مداراة الناس لابن أبي الدنيا

ابن أبي الدنيا

باب مداراة الناس والصبر على أذاهم

§بَابُ مُدَارَاةِ النَّاسِ وَالصَّبْرِ عَلَى أَذَاهُمْ

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْأَمِينُ الثِّقَةُ الصَّالِحُ الْمُعَمَّرُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمُقِيرِ الْبَغْدَادِيُّ الْمُؤَدِّبُ أَثَابَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِمَقْعَدِهِ مِنَ الْجَامِعِ الْمَعْمُورِ بِمَدِينَةِ دِمِشْقَ عَمَّرَهُ اللَّهُ بِتِلَاوَةِ ذِكْرِهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخَانِ أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الشَّهْرَزُورِيِّ إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَدِيبُ ح وَأَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ الْبَقَّالُ إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّادُ بْنُ مُحَمِّدٍ الزَّيْنَبِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا: 1 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَبُهُ قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْمُسْلِمُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ»

2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[23]-: «§رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ»

3 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ -[24]-، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ»

4 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، رَفَعَهُ قَالَ: «§أُمِرْتُ بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أُمِرْتُ بِالصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ»

5 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُنَادٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ حَفْصٍ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، رَفَعَهُ قَالَ: " §ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ بَدَنُهُ فِي رَاحَةٍ: عِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ -[26]- الْجَاهِلِ، وَعَقْلٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

6 - حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: «§لَيْسَ الْحَلِيمُ مَنْ يَحْلُمُ عَمَّنْ يَحْلُمُ عَنْهُ وَيُجَاهِلُ مَنْ جَاهَلَهُ، وَلَكِنَّ الْحَلِيمَ مَنْ يَحْلُمُ عَمَّنْ يَحْلُمُ عَنْهُ وَيَحْلُمُ عَمَّنْ جَاهَلَهُ»

7 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ -[27]-: " §النَّاسُ رَجُلَانِ: مُؤْمِنٌ وَجَاهِلٌ. فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَلَا تُؤْذِهِ، وَأَمَّا الْجَاهِلُ فَلَا تُجَارِهِ "

8 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الْمُؤْمِنُ مُلْجَمٌ بِلِجَامٍ، فَلَا يَبْلُغُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَجِدَ طَعْمَ الذُّلِّ»

9 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الطَّوِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْسٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ -[28]- جَدِّهِ، قَالَ: حَضَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَيْسَ لِي مَالٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَالَ مِنْ عِرْضِي شَيْئًا فَهُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ بِعِرْضِهِ الْبَارِحَةَ» ؟ فَقَامَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: أَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قَدْ قَبِلَ اللَّهُ صَدَقَتَكَ»

10 - حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ -[29]- عَثْمَةَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اغْدُوا عَلَيَّ بِصَدَقَاتِكُمْ» فَغَدَوْا عَلَيْهِ بِصَدَقَاتِهِمْ فَقَالَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ: أَيْ رَبِّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ قَدْ أَمَرَنَا أَنْ نَتَصَدَّقَ، وَلَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ، وَإِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي فَغَدَا النَّاسُ بِصَدَقَاتِهِمْ، وَدَخَلَ مَعَهُمْ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ بِعِرْضِهِ الْبَارِحَةَ» ؟ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أحَدٌ قَالَهَا ثَلَاثًا. فَقَامَ عُلْبَةُ فَقَالَ: هَا أَنَذَا بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ قَوْلَكَ وَلَمْ أَكُنْ تَصَدَّقْتُ بِشَيْءٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلَى بِعِرْضِكَ فَقَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ، بَلَى بِعِرْضِكَ فَقَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ، بَلَى بِعِرْضِكَ فَقَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ»

11 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُطَرِّفِ مُغِيرَةُ -[30]- الشَّامِيُّ، عَنِ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ قَالَ: فَيَقُومُ نَاسٌ - وَهُمْ يَسِيرٌ - فَيَنْطَلِقُونَ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَتَلْقَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ. فَيَقُولُونَ: وَمَا فَضْلُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: إِذَا ظُلِمْنَا صَبَرْنَا، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا غَفَرْنَا، وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلِمْنَا، فَيُقَالَ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ "

12 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا -[31]- سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ لَيْسَ لِي مَالٌ أتَصَدَّقُ مِنْ مَالِي فَمَنْ أَصَابَ مِنْ عِرْضِي شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، فَأُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ

13 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: §أدْرَكْتُ النَّاسَ وَرَقًا لَا شَوْكَ فِيهِ، فَأَصْبَحُوا شَوْكًا لَا وَرَقَ فِيهِ، إِنْ نَقَدْتَهُمْ نَقَدُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَا يَتْرُكُوكَ قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ -[32]- قَالَ: تُقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ

14 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «ائْذَنُوا لَهُ فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ، أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ» فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ؟ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ §شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ -[33]- وَدَعَهُ النَّاسُ، أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ»

15 - حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ -[34]- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ» فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَشَّ بِهِ، فَقَالَتْ: فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ §لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ»

16 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا أقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي حَلْقَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ شَرًّا -[35]-، فَرَحَّبَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَفَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يُخَافُ لِسَانُهُ أَوْ يُخَافُ شَرُّهُ»

17 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْمَشْيَخَةِ، يَذْكُرُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§شِرَارُ النَّاسِ مَنْ يُتَّقَى مَجْلِسُهُ لِفُحْشِهِ»

18 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ -[36]- أَبِي شُعْبَةَ الطَّحَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «إِنَّ §مِنِ ابْتِغَاءِ الْخَيْرِ اتِّقَاءَ الشَّرِّ»

19 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «إِنَّا §لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَنَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ»

20 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ -[37]-: " §لَيْسَ بِحَلِيمٍ مَنْ لَمْ يُعَاشِرْ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ لَا يَجِدُ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدًّا، حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا، أَوْ قَالَ: مَخْرَجًا " قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَوْلَا هَذَا الْحَدِيثُ مَا جَمَعَنِي وَإِيَّاكُمْ عَلَى حَدِيثٍ

21 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «§خَالِطُوا النَّاسَ بِالْأَخْلَاقِ وَزَايِلُوهُمْ بِالْأَعْمَالِ»

22 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: " §النَّاسُ رَجُلَانِ: مُؤْمِنٌ وَجَاهِلٌ. فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَلَا تُؤْذِهِ، وَأَمَّا الْجَاهِلُ فَلَا تُجَاهِلُهُ "

23 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ صَوْحَانَ لِابْنِ زَيْدٍ: أَنَا كُنْتُ أَحَبُّ إِلَى أَبِيكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِي، خَصْلَتَانِ أُوصِيكَ بِهِمَا احْفَظْهُمَا مِنِّي: «§خَالِقِ الْفَاجِرَ، وَخَالِصِ الْمُؤْمِنَ، فَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرْضَى مِنْكَ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ يَحِقُّ عَلَيْكَ أَنْ تُخَالِصَ الْمُؤْمِنَ»

24 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ §مَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ حَتَّى يُنْتَهَكَ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ؛ فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ

25 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: قَرَأَهُ ابْنُ -[40]- جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،: {§وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72] قَالَ: «إِذَا أُوذُوا صَفَحُوا»

26 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ السَّدِّيِّ، {§وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72] قَالَ: «لَمْ يُكَلِّمُوهُمْ»

27 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ «§مَنْ يُتْبِعْ نَفْسَهُ كُلَّ مَا يَرَى فِي النَّاسِ؛ يَطُلْ حُزْنُهُ وَلَا يَشْفِ غَيْظَهُ»

28 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ , عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ -[41]- ناجِدٍ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوْ قَالَ خَطَبَ عَلِيٌّ أَصْحَابَهُ فقَالَ: «§كُونُوا فِي النَّاسِ كَالنَّحْلَةِ فِي الطِّبِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الطَّيْرِ إِلَّا يَسْتَضْعِفُهَا، وَلَوْ يَعْلَمُ مَا فِي أَجْوَافِهَا لَمْ يَفْعَلْ، خَالِقُوا النَّاسَ بِأَخَلَاقِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ، وَزَايِلُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ؛ فَإِنَّ لِامْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ، وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»

29 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: " §لَا تَكُونُ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ فِيكَ خِصَالٌ: لَا تَبْغِ عَلَى مَنْ فَوْقَكَ، وَلَا تَحْقِرْ مَنْ دُونَكَ، وَلَا تَأْخُذْ عَلَى عِلْمِكَ دُنْيَا "

30 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُ نَفْسِي أَنْ لَا أُخَالِطَ النَّاسَ فَمَا تَرَى؟ قَالَ: «لَا تَفْعَلْ، إِنَّهُ §لَابُدَّ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَلَابُدَّ لَكَ مِنْهُمْ، لَكَ إِلَيْهِمْ حَوَائِجُ، وَلَهُمْ إِليْكَ حَوَائِجُ، وَلَكِنْ كُنْ فِيهِمْ أَصَمَّ سَمِيعًا، أَعْمَى بَصِيرًا، سَكُوتًا نَطُوقًا»

باب التودد إلى الناس

§بَابُ التَّوَدُّدِ إِلَى النَّاسِ

31 - حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ»

32 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرِ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا الْقَسْرِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ -[45]- يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا يَزِيدُ بْنَ أسَدٍ، §أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ»

33 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُحِبُّنِي اللَّهُ عَلَيْهِ، وَيُحِبُّنِي النَّاسُ عَلَيْهِ. قَالَ: «§أَمَّا الْعَمَلُ الَّذِي يُحِبُّكَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْعَمَلُ الَّذِي يُحِبُّكَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ مَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الْحُطَامِ»

34 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ، قَالَ: " §لَا يَنْبُلُ الرَّجُلُ حَتَّى تَكُونَ فِيهِ خَصْلَتَانِ: الْعِفَّةُ عَمَّا فِي أيْدِي النَّاسِ، وَالتَّجَاوُزُ عَمَّا يَكُونُ مِنْهُمْ "

35 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ الْأَصْمَعِ الْوَفَاةُ جَمَعَ بَنِيهِ فَقَالَ: «أَيْ بَنِيَّ، §عَاشِرُوا النَّاسَ مُعَاشَرَةً أَنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ وَإِنْ مُتُّمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ»

36 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَخُو سُفْيَانَ بْنِ -[47]- عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِمُعَاوِيَةَ: «§الْمَرُوءَةُ إِصْلَاحُ الْمَالِ، وَلِينُ الْكَفِّ، وَالتَّحَبُّبُ إِلَى النَّاسِ»

37 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَمَّادٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: " §لَا يَسْتَكْمِلُ الرَّجُلُ الْعَقْلَ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ عَشْرَ خِصَالٍ: حَتَّى يَكُونَ الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولًا، وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونًا، وَحَتَّى لَا يَتَبَرَّمَ بِكَثْرَةِ حَوَائِجِ النَّاسِ مِنْ قَبْلِهِ، وَحَتَّى يَكُونَ الْفَقْرُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى، وَالذُّلُّ أَعْجَبَ إِلَيْهِ مِنَ الْعِزِّ، وَالتَّوَاضُعُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرَفِ، وَحَتَّى يَسْتَقِلَّ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ مِنْ نَفْسِهِ، وَيَسْتَكْثِرَ قَلِيلَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِهِ، وَالْعَاشِرَةُ _ وَمَا الْعَاشِرَةُ _ بِهَا شَادَ مَجْدُهُ، وَعَلَا جَدُّهُ، إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَمْ يَلْقَ أَحَدًا إِلَّا رَأَى أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْهُ "

38 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْفَرَجِ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: " أَدْرَكْتُ النَّاسَ §يَعُدُّونَ الْمُدَارَاةَ صَدَقَةً تَخْرُجُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَكَانَ يُقَالُ: إِذَا بَلَغَكَ عَنْ أَخِيكَ مَا تَكْرَهُ فَالْقَهُ بِمَا يُحِبُّ، فَإِنَّكَ تَقْضِمُهُ جَمْرَتَهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ "

39 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: «يَا بَنِيَّ §إِذَا سَمِعْتَ كَلِمَةً مِنَ مُسْلِمٍ فَاحْمِلْهَا عَلَى أحْسَنِ مَا تَجِدُ حَتَّى لَا تَجِدَ مَحْمَلًا»

40 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النُّعْمَانِ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: " §الْتَمِسْ لِأَخِيكَ الْعُذْرَ بِجَهْدِكَ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْرًا فَقُلْ: لَعَلَّ -[49]- لِأَخِي عُذْرًا لَا أَعْلَمُهُ "

41 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ جُحَادَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ. . . . رَحِمَهُ اللَّهُ: §أَعْقَلُ النَّاسِ أَعْذَرُهُمْ لَهُمْ

42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: لِتَكُنْ كَلِمَتُكَ طَيِّبَةً، وَليَكُنْ وَجْهُكَ بَسْطًا، تَكُنْ أَحَبَّ إِلَى النَّاسِ مِمَّنْ يُعْطِيهِمُ الْعَطَاءَ "

43 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِي، حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ، قَالَ -[50]-: " §جَلَسَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَالِيًا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا دَاوُدُ، مَا لِي أَرَاكَ خَالِيًا؟ قَالَ: هَجَرْتُ النَّاسَ فِيكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: يَا دَاوُدُ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا يَسْتَثْنِي وُجُوهَ النَّاسِ إِليْكَ وَتَبْلُغُ فِيهِ رِضَايَ؟ خَالِقِ النَّاسَ بِأَخْلَاقِهِمْ، وَاحْتَجِزِ الْإِيمَانَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ "

44 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ»

45 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدَةَ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§لَا تَظُنُّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ فِيِّ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا»

46 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ أَبُو نَصْرٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَهَضَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا أكْمَلَ مُرُوءَةَ هَذَا الْفَتَى. فَقَالَ عَمْرٌو: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ §أَخَذَ بِأَخْلَاقٍ أَرْبَعَةٍ وَتَرَكَ أَخْلَاقًا ثَلَاثَةً. إِنَّهُ أَخَذَ بِأَحْسَنِ الْبِشْرِ إِذَا لَقِيَ، وَبِأَحْسَنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ، وَبِأَحْسَنِ الِاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ، وَبِأَيْسَرِ الْمَؤُونَةِ إِذَا خُولِفَ , وَتَرَكَ مِزَاحَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلَا دِينِهِ، وَتَرَكَ مُجَالَسَةَ لِئَامِ النَّاسِ، وَتَرَكَ مِنَ الْكَلَامِ كُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ»

47 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَأَدْنَاهُ وَقَرَّبَهُ وَرَحَّبَ بِهِ , -[52]- فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ هَذَا مَنْ كُنْتَ تَذْكُرُ؟ قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ مِنْهُ شَرًّا قَالَ: «بَلَى» . قَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُكَ أَدْنَيْتَهُ وَقَرَّبْتَ مَقْعَدَهُ قَالَ: «إِنَّ §شَرَّ النَّاسِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ»

48 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: " §لَا تُعَادِ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَمْلِكُ لَكَ مَا لَا تَمْلِكُ لَهُ، ثُمَّ تَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ الْفَاجِرُ يَمْلِكُ أَنْ يَبْهَتَكَ بِمَا يُنْهِتُكَ، وَيَكْذِبُ عَلَيْكَ، وَيَقُولُ فِيكَ الْبَاطِلَ، وَأَنْتَ مَنَعَكَ مِنَ ذَلِكَ مَا يَمْنَعُكَ "

49 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِي، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -[53]- فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35] قَالَ: " الرَّجُلُ يَشْتُمُهُ أَخُوهُ فَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَغَفَرَ اللَّهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ "

50 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ يَعْرِضُ لَهُ الرَّجُلُ فَيَشْتُمُهُ، فَيَقُولُ لَهُ: §أَنْ كُنْتُ كَمَا قُلْتَ إِنِّي إِذًا لَرَجُلُ سُوءٍ

51 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ جَبَلَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " §إِذَا رَأَيْتَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ فَقُلْ: هَذَا سَبَقَنِي بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِذَا رَأَيْتَ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْكَ فَقُلْ: سَبَقْتُهُ إِلَى الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَإِنَّكَ لَا تَرَى أَحَدًا إِلَّا أَكْبَرَ مِنْكَ أَوْ أَصْغَرَ مِنْكَ -[54]-، وَإِذَا رَأَيْتَ إِخْوَانَكَ يُكْرِمُونَكَ أَوْ يُعَظِّمُونَكَ فَقُلْ هَذَا فَضْلٌ أَخَذُوا بِهِ، وَإِذَا رَأَيْتَ مِنْهُمْ تَقْصِيرًا فَقُلْ هَذَا ذَنْبٌ أَحْدَثْتُهُ "

52 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْكُمَيْتِ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ وَازِعٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، وَكَانَ مَنْ طَلَبَةِ الْعِلْمِ، قَالَ: " §قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا: إِذَا قِيلَ لَكَ مَا فِيكَ فَأَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْرًا، وَإِذَا قِيلَ لَكَ مَا لَيْسَ فِيكَ فَأَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْرًا أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ الشُّكْرِ، إِذْ يَسَّرَ لَكَ حَسَنَةً لَمْ يَكُنْ لَكَ فِيهَا عَمَلٌ "

53 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ جَبَلَةَ، قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «§مَا عَلَيْكَ أَنْ تُنْزِلَ النَّاسَ مَنْزِلَةَ أَهْلِ الْبَيْتِ فَتُنْزِلَ مَنْ كَانَ أَكْبَرَ مِنْكَ مَنْزِلَةَ أَبِيكَ، وَتُنْزِلَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ قَرِينَكَ مَنْزِلَةَ أَخِيكَ، وَتُنْزِلَ مَنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ مَنْزِلَةَ وَلَدِكَ فَأيُّ هَؤُلَاءِ تُحِبُّ أَنْ يُهْتَكَ سِتْرُهُ؟»

باب المداراة بطلاقة الوجه وحسن البشر

§بَابُ الْمُدَارَاةِ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَحُسْنِ الْبِشْرِ

54 - حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبَّادِ بْنُ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ حُسْنُ -[56]- الْخُلُقِ وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ»

55 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ وُجُوهٍ وَحُسْنُ خُلُقٍ»

56 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا سَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، وَكَانَ أبُوُهُ قَدْ شَهِدَ عَامَّةَ الْمَشَاهِدِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عَنْ جُرَيٍّ أَوْ أَبِي جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَنُحِبُّ أَنْ تُعَلِّمَنَا عَمَلًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، قَالَ: «§لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ»

57 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ»

58 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[59]- الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، يَعْنِي ابْنَ جَزْءٍ قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

59 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنِ -[60]- الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مِنْ أضْحَكِ النَّاسِ سِنًّا وَأَطْيَبِهِ نَفْسًا

60 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ §رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أفْكَهِ النَّاسِ»

61 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: §مَا سَمِعَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتِي وَهُوَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا أَذِنَ لِي، وَمَا اسْتَقْبَلَنِي قَطُّ مُنْذُ أسْلَمْتُ إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي

62 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي عَفَّانُ بْنُ -[62]- مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا

63 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ -[63]- أَبِي زِيَادٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ فَرَأَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرَ صَافَحَهُ»

64 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ أَبِي حَبِيبٍ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: " §الْتَقَى يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَضَحِكَ عِيسَى فِي وَجْهِ يَحْيَى وَصَافَحَهُ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: يَا ابْنَ خَالَتِي، أَرَاكَ ضَاحِكًا كَأَنَّكَ قَدْ أَمِنْتَ فَقَالَ لَهُ عِيسَى: يَا ابْنَ خَالَتِي، مَالِي أَرَاكَ عَابِسًا كَأَنَّكَ قَدْ يَئِسْتَ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْا أَنَّ أحَبَّكُمَا إِلَيَّ أبَشُّكُمَا لِصَاحِبِهِ "

65 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ -[64]- عَامِرٍ أَبُو حَفْصٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَتَصَافَحَا وَسَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَحْسَنَهُمَا بِشْرًا بِصَاحِبِهِ، وَنَزَلَتْ بَيْنَهُمَا مِائَةُ رَحْمَةٍ، لِلْبَادِئِ تِسْعُونَ، وَلِلْمُصَافِحِ عَشْرٌ»

66 - حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ -[65]- بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ §مِنْ أَمْزَحِ النَّاسِ وَأَضْحَكِهِ»

67 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: إِنَّهُ «§لَيُعْجِبُنِي مِنَ الْقُرَّاءِ كُلُّ سَهْلٍ طَلْقٍ مِضْحَاكٍ، فَأَمَّا مَنْ تَلْقَاهُ بِالْبِشْرِ وَيَلْقَاكَ بِالْعُبُوسِ كَأَنَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكَ، فَلَا أَكْثَرَ اللَّهُ فِي الْقُرَّاءِ مِثْلَهُ»

68 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §مَا رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أسْلَمْتُ إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي

69 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ , أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ كَانَ رَجُلٌ يُكْثِرُ الضَّحِكَ فُذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ §سَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَضْحَكُ»

70 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: «كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ §يَضْحَكُ حَتَّى تَدْمَعَ عَيْنَاهُ»

71 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: «كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ §صَاحِبَ ضَحِكٍ وَمِزَاحٍ»

72 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: «كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ §يَنْشُدُ الشِّعْرَ، وَيَضْحَكُ حَتَّى يَمِيلَ، فَإِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ مِنَ السُّنَّةِ كَلَحَ»

73 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ أُمِّ عَبَّادٍ، امْرَأةِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَتْ: «كُنَّا نَكُونُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فِي الدَّارِ، فَكُنَّا §نَسْمَعُ بُكَاءَهُ منَ اللَّيْلِ، وَربَّمَا مَزَحَ مِنَ النَّهَارِ»

74 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ -[68]- الْأَوْزَاعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: «كَانُوا §يَشْتَدُّونَ بَيْنَ الْأَغْرَاضِ، وَيَضْحَكُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ كَانُوا رُهْبَانًا»

باب جميل المعاشرة بحسن الخلق

§بَابُ جَمِيلِ الْمُعَاشَرَةِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ

75 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْهُ الْأَعْرَابُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ أَوِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: «§الْخُلُقُ الْحَسَنُ»

76 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي , وَعَمِّي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ قَالَ: «§تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ» وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ قَالَ: «الْأَجْوَفَانِ الْفَمُ وَالْفَرْجُ»

77 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «§أحْسَنُهُمْ خُلُقًا»

78 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُمَلَّكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَبْلُغُ بِهِ قَالَ: «§مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، فَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ»

79 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ -[73]- مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْمَلِكُمْ إِيمَانًا؟ أحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّؤُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ»

80 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[74]-: «إِنَّ §الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ»

81 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ عَبَّادٍ الْقُرَشِيُّ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَخْشَى لِلَّهِ مِنْهُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الْآخِرَةِ وَشَرَفَ الْمَنَازِلِ وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْعِبَادَةِ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكٍ مِنْ جَهَنَّمَ وَهُوَ عَابِدٌ»

82 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَارَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ §لَيُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الثَّوَابِ عَلَى حُسْنِ الْخُلُقِ كَمَا يُعْطِي الْمُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَغْدُو عَلَيْهِ الْأَجْرُ وَيَرُوحُ»

83 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ الْأَحْمَسِيُّ النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ -[76]- قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §الْخُلُقَ الْحَسَنُ لَيُذِيبُ الْخَطَايَا كَمَا تُذِيبُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ»

84 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ §مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا»

85 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ: «§الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ»

86 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[79]-: «§مَا حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ رَجُلٍ وَخُلُقَهُ فَتَطْعَمَهُ النَّارُ»

87 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ -[80]- زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا حَسَّنَ خَلْقَهُ وَخُلُقَهُ»

88 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §أَحَبَّكُمْ إِلَى اللَّهِ وَأَقْرَبَكُمْ إِلَيَّ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَسَاوِئُكُمْ أَخْلَاقًا، الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ»

89 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَعْفِيُّ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، قَالَ: «§الْبِذْلَةُ، وَالْعَطِيَّةُ، وَالْبِشْرُ الْحَسَنُ» -[82]- قَالَ هِلَالٌ: وَكَانَ الشَّعْبِيُّ كَذَلِكَ

90 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ حَسَنٍ , سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ §حُسْنِ الْخُلُقِ، قَالَ: «الْكَرَمُ، وَالْبِذْلَةُ، وَالِاحْتِمَالُ»

باب ذم سوء الخلق

§بَابُ ذَمِّ سُوءِ الْخُلُقِ

91 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: الْبُخْلُ وَسُوءُ الْخُلُقِ "

92 - حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الشُّؤْمُ سُوءُ الْخُلُقِ»

93 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ، قَالَ ابْنُ مُصْعَبٍ: حَسِبْتُ أَنَّ مَعَهُ حَكِيمَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ -[85]- عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الشُّؤْمُ سُوءُ الْخُلُقِ»

94 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ الْأَحْمَسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[86]-: «إِنَّ §الْخُلُقَ السَّيِّئَ لَيُفْسِدُ الْإِيمَانَ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ»

95 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ ذَنْبٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَهُ لَا يَخْرُجُ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا وَقَعَ فِي ذَنْبٍ»

96 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنٍ، قَالَ: بَلَغَنِي " إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ -[87]-: §مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ، وَمَنْ كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ جَمَالُهُ، وَمَنْ لَاحَى الرِّجَالَ سَقَطَتْ كَرَامَتُهُ، وَمَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقُمَ بَدَنُهُ "

باب المداراة بلين الجانب وطيب الكلام

§بَابُ الْمُدَارَاةِ بِلِينِ الْجَانِبِ وَطَيِّبِ الْكَلَامِ

97 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§هَلْ تَدْرُونَ مَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ»

98 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ»

99 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فِي الْجَنَّةِ غُرَفٌ يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، أَعَدَّها اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَطَابَ الْكَلَامَ»

100 - حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي أَبِي الْمِقْدَامُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي شُرَيْحٍ هَانِئٍ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يُوجِبُ لِيَ الْجَنَّةَ قَالَ: «§عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْكَلَامِ وَبَذْلِ الطَّعَامِ»

101 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ _ قَالَ: أَظُنُّهُ رَفَعَهُ، شَكَّ لَيْثٌ _ قَالَ: «§كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ يَتَكَلَّمُ بِهَا الرَّجُلُ صَدَقَةٌ»

102 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ، أَخْبَرَنَا -[93]- سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرُو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَكَلِمَةٌ طَيِّبَةٍ»

103 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعَ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، يَقُولُ: «§يُمَكِّنُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَطَيِّبُ الْكَلَامِ»

104 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي -[94]- سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْمَجُوسِيُّ يُولِينِي مِنْ نَفْسِهِ وَيُسَلِّمُ عَلَيَّ أَفَأَرُدُّ عَلَيْهِ؟ فقَالَ سَعِيدٌ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ نَحْوٍ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «§لَوْ قَالَ لِي فِرْعَوْنُ خَيْرًا لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ»

105 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَارْدُدْ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ مَجُوسِيًّا» ذَلِكَ بأنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86]

106 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ -[95]-: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83] قَالَ: «§لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ، الْمُشْرِكُ وَغَيْرُهُ»

107 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَاءَ، أَخْبَرَنِي هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: عَطِسَ نَصْرَانِيٌّ طَبِيبٌ عِنْدَ أَبِي فَقَالَ لَهُ: «§رَحِمَكَ اللَّهُ» فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ نَصْرَانِيٌّ. قَالَ أَبِي: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى الْعَالَمِينَ»

108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " §ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَصَابَ الْبِرَّ: سَخَاوَةُ النَّفْسِ، وَالصَّبْرُ عَلَى الْأَذَى، وَطَيِّبُ الْكَلَامِ "

109 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ -[96]-، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «§الْبِرُّ شَيْءٌ هَيِّنٌ وَجْهٌ طَلِيقٌ وَكَلَامٌ لَيِّنٌ»

110 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: " قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: §الْكَلَامُ اللَّيِّنُ يَغْسِلُ الضَّغَائِنَ الْمُسْتَكِنَّةَ فِي الْجَوانِحِ "

111 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ مَا يَلْقَى مِنَ النَّاسِ مِنَ الْأَذَى، فقَالَ لَهُ أَبُو مُسْلِمٍ: «§إِنْ تُنَاقِدِ النَّاسَ يُنَاقِدُوكَ، وَإِنْ تَتْرُكْهُمْ لَا يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ تَفِرَّ مِنْهُمْ يُدْرِكُوكَ» قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: «هَبْ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ، وَخُذْ شَيْئًا مِنْ لَا شَيْءَ يَعْنِي الدُّنْيَا»

112 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ -[97]- الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا بِرُّ الْحَجِّ؟ قَالَ: «§طَيِّبُ الْكَلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ»

باب الحذر من الناس اتقاء شرهم والمداراة لهم

§بَابُ الْحَذَرِ مِنَ النَّاسِ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ وَالْمُدَارَاةِ لَهُمْ

113 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ»

114 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §مِنَ الْحَزْمِ سُوءُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ»

115 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَامِلٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §مِنَ الْحَزْمِ أَنْ تَتَّهِمَ النَّاسَ»

116 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَحْوَصِ، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ -[101]-: «§لَا تَأْمَنَنَّ أَحَدًا بَعْدِي»

117 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نَصْرٍ الْعَابِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْيَحْصِبِيُّ، عَنْ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: «كَانَ §النَّاسُ كَشَجَرَةٍ ذَاتِ جِنًى، وَيُوشِكُ أَنْ يَعُودُوا كَشَجَرَةٍ ذَاتِ شَوْكٍ»

118 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ يَقُولُ: «§مَا مِنْ يَوْمٍ أُصْبِحُ فِيهِ لَا يَرْمِينِي النَّاسُ فِيهِ بِدَاهِيَةٍ إِلَّا عَدَدْتُهَا لِلَّهِ عَلَيَّ نِعْمَةً» -[102]- قَالَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: [البحر الطويل] فَإِنَّ امْرأً أَمْسَى وَأصْبَحَ سَالِمًا ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا جَنَى لَسَعِيدُ

119 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§كُلُّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ تَمُرُّ بِكَ مُعَافًى فِي نَفْسِكَ وَأَهْلِكَ وَمَالِكَ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةٌ لَا تَدْرِي مَا حَسْبُ ذَلِكَ حَتَّى يُصِيبَكَ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ»

120 - حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «§لَا تُتْبِعْ بَصَرَكَ كُلَّ مَا تَرَى فِي النَّاسِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُتْبِعْ بَصَرَهُ كُلَّ مَا يَرَى فِي النَّاسِ يَطُلْ حُزْنُهُ وَلَا يَشْفِ غَيْظَهُ، وَمَنْ لَا يَعْرِفْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَّا فِي مَطْعَمِهِ أَوْ فِي مَشْرَبِهِ فَقَدْ قَلَّ عَمَلُهُ وَحَضَرَ عَذَابُهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ غَنِيًّا فِي الدُّنْيَا فَلَا دُنْيَا لَهُ»

121 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عُمَيْرٍ -[103]- الْحَلَبِيُ , عَنْ عَطَاءٍ الْخَفَّافِ، قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَنَحْنُ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَضَرَبَ حُجْزَتِي فَقَالَ: «يَا عَطَاءُ، §احْذَرِ النَّاسَ، وَأَنَا فَاحْذَرْنِي»

122 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُصْلِحٍ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ، قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ: " يَا عَطَاءُ §احْذَرِ النَّاسَ، وَأَنَا فَاحْذَرْنِي، فَلَوْ خَالَفْتَ رَجُلًا فِي رُمَّانَةٍ فَقَالَ: حَامِضَةٌ، وَقُلْتَ: حُلْوَةٌ، أَوْ قَالَ: حُلْوَةٌ، وَقُلْتَ: حَامِضَةٌ؛ لَخَشِيتُ أَنْ يَشِيطَ بِدَمِي "

123 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُصْمٍ أَبُو الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَدَقَةَ أَبُو الْمُهَلْهِلِ، قَالَ: أَخَذَ بِيدِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ، فَاعْتَزَلَ نَاحِيَةً عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا الْمُهَلْهِلِ، §قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ -[104]- أَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَلْبِي الْيَوْمَ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَإِنْ لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانِي. قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: لِتَغَيُّرِ النَّاسِ وَفَسَادِهِمْ. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ بِالْكُوفَةِ أَحَدًا لَوْ فَزَعَتُ إِلَيْهِ فِي قَرْضِ عَشْرَةِ دَرَاهِمَ أَقْرَضَنِي ثُمَّ كَتَمَهَا، حَتَّى يَذْهَبَ وَيَجِيءَ وَيَقُولَ: اسْتَقْرَضَنِي سُفْيَانُ فَأَقْرَضْتُهُ "

124 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ: «§فِرَّ مِنَ النَّاسِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الْأَسدِ»

125 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخِي أَبِي حُرَّةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§اتَّقُوا اللَّهَ وَاتَّقُوا النَّاسَ»

126 - حَدَّثَنَا دَهْثَمُ بْنُ الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§لَوْلَا مَخَافَةُ الْوَسْوَاسِ لَدَخَلْتُ إِلَى بِلَادٍ لَا أَنِيسَ بِهَا، وَهَلْ يُفْسِدُ النَّاسَ إِلَّا النَّاسُ؟»

127 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنِي الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ يَجْلِسُ فِي الْبَيْتِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَجْلِسُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: «§حَيْفُ الْأَئِمَّةُ، وَفَسَادُ النَّاسِ»

128 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الزُّبَيْرِ الصَّنْعَانِيِّ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ طَاوسًا عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ فِيهِ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ لَهُ: «§قَبَّحَ اللَّهُ النَّاسَ»

129 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: يَا دَاوُدُ §أَتَخَافُ أَحَدًا غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، أخَافُ مَنْ لَا يَخَافُكَ "

130 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْرَةَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَمَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ حُمَيْدٍ الْأَكَّافَ، وَقَالَ لِي: كَيْفَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: «بِخَيْرٍ» قَالَ: قَدْ تَكَلَّمَ أَهْلُ مَرْوٍ بِقُدُومِكَ. قُلْتُ: «لَا أَدْرِي» قَالَ: جَاءَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ فَقَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ قَالَ لِي: مَنْ بَنَى مَدِينَةَ مَرْوٍ؟ قُلْتُ: «لَا أَدْرِي» قَالَ: رَجُلٌ يَبْنِي مَدِينَةً مِثْلَ هَذِهِ لَا تَدْرِي مَنْ بَنَاهَا؟ فَغَدًا مَنْ يَكُونُ حَفْصٌ؟ مَنْ يَكُونُ إِبْرَاهِيمُ؟ لَا تَغْتَرَّ بِهَذَا الْقَوْلِ. ثُمَّ قَالَ: " §جَرَّبْتُ النَّاسَ مُذْ خَمْسِينَ سَنَةً فَمَا وَجَدْتُ أَخًا لِي سَتَرَ لِي عَوْرَةً، وَلَا غَفَرَ لِي ذنْبًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَلَا وَصَلَنِي إِذَا قَطَعْتُهُ -[107]-، وَلَا أَمِنْتُهُ إِذَا غَضِبَ، فَالِاشْتِغَالُ بِهَؤُلَاءِ حُمْقٌ كَبِيرٌ. كُلَّمَا أَصْبَحْتَ تَقُولُ: أَتَّخِذُ الْيَوْمَ صَدِيقًا، ثُمَّ تَنْظُرُ مَا يُرِضِيهِ عَنْكَ: أَيُّ هَدِيَّةٍ؟ أَيُّ تَسْلِيمٍ؟ أَيُّ دَعْوَةٍ؟ فَأَنْتَ أَبَدًا مَشْغُولٌ "

131 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى النَّسَائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: " §الْأَقَاوِيلُ مَحْفُوظَةٌ وَالسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ، وَ {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38] ، وَقَدْ أَصْبَحَ النَّاسُ مَنْقُوصِينَ مَدْخُولِينَ إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ، فَقَائِلُهُمْ نَاعِرٌ، وَمُسْتَمِعُهُمْ غَائِبٌ، وَمُسَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ، وَمُحْسِنُهُمْ مُتَكَلِّفٌ، يَكَادٌ أفْضَلُهُمْ رَأْيًا يَرُدُّهُ أَدْنَى الرِّضَا وَأَدْنَى السُّخْطِ، وَيَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُودًا تَنْكَأُهُ اللَّحْظَةُ وَتَسْتَحْلِيهِ الْكَلِمَةُ "

132 - كَتَبَ إِليَّ أَبُو نَصْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خُبَيْقٍ، يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ -[108]-: اسْتَشَرْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي الْمُقَامِ بِالشَّامِ فَقَالَ: «§لَا أرَى لَكَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا بِلَادُ فِتْنَةٍ، وَلَكِنْ إِنْ صَحَّ عَزْمُكَ فَعَلَيْكَ بِبَعْضِ السَّوَاحِلِ، ثُمَّ اسْتَفِدْ مِائَةَ صَدِيقٍ، فَإِذَا اسْتَقْصَيْتَ أَمْرَهُمْ، فَاطْرَحْ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَكُنْ مِنَ الْوَاحِدِ فِي شَكٍّ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَزِيرَيْنِ _ وَلَدَيْ آدَمَ _ غَضِبَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ فَقَتَلَهُ»

133 - وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نَصْرٍ: قَالَ لِي ظَاهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمِصِّيصَةِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ،: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ، يَقُولُ: «§أَنَا فِي طَلَبِ رَفِيقٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، إِذَا غَضِبَ لَا يَكْذِبُ عَلَيَّ» وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ: قَالَ لِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: ازْهَدْ فِي النَّاسِ، فَعَنْ مَعْرِفَةٍ مِنِّي بِهِمْ زَهَدْتُ فِيهِمْ

134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: قَالَ مِسْعَرٌ: «§مَا صَحِبْتُ أَحَدًا إِلَّا طَلَبَ عُيوبِي»

135 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ لِي نَصْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: «§مَنْ عَاشَرَ النَّاسَ دَارَاهُمْ وَمَنْ دَارَاهُمْ رَايَاهُمْ»

136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ -[110]-، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ §خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهُمَا الرِّجَالُ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحا لِلْخَيْرِ مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ»

باب اعتزال الشر وأهله

§بَابُ اعْتِزَالِ الشَّرِّ وَأَهْلِهِ

137 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِيَّاكُمْ وَمُشَارَّةَ النَّاسِ، فَإِنَّهَا تَدْفِنُ الْغُرَّةَ وَتُظْهِرُ الْعَوْرَةَ» تَدْفِنُ يَعْنِي تُذْهِبُ

138 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، حَدَّثَنِي بِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «يَا بُنَيَّ §إِذَا رَأَيْتَ الشَّرَّ فَدَعْهُ وَأَهْلَهُ»

139 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَعِيبُ عَلَيْهِ إِعْطَاءَ الشُّعَرَاءِ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ §خَيْرَ الْمَالِ مَا وُقِيَ بِهِ الْعِرْضُ

140 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو -[114]- الْأَشْهَبِ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: أَيْ بُنَيَّ، §اعْتَزِلِ الشَّرَ كَمَا يَعْتَزِلُكَ، فَإِنَّ الشَّرَّ لِلشَّرِّ خُلِقَ "

141 - حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ لُقْمَانَ، قَالَ لِابْنِهِ: «§مَنْ قَالَ الشَّرُّ يُطْفِئُ الشَّرَّ؟ فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلْيُوقِدْ نَارًا عِنْدَ نَارٍ، ثُمَّ لِيَنْظُرْ هَلْ تُطْفِئُ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى؟ أَلَا فَإِنَّ الْخَيْرَ يُطْفِئُ الشَّرَّ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ»

142 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَذْكُرَ عُيوبَ صَاحِبِكَ، فَاذْكُرْ عُيوبَ نَفْسِكَ»

143 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ -[115]-: «§مَا أَحْسَبُ أَحَدًا تَفَرَّغَ لِعُيوبِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ غَفْلَةٍ غَفَلَهَا عَنْ نَفْسِهِ»

144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهُجَيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§إِذَا رَأَيتُمُ الرَّجُلَ مُوكَلًا بِذُنُوبِ النَّاسِ، نَاسٍ لِذُنُوبِهِ، فاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ مُكِرَ بِهِ»

145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: " §مَنْ رَأَى أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ فَهُوَ مُسْتَكْبِرٌ؛ وَذَلِكَ أَنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} [الأعراف: 12] فَكَانَ ذَلِكَ اسْتِكْبَارًا "

146 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ -[116]-: «§أَحَبُّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّؤُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يُؤْلَفُونَ وَيَأْلَفُونَ، وَأَبْغَضُكُمْ إِلَى اللَّهِ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْإِخْوَانِ، الْمُلْتَمِسُونَ لِأَهْلِ الْبَرَآء الْعَثَرَاتِ»

باب الإصلاح بين الناس

§بَابُ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ

147 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يَرْضَى اللَّهُ مَوْضِعَهَا؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «§تَسْعَى فِي صُلْحِ ذَاتِ بَيْنِ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَتُقَارِبُ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا»

148 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «§إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ»

149 - حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يَقُولُ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرٍ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ؟ §إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَإِيَاكُمْ وَالْبُغْضَةَ، فَإِنَّهَا هِيَ الْحالِقَةُ»

150 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[120]- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1] : «هَذَا تَحْرِيجٌ مِنَ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَّقُوا وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ»

151 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: «§مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ قَوْمٍ فَهُوَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

باب مداراة الرجل زوجته وحسن معاشرته إياها

§بَابُ مُدَارَاةِ الرَّجُلِ زَوْجَتَهُ وَحُسْنُ مُعَاشَرَتِهِ إِيَّاهَا

152 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ، تَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَلَا بِنِسَائِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ كَرَجُلٍ مِنْ رِجَالِكُمْ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ §مِنْ أَكْرَمِ النَّاسِ، وَأَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ ضَاحِكًا بَسَّامًا»

153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مِنْ أَضْحَكِ النَّاسِ سِنًّا، وَأَطْيَبِهِ نَفْسًا

154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»

155 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ -[124]-: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُقُّ عَلَيَّ الْبَابَ فِي غَيْرِ لَيْلَتِي بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، حَتَّى يَرْتَفِعَ قَرْعُهُ فَيُكَلِّمَنِي مِنْ صِيرِ الْبَابِ يَقُولُ: «§عَزَمْتُ عَلَيْكِ أَنْ تَفْتَحِي لِي إِنْ كُنْتِ تَسْمَعِينَ» فَأَفْتَحُ لَهُ فَيَقُولُ: «مَا مَنَعَكِ أَنْ تَفْتَحِي» ؟ فَأَقُولُ: أَرَدْتُ أَنْ يَعْلَمَ أَزْوَاجُكَ أَيَّ سَاعَةٍ جِئْتَ؟

156 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ -[125]-، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ الْآخِرَةِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْأُثَيْلِ عِنْدَ الصَّفْرَاءِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الْأَرَاكِ انْصَرَفْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي وَنَكَبْتُ عَنِ الطَّرِيقِ، فَبَيْنَا أَنَا هُنَاكَ إِذَا رَاكِبٌ يَضْرِبُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى حَتَّى أَنَاخَ إِلَيَّ بَعِيرِي، ثُمَّ اضْطَجَعَ قَالَتْ: فَفَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي، ثُمَّ جِئْتُ قُلْتُ: أَرْكَبُ؟ قَالَ: «§تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ» قَالَتْ: عَرَفْتُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ أَنَّهُ غَيْرُ تَارِكِي. قَالَتْ: فَأَرْمِي بِدِرْعِي خَلْفَ ظَهْرِي ثُمَّ أجْعَلُ طَرَفَهُ فِي حُجْزَتِي، ثُمَّ خَطَطْتُ خَطًّا بِرِجْلِي، ثُمَّ قُلْتُ: تَعَالَ نَقُومُ عَلَى هَذَا الْخَطِّ. قَالَتْ: فَنَظَرَ فِي وَجْهِي فَكَأَنَّهُ عَجِبَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ. قَالَتْ: فَقُمْنَا عَلَى ذَلِكَ الْخَطِّ. قَالَتْ: قُلْتُ أذْهَبُ؟ قَالَ: اذْهَبِي. فَخَرَجْنَا فَسَبَقَنِي، وَخَرَجَ بَيْنَ يَدَيَّ فَقَالَ: «هَذِهِ بِيَوْمِ ذِي الْمَجَازِ» قَالَتْ: فَذَكَرْتُ مَا يَوْمُ ذِي الْمَجَازِ؟ -[126]- قَالَتْ: ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّهُ أَتَى وَأَنَا جَارِيَةٌ يَبْتَغِي أَبِي، وَكَانَ فِي يَدِي شَيْءٌ فَسَأَلَنِيهِ فَمَنَعْتُهُ، فَذَهَبَ يَتَعَاطَاهُ، فَفَرَرْتُ، فَخَرَجَ فِي أَثَرِي، فَسَبَقْتُهُ وَدَخَلْتُ الْبَيْتَ

157 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَبْعَثُ أَوْ يُسَرِّبُ إِلَيْهَا بِالْجَوَارِي يُلَاعِبْنَهَا بِالْبَنَاتِ يَعْنِي اللُّعَبَ

158 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ -[127]- ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَائِشَةَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٍ، فَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُؤْتَزِرَةً بِكِسَاءٍ مَعَهَا فِهْرٌ، فَضَرَبَتْ بِهَا الصَّحْفَةَ، فَفَلَقَتْهَا فَلْقَتَيْنِ، فَجَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَلْقَتَيْنِ مَعَ الطَّعَامِ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: «§كُلُوا غَارَتْ أُمُّكُمْ، كُلُوا غَارَتْ أُمُّكُمْ» فَلَمَّا حَضَرَ طَعَامُ عَائِشَةَ جَاءَتْ بِهِ فِي صَحْفَتِهَا، فَأَكَلُوا. ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحْفَتَهَا، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَبَعَثَ صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

159 - حَدَّثَنَا الْمُؤَمِّلُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " دَخَلْتُ عَلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمَعَةَ، فَجَلَسْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، وَقَدْ §صَنَعْتُ حَرِيرَةً فَجِئْتُ بِهَا فَقُلْتُ: كُلِي. فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِذَائِقَتُهَا، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَتَأْكُلِينَ مِنْهَا أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ مِنْهَا بِوَجْهِكَ. فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِذَائِقَتِهَا. فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا شَيْئًا فَمَسَحْتُ بِوَجْهِهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ وَهُوَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، فَتَنَاوَلَتْ مِنْهَا شَيْئًا لِتَمْسَحَ بِهِ وَجْهِي، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْفِضُ عَنْهَا رُكْبَتَهُ _ وَهُوَ يَضْحَكُ _ لِتَسْتَقِيدَ مِنِّي، فَأَخَذَتْ شَيْئًا فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ "

160 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ -[129]- مُحَمَّدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَلَكَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَنِي فِي زُقَاقٍ فَتَنَاوَلَنِي فَسَابَقَنِي فَسَبَقْتُهُ فَلَمَّا بَنَى بِي قَالَ: يَا عَائِشَةُ «§هَلْ لَكِ فِي السِّبَاقِ فَسَبَقَنِي» ، وَقَالَ: «هَذِهِ بِتِلْكَ»

161 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ -[130]- عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَهْوُ الدُّنْيَا بَاطِلٌ إِلَّا ثَلَاثًا: انْتِضَالَكَ بِقَوْسِكَ وَتَأْدِيبَكَ فَرَسَكَ، وَمُلَاعَبَتَكَ أَهْلَكَ "

162 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ -[132]-، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أُمَّهُ وَهِيَ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِيمَا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا

163 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ -[133]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " §كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثُ خِصَالٍ: رَجُلٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَرَجُلٌ كَذَبَ بَيْنَ امْرَأَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا وَرَجُلٌ كَذَبَ فِي خَدِيعَةِ الْحَرْبِ "

164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: أَصَابَ مِنْ جَارِيَةٍ لَهُ فَنَدَّدَتْ بِهِ امْرَأَتُهُ فَأَخَذَتْ شَفْرَةً ثُمَّ أَتَتْهُ فَوَافَقَتْهُ قَدْ قَامَ مِنْهَا، قَالَتْ: أفَعَلْتَهَا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ؟ قَالَ مَا فَعَلْتُ شَيْئًا قَالَتْ: لَتَقْرَأَنَّ قُرْآنًا أَوْ لَأُبَعِّجَنَّكَ بِهَا قَالَ: فَفَكَّرْتُ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَأَنَا جُنُبٌ فَهِبْتُ ذَلِكَ وَهِيَ امْرَأَةٌ غَيْرَى وَبِيَدِهَا شَفْرَةٌ وَلَا آمَنُهَا، فَقُلْتُ: [البحر الطويل] -[136]- §وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ مَشْهُورٌ مِنَ الصُّبْحِ سَاطِعُ يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ... إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرينَ الْمَضَاجِعُ أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ فَأَلْقَتِ السِّكِّينَ وَقَالَتْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَذَّبْتُ الْبَصَرَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَضَحِكَ، وَأَعْجَبُهُ مَا صَنَعْتُ

165 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدِبٍ، يَخْطُبُ -[137]- عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ §الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّكَ أَنْ أَرَدْتَ إِقَامَةَ الضِّلَعِ كَسَرْتَهَا، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا، فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا»

166 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ -[138]- الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §الْمَرْأَةَ كَالضِّلَعِ، أَنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وَإِنْ تَرَكْتَهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوجٌ»

167 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ؟ قَالَ: «§أَنْ يُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمَ، وَيَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَى، وَلَا يَضْرِبُ -[139]- الْوَجْهَ، وَلَا يُقَبِّحْ، وَلَا يَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ»

168 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ بِيَدِهِ امْرَأَةً قَطُّ وَلَا خَادِمًا»

169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمَعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ فَوَعَظَهُمْ وَذَكَرَ النِّسَاءَ فَقَالَ: «§عَلَامَ يَجْلِدُ أحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، ثُمَّ يُضَاجِعُهَا مِنْ أَوَّلِ يَوْمِهِ؟»

170 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§النِّسَاءُ عَوْرَةٌ خُلِقْنَ مِنْ ضَعْفٍ، فَاسْتُرُوا عَوْرَاتِهِنَّ بِالْبُيُوتِ -[141]- وَدَارُوا ضَعْفَهُنَّ بِالسُّكُوتِ»

171 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّها النَّاسُ، إِنَّ §النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ، لَا يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، لَكَمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ، فَمِنْ حَقِّكُمْ عَلَيْهِنَّ أَلَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ، وَلَا يَعْصِينَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ، فَإِذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ فَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا تَضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ ضَرَبْتُمُوهُنَّ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ»

172 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ عُمَرَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى عُنُقِهِ امْرَأَةٌ مِثْلُ الْمَهَاةِ، وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] §صِرْتُ لِهَذِهِ جَمَلًا ذَلُولَا ... مُوَطَّأً أتَّبِعُ السُّهُوَلَا أعْدِلُهَا بِالْكَفِّ أَنْ تَمِيلَا ... أَحْذَرُ أَنْ تَسْقُطَ أَوْ تَزُولَا أَرْجو بِذَاكَ نَائِلًا جَزِيلَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي قَدْ وَهَبْتَ لَهَا حَجَّكَ؟ قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتِي، وَاللَّهِ إِنَّهَا مَعَ مَا تَرَى مِنْ صُنْعِي بِهَا لَحَمْقَاءُ مُرْغَامَةٌ، أَكُولٌ قَمَّامَةٌ، مَشُومَةُ الْهَامَةِ، مَا تُبْقِي لَهَا خَامَةً. فَقَالَ عُمَرُ: مَا تَصْنَعُ بِهَا إِذَا كَانَ هَذَا قَوْلَكَ فِيهَا؟ قَالَ: حُسْنًا فَلَا تُفْرَكُ، وَأُمَّ عِيَالٍ فَلَا تُتْرَكُ. قَالَ: إِمَّا لَا فَشَأْنُكَ بِهَا

باب مداراة المرأة لزوجها وحسن معاشرتها إياه

§بَابُ مُدَارَاةِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا وَحُسْنُ مُعَاشَرَتِهَا إِيَّاهُ

173 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُتْعَالِ بْنُ طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَينَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِليْكَ، اللَّهُ رَبُّ الرِّجَالِ وَرَبُّ النِّسَاءِ، وَآدَمُ أَبُو الرِّجَالِ وَأبُو النِّسَاءِ، وَبَعَثَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الرِّجَالِ وَإِلَى النِّسَاءِ، فَالرِّجَالُ إِذَا خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقُتِلُوا فَأَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، وَإِذَا خَرَجُوا لَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ مَا قَدْ عَمْلُوا، وَنَحْنُ نَخْدُمُهُمْ وَنَجْلِسُ فَمَاذَا لَنَا مِنِ الْأَجْرِ؟ -[145]- فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقْرِئِي النِّسَاءَ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُولِي لَهُنَّ إِنَّ §طَاعَةَ الزَّوْجِ تَعْدِلُ مَا هُنَاكَ، وَقَلِيلٌ مِنْكُنَّ مَنْ تَفْعَلُهُ»

174 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ بَشِيرَ بْنَ يَسَارٍ أخَبْرَهُ , عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ عَمَّةٍ لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَتِهَا فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[146]-: «أَذَاتِ زَوْجٍ أَنْتِ» ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: «فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ» ؟ قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: «§انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ»

175 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّفَاوِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: مَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى الْمَرْأَةِ؟ قَالَ: «§لَا تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى رَأْسِ قَتَبٍ» قَالَتْ: وَمَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى امْرَأَتِهِ؟ قَالَ: «لَا تَصُومُ يَوْمًا تَطَوُّعًا إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ أَثِمَتْ وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهَا» -[147]-. قَالَتْ: وَمَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى امْرَأَتِهِ؟ قَالَ: «لَا تُعْطِي شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ وَعَلَيْهَا الْوِزْرُ» . قَالَتْ: وَمَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى امْرَأَتِهِ؟ قَالَ: «لَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْغَضَبِ حَتَّى تَتُوبَ وَتَرْجِعَ» . قَالَتْ: لَا جَرَمَ وَاللَّهِ لِا يَمْلِكُ عَلَيَّ أَمْرِي رَجُلٌ أَبَدًا

176 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ -[148]- جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §نِسَاؤُكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْوَدُودُ الْوَلُودُ، الَّتِي إِذَا آذَتْ، أَوْ أُوذِيَتْ، أَتَتْ زَوْجَهَا، حَتَّى تَضَعَ يَدَهَا فِي كَفِّهِ، فَتَقَولُ: لَا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى "

§1/1