مسائل نافع بن الأزرق = غريب القرآن في شعر العرب

عبد الله بن عباس

الإهداء

الإهداء يا آل بيت رسول الله حبّكم ... فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ... من لم يصلّ عليكم لا صلاة له الإمام الشافعي إلى الحبيب الأعظم صلّى الله عليه وسلّم سيّد المرسلين وإلى أهل بيته الطاهرين وإلى أصحابه الطّيّبين نهدي هذا العمل المحققان

بسم الله الرّحمن الرّحيم هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ. صدق الله العظيم [سورة آل عمران] الآية (7)

عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: ضمني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: «اللهمّ علّمه الكتاب» - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عكرمة في كتاب العلم باب (17- 19) رقم (75) و (143) و (3546) و (6842) . وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة باب: فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما رقم (3477) . وأخرجه الإمام الترمذي في سننه كتاب المناقب باب (42) . وأخرجه الإمام بن ماجة في سننه في المقدمة باب (11) . وأخرجه ابن سعد في طبقاته ج 2 ق 2 ص 119 و 123. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج 1 ص 214 و 266 و 269 و 327 و 328 و 330 و 235 و 359.

المقدمة

المقدّمة الحمد لله خالق المصنوعات، وبارئ البريات، ومدبّر الكائنات، ومعرّف الألسن الناطقات، مفضّل لغة العرب على سائر اللغات، المنزل كتابه، والمرسل رسوله وحبيبه محمدا صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين بها تنويها بشأنها، وتعريفا بعظم محلها وارتفاع مكانها. أحمده أبلغ الحمد وأكمله وأزكاه وأشمله، وأشهد أن لا إله إلا الله اللطيف الكريم، الرؤوف الرحيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته وعلى سائر النبيين وآل كلّ وسائر الصالحين. أما بعد: فإن لغة العرب كان ولم يزل لها المكانة الأعلى، والمقام الأسمى، ذلك لأن بها يعرف كتاب ربّ العالمين، وسنّة خير الأولين والآخرين وأكرم السابقين واللاحقين. صلوات الله عليه وعلى سائر النبيين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. اجتهد أولو البصائر والأنفس الزاكيات، والهمم المهذبة العاليات في الاعتناء باللغة العربية، والتمكن من إتقانها بحفظ أشعار العرب وخطبهم ونثرهم، وغير ذلك من أمرهم، وكان هذا الاعتناء في زمن الصحابة الأجلّاء رضي الله عنهم، مع فصاحتهم ومعرفتهم في أمور اللغة وأصولها. فلقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يحفظ من الأشعار والأقوال ما لا يحصى، وما ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأولاده إلا لتفريطهم في حفظ العربية، وأما ثناء الإمام الجليل الشافعي رحمه الله،

وحثه على تعلم العربية في أول رسالته، فهو مقتضى منصبه وعظم جلالته، ولا حاجة إلى الإطالة في الحث عليها. فالعلماء مجمعون على الدعاء إليها، بل شرّطوها في كتبهم واتفقوا على تعلمها وتعليمها من فروض الكفايات. لم يشتهر بالتفسير من الصحابة سوى عدد قليل، عدّهم السّيوطي وسمّاهم، وهم الخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير. أما الخلفاء ما سوى الإمام عليّ، فقد قلّ ما نقل عنهم، لانشغالهم بمهام الخلافة، وتقدم وفاتهم، ثم لوجودهم في وسط أغلبه عالمون بكتاب الله عز وجل، عارفون بمعانيه وأحكامه، عرب تقل لديهم الحاجة إلى الرجوع في التفسير إلى غيرهم. أما الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، فكان أكثر الخلفاء رواية، فتأخّر الخلافة عنه مدة خلافة الثلاثة منحه فرصة يتفرغ بها للعلم والتعليم. ثم إن تأخر وفاته أوصله إلى زمن كثرت فيه حاجة الناس إلى من يفسر القرآن ويشرح الأحكام، وكادت فيه تضيع خصائص اللغة العربية بدخول الأعاجم في الإسلام، واختلاطهم بالعرب. أما ابن عباس «1» فبإجماع معاصريه، كان مفسر القرآن الأول. ولنعم ما وصفه

_ (1) ابن عباس: هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو العباس، حبر الأمة، الصحابي الجليل، ولد بمكة سنة (3) ق. هـ. ونشأ في بدء عصر النبوّة، فلازم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وروى عنه الأحاديث الصحيحة. وشهد مع الإمام علي كرم الله وجهه الجمل وصفين، وكفّ بصره في آخر عمره، فسكن الطائف وتوفي بها سنة (68) هـ الموافق (687) م. له في الصحيحين 1660 حديثا. قال ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. وقال عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا كان أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس، الحلال، والحرام، والعربية، والأنساب، والشعر. وقال عطاء: كان ناس يأتون ابن عباس في الشعر والأنساب، وناس يأتونه لأيام العرب ووقائعهم، وناس يأتونه للفقه والعلم، فما منهم صنف إلا يقبل عليهم بما يشاءون وكان كثيرا ما يجعل أيامه يوما للفقه، ويوما للتأويل، ويوما للمغازي، ويوما للشعر، ويوما لوقائع العرب. وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أعضلت عليه قضية دعا ابن عباس وقال له: أنت لها ولأمثالها. ثم يأخذ بقوله ولا يدعو لذلك أحد سواه. وكان آية في الحفظ، فكان إذا سمع النوادب سد أذنيه بأصابعه مخافة أن يحفظ أقوالهن. (انظر:

به ابن عمر إذ قال: (ابن عباس أعلم أمة محمد بما نزل على محمد) . وابن عباس رجل أمسك بالمجد من أطرافه. فقد نال شرف صحبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشرف القرابة من الحبيب المصطفى: فهو ابن عمه العباس بن عبد المطلب. وفي الإمارة: فقد أمّره علي بن أبي طالب على البصرة، وفي الورع والتقى: كان صوّام النهار، قوّام الليل، متضرعا بكّاء من خشية الله تبارك وتعالى. وفي العلم: كان حبر الأمة الإسلامية، وترجمان القرآن العظيم، وذلك كان لقبه، وحقّا كان يستحقه. فهو ذو المعارف الواسعة، والقلب الذكي، والعقل المستنير. أحب العلم واندفع إليه، وأحسّ أنه للعلم مخلوق. فمنذ أن أدناه منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وربّت على كتفه وقال داعيا: «اللهمّ فقّهه في الدّين وعلّمه التأويل» «1» بعدها انطلق ابن عباس بقلبه الواعي، وذهنه الصافي، وحافظته الخارقة، سالكا طريق العلم، فلم يضع من طفولته الواعية يوما دون أن يشهد مجالس الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، ويحفظ أقواله، ما جعله في يوم من الأيام رباني الأمة الإسلامية، وأعلمها بكتاب الله، وأفقهها بتأويل آياته، وأقدر المفسرين على النفوذ إلى أغواره، وفهم مراميه وأسراره، مما بوأه بين الصحابة مكانا مرموقا، فكان أكثرهم تفسيرا. ولأن معرفته وحكمته كانتا أسرع نموا من عمره. فقد نال في شبابه الغض حكمة الشيوخ وأناتهم، وعقل الخبراء وحصافتهم مما جعله موضع احترام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان حريصا على مشورته في كبير الأمور وعظيمها، وكان يلقبه ب (فتى الكهول) .

_ الإصابة: 4772. وصفة الصفوة: 1/ 314. وحلية الأولياء: 1/ 314. وتاريخ الخميس: 1/ 167. والأعلام: 4/ 95) . (1) أخرجه الإمام البخاري في كتاب العلم رقم 75 و 143 و 3546 و 6842. وأخرجه الإمام مسلم في فضائل الصحابة رقم 2477. وأخرجه الترمذي في كتاب المناقب باب 42. وأخرجه ابن ماجة في المقدمة باب 11. وأخرجه ابن سعد في طبقاته الجزء 2 صفحة 119 و 123. وأخرجه الإمام أحمد في الجزء 1 صفحة 214 و 266 و 269 و 314 و 327 و 328 و 330 و 335 و 359.

يروي ابن عباس فيقول: كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فكان بعضهم وجد في نفسه فقال: لم يدخل هذا معنا وإن لنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن علمتم. فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم، فقال: ما تقولون في قول الله تعالى إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ «3» ؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئا. فقال لي عمر: أكذلك تقول يا ابن عباس؟. فقلت: لا. فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعلمه له وقال: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ «4» فذلك علامة أجلك. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً «5» . فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول. وكان إعجاب عمر بن الخطاب بابن عباس يزداد كل يوم. حتى إنه كان يقول عنه: ذاكم فتى الكهول إن له لسانا سئولا وقلبا عقولا. وباللسان السؤول، وبالقلب العقول، وبتواضع ابن عباس ودماثة خلقه صار حبر الأمة أو بحر الأمة «6» وموسوعتها الحيّة. فهو الذي يحدّث عن نفسه فيقول: إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعن حرصه على حيازة العلم وأدبه في تعلمه. يقول: لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلت لفتى من الأنصار: هلمّ فلنسأل أصحاب رسول الله فإنهم اليوم كثير. فقال: لا.. يا عجبا لك يا ابن عباس، أترى الناس يفتقرون إليك وفيهم من أصحاب رسول الله من ترى؟ فترك ذلك وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي إليه وهو قائل في الظهيرة، فأتوسد ردائي على بابه، يسفي الريح عليّ من التراب حتى ينتهي من

_ (3) سورة النصر، الآية: 1. (4) المرجع السابق. (5) المرجع السابق الآية: 3. (6) انظر: طبقات ابن سعد: الجزء 2 القسم 2 صفحة 120.

مقيله، ويخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: لا أنت أحق بأن أسعى إليك. فأسأله عن الحديث وأتعلم منه. وجدّ في طلبه للعلم. حتى أدهش بما بلغه فحول عصره. فقال عنه محمد بن الحنفية: كان ابن عباس حبر هذه الأمة. أما الإمام الحسن رضي الله عنه فكان يقول: إن ابن عباس كان من القرآن بمنزل. وكان التابعون يرون فيه الأستاذ المثل والعالم الكامل، فكان أحد كبار التابعين مسروق بن الأجدع يقول: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس. فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس. بل إن تنوّع ثقافته وشمول معرفته لمّا يأخذ بألباب معاصريه، فهو المتمكن من كل علم: في الفقه والتاريخ، وفي تفسير القرآن وتأويله، وفي لغة العرب وآدابهم. يقول عبيد الله بن عتبة: ما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ابن عباس، ولا رأيت أحدا أعلم بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم منه ولا أفقه في رأي منه، ولا أعلم بشعر ولا عربية، ولا تفسير للقرآن ولا بحساب وفريضة منه. ولما حاز ابن عباس ما قصد إليه من العلم تحوّل إلى معلم يعلم الناس، فيعظ العامة، ويعلم الخاصة، فكان بيته جامعة، فيها تلقى كل العلوم لكن ليس فيها إلا أستاذ واحد، أستاذ موسوعي يجد عنده الطالب كل ما يريد. يقول عبيد الله بن عتبة:.. ولقد كان يجلس يوما للفقه، ويوما للتأويل، ويوما للمغازي، ويوما للشعر، ويوما لأيام العرب وأخبارهم، وما رأيت عالما جلس إليه إلا خضع له ولا سائلا سأله إلا وجد عنده علما. لقد كان لا بد لابن عباس من تخصيص أيام الأسبوع كل يوم بعلم، فقد كان مقصد الباحثين والطالبين، يأتيه الناس من أقطار الإسلام أفواجا لينهلوا من بحر علمه، ويستغلوا فرصة وجوده «7» .

_ (7) المرجع السابق.

ولم يكن ابن عباس ذا ذاكرة قوية خارقة فقط، بل وذا ذكاء نافذ وفطنة بالغة، كانت حجته إذا حاجج كما الشمس في رابعة النهار- بهجة ووضوحا وألقا- وما كان يحاور ويحاجج زهوا بعلمه ولا إظهارا لقوة منطقة وصلابة موقفه، بل كان يرى ذلك سبيلا لإظهار الحق ومعرفة الصواب. عرف له ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فوجهه إلى الخوارج فحاورهم حوارا رائعا، بيّن فيه الحق، وساق الحجة بشكل يبهر الألباب، فما كاد ينتهي النقاش حتى نهض منهم عشرون ألفا راجعين عن خروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، معلنين أحقّيّة الإمام علي فيما يسير إليه. وما نسوقه في هذا الكتاب من مسائل، مظهر آخر من مظاهرة قوة الرجل في علمه وحجته، وما كان لابن عباس من الثروة العلمية بأقل مما له من ثروة الخلق والكرم، وسخاؤه بالمال لم يكن بأقل من سخائه بالعلم. يقول عنه أحد معاصريه: ما رأيت بيتا أكثر طعاما ولا شرابا ولا فاكهة ولا علما من بيت ابن عباس. تخلّق ابن عباس بأخلاق الإسلام، وتمثّل آداب العلماء، فكان طاهر القلب، نقي النفس لا يحمل ضغنا لإنسان، يتمنى الخير لكل مخلوق. يقول عن نفسه: إني لآتي على الآية من كتاب الله فأود لو أن الناس جميعا علموا مثل الذي أعلم، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل ويحكم بالقسط. فأفرح به، وأدعو له، ومالي عنده قضية، وإني لأسمع بالغيث يصيب للمسلمين أرضا فأفرح به، وما لي بتلك الأرض سائمة» . ولئن قال الله جلّ جلاله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ «9» ، فإن ابن عباس لمن أشد الناس خشية لله، وأكثرهم تعبدا وتضرعا، بكّاء إذا صلى أو قرأ القرآن، فأبدا لم يكن من الذين يقولون ما لا يفعلون، وإنما صوّاما لنهاره، قوّاما ليله. حدّث عبد الله بن مليكة فقال: صحبت ابن عباس رضي الله عنه من مكة إلى

_ (8) السائمة: الإبل أو الماشية ترسل للرعي ولا تعلف. الجمع: سوائم. (9) سورة فاطر، الآية: 28.

المدينة، فكنا إذا نزلنا منزلا قام شطر الليل والناس نيام، ولقد رأيته ذات ليلة يقرأ: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ «10» . فظل يكررها وينشج حتى طلع عليه الفجر. أما بالنسبة لذكاء ابن عباس فحدّث ولا حرج. روى الأصبهاني في الأغاني قال: بينا ابن عباس في المسجد الحرام، وعنده نافع بن الأزرق «11» ، وناس من

_ (10) سورة ق، الآية: 19. (11) نافع بن الأزرق: بن قيس الحنفي البكري الوائلي الحروري، أبو راشد، رأس الأزارقة وإليه نسبتهم كان أمير قومه وفقيههم، من أهل البصرة، صحب في أول أمره عبد الله بن عباس، قال الذهبي له أسئلة في جزء، أخرج الطبراني بعضها في مسند ابن عباس من المعجم الكبير. وأورد السيوطي بعضها في الإتقان- وقد جئنا بجميع هذه الأسئلة في كتابنا الذي بين يديك- وكان نافع وأصحاب له من أنصار الثورة على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ووالوا عليا كرم الله وجهه. إلى أن كانت قضية التحكيم بين الإمام علي رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان، فاجتمعوا في حروراء- وهي قرية من ضواحي الكوفة- ونادوا بالخروج على الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وعرفوا لذلك، هم ومن تبع رأيهم بالخوارج. وكان نافع بن الأزرق يذهب إلى سوق الأهواز ويعترض الناس بما يحيّر العقل- كما يقول الذهبي- ولما ولي عبيد الله بن زياد إمارة البصرة سنة (55) هـ في عهد معاوية اشتد على (الحروريين) وقتل سنة (61) هـ زعيمهم أبا بلال مرداس بن حدير، وعلموا بثورة عبد الله بن الزبير على الأمويين بمكة، فتوجهوا إليه مع نافع، وقاتلوا عسكر الشام في جيش ابن الزبير إلى أن مات يزيد بن معاوية سنة (64) هـ وانصرف الشاميون، وبويع ابن الزبير للخلافة، وأراد نافع وأصحابه أن يعملوا رأي ابن الزبير في عثمان فقال لهم: قد فهمت الذي ذكرت به عثمان. وإني لا أعلم مكان أحد من خلق الله اليوم أعلم بابن عفان وأمره مني كنت معه حيث نقم عليه، واستعتبوه فلم يدع شيئا إلا أعتبهم، ثم رجعوا إليه بكتاب له يزعمون أنه كتبه يأمر فيه بقتلهم. فقال لهم: ما كتبته. فإن شئتم فهاتوا بيّنتكم، فإن لم تكن حلفت لكم فو الله ما جاءوا ببينة ولا استحلفوه. ووثبوا عليه فقتلوه، وقد سمعت ما عبته به، فليس كذلك، بل هو لكم خير أهل، وأنا أشهدكم ومن حضرني أني ولي عثمان بن عفان وعدوّ لأعدائه، ولم يرض هذا نافعا وأصحابه، فانفضوا من حوله، وعاد نافع ببعضهم إلى البصرة، فتذاكروا فضيلة الجهاد- كما يقول ابن الأثير- وخرج بثلاثمائة وافقوه على الخروج، وتخلف عبد الله بن إباض وآخرون فتبرأوا منهم، وكان نافع جبارا فتاكا، قاتله المهلب بن أبي صفرة ولقي الأهوال في حربه. وقتل نافع يوم دولاب على مقربة من الأهواز سنة (65) هـ الموافق (685) م. (انظر: الكامل للمبرد: 2/ 172- 181. ورغبة الآمل: 7/ 103- 156 و 220 و 229 و 236.

الخوارج يسألونه، إذ أقبل عمر بن أبي ربيعة في ثوبين مصبوغين مورّدين حتى دخل وجلس، فأقبل عليه ابن عباس فقال: أنشدنا فأنشده: أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجّر «12» حتى أتى على آخر القصيدة، فأقبل عليه نافع بن الأزرق فقال له: الله يا ابن عباس! إنا نضرب إليك أكباد الإبل من أقاصي البلاد، نسألك عن الحلال والحرام، فتتثاقل عنا، ويأتيك غلام مترف من مترفي قريش فينشدك: رأيت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت ... فيخزى وأما بالعشيّ فيخسر فقال ابن عباس: ليس هكذا قال: قال نافع: فكيف؟ قال: رأيت رجلا أما إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأما بالعشيّ فيخصر «13» قال نافع: ما أراك إلا وقد حفظت البيت؟ قال: نعم، وإن شئت أن أنشدك القصيدة أنشدتك إياها «14» . قال: فإني أشاء. فأنشده القصيدة حتى أتى على آخرها، وما سمعها قط إلا تلك المرة صفحا «15» . ولقد بلغ ابن عباس من مجد العلم مبلغا سارت بحديثه الركبان. فقد روي أن عبد الله بن عباس الذي ليس له صولة ولا إمارة، خرج حاجا في سنة خرج فيها للحج خليفة المسلمين معاوية بن أبي سفيان. فكان لمعاوية موكب من رجال دولته، أما ابن عباس فقد كان له موكب من طلاب العلم يفوق موكب الخليفة. ولعل من أهم أسباب تفوق ابن عباس نشأته في بيت النبوّة لعظيم الأثر فيما بلغه

_ ولسان الميزان للذهبي: 6/ 144. وجمهرة الأنساب: 293. وتاريخ الطبري: 7/ 65. والأعلام للزركلي: 7/ 351- 352. (12) هجر: سار في الهاجرة، والهاجرة: شدة الحر. [.....] (13) يضحى: يظهر للشمس، عارضت: قابلت. يخصر: يبرد. (14) انظر: الأغاني: 1/ 72. وقصص العرب: 1/ 358. (15) صفحا: مرورا.

من العلم والفهم، فنشأته تلك تعني ملازمة دائمة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، يضاف إلى ذلك ملازمة ابن عباس لأكابر الصحابة بعد وفاة المصطفى يتعلم منهم، ويعرّفونه من أسباب النزول وتواريخ التشريع ما لم يعرفه لصغره. وابن عباس عالم العربية الذي لا يدرك شأوه، عرف اللغة، وحفظ غريبها، وتعمق بخصائصها وآدابها، وأدرك أساليبها، حتى إنه كان له طريقة مميزة في التفسير، فكان كثيرا ما يرجع إلى الشعر الجاهلي إذا سئل عن غريب القرآن. يروي الأنباري عنه أنه قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب. ولعل أستاذه في هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد كان عمر يسأل أصحابه عن معنى قول الله تعالى: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ «16» . فيقوم له شيخ من هذيل فيقول له: هذه لغتنا. التخوف: التنقص. فيقول له عمر: هل تعرف العرب ذلك في أشعارها. فيقول له نعم، ويروي له قول الشاعر: تخوّف الرحل منها نامكا قردا ... كما تخوّف عود النبعة السّفن فيقول عمر لأصحابه: عليكم بديوانكم لا تضلوا. قالوا: وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهلية فإنّ فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم «17» . وكما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان يرى ابن عباس أن الرجوع إلى الشعر الجاهلي ضروري للاستعانة به على فهم غريب القرآن فيقول: الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا ذلك منه. وسار التابعون من تلامذة ابن عباس على طريقته اللغوية في التفسير، حتى قامت الخصومة بين بعض الفقهاء واللغويين ومن فسّر بهذه الطريقة فاتهموهم أنهم بذلك يجعلون الشعر الجاهلي المذموم حديثا وقرآنا أصلا للقرآن، والحقيقة والواقع

_ (16) سورة النحل، الآية: 47. (17) الموافقات: الجزء 2 صفحة 88.

ليسا كذلك، فما الأمر إلا بيان للحرف الغريب من القرآن بالشعر. والله العلي القدير يقول: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا «18» . ويقول: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ «19» . آثرنا أن ننشر سؤالات نافع بن الأزرق إلى عبد الله بن عباس لمكانتها التاريخية في علم التفسير من جهة، ولمكانتها الأدبية من جهة أخرى. وقد أضفنا إلى العنوان الرئيسي عنوانا جديدا وضروريا وهو: غريب القرآن في شعر العرب كي يقع هذا العنوان على نظر القارئ ويتفهم المراد منه. وقد نشر الكثير منها الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة (911 هـ) في كتابه: الإتقان في علوم القرآن من صفحة 120 حتى 133. طبعة المكتبة الثقافية في بيروت عام (1973 م) مصورة عن طبعة سابقة. بحجم 19 27. وتشتمل الصفحة على 34 سطرا. ولكن نسخ (الإتقان) على طبعاتها الكثيرة مشحونة بالخطإ. كذلك أعاد الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي نشر هذه المسائل في نهاية كتابه (معجم غريب القرآن) طبعة دار المعرفة في بيروت مصورة عن طبعة القاهرة عام (1950) . اعتمد الأستاذ الفاضل محمد عبد الباقي الترتيب الألف بائي في ترتيب المسائل. من أجل ذلك عمدنا إلى نشر هذه المسائل كما وردت في الأصل المخطوط المحفوظ في دار الكتب المصرية تحت رقم 116 مجاميع م. والأصل المخطوط يمتاز بخطه النسخي الجميل لكنه خال من تاريخ النسخ واسم الناسخ، ومقاس الورقة 26 15. وتشتمل الصفحة على 29 سطرا. وكان عملنا في نشر هذا الأثر منصبا على ضبط النص، وتحقيقه مستعينين بكتب الأدب واللغة والتفسير والدواوين. مع تعريف كامل وشامل للشعراء المستشهد بشعرهم وشرح غريب اللغة. كذلك اعتمدنا الفهارس المكثفة في نهاية عملنا لتعم الفائدة والمنفعة، ولنسهل

_ (18) سورة الزخرف، الآية: 3. (19) سورة الشعراء، الآية: 195.

على ذوي الاختصاص الرجوع لأي مادة من مواد الكتاب بواسطة هذه الفهارس. والفهارس التي اعتمدناها في كتابنا هي. 1- فهرس القوافي. 2- فهرس المسائل غير الواردة في (الإتقان في علوم القرآن) . 3- فهرس أوائل الآيات القرآنية الكريمة. 4- فهرس الأعلام. 5- فهرس القبائل. 6- فهرس الأماكن. 7- فهرس الكتب. 8- الفهرس العام. وإنا نضرع إلى الله عز وجلّ جلاله وعزّ سلطانه كما منّ علينا بإتمام هذا الكتاب أن يتم النعمة بقبوله، وأن يجعلنا من السابقين الأولين من أتباع رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأن لا يخيب أملنا، فهو الجواد الذي لا يخيب من أمله، ولا يخذل من انقطع عمن سواه، وأمّ له. وصلى الله على من لا نبي بعده، سيدنا وحبيبنا ورسولنا محمد وآله وصحبه وسلم. كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون. والحمد لله أولا وآخرا. المحققان

بسم الله الرّحمن الرّحيم حدثنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد مكرم المعروف بابن الطسيّ «1» قراءة عليه من لفظه في مسجده بدرب رباح «2» يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الآخر من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة (344 هـ) . قال: حدثنا أبو سهل السري بن سهل بن حربان «3» الجنديسابوري بجنديسابور «4» قراءة عليه سنة ثمان وثمانين ومائتين (288 هـ) . قال: حدثنا يحيى بن عبيدة [المكي] «5» . واسم أبي عبيدة بحر بن فروخ، قال:

_ (1) أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد مكرم: ابن الطسي، قارئ حافظ وراوية، كان له مجلس علم في بغداد يؤمه تلامذته ومريدوه. (2) درب رباح: هكذا في الأصل وتصحيحه درب رياح: وهي محلة بني رياح، منسوبة إلى القبيلة وهم رياح بني يربوع بن حنظلة بن مالك بن يزيد مناة بن تميم بن مرّ وهي بالبصرة، وقد نسب إليها قوم من الرواة. (3) أبو سهل السّري بن سهل بن حربان: من القراء الحفاظ، راوي ثقة، قيل: لم يكن أعلم منه بتاريخ العرب في جنديسابور. كان قوي الملاحظة سديد الرأي. (4) جنديسابور: مدينة إيرانية في خوزستان، أسسها سابور الأول، وأسكن فيها الشعوب اليونانية التي أسرها: فتحها أبو موسى الأشعري سنة (638 م) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. اشتهرت بمدرستها الطبية ولغتها الآرامية. (انظر مراصد الاطلاع (351) . والمنجد في الأعلام: 218) . (5) يحيى بن عبيدة المكي: في الأصل المخطوط: الملي: وهو مولى بني مخزوم، ثقة، روى له النسائي وأبو داود ويعتبر من تابعي التابعين ولم ير الصحابة رغم معاصرته لهم (انظر: تهذيب التهذيب ج 2) .

أخبرنا سعيد بن أبي سعيد «6» قال: حدثنا عيسى بن دأب «7» عن حميد الأعرج «8» وعبد الله بن أبي بكر بن محمد «9» عن أبيه قال: بينا عبد الله بن عباس «10» جالس بفناء الكعبة قد أسدل «11» رجله في حوض زمزم «12» ، إذ الناس قد اكتنفوه «13» من كل ناحية يسألونه عن تفسير القرآن «14» . وعن الحلال والحرام، وإذا هو يتعايى «15» بشيء يسألونه عنه. فقال نافع بن الأزرق «16» لنجدة بن عريم «17» :

_ (6) سعيد بن أبي سعيد: محدث ثقة حدث عن سعيد بن جبير، ووثقه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (انظر البداية والنهاية: 6/ 69 و 265) . (7) عيسى بن دأب: من أكثر أهل الحجاز أدبا، وأعذبهم ألفاظا، حظي عند الهادي حظوة لم تكن لأحد قبله، وكان يدعو له ما يتكئ عليه في مجلسه، وما كان يفعل ذلك بغيره. (انظر: الكامل لابن الأثير: 5/ 81) . [.....] (8) حميد الأعرج: الكوفي القاص الملائي، يقال: هو ابن عطاء أو ابن علي، روى له الترمذي. (انظر تقريب التهذيب ص 204) . (9) عبد الله بن أبي بكر بن محمد: بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني القاضي، ثقة، مات سنة (135) هـ. روى له الستة، وأبوه ثقة عابد، مات سنة (120) هـ. وروى له الستة أيضا. (انظر تقريب التهذيب) . (10) عبد الله بن عباس: رضي الله عنه- انظر سيرته في مقدمتنا. (11) أسدل: أرخى. (12) زمزم: البئر المباركة المشهورة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، زادها الله شرفا، وقد كانت زمن النبي إسماعيل عليه السلام وتطاولت عليها الأيام وطوتها السيول، فلم يبق لها أثر، فأتى عبد المطلب في المنام، فأمر بحفرها ودلّ على موضعها، فاستخرجها ووجد فيها غزالين من ذهب وأسيافا، فضرب الغزالين صفائح على باب الكعبة، وبقيت السقاية له ولأولاده حتى اليوم. (13) اكتنف القوم الشيء: أحاطوا به. (14) انظر كتاب: تفسير ابن عباس. (15) يتعايى: العي: العجز عن التعبير اللفظي بما يفيد المعنى المقصود: وتعايا: تظاهر بالعي. (16) نافع بن الأزرق: انظر سيرته في مقدمتنا. (17) نجدة بن عريم: من الخوارج، كان ملازما لنافع بن الأزرق في رحلاته، اصطفاه من بين المجموعة النهائية التي انشق بها وحارب معه المهلب بن أبي صفرة. قتل في معركة يوم (دولاب) .

قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن والفتيا «18» بما لا علم له به. فقاما إليه فقالا: يا ابن عباس، ما يحملك على تفسير القرآن والفتيا بما لا علم لك به. آشيئا «19» سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم هذا منك تخرّصا «20» ، فإن كان هذا منك تخرّصا فهذه والله الجرأة على الله عز وجل. فقال ابن عباس مجيبا لنافع بن الأزرق: لا والله، ما هذا مني تخرّصا، لكنه علم علمنيه الله، ولكني سأدلك على من هو أجرأ مني يا ابن الأزرق؟. قال: دلّني عليه. فقال: رجل تكلم بما لا علم له به، أو رجل كتم الناس علما علّمه الله عز وجل، فذاك أجرأ مني يا ابن الأزرق. وقال نجدة: فإنك تريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله عزّ وجل، فتفسره لنا، وتأتينا بمصداقه من كلام العرب، فإن الله عزّ وجل أنزل القرآن بلسان عربي مبين. قال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما تجدا علمه عندي حاضرا إن شاء الله تعالى.

_ (18) الفتيا: من فتى ويفتي: والفتوى: جمع فتاوي وفتاو: الحكم الشرعي الذي بيّنه الفقيه لمن سأله عنه. (19) آشيئا: ال آحرف نداء للبعيد. (20) التخرّص: الكذب. وتخرّص عليه: كذب وافترى بالباطل.

(1) ع ز و [عزين]

(1) ع ز و [عزين] فقالا: يا ابن عباس: أخبرنا عن قول الله عزّ وجل: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ «1» . قال: عزين: الحلق الرفاق «2» . قالا: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «3» وهو يقول: فجاءوا يهرعمون إليه حتّى ... يكونوا حول منبره عزينا «4»

_ (1) سورة المعارج، الآية: 37. [.....] (2) عزين: جماعات متفرقين (كلمات القرآن) . (3) عبيد بن الأبرص: بن عوف بن جشم الأسدي، من مصر، أبو زياد، شاعر، من دهاة الجاهلية وحكمائها. وهو أحد أصحاب (المجمهرات) المعدودة طبقة ثانية عن المعلقات. عاصر عبيد أمرأ القيس، وله معه مناظرات ومناقضات، وعمّر طويلا حتى قتله النعمان بن المنذر وقد وفد عليه في يوم بؤسه. له ديوان شعر مطبوع. (انظر: الأغاني: 19/ 84. والشعر والشعراء: 84. وخزانة البغدادي: 1/ 323. وصحيح الأخبار: 1/ 14. والأعلام: 4/ 188) . (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120.

(2) وس ل [الوسيلة]

(2) وس ل [الوسيلة] قال نافع: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزّ وجل: وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ «1» . - الحاجة. قال: أو تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عنترة العبسي «2» وهو يقول: إنّ الرّجال لهم إليك وسيلة ... إن يأخذوك تكحّلي وتخضّبي «3»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 35. (2) عنترة العبسي: هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، أشهر فرسان العرب في الجاهلية، ومن شعراء الطبقة الأولى، من أهل نجد، أمه حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السّواد منها، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، وكان مغرما بابنة عمه (عبلة) ، فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها، اجتمع في شبابه بامرىء القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء. وعاش طويلا، وقتله الأسد المرهوص أو جبار بن عمرو الطائي سنة (22) ق. هـ الموافق (600) م (انظر: الأغاني: 8/ 237. وخزانة الأدب للبغدادي: 1/ 62. والشعر والشعراء: 75. وآداب اللغة: 1/ 117. والأعلام: 5/ 92) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120 الأغاني 10/ 180، وبلوغ الأرب للآلوسي 1/ 167. والبيت في (الديوان) صفحة 33. في القصيدة التي مطلعها: لا تذكري مهري وما أطعمته ... فيكون جلدك مثل جلد الأجرب واستشهد به (الطبري والطبرسي والشوكاني) في تفاسيرهم.

(3) ن هـ ج [منهاجا]

(3) ن هـ ج [منهاجا] قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً «1» . قال: الشرعة: الدّين. والمنهاج: الطّريق. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «2» وهو يقول: لقد نطق المأمون بالصّدق والهدى ... وبيّن للإسلام دينا ومنهجا «3» قال: يعني به النبي صلّى الله عليه وسلّم «4» .

_ (1) سورة المائدة، الآية: 48. (2) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: هو المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، أبو سفيان الهاشمي القرشي، أحد الأبطال الشعراء في الجاهلية والإسلام، وهو أخو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الرضاع. كان يألفه في صباهما. ولما أظهر النبي صلّى الله عليه وسلّم الدعوة إلى الإسلام عاداه المغيرة وهجاه وهجا أصحابه، واستمر على ذلك إلى أن قوي المسلمون وتداول الناس خبر تحرّك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لفتح مكة، فخرج من مكة ونزل بالأبواء- وكانت خيل المسلمين قد بلغتها قاصدة مكة- ثم تنكر وقصد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما رآه، أعرض عنه النبي صلّى الله عليه وسلّم، فتحوّل المغيرة إلى الجهة التي حول إليها بصره، فأعرض، فأدرك المغيرة أنه مقتول لا محالة، فأسلم، ورسول الله معرض عنه، وشهد معه فتح مكة، ثم معركة حنين وأبلى بلاء حسنا، فرضي عنه النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم كان من أخصّائه، حتى قال فيه: (أبو سفيان أخي، وخير أهلي، وقد عقبني الله من حمزة أبا سفيان بن الحارث) . فكان يقال له بعد ذلك: (أسد الله) و (أسد الرسول) . له شعر كثير في الإسلام هجاء بالمشركين. مات بالمدينة المنورة سنة (20) هـ الموافق (641) م، وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (انظر: طبقات ابن سعد: 4/ 35، وصفة الصفوة: 1/ 209، والإصابة في تمييز الصحابة في باب الكنى: 538، وابن أبي الحديد: 1/ 72، والأعلام 7/ 276) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) (1/ 120) : فقد ورد بهذا النص: لقد نطق المأمون بالصّدق والهدى ... وبيّن للإسلام دينا ومنهاجا (4) لم ترد هذه الجملة في (الإتقان) .

(4) ي ن ع [وينعه]

(4) ي ن ع [وينعه] قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ «1» . قال: نضجه وبلاغه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول: إذا ما مشت وسط النّساء تأوّدت ... كما اهتزّ غصن ناعم النّبت يانع «2»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 99. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120. أوّدت: من أود: اعوجّ، فهو آود وهي أواده، والأود: الاعوجاج. يقال: أقام أوده: أي قوّم اعوجاجه. أو أمسك رمقه. والأود: الكد والتعب. وتأود: انحنى وانعطف. يانع: من ينع الثمر: أدرك ونضج وحان قطافه، وينع الشيء: اشتدت حمرته، والينع: النضج.

(5) ر ي ش [وريشا]

(5) ر ي ش [وريشا] قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً «1» . قال: الرياش: المال. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: فرشني بخير طالما قد بريتني ... وخير الموالي من يريش ولا يبري «2»

_ (1) سورة الأعراف، الآية: 26. ولم ترد الآية في (الأصل المخطوط) كما هي في السورة الكريمة وجاءت كما نثبت وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى. ووردت في (الإتقان) : وَرِيشاً. (2) ورد هذا البيت في (أساس البلاغة) : 1/ 388. و (المفردات) : 207. و (ابن هشام) : 2/ 67. كذا في الأصل المخطوط أما في (الإتقان) 1/ 120 فقد جاء بهذا النص: فرشني بخير طال ما قد بريتني ... وخير الموالي من يريش ولا يبري [.....]

(6) ك ب د [كبد]

(6) ك ب د [كبد] قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ «1» . قال: في اعتدال واستقامة «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «3» وهو يقول: يا عين هلّا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم في كبد «4»

_ (1) سورة البلد، الآية: 4. (2) الكبد: المشقة، من (المكابدة) للشيء وهي تحمّل المشاقّ في فعله (المصباح المنير 523) . والكبد، وكابد الأمر: قاسى شدته. (مختار الصحاح 357) . (3) لبيد بن ربيعة: بن مالك، أبو عقيل العامري، أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويعدّ من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم، وترك الشعر، فلم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا، قيل: هو: ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح سكن لبيد الكوفة، وعاش عمرا طويلا، وهو أحد أصحاب المعلقات، ومطلع معلقته: عفت الدّيار محلها فمقامها ... بمنى، تأبد غولها فرجامها وكان كريما، نذر أن لا تهب الصبا إلا نحر وأطعم. توفي عام (41) هـ الموافق (661) م. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120. وروي البيت في (الكشاف) . وفي (الديوان) 160. وورد في (الكامل للمبرد) 3/ 1200: قمنا وقام العدوّ في كبد. وورد في (ابن هشام) : 4/ 215: يا عين هلّا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام النّساء في كبد وورد في (الجامع لأحكام القرآن) : 9/ 297. وفسّر الزمخشري في (الكشاف) الكبد بشدة الأمر وصعوبة الخطب.

(7) س ن و [سنا]

(7) س ن و [سنا] قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ «1» . قال: السّنا الضّوء الذي يدخل في الكوّة «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «3» وهو يقول: يدعو إلى الحقّ لا يبغي به بدلا ... يجلو بضوء سناه داجي الظّلم «4»

_ (1) سورة النور، الآية: 43. (2) السنا: الضوء أو ضوء البرق، والضوء الذي يستعمله المصور الفوتوغرافي عند التقاط الصور. (3) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120. والداجي: من دجا دجوا ودجوّا: تم وكمل، ودجا الليل: أظلم، فهو داج، والليلة داجية.

(8) ح ف د [حفدة]

(8) ح ف د [حفدة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عز وجل: بَنِينَ وَحَفَدَةً «1» . قال: ولد الولد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: أما سمعت الشاعر وهو يقول: حفد الولائد حولهنّ وأسلمت ... بأكفّهنّ أزمّة الإجمال «2»

_ (1) سورة النحل، الآية: 72. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. واستشهد بالبيت الزمخشري في (الكشاف) 2/ 336، والطبري في (جامع البيان) 8/ 144. والطبرسي في (مجمع البيان) 4/ 100. والقرطبي في (الجامع) 10/ 143. واستشهد بالبيت أبو عبيدة في (مجاز القرآن) : 1/ 364 ونسبه إلى جميل بن عبد الله بن معمر العذري.

(9) ح ن ن [حنانا]

(9) ح ن ن [حنانا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عز وجل: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا «1» . قال: رحمة من عندنا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «2» وهو يقول: أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض «3»

_ (1) سورة مريم، الآية: 13. (2) طرفة بن العبد: بن سفيان بن سعد البكري الوائلي أو عمرو، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى. ولد في بادية البحرين سنة (86) ق. هـ الموافق 538، وهو معدود من الهجائين غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانة في أكثر شعره. تنقل طرفة في بقاع الأرض، واتصل بالملك عمرو بن هند، فجعله في ندمائه. ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين وعمان يأمره بقتله فيه، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شابا في هجر سنة (60) ق. هـ الموافق (564) م، وأشعر شعره معلقته التي مطلعها: لخولة أطلال ببرقة ثهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. وورد البيت منسوبا في (الكامل) 2/ 459. و (نزهة الألباء) لابن الأنباري 150. والبيت في (الديوان) . وحنانيك: يقال: حنانيك يا رب أي: رحمة منك موصولة برحمة، وتحنّن عليّ مرة بعد مرة، وحنانا بعد حنان. واستشهد به الشوكاني في (الفتح القدير) . وأورده الغلاييني في (رجال المعلقات) 120.

(10) ي أس [ييأس]

(10) ي أس [ييأس] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عز وجل: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا «1» . قال: أفلم يعلم الذين آمنوا، بلغة بني مالك «2» . قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت مالك بن عوف «3» وهو يقول: لقد يئس الأقوام أنّي أنا ابنه ... وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا «4»

_ (1) سورة الرعد، الآية: 31. [.....] (2) بنو مالك: نسبة إلى مالك بن عوف بن امرئ القيس من بهثة، من قيس عيلان، وهو جد جاهلي بنوه بطنان: رعد ومطرود، (انظر: جمهرة الأنساب: 250. والسبائك: 34. والأعلام: 5/ 264. (3) مالك بن عوف: بن سعد بن يربوع النصري، من هوازن، صحابي من أهل الطائف، كان رئيس المشركين يوم حنين، قاد هوازن كلها لحرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وكان من الجرارين. قال ابن حبيب في المحبر: صفحة 246 و 473: ولم يكن الرجل يسمى جرارا حتى يرأس ألفا. ثم أسلم. وكان من المؤلفة قلوبهم، شهد معركة القادسية وفتح دمشق، وكان شاعرا، رفيع القدر في قومه، استعمله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهم، فكان يقاتل ثقيفا قبل أن يسلموا فلا يخرج لهم سرح إلّا أغار عليه حتى يصيبه، وكانت في دمشق دار تعرف بدار بني نصر، نزلها مالك أول ما فتحت دمشق، فعرفت به توفي سنة (20) هـ الموافق (640) م. (انظر الإصابة في تمييز الصحابة: 7675. والمحبر: 246. والأغاني: 1/ 30. والأعلام: 5/ 264) . (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121 واستشهد به الطبري في (جامع البيان) 8/ 153. والطبرسي في (مجمع البيان) 4/ 174. والعشيرة: عشيرة الرجل: بنو أبيه الأقربون وقبيلته، الجمع: عشائر. نائيا: من: النأي أي: البعد والمفارقة. واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) : 9/ 320. وعند الزمخشري في (أساس البلاغة) : 710: ألم تيأس الأقوام أنّي أنا ابنه ... وإن كنت عن عرض العشيرة نائيا

(11) ث ب ر [مثبورا]

(11) ث ب ر [مثبورا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عز وجل: ... يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً «1» . قال: ملعونا محبوسا من الخير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن الزّبعري «2» وهو يقول: إذ أتاني الشّيطان في سنة النّو ... م ومن مال ميله مثبورا «3»

_ (1) سورة الإسراء، الآية: 102. ونصّ الآية الكريمة هو: قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً، والفراعنة هم ثلاثة نفر: أولهم: سنان بن الأشل بن علوان بن العبيد بن عريج بن عمليق بن يلمع بن عابر بن إسليما بن لوذ بن سام بن نوح، ويكنى أبا العباس وهو فرعون إبراهيم. والثاني: الرّيان بن الوليد بن ليث بن فاران بن عمر بن عمليق بن يلمع. وهو فرعون يوسف. والثالث: الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلواث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع. وهو فرعون موسى. قال: كان فرعون يوسف جد فرعون موسى واسمه برخوز. (المحبر لابن حبيب صفحة 467) . (2) عبد الله بن الزّبعري: بن قيس السهمي القرشي، أبو سعد، شاعر قريش في الجاهلية، كان شديدا على المسلمين إلى أن فتحت مكة، فهرب إلى نجران، فقال فيه حسان أبياتا منها: فلست إلى الذوائب من قصيّ ... ولا في عزّ زهرة إذ تسامى ولا في الفرع من أبناء عمرو ... ولا في فرع مخزوم الكرام فلما بلغته عاد إلى مكة المكرمة، فأسلم واعتذر، ومدح النبي صلّى الله عليه وسلّم في قصيدة فأمر له بحلة. (انظر: الأغاني: 1 و 4 و 14. والأعلام: 4/ 87) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. أما في (جامع البيان) 9/ 175. و (مجمع البيان) 4/ 106: و (ابن هشام) : 4/ 61 إذ أجاري الشّيطان في سنن الغيّ ... ومن قال ميله مثبور واستشهد به محمد فؤاد عبد الباقي في (معجم غريب القرآن) : 244: إذ أباري الشّيطان في سنن الغيّ ... ومن قال ميله مثبور

(12) م خ ض [المخاض]

(12) م خ ض [المخاض] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عز وجل: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ «1» . قال: فألجأها المخاض «2» إلى جذع النخلة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «3» وهو يقول: إذ شددنا شدّة صادقة ... فأجأناكم إلى سفح الجبل «4»

_ (1) سورة مريم، الآية: 23. (2) المخاض: وجع الولادة، وهو الطلق، ومخضت الحامل: مخاضا، ومخاضا: أخذها وجع الولادة والطلق واقتربت ولادتها. (3) الشاعر هو: حسان بن ثابت: بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، الصحابي، شاعر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية، مثلها في الإسلام، كان من سكان المدينة المنورة، واشتهرت مدائحه في الغسانيين، وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبيل وفاته. لم يشهد مع النبي صلّى الله عليه وسلّم مشهدا لعلة أصابته، وكانت له ناصية يسد لها بين عينيه، وكان يضرب بلسانه روثة أنفه من طوله. قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النبوّة، وشاعر اليمانيين في الإسلام. كان حسان شديد الهجاء، فحل الشعر. قال المبرد في (الكامل) : أعرق قوم كانوا في الشعراء آل حسان، فإنهم يعدّون ستة في نسق، كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام. توفي حسان في المدينة المنورة سنة (54) هـ الموافق (674) م. (انظر: تهذيب التهذيب: 2/ 247. والإصابة في تمييز الصحابة: 1/ 326. والشعر والشعراء: 104. والأعلام: 2/ 175. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. انظر ديوان حسان بن ثابت صفحة 179. في القصيدة التي مطلعها: ذهبت بابن الزّبعري وقعة ... كان منّا الفضل فيها لو عدل

(13) ن د و [نديا]

(13) ن د و [نديّا] قال: يا ابن عباس: فأخبرني عن قول الله عز وجل: وَأَحْسَنُ نَدِيًّا «1» . قال: النادي المجلس والتكأة «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «3» وهو يقول: يومان يوم مقامات وأندية ... ويوم سير إلى الأعداء تأويب «4»

_ (1) سورة مريم، الآية: 73. (2) التكأة: ما يتكأ عليه. والعصا يتكأ عليها في المشي، ورجل تكأة: كثير الاتكاء. (3) الشاعر هو: سلامة بن جندل: بن عبد عمرو، من بني كعب بن سعد التميمي، أبو مالك، شاعر جاهلي من الفرسان الشجعان ومن أهل الحجاز. في شعره حكمة وجودة. يعدّ في طبقة المتلمس، وهو من وصّاف الخيل. توفي عام 23 ق. هـ الموافق (600) م (انظر: خزانة البغدادي: 2/ 86. والشعر والشعراء: 87. والأعلام: 3/ 106) . (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. وورد هذا البيت في (الكامل) : 2/ 469. و (الفائق في غريب الحديث) للزمخشري: 2/ 290. والتأويب: من آب أي: رجع. والأوب: الجهة والناحية. والإياب: الرجوع. وتأوب: رجع ليلا. وأوّب العابد: سبّح ورجّع التسبيح لقوله تعالى في سورة سبأ الآية 10: يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ. [.....]

(14) أث ث [أثاثا]

(14) أث ث [أثاثا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَثاثاً وَرِءْياً «1» . قال: الأثاث: المتاع. والري: من الشراب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: كأنّ على الحمول غداة ولّوا ... من الرّئي الكريم من الأثاث «3»

_ (1) سورة مريم، الآية: 74. (2) الشاعر هو: محمد بن نمير الثقفي: محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي بن خرشة، شاعر غزل، ولد وتوفي في الطائف، فجمع شعره في ديوان صغير، وقد ورد اسمه في العديد من المراجع بلفظ محمد بن نمير (انظر: الأغاني: 6/ 190 ورغبة الآمل: 5/ 23- 25 و 183 و 213 ثم 6: 74. والأعلام 6/ 220) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . وورد البيت في (لسان العرب) : كأن على الحمول غداة ولوا ... بذي الرئي الجميل من الإناث

(15) ص ف ص ف [صفصفا]

(15) ص ف ص ف [صفصفا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً «1» . قال: القاع: الأملس. والصفصف: المستوي. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: بملمومة شهباء لو قذفوا بها ... شماريخ من رضوى إذا عاد صفصفا «2»

_ (1) سورة طه، الآية: 106. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. ملمومة: مشمولة. شهباء: الأرض المغطاة بالثلوج. الشماريخ: مفردها: الشّمراخ والشّمروخ، أي: رأس الجبل، وأعلى السّحاب، وغصن دقيق رخص ينبت في أعلى الغصن الغليظ. رضوى: جبل بين مكة والمدينة وهو قرب ينبع على مسيرة يوم منها، فيها مياه كثيرة،: وأشجار: قال بشر: لو يوزنون كيالا أو معايرة ... مالوا برضوى ولم يفضلهم أحد

(16) ض ح و [تضحى]

(16) ض ح و [تضحى] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى «1» . قال: لا تعرف فيها من شدة حرّ الشّمس. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر «2» وهو يقول: رأت رجلا، أمّا إذا الشّمس عارضت ... فيضحى، وأيما بالعشيّ فيخصر «3»

_ (1) سورة طه، الآية: 119. (2) الشاعر: هو عمر بن أبي ربيعة: المخزومي القرشي، أبو الخطاب: أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، لم يكن في قريش أشعر منه، ولد سنة (23) الموافق (644) م في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب، فسمي باسمه، وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه، ورفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض لنساء الحاجّ ويشبّب بهن. فنفاه إلى (دهلك) وهي جزيرة في بحر اليمن. ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، فمات فيها غرقا سنة (93) هـ الموافق (712) م. قال ابن خلكان: لم يستقص أحد في بابه أبلغ منه. (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 353 و 378. والشعر والشعراء: 216. وخزانة البغدادي: 1/ 240. والأعلام: 5/ 52) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 121. وقد ورد في (الديوان) : 14. و (الشعر والشعراء) ص 460. واستشهد به الطبري في (جامع القرآن) : 9/ 223. والطبرسي في (مجمع البيان) : 4/ 150. وأبو الفرج في (الأغاني) 1/ 80.

(17) خ ور [خوار]

(17) خ ور [خوار] قال: يا ابن عباس: فأخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ «1» . قال: يعني له صياح. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: أما سمعت الشاعر وهو يقول: كأنّ بني معاوية بن بكر ... إلى الإسلام صائحة تخور «2»

_ (1) سورة الأعراف، الآية: 148. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 121. بنو معاوية بن بكر: نسبة إلى معاوية بن بكر بن هوازن من قيس عيلان من عيلان، جد جاهلي، مات قتيلا، فجعل عامر بن الظرب العدواني ديته مائة من الإبل. قال ابن حزم: وهي أول دية قضي فيها بذلك، من نسله بنو: نصر بن معاوية، وبنو: جشم بن معاوية، وبنو: صعصعة بن معاوية، وهم كثيرون جدا، (انظر: جمهرة الأنساب 252 و 257- 275. والأعلام: 7/ 260) .

(18) ون ي [تنيا]

(18) ون ي [تنيا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي «1» . قال: أي لا تضعفا عن أمري، يعني موسى «2» وهارون «3» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: إنّي وجدّك ما ونيت ولم أزل ... أبغي الفكاك له بكلّ سبيل «4»

_ (1) سورة طه، الآية: 42. (2) موسى: هو النبي موسى، أشهر رجال التوراة ومن أكبر مشترعي البشرية، ولد في مصر وأنقذته ابنة فرعون من المياه، فتربى في قصر أبيها، وبدأ رسالته في سنّ الأربعين. لقّب بكليم الله. ورد ذكره في القرآن الكريم في 128 موضعا. (3) هارون: أخو النبي موسى كليم الله، وأول أحبار بني إسرائيل. ورد ذكره في القرآن الكريم في 20 موضعا. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 121. أبغي: أبغاه الشيء: طلبه له أو أعانه على طلبه. الفكاك: ما يفكّ به الرّهن أو الأسير ونحوهما من مال وسواه. السبيل: الطريق وما وضع منه والسبب والوصلة والحيلة. [.....]

(19) ع ر ر [والمعتر]

(19) ع ر ر [والمعترّ] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ «1» . قال: القانع: الذي يقنع بما يعطي. والمعتر: الذي يعترض الأبواب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: على مكثريهم حقّ من يعتريهم ... وعند المقلّين السّماحة والبذل «3»

_ (1) سورة الحج، الآية: 36. (2) الشاعر: هو زهير بن أبي سلمى: ربيعة بن رياح المزني، من مضر، حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره، كان أبوه شاعرا، وخاله شاعرا، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب ويجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة. ولد في بلاد (مزينة) بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل: كان ينظم القصيدة في شهر، وينقحها ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى (الحوليات) أشهر شعره معلقته التي مطلعها: أمن أمّ أوفى دمنة لم تكلّم ... بحومانة الدّرّاج فالمتثلّم ويقال: إن أبياته التي في آخر هذه القصيدة تشبه كلام الأنبياء. (انظر: شرح شواهد المغني: 48. وجمهرة الأنساب: 25 و 47. والشعر والشعراء 44) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. وورد البيت في: (ديوان زهير) في القصيدة رقم 22 التي مطلعها: صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو ... وأقفر من سلمى التعانيق فالثّقل بهذا النص: على مكثريهم رزق من يعتريهم ... وعند المقلّين السّماحة والبذل وورد في: (الشعر والشعراء) صفحة 86. وورد في تفسير (مجمع البيان) للطبرسي مستشهدا به و (فتح القدير) .

(20) ش ي د [مشيد]

(20) ش ي د [مشيد] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَقَصْرٍ مَشِيدٍ «1» . قال: مشيد بالجصّ «2» والآجر «3» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «4» وهو يقول: شاده مرمرا وجلله كل ... سا فللطّير في ذراه وكور «5»

_ (1) سورة الحج، الآية: 45. (2) الجصّ: أو الجصّ: فلزّ طبيعيّ للكلسيوم يتركب من كبريتات الكلسيوم المائية، يوجد في الطبيعة على هيئة بلورات طباقية أو حبيبات في الصخور الرسوبية. وعند ما يسخّن يفقد جزءا من مائه، ويتحول إلى الجصّ نصف المائيّ الذي تسمّيه العامّة الجفصين أو الجبسين. (3) الآجر: نوع من اللبن المشويّ المعدّ للبناء. الواحدة: أجرّة. (4) عدي بن زيد: بن حمّاد بن زيد العبادي التميمي، شاعر، من دهاة الجاهليين، كان قرويا من أهل الحيرة. فصيحا، يحسن العربية والفارسية والرمي بالنشاب، ويلعب لعب العجم بالصوالجة على الخيل. وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى. اتخذه في خاصته وجعله ترجمانا بينه وبين العرب، فسكن المدائن. ولما مات كسرى أنو شروان وولي ابنه هرمز أقرّ عديا ورفع منزلته ووجهه رسولا إلى ملك الروم طيباريوس الثاني في القسطنطينية بهديّة. فزار بلاد الشام، وعاد إلى المدائن بهدية قيصر، ثم تزوج هندا بنت النعمان بن المنذر، ووشى به أعداء له إلى النعمان بما أوغر صدره فسجنه وقتله في سجنه بالحيرة سنة (35) ق. هـ. الموافق (590) م. قال ابن قتيبة: كان يسكن الحيرة ويدخل الأرياف فثقل لسانه، وعلماء العربية لا يرون شعره حجة. (انظر: خزانة الأدب للبغدادي: 1/ 184- 186. والنجوم والزاهرة: 1/ 249. والأعلام: 4/ 220) . (5) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 122. و (عيون الأخبار) : 3/ 115. و (الشعر والشعراء) : صفحة 151. و (الجمهرة) لابن دريد 3/ 45. و (لسان العرب) : باب: كلس. واستشهد به الطبري في (جامع البيان) : 10/ 182 والشوكاني في (فتح القدير) : 3/ 459) .

(21) ش وظ [شواظ]

(21) ش وظ [شواظ] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: شُواظٌ مِنْ نارٍ «1» . قال: الشّواظ: اللهب الذي لا دخان له. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» يهجو حسّان بن ثابت «3» وهو يقول: ألا من مبلغ حسّان عنّي ... مغلغلة تدبّ إلى عكاظ «4» أليس أبوك فينا كان قينا ... لدى القينات فسلا في الحفاظ «5»

_ (1) سورة الرحمن، الآية: 35. (2) أمية بن أبي الصلت: بن عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي، شاعر جاهلي حكيم، من أهل الطائف، قدم دمشق قبل الإسلام، وكان مطلعا على الكتب القديمة، يلبس المسوح تعبدا، وهو ممن حرموا على أنفسهم الخمر، ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية. ورحل إلى البحرين، فأقام ثماني سنين ظهر في أثنائها الإسلام، وعاد إلى الطائف، فسأل عن خبر محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم فقيل له: يزعم أنه نبي، فخرج حتى قدم عليه بمكة وسمع منه آيات من القرآن، وانصرف عنه، فتبعته قريش تسأله عن رأيه فيه، فقال: أشهد أنه على الحق، قالوا: فهل تتبعه؟ فقال: حتى أنظر في أمره. وخرج إلى الشام، وهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة، وحدثت وقعة بدر، وعاد أمية من الشام يريد الإسلام، فعلم بمقتل أهل بدر وفيهم ابنا خال له، فامتنع، وأقام في الطائف إلى أن مات سنة (5) هـ الموافق (626) م: (انظر: خزانة البغدادي: 1/ 119. وتهذيب ابن عساكر: 3/ 115. والشعر والشعراء: 176. والأعلام: 2/ 23) . (3) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (4) عكاظ: من أسواق العرب في الجاهلية، كانت تجتمع فيها القبائل مدة عشرين يوما في شهر ذي القعدة كل سنة بموضع بين نخلة والطائف، يبعد عن مكة ثلاثة أيام. كان الشعراء يحضرون سوق عكاظ ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر. (5) القين: الحداد، والعبد: الجمع: قيان.

يمانيّا يظلّ يشدّ كيرا ... وينفخ دائبا لهب الشّواظ «6» فأجابه حسّان بن ثابت: أتاني عن أميّ ثنا كلام ... وما هو في المغيب بذي حفاظ ستأتيه قصائد محكّمات ... وتنشد بالمجاز إلى عكاظ همزتك فاختضعت بذلّ لفظ ... بقافية تأجّج كالشّواظ «7»

_ (6) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) لم يرد إلا البيت الثالث وكذلك في الديوان. يظل يشب كيرا بعد كير ... وينفخ دائبا لهب الشواظ [.....] (7) كذا في (الأصل المخطوط) . ولم ترد هذه الأبيات الثلاثة في (الإتقان) وهي في الديوان صفحة 144- 145. في ثمانية أبيات أولها: أتاني عن أميّة زور قول ... وما هو بالمغيب بذي حفاظ

(22) ف ل ح [أفلح]

(22) ف ل ح [أفلح] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ «1» . قال: قد فاز المؤمنون وسعدوا يوم القيامة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول: فاعقلي إن كنت لمّا تعقلي ... ولقد أفلح من كان عقل «3»

_ (1) سورة المؤمنون، الآية: 1. (2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 122. أما في الديوان: اعقلي إن كنت لمّا تعقلي ... ولقد أفلح من كان عقل

(23) أي د [يؤيّد] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ «1» . قال: يقوّي بنصره من يشاء. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت «2» وهو يقول: برجال لستم أمثالهم ... أيّدوا جبريل نصرا فنزل «3» وعلونا يوم بدر بالتّقى ... طاعة الله وتصديق الرّسل «4»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 13. (2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (3) جبريل: أو جبرائيل: من رؤساء الملائكة، وأحد الملائكة المقربين إلى الله عز وجل تلقى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منه رسالته ووحيه. ورد ذكره في القرآن الكريم في 3 مواضع. أيدوا جبريل: بجبريل. (4) بدر: قرية إلى الجنوب الغربي من المدينة المنورة، حدثت فيها الموقعة بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، وبين المشركين من قريش انتصر فيها المسلمون وتوطد سلطان النبي والإسلام. والبيتان كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 122 وقد وردا في الديوان صفحة 180 في القصيدة التي مطلعها: ذهبت بابن الزّبعري وقعة ... كان منّا الفضل فيها لو عدل

(24) ن ح س [نحاس]

(24) ن ح س [نحاس] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ «1» . قال: النّحاس: الدّخان بلغتك يا ابن آدم يا ابن أم الأزرق، الدّخان الذي لا لهب فيه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: يضيء كضوء السّراج السّليط ... لم يجعل الله فيه نحاسا»

_ (1) سورة الرحمن، الآية: 35. (2) الشاعر: هو النابغة الجعدي: هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري، أبو ليلى، شاعر فذ صحابي ومن المعمرين. اشتهر في الجاهلية، وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام. وفد النابغة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأسلم، وأدرك صفين، فشهدها مع الإمام علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة، فسيّره معاوية بن أبي سفيان مع أحد ولاتها، فمات فيها سنة (50) هـ الموافق (670) م وقد كفّ بصره وجاوز المائة، وأخباره كثيرة. (انظر: اللباب: 1/ 230. وطبقات فحول الشعراء: 103. والأعلام: 5/ 207) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 122 وقد ورد البيت في: (الفائق في غريب الحديث للزمخشري: 1/ 544. واستشهد به الزمخشري في (الكشاف) 4/ 53. وكذلك الطبرسي في (مجمع البيان) 6/ 94. والسّراج: المصباح الزاهر. والسليط: الشديد. والنحاس. معدن أحمر اللون، يوجد في الطبيعة منفردا أو مركبا، وهو شديد القابلية للسّحب والطّرق، يستخدم في أسلاك الكهرباء وغيرها. وقد ورد في (الفائق) : 1/ 544. و (تهذيب الألفاظ) لابن السكيت: 200. و (الجامع لأحكام القرآن) : 17/ 172.

(25) م ش ج [أمشاج]

(25) م ش ج [أمشاج] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ «1» . قال: اختلاط ماء الرجل وماء المرأة إذا وقعا في الرّحم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب «2» وهو يقول: كأنّ الرّيش والفوقين منه ... خلاف النّصل سيط به مشيج «3»

_ (1) سورة الإنسان، الآية: 2. (2) أبو ذؤيب: هو خويلد بن خالد بن محرّث، أبو ذؤيب، من بني هذيل بن مدركة من مضر، شاعر فحل مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وسكن المدينة، واشترك في الغزو والفتوح، وعاش إلى أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فخرج في جند عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى أفريقية سنة (26) هـ الموافق (647) م. فشهد فتح إفريقية وعاد مع عبد الله بن الزبير وجماعة يحملون بشرى الفتح إلى الخليفة عثمان، فلما كانوا بمصر، مات أبو ذؤيب فيها سنة (27) هـ الموافق (648) . قال البغدادي: هو أشعر هذيل من غير مدافعة. وفد أبو ذؤيب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة وفاته، فأدركه وهو مسجّى وشهد دفنه. أشهر شعره عينية رثى بها خمسة أبناء له أصيبوا بالطاعون في عام واحد، مطلعها: أمن المنون وريبه تتوجع (انظر: شواهد المغني للسيوطي: 10. والأغاني: 6/ 56. والشعر والشعراء: 252. والكامل لابن الأثير: 3/ 35. والأعلام: 2/ 325) . (3) كذا في تحقيق البيت في (ديوان الهذليين) : 3/ 103. وسمط اللئالئ للبكري: 957. وهو منسوب لزهير بن حرام الهذلي، أما في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 122 فهو: كأنّ الرّيش والفوقي منه ... خلال النّضل خالطه مشيج وقد ورد البيت في (أساس البلاغة) باب: مشج صفحة 595. كأنّ النّصل والفوقين منه ... خلاف الرّيش سيط به مشيج وهذه أيضا رواية (الأساس) : 2/ 287. و (رغبة الآمل) : 7/ 9. واستشهد به الشوكاني في (فتح القدير) 5/ 345. وأبو حيان في (البحر المحيط) : 8/ 392، بهذا النص: كأنّ النّصل والفوقين منها ... خلاف الريش سيط به مشيج [.....]

(26) ف وم [وفومها]

(26) ف وم [وفومها] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها «1» . قال: الفوم: الحنطة. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: أما سمعت أبا محجن الثقفي «2» وهو يقول: قد كنت أحسبني كأغنى واحد ... قدم المدينة في زراعة فوم «3» قال: يا ابن أم الأزرق ومن قرأها على قراءة عبد الله بن مسعود «4» (الثوم) فهو هذا

_ (1) سورة البقرة، الآية: 61. (2) أبو محجن الثقفي: هو عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف، أحد الأبطال الشعراء الكرماء في الجاهلية والإسلام، أسلم سنة (9) هـ، وروى عدة أحاديث، وكان منهمكا في شرب النبيذ، فحدّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرارا، ثم نفاه إلى جزيرة بالبحر، فهرب، ولحق بسعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية يحارب الفرس، فكتب إليه الخليفة عمر أن يحبسه، فحبسه سعد عنده، واشتد القتال في أحد أيام القادسية، فالتمس أبو محجن من امرأة سعد (سلمى) أن تحل قيده، وعاهدها أن يعود إلى القيد إن سلم، وأنشد أبياتا في ذلك، فخلّت سبيله، فقاتل قتالا عجيبا، ورجع بعد المعركة إلى قيده وسجنه، فحدثت سلمى سعدا بخبره، فأطلقه وقال له: لن أحدّك أبدا. فترك النبيذ وقال: كنت آنف أن أتركه من أجل الحد!: توفي أبو محجن بأذربيجان. (انظر: الإصابة في تمييز الصحابة: رقم 1017. والشعر والشعراء: 162. والأعلام: 5/ 76. وخزانة الأدب للبغدادي: 3/ 553- 556) . (3) نسب البيت في (جامع البيان) 1/ 311. و (مجمع البيان) 1/ 271. و (بلوغ الأرب) لأحيحة بن الجلاح، أما في (اللسان) فهو لأبي محجن. كذا ورد صدر البيت في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) و (البحر المحيط) . أما في (جامع البيان) و (مجمع البيان) : قد كنت أغنى النّاس شخصا واحدا ... ورد المدينة عن زراعة فوم (4) عبد الله بن مسعود: بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، صحابي من أكابرهم فضلا

المنتن، وقال أمية بن أبي الصلت «5» : كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة ... فيها الفراديس والفومان والبصل «6» وقال أمية: أنفى الدّياس من القوم الصّحيح كما ... أنفى من الأرض صوب الوابل البرقا «7»

_ وعقلا وقربا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو من أهل مكة، ومن السابقين إلى الإسلام، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة، وكان خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأمين، وصاحب سرّه، ورفيقه في حله وتر حاله وغزواته، يدخل عليه كل وقت ويمشي معه. نظر إليه الخليفة عمر وقال: وعاء ملئ علما، ولي بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم بيت مال الكوفة. ثم قدم المدينة في خلافة عثمان وتوفي فيها سنة (32) هـ الموافق (653) م. (انظر: الإصابة رقم: 4955. وصفة الصفوة: 1/ 154. وحلية الأولياء: 1/ 124. والأعلام: 4/ 137) . (5) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (6) كذا في (الأصل والمخطوط) ، ولم يرد في (الإتقان) وأما في الديوان 437: كانت لهم جنّة إذ ذاك ظاهرة ... فيها الفراديس والفومان والبصل (7) كذا في (الأصل المخطوط) . ولم تر في (الإتقان) وليس البيت في الديوان.

(27) س م د [سامدون]

(27) س م د [سامدون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ «1» . قال: السّمود: اللهو والباطل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت هزيلة بنت بكر تبكي قوم عاد «2» وهي تقول: ليت عادا قبلوا الحقّ ... ولم يجدوا الجحودا «3» قيل قم فانظر إليهم ... ثمّ ذر عنك السّمودا لن تراهم آخر الدّهر ... كما كانوا قعودا

_ (1) سورة النجم، الآية: 61. (2) عاد: شعب من العرب البائدة، سكنوا أعالي الحجاز بالقرب من ديار ثمود، اضطهدوا النبي هود وعليه السلام فسحقتهم العاصفة، ورد اسمهم في القرآن الكريم في 24 موضعا. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، وقد استشهد أبو حيان في (البحر المحيط) بالبيت الثاني 8/ 155. كما ورد البيت نفسه في (لسان العرب) باب س م د. والسامد: القائم في تحيّر. كذلك لم يرد البيت الثالث في (الإتقان) ، وقد ورد البيت الأول والثاني على هذا الشكل (انظر: 1/ 122) : ليت عادا قبلوا الح ... قّ ولم يبدوا جحودا قيل قم فانظر إليهم ... ثمّ دع عنك السّمودا

(28) غ ول [غول]

(28) (28) غ ول [غول] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا فِيها غَوْلٌ «1» . قال: يقول ليس فيها نتن «2» ولا كراهية كخمر الدنيا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» وهو يقول: ربّ كأس شربت لا غول فيها ... وسقيت النّديم منها مزاجا «4»

_ (1) سورة الصافات، الآية: 47. (2) النتن: الرائحة الكريهة. (3) امرؤ القيس: بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار. أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، ولد بنجد سنة (130) ق. هـ الموافق سنة (497) م. اشتهر بلقبه واختلف المؤرخون في اسمه. فقيل حندج وقيل مليكة وقيل عدي. كان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر، فلقنه المهلهل الشعر فقاله وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى (دمّون) بحضرموت موطن آبائه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره، فأقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغ ذلك امرأ القيس وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا! اليوم خمر وغدا أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد. وقال في ذلك شعرا كثيرا. وكانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار، فأوعزت إلى المنذر ملك العراق، بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد، وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل فأجاره، فمكث عنده مدة، ثم رأى أن يستعين بالروم على الفرس، فقصد الحارث بن أبي أشمر الغساني والي بادية الشام، فسيّره هذا إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية، فوعده ومطله، ثم ولاه إمرة فلسطين ولقبه فيلارق أي الوالي، فرحل يريدها فلما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام إلى أن مات في أنقرة سنة (80) ق. هـ الموافق (545) م. (انظر: الأعلام: 2/ 11) . [.....] (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ صفحة 122. ولم يرد البيت في الديوان.

(29) وس ق [اتسق]

(29) وس ق [اتّسق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ «1» . قال: اتّساقه اجتماعه واستواؤه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت طرفه «2» وهو يقول: إنّ لنا قلائصا نقانقا ... مستوسقات لو يجدن سائقا «3»

_ (1) سورة الإنشقاق، الآية: 18. (2) طرفة: طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه رقم: 9. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 122. وقد ورد البيت في (الكامل) للمبرد: 2/ 566. و (سمط اللآلي) للبكري: 1/ 102. ولم يرد البيت في الديوان.

(30) خ ل د [خالدون]

(30) خ ل د [خالدون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَهُمْ فِيها خالِدُونَ «1» . قال: هم فيها باقون لا يخرجون منها أبدا، كذلك أهل النار وأهل الجنة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» وهو يقول: فهل من خالد إمّا هلكنا ... وهل بالموت يا للنّاس عار «3» وقال لبيد بن ربيعة «4» : كلّ بني أم وإن كثروا ... يوما يصيرون إلى واحد «5» فالواحد الباقي كمن قد مضى ... ليس بمتروك ولا خالد

_ (1) سورة البقرة، الآية: 25. (2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ صفحة 122. وقد ورد في البيت في (الديوان) و (معجم الشعراء) : 81 و (الشعر والشعراء) : 153. (4) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. (5) كذا في (الأصل المخطوط) . وقد خلا (الإتقان) منهما. وخلا منهما أيضا (الديوان) . وورد في (الشعر والشعراء) : 181.

(31) ج ف ن [وجفان]

(31) ج ف ن [وجفان] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ «1» . قال: جفان: كالحياض، تتسع الجفنة للجزور. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «2» وهو يقول: كالجوابي لاتني مترعة ... لقرى الأضياف أو للمختضر «3» وقال أيضا: يجبر الحروب فينا ماله ... بقياب وجفان وخدم «4»

_ (1) سورة سبأ، الآية: 13. (2) طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه في رقم 9. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 123. وورد هذا البيت في (الديوان) : كما ورد في (مختارات ابن الشجري) : 2/ 37 بهذا النص. كالجوابي لا تنى مترعة ... لقرى الأضياف يوما تحتضر (4) كذا في (الأصل والخطوط) ، ولم يرد في (الإتقان) . وورد في (الديوان) : بهذا النص: النص: يجبر المحروب فينا ماله ... ببناء وسوام وخدم

(32) م ر ض [مرض]

(32) م ر ض [مرض] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ «1» . قال: في قلبه الفجور وهو الزنا. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: حافظ للفرج راض بالتّقى ... ليس ممّن قلبه فيه مرض «3»

_ (1) سورة الأحزاب، الآية: 32. [.....] (2) الأعشى: هو ميمون بن قيس بن جندل، من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير المعروف بأعشى قيس، ويقال له: أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير، من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات وإن معلقته هي التي أولها: ودّع هريرة إن الرّكب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيّها الرجل كان الأعشى كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعرا منه، وكان يغنّي بشعره، فسمي (صنّاجة العرب) . قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس، ولذلك كثرت الألفاظ الفارسية في شعره، عاش عمرا طويلا، وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقّب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. توفي سنة (7) هـ الموافق (629) م في قرية (منفوحة) باليمامة وبها قبره. (انظر: معاهد التنصيص: 1/ 196. وجمهرة أشعار العرب: 29 و 56. والشعر والشعراء: 79. والأعلام: 7/ 341. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 123. وليس البيت في (ديوان الأعشى) .

(33) ل ز ب [لازب]

(33) ل ز ب [لازب] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ طِينٍ لازِبٍ «1» . قال: الملتزق الجيد وهو الطين الحر. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت النابغة «2» وهو يقول: ولا يحسبون الخير لا شرّ بعده ... ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازب «3»

_ (1) سورة الصافات، الآية: 11. (2) النابغة: هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المعزي، أبو أمامة. شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ، فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة. والنابغة أحد الأشراف في الجاهلية، وكان حظيا عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، وغاب زمنا، ثم رضي عنه النعمان، فعاد إليه، وشعره كثير وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو، عاش عمرا طويلا وتوفي سنة (18) ق. هـ الموافق (604) م. (انظر: نهاية الأرب: 3/ 59. والشعر والشعراء: 38. والأعلام: 3/ 54) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة وورد في (البيان والتبيين) : 2/ 185. وورد في (الإتقان) صفحة 1/ 123: فلا تحسبون الخير لا شرّ بعده ... ولا تحسبون الشّر ضربة لازب واستشهد به الطبري في (جامع البيان) 12/ 42. والطبرسي في (مجمع البيان) 43/ 50.

(34) ن د د [أندادا]

(34) ن د د [أندادا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً «1» . قال: الأنداد: الأشباه والأمثال. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد «2» وهو يقول: أحمد الله فلا ندّ له ... بيديه الخير ما شاء فعل «3» وقال حسّان بن ثابت «4» يرد على أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «5» أتهجوه ولست له بندّ ... فشرّكما لخيركما الفداء «6»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 22. (2) لبيد: سبق التعريف عنه في رقم 6. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 123. وقد ورد هذا البيت في (الديوان) . (4) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (5) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3. (6) الندّ: المثل والنظير، ويرى أكثر اللغويين تخصيصه بالمثل الذي يناوئ نظيره وينازعه. الجمع: أنداد. والبيت ورد في (الأصل المخطوط) ولم يرد في (الإتقان) . وقد ورد في (الديوان) صفحة 13 بهذا النص: أتهجوه، ولست له بكفء ... فشرّكما لخيركما الفداء واستشهد به (ابن هشام) : 2/ 181. والقرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) : 1/ 230 بقول لبيد: أحمد الله فلا ندّ له ... بيديه الخير ما شاء فعل

(35) ش وب [شوبا]

(35) ش وب [شوبا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ «1» . قال: الخلط. والحميم: الغاق. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا «3»

_ (1) سورة الصافات، الآية: 67. (2) الشاعر: هو أمية بن أبي الصلت، وقد سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 123. وقد ورد هذا البيت في (الشعر والشعراء) : 372 وفي (الديوان) 52. [.....]

(36) ق ط ن [قطنا]

(36) ق ط ن [قطنا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عَجِّلْ لَنا قِطَّنا «1» . قال: القطّ: الجزاء، وهو الحساب أيضا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: ولا الملك النّعمان يوم لقيته ... بنعمته يعطي القطوط ويطلق «3»

_ (1) سورة ص، الآية: 16. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 123. وقد ورد هذا البيت في (الديوان) : 219. واستشهد به الزمخشري في (الكشاف) : 4/ 82، والطبرسي في (مجمع البيان) : 5- 23/ 102. وأبو حيان في (البحر المحيط) 7/ 387 وجاء بهذا النص: ولا الملك النّعمان يوم لقيته ... بأمّته يعطي القطوط ويأفق والملك النعمان: هو النعمان بن عمرو بن المنذر الغساني من ملوك آل غسان في الجاهلية، كانت له حوران وعبر الأردن وتلك الأنحاء، وليها نحو سنة 296 م، فبنى قصر السويداء بحوران وقصر حارب. (انظر تاريخ سني ملوك الأرض: 79. والأعلام: 8/ 38) .

(37) ط ل ق [الطلاق]

(37) ط ل ق [الطّلاق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الطَّلاقُ مَرَّتانِ «1» هل كانت العرب تعرف الطلاق ثلاثا في الجاهلية؟ قال: نعم، كانت العرب تعرفه ثلاثا باتا «2» ، ويحك يا ابن الأزرق أما سمعت قول الأعشى «3» وقد أخذه أختانه «4» ، فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تطلق أهلك فإنك قد أضررت بها، فقال: يا جارتي بيني وبينك طالقه ... كذاك أمور النّاس غاد وطاروه «5» فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تثني لها الطلاق، فقال: بيني فإنّ البين خير من العصا ... وإن لا تزال فوق رأسي بارقه «6» فقالوا: والله لا نرفع عنك العصا أو تثلث لها الطلاق، فقال: وبيني حصان الفرج غير ذميمة ... وموموقة فينا كذاك ووامقه «7» وذوقي فتى حي فإنّي ذائق ... فتاة أناس مثل ما أنت ذائقة

_ (1) سورة البقرة، الآية: 229. (2) باتا: من بت. وبت طلاق امرأته: جعله باتا لا رجعة فيه. (3) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (4) الأختان: مفردها: ختن أي زوج البنت أو الأخت، وكل من كان من قبل المرأة كالأب والأخت. (5) كذا في (ديوان الأعشى) : 263. أما في (الأصل المخطوط) : يا جارتا بيني فإنّك طالق ... كذلك أمور النّاس غاد وطارق (6) كذا في (الأصل المخطوط) . و (الديوان) : 263. (7) كذا في (الأصل المخطوط) و (الديوان) : 263. ولم ترد الأبيات الثلاثة في الإتقان، والقصيدة هي في الأصل ستة أبيات قالها الأعشى في امرأته الهزائية حين طلقها.

(38) س ن ن [مسنون]

(38) س ن ن [مسنون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ «1» . قال: الحمأ: السوداء وهو الثاط «2» أيضا. والمسنون: المصور. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب «3» وهو يمدحه عليه السلام. أغرّ كأنّ البدر شقّة وجهه ... جلا الغيم عنه ضوؤه فتبدّدا «4»

_ (1) سورة الحجر، الآية: 26. (2) الثاط: من ثقل بطنه، وقلّت حركته وخف شعر لحيته وحاجبيه، فهو ثط، الجمع: أثطاط، وثط. (3) حمزة بن عبد المطلب: بن هاشم، أبو عمارة، من قريش، عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأحد صناديد قريش، ولد في مكة سنة (54) ق. هـ الموافق (556) م، ونشأ فيها، وكان أعز قريش وأشدها شكيمة، ولما ظهر الإسلام تردد في اعتناقه، ثم علم أن أبا جهل تعرّض للنبي صلّى الله عليه وسلّم ونال منه، فقصده الحمزة وضربه وأظهر إسلامه، فقالت العرب: اليوم عزّ محمد وإن حمزة سيمنعه، وكفوا عن بعض ما كانوا يسيئون به إلى المسلمين، وهاجر حمزة مع النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة، وشهد معركة بدر وغيرها. قال المدائني: أول لواء عقده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لحمزة، وكان شعار حمزة في الحرب: ريشة نعام يضعها على صدره، ولما كان يوم بدر قاتل بسيفين، وفعل الأفاعيل، استشهد الحمزة في معركة أحد سنة (3) هـ الموافق (625) م وانقرض عقبه. (انظر: أسد الغابة. والإصابة: وصفة الصفوة: 1/ 144. وتاريخ الإسلام: 1/ 99. والأعلام: 2/ 278) . (4) كذا في (الأصل المخطوط) . و (الإتقان) : 1/ 123. واستشهد أبو الفرج الأصبهاني في (الأغاني) 11/ 325 بالبيت بهذا النص: أغرّ كأن البدر سنة وجهه ... له كفل واف وفرع ومبسم [.....]

(39) ب أس [البائس]

(39) ب أس [البائس] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ «1» . قال: الذي لا يجد شيئا من شدة الحال. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت طرفة «2» وهو يقول: يغشاهم البائس المدقع والضّعي ... ف وجار مجاور جنب «3»

_ (1) سورة الحج، الآية: 28. (2) طرفة: سبق التعريف عنه في رقم 9. (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 123 فقد ورد بهذا النص: يغشاهم البائس المدقع والضّعي ... ف وجار محاور جنب والمدقع: فقر مدقع: شديد ملصق بالتّراب، مذلّ. ودقع: افتقر وذلّ واستكان وخضع

(40) غ د ق [غدقا]

(40) غ د ق [غدقا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ماءً غَدَقاً «1» . قال: أي ماء كثيرا جاريا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: تدني كراديس ملتفا حدائقها ... كالنبت جادت بها أنهارها غدقا «2»

_ (1) سورة الجن، الآية: 16. (2) الكراديس: مفردها كردوسة. وهي طائفة عظيمة من الخيل أو الجيش، وكردس القائد الخيل أو الجيش: جعله كراديس. كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 123.

(41) ق ب س [قبس]

(41) ق ب س [قبس] قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ «1» . قال: شعلة من نار تقتسبون منه، وذلك أن موسى «2» عزم لما خرج من أرض مدين «3» يريد مصر «4» ، وذلك في ليلة مظلمة، وطشت «5» السماء، فأنزل أهله وولده وقدح «6» النار، فلم يقدح شيئا، فرفعت له نار من الشجرة، فقال لأهله: امْكُثُوا إِنِّي [آنَسْتُ] ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ «7» يقول: بجمرة أو آتيكم بشهاب قبس تقتبسون منه نارا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟

_ (1) سورة النمل، الآية: 7. (2) موسى: سبق التعريف عنه في رقم 18. (3) مدين: مدينة قوم شعيب، وهي تجاه تبوك على بحر القلزم، وبها البئر التي استقى بها موسى لغنم شعيب. قال كثير عزة: رهبان مدين والّذين عهدتهم ... يبكون من حذر العقاب قعودا لو يسمعون كما سمعت حديثها ... خرّوا لعزّة ركّعا وسجودا (4) مصر: دولة عربية في شمال شرقي أفريقيا، عاصمتها القاهرة، فتحها المسلمون بقيادة عمرو بن العاص في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط وشرقا فلسطين وخليج العقبة والبحر الأحمر، وجنوبا السودان، وغربا ليبيا. (انظر: المنجد في الأعلام: 665. ومراصد الاطلاع: 3/ 1277) . (5) طشت السماء: وهو المطر الضعيف، وهو دون الوابل وفوق الرّذاذ. (6) قدح: يقال: قدح فلان بالزّند: ضرب به حجره لتخرج منه النار. وقدح النار من الزند: أخرجها منه. (7) سورة القصص، الآية: 29. وفي (الأصل المخطوط) [أرى] بدلا من آنست، ولعلها خطأ من الناسخ.

قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «8» وهو يقول: همّ عراني فبتّ أدفعه ... دون سهادي كشعلة القبس «9»

_ (8) طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه في رقم 9 (9) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 123. والبيت ليس في (الديوان) . [.....]

(42) أل م [أليم]

(42) أل م [أليم] قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «1» . قال: الأليم: الوجيع. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: نام من كان خليا من ألم ... وبقيت اللّيل طولا لم أنم «2»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 10، و 174 وسورة آل عمران، الآية: 77 و 177 و 188. وسورة المائدة، الآية: 36. وسورة التوبة، الآية: 79. وسورة النحل، الآية: 63، والآية: 104 والآية: 117. وسورة الحشر، الآية: 15. وسورة التغابن، الآية: 5. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 123.

(43) ق ف و [وقفينا]

(43) ق ف و [وقفّينا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ «1» . قال: اتبعنا على آثار الأنبياء، أي بعثنا على آثارهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» وهو يقول: يوم قفت عيرهم من عيرنا ... واحتمال الحي في الصبح فلق «3»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 46. (2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 123. وقد ورد في (الديوان) . بهذا النص: يوم قلّت عيرهم من عيرنا ... واحتمال الحيّ في الصبح فلق

(44) ر د ى [تردى]

(44) ر د ى [تردّى] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِذا تَرَدَّى «1» . قال: إذا مات وتردّى في النار، قال: نزلت في أبي جهل «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «3» وهو يقول: خطفته منية فتردّى ... وهو في الملك يأمل التعميرا «4»

_ (1) سورة الليل، الآية: 11. (2) أبو جهل: هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي، أشد الناس عداوة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في صدر الإسلام، وأحد سادات قريش وأبطالها ودهاتها في الجاهلية. قال صاحب عيون الأخبار: سوّدت قريش أبا جهل ولم يطرّ شاربه فأدخلته دار الندوة مع الكهول. أدرك الإسلام وكان يقال له: (أبا، الحكم) فدعاه المسلمون (أبا جهل) سأل الأخنس بن شريق الثقفي، وكانا قد استمعا شيئا من القرآن: ما رأيك يا أبا الحكم في ما سمعت من محمد؟ فقال: ما سمعت، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منّا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه.. والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه! واستمر على عناده يثير الناس على محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه لا يفتر عن الكيد لهم والعمل على إيذائهم، حتى كانت وقعة بدر الكبرى، فشهدها مع المشركين، فكان من قتلاها سنة (2) هـ الموافق (624) . (انظر: ابن الأثير 1/ 23 و 25 و 26 و 27 و 32 و 33 و 38 و 40 و 45 و 47. وعيون الأخبار: 1/ 230. والسيرة الحلبية: 2/ 33. ودائرة المعارف الإسلامية: 1/ 322. والأعلام: 5/ 87) . (3) عدي بن زيد: انظر ترجمته في رقم 20. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 123.

(45) ن هـ ر [ونهر]

(45) ن هـ ر [ونهر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ «1» . قال: النّهر: السعة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قيس بن الخطيم «2» وهو يقول: ملكت بها كفّي فأنهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها «3»

_ (1) سورة القمر، الآية: 54. (2) قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، أبو يزيد، شاعر الأوس وأحد صناديدها في الجاهلية، أول ما اشتهر به تتبعه قاتلي أبيه وجده حتى قتلهما، وقال في ذلك شعرا، وله وقعة (بعاث) التي كانت بين الأوس والخزرج، قبل الهجرة، أشعارا كثيرة. أدرك الإسلام وتريث في قبوله، فقتل قبل أن يدخل فيه سنة (2) ق. هـ الموافق (3620) ، شعره جيد. (انظر: الأغاني: 3/ 154. الإصابة: رقم 7350. جمهرة أشعار العرب: 123. والأعلام: 5/ 205) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 123. وقد ورد في (ديوان قيس بن الخطيم) : 8 بهذا النص: ملكت بها كفّي فانهرت فتقها ... يرى قائما من خلفها ما وراءها كما ورد البيت في (شرح الحماسة) للمرزوقي 1/ 184. وفي (شرح الحماسة) للتبريزي 1/ 178، و (خزانة الأدب) 3/ 168. و (تأويل مشكل القرآن) صفحة 32.

(46) ان م [للأنام]

(46) ان م [للأنام] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ «1» . قال: الأنام: الخلق، وهم ألف أمة ستمائة في البحر، وأربعمائة في البرّ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول: فإن تسألينا ممّ نحن فإنّنا ... عصافير من هذا الأنام المسحّر «3»

_ (1) سورة الرحمن، الآية: 10. (2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. [.....] (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 124 و (الديوان) : 56. فإن تسألينا ممّ نحن فإنّنا ... عصافير من هذا الأنام المسخّر وقد ورد هذا البيت (لسان العرب) باب: سحر، و (أمالي المرتضى) : 1/ 577، وهو منسوب لأمية بن أبي الصلت. كما ورد في (الحيوان) للجاحظ: 5/ 229. و (البيان والتبيين) : 1/ 198. و (مقاييس اللغة) : 3/ 138. والعصافير: صغار ضعاف، أي نحن أولاد قوم قد ذهبوا. مسحر: معلل بالطعام والشراب، قال تعالى في سورة الشعراء، الآية: 153: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ. وقد أورد بعد هذا البيت صاحب شمس العلوم (12 و 1: 218) قوله: عبيد لحيّ حمير إن تملّكوا ... وتظلّمنا عمّال كسرى وقيصر ونحن وهم ملك لحمير عنوة ... وما إن لنا من سادة غير حمير تبابعة سبعون من قبل تبع ... تولّوا جميعا أزهرا بعد أزهر

(47) ح ور [يحور]

(47) ح ور [يحور] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ «1» . قال: إنه ظنّ أن لن يرجع. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: وما المرء إلّا كالشّهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع «3»

_ (1) سورة الانشقاق، الآية: 14. (2) الشاعر هو لبيد بن ربيعة وقد سبق التعريف عنه في رقم 6. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 124. وكذلك في (الديوان) صفحة: 169 و (البحر المحيط) 8/ 444. و (بلوغ الأرب) 3/ 131. و (لسان العرب) باب: حور. واستشهد به الزمخشري في (الكشاف) : 4/ 75 وأضاف إليه هذا البيت: وما المال والأهلون إلّا ودائع ... ولا بدّ يوما أن تردّ الودائع وهذا البيتان من قصيدة طويلة والتي مطلعها: بلينا وما تبلى النّجوم الطّوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع

(48) ع ول [تعولوا]

(48) ع ول [تعولوا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا «1» . قال: أجدر أن لا تميلوا ولا تبخسوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول. إنّا تبعنا رسول الله واطّرحوا ... قول النّبيّ وعالوا في الموازين «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 3. (2) الشاعر: هو عبد الله بن الحارث بن قيس السهمي القرشي، شاعر من الصحابة، كان يلقب بالمبرق، لشعر قال فيه: إذا أنا لم أبرق فلا يسعنّني ... من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر قتل باليمامة، وقيل بالطائف سنة (11) هـ الموافق (632) م. (انظر: الإصابة رقم 4596، ونسب قريش: 401. والأعلام: 4/ 77) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 6/ 124. و (سيرة ابن هشام) : 1/ 354. وأساس البلاغة) : 2/ 149.

(49) ل وم [مليم]

(49) ل وم [مليم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَهُوَ مُلِيمٌ «1» . قال: المليم: المسيء المذنب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: بريء النّفس ليس لها بأهل ... ولكنّ المسيء هو المليم «3»

_ (1) سورة الصّافات، الآية: 142. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 124. أما في (الديوان) : 55. فهو بهذا النص: بريء النّفس ليس لها بأهل ... ولكنّ المسيء هو الملوم

(50) ع ف و [يعفو]

(50) ع ف و [يعفو] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ «1» . قال: ألا أن تدع المرأة نصف المهر أو يعطيها زوجها النصف الباقي، فيقول: كانت في ملكي وحبستها عن الزواج. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» وهو يقول: حزما وبرا للإله وشيمة ... تعفو على خلق المسيء المفسد «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 237. (2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد وردت في (الديوان) .

(51) ح س س [تحسونهم]

(51) ح س س [تحسّونهم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ «1» . قال: تقتلونهم بأمر محمد «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: ومنا الذي لاقى بسيف محمد ... فحسّ به الأعداء عرض العساكر «3» وقال أوس بن حجر «4» : فما غضبوا إنا نحس عليهم ... ولكن رأوا نارا تحصّ وتسفع «5»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 152. [.....] (2) محمد: يعني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 124. أما في (جامع البيان) ، و (البحر المحيط) فقد جاء بهذا النص: ومنّا الذي لاقى بسيف محمّد ... فجاسّ به الأعداء عرض العساكر والاستشهاد في قوله تعالى في سورة الإسراء الآية: 5: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ. وقد ورد البيت في (لسان العرب) باب: حسّ. (4) أوس بن حجر: بن مالك التميمي أبو شريح، شاعر تميم في الجاهلية، ومن كبار شعرائها، في نسبه اختلاف بعد أبيه حجر، وهو زوج أمّ زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة، عمّر طويلا ولم يدرك الإسلام، في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر شعراء العرب، وكان أوس غزلا مغرما بالنساء. قال الأصمعي: أوس أشعر من زهير. إلا أن النابغة طأطأ منه. وهو صاحب الأبيات المشهورة التي أولها: أيّتها النّفس أجملي جزعا (انظر: معاهد التنصيص: 1/ 132. وخزانة البغدادي: 2/ 235. ودائرة المعارف الإسلامية: 3/ 152. وطبقات فحول الشعراء: 81. والأعلام: 2/ 31) . (5) كذا في (الأصل المخطوط) . ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) . وورد في (لسان العرب) بهذا

(52) ل ف و [ألفينا]

(52) ل ف و [ألفينا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا «1» . قال: يعني وجدنا عليه آباءنا. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: فحسّبوه فألفوه كما زعمت ... تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد «3»

_ النص: فما جبنوا إنّا نشدّ عليهم ... ولكن لقوا نارا تحس وتسفع وفي (تاج العروس) جاء بهذا النص: فما جبنوا إنّا نسدّ عليهم ... ولكن لقوا نارا تحص وتسفع والبيت في (الديوان) صفحة 57. (1) سورة البقرة، الآية: 170. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 124. وقد ورد هذا البيت في (الديوان) 35. بهذا النص: فحسّبوه، فألفوه، كما حسبت، ... تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد وورد في (رغبة الأمل) : 1/ 63، (وخلاصة المنشآت السنية) : 3/ 102.

(53) ج ن ف [جنفا]

(53) ج ن ف [جنفا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً «1» . قال: الميل والجور في الوصية. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» وهو يقول: وأمك يا نعمان في أخواتها ... تأتي ما يأتينه جنفا «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 182. (2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. (3) كذا في (الأصل المخطوط) . أما في (الإتقان) 1/ 124. وأمك يا نعمان في أخواتها ... تأتين ما يأتينه جنفا وليس البيت في الديوان.

(54) ب أس [بالبأساء]

(54) ب أس [بالبأساء] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ «1» . قال: البأساء: الخصب. والضّرّاء: الجدب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زيد بن عمرو «2» وهو يقول: إنّ الإله عزيز واسع حكم ... بكفه الضّرّ والبأساء والنعم «3»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 42. (2) زيد بن عمرو: بن قيس بن عتاب بن هرميّ الرياحي اليربوعي التميمي، المعروف بالأخوص، شاعر فارس، قال البغدادي: له في كتاب بني يربوع أشعار جياد: وسماه ياقوت في مختصر جمهرة الأنساب (الأخوص بن عمرو) وهو صاحب القصيدة التي منها: وكنت إذا ما باب ملك قرعته ... قرعت بآباء ذوي شرف ضخم والبائية التي منها: مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعب إلا بين غرابها توفي سنة (50) هـ الموافق (670) م. (انظر: خزانة البغدادي: 2/ 140- 143. والتاج: 4/ 391. والأعلام: 3/ 60) . (3) كذا في (الإتقان) : 1/ 124. أما في (الأصل المخطوط) فالبيت منسوب إلى يزيد بن عمر- وهو خطأ من الناسخ. وورد خطأ في (معجم غريب القرآن) : 241 فقد ثبته الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي: زيد بن عمر، وصححه الزركلي في (الأعلام) : 3/ 60، وابن كثير في (البداية والنهاية) : 3/ 238- 240. [.....]

(55) ر م ز [رمزا]

(55) ر م ز [رمزا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا رَمْزاً «1» . قال: الإشارة باليد، والوحي بالرأس. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: ما في السماء من الرّحمن رامزة ... إلّا إليه وما في الأرض من وزر «2»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 41. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 124 ورد بهذا النص: ما في السماء من الرحمن مرتمز ... إلا إليه وما في الأرض من وزر والوزر: الجبل المنيع، والملجأ يعتصم به.

(56) ف وز [فاز]

(56) ف وز [فاز] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَقَدْ فازَ «1» . قال: يعني فقد سعد ونجا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن رواحة «2» وهو يقول: وعسى أن أفوز ثمّ ألقّى ... حجة التّقى بها الفتانا «3»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 185. (2) عبد الله بن رواحة: بن ثعلبة الأنصاري، من الخزرج، أبو محمد، صحابي يعد من الأمراء والشعراء الراجزين، كان يكتب في الجاهلية، وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الاثني عشر، شهد معركة بدر وأحد والخندق والحديبية، واستخلفه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المدينة المنورة في إحدى غزواته، وصحبه في عمرة القضاء، وله فيها رجز، وكان أحد الأمراء في وقعة مؤتة (بأدنى البلقاء من أرض الشام) فاستشهد فيها سنة (8) هـ الموافق (629) م. (انظر: تهذيب التهذيب: 5/ 212. وإمتاع الأسماع: 1/ 270. والإصابة في تمييز الصحابة: رقم 4667. وصفة الصفوة: 1/ 191. وحلية الأولياء: 1/ 118. وطبقات ابن سعد: 3/ 79. والمحبر: 119- 121- 123. وجمهرة أشعار العرب: 121. والأعلام: 4/ 86) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) . أما في (الإتقان) : 1/ 124. فقد جاء بهذا النص: وعسى أن أفوز ثمت القى ... حجة اتّقي بها الفتّانا

(57) س وو [سواء]

(57) س وو [سواء] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ «1» . قال: عدل بيننا وبينكم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: تلاقينا فقاضينا سواء ... ولكن جرّ عن حال لحال «2»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 64. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، وفي (الإتقان) : 1/ 125.

(58) س ن و [سنة]

(58) س ن و [سنة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ «1» . قال: السنة: الوسنان الذي هو نائم وليس بنائم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» وهو يقول: ولا سنة طول الدّهر تأخذه ... ولا ينام وما في أمره فند «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 255. (2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) ولا في (الديوان) .

(59) خ ل ق [خلاق]

(59) خ ل ق [خلاق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ «1» . قال: ما له في الآخرة من نصيب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: يدعون منها بقوم لا خلاق لهم ... إلّا سرابيل من قطر وأغلال «3» وقال عدي بن زيد «4» : سوف يأتيك والسلام جميعا ... لكلانا فما له من خلاق «5»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 102. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الديوان) : ص 438. و (الإتقان) 1/ 125 فقد جاء بهذا النص: يدعون بالويل فيها لا خلاق لهم ... إلّا شرابيل من قطر وأغلال وورد في (الديوان) ص 47. واستشهد به الطبرسي في (مجمع البيان) : 1/ 386. وأبو حيان في (البحر المحيط) . والسرابيل: مفردها: سربال: وهو ما يلبس من قميص أو درع. القطر: النّحاس الذائب والحديد الذائب. الأغلال: مفردها: الغلّ. وهو طوق من حديد أو جلد يجعل في عنق الأسير أو المجرم أو في أيديهما. (4) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. [.....] (5) كذا في (الأصل المخطوط) ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) ولا في (الديوان) .

(60) ق ن ت [قانتون]

(60) ق ن ت [قانتون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ «1» . قال: كل ما مقرنون. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» وهو يقول: قانتا لله يرجو عفوه ... يوم لا يكفر عبد ما ادخر «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 116. (2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ولا في (الديوان) .

(61) ج د د [جد]

(61) ج د د [جدّ] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جَدُّ رَبِّنا «1» . قال: ارتفعت عظمة ربنا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: لك الحمد والنّعماء والملك ربّنا ... فلا شيء أعلى منك جدّا وأمجد «3» مليك على عرش السماء مهيمن ... لعزته تعنو الوجوه وتسجد «4» عليه حجاب النور والنّور حوله ... وأنهار نور حوله تتوقّد «5»

_ (1) سورة الجن، الآية: 3. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 125. أما في (الديوان) ص 27. فقد جاء بهذا النص: لك الحمد والنّعماء والملك ربّنا ... فلا شيء أعلى منك مجدا وأمجد (4) لم يرد هذا البيت في (الإتقان) . المهيمن: من أسماء الله الحسنى. تعنو الوجوه: خضع وذلّ. يقول تعالى في سورة طه، الآية: 111. وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ. (5) لم يرد هذا البيت في (الإتقان) .

(62) ان ي [آن]

(62) ان ي [آن] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ «1» . قال: الآن: الذي انتهى طبخه وحرّه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: وتخضب لحية غدرت وخانت ... بأحمر من نجيع الجوف آن «3»

_ (1) سورة الرحمن، الآية: 44. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125. وكذلك في الديوان صفحة 120. وخضب: غير لونه، وخضّب شيبه بالحناء: غيّر لونه، فهو خاضب، والشيب مخضوب، وخضيب، ونجيع الجوف: الدم الخالص. والآني: الشديد الحرارة.

(63) س ل ق [سلقوكم]

(63) س ل ق [سلقوكم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ «1» . قال: الطعن باللسان. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: فيهم الخضب والسّماحة والنّجدة ... فيهم والخاطب السّلاق «3»

_ (1) سورة الأحزاب، الآية: 19. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. [.....] (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 125 و (الديوان) : 144: فيهم الخضب والسّماحة والنّجدة ... فيهم والخاطب المسلاق وهو الأصح.

(64) ك د ي [وأكدى]

(64) ك د ي [وأكدى] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى «1» . قال: أعطى قليلا من ماله ومنع الكثير ثم كدّره بمنه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: أعطى قليلا ثمّ أكدى بمنّه ... ومن ينشر المعروف في النّاس يحمد «2»

_ (1) سورة النجم، الآية: 34. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) واستشهد به الشوكاني في (الفتح القدير) : والقرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) . بهذا النص: فأعطى قليلا ثمّ أكدى عطاءه ... ومن يبذل المعروف في النّاس يحمد

(65) ش ح ن [المشحون]

(65) ش ح ن [المشحون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ «1» . قال: السفينة الموقرة الممتلئة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» وهو يقول: شحنّا أرضهم بالخيل حتى ... تركناهم أذلّ من الصّراط «3»

_ (1) سورة الشعراء، الآية: 119. (2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 125.

(66) ز ن م [زنيم]

(66) ز ن م [زنيم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ «1» . قال: زنيم: كزنمة الشاة، كذلك ولد الزناء «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «3» وهو يقول: زنيم تداعته الرّجال زيادة ... كما زيد في عرض الأديم الأكارع «4»

_ (1) سورة القلم، الآية: 13. (2) الزنيم: الملحق بقوم ليس منهم، ولا يحتاجون إليه فكأنه فيهم زنمة. (3) الشاعر: هو الخطيم التميمي (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125. واستشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) 1/ 410. وابن هشام في (السيرة) 1/ 387. و (رغبة الآمل) 1/ 156.

(67) ق د د [قددا]

(67) ق د د [قددا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَرائِقَ قِدَداً «1» . قال: المنقطعة من كل وجه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: ولقد قلت وزيد حاسر ... يوم ولّت خيل زيد قددا «2»

_ (1) سورة الجن، الآية: 11. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125.

(68) ف ل ق [الفلق]

(68) ف ل ق [الفلق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ «1» . قال: قل أعوذ بربّ الصّبح إذا انفلق من ظلمة الليل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» وهو يقول: الفارج الهمّ مسدول عساكره ... كما يفرّج غمّ الظّلمة الفلق «3»

_ (1) سورة الفلق، الآية: 1. (2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. [.....] (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125. وليس في (الديوان) . وقد ورد البيت في (البحر المحيط) : 8/ 382: يا فارج الكرب مسدولا عساكره ... كما يفرّج غمّ الظّلمة الفلق

(69) وز ر [وزر]

(69) وز ر [وزر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كَلَّا لا وَزَرَ «1» . قال: الوزر: الملجأ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي «2» وهو يقول: لعمرك ما إن له صخرة ... لعمرك ما إن له من وزر «3»

_ (1) سورة القيامة، الآية: 11. (2) عمرو بن كلثوم التغلبي: بن مالك بن عتّاب، من بني تغلب، أبو الأسود، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة، وتجوّل فيها وفي الشام والعراق ونجد، وكان من أعز الناس نفسا، وهو من الفتاك الشجعان. ساد قومه (تغلب) وهو فتى، وعمّر طويلا. وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند، أشهر شعره معلقته التي مطلعها: ألا هبي بصحنك فاصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا يقال: إنها كانت في نحو ألف بيت، وإنما بقي منها ما حفظه الرواة وفيها من الفخر والحماسة والعجب، مات في الجزيرة الفراتية سنة (40) ق. هـ الموافق (584) م. (انظر: تاريخ الإسلام للذهبي: 5/ 317- 289. والأعلام: 5/ 84) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125. واستشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 382.

(70) ن ح ب [نحبه]

(70) ن ح ب [نحبه] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ «1» . قال: أجله الذي قدّر له. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول: ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنخب فيقضى أم ضلال وباطل «3»

_ (1) سورة الأحزاب، الآية: 23. (2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. والبيت في (الديوان) : 254. وقد استشهد به ابن منظور في (اللسان) باب: نحب. وسيبويه في (الكتاب) : 1/ 405.

(71) ز وج [زوج]

(71) ز وج [زوج] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ «1» . قال: الزوج: الواحد. والبهيج: الحسن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: وكل زوج من الديباج يلبسه ... أبو قدامة محبوا بذاك معا «3»

_ (1) سورة الحج، الآية: 5. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد في (الإتقان) ، وليس البيت في الديوان. والديباج: ثوب من الحرير ملون ألوانا، وهو معرب ثم كثر حتى اشتقت العرب منه فقالوا (دبج) الغيث الأرض (دبجا) من باب ضرب إذا سقاها فأنبتت أزهارا مختلفة لأنه عندهم اسم للمنقش، واختلف في الياء، فقيل زائدة ووزنه فيعال، ولهذا يجمع بالياء فيقال: (ديابيج) وقيل: هي أصل والأصل (دبّاج) (المصباح المنير: 188) .

(72) م ر ر [مرة]

(72) م ر ر [مرّة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى «1» . قال: ذو شدة في أمر الله عزّ وجلّ وهو جبريل «2» عليه السلام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «3» وهو يقول: قد كنت أقريه إذا ضافني ... وهنّا قرى ذي مرة حازم «4»

_ (1) سورة النجم، الآية: 6. (2) جبريل: سبق التعريف عنه في رقم 23. (3) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) ولم يرد البيت في الديوان. وأقرى الضيف: أضافه وأكرمه، والقرى: ما يقدّم إلى الضيف. الوهن: الضعف في العمل أو الأمر أو البدن. والحازم: العاقل ذو الحنكة وضبط الأمور. [.....]

(73) ع ص ر [المعصرات]

(73) (73) ع ص ر [المعصرات] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً «1» . قال: المعصرات: السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من بين السحابتين. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: تجرّ بها الأرواح من بين شمأل ... وبين صبا بالمعصرات الدوامس»

_ (1) سورة النبأ، الآية: 14. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. ولم يرد البيت في (الديوان) .

(74) ع ض د [عضدك]

(74) ع ض د [عضدك] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ «1» . قال: العضد: المعين الناصر على أمره. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: في ذمة من أبي قابوس منقذة ... للخائفين ومن ليست له عضد «3»

_ (1) سورة القصص، الآية: 35. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. وليس البيت في ديوان النابغة.

(75) غ ب ر [الغابرين]

(75) غ ب ر [الغابرين] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ «1» . قال: عجوز في الباقين. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبيد الله بن الأبرص «2» وهو يقول: ذهبوا وخلفني المخلف فيهم ... فكأنني في الغابرين غريب «3»

_ (1) سورة الشعراء، الآية: 171. (2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126.

(76) ن ص ب [الأنصاب]

(76) ن ص ب [الأنصاب] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ «1» . قال: الأنصاب: الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها، والأزلام: القداح. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: فلا لعمر الّذي مسّحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد «3»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 90. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وهريق: صبّ. ومعنى البيت: أي أقسم بالله أولا ثم بالدماء التي كانت تصب على الأنصاب. وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة 35، في قصيدة طويلة يمدح بها النابغة النعمان ويعتذر إليه عما رماه به (المنخل اليشكري) وأبناء قريع ويبرئ نفسه من وشايتهم والتي يقول في مطلعها: يا دارميّة بالعلياء فالسّند، ... أقوت، وطال عليها سالف الأبد

(77) ص د ف [يصدفون]

(77) ص د ف [يصدفون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ «1» . قال: يعرضون عن الحق، نزلت في قريش «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «3» وهو يقول: عجبت لحلم الله عنا وقدا بدا ... له صدفنا عن كل حق مترّك «4»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 46. (2) قريش: قبيلة يرجع نسبها إلى قريش بن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، من عدنان، جاهلي من أهل مكة، كان دليل بني كنانة في تجاراتهم، فإذا أقبل في القافلة يقال: قدمت عير قريش، فغلب لفظ (قريش) على من كان في عهده من بني النضر بن كنانة، والقرشيون قسمان: (قريش البطاح) وهم ولد قصي بن كلاب وبنو كعب بن لؤي، و (قريش الظواهر) وهم من سواهم وقد تفرع منهما بطون كثيرة. (انظر: الروض الأنف: 1/ 70، وتاريخ اليعقوبي: 1/ 212. ومعجم قبائل العرب: 927. والبداية والنهاية: 2/ 200، والسيرة الحلبية: 1/ 13. والأعلام: 5/ 195. [.....] (3) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126.

(78) اس ى [تأس]

(78) اس ى [تأس] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلا تَأْسَ «1» . قال: لا تحزن يا موسى «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» وهو يقول: وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون لا تهلك أسى وتحمّل «4»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 26. (2) موسى: هو النبي موسى بن عمران وقد سبق التعريف عنه في رقم 18. (3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. وقد ورد البيت في معلقة امرئ القيس صفحة 29. ومعنى البيت: وقف أصحابه رواحلهم عليه أي لأجله يأمرونه بالصبر وعدم الجزع.

(79) ب س ل [تبسل]

(79) ب س ل [تبسل] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ «1» . قال: يعني أن تحبس نفس بما كسبت في النار. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» وهو يقول: وفارقتك برهن لا فكاك له ... يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا «3»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 70. (2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى وقد سبق التعريف عنه في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. أما في الديوان صفحة 39 فقد جاء بهذا النص: وفارقتك برهن لا فكاك له ... يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا

(80) اف ل [أفلت]

(80) اف ل [أفلت] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلَمَّا أَفَلَتْ «1» . قال: فلما زالت الشمس عن كبد السماء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك الأنصاري «2» وهو يرثيه عليه السلام: فتغيّر القمر المنير لفقده ... والشّمس كسفت وكادت تأفل «3»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 78. (2) كعب بن مالك: بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي، صحابي من أكابر الشعراء، ومن أهل المدينة، اشتهر في الجاهلية وكان في الإسلام من شعراء النبي صلّى الله عليه وسلّم، وشهد أكثر الوقائع، ثم كان من أصحاب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأنجده يوم الثورة، وحرّض الأنصار على نصرته، ولما قتل عثمان قعد كعب عن نصرة الإمام علي كرم الله وجهه فلم يشهد حروبه، وعمي في آخر عمره وعاش سبعا وسبعين سنة وتوفي سنة (50) هـ الموافق (670) م. قال روح بن زنباع: أشجع بيت وصف به رجل قومه قول كعب بن مالك: نصل السيوف إذا قصرن بخطونا ... يوما ونلحقها إذا لم تلحق روى كعب 80 حديثا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. (انظر: الأغاني: 15/ 29. والإصابة في تمييز الصحابة: رقم 7433. وخزانة البغدادي: 1/ 200. والأعلام: 5/ 229) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. و (الديوان) ص 261. و (شرح نهج البلاغة) 15/ 404. و (سيرة ابن هشام) 4/ 28. وقد ورد عجز البيت في: (معجم غريب القرآن) 239 بهذا النص: فتغيّر القمر المنير لفقده ... والشّمس قد كسفت وكادت تأفل

(81) ص ر م [كالصريم]

(81) ص ر م [كالصّريم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ «1» . قال: الصريم: الذاهب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: غدوت إليه غدوة فوجدته ... قعودا لديه بالصريم عواذله «2»

_ (1) سورة القلم، الآية: 20. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. والعواذل: من عذل أي لام، فهو عاذل، والجمع: عذّل، وعذّال، وعذلة، وعاذلون، وهي عاذلة. والجمع: عواذل، وعاذلات. [.....]

(82) ف ت أ [تفتؤا]

(82) ف ت أ [تفتؤا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ «1» . قال: لا تزال تذكر يوسف «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا ... وقد غاله ما غاله تبع قبل «3»

_ (1) سورة يوسف، الآية: 85. (2) يوسف: هو النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام. رماه أخوته في البئر حسدا، فأنقذه بعض التجار، واستوزر لفرعون مصر، وتولى شؤون الإعاشة أيام المجاعة، جاء ذكره في التوراة، وورد في القرآن الكريم في 27 موضعا (انظر: المنجد في الأعلام 755) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 126: لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا ... وقد غاله ما غال من قبل تبع وتبّع: نسبة إلى التبابعة، وهم دولة عربية نشأت في اليمن بعد الدولة الحميرية، وكان أول ملوكها الحرث الرائش، وهو كذلك آخر ملوك سبأ الحميريين الذين غلب على دولتهم الترف، فتراخت أحوالهم وفترت أيدي آخر ملوكهم حتى آل الملك إلى الحرث فعمل على تقوية الدولة وسميت من ثم دولة التبايعة، ويقال إن عدد ملوكها 26. آخرهم ذو نؤاس صاحب نجران في القرن السادس (انظر: المنجد في الأعلام: 182) .

(83) م ل ق [إملاق]

(83) م ل ق [إملاق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خَشْيَةَ إِمْلاقٍ «1» . قال: مخافة الفقر. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: وإنّي على الإملاق يا قوم ماجد ... أعدّ لأضيافي الشّواء المصهّبا «2»

_ (1) سورة الإسراء، الآية: 31. (2) كذا في (الإتقان) : 1/ 126. و (الأصل المخطوط) . الشواء المصهب: ما كان لونه فيه حمرة أو شقرة.

(84) ح د ق [حدائق]

(84) ح د ق [حدائق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَدائِقَ وَأَعْناباً «1» . قال: الحدائق: البساتين. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: بلاد سقاها الله أمّا سهولها ... فقضب ودر مغدق وحدائق «2»

_ (1) سورة النبأ، الآية: 32. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. والقضب: كل شجرة طالت وامتدت أغصانها، وكل نبت اقتطع فأكل طريا كالبقول. والدّر: اللبن. المغدق: من غدق: أي المتسع، والماء المغدق: الماء الكثير الغامر، لقوله تعالى في سورة الجن الآية 16: وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً.

(85) ق وت [مقيتا]

(85) ق وت [مقيتا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً «1» . قال: قادرا مقتدرا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الزبير بن عبد المطلب «2» وهو يقول: وذي ضعن كففت النّفس عنه ... وكنت على مساءته مقيتا «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 85. (2) الزبير بن عبد المطلب: بن هاشم، أكبر أعمام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أدركه النبي في طفولته، وكان يعدّ من شعراء قريش إلا أن شعره قليل، يقال منه البيتان: إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما ولا توصه وإن باب أمر عليك التوى ... فشاور كريما ولا تعصه (انظر: الروض الأنف: 1/ 78، وسمط الآلئ: 743. والأعلام: 3/ 42) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126 لكن السيوطي نسبه إلى أحيحة الأنصاري، والصحيح ما أثبتناه. وقد استشهد به الطبرسي في (مجمع البيان) 2/ 178. والطبري في (جامع البيان في تفسير القرآن) 4/ 188 أما الزمخشري في (الكشاف) 1/ 286 فاستشهد به بهذا النص: وذي ضغن نفيت السوء عنه ... وكنت على إساءته مقيتا وفي اللسان (قوت) نسب للزبير عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونسب كذلك إلى أبي قيس بن رفاعة، وأنشده الفراء في معاني القرآن. (جامع البيان 4/ 188) .

(86) س ر ى [سريا]

(86) س ر ى [سريّا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا «1» . قال: السري: النهر الصغير وهو الجدول. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: سهل الخليقة ماجد ذو نائل ... مثل السريّ تمدّه الأنهار «2»

_ (1) سورة مريم، الآية: 24. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. الخليقة: السليقة والطبيعة والعادة. الماجد: الشريف الخيّر، والحسن الخلق السّمح: الجمع: أمجاد وماجدون ومجدة. النائل: ما ينال والجود والعطاء.

(87) اود [يؤده]

(87) اود [يؤده] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما «1» . قال: لا يثقله حملهما عز وجل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: يعطي المئين فلا يؤده حملها ... محض الضرائب ماجد الأخلاق «2»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 255. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. [.....]

(88) د هـ ق [دهاقا]

(88) د هـ ق [دهاقا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكَأْساً دِهاقاً «1» . قال: الكأس: الخمر. والدهاق: الملآن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: أتانا عامر يرجو قرانا ... فأترعنا له كأسا دهاقا «2»

_ (1) سورة النبأ، الآية: 34. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. وقد استشهد القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 19/ 181 بهذا البيت بالنص التالي: أتانا عامر يرجو قرانا ... فأترعنا له كأسا دهاقا

(89) ك ن د [لكنود]

(89) ك ن د [لكنود] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ «1» . قال: الكفور النعم: وهو الذي يكفر وجده «2» ، ويمنع رفده «3» ، ويجيع عبده. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: شكرت له يوم العكاظ نواله ... ولم أك للمعروف ثمّ كنودا «4»

_ (1) سورة العاديات، الآية: 6. (2) الوجد: اليسار والسّعة. (3) الرّفد: العطاء والصّلة، الجمع: أرفاد. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. وعكاظ: من أسواق العرب في الجاهلية، كانت تجتمع فيها القبائل مدة عشرين يوما في شهر ذي القعدة كل سنة بموضع بين نخلة والطائف يبعد عن مكة ثلاثة أيام، كان الشعراء يحضرون سوق عكاظ ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر (انظر: المنجد في الأعلام 472) .

(90) ن غ ض [فسينغضون]

(90) ن غ ض [فسينغضون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ «1» . قال: يحركون رؤوسهم استهزاء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: أتنغض لي يوم الفجار وقد ترى ... خيولا عليها كالأسود ضواريا «2»

_ (1) سورة الإسراء، الآية: 51. (2) كذا في (الإتقان) : 1/ 127. أما في (الأصل المخطوط) فقد جاء بهذا النص وأعتقد أنه خطأ من الناسخ: أتنغض لي يوم الفخار وقد ترى ... خيولا عليها كالأسود ضواريا يوم الفجار: قالوا أيام الفجار أربعة أفجرة: (الأول) : بين كنانة وعجز هوازن. و (الثاني) : بين قريش وكنانة. و (الثالث) : بين كنانة وبني نصر بن معاوية، ولم يكن فيه كبير قتال. و (الرابع) : وهو الأكبر بين قريش وهوازن، وكان بين هذا ومبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ست وعشرون سنة، وشهده صلّى الله عليه وسلّم وله أربع عشرة سنة. والسبب في ذلك أن البرّاض بن قيس الكناني قتل عروة الرّحّال، فهاجت الحرب، وسمت قريش هذه الحرب فجارا لأنها كانت في الأشهر الحرم، فقالوا: فجرنا إذ قاتلنا فيها أي فسقنا. (انظر: مجمع الأمثال: 2/ 430) .

(91) هـ ر ع [يهرعون]

(91) هـ ر ع [يهرعون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ «1» . قال: يقبلون إليه بالغضب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: أتونا يهرعون وهم أسارى ... نسوقهم على رغم الأنوف «3»

_ (1) سورة هود، الآية: 78. (2) الشاعر: هو المهلهل وهو عدي بن ربيعة بن مرة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، شاعر، من أبطال العرب في الجاهلية من أهل نجد، وهو خال امرئ القيس الشاعر، قيل: لقب مهلهلا لأنه أول من هلهل نسج الشعر أي رققه، وكان من أصبح الناس وجها، ومن أفصحهم لسانا، عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن، ولما قتل جساس بن مرة كليبا ثار المهلهل، فانقطع عن الشراب واللهو، وآلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة. أما شعره فعالي الطبقة. (انظر: الشعر والشعراء: 99. وجمهرة أشعار العرب: 115. وخزانة البغدادي 1/ 300- 304. والأعلام 4/ 220) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 127. وقد استشهد به الطبري في (جامع البيان في تفسير القرآن) : 7/ 83. والطبرسي في (مجمع البيان) 3/ 12/ 194 وأبو حيان في (البحر المحيط) 5/ 246 بهذا النص: فجاؤوا يهرعون وهم أسارى ... نقودهم على رغم الأنوف

(92) ر ف د [الرفد]

(92) ر ف د [الرّفد] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ «1» . قال: بئس: اللعنة بعد اللعنة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: لا تقذفنّي بركن لا كفاء له ... وإن تأنّفك الأعداء بالرّفد «3»

_ (1) سورة هود، الآية: 99. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبقت ترجمته في رقم 33. (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (أساس البلاغة) 1/ 5. و (الديوان) 36 فقد جاء بهذا النص: لا تقذفنّي بركن لا كفاء له ... وأن تأثّفك الأعداء بالرّفد وهذا هو الصحيح. ولعل الخطأ في المخطوط كان من الناسخ. وورد في (الإتقان) 1/ 27 بهذا النص: لا تقذفنّي بركن لا كفاء له ... وإن تأسّفك الأعداء بالرّفد [.....]

(93) ت ب ب [تتبيب]

(93) ت ب ب [تتبيب] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ «1» . قال: غير تخسير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» وهو يقول: فهل جدعوا الأنوف فأوهنوها ... وهم تركوا بني سعد تبايا «3»

_ (1) سورة هود، الآية: 101. (2) بشر بن أبي خازم: عمرو بن عوف الأسدي، أبو نوفل، شاعر جاهلي فحل من الشجعان، من أهل نجد، من بني أسد بن خزيمة، كان من خبره أنه هجا أوس بن حارثة الطائي بخمس قصائد، ثم غزا طيئا فجرح، وأسره بنو نبهان الطائيون، فبذل لهم أوس مائتي بعير وأخذه منهم، فكساه حلته وحمله على راحلته، وأمر له بمائة ناقة وأطلقه، فانطلق لسان بشر بمدحه فقال فيه خمس قصائد محابها الخمس السالفة، وله قصائد في الفخر والحماسة جيدة، توفي قتيلا في غزوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوية سنة (22) ق. هـ الموافق (598) م، رماه فتى من بني واثلة بسهم فأصاب صدره. (انظر: الشعر والشعراء 86. وأمالي المرتضى: 2/ 114. وخزانة البغدادي 2/ 262. والأعلام: 2/ 54) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 127 فقد ورد بهذا النص: هم جدعوا الأنوف فأوعبوها ... وهم تركوا بني سعد تبايا وروي البيت في (الديوان) 30، وفي (مختارات ابن الشجري) 2/ 33 بهذا النص: هم جدعوا الأنوف فأوعبوها ... وهم تركوا بني سعد يبابا

(94) هـ ي ت [هيت]

(94) هـ ي ت [هيت] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ «1» . قال: قد تهيأ لك، قم فاقض حاجتي. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أحيحة بن الجلاح» وهو يقول: به أحمي المضاف إذا دعاني ... إذا ما قيل للأبطال هيتا «3»

_ (1) سورة يوسف، الآية: 23. (2) أحيحة بن الجلاح: بن الحريش الأوسي، أبو عمرو، شاعر جاهلي من دهاة العرب وشجعانهم، قال الميداني: كان سيد يثرب، وكان له حصن فيها سماه (المستظل) وحصن في ظاهرها سماه (الضحيان) ومزارع وبساتين ومال وفير. وقال البغدادي كان سيد الأوس في الجاهلية، وكان مرابيا كثير المال، أما شعره فالباقي منه قليل جيد توفي سنة (130) ق. هـ الموافق (497) م. (انظر: الأغاني 3/ 115. والأمثال: 1/ 13. والأعلام: 1/ 277) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127.

(95) ع ص ب [عصيب]

(95) ع ص ب [عصيب] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَوْمٌ عَصِيبٌ «1» . قال: يوم شديد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: هم ضربوا قوانس خيل حجر ... بجنب الرده في يوم عصيب «2»

_ (1) سورة هود، الآية: 77. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127.

(96) س أم [يسأمون]

(96) س أم [يسأمون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ «1» . قال: الملائكة: لا يفترون ولا يملون عن العبادة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: من الخوف لا ذو سأمة من عبادة ... ولا هو من طول التعبّد يجهد «2»

_ (1) سورة فصلت، الآية: 38. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127.

(97) وص د [مؤصدة]

(97) وص د [مؤصدة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ «1» . قال: أبواب النار على الكفار مطبقة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: تحنّ إلى أجبال مكّة ناقتي ... ومن دونها أبواب صنعاء مؤصده «2»

_ (1) سورة الهمزة، الآية: 8. وورد في القرآن الكريم في سورة البلد الآية: 20: عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. واستشهد به أيضا: الزمخشري في (الكشاف) 4/ 26. وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 473.

(98) أب ل [أبابيل]

(98) أب ل [أبابيل] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَيْراً أَبابِيلَ «1» . قال: ذاهبة وجائية تنقل الحجارة بمناقيرها وأرجلها فتبلبل عليهم فوق رؤوسهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: وبالفوارس من ورقاء قد علموا ... أحلاس خيل على جرد أبابيل «2»

_ (1) سورة الفيل، الآية: 3. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. الورقاء: الحمامة أو التي لونها كالرماد فيه سواد. الجمع: ورق. أحلاس: مفردها حلس: كساء يلقى على ظهر الدابة ويكون تحت الرحل أو السرج. [.....]

(99) ث ق ف [ثقفتموهم]

(99) ث ق ف [ثقفتموهم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ «1» . قال: حيث وجدتموهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» وهو يقول: فإمّا تثقفنّ بنو لؤيّ ... جذيمة إنّ قتلهم دواء «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 191. (2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) 1/ 127 فقد جاء بهذا النص: فإمّا تثقفنّ بني لؤيّ ... جذيمة إنّ قتلهم دواء وورد البيت في قصيدة مطولة يمدح حسان بن ثابت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيها، وذلك قبل فتح مكة ويهجو أبا سفيان بن حرب، وكان قد هجا النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل إسلامه، فيقول: فإمّا تثقفنّ بنو لؤيّ ... جذيمة إنّ قتلهم شفاء وبنو لؤي: يرجع نسبهم إلى لؤي بن غالب بن فهر من قريش من عدنان، من سلسلة النسب النبوي، كنيته أبو كعب، كان التقدم في قريش لبنيه وبني بنيه، وهم بطون كثيرة. (انظر: جمهرة الأنساب: 11/ 165. والطبري: 2/ 186. والأعلام: 5/ 225) . وجذيمة: يرجع نسبهم إلى جذيمة بن مالك بن نصر، من بني أسد بن خزيمة، وفي بنيه يقول النابغة الذبياني: (بنو جذيمة حي صدق سادة) . (انظر: سبائك الذهب 58. واللباب 1/ 216. والأعلام: 20/ 114) .

(100) ن ق ع [نقعا]

(100) ن ق ع [نقعا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً «1» . قال: النقع: ما يسطع من حوافر الخيل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول: عدمنا خيلنا إن لم تردها ... تثير النّقع موعدها كداء «2»

_ (1) سورة العاديات، الآية: 4. (2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 127 و (الديوان) 12 فهو بهذا النص: عدمنا خيلنا، إن لم تروها ... تثير النّقع، موعدها كداء

(101) س وو [سواء]

(101) س وو [سواء] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي سَواءِ الْجَحِيمِ «1» . قال: في وسط الجحيم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول: رماها بسهم فاستوى في سوائها ... وكان قبولا للهوادي الطّوارق «2»

_ (1) سورة الصافات، الآية: 55. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 128 فقد ورد في هذا النص: رماها بسهم فاستوى في سوائها ... وكان قبولا للهوى ذي الطوارق

(102) خ ض د [مخضود]

(102) خ ض د [مخضود] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ «1» . قال: المخضود: الذي ليس بشوك. قال: أو تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: إنّ الحدائق في الجنان ظليلة ... فيها الكواعب سدرها مخضود «3»

_ (1) سورة الواقعة، الآية: 28. (2) أمية أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. و (الديوان) 26. واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 17/ 207. وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 200. والكواعب: كعبت الفتاة: أي نهد ثديها، فهي كاعب وهي كعاب. السّدر شجر شائك من فصيلة النّبقيّات، مهده فلسطين، ينمو بريا وزراعيا، وخشبة شديد الصلابة شائع الاستعمال، وله ثمر فيه حلاوة، وسدرة المنتهى: شجرة في الجنة.

(103) هـ ض م [هضيم]

(103) هـ ض م [هضيم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَلْعُها هَضِيمٌ «1» . قال: متصل بعضه إلى بعض. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» وهو يقول: دار لبيضاء العوارض طفلة ... مهضومة الكشحين ريّا المعصم «3»

_ (1) سورة الشعراء، الآية: 148. (2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. والبيت في (الديوان) منشورات دار المعارف المصرية وليس في (الديوان) منشورات دار الكتاب العربي السورية. الكشح: ما بين الخاصرة والضّلوع، الجمع: كشوح. يقال: طوى كشحه على الأمر: أضمره وستره، وطوى كشحه على ضغن: أخفاه. المعصم: موضع السوار من الساعد، الجمع: معاصم.

(104) س د د [سديدا]

(104) س د د [سديدا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قَوْلًا سَدِيداً «1» . قال: قولا عدلا حقا. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب «2» يمدحه صلّى الله عليه وسلّم: أمين على ما استودع الله قلبه ... فإن قال قولا كان فيه مسدّدا «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 9. [.....] (2) حمزة بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 38. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128.

(105) أل ل [إلا]

(105) أل ل [إلّا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلًّا وَلا ذِمَّةً «1» . قال: الآل: القرابة والذّمّة والعهد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: جزى الله إلّا كان بيني وبينهم ... جزاء ظلوم لا يؤخّر عاجلا «2»

_ (1) سورة التوبة، الآية: 8. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. الظّلوم: الكثير الظلم.

(106) س ف ل [أسفل]

(106) س ف ل [أسفل] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَسْفَلَ سافِلِينَ «1» . قال: هكذا الكافر من الشباب إلى الكبر، ومن الكبر إلى النار. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت علي بن أبي طالب «2» رضي الله عنه وهو يقول: فأضحوا لدى دار الجحيم بمعزل ... عن الشعب والعدوان في أسفل السفل»

_ (1) سورة التين، الآية: 5. (2) علي بن أبي طالب: بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن، أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصهره، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء، وأوّل الناس إسلاما بعد السيدة خديجة رضي الله عنها، ولد في مكة المكرمة سنة (23) ق. هـ. الموافق (600) م، وتربى في حجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشهد المشاهد كلها إلا تبوك، وكان اللواء بيده في أكثرها. ولما آخى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين الصحابة قال له: (أنت أخي) وكان علي أحد رجال الشورى الذين نصّ عليهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، ولم يزل بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم متصديا للعلم والفتيا حتى مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه، فبايعه الناس، ثم كان ما كان من أمر الجمل وصفين حتى قتل رضي الله عنه سنة (40) هـ الموافق (661) م. (انظر: صفة الصفوة: 1/ 118. وحلية الأولياء: 1/ 61. وشرح نهج البلاغة: 2/ 579. والإصابة في تمييز الصحابة: 5690. والأعلام: 4/ 296) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) .

(107) خ م د [خامدين]

(107) خ م د [خامدين] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خامِدِينَ «1» . قال: أصبح قوم صالح «2» في ديارهم ميتين. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «3» وهو يقول: خلّوا ثيابهم على عوارتهم ... فهم بأفنية البيوت خمود «4»

_ (1) سورة الأنبياء، الآية: 15. (2) صالح: نبي عربي، بعثه الله عز وجلّ إلى قومه ثمود لهدايتهم، فقال لهم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، فكذبوه، فزلزلت بهم الأرض. ورد ذكره في القرآن الكريم في 10 مواضع. (3) لبيد بن ربيعة سبق التعريف عنه في رقم 6. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. أما في (الديوان) 34 فقد ورد بهذا النص: خلّوا ثيابهم على عوراتهم ... فهم بأفنية البيوت همود

(108) ح د ب [حدب]

(108) ح د ب [حدب] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ «1» . قال: ينشرون من جوف الأرض من كل ناحية. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «2» وهو يقول: وأما يومهن فيوم سوء ... تخطفهن بالحدب الصقور «3»

_ (1) سورة الأنبياء، الآية: 96. (2) طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه في رقم 9. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . أما في (الديوان) 34، فقد ورد بهذا النص: وأما يومهن فيوم نحس ... تطاردهن بالحدب الصقور والحدب من الأرض: ما ارتفع وغلظ. [.....]

(109) ز ب ر [زبر]

(109) ز ب ر [زبر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: زُبَرَ الْحَدِيدِ «1» . قال: قطع الحديد. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك «2» وهو يقول: تلظّى عليهم حين شدّ حميّها ... بزبر الحديد والحجارة ساجر «3»

_ (1) سورة الكهف، الآية: 96. (2) كعب بن مالك: سبق التعريف عنه في رقم 80. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) 1/ 128 فقد جاء بهذا النص: تلظّى عليهم حين أنّ شدّ حميها ... بزبر الحديد والحجارة ساجر وورد في (الديوان) 201 بهذا النص: تلظّى عليهم وهي قد شدّ حميها ... بزبر الحديد والحجارة ساجر وقد استشهد به ابن هشام في (السيرة النبوية لابن هشام) 3/ 15. تلظّى: تلظّت النار: اشتد لهيبها. ساجر: من سجر أي ملأ. سجر التّنّور: أشبعه وقودا وأحماه.

(110) س ح ق [فسحقا]

(110) س ح ق [فسحقا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ «1» . قال: بعدا لأصحاب السعير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» وهو يهجو أبيّ بن خلف «3» فهو يقول: ألا من مبلغ عنّي أبيّا ... فقد ألقيت في سحق السّعير «4»

_ (1) سورة الملك، الآية: 11. (2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (3) أبي بن خلف: بن وهب بن جمح، قتله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم أحد وذلك أن أبيّ لقي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكة فقال له يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم نرقا- اثني عشر رطلا- من الذرة، أقتلك عليه. فيقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بل أنا أقتلك عليه إن شاء الله» . (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 128. ولم يرد البيت في (الديوان) . واستشهد به ابن هشام في (السيرة) 3/ 90. وبعد أحد عاد أبيّ إلى قريش، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد خدشه في عنقه خدشا غير كبير. فاحتقن الدم، قال أبي: قتلني والله محمد، قالوا له: ذهب والله فؤادك. والله إن بك من بأس!! قال: إنه قد كان قال لي بمكة: (أنا أقتلك) فو الله لو بصق علي لقتلني. فمات عدو الله بسرف وهم قافلون إلى مكة. وفي ذلك يقول حسان بن ثابت: ألا من مبلغ عني أبيا ... لقد ألقيت في سحق السعير تمنى بالضلالة من بعيد ... وتقسم أن قدرت مع النذور تمنيك الأماني من بعيد ... وقول الكفر يرجع في غرور فقد لاقتك طعنة ذي حفاظ ... كريم البيت ليس بذي فجور فقد فضل على الأحياء طرا ... إذا نابت ملمات الأمور (4) كذا في (الأصل المخطوط، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(111) ح ن ف [حنيفا]

(111) ح ن ف [حنيفا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لِلدِّينِ حَنِيفاً «1» . قال: دينا مخلصا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب «2» وهو يقول: حمدت الله حين هدى فؤادي ... إلى الإسلام والدّين الحنيف «3» وقال أيضا رجل يذكر بني عبد المطلب وفضلهم: أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم ... لنا غاية قد يهتدي بالذوائب «4»

_ (1) سورة يونس، الآية: 105. (2) حمزة بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 38. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) . (4) كذا في (الأصل المخطوط) والذوائب.

(112) غ ر ر [غرور]

(112) غ ر ر [غرور] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ «1» . قال: ما الكافرون إلا في باطل. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» وهو يهجو أبي بن خلف «3» ويقول: تمنّيك الأماني من بعيد ... وقول الكفر يرجع في غرور «4»

_ (1) سورة الملك، الآية: 20. (2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (3) أبي بن خلف سبق التعريف عنه في رقم 110. [.....] (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 128. ولم يرد البيت في (الديوان) . واستشهد به ابن هشام في (سيرة ابن هشام) 3/ 90.

(113) ح ص ر [حصورا]

(113) ح ص ر [حصورا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَسَيِّداً وَحَصُوراً «1» . قال: الحصور: الذي لا يأتي النساء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: وحصور عن الخنا يأمر النا ... س بفعل الخيرات والتشمير «2»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 39. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. والخنا: الفحش في الكلام.

(114) ص ع ق [الصاعقة]

(114) ص ع ق [الصّاعقة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ «1» . قال: الصاعقة: العذاب، وأصله الموت. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول: قد كنت أخشى عليك الحتوف ... وقد كنت آمنك الصاعقة «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 55. (2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . الحتوف: من الحتف: وهو الموت يقال: مات فلان حتف أنفه أي: على فراشه بلا ضرب ولا قتل، إذ كانوا يتخيلون أن الجريح تخرج روحه من جرحه، وتخرج روح غيره من أنفه أو من فيه.

(115) س وم [مسومين]

(115) س وم [مسوّمين] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مُسَوِّمِينَ «1» . قال: الملائكة عليهم عمائم بيض مسوّمة، فتلك سيما الملائكة يا ابن أم الأزرق. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: ولقد حميت الخيل تحمل شكتي ... جرداء صافية الأديم مسوّمة «2»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 125. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . شكتي: من الشّاكّ: رجل شاكّ السّلاح وشاكّ في السّلاح: لابس السّلاح التّامّ. الأديم: الجلد.

(116) ق م ط ر [قمطريرا]

(116) ق م ط ر [قمطريرا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عَبُوساً قَمْطَرِيراً «1» . قال: الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: ولا يوم الحساب وكان يوما ... عبوسا في الشّدائد قمطريرا «3»

_ (1) سورة الإنسان، الآية: 10. (2) الشاعر: هو أمية بن أبي الصلت، وقد سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 128. وقد ورد في (الديوان) صفحة 37.

(117) س وق [ساق]

(117) س وق [ساق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ «1» . قال: عن شدة الآخرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: أسلم عصام أنّه شر باق ... قبلك سر الناس ضرب الأعناق «2» قد قامت الحرب بنا على ساق

_ (1) سورة القلم، الآية: 42. (2) كذا في (الأصل المخطوط) . أما في (الإتقان) : 1/ 128 فقد ورد هذا الشطر: قد قامت الحرب بنا على ساق وفي (معجم غريب القرآن) جاء بهذا النّص: صبرا أمام إنّه شر باق ... وقامت الحرب بنا على ساق

(118) أوب [إيابهم]

(118) أوب [إيابهم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ «1» . قال: الإياب: المرجع. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» وهو يقول: وكلّ ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب «3» وقال: فألقت عصاها واستقرت بها النوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر «4»

_ (1) سورة الغاشية، الآية: 25. [.....] (2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. وقد استشهد بالبيت ابن قتيبة في (الشعر والشعراء) ص 189. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) . النوى: البعد. واستقرت بها النوى: أي أقامت. قرّ عينا: سرّ ورضي. وقد جاء في (لسان العرب) باب (ع ص و) : قال ابن برّي: البيت لعبد ربه السّلمي.

(119) ص وع [صواع]

(119) ص وع [صواع] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: صُواعَ الْمَلِكِ «1» . قال: الصواع: الكأس الذي كان يشرب به قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: له درمك في رأسه ومشارب ... وقدر وطباخ وصاع وديسق «3»

_ (1) سورة يوسف، الآية: 72. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وقد ورد البيت مع الذي يليه في (الديوان) صفحة 217 على النحو الآتي: له درمك في رأسه ومشارب ... ومسك وريحان وراح تصفق وحور كأمثال الدمى ومناصف ... وقدر وطباخ وصاع وديسق والدرمك: هو التراب الناعم. والديسق: الخوان من الفضة وهو فارسي معرّب.

(120) ح وب [حوبا]

(120) ح وب [حوبا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً «1» . قال: إثما كبيرا بلغة الحبشة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: فإنّي وما كلّفتموني من أمركم ... ليعلم من أمسى أعقّ وأحوبا «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 2. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 128. أما في (الديوان) ص 115 جاء بهذا النص: وإنّي وما كلّفتموني وربّكم ... لأعلم من أمسى أعقّ وأحوبا

(121) ع ن ت [العنت]

(121) ع ن ت [العنت] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ «1» . قال: ذلك لمن خشي الإثم منكم فيتزوج الأمة «2» وإن لم يفعل فهو خير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: رأيتك تبتغي عنتي وتسعى ... على السّاعي عليّ بغير ذحل «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 25. (2) الأمة: المرأة المملوكة خلاف الحرة، الجمع: إماء. وأميّة: مصغّر الأمة. يقال: يا أمة الله. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 128 فقد جاء بهذا النص: رأيتك تبتغي عنتي وتسعى ... على السّاعي عليّ بغير ذحل والعنت: المكابرة عنادا، والخطأ والفجور، والوقوع في أمر شاق.

(122) ف ت ل [فتيلا]

(122) ف ت ل [فتيلا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا «1» . قال: لا ينقصون من الخير والشرّ مثل الفتيل، وهو الذي يكون في شقّ النّواة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ... ثمّ لا يرزأ الأعادي فتيلا «3» وقال الأول: أعاذل بعض لومك لا تلجي ... فإن اللوم لا يغني فتيلا «4»

_ (1) سورة النساء، الآية: 49. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية، وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. [.....] (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 128. أما في (الديوان) صفحة 99: يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ... ثمّ لا يرزأ العدوّ فتيلا (4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) .

(123) ق ط م ر [قطمير]

(123) ق ط م ر [قطمير] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ «1» . قال: القطمير: الجلدة البيضاء التي على النواة، وهكذا من عبد غير الله فإنه لا ينفعه قدر قطمير «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «3» وهو يقول: لم أنل منهم فسيطا ولا زبدا ... ولا فوقة ولا قطميرا «4»

_ (1) سورة فاطر، الآية: 13. (2) سئل أبو يزيد البسطامي عن النقير والقطمير والفتيل فأجاب: النقير: هو النقرة التي في ظهر النواة، والقطمير: هي القشرة البيضاء. والفتيل: الذي يكون في بطن النواة (انظر) كتاب أبو يزيد البسطامي وقصته مع راهب دير سمعان) صفحة 88 تأليف: محمد عبد الرحيم. (3) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. و (الديوان) صفحة 36.

(124) ث ب ت [ثبات]

(124) ث ب ت [ثبات] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَانْفِرُوا ثُباتٍ «1» . قال: الثبة: عشرة فما فوق ذلك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم «2» وهو يقول: فأمّا يوم خشيتنا عليهم ... فتصبح خيلنا عصبا ثبينا «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 71. (2) عمرو بن كلثوم: سبق التعريف عنه في رقم 69. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) .

(125) ر ك س [أركسهم]

(125) ر ك س [أركسهم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا «1» . قال: حسبهم في جهنم بما عملوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: فأركسوا في حميم النّار أنّهم ... كانوا عصاة وقالوا الإفك والزّورا «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 88. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. و (الديوان) صفحة 36. وقد استشهد به الطبري في (جامع البيان) 5/ 192. والطبرسي في (مجمع البيان) ، وأبو حيان في (البحر المحيط) 5/ 313. الإفك: الكذب أو أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء. والزّور: الباطل أو شهادة الباطل، أو الكذب.

(126) أم ر [أمرنا]

(126) أم ر [أمرنا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَمَرْنا مُتْرَفِيها «1» . قال: سلّطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» يقول: إن يغبطوا ييسّروا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنّكد «3»

_ (1) سورة الإسراء، الآية: 16. (2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. [.....] (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. أما رواية (الديوان) صفحة 160، و (أساس البلاغة) 2/ 533: إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنّكد ورواية (الأغاني) 15/ 133: إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والفند ورواية (لسان العرب) باب: (هبط) : إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنّقد

(127) ف ت ن [يفتنكم]

(127) ف ت ن [يفتنكم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا «1» . قال: إن يضلكم الذين كفروا بالعذاب والجهد بلغة هوازن «2» . قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» وهو يقول: كلّ امرئ من عباد الله مضطهد ... ببطن مكّة مقهور ومفتون «4»

_ (1) سورة النساء، الآية: 101. (2) هوازن: نسبة إلى هوازن بن منصور بن قيس عيلان، من عدنان. نبوه بطون كثيرة، كانت منازلهم بين غور تهامة إلى وراء (بيشة) وناحية السّراة والطائف. من بطونهم: بنو سعد، وثقيف، وعامر، وكلاب، وعقيل، وخفاجة، وهلال بن عامر، وغزية، وجشم بن بكر. (انظر: معجم ما استعجم: 1/ 87، وجمهرة الأنساب: 252. ومعجم قبائل العرب: 1231. والأعلام: 8/ 101. (3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. ولم يرد البيت في الديوان.

(128) خ ن ق [والمنخنقة]

(128) خ ن ق [والمنخنقة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَالْمُنْخَنِقَةُ «1» . قال: كانت العرب تخنق الشاة فإذا ماتت أكلوا لحمها. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» وهو يقول: يغط غطيط البكر شدّ خناقه ... ليقتلني والمرء ليس بقتال «3»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 3. (2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في الإتقان. وليس البيت في (الديوان) . غطّ النائم: صات وردد النّفس في خياشيمه وحلقه حتى يسمعه من حوله. غطيط النائم أو المخنوق: نخيره.

(129) غ ن ي [يغنوا]

(129) غ ن ي [يغنوا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا «1» . قال: كأن لم يكونوا في الدنيا حين عذّبوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول: وغنيت سبتا قبل مجرى داحس ... لو كان للنّفس اللّجوج خلود «3»

_ (1) سورة الأعراف، الآية: 92. (2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. و (الديوان) صفحة 35. واستشهد بهذا البيت الزبيدي في (تاج العروس) باب: سبت. وأبو حيان في (البحر المحيط) . والقرطبي في (الجامع لأحكام القرآن الكريم) 8/ 328. وسبتا: وقتا من الدهر. داحس والغبراء، أو حرب السباق، حرب جرت بين عبس وذبيان لخلاف على سباق خيل بين فرسين وعرفت باسميهما: داحس والغبراء، استمرت 40 سنة، ذكرها الشاعر زهير بن أبي سلمى بمعلقته، أشهر أيامها المريقيب وبطله عنترة بن شداد. (انظر: المنجد في الأعلام: 277) .

(130) هـ ون [الهون]

(130) هـ ون [الهون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عَذابَ الْهُونِ «1» . قال: الهون: الدائم الشديد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: إنّا وجدنا بلاد الله واسعة ... تنجي من الذّلّ والمخزاة والهون «2»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 93. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129.

(131) ن ق ر [نقيرا]

(131) ن ق ر [نقيرا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً «1» . قال: النقير: ما في ظهر النواة، ومنه تنبت النخلة. قال: لا يظلم الله العباد قدر النقير. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: وليس النّاس بعدك في نقير ... وليسوا غير أصداء وهام «2»

_ (1) سورة النساء، الآية: 124. [.....] (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. انظر الشرح في رقم 123.

(132) ف ر ض [فارض]

(132) ف ر ض [فارض] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ «1» . قال: الكبيرة الهرمة. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: لعمري لقد أعطيت ضيفك فارضا ... يساق إليه ما تقوم على رجل «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 68. (2) الشاعر: هو خفاف بن ندبة بن عمير بن الحارث بن الشريد السلمي، من مضر، أبو خراشة، شاعر فارس، من أغربة العرب، كان أسود اللون، أخذ الأسود من أمه ندبة وعاش زمنا في الجاهلية. وله أخبار مع العباس بن مرداس، ودريد بن الصمة، وأدرك الإسلام فأسلم، وشهد فتح مكة وكان معه لواء بني سليم، وشهد حنينا والطائف، وثبت على إسلامه في الرّدة، ومدح أبا بكر وبقي إلى أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأكثر شعره مناقضات له مع ابن مرداس وكانت قد ثارت بينهما حروف في الجاهلية. قال الأصمعي: خفاف وابن الصمة أشعر الفرسان. (انظر: الأغاني: 16/ 133. والإصابة في تمييز الصحابة: 1/ 452. والشعر والشعراء 122. وخزانة البغدادي: 1/ 81 و 472. والأعلام: 2/ 309) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. واستشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) . والطبري في (مجمع البيان) 1/ 293 بهدا وأبو حيان في (البحر المحيط) 1/ 248. لعمري قد أعطيت جارك فارضا ... تساق إليه ما تقوم على رجل

(133) خ ي ط [الخيط]

(133) خ ي ط [الخيط] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ «1» . قال: بياض النهار من سواد الليل، وهو الصبح إذا انفلق. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: الخيط الأبيض ضوء الصّبح منفلق ... والخيط الأسود لون اللّيل مكموم «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 187. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129، و (الديوان) صفحة 59.

(134) ي م م [تيمموا]

(134) ي م م [تيمّموا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ «1» . قال: لا تعمدوا إلى شر ثماركم وخرقتكم فتعطوه في الصدقة لو أعطيتم ذلك لم تقبلوا. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: يمّمت راحلتي أمام محمّد ... أرجو فواضله وحسن نداه «3» وقال أيضا: تيمّمت قيسا وكم دونه ... من الأرض من مهمه ذي شزن «4»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 267. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في الإتقان، كذلك لم يرد البيت في (الديوان) . (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الديوان) صفحة 19.

(135) ش ر ى [شروا]

(135) ش ر ى [شروا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ «1» . قال: حيث باعوا نصيبهم من الآخرة بطمع يسير من الدنيا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: يعطي بها ثمنا فيمنعها ... ويقول صاحبها ألا تشري «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 102. والآية أولها: وَلَبِئْسَ. (2) الشاعر: هو المسيب بن علس بن عمرو بن قمامة، من ربيعة بن نزار، شاعر جاهلي، كان أحد المقلّين المفضلين في الجاهلية. وهو خال الأعشى ميمون، وكان الأعشى راويته، وقيل اسمه زهير، وكنيته أبو فضة. (انظر: جمهرة أشعار العرب: 111. ورغبة الآمل: 4/ 219. والشعر والشعراء: 60. وجمهرة الأنساب: 275، وخزانة البغدادي: 1/ 545. والأعلام: 7/ 225) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 129. [.....]

(136) ع ر ب [عربا]

(136) ع ر ب [عربا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عُرُباً أَتْراباً «1» . قال: هن العاشقات لأزواجهن اللاتي خلقن من الزّعفران «2» والأتراب المستويات. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «3» وهو يقول: عهدت بها سعدى، سعدى غريرة ... عروب تهادى في جوار خرائد «4»

_ (1) سورة الواقعة، الآية: 37. (2) الزعفران: نبات بصلي عطري معمّر من فصيلة السّوسنيّة، منه أنواع بريّة ونوع زراعي صبغيّ طبيّ مشهور، زهره أحمر إلى الصّفرة. الجمع: زعافر. (3) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) وورد الشعر في (الديوان) صفحة 43. والغريرة: الشابة لا تجربة لها وهو وصف حسن. عروب: متحببة إلى زوجها. تهادى: تمشي. الخرائد: الواحدة خريدة أي: البكر لم تمس والحيية الطويلة السكوت.

(137) ح س ب [حسبانا]

(137) ح س ب [حسبانا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حُسْباناً مِنَ السَّماءِ «1» . قال: نارا من السماء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» وهو يقول: بقيّة معشر صبّت عليهم ... شآبيب من الحسبان شهب «3»

_ (1) سورة الكهف، الآية: 40. (2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. وليس البيت في (الديوان) . الشآبيب: مفردها: الشؤبوب: الدّفعة من المطر وغيره. ويقال: أنزل الله عليه شآبيب رحمته.

(138) ع ن ت [وعنت]

(138) ع ن ت [وعنت] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ «1» . قال: استسلمت الوجوه وخضعت لله يوم القيامة. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» وهو يقول: ليبك عليك كلّ عان بكربة ... وآل قصيّ من مقل وذي وفر «3»

_ (1) سورة طه، الآية: 111. (2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) وليس البيت في (الديوان) . آل قصي: نسبة إلى قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. سيد قريش في عصره ورئيسهم، قيل: هو أول من كان له ملك من بني كنانة، وهو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي. كان موصوفا بالدهاء، ولي البيت الحرام، فهدم الكعبة وجدد بنيانها، كانت له السقاية والرفادة والندوة واللواء، وكانت قريش تتيمن برأيه، فلا تبرم أمرا إلا في داره، وهو الذي أحدث وقود النار في المزدلفة ليراها من دفع من عرفة. (انظر: طبقات ابن سعد: 1/ 36- 42. والسيرة الحلبية: 1/ 16. وابن الأثير: 2/ 7. والمحبر: 164. والأعلام: 5/ 199) .

(139) ض ن ك [ضنكا]

(139) ض ن ك [ضنكا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مَعِيشَةً ضَنْكاً «1» . قال: الضنك: الضيق الشديد من كل وجه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: والخيل قد لحقت بها في مأزق ... ضنك نواحيه شديد المقدم «2»

_ (1) سورة طه، الآية: 124. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129.

(140) ف ج ج [فج]

(140) ف ج ج [فجّ] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ «1» . قال: من كل طريق بعيد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول ويذكر قوم عاد «2» : حازوا العيال وسدّوا الفجا ... ج بأجساد عاد لها آبدات «3»

_ (1) سورة الحج، الآية: 27. (2) عاد: هم قوم عاد وقد سبق التعريف عنهم في رقم 27. [.....] (3) هذا هو الصحيح. أما رواية (الأصل المخطوط) : حازوا العيال وسدّوا الفجاج ... بأجساد عاد لهم بدار وفي (الإتقان) : 1/ 129: حازوا العيال وسدّوا الفجاج ... بأجساد عاد لها آئدان والفجاج: مفردها: الفجّ، وهو الطريق الواسع بين جبلين أو في الجبل، والفج: أوسع من الشّعب.

(141) س م ر [سامرا]

(141) س م ر [سامرا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سامِراً تَهْجُرُونَ «1» . قال: كانوا يهجرون على اللهو والباطل. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: وباتوا بشعب لهم سامر ... إذا خبّ نيرانهم أوقدوا «2»

_ (1) سورة المؤمنون، الآية: 67. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) .

(142) ن ح س [نحس]

(142) ن ح س [نحس] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ «1» . قال: النحس: البلاء والشدة. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» وهو يقول: سواء عليه أيّ يوم أتيته ... أساعة نحس تتّقى أم بأسعد «3»

_ (1) سورة القمر، الآية: 19. (2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد ورد في (الديوان) صفحة 23 بهذا النص: سواء عليه أيّ حين أتيته ... أساعة نحس تتّقى أم بأسعد

(143) ح ب ك [الحبك]

(143) ح ب ك [الحبك] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ «1» . قال: ذات الطرائق والخلق الحسن. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» وهو يقول: هم يضربون حبيك البيض إذ لحقوا ... لا ينكصون إذا ما استلحموا وحموا «3»

_ (1) سورة الذاريات، الآية: 7. (2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 129. و (الديوان) صفحة 93. وحبيك البيض: طرائقه، مفردها: حبيكة. والبيض: مفردها: بيضة وهو ما يوضع على الرأس كالخوذة، ينكصون: يتراجعون، وينهزمون. استلحموا: أدركوا. حموا: اشتد غضبهم من حمي النار واشتداد لهيبها.

(144) ش ر ق [والإشراق]

(144) ش ر ق [والإشراق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ «1» . قال: إذا أشرقت الشمس، وحلّت الصّلاة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: لم ينم ليلة التمام لكي ... يصبح حتى أضاءه الإشراق «3»

_ (1) سورة ص، الآية: 18. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) وفي (ديوان الأعشى) صفحة 213. ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(145) ح ر ض [حرضا]

(145) ح ر ض [حرضا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً «1» . قال: الحرض: المدنف الهالك من شدة الوجع. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: أمن ذكر ليلى أربأت غربة بها ... كأنّك جسم للأطباء محرض «2»

_ (1) سورة يوسف، الآية: 85. (2) كذا في (الأصل المخطوط) . أما في (الإتقان) : 1/ 129. أمن ذكر ليلى أن نأت غربة بها ... كأنّك جمّ للأطباء محرض واستشهد الزبيدي ب (لسان العرب) باب: حرض بهذا النص: أمن ذكر سلمى غربة أن نأت بها ... كأنّك حمّ للأطباء محرض [.....]

(146) ي ت م [اليتيم]

(146) ي ت م [اليتيم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ «1» . قال: يدفع اليتيم عن حقه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا طالب «2» يقول: يقسّم حقا لليتيم ولم يكن ... يدعّ لدى أيسارهنّ الأصاغرا «3»

_ (1) سورة الماعون، الآية: 2. (2) أبو طالب: هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، من قريش، والد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وعم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكافله ومربيه ومناصره، كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء والأباة. وله تجارة كسائر قريش، نشأ النبي صلّى الله عليه وسلّم في بيته، وسافر معه إلى الشام في صباه، ولما أظهر الدعوة إلى الإسلام هم أقرباؤه بنو قريش بقتله فحماه أبو طالب وصدهم عنه فدعاه النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام، فامتنع خوفا من أن تعيره العرب بتركه دين آبائه، ووعد بنصرته وحمايته وفيه نزلت الآية الكريمة في سورة القصص رقم 56: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ. واستمر على ذلك إلى أن توفي سنة (3) ق. هـ الموافق (620) م. (وإن الشيعة الإمامية وأكثر الزيدية يقولون بإسلام أبي طالب وبأنه ستر ذلك عن قريش لمصلحة الإسلام) . (انظر: طبقات ابن سعد: 1/ 75. وابن الأثير: 2/ 34. وخزانة البغدادي: 1/ 261. والأعلام: 4/ 166) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 130.

(147) ف ط ر [منفطر]

(147) ف ط ر [منفطر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ «1» . قال: منصدع من خوف يوم القيامة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: ظباهن حتّى أعوّض اللّيل دونها ... أفاطير وسمى رواء جذورها «2»

_ (1) سورة المزمل، الآية: 18. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 130.

(148) وز ع [يوزعون]

(148) وز ع [يوزعون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَهُمْ يُوزَعُونَ «1» . قال: يحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: وزّعت عليها بأقبّ شهد ... إذا ما القوم شدّوا بعد خمس «2»

_ (1) سورة النمل، الآية: 17. (2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 130 فقد جاء بهذا النص: وزعت رعليلها بأقب نهد ... إذا ما القوم شدوا بعد خمس قبّ القوم: قبا وقبوبا: صخبوا في الخصومة، وقبّ النبات يبس، وقب الخصر: دقّ وضمر. والأقب من الخيل: الدقيق الضامر الخصر والبطن.

(149) خ ب و [خبت]

(149) خ ب و [خبت] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً «1» . قال: الخبو: أن النار تطفأ مرة وتستعر أخرى. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: والنّار تخبو عن آذانهم ... وأضرمها إذا ابتدروا سعيرا «2»

_ (1) سورة الإسراء، الآية: 97. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 130. خبت النار: سكنت وخمد لهيبها. السعير: النار ولهيبها، الجمع: سعر. ونار سعير: موقدة مهيّجة.

(150) م هـ ل [كالمهل]

(150) م هـ ل [كالمهل] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ «1» . قال: كدردي الزيت ومواد العرق من خوف يوم القيامة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: تبارى بنا العيس السموم كأنّها ... تبطّنت الأقراب من عرق مهلا «2»

_ (1) سورة المعارج، الآية: 8. (2) كذا في (الأصل المخطوط) . أما في (الإتقان) 1/ 130 فقد جاء بهذا النص: تبارى بنا العيس السموم كأنّها ... تبطنت الأقراب من عرق مهلا وهو الصحيح. العيس: كرام الإبل البيض التي يخالط بياضها شقرة أو ظلمة خفية، الواحد: أعيس، والواحدة: عيساء. السّموم: الريح الحارة، أو الحرّ الشديد.

(151) س ر ي [أسرى]

(151) س ر ي [أسرى] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا «1» . قال: سبحان تنزيه له وحده لا شريك له الذي أسرى محمدا صلّى الله عليه وسلّم من المسجد الحرام إلى البيت المقدس، ثم ردّه الله إلى المسجد الحرام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: قلت له لما علا فخره ... سبحان من علقمة الفاخر «3»

_ (1) سورة الإسراء، الآية: 1. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، أما رواية (الديوان) صفحة 106 فقد جاءت بهذا النص: أقول لما جاءني فجره ... سبحان من علقمة الفاجر [.....]

(152) وب ل [وبيلا]

(152) وب ل [وبيلا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا «1» . قال: أخذا شديدا ليس له ملجأ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: أذلّ الحياة وعزّ الممات ... وكلّا أراه طعاما وبيلا «2»

_ (1) سورة المزّمّل، الآية: 16. (2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 130 فقد جاء بهذا النص: خزي الحياة وخزي الممات ... وكلّا أراه طعاما وبيلا واستشهد بهذا البيت ابن قتيبة في (عيون الأخبار) 1/ 191.

(153) ن ق ب [فنقبوا]

(153) ن ق ب [فنقّبوا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ «1» . قال: هربوا في البلاد بلغة اليمن «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «3» وهو يقول: فنقّبوا في البلاد من حذر الموت ... وجالوا في الأرض أيّ مجال «4»

_ (1) سورة ق، الآية: 36. (2) اليمن: دولة عربية تقع في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، قيل سميت اليمن لتيامنهم إليها لما تفرّقت العرب من مكة، كما سميت الشام لأخذهم الشمال. اشتهرت اليمن في عهد المملكة السبئية في القرن الثاني قبل الميلاد، فتحها المسلمون سنة (636) م. ولليمن أخبار ولأهلها أقاصيص (انظر: مراصد الاطلاع: 3/ 1483. والمنجد في الأعلام: 752) . (3) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 130. ولم يرد البيت في الديوان. واستشهد به الزمخشري في (الكشاف) 4/ 24. والقرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 17/ 12 بهذا النص. نقبوا في البلاد من حذر المو ... ت وجالوا في الأرض كلّ مجال وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 129.

(154) هـ م س [همسا]

(154) هـ م س [همسا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً «1» . قال: الوطء الخفي والكلام الخفي وهذا يوم القيامة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: فباتوا يدلجون وبات يسري ... بصير بالدّجى هاد هموس «3»

_ (1) سورة طه، الآية: 108 (2) الشاعر: هو أبو زبيد الطائي: وهو المنذر بن حرملة الطائي القحطاني، شاعر نديم معمّر، من نصارى طيء، عاش زمنا في الجاهلية، وكان يزور الملوك ولا سيما ملوك العجم لعلمه بسيرهم، وأدرك الإسلام ولم يسلم، وكان يدخل مكة متنكرا، واستعمله الخليفة عمر بن الخطاب على صدقات قومه، قال البغدادي: ولم يستعمل نصرانيا غيره. كانت إقامته على الأكثر عند أخواله بني تغلب بالجزيرة الفراتية، وانقطع أبو زبيد إلى منادمة الوليد بن عقبة أيام ولايته الكوفة في عهد عثمان، وكان يفد على الخليفة عثمان رضي الله عنه فيقربه ويدني مجلسه لاطلاعه على أخبار من أدركهم من ملوك العرب والعجم، ومات بالكوفة أو باديتها سنة (62) هـ الموافق (682) م في زمن معاوية بن أبي سفيان. (انظر: خزانة الأدب: 2/ 155. والشعر والشعراء: 101. وتهذيب ابن عساكر: 4/ 108. والأعلام: 7/ 293. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 130. وأكد البكري في (سمط اللئالئ) 438 أن البيت لأبي زبيد.

(155) ش غ ف [شغفها]

(155) ش غ ف [شغفها] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قَدْ شَغَفَها حُبًّا «1» . قال: الشغاف في القلب في النياط «2» ، يقول: قد امتلأ قلبها من حب يوسف. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «3» وهو يقول: وفي الصّدر رحب دون ذلك داخل ... دخول الشّغاف غيّبته الأضالع «4»

_ (1) سورة يوسف، الآية: 30. (2) النياط: ما يعلّق به الشيء. وهو الفؤاد الجمع: أنوطة ونوط. (3) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية، وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وليس البيت في ديوان النابغة الذبياني.

(156) ق م ح [مقمحون]

(156) ق م ح [مقمحون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَهُمْ مُقْمَحُونَ» . قال: المقمح: الشامخ بأنفه المنكس رأسه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: ونحن على جوانبها قعود ... نغضّ الطّرف كالإبل القماح «3»

_ (1) سورة يس، الآية: 8. [.....] (2) الشاعر: هو بشر بن أبي خازم وقدر سبق التعريف عنه في رقم 93. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. وقد ورد في: (الشعر والشعراء) صفحة 191. و (ديوان بشر بن أبي خازم) صفحة 48. واستشهد به الزبيري في (لسان العرب) باب: قمح. والإبل. القماح: التي ترفع رؤوسها وتغض أبصارها عند الحوض ولا تشرب الماء. إما لشدة برده أو لعلة أخرى.

(157) م ر ج [مريج]

(157) م ر ج [مريج] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ «1» . قال: المريج: الباطل الفاسد. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: فراغت فانتقدت به حشاها ... فخرّ كأنّه خوط مريج «2»

_ (1) سورة ق، الآية: 5. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. أما في (ديوان الهذليين) صفحة 957. و (سمط اللئالئ) للبكري 3/ 103. فقد ورد بهذا النص: فراغت فالتمست بها حشاها ... فخرّ كأنّه خوط مريج والبيت كما في (سمط اللئالئ) للداخل زهير بن حزام أحد بني مرة، وهذا قول الأصمعي، وفي (ديوان الهذليين) : روى السكري عن الجمحي وأبي عمرو وابن الأعرابي أنها لعمرو بن الداخل. والخوط: الغصن الناعم، الجمع: خيطان قال قيس بن الخطيم: حوراء جيداء يستضاء بها ... كأنّها خوط بانة قصف

(158) ث ج ج [ثجاجا]

(158) ث ج ج [ثجّاجا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ماءً ثَجَّاجاً «1» . قال: الثجيج: الكثير الذي ينبت منه الزرع. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب «2» وهو يقول: سقى أمّ عمر كلّ آخر ليلة ... حناتم سود ماؤهنّ ثجيج «3»

_ (1) سورة النبأ، الآية: 14. (2) أبو ذؤيب: هو خويلد بن محرّث، وقد سبق التعريف عنه في رقم 25. (3) كذا في (الأصل المخطوط) . ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . واستشهد الزبيري في (لسان العرب) باب: (حنم) بالبيت بهذا النص: سقى أم عمرو كل آخر ليلة ... صاتم سحم ماؤهن ثجيج الحناتم: السحاب الأسود والجرة الخضراء، وشجرة الحنظل. الواحدة: حنتمة.

(159) ح س ر [محسورا]

(159) ح س ر [محسورا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مَلُوماً مَحْسُوراً «1» . قال: مستحبا مستحلا قد حسرت من المال، فتقول: هلّا أيقنت. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: ما قاد من عرب إليّ جوادهم ... إلّا تركت جوادهم محسورا «2»

_ (1) سورة الإسراء، الآية: 29. (2) كذا في (الأصل المخطوط) . ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(160) ح ج ج [الحج]

(160) ح ج ج [الحج] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول عمر بن الخطاب «1» : «كذب عليكم الحجّ» «2» . قال: يعني بقوله: عليكم بالحج. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الهذلي «3» وهو يقول:

_ (1) عمر بن الخطاب: بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص، ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقّب بأمير المؤمنين، صحابي جليل، وشجاع حازم، صاحب الفتوحات، يضرب بعدله المثل، كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم، وله السفارة فيهم، ينافر عنهم وينذر من أرادوا إنذاره، وهو أحد العمرين اللذين كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو ربه أن يعزّ الإسلام بأحدهما، أسلم قبل الهجرة بخمس سنوات، وشهد الوقائع كلها، وكان عمر يقضي على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونزل القرآن بموافقته. عن ابن عمر قال: ما نزل بالناس أمر قطّ فقالوا فيه، وقال فيه عمر بن الخطاب إلا نزل القرآن على نحو ما قاله عمر. بويع عمر بن الخطاب بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة (13) هـ. وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري أو اتخذ بيت المال، وأمر ببناء البصرة والكوفة، كما كان أول من دوّن الدواوين في الإسلام، لقبه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالفاروق وسراج الجنة، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، مات مقتولا بالمدينة وهو في صلاة الصبح، قتله أبو لؤلؤة فيروز المجوسي سنة (23) هـ الموافق (644) م. (انظر: ابن الأثير: 3/ 19. والطبري 1/ 187- 217. والإصابة: 8/ 573. وصفة الصفوة: 1/ 101. وحلية الأولياء: 1/ 38. والأعلام: 5/ 46) . (2) جاء في (لسان العرب) باب: (كذب) : وفي حديث عمر رضي الله عنه: كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم. قال ابن السكيت: كأن كذبن هاهنا إغراء أي: عليكم بهذه الأشياء الثلاثة. (3) الهذلي: هو أبو ذؤيب الهذلي، وهو خويلد بن خالد وقد سبق التعريف عنه في رقم 25.

وذبيانة أوصت بنيها ... بأن كذب القراطف والقروف «4» قال: زدني يا ابن عباس: قال: وقال رجل آخر من هذيل «5» : كذب العتيق وماء شنّ بارد ... إن كنت سائلة غبوقا فاذهبي «6»

_ (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . وقد نسب الزبيدي في (لسان العرب) باب: قرطف هذا البيت إلى معقّر بن حمار البارقي. القراطف: الفرش المتحملة. والقروف: وعاء من أدم. (5) هذيل: قبيلة عربية يرجع نسبها إلى هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر من عدنان. بنوه قبيلة كبيرة، كان أكثر سكان وادي نخلة المجاور لمكة منهم، ولهم منازل بين مكة والمدينة، ومنهم في جبال السراة، وكانوا أهل عدد وعدة ومنعة، اشتهر منهم كثيرون في الجاهلية والإسلام وفيهم أكثر من نيف وسبعين شاعرا. (انظر: معجم قبائل العرب: 1213- 15. والأعلام: 8/ 980) . [.....] (6) كذا في (الأصل المخطوط) . الشّن القربة الخلق الصغيرة يكون الماء فيها أبرد من غيرها. الغبوق: ما يشرب بالعشي. وقد نسب الزبيدي في (لسان العرب) باب: كذب هذا البيت لعنترة يخاطب زوجته وليس للهذلي كما في (الأصل المخطوط) .

(161) ح س م [حسوما]

(161) ح س م [حسوما] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حُسُوماً «1» . قال: دائمة شديدة محسومة بالبلاء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: وكم كنّا بها من فرط عام ... وهذا الدّهر مقتبل حسوم «3»

_ (1) سورة الحاقة، الآية: 7. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . والبيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت) صفحة 55. الفرط: مجاوزة الحد. يقال: إياك والفرط في الأمر أي: مجاوزة الحد. ويقال: من فرط شغفه به أو كرهه له.

(162) ح ت م [حتما]

(162) ح ت م [حتما] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَتْماً مَقْضِيًّا «1» . قال: الحتم: الواجب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» يقول: عبادك يخطئون وأنت ربّ ... بكفّيك المنايا والحتوم «3»

_ (1) سورة مريم، الآية: 71. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) . و (الإتقان) : 1/ 130. والبيت في (الديوان) صفحة 54. المنايا: مفردها: المنية وهي الموت.

(163) ح ور [وحور]

(163) ح ور [وحور] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَحُورٌ عِينٌ «1» . قال: الحوراء البيضاء المنعمة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: وحور كأمثال الدّمى ومناسف ... وماء وريحان وراح يضع «3»

_ (1) سورة الواقعة، الآية: 22. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وليس البيت في (ديوان الأعشى) . الدّمى: الصورة الممثلة من الرّخام وغيره، مفردها: دمية. المناسف: المفرد: المنسف وهو الغربال الكبير ينسف به الحبّ، وأطلقوه على جفنة الطعام. الرّيحان: كل نبت طيب الرائحة من أنواع المشموم، الواحدة: ريحانة. وهو أيضا جنس من النبات طيب الرائحة من الفصيلة الشفوية وهو أيضا: الحبق.

(164) ز م هـ ر [زمهريرا]

(164) ز م هـ ر [زمهريرا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً «1» . قال: كذلك أهل الجنة لا يصيبهم حر الشمس فيؤذيهم ولا البرد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: برهرهة الخلق مثل الفنيق ... لم تر شمسا ولا زمهريرا «3»

_ (1) سورة الإنسان، الآية: 13. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . أما في (الديوان) صفحة 95، فقد جاء بهذا النص: مبتلة الخلق مثل المها ... ولم تر شمسا ولا زمهريرا رهره: ابيضّ من النّعمة، وجسم رهراه ورهرة أي ناعم أبيض. الفنيق: الفحل من الجمال المكرم الذي لا يؤذي لكرامته على أهله ولا يركب، الجمع: فنق.

(165) غ ر م [غراما]

(165) غ ر م [غراما] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً «1» . قال: عذاب جهنّم بلاء ملازم شديد كلزوم الغريم للغريم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» وهو يقول: ويوم النّسار ويوم الجفار ... كانا عذابا وكانا غراما «3»

_ (1) سورة الفرقان، الآية: 65. [.....] (2) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 130. والبيت في (الديوان) صفحة 190. وقد استشهد به الزبيدي في (لسان العرب) باب: غرم، ونسبه إلى الطرماح. واستشهد به ياقوت الحموي في (معجم البلدان) . يوم النّسار: كان بين بني ضبّة وبني تميم. والنسار: جبال صغار كانت الوقعة عندها، وقال بعضهم: هو ماء لبني عامر. (مجمع الأمثال: 2/ 430) . يوم الجفار: كان بعد النّسار بحول، وكان بين بني بكر وتميم. وهو ماء لبني تميم بنجد. (مجمع الأمثال: 2/ 430) . وقد استشهد الميداني في (مجمع الأمثال) 2/ 430 بالبيت.

(166) ج ب ر [جبار]

(166) ج ب ر [جبّار] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ «1» . قال: الجبار: القتال. والعنيد: الذي يعند عن حق الله. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: يصرّ على الحنث لا تخفى شواكله ... يا ريح كلّ مصرّ القلب جبّار «2»

_ (1) سورة إبراهيم، الآية: 15. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . الحنث: الإثم والذنب العظيم والشّرك.

(167) هـ ز ل [بالهزل]

(167) هـ ز ل [بالهزل] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَما هُوَ بِالْهَزْلِ «1» . قال: القرآن ليس بالباطل واللعب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قيس بن رفاعة «2» وهو يقول: وما أدري وسوف إخال أدري ... أهزل ذاكم أم قول جدّ «3»

_ (1) سورة الطارق، الآية: 14. (2) قيس بن رفاعة: شاعر جاهلي مقتدر وحكيم، أقام علاقات طيبة مع ملوك المناذرة في العراق، والغساسنة في الشام، فكان يفد سنة إلى النعمان اللخمي في العراق، وسنة إلى الحرث بن أبي شمر الغسّاني، ويبدو أنه كان يفضل الأخير على الأول تفضيلا كبيرا. (انظر: معجم الشعراء في لسان العرب صفحة 338) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(168) ت ر ب [والترائب]

(168) ت ر ب [والتّرائب] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ «1» . قال: الترائب: موضع القلادة من المرأة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: والزّعفران على ترائبها ... شرقا بها اللّبات والنّحر «3»

_ (1) سورة الطارق، الآية: 7. (2) الشاعر: لو الحارث بن خالد المخزومي: بن العاص بن هشام، من قريش، شاعر غزل، من أهل مكة، نشأ في أواخر أيام عمر بن أبي ربيعة، وكان يذهب مذهبه، لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء، وكان يهوى عائشة بنت طلحة ويشبب بها، وله معها أخبار كثيرة، وكان ذا خطر وقدر ومنظر في قريش، ولاه يزيد بن معاوية إمارة مكة، فظهرت دعوة عبد الله بن الزبير، فاستتر الحارث خوفا، ثم رحل إلى دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان، فلم ير عنده ما يحب، فعاد إلى مكة وتوفي بها سنة (80) هـ الموافق (700) م. (انظر: الأغاني: 3/ 97- 111. وتهذيب ابن عساكر: 3/ 437. وخزانة البغدادي: 1/ 217. والأعلام: 2/ 154) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. وقد استشهد به أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني) 8/ 323. والطبرسي في (مجمع البيان) 6/ 99. وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 453. والزعفران على ترائبها ... شرقا به اللبات والصّدر

(169) ب ور [بورا]

(169) ب ور [بورا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً «1» . قال: هلكى بلغة عمان «2» وهم من اليمن «3» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول: فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم ... وكافوا به فالكفر بور لصانعه «4»

_ (1) سورة الفتح، الآية: 12. (2) عمان: سلطنة مستقلة في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، تشرف على البحر العربي في الجنوب وعلى خليج عمان في الشرق، ويحدّها المملكة العربية السعودية وصحراء الربع الخالي في الغرب وجمهورية جنوب اليمن الشعبية في الغرب والجنوب، عاصمتها مسقط. (انظر: المنجد في الأعلام: 477. ومراصد الاطلاع: 2/ 959) . (3) اليمن: سبق التعريف عنها في رقم 153. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. [.....]

(170) وض ن [موضونة]

(170) وض ن [موضونة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ «1» . قال: الموضونة: ما يوضن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت «2» وهو يقول: أعددت للهيجاء موضونة ... فضفاضة كالنّهى بالقاع «3»

_ (1) سورة الواقعة، الآية: 15. (2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت) . الهيجاء: والهيجا: الحرب. فضفاضة: من فضفض العيش والثوب: اتّسع فهو فضفاض. ورجل فضفاض: كثير العطاء. النّهى: العقل.

(171) خ ص م [الخصام]

(171) خ ص م [الخصام] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ «1» . قال: الجدل المخاصم في الباطل وفي كل وجه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت مهلهلا «2» وهو يقول وينوح على كليب «3» . إنّ تحت الأحجار حزما وجودا ... وخصيما ألدّ ذا مغلاق «4»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 204. (2) المهلهل: هو عدي بن ربيعة وقد سبق التعريف عنه في رقم 91. (3) كليب: بن عدي بن ربيعة شقيق المهلهل. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. واستشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) 2/ 138. و (رغبة الآمل) 1/ 149. و (الروض الأنف) 2/ 172. قال الزمخشري في (أساس البلاغة) : قال المبرّد: من رواه بالعين (أي معلاق) فمعناه إذا علق خصما يتخلص منه، ومن رواه بالغين (أي مغلاق) فتأويله أنه يغلق الحجة على الخصم.

(172) ح ن ذ [حنيذ]

(172) ح ن ذ [حنيذ] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِعِجْلٍ حَنِيذٍ «1» . قال: الحنيذ: النضيج، ما يشوى بالحجارة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: لهم راح وفدر المسك فيهم ... وشاويهم إذا شاؤوا حنيذا «2»

_ (1) سورة هود، الآية: 69. (2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 131 فقد ورد بهذا النص: لهم راح وفار المسك فيهم ... وشاويهم إذا شاؤوا حنيذا

(173) ج د ث [الأجداث]

(173) ج د ث [الأجداث] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ «1» . قال: الأجداث: القبور. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن رواحة «2» وهو يقول: حينا يقولون إذا مرّوا على جدثي ... أرشده يا ربّ من عان وقد رشدا «3»

_ (1) سورة يس، الآية: 51. (2) عبد الله بن رواحة: سبق التعريف عنه في رقم 56. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. وقد ورد هذا البيت في (سيرة ابن هشام) 4/ 16 بهذا النص: حتّى يقال إذا مرّوا على جدثي ... أرشده الله من غاز وقد رشدا واستشهد به محمد فؤاد عبد الباقي في (معجم غريب القرآن) : 245. ولم يستشهد بما في (الإتقان) : 1/ 131.

(174) هـ ل ع [هلوعا]

(174) هـ ل ع [هلوعا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً «1» . قال: ضجرا جزوعا، نزلت في أبي جهل بن هشام «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «3» وهو يقول: لا مانعا لليتيم نحلته ... ولا مكبّا لخلقه هلعا «4»

_ (1) سورة المعارج، الآية: 19. (2) أبو جهل بن هشام: هو عمرو بن هشام بن المغيرة وقد سبق التعريف عنه في رقم 44. [.....] (3) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93. (4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. وليس البيت في (الديوان) .

(175) ن وص [مناص]

(175) ن وص [مناص] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ» . قال: ليس بحين فرار. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: تذكّرت ليلى حين لات تذكّر ... وقد تبت عنها والمناص بعيدا «3»

_ (1) سورة ص، الآية: 3. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 131 فقد جاء بهذا النص: تذكّرت ليلى حين لات تذكّر ... وقد بنت منها والمناص بعيد أما في (معجم غريب القرآن) 286 فقد استشهد به الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي بهذا النص: تذكّرت ليلى حين لات تذكّر ... وقد نئت منها والمناص بعيد وليس البيت في (ديوان الأعشى) بينما هو من ملحقات الديوان عن (الإتقان) 240.

(176) د س ر [دسر]

(176) د س ر [دسر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ «1» . قال: الدسر: الذي تخرز به السفينة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: سفينة نوتيّ قد أحكم صنعها ... منحّته الألواح منسوجة الدسر «2»

_ (1) سورة القمر، الآية: 13. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. النوتي: الملّاح الذي يدير السفينة في البحر، الجمع: نواتي، ونوتيّة.

(177) ر ك ز [ركزا]

(177) ر ك ز [ركزا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً «1» . قال: حسّا، يعني الحركة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: وقد توجّس ركزا مقفر ندس ... ينتابه الصّوت ما في سمعه كذب «3» .

_ (1) سورة مريم الآية: 98. (2) الشاعر: ذو الرمة: وهو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي من حضر، أبو الحارث، شاعر من فحول الطبقة الثانية في عصره، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرىء القيس وختم بذي الرمة، كان ذو الرمة شديد القصر، دميما، يضرب لونه إلى السواد، وأكثر شعره تشبيب وبكاء وأطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين، وكان مقيما في البادية، ويحضر إلى اليمامة والبصرة كثيرا، وامتاز بإجادة التشبيه. قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته: ما بال عينيك منها الماء ينسكب لكان أشعر الناس. توفي بأصبهان سنة (117) هـ الموافق (735) م (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 404. والشعر والشعراء: 206. ومعاهد التنصيص: 3/ 260. وخزانة الأدب للبغدادي: 1/ 51- 53. والأعلام: 5/ 124) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 130، فقد جاء بهذا النص: وقد توجّس ركزا مقفر ندس ... بنبأة الصّوت ما في سمعه كذب

(178) ب س ر [باسرة]

(178) ب س ر [باسرة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ «1» . قال: كالحة قاطبة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» وهو يقول: صبحنا تميما غداة النّسار ... بشهباء ملمومة بأسره «3»

_ (1) سورة القيامة، الآية: 24. (2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 19/ 74. والنسار: يوم من أيام الجاهلية وقد سبق التعريف عنها في رقم 165. والشهباء: الأرض المغطاة بالثلوج.

(179) ن س ل [ينسلون]

(179) ن س ل [ينسلون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ «1» . قال: النسل: المشي الخبب «2» ، وهو يوم القيامة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني جعدة «3» وهو يقول: عسلان الذئب أمسى مازنا ... برد اللّيل عليه فنسل «4»

_ (1) سورة يس، الآية: 51. [.....] (2) الخبب: ضرب من العدو، أو هو أن ينقل الفرس أيا منه وأيا سره جميعا في العدو. (3) نابغة بني جعدة: هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي، وقد سبق التعريف عنه في رقم 24. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد استشهد به الزبيدي في (لسان العرب) باب: (نسل) بهذا النص: عسلان الذئب أمسى قاربا ... برد الليل عليه فنسل

(180) ع ن ق [أعناقهم]

(180) ع ن ق [أعناقهم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ «1» . قال: العنق: الجماعة من الناس. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الحارث بن هشام «2» وهو يقول ويذكر أبا جهل «3» : يخبرنا المخبر أن عمرا ... أمام القوم في عنق مخيل «4»

_ (1) سورة الشعراء، الآية: 4. (2) الحارث بن هشام: بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو عبد الرحمن، صحابي كان شريفا في الجاهلية والإسلام، يضرب المثل ببناته في الحسن والشرف وغلاء المهر، مدحه كعب بن الأشرف، وشهد بدرا مع المشركين، فانهزم فعيّره حسان بن ثابت بأبيات، فاعتذر الحارث بأبيات هي أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار، وأسلم الحارث يوم فتح مكة، وخرج في أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأهله وماله من مكة إلى الشام، فلم يزل مجاهدا بالشام إلى أن مات في طاعون عمواس، وقد انتهت إليه سيادة بني مخزوم، وكان من المؤلفة قلوبهم، وهو أخو أبي جهل. (انظر: الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 293. والاستيعاب: 307 م وثمار القلوب: 238. والأعلام: 2/ 158) . (3) أبو جهل: هو عمرو بن هشام وقد سبق التعريف عنه في رقم 44. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(181) ض ي ز [ضيزى]

(181) ض ي ز [ضيزى] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قِسْمَةٌ ضِيزى «1» . قال: قسمة جائرة حين وصفوا أن لله البنات لا إله إلّا الله. قال: أو تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» وهو يقول: ضانت بنو أسد بحكمهم ... إذ يعدلون الرّأس بالذّنب «3»

_ (1) سورة النجم، الآية: 22. (2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28. (3) كذا البيت في (الأصل المخطوط) وأعتقد أنه خطأ من الناسخ إذ إن الصحيح في (الإتقان) : 1/ 131. إذ جاء بهذا النص: ضازت بنو أسد بحكمهم ... إذ يعدلون الرّأس بالذّنب واستشهد به الشوكاني في (فتح القدير) 5/ 109 بهذا النص. وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 154 ولم يرد هذا البيت في (ديوان امرئ القيس) . ضازت بنو أشد بحكمهم ... إذ يعدلون الرأس كالذّنب

(182) أن ي [إناه]

(182) أن ي [إناه] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِناهُ «1» . قال: الأنا: النضج. يعني إذا أدرك الطعام، وذلك أن أمراء المؤمنين كانوا يدخلون بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فيحدثون قبل أن يدرك الطعام ويكلمون نساءه، وذلك قبل الحجاب، فشق ذلك على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله عزّ وجلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: يفعم ذاك الأنا العبيط كما ... يفعم عزب المجالة الجمل «3»

_ (1) سورة الأحزاب، الآية: 53. (2) المرجع السابق. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . يفعم: يملأ ويبالغ في ملئه. العبيط: من عبط. عبط الشاة: ذبحها وهي سمينة لا علة فيها. عزب الشيء: عزوبا: بعد وغاب فهو عازب، أي بعيد. قال النابغة الذبياني: وصدر أراح اللّيل عازب همّه ... تضاعف فيه الحزن من كلّ جانب

(183) س ن هـ[يتسنه]

(183) س ن هـ[يتسنّه] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ «1» . قال: لم تغيره السنون عن حاله، لأنه كان وضع في دن «2» العصير ليبل به الخبز، فأماته الله مائة عام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: طاب منه الطعم والريح معا ... لن تراه يتغيّر من أسن «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 259. [.....] (2) الدّن: الجرّة الضخمة للخمر والزيت والخلّ وغيرها. الجمع: دنان. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131.

(184) خ ت ر [ختار]

(184) خ ت ر [ختّار] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ «1» . قال: الختّار: العذّار الغشوم «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: لقد علمت واستيقنت ذات نفسها ... بأن لا تخاف الدّهر حرمي ولا ختري «3»

_ (1) سورة لقمان الآية: 32. (2) الغشوم: الشديد الظّلم. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. حرم: قطع.

(185) ق ط ر [القطر]

(185) ق ط ر [القطر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ «1» . قال: أعطى الله داود «2» عليه السلام عينا من صفر كما يسيل الماء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: فألقى في مراجل من حديد ... قدور القطر ليس من البراة «3» .

_ (1) سورة سبأ، الآية: 12. (2) داود: عليه السلام، والد النبي سليمان عليه السلام وأحد أجداد السيد المسيح. ورد ذكره في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131.

(186) خ م ط [خمط]

(186) خ م ط [خمط] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أُكُلٍ خَمْطٍ «1» . قال: الخمط: الأراك «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: ما مغزل فرد تراعى بعينها ... أغن غضيض الطرف من خلل الخمط «3»

_ (1) سورة سبأ، الآية: 16. (2) الأراك: شجر كثير الفروع من الفصيلة الزيتونية ينبت في شبه جزيرة العرب وفي فلسطين، وتتّخذ المساويك من فروعه ومن عروقه، واحدته أراكة. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. غضّ الطرف: صوته. الخلل: الوهن في الأمر والنساء والضّعف. يقال: في رأيه خلل.

(187) ج د د [جدد]

(187) ج د د [جدد] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جُدَدٌ بِيضٌ «1» . قال: الجبال طريقة بيضاء، وطريقة خضراء، وهذا مثل ضربه الله للعباد لكي يخافوه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: قد غادر النّسع في صفحاتها جددا ... كأنّها طرق لاحت على أكم «2»

_ (1) سورة فاطر، الآية: 27. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. النّسع: سير مضفور تشدّ به الحقائب أو الرّحال. القطعة منه نسعة وقد تجعل النّسعة زماما للبعير وغيره، أو تنسج عريضة، وتجعل على صدر البعير. الجمع: نسوع، وأنساع.

(188) ش م ز [اشمأزت]

(188) ش م ز [اشمأزّت] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ «1» . قال: نفرت قلوب الكفّار من ذكر الله عزّ وجلّ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي «2» وهو يقول: إذا عضّ الثّقاف بها اشمأزّت ... وولّتهم عشوزنة زبونا «3»

_ (1) سورة الزمر، الآية: 45. [.....] (2) عمرو بن كلثوم التغلبي: سبق التعريف عنه في رقم 69. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. وقد استشهد به التبريزي في (القصائد العشر) صفحة 227، كما استشهد به ابن حيان في (البحر المحيط) . والعشوزنة: الصلبة القويمة.

(189) أب و [آباءنا]

(189) أب و [آباءنا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ «1» . قال: وجدنا آباءنا على ملّة غير الملّة التي تدعونا إليها. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل «3»

_ (1) سورة الزخرف، الآية: 22. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (3) البيت هو لعنترة بن شداد وقد ورد في (ديوان عنترة) صفحة 58 في قصيدة طويلة مطلعها: طال الثّواء على رسوم المنزل ... بين اللّكيك وبين ذات الحرمل وفاقني: ألزمني. لا أب لك: تقال في مواضع التعجب والحث والزّجر.

(190) ل ي ت [يلتكم]

(190) ل ي ت [يلتكم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ «1» . قال: لا ينقصكم من أعمالكم شيئا بلغة بني عبس «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الحطيئة «3» وهو يقول: أبلغ سراة بني سعد مغلغلة ... جهد الرّسالة لا ألتا ولا كذبا «4»

_ (1) سورة الحجرات، الآية: 14. (2) بنو عبس: نسبة إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، من عدنان، بنوه العبسيون، ومنهم عنترة بن شداد في الجاهلية، وربعي بن خراش من التابعين وكثير من الصحابة، كانت منازلهم قبل الإسلام بنجد، وتفرقوا بعد ذلك فلم يبق منهم في الديار النجدية أحد. (انظر: نهاية الأرب للقلقشندي 281. معجم قبائل العرب. 738. جمهرة الأنساب: 239. والأعلام 4/ 187) . (3) الحطيئة: هو جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة، شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، كان هجاء عنيفا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه، وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس، فقال: إذا تموت عيالي جوعا. (انظر: فوات الوفيات: 1/ 99. والشعر والشعراء: 110. وخزانة البغدادي: 1/ 409. والأعلام: 2/ 118) . (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. والبيت في (الديوان) صفحة 7. واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) . سراة كل شيء: أعلاه. بنو سعد: نسبة إلى سعد بن بكر بن هوازن، من عدنان، امتاز بنوه بالفصاحة، وفيهم نشأ النبي صلّى الله عليه وسلّم في طفولته، إذ تسلمته حليمة السعدية من أمه، وحملته إلى المدينة، وأحسنت تربيته، ولما ردته إلى مكة، نظر إليه عبد المطلب فامتلأ سرورا، وقال: جمال قريش، وفصاحة (سعد) وحلاوة يثرب، وكانت منازل بني سعد بن بكر في الحديبية وأطرافها، وهم الآن بطون يسكنون بالقرب من الطائف. (انظر: ثمار القلوب: 21. وجمهرة الأنساب: 253. ومعجم قبائل العرب: 2/ 513. والأعلام: 3/ 84) .

(191) هـ ي م [الهيم]

(191) هـ ي م [الهيم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ «1» . قال: الإبل يأخذها داء يقال له الهيام فلا تروى من الماء. قال: فشبه شرب أهل النار من الحميم بشرب الإبل الهيم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» يقول: أجزت إلى معارفها بشعث ... وأطلاح من العيديّ هيم «3»

_ (1) سورة الواقعة، الآية: 55. (2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . والبيت في (الديوان) صفحة 102. واستشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) باب: عرف.

(192) أب ب [وأبا]

(192) أب ب [وأبّا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَفاكِهَةً وَأَبًّا «1» . قال: الأب: الفصفصة وما يعتلف منه الدواب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: ترى به الأبّ واليقطين مختلعا ... على الشريعة يجري تحتها الغرب «2»

_ (1) سورة عبس، الآية: 31. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. اليقطين: ما لا ساق له من النبات كالقثاء والبطيخ، وغلب على القرع، وثمرته: يقطينة. الغرب: الماء الذي يقطر من الدلو. والغرب أيضا: شجر تسوّى منه السهام. [.....]

(193) د ك ك [دكة]

(193) د ك ك [دكّة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً «1» . قال: زلزلة شديدة عند النفخة الآخرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» وهو يقول: ملك ينفق الخزائن والذّمّة ... قد دكّها وكادت تبور «3»

_ (1) سورة الحاقة، الآية: 14. (2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . والبيت في (ديوان عدي بن زيد) صفحة 92. الذمّة: العهد والأمان، وصفة يصير الإنسان بها أهلا للالتزام (انظر: معجم لغة الفقهاء: صفحة 214) .

(194) س ر ر [سرا]

(194) س ر ر [سرّا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا «1» . قال: السّر: الجماع. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» وهو يقول: ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت وأن لا يحسن السّرّ أمثالي «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 235. (2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132. وقد ورد في (الديوان) صفحة 46 بهذا النص: ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي وبسباسة: امرأة من بني أسد عيّرت امرأ القيس بالكبر، فنفى ذلك عن نفسه.

(195) س وم [تسيمون]

(195) س وم [تسيمون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ» . قال: فيه ترعون. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: ومشى القوم بالعماد إلى الرّزحى ... وأعيا المسيم أين المساق «3»

_ (1) سورة النحل، الآية: 10. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. والبيت في (الديوان) صفحة 213. وقد استشهد به الجاحظ في (الحيوان) 3/ 484. واستشهد به الطبري في (جامع البيان) 8/ 85 بهذا النص: ومشى القوم بالعماد إلى المرعى ... فأعيا المسيم أين المساق

(196) ط م ث [يطمثهن]

(196) ط م ث [يطمثهنّ] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ «1» . قال: كذلك نساء أهل الجنّة، لم يدن منهن غير أزواجهن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: مشين إليّ لم يطمثن قبلي ... وهنّ أصح من بيض النعام «2»

_ (1) سورة الرحمن، الآية: 56. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، والبيت في (لسان العرب) باب: طمث منسوب إلى الفرزدق بهذا النص: وقعن إليّ، لم يطمثن قبلي ... فهن أصح من بيض النعام

(197) ر ج و [ترجون]

(197) ر ج و [ترجون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً «1» . قال: لا تخشون لله عظمة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب «2» وهو يقول: إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وحالفها في بيت نوب عوامل «3»

_ (1) سورة نوح، الآية: 13. (2) أبو ذؤيب: هو خويلد بن خالد وفد سبق التعريف عنه في رقم 25. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. والبيت في (ديوان الهذليين) 1/ 143. و (أساس البلاغة) باب: (نوب) : 2/ 279. و (مفردات الراغب) صفحة 189، واستشهد به الطبري في (جامع البيان) والطبرسي في (مجمع البيان) 6- 29/ 65. وورد في (رسالة الغفران) 2/ 432. بهذا النص: إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وخالفها في بيت نور عوامل وقال الزمخشري: النحل تنوب إلى الخلايا، ولذلك سميت: النوب. [.....]

(198) ت ر ب [متربة]

(198) ت ر ب [متربة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ «1» . قال: ذا حاجة وجهد. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: تربت يداك ثمّ قلّ نوالها ... وترفّعت عنك السّماء سجالها «2»

_ (1) سورة البلد، الآية: 16. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132.

(199) هـ ط ع [مهطعين]

(199) هـ ط ع [مهطعين] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ «1» . قال: مذعنين خاضعين. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت تبّعا «2» وهو يقول: تعبّدني نمر بن سعد وقد درى ... ونمر بن سعد لي مدين ومهطع «3»

_ (1) سورة القمر، الآية: 8. (2) تبع: هو تبع بن حسان بن تبان، من ملوك حمير في اليمن قيل اسمه مرثد. وهو تبع الأصغر آخر التبابعة، ملك بعد عبد كلال، وعقد الحلف بين اليمن وربيعة، وسار إلى الشام فلقيه قوم من حمير من بني عمرو بن عامر، فشكوا إليه ما نزل بهم من اليهود في (يثرب) ، وذكروا له سوء مجاورتهم لهم، ونقضهم العهد الذي بينهم، فسار إلى يثرب ونزل في سفح (أحد) وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة رجل، وذللها لهم، وكان ملكه 78 سنة (انظر: الأعلام 2/ 83) . وتبع لقب لكل من ملوك اليمن، كالخليفة للمسلمين، وكسرى للفرس، ومن التبابعة: الحارث الرائش وهو ابن همال ذي سود، وأبرهة ذو المنار، وعمرو ذو الأذعار، وشمر بن مالك الذي تنتسب إليه سمرقند، وأفريقيس بن قيس الذي ساق البربر إلى أفريقية من أرض كنعان وبه سميت أفريقية. والعرب كانوا يعرفون واحدا من هؤلاء أكثر من غيرهم ولذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ولا أدري أتبع لعين أم لا» وقال صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا ، والمقصود هو أبو كرب الذي كسا البيت بعد ما أراد غزوه، وبعد ما غزا المدينة وأراد خرابها ثم انصرف عنها لما أخبر أنها مهاجر نبي اسمه أحمد، وقال شعرا أودعه عند أهلها، فكانوا يتوارثونه كابرا عن كابر إلى أن هاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأدوه إليه، ويقال كان الكتاب عند خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري وفيه: شهدت على أحمد أنّه ... رسول من الله باري النسم فلو مدّ عمري إلى عمره ... لكنت وزيرا له وابن عم وذكره القرطبي: (16/ 144) : إن بين وفاة تبع وبعثة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ألف سنة كاملة. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. وقد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط)

(200) س م و [سميا]

(200) س م و [سميّا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا «1» . قال: هل تعلم له ولدا. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: أما السميّ فأنت منه مكثر ... والمال مال يغتدي ويروح «2»

_ أما في (أساس البلاغة) 2/ 95 باب: (هطع) فقد جاء بهذا النص: تعدّني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع (1) سورة مريم، الآية: 65. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132.

(201) ص هـ ر [يصهر]

(201) ص هـ ر [يصهر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ «1» . قال: يذاب به ما في بطونهم إذا شربوا الحميم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول: سخنت صهارته فظلّ عثانه ... في سيطل كفيت به يتردّد «3»

_ (1) سورة الحج، الآية: 20. (2) الشاعر: هو الطرماح بن حكيم. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132. وورد في (لسان العرب) باب: سطل: بهذا النص: سخنت صهارته فضل عثانه ... في سيطل كفئت له يتردد والعثان: الدخان. والسيطل: الطست.

(202) ع ب د [العابدين]

(202) ع ب د [العابدين] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ «1» . قال: أنا أول الآبقين من أن يكون لله ولد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت تبعا «2» وهو يقول: قد علمت فهر بأنّي ربّهم ... طوعا تدين له ولما تعبد «3»

_ (1) سورة الزخرف، الآية: 81. (2) تبع: سبق التعريف عنه في رقم 199. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وفهر: قبيلة عربية يرجع نسبها إلى فهر بن مالك بن النضر، ممن يتصل بهم النّسب النّبوي، كنيته أبو غالب، كان رئيس الناس بمكة، وكان قائد كنانة ومن انضم إليها من مضر وغيرهم في قتالهم لحسان بن عبد كلال الحميري حين أغار على الحجاز بجيش من اليمن، يريد نقل حجر الكعبة إلى اليمن لتحويل الحج إلى بلاده، فظفر فهر ومن معه، وهزمت جمير، وكانت منازل بنيه حول الكعبة ومكة. قال ابن حزم: لا قريش غيرهم، ولا يكون قريش إلا منهم. وهم بطون كثيرة جدا. (انظر: جمهرة الأنساب: 11. وابن الأثير: 2/ 9. والطبري: 2/ 186. والأعلام: 5/ 157) . [.....]

(203) ن وأ [لتنوء]

(203) ن وأ [لتنوء] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ «1» . قال: لتثقل بالعصبة مفاتيح خزائن قارون «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» وهو يقول: تمشي فتثقلها عجيزتها ... مشي الضّعيف ينوء بالوسق «4»

_ (1) سورة القصص، الآية: 76. (2) قارون: كان من أثرياء العبرانيين أيام النبي موسى عليه السلام، وكفّ يده عن الأخذ بالتعاليم، وناصب النبي موسى العداء، فذهب الله بثروته، واسمه قورح، وقد ورد اسمه في القرآن الكريم في أربعة مواضع. (انظر: المنجد في الأعلام: 541) . (3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. والبيت من ملحقات الديوان عن الإتقان. (انظر: ذيل الديوان صفحة 465. وهو أيضا من شواهد (الأغاني) 11/ 191، لكنه نسب إلى الحارث بن عبد المطلب في عائشة بنت طلحة. والعجيزة: مؤخرة المرأة خاصة. الوسق: حمل البعير أو العربة أو السفينة أو نحوها. والوسق أيضا: مكيال مقداره ستون صاعا. وقد ورد بهذا النّصّ: وتنوء تثقلها عجيزتها ... مشي الضّعيف ينوء بالوسق

(204) ح م ل [حمولة]

(204) ح م ل [حمولة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَمُولَةً وَفَرْشاً «1» . قال: الحمولة: ما تحمل عليه. والفرش: الصغار من الأنعام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: ليتني كنت قبل ما قد أراني ... في قلال الجبال أرعى الحمولا»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 142. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) . قلال الجبال: أعلى الجبال، وقلّة كل شيء: أعلاه. وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة 45 بهذا النص: ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في رؤوس الجبال أرعى الوعولا

(205) د ب ر [دابر]

(205) د ب ر [دابر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا «1» . قال: قطع أصلهم واستؤصلوا من ورائهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» وهو يقول: القائد الخيل منكوبا دوابرها ... محكومة حكمات القدّ والأبقا «3»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 45. (2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى، وقد سبق التعريف عنه في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . أما البيت فهو في (الديوان) صفحة 49.

(206) ع ف و [العفو]

(206) ع ف و [العفو] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خُذِ الْعَفْوَ «1» . قال: أمر الله عزّ وجلّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يأخذ ذلك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» وهو يقول: يعفو عن الجهل والسّوآت كما ... يدرك غيث الرّبيع ذو الصّرد «3»

_ (1) سورة الأعراف، الآية: 199. (2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . الجهل: الخلو من المعرفة والطيش والسفه. السوءات: مفردها: سوءة: العورة والفاحشة، والعمل الشائن. الصرد: صرّد عطاءه: قلّله، أو أعطاه قليلا قليلا، وصرّد الشيء: قطعه. وصرد إبله: سقاها دون الرّي فهي مصرّدة.

(207) ب ن ن [بنان]

(207) ب ن ن [بنان] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ «1» . قال: البنان: أطراف الأصابع، وبلغة هذيل «2» الجسد كله. قال: فأنشدني في كلتيهما. قال: نعم، أما في أطراف الأصابع فقول: عنترة العبسي «3» : فنعم فوارس الهيجاء قومي ... إذا علقوا الأعنّة بالبنان «4» وقال الهذلي «5» في الجسد: لدى أسد شاكي البنان مقاذف ... له لبد أظافره لم تقلّم «6»

_ (1) سورة الأنفال، الآية: 12. [.....] (2) هذيل: قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم 160. (3) عنترة العبسي: سبق التعريف عنه في رقم 2. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) . وقد ورد في (الديوان) طبعة دار المعارف بهذا النّصّ: ونعم فوارس الهيجاء قومي ... إذا علقوا الأسنّة بالبنان كذلك ورد في (العقد الثمين) : 51 بهذا النص: فنعم فوارس الهيجاء قومي ... إذا علقوا الأعنّة بالبنان (5) الهذلي: ليس البيت في أحد الهذليين، إنما هو لزهير بن أبي سلمى وفي روايته بعض الخلاف. (6) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) ، وقد ورد في (الديوان) صفحة 84 بهذا النص: لدى أسد شاكي السّلاح مقذّف ... له لبد أظفاره لم تقلّم شاكي السّلاح، وشائك السّلاح وشاك السّلاح: أي تام السلاح، كله من الشوكة وهي العدة مقذف: أي يقذف به كثيرا إلى الوقائع، والتقذيف: مبالغة القذف اللّبد: جمع لبدة الأسد وهو يشبه أسدا له لبدتان لم تقلم براثنه، يريد أنه لا يعتريه ضعف ولا يعيبه عدم شوكة كما أن الأسد لا يقلم براثنه وهذا البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى.

(208) م ك ى [مكاء]

(208) م ك ى [مكاء] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً «1» . قال: المكاء: القنبرة، والتصدية: صوت العصافير وهو التصفيق، وذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة «2» . كان يصلي قائما بين الحجر «3» وبين الركن اليماني «4» ، فيجيء رجلان من بني سهم «5» يقوم أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، فيصيح أحدهما كما تصيح المكاء، والآخر يصفق بيديه كتصدية العصافير ليفسد عليه صلاته. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟

_ (1) سورة الأنفال، الآية: 35. (2) مكة: البلد المقدسة العظمى عند المسلمين لاحتوائها البيت المعظم الحرام والكعبة المشرفة ومناسك الحج، وهي مسقط رأس الرسول الأعظم سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم. (انظر: المنجد في الأعلام 681) . (3) الحجر: حجر الكعبة، وهو مصطبة محوطة بحائط إلى ما دون الصدر، منه ما تركت قريش من الكعبة واقتصرت في بنيان الكعبة عنه، وله بابان مع ركني الكعبة العراقي والشامي. (انظر: مراصد الاطلاع 1/ 381) . (4) الركن اليماني: أحد أركان الكعبة وهو من جهة اليمن، والذي فيه الحجر الركن البصري، ويقال أن رجلا من أهل اليمن بناه، يقال له أبيّ بن سالم. قال بعض أهل اليمن: لنا الرّكن من بيت الحرام وراثة ... بقيّة ما أبقى أبيّ بن سالم وقال زهير بن أبي سلمى: كم للمنازل من عام ومن زمن ... لآل أسماء بالقفّين فالرّكن (5) بنو سهيم: قبيلة عربية يرجع نسبهم إلى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي من قريش، بنوه عدة بطون، من ذريته عمرو بن العاص. (انظر: جمهرة الأنساب: 154. واللباب: 1/ 580. والأعلام: 3/ 144) .

قال: نعم، أما حسّان بن ثابت «6» وهو يقول: نقوم إلى الصّلاة إذا دعينا ... وهمّكم التّصدّي والمكاء «7» وقال آخر من الشعراء في التصدية: حين تنبّهنا سحيرا ... قبل تصدية العصافر «8»

_ (6) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (7) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . (8) سحيرا: من السحر أي قبيل الصبح. العصافر: أي العصافير. وقبل الأصح: قبيل لجواز الشعر.

(209) ل ب س [لباس]

(209) ل ب س [لباس] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ «1» . قال: هنّ سكن تسكنون إليهم بالليل والنهار. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: إذا ما الضّجيج ثنى عطفها ... تثنّت عليه فكانت لباسا «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 187. [.....] (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، كذلك لم يرد الشعر في (ديوان النابغة الذبياني) .

(210) ن س ل [والنسل]

(210) ن س ل [والنّسل] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ «1» . قال: النسل: الطائر والدواب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: كهولهم خير الكهول ونسلهم ... كنسل الملوك لا يبور ولا يجري «2»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 205. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . الكهول: مفردها: الكهل وهو ما جاوز الثلاثين من عمره إلى نحو الخمسين أو هو من جاوز الشباب ولم يصل إلى الشيخوخة، أو من كانت سنّة بين الثلاثين والستين. الجمع: كهول، وكهّل، وكهلان. النّسل: الخلق والولد والذّرّيّة. لا يبور: البور من الناس: الهالك لا يخر فيه قال تعالى في سورة الفتح الآية: 12: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً.

(211) ع ص ر [إعصار]

(211) ع ص ر [إعصار] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ «1» . قال: الريح الشديدة التي تجري بالعذاب. قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: فله في آثارهنّ خوار ... وحفيف كأنّه إعصار «2»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 266. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. الخوار: الضعيف. الخفيف: صوت مرّ النسيم على الغصون، والصوت الخفيف، ومنه حفيف الأشجار.

(212) ن ع ق [ينعق]

(212) ن ع ق [ينعق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ «1» . قال: شبّه الله أصوات المنافقين والكفّار بأصوات البهم أي لا يعقلون. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» وهو يقول: هضيم الكشح لم تغمر ببؤسي ... ولم تنعق بناحية الرّباق «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 171. (2) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة 162 بهذا النص: هضيم الكشح ما غذيت ببوس ... ولا مدت بناحية الرباق والرباق: جمع ربقة: وهي الحلقة تشدّ بها البهائم وهو عبارة عن حبل. يقال: حلّ ربقته أي فرّج كربته. ويقال أيضا: لا يرضى الحرّ في ربقة الذّلّ.

(213) ش ج ر [شجر]

(213) ش ج ر [شجر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ «1» . قال: فيما أشكل عليهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» وهو يقول: متى يشتجر قوم يقل سرواتهم ... هم بيننا فهم رضا وهم عدل «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 65. (2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى، وقد سبق التعريف عنه في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) والبيت في (ديوان زهير) صفحة 61. من قصيدة طويلة يمدح بها سنان بن أبي حارثة المري. يشتجر: يختلف. السّروات: جمع سراة، والواحد: سري أي: السيد الشريف. أي إذا اختلف قوم بأمر رضوا بحكم هؤلاء لعدلهم وصحة حكمهم.

(214) ر غ م [مراغما]

(214) ر غ م [مراغما] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مُراغَماً كَثِيراً «1» . قال: فنفسحا كثيرا بلغة هذيل «2» . قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: وأترك أرض جهرة أنّ عندي ... رجاء في المراغم والتّعادي «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 100. (2) هذيل: قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم 160. [.....] (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132.

(215) ص ل د [صلدا]

(215) ص ل د [صلدا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَتَرَكَهُ صَلْداً «1» . قال: أملس لا شيء عليه، وهذا مثل ضربه الله لمن ينفق ماله رئاء الناس. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا طالب «2» وهو يقول: وإنّي لقوم وابن قوم لهاشم ... لآباء صدق مجدهم معقل صلد «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 264. (2) أبو طالب: هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، وقد سبق التعريف عنه في رقم 146. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. وقوم هاشم: نسبة إلى: هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة من قريش، أحد من انتهت إليهم السيادة في الجاهلية، ومن بنيه الرسول العربي محمد صلّى الله عليه وسلّم. قال بعض المؤرخين: اسمه عمرو، وغلب عليه لقب هاشم، لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة في إحدى المجاعات، وهو أول من سنّ الرّحلتين لقريش للتجارة، رحلة الشتاء إلى اليمن والحبشة ورحلة الصيف إلى غزة وبلاد الشام، كان أحد الأجواد الذين ضرب بهم المثل في الكرم. ولد بمكة المكرمة سنة (127) ق. هـ الموافق (500) م وتوفي سنة (102) ق. هـ الموافق (524) . (انظر: طبقات ابن سعد: 1/ 43. وابن الأثير: 2/ 6 والطبري 2/ 179، وثمار القلوب: 89. والأعلام: 8/ 66) .

(216) أص ر [إصرا]

(216) أص ر [إصرا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا «1» . قال: عهدا كما حملته على اليهود فعصوك فمسختهم قردة وخنازير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا طالب «2» وهو يقول: أفي كلّ عام وافد وصحيفة ... يشدّ بها أمر وثيق وأيصر «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 286. (2) أبو طالب: هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، وقد سبق التعريف عنه في رقم 146. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(217) ب وأ [تبوء]

(217) ب وأ [تبوء] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ «1» . قال: أن ترجع بإثمي وإثمك الذي عملت، فتستوجب النار. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: من كان كاره عيشه فليأتنا ... يلقى المنيّة أو يبوء له غنى «2»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 29. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(218) م ن ن [ممنون]

(218) م ن ن [ممنون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ «1» . قال: لهم الجنة جزاء غير منقوص. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» وهو يقول: فضل الجواد على الخيل البطاء فلا ... يعطي بذلك ممنونا ولا نزقا «3»

_ (1) سورة فصلت، الآية: 8. وسورة الانشقاق الآية: 25. وسورة التين الآية: 6. (2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. وقد ورد في (ديوان زهير بن أبي سلمى) صفحة 42 في قصيدة طويلة يمدح بها هرم بن سنان بهذا النص: فضل الجياد على الخيل البطاء فلا ... يعطي بذلك ممنونا ولا ترقا أراد أن الممدوح فضل الناس فضل الجياد على البطاء من الخيل. الجياد: الواحد جواد، الذي يجود بما عنده من الجري. الممنون: المقطوع. الترق: الذي يبطئ بعد الجري والذي يعطي ثم يكف.

(219) ج وب [جابوا]

(219) ج وب [جابوا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ «1» . قال: نقبوا الحجارة بالواد في الجبال، فاتخذوا منها بيوتا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: وشقّ أبصارنا كيما نعيش بها ... وجاب للسّمع أصماخا وآذانا «3»

_ (1) سورة الفجر، الآية: 9. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. [.....] (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132. وقد ورد البيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت) صفحة 63. الأصماخ: أو الصماخ قناة الأذن الخارجية التي تنتهي عند الطبلة، وهي مدخل الصوت، الجمع: أصمخة.

(220) ج م م [جما]

(220) ج م م [جمّا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا «1» . قال: حبّا كثيرا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول: إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا «3»

_ (1) سورة الفجر، الآية: 20. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132. وقد ورد البيت في (خزانة الأدب) للبغدادي 2/ 256. ولم يرد في (ديوان أمية بن أبي الصلت) .

(221) ك ث ر [الكوثر]

(221) ك ث ر [الكوثر] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ «1» . قال: نهر في بطنان الجنّة، حافتاه قباب الدر والياقوت. قال: وبأي شيء ذكر ذلك؟ قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل باب المروة، وخرج من باب الصفا: فاستقبله العاص بن وائل السهمي «2» ، فرجع العاص إلى قريش «3» ، فقالت له قريش: من استقبلك يا أبا عمرو آنفا؟ قال: الأبتر، يريد النبي صلّى الله عليه وسلّم، فما برح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى أنزل هذه السورة: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ «4» ، نهر في بطنان الجنة حافتاه قباب الدّرّ والياقوت فيها أزواجه وخدمه، ثم قال:

_ (1) سورة الكوثر، الآية: 1. (2) العاص بن وائل السهمي: من قريش، أحد الحكام في الجاهلية، كان نديما لهشام بن المغيرة، وأدرك الإسلام، وظل على الشرك، ويعد من الزنادقة ومن المستهزئين الذين ماتوا كفارا وثنيين. كان على رأس بني سهم في حرب (الفجار) سنة (33) ق. هـ الموافق (551) م، قيل في خبر موت العاص: خرج يوما على راحلته، ومعه أبناء له يتنزه، ونزل في أحد الشعاب، فلما وضع قدمه على الأرض، صاح، فطافوا فلم يروا شيئا، وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير ومات، فقالوا: لدغته الأرض. وهو الذي منع عمر بن الخطاب من قريش حين أظهر عمر بن الخطاب إسلامه. وأم العاص تدعى سلمى وفيه يقول ابن الزبعري: أصاب ابن سلمى خلة من صديقه ... ولولا ابن سلمى لم يكن لك راتق وهو والد عمرو بن العاص فاتح مصر والصحابي الجليل. (انظر: المحبر: 133/ 158 و 161 و 170 و 176. ونسب قريش: 408- 409. والأعلام: 3/ 247) . (3) قريش: سبق التعريف عنها في رقم 78. (4) سورة الكوثر، الآية: 1.

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ «5» البدن «6» إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ «7» . يعني: إن عدوّك هو العاص بن وائل السهمي الأبتر من الخير لا أذكر مكانا إلا ذكرت معي يا محمد، فمن ذكرني ولم يذكرك ليس له في الجنة نصيب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «8» وهو يقول: وحباه الإله بالكوثر ... الأكبر فيه النعيم والخيرات «9»

_ (5) سورة الكوثر، الآية: 2. (6) البدن: مفردها: بدنة أي الناقة أو البقرة تنحر بمكة قربانا وكانوا يسمنونها لذلك. (7) سورة الكوثر، الآية: 3. (8) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (9) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) وليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت) .

(222) غ س ق [غاسق]

(222) غ س ق [غاسق] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ «1» . قال: الغاسق: الظلمة. والوقب: شد سواده إذا دخل في كل شيء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» وهو يقول: ظلّت تجوب يداها وهي لاهية ... حتّى إذا أصبح الإظلام والغسق «3» وقال في الوقب: وقب العذاب عليهم فكأنّما ... لحقتهم نار السماء فأخمدوا «4»

_ (1) سورة الفلق، الآية: 3. [.....] (2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى وقد سبقت ترجمته في رقم 19. (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 132 فقد جاء بهذا النص: ظلّت تجوب يداها وهي لاهية ... حتّى إذا جنح الإظلام والغسق وليس البيت في (الديوان) : (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) . وقد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) : 8/ 529 بهذا النص: وقب العذاب عليهم فكأنّهم ... لحقتهم نار السموم فاحصدوا

(223) ع م هـ[يعمهون]

(223) ع م هـ[يعمهون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ «1» . قال: في ضلالتهم يلعبون. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: أراني قد عمهت وشاب رأسي ... وهذا اللّعب شين بالكبير «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 15. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132. والشّين: العيب والقبح.

(224) م ر ض [مرض]

(224) م ر ض [مرض] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ «1» . قال: في قلوبهم النفاق. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول: أجامل أقواما حياء وقد أرى ... صدورهم تغلي عليّ مراضها «2»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 10. (2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132. جامل: أحسن عشرته ولم يصفه الإخاء. الحياء: الحشمة، وانقباض النفس عن القبائح والاستحياء.

(225) ب ر أ [بارئكم]

(225) ب ر أ [بارئكم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ «1» . قال: توبوا إلى خالقكم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت تبعا «2» وهو يقول: شهدت على أحمد أنّه ... رسول من الله باري النّسم «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 54. (2) تبع: سبق التعريف عنه في رقم 199. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 133. وقد استشهد به الألوسي في (بلوغ الأرب) : 2/ 170. وأبو حيان في (البحر المحيط) : 8/ 38. والنّسم: نفس الروح، والخلق والناس. الجمع: أنسام.

(226) ر ي ب [ريب]

(226) ر ي ب [ريب] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا رَيْبَ فِيهِ «1» . قال: لا شك فيه أنه جاء من عند الله يعني به القرآن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن الزبعري «2» وهو يقول: ليس في الحقّ يا أمامة ريب ... إنّما الرّيب ما يقول الكذوب «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 2. (2) عبد الله بن الزبعري: سبق التعريف عنه في رقم 11. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 133. وقد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) باب: ريب. [.....]

(227) غ ي ب [بالغيب]

(227) غ ي ب [بالغيب] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ «1» . قال: ما غاب عنهم من أمر الجنة والنار. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث «2» وهو يقول: وبالغيب آمنّا وقد كان قومنا ... يصلّون للأوثان قبل محمّد «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 3. (2) أبو سفيان بن الحارث: بن عبد المطلب، سبق التعريف عنه في رقم 3. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(228) خ ت م [ختم]

(228) خ ت م [ختم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ «1» . قال: طبع الله على قلوبهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: وصهباء طاف يهوديّها ... فأبرزها وعليها ختم «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 7. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) . و (الإتقان) : 1/ 133. والبيت في (ديوان الأعشى) صفحة 35، وقد ورد في كتاب (المختار من شعر بشار) صفحة 143. والصهباء: من أسماء الخمر أو هي المعصورة من عنب أبيض، والصهباء: مؤنث الأصهب.

(229) ص ف ر [صفراء]

(229) ص ف ر [صفراء] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها «1» . قال: الفاقع: الصافي اللون من الصفرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن الزبعري «2» يقول: سدم قديم عهد بانيه ... من بين أصفر فاقع وذعال «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 69. (2) عبد الله بن الزبعري: سبق التعريف عنه في رقم 11. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . السّدم: الهم مع الندم، أو الغيظ مع الحزن، يقال: عاشق سدم: شديد العشق.

(230) وق ت [مواقيت]

(230) وق ت [مواقيت] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مَواقِيتُ لِلنَّاسِ «1» . قال: في عدّة نسائهم ومحل دينهم وشروط الناس. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: أما سمعت الشاعر يقول: والشّمس تجري على وقت مسخرّة ... إذا قضت سفرا واستقبلت سفرا «2»

_ (1) سورة البقرة الآية: 189. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(231) ص ف و [صفوان]

(231) ص ف و [صفوان] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كَمَثَلِ صَفْوانٍ «1» . قال: الصّفوان: الحجر الأملس، وهذا مثل ضربه الله للذي ينفق ماله في غير حق الله. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أوس بن حجر التميمي «2» وهو يقول: على ظهر صفوان كأنّ متونه ... غللن بدهن يزلق المتنزّلا «3»

_ (1) سورة البقرة، الآية: 264. (2) أوس بن حجر: سبق التعريف عنه في رقم 51. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 133. والبيت في (ديوان أوس) صفحة 86. المتون: مفردها: متن أي: الظهر. غللن: من غلّ في الشيء: دخل فيه: يقال غل الماء بين الأشجار غلا أي: تخللها وجرى فيها. [.....]

(232) ق ن ط ر [بقنطار]

(232) ق ن ط ر [بقنطار] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِقِنْطارٍ «1» . قال: أما قولنا أهل البيت، فإنا نقول: القنطار عشرة آلاف مثقال، وأما بنو جد «2» فإنهم يقولون: ملء مسك ثور ذهبا أو فضة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «3» وهو يقول: وكانوا ملوك الروم تجبي إليهم ... قناطيرها من بين حق وفائد «4»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 75. (2) بنو جد: بطن من بني بلار من لواتة. غلب عليها الاسم فقيل لها: جد وخاص. قال الحمداني: ومساكنهم بالأعمال الجيزية من الديار المصرية (انظر: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب صفحة 204) . (3) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد ورد البيت في (ديوان عدي بن زيد) صفحة 125 بهذا النص: وكأنّ ملوك الروم تجبى إليهم ... قناطير مال من خراج وزائد الخراج: ما يخرج من غلّة الأرض والضريبة المفروضة على البلاد التي فتحت صلحا، والجزية، الجمع: أخراج، وأخرجة.

(233) ن ق ذ [فأنقذكم]

(233) ن ق ذ [فأنقذكم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها «1» . قال: أنقذكم الله عزّ وجلّ بمحمد صلّى الله عليه وسلّم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عباس بن مرداس «2» يقول: يكبّ على شفا الأذقان كبّا ... كما زلق التختم عن خفاف «3»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 103. (2) عباس بن مرداس: بن أبي عامر السلمي من مضر، أبو الهيثم. شاعر فارس من سادات قومه، أمه الخنساء الشاعرة، أدرك الجاهلية والإسلام، وأسلم قبيل فتح مكة، وكان من المؤلفة قلوبهم، ويدعى فارس العبيد- وهو فرسه- وكان بدويا فجا، لم يسكن مكة ولا المدينة، وإذا حضر الغزو مع النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يلبث بعده أن يعود إلى منازل قومه، وكان ينزل في بادية البصرة، ويكثر من زيارة البصرة. قيل: دخل دمشق وابتنى بها دارا. وكان ممن ذمّ الخمر وحرّمها في الجاهلية، ومات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (انظر: شرح شواهد المغني: 44. وتهذيب التهذيب: 5/ 130، والإصابة في تمييز الصحابة: 4502. وطبقات ابن سعد: 4/ 15. وسمط اللئالئ: 32. وخزانة الأدب: 1/ 73. والشعر والشعراء: 101. والروض الأنف: 2/ 283. والمحبر: 237 و 473. ورغبة الآمل: 6/ 126، والأعلام: 3/ 267) . (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وخفاف: هو خفاف بن ندبة: وقد سبق التعريف عنه في رقم 132. وقد كان بين عباس بن مرداس وبين خفاف بن ندبة مهاجاة انتهت إلى أنهما احتربا. (انظر: الشعر والشعراء: صفحة 632) .

(234) ص ر ر [صر]

(234) ص ر ر [صرّ] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يحٍ فِيها صِرٌّ «1» . قال: ريح فيها برد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول: لا يبرمون إذا ما الأرض جلّلها ... صرّ الشّتاء من الإمحال كالأدم «3»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 117. (2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 133، وقد ورد البيت في (الديوان) 107 بهذا النص: لا يبرمون إذا ما الأفق جلّله ... برد الشّتاء، من الإمحال، كالأدم لا يبرمون: أي ليسوا بأبرام إذا اشتد شتاءه، والبرم: الذي لا يدخل في أقداح الشتاء بخلا ولؤما. الإمحال: الجدب، الأدم: الجلد الأحمر يريد السحاب الأحمر وهو علامة الجدب.

(235) ب وأ [تبوئ]

(235) ب وأ [تبوّئ] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ «1» . قال: توطئ المؤمنين لتسكن قلوبهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: وما بوّأ الرّحمن بيتك منزلا ... بأجياد غربيّ الصّف والمحرّم «3»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 121. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 133. وقد ورد البيت في (ديوان الأعشى) صفحة 123. بهذا النص: وما جعل الرّحمن بيتك في العلى ... بأجياد شرقيّ الصّفا والمحرّم الصفا: مكان مرتفع من جبل أبي قبيس، بينه وبين المسجد الحرام، عرض الوادي الذي هو طريق وسوق، وإذا وقف الواقف عليه كان حذاء الحجر الأسود، ومنه يبتدئ السعي بينه وبين المروة. قال نصيب: وبين الصّفا والمروتين ذكرتكم ... بمختلف من بين ساع وموجف (انظر: مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: 2/ 843) .

(236) ر ب ب [ربيون]

(236) ر ب ب [ربّيّون] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ «1» . قال: جموع كثير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت «2» وهو يقول: وإذا معشر تجافوا عن القصد ... حملنا عليهم ربّيا «3»

_ (1) سورة آل عمران، الآية: 146. [.....] (2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت) . تجافوا: من جفا جفوا غلظ طبعه، وجفا الشيء: نبا عنه ولم يطمئن إليه. وجفا جفوة وجفاء: قطع الصلة معه وترك برّه، فهو مجفو وبه جفوة. يقال: من بدا جفا أي: من سكن البادية غلظ طبعه. القصد: استقامة الطريق. قال تعالى في سورة النحل الآية 9: وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ. أي على الله الهداية إلى الطريق المستقيم.

(237) ل م س [لامستم]

(237) ل م س [لامستم] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ «1» . قال: جامعتم النساء. وهذيل «2» تقول: اللمس باليد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «3» وهو يقول: يلمس الأحلس في منزله ... بيديه كاليهودي المقل «4» وقال الأعشى «5» : ورادعة صفراء بالطّيب عندنا ... للمس النّدامى في يد الدّرع مفتق «6»

_ (1) سورة النساء، الآية: 43. (2) هذيل: قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم 160. (3) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. (4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وليس البيت في (ديوان لبيد بن ربيعة) . الأحلس من الحلس: وهو ما يبسط في البيت من حصير ونحوه تحت السجاد وكريم المتاع. (5) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (6) لم يرد هذا البيت في (ديوان الأعشى) .

(238) ط م س [نطمس]

(238) ط م س [نطمس] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها «1» . قال: من قبل أن نمسخها فنردّها على غير خالقها. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» يقول: من يطمس الله عينيه فليس له ... نور يبيّن به شمسا ولا قمرا «3»

_ (1) سورة النساء، الآية: 47. (2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وليس البيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت) .

(239) ن ع م [الأنعام]

(239) ن ع م [الأنعام] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ «1» . قال: يعني به الإبل والبقر والغنم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول: أهل القباب الحمر والنعم المؤثّل والقنابل «3»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 1. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في الإتقان. وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة 349 بهذا النص: أهل القباب الحمر والنعم الموبّل والقنابل [.....]

(240) وق ذ [والموقوذة]

(240) وق ذ [والموقوذة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَالْمَوْقُوذَةُ «1» . قال: التي تضرب بالخشب حتى تموت فتأكلها العرب، وذلك أنهم جادلوا المسلمين فقالوا لهم: تزعمون أنكم على دين الله وما ذبح الله لكم لا تأكلونه وتزعمون أنه ميتة، وما ذبحتم أنتم بأيديكم تزعمون أنه حلال لكم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول: يبرينني دين النّهار وأقتضي ... ديني إذا وقذ النّعاس الرّقّدا «2»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 3. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(241) ز ل م [بالأزلام]

(241) ز ل م [بالأزلام] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ «1» . قال: الأزلام: القداح كانوا يستقسمون الأمور بها مكتوب على أحدهما: (أمرني ربي) ، وعلى الآخر: (نهاني ربي) ، وإذا أرادوا الحرب، أتوا بيت أصنامهم ثم غطوا على القداح، فأيهما خرج عملوا به. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الحطيئة «2» وهو يقول: لا يزجر الطّير إن مرّت به سنحا ... ولا يفاض له قدح بأزلام «3»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 3. (2) الحطيئة: هو جرول بن أوس وقد سبق التعريف عنه في رقم 190. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وقد ورد البيت في (ديوان الحطيئة) بهذا النص: لا يزجر الطّير إن مرّت به سنحا ... ولا يفيض على قسم بأزلام

(242) خ م ص [مخمصة]

(242) خ م ص [مخمصة] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي مَخْمَصَةٍ «1» . قال: في مجاعة وجهد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» يقول: تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا «3»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 3. (2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. (3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 133. و (الديوان) 109. و (عيون الأخبار) 3/ 261. و (بلوغ الأرب) 3/ 129. وقد استشهد به الطبري في (جامع البيان) 6/ 85. وأبو حيان في (البحر المحيط) 3/ 410.

(243) ن ق ب [نقيبا]

(243) ن ق ب [نقيبا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً «1» . قال: اثني عشر وزيرا وصاروا إلينا بعد ذلك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: أما سمعت الشاعر يقول: وإنّي بحقّ قائل لسراتها ... مقالة نصح لا يضيع نقيبها «2»

_ (1) سورة المائدة، الآية: 12. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . السراة: سراة كل شيء: أعلاه. الجمع: سروات. وسروات القوم: سادتهم ورؤساؤهم.

(244) ن ف ق [نفقا]

(244) ن ف ق [نفقا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ «1» . قال: سريا في الأرض فتذهب هربا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» يقول: فدسّ لها على الإنفاق عمرا ... بشكّته وما خشيت كمينا «3»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 35. (2) الشاعر: هو عدي بن زيد، وقد سبق التعريف عنه في رقم 2. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد ورد البيت في (ديوان عدي بن زيد) بهذا النص: فدسّ لها على الأنقاء عمرا ... بشكّته وما خشيت كمينا

(245) غ ر ر [غرورا]

(245) غ ر ر [غرورا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً «1» . قال: باطل القول غرورا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أوس بن حجر «2» يقول: لم يغروكم غرورا ولكن ... يرفع الآل جمعكم والزهاء «3» وقال زهير بن أبي سلمى «4» : فلا تغرّنّك دنيا إن سمعت بها ... عند امرئ سوءة في النّاس مغمور «5»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 112. [.....] (2) أوس بن حجر: سبق التعريف عنه في رقم 51. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وليس البيت في ديوان (أوس بن حجر) . (4- 5) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. وليس البيت في ديوان (زهير بن أبي سلمى) .

(246) ق ر ف [وليقترفوا]

(246) ق ر ف [وليقترفوا] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلِيَقْتَرِفُوا «1» . قال: وليكتبوا أمّا هم يكتبون فإنهم يوم القيامة يجازون بأعمالهم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول: وإنّي لآتي ما أتيت وإنّي ... لما اقترفت نفسي عليّ الراهب «3»

_ (1) سورة الأنعام، الآية: 113. (2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. (3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 133 فقد جاء بهذا النص: وإنّي لآت ما أتيت وإنّني ... لما اقترفت نفسي عليّ لراهب وقد ورد البيت في (ديوان لبيد بن ربيعة) صفحة 349.

(247) ر ج س [رجس]

(247) ر ج س [رجس] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: رِجْسٌ وَغَضَبٌ «1» . قال: الرّجس: اللعنة، والغضب والعذاب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: إذا سنة كانت بنجد «2» محيطة ... فكان عليهم رجسها وعذابها

_ (1) سورة الأعراف، الآية: 71. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) نجد: هضبة صحراوية في قلب المملكة العربية السعودية، تشتهر بزراعة النخيل وتربية المواشي.

(248) ق م ل [والقمل]

(248) ق م ل [والقمّل] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ «1» . قال: القمل: الدبا، وهي فراخ الجراد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «2» وهو يقول: يبادرون النّخل من أنّها ... كأنّهم في السّرق القمّل «3»

_ (1) سورة الأعراف، الآية: 133. (2) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3. (3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(249) ب ج س [فانبجست]

(249) ب ج س [فانبجست] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً «1» . قال: أجرى الله من الصخرة اثنتي عشرة عينا، لكل سبط «2» عين يشربون منها. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «3» وهو يقول: فأسبلت العينان منّي بواكف ... كما انهل من واهي الكلى المتبجّس «4»

_ (1) سورة الأعراف الآية: 160. (2) السبط: الجمع أسباط: والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب لقوله تعالى في سورة الأعراف الآية 160: وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً إنما أنّث لأنه أراد اثنتي عشرة فرقة ثم أخبر أن الفرق أسباط، وليس الأسباط بتفسير وإنما هو بدل من اثنتي عشرة لأن التفسير لا يكون إلا واحدا منكرا كقولك اثني عشر درهما ولا يجوز دراهم (مختار الصحاح: 188) . (3) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93. [.....] (4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . والبيت في (الديوان) صفحة 100.

(250) خ ف ي [أخفيها]

(250) خ ف ي [أخفيها] قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها «1» . قال: من كل أحد، وفيها كلمة عربية يا ابن الأزرق لعلك لا تحتملها. قال: بلى يا ابن عباس، فأخبرني بها. قال: نعم، أخفيها من علمي. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول: فإن تدفنوا الدّاء لا نخفه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد «2»

_ (1) سورة طه، الآية: 15. (2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

قال الإمام جلال الدين السيوطي «1» : هذا آخر مسائل نافع بن الأزرق، وقد حذفت منها يسيرا، نحو بضعة عشر سؤالا «2» ، وهي أسئلة مشهورة أخرج الأئمة أفرادا منها بأسانيد مختلفة إلى ابن عباس. وأخرج أبو بكر بن الأنباري «3» في كتاب (الوقف والابتداء) منها قطعة. قال حدثنا بشر بن أنس، أنبأنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، أنبأنا أبو صالح هدبة بن مجاهد، أنبأنا: مجاهد بن شجاع. أنبأنا: محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن مهران «4» ، قال: دخل نافع بن الأزرق المسجد ... فذكره. (وأخرج) الطبراني «5» في معجمه الكبير منها قطعة، من طريق جويبر، عن

_ (1) هذه الفقرة لم ترد في (الأصل المخطوط) وإنما في (الإتقان) 1/ 133. (2) حذف منها الإمام جلال الدين السيوطي ثماني وستين مسألة «انظر: فهرس المسائل غير الواردة في (الإتقان في علوم القرآن) » . (3) أبو بكر بن الأنباري: هو محمد بن القاسم بن بشار من أعلم أهل زمانه بالأدب واللغة، ومن أكثر الناس حفظا للشعر والأخبار، قيل كان يحفظ ثلاثمائة ألف شاهد في القرآن، ولد في الأنبار سنة 271 هـ الموافق 884 م، وتوفي ببغداد سنة 328 هـ الموافق 940 م. وكان يتردد إلى أولاد الخليفة الراضي بالله يعلمهم. (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 503، وتذكرة الحفاظ: 3/ 57، ودائرة المعارف الإسلامية: 3/ 5. والأعلام: 6/ 334) . (4) ميمون بن مهران: الرقي، أبو أيوب، فقيه من القضاء، كان مولى لامرأة بالكوفة وأعتقته فنشأ فيها ثم استوطن الرقة، فكان عالم الجزيرة وسيدها، استعمله عمر بن عبد العزيز على خراجها وقضاتها، وكان على مقدمة الجند الشامي مع معاوية بن هشام بن عبد الملك لما عبر البحر غازيا إلى قبرص سنة 108 هـ، كان ثقة في الحديث كثير العبادة، توفي سنة 117 هـ الموافق 735 م، (انظر: تذكرة الحفاظ: 1/ 93. وحلية الأولياء: 4/ 82. والكامل لابن الأثير: 5/ 52. والمحبر: 478. والأعلام: 6/ 342) . (5) الطبراني: هو سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم، من كبار المحدثين، أصله من طبرية الشام، وإليها نسبته، ولد بعكا عام 260 هـ الموافق 873 م، ورحل إلى الحجاز واليمن ومصر والعراق وفارس والجزيرة وتوفي بأصبهان سنة 360 هـ الموافق 971 م.

الضحاك بن مزاحم «6» قال: خرج نافع بن الأزرق ... فذكره. اهـ. والحمد لله أولا وآخرا

_ (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 215. والنجوم الزاهرة: 4/ 59. وتهذيب ابن عساكر: 6/ 240. والأعلام: 3/ 12) . (6) الضحاك بن مزاحم: البلخي الخراساني، أبو القاسم، مفسّر كان يؤدب الأطفال، ويقال: كان في مدرسته ثلاثة آلاف صبي. قال الذهبي: كان يطوف عليهم على حمار، وذكره ابن حبيب تحت عنوان: أشراف المعلمين وفقهاؤهم. توفي بخراسان سنة 105 هـ الموافق 723 م. (انظر: ميزان الاعتدال: 1/ 471. وتاريخ الخميس: 2/ 318. والمحبر 475. والأعلام: 3/ 215) .

§1/1