مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية - جرار

مجموعة من المؤلفين

سلسلة النشر الوقفي

سلسلة النشر الوقفي «وقف مقره بالمدرسة الضيائية» «وقف الحافظ ضياء الدين المقدسي تقبل الله منه» «وقف الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله» عباراتٌ كثيرةٌ حولَ هذا المعنى نجدُها عندَ بدايةِ الكتبِ والأجزاءِ الحديثيَّةِ. وليسَ غريباً مِن أئمتِنا الأعلام الحرصُ على نشرِ العلمِ، والعملُ على أن يكونَ في مُتناولِ يدِ كلِّ طالبٍ ومُريدٍ، ومِن وسائلِ ذلكَ وَقفُ الكتبِ والأجزاءِ للانتفاعِ بها في المكتباتِ والمدارسِ العامرةِ. والآنَ ونحنُ في عصرِ تَقنيةِ المعلوماتِ، أصبحَ نشرُ الكتبِ على شبكةِ المعلوماتِ العالميةِ مِن أفضلِ الوسائلِ لتيسيرِ الانتفاعِ بها لكلِّ طالبٍ ومريدٍ. فليسَ كلُّ أحدٍ يتيسرُ له الحصولُ على الكتابِ المطبوعِ، ثم إنَّ طباعةَ الكتابِ لا تُغني في وقتِنا هذا عن النسخةِ الألكترونيةِ التي تُستخدمُ في البرامجِ الحاسوبيةِ، لاستِخدامِها في البحثِ السريعِ والدقيقِ في الكتبِ. ولكنَّ وضعَ الكتبِ على شبكةِ المعلوماتِ لا يسلمُ مِن إضرارٍ بحقوقِ الطباعةِ، التي لا يُنكرُها مَن يعلمُ طبيعةَ العملِ في تحقيقِ التراثِ وطباعتِه، وما يحتاجُه مِن جهدٍ ووقتٍ ومالٍ. إلا إذا تكفَّل أهلُ الخيرِ والإحسانِ بتأمينِ نفقاتِ التحقيقِ والطباعةِ احتساباً عندَ الله عزَّ وجلَّ، ليخرجَ الكتابُ المطبوعُ في نفسِ الوقتِ الذي يوضعُ فيه على شبكةِ المعلوماتِ وَقفاً على جميعِ المسلمينَ.

فمَن لم يستطعْ شراءَ الكتابِ المطبوعِ فهاهو الكتابُ مُيسرٌ لمن أرادَ مجاناً (¬1): * بصيغة ( PDF). * وصيغة ( WORD). * وصيغة برنامجِ الشاملة لغرضِ البحثِ الحاسوبيِّ. * وصور المخطوطات منفردةً، وصورها مع ما يقابلُها مِن التحقيقِ. وكلُّ هذا مطابقٌ للكتابِ المطبوعِ حرفاً بحرفٍ، ودونَ أن يتضررَ أو يعترضَ أحدٌ مِن أصحابِ الحقوقِ. ويَبقى الكتابُ المطبوعُ في الأسواقِ ينتظرُ الراغبينَ بدعمِ هذا النشرِ الوَقفيِّ، حيثُ أنَّ مردودَ البيعِ سيُحتفظُ به في دار النشرِ لدعمِ الكتابِ التالي في هذه السلسلةِ، وهكذا كي يتسنَّى إخراجُ العديدِ مِن الكتبِ المُسندةِ بهذه الطريقةِ. واللهَ نسألُ أن يوفِّقنا لخدمةِ سُنةِ نبيِّه المُصطفى صلى الله عليه وسلم، وأَن يجعلَنا ممن قالَ فيهم: «نضَّرَ اللهُ امرءاً سمعَ مِنا حديثاً فبلَّغَه كما سمعَه، فرُبَّ مبلَّغٍ أوعى مِن سامعٍ» ¬

_ (¬1) على شبكة المعلومات العالمية، ويمكن البحث عنه بالبحث عن جملة: «سلسلة النشر الوقفي» عبر محركات البحث المختصة. وتم إفراد موضوع خاص لهذا الغرض في: ملتقى أهل الحديث ( www.ahlalhdeeth.com) (*) للمراسلة: Nabeel_ [email protected]

المقدمة

المقدمة إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفسِنا، ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه. وبعدُ، فهذا هو المجموعُ السابعُ الذي يُوفقني اللهُ لإخراجِهِ ضمنَ سلسلةِ مجاميعِ الأجزاءِ الحديثيةِ، وهو مجموعٌ فيه ثلاثةُ أَجزاءٍ حديثيةٍ: * فوائدُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ: الجزءُ الثَّاني مِنه، ووَرَقتانِ مِن الأولِ. * فوائدُ الخُلْديِّ: الجزءُ الأولُ والثَّاني. * فوائدُ مُكْرَمٍ البزَّازِ: الجزءُ الأولُ والثَّاني. فهي ثلاثةُ أجزاءٍ باعتبارِ مُؤلِّفيها، أمَّا باعتبارِ عددِها فهي خمسةٌ. وهذِه الأَجزاءُ تَشتركُ في عدةِ أُمورٍ: * فهي كلُّها (¬1) بخطِّ عبدِ الغنيِّ المقدسيِّ: الإمامُ العالمُ الحافظُ الصادقُ القدوةُ العابدُ الأثريُّ المتَّبَعُ عالمُ الحفاظُ أبو محمدٍ عبدُ الغنيُّ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المقدسيُّ الجمَّاعيليُّ الصالحيُّ الحنبليُّ، صاحبُ التصانيفِ السائرةِ (¬2). ¬

_ (¬1) فوائد أبي علي الرفاء سنة (569 هـ)، وفوائد الخلدي ومكرم البزاز سنة (566 هـ). (¬2) توفي سنة (600 هـ). انظر «سير أعلام النبلاء» (21/ 443).

ضمنَ مجموعٍ واحدٍ مِن المَجاميعِ العُمريةِ، وهو المجموعُ الخامسُ والأَربعونَ مِن المَجاميعِ العُمريةِ المَحفوظةِ في المكتبةِ الظاهريةِ بدمشقَ. إلا الجزءَ الأولَ مِن فوائدِ مُكْرَمٍ البزَّازِ، فقَد تأخَّرَ إلى المجموعِ (63)، وهو أيضاً بخطِّ الحافظِ عبدِ الغنيِّ المقدسيِّ. * ثُم هي كلُّها بسندٍ واحدٍ إلى مُصنِّفيها: * يَرويها عبدُ الغنيِّ المقدسيُّ عن أبي طاهرٍ السِّلَفيِّ: الإمامُ العلَّامةُ المحدِّثُ الحافظُ المُفتي شيخُ الإسلامِ، أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ الأصبهانيُّ (¬1). * عن أبي عليِّ بنِ شاذانَ: الإمامُ الفاضلُ الصدوقُ، مسندُ العراقِ، أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ شاذانَ، البغداديُّ البزَّازُ. له المَشيخةُ الكُبرى والمَشيخةُ الصُّغرى. قالَ الخطيبُ: كَتبنا عنه، وكانَ صحيحَ السَّماعِ صدوقاً (¬2). * عن محمدِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ أبي الفضلِ الشريفِ الأَنصاريِّ، كانَ ثقةً صالحاً مِن بيتِ حديثٍ وخيرٍ (¬3). * عن المُصنِّفينَ الثلاثةِ: الرَّفَّاءِ والخُلْديِّ ومُكْرَمٍ البزَّازِ. ومَنهجي في هذا المجموعِ كسوابقِه مِن حيثُ الاهتمامُ بضبطِ النصِّ، وموافقةِ المطبوعِ للمخطوطِ، وتصحيحِ التحريفاتِ والتصحيفاتِ قدرَ الإمكانِ. ¬

_ (¬1) توفي سنة (576 هـ). انظر «سير أعلام النبلاء» (21/ 5). (¬2) توفي سنة (425 هـ). انظر «سير أعلام النبلاء» (17/ 415). (¬3) توفي سنة (498 هـ). انظر «تاريخ الإسلام» (34/ 286).

والاكتفاءُ في التخريجِ بالعزوِ للصحيحينِ أو أحدِهما إِن وجدَ، فإن لم يكنْ فكتبُ الحديثِ المتداولةُ المشهورةُ مُتجنباً الإطالةَ وحشدَ المصادرِ. واللهَ أسألُ أن يجعلَ هذا العملَ خالصاً لوجهِهِ الكريمِ، وأن يُوفقَني لإخراجِ أعمالٍ أُخرى خدمةً لسنةِ نبيِّه المصطفى صلى الله عليه وسلم، واللهُ وليُّ التوفيقِ. وكتب نبيل سعد الدين جرار آخر ربيع الأول سنة 1430 هـ الأردن - عمان

فوائد أبي علي الرفاء

فوائد أبي علي الرفاء حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الهَرويِّ

ترجمة أبي علي الرفاء

ترجمةُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ الشيخُ الإمامُ، المُحدِّثُ الصادقُ، الواعظُ الكبيرُ، أبو عليٍّ حامدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ معاذٍ الهَرويُّ الرَّفَّاءُ. سمعَ مِن: عثمانَ بنِ سعيدٍ الدارميِّ، والفضلِ بنِ عبدِ اللهِ اليَشكُريِّ، ومحمدِ بنِ المغيرةِ الهمَذانيِّ السُّكريِّ، ومحمدِ بنِ صالحٍ الأشجِّ، وعليِّ بنِ عبدِ العزيزِ البغويِّ، ومحمدِ بنِ يونسَ الكُديميِّ، وإبراهيمَ الحربيِّ، وبشرِ بنِ موسى، ومحمدِ بنِ أيوبَ البجليِّ، وداودَ بنِ الحسينِ البيهقيِّ، وخلقٍ كثيرٍ. واشتهرَ اسمُه، وانتشَرَ حديثُه، وكانَ ذا معرفةٍ وفهمٍ وسعةِ علمٍ، وغيرُه أَحفظُ مِنه وأَحذقُ بالفنِّ. وانتَهى إليه علوُّ الإسنادِ بهراةَ. حدثَ عنه: أبو عبدِ اللهِ الحاكمُ، والقاضي أبو منصورٍ محمدُ بنُ محمدِ الأزديُّ، وأبو الفضلِ محمدُ بنُ أحمدَ الجاروديُّ، ويحيى بنُ عمارٍ الواعظُ، ومحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الدَّباسُ، وأبو عليِّ بنُ شاذانَ، وأبو عثمانَ سعيدُ بنُ العباسِ القرشيُّ، وآخَرونَ. انتَخبَ عليه أبو الحسنِ الدَّارقطنيُّ ببغدادَ، ووثَّقَه الخطيبُ وغيرُه. قالَ الحافظُ أبو بشرٍ الهرويُّ: ثقةٌ صالحٌ. [وقالَ السمعانيُّ: كانَ ثقةً صدوقاً مُكثراً مِن الحديثِ مَقبولاً].

قلتُ: تُوفيَ بهراةَ في شهرِ رمضانَ سنةَ ستٍّ وخمسينَ وثلاثِمئةٍ. وأظنُّه ماتَ عن نيفٍ وتسعينَ سنةً (¬1). ¬

_ (¬1) «سير أعلام النبلاء» (16/ 16). وانظر: «تاريخ بغداد» (8/ 172). و «الأنساب» للسمعاني (3/ 78)، و «المنتظم» لابن الجوزي (14/ 184). و «شذرات الذهب» لابن العماد الحنبلي (4/ 293).

فوائد أبي علي الرفاء

فوائدُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ يبدأُ المجموعُ الخامسُ والأربعونَ مِن المَجاميعِ العُمريةِ بفوائدِ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ. بالورقةِ الأخيرةِ مِن الأولِ مِن الجزءِ الأولِ، تليهِ الورقةُ الأُولى مِن الثاني مِن الجزءِ الأولِ مِن فوائدِ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ (¬1). وفي الورقةِ الخامسةِ يبدأُ الجزءُ الأولُ مِن الثاني مِن الفوائدِ. ويبدأُ الثاني مِن الثاني بالورقةِ [23]. وتَنتهي فوائدُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ بالورقةِ [30] مِن هذا المجموعِ، لتبدأَ بعدَه فوائدُ الخُلْديِّ. فحاصلُ ما في هذا المجموعِ مِن فوائدِ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ هو الجزءُ الثاني بتمامِه (¬2). ووَرقتانِ مِن الجزءِ الأولِ: ورقةٌ مِن آخرِ الأولِ مِن الأولِ، وورقةٌ مِن أولِ الثاني مِن الأولِ (¬3). ¬

_ (¬1) وقد رقمت هذه الأحاديث بترقيم (أبجد هوز)، وتبدأ الأرقام بالجزء الثاني. (¬2) وهذا الجزء ذكره الحافظ في «المجمع المؤسس» (2/ 159)، و «المعجم المفهرس» (1091)، وهو يرويه من طريق السلفي بإسناد النسخة المعتمدة في التحقيق. (¬3) وجاء في أول ورقة من المجموع: (بخط ابن الحصري على نسخته بالجزء الأول جميعه وهو في جزء واحد بخطه، جملة ما في هذا الجزء من الحديث خمسمئة وأربعون حديثاً) قلت: وابن الحصري هذا لعله أبو الفتوح نصر بن محمد المترجم في «السير» (22/ 163).

من الجزء الأول من فوائد أبي علي الرفاء

(أ) حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا عبدُ الصمدِ بنُ حسانَ: حدثنا خارجةُ بنُ مصعبٍ، عن أبانَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن مسروقِ بنِ الأجدعِ قالَ: دَخلتُ على عائشةَ رضي اللهُ عنها فقالتْ: مَرحباً بأبي عائشةَ، كيفَ أنتَ، كيفَ الناسُ؟ قالَ: قلتُ: صالِحونَ، قالتْ: ما فعلَ يزيدُ بنُ قيسٍ الأَرحبيُّ لعنَه اللهُ؟ قلتُ: ماتَ، قالتْ: أَستَغفرُ اللهَ، قلتُ: يا أمَّ المؤمنينَ، بما استَحللتِ لعنتَه وبما استَغفرتِ مِن لعنِه؟ قالتْ: إنَّه كانَ سَفيراً بيني وبينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وإنَّه كذبَ عَليَّ، وقالَ عَليَّ ما لم أقُلْ، فبذلكَ استَحللتُ لعنَه، وأمَّا استِغفاري مِن لعنِه، فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَنهى عن لعنِ الميتِ (¬1). (ب) حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا عبدُ الصمدِ: حدثنا خارجةُ، عن ¬

_ (¬1) خارجة بن مصعب متروك. وأخرجه الخطيب في «الأسماء المبهمة في الأنباءالمحكمة» (ص 338)، والدارقطي في الأفراد (كما في أطرافه - 6321) من طريق مجاعة بن الزبير - وفيه كلام - عن أبان بن أبي عياش، عن سليمان بن قيس العامري - وعند الدارقطني: سليم بن قيس الأشعري -، عن مسروق به. وأبان متروك. وأخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (94) من طريق مسروق بنحوه. وأخرجه ابن حبان (3021) من طريق مجاهد، والطبراني في «مسند الشاميين» (1576) من طريق عبد الله بن أبي قيس، كلاهما عن عائشة بنحوه. وعند البخاري (1393) (6516) من طريق مجاهد عنها النهي عن سب الأموات.

أيوبَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ قالَ: ما حُدِّثتُ بحديثٍ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا وجدتُّ مِصداقَهُ في كتابِ اللهِ، حتى حدَّثَ أنَّه بلَغَه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما مِن أحدٍ مِن هذه الأُمةِ لا يَهوديٌّ ولا نَصرانيٌّ يَسمعُ بي ثم لم يؤمنْ بما أُرسلتُ به إلا أُدخِلَ النارَ». فقلتُ: أينَ تَصديقُها مِن كتابِ اللهِ؟ حتى أَتيتُ على هذه الآيةِ: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} يقولُ: مِن جميعِ المِللِ (¬1). (ج) أخبرنا عليُّ بنُ عبدُ العزيزِ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أبو الخطابِ العَتكيُّ: حدثنا ثابتٌ البُنانيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَزالُ أُمتي على الفِطرةِ ما صَلُّوا المغربَ ما لم تَبدو النجومُ» (¬2). آخِرُه ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (2/ 303)، والطبري (12/ 25، 26)، وابن أبي حاتم (10769) في «تفاسيرهم» من طريق أيوب السختياني بنحوه. والمرفوع وصله أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن أبي موسى الأشعري. أخرجه النسائي في «الكبرى» (11177)، وأحمد (4/ 396، 398) وانظر تمام تخريجه فيه. (¬2) أبو الخطاب العتكي ذكره البخاري في «الكنى» (ص 27)، وسماه ابن أبي حاتم (3/ 471): الربيع، ولم يذكرا فيه جرحاً أو تعديلاً. والحديث لم أهتد إليه.

والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ وصلَّى اللهُ على محمدٍ وآلِهِ أَجمعينَ وحَسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ يَتلوهُ إنْ شاءَ اللهُ: أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ

الجزءُ الثاني مِن الجزءِ الأولِ مِن فوائدِ أبي عليٍّ حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ معاذٍ الهرويِّ الرَّفَّاءِ انتخابُ الدَّارقُطنيِّ الحافظِ روايةُ الشريفِ أبي الفضلِ محمدِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأنصاريِّ عن أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازِ عن الرَّفَّاءِ وعنه الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ الأَصبهانيُّ سماعٌ لعبدِ الغني بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المقدسيِّ نفَعَه اللهُ بالعلمِ

بسم الله الرحمن الرحيم ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ أخبرنا الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ بقراءَتي عليه بالإسكندريةِ: أخبرنا الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأنصاريُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو عليٍّ حامدُ بنُ عبدِ اللهِ الهرويُّ: (د) أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا عُمارةُ بنُ زاذانَ: أخبرنا ثابتٌ البُنانيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُوترُ بتسعِ ركعاتٍ وهو قائمٌ، فلمَّا أنْ بدُنَ (¬1) وكثُرَ لحمُه أوتَرَ بسبعٍ وهو جالسٌ، يقرأُ فيها بالواقعةِ والرحمنِ. قالَ ثابتٌ: ولم يكنْ يقرأُ السورَ القِصارَ (¬2). (هـ) أخبرنا عليٌّ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا الحسنُ بنُ أبي جعفرٍ: حدثنا ثابتٌ البُنانيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: ¬

_ (¬1) هكذا ضبطت في الأصل، وانظر الكلام على ظبط هذه اللفظة بين «بدُن» وَ «بدَّن» في «شرح صحيح مسلم» للنووي (6/ 13). (¬2) أخرجه ابن خزيمة (1079) (1105)، والبيهقي (3/ 33) من طريق عمارة بن زاذان به. وقال الألباني: إسناده ضعيف .. وقد صح الحديث عن عائشة دون ذكر السورتين.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خيرُ شَبابِكم مَن تَشبَّهَ بكُهولِكم، وشرُّ كُهولِكم مَن تَشبَّهَ بشَبابِكم، ولو يَعلمُ المُتخلِّفونَ عن هاتينِ الصَّلاتينِ لأَتوهُما ولو حَبواً: صلاةُ الصبحِ والعشاءِ، ولا يَقبلُ اللهُ صلاةً بغيرِ طُهورٍ، ولا صدقةً مِن غُلولٍ» (¬1). (و) أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا عُمارةُ بنُ زاذانَ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، أنَّ مَلِكَ ذي يَزَنٍ أَهدى لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةً قد أُخذتْ بثلاثةٍ وثلاثينَ بعيراً، أو ثلاثةٍ وثلاثينَ حَمَلاً (¬2). (ز) أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا عُمارةُ بنُ زاذانَ، عن ثابتٍ البُنانيِّ، عن أنسٍ قالَ: بلالٌ أولُ مُؤذنٍ يُقيمُ حتى يَدخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم (¬3) فيَستقبلُه الرجلُ، فيَقومُ مَعه في الحديثِ حتى يَخفقَ عامَّتُهم برُؤوسِهم (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5904)،والبزار (6944) (6945)، وابن عدي في «الكامل» (2/ 307)، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (2/ 37)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (1255) من طريق الحسن بن أبي جعفر مطولاً ومختصراً. والحسن بن أبي جعفر ضعيف. والفقرة الثانية عند أحمد (3/ 151)، والثالثة عند ابن ماجه (273) من وجه آخر عن أنس. (¬2) عمارة بن زاذان ضعيف. ومن طريقه أخرجه أبو داود (4034)، وأحمد (3/ 221)، والحاكم (4/ 187). (¬3) هكذا وقع المتن في الأصل، وفي مصادر التخريج: إن المؤذن أو بلال كان يقيم فيدخل النبي صلى الله عليه وسلم فيستقبله الرجل .. . (¬4) أخرجه أحمد (3/ 238)، وأبو يعلى (3401)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 80) من طريق عمارة بن زاذان به. وعمارة ضعيف. وانظر رواية حماد بن سلمة ومعمر عن ثابت عند مسلم (376)، وأحمد (3/ 160، 161).

(ح) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سليمانَ: حدثنا إسماعيلُ بنُ بَهْرامَ: حدثنا الأَشجعيُّ: حدثنا مسعرُ بنُ كدامٍ، عن خَشرمٍ، عن عامرِ بنِ مالكٍ قالَ: بَعثتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن / (¬1) [وَعَكٍ كانَ بي أَلتمسُ مِنه دواءً أو شِفاءً، فبَعثَ إليَّ بعُكةٍ مِن عسلٍ] (¬2). ¬

_ (¬1) إلى هنا انتهى ما في المخطوطة من الثاني من الأول من فوائد أبي علي الرفاء، وتمام الحديث من مصادر التخريج. (¬2) أخرجه ابن قانع في «معجمه» (1306)، وأبو نعيم في «المعرفة» (5184)، وابن الأعرابي في «معجمه» (1029)، وابن عساكر (26/ 97، 98) من طريق إسماعيل بن بهرام به. ثم أخرجه ابن عساكر، وابن قانع (1305) من طريقين عن مسعر، عن خشرم مرسلاً. وخشرم هو ابن حسان لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يذكروا راوياً عنه غير مسعر.

الجزء الأول من الثاني من فوائد أبي علي الرفاء

الجزءُ فيه الأولُ مِن الثاني مِن فوائدِ أبي عليٍّ حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ معاذٍ الهرويِّ انتخابُ الدَّارَقَطنيِّ الحافظِ رحمَه اللهُ روايةُ أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازِ عنه وعنه الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ أخبرنا به عنه الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ الأَصبهانيُّ سماعُ عبدِ الغني بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المَقدسيِّ نفَعَه اللهُ بالعلمِ وعَفا عنه

بسم الله الرحمن الرحيم ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ ربِّ يسِّرْ أخبرنا الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ الأَصبهانيُّ: أخبرنا الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ ببغدادَ في شوالٍ مِن سنةِ سبعٍ وتِسعينَ وأربعِمئةٍ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو عليٍّ حامدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ معاذٍ الهرويُّ بانتخابِ الدَّارَقَطنيِّ الحافظِ: 1 - حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا يحيى بنُ نصرٍ: حدثنا المغيرةُ السرَّاجُ، عن أبانَ، عن عاصمٍ، عن زرِّ بنِ حُبيشٍ قالَ: كنتُ بمِنى فقيلَ لي: هذا صفوانُ بنُ عَسالٍ المُراديُّ صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فسلمتُ عليه فرحَّبَ وقالَ: ما جاءَ بكَ؟ قالَ: قلتُ: جئتُ ابتغاءَ العلمِ، قالَ: أمَا إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن خرجَ مِن بيتِهِ يَبتَغي علماً وَضعَت الملائكةُ أَجنحتَها رِضاً لِما يَصنعُ». قلتُ: يا صفوانُ، إنِّي رجلٌ آسفٌ في المسحِ على الخُفينِ. وقصَّ الحديثَ بطولِهِ. كَذا عندَه (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (226)، وأحمد (4/ 239، 240، 241)، وابن خزيمة (193)، وابن حبان (85) (1319) (1325) من طريق عاصم به مطولاً ومختصراً. وانظر بقية طرقه وألفاظه في «المسند الجامع» (5392).

2 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ الهَمَذانيُّ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن الحسنِ بنِ عَمرو الفُقيميِّ، عن محمدِ بنِ مسلمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا رَأيتُم أُمتي لا يَقولونَ للظالمِ: أنتَ ظالمٌ فقَد تُودِّعَ مِنهم» (¬1). 3 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نعيمٍ: حدثنا فطرٌ، عن عبدِ الجبارِ بنِ وائلٍ الحضرميِّ، عن أبيه قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا افتَتحَ الصلاةَ رفعَ يدَيه حتى يُحاذيَ طرفُ إبهامَيه شَحمةَ أُذنيهِ (¬2). 4 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا مسعرٌ، عن سماكٍ قالَ: سمعتُ النعمانَ بنَ بشيرٍ يقولُ: إنْ كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليُسوِّي صُفوفَنا في الصلاةِ كما تُسوَّى الرماحُ أو القِداحُ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 163، 189، 190)، والبزار (3303)، والحاكم (4/ 96) من طريق الحسن بن عمرو به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وتعقبهما الألباني في «الضعيفة» (577) بقوله: كلا ليس بصحيح، فإن أبا الزبير لم يسمع من ابن عمرو، كما قال ابن معين وأبو حاتم. (¬2) أخرجه أبو داود (737)، والنسائي (882)، وأحمد (4/ 316)، والطبراني 22/ (72) من طريق فطر بن خليفة به. ومعناه عند مسلم (401) من وجه آخر عن عبد الجبار بن وائل. (¬3) أخرجه مسلم (436) من طريق سماك به.

5 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا مسعرٌ، عن منصورٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن حجَّ فلم يَرفُثْ ولم يَفسُقْ رجعَ كيومِ ولدَتْه أُمُّه» (¬1). 6 - حدثنا أبو يزيدَ خلادُ بنُ محمدِ بنِ هانئٍ / بمكةَ: حدثني أبي: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الرحمنِ: حدثنا خُصيفٌ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بُنيَ الإسلامُ على خصالٍ: على شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ، والإقرارِ بما جاءَ مِن عندِ اللهِ، والجهادُ ماضٍ منذُ بعثَ اللهُ رسولَهُ إلى آخِرِ عِصابةٍ مِن المسلمينَ يُقاتِلونَ الدَّجالَ، لا يُنقصُهُ جَورُ مَن جارَ، ولا عَدلُ مَن عدلَ، وأهلُ لا إلهَ إلا اللهُ فلا تُكفِّروهم بذَنبٍ، ولا تَشهدوا عليهم بشركٍ، والقَدرُ خيرُه وشرُّه مِن اللهِ عزَّ وجلَّ» (¬2). 7 - حدثنا أبو يزيدَ خلادُ بنُ محمدِ بنِ هانئٍ: حدثنا أبي: حدثنا عبدُ العزيزِ: حدثنا خُصيفٌ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عن عائشةَ أنَّها قالتْ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ كاتبَينِ يَكتبانِ يومَ الجمعةِ الأولَ فالأولَ، حتى يَكتُبا أربعينَ رَجلاً، ثم تُطوَى الصحفُ، ثم يَقعدونَ يَستَمعونَ إلى الذِّكرِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1521) (1819) (1820)، ومسلم (1350) من طريق أبي حازم به. ويأتي (497). (¬2) نسبه في «كنز العمال» (30) لابن النجار. وعبد العزيز بن عبد الرحمن هو البالسي اتهمه الإمام أحمد، وقال ابن عدي: يروي عن خصيف أحاديث بواطيل. ومن فوقه لم أجد لهما ترجمة. (¬3) إسناده ضعيف جداً كسابقه.

8 - حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ مهرانَ بنِ شدادٍ القُومِسيُّ: حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا يحيى بنُ آدمَ: حدثنا سفيانُ (¬1)، عن عمَّارٍ الدُّهنيِّ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخلَ مكةَ ولواؤُهُ أبيضُ (¬2). 9 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا يونسُ بنُ أبي إسحاقَ قالَ: سمعتُ جُرَي النَّهديَّ قالَ: يا أبا إسحاقَ، لقيتُ شيخاً مِن بَني سُليمٍ بالكُناسةِ، فحدَّثني أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عدَّ خمساً في يدِهِ - أو في يدِي -، قالَ: «التَّسبيحُ نصفُ الميزانِ، والحمدُ يملؤُهُ، والتكبيرُ يملأُ ما بينَ السماءِ والأرضِ، والصومُ نصفُ الصبرِ، والطُّهورُ نصفُ الإيمانِ» (¬3). 10 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ: حدثنا مكيُّ بنُ إبراهيمَ: حدثنا يزيدُ بنُ أبي عُبيدٍ، عن سلمةَ بنِ الأكوعِ قالَ: بايعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ثم عَدلتُ إلى ظلِّ شجرةٍ، فلمَّا خفَّ عنه الناسُ قالَ: «يا ابنَ الأَكوعِ، أَلا تُبايعُ؟» قالَ: قلتُ: قَد بايعتُ يا رسولَ اللهِ. ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل. وفي مصادر التخريج: شريك. والله أعلم. (¬2) أخرجه أبو داود (2592)، والترمذي (1679)، والنسائي (2866)، وابن ماجه (2817)، وابن حبان (4743) من طريق يحيى بن آدم، عن شريك، عن عمار الدهني به. وانظر كلام الإمام الترمذي، والألباني في «الصحيحة» (2100). (¬3) أخرجه الترمذي (3519)، وأحمد (4/ 260، 5/ 363، 365، 370، 372) من طريق جري النهدي به. وقال الترمذي: حديث حسن. وضعفه الألباني.

قالَ يزيدُ: قلتُ: يا أبا مسلمٍ، على أيِّ شيءٍ تُبايعونَ يومَئذٍ؟ قالَ: على الموتِ (¬1). 11 - حدثنا محمدُ بنُ أيوبَ الرَّازي: حدثنا محمدُ بنُ المنهالِ: حدثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ: حدثنا شعبةُ، عن سليمانَ الأعمشِ، عن أبي ظَبيانَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أيُّما صبيٍّ حجَّ ثم بلَغَ فعَليه / أَن يَحجَّ حجةً أُخرى، وأيُّما أَعرابيٍّ حجَّ ثم هاجَرَ فعَليه أَن يَحجَّ حجةً أُخرى، وأيُّما عبدٍ حجَّ ثم أُعتقَ فعَليه أَن يحجَّ حجةً أُخرى» (¬2). 12 - حدثنا أحمدُ بنُ داودَ السِّمنانيُّ: حدثنا أبو كاملٍ: حدثنا القَنادُ: حدثنا قتادةُ، عن أنسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابَهُ مرُّوا بسَخلةٍ مَيتةٍ، فقالَ: «هل تَدرونَ (¬3) هذه هَانتْ على أَهلِها؟» قَالوا: نَعم يا رسولَ اللهِ، مِن هَوانِها أَلقوها، قالَ: «فوَالذي نَفسُ محمدٍ بيدِهِ، لَلدُّنيا أَهونُ على اللهِ مِن هذه على أَهلِها حينَ أَلقَوها» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2960) (4169) (7206) (7208)، ومسلم (1860) من طريق يزيد بن أبي عبيد به. (¬2) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2731)، وابن خزيمة (3050)، والحاكم (1/ 481)، والبيهقي (4/ 325) من طريق محمد بن المنهال به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، والألباني في «الإرواء» (986). (¬3) هكذا في الأصل. وفي المصادر: ترون. (¬4) أخرجه عبد الله بن أحمد في «الزهد» (122)، والبزار (7201)، والضياء في «المختارة» (2533) من طريق أبي كامل الجحدري به. وقال في «المجمع» (10/ 287): ورجاله وثقوا. بينما قال العقيلي (1/ 58) في هذا الحديث والذي بعده: وكلاهما غير محفوظين من حديث قتادة.

13 - وأنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَتوضَّأُ بالمُدِّ للصلاةِ المَكتوبةِ، ويَغتسلُ بالصَّاعِ (¬1). 14 - حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ وهبٍ: حدثني هارونُ بنُ سعيدٍ الأَيليُّ: حدثنا ابنُ وهبٍ: حدثني سليمانُ بنُ بلالٍ: حدثني ربيعةُ بنُ أبي عبدِ الرحمنِ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي صلاتَه بالليلِ وهي مُعترضةٌ بينَ يَديهِ، فإذا بَقيَ الوترُ أيقَظَها فأَوتَرتْ (¬2). 15 - حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ وهبٍ: حدثني محمدُ بنُ عيسى الدَّامَغانيُّ: حدثنا حكَّامُ بنُ سَلْمٍ: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ ذكوانَ، عن عليِّ بنِ حسينٍ، عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُقبِّلُ وهو صائمٌ، ويُقبِّلُ ولا يَتوضَّأُ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (922)، والبزار (7200)، والعقيلي (1/ 58) من طريق أبي إسماعيل القناد به. وأفاد البزار والعقيلي أن هذا الحديث عن قتادة معلول. وهو عند البخاري (201)، ومسلم (325) من وجه آخر عن أنس بنحوه. (¬2) أخرجه مسلم (744) عن هارون بن سعيد به. وانظر (646) (647). (¬3) ذكره الدارقطني في «علله» (3864) وقال: حدث به حكام بن سلم، ولم يروه عنه غير محمد بن عيسى الدامغاني، ووهم فيه هو أو حكام. والمحفوظ بهذا الإسناد عن الثوري: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، فقط. قلت وكذلك أخرجه مسلم (1106) (72) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. ولشقيه الأول والثاني طرق عن عائشة، انظر «المسند الجامع» (16020) (16584) وما بعدهما.

16 - حدثنا يوسفُ بنُ موسى المَرْوَرُّوذيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا عَنبسةُ بنُ خالدٍ: حدثنا يونسُ بنُ يزيدَ قالَ: رأيتُ ابنَ شهابٍ وهو يَغرسُ وَديَّاً (¬1)، فقلتُ: يا أبا بكرٍ، تَفعلُ هذا وقَد بَلغتَ ما بَلغتَ؟ فقالَ: ألمْ أُحدِّثكَ عن سعيدِ بنِ المسيبِ وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قَلبُ الكبيرِ شابٌّ على حبِّ اثنَينِ: حبِّ المالِ، والشَّرفِ» (¬2). 17 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا يونسُ بنُ أبي إسحاقَ، عن هلالِ بنِ خبابٍ أبي العلاءِ: حدثني عكرمةُ: حدثني عبدُ اللهِ بنُ عَمرو بنِ العاصِ قالَ: بينَما نحنُ حولَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ ذَكرَ الفتنةَ أو ذُكرتْ عندَه، فقالَ: «إذا رأيتُم الناسَ مَرجَتْ عُهودُهم، وخفَّتْ أماناتُهم، وَكانوا هكذا» / وشبَّكَ بينَ أَصابِعِه، قالَ: فقُمتُ إليه فقلتُ: كيفَ أَفعلُ عندَ ذلكَ جعَلَني اللهُ فداكَ؟ فقالَ: «الزَمْ بيتَكَ، واملكْ عليكَ لِسانَكَ، وخُذْ ما تَعرفُ، ودَعْ ما تُنكرُ، وعليكَ بأمرِ الخاصَّةِ، ودَع عنكَ أَمرَ العامَّةِ» (¬3). ¬

_ (¬1) صغار النخل. (¬2) أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والنسائي في «الكبرى» (11766) من طريق يونس بن يزيد مختصراً بالمرفوع. ورواية الصحيحين عن ابن المسيب وحده. ورواية أبي سلمة وحده أخرجها أحمد (2/ 501)، وانظر تمام تخريجه فيه. قلتُ: وفي رواية المصنف: «حب المال والشرف»، والذي وقفت عليه في روايات هذا الحديث: «حب الدنيا وطول الأمل» «حب الحياة وحب المال» ونحو ذلك، لا ذكر فيه للشرف، والله أعلم. (¬3) أخرجه أبو داود (4343)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (205)، وأحمد (2/ 212)، والحاكم (4/ 525) من طريق يونس بن أبي إسحاق به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأورده الألباني في «الصحيحة» (205). وله عن ابن عمرو طرق يأتي أحدها (262).

18 - حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدَّارميُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ المصريُّ، أنَّ نافعَ بنَ يزيدَ حدَّثَه، عن عُقيلٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن باتَ وفي يدِهِ الغَمرُ فأصابَهُ شيءٌ فلا يَلومَنَّ إلا نفسَهُ» (¬1). 19 - حدثنا الحسينُ بنُ السَّميدعِ: حدثنا محمدُ بنُ المباركِ الصُّوريُّ: حدثنا مالكٌ، عن الزُّهريِّ، عن أنسٍ قالَ: دخلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعلى رأسِهِ المِغفَرُ، فلمَّا نزَعَه قَالوا: يا رسولَ اللهِ، هذا ابنُ خَطَلٍ مُتعلقٌ (¬2) بالأستارٍ؟ فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقتُلوهُ» (¬3). 20 - وعن ابنِ شهابٍ، عن سالمٍ وحمزةَ، عن أبيهما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنْ كانَ في شيءٍ فَفي المرأةِ والفرسِ والدارِ» يَعني: الشُّؤمَ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (5435)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5428) من طريق عبد الله بن صالح به. وقد اختلف فيه على الزهري كما بين البيهقي، وانظر «الصحيحة» (6/ 1109). (¬2) تكررت في الأصل مرتين. (¬3) أخرجه البخاري (1846) (3044) (4286) (5808)، ومسلم (1357) من طريق مالك به. (¬4) أخرجه البخاري (2858) (5093) (5753)، ومسلم (2225) من طريق الزهري به. وبعض الروايات لا تذكر حمزة.

21 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثني أبي، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن كُنوزِ البرِّ كِتمانُ الأمراضِ» (¬1). 22 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن عاصمِ بنِ عُبيدِ اللهِ بنِ عاصمٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ، عن أبيه قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حجةِ الوداعِ يقولُ: «أَرِقاءَكم - ثلاثَ مراتٍ - أَطعِموهم مما تأكلونَ، واكسُوهم مما تَلبسونَ، فإنْ جاؤوا بذَنبٍ لا تُريدونَ أَن تَغفروهُ فَبيعوا عبادَ اللهِ ولا تُعذِّبوهم» (¬2). 23 - حدثنا أبو الفضلِ جعفرُ بنُ محمدِ بن أبي القَتيلِ ببغدادَ: حدثنا خلَّادُ بنُ أَسلمَ: حدثنا أبو همامٍ الأَهوازيُّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما خَلَّفتُ على أُمتي فتنةً أَضرَّ على الرجالِ مِن النساءِ». هَكذا في كِتابي هذا الحديثُ بهذا الإسنادِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البوشنجي في «المنظوم والمنثور» (6)، وأبو عبدرحمن السلمي في «الأربعين الصوفية» (17)، والبيهقي في «الشعب» (9576) من طريق المصنف به. وإسناده ضعيف. وله طرق أخرى ضعفها الألباني في «الضعيفة» (693). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 35 - 36)، وعبد الرزاق (17935)، والطبراني 22/ (636) من طريق سفيان الثوري به. وقال في «المجمع» (4/ 236): وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف. (¬3) ولم أقف عليه.

24 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ الجبارِ بنُ العباسِ الهمْدانيُّ، عن عونِ بنِ أبي جُحيفةَ، عن أبيه قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سفرِهِ الذي نَاموا فيه / حتى طَلعَت الشمسُ فقالَ: «إنَّكم كُنتم أَمواتاً ورَدَّ اللهُ إليكم أَرواحَكم، فمَن نامَ عن صلاةٍ فليُصلِّها إذا استَيقظَ، ومَن نَسيَ فليُصلِّها إذا ذَكرَ» (¬1). 25 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ الجبارِ بنُ العباسِ: حدثنا عونُ بنُ أبي جُحيفةَ، عن أبيه قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن ثمنِ الدمِ، ومهرِ البَغيِّ، وثمنِ الكلبِ (¬2). 26 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا يحيى بنُ نصرِ بنِ حاجبٍ: حدثنا هلالُ بنُ خَبَّابٍ، عن زاذانَ أبي عمرَ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «حقُّ المُسلمِ على المُسلمِ ستٌّ: يُسلِّمُ عليهِ إذا لقيَهُ، ويُجيبُه إذا دَعاهُ، ويُشمتُ عليه إذا عَطسَ، ويَعودُه إذا مرضَ، ويَنصحُهُ إذا غابَ، ويَشهدُ جنازتَهُ إذا ماتَ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (895)، والطبراني 22/ (268) من طريق أبي نعيم به. وقال في «المجمع» (1/ 322): ورجاله ثقات. وقال الألباني في «الصحيحة» (396): وهذا إسناد جيد. (¬2) أخرجه أبو يعلى (896)، والطبراني 22/ (272) (273) من طريق عبد الجبار بن العباس به. وهو عند البخاري (2086) (2238) (5347) (5962) من طريق عون بن أبي جحيفة بزيادة. (¬3) أخرجه أبو يعلى (509)، وابن عدي في «الكامل» (7/ 246) من طريق يحيى بن نصر به. وأخرجه الترمذي (2736)، وابن ماجه (1433)، وأحمد (1/ 89)، وابن أبي شيبة (10842) (25738)، وأبو يعلى (435)، والبزار (850) من طريق الحارث، عن علي به.

27 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ: حدثنا القاسمُ بنُ الحكمِ: حدثنا هشامُ بنُ سعدٍ، عن ابنِ أبي لَيلى، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: كانَ تَلبيةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَبيكَ اللهمَّ لَبيكَ، لَبيكَ لا شريكَ لكَ لَبيكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لكَ والمُلكَ، لا شريكَ لكَ». وكانَ ابنُ عمرَ يزيدُ فيه: والرَّغباءُ إليكَ والعملُ (¬1). 28 - حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ وهبٍ الدِّينوريُّ: حدثنا سليمانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ سليمانَ بنِ أبي داودَ: حدَّثني جدِّي: حدثنا أبي، عن عبدِ الكريمِ وسالمِ بنِ عَجلانَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لِيَؤمَّكم أَقرؤُكم للقرآنِ، فإِن كانتْ قراءَتُكم واحدةً فليَؤمَّكم أَقدَمُكم هجرةً، فإنْ كانَت الهجرةُ واحدةً فليَؤمَّكم أَكبرُكم سِناً» (¬2). 29 - حدثنا عبدُ اللهِ: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ الحرَّاني: حدثنا أبي: حدثنا سليمانُ بنُ أبي داودَ، عن مكحولٍ، عن رجاءِ بنِ حيوةَ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1549) (5915)، ومسلم (1184) من طريق نافع وغيره، عن ابن عمر به. وليس عند البخاري قول ابن عمر. (¬2) أخرجه الخطيب البوشنجي في «المنظوم والمنثور» (35) عن المصنف. وعبد الله بن محمد الدينوري شيخ المصنف متهم. وسليمان بن أبي داود الحراني منكر الحديث.

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَقبلُ اللهُ صلاةً بغيرِ طُهورٍ، ولا صدقةً مِن غُلولٍ» (¬1). 30 - حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدَّارميُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ العبديُّ: حدثنا سفيانُ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَمسحُ الرجلُ يدَه بالمنديلِ حتى يَلعقَ أصابعَهُ» (¬2). 31 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا يوسفُ بنُ صهيبٍ، عن حبيبِ بنِ يسارٍ، / عن زيدِ بنِ أرقمَ قالَ: كُنا نَقرأُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لو كانَ لابنِ آدمَ واديانِ مِن (¬3) ذَهبٍ أو فضةٍ لبَغى الثالثَ، ولا يَملأُ جوفَ ابنِ آدمَ إلا الترابُ، ويتوبُ اللهُ على مَن تابَ (¬4). 32 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا يوسفُ: حدثنا زيدٌ العَميُّ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن كانَ مِنكم يُحبُّ أَن تُستجابَ دَعوتُه، ويُكشَفَ كَربُهُ، فليُيسرْ عن المُعسِرِ» (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6897)، و «مسند الشاميين» (2105) (3569)، والبزار (251 - زوائده) من طريق محمد بن عبيدالله بن يزيد الحراني به. وعبيد الله بن يزيد الحراني مجهول، وسليمان بن أبي داود الحراني منكر الحديث. (¬2) يأتي (138) مطولاً. (¬3) بياض في الأصل بمقدار كلمة أو أكثر. (¬4) أخرجه أحمد (4/ 368)، والبزار (4333)، والطبراني (5032) من طريق يوسف بن صهيب به. وقال في «المجمع» (10/ 243): ورجالهم ثقات. (¬5) أخرجه الخطيب البوشنجي في «المنظوم والمنثور» (21) عن المصنف. وأخرجه أحمد (2/ 23)، وعبد بن حميد (824)، وأبو يعلى (5713) من طريق يوسف بن صهيب به. وزيد العمي ضعيف.

33 - حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ البلخيُّ بمكةَ أبو حامدٍ: حدثنا حمزةُ بنُ أحمدَ الكوفيُّ أبو عليٍّ: حدثنا محمدُ بنُ مصعبٍ القَرقَسانيُّ، عن ابنِ أبي ذئبٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذا أُقيمَت الصلاةُ فلا صلاةَ إلا المَكتوبةَ» (¬1). 34 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا المغيرةُ بنُ أبي الحُرِّ، عن سعيدِ بنِ أبي بُردةَ، عن أبيه، عن جدِّه قالَ: جاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونحنُ جلوسٌ فقالَ: «ما أَصبحت غَداة قطُّ إلا قَد استَغفرتُ اللهَ فيها مئةَ مرةٍ» (¬2). 35 - حدثنا أبو عَوانةَ موسى بنُ يوسفَ بنِ موسى القطانُ: حدثنا مِنجابُ بنُ الحارثِ: حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ الأَصبهانيُّ، عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا جامَعَ أَحدُكم فأَقحَطَ فليَتوضَّأْ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في «فوائده» (862) من طريق ابن أبي ذئب به. وانظر تمام تخريجه في «الروض البسام» (422). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 410)، وعبد بن حميد (557)، وابن أبي شيبة (29441) (35075) من طريق أبي نعيم بهذا اللفظ. ويرويه غيره بنحوه. واختلف فيه على أبي بردة، انظر «علل الدارقطني» (1300). (¬3) أخرجه البزار (329 - زوائده)، وابن شاهين في «ناسخ الحديث ومنسوخه» (9) من طريق الأعمش، عن أبي صالح بلفظ: « .. .. فلم ينزل فلا غسل». وانظر رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة عند الطبراني في «الأوسط» (7489). وروي عن أبي صالح عن جابر، وعن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري.

36 - حدثنا أحمدُ بنُ داودَ السِّمنانيُّ: حدثنا عَمرو بنُ هشامٍ: حدثنا عثمانُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ أسلمَ، عن أبيه، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ثلاثٌ لا يُفطِّرنَ الصائمَ: القَيءُ، والحِجامةُ، والاحتلامُ» (¬1). 37 - حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ موسى الحُلوانيُّ: حدثنا عبدُ الوهابِ بنُ فُليحٍ المكيُّ: حدثنا المُعافَى بنُ عمرانَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عامرٍ الأَسلميِّ، عن محمدِ بنِ المُنكدرِ، عن ابنِ عمرَ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا استَفتحَ الصلاةَ قالَ: «وَجَّهتُ وَجهيَ للذي فطَرَ السماواتِ والأرضَ حَنيفاً وما أَنا مِن المُشركينَ، سُبحانَكَ اللهمَّ وبحمدِكَ، وتَباركَ اسمُكَ، وتَعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ {إنَّ صَلاتي ونُسكي ومَحيايَ ومَماتي} إلى: {وأَنا مِن المُسلِمينَ} (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (719)، وعبد بن حميد (957)، وأبو يعلى (1039)، والبيهقي (4/ 264) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه به. وأخرجه أبو داود (2376)، والبيهقي (4/ 264) من طريق الثوري، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن رجل آخر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل فيه غير ذلك، وصوب الدارقطني رواية الثوري في «العلل» (2278). (¬2) أخرجه الطبراني (13324) من طريق عبد الوهاب بن فليح به. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (5379).

38 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: / حدثنا داودُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أبو عوانةَ وأبو الأحوصِ، عن سماكٍ، عن موسى بنِ طلحةَ، عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا وَضعَ أَحدُكم بينَ يَديهِ مثلَ مُؤخرةِ الرَّحْلِ فليُصَلِّ ولا يُبالِ مَن مَرَّ وَراءَ ذلكَ» (¬1). 39 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا مقاتلُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لو يَعلمُ الناسُ ما في النِّداءِ والصفِّ الأولِ ثم لم يَجدوا إلا أَن يَستَهموا عليه لاستَهموا، ولو يَعلمونَ ما في التَّهجيرِ لاستَبقوا إليه، ولو يَعلمونَ ما في العَتمَةِ والصبحِ لأَتوهُما ولو حَبواً» (¬2). 40 - حدثنا محمدُ بنُ يونسَ: حدثنا روحُ بنُ عُبادةَ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن غيلانَ بنِ جريرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ معبدٍ، عن أبي قتادةَ، أنَّ أعرابياً سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، كيفَ تصومُ؟ فغضبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكرِهَ قولَهُ، فقالَ عمرُ بنُ الخطابِ: يا رسولَ اللهِ، رجلٌ يصومُ الدَّهرَ كُلَّه؟ قالَ: «لا صامَ ولا أَفطرَ»، وذكرَهُ بطولِه، وفيه: صومُ الاثنينِ وعرفةَ وعاشوراءَ (¬3). 41 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا يحيى بنُ نصرٍ: حدثنا هلالُ بنُ خَبَّابٍ: أخبرني مَن رَأى رَجلاً بالكوفةِ في مؤخرِ المسجدِ يقولُ: إنَّ عثمانَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (499) من طريق سماك به. (¬2) هو في «الموطأ» (1/ 68، 131). ومن طريقه أخرجه البخاري (615) (654) (721) (2689)، ومسلم (437). (¬3) أخرجه مسلم (1162) من طريق غيلان بن جرير به.

بنَ عثمانَ شهيدٌ، فأُخذَ فذُهِبَ به إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ فَقالوا: يا أميرَ المُؤمنينَ، إنَّ هذا يَزعمُ أنَّ عثمانَ شهيدٌ، قالَ عليٌّ: وَما عِلمُكَ؟ قالَ: أَتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَعطاني، وأَتيتُ أبا بكرٍ فسألتُهُ فأَعطاني، وأَتيتُ عمرَ فسألتُه فأَعطاني، وأَتيتُه - يَعني عثمانَ - فسألتُه فأَعطاني، وأَتيتُكَ فسألتُكَ فمنَعتَني، فأَعطاني عنكَ عثمانُ، فأَتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: ادعُ اللهَ لي بالبركةِ، فقالَ: «ما لَكَ لا يُبارَكُ لكَ وقَد أَعطاكَ نَبيٌّ وصِديقٌ وشَهيدانِ!». قالَ عليٌّ: خَلُّوا سَبيلَه (¬1). 42 - حدثنا محمدُ بنُ أيوبَ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ: حدثنا قريشُ بنُ حيانَ، عن أبي هارونَ، عن أبي سعيدٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن أَدركَ الصبحَ فلا وِترَ له» (¬2). 43 - حدثنا محمدُ بنُ يوسفَ بنِ عمرَ البسطاميُّ: حدثنا الحسينُ بنُ عيسى البسطاميُّ: حدثني أبي: حدثنا مسلمُ بنُ خالدٍ الزنجيُّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عمرَ، ¬

_ (¬1) لم أقف عليه من هذا الوجه. وشيخ هلال بن خباب مبهم. ويحيى بن نصر بن حاجب متكلم فيه. ويرويه محمد بن سيرين ونعيم بن أبي هند والهزيل بن شرحبيل بنحوه، انظر: «المعرفة» لأبي نعيم (7288) (7304)، و «تاريخ ابن عساكر» (39/ 296 - 297، 342)، و «المطالب» لابن حجر (3904) (3905). (¬2) أخرجه الطيالسي (2192)، وتمام في «فوائده» (1423)، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (2/ 314) من طريق أبي هارون به. وأبو هارون متروك. وأخرجه ابن حبان (2408) (2414)، وابن خزيمة (1092)، والحاكم (1/ 301 - 302)، والبيهقي (2/ 487) من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر «الإرواء» (2/ 153).

عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُوترُ على دابَّتِه (¬1). 44 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ: حدثنا قَبيصةُ، عن سفيانَ، عن موسى بنِ عُقبةَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قَطعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وحرَّقَ نخلَ بَني النَّضيرِ (¬2). 45 - حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ / الدارميُّ: حدثنا سعيدُ بنُ عُفيرٍ المصريُّ: حدثنا ابنُ لهيعةَ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ: سألتُه عن الفأرةِ تَموتُ في الطعامِ والشرابِ، أَأَطعمُهُ؟ قالَ: لا، أخبَرنا به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، كُنا نَضعُ السَّمنَ في الجِرارِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنْ كانَ السَّمنُ مائِعاً فمَاتتْ فيه الفأرةُ فلا تَطعَموها، وإنْ كانَ جامداً فأَلقُوها وما حولَها، وكُلوا ما بَقيَ» (¬3). 46 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى الهرويُّ: حدثنا أبو اليمانِ: أخبرني شعيبٌ، عن الزُّهريِّ: أخبرني أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «بينَما راعٍ في غَنمِهِ عَدا عليه الذئبُ فأخَذَ مِنها شاةً فطلبَهُ الرَّاعي، فالتَفتَ إليه الذئبُ فقالَ: مَن لها يومَ السَّبعِ يومَ ليسَ لها راعٍ غَيري؟ وبَينا رجلٌ يَسوقُ بقرةً قد حملَ عَليها التَفتتْ إليه وكلَّمتْه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1000) (1095) (1096) (1098) (1105)، ومسلم (700) من طريق نافع وغيره عن ابن عمر بألفاظ متقاربة. (¬2) أخرجه البخاري (2326) (4032)، ومسلم (1746) من طريق نافع به. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 342) من طريق ابن لهيعة مختصراً: «سألت جابراً عن الفأرة .. .. إذا ماتت الفأرة فيه فلا تطعموه».

فقالتْ: إنِّي لم أُخلقْ لهذا، ولكنِّي خُلقتُ للحَرثِ». فقالَ الناسُ: سبحانَ اللهِ! فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فإنِّي أُومنُ بذلكَ أَنا وأبو بكرٍ وعمرُ» (¬1). 47 - حدثنا محمدُّ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا عبدُ الصمدِ بنُ حسانَ: حدثنا محمدُ بنُ مسلمٍ الطائفيُّ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: إنَّ رجلاً قالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أُمي تُوفيتْ، أفأَتَصدَّقُ عَنها؟ قالَ: «نَعم» قالَ: فإنَّ لي مَخْرَفاً، وإنِّي أُشهدُكَ أنِّي قد تَصدَّقتُ به عَنها (¬2). 48 - حدثنا الحسينُ بنُ السَّمَيْدَعِ: حدثنا سفيانُ بنُ بشْرٍ: حدثنا شريكٌ، عن الحسنِ بنِ الحكمِ، عن عديِّ (¬3) بنِ ثابتٍ، عن البراءِ بنِ عازبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن بَدا جَفا» (¬4). 49 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن سليمانَ التَّيميِّ، عن أبي مجلزٍ، عن أنسٍ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2324) (3471) (3663) (3690)، ومسلم (2388) من طريق أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به. (¬2) أخرجه البخاري (2770) من طريق عمرو بن دينار به. والرجل السائل هو سعد بن عبادة، كما في رواية يعلى عن عكرمة عند البخاري أيضاً (2756) (2762). (¬3) تحرف في الأصل إلى: عمر. (¬4) أخرجه أحمد (4/ 297)، وأبو يعلى (1654)، والدارقطني في «علله» (8/ 241) من طريق شريك به. واختلف فيه على الحسن بن الحكم كما بين الإمام الدارقطني في «علله».

قَنتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شهراً بعدَ الرُّكوعِ يَدعو على رِعْلٍ وذَكوانَ وعُصَيَّةَ الذينَ عَصوا اللهَ ورسولَهُ (¬1). 50 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن عَمرو بنِ حُريثٍ، عن سعيدِ بنِ زيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الكمأةُ مِن المَنِّ، وماؤُها شِفاءٌ للعينِ» (¬2). 51 - حدثنا الحسينُ بنُ السَّمَيْدَعِ الأَنطاكيُّ: حدثنا سفيانُ بن بِشْر: حدثنا شريكٌ، عن مسعرٍ، عن موسى بنِ عبدِ اللهِ بنِ يزيدَ، عن عائشةَ قالتْ: كانَ يُنبذُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إذا اشتَدَّ أَخذتُ قَبضَتينِ زَبيباً فأَلقيتُ فيه (¬3). 52 - / حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا أبو اليمانِ: أخبرني شعيبٌ، عن الزُّهريِّ: أخبرني أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّ عائشةَ قالتْ: سُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن البِتْعِ، وهو نَبيذُ العسلِ، كانَ أهلُ اليمنِ يَشربونَه، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كلُّ شرابٍ أسكَرَ فهو حَرامٌ» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1003) (4094)، ومسلم (677) (299) من طريق سليمان التيمي به. وله عن أنس طرق يأتي بعضها (197) (198). (¬2) أخرجه البخاري (4478) (4639) (5708)، ومسلم (2049) من طريق عمرو بن حريث به. (¬3) أخرجه أبو الشيخ في «أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم» (654)، وفي «ذكر الأقران» (186)، والبيهقي (8/ 300) من طريق شريك به وزادوا: يلتقط حموضته. وفي إسناد أبي الشيخ: عن مسعر، عن يزيد الفقير أو موسى بن عبد الله، عن عائشة. وقارن براوية أبي داود في «سننه» (3707) عن مسعر. (¬4) أخرجه البخاري (242) (5585) (5586)، ومسلم (2001) من طريق الزهري به.

53 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا أبو اليمانِ: أخبرني شُعيبٌ، عن الزُّهريِّ: أخبرني عُبيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: قامَ أَعرابيٌّ فبالَ في المسجدِ، فتَناوَلَه الناسُ، فقالَ لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعوهُ، وأَهريقوا على بولِهِ سَجْلاً مِن ماءٍ، أو ذَنوباً مِن ماءٍ، فإنَّما بُعثتُم مُيسِّرينَ ولم تُبعَثوا مُعسِّرينَ» (¬1). 54 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ السَّامي: حدثنا خالدُ بنُ هَيَّاجٍ، عن الهيَّاجِ، عن هشامٍ الدَّستوائيِّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي سلَّامٍ، عن الحكمِ بنِ مِيناءَ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ وابنَ عباسٍ حدَّثا، أنَّهما سمِعا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ على أَعوادِ المنبرِ: «ليَنتهينَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمعاتِ أو ليُختمَنَّ على قُلوبِهم وليُكتَبنَّ مِن الغافِلينَ» (¬2). 55 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ الهمَذانيُّ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ: حدثنا الربيعُ، عن يزيدَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للشيطانِ لَعوقاً ونَشوقاً وكُحلاً، فلَعوقُه الكذبُ، ونَشوقُه الغضبُ، وكُحلُه النُّعاسُ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (220) (6128) من طريق أبي اليمان به. (¬2) أخرجه النسائي (1370)، وابن ماجه (794)، وأحمد (1/ 239، 254، 335، 2/ 84)، وابن حبان (2785) من طريق يحيى بن أبي كثير، على اختلاف في إسناده ينظر بيانه في «علل الدارقطني» (3032). وهو عند مسلم (865) من طريق أبي سلام، عن الحكم، عن ابن عمر وأبي هريرة. (¬3) أخرجه ابن عدي في «الكامل» (3/ 133، 5/ 49)، وأبو نعيم في «الحلية» (6/ 309)، والبيهقي في «الشعب» (4478)، وقوام السنة في «الترغيب والترهيب» (2345) من طريق يزيد الرقاشي به. وقال الألباني في «الضعيفة» (1501): ضعيف جداً.

56 - حدثنا سليمانُ بنُ الفضلِ بنِ جبريلَ: حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن زاذانَ، عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن حجَّ مِن مكةَ ماشياً حتى يَرجعَ إليها كَتبَ اللهُ عزَّ وجلَّ له بكلِّ خُطوةٍ سبعَمئةِ حسنةٍ مِن حَسناتِ الحرمِ». فقالَ بعضُهم لابنِ عباسٍ: وما حَسناتُ الحرمِ؟ قالَ: كلُّ حسنةٍ بمئةِ ألفِ حسنةٍ (¬1). 57 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا أبو اليمانِ: أخبرني شعيبٌ، عن الزُّهريِّ: أخبرني أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَأتي الشيطانُ أَحدَكم في صلاتِهِ فيُلبسُ عليه / حتى لا يَدري كَم صَلَّى، فإذا وَجَدَ أَحدُكم ذلكَ فليَسجد سَجدَتينِ وهو جالسٌ» (¬2). فعَلِمْنا أنَّهما قبلَ التَّسليمِ لسجودِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ سجدَ في الجلوسِ قبلَ أَن يُسِلِّمَ. ¬

_ (¬1) ذكره الألباني في «الضعيفة» (1/ 710) من هذا الموضع وقال: وهذا سند واه. وأخرجه ابن خزيمة (2791)، والطبراني في «الكبير» (12606)، و «الأوسط» (2675)، والبزار (4745)، والحاكم (1/ 461)، والبيهقي (10/ 78) من طريق عيسى بن سوادة، عن إسماعيل بن أبي خالد به. وقال الألباني: ضعيف جداً. وانظر رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس في «المطالب» (1135)، و «الضعيفة» (496). (¬2) إلى هنا عند البخاري (1232)، ومسلم (ص 398) من طريق الزهري.

58 - وعن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكلِّ نَبيٌّ دَعوةٌ، فأُريدُ إِن شاءَ اللهُ أَن أَختَبئَ دَعوَتي شَفاعةً لأُمَّتي يومَ القيامةِ» (¬1). 59 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن حبيبٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لبَّى حتى رَمى جَمرةَ العَقبةِ (¬2). 60 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عصامُ بنُ قدامةَ الهذليُّ: حدثني مالكُ بنُ نُميرٍ الخزاعيُّ مِن أهلِ البصرةِ، أنَّ أباهُ حدَّثه، أنَّه رَأى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قاعداً في الصلاةِ واضِعاً ذِراعَه اليُمنى على فخذِهِ اليُمنى، رافِعاً إصبَعَه السَّبابةَ، قَد حَناها شيئاً وهو يَدعو (¬3). 61 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا أبو جَنابٍ قالَ: سمعتُ عونَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: سألتُ الأسودَ بنَ يزيدَ: هَل كانَ ابنُ مسعودٍ يُفضلُ عَملاً على عملٍ؟ فقالَ: نَعم، سألتُ ابنَ مسعودٍ كما [سألتَني] (¬4) فقالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7474)، ومسلم (198) من طريق الزهري به. وله عن أبي هريرة طرق يطول المقام بتتبعها. (¬2) أخرجه النسائي (3056)، وابن ماجه (3039)، وأحمد (1/ 344) من طريق سعيد بن جبير به. ويأتي (122). وللحديث طرق وروايات يطول المقام بتتبعها. (¬3) أخرجه أبو داود (991)، والنسائي (1271) (1274)، وابن ماجه (911)، وأحمد (3/ 471)، وابن خزيمة (715) (716)، وابن حبان (1946) من طريق عصام بن قدامة به. وضعفه الألباني. (¬4) ساقطة من الأصل.

سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَما سألتَني عنه فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أَحبُّها إلى اللهِ وأَقربُها مِن اللهِ؟ قالَ: «الصلاةُ لِوقتِها» قالَ (¬1): ثم ماذا على إِثرِ ذلكَ؟ قالَ: «برُّ الوَالدَينِ» قالَ: قُلتُ: ما على إِثرِ ذلكَ؟ قالَ: «الجهادُ في سبيلِ اللهِ». ولو استَزدتُّه لزادَني. قلتُ: أيُّ الأعمالِ أَبغضُها إلى اللهِ وأَبعدُها مِن اللهِ؟ قالَ: «أَن تَجعلَ للهِ نِداً وهو خَلقَكَ، وأَن تَقتلَ ولدَكَ (¬2) أَن يأكُلَ معكَ، وأَن تُزانيَ حليلةَ جارِكَ» ثم قرأَ: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (¬3). 62 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا محمدُ بنُ راشدٍ: حدثنا أبو داودَ الطيالسيُّ: أخبرنا مباركُ بنُ فَضالةَ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ أبي بكرِ / بنِ أنسٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أَخرِجوا مِن النارِ مَن ذَكرَني يوماً أو خافَني في مَقامٍ» (¬4). ¬

_ (¬1) عليها في الأصل علامة تضبيب، ومقتضى السياق: (قلت) أو (قال: قلت). (¬2) عليها في الأصل علامة تضبيب، وعند الطبراني: خشية أن يأكل معك. (¬3) أخرجه الطبراني (9819) عن علي بن عبد العزيز به. وانظر الاختلاف فيه على عون بن عبد الله في «علل الدارقطني» (684). وطرفه الأول يأتي تخريجه (470). وطرفه الثاني أخرجه البخاري (4477) وأطرافه، ومسلم (86) من طريق عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود. (¬4) أخرجه الترمذي (2594)، والحاكم (1/ 70)، والبيهقي في «الشعب» (726) من طريق أبي داود الطيالسي به. وضعفه الألباني. ويأتي (267).

63 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا عُبيدُ بنُ إسحاقَ: حدثنا مندلُ بنُ عليٍّ، عن إسماعيلَ بنِ مسلمٍ، عن الحسنِ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قُتلَ دونَ مالِهِ فهو شَهيدٌ» (¬1). 64 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا عُبيدُ بنُ إسحاقَ: حدثنا مندلُ بنُ عليٍّ، عن إسماعيلَ بنِ مسلمٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلَه. 65 - حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدَّارميُّ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا هشامٌ الدَّستوائيُّ وهمامٌ وأبانُ قَالوا: حدثنا قتادةُ، عن سعيدٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «العائدُ في هبتِهِ كالعائِدِ في قَيئِهِ» (¬2). قالَ قتادةُ: ولا نَعلمُ القيءَ إلا حَراماً. 66 - حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ المصريُّ: حدثني بكرُ بنُ مُضرَ، عن عَمرو بنِ الحارثِ، عن بُكيرٍ، أنَّه سمعَ سعيدَ بنَ المسيبِ يقولُ: سمعتُ ابنَ عباسٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَثلُ الذي يَتصدَّقُ ثم يَعودُ في صدقتِهِ كالذي يَقيءُ ثم يأكُلُ قَيأَهُ» (¬3). 67 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ العباسِ السَّامي: حدثنا خالدُ بنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (9/ 141) من طريق عبيد بن إسحاق، عن قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن مسلم به. وإسناده ضعيف جداً. وأخرجه ابن ماجه (2581) من وجه آخر عن ابن عمر بنحوه. وانظر ما بعده. (¬2) أخرجه البخاري (2621)، ومسلم (1622) (7) من طريق قتادة به. وانظر ما بعده. (¬3) أخرجه مسلم (1622) (6) من طريق عمرو بن الحارث به. وانظر ما قبله.

هيَّاجٍ، عن أبيه، عن روحِ بنِ القاسمِ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ قالَ: قالَ ابنُ عباسٍ: أُريكم كيفَ كانَ وُضوءُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَخذَ ماءً بيدِهِ فمَضمضَ واستَنشقَ مرةً واحدةً، ثم أخذَ الماءَ بيدِه فضمَّ إليها يدَهُ الأُخرى فغَسلَ وجهَهَ، ثم غسلَ إِحدى ذِراعَيه، ثم فعلَ مثلَ ذلكَ بالأُخرى، ثم مَسحَ برأسِهِ وأُذنيهِ، ثم أَخذَ بيدِهِ ماءً فنَضَحه على قَدميهِ وعَليهما النَّعلانِ، فمَسحَهما بيدِه مِن ظهرِ القدمِ إلى العَقبِ ثم إلى أَطرافِ الأَصابعِ (¬1). 68 - حدثنا أحمدُ بنُ داودَ السِّمنانيُّ: حدثنا عَمرو بنُ هشامٍ: حدثنا أبو مروانَ عبدُ الملكِ بنُ عبدِ العزيزِ الماجِشونُ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، أنَّ رجلاً مِن الأنصارِ جاءَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: إنَّ أُمي افتُلتتْ نَفسُها ولم تُوصِ، أفأَتصدَّقُ عَنها؟ قالَ: «نَعم» (¬2). 69 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ / عبدِ العزيزِ بنِ أبي رَوَّادٍ: حدثني أبي، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في نَعليهِ (¬3). ¬

_ (¬1) للحديث طرق وروايات عن زيد بن أسلم، من أقربها إلى رواية المصنف رواية أبي داود (137). وانظر تخريج بقيتها في «مسند الإمام أحمد» 1/ 268 (2416). (¬2) أخرجه البخاري (1388) (2760)، ومسلم (1004) (3/ 1254) من طريق هشام بن عروة به. (¬3) أخرجه الدينوري في «المجالسة» (3169) من طريق عبد العزيز بن أبي رواد بهذا الإسناد، والطبراني في «الأوسط» (6861) من طريق ابن جريج، عن نافع وعطاء، عن ابن عمر به.

70 - وعن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «حُفوا شَوارِبَكم وأَعفوا لِحاكم» (¬1). 71 - حدثنا خلادُ بنُ محمدِ بنِ هانئٍ الأسديُّ بمكةَ: حدثني أبي: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الرحمنِ القرشيُّ البالسيُّ: حدثنا خُصيفٌ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَضحكُ إلى رَجلينِ قتلَ أَحدُهما الآخَرَ كِلاهما يَدخلُ الجنةَ، القاتلُ والمقتولُ في سبيلِ اللهِ يَقتلُه الكافرُ فيُستشهدُ، ثم يَتوبُ اللهُ عزَّ وجلَّ على الكافرِ فيُسْلِمُ، ثم يقاتِلُ في سبيلِ اللهِ فيُستشهدُ أيضاً». 72 - وقالَ: «المجاهدُ في سبيلِ اللهِ كمثلِ الصائمِ القانِتِ الذي لا يَفترُ مِن صيامٍ ولا صلاةٍ حتى يَرجعَ». 73 - قالَ: وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالذي نَفسُ محمدٍ بيدِهِ، لوَددتُّ أنِّي أُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ فأُقتَلُ، ثم أُحيا ثم أُقاتِلُ فأُقتَلُ، ثم أُحيا فأُقاتِلُ فأُقتَلُ». وكانَ أبو هريرةَ يقولُ: أُشهدُ اللهَ عَليها. 74 - قالَ أبو هريرةَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكفَّلَ اللهُ عزَّ وجلَّ لِمَن خرجَ مِن بيتِهِ مُجاهداً في سبيلِهِ لا يُخرِجُه مِن بيتِه إلا الجهادُ في سبيلِه وتَصديقُ كلمتِهِ أَن يُدخِلَه الجنةَ، أو يَردَّه إلى بيتِهِ الذي خَرجَ مِنه مَع ما أصابَ مِن أَجرٍ أو غَنيمةٍ». ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5892) (5893)، ومسلم (259) من طريق نافع به. ويأتي (115).

75 - قالَ: ثم قالَ: «وَالذي نَفسي بيدِهِ، لولا أَن أَشقَّ على أُمَّتي ما قَعدتُّ خلفَ سريةٍ تَغزو في سبيلِ اللهِ أبداً، ولكنْ لا أَجدُ سَعةً فأَحملُهم، ولا يَجدونَ سَعةً فيَتبعوني، ولا تَطيبُ أنفُسهم أَن يَقعدوا بَعدي» (¬1). 76 - حدثنا الحسينُ بنُ السَّمَيْدَعِ بمكةَ: حدثنا خطابٌ أبو عمرَ: حدثنا وكيعٌ وزيدُ بنُ حُبابٍ وعبدُ العزيزِ بنُ أبانَ وقَبيصةُ قالوا: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن الحجاجِ، عن مكحولٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن طلبَ الدُّنيا حَلالاً استِعفافاً عن المسألةِ، وسَعياً على أهلِهِ، وتَعطُّفاً على جارِهِ بعثَه اللهُ عزَّ وجلَّ ووجهُهُ مثلُ القمرِ ليلةَ البدرِ، ومَن طلبَ الدُّنياً حَلالاً مُكاثِراً مُفاخِراً مُرائياً لقيَ اللهَ وهو عليه غَضبانُ» (¬2). 77 - / حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا هشامُ بنُ سعدٍ المدنيُّ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جداً كما تقدم (6). وهذا الحديث لم أظفر به مجموعاً بهذا السياق من هذا الوجه. وكل فقراته في «الصحيحين» من طرق عن أبي هريرة. انظر «المسند الجامع» (14566) وما بعده. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (22186)، وعبد بن حميد (1431)، وأبو يعلى (المطالب- 3284)، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 110، 8/ 215)، والبيهقي في «الشعب» (9889) (9890) من طرق عن سفيان الثوري به. وفي رواية للبيهقي: عن الحجاج عن رجل عن أبي هريرة، وعند ابن أبي شيبة: عن الحجاج عن رجل عن مكحول عن أبي هريرة. وقال الحافظ: هذا منقطع بين مكحول وأبي هريرة رضي الله عنه. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1032).

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا عَرفَ الصبيُّ يمينَه مِن شمالِهِ فأْمُروهُ بالصلاةِ» (¬1). 78 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن زيدٍ العَمِّيِّ، عن معاويةَ بنِ قرةَ، عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدعاءُ لا يُردُّ بينَ الأذانِ والإقامةِ» (¬2). 79 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا السَّريُّ بنُ عبدِ السلامِ المُراديُّ: حدثنا سلامُ بنُ أبي الصهباءِ: حدثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه (¬3). 80 - أخبرنا يوسفُ بنُ يعقوبَ: حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ: حدثنا حسانُ بنُ سِياهٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، ¬

_ (¬1) عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد له أحاديث مناكير. ومن طريقه أخرجه ابن الأعرابي في «معجمه» (323). واختلف فيه على هشام بن سعد، انظر «سنن أبي داود» (497)، و «الإتحاف» (859)، و «الطيوريات» (421). (¬2) أخرجه أبو داود (521)، والترمذي (212) (3594) (3595)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (68) (69)، وأحمد (3/ 119)، وابن أبي شيبة (29244)، وعبد الرزاق (1909)، وأبو يعلى (4147)، والبيهقي (1/ 410) من طرق عن سفيان الثوري، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. قلت: زيد بن الحواري العمي ضعيف. ويرويه عن أنس بُريد بن أبي مريم، وهو ثقة. أخرجه النسائي (67)، وأحمد (3/ 155، 225، 254)، وابن أبي شيبة (29247)، وأبو يعلى (3679) (3680)، وصححه ابن خزيمة (425) (426) (427)، وابن حبان (1696). وانظر ما بعده. (¬3) سلام بن أبي الصهباء قال البخاري: منكر الحديث. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الدعاء» (487)، وابن عدي في «الكامل» (3/ 305). وانظر ما قبله.

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «طلبُ العلمِ فَريضةٌ على كُلِّ مسلمٍ» (¬1). 81 - حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ القُسْطانيُّ حِفظاً: حدثنا هدبةُ بنُ خالدٍ: حدثنا همامٌ: حدثنا قتادةُ، عن أنسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لو تَعلمونَ ما أَعلمُ لَضحتُكم قَليلاً، ولَبكيتُم كثيراً» (¬2). 82 - حدثنا محمدٌ: حدثنا محمدُ بنُ مهرانَ أبو جعفرٍ: حدثنا حاتمُ بنُ إسماعيلَ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلَه (¬3). 83 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى الهرويُّ: حدثنا محمدُ بنُ عكاشةَ البكاءُ: حدثنا النضرُ بنُ شُميلٍ: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي المُخارقِ، عن البراءِ بنِ عازبٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ليُعذبُ العبدَ على أكلِهِ الطينَ لِما ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في «الكامل» (3/ 257)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (15) (16) (17) (18)، وقاضي المارستان في «مشيخته» (126) من طريق ثابت البناني به. ويأتي (193). وله عن أنس طرق عند ابن ماجه أحدها (224). وانظر «جامع بيان العلم» (15) إلى (30). و «تخريج مشكلة الفقر» للألباني (86) حيث صححه بمجموع طرقه وشواهده. (¬2) أخرجه ابن ماجه (4191)، وأحمد (3/ 193، 210، 251، 268)، وابن حبان (5792) من طريق قتادة به. وأخرجه البخاري (4621) (6486)، ومسلم (2359) من وجه آخر عن أنس به. (¬3) هو طرف من حديث طويل في صلاة الكسوف أخرجه البخاري (1044) (5221) (6631)، ومسلم (901) من طريق هشام بن عروة به.

(غيَّرَ مِن؟) جِسمِهِ» (¬1). 84 - حدثنا عليٌّ: حدثنا محمدُ بنُ عكاشةَ: حدثنا محمدُ بنُ الحسنِ الحمصيُّ، عن محمدِ بنِ سلمةَ الحرَّانيِّ، عن خُصيفٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَقسمَ ربُّكم عزَّ وجلَّ ليُعذِّبنَّ آكِلَ الطينِ كعذابِ شاربِ الخمرِ». 85 - حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ: حدثنا سليمانُ بنُ عبدِ الرحمنِ الدمشقيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مروانَ ثقةٌ دمشقيٌّ، عن ابنِ جُريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن انهَمَكَ في أكلِ الطينِ فقد أَعانَ على نفسِهِ» (¬2). 86 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا محمدُ بنُ عكاشةَ البكاءُ: حدثنا محمدُ بنُ الحسنِ، عن خالدٍ، عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ / صلى الله عليه وسلم: «مَن أَكلَ الطينَ فَقد أَعانَ على نفسِهِ» (¬3). ¬

_ (¬1) ذكره والذي بعده ابن الجوزي في «الموضوعات» (3/ 188) وقال: وأما محمد بن عكاشة فقال الدارقطني: يضع الحديث. (¬2) أخرجه البيهقي (10/ 11)، وابن عساكر (33/ 41 - 42) من طريق المصنف. وقال البيهقي: عبد الله بن مروان مجهول. وقال الألباني في «الضعيفة» (4560) وقد ذكر طرق الحديث وشواهده: موضوع. (¬3) محمد بن عكاشة قال الدارقطني: يضع الحديث. وأخرجه إسحاق بن راهويه (368)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 307)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/ 34)، والبيهقي (10/ 11 - 12)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (1405) (1406) من طريق عبد الملك بن مهران، عن سهيل بن أبي صالح به. وعبد الملك بن مهران مجهول. وانظر «الضعيفة» (4560).

87 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا أبو اليَمانِ: حدثنا صفوانُ بنُ عَمرو، عن عبدِ الرحمنِ بنِ جُبيرِ بنِ نُفيرٍ، عن أبيه، عن عوفِ بنِ مالكٍ قالَ (¬1): كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَتاهُ فيءٌ قسَمَه مِن يومِه، فأَعطى الآهِلَ حظَّينِ، وأَعطى العَزَبَ حظَّاً واحِداً (¬2). 88 - حدثنا عليُّ بنُ محمدٍ: حدثنا صالحُ بنُ دينارٍ: حدثنا المُعافَى بنُ عمرانَ، عن صفوانَ بنِ عَمرو، عن عبدِ الرحمنِ بنِ جُبيرِ بنِ نُفيرٍ، عن أبيه، عن عوفٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلَه. 89 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ السَّامي: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ مُحرَّرٍ، عن عطاءٍ، عن عائشةَ قالتْ: ¬

_ (¬1) في الهامش: قال (شيخنا الحافظ؟): قابلت نسختي هذه بالأصل الذي نقلت منه سماعي، وكان قد دخل كائنة من هذا الحديث في الحديث الذي بعده. . . من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأظن أني قرأت منه، فإن كنت قرأت من غيره فهذا القدر لنا سماع وإلا فإجازة صحيحة، وأكثر ظني أني قرأت من نسخة أخرى وهذا الأصل كان حاضراً، إلا أني لم أجده عندي مثبتاً في .. .. . (¬2) أخرجه أبو داود (2953)، وأحمد (6/ 25، 29)، وابن حبان (4816)، والحاكم (2/ 140 - 141)، والبيهقي (6/ 346) من طريق صفوان بن عمرو به، وعند بعضهم قصة. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر ما بعده.

كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتوضَّأُ بمُدٍّ، ويَغتسلُ بصاعٍ (¬1). 90 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ، عن أبيه هيَّاجٍ، عن الحسنِ بنِ دينارٍ، عن أيوبَ، عن رجلٍ، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ، أنَّ أُمَّ سلمةَ قالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي امرأةٌ أشدُّ ضَفْرَ رَأسي، أَفأَنقُضُه إذا اغتَسلتُ؟ فقالَ: «لا، إنَّما يكفيكِ أَن تُفْرغي على رأسِكِ ثلاثَ إفراغاتٍ، ثم تَغسَّلي فَتَطْهُري» (¬2). 91 - حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الحربيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ الوليدِ: حدثنا خالدُ بنُ يزيدَ: حدثنا عمرُ بنُ صُهبانَ، عن عُمارةَ بنِ غَزيَّةَ، عن يحيى بنِ عُمارةَ، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن كانَ يُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يُدخِلْ حَليلتَهُ الحمَّامَ، ولا يَدخُل الحمَّامَ إلا بمِئزرٍ، ولا يَجلسْ على مائدةٍ يُشرَبُ عليها الخمرُ» (¬3). 92 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 133) من طريق عطاء بن أبي رباح به. وأخرجه أبو داود (92)، والنسائي (346) (347)، وابن ماجه (268)، وأحمد (6/ 121، 218، 234، 238، 249، 280) من طريقين عن عائشة به. (¬2) الحسن بن دينار متهم. وظاهره هنا الإرسال. ووصله مسلم (330) من طريق أيوب بن موسى، عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة به. (¬3) إسناده ضعيف جداً لحال عمر بن صهبان والراوي عنه خالد بن يزيد العدوي المكي. وأخرجه البزار (زوائده - 318)، والطبراني في «الأوسط» (7320) بإسناد آخر ضعيف عن أبي سعيد الخدري دون شقه الأخير.

إسحاقَ، عن البراءِ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قَفَلَ مِن سفرٍ قالَ: «آيبونَ تائبونَ لِربِّنا حامِدونَ» (¬1). 93 - وعن أبي إسحاقَ، عن نُميرِ بنِ عَرِيبٍ، عن عامرِ بنِ مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الصومُ في الشتاءِ الغَنيمةُ الباردةُ» (¬2). 94 - وعن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بنِ يزيدَ: حدثني البراءُ - قالَ: وكانَ غيرَ كَذوبٍ - قالَ: كُنا إذا صلَّينا خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يَحْنِ أَحدٌ مِنا ظَهرَه حتى يَضعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبهتَهُ (¬3). 95 - وعن أبي إسحاقَ، عن مسلمِ بنِ نُذيرٍ، / عن حذيفةَ قالَ: أَخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعَضلةِ ساقي أو ساقِهِ فقالَ: «هذا مَوضعُ الإزارِ، ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (549)، وأحمد (4/ 300)، وابن حبان (2712) من طريق أبي إسحاق به. وأخرجه الترمذي (3440)، والنسائي (550)، وأحمد (4/ 281، 289، 298، 300)، وابن حبان (2711) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن الربيع بن البراء، عن البراء به. وقال الترمذي: حسن صحيح .. ورواية شعبة أصح. (¬2) أخرجه الترمذي (797)، وأحمد (4/ 335)، وابن خزيمة (2145)، والبيهقي (4/ 296 - 297) من طريق أبي إسحاق به. وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وضعفه الألباني. (¬3) أخرجه البخاري (690) (747)، ومسلم (474) من طريق أبي إسحاق بنحوه. ويأتي (341).

فإِن أَبيتَ فأَسفلَ مِن ذلكَ، فإِن أَبيتَ فأَسفلَ مِن ذلكَ، فإِن أَبيتَ فلا حقَّ للإزارِ في الكَعبينِ» (¬1). 96 - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ الهمَذانيُّ: حدثنا هشامُ بنُ عُبيدِ اللهِ: حدثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، عن العلاءِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «جُزُّوا الشوارِبَ، وأَعفُوا الِّلحى، وخالِفوا المَجوسَ» (¬2). 97 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا العُمريُّ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ إلى البَقيعِ فساوَمَ بطعامٍ فسُعِّرَ له، ثم ساوَمَ بطعامٍ دونَ ذلكَ فسُعِّرَ له بأقلَّ مِن الأولِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الجالبُ مَرزوقٌ، والمُحتكِرُ مَلعونٌ» (¬3). 98 - حدثنا الفضلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: حدثنا مالكُ بنُ سليمانَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طهمانَ، عن أبانَ، عن يزيدَ الرَّقاشيِّ، عن أنسٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1783)، والنسائي (5329)، وابن ماجه (3572)، وأحمد (5/ 382، 396، 398، 400)، وابن حبان (5445) (5449) من طريق أبي إسحاق بهذا الإسناد. واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (996). (¬2) أخرجه مسلم (260) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بنحوه. (¬3) عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد له أحاديث مناكير. والعمري إن كان عبد الله فضعيف، وإن كان عبيدالله فثقة. والحديث فلم أظفر به في غير هذا الموضع.

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّما الشَّفاعةُ لأهلِ الكبائرِ» (¬1). 99 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ بن أبي رَوَّادٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طهمانَ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما أَنعمَ اللهُ عزَّ وجلَّ على عبدٍ نِعمةً ثم قالَ: الحمدُ للهِ، إلا كانَ الحمدُ أَفضلَ مِنها» (¬2). 100 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ السَّامي: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ، عن أبيه، عن ليثٍ، عن عثمانَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أَتاني جبريلُ وفي كفِّه كالمِرآةِ البيضاءِ فيها كالنُّكتةِ السوداءِ، فقُلتُ: ما هذِه؟ قالَ: الجمعةُ». الحديثَ بطولِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4105) (4115)، والطبراني في «الأوسط» (1101)، والآجري في «الشريعة» (ص 338، 339) من طريق يزيد الرقاشي به. وأخرجه أبو داود (4739)، والترمذي (2435)، وأحمد (3/ 213)، والطيالسي (2026)، والطبراني في «الكبير» (749)، و «الصغير» (448)، وأبو يعلى (4304)، وابن حبان (6468)، والآجري (ص 338)، والحاكم (1/ 140) من طرق عن أنس به. (¬2) أخرجه البيهقي في «الشعب» (4092) من طريق المصنف، عن علي بن مشكان، عن عبد الله بن أبي رواد به. وتقدم أن ابن أبي رواد هذا يروي مناكير. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (5517)، والبزار (زوائده - 3519)، وإبراهيم بن طهمان في «مشيخته» (112)، وقوام السنة في «الترغيب والترهيب» (893) من طريق عثمان بن عمير بتمامه، إلا إبراهيم بن طهمان فمثل رواية المصنف. وعثمان بن عمير أبو اليقظان ضعيف. وله عن أنس طرق، انظر «المطالب» (673)، و «الصحيحة» (1933)، و «الإيماء إلى زوائد الأجزاء» (183) وما بعده.

101 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا الحارثُ بنُ عبدِ اللهِ الخازنُ: حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ بنِ عَطيةَ، عن أبيه، عن الضحاكِ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنا السَّابقُ، وأبو بكرٍ المُصَلِّي، وعمرُ الثالثُ، ثم الناسُ على السباقِ» (¬1). 102 - حدثنا أحمدُ بنُ داودَ السِّمنانيُّ: حدثنا مُعلَّى يَعني ابنَ مَهديٍّ: حدثنا عبدُ الوارثِ، عن أيوبَ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَحيا أَرضاً مَيتةً / فَله فيها أَجرٌ، وَما أَكلَت العَوافي - يَعني: الطيرَ - فَهو له صدقةٌ» (¬2). 103 - حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يحيى بنِ الحارثِ القاضي الهمَذانيُّ: حدثنا يحيى بنُ سليمانَ بنِ نَضلةَ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن يحيى بنِ سعيدٍ قالَ: بلَغَني عن معاذِ بنِ جبلٍ أنَّه قالَ: آخِرُ ما عَهدَ إليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ وَضعتُ رِجلي في الغَرْزِ أنْ قالَ لي: ¬

_ (¬1) الضحاك بن مزاحم قال أبو زرعة وغيره لم يسمع من ابن عباس. ومحمد بن الفضل بن عطية كذبوه. وتابعه من هو مثله في الضعف أصرم بن حوشب، فرواه عن قرة بن خالد، عن الضحاك بزيادة في أوله. أخرجه الطبراني في «الكبير» (12645)، و «الأوسط» (605) (4410) (7887)، وابن عدي (1/ 404). (¬2) أخرجه ابن بشران في «أماليه» (1379) من طريق معلى بن مهدي به. وقد اختلف فيه على هشام بن عروة على وجوه ذكرها ابن عبد البر في «التمهيد» (22/ 280)، وانظر تخريجها في «مسند أحمد» 3/ 304 (14271). وأخرجه أحمد (3/ 356)، وأبو يعلى (1805)، وابن حبان (5204) من طريق أبي الزبير، عن جابر به.

«أحسِن خُلُقَكَ للناسِ معاذَ بنَ جبلٍ» (¬1). 104 - حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الحربيُّ: حدثنا محمدُ بنُ أبي الخصيبِ الأَنطاكيُّ: حدثنا ابنُ لَهيعةَ، عن أبي الأسودِ، عن عروةَ، أنَّ عائشةَ سألَت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الحمَّامِ، فقالَ: «سَتكونُ حمَّاماتٌ، فلا خيرَ فيها للنساءِ» قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّها تَدخلُ بإزارٍ؟ قالَ: «وإنْ دَخلتْ بإزارٍ ودِرعٍ وخِمارٍ، ما مِن امرأةٍ تَضعُ خِمارَها في غيرِ بيتِها أو بيتِ أحدِ أُمَّهاتِها إلا هَتكَت السِّترَ بينَها وبينَ ربِّها عزَّ وجلَّ» (¬2). 105 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ، عن أبي مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قرأَ بالآيَتينِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ في ليلةٍ كفَتاهُ» (¬3). 106 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ، عن همامٍ قالَ: كُنا جُلوساً مع حذيفةَ فقيلَ له: إنَّ رَجلاً ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد (3/ 585)، والبيهقي في «الشعب» (7666) من طريق مالك به. وهو منقطع. وهو في «الموطأ» (2/ 902) عن مالك أنه بلغه أن معاذ بن جبل قال .. . وانظر (121). (¬2) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3286) من طريق ابن لهيعة به. وقال في «المجمع» (1/ 278): وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. ويأتي طرفه الأخير (107). (¬3) أخرجه البخاري (5008) (5009)، ومسلم (807) (808) من طريق إبراهيم النخعي بهذا الإسناد. وانظر «علل الدارقطني» (1049).

يَرفعُ الحديثَ إلى عثمانَ، فقالَ حذيفةُ يُسْمِعُهُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: «لا يَدخلُ الجنةَ قَتَّاتٌ» (¬1). 107 - حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الحربيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: حدثنا عمرانُ بنُ عُيينةَ، عن حُصينٍ، عن مجاهدٍ قالَ: دَخلَ على عائشةَ رضي اللهُ عنها نساءٌ مِن أهلِ حمصَ، فقالتْ: لعلَّكن مِن الكُورةِ التي يَدخلُ نِساؤُهم الحمَّاماتِ؟ سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: «ما مِن امرأةٍ تَخلعُ ثيابَها في غيرِ بيتِها إلا هَتكَت السِّترَ ما بينَها وبينَ اللهِ عزَّ وجلَّ» (¬2). 108 - حدثنا الفضلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: حدثنا مالكُ بنُ سليمانَ، عن إبراهيمَ بنِ طَهمانَ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يُخرَجُ ناسٌ مِن النارِ قَد احتَرقوا حتى كَانوا / كالحُمَمِ، فيُلقَونَ على أَبوابِ الجنةِ، فيَرشُّ عليهم أهلُ الجنةِ مِن الماءِ، فيَنبتونَ كما يَنبتُ الغُثاءُ في حَميلِ السَّيلِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6056)، ومسلم (105) من طريق إبراهيم النخعي به. ويأتي (584). وأخرجه مسلم (105) (168) من طريق أبي وائل، عن حذيفة به. (¬2) لم أقف عليه بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4010)، والترمذي (2803)، وابن ماجه (3750)، وأحمد (6/ 41، 173، 198، 267)، وأبو يعلى (4390) (4680)، والحاكم (4/ 288، 289)، والبيهقي (7/ 308) من طرق عن عائشة به. وتقدم مطولاً (104). (¬3) أخرجه الترمذي (2597)، وأحمد (3/ 391) من طريق الأعمش بنحوه. وله عن جابر طرق وروايات أخرى، انظر «المسند الجامع» (3061) وما بعده.

109 - حدثنا أحمدُ بنُ نَجدةَ الهرويُّ: حدثنا خلفُ بنُ هشامٍ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن عاصمِ بنِ أبي النَّجودِ، عن عطيةَ، أنَّ أبا سعيدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أهلَ الجنةَ ليَتراءَونَ أهلَ عِلِّيينَ كما يَتراءَى أهلُ الدُّنيا الكوكبَ الدُّريَّ في أُفقِ السماءِ، وإنَّ أبا بكرٍ وعمرَ مِنهم وأَنعَما» (¬1). 110 - حدثنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا شعبةُ: حدثنا سعيدُ بنُ أبي بُردةَ، عن أبيه، عن جدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «على كُلِّ مسلمٍ صَدقةٌ» قَالوا: يا رسولَ اللهِ، فمَن لم يَجدْ؟ قالَ: «يَعملُ بيدِهِ فيَنفعُ ويَتصدقُ» قَالوا: فمَن لم يَجدْ؟ قالَ: «يُعينُ ذَا الحاجةِ المَلهوفَ» قَالوا: فمَن لم يَجدْ؟ قالَ: «يأمُرُ بالمعروفِ ويُمسكُ عن الشَرِّ، فإنَّها له صَدقةٌ» (¬2). 111 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن هلالِ بنِ يِسافٍ، عن سلمةَ بنِ قيسٍ قالَ: قالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا استَنشقتَ فانثُرْ، وإذا استَجمرتَ فأَوتِرْ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3987)، والترمذي (3658)، وابن ماجه (96)، وأحمد (3/ 27، 50، 61، 72، 93، 98)، وعبد بن حميد (887)، وأبو يعلى (1130) (1178) (1299) من طريق عطية العوفي به. وقال الترمذي: حسن صحيح. ويأتي (378). وأخرجه أحمد (3/ 26، 61)، وأبو يعلى (1278) من وجه آخر عن أبي سعيد به. (¬2) أخرجه أبو المنجَّا ابن اللتي في «مشيخته» (ص 504) من طريق المصنف. وأخرجه البخاري (1445) (6022)، ومسلم (1008) من طريق شعبة به. (¬3) أخرجه الترمذي (27)، وابن ماجه (406)، والنسائي (43) (89)، وأحمد (4/ 313، 339، 340)، وابن حبان (1436) من طريق منصور به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في «الصحيحة» (1305).

112 - وعن منصورٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُرةَ، عن ابنِ عمرَ قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن النذرِ، وقالَ: «إنَّه لا يَردُّ شيئاً، وإنَّما يُستَخرجُ به مِن الشَّحيحِ» (¬1). 113 - وعن منصورٍ، عن عُبيدِ بنِ نِسطاسٍ، عن أبي عُبيدةَ، عن عبدِ اللهِ قالَ: إذا اتبعَ أحدُكم جِنازةً فليَأخذْ بجوانِبِ السريرِ كلِّه فإنَّه مِن السُّنةِ، ثم ليَتطوَّعْ بعدُ أو ليَدعْ (¬2). 114 - حدثنا عليُّ بنُ مُشكانَ السَّاوي: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ أبي رَوَّادٍ، عن إبراهيمَ بنِ طَهمانَ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَدخلوا الماءَ إلا بمِئزرٍ، ولا الحمامَ إلا بمِئزرٍ» (¬3). 115 - حدثنا عليُّ بن مُشكانَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ، عن أبيه، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6608) (6693)، ومسلم (1639) من طريق منصور به. وأخرجه البخاري (6692)، ومسلم (1939) (3) من طريقين عن ابن عمر بنحوه. (¬2) أخرجه ابن ماجه (1478)، والطيالسي (332)، والبيهقي (4/ 19 - 20) من طريق منصور به. وقال البوصيري: هو منقطع، فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. وضعفه الألباني. (¬3) لم أقف عليه بهذا اللفظ. وأخرجه النسائي (401)، وأحمد (3/ 339)، والحاكم (4/ 288) من طريق أبي الزبير بلفظ: من كان يؤمن بالله واليوم فلايدخلن الحمام إلا بمئزر. وابن خزيمة (249)، والحاكم (1/ 162) من طريقه بلفظ: نهي أن يُدخل الماء إلا بمئزر.

عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: / «أَحفُوا الشَّواربَ، وأَعفُوا اللِّحى» (¬1). 116 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ السَّامي: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا الهيَّاجُ، عن هشامٍ الدَّستوائيِّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي سعيدٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا رأيتُم الجنازةَ فقُوموا، ومَن تَبعَها فلا يَقعدْ حتى تُوضَعَ» (¬2). 117 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ السَّامي: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا هيَّاجٌ، عن أبي حنيفةَ، عن علقمةَ بنِ مرثدٍ، عن سليمانَ بنِ بُريدةَ، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كنتُ نَهيتُكم عن زيارةِ القبورِ فزُوروها، فقَد أُذنَ لمحمدٍ في زيارةِ قبرِ أُمِّه، ولا تَقولوا هُجْراً» (¬3). 118 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا الهيَّاجُ، عن محمدِ بنِ أبي حفصةَ (¬4)، عن الزُّهريِّ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرةَ، ¬

_ (¬1) تقدم (70). (¬2) أخرجه البخاري (1310)، ومسلم (959) (77) من طريق هشام به. (¬3) أخرجه أبو نعيم في «مسند أبي حنيفة» (ص 146) من طريق أبي حنيفة به مطولاً. وللحديث طرق وروايات، انظر بعضها في «مسند أحمد» 5/ 355 (23003)، 359 (23038)، 361 (23052). وأصله عند مسلم (977) وَ (1977) من طريق علقمة بن مرثد. (¬4) في الأصل: حفص.

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَموتُ لمسلمٍ ثلاثةٌ مِن الولدِ فيَلجَ النارَ إلا تَحلَّةَ القَسمِ» (¬1). 119 - حدثنا مسعدةُ بنُ سعدٍ العطارُ: حدثنا أحمدُ بنُ أبي بكرٍ: حدثنا صالحُ بنُ قدامةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن نافعٍ قالَ: قالَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن يُسافَرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مَخافةَ أَن يَنالَه العدوُّ (¬2). 120 - حدثنا أحمدُ بنُ زَكريا بنِ عليِّ بنِ الحسنِ العابِديُّ بمكةَ: حدثنا الحسينُ بنُ الحسنِ المَروزيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: كلُّ الصلاةِ كُنا نَقرأُ فيها على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فما أَسْمَعَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُم، وما أَخفاهُ مِنا أَخفيناهُ مِنكم (¬3). 121 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن ميمونِ بنِ أبي شبيبٍ، عن أبي ذرٍّ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اتقِ اللهَ حيثُ ما كنتَ، وأَتبع السيئةَ الحسنةَ تَمحُها، وخالِق الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1251) (6656)، ومسلم (2632) من طريق الزهري به. (¬2) أخرجه البخاري (2990)، ومسلم (1869) من طريق نافع به. (¬3) أخرجه البخاري (772)، ومسلم (396) من طريق عطاء بن أبي رباح به. (¬4) أخرجه الترمذي (1987)، وأحمد (5/ 228، 236)، والطبراني 20/ (296) (297) (298) من طريق حبيب بن أبي ثابت به. وقيل فيه: عن حبيب، عن ميمون، عن معاذ. وقال الترمذي: والصحيح حديث أبي ذر. وانظر «علل الدارقطني» (987).

122 - وعن حبيبٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: لبَّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتَّى رَمى جمرةَ العقبةِ (¬1). 123 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن عاصمِ بنِ أبي النَّجودِ، عن مصعبِ بنِ سعدٍ، عن أبيه قالَ: سُئلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ / الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قالَ: «الأنبياءُ، ثم الأَمثلُ فالأَمثلُ، يُبتَلى الرجلُ على حَسْبِ دِينِهِ» (¬2). 124 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ السَّامي: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا أبي، عن الحسنِ بنِ دينارٍ، عن الحسنِ، عن صَعصعةَ بنِ معاويةَ عمِّ الأحنفِ، عن أبي ذرٍّ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن مُسْلِمَيْنِ يَموتُ بينَهما ثلاثةٌ لم يَبلُغوا الحِنثَ إلا أَدخَلَهما اللهُ الجنةَ بفضلِ رَحمتِهِ إياهُما» (¬3). ¬

_ (¬1) تقدم (59). (¬2) أخرجه الترمذي (2398)، والنسائي في «الكبرى» (7439)، وابن ماجه (4023)، وأحمد (1/ 172، 173، 180، 185)، والدارمي (2/ 320)، وعبد بن حميد (146)، وابن حبان (2900) (2901) (2921)، والحاكم (1/ 41) من طريق عاصم به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الألباني في «الصحيحة» (143): هذا سند جيد. (¬3) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (150)، والنسائي (1874)، وأحمد (5/ 151، 153، 159، 164)، وابن حبان (2940) (4643) (4645) من طريق الحسن البصري به، وفي بعض الروايات زيادة. وصححه الألباني في «الصحيحة» (2260).

125 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا أبي هيَّاجٌ: عن محمدِ بنِ عَمرو المَدينيِّ: عن يحيى بنِ سعيدٍ ويزيدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أُسامةَ بنِ الهادِ الَّليثيِّ، عن معاذِ بنِ رفاعةَ بنِ رافعٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لهذا العبدِ الصالحِ الذي تَحرَّكَ له العرشُ، وفُتحتْ له أَبوابُ السماءِ: «شُدِّدَ عليه ثم فَرَّجَ اللهُ عنه» (¬1). 126 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا أبي هيَّاجٌ، عن يونسَ بنِ عُبيدٍ، عن الحسنِ، عن أبي بَكرةَ قالَ: كُنا عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فكَسَفَت الشمسُ، فقامَ فصلَّى بِنا رَكعَتينِ ونَحنُ جميعٌ، ثم قالَ: «إنَّ الشمسَ والقمرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللهِ يُخوفُ اللهُ بهما مَن يشاءُ مِن عبادِهِ، لا يَنكسفانِ لِموتِ أحدٍ، فإذا كَسَفَ فصلُّوا وادْعوا حتى يُكشَفَ ما بِكم» (¬2). 127 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ السَّامي: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا أبي هياجٌ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ، عن أبي مسعودٍ عقبةَ بنِ عَمرو الأَنصاريِّ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (8167)، وأحمد (3/ 327)، والطبراني (5340)، وابن حبان (7033)، والحاكم (3/ 206) من طريق محمد بن عمرو به. وبعضهم يختصره. وقارن برواية محمد بن إسحاق، عن معاذ بن رفاعة، عند أحمد (3/ 360، 377). وعند البخاري (3803)، ومسلم (2466) من طرق عن جابر مرفوعاً: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ. (¬2) أخرجه البخاري (1040) (1048) (1062) (1063) (5785) من طريق الحسن به.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشمسَ والقمرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللهِ، وإنَّهما لا يَنكسفانِ لِموتِ أحدٍ مِن الناسِ، فإِذا رأَيتموهُما فقُوموا فصَلُّوا» (¬1). 128 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا أبي الهيَّاجُ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ أبي الأسودِ رجلٍ مِن بَني أسدٍ مِن قريشٍ كانَ يَتيماً لعروةَ بنِ الزبيرِ قالَ: سمعتُ عروةَ بنَ الزبيرِ يحدثُ، عن أبي هريرةَ، أنَّه صلَّى صلاةَ الخوفِ بنَجدٍ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم حينَ لقيَ جمعَ غَطفانَ، فصَدَعَ الناسَ صدعَينِ. وذكرَ الحديثَ (¬2). 129 - / حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا أبي، عن إبراهيمَ بنِ طَهمانَ، عن أسامةَ بنِ زيدٍ، عن سعيدٍ المَقبريِّ، عن أبي هريرةَ قالَ: جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُريدُ سَفراً فودَّعَه، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَليكَ بتَقوى اللهِ، والتكبيرِ على كُلِّ شَرَفِ» فلمَّا ولَّى قالَ: «اللهمَّ ازوِ له الأرضَ، وهوِّن عليه السفرَ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1041) (1057) (3204)، ومسلم (911) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به. (¬2) أخرجه أبو داود (1240) (1241)، والنسائي (1543)، وأحمد (2/ 320)، وابن خزيمة (1361) (1362)، وابن حبان (2878)، والحاكم (1/ 338 - 339)، والبيهقي (3/ 264 - 265) من طريق عروة مطولاً، على اختلاف عليه ينظر بيانه في «علل الدارقطني» (1637). ويرويه عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة بمعناه، أخرجه الترمذي (3035)، والنسائي (1544)، وأحمد (2/ 522)، وابن حبان (2872). (¬3) أخرجه الترمذي (3445)، وابن ماجه (2771)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (505)، وأحمد (2/ 325، 331، 443، 476)، وابن خزيمة (2561)، وابن حبان (2692) (2702)، والحاكم (1/ 445، 2/ 98) من طريق أسامة بن زيد الليثي به. وحسنه الترمذي. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال الألباني في «الصحيحة» (1730): وهو كما قالا، إلا أن أسامة بن زيد وهو الليثي فيه كلام يسير، فهو حسن الإسناد.

130 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا أبي الهيَّاجُ، عن يحيى بنِ أبي إسحاقَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: أَقبلْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن سفرٍ وقد اكتَنفناهُ أَنا وطلحةُ، أحدُنا عن يَمينِه والآخَرُ عن يَسارِهِ، ثم سِرْنا حتى أَشرفْنا وكُنا بظَهرِ الحَرَّةِ، فقالَ: «آيِبونَ، تائِبونَ، عابِدونَ، لربِّنا حامِدونَ» فلم يَزلْ يقولُ ذلكَ حتى دَخلْنا المدينةَ (¬1). 131 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا الهيَّاجُ، عن حميدٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: أمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بقَتلى بدرٍ فطُرحوا في القَليبِ، فلمَّا مرَّ على القَليبِ قامَ عَليهم فقالَ: «يا أبا جهلِ بنَ هشامٍ، يا عُتبةَ بنَ ربيعةَ، يا شَيبةَ بنَ ربيعةَ، يا أُميةَ بنَ خلفٍ، هل وجدتُّم ما وعدَكم ربُّكم حَقاً؟ فقَد وجدتُّ ما وعَدني ربِّي حَقاً» فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، تُكلِّم قَوماً قد جَيَّفوا! قالَ: «ما أَنتم بأَسمعَ لِقولي هذا مِنهم» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (371) (3085) (3086) (5968) (6185)، ومسلم (1345) من طريق يحيى بن أبي إسحاق مطولاً. (¬2) أخرجه النسائي (2075)، وأحمد (3/ 104، 182، 263)، وابن حبان (6525) من طريق حميد به. وهو عند البخاري (3976)، ومسلم (2874) (2875) من طريقين عن أنس به.

132 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا الهيَّاجُ، عن محمدِ بنِ عَمرو، عن يحيى بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ حاطبٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: وقفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على قبرٍ فقالَ: «إنَّ هذا ليُعذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليهِ». فقالتْ عائشةُ: غفرَ اللهُ لأبي عبدِ الرحمنِ، إنَّه وَهِلَ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، إنَّما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذا ليُعذَّبُ الآنَ في قبرِهِ، وإنَّ أهلَهُ ليَبكونَ عليهِ» (¬1). 133 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن حكيمِ بنِ الدَّيلَمِ، عن أبي بُردةَ، عن أبي موسى قالَ: كانَت اليهودُ يَتعاطَسونَ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم رجاءَ أَن يقولَ: يَرحمُكم اللهُ، فكانَ يقولُ: «يَهديكم اللهُ ويُصلحُ بالَكمْ» (¬2). 134 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن أبي هارونَ، عن أبي سعيدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم /: «لا تُشدُّ المَطيُّ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: مسجدِ الحرامِ، ومسجدِ الرسولِ، ومسجدِ الأَقصى» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1004)، وأحمد (2/ 31) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة به. وهو عند البخاري (3978)، ومسلم (931) من طريق عروة، عن ابن عمر بنحوه. (¬2) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (943)، وأبو داود (5038)، والترمذي (2739)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (232)، وأحمد (4/ 400، 411)، والحاكم (4/ 268) من طريق سفيان الثوري به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني. (¬3) أخرجه عبد بن حميد (949) عن أبي نعيم به. وأبو هارون العبدي متروك. وهو طرف من حديث طويل أخرجه البخاري (1197) (1864) (1995)، ومسلم (3/ 976) من طريق قزعة، عن أبي سعيد.

135 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن محاربٍ قالَ: سمعتُ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن يَطرُقَ الرجلُ أهلَه ليلاً، أو يَتخوَّنَهم أو يَلتمسَ عَوراتِهم (¬1). 136 - قالَ: وحدثنا سفيانُ، عن محمدِ بن المُنكدرِ، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن يأْتيني بخبرِ القومِ؟» يومَ الأحزابِ، فقالَ الزبيرُ: أَنا، ثم قالَ: «مَن يأْتيني بخبرِ القومِ؟» فقالَ الزبيرُ: أَنا، ثم قالَ: «مَن يأْتيني بخبرِ القومِ؟» قالَ الزبيرُ: أَنا، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لكلِّ نَبيٍّ حَوارياً، وحَواريَّ الزبيرُ» (¬2). 137 - قالَ: وحدثنا سفيانُ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن يشربَ مِن فِيِّ السِّقاءِ (¬3). 138 - وعن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا سَقطتْ مِن أَحدِكم لُقمةٌ فليُمطْ ما أصابَها مِن الأَذى، وليَأكُلْها ولا يَدعْها للشيطانِ، ولا يَمسحْ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5243)، ومسلم (2/ 1528) من طريق محارب بن دثار به. ورواية البخاري مختصرة على أوله. (¬2) أخرجه البخاري (2846) وأطرافه، ومسلم (2415) من طريق محمد بن المنكدر به. (¬3) أخرجه ابن عدي (6/ 125)، والسري بن يحيى في «حديث سفيان الثوري» (2)، وابن الطيوري في «الطيوريات» (403) من طريق سفيان الثوري به. وله عن جابر طريقان آخران، انظر «المطالب» (2434).

يدَهُ بالمِنديلِ حتى يَلْعَقَها أو يُلْعِقَها، فإنَّه لا يَدري في أيِّ طعامِهِ البَركةُ» (¬1). 139 - وعن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا دُعِيَ أحدُكم فليُجبْ، فإنْ شاءَ طَعِمَ، وإنْ شاءَ تَركَ» (¬2). 140 - وعن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمرتُ أَن أُقاتلَ الناسَ حتى يَقولوا: لا إلهَ إلا اللهُ، فإذا قَالوا: لا إلهَ إلا اللهُ عَصَموا مِني دِماءَهم وأَموالَهم إلا بحقِّها، وحِسابُهم على اللهِ عزَّ وجلَّ». ثم قرأَ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} الآية (¬3). 141 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الساميُّ: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن يحيى بنِ عبادِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: لمَّا تُوفيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وحضَرَ أَصحابُه يَغسلونَه اختَلفوا فيه، فقالَ قائلٌ مِنهم: أَنُجَرِّدُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كما نَصنعُ بمَوتانا؟ وقالَ قائلٌ: أَفنَغسِلُه في ثيابِه؟ واللهِ ما نَدري كيفَ نَصنعُ. فبينَما هم جُلوسٌ قَد أَشكلَ ذلكَ عَليهم، أَرسلَ اللهُ عليهم النُّعاسَ حتى ما مِنهم رجلٌ إلا واضعٌ ذَقنَه على صدرِهِ نائماً، قالَ قائلٌ مِن عُرضِ / البيتِ ما يَدرونَ مَن هو: اغسِلوا النبيَّ وعليه ثيابُهُ. فغَسَلوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في قَميصِه يَصبُّونَ عليه الماءَ ويَدلكونَه والقميصُ مِن وراءِ ذلكَ. قالتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها: فَلو استَقبلتُ مِن أَمري ما استَدبرتُ ما ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2033) (134) من طريق سفيان الثوري به. وتقدم مختصراً (30). (¬2) أخرجه مسلم (1430) من طريق الثوري وابن جريج، عن أبي الزبير به. (¬3) أخرجه مسلم (21) (35) من طريق سفيان الثوري به.

غَسلَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا نساؤُهُ (¬1). 142 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا أبي، عن خالدٍ الحذَّاءِ، عن أبي قِلابةَ، عن عَمرو بنِ بُجْدانَ الجرميِّ، عن أبي ذرٍّ أنَّه قالَ: اجتَمعتْ غَنيمةٌ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وذكرَ الحديثَ فقالَ فيه: فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذرٍّ، الصَّعيدُ الطيبُ وَضوءُ المسلمِ ولو عشرَ حِجَجٍ، فإذا وجدتَّ الماءَ فأَمِسَّهُ بَشرتَكَ، فإنَّ ذلكَ هو خيرٌ» (¬2). 143 - حدثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ: حدثنا عَمرو بنُ مرزوقٍ: أخبرنا شعبةُ، عن سليمانَ التَّيميِّ، سمعَ أنسَ بنَ مالكٍ يقولُ: عَطسَ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم رَجلانِ، شمَّتَ أَحدَهما ولم يُشمِّت الآخَرَ، فقالَ له: يا رسولَ اللهِ، شَمَّتَه ولم تُشمِّتني؟ قالَ: «إنَّه حمدَ اللهَ فشَمَّتُهُ، وسكتَّ أنتَ فلم تَحمد اللهَ فلم أُشَمِّتْكَ» (¬3). 144 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن صالحِ بنِ نَبهانَ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَدابَروا، ولا تَباغَضوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَحاسَدوا، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3141)، وابن ماجه (1464)، وأحمد (6/ 267)، وابن حبان (6627) (6628)، والحاكم (3/ 59 - 60)، والبيهقي (3/ 387) من طريق ابن إسحاق به مطولاً ومختصراً. وحسنه الألباني في «الإرواء» (702). (¬2) اختلف فيه على أبي قلابة على وجوه ذكرها الدارقطني في «علله» (1113). وانظر أيضاً «مسند أحمد» 5/ 146 (21304)، 155 (21371). (¬3) أخرجه البخاري (6221) (6225)، ومسلم (2991) من طريق سليمان التيمي به.

وكُونوا عبادَ اللهِ إِخواناً» (¬1). 145 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن عاصمِ بنِ عُبيدِ اللهِ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ أبي رافعٍ، عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَذَّنَ في أُذُنِ الحسينِ بنِ عليٍّ حينَ ولدَتْه فاطمةُ بالصلاةِ (¬2). 146 - قالَ: وحدثنا سفيانُ، عن سُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا صَلَّى أَحدُكم الجمعةَ فليُصلِّ بعدَها أَربعاً» (¬3). 147 - قالَ: وحدثنا سفيانُ، عن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عَقيلٍ، عن ابنِ الحَنفيةِ، عن عليٍّ رفعَه قالَ: «مِفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ، وتَحريمُها التكبيرُ، وتَحليلُها التَّسليمُ» (¬4). 148 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا أبي، عن إبراهيمَ بنِ طَهمانَ، عن سُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 481، 484، 525) من طريق سفيان الثوري باختصار بعض فقراته. وأخرجه البخاري (5143) (6064) (6066) (6724)، ومسلم (2563) (2564) من طرق عن أبي هريرة مطولاً ومختصراً. (¬2) أخرجه أبو داود (5105)، والترمذي (1514)، وأحمد (6/ 9، 391، 392)، والحاكم (3/ 179)، والبيهقي (9/ 305) من طريق سفيان الثوري به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الألباني في «الإرواء» (1173): حسن إن شاء الله. (¬3) أخرجه مسلم (881) من طريق سهيل بن أبي صالح به. ويأتي (148). (¬4) أخرجه أبو داود (61) (618)، والترمذي (3)، وابن ماجه (275)، وأحمد (1/ 123، 129) من طريق سفيان الثوري به. وصححه الألباني في «الإرواء» (301).

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا صَلَّى أَحدُكم الجمعةَ فليُصلِّ بعدَها أربعَ ركعاتٍ». 149 - / أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ السلامِ، عن ليثٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ: في (¬1) كلِّ أربعينَ شاةٌ إلى عشرينَ ومئةٍ، فإنْ زادَت فَفي كلِّ مئةٍ شاةٌ، ولا يُفرَّقُ بينَ مُجتمِعٍ، ولا يُجمَعُ بينَ مُتفرِّقٍ، وكلُّ خَليطَينِ يَترادَّانِ بالسَّويَّةِ، وليسَ للمُصدِّقِ هَرمةٌ ولا تيسٌ ولا ذاتُ عَوَارٍ إلا أَن يشاءَ المُصدِّقُ. 150 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ السلامِ، عن يزيدَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبي هندٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلَه (¬2). 151 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى الهرويُّ: حدثنا أبو اليمانِ: أخبرني شعيبٌ، عن الزُّهريِّ، أخبرني أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ستكونُ فِتنٌ، القاعدُ فيها خيرٌ مِن القائمِ، والقائمُ فيها خيرٌ مِن الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِن الساعي، مَن تَشرَّفَ لها تَستَشرِفْ له، فمَن وجدَ مِنها مَلجأً أو مَعاذاً فليَعُذْ بِه» (¬3). 152 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا أبو اليمانِ: أخبرني شعيبٌ، ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل موقوف، ولعله من أجل ذلك وضع هنا علامة التضبيب. ويأتي بعده مرفوعاً. وموقوفاً أخرجه أبو أمية الطرسوسي في «مسند ابن عمر» (52) من طريق عبد السلام بن حرب به. (¬2) أخرجه ابن ماجه (1807)، وأبو أمية الطرسوسي (53) من طريق عبد السلام به. ويرويه نافع عن ابن عمر مطولاً، انظر تخريجه في «مسند أحمد» 2/ 14 (4632). (¬3) أخرجه البخاري (3601) (7081) (7082)، ومسلم (2886) من طريق أبي سلمة وسعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة به.

عن الزُّهريِّ قالَ: قالَ أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ: قالَ أبو هريرةَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَطاعَني فَقد أَطاعَ اللهَ، ومَن عَصاني فَقد عَصى اللهَ، ومَن عَصى أَميري فَقد عَصاني، ومَن أَطاعَ أَميري فَقد أَطاعَني» (¬1). 153 - حدثنا سليمانُ بنُ الفضلِ النَّهروانيُّ: حدثنا سليمانُ بنُ عبدِ الرحمنِ وعبدُ الرحمنِ بنُ يحيى بنِ إسماعيلَ قالا: حدثنا الجراحُ بنُ مَليحٍ البَهرانيُّ، عن محمدِ بنِ الوليدِ الزُّبيديِّ، عن الزُّهريِّ، عن ابنِ المسيبِ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَحاجَّ آدمُ وموسى» فذَكرَه، قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فحَجَّ آدمُ موسى» (¬2). 154 - حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ وهبٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ سعيدٍ الجوهريُّ: حدثنا أبو أحمدَ الزُّبيريُّ: حدثنا قيسُ بنُ الربيعِ، عن الأعمشِ، عن أبي وائلٍ، عن حذيفةَ بنِ اليمانِ - فيما أَعلمُ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ويلٌ لِمَن لا يَعلمُ، وويلٌ لِمن علمَ ثم لا يَعملُ» قالَها ثلاثاً (¬3). 155 - حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ وهبٍ: حدثني سعيدُ بنُ عَمرو بنِ أبي سلمةَ: حدثنا أبي: حدثنا زهيرُ بنُ محمدٍ المكيُّ، عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2957) (7137)، ومسلم (1835) من طريق أبي سلمة وغيره عن أبي هريرة. (¬2) ذكره الدارقطني في «علله» (1355). وله عن أبي هريرة طرق يأتي أحدها (719). (¬3) أخرجه الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» (64)، وابن عساكر في «ذم من لايعمل بعلمه» (ص 34 - 35) من طريق المصنف. وقال الألباني: إسناده ضعيف من أجل قيس بن الربيع.

عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا أَتى أحدُكم الصلاةَ / فليَأتِ وعليه السَّكينةُ، فما أَدركتُم فصَلُّوا، وما فاتَكم فأَتِمُّوا» (¬1). 156 - حدثنا معاذُ بنُ المُثنى: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ: حدثنا سليمانُ بنُ كثيرٍ، عن الزُّهريِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الدُّبَّاءِ والمُزَفَّتِ. وقالَ أبو هريرةَ: والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ (¬2). 157 - حدثنا معاذٌ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ: حدثنا سليمانُ، عن الزُّهريِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا حَضَرت الصلاةُ وقَد وُضعَ العَشاءُ فابدَؤوا بالعَشاءِ» (¬3). 158 - حدثنا معاذٌ: حدثنا محمدٌ: حدثنا سليمانُ، عن الزُّهريِّ، عن صفوانَ بنِ عبدِ اللهِ، عن أمِّ الدَّرداءِ، عن كعبِ بنِ عاصمٍ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ليسَ مِن البِرِّ الصومُ في السفرِ» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (983)، وقاضي المارستان في «مشيخته» (138) من طريق عمرو بن أبي سلمة به. ويأتي (170) من وجه آخر عن أبي هريرة بنحوه. (¬2) حديث الزهري عن أنس أخرجه البخاري (5587)، ومسلم (1992). وانظر لحديث أبي هريرة «صحيح مسلم» (1993). (¬3) أخرجه البخاري (672)، ومسلم (557) من طريق الزهري به. وأخرجه البخاري (5463) من طريق أبي قلابة، عن أنس به. (¬4) أخرجه النسائي (2255)، وابن ماجه (1664)، وأحمد (5/ 434)، والحميدي (864)، والطيالسي (1343)، وابن خزيمة (2016)، والحاكم (1/ 433)، والبيهقي (4/ 242) من طريق الزهري به. وصححه الألباني.

159 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عيسى بنُ عمرَ القارئُ الأسديُّ، عن أبي عونٍ، أنَّه سمعَ صُبيحاً قالَ: سمعتُ عثمانَ رضي اللهُ عنه يقولُ: {وَلتَكُن مِنكُم أُمَّةٌ يَدْعونَ إلى الخيرِ وَيَأمُرُونَ بِالمعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المنكَرِ ويَستَعينونَ اللهَ على ما أَصابَهم} (¬1). 160 - حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ الخزازُ: حدثنا موسى بنُ عبدِ الرحمنِ المَسروقيُّ: حدثنا طلابُ بنُ حوشبٍ، عن أبي بكرِ بنِ نافعٍ المدنيِّ، عن نافعٍ، عن عبدِ اللهِ قالَ: فرضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زكاةَ رمضانَ: صاعاً مِن تمرٍ، أو صاعاً مِن شعيرٍ (¬2). 161 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى الهرويُّ: حدثنا حمزةُ بنُ محمدٍ: حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ: أخبرني يزيدُ بنُ عياضٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن عامرِ بنِ سعدٍ أنَّه قالَ: سمعتُ أبا سعيدٍ الخدريَّ يقولُ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن المُلامَسةِ - والمُلامَسةُ لمسُ الثوبِ لا يَنظرُ إليه - ونَهى عن المُنابَذةِ. وهو طَرحُ الرجلِ إلى الرجلِ بالبيعِ لا يُقلِّبُهُ ولا يَنظرُ إليه (¬3). 162 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ الهرويُّ: حدثنا زكريا بنُ يحيى المصريُّ: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبري في «تفسيره» (4/ 52)، وابن أبي داود في «المصاحف» (128) من طريق عيسى بن عمر به. (¬2) أخرجه البخاري (1503) وأطرافه، ومسلم (984) من طريق نافع به. (¬3) أخرجه البخاري (2144) (5820)، ومسلم (1512) من طريق الزهري به.

حدثنا المفضَّلُ بنُ فَضالةَ، عن ابنِ جُريجٍ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ سمعَه يقولُ: همَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يَنهى أَن يُسمَّى ميمونُ وبركةُ / وأَفلحُ وهذا النَّحوُ، ثم تركَهُ (¬1). 163 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا المَسعوديُّ، عن الحكمِ وحبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن ميمونِ بنِ أبي شبيبٍ، عن سمرةَ بنِ جندبٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «البَسوا الثيابَ البيضَ، فإنَّها أَطهرُ وأَطيبُ، وكفِّنوا فيها مَوتاكم» (¬2). 164 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا المَسعوديُّ، عن الحكمِ، عن ذَرٍّ، عن وائلِ بنِ مَهانةَ قالَ: قالَ عبدُ اللهِ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَصدَّقنَ يا معشرَ النِّسوانِ، فإنَّكن أكثرُ أهلِ النارِ»، فقالَت امرأةٌ: لِمَ نحنُ أكثرُ أهلِ النارِ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «لأنَّكنَّ تُفشينَ الَّلعنَ، وتَكفُرنَ العَشيرَ». قالَ عبدُ اللهِ: وما رأيتُ مِن ناقصاتِ الدِّينِ والعقلِ أَغلبَ للرِّجالِ ذَوي الأمرِ مِنهنَّ، قيلَ: وما نَقصُ دِينِها؟ قالَ: الحيضُ، قيلُ: وما نَقصُ عَقلِها؟ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (834)، ومسلم (2138) من طريق ابن جريج بنحوه. ويأتي (265). (¬2) أخرجه أحمد 5/ 17 (20185)، 18 (20200) من طريق المسعودي به. وانظر فيه تمام تخريجه وبقية طرقه.

لأنَّ شهادةَ امرأَتَينِ جُعلتْ بشهادةِ رَجلٍ (¬1). 165 - حدثنا محمدُ بنُ يونسَ: حدثنا روحُ بنُ عُبادةَ: حدثنا شعبةُ، عن الحكمِ ومِسعرٍ، عن يزيدَ الفقيرِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه أَقامَ صَفاً بينَ يَديه وصَفاً خلفَه، فصَلَّى بالذِينَ خلفَه رَكعةً وسجدَتينِ، ثم تحوَّلَ هؤلاءِ إلى مَقامِ هؤلاءِ، وهؤلاءِ إلى مَقامِ هؤلاءِ، ثم رَكعَ بهم ركعةً وسجدَتينِ، فكانَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم رَكعتانِ ولهم رَكعةٌ (¬2). 166 - حدثنا أبو أحمدَ بنُ عَبدوسٍ: حدثنا محمدُ بنُ يوسفَ: حدثنا ابنُ وهبٍ، عن ابنِ جُريجٍ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جَلدَ رَجلاً، فأُخبِرَ أنَّه قَد كانَ أُحصِنَ فرَجمَهُ (¬3). 167 - حدثنا أبو أحمدَ بنُ عَبدوسٍ: حدثنا عليُّ بنُ الجعدِ: أخبرنا ابنُ أبي ذئبٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (9212) (9213)، وأحمد (1/ 376، 423، 425، 433، 436)، وأبو يعلى (5112) (5144) (5284)، وابن حبان (3323)، والحاكم (2/ 190، 4/ 602 - 603) من طريق ذر الهمداني به. وبعضهم لا يذكر قول ابن مسعود في آخره، وبعضهم يدرجه في المرفوع. (¬2) أخرجه النسائي (1545) (1546)، وأحمد (3/ 298)، وابن خزيمة (1347) (1348) (1364)، وابن حبان (2869) من طريق يزيد الفقير به. وصححه الألباني. (¬3) أخرجه أبو داود (4438) (4439)، والنسائي في «الكبرى» (7173) من طريق ابن جريج به. ثم أخرجه النسائي (7174) من طريقه موقوفاً، وقال: هذا الصواب والذي قبله خطأ. وضعفه الألباني.

أنَّ رَجلاً وقعَ على امرأتِهِ في دُبرِها، فأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}. قالَ عليٌّ: قلتُ لابنِ أبي ذئبٍ: ما تقولُ في هذا؟ قالَ: ما أَقولُ فيه بعدَ هذا! (¬1) 168 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا داودُ بنُ عَمرو الضبيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ العُمريُّ، عن حميدٍ، عن أنسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم / احتَجمَ وهو مُحرمٌ لِداءٍ كانَ (بابرهيه؟) (¬2). 169 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأَشجُّ: حدثنا يحيى بنُ نصرِ بنِ حاجبٍ: حدثني أبي، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن أبي عبدِ الرحمنِ أنَّه اشتَكى غلامٌ له فانطلَقَ به إلى الطبيبِ، فأمَرَه أبو عبدِ الرحمنِ ليَكويَهُ، فقلتُ له: أمَا بلغَكَ ما يُقالُ في الكيِّ؟ فقالَ: قالَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لم يُنزلْ داءً إلا أَنزلَ له شفاءً، علِمَه مَن علِمَه، وجهِلَه مَن جهِلَه» (¬3). ¬

_ (¬1) ساقه السيوطي في «الدر المنثور» (1/ 636 - 637) من هذا الموضع بإسناده ولفظه. وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (6298) من طريق ابن أبي ذئب به. وانظر لطرقه وألفاظه عن ابن عمر «فتح الباري» (8/ 189 - 191)، و «مشكل الآثار» للطحاوي (6117). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 267)، وابن خزيمة (2658) من طريق حميد بلفظ: .. من وجع كان به. وأخرجه أبو داود (1837)، والنسائي (2849)، وأحمد (3/ 164)، وابن خزيمة (2659)، وابن حبان (3952) من طريق قتادة، عن أنس بنحوه. (¬3) أخرجه ابن ماجه (3438)، وأحمد (1/ 377، 413، 443، 446، 453)، وابن حبان (6062)، والحاكم (1/ 446، 4/ 196 - 197) من طريق عطاء بن السائب دون القصة. وصححه البوصيري، والحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني.

170 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا يحيى بنُ نصرٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ إسماعيلَ، عن ابنِ شهابٍ، عن أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ وسعيدِ بنِ المسيبِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا أَتيتُم الصلاةَ فأْتوها تَمشونَ وعَليكم السَّكينةُ، فما أَدركتُم فصَلُّوا، وما فاتَكم فأَتِمُّوا» (¬1). 171 - أخبرنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا أبو اليَمانِ، أنَّ حَريزَ بنَ عثمانَ حدَّثه قالَ: سألتُ عبدَ اللهِ بنَ بسرٍ صاحبَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هل كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شيخاً؟ قالَ: كانَ في عَنفَقَتِهِ شَعَراتٌ بِيضٌ (¬2). 172 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الساميُّ: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا أبي الهيَّاجُ، عن محمدِ بنِ أبي حفصةَ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ قالتْ: كنتُ أَنا ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَغتسلُ مِن إِناءٍ واحدٍ (¬3). 173 - حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ الخزازُ: حدثنا جعفرُ بنُ حميدٍ بالكوفةِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ، عن خالدٍ الحذاءِ وسليمانَ التَّيميِّ، عن أبي عثمانَ، عن أبي موسى قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (636) (908)، ومسلم (602) من طريق الزهري به. وتقدم (155). (¬2) أخرجه البخاري (3546) من طريق حريز بن عثمان به. (¬3) أخرجه البخاري (250) (263) (273)، ومسلم (319) من طريق عروة به. وله عن عائشة طرق يطول المقام بتتبعها.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عبدَ اللهِ بنَ قيسٍ، ألا أَدلُّكَ على كنزٍ مِن كنوزِ الجنةِ؟ تَقولُ: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ» (¬1). 174 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا ابنُ الأَصبهانيِّ: حدثنا شريكٌ، عن حميدٍ، عن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن كذبَ عليَّ مُتعمداً فليَتبوَّأْ مَقعدَه مِن النارِ» (¬2). 175 - حدثنا محمدُ بنُ يونسَ: حدثنا محمدُ بنُ بلالٍ: حدثنا عمرانُ القطانُ، عن قتادةَ، عن أنسٍ قالَ: لمَّا دخلَ رمضانُ قالَ / رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذا الشهرَ قَد دخلَ، وهو شهرُ اللهِ المبارَكُ، فيه ليلةٌ خيرٌ - يَعني مِن ألفِ شهرٍ - مَن حُرمَها فَقد حُرمَ الخيرَ كلَّه، ولا يُحرمُ خيرَها إلا مَحرومٌ» (¬3). 176 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ السلامِ بنُ حربٍ، عن حجاجِ بنِ (¬4) عبدِ الملكِ، عن عطاءٍ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُجنبُ ثم ينامُ، فيَستيقظُ فيَغتسلُ ثم يُصبحُ صائماً، ¬

_ (¬1) يأتي مطولاً (489). (¬2) أخرجه الطبراني في «طرق حديث من كذب علي» (123)، والخطيب (13/ 127)، والمخلص في «المخلصيات» (2913) من طريق حميد به. وله عن أنس طرق أحدها عند البخاري (108)، ومسلم (2). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1644) من طريق محمد بن بلال به. وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال. وقال الألباني: حسن صحيح. (¬4) هكذا في الأصل، ولم أجد في رواة الحديث من يسمى: الحجاج بن عبد الملك. والحديث يرويه عن عطاء كل من الحجاج بن أرطاة وعبد الملك بن أبي سليمان، فلعل (بن) تحرفت عن (و)، والله أعلم.

ويَخرجُ إلى المسجدِ ورأسُهُ يَقطُرُ (¬1). 177 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ السلامِ، عن ابنِ أبي لَيلى، عن الحكمِ، عن مِقسمٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: كُفنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في ثَوبينِ أبيَضينِ وبُردٍ حِبَرةٍ (¬2). 178 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ السلامِ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي لَيلى، عن البراءِ بنِ عازبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ مِن الحقِّ على المسلمِ أَن يَغتسلَ يومَ الجمعةِ، وأَن يَتطيَّبَ مِن طيبِ أهلِهِ، فإنْ لم يكنْ له طِيبٌ فالماءُ طِيبٌ» (¬3). 179 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ السلامِ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن سالمِ بنِ أبي الجعدِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: يَكفي مِن الوُضوءِ المُدُّ، ومِن الجنابةِ الصاعُ. قالَ رجلٌ: واللهِ ما يَكفيني صاعٌ، قالَ جابرٌ: كَفى مَن هو خيرٌ مِنكَ وأكثرُ شَعراً. يَعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (3007) (3008)، وأحمد (6/ 182، 203، 230) من طريق عطاء به. وله طرق وروايات يطول المقام بتتبعها. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 253، 313)، والطبراني (12056)، والبيهقي (3/ 400) من طريق الحكم بن عتيبة به. وقرن أحمد في روايته الأولى أباجعفر الصادق بمقسم. (¬3) أخرجه الترمذي (528) (529)، وأحمد (4/ 282، 283)، وأبو يعلى (1659) (1684) من طريق يزيد بن أبي زياد به. وقال الترمذي: حديث حسن. وضعفه الألباني. (¬4) أخرجه أحمد (3/ 370)، وابن خزيمة (117)، والحاكم (1/ 161)، والبيهقي (1/ 195) من طريق يزيد بن أبي زياد بهذا الإسناد مرفوعاً: «يجزئ من الوضوء المد .. » والباقي بنحوه. وانظر رواية هشيم، عن يزيد بن أبي زياد عند أبي داود (93)، وأحمد (3/ 303).

180 - حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الحربيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عمرانَ بنِ أبي لَيلى: حدثنا أبي، عن ابنِ أبي لَيلى، عن داودَ بنِ عليٍّ، عن أبيه، عن جدِّه ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَجلسُوا في المجالسِ، فإنْ كُنتم لا بُدَّ فاعِلينَ فرُدوا السلامَ، وغُضُّوا الأبصارَ، واهْدوا السبيلَ، وأَعينوا على الحُمولةِ» (¬1). 181 - حدثنا أبو أحمدَ بنُ عَبدوسٍ: حدثنا أحمدُ بنُ عمرَ الوَكيعيُّ: حدثنا ابنُ فُضيلٍ، عن ليثٍ، عن طلحةَ بنِ مُصرفٍ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَعرِبوا القرآنَ» (¬2). 182 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا يونسُ بنُ أبي إسحاقَ، عن المنهالِ بنِ عَمرو: حدثني سعيدُ بنُ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: إذا أَتيتَ سُلطاناً مَهيباً تَخافُ / أَن يَسطوَ عليكَ فقُل: اللهُ أكبرُ، واللهُ أعزُّ مِن خَلقِه جميعاً، اللهُ أَعزُّ مما أَخافُ وأَحذرُ، أَعوذُ باللهِ الذي لا إلهَ إلا هو، المُمسِكُ السماواتِ السبعِ أَن يَقعنَ على الأرضِ إلا بإذنِهِ، مِن شرِّ عبدِهِ فلانٍ وجنودِهِ وأَتباعِهِ وأَشياعِهم مِن الجنِّ والإنسِ، اللهمَّ كُن لي جاراً مِن شرِّهم، ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (5232) من طريق محمد بن عمران به. وأعله الهيثمي في «المجمع» (8/ 62) بابن أبي ليلى. (¬2) أخرجه عبد الكريم القزويني في «تاريخ قزوين» (2/ 457) من طريق أحمد بن عبدوس به. وأعله الألباني في «الضعيفة» (1344) بليث بن أبي سليم. وانظر تمام تخريجه فيه.

جلَّ ثَناؤُكَ، وعزَّ جارُكَ، وتبارَكَ اسمُكَ، ولا إلهَ غيرُكَ (¬1). 183 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا يونسُ، عن المنهالِ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ قالَ: كانَ ابنُ عباسٍ يقولُ: اللهمَّ إنَّي أسألُكَ بنورِ وجهِكَ الذي أَشرقَت له السماواتُ والأرضُ أَن تَجعلَني في حِرزِكَ وحفظِكَ وجِوارِكَ وتحتَ كنفِكَ (¬2). 184 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا زيدٌ العَمِّيُّ قالَ: لمَّا رَأى يوسفُ عزيزَ مصرَ قالَ: اللهمَّ إنِّي أسألُكَ بخيرِكَ مِن خيرِهِ، وأَعوذُ بقُوتِكَ مِن شرِّهِ (¬3). 185 - حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ: حدثنا يحيى الحِمَّانيُّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَمِّروا الإناءَ، فإنَّ الشيطانَ لا يَكشفُ إناءً، فإنْ لم تَجدْ ما تُخمِّره فاعرِضْ عليه عُوداً، واذكُر اسمَ اللهِ عزَّ وجلَّ» (¬4). 186 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا سلَّامُ بنُ سليمانَ المَدائنيُّ أبو العباسِ بدمشقَ الضريرُ: حدثنا شعبةُ: حدثنا سعدُ بنُ إبراهيمَ، عن حميدِ بنِ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (709)، وابن أبي شيبة (29177)، والطبراني (10599) من طريق أبي نعيم به. وقال الهيثمي في «المجمع» (10/ 137): ورجاله رجال الصحيح. (¬2) أخرجه الطبراني (10600) عن علي بن عبد العزيز به. وقال الهيثمي في «المجمع» (10/ 184): ورجاله رجال الصحيح. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (29885)، والطبراني في «الدعاء» (1062) من طريق أبي نعيم به. (¬4) أخرجه مسلم (2012) من طريق أبي الزبير مطولاً بنحوه.

عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: مَن فاتَه وِردُهُ مِن الليلِ فليَجعلْهُ في صلاةٍ قبلَ الظهرِ، فإنَّها تعدلُ صلاةَ الليلِ (¬1). 187 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى: حدثنا سلَّامُ بنُ سليمانَ: حدثنا ابنُ أبي ذئبٍ، عن مَخلدِ بنِ خُفافٍ، عن عروةَ بنِ الزبيرِ، عن عائشةَ قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الخَراجُ بالضمانِ» (¬2). 188 - حدثنا الفضلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: حدثنا مالكُ بنُ سليمانَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن سعيدِ بنِ أبي عَروبةَ، عن قتادةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَخرجُ مِن النارِ مَن قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ وكانَ / في قلبِهِ مِن الخيرِ ما يَزِنُ شَعيرةً، ويَخرجُ مِن النارِ مَن قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ وكانَ في قلبِهِ مِن الخيرِ ما يَزِنُ بُرَّةً، ويَخرجُ مِن النارِ مَن قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ وكانَ في قلبِهِ مِن الخيرِ ما يَزِنُ ذَرَّةً» (¬3). ¬

_ (¬1) سلام بن سليمان المدائني له مناكير، ولعل هذا منها. فقد أخرجه النسائي (1793)، والطبري في «تهذيب الآثار» (1096) من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد، عن عمر من قوله. وسقط من مطبوعة «سنن النسائي» ذكر عمر. (¬2) أخرجه أبو داود (3508) (3509) (3510)، والترمذي (1285) (1286)، والنسائي (4490)، وابن ماجه (2242) (2243)، وأحمد (6/ 49، 80، 116، 161، 208، 237)، وابن حبان (4927) (4928)، والحاكم (2/ 14، 15) من طريق مخلد بن خفاف وهشام بن عروة، كلاهما عن عروة بروايات متقاربة، وعند بعضهم قصة. (¬3) أخرجه البخاري (44) (7410)، ومسلم (193) (325) من طريق قتادة به.

189 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الساميُّ: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا أبي الهيَّاجُ، عن الحسنِ بنِ عُمارةَ، عن الحكمِ بنِ عُتيبةَ، عن القاسمِ بنِ مُخيمرةَ، عن شُريحِ بنِ هانئٍ قالَ: كنتُ رَجلاً غزَّاءً، وكانَ الوُضوءُ يَشتَدُّ عليَّ في البردِ والثلجِ، فذَكرتُ ذلكَ لعائشةَ أُمِّ المؤمنينَ رضي اللهُ عنها فقلتُ: يا أُمَّ المؤمنينَ، إنِّي رَجلٌ غَزَّاءٌ وإنَّ الوُضوءَ يَشتَدُّ عليَّ في البردِ والثلجِ، فَهل لي مِن رُخصةٍ؟ فقالتْ: ما أَعلمُ أَحداً هو أَعلمُ بذلكَ مِن ابنِ أبي طالبٍ، فإنَّه كانَ يَغزو مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ويَدخلُ مَعه حيثُ لا يَدخلُ أَحدٌ، فأْتِهِ فاسأَلْه عن ذلكَ، فأَتيتُه فقَصصتُ عليه حَديثي وسألتُه، فقالَ عليٌّ رضي اللهُ عنه: كُنا إذا كُنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في السفرِ مسَحْنا ثلاثةَ أَيامٍ ولياليهِنَّ على الخُفينِ، وإذا كُنا مَعه في الحضَرِ مسَحْنا يوماً وليلةً (¬1). 190 - حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ بنِ الفضلِ المروزيُّ ببغدادَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ الشافعيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ بنِ مَسمولٍ، عن [ابنِ] (¬2) سلمةَ بنِ وَهرامَ، عن ابنِ طاوسٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الناسُ مَعادنٌ، والعِرقُ دَسَّاسٌ، والعِرقُ السيءُ كالأدبِ السيءِّ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (276) من طريق الحكم بن عتيبة باختصار يسير. (¬2) استدركتها من مصادر التخريج. وفي مكانها من الأصل علامة تضبيب، وفي هامشه: في الأصل ابني. (¬3) أخرجه الخطيب في «تاريخه» (4/ 29 - 30)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1114) من طريق المصنف به. وأخرجه ابن عدي (6/ 208)، والبيهقي في «الشعب» (10469) من طريق محمد بن سليمان، عن عبيدالله بن سلمة بن وهرام، عن أبيه، عن طاوس به. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (2047).

191 - أخبرنا محمدُ بنُ أيوبَ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ: حدثني أبي أبو أُويسٍ، عن إسماعيلَ بنِ أُميةَ، عن عَمرو بنِ حُريثٍ، عن أبي هريرةَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا صَلَّى أَحدُكم فليَجعلْ أَمامَ وَجهِهِ شيئاً، فإنْ لم يجدْ فليَنصبْ عَصاً» (¬1). 192 - حدثنا محمدُ بنُ أيوبَ: أخبرنا مسلمٌ: حدثنا صالحُ بنُ أبي الأَخضرِ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بشاةٍ مَيتةٍ فقالَ: «عَجزَ أَهلُ هذه أَن يَنتَفعوا بإِهابِها!» (¬2). 193 - حدثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ: حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ: حدثنا حسانُ بنُ سِياهٍ: حدثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «طلبُ العلمِ فَريضةٌ على كلِّ مسلمٍ» (¬3). 194 - حدثنا معاذُ بنُ المُثنَّى: حدثنا عليُّ بنُ عثمانَ بنِ عبدِ الحميدِ بنِ لاحقٍ /: حدثنا أبو عَوانةَ، عن مغيرةَ، عن الشَّعبيِّ، عن ورَّادٍ، عن المغيرةِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «حرَّمَ اللهُ عُقوقَ الأُمهاتِ، ووَأدَ البناتِ، ¬

_ (¬1) اختلف في إسناد هذا الحديث على إسماعيل بن أمية على وجوه ذكرها الدارقطني في «علله» (2010)، إلا أنه لم يذكر ما وقع في الأصل هنا: (عمرو بن حريث عن أبي هريرة). وانظر أيضاً «مسند أحمد» 2/ 249 (7392)، و «المسند الجامع» (12971). (¬2) أخرجه البخاري (1492) (2221) (5531)، ومسلم (363) من طريق الزهري بنحوه. (¬3) تقدم (80).

ومنعَ وهاتِ». وسمعتُهُ يقولُ: «ذَروا قيلَ وقالَ، وأَقلُّوا مِن كثرةِ السؤالِ، وإيَّاكم وإِضاعةَ المالِ» (¬1). 195 - حدثنا معاذٌ: حدثنا عليُّ بنُ عثمانَ: حدثنا أبو عَوانةَ، عن المغيرةِ، عن شِباكٍ، عن الشَّعبيِّ، عن المغيرةِ بنِ شعبةَ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا انصرفَ مِن صلاتِهِ قالَ: «لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أَعطيتَ، ولا مُعطيَ لِما مَنعتَ، ولا يَنفعُ ذا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ» (¬2). 196 - حدثنا محمدُ بنُ يونسَ: حدثنا روحٌ: حدثنا شعبةُ، عن حنظلةَ، عن أنسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَنتَ شهراً يَدعو بعدَ الركوعِ، ثم يَدعو على هؤلاءِ (¬3). 197 - حدثنا محمدٌ: حدثنا روحٌ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَنتَ شَهراً يَدعو على رِعْلٍ وذَكوانَ وبَني لِحْيانَ وعُصَيَّةَ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1477) (2408) (5975) (6473) (6615) (7292)، ومسلم (3/ 1341) من طريق وراد بنحوه. (¬2) أخرجه البخاري (844) (6330) (6473) (6615) (7292)، ومسلم (593) من طريق وراد به. ويأتي (383). (¬3) أخرجه الخطيب (8/ 173) من طريق المصنف به. وأخرجه أحمد (3/ 232، 282)، وعبد الرزاق (4965) من طريق حنظلة السدوسي به. ويأتي (525).

عَصت اللهَ ورسولَهُ (¬1). 198 - حدثنا محمدٌ: حدثنا روحٌ: حدثنا هشامٌ، عن قتادةَ، عن أنسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَنتَ شَهراً بعدَ الرُّكوعِ يَدعو على أحياءٍ مِن العربِ ثم ترَكَه (¬2). 199 - حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ الأَشجُّ: حدثنا عُبيدُ بنُ إسحاقَ: حدثنا يعلى بنُ الحارثِ المُحاربيُّ، عن إياسِ بنِ سلمةَ، عن أبيه قالَ: كُنا نُصلِّي مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم الجمعةَ ثم نَنصرفُ وما لِلحيطانِ فَيْءٌ نَستظلُّ به (¬3). 200 - حدثنا معاذُ بنُ المُثنَّى: حدثنا محمدُ بنُ المنهالِ: حدثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ: حدثنا روحُ بنُ القاسمِ ومعمرٌ جميعاً، عن محمدِ بنِ المُنكدرِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صُوموا رمضانَ لِرؤيتِهِ، وأَفطِروا لِرؤيتِهِ، فإنْ غُمَّ عَليكم فعُدُّوا ثلاثينَ، وعَرفةُ كُلُّها موقفٌ، وجَمعٌ كُلُّها موقفٌ، ومِنى كُلُّها مَنحرٌ، وفِجاجُ مكةَ كُلها مَنحرٌ، والفطرُ يومَ تُفطرونَ، والأَضحى يومَ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (677) (303) من طريق شعبة به. وله طرق كما تقدم (49). وانظر ما بعده. (¬2) أخرجه البخاري (4089)، ومسلم (677) (304) من طريق هشام الدستوائي به. وليس عند البخاري قوله: ثم تركه. وليس عند مسلم: بعد الركوع. وسيأتي (526). وانظر ما قبله. (¬3) أخرجه البخاري (4168)، ومسلم (860) من طريق يعلى بن الحارث به.

تُضحونَ» (¬1). آخِرُ الجزءِ والحمدُ للهِ وحدَه وصلَّى اللهُ على رسولِهِ سيِّدِنا محمدٍ النبيِّ وآلِهِ وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ يَتلوهُ إنْ شاءَ اللهُ: حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى الهرويُّ: حدثنا أبو اليَمانِ: أخبرني شعيبٌ، عن الزُّهريِّ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2324)، وعبد الرزاق (7304)، والدارقطني (2/ 163)، والبيهقي (5/ 175) من طريق محمد بن المنكدر به، وبعضهم يزيد فيه على بعض. واختلف على ابن المنكدر في رفعه ووقفه، انظر «علل الدارقطني» (1867) (1868). ولبعض فقراته طرق عن أبي هريرة.

الجزء الثاني من الثاني من فوائد أبي علي الرفاء

الجزءُ الثاني مِن الثاني مِن حديثِ أبي عليٍّ حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ معاذٍ الرَّفَّاءِ الهرويِّ انتخابُ الدَّارقطنيِّ الحافظِ رحمَه اللهُ روايةُ أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازِ عنه وعنه الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ الأَنصاريُّ أخبرنا به الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ الأَصبهانيُّ عنه سماعٌ لعبدِ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المقدسيِّ نفَعَه اللهُ بالعلمِ

بسم الله الرحمن الرحيم ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ ربِّ يسِّرْ أخبرنا الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ بالإسكندريةِ: أخبرنا الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ: أخبرنا أبو عليٍّ حامدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الرَّفَّاءُ الهرويُّ: 201 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى الهرويُّ: حدثنا أبو اليَمانِ: أخبرني شعيبٌ، عن الزُّهريِّ: حدثنا أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ وأبو عبدِ اللهِ الأَغرُّ صاحبُ أبي هريرةَ، أنَّ أبا هريرةَ أخبَرهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَنزلُ ربُّنا عزَّ وجلَّ كلَّ ليلةٍ حينَ يَبقى ثلثُ الليلِ الآخِرِ إلى السماءِ الدُّنيا فيقولُ: مَن يَدعوني فأَستجيبَ له، مَن يَستغفرُني فأَغفرَ له، مَن يَسألُني فأُعطيَه، حتى الفجرِ» (¬1). 202 - وعن الزُّهريِّ: حدثني أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقولُ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1145) (6321) (7494)، ومسلم (758) من طريق الزهري به.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اشتَكت النارُ إلى ربِّها فقالتْ: أَي ربِّ، أَكَلَ بَعضي بَعضاً، فأَذِنَ لها بنَفَسينِ: نَفَسٍ في الشتاءِ، ونَفَسٍ في الصيفِ، وهو أشدُّ ما تَجدونَ مِن الحرِّ، وأشدُّ ما تَجدونَ مِن الزَّمهريرِ» (¬1). 203 - وعن الزُّهريِّ: أخبرني سعيدُ بنُ المسيبِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: شهِدْنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيبرَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لرجلٍ ممن معَه يُدعا بالإسلامِ: «إنَّ هذا مِن أهلِ النارِ» فلمَّا حضَرَ القتالُ قاتلَ الرجلُ أشدَّ القتالِ وكثُرتْ به الجِراحُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أمَا إنَّه مِن أهلِ النارِ» فكادَ بعضُ الناسِ يَرتابُ، فَبينا هو على ذلكَ وجَدَ الرَّجلُ ألَمَ الجِراحِ، فأَهوى يدَه إلى كِنانتِهِ فاستَخرجَ مِنها أَسهُماً فانتَحَرَ بها، فاشتَدَّ رَجلٌ مِن المسلمينَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالوا: يا رسولَ اللهِ، قد صدَّقَ اللهُ عزَّ وجلَّ حديثَكَ، قَد انتحَرَ فلانٌ فقَتلَ نفسَهُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قُم يا بلالُ فأذِّنْ: لا يدخلُ الجنةَ إلا مؤمنٌ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُؤيدُ هذا الدِّينَ بالرَّجلِ الفاجِرِ» (¬2). 204 - وعن الزُّهريِّ قالَ: أخبرني سعيدُ بنُ المسيبِ، أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقولُ: أُتي رسولُ اللهِ / ليلةَ أُسريَ به بإيلياءَ بقَدحَينِ: خمرٍ ولبنٍ، فنظرَ إليهما ثم أخذَ اللبنَ، فقالَ له جبريلُ عليه السلامُ: «الحمدُ للهِ الذي هداكَ للفِطرةِ، لو أَخذتَ الخمرَ لغَوتْ أُمتُكَ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3260)، ومسلم (617) من طريق أبي سلمة، والبخاري (537) من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة به. (¬2) أخرجه البخاري (3062) (6606)، ومسلم (111) من طريق الزهري به. (¬3) أخرجه البخاري (3394) وأطرافه، ومسلم (168) من طريق الزهري به، وفي بعض الروايات زيادة.

205 - وعن الزُّهريِّ: أخبرني سعيدُ بنُ المسيبِ وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «تَفضلُ صلاةُ الجميعِ صلاةَ أَحدِكم وحدَهُ بخمسٍ وعِشرينَ جُزءاً، وتَجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الفجرِ». ثم يقولُ أبو هريرةَ: اقْرؤوا إنْ شئتُم: {وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (¬1). 206 - وعن الزُّهريِّ: حدثني محمدُ بنُ جُبيرِ بنِ مُطعمٍ، عن أبيه قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ لي أَسماءً، أَنا محمدٌ، وأَنا أحمدُ، وأَنا الماحي الذي يَمحو اللهُ عزَّ وجلَّ بي الكُفَّارَ، وأَنا الحاشِرُ الذي يُحشَرُ الناسُ على قَدمي، وأَنا العاقِبُ، والعاقِبُ الذي ليسَ بعدَه أَحدٌ» (¬2). 207 - وعن الزُّهريِّ: أخبرني عطاءُ بنُ يزيدَ، أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقولُ: سُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن ذَراري المُشرِكينَ؟ قالَ: «اللهُ أعلمُ بما كَانوا عامِلينَ» (¬3). 208 - وعن الزُّهريِّ: أخبرني عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ كعبٍ، أنَّ كعبَ بنَ مالكٍ الأَنصاريَّ وهو أحدُ الثلاثةِ الذينَ تيبَ عَليهم كانَ يحدِّث، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّما نَسمةُ المؤمنِ طائرٌ تَعْلُقُ في شجرِ الجنةِ حتى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (648) (4717)، ومسلم (649) (246) من طريق الزهري به. (¬2) أخرجه البخاري (3532) (4896)، ومسلم (2354) من طريق الزهري به. (¬3) أخرجه البخاري (1384) (6598)، ومسلم (2659) من طريق الزهري به.

يُرجِعَها اللهُ عزَّ وجلَّ إلى جسدِهِ» (¬1). 209 - وعن الزُّهريِّ: أخبرني عليُّ بنُ حسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، أنَّ الحسينَ بنَ عليٍّ أخبَره، أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ أخبَره، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طرَقَه وفاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ ليلةً، فقالَ: «أَلا تُصلِّيانِ؟» فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّما أنفُسُنا بيدِ اللهِ، فإِذا شاءَ أَن يبعثَنا بعثَنا، فانصرَفَ حينَ قلتُ ذلكَ ولم يرجعْ إليَّ شيئاً، ثم سمعتُه وهو مُوَلٍّ يضربُ فخذَهُ ويقولُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} (¬2). 210 - / وعن الزُّهريِّ: أخبرني أبو إدريسَ عائذُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ، عن عبادةَ بنِ الصامتِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ وحولَه عِصابةٌ مِن أصحابِه: «بايِعُوني على أَن لا تُشرِكوا باللهِ شيئاً، ولا تَسرِقوا، ولا تَزنوا، ولا تَقتلوا أَولادَكم، ولا تَأتوا ببُهتانٍ تَفترونَه بينَ أَيديكم وأَرجلِكم، ولا تَعصوا في مَعروفٍ، فمَن وفَى مِنكم فأَجرُه على اللهِ عزَّ وجلَّ، ومَن أَصابَ مِن ذلكَ شيئاً فعُوقبَ به في الدُّنيا فهو له كَفارةٌ، ومَن أَصابَ مِن ذلكَ شيئاً ثم ستَرهُ فأَمرُه إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، إنْ شاءَ عَفا عنه، وإنْ شاءَ عاقبَهُ». قالَ: فبايعْناهُ على ذلكَ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1/ 240)، والترمذي (1641)، والنسائي (2073)، وابن ماجه (4271)، وأحمد (3/ 455، 456)، وابن حبان (4657) من طريق الزهري به. ولفظ الترمذي: إن أرواح الشهداء في طير .. ، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني. (¬2) أخرجه البخاري (1124) وأطرافه، ومسلم (775) من طريق الزهري به. (¬3) أخرجه البخاري (18) وأطرافه، ومسلم (1709) من طريق الزهري به.

211 - وعن الزُّهريِّ: حدثني عبدُ الرحمنِ بنُ ماعزٍ العامريُّ، أنَّ سفيانَ بنَ عبدِ اللهِ الثقفيَّ قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، حدِّثني أَمراً أَعتصمُ به، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قُل: ربي اللهُ، ثم استَقِمْ». قلتُ: يا رسولَ اللهِ، فما أَكثرُ ما تخافُ عليَّ؟ فأخَذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بلسانِ نفسِهِ ثم قالَ: «هذا» (¬1). 212 - وعن الزُّهريِّ: حدثني طلحةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عوفٍ، أنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ عَمرو بنِ سُهيلٍ أخبَره، أنَّ سعيدَ بنَ زيدٍ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن ظَلمَ شيئاً مِن الأرضِ فإنَّه يُطوَّقُه مِن سبعِ أَرَضِينَ» (¬2). 213 - وعن الزُّهريِّ: أخبرني جعفرُ بنُ عَمرو بنِ أُميةَ، أنَّ أَباه عَمرو بنَ أُميةَ أخبره، أنَّه رَأى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يحتَزُّ مِن كتفِ شاةٍ في يدِهِ، فَدُعِيَ إلى الصلاةِ فأَلقاها والسِّكينَ التي كانَ يحتَزُّ بها، ثم قامَ فصَلَّى ولم يَتوضَّأْ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2410)، وابن ماجه (3972)، وأحمد (3/ 413)، وابن حبان (5699) (5700) (5702)، والحاكم (4/ 313) من طريق الزهري به. وأخرجه أحمد (3/ 413، 4/ 384) من طريق عبد الله بن سفيان، عن أبيه به. وشطره الأول عند مسلم (38) من طريق عروة، عن سفيان الثقفي. (¬2) أخرجه البخاري (2452) من طريق الزهري به. وأخرجه البخاري (3198)، ومسلم (1610) من طرق عن سعيد بن زيد به. (¬3) إلى هنا عند البخاري (208) وأطرافه، ومسلم (355) من طريق الزهري به.

فذَهبَتْ تلكَ في الناسِ، ثم أَخبرَ رِجالٌ مِن أَصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ونساءٌ مِن أَزواجِهِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَوضَّؤوا مما مسَّت النارُ» (¬1). 214 - وعن الزُّهريِّ: أخبرني حميدُ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: بينَا نحنُ جُلوسٌ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذْ جاءَهُ رَجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هلكتُ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما لَكَ؟» قالَ: وقعْتُ على امرأَتي وأَنا صائمٌ، فقالَ: «هَل تجدُ رَقبةً؟» / قالَ: لا، قالَ: «فهَل تَستطيعُ أَن تَصومَ شهرَينِ مُتتابِعينِ؟» قالَ: لا، قالَ: «فهَل تجدُ إِطعامَ سِتينَ مِسكيناً؟» قالَ: لا. قالَ: فسكَتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ أبو هريرةَ: فبينَا نحنُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ أُتِيَ بعَرَقٍ فيه تمرٌ - والعَرَقُ المِكْتَلُ - فقالَ: «أينَ السائلُ آنِفاً؟ خُذْ هذا التمرَ (¬2) فتصدَّقْ» فقالَ: أَعَلى أَفقرَ مِن أَهلِ بَيتي يا رسولَ اللهِ؟ فوَاللهِ ما بينَ لابَتيها - يريدُ الحَرَّتينِ - أَهلُ بيتٍ أَفقرُ مِن أَهلِ بَيتي، فضحِكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى بدَتْ أَنيابُهُ، ثم قالَ: «أَطعِمْه أهلَكَ». وصارَت تلكَ الكفارةُ إلى عتقِ رَقبةٍ، أو صيامِ شَهرينِ مُتتابِعينِ، أو إِطعامِ سِتينَ مِسكيناً (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه بتمامه البيهقي (1/ 157)، وأبو الحسين بن بشران في «فوائده» (151) من طريق الزهري به. وبين البيهقي في روايته أن طرفه الأخير من كلام الزهري. (¬2) عليها علامة تضبيب، وفي الهامش: في الأصل (اليوم؟). (¬3) أخرجه البخاري (1936) وأطرافه، ومسلم (1111) من طريق الزهري بألفاظ متقاربة. ليس فيه قول الزهري في آخره، وإنما هو عند الدارقطني في «علله» (10/ 240)، والطحاوي في «معاني الآثار» (2/ 61).

215 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الساميُّ: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا الهيَّاجُ، عن داودَ بنِ أبي هندٍ، عن أبي العاليةِ الرِّياحيِّ، عن فضالةَ بنِ عُبيدٍ (¬1)، عن المغيرةِ بنِ شعبةَ، أنَّه رَأى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمسحُ على الخُفينِ. 216 - حدثنا محمدٌ: حدثنا خالدٌ: حدثنا هيَّاجٌ: حدثنا الحسنُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّخعيُّ، عن إبراهيمَ التَّيميِّ، عن إبراهيمَ النَّخعيِّ، عن عَمرو بنِ مَيمونٍ، عن أبي عبدِ اللهِ الجدليِّ (¬2)، عن خُزيمةَ بنِ ثابتٍ الأنصاريِّ قالَ: جاءَ أَعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فسألَهُ عن المسحِ على الخُفينِ، فرخَّصَ له في ثلاثةِ أيامٍ، ولو استَزادَه فيما نَرى لزادَهُ. 217 - قالَ: وحدثنا الهيَّاجُ، عن مِسعرِ بنِ كِدامٍ، عن وَبرةَ، عن همامٍ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وأخرجه الطبراني 20/ (1028) (1029) من طريق داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن فضالة بن عمرو الزهراني، عن المغيرة به مطولاً ومختصراً. وفي «التاريخ الكبير» للبخاري (7/ 124): فضالة بن عمير الزهراني، قاله ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند، وقال يزيد بن هارون وعبد الوهاب: عن فضالة بن عبيد عن المغيرة بن شعبة. ولحديث المسح على الخفين طرق وروايات عن المغيرة بن شعبة يطول المقام بتتبعها. (¬2) هكذا وقع الإسناد في الأصل، ولعله تصحيف وتحريف أو من تخليط الهياج أو ولده خالد، فقد أخرجه الطبراني (3758)، والخطيب في «تاريخه» (9/ 147) من طريق الحسن بن عبيدالله النخعي، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي به. وإبراهيم النخعي يرويه عن أبي عبد الله الجدلي أيضاً. وانظر تخريج الطريقين في «مسند أحمد» (5/ 213 - 215).

قالَ: قالَ عبدُ اللهِ: إنَّ مِن السُّنةِ الغسلَ يومَ الجمعةِ (¬1). 218 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن أبي الجَحَّافِ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَحبَّهما فَقد أَحبَّني، ومَن أَبغَضَهما فَقد أَبغَضَني» (¬2). 219 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن عثمانَ بنِ حكيمٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي عَمرةَ، عن عثمانَ بنِ عفانَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن صَلَّى العِشاءَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ نصفِ ليلةٍ، ومَن صَلَّى الفجرَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ ليلةٍ» (¬3). 220 - / أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن يحيى بنِ أبي إسحاقَ قالَ: سمعتُ أنساً يقولُ: خَرجْنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقصرُ حتى أَتى مَكةَ، فأقَمْنا بها عَشراً يَقصرُ ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1532)، والشاشي في «مسنده» (875)، وعبد الرزاق (5316)، وابن أبي شيبة (5020) من طريق مسعر والمسعودي به. وقال الهيثمي (2/ 173): ورجاله ثقات. وأخرجه الطبراني (10501) من طريق وبرة به مرفوعاً. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (3969). (¬2) أخرجه النسائي في «الكبرى» (8112)، وابن ماجه (143)، وأحمد (2/ 288، 531)، والحاكم (3/ 171) من طريق أبي حازم به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني في «الصحيحة» (2895). (¬3) أخرجه مسلم (656) من طريق عثمان بن حكيم به.

حتى رجَعَ (¬1). 221 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن أبي يحيى القَتاتِ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} قالَ: الشاهدُ الإنسانُ، والمَشهودُ يومُ الجمعةِ (¬2). 222 - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن سَلْمِ (¬3) بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبي زُرعةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكرهُ الشِّكالَ مِن الخيلِ (¬4). 223 - قالَ: وحدثنا سفيانُ، عن صفوانَ بنِ سُليمٍ، عن أبي سلمةَ، عن ابنِ عباسٍ: {أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قالَ: هو الخطُّ (¬5). 224 - قالَ: وحدثنا سفيانُ، عن القاسمِ بنِ كثيرٍ أبي هاشمٍ بيَّاعِ السابريِّ، عن قيسٍ الخارِفيِّ قالَ: سمعتُ علياً رضي اللهُ عنه وهو على المنبرِ يقولُ: سبقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وصلَّى أبو بكرٍ، وثلَّثَ عمرُ، ثم خبَطَتْنا فتنةٌ - أو أَصابَتْنا فتنةٌ - فهو ما شاءَ اللهُ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1081) (4297)، ومسلم (693) من طريق يحيى بن أبي إسحاق به. (¬2) أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (تفسير ابن كثير - 4/ 525) عن أبي نعيم به. (¬3) تحرف في الأصل إلى: سلمة. (¬4) أخرجه مسلم (1875) من طريق سفيان الثوري به. (¬5) أخرجه أحمد (1/ 226)، والطبري في «تفسيره» (26/ 6)، والحاكم (2/ 454) من طريق سفيان الثوري به. وعند أحمد: قال سفيان: لا أعلمه إلا عن النبي ^. (¬6) أخرجه أحمد (1/ 124، 132، 147) من طريق سفيان الثوري به. وأخرجه أحمد (1/ 112، 147) من طريقين عن علي به.

225 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الساميُّ: حدثنا خالدُ بنُ هيَّاجٍ: حدثنا أبي، عن سفيانَ، عن سماكٍ، عن جابرِ بنِ سمرةَ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجلسُ بينَ الخُطبَتينِ يومَ الجمعةِ (¬1). 226 - قالَ: وحدثنا أبي هيَّاجٌ، عن إبراهيمَ بنِ طَهمانَ، عن سُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَيلٌ للأَعقابِ مِن النارِ» (¬2). 227 - قالَ: وحدثنا أبي هيَّاجٌ، عن روحِ بنِ القاسمِ، عن عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ، عن الرُّبَيِّعِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَمسحُ رأسَه مِن بينِ يَديهِ مرَّتينِ، ومِن خلفِهِ مرَّةً، ثم يَمسحُ أُذنيهِ ظاهِرَهما وباطِنَهما (¬3). 228 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن موسى بنِ عُبيدةَ، عن يزيدَ بنِ أَبانَ الرَّقاشيِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} قالَ: «عجائِزُ كُنَّ في الدُّنيا عُمْشاً رُمْصاً» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (862) من طريق سماك بنحوه. (¬2) أخرجه مسلم (242) (30) من طريق سهيل بن أبي صالح به. ويأتي من وجه آخر عن أبي هريرة (455). (¬3) حديث الربيع بنت معوذ في صفة الوضوء حديث مشهور، إلا أنني لم أقف على ما في رواية المصنف هنا: «كان يمسح رأسه من بين يديه مرتين، ومن خلفه مرة». وانظر تخريجه في «مسند أحمد» 6/ 358 (27015). (¬4) أخرجه الترمذي (3296) من طريق موسى بن عبيدة به. وقال: وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (3204).

229 - حدثنا محمدُ بنُ يونسَ: حدثنا روحٌ: حدثنا شعبةُ، عن عاصمٍ الأَحولِ، عن أبي نَضرةَ، عن جابرٍ مثلَ حديثٍ قبلَه: كُنا مَع النبيِّ صلى الله عليه وسلم / يومَ فتحِ مكةَ لسبعَ عشرةَ أو لتسعَ عشرةَ مِن رمضانَ، فصامَ صائِمونَ، وأَفطرَ مُفطِرونَ، فلم يَعِبْ هؤلاءِ على هؤلاءِ، ولا هؤلاءِ على هؤلاءِ (¬1). 230 - حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ: حدثنا خالدٌ: حدثنا أبي هيَّاجٌ، عن سعيدِ بنِ المَرْزُبانِ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المرأةِ تَرى في المنامِ ما يَرى الرجلُ، قالَ: «تَغتسلُ» (¬2). 231 - قالَ: وحدثنا هيَّاجٌ، عن الحسنِ بنِ عُمارةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عَقيلٍ قالَ: بعثَني عليُّ بنُ الحسينِ رضي اللهُ عنه إلى الرُّبيِّعِ بنتِ مُعَوِّذِ بنِ عَفراءَ فقالَ: ايتِها فسَلْها عن وُضوءِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فإنَّه كانَ يأْتيها ويتحدَّثُ إليها، كيفَ كانَ وُضوؤُهُ؟ وبكَم كانَ يَتوضَّأُ؟ فقالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأْتيني في بَيتي فيَقضي الحاجةَ - تَعني البولَ -، ثم أُخرِجُ له هذا الإناءَ فيَتوضَّأُ به، فربَّما أَنفدَه كُلَّه، وربَّما بقيَ مِنه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1117) من طريق عاصم الأحول بنحوه. وقرن بجابر أبا سعيد الخدري. (¬2) أخرجه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (173) من طريق أبي سعد البقال سعيد بن المرزبان بزيادة فيه. وهو عند مسلم (310) (312) من طريقين عن أنس بنحوه.

فقلتُ: وكم كانَ ذلكَ الإناءُ؟ قالَ: نَحواً مِن ثُلثَي مُدِّ المدينةِ اليومَ، وذلكَ نحوٌ مِن رَطلَينِ (¬1). 232 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن ذَكوانَ، عن أبي هريرةَ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّى حتى تَرِمَ قَدماهُ، فقيلَ له: أَتفعلُ ذلكَ؟ قالَ: «أَفلا أَكونُ عَبداً شَكوراً» (¬2). 233 - حدثنا معاذُ بنُ المُثنَّى: حدثنا عَمرو بنُ مرزوقٍ: أخبرنا شعبةُ، عن أيوبَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُغفلٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى عن الخَذْفِ وقالَ: «إنَّه لا يُصادُ به صيدٌ، وإنَّه يَكسرُ السِّنَّ، ويَفقأُ العينَ» (¬3). 234 - حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى الهرويُّ: حدثنا أبو اليمانِ: حدثنا شعيبُ بنُ أبي حمزةَ، عن الزُّهريِّ: حدثني سعيدُ بنُ المسيبِ وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّ أبا هريرةَ كانَ يحدثُ، ¬

_ (¬1) الحسن بن عمارة متروك، وقد أتى في هذا الحديث عن ابن عقيل بألفاظ لم أجدها لغيره. انظر (227). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1420)، والترمذي في «الشمائل» (263) من طريق الأعمش به. واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (1490). وأخرجه الترمذي (262)، وابن خزيمة (1184) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة به. وأعله الدارقطني في «علله» (1386) بالإرسال. (¬3) أخرجه مسلم (1954) (56) من طريق أيوب السختياني به. وأخرجه البخاري (4841) (5479) (6220)، ومسلم (1954) من طريقين عن عبد الله بن مغفل بنحوه.

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَدعو في الصلاةِ حينَ يقولُ سمعَ اللهُ لِمن حمدَه: «ربَّنا ولكَ الحمدُ»، ثم يقولُ وهو قائمٌ قبلَ أَن يسجدَ: «اللهمَّ أَنجِ الوليدَ بنَ الوليدِ، وسلمةَ بنَ هشامٍ، / وعياشَ بنَ أبي ربيعةَ، والمُستضعَفينَ مِن المؤمنينَ، اللهمَّ اشدُدْ وطأَتَكَ على مُضَرَ واجعَلْها كسِنيِّ يوسفَ». ثم يقولُ: «اللهُ أكبرُ» (¬1). 235 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ أيمنَ: حدثني أبي قالَ: دَخلتُ على عائشةَ أمِّ المؤمنينَ رضي اللهُ عنها وعندَها جاريةٌ لها عَليها دِرعُ قطنٌ ثمنُه خمسةُ دراهمَ، فقالتْ: ارفَعْ بصرَكَ إلى جارِيَتي انظُرْ إليها، فإنَّما نُريدُها على أَن تَلبَسَه في البيتِ، وقد كانَ لي مِنهنَّ دِرعٌ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فما كانتْ امرأةٌ تُقَيَّنُ (¬2) بالمدينةِ إلا أرسَلْنَ إليَّ يَستعِرْنَه (¬3). 236 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ أيمنَ: حدثني أبي، عن عائشةَ، أنَّه دخلَ عليها يَسألُها عن رَكعتينِ بعدَ العصرِ، فقالتْ: وَالذي هو ذهبَ بنفسِهِ - تَعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم - ما تَركَهما حتى لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ، وما لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ حتى ثقُلَ عن الصلاةِ، وكانَ يُصلِّي كثيراً مِن صلاتِهِ وهو قاعدٌ. فقالَ أيمنُ لها: إنَّ عمرَ بنَ الخطابِ كانَ يَنهى عَنهما، قالتْ: صدقتَ، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4560)، ومسلم (675) من طريق الزهري بهذا الإسناد. وله عندهما طرق وروايات يطول المقام بتتبعها. (¬2) أي تُزين لزفافها. وتحرف في الأصل إلى: تبقيَّن. (¬3) أخرجه البخاري (2628) عن أبي نعيم به.

ولكنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَد كانَ يُصلِّيهما، ولا يُصلِّيهما في المسجدِ مخافَةَ أَن يُثقِلَ على أُمتِهِ، وكانَ يحبُّ ما خَففَ عَليهم (¬1). 237 - حدثنا معاذُ بنُ المُثنَّى: حدثنا أبو الوليدِ الطَّيالسيُّ: حدثنا يزيدُ بنُ إبراهيمَ وحمادُ بنُ سلمةَ أحدُهما يزيدُ على الآخَرِ، عن ابنِ أبي مُليكةَ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ ومَعناهما واحدٌ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قرأَ هذه الآيةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} الآيةَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتُم الذينَ يَتَّبعونَ ما تشابَهَ مِنه فهُم الذينَ سمَّى اللهُ، فاحْذَروهم» (¬2). 238 - حدثنا معاذُ بنُ المُثنَّى: حدثنا محمدُ بنُ الِمنهالِ: حدثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ: حدثنا روحُ بنُ القاسمِ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن طاوسٍ، عن حُجْرٍ المَدَريِّ، عن زيدِ بنِ ثابتٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سبيلُ العُمرى سبيلُ الميراثِ» (¬3). 239 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو /نُعيمٍ: حدثنا فِطرٌ، عن حكيمِ بنِ جُبيرٍ قالَ: سمعتُ إبراهيمَ يقولُ: سمعتُ علقمةَ يقولُ: سمعتُ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (590) عن أبي نعيم باختصار يسير. (¬2) أخرجه البخاري (4547)، ومسلم (2665) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري به. (¬3) أخرجه ابن حبان (5132) من طريق عمرو بن دينار، بهذا اللفظ. وأخرجه النسائي (3715) إلى (3725)، وابن ماجه (2381)، وأحمد (5/ 182، 189)، وابن حبان (5133) من طريق طاوس بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالعمرى للوارث، وفي رواية مرفوعاً: العمرى للوارث. وبعض أسانيد النسائي لاتذكر حُجراً المدري.

علياً يقولُ: أُمرتُ بقتالِ الناكِثينَ والقاسِطينَ والمارِقينَ (¬1). 240 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا فِطرٌ، عن الحكمِ، عن مِقسمٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: ما يَمنعُ أَحدَكم إذا رجعَ مِن سُوقِهِ أو مِن حاجتِهِ فاتَّكأَ على فراشِهِ أَن يَقرأَ آياتٍ مِن القرآنِ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَكتبُ له بكلِّ اسمٍ عشرَ حسناتٍ (¬2). 241 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا فِطرُ بنُ خليفةَ، عن أبي الزبيرِ قالَ: سمعتُ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: خرجْنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم - لا أَحسَبُه إلا قالَ: حُجَّاجاً -، حتى قدِمنا مكةَ، فقالَ لنا: «مَن كانَ ساقَ هَدياً فليُمسِكْ على إحرامِهِ حتى يَبلغَ الهديُ مَحلَّهُ، ومَن لم يكنْ أَهدى فليُهلَّ بعمرةٍ». قالَ: وكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد ساقَ مئةً مِن البُدْنِ، قالَ: فقدمَ عليٌّ مِن اليمنِ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بِما أَهللْتَ؟» قالَ: بإهلالِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: فأَعطاهُ ثلاثاً وثلاثينَ مِن البُدْنِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي (2/ 219)، وابن عساكر (42/ 469) من طريق فطر بن خليفة به. وحكيم بن جبير ضعيف. وله طرق أخرى يأتي أحدها (353). وانظر «المطالب» (3497) (3498)، و «الضعيفة» (4907). (¬2) أخرجه الدارمي (2/ 436) عن أبي نعيم موقوفاً كما هنا. وأخرجه الطبراني (12119)، والبيهقي في «الشعب» (1848) من طريق فطر بن خليفة مرفوعاً. ثم أشار البيهقي إلى الموقوف وقال: وهذا هو الصحيح. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 377 - 367) من طريق قطن - هكذا في الأصول القديمة - عن أبي الزبير به. ومعنى الحديث جاء من طرق أخرى عن جابر.

242 - أخبرنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ البُوشَنْجيُّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ أيمنَ: حدثني أبي، عن جابرٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يقومُ يومَ الجمعةِ إلى شجرةٍ أو نخلةٍ، فقالتْ له امرأةٌ مِن الأنصارِ أو رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، ألا نَجعلُ لكَ مِنبراً؟ فقالَ: «إنْ شئتُم فاجعَلوا». فجَعَلوا له مِنبراً، فلمَّا كانَ يومُ الجمعةِ ذهبَ إلى المنبرِ فصاحَت النخلةُ صياحَ الصبيِّ، فنزلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فضمَّها إليه، فكانَت تئنُّ أَنينَ الصبيِّ الذي يُسَكَّتُ، قالَ: «كانتْ تَبكي على ما كانَت تسمعُ مِن الذِّكرِ عندَها» (¬1). 243 - حدثنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا فِطرُ بنُ خليفةَ، عن أبي إسحاقَ وسعدِ بنِ عُبيدةَ، عن البراءِ بنِ عازبٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يا براءُ، كيفَ تقولُ إذا أَخذتَ مَضجعَكَ؟» قالَ: قلتُ: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قالَ: «فإِذا أَويتَ إلى / فراشِكَ طاهِراً فتوسَّدْ يمينَكَ ثم قُل: اللهمَّ أَسلمتُ وَجهي إليكَ، وفوَّضتُ أَمري إليكَ, وألجأْتُ ظَهري إليكَ، رغبةً ورهبةً إليكَ، لا ملجَأَ ولا مَنجَا مِنكَ إلا إليكَ، آمنتُ بكتابِكَ الذي أَنزلتَ، وبنبيِّكَ الذي أَرسلتَ». فقلتُ كما علَّمني غيرَ أنِّي قلتُ: وبرسولِكَ، فقالَ بيدِهِ في صَدري: «وبنبيِّكَ»، قالَ: «فمَن قالَها مِن ليلتِهِ ثم ماتَ ماتَ على الفِطرةِ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (449) (2095) (3584) من طريق عبد الواحد بن أيمن به. (¬2) أخرجه البخاري (247) وأطرافه، ومسلم (2710) من طريق أبي إسحاق وسعد بن عبيدة به.

244 - حدثنا سعيدُ بنُ عثمانَ الخياطُ أبو عثمانَ: حدثنا محمدُ بنُ مرزوقٍ: حدثنا حجاجُ بنُ نصيرٍ: حدثنا أبو عُبيدةَ الناجيُّ، عن الحسنِ وابنِ سيرينَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: صليتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمرَ، فَكانوا يُسلِّمونَ تَسليمةً واحدةً: السلامُ عَليكم (¬1). 245 - حدثنا محمدُ بنُ يوسفَ بنِ عمرَ أبو عبدِ اللهِ البسطاميُّ: حدثنا الحسينُ بنُ عيسى البسطاميُّ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ: حدثنا أسامةُ بنُ زيدِ بنِ أسلمَ، عن صفوانَ بنِ سُليمٍ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا صلَّى الإمامُ بالقومِ فإن أَتَمَّ فَله ولهم، وإِن نقَصَ فعَليه ولا عَليهم» (¬2). 246 - حدثنا أحمدُّ بنُ عليٍّ الخزازُ: حدثنا داودُ بنُ عَمرو: حدثنا عليُّ بنُ هاشمٍ، عن أبي بشرٍ الحلبيِّ، عن أبي المَليحِ بنِ أسامةَ، عن أبيه قالَ: أصابَ الناسَ مطرٌ في يومِ الجمعةِ، فأمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فنُوديَ: «إنَّ الصلاةَ اليومَ - أو: إنَّ الجمعةَ اليومَ - في الرِّحالِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أبو عبيدة الناجي بكر بن الأسود كذبه ابن معين. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (2/ 28) عن الحسن وحده، عن أنس. وأخرجه البزار (6536) من طريق أيوب، و (7267) من طريق قتادة، والطبراني في «الأوسط» (8473)، والبيهقي (2/ 179) من طريق حميد، ثلاثتهم عن أنس بنحوه. وصححه الألباني في «الصحيحة» (316). (¬2) محمد بن عمر هو الواقدي متروك، وأسامة بن زيد العدوي ضعيف. ومعناه عندالبخاري (694) من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار به. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 24) من طريق علي بن هاشم بهذا اللفظ. وانظر تمام تخريجه فيه.

247 - حدثنا الحسينُ بنُ السَّميْدَعِ: حدثنا أبو صالحٍ الفراءُ محبوبُ بنُ موسى: حدثنا أبو إسحاقَ الفَزاريُّ: حدثنا أبو إسماعيلَ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: نزلَ ناسٌ مِن أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على بئرِ ثمودَ، فاستَقوا مِنها واعتَجنوا، فأَتاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم فأمَرَهم أَن يُهريقوا ما في أَسقيَتهم، ويَنزلوا على بئرِ صالحٍ ويَستَقوا مِنها (¬1). 248 - حدثنا الفضلُ بنُ محمدٍ العطارُ الأنطاكيُّ بمكةَ: حدثنا أبو خيثمةَ: حدثنا محمدُ بنُ مِحصَنٍ، عن إبراهيمَ بنِ أبي عبلةَ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَن تعلَّمَ الرَّميَ ثم تركَهُ فإنَّما هي نِعمةٌ كفَرَها» أو قالَ: «ترَكَها» (¬2). 249 - حدثنا معاذُ بنُ المُثنَّى: حدثنا عليُّ بنُ المدينيِّ: حدثنا حرميُّ بنُ عُمارةَ: / حدثني خزرجُ بنُ الخطابِ قالَ: سمعتُ حُميداً الطويلَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَعطى خيبرَ على الثلثِ والربعِ (¬3). 250 - حدثنا محمدُ بنُ أيوبَ: أخبرنا حفصُ بنُ عمرَ: حدثنا عبدُ العزيزِ ¬

_ (¬1) هو في «السير» لأبي إسحاق الفزاري (8). وأخرجه البخاري (3379)، ومسلم (2981) من طريق عبيدالله بن عمر بنحوه. (¬2) محمد بن محصن العكاشي كذبوه. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (6/ 168)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 249). (¬3) أخرجه البزار (6628) من طريق حرمي بن عمارة به. وقال الهيثمي (4/ 121): وفيه الخزرج بن الخطاب ضعفه الأزدي.

بنُ محمدٍ، عن عَمرو بنِ يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيدٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُسلِّمُ عن يمينِه: «السلامُ عَليكم ورحمةُ اللهِ» وعن يسارِهِ: «السلامُ عَليكم» (¬1). 251 - حدثنا الفضلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: حدثنا مالكُ بنُ سليمانَ: حدثنا حبَّانُ، عن الكَلبيِّ، عن أبي صالحٍ، عن ابنِ عباسٍ في قولِهِ: {الحمد لله رب العالمين} قالَ: الجنُّ والإنسُ، {مالك يوم الدين} قالَ: يومَ يُدانُ الناسُ بأَعمالِهم، {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم} اليهودُ، {ولا الضالين} النَّصارى (¬2). 252 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نصرٍ التَّمارُ: حدثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن ثابتٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ رَجلاً أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لِفلانٍ نخلةً، وأَنا أُقيمُ حائِطي بها، فأمُرْهُ أَن يُعطيَني حتى أُقيمَ بها حائِطي، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعطِها إيَّاه بنخلةٍ في الجنةِ»، فأَبى، فأَتى أبو الدَّحداحِ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قَد ابتعتُ النخلةَ بحائِطي، فاجعَلْها له وقَد أَعطيتُكَها، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كم مِن عِذْقٍ رَدَّاحٍ لأبي الدَّحداحِ في الجنةِ» مِراراً. فأَتى أبو الدَّحداحِ امرأتَه فقالَ: يا أُمَّ الدَّحداحِ، اخْرُجي مِن الحائطِ، فقَد ¬

_ (¬1) لم أقف عليه من هذا الوجه. وقد أخرجه النسائي (1321)، وأحمد (2/ 71) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى المازني، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن ابن عمر. (¬2) محمد بن السائب الكلبي متهم. وللفقرة الأولى طرق أخرى عن ابن عباس.

بعتُهُ بنخلةٍ في الجنةِ، فقالتْ: ربحَ البيعُ. أو كلمةً تُشبهُها (¬1). 253 - أخبرنا محمدُ بنُ أيوبَ: حدثنا أحمدُ بنُ يونسَ: حدثنا عمرُ بنُ قيسٍ المكيُّ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا نِكاحَ إلا بإذنِ وليٍّ» (¬2). 254 - حدثنا أبو عوانةَ أحمدُ بنُ أيوبَ بنِ عليٍّ: حدثنا محمدُ بنُ عبادٍ أبو حربٍ الهرويُّ ببَذَش: حدثنا عبدُ الصمدِ بنُ محمدٍ، عن مُستغفرِ بنِ محمدٍ الحمصيِّ، عن جعفرِ بنِ بُرقانَ، / عن ميمونِ بنِ مهرانَ، عن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا كتبَ أَحدُكم: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فليَمدَّ الرَّحمنَ» (¬3). 255 - أخبرنا يوسفُ بنُ يعقوبَ: حدثنا عَمرو بنُ مرزوقٍ: أخبرنا شعبةُ، عن أيوبَ، عن ابنِ أبي مُليكةَ، عن عائشةَ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 146)، والطبراني 22/ (763)، وابن حبان (7159)، والحاكم (2/ 20) من طريق حماد بن سلمة به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، والألباني في «الصحيحة» (2964). (¬2) عمر بن قيس متروك. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5563). وكان قد أخرجه قبل (9373) من طريقه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بنحوه. وأخرجه ابن حبان (4076) من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة. وانظر «الإرواء» (6/ 243). (¬3) أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (558) من طريق المصنف به. وقال الألباني في «الضعيفة» (2699): موضوع.

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تُحَرِّمُ الرَّضعةُ ولا الرَّضعتانِ» (¬1). 256 - أخبرنا أحمدُّ بنُ عليٍّ الخزازُ: حدثنا عامرُ بنُ سيَّارٍ: حدثنا سليمانُ بنُ أَرقمَ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: تَوضَّأَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرةً مرةً، ومسَحَ رأسَهُ ببَللِ يدَيهِ (¬2). 257 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا أبو حَصينٍ الرَّازي قالَ: سمعتُ أبا بكرِ بنَ عياشٍ وسأَلَه رَجلٌ فقالَ: سمعتَ أبا حمزةَ، عن الشَّعبيِّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما أَقفَرَ بيتٌ مِن إدامٍ فيه خَلٌّ»؟. قالَ: نَعم، سمعتُه يَذكُرُه عن أُمِّ هانئٍ (¬3). 258 - حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ صالحٍ الأَشجُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عَرعرةَ البصريُّ: حدثنا عبدُ الملكِ بنُ هشامٍ الذِّماريُّ: حدثنا سفيانُ بنُ سعيدٍ الثوريُّ، عن الأَوزاعيِّ، عن كثيرِ بنِ قيسٍ، عن يزيدَ بنِ سمرةَ، عن أبي الدَّرداءِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن سلكَ طريقاً يَبتَغي فيه عِلماً سَلَكَ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (5427) من طريق شعبة به. وهو في «صحيح مسلم» (1450) من طريق أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير، عن عائشة. زاد في إسناده ابن الزبير. وانظر «علل الدارقطني» (525). (¬2) سليمان بن أرقم ضعيف. ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في «ذكر الأقران» (445). وشطره الأول عند البخاري (157) من وجه آخر عن ابن عباس. (¬3) أخرجه الترمذي (1841) من طريق أبي بكر بن عياش به. وقال: حسن غريب. وأورده الألباني في «الصحيحة» (2220).

اللهُ له طريقاً إلى الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتَضعُ أَجنحتَها لطالبِ العلمِ رِضاً بما يَصنعُ، وإنَّه ليَستغفرُ له مَن في السماواتِ والأرضِ، حتى الحيتانُ في الماءِ، ولَفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، هم وَرثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دِيناراً ولا دِرهماً، إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أَخذَ به أَخذَ بحظٍّ وافِرٍ» (¬1). 259 - أخبرنا الحسينُ بنُ إدريسَ الأنصاريُّ بهَراةَ: حدثنا أيوبُ بنُ محمدٍ الوزَّانُ: حدثنا مُعَمَّرُ بنُ سليمانَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ بشرٍ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ، عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه قالَ: دخلَ رَجلانِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاستَعاناهُ على شيءٍ فأَعانَهما بدينارَينِ، فدخَلَ عليه عمرُ بنُ الخطابِ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي لقيتُ فُلاناً وفُلاناً خَرجا مِن عِندكَ فإذا هُما / يُثنيانِ خيراً، قالَ: «لكنَّ فُلاناً ما يقولُ ذاكَ، ولَقد أَعنتُه ما بينَ عشرةٍ إلى مئةٍ، فما يقولُ ذاكَ، وإنَّ أحدَكم ليَخرجُ بصدقتِهِ مِن عِندي مُتأبِّطَها وإنَّما هي له نارٌ»، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، فكيفَ تُعطيهِ وقَد عَلمتَ أنَّها له نارٌ؟ قالَ: «فَما أَصنعُ، يأْبَونَ إلا أَن يَسأَلوني، ويأْبى اللهُ عزَّ وجلَّ لي البخلَ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (178)، والبيهقي في «الشعب» (1574)، وابن عساكر (50/ 48 - 49) من طريق الأوزاعي به. وقال ابن عبد البر: إن الأوزاعي لم يقمه وقد خلط فيه. وانظر بيان ذلك وتخريج بقية طرقه في «علل الدارقطني» (1083). (¬2) أخرجه البزار (235)، والحاكم (1/ 46) من طريق معمَّر بن سليمان به. واختلف فيه على الأعمش على وجوه ذكرها الدارقطني في «علله» (141). وأصل الحديث عند مسلم (1056) من وجه آخر عن عمر مختصراً.

260 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا جُبارةُ بن مُغلِّسٍ: حدثنا ثابتُ بنُ سُليمٍ البصريُّ: حدثنا قتادةُ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن ابنِ مسعودٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمشي وبشيرُ بنُ الخَصاصيَّةِ في يدِه، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا بشيرُ، ما أَصبحتَ تَنقمُ على اللهِ؟» قالَ: ما أَصبحتُ أَنقمُ على اللهِ شيئاً، إنَّ يَدي في يدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: ورَأى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجلاً يَمشي بينَ القبورِ عليه نَعلانِ فقالَ: «يا صاحبَ السِّبتيَّتينِ اخلَعْ سِبْتيَّتيكَ» فقالَ له بشيرٌ: يا رسولَ اللهِ، وما يَضرُّه مِن ذاكَ؟ قالَ: «إنَّهم يَسمعونَ خَفقَ نِعالِهم» (¬1). 261 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا الحسينُ بنُ عيسى: حدثنا أحمدُ بنُ أبي طيبةَ، عن عَمرو بنِ شِمْرٍ، عن عمرانَ بنِ مسلمٍ، عن سُويدِ بنِ غَفلةَ قالَ: سمعتُ عَلياً رضي اللهُ عنه يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أخبَرني جبريلُ عليه السلامُ أنَّه لم يَضحكْ مُنذُ خُلقتْ جهنمُ». قالَ: فما رأيتُ نواجِذَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن ضَحِكٍ حتى فارَقَ الدُّنيا، وكانَ إذا ابتسَمَ ردَّ يدَهُ اليُمنى على فيهِ (¬2). 262 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا محمدُ بنُ الحارثِ المصريُّ: حدثنا يعقوبُ بنُ عبدِ الرحمنِ الإسكندَرانيُّ، عن أبي حازمٍ، عن عُمارةَ بنِ عَمرو بنِ حزمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو بنِ العاصِ، ¬

_ (¬1) لم أهتد إليه في غير هذا الموضع. وجبارة بن المغلس ضعيف. وثابت بن سليم قال الأزدي: ليس بالقوي. (¬2) عمرو بن شمر متروك. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (5/ 131).

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كيفَ بكم وبزَمانٍ - أو يُوشكُ أَن يأتيَ زمانٌ - يُغربَلُ الناسُ غَربلةً، ويَبقى فيه حُثالةٌ مِن الناسِ قَد مَرجتْ عُهودُهم وأَماناتُهم واختَلفوا، فَكانوا هَكذا؟» وشبَّكَ بينَ أصابعِهِ، فَقالوا: كيفَ بنا يا رسولَ اللهِ؟ / قالَ: «تأخُذونَ ما تَعرِفونَ، وذَروا ما تُنكِرونَ، وتُقبِلونَ على أمرِ خاصَّتِكم، وتَذرونَ أمرَ عامَّتِكم» (¬1). 263 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ هشامٍ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ عَمرو، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن أبي بكرِ بنِ حزمٍ، عن عَبادِ بنِ تميمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه خَرجَ إلى المُصلَّى يَستَسقي، وأنَّه لمَّا دَعا أو أَرادَ أَن يدعُوَ استَقبلَ القبلةَ وحوَّلَ رِداءَهُ (¬2). 264 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا محمدُ بنُ الحارثِ المصريُّ: حدثنا يعقوبُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن سُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «على كُلِّ بابٍ مِن أبوابِ المسجدِ يومَ الجمعةِ ملائكةٌ تَكتبُ الأولَ فالأولَ، فمُقدِّمٌ مثلَ الجَزورِ، أو كمُقدِّمٍ مثلَ البقرةِ، إلى مثلِ البيضةِ، فإذا جَلسَ الإمامُ طَووا الصحفَ وحَضَروا الذِّكرَ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4342)، وابن ماجه (3957)، وأحمد (2/ 221)، والحاكم (2/ 159، 4/ 435) من طريق أبي حازم به. وله طرق كما تقدم (17). (¬2) أخرجه البخاري (1005) وأطرافه، ومسلم (894) من طريق عباد بن تميم بألفاظ متقاربة. (¬3) أخرجه مسلم (2/ 587) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن بهذا اللفظ. وله عن أبي هريرة طرق أخرى وروايات.

265 - حدثنا الحسينُ: حدثنا زكريا بنُ يحيى المصريُّ: حدثنا المُفضَّلُ بنُ فَضالةَ، عن ابنِ جُريجٍ، عن أبي الزبيرِ، أنَّه سمعَ جابراً يقولُ: هَمَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يَنهى أَن يُسمَّى ميمونُ وبركةُ وأفلحُ وهذا النَّحوُ، ثم تَركَهُ (¬1). 266 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا عيسى بنُ أبي عيسى السَّليحيُّ (¬2): حدثنا ابنُ حِمْيَر (¬3)، عن داودَ بنِ عطاءٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، عن محمدِ بنِ المنكدرِ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «ما مِن أَحدٍ تكونُ له صلاةٌ مِن الليلِ فيَغلبُه عَليها نومٌ إلا كُتبتْ له صلاتُهُ، وكانَ نومُه صدقةً عليهِ» (¬4). 267 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا محمدُ بنُ راشدٍ: حدثنا أبو داودَ الطيالسيُّ: أخبرنا مباركُ بنُ فضالةَ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ أبي بكرِ بنِ أنسٍ، عن أنسِ ¬

_ (¬1) تقدم (162). (¬2) في الأصل: «السيلحيني» نسبة إلى سيلحين قرية من سواد بغداد، وعليها علامة التضبيب. والمثبت من الهامش ومصادر ترجمته، نسبة إلى سَلِيح بطن من قضاعة. (¬3) هو محمد بن حمير السليحي أبو عبد الحميد ويقال: أبو عبد الله. وتحرف في الأصل إلى: «أبو حمير». (¬4) أخرجه مالك (1/ 117)، وأبو داود (1314)، والنسائي (1784) (1785) (1786)، وأحمد (6/ 63، 72، 180)، والطيالسي (1527)، والبيهقي (3/ 15) من طريق محمد بن المنكدر، على اختلاف عليه فيه ينظر بيانه في «علل الدارقطني» (3672).

بنِ مالكٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَقولُ اللهُ تباركَ وتَعالى: أَخرِجوا مِن النارِ مَن ذَكَرني يَوماً أو خافَني في مَقامٍ» (¬1). 268 - حدثنا الحسينُ بنُ إدريسَ: حدثنا القاسمُ بنُ أبي شيبةَ العبسيُّ /: حدثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا شريكٌ، عن أبي شيبةَ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِن صباحٍ إلا ومَلَكانِ يُناديانِ، يقولُ أحدُهما: اللهمَّ أَعطِ المُنفِقينَ خَلَفاً والمُمسِكينَ تَلَفاً، والآخَرُ يُنادي: يا باغيَ الخيرِ هلُمَّ، ويا باغيَ الشرِّ أقصِرْ» (¬2). 269 - حدثنا الحسينُ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ عُبيدِ اللهِ الحلبيُّ أخو الإمامِ: حدثنا يحيى بنُ اليمانِ، عن أبي سنانٍ الشيبانيِّ، عن وهبٍ الحمصيِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ الدَّيلَميِّ، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ ومعاذِ بنِ جبلٍ وزيدِ بنِ ثابتٍ وحذيفةَ بنِ اليمانِ وعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قَالوا: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لو عذَّبَ اللهُ أهلَ السماواتِ وأهلَ الأرضِ عذَّبَهم غيرَ ظالمٍ لهم، ولو رحمَهم كانتْ رحمتُهُ خيراً مِن أعمالِهم، ولو أَنفقتَ مثلَ أبي ¬

_ (¬1) تقدم (62). (¬2) شريك سيء الحفظ. وأبو شيبة إن كان شعيب بن رزيق فعطاء هو ابن أبي مسلم الخراساني، وروايته عن أبي هريرة مرسلة، قاله ابن معين. والله أعلم. ولم أقف على هذا الحديث من هذا الوجه. وهو عند البخاري (1442)، ومسلم (1010) من وجه آخر عن أبي هريرة بنحوه، دون قوله في آخره: والآخر ينادي يا باغي الخير .. .

قُبيسٍ ذَهباً لم يَقبلْهُ اللهُ منكَ حتى تُؤمنَ بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ، وتَعلمَ أَنَّ ما أَصابَكَ لم يَكنْ ليُخطِئَكَ، وأنَّ ما أَخطأَكَ لم يَكنْ ليُصيبَكَ، ولو متَّ على غيرِ ذلكَ لأكبَّكَ اللهُ على وجهِكَ في النارِ» (¬1). بلغَت المُعارَضةُ آخِرُ الجزءِ والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ وصلَّى اللهُ على محمدٍ سيدِ الُمرسَلينَ وآلِهِ أجمعينَ وسلَّم تَسليماً إلى يومِ الدِّينِ وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ ¬

_ (¬1) يحيى بن اليمان كثير الغلط، وقد انفرد عن أبي سنان الشيباني بذكر معاذ بن جبل في هذا الحديث، وجعله مرفوعاً عنهم جميعاً، وإنما هو مرفوع من حديث زيد بن ثابت وحده دون الباقين. وكذلك أخرجه أبو داود (4699)، وابن ماجه (77)، وأحمد (5/ 182، 185، 189)، وابن حبان (727)، والبيهقي (10/ 204) من طريق أبي سنان سعيد بن سنان.

فوائد الخلدي

فوائد الخلدي أبي محمدٍ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ نُصيرٍ البغداديِّ

ترجمة الخلدي

ترجمةُ الخُلْديِّ الشيخُ الإمامُ القدوةُ المُحدِّثُ، شيخُ الصوفيةِ، أبو محمدٍ جعفرُ بنُ محمدِ بنِ نُصيرِ بنِ قاسمٍ البغداديُّ. كانَ يَسكنُ مَحلةَ الخُلْدِ. سمعَ الحارثَ بنَ أبي أُسامةَ، وعليَّ بنَ عبدِ العزيزِ، وأبا مسلمٍ الكَجِّيَّ، وعمرَ بنَ حفصٍ السَّدوسيَّ، وأبا العباسِ بنَ مسروقٍ. وصحبَ أبا الحسينِ النُّوريَّ، والجُنيدَ، وأبا محمدٍ الجَريريَّ. حدَّث عنه: يوسفُ القَوَّاسُ، والحاكمُ، وأبو الحسنِ بنُ الصَّلتِ، وعبدُ العزيزِ السُّتُوريُّ، والحسينُ الغَضائريُّ، وابنُ رِزْقويه، وابنُ الفضلِ القطانُ، وأبو الحسنِ الحَمَّاميُّ، وأبو عليِّ بنُ شاذانَ. وقالَ الخطيبُ: ثقةٌ. [وقالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ ثقةً صدوقاً ديِّناً]. [وقالَ السمعانيُّ: وكانَ ثقةً صادقاً ديِّناً فاضلاً. سافرَ الكثيرَ إلى الشامِ والحجازِ ومصرَ، ولقيَ المشايخَ الكبراءَ مِن المُحدِّثينَ والصوفيةِ]. قالَ إبراهيمُ بنُ أحمدَ الطبريُّ: سمعتُ الخُلْديَّ يقولُ: [لو تَرَكني الصوفيةُ لجئتُكم بأَسانيدِ الدُّنيا]، مَضيتُ إلى عباسٍ الدُّوريِّ وأَنا حَدَثٌ، فكَتبتُ عنه مجلساً وخَرجتُ، فلَقيَني صوفيٌّ فقالَ: أَيشٍ هذا؟ فأَريتُه، فقالَ: ويحكَ، تَدعُ علمَ الخِرَقِ، وتأخُذُ علمَ الوَرقِ! ثم خَرَّقَ الأَوراقَ، فدخلَ

كلامُه في قَلبي، فلم أَعُدْ إلى عباسٍ، ووَقفتُ بعرفةَ سِتاً وخمسينَ وقفةً. قلتُ: ما ذا إلا صوفيٌّ جاهلٌ يُمزقُ الأحاديثَ النبويةَ، ويحضُّ على أمرٍ مجهولٍ، فَما أَحوجَه إلى العلمِ. قيلَ: عجائبُ بغدادَ: نُكَتُ المُرتَعِشِ، وإِشاراتُ الشِّبْليِّ، وحكاياتُ الخُلْديِّ. قالَ القَوَّاسُ: سمعتُ الخُلْديَّ يقولُ: لا تُوجدُ لذَّةُ المُعاملةِ مَع لذَّةِ النفسِ. وعن الخُلْديِّ قالَ: عِندي مئةٌ وثلاثونَ ديواناً مِن دَواوينِ القومِ. قلتُ: تُوفيَ سَنةَ ثمانٍ وأَربعينَ وثلاثِمئةٍ في رمضانَ وله خمسٌ وتسعونَ سَنةً (¬1). ¬

_ (¬1) «سير أعلام النبلاء» (15/ 118)، وانظر: «حلية الأولياء» لأبي نعيم (10/ 381). و «تاريخ بغداد» للخطيب (7/ 226). و «الأنساب» للسمعاني (2/ 390). و «المنتظم» لابن الجوزي (14/ 119). و «شذرات الذهب» لابن العماد الحنبلي (4/ 253).

فوائد الخلدي

فَوائدُ الخُلْديِّ يَضمُ المجموعُ الخامسُ والأربعونَ مِن المجاميعِ العُمريةِ جُزءانِ مِن فَوائدِ الخُلْديِّ: الجزءُ الأولُ يبدأُ بالورقةِ [32]. ويبدأُ الثاني بالورقةِ [46] إلى [62]. وقَد طُبعَ للخُلْديِّ جزءٌ آخَرُ صغيرٌ، وهو الجزءُ الرابعُ مِن الفوائدِ والزهدِ والرَّقائقِ والمَراثي وغيرِه. ويُعرفُ اختِصاراً بالزهدِ للخُلْديِّ. طُبعَ طبعَتينِ سَقيمَتينِ: الأُولى بتحقيقِ مجدي فَتحي السيدِ، عن دارِ الصحابةِ. والثانيةُ عن دارِ الكتبِ العلميةِ، بتحقيقِ خلاف محمود عبد السميع، ضمنَ المجموعِ المعروفِ بمجموعِ ابنِ مَندةَ. وهو بروايةِ بكرِ بنِ شاذانَ أبي القاسمِ البغداديِّ المقرئِ الواعظِ (¬1)، عن الخُلْديِّ. والجزءانِ في هذا المجموعِ بروايةِ أبي عليِّ بنِ شاذانَ، عن الخُلْديِّ، كما تقدَّم بيانُه. ¬

_ (¬1) قال الخطيب: كان عبداً صالحاً ثقة أميناً، توفي سنة (405 هـ). انظر «تاريخ بغداد» (7/ 96).

الجزء الأول من فوائد الخلدي

الأول جزءٌ فيهِ مِن فوائدِ أبي محمدٍ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ نُصيرِ بنِ القاسمِ الخُلْديِّ الخوَّاصِ الزَّاهدِ انتقاءُ أبي حفصٍ عمرَ بنِ أبي السَّرِيِّ البصريِّ رواهُ عنه أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزَّازُ وعنه الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ أخبرنا به عَنه الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ سماعُ عبدِ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سُرورٍ المقدسيِّ نفَعَه اللهُ الكريمُ به وعَفى عنه وعن والدَيهِ

بسم الله الرحمن الرحيم ما شاءَ اللهُ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العَليِّ العظيمِ أخبرنا الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ فيما قُرئَ عليه بثغرِ الإسكَندريةِ وأنا أَسمعُ قالَ: أخبرنا أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ الأَنصاريُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو محمدٍ جعفرُ بنُ محمدِ بنِ نُصيرِ بنِ القاسمِ المعروفُ بالخُلْديِّ الخوَّاص في يومِ الاثنَينِ صلاةَ الغَداةِ لخمسٍ بَقينَ مِن جُمادى الآخِرَةِ سنةَ أربعٍ وأَربعينَ وثلاثِمئةٍ بانتخابِ عمرَ البصريِّ: 270 - (1) حدثنا الحارثُ بنُ محمدٍ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ الواقديُّ: حدثنا الضحاكُ بنُ عثمانَ، عن بُكيرِ بنِ عبدِ اللهِ الأَشَجِّ، عن سليمانَ بنِ يسارٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: أَشهدُ لَسمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن ابتاعَ طَعاماً فَلا يَبعْهُ حتى يَستوفيَهُ» (¬1). 271 - (2) حدثنا الحارثُ بنُ محمدٍ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ: حدثنا ابنُ أبي حبيب (¬2)، عن داودَ بنِ الحصينِ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن عثمانَ بنِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1528) من طريق الضحاك بن عثمان به. (¬2) لم أميزه، وفي الرواة عن داود بن الحصين ويروي عنه الوقدي: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، والله أعلم.

عفانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن ابتاعَ طعاماً فَلا يَبعْهُ حتى يَستوفيَهُ، ثم إنْ باعَهُ اكتالَه مِنه الذي ابتاعَهُ مِنه كَيلاً» (¬1). 272 - (3) حدثنا الحارثُ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ: حدثنا أبو مروانَ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي فَروةَ، عن موسى بنِ وَردانَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن عثمانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه. 273 - (4) حدثنا الحارثُ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ: حدثنا محمدُ بنُ زيادٍ، عن ابنِ أبي هُنيدةَ (¬2)، عن عَمرو بنِ شعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه، أنَّه ابتاعَ بَعيراً بأَبعرَةٍ إلى خروجِ المُصِّدِّقِ بأمرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬3). 274 - (5) حدثنا الحارثُ: حدثنا /عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ: حدثنا أبو الرَّبيعِ السَّمانُ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن أبي معبدٍ، عن ابنِ عباسٍ، ¬

_ (¬1) لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث عثمان رضي الله عنه. والواقدي متروك. وفي «مسند أحمد» (1/ 62) من طريق موسى بن وردان، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان مرفوعاً: «إذا اشتريت فاكتل، وإذا بعت فكل». وانظر ما بعده. (¬2) هكذا في الأصل، وفي «مغازي الواقدي» (1/ 194، 450) روايتان للواقدي عن محمد بن زياد بن أبي هنيدة، نقل إحداهما البيهقي في «دلائل النبوة» (3/ 168). والله أعلم. (¬3) محمد بن عمر الواقدي متروك، وفي الإسناد من لم أعرفه. وأخرجه الدارقطني (3/ 69)، والبيهقي (5/ 287 - 288) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن شعيب بنحوه، وفيه قصة. وانظر رواية عمرو بن حَريش، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عند أحمد (2/ 171، 216).

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «لا يَخلُونَّ رَجلٌ بامرأةٍ إلا ومَعها ذو مَحرمٍ» (¬1). 275 - (6) حدثنا الحارثُ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا الجُريريُّ، عن أبي نَضرةَ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا أَتى أَحدُكم على رَاعي إبلٍ فليُنادي: يا راعيَ الإبلِ، ثلاثاً، فإنْ أَجابَه وإلا فليَحلِبْ وليَشرَبْ ولا يَحملنَّ، وإذا أَتى أَحدُكم على حائطٍ فليُنادِ ثلاثاً: يا صاحبَ الحائطِ، فإنْ أَجابَه وإلا فليَأكُلْ ولا يَحملْ» (¬2). 276 - (7) وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الضيافةُ ثلاثةُ أيامٍ، فما زادَ فصَدقةٌ» (¬3). 277 - (8) حدثنا الحارثُ: حدثنا كثيرُ بنُ هشامٍ: حدثنا جعفرُ بنُ بُرقانَ: حدثنا عبدُ الملكِ بنُ أبي القاسمِ، عن نافعٍ قالَ: جاءَ رَجلٌ إلى ابنِ عمرَ فقالَ: سمعتُ أبا سعيدٍ الخدريَّ يقولُ: الذهبُ بالذهبِ وَزناً بوَزنٍ، مِثلاً بمِثلٍ، يداً بيدٍ، ليسَ بينَهما رَما - والرَّما الرِّبا - ولا يُباع شيءٌ مِنه ناجزٌ بتأخيرٍ. فقامَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ وَالذي حدَّثه، فمَشيتُ معَهما حتى أَتينا أَبا سعيدٍ الخدريَّ فقالَ: ما حديثٌ حدَّثنيه هذا سمعتَهُ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فأَشارَ إلى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3006) (5233)، ومسلم (1341) من طريق عمرو بن دينار مطولاً. (¬2) إلى هنا عند ابن ماجه (2300)، والحاكم (4/ 132) من طريق يزيد بن هارون بنحوه. (¬3) أخرجه مع ما قبله ابن عساكر في «معجمه» (523) من طريق المصنف. وكذلك أخرجه أحمد (3/ 7، 21، 85 - 86)، وابن حبان (5281) من طريق سعيد بن إياس الجريري.

أُذنيهِ وعَينيهِ فقالَ: سَمْعُ أُذنيَّ هاتَينِ وبَصَرُ عَينيَّ هاتَينِ، أنَّه نَهى عن الفضةِ بالفضةِ إلا وَزناً بوَزنٍ، والذهبُ بالذهبِ إلا وَزناً بوَزنٍ، مِثلاً بمِثل (¬1). 278 - (9) حدثنا الحارثُ: حدثنا كثيرُ بنُ هشامٍ: حدثنا جعفرُ بنُ بُرقانَ: حدثنا يزيدُ الفقيرُ، عن ابنِ عمرَ قالَ: نَهانا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن نَبيذِ الجرِّ والمُزَفَّتِ والدُّبَّاءِ والنَّقيرِ. / قالَ يزيدُ: وأنا أَشهدُ لَسمعتُ هذا مِن ابنِ عمرَ يَذكُرُه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ليسَ بَيني وبينَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلا ابنُ عمرَ (¬2). 279 - (10) حدثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ زيدٍ العطارُ: حدثنا محمدُ بنُ بشرٍ التِّنيسيُّ: حدثنا حيوةُ بنُ شُريحٍ: حدثنا عقبةُ بنُ مسلمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ جَزْءٍ الزُّبيديِّ قالَ: كُنا يوماً عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المسجدِ فصُنِعَ لنا طعامٌ فأكَلْنا، ثم أُقيمَت الصلاةُ فصلَّينا ولم نتوضَّأْ (¬3). 280 - (11) حدثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ زيدٍ: حدثنا محمدُ بنُ بشرٍ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو علي القشيري في «تاريخ الرقة» (198) من طريق جعفر بن برقان بنحوه. وله عن نافع طرق وروايات متفاوتة كما يأتي (314). (¬2) أخرجه ابن عساكر (23/ 404 - 405) من طريق المصنف. وللحديث عن ابن عمر طرق وروايات عند مسلم (1997) (1998) وغيره. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 190) من طريق حيوة بن شريح به. وانظر في نفس الموضع أيضاً رواية سليمان بن زياد الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن جزء.

حَيوةُ بنُ شُريحٍ: حدثني ابنُ الهادِ، عن زُميلٍ مَولى عروةَ، عن عروةَ بنِ الزبيرِ، عن عائشةَ أنَّها قالتْ: أُهدِيَ لي ولحفصةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم طعامٌ وكُنا صائِمتَينِ، فقالتْ إحدانا لصاحبَتِها: هَل لكِ أَن نُفطِرَ؟ قالتْ: نَعم، فأَفطَرنا، ثم دَخلَ عَلينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقُلنا: يا رسولَ اللهِ، أُهديَتْ لنا هَديةٌ فاشتَهيناها فأَفطَرنا، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا عَليكما، صُوما يوماً مكانَهُ» (¬1). 281 - (12) حدثنا الحارثُ بنُ محمدٍ: حدثنا داودُ بنُ المُحَبَّرِ: حدثنا أبو الأشهبِ عن الحسنِ، عن قيسِ بنِ عاصمٍ المِنقَريِّ، أنَّه قدمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رآهُ قالَ: «إنَّ هذا سيِّدُ ذِي وَبرٍ». قالَ: فسلَّمتُ عليه ثم قلتُ: يا رسولَ اللهِ، المالُ الذي لا تَبعَةَ عليَّ فيه في ضِيفانٍ أُضيفُ، أو عيالٍ وإنْ كثُروا؟ فقال: «نِعْمَ المالُ الأربعونَ، فإنْ كثُرَ فسِتونَ، ويلٌ لصاحِبِ المائتينِ (¬2)، ويلٌ لأصحابِ المائتينِ إلا مَن أدَّى حقَّ اللهِ عزَّ وجلَّ في رِسْلِها ونجدَتِها / وأَطرَقَ فَحلَها، وأَفقَرَ ظهرَها - حملَ (¬3) على ظَهرِها - ومنحَ غَزيرَتها، ونحرَ سمينَها، فأطعَمَ القانعَ والمُعتَرَّ». فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أَكرمَ هذه الأخلاقَ وأَحسنَها، أمَا إنَّه ليس يَحلُّ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2457)، والنسائي في «الكبرى» (3277) من طريق حيوة بن شريح به. ويرويه الزهري عن عروة، واختلف عليه فيه، انظر: «مسند أحمد» 6/ 141 (25094)، و «الضعيفة» (5202). (¬2) هذا ما ظهر لي أنه الأقرب إلى ما رسم في الأصل، وفي «بغية الباحث» وغيره: المئين. والله أعلم. (¬3) هكذا في الأصل، وفي «بغية الباحث»: أو حمل.

بالوَادي الذي أنا به أَحدٌ له مثلُ كثرةِ إِبلي. قالَ: «فكيفَ تَصنعُ في المِنحةِ؟» قلتُ: تَغدو الإبلُ ويَغدو الناسُ، فمَن شاءَ أَخذَ برأسِ بعيرٍ فذهَبَ به، قالَ: «يا قيسُ، أَمالُكَ أحبُّ إليكَ أم مالُ مَولاكَ؟»، قلتُ: لا، بلْ مَالي، قالَ: «فإنَّما لكَ مِن مالِكَ ما أَكلتَ فأَفنيتَ، أو لَبستَ فأَبليتَ، أو أَعطيتَ فأَمضيتَ، وما بَقيَ فلِوارثِكَ»، قلتُ: واللهِ يا نبيَّ اللهِ لإنْ بَقيتُ لأدَعنَّ عَددَها قَليلاً. قالَ الحسنُ: ففعَلَ رحمَه اللهُ، فلمَّا حضَرتْه الوَفاةُ دَعى بَنيهِ فقالَ: يا بَنيَّ خُذوا عنِّي، لا أَحدَ أَنصحُ لَكم مِني، إذا أَنا مِتُّ فسَوِّدوا أَكبرَكم ولا تُسوِّدوا أَصغَرَكم فيَستَسفِهَ الناسُ كِبارَكم، وعَليكم بإصلاحِ المالِ فإنَّه مَنبهةٌ للكريمِ، ويُستَغنى به عن اللئيمِ، وإياكم والمسألةَ، فإنَّها آخِرُ كَسبِ المرءِ، ولم يسألْ أَحدٌ إلا وترَكَ كسبَهُ، وكفِّنوني في ثِيابي التي كنتُ أُصلِّي فيها وأَصومُ، وإياكم والنِّياحَةَ، فإنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنهى عَنها، وادفِنوني في مكانٍ لا يَعلمُ بي أحدٌ، فإنَّه قَد كانَت تَكونُ بينَنا وبينَ بكرِ بنِ وائلٍ خُماشاتٌ في الجاهليةِ، فأخافُ أَن يَدخلوا بِها (¬1) عَليكم في الإسلامِ فيُفسِدوا / عَليكم دِينَكم. فقالَ الحسنُ: فنصَحَهم رحمَه اللهُ في الحياةِ والمَماتِ (¬2). 282 - (13) حدثنا الحارثُ: حدثنا بشرُ بنُ عمرَ الزَّهرانيُّ: حدثنا أبو معاويةَ الضريرُ، عن الشَّيبانيِّ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وفي «البغية» وغيره: يدخلوها عليكم. (¬2) هو في «بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث» (471). وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (956)، والطبراني 18/ (870)، والحاكم (3/ 612)، والمزي (24/ 59 - 62) من طريق الحسن البصري به. وقال المزي: هذا حديث حسن. وعند أحمد (5/ 61) طرفه الأخير من وجه آخر عن قيس بن عاصم بنحوه.

كانَت المرأةُ في الجاهليةِ إذا ماتَ عَنها زوجُها حبَسَها أَهلُها فَلم تُزوَّجْ حتى يَرثوها، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثو النساء كرهاً} (¬1). 283 - (14) حدثنا الحارثُ: حدثنا العباسُ بنُ الفضلِ الأزرقُ: حدثنا عبدُ الوارثِ: حدثنا أبو التيَّاحِ، عن أبي عثمانَ، عن أبي هريرةَ قالَ: أَوصاني خَليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: صيامِ ثلاثةِ أيامٍ مِن كلِّ شهرٍ، ورَكعَتي الفجرِ، وأَن أُوتِرَ قبلَ أَن أرقُدَ (¬2). 284 - (15) حدثنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ البغويُّ قراءةً عليه: حدثنا عاصمُ بنُ عليٍّ: حدثنا أبو أُويسٍ: حدثني هشامُ بنُ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ أنَّها بلَغَها قولُ ابنِ عمرَ: في القُبلةِ الوُضوءُ. قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُ وهو صائمٌ ثم لا يَتوضَّأُ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4579) (6948) من طريق أسباط بن محمد، عن سليمان الشيباني بسياق فيه بعض الاختلاف. (¬2) هو في «بغية الباحث» (211). والعباس بن الفضل الأزرق ذهب حديثه. وهو عند البخاري (1178) (1981)، ومسلم (721) من طريق أبي عثمان النهدي بذكر ركعتي الضحى بدل ركعتي الفجر. وكذلك هي أكثر الروايات عن أبي هريرة في هذا الحديث، ومما وقفت عليه مما يوافق رواية المصنف ما في «معجم أبي يعلى» (55)، و «الجعديات» (3547)، و «أمالي الشجري» (1/ 259، 272)، و «تاريخ بغداد» (3/ 56، 8/ 67)، و «معجم ابن عساكر» (377). وقد فاتني أن أذكر رواية معجم أبي يعلى والرواية الأولى للشجرى في كتابي «الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء». (¬3) أخرجه الدارقطني (1/ 136) من طريق علي بن عبد العزيز به. وحديث عائشة يرويه حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، انظر تخريجه في «مسند أحمد» 6/ 210 (25766).

285 - (16) أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا يونسُ بنُ عُبيدِ اللهِ العُميريُّ: حدثنا عديُّ بنُ الفضلِ، عن الجُريريِّ، عن أبي نَضرةَ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ أَحاطَ حائطَ الجنةِ لَبنةً مِن ذهبٍ ولَبنةً مِن فضةٍ، وغرسَ غَرسَها بيدِهِ وقالَ لها: تَكلَّمي، قالتْ: قَد أَفلحَ المُؤمنونَ، فقالَ: طُوبى لكِ منزلَ الملوكِ» (¬1). 286 - (17) حدثنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا يونسُ بنُ عُبيدِ اللهِ / أبو عبدِ الرحمنِ العُميريُّ: حدثنا المباركُ بنُ فَضالةَ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، عن عمرَ بنِ الخطابِ قالَ: قالَ عمرُ: يا أيُّها الناسُ، اتَّهموا الرَّأيَ على الدِّينِ، فواللهِ ما آلوا عن الحقِّ، وذلكَ يومَ أبي جَندلٍ والكتابُ بينَ يدَي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأهلِ مكةَ، فقالَ: «اكتُبوا: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ»، فَقالوا: أَترانا قَد صدَّقناكَ بما تَقولُ، ولكنَّكَ تَكتبُ كما كُنتَ تَكتبُ: بسمِكَ اللهمَّ، فرضيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَبيتُ، حتى قالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي أَرضى وتَأبَى أنتَ؟» قالَ: فرَضيتُ (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (3508 - زوائده) من طريق يونس بن عبيدالله به. وقال: لا نعلم أحداً رفعه إلا عدي، وليس بالحافظ. وقد كان أخرجه قبله (3507) من طريق سعيد الجريري موقوفاً. وقال الألباني في «الصحيحة» (2662): صحيح على شرط مسلم موقوفاً، لكنه في حكم المرفوع. (¬2) أخرجه أبو يعلى (64 - المقصد العلي)، والبزار (148)، والطبراني (82)، والضياء في «المختارة» (219) من طريق يونس العميري به.

287 - (18) حدثنا عليٌّ: حدثنا يونسُ بنُ عُبيدِ اللهِ: حدثنا مباركُ بنُ فَضالةَ، عن خالدِ بنِ أبي الصلتِ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن رِبعيِّ بنِ حِراشٍ، عن حذيفةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اسمَعوا، سمعتُم؟ ألا فاسمَعوا: إنَّها ستكونُ عَليكم أُمراءُ يَكذبونَ ويَظلِمونَ، فمَن صدَّقَهم بكذبِهم وأَعانَهم على ظُلمِهم فليسَ مِني ولستُ مِنه، ومَن لم يُصدِّقْهم بكذبِهم ولم يُعنْهم على ظُلمِهم فهو مِني وأَنا مِنه، وسيَردُ عليَّ الحوضَ غداً إنْ شاءَ اللهُ» (¬1). 288 - (19) أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ الصمدِ (¬2): حدثنا الحسنُ بنُ الربيعِ: حدثنا أبو شهابٍ الحناطُ، عن عاصمٍ الأحولِ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن مَسَّ ذَكرَهُ فليَتوضَّأْ» (¬3). 289 - (20) أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو غسانَ مالكُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا قيسُ بنُ الربيعِ، عن أبي حَصينٍ، عن يحيى بنِ وثَّابٍ، عن مسروقٍ، عن عبدِ اللهِ قالَ: دخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بلالٍ وعندَه صُبَرٌ مِن تمرٍ فقالَ: «مَا هذا / يا بلالُ؟» قالَ: يا رسولَ اللهِ لكَ ولِضيفانِكَ، قالَ: «أمَا تَخشى أَن يَفورَ به بخارٌ في نارِ جهنمَ؟ أنفِقْ يا بلالُ ولا تَخشَ مِن ذِي العرشِ إقْلالاً» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 384)، والبزار (2831) إلى (2834)، والطبراني في «الكبير» (3020)، و «الأوسط» (8486) من طريق ربعي بن حراش به. (¬2) هكذا في الأصل، ولعله تحرف عن «عبد العزيز» فالأحاديث قبله وبعده عنه. (¬3) لم أهتد إليه في غير هذا الموضع. (¬4) أخرجه البزار (1978)، والطبراني (1020) (10300) من طريق قيس بن الربيع به. وقيس بن الربيع ضعِّف. وللحديث شواهد أوردها الألباني في «الصحيحة» (6/ 350).

290 - (21) أخبرنا عليٌّ: حدثنا عليُّ بنُ حمادٍ: حدثنا غِياثٌ (¬1): حدثنا يحيى بنُ سعيدٍ، عن ربيعةَ الرأيِ (¬2)، عن عَمرةَ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَدخُلُ في اعتكافِهِ بعدَما يُصلِّي الفجرَ. 291 - (22) أخبرنا عليٌّ: حدثنا عارمُ بنُ الفضلِ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن هشامِ بنِ عروةَ: حدثني العدلُ الرِّضا الأمينُ على ما تَغيبُ عليه: يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، عن أبي - ولم أسمعْه مِنه - قالَ: يُقطعُ الذي يسرقُ في إباقِهِ (¬3). 292 - (23) أخبرنا عليٌّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسلمةَ بنِ قَعنبٍ: حدثنا مالكٌ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يأْتي قُباءَ راكِباً وماشِياً (¬4). 293 - (24) أخبرنا عليٌ: حدثنا إبراهيمُ بنُ زيادٍ: حدثنا عبادٌ قالَ: أَتيتُ يونسَ بنَ خَبابٍ بمِنى عندَ المنارةِ وهو يَقصُّ، فسألتُهُ عن حديثِ عذابِ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وعلي بن حماد البزاز يروي عن حفص بن غياث، الذي هو من الرواة عن يحيى بن سعيد الأنصاري أيضاً. والله أعلم. (¬2) هكذا في إسناد المصنف: «يحيى بن سعيد عن ربيعة عن عمرة»، والمعروف في هذا الحديث: يحيى بن سعيد عن عمرة بلا واسطة. وكذلك يأتي (609). (¬3) أخرجه ابن عساكر (64/ 256) من طريق عارم به. (¬4) هو في «الموطأ» (1/ 167). وأخرجه البخاري (1191) (1194)، ومسلم (1399) من طريق نافع به.

القبرِ، فحدَّثني به ثم قالَ: فيه شيءٌ قَد كتمَتْه المُرجئةُ الفَسقةُ، قلتُ: ما هو؟ قالَ: يُسألُ: مَن وليُّكَ؟ فيَقولُ: عليٌّ. فقلتُ: ما سمعتُ بهذا قطُّ! فقالَ: مِن أينَ أنتَ؟ قلتُ: مِن أهلِ البصرةِ، قالَ: أنتُم تُحبونَ عثمانَ الذي قَتلَ ابنَتي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: قلتُ: قَتلَ واحدةً ثم زَوَّجَه الأُخرى! قالَ: فقالَ لي: أنتَ عُثمانيٌّ خَبيثٌ. قالَ: فحدثتُ به ابنَ عُليةَ (¬1). 294 - (25) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ زيدٍ الصائغُ بمكةَ في المسجدِ الحرامِ إملاءً: حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ المكيُّ: حدثنا عبدُ المجيدِ، عن ابنِ جُريجٍ: أخبرني إسماعيلُ، أنَّه سمعَ ابنَ سيرينَ (عمر؟) (¬2) أنَّه سمعَ أبا هريرةَ وعمرانَ بنَ حُصينٍ يَقولانِ: صلَّى بنا / رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هذه الصلاةَ فقَد ذَكرَ سَهواً، ثم عادَ فصلَّى الرَّكعَتينِ الباقيَتينِ، قالا: ثم سلَّمَ تَسليمةَ الانصرافِ، ثم كبَّر فسجَدَ، ثم كبَّر فسجَدَ كسجودِهِ نحوَ سجودِهِ في تلكَ الصلاةِ (¬3). 295 - (26) حدثنا محمدٌ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا عبدُ المجيدِ، عن ابنِ جُريجٍ: أخبَرني عَبادٌ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي (7/ 172) من طريق عباد بن عباد المهلبي به. (¬2) هكذا في الأصل، ومقتضى السياق: (يخبر) أو (يقول). والله أعلم. (¬3) حديث ابن سيرين عن أبي هريرة عند البخاري (482) وأطرافه، ومسلم (573) مطولاً. وحديث ابن سيرين عن عمران ذكره الدارقطني في «علله» (10/ 12) من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق عنه من غير التصريح بالسماع الوارد هنا، ثم قال: ومحمد بن سيرين لم يسمع هذا من عمران، والصحيح عن ابن سيرين ما ذكره الحفاظ عنه أنه قال: نبئت عن عمران بن حصين .. .

كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغتسلُ ثم (يُحيلُ؟) وِركَهُ في مَضجعِهِ ولا يَغسلُ قَدميهِ. (فأنكرهُ؟) (¬1). 296 - (27) حدثنا محمدٌ: حدثنا أحمدُ: حدثنا عبدُ المجيدِ، عن ابنِ جُريجٍ: حدثني محمدُ بنُ يحيى، أنَّ يحيى بنَ أبي كثيرٍ حدَّثه، عن عياضِ بنِ هلالٍ الأنصاريِّ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ أنَّه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنْ أَتى أَحدَكم الشيطانُ فقالَ: أَحدثتَ، فليَقلْ: كَذبتَ، حتى يَسمعَ صوتاً أو يجدَ ريحاً بأنفِهِ» (¬2). 297 - (28) حدثنا محمدٌ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ يحيى: حدثنا الليثُ، عن هشامِ بنِ سعدٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن [يزيدَ بنِ] (¬3) عياضِ بنِ جُعْدُبةَ، أنَّه سمعَ ابنَ السَّبَّاقِ يقولُ: سمعتُ أبا هريرةَ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «خَيرُكم خَيرُكم لِنسائِهِ وبناتِهِ، وأَنا خَيرُكم لأَهلي» (¬4). 298 - (29) حدثنا محمدٌ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ: حدثني محمدُ بنُ فُليحٍ، عن موسى بنِ عقبةَ، عن ابنِ شهابٍ، عن عروةَ، عن عائشةَ قالتْ: ¬

_ (¬1) لم أقف عليه بهذا السياق. (¬2) أخرجه أبو داود (1029)، وأحمد (3/ 12، 37، 50، 51، 53، 54)، وابن حبان (2665) (2666)، وابن خزيمة (29)، والحاكم (1/ 134) من طريق يحيى بن أبي كثير به مطولاً ومختصراً، على اختلاف في تسمية راويه عن أبي سعيد الخدري. (¬3) ساقطة من الأصل، واستدركتها من مصادر التخريج. (¬4) أخرجه ابن عدي (7/ 266)، والبيهقي في «الشعب» (8346) من طريق الليث بن سعد به دون شطره الثاني. وإسناده ضعيف جداً. ويرويه أبو سلمة عن أبي هريرة بنحوه، انظر تخريجه في «الروض البسام» (789).

تُوفيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ ثلاثٍ وسِتينَ (¬1). 299 - (30) حدثنا محمدٌ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ: حدثني محمدُ بنُ فُليحٍ، عن عَمرو (¬2)، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «غِفارُ وأَسلَمُ ومُزينةُ ومَن كانَ مِن جُهينةَ خيرٌ مِن / الحليفَينِ: غَطفانَ وأَسدٍ، وهوازنُ وتَميمُ دَبْراً لهم، فإنَّهم أهلُ الخيلِ والوبرِ» (¬3). 300 - (31) حدثنا محمدٌ: حدثنا القَعنبيُّ: حدثنا المغيرةُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الملائكةُ يُصلُّونَ على ابنِ آدمَ ما دامَ في مُصلَّاهُ الذي صلَّى فيه ما لم يُحدِث: اللهمَّ اغفِرْ له، اللهمَّ ارحمْهُ» (¬4). 301 - (32) حدثنا محمدٌ: حدثنا القَعنبيُّ: حدثنا المغيرةُ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالذي نَفسي بيدِهِ، لو تَعلمونَ ما أَعلمُ لبَكيتُم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3536) (4466)، ومسلم (2349) من طريق الزهري به. (¬2) هكذا في الأصل، وهذا اللفظ مشهور من رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة. والله أعلم. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 450)، وابن حبان (7290) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة به. وهو عند مسلم (2521) من طريق أبي سلمة وغيره، عن أبي هريرة دون آخره: وهوازن وتميم دبراً لهم .. . (¬4) أخرجه البخاري (445) (176) من طريق أبي الزناد به.

كثيراً ولضَحكتُم قَليلاً» (¬1). 302 - (33) حدثنا محمدٌ: حدثنا القَعنبيُّ: حدثنا المغيرةُ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا قاتَلَ أَحدُكم فليَجتنِب الوجهَ» (¬2). 303 - (34) حدثنا محمدٌ: حدثنا محمدُ بنُ بشرٍ التِّنيسيُّ: حدثنا الأوزاعيُّ: حدثني ربيعةُ بنُ أبي عبدِ الرحمنِ: حدثني أنسُ بنُ مالكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُعِثَ على رأسِ الأربعينَ، وقُبِضَ على رأسِ السِّتينَ، وليسَ في رأسِهِ ولحيتِهِ شَعرةٌ بيضاءُ (¬3). 304 - (35) حدثنا محمدُ بنُ عليٍّ: حدثنا محمدُ بنُ بشرٍ: حدثنا الأَوزاعيُّ: حدثني قتادةُ، عن مُطرفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخيرِ: حدثني أبي قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ لِرجلٍ ذُكَرَ عندَه يَصومُ الدَّهرَ، قالَ: «لا صامَ ولا أَفطرَ» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 257، 418) من طريق الأعرج به. وأخرجه البخاري (6485) (6637) من طريقين عن أبي هريرة به. (¬2) أخرجه مسلم (2612) (112) من طريق أبي الزناد به. وأخرجه البخاري (2559)، ومسلم (2612) من طرق عن أبي هريرة به. (¬3) أخرجه البخاري (3547) (3548) (5900)، ومسلم (2347) من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن به. (¬4) أخرجه النسائي (2380) (2381)، وابن ماجه (1705)، والدارمي (2/ 18)، وأحمد (5/ 24، 25، 26)، وابن حبان (3583)، وابن خزيمة (2150)، والحاكم (1/ 435) من طريق قتادة به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

305 - (36) حدثنا محمدٌ: حدثنا محمدُ بنُ بشرٍ: حدثنا الأَوزاعيُّ: حدثني يحيى بنُ أبي كثيرٍ: حدثني محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ برجلٍ في ظلِّ شَجرةٍ يُرَشُّ عليه الماءُ، فقالَ: «ما بالُ صاحِبِكم؟» قَالوا: صائمٌ، قالَ: «إنَّه / ليسَ مِن البرِّ أَن تَصوموا في السفرِ، فعَليكم برُخصةِ اللهِ عزَّ وجلَّ الذي رخَّصَ لكم فاقْبلوها» (¬1). 306 - (37) حدثنا محمدٌ: حدثنا محمدُ بنُ بشرٍ: حدثنا الأَوزاعيُّ: حدثني يحيى بنُ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن صامَ رَمضانَ إيماناً واحتِساباً غُفرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِهِ» (¬2). 307 - (38) حدثنا محمدٌ: حدثنا محمدُ بنُ بشرٍ: حدثنا الأَوزاعيُّ: حدثني الزُّهريُّ: حدثني أبو بكرِ بنُ محمدِ بنِ عَمرو بنِ حزمٍ: حدثني عروةُ بنُ الزبيرِ، عن بُسرةَ بنتِ صفوانَ، أنَّها سمعتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَتوضَّأُ الرجلُ مِن مَسِّ الذَّكَرِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (2258) (2259) من طريق الأوزاعي به. وأخرجه البخاري (1946)، ومسلم (1115) من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عمرو بن الحسن، عن جابر دون طرفه الأخير: فعليكم برخصة .. . (¬2) أخرجه البخاري (38) (1901) (2014)، ومسلم (760) من طريق أبي سلمة به. (¬3) أخرجه الدارمي (1/ 184)، والطحاوي في «معاني الآثار» (1/ 72)، والطبراني 24/ (487) (488)، والدارقطني في «علله» (15/ 348) من طريق الأوزاعي بهذا الإسناد. وقد اختلف في إسناد هذا الحديث اختلافاً كثيراً، انظر «علل الدارقطني» (4060)، و «المسند الجامع» (15841).

308 - (39) حدثنا محمدٌ: حدثنا محمدُ بنُ بشرٍ: حدثنا الأَوزاعيُّ: حدثني يحيى بنُ أبي كثيرٍ: حدثني أبو مُزاحمٍ المدينيُّ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن شَيَّعَ جنازةً فله قِيراطٌ، فمَن انتظَرَها فله قِيراطانِ» قيلَ: وما القِيراطانِ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «أَصغرُهما مِثلُ أُحدٍ» (¬1). 309 - (40) حدثنا محمدُ بنُ عليٍّ: حدثنا خالدُ بنُ يزيدَ أبو الوليدِ: حدثني سعيدُ بنُ مسلمِ بنِ بانَك، أنَّه سمعَ عَمرةَ بنتَ عبدِ الرحمنِ تحدثُ عن عائشةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: يِسافُ ونائلةُ: كانَ رَجل (¬2) وامرأة فمَسخَهما اللهُ - تَعني حَجَرينِ - وكَانا بمكةَ (¬3). 310 - (41) حدثنا محمدٌ: حدثنا أبو الوليدِ: حدثنا أبو الغصنِ ثابتُ بنُ قيسٍ، أنَّه سمعَ محمدَ بنَ عَمرو بنَ حزمٍ يقولُ: سمعتُ أبا هريرةَ وجئتُهُ أَعودُه في مرضِهِ الذي تُوفيَ فيه وهو يقولُ: قلتُ لأَهلي: إذا مِتُّ فلا تُغمضوني، فإنِّي رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يغمَّض، ولم يُغمِّض (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في «كتاب العلل» (5/ 761)، وأحمد (2/ 521) من طريق يحيى بن أبي كثير به. وله عن أبي هريرة طرق بروايات متقاربة عند البخاري (47) وأطرافه، ومسلم (945). (¬2) هكذا في الأصل. (¬3) أخرجه البزار (1173 - زوائده)، والطبراني في «الأوسط» (6350)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (2/ 64) من طريق عمرة به. وفي رواية الطبراني التصريح برفعه. (¬4) هكذا في الأصل وبالتشكيل التي أثبتُه، وكذلك قوله قبل: «فلا تُغمضوني». والذي وجدته في هذا الحديث: فلا تقمصوني ولا تعمموني، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقمص ولم يعمم. والله أعلم. وكذلك أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6351)، والقطيعي في «جزء الألف دينار» (105)، وابن بشران في «أماليه» (146) من طريق أبي الغصن.

311 - (42) حدثنا محمدٌ: حدثنا أبو الوليدِ: حدثنا أبو الغصنِ، أنَّه سمعَ عروةَ بنَ الزبيرِ يحدثُ عن عائشةَ / زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أيُّما امرأةٍ تزوَّجتْ بغيرِ إذنِ وليِّها فنكاحُها باطلٌ، وإنْ كانَ دَخلَ بها فَلها صَداقُها بما استَحلَّ مِنها، فإِن اشتَجروا فالسُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ له» (¬1). 312 - (43) حدثنا محمدُ بنُ عليٍّ: حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ القواسُ المكيُّ: أخبرنا عبدُ المجيدِ، عن ابنِ جُريجٍ: أخبرني إسماعيلُ، عن عبدِ العزيزِ مَولى أنسٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: خَدمتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اثنَتي عشرةَ سنةً، ما قالَ لي لشيءٍ فَعلتُه: لِمَ فعلتَه؟ ولا لشيءٍ لمْ أَفعلْه: لِمَ لَمْ تَفعلْه؟ (¬2) وزادَ معمرٌ (¬3): ما سبَّني سَبَّةً قطُّ. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2083) (2084)، والترمذي (1102)، وابن ماجه (1879) (1880)، والنسائي في «الكبرى» (5373)، وأحمد (6/ 47، 66، 165، 260)، وابن حبان (4074)، والحاكم (2/ 168) من طريق الزهري، عن عروة به. وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الألباني. (¬2) أخرجه أبو الشيخ في «أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم» (52)، وتمام في «فوائده» (1550) من طريق ابن جريج به. وهو عند البخاري (2768) (6038) (6911)، ومسلم (2309) من طريق عبد العزيز وغيره، عن أنس بألفاظ متقاربة. (¬3) عن ثابت البناني، عن أنس. وأخرجها أحمد (3/ 197).

313 - (44) حدثنا محمدٌ: حدثنا أحمدُ بنُ شبيبٍ: أخبرني أبي، عن يونسَ: قالَ نافعٌ: أخبرني عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَما هو يخطبُ الناسَ يومَ الجمعةِ فقالَ: «إذا جاءَ أَحدُكم الجمعةَ فليَغتسِلْ» (¬1). 314 - (45) وأنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَعتكفُ العشرَ الأواخِرَ مِن رمضانَ. فَقد أَراني عبدُ اللهِ المكانَ الذي كانَ يَعتكفُ فيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن المسجدِ (¬2). 315 - (46) حدثنا محمدٌ: حدثنا أحمدُ بنُ شبيبٍ: أخبرني أبي، عن يونسَ: قالَ نافعٌ: ثُم إنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ أخبَره رَجلٌ مِن بَني ليثٍ أنَّ أبا سعيدٍ الخدريَّ يجيزُ (¬3) ذلكَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ نافعٌ: فانطلَقَ عبدُ اللهِ وأَنا مَعه والرَّجلُ الذي أَخبَره ذلكَ عن أبي سعيدٍ، حتى وَلَجَ على أبي سعيدٍ فسألَهُ عن ذلكَ، فأَشارَ أبو سعيدٍ بإصبعِهِ إلى عَينيهِ وأُذنيهِ فقالَ: بَصُر عَينيَّ وسمعَ أُذنيَّ / رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا تَبيعوا الذهبَ بالذهبِ إلا مِثلاً بمِثلٍ، لا تُشِفُّوا بعضَها على بعضٍ، ولا تَبيعوا شيئاً مِنها غائباً ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (877) (894) (919)، ومسلم (844) من طريق نافع وغيره عن ابن عمر به. ويأتي (449). (¬2) أخرجه البخاري (2025)، ومسلم (1171) من طريق نافع به. وليس عند البخاري قول نافع. (¬3) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: يخبر، كما عند الخطيب والله أعلم.

بناجِزٍ» (¬1). 316 - (47) حدثنا محمدٌ: حدثنا يزيدُ بنُ خالدِ بنِ مَوهبٍ الرَّمليُّ: حدثنا هشيمٌ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن عَمرةَ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي في حُجرتِهِ، وأَصحابُه يأتمُّونَ به خلفَ الحُجرةِ (¬2). 317 - (48) حدثنا عليُّ بنُ سعيدٍّ الرازيُّ: حدثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ المغيرةِ المروزيُّ: حدثنا عليُّ بنُ الحسينِ بنِ واقدٍ: حدثني أبي، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن عامرٍ الشَّعبيِّ، عن ابنِ عباسٍ، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لو كانَ للإنسانِ واديانِ مِن مالٍ لالتَمسَ الثالثَ، ولا يَملأُ بطنَ الإنسانِ إلا الترابُ، ويتوبُ اللهُ على مَن تابَ» (¬3). قالَ: وكذلكَ حدَّثني ابنُ عمرَ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في «الأسماء المبهمة» (ص 215) من طريق أحمد بن شبيب بهذا اللفظ. وأخرجه مسلم (1584) (76) من طريق نافع بنحوه. وللحديث طرق وروايات متفاوتة عن نافع، تقدم أحدها (277). وانظر «المسند الجامع» (4410). (¬2) أخرجه أبو داود (1126)، وأحمد (6/ 30) من طريق هشيم بهذا اللفظ. وهو طرف من حديث طويل أخرجه البخاري (729) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري. (¬3) أخرجه الطبراني في «الكبير» (542)، و «الأوسط» (6960) من طريق علي بن الحسين بن واقد به. وأخرجه أحمد (5/ 117) من طريقين عن ابن عباس بنحوه، وفيه قصة. (¬4) هكذا في الأصل، ولم أقف على حديث لابن عمر في هذا الباب. وقد يكون ما في الأصل تحرف عن: (وكذلك حدَّث أُبيٌّ عمرَ) كما تفيد الروايات المطولة. والله أعلم.

318 - (49) حدثنا القاسمُ بنُ محمدٍ الدَّلالُ قراءةً عليه فأقرَّ به وأَنا أَسمعُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عليٍّ البزازُ: حدثنا روحُ بنُ مسافرٍ وعَمرو جميعاً عن أبي إسحاقَ، عن البراءِ بنِ عازبٍ قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حُلةٍ حمراءَ - وقالَ عَمرو في حديثِهِ: في ثوبٍ أَحمرَ - ما رأيتُ أَحداً أَحسنَ في تلكَ الحُلةِ مِنه (¬1). 319 - (50) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا منصورُ بنُ أبي الأسودِ، عن عَمرو بنِ عُبيدٍ، عن الحسنِ، عن أُمِّه، عن أمِّ سلمةَ قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَقتلُ عماراً الفئةُ الباغيةُ» (¬2). 320 - (51) حدثنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي حَصينٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَمرو بنُ خُزاعةَ بنِ لُحَيِّ بنِ قَمَعَة بنِ خِنْدَفَ» (¬3). 321 - (52) / أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي حَصينٍ، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، عن عبدِ اللهِ قالَ: حَدَّث يوماً فقالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ، فأَخذَتْه الرِّعدَةُ ورَعَدَت ثيابُهُ حتى حرَّكَها، فقالَ: هَكذا (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3551) (5848) (5901)، ومسلم (2337) من طريق أبي إسحاق بنحوه. (¬2) أخرجه مسلم (2916) من طريق أم الحسن به. (¬3) أخرجه البخاري (3520) من طريق إسرائل به. (¬4) أخرجه الطبراني (8622)، وابن عساكر (33/ 160) من طريق إسرائيل به. وأخرجه أحمد 1/ 423 (4015)، والحاكم (1/ 110 - 111) من طريق إسرائل، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق به. واختلف فيه على الشعبي، وله عن ابن مسعود طرق بنحوه. انظر «علل الدارقطني» (3159) (3160)، و «مسند أحمد» 1/ 387 (3670)، 452 (4321)، 453 (4333)، و «معجم الطبراني» (8612) إلى (8627).

322 - (53) حدثنا القاسمُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا قيسٌ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصومُ الاثنَينِ والخميسَ (¬1). 323 - (54) حدثنا القاسمُ بنُ محمدٍ: حدثنا إبراهيمُ الصينيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ حَكيمِ بنِ جُبيرٍ الأَسديُّ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَذهبُ الدُّنيا حتى يَملكَ رَجلٌ مِن أهلِ بَيتي، يُواطئُ اسمُه اسْمي» (¬2). 324 - (55) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا منصورُ بنُ أبي الأسودِ، عن ليثٍ، عن الشَّعبيِّ، عن الحارثِ، عن عليٍّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أبو بكرٍ وعمرُ سيِّدا كُهولِ أهلِ الجنةِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (10233) عن القاسم بن محمد به. وقال في «المجمع» (3/ 197 - 198): وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف. قلت: وقيس هو ابن الربيع ضعِّف. (¬2) أخرجه أبو داود (4282)، والترمذي (2230) (2231)، وأحمد (1/ 376، 377، 430، 448)، وابن حبان (5954) (6824) (6825) من طريق عاصم بن أبي النجود به. وقال الترمذي: حسن صحيح. ووافقه الألباني. ويأتي (475) (538). (¬3) أخرجه الترمذي (3666)، وابن ماجه (95) من طريق الشعبي به. واختلف فيه على الشعبي كما بين الدارقطني في «علله» (323). وله عن علي طرق يأتي أحدها بعده.

325 - (56) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الصينيُّ: حدثنا محمدُ بنُ أبانَ، عن أبي جنابٍ، عن ا لشَّعبيِّ، عن زيدِ بنِ يُثيعٍ، عن عليٍّ رضي اللهُ عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه (¬1). 326 - (57) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ، عن منصورِ بنِ أبي الأسودِ، عن ليثٍ، عن الشَّعبيِّ، عن الحارثِ، عن عليٍّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الحسنُ والحسينُ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنةِ» (¬2). 327 - (58) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ: حدثنا محمدُ بنُ أبانَ، عن أبي جَنابٍ، عن الشَّعبيِّ، عن زيدِ بنِ يُثيعٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه (¬3). 328 - (59) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا قيسٌ، عن يونسَ بنِ خَبابٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي نُعمٍ، عن أبي سعيدٍ، عن / النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (13) من طريق محمد بن أبان به. وانظر ما قبله. (¬2) أخرجه الطبراني (2601) عن القاسم شيخ المصنف به. وله عن علي طرق يأتي أحدها بعده. وانظر تخريجها في «المطالب» (3965)، و «الصحيحة» (2/ 427 - 428). (¬3) مرسل هنا. وقد أسنده الطبراني (2602) عن علي من طريق القاسم شيخ المصنف. وذكره والذي قبله الدارقطني في «علله» (332). (¬4) أخرجه الترمذي (3768)، والنسائي في «الكبرى» (8113) (8472) (8473) (8474) (8475)، وأحمد (3/ 3، 62، 64، 80، 82)، وابن حبان (6959)، وأبو يعلى (1169)، والطبراني (2610) (2611)، والحاكم (3/ 166 - 167) من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم به. وفي بعض الروايات زيادة.

329 - (60) حدثنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أبو مريمَ، عن المنهالِ بنِ عَمرو، عن زاذانَ، عن البراءِ بنِ عازبٍ قالَ: قُلنا: يا نبيَّ اللهِ، ما مُنكرٌ ونُكيرٌ؟ قالَ: «مَلَكانِ أَصواتُهما كالرَّعدِ القاصفِ، وأَعينُهما مثلُ البرقِ الخاطِفِ، وأَنيابُهما مثلُ الصَّياصي» (¬1). 330 - (61) أخبرنا القاسمُ: حدثنا شهابُ بنُ عبَّادٍ: حدثنا مندَلٌ، عن سليمانَ التَّيميِّ، عن أنسٍ قالَ: بادَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هِراً أو هِرةً أَن تمرَّ بينَ يَديهِ (¬2). 331 - (62) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أَسيدُ بنُ زيدٍ: حدثنا قيسٌ، عن ليثٍ، عن عطاءٍ، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَديةُ الأُمراءِ غُلُولٌ» (¬3). 332 - (63) أخبرنا القاسمُ: حدثنا يحيى بنُ بشرٍ، عن عليِّ بنِ عابسٍ، عن قَعنبٍ التَّميميِّ، عن سَلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن عُليمٍ قالَ: سمعتُ سلمانَ ¬

_ (¬1) أبو مريم هو عبد الغفار بن القاسم متروك. والمنهال بن عمرو يروي بهذا الإسناد حديث عذاب القبر الطويل، ولم أقف على من ذكر فيه ما ذكره المصنف هنا. وفي رواية عدي بن ثابت عن البراء عند الطبري في «تهذيب الآثار» (723): .. فيأتيه منكر ونكير، يثيران الأرض بأنيابهما، ويلحفان الأرض بأشعارهما .. . (¬2) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4968)، والخطيب (8/ 163) من طريق شهاب بن عباد به. وقال في «المجمع» (2/ 61): وفيه مندل بن علي وهو ضعيف. (¬3) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4969) عن القاسم شيخ المصنف به. ثم أخرجه (9055) من وجه آخر عن عطاء به.

يقولُ: أولُ هذا الأُمةِ وُروداً على نبيِّها، أَولُها إِسلاماً: عليُّ بنُ أبي طالبٍ (¬1). 333 - (64) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا عبدُ الجبارِ بنُ العباسِ، عن عمارٍ الدُّهنيِّ، عن عَمرةَ بنتِ أَفعى، عن أُمِّ سلمةَ قالتْ: نَزلتْ هذِه الآيةُ في بَيتي: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}، قالتْ: وفي البيتِ سِتةٌ: جبريلُ، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وعليٌّ، وفاطمةُ، والحسنُ، والحسينُ، وأنا على بابِ البيتِ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألستُ مِن أهلِ البيتِ؟ قالَ لي: «إنَّكِ على خيرٍ، إنَّكِ مِن أَزواجِ النبيِّ»، وما قالَ لي: إنَّكِ مِن أهلِ البيتِ (¬2). 334 - (65) أخبرنا القاسمُ بنُ محمدٍ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا أبو مريمَ، عن جعفرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: كانتْ / صلاةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الجمعةِ حينَ تَزيغُ الشمسُ مِن وسطِ السماءِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (32112)، والطبراني (6174)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (181) من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم الكندي به. وروي مرفوعاً، انظر «المطالب» (3925). (¬2) أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (765)، وابن الأعرابي في «معجمه» (1505) من طريق مخول به. وعندهما: وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل .. . وللحديث عن أم سلمة طرق بروايات متفاوتة، انظر تخريجها في «مسند أحمد» 6/ 292 (26508). (¬3) أبو مريم عبد الغفار بن القاسم متروك. ومن طريقه أخرجه ابن أخي ميمي الدقاق في «فوائده» (496) وفيه زيادة. وهو عند مسلم (858) من طريق جعفر بن محمد بمعناه.

335 - (66) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا عبدُ الجبارِ الهَمْدانيُّ، عن عونِ بنِ أبي جُحيفةَ، عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن نَسيَ صلاةً أو نامَ عَنها فليُصلِّ إذا ذَكرَها» (¬1). 336 - (67) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا أبو بكرٍ النَّهشليُّ، عن عَمرو بنِ مرةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ المُراديِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ: سألَ رجلٌ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الصلاةِ أفضلُ؟ قالَ: «طولُ القُنوتِ» (¬2). 337 - (68) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا أبو كُدينةَ، عن ليثٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: تَزوجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ميمونةَ وهو مُحرمٌ (¬3). 338 - (69) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ الحسنِ الثَّعلبيُّ (¬4)، عن شعيبِ بنِ راشدٍ، عن أبي إسحاقَ، عن الأَغرِّ أبي مسلمٍ، أنَّه حدَّثه أبو هريرةَ وأبو سعيدٍ الخدريُّ، أنَّهما شَهدا في أنَّهما سمِعا نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُمهلُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (4738)، وأبو يعلى (895)، والطبراني 22/ (268)، وابن عدي (5/ 326)، والعقيلي (3/ 88) من طريق عبد الجبار بن العباس بنحوه وفيه قصة. وقال الألباني في «الصحيحة» (396): هذا إسنادجيد. (¬2) لم أهتد إليه في غير هذا الموضع. (¬3) أخرجه البخاري (1837) من طريق عطاء به. ويأتي من طريقه بزيادة (390). وله عن ابن عباس طرق يطول المقام بتتبعها. (¬4) من «الثقات» (8/ 80)، و «تبصير المنتبه» (1/ 208)، و «تاريخ الإسلام» (16/ 61). وفي الأصل: التغلبي، ويأتي كذلك أيضاً (495). والله أعلم.

حتى إذا ذَهبَ ثلثُ الليلِ الأولُ هبطَ إلى سماءِ الدُّنيا فيقولُ: هل مِن داعٍ؟ هل مِن مُستَغفرٍ؟» (¬1). 339 - (70) وأنَّهما سمِعا نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما جَلسَ قومٌ يَذكرونَ اللهَ تعالى إلا حفَّتهم الملائكةُ، ونَزلتْ عليهم السَّكينةُ، وغَشيَتهم الرَّحمةُ، وذكَرَهم اللهُ فيمَن عندَه» (¬2). 340 - (71) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ الحسنِ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ، أنَّه سمعَ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ يقولُ: كانَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى يقولُ: «اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدى والتُّقى والعفَّةَ والغِنى» (¬3). 341 - (72) / أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ (¬4)، عن البراءِ قالَ: كُنا نُصلي مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فما يَحني أَحدٌ مِنا ظهرَه حتى يَضعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأسَه إلى الأرضِ. 342 - (73) أخبرنا القاسمُ بنُ محمدٍ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ خيرٍ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (758) (172) من طريق أبي إسحاق به. (¬2) أخرجه مسلم (2700) من طريق أبي إسحاق به. (¬3) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (674)، ومسلم (2721) من طريق أبي إسحاق به. (¬4) هكذا في الأصل، وتقدم (94) من طريق أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء.

رأيتُ عَلياً رضي اللهُ عنه توضَّأَ فغَسلَ كفَّيهِ، ثم تَمضمضَ واستَنشقَ ثلاثاً ثلاثاً، ثم غَسلَ وجهَهُ وذراعَيه ثلاثاً ثلاثاً، ثم مَسحَ برأسِه ثلاثاً، ثم غَسلَ قَدميهِ، ثم أَخذَ كَفاً مِن ماءٍ فشربَهُ (¬1). 343 - (74) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ قالَ: دَعا عليٌّ بماءٍ في الرَّحْبةِ فتوضَّأَ، فغَسلَ كفَّيه حتى أَنقاهُما، ثم تَمضمضَ واستَنشقَ ثلاثاً ثلاثاً، ثم غَسلَ وجهَهُ ثلاثاً، وذراعَيهِ ثلاثاً ثلاثاً، ومَسحَ برأسِهِ، ثم غَسلَ قَدميهِ، ثم قامَ فشربَ فضْلَ وَضوئِهِ وهو قائمٌ، ثم قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صنعَ هذا، فأَحببتُ أَن أُعلِّمكموهُ (¬2). 344 - (75) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن هُبيرةَ بنِ يَريمَ، أنَّ علياً لمَّا تُوفيَ قامَ الحسنُ فصعدَ المنبرَ ثم قالَ: يا أيُّها الناسُ، إنَّه قَد قُبضَ الليلةَ رَجلٌ لم يَسبقْه الأوَّلونَ، ولا يُدركُه الآخِرونَ، كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبعثُه المَبعَثَ فيَكتنفُه جبريلُ عن يَمينِه، وميكائيلُ عن يسارِهِ حتى يَفتحَ اللهُ عزَّ وجلَّ، وما تَركَ إلا سبعَمئةِ درهمٍ مِن ¬

_ (¬1) حديث عبد خير عن علي في صفة الوضوء حديث مشهور متعدد الطرق والروايات، انظر بعضها في «المسند الجامع» (9984). وفي رواية المصنف تثليث مسح الرأس، وانظر من وافقه في ذلك في «علل الدارقطني» (4/ 51). (¬2) أخرجه ابن ماجه (396) من طريق أبي إسحاق مختصراً بغسل اليدين قبل إدخالهما الإناء. وقد اختلف على أبي إسحاق في حديث الوضوء هذا اختلافاً كثيراً، انظر «علل الدارقطني» (501).

عطائِهِ، أَرادَ أَن يَبتاعَ بها خادِماً، ولقدْ قُبضَ في الليلةِ التي / عُرجَ فيها بعيسى بنِ مريمَ (¬1). 345 - (76) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ، عن عليٍّ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يُحبُّ اللهُ الشيخَ الجَهولَ، ولا الغنيَّ الظَّلومَ، ولا العائلَ المُختالَ» (¬2). 346 - (77) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ الحسنِ: حدثنا شعيبُ بنُ راشدٍ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ الأَعورِ، أنَّ علياً كانَ يقولُ: إنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا عادَ مَريضاً قالَ: «أَذهِب الباسَ ربَّ الناسِ، لا شافيَ إلا أنتَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ شفاءً لا يُغادِرُ سَقَماً» (¬3). 347 - (78) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ الأعورِ، عن عليٍّ قالَ: قالَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن ربطَ فَرساً في سبيلِ اللهِ لا يَبتَغي به رِياءً ولا سُمعةً ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (8354)، وأحمد (1/ 199)، وابن حبان (6936)، والطبراني (2717) إلى (2725) من طريق أبي إسحاق به. ثم أخرجه أحمد، وكذا أبو يعلى (6758)، والبزار (1340) (1341)، والحاكم (3/ 172) من طرق عن الحسن بنحوه. (¬2) أخرجه البزار (860)، والطبراني في «الأوسط» (5458) من طريق أبي إسحاق به. ولفظ الطبراني: إن الله يبغض .. . وقال الألباني في «الضعيفة» (1805): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الترمذي (3565)، وأحمد (1/ 76) من طريق أبي إسحاق به. وإسناده ضعيف، وله شواهد يصح بها.

فإنَّ أَثرَه وعَلفَه ورَوثَه في ميزانِهِ يومَ القيامةِ» (¬1). 348 - (79) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن حارثةَ بنِ مُضرِّبٍ، أنَّه سمعَ علياً يقولُ: ما كانَ فينا فارسٌ يومَ بدرٍ غيرُ المِقدادِ بنِ الأَسودِ على فَرسٍ أَبلَقَ (¬2). 349 - (80) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن عليِّ بنِ ربيعةَ، عن عليٍّ أنَّه خرجَ مِن بابِ القصرِ، فوَضعَ رِجلَه في الغَرْزِ غَرْزِ الرَّحلِ، أو في الرِّكابِ فقالَ: بسمِ اللهِ، فلمَّا استَوى على الدابةِ قالَ: الحمدُ للهِ الذي كرَّمنا وحمَلَنا في البرِّ والبحرِ، ورزَقَنا مِن الطيباتِ، وفضَّلَنا على كثيرٍ ممن خَلقَ تَفضيلاً، سبحانَ الذي سخَّرَ لنا هذا وما كُنا له مُقرِنينَ، وإنَّا إلى ربِّنا لمُنقلبونَ، ثم قالَ: ربِّ اغفرْ لي / ذُنوبي، إنَّه لا يَغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ (¬3). 350 - (81) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا شعيبٌ، عن أبي إسحاقَ، عن عَمرو ذي مُرٍّ قالَ: سمعتُ علياً يقولُ: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (409) (1172)، والدراقطني في «علله» (3/ 179) من طريق أبي إسحاق به. واختلف عليه في رفعه ووقفه. والحارث الأعور ضعيف. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 125، 138)، وأبو يعلى (280) (305)، وابن خزيمة (899)، وابن حبان (2257)، والبيهقي في «الدلائل» (3/ 39، 49) من طريق أبي إسحاق به مطولاً ومختصراً. وعند البيهقي وحده في الموضع الثاني قوله: على فرس أبلق. (¬3) موقوف هنا. ورفعه أحمد 1/ 97 (753) وغيره من طريق أبي إسحاق. وقال الدارقطني في «علله» (4/ 61): وأبو إسحاق لم يسمع هذا الحديث من علي بن ربيعة .. .

أَنشُدُ باللهِ مَن سمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن كُنتُ مَولاهُ فعَليٌّ وليُّه، اللهمَّ والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداهُ، وأعِنْ مَن أَعانَه، وانصُرْ مَن نصَرَه، وأَحبَّ مَن أَحبَّه»، فقامَ اثْنا عشرَ فشَهِدوا (¬1). 351 - (82) أخبرنا القاسمُ: [حدثنا إبراهيمُ:] (¬2) حدثنا شعيبٌ، عن أبانَ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عن أبي الدَّرداءِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن عملٍ أَثقلُ يومَ القيامةِ في الميزانِ مِن حُسنِ الخُلقِ»، قالَ: «وَالذي نَفسي بيدِهِ، إنَّ العبدَ ليُدركُ بحُسنِ خُلقِهِ دَرجةَ الصومِ والصلاةِ». كذا قالَ: «عطاءُ بنُ أبي رباحٍ عن أبي الدَّرداءِ»، وهذا يُروى عن عطاءٍ الكَيْخَارانيِّ، عن أمِّ الدَّرداءِ، عن أبي الدَّرداءِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم (¬3). 352 - (83) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا جابرُ بنُ الحُرِّ النَّخعيُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ شريكٍ العامريِّ، عن الحارثِ قالَ: دَخلتُ على عليٍّ بعدَ هَدْأَةٍ مِن الليلِ، فقالَ لي: ما جاءَ بكَ يا أَعورُ؟ قلتُ: حبُّكَ يا أميرَ المؤمنينَ، قالَ: آللهِ الذي لا إلهَ إلا هو؟ قالَ: قلتُ: آللهِ الذي لا إلهَ إلا هو، قالَ: أمَا إنَّكَ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (8430)، وعبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (1/ 118)، والبزار (786)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (1756) من طريق أبي إسحاق به. واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (375). ويأتي (375). (¬2) ليست في الأصل، ومقتضى الأسانيد السابقة إثباتها. (¬3) وكذلك أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (271) (464)، وأبو داود (4799)، والترمذي (2002) (2003)، وأحمد (6/ 442، 446، 448، 451)، وابن حبان (481) (5693) (5695) مطولاً ومختصراً.

سَتراني في ثلاثةِ مواطنَ: على الحوضِ، وعلى الصراطِ، وحينَ (تشيَّعُ؟) نَفسُكَ هذِه، وأَومأَ بيدِه إلى حُجْرتِهِ (¬1). 353 - (84) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا يحيى بنُ سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي /صادقٍ، عن عليٍّ (¬2) أنَّه قالَ: أُمرتُ بقتالِ الناكِثينَ، والقاسِطينَ، والمارِقينَ بالطرقاواتِ بالنَّهروانِ. 354 - (85) أخبرنا القاسمُ بنُ محمدٍ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا يحيى بنُ سلمةَ، عن أبيه، عن أبي صادقٍ، أنَّ رَبيعةَ بنَ ناجدٍ أخبَره، أنَّ عمارَ بنَ ياسرٍ قالَ يومَ صفِّينَ: (أي؟) قومِ، الجنةُ تحتَ الأَبارقةِ، فالظِّماءُ تَرِدُ الماءَ والماءُ مَوْرودٌ، اليومَ أَلقى الأَحبَّةَ، محمداً وحِزبَه، لقد قاتلتُ مع صاحبِ الرايةِ السوداءِ أَربعاً، ثلاثاً مع محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهذه الرابعةُ، ما هذه بأَبَرِّهنِّ ولا أَنقاهُنَّ (¬3). 355 - (86) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ الصينيُّ، عن صالحِ بنِ أبي الأسودِ، عن أبانَ بنِ تَغلبَ، عن سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن عبدِ الله بنِ سَبُعٍ الهَمْدانيِّ قالَ: ¬

_ (¬1) إسناده مسلسل بالشيعة المتكلم فيهم. (¬2) هكذا في الأصل من رواية أبي صادق الأزدي عن علي بلا واسطة. وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (8433)، وابن المقرئ في «معجمه» (1337) من طريق يحيي بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي باختصار آخره. ويحيى بن سلمة بن كهيل متروك. وله طرق كما تقدم (239). (¬3) أخرجه ابن سعد (3/ 258) - ومن طريقه ابن عساكر (43/ 465) - عن الواقدي، عمن سمع سلمة بن كهيل، فذكره.

كُنا جُلوساً عندَ عليٍّ فرفَعَ يدَه إلى لِحيتِهِ فقالَ: ما يَحبسُ أَشقاكم أَن يَخضبَها مِن أَعلاها بدمٍ؟ فقُلنا: لِمَ قَد أَكثرتَ عَلينا مِن هذا القولِ، واللهِ لو نَعلمُ قاتِلَكَ لأبَرْنا عِترتَهُ، فقالَ: أَنشدُ اللهَ رَجلاً يَقتلُ بي غيرَ قَاتلي، قُلنا: يا أَميرَ المؤمنينَ، ألا تَستخلِفُ عَلينا؟ قالَ: لا، ولكنْ أَتركُكم كما تَركَكم نَبيُّكم (¬1). 356 - (87) أخبرنا القاسمُ: حدثنا يحيى بنُ الحسنِ بنِ فراتٍ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ بنِ أبي حفصٍ العطارُ، عن أَبانَ بنِ تَغلبَ، عن سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ سَبُعٍ قالَ: قالَ عليٌّ قبلَ أَن يُضربَ بثلاثٍ: أينَ شَقيُّكم هذا؟ أمَا ليَخضبَنَّ هذِه مِن هَذا. قالَ: فلمَّا أَن ضُربَ دَخلتُ عليه فقلتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ / استَخلفْ، قالَ: لا، قلتُ: اتَّق اللهَ، فما تَقولُ لربِّكَ عزَّ وجلَّ؟ قالَ: أقولُ: تَركتُهم كما تَركَهم رسولُكَ، فإنْ شئتَ أصلحتَهم، وإنْ شئتَ أَفسدتَّهم (¬2). 357 - (88) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاق الصِّينيُّ: حدثنا نوحٌ، عن زكريا بنِ أبي زائدةَ، عن عطيةَ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ أنَّه سُئلَ عن عليٍّ، فرفَعَ حاجبَيهِ بيدِه ثم قالَ: ذاكَ خيرُ البشرِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 130، 156)، وابن أبي شيبة (37098) (37424)، وأبو يعلى (341) (590) من طريق عبد الله بن سبع به. (¬2) أخرجه (42/ 541) من طريق يحيى بن الحسن بن الفرات به. وانظر ما قبله. (¬3) أخرجه عبد الله بن أحمد في «فضائل الصحابة» (949)، وابن عساكر (42/ 374) من طريق الأعمش، عن عطية العوفي به. وعطية ضعيف. وانظر ما بعده. وأخرجه ابن حبان في «الثقات» (9/ 281) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن جابر به. وفيه شريك سيئ الحفظ.

358 - (89) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ الصِّينيُّ: حدثنا حِبانُ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ قالَ: سُئلَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ بعدَما كبرَ وسقَطَ حاجِباهُ على عَينيهِ: أيَّ الرَّجلِ (¬1) كُنتم تَعدُّونَ عَلياً؟ قالَ: فرفَعَ حاجبَيهِ وقالَ: ذاكَ خيرُ البشرِ (¬2). 359 - (90) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عليٍّ البزازُ: حدثنا روحُ بنُ مُسافرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الوَدَّاكِ جَبرِ بنِ نوفٍ، عن أبي سعيدٍ قالَ: أَصبْنا سَبياً يومَ حُنينٍ، فجعَلْنا نَعزلُ عنهنَّ، فقالَ بعضُنا لبعضٍ: تَفعلونَ هذا ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيكم لا تَسألونَه؟ فأَتيناهُ فسأَلناهُ فقالَ: «ليسَ مِن كلِّ الماءِ يكونُ الولدُ، ولكنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أَرادَ أَن يَخلقَ شيئاً خُلقَ، ولا بأسَ بذلكَ» (¬3). 360 - (91) حدثنا جعفرُ بنُ محمدِ بنِ مروانَ الغزَّالُ: حدثنا أبي: حدثنا إبراهيمُ بنُ هراسةَ، عن سفيانَ، عن عُمارةَ بنِ غَزيةَ، عن سعيدٍ المقبريِّ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن جُعِلَ قاضياً فَقد ذُبحَ بغيرِ سِكينٍ» (¬4). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: أي الرجال. (¬2) إبراهيم بن إسحاق الصيني متروك. وحبان بن علي العنزي ضعيف. وتقدم أن الأعمش يرويه بإسناد آخر. (¬3) أخرجه مسلم (1438) (133) من طريق أبي الوداك مختصراً. وله عن أبي سعيد طرق بروايات متفاوتة، انظرها عند البخاري (2229) وأطرافه، ومسلم (1438). (¬4) أخرجه أبو داود (3571) (3572)، والترمذي (1325)، والنسائي في «الكبرى» (5892) (5893) (5894) (5895)، وابن ماجه (2308)، وأحمد (2/ 230، 365)، والحاكم (4/ 91) من طريق سعيد المقبري به. وبعض الروايات تقرن به عبد الرحمن الأعرج. وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني.

361 - (92) حدثنا أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ إسماعيلَ بنِ صَبيحٍ اليَشكريُّ قالَ: وجدتُّ في كتابِ جدِّي إسماعيلَ بنِ صَبيحٍ: حدثنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ زرارةَ، عن إدريسَ الأَوديِّ، عن عاصمِ بنِ أبي [النَّجودِ] (¬1) / عن أبي وائلٍ، عن أبي موسى الأَشعريِّ قالَ: كُنا عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فذُكرَ القتلُ، فقيلَ: الرجلُ يقاتلُ على الشِّدةِ، والرجلُ يقاتلُ رياءً؟ فقالَ: «مَن قاتلَ لِتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا فهو شهيدٌ، أو: هو في الجنةِ» (¬2). 362 - (93) وعن إدريسَ الأَوديِّ، عن عطيةَ العَوفيِّ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَشتَروا دِيناراً بدينارَينِ، ولا دِرهماً بدِرهمينِ، فإنِّي أَخافُ عَليكم الرَّما»، والرَّما الفضلُ بينَهما. قالَ عطيةُ: فذكرتُه لعبدِ اللهِ بنِ عمرَ، فقالَ ابنُ عمرَ وأَهوى بيدِهِ إلى صدرِهِ فقالَ: وأَنا سمعتُه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬3). ¬

_ (¬1) ساقطة من الأصل. (¬2) أخرجه الحمامي في «جزء الاعتكاف» (21) من طريق أحمد بن الحسن شيخ المصنف به. وأخرجه البخاري (123) وأطرافه، ومسلم (1904) من طريق أبي وائل به. (¬3) أخرجه البغوي في «الجعديات» (2131)، والحمامي في «جزء الاعتكاف» (7)، وابن عبد الدائم في «مشيخته» (23) من طريق عطية العوفي به. ليس فيه حديثه عن ابن عمر. ويأتي كذلك (403). وعطية العوفي ضعيف. وحديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 109) من وجه آخر عنه. ولحديث أبي سعيد الخدري طرق وروايات في «الصحيحين» وغيرهما ليس فيه: إني أخاف عليكم الرما.

363 - (94) وعن إدريسَ الأَوديِّ، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن جَرَّ إِزارَه مِن الخُيلاءِ لم يَنظر اللهُ إليه يومَ القيامةِ». قالَ عطيةُ: فمَرَّ بنا رجلٌ وأنا مَع ابنِ عمرَ وهو يجرُّ إِزارَه فقالَ (¬1): سمعتُ أبا سعيدٍ يزعمُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن جَرَّ إِزارَهُ مِن الخُيلاءِ لم يَنظر اللهُ إليه يومَ القيامةِ». قالَ: وأنا سمعتُه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬2). 364 - (95) وعن إدريسَ، عن المنهالِ، عن عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ نوفلٍ، عن عليٍّ أنَّه سمعَه يحدثُ قالَ: لمَّا نَزلتْ هذه الآيةُ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قالَ: دَعا بَني عبدِ المطلبِ وصنعَ لهم طعاماً، وهم يومَئذٍ أَربعونَ رَجلاً أو يَنقصونَ رَجلاً، وصنعَ لهم طعاماً ليسَ بالكثيرِ، فقالَ لهم: «كُلوا باسمِ اللهِ مِن جوانبِها، فإنَّ البركةَ تَنزلُ في ذروتِها» / ووضعَ يدَه أوَّلَهم فأَكلوا حتى شبِعوا، ثم دَعا بقدحٍ فشربَ أوَّلَهم، ثم سقاهُم فشرِبوا حتى رَووا، فقالَ أبو لهبٍ: لقد سحَرَكم، وقالَ: «يا بَني عبدِ المطلبِ، إنِّي جئتُكم بما لم يجئْكم به أَحدٌ قَبلي، ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل وعليها علامة التضبيب. ولعل الصواب: فقلت. (¬2) عطية العوفي ضعيف. ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3570)، وأحمد (3/ 39)، وأبو يعلى (1310).

أَدعوكم إلى شهادةِ أَن لا إلهَ إلا اللهُ، وإلى اللهِ، وإلى كتابِه» فنَفَروا وتَفرَّقوا، ثم دَعاهم الثانيةَ على مِثلِها، ثم قالَ أبو لهبٍ كما قالَ المرةَ الأُولى، فدَعاهم ففَعَلوا مِثلَ ذلكَ. ثم قالَ ومدَّ يدَه: «مَن يُبايُعني على أَن يكونَ أَخي وصاحِبي ووَليَّكم مِن بَعدي؟» قالَ: فمَددتُّ إليه يَدي قلتُ: أَنا أُبايعُكَ. وأَنا يومَئذٍ أَصغرُ القومِ، عظيمُ البطنِ، فبايَعَني على ذلكَ. قالَ: وذلكَ الطعامُ أَنا صنعتُه (¬1). 365 - (96) حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ زيادٍ الرازيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ موسى الفَراءُ: حدثنا هشامُ بنُ يوسفَ: أخبرنا معمرٌ، عن أيوبَ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أُقيمَت الصلاةُ فلا صلاةَ إلا المَكتوبةَ» (¬2). 366 - (97) حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو بنِ بكرٍ أبو غسانَ زُنَيجٌ: حدثنا حَكَّامُ بنُ سَلْمٍ: حدثنا عثمانُ بنُ زائدةَ (¬3)، عن الزبيرِ بنِ عديٍّ، عن أنسٍ قالَ: قُبِضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ ثلاثٍ وسِتينَ، وقُبِضَ أبو بكرٍ وهو ابنُ ثلاثٍ وسِتينَ، وقُبِضَ عمرُ وهو ابنُ ثلاثٍ وسِتينَ (¬4). ¬

_ (¬1) اختلف في هذا الحديث على المنهال بن عمرو. فقيل عنه، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس، عن علي. وقيل عنه، عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي. وكذلك أخرجه أحمد (1/ 111) مختصراً. وانظر «علل الدارقطني» (293). (¬2) أخرجه مسلم (710) من طريق عمرو بن دينار به. (¬3) في الأصل: عثمان بن أبي زائدة. والتصويب من كتب الرجال. (¬4) أخرجه مسلم (2348) من طريق محمد بن عمرو زُنيج به.

367 - (98) حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا محمدُ بنُ مهرانَ الجمالُ: حدثنا عيسى بنُ يونسَ، عن عوفٍ، عن محمدِ بنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن قَتلَ مُعاهَداً في / غيرِ كُنهِهِ لم يجدْ رائحةَ الجنةِ، ورِيحُها يوجدُ مِن مَسيرةِ خمسِمئةِ عامٍ» (¬1). 368 - (99) حدثنا محمدٌ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو أبو غسانَ زُنَيجٌ: حدثنا حَكَّامُ بنُ سَلْمٍ، عن عَنبسةَ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا استُفتِحَ البابُ وهو في الصلاةِ فَتحَ البابَ إِذا كانَ عن يَمينِه أو عن شمالِهِ، ولا يَستدبرُ القِبلةَ (¬2). 369 - (100) حدثنا محمدٌ: حدثنا عبدُ المؤمنِ بنُ عليٍّ: حدثنا الفُضيلُ بنُ عياضٍ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ مِن الشِّعرِ حِكمةً» (¬3). 370 - (101) حدثنا محمدٌ: حدثنا سهلُ بنُ عثمانَ العسكريُّ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (663) (8011) من طريق عيسى بن يونس به. وصححه الألباني في «الصحيحة» (2356). وأخرجه الترمذي (1403)، وابن ماجه (2687)، والحاكم (2/ 127) من وجه آخر عن أبي هريرة بنحوه. وقال الترمذي: حسن صحيح. (¬2) أخرجه الدارقطني (2/ 80) من طريق حكام بن سلم به. ويأتي من طريق الزهري عن عروة بلفظ آخر (458). (¬3) أخرجه البزار (2101، 2012، 2103 - زوائده)، والطبراني في «الأوسط» (9021)، وتمام في «فوائده» (168) إلى (171) وَ (548) إلى (552) من طريق عروة به. وصححه الألباني في «الصحيحة» (6/ 839).

جُنادةُ بنُ سَلْمٍ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ عمرَ، عن أبي الزبيرِ، عن طاوسٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ بعدَ التكبيرِ: «وَجهتُ وَجهي للذي فطَرَ السماواتِ والأَرضَ حَنيفاً وما أَنا مِن المُشركينَ» (¬1). 371 - (102) حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا عبدُ المؤمنِ بنُ عليٍّ: حدثنا عبدُ السلامِ بنُ حربٍ، عن أبي خالدٍ الدَّالانيِّ، عن عَمرو بنِ مُرةَ، عن مصعبِ بنِ سعدٍ، عن سعدِ بنِ أبي وقاصٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ تعالى يَنصرُ المُسلمينَ بدُعاءِ المُستَضعفينَ» (¬2). 372 - (103) حدثنا محمدٌ: حدثنا إسحاقُ بنُ عَمرو الرازيُّ: حدثنا معاويةُ بنُ هشامٍ: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ذَكاةُ الجنينِ ذَكاةُ أمِّهِ» (¬3). 373 - (104) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى بنُ معينٍ: حدثنا أبو حفصٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (10993)، وأبو الشيخ في «أحاديث أبي الزبير عن غير جابر» (119) من طريق سهل بن عثمان في حديث طويل. (¬2) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4148)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 100) من طريق عبد السلام بن حرب به. وقارن برواية طلحة بن مصرف، عن مصعب بن سعد عند البخاري (2896)، والنسائي (3178). (¬3) أخرجه أبو داود (2828)، والدارمي (2/ 84)، والحاكم (4/ 114) من طريق أبي الزبير به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال الألباني في «الإرواء» (2539): وهو كما قالا لولا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه.

الأَبارُ، عن محمدِ بنِ جُحادةَ، عن عطيةَ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مَسؤولٌ عن رعيتِهِ، فالأميرُ / الذي على الناسِ راعٍ وهو مَسؤولٌ عنهم، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مَسؤولٌ عنهم، وامرأةُ الرجلِ راعيةٌ على بيتِ زوجِها وهي مَسؤولةٌ عنه» (¬1). 374 - (105) حدثنا القاسمُ بنُ محمدِ بنِ حمادٍ الكوفيُّ الدَّلالُ قراءةً عليه: حدثنا قطبةُ بنُ العلاءِ، عن سفيانَ الثوريِّ، عن إبراهيمَ الهجريِّ، عن أبي الأَحوصِ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الأَيدي ثلاثةٌ: فيدُ (¬2) العُليا للهِ عزَّ وجلَّ، والتي تَليها يدُ المؤمنِ، ويدُ السائلِ السُّفلى إلى يومِ القيامةِ، استَعِفَّ مِن السؤالِ ما استَطعتَ، فإنَّ العِفَّةَ خيرٌ» (¬3). 375 - (106) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا جابرُ بنُ الحُرِّ، عن عَمرو ذي مُرٍّ (¬4)، أنَّ علياً رضي اللهُ عنه قالَ: ¬

_ (¬1) عطية العوفي ضعيف. والحديث أخرجه البخاري (893) وأطرافه، ومسلم (1829) من طرق عن ابن عمر به. (¬2) هكذا في الأصل، وعليها علامة التضبيب. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 446)، وأبو يعلى (5125)، وابن خزيمة (2435)، والحاكم (1/ 408) من طريق إبراهيم الهجري به، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وليس عندهم قوله: فإن العفة خير. وقال الألباني: إسناده ضعيف من أجل الهجري. (¬4) هكذا في الأصل: جابر بن الحر عن عمرو ذي مر بلا واسطة. وعمرو هذا من شيوخ أبي إسحاق المجهولين. وبذكر أبي إسحاق السبيعي بينهما أخرجه ابن المقرئ في «معجمه» (15)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/ 215)، وابن عساكر (42/ 215) من طريق القاسم شيخ المصنف. وتقدم من طريق أبي إسحاق (350).

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن كُنتُ مَولاهُ فعليٌّ مَولاهُ، اللهمَّ والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداهُ». 376 - (107) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مسعرِ بنِ كدامٍ، عن مسعرٍ، عن وَبرةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: «تَبقَّهْ (¬1)، وتَوقَّهْ» (¬2). 377 - (108) حدثنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا يحيى بنُ سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن أبيه، عن منصورٍ، عن رِبعيٍّ، عن عليٍّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن كذَبَ عليَّ مُتعمداً فليَتبوأْ مَقعدَه مِن النارِ» (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وكذلك عند الخطابي، ثم قال: «تبقه» يريد استبق نفسك ولا تعرضها للتلف، «وتوقه» أي تحرز من الآفات وتباعد من المهالك والمعاطب. وقال ابن الأثير في «النهاية» (5/ 233): «تنقه وتوقه» رواه الطبراني بالنون وقال: معناه تخير الصديق ثم احذره. وقال غيره: «تبقه» بالباء: أي أبق المال ولا تسرف في الإنفاق، وتوق في الإكتساب. وانظر فيه أيضاً (1/ 383، 5/ 484) حيث قال في معنى «تبقه» نحو ما قال الخطابي. (¬2) أخرجه الخطابي في «غريب الحديث» (1/ 699) عن المصنف. وأخرجه الطبراني في «الصغير» (754)، وأبو نعيم في «الحلية» (7/ 267)، والعقيلي (2/ 304) من طريق القاسم شيخ المصنف بلفظ: تنقَّه وتوقَّه. وقال في «المجمع» (8/ 89) بعد أن زاد نسبته للطبراني في «الكبير»: وفيه عبد الله بن مسعر بن كدام وهو متروك. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (628). (¬3) أخرجه الترمذي (3715) من طريق منصور في حديث طويل. وهو عند البخاري (106)، ومسلم (1) من طريقه بلفظ: لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار.

378 - (109) أخبرنا القاسمُ بنُ محمدٍ: حدثنا مُخوَّلٌ، عن صبَّاحِ بنِ يحيى: حدثني مُطرفُ بنُ طريفٍ، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ أَهلَ الدَّرجاتِ العُلى ليَراهم مَن أَسفلَ مِنهم كما يُرى الكوكبُ الطالعُ في أُفقِ السماءِ». وإلى هذا / انتَهى حديثُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وأبو بكرٍ وعمرَ مِن أولئكَ وأَنعَما (¬1). 379 - (110) حدثنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الصِّينيُّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: احتبسَ عَلينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فلم يخرجْ حتى شَطرِ الليلِ، ثم خرجَ علينا ورأسُهُ يَقطرُ، فصلَّى صلاةَ العشاءِ، ثم أَقبلَ إلينا فقالَ: «أَبشِروا، كنتُم بحمدِ اللهِ منذُ الليلةَ في صلاةٍ، صلَّى مُصلٍ وقعدَ قاعدٌ يَنتظرُ الصلاةَ، فكلٌّ كانَ في صلاةٍ». ثم قالَ: «لولا أَن أَشقَّ على أُمتي لأَحببتُ أَن أُصليَها هذا القدرَ» (¬2). 380 - (111) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمِ بنِ أبي النَّجودِ، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، عن عائشةَ أنَّها قالتْ: في كلِّ الليلِ قد أَوترَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حتى انتَهى وِترُه إلى السَّحَرِ، فقُبضَ وهو يُوترُ بالسَّحَرِ (¬3). ¬

_ (¬1) تقدم (109). (¬2) أخرجه السراج في «حديثه» (2025) من طريق أبي الزبير به. وهو عند أحمد (3/ 348 - 349) من طريقه بنحوه دون طرفه الأخير. (¬3) أخرجه البخاري (996)، ومسلم (745) من طريق مسلم بن صبيح به. ويأتي (581).

381 - (112) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا روحُ بنُ مسافرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عطاءٍ، عن عقبةَ بنِ عامرٍ الجهنيِّ قالَ: كُنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكُنا نَتناوبُ رِعيةَ الإبلِ، فلمَّا كانَ يومٌ سَرَحتُ ورحتُ جئتُ ونبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يخطبُ، فسمعتُه يقولُ: «ما مِن عبدٍ يَتوضَّأُ فيُسبغُ الوُضوءَ ثم يقومُ إلى مُصلاهُ فيُصلِّي صلاةً يَعلمُ ما يقولُ فيها إلا انصرفَ وانفتَلَ كيومِ ولدَتْه أُمُّه مِن الخَطايا ليسَ له ذَنبٌ». قالَ: فواللهِ ما مَلكتُ نَفسي أَن قلتُ: بخٍ بخٍ! تَعجباً لِما سمعتُ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم / يقولُ، قالَ: فقالَ عمرُ بنُ الخطابِ: قَد قالَ قبلَ أَن تَجيءَ ما هو أَجودُ مِنها، قالَ: فقلتُ: ما هيه فِداكَ أَبي وأُمي؟ قالَ: قالَ: «ما مِن رَجلٍ يَتوضَّأُ فيُسبغُ الوُضوءَ ثم يَقولُ عندَ فراغِهِ مِن الوُضوءِ: أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ، وأَشهدُ أَنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ إلا فُتحتْ له مِن الجنةِ ثمانيةُ أبوابٍ، فيُقالُ له: ادخُل مِن أيِّها شئتَ». قالَ (¬1): وقالَ: «إنَّ الناسَ يُجمَعونَ في صَعيدٍ واحِدٍ يَنفذُهم البصرُ ويُسمِعُهم الُمنادِي، فيُنادي ثلاثاً: سيَعلمُ أهلُ الجمعِ لِمن الكرمُ اليومَ، فيقولُ: أينَ الذين كانتْ {لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكرِ الله} إلى آخِرِ الآيةِ، ثم يُنادي منادٍ: سيَعلمُ أَهلُ الجَمعِ لِمن الكرمُ اليومَ، فيَقولُ: أينَ الحمَّادونَ الذينَ كانوا يَحمَدونَ اللهَ عزَّ وجلَّ على كلِّ حالٍ؟» (¬2). ¬

_ (¬1) هذا القدر الآتي هو من حديث عقبة بن عامر، كما جاء صريحاً عند أبي نعيم. وكذلك أخرجه أسد بن موسى في «الزهد» (60) (77) عنه موقوفاً بنحوه. (¬2) أخرجه ابن ماجه (470)، وعبد الرزاق (142)، والحاكم (2/ 398 - 399)، والبيهقي في «الشعب» (2976)، وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 9)، وابن المقرئ في «معجمه» (615) (616) من طريق أبي إسحاق به. ورواية الحاكم وابن المقرئ بتمامه، والباقين مختصرة. ولطرفيه الأول والثاني طرق وروايات انظرها في «المسند الجامع» (9814) وما بعده.

382 - (113) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا كاملُ بنُ العلاءِ، عن منصورِ بنِ المعتمرِ، عن رِبعيِّ بنِ حراشٍ، عن أبي مسعودٍ عقبةَ بنِ عَمرو قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كانَ مما أَدركَ الناسُ مِن كلامِ النُّبوةِ الأُولى: إذا لم تَستَحي فافعَلْ ما شِئْتَ» (¬1). آخِرُه والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ وصلَّى اللهُ على سيِّدنا المُصطفى محمدٍ النبيِّ (وآلِهِ؟) وصحبِهِ وسلَّمَ تَسليماً وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3483) (3484) من طريق منصور به.

الجزء الثاني من فوائد الخلدي

الجزءُ فيه مِن فوائدِ أبي محمدٍ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ نُصيرِ بنِ القاسمِ الخُلديِّ الزاهدِ الخَوَّاصِ عن شيوخِهِ انتقاءُ أبي حفصٍ عمرَ بنِ أبي السَّريِّ البصريِّ أخبرنا به الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ عن أبي الفضلِ محمدِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ الأَنصاريِّ عن أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ عن الخُلديِّ سماعٌ لعبدِ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المقدسيِّ نفعَه اللهُ الكريمُ به وعَفا عَنه

بسم الله الرحمن الرحيم ما شاءَ اللهُ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ أخبرنا أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ بثغرِ الإسكَندريةِ: أخبرنا أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ: أخبرنا أبو محمدٍ جعفرُ بنُ محمدِ بنِ نُصيرٍ الخُلديُّ: 383 - (114) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا إسرائيلُ، عن منصورٍ، عن المسيبِ بنِ رافعٍ، عن وَرَّادٍ كاتبِ المغيرةِ بنِ شعبةَ، عن المغيرةِ بنِ شعبةَ وكتبَ إليه معاويةُ: اكتُبْ إليَّ بما كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ إذا سلَّمَ؟ فكتبَ إليه: أمَّا بعدُ، فإنَّه كانَ إذا سلَّمَ قالَ: «لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أَعطيتَ» (¬1). 384 - (115) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أحمدُ بنُ يونسَ: حدثنا مَنْدلٌ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بنِ شدادٍ، عن ميمونةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في بيتِهِ على خُمرةٍ (¬2). ¬

_ (¬1) تقدم (195). (¬2) أخرجه البخاري (379) (381)، ومسلم (1/ 458) من طريق أبي إسحاق الشيباني به.

385 - (116) أخبرنا القاسمُ: (حدثنا؟) (¬1) العلاءُ بنُ عَمرو: حدثنا خالدُ بنُ حيانَ، عن عَبيدةَ بنِ حسانَ، عن الحسنِ، عن المغيرةِ بنِ شعبةَ قالَ: خَصلَتانِ لا أَسألُ عَنهما أَحداً وقَد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صنَعَهما: صلاةُ الإمامِ خلفَ رَجلٍ مِن رَعيَّتِه، وقد صلَّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خلفَ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ رَكعةً مِن صلاةِ الفجرِ، ومسحَ على خُفَّيهِ وقَد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مسحَ على خُفَّيهِ (¬2). 386 - (117) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ ميمونٍ: حدثنا مصعبُ بنُ سلَّامٍ: حدثنا أبو الهجيمِ (¬3) التَّميميُّ، عن هُبيرةَ بنِ يَريمَ، عن عليٍّ قالَ: قالَ (¬4): / «لا يَزالُ المُصلُّونَ أَربعاً قبلَ العصرِ حتى يَغفرَ اللهُ تعالى لهم مَغفرةً حَتماً» (¬5). ¬

_ (¬1) سواد في الأصل. (¬2) عبيدة بن حسان ضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وللحديث طرق وروايات متفاوتة، من أقربها إلى لفظ المصنف رواية بكر المزني، عن المغيرة عند أحمد (4/ 247). وقد اختلف في إسناده، انظر «علل الدارقطني» (1236). (¬3) عليها في الأصل علامة تضبيب. ولم أهتد إليه. (¬4) هكذا في الأصل. (¬5) أبو الهجيم أم أهتد إليه. وأخرجه الخطيب في «المتفق والمفترق» (1668) بإسناد تالف إلى هبيرة بن يريم، عن علي مرفوعاً. وأخرجه الخطيب (1669)، والطبراني في «الأوسط» (5131)، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (101) من طرق واهية عن علي.

387 - (118) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ: حدثنا أبو إسحاقَ العبديُّ، عن أبي إسحاقَ، عن ناجيةَ بنِ كعبٍ، عن عليٍّ قالَ: لمَّا تُوفيَ أبو طالبٍ أَتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إنَّ عمَّكَ الشيخَ الضالَّ قَد ماتَ، قالَ: «اذهَبْ فوارِ أَباكَ»، قالَ: قلتُ: لا أُواريهِ، قالَ: «فمَن يُواريهِ؟ اذهَبْ فوارِهِ ولا تُحدِثنَّ شيئاً حتى تأْتيَني». قالَ: ففعلتُ وأَتيتُه، قالَ: «اذهَبْ فاغتسِلْ ثم ائْتِني»، قالَ: فاغتَسلتُ ثم أَتيتُ (؟ .. (¬1) .. دَعا؟) لي بدَعواتٍ ما أُحبُّ أنَّ لي الدُّنيا وما فيها بها (¬2). 388 - (119) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا شبيبُ بنُ شيبةَ، عن الحسنِ البصريِّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ سمرةَ قالَ: قالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَسأَل الإِمارةَ، فإنَّكَ إِن أُعطيتَها عن مسألةٍ وُكلتَ إِليها، وإِن أُعطيتَها عن غيرِ مسألةٍ أُعنتَ عَليها» (¬3). 389 - (120) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا صَبَّاحٌ المُزنيُّ وإسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ، عن عليٍّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُوترُ بتسعِ (¬4) سورٍ مِن المُفصَّل، أولُ ركعةٍ: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وَ {إذا زلزلت الأرض زلزالها}، وَ {ألهاكم}. ¬

_ (¬1) سواد في الأصل بمقدار كلمة. (¬2) أخرجه أبو داود (3214)، والنسائي (190) (2006)، وأحمد (1/ 97، 131)، والبيهقي (1/ 304، 3/ 398) من طريق أبي إسحاق به. وأخرجه أحمد (1/ 103)، والبيهقي (1/ 304، 305) من وجه آخر عن علي به. (¬3) أخرجه البخاري (6622) وأطرافه، ومسلم (1652) من طريق الحسن به. (¬4) في الأصل: بسبع. والتصويب من مصادر التخريج، وهو مقتضى السياق.

وفي الثانيةِ: {والعصر}، وَ {إنا أعطيناك الكوثر}، وَ {إذا جاء نصر الله والفتح}. وفي الثالثةِ: {قل يا أيها الكافرون}، وَ {تبت يدا أبي لهب}، وَ {قل هو الله أحد} (¬1). 390 - (121) أخبرنا القاسمُ: حدثنا عبدُ الحميدِ بنُ صالحٍ: / حدثنا أبو حمادٍ، عن إسماعيلَ يَعني ابنَ مسلمٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن عطاءٍ قالَ: سألتُ ابنَ عباسٍ: يَتزوَّجُ الرجلُ وهو مُحرمٌ؟ قالَ: لا بأسَ بذلكَ، تزوَّجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ميمونةَ ابنةَ الحارثِ خالَتي وهو مُحرمٌ، أنكَحَها إياهُ العباسُ بسَرِفَ وهو مُحرمٌ (¬2). 391 - (122) أخبرنا القاسمُ: حدثنا عبدُ الحميدِ: حدثنا أبو حمادٍ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن مِقسمٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: احتَجمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُحرمٌ بينَ مكةَ والمدينةِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (460)، وأحمد (1/ 89)، وعبد بن حميد (68)، وأبو يعلى (460)، والبزار (851) من طريق أبي إسحاق به. وقال الألباني: ضعيف جداً. (¬2) أبو حماد الكوفي المفضل بن صدقة ضعيف. وكذا شيخه إسماعيل بن مسلم المكي. وتقدم الحديث من طريق عطاء مختصراً (337). وفي رواية النسائي (3273) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: نكح ميمونة وهو محرم، جعلت أمرها إلى العباس فأنكحها إياه. (¬3) أخرجه الترمذي (777)، وأحمد (1/ 222)، والدارقطني (2/ 239)، والبيهقي (4/ 263) من طريق يزيد بن أبي زياد بهذا اللفظ، وعندهم: .. وهو محرم صائم. وللحديث عن ابن عباس طرق وروايات يأتي أحدها (501).

392 - (123) أخبرنا القاسمُ: حدثنا عبدُ الحميدِ: حدثنا أبو حمادٍ، عن ابنِ جُريجٍ، عن مُزاحمٍ، عن ابنِ أَسيدٍ، عن مُحَرِّشٍ الكَعبيِّ قالَ: لمَّا رجعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن الطائفِ اعتمرَ مِن الجِعْرانةِ ليلاً، فطافَ ليلاً، فحَلَّ مِن عُمرتِهِ، ثم رَجعَ فأَصبحَ بالجِعْرانةِ كبائتٍ (¬1). 393 - (124) أخبرنا القاسمُ: حدثنا عبدُ الحميدِ: حدثنا أبو حمادٍ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن مِقسمٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانُوا لا يتَّجرونَ أيامَ الموسمِ ويَقولونَ: أيامُ ذِكرٍ وتَكبيرٍ، فنَزلتْ: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} قالَ: فرُخِّصَ لهم أَن يَتَّجروا (¬2). 394 - (125) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن الأسودِ بنِ يزيدَ ومسروقٍ، عن عائشةَ أنَّها قالتْ: أَشهدُ أنَّه لم يأْتني في يومٍ قطُّ إلا صلَّى بعدَ العصرِ رَكعَتينِ، تَعني رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (935)، والنسائي (2763)، وأحمد (3/ 426، 427) من طريق ابن جريج به. وله عن مزاحم بن أبي مزاحم طرق وروايات أخرى. (¬2) يزيد بن أبي زياد ضعيف، كبر فتغير و صار يتلقن. وأخرجه أبو داود (1731) من طريقه، عن مجاهد، عن ابن عباس بنحوه. والحديث عند البخاري (1770) وأطرافه من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس بنحوه. (¬3) أخرجه أحمد (6/ 113) من طريق إسرائيل به. وهو عند البخاري (593)، ومسلم (835) (301) من طريق أبي إسحاق بنحوه.

395 - (126) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا أبو مريمَ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ: حدثني سعيدُ بنُ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: دخلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم البيتَ فصلَّى بينَ السارِيتَينِ، ثم خرجَ فصلَّى بينَ بابِ البيتِ وبينَ الحُجرةِ، ثم قالَ: «هذِه / القبلةُ»، ثم دخلَ مرَّةً أُخرى فقامَ يَدعو، ثم خرجَ ولم يُصَلِّ (¬1). 396 - (127) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا كاملٌ أبو العلاءِ، عن حبيبٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: بتُّ ليلةً عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم - وكانتْ خالتُه ميمونةُ زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم - فزعمَ أنَّه قامَ يتطوَّعُ، فقامَ فاستَنَّ ثم خرجَ إلى صحنِ الدارِ فقرأَ: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات} حتى ختمَ السورةَ، ثم دخلَ فصلَّى فافتَتحَ البقرةَ فقرأَها حَرفاً حَرفاً، ثم ركعَ، فكانَ يقولُ في ركوعِهِ: «سبحانَ ربي العظيمِ»، ثم رفعَ رأسَه فحمدَ اللهَ عزَّ وجلَّ بما شاءَ اللهُ أَن يحمَدَه، ثم سجدَ، فكانَ يقولُ في سجودِهِ: «سبحانَ ربي الأَعلى» ما شاءَ اللهُ أَن يقولَ، ثم رفعَ رأسَه فقالَ بينَ السجدَتينِ: «ربِّ اغفِر لي وارحمْني واجبُرني وارفعْني وارزُقْني واهدِني» ثم سجدَ الثانيةَ، فقالَ: «سبحانَ ربي الأَعلى» ثم رفعَ رأسَه فقامَ فقرأَ آلَ عِمرانَ حَرفاً حَرفاً حتى ختَمَها، ثم ركعَ فقالَ فيها كما قالَ في الأُولى حتى أَتمَّ الرَّكعَتينِ. ¬

_ (¬1) أبو مريم عبد الغفار بن القاسم متروك. ومن طريقه أخرجه الطبراني (12347)، والدارقطني (2/ 52)، والبيهقي (2/ 329). وقارن برواية عطاء عن ابن عباس عند البخاري (398).

ثم وضعَ جنبَه فنامَ، وقامَ فزِعاً فاستَنَّ، ثم خرجَ إلى صحنِ الدارِ فقرأَ: {إن في خلق السماوات والأرض} إلى آخرِ السورةِ، ثم ركعَ رَكعَتينِ مثلَ الأُوليَينِ حتى أتمَّ ثَماني ركعاتٍ، ينامُ بينَ كلِّ رَكعَتينِ ويَستَنُّ ويقرأُ آخِرَ آلِ عِمرانَ: {إن في خلق السماوات والأرض} إلى آخِرِها. ثم أَوترَ بثلاثٍ فقالَ ما شاءَ اللهُ أَن يقولَ، ثم قامَ فركعَ رَكعَتي الفجرِ / وكانَ يقولُ: «اللهمَّ اجعَلْ في قَلبي نوراً، وفي سَمعي نوراً، واجعَلْ في بَصري نوراً، ومِن بينِ يديَّ نوراً، وأَعظِمْ لي نوراً، ومِن فَوقي نوراً، ومِن تَحتي نوراً، وعن يَميني نوراً، وعن شِمالي نوراً، وأَعظِمْ لي نوراً» ثم جاءَ بلالٌ فدَعاهُ إلى الصلاةِ (¬1). 397 - (128) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا إسرائيلُ، عن سماكٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه: عليٌّ أَقضانا، وأُبيٌّ أَقرؤُنا، وإنَّا لنَرغبُ عن كثيرٍ مِن لحنِ أُبيٍّ (¬2). 398 - (129) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: ما أَحدٌ مِن خلقِ اللهِ تعالى إلا قَد استَهلَّ، فاستِهلالُه أَن يغمِزَهُ الشيطانُ ¬

_ (¬1) لم أقف عليه بهذه السياقة من هذا الوجه. وإنما للحديث طرق وروايات يزيد بعضها على بعض. وقد أخرج أحمد 1/ 371 (3514) بعضه من طريق كامل أبي العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس دون ذكر سعيد بن جبير. وانظر تمام تخريجه فيه. (¬2) أخرجه ابن سعد (2/ 339 - 340) من طريق إسرائيل به. وهو عند البخاري (4481) (5005) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر بزيادة فيه.

فيَصيحُ إلا عيسى بنَ مريمَ وأمَّه، فذلكَ استِهلالُه (¬1). 399 - (130) وعن أبي هريرةَ قالَ: تَعسَ عبدُ الدينارِ والدِّرهمِ والخَميصةِ والقَطيفةِ، إنْ أُعطيَها رضيَ، وإِن مُنِعَها سخِطَ (¬2). 400 - (131) أخبرنا القاسمُ: حدثنا جُبارةُ: حدثنا أبو شيبةَ يزيدُ بنُ معاويةَ، عن حمادٍ، عن شقيقِ بنِ سلمةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، أنَّه كانَ يقولُ في التَّشهدِ في الصلاةِ: السلامُ على اللهِ قبلَ خَلقِهِ، السلامُ على جبريلَ، السلامُ على ميكائيلَ. قالَ: فأَقبلَ عَلينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بوجهِهِ فقالَ: «لا تَقولوا: السلامُ على اللهِ، فإنَّ اللهَ هو السلامُ، ولكنْ قُولوا: التَّحياتُ للهِ، والصَّلواتُ والطيِّباتُ، السلامُ عليكَ أيُّها / النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، السلامُ عَلينا وعلى عبادِ اللهِ الصالِحينَ، أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ، وأَشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ» (¬3). 401 - (132) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ الصِّينيُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ، عن محمدِ بنِ سوقةَ، عن محمدِ بنِ المُنكدرِ، عن جابرٍ قالَ: ¬

_ (¬1) موقوف. وقد صح عن أبي هريرة مرفوعاً بغير هذه السياقة. انظر بعض طرقه عند البخاري (3286) وأطرافه، ومسلم (2366). (¬2) موقوف. وهو عند البخاري (2886) (2887) (6435) من طريق أبي صالح مرفوعاً مطولاً. (¬3) أخرجه البخاري (831) (1202) (6230) (6328) (7381)، ومسلم (402) من طريق أبي وائل بألفاظ متقاربة. وله طرق يأتي أحدها (691).

نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن يكونَ المُؤذنُ إِماماً (¬1). 402 - (133) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا أبو مريمَ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ: حدثني مجاهدٌ، أنَّ أبا معمرٍ عبدَ اللهِ بنَ سَخبرةَ أخبَره، أنَّ المقدادَ أخبَره أنَّه سمعَ رَجلاً يَمدحُ أميراً مِن الأُمراءِ، فحَثى في وجهِهِ الترابَ، ثم قالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمرَنا أَن نَحثوَ في وُجوهِ المدَّاحينَ الترابَ. فقلتُ لحبيبٍ: مَن الأَميرُ؟ قالَ: عثمانُ (¬2). 403 - (134) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا أبو مريمَ، عن عطيةَ: حدَّثني أبو سعيدٍ الخدريُّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَبايَعوا دِيناراً بدِينارَينِ، ولا دِرهماً بدِرهمينِ، ولا صاعاً بصاعَينِ، فإنِّي أَخافُ عليكم الرَّما». وكانَ يُسمَّى قبلَ أَن ينزلَ الرِّبا (¬3). 404 - (135) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا أبو مريمَ، عن حبيبِ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي (1/ 323)، والبيهقي (2/ 433) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن محمد بن سوقة به. وقال البيهقي: إسناده ضعيف بمرة. قلتُ: وفي إسناد المصنف إبراهيم بن إسحاق الصيني متروك. وشيخه أبو عبد الله قال الألباني في «الضعيفة» (4714): «وأبو عبد الله كنية جعفر بن زياد الذي في الإسناد الأول». والله أعلم. (¬2) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (340)، ومسلم (3002) من طريق حبيب بن أبي ثابت به. ثم أخرجه مسلم (3002) (69) من طريق همام، عن المقداد بنحوه. (¬3) تقدم (362).

بنِ أبي ثابتٍ: حدثني أبو وهبٍ (¬1) مَولى لأبي أحمدَ بنِ جَحشٍ الأَسديِّ قالَ: دخلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على جُويريةَ بنتِ الحارثِ بنِ أبي ضِرارٍ وعليها خِمارٌ قَد لَوَتْه ليَّتينِ، فلم يَزلْ يَطعنُ في خِمارِها بعودٍ / في يدِهِ وهو يقولُ: «أَي ابنةَ الحارثِ، ليَّةً لا ليَّتينِ» فما زالَ يَطعنُ في ثوبِ خِمارِها حتى طَرحتْهُ (¬2). 405 - (136) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا أبو مريمَ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ: حدثني مَولى لقريشٍ، عن عروةَ بنِ الزبيرِ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ: «اللهمَّ عافِني في جَسَدي، وعافِني في صورَتي، وعافِني في بَصري، واجعَلْه الوارِثَ مِني، لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ» (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وإنما هو وهب. (¬2) مرسل. وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم متروك. وخالفه سفيان الثوري في سنده ومتنه. فوصله عن حبيب بن أبي ثابت، عن وهب، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تختمر فقال: لية لا ليتين. أخرجه أبو داود (4115)، وأحمد (6/ 294، 296، 306)، والحاكم (4/ 194 - 195). (¬3) أبو مريم عبد الغفار بن القاسم متروك. وخالفه غيره فجعله من رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة بلا واسطة. أخرجه كذلك الترمذي (3480)، وأبو يعلى (4692)، والحاكم (1/ 530)، والخطيب (2/ 137). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، سمعت محمداً يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئاً، والله أعلم. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد إن سلم سماع حبيب من عروة. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (2917). بينما قال أبو داود عقب حديث (180): وقد روى حمزة الزيات عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثاً صحيحاً. قلت: يعني هذا الحديث. والله أعلم.

406 - (137) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا أبو مريمَ، عن حبيبٍ: حدثنا أبو العباسِ شيخٌ مِن أهلِ مكةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا ابنَ عَمرو، في كَم تَقرأُ القرآنَ؟» قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَقرأُه في ثلاثٍ، قالَ: «فلا تَفعلْ، اقْرأهُ في شهرٍ» فأَنبأتُه بأنِّي أَقوى مِن ذلكَ، فلم يَزلْ يأمُرُني فأُخبرُه حتى قالَ: «اقرأْهُ في سبعٍ»، قالَ: ثم قالَ لي: «ما صَومُكَ؟» قالَ: قلتُ: إنِّي لأَصومُ الدهرَ، قالَ: «فلا تَفعلْ، فإنَّه لا صامَ مَن صامَ الأبدَ، ولكنْ صُم ثلاثةَ أيامٍ مِن كلِّ شهرٍ، فإنَّ ذلكَ صومُ الدهرِ»، فأَنبأتُه أنِّي أَقوى مِن ذلكَ، فلم يَزلْ يأمُرُني فأُخبرُه قالَ: «صُمْ صومَ داودَ، فإنَّكَ إذا فعلتَ ذلكَ - قالَ أبو مريمَ: صومَه وقراءَتَه - هَجَمتْ له العينُ، ونَفِهَت النفسُ». قالَ أبو مريمَ: ضَعُفَت النفسُ (¬1). 407 - (138) أخبرنا القاسمُ: حدثنا جُبارةُ: أخبرنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن أبي جعفرٍ الفَراءِ، / عن الأَغرِّ أبي مسلمٍ، عن البراءِ بنِ عازبٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مِن تَمامِ التَّحيةِ أَن تُصافحَ أَخاكَ» (¬2). 408 - (139) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ ميمونٍ: حدثنا صالحُ ¬

_ (¬1) أبو مريم عبد الغفار بن القاسم متروك. لكن الحديث ثابت من طريق أبي العباس المكي وغيره عن عبد الله بن عمرو مطولاً ومختصراً. انظر «صحيح البخاري» (1131) وأطرافه، و «صحيح مسلم» (1159). (¬2) أورده الألباني في «الضعيفة» (3/ 451) من هذا الموضع، ثم قال: وهذا إسناد ضعيف .. . وصحح ما أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (971) من طريق أبي جعفر الفراء، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء موقوفاً.

بنُ أبي الأَسودِ، عن عبدِ الملكِ النَّخعيِّ، عن ابنِ جُدعانَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: كانَ مُقامي بينَ كَتفي النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَتى قبضَ، فكانَ يقولُ إِذا انصرفَ: «اللهمَّ اجعَلْ خيرَ عُمري آخِرَه، واجعَلْ خيرَ عَملي خواتِمَه، واجعَل خيرَ أَيامي يومَ أَلقاكَ» (¬1). 409 - (140) أخبرنا القاسمُ: حدثنا محمدُ بنُ عمرانَ بنِ أبي لَيلى: حدثني أبي: حدثنا ابنُ أبي لَيلى، عن أبي إسحاقَ، عن حارثةَ بنِ وهبٍ الخُزاعيِّ قالَ: صلَّيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمِنى رَكعَتينِ، أَجمعَ ما كانَ الناسُ وآمَنَه (¬2). 410 - (141) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا كاملٌ، عن حبيبٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي مِن الليلِ ثَماني رَكعاتٍ، ويوترُ بثلاثٍ (¬3). 411 - (142) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا كاملٌ، عن حبيبٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (121) من طريق إبراهيم بن محمد بن ميمون به. وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (9411) من طريق أبي مالك النخعي، عن أبي المحجل، عن ابن أخي أنس، عن أنس به. وقال في «المجمع» (10/ 110): وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف. (¬2) أخرجه البخاري (1083) (1656)، ومسلم (696) من طريق أبي إسحاق به. (¬3) كامل بن العلاء قال ابن عدي: رأيت فى بعض رواياته أشياء أنكرتها. قلت: ولعل هذا منها، فقد خالفه من هو أوثق منه: أبو بكر النهشلي، فرواه عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس به. أخرجه النسائي (1707)، وأحمد (1/ 299، 301، 326).

عن ثعلبةَ بنِ يزيدَ الحِمَّانيِّ قالَ: سمعتُ علياً يقولُ: يا أيُّها الناسُ، أَعينوني على أنفُسِكم، فواللهِ إنْ كانَت القريةُ (يجنبُها؟) (¬1) السبعةُ، وإن كنتُم مُنتَهبينَ هذا السَّوادَ قسمتُهُ بينَكم، ومَتى أَقسمْه يَصرفْ بعضُهم وُجوهَ بعضٍ (¬2). وَالذي فَلقَ الحبَّةَ وبرَأَ النَّسَمةَ ليَقتُلني عَمداً، يَعني حدَّثني بذلكَ الصادقُ البارُّ صلى الله عليه وسلم (¬3). 412 - (143) / أخبرنا القاسمُ: حدثنا عونُ بنُ سلَّامٍ: حدثنا قيسٌ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: جاءَ حمزةُ الأَسلميُّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يسألُهُ عن الصومِ في السفرِ؟ فقالَ: «إنْ شِئتَ فصُمْ، وإِن شِئتَ فأفطِرْ» (¬4). 413 - (144) أخبرنا القاسمُ: حدثنا عونُ بنُ سلِّامٍ: حدثنا مفضلُ بنُ صدقةَ، عن إسماعيلَ، عن الحسنِ، عن أنسٍ قالَ: ¬

_ (¬1) هذا ما ظهر لي أنه الأقرب لما في الأصل، وقال في «اللسان» (1/ 277): جنَبَ فلان في بني فلان يجنُبُ جَنابة ويجنِبُ إذا نزل فيهم غريباً. ولعله تحرف عن «يحييها» فيكون موافقاً لرواية يحيى بن آدم: «فإن السبعة - أو قال التسعة - يكونون في القرية، فيحيونها بإذن الله عز وجل». والله أعلم. (¬2) إلى هنا أخرجه يحيى بن آدم في «الخراج» (113) من طريق حبيب بن أبي ثابت بنحوه. وانظر «سنن البيهقي» (9/ 135). (¬3) أخرجه أبو يعلى (588)، والبزار (871) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت بمعناه. وله عن علي طرق أخرى، انظر ما تقدم (355)، وَ «علل الدارقطني» (3/ 266). (¬4) أخرجه البخاري (1942) (1943)، ومسلم (1121) من طريق هشام بن عروة به.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَناجَشوا، ولا تَلامَسوا، ولا تَبايَعوا الغَرَرَ، ومَن اشتَرى مُحفَّلةً فَله أَن يُمسِكَها ثلاثاً، فإنْ ردَّها ردَّ مَعها صاعاً مِن تمرٍ» (¬1). 414 - (145) أخبرنا القاسمُ: حدثنا عونٌ: حدثنا مُفضلٌ، عن الحسنِ (¬2)، عن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عَقيلٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: لمَّا قُتلَ حمزةُ بَكى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رَأى ما مُثِّلَ به شَهقَ، قالَ: فَقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما هذا؟ قالَ: فقالَ: «أَلا كَفَنٌ؟» قالَ: فرَمى رجلٌ مِن الأنصارِ ببُردةٍ كانتْ عليه، قالَ: ورَمى آخَرُ بثوبٍ، قالَ: فقالَ لي: «يا جابرُ، هذا البُرد لِعَمِّي، وهذا الثوبُ لعبدِ اللهِ» لأبي جابرٍ. قالَ: فلمَّا كانَ الليلُ قالَ: «يا جابرُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَد أَحيى عبدَ اللهِ فقالَ له: تمنَّ، قالَ: أتمنَّى أَن تُحييَني وتُسويَ خَلْقي ثم تُرجعَني فأُقاتِلَ مَع نبيِّكَ حتى أُقتَلَ، قالَ: حتى قالَها مرَّتينِ، قالَ: فقالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: إنِّي قَد قَضيتُ أنَّهم إليها لا يَرجِعونَ». قالَ: وكُفِّنَ حمزةُ في ثوبٍ واحدٍ. وقالَ: «حمزةُ سيدُ الشهداءِ إلى يومِ القيامةِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2767) من طريق إسماعيل بن مسلم به. وقال في «المجمع» (4/ 81): وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. (¬2) هكذا في الأصل، والحديث في المصادر التي وقفت عليها من رواية المفضل بن صدقة عن ابن عقيل بلا واسطة. والله أعلم. (¬3) أخرجه البزار (1794 - زوائده)، والطبراني (2932)، وابن عدي (6/ 415)، وأبو نعيم في «المعرفة» (1829)، والحاكم (2/ 119 - 120، 3/ 197، 199) من طريق أبي حماد المفضل بن صدقة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل به مختصراً إلى قوله: شهق، إلا روايتين للحاكم فبنحوه. والمفضل بن صدقة متروك. والفقرة الثانية أخرجها أحمد (3/ 361)، وأبو يعلى (2002) من وجه آخر عن عبد الله بن محمد بن عقيل.

415 - (146) / أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا صَبَّاحٌ المُزنيُّ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن سعيدِ بنِ جبيرِ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه قالَ: مسحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فسَلوا هؤلاءِ الذينَ يَقولونَ في ذلكَ ما يَقولونَ: قبلَ المائدةِ أَم بعدَها؟ واللهِ ما مسحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على الخُفينِ إلا (¬1) بعدَما نَزلتْ عليه المائدةُ، واللهِ ما أُبالي على ظهرِ خُفٍّ مَسحتُ أَو على ظهرِ عيرٍ بالصحراءِ. 416 - (147) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا صَبَّاحٌ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن ميسرةَ أبي صالحٍ قالَ: شربَ عليٌّ رضي اللهُ عنه قائماً، قالَ: فجعَلَ الناسُ يَنظرونَ إليه فقالَ: ما تَنظرونَ؟ إنْ أَشربْ قائماً، فقَد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشربُ قائماً، وإنْ أَشربْ قاعِداً فقَد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشربُ قاعِداً (¬2). 417 - (148) أخبرنا القاسمُ: حدثنا عبدُ الحميدِ بنُ صالحٍ: حدثنا أبو حمادٍ، عن سفيانَ، عن إسماعيلَ بنِ أُميةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ قالَ: أَوهمَ ابنُ عباسٍ في ميمونةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَزوجَها وهو مُحرمٌ (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ولعل الصواب حذفها ليستقيم المعنى، ويوافق ما أخرجه أحمد (1/ 323)، والطبراني (12287) من طريق عطاء بن السائب. (¬2) أخرجه أحمد وابنه عبد الله (1/ 114، 134، 136)، والبزار (811)، وابن أبي شيبة (24109) من طريق عطاء بن السائب به. وبعض الروايات تقرن بميسرة زاذانَ الكنديَّ. والشرب قائماً له طرق عن علي في آخر حديثه في صفة الوضوء. انظر (343). (¬3) أخرجه أبو داود (1845) من طريق سفيان، عن إسماعيل، عن رجل، عن سعيد بن المسيب به.

418 - (149) أخبرنا القاسمُ: حدثنا شهابُ بنُ عَبادٍ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ الملكِ بنِ أَبجَرَ، عن أبيه، عن طلحةَ بنِ مُصرِّفٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عَوسجةَ، عن البراءِ بنِ عازبٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «زَيِّنوا القرآنَ بأَصواتِكم» (¬1). 419 - (150) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلٌ: حدثنا إسرائيلُ، عن منصورٍ، عن أبي خالدٍ الوالِبيِّ، عن جابرِ بنِ سمرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: / «بُعثتُ أَنا والساعةُ كهاتَينِ» (¬2). 420 - (151) أخبرنا القاسمُ: حدثنا يحيى بنُ الحسنِ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ، عن عبدِ الملكِ بنِ أبي سليمانَ، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي مُخلِّفٌ فيكم ما إِن تَمسكتُم به لن تَضِلوا: كتابَ اللهِ وعِتْرَتي، وإنَّهما لن يَتفرَّقا حتى يَرِدا عليَّ الحوضَ» (¬3). 421 - (152) أخبرنا القاسمُ: حدثنا يحيى بنُ الحسنِ: حدثنا محمدُ بنُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1468)، والنسائي (1015) (1016)، وابن ماجه (1342)، وأحمد (4/ 283، 285، 296، 304)، وابن خزيمة (1551) (1556)، وابن حبان (749)، والحاكم (1/ 571 - 575) من طريق طلحة بن مصرف به. ويأتي (524). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 309، 5/ 92، 103، 108)، والطبراني (1843) إلى (1848) من طريق أبي خالد الوالبي به. (¬3) أخرجه الترمذي (3788)، وأحمد (3/ 14، 17، 26، 59)، وأبو يعلى (1021) (1027) (1140) من طريق عطية به، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وعطية ضعيف. وللحديث شواهد. وانظر ما بعده.

عمرَ، عن هارونَ بنِ سعدٍ، عن ابنِ أبي سعيدٍ الخدريِّ، عن أبيه مِثلَه (¬1). 422 - (153) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إسماعيلُ بنُ الخليلِ: حدثنا عليُّ بنُ غُرابٍ، عن جعفرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوَه (¬2). 423 - (154) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أحمدُ بنُ يونسَ: حدثني محمدُ بنُ ثورٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ قالَ: جاءَ الأعمشُ إلى عطاءٍ يسألُهُ عن حديثٍ، قالَ: فحدَّثه، قالَ: فقُلنا له: تُحدثُ هذا وهو عراقيٌّ! قالَ: ألا إنِّي سمعتُ أبا هريرةَ يحدثُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن سُئلَ عن عِلمٍ فكتَمَه جيءَ يومَ القيامةِ وقد أُلجِمَ بلِجامٍ مِن نارٍ» (¬3). 424 - (155) أخبرنا القاسمُ: حدثنا مُخوَّلُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أَسباطُ ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي (4/ 362) من طريق يحيى بن الحسن به. وانظر ما قبله. (¬2) أخرجه الترمذي (3786)، والطبراني (2680) من طريق جعفر بن محمد به. وقال الترمذي: حسن غريب. وأورده الألباني في «الصحيحة» (1761). وفي حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم: وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. أخرجه مسلم (1218). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 101)، والبيهقي في «الشعب» (1613) من طريق المصنف به. والمرفوع أخرجه أبو داود (3658)، والترمذي (2649)، وابن ماجه (261)، وأحمد (2/ 263، 296، 305، 344، 353، 495، 499، 508)، وابن حبان (95) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة به. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه ابن ماجه (266) من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة به.

بنُ نصرٍ، عن إبراهيمَ بنِ مهاجرٍ، عن الشَّعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن العنبِ خمراً، وإنَّ مِن التمرِ خمراً، وإنَّ مِن الشعيرِ خمراً، فَما عَتَّقتُم مِنه فخمَّرتُموهُ فهو خمرٌ» (¬1). 425 - (156) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ ميمونٍ: حدثنا صالحُ بنُ عمرَ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ، عن جريرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: بعثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيشاً إلى خَثعمٍ، / فلمَّا غَشيَتهم الخيلُ اعتَصموا بالصلاةِ، فقُتلَ رَجلٌ مِنهم، فجعلَ لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نصفَ العَقلِ لِصَلاتِهم، وقالَ: «إنِّي بريءٌ مِن كلِّ مسلمٍ مَع مشركٍ». وقالَ: «لا تَرايا ناراهُما» (¬2). 426 - (157) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ الخزازُ: حدثنا خالدُ بنُ خِداشٍ: حدثنا أبو عوانةَ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: ما صامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً قطُّ غيرَ رمضانَ، وكانَ يَصومُ إذا صامَ حتى يقولَ القائلُ: واللهِ لا يفطرُ، وكانَ يُفطرُ إذا أَفطرَ حتى يقولَ القائلُ: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3676) (3677)، والترمذي (1872) (1873)، والنسائي في «الكبرى» (6756)، وابن ماجه (3379)، وأحمد (4/ 267، 273)، وابن حبان (5398)، والدارقطني (4/ 252، 253)، والحاكم (4/ 148) من طريق الشعبي به دون قوله في آخره: فما عتقتم منه .. . وفي رواية للدارقطني: وما خمر به فهو خمر. وصحح الترمذي رواية الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر موقوفاً. (¬2) أخرجه أبو داود (2645)، والترمذي (1604)، والطبراني (2264) (2265) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به. ثم أخرجه الترمذي (1605)، وكذا النسائي (4780) عن قيس بن أبي حازم مرسلاً. وقال الترمذي: وهذا أصح. وانظر «الإرواء» (1207).

واللهِ لا يَصومُ (¬1). 427 - (158) حدثنا أحمدُ: حدثنا خالدُ بنُ خِداشٍ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن أيوبَ، عن محمدِ بنِ سيرينَ، عن عبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ، عن ابنِ عباسٍ مثلَ حديثِ أبي بشرٍ (¬2). 428 - (159) حدثنا أحمدُ: حدثنا خالدُ بنُ خِداشٍ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن أيوبَ، عن عبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ، عن ابنِ عباسٍ مثلَه. 429 - (160) أخبرنا أحمدُ: حدثنا شجاعُ بنُ أشرسَ: حدثنا يزيدُ بنُ عطاءٍ، عن إبراهيمَ الهجريِّ، عن أبي الأَحوصِ، عن عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أُنزلَ القرآنُ على سبعةِ أَحرفٍ» (¬3). 430 - (161) أخبرنا القاسمُ الدَّلالُ: حدثنا الهيثمُ بنُ عبدِ اللهِ: حدثنا عثمانُ، عن أبي إسحاقَ، عن يحيى بنِ حُصينٍ، عن أمِّه أمِّ حُصينٍ. وعن العَيزارِ، عن أمِّه أمِّ حُصينٍ قالتْ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1971)، ومسلم (1157) من طريق أبي بشر به. وانظر الحديثين التاليين. (¬2) لم أقف عليه من حديث عبد الله بن شقيق عن ابن عباس، وإنما من حديث عبد الله بن شقيق عن عائشة، من رواية حماد بن زيد وغيره. انظر «المسند الجامع» (16625). وخالد بن خداش راويه عن حماد بن زيد قال الدارقطني: ثقة ربما وهم، وقال ابن معين: ينفرد عن حماد بن زيد بأحاديث. والله أعلم. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (30121)، والطبري في «تفسيره» (1/ 17)، وابن حبان (75)، وأبو يعلى (5403)، والبزار (2081)، والطبراني (10090) من طريق أبي الأحوص به، وعند بعضهم زيادة. ويروى موقوفاً، انظر «مسند أحمد» 1/ 445 (4252).

سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «اسمَعوا وأَطيعوا وإِن كانَ عَليكم عبدٌ حَبشيٌّ مُجدَّعٌ ما أَقامَ للهِ» (¬1). 431 - (162) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا يزيدُ بنُ يوسفَ، عن الأَوزاعيِّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن جهرَ بالقراءةِ بالنَّهارِ فارجُموهُ بالبَعَرِ» (¬2). قالَ: وحدثنا أبو بلالٍ مرَّةً أُخرى / فقالَ: عن أبي سلمةَ، عن بريدةَ. 432 - (163) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سليمانَ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا يزيدُ بنُ يوسفَ، عن الأَوزاعيِّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمةَ، عن بريدةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه (¬3). 433 - (164) حدثنا عليُّ بنُ أحمدَ القطانُ بالقادسيةِ: حدثنا أبو غسانَ مالكُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ألا أُنبئُكم بأهلِ الجنةِ؟» قالَ: قلتُ: بَلى، قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني 25/ (381) من طريق أبي إسحاق بالإسنادين. وعند مسلم (1298) (1838) حديث يحيى بن الحصين، عن أمه. وعند الترمذي (1706) وغيره حديث العيزار، عن أم الحصين. (¬2) يزيد بن يوسف متروك. وأخرجه ابن أبي شيبة (3669) عن وكيع، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً. وقارن بما بعده. وانظر «الضعيفة» (5328). (¬3) أخرجه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1268) من طريق محمد بن عبد الله بن سليمان به. ويزيد بن يوسف متروك.

«كلُّ ضَعيفٍ ذِي طِمرَينِ لا يُؤبهُ له، لو أَقسمَ على اللهِ لأَبرَّهُ، ألا أُنبئُكم بأهلِ النارِ؟» قالَ: قلتُ: بَلى، قالَ: «كلُّ جَظٍّ جَعْظٍ مُستكبرٍ»، قالَ: قلتُ: ما الجَظُّ؟ قالَ: «الضخمُ» قالَ: قلتُ: ما الجَعْظُ؟ قالَ: «العظيمُ في نَفسِهِ» (¬1). 434 - (165) حدثنا عليُّ بنُ أحمدَ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ: حدثني معمرٌ صاحبٌ لنا، عن أبي هريرةَ قالَ: لم يُحملْ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأسٌ قطُّ إلا يومَ بدرٍ (¬2). 435 - (166) حدثنا عليُّ بنُ أحمدَ القطانُ: حدثنا عبدُ الحميدِ بنُ صالحٍ: حدثنا أبو بكرٍ النَّهشَليُّ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ قالَ: سُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن المُوجِبتَينِ؟ قالَ: «{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ. وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، مَن لقيَ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يُشركُ به شيئاً دَخلَ الجنةَ، ومَن لقيَه يُشركُ به دَخلَ النارَ» (¬3). 436 - (167) أخبرنا القاسمُ بنُ محمدٍ الدَّلالُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (6127)، والطبراني في «الأوسط» (4263)، والبيهقي في «الشعب» (7826) من طريق إسرائيل به. وأبو يحيى القتات ضعيف. وانظر رواية عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة عند أحمد (2/ 369، 508). (¬2) هكذا وقع السند والمتن في الأصل كما تراه. وقد أخرج سعيد بن منصور (2656)، وأبو داود في «المراسيل» (329)، والبيهقي (9/ 132 - 133) من طريق ابن المبارك، عن معمر: حدثني صاحب لنا، عن الزهري قال: لم يحمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأس قط ولا يوم بدر. (¬3) نسبه في «الدر المنثور» (6/ 385) لابن مردويه بهذا اللفظ. وهو عند مسلم (93) (151) من طريق الأعمش دون ذكر الآية.

أبو مُغيثٍ البَجليُّ، / عن جابرِ بنِ يزيدَ الجُعفيِّ، عن عامرٍ الشَّعبيِّ، عن الحارثِ الأَعورِ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ: لعنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبا ومُوكِلَه وشاهِدَيهِ وكاتِبَه، والمُحِلَّ والمُحَلَّلَ له، والواشمَةَ والمُوْشَمةَ، والواصلةَ والمستَوصِلةَ، ومانعَ الصدقةِ» (¬1). 437 - (168) أخبرنا القاسمُ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا حفصُ بنُ غياثٍ وموسى بنُ محمدٍ الأنصاريُّ، عن صالحِ بنِ حيٍّ الهمدانيِّ قالَ: كُنا عندَ الشَّعبيِّ فجاءَ رَجلٌ إليه فقالَ له: يا أبا عَمرو، إِنا مَعشرَ أهلِ خُراسانَ نقولُ: إِذا أَعتقَ الرجلُ أَمتَهُ ثم تزوَّجَها كانَ كالراكبِ بَدنتَه، فقالَ له الشَّعبيُّ: حدَّثني أبو بردةَ بنُ أبي موسى، عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أيُّما رَجلٍ كانتْ له أَمةٌ فأدَّبَها وأَحسنَ تأديبَها ثم أَعتقَها فتزوَّجَها فَله أَجرانِ، وأيُّما مملوكٍ أدَّى حقَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وحقَّ مَواليهِ فله أَجرانِ، وأيُّما رَجلٍ آمَنَ بنَبيِّه وآمَنَ بي فَله أَجرانِ». خُذها يا أَخا خُراسانَ، فَقد كانَ يُرحَلُ فيما دونَها إلى المدينةِ (¬2). 438 - (169) حدثنا الحسينُ بنُ الكميتِ: حدثنا غسانُ بنُ الربيعِ: حدثنا ثابتُ بنُ يزيدَ أبو يزيدَ، عن هشامٍ والجُريريِّ، عن محمدِ بنِ سيرينَ، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2076) (2077)، والترمذي (1119)، والنسائي (5103)، وابن ماجه (1935)، وأحمد (1/ 83، 87، 88، 93، 107، 121، 150، 158) من طريق الحارث به، وبعضهم يزيد فيه على بعض. والحارث الأعور ضعيف. واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (325). ويأتي مرسلاً (444). (¬2) أخرجه البخاري (97) (2547) (3011) (3446) (5083)، ومسلم (154) من طريق صالح بن حي به مطولاً ومختصراً.

عن رَجلٍ رَأى بلالاً يَتوضَّأُ تحتَ مَثْعَبٍ فمسحَ على الخُفينِ، فأَنكرَ ذلكَ الرجلُ، فقالَ له: ما هذا يا بلالُ؟ قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمسحُ على المُوقينِ والخِمارِ (¬1). 439 - (170) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا ثابتٌ، عن عاصمٍ، عن أبي عثمانَ، عن /أبي موسى الأَشعريِّ، أنَّهم خَرجوا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم - قالَ: أَحسبُه قالَ: بينَ أَثرِبَ وخيبرَ - قالَ: فعَلَوا ماءَ وادٍ، فلمَّا هبَطوا فيه رفَعوا أَصواتَهم بالتكبيرِ والتهليلِ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم على بغلٍ أو بغلةٍ فقالَ: «أيُّها الناسُ، اربَعوا على أنفُسِكم، إنَّكم لا تَدْعونَ أَصمَّ ولا غائباً، إنَّكم تَدْعونَ سَميعاً قَريباً، إنَّه مَعكم، إنَّه مَعكم، إنَّه مَعكم» (¬2). 440 - (171) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا ثابتٌ، عن سليمانَ التَّيميِّ، عن أُميَّةَ (¬3)، عن عائشةَ أنَّها قالتْ: تَعجزُ إحداكُنَّ تَتخذُ مِن أُضحيتِها كلَّ عامٍ سِقاءً؟ منعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَبيذَ الجَرِّ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (733) من طريق هشام بن حسان به. وعنده: دخل رجل على بلال أو أسامة، الشك من عبد الرزاق. وقد اختلف فيه على ابن سيرين، انظر «علل الدارقطني» (1285). وهو عند مسلم (275) من وجه آخر عن بلال بلفظ: .. على الخفين والخمار. (¬2) يأتي بزيادة في متنه (489). (¬3) هكذا في الأصل بتشديد الياء، وقد اختلف في اسمها، انظر «تعجيل المنفعة» (ص 554). (¬4) أخرجه ابن ماجه (3407)، وأحمد 6/ 99 (24676)، وابن أبي شيبة (23809) (23871)، وعبد الرزاق (16964) من طريق سليمان التيمي، على اختلاف في تسمية الراوية عن عائشة.

441 - (172) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا سليمانُ (¬1) أبو سلمةَ مَولى الشَّعبيِّ، عن الشَّعبيِّ قالَ: قامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مجمعِ الناسِ فَنادى: «أَفيكم مِن بَني فلانٍ أَحدٌ؟» ثلاثاً، قالَ: فقامَ رَجلٌ فقالَ: أَنا يا رسولَ اللهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما سَمعتَ صَوتي إلا الآنَ؟» قالَ: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: «فَما مَنعكَ أَن تَقومَ؟» قالَ: هِبتُكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ: «لِمَ؟» قالَ: لأنَّكَ انتَجيتَنا مِن بينِ الناسِ، فخَشيتُ أَن يكونَ نَزلَ فينا شيءٌ، قالَ: «لا، ولكنَّ صاحبَكم ماتَ وعليه دَينٌ، وهو مَحبوسٌ على بابِ الجنةِ، فإنْ أَردتُّم تَفكُّونَه ففُكُّوه»، قالَ الرجلُ: فعَليَّ ما كانَ عليه مِن شيءٍ، قالَ: «فبرئَ إذاً صاحِبُكم» (¬2). 442 - (173) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا سليمانُ مَولى الشَّعبيِّ، عن عامرٍ أنَّه قالَ: جاءَ رَجلٌ إلى عائشةَ يَستَفتيها / بعضَ الحديثِ، فلمَّا قَضى حاجتَه فبينَما هي كذلكَ فإِذا هي قَد أَرخَتْ عَينيها، فجعَلَت تَبكي بكاءً غَزيراً، قالَ: ما يُبكيكِ يا أُمَّه؟ قالتْ: ذَكرتُ حَبيبي وصُحبَتي مَعه طولَ الدَّهرِ، فلا أَذكرُ يوماً واحداً مِن الدَّهرِ أَكَلَ فشَبعَ مرَّتينِ، إِذا أكَلَ مِن آخِرِ النهارِ كانَ أوَّلَه جائِعاً، وإِذا أكَلَ ¬

_ (¬1) هكذا في هذا الحديث والذي بعده، وإنما هو سليم، وجاء على الصواب بعد حديثين لكن وضع عليه علامة التضبيب! (¬2) مرسل هنا. ويرويه الشعبي عن سمرة بن جندب، وقيل: عنه عن سمعان عن سمرة، مطولاً ومختصراً، انظر تخريج هذه الطرق في «مسند أحمد» 5/ 11 (20124)، 20 (20231) وما بعده.

أولَ النهارِ كانَ آخِرَ النهارِ جائِعاً (¬1). 443 - (174) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا سليمانُ، عن عامرٍ أنَّه قالَ: جاءَ حذيفةُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أَوبَقَني لِساني، قالَ: «وما لِسانُكَ يا حذيفةُ؟» قالَ: أَنا رَجلٌ ذَرَبُ اللسانِ، إِن دَخلتُ على أَهلي آذيتُهم بلِساني، قالَ: «فأينَ أنتَ مِن المِمحاةِ؟» قالَ: وما المِمحاةُ؟ قالَ: «الاستغفارُ، فإنَّ الاستغفارَ يَحتُّ الذُّنوبَ كما تَحتُّ الشجرةُ اليابِسةُ وَرقَها» (¬2). 444 - (175) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا سُليمٌ، عن عامرٍ أنَّه قالَ: لعنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المُحِلَّ والمُحَلَّلَ له، والواشِمةَ والمُستَوشِمةَ، وآكِلَ الرِّبا وموكِلَه وكاتبَه وشاهدَيهِ، ونَهى عن النَّوحِ ولم يلعَنْهُ (¬3). 445 - (176) حدثنا الحسينُ بنُ الكميتِ بنِ البهلولِ بنِ عمرَ أبو عليٍّ: ¬

_ (¬1) لم أقف عليه بهذا السياق. وعند الترمذي (2356) من طريق الشعبي، عن مسروق، عن عائشة: .. .. أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم. وانظر رواية عروة عن عائشة عند مسلم (2974). (¬2) مرسل. ولم أقف عليه من هذا الوجه. وللحديث أصل عن حذيفة مختصراً، انظر تخريجه في «مسند أحمد» 5/ 94 (23340). (¬3) مرسل. وكذلك أخرجه النسائي (5105). وتقدم موصولاً (436).

حدثنا غسانُ بنُ الربيعِ بنِ منصورٍ أبو منصورٍ: حدثنا أبو إسرائيلَ (¬1)، عن الحكمِ، عن المغيرةِ بنِ حَذَفٍ، عن حذيفةَ بنِ اليمانِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَشرَكَ بينَ المُسلمِينَ، البقرةُ عن سَبعةٍ (¬2). 446 - (177) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا أبو إسرائيلَ، عن الحكمِ، أنَّ أبا جُحيفةَ حدَّثه قالَ: صليتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم / الظُّهرَ بالحَجُونِ، فرُكزَتْ له عَنزةٌ، ووُضِعَت له رَكوةٌ مِن ماءٍ، فصلَّى بالهاجِرةِ بالهاجِرةِ بالهاجِرةِ (¬3). 447 - (178) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا أبو إسرائيلَ: حدثنا الحكمُ، عن أبي جعفرٍ قالَ: انطلقتُ أنا وأبي إلى جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأَنصاريِّ، فصلَّى بنا في ثوبٍ واحدٍ مُتوشِّحاً به، وعلى الِمشْجَبِ ثيابُهُ، لو شاءَ أَن يَتناولَ بعضَها لفعلَ، ثم قالَ: هَكذا رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفعلُ (¬4). 448 - (179) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا أبو إسرائيلَ، عن ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وأبو إسرائيل الملائي يروي عن الحكم بن عتيبة ويروي عنه غسان بن الربيع. وعند أحمد: إسرائيل، وانظر ما كتبه محققوه في الموضع الثاني منه. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 405، 406) من طريق إسرائيل، عن الحكم بن عتيبة به. (¬3) لم أقف عليه بهذا اللفظ. ومعناه جاء من طريق شعبة عن الحكم، ومن طريق عون بن أبي جحيفة عن أبيه. انظر «صحيح البخاري» (187)، و «صحيح مسلم» (503). (¬4) لم أقف عليه من طريق أبي جعفر عن جابر مرفوعاً. وللحديث طرق وروايات عن جابر، من أقربها إلى رواية المصنف ما أخرجه أحمد (3/ 385) من طريق عاصم بن عبيدالله قال: دخلت على جابر .. .

الحكمِ، عن أبي صالحٍ مَولى أُمِّ هانئٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: مرَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم برَجلٍ مِن الأَنصارِ فَناداه، فخرجَ إليه ورأسُهُ يَقطُرُ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَعلَّنا أَعَجلناكَ؟» فقالَ: نَعم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أُعجِلَ أَحدُكم أو قُحطَ فلا يَغتسلْ» (¬1). 449 - (180) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا أبو إسرائيلَ، عن الحكمِ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن راحَ إلى الجمعةِ فليَغتسِلْ» (¬2). 450 - (181) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا أبو إسرائيلَ، عن الحكمِ، عن زيادِ بنِ عِلاقةَ الثَّقفيِّ، عن رجلٍ مِن قومِهِ، عن أبي موسى قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَناءُ أُمتي بالطَّعنِ والطاعونِ» قالَ: قُلنا: يا رسولَ اللهِ، هذا الطَّعنُ قد عَرفناهُ، فَما الطاعونُ؟ قالَ: «(لعنُ؟) (¬3) أَعدائِكم، وكُلٌّ شُهداءُ» (¬4). 451 - (182) حدثنا الحسينُ: / حدثنا غسانُ: حدثنا أبو إسرائيلَ، عن ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (327 - زوائده)، وابن شاهين في «الناسخ والمنسوخ» (10) من طريق أبي إسرائيل الملائي به. وكان البزار قد أخرجه قبل (326) من طريقه، عن الأعمش، عن أبي صالح. قلت: ولعل هذا من سوء حفظ أبي إسرائيل الملائي. فقد خالفه شعبة فرواه عن الحكم، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري. أخرجه البخاري (180)، ومسلم (345). (¬2) هكذا قرأتها، ولعل الصواب: طعن. والله أعلم. (¬3) تقدم (313). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 395، 417) من طريق زياد بن علاقة بهذا الإسناد. وقد اختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (1335).

الحكمِ، عن أبي جُحيفةَ قالَ: أَقبلَ نَفرٌ مِن قريشٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُجتابي النِّمارِ، مُتقلِّدي السيوفَ، عَليهم أثرُ الضرِّ، فساءَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مِن سوءِ ما رَأى مِن هيأَتِهم، قالَ: فدخلَ منزلَهُ ثم خرجَ إلى الصلاةِ، فلمَّا جلسَ في مجلسِهِ قامَ فأمرَ بالصدقةِ وحرَّضَ عليها، ثم قالَ: «ليَتصدقْ الرَّجلُ مِن دينارِهِ، وليَتصدَّق الرجلُ مِن دِرهمِه، وليَتصدَّق الرجلُ مِن صاعِ بُرٍّ، وليَتصدَّق الرجلُ مِن صاعِ تمرِه». قالَ: فجاءَ رَجلٌ مِن الأنصارِ بصُرَّةٍ مِن ذَهبٍ فدَفَعها إليه، ثم تَتابعَ الناسُ حتى اجتمَعَ تَلَّانِ مِن ثيابٍ وطعامٍ، فجعلَ وجهُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَتهلَّلُ حتى صارَ كأنَّه مُذْهَبةٌ، ثم قالَ: «مَن سَنَّ سُنةً حسنةً فعُمِلَ بها بعدَه كانَ له مِثلُ أُجورِهم مِن غيرِ أَن يُنتقصَ مِن أُجورِهم شيءٌ، ومَن سَنَّ سُنةً سيئةً فعُمِلَ بها بعدَه كانَ عليه مِثلُ أَوزارِهم مِن غيرِ أَن يَنتقصَ مِن أَوزارِهم شيئاً» (¬1). 452 - (183) حدثنا الحسينُ: حدثنا أبو إسرائيلَ، عن الحكمِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي لَيلى، عن عبدِ اللهِ بنِ عُكيمٍ قالَ: كُنا بنَهاوندَ، فكتبَ إلينا عمرُ بنُ الخطابِ: إنَّكم بأرضٍ قَد بلَغَني أنَّ بعضَ طعامِها يُخالطُه المَيتةُ، فما كانَ مِنه كذلكَ فلا تأكُلوهُ، ويُخالطُ بعضَ لَبوسِها المَيتةُ، فما كانَ مِنه كذلكَ فلا تَلبسوهُ (¬2). 453 - (184) / حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا أبو إسرائيلَ، عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (207)، والطبراني في «الأوسط» (4386) من طريق أبي إسرائيل به. ورواية ابن ماجه مختصرة على آخره: «من سن سنة حسنة .. .». (¬2) أخرجه ابن سعد (6/ 102 - 103) من طريق الحكم، عن زيد بن وهب: غزونا أذربيجان في إمارة عمر، فذكر نحوه.

الفُضيلِ بنِ عَمرو، عن أبي الحجاجِ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو (¬1) قالَ: مسَّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بصلاةِ العشاءِ حتى صلَّى المُصلِّي واستَيقظَ، ونامَ النائمونَ، وتهجَّدَ المُتهجِّدونَ، ثم خرجَ فقالَ: «لولا أَن أَشقَّ على أُمتي لأَمرتُهم يُصلُّونَ هذا الوقتَ، أو: هذهِ الصلاةَ» أو نحوَ ذا. 454 - (185) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا ثابتٌ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لولا أَن أَشقَّ على أُمَّتي لأَمرتُ بالسواكِ مَع كلِّ وُضوءٍ، ولأَخرتُ العِشاءَ إلى نصفِ الليلِ» (¬2). 455 - (186) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا ثابتٌ، عن الحسنِ بنِ أبي جعفرٍ، عن محمدِ بنِ زيادٍ القرشيِّ، عن أبي هريرةَ أنَّه مرَّ بشَبابٍ يَتوضؤونَ مِن مِطهرةٍ فقالَ: خَلِّلوا ما بينَ الأَصابعِ، فإنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ويلٌ للعَراقيبِ مِن النارِ» (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وجوَّدها بفتح العين. وقد أخرجه أحمد (2/ 28، 94)، والطبراني (13481)، وابن عساكر (48/ 308 - 309) من طريق أبي إسرائيل وقالوا فيه: عن ابن عمر. ورواية ابن عساكر من طريق الحسين شيخ المصنف. (¬2) أخرجه ابن ماجه (287) (691)، وأحمد (2/ 250، 433)، وابن حبان (1531) من طريق عبيدالله بن عمر بشطريه. وله طرق يطول المقام بتتبعها. (¬3) أخرجه البخاري (165)، ومسلم (242) من طريق محمد بن زياد بنحوه، وعندهما: أسبغوا الوضوء فإني سمعت .. . وتقدم باختصار يسير (226).

456 - (187) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا ثابتٌ، عن الحسنِ، عن محمدِ بنِ زيادٍ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أمَا يَخافُ الذي يَرفعُ رأسَهُ قبلَ الإمامِ أَن يُحوِّلَ اللهُ رأسَه رأسَ حمارٍ» (¬1). 457 - (188) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا ثابتٌ، عن محمدِ بنِ عَمرو، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: إنَّ الذي يَرفعُ ويَخفضُ قبلَ الإمامِ فإنَّ ناصيتَهُ بيدِ شيطانٍ (¬2). 458 - (189) حدثنا الحسينُ: حدثنا غسانُ: حدثنا ثابتٌ، عن بُردٍ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ قالتْ: استَفتحتُ / البابَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي تَطوعاً، فمَشى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن يَمينِه أو عن يَسارِه حتى فَتحَ البابَ، ثم رجعَ إلى صلاتِهِ (¬3). 459 - (190) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سليمانَ الحضرميُّ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا سُعَيرِ بنُ الخِمْسِ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (691)، ومسلم (427) من طريق محمد بن زياد به. (¬2) موقوف. واختلف فيه على محمد بن عمرو بن علقمة. وروي مرفوعاً. انظر «علل الدارقطني» (1380)، و «المطالب» (416). (¬3) أخرجه أبو داود (922)، والترمذي (601)، والنسائي (1206)، وأحمد (2/ 31، 183، 234)، وابن حبان (2355)، والدارقطني (2/ 80) من طريق برد بن سنان بألفاظ متقاربة. وقال الترمذي: حسن غريب. وحسنه الألباني في «الإرواء» (386). وانظر ما تقدم (368).

أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَها فسجدَ سَجدَتي السَّهوِ (¬1). 460 - (191) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا قيسٌ: حدثنا يحيى بنُ سلمةَ، عن سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن عيسى بنِ عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الطِّيَرةُ شركٌ، وما مِنا إلا، ولكنَّ اللهَ يُذهِبُها بالتوكلِ» (¬2). 461 - (192) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن أحبَّني فليُحبَّ هذينِ» (¬3). قالَ يحيى مرةً أُخرى: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ وعَمرو بنُ حُريثٍ، عن عاصمٍ. 462 - (193) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: كانَ الحسنُ والحسينُ يَجيئانِ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُصلِّي فيَركبانِ على ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي (2/ 15) من طريق إبراهيم النخعي بهذا اللفظ. وللحديث روايات متعددة من طريقه عند البخاري (401) وأطرافه، ومسلم (572). (¬2) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (912)، وأبو داود (3910)، والترمذي (1614)، وابن ماجه (3538)، وأحمد (1/ 389، 438، 440)، وابن حبان (6122)، والحاكم (1/ 17 - 18) من طريق سلمة بن كهيل به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني في «الصحيحة» (429). (¬3) هو طرف من الحديث الذي بعده.

ظهرِهِ، فقامَ رَجلٌ مِن أصحابِهِ ليُميطَهما، فأَشارَ إليه أَن دَعْهما. وقالَ يحيى مَرةً أُخرى: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ وعَمرو بنُ حُريثٍ، عن عاصمٍ، وقالَ لهما: «بأبي أنتُما» في الحديثَينِ جميعاً (¬1). 463 - (194) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا أبو عَوانةَ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن كذبَ عليَّ مُتعمداً فليَتبوَّأْ مَقعدَه مِن النارِ» (¬2). قالَ: وكانَ يحيى حدثنا قبلَ ذلكَ فقالَ: حدثنا / أبو عَوانةَ وحمادُ بنُ زيدٍ وأبو بكرٍ، ثم حدثنا أخيراً فلم يذكرْ حمادَ بنَ زيدٍ. 464 - (195) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا شريكٌ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ أو زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: رَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلامُ في صورتِهِ له ستُّمئةِ جناحٍ، كلُّ جناحٍ مِنها قد سدَّ الأُفقَ، يَسقطُ مِن جناحِهِ التَّهاويلُ مِن الدُّرِّ والياقوتِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (8114)، وابن أبي شيبة (32174)، وابن خزيمة (887)، وابن حبان (6970)، وأبو يعلى (5017) (5368)، والبزار (1833) (1834)، والشاشي (638)، والطبراني (2644) من طريق عاصم بن أبي النجود به، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وحسن الألباني إسناده في «الصحيحة» (312) (4002). (¬2) أخرجه الترمذي (2659)، وأحمد (1/ 402، 405، 454)، وأبو يعلى (5251) (5307) من طريق عاصم بن أبي النجود به. وأخرجه الترمذي (2257)، وابن ماجه (30)، وأحمد (1/ 389، 401، 436)، وابن حبان (4804) من وجه آخر عن ابن مسعود في حديث طويل. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 395) من طريق شريك، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل به. وشريك سيئ الحفظ. ويرويه حماد بن سلمة وغيره، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود موقوفاً ومرفوعاً. وهو في «الصحيحين» من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن زر مختصراً. انظر تفصيل ذلك «علل الدارقطني» (702).

465 - (196) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى في كتابِ التفسيرِ: حدثنا أبو بكرِ بنُ عَياشٍ وقيسٌ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: إنَّ اللهَ اتخذَ إبراهيمَ خَليلاً، وإنَّ صاحِبَكم خليلُ اللهِ، وإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم سيِّدُ بَني آدمَ يومَ القيامةِ، ثم قرأَ: {عسى أَن يَبعثكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحموداً} (¬1). 466 - (197) وحدثنا يحيى في المسندِ: حدثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لو كنتُ مُتخذاً لاتَّخذتُ ابنَ أبي قُحافةَ خَليلاً، ولكنَّ صاحبَكم خَليلُ اللهِ» ثم قرأَ: {عسى أَن يَبعثكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحموداً} (¬2). 467 - (198) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (10256)، والخطيب (12/ 301) من طريق عاصم به. وأخرجه الطيالسي (252) من طريق المسعودي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به. وقال الدارقطني في «علله» (5/ 63): ويحتمل أن يكون القولان صحيحان. وانظر ما بعده. (¬2) أخرجه مسلم (2383) من طريق أبي الأحوص، عن ابن مسعود مرفوعاً دون ذكر الآية. وانظر ما قبله.

وأبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: الأُمَّةُ: مُعلمُ الخيرِ (¬1). 468 - (199) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا محمدُ بنُ أبانَ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: جاءَ رَجلانِ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالا: إنَّ أُمَّنا كانَت تَقْري الضيفَ، وإنَّها وأَدَت امرأةً في الجاهليةِ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الوائِدةُ والمَوؤُدةُ في النارِ». (¬2) 469 - (200) / حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا قيسٌ، عن الأَغرِّ بنِ الصبَّاحِ، عن خليفةَ بنِ حُصينٍ، عن أبي الأَحوصِ، عن عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «صلاةُ الرَّجلِ في جماعةٍ أَفضلُ مِن صلاتِهِ وحدَهُ بخمسٍ وعِشرينَ درجةً» (¬3). 470 - (201) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا أبو عَوانةَ ومحمدُ بنُ أبانَ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ، عن عبدِ اللهِ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (9950) من طريق يحيى الحماني به. وجاء عن ابن مسعود من غير هذا الوجه، انظر «معجم الطبراني» (9943) وما بعده، و «تفسير الطبري» (14/ 226 - 228). وعلقه البخاري في تفسير سورة النحل من «صحيحه» عن ابن مسعود. (¬2) أخرجه البزار (1825)، والطبراني (10236)، والشاشي (648) من طريق محمد بن أبان به. وأخرجه أبو داود (4717)، وابن حبان (7480) من طريق علقمة، عن ابن مسعود مختصراً. واختلف في إسناده، انظر «علل الدارقطني» (794). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 376، 437، 452، 465)، وابن خزيمة (1470)، وأبو يعلى (4995) (5000) (5076)، والبزار (2057) (2058) (2059)، والطبراني (10098) إلى (10104) من طريق أبي الأحوص به.

سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ العملِ أَفضلُ؟ قالَ: «الصلاةُ لِوقتِها»، قلتُ: ثُم أيٌّ؟ قالَ: «ثُم بِرُّ الوَالدينِ»، قلتُ: ثُم أيٌّ؟ قالَ: «ثُم الجهادُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ» (¬1). 471 - (202) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا شريكٌ وأبو وكيعٍ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأَحوصِ، عن عبدِ اللهِ في قولِهِ تَعالى: {فردوا أيديهم في أفواههم} قالَ: عَضُّوا على أَطرافِ أَصابِعِهم مِن الغَيظِ على رُسُلِهم (¬2). 472 - (203) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا قيسٌ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن عَبيدةَ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن الشِّعرِ حِكمةً، وإنَّ مِن البيانِ سِحراً» (¬3). 473 - (204) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا قيسٌ، عن الأعمشِ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 421)، وأبو يعلى (5329)، وابن حبان (1476)، والطبراني (9818) من طريق أبي إسحاق به. وأخرجه البخاري (527) وأطرافه، ومسلم (85) من طريق أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود به. وتقدم من طريق ثالثة عن ابن مسعود بزيادة (61). (¬2) أخرجه الطبراني (9118) (9119)، والطبري (13/ 223، 224)، وابن أبي حاتم (4054) كلاهما في «التفسير» من طريق أبي إسحاق به. (¬3) أخرجه الطبراني (10345) من طريق يحيى الحماني به. وشطره الثاني عند أحمد (1/ 454) من طريق قيس بن الربيع ضمن حديث. وشطره الأول عند الترمذي (2844) من طريق زر، عن ابن مسعود به. وانظر ما بعده.

عن عُمارةَ بنِ عُميرٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثلَه (¬1). 474 - (205) حدثنا محمدٌ: حدثنا جُبارةُ: حدثنا قيسٌ، عن الأعمشِ، عن زيدِ بنِ وهبٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: حدثنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو الصادقُ المَصدوقُ: «إنَّ خَلقَ أَحدِكم يُجمعُ في بطنِ أُمِّه أَربعينَ، ثم يكونُ عَلقةً أَربعينَ يوماً، ثم يكونُ مُضغةً أَربعينَ يوماً، ثم يُبعثُ إليه ملَكٌ فيُؤمرُ أَن يَكتبَ أَربعاً: / رِزقَه، وأَجلَه، وعَملَه، وشَقياً أو سعيداً، ثم يَنفخُ فيه الروحَ، فوَالذي لا إلهَ غيرُه، إنَّ الرَّجلَ مِنكم ليَعملُ عملَ أَهلِ الجنةِ حتى ما يكونُ بينَه وبينَ الجنةِ إلا ذِراعٌ فيَسبقُ عليه الكتابُ فيَعملُ بعملِ أَهلِ النارِ، وإنَّ الرَّجلَ مِنكم ليَعملُ بعملِ أَهلِ النارِ حتى ما يكونُ بينَه وبينَ النارِ إلا ذِراعٌ فيَسبقُ عليه الكتابُ فيَعملُ بعملِ أَهلِ الجنةِ» (¬2). 475 - (206) حدثنا محمدٌ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ حمادِ بنِ عثمانَ الحضرميُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الأسودِ أبو عبدِ الرحمنِ الحارثيُّ، عن سفيانَ الثوريِّ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَذهبُ الدُّنيا حتى يَملكَ رَجلٌ مِن أَهلِ بَيتي يُواطئُ اسمُه اسْمي» (¬3). 476 - (207) حدثنا محمدٌ: حدثنا ضِرارُ بنُ صُرَدٍ: حدثنا سفيانُ بنُ ¬

_ (¬1) مرسل هنا. وقد أخرجه الطبراني (10346) من طريق قيس بن الربيع بهذا الإسناد موصولاً بذكر ابن مسعود. وانظر ما قبله. (¬2) أخرجه البخاري (3208) وأطرافه، ومسلم (2643) من طريق الأعمش به. (¬3) تقدم (323).

عُيينةَ، عن الأعمشِ، عن عُمارةَ، عن أبي مَعمرٍ، عن خَبابٍ قالَ: شَكونا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم الرَّمضاءَ فلم يُشْكِنا. ولا نَعلمُ رواهُ بهذا الإسنادِ إلا ابنُ عُيينةَ (¬1). 477 - (208) حدثنا محمدٌ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا يحيى بنُ العلاءِ، عن الكوثرِ بنِ حكيمٍ الهَمْدانيِّ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: «يا ابنَ أُمِّ عبدٍ، تَدري كيفَ حُكمُ اللهِ عزَّ وجلَّ فيمَن بَغى مِن هذه الأُمةِ؟» قالَ: اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعلمُ، قال: «لا يُجازُ على جَريحِهم، ولا يُقتلُ أَسيرُهم، ولا يُقسمُ فَيئُهم» (¬2). 478 - (209) حدثنا: محمدٌ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا قيسٌ، عن مخارقٍ، عن طارقٍ /، عن عبدِ اللهِ قالَ: شهدتُّ المقدادَ (¬3) مَشهداً مثلَ حديثٍ قبلَه أنَّه قالَ: لأَن أَكونَ أَنا صاحبَه أحبُّ إليَّ مِن كَذا وكَذا، أنَّه أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَدعو على المُشركينَ، فقالَ: إنَّا واللهِ لا نَقولُ لكَ كما قالَ قومُ موسى عليه السلامُ لموسى: {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون}، ولكنَّا نُقاتلُ عن يمينِكَ ¬

_ (¬1) ومن طريقه أخرجه ابن حبان (1480). وهو عند مسلم (619) من وجه آخر عن خباب. (¬2) كوثر بن حكيم متروك. ومن طريقه أخرجه البزار (1849 - زوائده)، والحارث في «مسنده» (705 - زوائده)، وأحمد بن منيع في «مسنده» (4395 - المطالب)، والحاكم (2/ 155)، والبيهقي (2/ 182). (¬3) هكذا في الأصل، وجوَّدها بفتح الدال.

وعن شمالِكَ ومِن خَلفِكَ، فرأيتُ وجهَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشرقَ لذلكَ وسرَّه ذلكَ (¬1). 479 - (210) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى: حدثنا شريكٌ، عن إبراهيمَ بنِ مهاجرٍ، عن طارقِ بنِ شهابٍ قالَ: قالَ عبدُ اللهِ: إنَّ الذي يَغرقُ في البحورِ ويَتردَّى مِن الجبالِ فتأكُلُه السِّباعُ لَشهداءُ عندَ اللهِ يومَ القيامةِ (¬2). 480 - (211) حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ رِشدين أبو جعفرٍ: حدثني عليُّ بنُ الحسنِ بنِ هارونَ الأَنصاريُّ البصريُّ: حدثنا حفصُ بنُ عمرَ: حدثني يحيى بنُ سعيدٍ الأَنصاريُّ، عن أبيه، عن جدِّه قيسِ بنِ قَهدٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَهدى هديةً إلى الأَوسِ والخزرجِ فأَرادوا قِسمتَها، فقالَ بعضُهم: نُعطي مَوالينا كما نأخُذُ، وقالَ بعضُهم: لا، فلم يَزالوا في لا ونَعمٍ حتى بلَغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «بَلى، فأَعطوا أَموالَكم كأَخذِكم، فإِن مَولى القومِ مِنهم، وابنُه كأَفضلِهم، وابنُ ابنِه كأَفضلِهم نَسباً، وطينةُ المعتَقِ مِن طينةِ المعتِقِ» (¬3). 481 - (212) حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا زهيرُ بنُ عبَّادٍ: حدثنا أبو بكرٍ الداهِريُّ، عن الأعمشِ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3952) (4609) من طريق مخارق بن عبد الله به. (¬2) أخرجه عبد الرزاق (9572)، وابن أبي شيبة (19477)، وسعيد بن منصور (2617) من طريق إبراهيم بن مهاجر به. (¬3) الحديث لم أره في غير هذا الموضع. وابن رشدين كذبوه. وشيخه علي بن الحسن بن هارون الأنصاري لم أعرفه. وحفص بن عمر لم أميزه، وفي طبقته غير واحد من الضعفاء والمتروكين.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: / «المؤمنُ الذي يُخالطُ الناسَ فيُؤذونَه فيَصبرُ على أَذاهم أَفضلُ مِن المؤمنِ الذي لا يُخالطُ الناسَ فيُؤذونَه فيَصبرُ على أَذاهم» (¬1). 482 - (213) حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا يعقوبُ بنُ إسحاقَ الرقيُّ أبو يوسفَ الجيزيُّ: حدثنا يحيى بنُ عقبةَ بنِ أبي العَيزارِ، عن محمدِ بنِ جُحادةَ، عن معاويةَ بنِ قرةَ، عن مقعلِ بنِ يسارٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «العبادةُ في الهَرجِ كهجرةٍ إليَّ» (¬2). 483 - (214) حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثني إدريسُ بنُ بشارِ بنِ يزيدَ أبو القاسمِ السَّمرقنديُّ بمصرَ: حدثنا جبلةُ (¬3) بنُ جبلةَ بنِ أبي نضرةَ، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ليسَ مِن البرِّ الصومُ في السفرِ» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (367)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 62) من طريق أحمد بن محمد بن رشدين به. وأبو بكر الداهري ضعيف جداً، وقد خولف فيه. فأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (390) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر به. وانظر تمام تخريجه في «مسند أحمد» 2/ 43 (5022)، و «الصحيحة» (939). (¬2) أخرجه مسلم (2948) من طريق معاوية بن قرة به. (¬3) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: خازم بن جبلة بن أبي نضرة. قال ابن ماكولا في «الإكمال» (2/ 284): خازم بن جبلة بن أبي نضرة، عن أبيه وغيره، روى عنه إدريس بن بشار بن يزيد أبو القاسم السمرقندي. (¬4) لم أقف عليه من هذا الوجه. وأحمد بن محمد بن رشدين كذبوه. وشيخه لم أجد له ترجة، وكذا جبلة بن أبي نضرة. وخازم بن جبلة قال في «اللسان» (2/ 455): (خازم بن جبلة، عن خارجة بن مصعب، قال محمد بن مخلد الدوري: لا يكتب حديثه). قلت: ولا أدري هل هو نفسه أم لا. ثم تأكد لي أنه هو لما وقفت على روايته عن خارجة بن مصعب في إسناد لابن أبي الدنيا في كتابه «الهواتف» (9).

484 - (215) حدثنا أحمدُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحزاميُّ: أخبرني عبدُ الرحمنِ بنُ المغيرةِ: أخبرني عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الزنادِ، عن موسى بنِ عقبةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّنيا سجنُ المؤمنِ وجَنةُ الكافرِ» (¬1). 485 - (216) حدثنا أحمدُ: حدثني إبراهيمُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ بمصرَ، عن المحاربيِّ، عن محمدِ بنِ سوقةَ، عن الشَّعبيِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لعنَ آلَ أبي الحكمِ وما وَلَدَ (¬2). 486 - (217) حدثنا أحمدُ: حدثنا يوسفُ بنُ عديٍّ: حدثنا حمادُ بنُ المختارِ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: أُهديَ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طيرٌ، فوُضعَ بينَ يدَيهِ، فقالَ: «اللهمَّ ائتِني بأحبِّ ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (6108)، والطبراني في «الأوسط» (9136)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (145)، والشجري في «أماليه» (2/ 163، 192) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد به. وأخرجه البزار (3645 - زوائده) من طريق زيد بن أسلم، والخطيب (6/ 401) من طريق نافع، كلاهما عن ابن عمر به. (¬2) صححه الحاكم (4/ 481) من طريق المصنف. وتعقبه الذهبي بقوله: الرشيديني ضعفه ابن عدي. وأخرجه أحمد (4/ 5)، والبزار (2197)، والطبراني 13/ (299) (300) (301) من طريقين عن الشعبي بنحوه. وقال في «المجمع» (5/ 241): ورجال أحمد رجال الصحيح.

خَلقِكَ يأكُل مَعي» قالَ: فجاءَ / عليُّ بنُ أبي طالبٍ فدقَّ البابَ، فقلتُ: مَن ذا؟ فقالَ: أنا، قالَ: فقلتُ: النبيُّ صلى الله عليه وسلم على حاجةٍ، قالَ: فرجعَ فأَتى ثلاثَ مراتٍ، كلُّ ذلكَ يجيءُ فأَردُّه، فضربَ رِجلَه فدخلَ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هلُمَّ، ما حبَسَكَ؟» قالَ: قَد جئتُ ثلاثَ مراتٍ، كلُّ ذلكَ يقولُ أنسٌ: النبيُّ صلى الله عليه وسلم على حاجةٍ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما حملَكَ على ذلكَ؟» قالَ: كنتُ أُحبُّ أَن يكونَ رَجلاً مِن قَومي (¬1). 487 - (218) حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثني يوسفُ بنُ عديٍّ: حدثنا حمادُ بنُ المختارِ، عن عطيةَ العَوفيِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: دَخلتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقَد أُعطيَ الكوثرَ، فقالَ لي: «يا أنسُ، قَد أُعطيتُ الكوثرَ»، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، وما الكوثرُ؟ قالَ: «نهرٌ في الجنةِ، عَرضُه وطولُه ما بينَ المشرقِ والمغربِ، لا يَشربُ مِنه أحدٌ أبداً فيَظمأُ، ولا يَتوضَّأُ مِنه أحدٌ أبداً فيَشعثُ، ولا يَشربُه إنسانٌ خَفَرَ ذِمَّتي ولا قَتلَ أَهلَ بَيتي» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (730)، وابن عساكر (42/ 254)، وابن الجوزي في «الواهيات» (367) من طريق يوسف بن عدي به. وقال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، قال ابن عدي: حماد شيعي مجهول. وله طرق وروايات عن أنس، ذكرها ابن الجوزي وأعلها كلها، ثم أسند عن محمد بن طاهر المقدسي قوله: كل طرقه باطلة معلولة. وقال البزار (14/ 81) بعد أن أخرج أحد طرقه: وهذا الكلام قد روي عن أنس من وجوه، وكل من رواه عن أنس فليس بالقوي. وانظر «المطالب» (3935)، و «زوائد تاريخ بغداد» (332). (¬2) أخرجه الطبراني (2882)، وابن عدي (2/ 252)، والشجري في «أماليه» (1/ 165) من طريق حماد بن المختار به. وقال في «المجمع» (10/ 360): وفيه حماد بن يحيى بن المختار وهو مجهول، وعطية ضعيف.

488 - (219) حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا يحيى بنُ بُكيرٍ: حدثنا ابنُ لهيعةَ: حدثني بُكيرُ بنُ عبدِ اللهِ، عن بُسرِ بنِ سعيدٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، عن أبي موسى الأَشعريِّ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الاستِئذانُ ثلاثاً، فإِن أُذِنَ لكَ فادخلْ، وإلَّا فارجعْ» (¬1). 489 - (220) حدثنا أحمدُ: حدثنا يوسفُ بنُ عديٍّ إملاءً: حدثنا القاسمُ بنُ مالكٍ المزنيُّ، عن خالدٍ الحذاءِ، عن أبي عثمانَ النَّهديِّ، عن أبي موسى الأَشعريِّ أنَّه قالَ: كُنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غَزاةٍ، فجعَلْنا لا نَصعدُ شَرفاً، ولا نَهبطُ وادياً إلا رفَعْنا أَصواتَنا بالتَّكبيرِ، قالَ: فدَنا مِنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «يا أيُّها / الناسُ، ارْبَعوا على أَنفسِكم، فإنَّكم لا تَدْعونَ غائباً، إنَّما تَدْعونَ سميعاً بصيراً، إنَّ الذي تَدْعونَ أَقربُ إلى أَحدِكم مِن عُنقِ راحلتِهِ». ثم قالَ: «يا عبدَ اللهِ بنَ قيسٍ، أَلا أَدلُّكَ على كلمةٍ مِن كنوزِ الجنةِ؟ لا إلهَ إلا اللهُ (¬2)». 490 - (221) حدثنا أحمدُ: حدثنا عَمرو بنُ خالدٍ: حدثنا الليثُ بنُ سعدٍ، عن عبدِ الملكِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ جُريجٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6245)، ومسلم (2153) من طريق بسر بن سعيد مطولاً. وللحديث عندهما طرق أخرى. (¬2) هكذا في الأصل: «لا إله إلا الله»، والمشهور: لا حول ولا قوة إلا بالله. وكذلك أخرجه البخاري (2992) (4205) (6384) (6409) (6610) (7384)، ومسلم (2704) من طريق أبي عثمان النهدي به. وتقدم (173) (439).

طاوسٍ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّه لمَّا سمعَ إكثارَ الناسِ في كِراءِ الأرضِ قالَ: سبحانَ اللهِ، إنَّما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ألا (¬1) يَمنحها أَحدُكم أَخاهُ» ولم يَنْهَ عن كِرائِها (¬2). 491 - (222) حدثنا أحمدُ: حدثنا يوسفُ بنُ عليٍّ: حدثنا محمدُ بنُ عتبةَ الرقيُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عَقيلٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن الرُّبيعِ بنتِ مُعَوِّذِ بنِ عَفراءَ - قالَ لي يوسفُ: كَذا قالَ محمدُ بنُ عتبةَ: عن جابرٍ عن الرُّبيعِ (¬3) - قالتْ: أَكلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَصحابُهُ عِندي خبزاً ولحماً حتى شبِعوا وصلُّوا ولم يَتوضَّؤوا، ثم دَعا بفَضلِها فأَكلوا وصلُّوا ولم يَتوضَّؤوا. 492 - (223) حدثنا أحمدُ: حدثني زهيرُ بنُ عبَّادٍ: حدثني رِشدينُ بنُ سعدٍ، عن أبي صخرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ يزيدَ بنِ هُرمزَ، عن عروةَ بنِ الزبيرِ، عن عائشةَ قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي حتى تكادُ تَفطَّرُ / قَدماهُ دماً، قالتْ: فأَقولُ: بأَبي أنتَ وأُمي، أنتَ تَصنعُ هذا وقد غُفرَ لكَ؟ قالَ: «يا عائشةُ، أَفلا أَكونُ ¬

_ (¬1) في الأصل: لا. والمثبت من مصادر التخريج، وهو مقتضى السياق. (¬2) أخرجه مسلم (1550)، وابن ماجه (2456)، والبيهقي (6/ 134) من طريق الليث بن سعد بهذا اللفظ، إلا مسلم فلم يسق لفظه وأحال على رواية أخرى. فللحديث روايات متقاربة من طريق طاوس وغيره في «الصحيحين» وغيرهما. (¬3) وقد جاء من وجوه عن جابر مطولاً ومختصراً دون ذكر الرُّبيع في إسناده، انظر «مسند أحمد» 3/ 307 (14299). وابن عقيل يروي عن الربيع أحاديث لم أقف على هذا من ضمنها. ومحمد بن عتبة الرقي قال أبو زرعة: لا بأس به. والله أعلم.

عبداً شَكوراً؟». قالتْ: ثم ثَقُلَ بَعدَ ذلكَ، فكانَ يُصلِّي قاعداً، فإذا أَرادَ أَن يَختمَ السورةَ قامَ فأتمَّها ثم ركعَ (¬1). 493 - (224) حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا الحسنُ بنُ عليِّ بنِ سليمانَ الراسبيُّ الكوفيُّ، وكانَ مِن خِيارِ الناسِ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ التَّميميُّ: حدثنا شعبةُ، عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّونَ على الصُّفوفِ (¬2)، ومَن سَدَّ فُرجةً رفَعَه اللهُ بها درجةً» (¬3). 494 - (225) حدثنا أحمدُ: حدثني الحسنُ بنُ عليٍّ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ التَّميميُّ: حدثنا شعبةُ، عن محمدِ بنِ زيادٍ قالَ: سمعتُ أبا هريرةَ يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَدَعو رَكعَتي الفجرِ وإِن طرَقَتكم الخيلُ» (¬4). 495 - (226) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سليمانَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في «فوائده» (1689) من طريق زهير بن عباد به. ورشدين بن سعد ضعيف، وقد خولف في إسناده، فأخرجه مسلم (2820) من طريق أبي صخر حميد بن زياد، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عروة به دون قول عائشة في آخره. وهو بتمامه باختلاف يسير عند البخاري (4837) من طريق عروة. (¬2) هكذا في الأصل، وعند الطبراني: على الذين يصلون الصفوف. ويحتمل أن يكون: الصفوف الأول، أو: ميامن الصفوف. والله أعلم. (¬3) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3771) من طريق أبي صالح بنحوه. وانظر «الصحيحة» (2532). (¬4) أخرجه ابن المظفر في «حديث شعبة» (185) من طريق أحمد شيخ المصنف به. وأخرجه أبو داود (1258)، وأحمد (2/ 405) من وجه آخر عن أبي هريرة به. وضعفه الألباني في «الإرواء» (438).

الحسنِ أبو إسحاقَ الثَّعلبيُّ (¬1): حدثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن رِبعيٍّ، عن عائشةَ قالتْ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يكونُ في أُمتي رَجلٌ يَتكلمُ بعدَ الموتِ» (¬2). 496 - (227) حدثني مَن أَثقُ به قالَ: كُنا نُغَسِّلُ مَيتاً على سَريرِهِ، فكَشفنا عنه الثوبَ فسمِعناهُ يقولُ: هو على عرشِهِ وحدَهُ، هو على عرشِهِ وحدَهُ، هو على عرشِهِ وحدَهُ، قالَ: (فتفَرقْنا؟) (¬3) مِن عظمِ ما سَمعْنا، ثم رجَعْنا فغَسلناهُ. 497 - (228) / حدثنا محمدٌ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا أبو حمادٍ الحنفيُّ، عن منصورٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَن حجَّ هذا البيتَ فَلم يَرفُثْ ولم يَفسُقْ دخلَ الجنةَ» (¬4). 498 - (229) حدثنا محمدٌ: حدثنا معمرُ بنُ بكارٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عن عبدِ العزيزِ بنِ المطلبِ، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ، ¬

_ (¬1) ما في الأصل أقرب إلى التغلبي. وانظر (338). (¬2) أخرجه البيهقي في «الدلائل» (6/ 455) من طريق محمد بن عبد الله مطين به وفيه قصة. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5826) مختصراً كرواية المصنف لكن جعله من رواية ربعي عن حذيفة. ولعل هذا من سوء حفظ شريك. ويرويه عبد الملك بن عمير عن ربعي عن عائشة مطولاً بالقصة، وبعضهم لا يذكر فيه حديث عائشة - ويأتي كذلك (695) -، قال الدارقطني في «علله» (3669): وهو المحفوظ. (¬3) وتحتمل: ففرقنا. والمثبت أنسب لقوله بعده: ثم رجعنا. والله أعلم. (¬4) تقدم (5) بلفظ: .. .. خرج كيوم ولدته أمه.

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الناسُ تَبَعٌ لقريشٍ، خِيارُهم لخِيارِهم، وشِرارُهم لشِرارِهم» (¬1). 499 - (230) حدثنا محمدٌ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ عَنبسةَ بنِ عبدِ الواحدِ الأمويُّ: حدثني جدِّي عَنبسةُ، عن أيوبَ بنِ عُتبةَ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن قتادةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ مِن أَشراطِ الساعةِ أَن يَظهرَ الفُحشُ والتَّفحشُ، وسُوءُ الجوارِ، وقَطيعةُ الأَرحامِ، ويُؤتَمنَ الخائنُ، ويُخوَّنَ الأَمينُ» (¬2). 500 - (231) حدثنا محمدٌ: حدثنا أبو بلالٍ: حدثنا قيسٌ: عن أبي الهيثمِ بيَّاعِ القصبِ، عن عبدِ اللهِ بنِ نافعٍ، عن سعيدِ بنِ أبي هندٍ، عن أبي موسى الأَشعريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن لعبَ بالنَّردَ شِيرِ فقدْ عَصى اللهَ ورسولَهُ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الكبير» (5841)، و «الأوسط» (5596) عن محمد بن عبد الله شيخ المصنف به. ولفظ الكبير: الناس تبع لقريش في الخير والشر. وقال في «المجمع» (5/ 195): إسناده حسن. (¬2) أيوب بن عتبة ضعيف. وأخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2614) من طريق سعيد بن بشير - وهو ضعيف أيضاً - عن قتادة. وأخرجه البزار (7518)، والطبراني في «الأوسط» (1356)، والضياء في «المختارة» (2191) من طريق شبيب بن بشر، عن أنس به. وقال الألباني في «الصحيحة» (2238): وإسناده حسن. ثم صححه بشواهده. (¬3) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1274) (1277)، ومالك (2/ 958)، وأبو داود (4938)، وابن ماجه (3762)، وأحمد (4/ 394، 397، 400)، وابن حبان (5872)، والحاكم (1/ 50 - 51) من طريق سعيد بن أبي هند به. واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (1319). وحسنه الألباني.

وفي موضعٍ آخرَ: عن أبي الهيثمِ، عن عبدِ اللهِ، عن نافعٍ (¬1)، عن سعيدِ بنِ أبي هندٍ، عن أبي موسى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. 501 - (232) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا موسى بنُ محمدٍ، / عن عاصمٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: احتَجمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُحرمٌ، فالإحرامُ أَشدُّ مِن الصومِ (¬2). 502 - (233) حدثنا محمدٌ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: حدثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن الأعمشِ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَعقدُ التَّسبيحَ (¬3). 503 - (234) حدثنا محمدٌ: حدثنا مالكُ بنُ الفُدَيكِ: حدثني الأعمشُ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن أبي عبدِ الرحمنِ أنَّه كانَ يَعدُّ الآيَ في الصلاةِ ¬

_ (¬1) وقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5581) من طريق مطين شيخ المصنف بالوجه الأول: عن عبد الله بن نافع، وهذا الوجه لم يذكره الدارقطني في «علله». والحديث يرويه عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن سعيد بن أبي هند. والله أعلم. (¬2) أخرجه الطبراني (11915) عن محمد بن عبد الله شيخ المصنف بهذا اللفظ. ولحديث عكرمة عن ابن عباس روايات بعضها عند البخاري (1938) (5700) (5701). وانظر (391). (¬3) أخرجه أبو داود (1502)، والترمذي (3411) (3486)، والنسائي (1355)، وابن حبان (843)، والحاكم (1/ 547) من طريق علي بن عثام، عن الأعمش، والحاكم أيضاً من طريق شعبة، كلاهما عن عطاء به. وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الذهبي، ووافقه الألباني. وهو طرف من حديث طويل أخرجه أحمد (2/ 160) وغيره من طريق عطاء بن السائب.

ويَعقدُ (¬1). 504 - (235) حدثنا محمدٌ: حدثنا مالكُ بنُ الفُدَيكِ: حدثني الأعمشُ، عن أشعثَ بنِ سوَّارٍ قالَ: رأيتُ ابنَ سيرينَ يَعقدُ الآيَ في الصلاةِ. 505 - (236) حدثنا محمدٌ: حدثنا مالكُ بنُ الفُدَيكِ: حدثني الأعمشُ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه أنَّه كانَ يعدُّ الآيَ في الصلاةِ ويَعقدُ (¬2). 506 - (237) حدثنا محمدٌ: حدثنا مالكُ بنُ الفُدَيكِ: حدثني أبو حنيفةَ، عن علقمةَ بنِ مَرثدٍ، عن ابنِ بُريدةَ، عن أبيه قالَ: أَتى ماعزُ بنُ مالكٍ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأَقرَّ عندَه بالزِّنا فردَّه، ثم عادَ فردَّه، ثم عادَ فردَّه، فأَقرَّ الرابعةَ، فسألَ قومَه: «أَتُنكرونَ مِن عَقلِه شيئاً؟» قَالوا: لا، فأَمرَ به فرُجِمَ، وذَكرَ الحديثَ بطولِهِ (¬3). 507 - (238) حدثنا محمدٌ: حدثنا عبَّادُ بنُ أحمدَ العَرْزَميُّ: حدثني عمِّي، عن أبيه، عن جابرٍ، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، عن عائشةَ قالتْ: حدثني أبو بكرٍ قالَ: إنِّي لَمع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعضِ حيطانِ بَني النجارِ، واستَندَ رسولُ اللهِ ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي (2/ 253) من طريق مطين شيخ المصنف به. (¬2) أخرجه البيهقي (2/ 253) من طريق مطين شيخ المصنف به. (¬3) وتمامه في «جزء من حديث الحضرمي» بانتقاء المزي (2)، و «المخلصيات» (2919) من طريق أبي يوسف، عن أبي حنيفة. وهو في «مسند أبي حنيفة» (ص 144 - 145) لأبي نعيم من طريق مطين شيخ المصنف مختصراً بنحو ما هنا. وهو عند مسلم (1695) من طريق سليمان وعبد الله ابني بريدة، عن أبيهما مطولاً.

صلى الله عليه وسلم إلى نَخلةٍ، حتى همَّ بأمرٍ وهاجَتْ ريحٌ حرَّكت النخلَ، فنَهضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنادي: «لا إلهَ إلا اللهُ، لا إلهَ إلا اللهُ» / ثم قالَ: «إنِّي ظَننتُ أنَّ الساعةَ قَد قامتْ، وإنَّما تأْتي هَكذا، فكُونوا على حَذَرٍ». وسمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا تُقبلُ صلاةٌ بغيرِ طُهورٍ، ولا صدقةٌ مِن غُلولٍ». وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكرٍ، مَن لقيَ اللهَ بلا إلهَ إلا اللهُ مُخلصاً دَخلَ الجنةَ» قالَ: أُخبرُ الناسَ؟ قالَ: «ما شِئتَ»، فخَرجتُ فلَقيَني عمرُ فأَخبرتُه، فردَّني، ثم قالَ: يا رسولَ اللهِ، جعَلَني اللهُ لكَ الفِداءَ، خِفتُ أَن يَذكرَ أبو بكرٍ قولَكَ للناسِ فيَتكِلوا عليها ويترُكوا العملَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وفَّقكَ اللهُ يا أبا حفصٍ، ما بدَّ مَعها مِن عَملٍ» (¬1). 508 - (239) حدثنا محمدٌ: حدثنا عونُ بنُ سلَّامٍ: أخبرنا زهيرٌ، عن أبي إسحاقَ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ قالَ: سمعتُ أبا بكرٍ يقولُ: اتَّقوا الكذبَ، فإنَّ الكذبَ مُجانبٌ للإيمانِ (¬2). 509 - (240) حدثنا محمدٌ: حدثنا جمهورُ بنُ منصورٍ: حدثنا عبَّادُ بنُ عبَّادٍ، عن مجالدِ بنِ سعيدٍ: عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ، أنَّه سمعَ أبا بكرٍ يقولُ: يا أيُّها الناسُ، إنَّكم تَقرؤونَ آيةً مِن كتابِ اللهِ تَضعونَها على غيرِ ما قالَ اللهُ تَعالى: ¬

_ (¬1) إسناده تالف: عباد بن أحمد العرزمي متروك. وعمه عبد الرحمن بن محمد بن عبيدالله العرزمي ضعفه الدارقطني. وأبوه محمد متروك. وجابر هو الجعفي ضعيف. ولم أقف عليه من هذا الوجه. (¬2) أخرجه عبد الله بن أحمد في «السنة» (786) من طريق زهير بن معاوية به. ويأتي (512) (513) (516).

{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإنَّ الناسَ إذا عُملَ فيهم بالمعاصِي فَلم يُغيِّروا يُوشكُ أَن يَعُمَّهم اللهُ تعالى بعِقابٍ (¬1). 510 - (241) حدثنا محمدٌ: حدثنا جمهورُ بنُ منصورٍ قالَ: قالَ عبَّادٌ: حدثني شعبةُ هذا الحديثَ عن ابنِ أبي خالدٍ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ، عن أبي بكرٍ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذا عُمِلَ في الناسِ بالمعاصِي فلم يُغيِّروا» إلى / آخرِ الحديثِ. قالَ شعبةُ: قَد حفظتُ أنَّه رَفعَه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو قالَه (¬2). 511 - (242) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا هشيمٌ: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ، أنَّه سمعَ أبا بكرٍ يقولُ: إنَّكم تَقرؤونَ هذه الآيةَ وتَضعونَها على غيرِ مَوضعِها: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإنَّه لا يَضرُّ مَن أَطاع اللهَ مَن عَصى اللهَ، إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن قومٍ يُعملُ فيهم بالمعاصِي ثم لا ¬

_ (¬1) موقوف، ويأتي بعده مرفوعاً. قال الدارقطني في «علله» (1/ 253): وجميع رواة هذا الحديث ثقات، ويشبه أن يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مرة فيسنده، ومرة يجبن عنه فيقفه على أبي بكر. (¬2) أخرجه الخطيب (9/ 115) من طريق عباد بن عباد المهلبي به مع قول شعبة. وانظر ما بعده.

يُغيِّروا إلا أَوشكَ أَن يَعُمَّهم اللهُ عزَّ وجلَّ بعِقابٍ» (¬1). 512 - (243) حدثنا محمدٌ: حدثنا مِنجابٌ: حدثنا شريكٌ، عن ابنِ أبي خالدٍ، عن قيسٍ قالَ: سمعتُ أبا بكرٍ يقولُ: إياكُم والكذبَ، فإنَّ الكذبَ مُجانبٌ للإيمانِ (¬2). 513 - (244) حدثنا محمدٌ: حدثنا إبراهيمُ بنُ زيادٍ العجليُّ: حدثنا العلاءُ بنُ سالمٍ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن قيسٍ قالَ: سمعتُ أبا بكرٍ يقولُ: إياكُم والكذبَ، فإنَّه مُجانبٌ للإيمانِ. 514 - (245) قالَ: وسمعتُ أبا بكرٍ يقولُ: كَفَرَ باللهِ مُتبرئٌ (¬3) مِن نَسبٍ وإِن دَقَّ (¬4). 515 - (246) حدثنا محمدٌ: حدثنا عُبيدُ بنُ أَسباطِ بنِ محمدٍ: حدثنا أبي، عن إسماعيلَ، عن قيسٍ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4338)، والترمذي (2168) (3057)، والنسائي في «الكبرى» (11092)، وابن ماجه (4005)، وأحمد (1/ 2، 5، 7، 9)، وابن حبان (304) (305) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به، دون قول أبي بكر: وإنه لا يضر من أطاع .. . وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في «الصحيحة» (1564). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 5)، والبيهقي (10/ 197) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به. وتقدم (508)، وانظر ما بعده. (¬3) هكذا في الأصل وعليها علامة التضبيب. والحديث مشهور بلفظ: كفرٌ بالله تبرؤٌ ... (¬4) أخرجه الدارمي (2/ 343 - 344)، والبزار (70)، والحارث (30 - زوائده) من طريق إسماعيل بن أبي خالد بنحوه. وله عن أبي بكر إسناد آخر. انظر «علل الدارقطني» (48) (54)، و «المطالب» (3000)

لمَّا نَزلتْ هذه الآيةُ: {من يعمل سوءً يجز به} قالَ أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا لَنؤاخَذُ بكُلِّ ما نَعملُ؟ فقالَ: «يَرحمُكَ اللهُ يا أبا بكرٍ، أَليسَ تَمرضُ، أَليسَ تَحزنُ، أَليسَ تُصيبُكَ اللَّأوَاءُ، فإنَّ ذلكَ ما تُجزَونَ به في الدُّنيا» (¬1). 516 - (247) حدثنا محمدٌ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا شريكٌ، عن بيانٍ وإسماعيلَ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ قالَ: سمعتُ أبا بكرٍ يقولُ: الكذبُ مُجانبٍ للإيمانِ. آخِرُ الجزءِ والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا محمدٍ النبيِّ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليماً وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ ¬

_ (¬1) إسناده إلى إسماعيل بن أبي خالد حسن لولا أنه خلاف المشهور عنه. فالصواب فيه: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي زهير، أن أبا بكر .. . وانظر تخريجه في «مسند أحمد» (1/ 11)، و «علل الدارقطني» (74).

فوائد مكرم البزاز

فوائد مكرم البزاز أبي بكرٍ مُكْرَمِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ القاضي البَغداديِّ

ترجمة مكرم البزاز

ترجمةُ مُكْرَم البَزَّازِ مُكْرَمُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ، القاضي المُحدِّثُ، أبو بكرٍ البَغداديُّ البزَّازُ. سمعَ يحيى بنَ أبي طالبٍ، ومحمدَ بنَ عيسى المَدائنيَّ، ومحمدَ بنَ الحسينِ الحُنَينيَّ، وعبدَ الكريمِ بنَ الهيثمِ الدِّيرعَاقوليَّ، ومحمدَ بنَ غالبٍ، وطائفةً. حدَّثَ عنه: ابنُ مَندة، والحاكمُ، وأبو الحسنِ بنُ رِزْقويه، وابنُ الفضلِ القطانُ، وأبو عليِّ بنُ شاذانَ، وآخَرونَ. وثَّقَه الخطيبُ. تُوفيَ في جُمادى الأُولى سَنةَ خمسٍ وأَربعينَ وثلاثِمئةٍ (¬1). فَوائدُ مُكْرَمٍ البزَّازِ يسَّرَ اللهُ لي الوقوفَ على جزأَينِ مِن فوائدِ مُكْرَمٍ البزَّازِ: الأولِ والثَّاني. والجزءُ الثَّاني يبدأُ بالورقةِ [66] إلى آخرِ المجموعِ (45). أمَّا الجزءُ الأولُ فقَد تأخَّرَ إلى المجموعِ (63)، مِن الورقةِ [24] إلى [43]. وهو بنفسِ السندِ والخطِّ، كما تقدَّمَ بيانُه في مقدمةِ هذا المجموعِ. ¬

_ (¬1) «سير أعلام النبلاء» (15/ 517)، وانظر: «تاريخ بغداد» (13/ 213). و «شذرات الذهب» (4/ 242).

الجزء الأول من فوائد مكرم البزاز

الجزءُ الأولُ مِن فوائدِ أبي بكرٍ مُكْرَمِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ القاضي روايةُ أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازِ عنه وعنه الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ الأَنصاريُّ أخبرنا به الشيخُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ عنه سماعُ عبدِ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المَقدسيِّ نفَعَه اللهُ الكريمُ به وعَفى عنه

بسم الله الرحمن الرحيم ولاحولَ ولاقوةَ إلا باللهِ العَليِّ العظيمِ أخبرنا الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ فيما قُرئَ عليه بثَغرِ الإسكَندريةِ في شعبانَ مِن سَنةِ ستٍّ وسِتينَ وخمسِمئةٍ: أخبرنا الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ ببغدادَ قراءةً عليه وأنا أَسمعُ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو بكرٍ مُكْرَمُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ القاضي قراءةً عليه في يومِ الأحدِ صلاةَ الغَداةِ في الجانبِ الشَّرقيِّ في دَربِ الرَّيحانِ آخِرَ بغدادَ عندَ رَقَّةِ (¬1) بابِ الشَّمَّاسِيَّةِ لِستٍّ بَقينَ مِن جُمادى الآخِرةِ مِن سَنةِ أربعٍ وأَربعينَ وثلاثِمئةٍ: 517 - (1) حدثنا يحيى بنُ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ: حدثنا عبدُ الوهابِ هو ابنُ عطاءٍ: أخبرنا التَّيميُّ، عن عطاءٍ وطاوسٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صَلاةُ الليلِ مَثنى مَثنى، فإذا خَشيتَ الصُّبحَ فوَاحدةً» (¬2). ¬

_ (¬1) الرقة كل أرض إلى جنب واد ينبسط الماء إليها أيام المد ثم ينحسر. والشماسية موضع في أعلى مدينة بغداد. (¬2) حديث طاوس عن ابن عمر أخرجه مسلم (749) (146). وله طرق عن ابن عمر يأتي أحدها (613).

518 - (2) حدثنا يحيى: أخبرنا إسماعيلُ بنُ عمرَ أبو المنذرِ: حدثنا داودُ بنُ قيسٍ، عن محمدِ بنِ عجلانَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّه رَأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي على حمارٍ وهو ذاهبٌ إلى خيبرَ (¬1). 519 - (3) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ الأزديُّ: حدثنا مندَلٌ، عن ابنِ أبي لَيلى وعُبيدِ اللهِ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: اتَّخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خاتماً مِن وَرِقٍ، فكانَ فَصُّه في بطنِ كفِّه (¬2). 520 - (4) حدثنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ يوسفَ التغلبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سابقٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن أبي الزبيرِ، عن ابنِ كعبِ بنِ مالكٍ، عن أبيه كعبِ بنِ مالكٍ أنَّه حدَّثه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعثَه والأَوسَ بنَ الحَدَثانِ في أيامِ التَّشريقِ فَنادَيا: «أَلَّا يَدخلُ الجنةَ إلا مؤمنٌ، وأَيامُ مِنى أَيامُ أَكلٍ وشربٍ» (¬3). 521 - (5) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ بالكوفةِ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: (¬4) /حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الأعمشِ، ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (741) من طريق إسماعيل بن عمر به. وقال: الصواب موقوف. وانظر حديث أنس بن سيرين عن أنس بن مالك عند البخاري (1100)، ومسلم (702). (¬2) لحديث الخاتم طرق وروايات متعددة عن نافع، ورواية المصنف معناها عند مسلم (2091) (55). (¬3) أخرجه مسلم (1142) من طريق إبراهيم بن طهمان به. (¬4) كتب هنا في أسفل الورقة: هنا خرم. مع أنه كتب قبلها إشارة لتمام الكلام: ثنا تميم بن الجعد. وهو أول الورقة التي تليها. ولم أجد هذا الحديث من طريق حسين بن إسماعيل عن تميم بن الجعد، لكن تأتي أحاديث بهذا الإسناد. والله أعلم.

عن إبراهيمَ التَّيميِّ، عن أبيه قالَ: بلَغَ علياً عليه السلامُ أنَّهم يَقولونَ: أنَّ عندَهم عِلماً يَكتمونَه، قالَ: فجَمعَ الناسَ ثم قالَ: إنَّه بلَغني أنَّكم تَقولونَ كَيتَ وكَيتَ، وإنَّه واللهِ ما عندَنا شيءٌ إلا ما في أَيديكم يَعني كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ليسَ هذه الصحيفةَ في قِرابِ سيفِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقرَأَها فإِذا فيها: «ذِمَّةُ المؤمنينَ واحدةٌ يَسعى بها أَدناهم، فمَن خَفَرَ ذِمةَ مسلمٍ فعَليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أَجمعينَ، لا يَقبلُ اللهُ مِنه يومَ القيامةِ صَرفاً ولا عَدلاً، والمدينةُ حَرمٌ ما بينَ عَيْرٍ إلى ثَورٍ، ومَن أَحدثَ فيها حَدَثاً أو آوى مُحدِثاً فعَليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أَجمعينَ، لا يُقبلُ مِنه يومَ القيامةِ صَرفٌ ولا عَدلٌ، ومَن تَولى غيرَ مَواليهِ بغيرِ إِذنِهم فعَليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أَجمعينَ، لا يُقبلُ مِنه يومَ القيامةِ صَرفٌ ولا عَدلٌ». وفيها مِن أَسنانِ الإبلِ في الجُروحِ في الشِّجاجِ ونحوِ هذا (¬1). 522 - (6) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا موسى بنُ داودَ: حدثنا قيسٌ، عن يونسَ بنِ عُبيدٍ، عن الحسنِ، عن الأحنفِ بنِ قيسٍ، عن العباسِ بنِ عبدِ المطلبِ قالَ: خَرجتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ فقالَ: «لَقد بَرَّأَ اللهُ أهلَ هذه المدينةِ مِن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1870) (3172) (3179) (6755) (7300)، ومسلم (1370) (2/ 1147) من طريق الأعمش بنحوه.

الشركِ، ولكنِّي أَخافُ عليهم أَن تُضلَّهم النجومُ» قَالوا: وكيفَ تُضلُّهم النجومُ؟ قالَ: «ينزلون (¬1) الغيثَ ويَقولونَ: مُطِرنا بنَوءِ كَذا» (¬2). 523 - (7) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ أبو بكرٍ النَّرسيُّ: حدثنا أبو نُعيمٍ النَّخعيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ العَرزَميُّ، عن عَمرو بنِ شعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه قالَ: كانَ صفوانُ / بنُ أُميةَ بنِ خلفٍ نائماً في المسجدِ ثيابُه تحتَ رأسِه، فجاءَ سارقٌ فسرَقَها، فأخَذَه وأَقرَّ السارقُ، فأَمرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يُقطعَ، فقالَ صفوانُ: يا رسولَ اللهِ أتَقطعُ رَجلاً مِن العربِ في ثِيابي؟ حتى قالَ: هُنَّ له، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفلا كانَ ذا قبلَ أَن تَجيءَ به؟» ثم قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اشفَعوا ما لم يصِلْ إلى الوَالي، فإذا وصَلَ إلى الوَالي فعَفا فلا عَفا اللهُ عنه» ثُم أَمرَ بقطْعِه مِن المِفصلِ (¬3). 524 - (8) حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا سلَّامُ بنُ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: ينزل. (¬2) أخرجه البزار (1303) (1304)، وأبو يعلى (6709)، والطبراني في «الأوسط» (576) من طريق قيس بن الربيع به. إلا أنه في رواية الطبراني من رواية الحسن، عن قيس بن عباد، عن العباس. وقيس بن الربيع ضعيف. وأخرجه أبو يعلى (6714) من طريق عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن العباس مختصراً. وعمر بن إبراهيم حديثه عن قتادة مضطرب. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (4316). (¬3) أخرجه الدارقطني (3/ 204) من طريق أحمد بن عبيدالله النرسي به. وقال الزيلعي في «نصب الراية» (3/ 370): وضعفه ابن القطان في كتابه، فقال: العرزمي متروك، وأبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي لا يتابع على ما له من حديث.

سليمانَ: حدثنا عثمانُ بنُ عطاءٍ، عن أبيه، عن عبدِ الرحمنِ بن عَوسجةَ، عن البراءِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «زيِّنوا القرآنَ بأَصواتِكم» (¬1). 525 - (9) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا سعيدٌ، عن حَنظلةَ السَّدوسيِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَنتَ يَدعو عَليهم شَهراً بعدَ الرُّكوعِ (¬2). 526 - (10) حدثنا يحيى: أخبرنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا هشامٌ الدَّستَوائيُّ، عن قتادةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ بمثلِ حديثِ حَنظلةَ، ولم يذكرْ قتادةُ في حديثِهِ: قبلَ الرُّكوعِ ولا بعدَهُ (¬3). 527 - (11) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الحُرِّ بنِ صَيَّاحٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الأَخنسِ، عن سعيدِ بنِ زيدِ بنِ عَمرو بنِ نُفيلٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أبو بكرٍ في الجنةِ، وعمرُ في الجنةِ، وعثمانُ في الجنةِ، وعليٌّ في الجنةِ، وطلحةُ والزبيرُ في الجنةِ، وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، والتاسعُ هو مَن كانَ» فلمَّا أَكثروا عليه قالَ: هو أَنا، ثم بَكى (¬4). ¬

_ (¬1) تقدم (418). (¬2) تقدم (196). (¬3) تقدم (198)، وفيه: بعد الركوع. (¬4) أخرجه أبو داود (4649)، والترمذي (3757)، والنسائي في «الكبرى» (8100) (8147) (8153)، وأحمد (1/ 188)، وابن حبان (6993)، وأبو يعلى (971)، والبزار (1269) (1270) من طريق الحر بن الصياح بنحوه. وقال الترمذي: حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: انظر بعض هذه الأوجه في «المسند الجامع» (4816) (4817) (4818).

528 - (12) حدثنا محمدُ بنُ / الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا مسعودُ بنُ سعدٍ، عن الأعمشِ، عن سماكٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ (¬1): «ليَنتهينَّ أَقوامٌ يَرفَعونَ أَبصارَهم إلى السماءِ أو لا تَرجعُ إليهم أَبصارُهم». قالَ أبو غسانَ: يقولُ في الصلاةِ (¬2). 529 - (13) حدثنا محمدُ بنُ غالبٍ أبو جعفرٍ التَّمتامُ: حدثني يونسُ بنُ موسى كُديمٌ: حدثنا الحسينُ بنُ حمادٍ الكوفيُّ أبو محمدٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ العدويُّ قالَ: سمعتُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ يقولُ على المنبرِ: حدثني عبادةُ بنُ عبادةَ بنِ عبدِ اللهِ، عن طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ على منبرِه: «لا تُقبلُ صلاةُ عبدٍ بغيرِ طُهورٍ، ولا صدقةٌ مِن غُلولٍ» (¬3). 530 - (14) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ: حدثنا يونسُ بنُ موسى ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل. (¬2) عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود تكلموا في سماعه من أبيه. وأخرجه الطبراني (9173) (9174) (9175) بإسناد آخر منقطع عن ابن مسعود موقوفاً. (¬3) أخرجه الباغندي في «مسند عمر بن عبد العزيز» (87)، والعقيلي (2/ 297) من طريق يونس بن موسى الكديمي به. وإسناده ضعيف جداً. والحديث صحيح.

كُديمٌ: حدثنا الحسينُ بنُ حمادٍ الكوفيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ العدويُّ قالَ: سمعتُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ يقولُ على المنبرِ: حدثني عبادةُ بنُ عبادةَ بنِ عبدِ اللهِ، عن طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على مِنبرِه يقولُ: «أَلا أيُّها الناسُ، تُوبوا إلى اللهِ قبلَ أَن تَموتوا، وبادِروا بالأَعمالِ الصالحةِ قبلَ أن تُشغَلوا، وصِلوا الذي بينَكم وبينَ ربِّكم بذِكرِكم له وكثرةِ الصدقةِ في السرِّ والعَلانيةِ تُرزَقوا وتُؤجَروا وتُنصَروا. واعلَموا أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَد افتَرضَ عليكم الجمعةَ في مَقامي هذا في عَامي هذا في شَهري هذا إلى يومِ القيامةِ حَياتي وبعدَ مَوتي، فمَن تركَها وله إِمامٌ فلا جمعَ اللهُ له شملَه ولا باركَ له في أَمرِه، ألا ولا حجَّ له، ألا ولا صومَ له، ألا ولا صلاةَ له، ولا بِرَّ له، ولا تَؤمَّ امرأةٌ / رَجلاً، ألا ولا يَؤمَّنَّ أَعرابيٌّ مُهاجِراً، ألا ولا يَؤمَّنَّ فاجرٌ مُؤمناً إلا أَن يقهَرَه بسُلطانٍ يَخافُ سيفَه أو سوطَه» (¬1). 531 - (15) حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسنِ الخزازُ: حدثنا شاذانُ الأسودُ بنُ عامرٍ: حدثنا شعبةُ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على المَنفوسِ ثم قالَ: «اللهمَّ أَعِذْه مِن عذابِ القبرِ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الباغندي في «مسند عمر بن عبد العزيز» (88) من طريق يونس بن موسى الكديمي به. وإسناده ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الخطيب (11/ 374)، وابن شاذان في «مشيخته» (12) من طريق المصنف به. والصواب فيه الوقف، انظر كلام الخطيب والدرقطني في «علله» (1724).

532 - (16) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ بنِ بُردٍ: حدثنا يحيى بنُ صالحٍ الوُحَاظيُّ: حدثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، عن العلاءِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ يعقوبَ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أَرأيتَ إِن لقيَني رجلٌ يُريدُ أَن يأخُذَ مالي؟ قالَ: «لا تُعطِهِ مالَكَ» قالَ: أَفرأيتَ إِن قاتَلَني؟ قالَ: «تُقاتِلُه» قالَ: أَفرأيتَ إِن قتَلَني؟ قالَ: «فأنتَ شهيدٌ» قالَ: أَرأيتَ إِن قتلتُهُ؟ قالَ: «هو في النارِ» (¬1). 533 - (17) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الرُّكينِ، عن عمِّه أُسيدِ بنِ عُميلةَ، عن خُريمِ بنِ فاتكٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «الناسُ أربعةٌ يومَ القيامةِ، والأعمالُ سبعةٌ، فمِنهم مُوسَّعٌ له في الدُّنيا مُوسَّعٌ له في الآخرةِ، ومُوسَّعٌ له في الدُّنيا مَقتورٌ عليه في الآخِرةِ، ومَقتورٌ عليه في الدُّنيا مُوسَّعٌ له في الآخِرةِ، وشقيٌّ في الدُّنيا والآخِرةِ. والأعمالُ: مُوجِبتانِ، ومِثلٌ بمِثلٍ، وعشرةُ أضعافٍ، وسبعُمئةِ ضعفٍ. فالمُوجِبتانِ: مَن ماتَ لا يُشركُ باللهِ شيئاً ومَن ماتَ يُشركُ باللهِ، ومِثلٌ بمِثلٍ: مَن هَمَّ بحسنةٍ ومَن عملَ سيئةً، وعشرُ أضعافٍ: مَن عملَ حسنةً، سبعُمئةٍ / ضعفٍ: النَّفقةُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (140) من طريق العلاء بن عبد الرحمن به. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 321، 345، 346)، وابن حبان (6171)، والطبراني (4151) إلى (4155)، والحاكم (2/ 87) من طريق الركين بن الربيع على اختلاف في الإسناد بعده، ينظر بيانه في تخريج المسند. وصححه الألباني في «الصحيحة» (2604).

534 - (18) حدثنا محمدُ بنُ عيسى المَدائنيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: جاءَت امرأةُ رِفاعةَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: إنَّ رِفاعةَ طلَّقَني فبَتَّ طَلاقي، فتَزوجتُ عبدَ الرحمنِ بنَ الزبيرِ، وإنَّما مَعه مثلُ هُدْبةِ الثوبِ، فقالَ: «أَتُريدينَ أَن تَرجعي إلى رفاعةَ! لا، حتى تَذوقي عُسَيلَتَه ويَذوقَ عُسَيلتَكِ». وأبو بكرٍ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وخالدُ بنُ سعيدٍ بالبابِ يَنتظرُ أَن يُؤذَنَ له، قالَ: يا أبا بكرٍ، أَلا تَسمعُ ما تَجهرُ به عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬1). 535 - (19) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا هشامٌ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن بَعجةَ الجُهنيِّ، عن عقبةَ بنِ عامرٍ قالَ: قَسمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحايا بينَ أَصحابِه، فأَصابَتْني جَذَعةٌ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَصابَتْني جَذَعةٌ، فقالَ: «ضَحِّ بِها» (¬2). 536 - (20) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ الأعورُ: قالَ ابنُ جُريجٍ: أخبرني عمرانُ بنُ موسى: أخبرنا سعيدُ بنُ أبي سعيدٍ المقبريُّ، عن أبيه، أنَّه رَأى أبا رافعٍ مَولى النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بحسنِ بنِ عليٍّ عليه السلامُ وهو ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2639) (5260) (5792) (6084)، ومسلم (1433) من طريق الزهري به. (¬2) أخرجه البخاري (5547)، ومسلم (1965) (16) من طريق يحيى بن أبي كثير به. وأخرجه البخاري (2300) (5555)، ومسلم (1965) (15) من وجه آخر عن عقبة بن عامر بنحوه.

يُصلِّي وقَد عَقدَ أو غَرزَ ضَفيرتَه في قَفاهُ، فحلَّها أبو رافعٍ، فالتفَتَ حسنٌ إليه مُغْضَباً، فقالَ أبو رافعٍ: أَقبِلْ على صلاتِكَ ولا تَغضبْ، إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ذلكَ كِفلُ الشيطانِ، أو قالَ: مقعدُ الشيطانِ» (¬1). 537 - (21) حدثنا محمدُ بنُ غالبٍ أبو جعفرٍ تَمتامٌ: حدثنا سليمانُ بنُ داودَ أبو الرَّبيعِ الزَّهرانيُّ: حدثنا عمارُ بنُ محمدٍ، عن سفيانَ، عن داودَ أبي الجَحَّافِ، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} /إنَّما أُنزلتْ في خمسةٍ: النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ عليهم السلامُ (¬2). 538 - (22) حدثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا ثابتُ بنُ محمدٍ الزاهدُ: حدثنا فطرٌ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لو لم يَبقَ مِن الدُّنيا إلا يومٌ لبعثَ اللهُ رَجلاً مِن أهلِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (646)، والترمذي (384)، وابن حبان (2279)، وابن خزيمة (911)، والبيهقي (2/ 109) من طريق ابن جريج به. وحسنه الترمذي والألباني. ويرويه مخول بن راشد واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (1178)، و «مسند أحمد» 6/ 8 (23856). (¬2) أخرجه الطبراني في «الصغير» (375)، و «الأوسط» (3456)، والواحدي في «أسباب النزول» (ص 295)، والدينوري في «المجالسة» (3554)، وابن عساكر (14/ 147) من طريق أبي الربيع الزهراني به. وليس في إسناد الدينوري - ومن طريقه ابن عساكر - عطية العوفي. وله طرق أخرى، وقيل فيه: عن أبي سعيد عن أم سلمة. ومداره على عطية العوفي وهو ضعيف. والحديث صحيح بشواهده.

بَيتي، يُواطئُ اسمُه اسْمي واسمُ أَبيه اسمَ (¬1) أبي، يَملؤُها عَدلاً وقِسطاً كما مُلئتْ ظُلما وجَوراً» (¬2). 539 - (23) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليِّ بنِ خالدِ بنِ عمرَ بنِ خالدِ بنِ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجليُّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّها سَتكونُ عليكم أَئمةٌ يُميتونَ الصلاةَ حتى يَذهبَ وَقتُها، فمَن أَدركَ ذَلكَ مِنكم فليُصلِّ الصلاةَ لِوقتِها، وليَجعلْ صلاتَه مَعهم سُبحةً» (¬3). 540 - (24) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سابقٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن أبي الزبيرِ، عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ قالَ: قالتْ عائشةُ: لا تُحرِّمُ الرَّضعةُ ولا الرَّضعَتانِ مِن الرَّضاعِ (¬4). فقالَ ابنُ عمرَ: قولُ اللهِ وقَضاؤُه أَحقُّ أَن يُؤخَذَ به مِن قولِ ابنِ الزبيرِ، ثم قرأَ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة} (¬5). ¬

_ (¬1) في الأصل: اسمي. (¬2) تقدم (323). (¬3) حماد بن شعيب ضعيف. وتابعه أبو بكر بن عياش بلفظ قريب عند النسائي (779)، وابن ماجه (1255)، وأحمد (1/ 379)، وابن خزيمة (1640). وأقرب إلى لفظ المصنف رواية الأعمش المطولة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود، مرفوعاً عند ابن حبان (1874) وغيره، وموقوفاً عند مسلم (534). (¬4) موقوف. وتقدم مرفوعاً (255). (¬5) أخرجه الدارقطني (4/ 179)، والبيهقي (7/ 458) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر بنحوه.

541 - (25) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن أبي هارونَ، عن أبي سعيدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَخرجُ طائفةٌ مِن أُمَّتي في فرقةٍ مِن الناسِ، يَقرؤونَ القرآنَ فيُحسِنونَ تلاوَتَه، ويَعملونَ فيُحسنونَ العملَ، / حتى إنَّ الرجلَ المسلمَ المَخبِتَ يقولُ: ياليتَ اللهَ أَعطاني مثلَ الذي أَعطاهم، لِما يَرى مِن فَضلِهم، يَمرقونَ مِن الدِّينِ كَما يَمرقُ السَّهمُ مِن الرَّميةِ» قيلَ: يا رسولَ اللهِ، وكيفَ يَمرقُ السَّهمُ؟ قالَ: «أَما رأيتُم الرجلَ مِنكم يَعرضُ له الصيدُ فيَخرجُ مِنه سهمُه يَتصَلْصَلُ، فيقولُ: عبادَ اللهِ أَخطأتُ، وإنَّه لقَد أصابَ، فيَنظرُ في نَصلِه فلا يَرى دَماً، فيَنظرُ في قُذَذِه فلا يَرى دَماً، فيَنظرُ في ريشِهِ فلا يَرى دَماً، سَبقَ الفرثَ والدمَ، فيهم رَجلٌ مُخْدَجٌ» (¬1). قالَ أبو سعيدٍ: سمعتُ هذا مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأخبَرني عليٌّ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَقتلُهم أَولى الطائفَتينِ بالحقِّ» (¬2). 542 - (26) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيانَ المَدائنيُّ: حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ بنِ عطيةَ: حدثنا محمدُ بنُ واسعٍ، عن ابنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ: ¬

_ (¬1) أبو هارون العبدي متروك. والحديث لم أقف عليه بهذا اللفظ. ولحديث أبي سعيد طرق بنحوه، منها رواية أبي سلمة عن أبي سعيد، عند البخاري (3610)، ومسلم (1064) (148). (¬2) أخرجه مسلم (1065) من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعاً. وأما من حديث علي فإنما وقفت عليه من طريق أبي وائل عنه في حديث طويل عند أبي يعلى (473).

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُحرَّمُ على النارِ كُلُّ هيِّنٍ ليِّنٍ قريبٍ سهلٍ» (¬1). 543 - (27) قالَ القاضي: وأَنشدَني بعضُ الشعراءِ: هَيْنونَ لَيْنونَ أَيْسارٌ بَنو يُسُرٍ ... سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أبناءُ أَيسارِ مَن تَلقَ مِنهم تَقُلْ لاقيتُ سيِّدَهم ... مثلُ النجومِ التي يَسري بها السَّاري 544 - (28) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سابقٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن عبدِ العزيزِ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أنَّه سمعَه يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ / صلى الله عليه وسلم: «الشهرُ تِسعٌ وعشرونَ ليلةً، لا تَصوموا حتى تَروهُ، ولا تُفطِروا إلا أَن يُغَمَّ عليكم، فإِن غُمَّ عليكم فأَحصوا العِدَّةَ» (¬2). 545 - (29) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: أخبرنا يونسُ، عن الزُّهريِّ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبي هريرةَ قالَ: اقتَتلَت امرأتانِ مِن هُذيلٍ، فرَمَت إِحداهما الأُخرى فقتَلَتْها وما في بطنِها، فاختَصموا في الدِّيَةِ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقَضى أنَّ ديَةَ جَنينِها غُرَّةُ عبدٍ أو وَليدةٍ، وقَضى بديَتِها على عاقِلَتِها، ووَرَّثَها ولدَها ومَن معَهم، فقالَ حَمَلُ بنُ نابغةَ ¬

_ (¬1) محمد بن الفضل بن عطية كذبوه. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (6/ 164)، وتمام في «فوائده» (837). وله طرق أخرى وشواهد، انظرها في «الروض البسام» (1102)، و «الصحيحة» (938). (¬2) أخرجه البخاري (1900) (1906) (1907)، ومسلم (1080) من طريق عبد الله بن دينار وغيره، عن ابن عمر به.

الهذليُّ: كيفَ أَغْرَمُ مَن لا شَربَ ولا أَكلَ ولا نَطقَ ولا استَهلَّ، مِثلُ ذلكَ يُطَلُّ! فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذا مِن إِخوانِ الكُهَّانِ» مِن أَجلِ سجعِهِ الذي سَجَعَ (¬1). 546 - (30) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ: قالَ ابنُ جُريجٍ: أخبرني أبو الزبيرِ، أنَّه سمعَ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: أخبرتْني أُمُّ مُبشرٍ، أنَّها سمعَت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا يَدخلُ النارَ إِن شاءَ اللهُ مِن أَصحابِ الشجرةِ أَحدٌ: الذينَ بايَعوا تحتَها» قالتْ: بَلى يا رسولَ اللهِ، فانتَهرَها، فقالتْ حفصةُ: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: قَد قالَ اللهُ تباركَ وتَعالى: {ثم ننجي الذين آمنوا ونذر الظالمين فيها جثيا} (¬2). 547 - (31) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ قالَ: انطلقتُ أنا وعَبيدةُ السَّلْمانيُّ / إلى عليٍّ عليه السلامُ نسأَلُه عن صلاةِ الوُسطى، فأَمرتُ عَبيدةَ فسأَلُه قالَ: كُنا نظنُّ أنَّها صلاةُ الصبحِ حتى قاتَلْنا الأَحزابَ، فقاتَلْناهم حتى أَمسَينا، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ املأْ قلوبَ هؤلاءِ الذينَ شَغلونا عن صلاةِ الوُسطى ناراً، وأَجوافَهم ناراً، وبيوتَهم ناراً». قالَ: فعَلِمْنا أنَّها صلاةُ العصرِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6910)، ومسلم (1681) (36) من طريق يونس بن يزيد الأيلي به. (¬2) أخرجه مسلم (2496) من طريق حجاج بن محمد به. (¬3) أخرجه الطبري في «تفسيره» (2/ 669) من طريق عاصم بن أبي النجود به. وللحديث طرق وروايات من طريق عاصم وغيره، انظر تخريجها في «مسند أحمد» 1/ 122 (990)، 150 (1288).

548 - (32) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ: حدثنا شبابةُ بنُ سوَّارٍ: حدثنا المغيرةُ بنُ مسلمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في اليهودِ: «إذا سَلَّموا عليكم قَالوا: السَّامُ عليكم، فقُولوا: وعَليكم» (¬1). 549 - (33) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ جعفرِ بنِ الزبيرِ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن أبيه قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُسأَلُ عن الماءِ يكونُ بالفَلاةِ وما يَنوبُه مِن الدَّوابِّ والسِّباعِ، فقالَ: «إِذا بلغَ الماءُ قُلَّتينِ لم يُنجِّسْه شيءٌ» (¬2). 550 - (34) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: أخبرنا يونسُ، عن الزُّهريِّ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6257) (6928)، ومسلم (2614) من طريق عبد الله بن دينار به. (¬2) أخرجه أبو داود (64) (65)، والترمذي (67)، وابن ماجه (517) (518)، والدارمي (1/ 186، 187)، وأحمد (2/ 12، 23، 26، 38، 107)، والدارقطني (1/ 19، 21)، وابن خزيمة (92)، والحاكم (1/ 133، 134)، والبيهقي (1/ 261، 262) من طريق محمد بن جعفر وعاصم بن المنذر، كلاهما عن عبيدالله بن عبد الله بن عمر به. وأخرجه أبو داود (63)، والنسائي (52) (328)، وابن حبان (1249) (1253)، والدارقطني (1/ 14 - 18)، والحاكم (1/ 132، 133)، والبيهقي (1/ 260، 261، 262) من طريق محمد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني.

أُقيمَت الصلاةُ وعُدِّلت الصُّفوفُ قياماً، فخَرجَ إلينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا قامَ في مُصلَّاهُ ذَكرَ أنَّه جُنُبٌ، فذكرَ (¬1) فاغتسَلَ ثم عادَ إلى صلاتِهِ (¬2). 551 - (35) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ: حدثنا الحسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ، عن عبدِ اللهِ قالَ: ثلاثٌ قَد عَلمتُهنَّ، والرابعةُ لو حَلفتُ عليها لصَدقتُ: لا يَجعلُ اللهُ جلَّ وعزَّ مَن له سهمٌ في الإسلامِ كمَن لا سهمَ له، ولا يَتولَّى اللهُ عبداً فيُولِّيه /يومَ القيامةِ غيرَه، ولايُحبُّ عبدٌ قوماً إلا بُعثَ مَعهم، والرابعةُ لا يَسترُ اللهُ على عبدٍ في الدُّنيا إلا سَترَ عليه في الآخِرةِ (¬3). 552 - (36) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ إملاءً: أخبرنا محمدُ بنُ الفضلِ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي جُحيفةَ، أنَّه صلَّى خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم العصرَ بالأَبطحِ رَكعَتينِ (¬4). 553 - (37) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ بنِ بُردٍ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن أبي هارونَ قالَ: ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل وعليها علامة التضبيب. (¬2) أخرجه البخاري (275) (639) (640)، ومسلم (605) من طريق الزهري به. (¬3) تميم بن الجعد لم يوثَّق. ولعل الصواب عن أبي إسحاق ما رواه معمر عنه عن أبي عبيدة عن ابن مسعود. أخرجه عبد الرزاق (20318)، ومن طريقه الطبراني (8799). وأخرجه أبو يعلى (4567)، والطبراني (8800)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (557) (558) من طرق عن ابن مسعود موقوفاً، إلا أبا يعلى فرفعه. (¬4) أخرجه أحمد (4/ 307، 308) من طريق أبي إسحاق به. وهو طرف من حديث طويل، انظره عند البخاري (187) وأطرافه، ومسلم (503).

سألتُ أبا سعيدٍ: أَنَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن نَبيذِ الجَرِّ؟ قالَ: نَعم، قلتُ: أَفحرامٌ هو؟ قالَ: نَعم، قلتُ: أَنَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن أكلِ الثومِ؟ قالَ: نَعم، قلتُ: أَحرامٌ هو؟ قالَ: ليسَ هذا مِثلَ هذا (¬1). 554 - (38) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا شَبابةُ: حدثنا أبو جُزَيٍّ (¬2)، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه: واللهِ لأَن أُقدَّمَ فتُضربَ عُنقي أَحبُّ إليَّ مِن أَن أَتأمَّر على قومٍ فيهم مثلُ أبي بكرٍ (¬3). 555 - (39) حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ الخزَّازُ: حدثنا محمدُ بنُ مصعبٍ القَرقَسانيُّ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: سجدتُّ خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} (¬4). 556 - (40) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا إسرائيلُ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ قالَ: إنَّما كُنا نَعرفُ مُنافقي الأَنصارِ ببُغضِهم علياً عليه السلامُ (¬5). ¬

_ (¬1) أبو هارون العبدي متروك. ولم أقف عليه بهذا السياق. وقد أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1299) من طريق محمد بن كثير مختصراً بالنهي عن نبيذ الجر. وهذا القدر فله طرق عن أبي سعيد. وانظر حديث بشر بن حرب عن أبي سعيد في النهي عن أكل الثوم عند أحمد (3/ 85). (¬2) نصر بن طريف، له رواية عن معمر. وفي الأصل: أبو جز. (¬3) يأتي مطولاً في آخر فوائد مكرم البزاز (771). (¬4) أخرجه البخاري (766) وأطرافه، ومسلم (578) من طريق أبي رافع وغيره، عن أبي هريرة به. (¬5) أخرجه أحمد في «فضائل الصحابة» (979)، وابن الأعرابي في «معجمه» (2217)، وابن عساكر (42/ 258) من طريق إسرائيل به. ورجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (3717) من طريق أبي هارون، عن أبي سعيد به. ثم أشار إلى رواية الأعمش هذه. ولم يتبين لي لم ترك الترمذي رواية الأعمش هذه إلى رواية أبي هارون المتروك، إلا أن يكون طلباً لعلو الإسناد، أو لعلة خفية في الإسناد. والله أعلم. وله عن أبي سعيد طريقان آخران أحدهما عند ابن عساكر، والثاني في «جزء فيه أحاديث وأخبار عن أبي بكر الصولي» (2).

557 - (41) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ: حدثنا أبي: حدثنا روَّادُ بنُ الجراحِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي حازمٍ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن / الأعرجِ، عن أبي هريرةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «السَّخيُّ الجَهولُ أَحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ مِن العابدِ البخيلِ» (¬1). 558 - (42) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ: أخبرنا قيسٌ، عن كثيرِ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن عطاءٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن بَنى للهِ مَسجداً بَنى اللهُ له بيتاً في الجنةِ» قالتْ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، وهذِه المساجدُ التي في الطُّرقِ والبيوت؟ قالَ: «نَعم» (¬2). ¬

_ (¬1) اختلف في إسناد هذا الحديث على يحيى بن سعيد الأنصاري، فقيل عنه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً، وقيل عنه عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة، وقيل غير ذلك. ذكر هذه الأوجه الدارقطني في «علله» (1530) إلا أنه لم يذكر رواية المصنف وفيها: عن أبي هريرة عن عائشة. وفي إسناد المصنف رواد بن الجراح وهو ضعيف. والحديث أورده الألباني في «الضعيفة» (154) وقال: ضعيف جداً. (¬2) كثير بن عبد الرحمن ضعيف. ومن طريقه أخرجه البزار (404 - زوائده)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (1556)، والعقيلي (4/ 3). وله لفظ آخر أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7005) بإسناد ضعيف إلى عطاء بن أبي رباح.

559 - (43) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ: حدثنا محمدُ بنُ عيسى: حدثنا فرجُ بنُ فَضالةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عامرٍ، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ قالَ: كُنا مَع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإنَّما كانَت القائلةُ بعدَ الجمعةِ (¬1). 560 - (44) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا شبابةُ بنُ سوَّارٍ: حدثنا الربيعُ بنُ صَبيحٍ قالَ: سمعتُ عطاءَ بنَ أبي رباحٍ يحدثُ عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صلاةٌ في مَسجدي أَفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ في غيرِه إلا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ تَعدلُ مئةَ ألفٍ». قالَ الربيعُ: فقلتُ لعطاءٍ: أَرأيتَ هذا الفضلَ الذي جاءَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المسجدِ الحرامِ خاصةً أو في الحرمِ كلِّه؟ قالَ: بَل في الحرمِ كُلِّه، فإنَّ الحرمَ كلَّه مسجدٌ (¬2). 561 - (45) حدثنا أبو يحيى عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ الدِّيرعاقوليُّ: حدثنا أبو الوليدِ: حدثنا عكرمةُ بنُ عمارٍ، عن إياسِ بنِ سلمةَ، عن أبيه قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (939) وأطرافه، ومسلم (859) من طريق أبي حازم بألفاظ متقاربة. (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي (1367) عن الربيع بن صبيح بتمامه. والمرفوع أخرجه أحمد (4/ 5)، وعبد بن حميد (520)، والبزار (2196)، وابن حبان (1620) من طريق عطاء بن أبي رباح به.

خرَجْنا إلى خيبرَ، قالَ: فكانَ عمِّي عامرٌ يَرتجزُ بالقومِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَن هذا؟ قَالوا: عامرٌ، ثم قالَ: لأُعطينَّ الرَّايةَ / رَجلاً يَحبُّ اللهَ ورسولَه ويُحبُّه اللهُ ورسولُه، فبعثَني إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه، فجئتُ به أَقودُهُ وهو أَرمدُ حتى أَتيتُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبسقَ في عَينيهِ فبَرأَ، فأَعطاهُ الرَّايةَ. قالَ: وخرجَ مَرْحَبٌ يَخطِرُ بسيفِهِ وهو يقولُ: قَد عَلمتْ خيبرُ أنِّي مَرْحبُ شاكِ السِّلاحِ بطلٌ مُجرَّبُ إذا الحروبُ أَقبلَت تلَهَّبُ فقالَ عليٌّ رضي اللهُ عنه: أَنا الذي سمَّتني أُمي حَيدَرَه كليثٍ غاباتٍ كريهِ المَنظَرَه أُفْنيهم (¬1) بالصاعِ كَيلَ السَّنْدَرَه قالَ: فضربَه ففَلَقَ رأسَ مَرْحَبٍ، وكانَ الفتحُ على يدَي عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه (¬2). 562 - (46) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا محمدُ بنُ الصلتِ: حدثنا سعيدُ بنُ خُثيمٍ أبو معمرٍ، عن محمدِ بنِ خالدٍ، عن إبراهيمَ قالَ: لو كنتُ فيمَن قَتلَ الحسينَ بنَ عليٍّ عليه السلامُ ثُم أُدخلتُ الجنةَ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وفي المصادر التي وقفت عليها: أوفيهم. (¬2) أخرجه مسلم (1807) من طريق عكرمة بن عمار في حديث طويل.

لاستَحييتُ أَن أَنظرَ إلى وجهِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬1). 563 - (47) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا قيسٌ، عن أبي هاشمٍ، عن أبي مِجلَزٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ (¬2) قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قالَ بسمِ اللهِ حينَ يَتوضَّأُ، فإذا فرغَ مِن وُضوئِهِ قالَ: سُبحانَكَ اللهمَّ وبحمدِكَ، أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا أنتَ، وأَستغفركَ وأَتوبُ إليكَ، طُبعتْ بطابعٍ ثم جُعلتْ تحتَ العرشِ حتى يُوافَى بها صاحبُها يومَ القيامةِ» (¬3). 564 - (48) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا أبو بكرٍ الحنفيُّ: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عادَ مَريضاً / فرآهُ يُصلِّي على وِسادةٍ، فأخَذَها فرَمى بها، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (2829)، وابن الأعرابي في «معجمه» (1435)، وابن عساكر (14/ 237) من طريق سعيد بن خثيم به. وقال الهيثمي (9/ 195): رجاله ثقات. (¬2) هكذا في الأصل، والحديث في المصادر التي وقفت عليها من رواية أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد. (¬3) نسبه في «كنز العمال» (26087) لابن النجار بهذا اللفظ. وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (81)، والطبراني في «الأوسط» (1455)، والحاكم (1/ 564)، والبيهقي في «الشعب» (2499)، و «الدعوات» (59) من طريق أبي هاشم الرماني بزيادة قيس بن عباد في إسناده، لم يذكروا البسملة في أول الوضوء. وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب موقوف. وكذلك قال الدارقطني في «علله» (2301). بينما صححه الألباني في «الإرواء» (626)، و «الصحيحة» (2333).

فأَخذَ عوداً ليُصليَ عليه، فأخَذَه فرَمى به وقالَ: «صَلِّ بالأرضِ إِن استَطعتَ، وإلا فأَومِ إيماءً، واجعَلْ سُجودَكَ أَخفضَ مِن رُكوعِكَ» (¬1). 565 - (49) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عيسى بنِ حيانَ المَدائنيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي بكرٍ، عن عبدِ الملكِ بنِ أبي بكرٍ، عن خلَّادِ بنِ السائبِ بنِ خلَّادٍ، عن أبيه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَتاني جبريلُ عليه السلامُ فأَمرَني أَن آمُرَ أَصحابي أَن يَرفَعوا أَصواتَهم بالإِهلالِ» (¬2). 566 - (50) حدثنا أبو الوليدِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن الأَوزاعيِّ، عن يحيى، عن أبي سلمةَ، عن أبي سعيدٍ قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الجَرِّ والدُّبَّاءِ والظُّروفِ المُزَفَّتةِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (568 - زوائده)، والبيهقي (2/ 306) من طريق سفيان الثوري به. وصححه الحافظ ابن حجر في «زوائد البزار» (404). في حين أعله أبو حاتم في «العلل» (307) بالوقف. ويرويه عطاء بن أبي رباح عن جابر بنحوه. أخرجه أبو يعلى (1811) بإسناد ضعيف عنه. (¬2) أخرجه أبو داود (1814)، والترمذي (829)، والنسائي (2753)، وابن ماجه (2922)، ومالك (1/ 334)، وأحمد (4/ 55/ 56)، وابن حبان (3802)، وابن خزيمة (2625) (2627)، والحاكم (1/ 450) من طريق خلاد بن السائب به. وقال الترمذي حسن صحيح. وصححه الألباني. (¬3) محمد بن كثير المصيصي قال ابن عدي: له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة عداد لا يتابعه عليها أحد. قلت: وأخشى أن يكون هذا منها. فالحديث رواه غير واحد عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. انظر تخريجه في «مسند أحمد» 2/ 540 (10971). وعن أبي سعيد فله طرق بنحوه، عند مسلم (1996) أحدها.

567 - (51) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ بالكوفةِ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ يَعني الجَريريَّ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لن يَدخلَ النارَ مَن شهدَ بدراً والحُديبيَةَ» (¬1). 568 - (52) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ: قالَ ابنُ جُريجٍ: أخبرني المغيرةُ بنُ حكيمٍ، عن أمِّ كُلثومٍ بنتِ أبي بكرٍ، أنَّها أخبرتْه عن عائشةَ أُمِّ المؤمنينَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالتْ: أَعتَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ حتى ذَهبَ عامَّةُ الليلِ وحتى نامَ أهلُ المسجدِ، ثم خرجَ فصلَّى وقالَ: «إنَّه لَوقتُها لولا أَن أَشقَّ على أُمتي» (¬2). 569 - (53) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ: حدثنا عونُ بنُ سلَّامٍ القرشيُّ: حدثنا محمدٌ يَعني ابنَ أبي حفصٍ العطارَ، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم / قالَ: «إنَّ الميتَ يَسمعُ خَفقَ نعالِكم حتى (¬3) تُولوا عنه، فيجلسُ فيُقالُ له: مَن ربُّكَ؟ فيَقولُ: اللهُ، ثم يُقالُ: ما دِينُكَ؟ فيَقولُ: الإسلامُ، فيُقالُ: مَن نَبيُّكَ؟ فيَقولُ: محمدٌ، فيُقالُ: مَن أينَ عرفتَه يَقيناً؟ فيَقولُ: عرفتُه وآمنتُ به وصدَّقتُ ما جاءَ به مِن كتابٍ، قالَ: فيُفسحُ له في قَبرِه مَدَّ بصرِهِ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 396) من طريق الأعمش به. وانظر رواية أبي الزبير عن جابر عند مسلم (2195). (¬2) أخرجه مسلم (638) (219) من طريق ابن جريج به. (¬3) هكذا في الأصل.

وتُجعلُ روحُه مَع أَرواحِ المؤمنينَ» (¬1). 570 - (54) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأنطاكيُّ: حدثنا الهيثمُ بنُ جميلٍ: حدثنا سلمةُ بنُ مسلمٍ العبديُّ: حدثني عطاءُ بنُ أبي رباحٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَتوضَّأُ بالمُدِّ، ويَغتسلُ بالصاعِ (¬2). 571 - (55) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن مُرةَ الهَمْدانيِّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: إنَّ للإنسانِ مِن الشيطانِ لَمَّةً ومِن الملَكِ لَمَّةً، قالَ: اللَّمَّةُ مِن الملَكِ إيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ، قالَ: واللَّمَّةُ مِن الشيطانِ إيعادٌ بالشرِّ وتَكذيبٌ بالخيرِ (¬3). قالَ: وتَلا عبدُ اللهِ هذه الآيةَ: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً}. قالَ عَمرو: سمعْنا في هذا الحديثِ أنَّه كانَ يُقالُ: إذا آنسَ أَحدُكم مِن ¬

_ (¬1) نسبه في «الدر المنثور» (5/ 35) للبيهقي بهذا التمام. وأخرجه مختصراً بسماع خفق النعال الطبراني (1135)، وتمام في «فوائده» (1429) من طريق مسلم الأعور به. ومسلم الأعور متفق على ضعفه. (¬2) أخرجه العقيلي في ترجمة سلمة العبدي (2/ 149) مع حديث آخر وقال: ولا يتابع عليهما. وأخرجه البزار (1587) من طريق مجاهد، والطبراني (11258) من طريق عبيدالله بن أبي يزيد، كلاهما عن ابن عباس به. وهو عند أحمد (1/ 289) بإسناد الطبراني بلفظ آخر. (¬3) هكذا في الأصل، وعند الطبري: بالحق.

لَمَّةِ الملَكِ فليَحمد اللهَ وليَسألْه مِن فضلِهِ، وإذا آنسَ مِن لَمَّةِ الشيطانِ فليَتعوَّذْ باللهِ - يَعني مِن الشيطانِ - وليَستغفِر اللهَ (¬1). 572 - (56) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا خلَّادُ بنُ يحيى بمكةَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئتينِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي روَّادٍ: حدثنا نافعٌ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ النبيَّ / صلى الله عليه وسلم رَأى نُخامةً في المسجدِ في القبلةِ، فمَشى إليها فحَتَّها، ثم دَعا بخَلوقٍ فخَلَّقَ ذلكَ المكانَ، ثم أقبلَ على القومِ فقالَ: «إذا قامَ أَحدُكم إلى القبلةِ أقبلَ اللهُ عليه بوجهِهِ، فلا يَتنخَّمْ أَحدُكم في قبلتِهِ ولا عن يَمينِهِ» (¬2). 573 - (57) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن سفيانَ ومسعرٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ أنَّه قالَ: مَن قالَ في السوقِ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، يُحيي ويُميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ، بيدِهِ الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كُتبَ له ¬

_ (¬1) موقوف. وكذلك أخرجه الطبري في «تفسيره» (3/ 106، 107) من طريق عمرو بن قيس وغيره. وأخرجه الترمذي (2978)، والنسائي في «الكبرى» (10985)، وابن حبان (997) من طريق أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب مرفوعاً. وقال الترمذي: حسن غريب .. لا نعلمه مرفوعاً إلا من حديث أبي الأحوص. وضعفه الألباني ثم صححه. (¬2) أخرجه البخاري (406) (753) (1213) (6111)، ومسلم (547) من طريق نافع به. ويأتي بإسناده ومتنه (677).

ألفُ ألفِ حسنةٍ، ومُحيَ عنه ألفُ ألفِ سيئةٍ، وبُنيَ له بيتٌ في الجنةِ (¬1). 574 - (58) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن عبدِ الكريمِ، عن مِقسمٍ (¬2)، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ثمنُ الكلبِ ومهرُ البَغيِّ وثمنُ الخمرِ حرامٌ». قالَ ابنُ عباسٍ: إذا جاءَ صاحبُ الكلبِ يطلبُ ثمنَ الكلبِ فاملأْ كفَّه تُراباً. 575 - (59) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ أبو جعفرٍ التَّمتامُ: حدثنا عمرُ بنُ عبدِ الوهابِ الرِّياحيُّ: حدثنا معتمرُ بنُ سليمانَ التيميُّ، عن أبيه، عن منصورٍ، عن شقيقٍ، عن عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ الصدقَ يَهدي إلى البِرِّ، والبرُّ يَهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ، والفجورُ يَهدي إلى النارِ». ثم قالَ: «لا يزالُ العبدُ يَصدقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتبَ عندَ اللهِ صِديقاً، ولا يزالُ العبدُ يكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتبَ عندَ اللهِ كذَّاباً» (¬3). ¬

_ (¬1) موقوف هنا. وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير منكر الحديث. وقد أخرجه تمام في «فوائده» (1409) من طريقه عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً. وأخرجه أحمد 1/ 47 (327) وغيره من طريقه عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعاً. وانظر تمام تخريحه فيه وفي «علل الدارقطني» (101). (¬2) هكذا في الأصل, وقد أخرجه أحمد 1/ 356 (3345) من طريق إسرائيل، عن عبد الكريم الجزري، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس دون كلامه في آخر الحديث. وانظرتمام تخريجه فيه. (¬3) أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607) من طريق منصور والأعمش، كلاهما عن أبي وائل به.

576 - (60) / حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ: أخبرنا سعيدٌ وابنُ عونٍ وقرةُ بنُ خالدٍ، عن ابنِ سيرينَ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَصرَ الصلاةَ مُقيماً بينَ مكةَ والمدينةِ لا يَخافُ إلا اللهَ عزَّ وجلَّ (¬1). 577 - (61) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خالدٍ أبو عبدِ اللهِ التَّغلبيُّ: حدثنا عفانُ: حدثنا أبانُ العطارُ، عن قتادةَ، عن عزرةَ، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبزى، عن أبيه، عن عمارِ بنِ ياسرٍ، أنَّ نبيَّ اللهَ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ: «التيممُ ضربةٌ للوجهِ والكفَّينِ» (¬2). 578 - (62) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المدائنيُّ: حدثنا شبابةُ بنُ سَوَّارٍ الفزاريُّ: حدثنا نصرُ بنُ طريفٍ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه قالَ: لمَّا اجتمعَ الناسُ في سَقيفةِ بَني ساعدةَ حيثُ دعوا إلى البيعةِ وأبو بكرٍ بينَ عمرَ وبينَ أبي عُبيدةَ، فأَخذَ أبو بكرٍ بأَيديهما فقالَ: بايِعوا أَحدَ هذَينِ الرَّجلينِ قَد رَضيتُه لكم، فقالَ عمرُ: بل إياكَ نُبايعُ، أنتَ خيرُنا وسيدُنا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (547)، والنسائي (1435) (1436)، وأحمد (1/ 215، 226، 354، 362، 369)، والبيهقي (3/ 135) من طريق ابن سيرين به. وقال الترمذي: حسن صحيح. (¬2) أخرجه أبو داود (327)، والترمذي (144)، والنسائي في «الكبرى» (302)، وأحمد (4/ 263)، وابن خزيمة (267)، وابن حبان (1303) (1308) من طريق قتادة بنحوه. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني.

وأَحبُّنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬1). 579 - (63) حدثنا أبو يحيى عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ العاقُوليُّ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا أبو عَوانةَ، عن جعفرِ بنِ إياسٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: كنتُ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ أَقبلَ عليٌّ عليه السلامُ فقالَ: «هذا سيدُ العربِ» قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألستَ سيدَ العربِ؟ قالَ: «أَنا سيدُ ولدِ آدمَ، وهذا سيدُ العربِ» (¬2). 580 - (64) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا نصرُ بنُ حمادٍ: /أخبرنا شعبةُ، عن عبدِ العزيزِ بنِ صهيبٍ، عن أنسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طافَ على نسائِهِ في غُسلٍ واحدٍ (¬3). 581 - (65) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ بالكوفةِ قراءةً عليه: حدثنا جعفرُ بنُ عليِّ بنِ خالدِ بنِ عمرَ بنِ خالدِ بنِ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ الجَريريُّ البَجليُّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ الحِمَّاني، عن عاصمٍ، عن أبي الضُّحى، عن ¬

_ (¬1) نصر بن طريف متروك. والحديث عند البخاري (3668) من طريق هشام بن عروة في حديث السقيفة الطويل. (¬2) أخرجه ابن عساكر (42/ 304 - 305) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني به. ويحيى الحماني متهم بسرقة الحديث. وتابعه عند ابن عساكر، والحاكم (3/ 124) عمر بن الحسن الراسبي بنحوه. وقال الذهبي في ترجمته في «الميزان»: لا يكاد يعرف، وأتى بخبر باطل متنه: علي سيد العرب. وانظر «الضعيفة» (10/ 513). (¬3) أخرجه ابن المظفر في «غرائب شعبة» (73) من طريق نصر بن حماد به. وهو عند مسلم (309) من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس به.

مسروقٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: في كلِّ الليلِ قَد أَوترَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، حتى انتَهى وِترُهُ إلى السَّحَرِ (¬1). 582 - (66) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: حدثنا عليُّ بنُ المباركِ، عن أيوبَ السَّختيانيِّ ويحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن نذرَ أَن يُطيعَ اللهَ فليُطعْهُ، ومَن نذرَ أَن يَعصيَه فلا يَعصِهِ» (¬2). 583 - (67) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا موسى بنُ داودَ، عن العمريِّ، عن الزهريِّ، عن عليِّ بنِ حسينٍ، عن أبيه قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن (¬3) إسلامِ المرءِ تَركُه ما لا يَعنيهِ» (¬4). 584 - (68) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حَيان المَدائنيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ، عن همامٍ، عن حذيفةَ قالَ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا يَدخلُ الجنةَ قَتَّاتٌ» (¬5). 585 - (69) حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ أبو يحيى العاقُوليُّ: حدثنا يحيى ¬

_ (¬1) تقدم (380). (¬2) أخرجه البخاري (6696) (6700) من طريق القاسم به. (¬3) هكذا في الأصل مع علامة التضبيب، والحديث مشهور بلفظ: من حسن إسلام ... (¬4) أخرجه أحمد (1/ 201)، والطبراني (2886)، والعقيلي (2/ 9) من طريق عبد الله بن عمر العمري به. وأخرجه مالك (2/ 903)، والترمذي (2318) من طريق الزهري، عن علي بن الحسين مرسلاً. وانظر «علل الدارقطني» (310). (¬5) تقدم (106).

بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا يحيى بنُ سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي صادقٍ، عن عليٍّ عليه السلامُ قالَ: حَسَبي حَسَبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ودِيني دِينُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فمَن نالَ مِني فإنِّما يَنالُ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬1). 586 - (70) /حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادٌ، عن عاصمٍ، عن أبي عبدِ الرحمنِ السُّلميِّ قالَ: ما رأيتُ أَحداً أَقرأَ لكتابِ اللهِ (عزَّ وجلَّ؟) (¬2) مِن عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلامُ. (¬3) قالَ: بينا هو يَقرأُ في سورةِ الأَنبياءِ إذ أَسقطَ آيةً، قالَ: فقرأَ ما شاءَ اللهُ أَن يَقرأَ، ثم ذَكرَها فرجَعَ إليها فقرأَها، ثم عادَ إلى مكانِه الذي انتَهى إليه. قالَ: فما علمَ به أَحدٌ إلا مَن كانَ يَقرأُ تلكَ السُّورةَ. 587 - (71) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ: حدثنا جَنْدَلُ بنُ والقٍ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ عَمرو، عن إسحاقَ يَعني ابنَ راشدٍ، عن الزُّهريِّ، أنَّ عُبيدَ اللهِ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ أخبَره، أنَّ ابنَ عباسٍ أخبَره قالَ: أقبلتُ راكباً على أتانٍ في حجةِ الوداعِ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بالناسِ بمِنى، فجئتُ مِن بينِ يَدي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَرسلتُ الأَتانَ في وُجوهِ القومِ وصَففتُ فصَليتُ معَهم، فلم يَقل لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شيئاً (¬4). ¬

_ (¬1) يحيى بن سلمة بن كهيل متروك. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (42/ 519). (¬2) كتبت فوق الكلام بخط غير واضح. والله أعلم. (¬3) إلى هنا عند ابن عساكر (42/ 401) من طريق عاصم بن أبي النجود. وانظر لما بعده «فضائل القرآن» لابن الضريس (15). (¬4) أخرجه البخاري (76) وأطرافه، ومسلم (504) من طريق الزهري بألفاظ متقاربة.

588 - (72) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا زيدُ بنُ الحُبابِ: حدثنا الحسينُ بنُ وَرْدانَ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن الصلاةِ في السَّراويلِ (¬1). 589 - (73) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التغلبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سابقٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طهمانَ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عائشةَ، أنَّه سألَها: هل كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يخصُّ شيئاً مِن الأيامِ والَّليالي؟ قالتْ: لا، ومَن يُطيقُ ما كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطيقُ، كانَ عملُهُ دائماً (¬2). 590 - (74) حدثنا محمدُ بنُ عيسى المدائنيُّ: حدثنا شبابةُ بنُ سوَّارٍ: حدثنا يونسُ، عن مجاهدٍ، / عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ ملائكةَ أهلِ السماءِ، يقولُ: انظُروا إلى عِبادي هؤلاءِ جاؤُوا شُعثاً غُبراً» (¬3). 591 - (75) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ: حدثنا أبو ربيعةَ: حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ، عن الحارثِ بنِ حَصيرةَ، عن القاسمِ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7837)، والعقيلي (1/ 251)، والخطيب (5/ 138) من طريق زيد بن الحباب به. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (4721). (¬2) أخرجه البخاري (1987) (6466)، ومسلم (783) من طريق منصور بن المعتمر به. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 305)، وابن خزيمة (2839)، وابن حبان (3852)، والحاكم (1/ 465) من طريق يونس بن أبي إسحاق به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، والألباني. وقال الهيثمي (3/ 253): ورجاله رجال الصحيح.

بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أهلُ الجنةِ عشرونَ ومئةُ صفٍّ، هذه الأُمةُ مِنها ثَمانونَ صَفاً» (¬1). 592 - (76) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا أبو نُعيمٍ النَّخعيُّ: أخبرنا أبو مالكٍ: أخبرنا أبو إسحاقَ السَّبيعيُّ، عن الحارثِ، عن عليٍّ عليه السلامُ، قالَ: وأَخبرني أيضاً عاصمُ بنُ كُليبٍ الجرميُّ، عن أبي بردةَ، عن أبي موسى، قالَ أبو نُعيمٍ: وأخبَرني به أيضاً موسى بنُ محمدٍ الأنصاريُّ، عن عاصمِ بنِ كُليبٍ، عن أبي بردةَ، عن أبي موسى، كِلاهما: قالَ عليٌّ وأبو موسى: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عليُّ، إنِّي أَرضى لكَ ما أَرضى لنَفسي، وأَكرهُ لكَ ما أَكرهُ لنَفسي، لا تَقرأ القرآنَ وأنتَ جُنبٌ، ولا وأنتَ راكعٌ، ولا وأنتَ ساجدٌ، ولا وأنتَ عاقصٌ شَعركَ، ولا تُدَبِّح تَدبيحَ الحمارِ - قالَ أبو نُعيمٍ: التدبيحُ إذا ركعتَ لا تُدلي رأسَكَ - ولا تَفتَرشْ ذراعَيكَ افتراشَ السَّبُعِ، ولا تُقعي اقعاءَ الكلبِ - قالَ أبو نُعيمٍ: لا تَضمَّ رُكبتيكَ -، ولا تَركب المياثِرَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 453)، وأبو يعلى (5358)، والبزار (1999)، والطبراني في «الكبير» (10350)، و «الأوسط» (539)، و «الصغير» (82) من طريق عبد الواحد بن زياد مطولاً. وقال في «المجمع» (10/ 403): ورجالهم رجال الصحيح، غير الحارث بن حصيرة وقد وثق.

الحُمرَ - وهي السُّروجُ -، ولا تَلبس القسيَّ - قالَ أبو نُعيمٍ: / قلتُ لأبي مالكٍ: ما القسيُّ؟ قالَ: ثيابٌ حُمرٌ تكونُ بالشامِ شديدةُ الحُمرةِ -، ولاتَختَّم بالذهبِ، ولا تَلبسْ خاتَمكَ في هذِه ولا في هذِه». وأَشارَ أبو نُعيمٍ بأُصبعيهِ الوُسطى والسَّبابةِ (¬1). 593 - (77) حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ: حدثنا الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ يَعني ابنَ حربٍ: حدثنا عَمرو، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ ذاتَ يومٍ يُصلِّي إذْ جاءَهُ الحسنُ أو الحسينُ عليهما السلامُ، فوثَبَ على ظهرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ، فتناوَلَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأخذَهُ أَخذاً رَفيقاً حتى وضعَهُ بحذائِهِ. قالَ: فلَقد (رأيتُهما أَمامَينا؟). ولقَد رأيتُ أبا بكرٍ رضي اللهُ عنه يحملُهُ على عُنقِه، مما قَد علَمَ مِن حُبِّ نبيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إيَّاهُ (¬2). 594 - (78) حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ الخزازُ: حدثنا مسلمُ بنُ عبدِ الرحمنِ: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 118 - 119)، والبزار (3126) من طريق أبي نعيم النخعي عبد الرحمن بن هانئ به. وقال البزار: وهذا الحديث إنما يعرف عن علي بن أبي طالب، فجمع هذا الرجل فيه أبا موسى مع علي، ولا نعلم أحداً جمعهما إلا عبد الملك بن حسين، ولم يتابع عليه. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (5710). وحديث علي الذي أشار إليه البزار انظر تخريجه في «مسند أحمد» 1/ 82 (619) باختصار بعض فقراته. (¬2) لم أقف عليه بهذا السياق. وللحديث أصل عن عطية العوفي، عن أبي سعيد بغير هذا اللفظ. انظر «زوائد البزار» (2638)، و «المطالب» (516). وعطية العوفي ضعيف.

حدثنا محمدُ بنُ مصعبٍ، عن حمادِ بنِ سلمةَ، عن حبيبِ بنِ الشهيدِ، عن عطاءٍ، عن عروةَ، عن عائشةَ أنَّها قالتْ: ما اعتَمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في شهرِ رجبٍ قطُّ (¬1). 595 - (79) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ أبو جعفرٍ التَّمتامُ: حدثنا موسى بنُ مسعودٍ أبو حذيفةَ: حدثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن زيادِ بنِ حُصينٍ، عن أبي العاليةِ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَتى على فتيةٍ يَرمونَ، فقالَ: «ارْموا يا بَني إسماعيلَ، فإنَّ أَباكم كانَ رَامياً» (¬2). 596 - (80) حدثنا أبو الوليدِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن أبانَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ / قالَ: سألتُ ابنَ عمرَ، عن نَبيذِ الجَرِّ، فقالَ: حرامٌ مِن اللهِ ورسولِهِ. فأَخبرتُ ابنَ عباسٍ بقولِ ابنِ عمرَ فقالَ: صدقَ ابنُ عمرَ (¬3). 597 - (81) حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ الخزازُ: حدثنا مسلمُ بنُ عبدِ الرحمنِ الجرميُّ: حدثنا خالدُ بنُ يزيدَ القرشيُّ، عن أبي سعدٍ البقالِ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1777) من طريق عطاء بن أبي رباح به. (¬2) أخرجه ابن ماجه (2815)، وأحمد (1/ 364)، والحاكم (2/ 94) من طريق سفيان الثوري به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، والألباني في «الصحيحة» (4/ 13). (¬3) أخرجه مسلم (1997) (47) من طريق سعيد بن جبير بنحوه.

كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا رجعَ مِن غَزوتِهِ قالَ: «آيبونَ تائبونَ عابِدونَ لِربِّنا حامِدونَ» (¬1). 598 - (82) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تميمٌ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عيسى، عن يزيدَ بنِ الحارثِ، عن أبي وائلٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: هذه الأُمةُ ثلاثةُ أثلاثٍ يومَ القيامةِ: ثُلثٌ يَدخلونَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ، وثُلثٌ يُحاسَبونَ حساباً يَسيراً، وثُلثٌ يَجيؤونَ بذُنوبٍ عِظامٍ حتى يَقولَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ما هؤلاءِ؟ - وهو أَعلمُ - فتقولُ الملائكةُ: هؤلاءِ جاؤُوا بذُنوبٍ عِظامٍ إلا أنَّهم لم يُشرِكوا بكَ، فيقولُ الربُّ عزَّ وجلَّ: أَدخِلوهم في سعةِ رَحمتي. وتَلا عبدُ اللهِ هذه الآيةَ: {ثم أورثنا الكتاب} [فاطر: 32] حتى فرغَ مِن الآيةِ (¬2). 599 - (83) حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ العاقوليُّ: حدثنا يوسفُ الصفارُ: حدثنا حسينُ بنُ عطيةَ: حدثنا إسرائيلُ، عن ميسرةَ بنِ حبيبٍ، عن المنهالِ، عن زرٍّ، عن حذيفةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نزلَ عليَّ ملَكٌ فبشَّرني أنَّ الحسنَ والحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنةِ، وأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أبو سعد البقال ضعيف. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5605). ويروى من طريق سعيد بن المسيب عن جابر، انظر «الإيماء إلى زوائد الأجزاء» (1297) (1298). (¬2) أخرجه الطبري في «تفسيره» (22/ 158) من طريق عمرو بن قيس به. (¬3) أخرجه الترمذي (3781)، والنسائي في «الكبرى» (8240) (8307)، وأحمد (5/ 391)، وابن حبان (6960)، والحاكم (3/ 151، 381) من طريق إسرائيل مطولاً ومختصراً. وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الألباني.

600 - (84) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ عليٍّ الأَبارُ النَّخشَبيُّ: حدثنا عبادُ بنُ موسى الخُتَّلي: / حدثنا إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، عن إسرائيلَ، عن أبي حَصينٍ، عن أبي عبدِ الرحمنِ، عن عمرَ رضي اللهُ عنه قالَ: إنَّ مِن السُّنةِ أَن يُضربَ بالأَكُفِّ على الرُّكبِ في الصلاةِ (¬1). 601 - (85) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا محمدُ بنُ مطرفٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن ابنَي جابرٍ قالا: خرجَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ وهو بينَنا يَمشي فنُكبَ، فقالَ: تَعسَ مَن أَخافَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ له أَحدُهم: وكيفَ يُخافُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقَد ماتَ؟ فقالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن أَخافَ أَهلَ المدينةِ فقَد أَخافَ ما بينَ جَنبيَّ» (¬2). 602 - (86) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ الكوفيُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن أبي الأَحوصِ، عن عبدِ اللهِ أنَّه قالَ: لكلِّ شيءٍ سَنامٌ، وإنَّ سَنامَ القرآنِ سورةُ البقرةِ، وإنَّ لكلِّ شيءٍ لُباباً، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (258)، والنسائي (1034) (1035)، والبيهقي (2/ 84) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 354، 393) من طريق محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن جابر به.

وإنَّ لُبابَ القرآنِ المُفصَّلُ، وإنَّ الشيطانَ إذا سمعَ سورةَ البقرةِ تُقرأُ خَرجَ مِن البيتِ الذي تُقرأُ فيه، وإنَّ أَصفرَ البيوتِ بيتٌ ليس فيه مِن كتابِ اللهِ شيءٌ، واقْرؤوا القرآنَ فإنَّكم تُؤجَروا بكلِّ حرفٍ مِنه عشرَ حسناتٍ، أمَا إنِّي لا أَقولُ {آلم} حرفٌ، ولكنْ ألفٌ ولامٌ وميمٌ (¬1). 603 - (87) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا سُريجُ بنُ النعمانِ: حدثنا فُليحٌ، عن نافعٍ، عن نُبيهِ بنِ وهبٍ، أنَّ عمرَ بنَ عُبيدِ اللهِ أَرسلَ إلى أبانَ بنِ عثمانَ: إنِّي أُريدُ أَن أُنكحَ طلحةَ فاحضرْ، فقالَ أبانُ: لأَراكَ عِراقياً جافِياً، / إنِّي سمعتُ عثمانَ بنَ عفانَ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا يَخطبُ المُحرمُ ولا يَنكِحُ ولا يُنكَحُ» (¬2). 604 - (88) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التغلبيُّ: حدثنا سُريجُ بنُ النعمانِ: حدثنا فليحٌ، عن عبدِ الجبارِ بنِ نُبيهٍ، عن أبيه، عن أبانَ بنِ عثمانَ، عن عثمانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمثلِهِ. 605 - (89) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ الأبارُ: حدثنا الوليدُ بنُ عتبةَ الدمشقيُّ: حدثنا بقيةُ قالَ: قالَ لي شعبةُ: تمسَّكْ بحديثِ بَحيرِ بنِ سعدٍ (¬3). 606 - (90) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ: حدثنا الوليدُ بنُ عتبةَ: حدثنا بقيةُ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (2/ 447)، والطبراني -كما في «المجمع» (7/ 159) -، والبيهقي في «الشعب» (2258)، وابن منده في «الرد على من يقول الم حرف» (12) من طريق عاصم بن بهدلة به، وبعضهم يزيد فيه على بعض. (¬2) أخرجه مسلم (1409) من طريق نبيه بن وهب به. (¬3) أخرجه أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه» (1/ 398) - ومن طريقه ابن عدي (2/ 73) - عن الوليد بن عتبة به.

قالَ: سألتُ شعبةَ عن سعيدِ بنِ بشيرٍ، فقالَ: ذلكَ صدوقُ اللسانِ (¬1). 607 - (91) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا سعيدُ بنُ إياسٍ، عن أبي نضرةَ، عن أبي سعيدٍ، عن زيدِ بنِ ثابتٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ حائطاً لبَني النجارِ وهو على بغلةٍ له، فمرَّ على قبورٍ خمسةٍ أو ستةٍ فحادَت البغلةُ، فقالَ: «أيُّكم يعرفُ أَصحابَ هذه القبورِ؟» فقالَ رَجلٌ: أَنا يا رسولَ اللهِ، قالَ: «ما هُم؟»، قالَ: مَاتوا في الإشراكِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذه الأُمةَ تُبتَلى في قُبورِها، ولولا أَن لا تَدافَنوا لدَعوتُ اللهَ أَن يُسمِعَكم مِن عذابِ القبرِ الذي هو فيه». ثم قالَ صلى الله عليه وسلم: «تَعوَّذوا باللهِ مِن عذابِ القبرِ - أو قالَ: تَعوَّذوا باللهِ مِن عذابِ النارِ، شكَّ أبو مسعودٍ - ثم قالَ: تَعوَّذوا باللهِ مِن عذابِ اللهِ، أو مِن الفتنِ ما ظهَرَ مِنها وما بَطَنَ». ثم قالَ: «تَعوَّذوا باللهِ مِن الدَّجالِ» (¬2). 608 - (92) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيانَ المدائنيُّ: / حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ يَعني ابنَ عطيةَ: حدثنا الحسنُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّخعيُّ، عن عبدِ الجبارِ بنِ وائلٍ، عن أبيه، عن جدِّه قالَ: صليتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمِنى فكبَّر حينَ افتتحَ الصلاةَ وقرأَ فاتحةَ الكتابِ، فلمَّا بلغَ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قالَ: «آمينَ» فرفعَ بها صوتَه (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (1/ 143)، وابن عدي (3/ 370) من طريق بقية به. (¬2) أخرجه مسلم (2867) من طريق سعيد بن إياس الجريري به. (¬3) أخرجه تمام في «فوائده» (1554) من طريق محمد بن عيسى به. ومحمد بن الفضل بن عطية متروك، ولعل قوله في الإسناد: «عن جده» من أغلاطه، فالحديث معروف عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه وائل بن حجر مرفوعاً، وانظر تخريجه في «الروض البسام» (328). وأبوه حُجر ذكره ابن حَجر في القسم الرابع من «الإصابة» (2/ 206) فيمن ذكر في الصحابة غلطاً.

609 - (93) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ بنِ بُردٍ: حدثنا موسى بنُ داودَ: حدثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن عَمرةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عَنها قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَرادَ أَن يَعتكفَ صلَّى الفجرَ ثم دخَلَ المكانَ الذي يُريدُ أَن يَعتكفَ فيه (¬1). 610 - (94) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا عُيينةُ (¬2) يَعني ابنَ عبدِ الرحمنِ بنِ جَوشنٍ، عن أيوبَ بنِ موسى، عن أبي حازمٍ قالَ: قالَ سعيدُ بنُ المسيبِ: إنَّ للمسجدِ أَوتاداً مِن الناسِ، وإنَّ لهم جلساءَ مِن الملائكةِ، فإِذا فَقدوهم سأَلوا عَنهم، وإنْ كَانوا مَرضى عادُوهم، وإنْ كانوا في حاجةٍ أَعانُوهم (¬3). 611 - (95) حدثنا أبو بكرٍ يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2041)، ومسلم (1173) من طريق يحيى بن سعيد في حديث طويل. وتقدم (290). (¬2) في الأصل: عبيد. والتصويب من مصادر التخريج وكتب الرجال. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (34612)، والبيهقي في «الشعب» (2691) من طريق يزيد بن هارون به. ورجاله ثقات. ثم أخرجه البيهقي (2692) عن الحاكم - وهو في مستدركه (3/ 398) - من طريق أبي حازم، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن سلام موقوفاً.

يَعني ابنَ عطاءٍ الخفافَ: أخبرنا أُسامةُ بنُ زيدٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: أَتى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحدٍ على حمزةَ عليه السلامُ وقد مُثِّلَ به فقالَ: «لولا أَن تَجدَ صفيةُ في نَفسِها لتَركتُه حتى تأكُلَه العافيةُ - يَعني السِّباعَ - حتى يُحشرَ مِن بُطونِها»، ثم دَعا بنَمِرةٍ فكفَّنَه فيها، فكانَت إذا مُدَّتْ على رِجليهِ بَدا رأسُه، وإذا مُدَّتْ على رأسِهِ بدا رِجلاهُ، فكثُرت القَتلى / وقلَّت الثيابُ، فكانَ الرَّجلانِ والثلاثةُ يُكفَّنونَ في الثوبِ الواحدِ ويُدفَنونَ في قبرٍ واحدٍ، فجعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسألُ عَنهم أيُّهم أَكثرُ قُرآناً فيُقدِّمه إلى القبلةِ. قالَ: فدَفنَهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يُصَلِّ عَليهم (¬1). 612 - (96) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ ومِئتينِ إملاءً: حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ بنِ عطيةَ: حدثنا سالمٌ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «صلُّوا على مَن قالَ لا إلهَ إلا اللهُ، وصلُّوا وراءَ مَن قالَ لا إلهَ إلا اللهُ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3136) (3137)، والترمذي (1016)، وأحمد (3/ 128)، والدارقطني (4/ 116 - 117)، والحاكم (1/ 365، 2/ 120، 3/ 196)، والبيهقي (4/ 10 - 11) من طريق أسامة بن زيد مطولاً ومختصراً. (¬2) أخرجه الدارقطني (2/ 56)، والطبراني (13622)، وابن البختري في «أماليه» (60)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (713) من طريق محمد بن الفضل بن عطية به. وعند الطبراني «عن عطاء» بدل «عن مجاهد». وقال الهيثمي (2/ 67): وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو كذاب. وللحديث طرق أخرى ذكرها الألباني في «الإرواء» (527) وضعَّف الحديث.

613 - (97) حدثنا أبو محمدٍ الحارثُ بنُ أبي أُسامةَ: حدثنا الواقديُّ: حدثنا عبدُ الحميدِ بنُ جعفرٍ، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: صلَّيتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الكُسوفِ، فما سمعتُ مِنه حَرفاً واحِداً (¬1). 614 - (98) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا ابنُ عونٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ رَجلاً سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن صلاةِ الليلِ فقالَ: «مَثنى مَثنى، فإِذا خَشيتَ الصبحَ فصَلِّ رَكعةً فإنَّها تُوترُ صَلاتَكَ» (¬2). 615 - (99) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ أبو سعيدٍ الجوهريُّ شيخٌ قدمَ عَلينا مِن خُراسانَ في شوالٍ سنةَ ثمانٍ وسَبعينَ ومِئتينِ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن الحسنِ بنِ دينارٍ، عن عاصمِ بنِ بهدلةَ، عن أبي وائلٍ، /عن ابنِ مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحبُّ الأَعمالِ إلى اللهِ الصلاةُ لِوقتِها» (¬3). ¬

_ (¬1) الواقدي متروك. وقد أخرجه أحمد (1/ 293، 350)، وأبو يعلى (2754)، والطبراني (11612)، والبيهقي (3/ 335)، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب به. وقال الهيثمي (2/ 207): وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. (¬2) أخرجه البخاري (472) (473) (990)، ومسلم (749) من طريق نافع به. وله طرق عن ابن عمر تقدم أحدها (517). (¬3) أخرجه الخطيب (2/ 204 - 205) من طريق المصنف به. وإسناده تالف. وتقدم بنحوه مطولاً (470).

616 - (100) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ أبو زكريا الجَريريُّ بالكوفةِ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن عَمرو الجَمَليِّ، عن أبي البَختريِّ، عن حذيفةَ أنَّه قالَ: القلوبُ أربعةٌ: فقلبٌ أَجردُ فيه كالسِّراجِ يُزهرُ قلبُ المؤمنِ، وقلبٌ أَغلفُ مَعصوبٌ عليه قلبُ الكافرِ، وقلبٌ مَنكوسٌ قلبُ المنافقِ، وقلبٌ فيه إيمانٌ ونفاقٌ، فمثلُ النفاقِ مثلُ قُرحةٍ يَسقيها قيحٌ ودمٌ، ومثلُ الإيمانِ مثلُ بَقلةٍ يَسقيها ماءٌ طيبٌ، فأَيُّهما غلبَ على الآخَرِ استَولى عليهِ (¬1). 617 - (101) حدثنا أبو الفضلِ صالحُ بنُ محمدٍ الرَّازي قراءةً: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ القصبيُّ: حدثنا مُفضلُ بنُ محمدٍ النحويُّ: حدثنا سماكُ بنُ حربٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن الشِّعرِ حُكماً، وإنَّ مِن البيانِ سِحراً» (¬2). 618 - (102) حدثنا صالحُ بنُ محمدٍ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ: حدثنا سلَّامٌ أبو المنذرِ: حدثنا مطرٌ الوراقُ، عن عبدِ اللهِ بنِ بريدةَ، عن ابنِ عباسٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (30404) (37395)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 276) من طريق عمرو بن مرة الجملي به. وأبو البختري سعيد بن فيروز لم يسمع من حذيفة. وروي من طريق عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً، انظر «الضعيفة» (5158). (¬2) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (875)، وأبو داود (5011)، والترمذي (2845)، وابن ماجه (3756)، وأحمد (1/ 269، 273، 303، 309، 313، 327، 332)، وابن حبان (5778) (5780) من طرق عن سماك به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وحسن الألباني إسناده في «الصحيحة» (1731).

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه (¬1). 619 - (103) حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الرحيمِ بنِ دَنُوقا: حدثنا موسى يَعني ابنَ داودَ: حدثنا زهيرُ بنُ معاويةَ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الإمامُ ضامنٌ والمؤذنُ مؤتَمنٌ، اللهمَّ /أَرشِد الأئمةَ واغفِر للمُؤذِّنينَ» (¬2). 620 - (104) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المدائنيُّ: حدثنا عليُّ بنُ عاصمٍ: حدثنا حسينُ بنُ قيسٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ إبليسَ يَبعثُ أشِداءَ - أو أَقوياءَ - أَصحابِه إلى مَن يصنعُ (¬3) المعروفَ في مالِهِ». فسأَلوا عكرمةَ فقالَ: في الصدقاتِ (¬4). 621 - (105) حدثنا أبو يعلى محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا عبادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا هشامٌ: أخبرني أبي: أخبرني أبو أيوبَ الأنصاريُّ بالرومِ في الغزوةِ التي غَزاها بالرومِ فماتَ بها، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في «فوائده» (1492) من طريق صالح بن محمد به. (¬2) أخرجه أبو داود (517) (518)، والترمذي (207)، وأحمد (2/ 232، 284، 377، 419، 424، 461، 472، 514)، وابن خزيمة (1528) (1529) (1530) (1531)، وابن حبان (1672) من طريق أبي صالح به على اختلاف في إسناده. وانظر كلام الإمام الترمذي والدارقطني في «علله» (1968). (¬3) تحرف في الأصل إلى: يمنع. (¬4) حسين بن قيس الرحبي متروك. ومن طريقه أخرجه الطبراني (11536).

أنَّه سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: أَرأيتَ أَحدَنا يُصيبُ المرأةَ فيُكسلُ ولا يُنزِلُ؟ قالَ: «ليَغسلْ ما أصابَ المرأةَ مِنه ثم يَتوضَّأُ ويُصلِّي» (¬1). 622 - (106) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن عليِّ بنِ ربيعةَ قالَ: خرجَ إلينا عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلامُ في الرَّحْبةِ فقالَ: واللهِ لا تَسألوني اليومَ عن شيءٍ إلا أَنبأتُكم به، فقالَ عبدُ اللهِ بنُ الكَوَّاءِ اليشكريُّ: ما الذَّارياتِ ذَرواً؟ قالَ: الريحُ، قالَ: فَما الحامِلاتِ وِقراً؟ قالَ: السحابُ، قالَ: فما الجارياتِ يُسراً؟ قالَ: السُّفنُ قالَ: فَما المُقسِّماتِ أمراً؟ قالَ: الملائكةُ. قالَ: ما البيتُ المَعمورُ يا أَميرَ المؤمنينَ؟ قالَ: أَما إنَّه ليسَ بمسجدِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ولا مسجدِ مكةَ، ولكنَّه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له الضُّراحُ /يَدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألفاً مِن الملائكةِ على ثُكناتِهم (¬2) يُصلُّونَ فيه ثم لا يَعودونَ، ثم قالَ: هَل تَدرونَ ما الثُّكنةُ؟ قَالوا: العبادةُ، قالَ: لا، ولكنَّها الرايةُ. ثم قالَ ابنُ الكَوَّاءِ: يا أَميرَ المؤمنينَ ما هذا السَّوادُ الذي في القمرِ؟ فقالَ له: قاتَلَكَ اللهُ يا ابنَ الكَوَّاءِ، ثم قرأَ {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة} فهي الآيةُ التي مُحيَتْ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (293)، ومسلم (346) من طريق هشام بن عروة به. (¬2) في الأصل: ثَكْبَايهم .. .. الثكبة. والتصويب من «النهاية» (1/ 218). (¬3) أخرجه الطبري في «تفسيره» (17/ 58، 26/ 217 - 216، 27/ 23) من طريق عاصم بن بهدلة مفرقاً. وله طرق أخرى عن علي مطولاً ومختصراً، انظر «المطالب» (3728)، و «الإتحاف» (6681).

623 - (107) حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ الوكيعيُّ: حدثنا أبي: حدثنا جعفرُ بنُ عونٍ: حدثنا مسعرٌ، عن عَمرو بنِ مرةَ، عن أبي عُبيدةَ، عن أبي موسى قالَ: سمَّى لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نفسَه أَسماءَ مِنها ما حفظْنا، فقالَ: «أَنا أحمدُ، وأَنا محمدٌ، وأَنا الحاشرُ، وأَنا العاقبُ، وأَنا المُقفِّي، ونبيُّ الرحمةِ، ونبيُّ المَلحمةِ» (¬1). 624 - (108) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ أبو سعيدٍ الجوهريُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ أبي حفصةَ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن فاتَته صلاةُ العصرِ فكأنَّما وُتِرَ أهله (¬2) وماله» (¬3). 625 - (109) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ أبو سعيدٍ الجوهريُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهياجِ: حدثنا أبي، عن ليثٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ مثلَه ولم يرفعْهُ (¬4). 626 - (110) حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ الخزازُ سنةَ سبعٍ وسبعينَ ومِئتينِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ بكرٍ السَّهميُّ: حدثنا سنانُ بنُ ربيعةَ، عن ثابتٍ البُنانيِّ، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ، عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ /صلى الله عليه وسلم: «ما مِن مسلمٍ يُبتَلى في جسدِهِ ببلاءٍ إلا كَتبَ اللهَ له ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2355) من طريق عمرو بن مرة به. (¬2) ضبطت في الأصل بالفتح والضم، وأكد ذلك بكلمة: (معاً). وقال النووي في «شرح مسلم» (5/ 125 - 126): روي بنصب اللامين ورفعهما، والنصب هو الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور على أنه مفعول ثان، ومن رفع فعلى ما لم يسم فاعله. (¬3) أخرجه مسلم (626) (201) من طريق سالم به. وانظر ما بعده. (¬4) ومرفوعاً أخرجه البخاري (552)، ومسلم (626) (200) من طريق نافع.

عملاً صالحاً كانَ يعملُهُ في صحتِهِ في مرضِهِ» (¬1). 627 - (111) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ أبو بكرٍ النَّرسيُّ: حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ: حدثني عثمانُ بنُ أبي سليمانَ، عن عليٍّ الأَزديِّ، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ حُبْشيٍّ الخثعميِّ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئلَ: أيُّ الأَعمالِ أَفضلُ؟ قالَ: «إيمانٌ لا شكَّ فيه، وجهادٌ لا غُلولَ فيه، وحَجةٌ مبرورةٌ» قيلَ: فأيُّ الصلاةِ أفضلُ؟ قالَ: «طولُ القنوتِ» قيلَ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قالَ: «جهدُ المُقِلِّ» قيلَ: فأيُّ الهجرةِ أفضلُ؟ قالَ: «مَن هجرَ ما حرَّمَ اللهُ عليه» قالَ: فأيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قالَ: «مَن جاهدَ المُشركينَ بمالِهِ ونفسِهِ» قيلَ: فأيُّ القتلِ أَشرفُ؟ قالَ: «مَن أُهريقَ دمُهُ وعُقرَ جوادُهُ» (¬2). 628 - (112) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن أبي هارونَ، عن أبي سعيدٍ قالَ: كُنا إذا سافَرْنا مَع النبيِّ صلى الله عليه وسلم كانَ الأربعةُ والخمسةُ في الماءِ، وكانَ الرَّجلُ والرَّجلانِ يَذهبانِ في رِعْيةِ الدَّوابِّ، والرَّجلُ والرَّجلانِ يَتخلَّفانِ في الرَّحلِ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (178)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (2212)، والبيهقي في «الشعب» (9465)، وابن عساكر في «تاريخه» (6/ 3)، وفي «معجمه» (1485)، والعقيلي (2/ 170) من طريق عبد الله بن بكر السهمي به. وقد أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (501)، وأحمد (3/ 148، 238، 258) من طريقين عن سنان بن ربيعة قال: سمعت أنس بن مالك، فذكره بنحوه. (¬2) أخرجه أبو داود (1325) (1449)، والنسائي (2526) (4986)، وأحمد (3/ 411) من طريق حجاج بن محمد مطولاً ومختصراً. وصححه الألباني.

يُعالِجانِ ما يُصلِحُهما، والرَّجلُ والرَّجلانِ يأتيانِ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيَسمعانِ مِنه، فإِذا أَمسَينا اجتَمعنا فتَذاكرْنا /ما سمِعْنا مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذهبتُ أَنا وصاحبٌ لي إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بتمرٍ، فأَلقاهُ بينَ أَيدينا على نِطعٍ، وكُنا نَجمعُه بينَ يدَيه، فإِذا رآهُ قَد اجتمعَ أَخذَه فأَلقاهُ بينَ أَيدينا، فكُنا نَفعلُ ذلكَ لِما نَرجو مِن بركةِ يدِهِ صلى الله عليه وسلم. فبينَا نحنُ كذلكَ إذ أَقبلَ الرَّجلانِ اللذانِ كانا في الرِّعْيةِ، فلقيَه الذي كانَ في الرَّحلِ مَعه السِّقاءُ ليأتيَ به الماءَ، فقالَ الرجلُ: أَعطِني السِّقاءَ فأكفِكَ فإنَّكَ لم تزلْ منذُ اليومَ نَصِباً شاحِباً، وأَخذَ السِّقاءَ، فأَعجبَنا الذي رأْينا مما يَصنعُ ومِن حرصِهِ على العملِ، فذكَرْنا ذلكَ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذاكَ رَجلٌ مِن أهلِ النارِ». فسُقطَ في أَيدينا وكِدنا أَن نَهلكَ لِما نَعلمُ مِن فضلِهِ في أنفُسِنا ولِما سبقَ له على لسانِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكُنا نَبكي له إِذا خلَونا، ونَكرهُ أَن نُفشيَ سِرَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهو في حالِ الجهادِ والعملِ إلى أَن جمعَ لنا العدوُّ يوماً فأصابَهُ سهمٌ غَربٌ وصُرِعَ. فجاءَ رَجلٌ ممن كانَ سمعَ الحديثَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: هذا فلانٌ قُتلَ صابراً مُحتسباً، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَفعلُ اللهُ / ما يشاءُ»، بَينا نحنُ كذلكَ إذ مرَّ به أَصحابُه يَحملونَه في عَباءٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما هَذا؟» قَالوا: (فلانٌ، قالَ؟): «أوَ ما أُخبرتُ أنَّه قُتلَ؟» قَالوا: إنَّ به رَمَقاً، فانطَلَقوا به فوَضعوهُ في المنزلِ، فلمَّا وجدَ ألَمَ جراحَتِه أَخذَ مِشقَصاً مِن كِنانتِه فنَحرَ به نَفسَه، فأُخبرَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «أَشهدُ أنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه»، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أمَا إنِّي قَد رأيتُ عليه عَباءةً مِن الغُلولِ».

فكانَ الحسنُ يقولُ: فأينَ ذَهبت به عباءَتُه! (¬1). 629 - (113) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المدائنيُّ: حدثنا شَبابةُ بنُ سَوَّارٍ الفَزاريُّ: حدثنا مسلمُ بنُ خالدٍ المكيُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عقيلٍ: حدثنا جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ قالَ: خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وخَرجتُ مَعه وهو يريدُ رَجلاً مِن الأنصارِ، فجئْنا بابَه فَلم نجدْهُ، فدخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حديقةً فجلسَ فيها، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يأْتينا رَجلٌ مِن أهلِ الجنةِ»، فجاءَ أبو بكرٍ فجلسَ، ثم قالَ: «يأْتينا رَجلٌ مِن أهلِ الجنةِ»، فجاءَ عمرُ فجلسَ، ثم قالَ: «يأْتينا رَجلٌ مِن أهلِ الجنةِ»، فمَكْثنا طويلاً لا نَرى أَحداً، حتى جعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «اللهمَّ اجعَلْه علياً». قالَ: ثم طلعَ رَجلٌ مُقْنعٌ رأسَه حتى عَرفْنا أنَّه عليٌّ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ» (¬2). 630 - (114) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا هشامٌ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي قتادةَ، عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقرأُ في الرَّكعَتينِ الأُولَيينِ /مِن صلاةِ الظهرِ ويُسمِعُنا الآيةَ أَحياناً، ويُطوِّلُ في الرَّكعةِ الأُولى مِن صلاةِ الظهرِ ويُقصِّرُ في الثانيةِ، ويطوِّلُ في الرَّكعةِ الأُولى مِن صلاةِ العصرِ ويُقصِّرُ في الثانيةِ (¬3). ¬

_ (¬1) لم أهتد إليه في غير هذا الموضع. ومحمد بن كثير المصيصي كثير الخطأ. وأبو هارون العبدي متروك. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 331، 356، 380، 387)، والحاكم (3/ 136) من طريق ابن عقيل به. (¬3) أخرجه البخاري (759) وأطرافه، ومسلم (451) من طريق يحيى بن أبي كثير به.

631 - (115) حدثنا صالحُ بنُ محمدٍ الرَّازي: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ القصبيُّ: حدثنا عبدُ الوارثِ بنُ سعيدٍ، حدثنا أيوبُ السَّختيانيُّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي قتادةَ، عن أبي قتادةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا ثُوِّبَ بالصلاةِ فلا تَقوموا حَتى تَروني» (¬1). 632 - (116) حدثنا الحارثُ بنُ محمدِ بنِ أبي أسامةَ التَّميميُّ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ الواقديُّ: حدثنا محمدُ بنُ نُعيمٍ، عن أبيه قالَ: شهدتُّ أبا هريرةَ يَقضي، فجاءَ الحارثُ بنُ الحكمِ فجلسَ على وِسادتِهِ التي يَتكئُ عَليها، فظنَّ أبو هريرةَ أنَّه لحاجةٍ غيرِ الحُكمِ، فجاءَهُ رَجلٌ فجلسَ بينَ يدَي أبي هريرةَ، فقالَ: ما لَكَ؟ قالَ: استَأدَى عليَّ الحارثُ، يَعني فقالَ أبو هريرةَ: قُم فاجلِسْ مَع خصمِكَ، فإنَّها سُنةُ أبي القاسمِ صلى الله عليه وسلم (¬2). 633 - (117) حدثنا القاضي إسماعيلُ بنُ إسحاقَ بنِ إسماعيلَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ حمزةَ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن محمدِ بنِ عَمرو، عن نُعيمٍ المُجْمرِ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ الملائكةَ تُصلِّي على أَحدِكم ما دامَ في مُصلَّاهُ الذي صلَّى فيه، ما لم يُحدِثْ أو يَخرجْ مِن المسجدِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (637) (638) (909)، ومسلم (604) من طريق يحيى بن أبي كثير به. (¬2) هو في «زوائد الحارث» (460). والواقدي متروك. ومحمد بن نعيم المجمر قال في «التقريب»: مجهول الحال. (¬3) أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (16/ 206) من طريق مالك، عن نعيم المجمر به. وهو في «الموطأ» (1/ 161) موقوفاً، كما أشار إلى ذلك ابن عبد البر، ومِن قبله الدارقطني في «علله» (2195) وقال بعد أشار إلى طريق المصنف: ورفعه صحيح، إلا أن مالكاً وقفه في الموطأ. وللحديث طرق عن أبي هريرة بعضها عند البخاري (176)، ومسلم (ص 459).

634 - (118) حدثنا الحارثُ بنُ محمدِ بنِ أبي أسامةَ: حدثنا الواقديُّ: حدثنا عيسى بنُ حفصِ بنِ /عاصمٍ: حدثنا نافعٌ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا رَأى المطرَ قالَ: «اللهمَّ صَيِّبا هنيئاً» (¬1). 635 - (119) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ في شوالٍ سنةَ اثنتَينِ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا الفضلُ بنُ دُكينٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عامرٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: طيَّبتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قبلَ أَن يُحرمَ (¬2). 636 - (120) حدثنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ سنةَ اثنتَينِ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا سُريجُ بنُ النعمانِ: حدثنا فُليحٌ، عن نافعٍ، عن القاسمِ، عن (¬3) عائشةَ، حاضَت في عُمرتِها مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فدخَلَ عَليها الحجُّ في عُمرتِها، فأَمرَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن تَخرجَ ليلةَ الحَصبةِ إلى التَّنعيمِ فتُهِلَّ بعُمرةٍ فتَقضيَ عُمرتَها، وأَمرَ ابنَ أبي بكرٍ أَن يَخرجَ مَعها حتى تَقضيَ عُمرتَها (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1032) من طريق نافع به. (¬2) أخرجه البخاري (1539) وأطرافه، ومسلم (1189) من طريق القاسم وغيره عن عائشة بألفاظ متقاربة. (¬3) عليها علامة تضبيب، وأشار قبلها إلى الهامش حيث كتبت كلمة لم أستطع قراءتها. (¬4) أخرجه البخاري (294)، ومسلم (1211) من طريق القاسم وغيره، عن عائشة بروايات متعددة.

637 - (121) حدثنا أبو الحسنِ إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ المقرئُ: حدثنا عاصمُ بنُ عليٍّ: حدثنا قيسُ بنُ الربيعِ، عن شعبةَ بنِ الحجاجِ، عن خالدٍ الحذَّاءِ، عن عبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ، عن عائشةَ قالتْ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا فاتَتهُ الأربعُ ركعاتٍ قبلَ الظُّهرِ صلَّاها بعدَ الظهرِ بعدَ الرَّكعَتينِ (¬1). 638 - (122) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينٌ يَعني ابنَ إسماعيلَ: حدثنا تميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الحكمِ بنِ عُتيبةَ، عن يحيى بنِ الجزَّارِ، عن أبي العُبَيدين قالَ: جاءَ رَجلٌ إلى ابنِ مسعودٍ فقالَ له: يا أبا عبدِ الرحمنِ/مَن نسألُ إذا لم نسألْكَ؟ فقالَ عبدُ اللهِ: ما ذلكَ يا أبا العُبيدين؟ قالَ: ما الأوَّاهُ؟ قالَ: الرحيمُ، قالَ: فما المُبذرُ؟ قالَ: الذي يُنفقُ في غيرِ حقٍّ، قالَ: فَما الماعونُ؟ قالَ: ما تَعاطَونَ بينَكم: القِدْرَ والفأسَ والدلوَ ونحوَ هذا (¬2). 639 - (123) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ أبو سعيدٍ الجوهريُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي: حدثنا الحسنُ بنُ دينارٍ، عن سليمانَ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (426)، وابن ماجه (1158) من طريق خالد الحذاء به. وانظر رواية أبي سلمة، عن عائشة عند مسلم (835). (¬2) أخرجه الطبراني في «الكبير» (9002) وما بعده، و «الأوسط» (1472)، والطبري في «تفسيره» (11/ 58، 15/ 85 - 86، 30/ 385 - 386)، والحاكم (2/ 361) من طريق أبي العبيدين مطولاً ومختصراً. وانظر «سنن أبي داود» (1657).

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صلاةُ القاعدِ نِصفُ صلاةِ القائمِ» (¬1). 640 - (124) حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ: حدثنا الواقديُّ: حدثنا ابنُ أبي الزِّنادِ، عن أبيه، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاعَنَ بينَهما على حَمْلٍ (¬2). 641 - (125) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي سنةَ ثمانٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ المُقَدَّميُّ: حدثنا عمرُ بنُ عليٍّ، عن ابنِ عُقبةَ، عن أبي الزِّنادِ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: لاعَنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَ العَجلانيِّ وامرأتِهِ، وكانتْ حُبْلى (¬3). 642 - (126) حدثنا أبو يعلى محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا عونُ بنُ عُمارةَ: حدثنا حميدٌ، عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الصائمُ بالخِيارِ ما بينَه وبينَ نصفِ النهارِ» (¬4). 643 - (127) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (1373)، والطبراني في «الأوسط» (870) من طريق مجاهد به. وله عن ابن عمر طرق أخرج مسلم أحدها (735). (¬2) الواقدي متروك. وانظر ما بعده. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 335)، والبيهقي (7/ 407) من طريق أبي الزناد مطولاً. وأصله عند البخاري (5310)، ومسلم (1497). (¬4) عون بن عمارة ضعيف. ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 277)، وأبو بكر القطيعي في «جزء الألف دينار» (278)، والشجري في «أماليه» (1/ 258)، وابن البخاري في «مشيخته» (461). وفي إسناد البيهقي: حميد عن أبي عبيدة عن أنس.

عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عليٍّ رضي اللهُ عنه /قالَ: العَزائمُ {آلم تنزيل} السجدةُ، وَ {حم} السجدةُ وَ {النجم} وَ {اقرأ بسم ربك الذي خلق} (¬1). 644 - (128) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن الزُّهريِّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ هُرمزَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مالكِ بنِ بُحينةَ الأسديِّ قالَ: صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظهرَ أو العصرَ فنَسيَ أَن يجلسَ في وسطِ الصلاةِ، فلمَّا جلسَ في آخِرِ الصلاةِ سجدَ سجدَتينِ قبلَ أَن يُسلِّمَ (¬2). 645 - (129) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا عارمٌ أبو النعمانِ: حدثنا سعيدُ بنُ زيدٍ: حدثنا عليُّ بنُ الحكمِ: حدثنا أبو نضرةَ، عن أبي سعيدٍ، ورفعَه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا وهمَ الرجلُ في صلاتِهِ فلم يدْرِ أزادَ أو (¬3) نَقصَ فليَسجدْ سجدَتينِ وهو جالسٌ» (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (5863)، والحاكم (2/ 529)، والبيهقي (2/ 315) من طريق عاصم بن بهدلة به. وأخرجه عبد الرزاق أيضاً، والطبراني في «الأوسط» (7588) من طريق الحارث، عن علي. (¬2) أخرجه البخاري (829) (830) (1224) (1225) (1230) (6670)، ومسلم (570) من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج بألفاظ متقاربة. (¬3) يظهر لي أنها كانت «أم» ثم عدلت إلى «أو»، والله أعلم. (¬4) أخرجه أحمد (3/ 42) من طريق عارم أبو النعمان به. وانظر رواية عطاء بن يسار عن أبي سعيد عند مسلم (571).

646 - (130) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ الجوهريُّ الخراسانيُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ عَمرو، عن أبي سلمةَ، عن عائشةَ قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي وأَنا مُعترضةٌ أَمامَه في القبلةِ، فإذا أَرادَ أَن يُوترَ غَمزَني برِجلِه فقالَ: «تَنحَّي» (¬1). 647 - (131) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ أبي حفصةَ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمثلِه (¬2). 648 - (132) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عيسى المَدائنيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن أبيه قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا افتَتحَ الصلاةَ يَرفعُ يدَيهِ حتى يُحاذيَ مَنكبيهِ، وإذا أَرادَ أَن يَركعَ، وبعدَما يَرفعُ مِن الركوعِ، ولا يَرفعُ بعدَ (¬3) السَّجدَتينِ. 649 - (133) / حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ: حدثنا أبو النضرِ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ يَعني العَمِّيَّ، عن عليِّ بنِ زيدٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (714)، وأحمد (6/ 182)، والبيهقي (2/ 276) من طريق محمد بن عمرو بهذا اللفظ. وقال البيهقي: وقال عروة عن عائشة: فإذا أراد أن يوتر أيقظني وأوترت، وذلك أصح. وانظر ما بعده. (¬2) أخرجه البخاري (512) (997)، ومسلم (512) من طريق عروة بلفظ: فإذا أراد أن يوتر أيقظني. وانظر (14). (¬3) هكذا في الأصل، بعد أن كان فيه «بين» وضرب عليها بخط. والذي وقفت عليه من رواية سفيان بن عيينة: «بين السجدتين»، أخرجه كذلك مسلم (390) وغيره.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعني: «رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي رِجالاً تُقرضُ أَلسنتُهم وشفاهِهُم بمَقاريضَ مِن نارٍ، قالَ: فقلتُ: يا جبريلُ - أحسبُه قالَ: - مَن هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ خُطباءٌ مِن أُمتِكَ، الذينَ يأمرونَ بالبِرِّ ويَنسَونَ أنفسَهم وهم يَتلونَ الكتابَ أَفلا يَعقلونَ» (¬1). 650 - (134) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ: حدثني أبي، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، عن أنسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم استَغفرَ للأَنصارِ، ولِذَراري الأَنصارِ، ولِذَراري ذَراري الأَنصارِ، ولِموالي الأَنصارِ (¬2). 651 - (135) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا عبادٌ يَعني ابنَ صُهيبٍ: حدثنا هشامٌ: أخبرني أبي، عن عائشةَ، أنَّ فاطمةَ بنتَ أبي حُبيشٍ جاءَت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانَت تُستَحاضُ فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي واللهِ ما أَطهُرُ أَفأتُركُ الصلاةَ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّما ذاكَ عِرقٌ وليستْ بحَيضةٍ، فإذا أَقبلَت الحيضةُ فاترُكي الصلاةَ، فإذا ذهبَت فاغسِلي عنكِ الدمَ ثم صلِّي» (¬3). 652 - (136) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 120، 180، 231، 239) من طريق علي بن زيد به. وأخرجه أبو يعلى (4069) (4160)، وابن حبان (53) من طريقين عن أنس به. (¬2) أخرجه مسلم (2507) من طريق إسحاق بن أبي طلحة بنحوه. (¬3) أخرجه البخاري (228) وأطرافه، ومسلم (333) من طريق هشام بن عروة به.

كانَ يُقالُ: لا يُسجدُ في {ص} فَهو (¬1) توبةُ نبيٍّ (¬2). 653 - (137) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا يزيدُ / يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا يحيى، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خمسٌ لا جُناحَ في قتلِ شيءٍ مِنهنَّ: الغرابُ والفأرةُ والحِدأةُ والكلبُ العَقورُ والعقربُ» (¬3). 654 - (138) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا سليمانُ بنُ حربٍ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن يحيى، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ لقومٍ يأتُونَ السلطانَ: أَكُلَّ ما رأيتُم المنكرَ أَنكرتُموهُ أو معروفاً أَمرتُم به؟ قَالوا: لا، ولكنَّا إذا قَالوا شيئاً صدَّقناهم، وإذا خرَجْنا قُلنا ما نَعلمُ، قالَ: كُنا نَعدُّ هذا على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم نِفاقاً، أوقالَ: نَعدُّها مِن النفاقِ (¬4). 655 - (139) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا عبدُ اللهِ ¬

_ (¬1) هذا ما ظهر لي أنه الأقرب لما في الأصل، مع احتمال أن تكون قد عدلت إلى: فهي. (¬2) أخرجه الطبراني (8718) (8719) (8720)، والبيهقي (2/ 319) من طريق عاصم به. وأخرجه الطبراني (8717) (8722)، والبيهقي (2/ 319) من طريقين عن ابن مسعود به. (¬3) أخرجه البخاري (1826) (3315)، ومسلم (1199) من طريق نافع وغيره، عن ابن عمر به. (¬4) أخرجه عبد الغني المقدسي في «الأمر بالمعروف» (34) من طريق إسماعيل بن إسحاق به. وانظر رواية محمد بن زيد، عن ابن عمر عند البخاري (7178).

بنُ نافعٍ الزُّبيريُّ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي حازمٍ، عن أبيه، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يأخذُ الجبَّارُ عزَّ وجلَّ سماواتِهِ وأرضَه بيدِهِ - وقبضَ يدَه فجعَلَ يقبضُهما ويبسطُهما - ثم يقولُ عزَّ وجلَّ: أنا الجبَّارُ أنا الملِكُ، أينَ الجبَّارونَ والمُتكبِّرونَ!». قالَ: وتمايلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن يمينِهِ وعن شمالِهِ، حتى نَظرتُ إلى المنبرِ يتحرَّكُ مِن أَسفلِ شيءٍ مِنه، حتى إنِّي لأَقولُ: أساقِطٌ هو برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬1). 656 - (140) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا أبو عاصمٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ، عن عطاءٍ، عن عائشةَ قالتْ: ما ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى أُحلَّ له النساءُ. قالَ: قلتُ: مَن حدثَكَ بهذا؟ قالَ: أراهُ عُبيدَ بنَ عُميرٍ. قالَ: وحدَّثني أبو الزبيرِ، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ مِثلَه (¬2). آخِرهُ والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (13437) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم به. وهو عند مسلم (2788) (26) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عبيدالله بن مقسم، عن ابن عمر به. (¬2) أخرجه الترمذي (3216)، والنسائي (3204) (3205)، وأحمد (6/ 41، 180، 201)، والطبري في «تفسيره» (22/ 39 - 40)، وابن حبان (6366)، والحاكم (2/ 437)، والبيهقي (7/ 54) من طريق عطاء بن أبي رباح على اختلاف في إسناده ينظر بيانه في «مسند أحمد» (40/ 165).

وصلواتُه على رسولِهِ سيِّدنا المُصطفى محمدٍ وآلِهِ وصحبِه وسلَّمَ تَسليماً وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ ربِّ اختِم بخيرٍ في عافيةٍ

الجزء الثاني من فوائد مكرم البزاز

الجزءُ الثاني مِن فوائدِ القاضي أبي بكرٍ مُكْرَمِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ البزازِّ روايةُ أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ عنه وعنه الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ أخبرنا به عنه الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ سماعُ عبدِ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سُرورٍ المَقدسيِّ نفَعَه اللهُ الكريمُ به وعَفا عَنه وعن والدَيهِ

بسم الله الرحمن الرحيم ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العَليِّ العظيمِ أخبرنا الشيخُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ بثغرِ الإسكَندريةِ: أخبرنا أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ الأَنصاريُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ: أخبرنا أبو بكرٍ مُكْرَمُ بنُ أحمدَ القاضي: 657 - (141) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ الفضلِ الهاشميِّ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه سألَه سائلٌ فقالَ: يا أَبا العباسِ، هَل للقاتِلِ مِن توبةٍ؟ فقالَ له ابنُ عباسٍ كالمُتعجِّبِ مِن مَسألتِهِ: ماذَا تَقولُ؟ فأَعادَ عليه المسألةَ، فقالَ: ماذَا تَقولُ؟ مرَّتينِ أو ثلاثاً، ثم قالَ ابنُ عباسٍ: ويحكَ أنَّى له التوبةُ، سمعتُ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يأْتي المَقتولُ يومَ القيامةِ مُعلِّقٌ رأسَه بإِحدى يدَيهِ، مُلبِّباً به قاتِلَه بيدِهِ الأُخرى، تَشخُبُ أَوداجُهُ دَماً حتى يَرفعَها إلى العرشِ، قالَ: فيقولُ المَقتولُ للهِ عزَّ وجلَّ: هذا قتَلَني، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ للقاتلِ: تَعِسْتَ، ويُذهَبُ به إلى النارِ» (1).

_ (1) هكذا في رواية المصنف هنا: عبد الله بن الفضل، عن ابن عباس. وقد أخرجه الطبراني في «الكبير» (10742)، و «الأوسط» (4217)، وابن أبي الدنيا في «الأهوال» (229) من طريق ابن أبي أويس، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس به.

658 - (142) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا سليمانُ بنُ حربٍ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن هشامٍ، عن محمدٍ، عن أنسٍ قالَ: شَهدتُّ ابنَ زيادٍ حينَ أُتيَ برأسِ الحسينِ عليه السلامُ، فجعلَ يَنكتُ بقَضيبٍ كانَ في يدِهِ، فقلتُ: أمَا إنَّه كانَ أَشبَهَهم بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم (¬1). 659 - (143) حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا الضحاكُ بنُ مخلدٍ: حدثنا ابنُ عونٍ، عن عُميرِ بنِ إسحاقَ قالَ: كنتُ أَمشي مع الحسنِ بنِ عليٍّ عليهما السلامُ، فلَقيَنا أبو هريرةَ، قالَ: أرِني أُقبِّل مِنكَ حيثُ رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُ، وأضعُ فَمي حيثُ رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضعُ فَمَه، فرفَعَ ثوبَه، فوَضعَ أبو هريرةَ فَمَه على سُرتِهِ (¬2). 660 - (144) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا قَبيصةُ بنُ عقبةَ: حدثنا سفيانُ بنُ سعيدٍ، عن / أبي حَيَّانَ قالَ (¬3): كانَ شيخٌ لنا إذا سمعَ السائلَ يقولُ: مَن يُقرض اللهَ قرضاً حسناً، قالَ: سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أَكبرُ، فهَذا القرضُ الحسنُ. 661 - (145) حدثنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ أبو الحسنِ الحدادُ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3748) من طريق ابن سيرين به. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 255، 427، 488، 493)، وابن حبان (5593) (6965)، والبيهقي (2/ 232) من طريق ابن عون به. (¬3) هكذا في الأصل. وقد أخرجه ابن أبي شيبة (35238)، والبيهقي (623) من طريق سفيان الثوري، عن أبي حيان، عن أبيه قال: كان .. فذكره.

خلفُ بنُ هشامٍ: حدثنا أبو شهابٍ، عن الحجاجِ، عن أبي جعفرٍ، عن أبيه عليِّ بنِ الحسينِ، أنَّه قاسَمَ اللهَ جلَّ وعزَّ مالَه مرَّتينِ، قالَ: إنَّ اللهَ يحبُّ المُذنبَ التوَّابَ (¬1). 662 - (146) حدثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ المُحاربيُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ عُبيدِ اللهِ العَرزَميُّ، عن أبيه، عن أبي جُحيفةَ - قالَ أبو جعفرٍ: هذا أبو جُحيفةَ كوفيٌّ - عن إبراهيمَ النَّخعيِّ، عن جدتِهِ قالتْ: قالَ زيدُ بنُ أرقمَ: كنتُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مسجدِهِ جالساً، فمرَّتْ فاطمةُ عليها السلامُ خارجةً مِن بيتِها إلى حُجرةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومَعها الحسنُ والحسينُ، ثم تبعَها عليٌّ عليهم السلامُ، فرَفعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأسَه ثم نظرَ فقالَ: «مَن أَحبَّ هؤلاءِ فقَد أحبَّني، ومَن أَبغضَ هؤلاءِ فقَد أَبغضَني» (¬2). 663 - (147) حدثنا أبو بكرٍ يحيى بنُ أبي طالبٍ سنةَ أربعٍ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا حميدٌ، عن عبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ عليها السلامُ: أكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي قاعداً؟ فقالتْ: كانَ يُصلِّي مِن الليلِ طويلاً قائماً، ويُصلِّي مِن الليلِ طويلاً قاعداً، وإذا قرأَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد (5/ 219)، وابن عساكر (41/ 383) من طريق أبي شهاب الحناط به. (¬2) عبد الرحمن بن محمد بن عبيدالله العرزمي ضعفه الدارقطني. وأبوه متروك. وأخرجه ابن عساكر (14/ 153 - 154) من طريق محمد بن عبيدالله العرزمي، عن أبيه، عن أبي جحيفة، عن زيد بن أرقم به.

قائماً ركعَ قائماً، وإذا قرأَ قاعداً ركعَ قاعداً (¬1). 664 - (148) حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ الوَكيعيُّ: حدثنا عليُّ بنُ عثمانَ اللاحِقيُّ: حدثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن محمدِ بنِ زيادٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ / صلى الله عليه وسلم: «ذَروني ما تَركتُكم، فإنَّما أَهلكَ مَن كانَ قَبلَكم اختلافُهم على أَنبيائِهم، فإذا أَمرتُكم بشيءٍ فأْتوهُ، وإذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجتَنبوهُ ما استَطعتُم» (¬2). 665 - (149) حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ: حدثنا عليُّ بنُ عثمانَ: حدثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن أيوبَ وهشامٍ، عن محمدٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوِه. 666 - (150) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ الخراسانيُّ في شوالٍ سنةَ ثمانٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن الجُريريِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ رحمَها اللهُ: هل كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي قاعداً؟ قالتْ: نَعم، بعدَ ما حطَمَهُ البأسُ (¬3). 667 - (151) حدثنا الحارثُ بنُ محمدِ بنِ أبي أسامةَ التَّميميُّ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (730) (109) من طريق حميد به. (¬2) أخرجه مسلم (1337) من طريق محمد بن زياد به. وأخرجه البخاري (7288)، ومسلم (ص 1830 - 1831) من طرق عن أبي هريرة به. (¬3) هكذا في الأصل بالباء، وله وجه، كما ذكر المنذري والعيني في تعليقهما على «سنن أبي داود». والمشهور فيه: الناس. وكذلك أخرجه مسلم (732) من طريق الجريري به.

محمدُ بنُ عمرَ الواقديُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ الزُّهريُّ، عن ابنِ الهادِ، عن عبدِ اللهِ بنِ خبَّابٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: قُلنا: يا رسولَ اللهِ، أَينامُ أَحدُنا وهو جُنبٌ؟ قالَ: «نَعم، إذا توضَّأَ» (¬1). 668 - (152) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ يَعني المُقدَّميَّ: حدثنا أبو الأسودِ حميدُ بنُ الأسودِ: حدثنا الضحاكُ بنُ عثمانَ وإسماعيلُ (¬2) بنُ أبي حكيمٍ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما تَضَوَّرتُ مِن هذه الليلةِ إلا سمعتُ في المسجدِ صوتاً» فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، تلكَ الحولاءُ بنتُ تُوَيتٍ لا تَنامُ إذا نامَ الناسُ، قالتْ: فكرِهَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما قلتُ حتى رأيتُ (¬3)، وقالَ: «(املا؟) (¬4) يَملَّ حتى تَملُّوا» (¬5). ¬

_ (¬1) الواقدي متروك. ومن طريقه أخرجه ابن البختري في «أماليه» (456) بهذا اللفظ. وأخرجه ابن ماجه (586)، وأحمد (3/ 55)، وأبو يعلى (1365) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد بنحوه. ورواية أحمد ظاهرها الإرسال. وقال البوصيري: إسناده صحيح. (¬2) هكذا في الأصل، ولعل الصواب كما في المصادر: عن إسماعيل. (¬3) هكذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: حتى رأيت ذلك في وجهه. (¬4) هكذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: إن الله لا يمل .. . (¬5) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4333)، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (765) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي به. وهو عند البخاري (43) (1151)، ومسلم (785) من طريق عروة، عن عائشة بسياق آخر.

669 - (153) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا أَزهرُ بنُ سنانٍ، عن محمدِ بنِ واسعٍ قالَ: دَخلتُ / على بلالِ بنِ أبي بُردةَ فقلتُ: يا بلالُ، إنَّ أباكَ حدَّثني عن أبيه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ في جهنمَ وادياً يُقالُ له هَبهَبُ، حقٌّ على اللهِ عزَّ وجلَّ أَن يُسكِنَه كُلَّ جبَّارٍ». فإيَّاكَ أَن تَكونَ ممن يَسكنُهُ (¬1). 670 - (154) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا أبو نُعيمٍ النَّخعيُّ: أخبرنا العَرزَميُّ وسفيانُ بنُ سعيدٍ الثوريُّ، كِلاهما أخبرنا عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ: قالَ (¬2): «إنَّ الإيمانَ لَستونَ أو بضعٌ وستونَ أو سبعونَ أو بضعٌ وسبعونَ، إنَّ أَعظمَه لا إلهَ إلا اللهُ، وإنَّ أَدناهُ لإِماطةُ الأَذى عن الطريقِ، وإنَّ الحياءَ لَبابٌ مِنها». 671 - (155) حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الرحيمِ بنِ دَنوقا: حدثنا أَحوصُ بنُ جَوَّابٍ: حدثنا عمارُ بنُ رُزيقٍ، عن الأعمشِ، عن شعبةَ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (34159)، والدارمي (2/ 331)، وأبو يعلى (7249)، والطبراني في «الأوسط» (3548)، والحاكم (4/ 332)، وابن عدي (1/ 430)، والعقيلي (1/ 134)، وابن حبان في «المجروحين» (1/ 179) من طريق يزيد بن هارون به. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1181) (5196). (¬2) هكذا في الأصل. وقد أخرجه ابن عدي (2/ 96) من طريق ثابت الزاهد، عن العرزمي والثوري بهذا الإسناد مرفوعاً.

صلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومَع أبي بكرٍ ومَع عمرَ، فلم يَجهروا ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ (¬1). 672 - (156) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ بنِ بُرْدٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عيسى يَعني ابنَ الطبَّاعِ: حدثنا أَشعثُ بنُ شعبةَ المصيصيُّ: حدثنا أَرطاةُ بنُ المنذرِ قالَ: سمعتُ حَكيمَ بنَ عُميرٍ يحدثُ عن العرباضِ بنِ ساريةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نزلَ خيبرَ ومَعه مَن مَعه مِن أَصحابِه، ومَكرَ صاحبُ خيبرَ مَكراً مارِداً، فأَقبلَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا محمدُ، (إنَّ لَكم؟) أَن تَذبَحوا حُمُرَنا، وتأْكلوا بقَرَنا، وتَضرِبوا نساءَنا، وتَدخُلوا بيوتَنا، فغَضبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقالَ: «يا ابنَ عوفٍ، قُم فاركَب فرسَكَ فنادِ في الناسِ: أَلا إنَّ الجنةَ لا تَحلُّ إلا لمؤمنٍ، وأَن اجتَمعوا إلى الصلاةِ». فاجتَمعوا، فصلَّى بهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثم قامَ فقالَ /: «بحسبِ امرئٍ قَد شبعَ وبَطِنَ وهو مُتكئٌ على أَريكَتِه لا يَظنُّ أنَّ اللهَ حرَّمَ إلا ما في القرآنِ، وإنِّي واللهِ قَد حرَّمتُ ونَهيتُ ووَعظتُ بأَشياءَ إنَّها لَمثلُ القرآنِ أو أَكثرُ، لا يحلُّ لكم مِن السباعِ كلُّ ذي نابٍ، ولا الحُمرُ الأَهليةُ، ولا أَن تَدخُلوا بيوتَ أهلِ الكتابِ إلا بإذنٍ، ولا أَكْلَ أَموالِهم إلا ما طابُوا به نَفساً، ولا ضربَ نسائِهم إذا أَعطوا الذي عَليهم» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 264)، وابن خزيمة (497) من طريق الأحوص بن جواب به. وقال أبو حاتم في «العلل» (229): هذا خطأ، أخطأ فيه الأعمش، إنما هو شعبة عن قتادة عن أنس. (¬2) أخرجه أبو داود (3050)، والبيهقي (9/ 204) من طريق محمد بن عيسى به. وحسنه الألباني في «الصحيحة» (882).

673 - (157) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إبراهيمُ بنُ حمزةَ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن حميدٍ، عن الحسنِ، عن أنسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن نصرَ أَخاهُ بالغيبِ نصرَه اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (¬1). 674 - (158) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا محمدُ بنُ المنهالِ: حدثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ: حدثنا يونسُ، عن الحسنِ، عن عمرانَ بنِ حُصينٍ قالَ: مَن نَصرَ أَخاهُ المسلمَ بظَهرِ الغيبِ وهو يَستطيعُ نَصْرَه نَصَرَه اللهُ في الدُّنيا والآخِرةِ. قالَ إسماعيلُ: ولم يَرفعْهُ (¬2). 675 - (159) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى أبو يَعلى المِسْمَعيُّ: حدثنا أبو عاصمٍ يَعني النبيلَ: حدثنا محمدُ بنُ رفاعةَ، عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَصومُ يومَ الاثنَينِ ويومَ الخميسِ، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّكَ تَصومُ يومَ الاثنَينِ والخميسِ؟ فقالَ: «إنَّ أَعمالَ بَني آدمَ لا تُعرضُ ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في «السنن» (8/ 168)، و «الشعب» (7231)، والضياء في «المختارة» (1858) (1859) (1860) من طريق إبراهيم بن حمزة به. وانظر ما بعده. (¬2) وكذلك أخرجه البزار (3543)، والبيهقي في «الشعب» (7232) من طريق يزيد بن زريع. ثم أخرجه البزار (3542) (3544) (3607)، والبيهقي (7233) (7234)، والطبراني 18/ (337) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران مرفوعاً. وقال البيهقي في «السنن» (8/ 168): والموقوف أصح، والله أعلم. وانظر «الصحيحة» (1217).

إلا يومَ الاثنَينِ ويومَ الخميسِ، فأُحبُّ أَن لا يُعرضَ عَملي إلا وأَنا صائمٌ» (¬1). 676 - (160) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ يَعني ابنَ عطيةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسلمٍ، عن ابنِ بُريدةَ، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم / قالَ: «مَن ماتَ مِن أَصحابي بأرضٍ كانَ نُورَهم وقائدَهم يومَ القيامةِ» (¬2). 677 - (161) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ بالكوفةِ: حدثنا حسينٌ يَعني ابنَ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الأعمشِ يرفعُه إلى أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: بينَما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأَرمَلَ الناسُ، فقالَ بعضُهم: لو أَمرتَ ببعيرٍ فَنُحرَ فأَكلوا مِن لحمِه وادَّهنوا به، قالَ: فهمَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بذلكَ، قالَ: فقالَ عمرُ: يا رسولَ اللهِ، نَنحرُ ظهرَهم فيَبقونَ أو كما ذَكرَ، ولكنْ مُرْهم فيَجيئونَ بما بقيَ مِن طعامِهم، وتأمُرُ بنِطعٍ فيُبسَطُ فتَدعو عليه بالبركةِ، ففعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فجعلَ الرجلُ يَجيءُ بكفِّ الحنطةِ والتمراتِ والشيءِ، ثم دَعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالبركةِ ثم قالَ: «احتَثوا»، قالَ: فجعلَ الناسُ يحتَثونَ في الأَوعيةِ، قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (747)، وابن ماجه (1740)، وأحمد (2/ 329) من طريق أبي عاصم به. وانظر رواية مسلم (2565) عن سهيل بن أبي صالح. (¬2) محمد بن الفضل بن عطية كذبوه. ومن طريقه أخرجه تمام في «فوائده» (251)، والخطيب (1/ 127 - 128). وأخرجه الترمذي (3865) من طريق عبد الله بن مسلم بنحوه. وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني.

فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ، مَن جاءَ بهما غيرَ شاكٍّ فيهما لم يُحجبْ عن الجنةِ إِن شاءَ اللهُ» (¬1). 678 - (162) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا خلَّادُ بنُ يحيى بمكةَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئتينِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي روَّادٍ: حدثنا نافعٌ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى نُخامةً في المسجدِ في القبلةِ فمَشى إليها فحَتَّها، ثم دَعا بخَلوقٍ فخَلَّقَ ذلكَ المكانَ، ثم أقبلَ على القومِ فقالَ: «إذا قامَ أَحدُكم إلى القبلةِ أقبلَ اللهُ جلَّ وعزَّ عليه بوجهِهِ، فلا يَتنخَّمن أَحدُكم في قبلتِهِ ولا عن يَمينِهِ» (¬2). 679 - (163) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يونسَ: حدثنا عليُّ بنُ الفُضيلِ بنِ عياضٍ، عن عبدِ العزيزِ بنِ أبي روَّادٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ / رَجلاً مِن الأنصارِ رَأى، فقيلَ: بأيِّ شيءٍ أَمرَكم نبيُّكم صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أَمرَنا أَن نُسبِّحَ ثلاثاً وثلاثينَ، ونحمدَ ثلاثاً وثلاثينَ، ونُكبِّرَ أَربعاً وثلاثينَ، فتلكَ مئةٌ، قالَ: سبِّحوا خمساً وعشرينَ، واحمَدوا خمساً وعشرينَ، وكبِّروا خمساً وعشرينَ، وهلِّلوا خمساً وعشرينَ، فتلكَ مئةٌ. فلمَّا أَصبحَ قصَّها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «افعَلوا كَما قالَ الأَنصاريُّ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (27) (45) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة شك الأعمش. واختلف فيه على الأعمش وأبي صالح، انظر «علل الدارقطني» (1502). (¬2) تقدم (571). (¬3) أخرجه النسائي (1351) من طريق أحمد بن يونس به. وقال الألباني: حسن صحيح.

680 - (164) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ في شوالٍ سنةَ اثنتَينِ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدِ بنِ زَكريا الأَزديُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ حرملةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا رأَى أَحدُكم الرُّؤيا فليَقُصَّها على مَن يَرى أنَّه له ناصحٌ، فإنَّه سيقولُ خيراً، والرُّؤيا على ما أُوِّلتْ، وإذا رأَى الرُّؤيا يَكرهُها فليَبصقْ عن شمالِهِ ثلاثَ مراتٍ، وليَستعذْ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ، ولا يَذكُرْها لأحدٍ فإنَّها لن تَضرَّهُ» (¬1). 681 - (165) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ حَرملةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أبي هريرةَ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ الشيطانَ ليَخلو بالواحدِ والاثنَينِ، فإذا كَانوا ثلاثةً لم يَهمَّ بهم» (¬2). 682 - (166) قالَ: وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما عَجَّلوا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو سعيد النقاش في «فوائد العراقين» (83) من طريق محمد بن الحسين الحنيني به. وللحديث طرق وروايات عن أبي هريرة. انظر «المسند الجامع» (14444). (¬2) أخرجه البزار (7834)، وابن عبد البر في «التمهيد» (20/ 8) من طريق محمد بن الحسين الحنيني به. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (3767). وهو في «الموطأ» (2/ 978) عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب مرسلاً. قال الدارقطني في «علله» (9/ 195): وهو أشبه.

الفطرَ ولم يُؤخِّروا تأخيرَ أهلِ الكتابِ» (¬1). 683 - (167) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ: حدثنا عليُّ بنُ عاصمٍ: حدثنا حسينُ بنُ قيسٍ أبو عليٍّ الرَّحَبيُّ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَنبغي لامرئٍ مسلمٍ يَشهدُ مَقاماً فيه مَقالُ / حقٍّ إلا تكلَّمَ به، فإنَّه لن يُقدِّمَ أَجلَه، ولن يُحرَمَ رِزقاً هو له» (¬2). 684 - (168) حدثنا أبو يعلى محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا أبو عاصمٍ: حدثنا عثمانُ بنُ عبدِ الملكِ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَليكم بالإِثمدِ عندَ نَومِكم، فإنَّه يَجلو البصرَ، ويُنبتُ الشَّعرَ» (¬3). قالَ أبو يَعلى: والإِثمدُ الكُحلُ. 685 - (169) حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ التَّميميُّ: حدثنا أبو عبدِ الرحمنِ ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في «الشعب» (3632) من طريق محمد بن الحسين الحنيني به. وكان قد أخرجه قبلُ (3631) من طريق مالك - وهو في «موطئه» (1/ 289) - عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب مرسلاً. وانظر رواية أبي سلمة عن أبي هريرة وتخريجها في «مسند أحمد» 2/ 450 (9810). (¬2) أبو قيس الرحبي متروك. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (2/ 353)، والبيهقي في «الشعب» (7172) (7173). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3495)، والترمذي في «الشمائل» (53)، والحاكم (4/ 207) من طريق أبي عاصم النبيل به. وقال الألباني في «مختصر الشمائل» (45): وصححه الحاكم والذهبي، وفي سنده ضعف، لكنه يتقوى بما قبله كما بينته في «الصحيحة» (724).

المقرئُ: حدثنا حيوةُ بنُ شُريحٍ أبو زُرعةَ: حدثنا أبو صخرٍ المَدنيُّ حميدُ بنُ زيادٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ أخبَره، أنَّ سالمَ بنَ عبدِ اللهِ أخبَره قالَ: أخبرني أبو أيوبَ الأَنصاريُّ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسريَ به مرَّ على إبراهيمَ خليلِ اللهِ عليه السلامُ، فقالَ إبراهيمُ لجبريلَ: يا جبريلُ، مَن هذا؟ فقالَ جبريلُ: هذا محمدٌ، قالَ إبراهيمُ: يا محمدُ، مُرْ أُمَّتكَ فليُكثِروا مِن غِراسِ الجنةِ، فإنَّ تُربتَها طَيبةٌ وأَرضَها واسعةٌ، قالَ: فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلَّى اللهُ (¬1) على إبراهيمَ وعليه: وما غراسُ الجنةِ؟ قالَ إبراهيمُ: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ (¬2). 686 - (170) حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عونٍ: حدثنا يحيى بنُ سعيدٍ الأَنصاريُّ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ: سمعتُ علقمةَ بنَ وقاصٍ يقولُ: سمعتُ عمرَ بنَ الخطابِ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّما الأعمالُ بالنيةِ، وإنَّما لامرئٍ ما نَوى، فمَن كانَت هجرتُه إلى اللهِ ورسولِهِ فهجرتُه إلى اللهِ ورسولِهِ، ومَن كانَت هجرتُهُ إلى دُنيا يُصيبُها، أو امرأةٍ يَتزوجُها فهجرتُهُ للدُّنيا» (¬3). 687 - (171) حدثنا القاضي إسماعيلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا مسلمُ بنُ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 418)، وابن حبان (821)، والطبراني (3898) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ به. وانظر «الصحيحة» (105). (¬3) أخرجه البخاري (1) وأطرافه، ومسلم (1907) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به.

إبراهيمَ الأزديُّ: حدثنا أبانُ بنُ يزيدَ / العطارُ: حدثنا يحيى يَعني ابنَ أبي كثيرٍ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ أَعرابياً أَتى بابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأَلقَمَ عينَه خَصَاصةَ البابِ، فبصُرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فتَوخَّاه بحديدةٍ أو عودٍ يَفقأُ به عينَه، فلمَّا بصُرَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم انقمَعَ، فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إنَّكَ لو ثبَتَّ لَفقأتُ عينَكَ» (¬1). 688 - (172) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ الأزديُّ: حدثنا أبانُ بنُ يزيدَ: حدثنا يحيى يَعني ابنَ أبي كثيرٍ، عن إسحاقَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، عن أنسٍ، أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ترجفُ المدينةُ ثلاثَ رَجَفاتٍ، فيَخرجُ مِنها كلُّ كافرٍ ومنافقٍ» (¬2). 689 - (173) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ الجوهريُّ الخراسانيُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ أبي حفصةَ، عن الزُّهريِّ، عن السائبِ، عن المُطلبِ، عن حفصةَ قالتْ: ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي جالساً إلا قَبلَ موتِهِ بعامٍ حينَ ثَقُلَ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1094)، والنسائي (4858)، والبيهقي (8/ 338) من طريق أبان بن يزيد العطار به. وصححه الألباني. وانظر له طرقاً أخرى عن أنس بنحوه عند البخاري (6242) وأطرافه، ومسلم (2157). (¬2) أخرجه البخاري (1881) (7124)، ومسلم (2943) من طريق إسحاق بن أبي طلحة مطولاً. (¬3) أخرجه مسلم (733) من طريق الزهري بنحوه.

690 - (174) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ: أخبرنا عبَّادٌ قالَ: سمعتُ شهرَ بنَ حَوشبٍ يقولُ: سمعتُ أبا هريرةَ يقولُ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ناسٍ مِن أَصحابِه، فجَعَلوا يَذكرونَ الكَمْأَةَ قَالوا: إنَّها الشجرةُ التي ذَكرَ اللهُ في القرآنِ: {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ} ما لها مِن أصلٍ في الأرضِ ولا فرعٍ في السماءِ، قالَ: فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا، ولكن الكَمْأة طعامٌ مِن المَنِّ، وماؤُها شفاءٌ للعَينِ، والعَجوةُ مِن الجنةِ، وهي شفاءٌ مِن السُّمِّ» (¬1). 691 - (175) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ /: حدثنا الفضلُ بنُ دُكينٍ، عن فطرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأَحوصِ، عن عبدِ اللهِ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُنا التَّشهدَ في الصلاةِ كما يُعلِّمُنا السورةَ مِن القرآنِ: «التَّحياتُ للهِ، والصَّلواتُ والطَّيباتُ، السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالِحينَ، أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ، وأَشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2068)، والنسائي في «الكبرى» (6637) (6638) (6639)، وابن ماجه (3455)، وأحمد (2/ 301، 305، 356، 357، 421، 488، 490، 512) من طريق شهر بن حوشب مطولاً ومختصراً. واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (2098). (¬2) أخرجه أبو داود (969)، والترمذي (1105)، والنسائي (1163) (1164) (1165)، وابن ماجه (899) (1892)، وأحمد (1/ 408، 413، 418، 423، 437)، وابن خزيمة (720)، وابن حبان (1950) (1951) (1956) (6402) من طرق عن أبي إسحاق بألفاظ متقاربة. وبعض الروايات تقرن بأبي الأحوص أبا عبيدة والأسودَ. وانظر (400).

692 - (176) حدثنا محمدُ بنُ أبي الحُنينِ: حدثنا الفضلُ بنُ دُكينٍ، عن فطرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأَحوصِ قالَ: كانَ عبدُ اللهِ يَتكلَّمُ بهذا الكلامِ يومَ الجمعةِ، فكرِهَ تبرَّمَ الناسِ بكلامِهِ وخطبةِ الأميرِ، فأَخرَها إلى يومِ الخميسِ، قالَ: إنَّهما اثنَتانِ: الهدْيُ والكلامُ، فأَحسنُ الهدْيِ هَديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وأَصدقُ الحديثِ كتابُ اللهِ جلَّ عزَّ (¬1). 693 - (177) حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا عبَّادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ: حدثني أبي، أنَّ عائشةَ أخبرَتْه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَعتكفُ العشرَ الأَواخِرَ مِن رمضانَ (¬2). 694 - (178) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ: أخبرنا سعيدٌ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كُفنَ في ثلاثةِ أَثوابٍ بيضٍ سَحُوليةٍ (¬3). 695 - (179) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينٌ يَعني ابنَ إسماعيلَ: حدثنا تميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن رِبعيِّ بنِ حراشٍ قالَ: مرضَ أَخٌ لي يُقالُ له ربيعٌ، فكانَ أَصوَمَنا في اليومِ الحارِّ وأَفضَلَنا صدقةً أو أَكثرَنا صدقةً، قالَ: فدُعيتُ له وقَد ماتَ، قالَ: وقَد كانَ خرجَ قبلَ ذلكَ مِن عندِهِ وهو دَنِفٌ (¬4) فإذا هو مُسجاً بثوبٍ، قالَ: ¬

_ (¬1) لم أقف عليه بهذا السياق. وانظر «المعجم الكبير» للطبراني (8518) وما بعده. (¬2) أخرجه البخاري (2026)، ومسلم (1172) (4) (5) من طريق عروة به. (¬3) أخرجه البخاري (1264) (1271) (1272) (1273) (1387)، ومسلم (941) من طرق عن هشام بن عروة بألفاظ متقاربة. (¬4) دَنِفَ المريض اشتد مرضه.

فجلستُ عندَه وأَنا أَسترجعُ. /قالَ: فكشفَ الثوبَ عن وجهِهِ ثم قالَ: السلامُ عليكم، قالَ: قلتُ: وعَليكم، أَبعدَ الموتِ يا أَخي؟ قالَ: انطُلِقَ بي إلى ربِّي عزَّ وجلَّ فتلقَّاني برَوحٍ ورَيحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ، فكَساني ثياباً خُضراً مِن سُندسٍ وإستبرقٍ، واستأذَنتُه أَن أُبشرَكم وأُخبرَكم أَن الأمرَ دونَ ما في أَنفسِكم، ولا تَغتَروا، ثم قالَ: احمِلوني حتى تَأتوا بي محمداً صلى الله عليه وسلم فإنَّه أَقسمَ لي أَن لا يَسبقَني حتى أُدركَه. قالَ: ثم كأنَّما كانتْ نَفسُه حصاةً أُلقيتْ في ماءٍ فذَهبتْ (¬1). 696 - (180) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: حدثنا شعبةُ بنُ الحجاجِ، عن الحكمِ، عن ذَرٍّ، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبزى، عن أبيه، عن عمارِ بنِ ياسرٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ في التيممِ: «ضربةٌ للوجهِ والكفَّينِ» (¬2). 697 - (181) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خالدٍ أبو عبدِ اللهِ التَّغلبيُّ: حدثنا عفانُ: حدثنا أبانُ، عن قتادةَ، عن عَزرةَ، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في «من عاش بعد الموت» (9) (10)، وأبو نعيم في «الحلية» (4/ 367 - 368)، والبيهقي في «الدلائل» (6/ 454 - 455) من طريق عبد الملك بن عمير بنحوه، وبعض الروايات تزيد فيه حديثاً عن عائشة تقدم منفرداً (495). وقال أبو نعيم: حديث مشهور رواه عن عبد الملك جماعة. وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح لا يشك حديثي في صحته. (¬2) أخرجه ابن خزيمة (266)، والدارقطني (1/ 183)، والشاشي في «مسنده» (1031) من طريق يزيد بن هارون بهذا اللفظ. وللحديث طرق وروايات مطولاً ومختصراً ليس هذا مقام تتبعها. وانظر ما بعده و «المسند الجامع» (10402).

أَبزى، عن أبيه، عن عمارِ بنِ ياسرٍ، أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ: «التيممُ ضربةٌ للوَجهِ والكفَّينِ» (¬1). 698 - (182) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ: أخبرنا أسامةُ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: لمَّا رجعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن أُحدٍ اجتَمعَ نساءُ الأَنصارِ يَبكينَ، فقالَ: «لكنَّ حمزةَ لا بَواكيَ له» فبلَغَ ذلكَ نساءَ الأَنصارِ فجئْنَ يَبكينَ عَليه، قالَ: فرقَدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثم استَيقظَ فسمعَ أَصواتَهن فقالَ: «يا وَيحهنَّ، لن يَزلْنَ يَبكينَ بعدُ، مُروهنَّ فليَرجعْنَ ولا يُبكَى على هالِكٍ بعدَ اليومِ» (¬2). 699 - (183) حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: / حدثنا عبَّادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا سعيدٌ (¬3)، عن قتادةَ قالَ: سمعتُ يونسَ بنَ جُبيرٍ، عن محمدِ بنِ سعدٍ، عن سعدٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لأَن يَمتلئَ جوفُ أَحدِكم قَيحاً حتى يَريَهُ خيرٌ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 263)، والدارمي (1/ 190)، وابن خزيمة (267)، والطبراني في «الأوسط» (542) والدارقطني (1/ 182 - 183) من طريق عفان بن مسلم بهذا اللفظ. وقال الألباني في «الصحيحة» (694): وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، ومعناه في «الصحيحين» وأبي داود وغيرهما. (¬2) أخرجه ابن ماجه (1591)، وأحمد (2/ 40، 84، 92)، والحاكم (3/ 195، 197)، والبيهقي (4/ 70) من طريق أسامة بن زيد الليثي به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال الألباني: حسن صحيح. (¬3) هكذا في الأصل، والحديث مشهور من طريق شعبة، عن قتادة.

له مِن أَن يَمتلئَ شِعراً» (¬1). آخِرُ الجزءِ الأولِ مِن الأصلِ وأَولُ الثاني ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2258) من طريق شعبة، عن قتادة به.

700 - (184) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا أبو غسَّانَ: حدثنا عبدُ السلامِ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ، عن مُطرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخيرِ، عن عمرانَ بنِ حُصينٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جمعَ بينَ الحجِّ والعمرةِ (¬1). 701 - (185) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ تَمتامٌ: حدثنا سعيدُ بنُ سليمانَ: حدثنا منصورُ بنُ أبي الأَسودِ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن أبي زهيرٍ الضُّبَعيِّ، عن أبي بُردةَ (¬2)، عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «النَّفقةُ في الحجِّ كالنَّفقةِ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، الدِّرهمُ بسبعِمئةٍ». 702 - (186) حدثنا محمدُ بنُ غالبٍ أبو جعفرٍ: حدثنا عُبيدةُ بنُ عَبيدةَ: حدثنا مُعتمرٌ، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه. 703 - (187) حدثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمالُ: حدثنا ابنُ كُناسةَ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ، عن أبيه، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1226) (169) من طريق سعيد بن أبي عروبة بزيادة في متنه. (¬2) هكذا في الأصل، فالحديث على هذا من مسند أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه أبي موسى الأشعري. والحديث في كل المصادر التي وقفت عليها من رواية عطاء، عن أبي زهير، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة, ومنها روايةٌ للبيهقي في «الشعب» (3830) من طريق سعيد بن سليمان. والله أعلم. وانظر تخريج حديث بريدة في «مسند أحمد» (5/ 354)، و «الصحيحة» (3530).

عن عائشةَ رضي اللهُ عنها في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قالتْ: يأكلُ مِن مالِ اليتيمِ إذا كانَ يَقومُ على مالِهِ (¬1). 704 - (188) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى: حدثنا عبَّادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا هشامٌ: أخبرني أبي، عن أبي مُراوحٍ الغفاريِّ، عن أبي ذرٍّ أنَّه أخبَره، أنَّه سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأَعمالِ أَفضلُ؟ قالَ: «إيمانٌ باللهِ، وجهادٌ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ» قالَ: فأيُّ الرِّقابِ أَفضلُ؟ قالَ: «أَغلاها ثَمناً، وأَنفَسُها عندَ أَهلِها» قالَ: أَفرأَيتَ إِن لم أَفعلْ؟ / قالَ: «تُعينُ صانِعاً وتَصنعُ لأَخرقَ» قالَ: أَفرأَيتَ إِن ضعفتُ؟ قالَ: «تَدَعُ الناسَ مِن الشرِّ، فإنَّها صدقةٌ تَصدَّقُ بها على نفسِكَ» (¬2). 705 - (189) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ تَمتامٌ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جُودانَ (¬3) أبو مالكٍ: حدثنا جريرُ بنُ حازمٍ، عن الحسنِ، عن سمرةَ، أنَّ رَجلاً قالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أَبي يُريدُ أَن يأخُذَ مَالي، قالَ: «أنتَ ومالُكَ لأَبيكَ» (¬4). 706 - (190) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا سلامُ بنُ سليمانَ: حدثنا سوادةُ بنُ سلمةَ بنِ نُبيطٍ، عن أبيه سلمةَ بنِ نُبيطٍ، عن نُبيطِ بنِ شَريطٍ، ¬

_ (¬1) انظر رواية البخاري (2212) (2765) (4575)، ومسلم (3019) من طريق هشام بن عروة. (¬2) أخرجه البخاري (2518)، ومسلم (84) من طريق هشام بن عروة به. (¬3) عليها في الأصل علامة تضبيب، وهو عبد الله بن إسماعيل أبو مالك الجوداني. (¬4) عبد الله بن إسماعيل الجوداني قال العقيلي: منكر الحديث. ومن طريقه أخرجه العقيلي (2/ 234)، والطبراني في «الكبير» (6961)، و «الأوسط» (7088)، والبزار (4593).

عن سالمِ بنِ عُبيدٍ الأَشجعيِّ قالَ: لمَّا ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ أجزعَ الناسِ كلِّهِم عليه عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه، قالَ: فأَخذَ بقائمِ سيفِهِ وقالَ: لا أَسمعُ أَحداً يقولُ: ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إلا ضَربتُه بسَيفي هذا. قالَ: فقالَ الناسُ: يا سالمُ، اطلُبْ لنا صاحبَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فخَرجتُ إلى المسجدِ فإذا أَنا بأبي بكرٍ رضي اللهُ عنه، فلمَّا رأيتُه أَجهَشتُ بالبكاءِ، فقالَ لي: ما لَكَ يا سالمُ، أَماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقلتُ: إنَّ هذا عمرَ يقولُ: لا أَسمعُ أَحداً يقولُ ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا ضَربتُه بسَيفي هذا. قالَ: فأَقبلَ أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه حتى دَخلَ، فلمَّا رآهُ الناسُ أَوسَعوا له، فدَخلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو مُسجَّاً، فرَفعَ البُردَ عن وَجهِهِ ووَضعَ فاهُ على فيهِ واستَنشأَ الريحَ ثم سَجَّاهُ، فالتَفتَ إلينا فقالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ / عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}، وقالَ عزَّ وجلَّ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} يا أيُّها الناسُ، مَن كانَ يعبدُ اللهَ عزَّ وجلَّ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، ومَن كانَ يَعبدُ محمداً صلى الله عليه وسلم فإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم قَد ماتَ. قالَ عمرُ رضي اللهُ عنه: فوَاللهِ لكأنِّي لم أَقرأْ هؤلاءِ الآياتِ قطُّ. قَالوا: يا صاحبَ رسولِ اللهِ، أَماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعم، ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالوا: يا صاحبَ رسولِ اللهِ، فمَن يَغسلُهُ؟ قالَ: رِجالٌ مِن أَهلِ بيتِه الأَدنى فالأَدنى، قَالوا: يا صاحبَ رسولِ اللهِ، فأينَ نَدفنُه؟ قالَ: ادفِنوهُ في البُقعةِ التي قَبضَه اللهُ عزَّ وجلَّ فيها، لم يَقبضْه إلا في أَحبِّ البقاعِ

إليه (¬1). 707 - (191) حدثنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ المقرئُ قالَ: قُرئَ على إبراهيمَ بنِ أبي الليثِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن يعقوبَ بنِ عتبةَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الحارثِ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي سلمةَ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ بنِ الخطابِ بعثَه إلى عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ يسألُهُ: هَل رأَى محمدٌ صلى الله عليه وسلم ربَّه عزَّ وجلَّ؟ فأَرسلَ إلىه عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ: أَن نَعم، قَد رآهُ. فردَّ إليه عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رسولَه: أَن كيفَ رآهُ؟ فأَرسلَ إليه عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ: أَن رآهُ في رَوضةٍ خضراءَ، دونَه فَراشٌ مِن ذَهبٍ على كرسيٍّ مِن ذَهبٍ يَحملُه أَربعةٌ مِن الملائكةِ، ملَكٌ في صورةِ رَجلٍ، وملَكٌ في صورةِ ثورٍ، وملَكٌ في صورةِ نسرٍ، وملَكٌ في صورةِ أَسدٍ (¬2). 708 - (192) حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ الوَكيعيُّ: / حدثنا أبي قالَ: كتَبتُ ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي (3/ 395) من طريق سوادة بن سلمة ولم يسق تمام لفظه. وأخرجه الترمذي في «الشمائل» (396)، والنسائي في «الكبرى» (7081)، وعبد بن حميد (365)، والطبراني (6367) من طريق سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط بنحوه في حديث طويل. قال الدارقطني في «علله» (43): وهو الصواب. وصححه الألباني. (¬2) أخرجه عبد الله في «السنة» (217)، والآجري في «الشريعة» (ص 494، 495)، وابن خزيمة في «التوحيد» (275)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (2/ 190)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (20) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث به، ليس فيه: يعقوب بن عتبة. وقال البيهقي: وفي هذه الرواية انقطاع بين ابن عباس رضي الله عنهما وبين الراوي عنه، وليس شيء من هذه الألفاظ في الروايات الصحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما.

مِن كتابِ أبي أسامةَ بأمرِهِ قالَ: حدَّثني ابنُ المباركِ، عن يونسَ، عن الزُّهريِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: لمَّا قدِمَ المُهاجِرونَ مِن مكةَ إلى المدينةِ وليسَ بأَيديهم شيءٌ، وكانَت الأَنصارُ أَهلَ الأرضِ والعَقارِ، فقَاسمَتْهم الأَنصارُ على أَن أَعطوهم أَنصافَ أَموالِهم كلَّ عامٍ ويكفُونَهم العملَ والمُؤْنَةَ، قالَ: وأَعطَت أُمُّ سُليمٍ - وهي أُمُّ أنسٍ وأُمُّ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، وكانَ أخا أنسٍ لأُمِّه - فأَعطَت أُمُّ سُليمٍ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعذاقاً لها، فأَعطاهُنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّ أَيمنَ مَولاتَه أُمَّ أسامةَ بنِ زيدٍ. قالَ ابنُ شهابٍ: فأخبَرني أنسُ بنُ مالكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا فرغَ مِن قتالِ أهلِ خيبرَ وانصرفَ إلى المدينةِ ردَّ المُهاجِرونَ إلى الأنصارِ التي كانتْ مَنحوها مِن ثمارِهم. قالَ: فردَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأَعذاقَ التي كانَ أَعطى أُمَّ أيمنَ، وأَعطى أُمَّ أَيمنَ مِن خالصِ مالِهِ (¬1). 709 - (193) حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ سليمانَ الباغنديُّ الواسطيُّ الكبيرُ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا يحيى بنُ أيوبَ قالَ: سمعتُ أبا زُرعةَ، قالَ أبو هريرةَ - أحسبُه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم - قالَ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ} قالَ: «وهي لا إلهَ إلا اللهُ» {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ}. قالَ: «هُم أَهلُ الشركِ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2630)، ومسلم (1771) من طريق يونس بن يزيد الأيلي به. (¬2) أخرجه إسحاق في «مسنده» (192)، والطبري في «تفسيره» (20/ 28)، والمحاملي في «أماليه» (458) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين به. وإسناده حسن.

710 - (194) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ النَّخشَبيُّ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ محمدٍ الفيريابيُّ ببيتِ المقدسِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ ميمونٍ، عن جعفرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن جابرٍ قالَ: شهدتُّ / عرسَ عليٍّ وفاطمةَ عَليهما السلامُ، فما رأيتُ عُرساً كانَ أَحسنَ، حَشينا البيتَ كَثيباً تُرابا طيباً، وأُتينا بتمرٍ وزَبيبٍ فأَكلْنا (¬1). 711 - (195) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ النَّخشَبيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ طالوتَ: حدثنا الأَصمعيُّ قالَ: كُنا عندَ شعبةَ فسمعَ نَقرَ الأَلواحِ فقالَ: أَيْش هذا، تَكتُبونَ؟ ليسَ (¬2) واللهِ أُحدِّثُ اليومَ إلا أَعمى، فقامَ رَجلٌ فقالَ: يا أبا بسطام، أتُجيزُ أَعورَ؟ فقالَ: (اخرُجْ؟) (¬3). 712 - (196) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا هشامٌ، عن يحيى، عن هلالِ بنِ أبي ميمونةَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ فصعدَ المنبرَ، فجلَسْنا حولَه فقالَ: «إنَّ مما أَخافُ عليكم بَعدي ما يُفتحُ عَليكم مِن زَهرةِ الدُّنيا وزينَتِها». قالَ: فقالَ رَجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أوَ يأْتي بالخيرِ إلا اللهُ عزَّ وجلَّ؟ فسكَتَ عنه، فقيلَ له: ما شأنُكَ، تُكلِّمُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولا يُكلمُكَ! ورأَينا أنَّه يُنزلُ عليه. ¬

_ (¬1) ميمون بن عبد الله القداح ضعيف. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6441)، والبزار (1408 - زوائده)، وابن عدي (4/ 188) (¬2) هنا كلمة يحتمل أن تكون (فقد) ولعله مضروب عليها. والله أعلم. (¬3) أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (443) من طريق الأصمعي بنحوه.

فأَفاقَ فمَسحَ عنه الرُّحَضاءَ وقالَ: «أينَ هذا السائلُ؟» فكأنَّه حمدَه، فقالَ: «إنَّ الخيرَ لا يأْتي بالشرِّ، وإنَّ مما يُنبت الربيعُ يَقتلُ ويُلِمُّ حَبَطاً، ألم تَرَ إلى آكِلَةِ الخَضِرِ، أَكلتْ حتى إذا امتَلأتْ خاصِرَتاها استَقبلتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ورَتَعَتْ، وإنَّ المالَ خَضِرَةٌ حُلوةٌ، فنِعمَ صاحبُ المرءِ المسلمِ لِمَن أَعطى مِنه المسكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ - أو كَما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - وَالذي يأخُذُه بغيرِ حقِّه كالذي يأكُلُ ولا يَشبعُ ويكونُ عليه شَهيداً يومَ القيامةِ» (¬1). 713 - (197) / حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا عبدُ الملكِ بنُ أبي سليمانَ، عن عطاءٍ، عن أسامةَ بنِ زيدٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخلَ البيتَ ومَعه أسامةُ، والبيتُ إِذ ذاكَ على ستةِ أَعمدةٍ، فصلَّى بينَ الأُسطوانَتينِ المُقدَّمَتينِ رَكعَتينِ، ثم أَتى ما استَقبلَ وَجهه مِن البيتِ فأَلصقَ به بطنَه وصدرَه وسألَ واستَغفرَ، ثم انصرفَ إلى كلِّ زاويةٍ مِن زَوايا البيتِ بالتَّهليلِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ والثَّناءِ على اللهِ عزَّ وجلَّ والمسألةِ، ثم خَرجَ فاستَقبلَ البيتَ فقالَ: «هذِه القبلةُ، هذِه القبلةُ» ثلاثاً (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1465)، ومسلم (1052) (123) من طريق هشام الدستوائي به. (¬2) أخرجه النسائي (2909) (2914) (2915) (2916)، وأحمد (5/ 209، 210)، وابن خزيمة (3004) (3005) (3006) من طريق عطاء بن أبي رباح مطولاً ومختصراً. وهو في «صحيح مسلم» (1330) من طريق عطاء، عن ابن عباس، عن أسامة بن زيد مختصراً، بزيادة ابن عباس في إسناده. وأخرجه البخاري (398)، ومسلم (1331) من طريق عطاء، عن ابن عباس مختصراً، ليس فيه أسامة بن زيد.

714 - (198) حدثنا أبو يَعلى محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا روحُ بنُ عُبادةَ: حدثنا سعيدُ بنُ أبي عَروبةَ، عن أبي التَّياحِ، عن المغيرةِ بنِ سُبيعٍ، عن عَمرو بنِ حُريثٍ، عن أبي بكرٍ الصديقِ رضي اللهُ عنه قالَ: حدثنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ الدَّجالَ يَخرجُ مِن أرضٍ بالمشرقِ يُقالُ لها خُراسانُ، يَتبعُه أَقوامٌ كأنَّ وُجوهَهم المُجَانُّ المُطْرَقةُ (¬1). 715 - (199) حدثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا قبيصةُ بنُ عقبةَ أبو عامرٍ: حدثنا الحسنُ بنُ صالحٍ، عن عاصمِ بنِ عُبيدِ اللهِ، عن سالمٍ، عن أبيه، عن عمرَ قالَ: أَنا رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمسحُ على الخُفينِ في السَّفرِ (¬2). 716 - (200) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا عَمرو بنُ عبدِ الغفارِ: حدثنا الأعمشُ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَنظرَ مُعسراً أَظلَّه اللهُ عزَّ وجلَّ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2237)، وابن ماجه (4072)، وأحمد (1/ 4، 7)، وعبد بن حميد (4)، والبزار (46) (47) (48)، وأبو يعلى (33) إلى (36)، والحاكم (4/ 527)، والضياء في «المختارة» (33) إلى (37) من طريق أبي التياح يزيد بن حميد به. وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني في «الصحيحة» (1591). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 54)، وابن أبي شيبة (1873)، والبزار (122)، والدارقطني في «علله» (2/ 26) من طريق الحسن بن صالح به. واختلف فيه على عاصم بن عبيدالله على أوجه ذكرها الدارقطني في «علله». (¬3) عمرو بن عبد الغفار متروك. وله إسناد آخر عن أبي صالح عند الترمذي (1306)، وأحمد (2/ 359)، صححه الألباني، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

717 - (201) حدثنا يعقوبُ بنُ يوسفَ أبو عَمرو القَزوينيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سعيدِ بنِ سابقٍ: حدثنا عَمرو بنُ أبي قيسٍ، عن منصورٍ، عن سعدِ بنِ إبراهيمَ، عن عمرَ بنِ أبي سلمةَ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الجِدالُ في القرآنِ كُفرٌ» (¬1). 718 - (202) حدثنا إبراهيمُ بنُ / الهيثمِ البَلديُّ ببغدادَ سنةَ ثمانٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا أبي: حدثنا كُريدُ بنُ رَواحةَ، عن أبي هلالٍ الرَّاسبيِّ: حدثنا قتادةُ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نُصِرتُ بالصَّبا، وأُهلِكتْ عادٌ بالدَّبُورِ، وهي الريحُ العَقيمُ» (¬2). 719 - (203) حدثنا جعفرُ بنُ أبي عثمانَ الطيالسيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأَرزيُّ: حدثنا كُريدُ بنُ رَواحةَ (¬3): حدثنا ابنُ عونٍ وهشامٌ، عن محمدِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4603)، والنسائي في «الكبرى» (8093)، وأحمد (2/ 258، 286، 300، 424، 475، 478، 494، 503، 528)، وابن حبان (74) (1464)، والحاكم (2/ 223) من طريق أبي سلمة به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه الخطيب (6/ 207) من طريق المصنف به. وإسناده إلى قتادة ضعيف. وأخرجه الطبراني في «الصغير» (1069)، و «الأوسط» (7841)، والضياء في «المختارة» (2526) (2527) (2528) من وجه آخر عن قتادة به. وقال الهيثمي (6/ 65): ورجاله ثقات. وروي مرسلاً، انظر «علل الدارقطني» (2543). (¬3) في الأصل: رواح، وعليها علامة التضبيب. وتقدم على الصواب.

بنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «احتَجَّ آدمُ وموسى عَليهما السلامُ» (¬1). 720 - (204) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا سعيدُ بنُ داودَ الزَّنْبَريُّ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، عن الحكمِ بنِ مِيناءَ، عن يزيدَ بنِ جاريةَ الأَنصاريِّ قالَ: كنَّا جُلوساً حولَ سريرِ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ، فخَرجَ عَلينا فقالَ: بم كُنتم تَحَدَّثونَ؟ قالَ: كُنا في حديثٍ مِن حديثِ الأنصارِ، فقالَ معاويةُ: أَفلا أَزيدُكم حديثاً سمعتُه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالوا: بلى، قالَ: سمعتُه يقولُ: «مَن أَحبَّ الأَنصارَ أحبَّه اللهُ، ومَن أَبغضَ الأنصارَ أَبغضَه اللهُ» (¬2). 721 - (205) حدثنا إبراهيمُ بنُ الهيثمِ البَلديُّ ببغدادَ: حدثنا أبو شيخٍ الحرَّاني: حدثنا موسى بنُ أَعينُ، عن حفصِ بنِ محمدٍ البصريِّ، عن عاصمِ بنِ سليمانَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: خرَجْنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ في رمضانَ، قالَ: فصامَ بعضُنا وأَفطرَ بعضُنا، قالَ: فأمَّا الصُّوَّامُ فسَقَطوا، وأمَّا المُفطِرونَ فاعتَمَلوا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذهبَ المُفطِرونَ بالأجرِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4736)، ومسلم (2652) من طريق ابن سيرين به. وله عندهما طرق يطول المقام بتتبعها. وانظر (153). (¬2) أخرجه النسائي في «الكبرى» (8274)، وأحمد (4/ 96، 100)، وأبو يعلى (7368)، والطبراني 19/ (718) من طريق سعد بن إبراهيم به. وقال الألباني في «الصحيحة» (991): وهذا إسناد محتمل للتحسين أو هو حسن لغيره. (¬3) أخرجه البخاري (2890)، ومسلم (1119) من طريق عاصم بن سليمان، عن مورق العجلي، عن أنس. وليس في رواية المصنف مورق العجلي.

722 - (206) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ زيادِ بنِ عبدِ اللهِ الرَّازي مَولى بَني هاشمٍ: حدثنا عبدُ المؤمنِ بنُ عليٍّ: حدثنا ابنُ فُضيلٍ قالَ: قالَ مغيرةُ بنُ / مِقسمٍ: سمعتُ مِن عُمارةَ بنِ القَعقاعِ حديثَ إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رأَى الفتيةَ مِن أَهلِ بيتِهِ تغيَّرَ لونُه. قالَ: فلمَّا قالَ لي المغيرةُ كانَ عُمارةُ قد خرجَ إلى مكةَ، فاكتَريتُ حماراً فصرتُ إلى القادسيةِ، فلمَّا رآني قالَ: ما جاءَ بكَ؟ قلتُ: حديثُ إبراهيمَ عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: نَعم، حدَّثني إبراهيمُ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا نظرَ إلى الفتيةِ مِن أَهلِ بيتِهِ تَغيَّرَ لونُه، وقالَ: «إنَّ أهلَ بَيتي هؤلاءِ اختارَ اللهَ عزَّ وجلَّ لهم الآخِرةَ، ولم يَخترْ لهم الدُّنيا، وسيَلقونَ بَعدي تَطريداً وتَشريداً». وذَكرَ حديثاً طويلاً (¬1). 723 - (207) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسحاقُ بنُ محمدٍ الفَرْويُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، عن أبيه، عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «القَطعُ فيما زادَ على رُبعِ دينارٍ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4082)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1499)، وابن عدي (7/ 275 - 276)، والعقيلي (4/ 380) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي به. وقال الألباني في «الضعيفة» (5203): منكر. وانظر فيه وفي «علل الدارقطني» (808) بقيةَ طرقه. (¬2) ذكره والذي بعده الدارقطني في «علله» (14/ 406) إلا أنه وقع في مطبوعه: عبيدالله بن عمر. وأخرجه البخاري (6789) (6790) (6791)، ومسلم (1684) من طريق عمرة وعروة، عن عائشة به.

724 - (208) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسحاقُ بنُ محمدٍ الفَرْويُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، عن نافعٍ، عن القاسمِ، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «القَطعُ في رُبعِ دينارٍ فصاعِداً». 725 - (209) حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ الرَّازي: حدثنا عبدُ الصمدِ بنُ موسى: حدثنا نُعيمُ بنُ مَيسرةَ، عن أبي جعفرٍ الرَّازي، عن يونسَ بنِ عُبيدٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: أُدخِلَ قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَطيفةٌ حمراءُ (¬1). 726 - (210) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خالدٍ التَّغلبيُّ في شوالٍ سنةَ اثنَتي وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحِزاميُّ: حدثنا بكرُ بنُ سُليمٍ: حدثنا حميدُ بنُ زيادٍ الخرَّاطُ، عن كريبٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا هذا الدعاءَ كَما يُعلِّمنا السورةَ مِن القرآنِ: «أَعوذُ بكَ مِن عذابِ جهنمَ، / وأَعوذُ بكَ مِن عذابِ القبرِ، وأَعوذُ بكَ مِن فتنةِ المسيحِ الدَّجالِ، وأَعوذُ بكَ مِن فتنةِ المَحْيا والمَماتِ، وأَعوذُ بكَ مِن فتنةِ الفقرِ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6876) من طريق نعيم بن ميسرة به. وأخرجه مسلم (967) من طريق أبي جمرة، عن ابن عباس به. (¬2) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (695)، وابن ماجه (3840) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي به. وأخرجه مسلم (590) من طريق طاوس، عن ابن عباس به.

727 - (211) حدثنا إبراهيمُ بنُ الهيثمِ البلديُّ ببغدادَ: حدثنا أبو صالحٍ كاتبُ الليثِ: حدثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عبدِ الوهابِ بنِ بُختٍ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ليَضحكُ مِن الرَّجلَينِ يَقتلُ أَحدُهما صاحبَه وكِلاهما داخلٌ الجنةَ، وذلكَ أنَّ رَجلاً مِن المُسلمينَ يُقاتلُ المُشركينَ فيَقتلُه رجلٌ مِن المُشركينَ، ثم يُسلمُ قاتلُه فيُقاتلُ في سبيلِ اللهِ فيُقتلُ شَهيداً، وكِلاهما داخلٌ الجنةَ» (¬1). 728 - (212) حدثنا جعفرُ بنُ محمدِ بنِ أبي عثمانَ الطيالسيُّ: حدثنا قيسُ بنُ حفصٍ: حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ: حدثنا الحسنُ بنُ عُبيدِ اللهِ: حدثني بشرُ بنُ عروةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أَوفى قالَ: كانَ مِن دعاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ برِّدْ قَلبي بالبرَدِ والثلجِ والماءِ الباردِ، ونقِّ قَلبي مِن الخَطايا كما نَقيتَ الثوبَ الأبيضَ مِن الدَّنسِ» (¬2). 729 - (213) حدثنا جُنيدُ بنُ حكيمِ بنِ جُنيدٍ الدَّقاقُ: حدثنا حامدُ بنُ يحيى: حدثنا سفيانُ، عن سُعَيرِ بنِ الخِمسْ (¬3)، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2071) من طريق أبي صالح كاتب الليث به. وأخرجه البخاري (2826)، ومسلم (1890) من طريق أبي الزناد بنحوه. (¬2) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6548) من طريق الحسن بن عبيدالله به. وأخرجه الترمذي (3547) من طريقه عن عطاء بن السائب، عن ابن أبي أوفى به. وانظر رواية مجزأة بن زاهر، عن ابن أبي أوفى عند مسلم (476) (204). (¬3) تحرف في الأصل إلى: سفين بن الحسن.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عشرةٌ مِن قريشٍ في الجنةِ: رسولُ اللهِ في الجنةِ، وأبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطلحةُ، والزبيرُ، وسعدٌ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، وسعيدُ بنُ زيدٍ» (¬1). 730 - (214) حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ بنِ خالدٍ البلخيُّ النخعيُّ مِن ورقةِ أبي عبدِ اللهِ بنِ أبي خَيثمةَ: حدثنا يحيى بنُ موسى خَتّ: حدثنا عمرُ بنُ هارونَ، عن يونسَ بنِ يزيدَ ومالكٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ، عن عمرَ أنَّه خطبَ فقالَ في خُطبتِهِ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ / بعثَ محمداً عليه السلامُ بالحقِّ، فكانَ فيما قَرأْنا وعلمنا: (الشيخُ والشيخةُ فارْجموهُما البَتَّةَ)، وقَد رَجَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ورجَمَ أبو بكرٍ، ورَجمْنا بعدَه (¬2). 731 - (215) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا أبو داودَ الطيالسيُّ: حدثنا شعبةُ، عن عاصمٍ قالَ: سمعتُ أبا وائلٍ يُحدثُ عن المغيرةِ بنِ شعبةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتى سُباطَةَ قومٍ فبالَ قائماً. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الصغير» (62)، و «الأوسط» (2201)، وابن شاهين في «الأفراد» (94)، والخطيب (4/ 97) من طريق حامد بن يحيى به. وحبيب بن أبي ثابت مدلس. وأخرجه تمام في «فوائده» (883) بإسناد ضعيف إلى نافع، عن ابن عمر بنحوه. والحديث صحيح بشواهده. (¬2) أخرجه الخطيب (2/ 385 - 386) من طريق المصنف به. وأخرجه ابن ماجه (2553)، والنسائي في «الكبرى» (7118)، وابن أبي شيبة (28776)، والبيهقي (8/ 211) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري بنحوه. وانظر «الصحيحة» (2913).

قالَ: فَلقيتُ منصوراً فسألتُهُ، فحدَّثنيه عن أبي وائلٍ، عن حذيفةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتى سُباطَةَ قومٍ فبالَ قائماً (¬1). 732 - (216) حدثنا أبو الوليدِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ القاضي: حدثنا الهيثمُ بنُ جميلٍ: حدثنا قيسٌ، عن واصلٍ والأعمشِ، عن أبي وائلٍ، عن حذيفةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مسحَ على الخُفينِ (¬2). 733 - (217) حدثنا يعقوبُ بنُ يوسفَ أبو عَمرو القَزوينيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سعيدِ بنِ سابقٍ: حدثنا عَمرو يَعني ابنَ أبي قيسٍ، عن الزبيرِ بنِ عديٍّ، عن أبي وائلٍ، عن كعبٍ يَعني ابنَ عُجرةَ قالَ: أَحرمتُ فكثُرَ قَملُ رَأسي، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأَتاني وأَنا أَطبخُ قِدراً لأَصحابي، فمسَّ رَأسي بإصبعِهِ فقالَ: «انطلِقْ فاحلِقْه وتصدَّقْ على ستةِ ¬

_ (¬1) أخرجه بشطريه الترمذي في «علله الكبير» (1/ 92 - 93)، والبيهقي (1/ 101) من طريق أبي داود الطيالسي به. ثم قال البيهقي: كذا رواه عاصم بن بهدلة وحماد بن أبي سليمان عن أبي وائل عن المغيرة، والصحيح ما روى منصور والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة، كذا قاله أبو عيسى الترمذي وجماعة من الحفاظ. وانظر «علل الدارقطني» (1234). وحديث المغيرة وحده أخرجه ابن ماجه (306)، وأحمد (4/ 246)، وابن خزيمة (63) من طريق عاصم بن بهدلة. وحديث أبي وائل عن حذيفة عند البخاري (224) (225) (226) (2471)، ومسلم (273). (¬2) هو عند مسلم (273) طرف من الحديث السابق.

مَساكينَ» (¬1). 734 - (218) حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ التَّميميُّ: حدثنا الوَاقديُّ: حدثنا إسحاقُ بنُ حازمٍ، عن أبي الأَسودِ، عن نافعِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطعمٍ، عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تُقامُ الحدودُ في المساجدِ» (¬2). 735 - (219) حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ: حدثنا الوَاقديُّ: حدثنا عمرُ بنُ إسحاقَ مَولى آلِ مَخرمةَ: حدثنا نافعُ بنُ جُبيرٍ، عن أبيه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كلُّ عرفةَ مَوقفٌ، وكلُّ جمعٍ مَوقفٌ، وكلُّ مِنى مَنحرٌ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (2852)، وابن حجر في «الأربعين المتباينة بالسماع» (33) من طريق عمرو بن أبي قيس به. وقال الحافظ: هذا حديث صحيح مشهور عن كعب بن عجرة .. .. .. وأخرجه الأئمة الستة من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن معقل، كلاهما عن كعب بن عجرة، وسياقهما أتم. (¬2) الواقدي متروك. ومن طريقه أخرجه البزار (3453)، والطبراني (1590)، والحارث (134 - زوائده). ونسبه في «المطالب» (359) لإسحاق من طريق محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن جبير بن مطعم مطولاً. ثم قال الحافظ: هذا إسناد حسن إن كان إسحاق بن يسار سمعه من جبير رضي الله عنه. (¬3) أخرجه الخطيب في «تالي التلخيص» (131) من طريق المصنف. وهو في «زوائد مسند الحارث» (383). والواقدي متروك. ويرويه سليمان بن موسى من حديث جبير بن مطعم على اختلاف عليه في إسناده، ينظر بيانه في «مسند أحمد» 4/ 82 (16751).

736 - (220) / حدثنا محمدُ بنُ عبدِ بنِ خالدٍ البلخيُّ: حدثنا قتيبةُ بنُ سعيدِ بنِ جميلِ بنِ طَريفٍ البَغْلانيُّ الثقفيُّ: حدثنا جريرٌ، عن أبي مريمَ، عن محمدِ بنِ عليٍّ قالَ: كانَ عطاءٌ وطاوسٌ يَرويانِ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ في بيعِ مُدَبَّرٍ. قالَ أبو جعفرٍ: وشهدتُّ هذا الحديثَ مَعهما مِن جابرٍ قالَ: إنَّما أَذِنَ في بيعِ خِدمتِهِ (¬1). 737 - (221) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا محمدُ بنُ كُناسةَ: حدثنا الأعمشُ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ باباه، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ: أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجلٌ فقالَ: إنِّي أُريدُ الجهادَ، فقالَ: «أَحيٌّ والداكَ؟» قالَ: نَعم، قالَ: «فَفيهما فجاهِدْ» (¬2). 738 - (222) حدثنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ عيسى بنِ عليِّ بنِ ماهانَ ابنُ أخي أبي جعفرٍ الرَّازي إملاءً مِن حفظِهِ: حدثنا أبو غسَّانَ زُنيجٌ: حدثنا إسحاقُ ¬

_ (¬1) أخرجه الدراقطني (4/ 137)، وابن عدي (5/ 327) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم به. ثم قال الدارقطني: عبد الغفار ضعيف، ورواه غيره عن أبي جعفر مرسلاً. ولحديث جابر في بيع المدبر طرق وروايات متعددة، انظر بعضها عند البخاري (2141) وأطرافه، ومسلم (997). (¬2) أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (2118)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 68) من طريق ابن كناسة به. وهو عند البخاري (3004) (5972)، ومسلم (2549) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس المكي الشاعر، عن عبد الله بن عمرو به.

بنُ سليمانَ، عن سلمةَ بنِ بُختٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ يرفعُه قالَ: «يومُ عرفةَ يومُ المُباهاةِ، يُباهي اللهُ عزَّ وجلَّ ملائكةَ السماءِ بأَهلِ الأرضِ، يقولُ: عِبادي جاؤُوني شُعثاً غُبراً، لم يَرَوني وآمَنوا بكتابي، أُشهدُكم أنِّي قَد غَفرتُ لهم يومَ الحجِّ الأَكبرِ» (¬1). 739 - (223) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحِزاميُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ موسى يَعني التَّيميَّ، عن أسامةَ قالَ: قالَ ابنُ شهابٍ: أخبرنا أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الصائمُ رمضانَ في السفرِ كالمُفطرِ في الحضَرِ» (¬2). 740 - (224) حدثنا أبو الوليدِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا الهيثمُ بنُ جميلٍ: حدثنا يزيدُ بنُ عياضٍ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ليسَ مِن البرِّ الصيامُ في السفرِ، أَنتم إلى / رُخصةِ اللهِ أَحوجُ» (¬3). ¬

_ (¬1) أبو جعفر أحمد بن عيسى شيخ المصنف قال أبو نعيم: صاحب غرائب. وقد رفع هذا الحديث، في حين أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (9230)، والفاكهي في «أخبار مكة» (2742) من طريق إسحاق بن سليمان بهذا الإسناد موقوفاً على ابن عباس. (¬2) أخرجه ابن ماجه (1666)، والبزار (1025)، والضياء في «المختارة» (912) من طريق أسامة بن زيد به. وأعله الدارقطني في «علله» (564) بالوقف. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (498). (¬3) يزيد بن عياض كذبه مالك وغيره. وفي ترجمته أخرج العقيلي (4/ 388) شطره الأول.

741 - (225) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا حرميُّ بنُ حفصٍ: حدثنا حربُ بنُ ميمونٍ الأَنصاريُّ: حدثنا النضرُ بنُ أنسٍ: حدثنا أنسٌ، أنَّه سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: خُويدمُكَ أنسٌ تَشفعُ له يومَ القيامةِ؟ قالَ: «أَنا فاعلٌ» قالَ: فأينَ أَطلبُكَ؟ قالَ: «اطلُبني أَولَ ما تَطلُبُني عندَ الصراطِ، فإِن وجدَّتني وإلا فأَنا عندَ الميزانِ، فإِن وجدَّتني وإلا فأَنا عندَ حَوضي، ولا أُخطِئُ عن هذِه الثلاثةِ المَواطنِ» (¬1). 742 - (226) حدثنا جُنيدُ بنُ حكيمِ بنِ جُنيدٍ الدقاقُ: حدثنا موسى بنُ مروانَ الرقيُّ: حدثنا مبشرُ بنُ إسماعيلَ، عن الخليلِ بنِ مرةَ، عن محمدِ بنِ سُوقةَ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا فرَّجَ اللهُ عزَّ وجلَّ عنه كُربةً مِن كُربِ يومِ القيامةِ, واللهُ عزَّ وجلَّ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ» (¬2). 743 - (227) حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ زيادٍ الرَّازي: حدثنا عبدُ الصمدِ بنُ موسى القَطانُ: حدثنا مهرانُ، عن سفيانَ الثوريِّ، عن ابنِ جُريجٍ، عن ابنِ أبي لَبيدٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه نَهى عن قتلِ أَربعةٍ مِن الدَّوابِّ: النحلةِ والنملةِ والهدهدِ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2433)، وأحمد (3/ 178)، والضياء في «المختارة» (2694) من طريق حرب بن ميمون به. وقال الترمذي: حسن غريب. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (2630). (¬2) أخرجه مسلم (2699) من طريق الأعمش، عن أبي صالح مطولاً.

والصُّرَدِ (¬1). قالَ أبو عبدِ اللهِ: حدَّثوني عن يحيى القَطانِ قالَ: قالَ لي الثَّوريُّ: غيَّر ابنُ جُريجٍ هذا الحديثَ، فظَننتُ أنَّه لا شيءَ، فلمَّا كانَ بعدَ موتِهِ نَظرتُ في كتابِهِ فإذا هو: ابنُ جُريجٍ، عن [ابنِ] (¬2) أبي لَبيدٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ. 744 - (228) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إبراهيمُ بنُ حمزةَ: حدثناه عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مسلمٍ، / عن عمِّه محمدِ بنِ شهابٍ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طافَ بالبيتِ على راحلتِهِ يَستلمُ الرُّكنَ بمِحجَنٍ (¬3). 745 - (229) حدثنا جعفرُ بنُ محمدِ بنِ شاكرٍ الصائغُ: حدثنا حسينُ بنُ محمدٍ: حدثنا شيبانُ، عن قتادةَ، عن أبي نضرةَ، حدثَ عن سمرةَ، أنَّه سمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ مِنهم مَن تأخُذُه النارُ إلى كَعبيهِ، ومِنهم مَن تأخُذُه إلى رُكبتَيهِ، ومِنهم مَن تأخُذُه النارُ إلى حُجزَتِه، ومِنهم مَن تأخُذُه النارُ إلى تَرقُوَتِه» (¬4). 746 - (230) حدثنا ابنُ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ المباركِ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5267)، وابن ماجه (3224)، وأحمد (1/ 332، 347)، وابن حبان (5646)، والبيهقي (9/ 317) من طريق الزهري به. وصححه الألباني. (¬2) في الأصل: عن أبي لبيد، وعليها علامة التضبيب. وانظر الرواية الثانية لأحمد. (¬3) أخرجه البخاري (1607)، ومسلم (1272) من طريق الزهري به. (¬4) أخرجه مسلم (2845) من طريق قتادة به.

إسماعيلُ بنُ عياشٍ، عن يحيى بنِ يزيدَ، عن زيدِ بنِ أبي أُنيسةَ، عن عبدِ الوهابِ المكيِّ، عن عبدِ الواحدِ بنِ عبدِ اللهِ النصريِّ، عن واثلةَ بنِ الأَسقعِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «المسلمُ على المسلمِ حرامٌ: دَمُه وعِرضُه ومالُه، والمسلمُ أخو المسلمِ لا يَظلمُه ولا يَخونُه ولا يُخذلُه، والتَّقوى هاهُنا» وأَومأَ بيدِه إلى القلبِ (¬1). 747 - (231) حدثنا عيسى بنُ إسحاقَ بنِ موسى الأَنصاريُّ: حدثنا محمدُ بنُ حاجبٍ المَروزيُّ أبو عقيلٍ: حدثنا عبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّما النكاحُ رِقٌّ، فليَنظُرْ أَحدُكم إلى مَن يرقُّ عَتيقَتَه» (¬2). 748 - (232) حدثنا عيسى بنُ إسحاقَ بنِ موسى الأَنصاريُّ: حدثنا أبو عقيلٍ: حدثنا عبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن سعيدٍ، عن ذي مَخمرٍ ابنِ أخي النَّجاشيِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقتتلُ على كنزِكُم هذا سبعةٌ كلُّهم وَلدُ خليفةٍ في يومٍ واحدٍ فلا يَصِلُ إليهم، ثم يأْتي بعدَ ذلكَ الرَّاياتُ السودُ مِن قبَلِ المشرقِ، فاتَّبعوها ولو حَبواً على الثلجِ، / ثم يأْتي بعدَ ذلكَ المَهديُّ خليفةُ اللهِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 491)، والطبراني 22/ (183) من طريق إسماعيل بن عياش به. (¬2) لم أهتد إليه من حديث عائشة في غير هذا الموضع. (¬3) لم أقف عليه من هذا الوجه. وأبو عقيل المروزي قال أبو حاتم: صدوق. وقد خولف فيه. فأخرجه ابن ماجه (4084) وغيره من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مرفوعاً.

749 - (233) حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ بنِ سهلِ بنِ زُرَيقٍ سنةَ ثمانٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا مهديُّ بنُ حفصٍ الصوفيُّ: حدثنا القاسمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن محمدِ بنِ المنكدرِ، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «غيِّروا الشَّيبَ تَقلبوهُ سَواداً» (¬1). 750 - (234) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ: حدثني أبي، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن عَمرةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالتْ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأَزواجِهِ: «تَتبعُني أَطولُكنَّ يَداً». قالتْ عائشةُ: فكُنا إذا اجتَمعنا في بيتِ إِحدانا بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نمُدُّ أَيديَنا في الجدارِ نَتطاولُ، فلم نزلْ نفعلُ هذا حتى تُوفيتْ زينبُ بنتُ جحشِ بنِ رِئابٍ، وكانَت امرأةً قَصيرةً، ولم تكنْ أَطولَنا، فعَرفْنا حينئذٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنَّما أَرادَ بطولِ اليدِ الصدقةَ، قالتْ: وكانتْ زينبُ امرأةً صَناعَ اليدِ، فكانَت تَدبغُ وتَخرزُ وتَصدقُ به في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب (5/ 298) من طريق المصنف به. والقاسم بن عبد الله بن عمر متروك. وهو مخالف لرواية أبي الزبير عن جابر عند مسلم (2102) وغيره: غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد. (¬2) أخرجه ابن سعد (8/ 108)، والطبراني 24/ (133)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3086)، وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 54)، و «معرفة الصحابة» (7421)، والحاكم (4/ 25) من طريق إسماعيل بن أبي أويس به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وهو عند مسلم (2452) من وجه آخر عن عائشة مختصراً.

751 - (235) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا شريكٌ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن عمرةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَحرمُ مِن الرَّضاعةِ ما يَحرمُ مِن الولادةِ» (¬1). 752 - (236) حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ بنِ سهلِ بنِ زُرَيقٍ: حدثنا سَعدويه: حدثنا يونسُ بنُ بُكيرٍ: حدثنا ابنُ إسحاقَ (¬2): حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي عَتيقٍ (¬3)، عن عمرةَ، عن عائشةَ قالتْ: لمَّا تَلا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم القصةَ التي نزلَ بها عُذري أَمرَ برَجلينِ وامرأةٍ كَانوا أَذاعوا الفاحشةَ، فجَلَدوهم الحدَّ. 753 - (237) حدثنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ / عيسى بنِ عليِّ بنِ ماهانَ ¬

_ (¬1) ذكره الدارقطني في «علله» (3832)، ثم قال: وخالف شريكاً جماعة منهم: علي بن هشام، وعبد الله بن داود، وأبو أسامة، وحميد بن الأسود، فرووه عن هشام، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة. وكذلك أخرجه مسلم (1444) (2) من طريق هشام بن عروة. وكان قد أخرجه قبل، وكذا البخاري (2646) من طريق مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم مطولاً. (¬2) في الأصل: أبو إسحاق. وعليها علامة التضبيب. (¬3) هكذا في الأصل. وقد أخرجه البيهقي في «السنن» (8/ 250)، و «الدلائل» (4/ 74) من طريق يونس بن بكير، وأبو داود (4474)، والترمذي (3181)، والنسائي في «الكبرى» (7311)، وابن ماجه (2567)، وأحمد (6/ 35، 61)، والطبراني 23/ (263)، من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة به.

الرَّازي: حدثنا أبو غسانَ محمدُ بنُ عَمرو زُنيجٍ: حدثنا يحيى بنُ مغيرةَ: حدثنا جريرٌ، عن الأعمشِ، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لمَّا أُسريَ بي دَخلتُ الجنةَ، فناوَلَني جبريلُ تفاحةً، فانَفلقتْ بنِصفينِ فخرجَتْ مِنها حَوراءُ، فقلتُ لها: لِمَن أنتِ؟ فقالتْ: لعليِّ بنِ أبي طالبٍ» (¬1). 754 - (238) حدثنا جُنيدُ بنُ حكيمِ بنِ جُنيدٍ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الرُّزِّي: حدثنا يحيى بنُ راشدٍ، عن الجُريريِّ، عن لَقيطٍ، عن أبي أمامةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الخيلُ مَعقودٌ في نَواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامةِ» (¬2). 755 - (239) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا عبادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ: أخبَرني أبي: حدَّثتني عائشةُ رضي اللهُ عنها، أنَّ عمَّها مِن الرَّضاعةِ أَخا بَني القُعيسِ استَأذنَ عَليها بعدَ ما ضُربَ الحجابُ، فأَبت أَن تأذَنَ له حتى يأتيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فتَستأذِنَه، فلمَّا دخلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكرَتْ ذلكَ له وقالتْ: جاءَ أَخو بَني القُعيسِ فرَددتُهُ حتى أَستأذنَكَ، فقالَ: «أَليسَ بعمِّكِ؟» قالتْ: إنَّما أَرضعَتْني المرأةُ ولم يُرضِعْني الرجلُ، فقالَ: «إنَّه عمُّكِ، فليَلجْ عليكِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب (4/ 278)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (618) من طريق المصنف به. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح .. .. وعطية قد ضعفه هشيم وأحمد ويحيى. وقال الذهبي في ترجمة أحمد بن عيسى شيخ المصنف في «الميزان» (1/ 127): هذا كذب. (¬2) يحيى بن راشد البصري ضعيف. ومن طريقه أخرجه الطبراني (7994) مطولاً. (¬3) أخرجه البخاري (5239)، ومسلم (1445) (7) من طريق هشام بن عروة به.

756 - (240) حدثنا أبو عثمانَ سعيدُ بنُ محمدٍ الأَنْجُذانيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ الفضلِ يَعني ابنَ أبي سُويدٍ: أخبرنا عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ، عن طلحةَ بنِ يحيى، عن موسى بنِ طلحةَ، عن عَقيلِ بنِ أبي طالبٍ قالَ: جاءتْ قريشٌ إلى أبي طالبٍ فَقالوا له: إنَّ ابنَ أَخيكَ يأْتينا في كعبَتِنا ونادِينا ويُسمعُنا هناكَ ما نكرهُ، فإنْ رأيتَ أَن تكُفَّه عنَّا فافعَلْ، فقالَ لي: يا عَقيلُ، التمِسْ لي ابنَ عمِّكَ. قالَ: فخَرجتُ / مِن كِنسٍ (¬1) مِن أكناسِ شِعبِ أبي طالبٍ - أو قالَ: كباءٍ مِن أكباءِ شعبِ أبي طالبٍ - حتى أَتيتُه فقلتُ: إنَّ عمَّكَ يَدعوكَ، فانطَلقَ مَعي يطلبُ الفيءَ (يَطأُ فيه؟) (¬2) فلا يَقدرُ عليه، حتى دَخلَ على أبي طالبٍ، فلمَّا رآهُ أبو طالبٍ قالَ: ابنَ أَخٍ، واللهِ ما علمتُ إِنْ كُنتَ لي لَمُطيعاً، وقَد جاءَ قَومُكَ يَزعمونَ أنَّكَ تأْتيهم في كعبَتِهم ونادِيهم فتُسمِعُهم ما يَكرَهونَ، فإِن استَطعتَ أَن تكُفَّ عَنهم فافعَلْ، فقالَ ببصرِهِ إلى السماءِ وقالَ: «أيْ عَم، واللهِ ما أَنا بأَقدَرَ على أَن أَدعَ ما بُعثتُ به مِن أَحدِكم أَن يَقتبسَ مِن هذه الشمسِ شُعلةً مِن نارٍ». فقالَ: واللهِ إنِّي لأَعلمُ أَنَّ ما تقولُ حقٌّ، وأنَّكَ ما كَذبتَ قَطُّ، وإنِّي لأَحقُّ مَن اقتَدى بكَ (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل. وقال في «النهاية» (4/ 142): الكبس: بيت صغير، ويروى بالنون من الكناس وهو بيت الظبي. (¬2) عند الطبراني في «الأوسط»: بطاقته. وعند الحاكم: يمشي فيه. (¬3) أخرجه الطبراني في «الكبير» 17/ (511)، و «الأوسط» (8553)، وأبو يعلى (6804)، والبزار (2171)، والحاكم (3/ 577)، والبيهقي في «الدلائل» (2/ 186) من طريق طلحة بن يحيى به. وقال الهيثمي (6/ 15): ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. وحسنه الحافظ في «المطالب» (4227)، والألباني في «الصحيحة» (92).

757 - (241) حدثنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ المقرئُ: حدثنا أحمدُ بنُ حاتمٍ الطويلُ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ القدوسِ، عن الأعمشِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ ثَروانَ، عن زاذانَ قالَ: قالَ عبدُ اللهِ: جمعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَ الأُولى والعصرِ، وبينَ المغربِ والعشاءِ، فقيلَ له، فقالَ: «إنِّي صنعتُ لكَي يكونَ (لا حرج؟) (¬1)». 758 - (242) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ إملاءً: أخبرنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا ابنُ أبي ذئبٍ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّه صلَّى مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالمزدلفةِ المغربَ والعشاءَ بإقامةٍ، لم يُنادِ فيما بينَهما إلا بالإقامةِ، ولم يَتطوَّعْ بينَهما، ولا على إثرِ واحدةٍ مِنهما (¬2). 759 - (243) حدثنا ابنُ بُردٍ الأَنطاكيُّ أبو الوليدِ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن أبي حازمٍ المَدنيِّ، عن سهلِ بنِ سعدٍ / الساعديِّ قالَ: جاءَ رَجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، دُلَّني على عملٍ إذا أَنا عملتُهُ أَحبَّني اللهُ عزَّ وجلَّ وأَحبَّني الناسُ، قالَ: «ازهَدْ في الدُّنيا يحبَّكَ اللهُ، وازهَدْ فيما في أَيدي الناسِ يحبَّكَ الناسُ» (¬3). ¬

_ (¬1) في الأصل: مرح، وعليها علامة التضبيب. وقبلها كلمة غير واضحة. وعند الطبراني في «الكبير» (10525): صنعته لئلا تكون أمتي في حرج. وفي «الأوسط» (4117): صنعت هذا لكي لا تحرج أمتى. وكلاهما من طريق عبد الله بن عبد القدوس، وقد ضعِّف. وانظر «الصحيحة» (2837)، و «الضعيفة» (1212). (¬2) أخرجه البخاري (1673) من طريق ابن أبي ذئب به. (¬3) أخرجه ابن ماجه (4102)، والطبراني (5972)، والحاكم (4/ 313)، والبيهقي في «الشعب» (10043) (10044) (10045)، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 252 - 253)، وابن عدي (3/ 31)، والعقيلي (2/ 10)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1352) من طريق سفيان الثوري به. وصححه بطرقه الألباني في «الصحيحة» (944).

760 - (244) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ الرَّازي: حدثنا محمدُ بنُ حميدٍ: حدثنا زافرُ بنُ سليمانَ: حدثنا محمدُ بنُ عُيينةَ - قالَ أبو عبدِ اللهِ: هذا أَخو سفيانَ -، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ الساعديِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتاني جبريلُ فقالَ: يا محمدُ، عِشْ ما عِشتَ فإنَّكَ ميتٌ، وأَحبِبْ مَن أَحببتَ فإنَّكَ مُفارقُه، واعمَلْ ما عملتَ فإنَّكَ مُجْزاً به، ثم قالَ لي: يا محمدُ، شَرفُ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعِزُّه استِغناؤُهُ عن الناسِ» (¬1). 761 - (245) حدثنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ المقرئُ: حدثنا أحمدُ بنُ عمرانَ: حدثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن الأعمشِ، عن شقيقٍ قالَ: سمعتُ عُيينةَ بنَ حصنٍ الفَزاريَّ يقولُ: أَنا ابنُ الأَشياخِ الشُّمِّ، فقالَ له عبدُ اللهِ: ذلكَ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عَليهم السلامُ، فسكتَ عُيينةُ (¬2). 762 - (246) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ: حدثني أبي، عن يحيى بنِ سعيدٍ عن عَمرةَ، وهشامِ بنِ عروةَ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4278)، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 253)، والحاكم (4/ 324 - 325)، والبيهقي في «الشعب» (10058) من طريق زافر بن سليمان به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وتعقبهما الألباني في «الصحيحة» (831) ثم حسنه بشواهده. (¬2) أخرجه الدارقطني في «المؤتلف والمختلف» (2/ 137) من طريق أحمد بن عمران به. وأخرج الطبراني (8916)، والحاكم (2/ 571) من طريق أبي الأحوص، أن أسماء بن خارجة قال: أنا ابن الأشياخ .. .

عن أبيه، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: إنِّي لأَعجبُ ممن يأكُلُ الغرابَ وقَد أَذِنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في قتلِهِ للمُحرِمِ، وقد سمَّاهُ فاسقاً، واللهِ ما هو مِن الطيِّباتِ (¬1). 763 - (247) حدثنا أبو الوليدِ بنُ بُردٍ: حدثنا الهيثمُ يَعني ابنَ جميلٍ: حدثنا شريكٌ، عن هشامِ / بنِ عروةَ، عن أبيه، عن ابنِ عمرَ قالَ: مَن يأكُلُ الغرابَ وقَد سمَّاهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاسِقاً! (¬2) 764 - (248) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا محمدُ بنُ الصلتِ، عن منصورِ بنِ أبي الأَسودِ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينامُ وهو ساجدٌ، وكانَ ممَّا يُعرفُ نومُه بنَفخِهِ، ثم يَقومُ فيَمضي على صلاتِهِ (¬3). 765 - (249) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ بنِ خالدٍ النَّخعيُّ: حدثنا يحيى (¬4) بنُ ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1214 - زوائده)، والبيهقي (9/ 317) من طريق إسماعيل بن أبي أويس به. وقال الهيثمي (4/ 40): ورجاله ثقات. وانظر ما بعده. (¬2) أخرجه ابن ماجه (3248)، والبيهقي (9/ 317) من طريق الهيثم بن جميل به. وصححه البوصيري والألباني. وقال الدارقطني في «علله» (4/ 242): والصحيح هشام عن أبيه مرسل. وكذلك أخرجه البيهقي (9/ 317). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (1414)، وأبو يعلى (5370)، والبزار (1520)، والطبراني (9995) من طريق منصور بن أبي الأسود به. وانظر رواية أحمد من طريق إبراهيم النخعي 1/ 426 (4051) (4052). (¬4) في الأصل: علي، وعليها علامة التضبيب. والمثبت من الهامش إشارة إلى نسخة أخرى، وبجانبها: وهو الأصح. قلت: فهو على هذا يحيى بن موسى خت المتقدم (730).

موسى البَلخيُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ حَرملةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه، أنَّه سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كيفَ تقسمُ للجدِّ؟ فقالَ: «ما مَسألتُكَ، إنِّي لأَظنُّ لتَموتَنَّ قبلَ أَن تَعلَّمَها» (¬1). 766 - (250) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا محمدُ بنُ مُطرِّفٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ حَرملةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَخرجُ أَحدٌ بعدَ أذانٍ مِن المسجدِ إلا لِحاجةٍ إلا منافقٌ» (¬2). 767 - (251) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا الأَخنَسيُّ قالَ: سمعتُ أبا بكرِ بنَ عياشٍ قالَ: سمعتُ أبا إسحاقَ السَّبيعيَّ يقولُ: ذَهَبت الصلاةُ مِني، وضَعفتُ ودقَّ عَظمي، إنْ كنتُ اليومَ أَقومُ فأُصلي ما أَقرأُ إلا بالبقرةِ وآلِ عمرانَ (وأَنا؟) قائمٌ. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4245) من طريق عبد الرحمن بن حرملة به. وقال الهيثمي (4/ 227): ورجاله رجال الصحيح، إلا أن سعيد بن المسيب اختلف في سماعه من عمر. (¬2) أخرجه أبو داود في «المراسيل» (25)، وعبد الرزاق (1946)، والبيهقي (3/ 56) من طريق عبد الرحمن بن حرملة به. وعند عبد الرزاق قصة. ووصله الطبراني في «الأوسط» (3842) عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً. وفي «الموطأ» (1/ 162) عن مالك، أنه بلغه أن سعيد المسيب قال: يقال: لا يخرج أحد .. .

768 - (252) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ: أخبرنا محمدُ بنُ مُطرِّفٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ قالَ: قالَ موسى (¬1) عليه السلامُ: يا ربِّ، مَن هذه الأُمةُ المَرحومةُ؟ قالَ: أُمةُ أحمدَ، يَرضونَ بالقليلِ مِن العطاءِ، وأَرضى مِنهم بالقَليلِ مِن العملِ، وأُدخلُهم الجنةَ بأَن يَقولوا: لا إلهَ إلا اللهُ. 769 - (253) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خالدٍ التَّغلبيُّ: حدثنا الأَخنَسيُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ: حدثنا ليثُ بنُ أبي سُليمٍ، أنَّ بلالاً العَبسيَّ كانَ يَقومُ / بقَومِه في شهرِ القيامِ فيَقرأُ بهم رُبعَ القرآنِ، ثم يَنصرفُ فيَقولونَ: لَقد خَفَّفَ الليلةَ (¬2). 770 - (254) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ: أخبرنا محمدُ بنُ مُطرِّفٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ قالَ: قالَ عيسى بنُ مريمَ صلى الله عليه وسلم: يا ربِّ، مَن هذِه الأُمةُ؟ قالَ: أُمةُ أحمدَ، حُكماءُ عُلماءُ، كأنَّهم مِن الفقهِ أَنبياءُ (¬3). 771 - (255) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا شبابةُ بنُ سوَّارٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ [أبي] (¬4) أُويسٍ المَدنيُّ: حدثني الزُّهريُّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه كانَ يُقرئُ عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ في خلافةِ عمرَ رضي اللهُ عنه، قالَ: فلم أَرَ رَجلاً يجدُ مِن الاقْشَعْريرةِ ما يجدُ عبدُ الرحمنِ عندَ القِراءةِ. ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل. وقد أخرجه ابن عساكر مع الحديث الآتي (769) وفيه: عيسى. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في «التهجد» (505) من طريق أحمد بن عمران الأخنسي به. (¬3) أخرجه ابن عساكر (47/ 382) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه به. وفيه أيضاً الأثر المتقدم (767). (¬4) في الأصل: بن أويس، وعليها علامة التضبيب.

قالَ ابنُ عباسٍ: فجئتُ أَلتمسُ عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ يوماً فَلم أجدْهُ، فانتَظرتُه في بيتِه حتى رجعَ مِن عندِ عمرَ بنِ الخطابِ، فلمَّا رجعَ قالَ: لقَد رأيتُ رَجلاً آنفاً عندَ عمرَ بنِ الخطابِ قالَ كَذا وكَذا، وهو يومَئذٍ في آخرِ حجةٍ حجَّها عمرُ رضي اللهُ عنه، فذكرَ عبدُ الرحمنِ لابنِ عباسٍ أنَّ رَجلاً أَتى عمرَ رضي اللهُ عنه فأخبَره أنَّ رَجلاً قالَ: واللهِ لو قَد ماتَ عمرُ، فقالَ عمرُ حينَ بلَغَه ذلكَ: إنِّي لقائمٌ إِن شاءَ اللهُ العَشيةَ في الناسِ فمُحذِّرُهم هؤلاءِ الذينَ يُريدونَ أَن يَغتَصبوا الناسَ أَمرَهم. قالَ عبدُ الرحمنِ: فقُلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، لا تَقلْ ذلكَ يومَكَ هذا، فإنَّ الموسمَ يَجمعُ رَعاعَ الناسِ وغَوغاءَهم، فإنَّهم الذينَ يَغلبونَ على مجلسِكَ، فأَخشى إِن قلتَ اليومَ مَقالةً أَن يَطيروا بها ولا يَعُوها ولا يَضَعوها على مواضِعِها، ولكنْ / أَمهِلْ حتى تَقدَمَ المدينةَ، فإنَّها دارُ الهجرةِ والسُّنةِ، وتَخلصَ بعُلماءِ الناسِ وأَشرافِهم، وتَقولَ ما قُلتَ مُتمكِّناً، فيَعوا مقالَتَكَ ويَضَعوها على مَواضِعِها، فقالَ عمرُ رضي اللهُ عنه: واللهِ لئنْ قَدمتُ المدينةَ صالِحاً لأُكلِّمنَّ بها الناسَ في أولِ مَقامٍ أَقومُهُ. فقالَ ابنُ عباسٍ: فلمَّا قدِمْنا المدينةَ في عقبِ ذي الحجةِ وجاءَ يومُ الجمعةِ هَجَّرتُ لِما أَخبَرني عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، فوَجدتُّ سعيدَ بنَ زيدِ بنِ عَمرو بنِ نُفيلٍ قَد سبَقَني بالتَّهجيرِ، فجلَسَ إلى جنبِ المنبرِ الأيمنِ وجلستُ إلى جانبِه تمسُّ رُكبَتي رُكبَتَه، فلم يَلبثْ أَن خرجَ عمرُ رضي اللهُ عنه فأَقبلَ ثم صعدَ المنبرَ، فقُلتُ لسعيدِ بنِ زيدٍ وعمرُ مُقبلٌ: أمَا واللهِ ليَقولَنَّ أَميرُ المؤمنينَ مَقالةً لم يَقُلْها أحدٌ قبلَه، فأَنكرَ ذلكَ سعيدُ بنُ زيدٍ وقالَ: ما عَسى أَن يَقولَ ما لم يَقلْه مَن قَبلَه؟

فلمَّا أَن جلسَ عمرُ على المنبرِ أذَّنَ المُؤذنُ، فلمَّا أَن سكتَ المُؤذنُ قامَ فتَشهَّدَ فأَثنى على اللهِ عزَّ وجلَّ بما هو أَهلُه ثم قالَ: أمَّا بعدُ فإنِّي قائلٌ لكم مَقالةً قُدِّرَ لي أَن أَقولَها، لا أَدري لعلَّ ذلكَ بينَ يدَي أَجلي، فمَن عقَلَها ووَعاها فليُحدثْ بها حيثُ انتَهت به راحلتُهُ، ومَن خشيَ أَن لا يَعيَها فلا أُحلُّ له أَن يَكذبَ عليَّ. إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بعثَ محمداً صلى الله عليه وسلم بالحقِّ، وأَنزلَ عليه الكتابَ، فكانَ فيما أَنزلَ عليه آيةَ الرجمِ، فقَرأناها وعَقلناها ووَعيناها، ورجمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ورَجمنا بعدَه، فأَخشى أَن يطولَ / بالناسِ زمانٌ وأَن يقولَ قائلٌ: واللهِ ما نَجدُ الرَّجمَ في كتابِ اللهِ، فيَضلوا بتركِ فريضةٍ أَنزلَها اللهُ، فإنَّ الرَّجمَ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ حقٌّ على مَن زَنى إِذا أُحصِنَ مِن الرجالِ والنساءِ إذا قامَت البينةُ أو كانَ الحَبَلُ والاعترافُ، ثم إنَّا قَد كنَّا نقرأُ: (لا تَرغَبوا عن آبائِكم، فإنَّ كُفراً بكم أَن تَرغَبوا عن آبائِكم). ثم إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تُطروني كما أُطرِيَ ابنُ مريمَ، فإنَّما أَنا عبدُ اللهِ، فقُولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه». ثم إنَّه قَد بلَغَني أنَّ قائلاً مِنكم يقولُ: لو قَد ماتَ عمرُ لقَد بايعتُ فلاناً وفلاناً، فَلا يَغرر امرءاً أَن يقولَ: إنَّ بيعةَ أبي بكرٍ (¬1) وليسَ مِنكم مَن تُقطَعُ له الأَعناقُ مثلُ أبي بكرٍ، فإنَّه كانَ مِن خَيرِنا حينَ تُوفيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إنَّ فلاناً وفلاناً تَخلَّفوا (¬2) عَنه ومَن مَعهما تَخلَّفوا عنَّا، وتَخلَّفت الأَنصارُ فاجتَمعوا في ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وعليها علامة التضبيب. وعند البخاري وغيره: أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها. (¬2) في الأصل: ما تخلفوا. وعلى «ما» علامة تضبيب. والمثبت موافق لما في المصادر.

سَقيفَةِ بَني ساعدَةَ، واجتَمعَ المهاجِرونَ إلى أبي بكرٍ رضي اللهُ عنه، فقلتُ لأبي بكرٍ: انطلِقْ بنا إلى إِخوانِنا هؤلاءِ مِن الأَنصارِ، فانطلَقْنا نَؤُمُّهم حتى إذا دَنونا مِنهم لقيَنا مِنهم رَجلانِ صالِحانِ، فذَكرا لنا الذي صنعَ القومُ وقَالا: أينَ تُريدونَ يا معشرَ المهاجِرينَ؟ فقُلتُ: نُريدُ إِخوانَنا هؤلاءِ مِن الأَنصارِ، قَالا: فَلا عَليكم أَن تَقرَبوهم يا معشرَ المهاجِرينَ، اقْضُوا أَمرَكم بينَكم، فقُلتُ: واللهِ لنأْتينَّهم. فانطلَقْنا حتى أَتيناهُم وهُم في سَقيفةِ بَني ساعدَةَ، وإِذا بينَ أَظهُرِهم رَجلٌ مُزَمَّلٌ، قلتُ: مَن هذا؟ قَالوا: هذا سعدُ بنُ / عُبادةَ، قُلتُ: فَما له؟ قَالوا: هو وَجِعٌ، فلمَّا سكَتْنا تَكلَّم خطيبُ الأَنصارِ فأَثنى على اللهِ بما هو أَهلُه ثم قالَ: أمَّا بعدُ، فنحنُ أَنصارُ اللهِ وكَتيبةُ الإسلامِ، وأَنتم يا معشرَ المهاجِرينَ رَهطٌ مِنَّا وقَد دفَّتْ دافَّةٌ مِن قَومِكم. فلمَّا قَضى مَقالَتَه أَردتُّ أَن أَتكلَّمَ، وكنتُ قَد زوَّرتُ مَقالةً قَد أَعجبَتْني أُريدُ أَن أَقومَ بها بينَ يدَي أبي بكرٍ، وكنتُ أُداري مِن أبي بكرٍ بعضَ الحَدِّ، فلمَّا أَردتُّ أَن أَتكلَّمَ قالَ أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه: على رِسْلِكَ، فكرهتُ أَن أُغضِبَه، فتكلَّمَ أبو بكرٍ، وكانَ أَحلمَ مِني وأَوقَرَ، واللهِ ما تَركَ مِن كلمةٍ أَعجبتْني في تَزويري إلا تكلَّمَ بمثلِها وأَفضلَ في بَديهتِهِ حتى سكتَ. تشهَّدَ أبو بكرٍ وأَثنى على اللهِ بما هو أَهلُه ثم قالَ: أمَّا بعدُ، فَما ذَكرتُم فيكم مِن خيرٍ فأنتُم له أَهلٌ، ولا تَعرفُ العربُ هذا إلا لهذا الحيِّ مِن قريشٍ، هم أَوسطُ العربِ نَسباً وداراً، وقَد رَضيتُ لكم أحدَ هذَينِ الرَّجلَينِ فبايِعُوا أيَّهما شئتُم، وأَخذَ بيَدِي وبيدِ أبي عُبيدةَ بنِ الجَرَّاحِ وهو جالسٌ بينَنا، فلم أَكرهْ مما قالَ غيرَها، كانَ واللهِ لأَن أُقدَّمَ فتُضربَ عُنقي لا يُقرِّبني ذلكَ إلى إثمٍ

أَحبَّ إليَّ مِن أَن أتأمَّر على قومٍ فيهم مثلُ أبي بكرٍ، إلا أَن تَغيَّرَ نَفسي عندَ الموتِ. فلمَّا قَضى أبو بكرٍ مقالتَه قالَ قائلٌ مِن الأَنصارِ: أَنا جُذَيلُها المُحكَّكُ وعُذيقُها المُرَجَّبُ، مِنا أميرٌ ومِنكم أميرٌ يا معشرَ قريشٍ. /قالَ عمرُ رضي اللهُ عنه: فكثُرَ اللغَطُ وارتفَعَت الأصواتُ حتى أَشفقتُ الاختلافَ، فقلتُ لأبي بكرٍ رضي اللهُ عنه: ابسُطْ يدَكَ يا أبا بكرٍ، فبسَطَ أبو بكرٍ يدَه فبايعْتُه وبايَعَه المهاجِرونَ والأَنصارُ. فنَزونا على سعدِ بنِ عُبادةَ فقالَ قائلٌ مِن الأَنصارِ: قَتلتُم سعدَ بنَ عُبادةَ، فقالَ عمرُ: وإنَّا واللهِ ما فيما (صرنا؟) (¬1) مِن أَمرِنا رأينا أمراً أَقوى مِن مُبايعةِ أبي بكرٍ، خَشينا إِن فارَقْنا القومَ قبلَ أَن تَكونَ بيعةٌ أَن نُخالِفَهم فيكونَ فساداً، فلا يَقولنَّ امرؤٌ في بيعةِ أبي بكرٍ. قالَ الزُّهريُّ: وأخبَرني عروةُ بنُ الزبيرِ أنَّ الرَّجلَينِ الأَنصاريينِ اللذَينِ لَقيا المهاجِرينَ: عُويمُ بنُ ساعدةَ ومَعنُ بنُ عديٍّ العَجلانيانِ. قالَ الزُّهريُّ: وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيبِ: إنَّ الذي قالَ يومَئذٍ: أَنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرَجَّبُ: حُبابُ بنُ المنذرِ، رَجلٌ مِن بَني سلمةَ (¬2). آخِرُ الجزءِ ¬

_ (¬1) في مصادر التخريج: حضرنا. (¬2) أخرجه البخاري (6830) من طريق الزهري به. ليس فيه قول الزهري عن عروة وسعيد بن المسيب في آخره. وهما عند أحمد (1،/ 55 - 56)، وابن حبان (414).

والحمدُ للهِ ربِّ العالمَينَ وصلواتُه على رسولِه سيدِنا المُصطَفى محمدٍ وآلِهِ وسلَّمَ تسليماً وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ ربِّ اختِمْ بخيرٍ

§1/1