مختصر مغني اللبيب عن كتاب الأعاريب

ابن عثيمين

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا له إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فقد قام فضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- عام 1389هـ باختصار كتاب "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاري1 المتوفى عام 761هـ تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته.

_ 1- هو جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري، كان إماماً في النحو، ولد بمصر عام 708هـ، وتوفي بها عام 761هـ -رحمه الله تعالى- انظر الدرر الكامنة ج2/308، الأعلام ج4/147، بغية الإيضاح ج2/68.

ثم إنه في عام 1417هـ سعى الشيخ فريد بن عبد العزيز الزامل السليم -أثابه الله- في نشر هذا المختصر النفيس واستأذن شيخه فأذن له بذلك وصدر مطبوعاً بعنايته -جزاه الله خيراً- من حيث عزو الآيات ةتخريج الأحاديث والشواهد الشهرية وتوثيق النقول وعمل الفهارس التفصيلية. وإنفاذاً للقواعد والتوجيهات التي قررها فضيلة شيخنا رحمه الله تعالى لإخراج مؤلفاته أعيد هذا الكتاب للطباعة والنشر. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم نافعاً لطلاب العلم وأن يجزي فضيلة شيخنا خير الجزاء ويضاعف له المثوبة والأجر ويعلي درجته في المهديين إنه سميع قريب. اللجنة العلمية في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية 25/5/1426هـ

مقدمة الطبعة الأولى عام 1427هـ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: فإن لمغني اللبيب لابن هشام الأنصاري -رحمه الله- منزلة كبرى في نفسي، ومكانة عظمى، وفضلا لا أنكره، فهو أحد المفازع التي أفزع إليها -بعد التوكل على الله- إذا سلكت إلى مسألة نحوية فجا مظلما، أو سبيلا معوجا، أو أخطأت الصراط الأقوم، وكنت أجده الفج الواسع النير، والطريق القويم، والصراط المستقيم، ولكني لعول الصبر، وقلة الجلد، سرعان ما أمل، فإن لم أمل من إمعان النظر والتدقيق بالعبارة حتى أفهمها، مللت من طول الموضوع وسعته، فتجدني أقلب الصفحات أعدها أنتظر النهاية!!

ولقد سررت جدا عندما علمت بمختصر المغني لفضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين، فأملت أن يكون بغيتي، فلست أضيق ذرعا بإمعان الفكر الذي يحتاجه كل مختصر، ولكني أضيق بسعة الموضوع الذي هو سمة كل مطول. ولما رأيته مخطوطا عرض لي الاعتناء به، والسعي في نشره، دون الإضافات والتعليقات، فلست أهلا لها، ولا أرى هذا علي إلا واجبا، وهي محاولة لعلها تكون بإذن الله ناجحة في خدمة لغة الكتاب العزيز ومن طلبها، فتوكلت على الله وبدأت. ونظرا لقلة الخبرة، ولقصر النظر عن الاستقصاء، فلن يسلم هذا الاعتناء من عيوب لا مصدر لها سوى صاحبه، فإن تجد هذا أخي القارئ فغض الطرف عنه، والتمس لأخيك العذر، نسأل الله لنا ولك العفو والعافية. وأريد أن أنبهك أخي القارئ إلى أمور: أولها: إذا رأيت الحاشية مشارا إليها بالرمز (.) فهي حاشية في المتن، أي من كلام المختصر حفظه الله. الثاني: إذا ذكرت شرح التسهيل، فإنما أعني به الذي ألفه ابن مالك.

الثالث: إذا أحلت إلى المغني بدون تحديد فإنما أعني به الذي حققه د. مازن المبارك وعلي حمد الله. عملي في هذا الكتاب: يتلخص هذا الجهد المقل بهذه النقاط: 1- عزو الآيات القرآنية بذكر السورة ورقم الآية، يتساوى ما إذا كانت الآية المستشهد بها كاملة، أو كان المستشهد به بعضها، ثقة بمعرفة القارئ السابقة بالقرآن الكريم. 2- تخريج الأحاديث النبوية من الصحيحين، وقد أخرج من غيرهما كمسند الإمام أحمد بن حنبل. 3- تخريج الشواهد الشعرية، ونسبتها إلى قائليها متى أمكن ذلك، مائلا إلى الإجمال في ذلك، إذ ليس من المهم أن أفصل في روايات البيت، وعزو كل نسبة إلى مصدرها، إذ لا يترتب على هذا كبير فائدة، وليس من صميم العمل. ويلاحظ القارئ أنني لم أعرب الأبيات، بل اكتفيت بذكر موضع الشاهد ووجه الاستشهاد فيها، وذلك لأنني قد سبقت بمن أعرب شواهد

المغني وشرحها واعتنى بها من قبلي، بل أفرد لها مؤلفا خاصا1. 4- توثيق النقول، بذكر موضع النقل فيما توفر لدي من مؤلفات المنقول عنه، مكتفيا بموضع واحد إن تعددت المواضع. 5- وضع الفهارس التفصيلية، فهارس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والشواهد الشعرية، والأعلام والأماكن والقبائل، خاتما بفهرس الموضوعات الواردة في الكتاب. والله أسأل أن ينفع به، وأن يرزقنا إخلاص النية، وقبول العمل، وأن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى، ويهدينا صراطه المستقيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه: فريد بن عبد العزيز الزامل السليم عنيزة في 4 / 8 / 1417هـ

_ 1 انظر: شرح شواهد المغني للسيوطي، وشرح أبيان المغني للبغدادي.

الباب الأول في تفسير المفردات وذكر أحكامها

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. هذا مختصر من المغني لابن هشام رحمه الله. الباب الأول: في تفسير المفردات وذكر أحكامها حرف الألف "أ"1 وتأتي على وجهين: أحدهما: أن تكون لنداء القريب، كقوله: 1- أفاطم مهلا بعض هذا التدلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي2

_ 1 انظر: المغني ص 17. 2 هذا بيت من الطويل لامرئ القيس انظر: الديوان ص147، والشاهد قوله: "أفاطم" فقد استعمل الهمزة لنداء القريب.

الثاني: أن تكون للاستفهام، كقولك: أزيد قائم؟ وهي أصل أدوات الاستفهام، ولذلك اختصت بأمور: أحدها: حذفها، كقوله: 2- فوالله ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان1 الثاني: أنها تجمع بين التصور والتصديق، وغيرها إما للتصديق كـ "هل"، أو للتصور كبقية الأدوات. الثالث: أنها تدخل على الإثبات والنفي، مثل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} 2. الرابع: تمام التصدير، فلا تذكر بعد أم التي للإضراب، فلا يقال: أقام زيد أم أقعد. ويقال: أم هل قعد. وإذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو ثم أو الفاء قدمت على العاطف، مثل:

_ 1 هذا بيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: الديوان ص 380، وهو فيه: فوالله ما أدري وإني لحاسب ... بسبع رميت الجمر أم بثمان والشاهد: قوله: بسبع، فالمراد: أبسبع. 2 سورة الشرح، الآية: 1.

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا} 1 {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ} 2 , وغيرها يتأخر مثل: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 3، وعلى هذا فتكون الجملة التي بعد العاطف معطوفة على ما قبلها، هذا مذهب سيبويه4 والجمهور، وخالف الزمخشري وجماعة، فقالوا الهمزة في موضعها والمعطوف عليه جملة محذوفة بين الهمزة والعاطف تقدر بحسب المقام5، وهو ضعيف لعدم اطراده.

_ 1 سورة الروم الآية: 9 وسورة فاطر، الآية: 44 وسورة غافر: الآية: 21. 2 سورة يونس. الآية: 51. 3 سورة الأنبياء، الآية: 108. 4 انظر: الكتاب: 3 / 187 وما بعدها. 5 فتقدر الأولى مثلا: أمكثوا ولم يسيروا. "الهمع 2/69".

فصل1 قد تخرج الهمزة عن الاستفهام إلى معان ثمانية تفهم من السياق: الأول: التسوية، وهي الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها، مثل: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} 2، ما أبالي أقمت أم قعدت. الثاني: الإنكار الإبطالي، وهي التي تقتضي أن ما بعدها غير واقع، كقوله تعالى: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} 3، ولذلك إذا دخلت هذه الهمزة على منفي لزم ثبوته، لأن إبطال النفي إثبات، كقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} 4. الثالث: الإنكار التوبيخي، وهي التي تقتضي أن ما بعدها واقع وفاعله ملوم، مثل: {أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً} 5. الرابع: التقرير، ومعناه حمل المخاطب على

_ 1 انظر: المغني ص24. 2 سورة البقرة، الآية: 6. 3 سورة الزخرف. الآية: 19. 4 سورة الشرح، الآية: 1. 5 سورة الأنعام، الآية: 164.

الإقرار بأمر قد تقرر عنده ثبوته أو نفيه، ويجب أن يليها الشيء المقرر به كما يجب في الاستفهامية أن يليها الشيء المستفهم عنه، تقول في الاستفهام عن الفعل أو تقريره: أضربت زيدا؟ وعن الفاعل: أأنت ضربته؟ وفي المفعول: أطعاما أكلت؟ الخامس: التهكم، كقوله تعالى: {أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ} 1. السادس: الأمر، كقوله تعالى: {أَأَسْلَمْتُمْ} 2. السابع: التعجب، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} 3. الثامن: الاستبطاء، كقوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} 4. أجل5: حرف جواب كـ "نعم"، فتكون تصديقا للمخبر، وإعلاما للمستخبر، ووعدا للطالب.

_ 1 سورة هود. الآية: 87. 2 سورة آل عمران. الآية: 20. 3 سورة الفرقان. الآية: 45. 4 سورة الحديد. الآية:16. 5 انظر: المغني ص29.

إذن1: حرف عند الجمهور2، وهي للجواب والجزاء، وقد تتمحض للجواب، والأكثر أن تقع في جواب إن أو لو ظاهرتين أو مقدرتين، مثال المقدر قوله تعالى: {إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} 3، ويوقف عليها بالألف كما تكتب به، وقيل بالنون، وقيل إن عملت فبالألف وإلا فبالنون للفرق بينها وبين إذا. وتنصب المضارع بشرط تصديرها واستقباله واتصالهما، أو انفصالهما بالقسم أو بلا النافية، وقيل أو بالظرف أو بالنداء أو الدعاء أو بمعمول الفعل. إن4: على أربعة أوجه: [الأول] : شرطية، مثل: {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ} 5.

_ 1 انظر: المغني ص30. 2 وهو الصحيح كما قال المرادي، وقد ذهب بعض الكوفيين والدنوشري إلى أنها اسم. حاشية يس على التصريح 2/234. 3 سورة المؤمنون. الآية: 91. 4 انظر: المغني ص33. 5 سورة الأنفال. الآية: 38.

الثاني: نافية، وتدخل على الجملتين، نحو قوله تعالى: {إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ} 1، {إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} 2. ولا يشترط أن تقع بعدها إلا كقوله تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا} 3 والأكثر إهمالها وقيل بل تعمل عمل ليس. الثالث: مخففة من الثقيلة، وتدخل على الجملتين، فإن دخلت على الاسمية جاز إعمالها خلافا للكوفيين4، وإن دخلت على الفعل أهملت وجوبا، والأكثر أن يليها ماض ناسخ، ثم مضارع ناسخ، ثم ماض غير ناسخ ثم مضارع غير ناسخ، ولا يقاس على الأخيرين. الرابع: زائدة، وأكثر ما تقع بعد ما النافية، كقوله: 3- بني غدانة ما إن أنتم ذهب ... ولا صريف ولكن أنتم الخزف5

_ 1 سورة المجادلة. الآية: 2. 2 سورة الكهف. الآية: 5. 3 سورة يونس. الآية: 68. 4 انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف. 1 / 195. 5 هذا بيت من البسيط، لم أجد قائله، انظر شرح التسهيل 1/370 والتصريح 1/196 والهمع 2/112 والدرر 2/101. وقد ورد هذا البيت بنصب ذهب وبرفعها، فالرفع على أن إن زائدة وقد أبطلت عمل ما النافية فلا تعمل عمل ليس. أما بالنصب فعلى أن إن نافية مؤكدة لما. انظر: عدة السالك 1/275.

أن1: تأتي اسما ضميرا، نحو: أنت، والتاء حرف خطاب عند الجمهور، وتأتي حرفا على أربعة أوجه. [الأول] : أن تكون حرف مصدر ناصبا للمضارع فتقع مبتدأ نحو: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} 2. وفاعلا في نحو: يعجبني أن تقوم. ومفعولا نحو: أحب أن تقوم، ومجرورا نحو: {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا} 3، وقد تهمل حملا على ما المصدرية، كقوله تعالى: {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} 4 على قراءة الرفع5. الثاني: أن تكون مخففة من الثقيلة فتقع بعد فعل

_ 1 انظر: المغني ص41. 2 سورة البقرة الآية: 148. 3 سورة الأعراف الآية: 129. 4 سورة البقرة الآية: 233. 5 وهي قراءة مجاهد وتروى عن ابن عباس، انظر: الدر المصون 2/463.

اليقين أو ما نزل منزلته، كقوله تعالى: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} 1، وإذا دخلت على الجملة الاسمية نصبت الاسم ورفعت الخبر، وشرط اسمها أن يكون ضميرا محذوفا وخبره جملة، إلا أن يذكر اسمها فيجوز الأمران كقوله: 4- بأنك ربيع وغيث مريع ... وأنك هناك تكون الثمالا2 الثالث: أن تكون مفسرة بمعنى أي كقوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} 3، وأنكرها الكوفيون، قال المؤلف وهو عندي متجه4، ويشترط أن لا يدخل عليها جار، وأن تقع بين جملتين

_ 1 سورة طه الآية: 89. 2 هذا بيت من المتقارب، لجنوب أو عمرة بنت العجلان الهذلية. انظر: الإنصاف 1/207 وشرح المفصل 8/75 والتصريح 1/232. الشاهد فيه: بأنك ربيع فقد ذكر اسم أن وهو كاف الخطاب وجاء خبرها مفرد وهو ربيع وفي الشطر الثاني جاء الخبر جملة فجاز الأمران. 3 سورة المؤمنون. الآية:27. 4 وذلك لأنك لو أتيت بـ أي مكان أن في قولك: كتبت إليه أن قم، لم تجده مقبولا. المغني - تحقيق عبد الحميد - 1/39.

السابقة فيها معنى القول دون حروفه إلا أن يكون القول مؤولا بغيره كما في قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} 1 أي ما أمرتهم إلا بما أمرتني به ... إلخ. الرابع: أن تكون زائدة، مثل قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} 2، وتفيد التوكيد كسائر الزوائد. وزيد على هذه الأوجه أوجه أخرى، منها: الأول: أن تكون شرطية، قاله الكوفيون ورجحه المؤلف3. الثاني: النفي. الثالث: معنى إذ ذكره بعضهم في قوله تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} 4.

_ 1 سورة المائدة الآية: 117. 2 سورة يوسف الآية: 96. 3 فتكون كـ إن المكسورة، وذلك لأدلة منها تواردهما في الموضع الواحد، كقوله تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} . انظر: المغني - عبد الحميد - 1/44، وشرح المفصل 2/99. 4 سورة ق الآية: 2.

إن1: وتأتي على وجهين: الأول: أن تكون حرف توكيد فتنصب الاسم وترفع الخبر، وقد تنصبهما في لغة كقوله: 5- إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خفافا إن حراسنا أسدا2 وقد يرتفع بعدها المبتدأ فيكون اسمها ضمير الشأن محذوفا. الثاني: أن تكون حرف جواب بمعنى نعم كقول ابن الزبير رضي الله عنه: "إن وراكبها". لمن قال له: "لعن الله ناقة حملتني إليك". أن3: وتأتي على وجهين: الأول: أن تكون حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، وهي موصول حرفي تؤول مع

_ 1 انظر: المغني ص55. 2 هذا بيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: شرح التسهيل 2/9 والهمع 1/134والأشموني 1 /230 ولم أجده في الديوان، الشاهد فيه: نصب أسدا وهي خبر إن، وخرج على أن الجزء الثاني حال والخبر محذوف، فيكون التقدير: إن حراسنا تلقاهم أسدا. حاشية الصبان 1/269. 3 انظر: المغني ص55.

معموليها بمصدر، فإن كان الخبر مشتقا فالمصدر من لفظه مضافا إلى اسمها، مثل: بلغني أنك قائم، أي قيامك، وإن كان جامدا قدر بالكون، مثل: بلغني أنك زيد، أي كونك زيدا. الثاني: أن تكون لغة في لعل. أم 1: على أربعة أوجه: الأول: أن تكون متصلة، وهي التي لا يستغني ما قبلها عن ما بعدها، وتقع بعد همزة التسوية، نحو: سواء علي أقمت أم قعدت، وبعد همزة يطلب بها وبـ أم التعيين، نحو: أزيد قائم أم عمرو، فالواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جوابا والكلام معها قابل للتصديق والتكذيب ولابد أن تكون بين جملتين في تأويل مفردين كما في الآية2، والتقدير: سواء عليهم استغفارك لهم وعدمه. والواقعة بعد همزة التعيين بخلافها فيما ذكر، فتقع بين مفردين كالمثال، أو جملتين ليستا في تأويل المفردين، كقوله:

_ 1 انظر: المغني ص61. 2 الآية هي قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} . في سورة المنافقون رقم: 6.

6- لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر1 الوجه الثاني: أن تكون منقطعة، وهي التي لا يفرقها الإضراب وتقع في الخبر المحض، كقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} 2 وفي استفهام بغير الهمزة، كقوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} 3، وفي استفهام بالهمزة إذا خرج عن معناه الأصلي، كقوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} 4 لأن الهمزة هنا للإنكار، وقال أبو عبيدة5: إنها قد تفارق الإضراب للاستفهام المجرد.

_ 1 هذا بيت من الطويل للأسود بن يعفر أو للعين المنقري، انظر: الكتاب 3/154. والمقتضب 3/294 والتصريح 2/143. والشاهد فيه: حذف همزة الاستفهام في قوله: شعيث وذلك للضرورة سهل ذلك دلالة أم عليها، فالأصل: أشعيث. 2 سورة السجدة. الآيتان: 2, 3. 3 سورة الرعد. الآية: 16. 4 سورة الأعراف. الآية: 195. 5 انظر تعليق محي الدين عبد الحميد في أوضح المسالك 3/374.

الثالث: أن تقع زائدة، كقوله: 7- ياليت شعري ولامنجامن الهرم ... أم هل على العيش بعد الشيب من ندم1 الرابع: أن تكون للتعريف كما نقل عن حمير وطيء مثل: أمقمر. "أل" 2: على ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون اسما موصولا مشتركا ويوصل بها اسم الفاعل واسم المفعول دون الصفة المشبهة واسم التفضيل، وقد توصل بظرف أو جملة اسمية أو فعلية فعلها مضارع وذلك خاص بالشعر. الثاني: أن تكون حرف تعريف إما للعهد أو للجنس، والعهد إما ذكري أو ذهني أو حضوري، والجنس إما لاستغراق الأفراد، أو استغراق خصائص الأفراد، أو لتعريف الماهية.

_ 1 هذا بيت من البسيط لسعد بن جؤية. انظر: الأزهية ص 131, والخزانة 8/161 والدرر 6/115. والشاهد فيه: أم هل على العيش فأم هنا زائدة. 2 انظر: المغني ص71.

الثالث: أن تكون زائدة، إما لازمة كالتي في الأسماء الموصولة، والمقارنة للأعلام كـ اليسع، وإما للمح الأصل كالداخلة على الأسماء المنقولة من مجرد صالح لها كـ حارث وعباس، وهذا النوع سماعي فلا يقال: المحمد، وإما للضرورة، كقوله: 8 - رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... شديدا بأعباء الخلافة كاهله1 وإما شذوذا كقولهم: ادخلوا الأول فالأول، وجاؤا الجماء الغفير2. أما3: على وجهين: الأول: أن تكون حرف استفتاح كـ "ألا"، وتكثر قبل القسم، كقوله:

_ 1 هذا بيت من الطويل لابن ميادة يمدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك. انظر: الإنصاف 1/317 وشرح المفصل 1/44 وشرح التسهيل 1/41. والشاهد فيه: اليزيد حيث إن أل هنا زائدة. 2 مثل عربي، قال في اللسان: أي جاءوا بجماعتهم الشريف والوضيع ولم يتخلف أحد وكانت فيهم كثرة، 5/27. والشاهد: دخول الألف واللام شذوذا على الحال. 3 انظر: المغني ص78.

9 - أما والله إن الظلم شوم ... وما زال المسيء هو الظلوم1 الثاني: أن تكون بمعنى حقا أو أحقا، فالصواب أنها كلمتان؛ الهمزة وما بمعنى حق، وموضعها نصب على الظرفية، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ، مثل: أما أني بك مغرم، وقال المبرد: موضعها نصب مصدرا لـ حق محذوفا وأن وما بعدها فاعل به. وزاد بعضهم لها معنى ثالثا: وهو العرض، فتختص بالأفعال، نحو: أما تقوم. أما2: ويقال: أيما، حرف شرط وتفصيل وتوكيد، وقد لا تكون للتفصيل، كما في قولك: أما زيد فمنطلق، وسمع: "أما قريشا فأنا أفضلها". وهو دليل على أنه لا يلزم أن يقدر في أما: مهما يكن من شيء، بل يقدر ما يليق بالمحل، فالتقدير هنا: مهما ذكرت قريشا.. إلخ.

_ 1 هذا بيت من الوافر لأبي العتاهية. التمثيل فيه: أما والله فقد استعمل أما حرف استفتاح. 2 انظر: المغني ص79.

إما 1: ويقال: إيما. وهي حرف عطف عند الأكثر في نحو: جاءني إما زيد وإما عمرو، وقيل لا ونقل الإجماع عليه. ولها خمسة معان: أحدها: الإبهام، كقوله تعالى: {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} 2. الثاني: الشك، نحو: جاءني إما زيد وإما عمرو. الثالث: التخيير، نحو: {إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً} 3. الرابع: الإباحة، نحو: تعلم إما فقها وإما نحوا. الخامس: التفصيل، كقوله تعالى: {إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} 4. أو 5: العاطفة، لها اثنا عشر معنى.

_ 1 انظر: المغني ص84. 2 سورة التوبة الآية: 106. 3 سورة الكهف الآية: 86. 4 سورة الإنسان الآية: 3. 5 انظر: المغني ص87.

الأول: الشك، نحو: {يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} 1. الثاني: الإبهام، نحو: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً} 2. الثالث: التخيير، وهي التي تقع بعد الطلب وقبل ما يمتنع فيه الجمع مثل: تزوج هندا أو أختها. الرابع: الإباحة، وهي التي تقع بعد الطلب وقبل ما يجوز فيه الجمع مثل: جالس العلماء أو الزهاد، فيباح الجميع، فإن تقدمها لا الناهية امتنع الجميع، كقوله: {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً} 3. الخامس: الجمع المطلق كالواو، كقوله: 10 - وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها4

_ 1 سورة الكهف الآية: 19. 2 سورة سبأ الآية: 24. 3 سورة الإنسان الآية: 24. 4 هذا بيت من الطويل لتوبة بن الحمير - صاحب ليلى الأخيلية - انظر: أمالي القالي 1/88 وتجريد الأغاني. القسم الأول 3/1286 والهمع 2/134 والدرر 6/117، من قصيدة مطلعها: نأتك بليلى دارها ما تزورها ... وشطت نواها واستمر مريرها الشاهد فيه: أو عليها حيث استعمل أو كالواو.

السادس: الإضراب كـ "بل"، بشرطين: إعادة العامل، وتقدم نفي أو نهي مثل: ما قام زيد أو ما قام عمرو. لا يقم زيد أو لا يقم عمرو، وقال الكوفيون1: تأتي للإضراب مطلقا كقوله: 11 - كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية ... لولا رجاؤك قد قتلت أولادي2 السابع: التقسيم، نحو: الكلمة اسم أو فعل أو حرف. الثامن: أن تكون بمعنى إلا الاستثنائية فينتصب المضارع بعدها، مثل: لأقتلنه أو يسلم. التاسع: أن تكون بمعنى إلى فينتصب المضارع بعدها أيضا، نحو: لألزمنك أو تقضي ديني. العاشر: التقريب، نحو: لا أدري أسلم أو ودع.

_ 1 انظر: الإنصاف 2/478، وتابعهم أبو علي الفارسي وابن برهان التصريح 2/145. 2 هذا بيت من البسيط لجرير، انظر: الديوان ص 120 والشاهد فيه: أو زادوا حيث جاءت أو للإضراب بمعنى بل.

الحادي عشر: الشرطية، نحو: لأقولن الحق رضي الكافر أو سخط. الثاني عشر: التبعيض، نقله ابن الشجري1 عن بعض الكوفيين، والتحقيق أن أو موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء. وقد تخرج إلى معنى بل أو الواو وبقية المعاني مستفادة من غيرها، والمعنى العاشر الذي هو التقريب فاسد فـ أو فيه للشك، وكذلك المعنى الحادي عشر، والحق أن الفعل الذي قبلها دال على معنى الشرط، فيكون ما عطف عليه كذلك. ألا 2: على خمسة أوجه: الأول: أن تكون للتنبيه فتدل على تحقق ما بعدها، وتدخل على الجملتين، كقوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} 3، {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ} 4.

_ 1 انظر: الأمالي الشجرية 2/320. 2 انظر: المغني ص95. 3 سورة يونس الآية: 62. 4 سورة هود الآية: 8.

الثاني: التوبيخ والإنكار، كقوله: 12 - ألا ارعواء لمن ولت شبيبته ... وآذنت بمشيب بعده هرم1 الثالث: التمني، كقوله: 13 - ألا عمر ولى مستطاع رجوعه ... فيرأب ما أثأت يد الغفلات2 الرابع: الاستفهام عن النفي، كقوله: 14 - ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد ... إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي3

_ 1 هذا بيت من البسيط، لم أجد قائله، انظر: شرح التسهيل 2/70 والأشموني 1/266 والدرر 2/232. الشاهد فيه: ألا ارعواء فقد استعمل ألا جميعها للتوبيخ والإنكار. 2 هذا بيت من الطويل، انظر شرح التسهيل 2/70 والتصريح 1/245، والأشموني 1/266. الشاهد فيه: ألا عمر حيث استعمل ألا للتمني. 3 هذا بيت من البسيط، روي لمجنون بني عامر، ومن نسبه إليه أبدل سلمى بـ "ليلى"، وقد رأيته في الديوان ص157، قال: إذا. وفسره بتفسير مخالف لمعنى من استشهدوا به على وقوع الاستفهام عن النفي، هذا ما فهمت والله أعلم، وانظر: شرح التسهيل 2/70، والدرر 2/229.

وهذه الأقسام تختص بالجملة الاسمية وتعمل عمل لا الجنسية وتختص التي للتمني بأنه لا خبر لها لفظا ولا تقديرا، ولا يجوز مراعاة محلها مع اسمها ولا إلغاؤها ولو تكررت. الخامس: العرض والتحضيض، والفرق بينهما أن العرض طلب بلين، والتحضيض بحث، وتختص بالفعلية نحو: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} 1. إلا 2: على أربعة أوجه: الأول: أن تكون للاستثناء فينتصب ما بعدها بها في نحو: قام القوم إلا زيدا -على الصحيح-3 ويرتفع في نحو: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ} 4 على البدلية عند البصريين، وعلى العطف بها عند الكوفيين5. الثاني: أن تكون بمعنى غير فيوصف بها جمع

_ 1 سورة النور الآية: 22. 2 انظر: المغني ص98. 3 وهو رأي الكوفيين، انظر: الإنصاف 1/260، وشرح المفصل 2/76. 4 سورة النساء الآية: 66. 5 انظر: المقتضب 4/402.

منكر أو شبهه، مثال ذلك: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} 1، ثم إن كان ما بعدها مطابقا لموصوفها فالوصف مختص، كقولك: جاء رجل إلا زيد، وإن كان مخالفا له بإفراد أو غيره فالوصف مؤكد صالح للإسقاط، فلو قال: عندي له عشرة إلا درهما، لزمه تسعة، ولو قال: إلا درهم لزمه عشرة، لأن الوصف مؤكد فإن العشرة غير الدرهم، ويصح أن تسقط إلا درهم، ومثله الآية2، فيصح أن يقال: لو كان فيهما آلهة لفسدتا. وإذا كانت إلا هذه بمعنى غير فإنها تفارقها من وجهين: أحدهما: أنه لا يجوز حذف موصوفها فلا يقال: جاءني إلا زيد. الثاني: أنه لا يوصف بها إلا حيث يجوز الاستثناء، فلا يجوز عندي له درهم إلا جيد. الوجه الثالث -من أوجه إلا-: أن تكون عاطفة كالواو، أثبته بعضهم3.

_ 1 سورة الأنبياء الآية: 22. 2 آية الأنبياء. 3 انظر: الإنصاف 1/266.

الرابع: أن تكون زائدة، قاله بعضهم1. ألا 2: حرف تحضيض مختص بالجملة الفعلية الخبرية كسائر أدوات التحضيض. إلى 3: حرف جر له ثمانية معان: الأول: انتهاء الغاية، ثم إن دلت قرينة على دخول ما بعدها أو خروجه عمل بها، نحو: قرأت القرآن من أوله إلى آخره. وقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} 4، وإلا فقيل يدخل إن كان من الجنس، وقيل مطلقا وقيل لا يدخل مطلقا وهو الصحيح5. الثاني: المعية إذا ضممت شيئا إلى آخر. مثل: الذود إلى الذود إبل.

_ 1 انظر: شرح المفصل 7/107، والانتصاف من الإنصاف 1/107. 2 انظر: المغني ص102. 3 انظر: المغني ص104. 4 سورة البقرة الآية: 187. 5 انظر: حاشية الصبان 2/215.

الثالث: التبيين لفاعلية مجرورها بعدما يفيد حبا أو بغضا من فعل تعجب أو اسم تفضيل، مثل: {أَحَبُّ إِلَيَّ} 1. الرابع: مرادفة اللام، مثل: {وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} 2 وقيل هي للانتهاء. الخامس: موافقة في. السادس: موافقة من. السابع: موافقة عند. الثامن: التوكيد وهي الزائدة. أثبته بعضهم في قوله تعالى: {تَهْوِي إِلَيْهِمْ} 3. إي 4: حرف جواب بمعنى نعم، ولا تقع إلا قبل القسم، نحو: {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} 5.

_ 1 سورة يوسف الآية: 33. 2 سورة النمل الآية: 33. 3 سورة إبراهيم الآية: 37.، انظر: حاشية الصبان 2/214. 4 انظر: المغني ص105. 5 سورة يونس الآية: 53.

أي 1: على وجهين: الأول: أن تكون حرف نداء. الثاني: أن تكون حرف تفسير، نحو: عندي عسجد أي ذهب، فما بعدها عطف بيان أو بدل لما قبلها، ويفسر بها المفرد والجمل، وإذا وقعت بعد تقول وقبل فعل مسند للضمير حكى الضمير، تقول: استكتمته الحديث أي سألته كتمانه فإن أتيت بـ إذا فتحته، فقلت إذا سألته. 15- إذا كنيت بـ"أي" فعلا تفسره ... فضم تاءك ضم معترف وإن تكن بـ"إذا" يوما تفسره ... ففتحة التاء أمر غير مختلف أي 2: على خمسة أوجه؛ شرطية واستفهامية وموصولية. قال المؤلف: "ولا أعلمهم استعملوا الموصولة مبتدأ". الرابع: أن تكون دالة على معنى الكمال فتكون

_ 1 انظر: المغني ص106. 2 انظر: المغني ص107.

صفة للنكرة وحالا من المعرفة، نحو: مررت برجل أي رجل، مررت بزيد أي رجل. الخامس: أن تكون وصلة لنداء ما فيه أل [مثل] : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} 1. إذ 2: على أربعة أوجه: الأول: أن تكون اسما للزمان الماضي فتستعمل ظرفا، وهو الغالب ومفعولا به وتكون غالبا في أوائل القصص، مثل: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} 3 أي اذكروا وقت ذلك، وبدلا من المفعول مثل: {إِذِ انْتَبَذَتْ} 4 ومضافا إليها اسم زمان صالح للاستغناء عنه كـ "يومئذ"، أو غير صالح كـ {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} 5. الثاني: أن تكون اسم زمان للمستقبل: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، إِذِ الْأَغْلالُ} 6. الثالث: أن تكون للتعليل: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ

_ 1 سورة الأنفال. الآية: 65. 2 انظر: المغني ص117. 3 سورة البقرة. الآية: 50. 4 سورة مريم. الآية: 16. 5 سورة آل عمران. الآية: 8. 6 سورة غافر. الآية: 70, 71.

ظَلَمْتُمْ} 1، وهل هي إذن حرف أو اسم على قولين2. الرابع: أن تكون للمفاجأة وهي الواقعة بعد بينا أو بينما، كقوله: 16 - استقدر الله خيرا وارضين به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير3 وهي هل ظرف مكان أو زمان، أو حرف بمعنى المفاجأة، أو زائدة؛ على أقوال4. وعلى الظرفية فعاملها الفعل بعدها، وعامل بين محذوف يفسره ما بعده على أحد الأقوال.

_ 1 سورة الزخرف. الآية: 39. 2 انظر: الهمع 1/205. 3 هذا بيت من البسيط، لعثمان بن لبيد العذري، أو عثير بن لبيد، انظر: الكتاب 3/528. وفي شرح الشذور وشرح شواهده نسبه إلى عنبر بن لبيد والظاهر أنه تصحيف. وهذا البيت من قصيدة مطلعها: يا قلب إنك من أسماء مغرور ... فاذكر وهل ينفعنك اليوم تذكير انظر: شرح شذور الذهب ص144. وشرح شواهد الشذور ص 94 والتي بعدها. الشاهد فيه: فبينما العسر إذ دارت حيث جاءت إذ للمفاجأة بعد بينما. 4 انظر: الهمع 1/205.

والألف في بينا للإشباع وبين مضافة إلى الجملة ويؤيده أنها قد أضيفت إلى المفرد. إذا 1: على وجهين: الأول: أن تكون للمفاجأة فتختص بالجمل الاسمية ولا تحتاج إلى جواب ولا تقع في الابتداء، نحو: خرجت فإذا الأسد. وهل هي حرف أو ظرف مكان أو زمان؛ أقوال2. وعلى الظرفية فإما أن ينصبها الخبر مذكورا أو محذوفا، أو تكون هي متعلق الخبر. الثاني: أن تكون لغير المفاجأة فالغالب أن تكون ظرفا للمستقبل ضمن معنى الشرط وتختص بالفعلية الماضية والمضارعية، وتجزم في الضرورة، كقوله: 17 - استغن ما أغناك ربك بالغنى ... وإذا تصبك مصيبة فتحمل3

_ 1 انظر: المغني ص120. 2 انظر: الهمع 1/206. 3 هذا بيت من الكامل، روي: فتحمل بالحاء المهملة ويروى بالجيم فتجمل، وهو لعبد قيس بن خفاف أو لحارثة بن بدر الغداني، انظر: شرح الأشموني 2/323. والدرر 3/102 ومعجم شواهد العربية 1/319. الشاهد فيه: الشطر الثاني كله حيث جزمت إذا فعلي الشرط ضرورة.

وقد تأتي للماضي كقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً} 1، أو الحال كقوله سبحانه: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} 2 وناصبها عند المحققين فعل الشرط وهي عندهم غير مضافة إلى شرطها، والأكثرون على أن ناصبها الجواب، وحقق بعضهم أنها إن كانت شرطا فناصبها فعل الشرط وإلا فجوابه3. وقد تخرج عن الشرطية، كـ "إذا" الواقعة بعد القسم مثل: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} 4. "ايمن" 5: للقسم اسم من اليمين، وهمزته وصل، وليس جمعا، ويلزم الرفع على الابتداء، والإضافة إلى اسم الله فقط وخبره محذوف.

_ 1 سورة الجمعة. الآية: 11. 2 سورة الليل. الآية: 1. 3 انظر: الهمع 1/207. 4 سورة الليل، الآية: 1. 5 انظر: المغني ص136.

حرف الباء

حرف الباء: الباء المفردة1: حرف جر، ولها معان: أحدها: الإلصاق حقيقة كأمسكت بزيد، أو مجازا كمررت به أي ألصقت مروري بمكان يقرب منه. الثاني: التعدية، وهي التي تصير الفاعل مفعولا كـ: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} 2 أي أذهبه. الثالث: الاستعانة، وهي الداخلة على آلة الفعل، كقطعت بالسكين. الرابع: المقابلة، وهي الداخلة على الأعواض، كاشتريت بدرهم. الخامس: التوكيد، وهي الزائدة. وتزاد في مواضع: الأول الفاعل؛ وجوبا أو غالبا أو ضرورة. فالأول في فعل التعجب؛ كأحسن بزيد، أصله: حسن زيد، ثم غير الخبر إلى الطلب فأدخلت الباء إصلاحا للفظ. والثاني: في كفى، مثل:

_ 1 انظر: المغني ص137. 2 سورة البقرة الآية: 17.

{وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} 1، وقال الزجاج2: ضمن معنى كفى اكتف، وهو من الحسن بمكان، ولا تزاد في فاعل كفى بمعنى أغنى أو وقى. والثالث: كقوله: 18 - ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد3 2- المفعول، مثل: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} 4. 3- المبتدأ، مثل: بحسبك درهم. خرجت فإذا بزيد. كيف بك إذا انفردت بعملك. 4- الخبر قياسا في غير الموجب مثل: ما زيد بقائم، وسماعا في الموجب ومنه عند ابن مالك:

_ 1 سورة النساء. الآية: 166. وسورة الفتح الآية: 28. وسورة يونس الآية: 29. 2 انظر: إعراب القرآن المنسوب له 2/669. 3 هذا بيت من الوافر لقيس بن زهير العبسي. انظر: الكتاب 3/315 والتي بعدها، والإنصاف 1/30، والأشموني 1/66. الشاهد فيه: بما لاقت حيث جاءت الباء زائدة مع الفاعل فـ ما فاعل تأت وذلك للضرورة وهناك ضرورة أخرى وهي إثبات ياء المجزوم مع وجود الجازم لإقامة الوزن في ألم يأتيك. 4 سورة الحج. الآية: 15.

بحسبك زيد لأن زيدا معرفة فيكون هو المبتدأ مؤخرا1. 5- الحال المنفي عاملها، كقوله: 19 - كائن دعيت إلى بأساء داهمة ... فما انبعثت بمزؤود ولا وكل2 6- توكيد بالنفس والعين، مثل: جاء ني زيد بنفسه أو بعينه. تنبيه 3: مذهب البصريين أن أحرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض، وما أو هم ذلك فمؤول تأويلا يقبله اللفظ أو يضمن متعلقه معنى مناسبا له أو يحمل على الشذوذ وبعض المتأخرين وأكثر الكوفيين يجيزون ذلك من غير تأويل ولا تضمين ولا شذوذ، ومذهبهم أقل تعسفا4.

_ 1 انظر: شرح الكافية الشافية 1/337. 2 هذا بيت من البسيط. انظر: شرح التسهيل 1/385 وشرح شواهد المغني 1/340عن المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية ومعجم شواهد العربية 1/313. الشاهد فيه: بمزؤودد حيث جاءت الباء زائدة مع الحال المنفي، فإن مزءود حال من التاء منفي بما. 3 انظر: المغني ص150. 4 انظر: سر صناعة الإعراب 1/135.

بل 1: حرف إضراب، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إما الإبطال، كقوله تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} 2، أو الانتقال من غرض إلى آخر، كقوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} 3، وإن تلاها مفرد فهي عاطفة. ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب كان ما قبلها كالمسكوت عنه، وإن تقدمها نفي أو نهي فهي لتقرير ما قبلها وإثبات ضده لما بعدها، مثل: ما قام زيد بل عمرو، ولا تكرم السفيه بل العاقل. وقد تزاد قبلها لا لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب، كقوله: 20 - وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ... يقض للشمس كسفة أو أفول4

_ 1 انظر: المغني ص151. 2 سورة الأنبياء. الآية: 26. 3 سورة الأعلى. الآية: 16. 4 هذا بيت من الخفيف، انظر: شرح التسهيل 3/370 والهمع 2/ 136والتصريح 2/148 والدرر 6/135 ومعجم شواهد العربية 1/298. الشاهد فيه: وجهك البدر لا بل الشمس فإن لا فيه لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب.

بلى1: حرف جواب وتختص بالنفي فتبطله سواء كان مجردا كقوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} 2، أم مقرونا باستفهام حقيقي مثل: أليس زيد بقائم، فتقول: بلى، أو توبيخي كقوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى} 3 أو تقريري كقوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} 4 5، وقد يجاب بها الاستفهام المجرد كقوله في الحديث: "أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ " قالوا: بلى6 وهو قليل.

_ 1 انظر: المغني ص153. 2 سورة التغابن. الآية: 7. 3 سورة الزخرف. الآية: 80. 4 سورة الأعراف. الآية: 172. 5 وإذا كان الاستفهام لتقرير فيجاب بـ بلى على الأكثر كما هنا مراعاة للفظ وقد يجاب بـ نعم عند أمن اللبس مراعاة للمعنى كقول جحدر بن ربيعة العكلي الشاعر الأموي صاحب الحكاية المشهورة مع الحجاج: نعم وترى الهلال كما أراه ... ويعلوها النهار كما علاني بعد قوله: أليس الليل يجمع أم عمرو ... وإيانا فذاك لنا تداني 6 رواه مسلم في الإيمان باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة. رقم: 773.

حرف الثاء

حرف الثاء: ثم 1: حرف عطف يقتضي التشريك في الحكم والترتيب والمهلة، وفي كل من ذلك خلاف. وقد أجراها الكوفيون مجرى الفاء والواو في جواز نصب المضارع بها بعد فعل الشرط كقراءة الحسن2: {ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} 3 وأجراها ابن مالك مجراهما بعد الطلب، فجوز في قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم يغتسل منه" 4 أن يكون منصوبا كما هو مرفوع - وبه جاءت الرواية –ومجزوما-5.

_ 1 انظر: المغني ص158. 2 انظر: الدر المصون 4/80 3 سورة النساء. الآية: 100. 4 رواه مسلم في الطهارة. باب النهي عن البول في الماء الراكد. رقم 95. 5 انظر: شرح الكافية الشافية 3/1607، وشواهد التوضيح والتصحيح ص162.

حرف الجيم

حرف الجيم: ذكر فيه: جير 1 وجلل 2.

_ 1 انظر: المغني ص162. 2 انظر: المغني ص163.

حرف الحاء المهملة

حرف الحاء المهملة: حاشا 1: تستعمل على ثلاثة أوجه: أحدها: فعلا ماضيا متعديا متصرفا، تقول: حاشيته بمعنى استثنيته. الثاني: تنزيهية، نحو: حاش لله، والصحيح أنها اسم بمعنى البراءة، فمعنى حاش لله؛ براءة لله أو تنزيها لله من كذا، وإنما بنيت تشبيها بحاشا الحرفية. الثالث: أن تكون استثنائية، فذهب سيبويه2 وأكثر البصريين3 إلى أنها حرف استثناء بمعنى إلا

_ 1 انظر: المغني ص164. 2 انظر: الكتاب 2 /349. 3 انظر: الإنصاف 1/278 وما بعدها.

لكنها تجر المستثنى، وقيل تستعمل كثيرا حرفا جارا وقليلا فعلا متعديا جامدا. حتى 1: حرف لانتهاء الغاية -غالبا- وللتعليل، وبمعنى إلا الاستثنائية وهو أقلها، وتستعمل على ثلاثة أوجه. الوجه الأول: أن تكون حرف جر كـ إلى لكن تخالفها في ثلاثة أمور: الأول: في اختصاصها بالظاهر، فأما قوله: 21 - أتت حتاك تقصد كل فج ... ترجي منك أنها لا تخيب2 فضرورة. الثاني: أن معناها داخل إلا بقرينة عكس إلى هذا هو الصحيح في البابين. الثالث: أن كلا منهما قد ينفرد في محل لا يصلح فيه الآخر، فلو قلت: كتبت إلى زيد، لم

_ 1 انظر: المغني ص166. 2 هذا بيت من الوافر، انظر: الأشموني 1/460 والتصريح 2/3 والهمع 2/23 والدرر 4/111. الشاهد فيه: حتاك فقد جر بـ حتى كاف الخطاب فجر مضمرا وهذا للضرورة.

يجز: كتبت حتى زيد، ولو قلت: سرت حتى أدخل البلد، لم يجز: إلى أدخل البلد. الوجه الثاني: أنت كون عاطفة بمنزلة الواو، إلا أن بينهما فروقا ثلاثة: أحدها: أنه بشترط لمعطوفها شروط: الأول: أن يكون ظاهرا لا ضميرا. الثاني: أن يكون بعضا أو جزءأ مما قبله؛ كقدم الحاج حتى المشاة، وأكلت السمكة حتى رأسها، وضابط ذلك أنها تقع حيث يقع الاستثناء وتمتنع حيث يمتنع. الثالث: أن يكون غاية لما قبلها زيادة أو نقصا، مثل: يهابك الناس حتى الوزراء، وزارك الناس حتى الحجامون. وقد اجتمعا في قوله: 22 - قهرناكمو حتى الكماة فأنتمو ... تهابوننا حتى بنينا الأصاغرا1

_ 1 هذا بيت من الطويل، روي: فأنتمو تخشوننا، وروي: وأنتم تخافوننا انظر: شرح التسهيل 3/358 والهمع 2/136 والدرر 6/139. الشاهد فيه: حتى الكماة وحتى بنينا فإن معطوف حتى غاية لما قبلها، فالأول في الزيادة والثاني في النقص.

الفرق الثاني: أنها لا تعطف الجمل -على الصحيح- ليتحقق الشرط الثاني. الفرق الثالث: أنها إذا عطفت على مجرور أعيد حرف الجر لئلا لا يتوهم أنها الجارة، فتقول: مررت بالقوم حتى بزيد، فإن أمن اللبس جاز عدم إعادته، فتقول: عجبت من القوم حتى بنيهم. الوجه الثالث -من أوجه حتى-: أن تكون حرف ابتداء أي تستأنف الجمل بعده، فتدخل على الجمل الاسمية كقوله: 23 - فما زالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل1 وعلى الفعلية التي فعلها مضارع، كقراءة نافع2:

_ 1 هذا بيت من الطويل لجرير انظر: الديوان ص344، وشرح المفصل 8/ 18 والهمع 1/248 والدرر 4/112، من قصيدة مطلعها: أجدك لا يصحو الفؤاد المعلل ... وقد لاح من شيب عذار ومسحل الشاهد فيه: "حتى ماء.." برفع: ماء، و"حتى" هنا: حرف تبتدأ به الجملة، فدخلت على الجملة الاسمية. 2 انظر: الدر المصون 2/382.

{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} 1 أو ماض كقوله تعالى: {حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا} 2 وقد يكون الموضع صالحا لكونها جارة أو عاطفة أو ابتدائية كقولك: أكلت السمكة حتى رأسها، فعلى الأول يكون رأس مجرورا وعلى الثاني منصوبا وعلى الثالث مرفوعا، والرأس في حالتي النصب والرفع مأكول وفي حالة الجر غير مأكول. تنبيهان: الأول 3: تدخل حتى الجارة على المضارع فينصب بعدها بأن مضمرة، ولها ثلاثة معان: مرادفة إلى نحو: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} 4، ومرادفة كي التعليلية، نحو: أسلم حتى تدخل الجنة. ويحتملها قوله تعالى: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} 5. ومرادفة إلا الاستثنائية كقوله: 24 - ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل6

_ 1 سورة البقرة الآية: 214. 2 سورة الأعراف الآية: 95. 3 انظر: المغني ص168. 4 سورة طه الآية: 91. 5 سورة الحجرات الآية: 9. 6 هذا بيت من الكامل وهو للمقنع الكندي في خزانة الأدب3/370 وشرح ديوان الحماسة 174, والشاهد فيه: حتى تجود فقد دخلت حتى الجارة على الفعل المضارع فنصب بعدها بـ أن مضمرة وإضمارها للوجوب وهي مرادفة هنا لـ إلا أن فتكون بمعنى الاستثناء المنقطع وهذا على مذهب ابن مالك.

ولا ينتصب الفعل بعد حتى إلا إذا كان مستقبلا، ثم إن كان مستقبلا بالنسبة إلى زمن التكلم فالنصب واجب نحو: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة جاز الوجهان؛ الرفع باعتبار زمن الحكاية، والنصب باعتبار زمن ما بعدها بالنسبة لما قبلها لأنه مستقبل، كقوله: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} . ولا يرتفع الفعل بعد حتى إلا بثلاثة شروط: أحدها: أن يكون حالا أو مؤولا به. الثاني: أن يكون مسببا عما قبلها، مثل: سرت حتى أدخل البلد، إذا قلتها حال الدخول، بخلاف: ما سرت حتى أدخلها، أو سرت حتى تطلع الشمس، فيتعين النصب. الثالث: أن يكون فضلة، فلا رفع في نحو: سيري حتى أدخل البلد لئلا يبقى المبتدأ بلا خبر.

التنبيه الثاني 1: العطف بحتى قليل، حتى أنكره الكوفيون وأولوا ما يمكن فيه العطف2. حيث 3: وطيء تقول: حوث، وهي مثلثة الثاء بناء، ومن العرب من يعربها، وهي ظرف مكان، وقد تأتي للزمان والغالب أن تقع في محل نصب على الظرفية، أو خفض بمن، وقد تخفض بغيرها، وقد تقع مفعولا به، وتلزم الإضافة إلى الجمل وإلى الفعلية أكثر، ويندر إضافتها إلى المفرد. قال أبو الفتح4: ومن أضافها إليه أعربها، ومن أمثلته: 25 - أما ترى حيث سهيل طالعا ... نجما يضيء كالشهاب لامعا5 ويروى: حيث سهيل بضم حيث ورفع سهيل.

_ 1 انظر: المغني ص 173. 2 انظر: المقتضب 2/39. 3 انظر: المغني ص 176. 4 هو أبو الفتح عثمان ابن جني، وذلك في كتاب: التمام في نفسير أشعار هذيل مما أغفله أبو سعيد السكري مغني اللبيب ص178. 5 هذا الرجز، لم أجد له قائلا، انظر: شرح المفصل 4/90 وشرح الشذور ص147 وابن عقيل 2/54 والدرر 3/124. الشاهد فيه: حيث سهيل فقد أعرب حيث بنصبها على أنها مفعول به وأضافها إلى مفرد وهو: سهيل.

حرف الخاء

حرف الخاء: خلا 1: على وجهين: أحدهما: أن تكون حرف جر فقيل موضعها نصب عن تمام الكلام وهو الصواب، وقيل تتعلق بما قبلها من فعل أو شبهه. الثاني: أن تكون فعلا ناصبا للمستثنى، ويتعين ذلك مع ما، وفاعلها كفاعل حاشا، ومحل الجملة نصب على الحال أو الظرف أو الاستثناء على خلاف.

_ 1 انظر: المغني ص 178.

حرف الراء

حرف الراء: رب 1: حرف جر خلافا لكوفيين في اسميته2، وترد للتكثير كثيرا وللتقليل قليلا، ويجب تصديرها وتنكير مجرورها ونعته إن كان ظاهرا

_ 1 انظر: المغني ص 179. 2 انظر: الدرر 2/12، والهمع 2/25، والإنصاف 2/832.

وإفراده وتذكيره وتمييزه بما يطابق المعنى إن كان ضميرا. وتحذف كثيرا بعد الواو وأقل منه بعد الفاء وأقل منهما بعد بل وأقل منهن بدونهن. وهي زائدة إعرابا1 لا معنى. فإذا قلت: رب رجل صالح عندي، فمحل مجرورها رفع بالابتداء. ورب رجل صالح لقيت نصب على المفعولية. وتزاد بعدها ما فتكفها عن العمل غالبا وتهيئها للدخول على الجملة الفعلية.

_ 1 أي فلا تحتاج إلى متعلق.

حرف السين

حرف السين: السين المفردة1: حرف يختص بالمضارع ويخلصه للاستقبال، ويقول المعربون: إنها حرف تنفيس وأوضح من عبارتهم قول الزمخشري وغيره:

_ 1 انظر: المغني ص 184.

حرف استقبال، وزعم الزمخشري أنها إذا دخلت على محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة1 فهي مؤكدة للوعد والوعيد. سوف 2: حرف مرادف للسين وقيل بل هي أوسع منها وتخالفها بجواز دخول اللام عليها مثل: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} 3، وفصلها بالفعل الملغى كقوله: 26- وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء4

_ 1 انظر: الكشاف 1/315. 2 انظر: المغني ص 185. 3 سورة الضحى. الآية: 5. 4 هذا بيت من الوافر لزهير بن أبي سلمى المزني، انظر: الديوان ص12 من قصيدته الحولية: عفا من آل فاطمة الجواء ... فيمن فالقوادم فالحساء والشاهد فيه: وسوف إخال أدري: فقد فصلت سوف عن الفعل بفعل ملغى وهو: إخال وسبب إلغائه هو وقوعه بين سوف والفعل. انظر: همع الهوامع 2/230.

سي 1: من لاسيما بمعنى مثل، وتثنيته سيان، وتشديد يائه ودخول لا والواو قبلها واجب عند ثعلب، وذكر غيره أنه قد يخفف وقد تحذف الواو كقوله: 27- فه بالعقود وبالأيمان لاسيما ... عقد وفاء به من أعظم القرب2 وسي اسم لا، ويجوز فيما بعدها ثلاثة أوجه: أحدها: الجر بالإضافة، وهو أرجحها فـ ما زائدة بين المضاف والمضاف إليه كزيادتها في قوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} 3. الثاني: الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، فما موصولة أو نكرة موصوفة بالجملة، وعلى

_ 1 انظر: المغني ص 186. 2 هذا بيت من البسيط، انظر: شرح التسهيل 3/160 والهمع 1/235 والدرر 3/186، الشاهد فيه: لاسيما فإنها مخففة والواو محذوفة. 3 سورة القصص الآية: 28.

هذين الوجهين ففتحة سي فتحة إعراب لأنه مضاف. الثالث: النصب إن كان نكرة على أنه تمييز، وما كافة عن الإضافة، وعليه ففتحة سي فتحة بناء. سواء 1: تأتي بمعنى مستو فيوصف بها المكان بمعنى أنه نصف بين مكانين، والأفصح حينئذ أن يقصر مع الضم، كقوله تعالى: {مَكَاناً سُوَىً} 2 وقد تمد مع الفتح، كقوله: رأيت رجلا سواء والعدم وعلى هذا المعنى يخبر بها عن الواحد فما فوقه بلفظ واحد كقوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً} 3. وتأتي بمعنى الوسط والتام، والأفصح المد مع الفتح، كقوله تعالى: {فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} 4، وقولهم: هذا درهم سواء.

_ 1 انظر: المغني ص 178. 2 سورة طه الآية: 58. 3 سورة آل عمران الآية: 113. 4 سورة الصافات الآية: 55.

وتأتي بمعنى القصد فتقصر مع الكسر وهو أغرب معانيها، كقوله: 28- فلأصرفن سوى حذيفة مدحتي ... لفتى العشي وفارس الأحزاب1 وتأتي بمعنى مكان أو غير فتمد مع الفتح وتقصر مع الضم ويجوز الوجهان مع الكسر وتقع هذه صفة واستثناء وهي عند الزجاج وابن مالك كغير في المعنى والإعراب2 وعند سيبويه والجمهور ظرف مكان ملازم للنصب لا تخرج عنه إلا في الضرورة3 وعند الكوفيين وجماعة للوجهين4.

_ 1 هذا بيت من الكامل، انظره في اللسان مادة سوا وفي معجم الشواهد يرى أن الأحزاب تصحيف والصواب الأجراف ونسبه إلى حسان أو رجل من بني الحارث، انظره 1/65 و1/241. الشاهد فيه: سوى حذيفة إذ أتت سوى بمعنى القصد مكسورة. 2 قال ابن مالك: ولسوى سوى سواء اجعلا ... على الأصح ما لغير جعلا. "الألفية ص50" وقال في الكافية: سوى كـ غير في جميع ما ذكر 2/716. وانظر التصريح 1/362. 3 الكتاب 1/407، والكافية 2/716، والتصريح 1/362. 4 الإنصاف 1/294.

حرف العين المهملة

حرف العين المهملة: على 1: على وجهين: أحدهما: أن تكون حرفا، ولها معان. أحدها: الاستعلاء إما على المجرور وهو الأكثر كقوله: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} 2 أو على ما يقرب منه، كقوله: {أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً} 3 وقد يكون الاستعلاء معنويا كقوله: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} 4. الثاني: المصاحبة، كقوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} 5. الثالث: المجاوزة كـ عن، كقوله: 29- إذا رضيت علي بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها6

_ 1 انظر: المغني ص 189. 2 سورة الزخرف الآية: 13. 3 سورة طه. الآية:10. 4 سورة الشعراء الآية: 14. 5 سورة البقرة الآية: 177. 6 هذا بيت من الوافر لقحيف العامري انظر: المقتضب 2/320 والخصائص 2/311 والإنصاف 2/630 والأشموني 1/469، والدرر 4/135، الشاهد فيه: علي فإنها بمعنى: عني.

ويحتمل أنه ضمن معنى رضي معنى عطف. الرابع: التعليل كقوله: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} 1. الخامس: الظرفية، كقوله تعالى: {عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} 2. السادس: معنى من، كقوله تعالى: {اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} 3. السابع: معنى الباء، كقوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} 4. الثامن: الاستدراك والإضراب، كقولك فلان سيء الصنيع على أنه لا ييأس من رحمة الله، وقول الشاعر: 30- بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد

_ 1 سورة البقرة الآية: 185. 2 سورة القصص الآية: 15. 3 سورة المطففين الآية: 2. 4 سورة الأعراف الآية: 105.

على أن قرب الدار ليس بنافع ... إذا كان من تهواه ليس بذي ود1 الوجه الثاني لـ"علي": أن تكون اسما بمعنى فوق وذلك إذا دخلت عليها من، كقوله. 31- غدت من عليه بعدما تم ظمؤها ... تصل، وعن قيض بزيزاء مجهل2 عن 3: على ثلاثة أوجه:

_ 1 هذان بيتان من الطويل من أبيات لابن الدمينة عبد الله بن عبيد الله الخثعمي، أولها: ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... فقد زادني مسراك وجدا على وجد انظر شرح المفصل 8/119. وتجريد الأغاني القسم الثاني 2/1829 ومعجم شواهد العربية 1 /109. الشاهد فيهما: على أن قرب الدار فقد استدرك بـ على قوله: فلم يشف ما بنا، واستدرك بـ "على" الثانية قوله: على أن قرب الدر خير من البعد. 2 هذا بيت من الطويل لمزاحم بن الحارث العقيلي، يصف قطاة. انظر: الكتاب 4/231 والمقتضب 3/53 وشرح المفصل 8/38. وأوضح المسالك 3/58 والدرر 4/187. وقد روي البيت: غدت من عليه بعد ما تم خمسها ... تصل، وعن قيض ببيداء مجهل والشاهد فيه: من عليه فـ"على" هنا اسم بمعنى بمن. 3 انظر: المغني ص 196.

أحدها: أن تكون حرف جر وله معان: أحدها: المجاوزة، كسافرت عن بلد الظلم. الثاني: البدل، كـ "صومي عن أمك" 1. الثالث: الاستعلاء، {فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} 2. الرابع: التعليل، {إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} 3. الخامس: معنى بعد، {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} 4. السادس: معنى من، {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} 5.

_ 1 رواه مسلم، في الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، رقم: 156. 2 سورة محمد الآية: 38. 3 سورة التوبة الآية: 114. 4 سورة الانشقاق الآية: 19. 5 سورة الشورى الآية: 25.

السابع: معنى الباء، ومثل بقوله: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} 1 وفيه نظر. الوجه الثاني لـ "عن" أن تكون حرف مصدر بدلا عن أن كما في لغة تميم، يقولون يعجبني عن تفعل. الثالث: أن تكون اسما ويتعين في مواضع: أحدها: بعد من وهو كثير، مثل: 32- فلقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني تارة وأمامي2 الثاني: بعد على وهو نادر، كقوله: 33- على عن يميني مرت الطير سنحا ... وكيف سنوح واليمين قطيع؟ 3

_ 1 سورة النجم. الآية: 3. 2 هذا بيت من الكامل. لقطري بن الفجاءة الخارجي. انظر: شرح المفصل 8/40، وأوضح المسالك 3/57. وابن عقيل 2/30 وشرح شواهد المغني 1/439. الشاهد فيه: من عن يميني فإن عن اسم بمعنى جانب، مبني على السكون في محل جر، وذلك لدخول من عليها. 3 هذا بيت من الطويل. انظر: الهمع 2/36 والدرر 4/191. والشاهد فيه: على عن فإن عن هنا اسم مبني على السكون في محل جر، وذلك لدخول على عليها.

عوض 1: ظرف لاستغراق المستقبل كـ أبدا لكنه مختص بالنفي، وهو معرب إن أضيف، مبني إن لم يضف على الضم أو الفتح أو الكسر. عسى 2: فعل، وقال سيبويه حرف إن اتصل بالضمير المنصوب، كقوله: 34- تقول بنتي قد أنى أناكا ... يا أبتا علك أو عساكا3 ومعناه الترجي في المحبوب والإشفاق في المكروه، مثالهما قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ

_ 1 انظر: المغني ص 200. 2 انظر: المغني ص 201. 3 هذا رجز لرؤبة بن العجاج، انظر: الكتاب 2/374، والإنصاف 1/222، والأشموني 1/228. الشاهد فيه: عساكا فإن عسى هنا حرف - للترجي مثل لعل لاتصالها بضمير النصب وهو كاف الخطاب. انظر: الانتصاف من الإنصاف 1/223.

لَكُمْ} 1، وتستعمل على أوجه: أحدها: عسى زيد أن يقوم، وإعرابه عند الجمهور: أن زيدا اسمها وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبرها. وحيث إنه مصدر والمخبر عنه اسم عين فإنه يقدر مضاف قبل الاسم أو قبل الخبر، فيقال تقديره: عسى أمر زيد القيام، أو عسى زيد صاحب قيام. وذهب سيبويه2والمبرد3 إلى أن عسى فعل بمعنى قارب وزيد فاعل وتأويل المصدر إلى مفعول به. الوجه الثاني: عسى أن يقوم زيد فتكون تامة وتأويل المصدر فاعل. الثالث: عسى زيد يقوم أو سيقوم أو قائما، وعسى فيهن فعل ناقص بلا إشكال. الرابع: عساي وعساك وعساه، وفيه ثلاثة مذاهب:

_ 1 سورة البقرة الآية: 216. 2 انظر: الكتاب 3/157. 3 انظر: المقتضب 3/68.

أحدها: أن عملها عمل لعل تنصب الاسم وترفع الخبر. الثاني: أنها على عملها ولكن استعير ضمير النصب للرفع وهو مردود. الثالث: أنها على عملها بجعل خبرها اسمها. الخامس: عسى زيد قائم، ويتخرج على أنها ناقصة واسمها ضمير الشأن. "عل" 1: بالتخفيف، اسم بمعنى فوق، ولا يستعمل إلا مجرورا بمن ومقطوعا عن الإضافة، ثم إن أريد به المعرفة كان مبنيا على الضم وإلا كان معربا. "عند" 2: اسم لمكان الحضور، وقد تأتي لزمانه، ولا تستعمل إلا ظرفا، أو مجرورة بـ "من"، ويرادفها كلمتان: إحداهما: لدى: مطلقا لكن عند أمكن منها من وجهين:

_ 1 انظر: المغني ص 205. 2 انظر: المغني ص 206.

أحدهما: أنها تجيء ظرفا للأعيان والمعاني، ولا تكون لدى ظرفا للمعاني، كذا قيل. الثاني: أن عند تستعمل في الغائب فتقول: عندي مال، وإن كان غائبا، بخلاف لدى فتختص بالحاضر، وهناك وجه ثالث؛ وهو جواز جر عند بخلاف لدى. الكلمة الثانية: لدن لكن تخالفها في أمور. أحدها: أنها لا تقع إلا إذا كان المحل محل ابتداء غاية، كقوله: {مِنْ لَدُنْهُ} 1. الثاني: أنها لا تكون إلا فضلة، وعند تكون عمدة وفضلة. الثالث: أن جرها بـ "من" أكثر من نصبها. الرابع: أنها مبنية عند الأكثر. الخامس: أنها قد تضاف للجملة. السادس: أنها قد لا تضاف أصلا.

_ 1 سورة النساء الآية: 40. وسورة الكهف الآية: 2.

حرف الغين المعجمة

حرف الغين المعجمة: غير 1: اسم ملازم للإضافة، إما لفظا وإما معنى إن فهم المعنى، وتقدمت عليها ليس كقولهم: قبضت عشرة ليس غير. ويجوز في غير هنا الضم والفتح منونة، فإن كانت منونة فضمها على أنها اسم ليس والخبر محذوف وفتحها على أنها خبر ليس والاسم محذوف، وإن كانت غير منونة فقيل هي مبنية، فيحتمل أن تكون اسما أو خبرا، وقيل معربة فإن كانت مضمومة فهي الاسم، وإن كانت مفتوحة فهي الخبر، وأما المضافة لفظا فتقع على وجهين: أحدهما: -وهو الأصل- أن تكون صفة لنكرة ولم تتعرف بالإضافة لشدة إبهامها، أو لمعرفة قريبة من النكرة مثل: {نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} 2، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} 3.

_ 1 انظر: المغني ص209. 2 سورة فاطر الآية: 37. 3 سورة الفاتحة الآية: 7.

الثاني: أن تكون استثنائية فتعرب إعراب الاسم الواقع بعد إلا. ويجوز بناؤها على الفتح إذا أضيفت إلى مبني، كقوله: 35 - لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ... حمامة في غصون ذات أو قال1 وقوله: 36 - لذ بقيس حين يأبى غيره ... تلقه بحرا مفيضا خيره2 "تنبيه -من عندي-": قال المؤلف -ابن هشام-: وقولهم: لاغير لحن قال المحشي3: "والحق

_ 1 هذا بيت من البسيط لرجل من بني كنانة، انظر: الكتاب 2/329، وانظره في اللسان والقاموس مادة وقل. الشاهد فيه: غير أن حيث جاءت غير مبنية لإضافتها إلى مبني وهو أن المصدرية. 2 هذا الرجز لم أجد قائله، انظره في شرح التسهيل 2/313 ومعجم شواهد العربية 2/476. الشاهد فيه: غيره فقد بنيت لإضافتها إلى مبني وهو هاء الغيبة. 3 هو الشيخ محمد الأمير، انظر إلى كلامه هذا في حاشيته على المغني 1/136.

أنه ليس بلحن فقد حكاه ابن الحاجب وأقره محققو كلامه، وأنشد ابن مالك1: 37 - جوابا به تنجو اعتمد فوربنا ... لعن عمل أسلفت لا غير تسأل2

_ 1 في شرح التسهيل 3/209. 2 هو بيت من الطويل، لم أجد قائله، انظر: شرح التسهيل 3/209 والقاموس مادة غير والدرر 3/116. الشاهد فيه: لا غير قال صاحب القاموس: وقولهم: لا غير لحن وهو غير جيد لأنه مسموع في قول الشاعر: جوابا به.. البيت ارجع إليه للاستزادة.

حرف الفاء

حرف الفاء: الفاء المفردة 1: ترد على ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون عاطفة فتفيد الترتيب والتعقيب والسببية، والترتيب نوعان؛ معنوي، كقام زيد فعمرو، وذكري، وهو عطف مفصل على مجمل، نحو: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ} الآية2.

_ 1 انظر: المغني ص 213. 2 سورة هود الآية: 45.

والتعقيب في كل شيء بحسبه، كما يقال: تزوج فولد له، إذا لم يكن بينهما إلا مدة الحمل، وقيل تأتي بمعنى ثم وبمعنى الواو. والسببية تكون غالبا في العاطفة جملة أو صفة، فالأول نحو: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} 1. والثاني: نحو: {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ، فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} 2، وقد تأتي في هذين الموضعين لمجرد الترتيب، كقوله: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ} 3 وقوله: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً، فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً} 4. الوجه الثاني -من أوجه الفاء:- أن تكون رابطة للجواب في الشرط وشبهه، وذلك حيث لا يصلح أن يكون شرطا، وقد تحذف للضرورة وقد يأتي بدلها إذا الفجائية.

_ 1 سورة القصص الآية: 15. 2 سورة الواقعة الآيتان: 52 و 53. 3 سورة الذاريات الآية 26. 4 سورة الصافات الآيتان: 2و 3.

الوجه الثالث: أن تكون زائدة في الخبر، إما مطلقا مثل: أخوك فوجد. وإما بشرط أن يكون أمرا أو نهيا، كقوله: 38- وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا1 وقولك: زيد فلا تضربه، وأما قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} 2 فقيل زائدة وفيه بعد، وقيل جواب لـ أما مقدرة وفيه إجحاف، وقيل عاطفة على محذوف والتقدير: تنبه فاعبد الله، وأما الفاء في قولك: خرجت فإذا الأسد، فقيل زائدة لازمة، وقيل عاطفة، وقيل: للسببيه كفاء الجواب، ومثلها قوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 3 إذ لا يصح عطف الإنشاء على الخبر.

_ 1هذا بيت من الطويل، مجهول القائل، انظر: الكتاب 1/139، وأوضح المسالك 2/136، والأشموني 1/353 والدرر 2/36. الشاهد فيه: فانكح فإن الفاء زائدة لكون الخبر أمرا. 2 سورة الزمر. الآية: 66. 3 سورة الكوثر الآية: 2.

تنبيه: قيل الفاء تكون للاستئناف كقوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} 1، والتحقيق أنها للعطف. "في" 2 حرف جر، وله عشرة معان: الأول: الظرفية، زمانا أو مكانا، حقيقة أو مجازا، ومن المكانية؛ أدخلت الخاتم في أصبعي لكنه على القلب. الثاني: المصاحبة، نحو: {ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ} 3. الثالث: التعليل، نحو: {الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} 4. الرابع: الاستعلاء: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} 5. الخامس: مرادفة الباء. السادس: مرادفة إلى، {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} 6.

_ 1سورة البقرة الآية: 117 وسورة آل عمران الآيتان: 47, 59. وسورة الأنعام الآية: 73. وسورة النحل الآية: 40. وسورة مريم الآية: 35. وسورة يس: الآية: 82. وسورة غافر الآية: 68. 2 انظر: المغني 223. 3 سورة الأعراف، الآية: 38. 4 سورة يوسف، الآية: 32. 5 سورة طه، الآية: 71. 6 سورة إبراهيم، الآية: 9.

السابع: مرادفة من. الثامن: المقايسة، وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق نحو: {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} 1. التاسع: التعويض. العاشر: التوكيد، وأجازه بعضهم في قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا} 2.

_ 1 سورة التوبة. الآية: 38. 2 سورة هود. الآية: 41.

حرف القاف

حرف القاف: "قد" 1: على قسمين؛ حرفية واسمية. والاسمية إما اسم بمعنى: حسب، وإما فعل، إما اسم فعل، فالتي بمعنى حسب تستعمل مبنية وهو الأكثر، مثل: قد زيد درهم. ومعربة وهو قليل، مثل: قد زيد درهم. والتي بمعنى اسم الفعل تكون بمعنى يكفي كقولك: قدزيدا درهم.

_ 1 انظر: المغني ص226.

والحرفية تختص بالفعل الخبري المثبت المتصرف المجرد من جازم وناصب وحرف تنفيس، وهي معه كالجزء فلا يفصل بينهما اللهم إلا بالقسم، كقوله: 39 - أخالد قد والله أوطأت عشوة ... وما قائل المعروف فينا يعنف1 وقد يحذف الفعل بعدها لدليل كقوله: 40 - أزف الترحل غير أن ركابنا ... لما تزل برحالنا وكأن قد2

_ 1 هذا بيت من الطويل، لأخي يزيد بن عبد الله البجلي، روي الشطر الثاني: وما العاشق المسكين فينا بسارق في معجم شواهد العربية 1/236، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية 2/576، وللفرزدق: وما حل من جهل حبى حلمائنا ... ولا قائل المعروف فينا يعنف في ديوانه 2/561 والكتاب 4/118، ومعجم الشواهد والمعجم المفصل، وورد البيت ملفقا: هنا، وفي الدرر 4/28 والمعجم المفصل ومعجم الشواهد. الشاهد فيه: قد والله أوطأت فإنه قد فصل بين قد والفعل بالقسم وهذا جائز. 2 هذا بيت من الكامل، للنابغة زياد بن معاوية الذبياني فيما يزعمون انظر: الديوان ص121 وشرح التسهيل 4/109 ابن عقيل 1/23. والأشموني 1/15، والدرر 2/202، من قصيدة مطلعها: أمن آل مية رائح أو مغتد ... عجلان ذا زاد وغير مزود ورد البيت أفد وورد أزف. الشاهد فيه: قد حيث حذف الفعل بعد قد وهو زال.

وللحرفية خمسة معان: الأول: التوقع، مثل: قد يقدم الغائب، ولا تدخل على ماض متوقع. الثاني: تقريب الماضي من الحال، فإذا قلت: قام زيد، احتمل أن يكون قيامه قريبا أو بعيدا، فإذا قلت: قد قام زيد، اختص بالقريب، ولذلك إذا أجيب القسم بماض متصرف مثبت، فإن كان قريبا من الحال جيء باللام وقد وإن كان بعيدا جيء باللام وحدها، وإذا كان الماضي حالا وجب دخولها عليه، مثل: {وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا} 1. المعنى الثالث: التقليل، مثل: قد يجود البخيل، وقيل هنا للتحقيق، والقلة مفهومة من حال البخيل.

_ 1 سورة البقرة. الآية: 246.

الرابع: التكثير. الخامس: التحقيق. "قط" 1: على ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون ظرف زمان لاستغراق ما مضى، فتفتح قافها وتضم الطاء مشددة، وقد تخفف مع ضمها أو إسكانها وتختص بالنفي مثل: ما فعلته قط. الثاني: أن تكون بمعنى حسب فتفتح القاف وتسكن الطاء مبنية، تقول: قط زيد درهم. قلت: وفي الحاشية2 عن حواشي التسهيل "أنها لم تسمع إلا مقرونة بالفاء وهي زائدة لازمة عندي، وكذا أقول في قولهم: فحسب إن الفاء زائدة، وفي المطول: كثيرا ما تصدر بالفاء تزيينا للفظ" ا. هـ. الثالث: أن تكون اسم فعل بمعنى: يكفي.

_ 1 انظر: المغني ص233. 2 حاشية محمد الأمير 1/151.

حرف الكاف

حرف الكاف: الكاف المفردة 1: تأتي جارة وغير جارة، والجارة إما اسم وإما حرف، فللحرفية خمسة معان: الأول: التشبيه. الثاني: والتعليل، نحو: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} 2. الثالث: الاستعلاء، وجعل منه: كن كما أنت، أي عليه، وفيه أعاريب أخرى. الرابع: المبادرة، مثل: صل كما يدخل الوقت، وهو غريب جدا. الخامس: التوكيد، وهي الزائدة، كقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} 3، وقيل الزائد مثل، وقيل لا

_ 1 انظر: المغني ص233. 2 سورة البقرة. الآية: 198. 3 سورة الشورى. الآية: 11.

زيادة فيهما وإن مثل بمعنى ذات أو بمعنى صفة وقيل الكاف اسم مؤكد بمثل. والاسمية الجارة ترادف مثل قيل تختص بالضرورة كقوله: 41 - بيض ثلاث كنعاج جم ... يضحكن عن كالبرد المنهم1 وقيل: لا، فيجوز في زيد كالأسد، أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل. والكاف غير الجارة نوعان، ضمير منصوب أو مجرور، {ما ودعك ربك} 2، وحرف للدلالة على الخطاب وهي اللاحقة لاسم الإشارة كـ "ذلك" وللضمير المنفصل المنصوب كـ "إياك" ولبعض أسماء الأفعال كـ "رويدك" ولـ "أرأيت" كـ {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} 3.

_ 1 هذا الرجز، للعجاج، انظر: شرح المفصل 8/42 والتصريح 2/18 والهمع 2/31 والأشموني 1/472 والدرر 4/156. الشاهد فيه: كالبرد فإن الكاف هنا اسم بمعنى مثل. 2 سورة الضحى. الآية: 3. 3 سورة الإسراء. الآية: 62.

"كي" 1: على ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون اسما مختصرا من كيف كقوله: 42- كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت ... قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم2 فحذفت الفاء كما حذفت في قول بعضهم: "سو أفعل"، أي سوف أفعل. الثاني: أن تكون مرادفة للام التعليل وهي الداخلة على ما الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة: كيمة، بمعنى لمه. الثالث: أن تكون مرادفة لـ "أن" المصدرية، كقوله: {لِكَيْلا تَأْسَوْا} 3، فإن لم تتقدمها اللام جاز أن تكون مصدرية وجارة والناصب أن ولا يجمع بينهما إلا في الضرورة كقوله:

_ 1 انظر: المغني ص241. 2 هذا بيت من البسيط، انظره في شرح التسهيل 4/19، وابن الناظم ص666 والأشموني 2/277والدرر 3/35. الشاهد فيه: كي فإنها مختصرة من كيف. 3 سورة الحديد. الآية: 23.

43 - فقالت: أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغر وتخدعا1 كم 2: على وجهين؛ استفهامية وخبرية، ويفترقان في خمسة أمور: الأول: أن الخبرية تحتمل الصدق والكذب، بخلاف الاستفهامية. الثاني: أن المتكلم في الخبرية لا يستدعي من المخاطب جوابا بخلاف الاستفهامية. الثالث: أن الاسم المبدل من الخبرية لا يقترن بالهمزة فتقول: كم عبيد لي خمسون بل ستون، بخلاف الاستفهامية، فتقول: كم مالك أعشرون أم ثلاثون. الرابع: أن تمييز الخبرية يكون مفردا أو مجموعا، وتمييز الاستفهامية لا يكون إلا مفردا.

_ 1هذا بيت من الطويل، لجميل بن معمر جميل بثينة انظر: الديوان ص79 وشرح التسهيل 4/16 وشرح الشذور ص310، والدرر 4/67. الشاهد فيه: كيما أن حيث جمع بين كيوأن وهذه ضرورة. 2 انظر: المغني ص 243.

الخامس: أن تمييز الخبرية واجب الخفض، وتمييز الاستفهامية منصوب إلا أن تكون مجرورة بحرف فيجوز النصب وهو الكثير، والجر بمن مضمرة وجوبا، مثل: بكم درهم اشتريت هذا الكتاب؟. "كأي" 1: في كأين لغات أشار إليها ابن مالك في الكافية2: وفي كأين قيل: كائن وكئن ... وهكذا كأين كئين فاستبن وهي: اسم مركب من كاف التشبيه وأي المنونة، ولذا يجوز الوقوف عليها بالنون، وتكون خبرية للتكثير وهو الغالب مثل: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} 3، واستفهامية ويكون مميزها مجرورا بمن غالبا، وأوجبه بعضهم، ومن غير المجرور بمن قوله:

_ 1 انظر: المغني ص246. 2 انظر: شرح الكافية الشافية 4/1711. 3 سورة آل عمران. الآية: 146.

44 - اطرد اليأس بالرجا فكأي ... آلما حم يسره بعد عسر1 ولا يدخل عليها حرف جر وأجاز بعضهم: بكأي تبيع هذا الثوب؟، ولا يكون خبرها مفردا. "كذا": 2 ترد على ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون اسم إشارة مجرورا بالكاف، وقد تدخل عليها ها التنبيه، كقوله: {أَهَكَذَا عَرْشُكِ} 3. الثاني: أن تكون كلمة واحدة مركبة، مكنيا بها عن غير عدد، كما في الحديث: "أتذكر يوم كذا وكذا فعلت فيه كذا وكذا" 4.

_ 1 هذا بيت من الخفيف، انظر: وشرح التسهيل 2/423، والأشموني 2/389 والتصريح 2/281 والدرر 4/51، الشاهد فيه: ألما حيث جاء تمييزها منصوبا وهو خلاف الأكثر الغالب. 2 انظر: المغني ص247. 3 سورة النمل. الآية: 42. 4 روى البخاري في تفسير القرآن، سورة رقم: 11 باب 4، وفي الأدب باب 60، وفي التوحيد باب 36، ومسلم في التوبة رقم 52، وأحمد 2/141 رقم 5891رووا نحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما.

الثالث: أن تكون كلمة واحدة مركبة، مكنيا بها عن عدد، وتمييزها منصوب دائما، فلا يجوز جره بمن ولا بالإضافة، خلافا للكوفيين حيث أجازوا الجر بالإضافة في غير تكرار1، ولا تستعمل غالبا إلا معطوفا عليها. "كلا" 2: حرف ردع وزجر، لا معنى لها سوى ذلك عند سيبويه وأكثر البصريين3، فيجيزون الوقوف عليها دائما والابتداء بما بعدها. وزاد غيرهم معنى ثالثا واختلف فيه، فقيل معنى حقا وقيل معنى ألا الاستفتاحية وقيل معنى نعم، وعلى هذه الزيادة يصح الوقوف عليها وقبلها، وإذا صلحت للردع وغيره جاز الوقوف عليها وقبلها، والأرجح حملها على الردع لأنه الغالب. "كأن" 4: حرف عند الأكثر، وعليه إشكالان يمكن الخلاص منها بالقول بأنها بسيطة، ولها معان:

_ 1 انظر: حاشية الصبان 4/86. 2 انظر: المغني ص249. 3 انظر: الانتصاف من الإنصاف 1/402. 4 انظر: المغني ص252.

أحدها: التشبيه، وهو الغالب، وقيده بعضهم1بما إذا كان خبرها اسما جامدا، مثل: كأن زيدا أسد، وإلا فهي للظن، مثل: كأن زيدا عندك، أو قائم أو يقوم. الثاني: التحقيق، ذكره الكوفيون2والزجاجي، قلت: ومنه حديث الثلاثة: "كأني أعرفك" 3. الثالث: التقريب، قاله الكوفيون4، نحو: كأنك بالفرج آت، واختلف في إعرابه، فقيل الكاف حرف خطاب والباء حرف جر زائد، والفرج اسم كأن، وقيل الكاف اسمها والجار والمجرور خبرها، وما بعده جملة حالية متممة لمعنى الكلام، بدليل قولهم: كأنك بالشمس وقد طلعت.

_ 1منهم البطليوسي، وذلك لأن زيدا هو نفس القائم ولا يشبه الشيء بنفسه، حاشية الصبان 1/272. 2 واستدلوا بقوله: فأصبح بطن مكة مقشعرا ... كأن الأرض ليس بها هشام انظر: التصريح 1/212. 3رواه البخاري في الأنبياء باب51، ومسلم في الزهد رقم 10، وهو حديث الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى الذين أراد الله أن يبتليهم، والحديث مشهور. 4 انظر: التصريح 1/212، وحاشية الصبان 1/272.

"كل" 1: اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر نحو: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} 2، والمعرف المجموع نحو: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} 3، وأجزاء المفرد المعرف؛ كل زيد حسن. ولها باعتبار ما قبلها ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون نعتا فتدل على كمال المنعوت، وحينئذ يجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى، مثل: أكلنا شاة كل شاة. إن الفخر كل الفخر لمن قدر على كبح جماح نفسه. الثاني: أن تكون توكيدا لمعرفة، قال الكوفيون: أو نكرة محدودة4 فتفيد العموم، وحينئذ تجب إضافتها إلى ضمير يطابق المؤكد، مثل: {فَسَجَدَ

_ 1 انظر: المغني ص255. 2 سورة آل عمران. الآية: 185. وسورة الأنبياء، الآية:35. 3 سورة مريم. الآية: 95. 4 كقوله: زخرت به ليلة كلها ... فجئت به مؤيدا خنفقيقا انظر: شرح المفصل 3/44، والإنصاف 2/451، ويرى الأخفش رأيهم، الهمع 2/124، وإلى هذا مال ابن مالك في شرح التسهيل 3/296.

الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} 1، وربما يخلفه الظاهر كقوله: 45 - كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم ... يا أشبه الناس كل الناس بالقمر2 فيفرق بينها وبين سابقتها حينئذ بأن هذه لعموم الأفراد وتلك لكمال المنعوت. وأجاز الزمخشري قطع المؤكدة عن الإضافة محتجا بقراءة بعضهم: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} 3، والأجود أن كلا هنا بدل من اسم إن وجاز إبداله من ضمير الحاضر لأنه مفيد للإحاطة. الثالث: أن تكون مباشرة للعوامل لا تابعة، وحينئذ يجوز إضافتها إلى الظاهر وقطعها،

_ 1 سورة الحجر. الآية: 30. وسورة ص، الآية: 73. 2 هذا بيت من البسيط، لكثير عزة، وليس في ديوانه. وانظر: شرح التسهيل 3/292، وقيل لعمر بن أبي ربيعة، انظر: الديوان ص143 والأمالي للقالي 1/195 والدرر 6/33. الشاهد فيه: كل الناس حيث خلف الاسم الظاهر الناس الضمير. 3 سورة غافر. الآية: 48، وانظر: الكشاف 3/430.

نحو: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} 1، {وَكُلّاً ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ} 2. ولها باعتبار ما بعدها ثلاثة أوجه: أحدها: أن تضاف إلى الظاهر فيعمل فيها جميع العوامل، مثل: أكرمت كل بني تميم. الثاني: أن تضاف إلى ضمير محذوف فكالتي قبلها. الثالث: أن تضاف إلى ضمير ملفوظ به فلا يعمل فيها غالبا إلا الابتداء، نحو: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} 3، ومن غير الغالب قوله: 46 - يميد إذا مادت عليه دلاؤهم ... فيصدر عنه كلها وهو ناهل4.

_ 1 سورة المدثر. الآية: 38. 2 سورة الفرقان. الآية: 39. 3 سورة مريم. الآية: 95. 4 هذا بيت من الطويل، لكثير، في ديوانه 506. والشاهد فيه: "كلها" حيث عمل فيها الفعل وليس الابتداء، فهي فاعل.

واعلم أن لفظ كل حكمه الإفراد والتذكير ومعناها بحسب ما تضاف إليه، فإن أضيفت إلى نكرة روعي معناها إما مذكر، مثل: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} 1، وإما مؤنث مثل: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} 2، وإما مجموع مذكر مثل: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} 3، وإما مجموع مؤنث مثل: 47 - وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب4 هذا ما نص عليه ابن مالك في حكم المضافة إلى النكرة، ورده أبو حيان5، قال المصنف: والذي يظهر لي أن المضافة إلى المفرد أن أريد نسبة الحكم

_ 1 سورة القمر، الآية: 52. 2 سورة المدثر، الآية: 38. 3 سورة المؤمنون. الآية: 53. وسورة الروم، الآية: 32. 4 هذا بيت من الطويل، لقيس بن ذريح، انظر: الديوان ص33، والهمع 2/74، والدرر 5/136. الشاهد فيه: كل مصيبات. 5 هو محمد بن يوسف الغرناطي، من كبار علماء العربية والتفسير والحديث، ولد بغرناطة وتوفي في القاهرة سنة 745هـ، من أشهر تصانيفه: البحر المحيط في تفسير القرآن. الأعلام 8/26.

إلى كل فرد وجب الإفراد، مثل: كل رجل يشبعه رغيف، وإن أريد نسبتة إلى المجموع وجب الجمع، كقول عنترة1. 48 - جادت عليه كل عين ثرة ... فتركن كل حديقة كالدرهم2 لأن المراد أن كل عين جادت عليه فتركت جميع الأعين كل حديقة ... الخ وإن أضيفت إلى معرفة جاز مراعاة لفظها ومراعاة معناها، نحو: كلهم قائم أو كلهم قائمون، كذا قالوا، والصواب أن الضمير لا يعود إليها من خبرها إلا مفردا مذكرا على لفظها نحو: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} 3.

_ 1 هو عنترة بن شداد العبسي، شاعر جاهلي مشهور، من شعراء المعلقات، اشتهر بالفروسية وبحبه لابنة عمه عبلة، كان عبدا فنال حريته لإقدامه وشجاعته، توفي قبل البعثة بزمن. 2 هذا بيت من الكامل، من معلقته المشهورة، ومطلها: هل غادر الشعراء من متردم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم انظر البيت في الديوان ص 196، والشاهد فيه: "فتركن" ولم يقل تركت. 3 سورة مريم. الآية: 95.

وإن قطعت عن الإضافة لفظا فقال أبو حيان: تجوز مراعاة اللفظ مثل: {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} 1، ومراعاة المعنى مثل: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} 2. "كيف" 3: اسم تستعمل على وجهين: أحدهما: أن تكون شرطية فتقتضي فعلين متفقين لفظا ومعنى غير مجزومين، مثل: كيف تصنع أصنع، وقيل يجزمان مطلقا وهو رأي الكوفيين4، وقيل: إن اقترنت بها ما. الثاني: أن تكون استفهامية وتقع خبرا قبل مالا يستغنى عنها معه، مثل: كيف أنت؟ وحالا قبل ما يستغنى مثل: كيف جاء زيد، ومفعولا مطلقا، مثل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} 5.

_ 1 سورة الإسراء. الآية: 84. 2 سورة يس. الآية: 40. 3 انظر: لمغني ص 270. 4 انظر: المغني ص 274. 5 سورة الفيل، الآية: 1.

حرف اللام

حرف اللام: اللام المفردة 1: ثلاثة أقسام؛ جارة وجازمة ومهملة، فالجارة مفتوحة مع الضمير إلا ياء المتكلم فمكسورة، ومكسورة مع الظاهر إلا مع المستغاث المباشر للياء فمفتوحة مثل: يا لله. وللجارة معان منها: 1- الاستحقاق، وهي الواقعة بين معنى وذات، مثل: الحمد لله. 2- الاختصاص، مثل: الحصير للمسجد. 3- الملك، مثل: لله ما في السماوات. 4- التعليل، مثل: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} 2، ومثل اللام الثانية في: يا لزيد لعمرو، والتقدير: أدعوك لعمرو. 5- بمعنى إلى، مثل: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً} 3. 6- بمعنى على، مثل: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} 4.

_ 1 انظر: المغني ص274. 2 سورة قريش. الآية: 1. 3 سورة الرعد. الآية: 2. وسورة الزمر، الآية: 5. وسورة فاطر، الآية: 13. 4 سورة الإسراء. الآية: 107.

7- بمعنى في، مثل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} 1. 8- بمعنى من، مثل: سمعت له صراخا. 9- التعجب، وتستعمل في النداء، مثل: يا للماء، إذا تعجبوا من كثرته. 10- التوكيد، وهي اللام الزائدة، ومنها المقحمة المعترضة بين المتضايفين، مثل قولهم: "يا بؤس للحرب". وهل انجرار ما بعدها بها أو بالمضاف؟ قولان أرجحهما الأول، ومنها لام المستغاث، وقال جماعة غير زائدة ثم اختلفوا فقال الأكثرون متعلقة بفعل النداء المحذوف، وقال ابن جني بحرف النداء لما فيه من معنى الفعل2. وإذا قيل: يا لزيد بفتح اللام فهو مستغاث، وبكسرها مستغاث له والمستغاث محذوف، وإذا قيل: يا لك احتمل الوجهين. 11- التبيين، وذكر لها أقساما وأمثلة.

_ 1 سورة الأنبياء. الآية: 47. 2 انظر: سر صناعة الإعراب 1/329 - 332.

والجازمة هي اللام الموضوعة للطلب، وهي مكسورة، وسليم تفتحها، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر، مثل: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} 1، وقد تسكن بعد ثم، مثل: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} 2، ودخولها على فعل المتكلم قليل، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "قوموا فلأصل لكم" 3 وقوله تعالى: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} 4، وأقل منه دخولها في فعل الفاعل المخاطب كقراءة: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} 5، وقد تحذف في الشعر ويبقى الجزم كقوله: 49 - محمد تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من شيء تبالا6

_ 1 سورة البقرة. الآية: 186. 2 سورة الحج. الآية: 29. 3 رواه البخاري في الصلاة باب10، ورواه مسلم في المساجد رقم 263، وأحمد 3/207 رقم 12664، عن أنس رضي الله عنه، ورواه البخاري في الأذان باب 161 "بكم" بدل "لكم". 4 سورة العنكبوت. الآية: 12. 5 سورة يونس. الآية: 58. انظر: الدر المصون 6/224. 6 هذا بيت من الوافر، لحسان بن ثابت رضي الله عنه أو أبي طالب أو الأعشى، انظر: الكتاب 3/8، والإنصاف 2/530، وشرح التسهيل 4/60، وابن الناظم ص690، والشذور ص231، والأشموني 2/314 والدرر 5/61. الشاهد فيه: تفد فإنه فعل مجزوم بلام الطلب المحذوفة.

وأجاز الكسائي حذفها في النثر بشرط تقدم قل، مثل: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ} 1. والمهملة: 1- لام الابتداء، وتدخل على المبتدأ، مثل: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ} 2، وعلى معمول إن اسمها أو خبرها أو معموله، واختلف في دخولها على الخبر المتقدم، مثل: لقائم زيد فمقتضى كلام جماعة من النحويين الجواز، وكذلك اختلف في اللام الداخلة على الفعل، ونص جماعة على المنع وأن اللام الداخلة على الفعل لام القسم. تنبيه 3: إذا قلت: إن زيدا ليقومن، فاللام

_ 1 سورة إبراهيم. الآية: 31، انظر: سر صناعة الإعراب 1/39، وشرح المفصل 7/35، وانظر: إعراب القرآن للدرويش 5/192. 2 سورة الحشر. الآية: 13. 3 انظر: المغني ص305.

للقسم، فلو قلت: علمت أن زيدا ليقومن، وجب فتح همزة إن. 2- الزائدة، كالداخلة على خبر المبتدأ، كقوله: 50 - أم الحليس لعجوز شهربه ... ترضى من اللحم بعظم الرقبه1 3- لام الجواب، إما لـ "لو" أو لـ "لولا" أو للقسم، مثل: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} 2، {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} 3، {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} 4. 4- اللام الموطئة وتسمى: المؤذنة، وهي الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم مقدر لا على الشرط، سميت موطئة لأنها

_ 1 هذا الرجز، لرؤبة بن العجاج أو لعنترة بن عروس، انظر: شرح التسهيل 2/30، وابن عقيل 1/336، واللسان مادة شهرب، والدرر 2/187. الشاهد فيه: لعجوز إذ دخلت اللام زائدة على خبر المبتدأ. 2 سورة الأنبياء. الآية: 22. 3 سورة البقرة. الآية: 251. 4 سورة يوسف. الآية: 91.

وطأت الجواب للقسم أي مهدته له، مثل: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} 1، وأكثر ما تدخل على إن، وقد تدخل على غيرها، كقوله: 51 - لمتى صلحت ليقضين لك صالح ... ولتجزين إذا جزيت جميلا2 5- لام "أل" كالرجل. 6- اللام اللاحقة لأسماء الإشارة للدلالة على البعد. "لا" 3: على ثلاثة أوجه: الأول: النافية وهي أقسام: 1- العاملة عمل إن، وهي النافية للجنس على سبيل التنصيص، ومنه: {لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ} 4 عند

_ 1 سورة الحشر. الآية: 12. 2 هذا بيت من الكامل، انظر: شرح التسهيل 3/218، والهمع 2/44، الدرر 4/240. الشاهد فيه: لمتى فإن اللام المؤذنة دخلت على غير إن مع أن الأكثر أن تدخل عليها. 3 انظر: المغني ص313. 4 سورة النحل. الآية: 62.

الفراء، والمعنى عنده لابد من كذا أو لا محالة في كذا1، وقال قطرب: لا رد لما قبلها، أي ليس الأمر كما وصفوا، ثم ابتدأ فقال: جرم وهو فعل ماض بمعنى وجب وما بعده فاعل. 2- العاملة عمل ليس. 3- العاطفة. 4- الجوابية. 5- ما سوى هذه الأقسام، ومنها المعترضة بين الجر والمجرور، نحو: جئت بلا زاد، وعن الكوفيين؛ هي اسم دخل عليه حرف الجر وما بعدها محفوض بالإضافة2، وبعضهم يسميها زائدة، وإن كان لا يصح إسقاطها من حيث المعنى ويكون المراد بالزيادة وقوعها بين شيئين متطالبين. الوجه الثاني: "لا" الطلبية التي يطلب بها الترك، وتختص بالمضارع، مثل: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} 3.

_ 1 انظر: معاني القرآن 2/8. 2 انظر: الأمالي الشجرية 2/230. 3 سورة هود. الآية: 113.

الوجه الثالث: الزائدة للتقوية والتوكيد، مثل: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} 1، ومنه: {لا أُقْسِمُ} 2 على أحد القولين، ثم مثل بقوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} 3 وذكر أوجها كثيرة في إعرابه، كما ذكر أوجها في إعراب قوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} 4، وقوله: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} 5، وقوله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ} إلى قوله: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً} 6. لات 7: الجمهور على أنها كلمتان؛ لا والتاء لتأنيث اللفظ وأنها تعمل عمل ليس، ولا تعمل إلا في الحين وما رادفة. لو 8: على خمسة أوجه:

_ 1 سورة الأعراف. الآية: 21. 2 سورة القيامة. الآية: 1. 3 سورة الأنعام. الآية: 151. 4 سورة الأنعام. الآية: 109. 5 سورة الأنبياء. الآية: 95. 6 سورة آل عمران. الآيتا ن: 79 و 80. 7 انظر: المغني ص334. 8 انظر: المغني ص337.

الأول: الامتناعية، مثل: لو جئتني أكرمتك، وتفيد الشرطية، وتقييدها بالماضي، والامتناع أي امتناع الشرط والجواب عند الجمهور، وهو باطل بمواضع كثيرة، أو امتناع الشرط خاصة مع عدم الدلالة على امتناع الجواب أو ثبوته، ولكن إن كان مساويا للشرط في العموم لزم انتفاؤه، مثل: لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا، وإن كان أعم لم يلزم انتفاؤه، وإما ينتفي منه ما كان مساويا للشرط، مثل: لو كانت الشمس طالعة كان الضوء موجودا، وأجود ما يقال فيها: أنها حرف يقتضي في الماضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه. الثاني: أن تكون حرف شرط في المستقبل كـ "إن"، إلا أنها لا تجزم، مثل: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ} 1. والفرق بين هذه وبين الامتناعية أن الشرط في هذه مستقبل محتمل الوقوع لم يقصد فرضه الآن أو فيما مضى وعكسها الامتناعية.

_ 1 سورة النساء. الآية: 9.

الثالث: المصدرية بمنزلة أن إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوع هذه بعد: ود أو يود، مثل: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} 1. الرابع: التي للتمني بمعنى ليت مثل: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ} 2. الخامس: أن تكون للعرض، مثل: لو تنزل عندنا فتصيب خيرا. وذكر لها معنى سادس؛ وهو التقليل، مثل: "التمس ولو خاتما من حديد" 3. وجواب لو إما مضارع منفي بلم، أو ماض مثبت أو منفي بما والغالب على المثبت دخول اللام عليه، مثل: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} 4، ومن غير

_ 1 سورة القلم. الآية: 9. 2 سورة الشعراء. الآية: 102. 3 رواه البخاري في النكاح، باب 40، وفي فضائل القرآن باب 21، وفي اللباس باب 49، ومسلم في النكاح رقم 76.. 4 سورة الواقعة. الآية: 65.

الغالب؛ {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً} 1، والغالب على المنفي خلوه من اللام، مثل: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} 2، ومن غير الغالب قوله: 52 - ولو نعطى الخيار لما افترقنا ... ولكن لا خيار مع الليالي3 وقد يكون جوابها جملة اسمية مقرونة باللام أو الفاء، كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ} 4، وقول الشاعر: 53 - لو كان قتل يا سلام فراحة ... لكن فررت مخافة أن أوسرا5

_ 1 سورة الواقعة. الآية: 70. 2 سورة الأنعام. الآية: 112. 3 هذا بيت من الوافر، انظر: التصريح 2/260، والهمع 2/66، والأشموني 2/352، والدرر 5/101. الشاهد فيه: لما فإن جواب لو اقترنت به اللام وهو من غير الغالب. 4 سورة البقرة. الآية: 103. 5 هذا بيت من الكامل، لعامر بن الطفيل، انظر: شرح التسهيل 4/100، والهمع 2/66، والدرر 5/102. الشاهد فيه: فراحة فإن جواب لو جملة اسمية اقترنت بالفاء.

لولا 1: على أربعة أوجه: أحدها: أن تدخل على جملتين؛ اسمية ففعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، نحو: لولا زيد لأكرمتك، ثم إن كان الخبر كونا مطلقا وجب حذفه وكونا مقيدا وجب ذكره إن لم يعلم، وإلا جاز الوجهان، هذا قول ابن مالك2وجماعة. وإذا ولي لولا ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع، نحو: {لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} 3، وسمع قليلا: "لولاي ولولاك ولولاه" قال سيبويه4 والجمهور: هي جارة للضمير مختصة به ولا تتعلق بشيء، وموضع المجرور بها رفع بالابتداء، فإذا عطف عليها اسم ظاهر تعين رفعه، مثل: لولاي وزيد، لأنها لا تخفض الظاهر. الثاني: أن تكون للتحضيض والعرض، وتختص

_ 1 انظر: المغني ص359. 2 انظر: شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح ص65. 3 سورة سبأ. الآية: 31. 4 انظر: الكتاب 2/373 والتي بعدها.

بالمضارع أو ما في تأويله، مثل: {لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ} 1، {لَوْلا أَخَّرْتَنِي} 2. الثالث: أن تكون للتوبيخ والتنديم، وتختص بالماضي، مثل: {لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} 3، وقد يفصل بينها وبينه بـ "إذ" أو إذا أو جملة معترضة، مثل: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} 4، {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} . إلى قوله: {فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} 5. الرابع: الاستفهام، مثل: {لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} 6 قاله الهروي، والظاهر أنه للعرض، وذكر الهروي أنها تأتي نافية بمعنى ما، مثل: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} 7 أي فما كانت، والظاهر أن المعنى على التوبيخ.

_ 1 سورة النمل. الآية: 46. 2 سورة المنافقون. الآية: 10. 3 سورة النور. الآية: 13. 4 سورة النور. الآية: 12. 5 سورة الواقعة. الآيات: 83 - 86. 6 سورة المنافقون. الآية: 10. 7 سورة يونس. الآية: 98.

لوما 1: بمنزلة لولا. لم 2: حرف جزم لنفي المضارع، وقد يرفع بعدها، قيل ضرورة وقيل لغة، وزعم بعضهم أن بعض العرب قد ينصب بها، وقد يليها اسم معمول لفعل محذوف يفسره ما بعده، كقوله: 54 - ظننت فقيرا ذا غنى ثم نلته ... فلم ذا رجاء ألقه غير واهب3 لما 4: على ثلاثة أوجه: الأول: مختصة بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا، وتفارق لم في خمسة أمور: الأول: أنها لاتقترن بأداة شرط.

_ 1 انظر: المغني ص364. 2 انظر: المغني ص365. 3 هذا بيت من الطويل، انظره في شرح التسهيل 2/141 والتي بعدها، ومعجم شواهد العربية 1/59. الشاهد فيه: فلم ذا فقد ولي لم معمول فعل محذوف وهو ذا فسر الفعل ما بعده، فإن "ذا" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لفعل محذوف، فتكون الجملة: فلم ألق ذا رجاء غير واهب. 4 انظر: المغني ص367.

الثاني: أن منفيها مستمر النفي إلى الحال. الثالث: أن منفيها قريب إلى الحال. الرابع: أن منفيها متوقع ثبوته. الخامس: أن منفيها جائز الحذف لدليل، بخلاف "لم"، فأما قوله: 55 - احفظ وديعتك التي استودعتها ... يوم الأعازب إن وصلت وإن لم1 فضرورة. الثاني: مختصة بالماضي فتقتضي جملتين وجدت ثانيتهما عند وجود الأولى، ويقال فيها حرف وجود لوجود، مثل: لما جاءني أكرمته، وجوابها إما فعل ماض أو جملة اسمية مقرونة بـ "إذا" الفجائية أو بالفاء أو فعلا مضارعا مثل: {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} 2،

_ 1 هذا بيت من الكامل، لإبراهيم بن هرمة، انظر: أوضح المسالك 4/202، والأشموني 2/316، والتصريح 2/247، والدرر 5/66. الشاهد فيه: وإن لم فقد حذف منفي لم مجزومها ضرورة فالأصل: إن وصلت وإن لم تصل. 2 سورة الإسراء. الآية: 67.

{فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} 1، {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} 2، {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا} 3. الثالث: أن تكون حرف استثناء، فتدخل على الجمل الاسمية، نحو: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} 4، وعلى الفعل الماضي لفظا لا معنى، مثل: أنشدك الله لما فعلت، أي ما أنشدك إلا فعلك. لن 5: حرف نفي ونصب واستقبال، وتأتي للدعاء كقوله: 56 - لن تزالوا كذلكم ثم لازالت ... لكم خالدا خلود الجبال6

_ 1 سورة العكنبوت. الآية: 65. 2 سورة لقمان. الآية: 32. 3 سورة هود. الآية: 74. 4 سورة الطارق. الآية: 4. 5 انظر: المغني ص 373. 6 هذا بيت من الخفيف، للأعشى ميمون بن قيس، انظر: الديوان ص169، وشرح التسهيل 4/15، والهمع 2/56، والدرر 2/42 و 4/62، من قصيدة مطلعها: ما بكاء الكبير بالأطلال ... وسؤالي وهل ترد سؤالي عدها بعض النقاد هي المعلقة. الشاهد فيه: لن تزالوا كذالكم حيث استعمل لن للدعاء.

وتلقي القسم بها وبلم نادر جدا، كقوله: 57 - والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا1 وزعم بعضهم أنها قد تجزم، كقوله: 58 - لن يخب الآن من رجائك من ... حرك من دون بابك الحلقة2 ليت 3: حرف تمن يتعلق بالمستحيل غالبا، وتنصب الاسم وترفع الخبر، وقد تنصبهما، كقوله: 59 - ياليت أيام الصبا رواجعا4

_ 1 هذا بيت من الكامل، لأبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، انظر: شرح التسهيل 3/207، والأشموني 2/36، والهمع 2/41، والدرر 4/220؛ روي: "حتى أوارى". الشاهد فيه: لن يصلوا حيث صدر جواب القسم بـ"لن". 2 هذا بيت من المنسرح، لأعرابي ذي قصة مع الحسين بن علي رضي الله عنه، انظر: الهمع 2/4، والأشموني 2/277، والدرر 4/63. الشاهد فيه: لن يخب حيث جزم المضارع بـ "لن". 3 انظر: المغني ص375. 4 هذا الرجز لرؤبة بن العجاج، انظر: الكتاب 2/142، والدرر 2/170، الشاهد فيه: أيام الصبا رواجعا فقد نصبت ليت الاسم والخبر.

"لعل" 1: حرف ترج ينصب الاسم ويرفع الخبر، قال بعض أصحاب الفراء: وقد ينصبهما، وحكي: "لعل أباك منطلقا"، وعقيل يخفضون بها المبتدأ، كقوله: 60 - فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة ... لعل أبي المغوار منك قريب2 وهو في محل رفع بالابتداء لتنزيلها منزلة حرف الجر الزائد، قيل وأول لحن سمع بالبصرة قوله: "لعل لها عذر وأنت تلوم" وهو محتمل لتقدير ضمير الشأن، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون" 3، ولها معان:

_ 1 انظر: المغي ص377. 2 هذا بيت من الطويل، لكعب بن سعد الغنوي، يرثي أخاه أبا المغوار، انظر: ابن عقيل 2/196، والتصريح 1/156، والأشموني 1/454، والهمع 2/33، والدرر 4/174. وروي: "دعوة" و"ثانيا". الشاهد فيه: لعل أبي المغوار حيث جر بـ"لعل". 3 رواه البخاري في اللباس باب 89، ومسلم في اللباس والزينة رقم 98، عن ابن مسعود، وأحمد روى نحوه عن عائشة 6/225 رقم 25619.

أحدها: التوقع، وهو ترجي المحبوب والإشفاق من المكروه. الثاني: التعليل، أثبته جماعة منهم الكسائي، كقوله تعالى: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} 1. الثالث: الاستفهام، أثبته الكوفيون، ولذلك علق بها الفعل، كقوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} 2. "لكن" 3: المشددة حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وفي معناها ثلاثة أقوال: أحدها: أنه واحد؛ وهو الاستدراك، وفسر بأن تنسب لما بعدها حكما مخالفا لكم ما قبلها. الثاني: أنها تأتي للاستدراك، وفسر برفع ما يتوهم ثبوته، وتأتي لمعنى آخر أيضا وهو: التوكيد، مثل: لو جاءني أكرمته لكنه لم يجىء حيث أكدت ما أفادته لو من الامتناع.

_ 1 سورة طه. الآية: 44. 2 سورة عبس. الآية: 3. 3 انظر: المغني ص383.

الثالث: أنها للتوكيد دائما ويصحب التوكيد معنى الاستدراك، وقد يحذف اسمها، كقوله: 61 - فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي ... ولكن زنجي عظيم المشافر1 "لكن" 2: المخففة هي ضربان؛ مخففة من الثقيلة فلا تعمل، وخفيفة بأصل الوضع فإن وليها كلام فهي حرف ابتداء لا عاطفة، وإن وليها مفرد فهي عاطفة بشرطين: أحدهما: أن يتقدمها نفي أو نهي، فإن قلت: "قام زيد لكن عمرو"، جعلتها حرف ابتداء وأتممت الجملة فقلت: "لم يقم"، وأجاز الكوفيون العطف3. الثاني: أن لا تقترن بالواو.

_ 1 هذا بيت من الطويل، للفرزدق، انظر: الديوان 2/481 والكتاب 2/135 والتي بعدها، والإنصاف 1/182، وشرح التسهيل 2/13، واللسان مادة شفر،. الشاهد فيه: ولكن زنجي حيث حذف اسم لكن، فالأصل: ولكنك زنجي. 2 انظر: المغني ص385. 3 انظر: الإنصاف. 2/484.

"ليس" 1: لنفي الحال، ولنفي غيره بالقرينة، مثل: ليس خلق الله مثله. وهي فعل لا يتصرف، قيل إلا في ثلاثة مواضع: الأول: أن تكون للاستثناء، نحو: أتوني ليس زيدا. والصحيح أنها هي الناسخة واسمها مستتر. الثاني: أن تدخل على جملة اسمية رافعة للاسمين كما في لغة تميم؛ "ليس الطيب إلا المسك". فإنهم يهملونها حملا على إهمال ما عند انتقاض النفي، وزعم بعضهم أن من ذلك ما إذا دخلت جملة فعلية ماضية، كقولهم: "ليس خلق الله مثله". الثالث: أن تكون حرفا عاطفا، أثبته الكوفيون لقوله: 62 - أين المفر والإله الطالب ... والأشرم المغلوب ليس الغالب2 وخرج على أن الخبر محذوف تقديره: ليس الغالب إياه.

_ 1 انظر: المغني ص386. 2 الراجز هو نفيل بن حبيب، انظر: شرح التسهيل 3/346، والهمع 2/138، والدرر 6/146. الشاهد فيه: المغلوب ليس الغالب فإنها عاطفة كقولك: المغلوب لا الغالب.

حرف الميم

حرف الميم: ما 1: اسمية حرفية؛ فالاسمية أنواع: 1- موصولية. 2- تامة، وهي التي تقدر بالشيء ونحوه، كقوله تعالى: {فَنِعِمَّا هِيَ} 2، أي فنعم الشيء هي. وقوله: "غسلته غسلا نعما". أي نعم الغسل هو. 3- نكرة موصوفة، كقولك: مررت بما معجب لك، أي بشيء معجب لك. 4- تعجبية، مثل: ما أحسن زيدا، المعنى: شيء حسن زيدا. 5- استفهامية، وإذا أتت بعدها ذا فعلى أوجه: الأول: أن تكون ذا اسم إشارة، كقولك: ماذا التواني.

_ 1 انظر: المغني ص390. 2 سورة البقرة. الآية: 271.

الثاني: أن تكون ذا موصولة، كقوله: 63 - ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضى أم ضلال وباطل1 الثالث: أن تكون مركبة مع ما للاستفهام، كقوله تعالى: {مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} 2 على قراءة نصب العفو. الرابع: أن تجعل ما اسم جنس بمعنى شيء أو موصولا بمعنى الذي كقوله: 64 - دعي ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيب نبئيني3 فـ "ماذا" مفعول: "دعي" والتقدير: دعي شيئا أو دعي الذي علمت.

_ 1 هذا بيت من الطويل، للبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه، انظر: الديوان ص144، والكتاب 2/417 وشرح التسهيل 1/159، وأوضح المسالك 1/159، والأشموني 1/120، واللسان مادة: حول. الشاهد فيه: ماذا فإن ذا هنا موصولة. 2 سورة البقرة. الآية: 219. 3 هذا بيت من الوافر، نسب إلى المثقف العبدي وسحيم بن وثيل، انظر: الكتاب 2/418، والهمع 1/84، والدرر 1/271. والشاهد فيه: "ماذا علمت" فإن "ذا" مع "ما" اسم جنس بمعنى "شيء" أو اسم موصول بمعنى "الذي".

الخامس: أن تكون ذا إشارية وما زائدة. السادس: أن تكون ما استفهامية وذا زائدة، والتحقيق أن الأسماء لا تزاد. 6- شرطية، وهي إما زمانية، كقوله تعالى: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} 1، أو غير زمانية، كقوله: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} 2. والحرفية أنواع: 1- حرف نفي، وتعمل عمل ليس بشروط، وندر تركيبها مع النكرة تشبيها بلا، كقوله: 56 - وما بأس لو ردت علينا تحية ... قليل على من يعرف الحق عابها3 2- حرف مصدر، وتكون زمانية مثل: {دُمْتُ حَيّاً} 4،

_ 1 سورة التوبة. الآية: 7. 2 سورة البقرة. الآية: 197. 3 هذا بيت من الطويل، انظر: الهمع 1/124، والدرر 2/107. الشاهد فيه: "ما بأس" حيث ركبها مع النكرة وهذا نادر. 4 سورة مريم. الآية: 31.

وغير زمانية مثل: {لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} 1. 3- كافة عن عمل الرفع، وتتصل بثلاثة أفعال؛ قل، وكثر، وطال، ولا يليهن إلا جملة فعلية مصرح بفعلها، فأما قوله: 66 - صددت فأطولت الصدود ... وقلما وصال على طول الصدود يدوم2 فضرورة: وزعم بعضهم أن ما مع هذه الأفعال مصدرية لا كافة. 4- كافة عن عمل النصب والرفع، وهي المتصلة بـ "إن" وأخواتها. 5- كافة عن عمل الجر، وتتصل بـ "رب" وبالكاف كقولهم: كن كما أنت، وبالباء كقوله:

_ 1 سورة القصص. الآية: 25. 2 هذا بيت من الطويل، للمرار الفقعسي، أو لعمر بن أبي ربيعة، انظر: ديوان عمر بن أبي ربيعة ص376 والكتاب 1/30، والإنصاف 1/144، وشرح التسهيل 2/109، والدرر 5/190. الشاهد فيه: وقلما وصال حيث جاء الفعل بعدها مقدرا وليس صريحا.

67 - فلئن صرت لا تحير جوابا ... لبما قد ترى وأنت خطيب1 وبمن كقوله: 68 - وإنا لمما نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم2 على خلاف فيما عدا رب وتتصل أيضا بكلمة بين، كقوله: 69 - بينما نحن بالأراك معا ... إذ أتى راكب على جمله3 وقيل ما زائدة وبين مضافة إلى الجملة، وقيل

_ 1 هذا بيت من الخفيف، لصالح بن عبد القدوس، وفي أمالي القالي لمطيع بن إياس الكوفي يرثي يحيى بن زياد الحارثي 1/271، وانظر: الهمع 2/38 والدرر 4/203. الشاهد فيه: "لبما" حيث كفت ما االباء من الجر. 2 هذا بيت من الطويل، لأبي حية النميري. انظر: الكتاب 3/156، والمقتضب 4/174، والتصريح 2/10، والهمع 2/35، والدرر 4/181. الشاهد فيه: "لمما نضرب" حيث كفت ما من عن الجر. 3 هذا بيت من الخفيف، لجميل بن معمر، انظر: ديوانه: 105. ومعجم شواهد العربية 1/324. الشاهد فيه: بينما حيث اتصلت "ما" بـ"بين".

زائدة و"بين" مضافة إلى زمن محذوف مضاف إلى الجملة، أي: بين أوقات نحن بالأراك، والأقوال الثلاثة تجري في بين مع الألف كقوله: 70- فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة ليس ننصف1 وتتصل أيضا بـ"حيث" و"إذ" ويضمنان حينئذ معنى "إن" الشرطية فيجزمان فعلين. 6- حرف معوض به عن كان مثل: أما أنت منطلقا انطلقت. والأصل: انطلقت لأن كنت منطلقا. 7- حرف معوض به عن فعل الشرط كقولهم: افعل هذا أما لا، والتقدير: أن لا تفعل غيره. 8- زائدة بعد الرافع كقولك: شتان ما زيد وعمرو، وبعد الناصب الرافع نحو: ليتما زيدا قائم، وبعد الجازم، كقوله: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ

_ 1 هذا بيت من الطويل، لحرقة بنت النعمان بن المنذر، انظر: الهمع 1/211، واللسان مادة نصف، والدرر 3/119. والشاهد فيه: فبينا فإن الألف كافة عن الجر، أو زائدة و"بين" مضافة إلى الجملة، أو زائدة و"بين" مضافة إلى زمن محذوف مضاف إلى الجملة.

نَزْغٌ} 1وبعد الخافض، نحو: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} 2، {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ} 3، وبعد أداة الشرط مثل: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا} 4، وبين المتبوع وتابعه نحو: {مَثَلاً مَا بَعُوضَةً} 5 وبعوضة بدل، وقيل اسم نكرة صفة لمثلا، أو بدل منه، وذكر فيها أقوال أخرى كثيرة، وأما قوله تعالى: {فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ} 6 فما محتملة لثلاثة أوجه: أحدها: الزيادة، إما لمجرد تقوية الكلام فقليل بمعنى العدم، وأما لإفادة التقليل، فقليل بمعناه الحقيقي. الثاني: النفي، وقليلا نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف أي إيمانا قليلا أو زمنا قليلا، ويضعف هذا الوجه أن ما النافية لها الصدارة فلا

_ 1 سورة الأعراف. الآية: 200. وسورة فصلت، الآية: 36. 2 سورة آل عمران. الآية: 159. 3 سورة القصص. الآية: 28. 4 سورة فصلت. الآية: 20. 5 سورة البقرة. الآية: 26. 6 سورة البقرة. الآية: 88.

يعمل ما بعدها فيما قبلها لكن يسهله تقدير قليلا نعتا لظرف لأنهم يتوسعون في الظروف. الثالث: أن تكون مصدرية والفعل المنسبك فاعل قليل، وقليل حال معمول لمحذوف دل عليه المعنى والتقدير لعنهم الله فأخروا قليلا إيمانهم. من 1: لها خمسة عشر معنى: 1- ابتداء الغاية، وهو الغالب، نحو: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} 2. 2- التبعيض، {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} 3. 3- بيان الجنس، وتقع كثيرا بعد ما ومهما، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ} 4. 4- التعليل، {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} 5. 5- البدل، {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ} 6.

_ 1 انظر: المغني ص 419. 2 سورة الإسراء. الآية: 1. 3 سورة البقرة. الآية: 253. 4 سورة فاطر. الآية: 2. 5 سورة نوح. الآية: 25. 6 سورة التوبة. الآية: 38.

6- مرافة عن، {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} 1. 7- مرادفة الباء، {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} 2، والظاهر أنها هنا للابتداء. 8- مرادفة في، {لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} 3. 9- موافقة عند. 10- مرادفة ربما وذلك إذا اتصلت بما كقوله: 67- وإنا لمما نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم4 والظاهر أنها ابتدائية وما مصدرية. 11- مرادفة على، {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} 5. 12- الفصل وهي الداخلة على ثاني المتضادين، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} 6.

_ 1 سورة الزمر. الآية: 22. 2 سورة الشورى. الآية: 45. 3 سورة الجمعة. الآية: 9. 4 سبق ذكره في الشاهد رقم 67. 5 سورة الأنبياء. الآية: 77. 6 سورة البقرة. الآية: 220.

13- الغاية. 14- التنصيص على العموم، وهي الزائدة في نحو: {مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ} 1. 15- توكيد العموم، وهي الزائدة في نحو: ما جاءني من ديار. وشرط لزيادتها تقدم نفي أو نهي أو استفهام بـ "هل" وتنكير مجرورها وكونه فاعلا أو مفعولا أو مبتدأ، ولم يشترط الكوفيون تقدم نفي أو نهي أو استفهام2، ولم يشترط آخرون تنكير مجرورها ولا كونه فاعلا أو مفعولا أو مبتدأ. من 3: على خمسة أوجه؛ شرطية واستفهامية، وإذا قلت: من ذا لقيت، فـ "من" مبتدأ، و "ذا" موصول خبره، ويجوز كونها زائدة على رأي الكوفيين المجوزين لزيادة الأسماء، وموصولة ونكرة موصوفة كمررت بمن معجب لك.

_ 1 سورة المائدة. الآية: 19. 2 ورأى الأخفش رأيهم، انظر: شرح المفصل 8/10 و137، وشرح الكافية الشافية 2/798. 3 انظر: المغني ص431.

"مهما" 1: اسم شرط، ولها ثلاثة معان: الأول: أن تكون لما لا يعقل غير الزمان مع تضمن معنى الشرط. الثاني: الزمان والشرط فتكون ظرفا لفعل الشرط، ذكره ابن مالك2. الثالث: الاستفهام ذكره جماعة. مع 3: اسم وتستعمل مضافة، فتكون ظرفا ولها حينئذ ثلاثة معان: أحدها: موضع الاجتماع، نحو: أنا معك. الثاني: زمانه، نحو: حئت مع العصر. الثالث: بمعنى عند وحكى سيبويه4: ذهبت من معه، أي من عنده. وتستعمل غير مضافة فتنون حالا، وقد تكون ظرفا، وتستعمل للجماعة كما تستعمل للاثنين.

_ 1 انظر: المغني ص435. 2 انظر: شرح التسهيل 4/69. 3 انظر: المغني ص493. 4 انظر: الكتاب 1/420.

"متى" 1: تكون اسم استفهام واسم شرط وبمعنى: وسط، وحرفا بمعنى من أوفي. "مذ، ومنذ" 2: لها ثلاث حالات: الأولى: أن يليهما اسم مجرور فهما حرفا جر، وقيل: اسمان مضافان، وعلى الأول فهما بمعنى من إن كان الزمان ماضيا، وبمعنى في إن كان حاضرا وبمعنى من وإلى جميعا إن كان معدودا، نحو: ما رأيته مذ يوم الخميس أو يومنا، أو منذ ثلاثة أيام. الحالة الثانية: أن يليها اسم مرفوع فقيل هما مبتدأ، وما بعدهما خبر، وقيل ظرفان مخبر بهما على ما بعدهما، وقيل ظرفا مضافان لجملة حذف فعلها. الحالة الثالثة: أن يليها جملة اسمية أو فعلية فالمشهور أنهما ظرفان مضافان إما إلى الجملة أو إلى زمن مضاف إلى الجملة وقيل مبتدآن فيجب تقدير زمن مضاف إلى الجملة يكون هو الخبر.

_ 1 انظر: المغني ص440. 2 انظر: المغني ص441.

حرف النون

حرف النون النون المفردة 1: أربعة أوجه: الأول: نون التوكيد؛ خفيفة وثقيلة، ويؤكد بها الفعل، فيدخلان على الأمر مطلقا، ولا يؤكد بها الماضي مطلقا إلا شذوذا، وأما المضارع فإن كان حالا لم يؤكد بهما، وإن كان مستقبلا أكد بهما وجوبا وقريبا منه، وجوازا كثيرا وجوازا قليلا. الثاني: التنوين، وهو نون زائدة ساكنة تلحق الآخر لغير توكيد، وأقسامه خمسة، وزاده بعضهم إلى عشرة أقسام. الثالث: نون الإناث، مثل: يضربن. الرابع: نون الوقاية وتسمى نون العماد، وتلحق قبل ياء المتكلم المنصوبة في الفعل متصرفا أم

_ 1 انظر: المغني ص443.

جامدا، واسم الفعل، مثل: دراكني، وبعض الحروف. "نعم" 1: حرف تصديق ووعد وإعلام، فالأول: بعد الخبر، كقام زيد، والثاني: بعد افعل ولا تفعل وما في معناهما، والثالث: بعد الاستفهام، نحو: هل جاء زيد؟. قيل: وتأتي للتوكيد إذا وقعت صدرا، نحو: "نعم هذه أطلالهم"، والحق أنها في هذا حرف إعلام وأنها جواب لسؤال مقدر. واعلم أنه إذا قيل: قام زيد، فتصديقه: نعم، وتكذيبه: لا، ويمتنع دخول بلى لعدم النفي، وإذا قيل: ما قام زيد، فتصديقه: نعم، وتكذيبه: بلى، ويمتنع دخول لا لأنها لنفي الإثبات لا لنفي النفي. والحاصل أن بلى لا تأتي إلا بعد نفي، وأن لا لا تأتي إلا بعد إيجاب، وأن نعم تأتي بعدهما.

_ 1 انظر: المغني ص451.

حرف الهاء

حرف الهاء: الهاء المفردة 1: على خمسة أوجه: الأول: ضمير الغائب. الثاني: حرف للغيبة، مثل: إياه. الثالث: هاء السكت، وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، مثل: {مَا هِيَهْ} 2. الرابع: المبدلة من همزة الاستفهام، كقوله: 71- وأتى صواحبها فقلن: هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا3 الخامس: هاء التأنيث، مثل: رحمة، والتحقيق أنها لا تعد، لأنها جزء كلمة.

_ 1 انظر: المغني ص454. 2 سورة القارعة. الآية: 10. 3 هذا بيت من الكامل، لعمر بن أبي ربيعة، انظر: شرح المفصل 10/42، ومعجم شواهد العربية 1/387، ولم أجده في ديوانه. الشاهد فيه: هذا فإن هذه الهاء مبدلة من همزة الاستفهام، وليست للتنبيه، فإن الأصل: أذا الذي.

"ها" 1: على ثلاثة أوجه: الأول: أن تكون اسم لفعل أمر هو خذ، ويجوز مد ألفها واتصال الكاف بها، مثل: "هاكم، هاؤم" ويجوز حذف الكاف مع الهمزة، فيقال: هاء، هاء، هاؤما، هاؤم، هاؤن؛ للمفرد والمفردة والمثنى وجمع الذكور وجمع الإناث. الثاني: أن تكون ضميرا للمؤنث. الثالث: أن تكون للتنبيه، فتدخل على اسم الإشارة وعلى ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة، مثل: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ} 2، وعلى نعت أي في النداء، مثل: يا أيها الرجل، ويجوز ضم الهاء اتباعا لأي فتقول يا أيه الرجل، وعلى اسم الله في القسم إذا حذف حرف القسم، مثل: ها الله، بقطع همزة الله ووصلها. "هل" 3: حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي، فتفارق الهمزة في عشرة أمور:

_ 1 انظر: المغني ص455. 2 سورة آل عمران. الآية: 119. 3 انظر: المغني ص456.

1- أنها للتصديق. 2- للإيجاب، فلا يجوز: هل لم يقم. 3- تجعل المضارع للاستقبال. 4-5-6- لا تدخل على شرط ولا إن، ولا اسم بعده فعل في الاختيار. 7-8- أنها تقع بعد العاطف لا قبله وبعد أم مثل: {فَهَلْ يُهْلَكُ} 1، {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي} 2. 9- أنه يراد بالاستفهام بها النفي، نحو: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} 3، ولا تجوز الهمزة؛ أعلى الرسل إلا البلاغ. 10- تأتي بمعنى قد، {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} 4، وقيل لا تأتي بمعنى قد والاستفهام في مثل هذا للتقرير، والله أعلم.

_ 1 سورة الأحقاف. الآية: 35. 2 سورة الرعد. الآية: 16. 3 سورة الرعد. الآية: 35. 4 سورة الإنسان. الآية: 1.

حرف الواو

حرف الواو: الواو المفردة 1: تأتي لأحد عشر معنى: الأول: العاطفة، وهي لمطلق الجمع. الثاني: الاستئنافية، ويرفع ما بعدها. الثالث: الحالية. الرابع: واو المعية، سواء على اسم، كـ: سرت والنيل، أو على فعل مضارع معطوف على اسم صريح أو مؤول، مثل: 72 - ولبس عباءة وتقر عيني ... أحب إلي من لبس الشفوف2

_ 1 انظر: المغني ص463. 2 هذا بيت من الوافر، لميسون بنت بحدل، زوجة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، انظر: الكتاب 3/45، وأوضح المسالك 4/192، وشرح الشذور ص335، والأشموني 2/308، والدرر 4/90، وفي بعض هذه المراجع للبس. الشاهد فيه: وتقر فإن الواو هنا للمعية، والفعل المضارع منصوب بأن المضمرة بعدها.

الخامس: واو القسم. السادس: واو رب، ولا تدخل إلا على منكر متعلقه متأخر. الثامن: الزائدة، كقوله: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} 1. التاسع: واو الثمانية، مثل: {وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} 2. العاشر: ضمير المذكر أو ما نزل منزلته، مثل: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا} 3. الحادي عشر: واو علامة الذكور، مثل: أكلوني البراغيث.

_ 1 سورة الصافات. الآية: 104. 2 سورة الكهف. الآية: 22. 3 سورة النمل. الآية: 18.

"وا" 1: على وجهين: الأول: أن تكون للندبة. الثاني: أن تكون اسم فعل بمعنى: اعجب ويقال: واها، ووي، وقد تلحق "وي" كاف الخطاب فيقال: ويك، وقال الكسائي: أصله ويلك فالكاف ضمير مجرور، وأما {وَيْكَأَنَّهُ} 2 فقيل وي اسم فعل والكاف حرف خطاب وأن على إضمار اللام، وقيل: "وي" اسم فعل وكأن للتحقيق، وقيل بتكلف أن الكاف حرف جر للتعليل.

_ 1 انظر: المغني ص482. 2 سورة القصص. الآية: 82.

حرف الياء

حرف الياء "يا" 1: حرف نداء للبعيد، وقد تكون للقريب، ونصب المنادى بـ"أدعوا" محذوفا وجوبا،

_ 1 انظر: المغني ص488.

وقيل بها وإذا وليها ما ليس منادى مثل: {يَا لَيْتَ قَوْمِي} 1، فقيل المنادى محذوف، وقيل هي للتنبيه، وقيل إن وليها نداء أو أمر فللنداء وإلا فللتنبيه.

_ 1 سورة يس، الآية: 26.

الباب الثاني من الكتاب في تفسير الجملة وأحكامها

الباب الثاني من الكتاب في تفسير الجملة وأحكامها مدخل ... الباب الثاني من الكتاب: في تفسير الجملة وأحكامها. الجملة إما اسمية أو فعلية أو ظرفية1، فالأولى ما صدرت باسم، والثانية ما صدرت بفعل، والثالثة ما صدرت بظرف مثل: أعندك زيد. إن جعل زيد فاعل عند. وتنقسم إلى صغرى وكبرى2، فالكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة، نحو: زيد قام أبوه، أو أبوه قائم، والصغرى: هي التي تقع خبرا للكبرى، وأما نحو: قام زيد وزيد قائم، فلا توصف بكبرى ولا صغرى.

_ 1 انظر: المغني ص492. 2 انظر: المغني ص497.

الجمل التي لا محل لها من الإعراب وهي التي لا تحل محل المفرد

الجمل التي لا محل لها من الإعراب وهي التي لا تحل محل المفرد1: الأولى: الجملة الابتدائية. الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية أو تحسينا، إما بين الفعل ومرفوعه أو مفعوله، أو بين المبتدأ وخبره، أو بين الشرط وجوابه، أو الموصوف وصفته، أو الموصول وصلته، أو بين المتضايفين، أو الجار والمجرور، أو بين الفعل وسوف، أو قد والفعل، أو حرف نفي ومنفيه. الثالثة: التفسيرية، وهي الفضلة الكاشفة لحقيقة ما تليه، كقوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} 2 فجملة: خلقه.. إلخ تفسير لمثل آدم، وقد تكون مقرونة بأن مثل: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} 3، أو بأي، كقوله:

_ 1 انظر: المغني ص500. 2 سورة آل عمران. الآية: 59. 3 سورة المؤمنون. الآية: 27.

73 - وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكن إياك لا أقلي1 قال المؤلف: وقولي "الفضلة" احترازا عن الجملة المفسرة لضمير الشأن، فإنها كاشفة لحقيقة المعنى المراد به، ولها محل. الرابعة: المجاب بها القسم، مثل: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} 2. الخامسة: الواقعة جوابا لشرط غير جازم ولم تقترن بالفاء أو "إذا" الفجائية. السادسة: الواقعة صلة لاسم أو حرف. السابعة: التابعة لما لا محل لها.

_ 1 هذا بيت من الطويل، انظر: شرح المفصل 8/140، والدرر 4/21، ومعجم شواهد العربية 1/302. الشاهد فيه: أي أنت مذنب فإن هذه الجملة مفسرة مقرونة بـ"أي". 2 سورة يس. الآية: 2، 3.

الجمل التي لها محل

الجمل التي لها محل1: الأولى: الواقعة خبرا. الثانية: الواقعة حالا. الثالثة: الواقعة مفعولا، وتقع مفعولا في ثلاثة أبواب: الأول: المحكية بالقول أو مرادفه. الثاني: باب ظن حيث تقع مفعولا ثانيا. الثالث: في باب التعليق، وليس خاصا بباب ظن بل في كل فعل قلبي. الرابعة: الواقعة مجرورة بالإضافة، ولا يضاف إلى الجملة إلا ثمانية: أسماء الزمان، ظروفا كانت أو أسماء.، وحيث، وآية، وذو، ولدن، وريث، وقول، وقائل. الخامسة: الواقعة جوابا لشرط جازم، إذا اقترنت بالفاء أو "إذا". السادسة: التابعة لمفرد نعتا أو عطفا أو بدلا.

_ 1 انظر: المغني ص536.

السابعة: التابعة لجملة ذات محل. وهذا الحصر لما له محل بسبع بناء على ما ذكروه، والحق أنها تسع. الثامنة: الجملة المستثاة، كقوله: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} 1. التاسعة: الجملة المسند إليها، كقوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} 2 إذا أعرب {سَوَاءٌ} خبرا و {أَأَنْذَرْتَهُمْ} مبتدأ، وقولهم: "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه" إذا لم نقل إن الأصل: أن تسمع.

_ 1 سورة الغاشية. الآية: 23. 2 سورة البقرة. الآية: 6.

حكم الجمل بعد المعارف وبعد النكرات

حكم الجمل بعد المعارف وبعد النكرات1 الجمل بعد المعارف المحضة أحوال، وبعد النكرات المحضة صفات، وبعد غير المحضة يجوز الوجهان، فغير المحض من النكرات ما وصف،

_ 1 انظر: المغني ص560.

كقوله تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ} 1، وغير المحض من المعارف اسم الجنس المحلى بـ "أل" كقوله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} 2 فيجوز في في "أنزلناه" وفي "يحمل" أن يكونا حالين وأن يكونا صفتين لأن المعروف الجنسي يقرب في المعنى من النكرة.

_ 1 سورة الأنبياء. الآية: 50. 2 سورة الجمعة. الآية: 5.

الباب الثالث في أحكام الظرف والجار والمجرور

الباب الثالث في أحكام الظرف والجار والمجرور مدخل ... الباب الثالث: في أحكام الظرف والجار والمجرور1. لابد للجار والمجرور والظرف من متعلق إما بفعل أو بما يشبهه، أو بما أول بما يشبه أو بما يشير إلى معناه، فإن لم يوجد من هذه شيء وجب تقديره، وهل يتعلقان بالفعل الناقص؟ على قولين مبناهما هل الفعل الناقص يدل على الحدث؟ وهل يتعلقان بالجامد؟ وهل يتعلقان بأحرف المعاني فالمشهور المنع مطلقا وقيل يجوز مطلقا، وقيل إن ناب عن فعل محذوف جاز على طريق النيابة لا الأصالة وإلا فلا، مثال ذلك: يا لزيد، فاللام متعلقة بـ "يا"، وكذلك قوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ

_ 1 انظر: المغني ص566.

بِمَجْنُونٍ} 1 فإن {بِمَجْنُونٍ} متعلق بما والمشهور أنهم يقدرون فعلا مطابقا للنفي أي انتفى ذلك بنعمة ربك. ويستثنى من قولنا لابد للجار من متعلق أمور: الأول: الزائد، مثل: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} 2. الثاني: "لعل" في لغة عقيل لأنها بمنزلة الزائد حيث أن مجرورها في موضع رفع على الابتداء. الثالث: نحو: لولاي على القول بأنها جارة لأن الضمير بعدها مرفوع المحل بالابتداء. الرابع: رب لأن محل ما بعدها بحسب العوامل.

_ 1 سورة القلم. الآية: 2. 2 سورة النساء. الايتان: 79، و 166. وسورة الفتح، الآية: 28.

الخامس: أدوات الاستثناء كـ"خلا" إذا خفض بهن.

حكم المرفوع بعد الظرف والمجرور

حكم المرفوع بعد الظرف والمجرور1: لا يخلو من حالين: أحدهما: أن يتقدمهما نفي أو استفهام أو موصوف أو موصول أو صاحب خبر أو حال، مثل: مررت بزيد عليه جبة. ففيه ثلاثة أقوال: أحدها: ترجيح كونه مبتدأ مخبرا عنه بالظرف. الثاني: ترجيح كونه فاعلا، اختاره ابن مالك. الثالث: وجوب كونه فاعلا، ونقل عن الأكثر، وإذا كان فاعلا فهل عامله فعل محذوف أو نفس الظرف والمجرور؟ على قولين؛ المختار الثاني.

_ 1 انظر: المغني ص578.

الحال الثانية: أن لا يتقدمهما ما سبق من النفي وشبهه، فالجمهور يوجبون الابتداء والكوفيون يجوزون الوجهين1.

_ 1 انظر: الإنصاف 1/51.

الباب الرابع في أحكام يكثر دورها

الباب الرابع في أحكام يكثر دورها مدخل ... الباب الرابع: في أحكام يكثر دورها. الأول: ما يعرف به المبتدأ من الخبر1، يجب الحكم بالابتدائية على المتقدم من الاسمين في ثلاث مسائل: الأولى: إذا كانا معرفتين تساوت رتبتهما أو اختلفت، وقيل يجوز تقدير الأول خبرا، وقيل المشتق خبر إن تقدم، والتحقيق أن المبتدأ ما كان أعرف. الثانية: إذا كانا نكرتين يصلح كل منهما للابتداء، مثل: أفضل منك، أفضل مني. الثالثة: إذا اختلفا تعريفا وتنكيرا وكان الأول المعرفة، مثل: زيد قائم، وإن كان الأول النكرة فإن لم يكن له مسوغ فهو خبر اتفاقا، مثل: خز ثوبك،

_ 1 انظر: المغني ص588.

وإن كان له مسوغ فكذلك عند الجمهور، وسيبويه يجعله المبتدأ1 مثل: كم مالك؟ ويتجه عندي جواز الوجهين. الثاني 2: تقول: "أمكن المسافر السفر" بنصب المسافر لا غير، لأنك تقول: أمكنني السفر ولا تقول: أمكنت السفر. الثالث 3: الفروق بين عطف البيان والبدل ثمانية، منها: الأول: أن عطف البيان لا يكون ضميرا ولا تابعا للضمير. الثاني: أن عطف البيان لا يخالف متبوعه في التعريف والتنكير بخلاف البدل. الثالث والرابع: أن عطف البيان لا يكون جملة ولا تابعا لجملة. الخامس: أنه لا يكون فعلا تابعا لفعل.

_ 1 انظر: الكتاب 2/128. 2 انظر: المغني ص592. 3 انظر: المغني ص593.

السادس: أنه ليس في نية إحلاله محل الأول، ولذا يمتنع البدل ويتعين البيان في نحو: يا زيد الحارث، ويا سعيد كرز. السابع: أنه ليس في التقدير من جملة أخرى. الرابع 1: خبر اسم الشرط إذا وقع مبتدأ فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أن الخبر فعل الشرط وهو الصحيح. الثاني: جواب الشرط. الثالث: مجموعهما. الخامس 2: مسوغات الابتداء بالنكرة ذكر أنها تنحصر في عشرة أشياء وعدها: ومنها 1- أن تكون موصوفة. 2- أن تكون عاملة. 3- أن يكون خبرها ظرفا أو مجرورا مقدما عليها. 4- أن تكون عامة، كأسماء الشرط والاستفهام. السادس 3: العطف ثلاثة أقسام:

_ 1 انظر: المغني ص608. 2 انظر: المغني ص608. 3 انظر: المغني ص615.

الأول: عطف على اللفظ وهو الأصل، مثل: ليس زيد بقائم ولا قاعد. الثاني: عطف على المحل، نحو: ليس زيد بقائم ولا قاعدا -بالنصب-. الثالث: على التوهم، نحو: ليس زيد قائما ولا قاعد، بجر قاعد على توهم دخول الباء في الخبر، ولكل قسم من هذه الأقسام شروط ذكرها مفصلة. السابع 1: عطف الخبر على الإنشاء وبالعكس فيه قولان. الثامن 2: عطف الجملة الاسمية على الفعلية وبالعكس فيه ثلاثة أقوال؛ الجواز والمنع، والثالث؛ الجواز بالواو فقط. التاسع 3: المواضع التي يعود الضمير فيها على متأخر لفظا ورتبة سبعة وعدها. ومنها 1- أن يكون الضمير مرفوعا بنعم أو بئس، ولا يفسر إلا بالتمييز،

_ 1 انظر: المغني ص627. 2 انظر: المغني ص630. 3 انظر: المغني ص635.

نحو: نعم رجلا زيد، 2- ضمير الشأن والقصة، نحو: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، ونحو: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} . 3- أن يكون متصلا بفاعل مقدم، ومفسره مفعول مؤخر، نحو: ضرب غلامه زيدا.

ضمير الفصل

ضمير الفصل1: يشترط لهذا الضمير ستة شروط: الأول: أن يكون ما قبله مبتدأ ولو منسوخا. الثاني: أن يكون معرفة، وقيل: يجوز "ما ظننت أحدا هو القائم". الثالث: أن يكون ما بعده خبرا ولو منسوخا. الرابع: أن يكون معرفة أو كالمعرفة في أنه لا يقبل "أل"، كقوله: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً} 2. الخامس: أن يكون بصيغة المرفوع، فيمتنع "زيد إياه الفاضل". السادس: أن يطابق ما قبله، فيمتنع "كنت هو الفاضل".

_ 1 انظر: المغني ص641. 2 سورة الكهف. الآية: 39.

وله ثلاث فوائد: الأولى: بيان أن ما بعده خبر لا تابع. الثانية: التوكيد. الثالثة: الاختصاص، أي الحصر. وأما محله من الإعراب1، فزعم البصريون أنه لا محل له وهو حرف عند أكثرهم، وقال الكوفيون: له محل ما بعده، وقيل محله ما قبله فمثل: {كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} 2 محله النصب عند الكوفيين والرفع على القول الثاني. روابط الجملة عشرة 3، وذكرها: ومنها: 1- الضمير. 2- الإشارة. 3- إعادة المبتدأ بلفظه. 4- إعادته بمعناه. 5- كون الجملة نفس المبدأ في المعنى. الأشياء التي تحتاج إلى رابط أحد عشر 4،

_ 1 انظر: الإنصاف 2/706. 2 سورة الصافات. الآية: 116. 3 انظر: المغني ص647. 4 انظر: المغني 653.

وذكرها: ومنها: 1- الجملة الواقعة خبرا. 2- الجملة الواقعة صفة. 3- الجملة الواقعة صلة لموصول اسمي. 4- الواقعة حالاً. الأمور التي يكتسبها الاسم بالإضافة عشرة1، وذكرها ومنها: التعريف، والتخصيص، والتخفيف، وتذكير المؤنث، وتأنيث المذكر. ومن ذلك أنه يكتسب البناء في ثلاثة أبواب: الأول: أن يكون المضاف مبهما كغير ومثل ودون وبين، كقوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} 2بناء على أن بين فاعل مبني على الفتح. الباب الثاني: أن يكون المضاف زمانا مبهما والمضاف إليه إذ، كقوله: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} 3 قرئ بفتح يوم وكسرها4.

_ 1 انظر: المغني ص663. 2 سورة الأنعام. الآية: 94. 3 سورة هود. الآية: 66. 4 بفتحها قراءة نافع والكسائي، وقرأ الباقون بكسرها، انظر: الدر المصون 6/349.

الثالث: أن يكون المضاف زمانا مبهما والمضاف إليه فعل مبني بناء أصليا أو عارضا كقوله: 74 - على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت: ألما أصح والشيب وازع؟ 1 وقوله: 75 - لأجتذبن منهن قلبي تحلما ... على حين يستصبين كل حليم2 فإن كان المضاف فعلا معربا أو جملة اسمية فأوجب البصريون الإعراب والصحيح جواز البناء.

_ 1 هذا بيت من الطويل، للنابغة الذبياني. انظر: الديوان ص96، والكتاب 2/330، والإنصاف 1/292، وشرح الشذور ص93، والدرر 3/144. الشاهد فيه: على حين عاتبت فإن المضاف زمان مبهم والمضاف إليه فعل مبني بناء أصليا وهو عاتب. 2 هذا بيت من الطويل، انظر: التصريح 2/42، والهمع 1/218، والدرر 3/145، ومعجم شواهد العربية 1/367. الشاهد فيه: على حين يستصبين فإن المضاف زمان مبهم وهو حين والمضاف إليه فعل مبني بناء عارضا وهو يتصبين لأنه فعل مضارع اقترنت به نون النسوة.

الأمور التي لا يكون الفعل معها إلا قاصرا

الأمور التي لا يكون الفعل معها إلا قاصرا1: هي عشرون: الأول: أن يكون على فعل لأنه لأفعال السجايا وما أشبهها، ولذلك يحول المتعدي قاصرا إذا حول للمبالغة والتعجب نحو: ضرب الرجل وفهم بمعنى: ما أضربه وما أفهمه. الثاني والثالث: أن يكون على "فعل" ووصفهما على "فعيل" مثل: ذل وقوي. الرابع: أفعل بمعنى صار كذا، مثل: أحصد الزرع أي صار حصادا. الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر: على وزن "افعلل" كاقشعر، أو "افوعل" كاكوهد الفرخ، أو "افعنلل" أصلي اللامين كاحرنجم أو زائد أحدهما كاقعنسس، أو "افعنلى" كاحربنى، أو "استفعل" دالا على التحول كاستحجر الطين، أو "انفعل" كانطلق.

_ 1 انظر: المغني 674.

الثاني عشر: أن يطاوع المتعدي لواحد مثل: ضاعفت الحسنات فتضاعفت. الثالث عشر: أن يكون رباعيا مزيدا فيه، مثل: تدحرج. الرابع عشر: أن يضمن معنى فعل قاصر نحو: {وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} 1. الخامس عشر إلى العشرين: أن يدل على سجية كلؤم، أو عرض كفرح، أو نظافة كطهر، أو دنس كنجس، أو لون كابيض، أو حلية كشاب.

_ 1 سورة الكهف. الآية: 28.

الأمور التي يتعدى بها الفعل القاصر

الأمور التي يتعدى بها الفعل القاصر1: هي سبعة أو ثمانية وعدها: ومنها: 1- همزة "أفعل. 2- ألف المفاعلة. 3- صوغه على "استفعل" للطلب أو للنسبة إلى شيء. 4- تضعيف العين. 5- تضمينه معنى فعل متعد.

_ 1 اتظر: المغني ص678.

الباب الخامس ذكر جهات يدخل على المعرب الاعتراض من جهتها

الباب الخامس ذكر جهات يدخل على المعرب الاعتراض من جهتها مدخل ... الباب الخامس: ذكر جهات يدخل على المعرب الاعتراض من جهتها، ومنها: الجهة الخامسة1: أن يترك بعض ما يحتمله اللفظ من الأوجه الظاهرة، وذكر لذلك أمثلة مرتبة على الأبواب. كافة: ملتزم فيها شيئان: أولا: استعماله لمن يعقل. والثاني: نصبه على الحال. اشترط النحويون في بعض الجمل أن تكون خبرية وفي بعضها أن تكون إنشائية، فمن الأول؛ الصلة والصفة والحال وخبر "كان" وخبر "إن" وخبر ضمير الشأن، قيل وخبر المبتدأ وجواب القسم غير الاستعطافي، أما الاستعطافي فيكون إنشاء كقوله:

_ 1 انظر: المغني ص722.

76- بعيشك يا سلمى ارحمي ذا صبابة ... أبى غير ما يرضيك في السر والجهر1

_ 1 هذا بيت من الطويل، انظر: الهمع 2/41، والدرر 4/221، ومعجم شواهد العربية 1/175، الشاهد فيه: بعيشك ارحمي فإن جملة جواب القسم الاستعطافي ارحمي إنشائية.

شروط الحذف

شروط الحذف1: شروط الحذف ثمانية: الأول: وجود دليل إن كان المحذوف عمدة، أما إن كان فضلة فالشرط أن لا يكون في حذفه ضرر. الثاني: ألا يكون ما يحذف كالجزء، فلا يحذف الفاعل ولا نائبه ولا ما يشبهه. الثالث: أن لا يكون مؤكدا، فلا يحذف العائد في نحو قولك: الذي رأيته نفسه زيد. الرابع: أن لا يؤدي حذفه إلى اختصار المختصر، فلا يحذف اسم الفعل دون معموله. الخامس: أن لا يكون عاملا ضعيفا، فلا يحذف الجار والجازم والناصب للفعل إلا في مواضع قويت فيها الدلالة وكثر استعمالها ولا يمكن القياس عليها.

_ 1 انظر: المغني ص786.

السادس: أن لا يكون عوضا عن الشيء فلا تحذف ما في أما أنت منطلقا ولا التاء من نحو: "عدة وزنة". السابع: أن لا يؤدي حذفه إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه، فلا يحذف المفعول -وهو الهاء- من ضربني وضربته زيد، لئلا يتسلط على زيد ثم يقطع عنه برفعه للفعل الأول. الثامن: أن لا يؤدي حذفه إلى إعمال العامل الضعيف مع إمكان إعمال العامل القوي، فلا يحذف الضمير في: زيد ضربته، لأنه يؤدي إلى إعمال المبتدأ وإهمال الفعل مع أنه أقوى. المحذوف المقدر ينبغي تقليله ما أمكن، ولذلك كان تقدير الأخفش في قولهم: "ضربي زيدا قائما": ضربي زيدا ضربه قائما أولى من تقدير باقي البصريين: حاصل إذا كان أو إذ كان قائما، لأنه لم يقدر إلا اثنين وهم قدروا خمسة. إذا دار الأمر بين أن يكون المحذوف المبتدأ أو الخبر، فقيل يكون المبتدأ وقيل يكون الخبر، مثاله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} 1 هل يقدر فصبري صبر جميل أو يقدر فصبر جميل أمثل من ضده.

_ 1 سورة يوسف. الآيتان: 18، 83.

أذا دار الأمر بين كون المحذوف أولا أو ثانيا؛ فكونه ثانيا أولى، مثاله: نون الوقاية في قوله: {أَتُحَاجُّونِّي} 1 بتخفيف النون، ومثل: مقول ومبيع المحذوف منهما واو مفعول، ومثل: إقامة المحذوف منها ألف إفعال، ومثل: زيد وعمرو قائم، فقائم خبر للأول، وقيل للثاني، وقيل لهما، ومثل ذلك ما لم يوجد مانع من صحة الحذف من الأول أو الثاني فيمتنع. وقد استطرد المؤلف رحمه الله لما يحذف من الجمل أو الكلمات في مواضع كثيرة، ثم قال: الحذف الذي يلزم النحوي النظر فيه هو ما اقتضته الصناعة، وذلك بأن يجد خبرا بدون مبتدأ، أو شرطا بدون جزاء، أو معطوفا بدون معطوف عليه، أو معمولا بدون عامل، ونحو ذلك، وأما غير ذلك مثل المحذوف في قوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} 2 أي والبرد فهذا للمفسر لا للنحوي وبحثه في علم النحو فضول.

_ 1 سورة الأنعام. الآية: 80، قرأ بتخفيف النون نافع وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، والباقون بتخفيف النون. انظر: الدر المصون 5/15. 2 سورة النحل. الآية: 81.

الباب السادس في أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها

الباب السادس: في أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها. قال المؤلف: وهي كثيرة يحضرني منها عشرون موضعا وذكرها، ونحن نذكر منها ما يلي: 1- قولهم1 في "إذا" غير الفجائية: إنها ظرف لما يستقبل من الزمان فيها معنى الشرط غالبا، وأحسن من ذلك أن يقال: ظرف مستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه صالح لغير ذلك. 2- قولهم2: "ائتني أكرمك" إن الفعل مجزوم بجواب الأمر والصواب أنه جواب شرط مقدر. 3- قولهم3: المجازي التأنيث يجوز معه التذكير

_ 1 انظر: المغني ص854. 2 انظر: المغني ص857. 3 انظر: المغني ص860.

والتأنيث، والصواب أن يقال: المسند إلى المؤنث المجازي يجوز فيه التذكير والتأنيث إذا كان فعلا أو شبهه والفاعل ظاهرا، ولذا لا يجوز: هذا الشمس، ولا هو الشمس، بخلاف طلع الشمس. 4- قولهم1: النكرة إذا أعيدت نكرة كانت غير الأولى، وإن أعيدت معرفة أو كانت معرفة فأعيدت معرفة أو نكرة فالثانية هي الأولى، ويشكل على هذه القواعد الأربع قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً} 2، فإن "قوة" أعيدت نكرة، والثانية هي الأولى، وقوله تعالى: {أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} 3 فإن الثاني أعم من الأول، وقوله: {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} 4 فإن الثاني الجزاء والأول العمل، وقوله: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ

_ 1 انظر: المغني ص861. 2 سورة الروم. الآية: 54. 3 سورة النساء. الآية: 128. 4 سورة الرحمن. الآية: 60.

كِتَاباً} 1 فالثاني غير الأول، ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن ما خرج عن القاعدة فلقرينة أخرجته. 5- قولهم2 في: {خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ} 3 أنه مفعول به، والصواب أنه مفعول مطلق يوضحه أن المفعول به ما كان موجودا قبل الفعل الذي عمل فيه ثم أوقع الفاعل به فعلا، والمفعول المطلق ما كان الفعل فيه هو إيجاده، ومثل ذلك: كتبت كتابا، وعملت صالحا، بخلاف بعت كتابا. 6- قولهم في: كاد4: إن إثباتها نفي ونفيها إثبات وهو خطأ والصواب أنها كغيرها إثباتها إثبات ونفيها نفي، وبيان ذلك أن معناها المقاربة، فمعنى: كاد يفعل قارب الفعل، ولم يكد يفعل لم يقارب الفعل، فإذا انتفت مقاربة الفعل انتفى عقلا ذلك الفعل، أما في حال الإثبات فإذا قلت: كاد يفعل، فمعناه قارب

_ 1 سورة النساء. الآية: 153. 2 انظر: المغني ص867. 3سورة العنكبوت، الآية: 44. 4 انظر: المغني ص868.

الفعل ولم يفعل، ولا يرد على ذلك قوله تعالى: {وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} 1مع أنهم فعلوا وذبحوها لأن نفي ذلك في أول الأمر ما قاربوا الفعل ولكنهم بعد فعلوا. إذا قلت: مررت برجل أبيض الوجه لا أحمره، فإن فتحت الراء فمحل الهاء النصب على التشبيه بالمفعول به، وإن كسرت الراء فمحل الهاء جر بالإضافة، لأن أحمر لا ينصرف فلا يجر بالكسرة إلا إذا أضيف. إذا قيل: ما أنت، فهو مبتدأ وخبر، وإذا قيل: ما أنت وزيدا، فـ "ما" مفعول مقدم لفعل محذوف تقديره: ما تصنع أنت، وأن فاعل تصنع برز لما حذف الفعل والواو للمعية وزيدا مفعول معه.

_ 1 سورة البقرة. الآية: 71.

الباب السابع في كيفية الإعراب

الباب السابع: في كيفية الإعراب.

الباب الثامن في ذكر أمور كلية

الباب الثامن في ذكر أمور كلية القاعدة الأولى في إعطاء الشيء حكم ما أشبهه ... الباب الثامن: في ذكر أمور كلية. القاعدة الأولى1: قد يعطى الشيء حكم ما أشبهه كقوله تعالى: {وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} 2 دخلت الباء في خبر "إن"؛ لأن هذه الجملة بمعنى: أوليس الله بقادر، وكقولهم: "علمت زيد من هو" برفع زيد جوازا لأنه نفس من المعنى، وكقولهم: "إن أحدا لا يقول ذلك" حيث استعملوا أحدا في الإثبات لأنه نفس الضمير المستتر في يقول.

_ 1 انظر: المغني ص884. 2 سورة الأحقاف. الآية: 33.

القاعدة الثانية في إعطاء الشيء حكم الشيء ما جاوره

القاعدة الثانية في إعطاء الشيء حكم الشيء ما جاوره ... القاعدة الثانية1: قد يعطى الشيء حكم الشيء إذا جاوره كقول بعضهم: "هذا جحر ضب خرب" بالجر، والأكثر الرفع، وكقولهم: رجس نجس، والأصل: نجس، وكقولهم: "أخذه ما قدم وما حدث" بضم دال حدث.

_ 1 انظر: المغني ص894.

القاعدة الثالثة في تضمين اللفظ معنى آخر

القاعدة الثالثة في تضمين اللفظ معنى آخر ... القاعدة الثالثة1: قد يشرب لفظ معنى لفظ آخر فيعطى حكمه ويسمى ذلك تضمينا، وفائدته أن تؤدى كلمة واحدة مؤدى كلمتين كقوله تعالى: {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} 2 أي يروى بها.

_ 1 انظر: المغني ص897. 2 سورة الإنسان. الآية: 6.

القاعدة الرابعة في التغليب

القاعدة الرابعة في التغليب ... القاعدة الرابعة1: التغليب يغلبون الشيء مع غيره عليه كقولهم: الأبوين وقولهم: الخافقين للمشرق والمغرب، أي المخفوق فيه.

_ 1انظر: المغني ص900.

القاعدة الخامسة في التعبير بالفعل عن وقوعه

القاعدة الخامسة في التعبير بالفعل عن وقوعه ... القاعدة الخامسة1: يعبر بالفعل عن وقوعه

_ 1 انظر: المغني ص902.

وهو الأصل، وعن مشارفته، كقوله تعالى: {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} 1 وعن إرادته وأكثر ما يكون ذلك بعد أداة الشرط، كقوله: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} 2 وقوله: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} 3 أي أردنا إهلاكها.

_ 1 سورة البقرة. الآيات: 231، 232، 234. 2 سورة النحل، الآية 98. 3 سورة الأعراف. الآية: 4.

القاعدة السادسة في التعبير عن الماضي والآتي

القاعدة السادسة في التعبير عن الماضي والآتي ... القاعدة السادسة1: يعبر عن الماضي والآتي كما يعبر عن الحاضر قصدا لإحضاره في الذهن، كقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} 2 لأن لام الابتداء للحال.

_ 1 انظر: المغني ص905. 2 سورة النحل. الآية: 124.

القاعدة السابعة في كون اللفظ على تقدير والمقدر على تقدير آخر

القاعدة السابعة في كون اللفظ على تقدير والمقدر على تقدير آخر ... القاعدة السابعة1: قد يكون اللفظ على تقدير، وذلك المقدر على تقدير آخر، قالوا عسى زيد أن يقوم، أي قياما أي قائما وقيل على حذف مضاف أي عسى أمر زيد قياما أو عسى زيد صاحب قيام.

_ 1 انظر: المغني ص907.

القاعدة الثامنة فيما يغتفر فيه في الثواني دون الأوائل

القاعدة الثامنة فيما يغتفر فيه في الثواني دون الأوائل ... القاعدة الثامنة1: قد يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل، كقولهم: رب رجل وأخيه. فعملت رب في أخيه وهو معرفة ولو باشرها لم تعمل فيه.

_ 1 انظر: المغني ص908.

القاعدة التاسعة في التوسع في الظرف والمجرور دون غيرهما

القاعدة التاسعة في التوسع في الظرف والمجرور دون غيرهما ... القاعدة التاسعة1: يتوسعون في الظرف والمجرور ما لا يتوسعون في غيرهما، فأجازوا الفصل بهما بين الفعل الناقص ومعموله بين فعل التعجب والمتعجب منه وبين الحرف الناسخ ومنسوخة وبين الاستفهام والقول الجاري مجرى الظن وبين حرف الجر ومجروره وبين المضاف والمضاف إليه وبين إذن ولن ومنصوبهما وقدموهما خبرين على الاسم في باب إن ومعمولين للخبر في باب ما ومعولين لصلة أل وعلى الفعل المنفي بما وعلى إن معمولين لخبرها وعلى العامل المعنوي.

_ 1 انظر: المغني ص909.

القاعدة العاشرة في القلب

القاعدة العاشرة في القلب ... القاعدة العاشرة1: من فنون كلامهم القلب، وأكثر ما يقع في الشعر، كقوله:

_ 1 انظر: المغني ص911.

77 - ومهمه مغبرة أرجاؤه ... كأن لون أرضه سماؤه1 أي كأن لون سمائه لون أرضه، ومنه في غير الشعر: أدخلت القلنسوة في رأسي، والأصل: أدخلت رأسي في القلنسوة.

_ 1 هذا الرجز لرؤبة، انظر: الإنصاف 1/773، وشرح المفصل 2/118، وشرح الشذور ص443، روي وبلد مغبرة أرجاؤه ووبلد عامية أعماؤه. الشاهد فيه: الشطر الثاني حيث قلب التشبيه للمبالغة، فأصله: كأن لون سمائه لون أرضه.

القاعدة الحادية عشرة في تقاريض اللفظين في الأحكام

القاعدة الحادية عشرة في تقاريض اللفظين في الأحكام ... القاعدة الحادية عشرة1: من ملح كلامهم تقارض اللفظين في الأحكام، ولذلك أمثلة منها: إعطاء كلمة غير حكم إلا في الاستثناء، وإعطاء حكم إلا حكم غير، ومنها إعطاء أن حكم ما المصدرية في الإهمال وبالعكس، ومثل له بقوله: "كما تكونوا يولى عليكم" 2 ذكره ابن الحاجب، والمعروف: "كما تكونون"، ومنها: إعطاء إن حكم لو في الإهمال وبالعكس، ومنها:

_ 1 انظر: المغني ص915. 2 أخرجه الديلمي، والبيهقي في شعب الإيمان عن سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، للألباني 1/328.

إعطاء إذا حكم متى في الجزم بها وبالعكس، ومنها: إعطاء لم حكم لن في النصب بها وبالعكس كقوله: 57 - لن يخب الآن من رجائك من ... حرك دون بابك الحلقة1 ومنها إعمال ما النافية عمل ليس وإهمال ليس عند انتقاض النفي، ومنها إعطاء عسى حكم لعل في العمل كقوله: 33- يا أبتا علك أو عساكا2 وإعطاء لعل حكم عسى في اقتران خبرها بأن كقوله: "فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض" 3، ومنها إعطاء الفاعل إعراب المفعول وبالعكس عند أمن اللبس، كقولهم: "خرق الثوب المسمار" وسمع نصبهما كقوله:

_ 1 سبق ذكره عند الكلام عن لن ص. 2 سبق ذكره في الكلام عن عسى. 3 رواه البخاري في الشهادات باب 27 ومسلم في الأقضية رقم4 وأحمد 6/3330 رقم 26484 عن أم سلمة رضي الله عنها.

78 - قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشجعما وذات قرنين ضموزا ضرزما1 في رواية من نصب الحيات، وسمع رفعهما كقوله: 79 - إن من صاد عقعقا لمشوم ... كيف من صاد عقعقان وبوم2 محمد بن صالح العثيمين

_ 1 هذا الرجز لعبد بني عبس أو لأبي حيان الفقعسي أو للعجاج أو لمساور بن هند العبسي أو للدبيري، انظر: الكتاب 1/287، والمقتضب 3/283، والخصائص 2/430 والهمع 1/165، واللسان مادة: شجعم، والدرر 3/6. الشاهد فيه: الحيات فإنها الفاعل عطيت إعراب المفعول لأمن اللبس. 2 هذا بيت من الخفيف للطرماح بن حكيم، انظر: الهمع 1/156، والدرر 3/5. ومعجم شواهد العربية 1/358. الشاهد فيه: عقعقان وبوم فإنهما أعطيا إعراب الفاعل، مع أنهما مفعولان.

§1/1