مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

أبو مدين الفاسى

مقدمة التحقيق

مقدمة التحقيق إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) «1» . يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) «2» . يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) «3» . أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار «4» . كتاب «مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار» لأبي مدين الفاسي والذي نقدمه اليوم بشرح فيه كتاب «أوجز السير» للإمام أحمد بن فارس العالم اللغوي. و «أوجز السير» كتاب مختصر في السيرة النبوية ألفه صاحبه، وتحدث فيه باختصار عن: «النسب الشريف، ومولده صلى الله عليه وسلّم، ونشأته، وأزواجه، وأولاده، وأعمامه، وعماته..» إلخ. تحدث فيه عن هذه الأمور بصورة مختصرة، ثم جاء بعده «أبو مدين» مؤلف كتابنا فتوسع فيما اختصره ابن فارس، وأفاض فيه إفاضة واسعة. وبعد اطلاعي على المخطوط حدثتني نفسي؛ لماذا لا يخرج هذا الكتاب إلى النور؟

_ (1) سورة آل عمران، الاية: 102. (2) سورة النساء، الاية: 1. (3) الأحزاب، الايتان: 70، 71. (4) حديث خطبة الحاجة.

وبعد هذا الحوار استخرت الله- تعالى- ثم قررت إخراج هذا الكتاب، وقمت بتصويره وإعداده للتحقيق، ليكون من المطبوعات التي ترى النور لأول مرة. والله أسأل أن ينفع به كل من نظر فيه فسد عيبا جاء فيه، أو رأى خللا فأصلحه، وأن يجعله فاتحة خير لكل مسلم. وقد اتبعت في تحقيق الكتاب المذكور الأطر الاتية: 1- التعريف بالمؤلف. 2- بين يدي الكتاب. 3- صحة نسبة الكتاب ل «أبي مدين» . 4- وصف المخطوط. 5- عملي في الكتاب. 6- ملحوظات على الكتاب. أولا: التعريف بالمؤلف: بحثت كثيرا في المراجع التي تتحدث عن الرجال ومؤلفاتهم، فلم أجد مرجعا تحدث حديثا وافيا عن مؤلف كتابنا «مستعذب الإخبار..» غير «معجم المؤلفين» ل «عمر رضا كحالة» تحدث عنه باختصار فقال: «أبو مدين الفاسي كان حيا (سنة 1132 هجرية) - (1720 ميلادية) وهو «أبو مدين بن أحمد بن محمد بن عبد القادر بن علي الفاسي» . فاضل من آثاره: 1- شرح سيرة ابن فارس اللغوي المختصرة، فرغ من تأليفه في أواخر شهر رمضان (سنة 1132 هجرية) . 2- تحفة الأريب ونزهة اللبيب، وهو مطبوع، فهرس دار الكتب المصرية 3/ 45، 8/ 167 مكتبة البلدية: فهرس الاداب 21 انتهى. من معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية «عمر رضا كحالة» بتصرف.

ثانيا: بين يدي الكتاب: كتاب «مستعذب الإخبار ... » ل «أبي مدين» توسع فيه كثيرا، وذلك ببسط الأمور التي اختصرها مؤلف الأصل- ابن فارس- وقد وصل بالكتاب المذكور بخط يده إلى تسع وسبعين لوحة، علما بأن أصله- أوجز السير- لم يزد عن خمس أو ست ورقات في جميع النسخ التي بين يدي، وهي كالاتي: 1- نسخة دار الكتب المصرية (رقم: 1976) تاريخ. 2- نسخة دار الكتب المصرية (رقم: 460) تاريخ. 3- نسخة الأزهر (رقم: 23125) من ورقة (33- 38) مجاميع (482) علم التاريخ، وتقع في خمس ورقات. 4- نسخة مظهر الفاروقي بالجامعة الإسلامية ميكرو فيلم (6802) . وقد راجعت الأصل- أوجز السير- على صور المخطوطات المشار إليها سابقا ووضعتها بين أقواس هلالية، هكذا ( ... ) ، ورمزت لها برموز مختصرة في أول الكتاب، ثم استغنيت عن ذكر هذه الرموز بعد أن قطعت مرحلة في التحقيق، واكتفيت بقولي: (في بعض نسخ الأصل، أو في إحدى النسخ. أو غير ذلك) . ثالثا: صحة نسبة الكتاب للمؤلف: حول صحة نسبة الكتاب ل «أبي مدين» انظر التعريف بالمؤلف في قوله: (ثانيا) . رابعا: وصف المخطوط: في تحقيقي للكتاب وإخراجه للطبع اعتمدت على نسخة واحدة، بعد عدم تمكني من الحصول على النسخة الموجودة في «الرباط» بالمغرب. والنسخة الوحيدة التي اعتمدت على الله- سبحانه وتعالى- في تحقيقها تحتفظ بها مكتبة معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة، تحت (رقم: 2017) تاريخ، وهي مكتوبة بخط مغربي، وكاتبها مؤلفها- رحمه الله- ومقاسها: 14- 20 سم، والورقة من النسخة- التي قمت بنسخها- تقع في صفحتين، وفي كل صفحة 14 سطرا، وفي كل سطر تسع كلمات تقريبا، وتاريخ كتابتها (1132 هجرية) .

وبعد تصويرها من معهد المخطوطات قمت بنسخها، وقد لاقيت في النسخ الكثير من المشاكل؛ لدقة خطها، وعدم وضوح بعض الكلمات في بعض لوحاتها؛ ولكن بفضل الله- تعالى- تمكنت من الوصول إلى الكثير من الكلمات غير الواضحة أو المطموسة؛ وذلك بالرجوع إلى المصادر والمراجع التي نقل منها المؤلف- رحمه الله تعالى- والنسخة بها ثلاثة تقاريظ لثلاثة من العلماء (انظر اللوحات المرافقة) . خامسا: عملي في الكتاب: 1- قمت بنسخ الكتاب- المخطوط. 2- وضعت «أوجز السير» أصل كتابنا الذي قام «أبو مدين» بشرحه- تقييده- بين أقواس هلالية، هكذا () مع ضبطه بالشكل للتمييز بينه وبين الشرح. 3- وضعت أول الصفحة وآخرها من كل ورقة هكذا (1/ أ، 1/ ب) . 4- الايات القرآنية الواردة في الأصل وفي التحقيق قمت بعزوها إلى أماكنها في المصحف مع ذكر أرقامها، وبيان كونها آية أو آيات، أو بعض آية. 5- المؤلف وضع بعض العناوين الجانبية للكتاب، وقمت بوضع الباقي بين أقواس معكوفة هكذا [] إكمالا للفائدة، انظر: [الغزوات] مثلا. 6- الأعلام الواردة في الكتاب قمت بتعريف المحتاج منها إلى تعريف، تعريف غير المشهور. 7- الأحاديث الواردة في الصحيحين؛ «البخاري» و «مسلم» اكتفيت بالعزو إليهما. 8- الأحاديث إذا كانت في غيرهما حاولت ذكر آراء علماء الجرح والتعديل فيها حسب الطاقة. 9- قمت بشرح بعض الكلمات غير الواضحة من كتب غريب الحديث، ومن كتب اللغة. 10- الكلمات التي لم أستطع قراءتها وضعتها بين أقواس معكوفة هكذا [] . 11- حاولت الوصول بالكتاب إلى تحقيق ما أراده المؤلف.

12- وضعت صورا ل «نماذج» من صورة المخطوط بعد المقدمة، تبين الأمور الاتية: أ- اسم الكتاب. ب- إسم المؤلف. ج- نموذج الصفحة الأولى من الورقة الأولى. د- نموذج الصفحة الأخيرة من اللوحة الأخيرة من الكتاب. 5- النماذج الخاصة بتقاريظ العلماء للكتاب. سادسا: ملحوظاتي على الكتاب: 1- نقل المؤلف- رحمه الله تعالى- نصوصا كثيرة من كتب غيره، ولم يشر إلى الكتاب ولا إلى المؤلف كنقله من كتاب «المدخل» ل «ابن الحاج» 2/ 29 م (تتشرف به الأزمنة والأمكنة، لا هو يتشرف بها بل يجعل للزمان أو المكان الذي يباشره- عليه السلام- الفضيلة والمزية على غيره ... ) إلخ. 2- نقل- رحمه الله- من كتاب «الكنز المدفون» المنسوب إلى الإمام السيوطي بالنص من ص 283 فقال: « ... لينظر- صلى الله عليه وسلّم- إذا وصل إلى مدارج عزه وعلو مراقي كرامته، فيعلم أن العزيز من أعز الله ... » إلى قوله: «والأيتام» . [انظر الموضوع 1، 2، وغيرهما داخل الكتاب] . 3- ذكر- رحمه الله- حديث عائشة- رضي الله عنها-: «كان يتختم في يمينه ... » . وهو حديث ضعيف، أخرجه ابن عدي في الكامل عن ابن عمر، وابن عساكر في تاريخ دمشق عن عائشة- حديث الباب-[الجامع الصغير للسيوطي 5/ 201 رقم: 6968] وكان الأجدر به أن يذكر الحديث نفسه- «كان يتختم في يمينه» - من البخاري في اللباس، لبس الخاتم، والترمذي في اللباس 16: عن ابن عمر، ومسلم والنسائي في الزينة 48: عن أنس، وأحمد وابن ماجه: عن عبد الله بن جعفر. وبعد: فهذا ما أردت ذكره ليكون الكتاب في صورة مرضية تحقق الغرض الأسمي، والقصد النبيل من إخراجه في هذه الصورة. وأخيرا، وليس آخرا آمل تقديم ما فيه نفع للإسلام والمسلمين.

والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، إنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. كتبه: أحمد عبد الله باجور علي الباحث بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر سابقا والمحقق بدار الخضيري للنشر بالمدينة النبوية حاليا

نماذج من صور المخطوطات

نماذج من صور المخطوطات

نموذج لاسم الكتاب- مستعذب الإخبار-.. وبيان لوجوده بدار الكتب المصرية ورقمه ومقاسه وبيان أنه بخط المؤلف. ملحوظة الكتاب مصور من معهد المخطوطات.

نموذج اللوحة الأولى من صورة المخطوطة، وبحاشيتها يظهر ما نقله عن ابن خلكان.

نموذج اللوحة الأخيرة من صورة المخطوط وبها تظهر نهاية المخطوط وتاريخ الفراغ من تأليفه- وافق الفراغ من تعليقه أواخر رمضان المعظم سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف.

صورة نموذج التقريظ الأول للكتاب بقلم الإمام العالم العلامة شيخ/ محمد المسناوي- رحمه الله ورضي عنه- وفيه: الحمد لله وجدت مقيدا على ظهر أول ورقة من الأصل إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيكون بدرا كاملا

صورة نموذج التقريظ الثاني للكتاب بخط العالم العلامة البركة شيخ/ محمد بن عبد الرحمن- رضي الله عنه- ما نصه: الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما نظرت بعض المواضع من هذا التقييد المفيد ... إلخ. (1) المراد من قوله أعلاه- التقريظ الأول- للشيخ محمد المسناوي السابق.

صورة نموذج التقريظ الثالث للكتاب بخط العلامة الأفضل شيخ/ محمد بن عبد السلام ... أدام الله النفع به، ما نصه: الحمد لله، يقول كاتبه محمد بن عبد السلام...... قد طالعت هذا الشرح العجيب فأعجب.

نموذج يوضح ملكية الكتاب

مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار شرح «أوجز السّير» لابن فارس كتاب يبحث في السيرة العطرة لأشرف الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم تأليف الإمام أبي مدين بن أحمد بن محمّد الفاسي المتوفى بعد سنة 1132 هـ تحقيق أحمد عبد الله باجور الباحث بمجمع البحوث الإسلاميّة بالأزهر سابقا والمحقّق بدار الخضيري للنشر بالمدينة النبوية حاليا

مقدمة المؤلف

مقدمة المؤلف/ بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا «1» محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله الطيبين، وأصحابه المنتجبين «2» والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فيقول العبد الفقير إلى الله الغني، أبو مدين بن أحمد بن محمد بن عبد القادر بن علي بن يوسف، كان الله له وليا، وبه حفيا: «3» هذا تقييد قصدت به شرح مختصر الإمام العلامة، أبي الحسين أحمد «4» بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب الرازي/ اللغوي في السيرة النبوية، وسميته:

_ (1) من معاني «المولى» : المعتق- بكسر التاء- والمعتق- بفتحها-، وابن العم، والناصر، والجار، والحليف، والمالك، والعبد، والشريك، ... إلخ» اه، القاموس. (2) «المنتجب» : المختار. (3) و (الحفي) : المبالغ في البر والإلطاف. يقال: حفى به، وتحفى إذا بره. وقال الكسائي: يقال: حفى بي، حفاوة وحفوة. وقال الفراء: إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا [سورة مريم، من الاية 47] أي: عالما لطيفا، يجيا بني إذا دعوته. اه. تفسير القرطبي. (4) في نهاية اللوحة [2/ أ] وفوق لفظ «أحمد» وضع الناسخ علامة الإحالة وفي الحاشية كتب الاتي: قال ابن خلكان: كان- يعني- أحمد بن فارس إماما في علوم [شتى] خصوصا اللغة؛ فإنه أتقنها، وألف كتابه «المجمل» وهو على اختصاره [جمع شيئا كثيرا] ، وله كتاب «حلية الفقهاء» ، وله رسائل أنيقة، وكان مقيما ب «همذان» وعليه اشتغل «بديع الزمان الهمذاني» صاحب «المقامات» وله أشعار جيدة، منها: وقالوا كيف حالك قلت خير ... تقضي حاجة وتفوت حاج إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا ... عسى يوما يكون لها انفراج نديمي هرتي وأنيس نفسي ... دفاتر لي ومعشوقي السراج ... بالري في مقابل ... القاضي «علي بن عبد العزيز ... أبي الحسين أحمد بن فارس صاحب مختصر السيرة» اه، من حاشية اللوحة 2/ أ، مع الاستعانة بكتاب «وفيات الأعيان) للإمام/ أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، المتوفى (681 هـ) 1/ 118- 120 رقم (49) ، تحقيق د/ إحسان عباس. طبع دار صادر بيروت. لبنان.

(مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار) . ومن الله- تعالى- أسأل العصمة، والتوفيق، والهداية لأقوم طريق، وبه- تعالى- أستعين؛ لأنه قوي. قال المؤلف «1» - رحمه الله تعالى-: هذا ذكر ما يحق «2» على المرء المسلم حفظه، ويجب على ذي الدّين معرفته من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومولده، ومنشئه، ومبعثه، وذكر أحواله في مغازيه، ومعرفة أسماء ولده «3» ، وعمومته وأزواجه؛ فإن للعارف بذلك رتبة تعلو «4» على رتبة من جهله، كما أن للعلم به حلاوة في الصدور «5» ، ولم تعمر مجالس الخير بعد كتاب الله عز وجل بأحسن من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وقد أتينا «6» في مختصرنا هذا من ذلك ذكرا، والله نستهديه التوفيق، وإياه نسأل الصلاة على زين المرسلين وسيد العالمين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين «7» أبي

_ - ملحوظة: 1- ما بين الأقواس المعكوفة من (الوفيات) لابن خلكان. 2- مكان النقاط كلمات غير واضحة، مع وجود طمس لبعض الكلمات، والله أعلم. (1) المؤلف هو: الإمام أحمد بن فارس، وسأضع قوله بين أقواس معكوفة هكذا [] من أول الكتاب إلى آخره مع ضبطها بالشكل- إن شاء الله تعالى-. (2) انفردت نسخة المكتبة الأزهرية- ز- دون بقية النسخ بقوله: « ... ما يجب ... » بدل قوله: « ... ما يحق» وكلاهما صواب. (3) في «ز» - وهي رمز نسخة الأزهر، وفي نسخة مصطفى الحلبي المطبوعة 1395 هـ/ 1940 م، وسوف أرمز لها برمز «ح» - «أولاده» بدل «ولده» وكلاهما صواب؛ لأن الولد يطلق على الواحد والجمع. انظر: (المواهب اللدنية مع شرحها» (1/ 71) . (4) في نسخة «أ» ، وهي النسخة المصورة من معهد المخطوطات بالقاهرة، ونسخة «مظهر الفاروقي» بالجامعة الإسلامية، كتب الناسخ: (تعلوا) بألف بعد واو الفعل، وهذا سهو من الناسخ؛ لأن الفعل المضارع المعتل بالواو، لا تقع بعده الألف. (5) في حاشية نسخة [أ، م] ورد «الصدور» . أما بقية النسخ، وهي: [ب، ز، هـ، ط، ح] فقد جاء فيها لفظ «الصدر» ، وكلاهما صواب. (6) في النسخ [ب، ز، م، هـ، ط، ح] «أثبتنا» بدل «أتينا» ، والله أعلم. (7) حول ختمه وإمامته للمتقين صلى الله عليه وسلّم، أخرج ابن ماجه في سننه كتاب (إقامة الصلاة) ، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم (1/ 293) رقم: 906: عن عبد الله بن مسعود، قال: «إذا صليتم على رسول-

كنيته صلى الله عليه وسلم

القاسم «1» ) . كنيته صلى الله عليه وسلّم / هذه كنيته صلى الله عليه وسلّم المشهورة في الأحاديث الصحيحة، وجاء في حديث تكنية

_ - الله فأحسنوا الصلاة عليه؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، قال: فقالوا له: فعلمنا. قال: قولوا: «اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك ... إلخ» . اه. ابن ماجه. (1) عن كنية النبي صلى الله عليه وسلّم ب أبي القاسم، انظر: (فتح الباري) في المواضع الاتية: أ- كتاب العلم، رقم: 121. ب- كتاب البيوع، 4/ 339 رقمي 2120، 2121. ج- كتاب المناقب 6/ 560، أرقام: 3537، 3538، 3539. وانظر: كتاب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي» 10/ 571- 574 أرقام: 6187، 6188، 6189. وفي شرح بعض الأحاديث المتقدمة قال ابن حجر: الكنية- بضم الكاف وسكون النون- مأخوذة من الكناية، تقول: كنيت عن الأمر بكذا، إذا ذكرته بغير ما يستدل عليه صريحا، وقد اشتهرت الكنى للعرب، حتى ربما غلبت على الأسماء كأبي طالب، وأبي لهب، وغيرهما، وقد يكون للواحد كنية واحدة فأكثر.. إلخ «فتح الباري» . وانظر: صحيح مسلم، كتاب (الاداب) ، باب النهي عن التكني ب «أبي القاسم» (3/ 1683) رقم: 3، 4، 5، 6. وعن حكم التكني ب «أبي القاسم» قال النووي في كتاب (الأذكار) ، باب النهي عن التكني بأبي القاسم، ص 373 بتحقيقنا، طبع الدار المصرية اللبنانية. قلت: اختلف العلماء في التكني بأبي القاسم على ثلاثة مذاهب: مذهب الشافعي- رحمه الله- ومن وافقه: إلى أنه لا يحل لأحد أن يتكنى (أبا القاسم) سواء كان اسمه (محمد) أو غيره، وممن روى هذا من أصحابنا، عن الشافعي: الأئمة الحفاظ الأثبات الفقهاء المحدثون: أبو بكر البيهقي، وأبو محمد البغوي، في كتابه «التهذيب» في أول كتاب النكاح، و «أبو القاسم ابن عساكر» في (تاريخ دمشق) . المذهب الثاني: مذهب مالك- رحمه الله تعالى-: أنه يجوز التكني بأبي القاسم؛ لمن اسمه «محمد» ولغيره، ويجعل النهي خاصا بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلّم. المذهب الثالث: لا يجوز لمن اسمه «محمد» ويجوز لغيره. قال الرافعي من أصحابنا: يشبه أن يكون هذا إنكار. هذا الثالث أصح؛ لأن الناس لم يزالوا يكتنون به في جميع الأعمار من غير إنكار، وهذا الذي قاله صاحب هذا المذهب فيه-

«جبريل» عليه السلام له صلى الله عليه وسلّم ب «أبي إبراهيم» «1» . ومن كناه صلى الله عليه وسلّم «أبو الطاهر» و «أبو الطيب» «2» . وذكر «ابن دحية» أنه يكنى أيضا ب «أبي الأرامل «3» » ، وذكر غيره أيضا ب «أبي المؤمنين» «4» صلى الله عليه وسلّم.

_ - مخالفة ظاهرة للحديث، وأما إطباق الناس على فعله، مع إن المتكنين، والمكنين الأئمة الأعلام، وأهل الحل والعقد، والذي يقتدى بهم في مهمات الدين ففيه تقوية لمذهب «مالك» في جوازه مطلقا، ويكونون قد فهموا من النهي الاختصاص بحياته صلى الله عليه وسلّم كما هو مشهور من سبب النهي في تكني اليهود بأبي القاسم، ومناداتهم «يا أبا القاسم» للإيذاء، وهذا المعنى قد زال، والله أعلم، وانظر: تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي (1/ 24) . وانظر: تاريخ الإسلام للذهبي- السيرة النبوية- ص 33، حيث قال: (وقد تواتر أن كنيته أبو القاسم) . وانظر: فتح الباري لابن حجر، كتاب (الأدب) (10/ 572، 574) . وانظر: شرح الزرقاني على المواهب اللدنية (3/ 151) . طبع دار المعرفة. (1) حديث تكنية «جبريل» رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «أبي إبراهيم» أخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) باب ذكر كنية رسول الله صلى الله عليه وسلّم (1/ 163- 164) بلفظ: عن أنس بن مالك؛ أنه لما ولد «إبراهيم» ابن النبي صلى الله عليه وسلّم من «مارية» جاريته، كان يقع في نفسي صلى الله عليه وسلّم منه شيء حتى أتاه جبريل- عليه السلام- فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم» . وفي رواية: «يا أبا إبراهيم» . اهـ: دلائل النبوة. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها (3/ 151- 152) . (2) عن تكنية النبي صلى الله عليه وسلّم ب «أبي الطيب» و «أبي الطاهر» ، وهل هما لقبان لعبد الله؟. قال ابن القيم في (زاد المعاد) 1/ 86: «ثم ولد له عبد الله، وهل ولد بعد النبوة، أو قبلها فيه اختلاف؟. وصحح بعضهم أنه ولد بعد النبوة، وهل هو الطيب والطاهر، أو هما غيره؟ على قولين. والصحيح: أنهما لقبان له، والله أعلم» اهـ: زاد المعاد. (3) و «أبو الأرامل» كنيته في التوراة ذكر ذلك الزرقاني في (شرح المواهب) (3/ 152) . والأرامل: مفردها: أرملة؛ سميت بذلك لشدة حاجتها، وهي العزباء، ولو غنية خلافا للأزهري، ويحتمل أن المراد الفقراء لإطلاق الأرامل على الفقراء اه: الزرقاني. (4) «أبو المؤمنين» يكنى صلى الله عليه وسلّم بذلك أخذا مما ورد في مصحف «أبي بن كعب» رضي الله عنه: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) [سورة الأحزاب من الاية: 6] . وأيضا يؤخذ من قراءة «ابن عباس» - رضي الله عنهما- ( ... من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه) . وقال الإمام النووي في (تهذيب الأسماء واللغات) (1/ 41- 472) : قال البغوي: ويقال للنبي صلى الله عليه وسلّم أبو المؤمنين والمؤمنات، ونقل الواحدي عن بعض أصحابنا، أنه لا يقال ذلك لقوله- تعالى- ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ [سورة الأحزاب، من الاية: 40] ، قال: ونص الشافعي على-

[النسب الزكي الطاهر]

[النسب الزكي الطاهر] «1» (محمد) «2» هذا اسمه الذي سماه به جده «عبد المطلب» ، وهو منقول من الصفة، سمى به صلى الله عليه وسلّم لكثرة حمد الخلق له، وكثرة خصاله المحمودة، وقد قيل ل «عبد المطلب» :

_ - جوازه، أي: أبوهم في الحرمة. قال: ومعنى الاية: ليس أحد من رجالكم ولد صلبه، وفي الحديث الصحيح في سنن أبي داود وغيره: «أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إنما أنا لكم مثل الوالد» . قيل: في الشفقة، وقيل: ألّا تستحيوا من سؤالي عما يحتاجون إليه من أمر العورات وغيره. وقيل: في ذلك كله وغيره، وقد أوضحت ذلك كله في كتاب الاستطابة من شرح المهذب..» اه تهذيب الأسماء. وانظر: المواهب اللدنية مع شرحها (3/ 152) ، وانظر: كتاب (البهجة السوية في الأسماء النبوية) للإمام السيوطي/ بتحقيقنا فصل (الكنى) ص 275- 278. طبع الدار المصرية اللبنانية ط 1، شوال 1421 هـ الموافق يناير 2001 م. (1) العناوين الموضوعة بين الأقواس المعكوفة هكذا [] من هنا إلى «الغزوات» ليست في أصول الكتاب، وإنما هي من وضعنا تمشيا مع ما هو موجود في بعض حواشي نسخ «أوجز السير» لابن فارس. (2) «محمد» : كما في (الاشتقاق) لابن دريد 1/ 8 «مشتق من الحمد، وهو مفعّل، ومفعّل: صفة تلزم من كثر منه ذلك الشيء، وسمي صلى الله عليه وسلّم «محمدا» ؛ لأنه حمد مرة بعد مرة، كما تقول: كرمته فهو مكرم، وعظمته فهو معظم، إذا فعلت به مرارا ... إلخ» اه: الاشتقاق، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، طبع ونشر مكتبة الخانجي. وقال الإمام ابن القيم في كتابه (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام) - الفصل الثالث- في معنى اسم النبي صلى الله عليه وسلّم، واشتقاقه (1/ 133، 134) : «هذا الاسم- يعني محمدا- هو أشهر أسمائه- صلى الله عليه وسلّم، وهو اسم منقول من الحمد، وهو في الأصل اسم مفعول من الحمد، وهو يتضمن الثناء على المحمود، ومحبته وإجلاله وتعظيمه، هذا هو حقيقة الحمد، وبنى على زنة «مفعل» ... لأن هذا البناء موضوع للتكثير؛ فإن اشتق منه اسم الفاعل، فمعناه من كثر صدور الفعل منه مرة بعد مرة كمعلم ... وإن اشتق منه اسم مفعول فمعناه من كثر تكرر وقوع الفعل عليه مرة بعد أخرى، إما استحقاقا، أو وقوعا. محمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى، أو الذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى ... وهذا علم وصفة اجتمع فيه الأمران في حقه صلى الله عليه وسلّم، وإن كان علما مختصا في حق كثير ممن تسمى به غيره. وهذا شأن أسماء الرب تعالى، وأسماء كتابه، وأسماء أسماء نبيه هي أعلام دالة على معان هي بها أوصاف فلا تضاد فيها العلمية الوصف بخلاف غيرها من أسماء المخلوقين ... إلخ» اه: جلاء الأفهام ... تحقيق محيى الدين مستو. طبع دار التراث بالمدينة النبوية. انظر ص 147 من نفس المرجع. وانظر: زاد المعاد لابن القيم بحاشية لمواهب اللدنية للزرقاني (1/ 68) .

لم سميت ابنك «محمدا» ، ولم يكن من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يكون محمودا في السماء والأرض. وقد حقق الله رجاءه كما سبق في علمه «1» . وورد أن «آمنة» «2» أمه صلى الله عليه وسلّم سمعت قائلا يقول لها:

_ - وانظر: شرح الزرقاني على المواهب- المقصد الأول- (1/ 71، 126) . وانظر: المواهب أيضا- المقصد الثاني- (3/ 151- 154) . وانظر: التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم، للإمام/ أبي القاسم السهيلي (ت 581 هـ) من سورة الحواريين- الصف- تحقيق/ الأستاذ عبدا علي مهنا، طبع دار الكتب العلمية، بيروت ط/ 1407 هـ 1987 م. (1) قوله: «وقد قيل لعبد المطلب: ... إلخ» ذكره الإمام ابن دريد (المتوفى 321 هـ) في كتابه (الاشتقاق) (1/ 8) فقال: «روى بعض نقلة العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما ولد أمر «عبد المطلب» بجزور فنحرت، ودعا رجال قريش، وكانت سنتهم في المولود إذا ولد في استقبال الليل كفأوا عليه قدرا حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلّم، فأصبحوا، وقد انشقت عنه القدر، وهو شاخص إلى السماء، فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا ل «عبد المطلب» : ما سميت ابنك هذا؟. قال: سميته «محمدا» . قالوا: ما هذا من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض» اه: الاشتقاق. وانظر: (الروض الأنف) للإمام/ السهيلي 1/ 182. وانظر: (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) (1/ 56) للإمام النجم عمر بن فهد (ت 885 هـ) - ذكر ولادة النبي صلى الله عليه وسلّم- تحقيق/ فهيم محمد شلتوت- الكتاب العشرون- نشر جامعة أم القرى. مركز البحث العلمي وإحياء التراث. وعزاه الإمام حسين بن محمد الديار بكري (ت 966 هـ) في كتابه (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) 1/ 204 إلى المنتقى للإمام ابن الجارود. (2) و «أمه» صلى الله عليه وسلّم «آمنة» ، بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كلاب إلى آخر نسب النبي صلى الله عليه وسلّم، وذلك لاجتماعهما في «كلاب» ... اه: السيرة النبوية لابن هشام (1/ 133) . وحول «أمه» صلى الله عليه وسلّم انظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- (تاريخ الطبري) للإمام الطبري (2/ 244، 246) . ب- (الثقات) للإمام ابن حبان (1/ 26) . ج- (الروض الأنف) للإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن الخثعني (ت 582 هـ) المشهور بالسهيلي (1/ 133) . د- (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي (ت 600 هـ) ص 17. هـ- (الاشتقاق) لابن دريد (ت 321 هـ) وفيه قال: «آمنة ... : فاعلة من الأمن، ووهب: من قولهم: وهبت له هبة، ووهبا، فأنا واهب، والشيء موهوب، والرجل موهوب له» . و «عبد مناف» اشتقاق العبد من الطريق المعبد، وهو المذلل الموطوء ... إلخ.

«إنك حملت بسيد هذه الأمة؛ فإذا وضعتيه فسميه محمدا» «1» . وأمرت أيضا في رؤيا أخرى/ أن تسميه أحمد «2» . قال سيدي العربي الفاسي في سيرته: قال ابن إسحاق: ولما ولد أو قد بدا من نوره ما قد بدا. أرسلت أمه لجده فجاء حتى رآه فرأى ما قد رجا.

_ - و «مناف» (صنم) ، واشتقاقه من ناف ينوف، وأناف ينيف إذا ارتفع وعلا ... وبنو مناف: بطن من بني تميم، وهو مناف بن دارم ... إلخ. و «ابن زهرة» (فعلة) من الزهر: زهر الروض، وما أشبهه، ويمكن أن يكون اشتقاق: (زهرة) من الشيء الزاهر المضيء من قولهم: «أزهر النهار، إذا أضاء، وأما (الزهرة) التي في السماء- وهي النجم- فمتحركة في وزن (فعلة) ، ومن قال (الزهرة) - بإسكان الهاء- فقد أخطأ» اه: الاشتقاق بتصرف. وسيأتي- إن شاء الله تعالى، بيان بقية الأسماء في أسماء آباء الرسول صلى الله عليه وسلّم. (1) قوله: «سمعت قائلا يقول ... إلخ» ذكره ابن إسحاق فقال: «فلما وضعته أمه صلى الله عليه وسلّم أرسلت إلى جده عبد المطلب أنه قد ولد لك غلام فأته فانظر إليه، فأتاه فنظر إليه، وحدّثته بما رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت أن تسميه» اه: السيرة النبوية لابن هشام (1/ 180) . وانظر: (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) 10/ 52، 56 للإمام ابن فهد. (2) حول تسميته صلى الله عليه وسلّم ب (أحمد) قال الإمام الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) (3/ 153- 154) : «أحمد هو اسمه- عليه الصلاة والسلام- الذي سمى به على لسان «عيسى» و «موسى» - عليهما السلام-؛ فإنه منقول أيضا من الصفة التي معناها التفضيل، فمعنى «أحمد» أحمد الحامدين لربه، وكذلك هو في المعنى فاسمه مطابق لمعناه ... ثم إنه لم يكن «محمدا» ، أي: لم يثبت له ذلك الوصف، حتى كان «أحمد» ؛ لأنه حمد ربه فنبأه وشرفه، فلذلك تقدم اسم «أحمد» على الاسم الذي هو «محمد» فذكره «عيسى» - عليه السلام- فقال: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [سورة الصف، من الاية: 6] . وقال الراغب: خص «عيسى» عليه السلام به، ولم يصفه بغيره تنبيها على أنه (أحمد) منه وممن قبله لما اشتمل عليه من الخصال الجميلة، والأخلاق الحميدة التي لم تكمل لغيره. وذكره موسى- عليه السلام- في حديث مناجاته الطويل حين قال له ربه: «تلك أمة أحمد» . - قال: حمده لربه كان قبل حمد الناس له تعالى؛ لأنه أول من أجاب يوم: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ! بقوله: بَلى [سورة الأعراف، من الاية: 172] . وقد خالف الإمام ابن القيم القول بأسبقيه «أحمد» على «محمد» .

فأخبرته بالذي قبل رأت في حمله. وأنها قد أمرت أن تسميه محمدا أعظم بها من تسمية. وجاء أيضا أنه رأى سلسلة «1» من فضة لها رأى. قد خرجت من ظهره لها طرف في الشرق والاخر للغرب انصرف. وطرف آخر في السماء وطرف في الأرض أيضا نشا. ثمت عادت بعد في الفيافي شجرة مورفة الأفنان. والنور باد فوق كل ورقة لامعة أنوارها مؤتلفة. إذا بأهل مشرق ومغرب هناك استمسكوا بسبب. وقصّها فعبرت بولد من صلبه ممجد محمد. يحمده لفضله أهل السماء والأرض إذ عظم قدرا وسما. يتبعه جميع أهل الشرق والغرب والتعبير عين الحق. / لأجل ذا وما قريب قد مضى سماه باسمه الشريف المرتضى.

_ (1) حديث رؤية «عبد المطلب» للسلسلة ذكره السيوطي في (الروض الأنف) - شرح سيرة ابن هشام- (1/ 182) فقال: «وقد ذكرها- أي السلسلة- على القيرواني العابر في كتاب (البستان) قال: كان «عبد المطلب» قد رأى في منامه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء، وطرف في الأرض، وطرف في المشرق، وطرف في المغرب، ثم عادت كأنها شجرة، على كل ورقة منها نور، وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها، فقصها؛ فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء والأرض؛ فلذلك سماه «محمدا» ، مع ما حدثته به أمه حين قيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة؛ فإذا وضعتيه فسميه «محمدا» اه: الروض الأنف. وانظر أيضا: قصة السلسلة في كتاب (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) للنجم عمر بن فهد (ت 885 هـ) (1/ 56) . وانظر: كتاب (الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء) للإمام/ أبي الربيع الكلاعي (1/ 168) . وانظر: كتاب (الأثر في فنون المغازي والشمائل والسيرة) للإمام/ ابن سيد الناس ص 45.

وقال «كعب الأحبار» «1» : اسم النبي صلى الله عليه وسلّم عند أهل الجنة «عبد الكريم» ، وعند أهل النار «عبد الجبار» ، وعند أهل العرش «عبد المجيد» ، وعند سائر الملائكة «عبد الحميد» ، وعند الأنبياء «عبد الوهاب» ، وعند الشياطين «عبد القهار» ، وعند الجن «عبد الرحيم» ، وفي الجبال «عبد الخالق» ، وفي البراري «عبد القادر» ، وفي البحار «عبد المهيمن» *، وعند الحيتان «عبد القدوس» ، وعند الهوام «عبد الغياث» ، وعند الوحوش «عبد الرزاق» ، وعند السباع «عبد السلام» ، وعند البهائم «عبد المؤمن» ، وعند الطيور «عبد الغفار» . وفي التوراة «مود مود» «2» .

_ (1) هو كعب الأحبار بن ماتع- بالفوقية- أبو إسحاق الحميري التابعي المخضرم، أدرك المصطفى صلى الله عليه وسلّم وما رآه المتفق على علمه وتوثيقه، سمع عمر رضي الله عنه وجماعة، وروى عنه العبادلة الأربعة وأبو هريرة، وأنس، ومعاوية، وهذا من رواية الأكابر عن الأصاغر- وكان يهوديا يسكن اليمن زمن الصديق رضي الله عنه وقيل: عمر، وشهر، وقيل: زمن المصطفى على يد علي رضي الله عنه حكاه- أي القسطلاني-. سكن الشام، وتوفي فيما ذكره ابن الجوزي والحفاظ سنة اثنين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه وقد جاوز المائة، روى له الستة إلا البخاري فإنما له فيه حكاية معاوية عنه اه: الزرقاني على المواهب (1/ 42) . وأثر «كعب الأحبار» «اسم النبي عند أهل الجنة ... إلخ» ذكره كل من: أ- الحافظ ابن الجوزي في (التبصرة) . ب- الإمام السخاوي في (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع) ص 77 ذكره تحت عنوان (لطيفة) ، فقال: «ذكر الحسين بن محمد الدامغاني في كتابه (شوق العروس وأنس النفوس) نقلا عن (كعب الأحبار) أنه قال: «اسم النبي صلى الله عليه وسلّم عند أهل الجنة عبد الكريم» ... إلى قوله: «يقسم الجنة بين أهلها، وسلم تسليما» اه: القول البديع. وانظر: شرح الزرقاني على المواهب (3/ 190- 191) . (*) في «المواهب اللدنية» للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (3/ 162) ، قال: «ولما كانت البحار هي الماحية للأدران، كان اسمه- عليه السلام- فيها الماحي ... فاستفيد منها أن فيها اسمين» اه: المواهب. (2) «مود ... » هكذا جاء في الأصل، وفي «ص 74 من كتاب «هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) لابن القيم الجوزية جاء «موذ موذ» . وفي كتاب «جلاء الأفهام ... » ص 153 لابن القيم جاء «مماد باد» . وقال القسطلاني في (المواهب اللدنية) (3/ 191) : «وفي التوراة موذ موذ بالتكرير، ويروى بالألف «ماذ ماذ» ، وبالياء «ميذ ميذ» و «مود، مود» و «موذ ... إلخ» أصبحت «ماد» أو «ماذ» لتحرك الواو وانفتاح ما قبلها. وسواء كان القول «مود مود ... إلخ» فإن هذا يدل على أن-

وفي «الإنجيل» «طاب، طاب» «1» . وفي «الصحف «2» » «عافية» . وفي «الزبور» «فاروق» ، وعند الله «طه، ويس» ، وعند المؤمنين «محمد» ، وكنيته «أبو القاسم» ؛ لأنه يقسم الجنة بين أهلها «3» . ونقل بعضهم «4» : أنه لما شاع قبل مولده صلى الله عليه وسلّم أن نبيا يبعث في الحجاز يسمى «محمدا»

_ - التوراة فيها ذكر محمد صلى الله عليه وسلّم. قال ابن الجوزي في كتابه (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام) ص 155- 156: «فتأمل هذا التناسب بين الرسولين- محمد وموسى- عليهما السلام- والكتابين: القرآن، والتوراة، والشريعتين- أعني- الشريعة الصحيحة التي لم تبدل، والأمتين، واللغتين؛ فإذا نظرت في حروف «محمد» ، وحروف «مما باد» وجدت الكلمتين كلمة واحدة؛ فإن الميمين فيهما والهمزة والحاء من مخرج واحد، والدال كثيرا ما تجد موضعها «ذالا» في لغتهم: يقولون: «إيحاذ» للواحد، ويقولون: «قوذش» في القدس، والدال، والذال متقاربتان فمن تأمل اللغتين: - العربية، والعبرية- لم يشك أنهم واحد، ولهذا نظائر في اللغتين: مثل «موسى» ؛ فإنه في اللغة العبرانية «موشى» ، وأصله: الماء والشجر؛ فإنهم يقولون: للماء «مو» و «شا» هو «الشجر» و «موسى» التقطه آل «فرعون» من بين الماء والشجر، فالتفاوت الذي بين «موسى وموشى» كالتفاوت بين «محمد» و «مماد باد» واقتران التوراة بالقرآن في غير موضع من الكتاب. انظر: سورة القصص: الايتان: 48، 49، وسورة الأنعام: الايات: 91، 92، 154، 155، وسورة آل عمران: الايتان: 1، 2، وسورة الأنبياء: الايات: 48- 50» اه: جلاء الأفهام ... (1) «طاب طاب» بالتكرار- ولا يأتي إلا مفتوح التاء- قال عنه الزرقاني في (شرح المواهب) (3/ 137) : قال العزفي: «من أسمائه في التوراة» ، ومعناه: طيب، وقيل: معناه ما ذكر بين قوم إلا طاب ذكره بينهم. اه. شرح المواهب. (1) «طاب طاب» بالتكرار- ولا يأتي إلا مفتوح التاء- قال عنه الزرقاني في (شرح المواهب) (3/ 137) : قال العزفي: «من أسمائه في التوراة» ، ومعناه: طيب، وقيل: معناه ما ذكر بين قوم إلا طاب ذكره بينهم. اهـ. شرح المواهب. (2) قوله: «و» «في الصحف» المراد بها التي أنزلت على موسى- عليه السلام- قبل التوراة، و «صحف إبراهيم» ذكر ذلك الزرقاني في (شرح المواهب) (3/ 191) . وانظر «القول البديع..» للإمام السخاوي ص 77. وانظر: ص 406 من (التوراة السامرية) لأبي إسحاق الصوري تحت عنوان: اسم محمد صلى الله عليه وسلّم. نشر الدكتور/ أحمد حجازي. طبع دار الأنصار بالقاهرة. (3) انظر: ما نقلناه بعد ترجمة كعب الأحبار المتقدمة تحت رقم 1. (4) حول عدد الذين تسموا باسم «محمد» نذكر ما قاله بعض العلماء، ونخص بالذكر كلا من: أولا: القاضي عياض حيث ذكرهم في (الشفا) 1/ 299 ستة رجال، وقد خصّه في «محمد بن مسلمة» الحافظ ابن حجر كما سيأتي، والقسطلاني في المواهب. ثانيا: ذكر الإمام السهيلي (الروض الأنف) (1/ 182) ثلاثة رجال فقط. ثالثا: أما الخمسة عشر الذين أشار إليهم المؤلف في كتابنا فقد ذكرهم الإمام ابن حجر في- - (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) (6/ 556) - حديث محمد بن جبير بن مطعم- حيث قال: «قال عياض (الشفاء) (1/ 182) : «حمى الله هذه الأسماء- محمدا، وأحمد- أن يسمى بها أحد قبله، وإنما تسمى بعض العرب «محمدا» قرب ميلاده لما سمعوا من الكهان والأحبار؛ أن نبيا سيبعث في ذلك الزمان يسمى «محمدا» فرجوا أن يكونوا هم؛ فسموا أبناءهم بذلك. قال: وهم ستة لا سابع لهم» كذا قال، وسبق السهيلي إلى القول أبو عبد بن خالويه في كتابه (ليس من كلام العرب) وهو حصر مردود، وقد جمعت أسماء من تسمى بذلك في جزء مفرد فبلغوا نحو العشرين؛ لكن مع تكرار في بعضهم، ووهم في بعض، فيتلخص منهم خمسة عشر، وأشهرهم: محمد بن عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي» روى حديثه البغوي، وابن سعد، وابن شاهين، وابن السكن، وغيرهم من طريق العلاء بن الفضل، عن أبيه عن جده- عبد الملك بن سوية- عن أبيه، عن أبي سوية، عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري قال: سألت محمد بن عدي بن ربيعة كيف سماك أبوك في الجاهلية «محمدا» ؟! قال: سألت أبي عما سألتني، فقال: خرجت رابع أربعة، من بني تميم أنا أحدهم، و «سفيان ابن مجاشع» ، و «يزيد بن عمر وابن ربيعة» و «أسامة بن مالك بن حبيب بن العنبر» ، نريد «ابن جفنة» الغساني» بالشام، فنزلنا على «غدير» ، عند «دير» فأشرف علينا الديراني فقال لنا: إنه يبعث منكم وشيكا «نبي» فسارعوا إليه، فقلنا: ما اسمه؟ قال: «محمد» ، فلما انصرفنا ولد لكل واحد منا ولد فسماه «محمدا» لذلك» . انتهى. وقال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن مسلمة بن محارب، عن قتادة بن السكن، قال: كان في بني تميم: «محمد بن سفيان بن مجاشع» قيل لأبيه: إنه سيكون «نبي» في العرب اسمه «محمد» ، فسمى ابنه «محمدا» . فهؤلاء أربعة ليس في السياق ما يشعر بأن فيهم من له صحبة، إلا «محمد بن عدي» . وقد قال ابن سعد: لما ذكره في الصحابة، عداده في أهل الكوفة. وذكر عبد الله المروزي أن «محمد بن أحيحة بن الجلاح» أول من تسمى في الجاهلية «محمدا» وكأنه تلقى ذلك من قصة «تبع» لما حاصر المدينة، وخرج إليه المذكور، وهو الحبر الذي كان عندهم ب «يثرب» فأخبره الحبر إن هذا بلد «نبي» يبعث يسمى «محمدا» فسمى ابنه «محمدا» . وذكر البلاذري منهم: «محمد بن عقبة بن أحيحة» فلا أدري أهما واحد نسب مرة إلى جده، أم هما اثنان؟. ومنهم: «محمد برّ» بتشديد الراء ليس بعدها- ابن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة «ولهذا نسبوه أيضا العتواري. وغفل ابن دحية فعد فيهم «محمد بن عتوارة» ، وهو نسب لجده الأعلى، ومنهم «محمد بن اليحمد حرماز بن مالك اليعمري» ذكره أبو موسى في الذيل، ومنهم «محمد بن حمران بن أبي حمران» واسمه: «ربيعة بن مالك الجعفي» المعروف بالشويعر. ذكره «المرزباني» فقال: هو أحد من سمى «محمدا» في الجاهلية، وله قصة مع امرئ القيس، ومنهم: «محمد بن خزاعي بن علقمة بن حرابة السلمي» من بني ذكوان، ذكره ابن سعد، عن علي بن محمد بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، قال: سمي «محمد بن-

سمى قوم/ من العرب أبناءهم بذلك، وعدتهم خمسة عشر؛ منهم «محمد بن سفيان بن مجاشع» «1» جد الفرزدق «2» الشاعر، و «محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي «3» » ، و «محمد

_ - خزاعي» طمعا في النبوة، وذكر الطبري أن «أبرهة الحبشي» توجّه وأمره أن يغزو بني كنانة، فقتلوه؛ فكان ذلك من أسباب قصة الفيل. وذكره «محمد بن سليمان الهروي في كتاب «الدلائل» فيمن تسمى «محمدا» في الجاهلية. وذكر ابن سعد لأخيه «قيس بن خزاعي» يذكره من أبيات يقول فيها: فذلكم ذو التاج منا محمد ... ورايته في حومة الموت تخفق ومنهم «محمد بن عمرو بن مغفل» - بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الفاء ثم لام-، وهو والد «هبيب» - بموحدتين مصغر- وهو على شرط المذكورين؛ فإن لولده صحبة، ومات هو في الجاهلية. ومنهم: «محمد بن الحارث بن حديج بن حويص» ذكره أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين، وذكر له قصة مع «عمر» رضي الله عنه، وقال: «إنه أحد من سمى في الجاهلية» محمدا. ومنهم: «محمد الفقيمي» و «محمد الأسيدي» ذكرهما ابن سعد، ولم ينسبهما بأكثر من ذلك، فعرف بهذا، وجه الرد على الحصر الذي ذكره السهيلي، وكذا الذي ذكره القاضي عياض، وعجب من السهيلي، كيف لم يقف على ما ذكره عياض مع كونه كان قبله، وقد تحرر لنا من أسمائهم قدر الذي ذكره عياض مرتين بل ثلاث مرات؛ فإنه ذكر في الستة الذين جزم بهم «محمد ابن مسلمة» ، وهو غلط؛ فإنه ولد بعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلّم بمدة ففضل له خمسة، وقد خلص لنا خمسة عشر. والله المستعان اه: فتح الباري. وانظر: الإصابة لابن حجر- القسم الرابع- ترجمة محمد بن سفيان (10/ 67- 68) ، وفيها ذكر أسماء الذين تسموا بمحمد. (1) «محمد بن سفيان» ترجم له ابن حجر في (الإصابة) - القسم الرابع- (10/ 67- 68) . رقم: (8515) فقال: «ذكره أبو نعيم في الصحابة، وذكر قصة والده مع الراهب، وذكر أسماء الذين سموا بمحمد ... » إلخ: اه. الإصابة. (2) في (الروض الأنف) للسهيلي (1/ 82) «محمد بن سفيان» جد جد الفرزدق. (3) «محمد بن أحيحة» ترجم له ابن حجر في (الإصابة) - القسم الرابع- (10/ 57- 58) رقم: 8492، فقال: «محمد بن أحيحة» - بمهملتين- مصغرا ابن الجلاح- بضم الجيم وتخفيف اللام- الأنصاري.. ذكره «عبدان» في الصحابة. وقال: بلغني أنه أول من سمى «محمدا» ، وأظنه أحد الأربعة الذين سموا «محمدا» قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، وأبوه كان زوج «سلمى» أم عبد المطلب. قال ابن الأثير: من يكون أبوه زوج أم «أم عبد المطلب» مع طول عمر عبد المطلب كيف يكون ابنه مع النبي صلى الله عليه وسلّم؟ هذا بعيد، ولعله «محمد بن المنذر بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح» الذي ذكروا أباه فيمن شهد «بدرا» .

ابن مسلمة الأنصاري» «1» ، و «محمد بن عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم» التميمي السعدي «2» و «محمد بن أسامة بن مالك ابن حبيب بن العنبر» «3» ، و «محمد بن البراء» «4» ، و «محمد بن الحارث بن صبح بن حويص «5» » ، فعلوا ذلك رجاء أن يكون أحد أولادهم، و: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ «6» وقد منع الله- تعالى- كل

_ - قلت: لم يعله ابن الأثير بغير استبعاد طول عمر، وفيما جوز نظر؛ لأنهم لم يذكروا للمنذر ولد اسمه «محمدا» ، وما ظنه «عبدان» ليس بجيد، فقد سماهم ابن خزيمة في روايته، كما بينت ذلك في ترجمة «محمد بن عدي» - القسم الأول- وليس فيهم «محمد بن المنذر» . وقد ذكر السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 182) : أنه لا يعرف في العرب من سمى «محمدا» قبل النبي صلى الله عليه وسلّم إلا ثلاثة؛ فذكر فيهم «محمد بن أحيحة» ومعه «محمد بن سفيان» ... و «محمد بن حمران» ، وسبقه إلى هذا الحصر «الحسن بن خالويه» في كتابه «ليس ... » ، وقد تعقبه الحافظ مغلطاي- انظر الإشارة ص 62- فأبلغ. اه الإصابة. (1) و «محمد بن مسلمة» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) (10/ 44- 45) ، فقال: «محمد بن مسلمة الأنصاري الحارثي، يكنى أبا عبد الرحمن، ويقال: أبا عبد الله ... حليف لبني عبد الأشهل. شهد بدرا والمشاهد كلها ومات بالمدينة، وكانت وفاته بها في صفر سنة ثلاث وأربعين، وقيل غير ذلك، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وكان من فضلاء الصحابة، وهو أحد الذين قتلوا «كعب بن الأشرف» ... إلخ اه: الاستيعاب. وانظر (الإصابة) لابن حجر (9/ 131- 133) ، رقم: (7800) . (2) انظر: ترجمته في (الإصابة) لابن حجر (9/ 123) - القسم الأول- رقم: (7787) . (3) انظر: ترجمته في (الإصابة) لابن حجر- القسم الرابع- (10/ 58) رقم: (8498) حيث قال: لا صحبة له؛ لأنه مات قبل البعثة بدهر. (4) ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم الرابع- (10/ 61) رقم: (8494) فقال: هو «محمد بن البراء الكناني ثم الليثي، ثم العتواري- بالمهملة ثم المثناة الساكنة- ذكره أبو موسى، ونقل عن بعض الحفاظ؛ أنه ممن سمى «محمدا» في الجاهلية، وضبط البلاذري: أباه بتشديد الراء بلا ألف، وهو ابن ظريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة، ونسبه أبو خطاب إلى جده الأعلى، فقال: فيمن سمي «محمدا» في الجاهلية «محمد بن عتوارة الليثي» فنسبه إلى جده، وذكر محمد بن حبيب: البراء البكري، فيمن سمي «محمدا قبل الإسلام» اه. الإصابة. (5) و «محمد بن الحارث بن حديج- بمهملة ثم جيم مصغرا- ابن حويص الحارثي. ذكره أبو حاتم السجستاني في النوادر، ونقل عن أبي عبيدة: معمر بن المثنى. قال: قدم المعرم الحارثي على «عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يريد الإسلام، ومعه رجال من قومه منهم: الربيع بن زياد بن أنس بن الديان، ومحمد بن الحارث بن حديج، وهو أحد من سمي «محمدا» في الجاهلية ... إلخ» . اه: الإصابة لابن حجر (10/ 14) رقم: (8366) - القسم الثالث. (6) سورة الأنعام الاية: 124.

من تسمى بذلك أن يدعي النبوة، أو يدعيها أحد له. انتهى «1» . قال في (المواهب) «2» : وفيمن ذكره عياض «محمد بن مسلمة الأنصاري» ، وليس ذكره بجيد؛ فإنه ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلّم بأزيد من عشرين سنة. وأما أحمد «3» فلم يتسم به أحد قبله، حسبما في حديث

_ (1) حول قول الإمام القاضي أبي الفضل عياض اليحصبي انظر: (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) - فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلّم وما تضمنته من فضيلته- (1/ 230) طبع دار الكتب العلمية. بيروت، لبنان. وانظر: (مزيل الخفا في حل ألفاظ الشفا) للعلامة/ أحمد بن محمد بن محمد الشمني. (2) قول المواهب للقسطلاني: ذكره في المواهب (كنيته صلى الله عليه وسلّم) من الفصل الأول في ذكر أسمائه الشريفة (3/ 159- 161) فقال: «وفيمن ذكره عياض «محمد بن مسلمة» وليس ذكره بجيد؛ فإنه ولد بعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلّم بأزيد من عشرين سنة، والكلام فيمن تسمى قبل ولادته فلا يصح ذكره، وهكذا تعقبه مغلطاي في الزهر الباسم؛ لكنه قال: بأزيد من خمس عشرة سنة، وهو أنسب بقول الإصابة، ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقدي، وهو ممن سمي «محمدا» في الجاهلية. انتهى. فتكون ولادته بعد المولد النبوي بثمان عشرة سنة فهي أزيد من خمسة عشر لا عشرون، وأجيب بأن مراد «عياض» من ولد في الجاهلية وسمي «محمدا» . انتهى. و «ابن مسلمة» منهم، وهو جواب ليّن يأباه قول «عياض» ..... اه/ المواهب للقسطلاني مع شرحها للزرقاني. وانظر: ما نقلناه من الفتح عن الحافظ ابن حجر فيما تقدم. وانظر: فيمن سمي بمحمد قبل ولادته صلى الله عليه وسلّم، في كتاب (الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء) للحافظ مغلطاي بن قليج (ت 762 هـ) . وانظر: فيمن تسمى «محمدا» في كتاب (الاكتفا في مغازي المصطفى..) للإمام الكلاعي (1/ 168- 169) . (3) عن تسميته صلى الله عليه وسلّم ب «أحمد» ، زيادة على ما ذكرناه سابقا نذكر هنا ما قاله «ابن القيم» في كتابه (زاد المعاد في هدي خير العباد) بحاشية المواهب اللدنية (1/ 68- 74) قال- رحمه الله-: «وأما أحمد فهو اسم على زنة «أفعل التفضيل» مشتق أيضا من الحمد ... أي: حمده لله أكثر من حمد غيره، فمعناه أحمد الحامدين لربه، وأحق الناس وأولاهم بأن يحمد فيكون كمحمد في المعنى إلا أن الفرق بينهما أن «محمدا» هو كثير الخصال التي يحمد عليها، و «أحمد» هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره ف «محمد» في الكثرة والكمية، و «أحمد» في الصفة والكيفية فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيره، وأفضل مما يستحق غيره فيحمد أكثر حمد، وأفضل حمد حمده البشر ... » اه: زاد المعاد. وقال ابن القيم أيضا- رحمه الله- في كتابه (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام) ص 151: « ... وأحمد صلى الله عليه وسلّم فهو الذي يحمده أهل الدنيا وأهل الاخرة، ويحمده أهل السماء والأرض؛ فلكثرة خصائله المحمودة التي تفوق عدد العادّين، وسمي باسمين: «محمد» و «أحمد» من أسماء الحمد يقتضيان التفضيل، والزيادة في القدر، والصفة، -

«مسلم» «1» و «أحمد» «2» و «الترمذي الحكيم «3» » في «نوادر الأصول» . (ابن عبد الله «4» ) يكنى أبا «قثم «5» » . و «قثم» - كزفر- من أسمائه عليه السلام، ومعناه لغة: الكثير العطاء والجموع للخير «6» ، وقيل: كنيته/ أبو محمد. وقيل: أبو أحمد «7» ،

_ - والله أعلم» اه: جلاء الأفهام لابن القيم. وحول أسبقية «أحمد» أو «محمد» في التسمية انظر: (الروض الأنف) للإمام/ السهيلي (1/ 182) القائل بأسبقية «أحمد» ، وانظر: «الرد عليه بأسبقية اسم «محمد» للإمام/ ابن قيم الجوزية في (جلاء الأفهام ... ) ص 152. وانظر: شرح الزرقاني على المواهب (3/ 153- 154) . (1) حديث مسلم أخرجه في صحيحه كتاب (الفضائل) ، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلّم رقم: (2354) بلفظ: « ... عن محمد بن جبير، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «أنا محمد، وأنا أحمد ... إلخ» و (تحت رقم: 2355) بلفظ: ... عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يسمى لنا نفسه أسماء، فقال: «أنا محمد، وأحمد ... » اه: صحيح مسلم. (2) وحديث الإمام/ أحمد أخرجه في مسنده في موضعين: الأول: حديث «جبير بن مطعم» (4/ 81، 84) . الثاني: حديث «حذيفة» (5/ 405) . (3) و «الحكيم الترمذي» صاحب النوادر ترجم له الإمام الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (2/ 645) فقال: «هو أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الترمذي المعروف بالحكيم الترمذي» . اختلف في تاريخ وفاته، ولم يذكر أحد تاريخ ميلاده، فاختلف في تاريخ وفاته على أقوال منها: 255، 285، 320، وأرجحها الأخير؛ للنص على التحديث عنه في سنة 318 هـ، ولمعرفة المزيد عنه انظر: كتاب الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية للدكتور/ عبد الفتاح بركة. الأمين الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف. (4) «ابن عبد الله» : «العبد» قال عنها الإمام ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 11) : من الطريق المعبد، وهو المذلل الموطوء ... ، وربما كان المعبد في المعنى الكرم. قال حاتم: «.....*** أرى المال عند الباخلين معبدا. أي: معظما» اه: الاشتقاق. (5) و «عبد الله» والد الرسول صلى الله عليه وسلّم يكنى «أبا قثم» ، وقيل: «أبو محمد» وقيل: «أبو أحمد» اه: الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير (1/ 544) . تحقيق/ أبي الفدا عبد الله القاضي. طبع. دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان. (6) وعن اسمه «قثم» قال القاضي عياض في كتابه (الشفا) (1/ 232- 233) فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلّم قال: «وروى الحربي في حديثه صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «أتاني ملك فقال لي: أنت قثم» أي: مجتمع. قال: والقثوم: الجامع للخير، وهو اسم في أهل بيته معلوم «اه: الشفا/ عياض. (7) عن كنيته صلى الله عليه وسلّم ب «أبي أحمد» انظر: «التعليق السابق [رقم: 5] » .

ويلقب ب «الذبيح» ؛ لقصة في ذلك مشهورة «1» .

_ (1) عن قصة «الذبيح المشهورة» قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) للإمام/ ابن هشام (1/ 116- 118) تحت عنوان- ذكر نذر عبد المطلب ذبح ولده: «وكان عبد المطلب بن هاشم- فيما يزعمون والله أعلم- قد نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر «زمزم» : لئن ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه؛ لينحرن أحدهم لله عند الكعبة. فلما توافى بنوه عشرة، وعرف أنهم سيمنعونه جمعهم، ثم أخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك، فأطاعوه، وقالوا: كيف نصنع؟ قال: ليأخذ كل رجل منكم «قدحا» ثم يكتب فيه اسمه، ثم ائتوني، ففعلوا، ثم أتوه، فدخل بهم على «هبل» - اسم صنم- في جوف الكعبة، وكان «هبل» على «بئر» في جوف الكعبة، وكانت تلك البئر هي التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة ... » . «عبد المطلب» يحتكم إلى القداح: فقال عبد المطلب لصاحب القداح: اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه، وأخبره بنذره الذي نذر فأعطاه كل رجل منهم «قدحه» الذي فيه اسمه، وكان «عبد الله بن عبد المطلب» أصغر بني أبيه. وكان هو، و «الزبير» و «أبو طالب» ل «فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران ... إلخ» . خروج القداح على «عبد الله» : قال ابن إسحاق: وكان «عبد الله» - فيما يزعمون- أحب ولد «عبد المطلب» إليه، فكان «عبد المطلب» يرى أن السهم إذا فقد أشوى. وهو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلما أخذ صاحب القداح ليضرب بها قام «عبد المطلب» عند «هبل» يدعو الله، ثم ضرب صاحب القداح، فخرج القدح على «عبد الله» . «عبد المطلب» يحاول ذبح ابنه ومنع قريش له: فأخذه «عبد المطلب» بيده وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى «إساف» و «نائلة» ليذبحه، فقامت إليه قريش من أنديتها، فقالوا: ماذا تريد يا «عبد المطلب» ؟ قال: أذبحه. فقالت له قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا، حتى تعذر فيه. لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على هذا؟. وقال له «المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة» وكان «عبد الله» ابن أخت القوم: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه. وقالت له قريش وبنوه: لا تفعل، وانطلق به إلى الحجاز؛ فإن به «عرّافة» لها تابع، فسلها، ثم أنت على رأس أمرك، فإن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك فيه فرج قبلت ما أشارت به عرّافة الحجاز. فانطلقوا حتى قدموا المدينة، فوجدوها- فيما يزعمون- ب «خيبر» فركبوا حتى جاؤها، فسألوها، وقص عليها «عبد المطلب» خبره، وخبر ابنه، وما أراد به ونذره فيه، فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله. فرجعوا من عندها، فلما خرجوا عنها قام «عبد المطلب» يدعو الله، ثم غدوا عليها فقالت لهم: قد جاءني الخبر، كم الدية فيكم؟ قالوا: «عشرة من الإبل- وكانت كذلك- قالت: فارجعوا إلى بلادكم، ثم قربوا صاحبكم، -

أمه «فاطمة «1» بنت عمرو بن عائذ «2» » «القرشية «3» »

_ - وقربوا عشرة من الإبل، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح؛ فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه، فقد رضي ربكم، ونجا صاحبكم. تنفيذ وصية العرافة ونجاة «عبد الله» : فخرجوا حتى قدموا «مكة» ، فلما أجمعوا على ذلك من الأمر قام «عبد المطلب» يدعو الله، ثم قربوا «عبد الله» و «عشرة من الإبل» و «عبد المطلب» قائم عند «هبل» يدعو الله- عزّ وجلّ- ثم ضربوا فخرج القدح على «عبد الله» فزادوا عشرة من الإبل فبلغت الإبل عشرين، وقام «عبد المطلب» يدعو الله- عزّ وجلّ- وهكذا في كل مرة يرمون القداح فتخرج على «عبد الله» فيزيدون عشرة من الإبل و «عبد المطلب» يدعو الله فبلغت الإبل مائة، وقام «عبد المطلب» يدعو الله، ثم ضربوا فخرج القدح على الإبل، ثم عادوا الثانية، و «عبد المطلب» قائم يدعو الله، فضربوا فخرج القدح، على الإبل، فنحرت، ثم تركت لا يصد عنها إنسان، ولا يمنع ... » اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: (تاريخ الطبري) للإمام محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ) (2/ 240- 246) . وحول قول ابن إسحاق «كان أصغر بنيه ... » يقول الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 1/ 176: «وكان أصغر بنيه هذا غير معروف، ولعل الرواية: أصغر بني أمه، وإلا فحمزة كان أصغر من «عبد الله» و «العباس» أصغر من «حمزة» ، وروى عن العباس رضي الله عنه أنه قال: أذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأنا ابن ثلاثة أعوام أو نحوها، فجيء بي حتى نظرت إليه، وجعل النسوة يقلن لي: قبّل أخاك فقبلته فكيف يصح أن يكون «عبد الله» الأصغر مع هذا؟!؛ ولكن رواه البكائي كما تقدم، ولروايته وجه، وهو أن يكون أصغر ولد أبيه حين أراد نحره، ثم ولد له بعد ذلك «حمزة» و «العباس» اه: الروض الأنف. (1) و «فاطمة بنت عمرو ... إلخ» اسم «فاطمة» مشتق من الفطم، وهو القطع، ومنه فطم الصبي إذا قطع عنه اللبن» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 33) . وحول «فاطمة بنت عمرو ... » انظر: أ- (المعارف) للإمام ابن قتيبة ص 129. ب- (تاريخ الطبري) للإمام الطبري (2/ 239) . ج- (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم الأندلسي (1/ 141) . (2) و «عائذ» : اسم فاعل من عاذ يعوذ عوذا، فهو عائذ، أي: لجأ إلى الشيء، وأطاف به، ومنه قولهم: «أعوذ بالله من كذا وكذا. أي: أفزع إلى الله عزّ وجلّ ... إلخ» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 34) . (3) قوله: «القرشية» نسبة إلى قريش. قال ابن هشام: «النضر» قريش، فمن كان من ولده فهو قرشي، ومن لم يكن من ولده-

«المخزومية «1» » . (ابن عبد المطلب «2» ) واسمه «شيبة الحمد» ويكنى أبا الحارث و «أبا البطحاء» ويلقب ب «الفياض» لجوده «3» .

_ - فليس بقرشي. ويقال: «فهر بن مالك» هو قريش فمن كان من ولده، فهو قرشي، ومن لم يكن من ولد فليس بقرشي. وسميت «قريش» «قريشا» من التقرش، والمراد التجارة والاكتساب. وقيل: «إن قريشا تصغير القرش، وهو حوت في البحر يأكل حيتان البحر سميت به القبيلة أو أبو القبيلة ... والله أعلم» اه: السيرة النبوية، لابن هشام، مع الروض الأنف للسهيلي (1/ 114، 117) . وهناك أقوال أخرى في «قريش» انظرها في المرجع السابق. و «قرشي» هكذا نسب شذوذا على خلاف الأصل «قريشي» . اه: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك- النسب- (4/ 160) . وانظر: (المواهب اللدنية) للإمام القسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 76) . (1) «المخزومية» نسبة إلى «مخزوم بن يقظة» . اه: تاريخ الطبري (2/ 239) . وانظر: الاشتقاق: لابن دريد (1/ 34) . وانظر: جمهرة أنساب العرب للإمام ابن حزم (1/ 141) . (2) «عبد المطلب» وسبب تسميته بذلك: من المعروف أن «هاشم بن عبد مناف» قدم المدينة فتزوج «سلمى بنت عمرو» - أحد بني النجار- وكانت قبله عند «أحيحة بن الحلاج بن الحريش» أو «الحريس» ... فولدت له «عمرو بن أحيحة» وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها، حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها، إذا كرهت رجلا فارقته، فولدت ل «هاشم» «عبد المطلب» فسمته «شيبة» ، فتركه «هاشم» عندها حتى كان وصيفا- الغلام دون المراهقة- أو فوق ذلك، ثم خرج إليه عمه «المطلب» ليقبضه ببلده وقومه، فقالت له «سلمى» - أمه-: لست بمرسلته معك. فقال لها «المطلب» : إني غير منصرف حتى أخرج به معي، إن ابن أخي قد بلغ، وهو غريب في غير قومه، ونحن أهل بيت شرف في قومنا، نلي كثيرا من أمرهم، وقومه وبلده وعشيرته خير له من الإقامة في غيرهم، أو كما قال. وقال شيبة لعمه المطلب- فيما يزعمون- لست بمفارقها إلا أن تأذن لي، فأذنت له، ودفعته إليه، فاحتمله، فدخل به مكة مردفه معه على بعيره، فقالت «قريش» : «عبد المطلب» ابتاعه فبها سمي «شيبة» «عبد المطلب» فقال المطلب: «ويحكم! إنما هو ابن أخي «هاشم» قدمت به من المدينة» اه: السيرة النبوية لابن هشام مع شرحها، الروض الأنف للسهيلي (1/ 160- 161) بتصرف. (3) و «عبد المطلب» سمي ب «شيبة الحمد» ؛ لأنه ولد وفي رأسه شيبة. وسمي بهذا في قول ابن إسحاق وغيره، وهو رأي الجمهور، وهو الصحيح. وقيل: اسمه «عامر» في قول «ابن قتيبة» وتابعه في ذلك صاحب القاموس- مجد الدين بن-

أمه «سلمى بنت زيد «1» » ، وقيل: بنت «عمرو بن زيد» النجارية «2» . من بني

_ - يعقوب- وسوى بينهما الشامي في (سبل الهدي والرشاد) (10/ 309، 310) ، وحكاه صاحب الفتح بلفظ: زعم ابن قتيبة. وقال أبو عمر- الاستيعاب (1/ 53) - اسم «عامر» لا يصح. و «شيبة الحمد» من الشيب من قولهم: شاب شيبة حسنة، وشيبا حسنا ... وأما غيره من العرب ممن اسمه «شيبة» ؛ فإنما قصد في تسميتهم بهذا الاسم: التفاؤل ببلوغ سن الحنكة والرأي كما سموا ب «هرم» و «كبير» . وعاش «عبد المطلب» مائة وأربعين سنة ... » . ويقال: إن «عبد المطلب» أول من خضب بالسواد من العرب. و «شيبة الحمد» مركب إضافي، ولعل وجه إضافته إلى الحمد رجاء أن يكبر ويشيخ، ويكثر حمد الناس له، وقد حقق الله ذلك فكثر حمدهم له؛ لأنه كان مفزع قريش في النوائب، وملجأهم في الأمور وشريفهم وسيدهم كمالا وفعالا. «كنيته» «أبو الحارث» أكبر ولده. وقيل: «أبو البطحاء» . ويقال: «سيد البطحاء» اه: من المصادر والمراجع الاتية بتصرف: أ- المنمق في أخبار قريش ص 47 للإمام/ محمد بن حبيب البغدادي (ت 245 هـ- 859 م) . تصحيح/ أحمد فارق. طبع/ عالم الكتب. ب- السيرة النبوية للإمام ابن هشام مع الروض الأنف للسهيلي (1/ 7، 158) . ج- تاريخ الطبري للإمام الطبري (2/ 247) . د- الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير (630 هـ) . هـ- المعارف للإمام ابن قتيبة ص 71. والثقات للإمام ابن حبان (1/ 22) وفيها «شيبة» فقط. ز- تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص 10. ح- المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 71) . (1) و «سلمى بنت زيد» هي «سلمى بنت عمرو بن زيد» فلعل «عمرو» سقط من الناسخ كما جاء في «المنمق في أخبار قريش للإمام محمد بن حبيب ص 84، 336 حيث قال: «سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد» أحد بني عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو» من الخزرج. اه: المنمق. وانظر: السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف (1/ 160) . وانظر: الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير (1/ 549) . (2) قوله: «النجارية» نسبة إلى «تيم الله» وهو النجار؛ سمى بذلك؛ لأنه ضرب رجلا اسمه «العتر» بقدوم فنجره اه/ جمهرة أنساب العرب لابن حزم (2/ 346) . طبع دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان.

عدي «1» بن النجار من الخزرج «2» ، وعاش مائة وعشرين. وقيل: مائة وأربعين سنة «3» . (ابن هاشم «4» ) واسمه «عمرو» ، ولقب ب «هاشم» ؛ لأنه أول من هشم الثريد لقومه ب «مكة» [أشار إلى ذلك بعضهم: عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... قوم بمكة مسنتين عجاف سنت إليه الرحلتان كلاهما ... سفر الشتاء ورحلة الإيلاف] «5»

_ (1) و «عدي» : بطن من ولد النجار- تيم الله-. اه: جمهرة أنساب العرب، للإمام ابن حزم (2/ 346) . (2) و «الخزرج) : «تيم الله بن ثعلبة» ، وهو النجار. و «الخزرج» : الريح العاصف. اه: الاشتقاق لابن دريد (2/ 437، 448) . (3) انظر: التعليق السابق رقم: 16. (4) و «هاشم» اسم فاعل من قولهم: «هشمت الشيء أهشمه هشما إذا كسرته، وكل شيء كسرته حتى ينشدخ فقد هشمته ... وسمى هاشما- فيما يزعمون- لهشمه الخبز للثريد» اه: الاشتقاق للإمام ابن دريد (1/ 13) . وقال ابن إسحاق- السيرة النبوية لابن هشام (1/ 157) : «قولي: الرفادة والسقاية: هاشم بن عبد مناف؛ وذلك أن «عبد شمس» كان رجلا سفارا قلما يقيم ب «مكة» . وكان مقلا ذا ولد، وكان «هاشم» موسرا فكان- فيما يزعمون- إذا حضر الحج قام في قريش فقال: يا معشر قريش إنكم جيران الله، وأهل بيته، وهم ضيف الله، وأحق الضيف بالكرامة: ضيفه، فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بد من الإقامة بها فإنه- والله- لو كان لي مال يسع لذلك ما كلفتكموه، فيخرجون لذلك خرجا من أموالهم كل امرئ بقدر ما عنده، فيصنع للحجاج طعاما حتى يصدروا منها» اه: السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف (1/ 157) . وانظر: المحكم للإمام ابن سيده (4/ 139) ، تحقيق/ عبد الستار أحمد فراج، طبع مصطفى الحلبي. وانظر: تاريخ الطبري: نسب رسول الله صلى الله عليه وسلّم (2/ 251- 252) . (5) ما بين القوسين المعقوفين [أشار إلى ذلك ... ] إلى قوله: [ ... ورحلة الإيلاف] من حاشية اللوحة (4/ أ) . والبيتان- عمرو الذي هشم الثريد ... إلخ» عزاهما كل من: أ- «محمد بن حبيب البغدادي» في كتابه (المنمق في أخبار قريش) ص 27، 28. ب- «ابن دريد» في كتابه «الاشتقاق» (1/ 13) إلى: «مطرود بن كعب الخزاعي» .

أولاده الذكور: «عبد المطلب» «1» وفيه العمود والشرف، ولم يبق ل «هاشم» عقب إلا منه. و «أسد «2» » و «نضلة «3» » ، وبه كان يكنى،

_ - وعزاهما الإمام/ ابن هشام في (السيرة النبوية) (1/ 157) إلى شاعر من «قريش» ، أو من بعض العرب. وقال الإمام/ الطبري في تاريخه (2/ 251- 255) : قال ابن الكلبي: «إنما قال البيت: عمرو الذي هشم الثريد..... ابن الزبعري. وفي المصدرين- المنمق، والاشتقاق- ورد الشطر الثاني من البيت الأول هكذا: ................ ... ورجال مكة مسنتون عجاف وورد عند ابن هشام: ................ ... قوم ب «مكة» مسنتين عجاف وكلا القولين صحيح فعلى رواية «محمد بن حبيب» ، و «ابن دريد» - مسنتون- خبر للمبتدأ، وهو «قوم» وعلى رواية ابن هشام- مسنتين- خبر لكون محذوف. وزاد «محمد بن حبيب» بعد البيتين قوله: يا أيها الرجل المحول رحله هلا نزلت بال عبد مناف هبلتك أمك لو نزلت عليهم ... ضمنوك من جوع ومن إقراف اه: (المنمق) لابن حبيب، (الاشتقاق) لابن دريد. وانظر: (المحكم) لابن سيده- هشم- (4/ 139) . وانظر: شرح الزرقاني على المواهب للقسطلاني (1/ 72- 73) . (1) و «عبد المطلب» قال عنه ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) (1/ 14) : «فولد هاشم: شيبة- دون إضافة الحمد- وهو «عبد المطلب» ، وفيه: العمود، والشرف؛ لأنه جد الرسول صلى الله عليه وسلّم. اه: جمهرة. (2) و «أسد» قال عنه الإمام/ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ) في (المعارف) ص 71 تحت عنوان [نسب بني هشام] : «أما هاشم ... فاسمه «عمرو» ومات ب «غزة» من أرض الشام. وولده: «عبد المطلب» ، و «أسد» وغيرهما ... فأما «أسد» فولده: «حنين» ولم يعقب، وهو خال «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنه- و «فاطمة بنت أسد» وهي أم «علي بن أبي طالب» اه/ المعارف. طبع دار المعارف. (3) و «نضلة بن هاشم» قال عنه «محمد بن حبيب البغدادي» في (المنمق في أخبار قريش) ص 400 تحت عنوان [أبناء الحبشيات من قريش] « ... نضلة بن هاشم: «أمه «صهال» . وقال محقق المنمق- خورشيد أحمد فارق- في الحاشية رقم: 3 من ص 400: «وفي-

و «أبو صيفي «1» » . وبناته: «الشفاء «2» » و «خالدة «3» » و «رقية» و «ضعيفة» و «حية «4» » .

_ - نسب قريش ص 16 ... أم نضلة بن هاشم «أميمة بنت أدّ القضاعية» اه: حاشية رقم: 3. (1) و «أبو صيفي» ترجم له الإمام/ ابن حبيب في [المنمق ... ص 402 تحت عنوان أبناء اليهوديات من قريش] فقال: «وأبو صيفي بن هاشم بن عبد مناف أمه: من أهل «خيبر» . اه: المنمق. وقال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) ص 14: « ... و «أبو صيفي» و «أسد» بنو هاشم بن عبد مناف انقرضت أعقابهم. وكان منهم «عمرو بن أبي صيفي» الذي أعتق «شارة» التي حملت كتاب «حاطب بن أبي بلتعة» إلى قريش، ينذرهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلّم عام الفتح لمكة، فاتبعها «علي» و «الزبير» فأدركاها، وأخذا الكتاب منها» . اه: الجمهرة. (2) و «الشفاء» ذكرها «محمد بن حبيب» في كتابه (المنمق) ص 171 تحت عنوان- ذكر ما هاج الفجار الرابع، وهو فجار البرّاض- فقال: «وعلى بني هاشم: الزبير بن عبد المطلب، ومعه النبي صلى الله عليه وسلّم والعباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه- ومعهم: بنو المطلب عليهم «يزيد بن هاشم، وأمه «الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف» اه: المنمق. (3) و «خالدة» و «ضعيفة» ذكرهما الإمام/ ابن قتيبة في كتابه (المعارف) ص 112 تحت عنوان تسمية من خلف على امرأة أبيه، فقال: « ... وكانت «واقدة» من بني مازن بن صعصعة، عند «عبد مناف» فولدت له: «نوفلا» و «أبا عمرو» فهلك عنها، وخلف عليها ابنه «هاشم بن عبد مناف» ، فولدت له: «خالدة» ، و «ضعيفة» . اه: المعارف. للإمام: ابن قتيبة. وقال الإمام ابن حزم الأندلسي في (جمهرة أنساب العرب) ص 14: « ... وأم نوفل «واقدة» من بني مازن ... السلمية، كانت زوجا ل «عبد مناف» ، وبعد موته خلف عليها ابنه «هاشم......» وكانت العرب تسمي هذا النكاح نكاح المقت، فولت له «خالدة» و «ضعيفة» اه. الجمهرة، وانظر: (المنمق) لابن حبيب ص 48 (قصة زهرة، وأمية) . (4) وحول «رقية» قال ابن هشام في (السيرة النبوية) (1/ 130) تحت عنوان: أولاد هاشم وأمهاتهم: ... فولد هاشم بن عبد مناف أربعة نفر، وخمس نسوة ... فأم «عبد المطلب» ، و «رقية» : «سلمى بنت عمرو ... إلخ» . و «أم أسد» «قيلة ... » ، و «أم خالدة» و «ضعيفة» : و «واقدة» ... إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وقال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 130) : «أم حية: وذكر ابن إسحاق، أن أم حية بنت هاشم، وأم أبي صيفي: هند بنت عمرو بن ثعلبة، والمعروف عند أهل النسب أن أم حية: «جحل بنت حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط الثقفية» . و «حية بنت هاشم» كانت تحت «الأجحم بن دندنة الخزاعي» ولدت له: «أسيدا» و «فاطمة بنت الأجحم» التي تقول: قد كنت لي جبلا ألوذ به ... فتركتني أضحى بأجرد ضاح اه: الروض.

(ابن عبد مناف «1» ) واسمه «المغيرة «2» » ، وكنيته «أبو عبد شمس «3» » . وأمه «حبى بنت حليل الخزاعية «4» » . وكان يقال له: قمر البطحاء، وهو صاحب الرياسة في قريش وسنام «5» الشرف/ وهو في عمود النسب الكريم، وإياه عنى القائل

_ (1) (ابن عبد مناف) و «مناف» - صنم-، مشتق من: ناف ينوف، وأناف ينيف، إذا ارتفع وعلا ... » اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 16) . وقال السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 8) : «وكانت أمه حبى.. قد أخدمته «مناة» ، وكان «صنما» عظيما لهم وكان سمي به «عبد مناة» ، ثم نظر «قصي» فرآه يوافق «عبد مناة بن كنانة» فحوله «عبد مناف» . «وذكره البرقي، والزبير أيضا ... » . اه: الروض الأنف. (2) قوله: «واسمه المغيرة» : منقول من الوصف، والهاء فيه للمبالغة، أي: «أنه مغير على الأعداء، أو مغير من أغار الجبل إذا أحكمه، ودخلته الهاء كما دخلت في «علامة» - أي للمبالغة- ... إلخ» اه: الروض الأنف للسهيلي (1/ 7، 8) بتصرف. (3) «كنيته» أبو عبد شمس، كنى باسم أحد أولاده، كما سيأتي- إن شاء الله تعالى. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير (1/ 555) . (4) و «حبى» قال عنها الإمام ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 114) : و «حبى أم عبد مناف هي حبى بنت حليل بن حبشية بن سلول من خزاعة» . و «خزاعة» قال عنه، ابن إسحاق: وخزاعة تقول: نحن بنو عمرو بن عامر. وقال ابن هشام: وتقول خزاعة: نحن بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ... إلخ. وخزاعة التي تنسب إليها «حبى» سميت بذلك؛ لأنهم تخزعوا من ولد «عمرو بن عامر» حين أقبلوا من اليمن يريدون الشام، فنزلوا، ب «مر الظهران» فأقاموا بها. قال عوف بن أيوب الأنصاري ... من الخزرج في الإسلام: لما هبطنا بطن مر تخزعت ... خزاعة منا في خيول كراكر حمت كل واد من تهامة واحتمت ... بصم القنا والمرهفات البواتر و «أبو خزاعة» : «عمرو بن ربيعة: هو أول من بحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي» . و «بنو حليل» و «بنو حبشية» من بني «عمرو بن ربيعة» . اه: السيرة النبوية للإمام/ ابن هشام. وانظر: الاشتقاق للإمام/ ابن دريد 1، 2/ 37، 38، 468، 469. و «عبد مناف» كان يلقب «قمر البطحاء» ذكر ذلك الإمام/ الطبري في تاريخه (2/ 254) . وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير) للإمام ابن الجوزي، ص 10، 11. (5) و «السنام» : العلو، والمراد: علو مكانته وشرفه بين قومه.

بقوله: كانت قريش بيضة فتفلقت ... فالمح «1» خالصه لعبد مناف «2» أولاده أربعة: «هاشم» وهو عمود النسب الشريف، و «المطلب» ، و «عبد شمس» و «نوفل» «3» وأم الجميع- عدا- «نوفل» «عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمية» «4» . و «أم نوفل «5» » «واقدة بنت أبي عدي من بني مازن بن صعصعة» .

_ (1) و «المخ» : - بالخاء المعجمة- و «المح» - بالحاء المهملة-: خالص كل شيء. وعليه يصح أن تقول:......*** فالمح خالصه...... (2) وبيت الشعر من قصيدة ل «عبد الله بن الزبعري» ذكره الإمام السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 61) ، وجاء بعده: الخالطين فقيرهم بغنيهم ... والظاعنين لرحلة الأضياف والرائشين وليس يوجد رائش ... والقائلين: هلم للأضياف اه: الروض الأنف للإمام السهيلي بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام. وانظر: الاكتفا في مغازي المصطفى ... للإمام الكلاعي (1/ 33) . (3) عن أولاد «عبد مناف» الأربعة: قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) بحاشية السيرة النبوية (1/ 163) قال: وكان أول بني (عبد مناف) هلكا «هاشم» توفي ب «غزوة» من أرض الشام، ثم «عبد شمس» الذي كان يكنى به مات ب «مكة» ، ثم «المطلب» مات ب «ردمان» من أرض اليمن، ثم «نوفلا» مات ب «سلمان» من ناحية «العراق» اه: الروض الأنف. بتصرف. وانظر: الكامل في التاريخ للإمام/ ابن الأثير (1/ 554) . (4) و «عاتكة بنت مرة» : «أم هاشم» ، و «المطلب» ، و «عبد شمس» مشتق من قولهم: عتكت القوس، إذا احمرت بالطيب من القدم، وعتكت المرأة بالطيب إذا تضمخت به حتى يحمر جلدها ... » اه: (الاشتقاق) للإمام ابن دريد (1/ 37) تحت عنوان (أم هاشم عاتكة ... إحدى بني سليم) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 553) . (5) و «أم نوفل» «واقدة ... » ، وهي أم خالدة، وقد تقدم الحديث عنها. وانظر: (المعارف) للإمام ابن قتيبة (1/ 112) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير (1/ 553) . وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام/ ابن حزم ص 14.

(ابن قصيّ «1» ) - بضم القاف وفتح الصاد المهملة- واسمه «زيد» . وقيل: «مجمّع «2» » - بكسر الميم الثانية المشددة-. وقيل: «يزيد «3» » .

_ (1) و «قصي» تصغير: قاص- تصغير ترخيم-، والنسبة إليه «قصوى» ... واسمه «زيد» ... إلخ» اه: الاشتقاق. للإمام/ ابن دريد (1/ 19- 20) . وقال ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) (1/ 555- 556) : « ... قصي واسمه «زيد» وكنيته «أبو المغيرة» ؛ وإنما قيل له قصي؛ لأن ربيعة بن حرام بن ضبة ... «تزوج أمه «فاطمة ابنة سعد ابن سيل» ونقلها إلى «عذرة» من مشارف الشام، وحملت معها «قصيا» لصغره ... فولدت أمه «فاطمة» ل «ربيعة بن حرام» : رزاح بن ربيعة «فهو أخو «قصي» لأمه ... وكان «قصي» ينتمي ل «ربيعة» إلى أن كبر، وكان بينه وبين رجل من قضاعة شيء، فعيره القضاعي بالغربة، فرجع «قصي» إلى أمه وسألها عما قال القضاعي، فقالت له: يا بني أنت أكرم منه نفسا وأبا، أنت «ابن كلاب بن مرة» ، وقومك ب «مكة» عند البيت الحرام، فصبر حتى دخل الشهر الحرام، وخرج مع حاج قضاعة حتى قدم مكة، وأقام مع أخيه «زهرة» ثم خطب إلى «حليل بن حبشية الخزاعي» ابنته «حبى» فزوجه، فولدت أولاده: «عبد الدار ... إلخ» اه: الكامل في التاريخ. (2) وقيل: اسمه «مجمع» قال ابن إسحاق (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 248- 249) : « ... فكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه، فكانت إليه: الحجابة، والسقاية، والرفادة، والندوة، واللواء، فحاز شرف «مكة» كله، وقطع «مكة» رباعا بين قومه، فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من «مكة» التي أصبحوا عليها ... فسمته قريش «مجمعا» لما جمع من أمرها، وتيمنت بأمره، فما تنكح امرأة، ولا يتزوج رجل من قريش، وما يتشاورن في أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلا في داره ... فكان أمره في قومه من قريش في حياته، ومن بعد موته كالدين المتبع لا يعمل بغيره. واتخذ لنفسه دار الندوة، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة، ففيها كانت قريش تقضي أمورها. قال ابن هشام: وقال الشاعر: - حذافة العدوي-: قصي لعمري كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: المنمق ... لابن حبيب ص 28- 29. وانظر: تاريخ الطبري للإمام ابن جرير الطبري (2/ 256) . وانظر: (الثقات) للإمام ابن حبان (1/ 28) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير (1/ 556- 557) . وانظر: (الاكتفا في مغازي المصطفى) للإمام الكلاعي 3/ 32. (3) وقيل: «اسمه يزيد» حول هذه التسمية قال الحافظ/ مغلطاي بن قليج (ت 763 هـ) في كتابه: (الإشارة إلى سيرة المصطفى ... ) : « ... وقال الشافعي: يريد فيما حكاه الحاكم أبو أحمد ... » تحقيق/ محمد نظام الدين الفتيح. طبع دار القلم.

أمه «فاطمة بنت سعد «1» » من أزد «2» السراة «3» . أولاده أربعة: «عبد مناف» المتقدم، وفيه العمود والشرف، و «عبد الدار» و «عبد العزى» و «عبد» بلا إضافة. ويقال: «عبد قصي «4» » .

_ (1) و «أم قصي» : «فاطمة بنت سعد بن سيل» وهو «خير بن حمالة بن عوف بن غنم بن عامر- وهو الجادر- أول من بنى جدار الكعبة- بن عمرو بن جعثمة بن يشكر بن مبشر ... ابن مالك بن نصر ابن الأزد ... إلخ» اه: المنمق في أخبار قريش للإمام/ ابن حبيب ص 29، 30. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 555) . (2) و «الأزد» قال عنه الإمام/ عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093 هـ) في كتابه (خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب) (2/ 386- 387) : «هو الحارث، وقيل: عبد الله بن كعب بن مالك ابن نصر بن الأزد، قال في الصحاح- (2/ 440) -: «أزد أبو حي من اليمن ... وهو بالسين أفصح» . وقال أبو عبيدة وغيره من علماء النسب افترقت الأزد على نحو سبع وعشرين قبيلة: ... منهم أزد «السراة» وهو من أقام منهم عند جبل «السراة» ، ولبعض آخر «أزد عمان» - بضم العين المهملة وتخفيف الميم-، وهو بلد على شاطئ البحر، أضيفوا إليه لسكناهم فيه. ولبعض آخر: «أزد أزد «غسان» - وهو اسم ماء بين زبيد..- وهما واديان للأشعريين- فمن شرب منه منهم، سمي: أزد «غسان» - وهم أربع قبائل، ومن لم يشرب منه لا يقال له ذلك. قال حسان بن ثابت: إما سألت فإنا معشر نجب ... الأزد نسبتنا والماء غسان ومنهم من يقال له: أزد شنوءة، سمى بذلك لشنان وقع بينهم ... » اه: خزانة الأدب للإمام البغدادي بتصرف. (3) و «السراة» قال عنها ياقوت الحموي في (معجم البلدان) (3/ 203) : «السراة: الأرض والجبال الحاجزة بين «تهامة» واليمن، والمراد بأزد السراة: سراة الأزد، وبها منازل «أزد شنوءة» ... إلخ» اه: معجم البلدان. (4) عن أولاد عبد مناف قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام- مع الروض الأنف- للسهيلي (1/ 129- 142) . «فولد قصي بن كلاب أربعة نفر وامرأتين: «عبد مناف بن قصي» ، و «عبد الدار بن قصي» ، و «عبد العزى بن قصي» ، و «عبد قصي بن قصي» ، و «تخمر بنت قصي» و «برة بنت قصي» ، وأمهم «حبى بنت حليل ... إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وقال الإمام محمد بن حبيب في (المنمق في أخبار قريش) ص 32: « ... وكان قصي يقول: ولد لي أربعة نفر- ولم يذكر البنتين: تخمر وبرة- فسمى اثنين باسم الالهة: -

وقسّم «1» «قصي» مكارمه بين ولده، فأعطى «عبد مناف» : «السقاية» و «الندوة» .

_ - «عبد مناة» و «عبد العزى» . وواحد باسم الدار «عبد الدار» ، وواحد بنفس عبد، أو «عبد قصي ... » اه: المنمق بتصرف. (1) تقسيم «قصي» مكارمه بين أولاده فيه رأيان: الأول: - وهو التقسيم- ذكره الإمام/ الصالحي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) (1/ 276) . شرح أسمائه- صلى الله عليه وسلّم قال- رحمه الله تعالى-: - «وقصي أحدث وقود النار بالمزدلفة ليراها من دفع من عرفة، وقسم قصي مكارمه بين أولاده فأعطى «عبد مناف» السقاية والندوة؛ فكانت فيه النبوة، والثروة، وأعطى «عبد الدار» الحجابة، واللواء، وأعطي «عبد العزى» الرفادة والضيافة أيام منى، فكانوا لا يجيزون إلا بأمره. وأعطى «عبد قصي» الثلاثة» اه: سبل الهدى. الاخر: - عدم التقسيم- ذهب إليه ابن إسحاق كما في السيرة النبوية لابن هشام (1/ 152) - وغيره فقال: ... فلما كبر قصي ورقّ عظمه، وكان عبد الدار بكره، وكان «عبد مناف» قد شرف في زمان أبيه، وذهب كل مذهب ... فقال قصي ل «عبد الدار» أما والله يا بني لألحقنك بالقوم، وإن كانوا قد شرفوا عليك: لا يدخل رجل منهم الكعبة، حتى تكون أنت تفتحها له، ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك، ولا يشرب أحد بمكة إلا من سقايتك، ولا أحد من أهل الموسم إلا من طعامك، ولا تقطع قريش أمرا من أمورها، إلا في دارك، فأعطاه داره- دار الندوة- التي لا تقضي قريش أمرا من أمورها، إلا فيها، وأعطاه: الحجابة، واللواء، والرفادة» اه: السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف. وانظر: (المنمق في أخبار قريش) ص 32، 132 للإمام محمد بن حبيب. وانظر: (الكامل في التاريخ) لابن الأثير (1/ 577) . ويبقى سؤال متى وكيف وزعت هذه المكارم؟ يجيب على هذا التساؤل «ابن إسحاق» كما جاء في (السيرة النبوية) لابن هشام مع الروض الأنف (1/ 153- 154) فيقول: «ثم إن قصي بن كلاب هلك فأقام أمره في قومه، وفي غيرهم بنوه من بعده فاختطوا مكة رباعا بعد الذي كان قطع لقومه بها، فكانوا يقطعونها في قومهم وفي غيرهم من حلفائهم ويبيعونها فأقامت على ذلك قريش معهم ليس بينهم اختلاف ولا تنازع، ثم إن بني عبد مناف بن قصي بن عبد شمس، وهاشما، والمطلب ونوفلا أجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن قصي، مما كان قصي جعل إلى «عبد الدار» من: الحجابة، واللواء، والسقاية، والرفادة ورأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم فتفرقت عند ذلك قريش، فكانت طائفة مع بني «عبد مناف» على رأيهم يرون أنهم أحق به من بني «عبد الدار» لمكانهم في قومهم، وكانت طائفة مع «بني عبد الدار» ، يرون أنه لا ينزع منهم ما كان «قصي» جعل لهم. فكان صاحب أمر بني عبد مناف: عبد شمس بن عبد مناف؛ وذلك أنه أسن بني عبد مناف. -

_ - وكان صاحب أمر بني عبد الدار: عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار. فكان بنو أسد بن عبد العزى بن قصي، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرة بن كعب، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر، مع بني عبد مناف. وكان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة، وبنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو جمح بن عمرو ابن هصيص بن كعب، وبنو عدي بن كعب، مع بني عبد الدار، وخرجت عامر بن لؤي ومحارب ابن فهر، فلم يكونوا مع واحد من الفريقين، فقعد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضا «ما بل بحر صوفة» فأخرج بنو «عبد مناف» «جفنة مملوءة طيبا- فيزعمون- أن بعض نساء بني عبد مناف أخرجتها لهم، فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها فتعاقدوا وتعاهدوا وحلفاؤهم، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم؛ فسموا المطيبين. وتعاقد «بنو عبد الدار» وتعاهدوا هم وحلفاؤهم عند الكعبة حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضا فسموا الأحلاف. ثم سوند بين القبائل، ولزم بعضها ببعض فعبئت بنو «عبد مناف» ) لبني سهم، وعبئت بنو أسد لبني «عبد الدار، وعبئت «زهرة» لبني جمح، وعبئت بنو تيم لبني مخزوم، وعبئت بنو الحارث بن فهر لبني عدي بن كعب، ثم قالوا لتغن كل قبيلة من أسند إليها. فبينا الناس على ذلك، قد اجتمعوا للحرب؛ إذ تداعوا للصلح، على أن يعطوا بني عبد مناف: السقاية والرفادة، وأن تكون الحجابة واللواء، والندوة لبني عبد الدار، كما كانت، ففعلوا، ورضي كل واحد من الفريقين بذلك، وتحاجز الناس عن الحرب، وثبت كل قوم مع من حالفوا، فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الله- تعالى- بالإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما كان من حلف في الجاهلية؛ فإن الإسلام لم يزده إلا شدة» . حول الحديث انظر: صحيح البخاري كتاب (الكفالة) رقم: (2) والأدب 67. وصحيح مسلم فضائل الصحابة 304. وجامع الترمذي السير 39. والسنن للإمام/ أبي داود 17. وسنن الدارمي، السير 80. ومسند الإمام أحمد/ 1/ 190، 317، 2/ 182، 205، 207، 213، 315، 3/ 112، 281، 4/ 83، 5/ 61. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي كتاب البر (ما كان من حلف في الجاهلية) (8/ 173، 271) ، (3/ 492) ، (4/ 137، 336) . وانظر: (الجامع الكبير) للسيوطي- قوله: (1/ 209.] . اه: السيرة النبوية لابن هشام: -

وأعطى «عبد الدار» : «الحجابة «1» » و «اللواء» . وأعطى «عبد العزى» : «الرفادة «2» » ، وهي «الضيافة» أيام «منى» ، ثم مات «قصي» ب «مكة» ودفن/ بالحجون «3» فتدافنت الناس بالحجون. (ابن كلاب «4» ) - بوزن كتاب- اسمه «المهذب «5» » ، وقيل:

_ - (1/ 153- 154) بتصرف وزيادة عزو الحديث. وانظر: (المنمق في أخبار قريش) لابن حبيب ص 33، 189، 190. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 557- 558) . (1) المراد ب «الحجابة» : «حجابة الكعبة، فهي في ولد «عبد الدار» إلى الان، وهم بنو شيبة بن عثمان ابن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار» اه: الكامل في التاريخ للإمام/ ابن الأثير (1/ 557) . (2) و «الرفادة» ذكرها ابن هشام في (السيرة النبوية) (1/ 152) فقال: « ... وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى «قصيّ بن كلاب» ، فيصنع به طعاما للحاج، فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد، وذلك أن قصيا فرضه على قريش؛ فقال لهم حين أمرهم به: يا معشر قريش إنكم جيران الله، وأهل بيته، وأهل الحرم، وإن الحاجّ ضيف الله وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج، حتى يصدروا عنكم فكانوا يخرجون ذلك كل عام من أموالهم خرجا، فيدفعونه إليه فيصنعه عاما للناس أيام منى، فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام، ثم جرى في الإسلام إلى يومنا هذا، فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام ب «منى» حتى ينقضي الحج» اه: السيرة النبوة للإمام ابن هشام. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 557) . (3) عن دفن «قصي» ب «الحجون» انظر: (الطبقات) للإمام/ محمد بن سعد (1/ 72) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 558) . و «الحجون» - آخره نون- قيل: جبل بأعلى مكة. وقيل: مكان من البيت، وقال مضاض بن عمرو: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر اه: معجم البلدان للإمام/ ياقوت الحموي (2/ 225) . (4) وعن «كلاب» قال ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 20) : مصدر كالبته مكالبة وكلابا. فهو منقول: «إما من المصدر الذي هو معنى المكالبة، نحو كالبت العدو مكالبة وكلابا، وإما من الكلاب جمع كلب؛ لأنهم يريدون الكثرة كما سموا بسباع، وأنمار ... » اه: الاشتقاق. وانظر: الروض الأنف للإمام/ السهيلي (1/ 8) . (5) و «المهذب» ذكره الإمام/ ابن سعد في (الطبقات) - ذكر قصي بن كلاب (1/ 73) ذكره-

«حكيم» «1» ، وقيل: «عروة» ، أمه: «هند «2» » ، وقيل: «نعم «3» - كرمح- بنت سرير- كزبير- من كنانة «4» ، وكان محبا للعبيد مولعا بالكلاب له منها شيء كثير؛ فكان إذا مر بكلاب، على قوم قالوا: هذه كلاب «ابن مرة» . فصار لقبا له، وكثيرا ما يقع في أسمائهم: «كلب» و «ذئب» ونحو ذلك «5» .

_ - في أبيات قالتها «تخمر بنت قصي» ترثي أباها: طرق النعي بعيد نوم الهجد ... فنعى قصيا ذا الندى والسودد فنعى «المهذب» من لؤي كلها ... فانهل دمعي كالجمان المفرد اه: الطبقات لابن سعد. وذكره الإمام ابن حبان البستي (ت 354 هـ) في (الثقات) (1/ 22) - ذكر نسب سيد ولد آدم ... إلخ فقال: «واسم قصي زيد بن كلاب، وهو المهذب» اه: الثقات لابن حبان. وانظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 276) - شرح أسمائه صلى الله عليه وسلّم للإمام الصالحي. (1) وذكره باسم: «حكيم» أو «الحكيم» بأل، وقيل: «عروة» ابن حبان في «الثقات» / 22» . وانظر: أيضا المراجع الاتية: أ- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالي (1/ 276) - شرح أسمائه صلى الله عليه وسلّم. ب- (الإشارة) للإمام مغلطاي بن قليج في ص 51. ج- (المواهب اللدنية) للإمام القسطلاني مع شرحها للإمام الزرقاني (1/ 74) . (2) و «هند» مشتق من قولهم: هندت تهنيدا: إذا لاينته ولاطفته. وتجمع هند «هنودا. وهنيدة: المائة من الإبل ... » اه: (الاشتقاق) لابن دريد (1/ 40) . وقال ابن حبان في (الثقات) (1/ 28) : «وأم كلاب بن مرة ويقظة ابني مرة» اه: الثقات. (3) ذكرها باسم «نعيم» الإمام/ ابن قتيبة في المعارف ص 130 فقال: «وأم كلاب: نعيم بنت سرير ابن ثعلبة ... » اه: المعارف. وانظر: تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ، والسير للإمام: ابن الجوزي ص 11. (4) و «كنانة» المراد به «كنانة بن خزيمة بن مدركة ... إلخ» اه: الاشتقاق (1/ 27- 28) . وانظر: (المنمق في أخبار قريش) للإمام: محمد بن حبيب ص 20. وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام: ابن حزم ص 11. (5) حول ما يقع في أسمائهم من نحو «كلب ... إلخ» انظر: (الروض الأنف) للإمام: السهيلي (1/ 8) .

وقيل لأبي الدقيش «1» الأعرابي: لم تسمون أبناءكم بشرّ الأسماء نحو «كلب» و «ذيب» *؟! وعبيدكم بأحب الأسماء نحو «مرزوق» و «رباح» ؟!. قال: إنما نسمي أبناءنا للأعداء، وعبيدنا لأنفسنا. وكان له من الذكور اثنان: «قصي» المتقدم، و «زهرة «2» » - بضم الزاي- وبه كان يكنى، وهو جد النبي صلى الله عليه وسلّم من قبل أمه «3» . (ابن مرة «4» ) بضم الميم وتشديد الراء- وكنيته: «أبو يقظة» «5» .

_ (1) حول «أبي الدقيش» قال الأستاذ: عبد السلام هارون- رحمه الله- في ص 60 من كتاب (الاشتقاق) لابن دريد حاشية رقم (1) : «أبو الدقيش- ذكره ابن النديم في الفهرست (70 مصر 47 ليبسك) - من الأعراب الفصحاء الذين روى عنهم العلماء، وسماه: أبا الدقيش الغنوي. وفي اللسان: قال أبو زيد: دخلت على «أبي الدقيش الأعرابي، وهو مريض، فقلت له: كيف تجدك يا أبا الدقيش؟ قال: أجد ما لا أشتهي، وأشتهي ما لا أجد، وأنا في زمان سوء، زمان من وجد لم يجد، ومن جاد لم يجد» اه: حاشية رقم: 1 من الاشتقاق. وحول الحوار، انظر: ص 60 من الاشتقاق لترى الحوار الذي دار بين «الخليل بن أحمد» ، وبين «أبي الدقيش» . (*) و «ذيب» هو «ذئب» أدخل عليه التسهيل وهو قلب الهمزة ياء، وهو لغة قريش. (2) «زهرة» على وزن (فعلة) - بضم الفاء وإسكان العين- مشتق من الزهر- يعني- زهر الأرض، وما أشبهه ... وأما الزهرة بوزن (فعلة) - بضم الزاي المشددة، وفتح الهاء- فالمراد بها النجم الذي في السماء، ومن قال فيه «الزهرة» - بإسكان الهاء- فقد أخطأ ... إلخ» اه (الاشتقاق) للإمام/ ابن دريد (1/ 33) بتصرف. وانظر: كتاب (الجوهرة في نسب النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه العشرة) للإمام/ محمد بن أبي بكر التلمساني. تحقيق د/ محمد التونجي. منشورات دار الرفاعي السعودية. الرياض. (3) قوله: «من قبل أمه» وعليه فالرسول صلى الله عليه وسلّم يلتقي مع أمه في النسب في الجد الخامس، وهو «زهرة» . (4) وعن مرة قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) بحاشية السيرة النبوية لابن هشام (1/ 80) . «ومرة منقول من وصف الحنظلة والعلقمة ... وكثير ما يسمون ب «حنظلة ... » ويجوز أن تكون للمبالغة؛ فيكون منقولا من وصف الرجل بالمرارة، ويقوى هذا قولهم: تيم بن مر، وأحسبه من المسمين بالنبات؛ لأن أبا حنيفة ذكر: أن: المرة بقلة تقلع فتؤكل بالخل والزيت يشبه ورقها الهندباء» اه: الروض الأنف. وانظر: الاشتقاق لابن دريد (1/ 22) . (5) و «أبو يقظة» مشتق من التيقظ من قولهم: رجل يقظان، حسن اليقظة، وامرأة يقظى، ومنه ما أنشده: قيس بن الخطيم: ما تمنعني يقظى فقد تؤتينه ... في النوم غير مصرد محسوب -

وأمه: «مخشية بنت شيبان بن محار بن فهر «1» » . أولاده ثلاثة: «كلاب» المتقدم، و «تيم» و «يقظة» المكنى به. (ابن كعب «2» وكنيته) :.............

_ - ويروي ل «عمر بن عبد العزيز» : ومن الناس من يعيش شقيا ... خيفة الليل غافل اليقظة اه: الاشتقاق للإمام ابن دريد (1/ 34) . و «يقظة» تأتي بفتح القاف، وإسكانها كما في الروض الأنف. و «أم يقظة» البارقية: امرأة من بارق من الأسد من اليمن، ويقال: هي أم «تيم» . ويقال: تيم هند بنت سرير أم كلاب اه: الروض الأنف للإمام السهيلي. (1) ذكرها باسم «مخشية» : الإمام: ابن حبان في كتاب (الثقات) (1/ 29) . وذكرها باسم «وحشية» كل من: أ- الإمام محمد بن إسحاق كما في (السيرة النبوية) للإمام: ابن هشام (1/ 127) . ب- الإمام/ محمد بن قتيبة في كتابه (المعارف) ص 130. ج- الإمام/ ابن حبان في (الثقات) (1/ 29) . و «وحشية» منسوبة إلى الوحش كما في (الاشتقاق) للإمام/ ابن دريد 1/ 41. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر ... ) للإمام/ ابن الجوزي ص 11. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 559) . (2) (ابن كعب) مشتق من شيئين: «إما من كعب الإنسان والدابة، أو كعب القناة ... وسميت الكعبة لتربيعها ... إلخ» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 24) . بتصرف. وقال السهيلي في (الروض الأنف) 1/ 8، 9: أو من كعب القدم، وهو عندي أشبه لقولهم: ثبت ثبوت الكعب. وجاء في خبر ابن الزبير: أنه كان يصلي عند الكعبة يوم قتل، وحجارة المنجنيق تمر بأذنيه، وهو لا يلتفت؛ لأنه كعب راتب. و «كعب بن لؤي» هذا أول من جمع يوم العروبة، ولم تسم العروبة الجمعة إلا مذ جاء الإسلام في قول بعضهم. وقيل: هو أول من سماها «الجمعة» فكانت قريش تجتمع إليه في هذا اليوم فيخطبهم، ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلّم ويعلمهم أنه من ولده، ويأمرهم باتباعه والإيمان به، وينشد في هذا أبياتا منها قوله: يا ليتني شاهد فحواء دعوته ... إذا قريش تبغي الحق خذلانا وقد ذكر الماوردي هذا الخبر، عن كعب في كتاب (الأحكام) له اه: الروض الأنف. -

«أبو هصيص*» مصغرا. وأمه: «ماوية «1» بنت كعب بن القين «2» «القضاعية» «3» / وقيل: «سلمى بنت محارب الفهرية» ، وكان عظيم القدر عند العرب، ولهذا أرخوا بموته إلى أن كان عام الفيل

_ - وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام: ابن الأثير (1/ 559) . وانظر: (المواهب اللدنية) للقسطلاني، و (شرحها) للزرقاني (1/ 74) . وقال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) (1/ 279) . وكان بين موته، ومبعث النبي صلى الله عليه وسلّم خمسمائة وستون سنة رواه أبو نعيم وغيره. وهو أول من قال: (أما بعد) في أحد الأقوال «اه: سبل الهدى والرشاد. (*) و «هصيص» : قال عنه الخليل بن أحمد في كتابه (العين) (3/ 344) : «الهص: شدة القبض، والغمز، تقول: هصه، وهصهصه في المد والترجيع، وهصيص اسم أبي حي من قريش» اه: العين، وسيذكر المؤلف هذا المعنى فيما يأتي- إن شاء الله تعالى-. ولمعرفة المزيد عنه انظر المراجع الاتية: أ- غريب الحديث للإمام الحربي (3/ 345) . ب- (الروض الأنف) للإمام/ السهيلي (1/ 127: ج- (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 559) . د- (القاموس المحيط) للفيروز أبادي: هصص. (1) و «الماوية» ... «زعموا المرآة، ويمكن أن يكون اشتقاقها من أويت له: أي: رحمته ورققت له، أو تكون منسوبة إلى الماء، وهو الوجه- إن شاء الله- ... » اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 40- 41) . وذكرها باسم «ماوية» كل من: أ- الإمام/ محمد بن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 119- 120) . ب- الإمام/ محمد بن حبيب في كتابه (المنمق في أخبار قريش) ص 349. ج- الإمام/ ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 40) . د- الإمام/ محمد بن حبان في (الثقات) (1/ 49) . هـ- الإمام/ ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) (1/ 559) ، وذكرها باسم «ماوية» ولعله من أخطاء الطبع. وذكرها باسم «سلمى» الإمام: ابن قتيبة في (المعارف) ص 130. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) ... لابن الجوزي ص 11. (2) و «القين» هو «القين بن جسر» واسمه: «النعمان» . الاشتقاق لابن دريد (2/ 452) . (3) و «القضاعية» نسبة إلى قضاعة، قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) ص 8: هو مختلف فيه: فقيل: «قضاعة بن معد بن عدنان.

فأرخوا به، ثم أرخوا بموت «عبد المطلب «1» » . أولاده الذكور ثلاثة: «مرة» المتقدم، و «هصيص «2» » المكنى به، وهو تصغير «هص» : وهو القبض بالأصابع و «عدي «3» » . (ابن لؤي «4» ) - بضم اللام وهمز الواو- أمه: «وحشية بنت مدلج «5» » من كنانة.

_ - وقوم يقولون: هو «قضاعة بن مالك بن حمير» . و «قضاعة» : مشتق من شيئين: إما من قولهم: انقضع الرجل عن أهله إذا بعد عنه. أو من قولهم: «تقضع بطنه إذا أوجعه، أو وجد في جوفه وجعا» اه: الاشتقاق (1/ 536) . (1) عن مكانة «كلب» وقدره عند العرب والتأريخ بموته انظر: أ- الكامل في التاريخ، للإمام/ ابن الأثير (1/ 560) . ب- المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 74) . (2) انظر: ما ذكرناه سابقا حول «هصيص» . (3) وعن «عدي» قال ابن إسحاق كما في السيرة النبوية لابن هشام (1/ 127) : «فولد كعب بن لؤي ثلاثة نفر: «مرة» و «عدي» و «هصيص بن كعب» ، وأمهم: «وحشية بنت شيبان ... » اه/ السيرة النبوية لابن هشام. وقال ابن حزم في [جمهرة أنساب العرب (1/ 13، 150، 159) : «وأما كعب بن لؤي فولد: «مرة» ، وفيه العدد، والشرف، و «عدي» و «هصيص» . وولد «هصيص» : «عمرو» فولد «عمرو» : «جمح» واسمه: «تيم» ، ومنه «ابو بكر الصديق» - رضي الله عنه-. و «سهم» واسمه: «زيد» أمهما» الألوف بنت عدي بن كعب» . وقال أيضا: وولد «عدي بن كعب» - ومنه عمر بن الخطاب- «رزاح» - بفتح الراء والزاي- و «عويج» اه: جمهرة أنساب العرب. وانظر: (المعارف) للإمام: ابن قتيبة ص 69. (4) و «لؤي» : مشتق من أشياء: إما تصغير لواء الجيش، وهو ممدود. أو تصغير (لوي) - بكسر اللام وفتح الواو- يعني- الرمل، وهو مقصور. أو تصغير (لأي) تقديره «لعي» وهو الثور ... وهو مقصور مهموز، و «اللوى» : «اعوجاج في ظهر القوس ... إلخ» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 24) . وانظر: الروض الأنف بحاشية السيرة النبوية لابن هشام (1/ 8) . وانظر: الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير (1/ 559) . (5) حول «وحشية» انظر: ما ذكرناه سابقا حولها، وهي من «الوحش» كما قال ابن قتيبة في (المعارف) ص 130.

وقيل: «سلمى بنت عمرو الخزاعي «1» » «عاتكة بنت يخلد بن النضر «2» » . أولاده الذكور: «كعب» المتقدم، و «عامر» وهذان الصريحان» ، والباقون مختلف في نسبهم إلى «لؤي» ؛ وهم: [ «سامة «4» » و «خزيمة» ، و «سعد» و «جشم» - وهو الحارث-، و «عوف» بنو «لؤي «5» » ] .

_ (1) ذكرها باسم «سلمى بنت عمرو الخزاعي» كل من: أ- الإمام/ محمد بن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 128) . ب- الإمام/ ابن حبان في (الثقات) (1/ 29) «سلمى بنت عمرو بن عامر بن حارثة بن خزاعة» . و «سلمى» مشتقة من «السلم» ، والسلم ضد الحرب، وهما واحد، وفي التنزيل: وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ [سورة النساء، من الاية: 90] ، وهي على وزن (فعلى) ... إلخ اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 34) . (2) وذكرها باسم «عاتكة ... » الإمام/ ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) (1/ 560) : فقال: « ... وأم «لؤي» عاتكة ابنة يخلد ... بن النضر» وهي أول العواتك اللاتي ولدن رسول الله صلى الله عليه وسلّم من قريش ... إلخ» اه: الكامل في التاريخ. وحول «أم لؤي» انظر: المراجع الاتية: 1- (تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير) للإمام/ ابن الجوزي ص 11. 2- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام/ الصالحي (1/ 279) . 3- (المواهب اللدنية) للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 75) . (3) عن قوله: « ... الصريحان» قال الإمام/ ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) (1/ 12) : «فولد لؤي بن غالب: كعب بن لؤي، وفيه البيت والعدد، وعامر بن لؤي، وهذان الصريحان من ولد «لؤي بن غالب ... » اه: الجمهرة. (4) «سامة» مأخوذ من حجارة المعدن، وهي الحجارة التي تستخرج من المعادن فيها خطوط ذهب. اه: الاشتقاق للإمام ابن دريد (1/ 109) . (5) وعن «سامة» ، و «خزيمة» ، و «سعد» ، و «جشم» ... و «عوف» بنو لؤي قال الإمام محمد بن إسحاق في: «السيرة النبوية» لابن هشام (1/ 119) تحت عنوان أولاد لؤي وأمهاتهم: « ... فولد لؤي بن غالب أربعة نفر: كعب، وعامر ... وسامة، وعوف، فأم كعب وعامر، وسامة: ماوية بنت كعب بن القين ... من قضاعة. قال ابن هشام: ويقال: والحارث بن لؤي، وهم: «جشم بن الحارث» في هزان من ربيعة. و «سعد بن لؤي» وهم بنانة: في «شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل» من ربيعة. و «بنانة» حاضنة لهم من بني القين بن جسر بن شيع الله، ويقال: سبع الله بن الأسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. ويقال: بنت النمر بن قاسط من ربيعة. -

قال ابن حزم: «وليس هؤلاء ممن يقطع بصحتهم «1» » . (ابن غالب «2» ) وكنيته: «أبو تيم» ، أمه:.........

_ - ويقال: بنت جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. و «خزيمة بن لؤي بن غالب» : وهم عائذة في شيبان بن ثعلبة ... وأم «بني لؤي» كلهم- إلا عامر بن لؤي-: «ماوية بنت كعب بن القين بن جسر» . وأم عامر بن لؤي: «مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر» ، ويقال: «ليلى بنت شيبان ... » إلخ. أمر سامة بن لؤي: قال عنه ابن إسحاق- السيرة النبوية لابن هشام (1/ 120) : «فأما سامة بن لؤي فخرج إلى «عمان» وكان بها، ويزعمون أن عامر بن لؤي أخرجه؛ وذلك أنه كان بينهما شيء، ففقأ «سامة» عين «عامر» ، فأخافه «عامر» ، فخرج إلى عمان. فيزعمون أن «سامة ابن لؤي» بينا هو يسير على ناقته إذ وضعت رأسها ترتع، فأخذت «حية» بمشفرها فهصرتها حتى وقعت الناقة لشقها، ثم نهشت سامة فقتلته، فقال سامة: حين أحس بالموت فيما يزعمون: عين فابكي لسامة بن لؤي ... علقت ما بسامة العلاقه لا أرى مثل سامة بن لؤي ... يوم حلوا به قتيلا لناقه بلغا عامرا وكعبا رسولا ... أن نفسي إليهما مشتاقه قال ابن هشام: وبلغني أن بعض ولده أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فانتسب إلى سامة بن لؤي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «الشاعر؟» فقال له بعض أصحابه: كأنك يا رسول الله أردت قوله: - يعني- قول سامة: رب كأس هرقت يا ابن لؤي ... حذر الموت لم تكن مهراقه قال: «أجل» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: كتاب (مختلف القبائل ومؤتلفها) للإمام/ محمد بن حبيب البغدادي ص 25. (أمر عوف بن لؤي) . وانظر: (المعارف) للإمام/ محمد بن قتيبة ص 68. وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام/ ابن حزم (1/ 12- 15) . وانظر: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام/ الصالحي (1/ 280) . (1) قول ابن حزم: «وليس هؤلاء ... إلخ» ذكره في كتابه (جمهرة أنساب العرب) (1/ 12) . (2) عن « ... غالب» قال ابن دريد في الاشتقاق (1/ 25) : «غالب: اسم فاعل من قولهم: غلب يغلب: غلبا، فهو غالب. ومن قال: «الغلب» - بإسكان اللام- فهو لحن ... » اه: الاشتقاق. وقال الإمام ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) (1/ 12) :

«ليلى «1» » . وقيل: «سلمى بنت سعد بن هذيل بن مدركة «2» » وله ولدان لا غير: «لؤي» المتقدم. و «تيم بن غالب» المكنى به، ويعرف ب «تيم الأدرم «3» » ؛ لأن إحدى لحييه كان أنقص من الاخر، وكان كاهنا «4» . (ابن فهر «5» ) - بكسر فسكون- كنيته: «أبو غالب» ،

_ - «ولد فهر ... غالب، وفيه البيت، والعدد- نعني بالبيت- حيث ما ذكرناه: الشرف، وبالعدد الكثرة» اه: الجمهرة. (1) ذكرها باسم (ليلى بنت سعد بن هذيل ... ) كل من: أ- الإمام/ ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 41) فقال: «واشتقاق ليلى فيما ذكر أهل العلم من قولهم: ليلة ليلاء. ورووا: ليلة ليلى- مقصورا-، ولم أسمع هذا عن رجل من علمائنا، وإنما سمعته عن رجل من أهل (بغداد) ، وقد ذكره الخليل ممدودا في حرف اللام» اه: الاشتقاق. ب- الإمام/ ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) (1/ 561) . (2) وذكرها باسم: «سلمى بنت هذيل «الإمام/ ابن قتيبة في كتابه (المعارف) ص 130. وذكرها باسم «عاتكة بن يخلد» الإمام/ محمد بن حبان في كتابه (الثقات) (1/ 29) . (3) عن «الأدرم» قال ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 107، 234) : «الأدرم: مشتق من أشياء: من قولهم: رجل أدرم، وامرأة درماء، إذا لم يكن لعظامه حجم- مدفون الكعبين-. والدرمان أيضا: ضرب من المشي فيه تقارب خطو، وهي مشية المرأة القصيرة المختالة. ودرمت الأرنب درمانا: مشت مشيا سريعا في قصر خطو- وتيم الأدرم منه أيضا» اه: الاشتقاق. وحول الموضوع انظر: المراجع الاتية: 1- (المعارف) للإمام ابن قتيبة ص 687. 2- (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم (1/ 12) . 3- (الروض الأنف) للإمام السهيلي بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 119) . (4) حول «تيم الأدرم» يقول الإمام الصالحي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) (1/ 280) : «وفي قريش تيمان: تيم مرة، وتيم الأدرم، وكان كاهنا، وأمه ليلى ... إلخ» اه: سبل الهدى. (5) «ابن فهر» : اسمه: «قريش» ، ويكنى: «أبا غالب» . و «الفهر» الحجر الأملس، يملأ الكف، أو نحوه، ونقل عن الزهري: أن أمه سمته ب «قريش» . وأبوه: سماه «فهرا» . وقيل: «فهر» لقبه. وقيل: العكس، وهو جماع قريش في قول ابن هشام، وكان رئيس الناس بمكة «اه: من المراجع الاتية:

وأمه «جندلة «1» » - «كحنظلة بنت عامر/ بن الحارث بن مضاض «2» » - بمعجمة- ككتاب وغراب- الجرهمي. وكان «فهر» رئيس مكة «3» ، وهو المسمى ب «قريش» على ما نسبه البيهقي، والحافظ ابن حجر «4» لأكثر أهل العلم.

_ - أ- ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 25) . ب- الإمام/ ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) (1/ 12- 15) . ج- الإمام ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) (1/ 561) . هـ- الإمام القسطلاني في كتابه (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمام الزرقاني (1/ 77) . (1) و «جندلة ... أم فهر» ذكرها كل من المصادر والمراجع الاتية: 1- الإمام محمد بن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 118) . 2- الإمام ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 41) . 3- الإمام ابن قتيبة في (المعارف) ص 30. 4- الإمام محمد بن حبان في (الثقات) (1/ 29) . 5- الإمام ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) (1/ 561) . 6- الإمام ابن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر ... ) ص 11. 7- الإمام الصالحي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) (1/ 280) . (2) و «مضاض» : ترجم له «أبو الفرج الأصبهاني» في كتابه (الأغاني) (15/ 11) فقال: «هو مضاض ابن عمرو بن الحارث الجرهمي، وكان جده زوّج ابنته «رعلة» «إسماعيل بن خليل الرحمن، فولدت له، اثنى عشر رجلا أكبرهم «قيدار» و «نابت» ... إلخ» . انظر بقية قصة: «مضاض» في نفس المصدر الصفحات من 12 إلى 20. وانظر أيضا: معجم البلدان لياقوت الحموي (5/ 185) . وانظر: تاج العروس للزبيدي (5/ 87) . وانظر: الأعلام للزركلي (7/ 294) . (3) حول رياسة «فهر» ل «مكة» يقول الإمام الماوردي في كتابه (أعلام النبوة) ص 200. «ومن نسبهم إلى «فهر» فلأن «فهرا» في زمانه كان رئيس الناس ب «مكة» ... » اه: أعلام النبوة. وانظر: (الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير (1/ 561) . وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للإمام الصالحي (1/ 280) . (4) قول ابن حجر ذكره في كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) كتاب (المناقب) ، باب مناقب قريش (6/ 534) فقال: «وهم ولد النضر بن كنانة، وبذلك جزم «أبو عبيدة» أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 72) - ذكر قصي بن كلاب- بلفظ: «النضر بن كنانة» كان يسمى-

وقيل: إن «قريشا» هم ولد «النضر بن كنانة «1» » ، وإليه ذهب «محمد بن إسحاق» و «أبو عبيدة» وغيرهم، وقد قال العراقي في ألفيته: أما قريش فالأصح فهر ... جماعها وقيل: ذاك النضر «2» أولاد فهر الذكور «3» الذين أعقبوا ثلاثة:

_ - القرشي ... » اه: فتح الباري. وانظر: (الطبقات) لابن سعد (1/ 72) . وانظر: (السيرة النبوية) للإمام ابن كثير (1/ 189) . تحقيق د/ مصطفى عبد الواحد. طبع دار المعرفة. (1) ذهب إلى جعل «قريش» هم ولد «النضر» الإمام محمد بن إسحاق، وأبو عبيدة ذكر ذلك الإمام السهيلي في (الروض الأنف) بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام من هو قريش؟ (1/ 115- 117) . وذهب إلى هذا المذهب أيضا الإمام ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 127) فقال: « ... ابن النضر، وهو أبو جميع «قريش» فمن لم يكن من ولد النضر فليس بقرشي. وقال: «والنضر» : الذهب بعينه، والنضار: إلخالص من كل شيء، وربما سمى الذهب أيضا نضارا ... إلخ» . اه: الاشتقاق. وقال الإمام/ ابن حزم في كتابه (جوامع السيرة) ص 5: «وفهر هذا هو أبو قريش كلها من لم يكن من ولده فلا نسب له في قريش، ومن كان من ولده فهو قرشي» اه: جوامع السيرة. (2) بيت الشعر بحثت عنه في (ألفية العراقي) التي بين يدي فلم أعثر عليه فلعله في كتاب آخر من كتبه التي منها «نظم السيرة» . وقال الزرقاني في (شرح المواهب) (1/ 76) : «وذهب آخرون إلى أن أصل قريش «النضر» ، وبه قال الإمام/ الشافعي، وعزاه العراقي للأكثرين. قال النووي: وهو الصحيح المشهور، وأيضا صححه العلائي، وعزاه للمحققين، واحتجوا بحديث الأشعث بن قيس: «قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في وفد كندة؛ فقلت: ألستم منا يا رسول الله؟ قال: لا نحن بنو النضر بن كنانة، رواه ابن ماجه، وابن عبد البر، وأبو نعيم في الرياضة، وزاد قال أشعث: والله لا أسمع أحدا نفي قريشا من النضر بن كنانة إلا جلدته ... » اه: شرح المواهب. (3) حول أولاد «فهر» انظر المراجع الاتية: 1- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي (1/ 118- 119) . 2- (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم الأندلسي (1/ 12) . وانظر: ما ذكرناه سابقا.

«غالب «1» » المتقدم، و «الحارث» ، و «محارب» . (ابن مالك) ويكنى «أبا الحارث» وأمه «عاتكة «2» » . وقيل: «هند بنت عدوان بن عمرو ابن قيس عيلان «3» » والصريح من ولده هو: «فهر» المتقدم، ولا يصح له عقب من ولد غيره. (ابن النضر) لقب بالنضر لنضارة وجهه وجماله، منقول من اسم الذهب الأحمر. واسمه «قيس «4» » وكنيته «أبو يخلد» . وأمه «برة بنت مر بن أد بن طابخة بن إلياس ابن مضر» ، وكان له ولدان: «مالك» المتقدم، و «يخلد» المكنى به. (ابن كنانة «5» ) - بكسر الكاف وتخفيف النون- يكنى «أبا النضر» .

_ (1) حول قوله: «فولد غالب ... إلخ» . قال الإمام ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) (1/ 12) : «فولد غالب- وفيه البيت والعدد- لؤي بن غالب، وتميم بن غالب، وهو الأدرم، وقيس بن غالب انقرض ... إلخ» اه: الجمهرة. (2) «عاتكة» تقدم بيان معناها. وقال ابن إسحاق في (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للإمام/ السهيلي (1/ 117) : «فولد النضر بن كنانة» رجلين: 1- «مالك بن النضر» . 2- و «يخلد بن النضر» . فأم مالك «عاتكة بنت عدوان بن عمرو بن قيس عيلان» ، ولا أدري أهي أم يخلد أم لا» ؟. قال ابن هشام: و «الصلت بن النضر» فيما قال أبو «عمرو المدني» ، وأمهم جميعا «بنت سعد بن ظرب العدواني» وعدوان بن عمر بن قيس ... » اه: السيرة النبوية (1/ 117) . (3) «أم كنانة» : «عاتكة» هذا قول ابن إسحاق كما تقدم، وكما ذكره الإمام الطبري في تاريخه (2/ 263) . فقال: «أم كنانة» : «عكرشة بنت عدوان» ، وهو الحارث بن عمرو. وقيل: إن عكرشة لقب «عاتكة» بنت عدوان، واسمها «عاتكة» . وقيل: إن أمه «هند ... » وكان لمالك أخوان يقال لأحدهما: «يخلد ... » والاخر يقال له: «الصلت ... » اه: تاريخ الطبري. بتصرف. وقال الإمام ابن حبان في (الثقات) (1/ 30) : «أم كنانة» : «عوانة» ، وقيل: «هند» اه: الثقات. (4) حول: «النضر» انظر: (تاريخ الطبري) (2/ 265- 266) . (5) وعن «الكنانة» قال ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 28) : «كنانة النبل إذا كانت من أدم- جلد- فهي كنانة، وإن كانت من خشب فهي جفير، وإن كانت من قطعتين مقرونتين فهي قرن- بفتح الراء- ... إلخ» اه: الاشتقاق. وحول أم «كنانة» : - عوانة أو هند- انظر: (تاريخ الطبري) (2/ 266) .

فائدة:

وأمه «عوانة بنت سعد بن قيس عيلان بن مضر» ويقال: / «هند بنت عمرو بن عيلان» . وأولاده المعقبون: «النضر» المتقدم، و «عبد مناة» و «مالك» و «ملكان «1» » . فائدة: ذكر «ابن حزم» «2» أنه ليس في العرب «ملك» - بإسكان اللام- غير «ملك بن كنانة» وسائرهم* مالك- بكسر اللام وقبلها ألف «3» -.

_ - وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي ص 11. (1) حول أولاد «كنانة» انظر: (تاريخ الطبري) - المصدر السابق- (2/ 266) . (2) هو «علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري» أبو محمد، عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام. صاحب مذهب الحزمية، وكان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه. ولد ب «قرطبة» سنة 384 هـ، وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزراة، وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم ... فكان فقيها حافظا، مستنبطا للإحكام من الكتاب والسنة ... درس «ابن حزم» مذهب الإمام الشافعي، وتعمق في دراسته، وكان من المتعصبين له، ثم تركه وانتقل إلى المذهب الظاهري، ودرس الفقه المالكي، ودرس الموطأ، وقام بنتقيح مذهب «داود» ، ووضع الكتب في تفسيره، واتخذ لنفسه بعدها مذهبا خاصا وآراء تفرد بها. لقد كان «ابن حزم» بعيدا عن المصانعة، فانتقد كثيرا من العلماء، فأجمعوا على تضليله، وحذروا سلاطينهم من فتنته، فأقصى وطورد، ورحل إلى بادية «لبلة» في بلاد الأندلس، وتوفي هناك سنة 456 هـ. ثناء العلماء فيه: قال الذهبي: «ابن حزم» رجل من العلماء الكبار، فيه أدوات الاجتهاد كاملة، تقع له المسائل المحررة، والمسائل الواهية، كما يقع لغيره، «وكل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلّم» اه: من مقدمة كتاب «جمهرة أنساب العرب» . وانظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (18/ 184- 212) ترجمة رقم: (99) . وانظر: لسان الميزان للحافظ ابن حجر (4/ 198- 202) ترجمة رقم: (631) . (*) لم يسلم العلماء للجوهري صاحب (الصحاح) بأن «سائر) بمعنى «جميع» حول هذا القول انظر ما ذكرناه من أقوال العلماء في كتاب (الفارق بين المصنف والسارق) للإمام السيوطي بتحقيقنا، والله أعلم. (3) قول ابن حزم: «وهؤلاء ... وليس في العرب ... إلخ» في كتابه (جمهرة أنساب العرب) (1/ 11) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير (1/ 559) . وانظر: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام الصالحي (1/ 287) .

(ابن خزيمة «1» ) - بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي- كجهينة. أمه «سلمى بنت أسلم بن الحاف «2» » من قضاعة «3» . وفيه يقول الشاعر: أما خزيمة فالمكارم جمة ... سيقت إليه وليس ثم عتيد «4»

_ (1) و «خزيمة» مشتق من «الخزم» وهو شجر له لحاء يفتل منه حبال الواحدة «خزمة» . و «خزيمة» تصغير «خزمة» ... إلخ، اه: الاشتقاق (1/ 29) . وحول «خزيمة» قال ابن الأثير في (الكامل) (1/ 562) : « ... وخزيمة هو الذي نصب «هبل» على الكعبة؛ فكان يقال: «هبل» صنم «خزمية» ... » اه: الكامل. وقال الإمام/ حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري (ت 966 هـ) في كتابه (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (1/ 155) : « ... إنما سمى خزيمة ... ؛ لأنه خزم نور آبائه، وفيه نور رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فبقي سنين لا يدري كيف يتزوج، حتى أرى في منامه أن تزوج «برة بنت طابخة» فتزوجها، وكانت يومئذ سيدة قومها في الحسن والجمال، فولدت له «كنانة ... إلخ» اه: تاريخ الخميس بتصرف. وفي معنى «خزيمة» أيضا انظر المراجع الاتية: أ- الروض الأنف للإمام/ السهيلي (1/ 9) . ب- المواهب اللدنية للإمام القسطلاني مع شرحها للإمام/ الزرقاني (1/ 74) . ج- الحاوي للفتاوى للإمام/ السيوطي (2/ 216- 222) . (2) ولمعرفة «سلمى أم خزيمة» انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- (التاريخ) للإمام ابن جرير الطبري (2/ 266) . 2- (الاشتقاق) للإمام ابن دريد (1/ 42) . 3- (الثقات) للإمام ابن حبان (1/ 30) . 4- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير (1/ 562) . (3) عن «قضاعة» قال ابن قتيبة في كتابه (المعارف) ص 63- نسب عدنان-: «فأما قضاعة فصارت إلى اليمن إلى حمير، فهي تعد من اليمن ... » . المعارف. وانظر أيضا: المعارف ص 103. (4) قوله: أما خزيمة ... البيت ذكره الإمام الصالحي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) (1/ 287) فقال: «وكانت له على الناس مكارم أخلاق وأفضال بعدد الزمان ... إلخ» .

ونقل الشامي «1» عن «ابن حبيب» «2» بسند جيد عن ابن عباس- رضي الله عنهما- «مات خزيمة على ملة إبراهيم «3» » . وقد ألف الحافظ شيخ الحديث «جلال الدين السيوطي» رحمه الله، ستة تواليف «4» في

_ (1) و «الشامي» هو «شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الصالحي الشامي، كان عالما. ألف السيرة النبوية- سبل الهدى والرشاد ... - من ألف كتاب، وأقبل الناس على كتابتها ... إلخ. توفي- رحمه الله- سنة 942 هـ» اه: من مقدمة «سبل الهدى والرشاد» ص 40- 49. (2) و «ابن حبيب» ترجم له الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد (2/ 277- 278) فقال: «هو الإمام/ «محمد بن حبيب» صاحب كتاب المحبر ... كان عالما بالنسب، وأخبار العرب، موثقا في روايته، ويقال: إن «حبيب» اسم أمه. وقيل: بل اسم أبيه، والله أعلم. توفي- رحمه الله- سنة 240 هـ ... إلخ» اه/ تاريخ بغداد. وانظر: الأعلام للزركلي (6/ 78) . (3) حول كون: «عدنان» ، و «معد» ، و «ربيعة» ، و «مضر» ، و «خزيمة» و «أسد» على ملة إبراهيم عليه السلام، قال الإمام السيوطي في كتابه (الحاوي للفتاوي) (2/ 217) : الدليل على أنه لم يلحق الشرك نسب النبي صلى الله عليه وسلّم: وقد أخرج ابن حبيب في تاريخه، عن ابن عباس، قال: «كان عدنان ومعد ... وأسد على ملة إبراهيم فلا تذكروهم إلا بخير» اه: الحاوي ... طبع دار الكتب العلمية. بيروت. وانظر: سبل الهدى والرشاد للإمام/ الصالحي (1/ 287) . وانظر: المواهب اللدنية للإمام/ القسطلاني مع شرحها للإمام/ الزرقاني (1/ 78) . (4) من هذه التواليف التي ألفها السيوطي ما يأتي: 1- مسالك الحنفا في أبوي المصطفى. 2- التعظيم والمنة في أن أبوي الرسول في الجنة. 3- الدرج المنيفة في الاباء الشريفة. 4- نشر العالمين المنيفين في إحياء الأبوين ... إلخ. الرسائل السابقة أخذت من [مجلة عالم الكتب ص 326 العدد الثالث مايو ويوينة سنة 1993 م] انظر: بقية الرسائل حول الموضوع في المرجع المذكور. ول «أحمد كمال باشا» - رحمه الله- في [مكتبة الملك عبد العزيز- رحمه الله- بالمدينة النبوية- مجموعة الساقزلي- رقم: (1047/ 443) رسالة في «نجاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلّم» . وفي صحيح الإمام مسلم كتاب (الجنائز) استئذان النبي صلى الله عليه وسلّم ربه في زيارة قبر أمه (7/ 45، 46) ورد بلفظ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي» . وفي صحيح مسلم- نفس المصدر- ورد أيضا بلفظ- عن أبي هريرة- قال: زار النبي صلى الله عليه وسلّم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: «استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور؛ فإنها تذكر الموت» اه صحيح مسلم.

إيمان أبويه «1» صلى الله عليه وسلّم وأجداده ونجاتهم. ووردت أحاديث بالتنصيص على إيمان بعضهم، وأنهم كانوا على ملة إبراهيم عليه السلام «كخزيمة» هذا، و «إلياس» و «مضر» و «معد» و «عدنان» .

_ - وعن الحديث الأول، قال الإمام/ النووي في شرحه لصحيح مسلم [فيه «جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففي الحياة أولى، وقد قال الله- تعالى- وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً [سورة لقمان، من الاية: 15] . وفيه النهي عن الاستغفار للكفار. قال القاضي عياض- رحمه الله-: سبب زيارته صلى الله عليه وسلّم قبرها أنه قصد قوة الموعظة والذكرى بمشاهدة قبرها، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلّم في آخر الحديث: «فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت» . وعن الحديث الثاني قال: « ... رواه أبو داود في سننه، عن محمد بن سليمان الأنباري، والنسائي في سننه- الجنائز 101-، ورواه ابن ماجه في سننه- الجنائز 49-، وهؤلاء كلهم ثقات فهو حديث صحيح بلا شك. قال الإمام/ القاضي عياض: بكاؤه صلى الله عليه وسلّم على ما فاتها من إدراك أيامه والإيمان به» اه: صحيح مسلم بشرح النووي (3/ 45- 46) طبع دار الريان للتراث بتصرف وزيادة. (1) حول نجاة أبويه صلى الله عليه وسلّم قال الإمام السيوطي في (مسالك الحنفا في والدي المصطفى) - من كتاب (الحاوي ... ) (2/ 202- 203، 220، 222) تحت عنوان (مسألة) : قال: «مسألة) : الحكم في أبوي النبي صلى الله عليه وسلّم أنهما ناجيان، وليسا في النار صرح بذلك جمع من العلماء، ولهم في تقرير ذلك مسالك: المسلك الأول: أنهما ماتا قبل البعثة، ولا تعذيب قبلها لقوله- تعالى- وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [سورة الإسراء من الاية: 15] ... والدعوة لم تبلغ أباه وأمه فما ذنبهما؟. وجزم به الإمام/ الأبي في «شرح صحيح مسلم ... وقد ورد في أهل الفترة أحاديث أنهم يمتحنون يوم القيامة، وآيات مشيرة إلى عدم تعذيبهم، وإلى ذلك مال شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر في بعض كتبه، فقال: «والظن ب «آله» صلى الله عليه وسلّم- يعني- الذين ماتوا قبل البعثة أنهم يطيعون عند الامتحان إكراما له صلى الله عليه وسلّم لتقر بهم عينه» ، ثم رأيته قال في الإصابة: «ورد من عدة طرق في حق الشيخ الهرم، ومن مات في الفترة، ومن ولد أكمه (أعني أصم) ومن ولد مجنونا، أو طرأ عليه الجنون قبل أن يبلغ، ونحو ذلك أن كلا منهم يدلي بحجة ويقول: «لو عقلت أو ذكرت لامنت» . فترفع لهم النار، ويقال: «ادخلوها» . فمن دخلها كانت له بردا وسلاما، ومن امتنع أدخلها كرها، هذا معنى ما ورد» . قال: وقد جمعت طرقه في جزء مفرد. قال: ونحن نرجو أن يدخلها «عبد المطلب» وآل بيته في جملة من يدخلها طائعا فينجو إلا «أبا طالب» فإنه أدرك البعثة، ولم يؤمن، وثبت في الصحيح أنه في ضحضاح من نار:

انظر: «مسالك الحنفا» للسيوطي، فقد جلب تلك الأحاديث وأجاد في تقرير/ هذه المسألة غاية [الإجادة «1» ] . أولاده الذكور ثلاثة: «كنانة» المتقدم، و «أسد» و «الهون» «2» . (ابن مدركة «3» ) - بضم الميم وإسكان المهملة- واسمه «عمرو» على الصحيح «4» . وله ولدان: «خزيمة» المتقدم، و «هذيل «5» » .

_ - صحيح البخاري المناقب رقم: (3594) ، ورقم: (3596) ، ورقم: (7540، 6079) . - وصحيح مسلم الإيمان رقم: 308، 309، 310- ... إلخ» اه: مسالك الحنفا ... بتصرف وزيادة. وانظر أيضا: (الحاوي للفتاوي) (2/ 217) طبع دار الكتب العلمية، بيروت سنة 1403 هـ- 1983 م. وقال ابن سيد الناس اليعمري (ت 734 هـ) في [عيون الأثر 1/ 228] : «وقد روي أن «عبد الله ابن عبد المطلب» و «آمنة بنت وهب» أبوي النبي صلى الله عليه وسلّم أسلما أيضا، وأن الله أحياهما فامنا به، وروي ذلك في حق جده «عبد المطلب» ، وهي روايات لا معول عليها ... » اه: السيرة النبوية: عيون الأثر وحديث البخاري ومسلم- رحمهما الله تعالى- يردان هذا القول الذي ذهب إليه الإمام السيوطي. والله أعلم. (1) ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل وأثبتناه من دلالة الكلام، ومن الفعل «أجاد» لأنه مصدر له. (2) و «الهون» قال عنه الإمام/ ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 178) : «مشتق من الشيء السهل من قولهم: مر على هونه وهينته، أي: على سكون وهدوء. و «الهون» - بضم الهاء- الهوان من قوله جلا جلاله: أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ [سورة النحل، من الاية، 59] . وقال الأستاذ عبد السلام هارون- رحمه الله- (محقق الكتاب) : «الهون ضبط في الأصل بضم الهاء وفتحها» . (3) و «مدركة» الهاء فيه للمبالغة، وهو مشتق من «أدرك يدرك إدراكا» ، أي: لحق. ولقب ب «مدركة» لما أدرك الإبل» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 30) بتصرف. (4) في سيرة ابن هشام [1/ 9 سرد النسب الزكي] قال: «واسم مدركة: عامر» اه: ابن هشام. وانظر: «التاريخ» للإمام/ الطبري (2/ 267) . (5) و «هذيل» من الهذل، وهو الاضطراب، يقال: «هوذل الرجل ببوله» ، إذا اضطرب-

(ابن إلياس) - بهمزة قطع مكسورة- موافقا لاسم «إلياس» النبي عليه السلام. قاله: ابن الأنباري «1» . واسمه «حبيب» ، وأمه «الرباب بنت حيدة بن معد بن عدنان» قاله الطبري «2» . وقيل: هي «الحنفاء بنت إياد بن معد بن عدنان» نقله «أبو الربيع «3» » عن «الزبير» أولاده الذكور: «عمرو» وهو «مدركة» على الصحيح، وتقدم في عمود النسب، و «عامر» «4» ، و «عمير «5» » وأمهم: «ليلى بنت حلوان بن عمرو بن الحاف «6» » من قضاعة. ويقال لها: «خندف «7» » - بالخاء المعجمة- (ابن مضر «8» ) - بضم الميم وفتح الضاد المعجمة-

_ - بوله ... إلخ» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 176) . (1) قول «ابن الأنباري» : «ابن إلياس» موافق لاسم «إلياس» النبي. انظر في: (الروض الأنف) بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 9) . (2) قول الإمام/ الطبري: «واسمه حبيب ... إلخ» انظره في (تاريخ الطبري) (1/ 268) . (3) نقل «أبو الربيع» عن «الزبير ... » ذكره في كتابه (الاكتفا في مغازي المصطفى ... ) (1/ 19) اه: (الاكتفا) لأبي الربيع الكلاعي صاحب (الاكتفا) . (4) انظر: تاريخ الإمام/ الطبري (2/ 167) . (5) انظر: الطبري (2/ 266- 267) . وانظر: الاشتقاق لابن دريد (1/ 42) . (6) «الخندفة» : نوع من المشي، وهي امرأة من اليمن- أم بني إلياس- فغلبت على نسب بنيه فقيل: بنو خندف، وسميت بذلك؛ لأن «إلياس» خرج في سفر له فنفرت إبله من «أرنب» فخرج إليها «عمرو» فأدركها، فسمى «مدركة» ، وأخذها «عامر» فطبخها فسمى «طابخة» ، وانقمع «عمير» في الخباء فلم يخرج فسمي «قمعة» ، وخرجت أمهم تمشي، فقال لها «إلياس» : أين تخندفين؟ فسميت «خندف ... » اه (تاريخ الطبري) (2/ 267) بتصرف. وانظر: (الاشتقاق) للإمام ابن دريد (1/ 42) . وانظر: الروض الأنف للسهيلي بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 99) . (7) وعن «مضر» قال السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 10) : قال القتبي: «هو من المضيرة ... والمضيرة شيء يصنع من اللبن فسمي مضرا لبياضه، والعرب تسمى الأبيض أحمر؛ فلذلك قيل: مضر الحمراء ... وهو أول من سن الحداء للإبل، وكان أحسن صوتا ... وفي الحديث المروي: «لا تسبوا مضر ولا ربيعة؛ فإنهما كان مؤمنين» ذكره الزبير ... إلخ» اه: الروض الأنف. وانظر: أيضا الاشتقاق لابن دريد (2/ 30) . (8) وانظر: (الحاوي للفتاوي) للإمام/ السيوطي (2/ 220) . طبع دار الكتب العلمية.

ممنوع من الصرف للعلمية والعدل: عن «ماضر» واسمه «عمرو» وكنيته «أبو إلياس» . وأمه: «سودة بنت عك بن عدنان «1» » . وأولاده: «إلياس» المتقدم، و «قيس عيلان «2» » -/ بالمهملة- بن مضر وقال قوم: «قيس بن عيلان» بزيادة «ابن «3» » . قال «ابن حزم» : والصحيح الأول. قال نصر بن سيار: أنا ابن خندف تنميني قبائلها ... للصالحات وعمي قيس عيلانا «4» (ابن نزار «5» ) - بنون وزاي منقوطة ومهملة آخره. أولاده: «مضر» المتقدم، و «ربيعة» وزاد «ابن إسحاق» «أنمارا» ، وزاد «ابن هشام» «إيادا» «6» . (ابن معد «7» ) - بفتحتين وتشديد الدال-

_ (1) حول «سودة بنت عك ... » انظر: المراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للإمام السهيلي (1/ 97) . ب- (التاريخ) للإمام/ الطبري (2/ 268) . ج- (الاشتقاق) للإمام ابن دريد (1/ 42) . (2) وسمي «عيلان» - فيما ذكر- لأنه كان يعاتب على جوده فيقال له: لتغلبن عليك العيلة يا عيلان فلزمه الاسم. وقيل: بل سمي «عيلان» بفرس كانت له تدعى «عيلان» . وقيل: سمي بذلك لأنه حضنه «عبد» لمضر يدعى «عيلان» . اه: تاريخ الطبري 2/ 268. وقال ابن دريد في الاشتقاق (2/ 265» : «عيلان» اسمه الناس، والمراد اليابس. اه: الاشتقاق. (3) حول هذا القول- زيادة «ابن» - انظر: (جمهرة أنساب العرب) (1/ 10) . (4) بيت الشعر ذكره ابن حزم في الجمهرة (1/ 10) . (5) و «نزار» مشتق من الشيء النزر، وهو القليل، من قولهم: «أعطاه نزرا، وأنزرت له العطاء» ، أي: أقللته و «ماء منزور أي: قليل» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 30) . (6) حول «إياد» انظر (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) (1/ 96- 97) ذكر ولد نزار ابن معد. (7) و «معد» مشتق من شيئين: إما: أن يكون «مفعل» من العدد؛ فكأنه كان «معدد» فأدغمت الدال.

أولاده: «نزار» المتقدم و «إياد» على ما قال ابن إسحاق. وزاد ابن إسحاق أيضا في أولاد «معد» «قنصا» . وزاد أيضا «قضاعة» - بضم القاف-. قال: وكان بكر «معد» الذي به يكنى- فيما يزعمون «1» - (ابن عدنان) - بفتح العين- كسكران. قال الحافظ أبو عمر: الذي أجمعوا عليه من ولد «عدنان» : «معد «2» » وكثير منهم يقول: و «عك» ، واختلفوا فيما سواهما «3» ، و «عك» - بفتح المهملة وتشديد الكاف- وقيل: اسمه «الحارث بن عدنان» وقيل: هو «عك بن الديث» - بالمهملة والمثلثة- ك «ذيب بن عدنان» «4» . قال الدارقطني: «الديث بن عدنان» أخو «معد بن عدنان» ، وابنه «عك بن الديث» إلى هنا إجماع الأمة. وما فوق ذلك لا يدرى ما هو؟ فينبغي الإعراض عنه؛ لما فيه من كثرة الاضطراب، وعدم الوقوف على شيء متفق عليه «5» .

_ - وإما أن يكون من «المعد» ، وهو اللحم في مرجع كتف الفرس ... إلخ» اه: (الاشتقاق) للإمام ابن دريد (1/ 30- 31) . (1) حول قول ابن إسحاق: « ... وكان بكر معد ... يزعمون» انظر: (السيرة النبوية) لابن هشام، مع (الروض الأنف) للسهيلي (1/ 21) . (2) حول قول «أبي عمر» : «الذي أجمعوا عليه ... «معد» ... إلخ» انظر: (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) بحاشية (الإصابة) للحافظ ابن عبد البر- أبي عمر- «محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم» (1/ 50) . وانظر: كتاب (الثقات) للإمام/ ابن حبان (1/ 22- 26) . وانظر: كتاب (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 5. (3) عن هذا الاختلاف انظر: (التاريخ) للإمام/ الطبري (1/ 271- 276) . (4) حول «عك بن الديث ... » قال ابن حزم في كتابه (جمهرة أنساب العرب) (1/ 9) ، (2/ 328- 329) : «ولد «عدنان» : «معد» ، و «عك» . قيل: اسمه «الحارث» ، وقد قيل: «عك بن الديث» - بالدال غير منقوطة والثاء التي عليها ثلاث نقاط- بن عدنان» ... » اه: (الجمهرة) . وانظر: (السيرة النبوية) للإمام/ ابن كثير (1/ 82) . (5) انظر: (السيرة النبوية) للإمام/ ابن كثير (1/ 75- 76) .

روى «عمر «1» » رضي الله عنه أنه عليه السلام قال: «إنما ننتسب إلى «عدنان» وما فوق ذلك لا ندري ما هو؟» . وروي أنه صلى الله عليه وسلّم نسب نفسه كذلك إلى «نزار بن معد بن عدنان «2» » . وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه عليه السلام كان إذا انتسب لم يتجاوز «معد بن عدنان» ، ثم يمسك ويقول: «كذب النسابون» «3» . وقال «ابن جزي «4» » في قوانينه: إلى هنا انتهى النسب الذي أجمع الناس عليه. وقال «أبو الربيع الكلاعي» في «الاكتفا «5» » : «هذا هو الصحيح المجمع عليه في نسبه صلى الله عليه وسلّم وما فوق ذلك مختلف فيه» . وقال «ابن دحية» : «أجمع العلماء- والإجماع/ حجة- على أن الرسول صلى الله عليه وسلّم إنما انتسب إلى «عدنان» ولم يتجاوزه.

_ (1) قول الخليفة «عمر» - رضي الله عنه- انظره في: (الروض الأنف) بحاشية (السيرة النبوية) للإمام/ ابن هشام (1/ 11) . (2) نسب النبي صلى الله عليه وسلّم إلى «نزار» ذكره ابن عبد البر في [الاستيعاب (1/ 50) ] فقال: «وقد روي في أخبار الاحاد عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه نسب نفسه كذلك إلى «نزار ... » . وما ذكر- انتسب إلى عدنان- من إجماع أهل السير والعلم بالأثر- يعني- ما سواه ... إلخ» الاستيعاب. (3) أثر ابن عباس- رضي الله عنهما- «كذب النسابون» ذكره الإمام السهيلي في (الروض الأنف) بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 11) فقال: «وما بعد عدنان من الأسماء مضطرب فيه، فالذي صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه إذا انتسب إلى عدنان لم يتجاوزه؛ بل قد روي من طريق ابن عباس أنه لما بلغ «عدنان» قال: «كذب النسابون» مرتين، أو ثلاثا. والأصح في هذا الحديث أنه من قول الصحابي الجليل «ابن مسعود» اه: الروض الأنف. وانظر: (السيرة النبوية) للإمام/ ابن كثير «خبر عدنان ... » . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن كثير (1/ 565) . (4) «ابن جزي» ترجم له الحافظ ابن حجر في (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) (3/ 356) فقال: «هو «محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن جزي الكلبي أبو القاسم» فقيه من العلماء بالأصول، واللغة من أهل «غرناطة» ، من كتبه: «القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية» وهو الكتاب الذي نقل منه «أبو مدين» هنا ... » اه: (الدرر) . وانظر: (الأعلام) للزركلي. (5) «الاكتفا في مغازي المصطفى ... » طبع بعضه بتحقيق: د/ مصطفى عبد الواحد.

وقال سيدي العربي الفاسي في سيرته: ولا تثق بعد ما من بعد عد ... نان ولتقف لهذا الحد فلم يك النبي زائدا عليه ... إذ ينتمي بل كان ينتمي إليه ثم يقول: كذب النساب، أي: إن يزد من بعد انتساب. هذا المقال لابن مسعود أصح عند «السهيلي» ، وسرده وضح «1» . [ميلاده صلى الله عليه وسلّم] (وولد صلى الله عليه وسلّم عام الفيل «2» ) ، ومن العلماء من حكى الاتفاق عليه، وقال: كل قول يخالفه وهم. ومذهب الأكثر أن ذلك بعد الفيل بخمسين يوما على المشهور المرتقى «3» . وقيل:

_ (1) نسبة هذا القول لابن مسعود تقدم ذكرها. (2) قصة الفيل أصبحت من الشهرة بمكان، ويكفي أن الله- تعالى- أنزل سورة باسمها في القرآن الكريم- سورة الفيل- ولكن للتذكير بالقصة نذكر بعض المصادر والمراجع التي ذكرت القصة. وهي: أ- (السيرة النبوية) للإمام/ ابن هشام (1/ 43- 62) (أمر الفيل) . ب- (الجامع لأحكام القرآن) للإمام القرطبي (تفسير سورة الفيل 20/ 193- 194) . ج- تفسير الماوردي- النكت والعيون- للإمام/ أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري (تفسير سورة الفيل 6/ 338) . د- كتاب السيرة- الإشارة- للحافظ/ مغلطاي ص 6 (قصة الفيل) . هـ- (مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم) للشيخ/ محمد بن عبد الوهاب. طبع الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية. وحول مكان ولادته قال الفيروز آبادي في «تبع» دار التابعة: ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلّم اه. (القاموس المحيط) . (3) حول ولادته صلى الله عليه وسلّم بعد الفيل بخمسين يوما، قال الإمام/ الماوردي في كتابه: 1- التفسير- النكت والعيون-. 2- أعلام النبوة (ص 223) قال ما يأتي: «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وكان بعد الفيل بخمسين-

وكانت قصة الفيل في المحرم توطئة لنبوته، وتقدمة لظهوره عليه السلام يوم الاثنين، كما يشهد له حديث مسلم، عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم سئل عن صوم الاثنين، فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، وفيه أنزل/ عليّ «1» » . وحديث «ابن عباس» - رضي الله عنهما- قال: «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين «2» » . واختلف في الوقت الذي ولد صلى الله عليه وسلّم فيه. والصحيح المشهور كما قاله ابن جماعة وابن حجر الهيتمي: (الفجر «3» ) .

_ - يوما، ووافق من شهور الروم العشرين من شهر «شباط» في السنة الثانية عشرة من ملك هرمز أنوشران» . اه/ تفسير الماوردي، وأعلام النبوة. وانظر: السيرة النبوية- عيون الأثر- لابن سيد الناس (مولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم) (1/ 79- 81) طبع/ مكتبة دار التراث بالمدينة النبوية. تحقيق د: الخطراوي وآخر سنة 1413 هـ 1992 م. (1) حديث الإمام/ مسلم أخرجه في صحيحه- بشرح النووي- كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام ... (8/ 49) . وعزاه الإمام السيوطي في الجامع الكبير- نسخة قوله- 1/ 625- 626 من رواية أبي قتادة (رضي الله عنه) إلى: أ- الإمام/ أبي داود الطيالسي في مسنده: ب- الإمام/ أحمد في (مسنده) 5/ 297، 299. ج- الإمام/ أبي داود في سننه كتاب (الصوم) (2/ 808 رقم: (2426) . د- الإمام ابن حبان في صحيحه (كتاب الصيام) 6/ 260 رقم (3634) . هـ- الإمام/ أبي عبد الله الحاكم في (المستدرك) كتاب (التاريخ) (2/ 652) . وقال: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . ووافقه الذهبي في التلخيص، والإمام/ ابن زنجويه. (2) حديث «ابن عباس» - رضي الله عنهما- أخرجه الإمام/ أحمد في (مسنده) (5/ 297- 299، والطبراني في المعجم الكبير. وذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (العلم) ، باب التاريخ (1/ 201) وقال: رواه أحمد، والطبراني في الكبير (11/ 85) ، وفيه «ابن لهيعة» وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح، اه: مجمع الزوائد. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (2/ 8) . (3) عن ولادته صلى الله عليه وسلّم في الفجر قال الحافظ/ مغلطاي في كتابه (الزهر الباسم) - المخطوط- الجزء-

ويدل عليه حديث «مسلم» المتقدم، وإلى ذلك أشار سيدي العربي الفاسي بقوله: ولد في الأصح إثر الفجر ... من يوم الاثنين اتفاقا فادر وفي الأصح في ربيع الأول ... بثامن منه على معول «1» (لثمان خلون من ربيع الأول) وهو اختيار أكثر أهل الحق، قاله في «المواهب» وصححه «ابن عباس» - رضي الله عنهما- وغيره. وحكى إجماع أهل التاريخ عليه. وقال ابن إسحاق «2» : «لاثنتي عشرة ليلة مضت منه» . وقال ابن كثير: هو المشهور عند الجمهور، وبالغ بعضهم فنقل فيه الإجماع «3» ، وهو الذي عليه أهل «مكة» في زيارة موضع مولده «4» في هذا/ الوقت، وإنما ولد صلى الله عليه وسلّم في

_ - الأول لوحة 74/ أ: «قال أبو الخطاب: وقيل: إن مولده وافق من البروج: الحمل عند طلوع الفجر» اه: (الزهر الباسم) . وانظر: أيضا كتاب (الإشارة) - مختصر الزهر الباسم- للحافظ/ مغلطاي ص 57. (1) ولادته صلى الله عليه وسلّم في يوم الاثنين لا خلاف فيه؛ لحديث مسلم المتقدم. وإنما كثر الخلاف في التاريخ والوقت الذي ولد فيه؛ فعن ولادته صلى الله عليه وسلّم في شهر ربيع يقول الحافظ مغلطاي في كتابه المتقدم- (الزهر الباسم) المخطوط 1/ ورقة 74/ أ-: قال: قال أبو الخطاب- رحمهما الله تعالى-: أجمع أهل الزيج، أن مولده كان لثمان خلون من شهر ربيع الأول بعد قدوم الفيل بخمسين يوما، أخذوا ذلك من حساب السنين والأعوام، ومنازل النجوم، وقد قام عليه دليل، فاستند إلى محكم التنزيل، وهو اختيار العلماء منهم: «أبو الوليد الوضني» : عالم الأندلس، و «ابن حزم» اه: ورقة 74/ أ. مغلطاي. وانظر: (السيرة النبوية- عيون الأثر) للإمام/ ابن سيد الناس (1/ 79- 81) . وانظر: (المواهب اللدنية» للإمام/ القسطلاني مع شرحها للإمام/ الزرقاني 1/ 130- 132. (2) قول ابن إسحاق: «لاثنتي عشرة ... إلخ» في (السيرة النبوي) لابن هشام مع شرحها (الروض الأنف) (1/ 181) . وانظر: (السيرة النبوية) للإمام ابن كثير 1/ 199. والصواب- إن شاء الله تعالى- هو ما توصل إليه «محمود باشا الفلكي» كما سيأتي. (3) قول «ابن كثير: «هو المشهور ... إلخ» انظره في كتابه [السيرة النبوية 1/ 199] . وانظره أيضا: في كتابه [الفصول ص 9] . (4) حول زيارة موضع مولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم نذكر ما قاله: د/ ناصر عبد الرحمن بن محمد الجديع في كتابه: (التبرك) - رسالة دكتوراه- أنواعه وأحكامه ص 355- 357 قال: تحت عنوان: -

شهر ربيع لا في شهر رمضان «1» الذي أنزل فيه القرآن، ولا في الأشهر الحرم، التي جعل الله لها الحرمة يوم خلق السماوات والأرض، ولا في ليلة النصف «2» من شعبان،

_ - (حكم التبرك بمكان ولادة الرسول صلى الله عليه وسلّم) ما يأتي: «سأختم هذا المبحث ببيان حكم هذه المسألة المتعلقة بموضعه: فقد ذكر بعض المتأخرين من المؤرخين أن ب «مكة» موضعا مشهورا، يقال: إنه مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلّم وأنه يزار بعد صلاة المغرب من الليلة الثانية عشرة من شهر ربيع الأول في كل سنة من قبل بعض الفقهاء والأعيان، على طريقة خاصة، فيدخلون فيه ويخطبون، ويدعون لولاة الأمر، ثم يعودون إلى المسجد الحرام قبيل العشاء. وذكر بعضهم أن هذا الموضع يفتح يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ليتبرك به الناس- بالصلاة والدعاء والتمسح ونحو ذلك؛ فهو أول تربة مست جسمه الطاهر- عليه الصلاة والسلام- حتى ادعى بعض العلماء أن الدعاء يستجاب في مولد النبي صلى الله عليه وسلّم عند الزوال. فهل التبرك بمكان ولادة الرسول صلى الله عليه وسلّم مشروع أو ممنوع؟! والجواب ... هو عدم الجواز؛ وذلك من وجهين: الوجه الأول: اختلاف العلماء والمؤرخين في تعيين مكان ولادته صلى الله عليه وسلّم وعدم وجود أدلة صحيحة تحدد هذا الموضع يقنيا. وأما المكان المشهور- المشار إليه آنفا- فمحل شك لدى كثير من العلماء ... إلخ. والوجه الثاني: لو صحت معرفة مكان ولادة النبي صلى الله عليه وسلّم لما جاز التبرك به على أي وجه ... إلخ. انظر: «الأدلة التي دلل بها على ذلك- ... » اه: التبرك. (1) القول بميلاده صلى الله عليه وسلّم في شهر ربيع ذكره «ابن كثير» في كتابه (السيرة النبوية) 1/ 200 فقال: «نقله ابن عبد البر: عن الزبير بن بكار، وهو قول غريب جدا، وكان مستنده أنه- عليه الصلاة والسلام- أوحي إليه في رمضان بلا خلاف، وذلك على رأس أربعين سنة من عمره، فيكون مولده في رمضان، وهذا فيه نظر، والله أعلم» اه (السيرة النبوية) لابن كثير. وانظر: المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 131) . (2) حول: «ليلة النصف من شعبان» : انظر: كتاب (التحذير من البدع) - أربع رسائل مفيدة- لسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- الرسالة الثالثة (حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان) ص 11- 16. وحول التاريخ الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّم (الشهر والعام) توصل/ محمود باشا الفلكي بعد ذكر ما قيل «وبحسابات فلكية» فقال: «ويتلخص من هذا أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلّم: ولد يوم الاثنين 9 من ربيع الأول الموافق العشرين من إبريل سنة 571 مسيحية فاحرص على التحقيق، ولا تكن أثيرا للتقليد» اه (نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام) ص 28- 35.

ولا في غير ذلك من الأيام والليالي الفاضلة؛ لأنه صلى الله عليه وسلّم «تتشرف به الأزمنة والأمكنة، لا هو يتشرف به؛ بل يجعل «1» للزمان، أو المكان الذي يباشره عليه السلام الفضيلة والمزية على غيره؛ فلو ولد في بعض هذه الأوقات لتوهم أنه يتشرف بها، فجعل الحكيم جلا جلاله مولده غيرها؛ ليظهر عظيم عنايته وكرامته عليه «2» » . تتباهى بك العصور وتسموا ... بك علياء بعدها علياء ووافق ذلك من الفصول: فصل الربيع، وفي ذلك من المناسبة: أن فصل الربيع «3» هو أعدل الفصول وأحسنها، ليس فيه برد مزعج، ولا حر مقلق، سالم من الأمراض التي/ يتوقعها الناس في غيره، فكان ذلك شبيها بشريعته السمحة، وبما جاء به من رفع الإصر والأغلال، ولله در القائل: يقول لنا لسان الحال منه ... وقول الحق يعذب للسميع فوجهي والزمان وشهر وضعي ... ربيع في ربيع في ربيع «4»

_ (1) من قوله: «تتشرف به الأزمنة ... » إلى قوله: « ... عنايته وكرامته عليه» مقتبس من كلام/ أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري المالكي الشهير بابن الحاج (ت 737 هـ) في كتابه (المدخل) (2/ 29) قال- رحمه الله-: «الوجه الرابع أنه قد شاء الحكيم- سبحانه وتعالى- أنه- عليه الصلاة والسلام- تتشرف به الأزمنة ... إلخ» اه (المدخل) لابن الحاج. طبع مكتبة التراث بالقاهرة. وانظر: المواهب اللدنية (1/ 132) . وانظر: تاريخ الخميس ... للديار بكري (1/ 196- 197) . (2) في المدخل «بل يحصل» بدل: «بل يجعل» . انظر التعليق السابق. (3) حول قوله: «ووافق ذلك من الفصول فصل الربيع ... إلخ» قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 184- تحديد تاريخ مولده ... -: « ... وأهل الزيج يقولون: وافق مولده من الشهور الشمسية نيسان- إبريل- فكانت لعشرين مضت منه ... إلخ» اه: الروض. وقال ابن كثير في (السيرة النبوية) (1/ 201) : «كان في العشرين من نيسان. وهذا أعدل الزمان والفصول؛ وذلك لسنة اثنتين وثمانين لذي القرنين فيما ذكر أصحاب الزيج» اه: السيرة ... لابن كثير. (4) بيتا الشعر ذكرهما الإمام: حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري (ت 966 هـ) في كتابه (تاريخ الخميس) (1/ 198) .

وينعقد في سلك هذا النظام ما هيأ الله له من اسم مربيته: ففي الوالدة والقابلة: الأمن «1» والشفاء، وفي اسم الحاضنة «2» : البركة والنماء، وفي مرضعته «3» : الثواب والحلم والسعد. (وأمه صلى الله عليه وسلّم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة) بن كلاب القرشية الزهرية. أمها «برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة «4» » . (وتزوج آمنة) هذه (عبد الله بن عبد المطلب) ، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش

_ - وانظر: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالحي (1/ 337) . وانظر: (السيرة الحلبية) للإمام: برهان الدين الحلبي ص 93. (1) قوله: «ففي الوالدة والقابلة ... إلخ» . أراد- رحمه الله- من قوله هذا: «أن في اسم أمه آمنة: الأمن، وفي اسم قابلته- الشفّاء-: الشفاء. والمراد: الشفاء بنت عمرو بن عوف، والدة الصحابي الجليل «عبد الرحمن بن عوف» أخرج أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ) في (دلائل النبوة) (1/ 136) بلفظ: عن عبد الرحمن بن عوف. قالت أمي: لما ولدت آمنة محمدا صلى الله عليه وسلّم وقع على يدي فاستهل فسمعت قائلا يقول: رحمك ربك ... إلخ» اه: (دلائل النبوة) لأبي نعيم. وانظر: (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) للديار بكري (1/ 202) . وانظر: (المواهب اللدنية) للإمام: القسطلاني مع شرحها للإمام: الزرقاني (1/ 137- 154) . وانظر: (السيرة الحلبية) للإمام: برهان الدين الحلبي (1/ 103) . (2) قوله: «وفي اسم الحاضنة ... إلخ» المراد بالحاضنة «أم أيمن» واسمها «بركة» وقد حضنته صلى الله عليه وسلّم بعد وفاة أمه ب «الأبواء» في أثناء عودتهما من المدينة. وفي اسمها وكنيتها: «البركة، واليمن، والنماء، وهي أم «أسامة بن زيد» - رضي الله عنهما. (3) قوله: «وفي مرضعته «الثواب» أراد «ثوبية» مولاة «أبي لهب» حيث أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم اه: الروض الأنف (1/ 186) . وأشار بقوله: « ... الحلم والسعد» إلى مرضعته الأخرى «حليمة السعدية» ففيها الحلم والسعد. الروض الأنف (1/ 186) . (4) حول «برة ... » أم «آمنة بنت وهب ... » . انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (المحبر) للإمام: محمد بن حبيب البغدادي ص 9. ب- (المنمق) للإمام: محمد بن حبيب البغدادي ص 48. ج- (السيرة النبوية) للإمام: ابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي- (أمهات آمنة) - (1/ 179) . -

نسبا وموضعا، فدخل عليها حين أملكها «1» مكانه يوم الاثنين، في «شعب أبي طالب» ، عند الجمرة، وأقام عندها ثلاثة وتلك/ السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في يومها «2» . قال أبو عمر: «وكان حين تزوجها ابن خمس وعشرين سنة، ولم يتزوج غيرها قط، ولم تتزوج غيره قط» ذكره الواقدي «3» . (فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلّم) في أيام التشريق، قاله الزبير بن بكار «4» . وقال سيدي العربي الفاسي:

_ - د- (الكامل في التاريخ) للإمام: ابن الأثير (1/ 566) . هـ- (تلقيح فهوم أهل الأثر ... ) للإمام: ابن الجوزي ص 12. (1) حول تزوج «عبد الله بن عبد المطلب» ب «آمنة بنت وهب» انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات الكبرى) للإمام: محمد بن سعد- ذكر تزوج عبد الله بامنة- 1/ 94- 95. ب- (تاريخ الطبري) للإمام: محمد بن جرير الطبري (2/ 423) . ج- (السيرة النبوية) للإمام ابن كثير- ذكر تزوج عبد الله بامنة- (1/ 176- 177) . د- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام: الصالحي 1/ 326- 327. (2) قوله: «وأقام عندها ثلاثة ... إلخ» : أخرجه الإمام/ محمد بن سعد في (الطبقات) - ذكر تزوج عبد الله من آمنة- (1/ 95) بلفظ: «لما تزوج «عبد الله» آمنة أقام عندها ثلاثا، وكانت تلك السّنّة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها» اه: الطبقات. وانظر: (السيرة الحلبية) (1/ 84) . (3) قول «أبي عمر» - ابن عبد البر-: «وكان حين دخل ... إلى» ذكره في كتابه (الاستيعاب) بحاشية (الإصابة) (1/ 55) . وانظر: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالحي- وفاة عبد الله- الباب الثالث (1/ 55) ، (1/ 331) . (4) قول «الزبير بن بكار» ذكره الحافظ مغلطاي في (الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم) - مخطوط، الجزء الأول- لوحة 72/ ب فقال: «وفي كتاب الزبير حملت به آمنة أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى» اه: مخطوط الزهر الباسم نسخة الشيخ حماد الأنصاري- رحمه الله-. وانظر: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام: الصالحي (1/ 239) . وانظر: (المواهب اللدنية) للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 109) .

وقيل في أيام تشريق كما ... بدا لمحبّ الطبري جزما «1» وقال «سهل بن عبد الله التستري» «2» : «لما أراد الله- تعالى- خلق محمد في بطن أمه ليلة رجب، وكانت ليلة جمعة أمر الله- تعالى- تلك الليلة «رضوان» خازن الجنان بفتح الفردوس، وينادي مناد في السماء والأرض: ألا إن النور المخزون المكنون الذي يكون منه النبي خارج في هذه الليلة، يستقر في بطن أمه الذي يتم فيه خلقه، ويخرج إلى الناس بشيرا ونذيرا» «3» . ولما حملت به صلى الله عليه وسلّم ظهر لحمله عجائب، وآيات تنبئ عن عظيم ما له/ عند الله من رفعة القدر، وكان حمله- عليه السلام- خفيفا. قالت أمه: «ما شعرت بأني حملت به، ولا وجدت ثقلا ولا وحما «4» ، كما يجد النساء، إلا أني أنكرت رفع حيضتي «5» . ولله در القائل: حملته آمنة وقد شرفت به ... وتباشرت كل الأنام بقربه

_ (1) قول الإمام: محب الدين الطبري: «وحملت به ... إلخ» ذكره في كتابه (خلاصة السير) المخطوط لوحة 3/ أ. (2) و «سهل بن عبد الله ... » ترجم له الإمام: الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية (1/ 10- 105) فقال: «سهل بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن رفيع التستري» الصالح المشهور الذي لم يسمع بمثله الدهر علما وورعا. ولد سنة 200 أو سنة 201 ب «تستر» - بضم الفوقية الأولى، وفتح الثانية، بينهما مهملة ساكنة آخره راء كما ضبطه النووي، وغيره، وحكى ضم التائين وفتح الأولى، وضم الثانية- مدينة بالأهواز، أو بخوزستان ... إلخ» اه/ شرح الزرقاني على المواهب بتصرف. (3) قول: «سهل ... » «لما أراد الله ... » إلى قوله: « ... بشيرا ونذيرا» ذكره الإمام/ حسين بن محمد الديار بكري في كتابه (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (1/ 185) فقال: «لما أراد الله خلق محمد ... إلخ» وعزاه إلى الخطيب البغدادي. (4) «وحمت» تقول: وحمت الحبلى: توحم وحما: اشتهت شيئا على حبلها. المعجم الوسيط. (5) قول «آمنة» أم رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما شعرت ... » إلى قوله: «رفع حيضتي» ذكره الإمام: ابن الجوزي في كتابه (صفة الصفوة) (1/ 50- 51) باب ذكر حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلّم بلفظ: «روى يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن عمته قالت: كنا نسمع أن آمنة لما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلّم كانت تقول: ما شعرت ... إلخ» اه: صفة الصفوة. وانظر: (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) للديار بكري (1/ 186) .

حملا خفيفا لم تجد ألما به ... وتباشرت وحش الفلا فرحا به واستبشرت من فورهن وكيف لا ... وهو الغياث ورحمة من ربه (ثم بعث عبد المطلب: عبد الله) والد النبي صلى الله عليه وسلّم (يمتار «1» له تمرا من يثرب «2» ،

_ (1) قوله: «يمتار» ورد بصيغة المضارع هكذا في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة لكتاب (أوجز السير) لابن فارس- أصل كتابنا- عدا إحدى نسخ (معهد المخطوطات) ، وهي النسخة «أ» ففي الحاشية اللوحة 1/ ب «ليمتار» مع وجود «يمتار» في الأصل. و «الميرة» : «الطعام يمتاره الإنسان، وهم يمتارون لأنفسهم، ويميرون غيرهم ميرا، وقد مار عياله وأهله يميرهم ميرا، وامتار لهم، والميار: جالب الميرة ... » اه: لسان العرب. (2) وعن «يثرب» قال إسماعيل حقي، صاحب (تفسير روح البيان) في كتابه (الفروق) ص 114: «يثرب» من أسماء المدينة؛ سميت باسم واحد من العمالقة، نزل بها، وكانت تدعى به قبل الإسلام، غير منصرف للوزن والعلمية- كيزيد ويشكر- وفي (إنسان العيون) : يثرب اسم محل في المدينة؛ سمى بذلك؛ لأنه نزل يثرب، من نسل نوح- عليه السلام- انتهى. أو سميت لما كان فهي من الثرب، وهو الفساد واللوم بسبب عفونة الهواء، وكثرة الحمى؛ فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم كره ذلك فسماها ب «طيّبة» على وزن «بصرة» من الطيب، وقد أفتى الإمام مالك- رحمه الله تعالى- فيمن قال: «تربة المدينة رديّة» بضربه ثلاثين درّة وبحبسه، وقال: ما أحوجه إلى ضرب عنقه؛ تربة دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم يزعم أنها غير طيبة، كما في بعض شروح المصابيح، وتسميتها بيثرب في (القرآن) إنما هو حكاية لقول المنافقين، (أي: بعد نهيهم عن ذلك) ، وقوله صلى الله عليه وسلّم: «لا أراها إلا يثرب» ، ونحو ذلك من كل ما وقع في كلامه صلى الله عليه وسلّم من تسميتها بذلك كان قبل النهي عن ذلك؛ وإنما كرهت تسميتها بيثرب؛ لأن يثرب مأخوذ من التثريب، وهو المؤاخذة بالذنب، ومنه قوله- تعالى- لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ [سورة يوسف من الاية: 92] أو من الثرب- بالتحريك- وهو الفساد، وفي الحديث: «من قال المدينة بيثرب فليستغفر الله ثلاثا، هي طابة» . أخرجه أحمد، وأبو يعلى كما سيأتي، وإنما سميت «طيبة» لطيف رائحة من مكث بها، وتزايد روائح الطيب بها، ولا يدخلها طاعون، ولا دجال، ولا يكون بها مجذوم؛ لأن ترابها يشفي الجذام، كما في (إنسان العيون) اه: (الفروق) لإسماعيل حقي. نسخة مكتبة المسجد النبوي الشريف رقم: 410/ ح. ق. ف. وقال الإمام «ياقوت الحموي» في كتابه (معجم البلدان) 5/ 430: «يثرب» بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وباء موحدة- قال أبو القاسم الزجاجي: يثرب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلّم سميت بذلك؛ لأن أول من سكنها ... «يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم ... » من ولد «سام بن نوح» ... » اه/ معجم البلدان لياقوت الحموي (5/ 430) . وانظر: (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) للإمام/ البكري (2/ 1474) . وانظر: (تاريخ المدينة) للإمام/ ابن شبة (1/ 164- 165) . وانظر: (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى) - الباب الأول في أسماء هذه المدينة- للإمام/ السمهودي (ت 911 هـ) .

فتوفي بها) ودفن في «دار النابغة «1» » - بنون ومعجمة بعد الموحدة أو بتاء مثناة فوقية، ومهملة بعد الموحدة «2» -. وقيل: توفي ب «الأبواء «3» » ، وكان يوم مات ابن ثمان عشرة

_ - وكره النبي صلى الله عليه وسلّم تسميتها ب «يثرب» . روى الإمام أحمد في مسنده (4/ 285) ، وأبو يعلى في مسنده: عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاثا هي طابة، هي طابة» . قال الهيثمي في [مجمع الزوائد: باب فضل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلّم باب في اسمها 3/ 303] . وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجاله ثقات. اه: مجمع. حول امتيار التمر هل كان من المدينة- كما هنا- أو من الشام «غزة» انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات الكبرى) للإمام ابن سعد- أقبل من الشام (1/ 99) كما سيأتي- إن شاء الله تعالى. ب- (تاريخ الطبري) (2/ 246) . ج- (الاستيعاب) للإمام/ ابن عبد البر (1/ 66) . (1) حول دفن «عبد الله» والد الرسول صلى الله عليه وسلّم في دار «النابغة» : قال ابن سعد في (الطبقات) (1/ 99) ذكر وفاة عبد الله بن عبد المطلب: «أخبرنا محمد بن عمر الواقدي ... خرج «عبد الله» ... إلى الشام- غزة- في عير من عيرات قريش يحملون تجارات، ففرغوا من تجاراتهم، ثم انصرفوا فمروا بالمدينة و «عبد الله ... » يومئذ مريض، فقال: «أنا أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار» ، فأقام عندهم مريضا شهرا، ومضى أصحابه فقدموا مكة، فسألهم «عبد المطلب ... » عن «عبد الله» فقالوا: خلفناه عند أخواله فبعث إليه «عبد المطلب» ... «الحارث» فوجده قد توفي، ودفن في دار «النابغة» وهو رجل من بني عدي ابن النجار، في الدار التي إذا دخلتها فالدويرة عن يسارك ... إلخ» اه/ الطبقات. وانظر: (تاريخ الطبري) (2/ 246) . وانظر: (السيرة النبوية) للإمام/ الذهبي ص 50. (2) حول تسمية الدار بالتابعة، انظر: المراجع الاتية: أ- (عيون الأثر) لابن سيد الناس (1/ 79) . ب- (المواهب اللدنية) للقسطلاني (1/ 110) وفيها: « ... فوجده قد توفي ودفن في دار التابعة» . وقال الزرقاني في (شرح المواهب) (1/ 110) عن (التابعة) . « ... بفوقية فموحدة فعين مهملة» . وانظر: (سبل الهدى والرشاد ... ) للصالحي الباب الثالث وفاة عبد الله بن عبد المطلب (1/ 331) . (3) القول بدفنه ب «الأبواء» غير مشهور ذكره الحافظ مغلطاي في كتابه (الزهر الباسم) - مخطوط- الجزء الأول ورقة 74/ ب] ذكره نقلا عن كتاب (ابن سرور) .

سنة «1» ، وقيل: خمس وعشرين «2» وقيل: ثلاثين «3» . وذلك حين تم لامنة من حملها شهران، على ما قاله ابن إسحاق، وصح به الحديث، ونسب إلى الجمهور، وقيل: إنه- عليه/ السلام- كان في الحمل حين توفي أبوه «4» ، ونقل السهيلي «5» عن الدولابي

_ - وقال به أيضا الإمام/ عبد الغني المقدسي (ت 600 هـ) في كتابه (الدرة المضية في السيرة النبوية) (ص 17) قال: «وقيل: مات بالأبواء بين مكة والمدينة» اه/ الدرة المضية للمقدسي. تحقيق د/ علي حسين البواب. طبع المكتب الإسلامي. وذكره أيضا الإمام/ المقريزي في (إمتاع الأسماع) (1/ 5) تحقيق د/ حميد الله. طبع: دار المعارف بالقاهرة، وقال القسطلاني في المواهب (1/ 110) : «وقيل: دفن بالأبواء- بفتح أوله ومد آخره- قرية من عمل «الفرع» من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. والصحيح أنها سميت بالأبواء لتبوء السيول بها، قاله: ثابت بن حزم ... إلخ» اه/ المواهب. (1) عن سن وفاة والد الرسول صلى الله عليه وسلّم (في سن الثامنة عشرة من عمره) . قال الإمام/ السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 185) : « ... وكان بينه وبين أبيه- عليه السلام- في السن ثمانية عشرة سنة» اه (الروض) بتصرف. وانظر: كتاب (الإشارة) للحافظ/ مغلطاي ص 64. (2) عن وفاة والد الرسول صلى الله عليه وسلّم في سن الخامسة والعشرين. قال ابن سعد في (الطبقات) (1/ 99) - ذكر وفاة عبد الله- قال الواقدي: « ... ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يومئذ حمل، ول «عبد الله ... » يوم توفي خمس وعشرون سنة» . قال محمد بن عمر الواقدي: «هذا أثبت الأقاويل والرواية في وفاة «عبد الله بن عبد المطلب» وسنه عندنا» اه: الطبقات. بتصرف. وانظر: كتاب الإشارة للحافظ/ مغلطاي ص 63. (3) حول وفاة والد الرسول صلى الله عليه وسلّم وعمره ثلاثون عاما، قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) بحاشية (الإصابة) (1/ 54، 55) : « ... وتزوجها عبد الله بن عبد المطلب- يعني آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلّم- وهو ابن ثلاثين سنة ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإشارة) للحافظ/ مغلطاي ص 64 (وفاة أبيه) . وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي (1/ 331- 332) (الباب الثالث في وفاة عبد الله) . (4) قول ابن إسحاق: « ... وذلك حين تم لامنة ... » إلى قوله: «حين توفي أبوه» . انظره: في (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي- ذكر وفاة «عبد الله» (1/ 180) . وانظر: (الطبقات) للإمام/ ابن سعد- ذكر وفاة «عبد الله» (1/ 99) . (5) نقل الإمام/ السهيلي، عن الإمام/ الدولابي وغيره انظره في: (الروض الأنف) بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 184) .

أنه قول الأكثرين، وعليه فقيل: وهو ابن شهرين، وقيل: ابن سبعة، وقيل غير ذلك على خلاف ما نقلوه. (وولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الاثنين) كرره ليرتب عليه ما بعده. (وكان في حجر جده عبد المطلب) حين توفيت أمه، فرق عليه رقة لم يرقها على ولده، «وبقي في كلاءة الله وحفظه، ينبته الله نباتا حسنا لما يريد به من كرامته «1» » ، فكان يوضع ل «عبد المطلب» ، فراش في ظل الكعبة في الحجر، وكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك، حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إعظاما له؛ فكان النبي صلى الله عليه وسلّم يأتي وهو غلام صغير حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه؛ فيقول «عبد المطلب» ، إذا رأى ذلك منهم: دعوا ابني فو الله إن له لشأنا، ثم يجلسه عليه/ ويمسح ظهره، ويسره ما يراه يصنع «2» » (فاسترضعه) «عبد المطلب» (امرأة من بني سعد ابن بكر «3» ) من «هوازن «4» » (يقال لها: حليمة «5» ) . وتكنى «أم كبشة «6» » (بنت أبي

_ (1) قول الإمام/ ابن إسحاق: «وبقي في كلاءة الله ... » إلى قوله: «لما يريد به من كرامته» انظره: في (السيرة النبوية) لابن هشام مع شرحها (الروض الأنف) للسهيلي (1/ 194) . (2) قوله: «فكان يوضع ل عبد المطلب ... » إلى قوله: «ويسره ما رآه يصنع» هذا القول هو من كلام ابن إسحاق، ذكره الإمام/ ابن هشام في (السيرة النبوية) (1/ 195) . (3) قوله: «فاسترضعه ... إلخ» انظره في: أ- (السيرة النبوية) للإمام/ ابن هشام (1/ 183) . ب- (الثقات) للإمام/ ابن حبان (1/ 38) . (4) «هوازن» : جمع هوزن، وهو ضرب من الطير ... فولد «هوازن» «بكر بن هوازن» فمنهم: بنو سعد بن بكر بن هوازن استرضع النبي صلى الله عليه وسلّم فيهم» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 291) . وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام/ ابن حزم (1/ 264) . (5) حول قوله: يقال لها: «حليمة» انظره في: (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم (1/ 265) . (6) حول تكنية «حليمة» رضي الله عنها ب «أم كبشة» قال الإمام/ البيهقي في (دلائل النبوة) (1/ 182- 183) : «بلغني: «أبو كبشة» أول من عبد (الشعرى) وخالف دين قومه، فلما خالف النبيّ صلى الله عليه وسلّم دين قريش، وجاء بالحنيفية شبههوه ب «أبي كبشة» ، ونسبوه إليه فقالوا: «ابن أبي كبشة» وبلغني: أنه كان سيدا في قومه «خزاعة» ، وبلغني: أن اسمه «وجز بن غالب بن عامر بن الحارث» وهو: «أبو عمرة بنت وجز» . و «عمرة» هي أم «وهب بن عبد مناف» والد «آمنة» أم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «جده» من قبل أمه «أبي كبشة» والله أعلم» اه: (دلائل النبوة للبيهقي) تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، طبع دار الكتب العلمية. وقال النجم/ عمر بن فهد في (إتحاف الورى بأخبار أم-

ذؤيب) - بضم الذال المعجمة- «ابن عبد الله بن سحنة «1» » - بسين مهملة مكسورة- «ابن رزام «2» » - براء فزاي- «ابن ناصرة بن فصية» تصغير: فصاة، وهي النواة من التمر، «ابن سعد بن بكر بن هوازن» واعلم أن العلماء- رحمهم الله تعالى- اختلفوا في إيمانها وإدراكها البعثة اختلافا كثيرا يطول ذكره «3» .

_ - القرى) (1/ 57) : « ... ويكنى زوجها الحارث بن عبد العزى ب «أبي كبشة» . وانظر: القاموس المحيط: للفيروز آبادي (4/ 8- 9) . «كبش» . وانظر: كتاب (نور اليقين في سيرة سيد المرسلين) للخضري ص 9. طبع دار الباز. مكة المكرمة. (1) «ابن سحنة» : - بكسر السين- وفي بعض المصادر والمراجع: «ابن شحنة» - بشين معجمة مكسورة- وحول كليهما- ابن سحنة، وابن شحنة- انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 183) . ب- (الطبقات الكبرى) للإمام/ محمد بن سعد (1/ 110) . ج- كتاب (جمل من أنساب الأشراف) للإمام/ أحمد بن يحيى البلاذري (ت 279) (1/ 101) . نسخة مكتبة المسجد النبوي [رقم: 32796/ 929/ ب. ل. ج. د- (تاريخ الطبري) للإمام/ محمد بن جرير الطبري (2/ 57) . هـ- (الثقات) للإمام/ ابن حبان (1/ 38) . و (جمهرة أنساب العرب) للإمام/ ابن حزم الأندلسي (1/ 265) . ز- (السيرة النبوية) للإمام/ ابن كثير (1/ 225) . ح- (عيون الأثر) للإمام/ ابن سيد الناس (1/ 96) . (2) « ... ابن رزام» ورد في (ابن إسحاق) - السيرة النبوية لابن هشام (1/ 183) ، و (الطبقات) لابن سعد (1/ 110) « ... ابن رزام بن جابر» وليس «ابن ناصرة» . (3) حول إسلام «حليمة ... » : انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات الكبرى) للإمام/ محمد بن سعد (1/ 114) وفيها: « ... روى عن عمر بن سعد قال: جاءت ظئر النبي صلى الله عليه وسلّم إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فبسط لها رداءه وأدخل يده في ثيابها ووضعها على صدرها قال: وقضى حاجتها، قال: فجاءت إلى أبي بكر رضي الله عنه فبسط لها رداءه، وقال لها: دعيني أيضع يدي خارجا من الثياب، قال: ففعل، وقضى لها حاجتها، ثم جاءت إلى «عمر» رضي الله عنه ففعل مثل ذلك» اه/ الطبقات. ب- (الاستيعاب) لابن عبد البر بحاشية (الإصابة) لابن حجر (12/ 261) رقم: 3300. ج- (الإصابة) للحافظ/ ابن حجر- القسم الأول- 12/ 200 وفيها يقول: «حليمة السعدية مرضعة النبي- رضي الله عنها- روى عنها عبد الله بن جعفر. قلت: حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه الحافظ/ أبو يعلى، وابن حبان في صحيحه، وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة.

والصحيح الذي عليه «أبو بكر بن أبي خيثمة «1» » ، والحافظ «المنذري» والحافظ «أبو الفرج بن الجوزي» أنها قدمت على النبي صلى الله عليه وسلّم بعد ما تزوج «خديجة» رضي الله عنها، وشكت إليه جدب البلاد، فكلم «خديجة» - رضي الله عنها- فأعطتها أربعين شاة وبعيرا، ثم قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت «2» . وإليه يشير قول الحافظ «مغلطاي» «3» :

_ - وأخرج أبو داود، وأبو يعلى وغيرهما من طريق «عمارة بن ثوبان» ، عن أبي الطفيل؛ أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان ب «الجعرانة» يقسم لحما فأقبلت امرأة فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلّم بسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هذه؟! قالوا: «أمه التي أرضعته» اه (الإصابة) لابن حجر، بتصرف. (الإشارة إلى سيرة المصطفى ... ) للإمام/ مغلطاي ص 65. وفيها: « ... وأرضعته حليمة ... وصحح ابن حبان وغيره حديثا دل على إسلامها» . هـ- (عيون الأثر) لابن سيد الناس (1/ 96) ، وفيها: « ... وأسلمت حليمة بنت أبي ذؤيب ... إلخ» . «سبل الهدى والرشاد ... » للإمام/ الصالحي (1/ 382- 385) (الباب الثالث في إسلام حليمة) . وحول إسلام زوجها الحارث انظر: (الإصابة) للحافظ/ ابن حجر- القسم الأول- (2/ 162- 163) رقم: 1435. مما سبق يتضح لنا أن «حليمة» وزوجها «الحارث بن عبد العزى» لا شك في إسلامهما، والله أعلم. (1) و «أبو بكر بن خيثمة» ترجم له الإمام/ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (11/ 492- 494) . ترجمة رقم (131) فقال هو: «صاحب التاريخ الكبير الكثير الفائدة. قال عنه الخطيب: كان ثقة عالما متقنا حافظا بصيرا بأيام الناس راوية للأدب، له كتاب (التاريخ) الذي أحسن تصنيفه، وأكثر فائدته، فلا أعرف أغزر فوائد منه. توفي- رحمه الله تعالى- في شهر جمادى الأولى سنة 289 هـ» اه: سير. (2) قصة قدوم «حليمة» إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد زواجه ب «خديجة» رضي الله عنها: أخرجها الإمام/ ابن سعد في (الطبقات الكبرى) (1/ 113) فقال: «قدمت حليمة بنت عبد الله» على رسول الله صلى الله عليه وسلّم مكة، وقد تزوج «خديجة» رضي الله عنهم فتشكت إليه جدب البلاد، وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم «خديجة» رضي الله عنها فيها «فأعطتها أربعين شاة، وبعيرا ... » اه: الطبقات. وانظر: كتاب «جمل من أنساب العرب) للإمام/ البلاذري (1/ 101) تحقيق/ سهيل زكار. نسخة مكتبة المسجد النبوي. (3) و «مغلطاي» ترجم له الحافظ/ ابن حجر في [الدرر الكامنة 4/ 352] فقال: الحافظ المفتنّ علاء الدين أبو عبد الله مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الحنفي، صاحب التصانيف، ولد بعد التسعين وستمائة له تصانيف كثيرة منها:

أضحت حليمة تزدهي بمفاخر ... ما نالها في عصرها إنسان فلها الكفالة والرضاع وصحبة ... وكذا جزاء المحسن الإحسان وقال الحافظ مغلطاي أيضا: ورأيت ليلة الأحد ثاني عشر من ربيع الاخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة في المنام «عيسى ابن مريم» - عليهما الصلاة والسلام- وسألته عنها، فقال مجيبا في الحال: رضي الله عنها «1» . اه. وأسلم أيضا زوجها «الحارث بن عبد العزى» ، ولم يذكره كثير ممن ألف في الصحابة. وذكره ابن إسحاق في رواية «يونس بن بكير «2» » . وفي شرح الهمزية ل «ابن حجر الهيتمي» : أن «حليمة» أسلمت «3» هي وزوجها،

_ - 1- شرح البخاري. 2- الزهر الباسم ... وقد بحثت في صورة المخطوط المتوافرة لدي عن بيتي الشعر فلم أصل إليهما. 3- كتاب الإشارة وهو مختصر كتاب الزهر الباسم ... إلى غير ذلك من المؤلفات. توفي- رحمه الله تعالى سنة «762 هـ» اه/ الدرر. بتصرف، وانظر: (النجوم الزاهرة) (11/ 9) . (1) قصة رؤياه التي ذكرها المؤلف هنا بحثت عنها في كتابه (الزهر الباسم ... ) فلم أصل إليها. (2) رواية «يونس بن بكير» ذكرها السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 185) - في أبيه صلى الله عليه وسلّم من الرضاعة، وإسلامه فقال: «وقد ذكره ابن يونس في روايته فقال: حدثنا ابن إسحاق ... عن رجال من بني سعد بن بكر قال: قدم الحارث بن عبد العزى ... «مكة» حين أنزل عليه القرآن، فقالت له قريش: ألا تسمع يا حار ما يقول ابنك هذا؟! فقال: وما يقول؟ قالوا: «يزعم أن الله يبعث بعد الموت، وأن لله دارين يعذب فيهما من عصاه، ويكرم فيهما من أطاعه، فقد شتت أمرنا، وفرق جماعتنا» ، فأتاه فقال: «أي بني ما لك ولقومك يشكونك ويزعمون أنك تقول: إن الناس يبعثون بعد الموت، ثم يصيرون إلى جنة ونار؟!» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «نعم أنا أزعم ذلك، ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت، لقد أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم» . فأسلم «الحارث» بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان يقول حين أسلم: «لو قد أخذ بيدي فعرفني ما قال لم يرسلني- إن شاء الله- حتى يدخلني الجنة» اه: الروض الأنف. (3) عن إسلام «حليمة» قال الحافظ مغلطاي في كتابه (الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم) مخطوط 1/ ورقة 78/ ب، 79/ أ] : «وأما حليمة بنت أبي ذؤيب- رضي الله عنها- فقد ذكرها في جملة الصحابة من غير تردد ولا شك جماعة من الأئمة منهم: أ- ابن أبي خيثمة. ب- الطبراني. الصحابة من غير تردد ولا شك جماعة من الأئمة منهم: أ- ابن أبي خيثمة. ب- الطبراني. ج- العسكري. د- أبو نعيم الأصبهاني. هـ- ابن عبد البر. وابن سبع. -

وبنوها «1» . وصحح «ابن حبان «2» » وغيره حديث إسلام «حليمة» وابنتها «الشيماء» ، وإنما استرضع صلى الله عليه وسلّم في بني سعد؛ لأن نساء قريش كن يرين إرضاع أولادهن عارا عليهن، فكانت الأمهات يتخذن لأولادهن المراضع، وأيضا لينشأ غريبا نائيا عن قومه فيكون أنجب للغلام، وأفصح له، ولهذا قال صلى الله عليه وسلّم: «أنا أعرب العرب، ولدتني قريش، ونشأت في بني سعد فأنى يأتيني اللحن «3» » . فجمع الله بذلك قوة عارضة البادية

_ - ز- القاضي عياض. ح- ابن منده. وتبعهم غير واحد من المتأخرين. وقول من قال من المتأخرين: «لم يثبت إسلامها» غير جيد، وقد أفردت لذكرها جزآ اسمه (التحفة السنية في ذكر حليمة السعدية) : استدللت فيه على صحة إسلامها، وبطلان قول من شذ فقال: لم تسلم ... » اه: الزهر الباسم. وقال ابن الجوزي في (الحدائق في علم الحديث والزهديات) (1/ 169) : «ثم قدمت بعد النبوة فأسلمت وبايعت، وأسلم زوجها «الحارث بن عبد العزى» اه: الحدائق تحقيق: مصطفى السبكي. طبع دار الكتب العلمية، نسخة مكتبة (مسجد الهدي المحمدي) بعين شمس الشرقية. وانظر: (الاستيعاب) للإمام/ ابن عبد البر (4/ 374) رقم (3336) ، وانظر: (الإصابة) للحافظ ابن حجر (4/ 274) رقم: 299. (1) عن إسلام بنيها- رضي الله عنهم- انظر: المراجع الاتية: 1- (الاستيعاب) للحافظ ابن عبد البر بحاشية (الإصابة) (13/ 61) رقم: (3403) . 2- (الإصابة) للحافظ: ابن حجر (13/ 9، 10) رقم: (630) . 3- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالحي (1/ 382) . (2) حديث ابن حبان أخرجه في (صحيحه- بترتيب ابن بلبان) (10/ 44) رقم: (4232) بلفظ: «حدثنا عمارة بن ثوبان؛ أن أبا الطفيل أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان ب «الجعرانة» يقسم لحما ... قال: فأقبلت امرأة بدوية ... إلخ» كما تقدم. والحديث أخرجه الإمام/ أبو يعلى في (مسنده) (2/ 195) رقم: (900) وانظر: (الإصابة) للحافظ ابن حجر- المصدر السابق-. (3) حول حديث: «أنا أعربكم ... » . قال ابن كثير في (البداية ... ) 2/ 257- رضاعه صلى الله عليه وسلّم: قال ابن إسحاق: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول لأصحابه: «أنا أعربكم أنا قرشي، واسترضعت في بني سعد» اه/ البداية. وحول حديث: «أنا أعرب العرب ... » انظر أيضا: المراجع الاتية: 1- (الطبقات) لابن سعد (1/ 113) . 2- (الجامع الكبير) للإمام/ السيوطي- نسخة قوله: (1/ 327) .

وجزالتها، / ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونقها «1» ، فلما فصلته «حليمة» قدمت به هي وزوجها «الحارث» ومن كان معهما على أمه، وهم أحرص شيء على مكثه فيهم لما يرون من بركته «2» صلى الله عليه وسلّم، فكلموا أمه في ذلك، ففعلت فرجعت به «حليمة» إلى أهلها.

_ - 3- (الجامع الصغير) للسيوطي مع شرحه (فيض القدير) للمناوي (3/ 44) . 4- (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي (1/ 192) . 5- (إحياء علوم الدين) للإمام الغزالي (2/ 364) . 6- (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين) للإمام/ الزبيدي (7/ 112) . 7- (كشفإ لخفاء ومزيل الإلباس ... ) للعجلوني (1/ 232) . (1) حول إرضاع نساء قريش لأولادهن في البادية يقول الإمام/ السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 187- 188) تحت عنوان: «الأسباب الدافعة للاسترضاع» : «وأما دفع قريش وغيرهم من أشراف العرب أولادهم إلى المراضع فقد يكون ذلك لوجوه: أولا: تفريغ النساء إلى الأزواج، كما قال «عمار بن ياسر» لأم سلمة رضي الله عنها- وكان أخاها من الرضاعة- حين انتزع من حجرها «زينب بنت أبي سلمة» فقال: دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي آذيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم. ثانيا: وقد يكون ذلك منهم أيضا لينشأ الطفل في الأعراب، فيكون أفصح للسانه، وأجلد لجسمه، وأجدر ألا يفارق الهيئة المعدية كما قال «عمر» رضي الله عنه: «تمعددوا وتمعززوا- اشتدوا- واخشوشنوا ... » ، وقد قال عليه السلام ل «أبي بكر» حين قال له: ما رأيت أفصح منك يا رسول الله! فقال: «وما يمنعني وأنا من قريش وأرضعت في بني سعد؟» فهذا كله ونحوه كان يحملهم على دفع الرضعاء إلى المراضع الأعرابيات» اه/ الروض الأنف. (2) حول بركته صلى الله عليه وسلّم عند ما أخذته «حليمة» يقول ابن إسحاق وغيره: «قالت- يعني حليمة: «فلما أخذته رجعت به إلى رحلي فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى رويا، ثم ناما، وكنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا- ناقتنا- تلك، فإذا إنها لحافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه، حتى انتهينا ريّا وشبعا، فبتنا بخير ليلة» . قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: «تعلمي والله يا حليمة: لقد أخذت نسمة مباركة» . قالت: «فقلت: والله إني لأرجو ذلك» . قالت: «ثم خرجنا وركبت أتاني- حماري- وحملته عليها معي، فو الله لقطعت بالركب ما يقدر عليه شيء من حمرهم، حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا بنة أبي ذؤيب ويحك! أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي خرجت عليها؟! فأقول لهن: بلى والله، إنها لهي هي، فيقلن: والله إن لها لشأنا. قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد. وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح عليّ حين قدمنا به شباعا-

(فلمّا شب صلى الله عليه وسلّم) أي: صار غلاما جفرا- والجفر «1» - الغليظ الشديد- ويقال: هو الصبي ابن أربعة أعوام أو نحوها، (وسعى) أتاه «2» وهو عندهم: ملكان أو ثلاثة، وهو مع أتراب «3» له من الصبيان، فاختطفاه من بينهم وأضجعاه، وشقا صدره «4» ، وهم

_ - لبنا فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب. فتروح أغنامهم ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعا لبنا، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته- أي فطمته- وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا» اه: السيرة النبوية للإمام/ ابن هشام مع (الروض الأنف) (1/ 185- 186) . وحول بركته انظر أيضا: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات الكبرى) للإمام/ ابن سعد (1/ 112) ذكر من أرضع الرسول صلى الله عليه وسلّم ... إلخ؟. ب- (تاريخ الطبري- تاريخ الرسل والملوك-) للإمام/ محمد بن جرير الطبري (2/ 158- 160) . ج- (الثقات) للإمام/ ابن حبان (1/ 38- 39) . د- (أعلام النبوة) للإمام/ أبي الحسن البصري الماوردي، ص (227- 228) . (1) و «الجفر» زيادة على ما ذكره المؤلف نذكر ما قاله ابن الأثير في (النهاية) فيقول: «جفر في حديث حليمة ظئر النبي صلى الله عليه وسلّم قالت: «كان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر، فبلغ ستّا وهو جفر» ، استجفر الصبي إذا قوي على الأكل وأصله في أولاد المعز إذا بلغ أربعة أشهر، وفصل عن أمه، وأخذ في الرعي قيل له: «جفر» ، والأنثى جفرة» اه/ النهاية/ جفر. (2) حول قوله: « ... أتاه ملكان أو ثلاثة ... إلخ» : الملكان هما: جبريل، وميكائيل كما في رواية ميمون بن سياه عن أنس عند الطبراني. والثالث: من الجائز أن يكون إسرافيل. وفي (صحيح مسلم بشرح النووي) باب الإسراء (2/ 217) : « ... أنه جاءني ثلاثة نفر ... » وفي (سبل الهدى والرشاد) للصالي (1/ 388) ... «إذ أتاني رهط ثلاث» . وانظر: تاريخ الطبري (2/ 161) . (3) و «الأتراب» : جمع ترب، وهو المماثل في السن. (4) اختلف العلماء في حادث شق الصدر لرسولنا صلى الله عليه وسلّم فقال بعضهم: «الشق تم مرة واحدة، وهو عند ظئره «حليمة» لأن الهدف هو إخراج حظ الشيطان وحظه لا يتكرر» . وقال بعضهم: «وقع الشق مرتين: الأولى: وهو عند حليمة. والثانية: «ليلة الإسراء» واستدلوا لهما بحديثي أنس عند الإمام/ مسلم في صحيحه: الحديث الأول: أخرجه في صحيحه (باب الإسراء، وفرض الصلوات) (2/ 216) بلفظ: عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أتاه جبريل عليه السلام. وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: - - «هذا حظ الشيطان ... إلخ» اه/ صحيح مسلم بشرح النووي. الحديث الثاني: أخرجه الإمام/ مسلم في صحيحه [الباب السابق 2/ 217- 218] بلفظ: عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر- رضي الله عنه- يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل- عليه السلام- ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغهما في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ... » اه/ صحيح مسلم بشرح النووي. وقال فريق آخر: «الشق تم ثلاث مرات ذكروا المرتين السابقتين، وزادوا مرة ثالثة تمت بغار (حراء) مستدلين بحديث «عائشة- رضي الله عنها- الذي أخرجه أبو نعيم، والبيهقي في دلائلهما، والطيالسي، والحارث ابن أبي أسامة في مسنديهما. والحكمة فيه: زيادة الكرامة ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي، في أكمل الأحوال من التطهير» اه: المواهب اللدنية مع شرحها (1/ 153) . وقال فريق آخر: الشق تم أربع مرات: منها حينما كان عمره صلى الله عليه وسلّم عشر سنين وأشهرا، واستدلوا بحديث «عبد الله بن أحمد» في زوائد المسند- مسند محمد بن أبي بن كعب (5/ 139) بلفظ: عن محمد بن أبيّ بن كعب، أن أبا هريرة- رضي الله عنه- كان حريّا أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال يا رسول الله: ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟! فاستوى جالسا، وقال: «لقد سألت يا أبا هريرة: إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا بوجوه لم أرها لخلق قط، وأرواح لم أجدها من خلق قط، وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسّا، فقال أحدهما لصاحبه: «أضجعه» . فأضجعاني بلا قصر ولا هصر، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها- فيما أرى- بلا دم ولا وجع، فقال: «الغل والحسد» فأخرج شيئا كهيئة العلقة، ثم نبذها فطرحها فقال له: «ادخل الرحمة والرأفة» . فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: «اغد أسلم» . فرجعت بها أغدو بها رأفة على الصغير ورحمة على الكبير» . وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد كتاب علامات النبوة، باب في أول أمره وشرح صدره [8/ 225] . رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله ثقات، وثقهم ابن حبان» اه: مجمع الزوائد. وعزا الزرقاني في (شرح المواهب) (1/ 153) الحديث إلى أبي نعيم في (الدلائل) ، إلى ابن حبان، وابن عساكر، والضياء في (المختارة) : عن أبي بن كعب. اه/ (المواهب) . وذكر القسطلاني والزرقاني في (المواهب) وشرحها (1/ 153) : «الشق مرة خامسة، وهو ابن عشرين سنة فيما قيل، ولم تثبت» اه: المواهب وشرحها. الحكمة في شق صدره الشريف: قال الإمام القسطلاني في (المواهب اللدنية) (1/ 153- 154) : «والحكمة في شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلّم في حال صباه، وهو عند ظئره تطهيره عن حالات-

ينظرون، فلما علمت بذلك «حليمة» ردته «1» مع زوجها إلى أمه، فقالت لها: ما ردكما به يا ظئر «2» ، فقد كنتما عليه حريصين؟! فقالت: نخشى الإتلاف والأحداث، فقالت: ماذا لي بكما، أصدقاني شأنكما؟ فأخبرتها بخبره، وما وقع له من شق الصدر، فقالت: أخشيتما عليه؟! كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل؟ والله إنه لكائن لا بني هذا شأن. قالت حليمة؛

_ - الصبا حتى يتصف في سن الصبا بأوصاف الرجولة؛ ولذلك نشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان وغيره، وخلقت هذه العلقة لأنها من جملة الأجزاء الإنسانية، فخلقت تكملة للخلق الإنساني ... ونزعها كرامة ربانية طرأت بعد، فإخراجها بعد إخراجها أدل على مزيد الرفعة، وعظيم الاعتناء والرعاية من خلقه بدونها، قاله العلامة السبكي. وقال غيره: «لو خلق سليما منها لم يكن للادميين اطلاع على حقيقته، فأظهره على يد جبريل ليتحققوا كمال باطنه، كما برز لهم مكمل الظاهر» اه/ المواهب مع شرحها. وقال جمال الدين محمد الأشخر، اليمني شارح كتاب (بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل) (1/ 43) : «قلت: الحكمة في تكرير الشق أربعا: أن الشق إنما هو لإذهاب حظ الشيطان منه، وقد علم من صحيح الحديث جريانه من ابن آدم مجرى الدم من العروق، والدم يستمد من الطبائع الأربع، فقطع في كل مرة من مرات الشق من طبيعته ... إلخ» اه: بهجة المحالف ... مع شرحها. طبع دار صادر. بيروت. (1) حديث رد «حليمة» - رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأمه: ذكره الإمام/ ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 188) فقال: «قالت: وقال أبوه: «يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب- بعد حادثة شق الصدر- فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به» . قالت: «فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه، وعلى مكثه عندك؟» قالت: «فقلت: قد بلغ الله به وقضيت الذي عليّ، وتخوفت الأحداث عليه فأديته إليك كما تحبين» . قالت: «ما هذا شأنك فأصدقيني خبرك؟» قالت: «فلم تدعني حتى أخبرتها» . قالت: «أفتخوفت عليه الشيطان؟» قالت: «قلت: نعم» . قالت: «كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لا بني لشأنا، أفلا أخبرك خبره؟ قالت: «قلت: بلى» . قالت: رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء قصور بصرى من أرض الشام ... إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: (أعلام النبوة) للإمام/ أبي الحسن الماوردي ص 228- 229. (2) و «الظئر» «المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى ... إلخ» اه: (النهاية في غريب الحديث) للإمام/ ابن الأثير.

وحدثت «عبد المطلب» «1» حديثه، فقال: / يا حليمة: إن لا بني هذا لشأنا، ووددت أني أدرك هذا الزمان. ثم جهزني «عبد المطلب» أحسن جهاز، وصرفني إلى منزلي بكل خير، (فلما أتت صلى الله عليه وسلّم له ست سنين «2» ) وقيل: خمس سنين؛ لما رواه أبو نعيم «3» عن أم سماعة بنت أبي رهم، عن أمها قالت: شهدت آمنة بنت وهب في علتها التي ماتت فيها، ومحمد صلى الله عليه وسلّم غلام يافع له خمس سنين، عند رأسها «ماتت أمه» ولها من العمر نحو العشرين سنة تقريبا (مرجعها من المدينة) وذلك في (الأبواء «4» ) ، وهو موضع بين مكة والمدينة، بينه وبين المدينة ثلاثة وعشرون ميلا «5» ،

_ (1) قولها: «وحدثت عبد المطلب ... إلخ» في (سبل الهدى والرشاد) للصالحي، الباب الرابع، قصة الرضاع (1/ 390- 391) . وانظر: (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) للإمام/ عمر بن فهد (1/ 88) . (2) عن وفاة أمه صلى الله عليه وسلّم وعمره ست سنوات قال ابن إسحاق: «فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ست سنين توفيت أمه آمنة ... إلخ» اه/ (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) (1/ 194) . وانظر: (الطبقات الكبرى) للإمام/ ابن سعد- ذكر وفاة آمنة- (1/ 166) . وانظر: (تاريخ الطبري) (2/ 165) . وانظر (تاريخ الإسلام) للإمام/ الذهبي ص 50. (3) رواية «أبي نعيم» عن «أم سماعة» ذكرها الحافظ «مغلطاي» في كتابه (الزهر الباسم) . مخطوط الجزء الأول، لوحة 80/ ب] بلفظ: « ... من حديث عبد الله بن العلاء، عن الزهري، عن أم سماعة بنت أبي رهم، عن أمها قالت: شهدت آمنة في علتها التي ماتت فيها، ومحمد غلام يفع له خمس سنين، إذ أغمي عليها، فلما أفاقت قالت: بارك الله فيك من غلام ... يا بن الذي عوجل بالحمام ... إلخ» - انظر: بقية الأبيات- في (الحاوي للفتاوي) للسيوطي (2/ 222) . وأثر أم سماعة ذكره السيوطي في الحاوي للفتاوي (2/ 222) . الأمر الثالث: أثر ورد في أم النبي صلى الله عليه وسلّم خاصة أخرج أبو نعيم في دلائل النبوة- لم أعثر عليه في الدلائل- رجوعه إلى مكة، ووفاة أمه بالأبواء بسند ضعيف من طريق الزهري، عن أم سماعة بنت أبي رهم، عن أمها قالت: «شهدت ... إلخ» اه: الحاوي طبع دار الكتب العلمية، بيروت سنة 1403 هـ 1983 م، وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/ 121) . (4) في بعض نسخ (أوجز السير) ب «الأبواء» بدل «في الأبواء» وكلاهما صواب. (5) و «الميل» : مقياس للطول قدر قديما بأربعة آلاف ذراع، وهو الميل الهاشمي، وهو: -

- وكانت أخرجته «1» إلى أخواله بني عدي بن النجار، تزيره إياهم، ومعه «أم أيمن «2» » رضي الله عنها، فنزلت به بدار «النابغة» «3» فأقامت به عندهم شهرا، ثم رجعت به إلى «مكة» بعد خمسة أيام من موت أمه، (فيتم «4» صلى الله عليه وسلّم في حجر «5» جده

_ - أ- «بري» . ب- و «بحري» . فالبري: يقدر الان بما يساوي: 1609 من الأمتار. والبحري: يساوي: 1852 من الأمتار: اه/ المعجم الوسيط. (1) حول خروج الرسول صلى الله عليه وسلّم مع أمه لزيارة أخواله، انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) للإمام/ ابن هشام مع (الروض الأنف) (1/ 192) ، وفيها: «.... تزيره إياهم ... إلخ» . أي: تزير الرسول صلى الله عليه وسلّم أخوال أبيه ... » قال ابن هشام: «فهذه الخئولة التي ذكرها ابن إسحاق لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فيهم» . ب- الطبقات الكبرى للإمام/ ابن سعد (1/ 116) - ذكر وفاة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وفيها: «فلما بلغ ست سنين خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار تزورهم به ... إلخ» الطبقات. ج- تاريخ الطبري للإمام/ ابن جرير الطبري (2/ 165- 166) ، وفيه: «كانت قدمت به المدينة على أخواله ... تزيره إياهم ... إلخ» اه/ تاريخ الطبري. د- دلائل النبوة (1/ 163) للإمام/ أبي نعيم- «ذكر خروجه صلى الله عليه وسلّم مع أمه إلى المدينة زائرا أخواله» . هـ- السيرة النبوية للإمام/ ابن كثير (1/ 235) . والمراد بأخواله هنا أخوال أبيه؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليس له أخوال، ولا خالات؛ لأن أمه «آمنة» ليس لها أخ، ولا أخت، فيكون خالا للرسول صلى الله عليه وسلّم. قال ابن قتيبة: الزهريون يقولون: «نحن أخواله؛ لما كانت أمه منهم، وبنو النجار أخوال أبيه ... » اه: وسيلة الإسلام بالنبي- عليه السلام- للإمام/ ابن قنفذ (ت 810 هـ) ص 64. (2) «أم أيمن» تقدم الحديث عنها. (3) دار «النابغة» تقدم الحديث عنها. (4) حول اليتيم «يقول الجوهري في الصحاح- باب الميم فصل الياء (5/ 2064: «وقد يتم الصبي- بالكسر- ييتم يتما بضم الياء-، ويتما- بفتح الياء وبالتسكين فيهما-. واليتيم في الناس من قبل الأب، وفي البهائم من قبل الأم، وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم» . يقال: «درة يتيمة» اه/ الصحاح/ للجوهري. وقال صاحب القاموس: «يتم» «كضرب وعلم) يتما ... ما لم يبلغ الحلم. القاموس. (5) و «حجر» بكسر الحاء وفتحها مع سكون الجيم-: الكنف والرعاية والحماية، يقال: هو في حجره، (أي: كنفه ورعايته) ، وفي التنزيل وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ [سورة-

عبد المطلب) ، فقالت الملائكة «1» : إلهنا وسيدنا، بقي نبيك يتيما! فقال الله- تعالى-: أنا له حافظ/ ونصير. قال- تعالى- أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) «2» وإنما يتم صلى الله عليه وسلّم لئلا يكون عليه حق لمخلوق، نقله «أبو حيان» في «البحر «3» » ، وأيضا لينظر صلى الله عليه وسلّم إذا وصل إلى مدارج عزه، وعلو مراقي كرامته؛ فيعلم أن العزيز من أعز الله، وأن قوته ليست من الاباء والأمهات، وإنما هي من الله- تعالى- وليرحم الفقير والأيتام «4» » . أخذ الألدا بالرسول ولم يزل ... برسوله الفرد اليتيم رحيما نفسي الفداء لمفرد في يتمه ... والدر أحسن ما يكون يتيما «5» (فلما أتت له صلى الله عليه وسلّم ثماني «6» سنين) على ما ذكره

_ - النساء من الاية 33] اه: المعجم الوسيط. (1) حول قوله: «قالت الملائكة إلهنا ... إلخ» انظر: (المواهب اللدنية) للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 110) . (2) سورة الضحى، الاية: 6. (3) قول أبي حيان: «لئلا يكون عليه ... إلخ» ذكره الإمام/ محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان في تفسيره (البحر الحيط) (8/ 485) فقال: «قيل لجعفر الصادق: لم يتم النبي صلى الله عليه وسلّم؟ قال: لئلا يكون عليه ... إلخ» اه/ تفسير البحر المحيط. طبع دار الفكر. وانظر: ما نقلناه من (الكنز المدفون) للسيوطي كما سيأتي تحت رقم: 1. وانظر: المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 110) . (4) من أول قوله: « ... وأيضا لينظر صلى الله عليه وسلّم إذا وصل إلى مدارج عزه ... » إلى قوله: « ... والأيتام» منقول بنصه، من كلام الإمام السيوطي- رحمه الله- من الكتاب المنسوب إليه والمسمى ب «الكنز المدفون» أو «الفلك المشحون» ص 283، حيث قال تحت عنوان-. فائدة: «لم ربى الله- تعالى- نبينا يتيما؟ قال: لأن أساس كل كبير صغير، وعقبى كل حقير خطير، وأيضا لينظر ... » اه/ الكنز المدفون. طبع مكتبة مصطفى الحلبي بالقاهرة، الطبعة الأخيرة سنة 1412 هـ 1991 م. (5) بيتا الشعر بحثت عنهما في المراجع المتوفرة لدي فلم أصل إليهما. وقد تقدم بيان ما قيل في (يتم) . (6) في بعض نسخ (أوجز السير) «ثمان» بدون ياء، وهذا جائز لغة. وحول وفاة «عبد المطلب» وعمره صلى الله عليه وسلّم ثماني سنين قال ابن إسحق: «فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثماني سنين هلك عبد المطلب» اه/ (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي (1/ 195) .

الواقدي «1» عن شيوخه، ورواه «محمد بن عمر الأسلمي» ، عن «أم أيمن» . وقيل: (وشهران «2» وعشرة أيام توفي جده «عبد المطلب» ) عن سن عالية*، مختلف في حقيقتها، أدناهما في نقل خمس وستون سنة، وقيل: عشر سنين ومائة «3» ، وبه صدر الشامي «4» ، ونقل ترجيحه «5» ، ودفن بالحجون**.

_ (1) حديث الواقدي عن شيوخه ... إلخ. أخرجه الإمام/ ابن سعد في (الطبقات) (ذكر وفاة عبد المطلب) (1/ 119) بلفظ: « ... ومات عبد المطلب ... وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم أتذكر عبد المطلب؟ قال: «نعم، أنا يومئذ ابن ثماني سنين ... إلخ» اه/ (الطبقات لابن سعد) بتصرف. وعن وفاة «عبد المطلب» وسن الرسول صلى الله عليه وسلّم أكثر من ثماني سنين انظر المراجع الاتية: أ- دلائل النبوة للإمام/ أبي نعيم/ 1/ 166. ب- الإشارة للحافظ/ مغلطاي ص 74. (2) رواية الشهرين والعشرة أيام ذكرها الحافظ ابن الجوزي في كتابه تلقيح فهوم أهل الأثر ص 13. (*) وحول قوله: « ... عن سن عالية» قال «ابن سيد الناس» في (عيون الأثر) (1/ 103) - ذكر وفاة عبد المطلب ... إلخ: «ثم إن عبد المطلب بن هاشم هلك عن سن عالية مختلف في حقيقتها» ، قال أبو الربيع بن سالم: «أدناها- فيما انتهى إليّ، ووقفت عليه- خمس وتسعون سنة. ذكر ذلك الزبير، وأعلاها ... وبلغ عبيد مائة وعشرين سنة، وبقي عبد المطلب بعده عشرين سنة، وكانت سنة تسع من الفيل ... إلخ» اه/ عيون الأثر. (3) حول سن «عبد المطلب» عند وفاته يقول الإمام/ ابن سعد في (الطبقات) (1/ 119) : « ... ومات عبد المطلب فدفن بالحجون، وهو يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة، ويقال: ابن مائة وعشر سنين.... وقال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، قال: مات عبد المطلب ... قبل الفجار، وهو ابن عشرين ومائة سنة» اه/ الطبقات. وانظر: (دلائل النبوة) للإمام/ أبي نعيم (1/ 166) . وانظر: (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) للنجم عمر بن فهد (ت 885 هـ) (1/ 97) . ولم أعثر على رواية وفاته في سن خمس وستين، التي ذكرها ابن فارس، ولعلها خمس وتسعون سنة، والله أعلم. (4) انظر: ما ذكرناه سابقا حول وفاته. وقوله: «وصدر به الشامي ... إلخ» هو قول الواقدي وقد ذكرناه سابقا. وانظر زيادة على ما تقدم من المراجع: (جمل أنساب الأشراف) للبلاذري (1/ 106) . (5) ترجيح الشامي هذا انظره في كتابه [سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 1/ 331] . (**) قال بدفنه في الحجون كل من: أ- ابن سعد في الطبقات 1/ 119. ب- البلاذي في جمل من أنساب الأشراف 1/ 92- 93. ج- الإمام/ ابن كثير في السيرة النبوية (1/ 241) .

(فوليه) عمه (أبو طالب بن عبد المطلب) بوصاة «عبد المطلب» إياه. وقال له/ فيما ذكره السهيلي: أوصيك يا عبد مناف بعدي ... بمؤتم بعد أبيه فرد فارقه وهو ضجيع المهد «1»

_ (1) قول السهيلي: «أوصيك ... إلخ» في كتابه (الروض الأنف) (1/ 185) . وقال الإمام/ البيهقي في دلائل النبوة، 2/ 22- 23، باب ما جاء في شفقة عبد المطلب «قال ابن إسحاق: وكان عبد المطلب- فيما يزعمون- يوصي أبا طالب برسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ وذلك أن «عبد الله» و «أبا طالب» لأم. فقال عبد المطلب- فيما يزعمون- فيما يوصيه به- واسم أبي طالب «عبد مناف» فذكر بعد قوله: المهد ............... ... ... فكنت كالأم له في الوجد وذكر أبياتا أخرى قال فيهن: بل أحمد رجوته للرشد ... قد علمت علام أهل العهد أن الفتى سيد أهل نجد ... يعلو على ذي البدن الأشد وقال أيضا: أوصيت من كنيته بطالب ... عبد مناف وهو ذو تجارب بابن الذي قد غاب غير آيب وذكر أبياتا أخر قال فيهن: فلست بالايس غير الراغب ... بأن يحق الله قول الراهب فيه وأن يفضل آل غالب ... إني سمعت أعجب العجائب من كل حبر عالم وكاتب ... هذا الذي يقتاد كالجنائب من حل بالأبطح والأخاشب ... أيضا ومن تاب إلى المثاوب من ساكن للحرم أو مجانب اه/ دلائل النبوة، للإمام/ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) تحقيق د/ قلعجي طبع دار الكتب العلمية بيروت ط/ 1. وقال الإمام/ البلاذري في كتابه (جمل من أنساب الأشراف) 1/ 93] : «قالوا: فلما احتضر «عبد المطلب» جمع بنيه فأوصاهم برسول الله صلى الله عليه وسلّم وكان الزبير بن عبد الله المطلب، وأبو طالب، أخوي «عبد الله» لأمه وأبيه، وكان-

فكفله، وكان شفيقا عليه ناصرا له، «وكان يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده، وكان لا ينام إلا إلى جنبه، وصب به صبابة «1» لم يصب مثلها بأحد غيره، وكان يخصه بالطعام وكان عيال «أبي طالب» إذا أكلوا جميعا أو فرادى لم يشبعوا، فإذا أكل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم شبعوا، وكان «أبو طالب» إذا أراد أن يغذيهم قال: «كما أنتم حتى يحضر ابني، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيأكل معهم فيفضلون من طعامهم، وإن لم يكن معهم لم يشبعهم «2» » وفاضت بركته صلى الله عليه وسلّم وخيره على جميع أهل ذلك المكان، وكيف لا وهو السيد الذي يستسقى الغمام بوجهه، كما أشار إلى ذلك أبو طالب في قصيدته اللامية التي

_ - «الزبير» أسنهما فاقترع «الزبير» و «أبو طالب» أيهما يكفل رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأصابت القرعة «أبا طالب» فأخذه، ويقال: بل اختاره الرسول صلى الله عليه وسلّم على «الزبير» وكان ألطف عميه به، ويقال: بل أوصاه «عبد المطلب» بأن يكفله بعده» اه: (جمل من أنساب الأشراف) للبلاذري. وانظر: (السيرة النبوية) للإمام/ ابن كثير 1/ 240. وانظر: (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) للإمام/ عمر بن فهد (1/ 97- 98) . (1) وعن «الصبابة» قال السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 206) : «صب أم ضبث» ، وقال فيه: فصب رسول الله بعمه. الصبابة رقة الشوق- الصحاح للجوهري (1/ 160) - يقال: صببت- بكسر الباء- أصب، ويذكر عن بعض السلف أنه قرأ: أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ [سورة يوسف من الاية 33] . وفي رواية أبي بحر: ضبث به محاذرة أن يقضب الحبل قاضبه» اه/ الروض الأنف. وانظر: (عيون الأثر) لابن سيد الناس (1/ 105- 106) . وانظر (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 2/ 145 (تنبيهات) . (2) قوله: «وكان يحبه حبّا شديدا ... » إلى قوله: « ... لم يشبعهم» مقتبس من (الطبقات الكبرى) للإمام/ محمد بن سعد (1/ 119- 120) . وقال الحافظ أبو نعيم في (دلائل النبوة- وفاة «عبد المطلب» وضم أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلّم [1/ 166- 167 رقم: 104] : «قالوا: فلما توفي «عبد المطلب» ضم أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكان أبو طالب لا مال له، وكان له قطيعة من إبل يكون ب «عرنة» يبدو إليها فيكون ينشأ فيها، ويؤتى بلبنها إذا كان حاضرا بمكة، وكان أبو طالب قد رق عليه وأحبه، وكان إذا أكل عيال «أبي طالب» جميعا أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم شبعوا، وكان إذا أراد أن يعشيهم فيقول: «كما أنتم حتى يحضر ابني» . فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيأكل معهم، فكانوا يفضلون من طعامهم، وإن كان لبنا شرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم أولهم، ثم يتناول العيال (القعب) فيشربون منه فيروون عن آخرهم من (القعب) الواحد، وإن كان أحدهم ليشرب قعبا وحده. فيقول أبو طالب: «إنك لمبارك» . وكان الصبيان يصبحون شعثا رمصا، ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلّم دهينا كحيلا» اه: دلائل النبوة لأبي نعيم.

مدحه بها فقال: وأبيض* يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل «1» هاشم ... فهم عنده في نعمة «2» وفواضل «3»

_ (*) قوله: «وأبيض» قال عنه الإمام/ عبد القادر بن عمر البغدادي في كتابه (خزانة الأدب، ولب لباب لسان العرب) (2/ 67- 68) : «وأبيض: معطوف على «سيد» المنصوب بالمصدر قبله، وهو من عطف الصفات التي موصوفها واحد، وهكذا أعربه «الزركشي» في نكته على البخاري المسمى ب (التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح) » ، وقال: «لا يجوز غير هذا» . وتبعه ابن حجر في (فتح الباري ... ) وكذلك الدماميني في (تعليق المصابيح على الجامع الصحيح) ، وفي حاشيته على (مغني اللبيب) أيضا، والصواب الأول. وزعم ابن هشام في المغني: أن أبيض مجرور ب «ربّ» مقدرة، وأنها للتقليل، والصواب الأول؛ فإن المعنى ليس على التنكير؛ بل الموصوف بهذا الوصف واحد معلوم. و «الأبيض» هنا بمعنى الكريم. قال السمين في عمدة الحفاظ: عبر عن الكريم بالبياض؛ فيقال: له عندي يد بيضاء، أي: معروف، وأورد هذا البيت. والبياض: أشرف الألوان، وهو أصلها؛ إذ هو قابل لجميعها، وقد كنى به عن السرور والبشر. وبالسواد عن الغم؛ ولما كان البياض أفضل قالوا: البياض أفضل، والسواد أهول، والحمرة أجمل، والصفرة أشكل ... اه: خزانة الأدب ... تحقيق: الأستاذ عبد السلام هارون- رحمه الله- طبع مكتبة الخانجي. (1) اختلف العلماء في آل فقال الحافظ السخاوي في (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع) ص 81- الفصل الثامن في تحقيق الال: اختلف في الال فقيل: أصله أهل قلبت الهاء همزة، ثم سهلت، ولهذا إذا صغر رد إلى الأصل فقالوا: أهيل. وقيل: بل أصله أول من آل يؤول إذا رجع، سمي بذلك من يؤول إلى الشخص ويضاف إليه، ويقويه أنه لا يضاف إلا إلى معظم. فيقال: لحملة القرآن آل الله، وكذا آل محمد، والمؤمنين والصالحين، وآل القاضي ولا يقال: آل الحجام وآل الخياط بخلاف أهل فإنها تضاف إلى المعظم وغيره، ولا يضاف آل أيضا إلى غير العاقل، ولا إلى الضمير عند الأكثر، وجوزه بعضهم بقلة. وقد ثبت في شعر عبد المطلب في قصة أصحاب الفيل: وانصر على آل الصليب ... وعابديه اليوم آلك وقد يطلق «آل فلان على نفسه وعليه، وعلى من يضاف إليه جميعا، وضابطه أنه إذا قيل: فعل آل فلان كذا. دخل هو فيهم إلا بقرينة، ومن شواهده قوله: صلى الله عليه وسلّم: «إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة» ، وإن ذكرا معا فلا، وهو كالفقير والمسكين ... » اه: القول البديع ... (2) في السيرة النبوية لابن هشام 2/ 13، وفي تاريخ الإسلام للذهبي- السيرة النبوية- ص 163 ورد لفظ «في رحمة» بدل «في نعمة» . (3) البيتان من قصيدة ل «أبي طالب» قالها في معاداة خصومه ... يخبرهم وغيرهم في ذلك-

وبقي صلى الله عليه وسلّم مع أبي طالب حتى بلغ خمس عشرة سنة، ثم انفرد بنفسه، وكان مع ذلك مائلا إليه «1» . (وكان أبو طالب أخا عبد الله) والد النبي صلى الله عليه وسلّم لأمه وأبيه «2» ، (فلما أتت له صلى الله عليه وسلّم اثنتي عشرة سنة) على ما قال «البلاذري «3» » ، وقيل: (وشهرن وعشرة أيام، ارتحل به صلى الله عليه وسلّم) عمه (أبو طالب تاجرا قبل الشام فنزل تيماء «4» ) - وهي بمثناتين فوقية، ثم تحتية، والمد

_ - من شعره أنه غير مسلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه. قال ابن هشام: وحدثنى من أثق به، قال: أقحط أهل المدينة فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فشكوا ذلك إليه، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم المنبر فاستسقى فما لبث أن جاء من المطر ما أتاه أهل الضواحي يشكون منه الغرق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «اللهم حوالينا ولا علينا» فانجاب السحاب عن المدينة، فصار حواليها كالإكليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسره» . فقال له بعض أصحابه: كأنك يا رسول الله أردت قوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... إلخ. فقال: أجل. اه: السيرة النبوية لابن هشام 2/ 13- 14. وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد النحوي (ت 285 هـ) في كتابه (ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد) ص 29- 30: ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه استسقى على المنبر فسقى فقال: «يا أبا طالباه: لو رأيت ابن أخيك إذ تقول: وأبيض يستسقى ... إلخ» . اه/ ما اتفق لفظه ... باعتناء/ عبد العزيز الميمنى الراجكوتى الأثرى طبع المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1350 هـ. وانظر: السيرة النبوية للإمام/ الذهبي ص 163. (1) قوله «وبقى مع أبي طالب» إلى قوله: «مائلا إليه» مقتبس من الاستيعاب للحافظ/ ابن عبد البر بحاشية الإصابة 1/ 67. وانظر: ما نقلناه عن البلاذرى سابقا في وصاة «عبد المطلب» تعليق رقم: 4. (2) انظر قول البلاذري في كتابه «جمل من أنساب الأشراف 1/ 92- 93» . (3) و «البلاذري» - بفتح الباء وضم الذال المعجمة وكسر الراء- نسبة إلى شجر من فصيلة البطميات وثمره شبيه بنوى التمر، ولبه مثل لب الجوز، وقشره متخلخل. قيل: إنه يقوى الحفظ؛ لكن الإكثار منه يؤدى إلى الجنون ا. هـ/ من مقدمة- حاشية- كتاب جمل من أنساب الأشراف/ تحقيق د/ سهيل زكا و «البلاذري» هو العلامة الأديب المصنف أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البغدادى البلاذرى الكاتب صاحب التاريخ، كان كاتبا بليغا شاعرا محسنا، وسوس بأخرة، لأنه شرب «البلاذر» للحفظ، وقد ربط في «البيمارستان» - المستشفى- وفيه مات. توفي بعد السبعين ومائتين- رحمه الله- تعالى- ا. هـ/ سير أعلام النبلاء للذهبي 13/ 162- 163. وانظر: معجم البلدان للإمام/ ياقوت الحموى 2/ 89- 102. (4) و: «تيماء» - بالفتح والمد- بليد في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى على طريق-

[ميلاده صلى الله عليه وسلم]

كحمراء- بلدة بالشام من أمهات القرى على ثمان مراحل «1» من المدينة، (فرآه حبر من يهود تيماء) ، هكذا وقع في «سيرة الزهري» ، وهي أول سيرة ألفت في الإسلام «2» . قصة بحيرى الراهب مع أبي طالب وقال المسعودي في تاريخه «3» : إنه كان نصرانيا من عبد القيس، (يقال له: بحيرى) - بفتح الموحدة وكسر المهملة/ وسكون المثناة التحتية ثم راء مقصورة- واسمه «جرجيس*» - بتقديم الجيم- كإدريس، وقيل: «سرجس» - بتقديم السين المهملة- كمجلس (الراهب) ، قال ابن حجر في الإصابة: وما أدري أدرك البعثة أم لا «4» ؟! وقد ذكره غيره ممن ألف في الصحابة ك «ابن منده» ، و «أبي نعيم» ، وبالجملة فقد مات على دين حق، وهو وإن لم يدرك البعثة فقد أدرك دين النصرانية «5» قبل نسخة بالبعثة

_ - حاج الشام ... كان يقال لها: تيماء اليهودي، وهي اليوم تتبع المملكة العربية السعودية ا. هـ/ معجم البلدان لياقوت الحموى 2/ 67. بتصرف. (1) و «المراحل» : جمع مرحلة، وهي المسافة يقطعها السائر في نحو يوم أو ما بين المنزلين. المعجم الوسيط. (2) قال الإمام/ السهيلي في (الروض الأنف) - قصة بحيرى ... - 1/ 205: «وقع في سيرة الزهري: أن بحيرى كان حبرا من يهود تيماء. ا. هـ/ الروض الأنف. حول كون سيرة الزهري، هي أول سيرة ألفت في الإسلام قال الإمام/ السهيلي في (الروض الأنف) 1/ 214 (قصة النكاح) : «وذكر الزهري في سيرته، وهي أول سيرة ألفت في الإسلام» ا. هـ/ الروض. وانظر: مصادر السيرة وتقويمها للدكتور/ فاروق حمادة ص 48. طبع دار الثقافة. الدار البيضاء/ بالمغرب. (*) حول تسميتة ب «جرجيس» انظر: (مروج الذهب ... ) للمسعودي 1/ 57. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 1/ 176 رقم: 795. (3) قول المسعودي: « ... إنه كان نصرانيا ... إلخ» ذكره في كتابه «مروج الذهب ... » 1/ 57 فقال: «إنه كان نصرانيا ... » . (4) قول ابن حجر: «وما أدري ... إلخ» ذكره في كتابه «الإصابة ... » 1/ 293 رقم: 791- ترجمة بحيرى- فقال: « ... ذكره ابن منده، وتبعه أبو نعيم، وقصته معروفة في المغازي، وما أدري أدرك البعثة أم لا؟ وقد وقع في بعض السنن، عن الزهري: أنه كان من يهود تيماء ... » اه/ الإصابة. (5) حول نصرانية «بحيرى» انظر: الإصابة لابن حجر 1/ 176. وقال ابن حجر الهيتمى في «فتاويه» - مخطوط- لوحة 103/ ب: « ... فقد أدرك-

المحمدية. (فقال لأبي طالب: من هذا الغلام معك؟! قال: هو ابن أخي) . هذا بعد أن قال له أولا: هو ابني، فقال له بحيرى: ما هو بابنك، ولا ينبغي لهذا الغلام أن يكون له أب حيّ. قال: ما فعل أبوه؟! قال: مات وأمه حامل به، قال: صدقت. (قال: أشفيق أنت عليه؟ قال: نعم. قال: فو الله لئن قدمت به الشام؛ لتقتلنه اليهود؛ لأنه عدو لهم «1» ) . وفي حديث «محمد بن عمر الأسلمي**» قال: ارجع بابن أخيك إلى بلده

_ - دين النصرانية» اه/ فتاوى الهيتمى. (1) حول قول «بحيرى» لأبي طالب: «من هذا الغلام معك ... ؟» انظر المراجع الاتية: أ- «السيرة النبوية» للإمام/ ابن هشام مع «الروض الأنف» للسهيلي 1/ 206. ب- «دلائل النبوة» للإمام أبي نعيم 1/ 168- 172 رقم: (108) - ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى الشام في المرة الأولى ... إلخ اه: دلائل النبوة لأبي نعيم. ج- «دلائل النبوة» للإمام البيهقي 1/ 370. د- «الدرة المضية في السيرة النبوية» للحافظ/ عبد الغنى المقدسي «ت 600 هـ» ص 20. هـ- «السيرة النبوية» للإمام/ ابن كثير 1/ 245 «فصل في خروجه- صلى الله عليه وسلّم- مع عمه «أبي طالب» إلى الشام، وقصته مع بحيرى. د- «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير ... » - السيرة النبوية- للذهبي شأن خديجة ص 63- 66. (**) و «محمد بن عمر» ترجم له الإمام الذهبي في «سيرة أعلام النبلاء» 9/ 454- 469 رقم: (172) فقال هو: «محمد بن عمر بن واقد الأسلمى مولاهم الواقدي المديني القاضي» . صاحب التصانيف والمغازي العلامة الإمام أبو عبد الله أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه. ولد بعد العشرين ومائة وأربعين سمع من صغار التابعين فمن بعدهم بالحجاز، والشام، وغير ذلك. حدث عن «محمد بن عجلان» ، و «ابن جريج» ... وخلق كثير إلى الغاية من عوام المدينة. وجمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين، فاطرحوه لذلك؛ ومع هذا فلا يستغنى عنه في «المغازى وأيام الصحابة وأخبارهم» . حدث عنه «محمد بن سعد» كاتبه، و «أبو بكر بن أبي شيبة» ، ومحمد بن يحيى الأزدى ... وعدة. ذكره البخاري فقال: سكتوا عنه، وتركه أحمد، وابن نمير. وقال مسلم وغيره: متروك الحديث.... قال البخاري: مات الواقدى في ذى الحجة سنة سبع ومائتين اه: السير.

واحذر/ عليه اليهود، فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، وإنه كائن لابن أخيك شأن؛ فأسرع به إلى بلده، ولا تذهب إلى الروم؛ فإنهم إذا عرفوه بالصفة فيقتلونه «1» . وأخرج الحاكم «2» وصححه، والترمذي وحسنه «أن في هذه السفرة أقبل سبعة نفر من الروم يريدون قتله صلى الله عليه وسلّم، لعلمهم بنبوته فاستقبلهم «بحيرى» فقال: ما جاء بكم؟ فقالوا: إن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس. قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس ردّه؟! قالوا: لا. فبايعوه، وأقاموا معه وردّه «أبو طالب «3» » . (فرجع إلى مكة) وشب رسول الله صلى الله عليه وسلّم يكلأه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية

_ - وانظر: «تاريخ بغداد» للخطيب 3/ 3021 رقم: (939) . وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 6/ 385. (1) حديث الواقدي أخرجه الإمام ابن سعد في «الطبقات الكبرى» 1/ 76 بلفظ: أخبرنا محمد بن عمر قال: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلّم اثنتى عشرة سنة، خرج به أبو طالب إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة، ونزلوا بالراهب «بحيرى» ، فقال لأبي طالب في النبي صلى الله عليه وسلّم ما قال: وأمره أن يحتفظ به، فرده «أبو طالب» معه إلى مكة اه: الطبقات. (2) من الملحوظ على المؤلف- رحمه الله- تقديمه المستدرك للحاكم على جامع الترمذي أحد الكتب الستة. (3) الحديث أخرجه الإمام/ الترمذي في «جامعه» كتاب «المناقب» ، باب ما جاء في بدء نبوة النبي صلى الله عليه وسلّم [5/ 550 رقم: 3620] بلفظ: «عن أبي موسى الأشعرى قال: خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلّم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم، ولا يلتفت. قال: فهم يحلون أرحالهم، فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟! قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدان إلا لنبى، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم، طعاما، فلما أتاهم به، وكان هو في رعية الإبل، قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه. قال: فبينما هو قائم عليهم يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم؛ فإن الروم إذا عرفوه بالصفة فيقتلونه، فالتفت فإذا هو بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال: -

ومعايبها، لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة، وأحسنهم/ خلقا وأكرمهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثا، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما، وما رؤي ملاحيا ولا مماريا حتى [ما اسمه «1» ] في قومه [إلا «2» ] الأمين؛ لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة «3» » . خديجة- رضي الله عنها- وخطبة الرسول صلى الله عليه وسلّم لها وسنه عند الزواج بها (فلما أتت له خمس وعشرون سنة «4» وشهران وعشرة أيام، خطب إلى خديجة

_ - ما جاء بكم ... الحديث» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اه/ جامع الترمذي. وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب التاريخ 4/ 615- 616. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وسكت عنه الحافظ الذهبي في التلخيص. وانظر: «دلائل النبوة» للإمام/ أبي نعيم 1/ 168- 172 ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى الشام. وانظر: «دلائل النبوة» للإمام/ البيهقي 1/ 370. وانظر: «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد 1/ 107- 109. (1) ما بين الأقواس المعكوفة غير واضح بالأصل، واقتبسناه من المرجعين الاتيين: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام مع «الروض الأنف» للإمام السهيلي 1/ 207. ب- «الطبقات الكبرى» للإمام «محمد بن سعد» 1/ 121 ذكر أبي طالب وضمه رسول الله صلى الله عليه وسلّم وخروجه معه إلى الشام. (2) انظر الحاشية السابقة. (3) من أول قوله: «يكلأه الله....» إلى قوله: « ... من الأمور الصالحة» اقتبسه المؤلف من كلام ابن إسحاق كما في: «السيرة النبوية» لابن هشام مع «الروض الأنف» 1/ 270. وانظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد 1/ 121. (4) حول سنه صلى الله عليه وسلّم عند زواجه بخديجة رضي الله عنها انظر المراجع الاتية: أ- «الطبقات الكبرى» للإمام محمد بن سعد- ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلّم خديجة بنت خويلد (1/ 84- 85) . ب- «السيرة النبوية» للإمام/ ابن هشام مع «الروض الأنف» للسهيلى 1/ 211، حديث تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلّم خديجة- رضي الله عنها. ج- «التاريخ» الإمام/ الطبري 2/ 280. د- «تاريخ الإسلام ... » للذهبي- السيرة النبوية- «شأن خديجة» ص 63- 66. هـ- «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد 1/ 135.

نفسها «1» ) وهي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي

_ (1) قوله: « ... خطب إلى خديجة نفسها» هذا قول الإمام/ ابن فارس. وهناك أقوال أخرى منها: الأول: قال ابن إسحاق: «وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، مع ما أراد الله بها من كرامته، فلما أخبرها «ميسرة» بما أخبرها به بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت له- فيما يزعمون- يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك، وأمانتك، وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها، وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالا ... إلخ» اه/ السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: دلائل النبوة للإمام/ البيهقي 2/ 67 وفيها « ... حتى رغبت خديجة في نكاحه» . الثاني: أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 131- 132- ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلّم خديجة رضي الله عنها بلفظ: «عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن «نفيسة بنت منبه» قالت: كانت خديجة ... امرأة حازمة جلدة شريفة ... وكل قومها كان حريصا على نكاحها، لو قدر على ذلك، قد طلبوها وبذلوا لها الأموال، فأرسلتني دسيسا إلى محمد صلى الله عليه وسلّم بعد أن رجع في عيرها من الشام، فقلت: يا محمد ما يمنعك أن تزوج؟! فقال: ما بيدى ما أتزوج به. قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة. قال: فمن هي؟. قلت: خديجة. قال: وكيف لى بذلك؟ قالت: قلت: عليّ. قال: فأنا أفعل، فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه أن ائت ساعة كذا وكذا، وأرسلت لعمها «عمرو بن أسد» ليزوجها فحضر، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلّم في عمومته، فزوجه أحدهم. فقال عمرو ... : هذا الفحل لا يقرع أنفه، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو ابن خمس وعشرين سنة» اه: الطبقات لابن سعد. الثالث: وأخرج ابن سعد أيضا 1/ 132: «أخبرنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يذكر أن أبا مجلز حدث أن خديجة قالت لأختها: انطلقى فاذكرينى له؛ أو كما قالت، وأن أختها جاءت فأجابها بما شاء الله وأنهم تواطئوا على أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم» اه/ الطبقات. الرابع: قال الإمام/ السهيلي في «الروض الأنف 1/ 214» : «وذكر الزهري في سيرته ... أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لشريكه الذي كان يتاجر معه في مال خديجة: هلم فلنتحدث عند خديجة؟ وكانت تكرمهما وتتحفهما، فلما قاما من عندها جاءت مستنشئة- كاهنة- ... فقالت له: جئت خاطبا يا محمد؟ فقال: كلا. فقالت: ولم؟! فو الله ما في قريش امرأة- وإن كانت خديجة- إلا تراك كفئا لها. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم خاطبا لخديجة مستحييا منها ... » اه/ الروض الأنف.

القرشية «1» .

_ الخامس: أخرج البيهقي في «دلائل النبوة» 2/ 71 باب ما جاء في تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم بخديجة: «أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس بتزويجه إياها ... وإني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذات يوم حتى إذا كنا بالحزورة أجزنا على أخت خديجة، وهي جالسة على أدم تبيعها فنادتني فانصرفت إليها ووقف لى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت: أما لصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة؟ قال عمار: فرجعت إليه فأخبرته فقال: بلى لعمرى فذكرت لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت: اغدوا علينا إذا أصبحنا. فغدونا عليهم ... إلخ» اه: دلائل النبوة. وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحى 2/ 164- 165 الباب الرابع عشر في نكاحه صلى الله عليه وسلّم. من تولى عقد نكاح خديجة رضي الله عنها: قيل: تولى عقد قرانها أبوها «خويلد» ذكر ذلك كل من: أ- ابن إسحاق كما جاء في «السيرة النبوية» لابن هشام 1/ 53. ب- ابن سعد في «الطبقات الكبرى» 1/ 132. وقد رد هذا القول ابن سعد في «الطبقات» نفسها 1/ 132 فقال: «وقال محمد بن عمر: فهذا كله عندنا غلط، ووهم، والثبت عندنا المحفوظ عن أهل العلم: أن أباها «خويلد» مات قبل الفجار، وأن عمها «عمرو بن أسد» زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وقيل: تولى عقد قرانها- وهو الصحيح المجمع عليه- عمها «عمرو بن أسد» كما تقدم. قال المبرد وطائفة معه: الذي أنكح خديجة رضي الله عنها هو عمها لما في حديث الطبراني، عن جبير بن مطعم، وابن عباس وعائشة- رضي الله عنهم- أن عمرو ... هو الذي أنكح خديجة لقوله في الرد على خطبة النكاح لأبي طالب: هو الفحل الذي لا يقدع أنفه ... » اه: الروض الأنف. وقيل: الذي تولى عقد نكاحها أخوها «عمرو بن خويلد» ذكره ابن إسحاق في آخر الكتاب» اه الروض الأنف. وانظر: «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد 1/ 135- 139. و «خديجة» رضي الله عنها كانت تسمى في الجاهلية والإسلام ب «الطاهرة» . وفي سيرة التيمى: أنها كانت تسمى: «سيدة نساء قريش» اه/ الروض الأنف 1/ 215. ولفظ «خديجة» مشتق من قولهم: خدجت الناقة، وأخدجت إذا ألقت ولدها ناقص الخلق، ومنه الحديث «كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهيخداج- لمعرفة مخرجى الحديث انظر: الجامع الكبير للسيوطي ص 622-» اه: الاشتقاق لابن دريد 1/ 163 بتصرف. (1) حول نسب «خديجة» رضي الله عنها انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام مع «الروض الأنف» للسهيلى 1/ 213.

وأمها «فاطمة بنت زائدة بن جندب» ، وهو الأصم بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤي*، «فقبلته ورغبت فيه، والذي عند «أبي سعد النيسابوري» «1» في «الشرف «2» » أن خديجة هي التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلّم: اذهب إلى عمك فقل له: عجل لنا بالغداة. فلما جاء قالت له: يا أبا طالب ادخل على «عمرو» عمي، فكلمه يزوجني من ابن أخيك محمد ابن عبد الله. فقال أبو طالب: يا خديجة لا تستهزئين بي، فقالت: هذا صنع الله. فقام أبو طالب مع عشرة من قومه. فذكر الحديث «3» . وعند ابن إسحاق «4» أنها قالت له: / يا محمد ألا تتزوج؟! قال: ومن؟ قالت:

_ - ب- «الطبقات الكبرى» للإمام/ ابن سعد 1/ 131- 133 ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلّم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. ج- «الثقات» للإمام/ ابن حبان 1/ 42- 45. د- «عيون الأثر» لابن سيد الناس 1/ 115- 120. (*) حول نسب أم خديجة رضي الله عنها قال ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية لابن هشام 1/ 213: «وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر ... إلخ» اه/ السيرة النبوية. وقال السهيلي في الروض 1/ 215: «وأما حجر فهو بفتح الحاء والجيم من حجر كذا قيده الدارقطني، وأخوه حجير بن عبد معيص بن عامر، وأما حجر- بسكون الجيم- ففي حي ذي رعين، وإليه ينسب الحجريون، وأما حجر- بكسر الحاء- ففي بني الديان: عبد الحجر بن عبد المدان، وهم من بني الحارث بن كعب بن مذحج ... » اه: الروض الأنف. (1) و «أبو سعد» ترجم له الإمام/ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» 17/ 256- 257 ترجمة رقم: (153) فقال: هو: «الإمام/ أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراقيم النيسابوري الواعظ الخركوشي- سكة بنيسابور-. له كتاب دلائل النبوة، وكتاب الزهد، قال عنه الحاكم: أقول: إني لم أر أجمع منه علما وزهدا وتواضعا، وإرشادا. قال الخطيب: كان ثقة ورعا صالحا ... توفي في جمادى الأول سنة 407 هـ. اه/ سير أعلام النبلاء. (2) عن كتاب «الشرف» قال عنه حاجي خليفة- صاحب «كشف الظنون» 2/ 1045: «وكتاب شرف المصطفى لأبي سعد الواعظ: ثمان مجلدات، ولعله شرف النبوة. ذكره الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع- ص 120- 195، 196» اه/ كشف الظنون. (3) قول أبي طالب: «يا خديجة ... إلخ» هو- قول الإمام النيسابوري- ذكره الإمام/ الصالحي في كتابه «سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد» 2/ 164. (4) قول الإمام/ ابن إسحاق: «أنها قالت له: ... يا محمد ... إلخ» انظره في: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 2/ 164.

أنا. قال: ومن لي بذلك، أنت أيّم قريش، وأنا يتيم قريش. قالت: اخطبني. وذكر ذلك الحديث؛ لما شاهدت رضي الله عنها من تظليل الملائكة له صلى الله عليه وسلّم، وقد أخبرها به «ميسرة «1» » ، ولما رواه ابن إسحاق قال: «كان لنساء قريش عيد يجتمعن فيه في المسجد، فاجتمعن يوما فيه، فجاءهن يهودي فقال: يا معشر نساء قريش، إنه يوشك أن يكون فيكن نبي «2» فأيكن استطاعت أن تكون له فراشا فلتفعل، فسبّه «3» النساء، وقبحنه، وأغلظن له، وأغضت «خديجة» ولم تعرض فيما عرضن فيه النساء، ووقر ذلك في نفسها، فلما أخبرها «ميسرة» بما رآه من الايات، وما رأته هي، قالت: إن كان ما قاله اليهودي حقّا ما ذاك إلا هذا «4» . فاستقر عندها حاله صلى الله عليه وسلّم وكانت امرأة حازمة شريفة لبيبة ما أراد الله/ بها من الكرامة

_ (1) حديث «ميسرة» ل «خديجة» من تظليل الملائكة ... إلخ» ذكره ابن إسحاق فقال: «فكان «ميسرة» - فيما يزعمون- إذا كانت الهاجرة واشتد الحريرى ملكين يظلانه من الشمس، وهو يسير على بعيره، فلما قدم مكة ... حدثها «ميسرة» عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه» اه: السيرة النبوية للإمام/ ابن هشام مع الروض الأنف للسهيلي 1/ 213. (2) وانظر أيضا حول الموضوع نفسه المصادر والمراجع الاتية: أ- «الطبقات الكبرى» للإمام/ محمد بن سعد ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى الشام في المرة الثانية 1/ 130. ب- «دلائل النبوة» للإمام/ أبي نعيم- ذكر خروج النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الشام ثانيا مع «ميسرة-» 1/ 174. ج- «السيرة النبوية- عيون الأثر-» للإمام/ ابن سيد الناس 1/ 120. (3) في السيرة الحلبية 1/ 277 « ... يوشك فيكن نبى قرب وجوده» . في «الطبقات» للإمام/ محمد بن سعد 1/ 15. وفي «السيرة الحلبية» 1/ 288: «فحصبته النساء «بدل» فسبه النساء» والمراد: رمينه بالحصباء. (4) وحديث: «كان لنساء قريش ... إلخ» أخرجه الإمام/ ابن سعد في «الطبقات» - ذكر خديجة رضي الله عنها- 1- 1/ 15- 16 بلفظ: عن ابن عباس رضي الله عنه أن نساء أهل مكة احتفلن في عيد كان لهن في رجب فلم يتركن شيئا من إكبار ذلك العيد إلا أتينه فبينا هن عكوف عند وثن مثل لهن كرجل في هيئة رجل حتى صار منهن قريبا، ثم نادى بأعلى صوته: يا نساء تيماء إنه سيكون في بلدكن نبى يقال له: «أحمد» يبعث برسالة الله فأيما امرأة استطاعت أن تكون له زوجا فلتفعل، فحصبته النساء وقبحنه وأغلظن له، وأغضت «خديجة» على قوله، ولم تعرض له فيما عرض فيه النساء. اه/ الطبقات. وانظر: الإصابة للإمام/ ابن حجر 12/ 214- 215.

خديجة - رضي الله عنها - وخطبة الرسول صلى الله عليه وسلم لها وسنه عند الزواج بها

والخير، وهي يومئذ أوسط «1» نساء قريش نسبا وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، وكل قومها كان حريصا على نكاحها، فلم يقدر، وكان سنها رضي الله عنها لما تزوجها عليه السلام أربعين سنة، وقيل: ثمان وعشرين سنة «2» . خطبة أبي طالب عند زواج الرسول ب «خديجة» (فحضر أبو طالب ومعه بنو هاشم ورؤساء سائر مضر) وأبو بكر (فخطب «3» أبو

_ (1) عن الوسط قال الإمام/ السهيلي في «الروض الأنف» 1/ 213: «والوسط من أوصاف المدح والتفضيل؛ ولكن في مقامين: أ- في ذكر النسب. ب- وفي ذكر الشهادة. أما النسب فلأن أوسط القبيلة أعرفها وأولاها بالصميم، وأبعدها عن الأطراف والوسيط، وأجدر أن لا تضاف إليه الدعوة، لأن الاباء والأمهات قد أحاطوا به من كل جانب، فكان الوسط من أجل هذا مدحا في النسب بهذا السبب. وأما الشهادة: فنحو قوله: - سبحانه وتعالى- قالَ أَوْسَطُهُمْ [سورة القلم، من الاية، 28] وقوله تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ [سورة البقرة من الاية، 143] . فكان هذا مدحا في الشهادة؛ لأنها غاية العدالة في الشاهد أن يكون وسطا كالميزان لا يميل مع أحد بل يصمم على الحق تصميما لا يجذبه هوى ولا يميل به رغبة ولا رهبة من هاهنا، ولا من هاهنا، فكان وصفه بالوسط غاية في التزكية والتعديل ... اه/ الروض الأنف. (2) تقدم ذكر سن أم المؤمنين «خديجة» رضي الله عنها. وانظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- «الطبقات الكبرى» للإمام/ محمد بن سعد 1/ 132. ب- «تاريخ الطبري» للإمام/ محمد بن جرير الطبري- ذكر تزويج النبي صلى الله عليه وسلّم «خديجة» رضي الله عنها 2/ 280. ج- «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد «السنة السادسة والعشرون من مولد النبي صلى الله عليه وسلّم» 1/ 135. د- «الإشارة- مختصر الزهر الباسم-» للحافظ/ مغلطاي ص 82. (3) خطبة «أبي طالب» عند زواج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذكرها كاملة كل من: أ- الإمام/ ابن الجوزي في كتابه «تلقيح فهوم أهل الأثر» ص 14. ب- الإمام/ النجم عمر بن فهد في كتابه «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» 1/ 136. ج- الإمام/ القسطلاني في كتابه «المواهب اللدنية» 1/ 201. د- الإمام/ الحلبى في كتابه «السيرة الحلبية- إنسان العيون-» 1/ 226. هـ- الإمام/ عماد الدين العامرى في بهجة المحافل وبغية الأماثل 1/ 47- 48. وذكر بعضا منها الإمام/ السهيلي في الروض الأنف 1/ 213.

طالب فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم «1» ، وزرع إسماعيل «2» وضئضئ «3» ) - بكسر المعجمتين وهمزتين: الأولى ساكنة-: الأصل والمعدن (معد «4» وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته) الكافلين له، والقائمين بخدمته، (وسواس حرمه «5» ) : - جمع سائس- وهو متولي الأمر (وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما «6» آمنا، وجعلنا الحكام على الناس «7» ) لما خصهم به- تبارك وتعالى من الشرف وعلو المنزلة، ورفعهم على غيرهم من القبائل «8» والبطون؛ تكرمة لنبيه عليه السلام ورفعة لقدره.

_ (1) حول قوله: «من ذرية إبراهيم» جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني وشرحها للزرقاني 1/ 201: «خص إبراهيم دون «نوح» ؛ لأنه شرفهم، وأسكنهم البيت الحرام. أما نوح، وآدم فيشاركهم فيه جميع الناس» . (2) وحول قوله: «وزرع إبراهيم» قال الإمام/ الزرقاني في شرح المواهب 1/ 201: «وزرع إبراهيم» لأنه والد العرب الذين هم أشرف الناس، لا زرع إسحاق، ولا مدين، ولا غيرهما من ولد إبراهيم ... والمراد: مزروعه أي: ذريته، غاير تفننا وكراهة لتوارد الألفاظ، وأطلق عليها اسم الزرع لمشابهتها له في النضارة والبهجة. اه: شرح الزرقاني. (3) «ضئضئ» «كجرجر» ، و «الضؤضؤ» «كهدهد» و «سرسر» فهو كما قال المؤلف اه: القاموس المحيط. وانظر: شرح الزرقاني على المواهب 1/ 201. (4) وخص «معد» و «مضر» لشرفهما وشهرتهما، أو لما ورد أنهما ماتا على ملة إبراهيم. اه: شرح الزرقاني على المواهب 1/ 201. (5) وحول قوله: «وسواس حرمه» قال الزرقاني في شرح المواهب 1/ 201: أي: مدبريه القائمين به. (6) وحول قوله: «وحرما آمنا» قال الإمام/ الزرقاني في شرح المواهب 1/ 201: «أي: لا يصيبنا فيه عدو كما قال الله- تعالى- أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ [سورة القصص، من الاية 57] اه/ شرح الزرقاني على المواهب بتصرف. (7) حول قوله: «وجعلنا الحكام ... إلخ» قال الزرقاني في شرح المواهب 1/ 605: «حكم معروف وطوع وانقياد لمكارم الأخلاق، وحسن معاملاتهم لا حكم ملك وقهر، وهذا لا ينافى قول صخر- أبو سفيان- ل «هرقل» : ليس في آبائه من ملك. اه/ شرح الزرقاني على المواهب. وانظر: «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» للحافظ/ ابن حجر كتاب الإيمان 1/ 605. (8) حول القبائل والبطون وغيرهما انظر: أ- تفسير الاية رقم: 13 من سورة الحجرات من تفسير الإمام/ الطبري 26/ 139- 140. ب- تفسير نفس الاية في تفسير الإمام/ ابن كثير 7/ 364.

روى أبو نعيم: / عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «خير العرب مضر، وخير مضر بنو عبد مناف، وخير بني عبد مناف بنو هاشم، وخير بني هاشم بنو عبد المطلب، والله ما افترقت فرقتان منذ خلق الله آدم إلا كنت في خيرهما» «1» . (ثم إن «2» ابن أخي «3» هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به، فإن «4» كان في المال قل «5» ؛ فإن المال ظل زائل، وأمر حائل «6» ، ومحمد من قد «7» عرفتم

_ (1) حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- لم أجده في دلائل النبوة للإمام/ أبي نعيم، الفصل الثاني ذكر فضيلته بطيب مولده وحسبه ونسبه 1/ 57- 59 رقم: (18) ، وإنما وجدت في هذا الفصل حديث ابن «عمر» - رضى الله عنهما- وهو بلفظ: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن الله عز وجل خلق السماوات سبعا ... ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بنى آدم، واختار من بنى آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بنى هاشم، واختارنى من بنى هاشم، فأنا خيار من خيار إلى خيار ... إلخ» اه/ دلائل النبوة لأبي نعيم. وحديث الباب- خير العرب ... - ذكره الإمام السيوطي في «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» 3/ 294، وعزاه إلى ابن سعد: عن ابن عباس 3/ 294. وانظر: الحاوى للفتاوى للسيوطي 2/ 216- 220. (2) لفظ: «إن» ساقط من بعض نسخ «أوجز السير» . (3) قوله: «ثم إن ابن أخي ... إلا رجح به» زاد في رواية: « ... شرفا وفضلا وعقلا» وعاد بالباء «رجح به» . وفيما مر عداه صلى الله عليه وسلّم بنفسه في قوله: «فوزنوني بهم فرجحتهم» ، فيفيد جواز الأمرين. اه/ شرح الزرقاني على المواهب 1/ 201. (4) في بعض نسخ «أوجز السير» «وإن كان» بدل «فإن كان» ورواية «وإن» بالواو أولى؛ لأن ما ذكره لا يتفرع على ما قبله. اه: شرح الزرقاني على المواهب 1/ 201. (5) في حاشية «لوحة 23/ أ» أحال الناسخ فقال: «قلى» على وزن فعل. قال ابن علي البغدادي- لعله أبو علي البغدادي صاحب الأمالي-: «القلى: القلة والكثرة» . وقال ابن القوطية: في مقصوره وممدوده: صوابه: قلى مقصور وممدود. اه/ ورقة 23/ أ. (6) حول قوله: «وأمر حائل» قال الإمام/ الزرقاني في شرح المواهب 1/ 201: «أي: شيء لا بقاء له لتحوله من شخص لاخر، ومن صفة إلى أخرى، فمال زائل وحائل واحد» . زاد في رواية «وعارية مسترجعة» اه: شرح الزرقاني. (7) حول قوله: «ومحمد من قد عرفتم ... قرابته: قال الزرقاني في شرح المواهب 1/ 201: -

صداق"خديجة" - رضي الله عنها

قرابته، صداق «خديجة» - رضي الله عنها وقد «1» خطب خديجة «2» بنت خويلد، وبذل «3» لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالي) وذلك عشرون بكرة- وهي الفتية من الإبل- وقيل: اثنتا عشرة أوقية ذهبا ونشا: والنش «4» : نصف أوقية.

_ - «إفراد ضمير» من «رعاية» للفظ «من» . وفي بعض نسخ «أوجز السير» سقط لفظ «من» ، أي: ومحمد الذي قد عرفتم قرابته لهاشم، وعبد المطلب، والاباء الكرام، فالحسب أعظم من كثرة المال. اه/ شرح الزرقاني. (1) في بعض نسخ «أوجز السير» «قد خطب» بدل «وقد خطب» . (2) لفظ «خديجة» ساقط من إحدى نسخ مخطوطات «أوجز السير» - نسخ معهد المخطوطات- مع وجود هذا اللفظ في النسخ المخطوطة، والمطبوعة الاتية: أ- نسخة الأزهر «284 مجاميع، 23125» . ب- نسخة مكتبة «مظهر الفاروقى» الموجودة في الجامعة الإسلامية/ ميكرو فيلم: 6802. ج- نسخة الحلبى المطبوعة في سنة 1359 هـ 1994 م- الطبعة الأخيرة-. د- النسخة الهندية المطبوعة في الهند، والموجودة بمكتبة الأزهر تحت رقم: 2162/ خاص، 36387/ عام. وقد سقط لفظ- خديجة- من نشرة الأستاذ/ هلال ناجي. (3) «بذل» أعطى بسماحة. وفي رواية: «وقد بذل لها من الصداق ما حكم عاجله وآجله: اثنتا عشرة أوقية ونشا» . وقال المحب الطبري في «السمط الثمين في أزواج الأمين» أصدقها المصطفى اثنتى عشرة أوقية من ذهب. وفي المنتقى: الصداق أربعمائة دينار فيكون ذلك أيضا زيادة على ما تقدم ذكره الخميس. اه/ شرح الزرقاني على المواهب 1/ 202. وانظر: تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص 14. (4) «النش» - بفتح النون والشين المعجمة- في اللغة: نصف كل شيء. روى مسلم في صحيحه كتاب النكاح، باب أقل الصداق 9/ 215: عن أبي سلمة أنه قال: سألت «عائشة» زوج النبي صلى الله عليه وسلّم كم كان صداقه لأزواجه صلى الله عليه وسلّم؟ قالت: «كان صداقه لأزواجه ثنتى عشرة أوقية ونشا. قالت: أتدرى ما النش؟ قال: قلت: لا. قالت: نصف أوقية فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأزواجه» . قال الإمام/ النووي في [شرح صحيح مسلم 9/ 215] : أما الأوقية فبضم الهمزة وبتشديد الياء والمراد أوقية الحجاز، وهي أربعون درهما. وأما النش؛ فبنون مفتوحة، ثم شين معجمة مشددة. اه: مسلم بشرح النووى.

(وهو والله بعد هذا له نبأ) أي: خبر (عظيم وخطر) أي: قدر (جليل) . فقال «عمرو بن أسد» عمها: هو الفحل لا يقدع «1» أنفه، وأنكحها منه (فتزوجها صلى الله عليه وسلّم فبقيت عنده قبل الوحي «2» خمس عشرة سنة وماتت رحمة الله/ عليها) في رمضان «3» سنة عشرين من المبعث على الصحيح. فهذه إقامتها معه صلى الله عليه وسلّم خمس وعشرون سنة، وكانت وفاتها رضي الله عنها بعد وفاة أبي طالب «بثلاثة أيام «4» ، على قول الأكثر؛ فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم المصائب بموتها وموت أبي طالب؛ إذ كانت له رضي الله عنها وزيرة «5» صدق تخفف عنه، وتهون

_ (1) حول قوله: «لا يقدع أنفه» قال الجوهرى في «الصحاح» 3/ 1260/ قدع: «يقال: هذا الفحل لا يقدع أنفه أى: لا يضرب أنفه؛ وذلك إذا كان كريما» اه/ الصحاح. وانظر: الاستيعاب لابن عبد البر بحاشية الإصابة 12/ 217. (2) قوله: «فبقيت عنده قبل الوحى» : أي قبل المبعث، أى نزول جبريل عليه السلام بالقرآن. (3) عن وفاتها رضي الله عنها في شهر رمضان: قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 7/ 134: قال الواقدى: توفيت لعشر خلون من شهر رمضان، وأنها توفيت سنة عشر من المبعث، بعد خروج بنى هاشم من الشعب، ودفنت ب «الحجون» ... إلخ» اه/ الإصابة لابن حجر 7/ 600 رقم: 11086. وقال ابن حجر في «فتح الباري» 7/ 134، باب تزويج خديجة: «قال الزبير: وماتت على الصحيح بعد المبعث بعشر سنين في شهر رمضان. وقيل: بثمان، وقيل: بسبع، فأقامت معه صلى الله عليه وسلّم عشرين سنة على الصحيح. وقال ابن عبد البر: أربعا وعشرين سنة، وأربعة أشهر» اه/ فتح الباري. (4) عن وفاة أم المؤمنين «خديجة» رضي الله عنها بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام قال ابن إسحاق- كما في «السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف 2/ 166» : - «ثم إن» خديجة، وأبا طالب هلكا في عام واحد ... وذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين. اه/ السيرة النبوية. وحول وفاتها- رضي الله عنها- أيضا انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «الطبقات» للإمام/ محمد بن سعد 1/ 132، 8/ 17. ب- «التاريخ» للإمام الطبري 2/ 343. ج- «الكامل في التاريخ» للإمام/ ابن الأثير 1/ 606- 607. د- «عيون الأثر» لابن سيد الناس 1/ 226- 227. هـ- «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد 1/ 3. (5) حول قوله: «وكنت له وزير صدق ... » قال ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية لابن-

[أولاده صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم]

عليه ما يلقاه من أمر الناس؛ فكان صلى الله عليه وسلّم يسمي ذلك العام عام الحزن «1» . (ولرسول الله صلى الله عليه وسلّم) يوم وفاتها (تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر «2» ) . [أولاده صلى الله عليه وسلّم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم] (فأما «3» ولده «4» صلى الله عليه وسلّم منه) أي: من خديجة (فستة «5» ) : ذكران، وأربع بنات، فأولهم: (القاسم «6» وبه يكنى رسول الله صلى الله عليه وسلّم) وهو أكبر أولاده.

_ - هشام 2/ 166» : «وكانت له وزير صدق على الإسلام يشكو إليها ... » اه/ السيرة النبوية. وانظر: تاريخ الإسلام للإمام/ الذهبي- السيرة النبوية- ص 236- 237. (1) عن تسمية العام الذي توفي فيه «أبو طالب» و «خديجة» بعام الحزن، قال النجم عمر بن فهد في «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» 1/ 305: واجتمع على النبي صلى الله عليه وسلّم بموت «أبي طالب» و «خديجة» مصيبتان، وسماه عام الحزن؛ لأن «أبا طالب» كان يحميه عند خروجه من بيته ممن يؤذيه. و «خديجة» كانت تصدقه إذا آوى إلى فراشه، وتسليه عن كل ما يجرى عليه، وتقول: أنت رسول الله حقا. اه/ إتحاف الورى. (2) عن عمره صلى الله عليه وسلّم عند وفاة خديجة، وأبي طالب انظر: «صحيح مسلم بشرح النووى» 1/ 215- وفاة أبي طالب، وما نزل في شأنه- ذكر فيه كلام ابن فارس. وانظر: «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد 1/ 299. (3) في بعض نسخ «أوجز السير» «وأما» بدلا من «فأما» . (4) لفظ «ولد» في اللغة: يطلق على كل ما ولد، ويشمل: الذكر والأنثى، والمثنى، والجمع. المعجم الوسيط 2/ 1056. (5) حول أولاده صلى الله عليه وسلّم قال ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف 1/ 214» : «فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ولده كلهم إلا إبراهيم: «القاسم» وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلّم. و «الطاهر» و «الطيب» و «زينب» و «رقية» و «أم كلثوم» و «فاطمة» اه/ السيرة النبوية لابن هشام. وانظر أيضا: كتاب الإخوة والأخوات للحافظ/ الدارقطني ص 21- 22. تحقيق د/ باسم الجوابرة. طبع دار الراية. وانظر: در السحابة في بيان مواضع وفيات الصحابة ص 88، 106 للإمام الحافظ/ الصغاني «ت 650 هـ» تحقيق/ طارق الطنطاوى. طبع/ دار القرآن. وانظر: مجمع الزوائد للإمام/ الهيثمي كتاب المناقب، باب في أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلّم 9/ 220- 221. (6) و «القاسم» مشتق: من قسمت الشيء أقسمه قسما، فأنا قاسم، والشيء مقسوم اه: - - الاشتقاق لابن دريد 1/ 39. واختلف في عدد أولاده صلى الله عليه وسلّم وأيهم أكبر، ونذكر ما قاله الإمام/ ابن عبد البر في «الاستيعاب» بحاشية «الإصابة» 1/ 98 فنقول: «وأما ولده صلى الله عليه وسلّم فكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من «مارية القبطية» . وولده- صلى الله عليه وسلّم- من «خديجة» أربع بنات لا خلاف في ذلك أكبرهن «زينب» رضي الله عنها بلا خلاف، وبعدها «أم كلثوم» رضي الله عنها وقيل: بل «رقية» ، وهو الأولى والأصح؛ لأن «رقية» تزوجها «عثمان» رضي الله عنه قبل، ومعها هاجر إلى أرض الحبشة، ثم تزوج بعدها، وبعد وقعة «بدر» «أم كلثوم» ، وقد قيل: إن «رقية» أصغرهن، والأكثر والصحيح أن أصغرهن «فاطمة» . واختلف في الذكور فقيل: أربعة: «القاسم» ، و «عبد الله» ، و «الطيب» ، و «الطاهر» . وقيل: ثلاثة. ومن قال هذا، قال: «عبد الله» سمى الطيب؛ لأنه ولد في الإسلام. ومن قال: غلامان «قال: القاسم، وبه يكنى صلى الله عليه وسلّم و «عبد الله» قيل له: «الطيب» و «الطاهر» ؛ لأنه ولد بعد المبعث والقاسم قبل المبعث ... إلخ. اه: الاستيعاب. وانظر أيضا: الاستيعاب 12/ 272. وانظر: السيرة النبوية لابن هشام 1/ 214. وقال الإمام/ القسطلاني في المواهب 3/ 193: اعلم أن جملة ما اتفق عليه منهم ستة: «القاسم» أولهم، و «إبراهيم» آخرهم. وأربع بنات: أكبرهن: «زينب» ، و «رقية» ، و «أم كلثوم» ، و «فاطمة» أصغرهن. اه/ المواهب. وحول معرفة المزيد عن أولاده صلى الله عليه وسلّم انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «السيرة النبوية» للإمام/ ابن هشام 1/ 214. ب- «الطبقات الكبرى» للإمام/ ابن سعد ذكر أولاده صلى الله عليه وسلّم وتسميتهم 1/ 133. ج- «الثقات» للإمام/ ابن حبان 1/ 46- 47. د- «زاد المعاد» للإمام/ ابن القيم بحاشية المواهب اللدنية/ 86- 87. هـ- «الدرة المضية في السيرة النبوية» للإمام/ عبد الغنى المقدسي ص 22- 24. و «جوامع السيرة» للأمام/ ابن حزم الأندلسى ص 38. ز- «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد. وزيادة على ما تقدم انظر تراجمهم في: «الاستيعاب» لابن عبد البر. «الإصابة» لابن حجر- القسم الثاني- 5/ 249، 5/ 2530، 7/ 200 (رقم: 6156) -

ولد «1» ب «مكة» قبل النبوة ومات صغيرا بعد النبوة على أحد القولين يدل له ما رواه ابن ماجه عن فاطمة/ بنت الحسين «2» عن أبيها قال: «لما هلك القاسم قالت «خديجة» يا رسول الله: درت لبينة «3» القاسم، فلو كان الله أبقاه حتى يتم رضاعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن تمام رضاعه في الجنة» فقالت: لو أعلم ذلك يا رسول الله يهون «4» عليّ [أمره «5» ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إن شئت دعوت الله- تعالى- فأسمعك صوته» . فقالت: [يا رسول الله] بل أصدق الله- تعالى- ورسوله «6» .

_ - حرف العين-: «وجزم هشام ابن الكلبي بأن عبد الله، والطيب، والطاهر: واحد اسمه «عبد الله» ، والطيب، والطاهر لقبان له» اه/ الإصابة. وانظر: «أسد الغابة» لابن الأثير. (1) حول ولادة «القاسم» ب «مكة» قبل النبوة انظر: الإصابة لابن حجر القسم الثاني 8/ 223- (رقم: 7263) . (2) و «فاطمة بنت الحسين» - جدها الإمام/ «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنه-. ترجم لها الحافظ ابن حجر في (التقريب) 1/ 751 رقم: 8652 فقال: «المدنية زوج الحسن ابن الحسين بن علي. ثقة. من الطبقة الرابعة، ماتت بعد المائة، وقد أسنت. أخرج لها أبو داود، والترمذي، والنسائي في مسند «علي» ، وابن ماجه. اه/ التقريب 131. (3) عن قولها: «لبينة» قال الإمام/ السهيلي في الروض الأنف 1/ 215: هي تصغير لبنة، وهي قطعة من اللبن كالعسيلة تصغير عسلة.... اه: الروض الأنف. (4) كلمة «يهون» في سنن ابن ماجه «لهون» . (5) ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه من سنن ابن ماجه 1/ 484. (6) الحديث أخرجه الحافظ/ ابن ماجه في سننه 1/ 484 رقم: (1512) بلفظ: «عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن على قال: لما توفى القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قالت: خديجة- رضي الله عنها-: يا رسول الله درت لبينة ... » الحديث. قال في الزوائد: إسناد هشام بن الوليد لم أر من وثقه، ولا من جرحه. قال السندى: قلت: بل إنه قال في التقريب: إنه متروك. و «عبد الله بن عمران الأصبهاني» ، ثم الرازى، قال فيه أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبان في الثقات. اه/ سنن ابن ماجه. وقال الإمام/ السهيلي في الروض الأنف 1/ 214: «وقع في مسند الفريابي» أن «خديجة» - رضي الله عنها- دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد موت القاسم، وهي تبكي فقالت: يا رسول الله درت لبينة.

وقال السهيلي «1» : «بلغ المشي غير أن رضاعه لم يكمل» . وقيل: عاش سبعة عشر شهرا وصوب. وقيل: عاش عامين. (و) ثانيهم: (الطاهر) . (ويقال: إن اسمه عبد الله) وقيل: اسمه: الطيب. ولد قبل النبوة، ومات قبلها على ما قاله ابن إسحاق، وقيل: إنما سمي بالطيب، والطاهر؛ لأنه ولد بعد النبوة. (و) ثالثتهم (فاطمة «2» : وهي أصغر ولده صلى الله عليه وسلّم «3» ) .

_ (1) انظر قول الإمام/ السهيلي في كتابه «الروض الأنف» 1/ 214 أولاده صلى الله عليه وسلّم. (2) و «فاطمة رضي الله عنها» لقبت ب «الزهراء» . حول هذا اللقب قال الإمام/ ملك المغرب ... عبد الحفيظ في كتابه «العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل» ص 31- 32 « ... سميت بالزهراء؛ لأنها لا تحيض، ويقال لها: البتول لانقطاعها عن غيرها في الفضائل» اه/ «العذب ... » طبع/ أحمد يمنى بفاس/ المغرب (سنة 1326 هـ) . نسخة المسجد النبوي الشريف رقم/ 21712/ ح. ف. ع. وقال الدكتور/ محمد عبده يماني في كتابه «إنها الزهراء» والذى قدمه في جريدة الأهرام الأستاذ/ محمود مهدى- القدوة الحسنة- الملحق الديني الصادر في الحادي والعشرين من شهر رجب «سنة 1418 هـ» الموافق 21/ 11/ 1997 م: «إنها الزهراء؛ لأنها زهرة المصطفى صلى الله عليه وسلّم هذا قول. وقيل: لأنها كانت بيضاء اللون. وقيل أيضا: لأنها إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء، كما يزهر الكوكب لأهل الأرض» اه: ملحق الجمعة للأهرام/ فكر ديني. (3) قوله: «فاطمة» وهي أصغر ولده، وهو الصواب جاء في جميع نسخ «أوجز السير» التي تحت يدى- المطبوع منها والمخطوط- «فاطمة أكبر ولده» عدا إحدى نسخ معهد المخطوطات فإنه جاء في حاشية اللوحة 23/ ب ما يأتي: قوله: «أكبر ولده» كذا عند المؤلف. والأصح في «فاطمة» أنها أصغر من «أم كلثوم» . قول المؤلف: «إن فاطمة أكبر ولده مردود» . وقد اختلفوا: فقال ابن هشام: - السيرة النبوية 1/ 214- أكبر بناته: «رقية» ، وأكبر بنيه «القاسم» . وقال ابن عبد البر: إن «زينب» أصغرهن. قلت: والصحيح إن «فاطمة» أصغرهن. قلت: وروى «محمد بن سعد» بإسناده: أن أول أولاده صلى الله عليه وسلّم: «القاسم» ثم «زينب» ثم-

قيل: ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلّم. قيل: وهو مغاير لما قال ابن إسحاق: إن أولاده عليه السلام كلهم ولدوا قبل الإسلام/ إلا إبراهيم. وقيل: ولدت قبل النبوة بخمس سنين أيام بناء البيت. قاله: أبو عمر «1» . ومثله للواقدي «2» والنبي صلى الله عليه وسلّم يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة، أو أكثر، وبه جزم المدائني. وكانت- رضي الله عنها- أشبه الناس به صلى الله عليه وسلّم هديا وسمتا، «وكان صلى الله عليه وسلّم إذا سافر يكون آخر عهده إتيانها وإذا قدم أول ما يدخل عليها» ، لما رواه أحمد والبيهقي «3» .

_ - «رقية» ثم «أم كلثوم» ، ولد هؤلاء قبل النبوة، ثم ولد بعد النبوة «عبد الله» ، وهو الطيب الطاهر، والجميع من خديجة وأول من مات من ولده «القاسم» ، ثم «عبد الله» . قلت: وهذا بيان حسن في ذلك غير أن في إسناده- يعني ابن سعد- كلام والله أعلم. اه/ لوحة 23/ ب من إحدى نسخ معهد المخطوطات. وحول أكبر، وأصغر أولاده صلى الله عليه وسلّم انظر: أ- الاستيعاب «رقية» 12/ 319. ب- «فاطمة» 13/ 111- رضي الله عن الجميع-. (1) قول: «أبي عمر- ابن عبد البر- ذكره في الاستيعاب 4/ 380- ترجمة فاطمة-: وقال: «قال المدائني ... ولدت قبل النبوة بخمس سنين ... إلخ» اه/ الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 373- 381. (2) قول الواقدى ذكره الإمام/ ابن حجر في «الإصابة» 13/ 72- ترجمة فاطمة-: فقال: « ... فروى الواقدى من طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العباس: ولدت فاطمة والكعبة تبنى، والنبي صلى الله عليه وسلّم ابن خمس وثلاثين وبهذا جزم المدائني» اه: الإصابة. (3) الحديث أخرجه الإمام/ أبو داود في سننه كتاب (الترجل) 4/ 419- 420 بلفظ: عن ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة ... الحديث. وأخرجه الإمام/ أحمد في مسنده- مسند ثوبان- 5/ 275 رقم: 22417 بلفظ: «عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا سافر آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة، فقدم من غزاة له، وقد علقت مسحا أو سترا على بابها، وحلت الحسن والحسين قلبين من فضة، فقدم ولم يدخل، فظنت إنما منعه أن يدخل ما رأى فهتكت الستر وفكت القلبين عن الصبيين، وقطعته بينهما، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهما يبكيان فأخذه منهما، وقال: يا ثوبان أذهب بهذا إلى آل فلان- أهل بيت من المدينة إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا، يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من-

وقال لها: «إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك» . رواه الطبراني «1» ، وتوفيت «2» - رضي الله عنها- بعده عليه السلام بثلاثة أشهر.

_ - عصب، وسوارين من عاج» . وأخرجه الإمام/ البيهقي في (السنن الكبرى) 1/ 26 رقم: (96) عن ثوبان بلفظ: الإمام أحمد وقال عقبه: قال أبو أحمد بن عدى الحافظ: «حميد الشامى» إنما أنكر عليه هذا الحديث ... لم أعلم له غيره. أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي بن أبي عصمة، ثنا أبو طالب أحمد بن حميد، قال: سألت أحمد بن حنبل، عن حميد الشامى هذا فقال: لا أعرفه. وأنبأ أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمى، وأبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: ف «حميد الشامي» كيف حديثه الذي يروي ثوبان، عن سليمان المنيهي، فقال: ما أعرفهما، وروى فيه حديث آخر منكر: اه: السنن الكبرى للبيهقي. وانظر: (المستدرك) للإمام/ الحاكم 1/ 664 رقم: 1798. (1) عزو الحديث إلى (الطبراني) فقط، سهو من المؤلف- رحمة الله تعالى- فقد أخرجه كل من: الإمام/ ابن أبي عاصم (ت 287 هـ) في (الاحاد والمثاني) 5/ 363 رقم: (2959) بلفظ: «عن علي بن أبي طالب (عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال ل «فاطمة» - رضي الله عنها- «إن الله يغضب ... » الحديث. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) كتاب (معرفة الصحابة) 1/ 646 رقم: (1798) بلفظه: عن على (وقال: صحيح الإسناد) وقال الذهبي في التلخيص: قلت: بل «حسين بن زيد» منكر الحديث لا يحل ان يحتج به والحديث أخرجه الإمام/ الطبراني في موضعين من معجمه الكبير: الأول: فيما أسند «علي بن أبي طالب» (1108 رقم (182) . الثاني: في مناقب «فاطمة» - رضي الله عنها- 22/ 401 رقم: (1001) . والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب (المناقب) 3/ 203. وقال: إسناده حسن. اه-: مجمع الزوائد. وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 492. (2) عن وفاة «فاطمة» - رضي الله عنها- قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 114- 115 «توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيسير» . قال محمد بن علي: بستة أشهر، وقد روى عن ابن شهاب مثله، وروى عنه بثلاثة وقال عمرو بن دينار: توفيت «فاطمة» - رضي الله عنها- بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم بثمانية أشهر. وقال ابن بريدة: عاشت «فاطمة» بعد أبيها سبعين يوما اه الاستيعاب. وانظر: الإصابة للحافظ ابن حجر 13/ 75 وانظر: المعجم الكبير للإمام/ الطبراني [12/ 199 رقم: 998] وانظر: مجمع الزوائد للإمام/ الهيثمي 9/ 214، باب مناقب فاطمة الزهراء.

وقيل: بسنة وهو الصحيح، ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان. فكانت أول أهله لحوقا به «1» ، كما أسر إليها في مرض موته صلى الله عليه وسلّم، وغسلها «2» علي رضي الله عنه، وصلى عليها على ما قاله* «عروة» «3» . وقال النخعي «4» : صلى عليها «أبو بكر» - رضي الله عنه- وهو

_ (1) حول كون «فاطمة» - رضي الله عنها- أول أهله لحوقا به انظر: أ- فتح الباري بشرح صحيح البخاري 8/ 136 رقم: 4170. ب- صحيح الإمام مسلم 4/ 190 رقم: 2450. ج- صحيح ابن حبان 15/ 402 أرقام: 6952، 6953، 6954. د- مسند الإمام/ أحمد أرقام: 26074، 26456، 26457. هـ- الاحاد والمثاني للإمام/ ابن أبي عاصم 5/ 356 الأحاديث بأرقام: 2941، 2942، 2943، 2944، 2945، 2968، 2969، 2970. والأدب المفرد للإمام/ البخاري ص 326 رقم: 947. ز- الاستيعاب لابن عبد البر 13/ 115. ح- الإصابة للإمام/ بن حجر 13/ 74- 75. ط- فضائل الصحابة للإمام/ أحمد 2/ 764 رقم: 1345. ي- مسند أبي يعلى 12/ 111 رقم: 6745. (2) قوله «وغسلها على ... » ذكره الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب 13/ 123- ترجمة فاطمة- فقال: « ... وصلى عليها علي بن أبي طالب، وهو الذي غسلها مع أسماء بنت عميس ... إلخ» اه/ الاستيعاب. وانظر: الإصابة للحافظ ابن حجر 13/ 75- 76. (*) قول «عروة» «وغسلها على ... » إلى آخره انظره في (الطبقات) لابن سعد 8/ 9- ذكر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلّم. (3) و «عروة» ترجم له ابن حجر في (تقريب التهذيب) ص 389 رقم: 4561» فقال: هو «عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي» أبو عبد الله المدني ثقة فقيه مشهور، من الثالثة مات سنة 194 هـ، على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة «عثمان» - رضي الله عنه- أخرج له أصحاب الكتب الستة اه-: التقريب. (4) و «النخعى» إذا أطلق فهو «إبراهيم بن يزيد» وقد ترجم به ابن حجر في (التقريب) ص 95 رقم: 270 فقال: هو «إبراهيم بن يزيد بن قيس بن السود النخعى» «أبو عمران الكوفي الفقيه ثقة إلا أنه يرسل، ويدلس كثيرا من الخامسة. مات (سنة 196 هـ) وهو ابن خمسين ونحوها. أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه-: التقريب.

الصحيح «1» ، ودفنت ليلا «2» . / (و) رابعتهن: (زينب) : وهي أكبر «3» بناته صلى الله عليه وسلّم، ولدت بعد «القاسم» سنة ثلاثين من مولده عليه السلام، وأسلمت هي وأخواتها حين أسلمت أمهن [كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم محبا فيها «4» ] .

_ (1) وقول «النخعي: «وصلى عليها أبو بكر الصديق» ... إلخ رده الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 13/ 76- ترجمة فاطمة الزهراء- فقال: «وروى الواقدي، من طريق الشعبي، قال: صلى «أبو بكر» - رضي الله عنه- على «فاطمة» ، وهذا فيه ضعف وانقطاع، وقد روى بعض المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، ووهاه والدارقطني، وابن عدى» اه-: الإصابة. (2) عن دفنها- رضي الله عنها- ليلا انظر: الاستيعاب 13/ 123. (3) حول كون «زينب» - رضي الله عنها- أكبر بناته صلى الله عليه وسلّم قال ابن عبد البر في: (الاستيعاب) 4/ 374- 481: ترجمة زينب: «كانت أكبر بناته- رضي الله عنهن-» . قال محمد بن إسحاق السراج: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي يقوم: ولدت «زينب» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سنة ثلاثين من مولد النبي صلى الله عليه وسلّم. وماتت في سنة ثمان من الهجرة. قال أبو عمر: كانت «زينب» أكبر بناته صلى الله عليه وسلّم لا خلاف اعلمه في ذلك إلا ما لا يصح، ولا يلتفت إليه، وإنما الاختلاف بين «زينب» و «القاسم» أيهما ولد أولا. فقالت طائفة من أهل العلم بالنسب: أول من ولد له صلى الله عليه وسلّم «القاسم» ، ثم «زينب» . وقال ابن الكلبي: «زينب» ، ثم «القاسم» ... إلخ اه-: الاستيعاب. وانظر: الإصابة للحافظ ابن حجر 4/ 312 رقم: (466) . وفي مجمع الزوائد للإمام/ الهيثمي كتاب (المناقب) ، باب ما جاء في فضل «زينب» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم 9/ 215 «عن ابن جريج قال: قال لى غير واحد: كانت «زينب» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم أكبر بنات رسول الله وقال: رواه الطبراني ورجاله إلى ابن جريج رجال الصحيح. وفيه أيضا- أي: مجمع الزوائد-: عن الزبير بن بكار قال: «فولد لرسول الله صلى الله عليه وسلّم «القاسم» ، وهو أكبر ولده، ثم «زينب» ... إلخ» . وقال: رواه الطبراني: و «عمر بن أبي بكر» متروك اه: مجمع الزوائد. (4) ما بين القوسين المعكوفين هكذا جاء في الأصل، وقد وقفت أمامه طويلا- لأن حب الاباء لأبنائهم أمر غريزي في الناس العاديين فما بالنا برسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ وبعد بحث توصلت في الاستيعاب في ترجمة «زينب» 4/ 311- 312 باب الزاي إلى ما يلي:

وتوفيت «1» رضي الله عنها سنة ثمان من الهجرة، وغسلتها «أم أيمن» و «سودة بنت زمعة» ، و «أم سلمة» - رضي الله عنهن «2» - وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ونزل في قبرها، ومعه «أبو العاص «3» » زوجها، وجعل لها نعش؛ فهي أول من اتخذ لها

_ - «وكان زوجها محبا فيها» . قال محمد بن سعد: أنشدني هشام بن الكلبي، عن معروف بن خربوذ قال: قال أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام: ذكرت زينب لما ركبت أرما ... فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما بنت الأمين جزاها الله صالحة ... وكل بعل سيثني بالذي علما الاستيعاب للحافظ أبي عمر- ابن عبد البر- 4/ 373- 381. (1) حول وفاتها- رضي الله عنها- انظر: أ- ترجمتها- رضي الله عنها- في (الاستيعاب) لابن عبد البر حرف الفاء 4/ 373- 381 والإصابة 4/ 312 رقم: 466 «زينب» [بنت سيد ولد آدم] . ب- انظر التعليقات السابقة. (2) حول قيام «أم أيمن» و «سودة» بتغسيل «فاطمة» - رضي الله عنهن- أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 34 ذكر بنات النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «كانت «أم أيمن» ممن غسل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم اه: الطبقات. وانظر: بقية الأحاديث الواردة في كيفية غسلها في المصدر السابق- الطبقات- 8/ 34- 36 وحول من قام بتغسيلها أيضا انظر: (صحيح مسلم) 2/ 648 رقم: (939) ففيه من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن «حفصة بنت سيرين» ، عن «أم عطية» قالت: لما ماتت «زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: اغسلنها وترا: ثلاثا، أو خمسا، واجعلن في الخامسة كافورا، أو شيئا من كافور، فإذا غسلتنها فأعلمنني ... الحديث» . وانظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر 3/ 130. وانظر: الإصابة لابن حجر 4/ 312 رقم: 466. ترجمة «زينب» بنت سيد ولد آدم. وانظر أيضا: الإصابة لابن حجر 4/ 489- 490 رقم: 1470 ترجمة (أم كلثوم) بنت سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وسلّم. (3) و «أبو العاص» ترجم له الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب بحاشية الإصابة [4/ 125- 128] فقال: «هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمى. صهر رسول الله صلى الله عليه وسلّم وزوج ابنته «زينب» أكبر بناته. كان يعرف بجرو الصحراء، هو وأخوه يقال لهما: جروا البطحاء ... اختلف في اسمه فقيل: «لقيط» . وقيل «مهشم» . وقيل: «هشيم» ... وأمه: «هالة بنت خويلد» أخت «خديجة» أم المؤمنين لأبيها وأمها.

ذلك «1» .

_ - وكان «أبو العاص» ممن شهد (بدرا) مع كفار قريش، وأسره «عبد الله بن جبير» ، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم قدم في فدائه أخوه «عمرو بن الربيع» بمال دفعته «زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم» من ذلك «قلادة» لها كانت «خديجة» أمها- رضي الله عنهما- قد أدخلتها بها على «أبي العاص» حين بنى بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا الذي لها فافعلوا» فقالوا: نعم. وكان «أبو العاص» مواخيا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم مصافيا، وكان أبى أن يطلق «زينب» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذ مشى إليه مشركو «قريش» في ذلك، فشكر له رسول الله صلى الله عليه وسلّم مصاهرته، وأثنى عليه خيرا، وهاجرت «زينب» - رضي الله عنها- مسلمة، وتركته على شركه، فلم يزل كذلك مقيما على الشرك، حتى كان قبل الفتح، فخرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال من أموال «قريش» ، فلما انصرف قافلا لقيته «سرية» لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أميرهم «زيد بن حارثه» - رضي الله عنه- وكان «أبو العاص» في جماعة عير، وكان «زيد» في نحو سبعين وكمائة راكب، فأخذوا ما في تلك العير من الأموال، وأسروا ناسا منهم، وأفلتهم «أبو العاص» هربا. وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعث «زيدا» في تلك السرية قاصدا للعير التي كان فيها «أبو العاص» . فلما قدمت السرية بما أصابوا، أقبل «أبو العاص» في الليل حتى دخل على «زينب» ، رضي الله عنها. فاستجار بها فأجارته، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى الصبح، وكبر، وكبر الناس معه، صرخت «زينب» - رضي الله عنها-: أيها الناس إني قد أجرت «أبا العاص بن الربيع» فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الصلاة أقبل على الناس، فقال: «هل سمعتم؟» فقالوا: نعم. قال: «أما والذي نفسى بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم» . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلّم فدخل على ابنته فقال: «أى: بنية، أكرمى مثواه، ولا يخلص إليك، فإنك لا تحلين له» . فقالت: إنه جاء في طلب ماله، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبعث في تلك السرية، فاجتمعوا إليه فقال لهم: «إن هذا الرجل منا حيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه الله- عز وجل- عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا، وتردوا إليه ماله الذي له، وإن أبيتم فأنتم أحق به» . قالوا: يا رسول الله، بل نرده عليه، فردوا عليه ماله، ما فقد منه شيئا، فاحتمل إلى «مكة» فأدى إلى كل ذى مال من «قريش» ماله، الذي كان أبضع معه، ثم قال: يا معشر قريش هل لأحد منكم مالا لم يأخذه؟! قالوا: جزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما. قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام، إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم، فلما أداها الله- عز وجل- إليكم أسلمت. ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلّم مسلما وحسن إسلامه، ورد رسول الله صلى الله عليه وسلّم ابنته عليه ... » اه: الاستيعاب. وانظر: الإصابة لابن حجر 4/ 121- 123 (رقم: 692) . (1) ما ذكره المؤلف- رحمه الله تعالى- من أن «زينب» - رضي الله عنها- هي التي جعل-

(و) خامستهن (رقية) : ولدت سنة ثلاث وثلاثين من مولده «1» عليه السلام بعد «زينب» . وكانت مسماة «2» ل «عتبة بن أبي لهب «3» » ، وأختها

_ - لها النعش مخالف، لما ثبت من أن النعش جعل ل «فاطمة» ذكر ذلك من: أ- ابن سعد في (الطبقات) 8/ 28. أخرج عن ابن عباس قال: «فاطمة أول من جعل لها النعش، عملته لها أسماء بنت عميس وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة» اه-: الطبقات. ب- الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 312 ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخرج فيه: عن أم جعفر، أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها. فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجال؛ فإذا أنا مت فاغسلينى أنت وعليّ، ولا تدخلى على أحدا ... قال أبو عمر: فاطمة- رضي الله عنها- أول من غطى نعشها من النساء في الإسلام، على الصفة المذكورة في هذا الخبر، ثم بعدها «زينب بنت حجش» صنع ذلك بها أيضا» اه/ الاستيعاب. (1) حول ولادة «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم سنة ثلاث وثلاثين من مولده. انظر: الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 299- 300. (2) قوله: «وكانت مسماة ... إلخ» أخرجه ابن سعد في (الطبقات) ترجمة «رقية» 8/ 36- 37 فقال: « ... كان تزوجها» عتبة بن أبي لهب «قبل النبوة فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنزل الله تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [سورة المسد، الاية: 1] قال له أبوه: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته. ففارقها، ولم يكن دخل بها ... إلخ» اه: الطبقات. وقال «ابن عبد البر» في (الاستيعاب) 4/ 299- 300- ترجمة «رقية» -: « ... وقال مصعب وغيره من أهل النسب: وكانت أختها «أم كلثوم» تحت «عتيبة» ... إلخ» اه: الاستيعاب. (3) و «عتبة ... » ترجم له ابن حجر في «الإصابة» 6/ 380 رقم: 5405 فقال هو: «عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم» ابن عم النبي صلى الله عليه وسلّم قال الزبير بن بكار: شهد هو وأخوه «حنينا» مع النبي صلى الله عليه وسلّم، وكان فيمن ثبت. وروى ابن سعد من طريق ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم «مكة» في الفتح قال لى: «يا عباس أين ابنا أخيك: «عتبة» و «عتيبة» ؟!» . قلت: تنحيا فيمن تنحى، قال ائتني بهما. قال: فركبت إليهما إلى «عرفة» فأقبلا مسرعين وأسلما وبايعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم «إني استوهبت ابنى عمى هذين من ربى فوهبهما لى» إسناده ضعيف. وللمرفوع طريق أخرى تأتى في ترجمة «معتب» - إن شاء الله تعالى-. قالوا: أقام «عتبة» ب «مكة» ، ومات بها، ولم أر له ذكرا في خلافة «عمر» رضي الله عنه؛-

«أم كلثوم «1» » لأخيه «عتيبة «2» » ، فلما نزلت سورة تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ «3» أمرهما أبوهما بفراقهما قبل البناء، وتزوج «4» «رقية» «عثمان بن عفان» بعد إسلامه؛ ذكره

_ - بل ولا في خلافة «أبي بكر» فكأنه مات بها» اه: الإصابة. (1) و «الكلثمة» : اجتماع لحم الوجه بلا جهومة. و «الكلثوم» - كزنبور-: الكثير لحم الخدين والوجه «اه: القاموس المحيط/ كلثم» . (2) و «عتيبة بن أبي لهب» هو الذي دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم «اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك» ذكر قصته أبو نعيم في (دلائل النبوة) 2/ 454 رقم: (380) بلفظ: «عن هبار بن الأسود قال: كان أبو لهب، وابنه «عتيبة» قد تجهزا إلى الشام، وتجهز معهما ابنه «عتيبة» والله لأنطلقن إليه فلأوذينه في ربه، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: يا محمد هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «اللهم أبعث عليه كلبا من كلابك» ثم انصرف عنه، فرجع إليه، فقال: أي: بنى ما قلت له؟ قال: كفرت بإلهه الذي يعبد. قال: فماذا قال لك؟ قال: «اللهم ابعث عليه كلبا ... » . فقال: أي: بني، والله ما آمن عليك دعوة محمد. قال: فسرنا حتى نزلنا «الشراة» ، وهي مأسدة، فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال: يا معشر العرب «ما أنزلكم هذه البلاد، وأنها مسرح «الضيغم» - الأسد-؟!. فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم حقي. قلنا: أجل يا أبا لهب. فقال: إن محمدا قد دعا على ابني دعوة، والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، ثم افرشوا حوله. فبينا نحن حوله، وأبو لهب معنا أسفل، وبات هو فوق المتاع، فجاء الأسد فشم وجوهنا، فلما لم يجد ما يريد تقبض، ثم وثب؛ فإذا هو فوق المتاع فجاء الأسد فشم وجهه، ثم هزمه هزمة فضخ رأسه، فقال: سيفي يا كلب. لم يقدر على غير ذلك، ووثبنا، فانطلق الأسد، وقد فضخ رأسه، فقال له أبو لهب: «قد عرفت والله ما كان لينفلت من دعوة محمد» اه-: دلائل النبوة قصة عتيبة. وانظر أيضا: (دلائل النبوة) لأبي نعيم أرقام: 381، 382، وانظر: تاريخ دمشق للإمام/ ابن عساكر 38/ 302- 303. تحقيق/ العمروى. نسخة المسجد النبوي رقم: 27834/ 920/ ع. س. ت. (3) سورة المسد، الاية، 1. (4) حول زواج «عثمان بن عفان» رضي الله عنه ب «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 36- 37: «وأسلمت «رقية» حين أسلمت أمها «خديجة» - رضي الله عنهما- وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم هي وأخواتها حين بايعه النساء، وتزوجها «عثمان بن عفان» وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا ... ثم ولدت بعد ذلك ابنا سماه «عبد الله» . وكان «عثمان» رضي الله عنه يكنى به في الإسلام، وبلغ سنتين فنقره ديك في وجهه، فطمر وجهه فمات، ولم تلد له شيئا بعد ذلك ... ومرضت ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يتجهز إلى «بدر» ، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم «عثمان» رضي الله عنه، فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «بدر» في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا-

غير واحد، وولدت له ابنا سماه «عبد الله*» ومات بعدها في جمادى الأولى سنة أربع** وهو ابن ست سنين وتوفيت- رضي الله عنها- والنبي صلى الله عليه وسلّم ب «بدر» يوم قدم الخبر بها، وكان عثمان- رضي الله عنه-/ تخلف عليها، فضرب له عليه السلام بسهمه وأجره «1» . (و) سادستهم (أم كلثوم) : لا يعرف لها اسم إنما تعرف بكنيتها؛ ولعل كنيتها هي اسمها «2» ، وهي أكبر من «فاطمة» أسلمت مع أخواتها، وهاجرت حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

_ - من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقدم «زيد بن حارثة» من «بدر» بشيرا فدخل المدينة حين سوى التراب على «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم» اه: الطبقات بتصرف. (*) حول «عبد الله بن عثمان» من «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) ترجمة رقية 4/ 229- 300: «وقال مصعب: كان عثمان يكنى في الجاهلية «أبا عبد الله» فلما كان في الإسلام، وولد له من «رقية» بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم غلام سماه «عبد الله» ، واكتني به فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات» اه/ الاستيعاب. وانظر: التعليق السابق رقم: 6- الطبقات لابن سعد-. (**) عن العام الذي توفى فيه «عبد الله بن عثمان» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 4/ 299- 300: «توفى عبد الله ... في جمادى الأولى ... إلخ» اه/ الاستيعاب. وانظر: (ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى) للإمام/ أبي العباس أحمد بن محمد الطبري المكي (ت 694 هـ) ص 79. تحقيق/ أكرم البوشى. نسخة المسجد النبوى/ 920- 530. (1) حول تخلف «عثمان» على «رقية» - رضي الله عنهما- قال ابن عبد البر: «لا خلاف بين أهل السير، أن عثمان، إنما تخلف عن «بدر» على امرأته «رقية» بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنه ضرب له بسهمه وأجره» اه/ الاستيعاب. وانظر (ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى) للطبري المكي ص 79. وانظر: (مجمع الزوائد) للهيثمي (المناقب) ، باب ما جاء في «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأختها «أم كلثوم» 9/ 219. (2) حول قوله: «لا يعرف لها اسم ... إلخ» قال الطبري المكي في كتابه (ذخائر العقبى ... ) في الفصل السادس ذكر أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم 280: «وهي ممن عرف بكنيته، ولم بعرف لها اسم» : ذخائر العقبى وحول «أم كلثوم» بنت سيد البشر- رضي الله عنها- انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام ابن سعد 8/ 38- 39. ب- (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة أم كلثوم- 4/ 486- 487. ج- (الإصابة) لابن حجر 4/ 489 رقم: 1470.

وتوفيت- رضي الله عنها- في شعبان سنة تسع من الهجرة «1» ، وحضرها أبوها صلى الله عليه وسلّم وصلى عليها وجلس على قبرها وعينه تذرفان- بالذال المعجمة- أي: تسيل دموعهما، وقال: «هل فيكم أحد لم يقارف الليلة» - أي: لم يخالط أهله- فقال أبو طلحة: أنا. فقال: «انزل في قبرها» «2» . (وأما إبراهيم «3» ابنه صلى الله عليه وسلّم) فإنه من مارية «4» » بنت شمعون القبطية التي أهداها له

_ (1) عن وفاة «أم كلثوم» - رضي الله عنها- قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 4/ 486- 488: «وتوفيت في سنة تسع من الهجرة، وصلى عليها أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ونزل في حفرتها «عليّ» و «الفضل» ... إلخ» . اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 4/ 489- 490 رقم: 1469. (2) الحديث في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر كتاب (الجنائز) ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلّم «يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه ... إلخ 3/ 151 رقم: (1285) بلفظ: «عن انس ابن مالك قال: شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ورسول صلى الله عليه وسلّم جالس على القبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان قال: فقال: «هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟» فقال «أبو طلحة: أنا، قال:» فانزل «قال: فنزل في قبرها» . وانظر: أيضا (فتح الباري ... ) 3/ 258 رقم: (1342) ، باب من يدخل قبر المرأة؟ وانظر: (الطبقات) للإمام/ محمد بن سعد 8/ 38- 39. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي كتاب (المناقب) ، باب ما جاء في «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأختها «أم كلثوم» - رضي الله عنها- 9/ 21- 21. (3) حول أصل «إبراهيم» : اسم أعجمي ذكر ذلك ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 39 و «إبراهيم» ابن النبي صلى الله عليه وسلّم ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) باب الألف 1/ 41- 47 فقال: «إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلّم ولدته له سريته «مارية القبطية» في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وذكر الزبير عن أشياخه، أن أم «إبراهيم» ولدته بالعالية في المال الذي يقال له إليوم «مشربة إبراهيم» بالقف. وكانت قابلتها «سلمى» مولاة النبي صلى الله عليه وسلّم امرأة أبي رافع، فبشر به أبو رافع النبي صلى الله عليه وسلّم، فوهب له عبدا، فلما كان يوم سابعه عق عنه بكبش، وحلق رأسه أبو هند، وسماه يومئذ، وتصدق بوزن شعره ورقا- فضة- على المساكين وأخذوا شعره فدفنوه في الأرض، هكذا قال الزبير سماه يوم سابعه، والحديث المرفوع أصح من قوله وأولى. عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ولد لى الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم» . قال الزبير: فدفعه إلى أم سيف امرأة «قين» بالمدينة، يقال له: أبو يوسف. قال أبو عمر «في حديث أنس تصديق ما ذكره الزبير؛ أنه دفعه إلى أم سيف.. إلخ» الاستيعاب. وانظر: الإصابة لابن حجر القسم الثاني 1/ 93، 95 رقم: 398 (إبراهيم ابن سيد البشر) . (4) في نسخة الأزهر «من مارية القبطية» . وترجم لها ابن سعد في الطبقات 8/ 212 فقال: -

«المقوقس» «1» صاحب الإسكندرية. ولد ب «العالية» «2» في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة. قاله مصعب الزبيري، ولما جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله/ عليه وسلم فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم «3» » . وقابلته «سلمى «4» » مولاة رسول الله

_ - «وهي مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسريته أهداها إليه المقوقس في سنة سبع من الهجرة، ومعها أختها «سيرين» وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا لينا، وبغلته «دلدل» ، وحمارة «عفير» وبقال: «يعفور» ومعهم خصى يقال له: «مأبور» - شيخ كبير- كان أخا «مارية» . وأسلمت «مارية» وأسلمت أختها، وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلّم في «العالية» في المال الذي يقال له اليوم: «مشربة أم إبراهيم» ... إلخ» اه: الطبقات. وانظر: المنتخب من كتاب (أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) - ذكر مارية- للإمام محمد بن الحسن بن زبالة (ت 199 هـ) . رواية «الزبير بن بكار» ص 77- 85 تحقيق د/ أكرم ضياء العمرى. وانظر: (الأخوة والأخوات) للإمام/ الدارقطني ص 23. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر مارية القبطية أم ولد الرسول صلى الله عليه وسلّم 4/ 410- 413 وانظر: (الإصابة) لابن حجر 4/ 404- 405 رقم: 984. (1) حول «المقوقس» قال الحافظ «مغلطاي» في كتابه (الإشارة) ص 119- 120 باب أسماء الملوك: « ... وفرعون لمن ملك مصر والشام» ؛ فإن أضيف إليها (الإسكندرية) سمى العزيز، ويقال: «المقوقس» اه: الإشارة. (2) وعن «العالية» قال المقدم عائق بن غيث البلادى في كتابه (معجم معالم الحجاز) 6/ 29: «العالية اسم يطلق على جهات المدينة الشرقية، وهي ما يعرف بالعوالي الان ... » اه: معجم معالم الحجاز، وعن ولادته بالعالية في ذي الحجة، وقول «مصعب الزبيري» انظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 1/ 93. وانظر: الإصابة لابن حجر 1/ 93، 94 رقم: 398. (3) الحديث أخرجه الإمام ابن سعد في (الطبقات) - ذكر مارية أم إبراهيم ... 8/ 214 بلفظ: عن أنس بن مالك «قال: كانت أم إبراهيم سرية للنبي صلى الله عليه وسلّم في مشربتها، وكان قبطي يأوى إليها، ويأتيها بالماء والحطب؛ فقال الناس في ذلك: علج يدخل على علجة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأرسل «علي» بن أبي طالب، فوجده «عليّ» على نخلة، فلما رأى السيف، وقع في نفسه، فألقى الكساء الذي كان عليه، وتكشف؛ فإذا هو مجبوب ... ، فأخبره بما رأى من القبطى، قال: وولدت مارية إبراهيم، فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم ... » الحديث اه: الطبقات. والحديث ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: كتاب (النكاح) باب الغيرة 4/ 329، وقال: رواه لبزار، وفيه «ابن لهيعة» ، وحديثه حسن، وبقية رجاله، رجال الصحيح» اه: مجمع الزوائد. (4) و «سلمى» خادم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 43-

صلى الله عليه وسلّم وهي التي قبلت «1» إخوته. واختلف في يوم وفاته؛ فالمروي عن عائشة «2» - رضي الله عنها- وغيرها أنه بلغ عاما ونصفا ومات سنة عشر، وجزم به الواقدي «3» وقال يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول، وقيل: بلغ سبعة أشهر. وقيل: غير ذلك، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلّم على ما رواه أحمد «4» ، وابن سعد وغير واحد. وانكسفت الشمس يوم موته كما في الصحيح؛ فقال الناس: لموت إبراهيم. فقال عليه السلام: «إن الشمس، والقمر آيتان من آيات الله؛ لا يخسفان لموت أحد، ولا

_ - رقم: (3383) فقال هي: «مولاة» صفية بنت عبد المطلب «يقال لها: «مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهي امرأة، «أبي رافع» مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهي التي قبلت «إبراهيم» ابن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... » اه: الاستعياب. وقال ابن حجر في (الإصابة) : 12/ 313، 314، رقم: (571) ، 12/ 315، رقم: (576) : «وكانت قابلتها «سلمى» وهي مولاة «صفية» ... وذكر الواقدي: أنها كانت قابلة «خديجة» - رضي الله عنهما- عند ولادتها أولادها من النبي صلى الله عليه وسلّم. وانظر (الطبقات) لابن سعد 1/ 133. (1) حول قوله: «قبلت- بفتح القاف، وكسر الباء- إخوته» قال الإمام النووي في (رياض الصالحين) - حديث الأبرص، والأقرع، والأعمى-: يقال: المولد، والناتج، والقابلة؛ بمعنى؛ «اكن هذا للحيوان؛ وذاك لغيره ... إلخ» . وقال الصديقي في (دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين) 1/ 242. « ... فالقابلة، هي المتولية للولادة، فمولد الإبل، والبقر يقال له: ناتج؛ والمولد للغنم، والقابلة لبنى آدم ... » إلخ اه: دليل الفالحين. (2) انظر قول «عائشة» - رضي الله عنها- في الإصابة 1/ 93- القسم الثاني-، ترجمة «إبراهيم ابن سيد البشر عليه السلام» . (3) قول الواقدي ذكره ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 109 فقال: « ... توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلّم يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من شهر ربيع الأول سنة عشر، ودفن بالبقيع» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإخوة والأخوات) للدارقطني ص 23. (4) حديث الإمام أحمد، وابن سعد: أخرجه الإمام أحمد في (مسنده) مسند «عائشة» - رضي الله عنها-. وانظر: (المسند) 4/ 283 رقم: (18520) عن أنس بن مالك. وانظر: مسند أبي يعلى 6/ 335 رقم: (3660) عن أنس بن مالك وأخرجه ابن سعد في (الطبقات) 1/ 137، 144.

لحياته «1» » . وأخبر عليه السلام «أن ظئرا في الجنة تتم رضاعه «2» » . (فأما «3» الغلمة «4» الثلاثة) وهم: «القاسم» ، و «الطاهر» ، و «الطيب» . (فماتوا، وهم يرضعون، ويقال: بل بلغ ابنه «القاسم» أن يركب الدابة، ويسير على النجيبة «5» ) .

_ (1) حديث «إن الشمس والقمر آيتان ... إلخ» أخرجه كل من: أحمد، والبخاري، والنسائي: عن جرير، وابن حبان: عن أبي بكرة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه: عن ابن مسعود الأنصاري، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي: عن ابن عمر وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن حبان: عن المغيرة بن شعبة، وأبو داود: عن جابر، والنسائي: عن أبي هريرة، والنسائي، وابن ماجه: عن عائشة، والطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن: عن ابن مسعود. اه: الجامع الكبير للسيوطي نسخة قولة 1/ 1200. وانظر: بقية الأحاديث الواردة في الموضوع في نفس المرجع 1/ 200، 201. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر كتاب (الجنائز) 2/ 526 أرقام: 1043، 1060، 6199. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 1/ 109. (2) حديث «إن ظئرا ... » إلخ أخرجه البخاري- فتح الباري- كتاب (الجنائز) باب كلام الميت على الجنازة 3/ 244 رقم: (1382) وانظر: أطرافه تحت أرقام: (3255، 6195) . وانظر: (فتح الباري ... ) كتاب (بدء الخلق) باب ما جاء في صفة الجنة 6/ 577، رقم: (3255) ، وانظر: أيضا (فتح الباري) كتاب (الأدب) باب من سمى بأسماء الأنبياء 10/ 320 رقم: (6195) . وانظر: مسند الإمام أحمد- مسند البراء بن عازب- 4/ 284، 289، 300، 302، 304، وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي كتاب (المناقب) باب فضل (إبراهيم) ابن النبي صلى الله عليه وسلّم 9/ 164، 165. وانظر: (الطبقات) لابن سعد 1/ 139، وانظر: (الإخوة والأخوات) للدارقطني ص 23، 24. (3) في بعض نسخ أوجز السير- أصل كتابنا- و «أما» بدل «فأما» ، والفاء أبلغ؛ لأنها للتفصيل بعد الإجمال؛ كما هو الحال؛ بخلاف «الواو» في «وأما» ؛ فإنها لمطلق الجمع، أو للاستئناف. (4) و «الغلمة» : جمع غلام، والغلام: الطارّ الشارب. وقيل: هو من حين أن يولد إلى أن يشب، «والجمع أغلمة، وغلمة، وغلمان ... » إلخ. اه: لسان العرب. وانظر: المعجم الوسيط/ غلم. (5) أثر « ... أن يركب الدابة ... إلخ» أخرجه الإمام أبو البشر الدولابي (310 هـ) في (الذرية الطاهرة النبوية) ص 43 بلفظ: «عن محمد بن على، قال: كان القاسم ... قد بلغ أن يركب الدابة، ويسير على النجيبة» .

والمشهور ما تقدم «1» . (وأما البنات) أي: بناته صلى الله عليه وسلّم. زواج علي بفاطمة (فتزوج علي رضي الله عنه/ فاطمة) . زوجه «2» إياه أبوها صلى الله عليه وسلّم بأمر من الله- تعالى- بعد أن خطبها أبو بكر، ثم عمر- رضي الله عنهما «3» - وأصدقها علي رضي الله عنه درعه الحطمية، بيعت بأربعمائة وثمانين

_ - قال محقق الكتاب: إسناده، ضعيف؛ فيه «جابر بن زيد» ضعيف؛ كما في (التقريب) وكذبه جماعة ... إلخ. وانظر: (الإصابة) للحافظ ابن حجر- القسم الثاني- ترجمة القاسم 1/ 93، 94 رقم: 398. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 4/ 378. وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 95، وفيها، ذكر قول الإمام ابن فارس. (1) قوله: «المشهور ما تقدم «المراد به» موتهم، وهو يرضعون» ، وحول هذا القول انظر: (الإصابة) لابن حجر، تراجم أولاده الذكور. (2) حول تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلّم «فاطمة» «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنهما- بأمر الله- تعالى- أخرج الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) 22/ 407 رقم: 1020- ذكر تزويج فاطمة ... إلخ بلفظ: عن ابن مسعود (: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في غزوة (تبوك) يقول- ونحن نسير معه-: «إن الله أمرني، أن أزوج فاطمة، من علي؛ ففعلت ... » إلخ. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: كتاب (المناقب) ، باب منه في فضلها، وتزويجها ب «علي» - رضي الله عنهما- 9/ 207: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 113، ترجمة «فاطمة» رضي الله عنها. وانظر: كتاب (ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى) للإمام أبي العباس الطبري المكي ص 65، 66. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 72. ترجمة «فاطمة» - رضي الله عنها-. (3) حديث خطبة «أبي بكر» و «عمر» «ل» «فاطمة» أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان) للأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (739 هـ) في كتاب (إخباره صلى الله عليه وسلّم عن مناقب الصحابة: رجالهم ونسائهم) 15/ 396 رقم: (6944) بلفظ: عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي، وقدمي في الإسلام، وإني، وإني، قال «وما ذاك؟» قال: تزوجني فاطمة، قال: فسكت عنه فرجع أبو بكر إلى عمر- رضي الله عنهما- فقال له: هلكت، وأهلكت، قال: وما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فأعرض عني. قال: مكانك حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلّم فأطلب مثل الذي طلبت، فأتى «عمر» النبي صلى الله عليه وسلّم فقعد بين يديه؛ فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي، وقدمي في الإسلام، وإني، وإني، قال: «وما ذاك؟!، قال: تزوجني «فاطمة» فسكت عنه، فرجع إلى أبي بكر؛ فقال له: إنه ينتظر أمر الله فيها، قم بنا إلى «علي» حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا ... » إلخ. والحديث أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) 22/ 408- 410 رقم: 1021 والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب (المناقب) باب منه في فضلها، وتزويجها ب «علي» -

درهما، فأمر عليه السلام أن يجعل ثلثها في الطيب «1» . وعقد عليها في السنة الثانية من الهجرة «2» في صفر. قاله: جعفر بن محمد، وقيل: في رمضان، وبه صدر الشامي «3» .

_ - رضي الله عنهما- 9/ 207، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه «يحيى بن يعلى الأسلمي» ، وهو ضعيف. اه: مجمع الزوائد وفي (مجمع الزوائد) 9/ 209- 210 انظر الحديث بنحوه، من رواية البزار، رواية أنس بن مالك، وفيه قال الهيثمي: فيه محمد بن ثابت بن أسلم، وهو ضعيف. اه: مجمع الزوائد. و «يحيى ... » ترجم له الإمام ابن حجر في (تهذيب التهذيب) 11/ 304، رقم: 587 فقال: «يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني» أخرج له ابن حبان في صحيحه- الإحسان- حديثا طويلا في تزويج فاطمة ب «على» فيه نكارة» اه: تهذيب. وانظر: (ميزان الاعتدال) للذهبي 4/ 415 رقم: 9657. وانظر: (تقريب التهذيب) لابن حجر ص 598 رقم: 7677. وانظر: (الطبقات) لابن سعد 8/ 19- 20. وانظر: (موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان) للهيثمي 2/ 549- 551، رقم: 2225. وانظر: مجمع الزوائد 9/ 207 كتاب (المناقب) باب منه في فضلها وتزويجها بعليّ فقد ذكر فيه حديث البزار بنحوه، من رواية أنس. وقال: فيه «محمد بن ثابت بن أسلم» ، وهو ضعيف. (1) حول صداق على «لفاطمة- رضي الله عنها-: أخرج ابن حبان في صحيحه- الإحسان- 15/ 396 رقم: 6945: كتاب (إخباره صلى الله عليه وسلّم عن مناقب الصحابة) / رجالهم ونسائهم، ذكر ما أعطى على، في صداق فاطمة- رضي الله عنهما- بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنه- قال: لما تزوج علي فاطمة، قال النبي صلى الله عليه وسلّم «أعطها شيئا» . قال: ما عندي شيء. قال: «فأين درعك الحطمية؟» . قال المحقق: إسناده صحيح، رجاله ثقات ... إلخ» اه: صحيح ابن حبان. وانظر: (الطبقات) لابن سعد 8/ 21- 22. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 72. وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحى الباب التاسع 11/ 37- 52. (2) حول عقد عليّ على فاطمة- رضي الله عنهما- انظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 72 وانظر: (بهجة المحافل، وبغية الأماثل، في تلخيص المعجزات، والسير والشمائل) بشرح العلامة جمال الدين محمد الأسخر اليمني، 1/ 11760 للإمام: عماد الدين بن أبي بكر العامرى (ت 893 هـ) . طبع دار صادر. بيروت. وانظر: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالحي 11/ 37- 52. (3) قول الصالحي: ذكره في كتابه سبل الهدى والرشاد 11/ 37.

زواج علي بفاطمة

وقيل في رجب «1» ، وبني بها في ذي الحجة «2» ، على رأس اثنين وعشرين شهرا من الهجرة، وسنها يوم تزوجها- رضي الله عنها- خمس عشرة سنة، وخمسة أشهر، وقيل: ونصف شهر، ولعلى رضي الله عنه يومئذ إحدى وعشرون سنة، وأربعة أشهر، أو خمسة «3» ، ولم يتزوج عليها حتى ماتت. أولاد فاطمة أولادها- رضي الله عنها- «الحسن» «4» وهو بكرها، ولد في منتصف رمضان،

_ (1) عن زواج «على» ب «فاطمة» - رضي الله عنهما- في رجب، قال ابن حجر، في (الإصابة) 13/ 73: «ومن طريق عمر بن على، قال: تزوج على فاطمة، في رجب، سنة مقدمهم المدينة» اه: الإصابة وانظر: (بهجة المحافل، وبغية الأماثل ... ) مع شرحها 1/ 176 وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحي 11/ 37. (2) حول بناء علي بفاطمة- رضي الله عنهما- قال الإمام نور الدين علي بن أحمد السمهودي (ت 911 هـ) في (وفاة الوفاء) 1/ 274 تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد: «تزوج على بفاطمة في رجب، على الأصح، وبنى بها في ذى الحجة.. إلخ» اه: وفاء الوفاء. طبع دار الكتب العلمية. بيروت. وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحي 11/ 37 وما بعدها. (3) حول سن «عليّ» و «فاطمة» - رضي الله عنهما- عند تزوجهما انظر المصادر، والمراجع الاتية: أ- الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 22. ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر بحاشية الإصابة 13/ 113. ج- أسد الغابة في معرفة الصحابة للإمام ابن الأثير 7/ 113. د- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 2/ 246. هـ- الإصابة للإمام ابن حجر (فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين) 13/ 71، 77 رقم: 828. وبهجة المحافل، وبغية الأماثل ... للإمام عماد الدين العامري 1/ 176. ز- تلقيح فهوم أهل الأثر للإمام ابن الجوزي ص 31. (4) والحسن بن علي ترجم له ابن حجر في (الإصابة) - القسم الأول- 2/ 422، 446 رقم: 1715 فقال: «هو الحسن بن علي بن أبي طالب.. سبط رسول الله صلى الله عليه وسلّم وريحانته أمير المؤمنين أبو محمد. ولد في نصف شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، قاله ابن سعد، وابن البرقى، وغير واحد وقيل: في شعبان منها، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة خمس، والأول أثبت ... » اه: الإصابة. وانظر: الإخوة والأخوات للدارقطني ص 74. وانظر: أسد الغابة للإمام ابن الأثير 1/ 487 رقم: 1165. وانظر: سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 3/ 245 ترجمة رقم: 47.

سنة ثلاث على ما صح، وعلقت ب «الحسين» بعد ولادة «الحسن» بخمسين ليلة. وروي أنه لم يكن بين ولادة «الحسن» ، والحمل ب «الحسين» إلا طهر واحد «1» ، وولدت أيضا- رضي الله عنها- «زينب «2» » و «أم كلثوم «3» » . وزاد «الليث «4» » في أولادها أيضا «رقية» ، وماتت قبل البلوغ. وزاد ابن

_ (1) عن الفرق بين حمل فاطمة بالحسن، والحسين- رضي الله عنهما- قال ابن حجر في الإصابة 2/ 248: «قال جعفر بن محمد: لم يكن بين الحمل بالحسين، بعد ولادة الحسن إلا طهر واحد» اه-: الإصابة. وانظر: السيرة النبوية للإمام ابن كثير 2/ 102. (2) حول «زينب» - رضي الله عنها- قال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 465- «باب تسمية اللواتي لم يروين عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وروينا عن أزواجهن، وغيرهن- قال: «زينب بنت علي ابن أبي طالب بن هاشم ... ، وأمها «فاطمة» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم تزوجها «عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب» فولدت له: عليا، وعونا، وعباسا، ومحمد، وأم كلثوم ... » اه-: الطبقات. وانظر: (الأخوة والأخوات) للإمام الدارقطني ص 29 رقم: (15) . وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الثالث- 12/ 291 رقم: (508) . (3) ترجم لها ابن سعد في (الطبقات) 8/ 463 فقال: «أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ... وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأمها- أى: جدتها- خديجة بنت خويلد. تزوجها عمر بن الخطاب، وهي جارية، لم تبلغ الحلم، فلم تزل عنده إلى أن قتل، وولدت له، زيد بن عمر، ورقية بنت عمر، ثم خلف عليها أخوه، عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب، بعد أختها زينب بنت على، فتوفي عنها، فقالت أم كلثوم: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس إن ينيها ماتا عندى، وإني لأتخوف هذا الثالث، فهلكت عنده ... » اه: الطبقات. وانظر: (الإخوة والأخوات) للدارقطني ص 28، 29. وانظر: (أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير 6/ 387- 388 رقم: 7578. وانظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 3/ 502 رقم: 114. (4) و «الليث ... » ترجم له الإمام ابن حجر في (التقريب) ص 464 فقال: «هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري، ثقة، ثبت، فقيه، إمام مشهور، أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه: التقريب. وزيادة الإمام الليث- «رقية» - في أولاده أخرجها الحافظ، أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي (ت 310 هـ) في كتابة (الذرية الطاهرة النبوية) ص 62 رقم: 89 بلفظ: حدثني الليث ابن سعد، قال: تزوج علي بن أبي طالب، فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فولدت له: -

إسحاق في أولادها «محسّنا «1» » - بكسر السين المشددة- مات صغيرا.

_ - «حسنا» و «حسينا» و «زينب» ، و «أم كلثوم» ، و «رقية» ، فماتت رقية، ولم تبلع ... » اه: الذرية الطاهرة. تحقيق/ سعد المبارك الحسن. قال المحقق: إسناده حسن، إلى الليث، والليث روايته عن، «علي» معضلة والحديث رواه البيهقي في (دلائل النبوة) 7/ 283 ... إلخ. وفي نفس المصدر تحت رقمي: 87، 88 ذكر الدولابي- رحمة الله- رواية الزهري، وابن إسحاق، ولم يذكر في روايتهما «رقية» . وانظر: رواية الزبير بن بكار (ت 256 هـ) ، التي ذكره «محمد بن زبالة» (ت 199 هـ) في كتابة (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) ص 43- 44. وفي الإصابة لابن حجر 1/ 156- ترجمة إبراهيم النحام- ذكر عن البلاذرى؛ «أنه كانت، عنده، «رقية بنت عمر بن أم كلثوم بنت» «علي» ... إلخ» اه: الإصابة. وانظر: بقية ما ذكره ابن حجر. (1) و «محسن ... » ترجم له ابن حجر في الإصابة- القسم الثاني- 9/ 306 رقم: 8285 فقال: هو «المحسن بن علي بن أبي طالب ... » استدركه ابن فتحويه، على ابن عبد البر، وقال: أراه مات صغيرا واستدركه أبو موسى على «ابن منده» ، وأخرج من مسند أحمد، من طريق هانئ، عن علي، قال: لما ولد الحسن سميته «حربا» ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: «حربا» قال: بل حسن» ، فلما ولد الحسين، فذكر مثله، وقال: «بل هو حسين» . فلما ولد الثالث، قال: مثله، وقال: «هو محسن» . ثم قال: «سميتهم بأسماء ولد هارون «شبر» و «شبير» و «مشبر» إسناده صحيح» اه: الإصابة لابن حجر والحديث أخرجه الحاكم في مستدركه كتاب (معرفة الصحابة) 3/ 165. وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: (الذرية الطاهرة النبوية) للحافظ/ أبي بشر الدولابي ص 62، أرقام: 88، 98. وانظر: (مسند أحمد- مسند على-) 1/ 98، 118. وانظر: (مسند الإمام الطيالسى- مسند أحاديث على-) 1/ 19 رقم: 129. وانظر: (الإخوة والأخوات للدارقطني) ص 27 رقم: 13. وانظر: (أسد الغابة في معرفة الصحابة) للإمام ابن الأثير 4/ 296 رقم: 3688. وانظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 3/ 245 رقم: 47. وانظر: (موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان) للإمام الهيثمي كتاب (المناقب) باب ما جاء في الحسن ص 551 رقم: 2227، 27720، 2778. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب (الأدب) باب تغيير الأسماء 8/ 55، وقال: رواه أحمد، والبزار؛ إلا أنه قال: «سميتهم بأسماء ولد هارون» : «جبر» ، -

و (تزوج أبو العاص بن الربيع «1» ) - هو من بني عبد شمس «2» ، وأمه: «هالة بنت خويلد» أخت «خديجة» - رضي الله عنها- (زينب) بمكة، قبل البعثة، وهاجر النبي صلى الله عليه وسلّم وبقيت معه بها، وهو على شركه، فأسر يوم «بدر» فأطلقه النبي صلى الله عليه وسلّم، وأخذ عليه أن يخلي سبيلها؛ إن رجع إلى «مكة» ، فوفي بذلك، وبعث بها إليه وبقي على شركه، ثم أسر في سرية «3» قبل «الحديبية*» ، أو بعدها فأطلقه عليه السلام، ورد عليه ماله الذي أخذ منه فرجع إلى «مكة» ، فرد على الناس أموالهم، ثم أتى المدينة «4» ، فأسلم

_ - و «جبير» ، و «مجبر» ، والطبراني في الكبير- 3/ 96، 98- ورجال أحمد، والبزار رجال الصحيح، غير «هانئ» وهو، ثقة. (1) و «أبو العاص بن الربيع ... » انظر: ما ذكرناه سابقا حوله. وانظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر كتاب «الصلاة» 1/ 590، 591 رقم: 560. (2) و «عبد شمس» هو أحد أولاد «هاشم بن عبد مناف ... » إلخ. اه: جمهرة أنساب العرب، للإمام ابن حزم 1/ 14. (3) السرية التي أسر فيها «أبو العاص ... » . هي سرية «زيد بن حارثة» إلى العيص، ذكر ذلك الواقدي في «المغازي» 2/ 553 فقال: « ... قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن عيرا لقريش قد أقبلت من الشام، فبعث زيد بن حارثة، في سبعين ومائة راكب، تعرض لها، فأخذوها وما فيها، وأخذوا يومئذ فضة كثيرة لصفوان بن أمية، وأسروا ناسا ممن كان في العير منهم: أبو العاص بن الربيع، وقدم بهم المدينة، واستجار «أبو العاص» بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأجارته، ونادت في الناس حين صلي رسول الله صلى الله عليه وسلّم الفجر: إنني قد أجرت «أبا العاص» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «وما علمت بشيء من هذا، وقد أجرنا من أجرت» ، وقد رد عليه ما أخذ منه» اه: مغازي الواقدي. وانظر: الطبقات للإمام محمد بن سعد 2/ 87. وسرية زيد إلى «العيص» كانت في جمادي الأولى في سنة ست من الهجرة. (*) و «الحديبية» - بضم الحاء، وفتح الدال، وباء ساكنة، وباء موحدة، مكسورة، وياء مشددة- يعني بالتثقيل، أو ياء غير مشددة- يعنى- بالتخفيف-: لغتان، وأنكر كثير من أهل لغة التخفيف. قال الزرقاني في «شرح المواهب» 2/ 179: قال أبو عبيد البكري: «أهل العراق يثقلون، وأهل الحجاز يخففون، وهي بئر سمي المكان بها، وقيل: شجرة سمي المكان بها ... » إلخ. اه: شرح الزرقاني. (4) حول أسر «أبي العاص ... » انظر: ما ذكرناه سابقا، وانظر: «الإصابة» لابن حجر 12/ 231، 235.

فرد إليه عليه السلام زوجه بالنكاح الأول «1» . وقيل: بنكاح جديد «2» ، وولدت له من الأولاد: «عليا» «3» مات، وقد ناهز

_ (1) حديث رد «أبي العاص ... » إلى زينب- رضي الله عنهما- بالنكاح الأول: أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه: فأخرجه أبو داود في سننه كتاب (الطلاق) باب إلى متى ترد عليه امرأته إذا أسلم بعدها؟ 2/ 675 رقم: 2240 بلفظ: عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلّم رد على أبي العاص، بنته بالنكاح الأول، وأخرجه الترمذي في جامعة كتاب (النكاح) باب في الزوجين المشركين يسلم أحدهما 3/ 448، رقم: 1143 قال أبو عيسى: هذا حديث ليس بإسناده بأس؛ ولكن لا نعرف وجه هذا الحديث؛ ولعله قد جاء، من قبل داود بن الحصين من قبل حفظه. وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب (النكاح) باب الزوجين يسلم أحدهما قبل الاخر 1/ 647 رقم: 2009 وانظر: مسند الإمام أحمد 2/ 233. وقال ابن حجر في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) 12/ 132: «ثم قدم- يعنى- أبا العاص مهاجرا، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم زوجته بالنكاح الأول» اه: فتح الباري. وانظر: نفس المصدر- فتح الباري- 2/ 233. وانظر: (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى) للإمام الطبري المكي ص 273. (2) وحديث رد «أبي العاص ... » إلى زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم بنكاح جديد: أخرجه الإمام الترمذي في جامعة كتاب (النكاح) 2/ 247، 248، رقم: 1142 بلفظ: «عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم رد ابنته زينب على أبي العاص بمهر جديد، ونكاح جديد» قال أبو عيسى: هذا حديث في إسناده مقال ... إلخ» اه: جامع الترمذي. وحديث الترمذي أخرجه الدارقطني، وقال: حجاج- يعنى- راوي الحديث، لا يحتج بحديثه والصواب حديث ابن عباس- الحديث المتقدم. وانظر: (الذرية الطاهرة النبوية) للإمام الدولابي ص 49 رقم: 61- حديث ابن عباس-، بلفظ: عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلّم رد زينب على أبي العاص بعد سنتين بالنكاح الأول، ولم يحدث صداقا. وانظر: حديث عمرو بن شعيب في (الذرية الطاهرة) رقم: 62. وقال الإمام الخطابي في (معالم السنن) 2/ 676: «وقد تكلم الناس في تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلّم «زينب» من «أبي العاص» ومعلموا أنها لم تزل مسلمة، وكان أبو العاص كافرا. ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلّم إنما زوجها منه قبل نزول قوله: وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا [سورة البقرة من الاية: 221] . ثم أسلم «أبو العاص» فردها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فاجتمعا في الإسلام، والنكاح» اه: معالم السنن بحاشية السنن للإمام أبي داود. إعداد الدعاس وآخر. (3) و «علي بن أبي العاص» ذكره الحافظ الدارقطني في (الإخوة والأخوات) 1/ 30 رقم: 17، فقال: «علي ... أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلّم على راحلته يوم الفتح، وقد توفي وقد ناهز-

الحلم، حمل الرسول- صلى الله عليه وسلّم- لأمامة وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلّم يوم الفتح/ وأميمة «1» ماتت صغيرة في حياة أمها، وأمامة، وهي التي كان يحملها «2» النبي صلى الله عليه وسلّم في صلاته، تزوجها «علي بن أبي طالب» بعد موت «فاطمة» «3» - رضي الله عنها-. (وتزوج عثمان بن عفان) «4» بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

_ - الحلم» اه: الأخوة والأخوات. وقال الحافظ أبو زكريا يحيى بن منده (ت 511 هـ) في كتاب (معرفة أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلّم) ص 61: «علي بن أبي العاص ... ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم أردفه النبي صلى الله عليه وسلّم يوم فتح مكة ... وتوفي وهو غلام كبير، سنه اثنتي عشرة سنة قاله الأصمعي، عن أبي الزناد، عن أبيه» اه: كتاب أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلّم. (1) «أميمة ... » لم أجد لها ترجمة في المصادر المتوفرة لدي. (2) حديث حمل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ل «أمامة بنت أبي العاص» متفق عليه: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب (الصلاة) باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة 1/ 590 رقم: 516 بلفظ: عن أبي قتادة الأنصاري، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يصلي، وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس؛ فإذا سجد وضعها، وإذا قام جملها» وانظر: نفس المصدر- فتح الباري- كتاب (الأدب) باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به ... إلخ 10/ 426 رقم: 426 رقم: 5996. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (المساجد، ومواضع الصلاة) باب حمل الصبيان في الصلاة 1/ 385 رقم: (41- 543) . وانظر: (الإخوة والأخوات) للدارقطني ص 30، 31 رقم: 17. وانظر: كتاب (السنن) للإمام أبي داود كتاب (الصلاة) 1/ 241 رقم: 918. وانظر: سنن الإمام النسائي كتاب (الصلاة) 2/ 45، 3/ 100. (3) عن تزويج الإمام «علي بن أبي طالب ... » لإمامة بنت أبي العاص، قال الدارقطني: في كتاب (الإخوة والأخوات) ص 30، 31 رقم: (17) . «أمامة هي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحملها على عاتقه، وهو قائم يصلي؛ فإذا أراد أن يسجد وضعها بالأرض، وبلغت وتزوجها «علي بن أبي طالب» ، بعد وفاة «فاطمة» ... » اه: الأخوة والأخوات. وانظر: الذرية الطاهرة للإمام الدولابي ص 44، 52 رقم: 50. وانظر: الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 12/ 211، 214 رقم: 3236. وانظر: الإصابة للإمام ابن حجر 12/ 127، 129 رقم: 70. (4) و «عثمان بن عفان ... » انظر ترجمته في المصادر، والمراجع الاتية: أ- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 278، 60 رقم: 1778. ب- أسد الغابة لابن الأثير 6/ 391، 393 رقم: 5440.

رضي الله عنه موت «أم كلثوم» وزواج عثمان برقية- رضي الله عنها (أم كلثوم وماتت، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم رقية «1» ، فجاءت رقية تعتب على عثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما أحب المرأة أن تكثر شكاية بعلها انصرفي إلى بيتك» «2» ) قال لها ذلك صلى الله عليه وسلّم تأدبا، وتعليما وتنبيها على بعض حقوق الزوج، ثم ما ذكره المصنف- رحمه الله- من أن عثمان تزوج أم كلثوم، قبل رقية، هو خلاف ما عليه أئمة السيرة والتاريخ؛ بل صرح ابن حجر، والقسطلاني؛ بأن ذلك غلط، ووهم. وقال أبو عمر*: لم يختلفوا أن عثمان إنما تزوج «أم كلثوم» بعد «رقية» ، وتقدم وفاة رقية، وبعد وفاتها زوج/ النبي صلى الله عليه وسلّم عثمان «أم كلثوم «3» » بوحي من الله،

_ - ج- الإصابة لابن الأثير 3/ 391، 393 رقم: 5440. (1) حول زواج «رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم» ب «عثمان» «قال الإمام الدارقطني في كتابه (الإخوة والأخوات) ص 31، 23: «وأما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فتزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه الهجرتين إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة، وولدت له «عبد الله» ، وبه كان يكنى، وماتت بالمدينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «بدر» ، وشهد عثمان دفنها، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم من «بدر» فتزوج «عثمان» أختها «أم كلثوم» ، وماتت عنده، ولم تلد له، ولا رواية لهما» اه: الإخوة والأخوات للدارقطني. وقال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 36، 37 (رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم) : «وتزوجها عثمان بن عفان، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة ... وهاجرت إلى المدينة، بعد زوجها «عثمان» حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومرضت ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يتجهز إلى «بدر» ، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، «عثمان بن عفان» ، فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «بدر» في شهر رمضان، على رأس سبعة شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا، فدخل المدينة، حين سوى التراب على «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم» اه: الطبقات. (*) قول ابن عمر ذكره في (الاستيعاب) 12/ 322 فقال: «تزوج عثمان (رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم) فتوفيت عنده ولم يختلفوا؛ أن عثمان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية ... » اه: الاستيعاب. (2) بحثت عن هذا الأثر في المصادر المتوافرة لدي فلم أصل إليه. (3) وعن زواج «أم كلثوم» ب «عثمان» قال ابن سعد (الطبقات) 8/ 37، 38: « ... فلما توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم خلف عثمان، على «أم كلثوم» ، وكانت بكرا، وذلك في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث من الهجرة، وأدخلت عليه في هذه السنة، في جمادى الاخرة، فلم تزل عنده، إلى أن ماتت في شعبان سنة تسع من الهجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لو كن عشرا لزوجتهن عثمان» اه: الطبقات. وحول: «رقية» و «أم كلثوم» انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- الذرية الطاهرة للإمام الدولابي ص 52، 56، 61 رقم: 9، 10.

وذلك في ربيع الأول، سنة ثلاث من الهجرة، وبنى بها في جمادى الاخرة منها «1» . فهؤلاء أولاده «2» صلى الله عليه وسلّم» ذكورا، وإناثا، ولم يبق بعده صلى الله عليه وسلّم من أولاده غير «فاطمة» ، والأصح في ترتيب بناته صلى الله عليه وسلّم أن أكبرهن «زينب» ، ثم «رقية» ثم «أم كلثوم» ، ثم «فاطمة» ، وقيل: غير ذلك «3» .

_ - ب- الاستيعاب لابن عبد البر- ترجمة خديجة- 12/ 273. ج- الإصابة لابن حجر 12/ 257، 259 رقم: 428. بعد العرض السابق لأقوال الأئمة يتبين لنا أن ما ذكره المؤلف- ابن فارس من زواج أم كلثوم قبل رقية- خالف فيه، ما عليه الأئمة، والله أعلم. (1) حول بناء «عثمان» بأم كلثوم- رضي الله عنهما- قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 272: «وكان نكاحه لها في ربيع الأول، وبنى عليها في جمادى الاخرة، من السنة الثالثة من الهجرة» اه: الاستيعاب. (2) في بعض نسخ «أوجز السير» «فهؤلاء ولده» بدل « ... أولاده» وكلاهما صواب. (3) حول أولاده صلى الله عليه وسلّم الأكبر، والأصغر منهم انظر/ ما ذكرناه سابقا. وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 98- 99: «وولده صلى الله عليه وسلّم من خديجة- رضي الله عنها-: أربع بنات لا خلاف في ذلك أكبرهن «زينب» بلا خلاف، وبعدها «أم كلثوم» وقيل: بل «رقية» ، وهو الأولى، والأصح؛ لأن «رقية» تزوجها «عثمان» قبل، ومعها هاجر إلى أرض الحبشة، ثم تزوج بعدها، وبعد وقعة بدر «أم كلثوم» وقد قيل: إن رقية أصغرهن، والأكثر، والصحيح، أن أصغرهن «فاطمة» - رضي الله عنهن جميعا-» اه: الاستيعاب. وحول الموضوع نفسه انظر أيضا: المصادر والمراجع الاتية: أ- الاستيعاب لابن عبد البر ترجمة «رقية بنت سيد البشر» 12/ 257، 259 رقم: 428. ب- الاستيعاب أيضا ترجمة زينب سيد ولد آدم 12/ 273، 274 رقم: 644. ج- الاستيعاب ترجمة فاطمة 13/ 111، 126 رقم: 3457. د- الاستيعاب ترجمة أم كلثوم 13/ 270، 272 رقم: 3601. واختم ما يتعلق بأولاده صلى الله عليه وسلّم بالأبيات المذكورة في كتاب (العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل) لجلالة سلطان العلماء، وأعلم أشراف الملوك العظماء مولانا عبد الحفيظ ص: 31، 32، طبع مطبعة/ أحمد يمني، بفاس المغرب سنة 1326 هـ. نسخة مكتبة المسجد النبوي الشريف رقم: 21712/ ح. ف. ع. قال- رحمه الله-: فأول ولد المصطفى قاسم الرضى ... به كني المختار فافهم وحصلا وزينب تتلوه رقية بعدها ... كذا أم كلثوم تعد على الولا وفاطمة الزهراء ختم بناته ... بالاسلام عبد الله جاء مكملا وكلهم كانوا له من خديجة ... وقد جاء إبراهيم في طيبة تلا -

[نساؤه «1» صلى الله عليه وسلّم أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن-] (وأما نساؤه عليه السلام: فلم يتزوج صلى الله عليه وسلّم حتى ماتت خديجة- رضي الله عنها «2» ) سيدة نساء العالمين «3» ، وكانت قبله «4» عند «عتيق «5» » بن [عائذ] «6» بن عبد الله بن

_ - من المرأة الحناء مارية فقل ... سلام مسكا ومندلا اه: العذب السلسبيل. (1) «نساء» جمع امرأة، من غير لفظه. (2) حول قوله: « ... فلم يتزوج حتى ماتت خديجة» انظر: الاستيعاب لابن عبد البر 12/ 275. (3) قوله: «سيدة نساء العالمين» لحديث ابن عباس- رضي الله عنه- الصحيح، الذي أخرجه النسائي بلفظ: «حسبك من نساء العالمين ... وخديجة بنت خويلد» ولحديث الإمام أحمد، والطبراني، وابن جرير، عن أنس بلفظ: «خير نساء العالمين أربع: مريم، وخديجة ... إلخ» اه: الجامع الكبير للسيوطي 1/ 518. وانظر: الذرية الطاهرة للإمام الدولابي ص 37. وانظر: ترجمة خديجة- رضي الله عنها- في (الاستيعاب) 12/ 269، 289، رقم: 3311. وانظر: الإصابة لابن حجر 12/ 213، 218، رقم: 333. (4) قوله: «وكانت قبله ... عند عتيق» هو قول قتادة كما في (الاستيعاب) 12/ 271. وقول قتادة هذا يخالف، ما ذكره «الزبير، وهو: «وكانت خديجة قبل- أي: قبل الرسول- تحت «أبي هالة ابن زرارة بن النباش» ... هكذا نسبه الزبير ... إلخ» . وقال الجرجاني أيضا: «كانت خديجة قبل، عند» أبي هالة بن النباش ... إلخ. قال أبو عمر- ابن عبد البر-: وقول الزبير، والجرجاني الأصح- إن شاء الله-. اه: الاستيعاب لابن عبد البر حاشية الإصابة 12/ 270، 271. (5) و «عتيق ... » قال عنه الإمام ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 142: «وولد عبد الله ابن عمرو بن مخزوم- بنو يقظة بن مرة-: «عائذ» و «عثمان» ... فولد «عائذ» : «عتيق بن عائذ» ... ، وأما «عتيق» ؛ فإنه كان على «خديجة» أم المؤمنين، قبل الرسول صلى الله عليه وسلّم ... » اه-: الجمهرة، لابن حزم. (6) ما بين القوسين المعكوفين [عائذ] هكذا، ورد في كتابنا، وفي جمهرة أنساب العرب 1/ 141، 142 والصواب [عابد] كما في (الطبقات) للإمام ابن سعد 8/ 15. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه) 3/ 887: «عتيق بن عابد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، كان زوج، «خديجة» قبل النبي صلى الله عليه وسلّم وقال الزبير ابن بكار: من كان من ولد «عمر بن مخزوم» فهو [عابد]- يعنى بموحدة- ومن كان من ولد «عمران بن مخزوم» فهو [عائذ]- يعني بباء وذال معجمة-» اه: تبصير المنتبه لابن حجر تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد علي النجار. طبع المكتبة العلمية. بيروت. لبنان-

عمر، بن مخزوم، فولدت له جارية اسمها «هند» «1» ، ثم خلف عليها «أبو هالة» «2» : «مالك «3» بن النباش الأسيدي» حليف بني عبد الدار، فولدت له «هندا» و «هالة» الذي به يكني، وكانت تدعى في الجاهلية «4» «الطاهرة» ، وهي أول خلق الله إسلاما،

_ - و «عتيق» من ولد «عمر» ، وليس من ولد «عمران» ، وعليه ما في كتابنا (مستعذب الإخبار ... ) من أخطاء النسخ، وما في كتاب (الجمهرة) لابن حزم من أخطاء الطبع، والله أعلم. (1) «هند» ترجم لها ابن سعد في (الطبقات) 8/ 7- 11 في ترجمة «خديجة» فقال: « ... ثم خلف عليها، بعد أبي هالة» عتيق بن عابد؛ فولدت له «هند» تزوجها، «صيفي ابن أمية» اه: الطبقات. وقال الإمام الدارقطني في كتابه (الإخوة والأخوات) ص 25 تحت عنوان «وأخوة أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من أمهم خديجة: «هند بنت عتيق» أسلمت، وتزوجت، ولم يرو عنها شيء» اه-: الإخوة والأخوات. (2) و «هالة» مشتق من هالة القمر، وهو ما استدار حوله، «تسمية العامة دارة القمر» اه: الاشتقاق لابن دريد 1/ 208. (3) و «مالك بن النباش» سماه ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 208 ب «زرارة» فقال: «ومنهم زرارة ابن النباش، أبو هالة، كان زوج خديجة- رضي الله عنها- قبل النبي صلى الله عليه وسلّم ومات بمكة في الجاهلية، وكان ابنه هند ... » اه: الاشتقاق. وقال الدولابي في (الذرية الطاهرة) تزويج خديجة- رضي الله عنها- ص 40 رقم: 3 «عن الزهري، قال تزوجت خديجة بنت خويلد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلين: الأول منهما «عتيق بن عابد» ؛ فولدت له جارية، وهي أم محمد بن صيفي المخزمي، ثم خلف على خديجة، بعد عتيق، أبو هالة، وهو من بني أسيد بن عمر، فولدت له هند بن هند» اه: الذرية الطاهرة وانظر في نفس المصدر الأحاديث الواقعة تحت أرقام: 4، 5، 7. وانظر: كتاب (الأخوة والأخوات) للدارقطني ص 25، 26. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 9/ 50 رقم: 7627. وحول «أبي هالة» قال ابن حجر في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) كتاب (مناقب الأنصار) ، باب تزويج خديجة- رضي الله عنها- النبي صلى الله عليه وسلّم، وفضلها 7/ 133، 135: « ... وكانت قبله، عند أبي هالة بن النباش بن زرارة التميمي ... اختلف في اسم أبي هالة فقيل: «مالك» قاله: الزبير. وقيل: «زرارة» حكاه ابن منده، وقيل: «هند» حزم به العسكرى، وقيل: اسمه النباش، جزم به أبو عبيد ... » اه: فتح الباري. (4) عن دعوة «خديجة» - رضي الله عنها- في الجاهلية، ب «الطاهرة» قال ابن حجر في (فتح الباري ... ) 7/ 134: «قال الزبير بن بكار: «وكانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة» اه: فتح الباري.

لم يتقدمها رجل، ولا امرأة، كما نقله الذهبي «1» ، وحكى الثعلبي «2» الاتفاق/ عليه، ومن فضلها «3» - رضي الله عنها- أن الله أقرأها السلام على لسان جبريل، فقالت: «إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام*، وعليك السلام» .

_ - وانظر: المعجم الكبير للطبراني- مناقب خديجة- 23/ 7- 34. وانظر: الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 8 ترجمة خديجة. (1) قول الإمام الذهبي: «وهي أول خلق الله ... إلخ» ذكره في كتابه (تاريخ الإسلام، ووفيات المشاهير، والأعلام) - السيرة النبوية- ص 127، 128: «فأول من آمن به خديجة ... أول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين، لم يتقدمها رجل، ولا امرأة» اه: تاريخ الإسلام للذهبي. تحقيق: الدكتور عمر عبد السلام تدمري. طبع دار الكتاب العربي. وحول إسلام «خديجة» - رضي الله عنها- انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- الذرية الطاهرة للإمام الدولابي- ذكر إسلام خديجة- ص 30 رقم: 16. ب- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر كتاب (بدء الوحى) 1/ 8- 45. ج- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر كتاب (المناقب) 7/ 113، 141. (2) و «الثعلبى» ترجم له الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 17/ 435- 437. فقال: «هو الحافظ شيخ التفسير، أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري. كان أحد أوعية العلم. له كتاب التفسير الكبير، وكتاب العرائس في قصص الأنبياء. قال السمعاني: يقال له: الثعلبي، والثعالبي، وهو لقب له، لا نسب. كان صادقا موثقا، بصيرا بالعربية، طويل الباع في الوعظ. توفي- رحمة الله في المحرم سنة سبع وعشرين وسبعمائة» اه: سير أعلام النبلاء. (3) وعن فضائل «خديجة» - رضي الله عنها- انظر: المصادر والمراجع التي ذكرتها سابقا. (*) حديث سلام الله ... على خديجة ... إلخ، أخرجه كل من: الحاكم في (المستدرك) 3/ 206 رقم: 10206 بلفظ: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أتى جبريل- عليه السلام- إلى النبي- صلى الله عليه وسلّم، وعنده خديجة- رضي الله عنها- فقال: «إن الله يقرئ خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام، وعليك السلام، ورحمة الله» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي في التلخيص. وأخرجه الإمام النسائي في (السنن الكبرى) 5/ 64 رقم: 8359 بلفظ: عن أنس، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وعنده خديجة، فقال: «إن الله يقرئ خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام ... إلخ» اه: السنن الكبرى. وأخرجه أيضا في السنن الكبرى 6/ 101 رقم: 10206: عن أنس بن مالك. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 15 رقم: 25. وانظر: الأحاديث الواردة في (المعجم الكبير) للطبراني- مناقب خديجة- 23/ 7- 34 الأرقام 83. وانظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر 11/ 38 (المناقب) .

وبشرها صلى الله عليه وسلّم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه، ولا نصب «1» » ؛ لأنها- رضي الله عنها- أحرزت قصب «2» السبق بمسابقتها إلى الإيمان.

_ (1) حديث بشارة النبي صلى الله عليه وسلّم خديجة ببيت من قصب ... «حديث متفق عليه من رواية كل من: عائشة، وعبد الله بن أبي أوفى وأبي هريرة- رضي الله عنهم جميعا- فأخرجه البخاري في كتاب (الحج) رقم: 1666: عن عبد الله بن أبي أوفى. وأخرجه البخاري في كتاب (المناقب) تحت أرقام: 3522، 3533، 3535، 3536 عن عائشة. وأخرجه في كتاب (النكاح) تحت رقم: 4828: عن عائشة. وأخرجه في كتاب (الأدب) تحت رقم: 5545: عن عائشة. وأخرجه في كتاب (التوحيد) تحت رقم: 6943: عن أبي هريرة. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (فضائل الصحابة) تحت أرقام: 4460 عن أبي هريرة وتحت رقم: 4461: عن عبد الله بن أبي أوفى، وتحت رقم: 4463: عن عائشة وأخرجه الترمذي في جامعة كتاب (النكاح) رقم: 3811: عن عائشة. وانظر: سنن ابن ماجه (النكاح) رقم: 1987. وانظر: مسند الإمام أحمد (مسند أهل البيت) تحت رقم: 1666: عن عبد الله بن أبي جعفر ابن أبي طالب و (مسند باقى المكثرين) تحت رقم: 6859: عن أبي هريرة. و (مسند الكوفيين) تحت أرقام: 18340، 1854، 1856، 18593: عن عبد الله بن أبي أوفى. و (باقى مسند الأنصار) تحت أرقام: 23174، 24478، 25177: عن عائشة- رضي الله عن الجميع-. وحول قوله: من «قصب» . قال ابن حجر في (فتح الباري ... ) 7/ 138: «من قصب- بفتح القاف والمهملة بعدها موحدة- قال ابن التين: المراد به: لؤلؤة مجوفة واسعة كالقصر المنيف» اه: فتح الباري. وحول قوله: «لا صخب، ولا نصب» قال ابن حجر في المصدر السابق: «الصخب- بفتح المهملة، والمعجمة بعدها موحدة- الصياح، والمنازعة برفع الصوت، والنصب- بفتح النون والمهملة بعدها موحدة-: التعب، وقال السهيلي: أعني المنازعة والتعب- أنه صلى الله عليه وسلّم- لما دعا إلى الإسلام أجابت «خديجة» - رضي الله عنها- طوعا؛ فلم تحوجه إلى رفع صوت، ولا منازعة، ولا تعب في ذلك؛ بل أزالت عنه، كل نصب وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل عسير، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها» اه: فتح الباري 7/ 138. (2) حول قوله: «قصب السبق» قال ابن حجر في (فتح الباري) 7/ 138: «قال السهيلي: النكتة في قوله من قصب، ولم يقل من لؤلؤ؛ أن في لفظ القصب مناسبة؛ لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها؛ ولذا وقعت هذه المناسبة في جميع ألفاظ هذا الحديث انتهى. وفي القصب مناسبة أخرى، من جهة استواء أكثر أنابيبه، وكذا لخديجة- رضي الله عنها- من الاستواء ما ليس لغيرها؛ إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط، كما وقع لغيرها ... إلخ» اه: فتح الباري.

(فنساؤه) اللاتي تزوج صلى الله عليه وسلّم (بعد خديجة) عشر: أولاهن: (سودة «1» بنت زمعة «2» ) القرشية، العامرية، أمها: الشموس «3» بنت أخي «سلمى بنت عمرو بن زيد» أم عبد المطلب، من بني عدى بن النجار، أسلمت «4» - رضي الله عنها- قديما، وخطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وأشارت عليه بها «خولة بنت حكيم السلمية «5» » زوجة «عثمان بن مظعون «6» » رضي الله عنه.

_ (1) و «سودة ... » ترجم لها الإمام ابن سعد في (الطبقات) 8/ 52 فقال: «سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس ... » ، وأمها الشموس ... تزوجها «السكران بن عمرو ... » وأسلمت ب «مكة» قديما وبايعت، وأسلم زوجها «السكران» وخرجا مهاجرين إلى أرض الحبشة، في الهجرة الثانية اه: الطبقات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر- بحاشية الإصابة- 13/ 53 رقم: 3394. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 323 رقم: 603. وانظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 265. ترجمة رقم: 21. و «سودة» : مشتق من قولهم: «أرض سودة؛ إذا كانت في سفح جبل» اه: (الاشتقاق) لابن دريد 1/ 40. (2) و «زمعة» قال عنها ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 95: واشتقاق زمعة، من زمعة الظلف، وهي الهنية، كالظفر متعلقة بالكراع من فوق الظلف، «والجمع: زمع، وزمعات ... إلخ» اه-: الاشتقاق. (3) وعن «الشموش» قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 167: «وأم سودة الشموس بنت قيس بن عمرو بن زيد» «من بنى النجار» اه: الجمهرة. وانظر: (نسب قريش) للإمام مصعب الزبيري ص 15. وانظر: (الاشتقاق) لابن دريد 1/ 34. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر بحاشية (الإصابة) 13/ 53. (4) حول إسلام «سودة ... » قديما وخطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلّم انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- الطبقات الكبرى للإمام محمد بن سعد 8/ 53، 57. ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 53. ج- الإصابة لابن حجر 12/ 323. (5) حول ترجمة «خولة بنت حكيم» ، ويقال: «خويلة» انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- الاستيعاب لابن عبد البر بحاشية الإصابة 12/ 303، 305 رقم: 3321. ب- الإصابة لابن حجر 12/ 233، 234، رقم: 360. ج- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 2/ 365، 269 رقم: 40. د- مجمع الزوائد للإمام الهيثمي، كتاب (المناقب) باب فضل عائشة رضي الله عنها 8/ 228، 231. (6) و «عثمان بن مظعون» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 8/ 60 رقم: 1779-

فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد موت خديجة «1» - رضي الله عنها- بأيام، وبنى بها

_ - فقال: «عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة» وقال ابن إسحاق: «أسلم عثمان، بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا ... » اه: الاستيعاب. وقال ابن هشام في (السيرة النبوية مع الروض الأنف) 2/ 120، 121: «قال ابن إسحاق: لما رأى عثمان بن مظعون، ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم من البلاء، وهو يغدو، ويروح في أمان من «الوليد بن المغيرة» قال: والله إن غدوي ورواحي آمنا، بجوار رجل من أهل الشرك- وأصحابي، وأهل ديني يلقون من البلاء، والأذى في الله ما لا يصيا بني- لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى «الوليد ... » فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، وقد رددت إليك جوارك، فقال له: لم يا بن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا؛ ولكني أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره. قال: فانطلق إلى المسجد، فأردد عليّ جواري علانية، كما أجرتك علانية. قال: فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا «عثمان» قد جاء يرد عليّ جواري. قال: صدق، قد وجدته وفيا كريم الحوار؛ ولكنى، قد أحببت أن لا أستجير بغير الله؛ فقد رددت عليه جواره، ثم انصرف «عثمان» ، و «لبيد بن ربيعة ... » في مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم «عثمان» فقال لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل فقال: عثمان: صدقت. فقال لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول. قال لبيد: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم؛ فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه في سفهاء معه، قد فارقوا ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه «عثمان» حتى شرى أمرهما؛ فقام إليه ذلك الرجل، فلطم عينه فخضرها، و «الوليد بن المغيرة» قريب يرى ما بلغ من «عثمان» فقال: أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة، قال: يقول عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله؛ وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس. فقال له الوليد: هلم يا ابن أخي إن شئت فعد إلى جوارك. فقال: لا» . اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: الإصابة لابن حجر 6/ 395 رقم: 5445. ترجمة «عثمان بن مظعون» . (1) حول زواجه صلى الله عليه وسلّم ب «سودة» ، بعد موت «خديجة» - رضي الله عنها- انظر: أ- الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 53. ب- الاستيعاب لابن عبد البر بحاشية الإصابة 13/ 53. ج- الإصابة لابن حجر 12/ 323.

بمكة، ولما أسنت- رضي الله عنها-/ وكانت امرأة ثقيلة ثبطة «1» ، هم بطلاقها، فقالت له: لا تطلقني، وأنت في حل من شأني؛ فإنما أريد أن أحشر في أزواجك. وإني قد وهبت «2» يومي لعائشة؛ وإني لا أريد ما يريد النساء، فأمسكها عليه السلام حتى توفي عنها، قال أبو عمر «3» : وفيها نزلت وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً «4» الاية وحجت مع النبي صلى الله عليه وسلّم حجة الوداع، واستأذنته في الدفع من المزدلفة قبل الناس، فأذن لها، ولم تحج «5» بعدها، وتوفيت بالمدينة في آخر خلافة «عمر» رضي الله عنه على المشهور، وقيل: إنها عاشت إلى خلافة معاوية «6» ، وكانت قبله صلى الله عليه وسلّم عند «السكران بن عمرو» «7» أخي «السهيل بن عمرو «8» » ، وأسلم معها- رضي الله عنهما-

_ (1) و «الثبطة» قال عنها ابن سعد في (الطبقات) 8/ 56: «كانت امرأة ثبطة، يقول القاسم: والثبطة: الثقيلة» . اه: الطبقات. (2) حول هبة «سودة» يومها ل «عائشة» - رضي الله عنهما- انظر: المصادر، والمراجع السابقة. (3) قول «أبي عمر» «وفيها نزلت ... إلخ» انظره في المصادر والمراجع الاتية: أ- الطبقات الكبرى للإمام محمد بن سعد 8/ 53. ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 54. ج- الإصابة للإمام ابن حجر 12/ 323. د- التعريف والإعلام فيما أبهم، من الأسماء والأعلام في القرآن للإمام السهيلي ص 46. (4) سورة النساء، الاية: 128. (5) عن حجها- رضي الله عنها- مع النبي صلى الله عليه وسلّم أنظر المصادر، والمراجع الاتية: 1- الطبقات لابن سعد 8/ 56. 2- الإصابة لابن حجر 2/ 324. (6) عن وفاتها بالمدينة في خلافة عمر- رضي الله عنهما- انظر: الاستيعاب لابن عبد البر 13/ 55. وعن وفاتها- رضي الله عنها- في خلافة «معاوية» قال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 58: «توفيت «سودة» - رضي الله عنها- بالمدينة، في شوال سنة أربع وخمسين، في خلافة، «معاوية بن أبي سفيان» اه: الطبقات. (7) و «السكران بن عمرو» ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 4/ 217 فقال: «السكران بن عمرو ... ذكره موسى بن عقبة، في مهاجرة الحبشة، وزاد ابن إسحاق؛ أنه رجع إلى مكة، فمات بها فتزوج النبي صلى الله عليه وسلّم زوجته، «سودة» زوجه إياها، أخوة «حاطب» ، وزعم أبو عبيدة؛ أنه رجع إلى الحبشة، فتنصر، ومات. وقال البلاذري: الأول أصح. ويقال: إنه مات بالحبشة» اه: الإصابة. (8) و «سهيل ... » ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) بحاشية (الإصابة) 4/ 278، - - 289، فقال: «سهيل بن عمرو بن عبد شمس ... » يكنى أبا زيد، كان أحد الأشراف، من قريش وسادتهم في الجاهلية، أسر يوم «بدر» كافرا، وكان خطيب قريش، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، انزع ثنتيه، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا، فقال صلى الله عليه وسلّم: «دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده» . وكان الذي أسره «مالك بن الدخشم» فقال في ذلك: أسرت سهيلا فما أبتغي ... أسيرا به من جميع الأمم وخندف تعلم أن الفتى ... سهيلا فتاها إذا تصطلم ضربت بذي الشفر حتى انثنى ... وأكرهت سيفي على ذي العلم قال: فقدم «مكرز حفص بن الأحنف العامري» فقاطعهم، في فدائه، وقال: ضموا رجلي في القيد؛ حتى يأتيكم الفداء، ففعلوا ذلك. وكان «سهيل» أعلم مشقوق الشفة، وهو الذي جاء في الصلح، يوم «الحديبية» ، فقال صلى الله عليه وسلّم «قد سهل لكم من أمركم» ، وعقد مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم الصلح يومئذ، وهو كان متولي ذلك- دون سائر قريش، وهو الذي مدحه «أمية بن أبي الصلت» فقال: أبا زيد رأيت سيبك واسعا ... وسجال كفك يستهل ويمطر وقال فيه «قيس بن الرقيات» : منهم ذو الندى سهيل بن عمرو ... عصبة الناس حين جب الوفاء حاط أخواله خزاعة لما ... كثّرتهم بمكة الأحياء وكان المقام الذي قامه، في الإسلام الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ل «عمر» «دعه ... إلخ» ؛ فكان مقامه في ذلك؛ أنه لما ماج أهل «مكة» ، عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وارتد من ارتد من العرب، قام «سهيل» خطيبا فقال: «والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس، في طلوعها إلى غروبها، فلا يغرنكم هذا من أنفسكم- يعني أبا سفيان-؛ فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم؛ ولكنه قد ختم على صدره حسد بني هاشم» ، وأتى في خطبته بمثل ما جاء به، أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- بالمدينة؛ فكان ذلك، معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيه ل «عمر» - رضي الله عنه- وذكر «الزبير» عن «مصعب» ... قال: جاء «الحارث بن هشام» و «سهيل بن عمرو» إلى «عمر بن الخطاب» ، فجلساء، وهو بينهما، فجعل المهاجرون يأتون «عمر» فيقول: ههنا يا «سهيل» هاهنا، يا حارث، فينحيهما عنه، فجعل الأنصار يأتون، فينحيهما عنه، حتى صارا في آخر الناس فلما خرجا من عند «عمر» قال الحارث لسهيل: ألم تر ما صنع بنا؟! فقال له سهيل: إنه الرجل لا لوم عليه، ينبغى أن نرجع باللوم على أنفسنا، دعى القوم فأسرعوا، ودعينا فأبطانا، فلما قاموا من عند «عمر» ، أتياه فقالا له: يا أمير المؤمنين، قد رأينا ما فعلت بنا اليوم، وعلمنا أنا أوتينا من قبل أنفسنا؛ فهل من شيء نستدرك به ما فاتنا؟! فقال: لا أعلم، إلا هذا-

وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، ثم رجع إلى مكة* فمات بها. وقيل: مات بأرض الحبشة. «1» (و) ثانيتهن: (عائشة) بنت أبي بكر/ الصديق «2» - رضي الله عنهما- أمها «أم رومان «3» » من بني غنم بن مالك، تكنى أم «عبد الله» بابن أختها أسماء، ابن عبد الله بن الزبير، وكانت مسماة «4» على «جبير» بن مطعم، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال أبو بكر يا رسول الله دعني أسلها لك من جبير سلا رفيقا، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم

_ - الوجه، وأشار لهما إلى ثغر الروم فخرجا إلى الشام فماتا بها. قالوا: وكان «سهيل» بعد أن أسلم، كثير الصلاة، والصوم والصدقة، وخرج بجماعة أهله- إلا بنته «هند» - إلى الشام مجاهدا، حتى ماتوا كلهم هنا لك، فلم يبق من ولده أحد، إلا بنته «هند» ، وفاخته بنت عتبة بن سهيل، فقدم بهما على «عمر» ، فزوجها «عبد الرحمن بن الحارث» ... قال ابن المديني: قتل «سهيل بن عمرو» باليرموك. وقيل: «بل مات في طاعون «عمواس» رضي الله عنه» اه: الاستيعاب. (*) حول وفاة «السكران» «بمكة» انظر ترجمته السابقة تحت رقم: 6. (1) حول هجرة «السكران» إلى الحبشة ووفاته بها انظر: ترجمة السكران المتقدمة تحت رقم: 7. (2) «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه اسمه: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم. (3) حول «أم رومان» انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- الطبقات للإمام ابن سعد 8/ 2058. 2- الاستيعاب لابن عبد البر 13/ 219، 220 رقم: 3552. 3- الإصابة لابن حجر 13/ 208، 212 رقم: 1266. (4) حول تسمية «عائشة» - رضي الله عنها- ل «جبير بن مطعم» ، أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 58 فقال: «عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى أبي بكر الصديق «عائشة» فقال أبو بكر: يا رسول الله، قد كنت وعدت بها، أو ذكرتها ل «مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف» لابنه «جبير» ، فدعني أسلها منهم، ففعل، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكانت بكرا» اه: الطبقات. وحولها أيضا انظر المصادر، والمراجع الاتية: 1- المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم للإمام محمد بن زبالة- رواية الزبير بن بكار- ص 51. تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمرى. طبع الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية/ المجلس العلمي. (2) الاستيعاب لابن عبد البر 13/ 3084.

أريها «1» في المنام في سرقة حرير «2» متوفى «خديجة» - رضي الله عنها- فقال صلى الله عليه وسلّم: «إن يكن من عند الله يمضه «3» » . (تزوجها «4» ) عليه السلام ب «مكة» في شوال قبل الهجرة بعامين، وقيل: بثلاثة، (وهي) يومئذ (ابنة ست سنين) ، وقيل: سبعة «5» .

_ - 3- الإصابة لابن حجر- ترجمة عائشة- 13/ 38- 39 رقم: 701. 4- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 2/ 135 رقم: 19. (1) قوله: «وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم أريها ... إلخ أخرج البخاري في صحيحه- فتح الباري ... في كتاب (مناقب الأنصار) باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلّم خديجة، وقدومها المدينة، وبناؤه بها 7/ 233 رقم: بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لها: أريتك في المنام مرتين، أرى أنك في سرقة من حرير، ويقول: هذه امرأتك، فأكشف، فإذا هي أنت، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه» . وأخرجه في كتاب (النكاح) ، باب نكاح الأبكار، 9/ 120، 121، رقم: 5078. وأخرجه أيضا في كتاب (النكاح) ، باب النظر إلى المرأة قبل التزويج، 9/ 180 رقم: 5125 قال ابن حجر: والسرقة: - بفتح المهملة والراء، والقاف- هي القطعة، ووقع في رواية ابن حبان «في خرقة حرير» . قال الداودى: السرقة: الثوب، «فإن أراد تفسيره هنا فصحيح، وإلا فالسرقة أعم ... » اه: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، كتاب النكاح. وانظر: فتح الباري، بشرح صحيح البخاري كتاب (التعبير) ، باب ثياب الحرير في المنام، 12/ 399، 400، أرقام: 7011، 7012. وانظر: صحيح مسلم كتاب (فضائل الصحابة) 79. وانظر: مسند الإمام أحمد 6/ 41، 128، 161. وانظر: الاستيعاب بحاشية (الإصابة) للإمام الحافظ ابن عبد البر 13/ 84، 85. (2) وعن الحرير الوارد في الرؤيا قال الحافظ ابن في (فتح الباري) كتاب (التعبير) ، باب ثياب الحرير: «وأما ثياب الحرير فيدل اتخاذها للنساء في المنام، على النكاح، وعلى العزاء، وعلى الغنى، وعلى زيادة في البدن، قالوا: والملبوس يدل على جسم لابسه، ولا سميا واللباس في العرف، دال على أقدار الناس، وأحوالهم» اه: فتح الباري 12/ 400. (3) انظر: تخرج حديث «إن يكن ... » فيما تقدم سابقا تحت رقم: 6. (4) المراد من قوله: «تزوجني ... إلخ» المراد بالزواج هنا العقد، وقد يأتي الزواج ويراد به الدخول. (5) حول قوله: «وقيل: سبعة» . قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 87: «عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: تزوجني رسول الله، وأنا ابنة سبع- أى عقد عليّ-، وابتنى بي- أي دخل- وأنا بنت تسع سنين، وقبض عني، وأنا ابنة ثمان عشرة سنة» اه: الاستيعاب بتصرف. -

(وبنى بها «1» ) في شوال في السنة الأولى من مهاجره، و (هي) يومئذ (بنت تسع سنين «2» ) وأقامت معه تسع سنين «3» ، (ومات رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعائشة بنت ثمان عشرة سنة «4» ) ، ولم يتزوج بكرا «5» غيرها. يقال: إنها أتت من النبي صلى الله عليه وسلّم بسقط «6» . ولم

_ - وانظر الإصابة لابن حجر 13/ 38. وانظر: تاريخ الطبري للإمام الطبري 2/ 398، 399. (1) عن بنائه صلى الله عليه وسلّم بعائشة، قبل الهجرة ... إلخ» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 84، رقم: 3429، - ترجمة «عائشة- رضي الله عنها-: «تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمكة- أي: عقد عليها- قبل الهجرة بسنتين، هذا قول، أبي عبيدة، وقال غيره: بثلاث سنين، وهي بنت سنين، وقيل: بنت سبع، وابنتى بها بالمدينة، وهي ابنة تسع سنين لا أعلمهم اختلفوا في ذلك» اه: الاستيعاب بتصرف. وانظر: الإصابة للإمام ابن حجر 13/ 38، 39 رقم: 701. وانظر: مجمع الزوائد كتاب (المناقب) ، باب في فضل عائشة، أم المؤمنين- رضي الله عنها- (باب تزوجها) 9/ 288، 231. وتنظر: الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير 2/ 175. (2) المراد بالبناء هنا الدخول، وحوله انظر ما ذكرناه سابقا. وانظر: فتح الباري كتاب (النكاح) 8/ 180، 9/ 120، وكتاب (التعبير) 12/ 399، 400. (3) حول قوله: « ... بنت تسع سنين» انظر: ما ذكرناه سابقا. (4) حول قوله: « ... بنت ثمان عشرة سنة» انظر: ما ذكرناه سابقا. (5) حول قوله: « ... ولم يتزوج بكرا غيرها» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 87: «لم ينكح صلى الله عليه وسلّم بكرا غيرها» اه: الاستيعاب. وانظر: الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 58، 59، 63. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 244. (6) و «السقط» : - بالكسر، والفتح، والضم والكسر- أكثرها الولد، الذي يسقط من بطن أمه، قبل تمامه، والمتلئم لابس عدة الحرب، - يعنى- أن ثواب السقط، أكثر من ثواب كبار الأولاد؛ لأن فعل الكبير يخصه أجره وثوابه، وإن شاركه الأب في بعضه، وثواب السقط موفر على الأب، ومنه الحديث «يحشر من السقط إلى الشيخ الفاني مردا، جردا، مكحلين ... إلخ» اه: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير. و «حديث السقط» أخرجه الإمام ابن السني في كتابه (عمل اليوم والليلة) بلفظ: « ... عن هشم بن عروة، عن أبيه عن عائشة- رضي الله عنهما- أسقطت من رسول الله سقطا، فمساه «عبد الله» ، وكناني بأم «عبد الله» قال ابن حجر في (التلخيص الحبير) ، وفي إسناده «داود ابن المحبر» وهو كذاب» اه: التلخيص الحبير 4/ 147 بتصرف.

يثبت «1» . وفضائلها- رضي الله عنه- أكثر من أن تحصى، منها: أحبت النبي صلى الله عليه وسلّم على سائر «2» نسائه، كما في الحديث، لما سئل عليه السلام: أي/ الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» . «قيل: فمن الرجال؟! قال: أبوها «3» » .

_ - وقال الإمام ابن حجر في (التلخيص ... ) أيضا: «وقد روى عبد الرزاق في (المصنف) عن معمر، عن هشام ابن عروة، عن النبي صلى الله عليه وسلّم كناها أم عبد الله، فكان يقال لها: أم عبد الله، حتى ماتت، ولم تسقط. وروى الطبراني من وجه آخر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: «كناني النبي صلى الله عليه وسلّم «أم عبد الله» ، ولم يكن لي ولد ولا سقط» . وفي سنن أبي داود بسند صحيح عنها، قالت يا رسول الله: كل صواحبي لهن كنى غيري، قال: فاكتني بابنك «عبد الله بن الزبير» . فكانت تكنى «أم عبد الله» وهذا الحديث فيه اختلاف في إسناده، وهذا كله مما يضعف رواية «داود بن المحبر» . اه: التلخيص الحبير 4/ 144، 177 بتصرف. (1) حول عدم ثبات الحديث انظر التعليق السابق رقم: 6. (2) قوله: «على سائر» يعنى الجميع؛ وذكر الجوهري في (الصحاح) ما يخالف ذلك- يعنى البعض-، وقد ذكرنا آراء العلماء فيما ردوا به عليه في كتاب (الفارق بين المصنف والسارق) للإمام السيوطي، بتحقيقنا، فارجع إليه. وانظر: (درة الغواص ... ) للحريرى ص 4 رقم: 1. (3) حديث «أحب الناس إليك «عائشة» ... إلخ» ، متفق عليه من رواية» عمرو بن العاص: فأخرجه الإمام البخاري في (صحيحه) 3/ 13329 رقم: 3462، بلفظ: عن «عمرو بن العاص» - رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلّم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟! قال: «عائشة» فقلت: من الرجال؟! قال: «أبوها» قلت: ثم من؟! قال: «عمر بن الخطاب» - رضي الله عنه- فعد رجالا. وانظر: الحديث أيضا في (الجامع الصحيح) 4/ 1584 رقم: 4100، وأخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) 4/ 1856 رقم: 2384. وانظر: الحديث أيضا في كتب السنة الاتية: 1- جامع الإمام الترمذي 5/ 705 رقم: 3885، من رواية «عمرو بن العاص» وقال: هذا حديث حسن. 2- جامع الترمذي 5/ 706 رقم: 3886، من رواية «عمرو بن العاص» وقال: هذا حديث حسن غريب، من هذا الوجه، من حديث إسماعيل، عن قيس. 3- جامع الترمذي 5/ 707 رقم: 3850، من رواية أنس بن مالك، وقال: هذا حديث-

ومنها: «أنه لم ينزل عليه وحي، في لحاف امرأة غيرها «1» » ، ونزلت براءتها من

_ - حسن غريب، من هذا الوجه. 4- السنن للإمام ابن ماجه 1/ 38 رقم: 101، من رواية، أنس بن مالك. 5- المستدرك للحاكم 4/ 13 رقم: 6740، 4/ 13 رقم: 6741 رقم: من رواية «عمرو بن العاص» وسكت عنه الذهبي في (التلخيص) . 6- صحيح ابن حبان 15/ 308، رقم: 6885، 15/ 326، رقم: 6900، 16/ 40 رقم: 7156 عن عمرو بن العاص. 7- المسند للإمام أحمد 4/ 203 رقم: 17844: عن عمر بن العاص 6/ 241 رقم: 26088: عن عائشة. 8- المنتخب من المسند للإمام عبد بن حميد ص 888121: عن عمرو بن العاص. 9- السنن الكبرى للإمام النسائي 5/ 36، رقم: 8106، 5/ 39 رقم: 8117: عن عمرو ابن العاص. 10- المعجم الكبرى للطبراني- فضائل عائشة- 23/ 44، رقم: 144: عن عمرو. 11- السنن الكبرى للإمام البيهقي 7/ 299 رقم: 14525، 10/ 233 رقم: 20860: عن عمرو بن العاص. 12- فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل 1/ 426 رقم: 672، 2/ 872، رقم: 1637: عن عمرو بن العاص. 13- بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للإمام الحارث بن أبي أسامة 2/ 8. (1) حديث: أنه لم ينزل عليه وحى في لحاف غيرها «أخرجه كل من: أ- الإمام البخاري في (صحيحه) 3/ 1376 رقم: 3564، بلفظ حدثنا هشام، عن أبيه، قال: كان الناس يتحرون بهداياهم، يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى «أم سلمة» والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم «عائشة» ، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يأمر الناس، أن يهدوا إليه حينما كان، أو حيث دار. قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلّم قال: فأعرض عني؛ فلما عاد إلى، ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة، ذكرت له، فقال: «يا أم سلمة: لا تؤذيني في «عائشة» ؛ فإنه والله ما أنزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها» . ب- جامع الترمذي 3/ 703 رقم: 3879: عن عائشة. ج- المستدرك للحاكم 4/ 114 رقم: 6730: عن عائشة. د- السنن الكبرى للنسائي 5/ 102 رقم: 8382، 5/ 284، رقم: 8897، 5/ 284، رقم: 8898: عن «عائشة» - رضي الله عنها-، والسنن الكبرى أيضا 6/ 370 رقم: 12879: عن عمرو بن العاص. هـ- السنن الصغرى (المجتبى) للنسائي 7/ 68 رقم: 3946: عن عائشة، 7/ 68-

السماء قرآنا «1» يتلي، وقبض عليه السلام ورأسه في حجرها*، إلى غير ذلك، مما يطول تتبعه وذكره، وهو مشهور مسطر في المطولات «2» . توفيت «3» - رضي الله عنها- ليلة الثلاثاء لست عشرة خلت من رمضان سنة سبع

_ - رقم: 3950: عن «أم سلمة» - رضي الله عنها-. والاحاد والمثاني للإمام ابن أبي عاص (286 هـ) 5/ 392، رقم: 3011: عن عائشة. ز- المعجم الكبير للإمام الطبراني (فضائل عائشة) 23/ 40، أرقام: 104، 975، 976. (1) الايات القرآنية التي نزلت في براءة عائشة- رضي الله عنها- هي قوله- تعالى-: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [سورة النور، من الاية: 11] . (*) عن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم في حجرها أخرج الإمام البخاري، وغيره ما يأتي: أخرج البخاري في (صحيحه) 4/ 1616 رقم: 4184 بلفظ: «أن عائشة- رضي الله عنها-، كانت تقول: إن من نعم الله على، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم توفى في بيتى، وفي يومى، وبين سحرى ونحرى، وأن الله، جمع بين ريقى، وريقه عند موته، دخل على «عبد الرحمن» ، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فرأيته ينظر إليه، وعرفت أن يحب السواك، فقلت: آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته، فاشتد عليه؛ وقلت: ألينه لك، فأشار برأسه، أن نعن، فلينته، فأمره، وبين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء، فيسمح بهما وجهه، ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات ... » الحديث» اه: صحيح البخاري. وانظر: صحيح البخاري كتاب (الجنائز) باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلّم، وأبي بكر، وعمر- رضي الله عنهما- 3/ 255، رقم: 1389. وانظر: صحيح البخاري أيضا (المغازى) باب: 83، و (النكاح) باب: 104. وانظر: صحيح الإمام مسلم: كتاب (فضائل الصحابة) باب: 85. وانظر: سنن النسائي- المجتبى- 4/ 6 رقم: 1830. وانظر: مسند الإمام أحمد: 6/ 48، 121، 200، 274. وانظر: المعجم الكبير للإمام الطبراني 23/ 32 رقم: 76، 23/ 330 رقم: 81. (2) زيادة على ما ذكرناه سابقا، بشأن حب الرسول صلى الله عليه وسلّم لها، ولأبيها- رضي الله عنهما- وعدم نزول الوحي إلا في بيتها. وانظر المصادر، والمراجع الاتية أيضا: 1- المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم للإمام محمد بن زبالة ص 53، 54. 2- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 88، 92. 3- الإصابة للإمام ابن حجر 13/ 39، 42. (3) حول وفاة عائشة- رضي الله عنها- وتاريخه انظر المصادر، والمراجع الاتية: أ- الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 80، 81.

وخمسين، على الصحيح، وأمرت أن تدفن ليلا، فدفنت، ب «البقيع» . وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه «1» ، ونزل في قبرها ابنا أختها: «عبد الله» و «عروة» ابنا الزبير، وبنو أخويها: «القاسم» و «عبد الله» «ابنا» محمد بن أبي بكر الصديق» و «عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر» . (و) ثالثتهن: (حفصة بنت عمر) بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب «2» - رضي الله عنهما-. ولدت قبل النبوة بخمس سنين «3» .

_ - ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 93. ج- الإصابة للإمام ابن حجر 13/ 42. د- مجمع الزوائد للإمام الهيثمي كتاب (المناقب) 9/ 231. (1) حول صلاة «أبي هريرة» - رضي الله عنه- عليها ونزول بنى أخويها في قبرها» . أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 77: «عن عروة، قال: كنت خامس خمسة، في قبر «عائشة» رضي الله عنها: عبد الله بن الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله عبد الرحمن، وصلى عليها «أبو هريرة» ، بعد الوتر، في رمضان. وأخرج أيضا، عن القاسم بن محمد قال: نزلت في قبر «عائشة» أنا، وعبد الله بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر» اه: الطبقات. وانظر: (الاستيعاب) بحاشية الإصابة للإمام ابن عبد البر 13/ 93. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 42. وانظر: (تهذيب التهذيب) للإمام ابن حجر 12/ 464. (2) حول نسب «حفصة» - رضي الله عنها- انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 81. ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 12/ 257. ج- الإصابة للإمام ابن حجر 12/ 197، 199 رقم: 295. د- مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي كتاب (المناقب) مناقب فضل «حفصة ... » 9/ 247، 248. هـ- الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثر 2/ 175. (3) حول ولادة «حفصة» - رضي الله عنها- قبل النبوة أخرج ابن سعد، في (الطبقات) 8/ 81، بلفظ: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن-

وأمها «زينب بنت مظعون «1» «أخت» عثمان بن مظعون الجمحي «2» » وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلّم عند «خنيس بن حذافة السهمي «3» » فشهد «أحدا» مع المسلمين، فأصابته جراحات مات منها/ بالمدينة، وتزوجها «4» النبي صلى الله عليه وسلّم، في شهر شعبان على رأس ثلاثين شهرا من مهاجره، وتوفيت «5» رضي الله عنها حين بايع «الحسين بن علي»

_ - «عمر» قال: «ولدت حفصة، وقريش تبنى البيت، قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلّم بخمس سنين» اه: الطبقات. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 198. (1) و «زينب بنت مظعون» ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 32 رقم: 3365، فقال: «زينب بنت مظعون بن حبيب ... أخت عثمان بن مظعون، وزوج «عمر بن الخطاب» ، هي أم «عبد الله» و «حفصة» و «عبد الرحمن» : الأكبر، بنى عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 287 رقم: 497. (1) و «زينب بنت مظعون» ترجم لها ابن عبد البر في (الاستعياب) 13/ 32 رقم: 3365، فقال: «زينب بنت مظعون بن حبيب ... أخت عثمان بن مظعون، وزوج «عمر بن الخطاب» ، هي أم «عبد الله» و «حفصة» و «عبد الرحمن» : الأكبر، بنى عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 287 رقم: 497. (2) «عثمان بن مظعون» سبق الترجمة له. (3) و «خنيس ... » ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 204 رقم: 679 فقال: «خنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي ... » كان على حفصة، زوج النبي صلى الله عليه وسلّم قبله، وكان من المهاجرين الأولين، شهد «بدرا» بعد هجرته إلى أرض الحبشة، ثم شهد «أحدا» ، ونالته جراحة مات منها بالمدينة هو أخو «عبد الله بن حذافة» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 3/ 1785 رقم: 1569. (4) قوله: «تزوجها النبي صلى الله عليه وسلّم ... إلخ» . أخرجه الإمام ابن سعد في (الطبقات) 8/ 83 بلفظ: عن حسين بن أبي حسين، قال: «تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم حفصة في شعبان، على رأس ثلاثين شهرا، وقبل «أحدا» اه: الطبقات. وقال ابن زبالة في (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) ص 57، 58: «تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم «حفصة بنت عمر» في شعبان، على ثلاثين من هجرته، قبل أحد بشهرين» اه: المنتخب. وانظر: (المستدرك) للحاكم 4/ 15. (5) عن وفاة أم المؤمنين حفصة- رضي الله عنها- قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 12/ 260: «توفيت حفصة- رضي الله عنها- في حين بايع الحسين، لمعاوية- رضي الله عنهما- وذلك في جمادى الأولى، سنة إحدى وأربعين ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 568. وانظر: (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) للإمام ابن زبالة ص 58، 59. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 199. وانظر: (مجمع الزوائد) للإمام الهيثمي، كتاب (المناقب) باب فضل حفصة 9/ 248.

ل «معاوية» عام الجماعة، وذلك في جمادى [الأولى] «1» سنة إحدى وأربعين، ونزل في قبرها «عبد الله» و «عاصم» أخواها، و «سالم» و «عبد الله» و «حمزة» بنو أخيها «عبد الله بن عمر «2» » . (و) رابعتهن: (زينب بنت خزيمة الهلالية «3» ) ، أم المساكين «4» .

_ (1) ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه من (الاستيعاب) 12/ 260. (2) حول من نزل في قبرها- رضي الله عنها- أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 86 بلفظ: « ... حدثنا عبد الله بن نافع، عن أبيه، قال: «نزل في قبر حفصة: عبد الله، وعاصم، ابنا عمر، وسالم ... وعبد الله، وحمزة، بنو عبد الله بن عمر» اه: الطبقات. وحول نزول «عبد الله، وعاصم، في قبرها انظر: رواية الزبير بن بكار في: (كتاب المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) للإمام ابن زبالة ص 59. (3) و «زينب بنت خزيمة ... » ترجم لها الإمام محمد بن سعد في (الطبقات) 8/ 115 فقال هي: «زينب بنت خزيمة بن الحارث، بن عبد الله بن عمرو، بن عبد مناف بن هلال بن عامر، بن صعصعة» ، وهي أم المساكين، كانت تسمى بذلك في الجاهلية» . « ... وكانت عند الطفيل بن الحارث، بن عبد المطلب بن عبد مناف فطلقها وأخرج أيضا عن عبد الواحد بن أبي عون قال: فتزوجها عبيدة بن الحارث، فقتل عنها يوم بدر شهيدا» اه: الطبقات. وانظر: (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر بحاشية (الإصابة) 13/ 22، 23 رقم: 3359. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 280، 281 رقم: 477. وانظر: (الكامل) للإمام ابن الأثير 2/ 175، 176. (4) حديث تسميتها ب «أم المساكين» خرجه كل من: أ- الإمام أحمد بن أبي عاصم الشيباني في كتابه (الاحاد والمثاني) بلفظ: عن الزهري، قال «تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم زينب بنت خزيمة، وهي أم المساكين ... وهي من بنى عبد المناف بن هلال ... وتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلّم حى لم تلبث معه إلا يسيرا» اه: الاحاد والمثاني. تحقيق الدكتور فيصل الجوابرة. نشر دار الراية طبع سنة 1411 هـ 1991 م. ب- وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 4/ 36 رقم: 6805 بلفظ: عن ابن شهاب قال: توفيت زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين، كانت تعرف به في الجاهلية، توفيت بالمدينة بعد هجرتها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلّم وسكت عنه الحاكم، والذهبي. وأخرجه الحاكم أيضا في المستدرك 4/ 36 رقم: 6806 عن قتادة، وسكت عنه الحكم، والذهبي. ج- وأخرجه الطبراني رواية الزهري في (المعجم الكبير) 22/ 57 رقم: بلفظ: عن الزهري قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم زينب بنت خزيمة ... ، وهي أم المساكين؛ سميت بذلك لكثرة إطعامها المساكين، وهي من بني هلال توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلّم حى لم تلبث معه إلا يسيرا. -

تزوجها «1» عليه السلام في رمضان سنة ثلاث، بعد «حفصة» ، ولم تلبث عنده إلا يسيرا، وتوفيت بالمدينة في ربيع الأول، وقيل: الاخر سنة أربع، وصلى عليها عليه السلام ودفنها بالبقيع، وقد بلغت ثلاثين سنة «2» ، ولم يمت من أزواجه في حياته غيرها. و «خديجة» - رضي الله عنهما-. واختلف في مدة لبثها معه عليه السلام؛ فقيل: شهران. وقيل: ثلاثة. وقيل: ثمانية «3» . وكانت قبله عند الطفيل بن الحارث المطلبي «4» ، وكنيت في الجاهلية ب «أم المساكين «5» » ؛

_ - وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني أيضا 22/ 448 رقم: 1090. وانظر: رواية ابن إسحاق في (المعجم الكبير) للطبراني 24/ 58 رقم: 150. وانظر: (شرح المواهب اللدنية) للإمام الزرقاني 3/ 249. وانظر (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 280. (1) حول زواج الرسول صلى الله عليه وسلّم بأم المساكين، أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 115، 116 من رواية ابن عمر بلفظ: « ... خطب رسول الله صلى الله عليه وسلّم زينب بنت خزيمة ... فجعلت أمرها إليه، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأشهد، وأصدقها اثنتى عشرة أوقية ونشا، وكان تزويجه إياها في شهر رمضان، على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة، فمكثت عنده ثمانية أشهر، وتوفيت، في آخر شهر ربيع الأول على رأس تسعة وثلاثين شهرا، وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ودفنها بالبقيع وأخرج أيضا عن محمد بن عمر، قال: سألت عبد الله بن جعفر من نزل في حفرتها؟ فقال: إخوة لها ثلاثة، قلت: كم كان سنها يوم ماتت؟ قال: ثلاثين سنة، أو نحوها» اه: الطبقات. وانظر: ما ذكرناه سابقا في سبب تسميتها بأم المساكين. وانظر: (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر ترجمة زينب بنت خزيمة 13/ 22، 23. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 281 ترجمة زينب بنت خزيمة- رضي الله عنها-. (2) حول بلوغها الثلاثين نظر ما ذكرناه سابقا. (3) حول الاختلاف في مدة مكثها معه صلى الله عليه وسلّم انظر: ما ذكرناه. (4) عن الاختلاف في أزواجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذكر ابن سعد في (الطبقات) 8/ 115: أ- «الطفيل بن الحارث» ، وأخوة «عبيدة» «بعد طلاق الطفيل لها ... » : الطبقات. ب- الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) نقل رأي، محمد بن إسحاق 24/ 58 رقم: 150 فقال: « ... كانت قبله، عند «الحصين» ، أو عند «الطفيل بن الحارث» . ج- الإمام ابن حجر في (الإصابة) 12/ 280، ذكر: «الطفيل» ، و «عبيدة» ، وزاد «عبد الله بن جحش» فقال: «وكانت تحت «عبد الله بن جحش» فاستشهد ب «أحد» ، فتزوجها صلى الله عليه وسلّم» اه: الإصابة. (5) حول تسميتها ب «أم المساكين» انظر: ما ذكرناه سابقا.

لكثرة إطعامها المساكين. (و) خامستهن: (أم حبيبة «1» بنت أبي سفيان) بن حرب، واسمها «رملة» وأمها: صفية/ بنت أبي العاص، عمة «عثمان» رضي الله عنه، وكانت قبله عليه السلام تحت [عبيد] «2» الله بن جحش، فهاجر بها إلى الحبشة الهجرة الثانية ثم تنصر هناك، ومات على النصرانية، فبقيت هناك على دين الإسلام، فأتم الله لها الإسلام، والهجرة، (وكان خطبها له النجاشي «3» ) ملك الحبشة- واسمه

_ (1) حول أم المؤمنين «أم حبيبة- رملة-» ، وأمها «صفية» انظر: المصادر، والمراجع الاتية: 1- (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) لابن زبالة رواية، الزبير بن بكار ص 71، 73. 2- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد- أم حبيبة- 8/ 96. 3- (الاستيعاب) لابن عبد البر- رملة- رقم: 3344. 4- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- الكنى أم حبيبة- 13/ 199، 205 رقم: 3536. 5- (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 260، 264، رقم: 432. 6- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 7. (2) ما بين القوسين المعكوفين [عبيد] جاء في الأصل «عبد الله» ، وهذا خطأ، والصواب ما ذكرناه- عبيد-، كما ورد في المصادر، والمراجع المذكورة في رقم: 4. و «عبيد الله بن جحش» ذكره الإمام محمد بن زبالة في كتابه. المنتخب من أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم ص 71، 72، فقال: «قالت أم حبيبة: كنت بأرض الحبشة مع زوجى» ، «عبيد الله ... » فرأيته بأسوا صورة وشرها، ففزعت، وقلت: «تغيرت والله حاله، فلكا أصبحت، قال لى: إني أنظر في الدين، فلم أر دينا خيرا من النصرانية. ورجع إلى النصرانية، فقلت له: والله ما خير لك، وأخبرته ما رأيت له، فلم يحفل بذلك، وأكب على الخمر حتى مات ... أرى في النوم كأن آتيا يقول لى: يا أم المؤمنين، ففزعت، فأولت أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتزوجنى ... » اه: المنتخب. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد- أم حبيبة- 8/ 97. وانظر: (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر 13/ 6، 13/ 201، 202. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 260. (3) حول خطبة النجاشي «أم حبيبة» لرسول الله صلى الله عليه وسلّم انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- كتاب (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) لابن زبالة ص 71، 72، 73. ب- كتاب (الإصابة) للإمام محمد بن سعد 8/ 97، 98. ج- كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 2/ 261. و «النجاشي» ضبطه الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 1/ 178 فقال: - بفتح النون-

«أصحمة «1» » ، توفي سنة تسع «2» ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أصحابه بموته، وخرج بهم فصلى «3» وصلوا معه عليه- (وأصدقها عنه صلى الله عليه وسلّم أربعمائة

_ - على المشهور- وقيل: تكسر، عن «ثعلب» ، وتخفيف الجيم، وأخطأ من شددها، عن المطرزى، وبتشديد آخره، وحكى المطرزي: التخفيف، ورجحه الصنعاني» اه: الإصابة. وقال عنه الحافظ مغلطاي في كتاب (الإشارة) 117، 120: اسم لكل من ملك الحبشة، ويسميه المتأخرون: «الأمحرى» ، وكذلك «خاقان» : لمن ملك الترك، و «قيصر» : لمن ملك الروم. و «تبع» : لمن ملك اليمن؛ فإن ترشح للملك سمى قيلا، و «بطليموس» : لمن ملك اليونان. و «الفيطون» : لمن ملك اليهود. هكذا قاله ابن خرد ذابة، والمعروف: مالخ ثم رأس الجالوت. و «التمرود» : لمن ملك الصائبة. و «دهمن» و «فعفور» : لمن ملك الهند و «غانة» : لمن ملك الزنج، و «فرعون» : لمن ملك مصر والشام؛ فإن أضيف إليها الإسكندرية، سمى العزيز ويقال: المقوقس. و «كسرى» : لمن ملك العجم» اه: الإشارة. وانظر: (تاج العروس) للإمام الزبيدي قصر. وانظر: (عمدة القاري) للإمام العيني 13/ 406. وانظر: (فتح الباري ... ) للإمام ابن حجر 7/ 191. وانظر: (الروض الأنف) للإمام السهيلي 2/ 79. (1) و «أصحمة» ضبطه الإمام ابن حجر، في (الإصابة) 1/ 178 فقال: «بوزن أربعة، وحاؤه مهملة. وقيل: «معجمة» ، وقيل: إنه بموحدة- أصبحة-، وقيل: «صحمة» بغير ألف، وقيل: كذلك؛ ولكن بتقديم الميم على الصاد، وقيل: بزيادة ميم في أوله بدل الألف، عن ابن إسحاق في (المستدرك) - 4/ 20، 25- للحاكم. والمعروف عن ابن إسحاق الأول، ويتحصل من هذا الخلاف، في اسمه ستة ألفاظ ... » اه: الإصابة. (2) عن وفاة النجاشي- رضي الله عنه- في سنة تسع، قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم الثالث- 1/ 177 رقم: 470: «قال الإمام الطبري، وجماعة: «كان ذلك- أي وفاته- في شهر رجب سنة تسع وقال غيره: كان قبل الفتح ... إلخ» اه: الإصابة. (3) حديث الصلاة على «النجاشي» - أخرجه الإمام البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد: فأخرجه الإمام البخاري في صحيحه كتاب (الجنائز) رقم: 1236، بلفظ: عن جابر ابن عبد الله- رضي الله عنهما- يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش، فهلم فصلوا عليه «قال:» فصففنا فصلى النبي صلى الله عليه وسلّم عليه، ونحن معه صفوف ... إلخ» اه: صحيح البخاري. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب (النكاح) ، باب أقل الصداق، 9/ 215، 216 وأخرجه الإمام الترمذي في جامعة كتاب (الجنائز) 960: عن عمران بن حصين. -

دينار «1» ) ذهبا، وبعث- عليه السلام- إليها «شرحبيل بن حسنة «2» » فقدم بها عليه «3» ، وتزوج بها- عليه السلام- في سنة ست من التاريخ. قاله

_ - وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ... إلخ» . اه: الترمذي. وأخرجه الإمام النسائي في سننه، كتاب (الجنائز) تحت رقمي: 1947، 9492. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (مسند المكثرين) تحت رقم: 13635: عن جابر. وتحت رقمي: 19094، 19095: عن عمران بن حصين رضي الله عنه. وقال ابن حجر في (الإصابة) 1/ 177، 178- ترجمة النجاشي- (القسم الثالث) : «وعند ابن شاهين، والدارقطني في الأفراد، من طريق معتمر، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «قوموا فصلوا على أخيكم النجاشى» فقال بعضهم: تأمرنا أن نصلي على «علج» من الحبشة؟! فأنزل الله- تعالى-: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ [من الاية: 199، من سورة آل عمران] . وجاء من طريق، زمعة بن صالح، عن الزهري، ويحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: «أصبحنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «إن أخاكم أصحمة النجاشي، قد توفي فصلوا عليه» فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ووثبنا معه، حتى جاء المصلى، فقام فصففنا وراءه، فكبر أربع تكبيرات» اه: الإصابة بتصرف. (1) عن قوله: «وأصدقها عنه ... إلخ» قال الحاكم في (المستدرك) كتاب (معرفة الصحابة) 4/ 22- أم حبيبة-: «إنما أصدقها أربعمائة دينار استعمالا، لأخلاق الملوك، في المبالغة في الصنائع؛ لاستعانة النبي صلى الله عليه وسلّم به في ذلك» اه: المستدرك. وقال الإمام النووي في (شرح صحيح مسلم) كتاب (النكاح) - أقل الصداق- 9/ 215، 216: «فإن قيل: فصداق «أم حبيبة» زوج النبي صلى الله عليه وسلّم كان أربعة آلاف درهم، وأربعمائة دينار. فالجواب؛ أن هذا القدر تبرع به النجاشي من ماله إكراما للنبي صلى الله عليه وسلّم لا أن النبي صلى الله عليه وسلّم أداه، أو عقد به، والله عليه، والله أعلم» اه: شرح مسلم. وانظر: (شرح المواهب اللدنية) للإمام الزرقاني 3/ 242. وحول صداقها- رضي الله عنها- انظر: المصادر، والمراجع الاتية: أ- كتاب (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) للإمام محمد بن زبالة ص 72. ب- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 98. (2) و «شرحبيل ... » ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 60 رقم: 1167 فقال هو: «شرحبيل ابن حسنة، وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع ... » من كندة، حليف بني زهرة، يكنى أبا عبد الله، نسب إلى أمه «حسنه» مولاة لمعمر بن حبيب بن وهب بن حذافة ... » اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 60 رقم: 3864. (3) عن قوله: «فقدم بها عليه ... » قال الإمام محمد بن سعد في (الطبقات) 8/ 99: « ... عن-

«أبو عبيدة «1» » . وقال غيره «2» : سنة سبع، وتوفيت سنة أربع وأربعين «3» . (و) سادستهن: (هند بنت أبي أمية «4» ) بن المغيرة القرشية المخزومية، وقيل: اسمها «رملة «5» » ، وتكنى «أم سلمة» ، وأمها «عاتكة بنت عامر بن ربيعة» من بني فراس، وكانت قبله عند «أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي «6» » ، وهاجرت، وهي

_ - الزهري، قال: وجهزها إليه صلى الله عليه وسلّم «النجاشي» ، وبعث بها مع «شرحبيل ابن حسنة» اه: الطبقات. (1) قول «أبي عبيدة» : «تزوج بها ( ... ) ذكره الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 18 فقال: «وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أم حبيبة» في سنة ست من التاريخ، وتوفيت «أم حبيب» سنة أربع، وأربعين ... إلخ» اه: الاستيعاب. (2) قول غير «أبي عبيدة» - سنة سبع- ذكره الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 12/ 261- ترجمة أم حبيبة- فقال: «وروى ابن سعد؛ أن ذلك كان سنة سبع، وقيل: كان سنة ست، والأول أشهر» اه: الإصابة. (3) عن وفاتها- رضي الله عنها- انظرك ما ذكرناه سابقا. (4) حول ترجمة أم المؤمنين «أم سلمة» - رضي الله عنها- انظر: المصادر، والمراجع الاتية: أ- كتاب (المنتخب من كتاب أزواج النبي ... ) للإمام محمد بن زبالة ص 62، 64. ب- كتاب (الطبقات) للإمام محمد بن سعد (أم سلمة) 8/ 86، 96. ج- كتاب (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- الأسماء- 13/ 172، 175 رقم: 3511. د- كتاب (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- الكنى- 13/ 230، 232 رقم: 3560. هـ- كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 172. (5) عن قوله: «قيل: اسمها «رملة» قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 172: فقيل: «رملة» وليس بشيء، وقيل: «هند» ، وهو الصواب، وعليه جماعة من العلماء» اه: الاستيعاب. وانظر أيضا (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم 1/ 146. (6) قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 173 رقم: (3511) : «وكانت- يعني أم سلمة- قبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم تحت «أبي سلمة» ، وكانت هي زوجها ... أول من هاجر إلى أرض الحبشة، ويقال: أيضا: إن أم سلمة، أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: «ليلى بنت أبي حثمة» زوج عامر بن ربيعة» اه: الاستيعاب. وانظر: كتاب (الاستيعاب) الكنى أيضا 13/ 230 رقم: 3560. وانظر: كتاب (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 86، 96. وانظر: كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 161 رقم: 1089. وانظر: كتاب (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 202، 203.

أول مهاجرة من النساء. وقيل: بل ليلى/ بنت أبي حثمة «1» [ ... ] «2» وهي زوجة «عامر بن ربيعة «3» » فتوفي عنها «أبو سلمة «4» » في جمادى الاخرة، سنة أربع، وكان أصيب يوم «أحد» بسهم، وتزوجها عليه السلام في ليال بقين من شوال على الأصح «5» .

_ (1) و «ليلى ... » ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 147، فقال هي: «ليلى بنت أبي حثمة بن حذيفة ... » القرشية العدوية، امرأة «عامر بن ربيعة» هاجرت الهجرتين، وصلت القبلتين ... ويقال: أنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة، وقيل: بل تلك «أم سلمة» . وقال الزبير، ومصعب: «ليلى بنت أبي حثمة» هي أول ظعينة قدمت المدينة مع زوجها، «عامر ابن ربيعة» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 116 رقم: 9582. (2) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل. (3) و «عامر ... » ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 287، 288 رقم: (1327) فقال هو: «عامر بن ربيعة العنزي العدوي» حليف لهم ... اختلف في نسبته- انظر الاختلاف الذي ذكره ابن عبد البر- « ... أسلم «عامر» بمكة، قديما وهاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد «بدرا» ، وسائر المشاهد، وتوفى سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: سنة خمس وثلاثين، بعد مقتل «عثمان» رضي الله عنه بأيام، يكنى «أبا عبد الله» ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 277، 278 رقم: 4374. (4) و «أبو سلمة» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 6/ 271/ 273 رقم: 1589 فقا: «عبد الله ابن عبد الأسد بن هلال ... أبو سلمة زوج «أم سلمة» قبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمه: برة بنت عبد المطلب. قال ابن إسحاق: أسلم بعد عشرة أنفس، فكان الحادي عشر من السملمين، هاجر مع زوجته «أم سلمة» إلى أرض الحبشة. قال مصعب الزبيرى: أول من هاجر إلى أرض الحبشة، أبو سلمة ... ثم شهد «بدرا» وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأخا «حمزة» من الرضاعة، أرضعته «ثويبة» مولاة «أبي لهب» ، أرضعت «حمزة» ، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ثم أبا سلمة، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلّم على المدينة؛ حين خرج إلى «غزوة العشيرة» ، وكانت في السنة الثانية من الهجرة، توفي «أبو سلمة» في جمادى الاخرة من الهجرة، وهو من غلبت عليه كنيته، وكان عند وفاته قال: «اللهم اخلفني في أهلي بخير «فأخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلّم على زوجته «أم سلمة» فصارت أمّا للمؤمنين، وصار رسول الله صلى الله عليه وسلّم ربيب بنيه: «عمر» و «سلمة» و «زينب» اه: الاستيعاب. وانظر أيضا (الاستيعاب) - الكنى، 11/ 307 رقم: 3013. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 6/ 140، 142 رقم: 4774. (5) عن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «أم سامة» قال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 78: «عن عمر بن أبي سلمة ... فاعتدت أمى، وحلت لعشر بقين من شوال سنة أربع، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم في ليال بقين من شوال سنة أربع ... » اه: الطبقات.

وأما ما ذكره «أبو عمر» أنه تزوجها في شوال* سنة اثنتين، فرده بعضهم لما فيه من [ ... ] **. والأول: هو الذي في صدر «1» «الاستيعاب» ، والثاني: في كتاب «النساء» منه. وتوفيت «2» - رضي الله عنها- في ولاية «يزيد بن معاوية» سنة إحدي وستين على الصحيح، ولها أربع وثمانون سنة «3» ، وهي آخر من مات. من أزواجه عليه

_ (*) قوله: «وأما ما ذكره «أبو عمر» أنه تزوجها في شوال» ذكره في (الاستيعاب) بحاشية (الإصابة) 4/ 421- 422- ترجمة هند بنت أبي أمية أم سلمة- فقال: «وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أم سلمة» سنة اثنتين، بعد وقعة بدر عقد عليها في شوال وابتنى بها في شوال ... » الاستيعاب. (**) ما بين القوسين المعكوفين، وجدت صعوبة في قراءتها، ولعلها البعد، أو التباعد. (1) حول قوله: والأول هو ... إلخ» انظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر ترجمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم 1/ 23. (2) عن وفاة «أم سلمة» - رضي الله عنها- قال الإمام ابن زبالة في كتاب (المنتخب ... ) ص 63: «عن أبي بكر بن عثمان، أن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلّم توفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلّم ... إلخ» اه: المنتخب. وقال ابن سعد في (الطبقات) - أم سلمة- 8/ 87: «توفيت في ذى القعدة سنة تسع وخمسين وقال أيضا في نفس المصدر 8/ 96: « ... عن نافع، عن أبيه، قال: ماتت أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلّم في سنة تسع وخمسين، فصلى عليها أبو هريرة، بالبقيع» اه: الطبقات. وانظر: الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 172، 175 رقم: 3511 ما ذكر عن وفاة «أم سلمة» رضي الله عنها في رقم: 9- قول ابن زبالة، وابن سعد- رده الحافظ ابن حجر في كتاب (الإصابة) ترجمة هند- أم سلمة- 13/ 162، 163 رقم: 1089 فقال: «قال الواقدي: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين.. كذا قال، وتلقاه عنه جماعة، وليس بجيد، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيع وعبد الله بن صفوان دخلا على «أم سلمة» ، في ولاية «يزيد بن معاوية» فسألاها، عن الجيش الذي يخسف به ... الحديث، وكانت ولاية «يزيد» بعد موت أبيه، في سنة ستين. وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين، بعد ما جاءها الخير بقتل «الحسين بن علي» . قلت: ابن حجر. وهذا أقرب. وقال محارب بن دثار: أصوت «أم سلمة» أن يصلي عليها «سعيد ابن زيد» وكان أمير المدينة يومئذ «مروان بن الحكم» وقيل: «الوليد بن عتبة بن أبي سفيان» . قلت: - ابن حجر- والثاني أقرب؛ فإن «سعيد بن زيد» مات قبل تاريخ، موت «أم سلمة» ، على الأقوال كلها؛ فكأنها كانت أوصت؛ بأن يصلي «سعيد» عليها في مرضه مرضتها، ثم عوفيت، ومات «سعيد» قبلها» اه: الإصابة. (3) عن عمرها «عند وفاتها أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 96 بلفظ: « ... عن «عمر بن-

السلام «1» . كما أن «زينب بنت جحش» أول من مات بعده. (و) سابعتهن «2» : (زينب بنت جحش) «3» الأسدية، أمها «أميمة بنت عبد المطلب «4» » «عمة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكانت عند مولاه «5» «زيد بن حارثة «6» » ، فلما

_ - أبي سلمة» قال: نزلت في قبر «أم سلمة» أنا، وأخي سلمة، و «عبد الله بن عبد بن أبي أمية» ، و «عبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي» ، فكان لها يوم ماتت، أربع وثمانون سنة» اه: الطبقات. (1) عن كونها آخر من مات من أزواجه صلى الله عليه وسلّم أخرج ابن زبالة في كتابه (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم-) ص 64 بلفظ: «عن ابن شهاب، قال: كانت (أم سلمة) زوج النبي صلى الله عليه وسلّم آخر نساء النبي صلى الله عليه وسلّم وفاة» اه: المنتخب. (2) أم المؤمنين «زينب بنت جحش» ترجم لها الإمام ابن سعد في (الطبقات) 8/ 101 فقال: هي «زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صيرة ... بن أسد بن خزيمة» وأمها: «أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى» اه: الطبقات. وانظر: كتاب (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- زينب 13/ 15، 21 رقم: 335. وانظر: كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 275، 287 رقم: 468. (3) يوجد في بعض نسخ (أوجز السيرة ... ) - اصل كتابنا- «كنيت بأم الحكم» ، ولم أجد من ذكرها بهذه الكنية في المصادر والمراجع لمتوافرة لدى والله أعلم. (4) و «أميمة ... » ترجم لها ابن سعد في (الطبقات) 8/ 45، 46، - ذكر عمات الرسول صلى الله عليه وسلّم- فقال: « ... أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي» وأمها «فاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عمران، بن مخزوم» ، وتزوجها في الجاهلية «جحش بن رباب بن يعمر ... بن أسد بن خزيمة، حليف حرب بن أمية بن عبد شمس. فولدت له «عبد الله» شهد «بدرا» و «عبيد الله» و «عبدا» ، وهو أبو أحمد، وزينب بنت جحش، وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلّم أميمة بنت عبد المطلب، أربعين وسقا من تمر «خبير» اه: الطبقات. وقال ابن حجر في (الإصابة) 12/ 138 رقم: 106: « ... أميمة ... عمة رسول الله صلى الله عليه وسلّم اختلف في إسلامها، فنفاه محمد بن إسحاق، ولم يذكرها غير محمد بن سعد- تقدم في الرقم السابق 1» اه: الإصابة. (5) انظر معنى «المولى» في مقدمة التحقيق. (6) و «زيد بن حارثة ... » ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 4/ 74، 54 رقم: 743 فقال: «زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي» أبو أسامة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان زيد هذا قد أصابه سباء في الجاهلية، فاشتراه «حكيم بن حزام» في سوق حباشة، وهي سوق بناحية مكة، كانت مجمعا للعرب.. اشتراه حكيم، لخديجة، فوهيته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فتبناه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمكة قبل النبوة، وهو ابن ثمان سنين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم- حين تبناه على حلف قريش يقول: هذا ابني وارثا، وموروثا يشهدهم على ذلك ... ودعى زيد بن محمد، حتى جاء الإسلام-

قضى منها وطره «1» ، وطلقها، زوجه الله- تعالى- إياها في القعدة سنة أربع، وقيل: سنة خمس، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة «2» ، فكانت- رضي الله عنها- تفخر «3» على أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم. فتقول لهن: / زوجكن آباؤكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات، «وأولم عليها صلى الله عليه وسلّم خبزا ولحما*

_ - فنزلت ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ ... [سورة الأحزاب، من الاية: 5] فدعى يومئذ «زيد بن حارثة» ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 4/ 74، 50 رقم: 2884. (1) قوله: فلما قضى منها وطره ... اقتباس من قوله- تعالى- فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً [سورة الأحزاب، من الاية: 37] وحولها قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) - ترجمة زينب ... - 13/ 15، 21 رقم: 3355» : «تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سنة خمس من الهجرة- هذا قول قتادة-. وقال أبو عبيدة: تزوجها في سنة ثلاث من التاريخ، ولا خلاف أنها كانت قبله تحت «زيد» وأنها التي ذكر الله قصتها في القرآن- الاية المتقدمة- فلما طلقها «زيد» وانقضت عدتها، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأطعم عليها خبزا ولحما، ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، قال لها: «ما اسمك؟» قالت «برة» فسماها «زينب» ... » اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 275، 278 رقم: 2468. (2) حول زواج الرسول صلى الله عليه وسلّم ل «زينب» لهلال ذى القعدة أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 114، عن الواقدي قال: «تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم زينب بنت جحش، لهلال ذى القعدة سنة خمس من الهجرة، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين» اه: الطبقات. وانظر: بقية أحاديث الترجمة. (3) حول افتخار «زينب» على أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم قال ابن زبالة في كتابه (المنتخب من أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) ص 69: عن أنس بن مالك، قال: كانت زينب تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلّم فتقول: «إن الله- عز وجل- أنكحني من السماء» . وانظر: (الطبقات) لابن سعد 8/ 106. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 16- 17. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 12/ 275. وانظر: (المستدرك) للحاكم 4/ 20- 23. (*) حول وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلّم عند زواجه بزينب- رضي الله عنه-: أخرج الإمام البخاري في صحيحه- الجامع الصحيح المختصر- مراجعة الدكتور مصطفى ديب البغا. نشر دار ابن كثير- بيروت 4/ 1800 رقم: 5416 بلفظ: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أولم رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين بنى بزينب بنت جحش، فأشبع الناس خبزا ولحما ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين، -

[] «1» . وفي عرسها نزل الحجاب «2» . توفيت- رحمة الله عليها- سنة عشرين في خلافة عمر «3» .

_ - كما كان يصنع صبيحة بنائه، فيسلم عليهن، ويسلمن عليه، ويدعو لهن، ويدعون له؛ فلما رجع إلى بيته رأى رجلين بهما الحديث، فلما رآهما رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان نبي الله صلى الله عليه وسلّم وثبا مسرعين، فما أدرى أنا أخبرته بخروجهما، أم أخبر فرجع حتى دخل البيت، وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب ... إلخ» اه: الجامع المختصر. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه 2/ 1049 رقم: 1428 بلفظ: عن عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك (يقول: «أو لم رسول الله صلى الله عليه وسلّم على امرأة من نسائه، أكثر، أو أفضل مما أولم على زينب» فقال ثابت البناني: بماذا أولم؟ أطعمهم خبزا، ولحما حتى تركوه» اه: صحيح مسلم. وحول الموضوع انظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- مسند الإمام أحمد 3/ 98 رقم: 11961، 3/ 72 رقم: 12782، 3/ 200 رقم: 13094، 3/ 262 رقم: 13795: عن أنس بن مالك في الجميع. ب- مسند ابن الجعد للإمام ابن الجعد الجوهري (ت 230 هـ) مراجعة عامر أحمد حيد. نشر مؤسسة نادر سنة 1410 هـ- 1990 م. ج- مسند أبي يعلى 6/ 461/ رقم: 3861 عن أنس. د- السنن الكبرى للإمام النسائي 4/ 150 رقم: 6635، 4/ 204 رقم: 6908، 6/ 76 رقم: 10102، 7/ 259 رقم: 14278: في الجميع عن أنس بن مالك. (1) ما بين القوسين المعكوفين كلمة غير واضحة في صورة المخطوط لم أستطع قراءتها. (2) المراد من نزول الحجاب نزول آية الحجاب، وهي قوله: - تعالى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ الاية [سورة الأحزاب، الاية: 53] . سبب نزول الحجاب: حول سبب نزول آية الحجاب انظر حديث البخاري المتقدم تحت رمز (*) وانظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: مسند الإمام أحمد 3/ 200 رقم: 13094، 3/ 262 رقم: 13795. صحيح ابن حبان 9/ 369 رقم: 4062. مسند أبي يعلى 6/ 461 رقم: 3861. (3) حول وفاة أم المؤمنين «زينب بنت جحش» سنة عشرين في خلافة عمر- رضي الله عنه- أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 110، 114، 115 من طريق الواقدي: عن عبد الرحمن بن أبزى قال: «ماتت زينب بنت جحش» - رضي الله عنها- في زمان «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه فقالوا لعمر: من ينزل في قبرها؟ قال: من كان يدخل عليها في حياتها ... » اه: الطبقات. -

(و) ثامنتهن: (جويرية «1» ) - بضم الجيم- بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية ثم المصطلقية.

_ - وأخرج أيضا من طريق الواقدى قال: سئلت أم عكاشة بنت محصن، كم بلغت زينب ... يوم توفيت؟ فقال: قدمنا المدينة للهجرة، وهي بنت عشرين، وتوفيت سنة عشرين» اه: الطبقات بتصرف. وانظر (الاستيعاب) لابن عبد البر 12/ 6، 17- زينب بنت جحش-. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 275- زينب بنت جحش. (1) حول أم المؤمنين «جويرية» - رضي الله عنها- أخرج ابن زبالة في كتابه (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) ص 65 بلفظ: عن يحيى بن عمارة الأنصاري ... قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم جويرية بنت الحارث ... بن سعد- وهو المصطلق- أخذها يوم «المريسيع» وكانت قبله عند «صفوان بن ذى شقر» وكان قال شعرا يومئذ: أنا ابن ذي شقر وجدي مبذول ... رمح طويل وحسام مصقول وقد علمت اليوم أني مقتول اه: المنتخب لابن زبالة. وأخرج أيضا، في ص 66: عن أبي بكر بن عثمان؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم سبي جويرية.. يوم المريسيع، وكانت قبله عند ابن عم لها، فجاء أبوها فافتداها، ثم أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد، وتوفيت في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ... إلخ» اه: المنتخب. وقال أبو عمر- ابن عبد البر- في (الاستيعاب) 12/ 243، 246 رقم: 3282: «جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن جذيمة، وهو المصطلق من خزاعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلّم سباها رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم «المريسيع» ، وهي غزوة بنى المصطلق، في سنة من التاريخ، وقيل: سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع ... ، وكانت قد وقعت في سهم «ثابت بن شماس» ، أو ابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة جميلة. قالت عائشة: كانت جويرية عليها حلاوة، وملاحة، ولا يكاد يراها أحد إلا وقعت في نفسه. قالت: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلّم تستعينه على كتابتها. قلت: فو الله ما هو إلا أن رأيتها على باب الحجرة، فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت، فقالت يا رسول الله: أنا جويرية ... سيد قومه، وقد أصابنى من الأمر ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم، ل «ثابت ... » ، أو ابن عم له، فكاتبته على نفسي، وجئت أستعينك، فقال لها: «وهل لك في خير من ذلك» ؟ قالت: ما هو يا رسول الله قال: «اقض كتابتك وأتزوجك» . قالت: نعم قال: «قد فعلت» . وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، تزوج «جويرية فقال الناس: صهر رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فأرسلوا ما في أيديهم من سبايا. وروى الليث ... عن ابن شهاب قال: سبى رسول الله صلى الله عليه وسلّم «جويرية» يوم «المريسيع» ، فحجبها وقسم لها. قال أبو عمر: مات اسمها «برة» فغير رسول الله صلى الله عليه وسلّم اسمها، وسماها «جويرية» ، هكذا-

وقعت في سبي «بني المصطلق» في سهم «ثابت بن قيس بن شماس» «1» ، فكاتبها «2» على تسع أواق «3» ، فأدى عليه السلام عنها كتابتها، وتزوجها؛ وذلك في سنة خمس من التاريخ، وهي بنت عشرين سنة، وكان اسمها «برة» فسماها عليه السلام «جويرية» وكانت قبله تحت «مسافع بن صفوان» المصطلقي «4» ، فقتل كافرا، وتوفيت- رضي الله عنها- في ربيع الأول سنة خمسين، وقيل سنة ست وخمسين» ، وصلى عليها «مروان بن الحكم «6» » وهو أمير المدينة، وقد بلغت سبعين سنة.

_ - رواه شعبة ومسعر، وابن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن- مولى آل طلحة- عن كريب- مولى ابن عباس-: عن ابن عباس ... إلخ. وتوفيت- رضي الله عنها- في ربيع سنة ست وخمسين» اه: الاستيعاب. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 166، 120. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 182، 184 رقم: 250. وانظر: (المستدرك) للحاكم، كتاب (معرفة الصحابة) 4/ 25، 28. (1) و «ثابت ... » ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 72/ 78 رقم: 250، فقال: «ثابت بن قيس بن شماس بن ظهير ... يكنى أبا محمد ... شهد «أحدا» وما بعدها من المشاهد. قتل يوم اليمامة شهيدا، في خلافة أبو بكر الصديق- رضي الله عنهما- ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 1/ 14- 15 رقم: (900) . (2) حول كتابتها على تسع أوراق أخرج الحاكم في (المستدرك) 4/ 26- 27، حديث عائشة- رضي الله عنها- بلفظ: « ... أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم سبايا بنى المصطلق، فأخرج الخمس منه، ثم قسمه بين الناس، وأعطى الفارس سهمين، والراجل سهما، فوقعت «جويرية بنت الحارث» في سهم «ثابت ... » فكاتبها على تسع أوراق ... » اه: المستدرك. وانظر: (المغازي) للواقدي 1/ 411. (3) «الأوقية» : جزء من اثنى عشر جزآ من الرطل، جمعها أوراق» اه: المعجم الوسيط. (4) و «مسافع» اختلف في اسمه: فسماه «ابن زباله» «صفوان بن ذى شقر» وسماه: الواقدى- كما هو عند ابن سعد في (الطبقات) 8/ 116- «صفوان بن مالك» وسماه الطبري في (التاريخ) 3/ 156 «مالك بن صفوان» . (5) حول تاريخ وفاتها- رضي الله عنها- انظر: ما ذكرناه سابقا عن (الاستيعاب) وغيره. (6) و «مروان ... » ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 10/ 70 فقال هو: «مروان بن الحكم بن أبي العاص ... ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم سنة اثنتين من الهجرة وقيل: عام «الخندق» ، وقيل: غير ذلك ... إلخ» اه: الاستيعاب. وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 3/ 476 رقم: 102: « ... وكان ذا شجاعة، -

(و) تاسعتهن: (صفية بنت حيي) بن أخطب «1» النضرية الإسرائيلية «2» من سبط «هارون بن عمران» أخي موسى- عليهما السلام- كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلّم عند «سلام بن مشكم» ، ثم خلف عليها «كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق «3» » فقتل عنها/ يوم «خيبر» في المحرم سنة سبع «4» ، ولم تلد لأحد منهما، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلّم في أوائل سنة سبع، وكانت وقعت في سهم دحية «5» فاشتراها منه النبي صلى الله عليه وسلّم بسبعة أرؤس «6» ، وأعتقها،

_ - وشهامة، ومكر ودهاء، وكان كاتب ابن عمه «عثمان» رضي الله عنه ... ثم ولي أمر المدينة غير مرة ل «معاوية» ... » اه: سير. (1) و «النضرية» نسبة إلى بني «النضير» ، قبيلة من قبائل اليهود ... إلخ وسميت «صفية» ب «صفية» - رضي الله عنها- قال عنها محمد بن زبالة في كتابه (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم) ص 70: «عن ابن أبي مليكة أن اسم «صفية» «حبيبة» ؛ ولكنها سميت «صفية» ؛ لأنها كانت صفية النبي صلى الله عليه وسلّم يوم «خيبر» اه: المنتخب. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 62، 65 رقم: 3405. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 14، 17 رقم: 647. (2) عن قوله: «الإسرائيلية» قال الإمام السهيلي في كتابه (التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن) ص 20 قال- رحمة الله تعالى-: «نسبة إلى إسرائيل، وهو يعقوب عليه السلام، وسمى «إسرائيل» ؛ لأنه اسرى ذات ليلة، حين هاجر إلى الله- سبحانه- فسمى «إسرائيل» أى: سرى الله، أو نحو هذا؛ فيكون بعض الاسم عبرانيا، وبعضه سريانيا موافقا للعربي، وكثيرا ما تقع الاتفاق بين السرياني، والعربي، أو يقارنه في اللفظ ... » اه: التعريف ... إلخ. تحقيق: عبد مهنا. طبع دار الكتب العلمية. وانظر: كتاب (الأسفار المقدسة) للدكتور علي عبد الواحد وافي. طبع نهضة مصر سنة 1997 م. (3) عن زواج «أم المؤمنين صفية» - رضي الله عنها- قبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم انظر: تاريخ الطبري 3/ 165، 166 وانظر: ما نقلناه عنها سابقا. (4) حول زواج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «صفية» سنة سبع انظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 63. (5) و «دحية» في لغة القوم: الشريف، أو رئيس الجند ذكر ذلك الإمام الزرقاني في شرح المواهب 3/ 256 فقال هو: «دحية بن خليفة بن فروة الكلبي» ... كان من كبار الصحابة، لم يشهد «بدرا» ، وشهد «أحدا» ، وما بعدها من المشاهد، وبقى إلى خلافة معاوية، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «قيصر» رسولا في الهدنة وذلك في سنة ست من الهجرة، فامن به «قيصر» ، وأبت بطارقته أن تؤمن، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «ثبت الله ملكه ... » في حديث طويل. وفي (الاستيعاب) لابن عبد البر 3/ 217- 218: « ... ذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يشبه «دحية الكلبي» بجبريل- عليه السلام» اه: الاستيعاب. (6) عن شراء «صفية ... » - رضي الله عنها- بسبعة أرؤس قال الزرقاني في شرحه على (المواهب) 3/ 256: « ... ففى صحيح مسلم، أنه صلى الله عليه وسلّم بسبعة أرؤس قال الزرقاني في-

وجعل عتقها صداقها، وتوفيت- رضي الله عنها- في رمضان في زمن «معاوية» سنة خمسين، ودفنت ب «البقيع» . (و) عاشرتهن: (ميمونة بنت الحارث الهلالية «1» ) ، واسمها قبل ذلك «برة «2» » فسماها عليه السلام «ميمونة» . أمها: «هند بنت عوف بن زهير الحميرية» وقيل «كنانية» وكانت قبله «3» صلى الله عليه وسلّم عند «أبي رهم بن عبد العزى القرشي» .

_ - شرحه على (المواهب) 3/ 256: « ... ففى صحيح مسلم، أنه صلى الله عليه وسلّم بسبعة- اشترى «صفية» منه بسبعة أرؤس، وسماه شراء مجازا، و «أرؤس» جمع رأس، وهو جمع قلة» اه: الزرقاني بتصرف. (1) قوله: «الهلالية» نسبة إلى جدها الأعلى «هلال بن عامر بن صعصعة» اه: سير أعلام النبلاء للذهبي. (2) حول تسميتها باسم «برة» أخرج الحاكم في (المستدرك) 4/ 32- رقم: (6793) بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «كان اسم خالتي «ميمونة» «برة» فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلّم «ميمونة» . قال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر أيضا: (المستدرك) 4/ 32 رقم: (6794) عن أبي هريرة. وانظر: البخاري (الأدب المفرد) ص 290 رقم: 832: عن أبي هريرة. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر 10/ 576 حديث رقم: (5839) . (3) حول قوله: «وكانت قبله صلى الله عليه وسلّم ... إلخ: أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 132 فقال: « ... ميمونة بنت الحارث، وأمها: هند بنت عوف.. كان مسعود بن عمرو الثقفي، تزوج «ميمونة» في الجاهلية، ثم فارقها فخلف عليها أبو رهم بن عبد العزى ... فتوفي عنها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم زوجه إياها «العباس بن عبد المطلب» وكان ولي أمرها، وهي أخت أم ولده «أم الفضل بنت الحارث الهلالية» لأبيها وأمها، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «سرف» على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم وذلك في سنة سبع في عمرة القضية» اه: الطبقات. وانظر: بقية الأحاديث الواردة في نفس المصدر 8/ 132، 140. وقال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 159، 167 رقم: 3499: «قال أبو عبيدة: ... وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى ... وقال: بل عند «سبرة بن أبي رهم» ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 13/ 141 رقم: 1023.

وقيل: عند ولده «أبي سبرة «1» » . تزوجها النبي صلى الله عليه وسلّم في «عمرة القضية «2» » آخر

_ (1) و «أبو سبرة ... » ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 272، 273 رقم: 2984. فقال: «أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى ... بن عامر بن لؤى القرشي العامري. هاجر الهجرتين ... وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينه، وبين «سلمة بن وقش» ، وشهد «أبو سبرة» «بدرا» و «أحدا» ، وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتوفي في خلافة «عثمان بن عفان- رضي الله عنه» الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 11/ 159 رقم: 500. (2) و «عمرة القضية» تسمى أيضا: 1- عمرة القضاء. 2- عمرة القصاص. 3- عمرة الصلح. 4- غزوة القضاء. قال ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) كتاب (المغازي) 7/ 499، 500 «وعند المستملى وحده «غزوة القضاء» ووجهوا كونها «غزوة» بأن موسى بن عقبة، ذكر في (المغازي) عن ابن شهاب، أنه صلى الله عليه وسلّم خرج مستعدا بالسلاح، والمقاتلة خشية أن يقع من قريش غدر، فبلغهم ذلك ففرعوا، فلقيه «مكرز» فأخبره أنه باق على شرطه، وأن لا يدخل مكة بسلاح؛ إلا السيوف في أغمادها؛ وإنما خرج في تلك الهيئة احتياطا، فوثق بذلك. وأخر النبي صلى الله عليه وسلّم السلاح مع طائفة من أصحابه خارج الحرم حتى رجع، ولا يلزم من إطلاق الغزوة وقع المقاتلة. وقال ابن الأثير: أدخل البخاري «عمرة القضاء» في (المغازي) ؛ لكونها كانت مسببة، عن غزوة «الحديبية» اه: فتح الباري. وعن تسميتها «عمرة القضاء» قال ابن حجر في نفس المصدر- 7/ 500-: «فقيل: المراد ما وقع من المقاضاة بين المسلمين والمشركين، من الكتاب الذي كتب بيتهم ب «الحديبية» ، فالمراد بالقضاء الفصل الذي وقع عليه الصلح، ولذلك يقال لها: عمرة القضية. قال أهل اللغة: قاضى فلانا: عاهده، وقاضاه/ عاوضه؛ فيحتمل تسميتها بذلك الأمرين. قاله: عياض. ويرجح الثاني تسميتها قصاصا قال- تعالى-: الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ [سورة البقرة، من الاية: 194] . قال السهيلي: تسميتها عمرة القصاص أولى؛ لأن هذه الاية نزلت فيها قلت- ابن حجر- كذا رواه ابن جرير، وعبد بن حميد بإسناد صحيح، عن مجاهد، وبه جزم سليمان التميمى في مغازيه. وقال ابن إسحاق: بلغنا، عن ابن عباس فذكره، ووصله الحاكم في (الإكليل) : عن ابن عباس؛ لكن في إسناده الواقدي. وقال السهيلي: سميت عمرة القضاء؛ لأنه قاضى فيها قريشا؛ لا لأنها قضاء عن العمرة التي صد عنها؛ لأنها لم تكن فسدت، حتى يجب قضاؤها؛ بل كانت عمرة تامة ... » اه: فتح الباري بتصرف. وانظر: (زاد المعاد) للإمام ابن قيم الجوزية بحاشية المواهب اللدنية 2/ 238، 245. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) - عمرة القضاء- 2/ 253، 263.

سنة سبع، وتوفيت- رضي الله عنها- في موضع قبتها التي ضرب لها عليه السلام حين البناء بها ب «سرف» سنة إحدى وخمسين، وصلى عليها ابن أختها «عبد الله بن عباس» - رضي الله عنهما-، ودخل قبرها، فهؤلاء أزواجه اللاتي دخل بهن صلى الله عليه وسلّم باتفاق، ست قرشيات، وهن: «خديجة» و «عائشة» ، و «حفصة» ، و «أم سلمة» / و «أم حبيبة» [سودة بنت زمعة]- رضي الله عنهن- جميعا. وأربع عربيات، وهن: «الزينبان» ، و «جويرية» ، و «ميمونة» . وواحدة من بني إسرائيل، وهي «صفية» «فماتت قبله عليه السلام زينب بنت خزيمة» كما سبق. ومات صلى الله عليه وسلّم عن أولئك التسع. «ومات صلى الله عليه وسلّم عن أولئك التسع «1» ، وكان «2» عليه السلام تزوج أسماء «3» بنت كعب

_ - وانظر: (السيرة النبوية) - عيون الأثير- للإمام ابن سيد الناس 2/ 158- عمرة القضاء- ويقال لها عمرة القصاص. (1) أمهات المؤمنين التسع اللاتى توفي عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نظمهن صاحب (العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل) ص 31، 32، تأليف سلطان العلماء، ملك المغرب الأقصى: عبد الحفيظ. طبع مطبعة أحمد يمنى بفاس سنة 1326 هـ نسخة مكتبة المسجد النبوي الشريف- الفقه العام- رقم: 21712. ح. ف. ع. فقال: توفى رسول الله عن تسع نسوة ... إليهن تعزى المكرمات وتنسب فعائشة ميمونة وصفية ... وحفصة تتلوهن هند وزينب جويرية مع رملة ثم سودة ... ثلاث وست نظمهن مهذب اه: العذب السلسبيل ... وحول أزواجه صلى الله عليه وسلّم وقبائلهن: «قريش ... إلخ» انظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 253، 254. (2) قوله: «وكان عليه السلام تزوج أسماء ... إلخ» . «المراد بالتزويج هنا ذكر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم من النساء، فلم يجمعهن، ولسن من أمهات المؤمنين، ومن فارقهن، قبل الدخول، وبسبب مفارقته أباهن ... » اه: الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 141 بتصرف. (3) و «أسماء بنت كعب ... » ذكرها الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 2/ 255 رقم: 32 فقال: « ... قيل: هي أسماء بنت كعب ... كذا سماها ابن إسحاق، وقال: ولم يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلّم حتى طلقها» اه: سير أعلام النبلاء.

الجونية «1» فلم يدخل بها حتى طلقها، وتزوج عليه السلام عمرة «2» بنت يزيد إحدى نساء بني كلاب، من بني الوحيد «3» ، وطلقها «4» قبل أن يدخل بها، وتزوج عليه السلام امرأة من بني غفار «5» ، فلما نزعت ثيابها رأي بها بياضا فقال لها: «الحقي بأهلك» ، ولم يأخذ مما أعطاها شيئا.

_ (1) و «الجونية» : نسبة إلى بنى جون بن أنمار بن عوف اه الاشتقاق لابن دريد 2/ 497 وحول «أسماء بنت كعب» انظر المصادر والمراجع الاتية: 1- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 2/ 142، 143. 2- (الإصابة) لابن حجر 12/ 121، 124. (2) «عمرة بنت يزيد» انظر ترجمتها في المصادر، والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 143. ب- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر 13/ 99. ج- (المستدرك) للإمام الحاكم 4/ 350. د- (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 54. هـ- (فتح الباري ... ) للإمام ابن حجر 9/ 357، 358. ملحوظة: «عمرة بنت يزيد» ، وردت في جميع نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «عمرة بنت زيد» ، وقد ذكرها باسم «يزيد» أصحاب المصادر، والمراجع المذكورة في (5) - أ، ج ... إلخ، وقد ذكرها الحافظ ابن حجر في (الفتح) ثلاث مرات، ولذا كتبتها في الأصل «يزيد» والله أعلم. (3) حول قوله: « ... من بني الوحيد» قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 13/ 54: «عمرة ... إحدى نساء بنى بكر بن كلاب، ثم من بنى الوحيد ... » اه: الإصابة. (4) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «فطلقها» ، وهو أدق؛ لأن الفاء للترتيب، والتعقيب؛ بخلاف الواو التي هي لمطلق الجمع. (5) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «من غفار «بدل» من بنى غفار» وكلاهما صواب. انظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم الأندلسي 2/ 186، 465 والمرأة الغفارية ... أخرج حديثها الحاكم في (المستدرك) 4/ 33، 34 كتاب (معرفة الصابة) - ذكر العالية- بلفظ: « ... عن زيد بن كعب بن عجرة، عن أبيه، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم امرأة من غفار، فما دخلت عليه، ووضعت ثيابها، رأى بكشحها بياضا، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلّم البسي ثيابك، والحقي بأهلك، وأمر لها بالصداق» . هذه ليست بالكلابية؛ إنما هي «أسماء بنت النعمان الغفارية» . وقال الذهبي في (التلخيص) : رواه أبو معاوية الضرير، عن جميل بن زيد الطائى، عن زيد بن كعب بن عجرة، عن أبيه، قلت: قال ابن معين: «زيد» ليس بثقة» اه: المستدرك. -

وتزوج- عليه السلام- امرأة أخرى «تميمية «1» » ؛ فلما دخل عليها، قالت: إني أعوذ بالله منك. فقال لها: «منع الله عائذه الحقي بأهلك «2» » . وأمر «أسامة بن زيد «3» » فمتعها بثلاثة أثواب، والذي في البخاري «4» أنه صلى الله عليه وسلّم أمر أبا أسيد الساعدي «5» أن يجهزها، ويكسوها

_ - وحول العالية انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة) للإمام ابن الأثير 7/ 188. 2- كتاب (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 253 رقم: 131. 3- كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 38 رقم: 700. (1) «المرأة التميمية» لم أجد أحدا ذكرها في المصادر، والمراجع المتوافرة لدى؛ والتي استعانت، أكثر من واحدة ذكر ذلك الإمام محمد بن سعد في (الطبقات) 8/ 141، 147: وذكر «منهن «الكلابية» ، و «بنت النعمان بن أبي الجون» ، و «المرأة من بنى عامر» ... إلخ» الطبقات. وانظر: (فتح الباري ... ) لابن حجر كتاب (الطلاق) ، باب من صلق ... ؟! 9/ 355، 361. (2) حول المستعيذة من رسول الله صلى الله عليه وسلّم انظر: 1- (صحيح البخاري) للإمام البخاري، كتاب (الطلاق) حديث رقم: 4852، 4853. 2- (سنن النسائي) - المجتبى- للإمام النسائي كتاب (الطلاق) رقم: 3364. 3- (سنن ابن ماجه) للإمام ابن ماجه القزوينى، كتاب (الطلاق) رقم: 2040. 4- (مسند الإمام أحمد) - مسند المكيين- رقم ك 15481، 21799. (3) قوله: «وأمر أسامة ... » لم أجده في المصادر المتوافرة لدي. (4) حديث الإمام البخاري أخرجه في صحيحه كتاب (الطلاق) ، باب من طلق ... ؟ 9/ 356 رقم: 5255 بلفظ: ... عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبي أسيد (قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حتى انطلقنا إلى خائط يقال له: «الشوط» حتى انتهينا إلى حائطين، جلسنا بينهما فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «اجلسوا هاهنا» ، ودخل، وقد أتى بالجونية، فأنزلت في بيت، في نخل، في بيت «أمنيمة بنت النعمان بن شرحبيل» ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «هبى نفسك لى» ، قال: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟! قال: «فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن» فقالت: أعوذ بالله منك: فقال: «قد عذت بمعاذ» ثم خرج علينا فقال: «يا أسيد اكسها رازقيين، وألحقها بأهلها» اه: صحيح البخاري. وانظر: الأحاديث بعده برقمى: 5256، 5257. وانظر: الأحاديث المشار إليها في التعليق السابق تحت رقم: 10. وانظر: ما قاله الحافظ ابن حجر في شرح الحديث. (5) و «أبو أسيد» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 9/ 310، 312 فقال: هو مالك بن ربيعي ابن البدن، بن عامر ... الأنصاري الساعدي ... وهو مشهور بكنيته شهد «بدرا» -

بثوبين رازقيين «1» ويلحقها بأهلها. ويقال: إن اسم التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلّم «أم شريك «2» » القرشية العامرية، واسمها «غزية» - بمعجمة مضمومة/ ثم زاي مفتوحة، ثم تحتية مشددة- وقيل: «غزيلة- بزيادة اللام، وصوبه «أبو عمر» - بنت جابر بن عوف «3» » ، وقيل: بنت

_ - و «أحدا» ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم مات بالمدينة سنة ستين، فيما ذكر المدائني قال: «توفي أبو أسيد في العام الذي مات فيه «معاوية» و «قيس بن سعد» . وقيل: إن أبا أسيد توفي سنة ثلاثين ذكر ذلك الواقدي، وخليفة، وهذا خلاف متباين جدا. وقيل: مات، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وقيل: غير ذلك، وكان قد ذهب بصره، وهو آخر من مات من البدريين، وهذا يصح على قول من قال: توفي سنة ستين» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 9/ 47 رقم: 7622. (1) قال الحافظ ابن حجر قوله: «يا أبا أسيد اكسها رازقيين» - براء، ثم زاى ثم قاف بالتثنية: صفة موصوف للعلم. والرازقية: ثياب من كتاب بيض قاله أبو عبيدة. وقال غيره: يكون في داخل بياضها زرقة، والرازقي: الصفيق. قال ابن التين: متعها بذلك إما وجوبا، وإما تفضلا ... إلخ اه: فتح الباري. وانظر: (المعجم الوسيط) . (2) و «أم شريك» قال عنها ابن الكلبي (ت 204 هـ) في كتابه (نسب معد) 2/ 509: «شريك بن أبي العكر بن سمى» كان خليفا لبنى عامر بن لؤي، فتزوج «أبو العكر» «أم شريك» من بني عامر، فولدت له «شريكا» ، ثم خلف عليها النبي صلى الله عليه وسلّم اه: نسب معد لابن الكلبي. تحقيق الدكتور ناجى حسن، طبع عالم الكتب. وقال اليعقوبي (ت 292 هـ) في (تاريخه) 2/ 73: «أم شريك: غربة بنت دوادن بن عوف بن جابر بن ضباب» من بنى عامر بن لؤى، «وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلّم ... إلخ» اه: تاريخ اليعقوبي. طبع دار صادر. بيروت. وانظر: كتاب (التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن) للإمام السهيلي ص 140. (3) و «غزيلة» ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) - الأسماء- 13/ 101 رقم: 3445 فقال: «أم شريك العامرية، وإحداهما التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلّم، وفيها نظر، وقد اختلف في التي وهبت نفسها اختلافا كثيرا» اه: الاستيعاب. وترجم لها في الكنى 13/ 241، 243 رقم: 3569- باب الشين- فقال: «أم شريك القرشية، العامرية اسمها» «غزية بنت دودان بن عوف ... » ، وقيل في نسبها: «أم شريك بنت عوف بنت ضباب» ... يقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلّم. واختلف في ذلك، وقيل: في جماعة سواها ذلك ... وقد قيل في اسم أم شريك: «غزيلة» ، وقد ذكرها بعضهم في أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم ولا يصح من ذلك شيء لكثرة الاضطراب، والله أعلم. -

دود [ان] «1» بن عوف من بني عامر بن لؤي، وطلقها النبي صلى الله عليه وسلّم، واختلف في دخوله بها. [أعمامه، وعماته صلى الله عليه وسلّم] . (وأما عمومته «2» ، وعماته صلى الله عليه وسلّم فكان بنو عبد المطلب عشرة) : أولهم: (الحارث «3» - وبه كان يكنى-) بن عبد المطلب، وهو الذي حفر معه زمزم ومات في حياة أبيه، ولم يدرك الإسلام.

_ - ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نكحها، قال: كان ذلك بمكة، وكانت عند «أبي العكر ابن سمى بن الحارث الأزدي» فولدت له «شريكا» وقيل: إن أم شريك هذه كانت تحت «الطفيل بن الحارث» فولدت له «شريكا» ، والأول أصح. وقيل: إن أم شريك الأنصارية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولم يدخل بها؛ لأنه كره غيرة نساء الأنصار» اه: الاستيعاب- الكنى- لابن عبد البر. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- حرف الغين- 13/ 63 رقم: 802. (1) ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه من: أ- (الاستيعاب) - الكنى- للإمام ابن عبد البر 13/ 241. ب- (تاريخ اليعقوبي) 2/ 73. ملحوظة: العدد الذي ذكره المؤلف من الأزواج اللائي عرضن على النبي صلى الله عليه وسلّم، أو خطبهن، ولم يدخل بهن ولسن من أمهات المؤمنين عدد قليل بالنسبة لما هو مذكور في المصادر والمراد كالطبقات للإمام ابن سعد، وغيرها فهو مثلا لم يذكر كلا من: 1- «سبأ بنت الصامت» . 2- «فاطمة بنت الضحاك» . 3- «مليكة» . 4- «شراف بنت خليفة» ، ولمعرفة المزيد عنهن انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 141، 161. ب- (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 254، 260. ج- (فتح الباري) للإمام ابن حجر كتاب (الطلاق) 3559، 316. د- (الكامل في التاريخ) لابن الأثير 2/ 176. هـ- (مجمع الزائد) للإمام الهيثمي 9/ 259. (2) حول عمومته صلى الله عليه وسلّم انظر المصادر والمراجع الاتية: 1- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 88. 2- (الاشتقاق) للإمام ابن دريد 1/ 44، 48. 3- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 1/ 131. (3) و «الحارث» قال عنه الإمام ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 44: «مشتق من أحد شيئين: إما-

أمه «سمراء «1» ابنة جندب بن حجير بن رئاب بن سواءة بن عامر بن صعصعة» . وأولاده «2» أربعة: «أبو سفيان «3» » ،.....

_ - من قولهم: حرث الأرض يحرثها إذا أصلحها للزرع أو يكون من قولهم: حرث لدنياه، إذا كسب لها ... وقد سميت العرب «حارثا» ، وهو أبو قبيلة عظيمة. و «حارثة» ، وهو أبو بطن من الأنصار و «حريثا» ، و «محرثا» اه: الاشتقاق. وحول الحارث، وحضوره «حفر زمزم» انظر: 1- (السيرة النبوية) لابن هشام 1/ 131. 2- (المواهب اللدنية) للقسطلاني مع شرحها للزرقاني 3/ 274- الفصل الرابع في أعمامه، وعماته ... إلخ. (1) ذكرها باسم «سمراء ابنة جندب» ... الإمام ابن هشام في (السيرة النبوية) 1/ 132 وذكرها باسم «صفية» الإمام ابن حزم الأندلسي في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 15. (2) ذكر المؤلف من أولاد «الحارث بن عبد المطلب» هؤلاء الأربعة وزاد الدارقطني في كتاب (الأخوة والأخوات) «أمية» و «أروى» وقال ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 67: «ولد الحارث بن عبد المطلب: المغيرة، وهو أبو سفيان، ونوفل ... ، وأمية» اه: الاشتقاق. وقال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 70: «ولد الحارث بن عبد المطلب: أبو سفيان، ونوفل ... ، وأمية» اه: الاشتقاق. وقال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 70: «ولد الحارث بن عبد المطلب: أبو سفيان، واسمه: المغير وهو الشاعر، وعبد شمس، سماه النبي صلى الله عليه وسلّم «عبد الله» ، وأمية لا عقب لواحد منهم، كان لأبي سفيان ابن اسمه «عبد الله» يكنى «أبا الهياج» - أبرص-، و «ربيعة» و «نوفل» ، وعقبهما كثير ... » اه: الجمهرة. وانظر: المواهب الدنية للقسطلاني مع شرحها للإمام الزرقاني 3/ 274. (3) و «أبو سفيان ... » ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 287، 295 رقم: 3002 فقال: «أبو سفيان بن الحارث ... القرشي الهاشم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الرضاعة أرضعتهما «حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ... قال قوم: منهم «إبراهيم ابن المنذر» اسمه المغيرة. وقال آخرون: بل اسمه كنيته، والمغيرة أخوة، وكان أبو سفيان بن الحارث، من الشعراء المطبوعين، وكان له سبق هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... ثم أسلم فأحسن إسلامه، فيقال: إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله حياء منه، وكان إسلامه يوم الفتح. وقيل: غير ذلك ... وشهد أبو سفيان «حنينا» وأبلى فيها بلاء حسنا، وكان ممن ثبت، ولم يفر يومئذ، ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى انصرف الناس إليه، وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلّم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحبه، وشهد له بالجنة، وكان يقول: «أرجو أن تكون خلفا من «حمزة» ، وهو معدود من فضلاء الصحابة.

و «عبد الله «1» » ، و «ربيعة «2» » ، و «نوفل «3» » .

_ - قال عروة: وكان سبب موته؛ أنه حج، فلما حلق الحلاق رأسه قطع «ثؤلولا» - بثرة ناتئة- كان في رأسه فلم يزل مريضا حتى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة سنة عشرين، ودفن في «دار عقيل بن أبي طالب» ، وصلى عليه «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه وقيل: غير ذلك ... : اه: الاستيعاب. وانظر (الإصابة) للإمام ابن حجر 11/ 169، 171 رقم: 537. (1) و «عبد الله بن الحارث» قال عنه الدارقطني في (الأخوة والأخوات) ص 46 «وأما عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب» فأسلم، واسمه «عبد شمس» فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلّم «عبد الله» ، ومات في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ولا عقب له، ولا رواية» اه: الأخوة والأخوات، وترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 6/ 45 رقم: 4593 فقال: «عبد الله بن الحارث ... » كان اسمه «عبد شمس» فغيره النبي صلى الله عليه وسلّم ... قال: ومات «عبد الله» بالصفراء، فدفنه النبي صلى الله عليه وسلّم وكفنه في قميصه ... إلخ» اه: الإصابة. (2) و «ربيعة» ذكره الدارقطني في (الأخوة والأخوات) ص 44، 45 فقال: و «أما ربيعة بن الحارث» فيكنى «أبا أروى» ، وكان أسن من عمه «العباس» . روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم، وروى عنه ابنه «عبد المطلب بن ربيعة» و «عبد الله بن الحارث بن نوفل» ، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم أطعمه مائة وسق من «خيبر» كل عام، ومات في خلافة «عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما-» اه: الإخوة والأخوات. وانظر (الإصابة) للإمام ابن حجر 3/ 259، 260 رقم: 1869. (3) و «نوفل بن الحارث» ترجم له الدارقطني في كتابه (الأخوة والأخوات) ص 44 فقال: «فأما نوفل فيكنى «أبا الحارث» ، وكان أسن من عينه: «حمزة» و «العباس» ، ومن جميع إخوانه، وكان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلّم يوم «حنين» ، ولم يسند شيئا، ومات لسنتين مضتا من خلافة «عمر ابن الخطاب» بالمدينة، ودفن بالبقيع، وهو جد «ببة» اه: الأخوة والأخوات. وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 10/ 335، 336 رقم: 2642: «نوفل بن الحارث ... » أسر يوم «بدر» وفداه «العباس» ، ثم أسلم، وهاجر أيام الخندق. وقيل: بل هو الذي فدى نفسه برماح، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينه وبين العباس، وكانا شريكين في الجاهلية، متفاوضين متحابين، وشهد «نوفل» مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فتح مكة، وشهد «حنينا» و «الطائف» ، وكان ممن ثبت يوم «حنين» مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأعان يوم «حنين» رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «ثلاثة آلاف رمح» فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «كأني أنظر إلى رماحك أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين» . وقيل: إنه أسلم يوم فدى نفسه. قال ابن سعد « ... عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: لما أسر «نوفل بن الحارث» ب «بدر» قال له رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «افد نفسك» قال: ما لي شيء أفتدي به، قال: افد نفسك برماحك التي ب «جدة» .

(و) ثانيهم: (الزبير «1» ) شقيق والد المصطفى صلى الله عليه وسلّم، وكان رئيس بني هاشم شاعرا شريفا ذا عقل ونظر، ومن شعره «2» كما عند

_ - قال: والله ما أعلم أحد أن لي ب «جدة» رماحا، غيرى بعد الله، أشهد أنك رسول الله، ففدى نفسه بها، وكانت ألف رمح. وتوفى رضي الله عنه بالمدينة، في داره بها سنة خمس عشرة في خلافة «عمر بن الخطاب» - رضي الله عنه-، وصلى عليه «عمر» بعد أن مشى معه إلى البقيع، ووقف على قبره حتى دفن» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 10/ 194 رقم: 8827. (1) و «الزبير ... » ترجم له الإمام البلاذري في كتابه (مجمل أنساب الأشراف) 2/ 279، 287 فقال: «وأما الزبير بن عبد المطلب» ويكنى أبا الطاهر، وأبا ربيعة، وهو أخو «عبد الله بن عبد المطلب» لأبيه وأمه؛ فكان سيدا شريفا شاعرا، وهو أول من تكلم في حلف الفصول، ودعا إليه. ومن شعره: لقد علمت قريش أن بيتي ... بحيث يكون فضل في نظام وأنا نعم أكرمها جدودا ... وأصبرها على القحم العظام وأنا نعم أول من تبنى ... بمكتنا البيوت مع الحمام وأنا نظم الأضياف قدما ... إذا لم يزج رسل في سوام وأنا نعم أسقينا رواء ... حجج البيت من ثبج الجمام أولاد الزبير: «عبد الله» استشهد بالشام، يوم «أجنادين» ، «الطاهر» و «قرة» ، و «حجل» . ومات «الزبير» ، ورسول الله صلى الله عليه وسلّم ابن بضع وثلاثين سنة، ويقال: إنه مات في أيام المبعث وكانت للزبير ابن عبد المطلب ابنة، تسمى «ضباعة» تزوجها «أبو معبد المقداد بن عمرو البهراني» حليف بن زهرة بن كلاب، وهو الذي يقال له: «المقداد بن الأسود» نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري، وكان الأسود زوج أمه. وقال بعضهم: كانت للزبير ابنة يقال لها: «أم الحكم» ، وكانت رضيعة رسول الله صلى الله عليه وسلّم والله أعلم اه: أنساب الأشراف. نسخة المسجد النبوي. (2) قوله: «من شعره ... إلخ» . هذا ليس من شعره؛ وإنما هو من شعر الإمام «أحمد بن فارس» مؤلف (أوجز السير) - أصل كتابنا- الذي يقوم أبو مدين بشرحه، ذكر الإمام ياقوت الحموى في كتابه (معجم الأدباء) 4/ 87- ترجمة أحمد بن فارس اللغوى- فقال: ومن شعره: إذا كنت في حاجة مرسلا ... ............... .. إلخ اه: معجم الأدباء. نسخة مكتبة المسجد النبوي رقم: 12154 رقم: 920/ ى. 1 م.

«المعري «1» » في رسالته «2» «الصاهل «3» والشاحج «4» » . إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما ولا توصه وإن باب أمر عليك التوى ... فشاور لبيبا ولا تعصه «5» ولم يدرك الإسلام، وهو وصي «6» «عبد المطلب» وأولاده: «عبد الله» و «ضباعة» و «أم حكيم «7» » .

_ (1) و «المعرى» ترجم له الإمام جمال الدين أبو الحسن القفطي (ت 624 هـ) في كتابه (إنباه الرواة على أنباه النحاة) 1/ 81، 118 فقال: «أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء التنوخي الشاعر، من أهل (المعرة) - أى: معرة النعمان- كان حسن الشعر، جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير الأدب، عالما باللغة، حافظا لها.... إلخ» اه: إنباه الرواة. وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 18/ 23، 39 رقم: 16 هو: الشيخ العلامة الاداب، أبو العلاء ... المعرى الأعمى ... صاحب التصانيف، والمتهم في نحلته ولد في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ... » اه: سير أعلام النبلاء. (2) عن مؤلفات المعري قال القفطي في «إنباه الرواة ... » - المصدر السابق- «وله أيضا كتاب الصاهل، والشاحج» يتكلم فيه على لسان «فرس» ، و «بغل» ، مقداره أربعون كراسة» اه: إنباه الرواة. وانظر: (كشف الظنون) لحاجي خليفة- حرف الصاد- 1/ 870. (3) و «الصهيل» : صوت الفرس؛ كالعواء للذئب؛ والخوار للبقرة. (4) و «الشحيج» و «الشحاج» - بالضم- صوت البغل، وبعض أصوات الحمار. وقال ابن سيده: «هو صوت البغل والحمار، والغراب إذا أسن، ويقال للبغال: «بنات شاحج» ... إلخ» اه: لسان العرب/ شحج. (5) البيتان ذكرهما الإمام ياقوت الحموي في (معجم الدباء) 4/ 87 مع اختلاف في بعض الألفاظ: إذا كنت في حاجة مرسلا ... وأنت بها كلف مغرم فأرسل حكيما ولا توصه ... وذاك الحكيم هو الدرهم والبيتان أيضا في ص 1 من طبعة الهند لكتاب (أوجز السير) - أصل كتابنا- الطبعة الهندية في (بومبي) في شهر رجب 1311 هـ. (6) قوله: «وكان وصي ... » - يريد الزبير- وهذا يخالف ما ذكره الإمام ابن حبان في كتابه (الثقات) 1/ 35 حيث قال: «وأما أبو طالب ... فكان وصي عبد المطلب، أوصى إليه «عبد المطلب» في ما بعده، وفي حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتعهده على ما كان يتعهده «عبد المطلب» في حياته» اه: الثقات. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 16. (7) و «عن ضباعة، وأم حكيم انظر ما ذكر عنهما، في ترجمة «الزبير» وعن «ضباعة» أيضا قال-

(و) ثالثهم: (جحل «1» ) - بجيم فمهملة- ومعناه «اليعسوب» العظيم. وقيل: - بتقديم المهملة على الجيم- قاله الدارقطنى، ومعناه «الخلخال» ، واسمه: «المغيرة» ، ولم يدرك الإسلام، ولا عقب له. (و) رابعهم: (ضرار «2» ) - بكسر الضاد المعجمة- شقيق «العباس» ، وكان

_ - ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 69: «ضباعة بنت الزبير ... تزوجها «المقداد بن الأسود ... فولدت له: «عبد الله» و «كريمة» فقتل «عبد الله» يوم «الجمل» مع «عائشة- رضي الله عنهما-» اه: الاستيعاب. وانظر (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 13/ 26، 27 رقم: 669. وعن «أم حكيم» ... قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 212 رقم: 3543: «أم حكيم ابنة الزبير بن عبد المطلب، أخت «ضباعة بنت الزبير» كانت تحت «ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب» أسلمت، وهاجرت. روى عنها ابنها «ابن أم حكيم بنت الزبير» عن عبد الله بن نوفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم دخل على ضباعة بنت الزبير، فنهش عندها كتفا، ثم صلى وما توضأ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 195 رقم: 1215، وسماها باسم «أم الحكم» ويقال: «أم حكيم» ، وهي ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلّم ... ويقال: «إنها أخته من الرضاعة ... إلخ» اه: الإصابة. (1) «جحل» في جميع نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- التي تحت يدي، ورد «حجل» - بتقديم الحاء المهلمة على الجيم المعجمة- عدا كتابنا هذا- مستعذب الأخبار- و «الجحل» - بتقديم المعجمة-: الزق العظيم، «وطائر شبيه بالجرادة ... إلخ» اه: الاشتقاق. وقال الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) 3/ 275: «الجحل ... ونوع من اليعاسيب، وقال أبو حنيفة الدينوري: كل شيء ضخم فهو «جحل» . وقال الدارقطني: حجل- بتقديم الحاء المهملة على الجيم الساكنة- وبضبط الدارقطني جزم الإمام النووي في تهذيبه، والحافظ ابن حجر في «التبصير» ، وهو في الأصل: القيد والخلخال ... إلخ» اه: شرح المواهب بتصرف. وانظر: (زاد المعاد) للإمام ابن قيم الحوزية ص 87. وانظر: (الدرة المضية) للمقدسي ص 31. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي ص 16. (2) و «ضرار ... » ترجم له الإمام البلاذري في كتاب (مجمل في أنساب الأشراف) 1/ 97، 98 فقال: « ... وأمه نتيلة سعدى بنت، مات حدثا قبل الإسلام ... » . وأضلت «نتيلة» ابنها «ضرارا» ، فكاد عقلها يذهب جزعا، وولهت ولها شديدا، وكانت ذات يسار، فجعلت تنشده في الموسم، وتقول: أضللت أبيض لوذعيا ... لم يك مجلوبا ولا دعيّا -

من فتيان قريش جمالا وسخاء، ولا عقب له «1» . (و) خامسهم: (المقوم «2» ) - بقاف وواو مشددة- ولا عقب له. (و) سادسهم: (أبو لهب «3» ) كني بذلك لحسن وجهه، واسمه:

_ - أضللت أبيض كالخصاف ... للفتية الغر بني مناف ثم لعمري منتهى الأضياف ... سن لفهر سنة الإيلاف في القرحين القر والأضياف وجعلت على نفسها لئن رده الله عليها، أن تكسو الكعبة، فمر بها «حسان بن ثابت الأنصاري» ، وقد حج في نفر، من قومه، فلما رأى جزعها قال: وأم ضرار تنشد الناي والها ... فقال بنو النجار ماذا أضلت ولو أن ما تلقى نتيلة غدوة ... بأركان رضوى مثله ما استعلت فأتاها به رجل من «جذام» فكست البيت ثيابا بيضا، وجعلت تقول: الحمد لله ولي الحمد ... قد رد ذو العرش عليّ ولدي من بعد أن جولت في معد ... أشكره ثم أفي بعهدي اه: مجمل أنساب الأشراف للبلاذرى أحمد بن يحيى (ت 279 هـ) تحقيق الدكتور زكار وآخر نسخة المسجد النبوي رقم: 32796، 929/ ب. ل. ح. وانظر (الثقات) للإمام ابن حبان 1/ 33. وانظر: (شرح المواهب اللدنية) 3/ 275. (1) «المقوم» : مفعل من قولهم: «قومت الشيء إذا سويته بعد اعوجاجه أقومه، تقويما، ومنه تقويم الرمح ... » اه: الاشتقاق لابن دريد 1/ 46. (2) قوله: «لا عقب له» هذا القول يخالف ما في (مجمل أنساب الأشراف) 1/ 98 حيث قال: «والمقوم يكنى أبا طاهر» اه: مجمل النساب. (3) و «أبو لهب ... » ترجم له الإمام البلاذري في (أنساب الأشراف) 1/ 98 فقال: «وعبد العزى بن عبد المطلب» وهو «أبو لهب» ، وكان جوادا، كناه أبوه بذلك لحسنه، ويكنى «أبا عتب وأمه: «لبنى هاجر بن حناطر بن حبشية ابن سلول» من خزاعة» اه: أنساب الأشراف. وقال الإمام ابن حبان في (الثقات) 1/ 34: «وكان أحول- يعني أبا لهب- ممن يعادي رسول الله صلى الله عليه وسلّم من بني عمومته، ويظهر له حسدا ... » اه: الثقات. وقال ابن الجوزي: في (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص 16، 17: «مات أبو لهب في السنة-

«عبد العزى» ، أمه: «لبني بنت هاجر بنت عبد مناف» . مات ب «العدسة «1» » ، وأولاده: «عتبة «2» » مكبرا، و «معتب «3» » - بكسر التاء المشددة- لهما عقب وصحبة- رضي الله عنهم- و «عتيبة «4» » - مصغرا- الذي يقال له: «عقير الأسد» ، دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلّم: «اللهم سلط عليه كلبا من كلابك «5» » فقتله

_ - الثانية- عام بدر- وما عاش بعد «بدر» إلا سبع ليال، للسهم الذي أصابه، من قتل وأسر صناديد قريش فى غزوة «بدرا» ... » اه: «تلقيح فهوم أهل الأثر» . وحول سرقته لغزال الكعبة، انظر: تلقيح فهوم أهل الأثر ص 16. (1) عن «العدسة» قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث) - عدس-: «بثرة تشبه العدسة تخرج في مواضع من الجسد، من جنس الطاعون، تقتل صاحبها غالبا، وفي حديث «أبي رافع» «أن أبا لهب رماه الله بالعدسة» اه: النهاية. (2) عن «عتبة» و «معتب» قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 8/ 16 رقم: 1766: «عتبة ابن أبي لهب» ... أسلم هو وأخوه «معتب» يوم الفتح، وكانا قد هربا، فبث «العباس» فيهما، فأتى بهما فأسلما، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بإسلامهما، ودعا لهما، وشهدا «حنينا» و «الطائف» ، ولم يخرجا عن «مكة» ، ولم يأتيا المدينة، ولهما عقب، عند أهل النسب- رضي الله عنهما-» اه: الاستيعاب. وانظر: «ترجمة» «معتب» في (الاستيعاب) 16810 رقم: 2459. وانظر: «ترجمة» «معتب» في (الإصابة) 9/ 251 رقم: 8115. وانظر: «ترجمة» «عتيبة» في (الإصابة) 6/ 380 رقم: 5450. انظر: نفس المصادر في الحاشية السابقة. (3) و «معتب» انظر الحاشية السابقة. (4) و «عتيبة» انظر ما ذكرناه عنه سابقا. (5) حديث «اللهم سلط ... إلخ» . أخرجه الحاكم في (المستدرك) كتاب (التفسير) - تفسير سورة المسد- 2/ 33 رقم: 4041 بلفظ: «عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: كان لهب بن أبي لهب، يسب النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: النبي صلى الله عليه وسلّم: «اللهم سلط عليه كلبا ... » الحديث. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي في التخليص» اه: المستدرك للحاكم طبع دار الحرمين بالقاهرة، وبذيله أوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي لأبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي نسخة مكتبة المسجد النبوي: 34883 رقم: 7، 213/ ح. أ. م. والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) 4/ 39، كتاب (جزاء الصيد) باب ما يقتل المحرم من الدواب، وعزاه للحاكم، وحسنه» اه: فتح الباري.

الأسد كافرا ب «الزرقاء «1» » بين «خناصرة «2» » و «سورية» من أرض الشام. (و) سابعهم: (العباس رضي الله عنه) . أمه «نتلة» ، ويقال: «نتيلة» ابنة «جناب بن النمر بن قاسط «3» » ، أسلم قبل فتح «خيبر» ، وكان يكتم إسلامه، ثم أظهره قبيل فتح «مكة» . وشهد «حنينا» و «الطائف» و «تبوك» ، / وكان النبي صلى الله عليه وسلّم يكرمه ويقول: «هذا عمي،

_ - وانظر: (تفسير القرطبي) 17/ 82. وانظر: (دلائل النبوة) للإمام البيهقي 163. (1) و «الزرقا» ذكرها ياقوت الحموي في (معجم البلدان) 3/ 137 فقال: « ... بين خناصرة، وسورية، من أعمال «حلب» ، أو «سلمية» ، وهي ركية عظيمة، بالقرب منها موضع، يقال له: «الحمام» : حمة حارة للماء» اه: معجم البلدان. نسخة المسجد النبوي رقم: 1755. وانظر: (المشترك وضعا المفترق صفعا) لياقوت الحموي ص 133 وانظر: (مراصد الاطلاع) للبغدادي (ت 739 هـ) نسخة المسجد النبوي 11765 رقم: 910/ ب. ع. م. بتصرف. (2) وعن «خناصرة» قال ياقوت في (معجم البلدان) 2/ 390: «بليدة من أعمال «حلب» تحاذي «قنسرين» ، نحو البادية، وهي قصبة كورة، باسم الذي بناها» اه: معجم البلدان. وانظر: (مراصد الاطلاع) للبغدادي 1/ 483. (3) حول «نتلة» ، نتيلة قال الإمام ابن حزم الأندلسي في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 15: «ونتلة هي نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن النمر بن قاسط بن ربيع بن نزار» اه: جمهرة وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 328 رقم: 4500- ترجمة العباس-، 6/ 403 رقم: 1378 وقال الإمام الزرقاني في (شرح المواهب) 3/ 2275: «هي أول من كست الكعبة» اه: شرح المواهب حول حديث: « ... عم الرجل صنو أبيه» انظر: 1- صحيح الإمام مسلم كتاب (الزكاة) رقم: 1634. 2- السنن للإمام أبي داود كتاب (الزكاة) رقم: 1382. 3- جامع الإمام الترمذي كتاب (المناقب) 5/ 652، 653 أرقام: 3691، 3693، 3694. 4- مسند الإمام أحمد- مسند العشرة المبشرين بالجنة- رقم: 678، وباقى مسند المكثرين رقم: 7935 ومسند الشاميين رقم: 1041. 5- المستدرك للحاكم 3/ 375 رقم: 5432 وقال: هذا حديث رواه إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد ويزيد، وإن لم يخرجاه؛ فإنه أحد أركان الحديث في الكوفيين. 6- المعجم الكبير للطبراني 10/ 72 رقم: 6685، 10/ 291 رقم: 10998، 11/ 80 رقم: 11107، 19/ 263 رقم: 1041.

وصنو أبي «1» » . وقال فيه عليه السلام: «هذا العباس أجود قريش كفا وأوصلها رحما «2» » . ولم يمر- رضي الله عنه- «3» ب «عمر» ، ولا ب «عثمان» - رضي الله عنهما- وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز «4» إجلالا له.

_ - 7- سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألبإني- رحمة الله- 3/ 43 رقم: 584. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة العباس- 6/ 10، 110. (1) و «الصنو» عرفه ابن الأثير في (النهاية) فقال: «المثل، واصله: أن تطلع نخلتان من عرق واحد، يريد أن أصل «العباس» وأصل أبي واحد، وهو مثل أبي، أو مثلى، وجمعه «صنوان» وفى حديث «العباس» ؛ فإن عم الرجل صنو أبيه، وفي رواية «العباس» صنوي» اه: النهاية. (2) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده- مسند العشرة المبشرين بالجنة- 1/ 185 عن سعد بن أبي وقاص والحديث أخرجه الحاكم في (المستدرك) 3/ 371 رقم: 5419 بلفظ: عن سعد ابن أبي وقاص «قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يجهز جيشا- أو كان يعرض جيشا- ببقيع الخيل، فاطلع «العباس بن عبد المطلب» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: هذا العباس عم النبي صلى الله عليه وسلّم أجود قريش كفا، وأحناه عليها» وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وانظر: نفس المصدر 3/ 371 رقم: 5420. وانظر: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 15/ 228 رقم: 228 رقم: 7052. وانظر: المعجم الأوسط للطبراني 2/ 552 رقم: 1947. والحديث ذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (المناقب) باب ما جاء في العباس عن النبي صلى الله عليه وسلّم 9/ 271 وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه، وأبو يعلى، إلا أنه قال: كنا عند صلى الله عليه وسلّم ببقيع الغردق ... إلخ، والطبراني في الأوسط بنحوه، إلا أنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلّم يجهز جيشا ... وفيه» محمد بن طلحة التيمى، وثقة غير واحد، وبقية رجال أحمد، وأبي يعلى رجال الصحيح» اه: مجمع. وانظر/ بقية مناقب العباس في مجمع الزوائد 9/ 271، 274. وعزاه ابن حجر في (الإصابة) - ترجمة العباس- إلى النسائي، والبغوي- ترجمة أبي سفيان بن الحارث ... بسند له إلى الشعبي ... إلخ- والحديث لم أصل إليه في سنن النسائي الصغرى (المجتبى) فلعله في الكبرى، والله أعلم. وانظر: (البداية والنهاية) للإمام ابن كثير 7/ 161. (3) حول قوله: «لم يمر بعمر ... إلخ» أخرج ابن عبد البر في (الاستيعاب) - ترجمة العباس- 6/ 10 «وروى ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الثقة أن العباس بن عبد المطلب لم يمر ب «عمر» ولا عثمان- رضي الله عنهما- وهما راكبان، إلا نزلا حتى يجوز العباس إجلالا له، ويقولان: عم النبي صلى الله عليه وسلّم» اه: الاستيعاب. (4) و «يجوز» مضارع تقول: «جاز الموضع جوزا، وجؤوزا، وجوازا، ومجازا، وجاز به: جاوزه جوازا: سار فيه وخلفه ... إلخ» اه: القاموس المحيط.

توفي- رضي الله عنه- بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجب، وقيل: من رمضان سنة اثنتين وثلاثين، قبل قتل «عثمان» بسنتين «1» . وأولاده- رضي الله عنهم- عشرة: سبعة أشقاء لأم الفضل «2» ؛ وهم:

_ (1) حول وفاته قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) - ترجمة العباس- 6/ 15: «وتوفي العباس بالمدينة، يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من رجب وقيل: بل من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين، قبل قتل «عثمان» بسنتين وصلى عليه «عثمان» ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة وقيل: ابن تسع وثمانين. أدرك في الإسلام اثنتين وثلاثين، وفي الجاهلية ستا وخمسين سنة. وقال خليفة بن خياط: كانت وفاة العباس، سنة ثلاث وثلاثين، ودخل قبره ابنه: عبد الله بن عباس» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- ترجمة العباس- 5/ 329. (2) و «أم الفضل «ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 144، 146 رقم: 3480 فقال: «لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية ... » هي أم الفضل أخت «ميمونة» زوج النبي صلى الله عليه وسلّم وزوجة «العباس بن عبد المطلب» وأم أكثر بنيه. يقال: إنها أول امرأة أسلمت بعد «خديجة» ؛ فكان النبي صلى الله عليه وسلّم يزورها، ويقيل عندها، روت عنه أحاديث كثيرة؛ وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال، لم تلد امرأة مثلهم، وهم: «الفضل» ؛ وبه كانت تكنى، ويكنى به زوجها، و «عبد الله» الفقيه، و «عبيد الله» الفقيه، و «معبد» ، و «قثم» ، و «عبد الرحمن» ، و «أم حبيبة» سابعة. وفى أم الفضل يقول: عبد الله بن يزيد الهلالي: ما ولدت نجيبة من فحل ... بجبل نعلمه ولا سهل كستة من بطن أم الفضل ... أكرم بها من كهلة وكهل عن المصطفى ذى الفضل ... وخاتم الرسل وخير الرسل اه: الاستيعاب. وانظر: (الاستيعاب) - الكنى أم الفضل- 13/ 265 رقم: 3595. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 111، 112 رقم: 939. وانظر: (الإصابة) - الكنى- 13/ 265 رقم: 1442.

«عبد الله «1» » ، و «عبيد الله «2» » ، و «الفضل «3» » ، و «معبد «4» » ،

_ (1) و «عبد الله» ترجم له الدارقطني في كتابه (الإخوة والأخوات) ص 52، 53 فقال: «وأما عبد الله بن العباس فيكنى أبا العباس ولد في الشعب قبل خروج بنى هاشم منه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وقبض النبي صلى الله عليه وسلّم وهو ابن ثلاث عشرة وقيل: كان له خمس عشرة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلّم ودعا له النبي صلى الله عليه وسلّم أن يفقه الله في الدين، وأن يعلمه التأويل، وفضائله كثيرة، وروايته، ومات بالطائف سنة ثمان وستين، وصلى عليه «محمد بن الحنفية» اه: الإخوة والأخوات. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 4/ 54، 7/ 399. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 6/ 258، 271 رقم: 1588. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 4/ 291، 295 رقم: 3037. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 6/ 130، 140 رقم: 4772. (2) و «عبيد الله» ترجم له الدارقطني في (الأخوة والأخوات) ص 53، 54 فقال: «وأما أبو عبيد الله بن العباس، فيكنى «أبا محمد» ، وكان أصغر من أخيه «عبد الله» بسنة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلّم، وروى عنه «سليمان بن يسار» ، واستعمله الإمام «على» - رضي الله عنهما- على إلى من، وكان سخيا، ومات بالمدينة» اه: الأخوة والأخوات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 7/ 77، 81 رقم: 1715. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 3/ 519، 520 رقم: 3470. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 6/ 349، 350 رقم: 5295. وانظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 3/ 512 رقم: 121. (3) و «الفضل بن العباس» ترجم له الدارقطني في (الإخوة والأخوات) ص 51، 52 فقال: «فأما الفضل فيكنى «أبا عبد الله» ، و «أبا محمد» ، وهو الردف- أي الذي أردفه النبي صلى الله عليه وسلّم خلفه في حجة الوداع- ... واختلف في وقت وفاته، فقيل: إنه قتل في خلافة أبي بكر (يوم اليرموك) ، وقيل: يوم أجنادين، وقيل: يوم مرج الصفر، وقيل: في خلافة «عمر» - رضي الله عنه- في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة ... » اه: الإخوة والأخوات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 9/ 132، 133 رقم: 2093. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 8/ 102، 103 رقم 6997. (4) و «معيد بن العباس» ترجم له الدارقطني في (الإخوة والأخوات) ص 54، فقال: «وأما معيد فاستعمله «علي» - رضي الله عنه- على «مكة» ، وقتل بإفريقية شهيدا، ولا رواية له، ومن ولده: «إبراهيم» و «عباس» «ابنا عبد الله» اه: الإخوة والأخوات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 10/ 161 رقم: 2447. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 5/ 220. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الثاني- 9/ 323 رقم: 8322.

و «قثم «1» » ، و «عبد الرحمن «2» » ، و «أم حبيب «3» » . و «عون» ، قال ابن عبد البر: لم أقف على اسم أمه «4» . ولأم ولد منهم اثنان: «كثير» ، و «تمام «5» » .

_ (1) و «قثم بن العباس» ترجم له الدارقطني في كتاب (الأخوة والأخوات) ص 54، 55 فقال: «وأما قثم بن العباس فأردفه النبي صلى الله عليه وسلّم وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلّم، واستعمله الإمام «علي» على المدينة، وقال عنه- رضي الله عنه-: «أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلّم «قثم بن العباس ... » واستشهد- رضي الله عنه- ب «سمرقند» في زمن «معاوية» - رضي الله عنهما- وقبره هنالك» اه: الإخوة والأخوات. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 2/ 191، 4/ 16، 17. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 8/ 141 142 رقم: 7075. (2) و «عبد الرحمن بن العباس» ترجم له الإمام البلاذري في كتابه (أنساب الأشراف) 4/ 98 فقال: «وأما عبد الرحمن بن العباس، فلا بقية له، وكان أصغر إخوته، مات في طاعون عمواس بالشام، ويقال: استشهد يوم اليرموك في خلافة عمر، وكان ولد لعبد الرحمن: عبد الرحمن بن عبد الرحمن، باسم أبيه. وقال بعضهم: قتل عبد الرحمن بإفريقية؛ وذلك غلط» اه: أنساب الأشراف. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 4/ 261 رقم: 3336. (3) و «أم حبيب» - حبيبة- ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 197، 198 رقم: 3534 فقال: «أم حبيبة، ويقال: أم حبيب- أيضا كذلك يقول: أكثر أهل النسب- بنت العباس، مذكورة في حديث أم الفضل؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «لو بلغت أم حبيبة بنت العباس» وأنا حي لتزوجتها» وتزوجها «الأسود بن سفيان بن عبد الأسود بن هلال بن عبد الله بن عمر مخزوم» وأم «أم حبيبة بنت العباس» «أم الفضل بنت الحارث» فهى أخت «عبد الله» و «الفضل» ، و «عبيد الله» ، و «عبد الرحمن ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 13/ 191 رقم: 1199. (4) قول الإمام ابن عمر هذا لم أستطع الوصول إليه في كتب (ابن عمر) المتوافرة لدي كالاستيعاب، وغيره. (5) و «تمام» و «كثير» ابنا العباس ذكرهما كل من: أ- الإمام محمد بن سعد في (الطبقات) 4/ 6. ب- الإمام الدارقطني في كتابه (الأخوة والأخوات) ص 49 فقال: «وتمام، وكثير ابنا العباس لأم ولد» اه: الإخوة ... وذكره ابن حجر في (الإصابة) - القسم الثاني- في ذكر من له رؤية 2/ 309، 310 رقم: 853 فقال: «وتمام بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلّم أصغر الإخوة-

(و) ثامنهم: (حمزة «1» ) أسد الله، وأسد رسوله، كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو أحد الرجلين اللذين لما أسلما أعز الله بهما الإسلام، هو وعمر بن الخطاب- رضي الله عنهما-، وسيأتي مزيد تعريف به. (و) تاسعهم: (أبو طالب) واسمه: «عبد مناف» ، شقيق والد المصطفى وكافله بعد «عبد المطلب» ، وكان/ يقى نبوته؛ لكن أبي أن يدين بذلك خوف العار، وفيه نزلت: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ «2» . وفي الصحيح «3» ، أن العباس قال للمصطفى: «إن أبا طالب كان

_ - العشرة أمه أو ولد، كان العباس يقول: «تموا بتمام عشرة» قاله الزبير بن بكار وقال أبو عمر: كل ولد العباس له رؤية، وللفضل، وعبد الله سماع قال ابن السكن: يقال: كان أصغر أخوته، وكان أشد قريش بطشا، ولا يحفظ له عن النبي صلى الله عليه وسلّم رواية من وجه ثابت ... » . قلت: «والإخوة العشرة هم: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله ... وكثير، و «صبيح» ، و «مسهر» و «تمام» ، وكلهم متفق عليه، إلا الثامن- صبيح- والتاسع- ... » اه: الإصابة. وقد ذكر الإمام الدارقطني في كتابه (الأخوة والأخوات) ص 50، 51 أولاد أخر: منهم. أ- «الحارث بن العباس» أمه، هذلية. ب- «آمنة» . ج- «صفية» . د- «أم كلثوم» . وقال: بنات العباس لأمهات أولاد. وقال هشام بن الكلبى: و «صبيح» و «مسهر» ابنا العباس، ولم يتابع على ذلك. وقال إبراهيم الحربي: و «لبابة» ، و «أمينة» ، «قاله لنا ابن مخلد عنه» اه: الإخوة ... وحول أولاد العباس صلى الله عليه وسلّم انظر: أنساب الأشراف للإمام البلاذرى 4/ 31، 32. (1) حول «حمزة بن عبد المطلب» انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 88، 93، 95، 108، 109، 200، 2/ 6، 8/ 17، 24، 41 ... إلخ. 2- (الاستيعاب) لابن عبد البر 3/ 70، 82 رقم: 544. 3- (أسد الغابة) لابن الأثير 1/ 528 رقم: 1251. 4- (الإصابة) للإمام لابن حجر 2/ 285، 287 رقم: 1102. (2) سورة القصص، من الاية: 56. (3) الحديث متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم من رواية العباس بن عبد المطلب، وغيرهما: فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب (المناقب) رقم: 3594 بلفظ: عن العباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه- قال للنبي صلى الله عليه وسلّم: ما أغنيت عن عمك؛ فإنه كان يحوطك، -

يحوطك «1» ويمنعك، فهل ينفعه ذلك؟» . قال: «وجدته في غمرات من النار، فأخرجته إلى ضحضاح «2» يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه» ؛ لأنه كان بجملته «3» مع المصطفى؛ لكنه كان متثبتا بقدميه على ملة» عبد المطلب حتى مات، فسلط العذاب على رجليه فقط. أولاده «4» : «على» و «جعفر» ، و «عقيل» ، و «طالب» الذي به كان يكنى، ومات كافرا.

_ - ويغضب لك. قال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» . وانظر: الحديث تحت أرقام: 3/ 1408 رقم: 3670، 3/ 1409 رقم: 3672، 5/ 2293 رقم: (5885) . وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الإيمان) تحت رقم: 209، عن العباس، وبرقم: 309 عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (مسند بني هاشم) تحت أرقام: 1671، 1674، 1978، 1693. وانظر: (المستدرك) للحاكم 4/ 625 رقم: 8735 عن ابن عباس. وانظر: (صحيح ابن حبان) 14/ 168 رقم: 6271. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 23/ 405 رقم: 672 عن أم سلمة- رضي الله عنها. وانظر: (فضائل الصحابة) للإمام أحمد 2/ 919 رقم: 1758 عن العباس بن عبد المطلب. وانظر: (المسند) للإمام أبي يعلى/ 212 رقم: 1360 عن أبي سعيد الخدري. (1) قوله: «ويحوطك» قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) 7/ 195 حديث رقم: 3670: «بضم الحاء الهملة- من الحياطة» ، وهي المراعاة؛ وفيه تلميح إلى ما ذكره ابن إسحاق، قال: «ثم إن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكانت خديجة- رضي الله عنها- له وزيرة صدق على الإسلام، يسكن إليها، وكان أبو طالب له عضدا وناصرا على قومه، فلما هلك أبو طالب، نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الأذى ما لم تطمع به في حياة أبي طالب ... » اه: فتح الباري بتصرف. (2) عن الضحضاح قال الحافظ «ابن حجر» في (فتح الباري) 7/ 195 حديث رقم: 3670: «قوله: في ضحضاح- بمعجمتين ومعلمتين، هو استعارة؛ فإن الضحضاح من الماء ما بلغ الكعب، ويقال أيضا: لما قرب من الماء، وهو ضد الغمرة، والمعنى أنه خفف عنه العذاب ... إلخ» اه: فتح الباري. وحول الضحضاح انظر: (الديباج على صحيح مسلم) للإمام السيوطي 1/ 273. (3) انظر: التعليق رقم: 3. (4) حول أولاد «أبي طالب» قال الإمام الدارقطني في كتابه (الإخوة والأخوات) ص 39، 42: -

(و) عاشرهم: (عبد الله) والد المصطفى صلى الله عليه وسلّم. (فعمومته عليه السلام تسعة، وأصغرهم سنا العباس- رضي الله عنه- حدثنا أبو داود: سليمان بن يزيد «1» ، حدثنا محمد بن ماجه، أخبرنا «2» نصر بن على، أخبرنا «3» عبد الله بن داود، عن علي بن صالح قال: «كان ولد عبد المطلب عشرة، كل واحد منهم يأكل جذعة «4» ) . وسأل «معاوية» - رضي الله عنه-

_ - «الإخوة من ولد أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم: علي، وجعفر، وعقيل، وأم هانئ، وجمانة بنو أبي طالب» . أمهم: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسنهم: عقيل، ثم جعفر، ثم على، وكان كل واحد منهم أسن من اخيه بعشر سنين، وكان أخوهم «طالب» أسن من عقيل بعشر سنين، ولم يسلم فأما على رضي الله عنه فيكنى أبا الحسن، وفضائله أكثر من أن تعد، وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلّم كثير. وأما جعفر، فيكنى أبا عبد الله، أسلم قديما، وهاجر الهجرتين: إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة ... وقدم من أرض الحبشة يوم «خيبر» فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقيل بين عينيه وقال: «ما أدرى بأيهما أنا أسر؟! أبفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟! وقتل شهيدا يوم «مؤتة» وأما عقيل: فإنه أبا يزيد، روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم وأما «أم هانئ» فسمها «فاختة» ، تزوجها «هبيرة بن أبي وهب ... » وولدت له أولادا، وأسلمت، وروت عن النبي صلى الله عليه وسلّم وهرب زوجها إلى «نجران» ، ومات مشركا وأما «جمانة بنت أبي طالب» فتزوجها ابن عمها «أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب» ، وولدت له ولم يسند عنها شيء» اه: الإخوة والأخوات. (1) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- المتوافرة لدي المخطوط منها والمطبوع، جاء «سليمان بن زيد» وفى بعضها الاخر جاء «سليمان بن يزيد» ، وهو ما فضلت كتابته في الأصل؛ لوروده بكثرة في صور المخطوطات، والنسخ المطبوعة الاتية: أ- مخطوط الأزهر لوحة 36/ أ. ب- مخطوط نسخة الجامعة الإسلامية مجموع 124 ورقة 124/ ب ميكو فيلم رقم: 6802. ج- النسخة الهندية لمطبوعة في (بومبى) في رجب سنة 1311 هـ. د- نسخة الحلبى المطبوعة في عام 1359 هـ/ 1940 م. (2) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- المتوافرة «أنبأنا» بدل «أخبرنا» ، ولمعرفة الفرق بين حدثنا أخبرنا «أنبأنا» انظر: ص 34، 35 من كتاب (الزجر بالهجر) للسيوطي، بتحقيقنا. طبع الدار المصرية. (3) انظر: الحاشية السابقة. (4) أثر «كان ولد ... جذعة» لم أستطع الوصول إليه مع كثرة البحث عنه.

«دغفل بن حنظلة «1» » النسابة، هل أدركت «عبد المطلب» ؟ قال: نعم: «رأيت شيخا وسيما قسيما يحف به عشرة/ من بنيه كأنهم النجوم «2» » . والذي أدركه الإسلام من هؤلاء أربعة: - أسلم اثنان: «حمزة» ، و «العباس» - رضي الله عنهما- وتخلف اثنان: «أبو طالب» ، و «أبو لهب» ، والباقون ذهبوا في الجاهلية، وزاد مصعب الزبيري في أولاد «عبد المطلب» قثما «3» ، وقال: مات صغيرا. وزاد بعضهم «عبد الكعبة «4» » وأنه درج، ومات صغيرا أيضا. (وعماته صلى الله عليه وسلّم ست «5» ) : أولهن: (أميمة) كانت عند «جحش بن رئاب الأسدي بن خزيمة» ، فولدت له

_ (1) «الدغفل» قال عنه ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 351: «والدغفل: مأخوذ من قولهم: عيش دغفل، أى واسع» اه: الاشتقاق. و «دغفل» : ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 218، 219 رقم: 207، فقال: «دغفل بن حنظلة» النسابة السدوسي ... نسبة ابن إسحاق وغيره. يقال: إن له صحبة ورواية، ولا يصح عندي عنه «الحسن البصري» ، و «ابن سيرين» . وقال أحمد بن حنبل: لا أدري أله صحبة أم لا؟! عن «قتادة» عن عبد الله بن بريدة، أن معاوية ابن أبي سفيان دعا «دغفلا فسأله عن العربية، وسأله عن أنساب الناس، وسأله عن النجوم؛ فإذا الرجل عالم، فقال: يا دغفل من أين حفظت هذا؟! قال: حفظت هذا بقلب عقول، ولسان سئول؛ وإن غائلة العلم النسيبان. قال معاوية: رضي الله عنه: «انطلق إلى «يزيد» فعلمه أنساب الناس، وعلمه النجوم، وعلمه العربية ... إلخ» اه: الاستيعاب. وقال الإمام ابن حجر في (الإصابة) 3/ 194: « ... إن دغفل غرق في (يوم دولاب) في قتال الخوارج، قلت: وكان ذلك سنة سبعين، وحكى محمد بن إسحاق النديم في كتاب (الفهرست) أن اسمه «حجر» ، ولقبه «دغفل» » اه: الإصابة. وانظر: (الأعلام) للزركلي. (2) وسؤال «معاوية» لدغفل لم أستطع الوصل إليه. (3) حول «قثم بن عبد المطلب» انظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 16، 17. (4) حول: عبد الكعبة «قال الإمام الزرقاني في (شرح المواهب) 3/ 275: «وقيل/: كانوا أحد عشر، فأسقط «المقوم» وقال هو: «عبد الكعبة» وحول أولاد عبد المطلب انظر أيضا» (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغنى المقدسي ص 29، 33 «فصل في أعمامه وعماته» . (5) في نسخة دار الكتب المصرية رقم: 169/ 174 من (أوجز السير) - أصل كتابنا- جاء-

«عبد الله المجدع «1» » في الله [ ... ] «2» المقتول في «أحد» شهيدا، وأبا أحمد الشاعر الأعمي «3» ، واسمه: «عبد» بغير إضافة. و «زينب» أم المؤمنين،

_ - في اللوحة رقم: 170/ ب، جاء لفظ: «ستة» بالتاء، وهذا من أخطاء؛ لأن المعدود مؤنث. (1) و «عبد الله المجدع» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 6/ 126، 132 رقم: 1484 فقال: «عبد الله بن جحش بن رئاب بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدى» . أمه «أميمة بنت المطلب» ، وهو حليف لبني عبد شمس، وقيل: لحرب بن أمية «أسلم- فيما ذكر الواقدي- قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلّم دار الأرقم، وكان هو وأخوه أبو أحمد بن جحش من المهاجرين الأولين، ممن هاجر الهجرتين، وأخوهما «عبيد الله بن جحش» تنصر بأرض الحبشة، ومات بها نصرانيا، وبانت من امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلّم، وأختهم «زينب بنت جحش» زوج النبي صلى الله عليه وسلّم، وأم حبيبة، وحمنة. وكان «عبد الله» ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع أخويه: أبي أحمد، وعبيد الله بن جحش، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد «بدرا» واستشهد يوم «أحد» يعرف بالمجدع في الله؛ لأنه مثل به يوم أحد، وقطع أنفه. روى مجاهد: عن سعد بن أبي وقاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم خطبهم، وقال: «لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم؛ ولكنه أصبركم للجوع والعطش» ، فبعث «عبد الله بن جحش» وروى ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن ابن قسيط، عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه؛ أن عبد الله بن جحش، قال له يوم «أحد» ألا تأتى فندعو الله؟! فجلسوا في ناحية، فدعا «سعد» ، وقال: يا رب إذا لقيت العدو غدا؛ فلقني رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك، ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمّن «عبد الله بن جحش» ، ثم قال: اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك، ويقاتلني فيقتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني؛ فإذا لقيتك، قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك؟! فأقول: فيك، وفي رسولك؛ فتقول: صدقت. قال سعد: كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار، وإن أذنه وأنفه معلقان جميعا في خيط ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 6/ 34، 35، رقم 4574. (2) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل لم أستطع قراءته. (3) «أبو أحمد ... » ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 111، 112 رقم: 2831 فقال: «أبو أحمد جحش الأعمى اسمه «عبد الله بن رباب ... » أمه، وأم أخيه «عبد الله بن جحش ... المجدع» في الله «أميمة بنت عبد المطلب» ، وعمه رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقيل: اسمه «ثمامة» ، ولا يصح والصحيح في اسمه «عبد» وكان أحمد شاعرا. قال محمد بن إسحاق: كان أول من خرج إلى المدينة، مهاجرا من مكة، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم «عبد الله بن جحش ... » احتمل بأهله، وبأخيه أحمد ... الشاعر الأعمى ... توفي-

و «حمنة «1» » ، و «أم حبيبة» ، و «عبيد الله» - مصغرا» ، وكلهم صحابة؛ إلا «عبيد الله» المصغر، أسلم ثم هاجر إلى الحبشة فارتد بها، وتنصر «2» ، ومات كافرا والعياذ بالله. (و) ثانيتهن: (أم حكيم «3» ) ، وهي البيضاء، وهي توأمة «4» والد المصطفى، كانت عند «كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف» ، فولدت له «عامرا «5» »

_ - أبو أحمد ... بعد «زينب بنت جحش» أخته زوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكانت وفاتها سنة عشرين ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 11/ 6، 7 رقم: 10. (1) و «حمنة» ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 12/ 262، 263 رقم: 2302 فقال: «حمنة بنت جحش الأسدية، أخت «زينب ... » كانت عند «مصعب بن عمير» وقتل عنها يوم «أحد» فتزوجها «طلحة بن عبيد الله» فولدت له «محمدا» و «عمران» ... وكانت «حمنة» ممن خاض في (الإفك) على عائشة- رضي الله عنها- وجلدت في ذلك مع من جلد فيه، عند من صح جلدهم، وكانت تستخلص، هي وأختها «أم حبيبة بنت جحش» ... إلخ» اه: الاستيعاب. (2) حول تنصر عبيد الله وموته كافرا انظر المراجع الاتية: أ- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- ترجمة رملة بنت أبي سفيان- 13/ 903 رقم: 3344. ب- (الإصابة) للإمام ابن حجر- ترجمة رملة- 12/ 260، 263 رقم: 432. (3) و «أم حكيم» ترجم له ابن سعد في (الطبقات) 8/ 45 فقال: «أم حكيم، وهي البيضاء بنت عبد المطلب ... وأمها «فاطمة بنت عمرو بن عائذ ... » تزوجها في الجاهلية «كريز بن ربيعة ... » فولدت له: «عامرا» و «أروى» و «طلحة» ... إلخ» اه: الطبقات. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 18. وحول من أسلم من عماته صلى الله عليه وسلّم انظر كتاب (الثقات) للإمام ابن حبان، وفيه قال: لم يسلم من عماته صلى الله عليه وسلّم إلا «صفية» وقال غيره- ابن سعد في الطبقات 8/ 41، 44- بإسلام «عاتكة» ، و «أروى» ، وانظر: (تاريخ دمشق) للإمام ابن عساكر 1/ 99، 101. (4) حول قوله: «وهي توأمة ... » . انظر: جمهرة أنساب العرب للإمام ابن حزم 1/ 15. (5) و «عامر ... » ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 303 رقم: 1340 فقال: «عامر بن كريز بن ربيعة ... » أمه البيضاء بنت عبد المطلب، أسلم عام الفتح، وبقى إلى خلافة «عثمان» ، وهو والد «عبد الله بن عامر» والي العراق، وخراسان اه: الاستيعاب. وقال الإمام ابن حجر في (الإصابة) 5/ 295 رقم: 4411: « ... وعاش حتى قدم البصرة على ابنه «عبد الله» لما كان أميرا عليها في زمن «عثمان» ، ويقال: إنه كان أحمقا ... » اه: الإصابة. وعن حمقه قال محمد بن حبيب (ت 245 هـ) في كتابه (المنمق) ص 390: «وكان عثمان-

صحابي، وبنات منهن: «أروى «1» » أم «عثمان بن عفان» رضي الله عنه. (و) ثالثتهن: / (برة «2» ) - بموحدة تحتية وراء مشددة- وهي شقيقة «عبد الله» والد المصطفى صلى الله عليه وسلّم. نكحها رجلان: أحدهما «أبو رهم بن عبد العزى العامري «3» » ، والاخر «عبد الأسد بن هلال المخزومي «4» » . واختلف في السابق منهما؛ فولدت لأبي رهم «أبا سبرة «5» » - بمهملة فموحدة كجمرة- من المهاجرين الأولين، بدري شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

_ - ابن عفان- رضي الله عنه- قد ولى ابنه «عبد الله عامر» البصرة، فاستأذن «عامر» «عثمان» في زيارة ابنه فأذن له، فشخص إليه؛ فلما صعد «عبد الله» المنبر- وكان خطيبا- أخذ «عامر» بذكر نفسه، وجعل يقول لمن يليه: أترون أميركم هذا من هذا خرج؟!. فلم يدعه «عبد الله» يقيم، وأحسن جهازه، وسرحه إلى المدينة خوف الفضيحة» اه: المنمق لابن حبيب تصحيح خورشيد أحمد فارق، طبع عالم الكتب بيروت، الطبعة الأولى سنة 1405/ 1985 م. (1) عن «أروى» قال ابن دريد في (الاشتقاق) ص 80: «والوليد بن عقبة» أخو «عثمان بن عفان» لأمه؛ أمهما «أروى بنت كريز» اه: الاشتقاق. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة عثمان بن عفان- رقم: 1778. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- ترجمة عثمان- 6/ 391 رقم: 5440. وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم الأندلسي 1/ 169. (2) حول «برة بنت عبد المطلب» انظر: (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم 1/ 169. (3) عن «أبي رهم» قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 168: «وولد عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ودّ: مخرمة، وأبو رهم ... وولد أبي رهم بن عبد العزى: أبو سبرة بن أبي رهم، بدرى، وهو أخو «سلمة بن عبد الأسد المخزومي» أمهما «برة ... إلخ» اه: الجمهرة. (4) حول عبد الأسد بن هلال قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 142: «وولد عبد العزى بن عمرو بن مخزوم: عائذ، وعثمان، وهلال ... وولد «هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم» «عبد الأسد» ، فولد «عبد الأسد» «أبا سلمة» اه: الجمهرة. (5) وعن «سبرة» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 272، 273: «هاجر الهجرتين جميعا ... وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينه، وبين «سلمة بن وقش» ، وشهد «أبو سبرة» «بدرا» و «أحدا» ، وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم توفي في خلافة عثمان صلى الله عليه وسلّم» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 11/ 159 رقم: 500.

ولا يعرف اسمه، وولدت لعبد الأسد «أبا سلمة: عبد الله» الصحابي المشهور «1» زوج «أم سلمة» قبل الرسول صلى الله عليه وسلّم. (و) رابعتهن: (عاتكة «2» ) كانت عند «أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر» المعروف بزاد الراكب «3» ، فولدت له «عبد الله «4» » له صحبة، و «زهيرا» ، ولا يعرف له إسلام،

_ (1) تقدمت ترجمة أبي سلمة ص: 160. (2) و «عاتكة» ترجم لها الإمام الدارقطني في كتاب (الإخوة والأخوات) ص 37، 38 فقال: «وأما عاتكة بنت عبد المطلب؛ فكانت أخت عبد الله؛ أبي رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبيه وأمه، أمهما «فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم» أسلمت وهي صاحبة الرؤيا، ولها في أهل «بدر» شعر، تذكر فيه رؤياها، وصدقها فيها، ولم يسند عنها شيء» اه: الإخوة. وحولها انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 43، 44 وفيها: «عاتكة ... وتزوجها في الجاهلية، أبو أمية بن المغيرة ... فولدت له «عبد الله» و «زهيرا» و «قريبة» ، ثم أسلمت عاتكة بمكة، وهاجرت إلى المدينة ... » اه: الطبقات. ب- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 2/ 244. ج- (المعجم الكبير) للإمام الطبراني 24/ 319، 322 تحت رقمى: 804، 807. د- (مجمع الزوائد) للإمام الهيثمي، كتاب (الغزوات) ، باب غزوة «بدر» 69/ 71، وقال: «فيه عبد العزيز بن مروان» وهو متروك. (3) حول وصف «أبي أمية» بزاد الراكب قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) - ترجمة عبد الله ابن أمية- 6/ 106 رقم: 1474: « ... يقال لأبيه- أبي أمية-» زاد الراكب» وزعم ابن الكلبي أن أزواد الركب ثلاثة: «زمعة بن الأسود بن المطلب ... » قتل يوم «بدر» كافرا و «مسافر بن أبي عمرو بن أمية» و «أبو أمية بن المغيرة المخزومي، وهو أشهرهم بذلك، هكذا قال ابن الكلبي، والزبير، وقالا: إنما سموا أزواد الركب؛ لأنهم كانوا إذا سافر معهم أحد كان زاده عليهم. قال مصعب العدوي: لا تعرف قريش «زاد الركب إلا أبا أمية بن المغيرة وحدة» اه: الاستيعاب. (4) و «عبد الله بن أبي أمية» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 106 رقم: 1474 فقال: « ... وكان عبد الله شديدا على المسلمين مخالفا مبغضا، وهو الذي قال: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ... الايات، إلى قوله تعالى: أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ [سورة الإسراء، الايات: 90- 93] وكان شديدا العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم إنه خرج مهاجرا إلى النبي- فلقيه بالطريق بين «السقيا» و «العرج» - وهو يريد مكة عام الفتح- فتلقاه فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم مرة، فدخل على أخته «وسألها أن تشفع له، فشفعت له أخته «أم سلمة» ، وهي أخته لأبيه فشفعها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... فأسلم، وحسن إسلامه، وشهد مع-

و «قريبة «1» » ذكرها ابن الجوزي، صحابية، وجزم بذلك الذهبي. (و) خامستهن: (صفية «2» ) كانت في الجاهلية تحت «الحارث بن حرب» ، أخي «أبي سفيان بن حرب» فولدت له «صيفي بن الحارث «3» » ، ثم خلف عليها «العوام» بن خويلد أخو «خديجة» بنت خويلد/ فولدت له «الزبير بن العوام» و «السائب بن العوام» الصحابيين المشهورين، وعاشت: «صفية» زمانا طويلا، وتوفيت في خلافة «عمر» رضي الله عنه سنة عشرين، ولها ثلاث وسبعون سنة، ودفنت في «البقيع» ؛ قيل: ولم يسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلّم غيرها، وقيل: أسلم أيضا «أروي» و «عاتكة «4» » . (و) سادستهن: (أروى) وكانت تحت «عمير بن وهب» [بن أبي كثير «5» ] بن

_ - رسول الله صلى الله عليه وسلّم فتح مكة، وشهد «حنينا» و «الطائف» ، ورمي يوم الطائف بسهم فقتله فمات يومئذ ... » اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 6/ 11، 13 رقم: 4534. (1) و «قريبة» - بفتح أوله، ويقال بالتصغير «قريبة- ذكر ذلك ابن حجر في (الإصابة) 13/ 96 رقم: (889) . وترجم لها قبل ابن سعد في (الطبقات) - 8/ 262، 263- فقال: «قريبة الصغرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ... وأمها» «عاتكة ... » ، وهي أخت «أم سلمة» ... «زوج النبي صلى الله عليه وسلّم لأبيها أسلمت، وبايعت ... إلخ» اه: الطبقات. وترجم لها الإمام ابن الجوزي (ت 597 هـ) في كتابه (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص 342- حرف القاف- في تسمية النساء اللواتي لهن صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم «قريبة بنت أبي أمية ... إلخ» اه: تلقيح ... (2) و «صفية» ترجم لها الإمام الدارقطني في كتابه (الأخوة والأخوات) ص 36، 37 فقال: «وأما صفية بنت عبد المطلب، فأسلمت، وشهدت الخندق، وقتلت رجلا من إليهود، وضرب لها النبي بسهم ... » اه: الإخوة ... وانظر: (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر 13/ 66، 67 رقم: 3408. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 18، 20 رقم: 651. (3) قوله: «فولدت له صيفي ... إلخ» هذا القول يخالف ما ذكره ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 111 حيث قال: « ... كان الحارث زوج صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلّم قبل «العوام بن خويلد» ، ولا عقب للحارث» اه: الجمهرة. (4) انظر: ما ذكرناه سابقا حول من أسلم عن عمات الرسول صلى الله عليه وسلّم. (5) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل- مع العلم أن جمهرة أنساب العرب للإمام-

عبد بن قصي، فولدت له «طليبا «1» » من المهاجرين الأولين البدريين، ثم خلف عليها «كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي «2» » فولدت له «فاطمة «3» » وقيل: «أروى «4» » . [العواتك اللاتي ولدن رسول الله صلى الله عليه وسلّم] (والعواتك «5» اللاتي ولدنه صلى الله عليه وسلّم) ثلاثة: أولهن: (عاتكة بنت هلال) بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة «من سليم» ،

_ - ابن حزم الأندلسي لم تذكر ما هو غير واضح بالأصل- وأثبتناه من المراجع الاتية: أ- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- ترجمة طليب- 5/ 252 رقم: 1290. ب- (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 5/ 242، 243 رقم: 4281. ج- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي- من اسمه طليب- ص 212. (1) و «طليب» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 252 فقال: «طليب بن عمير ... بن أبي كثير بن عبد ... ، أمه» أروى بنت عبد المطلب ... يكنى أبا عدي وعبد بن قصي، هو أخو عبد الدار بن قصي ... إلخ. هاجر طليب بن عمير ... إلى أرض الحبشة، ثم شهد «بدرا» في قول ابن إسحاق، والواقدي ... وكان من خيار الصحابة. قال الزبير بن بكار: «كان طليب من المهاجرين الأولين، وشهد «بدرا» ، وقتل بأجنادين شهيدا ... وقال مصعب: قتل يوم اليرموك ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 242، 243 رقم: 4281. (2) و «كلدة» ذكره ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 156- عبد الدار بن قصى- فقال: «ومن رجالهم» هاشم و «كلدة» ابنا «عبد مناف بن عبد الدار» اه: الاشتقاق. (3) «فاطمة» و «أروى» لم أجد لهما ترجمة في المراجع المتوافرة لدى، والله أعلم. (4) انظر الحاشية السابقة. (5) و «العواتك» : جمع «عاتكة» وقد تقدم بيان المعنى- انظر: «عاتكة بنت مرة» أم هاشم والمطلب ... وعن «العوتك من بني سليم وغيرهن» قال الإمام أحمد بن يحيى البلاذري (ت 279 هـ) في كتابه (جمل من أنساب الأشراف) 2/ 195، 197 تحقيق الدكتور سهيل زكار، وآخر؟ طبع المكتبة التجارية بمكة المكرمة (مصطفى الباز) : «وأم هاشم بن عبد مناف: عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور وأم مرة بن هلال بن فالج» عاتكة بنت مرة بن عدى بن أسلم من خزاعة. ويقال: بل هي «عاتكة بنت جابر بن قنفذ ابن مالك، من بني سليم، وهو أثبت القولين. - وأم «هلال بن فالج» : «عاتكة بنت عقبة بن خفاف بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم؛ فهؤلاء من بني سليم. وانظر: (حياة الحيوان) للدميرى 2/ 13، طبع الحلبي. وعن «العواتك» من بنى النصر قال الإمام البلاذري- نفس المصدر: و «أم أميمة بنت عامر بن خزاعة، عاتكة بنت غالب بن فهر، وأمها: «عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة» فهؤلاء ثلاث من ولد النضر بن كنانة. قال- يعني البلاذري-: قالوا: وأم عبد الله بن رزام بن ربيعة بن جحوش وعبد الله جد عمرو بن عائذ، أبو أمه «فاطمة- وهي الثانية من الفواطم-» عاتكة بنت سعيد بن هذيل، فهذه واحدة من هذيل. و «أم عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلّم «فاطمة بنت عمرو بن عائذ وأمها» صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم، وأمها «تخمر بنت عبد قصى، سميت باسم عمتها «تخمر بنت قصى» . وأمها «سلمى بنت عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر» . وأمها «هند بنت عبد الله بن الحارث بن وائلة بن ظرب من عدوان بن عمرو بن قيس عيلان وأمها زينب بنت مالك بن ناصرة بن كعب بن حرب من بني فهم بن عمرو بن قيس وأمها «عاتكة بنت عمرو بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن الحارث، وهو عدوان هاتان عدوانيتان، وأم مالك بن النضر بن كنانة: «عاتكة» وهي «عكرشة» الحصان، بنت عدوان بن عمرو بن قيس. وأم النضر بن كنانة: «برة بنت مر بن أد وأمها: «ماوية» من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وأمها «عاتكة بنت الأزد» من الغوث؛ فهذه أزدية واحدة. وأم كعب بن لؤي: «مارية بنت القين بن جسر بن سبيع الله بن اسد بن وبرة بن تغلب ... وأمها: «وحشية بنت حرام بن ضننة العدوي وأمها: «عاتكة بنت رشدان بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف؛ فهذه قضاعية واحدة وأم كلاب بن مرة: «هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة. وأمها: «عاتكة بن دودان بن أسد بن خزيمة ... فهذه أسدية واحد وقال أبو عبيدة: من العواتك: «عاتكة بنت الأوقص بن هلال بن فالج بن ذكوان بن وهب، أم «عبد مناف بن زهرة» وقال أبو مسعود الكوفي: هذا غلط؛ وإنما أمه «هند بنت أبي قيلة بن جزء بن غالب الخزاعي وقال أبو عبيدة: «أم غالب بن فهر» «ليلى بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل» . وأمها: «سلمى» من ولد طابخة ... وأمها: «عاتكة بنت الأزد بن الغوث وقال بعضهم: «أم غالب بن فهر» : «عاتكة بنت سعد بن هذيل» ، وهو غلط؛ إنما أمه «ليلى بنت الحارث الهذلية؛ ولكن أم ولد غالب: «عاتكة بنت يخلد بن النضر» ، وهي إحدى العواتك؛ وقد يقال: إنها «سلمى بنت عمرو بن ربيعة بن حارثة من خزاعة» اه: أنساب الأشراف للبلاذري. نسخة المسجد النبوي الشريف رقم: (32797) . 929/ ب. ل. ج.

وهي أم «عبد مناف بن قصي» . (و) ثانيتهن: (عاتكة بنت مرة بن هلال) ، وهي أخت «الأوقص بن مرة» ، وهي (أم هاشم بن عبد مناف) بن قصي. (و) ثالثتهن: (عاتكة «1» ) بنت الأوقص بن مرة بن هلال، وهي «أم وهب بن عبد مناف بن زهرة بن آمنة» والدة النبي صلى الله عليه وسلّم. وهؤلاء العواتك/ الثلاث المراد بقوله: صلى الله عليه وسلّم «أنا ابن العواتك من سليم» . أخرجه الطبراني في الكبير «2» ، وسعيد بن منصور في سننه.

_ - وقال المناوي في (فيض القدير) 3/ 38 «قال في الصحاح- 4/ 1598-، ثم القاموس- عتك- العواتك من جداته تسع، وقال غيره: كان له صلى الله عليه وسلّم ثلاث جدات من سليم، كل تسمى «عاتكة» وهن: «عاتكة بنت هلال ... » و «عاتكة بنت مرة ... » و «عاتكة بنت الأوقص» وبقية التسع من غير بني سليم. قال الحليمي: لم يرد بذلك فخرا؛ بل تعريف منازل المذكورات ومنازلهن، كمن يقول: كان أبي فقيها، لا يريد إلا تعريف حاله، ويمكن أنه أرد به الإشارة بنعمة الله في نفسه وآبائه وأمهاته، قال بعضهم: وبنو سليم تفخر بهذه الولادة ... إلخ» اه: فيض القدير بتصرف وزيادة. وانظر: (الاشتقاق) للإمام ابن دريد 1/ 37. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 1/ 566، 567. وانظر: (الفردوس بمأثور الخطاب) للديلمي 1/ 460. (1) حول العواتك عموما، و «عاتكة بنت الأوقص» خصوصا انظر ما نقلناه عن الإمام البلاذري سابقا، وما ذكره في ذلك من أقوال الأئمة كأبي عبيدة، وغيره. (2) حديث «أنا ابن العواتك ... » أخرجه قبل الطبراني الإمام ابن أبي عاصم الشيباني (ت 279 هـ) في كتابه (الاحاد والمثاني) بلفظ: «عن سيابة بن عاصم السلمي «قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول يوم حنين: «أنا ابن العواتك» اه: الاحاد والمثاني. مراجعة باسم فيصل الجوابرة. نشر دار الراية سنة 1411 هـ/ 1991 م. وأخرجه الإمام الطبراني- كما ذكر المؤلف- في «المعجم الكبير) 7/ 201 رقم: 6724، فيمن اسمه سيابة، بلفظه وقوله: «من سليم» لم ترد في الاحاد ... ولا في المنعجم الكبير؛ فلعلها في سنن «سعيد بن منصور» الذي لم أستطع الوصول إليه، والله أعلم. والحديث ذكره الإمام الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (علامات النبوة) ، باب في كرامة أصله صلى الله عليه وسلّم 8/ 219. وقال: وراه الطبراني الكبير، ورجاله رجال الصحيح. وانظر: (البداية والنهاية) لابن كثير 4/ 328.

[الفواطم في قرابته صلى الله عليه وسلّم] (والفواطم «1» اللاتي يلينه صلى الله عليه وسلّم في القرابة) خمس: أولاهن: (فاطمة بنت سعد «2» ) من أزد السراة، وهي: (أم قصي) بن كلاب بن مرة بن كعب. (و) ثانيتهن: (فاطمة بنت عمرو بن جرول بن مالك) ، وهي: (أم أسد بن هاشم) . (و) ثالثتهن: (فاطمة بنت أسد بن هاشم «3» ) بن عبد مناف، (أم علي ابن أبي

_ - وانظر: (مختصر تاريخ ابن عساكر) للشيخ عبد القادر بدران 1/ 298. والحديث ذكره الشيخ الألباني- رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 96، 97 رقم: 1569 وقال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) بعد ذكر الحديث- 3/ 1065- «فسألنا الفضل فقال: كان للنبي صلى الله عليه وسلّم ست جدات اسمهن «عاتكة» هذا صحيح غريب» اه: تذكرة. (1) الفواطم: «جمع فاطمة، وهي مشتقة من الفطم، وهو القطع ومنه فطم الصبى؛ إذا قطع عنه اللبن ... » اه: الاشتقاق لابن دريد 1/ 33. وعن «الفواطم» قال الإمام البلاذري في كتابه (أنساب الأشراف) 2/ 195، 198 «روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «أنا ابن الفواطم، والعواتك» : «أم عبد الله بن عبد المطلب» «فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم» و «أم عمرو بن عائذ» أيضا «فاطمة بنت عبد الله بن رزام بن ربيعة بن جحش، وأم معاوية بن بكر بن هوازن وأمها: «فاطمة بنت الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور» ماتت أمها في نفاسها فسمين باسمها وأم قصى: «فاطمة بنت سعد بن سيل» من الجدرة، من أزد شنوءة، وجدة «عبد مناف» لأبيه، وأمه «حبى بنت حبشة» وأمها: «فاطمة بنت نصر بن عوف بن عمرو بن ربيعة بن حارثة» من خزاعة؛ فهن: «قريشة، وقيسيتان، ويمانيتان» اه: أنساب الأشراف. (2) حول «فاطمة بنت سعد، بنت سيل بن حمالة» انظر: (الاشتقاق) للإمام ابن دريد 1/ 40. (3) و «فاطمة بنت أسد ... » ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 107، 108 رقم: 3452، فقال: «فاطمة بنت أسد....» أم «علي بن أبي طالب» وأخوته: «طالب» و «عقيل» و «جعفر» - رضي الله عنهما. قيل: إنها ماتت قبل الهجرة، وليس بشيء، والصواب أنها هاجرت إلى المدينة، وماتت بها. قال الزبير: هي أول هاشمية، ولدت لهاشمي هاشميا ... قال أبو عمر: روى سعدان بن الوليد السابرى، عن عطاء ... عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «لما ماتت فاطمة أم علي ... » إلى قوله: «ليهون عليها» اه: الاستيعاب بتصرف. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 222.

طالب رضي الله عنه) وإخوته. قيل: إنها ماتت قبل الهجرة، والصواب: أنها هاجرت إلى المدينة، وبها ماتت «1» ، ولما ماتت ألبسها النبي صلى الله عليه وسلّم قميصه، واضطجع معها في قبرها، فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه؟ فقال: «إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتلبس من حلل الجنة، واضطجعت معها ليهون عليها» . قال أبو عمر «2» . وزاد في «السمط» «3» : «أو ليخفف عنها من ضغطة القبر» . وقال: «ما أعفي أحد من ضغطة القبر/ إلا فاطمة بنت أسد» . (و) رابعتهن: (فاطمة بنت هرم بن رواحة «4» ) . (و) خامستهن: (فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورضي الله عنها) وقد تقدمت «5» . [مواليه صلى الله عليه وسلّم من الرجال] (وأما مواليه صلى الله عليه وسلّم فزيد بن حارثة «6» ) بن شراحيل الكلبي، حبه عليه السلام، يكنى

_ - وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 13/ 77، 78 رقم: 828. وانظر: (الاشتقاق) لابن دريد 1/ 156. (1) من قوله: «قيل: إنها ماتت قبل الهجرة» إلى قوله: «والصواب أنها هاجرت ... إلخ من قول أبي عمر- ابن عبد البر- كما تقدم في ترجمتها المتقدمة، والواقعة تحت رقم: 3. (2) من أول قوله: «ولما ماتت ... » إلى قوله: «ليهون» من كلام ابن عمر، ذكره في كتابه (الاستيعاب) 4/ 445، 446، رقم: 3486. وانظر: (أسد الغابة) للإمام ابن الأثير 5/ 517- ترجمة فاطمة بنت أسد-. (3) «السمط السمين في مناقب أمهات المؤمنين» من مؤلفات الإمام «محب الدين الطبري» (ت 694 هـ) ذكر ذلك حاجي خليفة في (كشف الظنون) . (4) «فاطمة بنت هرم ... » ترجم لها الإمام ابن سعد في (الطبقات) 8/ 51، 58 فقال: «وأمها- يعني فاطمة بنت أسد- «فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر ابن لؤى، تزوجها أبو طالب بن عبد المطلب؛ فولدت له «عليا» و «جعفرا» و «عقيلا» و «طالبا» اه: الطبقات. (5) انظر: أولاده صلى الله عليه وسلّم الذين تقدم ذكرهم. (6) حول «زيد بن حارثة ... » انظر: المراجع الاتية: أ- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر 4/ 47، 54 رقم: 743.

«أبا أسامة» . أمه «سعدى بنت ثعلبة «1» » ، من بني معن من «طيئ «2» » ، أصابه سباء في الجاهلية فاشتراه «حكيم بن حزام «3» » من سوق

_ - ب- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ذكر موالي وموليات رسول الله صلى الله عليه وسلّم ص 34، 39. ج- (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 40. د- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 211. هـ- (الإصابة) للإمام ابن حجر 4/ 74، 50 رقم: 2884. (1) حول «سعدى بنت ثعلبة» انظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 3/ 40. (2) «طيئ» قال عنها الإمام ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 380، قال الخليل: «أصل بناء طيئ: من طاء وواو، فقلبوا الواو ياء فصارت ثقيلة، كان الأصل فيه «طوي» ، وكان ابن الكلبي يقول: سمى «طيئا» ؛ لأنه أول من طوى المناهل. ويقال: طويت الشيء أطويه طيا. وكذلك طويت البئر أطويها بالحجارة، وبه سميت الطوى» اه. (3) و «حكيم بن حزام» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 53، 55 رقم: 538 فقال: «حكيم بن حزام بن خويلد القرشي الأسدي» يكنى أبا خالد، هو ابن أخي «خديجة بنت خويلد» زوج النبي صلى الله عليه وسلّم ولد في الكعبة؛ وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش، وهي حامل فضربها المخاض، فأتت بنطع؛ فولدت «حكيم بن حزام» عليه، وكان من أشراف قريش ووجوها في الجاهلية، والإسلام. كان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة، أو اثنتي عشرة سنة على اختلاف في ذلك، وتأخر إسلامه إلى عام الفتح؛ فهو من مسلمة الفتح هو، وبنوه: «عبد الله» و «خالد» و «يحيى» ، و «هشام» ، وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلّم عاش «حكيم بن حزام» في الجاهلية ستين سنة، وفى الإسلام ستين سنة، وتوفى بالمدينة في داره ... في خلافة «معاوية» سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة وعشرين سنة عاقلا سريا فاضلا تقيا سيدا بماله غنيا. قال مصعب: جاء الإسلام ودار الندوة بيد «حكيم بن حزام» فباعها بعد منه «معاوية» بمائة ألف درهم، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش! فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى وكان رضي الله عنه من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامه. أعتق في الجاهلية: مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلّم بعد أن أسلم فقال يا رسول الله: رأيت أشياء كنت أفعلها في الجاهلية، أتحنث بها إلى فيها أجر؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أسلمت على ما سلف له من خير» . وحج في الإسلام، ومعه مائة بدنة، قد جللها بالحبرة، وكفها عن أعجازها، وأهداها. ووفق بمائة في الإسلام وصيف ب «عرفة» في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها، عتقاه الله من «حكيم ابن حزام» وأهدى ألف شاة ... » اه: الاستيعاب.

«حباشة «1» » «لعمته» خديجة بنت خويلد فوهبته له عليه السلام لما تزوجها؛ فأعتقه وتبناه، وزوجه مولاته «أم أيمن «2» » . فولدت له «أسامة» . توفي- رحمه الله- في «غزوة مؤتة «3» » من أرض الشام، سنة ثمان من الهجرة،

_ - وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 2/ 278، 279 رقم: 1796. (1) و «حباشة» - بالضم والشين المعجمة- سوق من أسواق العرب في الجاهلية، وهو سوق ب «تهامة» ... » اه: معجم البلدان لياقوت الحموي/ 210، 211. (2) و «أم أيمن» ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) - الأسماء- 12/ 221، 223 رقم: 3252 فقال: «بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك بن سلمة، وهي أم أيمن، غالبت عليها كنيتها، كنيت بابنها «أيمن بن عبيد» وهي بعد أم «أسامة بن زيد» . تزوجها «زيد بن حارثة» بعد «عبيد الحبشي» ؛ فولدت له «أسامة» - ويقال لها: موية رسول الله صلى الله عليه وسلّم وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... هاجرت الهجرتين: إلى أرض الحبشة، وإلى المدينة جميعا ذكر المفضل بن غسان الغلابي، عن الواقدى قال: كانت أم أيمن، اسمها «بركة» ؛ وكانت ل «عبد الله بن عبد المطلب» والد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصارت للنبي صلى الله عليه وسلّم ميراثا، وهي أم أسامة بن زيد ... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «أم أيمن أمي بعد أمي» . قال أبو عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يزور أم أيمن، بركة هذه وكان أبو بكر، وعمر رضي الله عنه يزوانها في منزلها، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يزورها. عن أنس بن مالك قال: قال أبو بكر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه «انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... » اه: الاستيعاب. وانظر: (الاستيعاب) - الكنى- 13/ 187، 188/ 8 رقم: 3523- أم أيمن-. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول الكنى- 1/ 177، 180 رقم: 1141. وانظر: (زاد المعاد) لابن القيم 1/ 114. وانظر: (السيرة النبوية) للإمام النووى- المأخوذ من تهذيب الأسماء- ص 35. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 40. (3) عن وفاة- استشهاد- «زيد بن حارثة» في «غزة مؤتة» قال ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 47، 53 رقم: 843: «وقتل زيد بن حارثة بمؤتة بأرض الشام سنة ثمان من الهجرة، وهو كان الأمير على تلك الغزوة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «فإن قتل زيد فجعفر ... فقتلوا ثلاثتهم في تلك الغزوة، ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم نعي «جعفر بن أبي طالب» ، و «زيد بن حارثة» بكى وقال: أخواي ومؤنساي ... » الحديث. اه: الاستيعاب. وانظر: (المغازي) للواقدي 3/ 1117، 1127 (غزوة أسامة بن زيد) .

وهو أمير تلك الغزاة «1» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «فإن قتل زيد؛ فجعفر؛ فإن قتل جعفر؛ فعبد الله بن رواحة» . فقتلوا. ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم نعي «جعفر» و «زيد بن حارثة» بكى، وقال: «أخواي، ومؤنساي، ومحدثاي «2» » . (و) أبو رافع «3» : (أسلم) القبطي كان للعباس فوهبه له صلى الله عليه وسلّم فلما أسلم/ العباس

_ (1) حول وفاته- رضي الله عنه- وهو أمير، انظر التعليق السابق رقم: 3 في الصفحة السابقة. و «الغزاة» قال عنها ابن حجر في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) كتاب (المغازي) 7/ 279: «يقال: عزا يغزو: غزوة، ومغزى، والأصل: غزووا، والواحدة، غزوة، وغزاة، والميم زائدة وعن «ثعلب» : الغزوة مرة، والغزاة عمل سنة كاملة، وأصل القصد ... إلخ» اه: فتح الباري. (2) انظر: التعليق السابق رقم: 3 في الصفحة السابقة. (3) و «أبو رافع» - أسلم- ترجم له الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 158، 162 فقال: «أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبو رافع، غلبت عليه كنيته واختلف في اسمه- أسلم- كما ذكرنا، وهو أشهر ما قيل فيه، وقيل: بل اسمه إبراهيم، قاله ابن معين وقيل: بل اسمه «هرمز» والله أعلم. كان للعباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه- فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلّم، فلما أسلم العباس بشر «أبو رافع» بإسلامه النبي صلى الله عليه وسلّم فأعتقه، وكان قبطيا. وقد قيل: عن «أبي رافع» هذا كان لسعيد بن العاص، فورثه عنه بنوه، وهم ثمانية. وقيل: عشرة، فأعتقوه جميعا إلا واحدا يقال: إنه «خالد بن سعيد» تمسك بنصيبه منه، وقد قيل: إنما أعتقه منهم ثلاثة، واستمسك بعض القوم بحصصهم منه، فأتى «أبو رافع» رسول الله صلى الله عليه وسلّم يستعينه على من لم يعتق منهم، فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوهبوه له فأعتقه ... وما روى أنه كان للعباس أولى وأصح إن شاء الله ... وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم «سلمى» مولاته فولدت له «عبيد الله بن أبي رافع» وكانت «سلمى» قابلة «إبراهيم» ابن النبي صلى الله عليه وسلّم، وشهدت معه الخندق، وشهد «أبو رافع» «أحدا» و «الخندق» - وما بعدهما من المشاهد، ولم يشهد «بدرا» ، وإسلامه قبل «بدر» إلا أنه كان مقيما بمكة فيما ذكروا ... واختلفوا في وقت وفاته، فقيل: مات قبل «عثمان» - رضي الله عنه-. وقال الواقدي: مات أبو رافع بالمدينة قبل قتل «عثمان» رضي الله عنه بيسير. وقيل: مات في خلافة «علي» رضي الله عنه ... » اه: الاستيعاب. وانظر: (الاستيعاب) - الكنى- 13/ 250، 251 رقم: 2948. وانظر: (زاد المعاد) لابن القيم 1/ 114. وانظر: (الدرة المضية ... ) للإمام عبد العني المقدسي ص 41.

بشر «أبو رافع» النبي صلى الله عليه وسلّم. بإسلامه فأعتقه، وزوجه «سلمي» مولاته؛ فولدت له «عبيد الله» ، وكان [عبيد الله] «1» خازنا، وكاتبا ل «علي» رضي الله عنه وشهد «أحدا» ، و «الخندق» ، وما بعدهما، وأسلم قبل «بدر» ، وكان مقيما ب «مكة» ، ومات رضي الله عنه في آخر خلافة «عثمان» رضي الله عنه. وقيل: في خلافة «علي» . (وأبو كبشة «2» ) : واسمه «سليم» من مولدي «مكة» اشتراه عليه السلام، وأعتقه وشهد معه سائر المشاهد. (وأنسة «3» ) : - بالمهملة- وكنيته «أبو مشرح» - بالمعجمة كعنبر- من مولدي

_ - وانظر: (السيرة النبوية) للإمام النووي ص 34. وفي (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 11/ 127، 128 رقم: زاد في اسمه فقال: «أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقال: اسمه «إبراهيم» ، ويقال: «أسلم» ، وقيل: «سنان» ، وقيل: «يسار» ، وقيل: «صالح» ، وقيل: «عبد الرحمن» ، وقيل: «قزمان» ، وقيل: «يزيد» ، وقيل: ثابت، وقيل: «هرمز» ... وقال مصعب الزبيرى: اسمه «إبراهيم» ، ولقبه «بريه» ، وهو تصغير «إبراهيم» ... » اه: الإصابة. (1) ما بين القوسين المعكوفين، كان في الأصل [أسلم] ، وهذا من أخطاء النسخ، وما أثبتناه هو الصواب، كما في (الاستيعاب) لابن عبد البر 1/ 161 حيث قال: «وكان عبيد الله ... خازنا- وكاتبا لعلي ... إلخ» اه: الاستيعاب. (2) و «أبو كبشة» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 12/ 103، 105 رقم: 3143- باب الكاف- فقال: «أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم شهد «بدرا» ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذكره ابن عقبة، وابن إسحاق. قال ابن هشام: هو من فارس. وقال غيره: هو من مولدى أرض «دوس» . وقد قيل: من مولدي «مكة: ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأعتقه، واسمه «سليم» توفي سنة ثلاث عشرة في اليوم الذي استخلف فيه «عمر بن الخطاب» - رضي الله عنه- وقيل: غير ذلك ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (زاد المعاد) للإمام ابن القيم 1/ 114. وانظر: (السيرة النبوية) للإمام النووي 1/ 23. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغنى المقدسي ص 40. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 11/ 315، 316 رقم: 951. (3) و «أنسة» ترجم لها الإمام محمد بن مكرم المعروف بابن منظور، في مختصره ل (تاريخ-

السراة، وهو موضع «1» بين «مكة» و «اليمن» من حمير. كان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلّم إذا جلس. شهد «بدرا» ومات في خلافة «أبي بكر» رضي الله عنه. (وثوبان «2» ) بن بجدد: وكنيته «أبو عبد الله» من أهل السراة أيضا. أصابه سباء؛ فاشتراه عليه السلام، وأعتقه، وكان معه سفرا وحضرا، حتى مات عليه السلام، فخرج إلى الشام؛ فنزل بالرملة، وتوفي ب «حمص» سنة أربع وخمسين، وكان ممن حفظ «3» عن رسول الله، روى عنه جماعة من التابعين «4» .

_ - دمشق) 2/ 289- السيرة النبوية- فقال: «أنسة أبو مسرح، مهاجري، شهد «بدرا» ، وأحدا، وكان من مولدي السراة، لا تعرف له رواية. قال البغوى: لا أعلم روى عن أنسة، حديث مسند، ولا غير مسند. وقيل: كنيته أبو مسروح، وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلّم إذا جلس ومات في خلافة «أبي بكر الصديق» رضي الله عنه وروى عن ابن عباس قال: قتل أنسة- مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «بدر» وقال محمد بن عمر: ليس ذلك يثبت. قال: ورأيت أهل العلم يثبتون؛ أنه لم يقتل، ب «بدر» ، وقد شهد «أحدا» ، وبقي بعد ذلك أيضا زمانا» اه: (مختصر تاريخ دمشق) لابن منظور، تحقيق روحية النحاس، مع آخرين، طبع دار الفكر، نسخة مكتبة المسجد النبوي 26679 رقم: 920/ م. ن. م. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 41. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 1/ 119، 120 رقم: 285. (1) حول (السراة) انظر: ما ذكرناه سابقا حولها. وانظر أيضا: ترجمة «ثوبان» الاتية- 2/ 106، 107. (2) و «ثوبان» ترجم له الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) 2/ 106، 107 رقم: 283 فقال: «ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، وأبو عبد الله أصح، وهو ثوبان بن بجدد من «أهل السراة» ، والسراة موضع بين مكة ... وقيل: إنه من حمير ... وقيل: حكمي من «حكم بن سعد العشيرة» أصابه سباء ... ولم يزل يكون معه في السفر والحضر ... إلى قوله: وتوفي سنة أربع وخمسين ... » اه: الاستيعاب. وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 368. وانظر: (الإصابة) للحافظ ابن حجر 2/ 29 رقم: 963. (3) عن قوله: «وكان ممن حفظ ... إلخ» قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 2/ 107- ترجمة ثوبان- «كان ثوبان ممن حفظ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأدى ما وعى عنه، وروى عنه جماعة من التابعين، منهم «جبير بن نفير الحصرمي» ... إلخ» اه: الاستيعاب. (4) و «التابعون» : «جميع تابع: وتابعي، قيل: هو من صحب الصحابي، وقيل: من لقيه، وهو الأصل قال الحاكم: هم خمس عشرة طبقة ... إلخ» اه: تدريب الراوي في شرح-

(وشقران «1» ) الحبشي: وقيل: فارسي «2» ، وهبه له «عبد الرحمن بن عوف» . وقيل: / اشتراه «3» منه. وقيل: ورثة من أبيه، وأعتقه بعد أن شهد معه «بدرا» وكان اسمه صالحا. ويسارا «4» ) : الراعي الذي قتله العرنيون «5» ، واستاقوا

_ - تقريب النواوي 1/ 234، 235 تحقيق الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف- رحمه الله- نسخة المسجد النبوي 1261 رقم: 1، 213/ س. ى. ت. (1) و «شقران» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 87، 88 رقم: 1200 فقال: «شقران» - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قيل/ اسمه «صالح، فيما ذكره خليفة بن خياط، ومصعب وقال مصعب: كان شقران، عبدا حبشيا، ل «عبد الرحمن بن عوف» فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وقيل: بل اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... وقال عبد الله بن داود الخريبي وغيره: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد ورث «شقران» ... من أبيه، فأعتقه بعد «بدر» ، وأوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلّم عند موته، وكان فيمن حضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عند موته ... » اه: الاستيعاب. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغنى المقدسي ص 41. وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 368. وانظر: (أسد الغابة ... ) للإمام ابن الأثير 2/ 375. (2) حول قوله: «فارسي» انظر: أ- (تاريخ الطبري) للإمام الطبري 3/ 170. ب- (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 368. (3) حول شراء «شقران» انظر ترجمته المتقدمة. (4) و «يسار ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 85، 86 رقم: 2803 فقال: «يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قيل: كان نوبيا، وهو الراعي الذي قتله «العرنيون» الذين استاقوا «ذود» رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم في طلبهم، فأتى بهم فقتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وألقاهم في «الحرة» حتى ماتوا، وذلك في سنة ست من الهجرة، وكان العرنيون، قد قطعوا يديه، ورجليه، وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات، وأدخل المدينة ميتا، وهربوا بالسرح؛ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم في طلبهم، فأدركوا، وفعل بهم ما ذكر» اه: الاستيعاب. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 504. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 35. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 41. (5) و «العرنيون» جمع عرني يرجعون إلى قبيلة «عرينة» من «بجيلة» اه: الاشتقاق لابن دريد. -

«الذود «1» » ، ومثلوا به، فبعث عليه السلام في طلبهم، فأتى بهم، فعاقبتهم بمثل ذلك، كما هو مشهور. (وفضالة «2» ) : قال ابن عبد البر: لا أعرفه بغير ذلك. (وأبو مويهبة» ) : لا يعرف بغير كنيته اشتراه عليه السلام، فأعتقه، وحديثه

_ - وانظر: فتح الباري حديث رقم: 231. وحول قصة «العرنيين» الذين قتلوا «يسارا» انظر القصة كما جاءت في الحديث المتفق عليه عند البخاري ومسلم، عن أنس بن مالك، وغيرهما. الجامع الصحيح- صحيح البخاري- «1/ 92، رقم: 1430، 4/ 1535 أرقام: 3956، 3957، 6/ 2496 رقم: 6420» اه: الجامع الصحي، مراجعة الدكتور مصطفى ديب البغا، نشر بيروت سنة 1407 هـ/ 1987 م. (صحيح الإمام مسلم) 3/ 1297 رقم: 1671، وانظر: بقية الأحاديث. وانظر: (السنن) للإمام أبي داود 3/ 141 رقم: 2666 عن أنس بن مالك. وانظر: (الجامع الصحيح) للإمام الترمذي 1/ 106 رقم: 72، 4/ 281 رقم: 1845، 4/ 385 رقم: 2042، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وانظر: (سنن النسائي الصغرى- المجتبى-) 1/ 160 رقم: 306، عن أنس. وانظر: (سنن النسائي الكبرى) 1/ 130 رقم: 295، 2/ 294 أرقام: 3490، 3491، 3492، 3493، 3494، 3495، 3497، 3498. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) 1/ رقم: 230، 7/ 459 رقم: 3956. (1) و «الذود» من الإبل: «ما بين اثنتين، إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر، واللفظة مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها كالنعم» اه: النهاية. (2) و «فضالة» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 9/ 122 رقم: 2084 فقال: «وفضالة غير منسوب، مذكور في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا أعرفه بغير ذلك قيل: إنه مات بالشام» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 377. (3) و «أبو مويهبة» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 12/ 160 رقم: 3196، فقال: «مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، كان من مولدى «مزينة» ، اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأعتقه ... لا يوقف على اسمه» . حديثه حسن في «استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأهل البقيع ... » اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 35 رقم: 1095. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 41.

حسن في استغفاره صلى الله عليه وسلّم لأهل البقيع، واختياره لقاء ربه «1» . (وسفينة «2» ) : سمي بذلك؛ لأنهم كانوا حملوه شيئا كثيرا في السفر، فكل من أعيا ألقى عليه؛ فمر عليه صلى الله عليه وسلّم فقال: «أنت سفينة» . قال: «لو حملت من يومئذ وقر* بعير ما ثقل عليّ» . وقال له بعضهم: ما اسمك؟! فقال: لا أخبرك سماني رسول الله صلى الله عليه وسلّم «سفينة «3» »

_ (1) حديث «أبي مويهبة» في استغفاره صلى الله عليه وسلّم لأهل البقيع: أخرجه الإمام أحمد، والدارمي والطبراني، وغيرهما. فأخرجه الإمام أحمد في (مسنده) 3/ 448 رقم: 16039 بلفظ: عن أبي مويهبة- مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلّم من جوف الليل، فقال: يا أبا مويهبة؛ إني قد أمرت أن استغفر لأهل البقيع؛ فانطلق معي؛ فانطلقت معه؛ فلما وقف بين أظهرهم قال: «السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه، مما أصبح فيه الناس، لو تعلمون ما أنجاكم الله منه؛ أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع أولها آخرها؛ الاخرة شر من الأولى ... الحديث» . وانظر: المسند أيضا 3/ 448 رقم: 40160. وأخرجه الدارمي في (المقدمة) باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلّم 1/ 50 رقم: 78. وأخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) 22/ 346 رقم: 871، 872. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 3/ 75 رقم: 4383 عن أبي مويهبة، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، إلا أنه عجب بهذا الإسناد. والحديث ذكره الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب (علامات النبوة) باب تخييره صلى الله عليه وسلّم في الدنيا والاخرة 9/ 27، وعزاه إلى أحمد، والطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات. والثاني: «عن عبيد بن حنيف، عن أبي مويهبة» اه: مجمع الزوائد. (2) و «سفينة» ترجم له ابن البر في (الاستيعاب) 4/ 215 رقم: 3328 فقال: «سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قيل: كان اسمه «مهران» ، وقيل: «طهمان» ، وقيل: «مروان» ... أوصلها- رحمة الله- إلى إحدى وعشرين قولا ... وكان أصله من «فارس» ، فاشترته «أم سلمة» - رضي الله عنها-، ثم أعتقته، واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلّم ... وعن أم سلمة ... عن سفينة كنت مع النبي صلى الله عليه وسلّم فى سفر؛ فكان بعض القوم إذا أعيا ألقى عليّ ثوبه، حتى حملت من ذلك شيئا، فقال: «ما أنت إلا سفينة» ، وكان يسكن بطن نخلة. اه: الإصابة. (*) وعن «وقرة» قال صاحب القاموس المحيط: «وقر- كعنى- ووقرها- بالكسر- الحمل الثقيل، أو أعم ... » اه: القاموس. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 1/ 407. (3) وحديث تسميته بسفينة أخرجه الإمام أحمد في مسنده (مسند الأنصار) رقم «20918 بلفظ: عن سفينة ... قال: قلت ما اسمك؟! قال: ما أنا بمخبرك سماني رسول الله صلى الله عليه وسلّم سفينة. -

ولا أريد غير هذا الاسم. وقيل: هو مولى «أم سلمة «1» » - رضي الله نه- أعتقه، وشرطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلّم حياته، فقال: «لو لم تشترطي عليّ ما فارقته «2» » . [مواليه صلى الله عليه وسلّم من النساء] (ومن النساء: أم أيمن «3» ) : واسمها «بركة» ، وكانت تحت «عبيد الحبشي» فولدت له «أيمن» ، (وكانت حاضنته/ صلى الله عليه وسلّم، وزوجها «زيد بن حارثة» وهي أم «أسامة ابن زيد» ) . و (سلمى «4» ) : وهي أم رافع زوجة أبي رافع مولاته عليه السلام، ويقال: هي

_ - قلت: ولم سماك سفينة؟! قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومعه أصحابه؛ فثقل عليهم متاعهم؛ فقال لي: «ابسط كساءك» . فبسطته؛ فجعلوا فيه متاعهم، ثم حملوه عليّ، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أحمل، فإنما أنت سفينة» . فلو حملت يومئذ وقر بعير، أو بعيرين، أو ثلاثة، أو أربعة ... » إلى «سبعة ما ثقل عليّ إلا أن يجفوا» اه: المسند. (1) حول عتق «أم سلمة» ل «سفينة» - رضي الله عنها- انظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 4/ 215. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للإمام الصالحي 11/ 407. (2) حديث « ... لو لم تشترطي ... إلخ» أخرجه كل من: الإمام أبو داود في سننه 4/ 22 رقم: 3932 بلفظ: عن سفينة- رضي الله عنه- قال: كنت مملوكا لأم سلمة- رضي الله عنها- فقالت: أعتقك، وأشترط عليك أن تخدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما عشت. فقلت: «إن لم تشترطي علي ما فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما عشت، فأعتقتني، واشترطت علي» . وأخرجه الإمام ابن ماجه في سننه 2/ 844 رقم: 2526، عن سفينة. وأخرجه الإمام الحاكم في (المستدرك) 2/ 232 رقم: 2849. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي في التلخيص. وانظر: (المعجم الكبير) للإمام الطبراني 7/ 85 رقم: 6447. وانظر: (السنن الكبرى) للإمام البيهقي 10/ 291 رقم: 21215. (3) «أم أيمن» - رضي الله عنها- انظر: ترجمتها التي تقدمت في مواليه من الرجال. (4) و «سلمى: ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 43، 44 رقم: 3383 فقال: «وهي مولاة صفية بنت عبد المطلب، يقال لها: مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهي امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكانت قابلة بني فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهي التي غسلت فاطمة، -

مولاة «صفية بنت عبد المطلب» وهي التي غسلت «فاطمة» مع زوجها «علي» - رضي الله عنهم-. (ورضوى «1» ) : كسكرى. (ومارية) : وتكنى: أم الرباب، وهي غير «مارية القبطية» حديثها عند أهل البصرة؛ أنها تطأطأت للنبي صلى الله عليه وسلّم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين ذكره، أبو عمر «2» . (وريحانة «3» ) بنت شمعون بن زيد بن خنافة من بني قريظة، وقيل: من بني النضير

_ - مع زوجها علي، مع أسماء بنت عميس، وشهدت «سلمى» هذه «خبير» مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... إلخ» اه: الاستيعاب. وحول ترجمتها انظر أيضا المراجع الاتية: أ- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 37. ب- (الإشارة) للإمام مغلطاي ص 364، 380. ج- (الإصابة) للحافظ ابن حجر 12/ 313، 314 رقم: 571. د- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام الصالحى 11/ 413. (1) و «رضوى» ذكرها الحافظ مغلطاي في كتابه (الإشارة) ص 381 وذكرها الحافظ ابن حجر في (الإصابة) في موضعين: الأول: ذكرها مع «خضرة» خادم النبي صلى الله عليه وسلّم 12/ 221، 222 رقم: 342. الثاني: ذكرها في الإصابة 12/ 254 رقم: 418. (2) من أول قوله: «ومارية ... » إلى قوله: «فر من المشركين» مقتبس من كتاب (الاستيعاب) 13/ 152، 153 رقم: 3490 للحافظ «أبي عمر» - ابن عبد البر-. وحول «مارية» زيادة على (الاستيعاب) انظر أيضا المراجع الاتية: أ- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 38. ب- (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 367. ج- (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 126، 127 رقم: 982. (3) و «ريحانة» ترجم لها الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 11 رقم: 3350 فقال: «ريحانة سرية رسول الله صلى الله عليه وسلّم، هي ريحانة بنت شمعون بن زيد بن خنافة، من بني قريظة، وقيل: من بني النضير ... » اه: الاستيعاب. وقال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم- 12/ 267، 268 رقم: 444: «ريحانة بنت شمعون بن زيد، وقيل: زيد بن عمرو بن قناعة- بالقاف- أو خنافة- بالخاء المعجمة- من-

كانت موطوءة بملك اليمين، على ما جزم به ابن إسحاق واقتصر عليه أبو عمر. قال الشامي «1» : «وبه جزم خلائق «2» » ، وكذلك قال الحافظ «السخاوي» في كتابه «الفخر المتوالي فيمن انتسب إلى النبي صلى الله عليه وسلّم من الخدم والموالى «3» » . والذي عند الواقدي، كما نقله «ابن سيد الناس «4» » أن ريحانة هذه كانت من أزواجه صلى الله عليه وسلّم، وعليه اقتصر «ابن الأثير «5» » .

_ - بني النضير ... وقال ابن إسحاق: من بني عمرو بن قريظة. وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد ... وكانت متزوجة رجلا من بنى قريظة، يقال: له الحاكم، ثم روى ذلك عن الواقدي. قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلّم في نفسه؛ فبينما هو مع أصحابه؛ إذ سمع وقع نعلين خلفه؛ فقال: «هذا ثعلبة بن شعبة، يبشرنى بإسلام «ريحانة» . فبشره، وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله؛ بل تتركني في ملكك؛ فهو أخف علي، وعليك. فتركها، وماتت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم سنة عشر. وقيل: لما رجع من حجة الوداع ... إلخ» اه: الإصابة. وحول «ريحانة» - رضي الله عنها- انظر المراجع الاتية: 1- (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي- لإسلام ريحانة- 3/ 271- 272. 2- (البداية والنهاية) للإمام ابن كثير 5/ 328. 3- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 37. 4- (عيون الأثر في فنون المغازى، والشمائل والسير) للإمام ابن سيد الناس 2/ 399. (1) «الشامي» هو محمد بن يوسف الصالحى، مؤلف كتاب (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) مطبوع. (2) قوله: «وبه جزم خلائق» ذكره الشامى- محمد بن يوسف- في كتابه (سبل الهدى ... ) 11/ 220- ذكر سراريه- فقال: «وأما ريحانة- وهي بنت زيد ... وكانت جميلة وسيمة، وقعت في سبي بني قريظة، وكانت صفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولم تزل عنده صلى الله عليه وسلّم حتى ماتت ... وقيل: كانت موطوءة له بملك يمين، وبهذا جزم خلائق» اه: سبل الهدى بتصرف. (3) كتاب السخاوي (الفخر المتوالى ... ) مطبوع وفي ص 75 وتحت رقم: 194 منه قال: «ريحانة ابنة شمعون من بني النضير، والراجح أنه أعتقها وتزوجها» اه: الفخر ... (4) قول ابن سيد الناس: «أن ريحانة هذه كانت من أزواجه ... إلخ» ذكره في كتابه (عيون الأثر ... ) 2/ 399. (5) انظر (الكامل في التاريخ) لابن الأثير 2/ 177.

وقال الدمياطى: «هو الأمر عند أهل العلم «1» » . [خدمه «2» صلى الله عليه وسلّم من الأحرار] [ (وخدمه من الأحرار: أنس بن مالك، وهند «3» ، وأسماء «4» ابنا حارثة الأسلميان) ] . [شهوده صلى الله عليه وسلّم بنيان الكعبة] (فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم/ خمسا وثلاثين سنة) على ما قاله ابن إسحاق «5» (شهد بنيان الكعبة) فكان ينقل معهم الحجارة، وكانوا يضعون أزرهم «6» على عواتقهم،

_ (1) قول الإمام الدمياطي: «هو الأمر ... إلخ» لم أستطع الوصول إليه في المراجع المتوافرة لدى. (2) «خدمه» : جمع خادم غلاما، كان، أو جارية، والخادمة بالهاء في المؤنث، ويجمع على خدام» اه: المصباح المنير. وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية) 3/ 296. (3) و «هند» ترجم له الإمام أبو عمر- ابن عبد البر- في (الاستيعاب) 12/ 406 رقم: 2698 فقال: «هند بن حارثة بن هند الأسلمي ... شهد هند بيعة الرضوان، مع إخوة له سبعة لزم منهم النبي صلى الله عليه وسلّم اثنان: «أسماء» و «هند» . قال أبو هريرة: ما كنت أرى «أسماء» و «هند» ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ... وكانا من أهل الصفة ومات «هند» بالمدينة في خلافة «معاوية» - رضي الله عنهما- اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للحافظ ابن حجر 12/ 260 رقم: 9006. (4) و «أسماء» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 59 رقم: 136 فقال: « ... أسماء بن حارثة الأسلمى» يكنى «أبا محمد ... وهو أخو «هند» توفي سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، هذا قول الواقدي» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 1/ 59 رقم: 136. (5) قول ابن إسحاق هذا انظره في (السيرة النبوية) لابن هشام 1/ 227، 229- الاختلاف بين قريش في وضع الحجر. (6) «الأزر» : جمع إزار، وهو ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن، يذكر ويؤنث. المعجم الوسيط. وحول نقل رسول الله صلى الله عليه وسلّم الحجارة معهم ... إلخ. قال النجم عمر بن فهد في كتابه (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) 1/ 147: «ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلّم كان ينقل مع قريش الحجارة، وكانوا يضعون أزرهم على عواتقهم، ويحملون الحجارة؛ فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلّم يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة، فحله فجعله على منكبه، فخر إلى الأرض مغشيا عليه، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم قال: «إزاري» فشد عليه إزاره، فما رئي صلى الله عليه وسلّم بعد ذلك عريانا» اه: إتحاف الورى.

ويحملون الحجارة، فأمره العباس بفعل ذلك ففعله صلى الله عليه وسلّم فخر إلى الأرض، وطمحت «1» عيناه إلى السماء، وقد نودي: اشدد عليك إزارك يا محمد وإنه لأول ما نودي، فضمه العباس إلى نفسه؛ فلما أفاق قال: إزاري «2» فنشر عليه إزاره. (وتراضت قريش بحكمه صلى الله عليه وسلّم فيها) لما اختلفوا فيمن يضع الحجر في موضعه، واختصموا في ذلك، حتى أعدوا للقتال، فقال لهم: «أبو أمية بن المغيرة المخزومي» - المعروف بزاد الراكب «3» -: «اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول داخل من هذا المسجد «4» ، ففعلوا؛ فكان عليه السلام أول داخل قالوا: هذا الأمين رضينا، هذا محمد. فأمر صلى الله عليه وسلّم بثوب فأتى به، فوضع الحجر فيه بيده، ثم أمر سيد كل قبيلة أن يأخذ بناحية من الثوب، ثم قال: ارفعوه جميعا. ففعلوا حتى إذا تطاول به موضعه، وضعه بيده الشريفة، ثم بنى عليه من كان يا بني. (فلما أتت له صلى الله عليه وسلّم أربعون سنة ويوم «5» بعثه* الله عز وجل إلى الناس كافة بشيرا

_ (1) حول قوله: «طمحت» قال ابن الأثير في (النهاية) : «امتدت إلى أعلى، ومنه الحديث» «فخر إلى الأرض فطمحت» اه: نهاية. (2) في (إتحاف الورى) تكرر لفظ: «إزاري» مرتين انظر: التعليق السابق. (3) حول «زاد الراكب» انظر: ما ذكرناه سابقا حوله. (4) بعض المراجع ذكرت باب بني شيبة بدل « ... من هذا المسجد» وحول قوله: «اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول داخل ... إلخ» . انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام- الاختلاف بين قريش في وضع الحجر الأسود- 1/ 227، 228. ب- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير- ذكر هدم قريش الكعبة وبنائها- 1/ 573. ج- (تاريخ الإسلام، ووفيات المشاهير) - السيرة النبوية- حديث بنيان الكعبة، وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلّم بين قريش في وضع الحجر- للإمام الذهبي ص 66، 68. د- كتاب (الإشارة) للحافظ مغلطاي- بيان الكعبة- ص 84، 86. (5) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- ورد و «يوما» بالنصب بدل: و «يوم» بالرفع، وهو جائز على أنه «مفعول معه» قال ابن مالك: وينصب تالي الواو مفعول معه ... في نحو سيري والطريق مسرعة اه: ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل 2/ 202. تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد- رحمه الله- طبع دار التراث. (*) حول مبعثه صلى الله عليه وسلّم انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 1/ 265.

ونذيرا) ، وذلك في ربيع الأول على المشهور الذي أطبق عليه العلماء، ورواه الشيخان عن «ابن عباس «1» » - رضي الله عنهما- و « [محمد «2» ] بن جبير بن مطعم» » ، و «عطاء «4» » و «سعيد بن المسيب «5» » و «أنس بن

_ - ب- الترجمة النبوية في (الاستيعاب) 1/ 39، 72. ج- (الروض الأنف) للإمام السهيلي 1/ 265. د- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير- ذكر ابتداء الوحى- 1/ 575. هـ- (تاريخ الإسلام) للإمام الذهبي- ذكر مبعثه- ص 117. و (الإشارة) للإمام مغلطاي- ابتداء الوحى- ص 88، 92. (1) حديث ابن عباس- متفق عليه-: أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب (مناقب الأنصار) ، باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلّم 7/ 162 رقم: 3851. وانظر: أطرافه تحت أرقام: 3902، 3903، 4465، 4979. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الفضائل) باب كم كان سن النبي صلى الله عليه وسلّم؟! 4/ 1827، رقم: 2353- 121، 123. (2) ما بين القوسين المعكوفين [محمد] ساقط من الأصل، وأثبتناه من: أ- (التمهيد) للإمام ابن عبد البر 3/ 14. ب- (التقريب) للإمام ابن حجر ص 471 رقم: 5780. (3) و «محمد بن جبير» ترجم له الحافظ ابن حجر في (التقريب) للإمام ابن حجر ص 471 رقم: 5780 فقال: «محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل النوفلي، ثقة عارف بالنسب، من الطبقة الثالثة، مات على رأس المائة أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه: التقريب. (4) و «عطاء» ترجم له الحافظ ابن حجر في (التقريب) ص 392 رقم: 4600 فقال: «عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني ... صدوق يهم كثيرا، ويرسل- ويدلس. من الطبقة الخامسة. مات سنة خمس وثلاثين ومائة. لم يصح، أن البخاري أخرج له. أخرج له الإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه» اه: التقريب. (5) و «سعيد بن المسيب» ترجم له الإمام ابن حجر في (التقريب) ص 241 رقم: 2396 فقال: «سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشى المخزومى أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، من كبار الطبقة الثانية. اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل. قال ابن المديني: لا أعلم في التابعين، أوسع علما منه. مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين، أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه: التقريب. وقول: «محمد بن جبير» ، و «عطاء» ، و «سعيد بن المسيب» ذكره الإمام ابن عبد البر في (التمهيد) 10/ 14 فقال: «وكذلك قال محمد بن جبير بن مطعم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نبىء على رأس الأربعين، وهو قول: «عطاء الخراساني» ، وهو قول: «قباث بن أشيم» قال: نبئ-

مالك «1» » ، وهو الذي عند ابن إسحاق*، وبه قال الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم «2» » . وقال الحافظ ابن كثير «3» ، وشيخ الإسلام ابن حجر: إنه عليه السلام بعث في شهر رمضان، قال ابن حجر: وهو الراجح؛ لما سيأتي، من أنه الشهر الذي جاور فيه، في «حراء «4» » فجاء الملك، وعلى هذا يكون سنه حينئذ أربعين سنة، وستة أشهر.

_ - النبي صلى الله عليه وسلّم على رأس أربعين من عام الفيل» اه: التمهيد. (1) حديث أنس بن مالك متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب (المناقب) ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلّم 6/ 564 رقم: 3547 بلفظ: « ... عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلّم قال: كان ربعة ... أنزل عليه، وهو ابن أربعين ... » . وانظر: صحيح البخاري الحديث برقم: 3548. وانظر: صحيح البخاري كتاب (اللباس) باب الجعد 10/ 356 رقم: 2347. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الفضائل) باب صفة النبي صلى الله عليه وسلّم ومبعثه، وسنة 4/ 1824 رقم: 2347. (*) قوله: «وهو الذي عند ابن إسحاق ... » مذكور في كتاب (مختصر السيرة) - نص ابن إسحاق- ص 37 (المبعث) ، إعداد محمد عفيف الزعبى. نشر دار النهضة الحديثة. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 190، 194. وانظر: (تاريخ الإسلام) للذهبي- ذكر مبعثه- ص 117 وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي، ابتداء الوحي، ص 88. (2) قول الإمام النووي في كتابه شرح صحيح مسلم كتاب (الفضائل) باب قدر عمره ... 15/ 99 قال: «والثالثة ثلاث وستون، وهي أصحها، وأشهرها، رواه مسلم هنا من رواية «عائشة» ، و «أنس» » وابن عباس- رضي الله عنهم- ... » اه: صحيح مسلم بشرح النووي. (3) قول الحافظ ابن كثير مذكور في كتابه (البداية والنهاية) 2/ 260- مولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم حيث قال: «والقول الثاني أنه ولد في رمضان، نقله «ابن عبد البر» ، عن الزبير بن بكار، وهو قول غريب جدا، وكان مستنده، أنه- عليه الصلاة والسلام- أوحى إليه في رمضان، بلا خلاف؛ وذلك على رأس أربعين سنة من عمره، فيكون مولده في رمضان، وهذا فيه نظر والله أعلم» اه: البداية والنهاية. (4) وحول «حراء» - قال الإمام صفى الدينى عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادى (ت 739 هـ) في كتابه (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) : هو «بكسر الحاء ممدود على وزن فعال، جبل بمكة» اه: مراصد الاطلاع تحقيق مصطفى السقا. طبع عالم الكتب. نسخة المسجد النبوي 17011 رقم: 910/ ب. ك. م.

واختلف في أي يوم من شهر رمضان؛ فقيل: لسبع عشرة خلت منه، وقيل: لأربع وعشرين منه. (فصدع «1» صلى الله عليه وسلّم بأمر الله) ودعا لدين الله صابرا محتسبا، لا يتقي «2» أحدا من الناس. «وبلغ الرسالة» ، فكان صلى الله عليه وسلّم يعرض نفسه على قبائل العرب، ويأتيهم في منازلهم ب «عكاظ» ، و «مجنة «3» » ، و «ذي المجاز» يقول لهم، ويدعوهم إلى الله، وإلى توحيده و «أبو لهب «4» » وراءه يقول: «يا أيها الناس؛ إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم «5» .

_ (1) حول قوله: «فصدع ... » قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 2/ 3: «اصدع بما تأمر» : «افرق بين الحق والباطل» اه: السيرة النبوية. (2) قوله: «لا يتقي أحدا» أي: لا يخاف أحدا. (3) عن «مجنة» يقول ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) 5/ 58، 59: «بفتح الميم وتشديد النون-: اسم سوق للعرب في الجاهلية، وكذا ذو المجاز وعكاظ، أسواق في الجاهلية قال الأصمعى: وكانت «مجنة» بمر الظهران، قرب جبل يقال له: «الأصفر» ، وهو بأسفل مكة، على قدر بريد منها، وكانت تقوم عشرة أيام من أخر ذي القعدة، والعشرون منه قبلها سوق «عكاظ» ، وبعد «مجنة» ، سوق «ذي المجاز» ثمانية أيام من ذي الحجة، ثم يعرفون في التاسع إلى «عرفة» ، وهو يوم التروية. وقال الداودي: «محنة» عند «عرفة» . وقيل: بلد على أميال من «مكة» اه: معجم البلدان وانظر: (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) للبغدادي. (4) و «وأبو لهب ... » قال عنه الإمام ابن حبان في كتابه (الثقات) 1/ 89: «إن الله (أمر رسوله صلى الله عليه وسلّم أن يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم إلى الله وحده، أن لا يشركوا به شيئا، وينصروه، ويصدقوه؛ فكان يمر على مجالس العرب ومنازلهم؛ فإذا رأى قوما وقف عليهم، وقال: «إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وتصدقوني» وخلفه «عبد العزى» «أبو لهب بن عبد المطلب» عنه يقول لهم: يا قوم لا تقبلوا منه؛ فإنه كذاب ... » اه: الثقات. (5) حديث «يا أيها الناس؛ إن هذا يأمركم ... إلخ» . أخرجه الإمام ابن أبي عاصم الشيباني (ت 287 هـ) في كتابه (الاحاد والمثاني) 2/ 207 رقم: 959 بلفظ: حدثنا محمد بن المنكدر، أنه سمع ربيعة بن عباد الدئلي رضي الله عنه يقول: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يطوف على الناس ب «منى» في منازلهم قبل أن يهاجروا إلى المدينة: أن الله يأمركم أن تعبدوه، ولا تشركوه به شيئا» قال: ووراءه رجل يقول: يا أيها الناس؛ إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم، فسألت عن هذا الرجل؟ فقيل: هذا أبو لهب. وانظر: الحديث بعده 2/ 207 رقم: 960. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 1/ 61 رقم: 38.

وفي حديث مسند عن «طارق بن عبد الله «1» » أو «ربيعة بن عباد الكناني الدئلي «2» » أنه رآه صلى الله عليه وسلّم بسوق «ذي المجاز» ، يعرض نفسه على القبائل يقول: «يا أيها

_ - وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وراوته، عن آخرتهم ثقات، أثبات، ولعلهما، أو واحد منهما يوهم أن ربيعة بن عباد؛ ليس له روا غير «محمد بن المنكدر» ، وقد روى عنه «أبو الزناد عبد الله بن ذكوان هذا الحديث بعينه. وسكت عنه الحافظ الذهبي في التلخيص. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 5/ 61، 62 أرقام: 4583، 4586، 4587. وانظر: (المعجم الأوسط) للطبراني 2/ 290 رقم: 1510. (1) و «طارق ... » ترجم له الإمام ابن حجر في (الإصابة) 2/ 220 رقم: 4227 فقال: «طارق ابن عبد الله المحاربي» من محاربي خصفة، ... روى عنه: أبو الشعثاء، وربعي بن خراش، وأبو ضمرة، حديثه في الكوفيين، وله صحبة، ... وروى الترمذي من حديثه؛ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلّم قبل الهجرة بذي المجاز، وذكر قصة مع عمه، قصة «أبي لهب» اه: الإصابة. و «حديث طارق بن عبد الله» أخرجه كل من: أ- الحاكم في (المستدرك) 2/ 668 رقم: 4219. ب- الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) 8/ 31، 314 تحت رقمى: 4582، 8175. ج- الإمام البخاري في (أفعال العباد) ص 58. د- الإمام البيهقي في (السنن الكبرى) 1/ 76 رقم: 363، 6/ 20 رقم: 10876. هـ- الإمام الدارقطني في (السنن) 3/ 44 رقم: 186. والإمام ابن حبان في (صحيحة بترتيب ابن بلبان) 14/ 517 رقم: 6562. ز- الإمام ابن خزيمة في (صحيحه) 1/ 82 رقم: 159. (2) و «ربيعة ... » ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم الأول- 3/ 265 رقم: 1897 فقال: «ربيعة بن عباد- بكسر المهملة الموحدة- الدئلي» ، ويقال في أبيه بالفتح والتثقيل، والأول الصواب قاله ابن معين، وغيره. وروى أحمد، من طريق أبي الزناد، عن ربيعة بن عباد- وكان جاهليا فأسلم، قال: رأيت أبا لهب بسوق «عكاظ» ، وهو وراء النبي صلى الله عليه وسلّم في الجاهلية- وبسوق «ذي المجاز» ، وهو يقول: «يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا ... الحديث» ... قال أبو عمر: عمر ربيعة طويلا، ولا أدري متى مات؟ قلت: «ذكر خليفة، وابن سعد؛ أنه مات في خلافة الوليد» اه: (الإصابة) . وحديث «ربيعة أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/ 492 رقم: 16066 بلفظ: عن ربيعة بن عباد الديلى- وكان جاهليا أسلم- فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم بصر عينى- بسوق» المجاز يقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ويدخل في فجاجها، والناس متقصفون عليه فما رأيت أحدا يقول شيئا، وهو لا يسكت يقول: أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» . إلا أن وراءه رجلا أحول وضيء الوجه، ذا غديرتين، يقول: إنه صابئ كاذب.

الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» و «أبو لهب «1» » يرجمه بالحجارة، حتى أدمى كعبيه، يقول: «يا أيها الناس، لا تسمعوا منه؛ فإنه كذاب» . إلى غير ذلك، مما كان يلقي صلى الله عليه وسلّم [ ... «2» ] وروموه بالشعر «3» ، والسحر والكهانة، والجنون، واجتمعوا على أن يقولوا للناس: إنه ساحر، وجعلوا يتعرضون للناس في المواسم، ويحذرونهم منه عليه السلام «4» . (ونصح الأمة) وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلّم (فشنف القوم له «5» ) أي: أبغضوه، وكرهوا ما جاء به (حتى حاصروه صلى الله عليه وسلّم وأهل بيته بالشعب «6» ) ؛ بني هاشم، وبني المطلب، ابني

_ - فقلت: من هذا؟ قالوا: محمد بن عبد الله، وهو يذكر النبوة. قلت: من هذا الذي يكذبه؟ قالوا: عمه أبو لهب. قلت: إنك كنت يومئذ صغيرا. قال: لا والله؛ إني يومئذ لأعقل. وانظر: نفس المصدر أيضا 4/ رقم: 19026. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 1/ 61 رقم: 39. وقال الحاكم: وإنما استشهدت بعبد الرحمن بن أبي الزناد، اقتدداء بهما، فقد استشهدوا به جميعا. ووافقه الذهبي في (التلخيص) . وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 5/ 61 رقم: 4582. (1) «أبو لهب» اسمه عبد العزى. (2) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح في الأصل، ولم أستطع الوصول إليه. (3) حول رميه صلى الله عليه وسلّم انظر: (مختصر السيرة- سيرة ابن إسحاق) إعداد محمد عفيف الزعبى ص 53، 54. (4) حول إيذاء قريش رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأصحابه انظر: كتب السيرة النبوية عموما- ذكر ما لقى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأصحابه من قومه، وكتاب (مختصر السيرة- ابن إسحاق-) إعداد محمد عفيف الزعبى خصوصا. (5) في حاشية بعض أصول «أوجز السير» - أصل كتابنا لابن فارس- ورد: «يقال: شنف له- بكسر النون وفتحها- أبغضته. وقال الجوهرى في (الصحاح) 4/ 1383: «الشنف- بالتحريك-: البغض، والتنكر، وقد شنفت له- بالكسر- أشنف شنفا، أي: أبغضته، حكاه ابن السكيت، والشنف: المبغض» اه: الصحاح. (6) حول «الشعب» : - شعب أبي، شعب بني هاشم، شعب أبي يوسف- انظر: أ- (معجم البلدان) للإمام ياقوت الحموي 3/ 347. ب- (معالم الحجاز) للمقدم عاتق بن غياث البلادي 5/ 56، 66.

«عبد مناف» مؤمنهم وكافرهم إلا «أبا لهب» ؛ فإنه فارق قومه وظاهر عليهم قريشا «1» ؛ فلقى بعد ذلك «هند بنت عتبة «2» » فقال لها: «هل نصرت اللات «3» والعزى «4» » ؟ فقالت: «نعم جزاك الله خيرا أبا عتبة» .

_ (1) قوله: «وظاهر عليهم» أي: أيد وعاون قريشا عليهم. (2) و «هند ... » ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 178، 182 رقم: 3514 فقال: «هند بنت عتبة بن ربيعة، بنت عبد شمس ... » أم «معاوية» - رضي الله عنهما- أسلمت عام الفتح، بعد إسلام زوجها «أبو سفيان» ، فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلّم على نكاحهما. قال أبو عمر: «قالوا: فلما قتل «حمزة» وثبت عليه، فمثلت به، وشقت بطنه، واستخرجت كبده فشوت منه، وأكلت فيما يقال؛ لأنه كان قد قتل أباها يوم «بدر» ، وقيل: غير ذلك ... ثم ختم الله لها بالإسلام، فأسلمت يوم الفتح، فلما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم البيعة على النساء- ومن الشرط فيها ألا يسرقن، ولا يزنين- قالت له هند: وهل تزني الحرة وتسرق يا رسول الله؟ فلما قال: ولا يقتلن أولادهن. قالت: ربيناهم صغارا، وقتلتهم أنت ب «بدر» كبارا، أو نحو هذا من القول، وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن زوجها «أبا سفيان» لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك» . توفيت- رضي الله عنها- في خلافة «عمر» - رضي الله عنه- في اليوم الذي مات فيه «أبو قحافة» ، والد «أبي بكر الصديق» - رضي الله عنهما- اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 13/ 165، 167 رقم: 1100. (3) و «اللات» : قال عنها الإمام أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن الكلبى في كتابه (الأصناف) ص 36: كانت صخرة مربعة، وهي بالطائف، وأحدث من «مناة» . وكان يهودي يلت عندها السويق، وكان سدنتها من «ثقيف» : بنو عتاب بن مالك، وكانوا بنوا عليها بناء، وكانت قريش، وجميع العرب يعظمونها» اه: الأصنام لابن الكلبي. تحقيق أحمد زكي باشا. طبع دار الكتب المصرية- إحياء الاداب العربية- سنة 1343 هـ/ 1924 م. (4) و «العزى» - بضم العين وتشديد الزاى- قال عنها الإمام السهيلي في كتابه (الروض الأنف) - بحاشية السيرة النبوية لابن هشام- 1/ 257: «كانت نخلات مجتمعة، وكان عمرو بن لحي، قد أخبرهم- فيما ذكرت أن العرب يشتى بالطائف عند «اللات» ، ويضيف ب «العزى» فعظموها، وبنوا لها بيتا، وكانوا يهدون إليه، كما يهدون إلى «الكعبة» ، وهي التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم «خالد بن الوليد» ؛ فقال له سادنها: يا خالد احذرها؛ فإنها تجذع وتكنع- تشل- فهدمها «خالد» ، وترك فيها جذمها- أصلها- فقال قيمها: والله لتعودن، ولتنتقمن ممن فعل بها هذا، فذكر، والله أعلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لخالد: «هل رأيت فيها شيئا؟! فقال: لا. فأمره أن يرجع، ويستأصل بقيتها بالهدم، فرجع «خالد» ، فأخرج أساسها، فوجد فيها امرأة سوداء، منتفشة الشعر، تخدش وجهها، فقتلها، وهرب القيم، وهو يقول: لا تعبد «العزى» بعد اليوم» اه: الروض الأنف.

وكان حصاره صلى الله عليه وسلّم وأهل/ بيته في (الشعب) ، وهو سفح جبل «فاران «1» » الذي يلي «قيقعان «2» » إلى بطن الوادي خارج مكة. واجتمعت قريش، وائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على «بني هاشم» و [بني «3» ] المطلب؛ ألا ينكحوا إليهم، ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئا، ولا يساعدوا منهم ولا يقبلوا منهم صالحا أبدا، حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلّم للقتل، وكتبوه في صحيفة «4» ، وعلقوها في جوف «الكعبة» توكيدا على أنفسهم؛ وذلك هلال المحرم سنة سبع من النبوة، وكاتب الصحيفة- على ما عند ابن إسحاق- منصور بن عكرمة» .

_ (1) وعن «فاران» - بعد الألف راء، وآخر نون- قال ياقوت الحموي في (معجم البلدان) 4/ 225: «كلمة عبرانية معربة، وهي من أسماء مكة، ذكرها الله في التوراة. قيل: هو اسم لجبال مكة ... » اه: معجم البلدان. (2) و «قعيقعان» - بالضم، ثم الفتح بلفظ التصغير-: اسم جبل ب «مكة» ؛ قيل: إنما سمي بذلك؛ لأن قاطوراء، وجرهم، كلما تحابوا قعقعت الأسلحة فيه. وعن السدي؛ أنه قال: «سمي الجبل الذي ب «مكة» قعيعقان؛ لأن «جرهم» كانت تجعل فيه «قسيها وجعابها» ودرقها؛ فكانت تقعقع فيه» . قال عرام: «ومن «قعيقعان» إلى «مكة» اثنا عشر ميلا على طريق الجوف إلى اليمن» اه: معجم البلدان. وانظر: (تقويم البلدان) للإمام عناد الدين إسماعيل بن محمد المعروف ب «الفداء» (ت 732 هـ) صاحب «حماة» ص 78. تصوير دار صادر. نسخة المسجد النبوي الشريف 26672. 910/ ق. د. ت. (3) ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه، من «السيرة النبوية) لابن هشام انظر: التعليق الاتي تحت رقم: 2. (4) و «خبر الصحيفة» ذكره الإمام ابن إسحاق، كما في (السيرة النبوية) لابن هشام مع الروض الأنف 2/ 101 تحت عنوان (ائتمار قريش) فقال: «فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد نزلوا بلدا، أصأبوا أمنا وقرارا، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر قد أسلم، فكان هو و «حمزة بن عبد المطلب- رضي الله عنهما- مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأصحابه، وجعل إسلام يفشو في القبائل، اجتمعوا وائتمروا؛ أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه علي بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا ينكحوا إليهم، ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا كذلك كتبوه في صحيفة، ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة، توكيدا على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة «منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف» ... إلخ» اه: السيرة النبوية.

قال ابن هشام «1» : ويقال: «النضر بن الحارث» . فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلّم، فشلت «2» يده؛ فأقاموا على ذلك هم ومن معهم ثلاث سنين، وقيل: سنتين. ذكرهما ابن إسحاق. (فكان «3» الحصار، ولرسول الله صلى الله عليه وسلّم تسع وأربعون سنة وذلك) أي: المذكور. (عند خروجه منه) أي: من الشّعب. [موت أبي طالب] (فلما أتت له صلى الله عليه وسلّم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر، وأحد عشر يوما مات عمه أبو طالب) بعد خروجهم من الشعب فنالت منه/ قريش بعض الأذي، ما لم تكن تطمع به في حياته، حتى إن بعض سفهائهم نثر على رأسه الشريف التراب، وكان صلى الله عليه وسلّم يقول: «ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب «4» » .

_ (1) انظر: قول ابن هشام- النضر بن الحارث- في (السيرة النبوية) 2/ 101. وحول كاتب «الصحيفة» قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 2/ 127 «وللنساب من قريش في كتاب الصحيفة هو «بغيض بن عامر بن هاشم» ، والقول الثاني: إنه «منصور بن عبد شرحبيل بن هاشم» ، وهو خلاف قول «ابن إسحاق» ، ولم يذكر «الزبير» في كاتب الصحيفة غير هذين القولين. والزبيريون: أعلم بأنساب قومهم» اه: الروض الأنف. (2) في (السيرة النبوية) لابن هشام 1012 «فشل بعض أصابعه» . (3) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «وكان الحصار» بدل «فكان ... » والتعبير ب «وكان ... » أفصح من «فكان ... » ؛ لأن الواو للاسئناف. (4) حول موت «أبي طالب» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 2/ 166: «قال ابن اسحاق ... وبهلك عمه أبي طالب، وكان له عضدا وحرزا في أمره، ومنعة وناصرا على قومه، وذلك قبل مهاجره، إلى المدينة بثلاث سنين. فلما هلك أبو طالب، نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة «أبي طالب» ؛ حتى اعترضاه سفيه من سفهاء قريش، فنثر علي رأسه ترابا ... فلما نثر ذلك السفيه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلّم التراب، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيته، والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته، فجعلت تغسل عنه التراب، وهي تبكي، ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول لها: لا تبكي يا بنية؛ فإن الله مانع أباك. قال: ويقول بين ذلك: ما نالت قريش شيئا أكرهه، حتى مات «أبو طالب» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: «تاريخ الطبري 2/ 229. وانظر: «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير 1/ 606، 609.

[موت زوجه خديجة رضي الله عنها] (وماتت خديجة- رضي الله عنها- بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام «1» ) كما تقدم «2» . [وفد الجن «3» ] (فلما أتت له صلى الله عليه وسلّم خمسون سنة، وثلاثة أشهر قدم عليه) ب «نخلة» وهو موضع

_ - وانظر: «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- ص 229، 239. وانظر: «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد- السنة الخمسون من مولد النبي صلى الله عليه وسلّم 1/ 299، 306. وانظر: «عيون الأثر» لابن سيد الناس. (1) وموت خديجة- رضي الله عنها- كثرت الأقوال، وسأذكر- إن شاء الله تعالى- بعضا مما ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 7/ 203 قال- رحمه الله تعالى-: «لا خلاف أن خديجة- رضي الله عنها- توفيت قبل الهجرة: إما بثلاث، أو نحوها، وإما بخمس، ولا خلاف أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء ... فإن العسكري حكى أنها ماتت قبل الهجرة بسبع سنين، وقيل بأربع. وعن ابن الأعرابي؛ أنها ماتت عام الهجرة ... على حديث «عائشة» في بدء الخلق: أن عائشة- رضي الله عنها- جزمت بأن «خديجة» ماتت قبل أن تفرض الصلاة، فالمعتمد أن مراد من قال: بعد أن فرضت الصلاة، ما فرض قبل الصلوات الخمس ثبت ذلك، ويلزم منه أنها ماتت قبل الإسراء. وأما رابعا ففي سنة موت خديجة اختلاف آخر، فحكى العسكري، عن الزهري أنها ماتت لسبع مضين من البعثة، وظاهره، أن ذلك قبل الهجرة بست سنين، فرعه العسكري على قول من قال: إن المدة بين البعثة، والهجرة كانت عشرا ... إلخ» اه: فتح الباري. وانظر: «فتح الباري ... » أيضا 7/ 226 رقم: 3683. وانظر: المصادر والمراجع التي ذكرناها في موت «أبي طالب» . (2) انظر: أزواجه صلى الله عليه وسلّم. (3) حول وفد «الجن» وإيمانهم قال ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية» لابن هشام 2/ 173: «ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم انصرف من الطائف، راجعا إلى «مكة» حين يئس، من خبر ثقيف، حتى إذا كان ب «نخلة» قام من جوف الليل يصلي، فمر به نفر من الجن الذين ذكر الله- تعالى-، وهم فيما ذكر سبعة نفر، من جن أهل «نصيبين» فاستمعول له؛ فلما فرغ من صلاته، ولوا إلى قومهم منذرين، قد آمنوا، وأجأبوا إلى ما سمعوا، فقص الله خبرهم عليه صلى الله عليه وسلّم قال الله- تعالى-: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ إلى قوله- تعالى-: وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ [سورة الأحقاف الايات: 29- 31] . وقال- تبارك وتعالى-: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ إلى آخر القصة من خبرهم في-

على ليلة من «مكة» ، فدعا به عند رجوعه من الطائف (جن نصيبين «1» ) ، اختلف في عددهم فقيل: سبعة نفر، وقيل: ثمانية، وقيل: تسعة وهم: «شاصر» ، و «قاصر» ، و «حمسي» ، و «حسي» ، و «الأحقب» ، و «سرف» ، و «عمرو بن

_ - هذه السورة اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: تفسير الايات، من سورة الأحقاف، وسورة الجن في كتب التفسير، كابن كثير، وغيره. وانظر «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- إسلام الجن ص 197، 202. وحول عددهم قال الإمام السهيلي في كتابه «التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن» ص 156، 157: وروي ابن أبي الدنيا؛ أن النبي صلى الله عليه وسلّم- قال في هذا الحديث، وذكر فيه «نصيبين» : «رفعت إلى حتى رأيتها فدعوت الله أن يكثر مطرها، وينضر شجرها، وأن يعذب نهرها، ويقال: كانوا سبعة، وكانوا يهودا، فأسلموا؛ ولذلك قالوا: «أنزل من بعد موسى» ، وقيل في أسمائهم: «شاصر» ، و «ماصر» ، و «منشي» ، و «ناشي» ، و «الأحقب» ذكر هؤلاء الخمسة «ابن دريد» ، ومنهم عمرو بن جابر. وذكر «ابن سلام» من طريق «أبي إسحاق السبيعي» ، عن أشياخه، عن ابن مسعود؛ أنه كان نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم يمشون فرفع له إعصار، ثم جاء إعصار أعظم منه، ثم انقشع؛ فإذا «حية» قتيل، فعمد رجل منا إلى ردائه فشقه، وكفن الحية ببعضه ودفنها؛ فلما جن الليل إذا أمرأتان تسألان أيكم دفن «عمرو بن جابر» ؟ فقلنا: ما ندري من «عمرو بن جابر» ؟ فقالتا: إن كنتم ابتغيتم الأجر؛ فقد وجدتموه؛ إن فسقة الجن اقتتلوا مع المؤمنين منهم، فقتل «عمرو بن جابر» وهو الحية التي رأيتم، وهو من الأنفر الذين استمعوا القرآن من محمد صلى الله عليه وسلّم وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [سورة الأحقاف، من الاية: 29] . وذكر ابن «سلام» في رواية أخري أن الذي كفنه هو: «صفوان بن المعطل» . وذكر ابن أبي الدنيا نحو هذا الحديث، عن رجل من التابعين سماه: «أن حية دخلت عليه في خبائه، تلهث عطشا فسقاها، ثم إنها ماتت فدفنها، فأتي من الليل، وسلم عليه وشكره، وأخبر أن تلك الحية كانت من جن «نصيبين» أسمه «زوبعة» ... » اه: التعريف والإعلام ... للسهيلي. وفي «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» للسيوطي 6/ 453. «وأخرج ابن أبي حاتم؛ عن مجاهد في قوله: - تعالى-: وَإِذْ صَرَفْنا الايات. قال: كانوا سبعة من أهل «حران» ، و «أربعة» من «نصيبين» ، وكانت أسماؤهم: «حسي» ، و «مسى ... » و «الأرد» ، و «إينان» ... ، «وسرف» اه: الدر المنثور. (1) و «نصيبين» بلدة مسهورة بالجزيرة ... الخ» اه: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) كتاب (المناقب) - مناقب الأنصار- باب ذكر الجن ... إلخ 7/ 172، 173. وانظر: (معجم البلدان) لياقوت الحموي.

جابر» ، و «زوبعة*» . وروى «ابن مردويه «1» » عن ابن عباس: «أنهم كانوا اثنا عشر ألفا من جزيرة الموصل» ويجمع بينهما؛ بأن من قال: ثمانية، أو سبعة- يعني رؤساءهم، ومن قال: اثنا عشر ألفا- يعني أتباعهم. و «نصيبين» مدينة ب «الجزيرة» ، و «الجزيرة» : كورة بين الشام والعراق (فأسلموا) وسألوه الزاد فقال: «كل عظم ذكر اسم الله عليه، يقع في يد أحدكم، أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم «2» » .

_ (*) المؤلف ذكر ثمانية من أسماء الجن، ولم يذكر التاسع. (1) و «ابن مردويه» هو أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، أبو بكر، ويقال: ابن «مردويه» الكبير، حافظ، مؤرخ، مفسر، من أهل «أصبهان» ، له كتاب (التاريخ) ، وكتاب (تفسير القرآن) ، «وله مسند، ومستخرج في الحديث» اه: الأعلام للزركلي. (2) حديث الجن أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، وأخرجه غيرهما: فأخرجه البخاري في صحيحه: كتاب (المناقب) ، باب ذكر الجن ... 7/ 173 رقم: 3571 بلفظ: عن أبي هريرة: رضي الله عنه؛ أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلّم إداوة لوضوئه، وحاجته؛ فبينما هو يتبعه بها؛ فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة، فقال: «أبغني أحجارا، أستنفض بها، ولا تأتني بعظم، ولا بروثة» فأتينه بأحجار في طرف ثوبى، حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت؛ حتى إذا فرغ، مشيت، فقالت: ما بال العظم، والروثة. قال: «هما من طعام الجن، وإنه أتاني، وفد الجن، فسألونى الزاد، فدعوت الله لهم، أن لا يمروا بعظم، ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما» اه: مسلم. والحديث الذي ذكره المؤلف هو الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الصلاة) 1/ 33 رقم: 450 بلفظ: « ... عن عامر، قال: سألت علقمة هل كان ابن مسعود، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليلة الجن؟ قال: لا. لكن كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذات ليلة، ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب ... فبتنا بشر ليلة بات بها قوم؛ فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل «حراء» ... فقال: «أتاني داعي الجن فذهبت معه؛ فقرأت عليهم القرآن. قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم، وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال: كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم ... الحديث» اه: صحيح مسلم. وحديث ابن مسعود أخرجه كذلك كل من: الإمام الترمذي في جامعه كتاب (التفسير) 5/ 382 رقم: 6281، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: مسند الإمام أحمد (مسند المكثرين) رقم: 3935.

[ذكر الإسراء «1» ] (فلما أتت له صلى الله عليه وسلّم إحدى وخمسين سنة/ وتسعة أشهر أسري به) قبل هجرته بسنة على الصحيح المشهور الذي جرى عليه النووي «2» ، وبالغ ابن حزم فنقل فيه الإجماع،

_ - وانظر: (صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان) 4/ 280 رقم: 1432، 14/ 463 رقم: 6527. وانظر: (صحيح ابن خزيمة) 1/ 44 رقم: 82، وانظر: (مسند الطيالسى) رقم: 281. ملحوظة: كان الأجدر بالمؤلف- رحمه الله- أن يذكر حديث البخاري حسب المنهج العلمي؟ وحول بيان بعض معاني حديث البخاري قال ابن حجر في (فتح الباري ... ) 7/ 173: قوله: «فسألوني الزاد» أي: مما يفضل عن الأنس: وقد يتعلق به من يقول: إن الأشياء قبل الشرع على الحظر. حتى ترد الإباحة. ويجاب عنه، بمنع الدلالة على ذلك؛ بل لا حكم قبل الشرع على الصحيح. قوله: «فدعوت الله لهم، أن لا يمروا ... إلا وجدوا عليه طعنا» وفي رواية السرخسي «إلا وجدوا عليها طعاما» . قال ابن التين: يحتمل أن يجعل ذلك عليها، ويحتما أن يذيقهم منها طعاما، وفي حديث ابن مسعود: «أن البعر زاد دوابهم» ولا ينافي ذلك حديث الباب؛ «لإمكان حمل الطعام فيه على طعام الدواب» اه: فتح الباري. (1) حول «الإسراء» «قال الإمام السهيلي» في (الروض الأنف) 2/ 147، 148: «اتفقت الرواة على تسميته «إسراء» ، ولم يسمه أحد منهم «سرى» ؛ وإن كان أهل اللغة، قد قالوا: سرى وأسرى- بمعنى واحد- فدل على أن أهل اللغة، لم يحققوا العبارة؛ وذلك أن القراء لم يختلفوا في التلاوة من قوله: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ الاية [سورة الإسراء: الاية: 1] ، ولم يقل: «يسرى» ؛ فدل على أن السرى، من سريت، إذا سرت ليلا، وهي مؤنثة، تقول: طالت سراك الليلة، والإسراء متعد في المعنى «الروض الأنف» . (2) قول الإمام النووي ذكره في كتابه (شرح صحيح مسلم) ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلّم 2/ 209، 216، فقال: «اختلف الناس في الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلّم فقيل: إنما كان جميع ذلك في المنام، والحق الذي عليه أكثر الناس، ومعظم السلف، وعامة المتأخرين من الفقهاء، والمحدثين، والمتكلمين أنه اسرى بجسده صلى الله عليه وسلّم والاثار تدل عليه لمن طالعها، وبحث عنها، ولا يعدل عن ظاهرها إلا بدليل، ولا استحالة في حملها عليه فيحتاج إلى تأويل ... ؛ فإن الإسراء أقل ما قيل فيه: أنه كان مبعثه صلى الله عليه وسلّم بخمسة عشر شهرا. وقال الحربي: «كان ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الاخر ... إلخ» اه: شرح النووي لصحيح مسلم. وحول الإسراء أيضا انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 213.

(من بين زمزم، والمقام إلى بيت المقدس) يقظة بجسده عليه السلام، وصلى «1» هو و «جبريل» كل واحد ركعتين؛ فلم يلبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير، ثم أذن مؤذن، وأقيمت الصلاة، فقاموا صفوفا، ينتظرون من يؤمهم فأخذ «جبريل» بيده عليه السلام فقدمه فصلى ركعتين؛ فلما انصرفوا، قال جبريل: يا محمد، أتدري من صلى خلفك؟! قال: لا. قال: «كل نبي بعثه الله- تعالى- ثم أثنى «2» كل واحد منهم على ربه بثناء جميل، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم «كلكم أثنى على ربه، وأنا أثني على ربي: «الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين، وكافة للناس مبشرا ونذيرا، وأنزل على القرآن فيه تبيان كل شيء، وجعل أمتي هم الأولون، والاخرون، وشرح لي صدري، ووضع وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحا خاتما. فقال إبراهيم عليه السلام: «بهذا فضلكم محمد» .

_ - ب- (السيرة النبوية) لابن هشام، مع (الروض الأنف) للسهيلي 2/ 147. ج- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 1/ 578. د- (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 135، 139. (1) حول قوله: «وصلى هو وجبريل ... إلخ» . انظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 3/ 84، 85. (2) حديث كل نبي أثنى على ربه إلى قوله: «بهذا فضلكم محمد» ذكره الإمام الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) 3/ 74، 85 فقال: أخرجه الحاكم، وصححه، والبيقهى من حديث أبي هريرة، بلفظ: «فلقى أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم، فقال إبراهيم: «الحمد الذي اتخذني خليلا ... » إلخ. ثم إن موسى، أثنى على ربه- تبارك وتعالى- فقال: «الحمد لله الذي كلمني تكليما، وجعل هلاك «فرعون» ، ونجاة بني إسرائيل على يدي ... » إلخ. ثم إن داود أثنى على ربه فقال: «الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما، وعلمني الزبور، وألان لي الحديد ... » إلخ. ثم إن سليمان أثنى على ربه فقال: «الحمد لله الذي سخر لي الرياح، وسخر لي الشياطين ... » إلخ. ثم إن عيسى ابن مريم، أثنى على ربه- تبارك وتعالى- فقال: «الحمد لله الذي جعلني كلمته، وجعل مثلى مثل آدم من تراب ... » . فقال النبي- عليه السّلام-: «كلكم أثنى على ربه، وإني مثن على ربي، فقال: «الحمد لله الذي أرسلني ... » إلى قوله: «فقال إبراهيم: بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلّم» اه: سبل الهدى والرشاد.

[هجرته صلى الله عليه وسلّم من مكة إلى المدينة «1» ] (فلما أتت له صلى الله عليه وسلّم ثلاث وخمسون سنة هاجر فيها) / أي: في هذه السنة (من مكة) في أول يوم من ربيع الأول، وقيل: لثلاث بقين من صفر، وجمع بينهما بأن خروجه من «مكة» إلى الغار لثلاث بقين من صفر، وخروجه منه، غرة ربيع الأول (إلى المدينة) . قال ابن إسحاق: «وقدم صلى الله عليه وسلّم المدينة» يوم «الاثنين» حين اشتد الضحى، وكادت الشمس تعتزل لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول «2» » اه. فأقام عليه السلام ب «قباء» يوم الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، حتى أسس مسجد التقوى «3» ، ثم خرج من قباء «4» «يوم الجمعة، حين ارتفع النهار، متوجها

_ (1) حول هجرته صلى الله عليه وسلّم من «مكة» ، إلى «المدينة» انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- مسند الإمام أحمد (مسند أبي بكر الصديق) 1/ 52 رقم: 3. ب- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام- هجرة الرسول صلى الله عليه وسلّم- 2/ 221، 242. ج- (الثقات) للإمام ابن حبان- ذكر قدوم النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة- 1/ 131. د- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي- ذكر هجرته صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة- ص 43. هـ- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالحى- جماع أبواب الهجرة إلى المدينة- 3/ 224. (2) قول ابن إسحاق: «وقدم صلى الله عليه وسلّم المدينة ... إلخ» ذكره في (السيرة النبوية) لابن هشام 2/ 227. (3) «مسجد التقوى» ذكره الله- تعالى- في قوله عز وجل: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى [سورة التوبة، من الاية: 108] . وانظر صحيح البخاري كتاب (المناقب) مناقب أبي بكر رضي الله عنه حديث رقم: 3616. وانظر صحيح مسلم كتاب (الحج) حديث رقم: 2477. وانظر: جامع الترمذي كتاب (الصلاة) رقم: 297 وكتاب (التفسير) حديث رقم: 3024. وانظر: سنن النسائي- المجتبى- كتاب (المساجد) حديث رقم: 690. (4) «قباء» تقع على فرسخ من المسجد النبوى- 827 و 4 ميلا-، وهي منزل بني «عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس» . و «قباء» أسس بها النبي صلى الله عليه وسلّم «مسجدها الذي أسس على التقوى ... إلخ» اه: فتح الباري (مناقب الأنصار) 7/ 243، 245. وانظر: (المعجم الوسيط) فرسخ/ ميل.

إلى المدينة، فنزل على أخواله، وهم أخوال «1» جده «عبد المطلب» ، ثم على «أبي أيوب» منهم؛ وذلك عشية الجمعة؛ فاحتمل «أبو أيوب «2» » رحله عليه السلام فوضعه في بيته «3» ، وخرج جوار من الأنصار يضربن بالدفوف ويقلن: نحن جوار من بني النجار نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «أتحبنني؟» . قلن: نعم. فقال: «والله أنا أحبكن» . قالها ثلاثا. وفرح أهل المدينة بقدومه- صلى الله عليه/ وسلم- فرحا عظيما وأشرف ذوات

_ (1) حول قوله: «أخوال جده ... أخرج الإمام أحمد في مسنده (مسند أبي بكر الصديق) 1/ 2 رقم: بلفظ: عن البراء بن عازب، قال: اشترى «أبو بكر» - رضي الله عنه- من «عازب» سرجا بثلاثة عشر درهما، قال: فقال أبو بكر: ل «عازب» مر «البراء» فليحمله إلى منزلي، فقال: لا تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنت معه، قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا، فأحثثنا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا، وقام قائم الظهيرة ... ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأنا معه، حتى قدمنا المدينة؛ فتلقاه الناس، فخرجوا في الطريق، وعلى الأجاجير، فاشتد الخدم، والصبيان في الطريق يقولون: الله أكبر، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجاء محمد- قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أنزل الليلة على «بني النجار» أخوال «عبد المطلب» لأكرمهم؛ بذلك؛ فلما أصبح غدا حيث أمر ... » اه: المسند. وانظر: (فتح الباري ... ) لابن حجر كتاب (مناقب الأنصار) 7/ 116. وانظر: (وسيلة الإسلام بالنبي عليه السلام) لابن منقذ ص 64. (2) حول قوله: «فاحتمل أبو أيوب رحله ... إلخ» انظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 3/ 274. (3) حول بيت أبي أيوب قال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) 3/ 274: «ذكر ابن إسحاق في (المبتدأ) ، وابن هشام في (التيجان) أن بيت أبي أيوب الذي نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بناه «تبع» الأول، واسمه «تيان» - بضم المثناه الفوقية وتخفيف الموحدة أسعد-، وكان معه أربعمائة حبر، فتعاهدوا على ألا يخرجوا منها، فسألهم «تبع» ، عن سر ذلك؛ فقالوا: إنا نجد في كتبنا أن نبيا اسمه «محمد» هذه دار هجرته؛ فنعم نفيم لعلنا نلقاه. فأراد «تيع» الإقامة معهم، ثم بنى لكل واحد من أولئك دارا، واشترى له جارية، وزوجها منه، وأعطاه مالا جزيلا، وكتب كتابا فيه إسلامه، ومنه: شهدت على أحمد أنه ... رسول من الله باري النسم فلو مد عمري إلى عمره ... كنت وزيرا له وابن عم وجاهدت بالسيف أعداءه ... وفرجت عن صدره كل هم وختمه بالذهب، ودفعه إلى كبيرهم، وسأله أن يدفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلّم إن أدركه، وإلا فمن أدركه من ولده، أو ولد ولده، وبنى للنبى صلى الله عليه وسلّم «دارا» ينزلها إذا قدم المدينة، فتداول الدار الملوك، إلى أن صارت إلى «أبي أيوب» ، وهو من ولد ذلك العالم، وأهل المدينة الذي نصروه كلهم-

الخدور على «الأجاجير «1» » تقلن: طلع البدر علينا ... من ثنيات* الوداع وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع «2» وذكرى بعضهم زيادة على هذين البيتين ثالثا «3» : أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع

_ - من أولاد أولئك العلماء ... » اه: سبل الهدى والرشاد. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 1/ 358. (1) «الأجاجير» - بجيمين-: جمع أجار، وفيه لغة «الأناجير» - بالنون-: أى الأسطح. المواهب اللدنية. (*) عن «الثنيات» قال ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 8/ 129 رقم: 4164: جمع «ثنبة» وهي ما ارتفع في الأرض. وقيل: «الطريق في الجبل ... » اه: فتح الباري. (2) وحول قوله: طلع البدر علينا ... إلخ. قال الإمام ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 8/ 129 حديث رقم: 4164. « ... وقد روينا بسند منقطع في (الحلبيات) قول النسوة، لما قدم المدينة: طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع فقيل: كان ذلك: عند قدومه في الهجرة. وقيل: عند قدومه من (غزوة تبوك) ... إلخ» اه: فتح الباري. وقال القسطلاني في (المواهب اللدنية مع شرحها) للزرقاني 1/ 359. « ... وصعدت ذوات الخدور على «الأجاجير» عند مقدمه يقلن تهنئة له، حال دخوله: طلع البدر علينا ... إلخ. قلت: إنشاد هذا الشعر عند قدومه (المدينة) ، رواه البيهقي في الدلائل النبوية، وأبو بكر المقري الأصبهاني صاحب المعجم الكبير، وغيره سمع أبا يعلى، وعبدان وذكره الإمام «محب الدين الطبري» في كتابه (الرياض النضرة في مناقب العشرة) عن ابن الفضل المجمحى، قال: سمعت ابن عائشة يقول: أراه أظنه- عن أبيه: «محمد بن حفص التيمى» فذكره. وقال المحب الطبري: خرجه «الحلواني» على شرط الشيخين. انتهى كلام الطبري، وفيه «معمر» فالشيخان لم يخرجا لابن «عائشة» ، فلا يكون على شرطهما، ولو صح الإسناد إليه» اه: شرح الزرقاني على المواهب. (3) ذكر البيت الثالث: أيها المبعوث فينا..... الإمام الزرقاني في شرح المواهب 1/ 359، وعزاه إلى الإمام «رزين» .

ولعبت الحبشة «1» بحرابهم فرحا بقدومه صلى الله عليه وسلّم، وجعل الصحابة- رضوان الله عليهم- يتسابقون إليه بالأطعمة «2» والهدايا، وكان «سعد بن عبادة» يرسل إليه كل يوم قصعة، و «أبو أيوب» يصنع الطعام مع ذلك، وكان عليه السلام قد خرج من مكة «3» (هو

_ (1) حول لعب الحبشة بحرابهم ... إلخ. أخرج أبو داود في سننه كتاب (الأدب) حديث رقم: 4277 بلفظ: « ... لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة لعبت الحبشة ... » . وانظر: (الوفا بأحوال المصطفى) للإمام ابن الجوزي 1/ 397- الباب العاشر في ذكر «فرح أهل المدينة بقدومه صلى الله عليه وسلّم ... إلخ» اه: الوفا ... نسخة المسجد النبوي 9583 في 5/ 5 سنة 1415 رقم: 219/ ح. و. و. (2) حول تسابق الصحابة- رضي الله عنهم- في تقديم الأطعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال الإمام الصالحي في كتابه (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) 3/ 275- الباب السادس في قدومه صلى الله عليه وسلّم المدينة- قال: قال الإمام يحيى بن الحسن في (أخبار المدينة) : عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم على «أبي أيوب» لم يدخل منزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم هدية، وأول هدية دخلت بها عليه «قصعة» مثرودة- خبز بر وسمن ولبن- فوضعتها بين يديه، فقلت يا رسول الله: أرسلت بهذه القصعة، أمي، فقال: «بارك الله فيها» ودعا أصحابه- رضي الله عنهم- فأكلوا، فلم أرم الباب حتى جاءته قصعة «سعد بن عبادة» على رأس غلام مغطاة، فأقف على باب «أبي أيوب، فأكشف غطائها؛ لأنظر، فرأيت ثريدا عليه «عراق» فدخل بها على رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال زيد: فلقد كلنا في بنى مالك بن النجار، ما من ليلة، إلا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلّم منا الثلاثة والأربعة يحملون الطعام، ويتناوبون بينهم، حتى تحول رسول الله صلى الله عليه وسلّم من بيت «أبي أيوب» وكان مقامه فيه سبعة أشهر، وما كانت تخطئه جفنة «سعد بن عبادة» وجفنة «أسعد بن زرارة» كل ليلة. وفيه قيل لأم أيوب: «أى الطعام كان أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ فإنكم عرفتم ذلك لمقامه عندكم؟ فقالت: ما رأيته أمر بطعام فصنع له بعينه، ولا رأيناه أتى بطعام فعابه، وقد أخبرني «أبو أيوب» أنه تعشى عنده ليلة من قصعة، أرسل بها «سعد بن عبادة» طفيشل. قال أبو أيوب: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ينهل تلك القدر ما لم أره ينهل غيرها، فكنا نعملها له، وكنا نعمل له الهريس، وكانت تعجبه، وكان يحضر عشاءه خمسة إلى ستة عشر، كما يكون الطعام في الكثرة والقلة» اه: سبل الهدى والرشاد. (3) حول خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مكة إلى المدينة قال ابن هشام في (السيرة النبوية) مع (الروض الأنف) للسهيلى 2/ 225. قال ابن إسحاق: «فلما قرب أبو بكر رضي الله عنه الراحلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قدم له أفضلهما، ثم قال: اركب فداك أبي وأمى؛ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «إني لا أركب بعيرا ليس لى» قال: فهى لك يا رسول الله بأبي وأنت وأمى، قال: «لا» ؛ «ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟» قال: كذا، وكذا قال: «قد أخذتها به» قال: «هي لك يا رسول الله؛ فركبا؛ وانطلقا، وأردف «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه «عامر بن فهيرة» -

وأبو بكر الصديق- رضي الله عنه- وعامر بن فهيرة «1» - مولى أبي بكر- يخدمهما، ودليلهم عبد الله بن أريقط «2» ) الليثي (الديلي) ، استأجره «أبو بكر» ، ولا يعرف له إسلام.

_ - مولاه خلفه ليخدمهما في الطريق. وقال ابن إسحاق أيضا: قال أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- فلما سمعنا قوله- الجن الذي تغنى بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلّم عرفنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأن وجهه إلى المدينة. وكانوا أربعة: رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبو بكر الصديق، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أرقط دليلهما. قال ابن هشام: ويقال: عبد الله بن أريقط» اه: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 1/ 326، 327. (1) و «عامر بن فهيرة: ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 7، 9 فقال: «عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق أبو بكر. رضي الله عنهما، كتن مولدا من مولدي الأزد، أسود اللون مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، فأسلم فاشتراه أبو بكر من الطفيل، فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلّم «دار الأرقم» ، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام، وكان حسن الإسلام، وكان يرعى الغنم في «ثور» ثم يروح بها على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأبي بكر في «الغار» ذكر ذلك كله موسى بن عقبة، وابن إسحاق، عن ابن شهاب، وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأبي بكر رضي الله عنه في هجرتهما إلى المدينة، وشهد «بدرا» و «احدا» ، ثم قتل يوم «بئر معونة» ، وهو ابن أربعين سنة، قتله «عامر بن الطفيل» ، ويروى عنه أنه قال: رأيت أول طعنة طعنتها «عامر بن فهيرة» نورا خرج منها. وذكر ابن إسحاق ... قال: لما قدم «عامر بن الطفيل» على رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفه بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع فقال: عامر بن فهيرة» ... إلخ اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 2/ 256 رقم: 4415. (2) عن «عبد الله بن أريقط» قال الإمام القسطلاني، والزرقاني في (المواهب اللدنية وشرحها) 1/ 339: «عبد الله بن أريقط: بالقاف والطاء- مصغر، وسماه ابن إسحاق، في رواية ابن هشام «عبد ابن أرقد: وفي رواية الأموى عنه: أريقد» - بالدال بدل الطاء- وبالطاء أشهر. وقال مالك في (العتيبة) : اسمه «رقيط و «الديل» - بكسر الدال وسكون التحتية-، وقيل: بضم أوله وكسر ثانيه، مهموز، ذكره في الفتح، وهو أي: الرجل الذي استأجره على دين قريش، من عبده الأوثان، لا من أهل الكتاب، ومع ذلك سخره الله لهما ليقضي الله أمره، وهذا من جملة الرواية، ولم يعرف له إسلام، هكذا جزم به الحافظ عبد الغني المقدسي في سيرته، وتبعه النووي. وقال السهيلي: لم يكن إذ ذاك مسلما، ولا وجدنا من طريق صحيح انه أسلم بعد، ولا يعترض بأن الواقدي ذكر أنه أسلم؛ لأنه قيد بصحيح، وضعف الواقدي معلوم خصوصا مع-

و (كانت هجرته صلى الله عليه وسلّم يوم الاثنين لثمان «1» خلون من ربيع الأول وفيها) أي: سنة الهجرة (ابتني بعائشة «2» ) أم المؤمنين- رضي الله عنها-. [مؤاخاته صلى الله عليه وسلّم بين المهاجرين والأنصار] (فلما أتت لهجرته عليه السلام/ ثمانية أشهر) على ما في «عيون الأثر «3» » . وقيل: خمسة. (آخى بين المهاجرين والأنصار «4» ) ، على الحق والمواساة والتوارث، وذلك في دار «أنس بن مالك*» .

_ - الانفراد، وكأنه سلف الذهبي في عدة صحابيا. وقد قال في (الإصابة) لم أر من ذكره في الصحابة إلا الذهبي في التجريد ... » اه: المواهب. (1) القائل بهجرته لثمان خلون هو الإمام محب الطبري كما في كتابه المخطوط (خلاصة السير) لوحة 1/ أ. (2) حول بنائه صلى الله عليه وسلّم بعائشة- رضي الله عنها- انظر: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 84، 94 رقم: 3429. ب- (الإصابة) لابن حجر 13/ 38، 42 رقم: 701. ج- (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمامين القسطلاني، والزرقاني 1/ 374، 375. (3) قال ابن «سيد الناس» في كتابه (عيون الأثر ... ) : «فلما نزل- عليه الصلاة والسلام- المدينة، آخى بين المهاجرين ... في دار أنس بن مالك ... فكانوا يتوارثون حتى نزلت وَأُولُوا الْأَرْحامِ الاية: [سورة الأنفال الاية: 75، وسورة الأحزاب الاية: 6] . وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب) 1/ 374. (4) عن المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار قال الإمام ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 7/ 272، باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلّم ... ؟ قال ابن عبد البر: «كانت المؤآخاة مرتين: مرة بين المهاجرين خاصة؛ وذلك ب «مكة» ومرة بين المهاجرين، والأنصار- فهى المقصودة هنا- وذكر ابن سعد بأسانيد الواقدي إلى جماعة من التابعين قالوا: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة آخى بين المهاجرين، وآخى بين المهاجرين والأنصار، على المواساة، وكانوا تسعين نفسا، بعضهم من المهاجرين، وبعضهم من الأنصار. وقيل: كانوا مائة؛ فلما نزل وَأُولُوا الْأَرْحامِ [الأنفال: الاية 75] بطلت المواريث بينهم بتلك المؤاخاة» اه-: فتح الباري. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمامين القسطلاني، والزرقاني 1/ 373. وانظر: تفسير قوله- تعالى-: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ الاية [سورة الأحزاب، الاية: 6] . (*) حول عقد المؤاخاة في دار «أنس» انظر: التعليق السابق رقم: 4.

وقيل: في المسجد «1» ، وكانوا مائة رجل؛ خمسين من المهاجرين، وخمسين من الأنصار «2» ؛ فكان المهاجرى، والأنصارى يتوارثان بهذه المؤاخاة لا بالعشيرة والأرحام، كما ذكر الله- تعالى- في قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ «3» الاية إلى أن نزل قوله- تعالى-: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ «4» الاية. فنسخت الميراث بالهجرة، وآخى صلى الله عليه وسلّم أيضا قبل مقدمه المدينة بين المهاجرين بعضهم مع بعض على الحق والمواساة. (فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلّم تسعة أشهر، وعشرة أيام دخل بعائشة «5» ) بنت «أبي بكر الصديق» - رضي الله عنهما- كما تقدم. (فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلّم سنة وشهر، واثنان وعشرون يوما زوج «6» «عليا» «فاطمة» - رضي الله عنهما-) بأمر من الله- تعالى-.

_ (1) المؤاخاة في المسجد ذكرها الإمام الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) 1/ 374 فقال: «وعند أبي سعد في (الشرف) : آخى بينهم في المسجد ... » اه-: شرح المواهب. (2) حول عدد الصحابة الذين آخر بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم انظر: التعليق السابق رقم: 2. وانظر: (المواهب اللدنية وشرحها) 1/ 374. (3) سورة الأنفال: الاية 72. (4) سورة الأنفال: الاية 75، وسورة الأحزاب: الاية 6. (5) عن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلّم عائشة- رضي الله عنها- والدخول بها: أخرج البخاري في صحيحه كتاب (النكاح) حديث رقم: 4761 بلفظ: عن عروة، «تزوج النبي صلى الله عليه وسلّم «عائشة» ، وهي بنت ست سنين- أي: عقد عليها-، وبنى بها- أي: دخل بها-، وهي بنت تسع سنين، ومكثت عنده تسعا» اه-: صحيح البخاري. وانظر أيضا صحيح البخاري كتاب (فضائل الصحابة) باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلّم عائشة. وانظر: صحيح مسلم كتاب (النكاح) ، باب تزويج الأب البكر الصغير رقم: 1422. وانظر: (تاريخ الإسلام) للإمام الذهبي ص 279. (6) حول تزويج «علي» بفاطمة- رضي الله عنهما- قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) رقم: 4/ 374. وأنكح رسول الله صلى الله عليه وسلّم «فاطمة» علي بن أبي طالب، بعد وقعة «أحد» . وقيل: إنه تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله بعائشة، بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة، وخمسة أشهر، ونصفا، وكانت سن «على» إحدى وعشرين سنة، وخمسة أشهر ... » الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 4/ 377، 380 رقم: 830.

حمل الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمامة

[غزواته صلى الله عليه وسلّم «1» ] غزوة ودان (فلما أتت لهجرته عليه السلام سنة، وشهران وعشرة/ أيام غزا النبي صلى الله عليه وسلّم غزوة ودان «2» ) - بفتح الواو وتشديد المهملة- قرية على مرحلة، أو نحوها من الجحفة، (حتى بلغ الأبواء) - قرية إزاء «ودان» - خرج صلى الله عليه وسلّم يريد قريشا، وبني «ضمرة بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة «3» » ، وهي أول مغازيه صلى الله عليه وسلّم، خرج فيها لاثنتي عشرة ليلة مضت من «صفر» في ستين من المهاجرين. وحمل اللواء «حمزة بن عبد المطلب» ، واستعمل على المدينة «سعد بن عبادة» فيما ذكر ابن هشام «4» ، فكانت الموادعة «5» ؛ على أن لا يغزونهم، ولا يغزونه، ولا

_ (1) سيأتي- إن شاء الله تعالى- بيان عددها، وآراء الائمة فيها. (2) عن «ودان- الأبواء-» قال ياقوت الحموي في كتابه (المشترك وضعا المفترق صقعا) ص 434: «قرية جامعة، من نواحي «الفرع» بينهما، وبين الأبواء ثمانية أميال. نسب إليه: «الصعب بن جثامة بن قيس الوداني» نزله لما هاجر إلى النبي- صلى الله عليه وسلّم- ... » اه-: المشترك. وهذه الغزوة، وقعت في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة. وعنها قال أبو عمر كما في (سبل الهدى والرشاد) للصالحي: 4/ 14. « ... أقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالمدينة باقى ربيع الأول، الشهر الذي قدم، وباقي العام كله إلى صفر ... ثم خرج غازيا في صفر، وحمل لواءه «حمزة بن عبد المطلب» ، وكان لواء أبيض، واستعمل على المدينة «سعد بن عبادة» كما قال أبو سعد، وأبو عمر. وخرج بالمهاجرين ليس فيهم أنصاري؛ يعترض «عيرا» لقريش؛ فلم يلق كيدا، ووادع بني «ضمرة بن عبد مناف» وعقد ذلك معه سيدهم ... الخ» اه-: سبل الهدى والرشاد. (3) حول «بني ضمرة» انظر: المراجع الاتية: أ- الاشتقاق لابن دريد ص 17، 244. ب- (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم الصفحات: 180، 185، 186، 215، 465. (4) استعمال النبي صلى الله عليه وسلّم ل «سعد بن عبادة» لم أصل إليه في (السيرة النبوية) لابن هشام، كما ذكر المؤلف. وإنما ذكره كل من: أ- الإمام ابن حبان في كتابه (الثقات) 1/ 146. ب- الإمام الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام) - المغازي- ص 26. ج- الإمام ابن سيد الناس في كتابه (عيون الأثر ... ) 1/ 354. (5) عن موادعة «بني ضمرة» قال الواقدي في كتابه (المغازي) 2/ 11، 12:

[غزوة بواط]

يظاهرون عليه عدوه، وكتب بذلك كتابا «1» ، ورجع إلى المدينة «2» ، ولم يلق كيدا، وقد غاب خمس عشرة ليلة. وقال ابن إسحاق: إنه أقام بهذه الغزوة بقية صفر، وصدرا من شهر ربيع الأول. [غزوة بواط «3» ] (فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلّم سنة، وثلاثة أشهر، وثلاثة عشر يوما غزا عيرا لقريش،

_ - «وفى هذه الغزوة وادع بني «ضمرة» برياسة مخشى بن عمرو ... إلخ» اه-: مغازي الواقدي. وانظر: أيضا (تاريخ الإسلام) للذهبي- المغازي- ص 26. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 4/ 14. (1) نص كتاب الموادعة الذي كتبه لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: ذكره الإمام الصالحي في كتابه (سبل الهدى والرشاد) 4/ 14 بلفظ: بسم الله الرحمن الرحيم «هذا كتاب من محمد رسول الله لبني ضمرة؛ بأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم، وأن لهم النصرة على من رامهم إلا أن يحاربوا في دين الله؛ بل مابل بحر صوفي، وأن النبي صلى الله عليه وسلّم إذا دعاهم لنصره أجابوه، عليهم بذلك ذمة الله، وذمة رسوله، ولهم النصر، على من بر منهم، واتقى» اه-: سبل الهدى والرشاد. (2) عن رجوعه صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة قال الصالحي في المصدر السابق- 4/ 14-: «ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة، وكانت غيبته، خمس ليال، وهي أول غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بنفسه الكريمة» اه-: سبل الهدى. (3) عن «بواط» قال الإمام الواقدي في كتابه (المغازي) 1/ 12: تقع «حيال ضبة من ناحية ذي خشب بين «بواط» ، والمدينة: ثلاث برد وكانت غزوة «بواط» في ربيع الأول- الموافق لشهر سبتمبر سنة 623 م- على رأس ثلاثة عشر شهرا يعترض عيرا لقريش ... إلخ» اه-: مغازي الواقدي. وحول الغزوة انظر أيضا: المصادر والمراجع الاتية: أ- (سيرة ابن إسحاق) - اختصار محمد عفيف الزعبي- ص 13. ب- (تاريخ الطبري) للإمام محمد بن جرير الطبري 2/ 405. ج- (الثقات) للإمام ابن حبان 1/ 146، 147. د- (زاد المعاد) للإمام ابن القيم 4/ 38. هـ- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 11.

[غزوة بدر الأولى - سفوان]

فيها «أمية بن خلف» ) الجمحى، ومائة رجل من قريش، وألفان وخمسمائة بعير. واستعمل على المدينة «السائب/ بن عثمان بن مظعون» ، فيما قاله «ابن هشام «1» » وقيل: «سعد بن معاذ «2» » . وحمل اللواء- وكان أبيض- «سعد بن أبي وقاص» ، ورجع- عليه السلام- ولم يلق كيدا «3» . [غزوة بدر الأولى- سفوان «4» -] (وخرج صلى الله عليه وسلّم في طلب «كرز بن جابر «5» » ) الفهري.

_ (1) قول ابن هشام: واستعمل على المدينة «السائب ... » مذكور في (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 21. (2) استخلافه صلى الله عليه وسلّم ل «سعد بن معاذ» : ذكره الإمام ابن حبان في كتابه (الثقات) 1/ 146، 147. (3) حول رجوعه صلى الله عليه وسلّم للمدينة ... انظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 21. (4) «سفوان» ذكرها الإمام ياقوت الحموي في كتابه (المشترك وضعا المفترق صقعا) ص 349، 350 فقال: «واد من ناحية «بدرا» ، لما أغار كرز بن جابر الطهري» على لقاح النبي صلى الله عليه وسلّم خرج النبي حتى بلغ «سفوان» ، ففاته «كرز» ، ولم يدركه، وهي غزوة «بدر الأولى» في جمادى الأولى في سنة اثنتين للهجرة» اه-: المشترك. وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب) 1/ 396. (5) و «كرز ... » ترجم له الإمام ابن حجر في (الإصابة) - القسم الأول- 8/ 279، 280 رقم: 7388 فقال: «كرز بن جابر بن حسل بن لاحب ... ابن سفيان بن محارب بن فهر القرشي» كان من رؤساء المشركين قبل أن يسلم، وأغار على سرح المدينة مرة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلّم في طلبه، حتى بلغ «سفوان» وفاته «كرز» ، وهذه هي غزوة «بدر الأولى» ، ثم أسلم. قال الواقدي: ... قدم نفر من «عرينة» ثمانية، فأسلموا فاستوبؤا المدينة ... الحديث وفيه «حتى إذا صحوا، وسمنوا عدوا على اللقاح فاستاقوها، فأدركهم «يسار» مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقاتلهم، فقطعوا يده ورجله، وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه فمات؛ فبلغ النبي صلى الله عليه وسلّم فبعث في آثارهم عشرين فارسا، واستعمل عليهم «كرز بن جابر» فعدوا؛ فإذا بامرأة تحمل كتف بعير؛ فقالت: مررت بقوم، قد نحروا بعيرا، فأعطوني هذا، وهم بتلك المفازة، فساروا فوجدوهم فأسروهم ... » الحديث. وذكره موسى بن عقبة ... «وغيره فيمن استشهد يوم الفتح مع من كان مع خالد بن الوليد هو، و «حبيش بن خالد» ... » اه- الإصابة.

[غزوة بدر الكبرى]

واستعمل على المدينة «زيد بن حارثة» ، فسار حتى بلغ «سفوان» - كحيوان-: واد معروف من ناحية «بدر» ، ففاته «كرز» فلم يلق كيدا. و (كان) كرز (أغار على سرح المدينة «1» ) وهو يرعى بالعقيق «2» (بعد ذلك بعشرين يوما «3» ) . [غزوة بدر الكبرى] (فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلّم سنة وثمانية أشهر، وسبعة عشر يوما غزا غزوة بدر) الكبرى، وتسمى العظمى، والثانية، و «بدر القتال «4» » ، وهي البطشة الكبرى التي أعز

_ (1) «السرح» : الشجر العظام والسرح: الإبل والمواشي التي تسرح للرعى بالغداة. (2) وعن الغزوة قال ابن حزم: ... خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم في ربيع الأول، على رأس ثلاثة عشر شهرا ... من مهاجرة في إثر «كرز ... » لإغارته على سرح المدينة، وكان يرعى ب «الجماء» ونواحيها، وحمل لواءه «علي بن أبي طالب» (وكان أبيض) ، واستخلف على المدينة «زيد بن حارثة» اه-: سبل الهدى والرشاد للصالحي بتصرف. (3) وحول وقت الغزوة انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (مغازي الواقدي) بدر الأولى 1/ 12. - (الثقات) للإمام ابن حبان 1/ 147. - (الدرر في المغازي والسير) للإمام ابن عبد البر غزوة بدر الأولى ص 106. - (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 11. - (زاد المعاد بحاشية المواهب) للإمام ابن القيم 4/ 38. - (الرحيق المختوم) للصديق فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري. (4) حول تسميتها ببدر القتال، وغيره، قال الإمام الزرقاني في (شرح المواهب) 1/ 406: سميت ب «بدر القتال» لوقوعه فيها دون الأولى، والثانية، وتسمى أيضا «بدر الفرقان» ، وهي قرية مشهورة بين مكة، والمدينة، على نحو أربع مراحل من المدينة. قاله النووي. وفي (معجم ما استعجم) للبكري- 1/ 231، 232- قال: «تقع على ثمانية وعشرين فرسخا- الفرسخ: مقياس قديم يقدر بثلاثة أميال. والميل البري 1609 مترا- من المدينة يذكر، ولا يؤنث: اسم ماء نسبت إلى «بدر بن يخلد بن النضر ... » . وقيل: «بدر بن كلدة» . وقيل: نسبت القرية إلى «البدر» اسم البئر التي بها سميت؛ لاستدارتها ك «بدر» السماء؛ أو كما قال «مغلطاي» - الإشارة ص 435- سميت البئر «بدرا» لصفاتها، أى: صفاء مائها، ورؤية البدر فيها ... وحكى الواقدي إنكار كله، عن غير واحد من شيوخ بنى «غفار» ؛ وإنما هي ماؤنا ومنازلنا، وما ملكها أحد يقال له: «بدر» ؛ وإنما علم عليها كغيرها من البلاد.

الله بها الإسلام، وبيض بها وجه نبيه- عليه الصلاة والسلام-. و «بدر» : «بئر» ، أو قرية مشهورة، قيل: سميت ب [اسم] «1» «بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة «2» » وهي على نحو أربع مراحل، من المدينة من طريق «مكة» عن يمينها. (وذلك لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان «3» ) في يوم الجمعة. واستعمل على المدينة «عمرو بن أم مكتوم» على الصلاة بالناس، / ثم رد «أبا لبابة بن عبد الله بن المنذر» «من الروحاء «4» ، واستعمله على المدينة، واستشهد فيها من المسلمين: أربعة عشر رجلا: ستة من المهاجرين، والباقون من الأنصار، وقتل من المشركين: سبعون، وأسر سبعون، فممن قتل فيهم «أبو جهل» ، فرعون هذه الأمة «5» ، والثلاثة الذين بارزوا، وهم: «عتبة» و «شيبة» ابنا «ربيعة» ، و «الوليد ابن عتبة» .

_ - وقال البغوي: وهو قول الأكثر» اه-: شرح الزرقاني على المواهب. وانظر: كتاب (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 43، 44. وانظر: (الروض الأنف) للإمام السهيلي 3/ 43. (1) ما بين القوسين المعكوفين [اسم] مطموس بالأصل، وما أثبتناه من كتاب (المشترك وضعا والمفترق صقعا) للإمام ياقوت الحموي ص 39. (2) وقال ياقوت ... في المصدر السابق (المشترك ... ) وقيل: سميت ب «بدر» رجل من بني ضمرة، من كنانة سكن هذا الموضع؛ فسمى به. (3) حول وقوع «الغزوة» في يوم الجمعة ... إلخ انظر: - (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 3/ 32- غزوة بدر-. - (الطبقات الكبرى) للإمام محمد بن سعد 2/ 20/ 21. - (تاريخ الطبري) للإمام محمد بن جرير الطبري 2/ 418. (4) حول استعمال «ابن أم مكتوم» على الصلاة، ورد «أبي لبابة ... » قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 23 قال ابن إسحاق: «واستعمل «عمرو بن أم مكتوم» ويقال: اسمه «عبد الله ... » أخا بني «عامر بن لؤي» على الصلاة، ثم رد «أبا لبابة» من الروحاء» ، واستعمله على المدينة» اه-: السيرة النبوية. (5) حول وصف «أبي جهل» بفرعون هذه الأمة أخرج البيهقي في (دلائل النبوة) 2/ 388 قال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «اللهم لا يعجزني فرعون هذه الأمة» .

قتل الأول: «عبيدة بن الحارث» » ، والثاني: «حمزة بن عبد المطلب» والثالث: «علي بن أبي طالب» . وقد أشار إلى ذلك ابن غازي «2» بقوله: عبيدة «3» لعتبة وحمزة لشيبة

_ (1) و «عبيدة بن الحارث» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 7/ 114، 117 رقم: 1748، فقال: «عبيد بن الحارث» بن عبد المطلب بن عبد مناف ... يكنى «أبا الحارث» وقيل: يكنى «أبا معاوية» . وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعشر سنين، وكان إسلامه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلّم «دار الأرقم ابن أبي الرقم» ، وقبل أن يدعو فيها. وكانت هجرته إلى المدينة مع أخويه «الطفيل» و «الحصين ابنا الحارث» ... ومعه «مسطح بن أثاثة ... » ونزلوا على «عبد الله بن سلمة العجلاني» . وكان لعبيدة بن الحارث، قدر ومنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم. قال ابن إسحاق: «أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع «عبيدة بن الحارث» ، في شهر ربيع الأول سنة اثنتين في ثمانين راكبا. ويقال: في ستين من المهاجرين، ليس فيها من الأنصار أحد، وبلغ «سيف» ساحل- البحر، حتى بلغ ماء بالحجار بأسفل ثنية المرة؛ فلقى بها جمعا من قريش، ولم يكن فيهم قتال، غير أن «سعد بن مالك» رمى بسهم يومئذ، فكان أول سهم رمى به في الإسلام. ثم شهد «عبيدة» «بدرا» ؛ فكان له فيها عناء عظيم، ومشهد كريم، وكان أسن المسلمين يومئذ، قطع «عتبة بن ربيعة» رجله يومئذ، وقيل: بل قطع «شيبة بن ربيعة» فارتث- حمل من المعركة جريحا بن رمق- منها فمات بالصفراء على ليلة من «بدر» . ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لما نزل بأصحابه بالتاربين قال له أصحابه: «إنا نجد ريح المسك» قال: «وما يمنعكم، وهاهنا قبر أبي معاوية» . قال: وكان ل «عبيدة بن الحارث» يوم قتل ثلاث وستون سنة، وكان رجلا مربوعا حسن الوجه» اه-: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 6/ 369، 370 رقم: 5367. (2) و «ابن غازي» ترجم له الزركلي في (الأعلام) فقال: «محمد بن أحمد بن علي بن غازي المكناسي» أبو عبد الله. مؤرخ فقيه، من فقهاء المالكية، من بني عثمان قبيلة من كتامة ... - ولد بها، وتفقه بها و «بفاس» ، واستقرب «فاس» سنة 891 هـ، وتوفي بها. من مؤلفاته: - الروض الهتون في أخبار مكناس مخطوط. - إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب مخطوط ... إلخ اه-: الأعلام. (3) و «عبيدة ... » هو «عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ... » وهو الذي بارز «عتبة بن ربيعة» -

ثم علي للوليد شيخ «1» وكهل ووليد ثم أمر عليه السلام بالقتلى فجروا إلى «القليب*» ، ثم ناداهم موبخا لهم: «يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟! فإني وجدت ما وعدني ربي حقا «2» » .

_ - وكان أسن القوم، وهما اللذان اختلفا ضربتين بالسيف كلاهما أصاب صاحبه فحمل «عبيدة» فمات ب «الصفراء» فقال: فإن يقطعوا رجلي فإني مسلم ... أرجّي بها حظّا من الله باقيا اه-: الاشتقاق لابن دريد ص 83، 84. (1) حول «الشيخ» و «الكهل» قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 5/ 330: «الولد: يقال له: جنين جتى يوضع، ثم صبي، حتى يفطم، ثم غلام إلى سبع، ثم يافع إلى عشر، ثم حزور إلى خمس عشرة سنة، ثم قمد إلى خمس وعشرين، ثم عنطنط إلى ثلاثين، ثم محل إلى أربعين، ثم كهل إلى خمسين، ثم شيخ إلى ثمانين، ثم هرم إذا زاد ... إلخ» اه-: فتح الباري. (*) «القليب» البئر التي لم تطو. ذكر ذلك السيوطي في (الديباج على صحيح مسلم) 4/ 405 رقم: 1794. وانظر: (فتح الباري شرح صحيح البخاري) لابن حجر 12/ 414. (2) حديث «القليب» أخرجه الإمام البخاري في صحيحه 1/ 462 رقم: 1304 بلفظ: عن أبي عمر- رضي الله عنهما- قال: أطلع النبي صلى الله عليه وسلّم على أهل القليب فقال: «وجدتم ما وعد ربكم حقا» ؟ فقيل له: تدعوا أمواتا فقال: «ما أنتم بأسمع منهم؛ ولكن لا يجيبون» . وانظر: البخاري 4/ 1462 رقم: 3759. وأخرجه بلفظ: «يا أهل القليب هل وجدتم ... إلخ» الحاكم في (المستدرك) 3/ 249 رقم: 4995 عن عائشة- رضي الله عنها- قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 7/ 165 رقم: 6715، عن ابن عمر 10/ 160 رقم: 10320، عن ابن مسعود. وانظر: (المنتخب) من مسند عبد الله بن حميد ص 245 رقم: 762. وانظر: (صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان) 15/ 562 رقم: 7088، عن عائشة- رضي الله عنها. وانظر: (الجامع الكبير) للسيوطي 1/ 950، 951. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 50- طرح المشركين في القليب- وانظر: (الروض الأنف) للسهيلي 3/ 62.

عدة أصحابه - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر

عدة أصحابه- صلى الله عليه وسلّم- في غزوة بدر (و) عدة (أصحابه صلى الله عليه وسلّم يومئذ ثلاثمائة رجل، وبضعة عشر رجلا «1» ) من المهاجرين: ثلاثة وثمانون، ومن الأوس واحد/ وستون، ومن الخزرج مائة وسبعون، المتخلفون من أصحابه- صلى الله عليه وسلّم- في غزوة بدر وتخلف ستة من أصحابه صلى الله عليه وسلّم ضرب لهم بسهامهم، وأجورهم، ثلاثة من المهاجرين: «عثمان بن عفان «2» » خلفه صلى الله عليه وسلّم على تمريض ابنته «رقية» - رضي الله عنها- و «سعيد بن زيد» و «طلحة بن عبيد الله» كان بعثهما- عليه السلام- إلى الشام يتحسسان الأخبار «3» .، واثنان من الأوس: «الحارث بن حاطب «4» » من بني «أمية بن زيد» و «عمرو بن عوف» كان رده- عليه السلام- من الروحاء «5»

_ - وانظر: (تاريخ الإسلام) للذهبي المغازي ص 41، 42. (1) حول عدة من حضر «بدرا» من المسلمين قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 88، 98 قال ابن إسحاق: « ... فجميع من شهد «بدرا» من المسلمين: المهاجرين والأنصار، من شهدها منهم، ومن ضرب له بسهمه، وأجره ثلاثمائة رجل وأربعة عشر رجلا، من المهاجرين: ثلاثة وثمانون رجلا، ومن الأنصار- الأوس- واحد وستون رجلا، ومن الخزرج مائة وسبعون رجلا» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (تاريخ الإسلام) - المغازي- للإمام الذهبي ص 55. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 4/ 91. (2) عن تخلف «عثمان» - رضي الله عنه- قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 3/ 127- وفاة رقية-: «تخلف عثمان- رضي الله عنه- على امرأته «رقية» - رضي الله عنها- فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلّم بسهمه وأجره، وكان موتها يوم قدوم «زيد بن حارثة» بشيرا بوقعة «بدر» ، وهذا هو الصحيح ... » اه-: السيرة النبوية. (3) «التحسس» - بالحاء- هو أن تسمع الأخبار بنفسك، بخلاف التجسس- بالجيم المعجمة- هو أن تفحص عنها بغيرك ... » الروض الأنف 3/ 43. (4) و «الحارث ... » ترجم له الإمام ابن البر في (الاستيعاب) 2/ 229 رقم: 405، فقال: «الحارث بن حاطب بن عمرو ... بن أمية الأنصاري ... يكنى أبا عبد الله رده رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين توجه إلى «بدر» من الروحاء في شيء أمره إلى بنى عمرو ... ، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلّم بسهمه وأجره؛ فكان كمن شهدها في قول ابن إسحاق، قال الواقدي: شهد الحارث ... «أحدا» و «الحديبية» ، وقتل يوم «خيبر» شهيدا. رماه رجل من فوق الحصن فدمغه- أصاب دماغه-» اه-: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 2/ 152 رقم: 1388. (5) و «الروحاء» قرية من عمل الفرع بين مكة والمدينة ذكر ذلك ياقوت الحموي في كتابه (المشترك وضعا ... ) ص 211.

عدد المشركين في غزوة بدر

شيء أمره به إلى بني «عمرو بن عوف» . و «عاصم بن عدي بن عجلان» البلوي «1» ، حليف «بني عمرو بن عوف» رده- عليه السلام- بعد أن خرج إلى أهل «مسجد الضرار» لشيء بلغه عنهم. وقيل: استخلفه على أهل العالية «2» ، وقباء، وواحد من الخزرج. عدد المشركين في غزوة بدر (والمشركون بين التسعمائة والألف) ، وكان من صنع الله- تعالى- يومئذ أن المسلمين حين رأوا العدو قلله الله في أعينهم تقوية لهم وتنشيطا، فاستصغروا جمعه واستقلوه. قال ابن مسعود «3» : «لقد قللوا في أعيننا/ يوم «بدر» حتى قلت لرجل جنبي: أتراهم سبعين؟!. قال أراهم: مائة. فأسرنا رجلا منهم؛ فقلنا: كم كنتم؟! قال: «ألفا» . قال- تعالى-: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا «4» .

_ (1) و «عاصم ... » ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 269، 271 رقم: 309 فقال: «عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضيعة العجلاني، ثم البلوى من بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وأخوه «معد بن عدي» حليف بني عبيد بن زيد، من بني عمرو بن عوف، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا عمر، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها. وقيل: لم يشهد بدرا بنفسه؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم رده عن بدر- بعد أن خرج معه إليها- إلى مسجد الضرار لشيء بلغه عنهم، وضرب له بسهمه وأجره. وقيل: بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد استخلفه حين خرج إلى بدر، على «قباء» وأهل العالية، وضرب له بسهمه؛ فكان كمن شهدها، وهو صاحب «عويمر العجلاني» الذي قال له: سل لى يا عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم في حديث اللعان ... توفى سنة خمس وأربعين، وقد بلغ قريبا من عشرين عاما ومائة سنة ... إلخ» اه-: الاستيعاب وانظر (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 5/ 370، 271 رقم: 4346. (2) حول استخلاف «عاصم» انظر ترجمته التي تقدمت. (3) أثر ابن مسعود أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره 13/ 572 رقم: 116156 بلفظ: عن أبي عبيدة عن عبد الله، قال: «قللوا في أعيننا يوم بدر ... » إلى قوله: «ألفا» اه-: تفسير الطبري. وانظر: الأحاديث تحت أرقام: 16157، 16158. وانظر: تفسير ابن كثير 4/ 13، 14. طبعة الشعب. (4) سورة الأنفال، الاية: 44.

وكان تقليل المسلمين في أعين الكافرين في أول الملاقات عند المواجهة، حتى قال قائلهم: «إنما محمد وأصحابه أكلة جزور» . ليستدرجهم بذلك إلى مصارعهم، والله يؤيد بنصره من يشاء. (وكان ذلك يوم الفرقان، يوم فرق الله بين الحق والباطل) ، وأهلك فيه رؤوس الكفر، وصناديد قريش، وأظهر وحيه، وتنزيله، وأعز نبيه ودينه، وأذل فيه الشرك، وخرب محله، وأخزى الشيطان وجنده، قال- تعالى: لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) «1» هذا مع قلة عدد المسلمين، وكثرة العدد والعدد من الكافرين، (وذلك قوله- عز وجل: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) «2» ) . أي: قليل عددكم لتعلموا أن النصر؛ إنما هو من عند الله؛ لا بكثرة الأموال والرجال «3» .

_ - وفى معنى الاية قال ابن هشام: «أى: ليؤلف بينهم على الحرب للنقمة، ممن أراد إتمام النعمة عليه ممن أراد الانتقام منه، والأنعام على من أراد إتمام النعمه عليه أهل ولايته» اه-: السيرة النبوية. وانظر: تفسير الإمام الطبري 13/ 572. (1) سورة الأنفال، من الاية: 8. (2) سورة آل عمران، الاية: 123. (3) حول غزوة «بدر الكبرى» انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 3/ 29، 134. - (مغازي الواقدي) - بدر القتال- 2/ 19، 152. - (تاريخ الطبري) - وقعة بدر الكبرى- 2/ 421، 479. - (الثقات) للإمام ابن حبان 1/ 152، 182. - (الدرر في المغازي والسير) للإمام ابن عبد البر- غزوة بدر- ص 112. - (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 50، 51. - (تاريخ الإسلام- المغازي-) للإمام الذهبي ص 31، 95. - (عيون الأثر ... ) للإمام ابن سيد الناس 1/ 322، 375.

[غزوة بني قينقاع *]

[غزوة بني قينقاع*] (ثم غزا صلى الله عليه وسلّم/ بني قينقاع «1» ) وهم بطن من يهود المدينة، وكان يوم السبت نصف شوال بعد وقعة «بدر» بشهر، على ما عند ابن سعد «2» . وكانت طوائف اليهود معه صلى الله عليه وسلّم على الموادعة؛ فكان أول من نقض العهد

_ (*) عن «قينقاع» قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) 4/ 290 رقم: 1943: «قينقاع» - بفتح القاف، وسكون التحتانية، وضم النون بعدها قاف- قبيلة من اليهود- نسب السوق إليهم. وذكر ابن التين: «أنه «قينقاع» - بكسر النون في أكثر نسخ القابسي، وهو صواب أيضا. وقد حكى فتحها أيضا. «وقينقاع» يصرف على إرادة الحي، ويمنع من الصرف على إرادة القبيلة» اه-: فتح الباري. وفى (فتح الباري الباري ... ) أيضا 7/ 333 رقم: 3804، وفى الديباج على صحيح مسلم للسيوطي 4/ 372 رقم: 1766 «قينقاع» مثلثة النون. (1) انفردت بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- حاشية اللوحة 25/ أ. بعد «قينقاع» بالاتي: «قينقاع- بضم النون وكسرها، وهي سوق يهود المدينة؛ أضيفت إليهم السوق فقيل: سوق بني قينقاع؛ كما في الصحيح» اه-: حاشية اللوحة 25/ أ. وقد ورد اسم سوق «قينقاع» في حديث صحيح البخاري، وغيره: فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب (البيوع) حديث رقم: 1907 بلفظ: عن عبد الرحمن بن عوف: «لما قدمنا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيني، وبين «سعد بن الربيع» فقال: سعد بن الربيع: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم لك نصف مالي، وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها؛ فإذا حلت تزوجتها» . قال: فقال عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك. هل من سوق فيه تجارة؟! قال: سوق قينقاع ... إلخ» اه-: صحيح البخاري. وانظر: (الجامع المختصر) 2/ 745 رقم: 7452، 2/ 747 رقم: 2016، 3/ 1378 رقم: 3569. وانظر: (صحيح مسلم) 4/ 1882 رقم: 2421. وانظر: (السنن) للإمام أبي داود 3/ 154 رقم: 3001. وانظر: (المستدرك) للحاكم 3/ 154 رقم: 4823. (2) حول قول «ابن سعد» انظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 2/ 29. وعند الواقدي في (المغازي) 2/ 176، 180 «غزوة قينقاع يوم السبت للنصف من شوال، على رأس عشرين شهرا، حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلّم إلى هلال ذي القعدة ... إلخ» اه-: (مغازي) الواقدي.

[غزوة السويق]

«بنو قينقاع» ، فسار- عليه السلام- إليهم فحاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة، وكان اللواء مع «حمزة بن عبد المطلب» ، وكان أبيض، فقذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلّم فأمرهم فكتفوا، وكانوا سبعمائة مقاتل، فقام إليه «ابن أبي «1» » فقال: «يا محمد أحسن في «موالي» ، وكانوا حلفاء الخزرج، «فتركهم- عليه السلام- له وأجلاهم من المدينة؛ فلحقوا ب «أذرعات «2» » . واستعمل على المدينة في محاصرته إياهم «بشير بن عبد المنذر*» «3» . [غزوة السويق] (ثم) غزا صلى الله عليه وسلّم (غزوة السويق «4» ) ، وكان سببها أن «أبا سفيان بن حرب» حين

_ (1) «ابن أبي» هو «عبد الله بن أبي بن سلول» رأس المنافقين حول قيامه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم انظر: - (الطبقات) للإمام محمد بن سعد. - (تاريخ الإسلام) - المغازي- للذهبي ص 117، 118. - (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 4/ 179، 181. (2) و «أذرعات» : «بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقان، وعمان» اه-: مغازي الواقدي. (*) و «بشير بن عبد المنذر» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 150 فقال: «بشير بن عبد المنذر» أبو لبابة الأنصاري الأوسي، غلبت عليه كنيته، واختلف في اسمه، فقيل: «رفاعة ابن عبد المنذر» ، وقيل «بشير بن عبد المنذر» ... إلخ اه-: الاستيعاب. انظر ترجمته بتوسع في (الاستيعاب) الكنى. (3) حول «غزوة بني قينقاع» انظر المصادر والمراجع الاتية: - (مختصر السيرة النبوية) لابن هشام (سيرة ابن إسحاق) ص 133، 134. - (تاريخ الطبري) - غزوة بني قينقاع- 2/ 479، 483. - (الثقات) لابن حبان 1/ 209، 210. - (الدرر ... ) لابن عبد البر ص 149، 150. - (الكامل في التاريخ) لابن الأثير 2/ 33، 35. - (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 4/ 179، 181. (4) عن «السويق» قال الزرقاني في (شرح المواهب) 1/ 458، 460: «السويق» : القمح، أو الشعير، يقلى، ثم يطحن، فيتزود به ملتوتا بماء وسمن، أو عسل، أو وحده، وهو بالسين، قال ابن دريد العنبر يقولونه: بالصاد، وسميت الغزوة بذلك ... إلخ» اه-: شرح المواهب.

رجع بالعير إلى «مكة» ، ورجع فل «1» - قريش من «بدر» نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة «2» ، حتى يغزو محمدا صلى الله عليه وسلّم، فخرج في مائتي/ راكب من الأنصار قريش تسير يمينه حتى نزل ب «صدر قناة» «3» على نحو بريد من المدينة، فبعث رجالا من قريش فأتوا ناحية منها يقال لها: «العريض «4» » : واد على ثلاثة أميال من المدينة، فحرقوا به نخلا، وأقاموا هنا لك، وقتلوا رجلا من الأنصار «5» ، وحليفا له، في حرث لهما، فرأى «أبو سفيان» أن قد حلت يمينه، فانصرف بقومه راجعين، ونذر بهم الناس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم (في طلب أبي سفيان [صخر] «6» بن حرب) في مائتين من المهاجرين، والأنصار يوم الأحد خامس ذي الحجة. وقيل: في ذي القعدة، وقيل: في صفر سنة ثلاث «7» ، ثم سار حتى بلغ «قرقرة الكدر» ، واستعمل على المدينة فيما قال «ابن هشام» : «بشير بن عبد المنذر» ، وهو أبو لبابة بن عبد المنذر «ثم انصرف عليه السلام راجعا، وقد فاته «أبو سفيان» ،

_ (1) «فل قريش» : المنهزمون من قريش. (2) قوله: «من جنابة» فيه دليل على أن الغسل من الجنابة، كان عند أهل الجاهلية، وأخذ به الإسلام. (3) و «صدر قناة» واد من أودية المدينة النبوية. وقال ابن إسحاق: «حتى نزل بصدر قناة، إلى جبل يقال له: ثيب ... الخ» اه-: السيرة النبوية لابن هشام 3/ 136. (4) «العريض» كزبير: واد بالمدينة به أموال لأهلها، القاموس المحيط. (5) الرجل المقتول من الأنصار هو «معبد بن عمرو» كما في (إمتاع الأسماع) للمقريزي. ذكر ذلك الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) 4/ 174. (6) ما بين القوسين المعكوفين، من إحدى نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا-. (7) حول تاريخ وقوع الغزوة انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 3/ 136. - (مغازي الواقدي) 1/ 181. - (تاريخ الطبري) - غزوة السويق- 1/ 483، 485. - (الثقات) - غزوة السويق- للإمام ابن حبان- للإمام ابن عبد البر ص 147. - (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 36، 37. - (تاريخ الإسلام) - المغازي- للإمام الذهبي ص 109.

[غزوة بني سليم - الكدر]

وأصحابه، وطرحوا من أزوادهم يتخففون للنجاة، وكان أكثر ما طرحوا «السويق» ، فهجم المسلمون، على سويق كثير؛ فسميت «غزوة السويق» . وكانت غيبته عليه السلام خمسة أيام «1» . [غزوة بني سليم- الكدر «2» -] (ثم غزا- عليه السلام- بني سليم بالكدر) : ماء لهم يسمي بذلك/ وذلك في

_ (1) حول «الغزوة» انظر المصادر والمراجع التي ذكرناها، في تاريخ وقوع الغزوة. (2) عن «غزوة بني سليم» قال القسطلاني في (المواهب) والزرقاني في (شرح المواهب) 1/ 454، 455: «وفى أول شوال أيضا، وقيل: بعد «بدر» بسبعة أيام، وبه جزم «ابن إسحاق» ومن تبعه ... وقيل: في نصف المحرم سنة ثلاث، وبه جزم «ابن سعد» ، و «ابن هشام» . خرج «في مائتي رجل يريد «بني سليم» - بضم المهملة وفتح اللام- فبلغ ماء يقال له: «الكدر» - بضم الكاف وسكون-؛ لأنه كما ذكر ابن إسحاق، وابن سعد، وابن عبد البر، وابن حزم، بلغه صلى الله عليه وسلّم أن بهذا الموضع جمعا من «بني سليم» ، و «غطفان» : وتعرف «غزوة بني سليم بالكدر» بغزوة «ذي قرقرة» - بفتح القاف. وحكى البكري ضمها. قال الدميري وغيره: والمعروف فتحها بعد كل قاف راء أولاهما ساكنة، ثم تاء التأنيث. قال ابن سعد: «قرارة الكدر» . وفي (الصحاح) : قراقر على «فعالل» - بضم القاف- اسم ماء. ومنه «غزاة قراقر» ففيها ثلاثة أوجه: «قرقرة» ، «قرارة» ، «قراقر» ، وإن عرف ما حكاه البكري يكون: أربعة. وهي أرض ملساء و «الكدر» كما قال السهيلي، وابن الأثير، وغيرهما: «طير» في ألوانها كدرة عرف بها ذلك الموضع الذي هو «قرقرة» لاستقرار هذه الطيور به منها غزوة واحدة، وتبع المصنف على ذلك تلميذه الشامي فقال: «غزوة بني سليم» ، هي «غزوة نجران» الاتية، ويجيء قول المصنف فيها، وتسمى «غزوة بني سليم» فأقام بها- عليه الصلاة والصلام- ثلاثا، قاله ابن إسحاق والجماعة. وقيل: أقام بها عشرا؛ فلم يلق أحدا من سليم، وغطفان الذين خرج يريدهم في المحال. وذكر ابن إسحاق والجماعة؛ أنه أرسل نفرا من أصحابه على أعلى الوادي واستقبلهم صلى الله عليه وسلّم في بطن الوادي فوجد رعاء- بكسر الراء- جمع راع فيهم غلام يقال له: «يسار» - بتحتية ومهملة- فسأله عن الناس، فقال: لا علم لي بهم؛ إنما أورد لخمس، وهذا يوم ربعي، والناس قد ارتفعوا في المياه، ونحن عزاب في النعم، فانصرف صلى الله عليه وسلّم، وقد ظفر بالنعم، فانحدر بها إلى المدينة، واقتسموا غنائمهم ب «صرار» على ثلاثة أميال من المدينة، وكانت خمسمائة-

أول شوال. قال ابن إسحاق: «بعد القوم من «بدر» بسبع ليال خرج- عليه السلام- إليها في مائتين من أصحابه؛ لأنه بلغه أن بهذا الموضع جمعا من «بني سليم» ، و «غطفان» وحمل اللواء «علي بن أبي طالب» . واستعمل على المدينة- فيما قال ابن هشام الحميري-: «سباع بن عرفطة الغفاري» و «ابن أم مكتوم» فسار- عليه السلام- إليهم فلم يجد في محالهم أحدا، فأقام هنالك ثلاثا، وقيل: عشرا. وبعث نفرا من أصحابه في أعلى الوادي، فأصابوا خمسمائة بعير وغلاما اسمه «يسار» صار في سهمه- عليه السلام-، ثم رجع عليه السلام، فلما كان ب «صرار «1» » على ثلاثة أميال من المدينة، من جهة المشرق قسم الغنيمة، بعد أن عزل منها الخمس؛ فأصاب كل من المسلمين بعيرين، وانصرف- عليه السلام- وقد غاب خمس عشرة ليلة، ولم يلق كيدا «2» » .

_ - بعير؛ فأخرج خمسة، وقسم أربعة أخماسه على المسلمين فأصاب كل رجل منهم «بكران» ، وكانوا مائتي رجل، وصار «يسار» في سهمه صلى الله عليه وسلّم فأعتقه؛ لأنه رآه يصلي؛ لأنه أسلم لم يقم رق فلا يكون عنيمة، فكيف وقع في سهمه؟! وأجيب بأن إسلامه إنما يعصم دمه، ويخير الإمام فيه بين الرق، والفداء، والمن بلا شيء، فيجوز أنه صلى الله عليه وسلّم اختار رقه بعد علمه بإسلامه، أو قبله، ثم صار في سهمه حين القسمة، فأعتقه لرؤيته يصلي ... وكانت غيبته صلى الله عليه وسلّم خمس عشرة ليلة. وأقام بالمدينة «شوالا» ، و «ذا القعدة» ، وأفدى في إقامته تلك جل الأساري من قريش. استخلف على المدينة «سباع ... » ، وقيل: استخلف عليها «ابن أم مكتوم» ، وقيل: «عبد الله بن يسر» . والصحيح الأول. وجمع بينهما بأنه استخلف «سباعا» للحكم، و «ابن أم مكتوم» للصلاة على عادته في استخلافه للصلاة، وحمل اللواء- وكان أبيض- «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه» اه-: شرح الزرقاني. (1) و «صرار» «موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق «قاله» الخطابي» اه-: معجم البلدان للإمام ياقوت الحموي 3/ 398. (2) حول غزوة بني سليم انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (مختصر السيرة النبوية- سيرة ابن إسحاق) ص 131 إعداد محمد عفيف الزعبي. - (مغازي الواقدي) - غزوة قرقرة الكدر- 1/ 182، 184.

[غزوة ذي أمر]

[غزوة ذي أمر «1» ] (ثم غزا- عليه السلام- ذا أمر «2» ) - بتشديد الراء من المرارة- وهو موضع به

_ - (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر- غزوة بني سليم- ص 147. - (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي ص 53. - (الكامل في التاريخ) لابن الأثير- ذكر غزوة الكدر- 2/ 35. - (زاد المعاد ... ) لابن القيم بحاشية (المواهب اللدنية) 4/ 61. (1) في نسخة [ز] من (أوجز السير) - أصل كتابنا- «غزا ذي أمر» ، وهذا على تقدير «غزا غزوة ذي أمر» فتكون «غزوة» مفعول به، وهي مضاف- و «ذي» مضاف إليه. وفى المطبوع من نسختي (هـ، ط) ص 6 «ثم غزا ذا أمر» : وهذا إما أن كلمة «ذا» سقط منها وفى المطبوع من نسختي (هـ، ط) ص 6 «ثم غزا ذا أمر» : وهذا إما أن كلمة «ذا» سقط منها الألف، أو «ذا» كاملة، وسقطت الألف من «أمر» ، ولعل هذا من أخطاء النسخ أو الطبع والله أعلم. (2) ما أثبتناه ثم غزا- عليه السلام- «ذا أمر» يعرب على أن «ذا» مفعول به؛ لأنه من الأسماء الخمسة و «أمرا» - بفتح الهمزة والميم وتشديد الراء- موضع من ديار «غطفان» قاله ابن الأثير وغيره. وقال البكري في (معجم ما استعجم) 1/ 116: «أمر: أفعل من المرارة، وهي بناحية «نجد» عند واسط الذي بالبادية؛ وسميت ب «غزوة غطفان» - بفتح المعجمة والطاء المهملة-: اسم قبيلة من «مضر» أضيفت لها الغزوة؛ لأن «بني ثعلبة» الذين قصدهم من «غطفان» وسماها الحاكم باسم «غزوة أنمار» اه-: 2/ 4 شرح الزرقاني على المواهب بتصرف. قال ابن إسحاق: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم من «غزوة السويق» أقام بالمدينة بقية «ذي الحجة» ، أو قريبا منها، ثم غزا «نجدا» يريد «غطفان» ، وهي «غزوة ذي أمر» فأقام بنجد «صفرا» كله، أو قريبا من ذلك، ثم رجع المدينة، ولم يلق كيدا» اه-: مختصر سيرة ابن هشام- سيرة ابن إسحاق- ص. 132 إعداد محمد عفيف الزعبى بتصرف. سبب الغزوة: «أن جمعا من «بني ثعلبة بن سعد» ، ومن «بني محارب» تجمعوا يريدون الإغارة- أى: أن يصيبوا- من أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلّم جمعهم «دعثور» وسماه الخطيب «غورث» . وقال الخطابي: يقال له: «غويرث» أو «عويرث» - بمهملة- قائدهم كان شجاعا. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم المسلمين للخروج. فاجتمع العدد- أربعمائة وخمسين فارسا- فلما سمعت «غطفان» بمهبطه صلى الله عليه وسلّم مع قواته بلادهم هربوا في رؤس الجبال فرقا- خوفا- ممن نصر بالرعب، فأصاب المسلمون، وهو في طريقهم إليهم ب «ذي القصة» رجلا منهم- من بي ثعلبة- يقال له: «جبار» فقالوا: أين تريد؟ قال: أريد «يثرب» قالوا: ما حاجتك بيثرب؟ قال: أردت أن أرتاد لنفسي وانظر.

ماء بناحية «نجد» على ثلاث مراحل من المدينة. (وهي غزوة غطفان) وبنى/ محارب من «قيس عيلان» ، والذي جمعهم هو «دعثور بن الحارث المحاربي» وسماه الخطيب «غورث» ، وسماه غيره «غورك «1» » في أربعمائة وخمسين رجلا لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، في السنة الثالثة من الهجرة، واستعمل على المدينة «عثمان بن عفان» - رضي الله عنه- فلما سمعوا به صلى الله عليه وسلّم هربوا في رؤوس الجبال؛ فلم يلحق منهم أحدا، وأصاب الصحابة رجلا منهم يقال له: «جبار» من بني ثعلبة، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الإسلام؛ فأسلم، ثم رجع- عليه السلام- ولم يلق كيدا، وكانت غيبته إحدى عشرة ليلة. وقال ابن إسحاق: «أقام بنجد» صفر «كله، أو قريبا من ذلك» ويقال لها: «غزوة أنمار» قاله الحاكم، وغيره، وهي قبيلة منها «خثعم» ، و «بجيلة «2» » ، واختلف في نسب «أنمار» ؛ فقيل: هو ابن «نزار بن معد بن عدنان» . وقيل: إنه من ولد «كهلان بن سبأ «3» » .

_ - قالوا: هل مررت بجمع، أو بلغك خبر قومك؟ قال: لا إلا أنه قد بلغني أن «دعثور بن الحارث» في أناس من قومه عزل. فأدخلوه على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فدعاه إلى الإسلام فأسلم، وقال: يا محمد أنهم يلاقوك؛ إن سمعوا بمسيرك هربوا في رؤوس الجبال، وأنا سائر معك، ودالك على عورتهم، فخرج به النبي صلى الله عليه وسلّم، وضمه إلى «بلال» ، فأخذ به طريقا أهبطه عليهم من كثيب، وهربت منه الأعراب فوق الجبال، وقيل ذلك غيبوا سرحهم في ذوى الجبال ودراريهم فلم يلاق رسول الله صلى الله عليه وسلّم أحدا ... » اه-: شرح الزرقاني على المواهب 2/ 14، 16 بتصرف. (1) «غورك» لم أجده بهذا الاسم في المصادر والمراجع المتوافرة لدى والله أعلم. (2) حول الاختلاف في «نسب أنمار ... الخ» قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) ص 10: «قوله نزار بن معد بن عدنان: مضر، وربيعة، وإياد، وقيل: وأنمار» . وذكر أن خثعم، وبجيلة، من ولد أنمار والله أعلم. إلا أن الصحيح المحض الذي لا شك فيه؛ أن قبائل مضر، وقبائل ربيعة ابنى نزار، ومن تناسل منهم من إياد، ومن عك؛ فإنهم صرحاء ولد إسماعيل «ولا يصح ذلك لغيره البتة» اه-: جمهرة أنساب العرب. وانظر: نفس المرجع- الجمهرة- الصفحات بأرقام: 378، 390، 392، 475، 484. (3) حول «غزوة ذي أمر» انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- (مغازي الواقدي) - شأن غزوة غطفان بذى أمر- للإمام الواقدي 2/ 193، 196. 2- (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر ص 148.

[غزوة أحد]

[غزوة أحد «1» ] (ثم كانت غزوة أحد في السنة الثالثة) من الهجرة، يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال، وقيل: لسبع خلون منه، وقيل: في نصفه. و «أحد» جبل مشهور بالمدينة على/ أقل من فرسخ منها، وكان المسلمون ألفا، والمشركون ثلاثة آلاف رجل «2» ، ومعهم مائتا فرس، وثلاثة آلاف بعير، وليس مع المسلمين إلا فرس واحد؛ لأبي بردة بن نيار «3» .

_ - 3- (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 47، 48. 4- (عيون الأثر ... ) لابن سيد الناس 1/ 389، 390. (1) عن سبب الغزوة: قال ابن إسحاق في (مختصر السيرة- سيرة ابن إسحاق-) ص 136: «لما أصيب يوم بدر من كفار قريش- أصحاب القليب- ورجع فلهم- المنهزمون- إلى مكة، ورجع «أبو سفيان بن حرب» بعيره. مشى «عبد الله بن أبي ربيعة» و «عكرمة بن أبي جهل» ، و «صفوان بن أمية» في رجال من قريش، ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا «أبا سفيان بن حرب» ، ومن كانت له في تلك العير من قريش. فقالوا: يا معشر قريش: إن محمدا قد وتركم، وقتل خياركم؛ فأعينونا بهذا المال على حربه؛ فلعلنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منا ففعلوا ... » اه-: مختصر السيرة. إعداد محمد عفيف الزعبي. و «أحد» قال عنه السهيلي في (الروض الأنف) 3/ 158، 159: «وأحد سمى بهذا الاسم؛ لتوحده، وانقطاعه، عن جبال أخر هنالك، وقال فيه الرسول صلى الله عليه وسلّم: «هذا جبل يحبنا ونحبه» [البخاري 3/ 1058 رقم: 2732] ، ولا أحب واحسن من اسم مشتق من الأحدية- يريد موافقة اسم جبل أحد للتوحيد ... الخ» اه-: الروض الأنف بتصرف. (2) حول عدد المسلمين، والكفار انظر: كتب (السيرة النبوية) لابن هشام، وغيره. (3) و «أبو بردة ... » ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 145، 146 رقم: 2869 فقال: «أبو بردة بن نيار» اسمه: «هاني بن نيار» - هذا قول أهل الحديث-. وقيل: «هاني بن عمرو» هذا قول ابن إسحاق. وقيل: بل اسمه «الحارث بن عمرو» . وذكره: «هشيم» عن «الأشعث» ، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: مر بي خالي، والحارث بن عمرو، وهو أبو بردة بن نيار. وقيل: مالك بن هبيرة قاله: إبراهيم بن عبد الله الخزاعي ... كان (عقبيا بدريا، وشهد أبو بردة ... العقبة الثانية مع السبعين، في قول موسى بن عقبة، وابن إسحاق، والواقدي. وقال أبو معشر: شهد «بدرا» و «أحدا» ، وسائر المشاهد، وكانت معه راية «بني حارثة» -

وفرس رسول الله صلى الله عليه وسلّم السكب «1» وتعبأ صلى الله عليه وسلّم للقتال، وأمر على الرماة «عبد الله بن جبير الأنصاري «2» » من بني «عمرو بن عوف» والرماة خمسون رجلا؛ فقال: انضح الخيل عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا. إن «3» كانت لنا، أو علينا، فاثبت مكانك، ودفع اللواء إلى «مصعب بن عمير» ثم التقى الناس، ودنا بعضهم من بعض فاقتتلوا حتى حميت الحرب، وأبلى «حمزة» - رضي الله عنه- في ذلك اليوم بلاء حسنا حتى أصيب.

_ - في «غزوة الفتح» . قال الواقدي: توفى في خلافة «معاوية «بعد شهوده، مع علي بن أبي طالب حروبه كلها. وقال الواقدي أيضا: انخذل «عبد الله بن أبي ابن سلول» عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين خروجه إلى أحد بثلاثمائة، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سبعمائة. وكان المشركون ثلاثة آلاف، والخيل: مائتا فارس، والظعن خمس عشرة امرأة. وكان في المشركين سبعمائة دراع، وكان في المسلمين مائة دراع، ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان: فرس لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وفرس لأبي بردة بن نيار» اه-: الاستيعاب. (1) و «السكب» : فرس رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ذكره الإمام الطبراني في حديث أخرجه في (المعجم الكبير) 11/ 111 رقم: 11208 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم « ... وكان له فرس يسمى السكب ... » اه-: المعجم الكبير للطبراني. وقال الإمام عبد الغني المقدسي في كتابه (الدرة المضية في السيرة النبوية) - ذكر أفراس رسول الله صلى الله عليه وسلّم ص 43: «أول فرس ملكه «السكب» اشتراه من أعرابي، من بني «قزارة» بعشر أواق، وكان اسمه عند الأعرابي «الضرس» فسماه «السكب» ، وكان أغر محجلا طلق إلى اليمين، وهو أول فرس غزا عليه» اه-: الدرة المضية. وعن جملة أفراسه صلى الله عليه وسلّم قال المناوي في (فيض القدير شرح الجامع الصغير) 5/ 177 حديث رقم: 6856: « ... وجملة أفراسه سبعة متفق عليها. جمعها ابن جماعة في بيت فقال: والخيل سكب لحيف ظرب ... لزاز مرتجز ورد لها أسوار وانظر: السنن الكبرى للإمام البيهقي 69/ 52 رقم: 17743. وانظر: القاموس المحيط/ سكب. (2) حول الرماة، وعددهم، وتأمير «عبد الله بن جبير» ، وهو معلم يومئذ بثياب بيض. انظر: (السيرة النبوية لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي 3/ 150) . (3) في (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 3/ 150: «وإن «بدل» بذكر الواو قبل «إن» .

قيل: إنه قتل يومئذ إحدى وثلاثين رجلا وقاتل «أبو دجانة «1» » بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي أعطاه يومئذ، وقاتل «مصعب بن عمير» دون رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى قتل؛ فأعطي اللواء «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه فتقدم وقاتل، ثم أنزل الله نصره على المسلمين حتى كشفوهم عن المعسكر، ووقعوا فيه ينتهبون ويأخذون ما فيه/ من أنعامهم، فبينما هم كذلك إذ مالت الرماة إلى العسكر لطلب الغنيمة «2» وأتوا من خلفهم، وصرخ صارخ «إن محمدا قد قتل» فانكفأوا وانكفأ القوم عليهم وأصابوا منهم، وكان يوم بلاء وتمحيص، أكرم الله أناسا بالشهادة، وأعظم فيه الأجر لنبيه- عليه السلام- ورماه صلى الله عليه وسلّم «3» «عتبة بن أبي وقاص» بأربعة أحجار، أصاب حجر منها رباعيته اليمنى السفلى فكسرها، وكلمت شفته السفلى في باطنها، فقال- عليه

_ (1) «أبو دجانة» - سماك بن خرشة، أخو بني ساعدة- وقصة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذكرها الإمام ابن هشام (في السيرة النبوية) مع (الروض الأنف) 3/ 153 فقال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه رجال، فأمسكه عنهم، حتى قام إليه «أبو دجانة» فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: «أن تضرب به العدو حتى ينحني» قال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه؛ فأعطاه إياه، وكان «أبو دجانة» رجلا شجاعا يختال عند الحرب؛ إذا كانت، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء، فاعتصب بها علم إنه سيقاتل، فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخرج عصابته تلك، فعصب بها راسه، وجعل يتبختر بين الصفين. قال ابن إسحاق ... عن رجل من الأنصار- من بني سلمة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين رأى «أبا دجانة» يتبختر أنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن» اه-: السيرة النبوية لابن هشام. (2) عن سبب الهزيمة قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 155: «ثم أنزل الله نصره على المسلمين، وصدقهم وعده، فحسوهم بالسيوف، حتى كشفوهم عن العسكر، وكانت الهزيمة لا شك فيها ... والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم «هند بنت عتبة» ، وصواحبها مشمرات هوارب، ما دون أخذهن قليل، ولا كثير إذا مالت الرماة إلى العسكر، حين كشفنا القوم عنه، وخلوا ظهورنا للخيل؛ فاؤتينا من خلفنا وصرخ صارخ: إلا إن محمدا قد قتل، فانكفأنا، وانكفأ علينا القوم، بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنوا منه أحد من القوم ... إلخ» اه-: السيرة النبوية. (3) حول رمي «عتبة ... » لرسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 156: «وذكر ربيع بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري» أن عتيبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يومئذ فكسر رباعيته اليمنى، وجرح شفته السفلى، وأن عبد الله بن شهاب الزهري، هو الذي شجه، في جبهته، وأن عبد الله بن قمئة جرحه في وجنته؛ فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، وأن مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم ازدرده؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم «لن تمسك النار ... » اه-: السيرة النبوية.

السلام-: «اللهم لا يحل عليه الحول حتى يموت كافرا «1» » ؛ فكان كما قال عليه السلام. ونقل الخطيب «2» في «التاريخ» قال: بلغني أن الذين كسروا رباعيته عليه السلام لم يولد لهم صبى، فنبتت له رباعية، وشجه عليه السلام «عبد الله بن شهاب الزهرى «3» » حتى سال الدم على لحيته الشريفة- نفسى له الفداء-، ورماه «عبد الله بن قميئة الليثى «4» » .

_ - وانظر: (فتح الباري شرح صحيح البخاري) لابن حجر كتاب (المغازي) 7/ 366. وقال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 3/ 156: «وعتبة بن أبي وقاص- أخو سعد- هو الذي كسر رباعيته، ثم لم يولد من نسله ولد؛ فبلغ الحلم إلا وهو أبخر- أى: منتن الفم، أو أهتم- يعرف ذلك في عقبة ... » اه-: الروض الأنف. وقال الإمام ابن حجر في (فتح الباري ... ) - المصدر السابق-: «وروى ابن إسحاق، من حديث «سعد بن أبي وقاص» قال: «فما حرصت على قتل رجل قط، حرصي على قتل أخي «عتبة بن أبي وقاص» ؛ لما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم أحد» - وذكر حديث الطبراني الذي سأذكره فيما بعد-. (1) حديث «اللهم لا يحل ... إلخ» عزاه الإمامان القسطلاني والزرقاني في (المواهب وشرحها) إلى الإمام عبد الرزاق في (تفسيره) من مرسل مقسم، وسعيد بن المسيب؛ أنه صلى الله عليه وسلّم دعا على عتبة فقال: «اللهم لا يحل الحديث» . (1) حديث «الهم لا يحل ... إلخ» عزاه الإمامان القسطلاني والزرقاني في (المواهب وشرحها) إلى الإمام عبد الرزاق في (تفسيره) من مرسل مقسم، وسعيد بن المسيب؛ أنه صلى الله عليه وسلّم دعا على عتبة فقال: «اللهم لا يحل الحديث» . (2) وقول الخطيب في (التاريخ) ذكره الإمام الشامي في (سبل الهدى والرشاد) 4/ 199 فقال: «وروى الخطيب في تاريخ بغداد، عن الحافظ محمد بن يوسف الفريابي قال: «بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يولد لهم صبي؛ فنبنت له رباعية» اه-: سبل الهدى والرشاد. (3) حول «عبد الله بن شهاب ... » قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 3/ 165: «وممن رماه يومئذ «عبد الله بن شهاب» جد شيخ مالك «محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب» . وقد قيل لابن شهاب: أكان جدك «عبد الله بن شهاب» ممن شهد «بدرا» ؟ قال: نعم؛ ولكن من ذلك الجانب- يعني مع الكفار-، و «عبد الله» هذا هو، «عبد الله» الأصغر، وأما «عبد الله بن شهاب» وهو «عبد الله الأكبر» فهو من مهاجرة الحبشة، توفي بمكة قبل الهجرة، وقد اختلف فيهما أيهما كان المهاجر إلى أرض الحبشة؛ فقيل: الأكبر، وقيل: الأصغر. وكان أحدهما جد الإمام الزهري لأبيه، والاخر جده لأمه، وقد أسلم الذي شهد «أحدا» مع الكفار، وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلّم فالله ينفعه بإسلامه» اه-: الروض. «عبد الله بن قميئة» سماه ابن القيم في (الهدي ... ) «عمرو بن قمئة» ذكر ذلك الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 37. (4) وحديث ابن قمئة أخرجه الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) 8/ 130 رقم: 7596 بلفظ: عن أبي أمامة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم رماه «عبد الله بن قمئة» بحجر يوم «أحد» فشجه في-

فأصاب وجهه الشريف، حتى دخلت حلقتان من حلق «المغفر «1» » في وجنته «2» عليه السلام. وروي في «التوشيح «3» » قال: ضرب وجه النبي صلى الله عليه وسلّم يومئذ بالسيف سبعين ضربة، وقاه الله شرها كلها. وفي هذا اليوم/ قال- عليه السلام- للسيد «طلحة بن عبيد الله «4» » ، وقد نهض

_ - وجهه، وكسر رباعيته، وقال: خذها وأنا ابن قمئة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يمسح الدم على وجهه- «مالك أقمأك الله» فسلط الله عليه، تيس غنم؛ فلم يزل ينطحه، حتى قطعه قطعة» اه-: المعجم الكبير. وفي (فتح الباري ... ) لابن حجر كتاب (المغازي) غزوة «احد» 7/ 373 رقم: 3847. « ... وقال ابن عائذ، أخبرنا الوليد بن مسلم، حدثنى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر؛ أن الذي رمى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «أحدا» فجرحه في وجهه، قال: خذها مني، وأنا ابن قمئة؛ فقال: أقمأك الله، فانصرف، إلى أهله، فخرج في غنمه، فوافاها على ذروة جبل؛ فدخل فيها، فشد عليه تيسها، فنطحه نطحة، أداره من شاهق الجبل، فتقطع» اه-: فتح الباري. وانظر: (مسند الشاميين) للإمام الطبراني 1/ 262 رقم: 453. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 4/ 199. (1) «المغفر» : - بكسر الميم، وسكون الغين المعجمة، وفتح الفاء-: «زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس ... » اه-: المواهب اللدنية للقسطلاني 2/ 38. وقال الشامي في (سبل الهدى والرشاد ... ) 4/ 270: «المغفر: ما يلبس تحت البيضة، شبيه بحلق الدرع، يجعل على الرأس، يتقى به في الحرب» اه-: سبل الهدى. (2) و «الوجنة» من الإنسان: ما ارتفع من لحم خده، والأشهر فتح الواو، وحكى تثليث الواو، والجمع: وجنات» اه-: سبل الهدى والرشاد 4/ 270. (3) كتاب (التوشيح) الذي نقل منه المؤلف، لم أصل إليه في المراجع المتوافرة لدي. (4) و «طلحة» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 235، 249 رقم: 1280 فقال: «طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو ... القرشي التيمي، يكنى أبا محمد، يعرف ب «طلحة» الفياض. وذكر أهل النسب أن «طلحة» اشترى ما لا بموضع يقال له: «بيسان» فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما أنت إلا فياض فسمى «طلحة» الفياض. ولما قدم «طلحة» المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينه، وبين «كعب بن مالك» حين آخى بين المهاجرين، والأنصار. قال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة: عن ابن شهاب: لم يشهد «طلحة» بدرا، وقدم من الشام بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلّم من «بدر» . وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم فى سهمه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لك سهمك» . قال: وأجري، قال: و «أجرك» .

به إلى صخرة: «أوجب طلحة*» . وفيه رمى «أبورهم: كلثوم بن الحصين الغفارى «1» » بسهم في نحره فبصق رسول

_ - قال أبو عمر: شهد «أحدا» وما بعدها من المشاهد. قال الزبير- رضي الله عنه- وغيره: وأبلى حسنا، ووقى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- بنفسه، واتقى النبل عنه بيده؛ حتى شلت إصبعه، وضرب الضربة في رأسه، وحمل رسول الله على ظهره، حتى استقل على الصخرة. وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر» . ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نهض يوم «أحد» ليصعد صخرة، وكان ظاهر بين درعين؛ فلم يستطع النهوض؛ فاحتمله «طلحه» فأنهضه حتى استوى عليها ... وقتل «طلحة» - «- وهو ابن ستين سنة. وقيل ابن اثنتين وستين سنة. وقيل: ابن أربع وستين سنة يوم الجمل» اه-: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 132 رقم: 2259. (*) حديث «أوجب طلحة» أخرجه جمع من الأئمة منهم: الإمام الترمذي في جامعة كتاب (الجهاد) 4/ 201 رقم: 1615 بلفظ: عن الزبير بن العوام قال: «كان على النبي صلى الله عليه وسلّم درعان يوم أحد، فنهض إلى الصخرة؛ فلم يستطع، فأقعد طلحة» تحته، فصعد النبي صلى الله عليه وسلّم عليه حتى استوى على الصخرة، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: «أوجب طلحة» قال أبو عيسى ... هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث «محمد بن إسحاق» . وانظر: (جامع الترمذي) 5/ 643 رقم: 3738: عن الزبير. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. - الإمام أحمد في (المسند) 1/ 165 رقم: 1417 عن الزبير بن العوام. - (صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان) 15/ 436 رقم: 6979 عن الزبير. - (المستدرك) للحاكم 3/ 28 رقم: 4312، 3/ 221 رقم: 5603 عن الزبير. قال الحاكم في كل منهما: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: (المستدرك) : للحاكم 3/ 421 رقم: 5602 عن الزبير، وسكت عنه الحاكم، والذهبي. - (الجهاد) للإمام عبد الله بن المبارك ص 80 رقم: 93 عن الزبير. - (السنن الكبرى) للإمام البيهقي 6/ 370 رقم: 12878 عن الزبير، 9/ 46 رقم: 17711: عن الزبير. - (المسند) للإمام أبي يعلى 2/ 33 رقم: 370: عن الزبير. - (فضائل الصحابة) للإمام أحمد بن حنبل 2/ 743 رقم: 1288، 2/ 744 رقم: 1290. (1) و «أبو رهم الغفاري» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 258، 259 رقم: 2960 فقال: «أبو رهم ... » اسمه «كلثوم ... » أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة، -

الله صلى الله عليه وسلّم عليه فبرئ. وفيه أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلّم «عبد الله بن جحش» - وقد انقطع سيفه- عرجون «1» نخلة فظهر في يده سيفا؛ فقاتل به حتى قتل؛ وكان يسمى العرجون، وفيه كان صلى الله عليه وسلّم يفدي «سعد بن أبي وقاص «2» » بأبيه، وأمه، وفيه أصيبت عين قتادة فردها- عليه السلام-

_ - وشهد «أحدا» فرمي بسهم في نحره، فسمي المنحور. ويروى «أنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم فبصق عليه فبرأ ... واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلّم على المدينة- مرتين: مرة في «عمرة القضاء» ، وكان ممن بايع تحت الشجرة، ثم استخلفه على المدينة «عام الفتح» فلم يزل عليها، حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الطائف» اه-: الاستيعاب. (1) قوله: «عرجون نخلة» هذا لفظ الوبير بن بكار، ذكر ذلك الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 43. (2) حديث «فداء رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأبيه....» متفق عليه، أخرجه البخاري، ومسلم في صحيحيهما، وأخرجه غيرهما. فأخرجه البخاري في (الجامع المختصر) 3/ 1064 رقم: 2749 بلفظ: ... عن سعد بن إبراهيم، قال: حدثني عبد الله بن شداد، قال: سمعت «عليا» - (- يقول: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلّم يفدي رجلا بعد «سعد» سمعته يقول: «ارم فداك أبي، وأمي» . وأخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) 4/ 1876 رقم: 2411. وانظر بقية الأحاديث الواردة في الصحيحين وغيرهما في المواضع الاتية: - الجامع الصحيح المختصر 3/ 1064 رقم: 2749، 4/ 1490 رقم: 3831، 4/ 1490 رقم: 3833. وانظر: (جامع الترمذي) 5/ 130 رقم: 2829، 5/ 650 رقم: 3753، 5/ 650 رقم: 3755. انظر: (المستدرك) : للحاكم 2/ 105 رقم: 2472. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وبهذه السياقة. ووافقه الذهبي في (التلخيص) . وعن هذه التفدية قال الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 42: «فداك أبي وأمي» - بكسر الفاء وتفتح- المراد: لو كان لي إلى الفداء سبيل لفديتك بأبوي اللذين هما عزيزان عندي، والمراد من التفدية لازمها، أي: أرم مرضيا ... وقال النووي: المراد بالتفدية الإجلال والتعظيم؛ لأن الإنسان لا يفدي إلا من يعظمه، وكأن مراده: بذلت نفسي، أو من يعز على في مرضاتك وطاعتك ... قال القاضي عياض: - رحمه الله-: ذهب جمهور العلماء إلى جواز ذلك، سواء كان المفدي به مسلما، أو كافرا. قال النووي: وجاء من الأحاديث ما لا يحصى.

[غزوة بني النضير]

بكفه الشريفة فكانت أحسن عينيه «1» . واستشهد من المسلمين يومئذ سبعون على الأصح «2» . [غزوة بني النضير] (و) غزا- عليه السلام- (غزوة بني النضير «3» ) ، وهي قبيلة كبيرة من اليهود،

_ - وقال السهيلي عن شيخه: ابن عربي فقه هذا الحديث جوازه؛ إن كان أبواه غير مؤمنين؛ وإلا فلا؛ لأنه كالعقوق. قال البرهان: «وقد فدى الصديق النبي- صلى الله عليه وسلّم بأبويه حين كانا مسلمين، وقد لا يمنع ابن العربي هذه المسألة؛ لأنه يجب على الخلف تفديته بالاباء والأمهات والأنفس ... » اه-: شرح الزرقاني على المواهب. (1) حول إصابة عين قتادة ... الخ قال الإمام الواقدي في (المغازي) غزوة «أحد» 1/ 242: « ... وأصيبت عين قتادة بن النعمان، حتى وقعت على وجنته. قال قتادة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلت: أي: رسول الله، أن تحتي امرأة شابة جميلة أحبها، وتحبني، وأنا أخشى أن تقذر مكان عيني؛ فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فردها، فأبصرها، وعادت كما كانت، فلم تضرب عليه ساعة من ليل أو نهار، وكان يقول بعد أن أسن: هي والله أقوى عيني، وكانت أحسنهما» اه-: المغازي. وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب) 2/ 42، 43. (2) حول «غزوة أحد» انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (مختصر السير النبوية) - سيرة ابن إسحاق- ص 136، 149، إعداد محمد عفيف الزعبي. - (مغازي الواقدي) - غزوة أحد- 1/ 199، 533. - (تاريخ الطبري) للإمام محمد بن جرير الطبري 2/ 499، 533. - (الدرر ... ) لابن عبد البر- غزوة أحد- ص 153، 166. - (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير- غزوة أحد- 2/ 44، 57. - (الثقات) للإمام ابن حبان- ثم كانت غزوة أحد- 2/ 221، 235. - (زاد المعاد) للإمام ابن القيم- غزوة أحد- 2/ 64، 87. - (فتح الباري ... ) لابن حجر- غزوة أحد- 7/ 345. - (الرحيق المختوم) للصديق العزيز الشيخ صفي الرحمن المبارك فوري 248، 284. - (روضة الأنوار) للصديق الشيخ صفي الرحمن المبارك فوري ص 116، 124. (3) حول «بني النضير» قال الإمام ابن حجر في فتح الباري، كتاب (المغازي) 7/ 330: «بنو النضير قبيلة من قبائل اليهود الثلاث: - بنو قريظة، وبنو قينقاع- الذين كانوا بالمدينة حينما هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... وكان الكفار بعد الهجرة مع النبي صلى الله عليه وسلّم على ثلاثة أقسام: قسم-

وكانت (على رأس سنتين وتسعة أشهر وعشرة أيام «1» ) ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلّم خرج إليهم يستعينهم في دية العامريين اللذين قتلهما «عمرو بن أمية الضمرى» في رجوعه من «بئر معونة» ظنا منه؛ أنه قد ظفر ببعض ثأر أصحابه، ولم يشعر بما كان معهما من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان بين بني النضير، وبنى عامر عقد وحلف/ فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلّم يستعينهم قالوا: نعم يا أبا القاسم نعينك. ثم خلا بعضهم ببعض، وهو تحت جدار من جدرانهم، فهموا بإلقاء صخرة «2» عليه، فجاءه الخبر من السماء بما أراه، وأومأ في نفر من أصحابه فيهم «أبو بكر» و «عمر» و «علي» - رضي الله عنهم- فخرج راجعا إلى المدينة، وأمر بالسير لحربهم، فسار إليهم فحاصرهم ست ليال «3» ، وتحصنوا منه، فأمر- عليه السلام-

_ - وادعهم على أن لا يحاربوا، ولا يمالئوا عليه عدوه، وهم طوائف اليهود الثلاثة. وقسم حاربوه، ونصبوا له العداوة كقريش. وقسم تاركوه وانتظروا ما يئول إليه أمره، كطوائف من العرب: فمنهم من كان يحب ظهوره كخزاعة، وبالعكس كبني بكر، ومنهم من كان معه ظاهرا، ومع عدوه باطنا، وهم المنافقون. فكان أول من نقض العهد من اليهود «بني قينقاع» فحاربهم في شوال، بعد وقعة «بدر» فنزلوا على حكمه، أراد قتلهم فاستوهبهم منه «عبد الله بن أبي» ، وكانوا حلفاءه؛ فوهبهم له، وأخرجهم من المدينة ... » اه-: فتح الباري. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) - أمر إجلاء بني النضير- 3/ 240. (1) عن وقت الغزوة قال ابن حجر في المصدر السابق- 7/ 330-: «اختلف في وقت غزوة بني النضير فقال السهيلي: ... وكان ينبغى أن يذكرها بعد بدر؛ لما روى عقيل بن خالد الأيلي وغيره كمعمر، عن الزهري، وصدر به البخاري تعليقا جزما عنه، عن عروة، قال: كانت غزوة بني النضير على رأس ستة أشهر من وقع بدر، قيل أحد....» اه-: فتح الباري. وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب) 2/ 79. (2) حول إلقاء الصخرة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 3/ 240: « ... فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم يستعينهم في دية ذينك القتيلين، قالوا: نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت، مما استعنت بنا عليه، ثم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى جنب جدار- فمن رجل يعلو على هذا البيت، فيلقى عليه صخرة فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك «عمرو بن جحاش بن كعب» أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليقى عليه صخرة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم في نفر من أصحابه ... » اه-: السيرة النبوية. (3) حول محاصرة بني النضير قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 2403: «وذلك في شهر-

بقطع النخيل وحرقها «1» ، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوه- عليه السلام- أن يكف عن دمائهم، فنزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا السلاح، فاحتملوا حتى أبواب بيوتهم، فخرجوا إلى «خيبر» ، ومنهم من سار إلى الشام، وأسلم منهم رجلان، فأحرزا أموالهما، وهما: «يامين بن عمير» و «أبو سعد بن وهب «2» » ، وبقيت أموالهم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أفاءها الله عليه، يفعل فيها ما شاء، فقسمها بين المهاجرين، وثلاثة من الأنصار لفقرهم: «أبو دجانة: سماك بن خرشة» و «سهل بن حنيف» و «الحارث بن الصمة» .

_ - ربيع الأول، فحاصرهم ست ليال، ونزل تحريم الخمر ... » اه-: السيرة.. (1) حول تحصنهم، وأمره (بقطع النخيل) ... انظر السيرة النبوية لابن هشام 3/ 240. انظر: تفسير سورة الحشر لنزول السورة بأكملها فيهم. (2) حول من أسلم من بني النضير قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 241: «ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان: «يامين بن عمير أبو كعب بن عمرو بن جحاش» ، و «أبو سعد بن وهب» أسلما على أموالهما فأحرزاها. قال ابن إسحاق: وقد حدثنى بعض آل يامين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ليامين: «أم تر ما لقيت من ابن عمك، وما همّ به من شأني؟» فجعل «يامين» لرجل «جعلا» - مالا- على أن يقتل له «عمرو بن جحاش» فقتله فيما يزعمون» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 11/ 101 رقم: 2823، و (الاستيعاب) 11/ 277، 278 رقم: 2992. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر رقم: 91120، و (الإصابة) 11/ 164 رقم: 518. وحول «غزوة بني النضير» راجع المصادر والمراجع الاتية: 1- (السيرة النبوية) لابن هشام- سيرة ابن إسحاق- ص 159- 161، إعداد محمد عفيف الزعبي. 2- (مغازي الواقدي) - غزوة بني النضير- 1/ 363، 383. 3- (الدرر ... ) لابن عبد البر- غزوة بني النضير- ص 174، 175. 4- (الكامل في التاريخ) لابن الأثير- ذكر إجلاء بنى النضير- 2/ 64، 65. 5- (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي- غزوة بنى النضير- ص 57. 6- (السيرة النبوية- عيون الأثر-) لابن سيد الناس- غزوة بني النضير- 2/ 23، 28. 7- (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر- حديث بنى النضير- 7/ 329، 334. 8- (شرح الزرقاني على المواهب) - حديث بنى النضير- 2/ 79، 86. 9- (الرحيق المختوم) لصديقي الشيخ صفي الرحمن المباركفوري- غزوة بني النضير- ص 294.

[غزوة ذات الرقاع]

[غزوة ذات الرقاع] ثم «1» (غزا- عليه السلام- بعد ذلك بشهرين وعشرين يوما غزوة ذات الرقاع) ، واختلفوا/ في زمانها «2» ، والذي عند ابن إسحاق؛ أنه أقام بعد «غزوة بني النضير» شهر ربيع، ثم غزا «نجدا «3» » يريد «بني محارب» ، و «بني ثعلبة» من «غطفان» ،

_ (1) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- و «غزا» بدل «ثم» «غزا» . (2) حول الاختلاف في وقت الغزوة قال ابن حجر في (فتح الباري) كتاب (المغازي) باب غزوة ذات الرقاع 7/ 417 «اختلف أصحاب المغازي في الوقت الذي وقعت فيه غزوة ذات الرقاع، كما اختلفوا في سبب تسميتها بهذا الاسم. أما ابن إسحاق فيرى أنها بعد بنى النضير، وقيل: بعد الخندق سنة أربع، وابن سعد، وابن حبان يريان أنها في المحرم سنة خمس. وأما أبو معشر فجزم بأنها كانت بعد «بنى قريظة» ، و «الخندق» . وأما موسى بن عقبة فجزم بتقديم وقوع «غزوة ذات الرقاع» ؛ لكن تردد في وقتها فقال: «لا ندري كانت قبل أو بعدها أو قبل أحد أو بعدها، وهذا التردد لا حاصل له؛ بل الذي ينبغي الجزم به أنها بعد غزوة بني قريظة؛ لأنه تقدم أن صلاة الخوف في غزوة الخندق لم تكن شرعت، وقد ثبت وقوع صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع ... إلخ» . والصواب: «أن غزوة ذات الرقاع، وقعت بعد غزوة خيبر؛ لأن أبا موسى الأشعري؛ إنما قدم من الحبشة، بعد فتح خيبر- انظر الحديث برقم: 4128- في سبب تسمية الغزوة بذات الرقاع، وفى باب غزوة خيبر سيذكر الإمام البخاري حديثا طويلا قال فيه: «قال أبو موسى: فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلّم حين افتتح خيبر، وإذا كان كذلك ثبت أن أبا موسى شهد غزوة ذات الرقاع، ولزم أنها كانت بعد خيبر ... الخ» اه-: فتح الباري 7/ 417. وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية) 2/ 86، 88. وعن أسماء الغزوة قال الزرقاني في (شرح المواهب ... ) 2/ 86: «وهي غزوة «محارب» ، وغزوة «بني ثعلبة» ، وغزوة «بني أنمار» ، وغزوة «صلاة الخوف» - لوقوعها فيها- وغزوة «الأعاجيب» لما وقع فيها من الأمور العجيبة. وقول البخاري: وهي غزوة محارب بن خصفة، من بني ثعلبة بن غطفان، وهم لاقتضائه أن «ثعلبة» جد لمحارب، وليس كذلك، فصوابه- كما عند ابن إسحاق- وغيره، و «بني ثعلبة» بواو العطف؛ فإن «غطفان» هو: «ابن سعد بن قيس عيلان» ، و «محارب بن خصفة بن قيس عيلان» فمحارب، وغطفان: ابنا عم؛ فكيف يكون الأعلى منسوبا إلى الأدنى، وقد ذكر في الباب حديث جابر بلفظ: محارب وثعلبة من غطفان- بميم ونون- فإنه ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن يغبض ... الخ» اه-: شرح الزرقاني. (3) حول قوله «ثم غزا» نجدا «يريد بني محارب ... واستعمل على المدينة «أبا ذر» وقيل: «عثمان بن عفان» ... الخ» انظر: السيرة النبوية للإمام ابن هشام 3/ 246.

واستعمل على المدينة «أبا ذر الغفاري» ، وقيل: «عثمان بن عفان» ، فخرج في أربعمائة من أصحابه، وقيل: تسعمائة. فسار حتى نزل «نخلا «1» » ، فكان على يومين من المدينة، فلم يجد في محالهم إلا نسوة أخذهن، وسميت «2» هذه الغزوة ب «ذات الرقاع» ؛ لأنهم رقعوا فيها راياتهم- قاله ابن هشام*- أو لما كانوا يعصبون على أرجلهم من الخرق؛ إذ نقبت أقدامهم**؛ أو لأن راياتهم كانت ملونة الرقاع؛ أو لشجرة هنا لك تسمى بذلك، وقيل: غير ذلك. وفي هذه الغزوة أبطأ جمل «جابر «3» »

_ (1) «نخل» موضع بنجد، من أرض غطفان. وحول نزوله صلى الله عليه وسلّم بنخل انظر: - (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 3/ 246. - (الثقات) للإمام ابن حبان 1/ 258. (2) حول سبب تسميتها بذات الرقاع انظر: (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 7/ 417 حديث رقم: 4128. وقال الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 88: « ... وسميت بذلك الاسم- ذات الرقاع- لأن الصحابة رقعوا راياتهم قاله ابن هشام- السيرة النبوية 3/ 246- وقال ابن هشام أيضا: - 3/ 246- وقيل: سميت بذلك باسم شجرة في ذلك الموقع، يقال لها: ذات الرقاع، قيل لأن هذه الشجرة كانت العرب تعبدها، وكل من له حاجة منهم يربط فيها خرقة ... وهو غريب. وقال غير ابن هشام: وقيل: سميت بهذا الاسم؛ لأن الأرض التي نزلوا بها بقع سود، وبقع بيض؛ كأنها مرقعة برقاع مختلفة، وصحح هذه التسمية صاحب المطالع. وقيل: سميت بذلك؛ لأن خيلهم كان بها سواد وبياض قاله ابن حبان- الثقات 1/ 258. وقال الواقدي: سميت بجبل هناك فيه بقع ... وأغرب الداودى فقال: سميت بذلك لوقوع صلاة الخوف فيها بذلك لترقيع الصلاة» اه-: شرح الزرقاني بتصرف وزيادة. (*) قول ابن هشام انظره في (السيرة النبوية) 3/ 246. (**) قوله: «إذ نقبت أقدامهم ... الخ» اقتباس من حديث أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- 7/ 417 حديث رقم: 4128 بلفظ: عن أبي موسى الأشعري- «- قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم، في غزاة، ونحن في ستة نفر بيننا بعير نعتقبه؛ فنقبت أقدامنا، وشقت أظفارى، فكنا نلف على أرجلنا الخرق؛ فسميت «غزوة ذات الرقاع» ، لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا ... » اه-: فتح الباري شرح صحيح البخاري. (3) قصة جمل «جابر» ذكرها الواقدي في (المغازي) 1/ 400، 401 فقال: «قال جابر: وإنا لنسير إلى أن أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «مالك يا جابر؟!» فقلت: أى: رسول الله جدى أن يكون لى بعير سوء، وقد مضى الناس وتركوني؛ قال: فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعيره فقال: -

[غزوة دومة الجندل]

وغاب فيها- عليه السلام- خمس عشرة ليلة. «وفيها صلى- عليه الصلاة والسلام- صلاة الخوف «1» » . قال ابن سعد «2» : «وكانت أول ما صلاها» . [غزوة دومة الجندل] (وغزا- عليه السلام- دومة «3» الجندل) : وهي مدينة من مدن الشام قرب

_ - «أمعك ماء؟» فقلت: نعم فجئته بقعب من ماء فنفث فيه ثم نضح على رأسه وظهره، وعلى عجزه، ثم قال: «أعطني عصا» فأعطيته عصا معي- أو قال: قطعت له عصا من شجرة- قال: ثم نسخه، ثم قرعه بالعصا، ثم قال: «اركب يا جابر» قال: فركبت. قال: فخرج، والذي بعثه بالحق بواهق ناقته مواهقة ما تقوله ناقته. قال: وجعلت أتحدث مع رسول الله. ثم قال: «يا أبا عبد الله أتزوجت؟» . قلت: نعم ... قال: «بعنى جملك هذا يا جابر» ؟. قلت: بل هو لك يا رسول الله. قال: «لا بل بعنيه» قال: قلت: نعم، سمني به. قال: «فإني آخذه بدرهم» . قال: قلت: تغبنني يا رسول الله، قال: لا، لعمري! قال جابر: فما زال يزيدني درهما درهما! حتى بلغ به أربعين درهما- أوقية- فقال: «أما رضيت؟ فقلت: هو لك. فقال: «فظهره لك حتى تقدم المدينة» . قال: ويقال: إنه قال: «آخذه منك بأوقية، وظهره لك» فباعه على ذلك. قال: فلما قدمنا ... قال جابر ... ثم أصبحت فأخذت برأس الجمل، فانطلقت حتى أنخته عند حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجلست حتى خرج، فلما خرج، قال: «أهذا الجمل؟» قلت: نعم يا رسول الله الذي اشتريت. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم «بلالا» فقال: «اذهب فأعطه أوقية، وخذ برأس جملك يا ابن أخي فهو لك» فانطلقت مع «بلال» فقال بلال: أنت ابن صحاب الشعب؟ فقلت: نعم، فقال: والله لأعطينك، ولأزيدنك، فزادني قيراطا، أو قيراطين. قال: فما زال ذلك يثمر، ويزيدنا الله به، ونعرف موضعه، حتى أصيب هاهنا قريبا عندكم- يعني الجمل-» اه-: مغازي الواقدي بتصرف. (1) صلاة الخوف لها نظام خاص في الإسلام، وتؤدى في حالة وقوف جيش المسلمين أمام. (2) جيش العدو دون قتال يعني أن كلا من الجيشين يعد العدة للقتال-. «أما إذا التحم الجيشان، وبدأ القتال ... بجميع أنواعه؛ فلا توجد صورة مخصوصة للصلاة؛ بل يصلي كل مقاتل بالصورة المناسبة له: يصلى منفردا، أو مع جماعة، سواء كان قائما، أو ماشيا، أو راكبا ... » اه-: الرحيق المختوم لصديقي الشيخ صفي الرحمن المباركفوري. (3) قول ابن سعد «وما أول ما صلاها ... » ذكره في كتابه (الطبقات) 2/ 61 فقال: «حضرت الصلاة فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ فكان ذلك أول ما صلاها» اه-: الطبقات.

طيئ «1» - (بعد ذلك بشهرين، وأربعة أيام) . وسببها: أنه- عليه السلام- بلغه أن بهذا الموضع جمعا كثيرا يظلمون من مر بهم؛ وأنهم يريدون الدنو من المدينة، / فخرج إليهم في ألف من أصحابه بعد أن استعمل على المدينة «سباع بن عرفطة الغفاري «2» » ؛ فبلغهم الخبر فهربوا، ولم يلق بها أحدا إلا النعم،

_ - وحول «غزوة ذات الرقاع» انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (مختصر السيرة النبوية) لابن هشام (سيرة ابن إسحاق) إعداد محمد عفيف الزعبي ص 161، 163. - (مغازى الواقدي) - غزوة ذات الرقاع- للإمام الواقدي 2/ 395، 559. - (تاريخ الطبري) - غزوة ذات الرقاع- للإمام ابن جرير 2/ 555، 559. - (الثقات) - غزوة ذات الرقاع- للإمام ابن حبان 1/ 257، 260. - (الدرر ... ) - غزوة ذات الرقاع- للإمام ابن عبد البر ص 176، 177. - (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 66، 67. - (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) - غزوة ذات الرقاع- 7/ 416، 428. - (الرحيق المختوم) - غزوة نجد- لصديقي الشيخ صفي الرحمن المباركفوري. (1) عن ضبط «دومة» وموقعها، وسبب تسميتها بذلك قال الإمام القسطلاني في (المواهب الدنية وشرحها) للزرقاني 2/ 94، 95: «هي بضم الدال من دومة عند أهل اللغة، وأصحاب الحديث يفتحونها كذا في (الصحاح) ، ورجح الحازمى، وغيره من المحدثين الضم. وأما بفتحها فمكان آخر. وقال بعضهم: «دومة الجندل» - بالضم والفتح- وأما المكان الاخر الذي باليمن فبالفتح فقط. وهي مدينة بينها وبين دمشق.. خمس ليال. وبعدها من المدينة خمس عشر، أو ست عشرة ليلة. قال أبو عبيد البكري: سميت ب «دومى بن إسماعيل» كان نزلها. وفى الوفاء: قيل: كان منزل «أكيدر» أولا «دومة الحيرة» ، وكان يزور أخواله، فخرج للصيد معهم، فرفعت له مدينة متهدمة، لم يبق إلا حيطانها مبينة بالجندل، فأعادوا بنائها، وغرسوا الزيتون، وسموها «دومة الجندل» تفرقة بينها، وبين «دومة الحيرة» ، وكان «أكيدر» يتردد بينهما» اه-: المواهب مع شرحها. عن «طيئ» قال ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 380: «قال الخليل: أصل بناء «طيئ» ، من طاء، وواو فقلبوا الواو، ياء ثقيلة، كان الأصل فيه «طوى» . وكان ابن الكلبي يقول: «سمي طيئا؛ لأنه أول من طوى المناهل. ويقال: طويت الشيء أطويه طيا وكذلك طويت البئر أطويها بالحجارة ... » اه-: الاشتقاق. (2) و «سباع بن عرفطة الغفاري» ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم الأول- 4/ 119 رقم: 3074 فقال: «ويقال له: «الكناني» ... قال: قدمت المدينة، والنبي صلى الله عليه وسلّم-

[غزوة بني المصطلق]

والشاء، فهجم المسلمون على ماشيتهم ورعاتهم وأصيب من أصيب، وهرب من هرب، وأقام بها- عليه السلام- أياما، وبث السرايا وفرقها، ثم رجعت، ولم تصب أحدا. ورجع- عليه السلام- إلى المدينة في العشرين من ربيع الاخر «1» ، وقيل: الأول. [غزوة بني المصطلق «2» ] (ثم غزا- عليه السلام- بعد ذلك بخمسة أشهر، وثلاثة أيام بني المصطلق) ؛

_ - بخيبر وقد استخلف على المدينة «سباع ... » فشهد معه الصبح، وجهرنا، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلّم بخيبر» ... استعمله النبي صلى الله عليه وسلّم على المدينة في «غزوة دومة الجندل» ... اه-: (الإصابة) . (1) حول رجوعه صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة ... «قال الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 94، 95: « ... ودخل النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة في اليوم العشرين من ربيع الاخر؛ فتكون غيبته صلى الله عليه وسلّم عن المدينة خمسا وعشرين ليلة، ولعله جد في السير؛ لما مر أن بعد «دومة الجندل» من المدينة خمس عشرة ليلة؛ فيكون الذهاب، والإياب في ثلاثين، وأقام بها ... ثلاثة أيام ... إلخ» اه-: شرح الزرقاني بتصرف. ولمعرفة المزيد عن «دومة الجندل» انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (مختصر سيرة ابن هشام- سيرة ابن إسحاق) «غزوة دومة الجندل» إعداد محمد عفيف الزعبي ص 165. - تاريخ (مغازي الواقدي) للإمام الواقدي 1/ 402، 404. - (معازى الطبري) للإمام ابن جرير الطبري- غزوة دومة الجندل- 2/ 564. - (الثقات) للإمام ابن حبان- ثم كانت غزوة الجندل- 1/ 260. - (الدرر ... ) لابن عبد البر ص 178. - (زاد المعاد) للإمام ابن القيم 4/ 130. - (الرحيق المختوم) للشيخ صفي الرحمن المباركفوري- غزوة دومة الجندل- ص 299. (2) «غزوة بني المصطلق» هي «المريسيع» و «المصطلق» : - «بضم الميم وسكون المهملة وفتح الطاء المهملة وكسر اللام بعد قاف- وهو لقب، ولقب به لحسن صوته، وهو أول من غنى من خزاعة، واسمه «خزيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة» بطن من بنى خزاعة وأما «المريسيع» - فبضم الميم وفتح الراء، وسكون التحتانيتين بينهم مهملة مكسورة وآخره عين مهملة-: هو ماء لبني خزاعة بينه، وبين الفرع مسيرة يوم وقد روى الطبراني من حديث «سفيان ابن وبرة» كنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم فى «غزوة المريسيع» - غزوة بنى المصطلق-» اه-: فتح الباري بشرح صحيح البخاري (المغازي) 7/ 430 حديث رقم: 4140. وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب) 2/ 95، 96.

بطن (من خزاعة) في شعبان يوم الاثنين لليلتين خلتا «1» منه، على ما عند ابن سعد «2» . وذلك لما بلغه صلى الله عليه وسلّم أنهم يجمعون، وقائدهم «الحارث بن أبي ضرار» ، أبو «جويرية» أم المؤمنين- رضي الله عنها- فخرج إليهم مسرعا بعد أن استعمل على المدينة «زيد ابن حارثة» ، وقيل: «أبا ذر الغفاري» ، وقيل: «نميلة بن عبد الله الليثي «3» » ، وقيل: جعلها [] «4» فبلغهم «5» ذلك فسيئوا «6» به وخافوا خوفا شديدا، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب، ومضى «7» - عليه/ السلام- حتى بلغ المريسيع، فلقيهم به، وحمل المسلمون عليهم حملة واحدة، فهزمهم الله، وقتل من قتل، وأسروا الباقى فسبوا الرجال والنساء، والذرية، وأخذوا الأموال، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد، وكانت الإبل ألفي بعير، والشاء خمسة آلاف، والسبي مائة [أهل «8» ] بيت، وهي التي قال فيها أهل الإفك «9» ما قالوا على عائشة- رضي الله عنها- فأنزل الله

_ (1) حول اختلاف أصحاب المغازي في وقت «المريسيع» انظر: (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 7/ 429، 431. (شرح الزرقاني على المواهب) 2/ 95، 96. (2) قول ابن سعد في (الطبقات) 2/ 63 (غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلّم المريسيع) . (3) و «نميلة» ترجم له ابن حجر في (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 10/ 188 رقم: 8809 فقال: «نميلة بن حزن ... ابن عوف بن كعب بن ليث الليثي ... ويقال: الكلبي نسبة لجده الأعلى. وحيث يطلق الكلبي فيراد به من كان من بني كلب بن وبرة. قال ابن إسحاق: هو الذي قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح ... إلخ» اه-: الإصابة. (4) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل، ولم أستطع الوصول إليه. (5) عن قوله: «فسيئوا به ... » قال الإمام الواقدي في (المغازي) 1/ 406، 407. « ... فكانت جويرية أم المؤمنين- رضي الله عنها- تحدث بعد أن أسلمت جاءنا خبره- أي: الجاسوس- ومقتله وسير رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبل أن يقدم علينا النبي صلى الله عليه وسلّم فسيىء به أبي، ومن معه وخافوا خوفا شديدا ... » اه-: المغازي. (6) وقال الإمام ابن سعد في (الطبقات) 2/ 63: «فسيىء بذلك «الحارث» ، ومن معه، وخافوا ... » . (7) حول قوله: «ومضى- عليه السلام- ... » قال ابن سعد في (الطبقات) 2/ 64: « ... وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «المريسيع» اه-: الطبقات. (8) ما بين القوسين المعكوفين [أهل] ساقط من الأصل، وأثبتناه من (المغازي) للواقدي 1/ 406. (9) حول حادث «الإفك» وقول المنافقين فيه انظر: - الايات 22 وما بعدها من سورة النور.

براءتها «1» ، وفيها أيضا نزلت آية التيمم «2» ، وفيها أيضا قال «ابن أبي» : لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ «3» وقيل: في تبوك، وفيها هبت على الناس ريح شديدة فاذتهم، وتخوفوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لهم: «لا تخافوا منها فإنما هبت لموت عظيم «4» من عظماء، أو كفار [المدينة «5» ] فلما قدموا المدينة، وجدوا بعض عظماء اليهود- وكان كنفا للمنافقين- قد مات ذلك اليوم، وفيها نهى عليه السلام عن العزل «6» ، ثم رجع عليه السلام إلى المدينة، وقد غاب ثمانية وعشرين يوما، وقدمها

_ - صحيح البخاري- مع فتح الباري- كتاب (المغازي) - حديث الإفك- 7/ 431، 435 رقم: 4141. - (مغازي الواقدي) «ذكر عائشة» - رضي الله عنها- أصحاب الإفك 2/ 426- 440. - (الثقات) لابن حبان 1/ 264. (1) حول براءة «أم المؤمنين عائشة» - رضي الله عنها- انظر: الايات القرآنية الوارد في سورة النور، والتي ذكرناها في (أ) تفسير الايات في كتب التفسير كالقرطبي، وابن كثير، وغيرهما. وانظر: تفسير آيات الأحكام للشيخ محمد علي الصابوني 2/ 99. (2) آية التيمم، هي الاية رقم: 6 من سورة المائدة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ... إلى قوله- تعالى-: فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً. (3) المنافقون، الاية: 8. (4) عظيم اليهود الذي مات ... الخ ذكره الواقدي في كتابه (المغازي) 2/ 423 فقال: هو «زيد ابن رفاعة بن التابوت» . (5) ما بين القوسين المعكوفين ليس في الأصل، واثبتناه من (مغازي الواقدي) الذي اقتبس منه المؤلف 2/ 423. (6) عن «العزل» تقول الموسوعة الفقهية لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت 30/ 72، 81، 82: العزل لغة: التنحية يقال: عزل عن المرأة واعتزلها، لم يرد ولدها. والعزل يكون عن الزوجة والأمة: العزل عن الزوجة والأمة: هو أن يجامع الرجل حليلته؛ فإذا قارب الإنزال نزع، وأنزل خارج الفرج وسبب ذلك: إما العزوف عن علوق المرأة، وتكوين حمل في رحمها، وإما أسباب صحية تعود إلى المرأة، أو الجنين، أو الطفل الرضيع. أولا: العزل عن الأمة المملوكة: ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز عزل السيد عن أمته مطلقا، سواء أذنت بذلك أو لم تأذن؛ لأن الوطء حقه لا غير، وكذا إنجاب الولد، وليس هناك حقا لها.

[غزوة الخندق - الأحزاب]

لهلال رمضان «1» . [غزوة الخندق- الأحزاب-] (ثم كانت غزوة/ الخندق) في شوال (وقد مضى من الهجرة أربع سنين) وقيل: (وعشرة أشهر وخمسة أيام) .

_ - ثانيا: العزل عن الزوجة: اختلف الفقهاء فيها على رأيين: الرأى الأول: الإباحة مطلقا أذنت الزوجة أم لم تأذن إلا أن تركه أفضل، وهو الراجح عند الشافعية، وذلك لأن حقها الاستمتاع دون الانزال إلا أنه يستحب استئذانها. الرأى الثاني: الإباحة بشرط إذنها؛ فإن كان لغير حاجة كره، وهو قول: «عمر» و «على» ، و «ابن عمر» ، و «ابن مسعود» رضي الله عنهم-، و «مالك» - رحمه الله-، وهو الرأي الثاني للشافعية، وبه قال الحنفية؛ إلا أنهم استثنوا إذا فسد الزمان؛ فأباحوه، دون إذنها، واستدل القائلون بالإباحة المطلقة، بما روي عن «جابر» «قال: «كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم والقرآن ينزل» . وفي رواية لمسلم: «كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم فبلغ ذلك رسول الله فلم ينهنا» . واستدل القائلون بالإباحة بشرط الاستئذان بما روى الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سنته، عن «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، أنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يعزل عن الحرة إلا بإذنها» . وأما دلالة: إن كان العزل بدون عذر؛ فلأنه وسيلة لتقليل النسل، وقطع اللذة عن الموطوءة، إذا قد حث النبي صلى الله عليه وسلّم على تعاطي أسباب الولد فقال: «تناكحوا تكاثروا» أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) ، وضعه الحافظ ابن حجر في (التلخيص الحبير) » اه-: الموسوعة الفقهية لوزارة الأوقاف الكويتية. بتصرف. نسخة المسجد النبوي رقم: (7706) 2170/ م. و. ص. (1) حول غزوة المريسيع انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (سيرة ابن إسحاق) المختصرة من (سيرة ابن هشام) إعداد محمد عفيف الزعبي ص 184- 188. - (مغازي الواقدي) 2/ 404- 413. - (تاريخ الطبري) للإمام محمد بن جرير الطبري 2/ 604- 610. - (الثقات) للإمام ابن حبان 1/ 288- 295. - (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر ص 200- 203.

وسببها: أنه صلى الله عليه وسلّم لما أجلى «بني النضير» خرج نفر؛ منهم: «سلام بن أبي الحقيق» ، و «حيى بن أخطب» ، و «كنانة بن الربيع» النضريون، ونفر من «بني وائل» حتى قدموا على قريش ب «مكة» ، ودعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجاؤا إلى «غطفان» «1» ، وحرضوهم على مثل ذلك، فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان، وخرجت غطفان وقائدها «عيينة بن حصن الفزاري «2» » في فزارة، «والحارث بن عوف المري» في «مرة» . فلما سمع بهم- عليه السلام- ضرب الخندق على المدينة؛ بإشارة من «سلمان الفارسي- رضي الله عنه- وجعله من الجهة الشامية؛ فكان من طرف الحرة الشرقية، إلى طرف الحرة الغربية؛ لأن باقي جوانب المدينة مستور بالبناآت والنخيل. ولما فرغ منه أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال «3» في أربعة آلاف، وكان مجموع العدو: قريش/ وغيرها عشرة آلاف، وخرج- عليه السلام- بعد أن استعمل على المدينة «ابن أم مكتوم» - رضي الله عنه- في ثلاثة آلاف، من المسلمين، حتى جعلوا ظهورهم إلى «سلع» - وهو جبل صغير معروف- فضرب هناك عسكره، والخندق بينه وبين القوم، وكان لواء المهاجرين بيد «زيد بن حارثة» رضي الله عنه، ولواء الأنصار بيد «سعد بن عبادة» - رضي الله عنه- فأقاموا على ذلك شهرا، أو قريبا منه.

_ (1) «غطفان» على وزن فعلان من الغطف، وهو قلة هدب العين، وهو قبيلة عظيمة. الاشتقاق 1/ 269. (2) و «عيينة» : تصغير عين، وكان «عيينة» يحمق، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلّم: «الأحمق المطاع في قومه» ، وسمع «عيينه» النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: «غفار وأسلم، ومزينة، وجهينة، خير من الحليفين- أسد وغطفان- فقال: «والله لأن أكون في النار مع هؤلاء؛ أحب إلى من أن أكون في الجنة مع أولئك» : اه-: الاشتقاق لابد دريد 1/ 285. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) للإمام ابن حجر 13/ 260 رقم: 6856. (3) «مجتمع الأسيال» قال عنه الإمام «أبو على هارون بن زكريا الهجرى» في كتابه (التعليقات والنوادر) ترتيب الشيخ حمد الجاسر- حرف الزاي- 3/ 1488: «مجتمع الأسيال» : زغابة- كسحابة- آخر العقيق غربي قبر «حمزة» - «-، وهى أعلى أضم ... » التعليقات والنوادر للهجري. طبع دار اليمامة. نسخة المسجد النبوي 810034635 هـ. ج. ت. «مجتمع والنوادر للهجري» . طبع دار اليمامة. نسخة المسجد النبوي. 81034635/ هـ. ح. ت. وانظر: (وفاء الوفا) للسمهودي. نسخة المسجد النبوي رقم: 2017228 و 956. س. م. و.

ولم يكن بينهم قتال إلا الحصار، والرمي بالنبل، وهم- عليه السلام- أن يعطي أمير «غطفان «1» » ثلث ثمار المدينة؛ فيرجعوا عنهم، وكتب الكتاب، ولم يبق إلا إيقاع الشهادة، فشاور في ذلك «سعد بن معاذ» - رضي الله عنه- و «سعد بن عبادة» رضي الله عنه فقالا: «لا نعطيهم إلا السيف «2» . ثم إن الله- تعالى- كفاه عدوه، وأرسل عليهم ريحا في ليال شاتية شديدة البرد، فاقتلعت أبنيتهم، فارتحلوا هرابا من ليلتهم، وتركوا كل ما استثقلوه من أمتعتهم، ولم تكن الريح تجاوز معسكرهم شبرا، فانصرف/ عليه السلام يوم الأربعاء «3» لسبع ليال بقين من ذي القعدة، وقال: «لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا؛ ولكنكم تغزونهم «4» » .

_ (1) حول اشتداد البلاء على المسلمين، وهم الرسول صلى الله عليه وسلّم بإعطاء أمير «غطفان» ... إلخ. قال ابن إسحاق كما جاء في سيرته المختصرة، من سيرة ابن هشام ص 169: «فلما اشتد على الناس البلاء، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «عيينة ... » وإلى «الحارث ... » وهما قائدا «غطفان» ، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة؛ على أن يرجعا بمن معهما عنه، وعن أصحابه؛ فجرى بينه وبينهما الصلح، حتى كتبوا الكتاب، ولم تقع الشهادة، ولا عزيمة الصلح، إلا المراوضة في ذلك. فلما أراد الرسول صلى الله عليه وسلّم أن يفعل بعث إلى «سعد بن معاذ» و «سعد بن عبادة» فذكر لهما ذلك، واستشارهما فيه، فقال له: «يا أمرا تحبه فنصنعه لك، أم شيئا أمرك الله به لابد لنا من العمل به، أم شيئا تصنعه لنا؟ قال: بل شيء أصنعه لكم ... » . انظر: بقية الحوار في السيرة النبوية لابن هشام-» اه-: سيرة ابن إسحاق. إعداد محمد عفيف الزعبي. وانظر: (مغازي الواقدي) 2/ 477- 478. (2) هذا قول ابن سعد انظره في (الطبقات) 2/ 28. وقال الإمامان القسطلاني والزرقاني في (المواهب اللدنية وشرحها) 2/ 126: (3) « ... وانصرف صلى الله عليه وسلّم من غزوة الخندق يوم الأربعاء ... » قاله ابن سعد. وهو مخالف لقول ابن إسحاق فلما انصرف، ثم هو ظاهر على أن «الخندق» في القعدة، وكذا على أنه في شوال؛ لأن المراد ابتداء حفره، فلا ينافى استمرار ما تعلق به إلى الوقت المذكور، وكان قد أقام بالخندق محاصرا خمسة عشر يوما، فيما جزم بن ابن سعد، والبلاذري. وقال الواقدي: «إنه أثبت الأقوال. وقيل: أربعة وعشرين يوما، كما رواه «يحيى بن سعيد» ، عن «ابن المسيب» . وروى الزهري عنه بضع عشرة ليلة، ويمكن أن يفسر بخمسة شهر؛ كما أنه يحتمل تفسير قول ابن إسحاق بضعا وعشرين ليلة من قريبا من شهر بالأربعة وعشرين. وعند الواقدي عن جابر: «عشرين يوما» . وفى الهدى شهر» اه-: المواهب اللدنية وشرحها. (4) أثر «لن تغزوكم ... إلخ» بحثت عنه في كتب السنة المتوافرة لدي، فلم أصل إليه؛ ولكن-

[غزوة بني قريظة]

[غزوة بني قريظة «1» ] (ثم غزا- عليه السلام- بعد ذلك بستة عشر يوما بني قريظة) ؛ وذلك أنه- عليه السلام- لما انصرف من الخندق راجعا إلى المدينة، والمسلمون قد وضعوا السلاح، وحضر وقت الظهر أتى «جبريل» - عليه السلام- معتجرا «2» بعمامة من إستبرق على بغلة «3» عليها قطيفة ديباج، ويقال: على فرس، وعليه

_ - ذكره الإمام ابن كثير في كتابه (تفسير القرآن الكريم) عند تفسيره للاية 25، من سورة الأحزاب- 6/ 396. طبعة الشعب. فقال «قال محمد بن إسحاق: لما انصرف أهل الخندق عن الخندق، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «لن تغزوكم قريش ... الحديث» . فكان يغزوكم بعد ذلك حتى فتح الله عليه مكة» اه-: تفسير ابن كثير. وحول غزوة الأحزاب- الخندق- انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (سيرة ابن إسحاق المختصرة من سيرة ابن هشام) إعداد محمد عفيف الزعبي ص 169، 170. - (مغازي الواقدي) - غزوة الخندق- 2/ 440- 480. - (تاريخ الطبري) للإمام الطبري- السنة الخامسة- ذكر الخبر عن غزوة الخندق 2/ 564- 581. - (الثقات) للإمام ابن حبان- غزوة الخندق- السنة الخامسة- 1/ 264- 273. - (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر ص 179- 188. - (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي- غزوة الخندق- ص 59. - (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير- ذكر غزوة الخندق، وهي الأحزاب- 2/ 70- 74. - (فتح الباري) للإمام ابن حجر 7/ 392- 407- غزوة الخندق، وهي الأحزاب. - (السيرة النبوية- عيون الأثر-) لابن سيد الناس 2/ 33- 48. - (مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم) للإمام محمد بن عبد الوهاب ص 127- 131. (1) و «قريظة» - بضم القاف وفتح الراء وسكون التحتية، وبالظاء المعجمة فتاء تأنيث- قال عنها الإمام الزرقاني في كتابه (شرح الزرقاني على المواهب) قال السمعاني «قريظة» : «اسم رجل نزل أولاده قلعة حصينة بقرب المدينة فنسبت إليهم، وقريظة، والنضير، أخوان من ولد هارون ... إلخ» اه-: شرح الزرقاني على المواهب. وحول «غزوة قريظة» قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 267: « ... فلما كانت الظهر أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلّم معتجرا بعمامة من استبرق ... إلخ» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمامين: القسطلاني والزرقاني 2/ 126. (2) عن الاعتجار قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث) : «أن يلف العمامة على رأسه، ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنها» اه-: النهاية. (3) «على الوصف الذي جاء عليه جبريل ... إلخ» . انظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) -

اللأمة «1» ، وأثر الغبار. فقال: يا رسول الله «أقد وضعتم السلاح؟! «2» » قال: «نعم» ، فقال جبريل عليه السلام: «ما وضعت الملائكة السلاح بعد، وما رجعت الان إلا في طلب القوم؛ إن الله يأمرك بالسير إلى «بني قريظة» ؛ فإني عامد إليهم فمزلزل بهم حصونهم. وفى لفظ «لأدقنهم دق البيض على الصفا «3» » ، ثم أدبر هو ومن معه من الملائكة فسطع الغبار في زقاق «بني غنم» «من الأنصار «4» » ، فبعث النبي- عليه السلام- في حينه مناديا ينادي في الناس: من كان سميعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة «5» ، واستعمل/ على المدينة «ابن أم مكتوم» ، فيما

_ - للقسطلاني والزرقاني 2/ 127. (1) «اللامة» أو اللأمة» عدة من عدد الحرب. (2) حديث وضع السلاح متفق عليه، عن عائشة- رضي الله عنها- أخرجه: الإمام البخاري في صحيحه كتاب (الجهاد والسير) رقم: 2602. وانظر: البخاري برقم: 380. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الجهاد والسير) رقم: 3315. وانظر: (مسند الإمام أحمد) - باقي مسند الأنصار- تحت رقمي: 23160، 23845. (3) أثر «والله لأدقنهم ... إلخ» ذكره القسطلاني والزرقاني في (المواهب وشرحها) 2/ 128: فقال: «هو عند ابن عائذ بسنده عن جابر، قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلّم يغسل رأسه مرجعه من طلب الأحزاب؛ إذ وقف عليه جبريل- عليه السلام- فقال: ما أسرع ما حللتم، والله ما نزعنا من لأمتنا منذ نزل العدو، قم فشد عليك سلاحك؛ فو الله لأدقنهم دق الأبيض، أو كدق البيض على الصفا» ، وليس المراد أنه يقتلهم، وإن ظاهر اللفظ لكونه خلاف الواقع؛ بل المراد ألقى الرعب في قلوبهم؛ حتى يصيروا كالهالكين، ثم أزلزلهم فأنزلهم من حصونهم فتقتلهم، فيصيروا كالبيض على الصفا، فعبر عن اسم السبب بالمسبب، وقد كان ذلك ... اه-: المواهب اللدنية مع شرحها. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي- غزوة بنى قريظة- 5/ 3- 4. (4) حول قوله: «ثم أدبر ومن معه ... الخ» قال صاحبا المواهب وشرحها: «هو عند ابن سعد، من مرسل «حميد بن هلال» فأدبر «جبريل» ، ومن معه من الملائكة، حتى سطع الغبار في زفاق «بني غنم» من الأنصار ... » بطن من الخزرج» . وفي البخاري: عن أنس: «لكأني انظر إلى الغبار في زقاق «بنى غنم» موكب «جبريل» حين سار إلى بنى قريظة ... » اه-: المواهب. (5) حول قوله: «صلى الله عليه وسلّم من كان سميعا ... إلخ» قال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) 5/ 4: «قال قتادة فيما رواه ابن عائذ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعث يومئذ مناديا ينادي: «يا خيل الله اركبي» «وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلالا فأذن في الناس من كان سميعا ... إلخ» اه-: سبل الهدى والرشاد. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 267.

قاله ابن هشام «1» . وقدم عليه السلام «2» «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنه- برايته، وابتدرها الناس، وكانوا يومئذ ثلاثة آلاف، والخيل ستة وثلاثون فرسا، ولحقهم النبي صلى الله عليه وسلّم فحاصرهم بضعة عشر يوما «3» ، حتى أجهدهم الخطر، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكمه- عليه السلام- «4» فسأله «الأوس» - وكانوا حلفاءهم- أن يسلك

_ (1) قول ابن هشام انظره في (السيرة النبوية) له 3/ 267. وانظر: (المواهب الدنية) 2/ 128. (2) حول قوله: «وقدم- عليه السلام- ... قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 2/ 267: «قال ابن إسحاق: وقدّم- عليه السلام- علي بن أبي طالب برايته إلى «بنى قريظة» وابتدرها الناس ... » اه-: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية) 2/ 128. (3) حول قوله: «فحاصرهم ... » قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 367: «وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم خمسا وعشرين ليلة؛ حتى جهدهم الحصار، وقذف في قلوبهم الرعب» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية) 2/ 130. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 6. «نزول «بني قريظة» على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسؤال الأوس ... الخ» انظره في: (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي 3/ 269- 271. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 2/ 133- 137. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 9- 11. (4) حديث: «لقد حكمت فيهم ... الخ» أخرجه البخاري وغيره: فأخرجه الإمام البخاري في (الجامع المختصر) 3/ 1107 رقم: 2878 بلفظ: عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد- هو سعد بن معاذ- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكان قريبا منه فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «قوموا إلى سيدكم، فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: إن هؤلاء نزلوا على حكمك» . قال: «فإني أحكم أن تقتل المقاتلة، وأن تنسبي الذرية» قال: «لقد حكمت فيهم بحكم الملك» . وانظر: (الجامع المختصر) 4/ 1511 رقم: 3896. وانظر: (صحيح مسلم) 3/ 1388 رقم: 1769. وانظر: (المنتخب من مسند عبد الله بن حميد) ص 307 رقم: 995. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 17/ 164.

بهم مسلك» «بني قينقاع» - حلفاء الخزرج- فقال- عليه السلام-: «ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟! «قالوا: بلى. قال:» فذلك إلى «سعد بن معاذ» فجيء به رضي الله عنه، وهو جريح من سهم أصابه في «الخندق» ، فحكم بقتل المقاتلة، وسبي النساء والذرية، فقال له- عليه السلام-: «لقد حكمت فيهم بحكم الله «1» » . فضربت أعناقهم بعد انصرافه- عليه السلام- إلى المدينة وكانوا بين الستمائة والسبع [مائة «2» ] وقسمت أموالهم ونساؤهم بعد إخراج الخمس، وقسمها- عليه/ السلام- للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم «3» ، وكان أول فيء وقعت فيه السهمان، وأخرج منه الخمس وكان فيهم «حيي بن أخطب» ، دخل معهم لما انصرف من الأحزاب، وفاء لكعب بن أسد فيما عاهده عليه، وقتل من المسلمين يومئذ «خلاد بن سويد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي» من بني الأغر قتلته امرأة «4»

_ (1) ما بين القوسين المعكوفين [مائة] ساقط من الأصل، أثبتناه لاقتضاء المقام له. (2) عن «الراجل» : قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 271: «هو من ليس له فرس. وحول تقسيم الفيء قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 271: «قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قسم أموال بني قريظة ونسائهم، وأبنائهم على المسلمين، وأعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل، وأخرج منها الخمس؛ فكان للفارس ثلاثة أسهم؛ للفرس سهمان، ولفارسه سهم ... وكان أول فيء وقعت فيه السهمان، وأخرج منها الخمس، فعلى سنتها وما مضى من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيها وقعت المقاسم. ومضت السنة في المغازي» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (الطبقات) لابن سعد 2/. 53 وانظر: (المواهب اللدنية) 2/ 137 وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 11. (3) و «خلاد ... » ترجم له ابن سعد في (الطبقات) 2/ 530 فقال: «هو خلاد بن ثعلبة بن عمرو ابن حارثة بن امرئ بن مالك ... من بني «الحارث بن الخزرج» شهد «خلاد» العقبة في روايتهم جميعا، وكان له من الولد: «السائب بن خلاد» صحب النبي صلى الله عليه وسلّم واستعمله «عمر بن الخطاب» على اليمن. و «الحكم بن خلاد» وأمهما «ليلى بنت عبادة بن دليم» - أخت سعد بن عبادة- ... وشهد «خلاد» «بدرا» و «أحدا» ، و «الخندق» و «يوم قريظة» ، وقتل يومئذ شهيدا، دلت عليه «بنانة» امرأة من بني قريظة «رحى» فشدخت» رأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «له أجر شهيدين» ، وقتلها رسول الله صلى الله عليه وسلّم به» اه-: الطبقات. وانظر: الإصابة لابن حجر 2/ 241. وانظر: تهذيب الكمال للمزي 16/ 468. (4) المرأة التي قتلت «خلاد ... » اسمها: «نباتة» كما في سبق في ترجمة «خلاد» المتقدمة. وانظر: (سبل الهدى ... ) للصالحي 5/ 13.

[غزوة بني لحيان]

برحى «1» ، فقتلها- عليه السلام- به، وقال: «إن له أجر شهيدين «2» » . وقيل: استشهد يومئذ رجلان. [غزوة بني لحيان] (ثم غزا- عليه السلام- إلى بني لحيان «3» ) من هذيل (بعد ذلك بثلاثة أشهر «4» ) ، وقيل: بستة «5» ، وكان من

_ (1) و «الرحى» عرفها المعجم الوسيط فقال: «الأداة التي يطحن بها، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الاخر، ويدار الأعلى على قطر ... » اه-: المعجم الوسيط. (2) حديث «خلاد» أخرجه الإمام أبو يعلى في مسنده 2/ 164 رقم: 1591 بلفظ: «عن عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن شماس» ، عن أبيه، عن جده قال: «قتل يوم قريظة رجل من الأنصار يدعى «خلادا» فقيل لأمه: يا أم خلاد: قتل خلاد. فجاءت وهي منتقبة؛ فقيل لها: قتل «خلاد» وتجيئننا منتقبة؟ قالت: إن رزئت «خلادا» فلا أرزأ حيائي. فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلّم، فقال: «إن له أجر شهيدين» . قيل: يا رسول الله بم؟ قال: «لأن أهل الكتاب قتلوه» اه-: المسند لأبي يعلى. وحول الحديث انظر: (الاستيعاب) 3/ 202 ترجمة «سويد ... » . (تهذيب الكمال) للمزى 16/ 468. (الإصابة) لابن حجر 2/ 241. (3) «بنو لحيان» - بكسر اللام وفتحها لغتان-: نسبة إلى «لحيان بنى هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر» قال الحافظ: وزعم الهمداني النسابة: «أن أصل بني لحيان، من بقايا «جرهم» دخلوا في «هذيل» فنسبوا إليهم» اه-: المواهب مع شرحها 2/ 146. و «لحيان» مشتق من اللحى ... من قولهم: لحيت العود، ولحوته، إذا قشرته، واللحاء: القشر، ومنه اشتقاق اللحاء من الشتم ... » اه-: الاشتقاق لابن دريد 2/ 176. (4) كانت (غزوة بني لحيان) في غرة شهر ربيع الأول سنة ست من الهجرة، ذكر ذلك ابن سعد في الطبقات 2/ 56. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 2/ 146. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 30- 31. (تنبيهات) (5) قوله: «بستة» - يعني ستة أشهر- هو قول ابن إسحاق ذكره ابن هشام في (السيرة النبوية) 2/ 297 فقال: «وخرج في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر، من فتح قريظة، إلى «بني لحيان» ، يطلب بأصحاب الرجيع: «خبيب بن عدى» وأصحابه، وأظهر أنه يريد-

حديثها «1» ؛ أنه لما أصيب أصحاب الرجيع «2» ، وهم عشرة على ما في صحيح البخاري، وأميرهم «عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح» رضي الله عنه. كان بعثهم النبي صلى الله عليه وسلّم مع «عضل» و «القارة» لما قدموا عليه بعد «أحد» ، فسألوه أن يبعث فيهم نفرا من أصحابه يفقهونهم في الدين؛ حتى إذا أتوا «الرجيع» غدروا بهم، واستصرخوا عليهم «هذيلا» فقتلوهم، فخرج- عليه السلام- إلى «بني لحيان» في مائتي رجل يطلبهم بأصحاب «الرجيع» . واستعمل «3» على المدينة/ «ابن أم مكتوم» رضي الله عنه. فوجدهم قد حرزوا وتمنعوا في رؤوس الجبال، فأقام هناك يوما، أو يومين، ثم رجع إلى المدينة «4» ، ولم يلق كيدا؛ بعد أن غاب فيها أربع عشرة ليلة. وقيل: سبع عشرة ليلة «5» .

_ - الشام، ليصيب من القوم غرة ... الخ» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 78. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 2/ 146. (1) سبب الغزوة: أخرج البخاري في صحيحة كتاب (المغازي) رقم: 3777 بلفظ: عن أبي هريرة- «- قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلّم سرية عينا، وأمر عليهم «عاصم بن ثابت» ، وهو جد «عاصم بن عمر بن الخطاب» . فانطقوا حتى إذا كان بين «عسفان» و «مكة» ذكروا لحى من «هذيل» ... الحديث» اه-: صحيح البخاري. وانظر: مسند الإمام (مسند المكثرين) رقم: 7749. (2) و «الرجيع» ماء ل «هذيل» بناحية الحجاز. السيرة النبوية لابن هشام 3/ 224. (3) قوله: «واستعمل على المدينة ... إلخ» هو قول ابن هشام كما في (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 297. (4) حول رجوعه صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة انظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 297- 298. (5) حول الغزوة انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (تاريخ الطبري) للإمام الطبري 2/ 595. - (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر ص 197.

[غزوة الغابة]

[غزوة الغابة] (ثم غزا- عليه السلام- غزوة الغابة «1» ) ، وهو واد قريب من المدينة؛ وذلك أنه- عليه السلام- لما انصرف من غزوة «بني لحيان» لم يقم بالمدينة إلا ليالي قلائل، حتى أغار «عيينة بن حصن الفزاري» في خيل من غطفان على لقاحه- عليه السلام- وفيه رجل من «غفار» و «امرأة» له «2» ؛ فقتلوا الرجل، واحتملوا المرأة؛ فكان أول

_ - (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 60. - (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 78. - (زاد المعاد) للإمام ابن القيم بحاشية (المواهب اللدنية) 2/ 153. - (عيون الأثر) لابن سيد الناس 2/ 68. (1) غزوة الغابة، هي «غزوة ذي قرد» ذكر ذلك ابن هشام في (السيرة النبوية) 4/ 3 وسماها ب «ذي قرد» الإمام ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) 2/ 78. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 2/ 148. وذكرها ابن فارس، بعد غزوة بني لحيان كابن إسحاق، وغيره كما في (السيرة النبوية) لابن هشام. وقال ابن الأثير في (الكامل) 2/ 78- ذكر غزوة ذى قرد-: « ... والرواية الصحيحة عن سلمة؛ أنها كانت بعد مقدمه المدينة منصرفا من «الحديبية» ، وبين الوقعتين تفاوت. قال سلمة بن الأكوع: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة، بعد صلح الحديبية، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم بظهره- أي: إبله- مع «رباح» غلامه صلى الله عليه وسلّم، وخرجت معه بفرس «طلحة بن عبيد الله» فلما أصبحنا؛ إذا «عبد الرحمن بن عيينة الفزاري» قد أغار على ظهر- إبل- رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فاستاقه أجمع، وقتل راعيه. قلت: يا رباح: هذه الفرس فأبلغها «طلحة» ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم؛ أن المشركين، قد أغاروا على سرحه، ثم استقبلت الأكمة، التل، فناديت ثلاث أصوات: خذها وأنا ابن الأكوع ... إلخ» . اه-: الكامل في التاريخ بتصرف. والصحيح أنها كانت قبل الحديبية، كما في الصحيحين: صحيح البخاري (المغازي) باب غزوة ذي قرد 7/ 460 رقم: 3873. صحيح مسلم كتاب (الجهاد والسير) باب غزوة ذى قرد 2/ 133- 115 رقم: 3371. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر كتاب (المغازي) 7/ 460- 463. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 4/ 3- 6. انظر: (زاد المعاد في هدى خير العباد) لابن القيم. (2) و «امرأة الغفاري» هي امرأة أبي ذر، كما في (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 103 تحت عنوان ذكر قدوم امرأة أبي ذر على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلّم حيث قال:

من نذر بهم «سلمة بن الأكوع الأسلمي» . فأشرف إلى ناحية «سلع» ، ثم صرخ: وا صباحاه. ثلاثا، ثم خرج يشتد في أثرهم، وكان مثل السبع؛ حتى إذا لحق بالقوم فجعل يرميهم بالنبل ويقول: خذها وأنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع فما زال يتبعهم حتى استنقذ بعض اللقاح، واستلب منهم ثلاثين بردة أو أكثر، وثلاثين درقة، ولما بلغه- عليه السلام- صياح ابن الأكوع نادى مناديه بالمدينة: «الفزع الفزع «1» » . فترامت الخيول إليه- عليه السلام-، فكان أول من/ انتهى إليه من الفرسان «المقداد بن عمرو «2» » ، ثم «عباد بن بشر «3» » ، وناس من

_ - روى الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود: عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما، فذكر الحديث وفيه «فكانت المرأة في الوثاق» ، وكان القوم يريحون نعمهم بين يدى بيوتهم، فانفلتت ذات ليلة من الوثاق، فأتت الإبل فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى انتهت إلى «العضباء» فلم ترغ، قال: وهي ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فقعدت على عجزها، ثم زجرتها فانطلقت وقد رأوها فطلبوها فأعجزتهما، قال: ونذرت إن نجاها الله- عز وجل- لتنحرنها فلما قدمت المدينة رآها الناس فقالوا: «العضباء» ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ فقالت: إنها نذرت إن نجاها الله لتنحرنها، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فذكروا ذلك له فقال: «سبحان الله بئس ما جزيتها نذرت إن نجاها الله لتنحرها، لا وفاء لنذر في معصية، ولا فيما لا يملك ابن آدم» . زاد ابن إسحاق من مرسل الحسن «إنما هي ناقة من إبلي، ارجعي إلى أهلك» اه-: سبل الهدى والرشاد. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 4/ 4. واسم «المرأة» «ليلى» كما في السنن للإمام أبي داود، ذكر صاحب المواهب 2/ 149 والرجل الذي قتلوه هو «ابن أبي ذر» كما في المواهب 2/ 149. (1) حول شعار الفزع ... انظر (السيرة النبوية) لابن هشام 4/ 17- غزوة ذي قرد-. (2) عن «المقداد بن عمرو» قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 4/ 17: «المقداد بن عمرو ... » «هو أول فارس وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ثم جاء بعده عباد بن بشر ... » اه-: السيرة النبوية. (3) من هؤلاء الصحابة الذين جاؤا رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: أ- «سعد بن زيد» أحد بني كعب بن عبد الأشهل. «أسد بن ظهير» أخو بني حارثة بن الحارث- يشك فيه-.

الصحابة «1» فعقد لهم- عليه السلام- لواء للمقداد في رمحه «2» ، وأمر عليهم «سعد بن زيد الأنصاري» - رضي الله عنه- ثم قال: «امضوا فأنا على أثركم «3» » . فأدركوا العدو أواخر حياته، فقتلوا منهم ثلاثة «4» » وقتل من المسلمين رجل واحد: - محرز بن نضلة الأسدي- رضي الله عنه- واستنقذوا بعض اللقاح، وسار- عليه السلام- حتى نزل ب «ذي قرد» ، وتلاحق به الناس، فأقام- عليه السلام- يوما وليلة، ثم رجع إلى المدينة يوم الاثنين، وقد غاب خمس ليال «5» .

_ - «عكاشة بن محصن» . «أبو قتادة الحارث بن ربعي» . «أبو عياش ... » أخو بني زريق ... فلما اجتمعوا أمر عليهم «سعد بن معاذ» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 2/ 150. (1) حول عقد اللواء في رمح «المقداد ... » قال القسطلاني في (المواهب) 2/ 150: « ... وكان أول من أقبل إليه، وعليه الدرع، والمغفر شاهرا سيفه، فعقد له لواء في رمحه، وقال له: امض حتى تلحقك الخيول وأنا على أثرك ... » اه-: المواهب. وانظر: (زاد المعاد ... ) لابن القيم 4/ 154. (2) انظر التعليق السابق رقم: 4. (3) حول «امضوا ... إلخ» . انظر: (زاد المعاد) لابن القيم 4/ 154. (4) الثلاثة الذين قتلهم المسلمون هم: 2- «مسعدة بن حكمة الفزاري» رئيس المشركين، قتله «أبو قتادة الحارث بن ربعي» قتله وسجاه- غطاه- ببرده، فاسترجع الناس، وقالوا: قتل أبو قتادة، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «ليس بأبي قتادة؛ ولكنه قتيله وضع عليه برده؛ لتعرفوه؛ فتخلوا عن قتله وسلبه» كذا قاله: «ابن عقبة» وعند ابن إسحاق وغيره، أن قتيل أبي قتادة «حبيب بن عيينة» قال الحافظ: فيحتمل أن له اسمين ... » . 3- وقتل «عكاشة بن محصن» أبان بن عمرو «وابنه «عمرا» - هو الثالث- على بعير فانتظمها بالرمح، فقتلهما جميعا، واستنفذ بعض اللقاح ... إلخ» اه-: المواهب اللدنية 2/ 150. (5) حول الغزوة انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- (سيرة ابن إسحاق) المختصر من (السيرة النبوية) لابن هشام إعداد محمد الزعبي ص 182- 184. 2- (مغازي الواقدي) للإمام الواقدي- غزوة الغابة- 2/ 537- 549. 3- (تاريخ الطبري) للإمام محمد بن جرير الطبري- غزوة ذي قرد- 2/ 596- 604. 4- (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر- غزوة ذي قرد- ص 198.

[عمرة الحديبية *]

[عمرة الحديبية*] (ثم اعتمر- عليه السلام- عمرة) وسماها البخاري**: «غزوة الحديبية» ، وهي بئر سمي المكان بها. وقيل: شجرة حدباء كانت هنالك، وذلك «في سنة ست» مستهل ذي القعدة يوم الاثنين، لا يريد حربا، فسار- عليه

_ - 5- (الثقات) للإمام ابن حبان 2/ 306- 321. 6- (الإشارة) للحافظ مغلطاي- غزوة الغابة- ص 58. 7- (فتح الباري شرح صحيح البخاري) للإمام ابن حجر 7/ 460. 8- (عيون الأثر ... ) لابن سيد الناس 2/ 69- 74. 9- (الرحيق المختوم) لصديقى الشيخ صفي الرحمن المباركفوري- غزوة قرد- ص 362- 363. (*) و «الحديبية» بضم الحاء وفتح الدال، وياء ساكنة، وياء موحدة، وياء مشددة، أو ياء غير مشددة،: لغتان وأنكر كثير من أهل اللغة تخفيف إلى ياء. وقال: أبو عبيد البكري: أهل العراق يثقلون الياء، وأهل الحجاز يخففونها. وهي بئر سمي المكان بها. وقيل: شجرة. وقال: المحب الطبري قرية ليست كبيرة على مرحلة ... وفى المصباح: دون مرحلة- المرحلة أربعون كيلا- وتعرف الان بقرية قريبة من «الشميسى» في طريق «جدة» اه-: المواهب مع شرحها 2/ 179 بتصرف. (**) قوله: «وسماها البخاري غزوة» ذكر ذلك في كتابه صحيح البخاري (المغازي) 7/ 517 حديث رقم: 4273 بلفظ: عن سلمة بن الأكوع قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلّم سبع غزوات، فذكر «خيبر» و «الحديبية» وسماها أيضا «عمرة» في رواية «أبي ذر» عند الكشمهيني كما في كتاب (المغازي) 7/ 439. سبب غزوة- عمرة- الحديبية: قال الإمام الواقدي في (المغازي) 2/ 572: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد رأى في النوم أنه دخل البيت وحلق رأسه، وأخذ مفتاح البيت، وعرف مع المعرّفين فاستنفر أصحابه إلى العمرة؛ فأسرعوا وتهيئوا للخروج ... إلخ» اه-: مغازي الواقدي. وللأستاذ محمد عفيف الزعبي- معدّ مختصر للسيرة النبوية لابن هشام- سيرة ابن إسحاق في حاشية ص 195- رأى في سبب الغزوة ذكره فتقول: «بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن تحالفا عقد بين قريش- جنوب المدينة- واليهود في «خيبر» شمال المدينة- الغاية منه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم في المدينة بين طرفي الكماشة، ولم يكن عنده من القوة ما يستطيع أن يكسر به هذا الحصار عسكريا؛ ولذلك فكر بكسره سلميا- دبلوماسيا- فاستنفر الناس لزيارة الكعبة في مكة. وهناك استطاع أن يعقد «صلح الحديبية» مع قريش؛ وبذلك تم له ما أراد، فما أن عاد إلى المدينة حتى هاجم «خيبر» وكسر أحد فكي الكماشة، ثم يلبث أن هاجم قريشا فكسر بذلك الفلك الاخر» اه-: مختصر السيرة النبوية. -

السلام- في ألف وأربعمائة*، وفي رواية «وخمسمائة» ، كما في الصحيح. واستعمل على المدينة «نميلة بن عبد الله الليثي**» . وقيل: «ابن أم مكتوم» . وقيل: غيرهما. ولم يخرج معه بسلاح إلا سلاح المسافر: السيوف في القرب، وساق/ معه الهدي «1» ، وكان سبعين بدنة، فلما كان بذي الحليفة قلد «2» الهدي وأشعره «3» ، وأحرم بعمرة؛ وذلك ليأمن الناس من حربه. حتي إذا كان ب «عسفان» » لقيه «بسر بن سفيان الخزاعي

_ - وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للإمام السهيلي 4/ 24. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي- غزوة الحديبية- 5/ 33. وأمر الحديبية: كان في شهر ذي القعدة سنة ست من الهجرة، ذكر ذلك ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام 4/ 24. (*) حول الصحابة الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في «الحديبية» خلاف ذكره الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) 5/ 70- الثالث-: فقال «اختلف الروايات في عدد من كان مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: في رواية الزهري، في حديث المسور ومروان: ألف وثمانمائة. وفى رواية ... أبي إسحاق عن البراء: كنا أربع عشرة ومائة. وفى رواية زهير بن معاوية: عن أبي إسحاق: كانوا ألفا وأربعمائة أو أكثر. وفى رواية لسالم ... عن جابر: أنهم كانوا خمس عشرة، وكذلك رواية سعيد بن المسيب عنه، وكذلك رواية ابن أبي شيبة: عن مجمع بن جارية. وعن الجمع بين هذا الاختلاف انظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) - غزوة الحديبية. وانظر: (سبل الهدى والرشاد للصالحي) 5/ 70. (**) استعماله صلى الله عليه وسلّم ل «نميلة الليثي» هو رأي ابن هشام كما في السيرة النبوية لابن هشام 4/ 24. وحول الخلاف في المستخلف على المدينة جاء في (المواهب اللدنية وشرحها) 2/ 180 ك «استخلف على المدينة ابن أم مكتوم، ويقال: أبو رهم كلثوم بن الحصين حكاهما البلاذري. قال: وقال قوم: يقولون: استخلفهما جميعا» ابن مكتوم على الصلاة. وقال ابن هشام: « ... استخلف «نميلة الليثي» ؛ فيحتمل أنه استخلفه وكلثوما على المصالح، والإمام «ابن أم مكتوم» اه-: المواهب. (1) حول سوق رسول الله صلى الله عليه وسلّم الهدي معه انظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 4/ 24- 25. (2) تقليد الهدى: تعليق قطعة من حبل في عنقه؛ ليعلم أنه هدى؛ فيكفّ الناس عنه. (3) إشعار الهدى- بالشين المعجمة- وخز سناهما حتى يسيل الدم منها فيعلم أنه هدى. (4) «عسفان» - بعين مضمومة فسين ساكنة مهملتين ففاء-: قرية بينها وبين مكة ثلاث مراحل-

الكعبي «1» » ، وكان عينا له فقال: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجوا معهم العوذ «2» المطافيل «3» ، ولبسوا جلود النمور، وقد نزلوا ب «ذي طوى «4» » ، يعاهدون الله لا تدخلنها عليهم أبدا، فقال عليه السلام: «من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم؟» فقال رجل من أسلم «5» : أنا يا رسول الله. فسلك بهم طريقا وعرا بين شعاب حتى أفضى إلى أرض سهلة، وسار- عليه السلام- حتى إذا سلك في ثنية «6» المرار، فهبط الحديبية «7» من أسفل مكة بركت ناقته؛ فقال الناس:

_ (1) و «بسر بن سفيان» - بالسين المهملة- هو قول ابن هشام كما في (السيرة النبوية) 4/ 25. ويقال- بالشين المعجمة-، وهو قول الزهري، ذكره ابن هشام في المصدر السابق 4/ 25. (2) و «العوذ المطافيل» - بضم العين المهملة فواو ساكنة فذال معجمة- جمع عائذ، والمراد بها الناقة ذات اللبن و «المطافيل» «المراد بها الأمهات اللاتى معهن أطفالهن؛ يريد أنهم خرجوا بذوات الألبان؛ ليتزودوا ألبانها، ولا يرجعوا حتى يمنعوه. أو كنى بذلك عن النساء معهن الأطفال، والمراد خرجوا معهم نساؤهم وأولادهم لإرادة طول المقام؛ وليكون أدعى إلى عدم الفرار ... » اه-: سبل الهدى والرشاد للصالحي 5/ 8. (3) قوله: «قد لبسوا جلود ... » كناية على شدة الحقد والغضب تشبيها بأخلاق النمور. وقيل: «هو مثل يكنى به عن إظهار العداوة والتنكير ويقال للرجل الذي يظهر العداوة: لبس جلد نمر» اه-: سبل الهدى. (4) «ذي طوى» - بتثليث الطاء المفتوحة- والفتح أشهر: واد بمكة. (5) والرجل الذي من أسلم هو «بريدة بن الحصيب» . روى البزار بسند رجاله ثقات: عن أبي سعيد الخدري «ومحمد بن عمر» عن شيوخه قالوا: «لما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «تيامنوا في هذا العصل» . وفى رواية «اسلكوا ذات اليمين بين ظهور الحمض؛ فإن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة كره رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يلقاه وكان بهم رحيما، فقال: «تيامنوا فأيكم يعرف ثنية الحنظل» ؟ «فقال بريدة: أنا يا رسول الله عالم بها. فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «اسلك أمامنا» .: فأخذ بريدة في «العصل» - قبل جبال سرواع قبل المغرب- فو الله ما شعر بهم خالد ... فمسك بهم «بريدة» طريقا وعرا ... بين شعاب ... » اه-: سبل الهدى والرشاد 5/ 38. (6) «ثنية المرار» قال عنها الإمام ياقوت الحموي في كتابه (المشترك وضعا المفترق صقعا) ص 89- 90: «الثنية: اسم جنس يكثر جدا ... ولا يعرف ما أضيفت إليه إلا بذكرها، والأصل: كل فج في جبل يخرجك إلى فضاء. وقيل: لا تسمى ثنية حتى تكون مسلوكة. وثنية المرار ذكرها مسلم في صحيحه في حديث «أبي معاذ» - بضم الميم- وشك في ضمها وكسرها- أي: كسر الميم- في حديث «أبي حبيب الحارثى» ... اه-: المشترك ... وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 84. (7) «الحديبية» تقع في طرف الحرم على تسعة أميال من مكة فال ذلك ابن سعد في الطبقات 2/ 69.

خلأت القصواء. أي: حرنت فقال: «ما خلأت، وما هو لها بخلق؛ ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة «1» » . فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أتاه «بديل بن ورقاء الخزاعي «2» » في رجال من خزاعة «3» «فكلموه وسألوه، / فأخبرهم أنه لم يأت يريد حربا، ثم بعثت قريش «سهيل ابن عمرو» يراوضونه الصلح على أمور ذكروها؛ منها، أن يرجع عنهم عامهم ذلك،

_ (1) حديث «ما خلأت القصواء ... إلخ» أخرجه الأئمة: البخاري، وأبو داود، وأحمد. فأخرجه الإمام البخاري في صحيحه كتاب (الشرط) رقم: 2529 بلفظ: « ... عن المسور بن مخرمة، ومروان» - يصدق كل واحد حديث صاحبه- قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن خالد بن الوليد بالغميم، في خيل لقريش طليعة؛ فخذوا ذات اليمين، فو الله ما شعر بهم «خالد» حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النبي صلى الله عليه وسلّم، حتى إذا كان ب «الثنية» التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل، فألحت، فقالوا: خلأت ... فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «ما خلأت ... » الحديث. وانظر أيضا صحيح البخاري كتاب (الجهاد والسير) . وأخرجه الإمام داود في سننه كتاب (الجهاد) رقم: 2384. وأخرجه الإمام أحمد في مسند (مسند الكوفيين) تحت رقمى: 1852، 1866. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 2/ 69. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 4/ 25. وانظر: (سبل الهدى والرشاد ... ) للصالحي 5/ 40. (2) حول مجيء «بديل بن ورقاء» إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال الإمام ابن سعد في (الطبقات 2/ 70: «وجاء بديل ... ، وركب من خزاعة، فسلموا عليه. وقال بديل: جئناك من عند قومك: «كعب بن لؤي» و «عامر بن لؤى» ، قد استنفروا لك الأحابيش، ومن أطاعهم ... يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت، حتى تبيد خضراءهم» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لم نأت لقتال أحد؛ إنما جئنا لنطوف بهذا البيت ... » اه: الطبقات. (3) حول قوله: «في رجال من خزاعة» ذكر الصالحي في (سبل الهدى والرشاد ... ) 5/ 43 فاقل: من هؤلاء الرجال: أ- عمرو بن سالم. ب- خراش بن أمية. ج- خارجة بن كرز. اه: سبل الهدى والرشاد. وعن «خزاعة» قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 4/ 26، قال الزهري: «وكانت خزاعة عيبة نصح- موضع سره- رسول الله صلى الله عليه وسلّم مسلمها ومشركها لا يخفون عنه شيئا كان بمكة» اه: السيرة النبوية. وقبل إرسال قريش ل «عمرة بن سهيل» ليتفاوض مع رسول الله أرسلت قريش كلا من: أ- «مكرز بن حفص الأخيف» . ب- الحليس بن علقمة- أو ابن زبان- «سيد الأحابيش» . -

وكتب الكتاب «علي «1» » رضي الله عنه، ولما فرغ عليه السلام من الصلح وكتابة الكتاب «2»

_ - ج- «عروة بن مسعود الثقفي» . حول ما قاله رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- عن هؤلاء، ولهؤلاء، وما قالته قريش لهم انظر: (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي 4/ 26- 27 و «سهيل بن عمرو» رسول قريش إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم: قال عنه ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 28- 29 «قال ابن إسحاق: قال الزهري: «ثم بعث قريش «سهيل بن عمرو» - أخا بنى عامر بن لؤى- إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وقالوا له: أئت محمدا فصالحه، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا، فو الله لا تتحدث العرب عنا أنه دخلها عنوة أبدا. فأتاه «سهيل» ، فلما رآه رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- مقبلا؛ قال: قد أراد القوم الصلح؛ حين بعثوا هذا الرجل، فلما انتهى «سهيل بن عمرو» إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- تكلم فأطال الكلام، وتراجعا، ثم جرى بينهم الصلح الذي عقد على الأطر الاتية: قال ابن إسحاق: اصطلحا على: 1- وضع الحرب عن الناس عشر سنين، يأمن فيهن الناس، ويكف بعضهم عن بعض. 2- من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه. 3- من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه. فتواثبت «خزاعة» فقالوا: «نحن في عقد محمد وعهده، وتواثبت «بنو بكر» فقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم ... » اه: السرية النبوية. وهذه الشروط جعلت «عمر بن الخطاب» يثب فيأتي «أبا بكر» فيقول: يا أبا بكر أليس برسول الله؟! قال: بلى قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى! قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال فعلام نعطى الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر، الزم غرزه؛ فإني أشهد أنه رسول الله؛ قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله، ثم أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فقال يا رسول الله ألست برسول الله؟ قال: بلى. قال: ولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى قال: فعلام نعطى الدنية في ديننا؟ قال: «أنا عبد الله ورسوله؛ لن أخالف أمره، ولن يضيعني! قال: فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم، وأصلي، وأعتق، من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به، حتى رجوت الله أن يكون خيرا» اه: السيرة النبوية. (1) عن كتابة «علي» - رضي الله عنه- لكتاب الصلح انظر: (السيرة النبوية) المصدر السابق 4/ 28. (2) حول قوله: «فلما فرغ- عليه السلام- من الصلح ... قال ابن هشام في (السيرة النبوية) المصدر السابق: قال ابن إسحاق: «فلما فرغ رسول الله- عليه السلام- من الكتاب أشهد على الصلح رجالا من المسلمين، ورجالا من المشركين: «أبو بكر» ، و «عمر بن الخطاب» -

قام فنحر هديه «1» وحلق، وتبعه على ذلك المسلمون، وأرسل الله ريحا حملت شعورهم فألقتها في الحرم «2» واستبشروا «3» بقبول عمرتهم، وأقام- عليه السلام- خلفه «بالحديبية» بضعة عشر يوما، ثم قفل «4» ، وفي نفوس بعض المسلمين شيء، فأنزل الله- عز وجل- سورة الفتح «5» .

_ - و «عبد الرحمن بن عوف ... » و «مكرز بن حفص- وهو يومئذ مشرك- و «علي بن أبي طالب» ، وكان هو كاتب الصحيفة» اه: السيرة النبوية. (1) حول إحلاله من إحرامه، ونحر الهدى- صلى الله عليه وسلّم- قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 4/ 28. قال ابن إسحاق: «فلما فرغ من الصلح قدم هديه فنحره- ثم جلس فحلق رأسه، وكان الذي حلقه فيما بلغني في ذلك اليوم «خراش بن أمية» ... فلما رأى الناس أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- قد نحر وحلق واثبوا ينحرون ويحلقون» اه: السيرة النبوية. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 2/ 75. وانظر: رأى «أم المؤمنين أم سلمة» - رضي الله عنها- وما أشارت به في إحلاله لإحرامه، ونحر لهديه صلى الله عليه وسلّم في المصادر الاتية: - مسند الإمام أحمد 4/ 323 رقم: 18930. - الاحاد والمثاني للإمام ابن أبي عاصم 1/ 395 رقم: 551. (2) حول قوله: «وأرسل الله ريحا ... الخ» أخرج ابن سعد في (الطبقات) 2/ 75 من مرسل يعقوب بن مجمع بلفظ: «لما صدر- صلى الله عليه وسلّم- وحلقوا بالحديبية، ونحروا بعث الله ريحا عاصفا حملت شعورهم ... » اه: الطبقات. وقال الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 209: «وذلك- يعنى إرسال شعورهم- جبرا لهم في صدهم عن بيت الله» اه: شرح المواهب بتصرف. (3) حوله قوله: «واستبشروا ... » قال الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 209: «وزاد أبو عمر- ابن عبد البر- فاستبشروا بقبول عمرتهم ... الخ» اه: شرح المواهب. (4) حول رجوعه صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة بعد الغزوة: قال الإمام ابن هشام في (السيرة النبوية) 4/ 29 قال إسحاق: «ثم انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- من وجهه ذلك قافلا؛ حتى إذا كان بين مكة، والمدينة نزلت سورة الفتح إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً [الفتح: الاية 1] السورة. وانظر: مسند الإمام أحمد 4/ 323 رقم: 1890. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد سعد 2/ 76. (5) حول غزوة- عمرة- الحديبية انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي- أمر الحديبية- 4/ 24- 32. ب- (مغازي الواقدي) - غزوة الحديبية- 2/ 571- 663. ج- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد- غزوة رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- 2/ 69- 76.

[غزوة خيبر]

[غزوة خيبر] (ثم غزا- عليه السلام- خيبر «1» ) وهي مدينة كبيرة ذات حصون، ومزارع، بينها وبين المدينة ثلاثة أيام، خرج إليها في بقية المحرم «2» . (وقد أتت لهجرته- عليه السلام- ست سنين، وثلاثة أشهر [و «3» ] واحد وعشرون [يوما «4» ] وكان الله عز وجل وعده إياها «5» ، وهو ب «الحديبية» ، فخرج عليه السلام في ألف وأربعمائة، ومعهم مائتا فرس. واستعمل على المدينة «نميلة بن عبد الله الليثي «6» » وسار عليه/ السلام حتى

_ - د- (الثقات) للإمام ابن حبان البستي- غزوة الحديبية- 1/ 295- 306. هـ- (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر- عمرة الحديبية- ص 204- 208. و (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 65. ز- (زاد المعاد ... ) لابن القيم بحاشية المواهب 4/ 155. ح- (مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم) للإمام محمد بن عبد الوهاب- صلح الحديبية- ص 131- 137. ط- (الرحيق المختوم) لصديقي فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري- وقعة الحديبية- ص 337- 348. (1) عن «خيبر» قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب الغزوات 7/ 464 هي: بخاء معجمة وتحتانية، وموحدة بوزن جعفر-: مدينة كبيرة ذات حصون، ومزارع، على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام. وذكر «أبو عبيد البكري: أنها سميت «خيبر» باسم رجل من العماليق نزلها، وهو «خيبر» أخو «يثرب» ابنا قانية ابن مهاليل واقتصر عليه الرومي ... وقيل: «الخيبر» بلسان اليهود «الحصن» ؛ ولذا سميت خيابر أيضا ذكره الحازمي» اه: فتح الباري. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 2/ 217. (2) حول الاختلاف في الوقت الذي وقعت فيه الغزوة انظر: (فتح الباري ... ) المصدر السابق. (3) ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه لاقتضاء المقام له. (4) ما بين القوسين المعقوفين ساقط من بعض نسخ «أوجز السير» . (5) حول قوله: «وكان الله وعده إياها ... إلخ» ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره، عند تفسير قوله تعالى: فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ [سورة الفتح، من الاية: 20] فقال: «يعني فتح خيبر-» اه: تفسير ابن كثير. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 5/ 153. (6) استعماله صلى الله عليه وسلّم ل «نميلة الليثي» هو قول ابن هشام كما في السيرة النبوية 4/ 39.

نزلها ليلا؛ فلما أصبح ركب إليهم، فاستقبله عمالهم بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: «ومحمد والخميس» فولوا هربا؛ فقال- عليه السلام-: «الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين «1» » ، فأخذ- عليه السلام- أموالهم، وفتح حصونهم «2» حتى انتهى إلى حصنيهم: «الوطيح» و «السلالم «3» » . وكانا آخر حصون «خيبر» افتتاحا فتحصنوا فيهما، فحاصرهم بضع عشرة ليلة؛

_ (1) حديث «الله أكبر ... محمد والخميس» حديث متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم، وغيرهما: عن أنس بن مالك. فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الصلاة» رقم: 358. و «الأذان» رقم: 575، و «الجمعة» رقم: 895، و «الجهاد والسير» تحت رقمي: 2726، 2769، و «المناقب» رقم: 3374، و «المغازي» تحت أرقام: 3876، 3877، 3879. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «النكاح» تحت رقمي: 2561، 2564. و «الجهاد» تحت رقمي: 3360، 3327. وانظر: جامع الترمذي كتاب «السير» 1470. وانظر: سنن النسائي- المجتبي- كتاب «المواقيت» رقم: 544، والنسائي «النكاح» رقم: 3327، و «الصيد» رقم: 4265. وحول سيره صلى الله عليه وسلّم إلى «خيبر» انظر: البخاري وغيره- المصادر المذكورة في رقم: 7. وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 40. وانظر: «الطبقات» للإمام محمد بن سعد 2/ 78. (2) حول قوله: « ... فأخذ أموالهم وفتح حصونهم ... » قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 40 قال ابن إسحاق: «وتدني- أي: يأخذ الأدنى فالأدنى- رسول الله صلى الله عليه وسلّم- الأموال يأخذها مالا مالا، ويفتحها حصنا حصنا، فكان أول حصونهم فتح: حصن «ناعم» وعنده قتل «محمود بن مسلمة» ألقيت عليه منه «رحا» فقتله ثم «القموص» : حصن «أبي الحقيق» . وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم منهم سبايا، منهن: «صفية بنت حيي بن أخطب» ، وكانت عند «كنانة بن الربيع» وبنتي عم لها، فاصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلّم «صفية» لنفسه إلخ» . اه: السيرة النبوية. وانظر: «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 58. (3) عن فتح حصني «الوطيح والسلالم» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 42- 43 قال ابن إسحاق: « ... عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم» أبا بكر الصديق- رضي الله عنه- برايته، وكانت بيضاء فيما قال ابن هشام إلى بعض حصون خيبر، فقاتل فرجع، ولم يك فتح وقد جهد، ثم بعث الغد «عمر بن الخطاب» - رضي الله عنه-، فقاتل ثم رجع، ولم يك فتح، وقد جهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لأعطين الراية غدا ... الحديث» .

فلما كانت الليلة التي فتح الله عليهم في غدها قال- عليه السلام-: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه «1» » . فلما كان الغد أتى «علي» رضي الله عنه، وكان تأخر لرمد أصابه، فبصق عليه السلام في عينيه فبرئ لحينه، ثم أعطاه الراية فسار إليهم، فقاتلهم، وقاتلوه أشد القتال «2» ؛ حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يسيرهم، ويحقن دماءهم ففعل/ وصالحهم في الأموال على نحو ما فعل مع أهل «خيبر» ، فكانت «خيبر» فيئا بين المسلمين، وكانت «فدك» خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ لأنهم لم يجيفوا عليها بخيل ولا ركاب «3» .

_ (1) حديث «لأعطين الراية ... » متفق عليه أخرجه: الإمام البخاري في صحيحه كتاب «الجهاد والسير» رقم: 2753، عن سلمة بن الأكوع، وبرقم: 2724: عن سهل بن سعد. وأخرجه مسلم في صحيحه رقم: 3372: عن سلمة بن الأكوع. وانظر: جامع الترمذي كتاب «المناقب» رقم: 3658. وانظر: السنن لابن ماجه «المقدمة» رقم: 118: عن سعد بن أبي وقاص. وانظر: مسند الإمام أحمد «مسند العشرة المبشرين بالجنة» رقم: 739. وانظر: «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير 2/ 101. وانظر: «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 285. (2) حول شجاعة «علي» - رضي الله عنه- وتترسه بباب من أبواب الحصن ... إلخ. انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام- فتح خيبر- 4/ 42- 43. (3) عن صلح «خيبر» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 43- 44 قال ابن إسحاق: « ... وحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أهل خيبر في حصنيهم: «الوطيح» و «السلالم» ؛ حتى إذا أيقنوا ... «إلى قوله» : «ففعل» . وكان رسول الله قد حاز الأموال كلها: الشق، ونطاة، والكتيبة، وجميع حصونهم، إلا ما كان من ذينك الحصنين، فلما سمع بهم أهل «فدك» قد فتح الله عليهم «خيبر» بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد أن ألقى الله الرعب في قلوبهم- يسألونه أن يسيرهم، وأن يحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال على النصف ففعل، وكان فيمن مشي بين رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبينهم في ذلك «محيصة بن مسعود» ... فلما نزل أهل «خيبر» على ذلك سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يعاملهم في الأموال على النصف، وقالوا: «نحن أعلم بها منكم، وأعمر لها فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم على النصف على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم فصالحه أهل «فدك» على مثل ذلك؛ فكانت «خيبر» فيئا بين المسلمين؛ وكانت «فدك» خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم لأنهم لم يجلبوا ولا ركاب» اه: السيرة النبوية. وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 102، 103.

واستشهد بها من المسلمين «1» نحوا من عشرين رجلا منهم: «الأسود الراعي*» وقتل «2» - عليه السلام- من يهودها صبرا «كنانة بن الربيع «3» » زوج «صفية أم المؤمنين» - رضي الله عنها- ضرب عنقه «محمد بن مسلمة» بأخيه «محمود بن مسلمة» .

_ (1) حول شهداء الصحابة في «خيبر» . اختلفت الروايات في عددهم: أ- ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 46 جعلهم تسعة عشر رجلا، وذكر أسماءهم فقال: «وهذه تسمية من استشهد ب «خيبر» من المسلمين من قريش، ثم من أمية بن عبد شمس، ثم من حلفائهم: ربيعة بن أكثم بن سخبرة ... إلخ» . اه: السيرة النبوية. ب- ابن سعد في «الطبقات» 2/ 77- 78، جعلهم سبعة عشر رجلا. ج- الحافظ مغلطاي في «الإشارة» ص 280 جعلهم: خمسة عشر. د- العلامة المنصور فوري- كما في «الرحيق المختوم» للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص 377- قال: « ... إني وجدت بعد التفحص 23 ثلاثة وعشرين اسما، واحدا منها في الطبري فقط، وواحدا عند الواقدي فقط ... إلخ» اه: الرحيق المختوم. (*) و «الأسود الراعي» ذكر قصته ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 46 فقال: «وكان من حديث الأسود الراعي- فيما بلغني- أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو محاصرا لبعض حصون خيبر، ومعه غنم له، كان فيها أجيرا لرجل من يهود، فقال يا رسول الله: أعرض علي الإسلام، فعرضه عليه فأسلم- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا يحقر أحدا أن يدعوه إلى الإسلام، ويعرضه عليه، فلما أسلم، قال يا رسول الله: إني كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم، وهي أمانة عندي؛ فكيف أصنع بها؟ قال: «اضرب في وجوهها فإنها سترجع إلى ربها» - أو كما قال- فقال الأسود: فأخذ حفنة من الحصى فرمى بها في وجوهها، وقال: ارجعي إلى صاحبك، فو الله لا أصحبك أبدا، فخرجت مجتمعة كأن سائقا يسوقها، حتى دخلت الحصن، ثم تقدم إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى صلاة قط؛ فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فوضع خلفه، وسجى بشملة، كانت عليه، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض عنه، فقالوا يا رسول الله: لم أعرضت عنه» ؟! قال: «إن معه زوجتيه من الحور العين» اه: السيرة النبوية. (2) قوله: «وقتل من يهودها ... صبرا» قتل «الصبر» قال عنه الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «صبر الإنسان وغيره على القتل: أن يحبس، ويرمى حتى يموت، وقد قتله صبرا ... إلخ» اه: القاموس. وقتل رسول الله صلى الله عليه وسلّم كما قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 77 ثلاثة وتسعين رجلا ... ذكر منهم: «الحارث أبو زينب» ، و «مرحب» و «أسير» و «أسير» ، و «ياسر» ، و «عامر» ، و «كنانة بن أبي الحقيق» وأخوه، وقال: وإنما ذكرنا هؤلاء وسميناهم لشرفهم اه: الطبقات. (3) حول قتل «محمد بن مسلمة» ل «كنانة بن أبي الحقيق» بأخيه «محمود ... » قال ابن الأثير-

وفيها أهدت له «زينب بنت الحارث» زوجة «سلام بن مشكم» الشاة المسمومة، وأكل معه «بشر بن البراء بن معرور» «1» . وفيها نهى عليه السلام عن لحوم الحمر الأهلية «2» .

_ - في «الكامل ... » 2/ 102: « ... ودفع» كنانة ... «إلى محمد بن مسلمة» فقتله بأخيه «محمود» اه: الكامل. (1) حول قصة الشاة المسمومة، ومقتل بشر ... : أخرج البخاري في صحيحه كتاب «الهبة» باب قبول الهدية من المشركين 3/ 214 قال: قال موسى بن عقبة، وابن شهاب، وعروة، واللفظ لموسى: قالوا: «لما فتحت «خيبر» أهدت زينب بنت الحارث اليهودية- وهي ابنة مرحب- لصفية شاة مصلية- مشوية- وسمتها، وأكثرت في الذراع؛ لأنه بلغها أن النبي- صلى الله عليه وسلّم يحب الذراع ... » . وفي الحديث المتفق عليه، عن أنس بن مالك أن يهودية، أتت النبي صلى الله عليه وسلّم بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فسألها عن ذلك، قالت: أردت لأقتلك. فقال: «ما كان الله ليسلطك على ذلك» . أو قال: «علي» . قالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا. فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلّم اه: صحيح البخاري. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الإسلام» باب السم 7/ 14- 15. وحول الشاة المسمومة انظر أيضا: أ- صحيح البخاري، كتاب «الجزية والموادعة» ، باب إذا غدر المشركون بالمسلمين، هل يعفي عنهم؟ 4/ 121. وصحيح البخاري كتاب الطب، باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلّم 7/ 180. ب- السنن للإمام أبي داود كتاب «الديات» باب فيمن سقى رجلا سما، أو طعنه فمات 2 ... / 482. ج- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 44- قصة الشاة المسمومة-. د- «الطبقات» للإمام محمد بن سعد 2/ 83- 84. هـ- «تاريخ الإسلام» للذهبي- المغازي- شأن الشاة المسمومة ص 362- 365. (2) حديث النهي عن لحوم الحمر الأهلية، والنهي عن متعة النساء متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» رقم: 3894 بلفظ: عن علي بن أبي طالب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية. وأخرجه مسلم في كتاب «النكاح» تحت أرقام: 2510، 2512، 2513، 2581. وانظر: جامع الترمذي كتاب «النكاح» تحت رقمي: 1040، 1716: عن علي، رضي الله عنه. وانظر: سنن النسائي- المجتبى- كتاب «النكاح» تحت رقمي: 23313، 1314. والنسائي «الصيد» رقم: 4261: عن علي- رضي الله عنه-. وانظر: سنن ابن ماجة كتاب «النكاح» رقم: 1951. وانظر: «الروض الأنف» للإمام السهيلي 4/ 59- 60.

وفيها نهى عليه السلام عن متعة النساء «1» . وفيها أصاب «صفية» «2» رضي الله عنها. فلما كان ب «سد الصهباء» أعرس بها. وفيها قدم «3» «جعفر بن أبي طالب» ومن كان

_ (1) انظر الحاشية السابقة. (2) حول اصطفائه صلى الله عليه وسلّم ل «أم المؤمنين صفية» وزواجه بها قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 43- 45 قال ابن إسحاق: «ولما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلّم «القموص» - حصن أبي الحقيق- أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «صفية بنت حيي» ، وبأخرى معها، فمر بهما «بلال» - وهو الذي جاء بهما- على قتلى من قتلى يهود؛ فلما رأتهم التي مع «صفية» صاحت وصكت وجهها، وحثت التراب على رأسها، فلما رآها الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: «أغربوا عني هذه الشيطانة» . وأمر بصفية فحيزت خلفه، وألقى عليها ردائه، فعرف المسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد اصطفاها لنفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ل «بلال» - فيما بلغني-: «أنزعت منك الرحمة يا بلال» وكانت صفية، قد رأت في المنام، وهي عروس «كنانة بن الربيع» أن قمرا وقع في حجرها، فعرضت رؤياها على زوجها- كنانة- فقال: ما هذا إلا أنك تمنين ملك الحجاز محمدا فلطم وجهها لطمة خضر عينيها منها، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وبها أثر منه فسألها ما هو؟ فأخبرته الخبر ... ولما أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «صفية» خيبر، أو ببعض الطريق. وكانت التي جملتها لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ... «أم سليم» ... أم أنس بن مالك فبات رسول الله صلى الله عليه وسلّم في قبة له، وبات «أبو أيوب» متوشحا سيفه يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ويطيف بالقبة، حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فلما رأى مكانه، قال: «ما لك يا أبا أيوب؟» قال يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها، وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني» . اه: السيرة النبوية. وانظر: «تاريخ الإسلام» الذهبي- المغازي- ص 349- ذكر صفية-. (3) حديث قدوم «جعفر بن أبي طالب» ومن معه على رسول الله صلى الله عليه وسلّم بخيبر، متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري: فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «المغازي» باب غزوة خيبر 5/ 174، ومسلم كتاب «فضائل الصحابة» باب من فضائل جعفر بن أبي طالب ... 7/ 171- 173 بلفظ: عن أبي موسى الأشعرى قال: بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوان لي أنا أصغرهم؛ أحدهم «أبو رهم» ، والاخر «أبو بردة» ، إما قال: بضع، وإما قال: في ثلاثة، أو اثنين وخمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة فألقتا سفينتا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا «جعفر بن أبي طالب» وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعثنا وأمرنا- يعني بالإقامة- فأقيموا معنا، فأقمنا معه، حتى قدمنا جميعا، فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين فتح «خيبر» ، فأسهم لنا، وما قسم لأحد غاب عن فتح «خيبر» شيئا إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا، مع جعفر وأصحابه؛ قسم لهم معهم وقال الإمام الذهبي في-

عمرة القضية

أقام بأرض الحبشة. وفي عامها أسلم: «أبو هريرة» «1» ، «وعمران بن حصين «2» » رضي الله عنهما. عمرة القضية (ثم اعتمر- عليه السلام- عمرة القضية «3» بعد ذلك بستة أشهر وعشرة أيام خرج/ إليها لهلال ذي القعدة في ألفين من أصحابه*، وأمرهم ألا يتخلف أحد

_ - «تاريخ الإسلام» - المغازي: وقال أجلح بن عبد الله، عن الشعبي، عن الشعبي قال: لما قدم جعفر من الحبشة، تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقبل جبهته، ثم قال: «والله ما أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر» ؟. وحول قدوم «جعفر بن أبي طالب» انظر أيضا: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 52. ب- «دلائل النبوة» للإمام البيهقي 4/ 205. ج- «البداية والنهاية» للإمام ابن كثير 4/ 306. د- «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي ص 357- 358. هـ- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي- ذكر قدوم جعفر ... من أرض الحبشة- 5/ 135، 136. (1) عن إسلام «أبي هريرة» قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتابه (مختصر السيرة) ص 138: وقدم «أبو هريرة» حينئذ مسلما، فوافى «سباعا» في صلاة الصبح، فسمعه يقرأ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [سورة المطففين، الاية رقم: 1]- فقال: - وهو في الصلاة- ويل لأبي فلان، له مكيالان، إذا اكتال بالوافي، وإذا كال، كال بالناقص، اه: مختصر السيرة. (2) عن إسلام «عمران بن حصين» قال الحافظ بن حجر في «الإصابة» - القسم الأول- 3/ 26: «وأسلم» عمران بن حصين ... عام خيبر، وقال الطبراني: أسلم قديما، وهو أبوه وأخته ... اه: الإصابة. (3) «عمرة القضية» تسمى أيضا ب «عمرة» : القضاء، والصلح، والقصاص. وقد انفردت إحدى نسخ- الأصل- «أوجز السير» في حاشية اللوحة 25/ بعمرة القضاء، القضية، فقال «عمرة القضية والقضاء» [ ... ] سميت عمرة القضاء؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قاضى قريشا عليها، أى: فاصلهم. ويقال لها: عمرة القضاء، وهو أوبى بها؛ وذلك أن قريشا لما صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن البيت الحرام في الشهر الحرام- عام الحديبية- وفخروا بذلك، وأقصه الله- تعالى- فدخلها عليهم من قابل في الشهر الحرام، في البلد الحرام، فأنزل الله- تعالى- في ذلك الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ [سورة البقرة، من الاية: 194] . اه: لوحة 25/ ب. وذكرها باسم «عمرة القصاص» ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 69 فقال: «ويقال لها: عمرة القصاص؛ لأنهم صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في ذي القعدة في الشهر الحرام، من سنة ست، فاقتص رسول الله صلى الله عليه وسلّم فدخل مكة في ذي القعدة من الشهر الحرام الذي صدوه فيه، من سنة سبع» اه: السيرة النبوية. (*) حول قوله: «في ألفين من أصحابه» وهذا سوى النساء والصبيان انظر: سبل الهدى-

شهد «الحديبية» . واستعمل على المدينة «عويف بن الأضبط الديلي» «1» ، وأهدى- عليه السلام- ستين بدنة، وأحرم من «ذي الحليفة» وسار حتى دخل مكة فاعتمر، فلما قضى نسكه ومضى أجل الثلاثة التي تقاضوا عليها، أتاه «حويطب بن عبد العزى «2» » في نفر منهم فكلموه في الخروج عنهم، فقال عليه السلام: «وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم وأولمت لكم» . فقالوا: لا حاجة لنا بذلك. وكان- عليه السلام- تزوج «ميمونة «3» » في سفره ذلك، وهو محرم، زوجه إياها «العباس بن عبد المطلب» ،

_ - والرشاد 5/ 195، وقد سبق الحديث عنها بتوسع أيضا عند الحديث، عن زواجه صلى الله عليه وسلّم ب «أم المؤمنين ميمونة» . (1) قوله: «واستعمل على المدينة» عويف ... هو قول ابن هشام كما في «السيرة النبوية» 4/ 69. وعن أحداث «عمرة القضاء» انظر: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام مع «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 69- 70. ب- «مغازي الواقدي» 2/ 736. ج- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 5/ 195- 197. (2) عن مجيء «حويطب ... » لإخراج الرسول صلى الله عليه وسلّم من مكة بعد انقضاء المدة المتفق عليها قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 70 قال ابن إسحاق: «فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمكة ثلاثا، فأتاه حويطب ... في نفر من قريش في اليوم الثالث، وكانت قريش وكلته بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مكة؛ فقالوا له: إنه قد انقضى أجلك، فأخرج عنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: وما عليكم ... الخ» اه: السيرة النبوية مع اختلاف في بعض ألفاظ الحديث. (3) عن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «أم المؤمنين ميمونة» وهو محرم يقول الإمام السهيلي في «الروض الأنف» بحاشية «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 77- 78- الزواج للمحرم «فصل: وذكر تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم لميمونة بنت الحارث الهلالية» : « ... وفيه أن حويطب بن عبد العزى قال النبي صلى الله عليه وسلّم في اليوم الثالث أخرج عنا، وقد كان أراد أن يبتني بميمونة بمكة ويصنع لهم طعاما، فقال له «حويطب» : لا حاجة لنا ... وخرج وفاء لهم بشرطهم، وابتنى بها ب «سرف» وب «سرف» كانت وفاتها- رضي الله عنها- حين ماتت ... واختلف الناس في تزويجه إياها أكان محرما أم لا؟. فروى ابن عباس أنه تزوجها محرما، واحتج به أهل العراق في تجويز نكاح المحرم، وخالفهم أهل الحجاز، واحتجوا بنهيه عن أن ينكح المحرم، أو ينكح، وزاد بعضهم فيه «أو يخطب» من رواية مالك، وعارضوا حديث ابن عباس، بحديث «يزيد بن الأصم» أن النبي صلى الله عليه وسلّم تزوج «ميمونة» وهو حلال. وخرج الدارقطني، والترمذي أيضا من طريق «أبي رافع» ، أن النبي صلى الله عليه وسلّم تزوج ميمونة، وهو حلال، وروى الدارقطني من طريق ضعيف، عن أبي هريرة «أنه تزوجها-

وأصدقها عنه أربعمائة درهم، فخلف- عليه السلام- مولاه «أبا رافع» على ميمونة حتى أتاه بها ب «سرف» «1» ، فبنى بها هنالك، ثم أتى المدينة في ذي الحجة «2» .

_ - وهو محرم، واحتجم وهو محرم، كرواية ابن عباس، وفى مسند البزار، من حديث مسروق وعائشة- رضي الله عنها- قال: «تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو محرم، واحتجم وهو محرم؛ وإن لم تذكر في هذا الحديث «ميمونة» ، فنكاحها أرادت، وهو حديث غريب ... وروى عن سعيد ابن المسيب، أنه قال: غلط ابن عباس. أو قال: «وهم ما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلّم إلا وهو حلال، ولما أجمعوا عن ابن عباس، أن النبي تزوجها محرما، ولم ينقل عنه أحد من المحدثين غير ذلك استغربت استغرابا شديدا ما رواه الدارقطني في السنن، من طريق أبي الأسود- يتيم عروة-، ومن طريق مطر الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- وقد كان من شيوخنا- رحمهم الله- من يتأول قول ابن عباس: تزوجها محرما، أي: في الشهر الحرام، وفي البلد الحرام؛ وذلك أن ابن عباس رجل عربي فصيح، فتكلم بكلام العرب، ولم يرد الإحرام بالحج. وقد قال الشاعر: قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ... ودعا فلم أر مثله مخذولا وذلك أن قتله كان في أيام التشريق، والله أعلم أراد ذلك ابن عباس أم لا؟!» اه: «الروض الأنف» . (1) و «سرف» - بفتح السين المهملة وكسر الراء وبالفاء-: ما بين التنعيم، وبطن مرو، وهو إلى التنعيم أقرب. اه: سبل الهدى والرشاد 5/ 199. (2) حول «عمرة القضية» انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 70. ب- «مغازي الواقدي» للواقدي- غزوة القضية- 2/ 731، 741. ج- «الدرر ... » للإمام ابن عبد البر- عمرة القضية- ص 221. د- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 67. هـ- «جوامع السيرة» لابن حزم ص 174. و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير- ذكر عمرة القضاء- 2/ 106، 107. ز- «زاد المعاد ... » بحاشية «المواهب» لابن القيم، فصل في عمرة القضية- 4/ 256. ح- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر كتاب «المغازي» - عمرة القضاء 7/ 499- 500. ط- «السيرة النبوية: عيون الأثر» لابن سيد الناس- عمرة القضاء، ويقال لها: عمرة القضية- 2/ 158. ي- «مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم» للشيخ محمد بن عبد الوهاب- عمرة القضية- ص 142. ك- «الرحيق المختوم» للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص 384.

[غزوة مكة]

[غزوة مكة] (ثم غزا- عليه السلام- مكة وفتحها، وقد مضى من هجرته سبع سنين، وثمانية أشهر، وأحد عشر يوما «1» ) . وذلك لما كان من مظاهرة «2» / قريش، وبني بكر بن عبد مناف بن كنانة، على

_ (1) عن خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم لفتح مكة قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 88: قال ابن إسحاق « ... ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... وخرج لعشر مضين من رمضان من السنة الثامنة من الهجرة ... » اه: السيرة النبوية. (2) عن سبب الغزوة قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 85- 86: قال ابن إسحاق: « ... ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد بعثه إلى «مؤتة» جمادى الاخرة ورجبا ... ثم إن بني بكر بن عبد مناة ... عدت على «خزاعة» ، وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له: «الوتير» ، وكان الذي هاج ما بين بني بكر، وخزاعة؛ أن رجلا من بني الحضرمي، واسمه «مالك بن عباد» - وحلف الحضرمي يومئذ إلى الأسود بن رزن- خرج تاجرا، فلما توسط أرض خزاعة، عدوا عليه فقتلوه، وأخذوا ماله، فعدت «بنو بكر» على رجل من «خزاعة» فقتلوه، فعدت «خزاعة» قبيل الإسلام على بني الأسود بن رزن الديلي- وهم منخر بني كنانة وأشرافهم- سلمى وكلثوم وذؤيب- فقتلوهم ب «عرفة» عند أنصاب الحرم ... فبينا بنو بكر، وخزاعة على ذلك حجز بينهم الإسلام، وتشاغل الناس به فلما كان صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبين قريش كان فيما شرطوا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وشرط لهم ... أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعهده فليدخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدها فليدخل فيه فدخلت «بنو بكر» في عقد قريش، ودخلت خزاعة في عقد الرسول صلى الله عليه وسلّم وعهده ... فلما كانت الهدنة أغتنمها «بنو الديل» من بني بكر من خزاعة، وأرادوا أن يصيبوا منهم ثأرا بأولئك الأنفر الذين أصابوا منهم ببني الأسود بن رزن، فخرج نوفل بن معاوية الديلي في بني الديل، وهو يومئذ قائدهم، وليس كل بني بكر تابعه، حتى بيت خزاعة، وهم على الوتير- ماء لهم- فأصابوا منهم رجلا واقتتلوا، ورفدت بنو بكر السلاح، وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا؛ حتى حازوا خزاعة إلى الحرم، فلما انتهوا إليه، قالت بنو بكر: يا نوفل، إنا قد دخلنا إلهك، فقال كلمة عظيمة: لا إله اليوم، يا بني بكر: أصيبوا ثأركم؛ فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم، أفلا تصيبون ثأركم فيه؟!. فلما دخلت خزاعة مكة لجأوا إلى دار «بديل بن ورقاء» ، ودار مولى لهم، يقال له: رافع ... فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة، وأصابوا منهم ما أصابوا ونقضوا ما كان بينهم، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم من العهد والميثاق، بما استحلوا من خزاعة، وكان في عقده وعهده، خرج «عمرو بن سالم» حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة، وكان ذلك مما هاج فتح مكة؛ فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس فقال: يا رب إني ناشد محمدا ... قد كنتم ولدا وكنا والدا.

خزاعة، وهم في عقده وعهده- عليه السلام- فخرج «عمرو بن سالم الخزاعي الكعبي» حتى قدم المدينة، فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقال في قصيدته التي أولها: يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا إلى أن قال: هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعا وسجدا فانصر هداك الله نصرا أبدا فقال- عليه السلام-: «نصرت يا عمرو» . وأمر- عليه السلام- بالجهاز إليها، وقال: «اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش، حتى نبغتها في بلادها» .

_ - ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا ... فانصر هداك الله نصرا اعتدا وادع عباد الله يأتوا مددا ... فيهم رسول الله قد تجردا إن وسيم خسفا وجهه تربدا ... في فيلق كالبحر يجري مزيدا إن قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا وجعلوا لي في كداء رصدا ... وزعموا أن لست أدعو أحد وهم أذل وأقل عددا ... هم بيتونا بالوتير هجدا وقتلونا ركعا وسجدا ... فانصرهم هداك الله نصرا أبدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «نصرت ... الحديث» اه: السيرة النبوية. وفي «تاريخ الإسلام» للذهبي- فتح مكة- ص 436- 471 قال: « ... ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلّم- عنان من السماء، فقال: إن هذه السحابة لتستهل بصر بني كعب- يعني خزاعة ثم قدم «بديل بن ورقاء» ... إلخ» اه: تاريخ الإسلام.

فخرج- عليه السلام- في شهر رمضان لليلتين خلتا منه على الأصح «1» ، في عشرة آلاف من المسلمين. واستعمل على المدينة «أبا رهم الغفاري «2» » ، وأرعب المهاجرين والأنصار، فلم يتخلف منهم أحد، فلما كان- عليه السلام ب «الجحفة «3» » لقيه العباس بن «عبد المطلب*» مهاجرا بعياله، ولما كان/ ب «نيق العقاب «4» » لقيه «أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب» «5» ، و «عبد الله بن أمية بن المغيرة المخزومي» فأسلما،

_ (1) حول الاختلاف في وقت الغزوة قال الإمام الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 5/ 266: «لا خلاف أن هذه الغزوة، كانت في رمضان، كما في الصحيح وغيره؛ ولكن الخلاف في اليوم، فالإمام أحمد، روى بإسناد صحيح: عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم عام الفتح لليلتين خلتا من شهر رمضان ... » قال الحافظ: وأما ما قاله الواقدي: أنه خرج لعشر خلون من رمضان فليس بقوي؛ لمخالفته ما هو أصح منه. قلت: قد وافق الواقدي على ذلك ابن إسحاق وغيره، ورواه إسحاق بن راهوية بسند صحيح عن ابن عباس. وعند مسلم أنه دخل لست عشرة؛ ولأحمد لثماني عشرة وفي أخرى لثنتي عشرة، والجمع بين هاتين بحمل إحداهما على ما مضى، والأخرى على ما بقي اه: «سبل الهدى والرشاد» . (2) قال ابن القيم في «زاد المعاد» بحاشية «المواهب» 4/ 273: «واستعمل على المدينة، أبا رهم كلثوم بن الحصين» . وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام» ص 441: «اسم أبي رهم: كلثوم بن حصين. وقال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 67: «بل استعمل عبد الله ابن أم مكتوم» . (3) «الجحفة» ميقات أهل الشام، وكانت قرية جامعة، على اثنين وثمانين ميلا من مكة، وكانت تسمى «مهيعة» فنزل بها «بنو عبيد» ، وهم أخوة «عاد» ، وكان أخرجهم العماليق، من «يثرب» فجائهم سيل الجحاف فاجتحفهم فسميت الجحفة اه: القاموس. (4) ونيق العقاب «موضع بالجحفة» . اه: القاموس. (*) حول قوله: «ولقيه العباس ... » قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 88: قال ابن إسحاق: « ... وقد كان العباس بن عبد المطلب، لقي رسول الله صلى الله عليه وسلّم ببعض الطريق- قال ابن هشام: لقيه بالجحفة مهاجرا بعياله، وقد كان قبل ذلك مقيما بمكة على سقايته، ورسول الله صلى الله عليه وسلّم راض عنه، فيما ذكر ابن شهاب الزهري» اه: «السيرة النبوية» . (5) عن إسلام «أبي سفيان بن الحارث» و «عبد الله بن أمية» ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 88- 89: قال ابن إسحاق: «وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب» و «عبد الله بن أمية بن المغيرة» قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «نيق العقاب» - فيما بين مكة والمدينة- فالتمسا الدخول عليه؛ فكلمته «أم سلمة» - رضي الله عنها- فيهما فقالت يا رسول الله: ابن عمك، وابن عمتك وصهرك؛ قال: «لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي، فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري؛ فهو الذي قال لي بمكة ما قال ... » . فلما خرج الخبر إليهما بذلك، ومع «أبي سفيان» - ابن عمه بني له فقال: «والله ليأذن لي، -

وكان ممن لقيه أيضا وهو نازل ب «مر الظهران» من أعمال مكة «أبو سفيان بن حرب «1» » ، جاء به العباس إليه، فاستأمنه وأسلم، ودخل- عليه السلام- مكة من كداء «2» - بفتح الكاف والمد- فنزل بأعلاها، وهو يومئذ غير محرم*، وضربت هنالك قبته، وأمر «خالد بن الوليد» فدخل من «الليط» «3» . وأقام- عليه السلام- خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة، وكان فتحها لثلاث عشرة خلت من رمضان «4» ، وهل فتحت عنوة أو صالحا؟ قولان:

_ - أو لاخذن بني هذا؛ ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا؛ فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم رق لهما، ثم أذن لهما فدخلا عليه فأسلما ... » اه: السيرة النبوية. (1) حول إسلام «أبي سفيان ... » انظر: كتب تراجم الرجال كالاستيعاب لابن عبد البر، وأسد الغابة لابن الأثير، والإصابة للحافظ بن حجر. وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام المصدر السابق. (2) حول دخوله صلى الله عليه وسلّم من كداء، أخرج البخاري في صحيحه- فتح الباري، كتاب (المغازي) فتح مكة 7/ 598 رقم: 4280: «عن» عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمر الزبير بن العوام، أن يدخل مكة من «كداء» من أعلى مكة؛ وأن يغرز رايته بالحجون، ولا يبرح حتى يأتيه. اه: فتح الباري. (*) حول قوله: «غير محرم ... » قال ابن القيم في «زاد المعاد» بحاشية «المواهب» 2/ 191: « ... ثم دخلها ... عام الفتح في رمضان، بغير إحرام» اه: زاد المعاد. (3) حول دخول «خالد ... » من «الليط» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 88- 89: قال إسحاق: « ... أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمر خالد بن الوليد، فدخل من «الليط» أسفل مكة في بعض الناس، وكان «خالد ... » على المجنبة اليمنى، وفيها: أسلم، وغفار، ومزينة ... وقبائل من العرب ... إلخ» اه: السيرة النبوية. (4) حول الاختلاف عن قدر إقامته بمكة قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 5/ 261: «عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمكة تسعة عشر يوما يصلي ركعتين» وفي لفظ: «أقمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمكة تسعة عشر نقصر الصلاة» ورواه البخاري. وأبو داود ... وعنده سبعة عشر بتقديم السين على الموحدة. وعن عمران بن حصين- رضي الله عنه- قال: «غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم الفتح فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين» رواه أبو داود. وعن أنس قال: «أقمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم عشرة نقصر الصلاة» رواه البخاري في مقام النبي صلى الله عليه وسلّم بمكة زمان الفتح وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- ... «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أقام بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة الرواية التي معنا- رواه أبو داود، من طريق ابن إسحاق، والنسائي من طريق «عراك بن مالك» كلاهما عن «عبيد الله» وصححه الحافظ» اه: سبل الهدى والرشاد.

والأول «1» مذهب الأكثر.

_ - حول الاختلاف في مدة إقامته بمكة انظر: الجمع بينه في «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 5/ 261. (1) عن فتح «مكة» عنوة، أو صالحا قال الحافظ مغلطاي في كتابه «الإشارة» ص 312: «واختلف في فتح مكة: فالشافعي: يرى أنها ليست عنوة؛ فلذلك كان يجيز كراءها لأربابها. وأبو حنفية وغيره: خالفوا ذلك، وقيل: أعلاها فتح صالحا، وأسفلها عنوة» اه: الإشارة «لمغلطاي» . وقال ابن القيم- رحمه الله- في «زاد المعاد ... » بحاشية «المواهب» 4/ 432: «فصل» فإذا كانت مكة قد فتحت عنوة فهل يضرب الخراج على مزارعها كسائر أرض العنوة؟ وهل يجوز لكم أن تفعلوا ذلك أم لا؟. قيل: في هذه المسألة قولان لأصحاب العنوة. أحدهما: المنصوص المتصور الذي لا يجوز القول بغيره؛ أنه لا خراج على مزارعها، وإن فتحت عنوة؛ فإنها أجل وأعظم من أن يضرب عليها الخراج لا سيما والخراج هو جزية الأرض، وهو على الأرض كالجزية على الرؤوس، وحرم الرب أجل قدرا، وأكبر من أن تضرب عليه جزية، ومكة بفتحها عادت إلى ما وصفها الله عليه من كونها حرما آمنا يشترك فيه أهل الإسلام؛ إذا هو موضع مناسكهم ومتعبدهم، وقبلة أهل الأرض. الثاني: وهو قول بعض أصحاب أحمد- رحمه الله-؛ أن على مزارعها الخراج، كما على مزارع غيرها من أرض وهو فاسد مخالف لنص أحمد، ومذهبه ولفعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وخلفائه الراشدين من بعده اه: «زاد المعاد» . وحول فتح مكة انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 84، 113. ب- «مغازي الواقدي» - شأن غزوة الفتح- 2/ 780، 3/ 875. ج- «تاريخ الطبري» ذكر الخبر عن فتح مكة- 3/ 38- 61. د- «الثقات» للإمام ابن حبان 1/ 40- 61. هـ- «الدرر ... » لابن عبد البر ص 224- 236. و «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي «المغازي» - فتح مكة زادها الله شرفا- ص 436- 471. ز- «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير- ذكر فتح مكة- 2/ 116- 127. ح- «فتح الباري شرح صحيح البخاري» غزوة الفتح في رمضان 7/ 519- 521. ط- «مختصر السيرة النبوية» للإمام محمد بن عبد الوهاب ص 145- 156.

[غزوة حنين]

[غزوة حنين «1» ] (وغزا- عليه السلام- بعد ذلك بيوم غزوة حنين) ، وهو واد إلى جانب ذي المجاز قرب الطائف، بينه وبين مكة ثلاثة ليال، وخرج إليهم من مكة في اثني عشر ألفا: عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفان ممن أسلم من أهل مكة، وهم الطلقاء «2» ؛ وذلك يوم السبت لست ليال خلون من شوال، وخرج «3» معه ثمانون من المشركين منهم

_ (1) «غزوة حنين» تسمى أيضا «غزوة هوازن» وتسمى «غزوة أوطاس» ذكر ذلك ابن القيم في «زاد المعاد» 4/ 361. وانظر: أيضا «شرح المواهب» للزرقاني 3/ 5. و «حنين» - بالتصغير- كما نطق القرآن- وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ... [سورة التوبة من الاية 25] . « ... واد قريب من الطائف بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا» ، من جهة «عرفات» . قال البكري: سمي باسم «حنين بن قابثة بن مهلائيل» اه: فتح الباري 8/ 27. وعن تسميتها ب «هوازن» قال الزرقاني في «شرح المواهب» 3/ 5: « ... سميت بهوزان- بفتح الهاء وكسر الزاي-: جمع هوزن، وهو ضرب من الطير، علم على قبيلة كبيرة من العرب، فيها عدة بطون، ينسبون إلى «هوازن بن منصور ... » سميت بذلك؛ لأنهم أتوا لقتاله صلى الله عليه وسلّم» اه: شرح الزرقاني على المواهب. وعن سبب تسميتها ب «أوطاس» قال ابن دريد في «الاشتقاق» 1/ 290: «وسميت بأوطاس باسم الموضع الذي كانت الوقعة أخيرا به اه» : الاشتقاق. وانظر: «شرح الزرقاني على المواهب» 3/ 5. سبب الغزوة: فتح مكة، هو الضربة القاصمة؛ التي أحاطت بالقبائل العربية المحيطة بمكة؛ كقبيلة «هوازن» وغيرها. ولنذكر ما قاله ابن سعد في «الطبقات» 2/ 108: قال- رحمه الله-: «قالوا: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلّم مكة مشت أشراف «هوازن» و «ثقيف» بعضها إلى بعض، وحشدوا، وبغوا، وجمع أمرهم «مالك بن عوف النصري» ، وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة، وأمرهم فجاؤا معهم بأموالهم، ونسائهم وأبنائهم؛ حتى نزلوا ب «أوطاس» ، وجعلت الأمداد تأتيهم، فأجمعوا المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم» اه: الطبقات. (2) عن «الطلقاء» قال ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث» : « ... وفي حديث حنين خرج إليها، ومعه الطلقاء: هم الذين خلى عنهم يوم فتح مكة، وأطلقهم؛ فلم يسترقهم. وأحدهم طليق- فعيل بمعنى مفعول-، وهو الأسير إذا أطلق سبيله ومنه الحديث «الطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف» كأنه ميز قريشا بهذا الاسم حيث هو أحسن من العتقاء ... إلخ» . اه: النهاية. (3) حول خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «حنين» قال ابن سعد في (الطبقات) 2/ 108: «فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... في اثني عشرة ألفا من المسلمين: عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفا من أهل مكة. -

«صفوان بن أمية» / وركب صلى الله عليه وسلّم بغلته البيضاء، فاستقبل المسلمون وادي «حنين» وانحدروا «1» إليه؛ وذلك في غبش الصبح، فما راعهم إلا الكتائب خارجة من مضايق الوادي، فشدوا على المسلمين شدة رجل واحد، فرجع المسلمون، وانحاز- عليه السلام- ذات اليمين في جماعة من أهل بيته، وأصحابه، ثم قال: «أيها الناس هلم إلي أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله» . وأمر العباس ينادي في الناس، فتراجعوا، وقبض- عليه السلام- قبضة من تراب، فرمى بها في وجوه المشركين،

_ - فقال أبو بكر: لا نغلب اليوم من قلة!. وخرج مع رسول الله ناس من المشركين كثير، منهم «صفوان بن أمية» ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم استعار منه مائة درع بأداتها ... » اه: الطبقات. (1) عن ركوب رسول الله صلى الله عليه وسلّم بغلته البيضاء، قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 121- 138: «وانحدر رسول الله صلى الله عليه وسلّم في وادى الحنين على تعبئة، وركب بغلته البيضاء «دلدل» ، ولبس درعين، والمغفر، والبيضة، فاستقبلهم من هوازن شيء لم يروا مثله قط من السواد والكثبة؛ وذلك في غبش الصبح، وخرجت الكتائب من مضيق الوادي وشعبه، فحملوا حملة واحدة، وانكشفت الخيل- خيل بني سليم- مولية وتبعهم أهل مكة، وتبعهم الناس منهزمين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «يا أنصار الله، وأنصار رسوله: أنا عبد الله ورسوله» ! ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى العسكر وثاب إليه من انهزم، وثبت معه يومئذ: «العباس بن عبد المطلب» و «على بن أبي طالب» ... في ناس من أهل بيته، وأصحابه ... وجعل يقول للعباس: «ناد يا معشر الأنصار يا أصحاب السمرة، يا أصحاب سورة البقرة، فنادى- وكان صيتا- فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت إلى أولادها يقولون: لبيك يا لبيك! فحملوا على المشركين، فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلّم على قتالهم فقال: «الان حمي الوطيس، أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» ثم قال للعباس بن عبد المطلب: ناولني حصيات، فناولته حصيات من الأرض، ثم قال: «شاهت الوجوه!» ورمى بها وجوه المشركين، وقال: «انهزموا ورب الكعبة» وقذف الله في قلوبهم الرعب، وانهزموا لا يلوي أحد منهم على أحد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يقتل من قدر عليه، فحنق المسلمون عليهم يقتلونهم حتى قتلوا الذرية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فنهى عن قتل الذرية ... إلخ» اه: الطبقات. وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 121- 138. وانظر: «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 138- 147. وحول الغزوة انظر: المصادر والمراجع التي ذكرناها في التحقيق. وانظر: «صحيح البخاري» كتاب «المغازي» باب قول الله- تعالى- وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ... وصحيح مسلم كتاب «الجهاد والسير» ، باب غزوة «حنين» 5/ 168، 5/ 166- 167. وانظر «تاريخ الإسلام» للذهبي «المغازي» ص 475، 487.

[غزوة الطائف]

فهزمهم الله، واتبعهم المسلمون يقتلونهم، وغنمهم الله نساءهم، وذراريهم، وأموالهم. [غزوة الطائف «1» ] (ثم غزا- عليه السلام- الطائف في هذه السنة) ، والطائف: بلد كبير مشهور كثير الأعناب والفواكه، على مرحلتين أو ثلاث من مكة، سار إليها- عليه السلام- في شوال حين خرج من «حنين» ، وكانت «ثقيف» لما انهزموا من «أوطاس» دخلوا حصنهم ب «الطائف» وأغلقوه عليهم، بعد أن ملؤوه عليهم بما يحتاجون إليه، فلما وصل إليهم نزل قريبا «2» من الحصن، حتى أوذي/ المسلمون بالنبل، فارتفع إلى موضع مسجده

_ (1) عن «الطائف» قال الإمام ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» ، باب غزوة الطائف في «شوال سنة ثمان قاله موسى بن عقبة» 8/ 43- 44: « ... بلد كبير مشهور كثير الأعناب والنخيل، على ثلاث مراحل، أو اثنتين من مكة، من جهة الشرق. قيل: أصلها أن «جبريل» عليه السلام اقتلع الجنة التي كانت لأصحاب الضريم، فسار بها إلى مكة، فطاف بها حول البيت، ثم أنزلها حيث الطائف؛ فسمي الموضع بها، وكانت أولا بنواحي «صنعاء» واسم الأرض «وج» - بتشديد الجيم- سميت برجل، وهو ابن عبد الجن من العماليق، وهو أول من نزل بها وسار النبي صلى الله عليه وسلّم بعد منصرفه من «حنين» ، وحبس الغنائم ب «الجعرانة» ، وكان «مالك بن عوف النصري» قائد هوزان «لما انهزم دخل «الطائف» ، وكان له «حصن» - بلية- وهي بكسر اللام وتخفيف التحتانية، على أميال من الطائف، فأمر بهدمه» اه: فتح الباري. (2) حول نزول رسول الله صلى الله عليه وسلّم قريبا من الحصن قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 104- 105. قال ابن إسحاق: ... ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى نزل قريبا من «الطائف» فضرب عسكره، فقتل به ناس من أصحابه بالنبل؛ وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف؛ فكانت النبل تنالهم ولم يقدر المسلمون أن يدخلوا حائطهم، أغلقوه دونهم، فلما أصيب أولئك النفر من أصحابه بالنبل، وضع عسكره عند مسجده الذي بالطائف فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة. قال ابن هشام: ويقال: سبع عشرة ليلة ... فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقاتلهم قتالا شديدا، وتراموا بالنبل. قال ابن هشام: ورماهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالمنجنيق. قال ابن إسحاق: حتى إذا كان يوم الشدخة، عند جدار الطائف، دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم تحت دبابة، ثم زحفوا بها إلى جدار «الطائف» ؛ ليحرقوه، فأرسلت عليهم «ثقيف» سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرمتهم «ثقيف» بالنبل، فقتلوا منهم رجالا، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقطع أعناب «ثقيف» ، فوقع الناس فيها يقطعون ... إلخ. اه: السيرة النبوية لابن هشام.

[غزوة تبوك]

بالطائف اليوم، فحاصرهم بضعة عشر يوما، وقتل رجلان من المسلمين، ولم يؤذن لهم في فتحها ذلك الوقت؛ فأمر «عمر بن الخطاب» «1» فأذن بالرحيل، وانصرف في شوال، حتى أتى «الجعرانة» حيث حبس سبي «هوازن» ، فنزلها، وكان السبي ستة آلاف بين الذراري والنساء، والإبل أربعة ألف بعير، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية، فقسمها «2» بين المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، كما في الصحيح. [غزوة تبوك] (فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلّم ثماني سنين، وستة أشهر، وخمسة أيام غزا غزوة تبوك «3» ) ،

_ (1) عن قوله: «ولم يؤذن لهم في فتحها ... إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 150: قال ابن إسحاق: « ... أو ما أذن لك فيهم يا رسول الله؟! قال: «لا» . قال: أفلا أؤذن بالرحيل؟ قال: «بلى» . قال: فأذن «عمر» - رضي الله عنه- بالرحيل ... إلخ اه: السيرة النبوية. (2) عن سبي «هوزان» انظر «السيرة النبوية» أمر أموال هوازن، وسباياها، وعطايا المؤلفة قلوبهم منها، وإنعام رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيها. وانظر: «مغازي الواقدي» 3/ 922- 938. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 108- 113. (3) عن «تبوك» قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» 8/ 111: « ... وتبوك مكان معروف، هو نصف الطريق المدينة إلى دمشق، ويقال بينه وبين المدينة أربع عشرة مرحلة. وذكرها ابن سيده في «المحكم ... » في الثلاثي الصحيح، وكلام ابن قتيبة يقتضي أنها من المعتل؛ فإنه قال جاءها النبي صلى الله عليه وسلّم، وهم يبكون ماءها بقدح؛ فقال: «ما زلتم تبوكونها» ؛ فسميت حينئذ «تبوك» ، وهو غزوة «العسرة» . وهذا القول مأخوذ من قوله تعالى: الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ [سورة التوبة، من الاية: 117] . وسميت بغزوة «العسرة» لحديث ابن عباس- رضي الله عنهما-: «قيل لعمر، حدثنا عن شأن ساعة العسرة، قال: خرجنا إلى «تبوك» في قيظ شديد، فاصابنا عطش» . وفي تفسير «عبد الرزاق» ، عن معمر، عن ابن عقيل، قال: «خرجوا في قلة من الظهر، وفي حر شديد؛ حتى كانوا ينحرون البعير فيشربون ما في كرشه من الماء؛ فكان ذلك عسرة من الماء، وفي الظهر، وفي الأنفقة؛ فسميت «غزوة العسرة» . و «تبوك» المشهور فيها عدم الصرف؛ للعملية والتأنيث، ومن صرفها أراد الموضع، ووقعت تسميتها بذلك في الأحاديث الصحيحة؛ منها حديث مسلم: «إنكم ستأتون غدا، عين تبوك» . وقيل: سميت بذلك لقوله صلى الله عليه وسلّم للرجلين اللذين سبقاه إلى العين: «ما زلتما تبوكانها منذ اليوم» . قال ابن قتيبة: «فبذلك سميت عين «تبوك» .

وهو واد معروف بين واد [أي «1» ] القرى والشام، على أربع عشرة مرحلة من المدينة،

_ - والبوك: كالحفر والنقش ... اه» : فتح الباري بتصرف. وانظر: «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 195. وقت الغزوة: عن وقت الغزوة: قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 118: «ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلّم في رجب سنة تسع من مهاجره» اه: الطبقات. وقال الإمام ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغزي» 8/ 111: «غزوة تبوك كانت في شهر رجب من سنة تسع، قبل حجة الوداع بلا خلاف، وعند ابن عائذ من حديث ابن عباس أنها كانت بعد «الطائف» ، بستة أشهر؛ وليس مخالفا لقول من قال في رجب؛ إذا حذفنا الكسور- أي: كسور الشهر-؛ لأنه قد دخل المدينة من رجوعه من «الطائف» في ذي الحجة» اه: فتح الباري. سبب الغزوة: عن سببها قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» 8/ 111- 112: أخرج ابن سعد، وغيره، قالوا: «بلغ المسلمين من الأنباط الذين يقدمون من الشام إلى المدينة؛ أن الروم جمعت جموعا، وأجلبت معهم «لخم» و «جذام» ، وغيرهم من منتصرة العرب، وجاء مقدمتهم إلى «البلقاء» ، فندب النبي صلى الله عليه وسلّم الناس إلى الخروج، وأعلمهم بجهة غزوهم. وروى الطبراني من حديث «عمران بن حصين» قال: «كانت نصارى العرب كتبت إلى «هرقل» : إن هذا الرجل الذي خرج يدعى النبوة هلك، وأصابتهم سنون؛ فهلكت أموالهم، فبعث رجلا من عظمائهم، يقال له: «قباذ» ، وجهز معه أربعين ألفا؛ فبلغ النبي صلى الله عليه وسلّم، ولم يكن للناس قوة، وكان «عثمان» - رضي الله عنه- قد جهز عيرا للشام؛ فقال: يا رسول الله: «هذه مائتا بعير بأقتابها، وأحلاسها، ومائتا أوقية. قال: فسمعته يقول: «لا يضر عثمان ما عمل بعدها» ... وذكر «أبو سعيد» في «شرف المصطفى» ، والبيهقي في «دلائل النبوة» من طريق «شهر بن حوشب» ، عن عبد الرحمن بن غنم: «أن اليهود قالوا: يا أبا القاسم إن كنت صادقا فالحق بالشام؛ فإنها أرض المحشر، وأرض الأنبياء فغزا «تبوك» ؛ لا يريد إلا الشام؛ فلما بلغ «تبوك» أنزل الله- تعالى- الايات من سورة «بني إسرائيل» : وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها ... الاية [سورة الإسراء، الاية: 76] وإسناده حسن؛ مع كونه مرسلا» اه: فتح الباري. (1) ما بين القوسين المعكوفين [ي] ساقط من الأصل، ويقتضيه المقام. و «وادي القرى» : - الحجر- هو ديار «ثمود» التي مرّ بها النبي صلى الله عليه وسلّم، وهو في طريقه إلى غزو الروم. وعن- الحجر- «ديار ثمود» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 176: قال ابن إسحاق: «وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين مر بالحجر نزلها واسقي الناس من بئرها؛ فلما راحوا قال-

خرج إليها- عليه السلام- يوم الخميس في رجب «1» ، واستعمل على المدينة «محمد ابن مسلمة الأنصاري» ، على ما قال ابن هشام «2» . وكان- عليه السلام- قلما خرج في غزوة إلا ورى عنها بغيرها، إلا ما كان من غزوة «تبوك» ، فإنه بينها للناس، وأخبر أنه يريد/ غزو الروم؛ لبعد الشقة، وشدة الزمان؛ ليتهيأوا لذلك، وكان الناس لا قوت لهم، فحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا «3» ، وأرسل- عليه السلام- إلى أهل مكة [فأشعرهم «4» ] ، وعسكر على ثنية الوداع «5» ، ثم مضى ولم

_ - رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لا تشربوا من مائها شيئا، ولا تتوضئوا منه للصلاة، وما من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئا، ولا يخرجن أحد منكم الليلة، إلا ومعه صاحب له» ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلا أن رجلين من «بني ساعدة» خرج أحدهما لحاجته، وخرج الأخر في طلب بعير له، فأما الذي ذهب لحاجته؛ فإنه خنق على مذهبه، وأما الذي ذهب في طلب بعيره فاحتمله الريح حتى طرحته ب «جبل طيئ» ؛ فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «ألم أنهكم أن يخرج أحد منكم إلا ومعه صاحبه» . ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم للذي أصيب على مذهبه فشفي، وأما الاخر الذي وقع ب «جبل طيئ» فإن «طيئا» أهدته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم حين قدم المدينة ... » . وقال ابن هشام: بلغني، عن الزهري؛ أنه قال: «لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلّم ب «الحجر» سجى ثوبه على وجهه، واستحث راحلته، ثم قال: «لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون؛ خوفا أن يصيبكم مثل ما أصابهم» ... اه: السيرة النبوية. (1) حول خروجه صلى الله عليه وسلّم في رجب انظر ما ذكرناه سابقا تحت رقم: (1) - وقت الغزوة-. (2) قول ابن هشام واستعمل على المدينة «محمد بن مسلمة الأنصاري» مذكور في «السيرة النبوية» 4/ 175. وفي نفس المصدر من «السيرة النبوية» ذكر «عبد العزيز بن محمد الراوردي» عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم استعمل على المدينة، مخرجه إلى «تبوك» «سباع بن عرفطة» . (3) عن حض أهل الغنى على النفقة ... إلخ. قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 174: قال ابن إسحاق: «ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم جد في سيره، وأمر الناس بالجهاز والانكماش، وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا، وانفق «عثمان بن عفان» - رضي الله عنه- في ذلك نفقة عظيمة، لم ينفق أحد مثلها قال ابن هشام: ... إن «عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة، في غزوة «تبوك» ألف دينار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «اللهم أرض عن عثمان؛ فإني عنه راض ... إلخ» اه: السيرة النبوية. (4) ما بين القوسين المعكوفين كلمة لم أستطع قراءتها، وما أثبتناه يقتضيه المقام. و «الإشعار» - يعني الإعلام والإخبار-. قال صاحب القاموس: «وأشعره الأمر، وبه أعلمه» اه: القاموس. (5) عن إقامة معسكره صلى الله عليه وسلّم على «ثنية الوداع» انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 175.

يتخلف أحد من أصحابه إلا المنافقين «1» ، ومن عذر الله من الضعفاء «2» ، وتخلف نفر من الصحابة، من غير شك منهم، ولا ريبة في دينهم، وهم: «كعب بن مالك بن أبي كعب السلمي العقبي» و «مرارة بن الربيع العمري» و «هلال بن أمية الواقفي» ، الأوسيان البدريان. وفيهم نزلت الاية: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا «3» . وسار رسول الله صلى الله عليه وسلّم في ثلاثين ألفا «4» ، وقيل: أكثر حتى انتهى إلى تبوك «5» » ، فأتاه صاحب «أيلة» وهو «يحنة بن رؤبة «6» » ، فصالحه، وأعطاه الجزية.

_ (1) حول المنافقين قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 175: قال ابن إسحاق ... وضرب عبد الله- يعني ابن أبي رأس المنافقين- على حدة عسكره أسفل منه- أي: أسفل معسكر رسول الله صلى الله عليه وسلّم نحو «ذباب» - اسم جبل في المدينة يقع الان في أول طريق العيون مقابل معسكر الحجاج- وكان فيما يزعمون ليس بأقل العسكرين، «فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلّم تخلف عنه «عبد الله بن أبي» فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب ... وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلّم «علي بن أبي طالب» على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له، وتخففا منه ... » اه: السيرة النبوية. (2) عن تخلف «المعذرين والضعفاء» انظر: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 1800- أمر الثلاثة الذين خلفوا-. ب- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب المغازي 8/ 113- 116. ج- «صحيح مسلم» كتاب التوبة 4/ 212، أرقام: 53، 54، 55. د- كتاب «الزجر بالهجر» للإمام السيوطي بتحقيقنا ص 51- 57، طبع الدار المصرية. (3) الاية من سورة التوبة رقم: 118. (4) حول جيش «تبوك» قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 5/ 435: « ... كان ذلك الجيش زيادة على ثلاثين ألفا» . (5) غزوة «تبوك» هي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعنها قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 121: « ... أن النبي- صلى الله عليه وسلّم- خرج إلى غزوة «تبوك» يوم الخميس، وكانت آخر غزوة غزاها، وكان يستحب أن يخرج يوم الخميس» اه. ت: الطبقات. وعن صلح «يحنة ... » قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 178: قال ابن إسحاق: «ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «تبوك» أتاه «يحنة» صاحب «أيلة» ، فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأعطاه الجزية ... » اه: السيرة النبوية. (6) في «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 151: «يوحنا رؤية» صاحب «أيلة» . وحول «غزوة تبوك» انظر المصادر والمراجع الاتية:

[حج أبي بكر رضي الله عنه] (وفى هذه السنة حج أبو بكر- رضي الله عنه- بالناس) فخرج من المدينة في ثلاثمائة رجل «1» ، وبعث صلى الله عليه وسلّم معه عشرين بدنة، قلدها «2» وأشعرها بيده، وعليها

_ - 1- «السيرة النبوية» لابن هشام مع «الروض الأنف» 4/ 173- 186. 2- «الطبقات» للإمام ابن سعد 2/ 118- 121. 3- «المغازي» للإمام الواقدي 3/ 989- 1022. 4- «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 195- 202. 5- «الدرر ... » لابن عبد البر ص 253- 256. 6- «الكامل في التاريخ» لابن الأثير- ذكر غزوة تبوك- 2/ 149- 153. 7- «زاد المعاد ... » لابن القيم، بحاشية «المواهب اللدنية» 5/ 58. 8- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 76. 9- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر «غزوة تبوك- العسرة-» 8/ 110. 10- «الإشارة» للإمام مغلطاي ص 75. 11- «مختصر سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلّم-» للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 172. 12- «الرحيق المختوم» للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص 429- 439. (1) عن حج «أبي بكر الصديق» أخرج البخاري في صحيحه- فتح الباري- «المغازي» باب حج أبي بكر بالناس سنة تسع 8/ 82، عن أبي هريرة «أن أبا بكر بعثه في حجة الوداع التي أمره النبي صلى الله عليه وسلّم عليها قبل حجة الوداع، يوم النحر، في رهط يؤذن في الناس لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان» . اه: فتح الباري. وعن حج «أبي بكر» قال ابن الأثير في «الكامل» 2/ 160- 161: «وفيها حج أبو بكر» بالناس ومعه عشرون بدنة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولنفسه خمس بدنات، وكان في ثلاثمائة رجل فلما كان بذي الجحفة، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم في أثره «علي بن أبي طالب» ، وأمر بقراءة سورة «براءة» على المشركين، فأدركه ب «العرج» ، وأخذها منه، فعاد «أبو بكر» ، وقال يا رسول الله: بأبي أنت وأمي أنزل في شيء؟! قال: «لا ولكن لا يبلغ عني إلا رجل مني؛ ألا ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار، وصاحبي على الحوض؟» . قال: بلى. فسار «أبو بكر» أميرا على الموسم، فأقام الناس الحج، وحجت العرب الكفار، على عادتهم في الجاهلية، وعليّ يؤذن ب «براءة» ، فنادى يوم الأضحى: «لا يحجن بعد اليوم مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم عهد فأجله إلى مدته ... إلخ» . اه: الكامل. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 91. (2) عن تقليد البدن، وجعل ... «ناجية عليها ... » قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 121: -

«ناجية بن جندب الأسلمي» وساق «أبو بكر» - رضي الله عنه- خمس «بدنات» ، وعمد إليه صلى الله عليه وسلّم أن يخالف المشركين، فيقف ب «عرفة» ، وكانوا لا يقفون ب «جمع «1» » ، ولا يدفع من «عرفة» حتى تغيب الشمس، ويدفع من «جمع» قبل طلوع الشمس، وأمره- عليه السلام- أن يؤذن في الناس يوم النحر، ولا يحج هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، (وقرأ عليهم «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنه- سورة براءة «2» ) ؛ وذلك لأن العرب، كان من عادتها «3» أن الرجل المتبوع منهم إذا عقد عقدا، أو عهد عهدا، ألا يحله إلا هو، أو أحد من أهل بيته؛ فلذلك بعث- عليه السلام- «عليّا» - رضي الله عنه- وقيل: لأن سورة «براءة» فيها الثناء على الصديق- رضي الله عنه- فأحب أن يكون الثناء على لسان غيره*.

_ - قالوا: استعمل رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أبا بكر ... عليها، وعليها ناجية بن جندب ... إلى اه: الطبقات. (1) «جمع» هو يوم عرفة، وأيام جمع: أيام منى. اه: القاموس. (2) عن «براءة» قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 8/ 314: «هي سورة التوبة، وهي أشهر أسمائها، ولها أسماء أخرى تزيد على العشرة» . اه: فتح الباري. والمراد من «براءة» ليس السورة كلها؛ وإنما المراد من أولها، إلى الاية رقم: 33، وهي هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) على ما رواه الطبري، عن محمد بن كعب، وغيره وعنده عن علي بأربعين آية ... إلى اه: شرح الزرقاني على المواهب 3/ 9. (3) حول الحكمة في إرسال «على» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» قال: قال العلماء: «والحكمة في إرسال علي، بعد أبي بكر أن عادة العرب جرت بأن لا ينقض العهد إلا من عقده، أو هو من أهل بيته، فأجراهم على عادته، وقيل: لأن «براءة» تضمنت مدح «أبي بكر» ، فأراد أن يسمعوه من غيره ... » اه: شرح الزرقاني على المواهب. (*) حول قوله: « ... فأحب أن يكون الثناء ... إلخ» انظر: ما ذكرناه في التعليق السابق. وحول حج «أبي بكر» - رضي الله عنه- انظر المصادر والمراجع الاتية: 1- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 186. 2- «الطبقات» لابن سعد 2/ 121- 122. 3- «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 160- 161. 4- «زاد المعاد ... » لابن القيم 5/ 131. 5- «المواهب اللدنية مع شرحها» للقسطلاني، والزرقاني 3/ 89- 94. 6- «مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم» للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

[حجة الوداع] (فلما أتت لهجرته- عليه السلام- تسع سنين وأحد عشر شهرا، وعشرة أيام حج عليه السلام حجة الوداع «1» ) ، ويقال لها: حجة الإسلام «2» ، وحجة البلاغ «3» ، وحجة الكمال، وحجة التمام وكره «ابن عباس «4» » / رضي الله عنه أن يقال: حجة الوداع،

_ (1) عن «حجة الوداع ... » قال الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم» كتاب «الحج» ، باب حجة النبي: «هي الحجة التي أداها النبي صلى الله عليه وسلّم بعد أن مكث بالمدينة تسع سنين، حيث أذن في الناس في السنة العاشرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم حاج، فقدم المدينة بشر كثير» اه: صحيح مسلم بشرح النووي. وانظر أيضا: «تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام» للإمام الذهبي- المغازي- ص 583- 591 تحقيق الأستاذ محمد محمود حمدان، طبع دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني. وانظر «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر كتاب «الحج» ، وكتاب «المغازي» باب حجة الوداع وحول « ... الوداع» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 104، هي بكسر الواو وفتحها- وسميت بذلك؛ لأنه- صلى الله عليه وسلّم- ودع الناس، وبعد. انتهى. وفي الصحيحين وغيرهما: عن ابن عمر- رضي الله عنهما- كنا نتحدث بحجة الوداع، والنبي صلى الله عليه وسلّم بين أظهرنا، ولا ندري ما حجة الوداع ... الحديث. قال الحافظ: كأنه شيء ذكره النبي صلى الله عليه وسلّم فتحدثوا به، وما فهموا أن المراد وداعه، حتى توفي بعدها بقليل؛ فعرفوا المراد، وأنه ودع الناس بالوصية التي أوصاهم بها: أن لا يرجعوا بعده كفارا، وأكد التوديع بإشهاد الله عليهم؛ بأنهم شهدوا أنه قد بلغ ما أرسل إليهم به فعرفوا حينئذ المراد بقولهم: حجة الوداع. وفي رواية للبخاري، عن ابن عمر «فودع الناس» . وروى البيهقي: أن سورة إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) ... نزلت في وسط أيام التشريق، فعرف صلى الله عليه وسلّم أنه الوداع، فركب، واجتمع الناس فذكر الخطبة. اه: المواهب اللدنية مع شرحها. (2) حول تسميتها ب «حجة الإسلام» قال القسطلاني والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 104: « ... سميت بذلك؛ لأنه لم يحج من المدينة، بعد فرض الحج غيرها كما في حديث «جابر» ؛ إنه صلى الله عليه وسلّم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس ... » اه: المواهب ... (3) حول تسميتها ب «حجة البلاغ» جاء في «المواهب ... » 3/ 105: ... ؛ لأنه بلغ الناس الشرع في الحج قولا وفعلا قال المصنف: وتسمى أيضا حجة التمام، والكمال انتهى، أي: بمجموعها لا بكل واحد؛ لنزول قوله- تعالى- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [سورة المائدة، من الاية: 3] ... اه: المواهب ... (4) حول قوله: «وكره ابن عباس ... إلخ» . قال الإمام الزرقاني في «شرح المواهب» 3/ 105: « ... وكره ابن عباس، أن يقال: -

ولم يحج غيرها، وذكر أنه حج ب «مكة «1» » مرة أخرى.

_ - «حجة الوداع؛ لإشعاره بكراهة المودع، وأسفه على من ودعه؛ وذلك لا يليق به صلى الله عليه وسلّم، ولم يكرهه غيره؛ بل أطلقوا ذلك عليها؛ فقالت «عائشة» - رضي الله عنها- خرجنا في حجة الوداع» . وقال ابن عمر: «أمر صلى الله عليه وسلّم أزواجه عام حجة الوداع» . وقال «سعد بن أبي وقاص» : «دعاني صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع» وقال أبو أيوب: «أنه صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع صلى المغرب والعشاء جمعا» . وقال جرير: «أنه صلى الله عليه وسلّم قال له في حجة الوداع: «استنصت الناس» وكلها في الصحيح؛ بل فيه أيضا، عن ابن عباس نفسه: «أن امرأة استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع؛ فكأنه رجع عن الكراهة؛ لأنه لا يلزم من الوصية بتلك الوصايا، والحث عليها المشعر بأنهم لا يجدون من يذكرهم بها بعده أسفه على مفارقتهم» . اه: المواهب وشرحها. (1) حول قوله: « ... حج بمكة مرة أخرى» . قال الزرقاني في «شرح المواهب» 3/ 105- 106: «قال الحافظ: غرض أبي إسحاق أن لقوله: بعد ما هاجر مفهوما، وأنه قبله حج؛ لكن قوله: أخرى يوهم أنه لم يحج قبل الهجرة، وهو بمكة إلا واحدة، وليس كذلك؛ بل حج قبلها مرارا؛ بل الذي لا ارتياب فيه أنه لم يترك الحج، وهو بمكة قط؛ لأن قريشا في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحج، وإنما يتأخر من لم يكن بمكة، أو عاقه ضعف، وإذا كانوا وهم على غير دين يحرصون على إقامة الحج، ويرونه من مفاخرهم التي امتازوا بها على غيرهم من العرب؛ فكيف يظن به صلى الله عليه وسلّم أنه يتركه، وقد ثبت حديث «جبير بن مطعم» أنه رأه- عليه السلام- في الجاهلية واقفا بعرفة؛ وأنه من توفيق الله له. وثبت دعاؤه قبائل العرب إلى الإسلام ب «منى» ثلاث سنين متوالية ... فلا يقبل نفي ابن سعد أنه لم يحج بعد النبوة إلا حجة الوداع؛ لأن المثبت تقدم على النافي، خصوصا وقد صحبه دليل إثبات، ولم يصب النافي دليل نفيه. وقيل حج بمكة حجتين قبل الهجرة، وحجة بعدها أخرجه الترمذي- الحج رقم: 743-: عن جابر بن عبد الله. وقال ابن عباس: - رضي الله عنه-: «حج- صلى الله عليه وسلّم- قبل أن يهاجر ثلاث حجج أخرجه ابن ماجة- المناسك رقم: 3067- والحاكم. قال الحافظ: وهو مبني على عدد وفود الأنصار إلى العقبة ب «منى» بعد الحج؛ فإنهم قدموا أولا فتواعدوا ثم ثانيا فبايعوا الأولى، ثم ثالثا فبايعوا الثانية، وهذا لا يقتضي نفي الحج قبل ذلك، فهذا بعد النبوة، وقبلها لا يعلمه إلا الله- أي: عدد حجه-. وقد أخرج الحاكم بسند صحيح إلى الثوري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلّم حج قبل أن يهاجر حججا. وقال ابن الجوزي: حج حججا لا يعرف عددها» ... اه: المواهب اللدنية مع شرحها بتصرف. وانظر: صحيح ابن خزيمة 4/ 352 رقم: 3056. وانظر: جامع الترمذي 3/ 178 رقم: 815. وانظر: فتح الباري لابن حجر 8/ 104.

قال المحب الطبري: كان- عليه السلام- يحج قبل البعث وبعده، قبل نزول فرض الحج عليه، ولما أراد صلى الله عليه وسلّم الخروج لحجة الوداع أذن في الناس بالحج، وأمرهم بالخروج معه، فخرج صلى الله عليه وسلّم من المدينة لخمس ليال بقين من ذي القعدة «1» ، وكان خروجه بين الظهر والعصر، ودخل مكة صبح يوم الأحد رابع ذي الحجة. وحج معه في ذلك العام نحو سبعين ألفا، والله- تعالى- أعلم. وبين حجة الوداع ووفاته صلى الله عليه وسلّم نيف وثمانون يوما «2» . وهذا يرده قول من قال: إن

_ (1) حديث خروجه صلى الله عليه وسلّم من المدينة لخمس ليال ... الخ متفق عليه: من حديث عائشة- رضي الله عنها- أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الحج» رقم: 1594، بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم لخمس من ذي القعدة لا نرى إلا الحج ... الخ» وانظر الحديث تحت أرقام: 1605، 1641: عن عائشة- رضي الله عنها-. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الحج» رقم: 2112. وحول وقت خروجه صلى الله عليه وسلّم خلاف نذكر فيه ما قاله صاحب «المواهب اللدنية وشارحها» 3/ 105- 1060 فنقول: ... «لخمس ليال من ذي الحجة، كما أخرجه البخاري عن ابن عباس، والشيخان، عن عائشة، وجزم ابن حزم بأن خروجه كان يوم الخميس، وفيه نظر؛ لأن أول ذي الحجة كان يوم الخميس قطعا؛ لما ثبت وتواتر أن وقوفه صلى الله عليه وسلّم ب «عرفة» كان يوم الجمعة؛ فتعين أن أول الشهر كان يوم الخميس، فلا يصح أن يكون خروجه يوم الجمعة لقولهما: «لخمس ليال بقين من ذي القعدة» فيبقى من ليلة السبت حتى ليلة الأربعاء خمس ليال؛ لكن يدفع هذا الظاهر أنه ثبت في الصحيحين عن أنس: «صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلّم الظهر بالمدينة أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، فدل قوله: «الظهر أربعا» على أن خروجهم لم يكن يوم الجمعة، فما بقى إلا أن يكون خروجهم يوم السبت ولا يشكل قولهما: أن الباقي خمس ليال. بأن الباقي أربع؛ لأنه يحمل قول من قال: «لخمس بقين» أي: أن كان الشهر ثلاثين فاتفق أن جاء تسعا وعشرين؛ فيكون يوم الخميس أول ذي الحجة بعد مضي أربع ليال لا خمس، وبها أي: بهذه المقالة. وفي الفتح: وبهذا- أي: المذكور من الجمل- تتفق الأخبار، هكذا جمع الحافظ ابن كثير بين الروايات، وقوى ابن كثير هذا الجمع بقول «جابر» - رضي الله عنه- وهو أحسن الصحابة سياقا لحديث حجة الوداع؛ فإنه ذكرها من حين خروجه صلى الله عليه وسلّم من المدينة إلى آخرها فهو أحفظ لها من غيره؛ أنه خرج لخمس بقين من القعدة، أو أربع، فتردده فيما بقي يؤيد ذلك الجمع، وصرح الواقدي: بأن خروجه صلى الله عليه وسلّم من المدينة إلى آخرها فهو أحفظ لها من غيره؛ أنه خرج لخمس بقين من القعدة، أو أربع، فتردده فيما بقى يؤيد ذلك الجمع. وصرح الواقدي: بأن خروجه صلى الله عليه وسلّم كان يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة، وهو ما يقوي الجمع أيضا ... » اه: المواهب. وانظر: «الطبقات» للإمام ابن سعد 2/ 124. (2) عن المدة بين حجته صلى الله عليه وسلّم ووفاته ... قال القسطلاني في «المواهب اللدنية» 8/ 250 « ... وقيل: «عاش بعدها- أي: حجة-

«جرير بن عبد الله البجلي» أسلم قبل وفاة النبي- عليه السلام- بأربعين يوما، وقد كان «جرير» يرفع النبي- عليه السلام- في حجة الوداع. وفي هذه السنة جاءه «جبريل» يعلم الناس دينهم، قاله السمهودي. وفيها ارتد «الأسود بن كعب العنسي «1» » ، وادعى النبوة/ وفيها ادعى النبوة «مسيلمة» الكذاب، وقيل: إنما كانت دعوى «مسيلمة» ، ومن ادعى من الكذابين النبوة في مرضه الذي توفي فيه عليه السلام. [وفاته صلى الله عليه وسلّم] (فلما أتى «2» لهجرته- عليه السلام- عشر سنين وشهران توفي «3» ) يوم الاثنين

_ - الوداع- إحدى وثمانين يوما ... إلخ» . اه: المواهب، وانظر أيضا نفس المصادر- المواهب- 3/ 109- 111. وانظر أيضا «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 12/ 306- الباب الثلاثون- تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلّم. (1) حديث «الأسود ... ومسيلمة» متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما: عن ابن عباس فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «المناقب» رقم: 3351 بلفظ: عن ابن عباس قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومعه «ثابت بن قيس بن شماس» ، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلّم قطعة جريد، حتى توقف على «مسيلمة» في أصحابه، فقال: «لو سألتني هذه القطعة، ما أعطيتكها؛ ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت «فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلى في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي؛ فكان أحدهما: العنسي، والاخر «مسيلمة: الكذاب صاحب اليمامة» . وانظر: صحيح البخاري أيضا كتاب «المغازي» رقم: 4025. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الرؤيا» تحت رقمي: 4218، 4219. وانظر: جامع الترمذي كتاب «الرؤيا» رقم: 2216. وانظر: سنن ابن ماجة كتاب «تعبير الرؤيا» رقم: 3912. وانظر: مسند الإمام أحمد «باقي مسند المكثرين» تحت أرقام: 8106، 8174، 11389. وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 220. وانظر: «الروض الأنف» للإمام السيوطي 4/ 115- 226. (2) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «أتت» «بدل» أتى وكلاهما صواب. (3) حديث وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم متفق عليه من حديث «أنس بن مالك» أخرجه البخاري في-

الثاني عشر من ربيع الأول، على الأكثر «1» ، عند اشتداد «2» الضحى، في بيت عائشة، كما روي عنها في الصحيح: «بين سحري ونحري «3» » ؛ وذلك في شهره الشهير، أو في اليوم الخامس والعشرين من [] «4» بعد أن مرض ثلاثة عشر يوما، أو نحوها (وقد بلغ من السنين «5» ثلاثا وستين سنة صلى الله عليه وسلّم) ، كما في الصحيح: عن ابن عباس. قال

_ - كتاب «الأذان» رقم: 639، في كتاب «الجمعة» 1130، وفي كتاب «الجنائز» رقم: 1289. وأخرجه مسلم في كتاب «الصلاة» رقم: 636. وانظر: جامع الترمذي كتاب «الجنائز» رقم: 1808: عن أنس بن مالك. وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 258. (1) حول قوله: «على الأكثر ... إلخ» . قال الإمام السهيلي في «الروض الأنف» 4/ 270- تحديد زمن وفاته- « ... واتفقوا أنه توفي صلى الله عليه وسلّم يوم الاثنين إلا شيئا ذكره ابن قتيبة في (المعارف) «الأربعاء» . قالوا كلهم: وفي ربيع الأول غير أنهم قالوا: - أو قال أكثرهم- في الثاني عشر من ربيع، ولا يصح أن يكون توفي صلى الله عليه وسلّم إلا في الثاني عشر أو الثالث عشر، أو الرابع عشر، أو الخامس عشر لإجماع المسلمين على أن وقفة عرفة في حجة الوداع كانت يوم الجمعة، وهو التاسع من ذي الحجة؛ فدخل ذو الحجة يوم الخميس، فكان المحرم: إما الجمعة، وإما السبت؛ فإن كان الجمعة، فصفر إما السبت، وإما الأحد؛ فإن كان السبت؛ فقد كان ربيع الأحد، أو الاثنين، وكيفما دارت الحال على هذا الحساب؛ فلم يكن الثاني عشر من ربيع يوم الاثنين بوجه، ولا الأربعاء أيضا، كما قال الكتبي- ابن قتيبة- وذكر الطبري، عن ابن الكلبي، وأبي مخنف: أنه توفي في الثاني من ربيع الأول؛ وهذا القول وإن كان خلاف أهل الجمهور؛ فإنه لا يبعد إن كانت الثلاثة الأشهر التي قبله كلها تسعة وعشرين فتدبره؛ فإنه صحيح، ولم أر أحدا تفطن له، وقد قال الخوارزمي: أنه توفي- عليه السلام- في أول يوم من ربيع الأول وهذا أقرب في القياس بما ذكر الطبري، عن ابن الكلبي ... » اه: الروض الأنف بحاشية السيرة النبوية لابن هشام. الكلبي ... » اه: الروض الأنف بحاشية السيرة النبوية لابن هشام. (2) قوله: « ... فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين اشتد الضحى ... » هو قول ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 258. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي: الباب الثلاثون، في تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلّم 12/ 305- 306. (3) حديث « ... بين سحري ... إلخ» . أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب مرض النبي صلى الله عليه وسلّم ووفاته ... إلخ. بلفظ: « ... أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول صلى الله عليه وسلّم توفي في بيتي وفي يومي، وبين سحري ... إلخ» . (4) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل لم أستطع قراءته. (5) حول السن الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلّم قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 1/ 39- 40 «محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم:» اختلف في السن الذي توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقيل: ستون سنة، روى-

الذهبي: وهو الصحيح الذي قطع به المحققون «1» .

_ - ذلك: ربيعة وأبو غالب: عن أنس بن مالك، وهو قول «عروة بن الزبير» ، ومالك بن أنس. وقد روى حميد عن أنس قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو ابن خمس وستين سنة ذكره أحمد بن زهير، عن المثني بن معاذ، عن حميد، عن أنس، وهو قول «دغفل بن حنظلة السدوسي» النسابة ورواه معاذ، عن هشام، عن قتادة، عن أنس. ورواه الحسن البصري، عن دغفل بن حنظلة، قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو ابن خمس وستين سنة، ولم يدرك «دغفل» النبي صلى الله عليه وسلّم. قال البخاري: ولا نعرف للحسن سماعا من «دغفل» . قال البخاري: وروى عمار بن أبي عمار: عن ابن عباس- رضي الله عنهما-: «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو ابن خمس وستين. قال البخاري: ولا يتابع عليه، عن ابن عباس إلا شيء رواه العلاء بن صالح، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس- رضي الله عنهما-. قال البخاري: وروى عكرمة، وأبو سلمة، وأبو ظبيان، وعمرو بن دينار: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبض، وهو ابن ثلاث وستين سنة. قال أبو عمر- ابن عبد البر- قد تابع عمار بن أبي عمار على روايته المذكورة، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- يوسف بن مهران، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في خمس وستين. والصحيح عندنا رواية من روى ثلاثا وستين، ورواه عن ابن عباس من تقدم ذكر البخاري لهم في ذلك ورواه كما رواه أولئك ممن لم يذكره البخاري: أبو حمزة، ومحمد بن سيرين، ومقسم: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم توفي وهو ابن ثلاث وستين، ولم يختلف عن عائشة- رضي الله عنها- أنه توفي وهو ابن ثلاث وستين، وهو قول محمد بن علي، وجرير بن عبد الله البجلي ... إلخ» اه: الاستيعاب بتصرف. وانظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: 1- «الطبقات» للإمام محمد بن سعد 2/ 57- 59. 2- «تاريخ الطبري» 3/ 188. 3- «الثقات» للإمام ابن حبان 2/ 129. 4- «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 79- 81. 5- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر كتاب «المغازي» ، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلّم 8/ 150. (1) قول الذهبي: « ... وهو الصحيح ... » مذكور في كتابه «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية ص 574 بلفظ: « ... وكذلك قال سعيد بن المسيب، والشعبي، وأبو جعفر الباقر وغيرهم: وهو الصحيح الذي قطع به المحققون» . اه: تاريخ الإسلام، تحقيق: عمر تدمري، نشر دار الكتاب العربي. وانظر: «سبل الهدى والرشاد ... » للصالحي 12/ 307- 308.

ولما توفي- عليه السلام- مكث في بيته يوم الاثنين والثلاثاء، ودفن ليلة الأربعاء، على الصحيح «1» ، وأخروا ذلك مع أن السنة التعجيل: إما لعدم اتفاقهم على موته، أو محل دفنه؛ فمنهم من قال: ب «البقيع» ومنهم من قال ب «المسجد «2» » ، حتى قال صديق الأمة: سمعت رسول الله- صلى الله عليه/ وسلم- يقول: «ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه «3» » ، ادفنوه في موضع وفاته. إلى غير ذلك، فغسلوه- عليه السلام- بالماء والسدر، والذي تولى غسله «علي بن أبي طالب» و «الفضل بن عباس» - من مخضبه- والعباس، وأسامة، وشقران يصبان الماء. وروى أنه- عليه السلام- قال «لعلي: اغسلني إذا مت» . فقال: يا رسول الله ما غسلت ميتا. فقال: «إنك ستهيأ، أو تيسر» . قال علي: فغسلته، فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا «4» ، وحضر معهم «أوس بن خولى

_ (1) عن دفنه صلى الله عليه وسلّم ليلة الأربعاء ... ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلّم من وسط الليل ليلة الأربعاء ... وعن عائشة- رضي الله عنها-: جوف الليل ليلة الأربعاء اه: السيرة النبوية بتصرف. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 70. وانظر: «تنوير الحوالك شرح موطأ مالك» للإمام السيوطي ص 180 رقم: 545. (2) حول اختلافهم في مكان دفنه صلى الله عليه وسلّم أخرج ابن سعد في «الطبقات» 2/ 71- ذكر موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلفظ: «عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «وضع على سريره في بيته، وكان المسلمون اختلفوا في دفنه، فقال قائل: ادفنوه في مسجده، وقال قائل: ادفنوه مع أصحابه في البقيع ... » اه: الطبقات. وانظر: بقية أحاديث الباب. (3) حديث «ما قبض الله نبيا ... إلخ» . أخرجه الإمام الترمذي في جامعة كتاب «الجنائز» رقم: 939 بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: «لما قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلّم اختلفوا في دفنه؛ فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلّم شيئا ما نسيته قال: «ما قبض الله ... الحديث» . قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، فرواه ابن عباس- رضي الله عنهما- عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلّم أيضا. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي الباب الرابع في دفنه- صلى الله عليه وسلّم ومن دفنه؟. (4) حديث، أنه صلى الله عليه وسلّم قال ل «عليّ غسلني ... إلخ» جمع المؤلف أبو مدين حديثين في حديث واحد أخرجهما ابن سعد في «الطبقات» 2/ 61- 63:

الأنصاري «1» » ، ولم يل من الغسل شيئا «2» ، وغسلوه عليه السلام، وعليه قميصه، وكفنوه «3» عليه السلام في ثلاثة أثواب بيض، سحولية من «كرسف» ، ليس فيها قميص

_ - الأول: أخرجه بلفظ: عن عبد الواحد بن أبي عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب، في مرضه الذي توفي فيه: غسلني يا على إذا مت! فقال: يا رسول الله ما غسلت ميتا قط! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنك ستهيأ، أو تيسر» . قال علي: فغسلته فما آخذ عضوا إلا تبعني. والفضل آخذ بحضنه، يقول: أعجل يا علي انقطع ظهري اه: الطبقات. الثاني: بلفظ: أخبرنا كيسان- أبو عمر القصار- عن مولاه يزيد بن بلال، قال: قال علي: أوصى النبي صلى الله عليه وسلّم ألا يغسله أحدا غيري؛ فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه، قال علي: فكان الفضل، وأسامة ويناولاني ... فما تناولت عضوا؛ إلا كأنما يقلبه معه ثلاثون رجلا، حتى فرغت من غسله. اه: الطبقات. (1) وعن حضور «أوس بن خولى» غسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 263: « ... وأن أوس- أحد بني عوف بن الخزرج- قال لعلي بن أبي طالب: أنشدك الله يا علي، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ وكان «أوس» من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأهل «بدر» ، قال: ادخل، فدخل فجلس، وحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم اه: السيرة النبوية. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 62. (2) عن غسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 263: قال ابن إسحاق: « ... عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم اختلفوا فيه، فقالوا: والله ما ندري، أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من ثيابه، كما نجرد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه؟! قالت: فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا ذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو؟! أن أغسلوا النبي، وعليه ثيابه، قالت: فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ... » اه: السيرة النبوية. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 62- ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم (3) حول كفن رسول الله صلى الله عليه وسلّم انظر الحديث المتفق عليه من رواية عائشة- رضي الله عنها-: 1- صحيح البخاري- مع فتح الباري- كتاب «الجنائز» الأحاديث بأرقام: 1185، 1298، 1563، 1565. 2- صحيح مسلم كتاب «الجنائز» حديث رقم: 1563، 1565، وانظر: سنن النسائي «الجنائز» حديث رقم: 1871، 1872: عنه عائشة. سنن ابن ماجة «الجنائز» رقم: 1459: عن عائشة. مسند الإمام أحمد «باقي مسند الأنصار» الأحاديث تحت أرقام: 22992، 23484، 23724، 2292، 23484، 23856، 24159: عن عائشة وانظر: الموطأ «الجنائز» رقم: 497، 468. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 63- 67.

ولا عمامة. ولما فرغ من جهازه «1» يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس يصلون [أرسالا «2» ] حتى إذا فرغوا دخل النساء، حتى إذا فرغوا دخل الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله/ صلى الله عليه وسلّم أحد «3» ، ودفن عليه السلام ليلة

_ (1) حول قوله: «ولما فرغ من جهازه ... إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 263، قال ابن إسحاق « ... فلما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الثلاثاء، وضع في سريره في بيته، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه؛ فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما قبض نبي ... » الحديث. فرفع فرش رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي توفي عليه، فحفر له تحته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلّم إرسالا: دخل الرجال حتى إذا فرغوا ... » إلى قوله: «أحد» . اه: السيرة النبوية. (2) ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، وأثبتناه من: أ- «سنن ابن ماجة» الجنائز رقم: 1459. ب- «السيرة البنوية» لابن هشام 4/ 263. ج- «الطبقات» لابن سعد 2/ 68. (3) حديث الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم «الرجال أولا ... إلخ» . أخرجه الإمام ابن ماجة في سننه، كتاب «ماء في الجنائز» رقم: 1617 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح، وكان يضرح كضريح أهل مكة، وبعثوا إلى «أبي طلحة» ، وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يلحد، فبعثوا إليهما رسولين، وقالوا: اللهم خر لرسولك، فوجدوا «أبا طلحة» فجئ به ... فلحد رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلّم أرسال يصلون، حتى إذا فرغوا أدخلوا ... اه: ابن ماجه. وعن الحكمة في عدم الإمامة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد وفاته نذكر ما رواه الإمام محمد بن سعد في «الطبقات» 2/ 70، وما قاله السهيلي في الروض الأنف 4/ 273- 274 فنقول: أ- روى ابن سعد، عن «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنه- بلفظ: «لما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلّم على السرير قال علي: «ألا يقوم عليه أحد لعله يؤم، هو إمامكم حيا وميتا! فكان يدخل الناس رسلا رسلا؛ فيصلون عليه صفا صفا؛ ليس لهم إمام، ويكبرون، و «علي» قائم بجيال رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: سلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته! اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل إليه، ونصح لأمته، وجاهد في سبيل الله؛ حتى أعز الله دينه، وتمت كلمته اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل إليه، وثبتنا بعده، واجمع بيننا وبينه! فيقول الناس: آمين آمين! حتى إذا صلى عليه الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان ... » اه: الطبقات. ب- وفي الروض الأنف قال السهيلي: « ... أن المسلمين صلوا عليه أفذاذا؛ لا يؤمهم-

الأربعاء «1» ، وسوى قبره رجل من الأنصار، وهو الذى سوى قبور الشهداء يوم «بدر» ؛ نصب عليه تسع لبنات [ ... ] «2» نصبا، ورش قبره صلى الله عليه وسلّم ب «قربة» ، بدء من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه «3» . واختلفوا في الذين

_ - أحد؛ كلما جاءت طائفة، صلت عليه؛ وهذا خصوص به صلى الله عليه وسلّم، ولا يكون هذا الفعل إلا عن توقيف؛ وكذلك روي أنه صلى الله عليه وسلّم أوصى بذلك ذكره الطبري مسنا، ووجه الفقه فيه: أن الله- تبارك وتعالى- افترض الصلاة عليه بقوله: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [سورة الأحزاب، من الاية: 56] . وحكم هذه الصلاة التي تضمنتها الاية ألا تكون بإمام، والصلاة عليه عند موته داخلة في لفظ الاية، وهي متناولة لها، وللصلاة عليه على كل حال؛ وأيضا فإن الرب- تبارك وتعالى- قد أخبر أنه يصلي عليه صلاة المؤمنين، تبعا لصلاة الملائكة، وأن يكون الملائكة هم الإمام، والحديث الذي ذكرته عن الطبري فيه طول، وقد رواه البزار أيضا من طريق مرة: عن ابن مسعود؛ وفيه أنه حين جمع أهله في بيت عائشة- رضي الله عنها- أنهم قالوا: فمن يصلي عليك يا رسول الله؟! قال: «فهلا غفر لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا» فبكينا وبكى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «إذا غسلتموني، وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، ثم اخرجوا عني ساعة؛ فإن أول من يصلي علي، جليسي وخليلي «جبريل» ، ثم «ميكائيل» ، ثم «إسرافيل» ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة بأجمعها، ثم ادخلوا على فوجا بعد فوج، فصلوا علي، وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية، ولا ضجة، ولا رنة، وليبدأ بالصلاة على برجال بيتي، ثم نساؤهم أنتم أقرؤا أنفسكم السلام مني ومن غاب من أصحابي فأقرؤه مني السلام، ومن تابعكم بعد على ديني فأقرؤه منى السلام؛ فإني أشهدكم أني قد سلمت على من تابعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة قلت: فمن يدخلك قبرك يا رسول الله؟ قال: أهلي مع ملائكة كثير يرونكم من حيث لا ترونهم. اه: الروض الأنف. (1) حول دفنه صلى الله عليه وسلّم ليلة الأربعاء قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 236: قال ابن إسحاق: « ... ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلّم من وسط الليل ليلة الأربعاء، وعن عائشة- رضي الله عنها- جوف الليل ليلة الأربعاء» . اه: ابن هشام. وانظر: «الطبقات» للإمام ابن سعد 2/ 70- 71. (2) ما بين القوسين المعكوفين لم أستطع قراءته. «وفي صحيح مسلم، وابن سعد، والبيهقي: عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- قال في مرضه الذي توفي فيه: «ألحدوا لي لحدا، وانصبوا على اللبن نصبا، كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلّم» وروى البيهقي عن بعضهم، والواقدي: عن علي بن الحسين أنه صلى الله عليه وسلّم نصب عليه في اللحد تسع لبنات. اه: سبل الهدى والرشاد للصالحي. (3) حول رش الماء على قبره صلى الله عليه وسلّم قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 12/ 335: « ... روى ابن سعد والبيهقي: عن جابر- رضي الله عنهما- قال: رش على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم الماء-

أدخلوه قبره عليه السلام. قال ابن حجر: «وأصح ما روى في ذلك:» ، «على» ، «والعباس» ، «والفضل» ، و «قثم» «أخوه» ، وكان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلّم، على أصح الأقاويل «1» . قاله الحاكم. [عدد غزواته صلى الله عليه وسلّم] «2» (حدثنا علي بن إبراهيم، أنا محمد بن ماجه، أنا علي بن محمد الطنافسى، أنا وكيع، أنا أبي، وإسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سألت زيد بن أرقم، كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟!

_ - رشا. وكان الذي رش الماء على قبره «بلال بن رباح» ب «قربة» بدآ من قبل رأسه من شقه الأيمن ... ثم ضرب الماء إلى الجدار، ولم يقدر على أن يدور من الجدار اه» : سبل الهدى والرشاد. (1) قول الحاكم: ذكره الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 2/ 336، فقال: « ... وروى الحاكم، والبيهقي: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن الذين نزلوا قبره صلى الله عليه وسلّم: على والفضل، وقثم بن عباس، وشقران، وأوس بن خولي، وكانوا خمسة. اه: سبل الهدى والرشاد. (2) حديث «زيد بن أرقم» متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري-، كتاب «المغازي» ، باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلّم؟! 8/ 153 رقم: 4471. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الجهاد والسير» ، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلّم أرقام: 3381، 3382. قال ابن حجر في «فتح الباري» 7/ 280- 281: قوله: «تسع عشرة» كذا قال، ومراده الغزوات التي خرج النبي صلى الله عليه وسلّم فيها بنفسه سواء قاتل أو لم يقاتل؛ لكن روى «أبو يعلى» ، من طريق «أبي الزبير» : عن جابر؛ أن عدد الغزوات: إحدى وعشرون. وإسناده صحيح، وأصله في مسلم، فعلى هذا؛ فإن «زيد بن أرقم» ذكر ثنتين منهما ولعلهما: «الأبواء» ، و «بواط» ؛ وكأن ذلك خفى عليه لصغره، ويؤيد ما قلته: ما وقع عند مسلم بلفظ: «ما أول غزوة غزاها؟ قال: «ذات العشيرة» ، أو «العشيرة» اه: و «العشيرة» كما تقدم، هي الثالثة. وأما قول ابن التين: يحمل قول «زيد بن أرقم» على أن «العشيرة» أول ما عزا هو- أي: زيد ابن أرقم- والتقدير: فقلت: ما أول غزوة غزاها وأنت معه؟ قال: «العشيرة» فهو محتمل أيضا، ويكون قد خفى عليه ثنتان مما بعد ذلك، أو عد الغزوتين واحدة. اه: فتح الباري.

قال: تسع عشرة غزوة، وغزوت معه سبع «1» عشرة غزوة، وسبقني بغزوتين «2» ) .

_ (1) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «سبعة عشرة غزوة» بالتاء، ولعل هذا من أخطاء النسخ لأن التاء لا تلحق بالعدد إذا كان المعدود مؤنثا- غزوة-، وهذا الحكم في الأعداد من ثلاثة، إلى عشرة. قال ابن مالك: ثلاثة بالتاء قل للعشرة ... في عد ما آحاده مذكرة. اه: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 7/ 67. (2) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- ب «غزاتين» بدل ب «غزوتين» وكلاهما صحيح، يقال: غزا، يغزو: غزوا، ومغزى ... والواحدة: غزوة، وغزاة ... وعن ثعلب: الغزوة: المرة والغزاة: عمل سنة كاملة. اه: فتح الباري 7/ 279. وابن «فارس» - رحمه الله تعالى- ذكر ثلاثا وعشرين غزوة، وترك أربع غزوات هى: أ- «غزوة ذى العشيرة» ، أو «العشير» ، وتسمى «العسير» ، وهى أول غزواته صلى الله عليه وسلّم، وكانت في السنة الثانية من الهجرة. و «العشيرة» من بطن ينبع، أقام بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم جمادى الأول، وليال من جمادى الاخرة، ووادع فيها «بنى مدلج» وحلفاءهم من بنى «ضمرة» ، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا. اه: البداية والنهاية لابن كثير 3/ 246- 247. وانظر فتح الباري الغزوات. ب- «غزوة بنى سليم» ب «حران» ، وتسمى «غزوة الفرع» و «بحران» معدن بالحجاز، من ناحية «الفرع» . وكانت في السنة الثالثة من الهجرة. قال ابن إسحاق: فأقام بالمدينة ربيعا الأول كله، أو إلا قليلا منه، ثم غدا يريد قريشا. واستعمل على المدينة «ابن أم مكتوم» ... اه: البداية والنهاية لابن كثير 4/ 3. وانظر «فتح الباري» الغزوات. ج- «غزوة حمراء الأسد» كانت في اليوم التالى لغزوة «أحد» يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال. قال ابن إسحاق: وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم مرهبا للعدو؛ ليبلغهم أنه في طلبهم ليظنوا به قوة ... اه: البداية والنهاية لابن كثير 4/ 49. د- «غزوة مؤتة» وكانت في شهر جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة. اه: السيرة النبوية لابن هشام 4/ 70. وانظر «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 78. الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» أدخل بعض الغزوات في بعض انظر الغزوات.

وفي مسلم «1» : عن جابر «أنها كانت إحدى وعشرين غزوة» ، وقيل: خمسا وعشرين «2» . وزعم الحافظ «عبد الغني المقدسي «3» : أنه المشهور/ ونقل ابن مسعود أن عدد مغازية عليه السلام التي غزا فيها بنفسه سبعا وعشرين، واقتصر عليه غير واحد «4» . ووقع بين عسكره عليه السلام، وعسكر العدو القتال في تسع «5» منها، أشار إليها

_ (1) صحيح مسلم كتاب «الجهاد والسير» ، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلّم رقم: 3383. (2) قوله: «وقيل: خمسا وعشرين ليست في صحيح مسلم» - المصدر السابق-. (3) قول الحافظ «عبد الغني المقدسي» غزا النبي صلى الله عليه وسلّم بنفسه خمسا وعشرين ... إلخ ذكره في كتابين من كتبه هما: أ- «الدرة المضية في السيرة النبوية» ص 25. ب- «سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه العشرة» ص 32 الإمام/ عبد الغنى المقدسي «600 هـ» . طبع مؤسسة الكتب الثقافية. تحقيق/ هديان الضناوي. دار الجنان. (4) حول عدد غزواته صلى الله عليه وسلّم التى خرج فيها بنفسه: هل هى سبع وعشرون، أو ست وعشرون، أو خمس وعشرون، أو أربع وعشرون، أو اثنان وعشرون، أو إحدى وعشرون، أو تسع عشرة غزوة حول هذا الاختلاف يقول السهيلي في «الروض الأنف» 4/ 78: «ويمكن الجمع بين هذه الأقوال؛ بأن عددها دون سبع وعشرين نظرا إلى شدة قرب بعض الغزوات من غيره، فجمع بين غزوتين، وعدهما واحدة؛ فضم للإبواء «بواطا» لقربهما جدا؛ إذ الأبواء في «صفر» ، و «بواط» في ربيع الأول. وضم «حمراء الأسد» لأحد لكونها صبيحتها، و «قريظة» للخندق؛ لكونها ناشئة عنها وتلتها، ووادى القرى لخيبر، لوقوعها في رجوعه من «خيبر» قبل دخوله المدينة. وانظر «مقدمة الاستيعاب» لابن عبد البر 1/ 85. وانظر «المواهب اللدنية مع شرحها» 1/ 387- 388. (5) قتاله صلى الله عليه وسلّم في تسع غزوات هذا هو قول ابن إسحاق، وابن سعد، وابن حزم، وابن الأثير- رحمهم الله تعالى- قالوا: «قاتل النبي صلى الله عليه وسلّم في تسع غزوات: «بدر» ، و «أحد» ، و «الخندق» ، و «قريظة» ، و «المصطلق» - وهى المريسيع-، و «خيبر» ، و «الفتح» ، و «حنين» ، و «الطائف» ، ويقال: أيضا «بنى النضير» ، و «وادى القرى» ، و «الغابة» . وقال ابن عقبة: قاتل في ثمان، وأهمل عد قريظة؛ لأنه ضمها إلى الخندق؛ لكونها كانت في إثرها، وأفردها غيره لوقوعها منفردة بعد هزيمة الأحزاب، وكذا وقع لغيره عد «الطائف» و «حنينا» واحدة لكونها كانت في إثرها. روى مسلم: عن بريدة بن الحصيب- رضي الله عنه- قال: «قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلّم في ثمان غزوات» . قال النووي: لعل بريدة أسقط غزوة الفتح، ويكون مذهبه، أنها فتحت صالحا، كما-

بعضهم في بيتين فقال: يا طالعا على «بدر» وأحد» ... حيي لأخبار بني المصطلق فالفتح حنين قريظة ... [] «1» في خندق وجرح «2» صلى الله عليه وسلّم من غزواته في «أحد» فقط. قاتلت معه الملائكة منها في «بدر «3» » ، وكانوا يوم «حنين» عددا ومددا «4» ، ونزلوا يوم «الخندق» ، فزلزلوا المشركين وهزموهم.

_ - قال الشافعي وموافقوه. قلت: والتوجيه السابق أقعد. قال الحافظ أبو العباس الحرانى- رحمه الله تعالى- في الرد على «ابن المطهر» الرافضى: لا يفهم من قولهم: أنه صلى الله عليه وسلّم قاتل في كذا، وكذا أنه قاتل بنفسه، كما فهمه بعض الطلبة، ممن لا اطلاع له على أحواله صلى الله عليه وسلّم، ولا يعلم أنه قاتل بنفسه في غزوة إلا في «أحد» . قال: ولا يعلم أنه ضرب أحدا بيده إلا «أبي بن خلف» ضربه بحربة في يده انتهى. قلت: - أي: الصالحي- وعلى ما ذكره يكون المراد بقولهم: قاتل في كذا، وكذا أنه صلى الله عليه وسلّم وقع بينه، وبين عدوه في هذه الغزوات، قتال: قاتلت فيه جيوشه بحضرته صلى الله عليه وسلّم بخلاف بقية الغزوات؛ فإنه لم يقع فيها قتال أصلا ... اه: سبل الهدى والرشاد للصالحي 4/ 8- 9 بتصرف. (1) ما بين القوسين المعكوفين كلمات غير واضحة في صورة المخطوط لم أستطع قراءتها. (2) حول إصابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم في غزوة «أحد» انظر المصادر والمراجع الاتية: 1- «السيرة النبوية» لابن هشام 3/ 157. 2- «حلية الأولياء» للحافظ أبي نعيم 1/ 87. 3- «دلائل النبوة» للإمام البيهقي 3/ 363. 4- «سبل الهدى» للصالحي- ذكر ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلّم 4/ 196. (3) حول قتال الملائكة مع الرسول صلى الله عليه وسلّم في «بدر» انظر: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام- الملائكة تشهد وقعة بدر- 3/ 41. ب- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي- ذكر سيماء الملائكة يوم بدر- 4/ 43. (4) حول نزول الملائكة «يوم حنين» روى ابن أبي حاتم، عن السدي الكبير في قول الله تعالى: وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها قال: هم الملائكة وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا [سورة التوبة من الاية: 26] . قال: قتلهم بالسيف. وروى سعيد بن جبير، قال «في يوم حنين: أمد الله- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلّم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ... إلخ» اه: سبل الهدى والرشاد للصالحي 5/ 327.

[رفقاؤه صلى الله عليه وسلّم النجباء «1» ] (وأما رفقاؤه صلى الله عليه وسلّم النجباء) فهم أربعة عشر. روى الحافظ أبو عمر، أنه عليه السلام قال: «2» «لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء ووزراء، ورفقاء؛ وإني أعطيت أربعة عشر (ف) أولهم (علي بن أبي طالب رضي الله عنه) هو من أول السابقين للإسلام بعد «خديجة» رضي الله عنها. أمه «فاطمة بنت أسد الهاشمية» ، وهي أول هاشمية ولدت/ هاشميا، وهو أصغر «3» من السيد «جعفر» بعشر سنين، بويع له بالخلافة يوم قتل «عثمان» رضي الله عنه، وقتله «عبد الرحمن بن ملجم» ليلة الجمعة لثلاث عشرة، وقيل: إحدى عشرة ليلة خلت، وقيل: بقيت من رمضان سنة أربعين، ومبلغ سنه على ما قيل: سبع وخمسون، وقيل: ثمان وخمسون، وقيل: ثلاث وستون سنة. قال صلى الله عليه وسلّم: «علي بن أبي طالب، صاحب حوضي يوم القيامة «4» » .

_ (1) عن النجباء قال ابن الأثير في «النهاية» : جمع نجيب، وهو الفاضل ... وقد نجب ينجب نجابة إذا كان فاضلا نفيسا من نوعه، وفي الحديث «إن لكل نبي سبعة نجباء ... » اه: النهاية. (2) حديث «النجباء» أخرجه الإمام الترمذي في جامعه، والإمام أحمد في مسنده. فأخرجه الترمذي في كتابه «المناقب» حديث رقم: 3721 بلفظ: ... قال علي بن أبي طالب قال النبي صلى الله عليه وسلّم «إن كل نبي أعطى سبعة نجباء، أو نقباء، وأعطيت أنا أربعة عشر، قلنا: من هم؟ قال: أنا وابناى، وجعفر، وحمزة، وأبو بكر، وعمر، ومصعب بن عمير، وبلال، وسلمان، والمقداد، وحذيفة، وعمار، وعبد الله بن مسعود» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى هذا الحديث عن علي موقوفا. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده «مسند العشرة المبشرين بالجنة» انظر الحديث تحت أرقام: 629، 1143، 1198، 1209. (3) حول صغر «علي» عن «جعفر» - رضي الله عنهما- انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 197. (4) حديث «علي صاحب حوضي ... إلخ» . ذكره الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب «البعث» باب ما جاء في الشفاعة، 10/ 367 بلفظ: «عن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «علي بن أبي طالب صاحب ... » إلى قوله: «يوم القيامة» وجاء فيه: «فيه أكواب كعدد نجوم السماء، وسعة حوضى ما بين الجابية إلى صنعاء» وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ضعفاء، وثقوا. اه: مجمع الزوائد.

وقال عليه السلام: «أنا مدينة العلم، وعليّ بابها «1» » . وقال له عليه السلام: «ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي «2» » . وقال عليه السلام: «من كنت مولاه فعلي مولاه «3» » . وقال عليه

_ (1) حديث «أنا مدينة العلم ... إلخ» . أخرجه الترمذي في جامعه كتاب «المناقب» رقم: 3657 بلفظ: عن على- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أنا دار الحكمة وعلي بابها» . قال أبو عيسى: هذا حديث غريب منكر، وروى بعضهم هذا الحديث، عن شريك، ولم يذكروا فيه عن الصنابي، ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات، عن شريك. وفي الباب: عن ابن عباس. اه: جامع الترمذي. والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 126 بلفظ: عن ابن عباس، وجابر- رضي الله عنهما-. وقال الذهبي بعد تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس. قلت: بل موضوع، وأبو الصلت قال- أي: الحاكم- مأمون. قلت: لا والله لا ثقة، ولا مأمون. وقال الحاكم عن حديث «جابر» ، وله شاهد بإسناد صحيح. قلت: العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا، وأمثاله من البواطيل، وأحمد هذا- أحد رجال السند- دجال كذاب» اه: تلخيص المستدرك للذهبي بتصرف. (2) حديث «ترضى أن تكون ... إلخ» متفق عليه من رواية سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- في المواضع الاتية: أ- كتاب «المناقب» حديث رقم: 4330. كتاب «المغازي» حديث رقم: 4064. ب- أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب «فضائل الصحابة» الأحاديث تحت أرقام: 4419، 4420، 4421. وانظر: جامع الترمذي كتاب «المناقب» حديث رقم: 3658. وانظر: «سبل الهدى» للصالحي 11/ 20287. (3) حديث «من كنت مولاه ... إلخ» . أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب «المناقب» رقم: 3646 بلفظ: عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم- شك شعبة- عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال «من كنت ... الحديث» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وقد روى شعبة هذا الحديث، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلّم نحوه. وأبو سريحة، هو حذيفة بن أسيد الغفارى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم. والحديث أخرجه الحاكم في «المستدرك» 3/ 371 بلفظ: ... ثنا رفاعة بن إياس، عن أبيه، عن جده قال: كنا مع علي يوم الجمل، فبعث إلى أبي طلحة بن عبيد الله أن الفتى فأتاه-

السلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: «والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والاخرة» «1» . وعن ابن عباس «2» - رضي الله عنهما- قال: ل «علي» أربع خصال ليست لأحد غيره: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول صلى الله عليه وسلّم/ وهو الذي كان معه لواء في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم فر غيره، وهو الذي غسله، وأدخله قبره «3» » . وفضائله «4» رضي الله عنه أكثر من أن تستقصى، وقد أشار إلى بعضها بقوله: محمد النبي أخي وصهري ... وحمزة سيد الشهداء عمي وجعفر الذي يضحى ويمسي ... يطير مع الملائكة ابن أمي وبنت محمد سكني وعرسي ... منوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا «5» أحمد ولداي منها ... فأيكم له سهم كسهمي

_ - «طلحة» فقال: أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من كنت ... الحديث» . قال الذهبي في التلخيص: قلت: الحسن، هو العرينى ليس بثقة. (1) حديث: «والله لقد زوجتك ... إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده «مسند عمران بن حصين» 5/ 26 بلفظ: عن عمران بن حصين رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلّم عاد «فاطمة» وهى مريضة، فقال لها: «كيف بك يا بنية؟» قالت: إني وجعة، وإنه ليزيد في آمالي طعام آكله، فقال: يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت: يا أبتي فأين مريم ابنة عمران؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، وأما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والاخرة. اه: مسند أحمد. (2) حديث: «ابن عباس لعلي أربع خصال ... إلخ» أخرجه ابن عبد البر في «الاستيعاب» 3/ 197 رقم: 1875، قال «لعلي ... الحديث» . (3) حول غسل على بن أبي طالب، النبي صلى الله عليه وسلّم وإدخاله قبره انظر: ما ذكرناه سابقا في وفاة النبي صلى الله عليه وسلّم. وانظر «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 262. 263. (4) حول فضائل الإمام على- رضي الله عنه- انظر: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 197- 25 رقم: 1875. ب- «أسد الغابة» لابن الأثير 4/ 16- 40. ج- «الإصابة» لابن حجر 2/ 507- 510 رقم: 5688. د- «الخلافة الراشدة والدولة الأموية» من «فتح الباري» جمعا وتوثيقا- رسالة دكتوراه- للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى ص 461- 534. (5) «السبط» : ولد الولد. وقيل: أولاد البنات، ومنه الحديث «الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلّم» أي: طائفتان وقطعتان منه اه: النهاية.

سبقتكم إلى الإسلام طرا ... صغيرا ما بلغت أوان حلمي وأوجب طاعتي فرضا عليكم ... رسول الله يوم غدير خم «1»

_ - وانظر «لسان العرب» لابن منظور/ سبط. (1) «غدير خم» موضع بين مكة والمدينة نصب فيه عين هناك، وبينهما مسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلّم اه: النهاية. وحديث «غدير خم» . أخرجه الإمام ابن حبان في صحيحه 15/ 376 بلفظ: عن أبي الطفيل قال: قال على: أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم لما قام مقام الناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: «ألستم تعلمون إني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم» ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه، فإن هذا هذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فخرجت وفي نفسى من ذلك شيء فلقيت «زيد بن أرقم» فذكرت ذلك له؛ فقال: قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول ذلك كله. قال أبو نعيم: فقلت لفطر: كم بين هذا القول، وبين موته. قال: مائة يوم. قال أبو حاتم: يريد موت «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنه-. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 118 بلفظ: عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم- رضي الله عنه- قال: «لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم من حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن، فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؛ فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض، ثم قال: إن الله عز وجل- مولاي، وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه، فهذا وليه، اللهم وال ... » الحديث. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بطوله شاهده حديث «سلمة بن كهيل» ، عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما. وانظر الحديث بعده. والحديث ذكره السيوطي في «الجامع الصغير» مع شرحه «فيض القدير» 6/ 317- 318 رقم: (9000) ، وعزاه إلى أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه: عن البراء، وإلى أحمد في مسنده: عن بريدة، وإلى الترمذي في جامعه، والنسائي في سننه، وإلى الضياء المقدسي في المختارة: عن زيد بن أرقم رضي الله عنه. قال المناوي في «فيض القدير» قوله: «من كنت مولاه فعلى مولاه» أي: وليه وناصره ولاء الإسلام «ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا» وخصه بالذكر لمزيد علمه، ودقائق استنباطه وفهمه وحسن سيرته وصفاء سريرته، وكرم شيمته، ورسوخ قدمه. قيل سببه أن أسامة بن زيد قال لعلي: لست مولاي، إنما مولاي رسول الله؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلّم ذلك، ومن الغريب ما ذكره في لسان الميزان في ترجمة اسفنديار بن الموفق الواعظ: أنه كان يتشيع، وكان متواضعا عابدا زاهدا عن «ابن الجوزي» أنه حكى عن بعض العدول؛ أنه حضر مجلسه، فقال: لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «من كنت مولاه ... » إلخ: تغير وجه «أبي بكر» ، و «عمر» رضي الله عنهما، ونزلت: فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ... -

فويل ثم ويل ثم ويل لكل [ «1» ] (و) ثانيهم، وثالثهم (ابناه) : الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهما «2» .

_ - الاية «سورة الملك: الاية: 27» هكذا ذكره الحافظ ابن حجر في «اللسان» بنصه، ولم أذكره إلا للتعجب من هذا الضلال وأستغفر الله. قال الحافظ ابن حجر: حديث كثير الطرق جدا استوعبها «ابن عقدة» في كتاب مفرد منها: صحاح، ومنها حسان، وفي بعضها قال ذلك يوم غدير خم ... إلخ ولا حجة في ذلك كله على تفضيله على الشيخين، كما هو مقرر بمحله من فن الأصول ... قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح. وقال المصنف: حديث متواتر. اه: فيض القدير. وذكر السيوطي: أيضا في «الجامع الصغير» 6/ 218 حديث رقم: (9001) حديثا بلفظ: «من كنت وليه فعلي وليه» وعزاه إلى أحمد، والنسائي، والحاكم: عن «بريدة» ورمز له بالحسن. وحول الحديث انظر أيضا المراجع الاتية: أ- موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان للهيثمى 1/ 5440. ب- مسند الإمام أحمد 1/ 84، 88، 118، 119، 1520. ج- شرح النووى على صحيح مسلم للنووى 15/ 180. (1) ما بين الأقواس المعكوفة مطموس بالأصل لم أستطع الوصول إليه. والأبيات الشعرية كذلك لم أستطع الوصول إليها في المصادر والمراجع المتوافرة لدي. (2) حديث «الحسن والحسين ... إلخ» أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 3/ 35 رقم: 2598 بلفظ، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. قال المحقق: رواه أبو نعيم في الحلية 4/ 139، وقال: غريب من حديث الأعمش، عن إبراهيم تفرد به حكيم. قلت: قال أبو حاتم: متروك، وكذا في مجمع الزوائد 9/ 182. وللحديث روايات أخرى في «المعجم الكبير» 3/ 35- 39 عن: أ- علي- رضي الله عنه- تحت رقم: 26010. ب- الحارث- رضي الله عنه- تحت رقم: 2600. ج- أبو هريرة- رضي الله عنه- تحت رقم: 2605. د- حذيفة- رضي الله عنه- تحت رقم: 2606. هـ- زر بن حبيش- رضي الله عنه- تحت رقم: 2607. وأبو سعيد الخدري- رضي الله عنه- تحت أرقام: 2610، 2611، 2612، وانظر أيضا بقية الروايات. اه: المعجم الكبير للطبراني. وعن مناقب «الحسن» و «الحسين» على سبيل الاجتماع والانفراد انظر: «سبل الهدى» للصالحي 11/ 55- 81.

(و) رابعهم (حمزة) بن عبد المطلب رضي الله عنه، يكنى «1» أبا عمارة، وأبا يعلى، بابنيه عمارة ويعلى، أسلم رضي الله عنه في السنة الثانية «2» من/ المبعث، وقيل: في السادسة بعد دخول النبي صلى الله عليه وسلّم «دار الأرقم «3» » ، وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الرضاعة، أرضعتهما معا «ثوبية «4» » الأسلمية، عتيقة «أبي لهب» .

_ (1) عن كنية «حمزة» بأبي عمارة، وبأبي يعلى انظر: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام- إسلام حمزة- 2/ 34. ب- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 61. وقال القسطلاني والزرقاني في «المواهب وشرحها» 3/ 275- 276: «ويكنى أبا عمارة، وأبا يعلى، كنيتان له بابنيه: عمارة، ويعلى. و «أم عمارة» : خولة بنت قيس، من بنى مالك بن النجار. و «أم يعلى» أوسية من الأنصار. وله أيضا من الذكور: عامر، وروح. ومن الإناث أمامة. وقيل في اسمها: عمارة ... وابنة تسمى فاطمة ... إلخ» اه: المواهب اللدنية وشرحها. وقال الحافظ عبد الغني المقدسي في «الدرة المضية في السيرة النبوية» ص 30- فصل في أعمامه وعماته- ولم يكن له إلا ابنة. انظر: ما قاله الدكتور على حسين البواب محقق الكتاب في التعليق رقم: 1، ص 30. (2) حول إسلام «حمزة» - رضي الله عنه- في السنة الثانية من المبعث انظر: 1- «الاستيعاب» لابن عبد البر 1/ 423- 427 رقم: 559. 2- «الإصابة» لابن حجر 1/ 353- 354 رقم: 1826. (3) عن إسلامه في السنة السادسة ... قال بذلك « ... ابن سعد في الطبقات، والعتقى، وابن الجوزي وقيل: قبل إسلام عمر بثلاثة أيام قاله أبو نعيم وغيره ... كما جاء في «المواهب وشرحها» للقسطلاني والزرقاني» - المصدر السابق- اه: المواهب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 90. (4) عن إرضاع «ثوبية» انظر: أ- «صحيح البخاري» كتاب «النكاح» باب وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ [سورة النساء، من الاية: 23] . وانظر: «الجامع الصحيح المختصر» تحت الأجزاء والأرقام الاتية: 2/ 935 رقم: 93512. 5/ 1961 رقم: 4813. 5/ 1964 رقم: 4817. 5/ 1965 رقم: 4818.، 5/ 2054 رقم: 50570. ب- صحيح مسلم كتاب «الرضاع» ، باب تحريم الربيبة ... حديث رقم: 1449.

وقتله رضي الله عنه «وحشي بن حرب» مولى «جبير بن مطعم بن عدي» ب «أحد» على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وهو ابن تسع وخمسين سنة، ودفن هو وابن أخته «1» «عبد الله بن جحش «2» » في قبر واحد، ولم يعقب. قال صلى الله عليه وسلّم: «والذي نفسي بيده؛ إنه مكتوب عند الله- عز وجل- في السماء السابعة، حمزة بن عبد المطلب، أسد الله، وأسد رسوله «3» » .

_ - وانظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 1/ 423 رقم: 559. وانظر: «الإصابة» لابن حجر- القسم الأول- 1/ 353- 354 رقم: 1826. وقال الحافظ مغلطاي في «الإشارة» ص 64: «وأرضعته ثوبية عتيقة أبي لهب حين بشرته بولادته- عليه السلام-. وقال أبو أحمد: أعتقها بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلّم فأثابه الله على ذلك؛ بأن سقاه الله ليلة كل اثنين في مثل نقرة الإبهام بلبان ابنها «مسروح» . وتوفيت «ثوبية» - رضي الله عنها- سنة سبع من الهجرة. اه: الإشارة. (1) قوله: « ... وابن أخته» أى: أخت «حمزة» وهى «أميمة» بنت عبد المطلب «شقيقة عبد الله» والد الرسول صلى الله عليه وسلّم. اه: المواهب 2/ 52- غزوة أحد-. (2) وعن «عبد الله بن جحش» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 2/ 51: « ... المعروف بالمجدع في الله؛ لأنه سأل الله ذلك» . روى الطبراني، وأبو نعيم بسند جيد: عن سعد بن أبي وقاص: أن عبد الله بن جحش قال له يوم «أحد» ألا تأتى ندعو الله، فخلوا في ناحية، فدعا سعد فقال: «يا رب إذا لقيت العدو فبلغنى رجلا شديدا بأسه شديد حرده- بفتح المهملة والراء ودال مهملة- أى: غضبه- أقاتله فيك ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفر، حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمّن «عبد الله» . ثم قال- أي: عبد الله-: «اللهم ارزقنى رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك ويقاتلنى فيقتلنى، ثم يأخذنى فيجدع أنفي، وأذني؛ فإذا لقيتك، قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك؟! فأقول: فيك وفي رسولك، فيقول الله: صدقت. قال سعد: كانت دعوته خيرا من دعوتى؛ لقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه معلقان في خيط» . اه: المواهب. والحديث في مجمع الزوائد للهيثمى، كتاب «المناقب» - مناقب عبد الله بن جحش- 9/ 301، 302. وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. (3) حديث: «والذي نفسي بيده ... إلخ» . أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» - ترجمة حمزة- 3/ 149 رقم: 2952 بلفظ: ... عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن جده؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «والذى نفسى ... إنه لمكتوب ... » الحديث. اه: المعجم الكبير.

وقال عليه السلام: «خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة» » . (و) خامسهم (جعفر) بن أبي طالب «2» رضي الله عنه، من المهاجرين الأولين هاجر إلى الحبشة، وقدم منها على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فتح «خيبر» ، واعتنقه، وقال: «ما أدري بأيهما أنا أسر فرحا بقدوم «جعفر» أم بفتح «خيبر «3» » .

_ - والحديث ذكره الهيثمي بلفظه في مجمع الزوائد كتاب «المناقب» ، باب ما جاء في فضل حمزة، عم رسول الله صلى الله عليه وسلّم 9/ 267. وقال: رواه الطبراني، ويحيى، وأبوه لم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 90. (1) حديث «خير إخوتي ... إلخ» في «المواهب الدنية وشرحها» 3/ 276 بلفظ: «خير إخوتي ... » وعزاه إلى الديلمي، وإلى أبي القاسم بن عساكر بلفظ: «خير أعمامي ... » وإلى أبي نعيم، من حديث عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، عن أبيه. اه: المواهب. وانظر: «الجامع الكبير» للسيوطي- نسخة قوله- 1/ 517، 518. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 90. (2) حول «جعفر بن أبي طالب» - رضي الله عنه- «وهجرته إلى الحبشة، وتكلمه باسم المهاجرين ... إلخ» . قال ابن إسحاق «ثم خرج جعفر ... وتتابع المسلمون ... ثم أرسل النجاشي، إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه! قالوا: نقول: والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلّم كائنا في ذلك ما هو كائن، فلما جاؤا ... فكان الذي كلمه «جعفر بن أبي طالب» ... إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام 2/ 87- الحوار الذي دار بين النجاشي والمهاجرين-. (3) حديث «ما أدري بأيهما أسر ... إلخ» . ذكره ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 11/ 45 رقم: 5907 بلفظ: « ... ولقيام النبي صلى الله عليه وسلّم لما قدم جعفر من الحبشة، فقال: «ما أدري بأيهما ... أو بفتح خيبر» اه: فتح الباري. وحول قدوم جعفر أيضا انظر: أ- «فتح الباري» كتاب «المغازي» حديث رقم: 3905. ب- «البداية والنهاية» لابن كثير 4/ 306. ج- «دلائل النبوة» للبيهقي 4/ 205. د- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي- ذكر قدوم جعفر ومن معه من أرض الحبشة- 5/ 135- 136.

استشهد/ رضي الله عنه ب «مؤتة» في أرض الشام، وكانت سنة ثمان من الهجرة، وقاتل فيها حتى قطعت يداه معا «1» ، فأخبر عليه السلام أن الله- تعالى- أبدله منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في السماء «2» » . [ «و» ] * قال صلى الله عليه وسلّم: «سيد الشهداء جعفر «3» » .

_ (1) لم تقطع يداه معا كما ذكر المؤلف هنا؛ بل قطعت اليمنى أولا، ثم اليسرى، كما في حديث ابن عباس- رضي الله عنه- الذى رواه الطبراني- مجمع الزوائد المناقب. مناقب جعفر- 9/ 272 بلفظ: « ... ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذته باليسرى فقطعت، فعوضني الله عن يدي جناحين ... إلخ» . (2) حول حديث إخباره صلى الله عليه وسلّم أن الله تعالى أبدل جعفرا من يديه جناحين ... إلخ. أخرج الحاكم في المستدرك 3/ 42 رقم: 4348 حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه- قال: «لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قتل جعفر داخله من ذلك، فأتاه جبريل، فقال: إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة» قال الحاكم: هذا حديث له طرق، عن البراء، ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: كلها ضعيفة، عن البراء. وانظر: الحاكم في المستدرك تحت رقمي: 4937، 4945. وأخرج الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 362 رقم: 12020 الحديث بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب، دخل النبي صلى الله عليه وسلّم على «أسماء بنت عميس» ، فوضع «عبد الله» و «محمدا» ابني «جعفر» على فخذه، ثم قال: «إن جبريل أخبرني أن الله- عز وجل- استشهد «جعفرا» ، وأن له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة» . ثم قال: «اللهم اخلف جعفرا في ولده» . والحديث بلفظه: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب «المناقب» - مناقب جعفر- 9/ 373، وعزاه إلى الطبراني، وقال: فيه «عمر بن هارون» وهو ضعيف، وقد وثق اه: مجمع الزوائد. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 108. (*) ما بين القوسين المعكوفين [و] ساقط من الأصل- مستعذب الإخبار ... - وأثبتناه لارتباط المقام به. (3) حديث «سيد الشهداء ... إلخ» . ذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» 13/ 332 رقم: 36937، وعزاه، إلى «أبي بكر» وإلى «أبي القاسم الخرقي» . وانظر أيضا «كنز العمال» 11/ 661 رقم: 33190.

وقال له عليه السلام: «أشبهت خلقي وخلقي يا جعفر «1» » . وقال عليه السلام: «دخلت الجنة؛ فإذا جارية [* أدماء لعساء، فق] لت: «ما هذه يا جبريل» ؟. قال: إن الله عرف شهوة [* جعفر بن أبي طالب للأ] دم اللعس فخلق له هذه. والأدم: جمع أدماء من [* الأدمة ... ] الشديدة، واللعس جمع لعساء، وهي [الجارية إذا كان في لونها سواد*] وشربة من الحمرة، وعن أبي

_ (1) حديث «أشبهت خلقي ... إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه: في المواضع الاتية: أ- كتاب «الصلح» حديث رقم: 2501. ب- كتاب «المناقب» - مناقب جعفر-. ج- كتاب «المغازي» حديث رقم: 3920. وانظر: «جامع الترمذي» كتاب «المناقب» : عن البراء بن عازب رقم: 3698. وقال: هذا حديث حسن صحيح ... إلخ. اه: الترمذي. وانظر: مسند الإمام أحمد في «المسانيد» الاتية: 1- مسند «العشرة المبشرين بالجنة» تحت الأرقام الاتية: 731، 815، 887. 2- «مسند بني هاشم» رقم: 1936. 3- «مسند الكوفيين» تحت رقم: 18238. وانظر: «مسند علي بن أبي طالب» 1/ 98، 115. وانظر: مجمع الزوائد 9/ 272. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 1/ 106، 108. (*) ما بين الأقواس المعكوفة بياض بالأصل، وأثبتناه من المراجع الاتية: أ- «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير. ب- «لسان العرب» لابن منظور. والنقاط بعد الأدمة بياض بالأصل لم أستطع قراءته. و «الأدمة» و «الإدماء» : يقال: أدماء. وفي الحديث، أنه قال للمغيرة بن شعبة، وقد خطب امرأة «لو نظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما» قال الكسائي: «يؤدم بينكما. - يعني- أن تكون بينهما المحبة ... يقال: أدم الله بينهما يأدم أدما، أي: ألف ووفق ... إلخ. اه: لسان العرب. و «اللعس» كما في لسان العرب: سواد اللثة والشفة. وقيل: اللعس واللعسة: سواد يعلو شفة المرأة البيضاء. وقيل: هو سواد في حمرة.

[هريرة «1» ]- رضي الله عنه- قال: «ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أفضل من جعفر بن أبي طالب «2» » . (و) سادسهم (أبو بكر) الصديق- رضي الله عنه- القرشي التيمي «3» . واسمه «عبد الله بن أبي قحافة» . وأمه «أم الخير «4» » التيمية.

_ - قال ذو الرمة: لمياء في شفتيها حوة لعس ... وفي اللثات وفي أثيابها سنب. أبدل اللعس من الحوة. لعس لعسا؛ فهو ألعس، وجعل العجاج اللعسة في الجسد كله: وبشرا مع البياض ألعسا. فجعل البشر ألعس، وجعله مع البياض لما فيه من شربة الحمرة. قال ابن منظور: قال الجوهري: اللعس: لون الشفة إذا كانت تضرب إلى السواد قليلا؛ وذلك يستملح. يقال: شفة لسعاء، وفتية ونسوة لعس. اه: لسان العرب. (1) ما بين القوسين المعكوفين [هريرة] بياض بالأصل، وأثبتناه من: أ- جامع الترمذي «المناقب» حديث رقم: 3697. ب- «سبل الهدى والرشاد» 11/ 108. (2) الحديث أخرجه الترمذي في جامعه كتاب «المناقب» رقم: 3679 بلفظ: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: «ما احتذى النعال، ولا انتعل، ولا ركب ... الكور بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... إلخ» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. و «الكور» : الرحل. اه: جامع الترمذي. والحديث ذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» - ترجمة جعفر- 1/ 217. وعزاه محقق السير إلى: أحمد 3/ 413.، وإلى ابن سعد في «الطبقات» 4/ 1/ 28. وذكره الحافظ ابن حجر في «الإصابة» 2/ 86. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 209، وصححه، ووافقه الذهبي. اه: محقق سير أعلام النبلاء. (3) عن «أبي بكر» - رضي الله عنه- قال الحافظ مغلطاي في كتابه «الإشارة» ص 468: «كان اسمه في الجاهلية عبد الله بن كعب وفي الإسلام عبد الله الصديق؛ وسمي بذلك لتصديقه النبي صلى الله عليه وسلّم وقيل: إن الله- تعالى- صدقه» اه: الإشارة. (4) عن أمه «أم الخير» - رضي الله عنها-: أخرج الطبراني في «المعجم الكبير» 1/ 52 رقم: 2، عن الهيثم بن عدي قال: «أم الخير، أم أبي بكر- رضي الله عنها- يقال لها: -

/ وهو أول من أسلم من الرجال*، وكان يقال له «العتيق» لعتاقة وجهه «1» ، وقيل: لقوله عليه السلام: «من سره أن ينظر إلى عتيق من النار؛ فلينظر إلى هذا «2» » . بويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سقيفة «بني ساعدة» ثم بويع البيعة العامة من عند ذلك اليوم، ومكث بعدها في خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا

_ - أم الخير بنت صخر ... وهلك أبو بكر فورثه أبواه جميعا، وكانا قد أسلما، وماتت أم أبي بكر قبل أبيه» اه: المعجم الكبير. (*) حول كونه- رضي الله عنه- أول من أسلم قال ابن الجوزي في «تلقيح فهوم أهل الأثر» ص 104: «وروى شريح بن يونس، عن يوسف بن يعقوب بن أبي عبد، وصالح بن كيسان، وسعد بن إبراهيم، وعثمان بن محمد الأخنسي، وهم لا يشكون؛ أن أول القوم إسلاما «أبو بكر» اه: تلقيح فهوم أهل الأثر. وانظر: «أسد الغابة» ترجمة أبي بكر 3/ 205- 206. (1) حول قوله: يقال له العتيق: أخرج ابن أبي عاصم في كتابه «الاحاد والمثاني» الاتى: أ- 1/ 71: عن عبد الله بن الزبير قال: «كان اسم أبي بكر- رضي الله عنه- عبد الله بن عثمان؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أنت عتيق الله- تعالى- من النار فسمى عتيقا» . ب- 1/ 7 رقم: 5: عن الزهري، قال: اسم أبي بكر عتيق ... إلخ. ج- 1/ 70 رقم: ب 4 عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: اسم أبي بكر الذي سماه به أهله «عبد الله بن عثمان» ... ولكن غلب عليه اسم «عتيق» . وسمي عتيقا أيضا لجمال وجهه، أخرج ذلك الطبراني في «المعجم الكبير» 1/ 53 رقم: 7 عن الليث بن سعد قال: «إنما سمي أبو بكر عتيقا لجمال وجهه» . (2) حديث «من سره ... إلخ» . أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 64 رقم: 4404 بلفظ: عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من سره ... » الحديث إلى قوله: «فلينظر» وزاد بعده «إلى أبي بكر، وإن اسمه الذي سماه أهله لعبد الله بن عثمان بن عامر ... حيث ولد فغلب عليه اسم عتيق» . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: صالح- أحد رجال السند- ضعفوه، والسند مظلم. اه: المستدرك. والحديث أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 1/ 54 رقم: 10 بلفظ: عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- إن أبا بكر مر بالنبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «من أراد ... » الحديث، دون زيادة الحاكم. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 1/ 41: بعضه رواه الترمذي ... رواه أبو يعلى، وفيه «صالح بن موسى الطلحي» وهو ضعيف، ولم ينسبه الطبراني في الكبير. اه: مجمع الزوائد.

خمس ليال «1» . وتوفي بعد أن مرض خمسة عشر يوما، من اغتساله في يوم بارد، حمّ بسببه يوم الجمعة لسبع ليال بقيت من جمادى الاخرة سنة ثلاث عشرة «2» . قال صلى الله عليه وسلّم: «أبو بكر مني، وأنا منه، وأبو بكر أخى في الدنيا والاخرة «3» » .

_ (1) عن مدة بقاء «أبي بكر» في الخلافة ... قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 202: «فكانت خلافته- رضي الله عنه- سنتين وثلاثة أشهر، وعشر ليال» اه: الطبقات. وذكر الإمام الطبري في كتابه «التاريخ» 3/ 420 قول ابن سعد. وقال الحافظ مغلطاي في كتابه «الإشارة» ص 470: «ولي الخلافة سنتين ونصفا، وقيل: وأربعة أشهر إلا عشرة أيام ... » اه: الإشارة. ولمعرفة المزيد عن الخليفة «أبي بكر- رضي الله عنه- انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- «الطبقات» للإمام ابن سعد 3/ 202. ب- «الثقات» لابن حبان 1/ 456. ج- «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 976- 977. د- «الإصابة» لابن حجر 2/ 341- 345 رقم: 4817. هـ- «جوامع السيرة» لابن حزم ص 353. و «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 104- 106. ز- «الخلافة الراشدة ... » للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى- المبحث الخامس من الباب الأول- ص 197- 218. ح- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 260. (2) عن سبب وفاة «أبي بكر الصديق» - رضي الله عنه- قال ابن الجوزي في «تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير» ص 106: « ... أهديت لأبي بكر- رضي الله عنه- «خريزة» فأكل منها هو و «الحارث بن كلدة» فقال الحارث لأبي بكر: ارفع يدك يا رسول الله، والله إن فيها لسما؛ وأنا وأنت نموت في يوم واحد؛ فماتا عند انقضاء السنة. وقيل: كان بدء مرضه؛ أنه اغتسل في يوم بارد فحمّ خمسة عشر يوما، وتوفى ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء، لثمان ليال بقين من جمادى الاخرة ... » اه: تلقيح فهوم أهل الأثر. وحول الموضوع- ... اغتسل ... إلخ- انظر: الطبقات لابن سعد 3/ 202. وانظر: المصادر، والمراجع المذكورة في رقم: 5، أ، ب، ج، ... إلخ. وعن «الخريزة» التي أكل منها الصديق فمات بسببها كما في التلقيح. قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» «الخريز» - بالكسر- البطيخ- عربي صحيح، أو أصله فارسي. اه: القاموس. (3) هذا الأثر لم أعثر عليه في المصادر المتوافرة لدى.

وقال عليه السلام: «ما نفعني مال أحد ما نفعني مال أبي بكر «1» » وقال عليه السلام: «إن من أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله، أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا؛ ولكن إخوة الإسلام «2» » . وقال عليه السلام: «دعوا لي صاحبي؛ فإنكم قلتم لي: كذبت. وقال لي: صدقت «3» » . / وقد ذكره حسان بن ثابت

_ (1) حديث: «ما نفعني مال ... إلخ» . ذكره الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 11/ 255- الرابع- في تسميته بالصديق فقال: «روى عبد الله ابن الإمام أحمد، وابن مردوية، والديلمي: عن ابن عباس، والطبراني: عن أبي أمامة، والبخاري، والترمذي: عن أبي سعيد، والطبراني في الكبير: عن عبد الله بن عمرو، وابن السني في عمل اليوم والليلة: عن ابن العلاء، والترمذي، وقال: حسن غريب، وابن ماجه: عن أنس، والترمذي: وقال: حسن غريب عن أبي هريرة، وأبو نعيم: عن أبي هريرة، والطبراني في الكبير: عن كعب بن مرة وأبو نعيم في فضائل الصحابة: عن ابن مسعود، وابن عساكر: عن جابر، والإمام أحمد، والبخاري: عن ابن الزبير، والبخاري: عن ابن عباس، والشيرازي في الألقاب: عن سعد، ومسلم: عن ابن مسعود، والطبراني في الكبير: عن أبي واقد- رضي الله عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ما نفعني ... » الحديث. وفى لفظ: « ... وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر» ، وفي لفظ «لو كنت متخذا خليلا» ، وفي لفظ: «من أهل الأرض» ، وفي لفظ: «غير ربي لاتخذت أبا بكر» وفي لفظ: «ابن أبي قحافة» ، وفي لفظ: « ... ولكنه أخي وصاحبي، قد اتخذ الله صاحبكم خليلا» اه: سبل الهدى والرشاد. (2) أخرج البخاري في صحيحه- 177/ 177 رقم: 454: عن أبي سعيد الخدري قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلّم «إن الله خير عبدا بين الدنيا، وبين الاخرة، فاختار ما عند الله، فبكى «أبو بكر» - رضي الله عنه- فقلت في نفسي: ما يبكى هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا، قال: «يا أبا بكر: لا تبك إن من أمن الناس على في صحبته وماله «أبو بكر» ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر؛ ولكن أخوة الإسلام ومودته» . وانظر: في المصدر السابق في المواضع الاتية: 3/ 1337 رقم: 3454، 3/ 1417 رقم: 3691. وأخرجه من رواية «أبي سعيد الخدري» كل من: أ- الإمام الترمذي في «جامعه» 5/ 608، رقم: 3660. وقال: حديث حسن صحيح. ب- الإمام أحمد في «مسنده» 3/ 18 رقم: 1115. ج- الإمام ابن حبان في «صحيحه» 14/ 558 رقم: 6564. د- الإمام البيهقي في «السنن الكبرى» 5/ 35 رقم: 3. (3) انظر: التعليق السابق. وانظر: «مجمع الزوائد» للهيثمى 9/ 44. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 250.

في شعره، وصرح بأنه خير الصحابة، وأول من صدق النبي صلى الله عليه وسلّم وآمن به فقال: إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا خير البرية أتقاها وأعدلها ... بعد النبي وأوفاها بما حملا والثاني التالي المحمود مشهده ... وأول الناس منهم صدق الرسلا وكان حب رسول الله قد علموا ... من البرية لم يعدل به رجلا «1» وفضل أبي بكر رضي الله عنه أكثر من أن يحصى مع التطويل؛ فكيف مع الإيجاز الكلمى والتحميل «2» . (و) سابعهم (عمر) بن الخطاب رضي الله عنه «3» أمه «حنتمة بنت هاشم بن

_ (1) أبيات «حسان بن ثابت» - رضي الله عنه- ذكرها الإمام ابن الأثير في «أسد الغابة» 3/ 205، 206 فقال: « ... عن مجاهد، عن الشعبي، قال: سألت ابن عباس- رضي الله عنه- من أول من أسلم؟ قال: أبو بكر، أما سمعت قول «حسان بن ثابت» . إذا تذكرت ... الأبيات- إلى البيت الثالث. اه: أسد الغابة. (2) لمعرفة المزيد عن «أبي بكر» - رضي الله عنه- انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 91- 103. 2- «أسد الغابة» لابن الأثير 3/ 205. 3- «الإصابة» لابن حجر 2/ 341- 344. 4- «الخلافة الراشدة ... » للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى ص 127- 2180 طبع دار الهجرة طبعة/ 1. (3) «عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ... » أسلم في سنة ست من النبوة، وقيل: «سنة خمس ... أسلم بعد أربعين رجلا، وإحدى عشرة امرأة ... » اه: تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص 106، 107. حول عدد الذين أسلموا قبله خلاف انظر فيه «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر كتاب «المناقب» : مناقب عمر 7/ 40- 42. عن قصة إسلام عمر- رضي الله عنه- انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام 2/ 95- 98. ب- «الروض الأنف» للسهيلي- إسلام عمر- 2/ 98- 100. ج- «الخلافة الراشدة ... » - إسلام عمر- رضي الله عنه- للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى ص 220- 226.

المغيرة المخزومية «1» » . ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وأسلم رضي الله عنه ب «دار الأرقم» بعد رجال سبقوه، وهاجر؛ فهو من المهاجرين الأولين «2» ، وشهد بدرا ومشاهد النبي صلى الله عليه وسلّم كلها «3» . بويع له بالخلافة سنة ثلاث عشرة وقتل سنة ثلاث وعشرين من ذي الحجة، طعنه «أبو لؤلؤة فيروز» غلام المغيرة بن شعبة، وكان نصرانيا «4» فكانت خلافته عشر سنين، وستة أشهر «5» .

_ (1) عن أم عمر- رضي الله عنهما- قال ابن حجر في «فتح الباري» - مناقب عمر- 7/ 44: هي «حنتمة بنت هشام بن المغيرة» ابنة عم أبي جهل، والحارث بن هشام بن المغيرة. ووقع عند «ابن منده» : أنها «بنت هشام» أخت «أبي جهل» ، وهو تصحيف، نبه عليه «ابن عبد البر» وغيره ... اه: فتح الباري. وحولها انظر: المراجع الاتية: أ- «الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 469. ب- «المعجم الكبير» للطبراني 1/ 64 رقم: 49. ج- «الدرة المضية ... » للحافظ/ عبد الغني المقدسي ص 73. د- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 263. (2) عن هجرة «عمر بن الخطاب» و «عياش بن أبي ربيعة» انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 2/ 219- 220. (3) حول حضور «عمر بن الخطاب» - رضي الله عنه- المشاهد كلها انظر: 1- «السيرة النبوية» لابن هشام. 2- «تلقيح فهوم أهل الأثر ... » لابن الجوزي ص 107. (4) حول «أبي لؤلؤة فيروز ... » قال محمد بن حبيب في كتابه «المحبر» ص 12: « ... كان مجوسيا. والمجوس: هم من عبد النار، والنصراني بخلاف ذلك ... » اه: المحبر. وعلى قول ابن حبيب «كان مجوسيا» يكون ما ذكره المؤلف- أبو مدين. «وكان نصرانيا» قول مجانب للصواب. والله أعلم. وقال الحافظ مغلطاي في كتابه «الإشارة» ص 471: وقتله «أبو لؤلؤة ... » في صلاة الصبح يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة. وقال ابن قانع: غرة المحرم لتمام ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. اه: الإشارة. (5) حول مدة خلافته- رضي الله عنه- انظر: 1- «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 458- 4474. 2- «الإصابة» لابن حجر 2/ 518- 519 رقم: 5736.

وكان رضي الله/ عنه لا يخاف في الله لومة لائم، وهو الذي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع «1» ، وأرخ التاريخ من الهجرة «2» ، الذي تبعه الناس إلى اليوم، وهو أول من سمي، ب «أمير المؤمنين» «3» ، وهو أول من اتخذ الدرة، وكان نقش خاتمه «كفى بالموت واعظا يا عمر» «4» . قال صلى الله عليه وسلّم: «ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر، وما في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر «5» » .

_ - 3- «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 471. 4- «حاشية رقم: 2» من ص 471 لمحقق كتاب الإشارة. 5- «الخلافة الراشدة ... » - الفصل الثانى خلافة عمر- ص 219- 383. (1) قوله: « ... الذي نور ... » - المراد بذلك صلاة التراويح- عن ذلك قال قال الإمام ابن الجوزي في «تلقيح فهوم أهل الأثر ... » ص 107: «وأول من جمع الناس على قيام رمضان» اه: تلقيح فهوم أهل الأثر. (2) من أول قوله: «وأرّخ ... » إلى قوله: « ... اتخذ الدرة» ذكره ابن الجوزي في «تلقيح فهوم أهل الأثر ... » ص 107 فقال: « ... وهو أول خليفة دعي بأمير المؤمنين، وهو أول من كتب التاريخ للمسلمين، وأول من جمع القرآن في الصحف ... ، وأول من عزّ في علمه، وحمل الدرة، وأدّب بها، وفتح الفتوح ... إلخ» اه: تلقيح. وانظر «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 454- 455. (3) حول قوله: «أول من سمي بأمير المؤمنين» : ذكر الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 61 كتاب «المناقب» ، باب في تسميته بأمير المؤمنين. عن ابن شهاب قال: قال عمر بن عبد العزيز، لابن أبي حثمة: من أول من كتب من عند أمير المؤمنين؟! فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله، وكانت من المهاجرات الأول: أن لبيد بن ربيعة، وعدى بن حاتم قدما المدينة، فأتيا المسجد، فوجدا «عمرو بن العاص» فقالا: يا ابن العاص استأذن لنا أمير المؤمنين. فقال: أنتما والله أصبتما فهو الأمير، ونحن المؤمنون؛ فدخل «عمرو» على «عمر» - رضي الله عنهما- فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير، ونحن المؤمنون، فجرى الكتّاب من يومئذ. قال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. اه: مجمع الزوائد. وانظر: «الكامل» لابن الأثير 2/ 454؛ فقد ذكر فيه رأيا آخر في تسميته بأمير المؤمنين. (4) حول نقش خاتمه- رضي الله عنه- انظر ص 107 من كتاب «تلقيح فهوم أهل الأثر ... » للإمام ابن الجوزي. (5) أثر «إن الشيطان ... إلخ» أخرجه الإمام أحمد في «فضائل الصحابة» 1/ 335 رقم: 482 ضمن حديث بلفظ « ... قال ابن مسعود: إن إسلام عمر ... » إلى أن قال: «وإني لأحسب-

وقال عليه السلام: «لو نزل عذاب من السماء ما نجا منه إلا عمر «1» » . وقال عليه السلام: «إن الحق ينطق على لسان عمر «2» » . وقال عليه السلام: «لم تكن أمة إلا وفيها محدث*؛ فإن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر رضي الله عنه» «3» قيل: وما المحدث؟ قال الذي يرى الرأى، ويظن

_ - أن الشيطان يفرقه ... » اه: فضائل الصحابة للإمام أحمد. وذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» 2/ 74 بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إن الشيطان يفرق من عمر» رواه مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة. اه: سير أعلام النبلاء. (1) أثر «لو نزل عذاب من السماء ... إلخ» ذكره بلفظه الإمام ابن كثير في كتابه «تحفة الطالب» 1/ 468. وقال: هذا الحديث بهذا اللفظ لم أره في شئ من الكتب؛ وإنما في صحيح مسلم: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: لما أسروا الأسارى- يعنى- يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبي بكر، وعمر- رضي الله عنهما- «ما ترون في هؤلاء الأسارى» . اه: تحفة الطالب. لأنه أشار بقتلهم. (2) حديث «إن الحق ينطق ... إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده «مسند عبد الله بن عمر» 2/ 53 بلفظ: عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إن الله- تعالى- جعل الحق على لسان عمر وقلبه» . والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 66، كتاب «المناقب» ، باب إن الله جعل الحق على لسان عمر وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» ورجاله رجال الصحيح. وانظر أحاديث بقية الباب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 266- فضائل عمر- رضي الله عنه-. (*) عن قوله: «محدث» قال ابن حجر في «فتح الباري» كتاب «فضائل الصحابة» - مناقب عمر- 7/ 50 قال: «محدث» اختلف في تأويله، فقيل: ملهم، قاله الأكثر. والمحدث- بالفتح-: هو الرجل الصادق الظن، وهو من ألقى في روعه شئ من قبل الملأ الأعلى؛ فيكون كالذي حدثه غيره به، وبهذا جزم أبو أحمد العسكري. وقيل: من يجرى الصواب على لسانه من غير قصد. وقيل: مكلم: أي: تكلمه الملائكة بغير نبوة إلخ. اه: فتح الباري. (3) حديث: «لم تكن أمة إلا فيها محدث ... إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب «فضائل الصحابة» باب مناقب عمر- رضي الله عنه- 7/ 42 رقم: 3689 بلفظ: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون؛ فإن يكن في أمتى أحد فإنه عمر» . زاد زكريا بن أبي زائدة ... عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «لقد كان فيمن قبلكم من-

الظن؛ فيكون كما رأى، وكما ظن. ورأى عليه السلام «أنه أتي بلبن فشرب منه، ثم تناول فضله عمر، فأول ذلك بالعلم» «1» ورأى عليه السلام: «الناس يعرضون عليه، وعليهم قمص؛ فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها دون ذلك، وعرض عليه «عمر» رضي الله عنه وعليه قميص يجره، فأول عليه السلام ذلك بالدين «2» . وقال عليه السلام: «ينادي مناد/ يوم القيامة: أين الفاروق «3» ؟ فيؤتى به فيقول الله: مرحبا بك يا أبا حفص، هذا كتابك؛ إن شئت فاقرأه، وإن شئت فلا؛ فقد غفر لك «4» » . ويقول الإسلام: «يا رب هذا عمر أعزني في الحياة الدنيا؛ فأعزه في عرصات القيامة «5» » .

_ - بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء؛ فإن يكن في أمتى منهم أحد فعمر «قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: «من نبي ولا محدث» اه: فتح الباري. وانظر: صحيح البخاري مع الفتح كتاب الأنبياء، باب 54. وانظر: صحيح مسلم كتاب (فضائل الصحابة» باب 23. وانظر: «جامع الترمذي» كتاب «المناقب» 17. وانظر: «مسند الإمام أحمد» 6/ 55. (1) حديث « ... أتي بلبن ... إلخ» أخرجه الإمام البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب «فضائل الصحابة» باب مناقب عمر- رضي الله عنه- 7/ 41 رقم: 3681 بلفظ: عن الزهري قال: أخبرني حمزة، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «بينا أنا نائم شربت- يعنى اللبن- حتى أنظر إلى الرّى يجرى في ظفري- أو في أظفاري- ثم ناولت عمر، قالوا: ما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم. اه: صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري. وانظر: الحديث في: 1- «مسند الإمام أحمد» مسند عمر 2/ 82. 2- «مجمع الزوائد» 3/ 6 مناقب عمر- رضي الله عنه-. (2) حديث «بينا أنا نائم ... إلخ» في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «فضائل الصحابة» - مناقب عمر- رضي الله عنه- 7/ 43 رقم: 3691 بلفظ: عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علىّ ... الحديث» وانظر: مسند الإمام أحمد «مسند أبي سعيد الخدري» 3/ 6. (3) عن لقبه بالفاروق قال ابن حجر في «فتح الباري ... » 7/ 48 كتاب «فضائل الصحابة» : « ... وأما لقبه فهو الفاروق باتفاق. فقيل: أول من لقبه به النبي صلى الله عليه وسلّم ... وقيل: أهل الكتاب ... وقيل: جبريل ... » اه: فتح الباري. (4) أثر «ينادى مناد ... » لم أعثر عليه في المراجع المتوافرة لدى. (5) أثر «يا رب هذا عمر ... إلخ» لم أعثر عليه في المصادر المتوافرة لدى.

فعند ذلك يحمل على ناقة من نور ثم يكسى حلتين لو نشرت إحداهما لغطت الخلائق، ثم يسير بين يديه سبعون ألف لواء، ثم ينادى مناد «يا أهل الموقف: هذا عمر فاعرفوه «1» » . قال ابن مسعود رضي الله عنه: «كان إسلام عمر فتحا، وهجرته نصرا، وإمارته رحمة «2» » ، وقال عليه السلام: «لكل شيء جناح، وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر» - رضي الله عنهما- «3» وروى أن رجلا دخل على عمر فقال: «ما رأيت أحدا بعد النبي صلى الله عليه وسلّم خيرا منك» قال: هل رأيت أبا بكر. قال: لا. قال: لو قلت: نعم، لبالغت في عقوبتك» . (و) ثامنهم (أبو ذر) الغفاري رضي الله عنه وأصح ما قيل في اسمه «4» أنه «جندب «5» بن جنادة» ، أسلم بعد أربعة، وكان خامسا، ثم رجع إلى بلاده، فأقام بها

_ - و «العرصات» جمع عرصة، وهى المكان الذي لا بناء فيه انظر لسان العرب لابن منظور. (1) الحديث أخرجه الإمام الطبراني في «المعجم الكبير» 9/ 162 رقم: 8806 بلفظ: قال ابن مسعود: «إن إسلام عمر ... » إلى قوله: «كانت رحمة» وزاد: «والله ما استطعنا أن نصلى عند الكعبة ظاهرين؛ حتى أسلم عمر» اه: المعجم الكبير. والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 32، وعزاه إلى الطبراني في الكبير وقال: رجاله رجال الصحيح إلا أن «القاسم» ، لم يدرك جده «ابن مسعود» اه: مجمع. والحديث أخرجه الإمام أحمد في كتابه «فضائل الصحابة» 1/ 335 رقم: 482 بلفظه، إلى قوله: «حتى أسلم عمر» وزاد بعده: «وإنى لأحسب أن بين يدي عمر ملكين يسددانه؛ وإني لأحسب أن الشيطان يفرقه؛ فإذا ذكر الصالحون فحى هلا عمر» . اه: فضائل الصحابة للإمام أحمد. وانظر «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» مناقب عمر- رضي الله عنه- 7/ 48. (2) لم أستطع الوصول إليه. (3) لم أستطع الوصول إليه. (4) عن اسمه- رضي الله عنه- وما قيل فيه انظر: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 4/ 216- 218 رقم: 2974. ب- «أسد الغابة» لابن الأثير 5/ 186- 188. ج- «الإصابة» لابن حجر- أبو ذر- 4/ 62- 64 رقم: 384. (5) و «الجندب» قال عنه ابن دريد في «الاشتقاق» 1/ 211: « ... ذكر بعض النحويين أن النون فيه زائدة؛ لأن اشتقاقه من الجدب. والجدب: القفر من الأرض. والجندب: دويبة عريضة لها جناحان تسمع لها صريرا إذا-

حتى مضت «بدر» و «أحد» ، و «الخندق» ، ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلّم/ المدينة فصحبه إلى أن مات عليه السلام، وتوقي بالربذة سنة إحدى، أو اثنتين وثلاثين، وقيل: أربع وعشرين «1» روي أبو الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر «2» » . وفيه أيضا ورد الحديث «أبو ذر في أمتي على زهد عيسى ابن مريم» «3» . (و) تاسعهم (المقداد) بن عمرو بن ثعلبة البهراني «4» ، يكنى «أبا معبد» ، وقيل: «أبا الأسود» وهو الذي يقال له: «المقداد ابن الأسود» كان حليفا للأسود بن

_ - حميت الشمس ... وذكر الخليل بن أحمد أن كل اسم على هذا- ثانية نون أو همزة- فلك أن تقول فيه «فعلل» ، أو «فعلل» ... » اه: الاشتقاق. (1) عن وفاته قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 4/ 218: « ... توفى أبو ذر- رضي الله عنه- بالربذة سنة إحدى وثلاثين، وصلى عليه عبد الله بن مسعود» - رضي الله عنه-. وقيل: «توفى سنة أربع وعشرين والأول أصح- إن شاء الله تعالى-» اه: الاستيعاب. (2) حديث «ما أظلت ... إلخ» . أخرجه الترمذي في «جامعه» كتاب «المناقب» مناقب أبي ذر 5/ 628 رقم: 3081 بلفظ: عن أبي ذر قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما أظلت الخضراء ... » إلى قوله: «ولا أوفى من أبي ذر» . وزاد «شبه عيسى ابن مريم عليه السلام فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله: أفتعرف ذلك له؟ قال: نعم فاعرفوه له» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى بعضهم، هذا الحديث قال: «أبو ذر يمشى في الأرض بزهد عيسى ابن مريم- عليه السلام» - اه: جامع الترمذي. (3) حول «أبي ذر على زهد عيسى ... » انظر الحديث السابق الواقع تحت رقم: 4. وانظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر- ترجمة أبي ذر- 4/ 218. (4) ترجم له ابن الأثير في «أسد الغابة» 4/ 409 فقال: هو «المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك ... بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البهراني المعروف بالمقداد بن الأسود. وهذا الأسود الذي ينسب إليه، هو الأسود بن عبد يغوث الزهري؛ وإنما نسب إليه؛ لأن المقداد حالفه فتبناه الأسود فنسب إليه، ويقال له أيضا: المقداد الكندي؛ وإنما قيل له ذلك: لأنه أصاب دما في «بهراء» فهرب منهم إلى كندة فحالفهم، ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث ... إلخ» اه: أسد الغابة. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر ... » لابن الجوزي ص 127.

عبد يغوث بن وهب الزهرى: فنسب إليه، وهو من السابقين إلى الإسلام، شهد «بدرا» ، والمشاهد كلها، وكان رضي الله عنه من الفضلاء الأخيار، وتوفي ب «الجرف «1» » فحمل إلى المدينة، ودفن بها، وصلى عليه «عثمان بن عفان «2» » - رضي الله عنهما- سنة ثلاث وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، ولا عقب له إلا أن له بنتا اسمها «كريمة «3» » . (و) عاشرهم (سلمان) الفارسي مولاه صلى الله عليه وسلّم يكنى «أبا عبد الله» ، ويعرف ب «سلمان الخير «4» » سئل عن نسبه فقال: «أبي الإسلام» . وسئل عنه «علي» رضي الله عنه، فقال: / «علم العلم الأول والاخر، وهو بحر لا ينزف، وهو منا أهل البيت «5» » .

_ (1) عن وفاته ب «الجرف» انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 4/ 43. وقال ابن الأثير في «أسد الغابة» 4/ 411: «وكانت وفاته بالمدينة في خلافة «عثمان» - رضي الله عنه- بأرض له ب «الجرف» - بانفلاق بطنه- وحمل إلى المدينة ... إلخ» أسد الغابة. (2) عن صلاة «عثمان» عليه- رضي الله عنهما- انظر: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 4/ 43. ب- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 127. (3) في المصادر المتوافرة لدي لم أجد من ذكر له بنتا باسم كريمة، وفي القول تناقض بين قوله: «ولا عقب له» والله أعلم. (4) حول «سلمان الخير» و «سلمان الإسلام» قال ابن حجر في «الإصابة» - القسم الأول- 2/ 62 رقم: (3357) : « ... ويقال له: سلمان ابن الإسلام، وسلمان الخير، وقال ابن حبان: من زعم أن سلمان الخير آخر فقد أوهم» اه: الإصابة. (5) حديث «سلمان منا ... إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 598 بلفظ: عن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم خط عام حرب الأحزاب حتى بلغ «المذاحج» ؛ فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا، فاحتج المهاجرون «سلمان منا» . وقال الأنصار: «سلمان منا» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «سلمان منا أهل البيت» اه: المستدرك. قال الذهبي في «التلخيص» : قلت: سنده ضعيف. والحديث أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 6/ 212 رقم: 6040- ترجمة سلمان-. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 6/ 130، وقال: فيه «كثير بن عبد الله المزني» ضعفه الجمهور، وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات. اه: مجمع الزوائد.

كان- رضي الله عنه- خيرا فاضلا صابرا عالما زاهدا متقشفا. ذكر «هشام بن حسان «1» » ، عن الحسن «2» ، قال كان عطاء حسان خمسة آلاف، فكان إذا خرج عطاؤه تصدق به، ويأكل من عمل يده، وكانت له عباءة يفترش بعضها، ويلبس بعضها، وكان يعمل الخوص بيده فيعيش منه، ولا يقبل من أحد شيئا، ولم يكن له بيت؛ وإنما كان يستظل ب «الجدر» والشجر. توفي رضي الله عنه في آخر خلافة «عثمان» رضي الله عنه سنة خمس وثلاثين، على ما صدر به «أبو عمر» «3» . قال صلى الله عليه وسلّم: «من أراد أن ينظر إلى رجل نور الله قلبه؛ فلينظر إلى سلمان «4» » . وقال عليه السلام: «سلمان منا أهل آل البيت «5» » . وروي من حديث ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «أمرني ربي بحب أربعة: - وأخبرني أنه يحبهن» : «علي» ، و «أبو ذر» ، و «المقداد» ، و «سلمان» «6» .

_ (1) و «هشام ... » ترجم له ابن حجر في «التقريب» ص 572 رقم: 7289، فقال: هو «هشام بن حسان الأزدي القردوسي- بضم القاف والدال- أبو عبد الله البصري. ثقة من أثبت الناس في «ابن سيرين» وفي روايته، عن «الحسن» و «عطاء» مقال؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما من السادسة. مات سنة سبع- أو ثمان- وأربعين ومائة. أخرج له أصحاب الكتب الستة. اه: التقريب. (2) «الحسن» إذا أطلق فالمراد به الحسن البصري. (3) قول ابن عبد البر توفى في خلافة «عثمان» ... إلخ» ذكره في «الاستيعاب» 2/ 61 فقال: « ... توفي سلمان- رضي الله عنه- في آخر خلافة عثمان- رضي الله عنه- سنة خمس وثلاثين. وقد قيل: بل توفى سنة ست وثلاثين في أولها. وقد قيل: توفي في آخر خلافة عمر- رضي الله عنه- والأول أكثر. والله أعلم. (4) حول حديث «من أراد أن ينظر ... إلخ» انظر: 1- «الطبقات» لابن سعد 4/ 98. 2- «مختصر تاريخ دمشق» للشيخ عبد القادر بدران 6/ 200. (5) تقدم تخريج الحديث. (6) حديث: «أمرني ربي ... إلخ» . أخرجه الإمام الترمذي في جامعه كتاب «المناقب» رقم: 3652 بلفظ: عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن الله أمرني بحب أربعة؛ وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمّهم لنا قال: «علىّ» منهم- يقول ذلك ثلاثا- و «أبوذر» ، و «المقداد» ، و «سلمان» أمرنى ربى بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم» .

(و) حادي عشرهم (حذيفة) بن اليمان، يكنى: أبا عبد الله. واسم اليمان: «حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة/ بن عبس العبسي» حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار وأمه: امرأة من الأوس من بني عبد الأشهل اسمها «الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل» شهد هو، وأبوه، وأخوه «صفوان» «أحدا وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين، وهو يحسبه من المشركين «1» . وتوفي رضي الله عنه سنة ست وثلاثين بعد قتل «عثمان» رضي الله عنه في أول خلافة «علي» رضي الله عنه، على ما صدر به «أبو عمر» «2» . قال فيه صلى الله عليه وسلّم: «إنه من أصفياء الرحمن» . وكان رضي الله عنه معروفا في الصحابة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان عمر رضي الله عنه يسأله عن المنافقين «3» ، وينظر إليه عند موت من مات من المسلمين؛ فإن لم يشهد جنازته «حذيفة» رضي الله عنه لم يشهدها «عمر» رضي الله عنه وهو

_ - قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك. (1) عن قتل والد «حذيفة ... إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 3/ 168: قال ابن إسحاق: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «أحد» رفع «حسيل بن جابر» وهو اليمان أبو «حذيفة» وثابت بن وقش- رضي الله عنهما- في الاطام مع النساء، والصبيان، فقال: أحدهما لصاحبه، وهما شيخان كبيران: لا أبا لك ما ننتظر؟ فو الله لا بقى لواحد منا من عمره إلا ظمؤ حمار، إنما نحن هامة اليوم، أو غدا أفلا نأخذ أسيافنا ونلحق برسول الله صلى الله عليه وسلّم لعل الله يرزقنا شهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ فأخذا أسيافهما، ثم خرجا، حتى دخلا في الناس، ولم يعلم بهما. فأما «ثابت بن وقش» فقتله المشركون. وأما «حسيل ... » فاختلف عليه أسياف المسلمين فقتلوه، ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي. فقالوا: والله ما عرفناه. وصدقوا. فقال حذيفة: يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين. فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، فزاد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلّم خيرا» . اه: السيرة النبوية لابن هشام. (2) قول أبي عمر- ابن عبد البر-: «توفي بعد مقتل عثمان ... إلخ» ذكره في كتابه «الاستيعاب» - ترجمة حذيفة- 1/ 278. (3) سؤال «عمر» ل «حذيفة» - رضي الله عنهما- عن المنافقين ذكره ابن عبد البر- أبو عمر- في كتابه (الاستيعاب) 1/ 278.

الذي بعثه «1» رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الخندق ينظر إلى قريش، فجاء بخبر رحيلهم سئل رضي الله عنه أي: الفتن أشد؟ قال: «أن يعرض عليك الخير والشر، فلا تدري أيهما تركب «2» » ، وقال: «لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها «3» » .

_ (1) عن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم «حذيفة» «يوم الخندق ... إلخ» ذكره ابن هشام في «السيرة النبوية» - في غزوة الخندق- قال: قال ابن إسحاق: « ... فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما اختلف من أمرهم، وما فرق الله به من جماعتهم، دعا الله. أرأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصحبتموه؟! قال: نعم يا ابن أخي. قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد. قال: فقال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض، ولحملناه على أعناقنا. قال: فقال حذيفة: يا ابن أخي، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالخندق، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم هويا من الليل، ثم التفت إلينا، فقال: «من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع- يشرط رسول الله الرجعة- أسأل الله- تعالى- أن يكون رفيقي في الجنة؟» فما قام رجل من القوم من شدة الخوف، وشدة الجوع، وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني، فقال: «يا حذيفة اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون؟ ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا» . قال: فذهبت فدخلت في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا، ولا نارا ولا بناء، فقام أبو سفيان فقال: يا معشر قريش؛ إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون: ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا؛ فإني مرتحل. ثم قام إلى جمله، وهو معقول، فجلس عليه، ثم ضربه. فوثب به على ثلاث، فو الله ما أطلق عقاله إلا وهو قائم، ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إليّ أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني، ثم شئت لقتله بسهم. قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يصلى في مرط لبعض نسائه ... فلما رآني أدخلني إلى رجليه، وطرح علي طرف المرط، ثم ركع وسجد، وإني لفيه، فلما سلم أخبرته الخبر، وسمعت «غطفان» بما فعلت قريش، فانشمروا راجعين إلى بلادهم» . اه: السيرة النبوية لابن هشام. (2) أثر «حذيفة» - رضي الله عنه- «سئل، أي: الفتن ... » . ذكره ابن عبد البر في كتابه «الاستيعاب» ترجمة حذيفة 1/ 278. (3) حديث «لا تقوم الساعة ... إلخ» . أخرجه البزار في مسنده «مسند عبد الله بن مسعود» 4/ 265- 266 رؤقم: 1434 بلفظ: ... عن ابن عمر، عن ابن مسعود- رضي الله عنهما- قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لا تقوم الساعة ... » الحديث. قال البزار: وهذا حديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلّم إلا عبد الله بن مسعود، ولا نعلم له طريقا، عن عبد الله إلا هذا الطريق. و «حنش» هذا: اسمه «حسين بن قيس الرحبى» وقد روى عنه غير واحد «1/ 153/ 2» فقال: حسين بن قيس، «ولا نعلم أحدا، قال: حنش إلا التيمي» اه: مسند البزار. -

(و) ثاني عشرهم عبد/ الله (بن مسعود) بن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة، وأمه: أم عبد بنت عبد ود، من هذيل أيضا. وأمها: زهيرة «قيلة بنت الحارث بن زهرة» . أسلم- رضي الله عنه- في حين إسلام «سعيد بن زيد» ، ثم ضمه رسول الله صلى الله عليه وسلّم إليه؛ فكان يلج عليه نعليه، ويمشي أمامه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحابة بصاحب [وساده وسواكه «1» ] . شهد «بدرا» و «الحديبية» ، وهاجر الهجرتين، وصلى القبلتين، وشهد له- رضي الله عنه- بالجنة. توفي- رضي الله عنه- بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وصلى عليه «عثمان» - رضي الله عنه- وقيل: الزبير، ودفنه ليلا بإيصائه بذلك إليه، ولم يعلم عثمان- رضي الله عنه- بدفنه، فعاتب الزبير على ذلك، وكان يوم توفي ابن بضع وستين سنة قال صلى الله عليه وسلّم: «رضيت لأمتي ما رضي/ لها ابن أم عبد، وسخطت لأمتي ما سخط لها ابن أم عبد «2» » .

_ - وعزاه محقق مسند البزار إلى: ابن عدى في «الكامل» - ترجمة حسين بن قيس-، وإلى الطبراني في الكبير (10/ 8 رقم: 9771) ، وعزاه إلى الهيثمي في «كشف الأستار إلى زوائد البزار» كتاب «الفتن» باب أمارات الساعة 4: 150 رقم: 3416» اه: محقق المسند. والحديث ذكره بلفظه، الهيثمي في «مجمع الزوائد» كتاب «الفتن» ، باب ثان في أمارات الساعة 7/ 327 عن ابن مسعود، وقال: رواه البزار، والطبراني، وفيه قصة، وفيه «حسين بن قيس» ، وهو متروك» اه: مجمع الزوائد. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة حذيفة- 1/ 278. وانظر: (فتح الباري ... ) لابن حجر 13/ 84. وانظر: (مختصر مسند البزار) لابن حجر 2/ 184- 185. (1) ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، وأثبتناه من: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 3/ 112. ب- (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي ص 127. (2) حديث: «رضيت لأمتي ... إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 317- 319.

وقال عليه السلام: «اهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد «1» » . وقال عليه السلام: «رجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد «2» » .

_ - وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وله علة من حديث «سفيان الثوري» ؛ فأخبرنا محمد بن موسى عمران الفقيه، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا أبو وكيع، عن سفيان. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص، وقال: «مرسل على شرط البخاري ومسلم» اه: المستدرك بتصرف. (1) حديث «اهتدوا بهدي عمار ... إلخ» جزء من حديث ذكره الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) 2/ 231- 236 رقم: 1233، وقال: روي من حديث «عبد الله بن مسعود» ، و «حذيفة بن اليمان» ، و «أنس بن مالك» ، وعبد الله بن عمر» . (2) حديث «رجل عبد الله ... إلخ» . عزاه السيوطي في «الجامع الكبير» قسم المسانيد 2/ 28- مسند علي- رضي الله عنه- إلى: ابن أبي شيبة في «المصنف» ، وأحمد في «المسند» ، وأبي يعلى، وابن جرير، وصححه، و «الطبراني في الكبير» ، والضياء المقدسي في «المختارة» : عن علي. فأخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 420- 421 بلفظ: عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أن كان يجتني سواكا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «مم تضحكون؟!» قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه. فقال: «والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد» . وانظر «مسند أحمد» 1/ 421، 5/ 366. والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» كتاب «المناقب» باب ما جاء في ابن مسعود 9/ 289 بلفظ: عن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا ... الحديث. قال الهيثمي: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزاز، والطبراني من طرق وفي بعضها «لساقا ابن مسعود يوم القيامة أشد، وأعظم من أحد» ، وفي بعضها «بينا هو يمشي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذ همزه أصحابه» وأمثل طرقها فيه «عاصم بن أبي النجود» ، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد، وأبي يعلى رجال الصحيح. وذكر الهيثمي حديث «فروة بن إياس» في نفس المرجع- 9/ 289- بلفظ: أن مسعود رقى شجرة يجتنى منها سواكا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم من دقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لهما أثقل في الميزان من أحد» وقال: رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 3/ 1/ 110. وانظر: بقية الأحاديث في مجمع الزوائد 9/ 289. وانظر: كتاب «الاحاد والمثاني» لابن أبي عاصم 1/ 187 رقم: 239: عن علي بن أبي طالب. -

(و) ثالث عشرهم (عمار بن ياسر) بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن حصين العنسي المذحجي، يكنى: أبا اليقظان، حليف لبني مخزوم «1» ، وكان عمار، وأمه «سمية» «2» ممن عذب في الله «3» ، ثم أعطاهم «عمار «4» » ما أرادوا بلسانه، واطمأن بالإيمان قلبه فنزلت فيه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ «5» . وهاجر إلى أرض الحبشة «6» ، وصلى القبلتين، وشهد «بدرا» ، والمشاهد كلها، وأبلى ب «بدر» بلاء

_ - وانظر: كتاب «الأدب المفرد» للبخاري 2/ 92 رقم: 237: عن علي. وانظر: «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي 1/ 148. (1) حول اسم عمار وكنيته، ومحالفته، وسبقه ... وهجرته ... انظر: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 476- 481. ب- «الإصابة» لابن حجر 2/ 512- 513 رقم: 5704. ج- «السيرة النبوية» لابن هشام 1/ 264. د- «الروض الأنف» للسهيلي 2/ 78. (2) عن «سمية ... » قال السهيلي في «الروض الأنف» 2/ 78: «سمية بنت خياطة» أم ياسر كانت مولاة لأبي حذيفة بن المغيرة، واسمه: «مهشم» ، وهو عم «أبي جهل» ... إلخ اه: الروض. (3) عن تعذيب آل ياسر قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 2/ 68: قال ابن إسحاق «وكانت بنو مخزوم يخرجون عمار بن ياسر، وأباه، وأمه، وكانوا- أهل بيت إسلام- إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة؛ فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيقول فيما بلغني: صبرا آل ياسر، موعدكم الجنة» . «فأما أمه فقتلوها، وهي تأبي إلا الإسلام ... » اه: السيرة النبوية. (4) حول قوله: «وأعطاهم عمار ... إلخ» . قال السهيلي في «الروض الأنف» 2/ 77: فصل ذكر تعذيب من أسلم، وطرحهم في الرمضاء، وكانوا يلبسونهم أدراع الحديد، حتى أعطوهم بألسنتهم ما سألوا من كلمة الكفر إلا «بلالا» - رضي الله عنه- وأنزل الله فيهم إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ الاية، ونزل في عمار، وأبيه: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً [سورة آل عمران، من الاية: 28] . ولما كان الإيمان أصله في القلب رخص للمؤمن أن يقول بلسانه إذا خاف على نفسه، حتى يأمن. قال ابن مسعود: «ما من كلمة تدفع على سوطين إلا قلتها ... » اه: الروض الأنف. وانظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 228. (5) سورة النحل، من الاية: 106. (6) حول هجرة «عمار إلى الحبشة ... إلخ» . قال الإمام السهيلي في «الروض الأنف» 2/ 80: «وشك ابن إسحاق في «عمار بن ياسر» هل هاجر إلى أرض الحبشة أم لا؟! والأصح عند أهل السير كالواقدي، وابن عقبة، وغيرهما: أنه لم يكن فيهم اه: الروض الأنف.

حسنا، وشهد اليمامة «1» وأبلي فيها أيضا، وقطعت أذنه يومئذ، ومات رضي الله عنه ب «صفين» . وكانت «صفين «2» » في ربيع الاخر سنة سبع وثلاثين «3» ، ودفنه «علي» - رضي الله عنهما- في ثيابه، ولم يغسله، وكانت سن عمار رضي الله عنه يوم قتل فيها تزيد على تسعين سنة، قال صلى الله عليه وسلّم: «من أبغض عمارا أبغضه الله «4» » . وقال عليه السلام: «اشتاقت الجنة إلى: علي، وعمار، وسلمان، وبلال «5» » .

_ (1) حول قوله: «وشهد عمار اليمامة ... إلخ» انظر: «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير 2/ 218- 224. (2) حول قوله: «وكانت صفين ... إلخ» انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 231 ترجمة عمار. (3) حول «وفاته بصفين ... إلخ» انظر: «الخلافة الراشدة ... » للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى ص 526. (4) حديث «من أبغض ... إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده «مسند الشاميين» رقم: 16211 بلفظ: عن خالد بن الوليد، قال: كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام فأغلطت له في القول، فانطلق عمار يشكوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجاء خالد، وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، قال: فجعل يغلظ له، ولا يزيد إلا غلظة، والنبي صلى الله عليه وسلّم ساكت لا يتكلم، فبكى عمار، وقال رسول الله: «ألا تراه» . فرفع النبي صلى الله عليه وسلّم رأسه، قال: «من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض ... » الحديث. قال خالد: «فخرجت فما كان شيء أحب إلى من رضا عمار؛ فلقيته فرضى» اه: المسند. وعزاه الإمام السيوطي في «الجامع الكبير» 1/ 800 إلى «النسائي، وابن حبان، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك، والضياء المقدسي في «المختارة» : عن خالد بن الوليد. وحول الحديث انظر أيضا: أ- «تفسير الطبري» 5/ 94. ب- «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» للسيوطي 5/ 176. (5) حديث «اشتاقت الجنة ... إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» في كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 173 بلفظ: عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «اشتاقت الجنة إلى ثلاثة ... » الحديث. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في «التلخيص» . والحاكم لم يذكر «بلالا» في حديثه. وعزاه السيوطي في «الجامع الكبير» 1/ 110 إلى ابن عساكر في «تاريخ دمشق» . وانظر «حلية الأولياء» للإمام أبي نعيم 1/ 190.

ومن حديث «علي بن أبي طالب/ قال: «جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلّم يوما، فعرف صوته، فقال: «مرحبا بالطيب المطيب ائذنوا له «1» » . (و) رابع عشرهم (بلال) بن رباح، يكنى: أبا عبد الله. وأمه «حمامة» وهو مولى «أبي بكر الصديق» - رضي الله عنه- اشتراه بخمس أوق. وقيل: بسبع. وقيل: بتسع، ثم أعتقه، وكان له خازنا، ولرسول الله صلى الله عليه وسلّم مؤذنا، شهد «بدرا» و «أحدا» وسائر المشاهد «2» ، ومات ب «دمشق» ، ودفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة عشرين، وهو ابن ثلاث وستين، على ما صدر به «أبو عمر «3» » . روى ابن وهب، وابن القاسم: عن مالك- رحمه الله تعالى- قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لبلال: «يا بلال إني دخلت الجنة فسمعت فيها خشفا» [أمامي*] . قال: والخشف: الوطء والحس- فقلت: من هذا؟ «قيل: بلال «4» » . وكان بلال- رضي الله عنه- إذا ذكر ذلك بكى، وقال- عليه السلام-: «أول من يقرع باب الجنة بلال» . فهؤلاء رفقاؤه صلى الله عليه وسلّم ورضي الله عنهم، واحشرنا في زمرتهم آمين.

_ (1) حديث: «مرحبا بالطيب ... إلخ» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: سنن ابن ماجة «المقدمة» رقم: 143، 144. وانظر: مسند الإمام أحمد «مسند العشرة المبشرين بالجنة» تحت أرقام: 740، 982، 1026. وانظر: «المستدرك» للحاكم كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 388. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في «التلخيص» . (2) من قوله: «وهو مولى أبي بكر» إلى قوله: وسائر المشاهد مقتبس من «الاستيعاب» لابن عبد البر 1/ 258- 259 رقم: 214- ترجمة بلال-. (3) قوله: « ... على ما صدر به ... الخ» انظره: في «الاستيعاب» المصدر السابق. (*) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل، وأثبتناه من «الاستيعاب» لابن عبد البر المصدر السابق. (4) رواية «ابن وهب وابن القاسم ... إلخ» ذكرها ابن عبد البر في «الاستيعاب» - ترجمة بلال- 1/ 259- 260 رقم: 214.

[من كان يضرب أعناق الكفار «1» بين يديه] (ومن كان يضرب أعناق/ الكفار بين يديه صلى الله عليه وسلّم علي) بن أبي طالب- رضي الله عنه- (والزبير «2» ) بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي يكنى: أبا عبد الله. أمه: «صفية بنت عبد المطلب» عمة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من سل سيفا في سبيل الله «3» ، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «الزبير «4» ابن

_ (1) في بعض نسخ «أوجز السير» - اصل كتابنا- «المشركين» بدل «الكفار» . (2) عن الزبير بن العوام انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 389 رقم: 811- الزبير بن العوام-. ب- «أسد الغابة ... » لابن الأثير 2/ 196- 199. ج- «الإصابة» لابن حجر- القسم الأول- 1/ 545- 546 رقم: 2789. د- «تلقيح فهوم أهل الأثر ... » لابن الجوزي ص 114- 115. (3) حول قوله: « ... وأول من سل سيفا ... إلخ» انظر: المراجع الاتية: 1- «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 90. 2- «تلقيح فهوم أهل الأثر ... » لابن الجوزي ص 115. 3- «مجمع الزوائد» للإمام الهيثمي، كتاب «المناقب» - مناقب الزبير- 9/ 150. (4) حديث «الزبير ابن عمتي ... إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 9 رقم: 681، 1/ 89 رقم: 608. وانظر: «مسند جابر» 3/ 31. والحديث أخرجه الحاكم في (المستدرك) 3/ 414 رقم: 5578 بلفظ: عن مسلم بن نذير قال: كنا عند على- رضي الله عنه- فجاء ابن جرموز يستأذن عليّا، فقال على: أتقتل ابن صفية تفخّرا؟! ائذنوا له وبشروه بالنار، سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يقول: «لكل نبي حواري؛ وابن الزبير حواري وابن عمتي» . وانظر: (فضائل الصحابة) للإمام أحمد 2/ 737 رقم: 1273. وحول الحديث انظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- (مصنف ابن أبي شيبة) 5/ 344، 12/ 92. ب- (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي 8/ 95. ج- (سلسلة الأحاديث الصحيحة) للشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- 4/ 498 رقم: 1877.

عمتي وحواري من أمتي «1» » . قتله «عمرو بن جرموز* السعدي «2» «بموضع يعرف بوادي السباع، وجاء بسيفه إلى «علي» فقال له علي: «بشر قاتل ابن صفية بالنار «3» » ؛ وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين. «ومحمد بن مسلمة**» بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن

_ (1) عن معنى الحواري قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 2/ 91: «الصاحب المستخلص) . (*) «جرموز» - بضم الجيم، والميم بينهما راء ساكنة، وآخره زاى- فتح الباري 7/ 82. (2) حديث قتل «ابن جرموز ... «للزبير» أخرجه الحاكم في (المستدرك) 3/ 406 رقم: 5546 بلفظ: ... ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري. قال: توجه «الزبير» إلى المدينة، فتبعه «عمرو بن جرموز» ، وهو متوجه نحو المدينة؛ فقتله غيلة بوادي السباع، فبرأ الله من ذمة عليا وأصحابه وإنما قتله عمرو بن جرموز في رجب سنة ست وثلاثين ... إلخ» . قال الحاكم: «هذه الأحاديث صحيحة عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب، وإن لم يخرجاه بهذه الأسانيد» اه: المستدرك. وانظر: (المستدرك) 3/ 411 أيضا تحت أرقام: 5567، 5568، 5572، 5578، 5582. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 1/ 123 رقم: 245. وانظر: (فتح الباري) لابن حجر 7/ 82 حديث رقم: 3516. وانظر: (فضائل الصحابة) للإمام أحمد 2/ 737، 744، تحت أرقام: 1272، 1273، 1291. وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 2/ 193: « ... فاتبعه ابن جرموز- عبد الله، ويقال: عمير بن جرموز السعدي- قتله بموضع يعرف بوادي ... إلخ» اه: الاستيعاب. (3) حول حديث «بشر قاتل ابن صفية ... إلخ» . انظر: ما ذكرناه من المصادر والمراجع في التعليق رقم: (6) . وانظر أيضا: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 2/ 93. ب- (تفسير القرطبي) 16/ 321. ج- (البداية والنهاية) لابن كثير 7/ 250. (**) انظر: ما ذكرناه سابقا فيمن سموه «محمدا» في الجاهلية. قال ابن حجر في (الإصابة) 3/ 383 رقم: 7806 « ... ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقدى، وهو ممن سمى في الجاهلية محمد ... » اه: الإصابة.

الحارث بن الخزرج [بن عمرو «1» ] بن مالك بن الأوس. شهد [بدرا «2» ] والمشاهد كلها*، ومات بالمدينة** سنة ثلاث وأربعين «3» » وصلى عليه «مروان «4» » وهو يومئذ أمير على المدينة، وهو أحد الذين قتلوا «كعب بن الأشرف» ، وهو أيضا أحد الذين قعدوا عن الفتنة هو و «أسامة بن زيد» ، و «سعد بن أبي وقاص» ، و «عبد الله/ بن عمر- رضي الله عنهم «5» -» و «عاصم» بن ثابت «ابن أبي الأقلح» بن قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد الأنصاري الأوسي، يكنى أبا سليمان «6» .

_ (1) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل، وأثبتناه من: الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 333- ترجمة محمد بن مسلمة-. (2) شهود لغزوة «بدر» قول ابن عبد البر كما في (الاستيعاب) 3/ 333. (*) شهوده- رضي الله عنه- (المشاهد كلها) لم يسلم به بعض الأئمة كالإمام ابن عبد البر وغيره حيث قال في (الاستيعاب) : « ... واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلّم على المدينة في بعض غزواته وقيل: استخلفه في غزوة «قرقرة الكدر» . وقيل: إنه استحلفه عام تبوك» . وقال ابن حجر في (الإصابة) 3/ 383: « ... إلا غزوة تبوك؛ فإنه تخلف بإذن النبي صلى الله عليه وسلّم أن يقيم بالمدينة، وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشراف، كما ذكر المؤلف ... » اه: الإصابة بتصرف. (**) وفاته بالمدينة هو قول الإمام ابن عبد البر كما في (الاستيعاب) 3/ 333 حيث قال: « ... ومات بالمدينة ولم يستوطن غيرها» اه: الاستيعاب. (3) وفاته- رضي الله عنه- سنة ثلاث وأربعين ذكره ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 335، وذكره أيضا غيره فقال: وقيل: سنة ست وأربعين. وقيل: سنة سبع وأربعين، وهو ابن سبع وسبعين ... إلخ» اه: الاستيعاب. (4) حول «صلاة مروان بن الحكم عليه ... إلخ» انظر: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 3/ 335. (5) حول قتله بن كعب بن الأشراف «وقعوده عن الفتنة ... إلخ» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 335: « ... وهو أحد الذين قتلوا «كعب ... » ... واعتزل الفتنة، واتخذ سيفا من خشب ... إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر في 3/ 383- 384: وحيث قال: « ... وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشرف، وإلى ابن أبي الحقيق ... وكان ممن اعتزل الفتنة ... » اه: الإصابة. (6) و «عاصم ... » ترجم له ابن حجر في (الإصابة) 2/ 244- 245 رقم: 4347 فقال: هو: عاصم بن ثابت ... ، جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه من السابقين الأولين من الأنصار له قصة في سرية من سرايا رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ستأتي- إن شاء الله تعالى- ... ولذلك كان-

شهد «بدرا» وقتل يوم الرجيع «1» . وكانت قريش بعثت رسلا لأخذ [رأسه ليبيعوه «2» ] ؛ لأنه قتل عظيما من عظمائهم يوم «بدر» ، وهو «عقبة بن أبي معيط» ، فبعث الله مثل المظلة من «الدبر» - وهم: ذكور النحل- فحمته من رسلهم «3» ، «والمقداد» بن عمرو، وقد تقدم «4» - رضي الله عنهم-. [حراسه صلى الله عليه وسلّم] (وحرس رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم بدر حين نام في العريش سعد بن معاذ «5» ) بن النعمان

_ - يسمى حمى الدبر، وفى هذه القصة يقول حسان: لعمرى لقد ساءت هذيل بن مدرك ... أحاديث كانت في خبيب وعاصم أحاديث لحيان صلوا بقبحها ... ولحيان ركابون شر الجرائم. (1) يوم «الرجيع» تقدم الحديث عنه فيما سبق. وانظر حول أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 224- 230. ب- (الروض الأنف) للسهيلي- مقتل خبيب وأصحابه- 3/ 233، 240. (2) ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، وأثبتناه من: السيرة النبوية لابن هشام 3/ 225. (3) حديث: « ... فبعث الله مثل ... إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه: الجامع المختصر- وغيره، 3/ 1108 حديث رقم: 2880 عمرة بن أبي سفيان، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: بعث رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- سرية، وأمر عليهم عاصم ... الحديث بطولة في قصة «خبيب بن عدى» ... ، وفيه: « ... أن عاصما قال: لا أنزل في ذمة مشرك، وكان قد عاهد الله أن لا يمس مشركا، ولا يمسه مشرك؛ فأرسلت قريش ليأتوا بشيء من جسده، وكان قتل عظيما- عقبة كما في أصل كتابنا- من عظمائهم يوم «بدر» ، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته منهم؛ ولذلك كان يقال: حمى الدبر ... » اه: الجامع المختصر بتصرف. وانظر: (الجامع المختصر) أيضا: 4/ 1465 حديث رقم: 3767، 4/ 6858 حديث رقم: 2858. وانظر: (المستدرك) للحاكم 3/ 245 رقم: 4679. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 4/ 221 رقم: 4191، 5/ 259 رقم: 5284. وانظر: (السنن الكبرى) للبيهقي 5/ 261 رقم: 8839. (4) انظر (رفقاؤه النجباء) . (5) عن حراسة «سعد بن معاذ» انظر: أ- (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي. ب- (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمامين القسطلاني، والزرقاني 3/ 303، 304.

ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي. يكنى: أبا عمرو. وأمه: «كبشة بنت رافع «1» » لها صحبة. أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية على يدي «مصعب بن عمير» . وشهد «بدرا» و «أحدا» و «الخندق» ، ورمي يوم «الخندق» بسهم في أكحله «2» فعاش شهرا، ثم انتفض جرحه؛ فمات منه سنة خمس من الهجرة بعد قريظة بليال، وهو ابن سبع وثلاثين سنة. ودفن بالبقيع، والذي رماه بالسهم «حبان بن العرقة «3» » / وقال: «خذها وأنا

_ (1) و «كبشة أم سعد» ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) 4/ 460 فقال: «كبشة بنت رافع بن عبيد بن الأبجر» وهي «خدرة بنت عوف ... هى أم سعد ... روى سعد بن إبراهيم، عن عامر ابن سعد بن أبي وقاص قال: لما خرج بجنازة «سعد ... » جعلت أمه تبكي، فقال لها عمر: انظري ما تقولين يا أم سعد؟! فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «دعها يا عمر كل باكية مكثرة إلا أم سعد ما قالت من خير فلن تكذب» . اه: الاستيعاب. (2) و «الأكحل» : عرق في اليد؛ أو عرق الحياة، ولا تقل عرق الأكحل. اه: القاموس. (3) عن «حبان بن العرقة» ورميه لسعد في أكحله أخرج الحاكم في (المستدرك) 3/ 277 رقم: 4921 بلفظ: عن عبد الله بن كعب بن مالك؛ أنه قال: الذي رمى «سعد بن معاذ» يوم الخندق «حبان بن قيس بن العرقة» - أحد بنى عامر- فملا أصابه قال: «خذها وأنا ابن العرقة» فقال سعد: عرق الله وجهك في النار ثم عاش سعد بعد ما أصابه سهم نحوا من شهر، حتى حكم في بنى قريظة بأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ورجع إلى مدينة رسول الله- ثم انفجر كلمه فمات ليلا؛ فأتى جبريل- عليه السلام- رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال له: «من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له عرش الرحمن؟! فخرج النبي صلى الله عليه وسلّم إلى سعد، فوجده قد مات» اه: المستدرك. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 22/ 448- رقم: 1091- ترجمة خديجة، رضي الله عنها. وانظر: (صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان) 15/ 468 رقم: 7028. وانظر: (مسند إسحاق بن راهويه) 2/ 544 رقم: 726. قال ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) 2/ 72- 73: «ورمى سعد بن معاذ بسهم قطع أكحله، رماه حبان بن قيس بن العرقة ... » . والعرقة أمه؛ وإنما قيل لها: العرقة؛ لطيب ريح عرقها، وهي «قلابة بنت سعيد بن سعد، وهي جدة خديجة» - رضي الله عنها- أم أبيها، أو هي أم «عبد مناف بن الحارث» جد أبيه، فلما رمى سعدا قال: «خذها ... إلخ» فقال النبي- صلى الله عليه وسلّم-: «عرق الله ... الحديث» ... إلخ» اه: الكامل. -

ابن العرقة» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «عرق الله وجهه في النار «1» » . ولما مات- رضي الله عنه- نزل من الملائكة لتشييع جنازته سبعون ألفا ما وطئوا الأرض قبلها «2» . وقال عليه السلام لأمه: «إن ابنك أول من ضحك الله له «3» » . وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: «كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن يعز النبي- عليه السلام- من المسلمين أحدا أفضل منهم: «سعد بن معاذ» ، و «أسيد ابن حضير» و «عباد بن بشر» «4» . وقال عليه السلام: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ «5» » .

_ - وانظر: (الطبقات) لابن سعد 2/ 1/ 48. وانظر: (الديباج على صحيح مسلم) للسيوطي 4/ 375 رقم: 1769. (1) حديث «عرق الله وجهه ... إلخ» أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 1/ 48. (2) حديث: « ... نزل لتشييع جنازته ... إلخ» ذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (المناقب) باب ما جاء في فضل سعد 9/ 308 بلفظ: عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «لقد نزل لسعد بن معاذ- رضي الله عنه- سبعون ألف ملك، ما وطئوا الأرض قبلها» وفيه: وقال حين دفن: «سبحان الله سبحان الله لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد» . قال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين أحدهما رجال الصحيح. (3) حديث «إن ابنك ... إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده (من حديث أسماء بنت يزيد) 6/ 456 بلفظ: عن امرأة من الأنصار يقال لها: «أسماء ... قالت: لما توفى «سعد بن معاذ» صاحت أمه، فقال النبي- صلى الله عليه وسلّم-:» ألا يرقأ دمعك؟! فإن ابنك أول من ضحك الله له» اه: المسند. (4) حول قول عائشة- رضي الله عنها-: «كان في بني عبد الأشهل ثلاثة ... إلخ» انظر: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة سعد بن معاذ- 2/ 198- 199. ب- (الاستيعاب) 2/ 350- 351 رقم: 1362- ترجمة عباد بن بشر. ج- (الإصابة) لابن حجر 2/ 3 رقم: 3204- ترجمة سعد بن معاذ-. وحول الحديث انظر أيضا: أ- (الطبقات) لابن سعد 3/ 2/ 9. ب- (الاستيعاب) لابن عبد البر 2/ 168 رقم: - ترجمة سعد بن معاذ-. ج- (البداية والنهاية) لابن كثير 4/ 128. (5) حديث: «اهتز عرش ... إلخ» متفق عليه من رواية جابر- رضي الله عنهما: أخرجه-

وقال ابن حجر في «شرح الشمائل*» : أي: «تحرك فرحا بقدوم روحه، وإعلاما للملائكة بفضيلته وموته» . قال النووي: «وهذا القول هو الظاهر» . وقيل: المراد بالاهتزاز: الاستبشار والقبول؛ لا الحركة، ولا الاضطراب، (و [حرسه «1» ] ذكوان بن عبد قيس «2» ) بن

_ - البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب (المناقب) مناقب «سعد بن معاذ» حديث رقم: 3519. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب (المناقب) حديث رقم: 18308. وحول الحديث انظر أيضا: 1- مسند الإمام أحمد (باقى مسند الأنصار) حديث رقم: 5567، و (مسند الكوفيين) حديث رقم: 18308. 2- المستدرك للحاكم كتاب (معرفة الصحابة) 3/ 206 تحت أرقام: 4622، 4624، 4627: 5265. 3- المعجم الكبير للطبراني 1/ 204 رقم: 553، 6/ 10 رقم: 5334، 5341، 5342، 12/ 422 رقم: 13555- 20/ 351 رقم: 529. (*) كتاب (شرح الشمائل) لابن حجر لم أصل إليه في مؤلفات (ابن حجر) المتوافرة لدي، وحول اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ نذكر ما قاله ابن حجر وغيره. قال ابن حجر- رحمه الله- في (فتح الباري) كتاب (الغزوات) عند شرحه لحديث رقم: 3592 الجزء 7/ 124: « ... اهتز عرش الرحمن: المراد باهتزاز العرش استبشاره وسروره بقدوم روحه. يقال: لكل من فرح بقدوم قادم عليه: اهتز له، ومنه اهتزت الأرض بالنبات إذا اخضرت وحسنت. ووقع ذلك من حديث «ابن عمر» عند الحاكم بلفظ: «اهتز العرش فرحا به» ؛ لكنه تأوله كما تأوله البراء بن عازب؛ فقال: اهتز العرش فرحا بلقاء الله سعدا حتى تفسخت أعواده ... إلخ» . وقيل: «المراد باهتزاز العرش اهتزاز حملة العرش ... إلخ» اه: فتح الباري لابن حجر بتصرف واختصار، ومن أراد المزيد فليرجع إليه. وقال السيوطي في (الديباج على صحيح مسلم) 5/ 431 رقم: 2467: « ... واهتزاز العرش: تحركه فرحا بقدوم سعد ... وجعل الله في العرش تمييزا حصل به هذا؛ ولا مانع؛ لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون ... إلخ. قال النووي: وهذا هو المختار. وقيل: المراد أهل العرش، أي: حملته، وغيرهم من الملائكة، فحذف المضاف ... والمراد باهتزاز: الاستبشار ... » اه: الديباج ... باختصار وتصرف. (1) ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، والمقام يقتضيه. (2) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «ذكوان بن عبد الله بن قيس» وهذا مخالف لما في المصادر والمراجع الاتية:

خلدة بن مخلد بن عامر الأنصاري الزرقي، شهد العقبة الأولى والثانية، وشهد «بدرا» واستشهد في «أحد «1» » قتله «أبو الحكم بن الأخنس بن شريق «2» » فشد علي بن أبي/ طالب- رضي الله عنه- على «أبي الحكم هذا، وهو فارس فضرب رجله بالسيف، فقطعها من نصف العجز، ثم طرحه عن فرسه فذفف «3» عليه. «وحرسه عليه السلام ب «أحد «4» » محمد بن مسلمة الأنصاري» رضي الله عنه يوم «أحد» في خمسين رجلا منهم: «سعد بن معاذ» و «أسيد بن حضير» ، و «سعد ابن عبادة «5» » ، وحرسه أيضا» محمد بن مسلمة» - رضي الله عنه- ليلة نزلت «بنو قريظة» على حكمه صلى الله عليه وسلّم» «6» .

_ - أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 1/ 482. حيث قال: «ذكوان بن عبد قيس بن خلدة ... » . ب- (الإصابة) لابن حجر 1/ 482- رقم: 2436. ج- (السيرة النبوية) لابن هشام- بيعة العقبة الأولى- 2/ 184 حيث قال: «ومن بني زريق ابن عامر ... رافع بن مالك ... و «ذكوان بن عبد قيس بن خلدة» وكانت حراسته مع «سعد بن أبي وقاص» ب «وادي القرى» ... إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وحول الموضوع انظر: أ- (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي ص 81. ب- (المواهب اللدنية مع شرحها) 3/ 304 للإمامين القسطلاني، والزرقاني. (1) حول شهود «ذكوان بن عبد قيس» بيعة العقبة الأولى والثانية قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) - المصدر السابق- «ذكوان ... وشهد العقبة الأولى والثانية، وخرج من المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فكان معه بمكة، وكان يقال له: مهاجر أنصاري، وشهد «بدرا» ، وقتل يوم أحد شهيدا، قتله: أبو الحكم بن الأخنس بن شريق فشد على بن أبي طالب ... إلخ كما اقتبس المؤلف اه. الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 1/ 482 رقم: 2436. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 192- ذكر من قتل من المشركين يوم أحد-. (2) حول قتل «أبي الحكم ... » ل «ذكوان ... » انظر: المصادر والمراجع التي ذكرناها في التعليق السابق. (3) «ذف» على الجريح، «ذفا، وذفافا- ككتاب- وذففا- محركة: أجهز ... واذفه، وذافه، وعليه وله أجهز عليه ... » اه: القاموس المحيط. (4) لفظ: ب «أحد» ساقط من بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا-. (5) حول حراسة «سعد بن عبادة» لرسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم أحد انظر: السيرة النبوية لابن هشام «غزوة أحد» 3/ 150. (6) حديث: نزول «بني قريظة» على حكم «سعد بن معاذ» .

(وحرسه عليه السلام يوم الخندق: الزبير بن العوام رضي الله عنه «1» ) (وكان عباد) - بتشديد الموحدة- «بن بشر» بن وقش الأشهلي الوقشي. قال الواقدي: يكنى: أبا بشر «2» . «يلي حراسته صلى الله عليه وسلّم «3» » . أسلم- رضي الله عنه «4» - على يد «مصعب بن عمير» ، وشهد «بدرا» و «أحدا» ، والمشاهد كلها، وكان فيمن قتل «كعب بن الأشرف» ، وكان من فضلاء الصحابة «5» .

_ - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه- الجامع الصحيح المختصر- 3/ 1106 رقم: 2878 بلفظ: عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم «سعد هو ابن معاذ- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم- وكان قريبا من المسجد فجاء على حمار؛ فلما دنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «قوموا إلى سيدكم؛ فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «إن هؤلاء نزلوا على حكمك» قال: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة؛ وأن تسبي الذرية، قال «لقد حكمت فيهم بحكم الملك» . اه: الجامع المختصر. وحول الموضوع انظر: أ- «المنتخب» من مسند «عبد الله بن حميد» ص 307 رقم: 995. ب- «السنن الكبرى» للبيهقي 6/ 57 رقم: 995. ج- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر «المغازي» 7/ 57 رقم: 1109. د- «السيرة النبوية» لابن هشام 3/ 269- تحكيم سعد في بني قريظة-. (1) حول حراسة «الزبير بن العوام» لرسول الله صلى الله عليه وسلّم. قال القسطلاني والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 304. « ... ومنهم الزبير حرسه يوم الخندق، يحتمل حقيقة اليوم، ويحتمل زمن الخندق لبقائه أياما ... » اه: المواهب. (2) حول كنية «عباد ... » بأبي بشر «قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 2/ 350 رقم: 1362: قال الواقدي: عباد بن بشر، يكني: أبا بشر، ويكنى أبا الربيع ... إلخ» اه: الاستيعاب. (3) في بعض نسخ «أوجز السير» أصل كتابنا «يلي حرسه «بدل» ... حراسته ... » وكلاهما صواب. (4) حول إسلام «عباد ... «على يد» مصعب ... » قال ابن عبد البر- أبو عمر- في «الاستيعاب» 2/ 350 رقم: 1362 «لا يختلفون أنه أسلم بالمدينة على يد «مصعب ... » ؛ وذلك قبل إسلام: «معاذ» و «أسيد بن حضبر» وشهد «بدرا» و «أحدا» ، والمشاهد كلها، وكان فيمن قتل «كعب بن الأشرف» ، وكان من فضلاء الصحابة ... » اه: الاستيعاب. (5) انظر: التعليق السابق.

روى أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن عصاه كانت تضيء له؛ إذ كان يخرج من عند النبي صلى الله عليه وسلّم إلى بيته ليلا «1» . استشهد يوم اليمامة «2» ، وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكان له يومئذ بلاء وغناء*. (وحرسه/ عليه السلام بوادي القرى سعد بن أبي وقاص) بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب- أحد العشرة «3» - كان سابع سبعة في إسلامه، وهو أحد الذين جعل عمر- رضي الله عنه- فيهم الشورى، وكان مجاب الدعوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «اللهم سدد سهمه، وأجب دعوته «4» » وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله في سرية «عبيدة بن الحارث «5» » .

_ (1) حول إضاءة العصى لبشر ... إلخ. قال ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 350 رقم: 1362: « ... روى أنس بن مالك، أن عصاه كانت تضئ له إذ كان يخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى بيته ليلا، وعرض له ذلك مرة مع «أسيد بن حضير» ؛ فلما افترقا أضاءت لكل واحد منهما عصاه ... إلخ» اه: الاستيعاب. (2) حول استشهاده باليمامة، انظر: «الاستيعاب» المصدر السابق. (*) قوله: «غناء» - يعني-: فيه نفع وكفاية: يقال: هذا الشىء لا غناء عنه. اه: المعجم الوسيط. (3) قوله: «أحد العشرة» أي: المبشرين بالجنة- رضي الله عنهم-. (4) حديث «اللهم سدد ... إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 500 بلفظ: عن سعد بن أبي وقاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم-: «اللهم سدد رميته ... » الحديث. قال الحاكم: هذا حديث تفرد به يحيى بن هاني خالد الشجري، وهو شيخ ثقة من أهل المدينة. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: «المصنف» للإمام عبد الرزاق رقم: 20423. وانظر: «حلية الأولياء» للإمام أبي نعيم 1/ 93، 10/ 325. وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير 8/ 76. (5) حول قوله: «وهو أول من رمى بسهم ... إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 3/ 18- سرية عبيدة بن الحارث-: « ... قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... عبيدة بن الحارث ... في ستين راكبا، أو ثمانين راكبا من المهاجرين ... فلم يكن بينهم قتال؛ إلا أن «سعد بن أبي وقاص» قد رمى يومئذ بسهم؛ فكان أول سهم رمى به في الإسلام ... » اه: السيرة النبوية.

توفي في قصره ب «العقيق» على عشرة أميال [من المدينة «1» ] وحمل إليها على رقاب الرجال، وصلى عليه «مروان» ودفن بالبقيع. وكانت وفاته على ما قاله الواقدي: سنة خمس وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين سنة. (وحرسه عليه السلام ليلة بنى «2» بصفية) بنت حيي بن أخطب، و (هو) بطريق «خيبر أبو أيوب» واسمه «خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار (الأنصاري) العقبي البدري، شهد سائر المشاهد، «ونزل «3» عليه النبي صلى الله عليه وسلّم حين قدم المدينة مهاجرا، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده ومساكنه» . توفي «4» - رضي الله عنه- تحت راية/ «يزيد بن معاوية» بالقسطنطينية من أرض الروم، في خلافة معاوية، وذلك سنة خمسين، أو إحدى وخمسين من التاريخ، وقيل: بل كان ذلك سنة اثنين وخمسين. قال أبو عمر: وهو الأكثر. و (حرسه بلال بوادي القرى*) ، «فلما نزل قوله- تعالى-: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ «5» ترك عليه السلام أولئك الحرس» .

_ (1) ما بين القوسين المعكوفين زيادة يقتضيها المقام أثبتناها من «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 173. وحول وفاته- رضي الله عنه- قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 2/ 173- 174: « ... واختلف في وقت وفاته؛ فقال الواقدي: سنة خمس وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة وقال أبو نعيم: مات سعد بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين. وقال الزبير: والحسن بن عثمان، وعمرو بن على الفلاس: توفي «سعد ... » سنة أربع وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة ... إلخ» اه: الاستيعاب. (2) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا-: «بنائه» بدل «بنى» وكلاهما صواب. (3) من أول قوله: «ونزل عليه ... - أي: على أبي أيوب-» إلى قوله «ومساكنه» مقتبس من «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 9- 10 رقم: 618. (4) وحول وفاته- يعنى أبا أيوب ... - رضي الله عنه- ب «القسطنطينية» قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 2/ 10: « ... ثم مات بالقسطنطينية، من بلاد الروم- بتركيا الان- زمن معاوية، وكانت غزواته تلك تحت راية «يزيد ... » هو كان أميرهم يومئذ، وذلك سنة خمسين، أو واحد وخمسين من التاريخ، وقيل: بل كانت سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر، في غزوة «يزيد ... » اه: الاستيعاب. (*) ووادي القرى قال عنه ياقوت الحموي في كتابه «المشترك وضعا والمفترق صقعا» 431: « ... بين الشام والمدينة، والنسبة إليه وادي ... » اه: المشترك ... (5) سورة المائدة، من الاية: 67.

[أسلحة رسول الله صلى الله عليه وسلّم*] (وكان سلاح رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذا الفقار «1» ) - بالكسر والفتح- سمي بذلك لفقرات

_ - قالت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحرس حتى نزلت هذه الاية ... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فأخرج رأسه من القبة، فقال: «يا أيها الناس انصرفوا «فقد عصمني الله» . أخرجه الترمذي في كتاب «التفسير» تفسير سورة المائدة 5/ 234 رقم 3046. وقال: هذا حديث غريب. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) كتاب (التفسير) تفسير سورة المائدة 2/ 313. وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: «شرح الزرقاني على المواهب» 3/ 304. (*) عن ممتلكات رسول الله صلى الله عليه وسلّم من أسلحة وغيرها. أخرج الإمام الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 111 رقم: 11208 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم سيف قائمته من فضة، وقبعته من فضة، وكان يسمى «ذا الفقار» ، وكانت له قوس يسمى السداد، وكانت له كنانة تسمى «الجامع» ، وكانت له درع موشحة بالنحاس يسمى «ذات الفضول» ، وكانت له حربة تسمى «النبعاء» ، وكان له مجن يسمى «الذقن» ، وكان له فرس أشقر يسمى «المرتجز» ، وكان له فرس أدهم يسمى «السكب» ، وكان له سرج يسمى «الداج» ، وكانت له بغلة شهباء يقال لها: «دلدل» وكانت له ناقة تسمى «القصواء» ، وكان له حمار يسمى «يعفور» وكان له بساط يسمى «الكز» ، وكانت له عنزة تسمى «النمر» وكانت له ركوة تسمى «الصادر» وكانت له مرآة تسمى «المدلة» ، وكان له مقراض يسمى «الجامع» ، وكان له قضيب شجوط يسمى «المشوق» اه: المعجم الكبير. وذكره السيوطي في «الجامع الصغير» 5/ 175- 177 رقم: 6854 وعزاه إلى الطبراني في الجامع الكبير: عن ابن عباس: قال المناوي في «فيض القدير شرح الجامع الصغير» ، رواه الطبراني من حديث «عثمان بن عبد الرحمن» عن علي بن عروة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، وعمرو بن دينار عن ابن عباس، وفيه علي بن عروة، وهو متروك. وقال شيخه الزين العراقي: فيه على بن عروة الدمشقي نسب إلى وضع الحديث، وأورده ابن الجوزي في «الموضوعات» وقال: موضوع «عبد الملك» ، و «علي» ، و «عثمان» : متروكون، اه: ونوزع في «عبد الملك» بأن الجماعة إلا البخاري رووا له، اه: فيض القدير. وانظر: «السنن الكبرى» للبيهقي 9/ 52 رقم: 17743. (1) انفردت إحدى نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- في حاشية من حواشي إحدى لوحاتها بالاتي: «الفقار: جمع فقرة، قاله الإمام الفقيه «أبو زيد الأنصاري» . وقال أبو الخطاب: قيدناه أيضا- بفتح الفاء- وهو جمع فقرة. وقال ثعلب: سمى ذا الفقار؛ لأنه كانت فيه حفر حسان صغار، والفقر الحفرة» اه: من حاشية إحدى لوحات أوجز السير.

كانت في وسطه؛ مثل فقرات الظهر، وهذا لا يفيد أن الفقرات كانت في ظهره؛ بل هو صادق بكونها في ظهره، أو في حده، و (كان) ذو الفقار* (سيفا أصابه صلى الله عليه وسلّم يوم بدر) وكان للعاص بن منبه على ما في «المواهب «1» » . وفي «الروض «2» » : كان ل «نبيه» و «منبه» ابني الحجاج، وكانت قبعته وبكراته ونصله من فضة. وقبيعة السيف: ما علا طرف مقبضه. وقيل: ما تحت [ «3» ] السيف وبكراته: حلقه، ونصله ما في أسفل غماره، وكان لا يفارقه عليه السلام/ في حروبه كلها، (وكان له صلى الله عليه وسلّم سيف) يسمى «مأثور «4» » -

_ (*) عن «ذي الفقار» قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 511: « ... وكان له ذو الفقار؛ لأنه كان في وسطه مثل فقرات الظهر، صار إليه يوم «بدر» ، وكان للعاص ابن منبه أخ «نبيه بن الحجاج بن عامر السهمي» . قتل العاص وأبوه وعمه كفارا يوم «بدر» - وكانت قبيعته وقائمته وحلقته، وذؤابته، وبكراته ونصله من فضة، والقائمة هي الخشة التي يمسك بها، وهي القبضة ... ويقال: كان أصله من حديدة وجدت مدفونة عند الكعبة، من دفن جرهم؛ فصنع منها «ذو الفقار» و «صمصامة» «عمرو بن معديكرب الزبيدي» التي وهبها ل «خالد بن سعيد بن العاص» اه: تاريخ الإسلام للذهبي. وحول «ذي الفقار» سيف رسول الله صلى الله عليه وسلّم- دار حوار بين «الأصمعي» و «هارون» الرشيد «ذكره الإمامان: القسطلاني، والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 378 قالا: «قال الأصمعي دخلت على «الرشيد» فقال: أريكم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذا الفقار؟! قلنا: نعم، فجاء به، فما رأيت سيفا قط أحسن منه؛ إذا نصب لم ير فيه شيئ، وإذا بطح عد فيه سبع فقر وإذا صحيفة يمانية يحار الطرف فيه من حسنه، وكذا قال قاسم في «الدلائل» أن ذلك يري في رونقه شبيها بفقار الحية؛ فإذا التمس لم يوجد. وفي رواية عن الأصمعي: أحضر الرشيد يوما «ذا الفقار» فأذن لي في تقبيله، واختلفت أنا ومن حضر في عدد فقاره: هل هي سبع، أو ثماني عشرة؟، وصار إليه يوم «بدر» ، كما أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب، والحاكم وصححه: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه صلى الله عليه وسلّم تنفل «ذا الفقار» وكان للعص ... » اه: المواهب. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 171- 172. وانظر: «الدرة المضية في السيرة النبوية» للإمام عبد الغني المقدسي ص 47- 48. وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 180. (1) «المواهب» المراد بها «المواهب اللدنية» للإمام القسطلاني [انظر: النقل السابق] . (2) قول السهيلي: « ... وسيفه ذو الفقار ... الخ» ذكره في كتابه «الروض الأنف» 3/ 84. (3) ما بين القوسين المعكوفين مقدار كلمة لم أستطع قراءتها. (4) عن سيفه «مأثور» الذي ورثه صلى الله عليه وسلّم من أبيه أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1، 2/ 171: قال أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن-

بضم المثلثة- (ورثة* من أبيه) وقدم به المدينة. (وأعطاه صلى الله عليه وسلّم) عند توجهه إلى «بدر» (سعد بن عبادة: سيفا يقال له: العضب «1» ) . والعضب- بمهملة فمعجمة كصعب- وهو السيف القاطع. (وأصاب صلى الله عليه وسلّم من بني قينقاع «2» سيفا قلعيا) - بفتح القاف واللام- نسبة إلى مرج القلعة «3» - بفتح القاف واللام-: موضع بالبادية تنسب إليه السيوف. وفي «المواهب «4» » : إنه بضم القاف (وكان له صلى الله عليه وسلّم) سيف يقال له: (البتار «5» ) - بفتح

_ - سهيل، قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة في الهجرة بسيف كان لأبي مأثور- يعني أباه- ... » اه: الطبقات. (*) حول قوله: « ... ورثه من أبيه ... إلخ» . جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 378 قال: « ... وكون الأنبياء يرثون مسألة فيها نزاع بين العلماء؛ حتى قال بعضهم: ليس في كون الأنبياء يرثون نقل. وقال بعضهم: لا يرثون كما لا يورثون؛ وإنما ورث أبويه صلى الله عليه وسلّم قبل الوحي، وصرح شيخ الإسلام في «الفصول» - كتاب في السيرة لابن كثير-: بأنهم يرثون، وبه جزم الفرضيون، وذكر الواقدي أنه صلى الله عليه وسلّم ورث من أبيه: «أم أيمن» ، و «خمسة أجمال» ، وقطعة من الغنم، ومولاة شقران ومن أمه ورث دارها بالشعب ومن زوجه «خديجة بنت خويلد» - رضي الله عنها- دارها بمكة بين الصفا والمروة، وأموالا ... » اه: المواهب اللدنية وشرحها بتصرف. (1) عن «العضب» قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 51: « ... وأعطاه» سعد بن عبادة «سيفا يقال له: الغضب ... » اه: تاريخ الإسلام. (2) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «من سلاح بني قينقاع «بدلا» من بني قينقاع» . (3) حول « ... مرج القلعة» . قال الإمام عبد الغني المقدسي في كتابه «الدرة المضية في السيرة النبوية» ص 46: « ... مرج القلعة: موضع قريب من «حلوان» على طريق «همذان» ، وقد أصابه من بني قينقاع ... » اه: الدرة المضية. وقال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 512-: « ... وقد أخذ من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفا قلعيا منسوب إلى مرج القلعة- بالفتح-: موضع بالبادية ... » اه: تاريخ الإسلام. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 41. وانظر: «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 379. (4) قوله: «وفي المواهب» - يعني المواهب اللدنية للقسطلاني- ذكره في 3/ 379- فقال: وفى المواهب أنه بضم القاف «القلعي» ... إلخ. اه: المواهب. (5) قوله «البتار» أي: القاطع.

الموحدة، وشد المثناة الفوقية- وكان له صلى الله عليه وسلّم سيف يقال له: «اللحيف «1» » ، قال المناوي: وهو سيف مشهور. (وكان له صلى الله عليه وسلّم) سيف يقال له (المخذم «2» )

_ (1) قول المؤلف: « ... وكان له سيف يقال له اللحيف ... الخ» مخالف أما في صحيح البخاري وغيره فقد أخرج البخاري في صحيحه «الجامع المختصر» 3/ 1046 حديث رقم: 2700 بلفظ: عن سهل بن سعد قال: «كان للنبي- صلى الله عليه وسلّم في حائطنا فرس يقال له: اللحيف» اه: الجامع المختصر. قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري ... » 6/ 59 حديث رقم: 2700: قوله: يقال له: اللحيف- يعني بالمهملة والتصغير- قال ابن قرقول: وضبطوه عن ابن سراج بوزن رغيف. قلت: ورجحه الدمياطي، وبه جزم الهروي، وقال: وسمي بذلك لطول ذنبه؛ فعيل بمعنى فاعل؛ وكأنه يلحف الأرض بذنبه. قوله: وقال بعضهم «اللخيف» - بالخاء المعجمة- وحكوا فيه الوجهين. وهذه رواية «عبد المهيمن بن عباس بن سهل ولفظه عند «ابن منده» : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم عند «سعد بن سعد» ، والد» سهل: ثلاثة أفراس، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يسميهن: «لزاز» - بكسر اللام وبزايين الأولى خفيفة- و «الظرب» - بفتح المعجمة وكسر الراء بعدها موحدة-، و «اللخيف» . وحكي سبط ابن الجوزي؛ أن البخاري قيده بالتصغير والمعجمة. قال: وكذلك حكاه ابن سعد، عن الواقدي، وقال: أهداه له: «ربيعة بن أبي البراء: ملك بن عامر العامري وأبوه الذي يعرف بملاعب الأسنة. انتهى. ووقع عند ابن أبي خيثمة: أهداه له «فروة بن عمرو» . وحكى ابن الأثير في «النهاية» أنه روي بالجيم بدل الخاء المعجمة، وسبقه إلى ذلك صاحب «المغيث» ، ثم قال: فإن صح فهو سهم عريض النصل؛ كأنه سمي بذلك لسرعته وحكى ابن الجوزي: أنه روي بالنون بدل اللام من النحافة» اه: فتح الباري» . ملحوظة: مما سبق يتضح لنا أن قول المؤلف: «وكان له سيف ... » قول مخالف لما في الصحيح، وعلي قول ابن الأثير وغيره هو سهم، وليس سيفا، والله أعلم. وانظر «المعجم الكبير» للطبراني 6/ 121 رقم: 570. وانظر «السنن الكبرى» للبيهقي 10/ 25 رقم: 19585. وانظر: «الجامع الصغير» للسيوطي مع شرحه «فيض القدير» للمناوي 5/ 177 رقم: 6855. وانظر: كتاب «الحلية في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام» ص 60 للإمام الصاحبي التاجي. وانظر «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- ص 510. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 2/ 128، 3/ 379. (2) حول سيفه صلى الله عليه وسلّم المسمى ب «المخذم» - بكسر الميم وإسكان الخاء وفتح الذال المعجمة، ثم ميم- والمراد القاطع. انظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 279.

- بمعجمتين- كمنبر. قال في القاموس «1» » : مخذم- كمنبر: سيف الحارث بن أبي شمر الغساني. (و) كان له صلى الله عليه وسلّم سيف يقال له: (الرسوب «2» ) كصبور؛ لأنه يمضي في الضربة، ويغيب فيها من رسب الماء. أي: ذهب/ سفلا. أصابه عليه السلام هو والذي قبله مما كان على «الفلس» - صنم طيء- (فكانت «3» ثمانية أسياف «4» ) ، وزاد بعضهم في أسيافه صلى الله عليه وسلّم «الصمصامة «5» » - بفتح المهملة- سيف «عمرو بن معديكرب الزبيدي» الذي وهبه ل «خالد بن سعيد بن العاص» ، وكان مشهورا، (وأصاب صلى الله عليه وسلّم من سلاح «بني

_ (1) انظر القاموس المحيط للفيروزابادي/ خذم 4/ 105. و «المخذم» - بالذال المعجمة- ورد في جميع نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- التي بين يدي، ورد «المخدم» - بالدال المهملة- ولعله من أخطاء النسخ، والله أعلم. (2) عن سيفه صلى الله عليه وسلّم المسمى ب «الرسوب» قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» ص 512- السيرة النبوية- « ... وكان عنده بعد ذلك «الرسوب» من رسب الماء إذا سفل» اه: تاريخ الإسلام. وفي «المواهب اللدنية» 3/ 379: « ... والرسوب- بفتح الراء وضم المهملة، وسكون الواو فموحدة- قيل: إنه من السيوف السبعة التي أهدت «بلقيس» لسليمان- عليه السلام- كما في «النور» ، وهو فعول من رسب يرسب- بضم السين- إذا ذهب إلى أسفل، وإذا ثبت استقر؛ لأن ضربته تغوص في المضروب، وتثبت فيه، وقد أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم «المخذم» و «الرسوب» من «الفلس» ، وهو صنم كان اطئ ... الخ» اه: المواهب. (3) في إحدى نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا-: «وكانت» بدل «فكانت» . (4) عن أسياف رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكونها ثمانية انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «الطبقات» لابن سعد 1/ 468. ب- «تاريخ الإسلام» للذهبي ص 512- السيرة النبوية-. ج- «عيون الأثر ... » لابن سيد الناس 2/ 318. وذكر له ابن القيم في كتابه «زاد المعاد ... » بحاشية «المواهب» 1/ 115 «تسعة أسياف» ولم يذكر «الصمصامة» فيها. (5) عن سيف رسول الله صلى الله عليه وسلّم «الصمصامة» قال الزرقاني في «شرح المواهب اللدنية» 3/ 279: « ... وزاد اليعمري وغيره: «الصمصامة، ويقال له «الصمصام» - بفتح المهملة وإسكان الميم فيهما-: السيف الصارم، الذي لا ينثني، كان سيف عمرو ... إلخ» اه: المواهب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد ... » الصالحي 7/ 364.

قينقاع» ثلاثة أرماح «1» ) من «نبع» ، وهو «الصفراء» ، و «الشحوط» - كجوهر- شجر*، و «النبع» - كزرع- شجر أيضا. (وكان له صلى الله عليه وسلّم سواها رمح يقال له: المتثني «2» ) ، ويقال له: «المنثني» ، و «المثنى» . (وكانت له صلى الله عليه وسلّم عنزة «3» ) - بفتحات-: حربة صغيرة، دون الرمح: شبه

_ (1) عن «الرماح» التي أصابها رسول الله صلى الله عليه وسلّم من بني قينقاع أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1، 2/ 172- باب ذكر رماح رسول الله- صلى الله عليه وسلّم فقال: « ... عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى، قال: أصاب رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- من سلاح بني قينقاع: ثلاثة أرماح، وثلاثة قسى: قوس اسمها الروحاء، وقوس شحوط- تدعى البيضاء-، وقوس صفراء- تدعى الصفراء- من نبع» اه: الطبقات. وحول الرماح والقسي انظر أيضا: أ- «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 180. 181. ب- «زاد المعاد ... » لابن القيم بحاشية «المواهب اللدنية ... » 1/ 115- 116. ج- «المواهب اللدنية» 3/ 379- 380. (*) عن الشحوط- شجر- قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «شجر تتخذ منه القسي، أو ضرب من «النبع» ، أوهما» اه: القاموس. (2) جمع نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- ذكرت هذا الرمح باسم «المتثني» . وقد ذكر الإمام ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 116، والقسطلاني والزرقاني في «المواهب وشرحها» : 3/ 381: «الرمح» باسم: «المنثنى» و «المتثنى» - بضم الميم، وإسكان المثلثة، وفتح النون وكسرها- اسم فاعل من تثني إذا انعطف ... «ولعل وجه التسمية أنه كان لينا» اه: زاد المعاد، والمواهب بتصرف. وانظر: «الإشارة» للحافظ/ مغلطاي ص 390. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 42. (3) حديث «العنزة ... » . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وأبو داود وغيرهم: فأخرجه البخاري في «الوضوء والصلاة» تحت أرقام: 181، 363، 465، 469، 470، 471، والبخاري في «المناقب» رقم: 3289. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الصلاة» تحت أرقام: 777، 778. وأخرجه النسائي في «القبلة» رقم: 764، وفي «الصلاة» رقم: 446. وأخرجه أبو داود في سنة كتاب «الصلاة» رقم: 590.

«العكاز «1» » فيه سنان مثل سنان الرمح، وكانت لل «زبير بن العوام «2» » ، قدم بها من الحبشة، فأخذها صلى الله عليه وسلّم منه. وفي «الطبقات» لابن سعد: أن النجاشي أهداها للنبي صلى الله عليه وسلّم، وكان يمشي بها بين يديه، حتى تركز أمامه فيصلي إليها. وعن ابن عباس- رضي الله عنه- أنه كان له عليه/ السلام عنزة تسمى «القمر «3» » . (وكان له صلى الله عليه وسلّم «محجن» ) : وهو عصا في رأسها اعوجاج «4» . يتناول بها الراكب

_ (1) حديث «العكاز ... » . أخرجه البخاري ففي صحيحه كتاب «الصلاة» رقم: 470 بلفظ: عن عطاء بن أبي ميمونة قال: سمعت أنس بن مالك قال: «كان للنبي صلى الله عليه وسلّم إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام، ومعنا «عكازة» ، أو عصا ... » اه: صحيح البخاري. (2) عن «العكازة وكونها للزبير ... الخ» قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 365: « ... روى البلاذرى، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- قالت: لما هاجر الزبير إلى أرض الحبشة، خرج النجاشي يقاتل عدوا له، فأعطاه النجاشي يومئذ «عنزة» يقاتل بها، فطعن بها عدة، وقدم بها الزبير، فشهد بها «بدرا» ، و «أحدا» و «خيبر» ، ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلّم منذ منصرفه من «خيبر» ، فكانت تحمل بين يديه يوم العيد، يحملها «بلال بن رباح» يصلي إليها. وروى ابن أبي شيبة، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم تغرز له العنزة، ويصلي إليها» قال: عبد الله، وهي الحربة» اه: سبل الهدى والرشاد. وانظر: «زاد المعاد» لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 116. (3) عن العنزة المسماة «القمر» قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 366 « ... وروى ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم حربة تسمى «القمرة» ... » اه: سبل الهدى والرشاد. (4) «المحجن» عصا معقفة الرأس كالصولجان، والميم زائدة، وفي الحديث: «أنه كان يستلم الركن بمحجنه» اه: النهاية. وقال الإمام ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 117: «ومحجن قدر ذراع، أو أطول يمشي به، ويركب به، ويعلقه بين يديه على بعيره» اه: زاد المعاد. وحول «المحجن» انظر أيضا. أ- «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي ص 515- السيرة النبوية-. ب- كتاب «الإشارة» للحافظ مغلطاي- الالة الحربية- ص 393.

ما يسقط له، ويحرك بها بعيره للمشي؛ وقد يجعل في طرفها حديد، وكان يعلقه بين يديه على بعيره، ويستلم به الركن اليماني في حجه «1» . (و) كانت له صلى الله عليه وسلّم (مخصرة «2» ) - كمكنسة- وهي ما يتوكأ عليها كالعصا وغيره. وفي «النبراس «3» » : المخصرة: ما يتمخصره بيده فيمسكه عليه، تسمى (العرجون) ، (و) كان له صلى الله عليه وسلّم (قضيب) من الشحوط «4» يسمى: (الممشوق «5» ) ، ومعناه الطويل

_ - ج- «عيون الأثر ... » لابن سيد الناس 2/ 417: ذكر سلاحه صلى الله عليه وسلّم. الإمام الصالحي في كتابه «سبل الهدى والرشاد» 7/ 586 سمى هذا المحجن «الدقن» . (1) استلامه صلى الله عليه وسلّم الركن اليماني بالمحجن، عزاه محقق الإشارة في ص 393- الحاشية رقم: 3 إلى «تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس» للديار بكري. (2) حديث «المخصرة» متفق عليه من رواية «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنه- أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الجنائز» رقم: 1374 بلفظ: عن علي- رضي الله عنه- قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلّم فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ... إلخ. وانظر: صحيح البخاري كتاب «التفسير» رقم: 4567. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب «القدر» رقم: 4786. وأخرجه الإمام أبو داود في سننه كتاب «السنة» رقم: 4074. وانظر: سنن النسائي كتاب «الزينة» رقم: 5097: عن البراء بن عازب. وانظر: المسند للإمام أحمد «مسند العشرة المبشرين بالجنة» رقم: 1015: عن علي. وانظر: «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية» - للذهبي ص 515. وانظر: «الإشارة» للحافظ/ مغلطاي ص 393. وانظر: «عيون الأثر» لابن سيد الناس 2/ 417. (3) كتاب «النبراس» الذي ذكره المؤلف لم أستطع الوصول إليه في المصادر، والمراجع المتوافرة لدي. (4) عن الشحوط انظر: ما ذكرناه سابقا. (5) « ... عن الممشوق» قال ابن القيم في «زاد المعاد ... » بحاشية «المواهب» 1/ 117: « ... وقضيب من الشحوط يسمى الممشوق» اه: زاد المعاد. وانظر: تاريخ «الإسلام» ص 515- السيرة النبوية-. وقال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 316: « ... وروى ابن عباس قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم قضيب يسمى الممشوق» قيل: وهو الذي يتداوله الخلفاء اه: سبل الهدى والرشاد. وحديث: « ... كان له قضيب شحوط ... إلخ» .

المدود «1» » . (وكانت له صلى الله عليه وسلّم منطقة «2» ) - بكسر الميم وفتح الطاء- وهي ما يستر به الوسط. قال المناوي: ويسميها الناس «الحياطة» ، (من أديم) - كحميم-: الجلد، أو أحمره، أو مدبوغه، و «الأدم» - بفتحتين-: اسم الجمع. (مبشور) نعت أديم. (فيها ثلاث حلق من فضة، والإبزيم) الذي في رأس المنطقة، (من فضة) أيضا. (والطرف من فضة) . قال فى القاموس «3» : والإبزام/ والإبزيم- بكسر [هما «4» ]- الذي في رأس المنطقة، وما أشبهه، وهو ذو لسان يدخل فيه الطرف الاخر. (وكانت له صلى الله عليه وسلّم من الدروع ذات الفضول «5» ) - بالمعجمة وضم الفاء قبلها- أرسل بها إليه «سعد بن عبادة» حين سار إلى «بدر» وكانت من حديد موشحة

_ - أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» وقد تقدم تخريج الحديث، مع بيان درجته. (1) قوله: «الممشوق» المراد به: الطويل الدقيق كما في القاموس. (2) حول: «منطقته صلى الله عليه وسلّم المصنوعة من أديم ... إلخ» قال ابن القيم في «زاد المعاد ... » 1/ 116: « ... ومنطقة من أديم منشور فيها ثلاث حلق من فضة؛ والطرف من فضة، وكذا قال بعضهم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلّم شد على وسطه منطقة» . اه: زاد المعاد. وفي «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 380: « ... وكان له منطقة- بكسر الميم- اسم لما يسميه الناس» الحياصة «قول المناوي-:» من أديم جلد فيها ثلاث حلق من فضة، والإبزيم- بالكسر- الذي في رأس المنطقة، وما أشبهه، وهو ذو لسان يدخل فيه الطرف الاخر كما في القاموس- 4/ 8 بزم- من فضة، والطرف الذي يدخل في الإبزيم من فضة، وقد ذكر ابن سعد، وغيره؛ إنه صلى الله عليه وسلّم يوم «أحد» حزم وسطه بمنطقة وأقره اليعمري، وغيره؛ فيقول ابن تيمية- السابق- لم يبلغنا أنه شد على وسطه منطقة تقصير؛ فابن سعد ثقة حافظ؛ فهو حجة على النافي؛ ولا سيما أنه نفى أنه بلغه، ولم يطلق النفي فدع عنك قيل: وقال» اه: المواهب بتصرف. (3) انظر: «القاموس المحيط» باب فصل الباء/ بزم. (4) ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، وأثبتناه من القاموس المحيط المرجع السابق. (5) عن درعه صلى الله عليه وسلّم «ذات الفضول» . أخرج النسائي في «السنن الكبرى» 10/ 26 رقم: 19590 بلفظ: عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: «كان فرس رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقال له: المرتجز، وبغلته يقال لها: «دلدل» ، وحماره يقال-

بنحاس «1» ، وهي التي رهنها «2» عند اليهودي في ثلاثين صاعا من شعير إلى سنة ففداها

_ - له: «عفير» ، وسيفه يقال له: «ذو الفقار» ، ودرعه ذات الفضول» . اه: السنن الكبرى وأخرج ابن سعد في «الطبقات» - ذكر درع رسول الله صلى الله عليه وسلّم 1/ 172- 173 بلفظ: عن محمد بن مسلمة، قال: رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم «أحد» درعين: درعه ذات الفضول» اه: الطبقات. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني 11/ 111 رقم: 11208. وانظر: «الجامع الصغير» للسيوطي مع شرحه «فيض القدير» للمناوي 5/ 175- 176 رقم: 6854. (1) حديث: « ... موشحة بالنحاس ... إلخ» . أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 111 حديث رقم: 11208 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم سيف قائمته من فضة ... وكانت له درع موشحة بالنحاس، يسمى ذات الفضول ... إلخ» اه: المعجم الكبير. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» 7/ 368: (2) عن رهن درعه صلى الله عليه وسلّم عند اليهودي ... إلخ. أخرج البخاري في «الجامع الصحيح المختصر» كتاب «المغازي» 3/ 1086 رقم: 275 الحديث بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها- «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير وقال أبو يعلى: حدثنا الأعمش «درع من حديد» . وقال معلى: حدثنا عبد الواحد، حدثنا الأعمش، وقال: «رهنه درعا من حديد» . اه: الجامع الصحيح المختصر. وانظر: أيضا «الجامع الصحيح ... » 4/ 1620 رقم: 41517. وانظر: «جامع الترمذي» 3/ 519: رقك: 1214: عن ابن عباس. وانظر: «سنن النسائي المجتبى» «البيوع 7/ 303 رقم: 4651: عن ابن عباس. وانظر: «سنن ابن ماجه» (الأحكام) 2/ 815 رقم: 2438: عن أسماء بنت يزيد. وانظر: «مسند الإمام أحمد» - مسند بني هاشم- الأحاديث تحت أرقام: 2005، 2589، 3234. و «باقي مسند المكثرين» رقم: 6828. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني 11/ 268 رقم: 11697، 11/ 299 رقم: 1179، 24/ 1766 رقم: 444، 24/ 182 رقم: 460: عن أسماء بنت يزيد. وقال ابن القيم: في «زاد المعاد» بحاشية «المواهب» 1/ 115: « ... وكان له سبعة أدرع: ذات الفضول، وهي التي رهنها عند «أبي الشحم» اليهودي- رجل من بني ظفر الطبقات 1/ 173- على شعير لعياله، وكان ثلاثين صاعا، وكان الدين إلى سنة، وكانت الدرع من حديد» اه: زاد المعاد بتصرف. وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 513: « ... وكانت له درع يقال لها؛ ذات الفضول لطولها، أرسل بها إليه «سعد بن عبادة» حين-

«أبو بكر» رضي الله عنه بعد موته «1» عليه السلام، (و) كان له صلى الله عليه وسلّم (درعان أصابهما من بني قينقاع، يقال لأحدهما: السغدية) - بضم السين المهملة وسكون الغين المعجمة «2» - نسبة إلى سغد- كقفل- وهو «سمرقند «3» » - وبفتح السين وسكون العين المهملتين- نسبة إلى السعد- كرعد- وهو موضع تصنع به الدروع «4» . (ويقال: كانت عنده صلى الله عليه وسلّم درع داود عليه السلام التي لبسها لما قتل جالوت «5» ) .

_ - سار إلى «بدر» ... » اه: تاريخ الإسلام. وانظر: «الدرة المضية في السيرة النبوية» للحافظ عبد الغني المقدسي ص 46. (1) عن افتكاك درع رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الرهن ... الخ قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 5/ 142 حديث رقم: 2374: « ... وذكر ابن الطلاع في «الأقضية النبوية» أن «أبا بكر» افتك الدرع، بعد النبي صلى الله عليه وسلّم؛ لكن روى ابن سعد: عن جابر، أن أبا بكر- رضي الله عنه- قضى عدات النبي صلى الله عليه وسلّم، وأن عليّا- رضي الله عنه- قضى ديونه. وروى إسحاق بن راهوية في مسنده، عن الشعبي مرسلا، أن أبا بكر افتك الدرع، وسلمها لعلي ابن أبي طالب، رضي الله عنه. وأما من أجاب بأنه صلى الله عليه وسلّم افتكها قبل موته فمعارض بحديث عائشة- المتقدم. (2) ذكر المؤلف- رحمه الله تعالى- هنا درعا واحدة، وهلي «السغدية» ، ولم يذكر الدرع الثانية التي ذكرها ابن سعد في «الطبقات» - ذكر درع رسول الله صلى الله عليه وسلّم- 1/ 172 بلفظ: «عن مروان ابن أبي سعيد بن المعلى قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم من سلاح بني قينقاع درعين: درع يقال لها: «السغدية» ، ودرع يقال لها: «فضة» اه: الطبقات. وقال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 513: « ... ودرعان من بني قينقاع، وهما: «السغدية» ، و «فضة» ، وكانت «السغدية» درع «عكبر القينقاعي» ، وهي درع «داود» التي لبسها حين قتل جالوت» اه: تاريخ الإسلام للذهبي. وانظر: «زاد المعاد ... » لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 116. وانظر: «الدرة المضية ... » للإمام عبد الغني المقدسي ص 46. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» 7/ 368. (3) حول «السغد» . قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «السغد بالضم بساتين نزهة، وأماكن مثمرة بسمرقند. (4) حول «سمرقند» قال صاحب القاموس: « ... بلد يعمل فيه الدروع، وقيل: قبيلة ... إلخ» اه: القاموس. (5) و «جالوت» . قال عنه الإمام السهيلي في «التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن» ص 30: «وجالوت رجل من العماليق، وهم بنو عملاق بن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح، -

(وكانت له صلى الله عليه وسلّم قوس من شحوط «1» ) - بشين معجمة مفتوحة فواو ساكنة فمهملتين-: ضرب من شجر الجبال، وكانت (تدعى «2» الروحاء) . «و» كانت له صلى الله عليه وسلّم (قوس من/ شوحط) أيضا، وكانت (تدعى البيضاء) . (و) كانت له (قوس من نبع «3» ) - بفتح النون وسكون الباء الموحدة، وعين مهملة-: شجر من شجر الجبال تتخذ منه القسي، ومن أغصانه السهام صلى الله عليه وسلّم. قيل: هو الشحوط، وقيل: غيره. (و) كانت (تدعى الصفراء «4» ) ، (و) كانت له صلى الله عليه وسلّم (قوس تدعى الكتوم «5» ) ؛ لانخفاض صوتها إذا رمي عنها، كسرت يوم «أحد» فأخذها «قتادة بن النعمان «6» » ،

_ - وأن البربر من نسله في أحد الأقوال ... » اه: التعريف والإعلام. (1) حول «الشحوط» انظر: ما ذكرناه سابقا. (2) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «تسمى» «تدعى» وكلاهما صواب. (3) عن «النبع» قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «شجر للقسى والسهام، ينبت في قلة الجبال، والنابت في السفح: الشريان، وفي الحضيض: الشحوط» . اه: القاموس. (4) عن أقواسه صلى الله عليه وسلّم «الصفراء» و «البيضاء» : قال ابن سعد في «الطبقات» 1/ 174: « ... وثلاثة قسى ... وقوس من شحوط تدعى البيضاء وقوس صفراء تدعى الصفراء من نبع» اه: الطبقات. وانظر: «زاد المعاد» لابن القيم بحاشية «المواهب اللدنية» 1/ 116. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 42. (5) عن قوسه صلى الله عليه وسلّم «الكتوم» قال ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 116: « ... وكانت له ست قسي» : ... والكتوم كسرت يوم «أحد» ، فأخذها «قتادة بن النعمان» . اه: زاد المعاد. وانظر: «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- للإمام الذهبي ص 514. (6) و «قتادة ... » ترجم له ابن عبد البر في «الاستيعاب» 3/ 248- 251 فقال: «قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد ... الأنصاري، يكنى: أبا عمرو، وقيل: أبا عمر ... عقبى شهد «بدرا» ، والمشاهد كلها، وأصيبت عينه يوم «بدر» ، وقيل: يوم الخندق. قال: وقيل: يوم «أحد» ، فسالت حدقته، فأرادوا قطعها، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلّم فدفع حدقته بيده، حتى وضعها موضعها، ثم غمزها براحته، وقال: «اللهم أكسها جمالا» فمات، وإنها لأحسن عينيه، وما مرضت بعد. قال أبو عمر: الأصح، والله أعلم أن عين قتادة أصيبت يوم «أحد ... » . وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: إن قتادة بن النعمان رميت عينه يوم «أحد» فسالت حدقته على وجهه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال يا رسول الله: إن عندي امرأة أحبها؛ وإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرني فردها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيده فاستوت، وكانت أقوى عينيه وأصحهما. وكان-

(و) كانت له صلى الله عليه وسلّم (الجعبة) - بضم الجيم- قاله ابن حجر «1» ، وقيل: - بفتحها- قاله [] «2» . قال العلامة سيدي عبد الرحمن بن محمد الفاسي- رحمه الله تعالى-: ولعله الصواب، وهي الكنانة- بكسر الكاف- كان يضع نبله، وكانت (تدعى الكافور «3» ) ، وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه كان له كنانة تسمى «ذات الجمع «4» » . (ويقال: إن رجلا أهدى للنبي صلى الله عليه وسلّم ترسا عليه تمثال عقاب) أو كبش (فوضع صلى الله عليه وسلّم يده عليه فأذهب الله عز وجل ذلك التمثال «5» ) .

_ - من فضلاء الصحابة، وكانت وفاته في سنة ثلاث وعشرين، وقيل: أربع وعشرين، وهو ابن خمس وستين سنة، وصلى عليه «عمر بن الخطاب» ونزل في قبره «أبو سعيد الخدري» ، وهو أخوه لأمه- رضي الله عنهم أجمعين-» اه: الاستيعاب. وانظر: «الإصابة» لابن حجر 3/ 225- 226 رقم: 7076. (1) قول ابن حجر: «الجعبة ... إلخ» . ذكره في كتابه «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» باب إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ 7/ 361- 362 عند شرحه لحديث أنس- رضي الله عنه- رقم: 4064 فقال: « ... لما كان يوم «أحد» انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلّم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلّم مجوب عليه بجحفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين، أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة- بضم الجيم وسكون العين المهملة بعدها موحدة، هي الالة توضع فيها السهام- من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة ... الخ» اه: فتح الباري. (2) ما بين القوسين المعكوفين كلمة لم أستطع قراءتها. (3) حول جعبته صلى الله عليه وسلّم الكافور، قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية ص 514: « ... وكانت جعبته تدعى الكافور» اه: تاريخ الإسلام. (4) حديث ابن عباس عن كنانته «ذات الجمع» أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 111 رقم: 11208 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم سيف قائمته من فضة ... وكانت له كنانة يسمى الجمع ... إلخ» . اه: المعجم الكبير للطبراني. وقد نقلنا فيما سبق آراء العلماء في درجة الحديث. وقال ابن القيم في «زاد المعاد ... » بحاشية «المواهب» 1/ 118: « ... وكانت له كنانة تسمى الجمع» . اه: زاد المعاد. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 175. (5) عن هذا الترس ... إلخ.

وقال السهيلي: وكان له ترس فيما ذكر/ الطبري فيه تمثال كرأس الكبش، وكان عليه السلام يكرهه فيه؛ فأصبح ذات يوم، وقد أمحى، ولم يبق فيه أثر. (وكانت له صلى الله عليه وسلّم راية «1» سوداء* مخملة** مربعة. (تسمى

_ - أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 173 بلفظ: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت مكحولا يقول: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ترس فيه تمثال رأس كبش، فكره النبي صلى الله عليه وسلّم مكانه، فأصبح، وقد أذهبه الله» اه: الطبقات. وحول الموضوع انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «دلائل النبوة» للإمام البيهقي 6/ 81. ب- «المصنف» للإمام ابن أبي شيبة، كتاب «الفضائل» باب ما أعطى الله- تعالى- محمدا صلى الله عليه وسلّم 10/ 503 حديث رقم: 11828، وكتاب «العقيقة» رقم: 5252. ج- «تاريخ الإسلام» للذهبي- السيرة النبوية- ص 514 وفيه: « ... وأهدى له ترس فيه تمثال عقاب، أو كبش، فوضع يده عليه فأذهب الله ذلك التمثال» اه: تاريخ الإسلام. د- كتاب «الإشارة إلى سيرة المصطفى» للحافظ مغلطاي- الالة الحربية صلى الله عليه وسلّم ص 390. هـ- «المواهب اللدنية» للقسطلاني مع شرحها للزرقاني 3/ 381. (1) عن راية رسول الله السوداء ... إلخ. قال ابن حجر في «فتح الباري ... » كتاب الجهاد 6/ 127: « ... وأورد حديث البراء؛ أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلّم كانت سوداء مربعة من نمرة، وحديث ابن عباس: كانت رايته سوداء، ولواؤه أبيض أخرجه الترمذي» - الجهاد رقم: 1603- وابن ماجة- الجهاد الحديث رقمي: 2806، 2808. وعن الفرق بين اللواء والراية ... قال ابن حجر في «فتح الباري ... » كتاب «الجهاد» : باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلّم 6/ 127: « ... اللواء- بكسر اللام والمد- هي الراية، ويسمى أيضا العلم، وكان الأصل أن يمسكها رئيس الجيش، ثم صارت تحمل على رأسه وقال أبو بكر بن العربي: اللواء غير الراية، فاللواء ما يعقد في طرفه الرمح، ويلوي عليه، والراية ما يعقد فيه يترك حتى تصفقه الرياح. وقيل: اللواء دون الراية: وقيل: اللواء العلم الضخم، والعلم علامة لمحل الأمير يدور معه حيث دار والراية يتولاها صاحب الحرب ... إلخ» اه: الباري. وانظر «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 173. (*) قوله: « ... راية سوداء ... إلخ» . قال السيوطي في «شرح سنن ابن ماجة» : قال ابن المالك، أي: ما غالب لونه أسود بحيث من البعيد أسود لا أنه غالب خالص السواد؛ لما في الترمذي من أنها كانت من نمرة، قال القاري: والنمرة بردة فيها تخطيط سواد وبياض كلون النمر الحيوان المشهور. اه: شرح سنن ابن ماجه. (**) وعن الخمل قال صاحب القاموس: الخمل هدب القطيفة ونحوها.

العقاب «1» ) - بالضم كاسم الطائر- وتسمى أيضا النمراء؛ لكون لونها لون النمر فيه بياض وسواد «2» . والمخمل: اسم مفعول من أخمل ما جعل له خمل، أي: أهداب كالقطيفة ونحوها. (وكان لواؤه صلى الله عليه وسلّم أبيض «3» ) ، وقيل: كانت له ألوية: أبيض، وأسود، وأغبر «4» .

_ (1) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «يقال لها العقاب «بدل» تسمى العقاب» وكلاهما صواب. وعن الراية المسماة ب «العقاب» . قال ابن حجر في «فتح الباري ... » كتاب «الجهاد» 6/ 127: « ... وقيل: كانت له راية تسمى العقاب سوداء مربعة ... إلخ» اه: فتح الباري. وانظر: «شرح سنن ابن ماجة» للسيوطي ص 202. (2) عن لون العقاب انظر: ما ذكرناه سابقا. (3) أخرج الترمذي حديث جابر- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم دخل مكة ولواؤه أبيض. وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام ... » - المغازي-: «وقال أيمن بن نائل، حدثني قدامة بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يرمي جمرة العقبة على ناقة حمراء» وفي رواية: «صبهاء ... » اه: تاريخ الإسلام. وانظر «فتح الباري ... » كتاب الجهاد 6/ 127. (4) عن ألوان «لواء» رسول الله صلى الله عليه وسلّم. أخرج الترمذي في جامعة كتاب «الجهاد» حديث رقم: 1603 بلفظ: حدثنا يونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم- قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب أن أسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «كانت سوداء مربعة من نمرة» . قال أبو عيسى: وفي الباب عن علي، والحارث بن حسان، وابن عباس. قال أبو عيسى: وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة اه: جامع الترمذي. وفي نفس المصدر- جامع الترمذي- حديث رقم: 1604، ذكر حديث ابن عباس فقال: « ... كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلّم سوداء ولواؤه أبيض» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه: عن ابن عباس. وحول الموضوع انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «سنن الإمام أبي داود» كتاب «الجهاد» حديث رقم: 2224، 2226. ب- «سنن ابن ماجة» كتاب «الجهاد» حديث رقم: 2806، 2808. ج- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 371.

وعن عروة «1» : «إن أول ما حدثت الرايات يوم خيبر «2» » ، وما كانوا يعرفون قبل ذلك إلا الألوية «3» » . قال أبو ذر الخشني: «اللواء ما كان مستطيلا، والراية: ما كان مربعا» . وقال ابن حجر «4» : «الراية- بمعنى اللواء- وهو العلم الذي يحمل في الحرب يعرف به موضع صاحب الجيش، وقد يحمله أمير الجيش، وقد يدفعه لمقدم العسكر» . انتهى. وكان مكتوب في لوائه ورايته صلى الله عليه وسلّم: لا إله إلا الله محمد رسول الله «5» . (وكان له صلى الله عليه وسلّم مغفر «6» ) - كمنبر- من حديد.

_ (1) و «عروة ... » ترجم له ابن حجر في «التقريب» ص 389 رقم: 4561 فقال: هو «عروة بن الزبير بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدنى، ثقة فقيه مشهور من الطبقة الثالثة. مات سنة أربع وتسعين ومائة على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة «عثمان» - رضي الله عنه- أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه: التقريب. (2) انظر: «غزوة خيبر» المتقدمة، وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 3/ 39. (3) قول عروة: «إن أول ... إلخ» : ذكره الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» «المغازي» غزوة خيبر 7/ 477. فقال: « ... وقد ذكر ابن إسحاق، وكذا أبو الأسود عن «عروة» أن أول ما وجدت ... إلخ» اه: فتح الباري. (4) قول ابن حجر- رحمه الله تعالى- تقدم ذكره. (5) حول قوله: «وكان مكتوب ... الخ» قال ابن حجر في «فتح الباري ... » كتاب «المغازي» - غزوة خيبر- 7/ 476- 477 حديث رقم: 4209، 4210: « ... وعند ابن عدي، على أبي هريرة: «وزاد مكتوبا فيه: لا إله إلا الله ... إلخ» وسنده واه. اه: فتح الباري. (6) عن مغفره صلى الله عليه وسلّم الذي يقال له: « ... السبوغ ... إلخ» قال ابن القيم في «زاد المعاد» بحاشية «المواهب اللدنية» 1/ 116 « ... ومغفر ... يقال له: السبوغ، أو ذو السبوغ» اه: زاد المعاد. وانظر: تاريخ الإسلام للذهبي ص 514. وانظر: «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 392. وحديث: المغفر عموما المتفق عليه من رواية أنس بن مالك- رضي الله عنه- أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» ، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح؟ حديث رقم: 4286 بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلّم دخل مكة يوم الفتح، وعلى رأسه المغفر» اه: فتح الباري. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب «الحج» ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، حديث رقم: 1357. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 381.

(يقال له: السبوغ) أو ذو السبوغ، والمغفر/ يلبسه الدراع على رأسه، ومن زرد الحديد ونحوه تحت القلنسوة. [أفراس رسول الله صلى الله عليه وسلّم] (ويقال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أفراس منها: الورد «1» ) وهو لون بين الكميت والأشقر (أهداه له عليه السلام تميم الداري) فأعطاه «عمر بن الخطاب» - عليه السلام- فحمل عليه في سبيل الله، ثم وجده يباع برخص فهم أن يشتريه، وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «لا تشتره، ولا تعده في صدقتك ... «2» » الحديث. (ومنها الظرب «3» ) بالمعجمة المفتوحة، وكسر الراء وبالموحدة آخره، كواحد

_ (1) عن فرسه صلى الله عليه وسلّم المسمى بالورد: أخرج ابن سعد في «الطبقات» ذكر خيل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ودوابه 1/ 175 بلفظ: أخبرنا «محمد بن عمر ... » ... وأهدى تميم الداري لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فرسا يقال له: الورد؛ فأعطاه «عمر بن الخطاب» فحمل عليه في سبيل الله، فوجده بياع اه: الطبقات. (2) حديث: « ... لا تشتره ... إلخ» متفق عليه من رواية زيد بن أسلم، رضي الله عنه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الهبة» رقم: 2430 بلفظ عن زيد بن أسلم، عن أبيه، سمعت «عمر بن الخطاب» يقول: حملت على فرس في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه منه، وظننت أنه بائعه برخص؛ فسألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «لا تشتره، وإن أعطاكه بدرهم واحد؛ فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه» . وانظر: البخاري كتاب «الجهاد» تحت أرقام: 2442، 2748، 2781 اه: البخاري. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب «الهبات» حديث رقم: 3045. وانظر الحديث أيضا في: أ- سنن النسائي كتاب «الزكاة» رقم: 2568. ب- مسند الإمام مالك كتاب «مسند العشرة المبشرين بالجنة» حديث رقم: 161. ج- موطأ الإمام مالك كتاب «الزكاة» حديث رقم: 550. (3) عن «الظرب» - بوزن كتف-: قال مالك: في «الموطأ» 2/ 930 رقم: 1662: الجبيل الصغير. وانظر: «تنوير الحوالك شرح موطأ مالك» ص 224. وحديث «الظرب» أخرجه ابن سعد في «الطبقات» 1/ 175 فقال: « ... وأما الظرب؛ فأهداه له فروة بن عمرو الجذامي ... » . اه: الطبقات.

الظراب- وهو الروابي الصغار، أهداه له «فروة بن عمير الجذامي» . (ومنها السكب «1» ) - كصعب- ويحرك- كمدد- و (كان) السكب (أول فرس ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلّم) وأول فرس غزا عليه، وأول ما غزا عليه «أحدا» اشتراه بعشر أواق، وكان أغر محجلا طلق اليمين كميتا- أي: خالط حمرته قنوء «2» - وقيل: كان أسود (وكان له صلى الله عليه وسلّم فرس يقال له المرتجز) - بضم الميم وكسر الجيم- سمي بذلك لحسن صهيله؛ كأنه ينشد رجزا، وكان أبيض (وكانت له صلى الله عليه وسلّم/ بغلة يقال لها: دلدل «3» ) - كقنبر- (وهي أول بغلة ركبت في الإسلام) أهداها له «المقوقس» ،

_ - وقال الذهبي في (تاريخ الإسلام) : السيرة النبوية ص 518: « ... والظرب واحد الظراب، وهي الروابي الصغار؛ سمي به لكبره وسمنه، وقيل: لقوته؛ أو لحسن صهيله» اه: الطبقات. وحول الظرب انظر أيضا: 1- «زاد المعاد» لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 119. 2- «الجامع الصغير» للسيوطي 5/ 177 حديث رقم: 6856 حيث ذكر الحديث، وعزاه إلى البيهقي في السنن، عن سهل بن سعد، ورمز له بالصحة. وفى «فيض القدير» للمناوي قال: « ... وجملة أفراسه صلى الله عليه وسلّم سبعة متفق عليها جمعها الإمام ابن جماعة في بيت، فقال: والخيل: سكب لحيف ظرب ... لزاز مرتجز ورد لها أسوار اه: فيض القدير. (1) و «السكب» - بفتح السين المهملة، وإسكان الكاف وبالموحدة- يقال: فرس سكب؛ أي: كثير الجري؛ كأنما يصب جريه صبا. قال ثعلب: «إذا كان الفرس شديد الجري؛ فهو فيض وسكب تشبيها بفيض الماء، وإنسكابه، وأصله من سكب الماء يسكب- بضم الكاف- وهو أول فرس ملكه ... إلخ» اه: المواهب. وعن السكب قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية ص 518 « ... وأول فرس ملكه السكب، وكان اسمه عند الأعرابي «الضرس؛ فاشتراه منه بعشر أواق، أول ما غزا عليه «أحدا» ليس مع المسلمين غيره» اه: تاريخ الإسلام. وقال ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 119: «وكان أغرّ محجلا طلق اليمين كميتا. وقيل: كان أدهم» . اه: زاد المعاد. وانظر: كتاب «الحلية في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام» ص 47 للإمام/ الصحابي التاجي. «ت 695 هـ» تحقيق/ الدكتور/ حاتم صالح الضامن. (2) حول قوله: «خالط حمرته ... إلخ» انظر: «القاموس المحيط» . (3) و «دلدل» - بضم الدالين المهملتين- وحديث بغلته صلى الله عليه وسلّم المسماة ب «دلدل» أخرجه الحاكم-

وقيل: غيره. وكانت شهباء، وعاشت بعده صلى الله عليه وسلّم حتى كبرت وزالت أضراسها، فكان يجرش لها الشعير «1» ، وبقيت إلى زمن «معاوية» ، وكانت ب «ينبع» . (وكان له صلى الله عليه وسلّم حمار يقال له: عفير «2» ) - بالمهملة كزبير- أهداه له «المقوقس

_ - في «المستدرك» 2/ 665 رقم: 4208 بلفظ: عن علي قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فرس يقال له: المرتجز ... وبغلته «دلدل» ... » . اه: المستدرك. قال الذهبي في التلخيص: حسان بن على ضعفوه. وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» ذكر خيل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ودوابه 1/ 172 بلفظ: عن محمد بن عمر، حدثنا موسى بن إبراهيم، عن أبيه، قال: «كانت دلدل بغلة النبي صلى الله عليه وسلّم أول بغلة ركبت في الإسلام، وأهداها له «المقوقس» ، وأهدى معها حمارا يقال له: «عفير» ... » اه: الطبقات. وانظر في نفس المصدر حديث ابن عباس. وانظر: بقية أحاديث الباب. وانظر: «السنن الكبرى للبيهقي 10/ 26 رقم: 1959. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني 11/ 111 رقم: 111208. وانظر: «فتح الباري» لابن حجر 6/ 75. وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبى ص 519- السيرة النبوية. وانظر: «الإشارة» للحافظ مغلطاي- دوابه- صلى الله عليه وسلّم وما كان له من الخيل والإبل والغنم ص 383- 389. والحديث ذكره السيوطي في «الجامع الصغير» مع شرحه «فيض القدير» 5/ 176 رقم: 6854، وعزاه للطبراني في الجامع الكبير. قال المناوي: « ... دلدل ... أهداها له يوحنا ملك أيلة، وظاهر البخاري؛ أنه أهداها له في غزوة حنين» ، وقد كانت هذه البغلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبل ذلك. قال القاضي: «ولم يرد أنه كانت له بغلة غيرها ذكره النووي، وتعقبه الجلال البلقيني: بأن البغلة التي كان عليها يوم «حنين» غير هذه ففي مسلم أنه كان على بغلة بيضاء، أهداها له «الجذامي» . قال: وفيما قاله القاضي نظر؛ فقد قيل: كان له: «دلدل» و «فضة» ، وهي التي أهداها له: ابن العلماء و «الأيلية» ، وبغلة أهداها له «كسرى» ، وأخرى من «دومة الجندل» ، وأخرى من النجاشي كذا في سيرة مغلطاي الإشارة ص 385، 387. وفي الهدي: كان له من البغال «دلدل» وكانت شهباء، أهداها له «المقوقس» ، وأخرى اسمها «فضة» ، أهداها له صاحب دومة الجندل ... » اه: فيض القدير. وقد سبق بيان درجة الحديث. (1) قوله: «يجرش لها الشعير» : يعنى يدق. (2) حديث وكان له «حمار» يقال له «عفير» : أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 1046 رقم: 2701 بلفظ: عن معاذ بن جبل قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلّم على حمار يقال له «عفير» . -

مع البغلة، وقيل: كان أشهب. [نوقه صلى الله عليه وسلّم] (وكانت له صلى الله عليه وسلّم من النوق العضباء، والقصواء «1» ) .

_ - وأخرجه مسلم في صحيحه 1/ 58 رقم: 30. وانظر: السنن للإمام أبي داود 3/ 25 رقم: 2559: عن معاذ بن جبل. وانظر السنن الكبرى للبيهقي 10/ 25 رقم: 19589. وانظر: المعجم الكبير للطبراني 10/ 148 رقم: 10274، 20/ 127 رقم: 256. والحديث عزاه السيوطي في «الجامع الصغير» مع شرحه «فيض القدير» للمناوي 5/ 174 رقم: 6851 إلى الإمام أحمد: عن علي، وإلى الطبراني في «المعجم الكبير» ، عن ابن مسعود، ورمز له بالحسن قال المناوي في «فيض القدير» «كان له حمار ... عفير» بضم العين المهملة وفتح الفاء وسكون التحتية بعدها راء- تصغير أعفر، خرجوه عن بناء أصله- كسويد- تصغير أسود من العفرة، وهي حمرة يخالطها بياض ذكره جمع، ووهموا عياضا في ضبطه بغين معجمة. قال ابن حجر: وهو غير الحمار الاخر الذي يقال له: «يعفور» . وزعم ابن عبدوس: «أنهما واحد، رواه الدمياطي؛ فقال: «عفير» أهداه له «المقوقس» ، و «يعفور» أهداه له «فروة بن عمرو» ، وقيل: بالعكس ... إلخ» فيض القدير. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 174- 175. وانظر: «الكامل في التاريخ» للحافظ ابن الأثير 2/ 180. (1) عن «العضباء» و «القصواء» قال ابن حجر في «فتح الباري» باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلّم كذا أفراد في الترجمة ... الخ 6/ 74، 83 حديث رقم: 2717. « ... العضباء- بفتح المهملة وسكون المعجمة بعدها موحدة ومد-: هي مقطوعة الأذن، أو المشقوقة قال ابن فارس: كان ذلك لقبا لها لقوله: تسمى العضباء، ولقوله: يقال لها العضباء؛ ولو كانت تلك صفة لها لم يحتج لذلك. وقال الزمخشرى: العضباء منقول من قولهم: ناقة عضباء؛ أي: قصيرة اليد. واختلف: هل العضباء هي القصواء، أو غيرها فجزم الحربى بالأول وقال: تسمى العضباء، والقصواء، والجدعاء، وروى ذلك ابن سعد، عن الواقدي. وقال غيره: بالثاني. وقال الخليل: العضباء: المشقوقة الأذن. قال أبو عبيدة: القصواء: المقطوعة الأذن عرضا، والعضباء: المقطوعة: النصف فما فوق وحديث: «العضباء» و «القصواء» انظر في: أ- «الجامع الصحيح المختصر» للإمام البخاري: 2/ 974 رقم: 2581، 3/ 1053 رقم: 1053، 4/ 1598 رقم: 4139، 5/ 275 رقم: 3091، 3786. 3/ 1053-

بفتح القاف مع المد والقصر- وقيل: - بالضم والقصر- وأنكره ابن بري. و (مروة وكانت لقحة «1» ) أي: ذات لبن. (وكانت له صلى الله عليه وسلّم) ناقة يقال لها: (البغوم «2» ) - بموحدة فغين معجمة مضمومتين. وواو ساكنة- وهو صوت الناقة التي

_ - رقم: 2716 بلفظ: عن حميد قال: سمعت أنسا- رضي الله عنه- يقول: «كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلّم يقال لها: العضباء» . وانظر: «صحيح مسلم» : 2/ 1045 رقم: 1365، 3/ 326 رقم: 1218. وانظر: «السنن» للإمام أبي داود 2/ 1954198، 3/ 239 رقم: 3316، 4/ 253 رقم: 4802. وانظر: سنن النسائي «المجتبى» 7/ 168 رقم: 4226. وانظر: الحاكم المستدرك 4/ 51 رقم: 6851. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني 1/ 347 رقم: 1049، 2/ 95 رقم: 1421، 3/ 261 رقم: 3350، 3/ 262 رقم: 3352، 18/ 191 رقم: 454، 22/ 203 رقم: 533، 24/ 178 رقم: 448. وانظر: «صحيح ابن حبان» بترتيب ابن بلبان 2/ 477 رقم: 703، 9/ 187 رقم: 3875، 16/ 133 رقم: 7173. وانظر: «صحيح ابن خزيمة» 4/ 262 رقم: 4/ 292، 4/ 310 رقم: 2953. وانظر: «الطبقات» لابن سعد- ذكر خيل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ودوابه 1/ 176. وانظر: «الجامع الصغير» للسيوطي 5/ 175 رقم: 2953. وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير. وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي- السيرة النبوية- ص 520. (1) و «اللقحة» : الناقة القريبة العهد بالنتاج، وناقة لقوح: إذا كانت غزيرة اللبن، وجمعها: لقاح- بكسر اللام وفتحها- اه: النهاية لابن الأثير. وعن «مروة» لقحته صلى الله عليه وسلّم قال ابن سعد في «الطبقات» 1/ 178: « ... فكانت مهرة أرسل بها» سعد بن عبادة «من نعم بني عقيل، وكانت غزيرة» اه: الطبقات. وقال ابن القيم في «زاد المعاد ... » بحاشية «المواهب» 3/ 390. « ... مروة ... وقد أرسل بها إليه «سعد بن عبادة» ... إلخ» اه: زاد المعاد. وانظر: «الإشارة» للحافظ/ مغلطاي ص 388. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 392. (2) عن ناقته صلى الله عليه وسلّم المسماة بالبغوم: أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 177- ذكر لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلّم « ... حدثنى معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ... لقاح، وهي التي أغار عليها القوم بالغابة، وهي عشرون لقحة ... وكان فيها لقائح لها غزر: الحناء ... والبغوم ... إلخ» . اه: الطبقات.

لا تفصح به (وكان* له صلى الله عليه وسلّم مائة من الغنم «1» ) «لا يريد أن يزيد على ذلك كلما ولد الراعي بهمة ذبح مكانها شاة «2» » . قال اليعمري**: وكانت له شاة- زاد في العيون-: يختص بشرب لبنها تسمى

_ - وحول: «البغوم» انظر أيضا المراجع الاتية: أ- «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير 2/ 180. ب- «تلقيح فهوم أهل الأثر» للإمام ابن الجوزي- ذكر لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلّم- ص 41. ج- «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 392. (*) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «وكانت له» «بدل» وكان له كلاهما صواب. (1) حديث: «وكان له صلى الله عليه وسلّم مائة من الغنم ... إلخ» . أخرجه الإمام أبو داود في سننه 1/ 35 رقم: 142 بلفظ: ... عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه: لقيط بن صبرة قال: كنت وافد بني المنتفق، أو في وفد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- قال: فأمرت لنا بخريزة فصنعت لنا، قال: وأتينا بقناع- ولم يقل قتيبة القناع- والقناع: الطبق فيه تمر. ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «هل أصبتم شيئا، أو أمر لكم بشيء؟ قال: قلنا: نعم يا رسول الله فبينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم جلوس إذا دفع الراعى غنمه إلى المراح، ومعه «سخلة» تيعر، فقال: «ما ولدت يا فلان» ؟. قال: بهمة. قال: «فاذبح لنا مكانها شاة» ثم قال: «لا تحسبن» ولم يقل: لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد؛ فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها ... إلخ» اه: السنن للإمام أبي داود. والحديث أخرجه الحاكم في «المستدرك» 4/ 123 رقم: 7067. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وحول الحديث انظر: أ- «مسند الإمام الشافعي» ص 15. ب- «صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان» 3/ 332 رقم: 1054. د- «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- ص 521. هـ- «زاد المعاد ... » بحاشية «المواهب» 1/ 121. و «سبل الهدى والرشاد ... » للصالحي 7/ 412. (2) من أول قوله: «لا يريد أن يزيد» إلى قوله: «شاة» مقتبس من حديث الإمام أبي داود المتقدم. (**) و «اليعمري» هو: «الحافظ أبو الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري» المتوفى-

«غوثة «1» » ، وقيل: «غيثة» - وشاة تسمى «قمر «2» » وعنز تسمى «اليمن» ، وكانت له سبع «3» أعنز منائح. ترعاهن/ «أم أيمن» وتروح كل ليلة للبيت الذي يرقد فيه صلى الله عليه وسلّم وكان يسميهن بأسماء؛ فمنهن: «بركة» - بفتح الراء- و «زمزم» و «سقيا» - بضم السين- و «عجوة» - بفتح العين وسكون الجيم- و «ورسة» - بكسر الراء- و «إطلال» ، و «إطراف «4» » .

_ - سنة 734 هـ صاحب كتاب «السيرة النبوية: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير» . (1) «غوثة» - بغين معجمة ومثلثة- وقيل: «غيثة» بياء بدل الواو ... إلخ اه: المواهب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد» للإمام الصالحي 4/ 412 الباب السادس في شياهه ومنائحه- صلى الله عليه وسلّم. (2) عن شاته- صلى الله عليه وسلّم- المسماة «قمر» أخرج الإمام ابن سعد في «الطبقات» - ذكر منائح رسول الله صلى الله عليه وسلّم- من الغنم 1/ 179 بلفظ: عن مكحول؛ أنه سئل عن جلد الميتة فقال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم شاة تسمى «قمر» ففقدها يوما فقال: «ما فعلت قمر؟» فقالوا: ماتت يا رسول الله. قال: «فما فعلتم بإهابها- جلدها؟ - قالوا: ميتة. قال: «دباغها طهورها» اه: الطبقات. وانظر: «زاد العاد» لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 121. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 412. (3) عن أعنزه السبع ... إلخ أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 178 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم سبع أعنز ترعاهن أم أيمن» اه: الطبقات. (4) عن أسماء أعنزه صلى الله عليه وسلّم. أخرج ابن سعد في «الطبقات» ذكر منائح رسول الله صلى الله عليه وسلّم 1/ 178 حديثا بلفظ: « ... عن إبراهيم بن عبد الله- من ولد عتبة بن غزوان- قال: «كانت منائح رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الغنم سبعا: «عجوة» و «زمزم» ... » الحديث اه: الطبقات. وحول أسماء أعنزه صلى الله عليه وسلّم انظر أيضا: أ- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ذكر منائح رسول الله صلى الله عليه وسلّم ص 41. ب- كتاب «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 389. ج- «عيون الأثر» لابن سيد الناس 2/ 423. د- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 411- 413.

[تركة النبي صلى الله عليه وسلّم*] (ويقال: ترك) النبي صلى الله عليه وسلّم (يوم مات ثوبي حبرة) من قطن، تتنج باليمن فيها

_ (*) حول تركة النبي صلى الله عليه وسلّم نقول: هل يوجد شيء من آثار الرسول صلى الله عليه وسلّم في العصر الحاضر؟! أجاب على السؤال السابق الدكتور/ ناصر بن عبد الرحمن الجديع في كتابه «التبرك: أنواعه وأحكامه» ص 256- 260 فقال: «قبل الإجابة عن هذا السؤال أحب أن أنبه على أن حكم التبرك باثار الرسول صلى الله عليه وسلّم باق على مشروعيته، لا يقتصر على الصحابة- رضي الله عنهم- أو التابعين فقط- رحمهم الله تعالى-؛ فإن بركة آثار الرسول صلى الله عليه وسلّم- باقية فيها، وليس هناك ما يرفعها. وإجابة عن السؤال الأنف الذكر لابد من بيان الأمور الاتية: أولا: جاء في صحيح البخاري كتاب «الوصايا» الباب الأول 3/ 186 رقم: 2588، 4192: عن عمرو بن الحارث- رضي الله عنه- أنه قال: «ما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلّم عند موته درهما ولا دينارا، ولا عبدا، ولا أمة، ولا شيئا إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضا جعلها صدقة» . ولا شك أن هذا يدل على قلة ما خلفه الرسول صلى الله عليه وسلّم من أدواته الخاصة. ثانيا: وردت أخبار عديدة بعد عصر الصحابة- رضي الله عنهم- والتابعين- رحمهم الله تعالى- إلى يومنا هذا تدل على حصول هذا التبرك باثار المصطفى- صلى الله عليه وسلّم- من قبل بعض الخلفاء، والعلماء والصالحين؛ وإن كان بعض هذه الأخبار ليس صحيحا؛ وهذا إما بسبب ضعف في روايته؛ أو لعدم صحة نسبة الأثر ذاته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهذا هو الأكثر. قال «أحمد بن إسماعيل بن محمد بن تيمور» «ت 1348 هـ» في كتابه «الاثار النبوية» بعد أن سرد الاثار المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وغيره بالقسطنطينية- عاصمة الخلافة العثمانية- قال: «لا يخفي أن بعض هذه الاثار محتمل الصحة؛ غير أنا لم نر أحدا من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي؛ فالله- سبحانه- أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب، ويتنازعها من الشكوك ... » اه: الاثار النبوية لتيمور بتصرف. ثالثا: ثبوت فقدان الكثير من آثار الرسول صلى الله عليه وسلّم على مدى الأيام والقرون بسبب الضياع، أو الحروب والفتن، وغير ذلك. ومن الأمثلة على هذا ما يأتي: 1- جاء في صحيحي البخاري، ومسلم- البخاري اللباس 7/ 53، مسلم اللباس والزينة، باب لبس النبي صلى الله عليه وسلّم خاتما من ورق 3/ 1656-: عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنه قال: «اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم خاتما من ورق؛ فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر- رضي الله- - عنه- ثم كان في يد «عمر» - رضي الله عنه-، ثم كان في يد «عثمان» - رضي الله عنه- حتى وقع في بئر أريس «نقشه: محمد رسول الله» . 2- فقدان البردة، والقضيب في آخر الدولة العباسية حين أحرقهما التتار عند غزوهم ل «بغداد» سنة 656 هـ. قال ابن كثير: في «البداية والنهاية» 6/ 8: «وقد توارث بنو العباس هذه البردة خلفا عن سلف، وكان الخليفة يلبسها يوم العيد على كتفيه، ويأخذ القضيب المنسوب إليه- صلوات الله وسلامه عليه- في إحدى يديه فيخرج وعليه من السكينة والوقار ما يصدع به القلوب، ويبهر به الأبصار» . 3- ذهاب نعلين ينسبان إلى النبي صلى الله عليه وسلّم في فتنة «تيمور لنك» بدمشق سنة 803 هـ. ومن الأسباب أيضا لفقدان (الاثار النبوية) وصية بعض من عنده شيء منها أن يكفن فيه إن كان لباسا كما في حديث «سهل بن سعد» الذي أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب «الأدب» 7/ 8 بلفظ: «جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ببردة ... فرآها عليه رجل من الصحابة فقال يا رسول الله:» ما أحسن هذه فاكسنيها؟! فقال: «نعم» فلما قام النبي صلى الله عليه وسلّم لأمه أصحابه ... فقال: رجوت بركتها حين لبسها وثبت في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلّم أعطى اللاتي يغسلن ابنته «إزاره» وقال: «أشعرنها إياه» اه: التبرك ص 248- 249. رابعا: من الملحوظ كثرة ادعاء وجود وامتلاك شعرات منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم في كثير من البلدان الإسلامية في العصور المتأخرة؛ حتى قيل: «إن في «القسطنطينية» وحدها ثلاثا وأربعين شعرة سنة 1327، ثم أهدى منها خمس وعشرون، وبقي ثماني عشرة» اه: ص 259 من كتاب «التبرك» . ولذا قال مؤلف كتاب «الاثار النبوية» بعد أن ذكر أخبار التبرك بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلّم من قبل أصحابه- رضي الله عنهم-: «فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد ذلك؛ فإنما وصل إليهم مما قسم بين أصحابه- رضي الله عنهم- غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها» اه: ص 259 من كتاب «التبرك ... » . على أنه في بعض الأماكن يحتفل بإخراجهما- علي طريقة خاصة- مرة واحدة، أو أكثر كل عام، في بعض المواسم كليلة السبع والعشرين من شهر رمضان، أو ليلة النصف من شعبان مثلا ... انظر: الاثار لتيمور ص 91، 95 من حاشية رقم: 7 من كتاب «التبرك» . ومن خلال ما تقدم؛ فإن ما يدعى الان بعض الأشخاص، أو في بعض المواضع من وجود بعض الاثار النبوية كالشعرات، أو النعال وغيرها موضع شك؛ فيحتاج في إثبات صحة نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم إلى برهان قاطع يزيل الشك الوارد؛ ولكن أين ذلك؟. يقول الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- في كتابه «التوسل وأنواعه» ص 146: « ... ونحن نعلم أن آثاره صلى الله عليه وسلّم من ثياب، أو شعر، أو فضلات، قد فقدت؛ وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، لا سيما مع مرور أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان-

خطوط حمراء خضر (وإزارا عمانيا) نسبة إلى عمان بلاد باليمن. (وثوبين صحاريين) - نسبة إلى صحار بمهملتين كغراب- قرية قرب اليمن، هي قصبة عمان، مما يلي الجبل، وقيل: من الصحرة، وهي حمرة خفيفة كالغبرة، يقال: ثوب أصحر، وصحاري. و (قميصا سحوليّا «1» ) - بفتح السين يعني أبيض- من قولهم: سحلت الشيء إذا قصدته نسبة إلى «سحول» قرية باليمن. (وجبة «2» ) قيل: هي ثوبان بينهما حشو (يمنية «3» وخميصة «4» ) ، وهي ثوب خز، أوصوف معلم، وقيل: كساء رقيق من

_ - على وجود تلك الاثار النبوية، ومع إمكان الكذب في ادعاء نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم للحصول على بعض الأغراض؛ كما وضعت الأحاديث، ونسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم كذبا وزورا. وعلى أى حال؛ فإن التبرك الأسمى والأعلى بالرسول صلى الله عليه وسلّم هو اتباع ما أثر عنه قول أو فعل، والاقتداء به، والسير على منهجه ظاهرا وباطنا، وإن في هذا الخير كله ... يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-: «كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي صلى الله عليه وسلّم في بركته لما آمنوا به وأطاعوه، فببركة ذلك حصل لهم سعادة الدنيا والاخرة؛ بل كل مؤمن آمن بالرسول وأطاعه حصل له من بركة الرسول صلى الله عليه وسلّم بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والاخرة ما لا يعلمه إلا الله» اه: كتاب التبرك ص 260. (1) «سحول» كصبور: موضع باليمن تنسج به الثياب، القاموس المحيط. (2) حول لبسه صلى الله عليه وسلّم «الجبة» انظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي- السيرة النبوية- ص 503. (3) من أول قوله: «ويقال: ترك يوم مات» إلى قوله: «يمنية» . ذكره الحافظ الذهبي في كتابه «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية- ص 516- 517 فقال: « ... وقال ابن فارس: يقال ترك يوم توفي صلى الله عليه وسلّم ثوبى حبرة ... الخ» ثم قال- رحمه الله تعالى-: « ... وأكثر هذا الباب كما ترى بلا إسناد، نقله هكذا ابن فارس، وشيخنا الدمياطي والله أعلم، هل هو صحيح أم لا؟!» . اه: تاريخ الإسلام بتصرف. وانظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي 11/ 212، 250، 337. وانظر: «عيون الأثر» لابن سيد الناس 2/ 418. (2) حول «الصحرة» انظر: القاموس المحيط. (4) وحديث «الخميصة» متفق عليه من رواية عائشة- رضي الله عنها-: أخرجه البخاري- الجامع الصحيح 177/ 146 رقم: 366 بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلّم صلّى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: «اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتوني بأنبجانية أبي جهم؛ فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي» . وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «كنت أنظر إلى علمها في الصلاة فأخاف أن تفتنني» . وانظر: أيضا نفس المصدر في المواضع الاتية: 1/ 262 رقم: 716، 5/ 2190 رقم: 4579. وأخرجه مسلم في صحيحه 1/ 391 رقم: 566، وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 457. وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي ص 501- 502.

صوف معلم، وغير معلم يلتحف به، كأنه من لباس الأشراف بأرض العرب. (وكساء أبيض وقلانس «1» ) : جمع قلنسوة، وهي غطاء قبطي «2» تستر به الرأس. قاله/ السيوطي في فتاويه* (صغارا لاطئة «3» ) ، أي: لاصقة بالرأس بقطرها، (ثلاثا أو أربعا، وإزارا طوله خمسة أشبار وملحفة «4» ) - بكسر الميم- وهي الملاءة التي يلتحف بها صغيرة أو كبيرة. (مورسة) أي: مصبوغة بالورس، وهو نبت يماني أصفر يتخذ منه الغرة للوجه.

_ (1) عن «القلانس ... إلخ» أخرج الإمام الذهبي في كتابه «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- باب ملابسه ص 491 قال: «قال خالد بن يزيد: ثنا عاصم بن سليمان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه كان يلبس القلانس البيض والمزرورات، وذوات الأذان» . «عاصم» هذا بصري متهم بالكذب «اه: تاريخ الإسلام» . (2) قوله: «قباطي» - نسبة إلى القبط- علي غير قياس، جمعه «قباطي» - بفتح القاف- أو «قباطي» - بضم القاف- كلمة يونانية، وهي ثياب من كتان بيض رقاق كانت تنسج بمصر، وهو منسوبة إلى القبط «اه: المعجم الوسيط بتصرف. (*) فتاوي الإمام السيوطي بحثت عنها فلم أصل إليها. (3) عن «القلانس اللاطئة» قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية ص 492- 493: «وعن بعضهم بإسناده واه: كانت له صلى الله عليه وسلّم عمامة تسمى «السحاب» يلبس تحتها القلانس اللاطئة ويرتدى ... » اه: تاريخ الإسلام. (4) حول: «الملحفة المورسة» انظر: «الطبقات» للإمام ابن سعد 1/ 451. وقال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 499- 500 «باب منه» : «وقال وكيع: نا ابن أبي ليلي، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن محمد بن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلّم فوضعنا له غسلا فاغتسل، ثم أتيته بملحفة ورسية، فاشتمل بها؛ فكأني انظر أثر الورس على عكنه» وقال هشام بن سعد، عن يحيى بن عبد الله بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصبغ ثيابته بالزعفران: قميصه، ورداءه، وعمامته «مرسل- ابن سعد في «الطبقات» 1/ 452» اه: تاريخ الإسلام بتصرف وزيادة. وأخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 452 بلفظ: عن «أم سلمة» - رضي الله عنها- قالت: «ربما صبغ لرسول الله صلى الله عليه وسلّم رداؤه بزعفران وورس «اه: الطبقات. وذكر الذهبي في «تاريخ الإسلام» حديث أم سلمة: وقال: وهذا إسناد عجيب مدني. وعن زيد بن أسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصبغ ثيابه حتى العمامة بالزعفران» . وقال الذهبي: وهذه المراسيل لا تقاوم ما في الصحيح من نهى النبي صلى الله عليه وسلّم عن التزعفر وفي لفظ: «نهي أن يتزعفر الرجل» ، ثم نهي عنه» اه: تاريخ الإسلام.

(وكان صلى الله عليه وسلّم يلبس يوم الجمعة) ويوم العيد (برده الأحمر ويعتم «1» ) بعمامة يرسلها بين كتفيه ويديرها ويغرزها. روى ابن حبان، عن ابن عمر- رضي الله عنهما-: أنه قيل له: كيف كان يعتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟!: «كان يدير كور العمامة على رأسه، ويغرزها بردائه، ويرخي ذؤابة بين كتفيه «2» » . وروى ابن أبي شيبة، عن علي أنه صلى الله عليه وسلّم عممه بعمامة، وترك طرفها على منكبيه «3» (وكانت له صلى الله عليه وسلّم ربعة «4» ) إسكندرانية من هدية «المقوقس» (فيها مرآة) قال ابن عباس

_ (1) حول قوله: «وكان صلى الله عليه وسلّم يلبس يوم الجمعة ... إلخ» . أخرج ابن سعد في «الطبقات» - ذكر لباس رسول الله صلى الله عليه وسلّم 1/ 148 بلفظ: «كان يلبس ... الحديث» اه: الطبقات. وقال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية ص 499: «قال حفص بن غياث، عن حجاج، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة» رواه هشيم، عن حجاج، عن أبي جعفر فأرسله» اه: تاريخ الإسلام للذهبي. (2) حديث: « ... كان يدير كور عمامته ... إلخ» ذكره الإمام الهيثمي في «مجمع الزوائد ... » 5/ 123 وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» ورجاله رجال الصحيح خلا «أبا عبد السلام» وهو ثقة اه: مجمع الزوائد. والحديث ذكره الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» وغزاه إلى الطبراني، والبيهقي، وأبي موسى المدني، وإسناده على شرط الصحيح إلا «أبا عبد السلام» وهو ثقة اه: سبل الهدى والرشاد. (3) الحديث أخرجه الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده ص 23 رقم: 145 بلفظ: عن علي- رضي الله عنه- قال: «عممني رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي ... » الحديث. وانظر الحديث في «السنن الكبرى» النسائي 5/ 498 رقم: 9758. وانظر: «السنن الكبرى» للبيهقي 10/ 14 رقم: 19520. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 275. (4) عن ربعته «الإسكندرانية» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 383: «الربعة: - بفتح الراء وإسكان الموحدة وعين مهملة- كجونة العطار بإسكان الواو، وربما همزت-: هو جلد يجعل فيه العطار الطيب ... وكان يجعل فيها المرآة التي كان ينظر فيها ... ويجعل فيها مشطا من عاج ويجعل فيها المكحلة وكان له صلى الله عليه وسلّم المكحلة ... وكان له صلى الله عليه وسلّم في المكحلة: المقراض، والسواك.

رضي الله عنه «كان له صلى الله عليه وسلّم مرآة تسمى «المدلة» «1» . وفى الحديث «كان صلى الله عليه وسلّم إذا نظر في المرآة قال: «الحمد لله الذي حسن خلقي وخلقي وزان ما/ شان من غيري «2» » . (و) فيها أيضا (مشط «3» ) - بالضم- واحد الأمشاط التي يمتشط بها، قاله في الصحاح (عاج) ، قال بعضهم: أنه «الذبل» ، وهو بمعجمة فموحدة، ومقتضى القاموس أنه بوزن «فلس» . قال: «والذبل: جلد السلحفاة البحرية، أو البرية، أو عظام دابة بحرية تتخذ منها الأسورة والأمشاط «4» » . انتهى.

_ - وهذه الربعة أهداها له «المقوقس» صاحب «الإسكندرية، مع «مارية» أم إبراهيم في جملة ما أهداه. وفي الألفية: كانت ربعة أي: مربعة*** كجونة يجعل فيها أمتعة، اه: المواهب اللدنية. (1) حول حديث: «وكانت له مرآة» أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 111 رقم: 111208. وانظر «الجامع الصغير» للسيوطي مع شرحه «فيض القدير» للمناوي 5/ 175 رقم: 68554. وقد ذكرنا ما قاله المناوي في الحديث سابقا، انظر الظرب-. (2) حديث: «الحمد لله الذي حسن ... إلخ» . أخرجه الحافظ ابن حجر في كتابه «مختصر زوائد مسند البزار» 2/ 423 رقم: 2135 بلفظ: «عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي، وأحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري» قال: لا نعلمه يروى مرفوعا إلا بهذا الإسناد، و «ليس بالحافظ، قال الشيخ: بل ضعيف جدا. قلت: بل متهم. والحديث ذكره الإمام الهيثمي في «مجمع الزوائد» 10/ 138، وقال: فيه «داود بن المحبر» وهو ضعيف جدا، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله ثقات «اه: مجمع الزوائد. وقال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 346 بعد غزوة إلى البزار: عن أنس، وإلى الطبراني من طريق آخر عن أنس أيضا، رجاله ثقات، غير هاشم بن هاشم: وإلى أبي يعلى، والطبراني: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- بلفظ: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله ... » الحديث اه: سبل الهدى والرشاد. (3) حول مشطه صلى الله عليه وسلّم أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 147 الحديث بلفظ: «عن ابن جريج قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم مشط من عاج يتمشط به» اه: الطبقات، وانظر: بقية أحاديث الباب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 345- 347. (4) قول الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «والذبل: جلد السلحفاة ... إلخ» انظره في باب اللام فصل الذال من القاموس/ ذبل.

واختلف أهل اللغة: هل العاج ناب الفيل، ولا يسمى غيره عاجا؟ أو عظم مطلقا، أو الذبل، وهو ظهر السلحفاة البحرية، أو البرية، أو عظام ظهر دابة بحرية؟! أقوال. (و) فيها (مكحلة) بمروة فيها الإثمد «1» ، وهو حجر الكحل المعروف، وقيل: فيها كحل أصبهاني أسود نقله ابن حجر «2» . (و) فيها أيضا (مقراض «3» ) يسمى الجامع، (و) فيها أيضا (سواك «4» وكان له صلى الله عليه وسلّم قدح) من نضار «5» - بالمعجمة كغراب-: وهو الخالص من العود، ومن كل شيء، ويقال: أصله من شجر النبع. وقيل: من الأثل، ولونه يميل إلى الصفرة، وكان فيه حلقة من حديد يعلق بها. قال اليعمري «6» كأنه «شفرفيل» وهو (مضبب/ بثلاث ضباب فضة «7» ) وقيل:

_ (1) عن «الإثمد» قال ابن حجر في «فتح الباري» 15810: «بكسر الهمزة، بينهما مثلثة ساكنة، وحكى بعضهم ضم الهمزة-: حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة؛ يكون في بلاد الحجاز، وأجوده يؤتى به من «أصبهان» ... إلخ» اه: فتح الباري. (2) قول المؤلف: «نقله ابن حجر» ذكره الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» 10/ 158 فقال: « ... وهو حجر الكحل ... واختلف هل هو اسم الحجر الذي يتخذ منه الكحل، أو نفس الكحل ذكره ابن سيده» اه: فتح الباري. (3) حديث « ... وفيها أيضا مقراض ... » . أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» للطبراني 11/ 111 رقم: 11208: عن ابن عباس- رضي الله عنهما-. وقد تقدم ذكر الحديث وبيان درجته أكثر من مرة، أنظر أفراسه صلى الله عليه وسلّم «الظرب» . وانظر: «الجامع الصغير» للسيوطي 5/ 175- 176 رقم: 6854. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 361. (4) حديث: «وكان له صلى الله عليه وسلّم سواك ... » . ذكره الإمام الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (اللباس) باب ما ينبغي المحافظة عليه 5/ 175، وعزاه إلى الطبراني في «المجمع الأوسط» وقال: «وفيه إسماعيل بن يحيى أبو أمية» وهو متروك. اه: مجمع الزوائد. (5) حول «النضار» انظر: القاموس المحيط/ نضر. (6) قول اليعمري: «كأنه شفرفيل» لم أستطع الوصول إليه في كتابه «السيرة النبوية- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير» . (7) حديث: « ... قدحه صلى الله عليه وسلّم المضبب» .

حديد، والذي في البخاري؛ «أنه انصدع فسلسله أنس بفضة» ، وكان يقدر أكثر من نصف المد وأقل من المد. (و) كان له صلى الله عليه وسلّم (تور) - بالمثناة (من حجارة يقال له: المخضب «1» ) - كمنبر- يتوضأ فيه و (مخضب آخر «2» ) (ومن شبه) (و) كان له عليه السلام (قدح من زجاج «3» ) يشرب فيه. قال ابن حبان: بعثه

_ - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه كتاب «الأشربة» رقم: 5207 بلفظ: « ... عن عاصم الأحول، قال: رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلّم عند أنس بن مالك، وكان قد انصدع فسلسله بفضة، قال: وهو قدح جيد عريض من نضار، قال: قال أنس: لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في هذا القدح أكثر من كذا، وكذا، قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد؛ فأراد أنس؛ أن يجعل مكانها حلقة من ذهب، أو فضة، فقال أبو طلحة: لا تغيرن شيئا صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فتركه» . اه: صحيح البخاري. وانظر: «البداية والنهاية» للإمام ابن كثير 6/ 7. وانظر: «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- ص 509. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 382. (1) حديث: «وكان له تور ... إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الوضوء» باب الغسل والوضوء في المخضب ... إلخ رقم: 188، بلفظ: عن أنس قال: «حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار إلى أهله، وبقي قوم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمخضب من حجارة فيه ماء، فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فتوضأ القوم كلهم، قلنا كم كنتم؟! قال: ثمانين وزيادة» اه: صحيح البخاري. وانظر: صحيح البخاري كتاب «الأدب» حديث رقم: 3310. وانظر: «مسند الإمام أحمد» باقي مسند المكثرين رقمي: 12331، 13105. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 382. (2) عن مخضبه صلى الله عليه وسلّم المصنوع من شبه- نحاس- انظر: صحيح البخاري كتاب «الوضوء» رقم: 191، وكتاب «المغازي» رقم: 4088، وكتاب «الطب» رقم: 5275. وانظر: سنن ابن ماجة كتاب «الطهارة وسننها» رقم: 465. وانظر: «مسند الإمام أحمد» باقي مسند الأنصار الأحاديث تحت أرقام: 24024، 24726، 25527، 25528. وانظر: «سنن الدارمي» المقدمة رقم: 81. و «الشبه» : قال عنه صاحب القاموس المحيط: «الشبه والشبهان- محركتين- النحاس الأصفر» اه: القاموس. (3) حديث: «كان له قدح من زجاج ... إلخ» .

إليه* «النجاشي» . وروى أنه كان له آخر من فخار يشرب فيه أيضا «1» . (و) كان له عليه السلام (مغسل من صفر «2» ) (و) كان له صلى الله عليه وسلّم (قصعة) عظيمة يطعم فيها الناس تسمى (الغراء «3» ) لها أربع حلق يحملها أربعة رجال (و) كان له صلى الله عليه وسلّم (سرير «4» ) قوائمه من ساج موشح بالليف.

_ - أخرجه الإمام ابن سعد في «الطبقات» 1/ 171 ذكر مشط رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومكحلته ... إلخ بلفظ: « ... عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: «أهدى المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قدح زجاج كان يشرب فيه» اه: الطبقات. وانظر: الحديث الوارد بعده في الطبقات. وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي- السيرة النبوية- ص 509 باب مشطه ... إلخ. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 382. (*) حول قوله: « ... بعثه إليه النجاشي ... إلخ» قال ابن حجر في «فتح الباري» 1/ 304 رقم: 197 « ... وفي مسند أحمد، عن ابن عباس أن المقوقس أهدى للنبي صلى الله عليه وسلّم قدحا من زجاج» لكن في إسناده مقال اه: فتح الباري. (1) حول قوله: « ... وروى أنه كان له قدحا من فخار ... إلخ» . قال الإمام السيوطي في «شرح سنن ابن ماجة» ص 36 رقم: 466: « ... ذكر الغزالي في الإحياء: وكان له مطهرة فخار يتوضأ فيها، ويشرب منها ... ؛ لكن قال الحافظ العراقي في تخريجه، لم أقف له على أصل، وكذلك نقل الغزالي عن بعضهم ... إلخ» اه: شرح سنن ابن ماجه. (2) حول مغسله صلى الله عليه وسلّم من صفر ... إلخ. انظر التعليق السابق «المخضب» . (3) حديث القصعة الغراء أخرجه أبو داود في سننه كتاب «الأطعمة» حديث رقم: 3281 بلفظ: عن عبد الله بن بسر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلّم قصعة يقال لها: الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتى بتلك القصعة، وقد ترد فيها، فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟! قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «كلوا من حواليها، ودعوا ذروتها يبارك فيها» . اه: سنن أبي داود. وانظر: «السنن الكبرى» للإمام البيهقي 7/ 283 رقم: 14430: عن عبد الله بن بسر. وحول وصفها بالغراء قال القسطلاني والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 383: « ... قال ابن رسلان في شرحه: الغراء: تأنيث الأغر، مشتق من الغرة، وهي بياض الوجه وإضاءته، ويجوز أن يراد أنها من الغرة، وهي الشيء النفيس المرغوب فيه؛ فتكون سميت- وصفت- بذلك لرغبة الناس فيها لنفاسة ما فيها، أو لكثرة ما تشبعه. وقال المنذري: سميت غراء لبياضها بالألية، والشحم. اه: المواهب. (4) حول سريره صلى الله عليه وسلّم ... إلخ.

وقال السهيلي: «وكان سريره خشبات مشدودة بالليف» . انتهى. بعث إليه به «أسعد بن زرارة «1» » وهو في دار «أبي أيوب» وكان وهبه ل «عائشة» - رضي الله عنها- وجعله في بيتها، ثم لما توفي صلى الله عليه وسلّم وضع عليه، ثم رفع عليه «أبو بكر» رضي الله عنه، ثم طلبه الناس من «علي» ، فصاروا يحملون عليه موتاهم تبركا. ثم اشترى «2» / «عبد الله بن إسحاق» مول «معاوية» ألواحه من تركة «عائشة» - رضي الله عنها- بأربعة آلاف درهم. (و) له صلى الله عليه وسلّم (قطيفة «3» ) ، وهو كساء له خمل، وفسرها «الخشني» بالمهملة.

_ - جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 383: « ... وكانت له صلى الله عليه وسلّم قطيفة له خمل وسرير قوائمه من ساج؛ أهداه إليه «أسعد بن زرارة» ، فكان ينام عليه، ثم وضع عليه صلى الله عليه وسلّم لما مات» اه: المواهب. وعن الساج انظر: «القاموس المحيط» . (1) حول قوله: «بعث إليه به أسعد ... إلخ» . قال الصالحي في كتابه «سبل الهدى والرشاد» 7/ 354: « ... روى البلاذري، عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كانت قريش بمكة، وليس شيء أحب إليها من «السرر» تنام عليها؛ فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة نزل منزل «أبي أيوب» قال صلى الله عليه وسلّم: «يا أبا أيوب أما لكم سرير؟!» قال: لا والله، فبلغ «أسعد بن زرارة» ذلك فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بسرير له عامود، وقوائم ساج؛ فكان ينام عليه، حتى توفى وصلي عليه، وهو فوقه، فطلب الناس يحملون موتاهم عليه، فحمل عليه «أبو بكر» ، و «عمر» - رضي الله عنهما- والناس طلبا لبركته» اه: سبل الهدى والرشاد. (2) عن شراء «عبد الله بن إسحاق لسرير رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 354: قال الإمام الواقدي: «أجمع أصحابنا بالمدينة لا اختلاف بينهم في أن «سرير» رسول الله صلى الله عليه وسلّم اشتراه «عبد الله بن إسحاق الأسجاني» من مولى معاوية بأربعة آلاف درهم» اه: سبل الهدى والرشاد. (3) عن قوله: «وله قطيفة ... إلخ» . قال السيوطي في «الديباج على صحيح مسلم» 3/ 41 رقم: 967: « ... قطيفة حمراء: هي كساء له خمل، قال وكيع: هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلّم أخرجه ابن سعد في «طبقاته» ... إلخ. اه: الديباج. وقال السيوطي أيضا في «شرح سنن ابن ماجة» ص 207 رقم: 12889: « ... والقطيفة دثار له خمل، كذا في القاموس، أي: كان لباسه صلى الله عليه وسلّم قطيفة لا أدري تقوم بأربعة آلاف درهم، أو أقل من ذلك ... إلخ» اه: شرح سنن ابن ماجه.

(ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال:» عليكم بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفية «1» ) وهو «الكست «2» » . وقيل «القسط» . «قال ابن العربي*» : «القسط نوعان: هندي، وهو أسود، وبحري، وهو أبيض، والهندي أشدهما حراراة» ، وتمام الحديث كما في «الجامع الصغير» «3» من

_ (1) حديث «عليكم بهذا العود ... إلخ» متفق عليه من رواية أم قيس بنت محصن: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الطب» تحت أرقام: 5260، 5276، 5276، 5279، بلفظ: « ... أن أم قيس بنت محصن الأسدية- أسد خزيمة- وهي أخت عكاشة بن محصن، أخبرته أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلّم بابن لها قد أعلقت عليه من «العذرة» فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «علي ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب» يريد الكست، وهو العود الهندي. وقال يونس، وإسحاق بن راشد: عن الزهري علقت عليه اه: صحيح البخاري. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «السلام» تحت رقمي: 4102، 4103. وانظر: السنن للإمام أبي داود كتاب «الطب» رقم: 3379: عن أم قيس. وانظر: السنن للإمام ابن ماجة كتاب «الطب» رقم: 3462: عن أم قيس. وانظر: مسند الإمام أحمد 5/ 355- 356: من حديث «أم قيس» . وانظر: «صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان» 13/ 433 رقم: 670. وانظر: «السنن الكبرى» للإمام البيهقي 7/ 465 حديث رقم: 15465. (2) «الكست» لغة في «القسط» وهما لغتان مشهورتان. قال ابن حجر في «فتح الباري» 10/ 172 حديث رقم: 5388: « ... الكست يعني القسط، قال وهي لغة تفسير العود الهندي؛ بأنه القسط، والقائل هي لغة الإمام الزهري. (*) قول ابن العربي: «القسط نوعان ... » إلى قوله « ... أشدهما حرارة» في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» للحافظ ابن حجر 10/ 148. وحول «الكست» ، القسط انظر أيضا: المصادر السابقة التي ذكرناها في التعليق رقم: 2. (3) قول المؤلف: «وتمام الحديث كما في الجامع الصغير ... إلخ» . قول غير منهجى؛ لأنه لا يجوز عزو الحديث لغير الصحيحين إذا كان فيهما، أو في أحدهما مهما كان المعزو إليه مشهورا، أو عظيما؛ لأن هذا العزو لا يعطي الصحة التي تستفاد من العزو إليهما- قول الحافظ مغلطاي- كما في صحيح الجامع الصغير رقم: 1028 للألباني- رحمه الله تعالى- اه: غاية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلّم للعز بن عبد السلام ص 50 تحقيق/ الشيخ الألباني- رحمه الله-.

رواية البخاري «يسعط به من العذرة «1» ، ويلد به من ذات الجنب*» . قال العلقمي: «** كذا وقع الاقتصار في الحديث من السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي، أو المنتصر على الاثنين لوجودهما- حينئذ دون غيرهما «2» . وقد ذكر الأطباء في منافع «القسط «3» » : أنه يرد الطمث والبول، ويقتل ديدان الأمعاء، ويدفع السم، وحمى الربع والورد، ويسخن المعدة، ويحرك شهوة الجماع، ويذهب الكلف «4» » . والعذرة- بضم المهملة وسكون المعجمة-: وجع في الحلق/ يعتري الصبيان غالبا، وهو الذي يسمى «سعوط اللهاة» .

_ (1) وعن «العذرة» قال ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث» : « ... العذرة هي بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة: وجع في الحلق يهيج من الدم، وقيل: قرحة تخرج في الخرم الذي في الأنف، والحلق تعرض للصبيان عند طلوع العذرة؛ فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها شديدا، وتدخلها في أنفه، فتطعن ذلك الموضع، فيتفجر منه دم أسود؛ وذلك الطعن يسمى الدغر وقد تدفع ذلك الموضع بإصبعها ... إلخ» اه: النهاية. وانظر: «شرح سنن ابن ماجة» للسيوطي ص 247 رقم: 3462. (*) «ذات الجنب» قال عنها الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» 10/ 172: « ... هو ورم خبيث حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، وقد يطلق على ما يعرض في نواحى الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفافات والعضل التي في الصدر والأضلاع فتحدث وجعا ... إلخ» اه: فتح الباري. (**) من قوله: «كذا وقع الاقتصار في الحديث» إلى قوله «ما كان الله ليسلطها علي» مقتبس من: «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» للحافظ ابن حجر 10/ 146، 172 حديث رقم: 5368. (2) حول اقتصاره على اثنين دون السبعة قال ابن حجر في «فتح الباري» 10/ 146: « ... قال بعض الشراح بأن السبعة علمت بالوحى، وما زاد عليها بالتجربة، فاقتصر على ما هو بالوحي لتحققه ... إلخ» اه: فتح الباري. (3) عن منافع القسط قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : « ... وبالضم عود هندي وعربي مدر نافع للكبد جدا، والمغص والدود وحمى الربع شربا، وللزكام والنزلات، والوباء بخورا، والكلف طلاء» اه: القاموس. (4) «الكلف» : «نمش يعلو الوجه كالسمسم، وحمرة كدرة تعلو الوجه، والبهق» اه: المعجم الوسيط.

«وذات الجنب «1» : وجع يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع ويقال لذات الحنب أيضا: وجع الخاصرة» . «وهي من الأمراض المخوفة؛ لأنها تحدث بين القلب والكبد، وهي من سيئ الأسقام؛ ولهذا قال عليه السلام: «ما كان الله ليسلطها عليّ «2» » (و) يروى (أنه صلى الله عليه وسلّم قال: «أطيب الطيب المسك «3» » . «وكان عليه السلام يتبخر بالعود، ويطرح معه

_ (1) عن ذات الجنب انظر: ما ذكرناه عنها فيما سبق. (2) حديث: «ما كان الله ليسلطها ... إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» 4/ 225 رقم: 7447 بلفظ. « ... عن هشام بن عروة أخبرني أبي أن عائشة- رضي الله عنها- قالت: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلّم عجبا؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كانت تأخذه «الخاصرة» فتشتد به، وكنا نقول: أخذ رسول الله عرق الكلية. ولا نهتدي، أن نقول «الخاصرة» ، أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوما فاشتدت به حتى أغمى عليه، وخفنا عليه، وفزع الناس إليه؛ فظننا أن به ذات الجنب قلدناه، ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأفاق، فعرف أنه قد لد ووجد أثر ذلك اللد فقال: «أظنتم أن الله سلطها علي، ما كان الله ليسلطها علي والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي» . قال: فرأيتهم يلدونهم رجلا رجلا. قالت عائشة: - رضي الله عنها- ومن في البيت يومئذ فنذكر فضلهم، فلد الرجال أجمعون، وبلغ اللدود أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم فلددن امرأة حتى بلغ اللدود امرأة منا. قال أبو الزناد: ولا أعلمها إلا «ميمونة» . قال: وقال: الناس: «أم سلمة» ، فقالت: إني والله لصائمة. فقلنا: بئس والله ما ظننت أن نتركك، وقد أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلددناها» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: «فتح الباري» للحافظ ابن حجر 10/ 172. وانظر: «مسند أبي يعلى» للإمام أحمد بن على بن المثنى 8/ 353 حديث رقم: 4936. (3) حديث: «أطيب الطيب ... إلخ» . أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب «الألفاظ من الأدب ... » باب استعمال المسك حديث رقم: 4182 بلفظ: عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « ... والمسك أطيب ... » اه: صحيح مسلم. وأخرجه أحمد في مسنده 3/ 31، 36، 40، 47، 62، 68، 77. وأخرجه الحاكم في «المستدرك» 3/ 161 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي في التلخيص.

الكافور «1» » «وكان له صلى الله عليه وسلّم فيما يروى خاتم من حديد ملوي بفضة، وكان نقشه: محمد رسول الله «2» » ) . قال ابن نافع، قال ابن عمر- رضي الله عنهما-: «اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم خاتما من ورق، ونقش فيه: محمد رسول الله؛ فلم يزل يلبسه حتى توفي صلى الله عليه وسلّم، ثم «أبو

_ (1) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الألفاظ» رقم: 4184 بلفظ: عن نافع، قال: كان ابن عمر- رضي الله عنه- إذا استجمر استجمر بالألوة- العود- غير مطراة، وبكافور يطرحه مع الألوة، ثم قال: «هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم» اه: صحيح مسلم. وانظر الحديث في «الطبقات» لابن سعد- ذكر ما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم 1/ 113 وفيه ذكر العود بلفظه اه: الطبقات. (2) حول قوله: «وكان له خاتم من حديد ... إلخ» . قال الإمام ابن كثير في «البداية والنهاية» 6/ 3، 4: هذا الحديث- يعني الذي ذكره ابن فارس- ... فإذا خاتم من حديد ... إلخ يرده أحاديث متفق عليها أخرجها البخاري ومسلم، وغيرهما- البخاري كتاب «الاعتصام» بالكتاب، رقم: 6754. ومسلم «اللباس والزينة» رقم: 3889، ورقم: 3900 أنه صلى الله عليه وسلّم كان له خاتم من فضة لما ثبت في الصحيحين، عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يلبس خاتما من ذهب فنبذه، وقال: لا ألبسه أبدا، فنبذ الناس خواتيمهم، وقد كان له خاتم من فضة يلبسه كثيرا، ولم يزل في يده حتى توفي- صلوات الله وسلامه عليه-، وكان فصه منه- يعني ليس فيه فص ينفصل عنه- ... ونقشه محمد رسول الله ثلاثة أسطر: محمد سطر، الله سطر؛ وكأنه والله أعلم كان منقوشا، وكتابته مقلوبة ليطبع على الاستقامة، كما جرت العادة بهذا. وقد قيل: إن كتابته كانت مستقيمة، وتطبع كذلك، وفي صحة هذا نظر، ولست أعرف لهذا إسنادا لا صحيحا، ولا ضعيفا. ومما يزيد في ضعف حديث «ابن فارس» ويرده الحديث الذي رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث «أبي طيبة» - عبد الله بن مسلم السلمي المروزي-: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه: «أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعليه خاتم من شبه- نحاس أصفر- فقال: «مالي أجد منك ريح الأصنام؟!» فطرحه، ثم قال يا رسول الله: من أي: شيء اتخذه؟! قال: «اتخذه من ورق- فضة-، ولا تتمه مثقالا» وقد كان عليه السلام- يلبسه في يده اليمنى، كما رواه، أبو داود والترمذي في الشمائل، والنسائي من حديث شريك ... إلخ» اه: البداية لابن كثير. وحديث: « ... خاتم من حديد ... » أخرجه ابن سعد في «الطبقات» 1/ 163 بلفظ: « ... عن إبراهيم ... قال كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم حديدا ملويا عليه فضة ... إلخ» . وأخرج مكحول: «أن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان من حديد» اه: الطبقات.

بكر» - رضي الله عنه- حتى مات، ثم «عمر» - رضي الله عنه- حتى مات، ثم «عثمان» - رضي الله عنه- سنين «1» . وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: «كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، ثلاثة/ أسطر «2» » . وقال: «إنا قد اتخذنا خاتما ونقشناه، فلا ينقش أحد عليه «3» » . وقالت عائشة- رضي الله عنها- «كان عليه السلام

_ (1) حديث ابن عمر- رضي الله عنهما-: «اتخذ رسول الله خاتما من ورق ... إلخ» . أخرج البخاري في صحيحه كتاب «اللباس» رقم: 4517، وفيه «حتى وقع في بئر أريس» وانظر البخاري الحديث برقم: 54240. وأخرجه مسلم في كتاب «اللباس» حديث رقم: 3899. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 162، 163. وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير 6/ 2- 5. (2) حديث أنس- رضي الله عنه-: «كان خاتم رسول الله ... إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الخمس» رقم: 2875 بلفظ: عن أنس، أن «أبا بكر» - رضي الله عنهما- لما استخلف بعثه إلى البحرين، وكتب له هذا الكتاب، وختمه بخاتم النبي صلى الله عليه وسلّم وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر: ... «الحديث» اه: صحيح البخاري. وانظر: أيضا صحيح البخاري كتاب «اللباس» حديث رقم: 5429. وأخرجه الترمذي في جامعه كتاب «اللباس» حديث رقم: 1669: عن أنس، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وانظر أيضا جامع الترمذي كتاب «اللباس» حديث رقم: 1670، وقال: ... وفي الباب: عن ابن عمر. وانظر: الحديث في «الطبقات» لابن سعد 1/ 164 ذكر نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وانظر: ما نقلناه من «البداية والنهاية» 6/ 2- 5 التعليق السابق. (3) حديث: «إنا قد اتخذناه ... إلخ» . أخرجه البخاري، والنسائي: فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «اللباس» حديث رقم: 5425 بلفظ: عن أنس- رضي الله عنه- قال: صنع النبي صلى الله عليه وسلّم خاتما قال: «إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا، فلا ينقش عليه أحد» قال: فإني لأرى بريقه في خنصره. اه: صحيح البخاري. والحديث أخرجه النسائي في كتاب «الزينة» تحت رقمي: 5113، 5187: عن أنس. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 164- ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

يتختم في يمينه «1» » . وفي حديث آخر «كان خاتمه في خنصره الأيمن؛ فإذا دخل الخلاء، جعل الكتابة مما يلي كفه» . وروي عن أنس أنه عليه السلام: «كان يتختم في يساره «2» » . (وأهدى له عليه السلام النجاشي) - بكسر أوله، وياؤه أصيلة لا ياء نسبة وتشديدها، والأول فيها أفصح قاله ابن حجر*- (خفين أسودين

_ (1) حديث عائشة- رضي الله عنها- «كان- عليه السلام- يتختم ... الخ» . أخرجه البخاري في صحيحه، والترمذي في جامعه: عن ابن عمر. ومسلم والنسائي: عن أنس، وأحمد والترمذي في جامعه، وابن ماجة في سننه: عن عبد الله بن جعفر. قال المناوي في «فيض القدير شرح الجامع الصغير» 5/ 201 رقم: 6966: «كان يتختم في يمينه» أي: يلبس الخاتم في خنصر يده اليمنى- يعنى كان أكثر أحواله ذلك- وتختم في يساره. والتختم في اليمين واليسار سنة؛ لكنه في اليمين أفضل عند الشافعي، وعكس ذلك عند مالك. قال العراقي: في شرح الترمذي وتبعه ابن حجر: ورد التختم في اليمين من رواية تسعة من الصحابة، وفي اليسار من رواية ثلاثة كذا قالا؛ لكن يعكر عليه نقل العراقي نفسه التختم في اليسار، عن الخلفاء الأربعة وابن عمرو، وعمرو بن حريث قال البخاري: «والتختم في اليمين أصح شيء في هذا الباب، واليمين أحق بالزينة، وكونه صار شعار الروافض لا أثر له» . اه: فيض القدير. (2) حول حديث تختمه في يساره انظر: أ- «السنن» للإمام أبي داود 4/ 91 رقم: 4229. ب- «السنن الكبرى» للإمام البيهقي 4/ 142 رقم: 7359. ج- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 10/ 327 حديث رقم: 5538. وانظر التعليق السابق. وذكر السيوطي في «الجامع الصغير مع شرحه فيض القدير» 5/ 201 رقم: 6967. قال المناوي في فيض القدير: « ... بهذا- يعني التختم في اليسار- أخذ مالك بفضل التختم فيها على التختم في اليمين، وحمله الشافعي على بيان الجواز، والتختم في اليسار غير مكروه، ولا خلاف الأولى إجماعا» اه: فيض القدير. وقد توسع في بيان الموضوع الحافظ ابن حجر فانظره في كتابه «فتح الباري ... » 10/ 327 رقم: 5583. (*) قول ابن حجر- رحمه الله تعالى- ذكره في «فتح الباري» 7/ 191 «موت النجاشي» فقال: « ... وأن النجاشي لقب من ملك الحبشة كما أشار ... ابن التين أفاد أنه بسكون الياء- يعني ياء النجاشي- أنه أصلية، لا ياء النسب، وأن غيره قال بتشديدها أيضا، في حين حكى ابن دحية كسر نونه» اه: فتح الباري.

ساذجيين «1» ) - بفتح الذال المعجمة- أي: سوادهما، أو ليس فيهما بياض، أو غير منقوشين، أو لا شعر فيهما، (فلبسهما صلى الله عليه وسلّم) ثم توضأ ومسح عليهما.

_ - و «الساذج» كما في المعجم الوسيط: - بفتح الذال وكسرها- الخالص غير المشوب، وغير المنقوش، وهي ساذجة يقال: حجة ساذجة: غير بالغة «معرب، فارسيته: سادة» . اه: المعجم الوسيط. (1) حديث « ... خفين أسودين ... إلخ» . أخرجه الإمام أبو داود في سننه 1/ 39 رقم: 155 بلفظ: « ... عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أن النجاشي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلّم خفين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما» قال مسدد: عن دلهم بن صالح، قال أبو داود: هذا مما تفرد به أهل البصرة. وأخرجه الترمذي في جامعة 5/ 124 رقم: 2820 بلفظه، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. وقال: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث «دلهم» وقد رواه محمد بن ربيعة، عن دلهم. وانظر: الحديث في سنن ابن ماجة 1/ 182 رقم: 549، 2/ 1196 رقم: 3620. وانظر/ مسند الإمام أحمد 5/ 352 رقم: 23031. وانظر الحديث أيضا في «السنن الكبرى» للإمام البيهقي 1/ 282 رقم: 1256. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 169 ذكر خفى رسول الله صلى الله عليه وسلّم. والحديث أخرجه الترمذي في كتابه «الشمائل المحمدية» ص 59، طبع شركة مصطفى الحلبي وجاء في روايته: «ثم توضأ، ومسح عليهما» . قال الشيخ محمد البيجوري صاحب المواهب اللدنية على الشمائل: (ت 1276) . قوله: «أهدى للنبي» وفي نسخة «إلى النبي» فهو يتعدى باللام، وبإلى. قوله: «خفين» أي: وقميصا وسراويل، وطيلسانا. قوله: «أسودين ساذجين» ... قال المحقق أبو زرعة: أي: «لم يخالط سوادهما لون أخر، وهذه اللفظة تستعمل في العرف؛ لذلك لم أجدها في كتب اللغة، ولا رأيت المصنفين في غريب الحديث ذكروها. قوله: «فلبسهما» التعبير بالفاء التي تفيد التعقيب، يفيد أن اللبس بلا تراخ، فينبغي للمهدي إليه التصرف في الهدية عقب وصولها إليه بما أهديت لأجله إظهارا لقبولها، وإشارة إلى تواصل المحبة بينه، وبين المهدي ويؤخذ من الحديث أنه ينبغي قبول الهدية حتى من أهل الكتاب؛ فإنه كان وقت الإهداء كافرا كما قاله ابن العربي، ونقله عنه الزين العراقي، وأقره. قوله: «ثم توضأ ومسح عليهما» أي: بعد الحدث، وهذا يدل على جواز مسح الخفين، وهو إجماع من يعتد به. وقد روى المسح على الخفين ثمانون صحابيا، وأحاديثه متواترة ... إلخ» اه: المواهب الدنية على الشمائل المحمدية.

(فهذا أوجز ما كان من حديثه ومولده ومبعثه، وأحواله صلى الله عليه وسلّم وشرف وكرم، واحشرنا في زمرته آمين يا رب العالمين «1» ) . فقد جمع- رحمه الله- في هذه الأوراق من كل مشرب صفا وراق، وأخذ من كل مسألة من أمهات السير بطرف، وأتى بما فيه/ شرف الألباب من لباب الشرف، مما يحق على المرء المتكلم أن يتخذه وردا، ويردده صدرا ووردا، وفيما أتينا به، والحمد لله من شرح مسائله الكفاية والإقناع، مما يكشف درر الغرر «2» السريعة القناع. والحمد لله الذي له الحمد في الأولى والاخرة، والصلاة والسلام على من تجمعت فيه أنواع المحامد الفاخرة، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. قال مؤلفه- عفا الله عنه-: وافق الفراغ من تعليقه «3» أواخر رمضان المعظم سنة اثنين وثلاثين وألف «4» .

_ (1) قوله: «يا رب العالمين» هذه خاتمة بعض نسخ «أوجز السير» لابن فارس المتوافرة لدي. (2) قوله: « ... درر الغرر ... إلخ» المراد جمع درة، وهي اللؤلؤة العظيمة، و «الغرر» : جمع غرة وهي من المتاع خياره، ومن القوم أشرفهم» . اه: القاموس. (3) «التعليقة» : ما يذكر في حاشية الكتاب من شرح لبعض نصه، وما يجرى هذا المجرى ... جمعة تعاليق «مولد» . اه: المعجم الوسيط. (4) قوله «قال مؤلفه ... إلخ» . هذا ختام كتاب «مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار» : لأبي مدين- رحمه الله تعالى- وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وسلم.

الفهارس أولا: فهرس الايات القرآنية ثانيا: فهرس الأحاديث والاثار ثالثا: فهرس المصادر والمراجع والدوريات رابعا: فهرس الموضوعات

[حج أبي بكر رضي الله عنه]

فهرس الايات القرآنية م/ الاية أو الايات/ اسم السورة/ رقم الاية أو الايات/ رقم الصفحة 1/ يايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته/ آل عمران/ 102/ المقدمة 2/ يايها الناس اتقوا ربكم/ النساء/ 1/ المقدمة 3/ يايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا/ الأحزاب/ 70، 71/ المقدمة 4/ إنه كان بي حفيا/ مريم/ 47/ 21 5/ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم/ الأحزاب/ 6/ 24 6/ وألقوا إليكم السلم/ النساء/ 90/ 55 7/ وصاحبهما في الدنيا معروفا/ لقمان/ 15/ 64 8/ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا/ الإسراء/ 15/ 64 9/ أيمسكه على هون أم يدسه في التراب/ النحل/ 59/ 65 10/ ألم يجدك يتيما فاوى/ الضحى/ 6- 11/ 92 11/ أصب إليهن وأكن من الجاهلين/ يوسف/ 33/ 95 12/ قال أوسطهم/ القلم/ 28/ 106 13/ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس/ البقرة/ 143/ 106 14/ أو لم نمكن لهم حرما آمنا/ القصص/ 57/ 107 15/ تبت يدا أبي لهب/ المسد/ 1/ 122

م/ الاية أو الايات/ اسم السورة/ رقم الاية أو الايات/ رقم الصفحة 16/ ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا/ البقرة/ 221/ 134 17/ صلوا عليه وسلموا تسليما/ الأحزاب/ 56/ 318 18/ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا/ النساء/ 128/ 144 19/ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله/ آل عمران/ 199، 200/ 158 20/ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً/ الأحزاب/ 37/ 163 21/ ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ/ الأحزاب/ 5/ 163 22/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ/ الأحزاب/ 53/ 164 23/ الشهر الحرام بالشهر الحرام/ البقرة/ 194/ 169، 292 24/ إنك لا تهدي من أحببت/ القصص/ 56/ 187 25/ لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا/ الإسراء/ 90- 93/ 194 26/ ويجركم من عذاب أليم/ الأحقاف/ 29- 31/ 222 27/ سبحان الذي أسرى بعبده/ الإسراء/ 1/ 225 28/ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن الايات/ الأحقاف/ 29، 31/ 222 29/ قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن/ الجن/ 1/ 222

م/ الاية أو الايات/ اسم السورة/ رقم الاية أو الايات/ رقم الصفحة 30/ إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم/ الأنفال/ 72/ 222 31/ وأولوا الأرحام/ الأنفال/ 75/ 232 32/ وإذ يريكموهم إذ التقيتم/ الأنفال/ 44/ 242 33/ ليحق الحق ويبطل الباطل/ الأنفال/ 8/ 243 34/ ولقد نصركم الله ببدر/ آل عمران/ 123/ 307 35/ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن/ المنافقون/ 8/ 243 36/ يايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة/ المائدة/ 6/ 267 37/ وإن كادوا ليستفزونك من الأرض/ الإسراء/ 76/ 304 38/ وعلى الثلاثة الذين خلفوا/ التوبة/ 118/ 306 39/ إذا جاء نصر الله والفتح/ النصر/ 1/ 309 40/ اليوم أكملت لكم دينكم/ المائدة/ 3/ 309 41/ وأنزل جنودا لم تروها/ التوبة/ 26/ 322 42/ وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم/ النساء/ 23/ 328 43/ يايها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك والله يعصمك من الناس/ المائدة/ 67/ 363 44/ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان/ النحل/ 106/ 350

ثانيا: فهرس الأحاديث النبوية والاثار

ثانيا: فهرس الأحاديث النبوية والاثار م/ طرف الحديث أو الأثر/ اسم الراوى/ رقم الصفحة 1/ اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم خاتما من ورق/ عبد الله بن عمر/ 400 2/ اتخذه من ورق/ بريدة/ 400 3/ بطست من ذهب/ أنس بن مالك/ 410 4/ إذا غسلتموني وكفنتموني/ عبد الله بن مسعود/ 318 5/ استأذنت ربي/ أبو هريرة/ 63 6/ اسلك أمامنا/ بريدة بن الحصيب/ 282 7/ أشبهت خلقي/ أسلم والبراء/ 332 8/ اشتاقت الجنة إلى علي وعمار/ أبو هريرة/ 351 9/ أصاب رسول الله من سلاح بني قينقاع/ مروان بن أبي سعيد بن المعلى/ 369 10/ اضرب في وجوهها/ الراعي الأسود/ 289 11/ أطيب الطيب المسك/ أبو سعيد الخدري/ 399 12/ أقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمكة تسعة عشر يوما/ ابن عباس/ 298 13/ أقمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم عشرة/ أنس بن مالك/ 298 14/ ألا يرقأ دمعك/ أسماء بنت يزيد/ 358 15/ الله أكبر خربت خيبر/ أنس بن مالك/ 287 16/ ألم أنهكم أن يخرج/ عباس بن سهل/ 305

م/ طرف الحديث أو الأثر/ اسم الراوى/ رقم الصفحة 17/ اللهم احفظ أبا أيوب/ ابن إسحاق/ 291 18/ اللهم ارزقني رجلا شديدا/ سعد بن أبي وقاص/ 191 19/ اللهم ارض عن عثمان/ ابن هشام [حدثني من أثق] / 305 20/ اللهم سدد سهمه/ سعد بن أبي وقاص/ 362 21/ الان حمي الوطيس/ ابن سعد/ 301 22/ إلا وهو يفرق من عمر/ عائشة/ 339 23/ أمر صلى الله عليه وسلّم أزواجه عام حجة الوداع/ ابن عمر/ 310 24/ أنا ابن العواتك من قريش/ عمرو بن سعيد بن العاص/ 198 25/ أنا أعربكم أنا من قريش/ يحيى بن زيد السعدى عن أبيه/ 85 26/ إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم دخل مكة وعلى رأسه المغفر/ أنس بن مالك/ 379 27/ إن الروم جمعت جموعا/ ابن سعد/ 304 28/ أن عصاه كانت تضيء له/ أنس بن مالك/ 361 29/ أن اليهود قالوا: يا أبا القاسم/ عبد الرحمن بن غنم/ 304

م/ طرف الحديث أو الأثر/ اسم الراوى/ رقم الصفحة 30/ أنا محمد وأنا أحمد/ أبو موسى الأشعري حذيفة، محمد بن جبير/ 35 31/ إن ظئرا تتم رضاعه/ البراء بن عازب/ 127 32/ إن الشمس والقمر آيتان/ عائشة/ 126 33/ إن هذا الرجل منا حيث علمتم/ عائشة/ 120 34/ أنا مدينة العلم/ ابن عباس، وجابر/ 323 35/ إن جبريل أخبرني/ ابن عباس/ 331 36/ أنه تزوجها وهو محرم/ أبو هريرة/ 294 37/ أنه صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع صلى المغرب والعشاء جمعا/ أبو أيوب الأنصاري/ 310 38/ إن الله يغضب لغضبك/ علي/ 116 39/ إن من أمن الناس عليّ في صحبته/ ابن عباس، أبو أمامة، أبو سعيد الخدرى، عبد الله بن عمرو، أنس بن مالك/ 336 40/ إنكم ستأتون غدا عين تبوك/ معاذ بن جبل/ 303 41/ إن نساء أهل مكة احتلفن في عيد/ ابن عباس/ 105 42/ إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة/ أم كلثوم بنت علي/ 96

م/ طرف الحديث أو الأثر/ اسم الراوى/ رقم الصفحة 43/ إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أتاه جبريل/ أنس بن مالك/ 24 44/ انظري ما تقولين يا أم سعد/ سعد بن أبي وقاص/ 357 45/ إنما ننسب إلى عدنان/ عمر بن الخطاب/ 69 46/ إن معه الان زوجتيه/ الأسود الراعي/ 289 47/ أنه لما كان يوم الاثنين/ أنس بن مالك 48/ أن كان له كنانة تسمى ذات الجمع/ ابن عباس/ 376 49/ إنما سمي أبكر عتيقا/ الليث بن سعد/ 334 50/ اهتز عرش الرحمن/ جابر بن عبد الله/ 357 51/ أوجب طلحة/ الزبير بن العوام/ 256 52/ أوصى النبي صلى الله عليه وسلّم ألا يغسله أحد غيري/ علي بن أبي طالب/ 316 53/ أهدى المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قدح زجاج/ عبيد بن عبد الله بن عتبة/ 394 54/ أول من سل سيفا في سبيل الله/ عروة/ 353 55/ بعث رسول الله أبا بكر/ سلمة بن الأكوع/ 356 56/ بينا أنا نائم شربت/ حمزة عن أبيه/ 341 57/ بين سحري ونحري/ عائشة/ 313 58/ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو محرم/ عائشة/ 294

م/ طرف الحديث أو الأثر/ اسم الراوى/ رقم الصفحة 59/ تزوجها محرما/ ابن عباس/ 294 60/ تزوج ميمونة وهو حلال/ يزيد بن الأصم/ 293 61/ تيامنوا فايكم يعرف ثنية الحنظل/ أبو سعيد الخدري/ 282 62/ تيامنوا في هذا/ أبو سعيد الخدري/ 282 63/ ثم أخذت اللواء بيدى/ ابن عباس/ 331 64/ حج رسول الله بمكة حجتين/ جابر بن عبد الله/ 310 65/ الحسن والحسين سيدا شباب/ عمر، علي، حذيفة، الحارث/ 327 66/ حل حل/ المسور بن مخرمة/ 283 67/ حملت على فرس في سبيل الله/ عمر بن الخطاب/ 380 68/ الحمد لله الذي حسن خلقي/ عائشة/ 69 69/ خير إخوتي/ عبد الرحمن بن عباس عن أبيه عن جده/ 330 70/ قال أبو بكر/ ابن عباس/ 366 71/ كان اسم أبي بكر عبد الله/ الزبير/ 334 72/ كان إذا انتسب لم يجاوز معد/ ابن عباس/ 69 73/ كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلّم سوداء/ بريدة، ابن عباس، أبو هريرة/ 377 74/ كان له قضيب شحوط/ 371

م/ طرف الحديث أو الأثر/ اسم الراوى/ رقم الصفحة 75/ ما خلات القصواء/ المسور بن مخرملة/ 283 76/ نصرت يا عمرو/ مروان بن الحكم، المسور ابن مخرمة/ 269 77/ هل منكم رجل؟ / أنس بن مالك/ 124 78/ هل فيكم أحد لم يقارف/ ابن مالك/ 124 79/ والذي نفسي بيده إنه لمكتوب/ يحيى بن عبد الرحمن/ 329 80/ يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمنى الله/ عائشة/ 363 81/ يا خيل الله اركبي/ قتادة/ 272

ثالثا: المصادر والمراجع:

ثالثا: المصادر والمراجع: يشتمل فهرس المصادر والمراجع على الأتي: أ- المخطوطات. ب- المصادر والمراجع المطبوعة. ج- الدوريات. المخطوطات: 1 أوجز السير: للإمام/ أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (ت 395 هجرية) . 2 الجامع الكبير (جمع الجوامع) : للإمام/ أبي بكر عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطى (ت 911 هجرية) النسخة المصورة عن النسخة المحفوظة بالهيئة القومية لدار الكتب المصرية. 3/ خلاصة السير: للإمام/ أحمد بن عبد الله المحب الطبري (ت 694 هجرية) . 4/ الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم: للإمام/ أبي عبد الله مغلطاى بن قليج بن عبد الله البكرجي (ت 763 هجرية) . المصورة من نسخة/ الشيخ حماد الأنصاري- رحمه الله 5/ معرفة الصحابة: للإمام/ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (ت 430 هجرية) . 6/ نجاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلّم. للأستاذ/ أحمد كمال باشا- رحمه الله- مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة النبوية- مجموعة الساقزلي- (رقم: 1047- 443) .

المصادر والمراجع المطبوعة:

المصادر والمراجع المطبوعة: 7/ إتحاف الورى بأخبار أم القرى: للإمام/ عمر بن فهد (ت 885) هجرية تحقيق/ فهيم شلتوت، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي/ جامعة أم القرى، مكة المكرمة ط/ 1 سنة 1404. 8/ الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: للإمام/ علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هجرية) تحقيق/ كمال يوسف الحوت، نشر دار الكتب العلمية بيروت ط/ 1 سنة 1407 هجرية. 9 الإخوة والأخوات: للإمام/ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 385 هجرية) تصحيح ونشر/ عبد الله صالح اليماني بالمدينة النبوية. 10 أخبار مكة وما جاء فيها من الاثار: للإمام أبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقى (ت 250 هجرية تقريبا) . تحقيق/ رشدي الصالح ملحس، نشر دار الثقافة/ بيروت ط/ 3 سنة 1399. 11 الأذكار النواوية: للإمام/ أبي زكريا يحيى بن شرف النواوي (ت 676 هجرية) . تحقيق/ أحمد عبد الله باجور، طبع الدار المصرية اللبنانية. ط/ 1 12 الاستيعاب- بحاشية الإصابة- في معرفة الأصحاب: للإمام/ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري (ت 463 هجرية) . تحقيق/ علي محمد البجاوي، طبع نهضة مصر/ القاهرة. 13 أسد الغابة في معرفة الصحابة: للإمام/ أبي الحسن علي بن محمد بن الأثير الجزري (ت 630 هجرية) . طبع دار الفكر، بيروت.

14 الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا: للإمام/ مغلطاي بن قليج (ت 763 هجرية) . تحقيق/ محمد نظام الدين الفتيح، طبع دار القلم، دمشق، والدار الشامية بيروت. 15 الاشتقاق: للإمام/ أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد (ت 321 هجرية) . تحقيق/ المرحوم عبد السلام محمد هارون، نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة. 16 الإصابة في تمييز الصاحبة: للإمام/ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية) . تحقيق/ على محمد الجاوى طبع/ دار نهضة مصر للطباعة، القاهرة سنة 1352 هجرية. 17 الأصنام: للإمام/ ابن الكلبي أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب (ت) . تحقيق/ الأستاذ أحمد زكى باشا، طبع دار الكتب العلمية- إحياء الاداب العربية. 18 الأعلام: لخير الدين الزركلي، ط/ 7 سنة 1989 م طبع دار العلم للملايين، بيروت. 19 أعلام النبوة: للإمام/ أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي (ت 450 هجرية) . نسخة مكتبة المسجد النبوي 20 الاكتفا في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفا: للإمام/ أبي الربيع سليمان بن مرسي الكلاعي (ت 634 هجرية) تحقيق د/ مصطفى عبد الواحد، نشر مكتبة الخانجى بالقاهرة. 21 إمتاع الأسماع: الإمام/ تقي الدين أبي العباس أحمد بن على المقريزي (ت 845 هجرية) تحقيق/ محمود محمد شاكر المصورة عن طبعه لجنة التأليف والترجمة والنشر.

22 إنباء الرواة على أنباء النجاة: للوزير/ جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي (ت 624 هجرية) تحقيق/ محمد أبو الفضل إبراهيم، طبع دار الفكر، القاهرة. 23 أنساب- جمل- الأشراف: للإمام/ أحمد بن يحيى البلاذري (ت 279 هجرية) تحقيق د/ سهيل زمار وآخر، طبع المكتبة التجارية مصطفي الباز مكة المكرمة، نسخة مكتبة المسجد النبوي (رقم 12796) رقم: 926 ب- ل- ج. 24 إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون- السيرة الحلبية- للإمام/ برهان الدين الحلبي (ت 1044 هجرية) طبع المكتبة الإسلامية بيروت. 25 البحر المحيط- تفسير-: للإمام/ محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي (ت 754 هـ) طبع دار الفكر- بيروت سنة 1412 هـ 26 البداية والنهاية في التاريخ: للإمام/ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير (ت 774 هجرية) تصحيح محمد عبد العزيز النجار، طبع مطبعة الفجالة الجديدة، القاهرة. 27 البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: للإمام/ محمد بن على الشوكاني (ت 1250 هجرية) طبع دار الكتاب الإسلامي. 28 البهجة- النهجة- السوية في الأسماء النبوية: للإمام/ جلال الدين السيوطي (ت 911 هجرية) تحقيق/ أحمد عبد الله باجور، طبع الدار المصرية اللبنانية/ القاهرة. 29 بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل: للإمام/ جمال الدين محمد الأشخر اليمني/ طبع دار صادر.

30 تاج العروس من جواهر النفوس: للإمام/ أبي الفيض محمد مرتضى الزبيدي (ت 1205 هجرية) تحقيق/ مجموعة من الباحثين، نشر وزارة الإعلام بالكويت. 31 تاريخ الإسلام- السيرة النبوية-: للإمام/ أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هجرية) تحقيق/ د عمر عبد السلام تدمري، نشر دار الكتاب المصري. 32 تاريخ بغداد: للإمام/ أبي بكر أحمد بن على الخطيب (ت 463 هجرية) نشر دار الكتاب العربي. 33 تاريخ دمشق- السيرة النبوية-: للإمام/ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر (ت 571 هجرية) نشر مجمع اللغة العربية بدمشق. 34 تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس: للإمام/ حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري (ت 966 هجرية) طبع مؤسسة شعبان للنشر، بيروت 35 تاريخ الرسل والملوك- تاريخ الطبري: - للإمام/ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هجرية) تحقيق/ محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر دار المعارف/ القاهرة. 36 تاريخ المدينة: للإمام/ عمر بن شبة البصري (ت 262 هجرية) تحقيق/ فهيم محمد شلتوت نشر/ السيد حبيب محمود. 37 تاريخ اليعقوبي: للإمام/ أحمد بن يعقوب بن جعفر بن واضح (ت 292 هجرية) طبع دار صادر بيروت

38 التربك: أنواعه وأحكامه- رسالة دكتوراه- د/ ناصر بن عبد الرحمن الجديع، مكتبة الرشد- الرياض. 39 التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن: للإمام/ أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الرحمن السهيلي (ت 581 هجرية) قدم له وعلق عليه/ طه عبد الرؤوف سعد، طبع دار المعرفة بيروت. 40 تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: للإمام/ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية) تحقيق/ محمد على البجاوي وآخر/ طبع المكتبة العلمية، بيروت. 41 تتبع أوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي: للشيخ/ أبي عبد الرحمن مقبل بن هاي الوادعى، نسخة مكتبة المسجد النبوي رقم 34883- 7/ 213 ح. أ. م. 42 التحذير من البدع: أربع رسائل لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز طبع الجامعة الإسلامية سنة 1401 هجرية. 43 تدريب الراوي بشرح تقريب النواوي: للإمام/ جلال الدين السيوطي (ت 911 هجرية) تحقيق الشيخ/ عبد الوهاب عبد اللطيف، نسخة مكتبة المسجد النبوي رقم 1/ 213 س. ي. ت. تفسير آيات الأحكام: للشيخ/ محمد على الصابونى، منشورات مكتبة الغزالي، دمشق، سورية. 44 تفسير القرآن الكريم: للإمام/ عماد الدين إسماعيل بن كثير (ت 774 هجرية) ، تحقيق مجموعة من الباحثين طبع دار الشعب بالقاهرة، نسخة مكتبة المسجد النبوي 3/ 212 ي. ث. ت. - التوراة السامرية: للإمام/ أبي إسحاق الصولي. نشرها/ د. أحمد حجازي، نشر دار الأنصار بالقاهرة.

45 تفسير ابن جرير الطبري- جامع البيان عن تأويل آي القرآن-: للإمام/ محمد بن جرير الطبري (ت 310 هجرية) تحقيق/ الشيخ محمود محمد شاكر، مراجعة وتخريج أحاديث الشيخ/ محمد شاكر، نشر دار المعارف بالقاهرة، نسخة المسجد النبوي رقم:. 3402/. 212 ط. ب. ج. 46 تقريب التهذيب: للإمام/ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية) تحقيق/ محمد عوامة/ طبع دار البشائر الإسلامية، بيروت. 47 تقويم البلدان: للإمام/ عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر المعروف بأبي الفدا صاحب حماة (ت 732 هجرية) طبع دار صادر بيروت نسخة مكتبة المسجد النبوي 910 ف. ر. ث. 48 تلخيص المستدرك- بحاشية المستدرك: للإمام/ عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت 597 هجرية) نشر دار الكتاب العربي بيروت. 49 تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير: للإمام/ عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597 هجرية) نشر إدارة إحياء السنة باكستان. 50 التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: للإمام/ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (ت 463 هجرية) تحقيق مجموعة من الباحثين، نشر وزارة الأوقاف بالمملكة المغربية. 51 تنوير الحوالك على موطأ مالك: للإمام/ جلال الدين السيوطي (ت 911 هجرية) ، نشر دار الفكر. 52 الثقات: للإمام/ أبي حاتم محمد بن حبان البستي (ت 354 هجرية) طبع دائرة المعارف العثمانية/ الهند.

53 الجامع الصغير: للإمام/ جلال الدين السيوطي (ت 911 هجرية) طبع دار المعرفة، بيروت. 54 جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام: للإمام/ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن القيم الجوزية (ت 751 هجرية) تحقيق/ شعيب الارناؤوط، وآخر، نشر مؤسسة الرسالة، بيروت 55 جمهرة أنساب العرب: للإمام/ أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (ت 456 هجرية) تحقيق/ الشيخ عبد السلام محمد هارون، نشر دار المعارف/ القاهرة، ط/ 5. 56 جمهرة نسب قريش: للزبير بن بكار الزبيرى (ت 256 هجرية) تحقيق الشيخ/ محمود شاكر طبع مطبعة المدني بالعباسية/ القاهرة ط/ 1 سنة 1381 هجرية. 57 جمل من أنساب الأشراف- أنساب الأشراف-: للإمام/ البلاذري أبي بكر أحمد بن يحيى (ت بعد سنة 270 هجرية) . 58 الجوهرة في نسب النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه العشرة: للإمام/ محمد بن أبي بكر بن عبد الله الأنصاري التلمساني تحقيق/ د محمد التونجي منشورات دار الرفاعي، الرباط. 59 الحاوى في الفتاوي: للإمام/ جلال الدين السيوطي (ت 911 هجرية) طبع دار الكتب العلمية، بيروت 60 الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية: للإمام/ أبي عبد الله محمد الحكيم الترمذي (من علماء القرن الثالث) طبع دار صادر بيروت.

61 حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: للإمام/ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (ت 430 هجرية) نشر دار الكتاب العربي بيروت ط/ 2 سنة 1400 هجرية. 62 الحلية في أسماء الخيل في الجاهلية والإسلام: للإمام/ الصاحبي التاجي (ت 697 هجرية) تحقيق د/ حام صالح الضامن 63 حياة الحيوان الكبرى: للإمام/ كمال الدين محمد بن موسى الدميري (ت 808 هجرية) طبع شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الحلبي، بالقاهرة، ط/ 5 سنة 1398- 1978 م. 64 خاتم النبيين صلى الله عليه وسلّم: للشيخ محمد أبي زهرة، طبع دارة الفكر العربي، القاهرة 65 خزانة الأدب ولب لسان العرب: للإمام/ عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093 هجرية) تحقيق الشيخ/ عبد السلام هارون، طبع ونشر مكتبة الخانجي، القاهرة 66 الخلافة الراشدة من فتح الباري: - رسالة دكتوراه- للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى، طبع دار الهجرة بالرياض ط/ 1 67 الدرر في اختصار المغازي والسير: للإمام/ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر (ت 463 هجرية) تحقيق/ دشوقي ضيف، طبع المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، بالقاهرة 68 الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: للإمام/ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية)

69 الدر المنثور في التفسير بالمأثور: للإمام/ جلال الدين السيوطي (ت 600 هجرية) تحقيق د/ على حسين البواب، طبع المكتب الإسلامي، بيروت ودار الخاني بالرياض 70 دلائل النبوة: للإمام/ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هجرية) تحقيق/ د محمد رواء وآخر، نشر المكتبة العربية بحلب سنة 1390 هجرية ط/ 1 71 الدرة المضية في السيرة النبوية: للإمام/ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 600 هجرية) تحقيق د/ على حسين البواب، طبع المكتب الإسلامي، بيروت ودار الخاني بالرياض 72 دلائل النبوة: للإمام/ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هجرية) تحقيق/ عبد المعطي قلعجي، نشر دار الكتب العلمية، بيروت 73 دلائل النبوة: للإمام/ أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصفهاني (ت 535 هجرية) إعداد/ الحداد أبو عبد الله، نشر دار طيبة بالرياض سنة 1409 هجرية، ط/ 1 74 الرحيق المختوم: - بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- للشيخ/ صفى الرحمن المباركفوري، طبع دار السلام الرياض 75 الرياض النضرة في مناقب العشرة: للإمام/ أحمد بن عبد الله الطبري (ت 694 هجرية) طبع دار الكتب العلمية، بيروت 76 ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: للإمام/ أبي العباس أحمد بن محمد الطبري (ت 694 هجرية) تحقيق/ أكرم البوشي نسخة مكتبة المسجد النبوي 920

77/ الذرية الطاهرة: للإمام أبي بشر محمد بن حماد الدولابي (ت 310 هجرية) تحقيق سعد المبارك 78/ الروض الأنف- بحاشية السيرة النبوية لابن هشام-: للإمام/ أبي القاسم عبد الرحمن السهيلي (ت 581 هجرية) تحقيق/ طه عبد الرؤوف سعد، نشر مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة. 79/ روضة الأنوار في سيرة النبي المختار: للشيخ/ صفي الرحمن المباركفوري طبع مكتبة دار السلام بالرياض ط/ 1 80/ زاد المعاد في هدى خير العباد: للإمام/ أبي عبد الله محمد أبي بكر المعروف بابن القيم الجوزية (ت 751 هجرية) تحقيق/ شعيب الأرناؤوط، وآخر، نشر مؤسسة الرسالة، بيروت 81/ الزجر بالهجر: للإمام/ جلال الدين السيوطي (ت 911 هجرية) تحقيق/ أحمد عبد الله باجور طبع الدار، المصرية اللبنانية ط/ 1 82/ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد: للإمام/ محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 هجرية) تحقيق/ الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، وآخر، طبع دار الكتب العلمية، بيروت سنة 1414 هجرية، ط/ 1 83/ سلسلة الأحاديث الصحيحة: للشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني، نشر المكتب الإسلامي، بيروت 84/ سلسلة الأحاديث الضعيفة: للشيخ/ الألباني، نشر المكتب الإسلامي، بيروت

85/ السنن: للإمام/ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 275 هجرية) تصحيح ونشر/ عبد الله هاشم اليماني، المدينة النبوية، سنة 1386 هجرية 86/ السنن: للإمام/ أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى (ت 255 هجرية) نشر/ عبد الله هاشم اليماني، المدينة النبوية، سنة 1386 هجرية. 87/ السنن- المجتبى- للإمام/ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هجرية) نشر/ دار إحياء التراث العربي، بيروت. 88/ سنن ابن ماجه: للإمام/ أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه (ت 273 هجرية) ترقيم المرحوم/ محمد فؤاد عبد الباقي، طبع عيسى الحلبي 89/ السنن الكبرى: للإمام/ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هجرية) طبع الهند 90/ سير أعلام النبلاء: للإمام/ أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هجرية) تحقيق عدد من الباحثين تحت إشراف الأستاذ/ شعيب الأرناؤط، نشر مؤسسة الرسالة، بيروت 91/ سيرة ابن إسحاق- المسماة بكتاب المبتدأ والمبعث والمغازي: للإمام/ محمد بن إسحاق بن يسار (ت 151 هجرية) ، تحقيق وتعليق/ محمد حميد الله، دار الخاني للنشر والتوزيع، الرياض 92/ السيرة النبوية: للإمام/ أبي محمد عبد الملك بن هشام الحميري (ت 218 هجرية) تحقيق/ مصطفى السقا وآخرين

93/ السيرة النبوية- المستل من تهذيب الأسماء. للإمام/ أبي زكريا يحيى بن شرف النووي (ت 676 هجرية) 94/ سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه العشرة: للإمام/ عماد الدين إسماعيل بن كثير (ت 774 هجرية) تحقيق/ مصطفى عبد الواحد، طبع دار المعرفة بيروت 95/ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: للإمام/ بهاء الدين عبد الله بن عقيل المصري (ت 769 هجرية) تحقيق الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد- رحمه الله- طبع دار الفكر 96/ الشفا بتعريف حقوق المصطفى: للإمام/ القاضي/ أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 هجرية) نشر دار الكتب العلمية، بيروت 97/ شعب الإيمان- الجامع-: للإمام/ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هجرية) تحقيق/ سعيد زغلول، طبع دار الكتب العلمية، بيروت 98/ شرح صحيح مسلم: للإمام/ أبي زكريا يحيى بن شرف النووي (ت 676 هجرية) طبع المطبعة المصرية بالقاهرة. 99/ الشمائل المحمدية: للإمام/ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، تعليق/ عزت الدعاس 100/ الصحاح: للإمام/ إسماعيل بن حماد الجوهرى (ت 393 هجرية) تحقيق/ أحمد عبد الغفور العطار

101/ صحيح البخاري- الجامع الصحيح. للإمام/ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هجرية) تصحيح سماحة الشيخ ابن باز مع آخر طبع دار المعرفة، بيروت 102/ صحيح مسلم: للإمام/ أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261 هجرية) ترقيم وتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي نشر إحياء التراث العربي، بيروت 103/ صفة الصفوة: للإمام/ ابن الجوزي (ت 597 هجرية) تحقيق/ محمود فاخوري، طبع دار المعرفة، بيروت 104/ الطبقات الكبرى: للإمام/ محمد بن سعد البصري (ت 230 هجرية) طبع دار صادر بيروت 105/ العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين: للإمام/ تقى الدين محمد بن أحمد الحسن الفاسي المكي (ت 832 هجرية) تحقيق/ د محمد العيد الخطراوي وآخر طبع دار التراث بالمدينة النبوية 106/ فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام/ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية) طبع دار إحياء التراث العربي. 107/ الفخر المتوالي فيمن انتسب للنبي صلى الله عليه وسلّم- من الخدم والموالي للإمام/ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هجرية) تحقيق/ مشهور حسن محمود سلمان، طبع مكتبة المنار الزرقاء بالأردن

108/ الفصول في سيرة الرسول: للإمام/ عماد الدين إسماعيل بن كثير (ت 774 هجرية) تحقيق/ 109/ فيض القدير شرح الجامع الصغير: للإمام/ عبد الرؤوف المناوي (ت 1311 هجرية) طبع دار المعرفة. 110/ الكامل في التاريخ: للإمام/ أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد المعروف بابن الأثير (ت 630 هجرية) . 111/ القاموس المحيط: للإمام/ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي (ت 817 هجرية) . 112/ القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع: للإمام محمد بن عبد الرحمن شمس الدين السخاوي (ت 902 هجرية) تحقيق/ بشير محمد عيون نشر مكتبة المؤيد بالطائف، ومكتبة البيان بدمشق. 113/ الكامل في ضعفاء الرجال: للإمام/ أحمد بن عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365 هجرية) نشر دار الفكر بيروت. 114/ كشف الأستار عن زوائد البزار: للإمام/ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هجرية) تحقيق/ حبيب الرحمن الأعظمى نشر مؤسسة الرسالة، بيروت، ط/ 1 سنة 1399 هجرية. 115/ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: الأستاذ/ مصطفى بن عبد الله المعروف ب «حاجى خليفة» (ت 1067 هجرية) نشر دار الفكر، بيروت.

116/ كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: للإمام/ على المتقي بن حسام الهندي (ت 975 هجرية) طبع مؤسسة الرسالة 117/ الكنز المدفون، أو الفلك الشمحون: المنسوب للإمام/ جلال الدين السيوطي (ت 911 هجرية) طبع مكتبة مصطفى الحلبي البابي، سنة 1412 هجرية. 118/ لسان العرب: للإمام/ أبي الفضل محمد بن مكرم بن منظور (ت 711 هجرية) نشر دار صادر، بيروت. 119/ لسان الميزان: للإمام/ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية) نشر مؤسسة الأعلمي، بيروت، سنة 1390 هجرية، ط/ 2. 120/ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للإمام/ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هجرية) نشر دار الكتاب العربي بيروت. 121/ المحبر: للإمام/ محمد بن حبيب البغدادي (ت 204 هجرية) طبع حيدر أباد، الهند. 122/ المحكم: للإمام/ أبي الحسن علي بن إسماعيل المعروف ب «ابن سيدة» طبع دار الباز مكة المكرمة. 123/ مختصر سيرة ابن هشام- سيرة ابن إسحاق- للإمام/ محمد بن إسحاق (ت 151 هجرية) إعداد/ محمد عفيف الزعبي طبع ونشر دار النهضة الحديثة.

124/ مختصر سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلّم: - للإمام محمد بن عبد الوهاب طبع الجامعة الإسلامية 125/ مختصر تاريخ دمشق: للإمام/ محمد بن مكرم المعروف ب «ابن منظور» (ت 711 هجرية) تحقيق/ روحية النحاس وآخرين طبع دار الفكر، نسخة مكتبة المسجد النبوي. 126/ مختصر سنن أبي داود: للإمام/ أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (ت 656 هجرية) تحقيق/ محمد حامد الفقي وآخر نشر مكتبة السنة المحمدية بالقاهرة. 127/ المدخل- ل «ابن الحاج» : للإمام/ أبي عبد الله محمد العبدري المالكي المشهور بابن الحاج طبع مكتبة التراث بالقاهرة. 128/ مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: للإمام/ البكري صفي الدين البغدادي (ت 739 هجرية) تحقيق/ محمد على البجاوي نسخة مكتبة المسجد النبوي، رقم: 11765- 910 ب. غ. م. 129/ المستدرك على الصحيحين: للإمام/ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 هجرية) نشر دار الكتاب العربي، بيروت.

130/ المسند: للإمام/ أبي عبد الله أحمد بن حنبل (ت 241 هجرية) نشر دار صادر بيروت. 131/ مسند البزار- البحر الزخار-: للإمام/ أبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار (ت 292 هجرية) تحقيق د/ محفوظ الرحمن زين الله طبع مؤسسة علوم القرآن بيروت مكتبة العلوم والحكم المدينة النبوية. 132/ مسند الطيالسي: للإمام/ أبي داود: سليمان بن داود الطيالسي (ت 204 هجرية) نشر دار الكتاب اللبناني. 133/ مسند أبي يعلى الموصلي: للإمام/ أحمد بن علي بن المثني التيمي (ت 307 هجرية) تحقيق/ حسين سليم أسد نشر دار المأمون للتراث، دمشق. 134/ المصنف: للإمام/ أبي بكر عبد الله بن محمد شيبة (ت 235 هجرية) تحقيق/ عبد الخالق الأفغاني، ومختار الندوي نشر الدار السلفية، الهند، سنة 1399 هجرية. 135/ المصنف: للإمام/ عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هجرية) تحقيق/ حبيب الرحمن الأعظمي طبع المكتب الإسلامي، بيروت.

136/ المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: للإمام/ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية) تحقيق/ حبيب الرحمن الأعظمي. 137/ المعارف: للإمام/ أبي محمد عبد الله بن مسلم القتبي (ت 276 هجرية) تحقيق/ ثروت عكاشة طبع دار المعارف بالقاهرة. 138/ معالم التنزيل- بحاشية تفسير الخازن: - للإمام/ أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت 516 هجرية) تحقيق/ الشيخ محمد حامد الفقي وآخر نشر مكتبة السنة المحمدية بالقاهرة. 139/ المعجم الأوسط: للإمام/ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هجرية) تحقيق/ د محمود الطحان طبع ونشر مكتبة المعارف بالرياض. 140/ معجم البلدان: للإمام/ شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي (ت 626 هجرية) نشر دار الكتاب العربي، بيروت. 141/ المعجم الصغير: للإمام/ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هجرية) تحقيق/ محمد شكور نشر المكتب الإسلامي، بيروت، ودار عمار بالأردن، ط/ 1 سنة 1405 هجرية

142/ المعجم الكبير: للإمام أبي القاسم- انظر المعجم الأوسط والصغير- تحقيق/ حمدى السلفي نشر وطبع وزارة الأوقاف العراقية. 143/ معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية: للمقدم/ عاتق بن غيث البلادي نشر دار مكة ط/ 1 سنة 1402 هجرية. 144/ المعجم الوسيط: إعداد/ مجموعة من الباحثين طبع مجمع اللغة العربية، القاهرة. 145/ معجم معالم الحجاز: انظر معجم المعالم الجغرافية رقم: 135. 146/ معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع: للإمام/ أبي عبد الله البكري (ت 487 هجرية) تحقيق/ مصطفى السقا طبع عالم الكتب ط/ 3. 147/ مغازي الواقدي: للإمام/ محمد بن عمر (ت 207 هجرية) تحقيق/ د مارسدن جونس طبع عالم الكتب. 148/ المنتخب من كتاب أزواج النبي- صلى الله عليه وسلّم- للإمام/ محمد بن الحسن بن زبالة (ت 199 هجرية) رواية الزبير بن بكار (ت 256 هجرية) تحقيق/ د. أكرم ضياء العمري طبع الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية

149/ المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة: للإمام/ أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هجرية) تصحيح/ عبد الله بن صديق الغماري نشر دار الكتب العلمية، بيروت. 150/ المنمق في أخبار قريش: للإمام/ محمد بن حبيب (ت 204 هجرية) طبع عالم الكتب، بيروت ط/ 1 سنة 1405 هجرية. 151/ موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان: للإمام/ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 508 هجرية) بحاشية تعليقات للإمام/ ابن حجر- تحقيق/ محمد عبد الرزاق حمزة نشر دار الكتب العلمية، بيروت. 152 الموضوعات: للإمام/ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597 هجرية) تحقيق/ عبد الرحمن محمد عثمان نشر المكتبة السلفية بالمدينة النبوية. 153/ الموطأ: للإمام/ أبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي (ت 179 هجرية) تحقيق الأستاذ/ محمد فؤاد عبد الباقي نشر إحياء التراث العربي، بيروت. 154/ المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني طبع دار المعرفة

155/ ميزان الاعتدال في نقد الرجال: للإمام/ أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هجرية) تحقيق/ على محمد البجاوي نشر دار المعرفة، بيروت. 156/ نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام: محمود باشا الفلكي. 157 النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: للإمام/ أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي الأتابكي (ت 874 هجرية) تحقيق/ لفيف من الباحثين. 158/ نسب قريش: للإمام/ أبي عبد الله مصعب بن عبد الله الزبيري (ت 236 هجرية) تعليق/ أليفي بروفنسال نشر دار المعارف بالقاهرة. 159/ نسب معد: للإمام/ هشام بن الكلبي (ت 204 هجرية) تحقيق/ د ناجى حسن طبع عالم الكتب 160/ النكت والعيون- تفسير الماوردي: للإمام/ أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب المارودي (ت 450 هجرية) نسخة مكتبة المسجد النبوي. 161/ النهاية في غريب الحديث: للإمام/ أبي السعادات مبارك بن محمد بن الأثير (ت 606 هجرية) تحقيق/ أحمد الزاوي نشر المكتبة الإسلامية

162/ النهجة السوية في الأسماء النبوية- انظر البهجة السوية. 163/ نور اليقين في سيرة سيد المرسلين: - للشيخ/ الخضري 164/ وسيلة الإسلام بالنبي- عليه السلام- قنفذ أبي العباس أحمد بن حسن بن علي القسطنطيني (ت 810 هجرية) . 165/ الموسوعة الفقهية: طبع/ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت نسخة مكتبة المسجد النبوي 27706 في 4/ 1 سنة 1417 هجرية رقم: 217 م. و. ص. 165/ الوفاء بأحوال المصطفى- صلى الله عليه وسلّم: - للإمام/ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت 597 هجرية) تعليق/ محمد زهري النجار، نشر المؤسسة السعيدية بالرياض. 166/ وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى- صلى الله عليه وسلّم- للإمام/ علي بن أحمد السمهودي (ت 911 هجرية) تحقيق الشيخ/ محمد محيى الدين عبد الحميد طبع دار إحياء التراث العربي، بيروت. 167/ وفيات الأعيان: للإمام/ أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (ت 681 هجرية) تحقيق/ د إحسان عباس، طبع دار صادر، بيروت 168/ ج- الدوريات: الملحق الديني لجريدة الأهرام الصادرة في يوم الجمعة 21/ 7/ 1418 هجرية الموافق 21/ 11/ 1997 م. 169/ جريدة الأهرام القاهرية الصادرة في يوم الجمعة 10/ 7/ 1998 م الملحق الثقافي ص/ 11 ثقافة تكريم أفضل ناشر للكتب في مصر.

فهرس الموضوعات

فهرس الموضوعات الموضوع الصفحة مقدمة التحقيق 3 نماذج صور المخطوط 9 مقدمة المؤلف 21 حكم التكنى بأبي القاسم 23 حديث تكنية جبريل عليه السلام- للرسول بأبي إبراهيم 23 النسب الزكي الطاهر 25 حديث عبد المطلب للسلسلة 28 التعريف بكعب الأحبار 29 اسم النبي عند أهل الجنة 29 اسم النبي في التوراة 29 اسم النبي في الإنجيل 30 من سمي بمحمد من العرب 32 أحمد لم يتسم به أحد من العرب 34 قصة الذبيح المشهورة 36 وعن المطلب وسبب تسميته بذلك 38 هاشم وسبب لقبه بذلك 40 خزاعة وسبب تسميتها بذلك 43 قصي ولما سمى بذلك 45 أم قصي 46 الأزد وتفرقها 46 أولاد قصي 46 قصي يقسم مكارمه 47 قصي ودفنه ب «الحجون» 49 العرب وتسمية أولادهم بشر الأسماء 51 العرب وتسمية عبيدهم بأحب الأسماء 51

كعب بن لؤي أول من جمع يوم العروبة وأول من سماها الجمعة 52 ابن فهر واسمه قريش 57 فهر ورياسته ل «مكة» 58 أولاد فهر 59 فائدة ل «ابن حزم» 61 ثناء العلماء على ابن حزم 61 خزيمة واشتقاقه 62 قول القاضي عياض وسبب: زيارته صلى الله عليه وسلّم، قبر أمه 64 بكاؤه صلى الله عليه وسلّم على وفاتها 64 ابن مضر واسمه وكنيته 66 ابن مضر وأولاده 67 «عك» اسمه «الحارث» 68 أثر ابن عباس وكذب النسابون 69 إجماع العلماء على أن الرسول صلى الله عليه وسلّم انتسب إلى عدنان 69 ميلاده صلى الله عليه وسلّم 70 ولادته صلى الله عليه وسلّم بعد الفيل بخمسين يوما ورأي الماوردي 70 قصة الفيل والمصادر التي ذكرت فيها 71 ولد واستنبئ وتوفي صلى الله عليه وسلّم يوم الاثنين 71 الخلاف في التاريخ الذي ولد فيه- صلى الله عليه وسلّم- 71 رأي الإسلام في زيارة الموضع الذي ولد فيه الرسول 72 رأي محمود باشا الفلكي حول التاريخ الذي ولد فيه الرسول 73 آمنة بنت وهب وتزوجها ب «عبد الله عبد المطلب» 75 حول دفن عبد الله والرسول ب «دار النابغة» 79 حليمة واسترضاع النبي- صلى الله عليه وسلّم- 81 إسلام حليمة 83 الحكمة في إرضاع قريش لأولادهن في البادية 85 بركته- صلى الله عليه وسلّم- عند أخذ حليمة له 86 خلاف العلماء في شق الصدر 87

الحكمة في شق صدره- صلى الله عليه وسلّم- 88 رد حليمة- رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى أمه 89 وفاة أمه صلى الله عليه وسلّم 90 المراد بأخواله صلى الله عليه وسلّم 91 يتمه صلى الله عليه وسلّم في حجر جده 91 وفاة جده صلى الله عليه وسلّم 93 ولاية أبي طالب رسول صلى الله عليه وسلّم بعد وفاة جده 94 أولاد أبي طالب لا يشبعون إذا أكلوا وحدهم 95 الفرق بين الال والأهل 96 رحلته صلى الله عليه وسلّم مع عمه أبي طالب إلى الشام 97 التعريف ب «البلاذري» 97 قصة بحيرى الراهب مع أبي طالب 98 خديجة- رضي الله عنها- وخطبة الرسول صلى الله عليه وسلّم لها وسنه عند الزواج بها 101 من تولي عقد نكاح خديجة؟ 101 حديث ميسرة ل «خديجة» من تظليل الملائكة 105 خطبة أبي طالب عند زواج الرسول ب «خديجة» 106 صداق «خديجة» - رضي الله عنها- 109 وفاة «خديجة» - رضي الله عنها- ودفنها ب «الحجون» 110 أولاده صلى الله عليه وسلّم من أم المؤمنين خديجة 111 ولادة «القاسم» قبل النبوة 111 خديجة- رضي الله عنها- تلد جميع أولاد الرسول صلى الله عليه وسلّم إلا إبراهيم 112 فاطمة رضي الله عنها أصغر ولده صلى الله عليه وسلّم 114 وفاة «فاطمة» - رضي الله عنها- 116 لقب فاطمة- رضي الله عنها- الزهراء 118 أبو العاص بن الربيع وزينب بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- 119 أول من غطى نعشها؟ 119 عتيبة بن أبي لهب ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلّم 122 زواج عثمان بن عفان ب «رقية» - رضي الله عنها- 122

أم كلثوم ومعنى الكلثمة 123 تخلف «عثمان» - رضي الله عنه- عن «غزوة بدر» 123 إبراهيم ولد رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ومكان ولادته 124 وما قاله جبريل- عليه السلام- 125 الخلاف في اليوم الذي مات فيه إبراهيم 126 صداق «علي» ل «فاطمة» - رضي الله عنها- 128 أولاد فاطمة- رضي الله عنها- 130 حمل الرسول- صلى الله عليه وسلّم- لأمامة 135 موت «أم كلثوم» وزواج عثمان برقية- رضي الله عنها- 136 نساؤه- صلى الله عليه وسلّم- أمهات المؤمنين 138 أولاهن خديجة- رضي الله عنها- 138 أولاهن أم المؤمنين سودة بنت زمعة 142 أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- 146 أم المؤمنين حفصة بنت عمر- رضي الله عنها- 152 أم المؤمنين زينب بنت خزيمة- رضي الله عنها- أم المساكين 154 أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان- رضي الله عنها- 156 أم المؤمنين هند بنت أبي أمية- رضي الله عنها 159 أم المؤمنين زينب بنت جحش- رضي الله عنها- 162 أم المؤمنين جويرية بنت الحارث- رضي الله عنها- 165 أم المؤمنين صفية بنت حيي- رضي الله عنها- 167 أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث- رضي الله عنها- 168 زواجه ميمونة في عمرة القضية 169 من تزوجهن- صلى الله عليه وسلّم- ولم يدخل بهن 170 اسم المرأة التي وهبت نفسها للنبي- صلى الله عليه وسلّم- 173 أعمامه وعماته- صلى الله عليه وسلّم- 174 الأول: الحارث بن عبد المطلب وبه كان يكنى 174 الثاني: الزبير شقيق والد المصطفى- صلى الله عليه وسلّم- 177 الثالث: جحل 179

الرابع ضرار 179 الخامس المقوم 180 السادس: أبو لهب ولماذا كني بذلك 180 العدسة التي مات بها أبو لهب 181 أولاد أبي لهب 181 عتبة، معتب، عتيبة 181 السابع: العباس رضي الله عنه 182 أولاد العباس- رضي الله عنه- عشرة سبعة أشقاء 184 الثامن: حمزة بن عبد المطلب- رضي الله عنه- 187 التاسع: أبو طالب 187 العاشر: عبد الله والد المصطفى- صلى الله عليه وسلّم- 189 عماته: - صلى الله عليه وسلّم- ست 190 أولاهن: أميمة 190 ثانيتهن: أم حكيم وهي البيضاء 192 ثالثتهن: برة وهي شقيقة عبد الله 193 رابعتهن: عاتكة 194 خامستهن: صفية 195 سادستهن: أروى 195 العواتك اللاتي ولدن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- 196 أولهن: عاتكة بنت هلال 196 ثانيتهن: عاتكة بنت مرة 198 ثالثتهن: عاتكة بنت الأوقص 198 الفواطم في قرابته خمس 199 أولهن: فاطمة بنت سعد 199 ثالثتهن: فاطمة بنت عمرو 199 ثالثتهن: فاطمة بنت أسد 199 رابعتهن: فاطمة بنت هرم 200 خامستهن: فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- 200

مواليه- صلى الله عليه وسلّم- من الرجال: 200 زيد بن حارثة 200 وأبو رافع- أسلم 203 وأبو كبشة 204 وأنسة 204 وثوبان بن بجدد 205 وشقران واسمه صالح 206 ويسار 206 وفضالة 207 وأبو مويهبة 207 وسفينة 208 مواليه- صلى الله عليه وسلّم- من النساء 209 أم أيمن- رضي الله عنها- 209 وسلمى 209 ورضوى، ومارية، وريحانة 210 خدمه- صلى الله عليه وسلّم- من الأحرار 212 أنس بن مالك، وهند، وأسماء ابنا حارثة الأسلميان 212 شهوده- صلى الله عليه وسلّم- بنيان الكعبة 213 رضا قريش بحكمه- صلى الله عليه وسلّم- فيها 213 بعثته- صلى الله عليه وسلّم- عند بلوغ سن الأربعين 213 صدعه- صلى الله عليه وسلّم- بأمر الله 216 حصاره- صلى الله عليه وسلّم- وأهل بيته بالشعب 218 موت أبي طالب 221 موت زوجة خديجة- رضي الله عنها- 222 وفد الجن 222 ذكر الإسراء 225 هجرته- صلى الله عليه وسلّم- من مكة إلى المدينة 227 مدة إقامته- صلى الله عليه وسلّم- ب قباء 227

خروجه- صلى الله عليه وسلّم- من قباء وخروج الجواري من أهل المدينة لاستقباله 228 نزوله- صلى الله عليه وسلّم- في بيت أبي أيوب 228 لعب الحبشة بالحراب فرحا بقدومه- صلى الله عليه وسلّم- 230 مؤاخاته- صلى الله عليه وسلّم- بين المهاجرين والأنصار 232 دخوله- صلى الله عليه وسلّم- ب «عائشة» - رضي الله عنها- 233 غزواته- صلى الله عليه وسلّم- 234 غزوة ودان 234 غزوة بواط 235 غزوة بدر الأولى- سفوان 236 غزوة بدر الكبرى 237 عدة أصحابه- صلى الله عليه وسلّم- في غزوة بدر 241 المتخلفون من أصحابه- صلى الله عليه وسلّم- في غزوة بدر 241 عدد المشركين في غزوة بدر 242 غزوة بني قينقاع 244 غزوة السويق 245 غزوة بني سليم- الكدر- 247 غزوة ذي أمر 249 غزوة أحد 251 غزوة بني النضير 258 غزوة ذات الرقاع 261 غزوة دومة الجندل 263 غزوة بني المصطلق 265 غزوة الخندق- الأحزاب- 268 غزوة بني قريظة 271 غزوة بني لحيان 275 غزوة الغابة 277 عمرة الحديبية 280 غزوة خيبر 286

عمرة القضية 292 غزوة مكة 295 غزوة حنين 300 غزوة الطائف 302 غزوة تبوك 303 حج أبي بكر الصديق رضي الله عنه 307 حجة الوداع 309 وفاته- صلى الله عليه وسلّم- 312 عدد غزواته- صلى الله عليه وسلّم- 319 رفقاؤه- صلى الله عليه وسلّم- النجباء 323 أولهم: علي بن أبي طالب 323 ثانيهم وثالثهم: ابناه الحسن والحسين 327 رابعهم: حمزة بن عبد المطلب 328 خامسهم: جعفر بن أبي طالب 330 سادسهم: أبو بكر الصديق 333 سابعهم: عمر بن الخطاب 337 ثامنهم: أبو ذر 342 تاسعهم: المقداد بن عمرو 343 عاشرهم: سلمان الفارسي 344 حادى عشرهم: حذيفة بن اليمان 346 ثاني عشرهم: عبد الله بن مسعود 348 ثالث عشرهم: عمار بن ياسر 350 رابع عشرهم: بلال بن رباح 352 من كان يضرب أعناق الكفار بين يديه؟ 353 علي بن أبي طالب 353 الزبير بن العوام 353 محمد بن مسلمة 354 عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح 355

المقداد بن عمرو 356 حراسه- صلى الله عليه وسلّم- 356 معاذ بن النعمان 356 ذكوان بن عبد قيس 359 محمد بن مسلمة الأنصاري حرسه بأحد 360 الزبير بن العوام حرسه يوم الخندق 361 عباد بن بشر 361 سعد بن أبي وقاص حرسه بوادي القرى 362 أبو أيوب الأنصاري حرسه يوم خيبر 363 بلال حرسه بوادي القرى 363 ترك حراسته- صلى الله عليه وسلّم- بعد نزول آية المائدة رقم 67 363 أسلحة رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- 364 أفراس رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- 380 نوقه- صلى الله عليه وسلّم- 383 تركة النبي- صلى الله عليه وسلّم- 387 الفهارس 405 فهرس الايات القرآنية 407 فهرس الأحاديث النبوية والاثار 410 فهرس المصادر والمراجع 424 فهرس الموضوعات 447

§1/1