مختصر شعب الإيمان

القَزْوِيني، أبو القاسم

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم إفتتاحية الْكتاب الْحَمد لله رب الْعَالمين، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيد الْمُرْسلين، وَخَاتم النبين، وقائد الغر المحجلين، مُحَمَّد الْمَبْعُوث إِلَى الْخلق أَجْمَعِينَ، وعَلى آله الطيبين، وَصَحبه الطاهرين، وَأمته الْمُتَّقِينَ، وأزواجه الطاهرات أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ. وَبعد: فقد تكَرر من سيدنَا ومولانا نَادِر بِلَاده، وناصح عباده، وعلامة زَمَانه، وأعجوبة أَوَانه شمس الْملَّة وَالدّين، مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أبي الْبَدْر ابْن المليحي الْمزي، الْفَقِيه الْمُحدث الْوَاعِظ - أدام الله توفيقه وَجعل السعادتين صَاحبه ورفيقه - عدَّة مكتوبات من وَاسِط إِلَى بَغْدَاد فِي السُّؤَال عَن عدد شعب الْإِيمَان حَيْثُ ورد فِي " صَحِيح البُخَارِيّ " و " مُسلم " من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " الْإِيمَان بضع وَسِتُّونَ - أَو بضع وَسَبْعُونَ

شُعْبَة أَعْلَاهَا - أَو فأرفعها أَو فأفضلها على اخْتِلَاف الرِّوَايَات - قَول لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق، وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان ". وَأَنه بصدد إحاطة علمه بتفصيلها عددا، وَتَأَخر الْجَواب لأسباب وعوارض. فحين طَال الزَّمَان وَكثر التكرارا، أحضرت كتاب " شعب الْإِيمَان " للْإِمَام الْحَافِظ الْفَقِيه أبي بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ - سِتّ مجلدات - لأنقلها بذاتها، فَوَجَدتهَا مُتَفَرِّقَة فِي جَمِيعهَا، لم يجمعها أَولا فِي الْخطْبَة وَلَا فِي المجلد الأول، ثمَّ اعتنى بتفاصيل شروحها، لَكِن

فرقها فِي جَمِيع الْكتاب. فدعتني الضَّرُورَة إِلَى أَن أجمعها من مجموعها، وأجعلها مختصرة كرؤوس الْمسَائِل، وأقنع باستدلال آيَة من كتاب الله تَعَالَى، أَو بِحَدِيث من أصح مَا رُوِيَ فِيهِ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَرُبمَا زِدْت فِي بعض الشّعب آيَة أَو آيَات، أَو حَدِيثا أَو كَلِمَات، أَو حِكَايَة أَو حكايات، أَو بَيْتا أَو [عدَّة] أَبْيَات، لم يذكرهَا الْبَيْهَقِيّ. وَقد بوبها سَبْعَة وَسبعين بَابا. أَنبأَنَا بجميعها وَجَمِيع الْكتاب الْمَنْقُول هَذَا مِنْهُ جمَاعَة: مِنْهُم الشَّيْخ الْعَالم مُسْند الْعرَاق رشيد الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ بهَا. وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين أَبُو الْفضل سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد الْمَقْدِسِي من دمشق. قَالُوا جَمِيعًا: أنبأ الشُّيُوخ الروَاة أَبُو مُحَمَّد الأنجب بن أبي السعادات بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الجامي. وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الله المارستاني. وَأَبُو الْقَاسِم عَليّ ابْن الْحَافِظ أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْجَوْزِيّ. قَالُوا جَمِيعًا: أنبأ أَبُو حَفْص عمر بن أَحْمد بن عمر الزنجاني فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مئة. قَالَ أَخْبرنِي الشَّيْخ أَبُو الْحسن عبيد الله بن مُحَمَّد بن الإِمَام

الْحَافِظ أبي بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الْبَيْهَقِيّ. قَالَ: أَخْبرنِي جدي الإِمَام أَبُو بكر. " ح " وأخبرناها عَالِيا عددا مُسْند الْوَقْت أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي إجَازَة عَامَّة إِن لم تكن خَاصَّة. قَالَ: أخبرنَا حَافظ بَغْدَاد أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْجَوْزِيّ، ومفتي خُرَاسَان أَبُو سعد عبد الله بن أَحْمد بن عمر الصفار النَّيْسَابُورِي إجَازَة خَاصَّة. قَالَا: أَنبأَنَا كَذَلِك أَبُو الْقَاسِم زَاهِر بن طَاهِر بن مُحَمَّد الشحامي وَجَمَاعَة. قَالُوا: أَنبأَنَا الإِمَام الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ رَحمَه الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ قَالَ:

الاول من شعب الايمان الايمان بالله عز وجل

مُخْتَصر شعب الايمان للبيهقي الاول من شعب الايمان الايمان بِاللَّه عز وَجل لقَوْله تَعَالَى {والمؤمنون كل آمن بِاللَّه} الْبَقَرَة 285 وَلقَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا آمنُوا بِاللَّه} النِّسَاء 136 ثمَّ سَاق فِيهِ حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ الْمُتَّفق عَلَيْهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا اله الا الله فَمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فقد عصم مني نَفسه وَمَاله الا بِحقِّهِ وحسابه على الله تَعَالَى

الثاني من شعب الايمان

وَحَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم من مَاتَ وَهُوَ يعلم أَن لَا اله الا الله دخل الْجنَّة الثَّانِي من شعب الايمان الايمان برسل الله عز وَجل صلى الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ وَسلم لقَوْله تَعَالَى {والمؤمنون كل آمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله} الْبَقَرَة 285 وَلِحَدِيث عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي

الثالث من شعب الايمان الايمان بالملائكة

سُؤال جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام الايمان أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله الحَدِيث الثَّالِث من شعب الايمان الايمان بِالْمَلَائِكَةِ لِلْآيَةِ والْحَدِيث الْمَذْكُورين الرَّابِع من شعب الايمان الايمان بِالْقُرْآنِ وَجَمِيع الْكتب الْمنزلَة قبله لقَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا آمنُوا بِاللَّه وَرَسُوله وَالْكتاب}

الخامس من شعب الإيمان الإيمان بأن القدر خيره وشره من الله عز وجل

{الَّذِي نزل على رَسُوله وَالْكتاب الَّذِي أنزل من قبل} النِّسَاء 136 وللآية والْحَدِيث الْمَذْكُورين ايضا الْخَامِس من شعب الْإِيمَان الْإِيمَان بِأَن الْقدر خَيره وشره من الله عز وَجل لقَوْله تَعَالَى {قل كل من عِنْد الله} النِّسَاء 78 وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ احْتج آدم ومُوسَى فَقَالَ مُوسَى يَا آدم انت ابونا خيبتنا واخرجتنا من الْجنَّة فَقَالَ لَهُ آدم يَا مُوسَى اصطفاك الله بِكَلَامِهِ وَخط لَك التَّوْرَاة بِيَدِهِ أتلومني على امْر قدره الله عَليّ قبل ان يخلقني بِأَرْبَعِينَ سنة قَالَ فحج آدم مُوسَى

السادس من شعب الايمان الايمان باليوم الآخر

وَبِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور انشدنا الإِمَام ابو بكر الْبَيْهَقِيّ قَالَ انشدني ابو الفوارس جُنَيْد بن احْمَد الطَّبَرِيّ ... العَبْد ذُو ضجر والرب ذُو قدر ... والدهر ذُو دوَل والرزق مقسوم وَالْخَيْر اجْمَعْ فِيمَا اخْتَار خالقنا ... وَفِي اخْتِيَار سواهُ اللوم والشوم ... السَّادِس من شعب الايمان الايمان بِالْيَوْمِ الآخر لقَوْل الله تَعَالَى {قَاتلُوا الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِاللَّه وَلَا بِالْيَوْمِ الآخر} التَّوْبَة 29 قَالَ الْحَلِيمِيّ وَمَعْنَاهُ التَّصْدِيق بِأَن لايام الدُّنْيَا آخرا وَأَنَّهَا منقضية وَهَذَا الْعَالم منقض يَوْمًا مَا فَفِي الِاعْتِرَاف بانتفائه اعْتِرَاف بابتدائه اذ الْقَدِيم لَا يَعْنِي وَلَا يتَغَيَّر وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لتقومن السَّاعَة وثوبهما بَينهمَا لَا يتبايعانه وَلَا يطويانه

السابع من شعب الايمان الايمان بالبعث بعد الموت

وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد انْصَرف الرجل بِلَبن لقحته من تحتهَا وَقد رفع أَكلته الى فِيهِ لَا يطْعمهَا الحَدِيث السَّابِع من شعب الايمان الايمان بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت لقَوْله تَعَالَى {زعم الَّذين كفرُوا أَن لن يبعثوا قل بلَى وربي لتبعثن} التغابن 7 وَلقَوْله تَعَالَى {قل الله يُحْيِيكُمْ ثمَّ يميتكم ثمَّ يجمعكم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا ريب فِيهِ} الجاثية 26 وَلِحَدِيث عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيح فِي حَدِيث الايمان الايمان أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وبالبعث من بعد الْمَوْت وبالقدر كُله

الثامن من شعب الايمان الايمان بحشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم الى الموقف

وم الثَّامِن من شعب الايمان الايمان بحشر النَّاس بَعْدَمَا يبعثون من قُبُورهم الى الْموقف لقَوْله تَعَالَى {أَلا يظنّ أُولَئِكَ أَنهم مبعوثون ليَوْم عَظِيم يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين} المطففين 4 6 وَلِحَدِيث عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي صَحِيح مُسلم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين حَتَّى يغيب احدهم فِي رشحه الى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ التَّاسِع من شعب الايمان الايمان بِأَن دَار الْمُؤمنِينَ ومأواهم الْجنَّة وَدَار الْكَافرين ومأواهم النَّار لقَوْله تَعَالَى {بلَى من كسب سَيِّئَة وأحاطت بِهِ خطيئته فَأُولَئِك}

العاشر من شعب الايمان الايمان بوجوب محبة الله عز وجل

{أَصْحَاب النَّار هم فِيهَا خَالدُونَ وَالَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات أُولَئِكَ أَصْحَاب الْجنَّة هم فِيهَا خَالدُونَ} الْبَقَرَة 81 82 وَلِحَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ ان احدكم اذا مَاتَ عرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي ان كَانَ من أهل الْجنَّة فَمن أهل الْجنَّة وان كَانَ من أهل النَّار فَمن أهل النَّار يُقَال هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله تَعَالَى اليه يَوْم الْقِيَامَة الْعَاشِر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب محبَّة الله عز وَجل لقَوْله تَعَالَى {وَمن النَّاس من يتَّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله وَالَّذين آمنُوا أَشد حبا لله} الْبَقَرَة 165 وَلِحَدِيث انس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ

ثَلَاث من كن فِيهِ وجد بِهن حلاوة الايمان أَن يكون الله وَرَسُوله أحب اليه مِمَّا سواهُمَا وَأَن يحب الْمَرْء لَا يُحِبهُ الا لله وَأَن يكره أَن يعود فِي الْكفْر بعد أَن أنقذه الله مِنْهُ كَمَا يكره أَن توقد لَهُ نَار فيقذف فِيهَا وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا نضر الطوسي يَقُول سَمِعت جَعْفَر الْخُلْدِيِّ يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول قَالَ رجل لسري السَّقطِي كَيفَ أَنْت فَأَنْشَأَ يَقُول

الحادي عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب الخوف من الله عز وجل

.. من لم يبت وَالْحب حَشْو فُؤَاده ... لم يدر كَيفَ تفتت الاكباد ... وَبِه أنبأ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل قَالَ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم الرَّازِيّ الْوَاعِظ قَالَ سَمِعت أَبَا دُجَانَة يَقُول كَانَت رَابِعَة اذا غلب عَلَيْهَا حَال الْحبّ تَقول ... تَعْصِي الاله وَأَنت تظهر حبه ... هَذَا محَال فِي الفعال بديع لَو كَانَ حبك صَادِقا لاطعته ... ان الْمُحب لمن أحب مُطِيع ... الْحَادِي عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب الْخَوْف من الله عز وَجل لقَوْله تَعَالَى {فَلَا تخافوهم وخافون إِن كُنْتُم مُؤمنين} آل عمرَان 175 وَقَوله تَعَالَى {فَلَا تخشوا النَّاس واخشون} الْمَائِدَة 44 وَقَوله تَعَالَى واياي فارهبون الْبَقَرَة 40

وَقَوله تَعَالَى {وهم من خَشيته مشفقون} الانبياء 28 وَقَوله تَعَالَى {ويدعوننا رغبا ورهبا وَكَانُوا لنا خاشعين} الانبياء 90 وَقَوله تَعَالَى {ويخشون رَبهم وَيَخَافُونَ سوء الْحساب} الرَّعْد 21 وَقَوله تَعَالَى {وَلمن خَافَ مقَام ربه جنتان} الرَّحْمَن 46 وَقَوله تَعَالَى {ذَلِك لمن خَافَ مقَامي وَخَافَ وَعِيد} ابراهيم 14 وَلِحَدِيث عدي بن حَاتِم رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة وَلِحَدِيث انس رَضِي الله عَنهُ فيهمَا لَو تعلمُونَ مَا أعلم لضحكتم قَلِيلا ولبكيتم كثيرا

وعاتب رجل بعض اخوانه على طول بكائه فَبكى ثمَّ قَالَ ... بَكَيْت على الذُّنُوب لعظم جُرْمِي ... وَحقّ لكل من يَعْصِي الْبكاء فَلَو كَانَ الْبكاء يرد همي ... لاسعدت الدُّمُوع مَعًا دِمَاء ... وَكَانَ عمر بن عبد الْعَزِيز لَا يجِف فوه من هَذَا الْبَيْت ... وَلَا خير فِي عَيْش امرىء لم يكن لَهُ ... من الله فِي دَار الْقَرار نصيب ... وَسمع أَبُو الْفَتْح الْبَغْدَادِيّ هاتفا يَهْتِف بالشونيزية ... وَكَيف تنام الْعين وَهِي قريرة ... وَلم تدر فِي أَي المحلين تنزل ... فَذهب عَنهُ الن

الثاني عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب الرجاء من الله عز وجل

الثَّانِي عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب الرَّجَاء من الله عز وَجل لقَوْله تَعَالَى يرجون رَحمته وَيَخَافُونَ عَذَابه ان عَذَاب رَبك كَانَ محذورا الاسراء 57 وَقَول الله تَعَالَى وادعوه خوفًا وَطَمَعًا ان رحمت الله قريب من الْمُحْسِنِينَ الاعراف 56 وَقَول الله تَعَالَى قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم لَا تقنطوا من رَحْمَة الله ان الله يغْفر الذُّنُوب جميها انه هُوَ الغفور الرَّحِيم الزمر 53 وَقَول الله تَعَالَى {إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء} النِّسَاء 48 و 116 وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ لَو يعلم الْمُؤمن مَا عِنْد الله من الْعقُوبَة مَا طمع بجنته أحد وَلَو يعلم الْكَافِر مَا عِنْد الله من الرَّحْمَة مَا قنط من جنته أحد

وَلِحَدِيث جَابر رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم لَا يموتن أحدكُم الا وَهُوَ يحسن الظَّن بِاللَّه عز وَجل وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ يَقُول الله عز وَجل أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي وَأَنا مَعَه حِين يذكرنِي وَذكر الحَدِيث وَأنْشد أَبُو عُثْمَان سعيد بن اسماعيل ... مَا بَال دينك ترْضى أَن تدنسه ... وان ثَوْبك مغسول من الدنس ترجو النجَاة وَلم تسلك مسالكها ... ان السَّفِينَة لَا تجْرِي على اليبس ...

الثالث عشر من شعب الايمان الايمان يوجب التوكل على الله عز وجل

الثَّالِث عشر من شعب الايمان الايمان يُوجب التَّوَكُّل على الله عز وَجل لقَوْله تَعَالَى {وعَلى الله فَليَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ} التغابن 13 وَقَوله تَعَالَى {حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل} آل عمرَان 173 وَقَوله تَعَالَى {وعَلى الله فتوكلوا إِن كُنْتُم مُؤمنين} الْمَائِدَة 23 وَقَوله تَعَالَى {وَمن يتوكل على الله فَهُوَ حَسبه إِن الله بَالغ أمره} الطَّلَاق 3 وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي سُؤال أَصْحَابه لَهُ عَن السّبْعين ألفا الَّذين يدْخلُونَ الْجنَّة يرْزقُونَ فِيهَا بِغَيْر حِسَاب فِي حَدِيث طَوِيل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هم الَّذين لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يسْتَرقونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عكاشة بن مُحصن الاسدي رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ أَنا مِنْهُم يَا رَسُول الله فَقَالَ أَنْت مِنْهُم ثمَّ قَامَ رجل آخر فَقَالَ أَنا مِنْهُم

يَا رَسُول الله فَقَالَ سَبَقَك بهَا عكاشة وَجُمْلَة التَّوَكُّل تَفْوِيض الامر الى الله تَعَالَى والثقة بِهِ مَعَ مَا قدر لَهُ من التَّسَبُّب فَفِي الصَّحِيحَيْنِ ايضا من حَدِيث الزبير رَضِي الله عَنهُ لَان يَأْخُذ احدكم حبلة ثمَّ يَأْتِي الْجَبَل فَيَأْتِي بحزمة من حطب على ظَهره فيبيعها فيستغني بهَا خير لَهُ من أَن يسْأَل النَّاس أَعْطوهُ أَو منعُوهُ وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ من حَدِيث الْمِقْدَام بن معدي كرب رَضِي الله عَنهُ مَا أكل اُحْدُ طَعَاما قطّ خيرا من أَن يَأْكُل من عمل

يَدَيْهِ قَالَ وَكَانَ دَاوُد لَا يَأْكُل الا من عمل يَدَيْهِ وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَنبأَنَا ابوعبد الله الْحَافِظ قَالَ اخبرني جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نصير قَالَ حَدثنِي الْجُنَيْد قَالَ سَمِعت السّري يذم الْجُلُوس فِي الْمَسْجِد الْجَامِع وَيَقُول جعلُوا الْمَسْجِد الْجَامِع حوانيت لَيْسَ لَهَا ابواب وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ قَالَ دينك لمعادك ودرهمك لمعاشك وَلَا خير فِي امْرِئ بِلَا دِرْهَم وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَنبأَنَا ابو عبد الله الْحَافِظ قَالَ اخبرني جَعْفَر بن مُحَمَّد الْخَواص قَالَ انبأنا ابراهيم بن نصر المنصوري قَالَ سَمِعت ابراهيم بن بشار خَادِم ابراهيم بن أدهم قَالَ سَمِعت ابا عَليّ الفضيل بن عِيَاض يَقُول لِابْنِ الْمُبَارك انت تَأْمُرنَا بالزهد والتقلل وَالْبُلغَة ونراك تَأتي بالبضائع من بِلَاد خُرَاسَان الى الْبَلَد الْحَرَام كَيفَ ذَا وَأَنت بِخِلَاف ذَا فَقَالَ ابْن الْمُبَارك يَا أَبَا عَليّ أَنا أفعل ذَا لأصون بهَا وَجْهي واكرم بهَا عرضي وأستعين بهَا على طَاعَة رَبِّي لَا أرى الله حَقًا إِلَّا سارعت اليه حَتَّى أقوم بِهِ فَقَالَ لَهُ الفضيل يَا ابْن الْمُبَارك مَا أحسن ذَا إِن تمّ ذَا

الرابع عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم

الرَّابِع عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب محبَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحَدِيث انس رَضِي الله عَنهُ الْمُتَّفق على صِحَّته لَا يُؤمن احدكم حَتَّى أكون احب اليه من وَالِده وَولده وَالنَّاس اجمعين وَلِحَدِيث انس رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ثَلَاث من كن فِيهِ وجد بِهن حلاوة الايمان ان يكون الله وَرَسُوله احب اليه مِمَّا سواهُمَا الحَدِيث ولحديثه فيهمَا ايضا قَالَ جَاءَ رجل الى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله مَتى السَّاعَة فَقَالَ مَا أَعدَدْت لَهَا فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا اعددت لَهَا كثير صِيَام وَلَا صَدَقَة إِلَّا أَنِّي احب الله وَرَسُوله قَالَ انت مَعَ من أَحْبَبْت

الخامس عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتجبيله وتوقيره

الْخَامِس عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب تَعْظِيم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتجبيله وتوقيره لقَوْله تَعَالَى وتعزروه وتوقروه الْفَتْح 9 وَقَوله تَعَالَى {فَالَّذِينَ آمنُوا بِهِ وعزروه ونصروه} الاعراف 157 وَالتَّعْزِير هَا هُنَا التَّعْظِيم بِلَا خلاف وَقَوله تَعَالَى {لَا تجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنكُم كدعاء بَعْضكُم بَعْضًا} النُّور 63 أَي لَا تَقولُوا لَهُ يَا مُحَمَّد يَا أَبَا الْقَاسِم بل يَا رَسُول الله يَا نَبِي الله وَلقَوْله تَعَالَى {لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله} الحجرات 1 وَقَوله تَعَالَى {لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي} الايات الحجرات 2 5

السادس عشر من شعب الايمان شح المرء بدينه حتى يكون القذف في النار احب إليه من الكفر

وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ قَالَ وَهَذِه منزلَة فَوق منزلَة الْمحبَّة إِذْ لَيْسَ كل محب مُعظما كمحبة الاب لوَلَده وَالسَّيِّد لعَبْدِهِ من غير تَعْظِيم بِخِلَاف الْعَكْس السَّادِس عشر من شعب الايمان شح الْمَرْء بِدِينِهِ حَتَّى يكون الْقَذْف فِي النَّار احب إِلَيْهِ من الْكفْر لحَدِيث انس الْمُتَّفق عَلَيْهِ ثَلَاث من كن فِيهِ وجد بِهن حلاوة الايمان ثمَّ قَالَ وان يلقى فِي النَّار احب اليه من ان يرجع الى الْكفْر بعد ان انقذه الله مِنْهُ ولحديثه أَيْضا فِي صَحِيح مُسلم أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعْطَاهُ غنما بَين جبلين فَأتى قومه فَقَالَ أَسْلمُوا فوَاللَّه إِن مُحَمَّدًا ليعطي عَطاء رجل لَا يخَاف الْفَاقَة فَقَالَ انس وَإِن كَانَ الرجل يجِئ الى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يُرِيد إِلَّا الدُّنْيَا فَمَا يُمْسِي حَتَّى يكون دينه احب اليه واعز من الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا السَّابِع عشر من شعب الايمان طلب الْعلم وَهُوَ معرفَة الْبَارِي تَعَالَى وَمَا جَاءَ من عِنْد الله وَعلم النُّبُوَّة وَمَا

يُمَيّز بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن غَيره وَعلم احكام الله تَعَالَى وأقضيته وَمَعْرِفَة مَا تطلب الاحكام مِنْهُ كالكتاب وَالسّنة وَالْقِيَاس وشروط الِاجْتِهَاد وَالْقرَان والْحَدِيث مشحونان بفضيلة الْعلم وَالْعُلَمَاء قَالَ الله تَعَالَى إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء 6 فاطر 28 وَقَالَ تَعَالَى شهد الله انه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة وَأولُوا الْعلم قَائِما بِالْقِسْطِ ال عمرَان 18 وَقَالَ تَعَالَى وعلمك مَا لم تكن تعلم وَكَانَ فضل الله عَلَيْك عَظِيما النِّسَاء 113 وَقَالَ تَعَالَى يرفع الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَالَّذين أُوتُوا الْعلم دَرَجَات المجادلة 11 وَقَالَ تَعَالَى {هَل يَسْتَوِي الَّذين يعلمُونَ وَالَّذين لَا يعلمُونَ إِنَّمَا يتَذَكَّر أولُوا الْأَلْبَاب} الزمر 9 وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنْهُمَا إِن الله لَا يقبض الْعلم انتزاعا ينتزعه من النَّاس وَلَكِن يقبض الْعلم بِقَبض الْعلمَاء حَتَّى إِذا لم يبْق عَالما اتخذ

النَّاس رؤوسا جُهَّالًا فسئلوا فأفتوا بِغَيْر علم فضلوا واضلوا وَفِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ من نفس عَن مُؤمن كربَة من كرب الدُّنْيَا نفس الله عَنهُ كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة وَمن يسر على مُعسر يسر الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا والاخرة وَمن ستر مُسلما ستره الله فِي الدُّنْيَا والاخرة وَالله فِي عون العَبْد مَا كَانَ العَبْد فِي عون اخيه وَمن سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علما سهل الله لَهُ بِهِ طَرِيقا الى الْجنَّة وَمَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله يَتلون كتاب الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده وَمن بطأ بِهِ عمله لم يسْرع بِهِ نسبه

الثامن عشر من شعب الايمان نشر العلم

الثَّامِن عشر من شعب الايمان نشر الْعلم لقَوْله تَعَالَى {لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه} ال عمرَان 178 وَقَوله تَعَالَى {ولينذروا قَومهمْ إِذا رجعُوا إِلَيْهِم} التَّوْبَة 122 وَلِحَدِيث ابي بكرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي خطبَته بمنى أَلا ليبلغن الشَّاهِد مِنْكُم الْغَائِب فَلَعَلَّ من يبلغهُ يكون أوعى لَهُ من بعض من سَمعه وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي سنَن أبي دَاوُد من سُئِلَ عَن علم فكتمه ألْجمهُ الله بلجام من النَّار يَوْم الْقِيَامَة

وروى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن الامام عمر بن عبد الْعَزِيز الاموي رَحمَه الله عَلَيْهِ انه قَالَ من لم يعد كَلَامه من عمله كثرت خطاياه وَمن عمل بِغَيْر علم كَانَ مَا يفْسد اكثر مِمَّا يصلح وَعَن الْحَارِث المحاسبي الْعلم يُورث الخشية والزهد يُورث الرَّاحَة والمعرفة تورث الانابة وَعَن ابْن سعد أَن من عمل بِعلم الرِّوَايَة ورث علم الدِّرَايَة وَمن عمل بِعلم الدِّرَايَة ورث علم الرِّعَايَة وَمن عمل بِعلم الرِّعَايَة هدي الى سَبِيل الْحق وَعَن مَالك بن دِينَار إِذا طلب العَبْد الْعلم ليعْمَل بِهِ كَسره علمه وَإِذا طلبه لغير الْعَمَل زَاده كبرا وَعَن مَعْرُوف الْكَرْخِي إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا فتح عَلَيْهِ بَاب

الْعَمَل وأغلق عَلَيْهِ بَاب الجدل وَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْد شرا اغلق عَلَيْهِ بَاب الْعَمَل وَفتح عَلَيْهِ بَاب الجدل وَعَن ابي بكر الْوراق من اكْتفى بالْكلَام من الْعلم دون الزّهْد وَالْفِقْه تزندق وَمن اكْتفى بالزهد دون الْفِقْه وَالْكَلَام ابتدع وَمن اكْتفى بالفقه دون الزّهْد والورع تفسق وَمن تفنن فِي الامور كلهَا تخلص وَعَن الْحسن الْبَصْرِيّ رَحمَه الله انه مر عَلَيْهِ رجل فَقيل هَذَا فَقِيه فَقَالَ أَو تَدْرُونَ من الْفَقِيه إِنَّمَا الْفَقِيه الْعَالم فِي دينه الزَّاهِد فِي دُنْيَاهُ الْقَائِم على عبَادَة ربه وَعَن مَالك بن دِينَار قَالَ قَرَأت فِي التوارة إِن الْعَالم إِذا لم يعْمل بِعِلْمِهِ زلت موعظته من الْقُلُوب كَمَا يزل الْقطر عَن الصَّفَا وانشد عَن ابي بكر بن ابي دَاوُد لنَفسِهِ ... من غص داوى بِشرب المَاء غصته ... فَكيف يصنع من قد غص بِالْمَاءِ وَعَن ابي عُثْمَان الْحِيرِي الزَّاهِد ... وَغير تَقِيّ يَأْمر النَّاس بالتقى ... طَبِيب يداوي والطبيب مَرِيض ...

التاسع عشر من شعب الايمان تعظيم القران المجيد بتعلمه وتعليمه وحفظ حدوده واحكامه وعلم حلاله وحرامه وتبجيل اهله وحفاظه واستشعارها يهيج الى البكاء من مواعيد الله عز وجل ووعيده

نسْأَل الله التَّوْفِيق للْعلم وَالْعَمَل ونعوذ بِجلَال وَجهه من الخذلان والحرص والامل التَّاسِع عشر من شعب الايمان تَعْظِيم الْقرَان الْمجِيد بتعلمه وتعليمه وَحفظ حُدُوده واحكامه وَعلم حَلَاله وَحَرَامه وتبجيل اهله وحفاظه واستشعارها يهيج الى الْبكاء من مواعيد الله عز وَجل ووعيده قَالَ الله تَعَالَى {لَو أنزلنَا هَذَا الْقُرْآن على جبل لرأيته خَاشِعًا متصدعا من خشيَة الله} الْحَشْر 21 وَقَالَ تَعَالَى {إِنَّه لقرآن كريم فِي كتاب مَكْنُون لَا يمسهُ إِلَّا الْمُطهرُونَ تَنْزِيل من رب الْعَالمين} الْوَاقِعَة 77 80 وَقَالَ تَعَالَى {وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال أَو قطعت بِهِ الأَرْض أَو كلم بِهِ الْمَوْتَى بل لله الْأَمر جَمِيعًا} الرَّعْد 31 وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ أفضلكم أَو خَيركُمْ من تعلم الْقُرْآن وَعلمه

وَقَالَ فِيمَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا عَن ابي مُوسَى الاشعري رَضِي الله عَنهُ تَعَاهَدُوا الْقرَان فوالذي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَهو اشد تفلتا من الابل فِي عقلهَا وَقَالَ فِيمَا روياه عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رجل آتَاهُ الله هَذَا الْكتاب فَقَامَ بِهِ آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار وَرجل آتَاهُ الله مَالا فَهُوَ يتَصَدَّق بِهِ آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار وَقَالَ فِيمَا رَوَاهُ مُسلم عَن عمر رَضِي الله عَنهُ إِن الله يرفع بِهَذَا

العشرون من شعب الايمان الطهارات

الْكتاب أَقْوَامًا وَيَضَع بِهِ آخَرين الْعشْرُونَ من شعب الايمان الطهارات لقَوْله تَعَالَى {إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق} الاية الْمَائِدَة 6 وَلِحَدِيث ابي مَالك الاشعري رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم الطّهُور شطر الايمان وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان وَسُبْحَان الله وَالله اكبر تملان اَوْ تملا مَا بَين السَّمَاء والارض وَالصَّلَاة نور وَالصَّدَََقَة برهَان وَالصَّبْر ضِيَاء وَالْقُرْآن حجَّة لَك اَوْ عَلَيْك كل النَّاس يَغْدُو فبائع نَفسه فمعتقها اَوْ موبقها

وَلِحَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي صَحِيح مُسلم ايضا لَا يقبل الله عز وَجل صَلَاة بِغَيْر طهُور وَلَا صَدَقَة من غلُول وَلِحَدِيث حسن عَن ابي كَبْشَة السَّلُولي عَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا ان خير اعمالكم الصَّلَاة وَلَا يحافظ على الْوضُوء إِلَّا مُؤمن

الحادي والعشرون من شعب الايمان الصلوات الخمس

روى الْحَلِيمِيّ عَن يحيى بن آدم فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطّهُور شطر الايمان لَان الله تَعَالَى سمى الصَّلَاة إِيمَانًا فَقَالَ {وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ} الْبَقَرَة 143 أَي صَلَاتكُمْ الى بَيت الْمُقَدّس وَلَا تجوز الصَّلَاة إِلَّا بِالْوضُوءِ فهما شَيْئَانِ كل وَاحِد مِنْهُمَا وَاحِد مِنْهُمَا نصف الاخر الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الصَّلَوَات الْخمس لقَوْله تَعَالَى {وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ} الْبَقَرَة 143 أَي صَلَاتكُمْ وَقَوله تَعَالَى {وَأقِيمُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة} الْبَقَرَة 43 وَقَوله تَعَالَى إِن الصلوة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا النِّسَاء 103 وَلِحَدِيث جَابر رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم إِن بَين الرجل وَبَين الشّرك وَالْكفْر ترك الصَّلَاة

وَحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الاعمال احب الى الله عز وَجل قَالَ الصَّلَاة لوَقْتهَا قلت ثمَّ أَي قَالَ بر الْوَالِدين قلت ثمَّ أَي قَالَ الْجِهَاد فِي سَبِيل الله قَالَ وحَدثني بِهن وَلَو استزدته لزادني وَحَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فيهمَا صَلَاة الْجَمَاعَة افضل من صَلَاة الْفَذ بِسبع وَعشْرين دَرَجَة وَحَدِيث عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم مَا من امرىء مُسلم تحضره صَلَاة مَكْتُوبَة فَيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها

الثاني والعشرون من شعب الايمان الزكاة

الا كَانَت كَفَّارَة لما قبلهَا من الذُّنُوب مَا لم يَأْتِ كَبِيرَة وَذَلِكَ الدَّهْر كُله وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ قَالَ وَلَيْسَ فِي الْعِبَادَات بعد الايمان بِاللَّه الرافع للكفر عبَادَة سَمَّاهَا جلّ وَعلا ايمانا وسمى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَركهَا كفرا الا الصَّلَاة الثَّانِي وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الزَّكَاة لقَوْله تَعَالَى وَمَا أمروا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين حنفآء ويقيموا الصَّلَاة ويؤتوا الزَّكَاة وَذَلِكَ دين الْقيمَة الْبَيِّنَة 5 وَقَوله تَعَالَى وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله فبشرهم بِعَذَاب أَلِيم يَوْم يحمى عَلَيْهَا فِي نَار جَهَنَّم فتكوى بهَا جباههم وجنوبهم وظهورهم هَذَا مَا كنزتم لانفسكم فَذُوقُوا مَا كُنْتُم تكنزون التَّوْبَة 34 35

وَقَوله تَعَالَى وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله هُوَ خيرا لَهُم بل هُوَ شَرّ لَهُم سيطوقون مَا بخلوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة آل عمرَان 180 وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما بعث معَاذًا الى الْيمن قَالَ لَهُ انك تَأتي قوما أهل كتاب فادعهم الى شَهَادَة أَن لَا اله الا الله وَأَنِّي رَسُول الله فَإِن هم أجابوك لذَلِك فأعلمهم أَن الله قد افْترض عَلَيْهِم خمس صلوَات فِي كل يَوْم وَلَيْلَة فَإِن هم اجابوك لذَلِك فأعلمهم أَن الله قد افْترض عَلَيْهِم صَدَقَة فِي اموالهم تُؤْخَذ من أغنيائهم وَترد على فقرائهم فَإِن هم اجابوك لذَلِك فإياك وكرائم اموالهم واياك ودعوة الْمَظْلُوم فَإِنَّهُ لَيْسَ بَينهَا وَبَين الله حجاب وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ من آتَاهُ الله مَالا فَلم يؤد زَكَاته مثل لَهُ مَاله يَوْم الْقِيَامَة شجاعا أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ يطوقه ثمَّ

الثالث والعشرون من شعب الايمان الصيام

يَأْخُذ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي شدقيه ثمَّ يَقُول انا مَالك انا كَنْزك ثمَّ تَلا هَذِه الاية وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله هُوَ خيرا لَهُم بل هُوَ شَرّ لَهُم سيطوقون مَا بخلوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة آل عمرَان الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الصّيام لقَوْله تَعَالَى كتب عَلَيْكُم الصّيام كَمَا كتب على الَّذين من قبلكُمْ الْبَقَرَة 183 وَلِحَدِيث عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ بني الاسلام على خمس شَهَادَة أَن لَا اله الا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله واقام الصَّلَاة وايتاء الزَّكَاة وَصَوْم رَمَضَان وَحج الْبَيْت وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فيهمَا كل عمل ابْن آدم يُضَاعف الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا الى سَبْعمِائة ضعف قَالَ الله عز وَجل

الرابع والعشرون من شعب الايمان الاعتكاف

الا الصَّوْم فَإِنَّهُ لي وانا اجزي بِهِ يدع طَعَامه وشهوته من اجلي للصَّائِم فرحتان فرحة عِنْد فطره وفرحة عِنْد لِقَاء ربه ولخلوف فَم الصَّائِم اطيب عِنْد الله من ريح الْمسك الصَّوْم جنَّة الرَّابِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الِاعْتِكَاف لقَوْله تَعَالَى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بَيْتِي للطائفين والعاكفين والركع السُّجُود الْبَقَرَة 125 وَلِحَدِيث عَائِشَة فِي الصَّحِيحَيْنِ ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يعْتَكف الْعشْر الاواخر من رَمَضَان حَتَّى توفاه الله ثمَّ اعْتكف ازواجه من بعده

الخامس والعشرون من شعب الايمان الحج

وَلما روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من اعْتِكَاف فوَاق نَاقَة فَكَأَنَّمَا أعتق نسمَة أَو رَقَبَة الْخَامِس وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْحَج لقَوْله تَعَالَى وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ اليه سَبِيلا آل عمرَان 97 وَقَوله تَعَالَى وَأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ يأتوك رجَالًا وعَلى كل ضامر يَأْتِين من كل فج عميق الْحَج 27 وَقَوله تَعَالَى وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله الْبَقَرَة 196 وَلِحَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ بني الاسلام على خمس شَهَادَة أَن لَا اله الا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده

وَرَسُوله وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَصَوْم رَمَضَان وَحج الْبَيْت وَحَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم قَالَ بَيْنَمَا نَحن جُلُوس عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ جَاءَ رجل فَقَالَ يَا مُحَمَّد مَا الاسلام قَالَ أَن تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَأَن تقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة وتحج الْبَيْت وتعتمر وتغتسل من الْجَنَابَة وتتم الْوضُوء وتصوم رَمَضَان قَالَ فَإِن فعلت فَأَنا مُسلم قَالَ نعم قَالَ صدقت فَذكر الحَدِيث وَرُوِيَ عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِي الله عَنهُ ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من لم يحْبسهُ مرض أَو حَاجَة ظَاهِرَة أَو سُلْطَان جَائِر وَلم يحجّ فليمت إِن شَاءَ يَهُودِيّا وَإِن شَاءَ نَصْرَانِيّا

السادس والعشرون من شعب الايمان الجهاد

السَّادِس وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْجِهَاد لقَوْله تَعَالَى وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده الْحَج 78 وَقَوله تَعَالَى يجاهدون فِي سَبِيل الله وَلَا يخَافُونَ لومة لائم الْمَائِدَة 54 وَقَوله تَعَالَى قَاتلُوا الَّذين يلونكم من الْكفَّار وليجدوا فِيكُم غلظة التَّوْبَة 123 وَقَوله تَعَالَى يَا أَيهَا النَّبِي حرض الْمُؤمنِينَ على الْقِتَال الانفال 65 وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الاعمال أفضل قَالَ الايمان بِاللَّه وَرَسُوله فَقيل ثمَّ مَاذَا قَالَ الْجِهَاد فِي سَبِيل الله قيل ثمَّ مَاذَا قَالَ حج مبرور وَحَدِيث عبد الله بن ابي أوفى رَضِي الله عَنْهُمَا فِي صَحِيح

السابع والعشرون من شعب الايمان المرابط في سبيل الله عز وجل

البُخَارِيّ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو وسلوا الله الْعَافِيَة فَإِذا لقيتموهم فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا ان الْجنَّة تَحت ظلال السيوف السَّابِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان المرابط فِي سَبِيل الله عز وَجل لقَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين امنوا اصْبِرُوا وصابوا وَصَابِرُوا وَاتَّقوا الله ال عمرَان 200 وَلِحَدِيث سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ رِبَاط يَوْم فِي سَبِيل الله عز وَجل خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

الثامن والعشرون من شعب الايمان الثبات للعدو وترك الفرار من الزحف

وَمَوْضِع سَوط أحدكُم من الْجنَّة خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا والمرابطة تنزل من الْجِهَاد والقتال منزلَة الِاعْتِكَاف فِي الْمَسَاجِد من الصَّلَاة لَان المرابط يُقيم فِي وَجه الْعَدو مثل قِيَامه متأهبا مستعدا لَهُ الثَّامِن وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الثَّبَات لِلْعَدو وَترك الْفِرَار من الزَّحْف لقَوْله تَعَالَى إِذا لَقِيتُم فِئَة فاثبتوا الانفال 45 وَقَوله تَعَالَى إِذا لَقِيتُم الَّذين كفرُوا زحفا فَلَا تولوهم الادبار وَمن يولهم يؤمئذ دبره إِلَّا متحرفا لقِتَال اَوْ متحيزا الى فِئَة فقد بَاء بغضب من الله ومأواه جَهَنَّم وَبئسَ الْمصير الانفال 15 16 وَقَوله تَعَالَى يَا أَيهَا النَّبِي حرض الْمُؤمنِينَ على الْقِتَال إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مئتين الايتين الانفال 65 66 وَلِحَدِيث عبد الله بن ابي أوفى رَضِي الله عَنْهُمَا فِي صَحِيح

التاسع والعشرون من شعب الايمان الخمس من المغنم الى الامام وعماله على الغانمين

البُخَارِيّ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو وسلوا الله الْعَافِيَة فَإِذا لقيتموهم فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا ان الْجنَّة تَحت ظلال السيوف التَّاسِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْخمس من الْمغنم الى الامام وعماله على الْغَانِمين لقَوْله تَعَالَى وأعلموا انما غَنِمْتُم من شئ فَأن لله خمسه وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى واليتامى وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيل إِن كُنْتُم آمنتم بِاللَّه وَمَا انزلنا الاية الانفال 41 وَقَوله تَعَالَى وَمَا كَانَ لنَبِيّ ان يغل وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة ال عمرَان 161 وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن وَفد عبد الْقَيْس أَمركُم بِأَرْبَع وأنهاكم عَن ارْبَعْ امركم بالايمان بِاللَّه وَحده أَتَدْرُونَ مَا الايمان بِاللَّه وَحده قَالُوا الله وَرَسُوله اعْلَم قَالَ شَهَادَة ان لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَصِيَام رَمَضَان وَأَن تعطوا من الْمغنم الْخمس وأنهاكم عَن الحنتم

الثلاثون من شعب الايمان العتق بوجه التقرب الى الله عز وجل

والدباء والنقير والمزفت قَالَ احفظوهن واخبروا بِهن من وراءكم الثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الْعتْق بِوَجْه التَّقَرُّب الى الله عز وَجل لقَوْله تَعَالَى فَلَا اقتحم الْعقبَة وَمَا ادراك مَا الْعقبَة فك رَقَبَة الْبَلَد 11 13 وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ من أعتق رَقَبَة أعتق الله بِكُل عُضْو مِنْهَا عضوا من أَعْضَائِهِ من النَّار حَتَّى فرجه بفرجه

الحادي والثلاثون من شعب الايمان الكفارات الواجبات بالجنايات

الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الْكَفَّارَات الْوَاجِبَات بالجنايات وَهِي بِالْكتاب وَالسّنة أَربع كَفَّارَات كَفَّارَة الْقَتْل وَكَفَّارَة الظِّهَار وَكَفَّارَة الْيَمين وَكَفَّارَة الْمَسِيس فِي صَوْم رَمَضَان وَمِمَّا يقرب مِنْهَا مَا يجب باسم الْفِدْيَة لانها إِمَّا عَن ذَنْب سبق أَو يُرَاد بِهِ التَّقَرُّب الى الله تَعَالَى بشئ يَعْنِي إِثْر امْر قد وَقع ذَنبا كَانَ أَو غير ذَنْب الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الايفاء بِالْعُقُودِ لقَوْله تَعَالَى أَو فوا بِالْعُقُودِ الْمَائِدَة 1 وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا يَعْنِي مَا أحل الله وَمَا حرم وَمَا فرض وَمَا حد فِي الْقُرْآن كُله وَقَوله تَعَالَى يُوفونَ بِالنذرِ الانسان 7 وَقَوله تَعَالَى وليرفوا نذورهم الْحَج 29 وَقَوله تَعَالَى وَمِنْهُم من عَاهَدَ الله التَّوْبَة 75 وَقَوله تَعَالَى وأوفوا بِعَهْد الله إِذا عاهدتم وَلَا تنقضوا الايمان بعد توكيدها الاية النَّحْل 91

وَلِحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَلكُل غادر لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة يُقَال هَذِه غدرة فلَان وَحَدِيث عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَربع من كن فِيهِ كَانَ منافقا خَالِصا وَمن كَانَت فِيهِ خصْلَة مِنْهُنَّ كَانَت فِيهِ خصْلَة من النِّفَاق حَتَّى يَدعهَا إِذا حدث كذب وَإِذا عَاهَدَ غدر وَإِذا وعد اخلف وَإِذا خَاصم فجر وَحَدِيث عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ فِي صَحِيح مُسلم إِن أَحَق الشُّرُوط أَن يُوفى بِهِ مَا استحللتم بِهِ الْفروج

الثالث والثلاثون من شعب الايمان تعديد نعم الله عزوجل وما يجب من شكرها

الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تعديد نعم الله عزوجل وَمَا يجب من شكرها لقَوْله تَعَالَى قل الْحَمد لله الاسراء 111 وَقَوله تَعَالَى وَإِن تعدوا نعْمَة الله لَا تحصوها النَّحْل 18 وَقَوله تَعَالَى واما بِنِعْمَة رَبك فَحدث الضُّحَى 11 وَقَوله تَعَالَى فاذكروني أذكركم وأشكروا لي وَلَا تكفرون الْبَقَرَة 152 وَغير ذَلِك مِمَّا من الله تَعَالَى على عباده وَذكرهمْ بهَا فِي كِتَابه وَلِحَدِيث ابي ذَر رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَخذ مضجعه من اللَّيْل قَالَ بِاسْمِك أَمُوت وَأَحْيَا وَإِذا اسْتَيْقَظَ قَالَ الْحَمد الله الَّذِي أحياني بَعْدَمَا اماتني واليه النشور

وَحَدِيث صُهَيْب رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم وعجبا لامر الْمُؤمن إِن امْرَهْ كُله خير وَلَيْسَ ذَاك لَاحَدَّ إِلَّا لِلْمُؤمنِ إِن أَصَابَته سراء شكر فَكَانَ خيرا لَهُ وَإِن اصابته ضراء صَبر فَكَانَ خيرا لَهُ وَبِه قَالَ الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَنا الْحَافِظ ابو عبد الله قَالَ انشدني ابو عبد الله بن ابي ذهل قَالَ انشد ابو الْحسن الْكِنْدِيّ القَاضِي ... إِذا كنت فِي نعْمَة فارعها ... فَإِن الْمعاصِي تزيل النعم ... قَالَ اُخْبُرْنَا ابو عبد الرحمن السّلمِيّ قَالَ سَمِعت الْحُسَيْن بن يُوسُف الْقزْوِينِي قَالَ سَمِعت أَبَا بكر أَحْمد بن اسحاق قَالَ سَمِعت الْجُنَيْد قَالَ سَمِعت السّري يَقُول الشُّكْر نعْمَة وَالشُّكْر على النعم نعْمَة الى ان لَا يتناهى الشُّكْر الى قَرَار وَقد قَالَ الامام الشَّافِعِي رَحمَه الله فِي أول كتاب الرسَالَة

الْحَمد لله الَّذِي لَا يُؤَدِّي شكر نعْمَة من نعمه إِلَّا بِنِعْمَة مِنْهُ توجب على مؤدي ذَلِك الشُّكْر وَبِه أَنا الْبَيْهَقِيّ قَالَ أنبانا ابو الْقَاسِم أنبأ احْمَد بن سلمَان أَنا ابْن ابي الدُّنْيَا إِلَخ قَالَ فأنشدنا مَحْمُود الْوراق ... لَئِن كَانَ شكري نعْمَة الله نعْمَة ... عَليّ لَهُ فِي مثلهَا يجب الشُّكْر فَكيف يَصح الشُّكْر إِلَّا بفضله ... وَإِن طَالَتْ الايام واتصل الْعُمر إِذا مس بالسراء عَم سرورها ... وَإِن مس بالضراء أعقبها الاجر وَمَا مِنْهُمَا إِلَّا لَهُ فِيهِ مِنْهُ ... تضيق بهَا الاوهام وَالْبر وَالْبَحْر ... وَأخْبرنَا من غير رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ جمَاعَة بَيْتَيْنِ فَقَط

الرابع والثلاثون من شعب الايمان حفظ اللسان عما لا يحتاج اليه

.. إِذا كَانَ شكري نعْمَة الله نعْمَة ... عَليّ لَهُ فِي مثلهَا يجب الشُّكْر فَمَا لي عذر أَنِّي مقصر ... وعذري إقراري بِأَن لَيْسَ لي عذر ... الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان حفظ اللِّسَان عَمَّا لَا يحْتَاج اليه وَيدخل فِيهِ الْكَذِب والغيبة والنميمة وَالْفُحْش إِذْ الْقُرْآن وَالسّنة مشحونان بذلك كَقَوْلِه تَعَالَى والصادقين والصادقات الاحزاب 35 وَقَوله تَعَالَى يَا ايها الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقين التَّوْبَة 119 وَقَوله تَعَالَى وَلَا تقف مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم الاسراء 36

وَقَوله تَعَالَى فَمن أظلم مِمَّن كذب على الله وَكذب بِالصّدقِ إِذْ جَاءَهُ الزمر 32 وَقَوله تَعَالَى وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ أُولَئِكَ هم المتقون الزمر 32 وَقَوله تَعَالَى إِن الَّذين يفترون على الله الْكَذِب لَا يفلحون النَّحْل 116 وَلِحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ إِن الصدْق يهدي الى الْبر وَإِن الْبر يهدي الى الْجنَّة وَإِن الرجل ليصدق حَتَّى يكْتب عِنْد الله صديقا وَإِن الْكَذِب يهدي الى الْفُجُور وَإِن الْفُجُور يهدي الى النَّار وَإِن الرجل ليكذب حَتَّى يكْتب عِنْد الله كذابا وَحَدِيث سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم من يضمن

الخامس والثلاثون من شعب الايمان الامانات وما يجب فيها من ادائها الى اهلها

لي مَا بَين لحييْهِ وَمَا بَين فَخذيهِ أضمن لَهُ الْجنَّة وَحَدِيث ابي شُرَيْح الْخُزَاعِيّ فِيهِ ايضا من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر فَلْيقل خيرا اَوْ ليصمت الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الامانات وَمَا يجب فِيهَا من ادائها الى اهلها لقَوْله تَعَالَى إِن الله يَأْمُركُمْ أَن تُؤَدُّوا الامانات الى أَهلهَا النِّسَاء 58 وَقَوله تَعَالَى فليؤد الَّذِي ائْتمن امانتة الْبَقَرَة 283

وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة اد الامانة الى من ائتمنك وَلَا تخن من خانك ولحديثه فِي الصَّحِيحَيْنِ ثَلَاث من كن فِيهِ فَهُوَ مُنَافِق وَإِن صَامَ وَصلى وَزعم انه مُسلم إِذا حدث كذب وَإِذا وعد اخلف وَإِذا ائْتمن خَان

السادس والثلاثون من شعب الايمان تحريم قتل النفوس والجنايات عليها

السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تَحْرِيم قتل النُّفُوس والجنايات عَلَيْهَا لقَوْله تَعَالَى وَمن يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم خَالِدا فِيهَا وَغَضب الله عَلَيْهِ الاية السناء 93 وَلقَوْله تَعَالَى وَلَا تقتلُوا انفسكم الايات النِّسَاء 29 32 وَلِحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ قتال الْمُسلم كفر وسبابه فسوق

وَحَدِيثه فِي صَحِيح البُخَارِيّ اول مَا يقْضى بَين النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي الدِّمَاء وَلِحَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ لَا يزَال الْمُسلم فِي فسحه من دينه مَا لم يصب دَمًا حَرَامًا

السابع والثلاثون من شعب الايمان تحريم الفروج وما يجب فيها من التعفف

السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تَحْرِيم الْفروج وَمَا يجب فِيهَا من التعفف لقَوْله تَعَالَى ويحفظوا فروجهم النُّور 31 وَقَوله تَعَالَى ويحفظن فروجهن النُّور 32 وَقَوله تَعَالَى وَالَّذين هم لفروجهم حافظون الْمُؤْمِنُونَ 5 والمعارج 29 وَقَوله تَعَالَى وَلَا تقربُوا الزِّنَا انه كَانَ فَاحِشَة وساء سَبِيلا وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن وَلَا يسرق السَّارِق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن لَا ينتهب نهبة ذَات شرف يرفع الْمُؤْمِنُونَ اليه فِيهَا ابصارهم حِين ينتهبها وَهُوَ مُؤمن

الثامن والثلاثون من شعب الايمان قبض اليد عن الاموال

الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان قبض الْيَد عَن الاموال وَيدخل فِيهَا تَحْرِيم السّرقَة وَقطع الطَّرِيق واكل الرشا واكل مَالا يسْتَحقّهُ شرعا لقَوْله تَعَالَى وَلَا تَأْكُلُوا اموالكم بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ الْبَقَرَة 188 وَقَوله تَعَالَى فبظلم من الَّذين هادوا حرمنا عَلَيْهِم طَيّبَات احلت لَهُم وبصدهم عَن سَبِيل الله كثيرا واخذهم الرِّبَا وَقد نهوا عَنهُ واكلهم اموال النَّاس بِالْبَاطِلِ النِّسَاء 160 161 وَقَوله تَعَالَى ويل لِلْمُطَفِّفِينَ 1 وَقَوله تَعَالَى واوفوا الْكَيْل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس الْمُسْتَقيم الاسراء 35 وَلِحَدِيث عبد الرَّحْمَن بن ابي بكرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابيه رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمنى فَقَالَ ان دماءكم واموالكم واعراضكم عَلَيْكُم حرَام الحَدِيث

التاسع والثلاثون من شعب الايمان وجوب التورع في المطاعم والمشارب والاجتناب عما لا يحل منها

التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان وجوب التورع فِي المطاعم والمشارب والاجتناب عَمَّا لَا يحل مِنْهَا لقَوْله تَعَالَى حرمت عَلَيْكُم الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير وَمَا اهل لغير الله بِهِ والمنخنقة الْآيَة الْمَائِدَة 3 وَقَوله تَعَالَى قل لَا اجد فِيمَا اوحي الي محرما على طاعم يطعمهُ الا ان يكون ميتَة اَوْ دَمًا مسفوحا اَوْ لحم خِنْزِير فَإِنَّهُ رِجْس اَوْ فسقا اهل لغير الله بِهِ الانعام 145 وَقَوله تَعَالَى انما الْخمر وَالْميسر والانصاب والازلام رِجْس من عمل الشَّيْطَان فَاجْتَنبُوهُ الْآيَات الْمَائِدَة 90 92

وَقَوله تَعَالَى يسئلونك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا اثم كَبِير الْآيَة الْبَقَرَة 219 فَأثْبت فِيهَا الاثم وَقَالَ فِي آيَة اخرى قل انما حرم رَبِّي الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن والاثم والبغيي بِغَيْر الْحق الاعراف 33 فَحرم الاثم نصا وَيُقَال ان الاثم اسْم من أَسمَاء الْخمر وينشده ... شربت الاثم حَتَّى ضل عَقْلِي ... كَذَاك الاثم يذهب بالعقول ... وَلِحَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن البتع فَقَالَ كل شراب أسكر فَهُوَ حرَام وَحَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي صَحِيح مُسلم كل مُسكر خمر وكل خمر حرَام

وَحَدِيثه فِي الصَّحِيحَيْنِ من شرب الْخمر فِي الدُّنْيَا ثمَّ لم يتب مِنْهَا حرمهَا فِي الاخرة وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فيهمَا أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة اسري بِهِ بإيلياء بقدحين من خمر وَلبن فَنظر اليهما ثمَّ اخذ اللَّبن فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام الْحَمد لله الَّذِي هداك للفطرة لَو اخذت الْخمر لغوت امتك ولحديثه فيهمَا وَلَا يشرب الْخمر الشَّارِب حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن الحَدِيث وَبِه انا الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن الْحسن قَالَ جَاءَ رجل بنبيذ الى

احب خلق الله إِلَيْهِ افسده يَعْنِي الْعقل وَقيل لبَعض الْعَرَب لم لَا تشرب النَّبِيذ فَقَالَ وَالله مَا ارضى عَقْلِي صَحِيحا فَكيف أَدخل اليه مَا يُفْسِدهُ وَعَن الحكم بن هِشَام انه قَالَ لِابْنِ لَهُ يَا بني إياك والنبيذ فَإِنَّهُ قيء فِي شدقك وسلح على عقبك وحد فِي ظهرك وَتَكون ضحكة للصبيان وأسيرا للديان وَعَن بعض الْحُكَمَاء أَنه قَالَ لِابْنِهِ يَا بني مَا يَدْعُوك الى النَّبِيذ قَالَ يهضم طَعَامي قَالَ وَالله يَا بني هُوَ لدينك اهضم وَعَن عبد الله بن إِدْرِيس ... كل شراب مُسكر كَثِيره ... من تَمْرَة اَوْ عِنَب عصيره فَإِنَّهُ محرم يسيره ... إِنِّي لكم من شَره نذيره ... وَعَن ابي بكر بن ابي الدُّنْيَا أَنه انشده ابوه ... وَإِذا النَّبِيذ على النَّبِيذ شربته ... أزرى بِدينِك مَعَ ذهَاب الدِّرْهَم ... وأنشدنا الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن

.. أرى كل قوم يحفظون حريمهم ... وَلَيْسَ لاصحاب النَّبِيذ حَرِيم إِذا جئتهم حيوك ألفا ورحبوا ... وَإِن غبت عَنْهُم سَاعَة فذميم أَخَاهُم إِذا مَا دارت الكأس بَينهم ... وَكلهمْ رث الْوِصَال سؤوم فَهَذَا ثنائي لم أقل بِجَهَالَة ... وَلَكِن بِحَال الْفَاسِقين عليم ... وَفِي صَحِيح مُسلم وَغَيره من حَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَيهَا النَّاس إِن الله طيب لَا يقبل إِلَّا طيبا وَإِن الله تَعَالَى امْر الْمُؤمنِينَ بِمَا امْر بِهِ الْمُرْسلين فَقَالَ يَا ايها الرُّسُل كلوا من الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالحا إنى بِمَا تَعْمَلُونَ عليم الْمُؤْمِنُونَ 51 وَقَالَ يَا أَيهَا الَّذين امنوا كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم واشكروا الله إِن كُنْتُم إِيَّاه تَعْبدُونَ الْبَقَرَة 172 ثمَّ ذكر الرجل يُطِيل السّفر أَشْعَث اغبر يمد يَدَيْهِ الى السَّمَاء يَا رب يَا رب ومطعمة حرَام وملبسه حرَام ومشربه حرَام وغذي بالحرام فَأنى يُسْتَجَاب لَهُ

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث النُّعْمَان بن بشير رَضِي الله عَنهُ إِن الْحَلَال بَين وَإِن الْحَرَام بَين وَبَين ذَلِك مُشْتَبهَات لَا يعلمهَا كثير من النَّاس فَمن اتَّقى الشُّبُهَات فقد اسْتَبْرَأَ لعرضه وَدينه وَمن وَقع فِي الشُّبُهَات وَقع فِي الْحَرَام كَالرَّاعِي يرْعَى حول الْحمى يُوشك ان يَقع فِيهِ أَلا وَإِن لكل ملك حمى وَحمى الله فِي الارض مَحَارمه وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابي هُرَيْرَة إِنِّي لانقلب الى أَهلِي فأجد التمرة سَاقِطَة على فِرَاشِي أَو فِي بَيْتِي فأرفعها لاكلها ثمَّ اخشى أَن تكون من الصدفة فألقيها

وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت كَانَ لابي بكر غُلَام يخرج لَهُ الْخراج وَكَانَ ابو بكر يَأْكُل من خراجه فجَاء يَوْمًا بِشَيْء فَأكل مِنْهُ ابو بكر فَقَالَ لَهُ الْغُلَام أَتَدْرِي مَا هَذَا فَقَالَ ابو بكر رَضِي الله عَنهُ وَمَا هُوَ قَالَ كنت تكهنت لإِنْسَان فِي الْجَاهِلِيَّة وَمَا أحسن الكهانة إِلَّا أَنِّي خدعته فلقيني فَأَعْطَانِي بذلك فَهَذَا الَّذِي أكلت مِنْهُ قَالَت فَأدْخل ابو بكر يَده فقاء كل شَيْء فِي بَطْنه وَعَن زيد بن أسلم أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ شرب لَبَنًا فأعجبه فَقَالَ للَّذي سقَاهُ من أَيْن لَك هَذَا اللَّبن فَأخْبرهُ انه ورد على مَاء قد سَمَّاهُ فَإِذا نعم من نعم الصَّدَقَة وهم يسقون فحلبوه لي من أَلْبَانهَا فَجَعَلته فِي سقائي وَهُوَ هَذَا فَأدْخل عمر يَده فاستقاءه وَعَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي طيب مطعمه انه كَانَ يجاء بخبزه فِي جراب من الْمَدِينَة أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن بشر بن الْحَارِث قَالَ قَالَ يُوسُف

ابْن اسباط إِذا تعبد الشَّاب يَقُول إِبْلِيس انْظُرُوا من ايْنَ مطعمه فَإِن كَانَ مطعمه مطعم سوء قَالَ دَعوه لَا تشتغلوا بِهِ دَعوه يجْتَهد وَينصب فقد كفاكم نَفسه وَعَن حُذَيْفَة المرعشي انه نظر الى النَّاس يتبادرون الى الصَّفّ الاول فَقَالَ يَنْبَغِي ان يتبادروا الى أكل خبز الْحَلَال وَعَن الفضيل بن عِيَاض قَالَ سُئِلَ سُفْيَان الثَّوْريّ عَن فضل الصَّفّ الاول فَقَالَ انْظُر كسرتك الَّتِي تاكل من ايْنَ تأكلها وصل فِي الصَّفّ الاخير وَعنهُ أَيْضا انْظُر درهمك من أَيْن هُوَ وصل فِي الصَّفّ الاخير وَعَن سري السَّقطِي انه كَانَ لَا يَأْكُل من بقل السوَاد وَلَا من ثمره وَلَا من شَيْء يعلم انه مِنْهُ ويشدد فِي ذَلِك وَكَانَ غَايَة فِي الْوَرع

وَمَعَ ذَلِك قَالَ كنت بطرسوس وَكَانَ معي فِي الدَّار فتيَان يتعبدون وَكَانَ فِي الدَّار تنور يخبزون فِيهِ فانكسر التَّنور مضملت بدله من مَالِي فتورعوا أَن يخبزوا فِيهِ وَعنهُ قَالَ كَانَ أَبُو يُوسُف الغسولي يلْزم الثغر ويغزو فَكَانَ إِذا غزا مَعَ النَّاس ودخلوا بِلَاد الرّوم أكل اصحابه من ذَبَائِحهم وفواكههم وَهُوَ لَا يَأْكُل فَيُقَال لَهُ يَا أَبَا يُوسُف أتشك انه حَلَال فَيَقُول لَا فَيُقَال لَهُ فَكل من الْحَلَال فَيَقُول إِنَّمَا الزّهْد فِي الْحَلَال وَعَن السّري قَالَ رجعت من بعض الْمَغَازِي فَرَأَيْت فِي طريقي مَاء صافيا وَحَوله عشب من حشيش قد نبت فَقلت فِي نَفسِي يَا سري إِن كنت يَوْمًا أكلت أكله حَلَال وشربت شربة حَلَال فاليوم فَنزلت عَن دَابَّتي فَأكلت من ذَلِك الْحَشِيش وشربت من ذَلِك المَاء فَهَتَفَ بِي هَاتِف سَمِعت الصَّوْت وَلم أر الشَّخْص يَا سري بن الْمُغلس فالنفقة الَّتِي بلغتك الى هَا هُنَا من أَيْن هِيَ فقصر إِلَيّ نَفسِي وَرُوِيَ عَن بَعضهم أَنه كَانَ يطْلب الْحَلَال فاستدل عَلَيْهِ فَدلَّ على الْحسن الْبَصْرِيّ بِالْبَصْرَةِ فسافر اليه من بِلَاده الْبَعِيدَة فَقَالَ لَهُ

الْحسن إِنَّنِي رجل واعظ أكل من هَدَايَا النَّاس وضيافاتهم لكنني أدلك على رجل بِبِلَاد سجستان ترَاهُ فِي مزرعته لَهُ بقرة قد جعل لَهَا فِي اُحْدُ طريقيها تبنا وشعيرا وَفِي الاخر مَاء فَإِذا وصلت الى التِّبْن وَالشعِير عرضهما عَلَيْهَا وَإِذا وصلت الى المَاء عرضه عَلَيْهَا فَقَالَ فَتوجه الرجل اليه فَوَجَدَهُ كَذَلِك فَسلم عَلَيْهِ وقص عَلَيْهِ حَاله فَبكى الرجل وَقَالَ قد صدقك الامام ابو سعيد لَكِن زَالَ ذَلِك عني بِسَبَب ان الْبَقَرَة عبرت ذَات يَوْم أَرض جاري وَقد اشتفلت عَنْهَا بعلاتي فَعَادَت الى أرضي وقوائمها ملطخة بطينها وَاخْتَلَطَ ذَلِك بطين أرضي فَصَارَت شُبْهَة عد اليه ليدلك على غَيْرِي وَبكى وَعَن ابي عبد الله بن الْجلاء قَالَ اعرف من اقام بِمَكَّة ثَلَاثِينَ سنة لم يشرب من مَاء زَمْزَم غلا مَا استقاه بركوته ورشائه وَلم يتَنَاوَل من طَعَام جلب من مصر شَيْئا وَعَن بشر بن الْحَارِث الحافي بن عبد الرَّحْمَن قَالَ سَمِعت الْمعَافى عمرَان يَقُول كَانَ عشرَة فِيمَن مضى من أهل الْعلم ينظرُونَ الْحَلَال الشَّديد لَا يدْخلُونَ بطونهم إِلَّا مَا يعْرفُونَ أَنه من الْحَلَال وَإِلَّا استفوا التُّرَاب ثمَّ عد بشر إِبْرَاهِيم بن أدهم وَسليمَان الْخَواص وَعلي بن فُضَيْل بن عِيَاض وَأَبا مُعَاوِيَة الاسود ويوسف بن أَسْبَاط

ووهيب بن الْورْد وَحُذَيْفَة شَيخا من أهل حران وَدَاوُد الطَّائِي وعد بشر عشرَة وَعَن يحيى بن معِين الْمُحدث ... المَال يذهب حلَّة وحرامة ... يَوْمًا وَتبقى فِي غَد آثامه لَيْسَ التقي بمتق لإلهه ... حَتَّى يطيب شرابه وَطَعَامه ويطيب مَا تحوي وتكسب كَفه ... وَيكون فِي حسن الحَدِيث كَلَامه نطق النَّبِي لنا بِهِ عَن ربه ... فعلى النَّبِي صلَاته وَسَلَامه ... وَسُئِلَ سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْوَرع فَأَنْشد ... إِنِّي وجدت فَلَا تظنوا غَيره ... هَذَا التورع عِنْد هَذَا الدِّرْهَم ...

الاربعون من شعب الايمان تحريم الملابس والزي والاواني وما يكره منها

.. فَإِذا قدرت عَلَيْهِ ثمَّ تركته ... فَاعْلَم بِأَن هُنَاكَ تقوى الْمُسلم ... وَعَن مُحَمَّد بن عبد الكريم الْمروزِي لما ولي يحيى بن اكثم الْقَضَاء كتب اليه اخوه عبد الله بن اكثم من مرو وَكَانَ من الزهاد ... ولقمة بجريش الْملح تأكلها ... الذ من تَمْرَة تحشى بزنبور وَأكله قربت للهلك صَاحبهَا ... كحبة الفخ دقَّتْ عنق عُصْفُور ... وَعَن ابراهيم بن هشيم انه استوصاه صَاحب لَهُ عِنْد وداعه فَقَالَ اوصيك ان يكون عَمَلك صَالحا وتأكل طيبا الاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم الملابس والزي والاواني وَمَا يكره مِنْهَا لحَدِيث اسن بن مَالك فِي الصَّحِيحَيْنِ من لبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا فَلَنْ يلْبسهُ فِي الاخرة

وَحَدِيث حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ لَا تلبسوا الْحَرِير وَلَا الديباج وَلَا تشْربُوا فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا تَأْكُلُوا فِي صحافها فَإِنَّهَا لَهُم فِي الدُّنْيَا وَهِي لكم فِي الاخرة وَحَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم إِن الله جميل يحب الْجمال الْكبر بطر الْحق وغمط النَّاس وَحَدِيث ابي بردة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ أخرجت الينا عَائِشَة كسَاء ملبدا وإزارا غليظا فَقَالَت قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هذَيْن

الحادي والاربعون من شعب الايمان تحريم الملاعب والملاهي المخالفة للشريعة

وَحَدِيث عبد الله بن عمر فيهمَا لَا ينظر الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَى من جر ثَوْبه خُيَلَاء الْحَادِي والاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم الملاعب والملاهي الْمُخَالفَة للشريعة لقَوْله تَعَالَى قل مَا عِنْد الله خير من اللَّهْو وَمن التِّجَارَة الْجُمُعَة 11 وَلِحَدِيث سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة فِي صَحِيح مُسلم عَن ابيه بُرَيْدَة بن الْحصيب رَضِي الله عَنهُ من لعب بالنردشير فَكَأَنَّمَا صبغ يَده فِي لحم خِنْزِير وَدَمه

الثاني والاربعون من شعب الايمان الاقتصاد في النفقة وتحريم أكل المال بالباطل

الثَّانِي والاربعون من شعب الايمان الاقتصاد فِي النَّفَقَة وَتَحْرِيم أكل المَال بِالْبَاطِلِ لقَوْله تَعَالَى وَلَا تجْعَل يدك مغلولة الى عُنُقك وَلَا تبسطها كل الْبسط فتقعد ملوما محسورا الاسراء 29 وَلقَوْله تَعَالَى وَالَّذين إِذا انفقوا لم يُسْرِفُوا وَلم يقترُوا وَكَانَ بَين ذَلِك قواما الْفرْقَان 67 وَلِحَدِيث الْمُغيرَة بن شُعْبَة رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم وَنهى عَن ثَلَاث قيل وَقَالَ وإضاعة المَال وَكَثْرَة السُّؤَال

الثالث والاربعون من شعب الايمان ترك الغل والحسد ونحوهما

الثَّالِث والاربعون من شعب الايمان ترك الغل والحسد وَنَحْوهمَا لقَوْله تَعَالَى من شَرّ حَاسِد إِذا حسد الفلق 5 وَلقَوْله تَعَالَى أم يحسدون النَّاس على مَا آتَاهُم الله من فَضله النِّسَاء 54 وَلِحَدِيث انس رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تباغضوا وَلَا تقاطعوا وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا وَحَدِيث انس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ لَا تباغضوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تدابروا وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا وَلَا يحل لمُسلم ان يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاث لَيَال يَلْتَقِيَانِ يصد هَذَا ويصد هَذَا وخيرهما الَّذِي يبْدَأ بِالسَّلَامِ

وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى وَمن شَرّ حَاسِد إِذا حسد الفلق 5 قَالَ هُوَ اول ذَنْب كَانَ فِي السَّمَاء وَعَن الاحنف بن قيس خمس هن كَمَا اقول لَا رَاحَة لحسود وَلَا مُرُوءَة لكذوب وَلَا وَفَاء لملوك وَلَا حِيلَة لبخيل وَلَا سؤدد لسيء الْخلق وَعَن الْخَلِيل بن احْمَد مَا رَأَيْت ظَالِما أشبه بمظلوم من حَاسِد لَهُ نفس دَائِم وعقل هائم وحزن لَازم وَعَن بشر بن الْحَارِث الحافي الْعَدَاوَة فِي الْقَرَابَة والحسد فِي

الرابع والاربعون من شعب الايمان تحريم اعراض الناس وما يجب من ترك الوقيعة فيها

الْجِيرَان وَالْمَنْفَعَة فِي الاخوان وَعَن الْمبرد انه انشد ... عين الحسود عَلَيْك الدَّهْر حارسة ... تبدي المساوئ والاحسان تخفيه يلقاك بالبشر يبديه مكاشرة ... وَالْقلب منكتم فِيهِ الَّذِي فِيهِ إِن الحسود بِلَا جرم عداوته ... وَلَيْسَ يقبل عذرا فِي تجنيه ... الرَّابِع والاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم اعراض النَّاس وَمَا يجب من ترك الوقيعة فِيهَا لقَوْله تَعَالَى إِن الَّذين يحبونَ أَن تشيع الْفَاحِشَة فِي الَّذين امنوا لَهُم عَذَاب اليم فِي الدُّنْيَا والاخرة النُّور 19 وَقَوله تَعَالَى إِن الَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات الْغَافِلَات الْمُؤْمِنَات لعنُوا فِي الدُّنْيَا والاخرة النُّور 23 وَغير ذَلِك من الايات والاخبار الْكَثِيرَة وكحديث أبي هُرَيْرَة فِي صَحِيح مُسلم الْمُسلم اخو الْمُسلم لَا يُسلمهُ وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يحقره التَّقْوَى هَا هُنَا وَيُشِير الى صَدره ثَلَاث

مَرَّات بِحَسب امْرِئ من الشَّرّ ان يحقر اخاه الْمُسلم كل الْمُسلم عى الْمُسلم حرَام دَمه وَمَاله وَعرضه وَحَدِيث ابي ذَر رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيح لَا يَرْمِي رجل رجلا بِالْفِسْقِ وَلَا يرميه بالْكفْر إِلَّا ارْتَدَّت عَلَيْهِ إِن لم يكن صَاحبه كَذَلِك

الخامس والاربعون من شعب الايمان إخلاص العمل لله عزوجل وترك الرياء

الْخَامِس والاربعون من شعب الايمان إخلاص الْعَمَل لله عزوجل وَترك الرِّيَاء وَلقَوْله تَعَالَى وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين حنفَاء الْبَيِّنَة 5 وَقَوله تَعَالَى من كَانَ يُرِيد حرث الاخرة نزد لَهُ فِي حرثه وَمن كَانَ يُرِيد حرث الدُّنْيَا نؤته مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة من نصيب الشورى 20 وَقَوله تَعَالَى من كَانَ يُرِيد الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزينتهَا نوف اليهم اعمالهم فِيهَا وهم فِيهَا لَا يبخسون اولئك الَّذين لَيْسَ لَهُم فِي الْآخِرَة الا النَّار وحبط مَا صَنَعُوا فِيهَا وباطل مَا كَانُوا يعْملُونَ هود 15 16 وَقَوله تَعَالَى فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه احدا الْكَهْف 110 وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة فِي صَحِيح مُسلم قَالَ الله عز وَجل انا اغنى الشُّرَكَاء عَن الشّرك فَمن عمل لي عملا اشرك فِيهِ معي غَيْرِي فَأَنا مِنْهُ بَرِيء وَهُوَ للَّذي اشرك

وَلِحَدِيث جُنْدُب رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ من سمع سمع الله بِهِ وَمن يرائي يرائي الله بِهِ أنبأني الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ ان ابا حَمْزَة سُئِلَ عَن الاخلاص فَقَالَ مَا لَا يحب ان يحمده عَلَيْهِ الا الله عز وَجل وَعَن سهل بن عبد الله لَا يعرف الرِّيَاء الا مخلص وَلَا النِّفَاق الا مُؤمن وَلَا الْجَهْل الا عَالم وَلَا الْمعْصِيَة الا مُطِيع وَعَن الرّبيع بن خثيم كل مَا لَا يَبْتَغِي بِهِ وَجه الله يضمحل

وَعَن الْجُنَيْد لَو ان عبدا اتى بافتقار آدم وزهد عِيسَى وَجهد ايوب وَطَاعَة يحيى واستقامة ادريس وود الْخَلِيل وَخلق الحبيب وَكَانَ فِي قلبه ذرة لغير الله فَلَيْسَ لله فِيهِ حَاجَة وَعَن زبيد بن الْحَارِث اليامي يسرني ان يكون لي فِي كل شَيْء نِيَّة حَتَّى فِي الاكل وَالشرب وَالنَّوْم وَعَن سُفْيَان كل شَيْء هَالك الا وَجهه الْقَصَص 88 قَالَ مَا اريد بِهِ وَجهه وَعَن هِلَال بن يسَاف قَالَ عِيسَى بن مَرْيَم صلوَات الله عَلَيْهِ اذا كَانَ يَوْم صَوْم احدكم فليدهن لحيته وليمسح شَفَتَيْه وَيخرج إِلَى النَّاس حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ بصائم واذا اعطى بِيَمِينِهِ فليخفه عَن شِمَاله واذا صلى احدكم فليسدل ستر بَابه فَإِن الله تَعَالَى يقسم الثَّنَاء كَمَا يقسم الرزق

وَعَن ذِي النُّون الْمصْرِيّ قَالَ بعض الْعلمَاء مَا اخلص العَبْد لله الا احب ان يكون فِي جب لَا يعرف وَعَن بشر بن الْحَارِث عَن الفضيل بن عِيَاض لَان آكل الدُّنْيَا بالطبل والمزمار احب الي من ان اكلها بدين وَعَن مَالك بن انس قَالَ لي استاذي ربيعَة الرَّأْي يَا مَالك من السفلة قلت من أكل بِدِينِهِ فَقَالَ من سفلَة السفلة قَالَ من أصلح دينا غَيره بِفساد دينه قَالَ فصدقني وَعَن ابْن الاعرابي اخسر الخاسرين من ابدى للنَّاس صَالح اعماله وبارز بالقبيح من هُوَ اقْربْ اليه من حَبل الوريد وَعَن سُفْيَان يَا معشر الْقُرَّاء ارْفَعُوا رؤوسكم لَا تَزِيدُوا الْخُشُوع على مَا فِي الْقلب فقد وضح الطَّرِيق فَاتَّقُوا الله واجملوا فِي الطّلب وَلَا تَكُونُوا عيالا على الْمُسلمين وَعَن بعض الْعلمَاء خوفوا الْمُؤمنِينَ بِاللَّه وَالْمُنَافِقِينَ بالسلطان والمرائين بِالنَّاسِ

السادس والاربعون من شعب الايمان السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة

السَّادِس والاربعون من شعب الايمان السرُور بِالْحَسَنَة والاغتمام بِالسَّيِّئَةِ لحَدِيث جَابر بن سَمُرَة عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي سنَن أبي دَاوُد وَمن سرته حسنته وساءته سيئته فَهُوَ مُؤمن

السابع والاربعون من شعب الايمان معالجة كل ذنب بالتوبة

السَّابِع والاربعون من شعب الايمان معالجة كل ذَنْب بِالتَّوْبَةِ لقَوْله تَعَالَى وتوبوا الى الله جَمِيعًا أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تفلحون النُّور 31 وَقَوله تَعَالَى تُوبُوا الى الله تَوْبَة نصُوحًا التَّحْرِيم 8 وَقَوله تَعَالَى وانيبوا الى ربكُم واسلموا لَهُ الْآيَات الزمر 54 الى 58 وَلِحَدِيث ابي بردة بن أبي مُوسَى الاشعري عَن الاغر الْمُزنِيّ فِي صَحِيح مُسلم وَسنَن أبي دَاوُد وَغَيرهمَا انه ليغان على قلبِي

الثامن والاربعون من شعب الايمان القرابين

واني لاستغفر الله فِي الْيَوْم مئة مرّة الثَّامِن والاربعون من شعب الايمان القرابين وجملتها الْهَدْي والاضحية والعقيقة لقَوْله تَعَالَى فصل لِرَبِّك وانحر الْكَوْثَر 2 وَقَوله تَعَالَى وَالْبدن جعلناها لكم من شَعَائِر الله لكم فِيهَا خير الْحَج 36 وَقَوله تَعَالَى وَمن يعظم شَعَائِر الله فَإِنَّهَا من تقوى الْقُلُوب الْحَج 32 الى 37 الْآيَات وَلِحَدِيث انس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُضحي بكبشين اقرنين املحين وَلَقَد رَأَيْته يضع رجله فِي صفاحهما ويسمي وَيكبر وَفِي رِوَايَة وَلَقَد رَأَيْته يذبحهما بِيَدِهِ

التاسع والأربعون من شعب الإيمان طاعة الأمر

التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ من شعب الْإِيمَان طَاعَة الْأَمر لقَوْله تَعَالَى أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول واولي الامر مِنْكُم النِّسَاء 59 قيل هم امراء السَّرَايَا وَقيل هم الْعلمَاء وَيحْتَمل ان يكون عَاما لَهما فَإِن كَانَ خَاصّا فبأمر السَّرَايَا اشبه وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ من اطاعني فقد اطاع الله وَمن عَصَانِي فقد عصى الله وَمن يطع الامير فقد اطاعني وَمن يعْص الامير فقد عَصَانِي وَلِحَدِيث ابي ذَر فيهمَا يَا ابا ذَر اسْمَع واطع وَلَو عبدا حَبَشِيًّا مجدع الاطراف

الخمسون من شعب الايمان التمسك بما عليه الجماعة

الْخَمْسُونَ من شعب الايمان التَّمَسُّك بِمَا عَلَيْهِ الْجَمَاعَة لقَوْله تَعَالَى واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا آل عمرَان 103 وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة فِي صَحِيح مُسلم من خرج من الطَّاعَة وَفَارق الْجَمَاعَة ثمَّ مَاتَ مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة وَحَدِيث عرْفجَة بن شُرَيْح الاشجعي رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم ايضا سَتَكُون بعدِي هَنَات وهنات فَمن رَأَيْتُمُوهُ يفرق أَمر

الحادي والخمسون من شعب الايمان الحكم بين الناس بالعدل

أمة مُحَمَّد وَهِي جَمِيع فَاقْتُلُوهُ كَائِنا من كَانَ من النَّاس الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الحكم بَين النَّاس بِالْعَدْلِ لقَوْله تَعَالَى واذا حكمتم بَين النَّاس أَن تحكموا بِالْعَدْلِ النِّسَاء 58 وَقَوله تَعَالَى: وَلَا تكن للخائنين خصيما النِّسَاء 105 وَقَوله تَعَالَى وأقسطوا ان الله يحب المقسطين الْآيَات الحجرات 9 الى 13 وَلِحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ لَا حسد الا فِي اثْنَتَيْنِ رجل آتَاهُ الله مَالا فَسَلَّطَهُ على هَلَكته فِي الْحق وَآخر آتَاهُ الله حِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا

الثاني والخمسون من شعب الايمان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر لقَوْله تَعَالَى ولتكن مِنْكُم أمة يدعونَ الى الْخَيْر ويأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن الْمُنكر وَأُولَئِكَ هم المفلحون آل عمرَان 104 وَقَوله تَعَالَى كُنْتُم خير أمة اخرجت للنَّاس تأمرون بِالْمَعْرُوفِ وتنهون عَن الْمُنكر وتؤمنون بِاللَّه آل عمرَان 110 وَقَوله تَعَالَى ان الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ انفسهم واموالهم بِأَن لَهُم الْجنَّة الى قَوْله الآمرون بِالْمَعْرُوفِ والناهون عَن الْمُنكر الْآيَات التَّوْبَة 111 الى 113 وَقَوله تَعَالَى لعن الَّذين كفرُوا من بني اسرائيل على لِسَان دَاوُد

وَعِيسَى بن مَرْيَم ذَلِك بِمَا عصوا وَكَانُوا يعتدون كَانُوا لَا يتناهون عَن مُنكر فَعَلُوهُ لبئس مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ الْمَائِدَة 78 الى 79 وَالْقرَان مشحون بهما وَلِحَدِيث ابي سعيد رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم من راى مِنْكُم مُنْكرا فليغيره بِيَدِهِ فَإِن لم يسْتَطع فبلسانه فَإِن لم يسْتَطع فبقلبه وَذَلِكَ اضعف الايمان وَحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِيهِ ايضا مَا من نَبِي

بَعثه الله فِي أمته قبلى الا كَانَ لَهُ فِي امته حواريون واصحاب يَأْخُذُونَ بسنته ويقتدون بأَمْره ثمَّ انها تخلف من بعدهمْ خلوف يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ويفعلون مَا لَا يؤمرون فَمن جاهدهم بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤمن وَمن جاهدهم بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤمن وَمن جاهدهم بِقَلْبِه فَهُوَ مُؤمن وَلَيْسَ وَرَاء ذَلِك من الايمان حَبَّة خَرْدَل وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن زَيْنَب بنت ابي سَلمَة عَن حَبِيبَة عَن امها ام حَبِيبَة عَن زَيْنَب زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت اسْتَيْقَظَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من نوم محمرا وَجهه وَهُوَ يَقُول لَا اله الا الله ثَلَاث مَرَّات ويل

للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه وَحلق حلقه بِأُصْبُعَيْهِ الابهام وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَت زَيْنَب فَقلت يَا رَسُول الله انهلك وَفينَا الصالحون قَالَ نعم اذا كثر الْخبث وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن مَالك بن دِينَار انه قرا هَذِه الْآيَة وَكَانَ فِي الْمَدِينَة تِسْعَة رَهْط يفسدون فِي الارض وَلَا يصلحون النَّمْل 48 فَأَما الْيَوْم فَفِي كل قَبيلَة وَحي من الَّذين يفسدون فِي الارض وَلَا يصلحون وَعنهُ ايضا ان الله عز وَجل امْر بقرية ان تعذب فضجت الْمَلَائِكَة وَقَالَت ان فيهم عَبدك فلَانا قَالَ اسمعوني مِنْهُ صَيْحَة فَإِن وَجهه لم يتمعر غَضبا لمحارمي وَرُوِيَ ذَلِك مَرْفُوعا الى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْنَاد ضَعِيف

الثالث والخمسون من شعب الايمان التعاون على البر والتقوى

وَعنهُ ايضا اصطلحنا على حب الدُّنْيَا فَلَا يَأْمر بَعْضنَا بَعْضًا وَلَا يُنْهِي بَعْضنَا بَعْضًا وَلَا يذرنا الله تَعَالَى على هَذَا فليت شعري أَي عَذَاب ينزل وَعَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ كَانَ يُقَال ان الله عز وَجل لَا يعذب الْعَامَّة بذنب الْخَاصَّة وَلَكِن اذا عمل الْمُنكر جهارا فَلم ينكروه استحقوا الْعقُوبَة كلهم الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان التعاون على الْبر وَالتَّقوى لقَوْله تَعَالَى وتعاونوا على الْبر وَالتَّقوى وَلَا تعاونوا على الاثم والعدوان الْمَائِدَة 2 وَلِحَدِيث انس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ انصر اخاك ظَالِما اَوْ مَظْلُوما فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله انصره مَظْلُوما فَكيف

الرابع والخمسون من شعب الايمان الحياء

أنصره ظَالِما فَقَالَ تَمنعهُ من الظُّلم فَذَلِك نصرك اياه الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الْحيَاء لحَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انه سمع رجلا يعظ اخاه فِي الْحيَاء فَقَالَ دَعه فَإِن الْحيَاء من الايمان

وَلِحَدِيث عمرَان بن حُصَيْن رَضِي الله عَنهُ فيهمَا ان الْحيَاء لَا يَأْتِي الا بِخَير وَلِحَدِيث ابي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ فيهمَا ايضا قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشد حَيَاء من الْعَذْرَاء فِي خدرها وَكَانَ اذا كره شَيْئا عَرفْنَاهُ فِي وَجهه وَحَدِيث ابي مَسْعُود الانصاري رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح

الخامس والخمسون من شعب الايمان بر الوالدين

البُخَارِيّ ان مِمَّا اِدَّرَكَ النَّاس من كَلَام النُّبُوَّة الاولى اذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْت الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان بر الْوَالِدين لقَوْله تَعَالَى وَوَصينَا الانسان بِوَالِديهِ احسانا الاحقاف 15 وَقَوله تَعَالَى وَقضى رَبك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عنْدك الْكبر احدهما اَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تقل لَهما اف وَلَا تنهرهما وَقل لَهما قولا كَرِيمًا واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة وَقل رب ارحمهما كَمَا ربياني صَغِيرا الْآيَات الاسراء 23 الى 25 وَلِحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ

السادس والخمسون من شعب الايمان صلة الارحام

سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الْعَمَل احب الى الله عز وَجل قَالَ الصَّلَاة لوَقْتهَا قلت ثمَّ أَي قَالَ بر الْوَالِدين قلت ثمَّ أَي قَالَ الْجِهَاد فِي سَبِيل الله قَالَ حَدثنِي بِهن وَلَو استزدته لزادني السَّادِس وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان صلَة الارحام لقَوْله تَعَالَى فَهَل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا فِي الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الَّذين لعنهم الله فأصمهم واعمى ابصارهم مُحَمَّد 22 الى 23 وَقَوله تَعَالَى وَالَّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون مَا امْر الله بِهِ ان يُوصل ويفسدون فِي الارض اولئك لَهُم اللَّعْنَة وَلَهُم سوء الدَّار الرَّعْد 25 وَلِحَدِيث انس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ من احب ان يبسط لَهُ فِي رزقه وان ينسأ لَهُ فِي اثره

السابع والخمسون من شعب الايمان حسن الخلق

فَليصل رَحمَه وَحَدِيث مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم رَضِي الله عَنهُ فيهمَا ايضا عَن ابيه لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع يَعْنِي قطع رحم قلت وَلَا فرق بَين أَن يكون برا أَو فَاجِرًا السَّابِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان حسن الْخلق وَيدخل فِيهِ كظم الغيظ ولين الْجَانِب والتواضع

لقَوْله تَعَالَى وانك لعلى خلق عَظِيم الْقَلَم 4 وَقَوله تَعَالَى والكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ آل عمرَان 134 وَلِحَدِيث عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن فَاحِشا وَلَا متفحشا وَقَالَ ان من خياركم احسنكم اخلاقا وَفِي رِوَايَة ان من احبكم الي احسنكم اخلاقا وَلِحَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ ايضا انها قَالَت مَا خير رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين امرين الا اخذ ايسرهما مَا لم يكن اثما فَإِن كَانَ اثما كَانَ ابعد النَّاس مِنْهُ وَمَا انتقم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنَفسِهِ الا ان

تنتهك حُرْمَة الله فينتقم لله بهَا وَبِه انبأنا ابو بكر الْبَيْهَقِيّ قَالَ وَمعنى حسن الْخلق سَلامَة النَّفس نَحْو الأرفق الأحمد من الْأَفْعَال وَقد يكون ذَلِك فِي ذَات الله تَعَالَى وَقد يكون فِيمَا بَين النَّاس وَهُوَ فِي ذَات الله عز وَجل ان يكون العَبْد منشرح الصَّدْر بأوامر الله ونواهيه بِفعل بِفعل مَا فرض عَلَيْهِ طيب النَّفس بِهِ سلسا نَحوه وَيَنْتَهِي عَمَّا حرم عَلَيْهِ رَاضِيا بِهِ غير متضجر مِنْهُ ويرغب فِي نوافل الْخَيْر وَيتْرك كثيرا من الْمُبَاح لوجهه تَعَالَى وتقدس اذا راى ان تَركه اقْربْ الى الْعُبُودِيَّة من فعله مُسْتَبْشِرًا لذَلِك غير ضجر مِنْهُ وَلَا متعسر بِهِ وَهُوَ فِي الْمُعَامَلَات بَين النَّاس ان يكون سَمحا لحقوقه لَا يُطَالب غَيره بهَا ويوفي مَا يجب لغيره عَلَيْهِ مِنْهَا فَإِن مرض وَلم يعد اَوْ قدم من سفر فَلم يزر اَوْ سلم فَلم يرد عَلَيْهِ اَوْ ضاف فَلم يكرم اَوْ شفع فَلم يجب اَوْ احسن فَلم يشْكر اَوْ دخل على قوم فَلم يُمكن اَوْ تكلم فَلم ينصت لَهُ اَوْ اسْتَأْذن على صديق فَلم يُؤذن لَهُ اَوْ خطب فَلم يُزَوّج اَوْ استمهل الدّين فَلم يُمْهل اَوْ استنقص مِنْهُ فَلم ينقص وَمَا اشبه ذَلِك وَلم يغْضب وَلم يُعَاقب وَلم يتنكر من حَاله حَال وَلم

يستشعر فِي نَفسه انه قد جفي واوحش وانه لَا يُقَابل كل ذَلِك اذا وجد السَّبِيل اليه بِمثلِهِ بل يضمر انه لَا يعْتد بِشَيْء من ذَلِك ويقابل كلا مِنْهُ بِمَا هُوَ احسن وافضل واقرب الى الْبر وَالتَّقوى واشبه بِمَا يحمد ويرضى ثمَّ يكون فِي ايفاء مَا يكون عَلَيْهِ كَهُوَ فِي حفظ مَا يكون لَهُ فَإِذا مرض اخوه الْمُسلم عَاده وان جَاءَ فِي شَفَاعَة شفعه وان استمهله فِي قَضَاء دين امهله وان احْتَاجَ مِنْهُ الى معونته اعانه وان استسمحه فِي بيع سمح لَهُ وَلَا ينظر الى ان الَّذِي يعامله كَيفَ كَانَت مُعَامَلَته اياه فِيمَا خلا وَكَيف يُعَامل النَّاس انما يتَّخذ الاحسن اماما لنَفسِهِ فينحو نَحوه وَلَا يُخَالِفهُ والخلق الْحسن قد يكون غريزة وَقد يكون مكتسبا وانما يَصح اكتسابه مِمَّن كَانَ فِي غريزته امثل مِنْهُ فَهُوَ يضم باكتسابه اليه مَا يتممه وَمَعْلُوم فِي الْعَادَات ان ذَا الراي يزْدَاد بمجالسة أولى الاحلام

الثامن والخمسون من شعب الايمان الاحسان الى المماليك

وَالنَّهْي رايا وان الْعَالم يزْدَاد بمخالطة الْعلمَاء علما وَكَذَلِكَ الصَّالح والعاقل بمجالسة الصلحاء والعقلاء فَلَا يُنكر ان يكون ذُو الْخلق الْجَمِيل يزْدَاد حسن الْخلق بمجالسة اولي الاخلاق الْحَسَنَة وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الاحسان الى المماليك لقَوْله تَعَالَى واعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وبالوالدين احسانا وبذي القربي واليتامى وَالْمَسَاكِين وَالْجَار ذِي القربي وَالْجَار الْجنب والصاحب بالجنب وَابْن السَّبِيل وَمَا ملكت ايمانكم النِّسَاء 36 وَلِحَدِيث الْمَعْرُور بن سُوَيْد رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ رايت ابا ذَر الْغِفَارِيّ رَضِي الله عَنهُ وَعَلِيهِ حلَّة وعَلى غُلَامه حلَّة مثلهَا فَسَأَلْنَاهُ عَن ذَلِك فَقَالَ اني ساببت رجلا فَشَكَانِي الى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اعيرته بِأُمِّهِ انك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة ثمَّ قَالَ ان اخوانكم خولكم جعلهم الله تَحت ايديكم فَمن كَانَ اخوه تَحت يَدَيْهِ فليطعمه مِمَّا يَأْكُل وليلبسه مِمَّا يلبس وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ من الْعَمَل مَا يَغْلِبهُمْ فَإِن كلفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبهُمْ فَأَعِينُوهُمْ عَلَيْهِ

التاسع والخمسون من شعب الايمان حق السادة على المماليك

التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان حق السَّادة على المماليك وَهُوَ لُزُوم العَبْد سَيّده واقامته حَيْثُ يرَاهُ لَهُ ويأمره بِهِ وطاعته لَهُ فِيمَا يطيقه وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَن العَبْد اذا نصح لسَيِّده واحسن عبَادَة ربه فَلهُ اجره مرَّتَيْنِ وَفِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث جرير بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ ايما عبد ابق فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة

الستون من شعب الايمان حقوق الاولاد والاهلين

وَفِي سنَن ابي دَاوُد من حَدِيثه ايضا العَبْد الابق لَا يقبل الله مِنْهُ صلَاته حَتَّى يرجع الى موَالِيه السِّتُّونَ من شعب الايمان حُقُوق الاولاد والاهلين وَهِي قيام الرجل على وَلَده واهله وتعليمه اياهم من امور دينهم مَا يَحْتَاجُونَ اليه لقَوْله تَعَالَى قوا انفسكم واهليكم نَارا وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة التَّحْرِيم 6 قَالَ الْحسن أَي مُرُوهُمْ بِطَاعَة الله وعلموهم الْخَيْر وَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ علموهم ادبوهم وَلِحَدِيث انس فِي صَحِيح مُسلم من عَال جاريتين حَتَّى تبلغا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة انا وَهُوَ هَكَذَا وَضم اصبعيه الْحَادِي وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان مقاربة اهل الدّين ومودتهم وافشاء السَّلَام بَينهم والمصافحة لَهُم وَنَحْو ذَلِك من اسباب تَأْكِيد الْمَوَدَّة

لقَوْله تَعَالَى لَا تدْخلُوا بُيُوتًا غير بُيُوتكُمْ حَتَّى تستأنسوا وتسلموا على اهلها النُّور 27 وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا تدخلون الْجنَّة حَتَّى تؤمنوا وَلَا تؤمنوا حَتَّى تحَابوا اولا ادلكم على شَيْء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السَّلَام بَيْنكُم وَحَدِيث قَتَادَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ قَالَ قلت لانس رَضِي الله عَنهُ اكانت المصافحة فِي اصحاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ نعم وَحَدِيث ابي هُرَيْرَة فِي صَحِيح مُسلم ان الله عز وَجل يَقُول يَوْم الْقِيَامَة ايْنَ المتحابون بجلالي الْيَوْم اظلهم فِي ظِلِّي يَوْم لَا ظلّ الا ظِلِّي

الثاني والستون من شعب الايمان رد السلام

الثَّانِي وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان رد السَّلَام لقَوْله تَعَالَى واذا حييتُمْ بِتَحِيَّة فَحَيوا بِأَحْسَن مِنْهَا اَوْ ردوهَا النِّسَاء 86 وَلِحَدِيث ابي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ اياكم وَالْجُلُوس فِي الطرقات قَالُوا يَا رَسُول الله مَا لنا من مجالسنا بُد نتحدث فِيهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اذا ابيتم الا الْمجْلس فأعطوا الطَّرِيق حَقه قَالُوا وَمَا حق الطَّرِيق قَالَ غض الْبَصَر وكف الاذى ورد السَّلَام والامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر الثَّالِث وَالسِّتُّونَ من شعب الْإِيمَان عِيَادَة الْمَرِيض لحَدِيث ابْن عَازِب رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَسنَن

أبي دَاوُد وَغَيرهَا امرنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسبع ونهانا عَن سبع امرنا بعيادة المرضى وَاتِّبَاع الْجَنَائِز ورد السَّلَام وتشميت الْعَاطِس وابرار الْقسم وَنصر الْمَظْلُوم واجابة الدَّاعِي ونهانا عَن حَلقَة الذَّهَب اَوْ قَالَ خَاتم الذَّهَب وآنية الذَّهَب وَالْفِضَّة والميثرة والقسي والاستبراق وَالْحَرِير والديباج

الرابع والستون من شعب الايمان الصلاة على من مات من اهل القبلة

وَحَدِيث ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم عَائِد الْمَرِيض فِي خرفة الْجنَّة حَتَّى يرجع قلت وَلَا فرق بَين ان يكون برا اَوْ فَاجِرًا لَكِن ينبسط الى الْبر وينقبض عَن الْفَاجِر الرَّابِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان الصَّلَاة على من مَاتَ من اهل الْقبْلَة لحَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ حق

الخامس والستون من شعب الايمان تشميت العاطس

الْمُسلم على الْمُسلم خمس رد السَّلَام وعيادة المرضى وتشميت الْعَاطِس وَاتِّبَاع الْجَنَائِز واجابة الدعْوَة وَحَدِيث ثَوْبَان فِي صَحِيح مُسلم من صلى على جَنَازَة فَلهُ قِيرَاط وَمن شهد دَفنهَا فَلهُ قيراطان القيراط مثل اُحْدُ الْخَامِس وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان تشميت الْعَاطِس لحَدِيث ابي بردة فِي صَحِيح مُسلم عَن ابي مُوسَى الاشعري رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول اذا عطس احدكم فحمده الله فشمتوه واذا لم يحمد الله فَلَا تشمتوه

السادس والستون من شعب الايمان في مباعدة الكفار والمفسدين والغلظة عليهم

السَّادِس وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان فِي مباعدة الْكفَّار والمفسدين والغلظة عَلَيْهِم لقَوْله تَعَالَى لَا يتَّخذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافرين اولياء من دون الْمُؤمنِينَ وَمن يفعل ذَلِك فَلَيْسَ من الله فِي شَيْء الا ان تتقوا مِنْهُم تقاة آل عمرَان 28 وَقَوله تَعَالَى يَا ايها النَّبِي جَاهد الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم التَّوْبَة 73 وَقَوله تَعَالَى قَاتلُوا الَّذين يلونكم من الْكفَّار وليجدوا فِيكُم غلظة التَّوْبَة 123 وَقَوله تَعَالَى يَا ايها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ اولياء تلقونَ اليهم بالمودة وَقد كفرُوا بِمَا جَاءَكُم من الْحق يخرجُون الرَّسُول واياكم ان تؤمنوا بِاللَّه ربكُم ان كُنْتُم خَرجْتُمْ جهادا فِي سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون اليهم بالمودة الممتحنة 1 وَقَوله تَعَالَى يَا ايها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُم واخوانكم اولياء ان استحبوا الْكفْر على الايمان وَمن يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُم فَأُولَئِك هم الظَّالِمُونَ التَّوْبَة 23 الى آخر الاية الَّتِي بعْدهَا وَغَيرهَا من الايات وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اذا لَقِيتُم الْمُشْركين فِي الطَّرِيق فَلَا تبدؤهم بِالسَّلَامِ واضطروهم الى اضيقها

السابع والستون من شعب الايمان اكرام الجار

وَحَدِيث ابي سعيد رَضِي الله عَنهُ فِي سنَن ابي دَاوُد لَا تصاحب الا مُؤمنا وَلَا يَأْكُل طَعَامك الا تَقِيّ ولهجرة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الثَّلَاثَة الَّذِي خلفوا خمسين يَوْمًا الى ان تَابَ الله عَلَيْهِم فتابوا وهم كَعْب بن مَالك ومرارة بن الرّبيع وهلال بن امية رَضِي الله عَنْهُم السَّابِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان اكرام الْجَار لقَوْله تَعَالَى وبالوالدين احسانا وبذي الْقُرْبَى واليتامى

وَالْمَسَاكِين وَالْجَار ذِي الْقُرْبَى وَالْجَار الْجنب والصاحب بالجنب النِّسَاء 36 قيل فِي تَفْسِير ذِي الْقُرْبَى الْجَار الملاصق وَالْجَار الْجنب الْبعيد غير الملاصق والصاحب بالجنب الرفيق فِي السّفر وَعَن ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَقَتَادَة والكلبي وَمُقَاتِل بن حَيَّان وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان وَالْجَار ذِي الْقُرْبَى الَّذِي بَيْنك وَبَينه قرَابَة وَالْجَار الْجنب الاجنبي عَنْك والصاحب بالجنب الرفيق فِي السّفر وَزَاد مقَاتل بن سُلَيْمَان فَقَالَ فِي الصاحب بالجنب انه الرفيق فِي السّفر والحضر وَعَن عَليّ وَعبد الله بن مَسْعُود وابراهيم وَغَيرهم رَضِي الله عَنْهُم فِي الصاحب بالجنب انها الْمَرْأَة وَعَن سعيد بن جُبَير فِي رِوَايَة كَذَلِك وَفِي رِوَايَة عَنهُ انه الرفيق الصَّالح وَلِحَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ انها سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول مَا زَالَ جِبْرِيل يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت انه سيورثه

الثامن والستون من شعب الايمان اكرام الضيف

وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ قَالَ اُخْبُرْنَا ابو عبد الله الْحَافِظ فِي مُرَاعَاة حق الرفيق ثَنَا ابو الْعَبَّاس الاصم ثَنَا شُعْبَة عَن عُثْمَان التنوخي ثَنَا مُحَمَّد بن شمال ثَنَا عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ قَالَ قَالَ عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ثَلَاثَة لَا يكافئهم عني الا رب الْعَالمين رجل فسح لَهُ فِي مَجْلِسه وَرجل تخطى الْحلق والمجالس حَتَّى جلس الي وَرجل ذكر فِي اللَّيْل حَاجته فرآني اهلا فَكَذَلِك لَا يُكَافِئهُ عني الا رب الْعَالمين الثَّامِن وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان اكرام الضَّيْف لحَدِيث ابي شُرَيْح الْعَدوي رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ

التاسع والستون من شعب الايمان الستر على اصحاب القروف

قَالَ سَمِعت اذناي وابصرت عَيْنَايَ حِين تكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر فَليُكرم ضَيفه جائزته قَالُوا وَمَا جائزته قَالَ يَوْمه وَلَيْلَته والضيافة ثَلَاثَة ايام فَمَا كَانَ وَرَاء ذَلِك فَهُوَ صَدَقَة عَلَيْهِ وَقَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا اَوْ ليصمت وَزَاد فِي رِوَايَة فِي اوله من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر فَليُكرم جَاره التَّاسِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان السّتْر على اصحاب القروف أَي الذُّنُوب لقَوْله تَعَالَى ان الَّذين يحبونَ ان تشيع الْفَاحِشَة فِي الَّذين آمنُوا لَهُم عَذَاب اليم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة النُّور 19 وَلِحَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابيه الْمُسلم اخو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يُسلمهُ وَمن كَانَ فِي حَاجَة اخيه كَانَ الله فِي حَاجته وَمن فرج عَن مُؤمن كربه

السبعون من شعب الايمان الصبر على المصائب وعما تنزع النفس اليه من لذه وشهوة

فرج الله عَنهُ بهَا كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة وَمن ستر مُسلما ستره الله يَوْم الْقِيَامَة السبعون من شعب الايمان الصَّبْر على المصائب وَعَما تنْزع النَّفس اليه من لذه وشهوة لقَوْله تَعَالَى وَاسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين الْبَقَرَة 45 عَن مُجَاهِد وَغَيره انه اراد بِالصبرِ الصَّوْم وَقَوله تَعَالَى {وَبشر الصابرين الَّذين إِذا أَصَابَتْهُم مُصِيبَة قَالُوا}

{إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون أُولَئِكَ عَلَيْهِم صلوَات من رَبهم وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هم المهتدون} الْبَقَرَة 155 الى 157 وَقَوله تَعَالَى {إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب} الزمر 10 وَغَيرهَا من الْآيَات وَلِحَدِيث ابي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ جَاءَ اناس من الانصار فسألوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْطَاهُمْ قَالَ فَجعل لَا يسْأَله اُحْدُ مِنْهُم الا اعطاه حَتَّى نفد مَا عِنْده ثمَّ قَالَ لَهُم حِين انفق كل شَيْء عِنْده مَا يكون عندنَا من خير فَلَنْ ندخره عَنْكُم فَإِنَّهُ من يستعفف يعفه الله وَمن يسْتَغْن يغنه الله وَمن يتصبر يصبره الله وَلنْ تعطوا عَطاء خيرا واوسع من الصَّبْر وَحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فيهمَا ايضا قَالَ دخلت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يوعك وعكا شَدِيدا فَقلت انك لتوعك وعك الرجلَيْن فَقَالَ اجل اوعك كَمَا يوعك رجلَانِ مِنْكُم قَالَ فَقلت ذَلِك بِأَن لَك أَجْرَيْنِ قَالَ اجل وَمَا

الحادي والسبعون من شعب الايمان الزهد وقصر الامل

من مُسلم يُصِيبهُ اذى من مرض فَمَا سواهُ الا حط الله بِهِ من سيئاته كَمَا تحط الشَّجَرَة وَرقهَا الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الزّهْد وَقصر الامل لقَوْله تَعَالَى {فَهَل ينظرُونَ إِلَّا السَّاعَة أَن تأتيهم بَغْتَة فقد جَاءَ أشراطها} مُحَمَّد 18

وَلِحَدِيث انس بن مَالك وَسَهل بن سعد رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ بعثت انا والساعة كهاتين واشار بِأُصْبُعَيْهِ السبابَة وَالْوُسْطَى وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ نعمتان مغبون فيهمَا كثير من النَّاس الصِّحَّة والفراغ وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ قَالَ انشدني ابو عصمَة مُحَمَّد بن احْمَد السجسْتانِي بِالْبَصْرَةِ لنَفسِهِ فِي هَذَا الْمَعْنى ... أَنبأَنَا خير بني آدم ... وَمَا على احْمَد الا الْبَلَاغ النَّاس مغبونون فِي نعمتي ... صِحَة أبدانهم والفراغ وَحَدِيث ابي سعيد رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح مُسلم ان الدُّنْيَا حلوة خضرَة وان الله مستخلفكم فِيهَا فناظر كَيفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقوا النِّسَاء فَإِن اول فتْنَة اسرائيل كَانَت فِي النِّسَاء

الثاني والسبعون من شعب الايمان الغيرة وترك المذاء

الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الْغيرَة وَترك المذاء لقَوْله تَعَالَى {قوا أَنفسكُم وأهليكم نَارا وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة} التَّحْرِيم 6 وَقَوله تَعَالَى {وَقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} النُّور 31 وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ ان الله عز وَجل يغار وان الْمُؤمن يغار وغيرة الله ان يَأْتِي الْمُؤمن مَا حرم الله عز وَجل عَلَيْهِ وَحَدِيث ام سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ ان

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عِنْدهَا وَفِي الْبَيْت مخنث فَقَالَ لعبد الله بن ابي امية اخي ام سَلمَة يَا عبد الله ان فتح الله لكم الطَّائِف غَدا فَإِنِّي ادلك على ابْنة غيلَان فَإِنَّهَا تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمان فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يدْخل هَؤُلَاءِ عَلَيْكُم وَرُوِيَ عَن ابي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انه قَالَ الْغيرَة من الايمان وان المذاء من النِّفَاق قَالَ الْحَلِيمِيّ هُوَ ان يجمع بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء ثمَّ يخليهم يماذي بَعضهم بَعْضًا واخذ من الْمَذْي وَقيل هُوَ ارسال الرِّجَال مَعَ النِّسَاء من قَوْله مذيت الْفرس اذا ارسلتها ترعى

الثالث والسبعون من شعب الايمان الاعراض عن اللغو

الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الاعراض عَن اللَّغْو لقَوْله تَعَالَى قد افلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون وَالَّذين عَن اللَّغْو معرضون الْمُؤْمِنُونَ االى 3 وَقَوله تَعَالَى {وَالَّذين لَا يشْهدُونَ الزُّور وَإِذا مروا بِاللَّغْوِ مروا كراما} الْفرْقَان 72 وَقَوله تَعَالَى {وَإِذا سمعُوا اللَّغْو أَعرضُوا عَنهُ} الْقَصَص 55 واللغو الْبَاطِل الَّذِي لَا يعنيه وَلَا يتَّصل بِقصد صَحِيح وَلَا يكون لقائله فِيهِ فَائِدَة وَرُبمَا كَانَ وبالا عَلَيْهِ وَفِي حَدِيث ابي سَلمَة عَن ابي هُرَيْرَة وَعلي بن الْحُسَيْن عَن ابيه عَن عَليّ رَضِي الله عَنْهُم ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من حسن اسلام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه

الرابع والسبعون من شعب الايمان الجود والسخاء

وَبِه أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ أَنبأَنَا ابو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن اسحاق قَالَ سَمِعت ابا عُثْمَان الحناط قَالَ سَمِعت ذَا النُّون يَقُول من حب الله عَاشَ وَمن مَال إِلَى غَيره طاش والاحمق يَغْدُو وَيروح فِي لاش والعاقل عَن خواطر نَفسه فتاش الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الْجُود والسخاء لقَوْله تَعَالَى وسارعوا الى مغْفرَة من ربكُم وجنة عرضهَا السَّمَوَات والارض اعدت لِلْمُتقين الَّذين يُنْفقُونَ فِي السرآء

الخامس والسبعون من شعب الايمان رحم الصغير وتوقير الكبير

وَالضَّرَّاء آل عمرَان 133 الى 134 وَغَيرهَا من الايات وَقَوله تَعَالَى فِي عَكسه الَّذين يَبْخلُونَ ويأمرون النَّاس بالبخل ويكتمون مَا آتَاهُم الله من فَضله واعتدنا للْكَافِرِينَ عذَابا مهينا النِّسَاء 37 وَقَوله تَعَالَى وَمن يبخل فَإِنَّمَا يبخل عَن نَفسه مُحَمَّد 38 وَقَوله تَعَالَى وَمن يُوقَ شح نَفسه فَأُولَئِك هم المفلحون الْحَشْر 9 وَغَيرهَا من الايات وَلِحَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مَا من يَوْم يصبح الْعباد فِيهِ الا ملكان ينزلان فَيَقُول احدهما اللَّهُمَّ اعط منفقا خلفا وَيَقُول الآخر اللَّهُمَّ اعط ممسكا تلفا الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان رحم الصَّغِير وتوقير الْكَبِير لحَدِيث جرير بن عبد الله فِي صَحِيح مُسلم من لَا يرحم

النَّاس لَا يرحمه الله تَعَالَى وَحَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ جعل الله الرَّحْمَة مائَة جُزْء فَأمْسك عِنْده تِسْعَة وَتِسْعين جُزْءا وَانْزِلْ فِي الارض جُزْءا وَاحِدًا فَمن ذَلِك الْجُزْء يتراحم الْخَلَائق حَتَّى ترفع الْفرس حافرها عَن وَلَدهَا خشيَة ان تصيبه وَحَدِيث عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا فِي سنَن ابي دَاوُد وَمُسلم من لم يرحم صَغِيرنَا وَلم يعرف حق كَبِيرنَا فَلَيْسَ منا وروينا فِي الصِّحَاح فِي حَدِيث الْقسَامَة كبر الْكبر اَوْ الْكبر الْكبر أَي يتَكَلَّم اكبركم

السادس والسبعون من شعب الايمان اصلاح ذات البين

وَفِي حَدِيث الامامة وليؤمكم اكبركم السَّادِس وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان اصلاح ذَات الْبَين لقَوْله تَعَالَى لَا خير فِي كثير من نَجوَاهُمْ الا من امْر بِصَدقَة اَوْ مَعْرُوف اَوْ اصلاح بَين النَّاس وَمن يفعل ذَلِك ابْتِغَاء مرضات الله فَسَوف نؤتيه اجرا عَظِيما النِّسَاء 114 وَقَوله تَعَالَى انما الْمُؤْمِنُونَ اخوة فأصلحو بَين اخويكم الحجرات 10 أَي بَين كل اثْنَيْنِ مِنْكُم وَلِحَدِيث ام كُلْثُوم بنت عقبَة بن ابي معيط رَضِي الله عَنْهَا فِي

الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ الْكذَّاب الَّذِي يصلح بَين النَّاس فَيَقُول خيرا وينمي خيرا قَالَت وَلم اسْمَعْهُ يرخص فِي شَيْء مِمَّا يَقُول النَّاس كذبا الا فِي ثَلَاث الْحَرْب والاصلاح بَين النَّاس وَحَدِيث الرجل امراته وَحَدِيث المراة زَوجهَا

السابع والسبعون من شعب الايمان ان يحب الرجل لاخيه المسلم ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه

السَّابِع وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان ان يحب الرجل لاخيه الْمُسلم مَا يحب لنَفسِهِ وَيكرهُ لَهُ مَا يكره لنَفسِهِ وَيدخل فِيهِ اماطة الاذى عَن الطَّرِيق الْمشَار اليه فِي حَدِيث ابي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ الايمان بضع وَسِتُّونَ اَوْ بضع وَسَبْعُونَ شُعْبَة افضلها قَول لَا اله الا الله وَأَدْنَاهَا اماطة الاذى عَن الطَّرِيق وَالْحيَاء شُعْبَة من الايمان وَحَدِيث انس فِي صَحِيح البُخَارِيّ لَا يُؤمن احدكم حَتَّى يحب لاخيه مَا يحب لنَفسِهِ

وَحَدِيث جرير بن عبد الله فِي الصَّحِيحَيْنِ بَايَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على اقام الصَّلَاة وايتاء الزَّكَاة والنصح لكل مُسلم

§1/1