء أنه سمع أبا هريرة يقول: أبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فور جهنم. 8568 - في كل صلاة قراءة في أسمعنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم -أسمعناكم وما أخفى علينا أخفينا عليكم. 8569 - حدثنا محمَّد بن جعفر ثنا شُعبة، ثنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "من أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك ومن أدرك، ركعة أو ركعتين من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمر فقد أدرك". 8570 - حدثنا محمَّد بن جعفر، ثنا محمَّد بن عمرو عن أبي

_ = كان يكثر التشغب عليه، وأهل الشام يسمون المشغب غندرا بضم أوله وسكون أوله وفتح ثالثه، وهو أبو عبد الله، روى عن حسين المعلم، وشعبة، وهو زوج أمه، وروى عنه الإِمام أحمد، والقلاس، وبندار، قال ابن معين: أراد بعضهم أن يخطئه فلم يقدر، وكان من أصح الناس كتابًا، بقي يصوم يومًا ويومًا خمسين عاماً ومات في ذي القعدة سنة 193 رحمه الله تعالى. (8567) مكرر 8205. (8568) مكرر رقم 7993، 7494، 7682، 7821. (8569) وروى السيوطي بنحوه في الجامع الصغير بلفظ: "من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة وأشار إلى صحته. (8570) روى السيوطي بنحوه في الجامع الصغير بلفظ: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل =

سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فليفرغ على يديه من إنائه" ثلاث مرات. 8571 - حدثنا يونس بن محمَّد حدثنا ليث - يعني ابن سعد- عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر أن رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار - قال: ائتني بشهداء أشهدهم. قال: كفى بالله شهيداً، قال: ائتني بكفيل، قال: كفى بالله كفيلا. قال: صدقت. فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركباً يقدم عليه للأجل الذي كان أجله، فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها وأدخل فيها ألف دينار وصحيفة معها إلى صاحبها، ثم زجح موضعها، ثم أتى بها البحر، ثم قال: اللهم إنك قد علمت أني استلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلا، قلت كفى بالله كفيلا، فرضى بك، وسألني شهيداً فقلت - كفى بالله شهيداً فرضي بك، وأني قد جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه بالذي له فلم أجد مركباً، وإني استودعتكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف ينظر وهوى ذلك يطلب مركباً يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركباً يجيء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطباً، فلما كسرها وجد المال والصحيفة، ثم

_ يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإن أحدك لا يدري أين باتت يده" رواه مالك والشافعي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة وأشار السيوطي إلى أنه حديث صحيح. (8571) إسناده صحيح، وجعفر بن ربيعة الكندي، هو ابن شرحبيل بن حسنة، الصحابي المشهور، روى عن أبي سلمة والأعرج، وروى عنه الليث وبكر بن مضر، مات سنة 136.

قدم الرجل الذي كان تسلف منه فأتاه بألف دينار، وقال: والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركب قبل الذي أتيت فيه. قال: هل كنت بعثت إلى بشيء؟ قال: ألم أخبرك أني لم أجد مركباً قبل هذا الذي جئت فيه؟ قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة فانصرف بألفك راشدًا. 8572 - حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء حدثنا حيوة قال: سمعت أبا الأسود يقول: أخبرني أبو عبد الله مولى شداد أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "من سمع رجلاً ينشد في المسجد ضالة فليقل له: لا أداها الله إليك فإن المساجد لم تبن لهذا". 8573 - حدثنا عبد الله بن الحرث المخزومي بمكة حدثني الضحاك - يعني ابن عثمان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أنه قال لمروان: أحللت بيع الربا؟ فقال مروان ما فعلت؟ فقال أبو هريرة: أحللت بيع الصكوك وقد نهى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -عن بيع الطعام حتى يستوفى. قال: فخطب الناس مروان فنهى عن بيعها. قال سليمان فنظرت إلى حرس مروان يأخذونها من أيدي الناس. 8574 - حدثنا عبد الله بن الحرث عن ابن جُريج قال: أخبرني

_ (8572) إسناده صحيح، وأبو الأسود هو محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل الملقب (يتيم عروة) وأبو عبد الله مولى شداد هو سالم بن عبد الله النصري- بالنون والصاد المهملة- مولى النصريين. (8573) عبد الله بن الحارث المخزومي المكي، روى عن ثور بن يزيد، وابن جُريج، وروى عنه: أحمد وابن راهويه، ثقة. (8574) رواه مسلم، وأبو داود، عن ابن عمر، ورواه النسائي عن أبي هريرة والسيوطي في الجامع الصغير ونوه بصحة الحديث.

نعمان - يعني ابن راشد الجزري - عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه ويشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله". 8575 - حدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو -يعني ابن الحرث أنا موسى مولى أبي هريرة حدَّثه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر". 8576 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود عن يحيى بن النضر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تفتح الأرياف، فيأتي ناس إلى معارفهم فيذهبون معهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون". قالها مرتين. 8577 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهعية حدثنا أبو الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب امرئ، ولا يجتمع الصدق والكذب جميعاً، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعاً". 8578 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا

_ (8575) إسناده صحيح، وقوله في الإِسناد (ابن وُهَيْب) خطأ صوأبه (ابن وهب) وهو عبد الله ابن وهب المصري الفقيه. وقوله "موسى مولى أبي هريرة" خطأ أيضاً إذ ليس في الرواة من اسمه هكذا وصوابه (أن أبا يونس وهو أبو يونس سليم بن جُبير مولى أبي هريرة كما في كتب الرجال وكما سيأتي في رقم 8581. والحديث مختصر رقم 8019. (8576) يحيى بن النضر السلمي المدني، روى عن أبي قتادة وأبي هريرة وروى عنه ابنه أبو بكر ومحمد بن عمرو وإبراهيم بن أبي يحيى، وثقه أبو حاتم. (8577) عبد الله بن رافع المخزومي مولاهم، روى عن مولاته أم سلمة وأبي هريرة، وروى عنه المقبري ومحمد بن إسحق وعدة، وثقوه. (8578) إسناده صحيح، رغمًا من الكلام في ابن لهيعة فإنه ثقة.

عبد ربه بن سعيد عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لا يدخل النار إلا شقي" قيل: ومن الشقي؟ قال: "الذي لا يعمل بطاعة ولا يترك لله معصية". 8579 - حدثنا هرون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو -يعني ابن الحرث- عن يزيد بن أبي حبيب أن سليمان بن يسار حدَّثه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما أحب أن أحدَكم هذا ذهبا أنفق منه كل يوم، فيمر في ثلاثة وعندي منه شيء، إلا شيئاً أرصده لدين". 8580 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة حدثنا سلامان بن عامر عن أبي عثمان الأصبحي قال: سمعت أبا هريرة يقول: إن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "سيكون في أمتي دجالون كذابون، يحدثونكم ببدع من الحديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم، وإياهم لا يفتنونكم". 8581 - حدثنا حسن، حدثنا عبد الله بن لهيعة ثنا أبو يونس سليم بن جُبير مولى أبي هريرة عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - طن أنه قال: "لولا حواء لم تخن أنثى زوجها".

_ (8579) وروى السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: ما أحب أن أحد تحول لي ذهباً يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث إلا دينار أرصده لدين" رواه البخاري عن أبي ذر والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحته. (8580) إسناده صحيح، وإن كان فيه ابن لهيعة، وأبو عثمان الأصبحي أرجح أنا أنه مسلم بن يسار والطنبذي كما ظن ابن عساكر في الأطراف فيما نقله ابن حجر في التعجيل فإن هذا الحديث رواه أيضاً بمعناه أبو هانيء حميد بن هانيء عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة كما سبق برقم 8250 وهذا يرجح ما قلنا. وانظر تعجيل المنفعة (158 و502 - 503). (8581) مكرر 8575.

8582 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة حدثنا عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة. فالعين زناها النظر، واليد زناها اللمس، والنفس تهوى وتحدث، ويصدق ذلك ويكذبه الفرج". 8583 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسبت في إيمانها خيرًا". 8584 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عبد الرحمن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "أكَلفوا من العمل ما تطيقون فإن خير العمل أدومه وإن قل". 8585 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عبد الرحمن الأعرج سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله، يا أم الزُّبير عمة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ويا فاطمة بنت محمَّد اشتريا أنفسكما من الله، فإني لا أملك لكما من الله شيئاً، واسألاني ما شئتما، يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله".

_ (8582) مختصر رقم 8199. (8583) عبد الرحمن بن سعد الأعرج، روى عن أبي هريرة وحذيفة بن أسيد، وروى عنه الزهري وابن أبي ذئب. (8584) رواه أبو داود، والنسائي، عن عائشة، والسيوطي في الجامع الصغير، وأشار إلى صحة الحديث. (8585) عبد الرحمن بن سعد الأعرج، روى عن أبي هريرة وحذيفة بن أسيد، ومضى التعريف به. والحديث رواه البخاري ومسلم، والترمذي بنحوه ومن طرق، ورواه النسائي من حديث موسى بن طلحة مرسلاً، ولم يذكر أبا هريرة، والموصول هو الصحيح.

8586 - وبإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- "إن رجلاً من بني إسرائيل قال: لأتصدقن الليلة بمالي. فخرج به فوضعه في يد زانية، فأصبح الناس يتحدثون: تصدق على فلانة الزانية، ثم خرج بمال فقال أيضاً فوضعه في يد سارق. فأصبح أهل المدينة يتحدثون: تصدق على فلان السارق، وخرج بمال أيضاً فوضعه في يد رجل غني قال: لو شئت لقلت لا يدري حيث وضعه، ورجع الرجل إلى نفسه فأري في المنام أن صدقتك قد قبلت، أما الزانية فلعلها تعف عن زناها، وأما السارق فلعله أن يغنيه عن السرقة، وأما الغني فلعله يعتبر في ماله". 8587 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو صخر عن المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيراً أو ليعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له". 8588 - حدثنا حسن، حدثنا عبد الله بن لهيعة حدثنا أبو يونس سليم بن جُبير مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول: ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، كان كأن الشمس تجرى في جبهته، ومما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، كأنما الأرض تطوي له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث. 8589 - وعنه - صلى الله عليه وسلم - "اعطو العامل من عمله فإن عامل الله لا يخيب".

_ (8586) مكرر رقم: 8265. (8587) إسناده حسن، وأبو صخر هو حميد بن زياد المدني الخراط صاحب القباء. (8588) إسناده صحيح، "إنا لنجهد أنفسنا" أي نحمل عليها في السير، وجهد في كذا: أي جد وبالغ فيه .. "وإنه لغير مكترث" أي غير مبال. (8589) إسناده صحيح، وفي القاموس: خاب يخيب خيبة: إذا لم ينل ما طلب.

8590 - وبإسناده عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "يرحم الله لوطًا فإنه قد كان يأوي إلى ركن شديد". 8591 - وبإسناده عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "أيفرح أحدكم أن ينقلب إلى أهله بخلفتين؟ " قالوا: نعم، قال: "وآيتان من كتاب الله فيخرج بهما إلى أهله خير له من خلفتين". 8592 - وبإسناده عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لايتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه، إلا أن يكون قد وثق بعمله، فإنه إن مات أحدكم انقطع عنه عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا". 8593 - وبإسناده عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "كل نفس كتب عليها الصدقة كل يوم طلعت فيه الشمسُ، فمن ذلك أن يعدل بين الاثنين صدقة، وأن يعين الرجل على دابته فيحمله عليها صدقة، ويرفع متاعه عليها صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشي إلى الصلاة صدقة".

_ (8590) إسناده صحيح، مختصر رقم 8373. (8591) إسناده صحيح، وقوله: "بخلفتين"، "الخلف" بوزن الكتف أي بفتح الخاء وكسر اللام: المخاض وهي الحوامل من النوق، والواحدة منها "خلفة" بفتح الخاء وكسر اللام وفتح الفاء، وروى الدارمي بنحوه، ولفظه: "أيحب أحدكم إذا أتى أهله أن يجد ثلاث خلفات سمان؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "فثلاث آيات يقرؤهن أحدكم خير له منهن". (8592) إسناده صحيح، وروى السيوطي بنحوه، ولفظه: "لا يتمنى أحدكم الموت، إما حسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب"، ورواه البخاري والترمذي عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي بالصحة. (8593) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم بلفظ: "كل سلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثتين، صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو =

8594 - وبإسناده عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "والذي نفس محمَّد بيده، لا يسمع في أحد من هذه الأمة، يهودي أو نصراني، ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". 8595 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو يونس أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ قال: كذبني عبدي ولم يكن له ليكذبني، وشتمني عبدي ولم يكن له شتمي، فأما تكذيبه إيايَّ فيقول: لن يعيدني كالذي بدأني، وليس آخر الخلق أهون عليَّ أن أعيده من أوله، فقد كذبني أن قالها، وأما شتمه إياي فيقول: اتخذ الله ولداً، أنا الله أحد الصمد لم ألد". 8596 - حدثنا حسن ويحيى بن إسحق قالا: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو يونس عن أبي هريرة أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا اكتحل أحدكم فليكتحل فليكتحل وترًا، وإذا استجمر فليستجمر وترًا". 8597 - حدثنا يحيى بن إسحق، حدثنا ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم- "إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وتراً". 8598 - حدثنا حسن، حدثنا اين لهيعة حدثنا أبو يونس عن أبي

_ = ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، ولكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة". (8594) "والذي نفس محمَّد بيده" المراد بالنفس: الروح أو الذات، والقسم للتأكيد وزيادة العناية والاهتمام بالأمر. (8595) إسناده صحيح، وهو مختصر رقم: 8204. (8596) إسناده صحيح، رواه السيوطي في الجامع الصغير، وأشار إلى صحته. (8597) إسناده صحيح، وهو مختصر: 8596. (8598) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم بلفظ: "إذا كانوا ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الثالث" =

هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا كان ثلاثة جميعًا فلا يَتَنَاجَ اثنان دون الثالث". 8599 - وبإسناده أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم- قال: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب" فقال عكاشة بن محصن: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اللهم اجعله منهم" ثم قال آخر: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال: "قد سبقك بها عكاشة". 8600 - وبإسناده قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "نعم القوم الأزد، طيبة أفواهم، برة أيمانهم، نقية قلوبهم". 8601 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو يونس عن أبي

_ = عن ابن عمر، ورواه أبو داود، وزاد: قال أبو صالح. قلت لابن عمر فأربعة قال: لا يضرك، ورواه مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار قال: كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي في السوق، فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع ابن عمر أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلاً آخر حتى كنا أربعهة فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا استأخرا شيئاً، فإني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا يتناج اثنان دون واحد". (8599) إسناده صحيح، مختصر 8003. (8600) إسناده صحيح، "برة أيمانهم" أي صادقة أيمانهم، ويقال: بر في يمينه: صدق. (8601) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية عند مسلم، قال: فردها الله عليه. ولا يعترض على هذا الحديث، بما أورده البعض من شبه، فإن الإجابة عليها واضحة: أولا: لو قيل إن فقأ العين ظلم فكيف يقع من نبي؟ نجيب: بأن موسى ما كان يعلم أنه ملك الموت وأن الله بعثه إليه، بل حسب أنه أنس كما حسب إبراهيم ولوط الملائكة الدين جاؤهما أناسا، فكان دفاعه عن نفسه أمرًا واجبًا، وربما حسب أن الملك ليس ملزمًا بقبض روحه فطلب الإمهال، ولعله لا يقصد فقأ العين، كما حدث مع القبطي الذي قتله عندما أراد تخليص الإسرائيلي منه فكانت الضربة القاضية عليه. ثم لا مانع أن يكون =

هريرة قال أبي: لم يرفعه قال: جاء ملك الموت إلى موسى فقال: أحب ربك. فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها، فرجع الملك إلى الله عز وجل فقال: إنك بعثتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، قال: فرد الله عينه وقال: ارجع إلى عبدي وقيل له: الحياة تريد؛ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور، في دارت يدك من شعرة فإنك تعيش لها سنة، قال: ثم ماذا؟ قال: الموت. قال: فالآن يا رب من قريب. 8602 - حدثنا سريج، حدثنا أبو معشر عن محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من احتكر حكرة يريد أن يغلى بها على المسلمين فهو خاطيء". 8603 - حدثنا هرون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب م 11: وأخبرني ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "الأبعد فالأبعد أفضل أجرًا عن المسجد". 8604 - حدثنا حسن بن محمَّد، أنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن

_ = إرسال الملك ليتوفاه ليس على الإلزام، فقد ورد في الصحيح أن الأْنبياء لا يموتون حتى يخيروا بين الموت والحياة، فإن الملك كان على طم أن الموت في تلك الساعة غير واجب، ولذا لم يسارع بتوفيه. (8602) إسناده ضعيف، لضعف أبي محشر وهو نجيع بن عبد الرحمن المدني السندي، رواه الحاكم عن أبي هريرة والسيوطي في الجامع الصغير" وأشار إلى صحته. (8603) إسناده صحيح، رواه أبو داود 1: 821 وابن ماجة 1: 136 كلاهما من طريق ابن أبي ذئب. (8600) إسناده صحيح، (8604) مكرر: 8333.

سمعان أنه سمع أبا هريرة يخبر أبا قتادة أن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خراباً لا يعمر بعده أبداً، وهم الذين يستخرجون كنزه". 8605 - حدثنا سريج - يعني ابن النعمان وحدثنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال: حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عنهما فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} إلى آخر الآيةَ، فقال الناس ما حرم علينا، إنما قال: فيهما إثمَ كبيرَ، وكانو يشربون الخمر حتى إذا كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين أمَّ أصحابه في المغرب خلط في قراءته، فأنزل الله فيها آية أغلظ منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق. ثم أنزلت آية أغلظ من ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فقالو انتهينا ربنا، فقالَ الناس يا رسول الله، ناس قتلوَا في سبيل الله أو ماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر وجملون الميسر، وقد جعله الله رجساً ومن عمل الشيطان، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} إلىَ آخر الآية فقاَل النبي -صلي الله عليه وسلم -: "لوَ حرمت عَليهم لَتركوَها كما تركتم".

_ (8605) إسناده ضعيف، لضعف أبي معشر نجيع ولجهالة أبي وهب مولى أبي هريرة.

8606 - حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، لم يتقبل منه، ومن صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه". 8607 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، ثنا ابن الهاد عن محمَّد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة بن عُبيد الله عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا توضأ أحدكم فليستنثر، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه". 8608 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عياش بن عباس القتباني عن أبي تميم الزهري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا التي أقيمت". 8609 - حدثنا هرون بن معروف، وقال عبد الله: وسمعته أنا من هرون قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن

_ (8606) إسناده صحيح، وعبد الله بن رافع إما أن يكون أبا رافع المدني مولى أم سلمة وإما أن يكون الحضرمي المصري أبا سلمة وكلاهما تابعي ثقة. ورواه السيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى أنه حديث حسن. (8607) إسناده صحيح، "الاستنثار" والان تثار بمعنى، وهو نثر ما في الأنف بالنفس. (8608) في إسناده أبو تميم الزهري الراوي عن أبي هريرة، وهو مجهول وحاله لم يعرف. وليس له إلا هذا الحديث. وقد مضى معناه برقم 8361. (8609) إسناده صحيح، وعلي بن خالد الدؤلي يروي عن أبي هريرة وعن النضر بن سفيان الدؤلي عن أبي هريرة. وهذا الحديث رواه أيضاً النسائي مختصراً عما هنا (1: 109) واسمه فيه (علي بن خالد الزرقي) وهو خطأ قطعًا. ورواه الحاكم من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير عن علي بن خالد الدؤلي (أنه سمع أبا هريرة) فإما أن =

بكير بن الأشج حدَّثه أن علي بن خالد الدؤلي حدَّثه أن النضر بن سفيان الدؤلي حدَّثه أنه سمع أبا هريرة يقول: كنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بتلعان اليمن فقام بلال ينادي، فلما سكت قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "من قال مثل ما قال هذا يقيناً دخل الجنة". 8610 - حدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب، عن نافع بن سليمان عن عبد الرحمن بن مهران عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "منتظر الصلاة من بعد الصلاة كفارس اشتد به فرسه في سبيل الله على كشحه تصلي عليه ملائكة الله ما لم يحدث أو يقوم، وهو في الرباط الأكبر". 8611 - حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شُعيب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلي الله عليه وسلم - وقال: إنا نكون بهذا الرمل فلا نجد الماء، ويكون فينا الحائض والجنب والنفساء فيأتي عليها أربعة أشهر لا تجد الماء، قال: "عليك بالتراب يعني التيمم".

_ = يكون على سمعه من أبي هريرة ومن النضر عن أبي هريرة فرواه مرة هكذا ومرة هكذا. وإما أن يكون سقط النضر من إسناد الحاكم (1: 204) وصححه هو والذهبي. (8610) إسناده صحيح، ونافع بن سليمان القرشي ثقة وشيخه عبد الرحمن بن مهران هو المدني مولى الأزد، ويقال مولى أبي هريرة، وهو ثقة أيضاً. (8611) الحائض: المرأة عليها دم الحيض، ويقال: حائضة، ونساء حيض وحوائض، والحيضة: المرة الواحدة. والجنب: من الجنابة، سواء فرده، وجمعه ومؤنئه، وربما قالوا في جمعه: أجناب والنفاس: بكسر النون المشددة وفتح الفاء ولادة المرأة إذا وضعت فهي نفساء بضم النون وفتح الفاء ونسوة نفاس بكسر النون وفتح الفاء، وليس في الكلام فعلاء يجمع على فعال غير نفساء وعشراء.

8612 - حدثنا أزهر بن القاسم الراسبي، ثنا هشام عن عباد بن أبي على عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليتمنينَّ أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض، ولم يكونوا عملوا على شيء". 8613 - حدثنا يونس، حدثنا حمّاد - يعني ابن زيد عن المهاجر عن أبي العالية عن أبي هريرة قال: أتيت النبي - صلي الله عليه وسلم - يوماً بتمرات فقلت: ادع الله لي فيهن بالبركة. قال فصفهن بين يديه قال: ثم دعا فقال: "اجعلهن في مزود وأدخل يدك ولا تنثره"، قال: فحملت منه كذا وكذا وسقاً في سبيل الله، وأدخل ونطعم، وكان لا يفارق حقوي، فلما قتل عثمان رضي الله عنه - انقطع عن حقوي فسقط. 8614 - حدثنا حجين بن المثنى أبو عمر، وحدثنا عبد العزيز- يعني ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: كان من تلبية رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لبيك

_ (8612) إسناده صحح، وهشام هو الدستوائي وعباد بن أبي على ثقة وهو ابن عم أبي حازم وأبو حازم هو التمار مولى أبي رهم وهو تابعي ثقة. والحديث رواه الطيالسي 2523 عن صئام الدستوائي، ورواه الحاكم (4: 91) من طريق معاذ بن هشام عن أبيه وصححه ووافقه الذهبي على تصحيحه، والعجب أنه ذكره في الميزان (2: 11 - 12) وقال "وهذا حديث منكر" ولم يذكر دليلاً على إنكاره ولم يجرح راويه عبادًا هذا بشيء إلا قوله "قال ابن القطان لم تثبت عدالته" وما هذا بجرح مقبول وقد ذكره ابن حبان في الثقات. (8613) إسناده صحيح، ومهاجر هو بن مخلد أبو البكرات وهو ثقة. (8614) عبد الله بن أبي سل مة الماجشون، مدني ثقة، من موالى آل المنكدر، روى عن عائشة وابن عمر وخلق، وروى عنه: ابنه عبد العزيز وابن الهاد - يزيد - ومحمد بن إسحق، توفي

إله لحق". 8615 - حدثنا حجين أبو عمر، وحدثنا عبد العزيز عن منصور بن زاذان عن مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب من المزاحة، ويترك المراء وإن كان صادقاً". 8616 - حدثنا حجين أبو عمر، وحدثنا عبد العزيز عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، فإذا قال: الحمد لله، قال له أخوه: يرحمك الله، فإذا قيل له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم". 8617 - حدثنا يونم، حدثنا حمّاد - يعني ابن زيد عن عكرمة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن الشرب من فم السقاء.

_ = سنة 106. (8615) إسناده صحيح، "المزاحة" و"والمزاح" بضم الميم اسم من المزح وهو الدعابة، وأما المزاح بكسرها فهو مصدر مازحه وهي يتمازحان. والمراء: الجدال يقال ماراه مراء: جادله. (8616) ر واه السيوطي بلفظ: "إذا عطس أحدكم فليقل "الحمد لله رب العالمين" وليقل له "يرحمك الله" وليقل هو "يغفر الله لنا ولكم" رواه الطبراني في الكبير، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود، وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان عن سالم بن عبيد الأشجعي وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته. (8617) رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجة عن ابن عباس، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته وأخرجه بلفظ: "نهى عن الشرب من في "السقاء" وبلفظ "نهى عن الشرب من في السقاء ومن ركوب الجلالة والمجثمة" والأخير رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وأشار إلى صحته كذلك.

8618 - حدثنا يونس، حدثنا حمّاد يعني ابن زيد عن العباس بن فروخ الجريري قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: تضيفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثًا، يصلي هذا ثم يوقظ هذا، ويصلي هذا ثم يرقد ويوقظ هذا، قال: قلت: يا أبا هريرة كيف تصوم؟ قال: أما أنا فأصوم من أول الشهر ثلاثاً، فإن حدث لي حادث كان آخر شهري. قال وسمعت أبا هريرة يقول: قسم رسول الله-صلي الله عليه وسلم- يوماً بين أصحابه تمراً، فأصابتني سبع تمرات إحداهن حشفة، وما فيهن شيء أعجب إلى منها أنها شدت مضاغي. 8619 - حدثنا يونس، ثنا محمَّد، ثنا حمّاد يعني ابن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن امرأة سوداء أو رجلاً كان يقم المسجد، تفقده رسول الله -صلي الله عليه وسلم -فسأل عنه. فقالوا مات، فقال: "ألا كنتم آذنتموني به؟ " قالوا: إنه كان قال. فقال: "دلوني على قبره". فدلوه. فأتى قبره فصلى عليه. 8620 - حدثنا يونس، ثنا إبراهيم، يعني ابن سعد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "منزلنا غداً إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر".

_ (8618) العباس بن فروخ الجريري، بصري، روى عن أبي عثمان النهدي، وعمرو بن شُعيب، وروى عنه شُعبة والحمادان، ثقة، وقد مات كهلا بعد العشرين ومائة. (8619) رواه البخاري في الصلاة عن سليمان بن حرب وأحمد بن واقد وفي الجنائز عن محمَّد بن الفضل، ورواه مسلم في الجنائز عن أبي الربيع الزهراني وأبي كامل الجحدري، ورواه أبو داود عن سليمان بن حرب ومسدد، ورواه ابن ماجة عن أحمد بن عبده، ومعنى يقم: أي يتبع القمامة بضم القاف وهي الكناسة فيزيلها، لينظف المسجد. (8620) إبراهيم بن سعد الزهري العوفي، أبو إسحق المدني روى عن أبيه والزهري، وروى عنه: ابن مهدي وأحمد ولوين وخلق، توفي سنة 183، وكان من كبار العلماء.

8621 - حدثنا عبد الوهاب الخفاف، ثنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن فاطمة جاءت أبا بكر وعمر تطلب ميراثها من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقالا لها: سمعنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يقول: "إني لا أورث". 8622 - حدثنا حسن ثنا حمّاد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا يجتمع في النار اجتماعاً يضر، مؤمن قتل كافرًا ثم سدد بعده". 8623 - حدثنا حسن، حدثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله عَزَّ وَجَلَّ بلجام من نار". 8624 - حدثنا حسن وعفان قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة عن

_ (8621) محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، روى عن أبيه وأبي سلمة، وروى عنه: شُعبة ومالك ومحمد الأنصاري، قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس مات سنة 144. قال الذهبي في الميزان عنه: شيخ مشهور، حسن الحديث، ثم قال: ابن عدي روى عنه مالك في الموطأ وغيره وأرجو أنه لا بأس به. روى السيوطي بنحوه بلفظ: "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً" وأشار إلى صحته في الجامع الصغير, ورواه مسلم، وأبو داود عن أبي هريرة. (8623) رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة والحاكم، عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى صحته، في الجامع الصغير وصححه الحاكم وابن حبان من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي: "إنه حسن صحيح " ورواه بلفظ: "من كتم علماً يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار" (8624) إسناده حسن، رو اه ابن ماجة، عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير" وأشار إلى أنه حديث حسن. وقال العسكري: أراد به الحث على إظهارأحسن ما يستمع والنهي عن الحديث بما يستقبح.

علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما سمع، كمثل رجل أتى راعياً فقال: يا راعي، اجزر لي شاة من غنمك. قال اذهب فخذ بأُذن خيرها فذهب فأخذ بأُذن كلب الغنم". 8625 - حدثنا حسن وصفان المعنى قالا: حدثنا حمّاد عن علي بن زيد وقال عفان: حدثنا حمّاد، أنبأنا علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوق - قال عفان فوقي - فإذا أنا برعد وبرق وصواعق، قال: فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت، فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، فلما نزلت إلى السماء الدنيا، نظرت أسفل مني، فإذا أنا برهج ودخان وأصوات، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الشياطين يحومون على أعين بني آدم ألا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب". 8626 - حدثنا حسن بن موسى وأبو كامل قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن عمرو بن علقمة أبي مسلمة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "ابنا العاص مؤمنان يعني هشام وعمرو". 8627 - حدثنا عفان، حدثنا حمّاد بن سلمة أنبأنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ابنا العاص مؤمنان".

_ (8625) أبو الصلت، هو علي بن زيد بن جدعان، روى عن أبي هريرة، وروى عنه ابن جدعان. (8626) مكرر رقم: 8029. (8627) مختصررفم: 8029.

8628 - حدثنا حسن، حدثنا حمّاد بن سلمة عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسارعن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك أن اظلم أو أُظلم". 8629 - حدثنا حسن، حدثنا حمّاد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "خير صفوف الرجال المقدم، وشر صفوف الرجال المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشر صفوف النساء المقدم". 8630 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حمّاد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الضيافة ثلاثة أيام، في سوى ذلك فهو صدقة".

_ (8628) رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم عن أبي هريرة، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى أنه حديث حسن وهذا الحديث مكرر رقم: 8039. (8629) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، عن أبي هريرة، والطبراني في الكبير عن أبي أمامة، وعن ابن عباس، والسيوطي في الجامع الصغير، وأشار إلى أنه حديث صحيح. (8630) رواه السيوطي في الجامع الصغير ولفظه: "الضيافة ثلاثة أيام في زاد فهو صدقة" رواه أبو يعلى في مسنده عن أبي سعيد البزار عن ابن عمر، ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس. وروي بلفظ: "الضيافة ثلاثة اً يام في زاد فهو صدقة، وكل معروف صدقة"رواه البزار عن ابن مسعود، وبلفظ "الضيافة ثلاث ليال حق لازم، في سوى ذلك فهو صدقة" البارودي وابن قانع، والطبراني في الكبير، والضياء عن الثلب بن ثعلبة، وأشار السيوطي إلى هذا الأخير بأنه ضعيف. وهناك رواية أخرى بلفظ: "الضيافة ثلاثة أيام، في زاد فهو صدقة" وعلى الضيف أن يتحول بعد ثلاثة أيام، رواه ابن أبي الدنيا في قرى الضيف عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى صحة الحديث.

8631 - حدثنا حسن حدثني حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لقد أعطى أبو موسى مزامير داود". 8632 - حدثنا حسن بن موسى وعفان قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنف مشاة، وصنف ركبان، وصنف على وجوهم". فقالوا يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: "إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوهم، أما أنهم يتقون بوجهم كل حدب وشوك". 8633 - حدثنا حسن، حدثنا حمّاد بن سلمة عن محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قالا: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لما خلق الله عَزَّ وَجَلَّ الجنة قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر فقال: يا رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم حفها بالمكاره، ثم قال: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر فقال: يا رب وعزتك لقد خشيت ألا يدخلها أحد، فلما خلق النار قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فقال: يا رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها

_ (8631) هو محمَّد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي قال عنه الذهبي: شيخ مشهور حسن الحديث، وقد مضى التعريف به. (8632) إسناده حسن، و "أوس" هو ابن أبي أوس، اسم أبي أوس: خالد، روى عن أبي هريرة، وروى عنه علي بن زيد بن جدعان. (8633) روى بنحوه الدارمي، ومسلم والترمذي مختصر عن أن بلفظ: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات".

بالشهوات ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها فقال: يا رب وعزتك لقد خشيت إلا يبقى أحد إلا دخلها". 8634 - حدثنا حسن، حدثنا حمّاد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -كان يقول إذا أصبح: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير". 8635 - حدثنا حسن، حدثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سلمان الأغر عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم -، وحميد وثابت البناني، وصالح بن ذكران عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه عَزَّ وَجَلَّ أنه قال: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ من الناس ذكرته في ملأ أكثرُ منهم وأطيب". 8636 - حدثنا حسن، وصفان قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة قال عفان في حديثه حدثنا أبو شأن عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "إذ عاد المسلم أخاه أو زاره" قال حسن: "في الله عز وجل، يقول الله عز وجل: طبن وطاب ممشاك، وتبوأت منزلا في الجنة". قال عفان "من الجنة منزلا". قال حسن: "في الله" ولم يقله عفان.

_ (8634) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن، وآخره: "وإليك النشور". (8635) رواه البخاري ومسلم، بعض حديث أوله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: يقول الله تعالى "أنا عند ظن عبدي في وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم" متفق عليه. (8636) رواه الترمذي بلفظ: "من عاد مريضًا وزار أخاً له في الله، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا" وقال الترمذي: حديث حسن، وفي بعض النسخ غريب والحديث مكرر: 8517.

8637 - حدثنا حسن وأحمد بن عبد الملك قالا: حدثنا زهير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا لبستم وإذا توضأتم فابدأوا بأيامنكم " وقال أحمد "بميامنكم". 8638 - حدثنا حسن، حدثنا شيبان عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة قال: إنما كان طعامنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم -الأسودان: التمر والماء. والله ما كنا نرى سمراءكم هذه، ولا ندري ماهى، وإنما كان لباسنا مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - النمار، يعني برد الأعراب. 8639 - حدثنا أبو المنذر، ثنا كامل أبو العلاء قال: زعم أبو صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان". 8640 - حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيخا يريه خير له من أن يمتلئ شعراً". 8641 - حدثنا حسن، ثنا سكين قال: حدثنا حفص بن خالد،

_ (8637) إسناده صحيح، رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه، عن أبي هريرة والسيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى صحته. (8638) شيبان بن عبد الرحمن النحوي المؤدب التميمي مولاهم البصري أبو معاوية سمع الحسن ويحيى بن أبي كثير، وروى عنه: ابن مهدي وعلي بن الجعد توفى سنة 164. (8639) أبو صالح مولى ضباعة، روى عن أبي هريرة، وروى عنه كامل أبو العلاء، وثق. (8640) رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، عن أبي هريرة، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى أنه صحيح. (8641) رواه مسلم في كتاب الأشربة، والحنتم: هي الجرة الخضراء، والدباء: الإناء المعمول من =

حدثني شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: إني لشاهد لوفد عبد قيس قدموا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: فنهاههم أن يشربوا في هذه الأوعية الحنتم والدباء والمزفت والنقير قال: فقام إليه رجل من القوم فقال: يا رسول الله إن الناس لا ظروف لهم. قال: فرأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كأنه يرثي للناس قال: فقال: اشربوا ما طاب لكم فإذا خبث فذروه. 8642 - حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا حمّاد - يعني ابن سلمة عن ثمامة عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء". 8642 م- قال حمّاد وحبيب بن الشهيد عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - كلف مثله. 8643 - حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا جرير بن حازم عن

_ = القرع، والمزفت: هو الإناء المزفت بالزفت، والنقير: هو الخشب المنقور، وحرمت لأن الشراب فيها قد يصبح مسكراً دون علم به. (8642) رواه البخاري وابن ماجة عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير، ورواه أبو داود والنسائي، وهو في درجة عالية من الصحة، وقد ذهب علماؤنا الأوائل إلى أنه لا مانع عقلا أن يجمع الله الداء والدواء في شيء واحد، بل هو مشاهد كما في النحلة تخرج العسل الذي فيه الشفاء من فيها، وتلقى السم من أسفلها، وقد توصل الطب حديثاً إلى أن في الذباب مادة قاتلة للميكروب، وبغمسه في الإناء تكون هذه المادة سببًا في إبادة ما يحمله الذباب من الجراثيم. (8643) روى السيوطي نحوه بلفظ: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة" رواه مالك، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم عن بلال =

الحسن عن أبي هريرة قال قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يرى أن تبلغ حيث بلغت، يهوى بها في النار سبعين خريفاً". 8644 - حدثنا حسن، حدثنا زهير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "من قتل الوزغ في الضربة الأولى فله كذا وكذا من حسنة، ومن قتله في الثانية فله كذا وكذا من حسنة ومن قتله في الثالثة فله كذا وكذا" قال سهيل: الأولى أكثرُ. 8645 - حدثنا حسن حدثنا زهير، حدثنا أبو ببج أن عمرو بن ميمون حدَّثه قال: قال أبو هريرة: قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا أبا هريرة ألا أدلك عى كلمة من كنز الجنة"؟ قال: قلت نعم، فداك أبي وأمي. قال: "تقول: لا قوة إلا بالله". 8646 - حدثنا حسن، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من آتاه الله مالاً

_ = بن الحرث، وأشار السيوطي إلى أنه صحيح. (8644) روى السيوطي في الجامع الصغير: "من قتل وزغا كفر الله عنه سبع خطيئات" رواه الطبراني في الأوسط عن عائشة وأشار السيوطي إلى أنه حسن، وروى: "من قتل حية فله سبع حسنات، ومن قتل وزغة فله حسنة" رواه ابن حبان في صحيحه عن ابن مسعود و"الوزغ" جمع وزغه وهي دويبة وتجمع على أوزاغ ووزغان بكسر الواو، ويقال لها: سام ابرحي، ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة. (8645) "أبو بلج": بفتح الباء وسكون اللام، الفزاري يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم، روى: عن أبيه، وعمرو بن ميمون الأودي، وروى عنه: شُعبة وهشيم، وثقه ابن معين، والدرارقطني، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال البخاري: فيه نظر. (8646) عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المدني، روى عن أبيه، وزيد بن أسلم، وروى عنه: القطان وعلي بن الجعد قال أبو حاتم: فيه لين، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم =

فلم يؤد زكاته، مثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبنان، يأخذ بلهزِمته يوم القيامة ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا هذه الآية: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ} إلى آخر الآية. 8647 - حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا أبو بكر -يعني ابن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: كان رسول الله-صلي الله عليه وسلم- في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً. 8648 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المديني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يصلون بكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم". 8649 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك عن الأعمش عن

_ = والنسائي ورواه مالك في الموطأ، والشجاع: الحية، وأترع: أبيض الرأس وهذا شأن كل ما كثر سمه، والزبيبتان: نقطتان سوداوان منتفختان في شدقيه، علامة للذكر المؤذي. (8647) رواه البخاري عن أبي هريرة، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان متفق عليه. وليس في المخطوطة قوله: "يعني ابن عياش". (8648) إسناده صحيح، وعطاء بن يسار الهلالي القاضي، مولى ميمونة، روى عن: مولاته وأبي ذر وزيد بن ثابت وعدة، وروى عنه: زيد بن أسلم وشريك بن أبي نمر وخلق. كان من كبار التابعين وعلمائهم مات سنة 103، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: قدم الشام فكان أهل الشام يكنونه بأبي عبد الله، وقدم مصر فكان أهلها يكنونه بأبي يسار، وكان صاحب قصص وعبادة. (8649) الأسود بن عامر، شاذان، روى عن: هشام بن حسان وكامل أبي العلاء. وروى عنه: =

أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما نهيتكم عنه فانتهوا، وما أمرتكم به فخذوا منه ما استطعتم". 8650 - حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "صنفان من أهل النار لا أراهما بعد- نساءٌ كاسياتٌ عاريات مائلاتٌ مميلاتٌ، على رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة، لا يرين الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال معهم أسواط كأذناب البقر يضربون بها الناس". 8651 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن إسحق عن سعيد عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - مرَّ بجدار أو حائط مائل فأسرع المشي فقيل له. فقال إني أكره موت الفوات. 8652 - حدثنا أسود، حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن إسحق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك أن أموت غماً أو همًا أو أن أموت غرقًا، أو أن يتخبطنى الشيطان عند الموت، أوأن أموت لديغا".

_ = الدارمي والحارث بن أبي أسامة وأم، توفي سنة 208 وثقه أبو حاتم، فقال: صدوق صالح وابن المديني وقال: ثقة، وابن حبان وذكره في الثقات. (8650) رواه مسلم عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير، وأشار إلى صحة هذا الحديث. (8651) إسناده ضعيف، لضعف إبراهيم بن إسحق واسمه (إبراهيم بن الفضل المخزومي أبو إسحق) وإنما سماه (إبراهيم بن إسحق) إسرائيل الراوي عنه فقط فأخطأ في اسمه، وإبراهيم هذا ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم وذكر الذهبي الحديث 8651 وعده من مناكيره. (8652) إسناده ضعيف، لضعف إبراهيم بن إسحق كما سبق.

8653 - حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين". 8654 - حدثنا يحيى بن إسحق، حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن أبي الحَلْبَس عن أبي هريرة قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - كلتى يقول: "المحروم من حرم غنيمة كلب". 8655 - حدثنا يحيى بن إسحق، حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - زوارات القبور. 8656 - حدثنا هشام بن سعيد، حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "إذا سرق عبد أحدكم فليبعه ولو بنش". 8657 - حدثنا يحيى بن إسحق، حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "اعفوا اللحى وخذوا الشوارب وغيروا شيبكم ولا تشبهوا باليهود والنصارى".

_ (8653) مكرر رقم: 7989. (8654) أبو الحلبس - بفتح الحاء المهملة وإسكان اللام وفتح الباء الوحدة، وفي الأصل (أبو الجليس) بالجيم والياء وهو تصحيف، وأبو حلبس هذا غير معرزف تماماً ويحتمل أن يكون يونس بن ميسرة بن حلبس أو أخاه يزيد ابن ميسرة أو غيِرهما ولفظ الحديث شكل غيرواضح "ألمحروم من حرم غنيمة كلب". (8655) مكرر رقم: 8430. (8656) مكرر رقم: 8420. (8657) إسناده صحيح، عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن روى عن أبيه، وروى عنه: أبو =

8658 - حدثنا أسود بن عامر ومحمد بن سابق قالا حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "أنا أولى الناس بأنفسهم، من ترك مالاً فلموا لي عصبته، ومن ترك ضياعًا أوكلأ فأنا وليه فلا داعى له". 8659 - وقال أسود بهذا الإِسناد: قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -طنط "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن جهل عليه فليقل: إني امرؤ صائم". 8660 - حدثنا يحيى بن إسحق، حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -طنئ: "ثلاثة كلهم حق على كل مسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة وتشميت العاطس إذا حمد الله -عز وجل". 8661 - حدثنا يحيى بن إسحق، أنبأنا ابن لهيعة وإسحق بن

_ = عوانة وهشيم، قال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به، ووثقه غيره، وكان على قضاء المدينة، قتله عبد الله بن علي بالشام سنة 132. (8658) في إسناده أبو حصين الذي يروي عن أبي صالح ويروي عنه إسرائيل ولم اً قف على ترجمته، ثم ظهر أنه عثمان بن عاصم الأسدي الثقة فالإسناد صحيح. وروى السيوطي نحوه بلفظ: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ... " في الجامع الصغير وأشار إلى صحته، رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة. (8659) في إسناده (أبو حصين) سبق بيانه في الحديث السابق، وأن الإِسناد صحيح. رواه الإِمام مالك، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة عن أبي هريرة ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة. (8660) إسناده صحيح، "تشميت العاطس": الدعاء له، وكل داع بخير فهو مشمت. (8661) في الإِسناد خطأ من الناسخ أو الطابع وصوابه بعد ابن لهيعة "حدثنا يزيد بن أبي حبيب =

عيسى قال: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن لهيعة بن عقبة عن أبي الورد قال إسحق المازني عن أبي هريرة قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إياكم والخيل المنفلة فإنها إن تلق تفر، وإن تغنم تغل". 8662 - حدثنا يحيى بن إسحق قال: أنبأنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وتراً وإذا استجمر فليستجمر وترًا".

_ = عن لهيعة بن عقبة عن أبي الورد- قال إسحق المازني- عن أبي هريرة" هذا الموافق للمخطوطة على الصواب ما عدا قوله "المازني" فإن فيها "المديني" كالمطبوعة، فإن "زيد بن أبي حبيب بن عقبة" كما في الأصل خطأ ظاهر. ولهيعة بن عقبة هو والد عبد الله بن لهيعة وأما أبو الورد المازني - وفي الأصل المديني خطأ- فإنه صحابي سكن مصر، وقد جاء هذا الحديث عنه موقوفًا في سنن ابن ماجة (2: 99) من طريق ابن لهيعة عن يزيد عن لهيعة قال: سمعت أبا الورد صاحا النبي -صلي الله عليه وسلم -يقول: إياكم والسرية التي إن لقيت فرت وإن غنمت غلت" وقال ابن حجر في التهذيب (12: 272): "وروى بهذا الإِسناد مرفوعًا وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (5: 320) من حديث أبي الورد بدون ذكر أبي هريرة ونقله أبو موسى في الغريب من حديث أبي الدرداء بلفظ، "إياكم والخيل المنفلة التي إن لقيت فرت وإن غنمت غلت" والمنفلة بكسر الفاء المشددة قال ابن الأثير في النهاية كأنه من النفل الغنيمة أي الذين قصدهم من الغزو الغنيمة والمال دون غيره أو من النفل وهم المطوعة المتبرعون بالغزو الذين لا اسم لهم في الديوان فلا يقاتلون قتال من له سهم، هكذا جاء في كتاب أبي موسى من حديث أبي الدرداء والذي جاء في مسند أحمد من رواية أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إياكم والخيل المنفلة فإنها إن تلق تفر وإن تغنم تغلل، ولعلهما حديثان" وهو موافق للفظ الذي هنا إلا أنه فك الإدغام في تغلل" ولفظ أسد الغابة "فإنها إن تلق تغدر وإن تغنم تغلل فالله أعلم. وإسناد الحديث صحيح سواء من حديث أبي الدرداء أو أبي هريرة ولعله سمعه من أبي هريرة ثم تارة يرسله وتارة يصله وتارة يقفه على نفسه. (8666) مكرر رقم 8597.

8663 - حدثنا يحيى، حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة أن أعرابيا غزا مع النبي -صلي الله عليه وسلم - خيبر، فأصابه من سهمه ديناران، فأخذهما الأعربي فجعلهما في عباءته وخيط عليهما ولف عليهما، فمات الأعرابي، فوجدوا الدينارين، فذكروا ذلك لرسول الله -صلي الله عليه وسلم -- فقال: "كيتان". 8664 - حدثنا يحيى بن إسحق، أنبأنا ابن لهيعة، حدثنا الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "التكبير في العيدين سبعاً قبل القراءة وخمساً بعد القراءة". 8665 - حدثنا يحيى، أنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة قال: سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول: "أهل الجنة رشحهم المسك ووقودهم الألوة" قال: قلت لابن لهيعة: يا أبا عبد الرحمن ما الألوة؟ قال: العود الهندي الجيد. 8666 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبان - يعني بن يزيد العطار عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة أن أصحاب النبي - صلي الله عليه وسلم - تذاكروا الكمأة فقالوا: هي جدري الأرض وما نرى أكلها يصلح، فبلغ ذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال: "الكمأة من السنن وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم".

_ (8663) أبو يونس، روى عن مولاته عائشة، وروى عنه زيد بن أسلم، وأبو طوالة وعدة. ثقة. (8664) وروى مالك في الموطأ بنحوه، ولفظه: أخبرنا مالك أخبرنا نافع قال: شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة فكبر في الأولى بسبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة بخمس تكبيرات قبل القراءة. (8665) أبو يونس، روى عن مولاته عائشة وروى عنه زيد بن أسلم، مضت ترجمته. (8666) مكرر رقم 7989، 8037.

8667 - حدثنا سليمان بن داود، حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال وقرأ عليه أبي أم القرآن فقال: "والذي نفسي بيده، ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أُعطيت". 8668 - حدثنا سليمان، أنا إسماعيل بن جعفر، أنا محمَّد بن أبي حرملة عن عطاءِ بن يسار عن أبي الدرداء أنه سمع النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو يقص على المنبر {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}. فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -اَلثانية {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت: الثانية: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال النبي -صلي الله عليه وسلم - الثالثة: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت الثالثة: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: "نعم، وإن رغَم أنف أبي الدرداء". 8669 - حدثنا سليمان قال: أنبأنا إسماعيل أخبرني أبو سهيل

_ (8667) إسماعيل بن جعفر المدني، روى عن العلاء بن عبد الرحمن، وعبد الله بن دينار، وعدة، وروى عنه علي بن حجر، ومحمد بن زنبور، وخلق، توفي سنة 180، من ثقات العلماء، كان قارئ أهل المدينة وله نحو خمسمائة حديث وكان موته ببغداد. والحديث رواه الترمذي مطولا في قصة، وقال: حسن صحيح ورواه الدارمي، وروى البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجة بنحوه. (8668) إسناده صحيح، جدًا وهو من حديث أبي الدرداء وانظر ما كتب في باب (ما وضع في غير موضعه) وقد كتب في هامش المخطوطة ما نصه اليمن من حديث أبي هريرة). (8669) إسناده صحيح، رواه البخاري، ومسلم، وفي رواية لمسلم: "فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين" ورواه الترمذي، وابن ماجة، وابن خزيمة في صحيحه" والبيهقي كلهم من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة

نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين". 8670 - حدثنا سليمان، حدثنا إسماعيل، أخبرني أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان". 8671 - حدثنا سليمان، أنبأنا إسماعيل، حدثني محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا عمري فمن أعمر شيئاً فهو له". 8672 - حدثنا سليمان، أخبرني محمَّد أنه سمع أبا عبد الله، القراظ يصيح في المسجد يقول: أخبرني أبو هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء"

_ ولفظهم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن" ورواه النسائي والحاكم بنحو هذا اللفظ، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما ومعنى "صفدت"، بضم الصاد وتشديد الفاء أي: شدت بالأغلال. (8670) إسناده صحيح، رواه البخاري، ومسلم، وزاد مسلم في رواية "وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم " ورواه أبو يعلى من حديث أنس، ولفظه: قال: يسمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال إني مسلم". (8671) إسناده صحيح، رواه مسلم، ومالك في الموطأ، والعمري: تتوجه للذات كسائر الهبات، وعند مالك والشافعي في القديم: إلى المنفعة، وإذ! كان لشخصين داران، لكل دار، فيقول كل واحد منهما لصاحبه: إن من قبلي فهما لي وإن من قبلك فهما لك: سميت هذه "الرقبي" وهذه لا تصح عند مالك [الزرقاني ج4 ص 48". (8672) ر واه مسلم، وابن ماجة، عن أبي هريرة، 4 مسلم عن سعد ورمز له السيوطي بالصحة في الجامع الصغير.

8673 - حدثنا إسحق بن عيسى، حدثنا عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض واتباع الجنائز، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل". 8674 - حدثنا إسحق، حدثني أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته". 8675 - حدثنا إسحق، حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من صام يوماً في سبيل الله باعده الله من جهنم سبعين خريفاً". 8676 - حدثنا إسحق، حدثنا محمَّد بن عمار مؤذن مسجد رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: سمعت سعيد المقبري يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن خير الكسب كسب يدي عامل إذا نصح".

_ (8673) إسناده صحيح، رواه البخاري في الأدب عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير ورمز إلى أنه حديث حسن. (8674) إسناده صحيح، رواه البخاري في الأدب، ورواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بأنه حديث حسن. (8675) إسناده ضعيف، لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي عن أبي سعيد ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة. (8676) رواه السيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بالحسن ذكره بلفظ: "خير الكسب. والحديث مكرر رقم: 8393.

8677 - حدثنا إسحق، حدثنا يحيى بن سليم، سمعت إسماعيل بن أمية يحدث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يوفه أجره". 8678 - حدثنا إسحق، ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: سألت سليمان بن يسار عن السبق، فقال: حدثني أبو صالح قال: سمعت أبا هريرة قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا سبق إلا في خف أو حافر". 8679 - حدثنا إسحق، أنا ابن لهيعة عن الحسن بن ثوبان عن موسى بن لردان عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان إذا ودع أحداً قال: "استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك". 8680 - حدثنا محمَّد بن عبد الله بن الزُّبير، حدثنا أبان - ينجس ابن عبد الله البجلي، حدثني مولى لأبي هريرة قال: سمعت أبا هريرة يقول:

_ (8677) رواه ابن ماجة عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير إلى أنه حديث حسن. (8678) إسناده صحيح، رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي بالصحة. (8679) إسناده صحيح، رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم عن ابن عمر ورمز له السيوطي بالصحة في الجامع الصغير. (8680) روعي الدارمي بنحوه، والبخاري ومسلم، والطحاوي مختصرًا، والبيهقي من عدة طرق، ومالك في الموطأ، قال محمَّد: ونرى المسح للمقيم يومًا وليلة وثلاثة أيام ولياليها للمسافر، وقال مالك بن أنس: لا يمسح المقيم على الخفين، وعامة هذه الآثار التي روى مالك في المسح إنما هي في المقيم، ثم قال: لا يمسح المقيم على الخفين وقد روى عن علي أنه =

قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "وضئني" فأتيته بوضوء فاستنجى، ثم أدخل يده في التراب فمسحها، ثم غسلها، ثم توضأ ومسح على خفيه" فقلت يا رسول الله: رجلاك لم تغسلهما قال: "إني أدخلتهما وهي طاهرتان". 8681 - حدثنا محمَّد بن عبد الله، حدثنا عمران يعني ابن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد عن أبي هريرة قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "قال الله عز وجل: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي، املأ صدرك غني واسد فقرك، وإلا تفعل، ملأت صدرك شغلا ولم أَسد فقرك". 8682 - حدثنا محمَّد بن عبد الله قال: ثنا كامل عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع ابن لكع". 8683 - حدثنا محمَّد بن عبد الله، ثنا كامل عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن المكثرين يعني هم الأقلون إلا من قال: هكذا وهكذا وهكذا". 8684 - حدثنا حسين بن محمَّد، ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "قلب الشيخ شاب

_ = قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من باطنه، وقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يمسح على ظاهرهما، وبعض الفقهاء ليس عنده توقيت للمسح. (8681) إسناده صحيح، ونسبه ابن حجر في التهذي3: 307 للترمذي وابن ماجة. (8682) أخرجه السيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بأنه حديث حسن. (8683) أخرجه البخاري ومسلم عن أبي ذر، وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بالصحة. (8684) مختصر رقم 8043.

على حب اثنتين: طول الحياة وكثرة المال". 8685 - حدثنا حسين، ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العريق إن رحمتي غلبت غضبي". 8686 - حدثنا يونس، ثنا فليح عن محمَّد بن عبد الله بن الحصين عن عُبيد الله بن صبيحة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "خير الصدقة المنيحة، تغدو بأجر وتروح بأجر، ومنيحة الناقة كعتاقة الأحمر، ومنيحة الشاة كعتاقة الأسود". 8687 - حدثنا حجين، ثنا الليث بن سعد عن أبي الزُّبير عن يحيى بن جعدة عن أبي هريرة أَنه قال: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقل وابدأ بمن تعول".

_ (8685) الأعرج، هو عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود روى عن أبي هريرة وعبد الله بن بحينة، وروى عنه: الزهري وابن لهيعة، كان يكتب المصاحف توفي بالثغر -أي ثغر الإسكندرية - سنة 117، وثقه ابن سعد والمدينى والعجلي وابن خراش، ومعنى "غلبت": سبقت، والمراد بالرحمة: إرادة الثواب، وبالغضب، إرادة العقاب، وفي هذا الحديث دلالة على تقدم خلق العرش على القلم وهو مذهب الجمهور. (8686) إسناده صحيح، وعبيد الله بن صبيحة بالتصغير، وذكر ابن حجر في التعجيل أنه رآه في المسند بالتكبير في روايته عن عائشة وهو ثقة ذكره ابن حبان في الثقات، وهو هنا في النسخة المخطوطة (عبد الله) بالتكبير، والحديث أخرجه السيوطي في الجامع الصغير بلفظ "خير الصدقة المنيحة: تغدو باجر وتروح بأجر" ورمز له بالصحة. (8687) إسناده صحيح، رواه السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: "أفضل الصدقة جهد القتل وابدأ بمن تعول" رواه أبو داود، والحاكم عن أبي هريرة ورمز له السيوطي بالصحة.

8688 - حدثنا يحيى بن أبي بُكير، ثنا زهير - يعني ابن محمَّد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "ليس السنة بألا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا ثم تمطروا فلا تنبت الأرض شيئاً". 8689 - حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زهير بن محمَّد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "إن لله عَزَّ وَجَلَّ ملائكة فضلا، يتبعون مجالس الذكر، يجتمعون عند الذكر، فإذا مروا بمجلم علا بعضهم على بعض حتى يبلغوا العريق، فيقول الله عز وجل لهم، وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون من عند عبيد لك يسألونك الجنة ويتعوذون بك من النار ويستغفرونك. فيقول: يسألوني جنتي هل رأَوها؟ فيكف لو رأَوها؟ ويتعوذون من نار جهنم فكيف لو رأوها؟ فإني قد غفرت لهم. فيقولون: ربنا، إن فيهم عبدك الخطاء فلاناً مرَّ بهم لحاجة له فجلس إليهم، فقال الله عز وجل: أولئك الجلساء لا يشقى بهم جليسهم". 8690 - حدثنا حسن بن موسى ثنا حمّاد بن سلمة ثنا سهيل

_ (8688) زهير بن محمَّد التميمي المروزي أبو المنذر، جاور ونزل الشام، روى عن عمرو بن شُعيب، وابن أبي مليكة، وابن المنكدر، وروي عنه ابن مهدي ويحيى بن أبي بكير، ثقة يغرب ويأتي ينكر، توفي سنة 162. (8689) رواه البخاري ومسلم، ويحيى بن أبي بكير العبدي، قاضي كرمان روى عن شُعبة، وفضيل بن مرزوق، وروى عنه محمَّد بن المثنى والحارث بن أبي أسامة، ثقة مات سنة 208. (8690) الحسن بن موسى الأشيب أبو على البغدادي قاضي حمص وطبرستان والموصل، روى عن ابن أبي ذئب وشعبة، وروى عنه الصاغاني وبشير بن موسى، ثقة. مات سنة 209 بالري، والحديث مضى تخريجه.

عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن لله عَزَّ وَجَلَّ ملائكة سيارة فضلا، يلتمسون مجالس الذكر" فذكر نحوه. 8691 - حدثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمَّد عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - كان يرى عضلة ساقه من تحت إزاره إذا اتزر. 8692 - حدثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمَّد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أنه قال: "سألت ربي عز وجل، فوعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر، فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا، فقلت أي رب إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي قال إذن أكملهم لك من الأعراب". 8693 - حدثنا سليمان بن داود -يعني الطيالسي-، ثنا صدقة بن موسى السلمي الدقيقي، ثنا محمَّد بن واسع عن شتير بن نهار عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "قال ربكم عز وجل: لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما

_ (8691) "العضل": جمع عضلة الساق، وكل لحمة مجتمعة ممتلئة مكتنزة في عصبة فهي عضلة. (8692) روى السيوطي بنحوه في الجامع الصغير، ولفظه: (سألت الله الشفاعة لأمتي، فقال: لك سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، قلت: رب زدني، فحثا لي بيديه مرتين، وعن يمينه وعن شماله) - رواه هناد وعن أبي هريرة ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بأنه حديث صحيح. (8693) إسناده حسن، رواه الحاكم عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة. وفي المخطوطة: "سمير" بدل شتير.

أسمعتهم صوت الرعد". 8694 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن حسن الظن بالله عَزَّ وَجَلَّ من حسن عبادة الله". 8695 - وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "جددوا إيمانكم" قيل: يا رسول الله وكيف بخدد إيماننا؟ قال: "أكثروا من قول: لا إله إلا الله". 8696 - حدثنا إسحق بن سليمان، ثنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أنظر معسرًا أو وضع له، أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة". 8697 - حدثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن مبارك عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "كل كلام أو أمر ذي بالٍ لا يفتح بذكر الله عَزَّ وَجَلَّ فهو أبتر أو قال أقطع".

_ (8694) إسناده حسن، رواه الترمذي، والحاكم عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة. (8695) إسناده حسن، رواه الحاكم عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير" ورمز له بأنه حديث صحيح. (8696) إسناده صحيح، رواه مسلم عن أبي اليسر، ولفظه: "من انظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة. (8697) إسناده صحيح، رواه السيوطي بألفاظ متعددة: منها "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه "بالحمد لله" أقطع وهذه الرواية أخرجها ابن ماجة، والبيهقي في السنن عن أبي هريرة، ورمز لها السيوطي في الجامع الصغير بالحسن،. ومنها: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه "ببسم الله الرحمن الرحيم" أقطع" رواه عبد القادر الرهاوي في الأربعين عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالضعف، ومنها: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد =

8698 - حدثنا أبو جعفر المدائني، أنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبد الله عن شبيل بن عوف عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول لثوبان: "كيف أنت يا ثوبان إذا تداعت عليكم الأم كتداعيكم على قصعة الطعام يصيبون منه؟ " قال ثوبان بأبي وأمي يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أمن قلة بنا؟ قال: "لا، أنتم يومئذ كثير، ولكن يلقى في قلوبكم الوهن". قالوا: وما الوهن يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال". 8699 - حدثنا أبو جعفر، أنا عباد عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه كان يقبل الهدية، ولا يقبل الصدقة. 8700 - حدثنا أبو جعفر، أنا عباد بن العوام عن هشام بن حسان عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الصلوات الخصر، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن ما اجتنبن الكبائر".

_ الله والصلاة علي فهو أقطع، أبنر، ممحوق من كل بركة" رواه الرهاوي عن أبي هريرة. (8698) إسناده حسن، لولا جهالة حال حبيب بن عبد الله وهو من التابعين. (8699) هذا الحديث و 8700 و 8701 و 8702 كلها رواها أحمد عن شيخه أبي جعفر محمَّد بن جعفر المدائني وهو ثقة وقد ضعفه بعض العلماء منهم أحمد نفسه قال فيه: "ذاك الذي بالمدائن محمَّد بن جعفر سمعت منه ولكن لم أرو عنه قط ولا أحدث عنه بشيء أبدًا" روى السيوطي "كان يقبل الهدية ويثيب عليها"رواه البخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة. (8700) رواه مسلم والترمذي عن أبي هريرة ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة ولفظه: "الصلوات الخصوالجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبن الكبائر".

8701 - حدثنا أبو جعفر، ثنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبد الله عن شبيل عن أبي هريرة قال: كان النبي -صلي الله عليه وسلم -: صائماً يوم عاشوراء، فقال لأصحابه: "من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه، ومن كان أصاب من غداء أهله فليتم بقية يومه". 8702 - حدثنا أبو جعفر، ثنا عبد الصمد، عن أبيه عن شبيل عن أبي هريرة قال: مرَّ النبي -صلي الله عليه وسلم - بأناس من اليهود قد صاموا عاشوراء، فقال: "ما هذا من الصوم؟ " قالوا هذا اليوم الذي نجى الله موسى وبنى إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصامه نوح وموسى شكراً لله تعالى. فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أنا أحق بموسى وأحق بصوم هذا اليوم". فأمر أصحابه بالصوم. 8703 - حدثنا أسود بن عامر، أنا حمّاد بن سلمة عن سهيل بن

_ (8701) رواه أحمد والشيخان والبيهقي والدارمي بنحوه، والمشهور في اللغة: أن عاشوراء وتاسوعاء ممدودان، وحكى قصرهما، واتفق العلماء على أن صوم يوم عاشوراء الآن سنة ليس بواجب، واختلف في حكمه في أول الإسلام حين شرع صومه قبل صوم رمضان فقيل: واجب، وقيل: مستحب، ولكل دليل، ونرى ترجيح القول بالاستحباب لما روي: "هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم فمن أحب منكم أن يصوم فليصم ومن أحب أن يفطر فليفطر" رواه مسلم. (8702) رواه البخاري ومسلم قال المازري: خبر اليهود غير مقبول، فيحتمل أن النبي -صلي الله عليه وسلم -أوحى إليه بصدقهم فيما قالوه، أو تواتر عنده النقل بذلك حتى حصل له العلم به، قال القاضي عياض ردًا على المازري: قد روى مسلم أن قريشا كانت تصومه، فلما قدم النبي -صلي الله عليه وسلم -المدنية صامه، فلم يحدث له بقول اليهود حكم يحتاج إلى الكلام عليه وإنما هي صفة حال وجواب سؤال. (8703) رواه مسلم عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة.

أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ رضي لكم ثلاثاً، وكره لكم ثلاثاً: رضي لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تنصحوا لمن ولاّه الله أمركم، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وكره لكم قيل وقال، وَكثرة السؤال، وإضاعة المال". 8704 - سل من مكي بن إبراهيم، ثنا عبد الله، يعني ابن سعيد، عن سمى عن أبي صارح عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح كتب له بها مائة حسنة، ومحي عنه بها مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومئذ حتى يمسي. ومن قال مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك". 8705 - حدثنا مكي، ثنا هاشم بن هاشم عن إسحق بن الحرث بن عبد الله بن كنانة عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم - حتى إذا كنا تحت ثنية لفت طلع علينا خالد بن الوليد من الثنية، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -لأبي هريرة: "انظر من هذا؟ " قال أبو هريرة: خالد بن الوليد فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -"نعم عبد الله هذا".

_ (8704) روى السيوطي بنحوه في الجامع الصغير: "من قال لا إله إلا الله" نفعته يوما من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه" رواه البزار، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة ورمز له السيوطي بالحسن، وروي: "من قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة" رواه البزار عن أبي سعيد ورمز له السيوطي بالصحة. (8705) إسناده صحيح، مكي بن إبراهيم أبو السكن الحنظلي البلخي الحافظ، روى عن يزيد بن أبي عبيد، وجعفر بن محمَّد، وروى عنه البخاري ومعمر بن محمَّد وإبراهيم بن زهير الحلواني. قال عبد الصمد بن الفضل: سمعته يقول: حججت ستين حجة ... وكتبت عن سبعة عشر تابعيًا، مات ببلخ سنة 215 في نصف شعبان.

8706 - حدثنا مكي، ثنا عبد الله بن سعيد عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "منبري هذا على ترعة من ترع الجنة". 8707 - حدثنا إسماعيل بن عمرو وأبو نعيم قالا: ثنا داود بن قيس حدثني أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تناجشوا, ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم، أخو المسلم لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، قال إسماعيل في حديثه: وماله، وعرضه، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا، يشير إلى صدره، ثلاثاً. حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم". 8708 - حدثنا إبراهيم بن إسحق، ثنا ابن مبارك عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -إنك تداعبنا قال: "إني لا أقول إلا حقا".

_ (8706) إسناده صحيح، عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف روى عن ابن المسيب وأبي صالح - السمان -، وروى عنه: مالك والدراوردي، ثقة. (8707) أخرج السيوطي "المسلم أخو المسلم" في الجامع الصغير ورمز له بالحسن، ورواه أبو داود. وروى البخاري ومسلم، بلفظ: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" متفق عليه، عن أنس وفي رواية لمسلم، زيادة "ولا تهاجروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض". والتباغض: الكراهية من الجانبين، والحسد: تمنى زوال النعمة عن مستحقيها، والتدابر: التباعد بالأجسام إعراضاً عند الملاقاة، والتقاطع: ترك التواصل والزيارة. (8708) رواه الطبراني في الكبير عن ابن عمر، ورواه الخطيب عن أنس، وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير، ونوه بحسن الحديث.

8709 - حديث أبو سلمة الخزاعي، ثنا ليث -يعني ابن سعد- عن يزيد بن الهاد عن ابن مطرف الغفاري عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن عدي على مالي؟ قال: "فأنشد الله، فإن أبوا فقاتل، فإن قُتلت ففي الجنة، وإن قَتلت ففي النار". 8710 - حدثنا موسى بن داود، ثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا استجمر أحدكم فليوتر، وإذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات، ولا يمنع فضل ماء ليمنع به الكلا، ومن حق الإبل أن تحلب على الماء يوم وردها". 8711 - حدثنا معاوية بن عمرو قال: ثنا زائدة، ثنا عبد الملك بن عميرِ عن موسىِ بن طلحة عن أبي هريرة قال: لما نزلت هذه الآية {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دعا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قريشاً فعم وخص، فقال: "يا معشر قريشَ أنقذوا أنفَسكم من النار، يا معشر بني كعب بن لؤي انقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني عبد مناف انقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمَّد أنقذي نفسك من النار، فإني والله ما أملك لكم من الله شيئاً، إلا أن لكم رحماً سأبلها ببلالها".

_ (8709) رواه ابن ماجة في الحدود عن محمَّد بن بشار، ولفظه: "من أريد ماله ظلماً فقتل فهو شهيد". (8710) رواه مسلم عن جابر والسيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالصحة. (8711) رواه مسلم في الإيمان عن قتيبة وزهير بن حرب، ورواه الترمذي في التفسير عن عبد بن حميد، ورواه النسائي في الوصايا عن إسحق بن إبراهيم.

8712 - حدثنا حسن ثنا شيبان عن عبد الملك عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فذكر معناه إلا أنه قال: "فإني لا أملك لكم من الله خيرا ولا نفعًا" يعني فاطمة عليها السلام. 8713 - حدثنا يونس وسريج قالا، ثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "كل أمتي يدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبي" قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي". 8714 - حدثنا يونس وسريج قالا ثنا فليح عن هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال بينما رسول الله -صلي الله عليه وسلم -جالس يحدث القوم في مجلسه حديثاً، جاء أعرابي فقال يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -متى الساعة؟ قال فمضي رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يحدث، فقال بعض القوم سمع فكره ما قال، وقال بعضهم بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: "أين السائل عن الساعة" قال هأنذا يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" قال يا رسول الله كيف أو قال: ما إضاعتها؟ قال: "إذا توسد الأمر غير أهله فانتظر الساعة".

_ (8712) مكرر 8711. (8713) إسناده صحيح، وقد سقطت منه كلمة من الأصل فإن فيه: "كل أمتي يدخل الجنة يوم القيامة ... قالوا" إلخ. فالساقط لفظ: "إلا من أبي" وقد رواه البخاري (9: 166) عن محمَّد بن سنان عن فليح بهذا الإِسناد، ولفظه "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي" إلخ، وكذلك هو على الصواب في المخطوطة. (8714) رواه السيوطي في الجامع الصغير مختصراً بلفظ: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة، ورمز له بالصحة. ورواه البخاري عن أبي هريرة.

8715 - حدثنا يونس ثنا ليث عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إن رجلاً لم يعمل خيراً قط، فكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز، لعل الله يتجاوز عنا، فلما هلك قال الله عَزَّ وَجَلَّ له: هل عملت خيراً قط؟ قال لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز، لعل الله عز وجل يتجاوز عنا قال الله عز وجل: قد تجاوزت عنك". 8716 - حدثنا أبو سلمة أخبرنا عبد العزيز الأندراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "قال الله عز وجل: إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه". 8717 - حدثنا أبو سلمة، ثنا عبد العزيز بن محمَّد عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: "الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يقوم الليل ويصوم النهار". 8718 - حدثنا أبو سلمة، ثنا عبد العزيز عن ثور بن زيد عن أبي

_ (8715) رواه البخاري، ومسلم، والنسائي عن أبي هريرة والسيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بالصحة. (8716) رواه السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: "إن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه، وهو يحمد الله تعالى" رواه البيهقي في شعب الإ يمان عن ابن عباس، ورمز له السيوطي بالضعف. (8717) إسناده صحيح، رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي بالصحة. (8718) إسناده صحيح، رواه البخاري، وابن ماجة عن أبي هريرة، وأشار له السيوطي في الجامع

الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله عز وجل". 8719 - حدثنا أبو سلمة الخزاعي قال أنا مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "من حلف على يمين فرأى خيراً منها، فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير". 8720 - حدثنا أبو سلمة، ثنا مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل ابن الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سأل رجل رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال: إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ من ماء البحر قال فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته". 8721 - حدثنا محمَّد بن عبد الله بن الزُّبير قال ثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إن

_ الصغير بأنه صحيح. (8719) رواه السيوطي بلفظ: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه"، رواه مسلم، والترمذي عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة. (8720) إسناده صحيح، و"صفوان بن سليم" بالتصغير الزهري مولاهم المدني الإمام القدوة، روى عن ابن عمر وعبد الله بن جعفر وابن المسيب، وروى عنه مالك والدراوردي، يقال: إنه لم يضع جنبه أربعين سنة، وقيل: كان قانعًا لا يقبل جوائز السلطان - ثقة حجة ولد سنة ستين وتوفى سنة 132. (8721) إسناده صحيح، وهشام بن سعد ثقة أخذوا عليه خطأ في بعض الأحاديث، وليس هذا بمضعف له. رواه أبو داود في الأدب عن موسى بن مروان وعن أحمد بن سعيد الهمداني، ورواه الترمذي في المناقب عن هارون بن موسى بن أبي علقمة الغوري المدني.

الله عَزَّ وَجَلَّ قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقى وفاجر شقى، والناس بنو آدم وآدم من تراب، لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن". 8722 - حدثنا زكريا بن عدي أنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي المتوكل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من لقى الله لا يشرك به شيئاً، وأدى زكاة ماله طيبا بها نفسه، محتسبًا، وسمع وأطاع فله الجنة أو دخل الجنة، وخصر ليس لهن كفارة: الشرك بالله عز وجل، وقتل النفس بغير حق، أو نهب مؤمنٍ، أو الفرار يوم الزحف، أو يمين صابرة يقتطع بها مالاً بغير حق". 8723 - حدثنا زكريا بن عدي أنا ابن مبارك عن عيسى بن يزيد عن جرير بن يزيد عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قلت قالة "حد يقام في الأرض خير للناس من أن يمطروا ثلاثين أو أربعين صباحاً". 8724 - حدثنا هرون هو ابن معروف قال حدثنا عبد الله بن

_ (8722) في إسناده بقبة بن الوليد، ولم يصرح بالتحديث وهو مدلس وأما بحير فإنه بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة- وفي الأصل بالجيم وهو خطأ- وأبوه سعد بإسكان الحين هنا، وكذلك وقع في الطبقات والمثمتبه، وفي التهذيب والخلاصة (سعيد)، ورواه السيوطي مختصراً في الجامع الصغير بلفظ: "من لقى الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة" رواه البخاري عن أنس، وأشار السيوطي إلى صحة الحديث. (8623) إسناده صحيح، أخرجه السيوطي في الجامع بلفظ: "حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحًا"رواه النسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى صحة هذا الحديث. (8624) إسناده صحيح، "هرون بن معروف أبو على الخزاز الضرير روى عن حاتم بن إسماعيل، وهشيم، وروى عنه مسلم وأبو داود والبغوي ثقة خير، مات سنة 231.

وهب حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ألم تروا إلى ما قال ربكم عَزَّ وَجَلَّ قال: ما أنعصت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكوكب وبالكوكب". 8725 - حدثنا رجل قد سماه وهو عبد الله بن يزيد قال: ثنا هشام عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -طل: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه". 8726 - حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة عن ليث عن كعب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول "إنكم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الطهور، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل". 8727 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا عباد بن راشد، ثنا الحسن، ثنا أبو هريرة إذا ذاك ونحن بالمدينة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "تجيء الأعمال يوم القيامة، فتجىء الصلاة فتقول يا رب أنا الصلاة فيقول إنك على خير، فتجيء الصدقة فتقول يا رب أنا الصدقة فيقول: إنك على خير،

_ (8725) مكرر حديث 8539. (8726) معاوية بن عمرو الأزدي المعنى بفتح الميم وسكون المهملة وكسر النون، روى عن المسعودي وزائدة بن قدامة، وفضيل بن مرزوق، وروى عنه البخاري والجماعة بواسطة وسبطاه على ومحمد ابنا أحمد بن النضر، وكان شجاعًا لا يبالي بلقاء عشرين، توفي 214. (8727) إسناده صحيح، وهو حجة على سماع الحسن من أبي هريرة وإن خالض في ذلك كثير من الحفاظ فقد ثبت من جهات مختلفة عن رواة ثلاثة ويبعد جداً اتفاقهم على الخطاً في تصريح الحسن بالسماع منه، وهذا الحديث نسبه السيوطي في الدر المنثور (2: 48) أيضاً إلى الطبراني في الأوسط.

ثم يجيء الصيام فيقول أي يا رب أنا الصيام فيقول إنك على خير، ثم تجيء الأعمال على ذلك فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ إنك على خير، ثم يجيء الإِسلام فيقول يا رب أنت السلام وأنا الإِسلام فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ إنكِ على خير، بك اليوم آخذ وبك أعطى، فقال الله عز وجلِ في كتابه {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} " قال أبو عبَد الرحمن عباد بن راشد ثقَة ولكن الحسن لَم يسمع من أبي هريرة. 8728 - حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال: سمعت القاسم مولى يزيد يقول: حدثني أبو هريرة أنه سمع النبي -صلي الله عليه وسلم - قال "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول يا ابن آدم إن تعط الفضل فهو خير لك، وإن تمسكه فهو شر لك، وابدأ بمن تعول، ولا يلوم الله على الكفاف، واليد العليا خير من اليد السفلى". 8729 - وبإسناده عن أبي هريرة قال أتى النبيَّ -صلي الله عليه وسلم - رجلٌ، فقال: مرني بأمر ولا تكثْر عليَّ حتى أعقله قال: "لا تغضب" فأعاد عليه فأعاد عليه قال: "لا تغضب". 8730 - حدثنا أسود بن عامر ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن

_ (8728) إسناده صحيح، والقاسم مولى زيد هو القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي كان مولى لجويرية بنت أبي سفيان فورث بنو يزيد بن معاوية ولاءه. ولذلك سماه بعضهم مولى معاوية ومولى بني يزيد، وقد تكلم فيه والحق أنه ثقة، وأخرج السيوطي الحديث بلفظ: "اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول" رواه الطبراني في الكبير عن ابن عمر، ونوه السيوطي بصحته. (8729) إسناده صحيح، رواه البخاري، والترمذي عن أبي هريرة، ورواه الحاكم عن جارية بن قدامة، ونوه السيوطي في جامعه المصغير بصحة الحديث. (8730) الأسود بن عامر شاذان، روى عز، هشام إس حسان وءط مل أبي العلاء، وروى عنه =

أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فباعوها وأكلوا أثمانها". 8731 - حدثنا سليمان بن داود، ثنا عمران عن قتادة عن أبي مراية عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "لا تصلي الملائكة على نائحة ولا على مرنة". 8732 - حدثنا سليمان بن داود وهو أبو داود الطيالسي، ثنا عمران عن قتادة عن العلاء بن زياد العدوي عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "بناء الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة". 8733 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا عمران عن قتادة عن

_ = الدارمي، والحارث بن أبي أسامة، وأم توفي سنة 208، وثقه أبو حاتم، فقال: صدوق صالح، وابن المديني، وقال: ثقة، وابن حبان وذكره في الثقات. إسناده صحيح، وأبو مراية العجلي البصري، قال أبو سعيد: اسمه عبد الله بن عمر وكان قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات كما في التعجيل. (8732) إسناده صحيح، و"العلاء" هو ابن زياد أبو نصر العدوي روى عن أبيه، وأبي هريرة، وعمران بن حصين، وروي عنه: قتادة ومطر الوراق وهشام بن حسان، وكان عابد قانتًا بكاء، وله عن أبي هريرة مات سنة 94، وأخرجه المنذري في الترغيب والترهيب، ولفظه: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال: لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا تفنى شبابه"، ورواه الترمذي، والبزار والطبراني في الأوسط" وابن حبان في صحيحه وروى ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة موقوفاً: "حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة ودرجها الياقوت واللؤلؤ إن رضراض أنهارها اللؤلؤ وترابها الزعفران" ومعنى الرضراض: الحصى، أو صغار الحصى. (8733) إسناده صحيح، وعمران فيه وفي اللذين قبله هو عثمان بن داود القطان وهو ثقة، قال =

سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء". 8734 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا ضمضم بن جوْس الهفْاني سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "كان في بنىَ إسرائيل رجلان، أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر مسرف على نفسه، وكانا متآخيين، فكان المجتهد لا يزال يرى على الآخر ذنبًا فيقول ويحك أقصر فيقول المذنب: خلني وربي" فذكر مثل حديث أبي عامر. 8735 - حدثنا عبد الصمد حدثنا أبو هلال حدثنا محمَّد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لو آمن عشرة من أحبار اليهود، آمنوا بي كلهم".

_ في التهذيب (8: 132): أورد له العقيلي عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة حديث "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" قال: لا يتابع عليه بهذا اللفظ ولا يعرف إلا به أهـ، أي لا يعرف إلا بعمران. رواه البخاري في الأدب، والترمذي، والحاكم عن أبي هريرة وهو حديث صحيح. (8734) "ضمضم" هو ابن جوس بفتح الجيم وسكون الواو اليمامي، روى عن: أبي هريرة، وروى عنه: يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار، قال أحمد: ليس به بأس، وذكره ابن سعد في فقهاء أهل اليمامة. (8735) "الأحبار" جمع حبر بالفتح، وهو واحد أحبار اليهود، في القاموس: والكسر أفصح، لأنه يجمع على أفعال دون فعول، وقال الفراء هو بالكسر، وقال أبو عبيد: هو بالفتح، وقال الأصمعي: لا أدري أهو بالكسر أو بالفتح وكعب الحبر الكسر منسوب إلى الحبر الذي يكتب به، لأنه كان صاحب كتب، والحديث مختصر 8536.

8736 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثني أبو الجلاس عقبة بن يسار قال حدثني علي بن شماخ قال شهدت مروان سأل أبا هريرة كيف سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم -يصلي على الجنازة فقال أبو هريرة: "اللهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها منا شفعاء فاغفر لها". 8737 - حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال يونس بن عبييد عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "أطفئوا السرج، وأغلقوا الأبواب، وخمروا الطعام والشراب". 8738 - حدثنا سليمان بن داود حدثنا شُعبة عن أبي بلج قال سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة، من تحت العرش؟ لا قوة إلا بالله". 8739 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حمّاد عن سهيل عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "ليس السنة أن لا يكون مطولاً ولكن السنة أن

_ (8736) مكرر 8526. (8737) إسناده صحيح، رواه البخاري عن جابر، وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: "اطفئوا المصابيح إذا رقدتم، وأغلفوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب، ولو بعود تعرضه عليه" وأشار إلى صحة الحديث، ومعنى خمروا: غطوا وأوكئوا: أي اربطوا، وأطفئوا السرج وفي بعض الروايات: "وأطفوا المصابيح عند الرقاد" يقول أئمة الحديث وشراح السنة في هذا: إن هذا الإرشاد النبوي ليس خاصا بالمصابيح بل يشمل إطفاء أي نار، ورواه ابن ماجة والحاكم بسند صحيح: "خمروا الآنية وأوكئوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب واكتفوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارًا وخطفة". (8738) مختصر 8645. (8739) مختصر 8688.

تمطر السماء ولا تنبت الأرض". 8740 - حدثنا عفان حدثنا حمّاد عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "يحشر الناس ثلاثة أصناف: صنفًا مشاة، وصنفًا ركباناً، وصنفاً على وجوهم" قالوا يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -وكيف يمشون على وجوههم؟ فقال: "إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، أما أنه يتقون بكل حدب وشوك" قال عفان يتقون بوجوههم كل حدب وشوك. 8741 - حدثنا عبد الصمد حدثنا حمّاد عن واصل عن يحيى بن عقيل عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى الجماء من القرناء، وحتى الذرة من الذرة". 8742 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حمّاد عن علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: "انتهيت إلى السماء السابعة، فنظرت، فإذا أنا فوقي برعد وصواعق، ثم أتيت على قوم

_ (8740) "أوس بن خالد" هو أوس بن أبي أوس، "فأبو أوس" كنية أبيه، روى عن أبي هريرة، وروى عنه ابن جدعان وهو علي بن زيد بن جدعان. الحديث: ما ارتفع من الأرض، وحدب ظهره بكسر الدال من باب طرب فهو حَدبٌ واحدودب مثله، وأحدبه الله فهو أحدب: بين الحدب. (8741) "يحيى بن عقيل- بالتصغير- الخزاعي بمرو، روى عن عمران بن حصين وأنى، وروى عنه: الحسين بن واقد وسليمان التيمي، صدوق. الجماء: بتشديد الميم، التي لا قرن لها من الأنعام كالشاة مثلا، الذرة: جمعها: الذّرُ، وهي أصغر النمل. (8742) عبد الصمد بن عبد الوارث التنوري- نسبة إلى التنور- أبو سهل الحافظ، روى عن هشام الدستوائي وشعبة، وروى عنه: ابنه عبد الوارث وعبد والترقفى، حجة، مات سنة 207. الرهج، فتحتين: الغبار.

بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، فقلت من هؤلاء؟ قال هؤلاء أكلة الربا، فلما نزلت وانتهيمت إلى سماء الدنيا، فإذا أنا برهج ودخان وأصوات، فقلت من هؤلاء؟ قال الشياطين يحرفون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض ولولا ذلك لرأت العجائب". 8743 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حمّاد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "القنطار اثنا عشر ألف أوقية كل أوقية، خير مما بين السماء والأرض". 8744 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن راشد حدثنا أبو كثير عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى أن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها. 8745 - حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الحكم قائد سعيد بن أبي عروبة حدثنا عبد الرحمن الأصم قال سمعت أبا هريرة يقول كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - إذا تبع جنازة قال: "انبسطوا بها ولا تدبوا دبيب اليهود بجنائزها". 8746 - حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح قال

_ (8743) عبد الصمد بن عبد الوارث، حجة وسبق التعريف به في الحديث السابق. (8744) أخرجه السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: "نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها وتأمن العاهة" وآخر بلفظ: "نهى عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة" أخرجه الطبراني عن زيد بن ثابت. وهذا الحديث إسناده ضعيفٌ، لضعف عمر بن رائد اليمامي. (8745) في إسناده عبد الحكم قائد سعيد بن أبي عروبة، قال الدراقطني "متروك" وسماه في التعجيل (عبد الحكيم) وهو في المخطوطة: (عبد الحكم) كما في الأصل. (8746) إسناده صحيح، رواه الترمذي عن أبي هريرة، وأشار السيوطي في الجامع الصغير إلى أنه حديث صحيح.

حدثني أبو مريم أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والسرعة في اليمن" وقال زيد مرة يحفظه: "والأمانة في الأزد". 8747 - حدثنا زيد بن الحباب حدثنا ابن ثوبان قال حدثني عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يتوضأ مرتين مرتين. 8748 - حدثنا محمَّد بن عبد الله بن الزُّبير حدثنا عمر بن سعيد عن عطاء عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، فقال إني رأيت رأسي ضرب فرأيته يتدهده، فتبسم رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، ثم قال: "يطرق أحدكم الشيطان فيتهول له ثم يغدو يخبر الناس". 8749 - حدثنا شُعيب بن حرب أبو صالح بمكة قال حدثنا ليث بن سعد حدثنا جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا سمعتم نهاق الحمير بالليل فتعوذوا بالله من شرها، فإنها رأت شيطاناً، وإذا سمعتم صراخ الديكة بالليل فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً". 8750 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حمّاد يعني ابن سلمة قال حدثنا أبو المهزم قال سمعت أبا هريرة يقول كنا مع النبي -صلي الله عليه وسلم - في

_ (8747) أخرجه السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: "كان يئوضأ واحدة واحدة، واثنتين اثنتين، وثلاثاً ثلاثاً، كل ذلك يفعل" رواه الطبراني عن معاذ وهو حديث حسن. (8748) إسناده صحيح، "عمر بن سعيد" بن أبي حسين النوفلي، روى عن طاوس وعطاء، وروى عنه: يحيى القطان وروح وخلق، وقد وثقه ابن معين، والنسائي، وأبو حاتم، وابن حبان. (8749) مكرر حديث 8050. (8750) "أبو المهزم" التميمي يزيد، وقيل: عبد الرحمن، روى عن أبي هريرة وروي عنه: شُعبة وعبد الوارث، ضعفه أبو حاتم وغيره.

حج أو عمرة، فاستقبلنا رجل من جراد، فجعلنا نضربهن بعصينا وسياطنا، فسقط في أيدينا وقلنا ما صنعنا ونحن محرمون، فسألنا النبي -صلي الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: "لا بأس بصيد البحر". 8751 - حدثنا سريج بن النعمان حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن منصور بن أذين عن مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم - "لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاح، والمراء وإن كان صادقاً". 8752 - حدثنا موسى بن داود الضبي حدثنا ابن لهيعة عن عُبيد الله بن أبي جعفر عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن خولة بنت يسار أتت النبي -صلي الله عليه وسلم - في حج أو عمرة فقالت يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ليس لي إلا ثوب واحد وأنا أحيض فيه قال: "فإذا طهرت فاغسلى موضع الدم ثم صلي فيه" قالت يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -إن لم يخرج أثره، قال: "يكفيك الماء ولا يضرك أثره". 8753 - حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر الديني وذلك قبل

_ (8751) أما عبد العزيز بن أبي سلمة فهو الماجشون، وأما منصور بن أذين فإنه خطأ في أصل المسند لم يتنبه لتصحيحه أحد. وصوابه (منصور بن زاذان) كما سبق في هذا الحديث نفسه برقم 8615 وقد أخطأ فيه ابن حجر في تعجيل المنفعة تبعا لشيخه الحسيني فطن (منصور بن أذين) شخصًا غير منصور بن زاذان وزعم أنه مجهول، والحق أنه هو ابن زاذاد وأن أحد الناسخين القدماء للمسند أخطأ منه وكتبه (ابن أذين) وكذلك هو على الخطأ في النسخة المخطوطة مما يؤيد أنه خطأ في أصل المسند قديم فأوجب هذه الشبهة، وعلة الحديث الإرسال لأن مكحولا لم يسمع من أبي هريرة. (8752) إسناده صحيح، وإن كان فيه ابن لهيعهة. رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه عن ثوبان، وهو متواتر وصحيح.

المحنة قال عبد الله ولم يحدث أبي عنه بعد المحنة بشيء قال ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد يعني الثقفي، ثنا يونس عن الحسن عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "افطر الحاجم والمحجوم". 8754 - حدثنا حسين بن محمَّد حدثنا ابن أبي ذئب عن محمَّد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة وأبشري بروح وويحان ووب غير غضبان، قال فلا يزال يقال ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها، فيقال من هذا؟ فيقال فلان فيقولون مرحبًا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلى حميدة وأبشري بروح وريحان ووب غير غضبان، قال فلا يزال يقال لها حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل، وإذا كان الرجل السوء قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج، فلا يزال حتى يخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها، فيقال من هذا؟ فيقال فلان، فيقال لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة فإنه لا يفتح لك أبواب السماء، فترسل من السماء، ثم تصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح، فيقال له مثل ما قيل له في الحديث الأول، ويجلس السوء فيقال له مثل ما قيل في الحديث الأول". 8755 - حدثنا حسين بن محمَّد حدثنا شريك عن ليث عن

_ (8754) إسناده صحيح، وحسين بن محمَّد هو ابن بهرام التميمي المروزي المؤدب، وفي الأصل (حسن بن محمَّد) هو في المخطوطة على الخطأ (حسن بن محمَّد) وهو خطأ فليس في شيوخ أحمد من هذا اسمه. (8755) وأخرج السيوطي في الجامع الصغير: (صلوا عليَّ، فإن صلاتكم على زكاة لكم" رواه =

كعب عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "صلوا عليَّ فإنها زكاة لكم، واسألوا الله لي الوسيلة، فإنها درجة في أعلى الجنة لا ينالها إلا رجل، وأرجو أن أكون أنا هو". 8756 - حدثنا حسين قال ثنا سفيان يعني ابن عيينة عن أبي الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رواية أن النبي -صلي الله عليه وسلم - في قال: "هل ترون قبلتي ها هنا ما يخفي على شيء من خشوعكم وركوعكم". 8757 - حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي الأوبر قال أتى رجل أبا هريرة فقال أنت الذي تنهى الناس أن يصلوا وعليهم نعالهم؟ قال: لا ولكن ورب هذه الحرمة لقد رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يصلي إلى هذا المقام وعليه نعلاه، وانصرف وهي عليه، ونهى النبي -صلي الله عليه وسلم - عن صيام يوم الجمعة إلا أن يكون في أيام. 8758 - حدثنا معاوية بن عمرو المعنى قال ثنا زائدة عن ليث عن عبد الكريم عن مولى أبي رهم عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "أيما امرأة تطيبت للمسجد، لم يقبل لها صلاة حتى تغسله عنها

_ = ابن أبي شيبة، وابن مردويه عن أبي هريرة. (8756) "الأعرج" هو: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود، روى عن أبي هريرة وعبد الله بن بجينة، وروى عنه: الزهري وابن لهيعة، كان يكتب المصاحف، توفى بالثغر - أي ثغر الإسكندرية - سنة 117، وثقه ابن سعد والمديني والعجلي وابن خراش. (8757) إسناده صحيح، وأبو الأوبر هو زياد الحارثي كما جزم بذلك الدولابي في الكنى (1: 117) ونقله ابن حجر في التعجيل عن النسائي وأبي أحمد الحاكم وغيرهم، ثم قال: "وثقه ابن معين، وابن حبان، وصحح حديثه" وهذا الحديث روى الصلاة في النعلين منه الدولابي عن الحسن بن علي بن عفان عن حسين الجعفي عن زائدة. (8758) رواه ابن ماجة عن أبي هريرة، وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير ونوه بضعفه.

اغتسالها من الجنابة". 8759 - حدثنا حسين بن محمد ثنا مسلم يعني ابن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - أنه قال: "كرم الرجل دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه". 8760 - حدثنا يحيى بن غيلان وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا رشدين بن سعد قال يحيى بن غَيْلان في حديثه قال ثنى يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن قبيصة عن أبي هريرة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء". 8761 - حدثنا يحيى بن غَيْلان قال ثنا رشدين حدثني بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة عن أبي عثمان جليس أبي هريرة عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -أنه قال: "من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن أفتى بفتيا بغير علم كان إثم ذلك على من أفتاه، ومن استشار أخاه فأشار عليه بأمر وهو يرى الرشد غير ذلك فقد خانه". 8762 - حدثنا الخزاعي أبو سلمة قال أنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمَّد الأخنس عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من جعل قاضياً بين الناس فقد ذبح بغير سكين".

_ (8759) رواه الحاكم في المستدرك، ورواه البيهقي في السنن عن أبي هريرة وأشار السيوطي إلى صحته في الجامع الصغير. (8760) إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. (8762) رواه البخاري ومسلم، ورواه ابن ماجة من طريق محمَّد بن عمرو عن أبي سالمة، ومسلم، والحاكم، والشافعى في الرسالة، والدارمي بنحوه. (8762) رواه أبو داود، وابن ماجة، والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة وأشار السيوطي إلى صحة الحديث.

8763 - قال عبد الله قال أبي وثنا بعد ذلك يعني الخزاعي قال أنبأنا عبد الله بن جعفر قال أنا عثمان بن محمَّد عن الأعرج والمقبري عن أبي هريرة. 8764 - حدثنا منصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي قال ثنا سليمان بن بلال عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "جزوا الشوارب واعفوا اللحى". 8765 - حدثنا الخزاعي قال ثنا ليث ابن سعد عن سعيد عن أخيه عباد أنه سمع أبا هريرة يقول كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الأربع: من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع". 8766 - ثنا الخزاعي قال ثنا سليمان ابن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "يجير على أمتي أدناهم".

_ (8763) سبق تخريجه. (8764) رو اه مسلم عن أبي هريرة، وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير بلفظ: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس). (8765) رواه مسلم، والنسائي عن زيد بن اً رقم، والسيوطي في الجامع الصغير ونوه بصحته، وأخرجه مطولاً بلفظ: "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بلث من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". (8766) رواه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة، وأخر جه السيوطي في الجامع الصغير" ونوّه بصحته. والحديث إسناده صحيح.

8767 - من الخزاعي قال أنا ابن بلال عن ابن عجلان عن عُبيد الله بن سلمان الأغر عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ما ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينًا". 8768 - ثنا الخزاعي ثنا سليمان عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا". 8769 - حدثنا الخزاعي قال أنا سليمان عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم -قال: "الجرس مزمار الشيطان". 8770 - ثنا الخزاعي قال ثنا سليمان ابن بلال عن كثير ابن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - قال: "الصلح جائز بين المسلمين". 8771 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا الخزاعي قال ثنا سليمان ابن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "جزوا الشوارب، واعفوا اللحى، وخالفوا المجوس".

_ (8767) إسناده صحيح، وقد وضح الرسول حقيقة ذي الوجهين ووضحه، في قوله: ... وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه" متفق عليه. (8768) رواه مسلم، والحاكم وصححه. ولفظه قال: "لا يجتمع أن تكونوا لعانين صديقين". وأخرجه المنذري في الترغيب والترهيب. (8769) رواه مسلم، وأبو داود عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي بالصحة في الجامع الصغير، وأخرجه بلفظ: "الجرس مزامير الشيطان". والحديث إسناده صحيح. (8770) رواه أبو داود والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة، ورواه الترمذي، وابن ماجة عن عوف، ورمز له السيوطي بالصحة، وأخرجه بلفظ: "الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحًا أحل حراما أو حرم حلالا". والحديث إسناده صحيح. (8771) مطول حديث 8764.

8772 - ثنا الخزاعي قال ثنا سليمان ابن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -طمسة "إذا دخل البصر فلا إذن". 8773 - حدثنا الخزاعي قال أنا ليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول: "رأيت عمرو بن عامر يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السائبة، وبحر البحيرة". 8774 - ثنا الخزاعي قال أنا ليث عن يزيد بن الهاد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". 8775 - ثنا معاوية قال ثنا زائدة قال ثنا محمَّد بن عمرو عن أبي

_ (8772) إسناده صحيح، "كثير بن زيد" الأسلمي: أبو محمَّد المدني روى عن المقبري وطائفة، وروى عنه ابن أبي فديك وآخرون، قال أبو زرعة: صدوق فيه لين، مات في آخر خلافة أبي جعفر المنصور وقال ابن عدي: لم أر بحديث كثير بأسًا. (8773) إسناده صحيح، "السائبة والبحيرة": كان أهل الجاهلية إذا تنجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا أذنها أي شقوها وحرموا ركوبها ودرها ولا تطرد عن ماء ولا عن مرعي. وكان يقول الرجل: إذا قدمت من سفري أو برئت من مرضى فناقتي "سائبة" وجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها، وقيل: كان الرجل إذا أعتق عبيدًا قال: هو سائبة فلا عقل بينهما ولا ميراث. (8774) إسناده صحيح، وروى مسلم في النهي عن الصلاة إلى القبور، قول الرسول: "لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها". (8775) وروى البخاري: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل الحمر الإنسية.

سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم -حرم يوم خيبر كل ذي ناب من السباع، والمجثمة والحمار الإنسي. 8776 - ثنا معاوية قال ثنا أبو إسحق يعني الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أنفق زوجًا أو قال زوجين من ماله أراه قال في سبيل الله دعته خزنة الجنة يا مسلم هذا خير هلم إليه، فقال أبو بكر: هذا رجل لا عليه، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ما نفعني مال قط إلا مال أبي بكر، قال فبكى أبو بكر وقال: وهل نفعني الله إلا بك، وهل نفعني الله إلا بك، وهل نفعني الله إلا بك". 8777 - ثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن مبارك عن محمَّد بن عجلان عن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "المؤمن القوي خير وأفضل وأحب إلى الله عَزَّ وَجَلَّ من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، ولا تعجز، فإن غلبك أمر فقل قدّر الله وما شاء صنع، وإياك واللو، فإن اللو يفتح من الشيطان". 8778 - حدثنا خلف بن الوليد قال ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "ليدعن الناس فخرهم في الجاهلية أو ليكونن أبغض إلى الله عَزَّ وَجَلَّ من الخنافس". 8779 - ثنا حسين بن محمد قال حدثنا ابن أبي ذئب عن

_ (8776) رواه البخاري بنحوه. (8777) إسناده صحيح، رواه مسلم، والحديث شامل لكل أنواع القوة. (8778) إسناده ضعيف، لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، وانظر القول المسدد 93 - 96. (8779) مكرر حديث 7887 وفي إسناده يزيد بن مكرز وهو مجهول وأخطأ من ظنه أيوب بن عبد الله بن مكرز لما جاء اسمه مبهما (ابن مكرز) فقط كما مضى في 7887؛ لأنه =

القاسم بن عباس عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يزيد بن مكرز عن أبي هريرة أن رجلاً قال يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم -رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي من عرض الدنيا؟، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لا أجر له" فأعظم الناس ذلك، وقالوا للرجل: عد إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم -لعله لم يفقه، فأعاد ذلك عليه ثلاث مرات كل ذلك يقول: "لا أجر له". 8780 - حديث خلف بن الوليد قال ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال مرَّ برسول الله -صلي الله عليه وسلم - أعرابي أعجبه صحته وجلده قال فدعاه رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال: "متى أحسست أم ملدم؟ " قال وأي شيء أم ملدم؟ قال: "الحمى" قال وأي شيء الحمى؟ قال: "سخنة تكون بين الجلد والعظام" قال ما بذلك لي عهد، قال: "فمتى أحسست بالصداع؟ " قال وأي شيء الصداع؟ قال: "ضربان يكون في الصدغين والرأس" قال ما لي بذلك عهد، قال فلما قفّا أو ولى الأعرابي قال: "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه". 8781 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا خلف قال ثنا أبو معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه".

_ = ظهر من هنا أنه يزيد، وانظر تتمة البحث في التهذيب في ترجمة أيوب. (8780) إسناده ضعيف، لضعف أبي معشر ولكن مضى معناه بإسناد صحيح 8376. (8781) رواه الطيالسي عن أبي هريرة، ورمز له السيوطي في جامعه الصغير بالصحة. وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر.

8782 - حدثنا خلف قال حدثنا أبو معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "لولا ما في البيوت من النساء والذرية، لأقمت صلاة العشاء، وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار". تم بحمد الله تعالى المجلد الثامن (8) ويليه المجلد التاسع إن شاء الله تعالى

_ (8782) إسناده ضعيف، لضعف أبي معشر، وقد استدل الإِمام أحمد بمثل هذا الحديث كقول الرسول: "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا سمينًا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء" بهذا استدل الإِمام أحمد وغيره على أن الجماعة فرض عين؛ لأنها لو كانت سنة لم يهدد تاركها بالتحريق، ولو كانت فرض كفاية لكان قيامه عليه الصلاة والسلام ومن معه بها كافيًا وإلى ذلك ذهب بعض الشافعية لكنها ليست بشرط في صحة الصلاة كما قاله في المجموع، وقال أبو حنيفة ومالك: هي سنة مؤكدة وهو وجه عند الشافعية، والراجع عندهم أنها فرض كفاية، وبه قال بعض المالكية والحنفية

رقم الإيداع: 10859/ 1994 م (9 - 56 - 5227 - 977: I.S.B.N)

§1/1