مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد

نور الدين الهيثمي

مقدمة التحقيق

بِسْمِ الَّلهَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مقدِّمة التّحقيق إنَ الحَمد لله، نحمدُهُ وَنَسْتعينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَمِن سَيئاتٍ أَعْمَالِنَا. مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70 - 71]. "وأحمد الله حمد الشاكرين على عظيم نعمائه وجميل بلائه، وأسأله تعالى أن يكف عنا نوائب الزمان، وأرغب إليه في التوفيق والعصمة، وأبرأ إليه من الحول والقوة، سائله يقيناً يملأ الصدر ويعمر القلب، ويستولي على النفس حتى يَكُفَّها إذا نزعت، ويردها إذا تطلعت. فالخير والشر بيده، والنعم كلها من عنده، لا سلطان لأحد مع سلطانه، نوجه رغباتنا إليه، ونخلص نِياتنا في التوكل عليه: أن يجعلنا ممَّن همُّه الصدق، وبغيته

الحق، وغرضه الصواب. ونعوذ بالله من ادعاء شيء لا نعلمه، ونسأله متوجهين إليه تعالى أن لا يجعلنا مِمَّن يعجبهم أن يجادلوا بالباطل ويموهوا على السامع، ولا من الذين قال فيهم: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 188]. اللهم سدد خطانا، وخذ بيدنا إلى الحق والخير، اهدنا فيما اختلف فيه إلى الحق بإذنك يا أكرم مسؤول، ويا أسرع من يجيب" (¬1). أما بعد فإن الحمد لله الذي خلق الإنسان وجهزه بجهاز الحس والفكر، ولفت نظره إلى عظيم هذه القدرة، وجزيل هذه النعمة اللذين يفرضان على الإنسان عميق الشكر والامتنان فقال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]. وقال أيضاً: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الملك: 23]. لقد خلق الله الإنسان لعبادته في إطار إعمار الأرض واستثمار خيراتها، وحسن استخدامها، والعدل في توزيع خيراتها وعطاءاتها، ولكنه لم يتركه يتخبط في عشواء محاولاً أن يعبد ربه وفق ما يخترعه من طرق، أو ما يستحسنه ويروق له من أساليب، فأرسل له الرسل مبشرين ومنذرين، وختمهم بالرسول العظيم خاتم المرسلين، الذي أوتي القرآن ومثله معه: القرآن العظيم، والسنة المطهرة وهما البرنامج العام للعقل الإنساني، فهو على الصراط المستقيم ما دام منفذاً ما أمرا به، مبتعداً عما نهيا عنه، لأن ¬

_ (¬1) من مقدمتي لمسند أبي يعلى الموصلي.

الله هو الذي خلق بعلمه وقدرته، وأرشد وهدى بلطفه ورحمته، فأرسل إلى الإنسان ما يحقق إنسانيته ويرشده إلى قيمة القيم في السلوك الإنساني والحياة البشرية بامتدادها الأفقي، وعمقها الشاقولي، ومن المسلم به أن مخترع الحاجة أعلم بما يصونها ويحفظها من التلف، وهو الأدرى بإصلاحها إن أصابها شيء من عطب، فالله هو الخالق، والله هو الهادي، والله على كل شيء قدير: {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. وما أجمل وصف الرسول الكريم لما أتى به، وما أوجز عبارته وأعمقها تحذيراً من التفلتْ وترغيباً في الالتزام حيث قال: "أَلَا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- هُوَ حَبْلُ اللهِ، مَنِ اتَّبَعَهُ، كَانَ عَلَى الْهُدَى، وَمَنْ تَرَكَهُ، كَانَ عَلَى ضَلَالَةٍ" ... مسلم (2408) (37). وحيث قال: "تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ الله، وَسُنَّتِي". لقد آمن الصحابة الكرام الإيمان العميق بصدق الرسالة وخيرها فاحتضنوها وأحاطوها بمقل العيون، بل زرعوها في سويداء القلوب، وحولوا ما جاء فيها من مبادئ إلى سلوك يومي لأنها دستور الإصلاح العام: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}. فهي تهذيب للنفس وسمو بها إلى عالم الأمن والأمان والسلامة والإسلام، ترسم لها أسلوب التعامل مع ذاتها، وتوضح لها أطر العلاقات مع الخلق الذين هم عيال الله، وتزرع في عمقها "أَن أَحَبَّ الْخَلْقِ إلَى الله أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ". وهي تهذيب للمجتمع حتى لا يُفْرِطَ ولا يُفَرِّط، فهو الحامي للفرد من كل طغيان، وهو الصاعد بالفرد من حدود الذات، فالمجتمع كالجسم يكون سليماً بسلامة أعضائه. ولكنه يضعف إذا اعتل أحد الأعضاء، فهو الذي

عليه أن يأخذ منه إذا احتاج، ولكن دون إرهاق، وهو الذي عليه أن يقدم له ما يحتاج إليه أمثاله نوعاً وكمّاً إذا عرض لهذا الفرد ما يجعله بحاجة إلى هذا الإمداد. وهي التي تحدد العلاقة بين الخالق والمخلوق بأسلوب عملي واضح لا مجال فيه لاجتهاد مجتهد، أو افتراء متنطع، "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي"، و"خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ"، و"مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرَنَا هذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ". لذلك فإن الصحابة قد حملوا هذه الرسالة أمانة أغلى عندهم من أموالهم وأولادهم بل ومن أنفسهم، فوقَّعوا على صك البيع: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... } وهم مختارون فرحون بهذا الفوز العظيم. ثم تلا أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولئك الذين: {اتَّبَعُوهُمْ بِإحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ... } [التوبة: 100]. وهم الذين اختارهم الله -عز وجل- لإقامة دينه، وخصَّهم بحفظ فرائضه وحدوده، وأمره ونهيه، وأحكامه جميعها، وسنن رسوله المبينة لها، فحفظوا عن الصحابة ما فقهوه وأتقنوه علماً وعملاً، ثم علَّموه للأئمة الثقات الذين جمعوا السنة مما كتب الكاتبون (¬1) وحفظ الحافظون. وقد أخذ هؤلاء الأئمة عن كتب شيوخهم الذين يكتبون كما أخذوا عن الحفاظ الذي اكتفوا بالحفظ ولم يكتبوا، وجمعوا هذا إلى ذاك بالطرق المختلفة التي كانت معروفة آنذاك في التأليف والتصنيف. لقد جمعوها بإفراد أبواب الفقه باباً باباً كما فعل الشعبي الذي روي عنه ¬

_ (¬1) صحيفة عبد الله بن عمرو، وصحيفة علي التي كانت معلقة بسيقه، وصحيفة جابر، وصحيفة سمرة بن جندب.

أنه قال: هذا باب من الطلاق جسيم وساق فيه أحاديث. كما جمعوها أبواباً وأحكاماً فمزجوا بين الحديث وفتاوى الصحابة كما فعل مالك في "الموطأ" وقد توخى جمع القوي من أحاديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين. وقد استقصى هذا فجمع وأوعى عبدُ الرزاق (211) هـ، وأبو بكر بن أبي شيبة (235) هـ. ثم رأى كثير من الأئمة أن يفردوا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصبحتَ قلّما تجد إماماً من الحفاظ إلا وله مسند: كالطيالسي، والإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، والبزار وأبي يعلى الموصلي. ومن الحفاظ من رتب على العلل فجمع لكل متن طرقه، واختلاف الرواة فيه بحيث يتضح إرسال ما يبدو متصلاً. ووقف ما يبدو أنه مرفوع. ثم أصبح التأليف الأغلب الذي صار سائداً والتأليف على الأبواب بغير تمييز بين درجات الحديث. ثم بدا لبعض الحفاظ أن يتقيد بالصحيح، فكانت التجربة الفذة التي قام بها الإمام البخاري، والتي تابعه عليها مسلم بن الحجاج النيسابوري. وقام حفاظ آخرون بإفراد الحديث الصحيح جملة، فكانت محصلة ذلك صحيح ابن خزيمة. غير أن ابن حبان تلميذ ابن خزيمة قام بتجربة أوسع على غير الطريقة التي أصبحت مألوفة في التأليف، فابتاع طريقة رأى بعض العاملين في هذا الميدان الشريف أنها عسرة، ورأينا غير ذلك. فهجر ابن حبان، وهُجر صحيحه إلى أن قام ابن بلبان بإعادة ترتيبه على أبواب الفقه وقد بينا ذلك في مقدمتنا لهذا الصحيح -طبعة أولى- الذي قامت بنشره مؤسسة الرسالة. ولقد اعتنى المحدثون بالكتب الستة، ووضعوا عليها الأطراف، كما

أ- الزوائد

وضعت المستخرجات على الصحيحين، والمستدرك عليهما. ثم رأى جماعة من الحفاظ أن يجمع بين الكتب المعروفة في موضع واحد، فجمع الحميدي بين الصحيحين، وجمع ابن الأثير الكتب الستة في "جامع الأصول" وجاء علي بن أبي بكر الهيثمي -بإشارة شيخه الحافظ العراقي وإرشاده- ليجعل من الزوائد تكملة لما وصل إليه من سبقه. فما الزوائد هذه، ومن الحافظ الهيثمي رحمه الله؟ أ- الزوائد إذا أطلقت كلمة "الزوائد" أريد بها الأحاديث التي يزيد بها كتاب في الحديث مسنداً كان أو معجماً على الكتب الستة. وقد قام علماء أفاضل باستخلاصها من المسانيد والمعاجم المرتبة على أسماء الشيوخ والتي لم ترتب على أبواب الفقه، لأن البحث فيها عن حديث ما صعب وعسير، ويستهلك الوقت الطويل والجهد الكبير، فأرادوا -جزاهم الله خيراً- أن يوفروا هذا الجهد، وهذا الوقت على الباحثين، فعرضوا هذه المسانيد، وتلك المعاجم على الكتب الستة، واستخلصوا منها ما زاد على ما جاء في هذه الكتب، ثم أضافوا إلى ذلك ما أخرجه بعض أصحاب الكتب الستة من طريق أخرى انفرد بها أصحاب المعاجم والمسانيد، أو أخرجوه وكان فيه بعض زيادة أو اختلاف في المتن أو الإسناد، وما أجمل أن يتحدث المصنف عن منهجه: قال الهيثمي في مجمع البحرين 1/ 1: "فقد رأيت المعجم الأوسط، والمعجم الكبير لأبي القاسم الطبراني ذي العلم الغزير قد حويا من العلم ما لا يحصل لطالبه إلا بعد كشف كبير، فأردت أن أجمع كل شاردة، إلى باب من الفقه يحسن أن تكون فيه واردة، فجمعت ما انفرد به عن أهل الكتب الستة من حديث بتمامه وحديث شاركهم فيه بزيادة عنده،

مميزاً لها بقولي: أخرجه فلان خلا كذا، أو: ذكرته لأجل كذا، ولم أره بهذا السياق، وشبه هذا". وبذلك فقد وفروا على الباحث الجهد والوقت، ويسروا عليه الوصول إلى ما يريد من أقصر الطرق. وزودوا الباحثين بما يمكن أن يعتبر نسخة أخرى للأصول التي استخلصوا منها زوائدها، كما وثقوا نسبتها إلى أصحابها بالأسانيد المتصلة منهم إلى مؤلفيها. ولهذا كله فقد كانت كثيرة المنافع، غزيرة الفوائد. ولم يذكر لنا مؤرخو السنة متى بدأ التأليف في هذا الباب، وأقدم ما وقعنا عليه في هذا الباب. ما قاله الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 74 ترجمة مغلطاي: "ومن تخريجاته ترتيب (بيان الوهم والإيهام) لابن القطان، و (زوائد ابن حبان على الصحيحين) ... " وانظر مقدمة موارد الظمآن بتحقيقنا. هذه هي التجربة الأولى التي وقعنا على ذكرها أثناء بحثنا، وأما التجربة الثانية التي وقعنا عليها فهي ضم زوائد الطبراني، وأبي يعلى إلى مسند أحمد الذي رتبه الحافظ ابن كثير على حروف المعجم. ولم يذكر الهيثمي شيئاً عن الذين سبقوه في هذا الميدان، وليست لدينا تجاربهم لنعلم هل استفاد منها أم لا؟ ولنحدد مقدار هذه الفائدة إن كانت واقعة. ولذلك فإننا نعدُّ الحافظ الهيثمي رائد هذا الميدان حتى نقع على ما يجعلنا نبدل رأينا، فقد أنضج تجربته حتى أصبحت المعين الذي نهل منه كل من جاء بعده، سواء اعترف بهذه الفائدة كالحافظ ابن حجر، أو تجاهلها كما فعل الشهاب البوصيري، غير أنهما معاً اعترفا بفضل الهيثمي في هذا المضمار وسبقه في مجال التأليف في هذا الباب المفيد.

وقد أجمع مترجمو الهيثمي على أن العراقي هو من درب تلميذه على هذا الفن، قال محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي في "لحظ الألحاظ" ص (239): " وأشار عليه بجمع ما في مسند الإمام أحمد من الأحاديث الزائدة على الكتب الستة، فأعانه بكتبه، وأرشده إلى التصرف في ذلك ... ". وقد ذكر لنا الهيثمي فضل شيخه عليه وإشارته إليه في مقدمته لهذا الكتاب إذ قال: "وبعد فقد كنت جمعت زوائد مسند الإمام أحمد، وأبي يعلى الموصلي، وأبي بكر البزار، ومعاجيم الطبراني الثلاثة -رضي الله تعالى عن مؤلفيهم وأَرضاهم، وجعل الجنة مثواهم- كل واحد منهم في تصنيف مستقل، ما خلا المعجم الأوسط والصغير فإنهما في تصنيف واحد. فقال لي سيدي وشيخي العلامة، شيخ الحفاظ بالمشرق والمغرب، ومفيد الكبار ومَنْ دونهم، زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن العراقي -رضي الله عنه- وأرضاه، وجعل الجنة مثوانا ومثواه. اجْمَعْ هذه التصانيف، واحذف أسانيدها لكي تجتمع أحاديث كل باب منهَا فىِ باب واحد من هذا. فلما رأيت إشارته إلي بذلك صرفت همتي إليه، وسألت الله تسهيله والإعانة عليه. وأسأل الله تعالى النفع به إنه قريب مجيب". فأعانه الله ويسر له فكان هذا الكتاب. وإنني أرى من الواجب علي أن أنقل هنا كلمة الناشر حسام الدين القدسي -اعترافاً بجهده، وطلباً للرحمة لنا وله- التي كتبها في نهاية الجزء الأول من طبعته. وفيها الكثير مما كنا نودّ إبرازه والحديث عنه فسبقنا -رحمه الله- إليه. يقول الناشر: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على توفيقه لطبع هذا الكتاب الذي جمع فيه مؤلفه الزيادات

على كتب السنن الستة من أعظم المعاجم والمسانيد: المعاجيم الثلاثة -الكبير، والأوسط والصغير- للطبراني، ومسند البزار. ومسند الإمام أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلي. ويذكر أحياناً بعض السنن المروية في غير هذه الكتب كصحيح ابن حبان، والأحاديث المختارة للضياء المقدسي، وغيرهما. ورتبه على الكتب والأبواب، وتكلم على الأحاديث ورجالها تصحيحاً وتضعيفاً، وجرحاً وتعديلاً. فهو -مع الكتب الستة- كمعلمة (دائرة معارف) للسنن النبوية التي هي الينبوع الفياض لسعادة العالمين، يرى المتبصر فيه كثيراً من الأحاديث التي لا وجود لها في الكتب المطبوعة، مما يساعد على حَلِّ المشكلات الفقهية والعلمية، وينير الطريق لفهم السنن التي اختلف الشراحُ فيها. كما يجد فيه أحاديث وفيرة تكشف عن وجوه الأحاديث التي يوهم ظاهرها التناقض، وهو خير مؤازر على تفسير السنن بالسنن. وقد توفر الحافظ الهيثمي على تأليفه، وأعانه شيخه الحافظ الزين العراقي عليه بتحريره ونحو ذلك -كما يقول الحافظ السخاوي وغيره- ثم جاء الحافظ ابن حجر فقرأه على مؤلفه، واستدرك عليه في مواضع يسيرة، فهو إذاً كتأليف ثلاثة من أئمة الحفاظ الذين وقفوا حياتهم لخدمة السنة النبوية. رضي الله عنهم. وقد عثرنا على الأصل العظيم لهذا الكتاب الذي عليه قراءةُ الحافظ ابن حجر على المؤلف، وفيه استدراكاته المذكورة. فقابلنا به. وأثبتنا استدراكاته كما نقلنا صورة خط الحافظ ابن حجر بهذه القراءة، وخط الصنف بإجازته له ولمن حضر القراءة، وختمنا أكثر الأجزاء بما وجد في آخرها من السماعات والبلاغات، والقراءات، وغيرها.

ب- علي بن أبي بكر الهيثمي

وزيادة على ذلك فإن هذا الأصل مكتوب بخط تلميذ المؤلف أحمد بن محمد الفوي. وعارضنا بعض أجزائه بثلاث نسخ غير الأصل في مصر والشام". رحم الله حسام الدين القدسي، وأجزل ثوابه، وإنني سأقدم الدراسة الوافية -إن شاء الله وأراد لي ذلك- في نهاية الكتاب. حيث يكون العمل تاماً والإحصائيات مهيأة أسبابها، حيث يكون الرأي مدعماً بالإحصائيات. لأن التعميم لا يفيد عالماً، ولكنه يضر بدون شك شداة العلم ومدعيه. نسأل الله التوفيق والسداد، والتثبت والرشاد إنه على ما يشاء قدير. وقال السيد محمد بن جعفر الكتاني في "الرسالة المستطرفة" ص (129) وهو يتحدث عن "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد": "وهو من أنفع كتب الحديث، بل لم يوجد مثله كتاب، ولا صنف نظيره في هذا الباب". وقال الأستاذ أحمد رافع الطهطاوي -هامش ذيل طبقات الحفاظ-: "وهو من أهم كتب السنن بعد الأصول الستة، ومن يطَّلعْ عليه، يخضع لجلالة قدر مؤلفه في الحديث". وقال الشيخ محمد عابد السندي يصف هذا الكتاب: "وهو كتاب عظيم جليل القدر، كبير الشأن، لم أر أحداً سبقه إلى هذا المنهج الجلي، رضي الله عنه رضاء لا سخط بعده". ب- علي بن أبي بكر الهيثمي (¬1) إن دراسة حياة أيّ علم من أعلام الحديث أو الفقه أو الأدب دراسة علمية يتوصل بواسطتها الدارس إلى المكونات النفسية والفكرية، ومجالات ¬

_ (¬1) مصادر ترجمة الحافظ الهيثمي: - إنباء الغمر 5/ 256 - 257، 260. - ذيل طبقات الحفاظ ص (372 - 373). =

الإبداع أو التخلف، وحجم العطا وتناسبه مع الفترات التي كان خلالها، لهي أشق على الدارس من غزل الصوف بدون مغزل، ومن البحث عن إبرة في بيدر من القش. وخاصة إذا أغفلت المصادرُ المراحل التي مرت بها حياته. إن الفترة الزمنية التي عاشها الحافظ الهيثمي تمتد من ولادته سنة (735) هـ إلى سنة وفاته وهي سنة (807) هـ. وما أكثر ما مر بالبلاد الإسلامية من أحداث في هذه الفترة الطويله العصيبة. لقد ورثت مصر العراق في الزعامتين: الدينية والسياسية للعالم الإسلامي، كما عقد لها لواء الزعامة الفكرية والحضارية، وصارت القاهرة خليفة بغداد منذ عام (656) هـ وطوال قرون طويلة. قال العلامة ابن خلدون (732 - 808) هـ: "واختص العلم بالأمصار الموفورة الحضارة، ولا أوفر اليوم في الحضارة من مصر، فهي أم العالم، وإيوان الإسلام، وينبوع العلم والصنائع". لقد وجد صلاح الدين نفسه أمام تيار ضخم عميق الجذور من الفكر ¬

_ = - لحظ الألحاظ (239 - 241). - البدر الطالع للشوكاني 1/ 441. - شذرات الذهب 7/ 70. - كشف الظنون 2/ 957، 1400. - هدية العارفين 5/ 727. - الأعلام 4/ 266 - 267. - معجم المؤلفين 7/ 45. - الرسالة المستطرفة ص (105، 110، 128 - 129).

الفلسفي الوافد والهجين، فقابله بحرب لا تهدأ لإحلال الفكر السني، فركز على نشر الحديث والمذاهب الأربعة، وبنى المدارس في مصر والشام، واستدعى العلماء والفقهاء، وأغراهم بالحضور، وسار خلفاؤه على سننه ونهجوا نهجه. واستمرت سياسة المماليك في نشر المذاهب الأربعة مع التعصب الشديد لها، وبناء المدارس، والجوامع، وجمع الكتب المختلفة في التفسير والحديث وعلوم القرآن، وعلوم اللغة، والتاريخ، والجغرافيا، والسير، والطب والصيدلة. ومع هذا كله فإن المماليك لم يدَّعوا لأنفسهم السلطة الدينية، بل احتفظوا بالسلطة الزمنية والسياسية، وكثيراً ما كان يثور الخلاف بين السلطتين الدينية والزمنية، فيمتلئ صدر العلماء بالضيق لجهل المماليك وتهورهم وظلمهم، واقرأ معي نفثه قاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد المصدور إذ قال: أَهْلُ الْمَنَاصِبِ فِي الدُّنْيَا وَرِفْعَتِهَا ... أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَرْذُولُونَ بَيْنَهُمُ قَدْ أَنْزَلُونَا لأنَّا غَيْرُ جِنْسِهِمُ ... مَنَازِلَ الْوَحْشِ فِي الإهْمَالِ عِنْدَهُمُ فَمَا لَهُمْ فِىِ تَوَقِّي ضُرِّنَا نَظَرٌ ... وَلاَ لَهُمْ فِي تَرَقِّي قَدْرِنَا هِمَمُ فَلَيْتَنَا لَوْ قَدِرْنَا أَنْ نُعَرِّفَهُمْ ... مِقْدَارَهُمْ عِنْدَنَا أَوْ لَوْ دَرَوهُ هُمُ لَهُمْ مُريحَانِ: مِنْ جَهْلٍ وَفَرْطِ غِنىً ... وَعِنْدَنَا الْمُتْعِبَانِ: الْعِلْمُ، وَالْعَدَمُ

ومن مظاهر الحياة الدينية عند المماليك الاحتفال بليلة النصف من شعبان، والاهتمام الزائد بالمولد النبوي، وموالد الأولياء والصالحين، وكثيراً ما تتخذ مناسبات موالد الأولياء والشيوخ مجالاً للتحرر من الأخلاق والفضيلة، وارتكاب المفاسد والشرور. وتمكنت في الناس عقيدة الكرامات لأولياء الصوفية، وكثر الحديث عما يأتون من خوارق الأعمال والكرامة في عرف البسطاء والجاهلين من الناس. وأصبح الناس يعتقدون بالتنجيم والمنجمين وعلى رأس هؤلاء الناس سلاطينهم. وقد استطاع مشايخ الصوفيين أن يدخلوا فى روع السلاطين أن بمقدروهم الكشف والتصريف والإتيان بالخوارق، وقد أحب المماليك انتشار هذا الوهم، لأن سياستهم تتطلب أناساً منصرفين عن الدنيا، زاهدين في الحياة والمال والنعيم، وهذا شيء يجيد الحديث عنه أولئك المتصوفون. وعلى الرغم من أن سوس الفساد انتشر في بناء هذا المجتمع، فساد العسف والجور، والمصادرة، والسخرة، وعمت السرقة، والتحلل الخلقي، والفساد السياسي، والفساد الاجتماعي، والظلم الاقتصادي، فإن المماليك كانوا مهتمين بالحفاظ مظهراً على أمور الدين ورعاية أوامره ونواهيه، حتى أظهر الكثير منهم التشدد في تطبيق أحكامه ومحاربة الخارجين عليه فأخذوهم بصورة لا يقرها الشرع نفسه. وليس أدل على ذلك من أن جماعة من الأقباط تظاهروا بالإسلام، وتسللوا إلى الوزارة والدواين فتسلطوا عليها، وتشددوا في ظلم الرعية. قال شهاب الدين الأعرج (ت 785) هـ: وَكَيْفَ يَرُومُ الرِّزْقَ فِي مِصْرَ عَاقِلٌ ... وَمِنْ دُونِهِ الأتْرَاكُ بِالسَّيْفِ وَالتُّرْسِ وَقَدْ جَمَعَتْهُ الْقُبْطُ مِنْ كُلِّ وُجْهَةٍ ... لَأنْفسِهِمْ بِالرُّبْعِ وَالثُّمْنِ وَالْخُمْسِ

فَلِلتُّرْكِ وَالسُّلطَانِ ثُلْثُ خَرَاجِهَا ... وَلِلْقِبْطِ نِصْفٌ وَالْخَلائِقُ فِي السُّدْسِ وفوق كل ما تقدم فإن المماليك فعلوا ما عجز عنه غيرهم: لقد صَفَّوُا الجيوب الصليبية تصفية نهائية من المنطقة، ودحروا جيوش المغول التي كان الكثير من الناس يزعم أنها قضاء الله قدره الذي لا مرد له. وإليك ما كتبه تيمورلنك في رسالته إلى السلطان برقوق (796) هـ: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 46]. اعلموا أنا جند الله مخلوقون من سخطه ومسلطون على من حل عليه غضبه، لا نرق لشاكٍ، ولا نرحم لباكٍ، قد نزع الله الرحمة من قلوبنا، فالويل ثم الويل لمن لم يكن من حزبنا ومن جهتنا، قد خربنا البلاد، وأيتمنا الأولاد، وأظهرنا في الأرض الفساد، وذلت لنا أعزتها، وملكنا بالشوكة أزمتها، فإن خيل ذلك على السامع وأشكل، وقال: إن فيه عليه مشكل، فقل له: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} [النمل: 34] وذلك بكثرة عددنا وشدة بأسنا، فخيولنا سوابق، ورماحنا خوارق، وأسنتنا بوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وجيوشنا كعدد الرمال، ونحن أبطال وأقيال، وملكنا لا يرام، وجارنا لا يضام، وعزنا أبداً لسؤدد منقام، فمن سالمنا، سلم، ومن رام حربنا، ندم، ومن تكلم فينا بما لا يعلم جُهل. وأنتم إن أطعتم أمرنا، وقبلتم شرطنا، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم، وعلى بغيكم تماديتم، فلا تلوموا إلا أنفسكم فالحُصون منا -مع تشديدها- لا تمنع، والمدائن بشدتها لقتالنا لا ترد ولا تنفع. ودعاؤكم علينا لا يستجاب فينا ولا يسمع.

فكيف يسمع الله دعاءكم وقد أكلتم الحرام، وظلمتم جميع الأنام، وأخذتم أموال الأيتام، وقبلتم الرشوة من الحكام، فأعدت لكم النار وبئس المصير: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10] فلما فعلتم ذلك، أوردتم أنفسكم موارد المهالك. وقد قتلتم العلماء، وعصيتم رب الأرض والسماء، وأرقتم دم الأشراف، وهذا والله هو البغي والإسراف، فأنتم بذلك في النار خالدون. وفي غد ينادى عليكم: {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف: 20]. فأبشروا بالمذلة والهوان، يا أهل البغي والعدوان. وقد غلب عندكم أننا كفرة، وثبت عندنا أنكم -والله- الكفرة الفجرة، وقد سلطنا عليكم الإله، له أمور مقدرة، وأحكام محررة. فعزيزكم عندنا ذليل، وكثيركم لدينا قليل، لأننا ملكنا الأرض شرقاً وغرباً، وأخذنا منكم كل سفينة غصباً، وقد أوضحنا لكم الخطاب، فأسرعوا برد الجواب، قبل أن ينكشف الغطاء، وتضرم الحرب نارها، وتضع أوزارها، وتصير كل عين عليكم باكية، وينادي منادي الفراق: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8] وُيسْمِعُكُم صارخُ الفناء بعد أن يهزكم هزاً {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} [مريم: 98]، وقد أنصفناكم إذ راسلناكم، فلا تقتلوا المرسلين كما فعلتم بالأولين فتخالفوا -كعادتكم- سنن الماضين، وتعصوا رب العالمين "وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ" وقد أوضحنا لكم الكلام، فأرسلوا برد الجواب والسلام". في هذا الجو الذي يجمع المتناقضات: العلم إلى جانب الجهل، والتحقيق إلى جانب الإيمان العميق بالخرافة، والأمن النسبي، إلى جانب الخوف الذي يخلع القلوب، وبارقة من العدل إلى موجات متعاليات من الجور والظلم والعسف، وومضة من إنزال الناس منازلهم، إلى جانب

احتقار من هو جدير بالاحترام، وإبعاد لمن حقه التقريب، وهجر لمن يجب وصله ... في هذا الجو الذي يقابل فيه ومْضةَ الضوء، سيلٌ لا يكاد ينتهي من الظلم والظلام، ويصارع كل داع إلى الحق فيه جيش من الدساسين الذين يثيرون العوام، ويوغرون صدور الحكام. سلاحهم نشر الخرافة والشعوذة، وغايتهم إغراق الناس في شطحات الوهم قتلاً للوعي، وتعطيلاً للعقل عن الكشف عن قوانين الحياة. في هذا الجو الذي اعتزل فيه العرب السياسة، وهجروا -وللأسف الشديد- ساحات الجهاد إلى الزراعة والصناعة، وبقية الحرف التي يكسبون منها معاشهم، وكان من جملة ما انصرفوا إليه العلم الذي كان انصرافهم إليه غَيْرَةً على الدين، ورغبة في إعادة الإسلام التليد، يشجعهم على ذلك فئات من السلاطين تحدت أساليبهم واختلفت غاياتهم: أ- فئة منهم صادقة الحب للدين، مخلصة لرب العالمين، أحسنت إلى العلماء العاملين وقربتهم وكانت لهم الحظوة في بلاطها. ب- وفئة كانت -لجهلها- تعتقد أن الإحسان إلى العلماء، وعمارة المساجد والمدارس كفارةٌ لسيئاتها الأخلاقية وستاراً لظلمها، ولما تسببت فيه من ويلات ومجاعات واضطرابات. ج- وفئة -لخبثها- كانت تستغل هذا استغلالاً لتخدع عامة الناس بأنها العين الساهرة على حفظ ما يحبون، وبأنها حريصة على إشادة ما به يرغبون. في هذا الجو المشحون بالصراعات المحمومة، وفي صحراء الفسطاط المستلقية بينها وبين المقطم، في ذاك الجو، وفي هذه البقعة المنعزلة عن صخب الحياة وضجيجها ولد الحافظ الهيثمي سنة (735) هـ. فهل أثرت

هذه البيئة بنفسه؟ وما آثارها؟. نعم هناك من ينكر أثر البيئة على الإنسان، وهناك من يغالي في تصوير آثارها فيجعلها المصنع الذىِ يصبُّ جميع أفرادها بقوالب خاصة لا يتخلف عن الخضوع لقواعدها أحد. وهذا غلو يأباه العقل، ويرده واقع الناس، فهما بين إفراط وتفريط. فالبيئة لابد أن تترك بصماتها على جانب أو أكثر من جوانب الشخصية الإنسانية التي تترعرع في أحضانها، وتتقلب بين ناسها عواطف وأفكاراً، ومشاعر وسلوكاً. ولكن الذي لا شك فيه أن تأثير البيئة يختلف نوعاً كما يختلف باختلاف النفوس التي تتعرض له: فالحياة في الصحراء مثلاً تطبع الإنسان بالشجاعة، والكرم، والوضوح ... غير أن هذه الصفات لا يمكن أن تكون بدرجة واحدة عند جميع الأشخاص، فلو كان التأثير بدرجة واحدة، لكان سكانها جميعهم عنترة بن شداد شجاعة، وحاتماً الطائي كرماً وإيثاراً. والظلم في البيئة الاجتماعية يؤثر في النفوس التي تكتوي بسياطه، ولكن تأثيره يكون في بعضها انعزالاً عن واقع الحياة، وهروباً من المواقف الإيجابية فيها، بينما يكون في أخرى ثورة عارمة، ومواقف أبية تمثل الرجولة الحقة، والانتصاف الجميل. وهنا لا بد من السؤال: هل أثرت هذه البيئة بنفس الهيثمي؟ ما هذا الأثر؟ هل اعتزل تلك الصراعات وجانبها فانصرف إلى ما انصرف غيره من العرب، أم ركب موجها وخاض غمارها؟ وحتى ندرك هذا لابد من متابعة حياة هذا الإمام خطوة فخطوة، نرصد ما له وما عليه: لقد نسبه تلميذه الحافظ ابن حجر فقال: "علي بن أبي بكر بن

سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح الهيثمي، الشيخ نور الدين أبو الحسن، ولد سنة خمس وثلاثين وسبع مئة" (¬1). وتشح المصادر فتغفل ذكره: فلا نجد فيها ذكراً لطفولته المبكرة، ولا شيئاً يتعلق بظروف نشأته الأولى، وإنما تبدأ الحديث عنه حين بلغ الخامسة عشرة من العمر، حيث "صحب زين الدين العراقي وهو صغير فسمع معه ابتداء طلبه على أبي الفتح الميدومي، وابن المملوك، وابن القطرواني، وغيرهم من المصريين. ومن ابن الخباز، وابن الحموي، وابن قيم الضيائية، وغيرهم من الشاميين. ثم رحل معه جميع رحلاته، وحج معه جميع حجاته، ولم يكن يفارقه حضرًا، ولا سفراً، وتزوج ابنته، وتخرج به في الحديث، وقرأ عليه أكثر تصانيفه، وكتب عنه جميع مجالس املائه" (¬2). تبدأ مصادر الترجمة بالحديث عنه منذ اتصاله بالحافظ العراقي، ولا تقدم لنا شيئاً عن طفولته الأولى وهي مرحلة التكوين الفعلي، ومجال العمل التربوي الفعال للأسرة حيث تتكون في هذه المرحلة البنية الأساسية للأفكار والأحاسيس والمشاعر، فهي مرحلة الأساس التي يقوم عليها بناء الشخصيّة الشامخ، كما أنها لا تقدم لنا شيئاً عن أسرته: مكانتها الاجتماعية، وعدد أفرادها، ووضعها الاقتصادي، ومستوى أفرادها العلمي، غير أنها تُجمع على أن حافظ عصره الإمام العراقي حدب عليه، ورعاه، وأحاطه بالعناية والاهتمام والرعاية التي لم يحظ بمثلها تلميذ من تلامذة هذا الحافظ على كثرتهم ونبوغ بعضهم، حتى إنه أسمعه جميع الشيوخ الذين سمعهم، ولم ¬

_ (¬1) إنباء الغمر 5/ 256، وانظر الضوء اللامع 5/ 200 - 203. (¬2) إنباء الغمر 5/ 257. وقد عرفت بهؤلاء الشيوخ جميعهم في مقدمة "موارد الظمآن".

ينفرد عنه "بغير ابن البابا، والتقي السبكي، وابن شاهد الجيش" (¬1). كما أن الهيثمي لم ينفرد عنه -عن شيخه العراقي- بغير صحيح مسلم عن ابن عبد الهادي (¬2). لقد شارك الهيثمي شيخه جميع شيوخه: بمصر، والقاهرة، والحرمين، وبيت المقدس، ودمشق، وحلب، وحماة، وحمص، وطرابلس، وغيرها، وصحبه في رحلاته، وحجاته، لأنه احتل من نفسه المكانة التي عجز غيره عن احتلالها، فـ "لم يكن الزين يعتمد في شيء من أموره إلا عليه" (¬3). لقد اصطفاه من دون طلابه -وفيهم ابن حجر وغيره- وخصه بصحبته، زوجه ابنته، ولم يأمن أحدًا كما أمنه، فكان لا يطمئن إلى أحد اطمئنانه إليه، ولا يثق بأحد ثقته به. وقد بادله الهيثمي حباً بحب، واخلص له إخلاصاً كان مضرب المثل، إلى جانب الوفاء والتضحية والاحتواء. لقد وجد فيه -في العراقي- الأنموذج الإنساني الذي يتطلع إليه، والمثل الأعلى الذي يقتدي به فكراً، وثقافة، وأخلاقاً، وسلوكاً، فكان له الأخ الصادق، والابن البار، والصديق الصدوق، والصاحب الوفي، والتلميذ المطيع، والخادم الأمين الذي "لا يخاطبه إلا بسيدي حتى كان في أمر خدمته كالعبد" (¬4). وقام بخدمته قياماً لا يصبر عليه غيره، فإن الحافظ ابن حجر وهو تلميذ للعراقي والهيثمي قال: "رأيت في خدمته لشيخنا وتأدبه معه، من غير ¬

_ (¬1) الضوء اللامع 5/ 201. (¬2) الضوء اللامع 5/ 201. (¬3) البدر الطالع 1/ 441. (¬4) الضوء اللامع 5/ 201.

تكلف لذلك، ما لم أره لغيره، ولا أظن أحداً يقوى عليه" (¬1). وكانت للهيثمي خصوصية عند العراقي يحسده من أجلها أقرانه، فهذا ابن حجر وهو واحد منهم يقول متحدثاً عن تلامذة العراقي: "ومن أخصهم به صهره: شيخنا نور الدين الهيثمي. وهو الذي دربه وعلمه كيف التخريج والتصنيف، وهو الذي يعمل له خطب كتبه، ويسميها له" (¬2). وابن حجر زامل الهيثمي بالتلمذة على شيخهما العراقي، وتتلمذ على الهيثمي، فهو أقرب الناس إليه، وأعرف الناس به، ولكن غيرة التلامذة أمر معروف، وأقوال الأقران في بعضهم ينبغي التوقف عندها. فالصفات التي وصفه بها تلامذته، والذين ترجموا له، هي أنه "كان هيناً، ليناً، خيراً، ديناً، محباً في أهل الخير، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابه. الحديث. وكان سليم الفطرة، كثير الخير، كثير الاحتمال للأذى خصوصاً من جماعة الشيخ" (¬3). "وكان ساكناً، شديد الإنكار للمنكر" (¬4). "وكان محباً للغرباء وأهل الدين والعلم والحديث، كثير التودد إلى الناس مع العبادة والاقتصاد والتعفف. وكان -يرحمه الله تعالى- من محاسن القاهرة، ومن أهل الخير، غالب أوقاته في اشتغال وكتابة، كغير التلاوة بالليل والتهجد" (¬5). ¬

_ (¬1) الضوء اللامع 5/ 202. (¬2) إنباء الغمر 5/ 172. (¬3) إنباء الغمر 5/ 257. (¬4) الضوء اللامع 5/ 202. (¬5) لحظ الألحاظ ص: (240).

"وكان عجباً في الدين والتقوى، والزهد، والإقبال على العلم والعبادة، وخدمة الزين، وعدم مخالطة الناس في شيء من الأمور" (¬1). ومما تقدم نخلص إلى أننا أمام إنسان ذكي، صبور، دؤوب، مطيع، وفيّ، أمين، ثقة، مجانب للناس مع حبه لهم، محب للعلماء والعلم، لا يدع لحظة من حياته تمر إلا في خدمتهما. حدب عليه شيخ مشايخ عصره فأسمعه جل ما سمع، وكتب لشيخه معظم ما ألف، وقرأ عليه جل ما صنف حتى صار "لشدة ممارسته أكثر استحضاراً للمتون من شيخه" (¬2). نقول: لقد حدب عليه شيخ خبر الحياة والأحياء وأفاد من تجربة عاشها. فقد كان العراقي مهتماً بعلم القراءات، فقال له قاضي القضاة عز الدين بن جماعة: "إنه علم كثير التعب، قليل الجدوى، وأنت متوقد الذهن، فينبغي صرف الهمة إلى غيره"، وأشار عليه بالاشتغال بعلم الحديث، فاستجاب الحافظ العراقي، ولم يبخل ببذل الجهد، فأصبح "الإمام الأوحد، العلامة الحجة، الحبر الناقد، عمدة الأنام، حافظ الإسلام، فريد دهره ووحيد عصره ... " (¬3). إننا إذن أمام طاقة جبارة توفرت لها كل أسباب العطاء: أسباب ذاتية: الذكاء، والصبر، والدأب، والوقت. أسباب خارجية: شيوخ علماء ملؤوا الدنيا وشغلوا الناس، مع إشراف دائم وتوجيه مستمر من شيخ مشايخ العصر الذي فاق أقرانه علماً، ونضج تجربة وخبرة لا ينقطع مدة ستة وخمسين عاماً. ¬

_ (¬1) البدر الطالع 1/ 442، وانظر الضوء اللامع 5/ 201. (¬2) إنباء الغمر 5/ 172. (¬3) لحظ الألحاظ ص (220).

فما الآثار التي خلفتها هذه العبقرية التي توفرت لها هذه الظروف؟!. يروي الحافظ ابن حجر أن العراقي "هو الذي دربه، وعلمه كيفية التخريج والتصنيف، وهو الذي يعمل له خطب الكتاب" (¬1). وأن الهيثمي "تخرج به في الحديث" (¬2). وليس من شك عندنا أن العراقي تجام مقام الوالد من الهيثمي، وقد اختصه من دون تلاميذه فأمنه على علمه، وعلى عرضه، وبين أولئك التلاميذ من هو أرسخ قدماً، وأجل شأناً من الهيثمي، ولذلك فإننا لا نشك أيضاً أن الهيثمي يتمتع بصفات شخصية جذبت إليه العراقي، وجعلته يؤثره على بقية تلاميذه وفيهم ابن حجر، ويثق به أكثر من جميع رواده، ويطمئن إليه أكثر من أخص الناس به: أهله وولده. ويجمع مترجمو الهيثمي -وعن الحافظ ابن حجر نقلوا لأنه أقدم من ترجم له- أن العراقي أشار عليه: أولاً: أن يجمع ما في مسند أحمد من الأحاديث الزائدة على الكتب الست، وأرشده إلى التصرف بذلك، وعندما فرع من تسويده، راجعه الحافظ العراقي وسماه "غاية المقصد في زوائد أحمد" وهو في مجلدين. ثم حبب إليه هذا التخريج فصنع "كشف الأستار عن زوائد البزار". وقد حققه الأستاذ الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في أربعة مجلدات، نشر مؤسسة الرسالة. ثم أتبعه بزوائد مسند أبي يعلى الموصلي، وسماه "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي" وقد حقق الجزء الأول منه الدكتور نايف بن هاشم الدعيس، وفيه (615) حديثاً. ¬

_ (¬1) إنباء الغمر 5/ 172. (¬2) إنباء الغمر 5/ 172.

وكان عمله الرابع جمع زوائد "المعجم الكبير" للطبراني. وسماه "البدر المنير في زوائد المعجم الكبير". وختم ذلك بجمع زوائد المعجمين: الأوسط، والصغير، في مصنف واحد سماه "مجمع البحرين في زوائد المعجمين". ثم جمع ما تقدم من أحاديث فحذف أسانيدها، ورتبها على أبواب الفقه، وتكلم على كل حديث منها بالصحة والضعف، جمع ذلك في كتاب واحد سماه "مجمع الزوائد، ومنبع الفوائد" وهو الكتاب الذي نحن بصدد تحقيقه، أعاننا الله على إتمامه. وبعد أن رسخ قدمه في هذا المضمار الشريف، جمع زوائد ابن حبان على الصحيحين، وليس على الكتب الست كما تقدم، ورتبها على أبواب الفقه أيضاً في كتاب سماه "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان". وقد حققناه بفضل الله مع الأستاذ عبده علي الكوشك، ونشرته دار الثقافة العربية. ثم صنع "بغية الباحث عن زوائد الحارث". ورتب "ثقات ابن حبان" على الحروف، ورتب "ثقات العجلي" كذلك حتى تسهل العودة إليهما والفائدة منهما. كما رتب أحاديث "الأفراد للدارقطني" على أبواب الفقه في مجلدين، ورتب أيضاً "الغيلانيات" و"الخلعيات"، و"فوائد تمام" على أبواب الفقه أيضاً. وسود ترتيب أحاديث "حلية الأولياء" لأبي نعيم على الأبواب، ولكنه انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل إتمامها، فبيضها تلميذه الكبير الحافظ ابن حجر، تغمدهما الله في رحمته. هذه هي مجموعة الآثار التي خلفها هذا الإمام، وهي -بحق- تفرض على من يطلع عليها أن يعترف بجلالة قدر صانعها، وبحفظه، وبقدرته على

الترتيب والتبويب، وبفائق الجهد المبذول فيها من أجل أن ييسر الوصول إلى الإفادة منها، رحم الله مصنفها ومرتبها. وهنا يلوح على استحياء سؤال: هل الآثار التي تركها الحافظ الهيثمي -على جلالها، وعظيم قدرها، وكبير فائدتها- تملأ الإطار الزمني الذي عاشه هذا الحافظ الجاد؟ وتكون الركيزة الأساسية التي اعتمد عليها تلامذته ومن ترجموا له ليصفوه بما وصفوه به؟ لقد عاش الهيثمي رحمه الله اثنتين وسبعين عاماً، أنفق منها ستة وخمسين عاماً في صحبة سيده وشيخه، حافظ الحفاظ في المشرق والمغرب، أبي الفضل العراقي. وهو الذي "كان عجباً في الدين والتقوى، والزهد، والإقبال على العلم ... وعدم مخالطة الناس" (¬1). وهو الذي أصبح "لشدة ممارسته أكثر استحضاراً للنصوص من شيخه" (¬2). وهو الذي رتبه شيخه وسيده ثالث حفاظ العصر بعده، قال ابن حجر: "وسئل -يعني العراقي- عند موته عمن بقي من الحفاظ، فبدأ بي، وثنى بولده، وثلث بالشيخ نور الدين" (¬3). وقد أجمل الأقفهسي صفاته فقال: "كان إماماً، عالماً، حافظاً، زاهداً، متواضعاً، متودداً إلى الناس، ذا عبادة وتقشف وورع". نقول: إن رجلاً يدربه شيخه على عمل، ثم يراجعه له عند الانتهاء منه ¬

_ (¬1) الضوء اللامع 5/ 201. (¬2) إنباء الغمر 5/ 172. (¬3) إنباء الغمر 5/ 172.

ويعينه حتى على كتابته، ويكتب له مقدمته، ويسميه له ولا يتقن من علوم الحديث إلا هذا الذي دربه فيه شيخه، لا يمكن أن يوصف بأنه ثالث حفاظ العصر بعد العراقي. وبأنه حافظ، وعالم، وإمام. وإنني لأزعم أن المنافسة هي التي دفعت الحافظ ابن حجر إلى أن يعلل لماذا كان أول حفاظ العصر بعد العراقي بقوله: "لأن ولده تشاغل بفنون غير الحديث، والشيخ نور الدين كان يدري منه فناً واحداً" (¬1). ويؤكد على ذلك، ويوضح المراد الحافظ السخاوي بقوله: "وأما في الحديث فالحق ما قاله شيخنا أنه كان يدري منه فناً واحداً. يعني الذي دربه فيه شيخهما العراقي" (¬2). وإن عجبي لأشد من أن الحافظ ابن حجر يصرف الأذهان عن حقيقة استقرت فيها بتأويل لم يوفق فيه، ولا أظن أنه يوافق عليه. يقول: "وصار الهيثمي لشدة ممارسته أكثر استحضاراً للمتون من شيخه" هذه هي الحقيقة، والتعليل "حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه، وليس الأمر كذلك، لأن الحفظ المعرفة" (¬3). والإنصاف أن الهيثمي أكثر استحضاراً للمتون من شيخه العراقي، ولكن العراقي كان أتقن لفنون الحديث من تلميذه، وليس في ذلك حط من شأن العراقي حتى يسارع الحافظ إلى حصر الحفظ بأنه المعرفة، وليس هذا بمسلم له والله أعلم. وأعود لأؤكد -وأرجو أن لا يجانبني التوفيق- أن المصنفات التي أغنى الهيثمي المكتبة الإسلامية بها -على جلالة قدرها وعظيم فوائدها-: لا تغطي المساحة الزمنية التي عاشها، والفترة الخصبة التي أَنفقها في صحبة شيخ ¬

_ (¬1) إنباء الغمر 5/ 172. (¬2) الضوء اللامع 5/ 202. (¬3) إنباء الغمر 5/ 172.

يحرض كل طاقة فيه على العطاء، كما أنها لا تؤهله لأن يوصف بالأوصاف التي وصف بها وهو تلميذ لحافظ الدنيا العراقي، وشيخ لأمير المؤمنين في الحديث، شيخ الحفاظ ابن حجر العسقلاني. إن تركة الرجل -ولا أمل من تكرار التوكيد على جلالتها وعظيم فوائدها- تعتمد في مجموعها على الترتيب الذي يمكن لرجل عادي أن يقوم به مع الإشراف، والتوجيه، ومد يد العون -كما زعم المترجمون له أن العراقي يفعل- فبماذا إذاً استحق شيخنا هذه الأوصاف؟ إنه ثالث حفاظ عصره، العالم، الحافظ، الإمام، الذي لا يكل ولا يمل من كتابة الحديث وتدوين العلم. فقد سمع ما سمعه العراقي تقريباً، وسمع، وكتب، وقرأ كل ما أنتجه العراقي، فالجو مهيأ له لأن يتجاوز العراقي نفسه. نعم هناك قدرات شخصية لا يمكن لباحث أن ينكرها، ولكن أن يكون البون شاسعاً بين شيخ وتلميذه كما هو الحال بين العراقي وصفيه من دون تلاميذه وفيهم ابن حجر، فهو أمر ليس بمقبول، مع أن الصفات التي وصف بها، والظروف العلمية التي عاشها، ورعاية وإشراف وتوجيه وتدريب حافظ جاد، بصير خبير، إن هذا كله لجدير بأن يجعل منه إماماً يملأ الدنيا ويشغل الناس. ولكنني -والحق أقول- تعبت في البحث عن المعطيات التي تكون السلم الذي صعد عليه شيخنا حتى استحق هذا لاختيار من شيخ يحسن الاختيار والمنافسون عليه كثر، فأمنه على علمه والعلم دين، وأمنه على عرضه ولا يؤتمن على العرض إلا ذو خلق ودين، وليس الخلق إلا التطبيق لما جاء في كتاب الله، وما صح عن رسول الله. بِمَ استحق هذه الألقاب والصفات، ودون الاتصاف بها خرط القتاد؟.

ولكن كيف أقع عليها وهي غرقى في بحر شهرة العراقي الذي ابتلعها في جملة ما ابتلع. لقد عاش الهيثمي في عصر كان العراقي فيه محط الآمال، ونهاية ما تتطلع إليه أحلام الرجال. لقد كان كما قال النابغة للنعمان بن المنذر: فَإنَّكَ شَمْسٌ وَالْمُلُوكُ كَوَاكِبٌ ... إذَا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهُنَّ كَوْكَبُ لقد أخملت شهرة العراقي كل شهرة، وحالت مظلته دون تفتح براعم لو كانت في غير زمانه، لعطر الكون شذاها. ولذلك فإن كثيراً من الناس أصبحوا لا يرون إلا من خلال شيخه، ولا يرون فيه إلا ما دربه عليه سيده، أو صنعه من أجله. نعم أفاد الهيثمي من شيخه، وهذا أمر مجمع عليه، ولكن السؤال الذي يتطلب الإجابة: هل أفاد العراقي وهو الحافظ العلم من تلميذه وخادمه، فصاحبه، فصهره الحافظ الهيثمي؟. ولكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نقول: لقد ولد الهيثمي لأسرة عاشت في الظل، على هامش الحياة، في صحراء استلقت بعيداً عن صخب الحياة وصراع المتصارعين، لا يزعجها عجيجهم، ولا يكدها ضجيجهم. وقد مر بظروف مجهولة لأن أسرته ليس لها من الثراء، أو الوجاهة الاجتماعية شيء حتى يذكرها الذاكرون، ولم نستطع أن نعرف عنه شيئاً قبل صحبته علم الأعلام، وحافظ الإسلام الى عطف عليه، وأحسن إليه. فالهيثمي إنسان نشأ فقيراً، والفقر يقصر الخيال، ولكنه ليس بسبة تضع من أقدار الرجال، نعم نشأ فقيراً لا يملك مالاً، ولكن أسرته التي لا تملك من المال والمكانة الاجتماعية أو العلمية ما يلفت إليها نظر الدارسين

والمؤرخين، عرفت كيف تغرسَ فيه الإخلاص، والتضحية والوفاء، فقد كبل الإحسان لسانه، والإحسان يستعبد قلوب الأحرار من الرجال، وجعله الوفاء، والتضحية، والاعتراف بالجميل يهجر الكثير مما تميل إليه النفوس وتشرئب إليه الأعناق. فهو لا ينظر إلى شيخه إلا من خلال نسيج سداه التقدير والاحترام، ولحمته الحياء لأنه رباه ورعاه، وأرشده وأعانه ثم أمنه على كل ما لم يأتمن غيره عليه من العلم والنسب، فكان يرى نفسه أنه جزء من شيخه، وامتداد له. فهو له محب لأن القلوب جبلت على حبّ من أحسن إليها، وهو له الخادم المطيع، لأنه وضع القول: "من علَّمني حرفاً كنت له عبداً" موضع التنفيذ، وقد نجح -رحمه الله- في هذين الأمرين أي نجاح!! ولذلك فإنني لا أرى للهيثمي من الاستقلال عن شيخه إلا بمقدار ما للغصن في الشجرة من الاستقلال عن أمه، مع ارتباطه الأصيل بها، واعتماده في كل حياته عليها. وكما أنه من المسلم به أن الغصن يستفيد من الشجرة، فإنه مما لا شك فيه أيضاً أن الشجرة تستمد من أغصانها ما يفيدها في استمرار حياتها. ولذلك فإنني أزعم أن العراقىِ استفاد من الهيثمي، وأن الهيثمي شريك للعراقي -بنسبة ما، لا أستطيع معرفة شيء عنها الآن لقلة المصادر لدي- في هذا الميراث العظيم الذي تركه الحافظ العراقي. وكان من المتوقع أن يرى الناس صورة الهيثمي، ورسوخ قدمه، واستقلاله عن شيخه وسيده العراقي، وأن ينثر ما في جعبته، بعد وفاة العراقي سنة (806) هـ ولكن يد المنون اختطفته بعد عام واحد، فاختاره الله للقائه سنة (807) هـ تغمده الله وإيانا برحمته وأسكنه وأسكننا فسيح جنته. وهكذا انتهت حياة هذا الحافظ الجليل الذي ورث من بيئته المكانية

البساطة والوضوح، فكان -رحمه الله- مثل الكتاب المفتوح تتجلَّى فيه بساطة الصحراء وانكشافها. وورث من البيئة العامة تلك العزلة التي أصابت العرب آنذاك، ولكنه حولها إلى عزلة إيجابية فقام بالبحث والدرس، وأسهم إسهاماً مشكوراً بتقديم ما يقوِّم اعوجاج المعوجّين، ويقف سدّاً أمام انحراف المنحرفين، وغلوّ الغالين، وتأويل المبطلين. وورث من أسرته الوفاء والإخلاص، والقدرة على التضحية، والصبر على المكاره، والصبر عن المشتهيات، وحبّ العلم وأهله، والتفاني في حبّهم وخدمتهم، فكان المثال الذي يجب أن يحتذى في هذا المجال. وأخيراً، فإنني ما قدمت الذي قدمت غضاً من شأن شيخنا الهيثمي، وإنني قدمت وجهة نظري السابقة لأنني أعتقد أن تركة هذا الحافظ الذي كاد أن يكون جندياً مجهولاً -على جلالتها وعظيم فوائدها- ما هي إلا جزء ضئيل مما كنت أرجو أن يخلفه من ميراث عمقاً، ودقة، وشمولاً، وتنوعاً في أكثر من جانب من جوانب معارف العصر الذي عاشه. كما أنني ما ذهبت إلى ما قدمت تقليلاً من شأن المصنفات التي تركها، وفيها "مجمع الزوائد ... " وقد شهد أئمة أعلام، وحفاظ كبار بجلالة قدرها، وعظيم فائدتها، واعترفوا ببالغ الجهد الذي بذله مصنّفها في تصنيفها وترتيبها. وأما أن يظن ظان أنني أغمز جانب الحافظ العراقي، فإني ألتمس له العذر، وأرجو منه أن يردد {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، فإن العراقي -وكذلك صفيه الهيثمي- لا يقدم على النيل منه إلا من ينكر ظهور الشمس في رابعة النهار. وإذا قصرت عبارتي عن توضيح ما أردت، وفهم منها غير ما قصدت،

شيوخ الهيثمي رحمه الله

فإنني أعتذر منه، وأعتقد أن الله تعالى ليس بسائلي عنه، لأنه تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها. شيوخ الهيثمي رحمه الله ما أشبه الشيوخ بواحة الزهر، وما أشبه التلميذ الذي أراد الله له التوفيق بالنحلة، ينتقل بين هؤلاء الشيوخ ويعتصر جناهم، ويفيد من تجاربهم وخبراتهم. إن التلميذ الذي يعب في مناهل الشيوخ الذين رسخت أقدامهم في ميادين العلم، ونضجت تجاربهم في أسواق الحياة، واستوت خبراتهم على سوقها يختصر الزمن فيضيف أعماراً إلى عمره، ويوسع أفقه، ويعمق معارفه، ويزين بالحلم -إلى جانب العلم- نفسه، وينقش على صفحتها عميق الحكمة، فيصبح من الشيوخ علماً وحلماً واتزاناً وحكمة وهو في مقتبل الشباب يلون نفسه بما يعجبه من صفاتهم، ويدرب نفسه على الرائق الصافي من أساليبهم، ويعمق أفكاره بالغوص وراء عميق معانيهم، ويعود نفسه الصبر على البحث والدرس وتقليب الأمر على وجوهه المختلفة قبل أن يبت القول فيه. كيف لا، والمسألة الواحدة ينجلي غموضها بتعدد وجهات النظر إليها، ولكثرة تناولها ترسخ واضحة في ذهنه، وهو بالتالي يستطيع التعرف على عقليات الرجال عمقاً واتساعاً، وعلى نفسياتهم تفلتاً والتزاماً، وعلى سلوكهم طبيعة أو تكلفاً. وأما الإنسان الذي لا يملأ دلاءه إلا من نبع واحد، ويكتفي بشيخ يرد إليه، ويأوي في كل نازلة تحتاج بحثاً إليه، فإنه سيكون نسخة ثانية لهذا الشيخ، بفارق لا يدركه الكثير من الرجال. وهذه الحقائق قد وعاها القوم وعرفوا فوائدها ومضارها، لذلك كان

وسمع معه بمصر والقاهرة

الواحد منهم يعدد الشيوخ ويكثر منهم ويفخر بكثرتهم، ومن هنا كانت المعاجم والمشيخات التي يحصي الإنسان فيها شيوخه، مع حديث أو أكثر مما روى عنهم وتعلم من كل واحد منهم. وما صاحبنا الهيثمي إلا واحد من الذي عددوا الشيوخ ثم حصروا جهدهم في مصاحبة شيخ واحد إعجاباً به واحتراماً له. وقد لزم صاحبنا "الزينَ العراقي وهو بالغ، ولم يفارقه سفراً ولا حضراً حتى مات، بحيث حج معه جميع حجاته، ورحل معه سائر رحلاته، ورافقه في جميع مسموعاته: بمصر، والقاهرة، والحرمين، وبيت المقدس، ودمشق، وبعْلبك، وحلب، وحماة، وحمص، وطرابلس. ولم ينفرد عنه الزين بغير ابن البابا، والتقي السبكي، وابن شاهد الجيش. كما أن صاحب الترجمة لم ينفرد عنه بغير صحيح مسلم على ابن عبد الهادي" (¬1). نقول: لقد سمع الهيثمي من سيده وشيخه الإمام الأوحد، العلامة الحجة، الحبر الناقد، عمدة الأنام، حافظ الإسلام، فريد دهره، ووحيد عصره، من فاق بالحفظ والاتقان في زمانه، وشهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي (725 - 806) هـ. وسمع معه بمصر والقاهرة: 1 - أحمد بن أبي بكر بن عمر بن يوسف الميدومي. 2 - محمد بن علي القطرواني. 3 - محمد بن إسماعيل بن المملوك. 4 - ابن الأكرم محمد بن عبد الله بن أبي البركات النعماني. 5 - علي بن أحمد بن عبد المحسن. ¬

_ (¬1) الضوء اللامع 5/ 201.

كما سمع معه بدمشق من الشيوخ

6 - محمد بن أبي القاسم الفارقي. 7 - مظفر العطار. 8 - محمد بن محمد الرصدي. 9 - القاضي فخر الدين بن مسكين. 10 - أبا الحرم القلانسي. 11 - أبو الحسن العرضي محمد بن خليل بن محمد. 12 - محمد بن أحمد بن أبي الربيع الدلاصي. كما سمع معه بدمشق من الشيوخ: 1 - أحمد بن عبد الرحمن المرداوي. 2 - محمد بن إسماعيل الحموي. 3 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بركات المعروف بابن الخباز. 4 - محمد بن موسى الشقراوي. 5 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم العطار المعروف بابن قيم الضيائية. 6 - وأبي بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن رمضان. 7 - محمد بن محمد بن عبد الغني الحراني. 8 - يحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي. 9 - علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي. وبحلب من الشيوخ: 1 - الإمام جمال الدين إبراهيم بن الشهاب محمود. 2 - سليمان بن إبراهيم المطوع. 3 - عبد الله بن محمد بن المهندس. وبحماة من جماعة الشيوخ منهم: 1 - القاضي عبد الرحيم بن إبراهيم بن البارزي.

وبحمص من

2 - عبد الله بن داود بن سليمان السلمي. وبحمص من: 1 - عمر بن أحمد بن عمر النقبي؟ وبطرابلس من جمع منهم: 1 - عثمان الإعزاري. 2 - محمد بن أبي بكر بن عباس الخابوري. وبصفد من: 1 - عمر بن حمزة بن يونس. 2 - ست الفقهاء ابنة أحمد بن صمد العباسي. وببعلبك من خلق منهم: 1 - أحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر. 2 - عبد القادر بن علي بن السبع. 3 - أحمد بن علي بن الحسن بن عمرون. وبنابلس من عدد منهم: 1 - إبراهيم بن عبد الله بن أحمد الزيباوي. 2 - محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة. وببيت المقدس من جماعة، منهم: 1 - طاهر بن أحمد. 2 - قاسم بن سليمان الأذرعي. 3 - إبراهيم الزيباوي. 4 - الحافظ صلاح الدين العلائي. وبالخليل من عدد منهم: 1 - خليل بن عيسى المقرئ.

وبغزة من جماعة، منهم

وبغزة من جماعة، منهم: 1 - محمد بن سالم بن عبد الناصر. 2 - وأخوه سليمان بن سالم بن عبد الناصر. وبالإسكندرية من جماعة منهم: 1 - محمد بن محمد بن أبي الليث. 2 - ابن البوري: محمد بن أحمد بن عبد الله. وبمكة المكرمة من عدد منهم: 1 - الإمام خليل المالكي. 2 - الفقيه أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن الحرازي. 3 - أحمد بن علي بن يوسف. وبالمدينة الشريفة من جماعة منهم: 1 - عبد الله بن محمد بن أحمد العفيف المطري. وهذا العدد -وهو غيض من فيض- هو الينابيع التي ارتوى منها العراقي، وصاحبه الهيثمي تغمدهما الله برحمته، وأسكننا وإياهم جميعاً فسيح جنته. تلامذته لا شك أن كل شيخ محطة هامة من المحطات في طريق بناء شخصية طالب العلم تترك بصماتها جلية جلاءها عميقة عمقها، واضحة وضوحها على سطح هذه الشخصية التي تسعى إلى التكامل. فإذا ما رسخت علماً، وطارت شهرتها في الآفاق أصبحت مقصودة بعد أن تكون قاصدة، وَرُحْلَةً، بعد أن كانت ترحل إلى الآخرين، ومؤثرة في بناء الآخرين بعد أن تكون تأثرت بكل شيخ أخذت عنه، ورضعت لبان المعرفة والخلق منه.

والذين أخذوا عن الهيثمي وتتلمذوا عليه وأفادوا منه شيخه وولي نعمته الحافظ العراقي فقد اسمعه وسمع منه، وأملاه واستملى منه، وكان يشارك السامعين في السماع منه، ويستمع معهم بالقراءة عليه أيضاً. وأزعم أنني لا أتجاوز الحق إن قلت: إن أكثر الذين حضروا العراقي ونسبوا علمهم -أو بعضه- إليه، قد لقوا الهيثمي وأخذوا عنه. ولكن لماذا لم تذكر كتب التراجم العدد الجم الذي عنه أخذ وعليه تتلمذ؟. نقول: إن السفيانين إمامان عظيمان جليلان، والأوزاعي علامة الشام، وغيرهم كثير من أصحاب المذاهب، لم يقيض لهم الله تلامذة يدونون فقههم مبوباً في كتاب واحد، ليأتي مَنْ بعدهم عليه شرحاً وتعليقاً، كما حدث لأصحاب المذاهب المدونة، فبقي علمهم ضائعاً في بطون الكتب، وآراؤهم وفقههم موزعاً في أماكن مختلفة من الكتب العديدة في مكتبتنا الإسلامية. فهل يندرج هذا الحكم على الحافظ الهيثمي فيمكن اعتباره واحداً من هؤلاء الأئمة العظام؟. والحق أن هذا الحكم ليس بمنطبق عليه، لأن الأئمة الذين ذكرنا -وغيرهم مما لم نذكر كثير- صحيح أن طلابهنم لم يجمعوا لهم فقههم وعلمهم في مكان واحد، ولكنهم لم ينسوهم، وإنما ذكروهم هنا وهناك، ودونوا آراءهم مما جعل لهم حضوراً واضحاً في كثير من ميادين العلم، ومرابع الفقه، ومجالات المعرفة. وليس هذا حال الهيثمي لأنه -رحمه الله- كان شمعة تبدد الظلام، ولكنها ماذا تفعل والشمس ساطعة. لقد أخملت شهرة العراقي كل مشهور، وقضت شمس سمعته على كل

شمعة أو كادت. ولا شك في أن الطالب الذىِ يحضر مجلس شيخين لابد أن ينسب ما سمعه إلى الأشهر منهما. فالعراقي قد طبقت شهرته الآفاق، وأصبحت الرحلة إليه، فهو الإمام الذي قل أن يوجد له نظير، ومَنْ مِنَ التلاميذ الذين سمعوا منهما -العراقي والهيثمي- لا يرى المفخرة في الانتساب إلى الأول منهما، والأعلم، والأشهر، والأحكم ... ؟. فالهيثمي قابع في محراب الزهد، مضرب عن الشهرة، منصرف للعبادة والعمل الجاد في الحديث، مجانب للناس، يتحمل الكثير من أذاهم حتى لا يدخل في حلبة صراع يمزق ستار الهدوء الذي يستر به نفسه والذي يفضله على كل مرغوب في الحياة. وأما أن الرجل ثقة، مشهور، متواضع، جم المعرفة، واسع الاطلاع، فهذا ينبغي أن لا يشك فيه، ولولا أنه كذلك وفوق ذلك لما أقر صحبته العراقي، الذي دربه على كل مفيد، وجعله الأمين على طهوره، واعتمد عليه في كل أموره، وصاهره، وأفاده واستفاد منه. ولما تتلمذ عليه أيضاً أمير المؤمنين بلا منازع الحافظ الأول للحديث بعد العراقي: أحمد بن علي بن محمد العسقلاني، علم الأئمة الأعلام، وصاحب المؤلفات العظام، والذي عطرت شهرته وعلمه الأنام ... ولما تتلمذ عليه أيضاً الحافظ الثاني في عصره ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقي، الإمام العلامة، الحافظ، الفريد، ذو الفضل والذكاء، والتواضع، وشرف النفس، وسلامة الباطن، ذو الدين المتين، وحسن الخَلْق والخُلُق، الذي قيل فيه: قَلَّ أن ترى العيون مثله ... كما تتلمذ عليه: الشهاب البوصيري، وعبد الرحيم الهيثمي، وعبد العزيز الهيثمي، وأحمد الهيثمي، وعبد الله الهيثمي.

أقوال العلماء فيه

أقوال العلماء فيه - قال ابن حجر في السماع الأول المثبت في آخر الجزء الثاني، وهو ينسب هذا الكتاب إلى مؤلفه: "تأليف شيخنا الإمام، العلامة، المسند، المحدث، الحافظ، أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي أبقاه الله تعالى ... ". - وقال ابن حجر أيضاً في السماع الثاني المثبت في نهاية الجزء الثالث من هذا الكتاب: "سمع ... على مؤلفه الشيخ، الإمام، العالم، المفيد، الحافظ، المجيد، بركة الوقت نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر ... ". - وقال ابن حجر في معجمه - نقله عنه السخاوي في "الضوء اللامع" 5/ 202: "وكان خيراً، ساكناً ليناً، سليم الفطرة، شديد الإنكار للمنكر، كثير الاحتمال لشيخنا وأولاده، محباً للحديث وأهله ... وكان كثير الاستحضار للمتون، يسرع الجواب بحضرة الشيخ فيعجب الشيخ ذلك ... ". - وقال ابن حجر في "إنباء الغمر" 5/ 257: "وكان هيناً، ديناً، خيراً، محباً في أهل الخير، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة الحديث، سليم الفطرة، كثير الخير والاحتمال للأذى خصوصاً من جماعة الشيخ". - وقال البرهان الحلبي: "كان من محاسن القاهرة، ومن أهل الخير، غالب نهاره في اشتغال وكتابة، مع ملازمة خدمة الشيخ في أمر وضوئه وثيابه. ولا يخاطبه إلا بسيِّدي، حتى كان في أمر خدمته كالعبد، مع محبته للطلبة والغرباء وأهل الخير، وكثرة الاستحضار جداً". - وقال الفاسي: "كان كثير الحفظ للمتون والآثار، صالحاً خيراً".

وصف النسخ

- وقال الأقفهسي: "كان إماماً، عالماً، حافظاً، زاهداً، متواضعاً، متودداً إلى الناس، ذا عبادة وتقشف وورع". - وقال السخاوي في "الضوء اللامع" 5/ 202: "والثناء على دينه، وزهده، وورعه ونحو ذلك كثير جداً، بل هو في ذلك كلمة اتفاق". - وقال الشوكاني في "البدر الطالع" 1/ 442. "وكان عجباً في الدين، والتقوى، والزهد، والإقبال علي العلم والعبادة وخدمة الدين، وعدم مخالطة الناس في شيء من الأمور، والمحبة للحديث وأهله". - وقال الأستاذ عمر كحالة في "معجم المؤلفين" 7/ 45: "علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي ... محدث، حافظ، رافق العراقي في السماع ولازمه ... ". وصف النسخ عندما انتهيت من تحقيق كتاب "موارد الظمآن إلى زاوئد ابن حبان" بدأت نفسي تتطلع إلى تحقيق مسند الإمام أحمد، لأن تحقيق هذا المسند العظيم الذي قال فيه مصنفه لولده وهو يأتمنه عليه ويعرفه قيمته: "احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماماً"، تحقيق للقسم الأوفى من السنة النبوية المطهرة. ولكن السد المنيع الذي صرف العزم وأضعف الهمة هو أنني ما وجدت الدار التي تتبنى هذا العمل الجليل، وقد بذل الأستاذ أحمد الدقاق مدير دار الثقافة العربية جهداً ليجد من يشارك بنشر هذا العمل، ولكن جهوده جميعها -كما قال لي- باءت بالفشل. والكتاب الثاني الذي كان يغريني بعمله هو كتاب "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" الذي كنت أنظر إلى القيمة العظيمة التي يحتلها هذا السفر الجليل فزوائد ست من أكبر المسانيد والمعاجم مجموعة فيه، وليس هذا وحسب،

بك رتبها الهيثمي -رحمه الله- على أبواب الفقه، فأصبح الرجوع إليها ميسوراً واستخراج حديث أو أحاديث من باب من أبوابه لم يعد بالأمر الذي يشبه المستحيل كما لو كان يريد أن يستخرجه من أحد معاجيم الطبراني مثلاً وبخاصة إذا كان لا يعرف اسم الصحابي، ولا اسم شيخ الطبراني. ولسهولة الرجوع إليه ولغناه بالأحاديث، أصبح اعتماد كثير من الخطباء والكتاب، والوعاظ على ما جاء فيه من أحاديث، فيجعلونها مواضيع خطبهم، أو يستشهدون بها لتأييد ما يذهبون إليه من آراء، أو العمود الفقري لوعظهم وإرشادهم، دون النظر إلى صحتها أو حسنها أو ضعفها. ولم تعد خافية على أحد تلك الآثار السيئة التي تتركها الأحاديث الضعيفة في التفكير والاعوجاج الذي يتصف به السلوك، لأن السلوك ما هو إلا تجسيد لما يحمل الإنسان من أفكار، ولما يتمثل المجتمع من مبادئ إذ العقيدة المتبناة هي الدافع إلى الفعل، وهي التي يصطبغ السلوك بلونها، وتغيير العقائد مناط تغيير ما بالناس من وقائع يعيشونها. قال تعالى: و {إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. فالالتواءات في تفكيرنا، في مشاعرنا، في سلوكنا، تتسع مساحتها كلما ابتعدنا عن كتاب الله تعالى، وعن صحيح سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكنت أثناء عملي في "موارد الظمآن" وخلال عودتي إلى "مجمع الزوائد" أحاول أن أتعرف على حجم العمل المطلوب، والمصادر اللازمة، والمخطوطات الأصلية وكيفية الحصول عليها، وبدأت فعلاً أسأل على استحياء عن ذلك كله، وكان همي أن أحصل على نسخة دار الكتب المصرية. وفي مطلع العام 1991 الميلادي عين الأستاذ أحمد عليان تبلو

مستشاراً في سفارة الجمهورية العربية السورية في القاهرة، وهو ابن عمي شقيق زوجي، فأرسلت إليه أطلب منه السعي إلى التعرف على المخطوطة هناك: مكانها، كيفية الحصول عليها، كلفتها، كل شيء يتعلق بذلك. وعندما أحس من رسالتي بأنني بحاجة إلى ذلك، بذل الكثير من الجهد والمال جزاه الله خير الجزاء، وأحسن إليه، وحماه الله وأهله، وسدد خطاه ووفق مسعاه. فقد حصل على نسخة دار الكتب التي نسخت عن خط المؤلف وقرئت عليه، وعلى النسخة التي نسخت عنها أيضاً، وعلى الجزء الأول من نسخة الشنواني، وعلى جزء أيضاً من نسخة وقفها يوسف كاه بن سليمان. وكان جوابه على رسالتي -أكرمه الله- أن بدأ بإرسال هذه المخطوطات التي سيأتي الكلام عن كل منها مفصلاً. وأسررت في نفسي: أن هذا العمل يحتاج إلى الكثير من المال الذي تعتذر بعدم وجوده دور النشر غير أن الرغبة في إخراج هذا الكتاب، والعمل على فرز ما فيه من أحاديث كانت تزيد يوماً بعد يوم. وفي صبيحة يوم أغر، زارني ابن خال والدتي السيد عبد المجيد رمضان الذي قلما كنت أراه، لأنه يقوم بالإشراف على ما خوله الله الإشراف عليه في الكويت تجارة وسعياً في الحياة منذ الأربعينات من هذا القرن. عاتب كل منا الآخر على تقصيره تجاه أهله وأقاربه، واعتذرت بعدم توفر وسيلة النقل فتطوع جزاه الله خيراً بأن نذهب بسيارته معاً لزيارة أقاربنا في "حمورية" في غوطة دمشق الشرقية، والتي تبعد عن دمشق مسافة لا تزيد على سبعة كيلو مترات تقريباً. وأثناء سيرنا عرضت عليه الإسهام في نشر هذا الكتاب ليكون لي وله ذخراً عند الله تعالى في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

أولا- نسخة دار الكتب المصرية

غمرته فرحة عارمة، وظهرت على وجهه أمارات السرور، وأبدى الاستعداد الكامل لإخراج هذا السفر إخراجاً يليق بهذا الكتاب المفيد. لقد وضعني -أحسن الله إليه وفرج عني وعنه، وجمعنا بمن نحب- أمام واقع لا أستطيع تجاوزه، وبخاصة أن ابن عمي الأستاذ أحمد بدأ يرسل لي تباعاً المصورات التي حصل، عليها، لتعانق المصورات التي حصلتُ عليها من أماكن أخرى، والتي لا يسعني الآن إلا أن أصفها بالتفصيل طالباً من الله العون، مردداً بلهفة: اللهم استر ضعفي بقوتك، واستر جهلي بعلمك، واستر نقصي بكمالك، وفقري بغناك، يا من تعز من تشاء وتذل من تشاء، يا رب، وأنت على كل شيء قدير. أولاً- نسخة دار الكتب المصرية خير نسخ كتاب، وأفضل النسخ ما كان بخط مؤلفه، وبخاصة إذا قرأه وكان ذلك في أواخر حياته، فإنه يكون قد وضعه في الإطار الذي يريد، وأخرجه بأحسن شكل وأتم مضمون. والنسخة التي جعلناها أماً لعملنا ورمزنا لها بـ (مص)، هي النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية برقم (469) حديث، وهي النسخة التي نقلت من نسخة المؤلف، وقام بنسخها عالم من تلامذة الهيثمي، وقرئت عليه من قبل ثلاثة من العلماء أحدهم ملأ الدنيا وشغل الناس. فقد جاء في آخر الجزء الثالث منه: "جمع الشيخ الإمام العالم الحافظ نور الدين أبي الحسن علي الشهير بالهيثمي أمتع الله المسلمين بطول بقائه، ومن خطه نقلت". يلي ذلك سماعٌ جاء فيه: "سمع من أول هذه المجلدة إلى باب: قضاء الفوائد من شهر رمضان على مؤلفه الشيخ الإمام العالم المفيد الحافظ المجيد بركة الوقت نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن صالح الهيثمي الشافعي، من الأصل الذي بخطه وهذه مقابلة،

ثم قوبل باقي المجلد على الأصل أيضاً بقراءة الفقير إلى عفو ربه أحمد بن علي بن العسقلاني الشهير بابن حجر، وهذا خطه ... ". وفي نهاية الجزء الرابع: "بلغ مقابلة بأصله الذي بخط المؤلف رضي الله عنه بحضرة مالكه ... ، وبقراءة أحمد بن علي بن حجر في الأصل". وفي نهاية الجزء الخامس: "الحمد لله، بلغ العرض بقراءة كاتبه أحمد بن علي بن حجر من أصل المؤلف الذي بخطه، فصحت المقابلة ... ". وجاء في آخر الجزء السادس: "ونقل من خط مصنفه الشيخ، الإمام، الحافظ، الورع، الناسك، المحقق، الشيخ نور الدين علي الشهير بالهيثمي أمتع الله المسلمين بطول بقائه ... ". وفيه أيضاً: "بلغ الفقير أحمد بن علي بن حجر مقابلة لهذا المجلد بالأصل الذي بخط مؤلفه، ولله الحمد". وجاء في آخر الجزء السابع: "قوبل على نسخة الأصل التي بخط المصنف، وكتب أحمد بن علي بن حجر ... ". وفي نهاية الجزء التاسع ما نصه: "نقل من خط مصنفه الشيخ العالم نور الدين علي الهيثمي نفع الله به". إن نسخة تتمتع بكل هذه المزايا، إضافة إلى خط جميل جداً، مع ضبط كامل، مع فوائد طرز حواشيها بها الحافظ الهيثمي، بخطه، وعليها خط الهيثمي نفسه في آخر السماع المدون في نهاية الجزء الأول حيث قال: "صحيح ذلك، وأجزت لهم ما يجوز لي وعني روايته. وكتب علي الهيثمي". لقد بدأ الناسخ بكتابتها في حياة المؤلف، فقد فرغ من نسخ الجزء الأول 13 جمادى الأول سنة (794) هـ.

وكان الفراغ من قراءتها في (12) رجب سنة (807) هـ قبل وفاة المصنف رحمه الله تعالى بشهرين وبضعة أيام. تتألف هذه النسخة من عشرة أجزاء نأتي على وصفها بشيء من التفصيل: الجزء الأول: يبدأ بمقدمة يوضح فيها خطة عمله كاملة، متبعاً ذلك أسانيده إلى الكتب التي استخرج الزوائد منها. ثم بدأ بكتاب الإيمان، باب: فيمن شهد أن لا إله إلا الله، وأورد الحديث الأول بإسناد أحمد، حتى لا يبدأ الكتاب بحديث منقطع على حد قوله. وأنهى هذا الجزء بـ (باب: فيمن يؤذن)، ثم جاء ما يلي: "تم الجزء الأول من (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) يتلوه إن شاء الله تعالى في أول الجزء الثاني: باب: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن والحمد لله وحده، وصلوا على محمد وآله وسلم. وافق الفراغ منه على يد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن منصور الفوي، في الثالث عشر من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وسبع مئة، وحسبنا الله ونعم الوكيل". وعلى الهامش الأيسر ما نصه: "بلغ مقابلة وسماعاً على عليٍّ مُؤَلفِهِ بنسخته التي بخطه. ولمالكه وللجماعة"، ثم تأتي ورقة الغلاف الأخيرة وعلى صفحتها (572) بترقيمنا ما نصه: "هذا الكتاب برسم خزانة الجناب العالي المولوي الأميري الكبيري العضدي السيدي المالكي العلائي الزيني زين الدين مهنا الداودار جمع الله له خيري الدنيا والآخرة وحشره يوم القيامة في زمرة المتقين إنه على كل شيء قدير. اللهم ارزقه تمشية الحال في الدنيا، والمغفرة في الآخرة بحرمة الكرام

البررة، كن له في الدنيا والآخرة. الحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه. حسبنا الله ونعم الوكيل، هو مولانا نعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". وفي أسفل الهامش الأيسر منها ما نصه: "طالعته واستفدت منه وعلقت عليه مواضع داعياً لمالكه، علي بن أحمد بن حجر". وفي أعلى الهامش الأيمن: "انتقل إلى ملك المقر الأشرف العالي العالمي المولوي الفتحي، فتح الله، كاتب السر الملكي الناصري، أعز الله تعالى أنصاره، برسم خزانته يغفر الله له ... وآخرته". وعلى الصفحة التي تحمل الرقم (573) بترقيمنا نص السماع ونص الإجازة، وسآتي على ذكرهما والحديث عنهما. وعلى زاوية ورقة الغلاف الأولى: "ثم صار بالابتياع الشرعي للفقير إلى الله تعالى محمد بن عثمان الشاذلي". وعليها أيضاً الوقفية التالية: "الحمد لله، وقف مولانا المقر الأشرف الكريم العالي، السيدي، المالكي المخدومي السيفي أزبك أتابك العساكر المنصورة الملكي الأشرفي أعز الله أنصاره، وجعل التقوى شعاره هذا الجزء وما بعده على طلبة العلم الشريف، وجعل مقره بالجامع الذي أنشأه بخط الأزبكية، عمر الله الوجود بمنشئه، وشرط أن لا يخرج من الجامع المذكور برهن ولا غيره، وجعل النظر على كتبه لمن له النظر على الجامع المذكور. بتاريخ التاسع عشر من جمادى الآخرة، سنة أربع وتسعين وسبع مئة وحسبنا الله ونعم الوكيل". وهذه الوقفية تتكرر في بداية كل جزء. وفي الزاوية اليسرى السفلى ما نصه: "نظر في هذا الكتاب المبارك أفقر عباد الله إلى رحمته: العبد الفقير الراجي محمد بن علي بن عبد الله بن

محمد بن المبارك الشافعي، ختم الله له بخير، ولوالديه، ولجميع المسلمين". ويشتمل هذا الجزء على كتاب الإيمان، وكتاب العلم، وكتاب الطهارة، وجزء من كتاب الصلاة، وهو الجزء الأول من المطبوع. الجزء الثاني: يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. باب: الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن". وينتهي هذا الجزء بـ "باب: فيمن كتم مصيبة" ثم يلي هذا الباب قوله: "انتهى الجزء الثاني من كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد). وأوله "باب في الصبر والتسلي بموت النبي - صلى الله عليه وسلم -". ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب الصلاة، وعلى أول كتاب الجنائز. الجزء الثالث: يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يسر بخير يا كريم. باب: في الصبر والتسلي بموت سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وينتهي بـ "باب: إكرام أهل المدينة" ثم يلي هذا الباب ما نصه: "آخر الجزء الثالث من (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد). جمع الشيخ الإمام العالم الحافظ نور الدين أبي الحسن علي الشهير بالهيثمي، أمتع الله المسلمين بطول بقائه، ومن خطه نقلت. وافق الفراغ من نسخه في أول يوم من شعبان المكرم، من شهور سنة خمس وتسعين وسبع مئة. وكتبه الفقير إلى الله تعالى، المعترف بالذنب والتقصير، أحمد بن محمد بن منصور الفوي، غفر الله تعالى له ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. يتلوه إن شاء الله تعالى -في أول الجزء الرابع- باب: زيارة سيدنا

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد أشرف خلقه وآله وصحبه وسلم. كتب برسم خزانة الجناب العالي المولوي، الزيني، زين الدين مهنا العلائي، نفعه الله تعالى بالعلم، وزينه بالتقوى والحلم، ولله الحمد والمنة". يتلو ذلك سماع سنثبت نصه وندرسه إن شاء الله. ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب الجنائز، وعلى كتاب الزكاة، وكتاب الصيام، وكتاب الحج إلا قليلاً منه. الجزء الرابع: يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله. باب: زيارة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وينتهي بـ "باب: تخيير الأمة إذا عتقت وهي تحت العبد". يلي هذا الباب قوله: "آخر الجزء الرابع من كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد). نقل من خط مصنفه الشيخ نور الدين علي الهيثمي نفع الله تعالى به. ويتلوه في أول الجزء الخامس إن شاء الله باب: الأمة". وعلى الحاشية اليمنى ما نصه: "بلغ مقابلة بأصله الذي بخط المؤلف -رضي الله عنه- بحضرة مالكه المعز العالي، الفتحي، صاحب دواوين الإنشاء بالممالك الإسلامية. بقراءة أحمد بن علي بن حجر في الأصل. وصح إن شاء الله، وذلك في مجالس آخرها في رابع عشر من ذي القعدة، عام سبعة وثمان مئة. والحمد لله كثيراً، وصلى الله على سيد الخلق أجمعين محمد، وعلى آل محمد وسلم". ويشمل هذا الجزء تتمة كتاب الحج، وكتاب الأضاحي، وكتاب

الصيد، وكتاب البيوع، وكتاب الأيمان والنذور، وكتاب الأحكام، وكتاب الوصايا، وكتاب الفرائض، وكتاب العتق، وكتاب النكاح، وكتاب الطلاق إلا قليلاً منه. الجزء الخامس: يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، ولا عدوان إلا على الظالمين. باب: الأمة تباع ولها زوج". وينتهي بـ (باب: قسم الغنيمة). يلي هذا الباب ما نصه: "آخر الجزء الخامس من (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد). ويتلوه إن شاء الله في أول السادس، باب: فيمن غلب العدو على ماله ثم وجده. نقل هذا الجزء وما قبله من نسخة المصنف. وافق الفراغ من نسخه على يد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن منصور الفوي في ثامن عشر من شهر الله المحرم سنة ست وتسعين وسبع مئة، وصلى الله على سيدنا محمد وآله". ثم يلي هذا ما نصه: "الحمد لله، بلغ العرض بقراءة كاتبه أحمد بن علي بن حجر من أصل المؤلف الذي بخطه، فصحت المقابلة إن شاء الله، وذلك بحضرة مالكه، المقر العالي الفتحي، صاحب دواوين الإنشاء بالمملكة الإسلامية، أعزه الله تعالى، في مجالس آخرها سابع عشر من صفر سنة (807). برسم خزانة الجناب العالي المولوي الزيني مهنا العلائي، نفعه الله تعالى بالعلم، وزينه بالتقوى والحلم، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم". ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب الطلاق، وعلى كتاب الأطعمة، وعلى كتاب الأشربة، وكتاب الطب، وكتاب اللباس، وكتاب الخلافة، وكتاب الجهاد إلا قليلاً منه.

الجزء السادس: يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يسر ولا تعسر يا كريم. باب: فيمن غلب العدو على ماله ثم وجده". وينتهي بنهاية تفسير آل عمران، يلي ذلك قوله: "تم الجزء السادس من (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد)، ونقل من خط مصنفه الشيخ الإمام، العالم، الحافظ، الورع، الناسك، المحقق، الشيخ نور الدين عليّ الشهير بالهيثمي، أمتع الله المسلمين بطول بقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً سرمداً إلى يوم يبعثون". يتلوه إن شاء الله في أول الجزء السابع: أولُ سورة النساء، قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ... }. وفي الزاوية السفلى من اليسار: "بلغ الفقير أحمد بن علي بن حجر مقابلة لهذا المجلد بالأصل الذي بخط مؤلفه، ولله الحمد. وانتهى في شوال سنة سبع وثمان مئة، والحمد لله كثيراً". ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب الجهاد، وكتاب المغازي والسير، وكتاب أهل البغي، وكتاب الحدود والديات، وكتاب الديات، والجزء الأول من كتاب التفسير. الجزء السابع: يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد. سورة النساء قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا}. وينتهي بنهاية "باب: ما جاء في الدجال". يلي ذلك قوله: "آخر الجزء السابع يتلوه في أول الجزء الثامن إن شاء الله. باب: منه في الدجال". وبعد ذلك جاء في الأسفل وبأسطر عرضية دقيقة الخط: "قوبل على نسخة الأصل التي بخط المصنف. وكتب أحمد بن علي بن حجر وذلك في

سادس عشر .. من سنة إحدى وثمان مئة". ويشتمل هذا الجزء على تتمة. كتاب التفسير وعلى كتاب التعبير، وكتاب القدر، وكتاب الفتن إلا قليلاً منه. الجزء الثامن: يبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. باب منه في الدجال ... ". وينتهي بنهاية "باب: قدوم وفد الجن وطاعتهم له - صلى الله عليه وسلم -"، ثم يلي ذلك ما نصه: "آخر الجزء الثامن، ويتلوه التاسع إن شاء الله، وأوله: باب منه في طاعتهم". ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب الفتن، وعلى كتاب الأدب، وعلى كتاب البر والصلة، وكتاب فيه ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكتاب علامات النبوة إلا جزءاً صغيراً منه. الجزء التاسع: يبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على سيدنا محمد وآله. باب منه في طاعتهم ... ". وينتهي بنهاية "باب: ما جاء في النجاشي رضي الله عنه" يلي هذا الباب ما نصه: "آخر الجزء التاسع ويتلوه إن شاء الله في أول الجزء العاشر، وآخر كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد). باب: ما جاء في عمرو بن جابر الجني. والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا أعظم الخلق محمد. كتب برسم خزانة مولانا الجناب العالي، المولوي، الإمامي، العالي، العالمي، الزيني مهنا العلائي. زينه الله بالتقوى ونفعه بالعلم بمحمد وآله. نقل من خط مصنفه الشيخ العالم، نور الدين علي الهيثمي نفع الله به.

وافق الفراغ من نسخ هذا الجزء يوم السبت الرابع من شهر جمادي الآخرة من شهور اثنتين وثمان مئة، على يد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن منصور الفوي. والحمد لله وحده، وصلى الله على أشرف الخلق سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وسلم. ورضي عن أصحاب رسول الله أجمعين. وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير". ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب علامات النبوة، وعلى كتاب المناقب إلا قليلاً منه. الجزء العاشر: ويبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمداً طيباً كثيراً. باب: ما جاء في عمرو بن جابر الجني ... ". وينتهي بنهاية "باب: كفارة المجلس". يلي هذا الباب ما نصه: "كمل الجزء العاشر من (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد)، وهو آخر الكتاب ولله الحمد والمنة والفضل في تاسع وعشرين شهر ربيع الآخر، سنة سبع وثمان مئة على يد فقير رحمة ربه أحمد بن محمد بن منصور الفوي غفر الله لمن نظر فيه، ودعا له. الحمد لله أرحم الراحمين هذا الجزء وما قبله استقر على ملك المقر الأشرف العالي، العالمي العاملي، الوحيدي الفريدي، الفتحي: فتح الله كاتب السر الملكي الناصري، أعز الله تعالى أنصاره. وختم بالصالحات أعماله، وبلغه من ربه -عز وجل- كل آماله، وحسن عاقبته ومآله. يا من لا حكم في الوجود إلا له. وصلى الله على الشفيع في العصاة نبي يخر ساجداً لمولاه، ويسأله فيجيب الرحمن سؤاله".

ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب المناقب، وعلى كتاب الأذكار، وكتاب الأدعية، وكتاب التوبة، وكتاب الزهد، وكتاب البعث، وكتاب صفة النار، وكتاب أهل الجنة. وبالإضافة إلى جميع ما تقدم فإن هذه النسخة قد زينت بسماعين الأول في نهاية الجزء الأول، والثاني في نهاية الجزء الثالث. وقد حدد في السماع الأول المكان الذي قرئ فيه هذا الكتاب، وهو بيت كاتب السر فتح الدين بن مستعصم مالك النسخة المقابلة على نسخة المؤلف، وأما الزمان فكان في مجالس آخرها الثاني عشر من شهر رجب سنة سبع وثمان مئة. وكلاهما بخط الحافظ ابن حجر العسقلاني وعلى الأول منها إجازة الحافظ الهيثمي للحاضرين بخطه. ومن الذين حضروا السماع: أ- فتح الله بن مستعصم بن نفيس كاتب السر، قال المقريزي: "كانت له فضائل جمة غطاها شحه حتى اختلق عليه أعداؤه معايب برأه الله منها. فإني صحبته مدة طويلة تزيد على عشرين سنة، ورافقته سفراً وحضراً فما علمت عليه إلا خيراً، بل كان من خير أهل زمانه رصانة عقل، وديانة، وحسن عبادة، وتأله، ونسك، ومحبة للسنة وأهلها، وانقياداً إلى الحق، مع حسن سفارة بين الناس وبين السلطان، والصبر على الأذى وكثرة الاحتمال، والتودد وجودة الحافظة ... " وانظر الضوء اللامع 6/ 165 - 166. ب- وعبد الرحمن بن محمود بن عثمان الزين القرشي، دخل ديوان التوقيع بدمشق، ثم قدم القاهرة فلجأ إلى فتح الله كاتب السر فنفق سوقه لديه وعول في أمر الديوان عليه، وصار المشار إليه لحسن تأنيه، ومعرفته، وحسن خطه، ونفاد رأيه، وجميل معاشرته ... وانظر الضوء اللامع 4/ 156.

ج- وعبد الرحمن بين إبراهيم بن داود الآمدي، كان جده نصرانياً، وقد توفي هذا الجد وإبراهيم صغير، فأحضره وصيه مجالس ابن تيمية فأسلم، وتفقه، وسمع الحديث الكثير، وطلب بنفسه. وكان خيراً، ديناً، فاضلاً، قرأ عليه ابن حجر عدة أجزاء ... وانظر الدرر الكامنة 1/ 25 - 26. د- وعبد الله بن أحمد بن علي بن محمد العريان، سمع الميدومي، والعرضي، ومظفر الدين العطار، وأبا الحرم القلانسي، والحافظ مغلطاي وآخرين. قرأ الصحيح غير مرة، وناب في الحكم، وكان كثير الدعابة والمزاح، حاد الخلق، ولو تصون لساد ... وانظر "الضوء اللامع" 5/ 8. هـ- وإبراهيم بن عبد الله بن أحمد العرياني، ولد بالقاهرة سنة (790) هـ ونشأ بها فحفظ القرآن، واعتنى به أبوه فأحضره على شيوخ كثر منهم: البلقيني، والعراقي، والهيثمي، وابن جماعة، والبالسي، ولزم الاشتغال حتى برع وصار يعد في الفضلاء، مع الذكاء المفرط والمذاكرة، واستلم وظيفة أبيه الصوفية ... وقال السخاوي: "ولكنه مع هذه الأوصاف الشريفة، ضيع نفسه بكثرة إسرافه على نفسه، ومجاهرته بالمعاصي بحيث شوهد منه العجب من ذلك ... " وانظر بقية كلامه هناك. الضوء اللامع 1/ 70 - 71. و- ومحمد بن أحمد بن علي بن محمد الحسني المالكي المكي، أخذ علم الحديث عن العراقي، ووصفه الولي العراقي، وابن حجر بالحفظ، وكان ذا يد طولى في الحديث، والتاريخ، والسير. قال المقريزي: "وهو بحر علم، وكنز فوائد، لم يخلف بالحجاز مثله، وكان إماماً، علامة، فقيهاً، حافظاً للأسماء والكنى، ذا معرفة تامة بالشيوخ والبلدان، ويد طولى في الحديث والتاريخ، والفقه وأصوله ... لطيف الذات، حسن الأخلاق، عارفاً بالأمور الدينية والدنيوية، له غور

ودهاء، وتجربة وحسن عشرة وحلاوة لسان بحيث يجلب القلوب بحسن عبارته ولطيف إشارته". وانظر الضوء اللامع 7/ 18 - 20. ز- كما حضر السماع ناسخ هذا الكتاب، والقارئ للمجلسين الأول والثاني: أحمد بن محمد بن منصور -وفي الضوء اللامع: محمود- بن عبد الغفار أبو العباس الحسني، الفوي، القاهري، القاضي. وما عثرت له على الترجمة الأوسع والأوثق. وانظر الضوء اللامع 2/ 206 - 207. ح- والحافظ الكبير علي بن حجر العَسْقَلاني، حافظ الدنيا، ومفخرة الإسلام، مقدم المحدثين، ومرجع الناس في التضعيف والتصحيح، كان مولعاً بالشعر، ثم حفظ القرآن، ثم حبب إليه طلب الحديث حتى أصبح أمير المؤمنين فيه، فقد جمع وصنف، حتى لفت الأنظار إليه فأصبح المرجع في زمانه، وأصبحت الرحلة إليه ... وهو أكبر بكثير من أن يعرف به ببضع جمل. وانظر الضوء اللامع 2/ 36 - 40 وفهرست الفهارس 1/ 321 - 337. وقد تتابع على قراءة هذا الكتاب على الحافظ الهيثمي سماعاً، ومقابلة على النسخة التي كتبها بخطه كل من: 1 - ناسخ الكتاب أحمد بن محمد بن منصور -أو محمود- الفوي. 2 - الحافظ الشهير: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. 3 - والقاضي جمال الدين عبد الله بن أحمد بن علي العرياني، وإليك نص السماع المثبت في نهاية الجزء الأول: "الحمد لله. سمع جميع هذه المجلدة الأولى من هذا الكتاب المسمى بـ (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) تأليف شيخنا الإمام، العلامة المسند، المحدث، الحافظ، أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي -أبقاه الله تعالى- عليه: صاحبُ النسخة ومَالِكُهَا المقر الأشرف العالي،

المولوي، المحسني، المتفضلي، العالمي، العاملي، جامع أشتات الفضائل، بقية السلف الكرام الكملة، مفخرة العصر: فتح الدين أبو الفتح. فتح الدين بن مستعصم كاتب السرّ الشريف، وصاحب دواوين الإنشاء بالمملكة الإسلامية -أعزه الله وأحسن إليه، وأسبغ نعمه عليه. والجنابُ العالي القاضوي، الزيني، زين الدين عبد الرحمن بن القاضي جمال الدين محمود بن فخر الدين عثمان القرشي موقع الدست الشريف، وفاته المجلس الثامن، وبعض السابع من أوله، إلى باب: الاقتداء بالسلف. وناصرُ الدين بن بزرجمهر المجود، وقريبُهُ عبد السلام بن الرئيس صدر الدين بديع. والقاضي زين الدين عبد الرحمن بن شيخنا الإمام الثقة، العابد، المسند برهان الدين إبراهيم بن داود الآمدي، وفاته المجلسان الأولان. والشيخُ العالمُ الفاضل، البارع، الأوحد، المفيد، الأصيل، قاضي المسلمين، جمال الدين عبد الله بن الشيخ الإمام، العلامة، المحدث، الأوحد، شهاب الدين أحمد بن علي بن العرياني، وفاته من أول الثامن إلى آخر الثاني عشر، وبعض الثالث من أوله بقراءة ولده النجيب، البارع برهان الدين أبي الوفاء إبراهيم بفوت التاسع والعاشر. والسيد الشريف، الإمام، العلامة البارع، مفتي المسلمين، جمال المحدثين، تقي الدين محمد بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي الحسني، المكي، المالكي، من أول الحادي عشر، إلى آخر المجلد، بقراءة شهاب الدين أحمد بن محمد بن منصور الفوي ناسخ هذا الكتاب للمجلسين الأولين.

وبقراءة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، من أثناء المجلس الثالث، إلى آخر المجلد. وباقي الثالث بقراءة الشيخ جمال الدين المذكور أعلاه. وصح وثبت في مجالس آخرها ثاني عشر شهر رجب، سنة سبعٍ وثمان مئة، بمنزل مالك النسخة، بسويقة المسعودي بالقاهرة. وأجاز لهم المسمع ما له من رواية، والحمد لله كثيراً". وعقب على هذا السماع الحافظ الهيثمي بخطه: "صحيح ذلك، وأجزت لهم ما يجوز لي، وعنّي روايته. وكتب علي الهيثمي". ثم قال الحافظ ابن حجر: "طالعته واستفدت منه، وعلقت عليه مواضع داعياً لمالكه. أحمد بن علي بن حجر". وأما نص السماع المثبت في نهاية الجزء الثالث فهو: "الحمد لله رب العالمين. سمع من أول هذه المجلدة، إلى باب: قضاء الفائت من شهر رمضان، على مؤلفه الشيخ الإمام، العالم المفيد، الحافظ المجيد، بركة الوقت، نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن صالح الهيثمي، الشافعي، من الأصل الذي بخطه، وهذه مقابلة. ثم قوبل باقي المجلد على الأصل أيضاً بقراعة الفقير إلى عفو ربه أحمد بن علي بن محمد العسقلاني الشهير بابن حجر، وهذا خطه - الجماعة: صاحبُ النسخة، المقر العالي، الأوحدي، العالمي، العاملي، الكاملي، المحسني، المتفضلي، جمال العصر، فتح الدين فتح الله كاتب السر الشريف، وصاحب دواوين الإنشاء بالمملكة الإسلامية، زاده الله سمواً، ورفعة وعلواً.

وقريبُهُ الشيخ المجود ناصر الدين ناصر بن بزرجمهر الكاتب. والجنابُ العالي، الزيني، عبد الرحمن بن محمود بن عثمان القرشي الدمشقي. والرئيسُ الأكمل محمد بن عبد السلام بن الرئيس بدر الدين بديع قريب المشار إليه. والمجلسُ العالي الزيني عبد الرحمن بن شيخنا المسند الزاهد برهان الدين إبراهيم بن داود الآمدي، وبيده هذه النسخة. والشيخ الصالح شمس الدين الخواص. وسمع المقروء على الشيخ خاصة -بفوت في الرابع والعشرين، ومن أول الخامس والعشرين إلى آخر السابع والعشرين- أبو الوفاء إبراهيم بن العبد الفقير إلى الله تعالى، شرف العلماء، أوحد الفضلاء، قاضي القضاة، جمال الدين عبد الله العرياني، ضابط الأسماء، وسمع آخرون. وصح في مجالس آخر المقروء على الشيخ في العشرين من شهر رمضان سنة سبع وثمان مئة، وأجاز الشيخ للسامعين باقي الكتاب وجميع ما يجوز عنه روايته. ولله الحمد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وسلم". وزيادة في المحافظة على هذه النسخة النادرة، التي تمتعت بصفات قلما تجتمع بنسخة غيرها، فقد كلفت دار الكتب المصرية الأستاذ محمود حمدي بإعادة نسخها، فقام بما كلف به رحمه الله. فقد قام بنسخ الجزء الأول بخطه الجميل، فاستغرق معه (595) صفحة، وأضاف في نهايته: "قد صار نسخ هذا الجزء بقلم الفقير محمود حمدي على ذمة دار الكتب المصرية من النسخة المحفوظة بها، الموضوعة تحت رقم (469) حديث وكان الفراغ منه ليلة الخميس، الخامس والعشرين

من شهر صفر الخير من شهور سنة (1348) .... ". الجزء الثاني: وبدأ ببداية الجزء الثاني من النسخة الأم، ويستغرق (481) صفحة. وينتهي بـ "باب: سجود الشكر". وبعد الانتهاء من هذا الباب يقول الناسخ: "كتبه العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير محمود حمدي على نفقة دار الكتب المصرية، من الجزء الأول، من نسخة لم يوجد منها غير المحفوظ بالدار، الموضوع تحت رقم (747) حديث، الذي فرع من كتابته في عاشر جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثمان مئة على يد يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الخليلي رحمه الله تعالى. ووافق الفراغ من نسخ هذا الجزء ليلة السبت رابع عشر ربيع الثاني سنة (1348) ... ". نقول: إن هذا الجزء مستل من النسخة التي وقفها المرحوم الشيخ أبو بكر الشنواني، والذي جاء في آخرِه: "تم الجزء الأول من مجمع الزوائد، ويليه كتاب الجنائز في الجزء الثاني، وكان الفراغ منه في ليلة يسفر صباحها عن نهار الثلاثاء عاشر جمادى الأولى من شهور سنة إحدى وستين وثمان مئة. أحسن الله عاقبتها عنده. كتب على يد الفقير يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الخليلي، ولمن كتبه ولوالديه بمنه وكرمه ... ". وسيأتي وصف هذا الجزء قريباً إن شاء الله. وقد عاد في الجزء الثالث إلى النسخة الأم ليبدأه بـ "باب: في الصبر والتسلي بموت سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -". وبذلك تكون هذه النسخة ناقصة من أول كتاب الجنائز، حتى هذا الباب. ولست أدري من هو المسؤول عن هذا التداخل، وهذا الخطأ الذي هو

إساءة إلى النسخة الجديدة، أحسن الله إلينا وإليه أو إليهم بالعفو والغفران. الجزء الثالث: عاد الأستاذ محمود حمدي إلى النسخة الأصل، فبدأ الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يسر بخير يا كريم، باب: في الصبر والتسلي بموت سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -". وأنهاه بقوله: "انتهى ما وجد بآخر الجزء". نسخ هذا الجزء الفقير محمود حمدي على نفقة دار الكتب المصرية، من النسخة المحفوظة بها، الموضوعة تحت رقم (469) حديث. وكان الفراغ من نسخه ليلة الخميس حادي عشر جمادى الأولى من شهور سنة (1348) ... ". الجزء الرابع: بدأ به ببداية الأصل. ونهايته نهايته. الجزء الخامس: بدايته كبداية الأصل الأم، ونهايته نهايته، وفيه زيادة: "قد صار نسخ هذا الجزء الخامس من كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) للعلامة أبي الحسن علي الهيثمي بقلم الفقير إلى مولاه المبدي عبده الضعيف محمود حمدي على ذمة دار الكتب المصرية من النسخة المحفوظة بها، الموضوعة تحت رقم (469) حديث. وكان الفراغ منه يوم الأحد خامس شهر شعبان المعظم من شهور سنة (1348) ... ". الجزء السادس: ويبدأ ببداية الأم، وينتهي بنهايته أيضاً، يلي ما جاء في الأم "قد صار نسخ هذا الجزء السادس من كتاب (مجمع الزوائد) تأليف الشيخ المحقق نور الدين علي الشهير بالهيثمي بقلم الفقير محمود حمدي، من النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية الموضوعة تحت رقم (469) حديث. وكان الفراغ من نسخه ليلة الخميس الحادي والعشرين من شهر رمضان

المكرم من سنة (1348) ... ". الجزء السابع: بدايته بداية الأصل الأم، ونهايته نهايته، وفيه زيادة: "إلى هنا انتهى الجزء السابع وبانتهائه انتهى باب: خروج الدجال من كتاب الفتن، ويليه في الجزء الثامن باب: الإصلاح بين الناس من كتاب البر والصلة، وقد سقط بينهما من نسخة الأصل التي بأيدينا الجاري النقل منها بقية كتاب الفتن، وكتاب الأدب، وكتاب البر والصلة. إلى قُبَيْل باب: الإصلاح بين الناس منه. وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قد صار نسخ هذا الجزء بقلم الفقير محمود حمدي على نفقة دار الكتب المصرية من النسخة المحفوظة بها الموضوعة تحت رقم (469) حديث. وكان الفراغ منه ليلة الثلاثاء تاسع ذي القعدة من شهور سنة (1348) ... ". نقول أولاً: إن باب: الإصلاح بين الناس، ليس من كتاب البر والصلة، وإنما هو من كتاب الأدب. وثانياً: إن الأصل الذي نقل الأستاذ محمود حمدي منه هذا الجزء ليس من النسخة الأم التي قوبلت على نسخة المصنف، وإن النقص ليس فيها. وإنما الجزء الذي وقع بين يديه رحمه الله ومنه تم النقل هو الجزء الـ "محضر من سيدنا الحسين" والذي "وقفه يوسف كاه بن سليمان بناه سنة 1210هـ". يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم". باب: الإصلاح بين الناس، يليه: باب: الاعتذار.

وعند نهاية هذا الباب ص (5) على الهامش ما نصه: "ها هنا خرم بالنسخة المنقول عنها وينقص بقية (كتاب البر والصلة، وكتاب فيه ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى أواخر باب: ذكر عيسى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -". يلي هذا باب: ذكر نبي الله داود، وبعد ذكر عدد من الأنبياء صلوات الله عليهم. يصل إلى "كتاب علامات النبوة" ص (19) الذي ينتهي في ص (261) وبها يبدأ "كتاب المناقب" ويستمر حتى نهاية هذا الجزء، آخر باب: في فضلها -يعني فاطمة- وتزويجها بعلي رضي الله عنهما. يلي هذا الباب ما نصه: "إلى هنا انتهى الجزء الثامن من كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) تأليف الإمام العلامة الحافظ أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، ويليه الجزء التاسع، أوله: باب: ما جاء في فضل زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنها، والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". ثم قال: "قد صار نسخ هذا الجزء بقلم الفقير إلى مولاه الملك المبدي: عبده محمود حمدي على نفقة دار الكتب المصرية من النسخة المحفوظة بها، الموضوعة تحت رقم (469) حديث. وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة في آخر ساعة منه، تاسع شهر محرم الحرام افتتاح سنة (1349) ... ". هكذا قال رحمه الله تعالى. الجزء التاسع: يبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، باب: ما جاء في فضل زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنها ... ". واستمر كتاب المناقب حتى نهاية (باب فيمن ذم من القبائل وأهل البدع) ص (494). وهنا ابتدأ (كتاب الأذكار). وينتهي هذا الجزء بنهاية (باب: ما يقول إذا رأى ما يعجبه) ص (626) حيث يقول الناسخ: "انتهى الجزء التاسع من (كتاب مجمع الزوائد ومنبع

الفوائد) لأبي الحسن علي الهيثمي، ويتلوه الجزء العاشر. أوله: باب: ما يقول إذا سئل عن حاله. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. كتبه محمود حمدي على نفقة دار الكتب المصرية من النسخة المحفوظة بها. الموضوعة تحت رقم (469) حديث ... ". كذا وهو مصر عليه رحمه الله ولست أدري أهذا جهل منه أم تدليس؟!!. الجزء العاشر: يبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، باب: ما يقول إذا سئل عن حاله". وبنهاية (كتاب الأذكار) ص (12) يبدأ كتاب الأدعية، ثم يأتي كتاب التوبة ص (96)، ثم كتاب الزهد ص (156)، ثم كتاب البعث ص (380)، ثم كتاب صفة النار ص (492)، ثم كتاب: صفة أهل الجنة، ص (514). وينتهي هذا الجزء بانتهاء (باب: كفارة المجلس ... ). يلي ذلك ما نصه: "هذا ما بآخر الجزء العاشر من (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد)، وهو آخر الكتاب، ولله المن والفضل، في تاسع عشر ربيع الآخر، سنة سبع وثمان مئة على يد فقير رحمة ربه أحمد بن محمد بن منصور بن هاشم الفوي، غفر الله لمن نظر فيه، ودعا له. الحمد لله رب العالمين". هكذا قال رحمه الله، مع العلم بأن الموازنة بين النسخة الأم المقابلة على نسخة المصنف، وبين النسخة التي كتبها الأستاذ محمود حمدي تدلنا دلالة أكيده على أنه قد غادر النسخة الأم منذ بداية الجزء الثامن، إلى نهاية الجزء العاشر. وقال: "كتبه محمود حمدي ... من النسخة المحفوظة بها تحت رقم (469) ... ".

وهذه الأجزاء التي زعم -رحمه الله وعفا عنه- بأنه نسخها عن النسخة الأم إنما هي من جزء من نسخة وقفها يوسف كاه بن سليمان بناه سنة (1210) هـ. وقد أحضر هذا الجزء من "سيدنا الحسين في مارث -هكذا- 1876". مودع بدار الكتب المصرية برقم (470) حديث. وهو مصور على فيلم رقم (11884). يبدأ هذا الجزء الذي رمزنا له بالحرف (ك) بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صَلِّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. باب: الإصلاح بين الناس ... ". ويشتمل على الكتب والأبواب التي فرقها الأستاذ محمود حمدي إلى ثلاثة أجزاء. فخط هذا الجزء دقيق، ولكنه جميل ومقروء، في كل صفحة منه خمسة وثلاثون سطراً، يتراوح عدد الكلمات في الأسطر ما بين (16) كلمة إلى (22) كلمة. وينتهي هذا الجزء بنهاية (باب: كفارة المجلس)، ويلي ذلك ما نصه: "تم الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه يوم الجمعة المبارك، خامس شهر ذي القعدة الحرام سنة تسع وخمسين وثمان مئة وحسبنا الله ونعم الوكيل. وصلواته وسلامه على سيدنا محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، على يد الفقير إلى الله تعالى علي بن محمد المنظرلوي غفر الله له ولوالديه، ولجميع المسلمين. آمين، آمين، آمين". هذه هي النهاية التي كان على المرحوم محمود حمدي أن يدونها حتى لا يضل الناظر في نسخته، ولكن هل هو المسؤول عن هذا التداخل؟. إذا كانت الدار هي المستأجرة لهذه الطاقة التي تتمتع بما يؤهلها لنسخ

ثانيا: النسخة الظاهرية الأولى والتي رمزنا لها بـ (ظ)

نسخة نادرة حفاظاً عليها وصيانة لها، فمن أين طالت يده ما طالت، وانصرفت عما انصرفت؟. إن المسؤولية تقع على من قدم له أجزاء هذا الكتاب في هذه الدار العامرة، ولكن ذلك لا يعفيه من المسؤولية، لأنه أضاف إلى النسخة ما ليس منها، وأثبت لها ما هي منه براء، كما أضاف إلى النسخة التي اعتمدها ما ليس منها أيضاً، وهذا يضلّل من تقع هذه النسخة تحت يده ضلالاً بعيداً. {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286]. ثانياً: النسخة الظاهرية الأولى والتي رمزنا لها بـ (ظ) لقد ترامى إلى سمعي أن في الظاهرية نسخة كاملة لكتاب "مجمع الزوائد" ووصفت بأنها نسخة جيدة، وقد سألت عنها الأستاذ الفاضل الشيخ عبد القادر الأرناؤوط فأفادني أن الشيخ منير الكسم أطال الله عمره قد قابل مطبوعة المرحوم حسام الدين القدسي على النسخة الظاهرية. فطلبت من مكتبة الأسد تصوير "مجمع الزوائد" فصوروا لي الجزء الأول والجزء الأخير من النسخة التي رمزنا لها بالحرف (م) والتي سيأتي وصفها. ثم سألت عن النسخة الكاملة فقيل لي إنها قد صُوِّرت، وأرشدني بعض الفضلاء إلى أن المصورة المذكورة في حوزة الشيخ منير الكسم. ذهبت إلى ولده السيد محمد خير وطلبت النسخة فأحضر لي النسخة المطبوعة، وأخبرني بأنه قد قابلها مع والده على نسخة الظاهرية الكاملة، كما أعلمني بأن مصورتها في المكتبة الآجرية. ولما مسحت المطبوع المقابل، وجدت من الخير لي أن أقوم بعملية المقابلة بنفسي، فأعانني السيد محمد خير على الحصول على المصورة. فقمت بتصويرها لنفسي لأن

العمل طويل، والمقابلة تحتاج إلى زمن غير قصير. وذهبت إلى مكتبة الأسد وطلبت الإطلاع على أصل المصورة -التي أصبحت في حوزتنا- المحفوظ برقم (611) حديث. أصل هذه النسخة من أوقاف المدرسة المرادية، وعليها خاتم المكتبة الظاهرية، وهي تتألف من ستة أجزاء مجموع صفحاتها (645) صفحة كتبت بخط نسخ دقيق، لكنه جميل ومقروء، وهي مشفوعة بفهارس دقيقة تيسر العودة إليها. وعلى الكثير الكثير من صفحاتها تعليقات، واستدراكات، وتعريفات، وشروح قد غصت حواشيها بها، كما تجد جرحاً لرجل، وتعديلاً لآخر، مع وجود ما يدل على مقابلتها على نسخ أخرى، وعلى أنها مقروءة أكثر من مرة من قبل أكثر من عالم أو حافظ، مع اعتماد الجميع في شروحهم على النهاية لابن الأثير. كما اعتمدوا في التعريفات على كتب الرجال، وفي الأنساب على كتاب "اللباب في تهذيب الأنساب" له أيضاً. مسطرة هذه النسخة 30 × 17 سم. عدد الأسطر في صفحاتها ليس متساوياً، وإنما هو مترواح بين (67) سطراً و (73) سطراً، كما أن عدد الكلمات في السطر ليس متساوياً أيضاً وإنما يتراوح هذا العدد بين (25) كلمة في السطر، و (34) كلمة. وقد كتب فيها أسماء الكتب، والأبواب، وأوائل الأحاديث بالحبر الأحمر. والناسخ مجهول، ولم يذكر أيضاً تاريخ النسخ، ولكنه ذكر مكانه. فقد قال في آخرها: "كمل إن شاء الله ... طيبة الطيبة" على ساكنها أفضل السلام. وإليك وصفها مفصلاً بعد هذا الإجمال: الجزء الأول: يبدأ هذا الجزء من الصفحة (1) بترقيمنا، وأوله "بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، رب

يسر يا كريم. الحمد لله جامع الشتات ... ". وينتهي في آخر الصفحة (110) بقوله: "آخر الجزء الأول من كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) يتلوه في الثاني باب: ركعتي الفجر. غفر الله لكاتبه ولوالديه بحرمة النبي. وصلى الله على محمد وآله وأزواجه وأصحابه وأتباعه الطيبين الطاهرين، صلاة وسلاماً دائماً إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين". وفي أسفل الحاشية اليمنى لهذه الصفحة هذه العبارة "بلغ مقابلة". ويشتمل هذا الجزء على كتاب الإيمان، وكتاب العلم، وكتاب الطهارة، ومعظم كتاب الصلاة. الجزء الثاني: ويبدأ بالصفحة (111) بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، رب يسر وتمم بالخير. باب. في ركعتي الفجر". وينتهي في آخر الصفحة (194) بقوله: "آخر المجلد الثاني، ويليه المجلد الثالث: كتاب البيوع". ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب الصلاة، وعلى كتاب الجنائز، وكتاب الزكاة، وكتاب الصيام، وكتاب الحج، وكتاب الأضاحي، وكتاب الصيد. الجزء الثالث: يبدأ بالصفحة (195) بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. كتاب البيوع". وينتهي في آخر الصفحة (283) بقوله: "آخر الجزء الثالث من (مجمع الزوائد) على بركة الله وعونه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم". ويشتمل هذا الجزء على كتاب البيوع، وكتاب الأيمان والنذور، وكتاب الأحكام، وكتاب الوصايا، وكتاب الفرائض، وكتاب العتق، وكتاب

النكاح، وكتاب الطلاق، وكتاب الأطعمة، وكتاب الأشربة، وكتاب الطب، وكتاب اللباس، وكتاب الخلافة. الجزء الرابع: يبدأ هذا الجزء بالصفحة (284) بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. كتاب الجهاد. باب: ما جاء في الهجرة". وينتهي في أسفل الصفحة (387) بقوله: "تم المجلد الرابع من (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) والحمد لله وحده. ويليه كتاب التعبير". ويشتمل هذا الجزء على كتاب الجهاد، وعلى كتاب المغازي والسير، وكتاب قتال أهل البغي، وكتاب الحدود والديات، وكتاب الديات، وعلى كتاب التفسير. الجزء الخامس: يبدأ هذا الجزء بالصفحة (388) بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه. كتاب التعبير. باب: الرؤيا الصالحة". وينتهي في وسط الصفحة (510) بقوله: "تم الجزء الخامس بعون الله تعالى، ويليه باب: في فضل جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر ... وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين". أي: في الجزء السادس. ويشتمل هذا الجزء على كتاب التعبير، وكتاب القدر، وكتاب الفتن، وكتاب الأدب، وكتاب البر والصلة، وكتاب فيه ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والجزء الأول من كتاب المناقب. الجزء السادس: يبدأ بالصفحة (511) وهي ورقة غلاف عليها اسم الكتاب. ويبدأ بالصفحة (512) بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم: باب: في فضل جماعة

ثالثا- النسخة الظاهرية الثانية والتي رمزنا لها بـ (م)

من الصحابة منهم أبو بكر، وعمر، وغيرهما رضي الله عنهم". وينتهي في الثلث الأول من الصفحة (645) بقوله: "كمل وتمَّ إن شاء الله تعالى، وله الحمد والمن والفضل. نسأل الله سبحانه النفع به لي وللمسلمين في خير وعافية آمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً في طيبة الطيبة، مصلياً، مسلماً، حامداً، على صاحبها أفضل الصلوات وأكمل التحيات أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً". ويشتمل هذا الجزء على تتمة كتاب المناقب، وعلى كتاب الأذكار، وكتاب الأدعية، وكتاب التوبة، وكتاب الزهد، وكتاب البعث، وكتاب صفة النار، وكتاب أهل الجنة. ثالثاً- النسخة الظاهرية الثانية والتي رمزنا لها بـ (م) وهناك نسخة أخرى من كتب المرادية وعليها ختم المكتبة الظاهرية مؤلفه من خمسة أجزاء لم نقع منها إلا على الجزء الأول، والجزء الخامس وهو الأخير. هذه النسخة التي أثقلها الحافظ ابن حجر بحواشيه القيمة، وفوائده النادرة، وهي مقابلة على نسخة المؤلف ومقروءة عليه. فعلى الورقة 24/ أما نصه: "بلغ مقابلة وسماعاً على المؤلف بقراءة ابن حجر، وسمع والد كاتبه عبد الله بن إبراهيم". وعلى الورقة 36/ أما نصه: "بلغ مقابلة على نسخة الأصل، وسماعاً على مؤلفه في الرابع بقراءة ابن حجر، وسمعه والد كاتبه عبد الله بن إبراهيم". وعلى الورقة 56/ ب ما نصه: "بلغت المقابلة والسماع بقراءة أبي

الفضل بن حجر في السادس وسمعه والدي". وعلى الورقة 66/ ب. "بلغ السماع والمقابلة في السابع. كتبه إبراهيم". وعلى الورقة 75/ ب. "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة في الثامن. وسمع والدي كتبه إبراهيم". وعلى الورقة 109/ ب ما نصه. "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة في الحادي عشر. كتبه إبراهيم". وعلى الورقة 118/ أ: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة، إبراهيم في الثاني عشر". وعلى الورقة 126/ أ: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة، إبراهيم في الثالث عشر، وسمع والدي من العراقي". وعلى الورقة 133/ أ: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة، على مؤلفه في الرابع عشر، إبراهيم وسمع والده". وعلى الورقة 143/ أ: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة، على مؤلفه ونسخته. إبراهيم في الخامس عشر وسمع والدي". وعلى الورقة 151/ أ: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة، على مؤلفه ونسخته. في السادس عشر، إبراهيم". وعلى الورقة 160/ ب: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة، على مؤلفه ونسخته. في السابع عشر، إبراهيم". وعلى الورقة 167/ أ: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة، على مؤلفه ونسخته. بقراءة تقي الدين الفاسي الشريف الحلبي إبراهيم بن العرياني في الثامن عشر". وعلى الورقة 175/ ب ما نصه: "بلغ السماع والمقابلة على مؤلفه ونسخته. بقراءة الشريف تقي الدين في التاسع عشر. إبراهيم".

وعلى الورقة 192/ ب: "بلغ السماع والمقابلة بقراءة أبي الفضل بن حجر، إبراهيم في العشرين، وسمع والدي". وعلى الورقة 199/ ب: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة في الحادي والعشرين على مؤلفه ونسخته إبراهيم". وعلى الورقة 209/ أ: "بلغ السماع والمقابلة على مؤلفه ونسخته بالقراءة، إبراهيم، في الثاني والعشرين، آخر المجلد الذي بخط المصنف". وعلى الورقة 222/ ب: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة على مؤلفه ونسخته إبراهيم في الثالث والعشرين وسمع والدي". وعلى الورقة 231/ أ: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة على مؤلفه ونسخته. إبراهيم في الرابع والعشرين وسمع والدي". وعلى الورقة 275/ ب: "بلغ في السابع والعشرين". وعلى الورقة 284/ ب: "بلغ السماع والمقابلة في الثامن والعشرين. إبراهيم العرياني". وعلى الورقة 297/ ب: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة في التاسع والعشرين. إبراهيم العرياني على مؤلفه ونسخته". وعلى الورقة 301/ أ: "بلغ السماع والمقابلة بالقراءة على مؤلفه ونسخته، إبراهيم في بعض الثلاثين، فصح ما قوبل ولله الحمد". وهناك حواشي تدل على أن الولي العراقي قرأها ودون عليها بعض الحواشي كما جاء على الورقة 39/ أ، و142/ ب. كما أن هناك حواشي للحافظ السخاوي كما جاء على الورقة 24/ ب - 32/ ب - 33/ أ - 36/ ب - 39/ ب - 40/ ب - 41/ أ - 63/ ب - 73/ أ، ب - 85/ أ.

وقرأها أيضاً وزينها بحواشيه الحافظ السيوطي يدل على ذلك ما جاء على الورقات: 83/ أ - 87/ أ - 88/ ب. هذه الميزات العظيمة التي امتازت بها هذه النسخة لتزيد أسفنا أنها ليست كاملة، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل. وقد كتبت بخط نسخ جيد، وقد كتبت أسماء الكتب، والأبواب وبدايات كل حديث بالحمرة. ويتألف الجزء الأول من (301) ورقة، على كل ورقة صفحتان في كل صفحة (29) سطراً، تتراوح كلمات سطورها ما بين (13) كلمة إلى (16) كلمة. وينتهي هذا الجزء بنهاية "باب: كل معروف صدقة"، يلي هذا الباب ما نصه: "يتلوه في الثاني (باب: فيمن يجري عليه أجره بعد موته). والحمد لله، نفع الله به مالكه، وقارئه، ومؤلفه، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً". وفي الزاوية اليسرى السفلى نص السماع الأخير للمقابلة الذي أثبتناه فيما تقدم. وعلى ورقة الغلاف ما نصه: "الجزء الأول من (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) للحافظ الهيثمي طاب ثراه". ثم كتب تحت هذا بخط عريض: "دخل لملك الفقير حسين العلوي بالابتياع من المنولله 3". ويشتمل هذا الجزء على كتاب الإيمان، وكتاب العلم، وكتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، وكتاب الجنائز، وكتاب الزكاة ما عدا خمسة أبواب. وقد أحضر لنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد القادر الأرناؤوط ميكروفيلماً يحتوي على هذا الجزء من جامعة الإمام محمد بن سعود

الإسلامية في الرياض، أجزل الله ثوابه وثواب من يسر له الوصول إليه. الجزء الخامس: يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر يا كريم، باب: في قتادة بن النعمان". وينتهي بنهاية "باب: كفارة المجلس". يلي هذا الباب ما نصه: "كمل إن شاء الله تعالى، ولله الحمد والمن والفضل. أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، وأسأله التوبة والمغفرة في كل نفس ولحظة دائماً أبداً بدوام بقاء وجهه العظيم الكريم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم صل على سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد عبدك ورسولك ونبيك، صلاة لم يصل بمثلها قبله على أحد من خلقك فضلاً وشرفاً ودواماً وكبراً. وصل وسلم عليه صلاة لا يصلى بمثلها على أحد من خلقك من بعده شرفاً وفضلاً ودواماً وكبراً كلما سبَّحك وهلَّلك، أو حمدك أو مجدك، أو ذكرك أحد من خلقك من أهل سماواتك وأرضك وكرسيك وعرشك، ومن أحاط به علمك من خلقك من هذه الساعة إلى أبد الآبدين، في كل ساعة ونفس ولحظة دائماً بدوام بقاء وجهك يا رب العالمين. اللهم اجعلها صلاة مقبولة لديك، معروضة في كل لحظة أبد الآبدين عليه. اللهم وصل على أنبيائك ورسلك وملائكتك أجمعين، وعلى عبادك الصالحين، واجعلنا منهم يا رب العالمين. وعلى والدينا ومشايخنا، وإخواننا برحمتك يا أرحم الراحمين، آمين، آمين. وكاتبه الفقير المسكين، المعترف بالتقصير، الراجي عفو ربه اللطيف الخبير، نسأله الموت على الإسلام: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الخالق العقيلي، الهاشمي نسباً، البهنسي بلداً، الشافعي

رابعا- نسخة الشنواني، وقد رمزنا لها بالحرف (ش)

مذهباً، حامداً ومصلياً على النبي المصطفى صلى الله عليه وشرف وكرم إلى يوم الدين". وعلى ورقة الغلاف الأولى اسم الكتاب، ونسبه إلى صاحبه الهيثمي يلي ذلك ما نصه: "وقف الملا عثمان بن محمود الكردي على أرحامه وطلبة العلم من المسلمين". وفي أقصى الزاوية اليسرى ما نصه: "دخل لملك الفقير حسين العلوي بالابتياع من المنولله 3". ويشتمل هذا الجزء على نصف كتاب المناقب الثاني تقريباً، وعلى كتاب الأذكار، وكتاب الأدعية، وكتاب التوبة، وكتاب الزهد، وكتاب البعث، وكتاب صفة النار، وكتاب صفة الجنة. رابعاً- نسخة الشنواني، وقد رمزنا لها بالحرف (ش) الجزء الأول من نسخةٍ على ورقة غلافها: "وقف المرحوم الشيخ أبي بكر الشنواني لله تعالى على أقارب الواقف ثم من بعد عليَّ". ويتألف هذا الجزء من (297) ورقة، على كل ورقة صفحتان، وفي كل صفحة (25) سطراً، ويتراوح عدد الكلمات في السطر ما بين (11) كلمة إلى (16) كلمة. خطها نسخي جيد، وأسماء الكتب، والأبواب، وبدايات الأحاديث مكتوبة بالحمرة. ويبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر، الحمد لله جامع الشتات ومحيي الأموات .. ". وينتهي في وسط الورقة (297/ أ) بقوله: "تم الجزء الأول من مجمع الزوائد، ويليه كتاب الجنائز في الجزء الثاني. وكان الفراغ منه في ليلة يُسفر صباحها عن نهار الثلاثاء عاشر جمادى

تاريخ النسخ

الأولى من شهور سنة وإحد وستين وثمان مئة. أحسن الله عاقبتها عنده، كتب على يد الفقير يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن بكير الخليلي ولمن كتبه ولوالديه بمنه وكرمه. والحمد لله وحده، وصلّى الله على محمد وآله وسلم. وحسبنا الله ونعم الوكيل". ويشتمل هذا الجزء على كتاب الإيمان، وكتاب العلم، كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة. تاريخ النسخ: تقدم أنه كان الفراغ من كتابته في ليلة يسفر صباحها عن يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الأولى سنة (861) هـ وذلك بعد وفاة المؤلف بحوالي أربعة وخمسين عاماً، وهي نسخة جيدة قديمة قريبة العهد من مؤلفها. وأما ناسخها يوسف بن إبراهيم، فإنني ما وقعت له على ترجمة، ولكن رحم الله من قال: تِلْكَ آثَارُنَا تَدُلُّ عَلَيْنَا ... فَانْظُرْ بَعْدَنَا إلَى الآثَارِ فإن ما خلفه يدل على تمكن من الكتابة، وعلى تيقظ ووعي وعلم، غفر الله لنا وله، وأحسن إلينا وإليه. خامساً- نسخ المدينة المنورة لقد أرسلت إلى الأديب الباحث، والأخ الوفي، الأستاذ محمد شراب أن يبحث لي عن نسخة علمت أنها بالمدينة المنورة، وبعد أن بذل من الجهد والوقت ما لا يعلمه إلاَّ الله، أرسل إليّ نسختين وقف كتبخانة مدرسة المحمودية قام بتصويرهما لنا عمادة شؤون المكتبات الموقرة بالجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة، فجزاه الله ومن كان له عوناً ومن قدّم ولو قليلاً من الجهد كل خير، وأحسن إليهم، وجعلني وإياهم من المتقين.

النسخة الأولى

النسخة الأولى: وتتألف من خمسة مجلدات أصف كل واحد منها بالتفصيل: أ- المجلد الأول: يتألف هذا المجلد من (234) لوحة، تتألف كل لوحة من صفحتين، يتراوح عدد الأسطر في الصفحة ما بين (30) إلى (33) سطرًا، ويتراوح عدد الكلمات ما بين (12) إلى (22) كلمة في كل سطر. وقد كتب بخط نسخ جميل مقروء غير مشكول. وكتبت فيه أسماء الكتب، والأبواب، وأوائل الأحاديث بالحمرة، وعلى هامشها بعض تعليقات واستدراكات، وإشارات إلى نسخ أخرى مما يدل على مقابلتها على غيرها، وعلى أنها مقروءة من قبل عالم في بابها، لأن عليها بعض التعليقات مثل ما جاء على اللوحة (157). وعلى اللوحة (90/ أ) من الجزء الثالث حيث أثبت نصاً إجراء المقابلة على نسخة أخرى. يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين، الحمد لله جامع الشتات ومحيي الأموات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... ". وينتهي بنهاية باب: العشارين والعرفاء وأصحاب المكس، بقوله: "ويتلوه باب الصدقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولآله ومواليهم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. آمين". وقف كتبخانة مدرسة محمودية. سجل برقم 456. وفي أعلى هامش (2/ أ) وقفية نصها: "وقفت لله تعالى هذا المجلد وجعلت النظر فيه لنفسي مدة حياتي، ثم للأرشد من ذريتي إن كان لي عقب، وإلا فللأرشد من ذرية جدي شيخ الإسلام محمد مراد بن الحافظ

يعقوب بن محمد الأنصاري ذكراً كان أو أنثى، ينتفع بنظره الخاص والعام. كتبه واقفه محمد عابد بن الشيخ أحمد علي بن محمد مراد غفر الله له ذنوبه وذنوب أسلافه ومشايخه. في ذي القعدة سنة (1249). وقف كتبخانة محمودية". وعلى ورقة الغلاف الأولى ما نصه: "من كتب الحديث. الحمد لله المنعم. هذا الكتاب الجليل بتمامه وكماله مِمَّا مَنَّ الله تعالى على عبده الحقير محمد عابد بن المرحوم أحمد علي السندي، في مدينة صنعاء المحمية في جمادى الآخر سنة (1217) هـ". وعلى اللوحة (1/ أ) ما نصه: الجزء الأول من كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد". ثم ذكر الكتب التي اشتمل عليها هذا الجزء، وأسماء أصحاب المسانيد المذكورة في هذا الكتاب، والتي استخرج الهيثمي الزوائد منها. وعليها أيضاً التمليكات التالية: في أعلى الزاوية اليسرى: "صار إلى الفقير إلى الله تعالى الحسن ... عفا الله عنه، بتاريخ ست جمادى الآخرة سنة (1081) هـ". وأزعم أن هذا التاريخ خطأ لأن الناسخ انتهى من نسخ الجزء الأخير منها في العشر الوسطى من رجب من شهور سنة (1160) هـ كما هو مثبت في نهاية الجزء الخامس. والله أعلم. وتحت ما تقدم ما نصه: "من كتب الفقير إلى الله عبد العزيز بن محمد النعمان الصمدي. لطف الله به. ذي الحجة سنة (1045) هـ". وهذا التاريخ أيضاً أزعم أنه خطأ بناءً على ما تقدم، والله أعلم.

وتحت ما تقدم أيضاً ما نصه: "من مواهب الله الجليلة لعبده المفتقر إلى عفوه ورضاه، وغفرانه محمد بن إسحاق ... لطف الله به وعامله ببره وإحسانه. آمين". وأسفل منها إلى اليمين ما نصه: "الحمد لله، صار من كتب عبد الله بن محيي الدين العراسي، لاطفه الله بلطفه الخفي بحق محمد وآله. بالسرا في شهر شوال سنة (1168) هـ". وإلى اليسار من هذه عرضاً ما نصه: "ثم إلى ملك الفقير إلى الغني أحمد بن محمد قاطن عفا الله عنهما وغفر لهما. آمين آمين". وعكس الكتابة الأولى نجد في الزاوية اليسرى إلى الأسفل ما نصه: "الحمد لله، ثم من كتب أفقر العباد إلى مولاه الغني عن مَنْ سواه محمد بن صالح السماوي. غفر الله له ولوالديه ومشايخه في الدين. آمين ... ذي الحجة سنة (1210) هـ. وأسفل هذه العبارة بعكس الأصل ما نصه: "الحمد لله، قد انتقل هذا الجزء وسائر إخوته من ملكي إلى ملك الحاج محمد عابد بن أحمد علي السندي، بالهبة الصحيحة في شهر جمادى الآخرة سنة (1217) هـ. محمد بن صالح السماوي". وعليها أيضاً خاتم كتبخانة مدرسة محمودية، المدينة المنورة. ومما تقدم يتبين لنا مكان وجود النسخة، وحركتها، وزمن هذه الحركة حتى استقرت في أوقاف المحمودية. الجزء الثاني: ويتألف من (234) لوحة. وعلى كل لوحة صفحتان تحتوي كل صفحة منهما على سبعة وعشرين سطراً. ويتراوح عدد الكلمات في الأسطر ما بين (11) إلى (16) كلمة مكتوبة بخط نسخ جميل مقروء، وأسماء الكتب، والأبواب، وأوائل الأحاديث بحرف أكبر من العادي مما

يجعل الناظر فيه يقع على ما يريد من غير جهد. وعلى اللوحة (1/ أ) نص الوقفية التي كتبنا نصها في الجزء الأول ثم عنوان الجزء، وأسماء الكتب التي اشتمل عليها، والتمليكات التي نقلنا نصها في وصفنا الجزء الأول. يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. باب: الصدقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولآله ولمواليهم ... ". وينتهي بنهاية باب: ضرب النساء بقوله: "تم الجزء الخامس -كذا- بحمد الله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. تمّ تحريره في شهر جمادى الآخرة سنة (1154) هـ. يتلوه كتاب الطلاق". الجزء الثالث: يتألف هذا الجزء من قسمين: أ- القسم الأول: ويقع في (92) لوحة. على الأولى منها اسم الكتاب: "الثالث من مجمع الزوائد للهيثمي" هكذا، ونص الوقفية والتمليكات السابقة، وأسماء الكتب التي اشتمل عليها هذا الجزء. يبدأ هذا القسم بقوله: "كتاب الطلاق. باب: لا تسأل المرأة طلاق أختها ... ". وينتهي بنهاية باب: هدايا الأمراء، بقوله: "تم الجزء الثاني -هكذا- من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ الزاهد نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي رحمه الله تعالى وشكر سعيه، آمين. وافق الفراغ من تمام تحصيله يوم الثلاثاء قبيل الظهر. لعله خامس وعشرين شهر الحجة الحرام، سنة أربعة وسبعين ومئة وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم وأكمل البركات والتكريم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطَّاهرين من يومنا هذا إلى يوم الدين. آمين اللهم آمين. ويتلوه الجزء الثالث -هكذا- كتاب الجهاد إن شاء الله تعالى. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". وعلى هامش (92/ أ) الأيسر ما نصه: "بلغ مقابلة على نسخة غالبها الصحة، حسب الطاقة، والحمد لله، أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً. بتاريخ شهر الحجة سنة (1184) هـ. كتبه عبد الله بن محيي الدين لطف الله به وأحسن خاتمته بسرِّ لا إله إلا الله، محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". القسم الثاني: ويقع هذا القسم في (120) لوحة. وتتألف اللوحة من صفحتين في كل صفحة عدد من الأسطر يتراوح ما بين (29) إلى (35) سطراً، وعدد الكلمات في أسطره يتراوح ما بين (11) كلمة، إلى (18) كلمة. يبدأ هذا القسم بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر وأعن يا كريم. كتاب الجهاد، باب: ما جاء في الهجرة ... ". وينتهي بنهاية باب: فيما هو جبار، بقوله: "تم بحمد الله ومنه، ولله الحمد كثيراً، بكرة وأصيلاً، لعله آخر نهار السبت (25) من صفر سنة (1185) هـ. ويتلوه كتاب التفسير. بعناية سيدي، مولاي المالك، العلامة فخر الدين الشيخ عبد الله بن محيي الدين العراسي حماه الله تعالى، وتولى مكافأته، بحق محمد وآله. بخط الفقير إلى الله الراجي عفوه ومغفرته الفقير أحمد بن محمد بن أحمد طماح ... لكاتبه ولمؤلفه ولمن هو بعنايته، ولمن قرأ فيه، وللمؤمنين والمؤمنات،

والمسلمين والمسلمات: إنه غفور رحيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه وسلم". وعلى الهامش الأيسر ما نصه: "الحمد لله رب العالمين، بلغ مقابلة على الأم. وهي نسخة ليست بكاملة الصحة، ففيه مواضع يسيرة تحتاج إلى التصحيح على نسخة صحيحة إن شاء الله تعالى. وكان تمام المقابلة يوم السبت لعله (16) شهر ربيع الآخر سنة (1185) هـ، ختمت وما بعدها بخير، وصلى الله على سيد المرسلين، وعلى آله الطيبي، وأصحابه الراشدين، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين. كتبه أفقر عباد الله إلى رحمة الله عبد الله بن محيي الدين العراسي، لطف الله به، وأحسن خاتمته، آمين، آمين". الجزء الرابع: يقع هذا الجزء في (401) لوحة، على كل لوحة صفحتان تتراوح عدد الأسطر في الصفحات ما بين (27) سطراً إلى (34) سطراً. كما يتراوح عدد الكلمات في هذه الأسطر ما بين (14) كلمة إلى (18) كلمة في السطر. كتبت بخط نسخ جميل مقروء. على اللوحة الأولى اسم الكتاب: "المجلد الرابع من مجمع الزوائد للحافظ نور الدين الهيثمي". وفوق هذه التسمية، في أعلى الصفحة "من كتب علم الحديث". يبدأ هذا الجزء بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين إلى يوم الدين. كتاب التفسير، باب: كيف تفسير القرآن ... ". وينتهي بنهاية باب: ما جاء في أبي أيوب الأنصاري، بقوله: "آخر الجزء المبارك من مجمع الزوائد. يتلوه في الجزء بعده باب: ما جاء في أبي

الدحداح، فلله الحمد أولاً وآخراً. وظاهراً وباطناً على كل حال. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم". الجزء الخامس: يتألف هذا الجزء من (320) لوحة، على كل لوحة صفحتان أيضاً، وعدد الأسطر مختلف فهي صفحاتها. فهو يتراوح بين (26) سطراً إلى (34) سطراً، ويتراوح عدد الكلمات في الأسطر ما بين (7) كلمات إلى (14) كلمة في السطر الواحد. على ورقة الغلاف الأولى ما نصه: "الخامس من مجمع الزوائد. ويليه مختصر المتعقبات للحافظ جلال الدين السيوطي في الأحاديث التي حكم ابن الجوزي عليها بالوضع، وبعضها ليس بموضوع". وإلى الجانب الأيسر مما تقدم ما نصه: "الحمد لله. هذا السفر الجليل مما تفضل به الملك الوكيل على عبده الحقير محمد عابد بن المرحوم أحمد علي السندي في جمادى الآخرة سنة (1217) هـ في مدينة صنعاء المحمية". يبدأ هذا الجزء بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم. باب: ما جاء في أبي الدحداح ... ". وعلى اللوحة (56/ ب) ما نصه: "من مجمع الزوائد للهيثمي. وقف كتبخانة مدرسة محمودية" وإلى الأسفل والأيسر مما تقدم ما نصه: "الحمد لله، مما استكتبه لنفسه أفقر عباد الله، وأحوجهم إليه عبد الله بن محيي الدين العراسي، لاطفه الله بلطفه الخفي، وأحسن خاتمته بحق محمد وآله - صلى الله عليه وسلم - نهاية ربيع الأول سنة (1174) هـ. الحمد لله. ثم من فضل الله على عبده الفقير إليه محمد بن صالح السماوي، غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين. ثم من منن الله على عبده المفتقر إليه محمد بن عابد بن أحمد علي

النسخة الثانية

السندي هبة من المالك المذكور والحاج محمد بن صالح السماوي، حماه ربه، آمين". يلي ذلك على اللوحة التالية (57/ أ) قوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، باب: ما جاء في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصهاره ... ". وينتهي بنهاية باب: كفارة المجلس، بقوله: "تم كتاب مجمع الزوائد بمن الله وكرمه وإعانته، والحمد لله الذي بنعمته وفضله تتم الصالحات، وكان تمامه نهار الأحد في العشر الوسطى من شهر رجب الأصم من شهور سنة ستين ومئة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبي وكفى. بعناية سيدي ومولاي الوالد المالك، العالم العلامة، عز الإسلام والدين محمد بن إسماعيل الأمير حفظه الله، ونفع به، وبلغه من خير الدارين أمله بحق محمد وآله. بخط أفقر العباد وأحوجهم إلى عفوه وغفرانه الحسين بن إبراهيم بن يحيى بن القاسم بن المؤيد بالله محمد بن القاسم المنصور بالله، وفقه الله، وغفر له، وسامحه ووالدينا وجميع المؤمنين والمؤمنات. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً". وفي مقدمة كل جزء من الأجزاء التي تقدم وضعها فهرس تفصيلي للكتب والأبواب يسهل العودة إلى الموضوع الذي يريده الباحث من هذا الجزء أو ذاك، جزى الله كل من له إسهام بنشر العلم، وتيسير وصوله إلى الناس، ووصول الناس إليه، كل خير ووفقه لما يحب ربنا ويرضى. النسخة الثانية: تتألف هذه النسخة من (315) لوحة، على كل لوحة صفحتان، يتراوح عدد الأسطر ما بين (62) إلى (72) سطراً في الصفحة، كما يتراوح عدد

الكلمات ما بين (16) إلى (27) كلمة في السطر. وقد كتبت بخط نسخ دقيق جداً متعبة قراءته، وعلى هوامشها بعض تعليقات واستدراكات. وعلى اللوحة (1/ ب) -وهي صفحة الغلاف- اسم الكتاب، وبعده: "أبو مروان محمد عابد السندي: إني أروي هذا الكتاب عن الشيخ العلامة المحدث صالح بن محمد الغلابي، وهو عن شيخه محمد بن سنه، عن مولاي الشريف محمد بن عبد الله، عن محمد بن أركماس الحنفي، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن مؤلفه رحمه الله". وهذا دليل على صحة نسب الكتاب إلى صاحبه ومؤلفه، لمن يرغب في هذا النوع من البحث. وفي أعلى الزاوية اليسرى ما نصه: "هذا مما تفضل به الملك المعيد المبدي على عبده الحقير محمد عابد بن أحمد علي السندي، عافاه ربه ولاطفه ورضي عنه وعن والديه آمين سنة (1228) هـ. شرعنا في مقابلة هذا الكتاب الجليل يوم الأربعاء (27) ربيع الآخر سنة (1228) هـ والله أسأله التوفيق والإعانة. آمين". وهذا دليل على أن هذه النسخة مقابلة على غيرها، إضافة إلى ما على بعض هوامشها من الاستدراكات والتعليقات. وفوق تسمية الكتاب، في أعلى الصفحة ما نصه: "وقفت لله تعالى هذا الكتاب، وجعلت النظر فيه لنفسي مدة حياتي، ثم للأرشد فالأرشد من ذريتي ذكراً كان أو أنثى إن كان لي عقب. وإلّا فللأرشد من ذرية جدي شيخ الإسلام محمد مراد الأنصاري ذكراً كان أو أنثى. ينتفع بنظره الخاص والعام. حرره واقفه محمد عابد بن الشيخ أحمد علي الأنصاري في ذي القعدة

سنة (1249) هـ". وتحت تسمية الكتاب، وعلى الهامش الأيمن تعليقات دونها الشيخ محمد عابد وأخوه في الله عبد الله بن عقيل بن عمر لا صلة لها بموضوع كتابنا. وفي أسفل الصفحة كتب بشكل معترض ما نصه: "اعلم أن مؤلف هذا الكتاب اعتنى بما زاد من الأحاديث الموجودة في مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل. ومسند الحافظ أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، ومسند الحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، والمعاجيم الثلاثة: الصغير، والكبير والأوسط للحافظ أبي القاسم سليمان بن أيوب بن أحمد الطبراني. ولم يجد شيئاً من أحاديث الكتب المذكورة في الأمهات الستة، أو وجد فيها ذلك الحديث وإن كان لفظ زائد لم يذكره أهل الستة، وإنما كان في هذه الكتب، أو كان ذلك الحديث عند أهل الستة من طريقين أو أكثر، ووجد في هذه الكتب من طريق آخر غيرها رووا عنهم الستة. فجمع ما كان على مثل هذه الصفة في مؤلفه هذا وسماه: (مجمع الزوائد) بناء على أنها أحاديث زائدة على الأمهات الستة، وهذا ما علمته بالاستقراء من عباراته (¬1). وإلا فلم ... في خطبته من هذا شيئاً. ولم أجد أحداً تعرض لذكر مقصده في تأليفه لهذا الكتاب. وكذلك لم أجد أحداً ترجمه. إلا أن المقرر من أمره على ما يفهم من ديباجة هذا الكتاب أنه كان تلميذ الشيخ الحافظ الحجة زين الدين العراقي. وقد أخذ الحافظ ابن حجر ¬

_ (¬1) نقول: لكن الهيثمي رحمه الله تحدث عن منهجه في ديباجة كتبه كما جاء في مقدمة "مجمع البحرين" وفي مقدمة "كشف الأستار"، وأما الترجمة فقد ترجم له تلميذه النجيب إمام عصره الحافظ ابن حجر في أكثر من كتاب، وانظر ما تقدم.

العسقلاني عن مؤلف هذا الكتاب، وقد نقل عنه شيئاً في التصحيح والتضعيف في (فتح الباري). وعدَّ ابن ماجه من الأمهات، فلذلك يقول غالباً: قلت: أخرجه ابن ماجه، وهو مذهب بعض المحدثين. وأما ابن الأثير وجماعة، فإنهم يعدون موطأ مالك من الأمهات بدلاً من سنن ابن ماجة. هذا خلاصة ما علمت من شأن هذا التأليف، وهو كتاب عظيم، جليل القدر، كبير الشأن، لم أر أحداً سبقه إلى هذا المنهج الجلي، رضي الله عنه رضاءً لا سخط بعده. وله أيضاً زوائد ابن حبان، ولكن ذكر فيها إسناد كل حديث فافهم، والله أعلم. كتبه محمد بن عابد السندي ... ". وعلى الهامش الأيمن خاتم كتبخانة مدرسة محمودية، وتطالعنا عبارة "وقف كتبخانة مدرسة محمودية" في أكثر من مكان. يبدأ الجزء الأول بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين. الحمد لله جامع الشتات، ومحيي الأموات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... ". وينتهي بنهاية باب: في السحاب وعلامة المطر. نهاية الصفحة (53/ أ). وعلى الهامش الأيمن ما نصه: "بلغ مقابلة". وليس هناك أية إشارة تدل على انتهاء الجزء الأول وبداية الجزء الثاني سوى صفحة فارغة، وفي أسفل الزاوية اليمنى كتب ما نصه: "باب: في ركعتي الفجر" لتدل على أن الصفحة التالية تبدأ بهذه العبارة. ويشتمل هذا الجزء على كتاب الإيمان، وكتاب العلم، وكتاب الطهارة، وكتاب الصلاة ما عدا الجزء الأخير منه.

ويبدأ الجزء الثاني بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، باب: في ركعتي الفجر ... ". وينتهي بنهاية باب: الأمير في السفر. بقوله: "تم الجزء الثاني من مجمع الزوائد، ولله الحمد". ويشتمل هذا الجزء على الجزء الأخير من كتاب الصلاة، وعلى كتاب الجنائز، وعلى كتاب الزكاة، وعلى كتاب الصيام، وعلى كتاب الحج، وكتاب الأضاحي، وكتاب الصيد، وكتاب البيوع، وكتاب الأيمان والنذور، وكتاب الأحكام، وكتاب الوصايا، وكتاب الفرائض، وكتاب العتق، وكتاب النكاح، وكتاب الطلاق، وكتاب الأطعمة، وكتاب الأشربة، وكتاب الطب، وكتاب اللباس، وكتاب الخلافة. ويبدأ الجزء الثالث بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الجهاد. باب: ما جاء في الهجرة ... " ويستمر هذا الجزء حتى (373/ أ) حيث انتهى بنهاية باب: ما جاء في أبي الدحداح". ولم أعثر على فاصل بين الجزء الثالث، والجزء الذي يليه. ويشتمل هذا القسم على كتاب الجهاد ص (136/ ب)، وعلى كتاب قتال أهل البغي ص (168/ أ)، وعلى كتاب الحدود والديات ص (174/ أ)، وكتاب التفسير ص (175/ ب)، وكتاب التعبير ص (195/ أ) وفي بدايته بياض. وقد كتب على الهامش الأيمن ما نصّه: "قال: في الأم الذي نسخ منها هذا ساقط قدر صفحة من الأصل، وقد بقي هذا كما هو في الأم. ثم يأتي كتاب القدر ص (196/ ب)، فكتاب الفتن ص (199/ ب)، وكتاب الأدب ص (214/ ب)، وكتاب البر والصلة ص (225/ أ)، وكتاب فيه ذكر الأنبياء ص (232/ أ)، وكتاب علامات النبوة ص (233/ أ)، فكتاب المناقب ص (245/ ب).

والظاهر مما تقدم أن هذا القسم يحتوي على جزأين من الأصل الذي نسخت عنه هذه النسخة، وغالب الظن أن الجزء الثالث ينتهي بنهاية كتاب الديات، وأن الجزء الرابع يبدأ ببداية كتاب التفسير، والله أعلم. وأما الجزء الأخير فيبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. باب: ما جاء في أبي الدحداح ... ". وينتهي بنهاية باب: كفارة المجلس بقوله: "كمل وتم بحمد الله وكرمه (كتابُ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) على يد أفقر العباد وأحوجهم إلى المليك الجواد أحمد بن القاضي سليمان بن محمد بن الخليل بن أحمد الكازروني أصلاً، الحسائي شهرة، الطائفي مولداً، المكي منشأً ووطناً. لطف الله به، وغفر له ولوالديه ومستكتبه، وكافة المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات والمروي عليهم بالمغفرة. وكان الفراغ من كتابته يوم الاثنين تاسع عشر شهر شعبان المعظم، سنة تسع وعشرين وإحدى عشرة مئة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، وعلى آله وصحبه أجمعين دائماً أبداً إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. تمّ الكتاب بمن العزيز الوهاب بقلم الفقير الحقير ... محمد بن الحسين بن محمد الأخفش بقباء، المهدوي نسباً. بعناية الشيخ العلامة الفاضل محمد عابد السندي، بلّغه الله مراده، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الراشدين. آمين آمين، آمين". ومما تقدم يتضح لنا أن النسختين وقفهما الشيخ محمد عابد السندي جزاه الله خيراً، وأنهما متأخرتا النسخ، ولذلك فإنني لم ألتزم المطابقة لهما

سادسا: نسخة الهند

مع الأصول المعتمدة القديمة إلا إذا دعت الضرورة لذلك. والله أسأل أن يسدد خطانا، وأن يوفق مسعانا، وأن ييسر لنا كل عسير، إنه على ما يشاء قدير. سادساً: نسخة الهند النسخة الهندية: وتتألف من ستة مجلدات. مسطرتها 16 × 22 سم، عدد الأسطر في الصفحة يتراوح ما بين (13) سطراً إلى (16) سطراً. وعدد الكلمات في كل سطر يتراوح بين (10) كلمات إلى (15) كلمة، وخطها خط نسخ مقروء. ورمزنا لها بـ (س). كتبها محب الفقراء محمد عبد الفتاح وكان تمام نسخها "نهار الخميس في العشر الأخير من شهر اثنين وعشرين جمادى الأولى من شهور خمسة وعشرين وثلاث مئة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم". المجلد الأول: يتألف من (977) صفحة، يبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله جامع الشتات ومحيي الأموات ... ". وينتهي بنهاية باب: سجود الشكر. وعلى هذا يكون بداية المجلد الثاني أول كتاب الجنائز. المجلد الثاني: يتألف من (1128) صفحة، يبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الجنائز ... ". وينتهي بنهاية باب: في المدبر. بقوله: "تم الجزء الثاني من كتاب مجمع الزوائد ويليه كتاب النكاح أول الثالث ... ". المجلد الثالث: ويتألف هذا الجزء من (1452) صفحة. يبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب النكاح ... ".

وينتهي بنهاية باب ما هو جبار بقوله: "تم بحمد الله ومنه فله الحمد بكرة وأصيلاً. ويتلوه كتاب التفسير". وتحت ذلك إلى اليسار ما نصه: "قوبل بحسب الإمكان على نسختين، ولكن لم يسلما من التحريف، ولم يوجد سواهما ... الغالب الصحة، وذلك في شهر ... سنة 1324 هـ". المجلد الرابع: يتألف من (917) صفحة. يبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين إلى يوم الدين. كتاب التفسير، باب: كيف تفسير القرآن ... ". وينتهي بنهاية باب: في الأيتام والأرامل، والمساكين من كتاب البر والصلة. المجلد الخامس: يتألف من (819) صفحة: يبدأ بقوله: "باب: ما جاء في الخادم". وينتهي بنهاية باب: ما جاء في أبي أيوب الأنصاري بقوله: "تم الجزء الخامس من مجمع الزوائد، ويتلوه الجزء السادس. أوله باب: ما جاء في أبي الدحداح". المجلد السادس: يتألف هذا الجزء من (912) صفحة. ويبدأ بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم. باب: ما جاء في أبي الدحداح ... ". وينتهي بنهاية باب: كفارة المجلس بقوله: "تم كتاب مجمع الزوائد بمن الله وكرمه وإعانته، والحمد لله الذي بنعمته وفضله تتم الصالحات. وكان تمامه نهار الخميس في العشر الأخير من شهر -اثنتين وعشرين- جمادى الأولى، من شهور سنة خمسة -كذا- وعشرين وثلاث مئة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم. ولا حول ولا قوة إلا

سابعا: الجزء السادس

بالله العلي العظيم، وهو حسبي وكفى". وقد زودنا بكل ما لزمنا عن هذه النسخة الأخ في الله الشيخ الفاضل محمد قاسم سومرو، مدير المكتبة القاسمية بالسند بباكستان شكر الله له، وأجزل ثوابه وأحسن إلينا وإليه. ومتعنا وإياه بالقوة حتى يكون إسهامنا أكثر في خدمة سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إنه خير مسؤول وأسرع من يجيب. وقد أهملنا مطابقتها مع غيرها من النسخ لتأخر تاريخ نسخها بالنسبة للنسخ التي تقدم وصفها والحديث عنها. سابعاً: الجزء السادس من نسخة موجودة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض محفوظ فيها برقم (5509) وقد تفضل بتقديمه -ميكروفيلماً- لنا خادم السنة المطهرة الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، جزاه الله خيراً، وأجزل ثواب من يسر له الوصول إليه إنه سميع مجيب. ورمزنا له برمز (ر). يبدأ هذا الجزء بـ (باب: فضل جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهما) من كتاب المناقب، وينتهي بنهاية (باب: كفارة المجلس) بقوله: "آخر الكتاب في مستهل ذي الحجة سنة ستين وسبع مئة، والحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم". وفيما مضى، وما يأتي أدلة على صحة نسب هذا الكتاب إلى الحافظ الهيثمي، وأما نحن فإننا لا نرى حاجة في بذل الجهد في ذلك إلا في حالات نادرة وقد وضحنا وجهة نظرنا في مقدمة معجم شيوخ أبي يعلى. وإذا أحب أحد أن يقول إن دراسة ذلك وإثبات نسب الكتاب إلى صاحبه زيادة في الثقة، نقول. لا يحاول المرء التأكيد على شيء إلاَّ إذا شعر بإنكار آخرين له أو شكهم فيه، والله أعلم.

عملنا في هذا الكتاب

عملنا في هذا الكتاب 1 - لقد جعلت النسخة المحفوظة في دار الكتب المصرية برقم (469) حديث أماً لهذا العمل، وذلك لأنها النسخة المقابلة على نسخة المؤلف والمقروءة عليه من قبل ثلاثة من تلامذته أخدهم الحافظ ابن حجر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، ولأن "أفضل المعارضة أن يعارض الطالب بنفسه كتابه بكتاب الشيخ مع الشيخ في حال تحديثه إياه من كتابه لما يجمع ذلك من وجوه الاحتياط والاتقان من الجانبين" (¬1). وقمت بمقابلة بقية النسخ عليها، وأثبت الفروق أو السقط في الحواشي بينها وبين النسخ الأخرى. قال الأخفش: "إذا نسخ الكتاب ولم يعارض خرج أعجمياً" (¬2). وانظر باب: عرض الكتاب بعد إملائه الآتي برقم (43) في "كتاب: العلم". 2 - وقد اعتبرنا المطبوع بمثابة نسخة ولكنا لم نشر إلى تحريف فيه أو تصحيف أو سقط لأن ذلك عندنا إثقال للحواشي بما لا يمنع ولا يفيد، واكتفينا بالدعاء إلى ناشره بأن يُجْزِل الله له المثوبة، فقد بذل من الجهد ما يستحق من أجله التقدير، فطيب الله ثراه وأكرم مثواه. 3 - رقمت الأبواب في الكتاب، كما رقمت الأحاديث وفصلتها، وجعلت بداية الحديث في أول السطر، وميزت كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحرف الأسود بين قوسين ... ". وشكلت الحديث بكامله شكلاً تاماً إسهاماً في محاربة اللحن وتفشي الخطأ وسريانه على الألسنة، وذلك لأن إعجام ¬

_ (¬1) مقدمة ابن الصلاح ص (92) والإلماع ص (159). (¬2) المصدر السابق. وتدريب الراوي 2/ 77.

المكتوب يمنع من استعجامه. وشكله يمنع من إشكاله. وقد تمسك قوم بقول القائل: "إنما يُشْكَلُ مَا يُشْكَلُ، بينما ذهب آخرون إلى أنه "ينبغي أن يُشْكَلَ مَا يُشْكِلُ وما لا يُشْكِلُ" وحجة الآخرين أن المبتدئ غير المتبحر في العلم لا يميز بين ما يشكل مما لا يشكل ولا صواب الإعراب من خطئه. وهذا المذهب هو الذي التزمناه لتفشي الجهل وانتشار اللحن، وشيوع العامية في أصقاع البلاد الإسلامية (¬1). 4 - عرفنا بإيجاز شديد بما رأينا أن التعريف به ضروري، وقد أحجمنا أيضاً عن إثقال الحواشي بتعريف كل علم يمر بنا وبخاصة إذا كان من رجال الكتب الستة أو أحدها، لاعتقادنا أن من يعيش بين أمثال هذا الكتاب لا يصعب عليه معرفة من يود معرفته، وليس هو بحاجة إلى ما هو في متناول يده. 5 - ضبطنا الأعلام. والأنساب، والأمكنة بالرجوع إلى المصادر التي اهتمت بهذه الأمور لأن هذه أمور لا يمكن الاستدلال على صحتها بما قبلها وما بعدها. قال أبو إسحاق النَّجيرمي: "أولى الأشياء بالضبط أسماء الناس، لأنه لا يدخله قياس، ولا قبله ولا بعده شيء يدل عليه". 6 - قمنا بتصحيح الأخطاء في مكانها، لأن تصحيح الخطأ البين، واللحن، والتصحيف واجب تقتضيه خدمة الكتاب، فقد أورد الخطيب في "الكفاية" ص (248) بإسناده إلى الأوزاعي أنه قال: "لا بأس بإصلاح الخطأ، واللحن، والتحريف في الحديث". وقال الخطيب أيضاً في "الكفاية" ص (198): "وهذا إجماع منهم أن إصلاح اللحن جائز". ¬

_ (¬1) انظر مقدمة ابن الصلاح ص (89) والإلماع ص (150، 157).

وأورد الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (524) برقم (662) عن الشعبي قوله: "لا بأس أن يقوَّم اللحن في الحديث". وأورد ياقوت الحموي في "معجم البلدان" 5/ 282 عن النسائي وقد سئل عن اللحن في الحديث فقال: "إن كان شيء تقوله العرب -وإن كان لغة غير قريش- فلا تغير، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكلم الناس بكلامهم. وإن كان مما لا يوجد في لغة العرب، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يلحن". وانظر مقدمة ابن الصلاح ص (107 - 111)، والإلماع ص (125)، وتدريب الراوي 2/ 105 - 110. 7 - لم نكرر الإشارة إلى وجود أو حذف "رضي الله عنه" بعد ذكر الصحابي في الإشارة إلى الفروق بين النسخ، وكذلك الحال في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو وضع "النبي" مكان "رسول الله" وبالعكس أيضاً. 9 - دللت على مصادر الحديث التي أعانني الله تعالى في الدلالة عليها، ودرست إسناد الحديث وفق القواعد والأسس التي اتفق عليها جمهور علماء الحديث الشريف. 10 - لم ندل على مصادر ما نقله الهيثمي عن كتب الجرح والتعديل، لأن دراستنا للإسناد والحكم عليه تتضمن ذلك. 11 - رأيت أن الحافظ الهيثمي -رحمه الله- قد قام بوقته بما هو مطلوب وزيادة بالنسبة لما هو متوفر لديه من إمكانيات، وبالنسبة لحالة العصر عامة، لذلك فإنني لا أشير إلى عدم دلالته إلى مصدر فاته أن ينسب الحديث إليه، وإنما أكتفي بما أعانني الله تعالى عليه، لأن هذه الإشارة برأينا غير مفيدة، وقد تعكر صفو الوثوق بما قام به عند بعض من الناس. فقد بذل -جزاه الله كل خير- كل ما يستطيع من الجهد والوقت حتى صنف ما صنف ليوفر الجهد على الباحث وييسر له سبل الوصول إلى ما يريد.

12 - شرحت بعض الكلمات، وأحلت بعضها على ما تقدم مني شرحه في "مسند الموصلي" أو في "موارد الظمآن" في بعض الأحايين. 13 - إن أحاديث الباب يشهد بعضها لبعض، ولذلك ما كنت أكثر من ذكر الشواهد، وإنما فعلت ذلك في بعض الأحايين أيضاً. 14 - قسمت الكتاب إلى أجزاء متقاربة الحجم بغض النظر عن أسماء الكتب، وعن الأبواب التي في كل كتاب. 15 - صنعت فهرساً للموضوعات في آخر كل جزء ييسر العودة إليه، أما الفهارس الفنية العامة فتمد أخرتها إلى الانتهاء من إخراج هذا السفر الجليل. 16 - وأما دراسة منهج الهيثمي ومدى التزامه به، تلك الدراسة التي أحب لها أن يكون منطلقها الإحصاء الدقيق لما ورد عنه في هذا الكتاب، ولن يتسنى لنا ذلك قبل الانتهاء من تحقيقه كاملاً وآنذاك إن شاء الله سنقوم بهذه الدراسة، وسنبين قيمة الكتاب جملة موضحين ما فيه مما يجب العمل به، وما فيه من الأحاديث الضعيفة، والموضوعة وبذلك نضع يدنا على القيمة الحقيقية لهذا الكتاب. يسر الله لنا ذلك، وسدد خطانا، ووفق مسعانا، وجعل خدمتنا لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - خالصة لوجهه، وادخر لنا مثوبتها ليوم لقائه {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.

كلمة شكر وتقدير

كلمة شكر وتقدير إلهي لك الحمد الذي يليق بجلال وجهك وعظمة كبريائك، والشكر الذي يرضيك، فإنه لو كان لي بكل شعرة من جسمي مئة لسان تسبحك بالليل والنهار لما قامت بحق نعمة واحدة من نعمك التي لا تعد ولا تحصى. اللهم لك الحمد والشكر على سابق نعمك، ولك الحمد والشكر أيضاً أملاً بمزيد فضلك فأنت أطمعتنا إذ قلت {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}. وأنت الذي أخبرتنا بلسان الصادق الأمين أن "مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ الله". ولذلك فإنني أسجل خالص شكري للسيد الفاضل عبد المجيد رمضان الذي أسهم بمال طالما تعب في الحصول عليه من حله إن شاء الله، ولولا تضحيته هذه ومساهمته لما خرج الكتاب الآن بهذا الشكل الذي أرجو أن يسر كل من يطلع عليه. كما أشكر من أعماق قلبي المستشار في سفارة الجمهورية العربية السورية في القاهرة الأستاذ أحمد عليان ابن عمي الذي بذل من الجهد ما أرجو من الله عز وجل أن يجعله في صحيفة حسناته، في سبيل الحصول على نسخ الكتاب التي وصفت. وأشكر الأخ الباحث الأستاذ محمد شراب على ما بذل من أوقات ثمينة في سبيل الحصول على النسختين الموجودتين بالمدينة المنورة واللتين تقدم وصفهما. كما أتوجه بخالص الشكر إلى الأستاذ المكرم أسعد شيره مدير مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة لاهتمامه بطلبنا، وحرصه الشديد على تأمين هاتين المخطوطتين لنا، فأكرم به وبأمثاله من العاملين على تهيئة

الأسباب لخدمة سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. أحسن الله إليه، وأجزل له الثواب. وإنني لأشكر الأخ الأستاذ عبد العزيز رباح صاحب دار المأمون للتراث المشرف على طبع هذا الكتاب وإخراجه بهذا الشكل، وعلى حرصه أن يكون الكتاب زاهياً بجمال إخراجه، ودقة مضمونه. وهناك جنود مجهولون قدموا لي خدمات لا تنسى أثناء المطابقة والتصحيح -تصحيح تجارب الطبع- وفي مقدمة هؤلاء الجند الأستاذ عبده علي كوشك وزوجه اللذان قام كل منهما بقراءة هذا الكتاب القراءة الأخيرة قبل دفعه للطبع. اللهم إني أعترف بأنني عاجز عن مكافأتهم على أفضالهم، اللهم تول عني ذلك، وأجزل ثوابهم، وأحسن إلي وإليهم، واهدنا جميعاً سواء السبيل يا رب العالمين. صباح السبت 24 ذي الحجة 1411 الموافق 6 تموز لعام 1991 أبو سليم حسين سليم أسد الداراني

رواميز نسخ الكتاب الخطية

رواميز نسخ الكتاب الخطية

الورقة الأولى من الجزء الأول من نسخة دار الكتب المصرية: (مص) ورقة الغلاف

الورقة الأولى من نسخة دار الكتب المصرية: (مص)

الورقة الأخيرة من نسخة دار الكتب المصرية: (مص)

ورقة الغلاف الأخيرة من نسخة دار الكتب المصرية: (مص) وعلى الصفحة الثانية منها السماع بخط ابن حجر والإجازة بخط الهيثمي

الورقة الأخيرة من الجزء الرابع من نسخة دار الكتب المصرية ورمزنا لها بـ (مص).

الورقة الأخيرة من الجزء التاسع من نسخة دار الكتب المصرية: (مص).

الورقة الأخيرة من الجزء العاشر من نسخة دار الكتب المصرية: (مص).

الورقة الأولى من الجزء الأول من نسخة محمود حمدي المرموز لها بـ (ح).

ما قبل الأخيرة من الجزء السابع من نسخة محمود حمدي المرموز لها بـ (ح).

الورقة الأخيرة من الجزء السابع من نسخة محمود حمدي المرموز لها بـ (ح).

الورقة الأولى من الجزء الثامن من نسخة محمود حمدي المرموز لها بـ (ح).

الورقة الأخيرة من الجزء التاسع من نسخة محمود حمدي المرموز لها بـ (ح).

الورقة الأولى من الجزء العاشر من نسخة محمود حمدي المرموز لها بـ (ح).

الورقة الأولى للجزء الأول من النسخة الظاهرية المرموز لها بـ (م).

الورقة الأخيرة من الجزء الأول للنسخة الظاهرية (م).

الصفحة الأولى للنسخة الظاهرية المرموز لها بـ (ظ).

الورقة الأخيرة للنسخة الظاهرية: (ظ).

ورقة الغلاف لنسخة أبي بكر الشنواني المرموز لها بـ (ش).

الورقة الأولى لنسخة أبي بكر الشنواني: (ش).

الورقة الأخيرة للنسخة التي وقفها أبو بكر الشنواني وزمزنا لها بالحرف (ش).

ورقة الغلاف الأولى لنسخة المدينة المنورة المرموز لها بـ (د) - الأولى.

الورقة الأولى لنسخة المدينة المنورة: (د) - الأولى.

الورقة الأخيرة لنسخة المدينة المنورة: الأولى: (د).

الورقة الأولى من نسخة المدينة المنورة الثانية المرموز بـ (ي).

الورقة الأخيرة من نسخة المدينة المنورة الثانية: (ي).

الورقة الأولى من الجزء الأول من النسخة السندية المرموز لها بـ (س).

الورقة الأخيرة من الجزء السادس من النسخة السندية المرموز لها بـ (س).

الورقة الأولى من النسخة التي وقفها يوسف كاه بن سليمان والمرموز لها بـ (ك).

الصفحة الأخيرة من النسخة التي وقفها يوسف كاه بن سليمان: (ك)

بسم الله الرحمن الرحيم (*) وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم (¬1) الحمد لله جامع الشَّتات، ومحيي الأموات. وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تكتب الحسنات وتمحو السيّئات وتنجي من المهلِكات (¬2)، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله المبعوث بجوامع الكلمات الآمر بالخيرات الناهي عن المنكرات، صلّى الله تعالى (¬3) عليه وعلى آله وصحبه صلاةً دائمةً بدوام الأرض والسَّماوات. وبعد، فقد كنت جمعت زوائد مسند الإمام أَحمد، وأبي يعلى الموصلي، وأبي بكر البزّار، ومعاجيم الطبراني الثلاثة، رضي الله تعالى عن مؤلفيهم وأرضاهم، وجعل الجنّة مثواهم، كلّ واحد منها في تصنيف مستقلٍّ -ما خلا المعجم الأوسط والصغير، فإنّهما في تصنيف واحد- فقال لي سيّدي وشيخي العلّامة شيخ الحفّاظ بالمشرق والمغرب، ومفيد الكبار ومن دونهم، الشيخ زين الدين أبو الفضل ¬

_ (*) في (م) بعد البسملة: "رب يسر يا كريم". وفي (ش): "رب يسر". (¬1) في (ظ) زيادة "رب يسر يا كريم". (¬2) في (م، ش): "الهلكات". (¬3) ليست في (ظ، م).

عبد الرّحيم بن العراقي، رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنّة مَثْوانا ومثواه: اجمع هذه التصانيف، واحذف أسانيدها لكي تجتمع أحادا كلِّ باب منها في باب واحد من هذا. فلما رأيت إشارته إليّ بذلك، صرفت هِمّتي إليه، وسألت الله تعالى تسهيله والإعانة عليه، وأسال الله تعالى النفع به إنه قريب مجيب. وقد رتّبته على كتب أذكرها لكي يسهل الكشف منه: (¬1) 1 - كتاب الإيمان. 2 - كتاب العلم. 3 - كتاب الطهارة. 4 - كتاب الصلاة. 5 - كتاب الجنائز - وفيه ما يتعلق بالمرض وثوابه [وعيادة المريض ونحو ذلك] (¬2). 6 - كتاب الزكاة - وفيه صدقة التطوع. 7 - كتاب الصيام. 8 - كتاب الحج. 9 - كتاب الأضاحي والصيد والذبائح والوليمة والعقيقة [وما يتعلق بالمولود.] (¬3) 10 - كتاب البيوع. 11 - كتاب الأيمان والنذور. 12 - كتاب الأحكام. 13 - كتاب الوصايا. 14 - كتاب الفرائض. 15 - كتاب العتق (مص: 2). 16 - كتاب النكاح. 17 - كتاب الطلاق. 18 - كتاب الأطعمة. ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "عنه". (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (م، ش). (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (م، ش).

19 - كتاب الأشربة. 20 - [كتاب الطب] (¬1). 21 - كتاب اللباس والزينة. 22 - كتاب الخلافة. 23 - كتاب الجهاد. 24 - كتاب المغازي والسير. 25 - كتاب قتال أهل البغي وأهل الردة. 26 - كتاب الحدود والدّيات. 27 - كتاب التفسير - وفيه ما يتعلّق بقراءة القرآن وثوابه، وعلى (¬2) كم أنزل القرآن من حرف. 28 - كتاب التعبير. 29 - كتاب القدر. 30 - كتاب الفتن. 31 - كتاب الأدب. 32 - كتاب البِّر والصلة. 33 - كتاب فيه ذكر الأنبياء عليهم السلام. 34 - كتاب علامات النبوة. 35 - كتاب المناقب. 36 - كتاب التوبة والاستغفار. 37 - كتاب الأذكار. 38 - كتاب الأدعية (¬3). 39 - كتاب الزهد - وفيه المواعظ. 40 - كتاب البعث. 41 - كتاب صفة النار. 42 - كتاب صفة الجنة. ¬

_ (¬1) ساقط من (ظ، مص). (¬2) ساقطة من (ظ). (¬3) على هامش (ظ) ما نصه: "بيان التفصيل كتاب التوبة بعد كتاب الأدعية".

وقد سمَّيته بتسمية سيّدي وشيخي له: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد وما تكلّمت عليه من الحديث من تصحيح أو ضعف وكان من حديث صحابيّ واحد، ثم ذكرت له متناً بنحوه، فإنيّ أكتفي بالكلام عقيب الحديث الأول، إلّا أن يكون المتن الثاني أصح من الأول، وإذا روى الحديث الإمام أحمد وغيره، فالكلام على رجاله إلّا أن يكون إسنادُ غيره أصحَّ، وإذا كان للحديث سندٌ واحدٌ صحيح اكتفيت به من غير نظر إلى (¬1) بقيّة الأسانيد وإن كانت ضعيفة، ومن كان من مشايخ الطبراني في "الميزان" نبهت على ضعفه، ومن لم يكن في "الميزان" ألحقته بالثقات الذين بعده، والصحابة لا يشترط فيهم أن يخرج لهم أهل الصحيح فإنهم عدول، وكذلك شيوخ الطبراني الذين ليسوا في الميزان. وقد أخبرني بمسند الإمام أحمد (¬2) -رضي الله عنه- الشيخان المسندان، رحمهما الله: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ¬

_ (¬1) في (ظ، ش، م): "على". يقال: نظر إلى الشيء: أبصره وتأمله، ونظر في الأمر: تدبّره وفكر فيه. (¬2) أحمد بن حنبل هو الإمام حقاً، وشيخ الإسلام صدقاً، أبو عبد الله، إمام المحدثين، وناصر الدين، والمناضل عن السنة، الصابر في المحنة. كان رحمه الله من أحيا الناس، وأكرمهم نفساً، وأحسنهم عشرة وأدباً، متواضعاً، كثير الإطراق والغض، معرضاً عن القبح واللغو، وكان من أجمع الناس ديانة وصيانة، وكان من أملك الناس لنفسه. كريم =

الأنصاري الخزرجي العبادي (¬1)، وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد ¬

_ = المجالسة، بعيداً من كل ما يسيء، لا يجهل إذا جهل عليه، شديد المذاكرة للحديث في وقار وسكون ولفظ حسن ... نشأ يتيماً، وطلب الحديث وسنه لا تزيد على خمس عشرة سنة، وروى عن أكثر من مئتين وثمانين شيخاً في مسنده العظيم الذي أدرك مؤلفه خطورته فقال لابنه: "احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماماً". لذلك ولغيره أيضاً قال قتيبة بن سعيد: "لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد لأحدثوا في الدين. أحمد إمام الدنيا". وقال ابن المديني: "أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة". وقال أبو عمير بن النحاس الرملي -وذكر أحمد بن حنبل-: "رحمه الله عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه، عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها". وقال الذهبي: "كان أحمد عظيم الشأن، رأساً في الحديث، وفي الفقه، وفي التأله، أثنى عليه خلق من خصومه فما الظن بإخوانه وأقرانه؟! " ... انظر التهذيب وفروعه، وسير أعلام النبلاء 11/ 178 وفيه ذكر كثير من المصادر التي ترجمت هذا الإمام. (¬1) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم هو ابن سالم بن بركات الدمشقي، الأنصاري، العبادي، من ولد عبادة بن الصامت. يعرف بابن الخباز. كان مسند الآفاق في زمانه، وكان صدوقاً، مأموناً، محباً للحديث وأهله. توفي سنة (756) هـ. انظر الدرر الكامنة 3/ 384 - 385، وشذرات الذهب 6/ 181.

العُرْضي (¬1) سماعاً على كل واحد منهما، قال الأول: أخبرنا المُسَلَّم بن محمد (¬2)، وقال الثاني: أخبرتنا زينب بنت مكّي (¬3) قالا: أخبرنا حنبل بن عبد الله الرصافي الْمُكَبِّر (¬4)، أخبرنا أبو القاسم ¬

_ (¬1) علي بن أحمد بن محمد هو ابن صالح العُرضي، المسند، التاجر. سمع الكثير، وحدث بالجليل بدمشق، ومصر، والاسكندرية، ذكره الذهبي في معجمه، وقال ابن رافع: كان ثقة، صحيح السماع. توفي في رمضان سنة (764) هـ. انظر الدرر الكامنة 3/ 20. (¬2) المسلم بن محمد هو ابن المسلم بن مكي، أبو الغنائم القيسي، ولد سنة (590) هـ. وسمع الكثير من حنبل، وابن طبرزد، وابن مندويه وغيرهم، وأجاز له الخشوعي وغيره، وكان من سروات الناس. توفي سنة (680) هـ. انظر شذرات الذهب 5/ 369، والعبر 5/ 332 - 333. (¬3) زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني، هي الشيخة، المعمرة، العابدة، أم أحمد. سمعت من حنبل، وابن طبرزد، وطائفة. ازدحم عليها الطلبة، وعاشت أربعاً وتسعين سنة، توفيت في شوال (688) هـ. انظر العبر 5/ 358، وشذرات الذهب 5/ 404، وأعلام النساء 2/ 116 - 118. (¬4) حنبل بن عبد الله الرصافي المكبر هو أبو عبد الله الدلال راوي المسند بكماله عن ابن الحصين، كان دلالاً في الأملاك، سمع المسند في نيف وعشرين مجلساً بقراءة ابن الخشاب. واجتمع له جماعة في مجلس سماع لم تجتمع لأحد ممن رووا المسند قبله. توفي بعد عودته من دمشق سنة (604) هـ. =

(مص: 3) (هبة) (¬1) الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين (¬2)، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الْمُذْهِب (¬3)، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي (¬4)، حدثنا عبد الله بن أحمد بن ¬

_ = انظر العبر 5/ 12، وشذرات الذهب 5/ 10، وسير أعلام النبلاء 21/ 431 - 433 وفيه مصادر أخرى لهذه الترجمة. (¬1) في (مص): "عبد" وهو خطأ. (¬2) هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصن، هو الشيخ الجليل، والمسند الصدوق، مسند الآفاق أبو القاسم الشيباني. ولد سنة (432)، وكان ثقة، موصوفاً بالسداد والأمانة والخيرية، توفي سنة (525) هـ. انظر "سير أعلام النبلاء" 19/ 536 - 539 وفيه مصادر أخرى لهذه الترجمة. (¬3) الحسن بن علي هو ابن محمد بن علي بن المذهب، البغدادي، الواعظ، الإمام العالم، مسند العراق. ولد سنة (355) وكان صاحب حديث وطلب، وغيره أقوى منه وأمثل. ولكنه ليس بمتهم. توفي سنة (444) هـ. انظر سير أعلام النبلاء 17/ 640 وفيه عدد من المصادر التي تحتوي على هذه الترجمة. (¬4) أحمد بن جعفر بن حمدان هو ابن مالك بن شبيب البغدادي، القطيعي، الحنبلي، راوي مسند أحمد. وهو الشيخ المحدث، العالم، مسند الوقت، ولد سنة (274) هـ، ورحل، وكتب، وخرج، وله أنسٌ بعلم الحديث. وثقه الدارقطني، ولينه البرقاني بعد أن وصفه بالصدق، ولكن الحاكم حسن حاله. توفي سنة (368) هـ. انظر سير أعلام النبلاء 16/ 210 - 213 وفيه عدد من مصادر هذه الترجمة.

حنبل (¬1)، حدثني أبي وغيره، فذكر المسند وما فيه من زيادات عبد الله، وزيادات القطيعي. وأما مسند أبي يعلى (¬2) فأخبرني به الشيخ زين الدين محمد بن محمد بن إبراهيم البلبيسي (¬3) سماعاً عليه بجميع الكتاب، خلا الجزء الثاني والثالث من تجزئة شيخه محمد بن علي الجياني (¬4)، ¬

_ (¬1) عبد الله بن أحمد هو ابن محمد بن حنبل، الإمام، الحافظ، الناقد، محدث بغداد، ولد شيخ العصر الإمام أحمد. ولد سنة (213) هـ، وكان ثقة، ثبتاً، ديناً، فهماً، صيناً، صادقاً، صاحب حديث واتباع، وبصر بالرجال، توفي سنة (290) هـ. انظر "سير أعلام النبلاء" 13/ 516 - 526 وفيه الكثير من المصادر التي ترجمت هذا العلم. (¬2) أبو يعلى هو الإمام الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي، محدث الموصل، وصاحب المسند والمعجم. كان من أهل الصدق والأمانة، والدين والحلم، وكان عاقلاً صبوراً، حسن الأدب. توفي سنة (307) هـ. ترجمنا له في مقدمة المسند نشر دار المأمون للتراث. (¬3) محمد بن محمد بن إبراهيم البلبيسي، هو زين الدين الاسكندراني، سمع علي بن القيم، وابن ظافر، والمزي، وتفقه بالمجد الزنكلوني. ولد سنة (688) هـ. وسمع وأسمع، وقد حمل عنه العراقي وولده، وتوفي سنة (763) هـ. انظر الدرر الكامنة 4/ 158، وشذرات الذهب 6/ 262 - 263 وبينهما فرق كبير في تاريخ الوفاة، ومعجم المؤلفين 177/ 11. (¬4) ما عرفته.

وأولهما: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا عبيد (¬1) الله، حدثني نافع، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ" (¬2). وآخر الثالث إلى آخر حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "شَهِدْتُ عَلِياً فِي الرُّحْبَة يُنَاشِدُ النَّاسَ: أَنْشُدُ الله مَنْ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي يَوْمِ غَدِيٍرِ خُمٍّ (¬3) وَآخِرُهُ: "وعَادِ مَنْ عَادَاهُ" (¬4) فأخبرني بهذا القدر قاضي القضاة بدر الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الخشاب (¬5) سماعاً عليه، قالا: أخبرنا أبو الفضل ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "عبد" وهو تحريف. (¬2) خرجناه في مسند الموصلي برقم (158). (¬3) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/ 251: "خُم -بضم الخاء، وشد الميم- ذكر في مسلم أنه ماء بين مكة والمدينة على ثلاثة أميال من الجحفة. وخم: هي الغيضة التي هناك، وبها غدير مشهور، به شهرت فيقال: غدير خم". وانظر النهاية 2/ 81، ومعجم ما استعجم للبكري 1/ 510، ومعجم البلدان 2/ 389. (¬4) خرجناه في مسند الموصلي برقم (567). (¬5) إبراهيم بن أحمد بن عيسى هو ابن عمر بن الخشاب، درس واجتهد، وولي قضاء حلب بعد أن أناب في الحكم بالقاهرة. ولد سنة (698) هـ، وكان فاضلاً، خيراً، فصيحاً بالأحكام، عارفاً بالمكاتبات، اشتغل كثيراً فمهر وأفتى، وتوفي سنة (775) هـ. وانظر "الدرر الكامنة" 1/ 12 - 13، وشذرات الذهب 6/ 237، وهدية العارفين 5/ 17.

محمد بن عمر بن أبي بكر بن ظافر البصري (¬1)، قال البلبيسي: خلا من أول الكتاب إلى مسند طلحة بن عبيد الله (¬2)، وخلا من أول مسند (¬3) عبد الله بن عباس (¬4) إلى حديث ماشطة بنت فرعون (¬5)، وخلا من حديث عبد العزيز بن صهيب، عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَرْدَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ (¬6) - إلَى أول حديث يزيد الرقاشي، عن أنس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَأَلْتُ رَبِّيَ اللاَّهِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ" (¬7). وخلا من حديث سيار أبي الحكم، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قلت: يَا رَسُولَ الله، إنَ أَهْلَ الْيَمَنِ ¬

_ (¬1) محمد بن عمر بن أبي بكر بن ظافر هو ناصر الدين أبو الفضل البصري الحنبلي، كان من الفقهاء بالمدرسة الصالحية، وكان إمام مسجد، حدث بصحيح مسلم، وبمسند أبي يعلى الموصلي، ولد سنة (637) وسمع وحدث، وتوفي سنة (711) هـ. انظر الدرر الكامنة 4/ 124. (¬2) أي إلى الحديث ذي الرقم (629) في مسند الموصلي 2/ 5 وهو أول المجلد الثاني من المطبوع. (¬3) في (ظ، م): "مسندي" وهو خطأ. (¬4) أي من الحديث ذي الرقم (2328) وهو أول مسند ابن عباس في المطبوع 213/ 4. (¬5) أي إلى الحديث ذي الرقم (2517) وهو في المسند 4/ 394 - 395. (¬6) أي من الحديث ذي الرقم (3937) في المطبوع 7/ 31 - 32. (¬7) أي إلى الحديث ذي الرقم (4101) وهو في المطبوع 7/ 138.

يَتَّخِذُونَ شَرَابَ الْبِتْعِ ... الحديث (¬1)، إلى حديث أبي عثمان، عن أبي موسى، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه "أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ" (¬2) فإجازة لهذه (¬3) المواضع الأربعة من ابن ظافر إن لم تكن سماعاً. قال ابن ظافر (¬4): أخبرنا يعقوب بن محمد بن الحسن الهدباني (¬5)، قال: أخبرنا منصور بن علي بن إسماعيل الطبري (¬6) "ح". ¬

_ (¬1) ذي الرقم (7241) وهو في المطبوع 13/ 213 - 214. (¬2) أي الحديث في الرقم (7252) وهو في المطبوع 13/ 231. (¬3) في (م): "فأجازت هذه". (¬4) في (م، ش): "فطافر" وهو خطأ. (¬5) يعقوب بن محمد بن حسن الهدباني، هو الأمير الكبير، روى عن يحيى وطائفة، وولي شد دواوين الشام، وكان ذا علم وأدب، توفي بمصر في ربيع الأول سنة (645) هـ. انظر "شذرات الذهب" 5/ 233. والعبر 5/ 187 - 188. (¬6) منصور بن أبي الحسن علي بن إسماعيل الطبري -في (ش): الطبراني وهو خطأ- الصوفي، هو أبو الفضل الواعظ، تفقه وتفنن، وسمع من زاهر الشحامي، وعبد الجبار الخواري، وجماعة، وهو ضعيف في روايته لمسلم، اختلف كثيراً في تاريخ وفاته، ولكنه صحيح السماع من زاهر. انظر العبر 4/ 288 - 289، ولسان الميزان 6/ 92، والتكملة 1/ 324 - 325 برقم (477)، وشذرات الذهب 4/ 321، وفي التكملة عدد من المصادر الأخرى لهذه الترجمة.

وأخبرني به (¬1) عالياً قاضي القضاة عز (¬2) الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة بدر الدين [محمد] (¬3) بن إبراهيم (¬4) بن سعد الله بن جماعة (¬5) إجازة معينة قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن محمد بن عساكر (¬6) إجاز، قال أنبأنا عبد المعز (¬7) بن محمد الهروي (¬8) إجازة، قال هو ومنصور الطبري: أخبرنا زاهر بن ¬

_ (¬1) ساقطة من (م). (¬2) في (م، ش): "زين". (¬3) ساقطة من (مص)، وهي في (ظ، م، ش). (¬4) ساقطة من (ظ). (¬5) عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، هو الإمام، المفتي، المحدث، الفقيه، المدرس، قرأ الكثير وسمع وكتب وعني بهذا الشأن. وكان خيراً، صالحاً، حسن الأخلاق، كثير الفضائل. توفي سنة (767) هـ. انظر الوفيات للسلامي 2/ 305 - 307 برقم (837)، وطبقات الشافعية للسبكي 10/ 79 - 81 وفيهما الكثير من مصادر ترجمة هذا العلم. وشذرات الذهب 6/ 209. (¬6) أحمد بن هبة الله هو ابن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر، المسند الأجل، ولد سنة (614) هـ، روى الكثير، وتفرد بأشياء، توفي سنة (699). وانظر العبر 5/ 395، وشذرات الذهب 5/ 445. (¬7) في (ظ): "العزيز" وهو تحريف. (¬8) عبد المعز بن محمد هو ابن أبي الفضل بن أحمد الهروي، البزار، الصوفي، مسند العصر. ولد سنة (522). وسمع من تميم =

طاهر بن محمد الشحامي (¬1). قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزروذي (¬2) قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري (¬3) قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي. ¬

_ = الجرجاني، وزاهر الشحامي، وطبقتهما، وله مشيخة، وقد روى الشيء الكثير، توفي سنة (618) هـ. انظر العبر 5/ 74، وشذرات الذهب 5/ 281، وسير أعلام النبلاء 22/ 114 - 115 وفيه مصادر لترجمة هذا النبيل. (¬1) زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، هو المستملي، مسند خراسان، صحيح السماع. روى عن أبي سعد الجنزروذي، والبيهقي وطبقتهما. ورحل في الحديث، وخرج في التاريخ، وأملى نحواً من ألف مجلس. توفي سنة (533). انظر لسان الميزان 2/ 470، وشذرات الذهب 4/ 102، وسير أعلام النبلاء 20/ 9 وفيه الكثير من مصادر ترجمة هذا النبيل. (¬2) محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزروذي، وهو الشيخ الفقيه، والإمام الأديب، النحوي الطبيب، مسند خراسان. كان أديبًا فاضلاً، حسن السيرة عاقلاً، ثقة صدوقاً. توفي سنة (453). انظر سير أعلام النبلاء 18/ 101 - 103 وفيه مصادر عديدة لترجمة هذا الإمام. (¬3) محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، هو الإمام المحدث الثقة، النحوي البارع، والزاهد العابد، مسند خراسان، ولد سنة (283) هـ، وجمع عدداً من المسانيد، توفي سنة (376) هـ. وانظر الأنساب 4/ 288 - 289، ولسان الميزان 5/ 38، وسير أعلام النبلاء 16/ 356 - 359 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت هذا العلم.

وأخبرني بمسند البزار (¬1) شيخ الإسلام قاضي المسلمين أبو عمر عبد العزيز بن قاضي المسلمين بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة (¬2) إجازة معينة، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير (¬3) مكاتبة من المغرب، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ¬

_ (¬1) هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري، الشيخ الإمام، الحافظ الكبير، صاحب المسند الجليل الذي تكلم على أسانيده، ولد سنة نيف عشرة ومئتين، وجمع وصنف، وكان ثقة يتكل على حفظه، توفي سنة (292) هـ. وانظر تاريخ بغداد 4/ 334 - 335، وسير أعلام النبلاء 13/ 554 - 557 وفيه الكثير من مصادر ترجمة هذا النبيل الكبير. (¬2) تقدمت ترجمته برقم (6) ص (10). (¬3) أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي الجياني، هو المحدث الناقد، النحوي البارع، والأصولي الأديب، المقرئ المفسر، المؤرخ المدقق، الشاعر المتوفى سنة (708) هـ. ومن شعره: وَظَبْيٍ دَعَتْنِي لِلْحُروبِ لِحاظُهُ ... وَهَيْهَاتَ مِنْ فَتْكِ اللِّحَاظِ خَلاَصُ تَصَدَّى لِحَرْبِ الْمُسْتَهَام وَمَالَهُ ... سِوَى اللَّحْظِ سَهْمٌ وَالعَفَافِ دِلاَصُ فَلَمَّا أَجَلْتُ الطَّرْفَ أَدمَيْتُ خَدَّهُ ... فَأدْمَى فُؤَادِي، وَالجُرُوحُ قِصَاصُ وانظر الدرر الكامنة 1/ 86 - 89، ومعجم المؤلفين 1/ 138 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت هذا الأديب.

الغافقي (¬1) إجازة معينة، أخبرنا عبد الله بن محمد الْحَجْرِيّ (¬2) سماعاً عليه بجميع (¬3) المسند، أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد (¬4) ¬

_ (¬1) علي بن محمد الغافقي هو ابن علي بن محمد بن يحيى الشاري، الإمام، الحافظ، والمقرئ، والمحدث الأنبل الأمجد، شيخ المغرب. كان ثقة متحرياً، ضابطاً، عارفاً بالأسانيد، وكان عالماً بأحوال الرجال، كان بقية صالحة وذخيرة نافعة، توفي سنة (649) هـ. انظر "سير أعلام النبلاء" 23/ 275 - 278 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت له. (¬2) عبد الله بن محمد: هو ابن علي بن عبد الله الحَجْرِيّ الرعيني الأندلسي، الشيخ الإمام، والعلامة المعمر، المقرئ المجود، المحدث الحافظ، الحجة، شيخ الإسلام. ولد سنة (505) هـ، وكان غاية في الورع والصلاح والعدالة. ولي الخطابة، ودعي إلى القضاء فأبى. رحل ورحل إليه الناس، وهو رأس الصالحين ورسيس الأثبات الصادقين، توفي سنة (591) هـ. انظر العبر 4/ 277، وشذرات الذهب 4/ 307، وسير أعلام النبلاء 21/ 251 - 252 وفيه كثير من المصادر التي ترجمت هذا العلم. (¬3) في (م، ش): "لجميع". (¬4) محمد بن الحسن بن أحمد إن لم يكن ابن حسن بن بهرام القزويني الصوفي القاضي، الإمام الفاضل، المحدث الصالح الجوال، المتوفى سنة (622) هـ فإني ما عرفته. وانظر "سير أعلام النبلاء" 22/ 249 - 350 فإن فيه عدداً من المصادر التي ترجمت القزويني.

ابن إحدى عشرة، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن محمد (¬1) الصدفي (¬2) [أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن فُورَنْش (¬3)، أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد الطَّلَمَنْكِيّ (¬4) أخبرنا محمد بن أحمد ابن يحيى بن المفرج (¬5)، حدثنا محمد بن أيوب بن حبيب بن ¬

_ (¬1) ساقطة من (ظ، م، ش) وفي (م): "الحسين بن السدي إجازة". فقد سقط منها كلام سنشير إليه. (¬2) الحسين بن محمد هو ابن فيرة بن حيون بن سكرة الأندلسي السرقسطي، إمام عصره في علم الحديث، وآخر أئمته في الأندلس، كان حافظاً له ولأسماء رجاله ولعلله، وكان إماماً في الفقه كثير الفوائد، غزير العلم، موصوفاً بالضبط والحفظ والدين والفقه، ولد سنة (452)، وتوفي سنة (514) هـ. وانظر الديباج المذهب 1/ 330 - 332، وشجرة النور الزكية ص (128 - 129) برقم (373)، وسير أعلام النبلاء 19/ 376 - 378 وفيه الكثير من مصادر ترجمة هذا النبيل. (¬3) في (ظ): "نورتس". وما وجدت له ترجمة بعد. (¬4) أحمد بن محمد هو ابن عبد الله الطلمنكي المعافري الأندلسي، الإمام المقرئ، المحقق الحافظ الأثري، أدخل إلى الأندلس علماً جماً نافعاً، وكان عجباً في حفظ القرآن، وكان فاضلاً ضابطاً، شديداً في السنة، انتقل إلى رحمة الله تعالى سنة (429) هـ. انظر "شجرة النور الزكية" ص (113) برقم (306)، ومعرفة القراء الكبار 309/ 1 - 310، وسير أعلام النبلاء 17/ 566 - 569 وفيهما ذكر عدد من المصادر التي ترجمت هذا العالم. (¬5) محمد بن أحمد هو ابن محمد بن يحيى بن مفرج -تحرفت في (ظ، م) =

الصَّمُوت (¬1)، حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار "ح". وأخبرني به أعلى من هذا بدرجتين أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي (¬2) إجازة مشافهة، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد القَسْطَلاَّني (¬3) إجازة، أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن عبد الله بن ¬

_ = إلى: فرج- القرطبي، الإمام الفقيه الحافظ، القاضي. كان حافظاً بصيراً بأسماء الرجال وأحوالهم، وهو من أوثق المحدثين وأجودهم ضبطاً، توفي سنة (380) هـ. وانظر "شجرة النور الزكية" ص (89) برقم (196)، وسير أعلام النبلاء 16/ 390 - 392 وفيه كثير من مصار ترجمة هذا الإمام الجليل. (¬1) محمد بن أيوب بن حبيب بن الصموت الرقي، نزيل مصر. روى عن هلال بن العلاء وطائفة، وسمعت منه طائفة، توفي سنة (341) هـ. انظر شذرات الذهب 2/ 361، وسير أعلام النبلاء 15/ 441، والعبر 2/ 263. (¬2) محمد بن محمد هو ابن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان الميدومي. ولد سنة (644) هـ وبكّر أبوه به فأسمعه من النجيب، وابن علاق، وجماعة. وهو خاتمة من سمع من النجيب، وابن علاق، وابن عزون، وفاة، وحدث بالكثير بالقاهرة، ورحل إلى القدس، وهو أعلى شيخ من شيوخ العراقي. توفي سنة (754). انظر "الدرر الكامنة" 4/ 157 - 158. (¬3) علي بن أحمد هو المعروف بابن القسطلاني، المصري، المالكي، المفتي، المعدّل. سمع بمكة من زاهر بن رستم ويونس الهاشمي، =

يوسف الفهري الشاطبي (¬1) في كتابه إلينا من المغرب: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب (¬2) إجازة، حدثني أبي (¬3) سماعاً عليه، أخبرنا سليمان بن خلف (¬4) بن عمرون، أخبرنا ابن مفرج - فذكره بإسناده. (مص: 5) ¬

_ = ودرس بمصر، وولي مشيخة الكاملية إلى أن توفي سنة (665) هـ. انظر العبر 5/ 281، وشذرات الذهب 5/ 320. (¬1) يوسف بن عبد الله بن يوسف بن أيوب بن القاسم الفهري الشاطبي، هو الشيخ الأجل الذي نشأ ببيت الحديث حدث هو، وأبوه، وجده، توفي سنة (592) هـ. انظر التكملة 1/ 262 برقم (351). (¬2) عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، هو الشيخ العلامة، المحدث الصدوق، مسند الأندلس، وهو آخر الشيوخ الجلة الأكابر فيها علوَّ إسناد وسعة رواية، ومدار الحديث عليه لذلك فقد كثر الانتفاع به. ولد سنة (433) هـ ودرس وحصل، وسمع وحدث، توفي سنة (520) هـ. انظر الديباج المذهب 1/ 479، وسير أعلام النبلاء 19/ 514 - 515 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت هذا النبيل. (¬3) محمد بن عتاب هو ابن محسن، الإمام العلامة، المحدث، مفتي قرطبة. ولد سنة (383) هـ. وكان من جلة العلماء الأثبات، ومن الذين اهتموا بالفقه وسماع الحديث وتقييده وإتقانه. توفي سنة (462) هـ. وانظر سير أعلام النبلاء 18/ 328 - 330 وفيه عدد من مصادر هذه الترجمة، وشذرات الذهب 3/ 311. (¬4) سليمان بن خلف هو ابن سعد -وفي ترتيب المدارك: ابن سعدون- ابن =

وقد أخبرني بالمعجم الصغير لأبي القاسم الطبراني (¬1) الشيخان ¬

_ = أيوب الأندلسي، الإمام العلامة، القاضي، ذو الفنون. ارتحل وجمع وصنف فأصبح الفقيه المتكلم، الأديب الشاعر. ولد سنة (403) هـ وعاش فترة خصبة تحصيلاً وعطاء، وتوفي سنة (474) هـ. وانظر "سير أعلام النبلاء" 18/ 535 - 545 وفيه كثير من مصادر ترجمة هذا العلم. (¬1) هو الإمام، الحافظ، الثقة، الرحال الجوال. محدث الإسلام، علم المعمرين أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مُطَير الشامي، الطبراني. ولد بعكا عام (260) هـ. وارتحل به أبوه وحرص عليه لأنه كان صاحب حديث، فبقي في الارتحال، ولقي الرجال ستة عشر عاماً، فجمع وصنف وعمر دهراً طويلاً، فازدحم عليه المحدثون، ورحلوا إليه من الأقطار. لقي الكثير من الرجال، وروى عنه الكثير، حتى إن بعض شيوخه قد رووا عنه، توفي سنة (360) هـ. ومن تواليفه: المعجم الصغير مطبوع في جزأين وقد جمع فيه حديثاً عن كل شيخ من شيوخه. والمعجم الكبير: وهو مطبوع بـ (25) مجلداً، حققه الأستاذ حمدي عبد المجيد السلفي، ولكن فقد منه المجلد: (13 - 14 - 15 - 16)، والمجلد: (21) أيضاً. وقد رتبه بحسب أسماء الصحابة وتراجمهم، وما رووه. ولكن ليس فيه مسند أبي هريرة، ولم يستوعب حديث الصحابة المكثرين. والمعجم الأوسط: رتبه على مشايخه المكثرين، وقد جمع فيه غرائب ما عند كل واحد منهم. وقد قام بتحقيق هذا الكتاب الدكتور محمود الطحان =

المسندان: أبو الْحَرَمِ محمد بن محمد بن محمد (¬1) القلانسي (¬2) والمحدث ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم (¬3) الفارقي (¬4) قراءة عليهما (مص: 6) وأنا أسمع، وقراءة مني بعد ذلك على الفارقي فقط، قالا: أخبرتنا الشيخة الصالحة دار إقبال مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل أبي بكر بن أيوب (¬5) -قال الأول: بجميع الكتاب، ¬

_ = فرأيت منه ثلاث مجلدات في كل مجلدة ألف حديث، أعانه الله على إتمامه وقد قدم له بمقدمة عرف بها المعجم الأوسط هذا الذي كان يقول فيه الطبراني: "هذا الكتاب روحي". فانظره إذا أردت. وانظر "سير أعلام النبلاء" 16/ 119 - 130 وفيه عدد جيد من مصادر ترجمة هذا الإمام النبيل. (¬1) محمد الثالثة سقطت من (م). هو محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحرم. ولد سنة (683) هـ. وكان خيراً متواضعاً. حدث بالكثير، وكان مسند الديار المصرية. توفي سنة (765) هـ. انظر "الدرر الكامنة" 4/ 235، وشذرات الذهب 6/ 206. (¬2) القلانسي -بفتح القاف، واللام ألف بعدها النون المكسورة، وفي آخرها السين المهملة-: هذه النسبة إلى القلانس، وهي جمع قلنسوة، وعملها، ... انظر الأنساب 10/ 282 - 283، واللباب 3/ 67. (¬3) ما عرفته. (¬4) الفارقي -بفتح الفاء، والراء المكسورة، بينهما ألف، وفي آخرها القاف-: هذه النسبة إلى ميافارقين .... وانظر الأنساب 9/ 217 - 218، واللباب 3/ 278، ومعجم البلدان 5/ 235 - 238. (¬5) خاتون هي أخت السلاطين أولاد نجم الدين أيوب، وهي شقيقة المعظم تورانشاه، وهي سيدة جليلة، عاقلة، كثيرة البر والصلة والإحسان، =

وقال الثاني: من باب الحاء المهملة إلى آخر الكتاب- قالت: أخبرنا المشايخ الأربعة: أبو الفخر أسعد بن سعيد بن روح (¬1)، وأبو سعد أحمد بن محمد بن أبي نصر (¬2)، وأم هانئ عفيفة بنت أحمد (¬3) الفارقانية، وأم حبيبة عائشة بنت مَعْمَرِ بن عبد الواحد بن ¬

_ = وكان بابها ملجأ للقاصدين، توفيت سنة (616) هـ. انظر "أعلام النساء" 2/ 155، وسير أعلام النبلاء 22/ 78 - 79 وفيهما عدد من المصادر التي ترجمت هذه الفاضلة. (¬1) أسعد بن سعيد بن روح، هو الشيخ الصالح الجليل المعمر، مسند أصبهان أبو الفخر. رحلة الوقت، ولد سنة (517) هـ وسمع وأسمع، وتوفي سنة (607) هـ. وانظر "سير أعلام النبلاء" 21/ 491 - 492 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت هذا النبيل. (¬2) لعله الحافظ الثقة، الشيخ الإمام، المسند، محدث أصبهان، أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن، أبو سعد الأصبهاني. وانظر سير أعلام النبلاء 20/ 119 - 123 وانتبه إلى الخلاف في اسم جده. (¬3) عفيفة بنت أحمد بن عبد الله -في أعلام النساء: عبد القادر- ابن عبد الله بن حسن، هي الشيخة الجليلة المعمرة، مسندة أصبهان. روى عنها الضياء المقدسي وقال: "ولدت في ذي الحجة سنة عشر وخمس مئة، وماتت في ربيع الآخر سنة (606) هـ". انظر أعلام النساء 299/ 3 - 300، وسير أعلام النبلاء 21/ 481 - 482 وفيهما غير قليل من المصادر التي ترجمت هذه العالمة النبيلة.

الفاخر (¬1) إجازة قالوا: أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد (¬2) الجوزدانية -قالت عائشة: حضوراً، وقال الباقون: سماعاً- "ح". وقال الفارقي: أخبرنا الحافظ شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف (¬3) الدمياطي سماعاً عليه لجميع الكتاب قال: ¬

_ (¬1) عائشة بنت معمر بن الفاخر، هي الشيخة المعمرة، المسندة، القرشية. سمعت حضوراً من فاطمة الجوزدانية، وسماعاً كثيراً من زاهر بن طاهر، وسعيد بن أبي الرجاء، وطائفة. حدث عنها ابن نقطة، والشيخ الضياء، والتقي العز، وآخرون. وكان سماعها صحيحاً بإفادة أبيها. توفيت سنة (607) هـ. وانظر سير أعلام النبلاء 21/ 499 - 500 هـ، وأعلام النساء 3/ 192 وفيهما عدد كبير من المصادر التي ترجمت هذه النبيلة. (¬2) فاطمة بنت عبد الله بن أحمد، هي الشيخة المعمرة الصالحة، مسندة الوقت. تفردت في وقتها برواية المعجمين الكبير والصغير للطبراني. آخر من حدث عنها ابن ريذة. توفيت في رجب سنة (524) هـ. انظر "سير أعلام النبلاء" 19/ 504 - 505، وأعلام النساء 4/ 68 وفيهما عدد من المصادر التي ترجمت هذه الشيخة الفاضلة. (¬3) عبد المؤمن بن خلف هو ابن أبي الحسن بن شرف الدمياطي، العلامة: مسند الوقت. كان مليح الهيئة، حسن الخلق، بساماً، فصيحاً، لغويّاً، مقرئاً، كبير النفس، صحيح الكتب، مفيداً، جيد المذاكرة، وكان صاحب حرمة وجلالة. توفي سنة (705) هـ وكان موسعاً عليه بالرزق. انظر "الدرر الكامنة" 2/ 417 - 418، وشذرات الذهب 6/ 12.

أخبرنا أبو المظفر صقر بن يحيى بن صقر الحلبي (¬1) -واللفظ له- وأبو إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي (¬2)، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي (¬3) قالوا: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي (¬4)، أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد (¬5) بن ¬

_ (¬1) صقر بن يحيى هو ابن سالم بن يحيى بيت عيسى بن صقر، المفتي، كبير الشافعية، من كبار الأئمة، درس فأفاد مع الدين والصيانة، توفي سنة (653) هـ. انظر "سير أعلام النبلاء" 23/ 306. و"الطبقات الكبرى" 8/ 153 وفيهما عدد غير يسير من مصادر ترجمة هذا النبيل. (¬2) إبراهيم بن خليل الدمشقي هو الأدمي المولود سنة (575). أسمعه أخوه من عبد الرحمن الخرقي، ويحيى الثقفي، وجماعة، وحدث بدمشق، وحلب. توفي سنة (658) هـ. وانظر "سير أعلام النبلاء" 23/ 340. (¬3) محمد بن إسماعيل بن أحمد هو ابن أبي الفتح المقدسي، النابلسي، خطيب مردا. الشيخ الإمام، المسند الخطيب، انتشرت مروياته بدمشق، ونعم الشيخ كان. ولد سنة (566) هـ. وتوفي سنة (656) هـ. وانظر "سير أعلام النبلاء" 23/ 325 - 326 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت هذا الخطيب النبيل. (¬4) يحيى بن محمود الثقفي، هو أبو الفرج الأصفهاني الصوفي. حضر في أول عمره على الحداد وجماعة. وروى الكثير بأصبهان، والموصل، وحلب، ودمشق. توفي سنة (584) هـ. وانظر العبر 4/ 254، وشذرات الذهب 4/ 282. (¬5) محمد بن أحمد هو ابن الشيخ أبي عمر المطهر بن أبي نزار الربعي =

نزار، (¬1) وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن رِيذَةَ (¬2)، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. وأخبرني بالمعجم الأوسط أبو طلحة محمد بن علي بن يوسف الحراوي (¬3) قراءة عليه وأنا أسمع من أول باب النون إلى آخر الكتاب، وإجازة لباقيه، قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي إجازة، أخبرنا الحافظ أبو الحجاج ¬

_ = الأصبهاني. ولد سنة (434) هـ. وكان شيخاً سديداً، صالحاً. توفي سنة (516) هـ. وانظر "سير أعلام النبلاء" 19/ 457 - 458 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت هذا الشيخ النبيل. (¬1) في (م): "الموار" وهو خطأ. (¬2) محمد بن عبد الله هو ابن أحمد بن إبراهيم، المشهور بابن ريذة، الشيخ العالم. الأديب الرئيس، مسند العصر، التاجر المعمر. الثقة الأمين. كان يرحمه الله - وافر العقل، كامل الفضل، مكرماً لأهل العلم. توفي سنة (440) هـ. وانظر "سير أعلام النبلاء" 17/ 595 - 596 وفيه كثير من المصادر التي ترجمت هذا العالم النبيل. (¬3) محمد بن علي -ليس في شذرات الذهب: علي- ابن يوسف بن إدريس الدمياطي، الحراوي. سمع بإفادة خاله الدمياطي من الحافظ شرف الدين الدمياطي، وتفرد بالسماع منه، وسمع الكثير، وحدث بالكثير، عمر غير قليل، وتوفي بالقاهرة سنة (781) هـ. انظر "الدرر الكامنة" 4/ 99. وشذرات الذهب 6/ 272.

يوسف بن خليل (مص: 6) الدمشقي (¬1)، أخبرنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء بن أبي الفتح (¬2) الرَّاراني (¬3)، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد (¬4) إجازة، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ¬

_ (¬1) يوسف بن خليل الدمشقي، هو الإمام المحدث، الصادق الرحال، شيخ المحدثين، وراوية الإسلام. ذو العلم الحسن، والمعرفة الجيدة، والمشاركة القوية في الإسناد والمتن، والعالي والنازل، فهو صاحب رواية ودراية. توفي سنة (648). انظر "سير أعلام النبلاء" 23/ 151 - 155 وفيه غير قليل من المصادر التي ترجمت هذا الإمام. (¬2) خليل بن أبي الرجاء بدر بن أبي الفتح الأصبهاني، هو الشيخ الجليل المسند، شيخ الشيوخ. سمع من الحسن بن أحمد الحداد، ومحمود بن إسماعيل الصيرفي، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي وغيرهم، وحدث بالكثير. ولد سنة (500) هـ. وتوفي سنة (596) هـ. وانظر "التكملة في أسماء النقلة" 1/ 354 برقم (530)، و"سير أعلام النبلاء" 21/ 269 وفيهما عدد كبير من المصادر التي ترجمت هذا المسند الجليل. (¬3) هذه النسبة إلى راران. وهي قرية من قرى أصبهان. وانظر الأنساب 6/ 38، واللباب 2/ 5 - 6. (¬4) الحسن بن أحمد بن الحسن هو الشيخ الإمام، المقرئ المجود، المحدث المعمر، مسند العصر أبو علي الحداد. ولد سنة (419) هـ. وكان عالماً صدوقاً، ثقة من أهل العلم والقرآن والدين، حدث بالكثير، وتوفي سنة (515) هـ. وانظر "سير أعلام النبلاء" 19/ 303 - 307 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت هذا المحدث النبيل.

الحافظ (¬1)، أخبرنا أبو القاسم الطبراني. وأخبرني بالمعجم الكبير الشيخ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الأيوبي (¬2) قراءة عليه ونحن نسمع من أول الجزء السابع والثلاثين، وأوله حديث سلمة والد عمرو بن سلمة الجرميّ (¬3) إلى آخر الخامس والأربعين وينتهي إلى رواية شدّاد أبي عمار عن أبي أمامة (¬4) وإجازة لباقيه، قال أخبرنا أبو العزّ عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الحرّاني (¬5) قراءة عليه من أوّل الجزء السابع والثلاثين ¬

_ (¬1) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، هو الإمام الحافظ، الثقة العلامة، شيخ الإسلام. ولد لأب من المحدثين سنة (336) هـ. وكان حافظاً مبرزاً، عالي الإسناد. وقال الذهبي: وما هو بمتهم، بل هو صدوق عالم بهذا الفن، ما أعلم له ذنباً -والله يعفو عنه- أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه، ثم يسكت عن توهينها". توفي سنة (430) هـ. انظر "سير أعلام النبلاء" 17/ 453 - 464 وفيه العديد من مصادر ترجمة هذا العلامة النبيل. (¬2) محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز هو ابن عيسى بن أيوب الأيوبي. ولد سنة (674)، وسمع الحراني جده لأمه، وابن خطيب المزة، وابن الأنماطي وغيرهم. وحدث، وتفرد، ومن تلامذته المشهورين الحافظ العراقي. توفي سنة (756) هـ. وانظر "الدرر الكامنة" 3/ 387 - 388. (¬3) هو في معجم الطبراني الكبير المطبوع 48/ 7 برقم (6349). (¬4) في المطبوع 8/ 163 برقم (7623). (¬5) عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الحراني، عز الدين، أبو العز، مسند =

إلى آخر الجزء السادس والستين، وآخره حديث سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "الَأنْبِيَاءُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ إلاَّ عَشْرَةً: نُوحٌ، وَهُودٌ، ولوط، وَصَالِحٌ، وَشُعَيْبٌ، وَإبْرَاهِيمُ، وَإسْمَاعِيلُ، وَإسْحَاقُ، وَعِيسَى، وَمُحَمَّدٌ، وَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إلاَّ وَلَهُ اسْمَانِ (¬1) إلاَّ عِيسَى وَيَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ" (¬2) وإجازة لباقيه، قال: أخبرتنا عفيفة بنت أحمد الفارقانية إجازة، قالت: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، "ح". وأخبرنا به أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي سماعاً عليه لبعضه، وإجازة لباقيه، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي العزّ الأنصاري (¬3) إجازة، أخبرتنا فاطمة بنت سعد الخير (¬4) سماعاً ¬

_ = الوقت. ولد سنة (594) هـ. وروى عن أبي حامد بن جوالق، ويوسف بن كامل، وطائفة. وكان ممن رووا عنه الحافظ علم الدين البرزالي. توفي سنة (686) هـ. وانظر "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 463. وشذرات الذهب 5/ 396. (¬1) في (م): "اسمين". (¬2) أي الحديث ذي الرقم (11723) في المطبوع 11/ 276. (¬3) إسماعيل هو ابن عبد القوي بن أبي العز بن عزون الأنصاري، المصري. سمع الكثير من البوصيري، وابن ياسين. وفاطمة بنت سعد الخير. وجماعة. وكان صالحاً خيراً. توفي سنة (667) هـ. انظر شذرات الذهب 5/ 324. والعبر 5/ 286. (¬4) فاطمة بنت سعد الخير، هي الشيخة الجليلة المسندة. ولدت لأب محدث تاجر سنة (522) هـ. ورأت عزاً وجاهاً. سمعت الكثير، وحدثت =

للنصف الأول من الكتاب، وإجازة للنصف الثاني، قالت: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية، أخبرنا محمد بن عبد الله بن، زيذَةَ، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. وأخبرني بالمجلد الأول وينتهي إلى رواية الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت (¬1)، الشيخ الإمام العالم الحافظ (مص: 7) أبو محمد عبد القادر بن محمد بن محمد القرشي الحنفي (¬2) تغمدّه الله برحمته، بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن عمر بن شبل (¬3) الصنهاجي (¬4) قراءة عليه وأنا ¬

_ = بدمشق، ومصر. توفيت سنة (600) هـ. انظر "التكملة في أسماء النقلة" 2/ 14 - 15 برقم (773)، وسير أعلام النبلاء 412/ 21 - 413 وفيهما عدد من المصادر التي ترجمت هذه النبيلة الجليلة. (¬1) أي بالحديث (4833) في الكبير 5/ 127. (¬2) عبد القادر بن محمد بن محمد هو ابن نصر بن سالم الحنفي. ولد سنة (696) هـ. وعني بالفقه، ودرس وأفتى. وأجاز له الدمياطي. جمع الكثير، واهتم بالطلب، ولم يكن بالماهر. وقد سمع منه الكبار. توفي سنة (775) هـ. وانظر "الدرر الكامنة" 2/ 392. وشذرات الذهب 6/ 238. (¬3) عبد الله بن علي بن عمر بن شبل هو ابن رافع الصنهاجي. كان جميل الصورة، فاضلاً، ذاكراً لمسموعاته، شريف النفس. وكان يقظاً واسع الرواية، نبيلاً، وله وجاهة عند المنصور قلاوون. حدث بالكثير وكان صبوراً على التسميع، توفي سنة (724) هـ. وانظر "الدرر الكامنة" 2/ 276 - 277. (¬4) الصنهاجي -بضم الصاد المهملة وكسرها، والنون الساكنة، والهاء =

أسمع، أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عَزُّون الأنصاري، قراءة عليه وأنا أسمع. وأخبرنا الميدومي، عن ابن عَزُّون، قال: أخبرتنا فخر النساء فاطمة بنت سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصارية سماعاً عليها، قالت: أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية قراءة عليها وأنا أسمع (¬1)، قالت: أخبرنا ابن رِيذَة، أخبرنا أبو القاسم الطبراني. وأخبرني عبد القادر أيضاً بقراءتي عليه من أول الجزء الثاني والثمانين وأوله حدثنا أبو يزيد القراطيسي، فذكر حديث النعمان بن بشير (¬2): أن أباه أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّي نحَلْتُ ابني هذا غلاماً - الحديث، وينتهي إلى تفسير حديث هند بن أبي هالة (¬3). وأخبرني من هنا إلى باب اللام ألف أبو حفص عمر بن علي بن عادل الحنبلي (¬4) بقراءتي أيضاً. ¬

_ = المفتوحة-: هذه النسبة إلى صنهاجة. وصنهاجة، وكُتَامة قبيلتان من حمير، وهما من البربر ... انظر الأنساب 8/ 98، واللباب 2/ 249. (¬1) في (ظ، م، ش): "حاضرة". (¬2) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. (¬3) جاء هذا العنوان في الكبير 22/ 159 وحديث هند هذا فيه برقم (414). (¬4) لعله عمر بن علي بن موسى بن الخليل البغدادي، الفقيه المحدث، أبو =

وأخبرني من هنا (¬1)، إلى آخر الجزء التسعين وينتهي إلى آخر طرق حديث هشام بن عروة، عن فاطمة بنت النذر، عن أسماء بنت أبي بكر: "المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُوْرٍ" (¬2) عبد القادر أيضاً. وأخبرني عبد الله (مص: 9) بن علي بن محمد (¬3) الباجي (¬4) من هنا (¬5) إلى حديث بُسرة بنت صفوان (¬6). ¬

_ = حفص الأزجي البزار، وإن لم يكن فما عرفته. وانظر "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 444 - 445. (¬1) أي من حديث هند بن أبي هالة رقم (414) في الكبير 22/ 155. (¬2) وآخر طرق هذا الحديث هي الطريق (328) في الكبير 24/ 122. (¬3) عبد الله بن محمد بن علي بن محمد هو ابن عبد الرحمن بن خطاب الباجي. ولد سنة (706) وسمع من عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة، وعبد الله بن علي الصنهاجي في آخرين، حدث بالكثير، وسمع منه الكثير من المشايخ، ثم توفي سنة (788) هـ. وانظر الدرر الكامنة 2/ 278 - 279. (¬4) الباجّي -بالباء الموحدة من تحت مفتوحة بعدها ألف، ثم الجيم- هذه النسبة إلى ثلاثة مواضع: أحدها باجة وهي بلدة من بلاد الأندلس ... انظر الأنساب 2/ 18 - 20، واللباب 1/ 103 - 104. (¬5) أي من حديث فاطمة بنت المنذر رقم (414) في المعجم الكبير 22/ 155. (¬6) إلى الحديث (484) في الكبير 24/ 192.

وأخبرني عبد القادر المذكور، من هنا (¬1) إلى حديث حليمة (¬2) بنت أبي ذؤيب السعديَّة (¬3). وأخبرني ابن الباجي المذكور، من هنا (¬4) إلى آخر الكتاب قالوا ثلاثتهم: عبد القادر (مص: 8)، وعمر بن عادل، وعبد الله بن الباجي: أخبرنا محمد بن (¬5) علي بن ساعد الحلبي (¬6) سماعاً عليه قال ابن الباجي: خلا من أول الحادي والتسعين (¬7) إلى حديث بسرة بنت صفوان (¬8)، وخلا من قوله: ما أسندت أم سليم (¬9) إلى قوله: ما أسندت أم كرر الخزاعية (¬10) فإجازة منه، قال: أخبرنا يوسف بن خليل الحافظ، قال: أنبأنا محمد بن إسماعيل بن ¬

_ (¬1) أي من حديث بسرة المشار إليه في التعليق السابق. (¬2) في (مص): "حكيمية" وهو خطأ. (¬3) ذي الرقم (545) في المعجم الكبير 24/ 212 - 215. (¬4) أي من حديث حليمة المشار إليه في التعليق السابق. (¬5) "محمد بن" ساقطة من (ظ، م، ش). (¬6) محمد بن علي بن ساعد هو ابن إسماعيل بن سليم أبو عبد الله المحروسي الخالدي. ولد بحلب سنة (637) هـ. وسمع من الحافظ يوسف بن خليل. وسمع منه ابن سيد الناس وغيره. وتوفي سنة (714) هـ جزم بهذا البرزالي، وأيده العراقي. انظر "الدرر الكامنة" 4/ 64. (¬7) أي من الحديث (329) في الكبير 24/ 122. (¬8) الذي قلنا إنه في المعجم 192/ 24 برقم (484). (¬9) أي من الحديث (293) في الكبير 25/ 120. (¬10) إلى الحديث (398) في الكبير 25/ 164.

محمد (¬1) الطَّرَسُوسي (¬2) أنبأنا محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي (¬3)، وأبو نهشل عبد الصمد بن أحمد العنبري (¬4). "ح". ¬

_ (¬1) محمد بن إسماعيل بن محمد هو ابن أبي الفتح الطرسوسي، الحنبلي، الفقيه، الشيخ الجليل، مسند أصبهان. ولد سنة (502) هـ سمع من أبي علي الحداد، وأبي نهشل العنبري. وغيرهما. وحدث عنه أبو موسى عبد الله بن عبد الغني، ويوسف بن خليل، وطائفة. وتوفي سنة (595) هـ. انظر "التكملة في أسماء النقلة" 1/ 327 - 328 برقم (484). وسير أعلام النبلاء 21/ 245 وفيهما عدد جيد من مصادر ترجمة هذا الفقيه النبيل. (¬2) الطرسوسي -بفتح الطاء المهملة، والراء المهملة أيضاً، ثم سينان مهملتان بينهما واو: الأولى مضمومة، والثانية مكسورة-: هذه النسبة إلى "طرسوس" كانت من بلاد الثغر بالشام. وكان يضرب بعيدها المثل. وهي الآن في الجنوب الغربي من الأراضي التركية. وانظر الأنساب 8/ 231، واللباب 2/ 279. (¬3) محمود بن إسماعيل بن محمد هو ابن محمد بن عبد الله الأصبهاني الصيرفي الأشقر. الشيخ الجليل الثقة، روى معجم الطبراني الكبير، ولد سنة (421) هـ. وكان رجلاً صالحاً. سمع الحديث وأسمعه. توفي سنة (514) هـ. انظر "سير أعلام النبلاء" 19/ 428 - 430 وفيه عدد من مصادر ترجمة هذا المحدث النبيل. (¬4) عبد الصمد بن أحمد هو ابن الفضل العنبري التميمي الأصبهاني، =

قال ابن خليل: وأخبرنا محمد بن أبي زيد (¬1) بن حَمْدٍ (¬2) الْكَرَّانِيّ (¬3)، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي خلا الجزء الأخير فإجازة منه، وسماعاً على فاطمة الجوزدانية للجزء المذكور. قال محمود الصيرفي: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه (¬4). ¬

_ = الشيخ الجليل المعمر، ولد سنة (427) هـ وكان مكثراً، وكان أبوه من فضلاء الأدباء، سمع وأسمع. توفي سنة (517) هـ. وانظر سير أعلام النبلاء 19/ 483 - 484 وفيه أكثر من مصدر لترجمة هذا النبيل. (¬1) محمد بن أبي زيد بن حمد هو ابن أبي نصر، الشيخ المعمر الصدوق، مسند أصبهان أبو عبد الله الكراني -كران: محلة بأصبهان- ولد سنة (497) وسمع الكثير، وحدث بالكثير، توفي سنة (597) هـ. وانظر "التكملة لوفيات النقلة" 1/ 400 برقم (617)، وسير أعلام النبلاء 21/ 363 وفيهما عدد جيد من المصادر التي ترجمت هذا المعمر النبيل. (¬2) في (م) وشذرات الذهب 4/ 322 جاءت: "أحمد" وهو تحريف. (¬3) في (ظ): "الكرماني" وهو تحريف. والكراني -بفتح الكاف والراء المهملة مع التشديد، وفي آخرها نون-: هذا النسبة إلى "كران"، وهي محلة كبيرة بأصبهان رد الله بلاد الإسلام إلى ما كانت عليه وزادها اتساعاً. وانظر الأنساب 10/ 377 - 379، واللباب 3/ 89. (¬4) أحمد بن محمد بن الحسين هو ابن محمد بن فاذشاه، الشيخ، الرئيس، المسند، روى المعجم الكبير بكامله عن الطبراني، وسمعه منه الكثير من =

وقال أبو نهشل، وفاطمة الجوزدانيّة: أنبأنا ابن ريذة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني. والحمد لله وحده (مص: 9). ¬

_ = طلبة العلم. كان صحيح السماع غير أنه رمي بالاعتزال والتشيع. وهذا ليس طعناً مذهباً للثقة بمروياته. توفي سنة (433) هـ. ومن شعره: سهام الشيب نافذة مصيبة ... وسابقة الملمة والمصيبة ومن نزل المشيب بعارضيه ... قد استوفى من الدنيا نصيبه وانظر "سير أعلام النبلاء" 17/ 515 - 516 وفيه بعض المصادر لترجمة هذا الرئيس النبيل.

كتاب الإيمان

بسْم الله الرحمن الرحيم [وبه أستعينُ. ربِّ يسِّر يا كريمُ. ربِّ يَسِّر وأعِنْ، وتمّمْ يا كريم] (¬1) كتاب الإيمان 1 - (باب فيمَنْ شَهِد أن لا إله إلا الله) 1 - وبسند أحمد حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهريّ: أخبرني رجلٌ من الأنصار من أهل الثقة (¬2). أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ -رَحمَةُ الله عَلَيْهِ- يُحَدِّث أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ تُوُفِّي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حَزِنُوا عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ (¬3) بَعْضُهُمْ يُوَسْوِسُ. قَالَ عُثْمَانُ -وَكُنْتُ مِنْهُمْ- فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي ظِلِّ أُطُمٍ (¬4) مِنَ ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ). والذي في (م) إلى قوله: "وبه نستعين". (¬2) هكذا في الأصول كافة، وفي مسند أحمد، وتاريخ البخاري 1/ 169 "الفقه". وعند البزار "العقبة". وفي تعجيل المنفعة "الصفة". (¬3) في (ظ، م، ش): "كان". (¬4) أطم -بضم الهمزة والطاء الهملة-: بناء مرتفع، والجمع آطام.

اْلآطَامِ مَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ -رَحمَةُ الله عَلَيْهِ- فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْعُرُ أَنَّهُ مَرَّ (¬1) وَلاَ سَلَّمَ. فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ -رَحْمَه الله- فَقَالَ لَهُ: مَا يُعْجِبُكَ أَنِّي مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ؟! وَأَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي وِلايَةِ أَبِي بَكْرٍ -رَحمَةُ الله عَلَيْهِ- حَتَّى سَلَّمَا (¬2) جَميعاً، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَاءَنِي أَخُوكَ عُمَرُ، فَذَكَرَ أَنَهُ مَرَّ عَلَيْكَ فَسَلّمَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ، فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟. قَالَ: قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى وَالله قَدْ فَعَلْتَ وَلكِنَّهَا عُبِّيَّتُكُمْ (¬3) يَا بَنِي أُمَيَّةَ. قَالَ: قُلْتُ: والله مَا شَعَرْتُ أَنَكَ مَرَرْتَ وَلا سَلّمْتَ. قَالَ أَبُو بَكْر: صَدَقَ عُثْمَانُ، وَقَدْ شغَلَكَ عَنْ ذلِكَ أَمْرٌ؟ فَقُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ عُثْمَانُ- رَحِمَهُ الله-: تَوَفَّى الله نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ نَجَاةِ هذَا الأمْرِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذلِكَ. قَالَ: فَقُمْتُ إلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ (¬4) بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا (مص: 10) نَجَاةُ هذَا الأَمْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَبِلَ مِنِّي الْكَلِمَةَ الَّتي عَرَضْتُ عَلَى ¬

_ (¬1) في (ش): "مرَّ عليَّ". (¬2) في (ظ): "سلماه". وفي (م، ش): "سلمنا". (¬3) عبِّيَّتكم -بضم العين المهملة، وكسر الباء الموحدة من تحت مشددة، وفتح المثناة من تحت مشددة أيضاً-: الكبر وتضم عينها وتكسر. (¬4) ساقطة "له" من (ظ).

عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ، فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ". رَوَاهُ أَحْمَدُ (¬1)، والطبراني في الأوسط باختصار، وأبو يعلى بتمامه، والبزار بنحوه، وفيه رجل لم يسمّ، ولكن الزهري وثقه وأبهمه. وَقَدْ ذكرته (ظ-1) بسنده حتى لا أبتدئ الكتاب بحديث منقطع. ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة شيخ الزهري، وهو في مسند أحمد 1/ 6. وأخرجه أبو يعلى 1/ 21 - 22 برقم (10) والبزار 1/ 8 برقم (1) عن طريق يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد. وأخرجه زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، عن أبي بكر ... وهذا إسناد حسن. انظر علل الدارقطني 1/ 174. وأخرجه أبو يعلى 1/ 20 - 21 برقم (9)، وابن عدي في كامله 4/ 1558 من طريق مسروق بن المرزبان قال: أخبرني عبد السلام، عن عبد الله بن بشر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان بن عفان، به. وأخرجه عبد الرزاق 11/ 285 - 286 برقم (20554) -ومن طريقه أخرجه البزار 1/ 8 برقم (1) - من طريق معمر، عن الزهري قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاد بعض أصحابه أن يوسوس، فكان عثمان ممن كان كذلك، فمر عمر ... وعند البزار "عن الزهري قال: حدثني رجل من الأنصار من أهل العقبة ... ". وقال البزار: "رواه معمر، وصالح بن كيسان، وقد تابعهما غير واحد على هذ الرواية عن الزهري، عن رجل من الأنصار. =

2 - وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضي الله عَنْهُ- قَالَ: قلْتُ: ¬

_ = وقد روى هذا عبد الله بن بشر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان، عن أبي بكر. حدثناه محمد بن عبد الرحيم، والفضل بن سهل قالا: حدثنا أبو غسان، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عبد الله بن بشر، عن الزهري، عن سعيد، عن عثمان قال: فذكر نحوه. قال البزار: لا أحسب إلا أن عبد الله بن بشر هو الذي أخطأ، والحديث حديث معمر، وصالح بن كيسان مع من تابعهما. وقد رواه الواقدي، عن ابن أخي الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمر بن عثمان -كذا- عن أبي بكر، وهذا مما لم يتابع الواقدي على روايته". وأخرجه الطبراني في الأوسط -ذكره الهيثمي في مجمع البحرين الورقة 3/ 1 - من طريق إبراهيم بن عمر بن خلف، حدثنا فضيل بن سليمان النميري، حدثنا عمرو بن سعيد بن سرحة التنوخي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عثمان بن عفان، عن أبي بكر، به. مختصرًا. وفي إسناده من لم أعرف. وأخرجه أحمد 1/ 7 - 8، وأبو يعلى الموصلي في المسند 1/ 121 - 122 برقم (133) من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث (عبد الرحمن بن معاوية)، عن محمد بن جبير بن مطعم: أن عثمان بن عفان قال: تمنيت أن أكون سألت ... وإسناده ضعيف. انظر مسند الموصلي. والحديث الآتي برقم (85) وعلل الدارقطني 1/ 171 - 175. ونسبه الحافظ في "هداية الرواة الورقة" 3/ 1 إلى أحمد. وانظر علل الحديث 2/ 151، 159 وكنز العمال 1/ 52، 290، 292 برقم (160، 1404، 1410).

يَا رَسُولَ الله، مَا نَجَاةُ هذَا الأَمْرِ الّذِي نَحْنُ فِيهِ؟. قَالَ: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إله إلاَّ اللهُ، فَهُوَ لَهُ نَجَاةٌ". رواه أبو يعلى (¬1)، وفي إسناده كوثر وهو متروك. 3 - وَعَنْ أَبي وَائِلٍ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَ أَبَا بَكْرٍ لَقِيَ طَلْحَةَ فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ وَاجِماً؟ قَالَ: كَلِمَةٌ سَمِعْتُها مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَزْعُمُ أَنَهَا مُوجِبَةٌ، فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَعْلَمُ مَا هِي. قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: لاَ إلَه إلاَّ الله. رَوَا أَبُو يَعْلَى (¬2) وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إلا أن أبا وائل لم يسمعه من أبي بكر. 4 - وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قال رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اخرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إلَه إلاَّ اللهُ، وَجبتْ لَهُ الْجَنَّةُ". قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَقِيَني عُمَرُ بْنُ الْخَطَابِ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقُلْتُ: قَالَ لِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: مَنْ شهِدَ أَنْ لاَ إله إلاَّ الله، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ". فَقَالَ عُمَرُ: ارْجِعْ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: فَإنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا، فَرَجَعْتُ إلَى رَسُولِ ¬

_ (¬1) في المسند 1/ 28 - 29، وفي معجم شيوخه برقم (131) وإسناده ضعيف، وانظر كنز العمال 1/ 59، 292 برقم (194، 1406). (¬2) في المسند 1/ 99 برقم (102)، وإسناده ضعيف لانقطاعه، ونسبة الحافظ في المطالب العالية 3/ 48 برقم (2842) إلى أحمد بن منيع.

الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مَا رَدَّكَ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ عُمَرَ، فَقَالَ: "صَدَقَ". رواه أبو يعلى (¬1) وفي إسناده سويد بن عبد العزيز وهو متروك. 5 - وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَانَ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إنِّي لَأَعْلَمُ كلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقّاً مِنْ قَلْبِهِ إلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ". قَالَ (مص: 11) عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَلاَ أُحَدِّثُكَ مَا هِي؟ هِيَ كَلِمَةُ الإخْلاَصِ [التِيِ] (¬2) أَلْزَمَهَا الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ. وَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوى الّتِي أَلاَصَ (¬3) عَلَيْهَا نَبِيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إلَهَ إلَّا الله (¬4). قُلْتُ: لِعُمَرَ حَديثٌ رَوَاهُ ابن ماجة (¬5) بغير هذا السياق، ورجاله ثقات، رواه أحمد. ¬

_ (¬1) في المسند 1/ 100 - 101 برقم (105) وإسناه ضعيف. وانظر كنز العمال 1/ 291 برقم (1407). (¬2) ما بين حاصرتين سقط من (ظ) ومن (م). (¬3) ألاصه: أراده على شيء، وراوده عليه أيضاً. (¬4) الحديث عند أحمد 1/ 63. وإسناده صحيح، وقد استوفينا تخريجه في "موارد الظمآن" برقم (6)، وانظر أيضاً صحيح ابن حبان برقم (201، 204) نشر مؤسسة الرسالة، وصحيح ابن خزيمة 2/ 774 برقم (500). (¬5) في الأدب (3795) باب: فضل لا إله إلا الله، ولتمام تخريجه انظر الحديث (640، 641، 642) في مسند الموصلي، وصحيح ابن حبان برقم (205) بتحقيقنا. وصحيح ابن خزيمة 2/ 794 برقم (519). =

6 - وَعَنْ سُهَيْلِ بْنِ الْبَيْضَاءِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ في سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأنا رَدِيفُهُ فَقَالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا سُهَيْلُ بْنَ الْبَيْضَاءَ" وَرَفَعَ بِهَا صوْتَهُ، مَرَّتَيْن أَوْ ثَلاَثاً -كلُّ ذلِكَ يُجيْبُهُ سُهَيْلٌ. فَسَمِعَ النَّاسُ صَوْتَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَظَنُّوا أَنَّهُ يُريدُهُمْ، فَحَبَسَ مَن كَان بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَحِقَهُ مَنْ كَانَ خَلْفَهُ، حَتَّى إذا اجْتَمَعُوا، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إله إلاَّ الله، حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ، وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَةَ". رواه أحمد (¬1) والطبراني في الكبير، ومداره على سعيد (¬2) بن الصَّلْت: قال ابن أبي حاتم: قد (¬3) روى عن سهيل بن بيضاء مرسلاً (¬4) وابن عباس (¬5) متصلاً. ¬

_ = وعمل اليوم والليلة للنسائي برقم (1098 - 1102). (¬1) في المسند 3/ 451، وعبد بن حميد برقم (472)، والطبراني في الكبير 6/ 210 برقم (6033، 6034) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل بن البيضاء. وهذا إسناد منقطع. وقد استوفينا تخريجه في "موارد الظمآن" برقم (3)، وفي صحيح ابن حبان برقم (199) أيضاً. وانظر الإصابة 4/ 283، وكنز العمال 1/ 64 برقم (232). (¬2) في (ظ) و (م): "سعد" وهو تحريف. (¬3) سقطت "قد" من (م، ش). (¬4) في (ظ) و (م، ش): "مرسل ... متصل". (¬5) في "الجرح والتعديل" 4/ 34: "يعني: متصلاً".

7 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعِي نَفَرٌ مِنْ قَوْمِي فَقَالَ (¬1): "أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا الله صَادِقاً بِهَا، دَخَلَ الْجَنَّةَ" فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نُبَشِّرُ النَاسَ. فَاسْتَقْبَلَنَا عُمَرُ -رَضيَ الله عَنْهُ- فَرَجَعَ بِنَا إلَى رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ عُمَر: يَا رَسُولَ الله إذَنْ يَتَّكِلُ الناسُ، فَسَكَتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. رَواه أحمد (¬2)، والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. 8 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قالَ لاَ إله إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ له، دَخَلَ الْجَنَّةَ" قَالَ: (مص: 12) قلْت: وإنْ زَنَى، وإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وإنْ زَنَى، وإنْ سَرَقَ" قُلْتُ: وإنْ زَنَى، وإنْ سَرَقَ. قَالَ: "وَإنْ زَنَى وَإنْ سَرَقَ". قُلْتُ: وَإنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ (¬3) قَالَ: "وَإنْ زَنَى، وَإنْ سَرَقَ، عَلَى رَغْم أَنْفِ أَبِي الدَّرْدَاءِ". قَالَ: فَخَرَجْتُ ¬

_ (¬1) في (م): "فقالوا" وهو خطأ. (¬2) في المسند 4/ 402 من طريق مؤمل بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه قال: ... وهذا إسناد ضعيف لضعف مؤمل بن إسماعيل. والحديث هذا في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير، وقد نسبه المتقي الهندي في كنز العمال 1/ 47 - 48 برقم (131) إلى أحمد، والطبراني في الكبير. (¬3) رواية ابن خزيمة هنا نهايتها، ولي فيها "وحده لا شريك له".

لأنَادِيَ بِهَا فِي النَّاس، فَلَقِيَنِيْ عُمَرُ فَقَالَ: ارْجِعْ فَإنَ النَّاسَ إنْ عَلِمُوا بِهذِهِ (¬1) اتَكَلُوا عَلَيْهَا. قَالَ: فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُهُ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "صَدَقَ عُمَرُ". رواه أَحْمَدُ (¬2)، والبزّار، والطبراني في الكبير، والأوسط وَإسناد أحمد أصح، وفيه ابن لهيعة، وقد احتج به غير واحد. ¬

_ (¬1) في (م): "بهذا". (¬2) في المسند 6/ 442 من طريق الحسن قال: حدثنا ابن لهيعة، عن واهب بن عبد الله: أن أبا الدرداء قال: ... وذكره الحافظ في الفتح 11/ 268 ونسبه إلى أحمد بهذا اللفظ. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (4) - وابن خزيمة في التوحيد 2/ 814 برقم (536) تحقيق الدكتور عبد العزيز الشهوان، من طريقين عن محمد بن الزبير الحنظلي، عن رجاء بن حيوة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الزبير الحنظلي متروك الحديث. وهو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وقال الطبراني: "لم يروه عن رجاء إلا محمد بن الزبير، ولا عنه إلا عبد الله"، يعني: ابن عَرَادة الشيباني، وهو ضعيف. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (1124)، والبزار 1/ 11 برقم (5) من طريقين عن عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن زيد بن وهب قال: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله: ... وقال البزار: "وهذا قد روي عن أبي ذر، وأبي الدرداء، وهذا أحسن أسانيد أبي الدرداء، لأن الحسن كوفيّ مشهور، وزيد ثقة. نقول: إنه إسناد صحيح. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه أحمد -من طريق ابن نمير- 6/ 447، والبخاري في الاستئذان (6228) باب: من أجاب بلبيك وسعديك- من طريق عمر بن حفص، حدثني أبي -والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (1126) - من طريق أحمد بن حرب قال: حدثنا أبو معاوية -وابن حبان موارد برقم (10) بتحقيقنا- من طريق الحسن بن عبد الله بن يزيد القطان، حدثنا هشام بن عمار، حدثني عيسى بن يونس. جميعهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء ... وعند أحمد "عن أبي الدرداء مثل حديث زيد بن وهب، عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". وقال البخاري بعد رواية أبي ذر (6228) عن الأعمش قال: "قلت لزيد: إنه بلغني أنه أبو الدرداء؟ " فقال: أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة". "قال الأعمش: وحدثني أبو صالح، عن أبي الدرداء، نحوه". وقال الحافظ في فتح الباري 11/ 267: "وزاد حفص بن غياث في روايته عن الأعمش: قال الأعمش: قلت لزيد بن وهب. إنه بلغني أنه أبو الدرداء؟ ... وأخرجه أحمد، عن ابن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء". وقال البخاري بعد الرواية (6443) لحديث أبي ذر: "قال النضر: أخبرنا شعبة، وحدثنا حبيب بن أبي ثابت، والأعمش، وعبد العزيز بن رفيع، حدثنا زيد بن وهب، بهذا". "قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء مرسل لا يصح، إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر. قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟. قال: مرسل أيضاً لا يصح، والصحيح حديث أبي ذر. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا: إذا مات قال: لا إله إلا الله عند الموت". وقال الحافظ في الفتح 11/ 267 بعد أن ذكر ما سبق: "قلت: فلهذا هو ساقط من معظم النسخ". وقال الحافظ في الفتح 11/ 263: "وذكره الدارقطني في (العلل) فقال: يشبه أن يكون القولان صحيحين. قلت -القائل ابن حجر-: وفي حديث كل منهما في بعض الطرق ما ليس في الآخر". وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (1125) من طريق عمرو بن هشام قال: حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عبد الله بن مالك، عن زيد بن وهب الجهني، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد جيد عيسى بن عبد الله بن مالك بسطنا القول فيه عند الحديث (496) في موارد الظمآن. وأخرجه النسائي أيضاً برقم (1127) من طريق هارون بن محمد بن بكار، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا زيد بن واقد، حدثنا بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، بنحوه. وهذا إسناد حسن أيضاً، محمد بن عيسى بن القاسم بينا أنه حسن الحديث في "موارد الظمآن" عند الحديث (1961). ويشهد له حديث أبي ذر عند البخاري في الجنائز (1237) باب: ومن كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، وأطرافه، ومسلم في الإيمان (94) باب: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات مشركاً دخل النار. وقد استوفيت تخريجه في صحيح ابن حبان برقم (169، 170). وحديث سلمة بن نعيم الآتي برقم (21). ونقل الحافظ في فتح الباري 1/ 111 عن الزين بن المنير قوله: "حديث أبي ذر من أحاديث الرجاء التي أفضى الاتكال عليها ببعض =

9 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَهُ إذْ حُضِرَ قَال: أَدْخِلُوا عَلَيَّ النَاسَ. فَأُدْخِلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ لَقِيَ الله [وَهُوَ] (¬1) لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً جَعَلَهُ الله في الْجَنَّةِ". وَمَا كُنْتُ أَحَدِّثُكُمُوهُ إلَّا عِنْدَ الْمَوْتِ، وَالشَهِيدُ عَلَى ذَلِكَ عُوَيمِرٌ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَانْطَلَقُوا إلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، وَمَا كَانَ يَحَدَّثُكُمْ بِهِ إلاَّ عِنْدَ مَوْتِهِ. رواه أحمد (¬2)، ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا صالح لم ¬

_ = الجهلة إلى الإقدام على الموبقات. وليس هو على ظاهره، فإن القواعد استقرت على أن حقوق الآدميين لا تسقط بمجرد الموت على الإيمان، ولكن لا يلزم من عدم سقوطها أيضاً أن لا يتكفل الله بها عمن يريد أن يدخله الجنة". وانظر أيضاً فتح الباري 11/ 262 - 263، 267 - 268، وتحفة الأشراف 8/ 222 برقم (10934)، و9/ 161 - 162، و"حلية الأولياء" 1/ 226، وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي ذر ص (598) في "عمل اليوم والليلة". ومسند الموصلي 9/ 22 - 24 برقم (5090) مع التعليق عليه. (¬1) ليست في (مص) وهي في (م، ظ). (¬2) في المسند 6/ 450 من طريق عفان، حدثنا همام قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن معاذ ... وهذا إسناد ضعيف، أبو صالح باذان مولى أم هانئ مدلس وقد عنعن، وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (788) في "موارد الظمآن". وأخرجه الحاكم 3/ 247 بإسناد فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وقد سكت عنه الحاكم، والذهبي. وانظر كنز العمال 1/ 80 برقم (325) وما بعده. وتاريخ البخاري الكبير 8/ 252.

يسمع من معاذ بن جبل. 10 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ لِي (¬1) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ شَهَادَةُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ الله". رَوَاهُ أَحْمَدُ (¬2)، والبزار، وفيه انقطاع بين شهر، ومعاذ. وإسماعيل بن عياش روايته عن أهل الحجاز ضعيفة وهذا منها. 11 - وَعَنْ عُمَرَ -رَضيَ الله عَنْهُ-: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ أَنَهُ "مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ¬

_ (¬1) سقطت "لي" من (م). (¬2) في المسند 5/ 242، والبزار 1/ 9 برقم (2)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" برقم (189)، وابن عدي في الكامل 4/ 1356 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل ... وقال البزار: "شهر لم يسمع من معاذ حديثاً". نقول: هذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عياش قال أحمد: "ما روى عن الشاميين صحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح". وكذلك قال البخاري وغيره، وهذا الحديث من روايته عن الحجازيين، وقد تقدم أيضاً قول البزار أن شهراً لم يسمع من معاذ. وكذلك قال الحافظ ضياء الدين نقله عنه العلائي في "جامع التحصيل" ص (248)، وقد بسطنا القول في شهر عند الحديث (6370) في مسند الموصلي. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 416 ثم قال: "رواه أحمد، والبزار". =

مُخْلِصاً دَخَلَ الْجَنَّةَ". فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله إذاً يتَّكلُوا. فَقَالَ: "دَعْهُمْ". رَوَاهُ أَبُو يَعْلى (¬1)، وَالْبَزَّارُ إلاَّ أنّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله إذاً يَتَّكِلُوا! قَالَ: "دَعْهُمْ يَتَّكِلُوا". وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل [وهو ضعيف لسوء ¬

_ = وقال البزار: "وهذا قد رواه جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم، عن أبيه، عن عمر". نقول: إسناده ضعيف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر فصلنا القول فيه عند الحديث (5051) في مسند الموصلي. وأبوه عبيد الله بن عمر ترجمه البخاري في الكبير 5/ 392 ولم يورد جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 330، وذكره ابن حبان في ثقاته 7/ 142، وقال الحسيني في إكماله (60/ 1): "لا يعرف حاله". ولكنه لم يسمع من جده عمر، فالإسناد منقطع أيضاً. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 803 - 804 برقم (527) من طريق إسحاق بن إبراهيم الصواف قال: حدثنا بدل بن المحبر قال: حدثنا زائدة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: سمعت ابن عمر، عن عمر ... وهذا إسناد حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل فصلنا القول فيه عند الحديث (7103) في مسند الموصلي. (¬1) في المسند الكبير يسر الله لنا الوصول إليه. وأخرجه البزار 1/ 13 برقم (11) من طريق إبراهيم بن سعيد، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن أبي بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم بن عبيد الله، عن أبيه، عن عمر ...

حفظه] (¬1). 12 - وَعَنْ جَابِر -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (مص: 13) - صلى الله عليه وسلم -: "نَادِ يا عُمَرُ فِي النَّاسِ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَعْبُدُ الله مُخْلِصاً مِنْ قَلْبِهِ، أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ وَحُرِّمَ عَلَى النَّارِ". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله، أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: "لاَ (¬2)، لاَ يَتَّكلِوا" (¬3). رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى. 13 - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَة -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله نَفَعَتْهُ يَوْماً مِنْ دَهْرِهِ يُصِيبُهُ قَبْلَ ذلِكَ مَا أَصَابَهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ، م، ش). (¬2) لفظة "لا" ساقطة من (م). (¬3) أخرجه أبو يعلى 3/ 352 برقم (1820)، وعبد بن حميد برقم (1038) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن حسين، عن زائدة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر ... وهذا إسناد حسن، حسين بن علي هو الجعفي، وزائدة هو ابن قدامه، وعبد الله بن محمد بن عقيل فصلنا فيه القول عند الحديث (7103) في مسند الموصلي. وانظر كنز العمال 1/ 84 برقم (351). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (3) - وفي الصغير 140/ 1 من طريق الحسين بن محمد بن حاتم العجلي، حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، حدثنا أبي، حدثنا حفص (ابن سليمان) الغاضري، عن موسى الصغير، عن عبيد الله بن عبد الله بن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = عتبة، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف، حفص بن سليمان الغاضري متروك الحديث، وعلي بن يزيد الصدائي. قال أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" 3/ 301 برقم (5339) وقد سأله ابنه عن علي بن يزيد هذا: "ما كان به بأس". وأورد ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 209، وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 462، وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن علي بن يزيد الصدائي فقال: ليس بقوي، منكر الحديث عن الثقات". وقال ابن عدي في كامله 5/ 1854، 1855: "أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات، إما أن يأتي بإسناد لا يتابع عليه، أو بمتن عن الثقات منكر، ويروي عن مجهول". ثم ذكر له ثلاثة أحاديث، ثم قال: "ولعلي بن يزيد غير ما ذكرت أحاديث غرائب، وعامة ما يرويه مما لا يتابع عليه". وقال الحافظ في التقريب: "فيه لين". وانظر ميزان الاعتدال 3/ 162 فقد أورد الذهبي فيه كلام أبي حاتم، وكلام ابن عدي، بينما اكتفى في المغني 2/ 457 بإيراد قول ابن عدي. وباقي رجاله ثقات، شيخ البزار الحسن بن محمد بن حاتم، قال الخطيب في تاريخه 4/ 94، وابن الجوزي في المنتظم 6/ 61: "وكان ثقة حافظاً متقناً". وقال ابن المنادي: "كان من المتقدمين في حفظ المسند خاصة". وانظر سير أعلام النبلاء 14/ 90. وموسى الصغير هو ابن مسلم الحزامي وثقه ابن معين، وأحمد، وابن حبان. وقال الطبراني: "لم يروه عن موسى الصغير إلا حفص الغاضري، تفرد به الحسن بن علي الصدائي، عن أبيه". وأخرجه البزار 1/ 10 برقم (3) -ومن طريق البزار هذه أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" 1/ 109 برقم (97) - من طريق أبي كامل قال: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الأغر =

رَوَاهُ البزار، والطبراني (¬1) في الأوسط، والصغير، ورجاله رجال الصحيح. 14 - وَعَنْ عُمَرَ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلَّا الله، وَأنِّي رَسُولُ الله. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ مِنْ حَقِيقَةِ قَلْبِهِ، إلَّا وَقَاهُ الله حَرَّ النَّارِ". رواه البزار (¬2)، وفي إسناده عاصم [بن عبيد الله] (¬3) وهو ¬

_ = -وقد سقط من إسناد البزار- عن أبي هريرة ... وهذا إسناد صحيح. وقال البزار: "وهذا لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، ورواه عيسى بن يونس، عن الثوري، عن منصور أيضاً. وقد روي عن أبي هريرة موقوفاً، ورفعه أصح". وانظر شعب الإيمان برقم (98، 99). وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 414: "رواه البزار، والطبراني. ورواته رواة الصحيح". وليس الأمر كما قال. وانظر كنز العمال 1/ 418 برقم (1778). (¬1) ساقطة من (م، ش). (¬2) في كشف الأستار 1/ 13 برقم (11) من طريق إبراهيم بن سعيد، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن أبي بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم بن عبيد الله، عن أبيه، عن عمر قال: قال رسول الله ... وقال البزار: "وهذا قد رواه جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم، عن أبيه، عن عمر". نقول: إسناده ضعيف، عاصم بن عبيد الله فصلنا القول فيه عند الحديث (5501) في مسند الموصلي. ويزيد ضعيف أيضاً. وأخرجه أبو يعلى 1/ 199 - 200 برقم (230) ضمن حديث طويل، من طريق أبي هشام، حدثنا ابن فضيل، حدثنا ابن أبي زياد، بالإسناد السابق. (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ، م، ش).

ضعيف. 15 - وَعَنْ أَبِي سعيدٍ الْخُدْرِي -رَضيَ الله عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَهُ قَالَ يَوْماً مِنَ الأَيامِ: "مَنْ قَالَ: لاَ إله إلاَّ الله، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ". فَاسْتَأْذَنَهُ مُعَاذٌ لِيَخْرُجَ (¬1) بِهَا إلَى النَّاسِ فَيُبَشِّرَهُمْ، فَأَذِنَ لَهُ فَخَرَجَ فَرِحاً مُسْتَعْجِلاً، فَلَقِيَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: كَمَا أَنْتَ، لاَ تَعْجَلْ. ثُمّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، أَنْتَ أَفْضَلُ رَأْياً، إنَ النَاسَ إذَا سَمِعُوا بِهذَا (¬2) اتَّكَلُوا عَلَيْها، فَلَمْ يَعمَلُوا! قَالَ: "فَرُدَّهُ"، فَرَدَّهُ. رَواه البزار (¬3) وفي إسناده محمد بن أبي (¬4) ليلى، وقد ضعف. 16 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَيْضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إلا الله مُخلِصاً، دَخَلَ الْجَنَّةَ". ¬

_ (¬1) في (م): "فيخرج". (¬2) في (م، ش): "بها". (¬3) في كشف الأستار 1/ 12 برقم (8) من طريق محمود بن بكر بن (عبد الرحمن)، حدثني أبي، عن عيسى بن المختار، عن محمد بن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد ... وقال البزار: "وهذا لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه". نقول: إسناده فيه ضعيفان: عطية العوفي، وشيخه. وانظر الحديث التالي. (¬4) "أبي" ساقطة من (ظ، م، ش).

رواه البزار (¬1)، ورجاله ثقات، إلا أَن من روى عنهما البزار لم أقف لهما على ترجمة (¬2). 17 - وَعَنْ أبي سَعِيد، -رَضيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِك بِالله شَيْئاً، دَخَلَ الْجَنَّةَ". رواه أحمد، والبزار (¬3)، ورجاله رجال الصحيح (مص: 14) (¬4). ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 11/ 1 - 12 برقم (7) من طريق محمد بن إسماعيل بن سمرة، وعلي بن شعيب قالا: حدثنا الوليد بن القاسم، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عطية، عن أبي سعيد قال ... وقال البزار: "ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا الوليد". نقول: إسناده ضعيف لضعف عطية. (¬2) ملاحظة: على هامش (مص) رواية البزار بإسنادها ثم "فأما شيخا البزار فهما ثقتان، أما محمد بن إسماعيل بن سمرة فأخرج له الترمذي والنسائي، وابن ماجه، ووثقه أبو حاتم، والنسائي وغيرهما. وأما علي بن شعيب، فروى عنه النسائي أيضاً. وعلة الحديث إنما هي من عطية، فقد ضعفه جماعة". (¬3) أخرجه أحمد 3/ 79، والبزار 1/ 11 برقم (6) من طريقين: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي. وقال البزَّار: "لا نعلم رواه عن عطية أثبت من زكريا". (¬4) على هامش (مص): "فائدة: في إسناده عطية بن سعيد وهو ضعيف جداً ولم يخرج له واحد من الشيخين" (وفي ش) زيادة "وضرب عليه بغير خطه".

18 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إلَّا الله مُخْلِصاً، دَخَلَ الْجَنَّةَ". قِيلَ: وَمَا إخْلاَصُهَا (¬1)؟ قَالَ: "أَنْ تَحْجُزَهُ عَنْ مَحَارِمِ الله" (¬2). رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، إلا أنه قال في الكبير: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إخْلاَصُهُ أَنْ تَحْجُزَهُ عَما حَرَّمَ الله عَلَيْهِ". وفي ¬

_ (¬1) في (م): "اختلاصها". (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (3) - من طريق أبي العباس أحمد بن محمد الجوهري، حدثتا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم ... وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن غزوان قال الدارقطني: "كان يضع الحديث" وانظر "الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث" ص (238)، وتنزيه الشريعة 108/ 1، والمغني في الضعفاء، 607/ 2. وقال الطبراني: "لم يروه عن أبي إسحاق إلا شريك، تفرد به محمد". وأخرجه الطبراني في الكبير 5/ 197 برقم (5074)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 254 من طريقين: حدثنا الهيثم بن جماز. حدثنا أبو داود الدارمي، عن زيد بن أرقم ... وهذا إسناد ضعيف: الهيثم بن جماز ضعفه ابن معين وقال أحمد، والنسائي: متروك الحديث. وأبو داود هو نفيع بن الحارث كذبه ابن معين، وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (7440) في مسند أبي يعلى الموصلي. وانظر "نوادر الأصول" ص (13)، وكنز العمال 1/ 61 برقم (205)، والترغيب والترهيب 2/ 414.

إسناده محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، وهو وضَّاع. 19 - وَعَنْ بِلاَلٍ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بِلاَلُ، نَادِ فِي النَّاسِ: مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إلا الله قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، دَخَلَ الْجَنَّةَ أَوْ شَهْرٍ أَوْ جُمْعَةٍ، أَوْ يَوْمٍ (¬1) أَوْ ساعَةٍ". قَالَ: إذاً يَتَّكِلُوا. قَالَ: "وَإنِ اتَّكَلُوا". رواه الطبراني (¬2) في الكبير (¬3)، وفيه المنهال بن خليفة، وهو منكر الحديث. 20 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجَهْنِي -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: أَرسَلَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أُبَشِّرُ النَاسَ أَنَهُ مَنْ مَاتَ (¬4) يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا الله ¬

_ (¬1) "يوم" ساقطة من (ظ). والمعطوفات جميعها فيها جاءت منصوبة. (¬2) في (مص): "البزار" وهو خطأ. (¬3) 1/ 366 برقم (1123) من طريق علي بن عبد العزيز. حدثنا محمد بن عمار الموصلي، حدثنا يحيى بن اليمان، حدثنا المنهال بن خليفة، عن أبي عبيد الله الشامي، عن أبي مليكة الذماري، عن نمران اليحصبي، عن بلال قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد ضعيف، المنهال بن خليفة بَيَّنا أنه ضعيف عند الحديث (7166) في مسند الموصلي. ومن ضعفه أنه قدم وأخر في هذا الإسناد. انظر "الجرح والتعديل" 8/ 497، والتاريخ الكبير 8/ 120، وثقات ابن حبان 8/ 544، وتعجيل المنفعة ص (425)، ومسند أحمد 4/ 234، ومعجم الطبراني الكبير 227/ 1 الحديث (619)، وأسد الغابة 172/ 1 و 2/ 511، والإصابة 1/ 136، و5/ 59. وانظر أيضاً كنز العمال 1/ 64 برقم (231). (¬4) في (ظ): "بأنه من شهد". وفي (م، ش): "أنه ... ".

وحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، فَلَهُ الْجَنَّةُ (¬1). رَوَاهُ الطبَرَانِي فِي الْكَبِيرِ ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (1110، 1111)، والطبراني في الكبير 5/ 254 برقم (5262)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (4) - من طرق عن قدامة الأشجعي، حدثني مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبيه، عن أبي حرب بن زيد بن خالد الجهني قال: أشهد على أبي زيد بن خالد الجهني أنه قال: .... وهذا إسناد حسن، قدامة بن محمد ترجمه البخاري في الكبير 7/ 179 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن معين وسأله عثمان الدارمي عنه: "لا أعرفه" ولم يزد على ذلك، تاريخ عثمان ص (194) برقم (710). وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 129: "سألت أبي عن قدامة بن محمد المديني فقال: ليس به بأس". وقال أيضاً: "سئل أبو زرعة عن قدامة بن محمد المديني فقال: لا بأس به". وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 219: "يروي .... المقلوبات التي لا يشارك فيها .... لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". وقال الذهبي في الميزان 3/ 386 - وفي المغني 2/ 523 مثله-: "تكلم فيه ابن حبان ومشاه غيره". وقال ابن حجر في التقريب: "صدوق، يخطئ". وقال ابن عدي في الكامل 6/ 2075: "ولقدامة، عن إسماعيل، عن ابن جريج غير ما ذكرت من الحديث. وكل هذه الأحاديث في هذا الإسناد غير محفوظة". نقول: ابن عدي يضعف طريقاً واحدة وربما كانت العلة فيها من راو =

21 - وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْم الأَشْجَعِي -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَقِيَ الله تَعَالَى لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، دَخَلَ الْجَنَّةَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإنْ زَنَى، وَإنْ سَرَقَ" (¬1). رواه أحمد ورجاله ثقات، والطبراني في الكبير، وفيه عبد الله بن الحسين المصيصي وهو متروك لا يحتج به. 22 - وَعَنْ أَبِي شيبة الْخُدْرِيّ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ¬

_ = آخر والله أعلم. فمثل هذا أقل ما يقال فيه إنه حسن الحديث. وأما أبو حرب بن زيد فقد ترجمه البخاري في الكبير 9/ 23 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 358، ووثقه ابن حبان 5/ 576، وانظر الكنى لمسلم ص (105). (¬1) أخرجه أحمد 4/ 260 - ومن طريقه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 434، و5/ 285 - وعبد بن حميد برقم (389)، وابن أبي عاصم في السنة برقم (971)، والبخاري في الكبير 4/ 71، والطبراني في الكبير 7/ 48 برقم (6347، 6348)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (4) - وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 46 من طرق عن شيبان بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن سلمة بن نعيم الأشجعي ... وهذا إسناد صحيح. وليس في واحد من أسانيد الطبراني من اسمه "عبد الله بن الحسن المصيصي". وانظر "الإصابة" 4/ 235، وأسد الغابة 2/ 434، وكنز العمال 1/ 81 برقم (332).

"مَنْ قَالَ لاَ إله إلَّا الله (مص: 15)، دَخَلَ الْجَنَّةَ" (¬1). رَوَاهُ الطبراني في الأوسط، والكبير، وفيه أبو مشرح -أو مشرس- لم أقف له على ترجمة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير 22/ 313 برقم (790). وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (3) - من طريق أبي مسلم الكشي، حدثنا أبو عاصم، عن يونس بن الحارث، حدثني أبو مسرح -أو مشرح- قال: سمعت أبا شيبة الخدري .... وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي شيبة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو عاصم". وأخرجه البخاري في الكبير 8/ 65، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 38، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 169 من طريق أبي عاصم، أخبرنا يونس بن الحارث، حدثنا مشرس، عن أبيه قال: سمعت أبا شيبة الخدري ... وقال الحافظ في "الإصابة" 197/ 11: "أخرج حديثه -يعني أبا شيبة- ابن السكن، والطبراني، والبغوي، والدولابي، وابن منده، من طريق يونس بن الحارث ... " وذكر الحديث مع قصة ثم قال: "ولم يذكر الطبراني القصة، ولا قال في السند: عن أبيه ... ". وانظر الاستيعاب 11/ 324 - 325. نقول: أبو مشرس ما وجدنا له ترجمة، وابنه مشرس ترجمه البخاري في الكبير 8/ 65 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 441 وما رأيت فيه جرحاً فهو على شرط ابن حبان. وقال الذهبي في الميزان 4/ 117: "مشرس، عن أبيه، عن أبي =

23 - وَعَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: حدثني أبي شَدَّادٌ -وَعُبَادَة بْنُ الصَّامِتِ حَاضِرٌ يُصَدِّقُهُ -قَال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ " يَعْنِي: أَهْلَ الْكِتَابِ. قُلْنَا: لاَ، يَا رَسُولَ الله، فأمَرَ بِغَلْقِ الْبَابِ وَقَالَ: "ارْفَعُوا أَيْديَكُمْ وَقُولُوا: لاَ إله إلاَّ الله". فَرَفَعْنَا أَيْدِيَنَا سَاعَةً ثُمَ وَضَعَ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ، ثُمَ قَالَ: "الْحَمْدُ لله. اللهم إنَّكَ بَعَثْتَنِي بِهذِهِ الْكَلِمَةِ، وَأَمَرْتَنِي بِهَا، وَوَعَدْتَنِي عَلَيْهَا الْجَنَّةَ، وَإنًكَ لاَ تُخْلِفُ اْلمِيعَادِ". ثُمَّ قَالَ: "أَلا أَبْشِرُوا فَإنَ الله قَدْ غَفَرَ لَكُمْ" (¬1) رواه أحمد والطبراني، والبزار، ورجاله موثقون. ¬

_ = شيبة الخدري، مجهول كأبيه". وتابعه على هذا ابن حجر في لسان الميزان 6/ 41. (¬1) أخرجه أحمد 4/ 124، والبزار 1/ 13 برقم (10)، والحاكم في المستدرك 1/ 501 من طريق إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه شداد ... وهذا إسناد ضعيف. وقال البزار: "وهذا لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد". وقال الحاكم عن إسماعيل بن عياش: "فإنه أحد أئمة الشام، وقد نسب إلى سوء الحفظ، وأنا على شرطي في أمثاله". وأخرجه الطبراني في الكبير 7/ 289 - 290 برقم (7163) من طريقين عن هشام بن عمار، حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني، حدثنا راشد بن داود الصنعاني، بالإسناد السابق. وعبد الملك بينا أنه ضعيف عند الحديث (6277) في مسند الموصلي. وسيأتي الحديث في الأذكار، باب: ما جاء في فضل لا إلَهَ إلا الله. =

24 - وَعَنْ رَجُلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: (مص: 18) سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ لَقِيَ الله وَهُوَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، دَخَلَ الْجَنّةَ وَلَمْ تَضُرَّهُ مَعَهُ خَطِيَئَةٌ، كمَا لَوْ لَقِيَهُ وَهُوَ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ، وَلَمْ تَنْفَعْهُ مَعَهُ حَسَنَةٌ" (¬1). ¬

_ = وهناك أعله الهيثمي براشد بن داود. وانظر كنز العمال 1/ 49 برقم (137). وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 415 بعد ذكره هذا الحديث: "رواه أحمد بإسناد حسن، والطبراني، وغيرهما". (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه أحمد 2/ 170 من طريق أبي أحمد وأبي نعيم قالا: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن المنتشر، عن أبيه -هذا في حديث أبي أحمد الزبيري- قال: نزل رجل على مسروق فقال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: ... قال أبو نعيم في حديثه: "جاء رجل أو شيخ من أهل المدينة، فنزل على مسروق فقال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: ... قال عبد الله: والصواب ما قاله أبو نعيم". والذي توحي به هذه العبارات -والله أعلم- أن محمد بن المنتشر روى هذا الحديث عن رجل، عن عبد الله بن عمرو، ورواه أيضاً عن عمه مسروق، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وكلا الطريقين ضعيف، أما الأول فتابعيه مجهول، وأما الثاني فقد قال المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 1275 وهو يذكر الذين روى عنهم محمد بن المنتشر: "وعمه مسروق على خلاف فيه". وتابعه على ذلك ابن حجر. وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" 1/ 81 برقم (328) ونسبه إلى أحمد، والطبراني في الكبير وقال: "وصحح".

رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح ما خلا التابعي فإنه لم يسم، ورواه الطبراني فجعله من رواية مسروق عن عبد الله بن عمرو (¬1). 25 - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ عَلِمَ أَنَ الله رَبُّهُ، وَأَنِّي نَبِيُّهُ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ -وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ (¬2) إلَى جِلْدَةِ صَدْرِهِ- حَرمَ الله لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ" (¬3). ¬

_ (¬1) على هامش (مص) ما نصه: "بلغ مقابلة بسماع مؤلفه". (¬2) ساقطة من (م، ش). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 124 برقم (253)، والبزَّار 1/ 15 برقم (14)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 822 برقم (542)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 182، والبغدادي في تاريخ بغداد 11/ 308 من طريق عمر بن محمد بن عمر بن معدان، عن عمران القصير، عن عبد الله بن أبي القلوص -عند الطبراني: ابن القلوص- عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين ... وقال البزار: هذا لا نعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا عمران، ولا له إلا هذا الطريق ... ". نقول: إسناده جيد، عمر بن محمد بن عمر بن معدان ترجمه البخاري في الكبير 6/ 190 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 132، ووثقه ابن حبان 8/ 443، وقال البزّار: "عمر بن محمد بصري لا بأس به". وعبد الله بن أبي القلوص ترجمه البخاري في الكبير 5/ 176 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 142، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 48، وعمران القصير هو ابن مسلم، وسيأتي أيضاً برقم (36).

رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده عمر بن محمد بن عمر بن معدان (¬1) وهو واهي الحديث. 26 - وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ أَنَهُ سَمِعَ النَبِي - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، فَقَدْ حَلَّتْ لَهُ مَغْفِرَتُهُ" (¬2). رواه الطبراني في الكبير، وإسناده لا بأس به. 27 - وَعَنْ جَرِيرٍ -رَضيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بالله شَيْئاً، (¬3) وَلَمْ يَتَنَدَّ بِدَمٍ حَرَامٍ، (¬4) أُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ" (¬5) (مص: 16). رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) في (مص): "صفوان" وهو خطأ. (¬2) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 83 برقم (343) إلى الطبراني في الكبير وقال: "وحسن". (¬3) ليس في (م): "شيئاً". (¬4) تندَّى المكان: أصابه الندى، وتندى الظمآن: تروى. والمراد هنا أنه لم يصب من الدم الحرام شيئاً. (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 309 برقم (2285)، والحاكم 4/ 352 من طريقين عن الوليد بن القاسم -وعند الحاكم: القاسم بن الوليد الهمداني- حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله ... وهذا إسناد حسن من أجل الوليد بن القاسم. ولكن خالفه وكيع بن الجراح عند الحاكم 4/ 351 - 352 فقال: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثله. وقال الذهبي: "صحيح". ورأى أنه =

28 - وَعَنْ أَبي عَمْرَةَ الَأنْصارِيّ قَال كُنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزَاةٍ، فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ (¬1)، فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ (¬2) وَقَالُوا: يُبَلِّغُنَا الله بِهِ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضيَ الله عَنْهُ- رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدْ هَمَّ أَنْ يَأذَنَ لَهُمْ (¬3) فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ، قَال: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ بِنَا إذَا نَحْنُ لَقِينَا الْقَوْمَ غَداً جِيَاعاً، رِجَالاً؟. وَلكِنْ إنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ الله، أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبِقَايَا أَزْوَادِهِمْ فَتَجْمَعَهُ، ثُمَ تَدْعُو الله فِيهِ بِالْبَرَكَةِ، فَإنَّ الله سَيُبَارِكُ (¬4) لَنَا فِي دَعْوَتِكَ -أَوْ سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ- فَدَعَا النَّبي - صلى الله عليه وسلم - ببَقَايَا أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجِيئُونَ بِالْحَثْيَةِ (¬5) مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذلِكَ، وَكَانَ أَعْلاَهُمْ مَنْ جَاءَ بِصاعٍ مِنْ تَمْرٍ. فَجَمَعَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ قَامَ فَدَعَا مَا شَاءَ. الله أَنْ يَدْعُوَ، ثُمَّ دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ وَأَمَرَهُمْ أَنْ ¬

_ = أصح من السابق. وانظر كنز العمال 1/ 83 برقم (341). (¬1) المخمصة: المجاعة. فالجائع ضامر البطن، لأن الخاء والميم والصاد أصل يدل على الضمر والتطامن. انظر مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 219. (¬2) الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتركب. (¬3) في (م): "بإذنهم". وهو تحريف. (¬4) في (ظ): "تبارك". (¬5) الحثية والحثوة: الغرفة باليد من التراب والطعام وغيرهما.

يَحْتَثُوا (¬1)، فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إلاَّ مَلَؤُوهُ وَبَقِيَ مِثْلُهُ (¬2)، فَضَحِكَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فَقَالَ: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ الله، لاَ يَلْقَى الله عَبْدٌ يُؤْمِنُ بهَا، إلاَّ حَجَبَتْهُ عَنِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (ظ): "يحثو". وفي (م): "يجتثوا" وهو تصحيف. (¬2) في (م، ش)؟ "منه". (¬3) أخرجه أحمد 3/ 417 - 418 - ومن طريقه هذه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 231، وابن كثير في "الشمائل" ص (216 - 217) - والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (1140)، وابن حبان برقم (221) بتحقيقنا، والطبراني في الكبير 1/ 211 - 212 برقم (575)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (3) - والحاكم 2/ 618 - 619، والبيهقي في "دلائل النبوة " 6/ 121 من طرق عن الأوزاعي قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه أبي عمرة ... وهذا إسناد صحيح، فقد صرح المطلب بالتحديث عند أحمد وغيره. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني في الكبير أيضاً برقم (575)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (3) - من طريق أحمد بن إبراهيم القرشي، حدثنا إبراهيم ابن عبد الله بن العلاء بن زبر، حدثني أبي عبد الله بن العلاء، عن الزهري قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، بالإسناد السابق. وقال الطبراني: "لم يروه عن الزهري إلا عبد الله بن العلاء، تفرد به ابنه". وانظر "تحفة الأشراف" 6/ 236 برقم (12073)، وكنز العمال =

رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وَالأوسط، وزاد فيه ثُمَّ دَعَا بِرَكوَةٍ (مص: 17) (¬1) فَوُضِعَتْ بَن يَدَيْهِ، ثُمَ دَعَا بِمَاءٍ فَصُبَّ فِيهَا، ثُمَّ مَجَّ فِيهِ وَتَكَلَّمَ بَما شَاءَ الله أَنْ يَتَكَلَّمَ. ثُمَّ أَدْخَلَ خِنْصَرَهُ فَأُقْسِمُ بِالله، لَقَدْ رَأَيْتُ أَصَابِعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تَتَفَجَّرُ يَنَابِيعَ مِنَ اْلمَاءِ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا، وَمَلَؤُوا قِرَبَهُمْ وَأَدَاوِيَهُمْ (¬2) وَقَالَ: "لاَ يَلْقَى الله بِهِمَا أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلاَّ أُدْخِلَ (¬3) إلْجَئةَ عَلَى مَا كَانَ فِيهِ". ورجاله ثقات. 29 - وَعَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيّ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إذَا كُنَّا بِالْكدَيْدِ -أَوْ قَالَ: بِقُدَيْدٍ (¬4) - فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأذنُونَ [رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -] (¬5) إلىَ أَهْلِيهِمْ فَيأْذَنُ لَهُمْ. فَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فحَمِدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ رِجَالٍ يَكُونُ شِقُّ الشَّجَرَة الَّتي تَلِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَبْغَضَ إلَيْهِمْ مِنَ الشِّقِّ الآخَر؟ ". فَلَمْ يُرَ عِنْدَ ¬

_ = 1/ 49 برقم (138)، ومسند الموصلي 1/ 199 برقم (230)، و2/ 411 - 412 برقم (1199). (¬1) الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، والدلو الصغير، والجمع ركاء ويجوز ركوات. (¬2) في (م): "وأداتهم"، والإداوة: إناء صغير يحمل فيه الماء. (¬3) في (ظ، م، ش): "دخل". (¬4) قديد -بضم أوله على لفظ التصغير-: قرية جامعة، كثيرة المياه والبساتين كانت قرب مكة. وانظر "معجم ما استعجم" للبكري 2/ 956، 1054، ومعجم البلدان 4/ 313 - 314. (¬5) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ، م، ش).

ذلِكَ مِنَ الْقَوْمِ إلاَّ بَاكِياً. فَقَالَ رَجُلٌ: إنَ الَّذِي يَسْتَأْذِنُ بَعْدَ هذَا لَسَفِيهٌ (¬1)، فَحَمِدَ الله وَقَالَ خَيْراً، وَقَالَ: "أَشْهَدُ عِنْدَ الله لاَ يَمُوتُ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إله إلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله صِدْقَاً مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَ يُسَدَّدُ إلاَّ سُلِكَ فِي الْجَنّةِ". قَالَ: "وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي عَزَ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي (¬2) سبْعِينَ أَلْفاً لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَابَ. وَإنِّي لَأرْجُو أَنْ لاَ تَدْخُلُوهَا حَتَى تُبَوَّؤُوا (¬3) أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِكمْ وَأَزْوَاجِكُمْ وَذَرَارِيكُمْ مَسَاكنَ فِي الْجَنّةِ" (¬4). ¬

_ (¬1) في (م، ش): "السفيه". (¬2) في (ظ، م، ش): "من أمتي الجنة". (¬3) في (م، ش): "تبقوا". (¬4) أخرجه الطيالسي 1/ 27 برقم (39) -ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 286 - ، وأحمد 4/ 16، والبزار 4/ 206 برقم (3543)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (475)، وابن ماجه -مختصراً أيضاً- في الزهد (4285) باب: صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - والطبراني في الكبير 5/ 49 - 51 برقم (4556، 4557، 4558)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 312 - 315 برقم (37)، وابن حبان في صحيحه برقم (212) بتحقيقنا من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، قال: حدثني عطاء بن يسار، عن رفاعة بن عرابة الجهني قال: ... وهذا إسناد صحيح، وسيأتي في كتاب أهل الجنة، باب: فيمن يدخل الجنة بغير حساب. وقد فصلنا طرقه في "موارد الظمآن" برقم (9)، وانظر كنز العمال 10/ 477 برقم (30147). و"شعب الإيمان" 1/ 364 برقم (404). وقال البزار: "لا نعلم أسند رفاعة إلا هذا. وقد رواه غير واحد =

رواه أحمد، وعند (مص: 18) ابن ماجة بعضه (¬1)، ورجاله موثقون. 30 - وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُويبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "هُمَا اْلمُوجِبَتَانِ: مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، دَخَلَ النَّارَ" (¬2). رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن أبان وهو ضعيف. ¬

_ = عن هشام، عن يحيى". وقال أبو نعيم: "رواه الأوزاعي، وأبان، وحرب في آخرين عن يحيى". نقول: وعند أحمد زيادة أخرجها الطيالسي 1/ 254 - 255 برقم (1261)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (475)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (1367) باب: ما جاء في أي ساعات الليل أفضل. (¬1) في الزهد (4285) باب: صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وانظر التعليق السابق. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (4) - من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي. حدثنا يحيى الحماني. حدثنا محمد بن أبان، عن أبي إسحاق، عن عمارة بن رويبة ... وسيأتي أيضاً برقم (40). وقال: "لا يروى عن عمارة إلا بهذا الإسناد". نقول: هو إسناد ضعيف، محمد بن أبان هو ابن صالح بن عمير الجعفي ضعيف. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 84 برقم (352) إلى الطبراني في الكبير، وهو في الجزء المفقود من هذا المعجم.

31 - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضيَ الله عَنهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَمَلاَنِ مُنْجِيَانِ ... : فَأَمَّا اْلمنجِيَان فَمَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بهِ شيْئاً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ لَقِيهُ يُشْرِكُ بِهِ شيْئاً، وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ" (¬1). قُلْتُ: وَيأْتِي بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الصَّوْمِ (¬2). رواه الطبراني في الكبير، وفيه يحيى بن المتوكل وهو ضعيف. 32 - وَعَنْ خُرَيْمِ بِنْ فَاتِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اْلأَعْمَالُ (¬3) سِتَة، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ: فَمُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه -بتمامه- الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (128) - من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا ابن عقيل، حدثنا عمر بن محمد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الأعمال سبعة: عملان منجيان، وعملان بأمثالهما، وعمل بعشرة أمثاله ... وهو في الجزء المفقود من المعجم الكبير. وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وباقي رجاله ثقات أحمد بن يحيى الحلواني ترجمه ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" 2/ 224 وقال: "وكان من الثقات". وانظر ما قاله الهيثمي نفسه في مقدمته لهذا الكتاب. وانظر "شعب الإيمان" برقم (3589). وانظر "نوادر الأصول" ص (279)، وكنز العمال 6/ 379 برقم (16143)، و8/ 452 - 453 برقم (23621). (¬2) كتاب الصوم، باب: في فضل الصوم. (¬3) في (م): "أعمال".

وَحَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَحَسَنَة بِسَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ. فَأَمَّا اْلمُوجِبَتَانِ: فَمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، دَخَلَ النَّارَ. وَأَمَّا مِثْلٌ (¬1) بِمثْلٍ: فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يُشْعِرَهَا قَلْبَهُ، وَيَعْلَمُهَا الله مِنْهُ، كَتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً، كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً. وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً (ظ: 2) فَبِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ الله، فَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِئَةٍ. وَأَمَّا النَّاسُ: فَمُوَسَّعٌ علَيْهِ فِي الدُّنْيا، مَقْتُورٌ عَلَيْهِ في الآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) سقطت من (م، ش). (¬2) أخرجه أحمد 4/ 345 - ومن طريقه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 131 - والطبراني في الكبير 4/ 206 - 207 برقم (4153)، وابن حبان في صحيحه -الإحسان 8/ 17 - برقم (6138) دار الكتب العلمية، من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن عمه فلان -وسماه الطبراني فقال: يسير بن عميلة- عن خريم بن فاتك الأسدي قال: ... وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (4154، 4155) من طريق سفيان، وزائدة، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن يسير بن عميلة، عن خريم بن فاتك ... وهذا إسناد صحيح، وصححه الحاكم مختصراً 2/ 87 ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (4152)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (4) - من طريق علي بن سعيد بن بشير الرازي، حدثنا =

قُلْتُ: رَوَى (¬1) الترمذي، والنسائي (مص: 19) منه (¬2) ذكر النفقة في سبيل الله. رواه أحمد، والطبراني في الكبير، والأوسط، ورجال أحمد ¬

_ = مهران بن عبد الله الرازي البقال، حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الركين بن الربيع، عن الربيع بن عميلة، عن خريم بن فاتك ... نقول: هكذا جاء هذا الإسناد، ولكن الذهبي ترجم شيخ الطبراني في "سير أعلام النبلاء" 14/ 145 - 146 فقال: "علي بن سعيد بن بشير بن مهران". ونقل عن الدارقطني أنه قال: "لم يكن بذاك في حديثه". وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (4151)، والحاكم 2/ 87 من طريق مسلمة بن جعفر البجلي -تحرف عند الحاكم إلى: ابن إسحاق، قال: سمعت الركين أبا الربيع الفزَاري قال: حدثني عمي، عن أبي يحيى خريم بن فاتك ... وقال الذهبي: "مسلمة تعبت عليه فلم أعرفه". نقول: مسلمة بن جعفر البجلي ترجمه البخاري في الكبير 7/ 388 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 267 وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 180، وهذا إسناد جيد إن كان الركين سمعه من عمه يسير بن عميلة، وإلا فهو منقطع. ولتمام تخريجه انظر "موارد الظمآن" برقم (31) بتحقيقنا، وتحفة الأشراف 3/ 122. (¬1) في (ظ، م، ش): "رواه" وهو خطأ. (¬2) في (ظ، م، ش): "فيه".

رجال الصحيح، إلا أنه قال: عن الركين بن الربيع، عن رجل، عن خريم. وقال الطبراني: عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن عمه يسير بن عميلة، ورجاله ثقات. 33 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضيَ الله عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً (¬1) وَلاَ يَقْتُلُ نَفْسَاً، لَقِيَ الله وَهُوَ خَفِيفُ الظَّهْرِ" (¬2). رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) سقطت من (م). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 106 برقم (11192) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أبي. حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات، ويحيى بن عثمان بن صالح هو العلامة الحافظ الإخباري، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 175: "كتبت عنه، وكتب عنه أبي، وتكلموا فيه". وتعقب الذهبي هذا في السير 13/ 355 بقوله: "هذا جرح غير مفسر، فلا يطرح به مثل هذا العالم". وقال ابن يونس: "كان عالماً بأخبار مصر، وبموت العلماء، حافظاً للحديث ... ". وقال الذهبي في كاشفه: "حافظ إخباري، له ما ينكر". بينما قال في "ميزان الاعتدال" 4/ 396: "وهو صدوق إن شاء الله". وقال في المغني 2/ 740: "صدوق" ثم نقل ما قاله ابن أبي حاتم. وقال =

34 - وَعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ، أَطَاعَ بِهَا قَلْبُهُ، وَذَلَّ بِهَا لِسَانُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، حَرَّمَهُ الله- عَزَّ وَجَلَّ- عَلَى النَّارِ" (¬1). رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والأكثر على تضعيفه. 35 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ ¬

_ = ابن حجر في التقريب: "صدوق، رمي بالتشيع، ولينه بعضهم". ونسبه صاحب كنز العمال 1/ 81 برقم (329) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (3) - من طريق أحمد، حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمي عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن الصنابحي، حدثني سعد بن عبادة ... وقال: "لم يروه عن زيد إلا ابنه، تفرد به ابن وهب". نقول: إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فصلنا القول فيه عند الحديث (7526) في مسند أبي يعلى الموصلي، وباقي رجاله ثقات، وشيخ الطبراني هو أحمد بن عبد الوارث العسال المصري، نقل الذهبي في العبر 2/ 191 عن ابن يونس أنه وثقه. وجاء هذا التوثيق أيضاً في شذرات الذهب 2/ 288. ونسبه المتقي الهندي في كنز العمال 1/ 61 برقم (207) إلى الطبراني في الأوسط.

رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اْلمُسْلِمَ فِي ذِمَّةِ الله مُنْذُ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ إلَى أَنْ يَقُومَ بَين يَدَيْ رَبِّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فَإنْ وَافَى الله بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله صادِقاً أَوْ بِاسْتغْفَارٍ صَادِقَاً، كُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ" (¬1). رَوَاهُ البزار، وهو من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، ولم يسمع من أبيه (¬2). 36 - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً (مص: 20) لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ أَحَداً مُنْذُ سَمعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَخَافَةَ أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ عَلِمَ أَن الله رَبُّهُ، وأَنِّي نَبِيُّهُ مُوقِناً بِقَلْبِهِ (¬3) -وَأَوْمَأَ بِيدهِ إلَى جِلْدِهِ- حَرَّمَهُ الله عَلَى ¬

_ (¬1) أخرجه البزَّار 1/ 14 برقم (12) من طريق عبد الله بن الصباح العطار، حدثنا الحجاج بن نصير، حدثنا هلال بن عبد الرحمن، حدثنا عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد". نقول: وهذا إسناد فيه ضعيفان: الحجاج بن نصير، وهلال بن عبد الرحمن. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 76 برقم (301) إلى البزار. ملاحظة: على هامش (مص) ما نصه: "فائدة: قلت: وفيه حجاج بن نصير وهو ضعيف". (¬2) انظر تعليقنا على سماع أبي سلمة من أبيه في مسند الموصلي 2/ 154 الحديث (840). (¬3) في (ظ، م): "قلبه" وفي (ش): "من قلبه".

النَّارِ" (¬1). رواه البزار، وفي إسناده عمران القصير، وهو متروك، وعبد الله بن أبي القلوص (¬2). 37 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو يْنِ الْعَاصِ -رَضيَ اللهُ عَنهُمَا- قَالَ: جِئْتُ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضيَ الله عَنْهُ- وَأَدْرَكْتُ آخِرَ الْحَدِيثِ، وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ، لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ". فَقُلْتُ بِيَدِي: هكذَا، يُحَرِّكُ بِيَدِهِ: إنَّ هذَا حَدِيثٌ جَيِّدٌ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَابِ: لَمَا فَاتَكَ مِنْ صَدْرِ الْحَدِيثِ أَجْوَدُ وَأَجْوَدُ. قُلْتُ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، فَهَاتِ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ " مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إله إلَّا الله، دَخَلَ الْجَنَّةَ" (¬3). رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حجَّاج بن نُصَير، والأكثرون على تضعيفه. ¬

_ (¬1) تقدم برقم (25) فانظره. (¬2) على هامش (مص) ما نصه: "عمران القصير أخرج له الشيخان. ووثقه جماعة وما علمت أحداً تركه. وعبد الله بن أبي القلوص ما علمت أحداً وثقه". نقول: بل وثقه ابن حبان. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (3) - من طريق أبي مسلم، حدثنا حجاج بن نصير -تحرفت فيه إلى: نصر- حدثنا اليمان بن =

38 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسَيرُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ هَبَطَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ مِنْ ثَنِيَّةٍ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَحْدَهُ. فَلَمَّا أَسْهَلَتْ بِهِ الطَّرِيقُ، ضَحِكَ وَكَبَّرَ فَكَبَّرْنَا لِتَكْبيرِهِ، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً (¬1)، ثُمَّ ضَحِكَ وَكَبَّر (مص: 21) فَكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ أَدْرَكْنَاهُ فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسولَ الله، كَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِكَ، وَلاَ نَدْرِي مِمَّ ضَحِكْتَ، فَقَالَ: "قَادَ النَّاقَةَ لِي جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَلَمَّا أَسْهَلَتِ، (¬2) الْتَفَتَ إلَيِّ فَقَالَ: أَبْشِرْ، وَبَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ: لاَ إله إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَضحِكْتُ وَكَبَّرْتُ رَبِّي [ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيَّ فَقَالَ: أَبْشِرْ وَبَشِّرْ أمتَكَ أَنهُ مَنْ قَالَ: لاَ إلَهَ إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ، وَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ، فَضَحِكْتُ وَكَبَّرْتُ ¬

_ = المغيرة. عن عبد الكريم أبي أمية: أن مجاهداً أخبره عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... وقال: "لا يروى عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به حجاج". نقول: إسناده مسلسل بالضعفاء: حجاج بن نصير، وشيخه، وشيخ شيخه أيضاً ضعفاء. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 7/ 384 برقم (19409) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) يقال: رتا الرجل إذا خطا. والرتوة: الخطوة، ومسافة قدر مد البصر، وقطرة، وسويعة من الزمان، والزيادة في الشرف. ورمية سهم. وقيل: ميل. (¬2) يقال: أسهل، إذا صار إلى السهل.

رَبِّي] (¬1) فَفَرِحْتُ بِذَلِكَ لأمَّتي" (¬2). رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سلامة بن روح، وقد ضعفه جماعة، وقد وثق (¬3). 39 - وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: جِئْتُ فِي اثْنَي عَشَرَ رَاكِباً حَتَّى حَلَلْنَا بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَصْحَابِي: مَنْ يَرْعَى إبِلَنَا، وَنَنْطَلِقَ فَنَقْتَبِسَ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإذَا رَاحَ أَقْبَسْنَاهُ (¬4) مَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟. فَقُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: لَعَلِّي مَغْبُونٌ! يَسْمَعُ أَصْحَابِي مَا لاَ أَسْمَعُ مِنْ نَبِي الله - صلى الله عليه وسلم - فَحَضَرْتُ ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (م). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (4) - من طريق محمد بن رزيق. حدثنا أبو الطاهر، حدثنا سلامة بن روح بن أخي عقيل. [عن عقيل]-وقد سقطت من الإسناد ولكن دلنا على وجودها قول الطبراني تعليقا على الحديث- عن ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك ... وقال الطبراني: "لم يروه عن الزهري إلا عقيل، ولا عنه إلا سلامة، تفرد به أبو طاهر". نقول محمد بن رزيق هو ابن جامع المصري ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. وأبو الطاهر هو أحمد بن عمرو بن السرح. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 54 برقم (166) إلى تمام. والطبراني في الأوسط، وقال: "حسن". (¬3) في (ظ، م، ش): "وثق". (¬4) أقبس: أعلم. وقبس العلم واقتبسه إذا تعلمه.

يَوْمَاً، فَسَمِعْتُ رَجُلاً قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَوَضَأَ وُضُوءاً كَامِلاً، ثُمّ قَامَ إلَى صَلاَةٍ، كَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمهُ" فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَابِ: فَكَيْفَ لَوْ سَمِعْتَ الْكَلاَمَ الآخَرَ؟ كُنْتَ أَشَدَّ عَجَباً! فَقَلْتُ: اردُدْ عَلَيَّ، جَعَلَنِيَ الله فَدَاءَكَ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَابِ: إنَّ نَبِيَّ الله (مص: 22) - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئَاً، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنّةِ يَدْخُلُ مَنْ أَيِّهَا شَاءَ، وَلَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ". فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَجَلَسْتُ مُسْتَقْبِلَةُ، فَصَرَفَ وَجْهَهُ عَنِّي، فَقُمْتُ، فَاسْتَقْبَلْتُهُ، فَفَعَلَ ذلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا كَانَتِ الرابِعَةُ قُلْت: يَا نَبِيَّ الله، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لِمَ تَصْرِفُ وَجْهَكَ عَنِّي؟. فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: "أَوَ أحِدٌ أَحَبُّ إلَيكَ، أَمِ اثْنَا عَشَرَ؟ " مَرتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَاً. فَلَمَّا رَأَيْتُ ذلِكَ، رَجَعْت إلَى أَصْحَابِي (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (4 - 5)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 307 من طريق موسى بن عيسى بن المنذر، حدثنا محمد بن المبارك الصوري، حدثنا يحيى بن حمزة، عن الوضين بن عطاء، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر ... وقال الطبراني: "لم يروه عن الوضين إلا يحيى. قلت -القائل هو الهيثمي-: له في مسلم بغير هذا السياق". نقول: شيخ الطبراني موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي قال الحافظ في "لسان الميزان" 6/ 127: "وكتب النسائي عنه فقال: حمصي، لا =

قُلْتُ: له في الصحيح (¬1) حديث غير هذا- وقد رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده. القاسم أبو عبد الرحمن وهو متروك. 40 - وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "هُمَا الْمُوجِبَتَانِ: مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شِيْئاً، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً (¬2)، دَخَلَ النَّار" (¬3). رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده محمد بن أبان. 41 - وَعَنْ رَجُل مِنَ الأنْصَارِ أَنَّهُ جَاءَ بِأَمَةٍ سَوْدَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَإنْ كُنْتَ تَرَى هذِهِ مُؤْمِنَةً فَأَعْتِقَهَا؟. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتَشْهَدِينَ أَنْ لاَ إِلهَ إلاَّ الله؟ ". قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: "أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ الله؟ ". قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: "أَتُؤْمِنِينَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ ". قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: "أَعْتِقْهَا" (¬4). رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = أحدث عنه شيئاً، ليس هو شيئاً". وباقي رجاله ثقات. ونسبه المتقي في الكنز 7/ 302 برقم (18988) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) عند مسلم في الطهارة (234) باب: الذكر المستحب عقب الوضوء. وانظر موارد الظمآن برقم (166) بتحقيقنا. (¬2) سقطت من (ظ، م) ولكنها استدركت على هامش (ظ). (¬3) تقدم برقم (30) فانظره. (¬4) أخرجه عبد الرزاق 9/ 175 برقم (16814) -ومن طريقه أخرجه أحمد =

42 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ-: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النبِيَّ (مص: 23) - صلى الله عليه وسلم - بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيْنَ الله؟ " فَأشَارَتْ بِرَأْسِهَا إلَى السَّمَاءِ بِإصْبَعِهَا السَّبَّابَةِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَنَا.". فَأَشَارَتْ بِإصْبَعِهَا إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَإلَى السَّمَاءِ، أَيْ: أَنْتَ رَسُولُ الله. قَالَ: "أَعْتِقْهَا" (¬1). رَوَاهُ أحمد، والبزار، والطبراني في الأوسط، إلاَّ أَنَّهُ قَالَ لها: "من رَبُّكِ؟ " فَأشَارَتْ بِرَأْسِهَا إلَى السَّمَاءِ فَقَالَتْ: الله. ورجاله موثقون. قُلْت: وَتَأْتِيِ أحاديث من الطبراني في هذا الباب في كتاب العتق. ¬

_ = 3/ 451 - 452 - من طريق معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن رجل من الأنصار ... وهذا إسناد صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر الحديث فإنهم كلهم ثقات. وأخرجه البيهقي في الظهار 7/ 388 باب: وصف الإسلام، وفي الإيمان 10/ 57 باب: ما يجوز في عتق الكفارات، من طريق: مالك، ويونس بن يزيد. كلاهما عن الزهري، بالإسناد السابق. (¬1) أخرجه أحمد 2/ 291، والطبراني، في الأوسط -مجمع البحرين ص (186) - من طريقين: حدثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أخيه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة ... والمسعودي ضعيف. وقال الطبراني: "لم يروه عن عون إلا المسعودي". =

2 - (باب في ما يحرم دم المرء وماله)

43 - وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ النبِي - صلى الله عليه وسلم - أَبْيَاتاً، فَقَالَ: شَهِدْتُ بِإذْنِ الله أَنَّ مُحَمَّداً ... رَسُولُ الّذِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عَلُ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كَلاَهُمَا ... لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ وَأَنَ أَخَا الَأحْقَافِ إذْ (¬1) قَامَ فِيهِمُ ... يَقُومُ (¬2) بِذاتِ الله فيهم وَيَعْدِلُ فَقَالَ رسول الله (¬3) - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَنَا". رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى (¬4)، وَهُوَ مُرْسَلٌ. 2 - (باب في ما يحرم دم المرء وماله) 44 - عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: جَاءَ (¬5) رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ ¬

_ = وأخرجه البزار 1/ 29 برقم (38) من طريق أبي كريب، حدثنا أبو معاوية، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو. وانظر كنز العمال 10/ 333 برقم (29687). (¬1) في (ظ، م، ش): "إن". (¬2) سقطت من (م، ش). (¬3) في (ظ، م، ش): "فقال النبي". (¬4) في المسند 5/ 61 برقم (2653)، وإسناده ضعيف. (¬5) سقطت من (م، ش).

- صلى الله عليه وسلم - فقَالَ (مص: 24) (¬1): إنَّ لِي جَاراً مُنَافِقاً يَصْنَعُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُولُ: لاَ إلَهَ إلاَّ الله؟ "قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "أُولَئِكَ نُهِيتُ عَنْهُمْ". رَوَاهُ البزار (¬2)، وفي إسناده مساتير، ومحمد بن أبي ليلى سيء الحفظ (¬3). 45 - وَعَنْ عُبَيْدِ (¬4) الله بْنِ عَدِيِّ بِنْ الْخِيَارِ: أَنَ رَجُلاً مِنَ الأنْصَارِ حَدَّثَهُ (¬5) أَنَّهُ أَتَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ فَسَارَّهُ يَسْتَأذِنُهُ في قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَجَهَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَال: "أَلَيسَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا الله؟ ". قَالَ اْلأنْصَارِيُّ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، وَلاَ شَهَادَةَ لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنً مُحَمَّداً رَسُولُ ¬

_ (¬1) في (ظ): "قال". (¬2) كشف الأستار 4/ 121 برقم (3345) من طريق محمود بن بكر، حدثني أبي، عن عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر ... وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى هو محمد القاضي سيء الحفظ جداً كما قال الحافظ ابن حجر، وشيخ البزار ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات - عيسى بن المختار هو ابن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وبكر هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي القاضي. ونسبه الحافظ في "المطالب العالية" 3/ 45 برقم (2837) إلى أبي بكر. (¬3) في (م): "الحافظ". (¬4) في (ظ، م): "عبد " وهو تحريف. (¬5) في (ظ، م): "حدثهم".

الله.". قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، وَلاَ شَهَادَةَ لَهُ. قَالَ: "أَلَيْسَ يُصَلِّي.". قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، وَلاَ صَلاَةَ لَه. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُولئكَ الّذِينَ نَهَانِيَ الله عَنْهُمْ". رواه أحمد (¬1)، ورجاله رجال الصحيح. 46 - وَأَعَادَهُ عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَدِيّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَدِيّ اْلأنْصَارِيّ حَدَّثَهُ فَذَكَرَ مَعْنَاه (¬2). ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 432 - 433 من طريق عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ... وهذا إسناد صحيح إلى عبيد الله. وانظر الحديث التالي، وأسد الغابة 3/ 526 - 527. (¬2) في المسند 5/ 433 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة". 3/ 335 - 336 - والبيهقي 3/ 367 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، عن عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَا هو جالس ... وهذا إسناد صحيح. وهو في مصنف عبد الرزاق 10/ 163 برقم (18688). وقال ابن عبد البر: "وقد روي عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عدي: أن رجلاً من الأنصار أخبره .... " وذكر الحديث، ثم قال: "والصواب هو الأول". وأورد ابن حجر في الإصابة 6/ 146 طرفاً منه ثم قال: "إسناده صحيح، وقد جود معمر إسناده عن الزهري. ورواه مالك، والليث، وابن عيينة، عن الزهري فقالوا: عن رجل من الأنصار ولم يسموه". =

47 - وَعَنْ جَرِيرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، فَإذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِني مَاءَهُمْ وَأمْوَالَهِمْ إلاَّ بِحَقِّهَا، وِحِسَابُهُمْ عَلَى الله -عَز وَجَل-". رَوَاهُ الطبراني (¬1)، وفي إسناده إبراهيم بن عيينة، وقد ضعّفه الأكثرون. وقال ابن معين: كان مسلماً صدوقاً. ¬

_ = وانظر كنز العمال 1/ 308 برقم (1458)، والحديث السابق. (¬1) في الكبير 2/ 307 برقم (2276) من طريق عبدان بن أحمد، حدثنا علي بن منصور الأهوازي، حدثنا أبو عبد الرحمن الوكيعي، عن إبراهيم بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير ... علي بن منصور الأهوازي ما وجدت له ترجمة. وباقي رجاله ثقات، عبدان بن أحمد هو عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي، وأبو عبد الرحمن هو أحمد بن جعفر الضرير، وثقه الدارقطني، وقال أبو داود: "كان الوكيعي يحفظ العلم على الوجه" انظر تاريخ بغداد 4/ 58 - 59، وقيس هو ابن أبي حازم. وأما إبراهيم بن عيينة فهو عندنا حسن الحديث. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (2392) من طريقين: حدثنا أبان بن عبد الله البجلي، حدثنا إبراهيم بن جرير، عن جرير قال ... وهذا إسناد حسن إن كان إبراهيم سمعه من أبيه، فإن أبان بن عبد الله بينا أنه حسن الحديث في مسند الموصلي برقم (5328). وانظر كنز العمال: 1/ 87 - 89.

48 - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (مص: 25) -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَى يَقُولُوا: لاَ إلَهَ إلاَّ الله، فَإذَا قَالُوا: لاَ إلَهَ إلَّا الله، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله" (¬1). رواه الطبراني، وفي إسناده مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان، والأكثر على تضعيفه. 49 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، فَإذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دمَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا، وِحِسَابُهُمْ عَلَى الله -عَز وَجَل-". رواه الطبراني (¬2)، ورجاله موثقون، إلا أن فيه إسحاق بن زيد الخطابي، ولم أعرفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 132 برقم (5746) من طريق أحمد بن النضر، حدثنا مؤمل بن إهاب، حدثنا عبد الله بن الوليد العدني، عن مصعب بن ثابت، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد ... وهذا إسناد ضعيف: مصعب بن ثابت فصلنا القول فيه في "موارد الظمآن" برقم (388)، وباقي رجاله ثقات: أحمد بن النضر ترجمه الخطيب في تاريخه 5/ 185 - 186 وقال: "وكان من ثقات الناس". ومؤمل بن إهاب بينا أنه ثقة عند الحديث (204) في معجم شيوخ أبي يعلى. ويشهد لهذه الأحاديث حديث جابر في الصحيح، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 4/ 191 برقم (2282). (¬2) في الكبير 11/ 200 برقم (11487) -وفي (م) زيادة في "الأوسط" =

50 - وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَدِّيق قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، فَإذَا قَالُوهَا، مَنَعُوا مِنِّي دمَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا، وِحِسَابُهُمْ عَلَى الله". رواه البزار (¬1). وقال: وهذا الحديث لا أعلمه يروى عن أنس، عن أبي بكر، إلا من هذا الوجه. وأحسب أن عمران أخطأ في إسناده. ¬

_ = وليس هو فيه- من طريق الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي، حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود، عن أبيه، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن أبي داود الحراني، وباقي رجاله ثقات، وإسحاق بن زيد الخطابي بسطنا القول فيه عند الحديث (423) في موارد الظمآن. (¬1) ما وجدته في "كشف الأستار"، ولكن أخرجه النسائي في الجهاد 6/ 6 - 7 باب: وجوب الجهاد في تحريم الدم 7/ 76 - 77 في صدر الكتاب، وأبو يعلى في المسند 1/ 69 برقم (68)، والحاكم 1/ 386 - 387 والبيهقي في قتال أهل البغي 8/ 177 باب: ما جاء في قتال الضرب الثاني من أهل الردة، من طرق: حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا عمران بن داور -تحرف عند الحاكم إلى: داود- القطان، عن معمر، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر ... وقال النسائي: "عمران القطان ليس بالقوي في الحديث، وهذا الحديث خطأ، والذي قيل الصواب: حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة". =

51 - وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا شَرَعَ أَحَدُكُمْ بِالرُّمْحِ إلَى الرَّجُلِ، فَإنْ كَانَ سِنَانُهُ عِنْدَ ثَغْرَةِ نَحْرِهِ فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرُّمْحَ" (¬1). ¬

_ = وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، غير أن الشيخين لم يخرجا عمران القطان وليس لهما حجة في تركه، فإنه مستقيم الحديث" ثم ذكر حديث أبي هريرة شاهداً لهذا الحديث. ووافقه الذهبي فقال: "صحيح، ولا حجة لهما في ترك عمران". وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 147 برقم (1937): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عاصم بن عمرو الكلابي ... " وذكر هذا الحديث ثم قال: "فقالا: هذا خطأ، إنما هو الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة أن عمر قال لأبي بكر ... القصة. قلت: الوهم مِمَّنْ هو؟. قال: من عمران". وانظر أيضاً العلل 2/ 152 - 153 برقم (1952). وقال البيهقي في السنن 7/ 4: "وقد روى عمران بن داور القطان، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن أنس في قصة أبي بكر قال: وقال أبو بكر ... " وذكر هذا الحديث ثم قال: "وروينا هذه الزيادة في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من وجهين آخرين عن أبي هريرة ... ". وهذا مصير منه إلى صحة الحديثين. وانظر "موارد الظمآن" 1/ 69 برقم (68)، وكنز العمال 1/ 89 برقم (378). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 189 برقم (10292)، وفي الأوسط 1/ 81 - 82 برقم (69) - وهو في مجمع البحرين ص (5) - من طريق =

رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفي إسناده الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي لا تقوم به حجة. 52 - وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأشْجَعِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الناسَ حَتَى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، فَإذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دمَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وِحِسَابُهُمْ عَلَى الله -عَز وَجَلَّ-". رواه الطبراني في الكبير (¬1) ورجاله موثقون. ¬

_ = أحمد بن إبراهيم الدمشقي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود ... وهذا إسناد ضعيف: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، والصلت بن عبد الرحمن الزبيدي. قال العقيلي في "الضعفاء" 2/ 210: "مجهول، لا يتابع على حديثه". وقال الأزدي: "لا تقوم به حجة". وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمه، وباقي رجاله ثقات. سليمان بن عبد الرحمن هو ابن بنت شرحبيل، وأبو مجلز هو لاحق بن حميد. ونسبه الحافظ في "المطالب العالية" 3/ 47 برقم (2841) للحارث. (¬1) 8/ 382 برقم (8191) من طريق أحمد بن عمرو البزار، حدثنا عمار بن خالد الواسطي. حدثنا القاسم بن مالك المزني، عن أبي مالك (سعد بن طارق)، عن أبيه (طارق بن أشيم) ... وهذا إسناد صحيح، القاسم بن مالك بينا أنه ثقة عند الحديث (4886) في مسند الموصلي. وهو عند مسلم في الإيمان (23) باب: الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، بنحوه.

53 - وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- (مص: 26) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، فَإذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا (¬1) مِنِّي دمَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إلا بِحَقِّهَا، وِحِسَابُهُمْ عَلَى الله- عَزَّ وَجَلَّ-" (¬2). رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف لا يحتج به. 54 - وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلَّا الله، فَإذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دمَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّهَا، وِحِسَابُهُمْ عَلَى الله". ¬

_ (¬1) ساقطة من (م). (¬2) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير، وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (6) - من طريق سعيد بن عبد الرحمن التستري، حدثنا محمد بن موسى الحرشي، حدثنا عبد الله بن عيسى الخزاز، حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي بكرة ... وقال الطبراني: "لم يروه عن يونس إلا عبد الله، تفرد به الحرشي". نقول: إسناده ضعيف، عبد الله بن عيسى فصلنا القول فيه عند الحديث (816) في موارد الظمآن، وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 88 - 89 برقم (375) إلى الطبراني في الأوسط.

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه مبارك بن فضالة، واختلف في الاحتجاج به. 55 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلَّا الله، فَإذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي مَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّهَا". قِيلَ: وَمَا حَقُّهَا؟. قَالَ: "زِنى بَعْدَ إحْصَانٍ، أَوْ كُفْرٌ بَعْدَ إسْلاَمٍ، أَوْ قَتْلُ نَفْسٍ فَيُقْتَلُ بِهِ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه عمرو بن هاشم ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (6) - من طريق محمد بن عبد الله بن عِرس المصري، حدثنا إسحاق بن الضيف، حدثنا عمر -فيه عمرو- بن سهل المازني، حدثنا المبارك بن فضالة، حدثنا الحسن، عن سمرة بن جندب ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فالحسن لم يسمع من سمرة، وقد فصلنا ذلك عند الحديث (202) في معجم شيوخ أبي يعلى. وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (6) - من طريق بكر بن سهل، حدثنا عمرو بن هاشم -تحرفت في الأصل إلى: عمر- البيروتي. حدثنا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر، عن حميد، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف. بكر بن سهل الدمياطي. قال النسائي: "ضعيف". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 346: "حمل عنه الناس وهو مقارب الحال". وقال في "المغني" 1/ 113: "متوسط، ضعفه النسائي". وقال مسلمة بن قاسم: "تكلم الناس فيه ... ". وباقي رجاله ثقات. =

البيروتي، والأكثر على توثيقه. 56 - وَعَنْ عِياضٍ الأنْصَارِيِّ -رَفَعَهُ- قَالَ (¬1): "إنَّ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله كَلِمَةٌ عَلَى الله كَرِيمَةٌ، لَهَا عِنْدَ الله مَكَانٌ، وَهِي كَلِمَةٌ مَنْ قَالَهَا صَادِقاً، أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ، وَمَنْ قَالَهَا كاذِباً، حَقَنَتْ دَمَهُ، ¬

_ = عمرو بن هاشم البيروتي ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 268 وقال: "سألت محمد بن مسلم عنه فقال: كتبت عنه، كان قليل الحديث. قلت: ما حاله؟. قال: ليس بذاك، كان صغيراً حين كتب عن الأوزاعي". ونقل الذهبي في كاشفه عن محمد بن مسلم بن وارة ما قاله. ولكنه قال في "المغني" 2/ 491: "وثق، ثم ذكر ما قاله ابن وارة، وقال في "ميزان الاعتدال" 3/ 190: "صدوق، وقد وثق" ثم أورد ما قاله ابن وارة. وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب 8/ 112: "قال ابن عدي: ليس به بأس". وما وجدته في كامل ابن عدي والله أعلم. وقال في التقريب: "صدوق، يخطئ". وقال الطبراني: "لم يروه بهذا اللفظ إلا أبو خالد، تفرد به عمرو". وقال الهيثمي: "قلت: رواه البخاري وغيره باختصار من قوله: ما حقها؟ ... ". والذي أشار إليه الهيثمي أخرجه أحمد 3/ 199، 224 - 225، والبخاري في الصلاة (391، 392، 393) باب: فضل استقبال القبلة، وأبو داود في الجهاد (2641) باب: عَلامَ يقاتل المشركون، والترمذي في الإيمان (2609)، والنسائي في الإيمان 8/ 109 باب: علام يقاتل الناس، وفي تحريم الدم 7/ 75، 76. وانظر كنز العمال 1/ 88 - 89 برقم (375)، وجامع الأصول 1/ 245 - 249 برقم (35، 36، 37، 38، 39، 40). (¬1) في (ظ): "أشهد أن ... ".

وَأحْرَزَت مَالَهُ، وَلَقِيَ اللهَ غَداً فَحَاسَبَهُ". رواه البزار (¬1) ورجاله موثقون (مص: 27) إن كان تابعيُّهُ عَبْدَ ¬

_ (¬1) في "كشف الأستار" 1/ 10 برقم (4) من طريق عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثني أبي، حدثنا عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الملك بن عمير -هكذا- قال: عن عبد الرحمن القرشي، عن عياض الأنصاري ... وهذا إسناد رجاله ثقات إلا عبد الرحمن القرشي فإنني أحسب أنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإلا فالله أعلم. وأورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 321 - 322 وابن حجر في الإصابة 7/ 190 من طريق عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عياض الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احفظوني في أصحابي وأصهاري ... " الحديث. وقال الحافظ ابن حجر: "أخرجه الطبراني، وابن مندة، وسنده ضعيف". نقول: نعم أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 369 برقم (1012) ولكن من طريق ... عكرمة بن إبراهيم الأزدي. عن عبد الملك بن عمير، عن عياض الأنصاري ... هكذا قال: "عبد الملك بن عمير" وليس ابن عبد الرحمن كما ذكر ابن عبد البر، وابن حجر. وقال ابن حجر أيضاً: "قال أبو نعيم: رواه أبو داود بن شبيب، عن عبيدة، عن عبد الملك بن عمر، والمحفوظ أن عبد الرحمن في الحديثين معاً". والذي فهمته من قول الحافظ ابن حجر أن عبد الرحمن موجود في الإسنادين وسقوطه من أحدهما أو منهما خطأ، وهذا، مع نسبه=

الرحمن بن عبد الله (¬1) بن مسعود. 57 - وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ: غَزَا عُبَادَةُ (¬2) بْنُ قُرْصٍ اللَّيْثِي غَزَاةً لَهُ فَمَكَثَ فِيهَا مَا شَاءَ الله، ثُمّ رَجَعَ حَتَّى إذَا كَانَ قَرِيبًا مِنَ الأهْوَازِ (¬3)، سَمِعَ صَوْتَ اْلأذَانِ فَقَالَ: وَالله مَا لِي عَهْدٌ بِصَلاَةٍ بِجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُنْذُ ثَلاَثٍ، وَقَصَدَ نَحْوَ اْلأذَانِ يُرِيدُ الصَّلاَةَ، فَإذَا هُوَ باْلأزَارِقَةِ (¬4) فَقَالُوا لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ يَا عَدُوَّ الله؟ فَقَالَ: مَا أنْتُم إخْوَانِي؟! قَالُوا: أَنْتَ أَخُو الشَيْطَانِ، لَنَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: أَمَا تَرْضَوْنَ مِنِّي، بِمَا رَضِي بِهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالُوا: أَيُّ ¬

_ = "الأنصاري" جعلنا نرجح أنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأن الإسناد هكذا: عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن الأنصاري، عن عياض ... والله أعلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 63 - 64 برقم (227) إلى أبي نعيم، عن عياض الأشعري. (¬1) سقط من (م، ش): "عبد الله". (¬2) في (مص، ش)، وعند الطبراني "عمارة بن قرض" وهو خطأ، صوابه ابن قرط -وقيل: ابن قرص وهو أصح- ابن عروة بن بجير الكناني الليثي. عداده في أهل البصرة، قتله الخوارج في الأهواز. (¬3) الأهواز: مدينة في جمهورية إيران الإسلامية الآن تقابل مدينة البصرة التي في العراق. وانظر معجم ما استعجم للبكري 1/ 206، ومعجم البلدان لياقوت 1/ 284. (¬4) فرقة من الخوارج نسبت إلى نافع بن الأزرق. وانظر "الْفِصَلَ في الملل والأهواء والنحل" 4/ 189 - 190.

شيْءٍ رَضِي بِهِ (¬1) مِنْكَ؟. قَالَ أَتَيْتُهُ وَأَنَا كَافِرٌ، فَشَهِدْتُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله، وأَنَّهُ رَسُولُ الله، فَخَلَّى عَنِّي. فَأَخَذُوهُ فَقَتَلُوهُ. رواه الطبراني (¬2) في الكبير، والأوسط، ورجاله رجال الصحيح. 58 - وَعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، فَإذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا" (¬3). رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) كلمة "به" ليست في (م). (¬2) في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير، وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (5) - من طريق معاذ بن المثنى، حدثنا صالح بن حاتم، حدثنا أبي، حدثنا يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال قال: غزا عبادة بن قرص ... وهذا إسناد صحيح. وقال الطبراني: "لم يروه عن يونس إلا حاتم بن وردان، تفرد به ابنه". وقد قلنا أكثر من مرة: تفرد الثقة ليس بعلة. وانظر الإصابة 5/ 324 - 325. (¬3) أخرجه النسائي في "تحريم الدم" 7/ 79 - 80 في صدر الكتاب، والبزار 1/ 15 برقم (15) من طريق محمد. بن عبد الله المخرمي، حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن النعمان بن بشير ... وهذا إسناد جيد. وقال المزى في "تحفة الأشراف" 9/ 31 بعد أن ذكر طرفًا من هذا الحديث: (وقال -يعني النسائي-: حديث الأسود خطأ" ثم شرح =

59 - وَعَنْ مُسْلمٍ التَّمِيمِي قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي سَرِيَّةٍ، فَلَمَّا هَجَمْنَا عَلَى الْقَوْمِ، تَقَدَّمْتُ أَصْحَابِي عَلَى فَرَسٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا النِّسَاءُ وَالصَّبْيَانُ يَضِجُّونَ. فَقُلْتُ لَهُمْ: تُرِيدُونَ أَنْ تُحْرِزُوا أَنْفُسَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقُلْتُ: قُولُوا: نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا الله [وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ] (¬1) وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالُوهَا، فَجاءَ أَصْحَابِي فَلاَمُونِي (مص: 28) وَقَالُوا: أَشْرَفْنَا عَلَى الْغَنِيمَةِ فَمَنَعْتَنَا! ثُمَّ انْصَرَفْنَا إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا صَنَعَ؟ لَقَدْ كَتَبَ الله لَهُ بِكُلِّ إنْسَانٍ كَذَا وكَذَا"، ثُمّ أَدْنَانِي مِنْهُ. رواه الطبراني في الكبير (¬2)، وفي إسناده الحارث بن مسلم وهو مجهول. ¬

_ = ذلك بقوله: "يعني أن الصواب حديث سماك، عن النعمان بن سالم، عن أوس. وانظر أيضاً الحديث (1738) في "تحفة الأشراف". نقول: ليست هذه العبارة في مجتبى النسائي. وقال البزار أيضاً: "وهذا أخطأ فيه أسود". وفي هامش (مص) مثل هذا. (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ، م، ش). (¬2) 19/ 434 برقم (1052) من طريقين: حدثنا صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن بن حسان، حدثنا الحارث بن مسلم التميمي، عن أبيه (مسلم بن الحارث بن بدل) التميمي ... وفيه زيادة أخرجها أبو داود في الأدب (5079) باب: ما يقول إذا أصبح. نقول: هذا إسناد صحيح، وقد فصلنا الحديث عنه، وخرجناه في "موارد الظمآن" برقم (2346).

60 - وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ اللَّيْثِي قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً فَأَغَارُوا عَلَى قَوْمٍ، فَشَذَّ (¬1) رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ السَّرِيَّةِ وَمَعَهُ السَّيْفُ شَاهِرَهُ، فَقَالَ الشَّاذُّ مِنَ الْقَوْمِ: إنِّي مُسْلِمٌ. فَلَمْ يَنْظرْ فِيمَا قَالَ، فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ فِيهِ قَوْلاً شَدِيداً بَلَغَ الْقَاتِلَ. فَبَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ إذْ قَالَ الْقَاتِلُ: وَالله يَا رَسُولَ الله مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إلَّا تَعَوُّذاً مِنَ الْقَتْلِ؛ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَمَّنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، ثُمَّ قُالَ الثَّانِيَةَ: وَالله مَا قَال الَّذِي قَالَ إلاَّ تَعَوُّذاً مِنَ الْقَتْلِ؛ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ؟ فَلَمْ يَصْبِرْ أَنْ قَالَ الثَّالِثَةَ: وَالله مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إلاَّ تَعَوُّذاً مِنَ الْقَتْلِ. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: "إنَّ الله أَبَى عَلَيَّ فِيمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً ثَلاثاً" (¬2). ¬

_ (¬1) في (م، ش): "فسل". وشَذ الرجل، يشذ، شذوذاً عن غيره: انفرد عن غيره ونفر. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 355 - 356 برقم (980، 981) من طريق: سليمان بن المغيرة. ويونس بن عبيد، كلاهما عن حميد بن هلال، عن بشر بن عاصم الليثي، حدثنا عقبة بن مالك الليثي ... وهذا إسناد صحيح، بشر بن عاصم الليثي. بينا أنه ثقة في "موارد الظمآن" برقم (1553). ويشهد له حديث المقداد بن عمرو عند البيهقي في "شعب الإيمان" برقم (80). ولتمام التخريج انظر مسند الموصلي 12/ 210 - 212 برقم (6829)، وموارد الظمآن برقم (11).

رواه الطبراني في الكبير، وأحمد، وأبو يعلى، إلا أنه قال: عقبة بن خالد، بدل: عقبة بن مالك (¬1)، ورجاله ثقاتٌ كلّهم. 61 - وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ (¬2) -رَجُلٍ مِنْ بَجِيلَةَ- قَالَ: (مص: 29) إنِّي لَعِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ جَاءَهُ بَشِيرٌ مِنْ سَرِيَّتِهِ، فَأَخْبَرَهُ بِالنَّصْرِ (ظ: 3) الّذِي نَصَرَ الله سَرِيَّتَهُ وَبِالْفَتْحِ الَّذِي فَتَحَ الله لَهُمْ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، بَيْنَا نَحنُ نَطْلُبُ الْقَوْمَ، وَقَدْ هَزَمَهُمُ الله تَعَالَى، إذْ لَحِقْتُ رَجُلاً بِالسَّيْفِ فَوَاقَعَهُ، وَهُوَ يَسْعَى، وَهُوَ يَقُولُ: إنِّي مُسْلِمٌ، إنِّي مُسْلِمٌ. قَالَ: "فَقَتَلْتَهُ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إنَمَا تَعَوَّذَ. قَالَ: "فَهَلاَّ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ (¬3) فَنَظَرْتَ أَصَادِقٌ هُوَ أَمْ كَاذِبٌ؟ " قَالَ: لَوْ شَقَقْتُ عَنْ قَلْبِهِ مَا كَانَ عِلْمِي؟ هَلْ قَلْبُهُ إلاَّ بَضْعَة مِنْ لَحْمٍ؟ قَالَ: "لاَ مَا فِي قَلْبِهِ تَعْلَمُ، وَلاَ لِسَانَهُ صَدَّقْتَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ الله، اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: "لا أسْتَغْفِر لَكَ". فَمَاتَ ذلِكَ الرُّجُلُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ. عَلَى وَجْهِ اْلأرْضِ، ثُمَّ دَفَنُوهُ فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، اسَتَحْيَوْا وَخَزُوا مِمَّا (¬4) لَقِي فَاحْتَمَلُوهُ فَأَلْقَوْهُ فِي شِعْبٍ مِنْ تِلْكَ الشِّعَابِ. ¬

_ (¬1) انظر مسند الموصلي حيث أشرنا في التعليق السابق. (¬2) هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي، وانظر أسد الغابة 1/ 360 - 361. (¬3) تحرفت في (م، ش) إلى "قتله". (¬4) في (ظ، ش): "لما".

قلت: هو في الصحيح (¬1) باختصار - رواه الطبراني في الكبير، وأبو يعلى (¬2)، وفي إسناده عبد الحميد بن بهرام، وشهر بن حوشب، وقد اختلف في الاحتجاج بهما. 62 - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلاَمَ أُقَاتِلُ النَّاسَ إلاَّ عَلَى الإسْلاَمِ؟ وَالله لاَ أَسْتَغْفِرُ لَكَ". أَوْ كَمَا قَالَ (¬3). قلت: ذكر هذا في حديث طويل رواه ابن ماجه في الفتن (¬4)، وهذا لفظه. وفي إسناده رجل مجهول. رواه الطبراني ¬

_ (¬1) صحيح مسلم في الإيمان (97) باب: تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله. وانظر أسد الغابة 1/ 360 - 361. (¬2) في المسند 3/ 91 - 92 برقم (1522)، والطبراني في الكبير 2/ 176 - 177 برقم (1723، 1724) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، حدثنا شهر بن حوشب: قال: حدثني جندب بن سفيان ... وهذا إسناد حسن، شهر بن حوشب فصلنا القول فيه عند الحديث (6370) في مسند الموصلي. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي، والمطالب العالية 3/ 46 برقم (2839). (¬3) أخرجه أحمد 4/ 438 - 439، والطبراني في الكبير 18/ 243 برقم (609) من طريقين: حدثنا معتمر بن سليمان، حدثني أبي، حدثني السميط الشيباني، عن أبي العلاء قال: حدثني رجل من الحيّ أن عمران بن حصين ... والحديث طويل. وإسناده ضعيف فيه رجل مجهول. وانظر التعليق التالي. (¬4) أخرجه ابن ماجه في الفتن (3930) باب: الكف عمَّن قال: لا إله إلا =

في الكبير (مص: 30). 63 - وَعَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، ابْسُطْ يَدَكَ، أُبَايِعْكَ عَلَى نَفْسِي وَعَلَى ابْنَتِي الْحُويصِلَةِ، وَلَوْ كَذَبْتُ عَلَى الله لَخَدَعْتُكَ (¬1). قال: وَحَمَلَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقلْنَا: إنَا مُسْلِمُونَ، فَتَرَكَنَا وَغَزَوْنَا مَعَهُ اْلأُبُلَّةَ، فَفَتَحَهَا، فَمَلأنَا أَيْدِيَنَا (¬2). ¬

_ = الله، والطبراني في الكبير 18/ 226 برقم (562) من طريقين عن عاصم الأحول، عن السميط بن سمير -ويقال: عمير- عن عمران بن حصين قال: ... وفي الزوائد: "هذا إسناد حسن ... ". نقول بل هو إسناد صحيح، والله أعلم. (¬1) هكذا هي في أصولنا جميعاً، وعند الطبراني في الأوسط، وعند البخاري "لجدعك". وعند الطبراني في الكبير "خدعك". (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 20 برقم (37)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (5) - والبخاري في الكبير 7/ 191، والحسن بن سفيان في مسنده، من طريق شباب (خليفة بن خياط)، حدثنا عون بن كهمس بن الحسن قال: حدثنا عمران بن حدير قال: حدثنا رجل مِنَّا يقال له مقاتل، عن قطبة بن قتادة ... وهذا إسناد فيه جهالة. وانظر طبقات خليفة ص (63)، والإصابة 8/ 164. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 4/ 78 من طريق محمد بن ثعلبة بن سواء قال: حدثني ابن سواء قال: حدثني حمران بن يزيد، عن قتادة. عن رجل من بني سدوس. عن قطبة ... مختصراً. وإسناده ضعيف فيه جهالة أيضاً.

رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده رجل مجهول وهو قتادة الذي رواه عن قطبة، لم أَرَ أحداً ذكره. 64 - وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَاب (¬1) قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمْتُ وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَفَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) في (ظ): "ذؤيب". وفي طبقات خليفة ص (115): "رباب". وجاءت في الإصابة 4/ 142، وفي ثقات ابن حبان 3/ 153: "ذئاب". وجاءت "ذباب" في المصادر التالية: التاريخ الكبير 4/ 45، والجرح والتعديل 4/ 82، وفي الاستيعاب 4/ 144، وفي المؤتلف والمختلف 2/ 974، والإكمال 3/ 308، وأسد الغابة 2/ 347، وتبصير المنتبه 2/ 578، وتصحيفات المحدثين 2/ 665، والمشتبه 1/ 183. (¬2) أخرجه أحمد 4/ 79 - ومن طريق أحمد هذه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 347 - ، والبخاري في الكبير 4/ 46، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 141 - 142 - ومن طريق ابن أبي شيبة هذه أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 144 - 145 - وابن سعد في الطبقات 4/ 2/ 64 والبيهقي في الزكاة 4/ 127 باب: ما ورد في العسل، والعقيلي في الضعفاء 2/ 320 من طريق صفوان بن عيسى قال: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن، عن منير بن عبد الله، عن أبيه، عن سعد بن أبي ذباب ... =

رواه الإمام أحمد وسماه في مكان آخر سعيداً (¬1)، وذكر له هذا الحديث، بإسناده، والله (¬2) أعلم. وفي إسناده منير (¬3) بن ¬

_ = وأخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 2/ 64، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 4/ 2109 من طريق أنس بن عياض. حدثنا الحارث بن عبد الرحمن، بالإسناد السابق. وهو إسناد ضعيف، عبد الله والد منير قال البخاري في الكبير 5/ 236: "عن سعيد بن أبي ذباب" لم يصح". وأورد قولَ البخاري: العقيليُّ في الضعفاء 2/ 320، والذهبي في الميزان 2/ 528، وابن حجر في لسان الميزان 3/ 380 وأضاف أن العقيلي ذكره في الضعفاء. وأما ابنه منير فقد ترجمه البخاري في الكبير 8/ 20 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 514. وقال الذهبي في الميزان 4/ 193: "ضعفه الأزدي، وفيه جهالة". وقال ابن عبد البر: "إسناده مجهول" وقال ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 103: "وقال علي بن المديني: لا نعلم منيراً إلا في هذا الحديث، وهو محمود". فمثله لا يتدنى حديثه عن مرتبة الحسن. والحارث بن عبد الرحمن فصلنا القول فيه عند الحديث (2104) في موارد الظمآن. وانظر "تعجيل المنفعة" ص (413)، وذيل الكاشف ص (278). وقد سقط من إسناد طبقات ابن سعد: "عن منير بن عبد الله". ولتمام التخريج انظر "طبقات خليفة" ص (115)، والمحلى لابن حزم 5/ 232، والإصابة 4/ 142، والتعجيل ص (147). (¬1) وقع هكذا "سعيداً" في عنوان الحديث الذي رواه، وهو تحريف. (¬2) في (ظ، م، ش): "فالله". (¬3) في (ظ): "معين".

3 - (باب منه)

عبد الله، وهو مجهول، وقد ضعفه الأزدي أيضاً. 3 - (باب منه) 65 - عَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى: "مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَذَاكُمُ الْمُسْلِمُ، لَهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم -" (مص: 31). رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفي إسناده الحسن بن إدريس الحلواني، ولم أر أحداً ذكره، وهو أيضاً من رواية أبي عبيدة، عن أبيه، ولم يسمع منه. ¬

_ (¬1) 10/ 188 - 189 برقم (10291) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا الحسن بن إدريس الحلواني، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا المسعودي، عن قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود ... وهذا إسناد ضعيف أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله، والمسعودي ضعيف، والحسن بن إدريس الحلواني ما وجدت له ترجمه. ولكن يشهد له ولأحاديث الباب جميعها حديث أنس عند البخاري في الصلاة (391، 392، 393) باب: فضل استقبال القبلة، والنسائي في الإيمان 8/ 109 باب: عَلامَ يقاتل الناس. وقال الحافظ: "في الحديث تعظيم شأن القبلة، وذكر الاستقبال بعد الصلاة للتنويه به، وإلا، فهو داخل في الصلاة لكونه من شروطها. وفيه أن أمور الناس محمولة على الظاهر، فمن أظهر شعار الدين أجريت عليه أحكام أهله، ما لم يظهر منه خلاف ذلك".

66 - وَعَنْ جُنْدَبِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَذَاكَ الْمسْلِمُ، لَهُ ذِمَّة الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وعُبَيْد بن عبيدة التمار لم أقف له على ترجمة. 67 - وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَاعِزٍ أَنهُ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "إنَّ ماعِزاً أَسْلَمَ، أَحْرَزَ مَالَهُ (¬2)، وَإنَّهُ لاَ يَجْنِي عَلَيْهِ إلاَّ يَدُهُ، فَبَايَعْتُ عَلَى ذلِكُ". ¬

_ (¬1) في الكبير 2/ 162 برقم (1669) من طريق إبراهيم بن نائلة، حدثنا عبيد بن عبيدة التمار، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحضرمي بن لاحق، عن أبي السوار، عن جندب بن عبد الله بن سفيان ... وهذا إسناد رجاله ثقات إلا شيخ الطبراني فما وجدت له ترجمة. وعبيد بن عبيدة التمار ترجمه ابن حبان في الثقات 8/ 431 وقال: "يغرب". ونقل الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 4/ 120 - 121 ما قاله ابن حبان، وقال: "قال الدارقطني في (العلل): حدثنا أبو علي الصفار، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا عبيد بن عبيدة ثقة بصري، حدثنا معتمر ... وقال: عبيد يحدث عن معتمر بغرائب لم يأت بها غيره، وحدث عنه البوشنجي". والحضرمي بن لاحق بينا أنه ثقة عند الحديث (1905) في موارد الظمآن، وأبو السوار هو البصري. (¬2) في جميع مصادر التخريج القادمة في التعليق التالي: "آخر قومه". إلا في رواية ابن منده التي أشار إليها الحافظ في الإصابة 6/ 202 فقد جاءت: =

4 - (باب منه فيما كتب بالأمان لمن فعله)

رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفي إسناده هنيد بن القاسم وهو مجهول. 4 - (باب منه فيما كتب بالأمان (¬2) لمن فعله) 68 - عَنْ مَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَهُ قُدُومُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَفَدَ إلَيْهِ فَقَبِلَ إسْلاَمَهُ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَكْتُبَ لَه كِتَاباً يَدْعُو بِهِ إلَى اْلإسْلاَمِ، فَكَتَبَ لَهُ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ: "بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لمَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ ¬

_ = "أن ماعزاً أخذ ماله وأنه لاعبا" ثم قال: "كذا أورد المتن وأظن أن فيه تصحيفاً". (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه البخاري في الكبير 8/ 37، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 8 من طريق موسى بن إسماعيل، عن هنيد بن القاسم -في البخاري: هاشم بن القاسم، وهو خطأ- عن الجعيد بن عبد الرحمن، أن عبد الله بن ماعز حدثه أن ماعزاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكتب له كتاباً: "إن ماعزاً أسلم آخر قومه، وإنه لا يجني عليه إلا يده -عند البخاري: إلا إياه- فبايعته على ذلك". وهذا إسناد جيد، هنيد بن القاسم ترجمه البخاري في الكبير 8/ 249 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلا، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 121، ووثقه ابن حبان 5/ 515. وانظر "الجرح والتعديل" 5/ 151، وأسد الغابة 3/ 374 - 375 و5/ 8، والإصابة 6/ 203، و9/ 32 - 33. (¬2) في (م): "بالإيمان" وهو تحريف.

وَلِمَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَمَاناً لَهُمْ مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَاتَّبَعُوا الْمُسْلِمِينَ، وَجَانَبُوا الْمُشْرِكينَ، وَأَدَّوُا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ، وَسَهْمَ (مص: 32) الْغَارِمِينَ، وَسَهْمَ كَذَا، وَسَهْمَ كَذَا، فَهُمْ آمِنُونُ بِأَمَانِ الله، وَأَمَانِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (6) - من طريق محمد بن هارون، حدثنا صفوان بن صالح، حدثا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد -في الميزان، ولسان الميزان: سَعْد- بن منصور الجذامي، عن جده مالك بن أحمر -في الميزان، ولسان الميزان: مبارك-. وهذا إسناد فيه: سعيد -أو سعد- بن منصور، ومالك -أو مبارك- بن أحمر وكلاهما مجهول. قال الذهبي في الميزان 2/ 125: "سعد بن منصور الجذامي، لا أعرفه. قال صفوان بن صالح المؤدب ... " وذكر هذا الحديث بهذا الإسناد، ولكن عنده "مبارك بن أحمر". وتابعه على ذلك الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 3/ 20. وقال الطبراني: "لا يروى عن مالك بن أحمر إلا بهذا الإسناد". ومن طريق الطبراني السابقة أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 19. وأورده ابن الأثير أيضاً في "أسد الغابة"، وابن حجر في "الإصابة" 9/ 33 من طريق يزيد بن عبد ربه، عن الوليد بن مسلم: حدثني سعيد بن منصور بن محرز بن مالك بن أحمر، عن جده -وعند ابن حجر: عن جد أبيه مالك بن أحمر- أنه لما بلغه مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوك ومكانه بها، وفد إليه مالك بن أحمر ... مفصلاً. ثم قال الحافظ ابن حجر: "وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق =

رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده سعيد بن منصور الجذامي، ولم أقف له على ترجمة. 69 - وَعَنْ أَبي شَدَّادٍ -رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ ذِمَار (¬1) - قَرْيَةٍ (¬2) مِنْ قُرَى عُمَان- قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلَى أَهْلِ عُمَانَ: "سَلاَمٌ، أَمَّا بَعْدُ فَأَقِروا بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَأنِّي رَسُولُ الله، وَأَدُّوا الزَّكَاةَ، وَإلاَّ غَزَوْتُكُمْ". ¬

_ = صفوان بن صالح، عن الوليد، وساقه كله مدرجاً غير مفصل كما فصله يزيد بن عبد ربه". (¬1) وهكذا جاءت أيضاً في "مجمع البحرين" ص (6)، وفي "الاستيعاب" 11/ 319، وفي "أسد الغابة" 6/ 163، وفي الإصابة 11/ 199. ولكن قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 389: "أبو شداد رجل من أهل دَمَا". وذكر طرفاً من هذا الحديث. وكذلك جاءت عند ابن طولون في "إعلام السائلين" ص (97). وقال ياقوت في "معجم البلدان" 2/ 461: "دَمَا -بفتح أوله وتخفيف ثانيه- بلدة من نواحي عمان ... منها أبو شداد قال: جاءنا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 163: "كذا قال أبو عمر: (الذماري). والذي يقوله غيره من أهل العلم: (دَمَائي) بالدال المهملة والميم، وبعد الألف ياء تحتها نقطتان. نسبة إلى (دَمَا) وهي من نواحي عمان". وانظر أيضاً "الإصابة" 11/ 199 ففيها ما يفيد. (¬2) في (ظ، م): "من قرية".

قَالَ أَبُو شَدَّادٍ: فَلَمْ نَجِدْ أَحَداً يَقْرَأُ عَلَيْنَا الْكِتَابَ حَتَى وَجَدْنَا غُلاَماً أَسْوَدَ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا الْكِتَابَ، فَقُلْتُ لأبِي شَدَّادٍ: مَنْ كَانَ عَلَى أَهْلِ عُمَانَ يَلِي أَمْرَهُمْ؟ قَالَ: إسْوَارٌ (¬1) مِنْ أَسَاوِرَةِ كِسْرَى يُقَالُ لَهُ: سبحيان (¬2). رواه الطبراني في الأوسط (¬3)، وإسناده لم أر أحداً ذكرهم إلا ¬

_ (¬1) الإسوار: لغة في السَّوار للحلية التي تلبس في المعصم، وجمعه أساورة: قواد الفرس. والأساورة أيضاً قوم من العجم نزلوا البصرة قديماً. (¬2) وجاءت في "مجمع البحرين" ص (6): "سيحان". وفي (ظ، م): "سبيحان". وفي "إعلام السائلين" ص (98): "بستجان". (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (6) - من طريق معاذ بن المثنى، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن زياد أبو حمزة الحبطي، حدثني أبو شداد ... وهذا إسناد جيد. عبد العزيز بن زياد الحبطي -تصحف في "أسد الغابة" إلى "الخبطي"، وفي "إعلام السائلين" إلى "الحنطي"- ترجمه البخاري في الكبير 6/ 15 - 16 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 382، ووثقه ابن حبان 8/ 394 ولكنه قال: "عبد العزيز بن أبي حمزة". وقد تصحفت "حمزة" في إعلام السائلين إلى "جمرة". وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي شداد إلا بهذا الإسناد". وقد سقط من إسناده "أبو" قبل "شداد". وأخرجه ابن طولون في "إعلام السائلين" ص (97) من طريق أبي نعيم الأصبهاني، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن زياد أبو =

أن الطبراني قال: تفرد به موسى بن إسماعيل، قلت: وليس بالتبوذكي (¬1) لأن هذا يروي عن التابعين والله أعلم. 70 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ (¬2) قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إنَّكَ تَبْعَثُنَا وَلَيْسَ لَنَا زَادٌ، وَلاَ لَنَا طَعَامٌ، وَلاَ عِلْمَ لَنَا بِالطَرِيقِ. قَالَ: "إنَّكُمْ سَتَمُرُّونَ بِرَجُلٍ صَبِيحِ الْوَجْهِ يُطْعِمُكُمْ مِنَ الطعَامَ وَيَسْقِيكُمْ مِنَ الشَرَابِ وَيَدُلُّكُمْ عَلَى الطَّرِيقِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ". فَلَمَّا نَزَلَ الْقَوْمُ عَلَيَّ جَعَلَ يُشِيرُ بَعْضُكُمْ (مص: 33) إلَى بَعْضٍ [وَينْظُرُونَ إلَّيَ فَقُلْتُ: يُشِيرُ بَعْضُكُمْ إلَى بَعْضٍ وَتَنْظُرُونَ إلَيَّ؟] (¬3) فَقَالُوا: أَبْشِرْ بِبُشْرَى مِنَ ¬

_ = حمزة الحبطي -وهذا خطأ صوابه: عبد العزيز بن زياد- حدثني أبو شداد ... وقال الحافظ في الإصابة 11/ 199: "ذكر البخاري، وابن أبي خيثمة، وسمويه، وابن السكن، وغيرهم من طريق أبي حمزة عبد العزيز بن زياد الحبطي -تحرفت فيه إلى: الحنظلي- حدثني أبو شداد ... ". وذكر الحديث. وانظر المصادر التي أوردناها في التعليق السابق. (¬1) بل هو التبوذكي، فعلى هامش (مص) ما نصه: "فائدة: موسى بن إسماعيل هو التبوذكي لا شك فيه ولا ريب، وقد روى عن غير واحد من الأتباع"، وانظر "الجرح والتعديل" 5/ 382، و9/ 389. (¬2) في (م): "أكمن" وهو تحريف. (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ).

الله وَرَسُولِهِ، فَإنَّا نَعْرِفُ فِيكَ نَعْتَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَأَخْبَرُونِي بِمَا قَالَ، فَأَطْعَمْتُهُمْ، وسَقَيْتُهُمْ، وَزَوَّدْتُهُمْ، وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى دَلَلْتُهُمْ عَلَى الطَرِيقِ، ثُمَّ رَجَعْتُ إلَى أَهْلِي فَأَوْصَيْتُهُمْ بِإبِلي، ثُمَّ خَرَجْتُ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: مَا الّذِي تَدْعُو إلَيْهِ؟ فَقَالَ: "أَدْعُو إلَى شهَادَةِ أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله، وإقَامِ الصَّلاةِ، وإيتَاء الزَّكَاةِ، وَحَجَ الْبَيْتِ، وَصوْمِ رَمَضَانَ". فَقَلْتُ: إذَا أَجَبْنَاكَ إلَى هذَا، فَنَحْنُ آمِنُونَ عَلَى أَهْلِنَا، وَأمْوَالِنَا، وَدِمَائِنَا؟ قَالَ: "نَعَمْ" فَأَسْلَمْتُ وَرَجَعْتُ إلَى قَوْمِي فَأَعْلَمْتُهُمْ بِإسْلاَمِي. فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيَّ بَشَرٌ كَثِير مِنْهُمْ (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (6) - من طريق علي بن سعيد (بن بشير بن مهران الرازي)، حدثنا عباد بن يعقوب (الأسدي)، حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي، حدثنا عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، حدثنا الحارث بن حصيرة. عن صخر بن الحكم، عن عمه أنه سمع عمرو بن الحمق ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: شيخ الطبراني، والمسعودي، وفيه مجهولان أيضاً: صخر بن الحكم، وعمه. وقال الهيثمي: سيأتي بتمامه في المناقب. وأورده الطبراني أيضاً في "مجمع البحرين" ص (367 - 368) في المناقب بتمامه من هذه الطريق. وأخرجه البخاري في الكبير 4/ 311 من طريق محمد بن خلف، سمع محمد بن الجنيد، حدثنا المسعودي، بالإسناد السابق.

- قلت: فذكر الحديث وهو بتمامه في المناقب (¬1) - رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده صخر بن الحكم (¬2)، عن عمه، ولم أر أحداً. ذكرهما والله أعلم. 71 - وَعَنْ عُمَيْرٍ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله إلَى عُمَيْرٍ ذِي مُرَّانَ وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ هَمْدَانَ، سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ، فَإنِّي أَحْمَدُ إلَيْكُمُ الله الَّذِي لاَ إلَه إلاَّ هُوَ (¬3). أَمَّا بَعْدُ، فَإنَّهُ قَدْ (¬4) بَلَغَنَا إِسْلاَمُكُمْ بَعْدَ مَقْدَمِنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، فَأَبْشِرُوا، فَإنَّ الله قَدْ هَدَاكُمْ بِهِدَايَتِهِ، فَإنَّكُمْ إذَا شَهِدْتُم أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ (مص: 34)، وَأَعْطَيْتُمُ الزَّكَاةَ، فَإنَّ لَكُمْ ذِمَّةَ الله، وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، عَلَى دِمَائِكُمْ، وَأَمْوَالِكمْ، وَعَلَى أَرْضِ الرُّومِيِّ (¬5) الَّتِي (¬6) أَسْلَمْتُمْ عَلَيْهَا سَهْلِهَا، وَغَوْرِيِّها (¬7)، وَمَرَاعِيهَا غَيْرَ مَظْلُومِينَ وَلاَ مُضَيَّقٍ ¬

_ (¬1) باب: ما جاء في عمرو بن الحمق الخزاعي. (¬2) تحرف في جميع الأصول إلى "الحارث". (¬3) في (م): "الله". (¬4) في (ش): "فقد". (¬5) كتب فوقها "صح"، في "مص"، وعلى هامشها: "بخطه في زوائد الطبراني الكبير: الروم". أي بخط الهيثمي. (¬6) في الأصول جميعها "الذي" وكتب فوقها في (ظ) "كذا" استغرابا. (¬7) في (م): "ووعرها".

عَلَيْهِمْ، وَإنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لِمَّحَمَّدٍ وَلاَ لأهْلِ بَيْتِهِ، وَإنَّ مَالِكَ بْنَ مَرَارَةَ الرَّهَاوِي (¬1) قَدْ حَفِظَ الْغَيْبَ، وَأَدَّى (¬2) الأمَانَةَ فَآمُرُكَ يَا ذَا مُرَّان (¬3) به خَيْراً، فَإنَّهُ مَنْظُورٌ إلَيْهِ فِي قَوْيهِ، وَلْيُحَيكُمْ رَبُّكُمْ". رواه الطبراني في الكبير (¬4) من طريق عمير بن ذي مران، عن أبيه، عن جده، ولم أر أحداً ذكرهم بتوثيق ولا جرح. ¬

_ (¬1) قال عبد الغني بن سعيد: "مالك بن مرارة الرهاوي -بفتح الراء- له صحبة. وهو منسوب إلى رهاء بن يزيد بن حرب". وقد روي عن ابن مسعود أنه رآه عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) في (م): "وإن" وهو خطأ. (¬3) في (م): "بران" وهو تحريف. (¬4) 17/ 50 برقم (107) من طريق محمد بن الفضل السقطي، حدثنا حامد بن يحيى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن مجالد بن سعيد بن -تحرفت فيه إلى: عن- عمير ذي مران، عن أبيه، عن جده عمير ... وهذا إسناد ضعيف. مجالد بن سعيد ضعيف، وأبوه سعيد قال ابن حجر في "لسان الميزان" 3/ 39: "سعيد بن عمير بن بسطام الهمداني والد مجالد بن سعيد، أخرج حديثه الطبراني في المعجم الكبير، عن رواية مجالد بن سعيد، عن أبيه، عن جده. ولا أعرف لسعيد راوياً غير ابنه، ولا وجدت فيه توثيقاً لأحد". هكذا سمَّى جده "عمير بن بسطام" بينما هو في إسنادنا "عمير ذي مران". وباقي رجاله ثقات: شيخ الطبراني محمد بن الفضل السقطي هو ابن جابر بن شاذان، ترجمه الخطيب في تاريخه 3/ 153 وقال: "وكان ثقة. وذكره الدارقطني فقال: صدوق". =

72 - وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: أَخْرَجَ إلَيْنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْن عَطَاءٍ الْعَامِرِيّ كِتَاباً مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ (¬1): اكْتُبُوهُ وَلَمْ يُمْلِهِ عَلَيْنَا. زَعَمَ أَنَّ ابْنَهُ الْفَجِيعَ (¬2) حَدَّثَهُ بِهِ: "هذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - للْفَجِيعِ وَمَنْ مَعَهُ، وَمَنْ أَسْلَمَ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَأَطَاعَ الله وَرَسُولَهُ، وَأَعْطَى مِنَ الْمَغْنَم خُمُسَ الله، وَنَصَرَ نَبِيَّ الله، وَأَشْهَدَ عَلَى إسْلاَمِهِ، وَفَارَقَ الْمُشْرِكينَ، فَإنَّهُ آمِنٌ بِأَمَانِ الله، وَمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -". رواه الطبراني في الكبير (¬3) وإسناده منقطع. ¬

_ = وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 297: "قال عبد الغني بن سعيد: عمير ذو مران وهو من الصحابة. روى مجالد بن سعيد بن عمير ذي مران، عن أبيه، عن جده عمير ... وذكر هذا الحديث". وقال الحافظ في الإصابة 7/ 288، و9/ 69: "أخرج الطبراني من طريق مجالد بن سعيد، عن أبيه، عن جده عمير ... " وذكر هذا الحديث. وأورده ابن طولون في "إعلام السائلين" ص (87 - 88) من طريق ابن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جدي. وهذا كتابه عندنا: بسم الله الرحمن الرحيم ... ". (¬1) في (ظ، م): "فقال لنا ... ". (¬2) هو الفجيع بن عبد الله البكائي. وانظر "أسد الغابة" 4/ 350. (¬3) 18/ 321 برقم (830) من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، حدثنا أبو نعيم قال: أخرج إلينا ... وهذا إسناد معضل.

73 - وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَحْمَرَ الْمَازِنِي قَالَ: كُنْتُ فِي إبِلِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرْعَاهَا فَأَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَجَمَعْتُ إبِلِي وَرَكِبْتُ الْفَحْلَ فَتَفَاجَّ (¬1) يَبُولُ [فَنَزَلْتُ عَنْهُ، وَرَكِبْتُ نَاقَةً، فَنَجَوْتُ عَلَيْهَا، وَاسْتَاقُوا اْلإبِلَ فَأَتَيْتُ] (¬2) رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمْتُ، فَرَدَّهَا عَلَيَّ، وَلَمْ يَكُونُوا (مص: 35) اقْتَسَمُوَها. قَالَ جَوَّابُ بْنُ عُمَارَةَ: فَأدرَكْتُ أَنَا وَأَخِي النَّاقَةَ الَّتِي رَكِبَها عُمَارَةُ يَوْمَئِذٍ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه الطبراني في الكبير (¬3)، وفي إسناده قتيلة بنت جميع، ¬

_ = وقال ابن الأثير في "أسد الغابة": 4/ 350: "أنبأنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا الفضل بن دكين -أبو نعيم- قال: أخرج إلينا عبد الملك ... " وذكر الحديث. (¬1) يقال: تفاج: بالغ في توسيع ما بين رجليه، ويقال: تفاجت الناقة للحلب. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ). (¬3) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 1/ 51 قال: أخبرت عن الجراح بن مخلد البزار قال: حدثتني قتيلة بنت جميع المازنية قالت: حدثني يزيد بن ضَيْف، عن أبيه أنه سمع عمارة بن أحمر المازني -قالت قتيلة: وأنا من ولده- قال: كنت في إبلي في الجاهلية ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقتيلة بنت جميع، وشيخها ما وجدت لهما ترجمة. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 136: "روت قُتَيْلة بنت =

5 - (باب الإسلام يجب ما قبله)

عن يزيد بن ضيف (¬1) عن أبيه، ولم أر أحدًا ترجمهم. 5 - (باب الإسلام يَجُبُّ ما قَبْله) 74 - عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ الرِّيَاحِي قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فَلَمْ أَجِدْهُ، وَرَأْيْتُ الْمَرْأَةَ فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: هُوَ ذَاكَ فِي ضَيْعَةٍ لَهُ. فَجَاءَ يَقُودُ -أَوْ يَسُوقُ- بَعِيْرَيْنِ، قَاطِراً أَحَدَهُمَا فِي عَجُزِ صَاحِبِهِ، فِي عُنُقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (¬2) قِرْبَةٌ، فَوَضَعَ الْقِرْبَتَيْنِ. قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا كَانَ فِي النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إلَيَّ أَنْ أَلْقَاهُ مِنْكَ، وَلاَ أَبْغَضَ إلَيَّ أَنْ أَلْقَاه مِنْكَ. قَالَ: لله (¬3) أَبُوكَ، وَمَا يَجْمَعُ هذَا؟. قَالَ (¬4): قُلْتُ: إنِّي كُنْتُ وَأَدْت فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ أَرْجُو فِي لِقَائِكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَنَّ لِي تَوْبَةً وَمَخْرَجاً، وَكُنْتُ أَخْشَى فِي لِقَائكَ أَنْ تُخْبِرنِي أَنَّهُ لاَ تَوْبَةَ لِي. ¬

_ = جميع، عن يزيد بن حنيفة، عن أبيه ... ". وقال ابن حجر في "الإصابة" 7/ 66: " ... وقد أخرج حديثه أبو يعلى، والطبراني، وغيرهما من طريق يزيد بن حنتف -بفتح الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح المثناة بعدها فاء- عن أبيه أنه سمع عمارة بن أحمر المازني ... " وذكر الحديث. (¬1) في (م): "نصيف". وانظر التعليق السابق. (¬2) في (م): "منها" وهو تحريف. (¬3) في (م): "الله " وهو تحريف. (¬4) في (م): "فان". وهو تحريف.

فَقَالَ: أَفِي الْجَاهِلِيَّةِ؟. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: عَفَا الله عَمَّا سَلَفَ ... قُلْتُ: وَيأتي بتمامه في عِشْرة النساء (¬1)، رواه الإمام أحمد (¬2)، ورجاله موثقون. 75 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَجِلُّوا (¬3) الله، يَغْفِرْ لَكُمْ"، قَالَ ابْنُ ثَوْبَانَ: يَعْنِي: أَسْلِمُوا. رواه أحمد (¬4) وفي إسناده أبو العذراء وهو مجهول (مص: 36). ¬

_ (¬1) في "كتاب النكاح". (¬2) في المسند 5/ 150 - 151 من طريق إسماعيل، عن الجريري، عن أبي السليل، عن نعيم بن قعنب الرياحي ... وهذا إسناد صحيح، إسماعيل هو ابن علية سمع سعيد بن إياس الجريري قبل الاختلاط، وأبو السليل هو ضريب بن نقير. وأورده الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 1422 نشر دار المأمون للتراث، من طريق سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، بالإسناد السابق. وحماد بن سلمة سمع الجريري قبل الاختلاط أيضاً. (¬3) على هامش (ظ)، وفي (م) أيضاً " أحبو". (¬4) في المسند 5/ 199 والبخاري في الكبير 9/ 63 من طريق موسى بن داود، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، عن أبي العذراء، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أبي =

76 - وَعَنْ سَلَمَة بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: جَاءَ شَابٌّ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا رَسُولَ الله، أَرَأيْتَ مَنْ لَمْ ¬

_ = العذراء، فقد ترجمه البخاري في الكبير 9/ 63 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 420 وقد أورد له هذا الحديث. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/ 551: "مجهول". وتابعه على هذا الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص (504). نقول: إن هذا على شرط ابن حبان. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (459) - من طريق محمد بن هارون. حدثنا العباس بن الوليد الخلال، حدثنا مروان بن محمد، حدثنا مسلمة العدل من أهل داريا، عن عمير بن هانئ، عن أبي العذارء، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال ... وقال الطبراني: "لم يقل عن أبي العذراء، عن أم الدرداء إلا مسلمة، ولا عنه إلا مروان. رواه ابن ثوبان، عن عمير، عن أبي العذراء، عن أبي الدرداء". نقول: مسلمة هو ابن عمرو، وأبو عمرو العدل، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 269، وقال: "سألت أبي عنه فقال: مجهول". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/ 112، والمغني 2/ 658: "ومسلمة، عن عمير بن هانئ، مجهولان". وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 36 وفيه أكثر من تحريف. وقال الذهبي في كاشفه: "وثق". وروى عنه أكثر من واحد، ووثقه ابن حبان 7/ 489، ومروان بن محمد الطاطري ثقة، والحديث إذاً من المزيد في متصل الأسانيد، والله أعلم.

يَدَعْ سَيِّئةً إلاَّ عَمِلَهَا، وَلاَ خَطِيئةً إلاَّ رَكِبَهَا، وَلاَ أَشْرَفَ (¬1) سَهْمٌ إلاَّ اقْتَطَعَهُ بِيَمِينِهِ، وَمَنْ لَوْ قُسِّمَتَ خَطَايَاهُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَغَمَرَتْهُمْ؟. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَسْلَمْتَ، أَوْ أَنْتَ مُسْلِمٌ؟ ". قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله. فَقَالَ: "اذْهَبْ فَقَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئاتُكَ حَسَنَاتٍ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله وَغَدْرَاتِي؟ وَفَجْرَاتِي؟ قَالَ: "وَغَدَرَاتُكَ، وَفَجَرَاتُكَ"، ثَلاَثاً. فَوَلَّى الشَابُّ وِهُوَ يَقُولُ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ. فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي أَوْ خَفِيَ عَنِّي (¬2). رواه الطبراني في الكبير (¬3)، وفي إسناده ياسين الزيات يروي الموضوعات. ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "أشرف له". (¬2) سقطت من (ظ): "عني". (¬3) 7/ 53 - 54 برقم (6361) من طريق عبد الله بن سعد بن يحيى الرقي، حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان، حدثني أبي، حدثني ياسين الزيات، عن أبي سلمة الحمصي، عن يحيى بن جابر، عن سلمة بن نفيل قال: ... وهذا إسناد تالف يحيى بن جابر لم يدرك سلمة بن نفيل. وياسين الزيات، قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 142: "وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، يتفرد بالمعضلات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال".

77 - وَعَنْ أَبِي طَوِيلٍ شَطْبِ المَمْدُودِ (¬1): أَنَّهُ أَتَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَرَأَيْتَ مَنْ عَمِلَ الذنُوبَ كُلَّهَا فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئاً، وَهُوَ فِي "ذلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَّةً وَلاَ دَاجَّةً (¬2) إلاَّ أَتَاهَا (¬3)، فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: "فَهَلْ أَسْلَمْتَ؟ ". قَالَ: أَمَّا أَنَا، فَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَأَنَكَ رَسُولُ الله. قَالَ: "تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُن الله لَكَ خَيرَاتٍ كُلَّهُنَّ". ¬

_ (¬1) في (ظ): "شبط الممدود" وهو تحريف. والشطب: الطويل، الحسن الخلق، ونقل ابن حجر في الإصابة 5/ 79 عن البغوي أنه قال: "أظن أن الصواب: عن عبد الرحمن بن جبير: أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - طويلاً، شطباً -والشطب يعني في اللغة: الممدود- فظنه الراوي اسماً فقال فيه: عن شطب أبي طويل". (¬2) قال ابن الأثير في النهاية 1/ 341: "الحاج والحاجة: أحد الحجاج، والداج والداجة: الأتباع والأعوان. يريد الجماعة الحاجة ومن معهم من أتباعهما. وانظر أيضاً النهاية 2/ 101. وغريب الحديث 4/ 247. وقال ابن عبد البر: "قال أبو المغيرة: سمعت مبشر بن عبيد يقول: الحاجة: هو الذي يقطع الطريق على الحاج إذا توجهوا. والداجة: الذي يقطع عليهم الطريق إذا رجعوا". والمراد -والله أعلم- هنا: أنه لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا اقترفها. (¬3) في (م): "أباها" وهو تصحيف.

قَالَ: وَغَدَرَاتِي، وَفَجَرَاتِي؟. قَالَ: "نعَمْ". قَالَ: الله أَكْبَرُ. فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى (¬1). رواه الطبراني، والبزار بنحوه، ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبي نشيط، وهو ثقة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 314 برقم (7235) من طريق أحمد (بن عبد الرحيم) بن يزيد الحوطي. وأخرجه البزار 4/ 79 برقم (3244)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 352، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/ 85، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 525 من طريق محمد بن هارون. كلاهما حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن حجاج، قال: حدثني صفوان بن عمرو بن أمية (السكسكي)، حدثنا عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب الممدود ... وهذا إسناد صحيح إلى عبد الرحمن بن جبير. وقال أبو القاسم البغوي: "روى هذا الحديث غير محمد بن هارون، عن أبي المغيرة، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير: أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - طويلاً، شطب الممدود، وأحسب أن محمد بن هارون صحف فيه، والصواب ما قاله غيره". وتعقب الخطيب هذا بقوله: "قد رواه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، عن أحمد بن نجدة الحوطي، عن أبي المغيرة، كرواية أبي نشيط" ثمَّ أورد هذه الطريق. نقول: إن الطبراني رواه من طريق أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد =

قلت: (مص: 37) ويأتي حديث أنس في فضل لا إله إلا الله، في الأذكار (¬1). 78 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ (¬2) قَالَ: أَقْبَلَ شيْخٌ يَدَّعِمُ عَلَى عَصًا حَتَى قَامَ بَيْنَ يَدَي النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: يَا نَبِيّ الله، إنَّ لِيْ غَدَرَاتٍ وَفَجَرَاتٍ فَهَلْ يَغْفِر لِي؟. قَالَ: "أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله؟ ". قَال: نَعَمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله. قَالَ: "فَقَدْ غَفَرَ لَكَ غَدَرَاتِكَ وفَجَرَاتِكَ" (¬3). رواه أحمد، والطبراني ورجاله موثّقون، إلا أنه من رواية مكحول، عن عمرو بن عبسة، فلا أدري أسمع منه أم لا. ¬

_ = الحوطي، وليس عن أحمد بن نجدة، ولكن ذهن الخطيب انصرف إلى الأشهر منهما والله أعلم. وقال الحافظ في الإصابة 5/ 78 - 79: "وروى البغوي، وابن زَبْر، وابن السكن. وابن أبي عاصم، والبزار، والطبراني، من طريق عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال ابن مندة: غريب، تفرد به أبو المغيرة. قلت: هو على شرط الصحيح، وقد وجدت له طريقاً أخرى ... " انظر بقية كلامه هناك، وسيأتي هذا الحديث في الزهد، باب: فيمن يعمل الحسنات بعد السيئات. (¬1) باب: ما جاء في فضل لا إله إلاَّ الله. (¬2) في (م): "عنبسة" وهو تحريف. (¬3) أخرجه أحمد 4/ 385 من طريق سريج بن النعمان، حدثنا نوح بن =

6 - (باب فيمن مات يؤمن بالله واليوم الآخر)

79 - وَعَنِ الْجَارُودِ الْعَبْدِي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُبَايِعُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عَلَى أَنِّي إنْ تَرَكْتُ دِينِي وَدَخَلْتُ فِي دِينِكَ لاَ يُعَذِّبُنِيَ الله فِي الآخِرَةِ؟ قَالَ: "نَعَمْ". رواه أبو يعلى (¬1)، ورجاله ثقات (¬2). 6 - (باب فيمن مات يؤمن بالله واليوم الآخر) 80 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ (¬3) بِالله وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ، قِيلَ لَهُ: ادْخُلْ ¬

_ = قيس، عن أشعث بن جابر الحداني. عن مكحول، عن عمرو بن عبسة ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن مكحولاً لم يدرك عمرو بن عبسة، فهو منقطع. والحديث في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. ويدعم أصلها يدتعم فأدغم التاء بالدال. (¬1) في المسند 2/ 219 - 220 برقم (918)، والطبراني في الكبير 2/ 268 برقم (2127) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا خالد بن مخلد، عن علي بن هاشم. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (2126) من طريق علي بن عبد العزيز الأصبهاني. حدثنا علي بن مسهر، كلاهما عن أشعث بن سوار -ولم ينسب في الطريق الأولى- عن محمد بن سيرين، عن الجارود ... وهذا إسناد صحيح. وانظر الإصابة 2/ 51 - 52، ومسند الموصلي لتمام التخريج. (¬2) سقطت من (م)، واستدركت على هامش (ظ). (¬3) في (ظ): "يسلم". وأشير إلى الهامش حيث كتب: " يؤمن".

7 - (باب في الوسوسة (مص: 38))

مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شِئْتَ". رواه أحمد (¬1)، وفي إسناده شهر بن حوشب، وقد وثق. 7 - (باب في الوسوسة (مص: 38)) 81 - عَنْ عُثْمَانَ -يَعْنِي: ابْنَ عَفَّانَ، -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ سَألْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: مَاذَا يُنْجْيِنَا مِمَّا يُلْقِي الشَيْطَانُ فِي أَنْفُسِنَا؟. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "يُنْجِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَقُولُوا مَا أمَرْتُ بِهِ عَمِّي أَنْ يَقُولَهُ، فَلَمْ يَقُلْهُ". رواه أحمد (¬2) وفي إسناده أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، ذكره ابن حبان في الثقات، والأكثر على تضعيفه. ¬

_ (¬1) في المسند 1/ 16، والطيالسي 1/ 21 برقم (18) من طريق حماد قال: حدثنا زياد بن مخراق، عن شهر بن حوشب، عن عقبة بن عامر، عن عمر بن الخطاب ... وهذا إسناد حسن من أجل شهر، وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (6370) في مسند الموصلي. ونسبه المتقي الهندي في كنز العمال 1/ 83 برقم (345) إلى أحمد، والطيالي، وابن مردويه. (¬2) في المسند 1/ 7 - 8، وأخرجه أبو يعلى -مطولاً- في المسند 1/ 121 - 122 برقم (133) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم: أن عثمان قال: ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 9/ 92: "لا يصح سماعه -يعني محمد بن جبير- من عمر بن =

82 - وَعَنْ خُزَيْمَةَ -يَعْنِي: ابْنَ ثَابِتٍ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَأتِي الشَيْطَانُ اْلإنْسَانَ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ؟. فَيَقُولُ: اللهُ. فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اْلأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، حَتَى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذلِكَ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ باللهِ وَرُسُلِهِ" (¬1). رواه أحمد (¬2)، والطبراني في الكبير، بإسناد فيه ابن لهيعة. ¬

_ = الخطاب. فإن الدارقطني نصّ على أن حديثه عن عثمان مرسل ... ". وأبو الحويرث بينا أنه حسن الرواية عند الحديث (7413) في مسند الموصلي. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي، وكنز العمال 1/ 290 برقم (1405). (¬1) في (ظ، م): "ورسوله". (¬2) في المسند 5/ 214، وعبد بن حميد برقم (215)، والطبراني في الكبير 4/ 85 برقم (3719) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث: عن عمارة بن خزيمة، يحدث عن أبيه خزيمة ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة. ويشهد له -بالإضافة إلى أحاديث الباب- حديثُ أبي هريرة عند أحمد 2/ 331، والبخاري في بدء الخلق (3276) باب: في صفة إبليس وجنوده، ومسلم في الإيمان (135) باب: بيان الوسوسة في الإيمان، وأبي داود في السنة (4721) باب: الجهمية. وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 10/ 445 - 446 برقم (6056). وانظر فتح الباري 6/ 341.

83 - وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضيَ الله عَنْها- أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: "إنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَان فَيَقُول: مَنْ خَلَقَكَ؟. فَيَقُولُ. الله. فَيَقولُ: مَنْ (¬1) خَلَقَ الله؟. فَإذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذلِكَ فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِالله وَرَسُولِهِ، فَإنَّ ذلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ" (¬2). رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، ورجاله ثقات. 84 - وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا - قَالَتْ: شَكَوْا إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما يَجِدُونَ مِنَ الْوَسْوَسَةِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا نَجِدُ شَيْئاً لَوْ أَنَّ أَحَدَنَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ، كَانَ (¬3) أَحَبَّ إلَيْهِ مِنَ أَنْ يَتَكَلَّمَ ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "فمن". (¬2) أخرجه أبو يعلى 8/ 160 - 161 برقم (4705) وإسناده صحيح. وهناك استوفينا تخريجه، كما خرجناه في صحيح ابن حبان برقم (150) نشر مؤسسة الرسالة. ولا يضره ما قال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 158 - 159 برقم (1969) فقد تابع ابنَ الأجلح عليه غير واحد، والله أعلم. وقال البزار بعد روايته هذا الحديث 1/ 34: "وهذا رواه غير واحد عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة. وغير واحد عن عائشة. منهم أبو صالح". وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 461 وقال "رواه أحمد بإسناد جيد. وأبو يعلى، والبزار، ورواه الطبراني في الكبير، والأوسط، من حديث عبد الله بن عمرو". وحديث عبد الله هذا سيأتي برقم (88). (¬3) في (م): "فإن".

بِهِ. فَقَالَ النَبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذَاكَ مَحْضُ الإيمَانِ" (¬1). رواه أحمد، وأبو يعلى، بنحوه إلا أن لفظ أبي يعلى: أَنَّ (مص: 39) رَجُلاً قَالَ لِعَائِشَةَ: إنَّ أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ لَوْ تَكلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ، وَلَوْ ظَهَرَ لَقُتِلَ. فَكَبَّرَتْ ثَلاَثاً، ثُمَّ قَالَتْ: سُئِلَ (¬2) عَنْهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَكَبَّرَ ثَلاَثاً، ثُمَّ قَالَ: "إنَّمَا يُخْتَبَرُ بِهذَا الْمُؤمِنُ". وفي إسناده شهر بن حوشب. 85 - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنّ َعُمَرَ مَرَّ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَاشتَكَى ذَلِكَ إلَيْهِ فَقَالَ: مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ، فَسَلّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ (¬3). فَقَالَ أيْنَ هُوَ؟. قَالَ: هُوَ فِي الْمَسْجِدِ قَاعِدٌ. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 6/ 106 من طريق مؤمل، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر بن حوشب، عن خاله، عن عائشة قالت: ... وهذا إسناد ضعيف لضعف مؤمل بن إسماعيل، وخال شهر مجهول. وأخرجه أبو يعلى 8/ 109 برقم (4649) من طريق عبد الأعلى، حدثنا معمر قال: سمع ليثاً يحدث عن شهر بن حوشب: أن رجلاً قال لعائشة ... وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف ليث بن أبي سليم. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي حيث ذكرنا أيضاً ما يشهد له. وكنز العمال 1/ 249 برقم (1258) ورقم (1713). (¬2) في (م): "سألت". (¬3) ساقطة من (ظ، م).

فَانْطَلَقَا (¬1) إلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَى أَخِيكَ حِينَ سَلَّمَ عَلَيْكَ؟. قَالَ: والله مَا شَعرْتُ أَنَّهُ سَلَّمَ. مَر بِي وَأَنَا أَحُدِّثُ نَفْسِي فَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُ سَلَّمَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَاذَا تُحَدِّثُ نَفْسَكَ؟. قَالَ: خَلاَ بِيَ الشَّيْطَانُ فَجَعَلَ يُلْقِي فِي نَفْسِي أَشْيَاءَ مَا أُحِبُّ أَنِّي تَكَلَّمْتُ بِهَا وَأَنَّ لِي مَا عَلَى اْلأَرْضِ. قُلْتُ: فِي نَفْسِي حِينَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ ذَلِكَ فِي نَفْسِي: يَا لَيْتَنِي سَأَلْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: مَا الَّذِي يُنْجِينَا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي أَنْفُسِنَا؟. [فَقَالَ أَبُو بِكْرٍ (¬2): فَإنِّي وَالله لَقَدِ اشْتَكَيْتُ ذلِكَ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وسَأَلْتُهُ مَا الَّذِي يُنْجِينَا مِنْ هذَا الْحَدِيثِ الَّذِي يُلْقِي الشَّيْطَانُ، (¬3) فِي أَنْفُسِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُنْجِيكُمْ مِنْ ذلِكَ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ الَّذِي أَمَرْت بِهِ عَمِّي عِنْدَ الْمَوتِ، فَلَمْ يَفْعَلْ". رواه أبو يعلى (¬4)، وعند أحمد طرف منه، وفي إسناده أبو ¬

_ (¬1) في (ظ): "انطلقنا" وعلى هامشها "فانطلقا". (¬2) في (ظ): "أبو موسى". (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (م). (¬4) في المسند 1/ 121 - 122 برقم (133)، وإسناده ضعيف لانقطاعه، وقد تقدم الطرف الذي أخرجه أحمد برقم (80) فعد إليه لتمام التخريج.

الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، وثقه ابن (مص: 40) حبان والأكثر على تضعيفه والله أعلم. 86 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنهُ- قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ الله، أرَأَيْتَ أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالشَيْءِ الَّذِي لأَنْ يَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَيَتَقَطَّعَ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ؟. فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تِلْكَ مَحْضُ اْلإيمَانِ". رواه أبو يعلى (¬1) ورجاله رجال الصحيح [إلا يزيد بن أبان الرقاشي] (¬2). 87 - وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ الله إنَّا نَكونُ عِنْدَكَ عَلَى حَالٍ حَتَّى إذَا فَارَقْنَاكَ نَكون عَلَى غَيْرِهِ. قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ وَنَبِيُّكمْ؟. قَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّنَا فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ. قَالَ (¬3): "لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ". رواه أبو يعلى (¬4)، والبزار، إلا أن البزار قال: "كَيْفَ أَنْتُمْ وَرَبُكمْ؟. قَالُوا: اللهُ رَبُّنَا فِي السِّر وَالْعَلاَنِيَةِ". ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في المسند 7/ 156 برقم (4128) وهناك خرجناه وذكرنا شواهد له، فعد إليه إذا شئت. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ، م)، ولكنه استدرك على هامش (ظ). (¬3) ساقطة من (م). (¬4) في المسند 6/ 105 برقم (3369) وإسناده ضعيف، وهناك =

88 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الشَيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ. فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الله؟ فَإذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ، ذلِكَ. فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ" (¬1). رواه الطبراني في الأوسط (ظ: 4)، والكبير، ورجاله رجال الصحيح، خلا أحمد بن محمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني. ¬

_ = استوفينا تخريجه. (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (11) - من طريق أحمد بن محمد بن نافع الطحان، حدثنا أبو الطاهر بن السرح، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو ... وقال: "لم يروه بهذا الإسناد إلا مالك، ولا عنه إلا ابن أبي أويس. تفرد به أبو الطاهر. ورواه الناس عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة". نقول: شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، رجال الصحيح. وانظر تعليقنا على الحديث المتقدم برقم (84). وأما حديث أبي هريرة الذي أشار إليه الطبراني فقد أخرجه مسلم في الإيمان (134): باب: إذا هم العبد بحسنة كتبت، وإذا هم بسيئة لم تكتب. وأبو داود في السنة (4721) باب: في الجهمية، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (662).

89 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلِنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي الشَّيْءَ لَأنْ أَكونَ، حِمَمَةً أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، فَقَالَ: "ذَاكَ صرِيحُ الإيمَانِ" (¬1). رواه الطبراني في الصغير، ورجاله رجال الصحيح، خلا شيخ الطبراني منتصر (¬2). 90 - وَعَن أُمِّ سَلَمَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا- (مص: 41) - أَنَّهَا سَمِعَتِ النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إنِّي أحَدِّثُ نَفْسِيَ بِالشَيْءِ لَوْ تَكَلَّمْتُ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (11) - وفي الصغير 2/ 115 من طريق منتصر بن نصر بن منتصر الواسطي ابن أخي تميم بن المنتصر، حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن حماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... وقال: "لم يروه عن سفيان إلا إسحاق الأزرق". نقول: شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، رجال الصحيح. (¬2) في هامش (مص) ما نصه: "منتصر بن تميم بن المنتصر شيخ الطبراني، روى عنه أيضاً محمد بن مخلد، وجماعة، وذكره الخطيب فلم ينقل فيه جرحاً". نقول: شيخ الطبراني الذي ترجمه الخطيب ليس شيخه في حديثنا هذا، وإنما هو منتصر بن محمد بن منتصر أبو مصور البغدادي. وانظر "المعجم الصغير" للطبراني 2/ 114، 115.

بِهِ، لأُحْبِطَتْ آخِرَتِي، فَقَالَ: "لاَ يُلَقَّى ذَلِكَ الْكَلاَمَ (¬1) إلاَّ مُؤْمِنٌ" (¬2). رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، وفي إسناده سيف بن عميرة، قال الأزدي: يتكلمون فيه. 91 - وَعَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عنِ الوَسْوَسَةِ فَقَالَ: "ذَاكَ مَحْضُ الإيمَانِ". ¬

_ (¬1) ساقطة من (م). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (11) - وفي الصغير 1/ 129 من طريق الحسن بن حُبَاش الحماني الكوفي، حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي، حدثنا سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب؛ حدثنا سماك بن حرب، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة ... ونسبه التقي الهندي في الكنز 1/ 250 برقم (1260) إلى الطبراني في الأوسط. وقال الطبراني: "لم يروه عن أبان إلا سيف بن عميرة، ولا يروى عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد". نقول: الحسن بن حباش بن يحيى الكوفي، قال محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان: "سنة ثلاث وثلاث مئة فيها مات الحسن بن حباش بن يحيى الدهقان، وكان الكلام فيه كثيراً، وكان في الظاهر يظهر الأمانة، وكان يرمى بغير ذلك في الدين بأمر عظيم". وانظر تاريخ بغداد 7/ 302 - 304، والمؤتلف والمختلف للدارقطني 2/ 702، والإكمال 2/ 345، والمشتبه 1/ 207. وباقي رجاله ثقات، محمد بن عبد الحميد العطار وثقه ابن حبان 9/ 80.

رواه الطبراني في الكبير (¬1)، ورجاله رجال الصحيح، وشيخ الطبراني ثقة والله أعلم. 92 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إنَّهُ لَيَعْرِضُ فِي نَفْسِيَ الشَّيْءُ لأنْ أَكُونَ حِمَمَةً أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اْلْحَمْدُ لله، إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِي هذِهِ. وَلكِنَّهُ رَضِي بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ" (¬2). رواه الطبراني في الكبير (¬3)، وهو من رواية ذر بن عبد الله، عن معاذ، ولم يدركه. ¬

_ (¬1) 10/ 101 برقم (10024) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار، حدثنا علي بن عثام بن علي، حدثنا سعيد بن الخمس، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ... وهذا إسناد صحيح. وانظر كنز العمال 1/ 250 برقم (1258) وقد نسبه فيه المتقي الهندي إلى الطبراني الكبير. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 20/ 172 برقم (367) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذَرَّ قال: سمعت: أبي ذَرَّ بن عبد الله يذكر عن معاذ بن جبل ... وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أنه منقطع، ذرّ لم يدرك معاذاً. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 250 برقم (1263) إلى الطبراني في الكبير. (¬3) ساقطة من (م).

93 - وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ -أَوْ ابْنِ أَبِي حَسَن- عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ النَّاسَ سَأَلُوا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْوَسْوَسَةِ الَّتِي يَجِدُهَا أَحَدُهُمْ لأَنْ يَسْقُطَ مِنْ عِنْدِ الثُّرَيَّا أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَاكَ صَرِيحُ الإيمَانِ. إن الشَّيْطَانَ يَأْتِي الْعَبْدَ، فِيمَا دُونَ ذلِكَ، فَإذَا عُصِمَ (¬1) مِنْهُ، وَقَعَ فِيمَا هُنَالِكَ" (¬2). (مص: 42) رواه البزار، ورجاله ثقات أئمة. 94 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَقُولُونَ: كَانَ الله قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ فَمَا كَانَ قبْلَهُ؟ ". رواه البزار (¬3)، وله في الصحيح حديث غير هذا، ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) في (م): "أعصم". (¬2) أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (672)، والبزار 1/ 33 - 34 برقم (49) من طريقين: حدثنا أبو داود، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عمارة بن أبي حسن المازني -أو ابن أبي الحسن- عن عمه ... وليس عند النسائي شك .. وإسناده صحيح. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 249 برقم (1257) إلى النسائي، وقال: "وصحح". وانظر أسد الغابة 4/ 138، والإصابة 7/ 68. (¬3) في كشف الأستار 1/ 34 برقم (51) من طريق حوثرة بن محمد، حدثنا =

8 - (باب)

8 - (باب) 95 - عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ رَجُلٌ أَقْبَحُ النَّاسِ وَجْهاً، وَأَقْبَحُ النَّاسِ ثِيَاباً، وَأَنْتَنُ النَّاسِ رِيحاً، جِلْفاً، جَافِياً (¬1) يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، فَجَلسَ بَيْنَ يَدَيْ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ (¬2): مَنْ خَلَقَكَ؟ قَالَ: "اللهُ". قَالَ: فَمَنْ خلَقَ السَّمَاءَ؟. قَالَ: "اللهُ". قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الأرْضَ؟ قَالَ: "اللهُ؟ ". قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الله؟. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = أبو أسامة، حدثنا مجالد، عن عامر، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه ... وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وباقي رجاله ثقات. المحرر ترجمه البخاري في الكبير 8/ 22 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 408، ووثقه ابن حبان 5/ 46، وقال الذهبي في كاشفه: "وثق". والذي أشار إليه الهيثمي أنه في الصحيح، أخرجه مسلم في الإيمان (134) باب: بيان الوسوسة في الإيمان وما يقول من وجدها، ولفظه: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا، خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟. فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله". وهو عند أبي داود في السنة (4721) باب: في الجهمية. وللحديث رواية متفق عليها وهي عند البخاري في بدء الخلق (3276) باب: صفة إبليس وجنوده. (¬1) في (ظ، م): "خلقا جائعاً" وهو تحريف. (¬2) في (ظ، م): "فقال".

9 - (باب لا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان)

"سُبْحَانَ الله". -مرتين- وَأَمْسَكَ بِجَبْهَتِهِ، فَقَامَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيَّ بِالرَّجُلِ". فَطَلَبْنَاهُ فَكَأَنَّه لَمْ يَكنْ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذَا إبْلِيسُ جَاءَ يُشَكِّكُكُمْ فِي دِينِكُمْ" (¬1). رواه الطبراني في الكبير، والأوسط. وفي إسناده عبد الله بن جعفر المديني والد عليّ بن المدينيّ، وقد رماه الناس بالوضع. قلت: وتأتي أحاديث في باب: في إبليس وجنوده. 9 - (باب لاَ يُقْبَلُ إيمان (¬2) بلا عمل ولا عمل بلا إيمان) (مص: 43) 96 - [عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يُقْبَلُ إيمَانٌ بِلاَ عَمَلٍ، وَلاَ عَمَلٌ بِلاَ إيمَانٍ"] (¬3). ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (11) - من طريق محمد بن علي بن الأحمر الناقد، حدثنا أبو كامل الجحدري، حدثنا عبد الله بن جعفر، أخبرني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف. ابن جعفر المديني ضعيف وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (6464) في مسند الموصلي. وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن دينار إلا عبد الله بن جعفر، تفرد به أبو كامل". (¬2) في (ظ): "الإيمان". (¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من (م).

10 - (باب في أصول الدين وبيان فرائضه)

رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفي إسناده سعيد بن زكريا، واختلف في ثقته وجرحه. 10 - (باب في أصول الدين وبيان (¬2) فرائضه) 97 - عَنْ عَمْرِو (¬3) بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الله الْمُزَنِيَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - اثْنَي عَشَرَ أَصْلاً مِنْ أُصُولِ الدِّين. [قلت: رواه الطبراني في الكبير] (¬4)، وفي إسناده كثير بن عبد الله وهو ضعيف الحديث. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 68 برقم (260)، والمناوي في فيض القدير 6/ 453 إلى الطبراني في الكبير. ولم أقع عليه في مكان آخر لأحكم على إسناده. (¬2) ساقطة من (م). (¬3) تحرف في (م، ظ) إلى "عمر". (¬4) ما بين حاصرتين ساقط من الأصول الثلاثة، ولكنه استدرك على هامش (ظ). وأخرجه الطبراني في الكبير 17/ 22 - 23 برقم (31) من طريق إبراهيم بن دحيم الدمشقي، حدثنا أبي، حدثنا مروان بن معاوية، عن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده عمرو بن عوف بن عبد الله المزني ... وهذا إسناد ضعيف، كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني بسطنا القول فيه عند الحديث (1199) في "موارد الظمآن". وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة. ومروان بن معاوية قد أخرج له مسلم في الإيمان (145)، وفي البر (2599) بالعنعنة.

11 - (باب)

11 - (باب) 98 - عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "إنَّ بَيْنَ يَدَي الرَّحْمنِ لَلَوْحاً (¬1) فِيهِ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ شَرِيْعَةً، يَقُولُ الرَّحْمَنُ -عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ يَأْتِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادي لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئاً، فِيهِ وَاحِدَةٌ (¬2) مِنْهَا إلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ". رواه أبو يعلى (¬3)، وفي إسناده عبد الله بن راشد وهو ضعيف. 99 - وَعَنْ عُبَيْدٍ -وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ-: أَنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: "الإيمَانُ ثلاثُ مِئَةٍ وَثَلاثُونَ شَرِيعَةً، مَنْ وَافَى بِشَرِيعَةٍ (¬4) مِنْهُنَّ ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "لوحاً". (¬2) في (م): "واحد". (¬3) في المسند 2/ 484 برقم (1314) وإسناده ضعيف. وأخرجه عبد بن حميد برقم (968) والبيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 367 برقم (8551) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بإسناد أبي يعلى. ونسبه الحافظ في "المطالب العالية" 1/ 56 برقم (2864) إلى عبد بن حميد، والحارث. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 39 برقم (82) إلى عبد بن حميد، وانظر المسند لتمام التخريج. (¬4) في (م): "شريعة".

دَخَلَ الْجَنَّةَ" (¬1). رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده عيسى بن سنان القسملي، وثقه ابن حبان، وابن خراش، وضعفه الجمهور، وعبد الرحمن بن عبيد لم أر من ذكره. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير، وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (7) - من طريق محمد بن العباس. حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، حدثنا المنهال بن بحر، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد، عن أبيه، عن جده -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة 6/ 369: "أخرجه ابن السكن، وابن شاهين، والطبراني، وأبو نعيم". وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 543 من طريق المنهال بن بحر، عن حماد بن سلمة، عن أبي سنان عيسى بن سنان -وقد سقط هذا من إسناد الإصابة- عن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد، عن أبيه، عن جده عبيد وكان له صحبة ... وهذا إسناد ضعيف، عيسى بن سنان بينا ضعفه عند الحديث (712) في "موارد الظمآن". وعبد الرحمن بن عبيد ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. منهال بن بحر ترجمه البخاري 8/ 12 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 357: "سألت أبي عنه فقال: ثقة". وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" 4/ 238: "في حديثه نظر". وأورد ابن عدي له حديثاً في الكامل 6/ 2332 وقال: "والخليل -يعني ابن زكريا- أضعف من المنهال ... وليس للمنهال بن بحر كثير رواية". وقال الذهبي في المغني 2/ 679 بعد أن ذكر ما قاله العقيلي: "ووثقه =

100 - وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ الله عَنْهُ (مص: 44) - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لله (¬1) -عَزَّ وَجلَّ- مِئَةَ خُلُقٍ وَسِتَّةَ عَشَرَ خُلُقاً، مَنْ أَتَاهُ بِخُلُقٍ مِنْهَا، دَخَلَ الْجَنَّةَ". رواه أبو يعلى، في المسند الكبير (¬2). وفي رواية أخرى "مِئَةَ خُلُقٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ خُلُقاً". وفي إسناده عبد الله بن راشد وهو ضعيف. ورواه البزار من طريق عبد الله بن راشد وقال: "مِئَةً وَسَبْعَ عَشْرَةَ شَرِيعَةً". ¬

_ = أبو حاتم وروى عنه". وأضاف إلى هذا في "ميزان الاعتدال" 4/ 191: "وذكره ابن عدي في كامله وأشار إلى تليينه". وانظر لسان الميزان 6/ 103، فهذا لا بد أن يكون حسن الحديث. والله أعلم. وأما المغيرة بن عبد الرحمن فقد ترجمه البخارى في الكبير 7/ 320 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم 8/ 226 وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 7/ 464 فهو جيد الحديث إن شاء الله. وانظر كنز العمال 1/ 39 برقم (83). (¬1) في (م): "الله" وهو خطأ. (¬2) المسند الكبير ليس موجوداً، وأخرجه البزار 1/ 28 برقم (36)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 366 - 367 برقم (8550) من طريق عبد الواحد بن زيد، عن عبد الله بن راشد مولى عثمان، عن عثمان ... وعنده "مئة وسبع عشرة شريعة". وقال البزار: "وهذا لا نعلمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، وعبد الواحد ليس بالقوي، وعبد الله بن راشد مجهول". وقال البيهقي: "هكذا رواه عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد، وليس بالقوي في الحديث. وقد خولف في إسناده ومتنه". =

101 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لَوْحاً مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ تَحْتَ الْعَرْشِ، كُتِبَ فِيهِ: أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، خَلَقْتُ بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلاَثَ مِئَةِ خُلُقٍ، مَنْ جَاءَ بِخُلُقٍ مِنْهَا مَعَ شَهَادَةِ (¬1) لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، أُدْخِلَ الْجَنَّةَ". رواه الطبراني في الأوسط (¬2)، وفي إسناده أبو ظلال القسملي، وثقه ابن حبان، والأكثر على تضعيفه. ¬

_ = نقول: إسناده ضعيف لضعف عبد الواحد بن زيد، وباقي رجاله ثقات. عبد الله بن راشد مولى عثمان ترجمه البخاري في الكبير 5/ 86 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 51، وقد روى عنه أكثر من واحد، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 5/ 29. وأورده المتقي الهندي في الكنز 1/ 35، 39 برقم (55، 79) وقال بعد الرواية الثانية: "وضعف". وانظر "نوادر الأصول" ص (229، 357). ملاحظة: على هامش (مص) ما نصه: "فائدة": وفيه عبد الواحد بن زيد وهو ضعيف جداً". (¬1) في (ظ، م): "شهادة أن لا إله إلا الله". (¬2) مجمع البحرين ص (6) والبيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 365 برقم (8547) من طريقين: حدثنا أبو جعفر (عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل) يعني: النفيلي، حدثنا أبو الدهماء، عن أبي ظلال القسملي، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي ظلال هلال بن أبي هلال، =

102 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاس -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الإسْلاَمُ ثَلاَثُ مِئةِ شَريعَةٍ وَثَلاَثَ (¬1) عَشْرَةَ شِرِيعَةً لِيْسَ مِنْهَا شَرِيعَةٌ يَلْقَى الله بَهَا صَاحِبُهَا إلاَّ وَهُوَ يَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ". رواه الطبراني في الأوسط (¬2) بإسناد فيه عبيد الله بن زَحْر وهو ضعيف. ¬

_ = وشيخ الطبراني أحمد قال أبو زرعة: "هذا لم يكن بمؤتمن على نفسه ولا دينه". وقال ابن عدي في الكامل 1/ 206 وقد روى له حديثاً انقلب عليه: "وهو ممن يكتب حديثه. وليس عندي على أبي الفوارس، عن النفيلي أنكر من هذا الحديث" وانظر "ميزان الاعتدال" و"لسان الميزان" 1/ 213، والمغني في الضعفاء 1/ 46، وأبو الدهماء هو الصغير. وقال الطبراني: "لم يروه عن أبي ظلال إلا أبو الدهماء، تفرد به النفيلي". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 39 برقم (80) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى أبي الشيخ في العظمة. (¬1) في (مص، ظ، م): "وثلاثة". (¬2) مجمع البحرين ص (7) من طريق المطلب (بن شعيب)، حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن أيوب الغافقي، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عُبيد الله بن زَحْر، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (145) في معجم شيوخ أبي يعلى. وباقي رجالة ثقات. عبد الله هو ابن المبارك، ويحيى بسطنا القول فيه عند الحديث (2311) في "موارد الظمآن". =

103 - وَعَنْ عُبَيْدٍ -وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمَانُ ثَلاَثُ مِئةٍ وَثَلاَثُونَ شَرِيعَةً مَنْ وَافَى بِواحِدَةٍ مِنْهَا، دَخَلَ الْجَنَّةَ". رواه الطبراني في الأوسط (¬1)، وفي إسناده مجاهيل والمنهال بن بحر، وأبو سنان (مص: 45). 104 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدرِيّ -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الإيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَرْفَعُهَا لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ". رواه الطبراني في الأوسط (¬2)، ورجال إسناده مستورون، والله أعلم. ¬

_ = وقال الطبراني: "لم يروه عن حنش، عن ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خالد، ولا عنه إلا عبيد الله بن زحر، تفرد به يحيى". (¬1) مجمع البحرين ص (7)، وإسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (99) فانظره. وانظر أيضاً "شعب الإيمان" 6/ 366 برقم (8548، 8549). (¬2) مجمع البحرين ص (7) من طريق محمد بن علي المرزي، حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد، حدثنا سلمة بن سليمان، عن عبد الله بن المبارك، عن محمد بن عجلان، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عجلان. ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 414 ومسلم في الإيمان (35) (58) باب: بيان شعب الإيمان، وقد استوفيت تخريجه في صحيح ابن حبان نشر دار الرسالة برقم (166).

12 - (باب منه في بيان فرائض الإسلام وسهامه)

12 - (باب منه في بيان فرائض الإسلام وسهامه) 105 - عَنْ ابْن عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإسْلاَمُ عَشْرَة أَسْهُم وَقَدْ خَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ: شَهَادَةُ (¬1) أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَهِي الْمِلَّةُ، وَالثَّانِيَةُ الصَّلاَةُ، وَهِي الْفِطْرَة (¬2)، وَالثَّالثَةُ الزَّكَاة، وَهِي الطُّهْرَةُ، وَالرابِعَةُ الصَّوْمُ، وَهِيَ الْجُنَّةُ، وَالْخَامِسَةُ الْحَجُّ، وَهِيَ الشَّرِيعَةُ، وَالسَّادِسَةُ الْجِهَادُ، وَهِيَ الْعُرْوَةُ (¬3)، وَالسَّابِعَةُ الَأمْرُ بِالْمَعْروفِ، وَهُوَ الْوفَاءُ، وَالثَّامِنَةُ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَهِيَ الْحُجَّةُ، وَالتَّاسِعَةُ الْجَمَاعَةُ، وَهِيَ الألْفَةُ، وَالْعَاشرَةُ الطَّاعَةُ، وَهِيَ الْعِصْمَةُ" (¬4). ¬

_ (¬1) في (م): "من لا يسهم له بشهادة" وهو تحريف. (¬2) في (ظ، م): "القنطرة" وهو تحريف. (¬3) في الكبير "الغزو"، وفي (مص، م): "الغزوة". (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 344 برقم (11958)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (7) - من طريق محمود بن محمد المروزي، حدثنا حامد بن آدم المروزي، حدثنا علي بن عاصم -انقلب في الأوسط إلى: عاصم بن علي- حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف جداً، حامد بن آدم كذبه الجوزجاني. وابن عدي، وعده أحمد بن علي السليماني فيمن أشتهر بوضع الحديث. وقال الطبراني: "لم يروه عن خالد إلا علي، تفرد به حامد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 33 برقم (43) إلى الطبراني في الكبير والأوسط وقال: "وفيه حامد بن آدم المروزي يضع الحديث".

رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، وفي إسناده حامد بن آدم مشهور بوضع الحديث. 106 - وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا -: أَنّ َرَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلاَثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ لاَ يَجْعَلُ الله مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإسْلاَمِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ، وَأَسْهُمُ الإسْلاَمِ الثلاَثَةُ: الصَّلاَةُ، وَالصَّوْمُ، وَالزَّكَاةُ. وَلاَ يَتَوَلَّى الله عَبْدٌ (¬1) فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إلاَّ جَعَلَهُ الله مَعَهُمْ. وَالرَّابِعَةُ (مص: 46) لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا لَرَجَوْتُ أَنْ لاَ آثَمَ: لاَ يَستُرُ اللهُ عَبْداً فِي الدُّنْيَا إلاَّ سَتَرَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬2). رواه أحمد، ورجاله ثقات، ورواه أبو يعلى أيضاً. ¬

_ (¬1) في هامش (مص) ما نصه: "وضبطه في زوائد المسند بخطه (عبدٌ) هكذا مرفوعاً، وهو الصواب". وهكذا جاء في رواية الحاكم 4/ 384، وفي روايتي التلخيص للذهبي 1/ 19 و4/ 384، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 268. وجاءت عند الطحاوي في "مشكل الآثار" 3/ 50: "يتولى الله رجلٌ". وأما عند أبي يعلى 8/ 49، وأحمد 6/ 145، والحاكم 1/ 19، والبيهقي 6/ 490 فقد جاءت "عبداً" منصوبة، وجاءت في رواية أحمد 6/ 160: "رجلاً". (¬2) أخرجه أحمد 6/ 145، 160، وأبو يعلى 8/ 49 - 50 برقم (4566)، والنسائي في الكبرى -ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 12/ 8 برقم (16346) - والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/ 50، =

107 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- عًنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ بِمِثْلِهِ (¬1). ¬

_ = والحاكم 1/ 19، و4/ 384 والبيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 490 برقم (9014) من طرق عن همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن شيبة الخُضْري، -عند الحاكم، وابن حبان: الحضرمي- أنه شهد عروة يحدث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة ... وهذا إسناد جيد. شيبة الخضري ترجمه البخاري في الكبير 4/ 243 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على هذا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 336 ووثقه ابن حبان 6/ 445، وصحح حديثه الحاكم، وقال الذهبي في كاشفه: "وثق". وجود حديثه المنذري 1/ 245، 518. وقال الحاكم بعد الرواية الأولى: "وهذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وتعقبه الحاكم فقال: "وفيه جهالة". وسكتا عنه في الرواية الثانية. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 268 من طريق ... عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ... وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 244 - 245، 517 - 518 وقال "رواه أحمد بإسناد جيد". وانظر كنز العمال 15/ 860 برقم (43422). والحديث التالي. (¬1) أخرجه أبو يعلى 8/ 50 برقم (4567) وإسناده صحيح. وهو عند عبد الرزاق 11/ 199 برقم (20318) -ومن طريقه هذه أخرجه الطبراني في الكبير 9/ 175 - 176 برقم (8799)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 489 برقم (90121) - من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود. موقوفاً. وهو منقطع أيضاً =

108 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاَثٌ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهِنَّ، لَبَرَرْتُ، وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا، رَجَوْتُ أَنْ لاَ آثَمَ: لاَ يَجْعَلُ الله مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإسْلاَمِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ، وَلاَ يَتَوَلَّى الله عَبْدٌ (¬1) فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيه غَيْرَهُ فِي الآخِرَةِ، وَلاَ يُحِبُّ عَبْدٌ قَوْماً، إلاَّ بَعَثَهُ الله مَعَهُمْ، وَالرَّابِعَةُ لاَ يَسْتُرُ الله عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إلاَّ سَتَرَهُ يَوْمَ الْمَعَادِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه فَضَّال بن جُبير وهو ضعيف. ¬

_ = وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (8800) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا المسعودي، عن القاسم قال: قال عبد الله. موقوفاً. وهذا إسناد أكثر ضعفاً من سابقه. وفي جميع هذه الرويات "يتولى الله عبدٌ .. ". وسيأتي برقم (111) أيضاً. ولتمام التخريج انظر مسند الموصلي، وكنز العمال 15/ 860 برقم (43422)، وانظر سابقه، ولاحقه. (¬1) في (ظ، م): "عبداً"، وهكذا جاءت في الكبير. وانظر التعليقين السابقين. (¬2) في الكبير 8/ 315 برقم (8023) من طريقين: حدثنا طالوت بن عباد. حدثنا فَضَّال -تحرفت فيه إلى: فضالة- بن جبير، حدثنا أبو أمامة ... وهذا إسناد ضعيف، فضال بن جبير قال ابن عدي في الكامل 6/ 2047: "ولفضال بن جبير، عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة". وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 204: "يروي عن أبي أمامة =

109 - وَعَنْ عَلِيٍّ -رَضيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الإسْلاَمُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ: الإسْلاَمُ سَهْمٌ، والصَّلاَةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَالحَجُّ سَهْمٌ، وَالجِهَادُ سَهْمٌ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ سَهْمٌ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْيُ [عَنِ الْمُنْكَرِ] (¬1) سَهْمٌ، وَخَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ". رواه أبو يعلى (¬2)، وفي إسناده الحارث وهو كذاب. 110 - وَعَنْ حُذيْفَةَ -رَضيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الإسْلاَمُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ: الإسْلاَمُ سَهْمٌ، والصَّلاَةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَحَجُّ الْبَيْتِ سَهْمٌ، والصِّيَام سَهْمٌ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ سَهْمٌ، وَالجِهَادُ فِي سبِيلِ الله سَهْمٌ، وَقَدْ خَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ" (¬3). ¬

_ = ما ليس من حديثه. لا يحل الاحتجاج به بحال"، وأورد الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 347 - 348 قول ابن عدي، وما قاله ابن حبان، وأضاف: "وروى الكتاني عن أبي حاتم الرازي قال: ضعيف الحديث". وانظر "لسان الميزان" 4/ 434. (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (م). (¬2) في المسند 1/ 400 برقم (523)، وإسناده ضعيف، ومن طريق أبي يعلى هذه أورده ابن عدي في كامله 2/ 821، وانظر معه كنز العمال 1/ 30 برقم (32). وانظر "شعب الإيمان" برقم (7586). (¬3) أخرجه الطيالسي 1/ 23 برقم (23)، والبزار 1/ 170 برقم (337)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 94 برقم (7585) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن =

رواه البزار (¬1)، وفيه يزيد بن عطاء (مص: 47) وثقه أحمد وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. 111 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: "ثَلاَثٌ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهِن" فَذَكَرَهُ مَوْقُوفاً (¬2) وإسناده منقطع. 112 - وعن أبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّ لِلإسْلاَمِ صُوًى (¬3) وَعَلاَمَاتٍ كَمَنَارِ الطَّرِيقِ، وَرَأسُهُ وَجِمَاعُهُ ¬

_ = حذيفة ... وهذا إسناد صحيح. ولكنه موقوف على حذيفة. وأخرجه البزار برقم (336) وبرقم (875) من طريق محمد بن زيد التستري، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا يزيد بن عطاء، حدثنا أبو إسحاق، بالإسناد السابق. وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن يزيد بن عطاء متأخر السماع من أبي إسحاق. وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (15) في معجم شيوخ أبي يعلى الموصلي. وقال البزار 1/ 415 بعد الرواية (875): "لا نعلم أسنده إلا يزيد بن عطاء، وقد رواه شعبة، عن أبي إسحاق. فوقفه على حذيفة". وأورد المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 518 - 519 حديث حذيفة مرفوعاً وقال: "رواه البزار مرفوعاً، وفيه يزيد بن عطاء اليشكري. ورواه أبو يعلى من حديث علي مرفوعاً أيضاً، وروي موقوفاً على حذيفة وهو أصح، قاله الدارقطني وغيره". وانظر كنز العمال 1/ 30 برقم (32). (¬1) سقطت من (م). (¬2) تقدم تخريجه برقم (107). (¬3) في (مص): "ضوءاً" وهو تحريف، والصُّوَى: الأعلام المنصوبة من =

13 - (باب منه)

شَهَادَةُ أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإقَامُ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَتَمَامُ (¬1) الْوُضُوءِ". رواه الطبراني في الكبير (¬2). 13 - (باب منه) 113 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَجْلِساً، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - واضِعاً كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: يَا رَسُولَ الله، حَدِّثْنِي عَنْ الإسْلاَمِ. قالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإسْلاَمُ أنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لله عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ". قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟. ¬

_ = الحجارة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطريق، واحدتها صُوَّةُ، كَقوَّة، أراد: إن للإسلام طرائق وأعلاماً يهتدى بها. قاله ابن الأثير في النهاية. (¬1) في (ظ): "إتمام". (¬2) في الجزء المفقود من هذا المعجم. ونسبه المتقي الهندي في "كنز العمال" 1/ 27 برقم (20) إلى الطبراني في الكبير. ويشهد له حديث أبي هريرة عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (160). وأبي نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 217 - 218 وصححه الحاكم 1/ 21.

قَالَ: "فَإذَا فَعَلْتَ لِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتَ". قَالَ: يَا رَسُولَ الله، حَدِّثْنِي عَنِ الإيمَانِ. قَالَ: "الإيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَالْمَوْتِ، وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، (مص: 48) وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ". قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ، فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: "فَإذَا فَعَلْتَ ذلِكَ فَقَدْ آمَنْتَ". قَالَ: يَا رَسُولَ الله، حَدِّثْنِي مَا الإحْسَانُ؟ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإنْ لاَ تَرَاهُ فَإنَهُ يَرَاكَ". قَالَ: يَا رَسُولَ الله، فَحَدِّثْنِي مَتَى السَّاعَةُ؟. قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سُبْحَانَ الله، خَمْسٌ مِنَ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهُن إلاَّ الله: إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ (¬1)، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إن الله عَلِيمُ خَبيرٌ. وَلكِنْ إنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دونَ ذلِكَ؟ ". ¬

_ (¬1) إن الله تعالى قد جعل الساعة غيبًا لا يعلمه سواه، ليبقى الناس على حذر دائم وتوقع دائم، ومحاولة دائمة أن يقدموا لها، وهم لا يعلمون متى تأتي. فقد تأتيهم بغتة في أية لحظة، ولا مجال للتأجيل في اتخاذ الزاد، =

قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ الله، فَحَدِّثْنِي. قَالَ: قَالَ: "إذَا رَأَيْتَ الأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا -أَوْ رَبَّهَا- وَرَأيْتَ أَصْحَابَ الْبُنْيَانِ يَتَطَاوَلُون بِالْبُنْيَانِ (¬1). وَرَأيْتَ الْحُفَاةَ الْجيَاعَ الْعَالَةَ كَانُوا رُؤوسَ النَّاسِ، فَذَلِكَ مِنْ مَعَالِمِ السَّاعَةِ وَمِنْ أَشْرَاطِهَا". قَالَ: يَا رَسُولَ الله وَمَنْ أَصْحَابُ الْبُنْيَانِ الْحَفَاةُ الْجِيَاعُ الْعَالَةُ؟ قَالَ: "الْعُرَيْبُ" (¬2). رواه أحمد، والبزار (¬3)، بنحوه، إلا أن في البزار: "أَنَّ جِبْريلَ - صلى الله عليه وسلم -أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَيْئَةِ رَجُلٍ شَاحِبٍ مُسافِرٍ". وفي إسناد أحمد شهر بن حوشب. ¬

_ = وكنز الرصيد. وانظر تفسير سورة لقمان لصاحب الظلال رحمه الله. (¬1) في (م): "البنيان" وهو خطأ. (¬2) هكذا جاءت في جميع الأصول، وجاءت عند أحمد، والبزار "العرب". (¬3) أخرجه أحمد 1/ 319 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير في التفسير 5/ 400 - 401 - من طريق أبي النضر، حدثنا عبد الحميد، عن شهر -تحرف عند ابن كثير إلى: بهز-: حدثني عبد الله بن عباس ... وهذا إسناد حسن، شهر بن حوشب فصلنا فيه الكلام عند الحديث (6370) في مسند الموصلي. وأخرجه البزار، 1/ 21 - 22 برقم (24) من طريق أحمد بن معلى الأدمي. حدثنا جابر بن إسحاق، حدثنا سلام أبو منذر، عن عاصم، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس ... وهذا إسناد حسن إن كان أحمد بن معلى هو الأسدي الدمشقي، وإلاَّ فإني ما عرفته. وعاصم هو ابن =

114 - وَعَنِ ابْنِ عَامِرٍ -أَوْ أَبِي عَامِرٍ، أَوْ أَبِي مَالِكٍ -أَنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - بيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ، جَاءَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِي غَيْرِ صُورَتِهِ يَحْسَبُهُ رَجُلاً (¬1) مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ. ثُمَّ وَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَي النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: يَا رَسُولَ الله (مص: 49)، مَا الإسْلاَمُ؟ قَالَ: "أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لله، وَتَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَه إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ؟. قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ (¬2) ثُمَّ قَالَ: مَا الإيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَالْمَوْتِ، وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؟ ". قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟. قَالَ: "نَعَمْ". ثُمَّ قَالَ: مَا الإحْسَانُ يَا رَسُولَ الله؟. ¬

_ = بهدلة. وجابر بن إسحاق ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 501 وقال: "سئل أبي عنه فقال: بصري، صدوق". وقال ابن حبان في الثقات 8/ 163: "مستقيم الحديث". وأبو ظبيان هو حصين بن جندب. وانظر الكنز 1/ 32 برقم (39). (¬1) في (ظ، م): "رجل"، وهو خطأ. (¬2) ساقطة من (م).

قَال: "أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإنَّكَ إنْ كُنْتَ (¬1) لاَ تَرَاهُ، فَهُوَ يَرَاكَ". قَالَ: فَإذَا فَعَلْت ذلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". وَنَسْمَعُ رَجْعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلاَ نَرَى الَّذِي يُكَلِّمُه، وَلاَ نَسْمَعُ كَلاَمَهُ، قَالَ: فَمَتَى السَّاعَة يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سُبْحَانَ الله، خَمْسٌ، مِنَ الْغَيْبِ لاَ يْعَلَمُهَا إلاَّ الله: إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، ويُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِيَ الأرْحَامِ، مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً (¬2)، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ". قَالَ السَّائِل: يَا رَسُولَ الله، إنْ شئْتَ حَدَثْتكَ بِعَلاَمَتَيْنِ تَكونَانِ قَبْلَهَا؟. قالَ: "حَدِّثْنِي". قَالَ: إذَا رَأَيْتَ الأمَةَ تَلِدُ رَبَّهَا، وَيَطُولُ أَهْلُ الْبُنْيَانِ بِالْبُنْيَانِ، وَعَادَ الْعَالَة الْحُفَاة رُؤُوسَ النَّاسِ. قَالَ: "وَمَنْ أُولئكَ يَا رَسُولَ الله؟ ". ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "فإن كنت". (¬2) من خير وشر، ومن نفع وضر، ومن يسر وعسر، ومن صحة ومرض، ومن طاعة ومعصية. فالكسب أعم من الربح المالي وما في معناه، وهو كل ما تصيبه النفس في الغداة. وهو غيب مغلق عليه الأستار، والنفس الإنسانية تقف أمام سدف الغيب لا تملك أن ترى شيئاً مما وراء الستار. وانظر الظلال.

قالَ: "الْعُرَيْبُ". قَالَ: ثُمَّ وَلَّى. قَالَ: فَلَمَّا لَمْ نَرَ طَرِيقَهُ، قَالَ: "سُبْحَانَ الله، هَذَا جِبْرِيْلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ الناس دِينَهُمْ. وَالَّذِي نَفْسُ مَحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا جَاءَنِي قَطُّ إلاَّ وأَنَا أَعْرِفُهُ إلاَّ أَنْ تَكُونَ (مص: 50) هذِهِ الْمَرَّةَ". رواه أحمد (¬1)، وفي إسناده شهر بن حوشب. 115 - وَعَن أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ (¬2): بَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ مَع أَصْحَابِهِ إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ يَتَخَلَّلُ (¬3) النَّاسَ حَتى جَلَسَ بَيْنَ يَدَي رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الإسْلاَمُ؟. قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ ¬

_ (¬1) في المسند 4/ 129، 164 من طريق أبي اليمان، أخبرنا شعيب قال: حدثنا عبد الله بن أبي حسن، حدثنا شهر بن حوشب، عن عامر -أو أبي عامر، أو أبي مالك-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إِسناد حسن، شهر بسطنا القول -فيه عند الحديث ذي الرقم (6370) في مسند الموصلي. وعبد الله هو ابن عبد الرحمن بن أبي حسين. وقد أورده أحمد في مسند أبي عامر الأشعري، وعنده "عن عامر" وليست "عن ابن عامر" ما وردت هنا. وانظر كنز العمال 1/ 32 برقم (39). والدر المنثور 5/ 170 حيث نسبه إِلى الإمام أحمد. (¬2) ساقطة من (م). (¬3) في (ظ): "فتخلل". وفي (مص): "يتحلل".

مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإقَامُ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلاً". قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ؟. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: صَدَقْتَ. فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: انْظُرُوا، هُوَ يَسْأَلُهُ، وَهُوَ يُصدِّقُهُ كَأنَهُ أَعْلَمُ مِنْهُ، وَلاَ يَعْرِفُونَ الرَّجُلَ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الإيمَانُ؟. قَالَ: "الإيمَانُ بِالله، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالمَلاَئِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيينَ، وَبِالْمَوْتِ، وَبِالْبَعْثِ، وَبِالْحِسَابِ، وَبالْجَنَّةِ، وَبِالنَّارِ، وَبِالقَدَرِ كُلِّهِ". قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُؤْمِنٌ؟. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ: مَا الإحْسَانُ؟. قَالَ: "أَنْ تَخْشَى الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَرَهُ، فَإنهُ يَرَاكَ". قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُحْسِنٌ؟. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ". وَأَدْبَرَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: عَلَيَّ بِالرجُلِ، فَاتَبَعُوهُ

يَطْلُبُونَهُ (¬1). فَلَمْ يَرَوْا شَيْئاً، فَعَادُوا إلَى رَسُولِ الله (ظ: 5) - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله (مص: 51) اتَبَعْنَا الرَّجُلَ، فَطَلَبْنَاهُ، فَمَا رَأَيْنَا شَيْئاً. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَاكَ جِبْرِيلُ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ". رواه البزار (¬2)، وفيه الضحاك بن نِبْرَاسٍ، قال البزار: ليس به بأس، وضعفه الجمهور. ¬

_ (¬1) في (ظ): "يطلبوه". (¬2) 1/ 20 برقم (22) من طريق محمد بن مرزوق، حدثنا حرمي بن حفص. حدثنا الضحاك بن نبراس -ليس به بأس- حدثنا ثابت، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف الضحاك بن نبراس - وضبطه ابن حجر بفتح النون والباء. وقال البزار: "غريب من حديث أنس لا نعلمه فيه إلا بهذا الإسناد ... ". وأخرجه البزار أيضاً 1/ 21 برقم (23) من طريق عباس بن محمد الدوري. حدثنا عبيد الله بن موسى. حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أنس قال: جاء ... وقال البزار: "الربيع بن أنس لا بأس به، أصله من الري، وليس هو من ولد أنس بن مالك". نقول: هذا إسناد رجاله ثقات، غير أن ابن حبان قال في "الثقات" 4/ 228 ترجمة الربيع بن أنس: "والناس يتقون حديثه ما كان من رواية أَبي جعفر عنه لأن فيها اضطراباً كثيراً".

116 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَتَى ابْنَ عُمَرَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ، إنَّا نُسَافِرُ فَنَلْقَى أَقْوَاماً يَقُولُونَ لاَ قَدَرَ؟ قَالَ: فَإذَا لَقِيتَ أُولئكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ. كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ أَتَاهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، نَقِيُّ الثَّوْبِ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله، أَدْنُو مِنْكَ؟ قَالَ: "ادْنُهْ". فَدَنَا دَنْوَةً، قَالَ ذلِكَ مِرَاراً حَتَّى اصْطَكَتَّا رُكْبَتَاهُ بِرُكْبَتَي (¬1) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا الإسْلاَمُ؟. قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَإقَامُ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْغسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ ". قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ؟. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَا الإِيمَانُ (¬2)؟. قَالَ: "الإيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ مِنَ الله". ¬

_ (¬1) ساقطة من (م). (¬2) الإيمان: مشتق من الأمن الذي هو ضد الخوف، ومعناه والمراد منه عند إطلاقه التصديق والتحقيق، ويتعدى بالباء، واللام. فالإيمان بالله -عز وجل-: إثباته والاعتراف بوجوده، والإيمان لله تعالى: القبول عنه والطاعة له. والإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إثباته والاعتراف بنبوته، والإيمان للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اتباعه، وموافقته والطاعة له.

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُؤْمِنٌ؟. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَا الإحْسَانُ؟. قَالَ: "تَعْبُدُ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإنْ تَكُنْ لاَ تَرَاهُ، فَإنَّهُ يَرَاكَ". قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُحْسِنٌ؟. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: صَدَقْتَ. قُلْنَا: مَا رَأَيْنَا رَجُلاً أَطْيَبَ رِيحاً، وَلاَ أَشَدَّ تَوْقِيراً لِلِنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَوْلِهِ لِلِنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - صَدَقْتَ. فَقَالَ النَّبِيُّ (مص 52) - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيَّ بِالرَّجُلِ". فَقُمْنَا (¬1) وُقُمْتُ أَنَا إلَى طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ (¬2)، فَلَمْ نرَ شَيْئاً، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هذَا؟ ". قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "هذَا جِبْرِيلُ يُعَلِّمُكُمْ مَنَاسِكَ دِينِكُمْ، مَا جَاءَنِي فِي صُوْرَةٍ قَطُّ إلاَّ عَرَفْتَهُ، إلاَّ فِي هذِهِ الصُّورَةِ". رواه الطبراني في الكبير (¬3)، ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) ساقطة من (م). (¬2) في (م): "إلى طريق المدينة". (¬3) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. ولكن أخرجه أحمد 1/ 52 - 53 من طريق أَبي نعيم وأَبي أحمد، قالا: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن ابن يعمر قال: قلت لابن عمر: إنا =

14 - (باب منه)

14 - (باب منه) 117 - عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله -رَضِيَ الله- عَنْهُ- قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا بَرَزْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ إذَا رَاكِبٌ (¬1) يُوضِعُ نَحْوَنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَأَنَّ هذَا الرَّاكِبَ أَتَاكُمْ يُرِيدُنا". قَالَ: فَانْتَهَى الرَّجُلُ إلَيْنَا، فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ (¬2)، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ ". قَالَ: مِنْ أَهْلِي وَوَلَدِي وَعَشِيرَتِي. قَالَ: "فَأَيْنَ تُرِيدُ". قَالَ: أُرِيدُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ = نسافر ... فقال ابن عمر ... وهذا إسناد صحيح، وليس في هذه الرواية "حلوه ومره". وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم (123) من طريقين عن معاذ بن معاذ، حدثنا كهمس، حدثنا ابن بريدة بالإسناد السابق. وأخرجه أحمد أيضاً مختصرًا 1/ 28 من طريق وكيع، حدثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر: أن جبريل عليه السلام قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - .... وانظر أحمد 1/ 27، 51 - 52، ومسلماً في الإيمان (8) باب: بيان الإيمان ... وابن أبي عاصم في السنة برقم (123) فإنهم أخرجوه من طريق كهمس هذه ولكنهم قالوا: عن ابن عمر، عن عمر ... (¬1) في (م): "إذا ركب" وهو تحريف. (¬2) في (م): زيادة: "السلام" بعد عليه.

قَالَ: "فَقَدْ أَصَبْتَهُ". قَالَ: يَا رَسُولَ الله، عَلِّمْنِي مَا الإيمَانُ؟ فَقَالَ: "تَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ". قَالَ: أَقْرَرْتُ. قَالَ: ثُمَّ إنَّ بَعَيرَهُ دَخَلَتْ يَدُهُ فِي شَبَكَةِ جِرذَانٍ فَهوَى بَعيرُهُ، وَهَوَى الرَّجُلُ فَوَقَعَ عَلَى هَامَتِهِ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيَّ بِالرجُلَ". قَالَ: فَوَثَبَ إلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَأَقْعَدَاهُ، فَقَالاَ: يَا رَسُولَ الله (مص: 53) قُبِضَ الرَّجُلُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. ثُمَّ قَالَ لَهُمَا (¬1) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا رَأَيْتُمَا إعْرَاضِي عَنِ الرَّجُلِ؟ فَإنِّي رَأَيْتُ مَلَكَيْنِ يَدُسَّانِ فِي فِيهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مَاتَ جَائِعاً". ثمَّ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "هذَا وَالله مِنَ الَّذِين قَالَ الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]. قَالَ: ثمّ قال: "دُونَكُمْ أَخَاكُمْ". قَالَ: فَاحْتَمَلْنَاهُ إلَى الْمَاءِ فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ وَحَمَلْنَاهُ إلَى ¬

_ (¬1) في (م): "له".

الْقَبْرِ، فَقَالَ: "أَلْحِدُوا وَلاَ تَشُقُّوا" وَفِي رِوَايَةِ "هذَا مِمَّنْ عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيراً"، وَفِي رِوَايَةٍ "فَدَخَلَ خُفُّ بَعِيرِهِ فِي جُحْرِ يَرْبُوعٍ" (¬1). رَوَاهَا كُلَّهَا أَحْمَدُ، وَالطَّبَرانِي فِي الْكَبِير، وَفِي إسناده أبو جناب (¬2) وهو مدلس، وقد عنعنه، والله أعلم. 118 - وَعَنْ جَريرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: لمّا بُعِثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَتَيْتهُ (¬3) لأُبَايعَهُ، قَالَ: "لأَيِّ شَيْءٍ جِئْتَ يَا جَرِيرُ؟ ". قُلْتُ: جِئْتُ لأُسْلِمَ عَلَى يَدَيْكَ، فَدَعَانِي إلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله، وتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 4/ 359 - ومن طريقه أورده أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 203، وابن كثير في التفسير 3/ 59 - من طريق إسحاق بن يوسف، حدثنا أبو جناب، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله ... وهذا إسناد ضعيف، أبو جناب يحيى بن أَبي حية ضعفوه لتدليسه. وأخرجه أحمد 4/ 359 - ومن طريقه أورده ابن كثير في التفسير 3/ 59 - والطبراني في الكبير 2/ 319 برقم (2329) من طريقين عن ثابت أبي حمزة الثمالي، عن زاذان، بالإسناد السابق، وهو إسناد ضعيف لضعف ثابت بن أبي صفية أبي حمزة. وأخرجه أحمد 4/ 357 مختصراً جداً من طريق عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن زاذان، به. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف حجاج. وانظر كنز العمال 1/ 279 برقم (1375). واليربوع: حيوان على هيئة الجرذ الصغير قصير اليدين، طويل الرجلين. (¬2) في (ظ، م): "حيان" وهو خطأ. (¬3) في (م): "الجنة" وهذا خطأ.

الْمَفْرُوضَةَ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: فَأَلْقَى إلَيَّ كِسَاءَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: "إِذَا جَاءَكُم كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفي إسناده حصين بن عمر مجمع على ضعفه وكذبه. ¬

_ (¬1) 2/ 304 برقم (2266)، والقضاعي في مسند الشهاب برقم (762) من طريقين: حدثنا حصين بن عمر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير ... وهذا إسناد ضعيف، حصين بن عمر قال الحافظ ابن حجر: "متروك". وأخرجه بنحوه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 205 - 206 من طريق ... عوين بن عمرو القيسي، عن أبي مسعود سعيد بن إياس الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن جرير بن عبد الله ... وقال: "غريب من حديث الجريري. لم نكتبه إلا من حديث عوين". نقول: إسناده ضعيف لضعف عوين -ويقال: عون- بن عمر القيسي، وإضافة إلى ضعفه فقد سمع من الجريري بعد الاختلاط، والله أعلم. وانظر كنز العمال 13/ 327 برقم (36926). ويشهد للجزء الأخير المرفوع حديث ابن عمر عند ابن ماجه في الأدب (3712) باب: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، والقضاعي في مسند الشهاب برقم (761). وانظر كامل ابن عدي 1/ 181، و2/ 862، و3/ 1215، و4/ 1526، ومسند الشهاب برقم (760)، ففيه عدد من الشواهد.

119 - وَعَنِ ابْنِ الْخَصَاصِيَّةِ (¬1) السَّدُوسِي قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 54) أُبَايِعُهُ فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَه إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُصَلِّي الْخَمْسَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتؤَدِّي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتُجَاهِدُ فِي سَبِيلَ الله". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَمَّا اثْنَتَانِ فَلاَ أُطِيقُهُمَا: الزَّكَاةُ (¬2) فَوَالله مَالِي إلاَّ عَشْرُ ذَوْدٍ هُنَّ رِسْلُ (¬3) أَهْلِي وَحُمُولَتُهُمْ، وَأَمَّا الْجِهَادُ فَإِنَّهُم (¬4) يزعمون أَنَّهُ مَنْ وَلَّى الدُّبُرَ، فقدْ بَاءَ بِغضَبٍ مِنَ الله، فَأَخَافُ إذَا حَضَرَنِي قِتَالٌ خَشَعَتْ نَفْسِي فَكَرِهْتُ الْمَوْتَ. فَقَبَضَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ وَحَرَّكَهَا وَقَالَ: "لاَ صَدَقَةَ، وَلاَ جِهَادَ؟ فبِمَ ¬

_ (¬1) الخصاصية: نسبة إلى خصاصة، والخصاصة: الجوع والضعف، وأصلها: الفقر والحاجة إلى الشيء. واسمه بشير بن يزيد بن معبد ... وانظر أسد الغابة 1/ 229. وسماه ابن حجر في الإصابة 1/ 263 فقال: "بشير بن معبد .. ". (¬2) سقطت من (م). والذَّوْدُ: ما بين الثلاث إلى العشرة من الإبل. وهي مؤنثة، قاله ابن الأنباري، والفارابي. (¬3) الرسل -بكسر الراء المهملة، وسكون السين المهملة أيضاً-: اللَّبن، والخصب، واليسر. فاللبن لا يكون إلا في حال الخصب، وهذا يؤدي إلى الرخاء واليسر، والله أعلم. (¬4) ليست في (ظ، م)، وفيهما "فيزعمون".

تَدُخُلُ الجَنَّةَ؟ ". فَبَايَعْتُهُ (¬1) عَلَيْهِن كُلِّهِنَّ (¬2). رواه أحمد، والطبراني في الكبير والأوسط، واللفظ للطبراني، ورجال أحمد موثقون. 120 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَن رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَه إلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله مُخْلِصاً بِهِمَا، وَصَلَّى (¬3)، ¬

_ (¬1) في (ظ): "فبايعه". (¬2) أخرجه أحمد 5/ 224، والطبراني في الكبير 2/ 44 - 45 برقم (1233)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (7) -، والحاكم 2/ 79 - 80 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن جبلة بن سحيم، حدثنا أبو المثنى العبدي، عن بشير بن الخصاصية السدوسي ... وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. مؤثر بن عفازة أبو المثنى ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 429 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، ووثقه ابن حبان 5/ 463، وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (443): " ... من أصحاب عبد الله، ثقة". وقال الذهبي في كاشفه: "وثق". وقال ابن حجر في تقريبه: "مقبول"، وصحح الحاكم حديثه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني أيضاً في الكبير برقم (1234)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 195 من طريقين: حدثنا قيس بن الربيع، عن جبلة بن سحيم، بالإسناد السابق. وهذا إسناد ضعيف. وانظر "أسد الغابة" 1/ 230. (¬3) في هامش (ظ): "وأقام الصلاة".

وَصَامَ، وَأَقَامَ (¬1) الزَّكَاةَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ، حَرمَهُ الله -تَعَالَى- عَلَى النَّارِ". رواه الطبراني في الأوسط (¬2)، وفيه علي بن مسعدة الباهلي، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. 121 - وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَأَتَّلِجُ؟. (¬3) فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لخَادِمِهِ: "اخْرُجِي إلَيْهِ فَإنَّهُ لاَ يُحْسِنُ الاسْتِئْذَانَ، فَقُولِي لَهُ: فَلْيَقُلْ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟ ". قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ذلِكَ، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟ قَالَ: فَأَذِنَ -أَوْ قَالَ: فَدَخَلْتُ- فَقلْتُ: بِمَ أَتَيْتَنَا؟. قَالَ: "لَمْ آتِكُمْ إلاَّ بِخَيْرٍ: أَتْيتُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه -قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ (مص: 55) قَالَ: وَحْدَه لاَ شَرِيكَ ¬

_ (¬1) في (ظ): "وآتي". (¬2) 2/ 296 برقم (1519) - وهو في مجمع البحرين ص (7) - من طريق أحمد بن عمرو بن أبي عاصم. حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد الباهلي الصواف، حدثنا عبد الله بن حمران، حدثنا علي بن مسعدة، عن ثابت البناني، عن أنس ... وهذا إسناد حسن. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 59 برقم (196) إلى الطبراني في الأوسط. (¬3) أتَّلَجَ: وزان: افتعل، كوَلَجَ: دخل.

لَهُ- وَأَنْ تَدَعُوا اللاَّتَ وَالْعُزَّى، وَأَنْ تُصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَأَنْ تَصُومُوا مِنَ السَّنَةِ شَهْراً، وَأَنْ تَحُجُّوا الْبَيْتَ، وَأَنْ تَأَخُذُوا مِنَ أَمْوَالِ أَغْنِيَائِكُمْ فَتَرُدُّوهَا عَلَى فُقَرَائِكُمْ". قَالَ: فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنَ الْغَيب (1) شَيْءٌ لاَ تَعْلَمُهُ؟ قَالَ: "قَدْ عَلِمَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- خَيْراً كثِيراً، وَإنَّ مِنَ الغَيْبِ (¬1) مَا لاَ يَعْلَمُهُ إلاَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- الخَمْسَ (¬2): {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ (¬3) وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (¬4) [لقمان: 34]. ¬

_ (¬1) في المسند عند أحمد "العلم" وكذلك عند البخاري، وفي "الدر المنثور". (¬2) ليست في مسند أحمد. (¬3) في كل لحظة، وفي كل طور من فيض وغيض، ومن حمل، ونوع هذا الحمل حين لا يملك أحد أن يعرف عن ذلك شيئاً في اللحظة الأولى لاتحاد الخلية والبويضة، وملامح الجنين، وخواصه، واستعداداته ... فكل ذلك مما يختص به علم الله تعالى. (¬4) أخرجه أحمد 5/ 368 - 369، والبخاري في الأدب المفرد برقم (1084)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (660) من طريق منصور، عن ربعي بن حراش، عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد صحيح، جهالة الصحابي ليست بضارة لأن الصحابة كلهم عدول. وقال السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 169: "وأخرج سعيد بن منصور، وأحمد، والبخاري في الأدب، عن ربعي ... " وذكر هذا الحديث.

قُلْتُ: عِنْدَ أَبِي دَاود (¬1) طَرَفٌ مِنْهُ - وقد رواه أحمد، ورجاله كلهم ثقات أئمة. 122 - وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ قَيْسٍ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْمُنْتَفِقِ (¬2) قَالَ: وُصِفَ لِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -فَطَلَبْتُهُ بِمَكَّةَ، فَقِيلَ لِي: هُوَ بِمنى، فَطَلَبْتُهُ بِمِنَىً، فَقِيلَ لِي: بِعَرَفَاتٍ (¬3)، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَزَاحَمْتُ عَلَيْهِ حَتَى خَلَصْتُ إلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ رَاحِلَةِ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -أَوْ قَالَ: بِزِمَامِهَا- قَالَ: هكَذَا حَدَّثَ مُحَمَّدٌ- حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ رَاحِلَتَيْنَا. قَالَ: فَمَا قَرَّعَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، أَوْ قَالَ: مَا غَيَّرَ عَلَيَّ، هَكَذَا حَدَّثَ مُحَمَّدٌ. قَالَ: قُلْتُ: ثِنْتَانِ أَسْأَلُكَ عَنْهُمُا: مَا يُنْجِينِي مِنَ النَّارِ وَمَا يُدْخِلُني الْجَنَّةَ؟. قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ نَكَّسَ رَأْسَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ بِوَجْهِهِ، قَالَ: "إنْ كنْتَ أَوْجَزْتَ فِي المَسْأَلَةِ، لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ، فَاعْقِلْ عَنِّي إذاً: اُعْبُدِ الله لاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئاً (مص: 56)، وَأَقِمِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَمَا تُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ [بِكَ] (¬4) فَافْعَلْهُ بِهِمْ، ¬

_ (¬1) في الأدب (5177، 5178، 5179) باب: كيف الاستئذان. (¬2) في (ظ): "المتفق" وهو تحريف. (¬3) في (ظ، م): "هو بعرفات". (¬4) ليست في (مص)، واستدركت من (ظ، م).

وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ إلَيْكَ النَّاسُ، فَذَرِ النَّاسَ مِنْهُ" ثُمَّ قَالَ: "خَلِّ سَبِيلَ الراحِلَةِ" (¬1). رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وفي إسناده عبد الله بن أبي عقيل اليشكري، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا رَوَى عنه غير ابنه المغيرة بن عبد الله. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 6/ 383، 384 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 347 - . والطبراني في الكبير 19/ 210، 211، 212 برقم (473، 475) - من طرق: حدثني المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه، عن ابن المنتفق ... وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن أبي عقيل اليشكري ترجمه الحسيني في الإكمال الورقة (51/ 1) وقال: "ليس بمشهور" ونقل ذلك عنه ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص (229). وقال أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": "لا أعرف حاله". وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى معظم الطرق التي أجملناها فيما سبق إذ قال في الإصابة 6/ 226: "أخرجه أحمد، والطبراني، من طريق محمد بن جحادة، حدثني المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه ... ". وذكر الحديث. ثم قال: "تابعه يونس بن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد الله، عن أبيه ... وهو عند أحمد أيضاً عن وكيع، وأبي قطن، وهما عن يونس. وأخرجه أيضاً من طريق عمرو بن حسان المكي، حدثني المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه، قال ... ورواه البغوي من طريق عبد الرحمن بن زيد اليامي. عن أبيه، عن =

123 - وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ -أَوْ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَفَةَ- وَأَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ -أَوْ خِطَامِهَا -فَدُفِعْتُ عَنْهُ، فَقَالَ: "دَعُوهُ، قَارَبَ مَا جَاءَ بِهِ". قُلْتُ: نَبِّئْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وُيبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: "لَئِنْ كُنْتَ أَوْجَزْتَ، لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ: تَعْبُدُ الله لاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَأْتِي إلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يَأْتُوهُ إلَيْكَ، وَمَا كَرِهْتَ لِنَفْسكَ، فَدَعِ النَّاسَ منهُ. خَلِّ زِمَامَ النَّاقَةِ" (¬1). ¬

_ = المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه قال: انتهيت إلى ابن المنتفق ... ورواه ابن عدي، عن ابن عوف، عن محمد بن جحادة، عن رجل، عن زميل له، عن أبيه، وكان أبوه يكنى أبا المنتفق ... وقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معتمر، عن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد الله، عن أبيه قال: انتهيت إلى رجل يحدث قوما فذكره ولم يقل: ابن المنتفق". وانظر الحديثين التاليين. وكنز العمال 1/ 280 برقم (1379). (¬1) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 4/ 76 - 77، والبيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 502 برقم (11132) من طريقين: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن سعد، عن أبيه -أو عن عمه- قال: .... وهذا إسناد رجاله ثقات، =

رواه عبد الله من زياداته، والطبراني في الكبير بأسانيد، ورجال بعضها ثقات، على ضعف في يحيى بن عيسى، كَثِيرٍ (¬1). ¬

_ = مغيرة بن سعد بسطنا القول فيه عند الحديث (2471) في موارد الظمآن. وأخرجه الطبراني في الكبير 6/ 49 - 50 برقم (5478)، و19/ 211 برقم (476)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 502 من طرق: حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن سعد -تحرفت في الرواية الثانية إلى: سعيد- بن الأخرم، عن أبيه -أو عن عمه. يشك الأعمش- قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن النهشلي فصلت القول فيه عند الحديث (283) في معجم شيوخ أبي يعلى. (¬1) في (ظ): "بن كثير" وهو خطأ، وكثير صفة للضعف الذي وصف به عيسى، وليست اسماً لجده. وانظر حاشية الطبراني الكبير. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 172: "وقال ابن نمير في حديثه: شك الأعمش: عن أبيه أو عمه". وقال أيضاً: "روى عبد الله بن داود، عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن عمه ... " هكذا بدون شك. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 335 وقد أورد الحديث من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش بالشك: "رواه عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود، عن الأعمش فقال: "عن عمه ولم يشك، ذكره أبو أحمد العسكري". =

124 - وَعَنْ حُجَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ -وَكَانَ يُكْنَى أَبَا المُنْتَفِقِ (¬1) - قَالَ: أَتَيْتُ مَكَّةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا (¬2): بِعَرَفَةَ، فَأَتَيْتُهُ، فَذَهَبْتُ أَدْنُو مِنْهُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ عُنُقُ رَاحِلَتِي وُعُنُقُ رَاحِلَتِهِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، نبِّئنْي يمَا يُنْجِيْنِي مِنْ عَذَابِ الله وُيدْخِلُنِي جَنَّتَهُ. قَالَ: "اعْبُدِ الله لاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئاً، وَأَقَمِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ (مص: 57) الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَحُجَّ، وَاعْتَمِرْ، وَصُمْ ¬

_ = وقال ابن حجر في الإصابة 4/ 133: "قال أبو أحمد العسكري: وأما البخاري فقال: إنما هذا الحديث عن مغيرة بن عبد الله ... وأخرج عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن الأعمش فقال فيه: عن المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه، والله أعلم بالصواب". وقال ابن "حجر في الإصابة" 6/ 227: "قد حكى البخاري الاختلاف فيه، ورجح رواية من قال: المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه ... ويحتمل إن كان ابن سعد بن الأخرم محفوظاً أن يكون كل من المغيرة بن عبد الله اليشكري، والمغيرة بن سعد بن الأخرم رويا الحديث جميعاً" وانظر "شعب الإيمان" 7/ 502 برقم (11133، 11134). وانظر "الجرح والتعديل" 9/ 327، وكنز العمال 1/ 280 برقم (1379)، والحديث السابق، والحديث اللاحق. (¬1) في (ظ): "المنفق". (¬2) سقطت من (ظ، م).

رَمَضَانَ، وَانْظُرْ مَا تُحِبُّ النَّاسَ أَنْ (¬1) يَأَتُوهُ إلَيْكَ فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَأتُوهُ إلَيْكَ فَذَرْهُمْ مِنْهُ". رواه الطبراني في الكبير (¬2)، وفي إسناده حجير وهو ابن الصحابي، ولم أر من ذكره. 125 - وَعَنْ عَلِيٍّ -رَضيَ الله عَنْهُ-، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "بَعَثَ الله يَحْيَىَ بْنَ زَكَرِيَّا إلى بَنِي إسْرَائِيلَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَلَمَّا بَعَثَ الله عِيسَى، قَالَ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-[يَا عِيسَى] (¬3)، قُلْ لِيَحْيَى بْن زَكَرِيَّا: إمَّا أَنْ تُبَلِّغَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ، وَإمَّا أَنْ أُبَلِّغَهُمْ (¬4)، فَخَرَجَ يَحْيَى حَتَّى صَارَ إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ، فَقَالَ: إنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأمُركُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ ¬

_ (¬1) سقطت من (مص، ظ، م). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 210 برقم (474) من طريق معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العسكري، حدثنا أبي، حدثنا ابن عون، عن محمد بن جحادة، عن زميل له يخبر عن أبيه، وكان يكنى أبا المنتفق ... وهذا إسناد ضعيف. وليس فيه حجير كما قال الهيثمي. وقال الطبراني: "اضطرب ابن عون في إسناد هذا الحديث ولم يضبطه عن محمد بن جحادة، وضبطه همام". وانظر الحديث المتقدم برقم (122). وانظر الحديثين السابقين. وكنز العمال 15/ 943 برقم (43623). (¬3) زيادة من (ظ، م). (¬4) في جميع أصولنا: "تبلغهم" وهو تحريف.

تُشْرِكُوا بِهِ شيْئاً، وَمَثَلُ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلاً وَأَحْسَنَ إلَيْهِ وَأَعْطَاهُ فَانْطَلَقَ وَكَفَرَ نِعْمَتَهُ (¬1) وَوَالَى غيْرَهُ. وَإنَّ الله يَأَمُرُكمْ أَنْ تُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَمَثَلُ ذَلِكَ كمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوّ، فَأَرَادُوا قَتْلَهُ، فَقَالَ: لاَ تَقْتُلُونِي فَإن لِى كَنْزاً وَأَنَا أَفْدِي نَفْسِي فَأَعْطَاهُمْ كَنْزَهُ وَنَجَا بِنَفْسِهِ. وَإنَّ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَأَمُرُكمْ أَنْ تَصَّدَّقُوا، وَمَثَلُ ذَلِكَ كمَثَلِ رَجُل مَشَى إلَى عَدُوِّهِ، وَقَدْ أَخَذَ لِلْقِتَالِ جُنَّةً فَلاَ يُبَالِي مِنْ حَيْثُ أُتِيَ. وَإنَّ الله يَأمُرُكمْ أَنْ تَقْرَؤُوا الْكِتَابَ، وَمَثَلُ ذَلِكَ كمَثَلِ قَوْمٍ في (¬2) حِصْنِهِمْ، صَارَ إلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ، وَقَدْ أَعَدُّوا في كلِّ نَاحِيةٍ مِنْ نَواحِي الْحِصْنِ قَوْماً، فَلَيسَ يَأْتِيهِمْ عَدُوُّهُمْ مَن نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي الْحِصْنِ إلاَّ وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ مِنْ يَدْرَؤُهُمْ عن (¬3) الْحِصْنِ فَذلِكَ مَثَلُ مَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ لاَ يَزَالُ في أَحْصَنِ (¬4) حِصْنٍ". وَلَمْ أَرَ في كِتَابِي الخَامِسَةَ. رواه البزار (¬5)، ورجاله موثقون، إلا شيخ البزار (مص: 58) ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "فكفر بنعمته". (¬2) ساقطة من (ظ). (¬3) في (ظ، م): "عنهم من". (¬4) في (ظ): "أحسن". وقد سقطت كلمة "حصن" من (م). (¬5) في كشف الأستار 1/ 170 - 171 برقم (337) من طريق الحسن بن =

الحسين (¬1) بن محمد بن عباد، فإني لم أعرفه. ¬

_ = محمد بن عباد البغدادي، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان، حدثنا يزيد بن سنان -يعني أباه- حدثنا زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي ... وهذا إسناد ضعيف. الحسين بن محمد بن عباد ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد 8/ 90 - 91 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 546: "لا يعرف" وانظر لسان الميزان 2/ 309 - 310. ومحمد بن يزيد بن سنان قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 128: "سألت أبي عنه فقال: ليس بالمتن، هو أشد غفلة من أبيه، مع أنه كان رجلاً صالحاً، لم يكن من أحلاس الحديث، صدوق، وكان يرجع إلى ستر وصلاح، وكان النفيلي يرضاه". وأبوه يزيد ضعيف أيضاً، وباقي رجاله ثقات، غير أن زيد بن أبي أنيسة سمع من أبي إسحاق متأخراً أيضاً. وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن علي مرفوعاً إلا بهذا الإسناد". وعلى هامش (مص) ما نصه: "فائدة: قال البزار: حدثنا الحسين -تحرفت إلى الحسن- بن محمد بن عباد، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان، حدثنا أبي، فذكر الحديث. قلت: فمحمد وأبوه ضعيفان. ويزيد أضعف. وشيخ البزار لم يخرجه أحد". ولكن يشهد له حديث الحارث الأشعري الذي خرجناه في مسند الموصلي 3/ 141 - 142 برقم (1571)، وفي موارد الظمآن برقم (1550). (¬1) تحرفت في جميع الأصول إلى "الحسن".

126 - وَعَنْ سُويدِ بْنِ حُجَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي، قَالَ: لَقِيتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ عَرَفَةَ وَالْمُزْدَلِفَةِ فَأَخْذْتُ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟. فَقَالَ: "أَمَّا لَئِنْ كُنْتَ أَوْجَزْتَ الْمَسْأَلَةَ، لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ: أَقِمِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَمَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ بِكَ، فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ بِكَ، فَدَعِ النَّاس مِنْهُ، خَلِّ زِمَامَ النَّاقَةِ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفي إسناده قَزَعَةُ بن سُويد وثقه بن معين (¬2) وغيره، وضعفه البخاري وغيره. ¬

_ (¬1) 8/ 32 برقم (7284) من طريق إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي. حدثنا قزعة بن سويد الباهلي، حدثني أبي سويد بن حجير: حدثني خالي (صخر بن القعقاع الباهلي) ... وهذا إسناد ضعيف لضعف قزعة بن سويد، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (6222) في مسند الموصلي. وباقي رجاله ثقات، إبراهيم بن هاشم هو البيع المعروف البغوي. قال أبو الحسن الدارقطني: "إبراهيم بن هاشم البغوي، ثقة"، انظر تاريخ بغداد 6/ 204. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 14: "وروى قَزَعَة بن سويد ... " وذكر هذا الحديث، بالإسناد السابق. وقال ابن حجر في "الإصابة" 5/ 131 - 132: "روى الطبراني، وابن منده، من طريق قزعة بن سويد ... " وذكر طرفا من الحديث، بالإسناد السابق أيضاً. (¬2) في (ظ، م): "يحيى بن معين".

127 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا عِصْمَةُ هذَا الأمْرِ، وَعُرَاهُ، وَوَثَاقُهُ؟. قَالَ: "أَخْلِصُوا عِبَادَةَ الله تَعَالى، وَأَقِيمُوا خَمْسَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيبَةً بِهَا أَنْفُسُكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفيه يزيد بن مرثد، ولم يسمع من أبي الدرداء. 128 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- أَنَّهُ سَمِعَ ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. ولكن أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء": 5/ 166 من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بن مسعود، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا صدقة بن عبد الله، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد، عن أبي الدرداء ... وعنده زيادة: "وحجوا بيتكم". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث يزيد، تفرد به عن الوضين". نقول: هذا إسناد ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله وهو السمين الدمشقي، وباقي رجاله ثقات، ولكن قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 288: عن يزيد بن مرثد "روى عن معاذ بن جبل، وأبي الدرداء مرسلين". وانظر "جامع التحصيل" ص (374). والوضين بينا أنه ثقة عند الحديث (260) في معجم شيوخ أبي يعلى. ونسب هذا الحديث إلى الطبراني في الكبير: المتقي الهندي في الكنز 3/ 25 برقم (5259). وانظر فيض القدير 1/ 218.

رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ لَقِيَ الله تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَصِيَام رَمَضَانَ، وَالاغْتِسَالِ مِنَ الْجَنَابَةِ، كَانَ عَبْدَ الله حَقّاً، وَمَنِ اخْتَان مِنْهُنَّ شَيْئاً، كَانَ عَدُوَّ الله حَقاً". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفي إسناده الحجاج بن رشدين بن سعد ضعفه ابن عدي. 129 - وَعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ (مص: 59) عَنِ الإسْلاَمِ فَقَالَ: "تَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمضَانَ، وَتُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ". رواه الطبراني في الكبير (¬2)، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. وليس لدي إسناده لأحكم عليه. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 81 برقم (330) إلى الطبراني في الكبير، وقال: "وضعف". (¬2) 2/ 318 - 319 من طريق عبد الرحمن بن سلم الرازي، حَدثنا سهل بن عثمان، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن الحجاج بن أرطأة، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن جرير ... وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة، ولضعف شيخه أيضاً عثمان بن عمير أبي اليقظان. وباقي رجاله ثقات. وقد نسب شيخ الطبراني إلى جده. وهو عبد الرحمن بن محمد بن سلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 279 برقم (1375) إلى الطبراني في الكبير.

130 - وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأشْعَرِيّ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِالله شَيْئاً بَعْدَ إذْ آمَنَ بِهِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ، وَأَدَّى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ فَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفي إسناده محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. 131 - وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، بِمَ أَرْسَلَكَ رَبُّنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْ تَعْبُدَ الله وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ (¬2)، وَكُلُّ مُسْلِمٍ مِنْ مُسْلِمٍ حَرَامٌ. ¬

_ (¬1) في الكبير 3/ 293 برقم (3443) من طريق هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد. عن أبي مالك الأشعري ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قال أبو حاتم: عنه: "لم يسمع من أبيه شيئاً". وقال أبو داود: "لم يكن بذاك". وشيخ الطبراني هاشم بن مرثد الطيالسي الطبراني قال ابن حبان: "ليس بشيء". وقال الذهبي: "وما هو بذاك المجود". وانظر سير أعلام النبلاء 13/ 270. ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في مسند الشاميين برقم (1665)، كما نسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 82 برقم (338) إليه وقال: "وضعف". (¬2) سقطت من (م).

يَا حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، هَذَا دِينُكَ، أَيْنَمَا تَكُنْ، يَكْفِكَ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفي إسناده السفر بن نسير وهو ¬

_ (¬1) 3/ 207 - 208 برقم (3147) من طريق بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن السفر بن نسير. عن حكيم بن معاوية النميري ... وهذا إسناد ضعيف، السفر بن نسير ضعيف، وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص (86): "سألت أبي عن سفر بن نسير: هل سمع من أبي الدراء شيئاً؟. فقال: لا". وعبد الله بن صالح نعم صدوق، ولكنه كثير الغلط، وكانت فيه غفلة. وشيخ الطبراني ضعيف أيضاً. وحكيم بن معاوية نقل أبو عمر في "الاستيعاب" 3/ 57، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 47، وابن حجر في الإصابة 2/ 279 عن البخاري أنه قال: "في صحبته نظر". والذي قاله البخاري في التاريخ الكبير 3/ 11: "حكيم بن معاوية النميري، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -". وقال ابن الأثير: "وروى ابن مندة، وأبو نعيم في هذه الترجمة -يعني- ترجمة حكيم بن معاوية النميري -ما رواه السفر بن نسير، عن حكيم بن معاوية ... ". وذكر هذا الحديث. وقد أخرج أبو عمر هذا الحديث في الاستيعاب 3/ 59 - 60 من طريق ... ابن أبي خيثمة قال: حدثنا الحوطي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا سعيد بن سنان، عن يحيى بن جابر الطائي، عن معاوية بن حكيم، عن أبيه حكيم ... وذكر الحديث ثم قال: "هكذا ذكره ابن أبي خيثمة، وعلى هذا الإسناد عول فيه، وهو إسناد ضعيف، ومن قبله أتي ابن أبي خيثمة فيه. =

ضعيف، روايته عن حكيم أظنها مرسلة والله أعلم. ¬

_ = والصواب في هذا الحديث ما أخبرنا به ... حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدثنا بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري قال: حدثني أبي، عن جده قال: ... ". وذكر الحديث. ثم قال: "فهذا هو الحديث الصحيح بالإسناد الثابت المعروف، وإنما هو لمعاوية بن حيدة، لا لحكيم بن معاوية. سئل يحيى بن معين، عن بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده فقال: إسناد صحيح. وجده معاوية بن حيدة". وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 48 بعد أن أورد ما قاله ابن عبد البر: "هذا الذي ذكره أبو عمر من الرد على ابن أبي خيثمة فيه شيء، وذلك أنا قد ذكرنا في ترجمة معاوية بن حكيم النميري الاختلاف في إسناد هذا الحديث. فإن بعض الرواة رواه عن معاوية بن حكيم، عن عمه. وبعضهم رواه عن معاوية بن حكيم، عن أبيه. فعلى هذا يكون هو النميري، إلا إن كان ابن أبي خيثمة قد ذكر النميري فيتجه الرد عليه. وقد ذكره ابن أبي عاصم فقال: ما أخبرنا به يحيى بن محمود الثقفي كتابة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا بقية بن الوليد، أخبرنا سعيد بن سنان، عن يحيى بن جابر الطائي ... فهذا يؤيد قول من جعله غير ابن حيدة. وإن كان الإسناد يعود إلى واحد. لكن اتفاق الأئمة على إخراج الحديث يزيده قوة. والله أعلم". وقال ابن حجر في الإصابة 2/ 280 بعد أن ذكر ما قاله أبو عمر: "ولكن يحتمل أن يكون هذا آخر، ولا بعد في أن يتوارد اثنان على سؤال واحد ولا سيما مع تباين المخرج ... ". وانظر كنز العمال 1/ 34 برقم (47).

132 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَقَامَ الصَّلاَةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَقَرَى (¬1) الضَّيْفَ، دَخَلَ الْجَنةَ". رواه الطبراني في الكبير (¬2)، وفي إسناده حُبَيِّبُ بن حبيب أخو (¬3) حمزة بن حبيبٍ الزياتِ وهو ضعيف. 133 - وَعَنْ سَمُرَةَ -رَضيَ الله عَنْهُ (مص: 60) - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهْ - صلى الله عليه وسلم -: "أقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَآتُوا الزَّكاةَ، وَحُجُّوا، وَاعْتَمِرُوا، وَاسْتَقِيمُوا، يَسْتَقِمْ بِكُمْ". ¬

_ (¬1) في (ظ): "أقرى". وهو خطأ. فأقرى: لزم القُرى، وطلب القِرى. وليس هذا المراد. (¬2) 12/ 136 برقم (12692)، وابن عدي في كامله 2/ 821، والبيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 93 برقم (9594) من طريق: حبيب بن حبيب أخي حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف. حبيب -مصغراً- بن حبيب وهاه أبو زرعة، وتركه ابن المبارك. وجهله ابن معين، وقال ابن عدي في كامله 2/ 821: "حدث بأحاديث لا يرويها غيره من الثقات" .. ووثقه محمد بن عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه البيهقي أيضاً برقم (9593) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، بالإسناد السابق. وهذا إسناد ضعيف، معمر سمع أبا إسحاق متأخراً. وقد تحرفت فيه "حريث" إلى "حديث". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 888 برقم (43515) إلى الطبراني في الكبير، وإلى البيهقي في شعب الإيمان وقال: "وضعف". (¬3) تحرفت في (م) إلى "أبو".

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، والأوسط، والصغير، وفي إسناده عمران القطان، وقد استشهد به البخاري، ووثقه أحمد، وابن حبان، وضعفه آخرون. 134 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سِتٌّ، مَنْ جَاءَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ، جَاءَ وَلَهُ عَهْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَقُولُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ: قَدْ كَانَ يَعْمَلُ بِي: الزَّكَاةُ، وَالصَّلاَةُ، وَالْحَجُّ، وَالصِّيَامُ، وَأَدَاءُ الَأمَانَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ". رواه الطبرانيّ في الكبير (¬2)، وفي إسناده يونس بن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 216 برقم (6897). وفي الأوسط 3/ 32 - 33 برقم (2055) - وهو في مجمع البحرين ص (141) - وفي الصغير 1/ 52 من طريق أحمد بن إسماعيل العدوي البصري، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا عمران بن داور القطان، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن لم يسمع من سمرة، وقد فصلنا ذلك عند الحديث (202) في معجم شيوخ أبي يعلى. وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وأما عمران القطان فقد فصلنا فيه القول عند الحديث (1881) في موارد الظمآن. وقال البزار: "لم يروه عن قتادة إلا عمران، تفرد به عمرو بن مرزوق". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 523 بعد ذكر هذا الحديث: "رواه الطبراني في الثلاثة، وإسناده جيد إن شاء الله، عمران القطان صدوق". (¬2) 8/ 305 برقم (7993) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة. حدثنا =

حثمة، ولم أر أحداً ذكره. 135 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ أَصْحَابَهُ عِنْدَ صَلاَةِ الْعَتَمَةِ، أَنِ: "احْشُدُوا لِلصَّلاَةِ غَداً، فَإنَّ لِي إلَيْكُمْ حَاجَةً". فَقَالَ رُفْقَةٌ مِنْهُمْ: يَا فُلاَنُ دُونَكَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنْتَ الَّتِي تَلِيهَا، لِئَلاَّ يَفُوتَهُمْ شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِمْ، قَالَ: " (ظ: 6) حَشَدتُمْ كَمَا أَمرْتُكُمْ؟ ". قَالُوا: نعَمْ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: "اعْبُدوا رَبَّكُمْ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، هَلْ عَقَلْتُمْ هذِهِ؟ هَلْ عَقَلْتُمْ هَذِهِ؟ هَلْ عَقَلْتُمْ هذِهِ؟ (¬1) ". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "أقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، أقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، أقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، هلْ عَقَلْتُمْ هِذِهِ؟ هلْ ¬

_ = عبيد بن يعيش، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا يحيى بن أبي حية، عن أبي العالية قال: سمعت أَبا أمامة ... وهذا إسناد ضعيف من أجل يحيى بن أبي حية. وليس في إسناده "يونس بن أبي حثمة". وأظن أن ذلك محرف عن "يحيى بن أبي حية". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 894 - 895 برقم (43537) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) "هل عقلتم هذه" لم ترد إلا مرة في (م).

عَقَلْتُمْ هذِهِ؟ هلْ عَقَلْتُمْ هذِهِ؟ (¬1) ". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، (مص: 61) اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، هلْ عَقَلْتُمْ هذِهِ؟ هلْ عَقَلْتُمْ هذِهِ؟ هلْ عَقَلْتُمْ هذِهِ؟ ". قَالُوا: نَعَمْ. فَكُنَّا نَرَى أَنْ قَدْ (¬2) جَمَعَ لَنَا الأمْرَ كُلَّهُ. قلت: عند الترمذي بعضه بغير سياقه. رواه الطبراني في الكبير (¬3)، وفي إسناده إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي، وثقه يحيى بن معين، وأبو حاتم، وضعفه النسائي، وأبو داود. 136 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مُرةَ الْجُهنِي قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: إنْ شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَأَنَّكَ رَسُولُ الله، وَصَلَيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقْتَهُ، وَآتَيْتُ الزَكَاةَ؟. ¬

_ (¬1) "هل عقلتم هذه" لم ترد في (م) إلا مرتين. (¬2) في (م): "أن تدفع". (¬3) أخرجه في 8/ 189 - 190 من طريقين: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، حدثنا عمرو بن الحارث، حدثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، حدثنا سليم بن عامر أن أبا أمامة حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه ... وهذا إسناد حسن، إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق فصلنا القول فيه عند الحديث (256) لا موارد الظمآن، وعمرو بن الحارث هو الزبيدي الحمصي بسطنا القول فيه أيضاً عند الحديث (706) في موارد الظمآن.

فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَاتَ عَلَى هذَا، كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ". رواه البزار (¬1) ورجال إسناده رجال الصحيح خلا شيخي (¬2) البزار، وأرجو أنه إسناد حسن أو صحيح. 137 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلِ -رَضِيَ الله عَنْهُ-: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَصَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَصْرَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ -لاَ أَدْرِي ذَكَرَ الزَّكَاةَ أَمْ لاَ- كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَغْفِرَ لَه" (¬3). قُلْتُ: أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ؟ ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 22 - 23 برقم (25). وابن حبان في الإحسان 5/ 184 برقم (3429) من طريق الحكم بن نافع أبي اليمان، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، حدثني عبد الله بن أبي حسين، حدثني عيسى بن طلحة، عن عمرو بن مرة الجهني ... وهذا إسناد صحيح. وعبد الله هو ابن عبد الرحمن بن أبي حسين نسب إلى جده. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 236 برقم (11): وقال: "رواه البزار، وابن خزيمة، وابن حبان، واللفظ لابن حبان". ثم أورده مرة أخرى في 1/ 533 - 534 برقم (19) وقال: "رواه البزار بإسناد حسن، وابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان وقد تقدم لفظه في الصلاة". ولتمام تخريجه انظر الحديث (19) في موارد الظمآن بتحقيقنا. (¬2) في (ظ): "شيخ" وهو خطأ. (¬3) وعند الترمذي زيادة: "إن هاجر في سبيل الله أو مكث بأرضه التي ولد فيها".

فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَرِ النَّاسَ يَعْمَلُونَ، فَإن الْجَنَّةَ مِئَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُل دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلاَهَا دَرَجَةً، وَأَوْسَطُهَا، وَفَوَقَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَفِيهَا (¬1) تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإذا سَأَلْتُمْ الله، فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ". رواه البزار (¬2)، وهو من رواية عطاء بن يسار، عن معاذ، ولم يسمع منه. ¬

_ (¬1) عند الترمذي: "منها". (¬2) 1/ 23 برقم (26)، والترمذي في صفة الجنة (2532) باب: ما جاء في صفة درجات الجنة، من طريق أحمد بن عبدة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير أنه منقطع. قال الترمذي: "هكذا روي هذا الحديث عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت. وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل. ومعاذ قديم الموت، مات في خلافة عمر". وقال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن معاذ، ولا نعلم لعطاء منه سماعاً". نقول: يشهد له حديث أبي الدرداء عند النسائي في الجهاد 6/ 20 باب: درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل، من طريق هارون بن محمد بن بكار بن بلال، حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سُميع قال: حدثنا زيد بن واقد قال: حدثني بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه. وهذا إسناد حسن. =

15 - (باب فيما بني عليه الإسلام)

قلت: وتأتي في الباب بعد هذا أحاديث من هذا الباب أيضاً (¬1) (مص: 62). 15 - (باب فيما بني عليه الإسلام) 138 - عَنْ جَرِيرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بُنِي الإسْلاَمُ عَلى خَمْسٍ: شَهَادَة أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَإقَامُ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَج الْبَيْتِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ" (¬2). رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، والصغير، وإسناد أحمد صحيح. 139 - وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَرْبَعٌ فَرَضَهُنَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- في الإسلاَمِ فَمَنْ جَاءَ بِثَلاَثٍ لَمْ يُغْنِينَ عَنْهُ شَيئاً حَتَّى يَأتِيَ بِهِنَّ جَميعاً: الصَّلاَةُ، وَالزَّكَاةُ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ" (¬3). ¬

_ = وانظر كنز العمال 8/ 481 برقم (23726)، و15/ 828 برقم (43293). (¬1) في هامش (مص): "بلغ مقابلة على الأصل، وسماعاً على مؤلفه". (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير برقم (2363)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - وفي الصغير 2/ 8 من طريق عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله ... وهذا إسناد صحيح. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي 13/ 489، 496 برقم (7502،7505) وقد علقنا عليه وذكرنا ما يشهد له هناك. (¬3) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير، وهو ساقط من مسند أحمد =

رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وفي إسناده ابن لهيعة. 140 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَمْسٌ، مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَع إيمَانٍ، دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضوئِهِن وَرُكُوعِهِنَّ، وَسُجُودِهِنَّ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبيلاً، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الأمَانَةَ". قِيلَ: يَا نَبِيَّ الله، وَمَا أَدَاءُ الأمَانَةِ؟ قَالَ: "الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، إنَّ الله لَمْ يَأْمَنِ ابْنَ آدَمَ عَلى شَيْء مِنْ دِينهِ غَيْرَهَا". ¬

_ = المطبوع، انظر "ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند". تصنيف ابن عساكر، تحقيق الدكتور عامر حسن صبري. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 137: "روى ابن لهيعة، عن يزيد بن محمد، عن زياد بن نعيم، عن عمارة بن حزم ... ". وذكر الحديث، وهذا إسناد فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 30 برقم (33) إلى أحمد، وإلى الطبراني في الكبير. ويشهد له حديث زياد بن نعيم الحضرمي اليماني عند أحمد 4/ 200 - 201 - وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 274 أخرجه من طريق أحمد هذه- عن قتيبة بن سعيد قال: حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن مرزوق، عن المغيرة بن أبي بردة، عن =

رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وإسناده جيد. 141 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: وَلاَ أَعْلَمُهُ إلاَّ قَدْ رَفَعَهُ (مص: 63) إلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "عُرَى الإسْلاَمِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاَثَةٌ عَلَيْهِنَّ أُسِّسَ الإسْلاَمُ، مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ، فَهُوَ بِهَا كَافِرٌ حَلاَلُ الدَّم: شَهَادةُ أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَالصَّلاَةُ الْمَكْتُوبَةُ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ". ¬

_ = زياد بن نعيم الحضرمي قال: "قال رسول الله ... بمثله. وهذا إسناد فيه ابن لهيعة أيضاً. وقال ابن الأثير: "وقال ابن مندة، ذكره ابن أبي خيثمة من الصحابة وهو تابعي. قاله أبو سعيد بن يونس". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 384 بعد أن ذكر هذا الحديث: "رواه أحمد، وهو مرسل". (¬1) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم، ولكن أخرجه أبو داود في الصلاة (429) باب: في المحافظة على وقت الصلوات، وابن الأعرابي في معجم شيوخه ص (30) من منسوختنا، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 234 من طرق: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة وأبان بن أبي عياش. كلاهما عن خليد بن عبد الله العصري، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد حسن، عمران بن داور القطان بينا أنه حسن الحديث في موارد الظمآن عند الرقم (1881)، وأبان بن أبي عياش، نعم متروك الحديث ولكن تابعه عليه قتادة كما هو ظاهر. وقال أبو نعيم: "رواه النعمان بن عبد السلام، عن عمران القطان، =

ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاس: تَجِدُهُ (¬1) كَثِيرَ الْمَالِ لا يُزَكِّي، فَلاَ يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِراً، وَلاَ يَحِلُّ دَمُهُ، وَتَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ (¬2) لَمْ يَحُجَّ، فَلاَ يَزَالُ بِذلِكَ كَافِراً وَلاَ يحِلُّ دَمُهُ. رواه أبو يعلى (¬3) بتمامه، ورواه الطبراني في الكبير (¬4) بلفظ "بِنُيَ الإسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَالصَّلاةُ، ¬

_ = عن قتادة، مثله، ولم يذكر أبان بن أبي عياش". وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 246، 516 وقال: "رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد". ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 1/ 296 إلى الطبراني في الكبير. وأورده المتقي الهندي في الكنز 15/ 887 برقم (43513) ونسبه إلى محمد بن نصر، وابن جرير، والطبراني، والنسائي، عن أبي الدرداء" وقال: "وحسن". وانظر تحفة الأشراف 8/ 221 برقم (10930). (¬1) في (م): "تجد". (¬2) سقطت من (م). (¬3) في المسند 4/ 236 برقم (2349) وإسناده ضعيف. وهناك استوفينا تخريجه. (¬4) 12/ 174 برقم (12800) من طريق أبي زيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، بإسناد أبي يعلى. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 382 وقال: "رواه أبو يعلى بإسناد حسن، ورواه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس موقوفاً". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 28 برقم (23) إلى أبي يعلى.

16 - (باب منه ثالث)

وَصِيَامُ رَمَضَانَ، فَمَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُن، كَانَ كَافِراً حَلاَلَ الدَّمِ". فَاقْتَصَرَ عَلَى ثَلاَثَةٍ مِنْهَا (¬1) وَلَمْ يَذْكُرْ كَلاَمَ ابْنِ عَبَّاسٍ الْمَوْقُوفَ، وَإسْنَادُهُ حَسَن. 16 - (باب منه ثالث) 142 - وَعَنْ مَعْنِ (¬2) بْنِ يَزِيدَ قَالَ: جاء أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وُيبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. فَقَالَ: "لَقَدْ أَوْجَزْتَ في الْمَسْأَلَةِ وَلَقَدْ أَعْرَضْتَ (¬3): تَعْبُدُ الله لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُصَلِّي الْخَمْسَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَأْتِيَهُ. النَّاسُ إلَيْكَ، فَاكْرَهْهُ إلَيْهِمْ" (¬4). رواه الطبراني (¬5) في الكبير، وفي إسناده وائل أبو كليب بن وائل، لم أر من ذكره. ¬

_ (¬1) في (ظ): "منهن". (¬2) في (ظ): "معين" وهو تحريف. (¬3) أي: جئت بالخطبة قصيرة وبالمسألة واسعة كثيرة. (¬4) في (ظ، م)، والطبراني: "لهم". (¬5) في الكبير 19/ 440 - 441 برقم (1069) من طريق حفص بن عمر بن الصباح الرقي، حدثنا وضاح بن يحيى النهشلي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن كليب بن وائل، عن أبيه، عن معن بن يزيد ... وهذا إسناد ضعيف عندنا، كليب بن وائل، وأبوه ما عرفتهما، ووضاح بن =

143 - وَعَنْ عُبَيْدِ (¬1) بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "إنَّ أوْلِيَاءَ (مص: 64) الله الْمُصَلُّونَ وَمَنْ يُقِيْمُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ الَّتي كَتَبَهُن الله عَلَيْهِ، ¬

_ = يحيى النهشلي ترجمه البخاري في الكبير 8/ 180 ولم يورد فيه جرحاً. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 41: "سئل أبي عنه فقال: شيخ صدوق". وأما الذهبي فقد قال في "ميزان الاعتدال" 4/ 334، "كتب عنه أبو حاتم وقال: ليس بالمرضي"، وتابعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 6/ 221، وكذلك قال الذهبي في المغني 2/ 720 وهذا وهم والله أعلم. وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 85: "منكر الحديث، يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه. وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير". وما رأيت أحداً أدخله في الضعفاء سوى الذهبي، وابن حبان، فهو حسن الحديث إن شاء الله. وحفص بن عمر بن الصباح قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 566: "معروف من كبار مشيخة الطبراني، ونقل عن أبي أحمد الحاكم أنه قال: "حدث بغير حديث لم يتابع عليه". وتابعه ابن حجر في "لسان الميزان" 2/ 328 - 329. ووثقه ابن حبان 8/ 201 وفيه: "ربما أخطأ". وانظر كنز العمال 15/ 947 برقم (43635) حيث نسبه إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في (مص): "عبيد الله بن عمر" وهو خطأ.

وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَحْتَسِبُ صَوْمَهُ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ مُحْتَسِباً (¬1) طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ الَّتِي نَهَى الله عَنْهَا". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ الله، وَكَم الْكَبَائِرُ؟. قَالَ: "هِيَ تِسْعٌ أَعْظَمُهُنَّ الإشرَاكُ بِالله، وَقَتْلُ الْمُؤْمِنِ بِغَيْرِ حَقَّ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالسِّحْرُ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَأَكْلُ الرِّبَا، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنَ، وَاسْتِحْلاَلُ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْواتاً. لاَ يَمُوتُ رَجُل لَمْ يَعْمَلْ هؤُلاَءِ (¬2) الْكَبَائِرَ، وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَيُؤتِ الزَّكَاةَ إلاَّ رَافَقَ مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - في بُحْبُوحَةِ (¬3) جَنَّةٍ أَبْوَابُهَا مَصَارِيعُ الذَّهَبِ". قُلْتُ: عِنْد أبي داود (¬4) بعضه. وقد رواه الطبراني في الكبير (¬5) ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) في (ظ): "محسنًا". (¬2) في (ظ، م): "هذه". (¬3) بحبوحة -بضم الموحدة من تحت وسكون الحاء المهملة- الجنة: وسطها، يقال: تبحبح إذا تمكن وتوسط المنزل. (¬4) في الوصايا (2875) باب: ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم. وأخرجه النسائي أيضاً في تحريم الدم 7/ 89 باب: ذكر الكبائر، ولفظه: "هن سبع أعظمهن إشراك بالله، وقتل النفس بغير حق، وفرار يوم الزحف". (¬5) 17/ 47 - 48 برقم (101)، والبيهقي في الشهادات 10/ 186 باب: جماع من تجوز شهادته ومن لا تجوز، من طريق العباس بن =

144 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ بِوَادِي القُرَى فَقُلْت: يَا رَسُولَ الله بِمَا أُمِرْتَ؟. قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ تَعْبُدُوا الله وَلاَ تُشْرِكوا بِهِ شَيْئاً، وَأَنْ تُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَنْ هؤُلاَءِ؟ قَالَ: "الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ" يَعْنِي: الْيَهُودَ. فَقُلْتُ: مَنْ هؤُلاَءِ؟ قَالَ: "الضَّالِينَ"، يَعْنِي: النَّصَارَى. قُلْتُ: فَلِمَنِ الْمَغْنَمُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "لله عَزَّ وَجَلَّ سَهْمٌ، وَلِهؤُلاَءِ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ". ¬

_ = الفضل الأزرق، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الحميد بن سنان: أنه حدثه عُبيد بن عمير الليثي، عن أبيه ... وصححه الحاكم 1/ 59 وقال: "قد احتجا برواة هذا الحديث غير عبد الحميد بن سنان"، وتعقبه الذهبي بقوله: "لجهالته، ووثقه ابن حبان". وأخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 45 من طريق ... معاذ بن هانئ قال: حدثنا حرب بن شداد، بالإسناد السابق. نقول: العباس بن الفضل الأزرق ليس من رجالهما، وهو ضعيف. وأما عبد الحميد بن سنان فقد ترجمه البخاري في الكبير 6/ 52 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 13، وذكره ابن حبان في الثقات =

قَال: فَقُلْتُ: هلْ أَحَدٌ أَحَقُّ بِالْمَغْنَمِ مِنْ أَحَدٍ؟. قَالَ: "لاَ، حَتَّى السَّهْمُ يَأْخُذُهُ أَحَدُكُمْ (مص: 65) مِنْ جَنْبِهِ فَلَيْس (¬1) بِأَحَق بِهِ مِنْ أَحَدٍ". رواه أبو يعلى (¬2)، وإسناده صحيح. 145 - وَعَنْ عُتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إلَه إلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله مُخْلِصاً بِهِمَا (¬3)، وَصَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، حَرَّمَ الله وَجْهَهُ عَلَى النَّارِ". رواه الطبراني في الأوسط (¬4)، وفي إسناده إسحاق بن إبراهيم الصواف، وهو متروك الحديث. ¬

_ = 7/ 122، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 541: "عداده في التابعين، لا يعرف. وقد وثقه بعضهم". بينما قال في كاشفه: "وثق". وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 45: "حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: عبد الحميد بن سنان، عن عبيد بن عمير، في حديثه نظر" وساق له هذا الحديث. وآدم بن موسى صاحب البخاري ما وجدت له ترجمة. وانظر "أسد الغابة" 4/ 296. (¬1) ساقطة من (ح). (¬2) في المسند 13/ 131 - 132 برقم (7179)، وإسناده صحيح كما قال. وهناك استوفينا تخريجه. (¬3) في (ظ، م): "بها" وهو تحريف. (¬4) 2/ 295 - 296 برقم (1518) -وهو في مجمع البحرين ص (7) - من =

17 - (باب في الإيمان بالله واليوم الآخر)

17 - (باب في الإيمان بالله واليوم الآخر) 146 - عَنْ زَيْدٍ، [عَنْ (¬1)] أَبِي سَلاَّم، عَنْ مَوْلَى لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ (¬2) مَا أَثْقَلَهُنَّ في الْمِيزَانِ: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَالله أَكبَرُ، [وَسُبْحَانَ الله] (¬3) وَالْحَمْدُ لله، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ". وَقَالَ: "بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ (2): مَنْ لَقِيَ الله مُسْتَيْقِناً بِهِنَّ، دَخَلَ الْجَنَّةَ: يُؤْمِنُ بِالله، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْحِسَاب". رواه أحمد (¬4) ورجاله ثقات. ¬

_ = طريق أحمد بن عمرو بن أبي عاصم. حدثنا إسحاق بن إبراهيم (بن محمد) الصواف، حدثنا عبد الله بن حمران، عن علي بن مسعدة، عن رياح بن عبيدة، عن عتبان بن مالك ... وهذا إسناد حسن. ونسبه المتقي الهندِي في "كنز العمال" 1/ 59 برقم (196) إلى الطبراني في الأوسط، وانظر حديث أنس المتقدم برقم (120). (¬1) ساقطة من الأصول جميعها، واستدركت من مسند أحمد. (¬2) في (ظ، م): "بخمس"، في المكانين فيهما. (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (ح). (¬4) في المسند 3/ 443، و4/ 237 من طريق عفان، حدثنا أبان، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن مولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد صحيح، وقد استوفيت تخريجه في "موارد الظمآن" برقم (2328). =

18 - (باب (مص: 660))

147 - وَعَنْ عُمَرَ -يَعْنِي: ابْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ بِالله، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، قِيلَ لَهُ: ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شِئْتَ" (¬1). رواه أحمد (¬2)، وفي إسناده شهر بن حوشب. 18 - (باب (مص: 660)) 148 - عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جِئْتُ إلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَالْعَبَّاسُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِهِ، وَفَاطِمَةُ -رَضِيَ الله عَنْهَا- عَنْ يَسَارِه فَقَالَ: "يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ الله، اعْمَلِي لله خَيْراً فَإنِّي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قَالَ: يَعْنِى ذلِكَ ثَلاَثَ مَراتٍ، ثُمّ قَالَ: "يَا عَبَّاسُ بْنَ ¬

_ = وانظر أيضاً "أسد الغابة" 6/ 154، وكنز العمال 5/ 886 برقم (43511)، وما بعده. (¬1) لفظة "شئت" ساقطة من (ظ، م) ولكنها مستدركة على هامش (ظ). (¬2) في المسند 1/ 16 من طريق مؤمل، حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا زياد بن مخراق. عن شهر بن حوشب، عن عقبة بن عامر قال: حدثني عمر بن الخطاب ... وهذا إسناد ضعيف لضعف مؤمل بن إسماعيل. ولكن أخرجه الطيالسي 1/ 21 برقم (18) من طريق حماد بن سلمة، بالإسناد السابق، وهذا إسنان حسن، عمران القطان فصلنا القول فيه عند الحديث (1881) في موارد الظمآن. ونسبه الهندي في الكنز 1/ 83 برقم (345) إلى الطيالسي، وأحمد، وابن مردويه.

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا عَمَّ رَسُولِ الله اعْمَلْ لله خَيْراً فَإنِّي لاَ أُغْنِي عَنْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الله شَيْئاً". ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ قَالَ: "يَا حُذَيْفَةُ ادْنُ". فَدَنَوْتُ، ثُمَّ قَالَ: "يَا حُذَيْفَةُ ادْنُ". فَدَنَوْتُ (¬1)، ثُمَّ قَالَ: "يَا حُذَيْفَةُ، مَنْ شَهِدَ (¬2) أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله، وَآمَنَ بِمَا جِئْتُ بِهِ، حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ، وَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أُسِرُّ هذَا أَوْ أُعْلِنُهُ؟ قَالَ: "أَعْلِنْهُ". رواه البزار (¬3) من رواية قطري، عن سماك بن حذيفة، وقال ¬

_ (¬1) لم تتكرر في (ظ). (¬2) في (ظ، م): "من قال: أشهد". (¬3) في كشف الأستار 1/ 24 برقم (28) من طريق الحسن بن عفان. حدثنا الحسن بن عطية، حدثنا قطري، عن سماك بن حذيفة ... نقول: سماك بن حذيفة ما وجدت له ترجمة، وأزعم أنه ابن الوليد، وباقي رجاله ثقات، شيخ البزار هو الحسن بن علي بن عفان، نسبه البزار إلى جده، والحسن بن عطية هو ابن نجيح القرشي. وقطري هو الخشاب، ترجمه البخاري في الكبير 7/ 203 ولم يورد فيه جرحاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 149: "سألت أبي عنه فقال: لا بأس به". وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 346. وقال البزار: "هذا لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد. وسماك بن حذيفة لا نعلمه إلا في هذا الحديث". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 19 برقم (43753) إلى البزار. =

19 - (باب في حق الله تعالى على العباد)

البزار: لا نعلمه إلا في هذا الحديث، وقطري لم أعرفه. 19 - (باب في حق الله تعالى على العباد) 149 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هلَكَ (¬1) الْمُكْثِرُونَ إلاَّ مَنْ قَالَ: هكَذَا، وهكَذَا، وهَكَذَا -ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، حَثَا بِكَفَّيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ- وَقَليْلٌ مَاهُمْ". ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هلْ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ ". قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله. قَال: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِالله (¬2)، وَلاَ مَلْجَأ مِنَ الله إلاَّ إلَيْهِ (مص: 67) ". ثُمَّ مَشَى سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "هلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَى النَّاسِ، وَمَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى الله؟ ". قُلْتُ: الله وَرَسُولُه أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإن حَقَّ الله عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً (¬3)، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَحَقٌّ عَلَى الله أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ". ¬

_ = ونقل ما قاله البزار بتصرف. وانظر الحديث الآتي برقم (151). (¬1) في (ظ): "هل" وهو خطأ. (¬2) في (م) زيادة "العلي العظيم". (¬3) ساقطة من (ظ).

رواه أحمد (¬1)، وروى الترمذي (¬2) منه حديثاً "لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِالله". وله عند ابن ماجه (¬3): "الأَكْثَرُونَ هُمُ الأقَلُّونَ". ورجاله ثقات أثبات. ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 309، 525 وعبد الرزاق 11/ 283 برقم (20547)، والحاكم 1/ 517، والبزار 4/ 16 برقم (3089) من طريق معمر، وعمار بن زريق، وأبي الأحوص. جميعهم حدثنا أبو إسحاق السبيعي، عن كميل بن زياد، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 185 وقال: "رواه أحمد ورواته ثقات، وابن ماجه بنحوه". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 730 برقم (8596) إلى أحمد، والحاكم. وسيأتي أيضاً في الأذكار، باب: ما جاء في: لا حول ولا قوة إلا بالله. (¬2) في الدعوات (3596) باب: فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، ولفظ المرفوع " أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة ... " وقال الترمذي: "هذا حديث إسناده ليس بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة، وهو كما قال، وانظر "المراسيل" ص (212). (¬3) في الزهد (4131) باب: في المكثرين. ولفظه: "الأكثرون هم الأسفلون إلا من قال: هكذا، وهكذا، وهكذا. وقال البوصيري: "إسناده صحيح، رجاله ثقات". نقول: بل إسناده حسن من أجل محمد بن عجلان فإن حديثه لا يرقى إلى رتبة الصحيح. وانظر كشف الأستار 4/ 16 برقم (3088) فقد أخرجه من طريق أخرى عن كميل بن زياد مختصرًا.

150 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رِدْفَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا (¬1) حَقُّ الله عَلَى الْعِبَادِ؟ ". قَالَ مُعَاذٌ: الله وَرَسُولُه أَعْلَمُ. قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "حَقُّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً". قَاْلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله إذَا عَبَدُوهُ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً؟ ". قَالَ مُعَاذٌ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "حَقُّهُمْ عَلَيْه أَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ". قَالَ مُعَاذ: يَا رَسُولَ الله، أَلا آتِي النَّاسَ فَأُبَشَرَهُمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ، دَعْهُمْ فَلْيَعْمَلُوا". رواه البزار (¬2)، ورجاله ثقات، والله أعلم. ¬

_ (¬1) عند البزار: "تدري ما حق .. ". (¬2) في كشف الأستار 1/ 17 - 18 برقم (81) من طريقين: حدثنا الوليد بن القاسم، حدثنا أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد صحيح، القاسم بن الوليد ترجمه البخاري في الكبير 7/ 167 - 168 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 122 - 123 بإسناده إلى ابن معين قال: "القاسم بن الوليد ثقة" وابن حبان ذكره في الثقات 7/ 334، ثم ذكره في 7/ 338 وقال: "يخطئ ويخالف". وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (387): "ثقة" "وقال الذهبي في =

151 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَا حُذَيْفَةُ، تَدْرِي مَا حَقُّ الله عَلَى الْعِبَادِ؟ ". قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً". ثُمَّ قَالَ: "يَا حُذَيْفَةُ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: "تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله تَعَالَى إذَا فَعَلُوا ذلِكَ؟ ". قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "يَغْفِرُ لَهُمْ". رواه البزار (¬1)، عن قطري (مص: 68) الخشاب، عن ¬

_ = كاشفه: "ثقة". وانظر "العلل ومعرفة الرجال" لأحمد 3/ 127 برقم (4541)، وميزان الاعتدال 4/ 344. وقال البزار: "وهذا لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد". وأخرجه من حديث معاذ: أحمد 5/ 228، 230، 234. والبخاري في الجهاد (2856) باب: اسم الفرس والحمار. وأطرافه، ومسلم في الإيمان (30) باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، وقد استوفيت تخريجه في صحيح ابن حبان برقم (362). وانظر مسند الموصلي 7/ 236 - 237 برقم (4239). (¬1) في كشف الأستار 1/ 17 برقم (17) من طريق الحسن بن علي بن عفان الطوسي. حدثنا الحسن بن عطية، حدثنا قطري -يعني =

سماك بن حذيفة، ولم أر من ذكرهما (¬1). 152 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ قَالَ: "أَرْبَعْ خِصَالٍ: وَاحِدةٌ مِنْهُن لِي، وَواحِدةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَينِي وَبَيْنِكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا [بَيْنَكَ] (¬2) وَبَيْنَ عِبَادِي. فَأَمَّا الَّتِي لِي؛ فَتَعْبُدُنِي لاَ تُشْركُ بِي شَيْئاً. وَأَمَّا الَّتِي لَكَ عَلَيَّ، فمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ، جَزَيْتُكَ بِهِ. وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنِكَ، فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الإجَابَةُ. وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي، فَارْضَ لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ" (¬3). ¬

_ = الخشاب- حدثنا سماك بن حذيفة، عن أبيه حذيفة ... وسماك بن حذيفة ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. وانظر تعليقنا على الحديث المتقدم برقم (148). وقال البزار: "وهذا لا نعلمه عن حذيفة إلا بهذا الإسناد". وانظر كنز العمال 15/ 793 برقم (43144). (¬1) وعلى هامش (مص)، وفي (ظ، م، ش): "رواه البزار ورجاله ثقات. وسماك بن الوليد تابعي ثقة. ولا أدري سمع من حذيفة أم لا". ثم كتب إلى جانبها على هامش (مص): "الذي في إسناد البزار سماك بن حذيفة، ليس فيه سماك بن الوليد أصلاً. (¬2) في (مص): "بيني" وهو خطأ. انظر تتمة الحديث. (¬3) أخرجه أبو يعلى 5/ 143 برقم (2757)، والبزار 1/ 18 برقم (19) =

هذا لفظ أبي يعلى، ورواه البزار وفي إسناده صالح المري [وهو ضعيف] (¬1)، وتدليس الحسن أيضاً. 153 - وَعَنْ سَلْمَانَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابْنَ (¬2) آدَمَ، ثَلاَثَةُ [خِصَالٍ] (¬3): وَاحِدَةٌ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. فَأَمَّا الّتِي لِي، فَتَعْبُدُنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئاً. وأَمَّا الَّتِي لَكَ، فَمَا عَمِلْتَ مِنْ عَمَلٍ، جَزَيْتُكَ بِهِ، فَإنْ أَغْفِرْ، فَأَنَا الْغَفُورُ الرحِيمُ. وَأَمَّا الّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَعَلَيْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الاسْتِجَابَةُ وَالْعَطَاءُ". رواه الطبراني في الكبير (¬4)، وفي إسناده حميد بن الربيع، ¬

_ = من ثلاثة طرق عن صالح بن بشير المري، قال: سمعت الحسن يحدث، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح المري، وفيه تدليس الحسن البصري. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي، وكنز العمال 15/ 878 برقم (43488). (¬1) ليست في (ح). (¬2) في (ظ): "يقول الله: يا ابن آدم ... ". (¬3) ما بين حاصرتين في (ظ). (¬4) 6/ 253 برقم (6137) من طريق أحمد بن عمرو، والبزار، حدثنا حميد بن الربيع، حدثني علي بن عاصم، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي =

وثقه غير واحد ولكنه مدلس [وفيه ضعف] (¬1). 154 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُولُ اللهُ -عَزَّ وَجَل-: لَسْتُ بِنَاظِرٍ في حَقِّ عَبْدِي حَتَّى يَنْظُرَ عَبْدي في حَقِّي". رواه الطبراني في الكبير (¬2)، وفي إسناده سلام الطويل، وهو متروك الحديث (مص: 69)، ولم أر من وثقه. ¬

_ = عثمان، عن سلمان ... وهذا إسناد ضعيف، فيه ضعيفان: حميد، وشيخه علي. وذكره الهيثمي مرة ثانية في الأدعية، باب: قبول دعاء المسلم وقال: "رواه البزار، عن حميد بن الربيع، عن علي بن عاصم، وكلاهما ضعيف، وقد وثقا". وما وجدته عند البزار. علي بن عاصم. قال البخاري في الكبير 6/ 290 - 291: "ليس بالقوي عندهم". وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 198 - 199: "لين الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به". وانظر المغني 2/ 450، والكاشف، والضعفاء الكبير 3/ 245 - 247، وميزان الاعتدال 3/ 135 - 138. وتاريخ ابن معين برقم (4975). وتاريخ بغداد 11/ 446 - 458. وكامل ابن عدي 5/ 1835 - 1838، والمجروحين 2/ 113. ونسب المتقي الهندي هذا الحديث في الكنز 2/ 67 برقم (3149) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) ليست في (ح). (¬2) 12/ 212 برقم (12922)، وفي الأوسط 1/ 320 برقم (540) من =

20 - (باب منه)

20 - (باب منه) 155 - عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَوْ أَنَّ رَجُلاً يَخِرُّ (¬1) عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إلَى يَوْم يَمُوتُ في مَرْضَاتِ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لَحَقِرَهُ (¬2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬3). ¬

_ = طريق أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز، حدثنا سلام الطويل، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد فيه سلام الطويل وهو متروك، وزيد العمي وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات. عصمة بن سليمان الخزاز ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 20 - 21 وقال: "روى عنه أبي، وسألته عنه فقال: ما كان به بأس". وانظر لسان الميزان 4/ 169. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 799 برقم (43172) إلى الطبراني في الكبير وقال: "وضعف". (¬1) عند أحمد، وأبي نعيم، وفي كنز العمال: "يُجَرّ". وكذلك هي عند الطبراني. وعند المنذري كما هنا. (¬2) في (ظ): "يحقره" ومكانها بياض في (م). (¬3) أخرجه أحمد 4/ 185، والبخاري في الكبير 1/ 15، والطبراني في الكبير 17/ 122 - 123 برقم (303)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 15، و5/ 219 من طرق: حدثنا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن عبد ... وهذا إسناد صحيح. بقية نعم مدلس. ولكنه صرح بالتحديث عند أحمد. وقال أبو نعيم: "غريب من حديث خالد، تفرد به بقية، عن =

رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وفيه بقية وهو مدلس، ولكنه صرح بالتحديث (¬1). 156 - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ (¬2) -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم-[أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -] قَالَ (¬3): "لَوْ أَنَّ رَجُلاً خَرَّ (¬4) عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمَ وُلِدَ إلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرِماً في طَاعَةِ الله -عَزَّ وَجَلَّ-، لَحَقِرهُ (¬5) ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَودَّ أَنَّهُ رُدَّ إلَى الدُّنْيَا كيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ". رواه أحمد (¬6)، والطبراني في الكبير (¬7)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = بحير". وقد تقدم أنه لم ينفرد به وإنما تابعه عليه ثور بن يزيد. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 397 بعد ذكر هذا الحديث: "رواه الطبراني ورواته ثقات إلا بقية". وانظر كنز العمال 14/ 361 برقم (38940)، والحديث التالي. وسيأتي أيضاً في الزهد، باب: احتقار العبد عمله يوم القيامة. وفي كتاب البعث أيضاً، باب: احتقار العبد عمله يوم القيامة. (¬1) في (ظ، م) زيادة: "وبقية رجاله وثقوا". (¬2) في أصولنا كلها "عمرة" وهو تحريف. وانظر أسد الغابة، والإصابة. (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (مص)، واستدرك من (ظ، م). (¬4) في (ظ، م): "جر" والصواب ما جاء عندنا. (¬5) في (ظ): "يحقره"، ومكانها أبيض في (م). (¬6) ساقطة من (ظ). (¬7) أخرجه ابن المبارك في الزهد برقم (34) -ومن طريقه هذه أخرجه أحمد =

157 - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ: رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا في السَّمَاوَات السَّبْعِ مَوْضِعُ قَدَمٍ وَلَا شِبْرٍ، وَلَا كَفٍّ إِلَّا وَفِيهِ مَلَكٌ قَائِمٌ، أَوْ مَلَكٌ سَاجِدٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قَالُوا جَمِيعًا: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ إِلَّا أَنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عروة بن مروان العِرْقِيُّ، ¬

_ = 4/ 185، والبخاري في الكبير 1/ 15 - من طريق ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة ... موقوفًا. وإسناده صحيح. وقال ابن حجري الإصابة 9/ 128: "وإسناده قوي". وأخرجه الطبراني في الكبير 19/ 249 برقم (562): من طريق إبراهيم بن دحيم، حدثنا أبي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد، بالإسناد السابق. ونسبه الأستاذ. السلفي إلى الطبراني في "مسند الشاميين" برقم (1157): وهو في أسد الغابة 5/ 109. وسيأتي أيضاً في الزهد، باب: احتقار: العبد عمله يوم القيامة. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 397 بعد ذكر هذا الحديث: "رواه أحمد ورواته رواة الصحيح". وذكره المتقي "في كنز العمال" 15/ 788 برقم (43120) وقال: "وصحح". (¬1) في الكبير 2/ 184 برقم (1751)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (463) - من طريق خير بن عرفة، حدثنا عروة بن مروان. حدثنا عبد الله بن عمرو، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عطاء بن =

21 - (باب طاعة المخلوقات لله تعالى (مص: 70))

كان عابداً متقشفًا (¬1). قال الدارقطني: كان أمياً ليس بالقوي. 21 - (باب طاعة (¬2) المخلوقات لله تعالى (مص: 70)) 158 - عَنْ بُرَيْدَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ شَيْءٌ إِلاَّ وَهُوَ أَطْوَعُ لله تَعَالَى مِن ابْنِ آدَمَ". رواه الطبراني (¬3) في الصغير بإسنادين، وفيه أبو عبيدة بن الأشجعي ولم أجد من سماه ولا ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ = أبي رباح، عن جابر بن عبد الله ... وهذا إسناد ضعيف عروة بن مروان العِرْقي الجرار قال ابن يونس في تاريخه: "كان عروة من العابدين. آخر من حدث عنه خير بن عرفة". وقال الدارقطني: "كان أمياً ليس بقوي في الحديث". وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 398: "وسألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، مجهول". وانظر الأنساب 8/ 432، واللباب 2/ 335، وسيأتي أيضًا في الزهد باب: احتقار العبد عمله يوم القيامة حيث يعزوه إلى الطبراني في الأوسط. وانظر كنز العمال 10/ 367 برقم (29839). (¬1) ليس في (ظ، م، ش) "عابدًا متقشفًا". (¬2) في (ظ، م): "في طاعة". (¬3) في الصغير 2/ 51 - 52، والبزار 4/ 67 برقم (3213) من طريقين: حدثنا أبو زهير المروزي، حدثنا أبو عبيدة بن الأشجعي، عن الأشجعي (عُبيد الله بن عُبيد الرحمن)، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد =

22 - (باب تجديد الإيمان)

22 - (باب تجديد الإيمان) 159 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الإيمَانَ لَيَخْلُقُ في جَوْفِ أَحَدِكمْ، كَمَا يَخْلُقُ الثَّوْبُ، فَسَلُوا الله تَعَالَى أَنْ يُجَدِّدَ الإيمَانَ في قُلُوبِكُمْ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وإسناده حسن. ¬

_ = -تحرفت في الصغير إلى: يزيد- عن سليمان بن بريدة، عن أبيه بريدة ... وهذا إسناد جيد، أبو زهير هو محمد بن إسحاق، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 41 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 195: "وسئل أبي عنه فقال: ثقة". وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 70 - 71. وأبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن ما رأيت فيه جرحاً، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 434 ولكن سماه عباداً. وأخرجه الطبراني أيضاً 2/ 51 من طريق عبد الله بن أحمد، حدثني أبي: أُخبرت عن الأشجعي، بالإسناد السابق. وهذا إسناد منقطع. وقال البزار: "لا نعلم رواه إلا أبو زهير بهذا الإسناد". وقال الطبراني: "لم يروه عن سفيان إلا الأشجعي، ولا عن الأشجعي إلا ابنه". ونسبه الهندي في الكنز 16/ 5 برقم (43683) إلى البزار. ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي في الزهد، باب: طاعة المخلوقين. (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. ولكن أخرجه الحاكم 1/ 4 من طريق ... أبي الطاهر، حدثنا ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي هانئ الخولاني حميد بن هانئ، عن أبي عبد =

160 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "جَدِّدُوا إيمَانَكُم". قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إيمَانَنَا؟ قَالَ: "أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لاَ إِلَهَ إلاَّ الله". رواه أحمد (¬1)، وإسناده جيد، وفيه سُمَيْر بن نهار، وثقه ابن حبان. ¬

_ = الرحمن الحبلي (عبد الله بن يزيد). عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... وقال الحاكم: "هذا حديث لم يخرج في الصحيحن ورواته مصريون ثقات". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 562 برقم (1313) إلى الطبراني في الكبير، وإلى الحاكم. وقد تحرفت فيه "عمرو" إلى "عمر". (¬1) في المسند 2/ 359، والبزار 1/ 319 برقم (664) من طريق سليمان بن داود الطيالسي، حدثنا صدقة بن موسى السلمي الدقيقي، حدثنا محمد بن واسع، عن شتير بن نهار، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (3431) في مسند الموصلي. وباقي رجاله ثقات. وسمير -أو شتير- بينا أنه جيد الحديث عند الرقم (2395) في "موارد الظمآن". وسيأتي أيضاً في الأذكار، باب: ما جاء في فضل لا إله إلا الله. وهناك قال الهيثمي: "رواه أحمد، والطبراني، ورجال أحمد ثقات". وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 415 وقال: "رواه أحمد والطبراني. وإسناد أحمد حسن".

23 - (باب في الإسلام والإيمان)

23 - (باب في الإسلام والإيمان) 161 - عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ، وَالإِيمَانُ في الْقَلْبِ". قَالَ: ثُمَّ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ (مص: 71). قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: "التَّقْوَى هَا هُنَا، التَّقْوَى هَا هُنَا". رواه أحمد، وأبو يعلى (¬1) بتمامه، والبزار باختصار، ورجاله رجال الصحيح، ما خلا علي بن مسعدة (¬2) وقد وثقه ابن حبان، وأبو داود الطيالسي، وأبي حاتم، وابن معين، وضعفه آخرون (¬3). 162 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمُؤْمِنُونَ في الدُّنْيَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ: الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا، وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ [وَأَنْفُسِهِمْ] (¬4) في سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِي يَأْمَنُهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ الَّذِي إِذَا أَشْرَفَ عَلَى طَمَعٍ تَرَكَهُ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ". ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 301 - 302 برقم (2923) وإسناده حسن، وهناك استوفينا تخريجه وعلقنا عليه تعليقًا مفيدًا إن شاء الله. وانظر كنز العمال 1/ 27، 33 برقم (19، 44). (¬2) في (م): "مسعود" وهو تحريف. (¬3) في (ظ، م): "وثقه جماعة، وضعفه آخرون". (¬4) ما بين حاصرتين ساقط من (ح).

رواه أحمد (¬1)، وفيه دراج [وقد وثق] (¬2) وضعفه غير واحد. 163 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الإِيمانِ أَنْ يَقُولَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط وقال: لم يروه عن هشام بن عروة إلا محمد بن عمير. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات. ¬

_ (¬1) في المسند 3/ 8 من طريق يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين وهو ابن سعد، وقال الإمام أحمد: "أحاديث دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد فيها ضعف". ونسبه الهندي في الكنز 1/ 165 برقم (824) إلى أحمد، والحكيم، وقال: "وحسن". وانظر "نوادر الأصول" ص (74 - 75) وسيأتي أيضاً برقم (227). (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ح). (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين (6) - من طريق محمد بن شعيب، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف محمد بن شعيب بن داور التاجر أبو عبد الله قال أبو نعيم: "يروي عن الرازيين بغرائب". وأحمد بن إبراهيم النرمقي -تحرفت في المعجم الصغير للطبراني إلى الزمعي. انظر اللباب 3/ 306، ومعجم البلدان 5/ 281 - وشيخه =

164 - وَعَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سُحَيْماً أَنْ يُؤَذِنَ في النَّاسِ أَنْ لاَ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إلاَّ مُؤمِنٌ. رواه أحمد (¬1) وفيه ابن لهيعة وإسناده حسن. 165 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله -عَزَّ وَجَلُّ- (ظ: 7) قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أرْزاقَكُمْ، وَإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ (مص: 72) يُحِبُّ، وَلاَ يُعْطِي [الدِّينَ] (¬2) إلاَّ مَنْ ¬

_ = ما وجدت لهما ترجمة فيما لدي من مصادر، وباقي رجال الإسناد ثقات. وقال الطبراني: "لم يروه عن هشام إلا محمد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 8 إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في المسند 3/ 349 - ومن طريق أحمد أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 327 - من طريقين عن ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير قال: سألت جابراً فقال: ... وهذا إسناد ضعيف. ويشهد له حديث ابن عباس عند مسلم في الإيمان (114) باب: غلظ تحريم الغلول، والترمذي في السير (1574) باب: ما جاء في الغلول. كما يشهد له حديث كعب بن مالك عند أحمد 3/ 460، ومسلم في الصيام (1142) باب: تحريم صوم أيام التشريق، وحديث بشر بن سحيم عند أحمد 4/ 335، والنسائي في الإيمان 8/ 104 باب: تأويل قوله عز وجل {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا}، وحديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 299، والنسائي في الحج 5/ 234 باب: قول الله عز وجل {خُذُوا زِينَتكُم عِنْدَ كُلَ مَسْجِدٍ}. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ح).

أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ الدِّينَ، فَقَدْ أَحَبَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ، وَلاَ يُؤْمِن حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ". قُلْتُ: وَمَا بَوَائِقُهُ يَا نَبِى الله؟. قَالَ: "غَشْمُهُ (¬1)، وَظُلْمُهُ. وَلاَ يَكسِبُ مَالاً مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكُ لَهُ فِيهِ، وَلاَ يَتَصَدَّقُ مِنْهُ فَيُقْبَلُ ينْهُ، وَلاَ يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إلاَّ كَانَ زَادَهُ إلَى النَّارِ. إنَّ الله لاَ يَمْحُو السَّيِّءَ بِالسَّيِّءَ ولكنَّهُ يَمْحُو السَّيِّءَ بِالْحَسَنِ. إنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ". رواه أحمد (¬2)، ورجال إسناده بعضهم مستور ¬

_ (¬1) يقال: غشم، يغشم، غشماً، والغشم: الغصب والظلم، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 4/ 425: "الغين، والشين، والميم أصل واحد يدل على قهر، وغلبة وظلم". (¬2) في المسند 1/ 387 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير 3/ 582 - والبخاري في الكبير 4/ 313، والحاكم 2/ 447 من طريقين: حدثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود ... وقال الحاكم: "هذا حديث صحيع الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. نقول: صبَّاح بن محمد بن أبي حازم البجلي ترجمه البخاري في الكبير 4/ 313 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 441. وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" 2/ 213: "في حديثه وهم، ويرفع الموقوف". ثم ساق جزءاً من هذا الحديث، ثم قال: "ورواه الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله موقوفاً. حدثناه موسى، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = عن قبيصة، وهذا أولى". وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 377: "كان ممن يروي عن الثقات الموضوعات". وهذا إفراط من ابن حبان رحمه الله تعالى. وقال الذهبي في المغني 1/ 306 متعقبًا قول ابن حبان السابق: "قلت: له حديثان عن مرة، عن ابن مسعود قوله، فرفعهما وهمًا منه". وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (227) برقم (693): "صباح بن محمد، كوفي، ثقة". وصحح الحاكم حديثه. ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم -مقتصرًا على الفقرة الأولى منه- في المستدرك 1/ 33 من طرق: حدثنا أحمد بن جناب المصيصي، حدثنا عيسى بن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث. ثم قال: "وقد وجدنا لعيسى بن يونس فيه متابعين: أحدهما من شرط هذا الكتاب وهو سفيان بن عقبة أخو قبيصة"، ثم ساق الحديث من طريق "سفيان بن عقبة أخي قبيصة، عن حمزة الزيات، وسفيان الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن مرة، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... ". الحديث. ثم قال: "وأما المتابع الذي ليس من شرط هذا الكتاب فعبد العزيز بن أبان، والحديث معروف به. فقد صح بمتابعين لعيسى بن يونس، ثم بمتابع للثوري، عن زبيد، وهو حمزة الزيات". ووافقه الذهبي. وهكذا نرى أن الصباح بن محمد لم ينفرد برفعه، وإنما تابعه على رفعه أكثر من واحد، فهو حسن الحديث إن شاء الله. =

وأكثرهم (¬1) ثقات. 166 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (¬2): "لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ [عَبْدٍ] (¬3) حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ" (¬4). ¬

_ = وأخرجه الطبراني -مقتصرًا على الجزء الأول منه مع زيادة ليست في حديثنا- المعجم الكبير 9/ 229 برقم (8990) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن منهال، حدّثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله. قال: إن الله -عز وجل- قسم ... وهذه الرواية ستأتي في الزهد، "باب: النفقة من الحلال والحرام. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 549 - 550 وقال: "رواه أحمد وغيره. من طريق أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، وقد حسنها بعضهم، والله أعلم". وانظر كنز العمال 1/ 147 برقم (2032)، و15/ 862 برقم (43431). (¬1) في (ظ، م): "وبعضهم". (¬2) سقطت من (م). (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (مص) واستدرك من النسخ الأخرى. (¬4) أخرجه أحمد 3/ 198، وابن أبي الدنيا في "الصمت" ص (48) برقم (9)، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 62 - 63 برقم (887) من طريق زيد بن الحباب، حدثنا علي بن مسعدة الباهلي، حدثنا قتادة، عن أنس ... وهذا إسناد حسن، وانظر تعليقنا على الحديث (2923) في مسند الموصلي 5/ 301 - 302. =

رواه أحمد (¬1)، وفي إسناده علي بن مسعدة وثقه جماعة، وضعفه آخرون. 167 - وَعَنْ أَبِي رَزِين الْعُقَيْلِي -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُول الله، كَيْفَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى؟. قَالَ: "أَمَرَرْتَ بِأَرْضٍ مِنْ أَرْضِكَ مُجْدِبَةٍ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "كَذلِكَ (¬2) النُّشُورُ". قَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا الإيمَانُ؟. قَالَ: "أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْكَ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ تَحْتَرِقَ في النَّارِ أَحَبُّ إلَيْكَ مِنْ أَنْ تُشْرِكَ بِالله شَيْئاً، وَأَنْ تُحِبَّ غيْرَ ذِي نَسَبٍ لاَ تُحِبُّهُ إلاَّ لله (مص: 73) فَإذَا كُنْتَ كَذلِكَ ¬

_ = وأورده المنذري في "الترغيب الترهيب" 3/ 353، 527 وقال: "رواه أحمد، وابن أبي الدنيا في "الصمت" كلاهما من رواية علي بن مسعدة". ونسبه الهندي في "كنز العمال" 9/ 56 برقم (24925) إلى أحمد، والبيهقي في شعب الإيمان، وقال: "وحسن". سيأتي أيضاً برقم (187). (¬1) "رواه أحمد" ساقطة من (م). (¬2) في (م): "ذلك".

فَقَدْ دَخَلَ حُبُّ الإيمَانِ في قَلْبِكَ كمَا دَخَلَ حُبُّ الْمَاءِ لِلظَّمْآنِ في الْيَوْمِ الْقَائِظِ" (¬1). قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ لِي بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّي مُؤْمِنٌ؟. قَالَ: "مَا مِنْ أُمَّتِي -أَوْ هذِهِ الأمَّةِ- عَبْدٌ يَعْمَلُ حَسَنَةً فَيَعْلَمُ أَنَّهَا حَسَنَةٌ وَأَنَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- جَازِيهِ (¬2) بِهَا خَيْراً، وَلاَ يَعْمَلُ سَيِّئةً وَيَسْتَغْفِرُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْهَا، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ إلاَّ هُوَ، إلاَّ وَهُوَ مُؤْمِنُ" (¬3). ¬

_ (¬1) القائظ: اسم فاعل، والقيظ: شدة الحر. (¬2) في (ظ): "يجازيه". (¬3) أخرجه نعيم بن حماد في زوائده على الزهد لابن المبارك ص (30 - 31) برقم (121) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سليمان بن موسى، عن أبي رزين العقيلي ... وهذا إسناد رجاله ثقات. سليمان بن موسى هو الأشدق بينا أنه حسن الحديث في مسند الموصلي عند الحديث (4750)، ولكنه منقطع، سليمان بن موسى لا نعرف له رواية عن أبي رزيق لقيط العقيلي فيما نعلم، والله أعلم. وأخرجه -مختصراً- أحمد 4/ 11 - 12 - ومن طريق أحمد أورده ابن كثير 4/ 618 - ، من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين العقيلي ... وهذا إسناد جيد، وكيع فصلنا القول فيه عند الحديث (30) في "موارد الظمآن". وانظر كنز العمال 1/ 160 برقم (800)، و11/ 104 برقم (30806).

رواه أحمد وفي إسناده سليمان بن موسى، وقد وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وضعفه آخرون. 168 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ". قُلْتُ: مَا الْإِسْلَامُ؟. قَالَ: "طِيبُ الْكَلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ". قُلْتُ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "الصَّبْرُ، وَالسَّمَاحَةُ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". قُلْتُ: أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "خُلُقٌ حَسَنٌ". قُلْتُ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ". قُلْتُ (¬1): أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكُ". ¬

_ (¬1) في (ظ): "قال".

قلت: روى (¬1) مسلم منه "مَنْ مَعَك عَلَى هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: حَرٌّ وَعَبْدٌ" (¬2) رواه أحمد (¬3)، وفي إسناده شهر بن حوشب، وقد وثق على ضعف فيه (¬4). 169 - وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرَ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ (¬5)، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ عَبْدٌ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ (مص: 74) بَوَائِقَهُ" (¬6). ¬

_ (¬1) في (ظ): "رواه". (¬2) سقطت "عبد" من (ظ، م). وهذا عند مسلم في صلاة المسافرين (832) باب: إسلام عمرو بن عبسة في حديثه الطويل. وانظر "أسد الغابة" 4/ 251 - 252. (¬3) في المسند 4/ 385 من طريق ابن نمير، حدثنا حجاج بن دينار، عن محمد بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة ... وهذا إسناد حسن، حجاج بن دينار بينا أنه ثقة عند الحديث (7426) في مسند الموصلي، ومحمد بن ذكوان وضحنا أنه حسن الحديث عند الحديث (1252) في "موارد الظمآن". وشهر بن حوشب بسطنا القول فيه أيضاً عند الحديث (6370) في مسند الموصلي. وانظر التعليق السابق. (¬4) سقطت "فيه" من (ظ، م). (¬5) في (ظ): "الشر". (¬6) أخرجه أبو يعلى في المسند 7/ 199 برقم (4187) والحديث صحيح، ولتمام تخريجه انظر أيضاً الحديث (3909) في المسند المذكور. وصححه الحاكم 1/ 86. وقد استوفينا تخريجه أيضاً في موارد الظمآن برقم (26)، وفي صحيح ابن حبان برقم (510) نشر مؤسسة الرسالة =

رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، ورجاله رجال الصحيح، إلا علي بن زيد، وقد شاركه فيه حميد، ويونس بن عبيد. 170 - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إن السَّالِمَ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ من لِسَانِهِ وَيَدِهِ" (¬1). رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وفي إسناده ابن لهيعة، عن زبان، وكلاهما ضعيف، وقد وثق زباناً أبو حاتم. ورواه زبان أيضاً وقال: "الْمُسْلِمُ" بدل "السَّالِم". وليس فيه ابن لهيعة. 171 - وَعَنْ أَنَسِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: "مَنْ أَمِنَهُ جَارُهُ وَلاَ يَخَافُ بَوَائِقَهُ ... ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ¬

_ = وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 354 تعليقاً على هذا الحديث: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، وإسناد أحمد جيد، تابع علي بْنَ زيد حميدٌ، ويونسُ بن عبيد". وانظر أيضاً كنز العمال 1/ 150 برقم (748). (¬1) أخرجه أحمد 3/ 440 من طريق حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... وهذا إسناد ضعيف، فيه ضعيفان. وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 197 برقم (444) من طريق عبد الله بن وهيب. الغزي. حدثنا محمد بن أبي السري، حدثنا رشدين، عن زبان، بالإسناد السابق، ولفظه: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". وإسناده ضعيف أيضاً فيه ضعيفان زبان والراوي عنه.

رواه أبو يعلى (¬1)، وفيه مبارك بن فضالة، والأكثر على توثيقه. 172 - وَعَنْ ابْنِ عَبَاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عُمَرَ وَمَعَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: "أَمُؤْمِنُونَ أَنْتُمْ". فَسَكَتُوا، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ عُمَرُ في آخِرِهِمْ: نَعَمْ نُؤْمِنُ عَلَى مَا أَتَيْتَنَا بِهِ، وَنَحْمَدُ الله في الرَّخَاءِ، وَنَصْبِرُ عَلَى الْبَلاَءِ، وَنُؤْمِنُ بِالْقَضَاءِ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُؤْمِنُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ" (¬2). رواه الطبراني في الأوسط، وله في الكبير: فَقَالَ عُمَرُ، في آخِرِهِمْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَمِمَّ ذَاكَ؟ " فَقَالَ عُمَرُ: نَرْجُو ثَوابًا مِنَ الله. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُؤمِنُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ". وفي إسناده يوسف بن ميمون، وثقه (مص: 75) ¬

_ (¬1) في المسند 7/ 15 برقم (3909)، وإسناده ضعيف. وقد بينا هناك وهماً وقع فيه الحافظ الهيثمي، غير أن الحديث صحيح، وانظر الحديث السابق برقم (169). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 153 برقم (11336)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (8 - 9) - من طريقين: حدثنا الحسن بن حماد الوراق، حدثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، عن يوسف بن ميمون، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، يوسف بن ميمون هو الصباغ قد بسطنا القول فيه عند الحديث (6785) في مسند الموصلي.

ابن حبان، والأكثر على تضعيفه. 173 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ الأنْصَارِيّ (¬1) -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا سُئِلَ أَحَدُكُمْ: أَمُؤْمِنٌ؟ فَلاَ يَشُكَّ". رواه الطَّبراني (¬2) في الكبير، وفي إسناده أحمد بن بديل، وثقه النسائي، وأبو حاتم، وضعفه آخرون. 174 - وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ عَبْدِ الله: إنِّي مُؤمِنٌ. فَقَالَ عَبْدُ الله: قُلْ إنِّي في الْجَنَّةِ، لكنَّا آمَنَّا بِالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وُرُسُلِهِ. رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) في (مص) وعند أبي نعيم "يزيد" وهو تحريف. (¬2) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. ولكن أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 238 من طريق عبد الله بن يحيى الطلحي، حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان القاضي الكوفي، حدثنا أحمد بن بُدَيل، حدثنا أبو معاوية، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عبد الله بن زيد -تحرفت فيه إلى: يزيد- الأنصاري ... نقول: شيخ أبي نعيم عبد الله، وشيخ شيخه أحمد ما عرفتهما، وباقي رجاله ثقات. وأبو معاوية هو محمد بن خازم. وقال أبو نعيم: "تفرد برفعه أحمد بن بديل، عن أبي معاوية". (¬3) في الكبير 9/ 173 برقم (8792) من طريق يوسف القاضي، حدثنا عمرو بن مرزوق، أنبأنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم، عن علقمة ... وإسناده صحيح إلى عبد الله، وهو موقوف عليه. =

175 - وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ يَقْدُمَ مِنْ مَكَّةَ يَدْعُو النَّاسَ إلَى الإيمَانِ بِالله وَتَصْدِيقاً بِهِ قَوْلاً بِلاَ عَمَلٍ، وَالْقِبْلَةُ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَمَّا هَاجَرَ إلَيْنَا، نَزَلَتِ الْفَرَائِضُ ونَسَخَتِ الْمَدِينَةُ مَكَّةَ وَالْقَوْلَ فِيهَا، وَنَسَخَ الْبَيتُ (¬1) الْحَرَامُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصَارَ الإيمَانُ قَوْلاً وَعَمَلاً (¬2). رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. ¬

_ = ونسبه الأستاذ السلفي إلى أبي بكر بن أبي شيبة في كتاب الإيمان برقم (22)، وإلى أبي عبيد أيضاً في كتاب الإيمان برقم (11). (¬1) سقطت من (م). (¬2) في (مص، ظ، م): "قول وعمل". وما أثبتناه هو الصحيح. (¬3) في الكبير 9/ 19 برقم (8312) من طريق أحمد بن زهير التستري، حدثنا محمد بن إدريس الرازي، حدثنا عبد الله بن محمد بن داود بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، حدثني سعد بن عمران بن هند بن سهل بن حنيف، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عثمان بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن جده عثمان بن سهل بن حنيف ... وهذا إسناد ضعيف. سعد بن عمران قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 92: "وسألته -أي سأل أباه- عنه فقال: هو شيخ مثل الواقدي في لين الحديث وكثرة عجائبه". وانظر "لسان الميزان" 3/ 18. وعبد الله بن محمد بن داود بن أبي أمامة قال ابن أبي حاتم "الجرح والتعديل" 5/ 160: "سئل أبي عنه فقال: شيخ"، وعبد الرحمن بن عثمان ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. وسيأتي في الصلاة، باب: ما جاء في القبلة.

176 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، وَجَدَ حَلاَوَةَ الإيمَانِ: أَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يحِبُّهُ إلاَّ لله، وَأَنْ لاَ يَرْجِعَ في الكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى في النَّارِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه فضال بن جبير، لا يحل الاحتجاج به. 177 - وَعَنْ قَتَادَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنّ َ (¬2) ابْنَ مَسْعُودٍ -رَضِيَ ¬

_ (¬1) في الكبير 8/ 314 برقم (8019)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (12) - من طريق أبي مسلم الكشي. حدثنا محمد بن عرعرة بن البرند، حدثنا فضال بن جبير -ويقال: ابن الزبير- بن جابر أبو المهند الغداني: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... وهذا إسناد ضعيف، فضال بن جبير، قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 204: "شيخ من أهل البصرة، كان يزعم أنه سمع أبا أمامة، روى عنه البصريون، يروي عن أبي أمامة ما ليس من حديثه، لا يحل الاحتجاج به بحال". وقال ابن عدي في كامله 6/ 2047: "ولفضال بن جبير، عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة". وانظر أيضاً لسان الميزان 4/ 434 وفيهما أكثر من تحريف. وسيأتي الحديث أيضاً برقم (302) إن شاء الله. حيث نسبه الهيثمي إلى الطبراني في الأوسط. وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد". (¬2) ساقطة من (ظ).

الله عَنْهُ- قَالَ: ثَلاَثٌ (¬1) مَنْ كُنَّ فِيهِ يَجِدْ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإيمَانِ: تَرْكُ الْمِرَاءِ في الْحَقِّ (مص: 76) وَالْكَذِبِ في الْمُزَاحَةِ، وَيعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ (¬2). رواه الطبراني، وقتادة لم يسمع من ابن مسعود. 178 - [وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مَسْعُودٍ] (¬3) قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقُلْنَا: حَدَّثْنَا بِمَا سمِعْتَ مِنْ رِسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، حَرُمَ عَلَى النَّارِ وَحَرُمَتِ النَّارُ عَلَيْهِ: إِيمَانٌ بِالله، وَحُبُّ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَأَنْ يُلْقَى في النَّارِ فَيَحْتَرِقَ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ في الكُفرِ". -قلت له في الصحيح (¬4) حديث بغير هذا السياق- رواه ¬

_ (¬1) في (مص): "ثلاثة". (¬2) أخرجه عبد الرزاق 11/ 118 برقم (20082) -ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه الطبراني في الكبير 9/ 173 برقم (8790) - من طريق معمر، عن قتادة: أن ابن مسعود قال: ثلاث من كن ... موقوفاً عليه. وهذا إسناد رجاله ثقات غير أنه منقطع، فإن قتادة لم يسمع من ابن مسعود والله أعلم. وانظر للمراسيل ص (168 - 175) وبخاصة الفقرتين: (619، 640). (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (م). (¬4) عند البخاري في الإيمان (16) باب: حلاوة الإيمان، وأطرافه (21، =

أحمد، وأبو يعلى (¬1)، ونوفل بن مسعود لم أر من ذكر له ترجمه (¬2)، إلا أن المزي قال في ترجمه يحيى القطان: روى عن نوفل بن مسعود صاحب أنس. 179 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، فَقَدْ ذَاقَ طَعْمَ الإيمَانِ: مَنْ كَانَ لاَ شَيْءَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنَ الله وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَ أَنْ يُحْرَقَ في النَّارِ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْتَدَّ عَنْ دِينِهِ، وَمَن كَانَ يُحِبُّ لله وَيُبْغِضُ لله". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، والصغير، وهو في الصحيح ¬

_ = 6041، 6941)، ومسلم في الإيمان (43) باب: بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان، وقد استوفيت تخريجه وعلق عليه في مسند الموصلي 5/ 194 برقم (2813). (¬1) في المسند 7/ 266 برقم (4282) وإسناده جيد. وهناك استوفينا تخريجه. (¬2) بل ترجمه البخاري في الكبير 8/ 109 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، كما فعل ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 488، كما ترجمه الحسيني في الإكمال ورقة (96/ 1 - 2) وقال: "ذكره ابن حبان في الثقات". وقال ابن حبان في الثقات 5/ 479: "وقد قيل: نوفل بن سهيل ... ". وانظر ذيل الكاشف، وتعجيل المنفعة ص (426). (¬3) في الكبير 1/ 251 برقم (724)، وفي الصغير 1/ 257 - 258 من طريق يحيى بن أيوب العلاف. وعمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي: أن أبا الحويرث عبد الرحمن بن معاوية أخبره: أن نعيم بن عبد الله بن المجمر أخبره: أن أنس بن مالك أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... =

خلا قوله: "وَيُبْغِضُ لله". وفي إسناده أبو الحويرث ضعفه مالك، وابن معين، ووثقه ابن حبان. 180 - وَعَن أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، مَنِ المُسْلِمُ؟ قَالَ: "مَن سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، والأوسط، وفيه (مص: 77) فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به. ¬

_ = وهذا إسناد حسن، أبو الحويرث بسطنا القول فيه عند الحديث (7413) في مسند الموصلي. وعمرو بن أبي الطاهر ما وجدت له ترجمة لكنه متابع عليه كما هو ظاهر. ولتمام تخريجه وللموازنة بين رواياته انظر الحديث السابق. ومسند الموصلي 5/ 194 برقم (2813) حيث استوفينا تخريجه وعلقنا عليه، وانظر أيضاً الروايات: (3000، 3001، 3142، 3256، 3259، 3279)، وحلية الأولياء 1/ 27 و2/ 288، وتاريخ بغداد 2/ 199. و"شعب الإيمان" 7/ 70 برقم (9512). وقال الطبراني في الصغير: "لم يرو نعيم عن أنس حديثا غير هذا. وإنما سمي المجمر لأنه كان يجمر قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو من موالي عمر بن الخطاب، ولم يروه عن أبي الحويرث -تحرفت فيه إلى: ابن الحويرث- إلا موسى، تفرد به ابن أبي مريم". (¬1) في الكبير 8/ 315، برقم (8021)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - من طريق أبي مسلم الكشي، حدثنا محمد بن عرعرة بن البرند، حدثنا فضال بن جبير -أو الزبير- سمعت أبا أمامة قال: ... وهذا إسناد ضعيف لضعف فضال بن جبير. وانظر تعليقنا على الحديث المتقدم برقم (176).

181 - وَعَنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِي، عَنْ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". رَوَاهُ الطَّبَرَانِي (¬1) في الكبير، والأوسط، ورجاله موثقون. 182 - وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ-: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" (¬2). رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن إن شاء الله. ¬

_ (¬1) في الكبير 1/ 369 - 370 برقم (1137)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث ... وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص. وعلي بن عبد العزيز هو أبو الحسن البغوي، تقدم الكلام عليه عند الحديث المتقدم برقم (92). (¬2) أخرجه أحمد 6/ 21، 22، وابن حبان في الإحسان -7/ 177 - 178 - برقم (4842)، والطبراني في الكبير 18/ 309 برقم (796)، والحاكم في المستدرك 1/ 10 - 11 من طرق: حدثنا الليث بن سعد، حدثني أبو هانئ -حميد بن هانئ الخولاني- عن عمرو بن مالك الليثي، عن فضالة بن عبيد ... مطولاً. ورواية أحمد الثانية مختصرة، وصححه الحاكم وسكت عنه الذهبي. وإسناده صحيح كما قال الحاكم. وانظر شعب الإيمان 7/ 499 برقم (11123). وأخرجه -مختصرًا- ابن ماجه في الفتن (3934) باب: حرمة دم المؤمن وماله، وابن مندة في الإيمان 1/ 452 برقم (315)، والبزار 2/ 35 برقم (1143) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ الخولاني، بالإسناد السابق، وهو إسناد صحيح، وقال البوصيري: =

24 - (باب منه)

24 - (باب منه) 183 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "خَمْسٌ مِنَ الإيمَانَ" مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مَنِهَا فَلاَ إيمَانَ لَهُ: التَّسْلِيمُ، لأمْرِ الله، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ الله، وَالتَّفْوِيضُ إلَى أَمْرِ الله، وَالتَّوَكُلُ عَلَى الله، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى. وَلَمْ يَطْعَمِ امْرُؤٌ حَقيقَةَ الإسْلاَمِ حَتَّى يَأْمَنَهُ النَّاسُ عَلَى دمَائِهِمْ وَأمْوَالِهِمْ". فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الإيمَانِ (¬1) أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ. عَلاَمَاتٌ (¬2) كَمَنَارِ الطَّريقِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَه إلاَّ الله، وإقَامُ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَالْحُكْمُ بِكِتَابِ الله، وَطَاعَةُ النَّبِيِّ الأُمِّيّ، وَالتَّسْلِيمُ عَلَى بَنِي آدَمَ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ". رواه البزار (¬3)، وفيه سعيد بن سنان، ولا يحتج به. ¬

_ = "إسناده صحيح رجاله ثقات، وأبو هانئ اسمه حميد بن هانئ الخولاني"، وأخرجه الطبراني مقتصراً على الفقرة التي أخرجها ابن ماجة، في الكبير 18/ 309 برقم (797) من طريق أسد بن موسى، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، بالإسناد السابق، وهو إسناد صحيح أيضاً. وسيأتي هذا الحديث أيضاً في الحج، باب: الخطب في الحج حيث قال: "رواه البزار، والطبراني في الكبير باختصار، ورجال البزار ثقات". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 150 - 151 برقم (749) إلى ابن حبان، والطبراني، والحاكم. (¬1) في (ظ، م): "الإسلام". (¬2) في (ظ، م): "علاماته". (¬3) في كشف الأستار 1/ 25 برقم (29) من طريق عبد الله بن أحمد بن =

25 - (باب منه (مص:78))

25 - (باب منه (مص:78)) 184 - عَنْ عَمَّارٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: -قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم- "ثَلاَثٌ مِنَ الإيمَانِ: الإنْفَاقُ مِنَ الإقْتَارِ، وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالمِ، وَالإنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ". رواه البزار (¬1)، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن شيخ البزار لم أر من ذكره، وهو الحسن بن عبد الله الكوفي. ¬

_ = شبويه، حدثنا أبو اليمان، حدثنا سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن سنان هو الحنفي الكندي رماه الدارقطني وغيره بالوضع. وأبو الزاهرية هو حدير بن كريب. وانظر موضوعات ابن الجوزي 1/ 136، واللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1/ 43. ولم ينسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 37 برقم (68) إلا إلى البزار. (¬1) في كشف الأستار 1/ 25 برقم (30) من طريق الحسن بن عبد الله الكوفي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن عمار ... وهذا إسناد ضعيف: معمر لم يذكر فيمن سمعوا أبا إسحاق قديماً. وشيخ البزار ما عرفته وأخشى أن يكون "حسين بن عبد الله بن محمد بن سليمان الكوفي" وانظر تاريخ واسط (92، 220). وهو في مصنف عبد الرزاق 10/ 386 برقم (19439) موقوف على عمار. وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 145 برقم (1931): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق ... فقالا: هذا خطأ، رواه الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وجماعة: يقولون: عن أبي إسحاق، عن صلة، عن عمار، قوله. لا =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = يرفعه أحد منهم، والصحيح موقوف عن عمار. قلت لهما: الخطأ ممن هو؟ قال أبي: أرى من عبد الرزاق، أو من معمر، فإنهما جميعاً كثيرو الخطأ. وقال أبو زرعة: لا أعرف هذا الحديث من حديث معمر. ثم قال: من يقول هذا؟ قلت: حدثنا شيخ بواسط يقال له ابن الكوفي، عن عبد الرزاق، فسكت". وعلقه البخاري في الإيمان، باب: إفشاء السلام قبل الحديث (28) بقوله: "وقال عمار: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان ... ". وقال ابن حجر في الفتح 1/ 82: "وأثره -أي: أثر عمار- أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب الإيمان، من طريق سفيان الثوري، رواه يعقوب بن شيبة في مسنده من طريق شعبة وزهير بن معاوية وغيرهما: كلهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن صلة بن زفر، عن عمار ... وهكذا رويناه في جامع معمر، عن أبي إسحاق. وكذا حدث به عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، وحدث به عبد الرزاق بأخرة فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا أخرجه البزار في مسنده، وابن أبي حاتم في (العلل)، كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي. وكذا رواه البغوي في (شرح السنة) من طريق أحمد بن كعب الواسطي. وكذا أخرجه ابن الأعرابي في معجمه عن محمد بن الصباح الصنعاني. ثلاثتهم عن عبد الرزاق مرفوعاً، واستغربه البزار. وقال أبو زرعة: هو خطأ. قلت: هو معلول من حيث صناعة الإسناد، لأن عبد الرزاق تغير بأخرة، وسماع هؤلاء منه في حال تغيره. إلا أن مثله لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع. =

26 - (باب في كمال الإيمان)

26 - (باب في كمال الإيمان) 185 - وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: ثَلاَثُ خِلاَلٍ مَنْ جَمَعَهُنَّ، فَقَدْ جَمَعَ خِلاَلَ الإيمَانِ. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا أبَا الْيَقْظَانِ، مَا هذِهِ الِخْلاَلُ الَّتِي زَعَمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ جَمَعَهُن، فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ؟ ". ¬

_ = وقد رويناه من وجه آخر عن عمار أخرجه الطبراني في الكبير، وفي إسناده ضعف. وله شواهد أخرى ... ". ونقل الحافظ في الفتح 1/ 83 عن أبي الزناد بن سراج وغيره: "إنما كان من جمع الثلاث مستكملاً للإيمان، لأن مداره عليها، لأن العبد إذا اتصف بالإنصاف، لم يترك لمولاه حقا واجباً عليه إلا أداه، ولم يترك شيئاً مما نهاه عنه إلا اجتنبه، وهذا يجمع أركان الإيمان. وبذل السلام يتضمن مكارم الأخلاق والتواضع وعدم الاحتقار، ويحصل به التآلف والتحابب. والإنفاق من الإقتار يتضمن من غاية الكرم، لأنه إذا انفق مع الاحتياج، كان مع التوسع أكثر إنفاقاً ... وكونه من الإقتار يستلزم الوثوق بالله، والزهد في الدنيا، وقصر الأمل، وغير ذلك من مهمات الآخرة، وهذا التقرير يقوي أن يكون الحديث مرفوعاً، لأنه يشبه أن يكون كلام من أوتي جوامع الكلم، والله أعلم". وقال البزار: "هذا رواه غير واحد موقوفاً على عمار". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 40 برقم (88) إلى البزار وقال: "ورجح البزار وقفه". ثم ذكره ثانية في 15/ 812 برقم (43229). وانظر الحديث الآتي برقم (185).

فَقَالَ عَمَّارٌ عِنْدَ ذلِكَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "الإنْفَاقُ مِنَ الإقْتَارِ، وَالإنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفيه القاسم أبو عبد الرحمن (¬2)، وهو ضعيف (¬3). ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير، ولكن أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 141 من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا العباس بن حمدان، حدثنا محمد بن سعيد بن سويد الكوفي، حدثني أبي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عمار بن ياسر ... وهذا إسناد ضعيف عندنا: شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة. وشيخ شيخه ترجمه ابن أبي حاتم "الجرح والتعديل" 7/ 266 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وسعيد بن سويد ترجمه البخاري في الكبير 3/ 477 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 30، وما رأيت فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 362. وأما عبد الرحمن بن القاسم فما عرفت راوياً للقاسم بهذه التسمية، والله أعلم، وانظر الحديث السابق لتمام التخريج. وقد نسبه المتقي الهندي في "كنز العمال" 1/ 40 برقم (89) إلى أبي نعيم في "حلية الأولياء". (¬2) في (ظ): "عبد الله وقد استدرك الصواب على هامشها، ولكن كتب فوقها: نسخة. (¬3) نعم ضعفه جماعة، ولكنه صدوق كما قال الذهبي، وابن حجر.

186 - وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ (مص: 79) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَوْجَبَ الثَّوَابَ، وَاسْتَكْمَلَ الإيمَانَ: خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ في النَّاسِ، وَوَرَعٌ يَحْجزُهُ عَنْ مَحَارِمِ الله، وَحِلْمٌ يَرُدُّهُ عَنْ جَهْلِ الْجَاهِلِ". رواه البزار (¬1)، وفيه عبد الله بن سليمان، قال البزار: حدث بأحاديث لا يتابع عليها. 187 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ يَسْتَقِيمُ إيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَتى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 26 برقم (31) من طريق محمد بن الحسن. حدثنا هانئ بن المتوكل، حدثنا عبد الله بن سليمان، عن إسحاق، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف، هانئ بن المتوكل، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 102: "وسألته -يعني أباه:- عنه فقال: أدركته ولم أسمع منه". وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 97: "كان يُدْخل عليه لَمَّا كبر، فيجيب فكثر المناكير في روايته، فلا يجوز الاحتجاج به بحال". وشيخه عبد الله بن سليمان قال البزار: "حدث بأحاديث لم يتابع عليها". وإسحاق هو ابن عبد الله بن أبي طلحة. ونسبه المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 560، والمتقي الهندي في الكنز 15/ 809 برقم (43217) إلى البزار. (¬2) تقدم برقم (166).

رواه أَحمد، وفيه علي بن مسعدة، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. 188 - وَعَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ إيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ. وَالّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْتَقِيمُ دِينُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ لِسَانُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُه بَوَائِقَهُ". قِيلَ: مَا الْبَوائِقُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ، وَأيُّما رَجُلٍ أَصَابَ مَالاً مِنْ حَرَامٍ وَأَنْفَقَ مِنْهُ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَإنْ تَصَدَّقَ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ، وَمَا بَقِيَ فَزَادُهُ إِلَى النَّارِ. إِنَّ الخَبِيثَ لاَ يُكَفَّرُ الخَبِيثَ، وَلَكِنَّ الطَّيِّبَ يُكَفِّرُ" (¬1). رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه حصين بن مذعور، عن قريش التميمي، ولم أر من ذكرهما. ¬

_ (¬1) سقط الحديثان (187، 188) من المطبوع. (¬2) في الكبير 10/ 280 برقم (10553) من طريق محمد بن حيَّان المازني، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب الكوفي، حدثنا حبان بن علي، عن حصين بن مذعور، عن قريش التميمي، عن عبد الله (بن مسعود) قال: ... وهذا إسناد فيه مجهولان: حصين بن مذعور، وشيخه قريش. ونسبه المتقي الهندي إلى الطبراني في الكبير، انظر الكنز 3/ 64 برقم =

189 - وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ (¬1) الله: الصَّبْرُ نِصفُ الإيمَانِ، وَالْيَقِينُ الإيمانُ كُلُّهُ. رواه الطبراني (¬2) في الكبير ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = (5503). وسيأتي أيضاً برقم (345). ويشهد له حديث أنس الذي خرجناه في صحيح ابن حبان برقم (194)، وفي "موارد الظمآن" برقم (47)، وحديث عبد الله بن مسعود المتقدم برقم (165). (¬1) في جميع الأصول "عبيد" وهو خطأ، وعبد الله هو ابن مسعود. (¬2) في الكبير 9/ 107 برقم (8544) من طريق محمد بن علي الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة قال: قال عبد الله ... موقوفًا على عبد الله، وإسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيح، خلا شيخ الطبراني، وهو ثقة، وصححه الحاكم 2/ 446 ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن الأعرابي في معجم شيوخه ص (114) من مصورتنا، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 815 برقم (1364)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 226، والبيهقي في الزهد برقم (984)، والحافظ في "لسان الميزان" 5/ 152، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 126 برقم (158)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 34 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا محمد بن خالد المخزومي، أخبرنا سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... وقال الخطيب: "تفرد بروايته عن سفيان الثوري محمد بن خالد المخزومي". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وقال البيهقي: "تفرد به يعقوب بن حميد، عن محمد بن خالد، والصحيح المعروف أن هذا من قول ابن مسعود". ثم أخرجه موقوفاً برقم (985) وقال: "هذا هو الصحيح، موقوف". نقول: ومحمد بن خالد المخزومي ذكره ابن حبان في "الثقات 9/ 59 وقال: "ربما رفع وأسند". ونقل الحافظ عن أبي علي النيسابوري قوله: "هذا حديث منكر لا أصل له من حديث زبيد، ولا من حديث الثوري" ثم تعقبه بقوله: "قلت: وأما الموقوف الذي علقه البخاري، فأسند الطبراني في المعجم الكبير من رواية الأعمش، عن أبي ظبيان -تحرفت في لسان الميزان إلى: ابن طيان- عن علقمة، عن عبد الله، وقد أشبعت القول فيه، في تعليق التعليق". وقال أبو نعيم: "ورواه الثوري، عن أبي إسحاق، عن جرير، عن النهدي، عن رجل من بني سليم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". وعلقه البخاري في الإيمان، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بني الإسلام على خمس". بقوله: وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله". وقال الحافظ في الفتح 1/ 48: "هذا التعليق طرف من أثر وصله الطبراني بسند صحيح، وبقيته: والصبر نصف الإيمان. وأخرجه أبو نعيم في (الحلية)، والبيهقي في (الزهد) من حديثه مرفوعًا ولا يثبت رفعه ... ". وانظر بقية كلامه. وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء 1/ 231: "أخرجه أبو نعيم في الحلية، والخطيب في التاريخ من حديث ابن مسعود بسند حسن". وانظر كنز العمال 3/ 273، 437 برقم (6498، 7331).

27 - (باب في حقيقة الإيمان وكماله)

27 - (باب في حقيقة الإيمان وكماله) 190 - عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الأنْصَارِي أَنَّهُ مَرَّ بِالنبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ: "كيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟ ". قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقاً. قَالَ: "انْظُرْ مَا تَقُولُ (مص: 80) فَإنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إيمَانِكَ؟ " قَالَ: عَزَفَتْ نَفسِى عَنْ الدُّنْيَا فَأَسْهرْتُ (¬1) لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ عَرْشَ رَبِّي بَارِزاً، وَكَأنِّي أَنْظُرُ إلَى أَهْلِ الْجَنَةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيَها، وَكَأَنِّي أَنْظرُ إلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ (¬2) فِيهَا. قَالَ: "يَا حَارِثَةُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ" (¬3). رواه الطبراني (¬4) في الكبير، وفيه ابن لهيعة، وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه. ¬

_ (¬1) عند الطبراني "فأسهرت لذلك ... ". (¬2) في (ظ، م): "يتضاءلون"، ويقال: ضغا، يضغو، ضغوا، وضغاء إذا صاح وضَجَّ. (¬3) عند الطبراني زيادة "ثلاثًا". (¬4) في الكبير 3/ 266 - 267 برقم (3367) والبيهقي في "شعب الإيمان" برقم (10591). من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد السكسكي، عن سعيد بن أبي هلال. عن محمد بن أبي الجهم، عن الحارث بن مالك الأنصاري ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات. =

191 - وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنّ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لقِيَ رَجلاً يُقَالُ لَهُ حَارِثَةُ (¬1) في بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: "كيْفَ أَصْبَحْتَ ¬

_ = وأخرجه البيهقي في الزهد الكبير برقم (973) من طريق أبي عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، من كتاب عتيق، حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان، حدثنا زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الأكرم، عن الحارث بن مالك ... وهذا إسناد أكثر ضعفا من سابقه. وأخرجه ابن المبارك في الزهد برقم (314)، وعبد الرزاق في المصنف 11/ 129 برقم (20114) من طريق معمر، عن صالح بن مسمار -وعند عبد الرزاق زيادة: وجعفر بن برقان- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للحارث بن مالك ... وهذا إسناد معضل. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" برقم (10592). وأخرجه ابن أبي شيبة فى المصنف 11/ 43 برقم (10474) من طريق ابن نمير قال: حدثنا مالك بن مغول، عن زبيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد معضل أيضاً. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب 2/ 127 برقم (1028)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 242 من طريقين: حدثنا عبد العزيز بن منيب، حدثني إسحاق بن عبد الله بن كيسان، عن أبيه، عن ثابت، عن أنس: أن معاذ بن جبل دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متكئ فقال: "كيف أصبحت يا معاذ؟ " ... بنحو حديثنا. ولكن إسناده ضعيف، إسحاق بن عبد الله قال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث، وأبوه بسطنا القول فيه عند الحديث (1094) في "موارد الظمآن". وانظر كنز العمال 13/ 351 - 352، والحديث التالي أيضاً مع التعليق عليه. (¬1) في الإصابة "الحارث".

يَا حَارِثَةُ؟ ". قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقاً. قَالَ: "إنَّ لِكُلِّ إيمَانٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إيمَانِكَ؟ ". قَالَ: عَزَفَتْ (¬1) نَفسِي عَنْ الدُّنْيَا فَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِي (¬2) بَارِزًا، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ الْجَنَّةِ في الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي بِأَهِلِ النَّارِ في النَّارِ يُعَذَبُون. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصَبْتَ فَالْزَمْ. مُؤْمِن نَوَّرَ الله قَلْبَهُ". رواه البزار (¬3)، وفيه يوسف بن عطية لا يحتج به. ¬

_ (¬1) يقال: عزف عن الشيء عزفًا -من بابي: (ضرب - قتل) - عزفاً، وعزيفًا إذا كرهه وانصرف عنه. (¬2) في (ظ، م): "الرحمن". (¬3) في كشف الأستار 1/ 26 برقم (32)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 114 من طريق يوسف بن عطية، عن ثابت، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف يوسف بن عطية هو ابن ثابت الصفار، وهو متروك. وقال البزار: "تفرد به يوسف وهو لين". وقال العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء 4/ 220: "أخرجه البزار من حديث أنس، والطبراني من حديث الحارث بن مالك، وكلا الحديثين ضعيف". وانظر كنز العمال 13/ 353، 354 برقم (36989، 36990). وقال الحافظ في الإصابة 2/ 174 ترجمة الحارث: "روى حديثه ابن المبارك في الزهد، عن معمر ... وهو معضل".

28 - (باب منه)

28 - (باب منه) 192 - عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضيَ الله عَنْهُ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ يَبْلُغُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُن لِيُصيبَهُ". ¬

_ = وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر، عن صالح بن مسمار وجعفر بن برقان ... وأخرجه في (التفسير) عن الثوري، عن عمرو بن قيس الملائي، عن زيد السلمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحارث ... وجاء موصولاً من طرق أخرى: وأخرجه الطبراني من طريق سعيد بن أبي هلال. عن محمد بن أبي الجهم. وابن منده من طريق سليمان بن سعيد، عن الربيع بن لوط، كلاهما عن الحارث بن مالك الأنصاري ... قال ابن مندة: رواه زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الكريم بن الحارث -كذا قال- عن الحارث بن مالك. رواه جرير بن عقبة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد فإذا الحارث بن مالك ... ورواه البيهقي في الشعب من طريق يوسف بن عطية الصفار -وهو ضعيف جدًا- عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي الحارث ... ورواه ابن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن مالك بن مغول، بالمرفوع، ولم يذكر فضيل بن غزوان. وقال ابن صاعد بعد أن أخرجه عن الحسين بن الحسن المروزي، عن ابن المبارك: لا أعلم صالح بن مسمار أسند إلا حديثاً واحداً، وهذا الحديث لا يثبت موصولاً". وانظر الحديث السابق.

رواه البزار (¬1)، وقال: إسناده حسن (مص: 81). 193 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَحِقُّ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الإيمَانِ حَتَّى يَغْضَبَ لله، وَيَرْضَى لله، فَإذَا فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ اسْتَحَقَّ حَقِيقَةَ الإيمَانِ، وَإنَّ أَحْبَابِي وَأَوْلِيَائِيَ الَّذِينَ يُذْكُرُونَ بِذِكْرِي وَأُذْكُرُ بِذِكْرِهِمْ" رواه الطبراني (¬2) في الأوسط ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 27 برقم (33)، وأحمد 6/ 441، وابن أبي عاصم في السنة برقم (246)، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 64 برقم (890)، من طرق: حدثنا سليمان بن عتبة قال: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يحدث عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد صحيح. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 42 إلى ابن أبي شيبة، وحسنه. وإلى الطبراني في الكبير، وإلى ابن عساكر. (¬2) في الأوسط 1/ 378 برقم (655) -وهو في مجمع البحرين ص (14) - من طريق أحمد (بن علي الأبار). حدثنا الهيثم بن خارجه قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن عبد الله -تحرفت فيهما إلى: عبيد الله- بن الوليد التجيبي، عن أبي منصور مولى الأنصار، عن عمرو بن الحمق قال: ... ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 42 برقم (99، 100) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى أحمد، عن محمد بن عمرو بن الحمق. ولكن أخرجه أحمد، وعبد الله ابنه في زوائده على المسند 3/ 430 من طريق الهيثم بن خارجة، بالإسناد السابق، لكن الصحابي فيه: عمرو بن الجموح. نقول: إسناد الحديث ضعيف. فيه ابن لهيعة، وهو منقطع أيضاً،

29 - (باب منه في كمال الإيمان)

وفيه رشدين (¬1) بن سعد، والأكثر على تضعيفه. 29 - (باب منه في كمال الإيمان) 194 - عَنْ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ". قَالَ: أيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "جَهْدُ الْمُقِلِّ". قَالَ: أَيُّ الْمُؤمِنِينَ أَكْمَلُ إيمَانًا؟ قَالَ: "أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً". رواه الطبراني (¬2)، في الأوسط، وفيه سويد أبو حاتم اختلف في ثقته وضعفه، وتأتي أحاديث من هذا بعد. ¬

_ = أبو منصور مولى الأنصار، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 441 وقال: "روى حديثاً مرسلاً، روى سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الله بن الوليد، عنه، سمعت أبي يقول ذلك". وسبق البخاري في الكبير 9/ 71 إلى هذا القول، ولكن عبارة أبي حاتم أوضح. وقال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص (521) وقد أورد ما قاله الحسيني في إكماله. قلت: "ذكره البخاري، وذكر أنه قاضي أفريقيا، وذكر أن حديثه مرسل، يعني أنه لم يلق عمرو بن الجموح". وهذا ما يجعلنا نذهب إلى أن الصواب ما جاء في مسند أحمد، والله أعلم. (¬1) في (ظ، م): "رشيد بن سعد" وهو تحريف. (¬2) في الكبير 17/ 48 برقم (103)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - من طرق: حدثنا حوثرة بن أشرس، حدثنا سويد أبو حاتم صاحب الطعام، عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير بن قتادة، عن أبيه، عن جده عمير بن قتادة: ... وهذا إسناد حسن، سويد بن إبراهيم أبو حاتم، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 148 ولم يورد فيه =

195 - وَعَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = جرحاً، وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 237 قول أبي زرعة: "أبو حاتم ليس بالقوي، يشبه حديثه حديث أهل الصدق". وقال الدارقطني: "لين، يعتبر به". وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 350: "يروي الموضوعات عن الأثبات". وهذا إفراط من الإمام ابن حبان. وأورد العقيلي في الضعفاء 2/ 158 إلى أبي سلمة أنه سئل عن حديث لسويد أبي حاتم فقال: "لم يكن سويد بالصافي". وقال النسائي في الضعفاء برقم (261): "سويد بن إبراهيم أبو حاتم ضعيف". وقال ابن عدي في كامله 3/ 1259: "ولسويد غير ما ذكرت من الحديث عن قتادة، وعن غيره، بعضها مستقيمة، وبعضها لا يتابعه أحد عليها، وإنما يخلط على قتادة، ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحد غيره، هو إلى الضعف أقرب". وقال الذهبي في المغني 1/ 290: "ضعفه النسائي، وقواه غيره". وانظر ميزان الاعتدال 2/ 247. وقال عثمان الدارمي في تاريخه ص (50، 128) برقم (43، 399) سائلاً يحيى بن معين: "فسويد أبو حاتم ما حاله في قتادة؟. فقال: أرجو أن لا يكون به بأس". ونقل ذلك عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 237. وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (110) برقم (526): "قال يحيى: سويد بن إبراهيم، صالح". وهذه تزكية خاصة في رواية سويد، عن قتادة، وتزكية عامة لسويد بن إبراهيم من قبل يحيى بن معين. وأورد توثيق يحيى العام لسويد ابن أبي حاتم بإسناده إلى إسحاق بن منصور الكوسج، عن يحيى بن معين أنه قال: "سويد بن سعيد، صالح". =

"أَكمَلُ الْمُؤمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا". رواه البزار (¬1)، وفيه أبو أيوب، عن محمد بن المنكدر (¬2)، ولا أعرفه (¬3) 196 - وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَكَمَلَ النَّاسِ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وإنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ". رواه البزار، ورجاله ثقات (¬4). ¬

_ = وقال البزار في مسنده: "سويد صاحب الطعام ليس به بأس"، وإذا تدبرنا ما سبق، وأضفنا إليه ما قاله ابن حجر في تقريبه: "صدوق، سىء الحفظ، له أغلاط" ترجح عندنا أنه حسن الحديث والله أعلم، وأما ما أخطأ فيه. فجل من لا يخطئ. وباقي رجاله ثقات. وانظر كنز العمال 3/ 15 برقم (5202). وشعب الإيمان 7/ 122. (¬1) في كشف الأستار 1/ 27 برقم (34) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا معلَّى بن منصور، حدثنا أبو أيوب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر ... وهذا إسناد صحيح. أبو أيوب هو سليمان بن بلال القرشي التيمي. وانظر كنز العمال 3/ 15 برقم (5202)، والمستدرك 1/ 10. (¬2) في (م): "المنذر" وهو تحريف. (¬3) على هامش (مص) ما نصه: "أبو أيوب هذا هو سليمان بن بلال مدني، ثقة، مشهور، والحديث صحيح الإسناد". (¬4) أخرجه أبو يعلى في المسند 7/ 184 برقم (4166)، والبزار 1/ 27 برقم (35) من طريق محمد بن المثنى. وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 104 من طريق محمد بن بشار. كلاهما: حدثنا يحيى بن زكريا الطائي أبو مالك، حدثنا شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك ... وهذا إسناد جيد، يحيى بن زكريا ما رأيت فيه جرحاً، وروى عنه أكثر من واحد، ووثقه ابن حبان =

197 - وَعَنْ أَبِي سَعيدٍ الْخدْرِي -رَضيَ الله عَنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَكمَلُ الْمُؤمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، الْمُوَطَّؤُونَ أَكنَافًا (مص: 82) الَّذِينَ يَأْلَفونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَفُ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وقال: لم يروه عن محمد بن عيينة، إلا يعقوب بن أبي عباد القلزمي، ولم أر من ذكره. ¬

_ = 7/ 615. وقد انقلب اسمه عند أبي يعلى. والبزار فجاء عندهما "زكريا بن يحيى" وقد فاتنا أن نصوبه في مسند الموصلي، جل من لا يسهو. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي. ويشهد له حديث أبي هريرة، وحديث عائشة اللذين خرجناهما في صحيح ابن حبان برقم (479، 480). وانظر أيضا "كنز العمال" 3/ 12 برقم (5183). وأحاديث الباب جميعها. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (13 - 14) - من طريق عبد الله بن أبي داود السجستاني، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا يعقوب بن أبي عباد القَلْزُمِيّ، حدثنا محمد بن عيينة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري ... وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو. وباقي رجاله ثقات، يعقوب، ابن إسحاق بن أبي عباد ترجمه البخاري في "الكبير" 8/ 401 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 203: "سألت أبي عنه فقال: كان يسكن قلزم، قدمت قلزم وهو غائب فلم اكتب عنه، ومحله الصدق، لا بأس به". وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 285، وترجمه السمعاني في الأنساب 10/ 216 - 217 وقال: "وكان ثقة". =

30 - (باب: في خصال الإيمان)

30 - (باب: في خصال الإيمان) وقد تقدمت أحاديث كثيرة من هذا (¬1)، في باب: الإسلام والإيمان. 198 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثَلاَثٌ مِنْ أَخْلاَقِ الإيمَانِ: مَنْ إذَا غَضِبَ، لَمْ يُدْخِلْهُ ¬

_ = ومحمد بن عيينة الهلالي أخو سفيان ترجمه البخاري في الكبير 1/ 204 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 42: "وسألت أبي عنه فقال: لا يحتج به، يأتي بالمناكير". وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 416، وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (410) برقم (1488): "وكان صدوقاً، وكان له فقه". وقال المروزي في "العلل ومعرفة الرجال لأحمد" ص (166) برقم (293): "وعرضت على أبي عبد الله كتابًا فيه هذه الأسماء، الإخوة فيه: عمران بن عيينة، وإبراهيم بن عيينة، ومحمد بن عيينة. فقال: كان محمد شيئاً عجباً، وكان بعد سفيان ... ". ولكن محمدًا هذا خولف فيه فقال حفص بن غياث، ومحمد بن بشر، ويحيى بن سعيد، وعبدة بن سليمان، ويعلى بن عبيد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ... وقد استوفينا تخريجه في صحيح ابن حبان برقم (479). وقال الطبراني: "لم يروه عن محمد أخي سفيان إلا يعقوب". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 12 برقم (5179) إلى الطبراني في الأوسط .. وانظر "شعب الإيمان" 6/ 232 برقم (7983). (¬1) في (م): "هذا باب".

غَضَبُهُ في بَاطِلٍ، وَمَنْ إذَا رَضِي، لَمْ يُخْرِجْهُ رِضَاهُ مِنْ حَقٍّ، وَمَنْ إذَا قَدِرَ، لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ". رواه الطبراني (¬1) في الصغير، وفيه بشر بن الحسين، وهو كذّاب. 199 - وَعَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الإيمَانِ، قَالَ: "الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ". رواه أبو يعلى (¬2)، وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وهو متروك. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (13) - وفي الصغير 1/ 61 من طريق أحمد بن الحسين أبي جعفر الأصبهاني، حدثنا حجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني، حدثنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف جداً، بشر بن الحسن الهلالي، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 190: "يروي عن الزبير بن عدي بنسخة موضوعة". وانظر لسان الميزان 2/ 21 - 22، وكامل ابن عدي 2/ 443 - 444. وشيخ الطبراني وشيخ شيخه ما وجدت لهما ترجمة. وقال الطبراني: "لم يروه عن الزبير بن عدي إلا بشر بن الحسن". وسيأتي الحديث هذا ثانية في الأحكام، باب: من لم يدخله غضبه في باطل. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 811 برقم (43225) إلى الطبراني في الأوسط. (¬2) في المسند 3/ 380 برقم (1854)، وإسناده ضعيف، وهناك خرجناه. وانظر "شعب الإيمان" 9/ 122 برقم (9710، 9711). =

31 - (باب أي العمل أفضل وأي الدين أحب إلى الله)

31 - (باب أيُّ العمل أفضل وأيُّ الدِّين أحبُّ إلى الله) (¬1) 200 - عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، مَا الإسْلاَمُ؟. قَالَ: "أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ". قَالَ: فَأَيُّ الإسْلاَمِ أَفْضَلُ؟. (مص: 83) قَالَ: "الإِيمَانُ". قَالَ: وَمَا الإيمَانُ؟. قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ". قَالَ: فَأَيُّ الإيمَانِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "الْهِجْرَةُ". قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟. قَالَ: "أَنْ تَهْجُرَ السُّوْءَ". قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "الْجهَادُ". قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟. ¬

_ = ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 287 برقم (1392) إلى أبي يعلى، والبيهقي في شعب الإيمان. وانظر الحديث السابق برقم (168). (¬1) في (ظ، م) تأخر هذا الباب. وقدم الذي يليه.

قَالَ: "أَنْ تُقَاتلَ الْكُفَّارَ إذَا لَقِيتَهُمْ". قَالَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهَرِيقَ دَمُهُ". قُلْتُ: وهو يأتي (¬1) بتمامه في فضل الحج. رواه أحمد، والطبراني (¬2) في الكبير بنحوه (¬3)، ورجاله ثقات. 201 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ سَمِعَ الْقَوْمَ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَيُّ الأعْمَالِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ الله؟. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إيمَانٌ بِالله، وَجِهَادٌ في سَبِيلِ الله، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ" ثُمَّ سُمِعَ نِدَاءٌ في الْوَادِي يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَه إلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله. ¬

_ (¬1) سقطت من (م). (¬2) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. ولكن أخرجه عبد الرزاق 11/ 127 برقم (20107) -ومن طريقه أخرجه أحمد 4/ 114 - من طريق معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة ... وهذا إسناد صحيح، أبو قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأيوب هو السختياني. وسيأتي بتمامه في الحج، باب: فضل الحج والعمرة. (¬3) سقطت، من (ظ).

فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَنَا أَشْهَدُ، وَأَشْهَدُ أَلَاَّ يَشْهَدَ بِهَا أَحَدٌ إلاَّ بَرِيءَ مِنَ الشِّرْكِ". (¬1) رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجال أحمد موثقون. 202 - وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رَحمَةُ الله عَلَيْهِ- أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "إيمَانٌ بِالله، وَتَصْدِيق بِهِ، وَجِهَادٌ في سَبِيلِهِ" (¬2). قَالَ: أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذلِكَ يَا رَسُول الله. ¬

_ (¬1) في المسند، وابنه عبد الله في زوائده على المسند 5/ 451، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 270 من طريق عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال: أن يحيى بن عبد الرحمن حدثه، عن عون بن عبد الله، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه عبد الله بن سلام ... وهذا إسناد جيد يحيى بن عبد الرحمن الثقفي ترجمه البخاري في الكبير 8/ 289 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 166، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 527، وسعيد فصلنا فيه القول: عند الحديث (450) في "موارد الظمآن". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عون، تفرد به عمرو، عن سعيد" وقد تحرفت فيه "عن سعيد" إلى "بن سعيد". نقول: إن عمرًا ثقة، وتفرد الثقة ليس بعلة يعل بها الحديث. (¬2) سقط من (ظ، م): "وحج مبرور".

قَالَ: "السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ". قَالَ: أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: "لَاَ تَتَّهِمِ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في شَيْءٍ قَضَى لَكَ بِهِ". رواه أحمد (¬1)، وفي (مص: 84) إسناده ابن لهيعة. 203 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَأَلَ رَجُل رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْعَمَلَ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "إيمَانٌ بِالله وَتَصْدِيقٌ، وَجِهَادٌ في سَبِيلِهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورُ". قَالَ: أَكْثَرْتَ يَا رَسُولَ الله. قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَلِينُ الْكَلاَمِ، وَبَذْل الطَّعَامِ، وَسَمَاحٌ، وَحُسْنُ خُلُقٍ". قَالَ الرَّجُلُ: أُرِيدُ كَلِمَةً وَاحِدَةً. قَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذْهَبْ، لاَ تَتَّهِمِ (¬2) الله -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَى نَفْسِكَ". ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 318 - 319 من طريق الحسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن عُلَيّ بن رباح أنه سمع جنادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة. وانظر الحديث (1545) في "موارد الظمآن". نشر دار الثقافة العربية. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 5/ 712 برقم (8540) إلى البيهقي في "شعب الإيمان". (¬2) في مسند أحمد: "فلا تَتَّهِم".

رواه أحمد (¬1)، وفي إسناده رشدين وهو ضعيف. 204 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إلَى الله؟. قَالَ: "الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ" (¬2). ¬

_ (¬1) في المسند 4/ 204 من طريق يحيى بن غيلان قال: حدثنا رشدين بن سعد، حدثني موسى بن عُلَيّ، عن أبيه، عن عمرو بن العاص ... وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد. ويشهد له حديث عبادة بن الصامت عند البيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 123 برقم (9714) وسناده ضعيف. (¬2) أخرجه أحمد 1/ 236، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (287)، والبزار 1/ 58 - 59 برقم (78)، والطبراني في الكبير 11/ 227 برقم (11571، 11572)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - من طرق عن محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصسن عن عكرمة، عن ابن عباس .... وهذا إسناد ضعيف محمد بن إسحاق موصوف بالتدليس وقد عنعن. وعلقه البخاري في الإيمان، باب: الدين يسر وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة". وقال الحافظ في الفتح 1/ 94: "وهذا الحديث المعلق لم يسنده المؤلف في هذا الكتاب لأنه ليس على شرطه. نعم وصله في كتاب (الأدب المفرد)، وكذا وصله أحمد بن حنبل وغيره، من طريق محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، وإسناده حسن. واستعمله المؤلف في الترجمة لكونه متقاصرًا عن شرطه وقواه بما دل على معناه لتناسب السهولة واليسر".

رواه أحمد والطبراني في الكبير، والأوسط، والبزار، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع. 205 - وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم "إنَّ أَفْضلَ الإيمَانِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الله مَعَكَ حَيْثُما كُنْتَ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والكبير، وقال تفرد به عثمان بن كثير، قلت: لم أر من ذكره بثقة ولا جرح. 206 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَحَبَّ الدِّينِ إلَى الله الْحَنِيفِية السَّمْحَةُ" (¬2). ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - من طريق مطلب، حدثنا نعيم بن حماد. حدثنا عثمان (بن سعيد) بن كثير (بن دينار الحمصي)، عن محمد بن مهاجر، عن عروة بن رويم اللخمي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن عبادة بن الصامت ... وهذا إسناد حسن نعيم بن حماد في حفظه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (1820) في "موارد الظمآن". ومحمد بن مهاجر هو الأنصاري أخو عمرو، ومطلب هو ابن شعيب المروزي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 167 برقم (1339، 1340) إلى البيهقي في شعب الإيمان، وإلى الحكيم الترمذي. وانظر نوادر الأصول ص (226). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - من طريق محمد بن أبان، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، =

رواه [الطبراني] (¬1) في الأوسط (¬2)، وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري منكر الحديث. 207 - وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ -أَحْسَبُهُ قَدْ (¬3) ذَكَرَ جَدَّهُ-: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ: أَيُّ الإسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " (مص: 85) الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ" (¬4). رواه البزار (¬5)، وفيه عبد العزيز بن أبان كذاب وضاع. ¬

_ = حدثنا حر بن عبد الله. حدثنا صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة ... وهذ إسناد ضعيف، عبد الله بن إبراهيم متروك الحديث، وشيخه ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. وانظر كنز العمال 1/ 73 برقم (290). (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (مص)، واستدركناه من (ظ، م). (¬2) في (ظ، م) زيادة "والكبير". (¬3) سقطت من (ظ). (¬4) سقطت من (ظ) كلمة "السمحة". (¬5) في كشف الأستار 1/ 58 برقم (77) من طريق عبدة بن عبد الله القسملي، حدثنا عبد العزيز بن أبان، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه -أحسبه قد ذكر عن جده- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل ... وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك، وكذبه ابن معين. وشيخه هو معمر بن أبان ترجمه البخاري في الكبير 8/ 48 ولم يورد فيه جرحًا. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 258: "سئل أبي عنه فقال: شيخ". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 385 تعليقًا على قول أبي =

208 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهمَا- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَشْرَفُ الإيمَانِ أَنْ يَأْمَنَكَ النَّاسُ، وَأَشْرَفُ الإسْلاَمِ أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ، وَأَشْرَفُ الْهِجْرَةِ أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ، وَأَشْرَفُ الْجهَادِ أَنْ تُقْتَلَ وَتُعْقَرَ فَرَسُكَ". رواه الطبراني (¬1) في الصغير وقال: تفرد به منبه. ¬

_ = حاتم: شيخ: "فقوله: هو شيخ ليس هو عبارة جرح، ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدًا ممن قال فيه ذلك. ولكنها أيضاً ما هي عبارة توثيق. وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة. ومن ذلك: يكتب حديثه. أي: ليس هو بحجة". وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 37: "ووجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى: فإذا قيل للواحد إنه ثقة، أو متقن، أو ثبت، فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له إنه صدوق، أو محله الصدق، أو لا بأس به، فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل: شيخ، فهو بالمنزلة الثالثة، يكتب حديثه وينظر فيه، إلا أنه دون الثانية. وإذا قيل: صالح الحديث، فإنه يكتب حديثه للاعتبار ... "، والابن أعلم بمراد الأب من الآخرين، والله أعلم. وانظر كنز العمال 1/ 73 برقم (289). (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - وفي الصغير 1/ 12 - 13 من طريق أحمد بن عبد القاهر الخيبري، -تحرفت في الصغير إلى "العنبري" انظر الإكمال 2/ 256 - حدثنا منبه بن عثمان. حدثنا صدقة بن عبد الله. حدثنا الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، =

209 - وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ". رواه الطبراني (¬1) في الصغير وقال: تفرد به إسماعيل بن يزيد. ¬

_ = عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين. وشيخ الطبراني قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 117: "لا يدرى من هو". وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 1/ 215. وباقي رجاله ثقات. منبه بن عثمان اللخمي ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 419 وقال: "سمعت أبي يقول: وكان صدوقًا ". وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 198. وقال الطبراني: "لم يروه عن الوضين إلا صدقة، تفرد به منبه بن عثمان". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 37 برقم (65) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى ابن النجار في تاريخه. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (8)، وفي الصغير 2/ 107 - وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 250، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 220 برقم (1225) من طريق الطبراني هذه- من طريق محمد بن أحمد بن يزيد الزهري الأصبهاني، حدثنا إسماعيل بن يزيد بن حريث القطان، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا سلام بن مسكين، عن قتاة، عن أنس بن مالك قال: ... وهذا إسناد حسن، محمد بن أحمد بن يزيد قال أبو نعيم: "كثير الحديث والمصنفات" ولم =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = يدخله الذهبي في "ميزان الاعتدال". وإسماعيل بن يزيد بن حريث، قال أبو نعيم: "يذكر بالزهد والعبادة، حسن الحديث، كثير الغرائب والفوائد". وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (2041) في موارد الظمآن. وقال الطبراني: "لم يروه عن قتاة إلا سَلاَّم، تفرد به إسماعيل بن يزيد". وأخرجه ابن عدي في كامله 3/ 1243 من طريق أحمد بن محمد بن يعقوب الداري، حدثنا سعيد بن هاشم بن صالح المخزومي، حدثنا ابن أخي الزهري وعبد الله بن عامر، عن الزهري، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف. وأخرجه ابن عبد البَرَّ في "جماع العلم" 1/ 21 من طريق قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبو سفيان السروجي عبد الرحيم بن مطرف، حدثنا أبو عبد الله العذري، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف. وانظر "كنز العمال" 3/ 38 برقم (5352، 5353). ويشهد له حديث محجن الأدرع عند أحمد 4/ 338، والطيالسي 1/ 25 برقم (33)، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 219 - 220 برقم (1224) من طريقين حدثنا أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، عن عبد الله بن شقيق، -سقط من إسناد الطيالسي- عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن الأدرع، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد صحيح، رجاء بن أبي رجاء الباهلي ترجمه البخاري في الكبير 3/ 311 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 501، وما رأيت فيه جرحاً، وذكره ابن =

210 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ الله عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الإسْلاَم أَفْضَلُ؟. قَالَ: "مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". قِيلَ: فَأَيُّ الِجِهَادِ أَفْضَل؟. قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهَرِيقَ دَمُهُ". قِيلَ: أَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: طُولُ الْقُنُوتِ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، ورجاله موثقون. قلت: وتأتي أحاديث من نحو هذا في فضل الجهاد، وفضل الحج (¬2). 211 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: مَنْ تَبِعَكَ عَلَى هذَا الأمْرِ؟. ¬

_ = حبان في الثقات 4/ 237. وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (160): "بصري، تابعي، ثقة". وقد جود العراقي إسناد أحمد، وسيأتي هذا الحديث في المناقب، باب: ما جاء في أبي موسى الأشعري. كما يشهد له حديث الأعرابي الآتي برقم (215) وقد وصفه الحافظ في "فتح الباري" 1/ 94 بصحة الإسناد. (¬1) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم، وما عثرت عليه في غيره مسندًا لأحكم على إسناده. وانظر ما بعده. (¬2) في (ظ): "الصلاة".

قَالَ: "حُر وَعَبْدٌ". قُلْتُ:: يَا رَسُولَ الله مَا الإسْلاَمُ؟ قَالَ: طِيبُ الْكَلاَمَ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ". قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، فَمَا الإيمَانُ؟ قَالَ: "الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ". قُلْتُ: فَأَيُّ الإسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وِيَدِهِ". قُلْتُ: فَأَيُّ الإيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "خُلُقٌ حَسَنٌ". (مص: 86) قُلْت: أَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ". قُلْت: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفَضَلُ؟. قَالَ: "أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ". قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهَرِيقَ دَمُهُ" (¬1) قُلْتُ في الصحيح منه [مَنْ تَبِعَكَ عَلَى هذَا الأمْرِ؟. قَالَ: "حُرٌّ وَعَبْدٌ"]. ¬

_ (¬1) تقدم برقم (168). وانظر "شعب الإيمان" 6/ 242 برقم (8015).

وروى ابن ماجه منه: "أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ". رواه الطبراني في الكبير، وفيه شهر بن حوشب. 212 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَفْضَلِ الإيمَانِ؟ قَالَ: "أَنْ تُحِبَّ لله، وَتُبْغِضَ لله، وَتُعْمِل لِسَانَكَ في ذِكْرِ الله". قَالَ: وَمَاذَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تَقولَ خيْرًا أَوْ تَصْمُتَ". قُلْتُ: روى الترمذي (¬1) بعضه بغير سياقه، ورواه (¬2) الطبراني في الكبير، وفي إسناده ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) في صفة القيامة (2523) باب: اعقلها وتوكل، من طريق عباس الدوري. حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه معاذ بن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل إيمانه". وقال الترمذي: "هذا حديث حسن" وهو كما قال، سهل بن معاذ فصلنا القول فيه عند الحديث (2002) في "موارد الظمآن". وصححه الحاكم 2/ 164 ووافقه الذهبي. (¬2) أخرجه أحمد 3/ 447، والطبراني في الكبير 20/ 191 برقم (425) والبيهقي في "شعب الإيمان" 1/ 416 برقم (579) من طريق ابن لهيعة، حدثنا زبان بن فائد. عن سهل بن معاذ، عن أبيه معاذ بن =

32 - (باب في نية المؤمن وعمل المنافق)

32 - (باب في نيَّة المؤمن وعمل المنافق) (¬1) 213 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِديّ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَعَمَلُ الْمُنَافِقِ خَيْرٌ مِنْ نِيتِهِ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى نِيَّتِهِ. فَإذَا عَمِلَ الْمُؤمِنُ عمَلاً، ثَارَ في (ظ: 8) قَلْبِهِ نُورٌ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ورجاله موثقون، إلا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي، لم أر من ذكر له ترجمة. (مص:87) 33 - (باب قوله: خير دينكم أيسره ونحو ذلك) 214 - عَنْ أَنَس -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ¬

_ = أنس ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة، وزبان، وهما ضعيفان. ورواية أحمد ضمن حديث طويل، وقد تحرفت في المسند "سهل" إلى "سهيل". وعند البيهقي أكثر من تحريف وأكثر من تصحيف. وأخرجه أحمد 5/ 247، والطبراني في الكبير برقم (426) من طريقين: حدثنا رشدين بن سعد. عن زبان بن فائد، بالإسناد السابق. وهذا إسناد أيضاً فيه ضعيفان: رشدين، وزبان. ولكن انظر التعليق السابق. (¬1) تقدم هذا الباب على الباب السابق في (ظ، م). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 185 - 186 برقم (5942) -ومن طريق الطبراني هذه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 255 - من طريق الحسين بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي، حدثنا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي، حدثنا يحيى بن قيس الكندي، حدثنا =

"يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلاَ تُنَفرُوا" (¬1). ¬

_ = أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي ... وهذا إسناد ضعيف عندي، حاتم بن عباد ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات: أبو حازم هو سلمة بن دينار، ويحيى بن قيس الكندي ترجمه البخاري في الكبير 8/ 299 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 182، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 658. وسياق هذا الحديث أيضاً برقم (426). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 419 برقم (7237) إلى الطبراني في الكبير. وقال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل، لم نكتب إلا من هذا الوجه". وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 237 من طريق الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا سمعان بن سبح الكشي، حدثنا الربيع بن حسان الكشي، حدثنا يحيى بن عبد الغفار، حدثنا محمد بن سعيد، حدثنا سليمان النخعي، عن أبي حازم، به. وهذا إسناد فيه من لم أعرفهم. ويشهد له حديث أن عند القضاعي في مسند الشهاب 1/ 119 برقم (147)، وحديث النواس بن سمعان فيه أيضا برقم (148) وإسناداهما ضعيفان. (¬1) على هامش (مص) ما نصه: "فائدة، هذا الحديث أخرجه الشيخان والنسائي من هذا الوجه. فلا فائدة في استدراكه".

رواه البزار (¬1) ورجاله ثقات. 215 - وَعَنِ الَأعْرَابِي الَّذِي سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُول: "خَيْرُ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ". رواه أحمد (¬2) ورجاله رجال الصحيح. 216 - وَعَنْ عُرْوَةَ الْفُقَيْمِيّ قَالَ: كُنَّا نَنْتَظِرُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ رَجُلٌ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوءٍ أَوْ غُسْلٍ، فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 57 برقم (75)، والطبراني 1/ 36 برقم (80) من طريق شعبة، عن أبي التياح، عن أنس .. وهذا إسناد صحيح. والحديث في الصحيحين، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 7/ 187 برقم (4172) وعلقنا عليه تعليقا يحسن الرجوع إليه. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 417 وقال: "رواه البخاري ومسلم". وانظر "كنز العمال" 3/ 51 برقم (5429). (¬2) في المسند 3/ 479 من طريق أبي سلمة الخزاعي قال: أخبرنا أبو هلال، عن حميد بن هلال العدوي، سمعه منه، عن أبي قتادة، عن الأعرابي الذي سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد حسن. أبو هلال هو الراسبي: محمد بن سليم، وقد فصلنا القول فيه في مسند الموصلي عند الحديث (2863). وأبو سلمة الخزاعي هو منصور بن سلمة. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 42 برقم (5375) إلى أحمد. وقال الحافظ في الفتح 1/ 94 معلقا على العنوان: (الدين يسر): "ويدل عليه ما أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث أعرابي لم يسمه ... " وذكر هذا الحديث. ويشهد له حديث أنس المتقدم برقم (209).

الصَّلاَةَ، جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلَونَهُ: يَا رَسُولَ الله، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ في كَذَا؟. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ دِينَ الله في يُسْرٍ". ثلاثًا يَقُولُهَا. وَقَال يَزيدُ مَرَّة: جَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ الله، مَا تَقُولُ في كَذَا؟ مَا تَقُولُ في كَذَا؟. (¬1). رواه أَحْمَد، والطبراني (¬2) فى الكبير، وأبو يعلى، وفيه عاصم بن هلال، وثقه أبو حاتم، وأبو داود، وضعفه النسائي، وغاضرة لم يرو عنه غير عاصم، هكذا ذكره المزي. 217 - وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ هذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ". رواه أحمد (¬3)، ورجاله موثقون، إلا أن خلف بن مهران لم يدرك أنسًا والله أعلم. ¬

_ (¬1) لم تذكر عبارة "ما تقول في كذا؟ " في (ظ، م) إلا مرة واحدة. (¬2) في الكبير 17/ 146 - 147 برقم (372) من طريقين عن عاصم بن هلال، أخبرنا غاضرة بن عروة الفقيمي قال: أخبرني أبي عروة الفقيمي ... وهذا إسناد حسن. وقد فصلنا القول فيه وخرجناه في مسند الموصلي 12/ 274 برقم (6863). (¬3) أخرجه عبد الله بن أحمد عن أبيه وجادة بخط يده المسند 3/ 198 - 199: حدثنا زيد بن الحباب قال: أخبرني عمرو بن حمزة، =

218 - وَعَنْ جَابِرٍ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ هَذَا (مص: 88) الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، فَإنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى". رواه البزار (¬1)، وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب. 219 - وَعَنْ بُرَيْدَة الأسْلَمِيّ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ لِحَاجَةٍ، وَإذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي بَيْنَ يَدَيَّ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَميعاً، فَإذَا نَحْنُ بَيْنَ أَيْدِينَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي: يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَرَاهُ يُرَائِي؟ ". ¬

_ = حدثنا خلف أبو الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة، حدثنا أنس بن مالك ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن حمزة، ولأن خلفًا لم يدرك أنس بن مالك فالإسناد منقطع. ويشهد له حديث عائشة عند البيهقي في "شعب الإيمان" 3/ 402 برقم (3885). وانظر الحديث التالي، وكنز العمال 3/ 42 برقم (5377، 5378، 5379). (¬1) في كشف الأستار 1/ 57 برقم (74)، والبيهقي في الصلاة 3/ 18 باب: القصد في العبادة والجهد في المداومة من طريقين: حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا أبو عقيل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر ... وهذا إسناد ضعيف، أبو عقيل يحيى بن المتوكل فصلنا القول فيه عند الحديث (5568) في مسند الوصلي. وانظر سابقه، ولاحقه. وقال البزار: "وهذا روي عن ابن المنكدر مرسلاً، ورواه عبيد بن عمرو، عن محمد بن سوقة، عن ابن المنكدر، عن عائشة: وابن =

فَقُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَتَرَكَ يَدَهُ مِنْ يَدِي، ثُمَّ جَمَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يُصَوِّبُهُمَا وَيرْفَعُهُمَا وَيقُولُ: "عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِداً، عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِداً، عَلَيْكُمْ هَدْياً قَاصِدًا (¬1)، فَإنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ، يَغْلِبْهُ". رواه أحمد (¬2)، ورجاله موثقون. 220 - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3): "الإسْلاَمُ ذَلُولٌ لاَ يُرْكبُ إلاَّ ذَلُولاً". رواه أحمد (¬4)، وفي إسناده أبو خلف الأعمى، منكر الحديث. ¬

_ = المنكدر لم يسمع من عائشة". والمنبت: الذي انْقُطِع به في سفره، وبقي عاجزًا عن مقصده. أعطب ظهرهُ ولم يدرك غايته. (¬1) وردت هذه العبارة في (ظ، م) مرتين فحسب. (¬2) في المسند 5/ 350، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 86، والبيهقي في الصلاة 3/ 18 باب: القصد في العبادة، وفي "شعب الإيمان" 3/ 401 برقم (3882، 3883) والبغدادي في "تاريخ بغداد" 8/ 91، وابن أبي عاصم في السنة برقم (95، 96) من طرق: حدثنا عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي ... وصححه ابن خزيمة 2/ 199 برقم (1179)، والحاكم 1/ 312 ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا. وانظر كنز العمال 3/ 31 برقم (5305). (¬3) في (ظ) زيادة: "قال". (¬4) في المسند 5/ 145 من طريق أبي اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، =

221 - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لاَ تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإنَّما هَلَكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ بِتَشْدِيدِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَسَتَجِدُونَ بَقَايَاهُمْ في الصَّوامِعِ وَالدِّيَارَاتِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والكبير، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وثقه جماعة، وضعفه آخرون. ¬

_ = عن معاذ بن رفاعة، عن أبي خلف، عن أنس بن مالك، عن أبي ذر ... وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عياش قال أحمد -والبخاري- وغيرهما: "ما روى عن الشاميين صحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح" وهذا من روايته عن غير شامي. ونسبه الهندي في الكنز 1/ 66 برقم (244) إلى أحمد. (¬1) في الكبير 6/ 73 برقم (5551)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (8) - والبيهقي في "شعب الإيمان" 3/ 401 برقم (3884) من طريق عبد الله بن صالح، حدثنا عبد الرحمن بن شريح أبو شريح المعافري أنه سمع سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، يحدث عن أبيه، عن جده سهل بن حنيف ... وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن صالح المصري صدوق، ولكنه كثير الغلط، وكانت فيه غفله. وانظر "هدي الساري" ص (414). وبكر بن سهل ضعيف غير أنه متابع عليه. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 97 من طريق عبد الله بن صالح، بالإسناد السابق. وقال الطبراني: "لا يروى عن سهل بن حنيف إلا بهذا الإسناد". وانظر "كنز العمال" 3/ 48 برقم (5412).

222 - وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبْ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، فَإنَّ بَنِي إسْرائِيلَ قَد غَلاَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ حَتَّى كَانَتِ الْمَرْأَةُ الْقَصِيرَةُ تَتَّخِدْ خُفَّيْنِ مِنْ خَشَبِ فَتَحْشُوهُمَا، ثُمَّ تُولِجُ فِيهِمَا (مص: 89) رِجْلَيْهَا، ثُمَّ تَقُومُ إلَى جَنْبِ الْمَرْأَةِ الطَّوِيلَةِ (¬1) فَتَمْشِي مَعَهَا، فَإذَا هِيَ قَدْ تَسَاوَتْ بِهَا وَكانَتْ أَطْوَلَ مِنْهَا". رواه البزار (¬2)، وفيه يوسف بن خالد السمتي، [قال ابن ¬

_ (¬1) سقطت من (م). (¬2) في كشف الأستار 1/ 58 برقم (76)، والطبراني في الكبير 7/ 267 - 268 برقم (7094) من طريقين: حدثنا جعفر بن سَعْد بن سمرة، حدثنا خبَيْبُ بن سليمان بن سمرة، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة ... وهذا إسناد حسن، جعفر سعد بن سمرة جهله ابن حزم، وقال عبد الحق: "ليس ممن يعتمد عليه". وقال ابن عبد البر: "ليس بالقوي". وقال ابن القطان: "ما من هؤلاء من يعرف حاله: يعني جعفر، وشيخه، وشيخ شيخه، وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم". وترجمه البخاري في الكبير 2/ 192 - 193 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 480، وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 137. وانظر "ميزان الاعتدال" 1/ 408. وخُبَيْب جهله ابن حزم، والذهبي، وقال عبد الحق: "ليس بقوي". وترجمه البخاري في الكبير 3/ 208 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 387، وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 274. =

معين] (¬1): كذاب خبيث. 223 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْن بُسْرٍ قَال: قَالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا، فَإنَّ الله تَعَالَى لَيْسَ إلَى عَذَابِكُمْ بِسَرِيعٍ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لاَ حُجَّةَ لَهُمْ". رواه الطبراني في الكبير (¬2)، وفيه بقية، ولكنه صَرَّح بالتحديث. ¬

_ = وسليمان بن سمرة جهله القطان، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 17 ولم يورد فيه جرحاً، وقد روى عنه أكثر من واحد، ووثقة ابن حبان 4/ 314، وصحح الضياء حديث جعفر، وشيخه، وشيخ شيخه سليمان. ويوسف بن خالد السمتي لم ينفرد به بل تابعه عليه محمد بن إبراهيم بن خبيب عند الطبراني. ومحمد هذا ترجمه البخاري في الكبير 1/ 26 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتابعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 186، وقال ابن حبان في الثقات 9/ 58: "لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد". وسيأتي هذا الحديث برقم (938). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 537 برقم (7790) إلى البزار، والطبراني في الكبير. (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك في (مص) بخط مغاير، وهو ساقط من (ظ، م، ش). (¬2) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 46 برقم (5398) إلى أبي يعلى، والطبراني في الكبير، وإلى سعيد بن منصور. وليس هو في المسند الصغير الذي شرفنا الله بتحقيقه، وإنما هو في =

34 - (باب دخول الإيمان في القلب قبل القرآن)

34 - (باب دخول الإيمان في القلب قبل القرآن) 224 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إنِّي أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَلاَ أَجِدُ قَلْبِي يَعْقِلُ عَلَيْهِ؟. فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ قَلْبَكَ حُشِيَ الإيمَانَ، وَإنَّ الإيمَانَ يُعْطَى الْعَبْدُ قَبْلَ الْقُرْآنِ". رواه أحمد (¬1) وفيه ابن لهيعة. 35 - (باب في قلب المؤمن وغيره) 225 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "القُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ أَجْرَدُ (¬2) فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يَزْهَرُ (¬3)، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَيْهِ غِلاَفُهُ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، وَقَلْبٌ مُصَفَّحٌ. ¬

_ = مسند الموصلي الكبير وأرجو الله أن يجمعني به. (¬1) في المسند 2/ 172 من طريق الحسن. حدثنا ابن لهيعةَ، حدثني حُيَيّ بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... وهذا إسناد ضعيف، فيه ابن لهيعة. (¬2) أي ليس فيه غل ولا غش، فهو على أصل الفطرة، فنور الإيمان فيه يزهر. (¬3) في الأصل "مص" ضبطت بضم أولها على أنها من الفعل الرباعي أزهر، والذي أثبتناه هو الوجه، يقال: زَهَرَ الوجه، والسراج، والقمر، يَزْهَرُ، زهرًا وزهوراً، إذا تلألأ وأشرق.

فَأَمَّا (مص: 90) الْقَلْبُ الأجْرَدُ، فَقَلْتُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ سِرَاجُهُ، فِيهِ نورُهُ. وَأَمَّا الْقَلْبُ الأغْلَفُ، فَقَلْبُ الْكَافِرِ. وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمَنْكُوسُ، فَقَلْبُ المُنَافَقِ عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ. وَأَمَّا الْقَلْبُ (¬1) الْمُصَفَّحُ، فَقَلْبٌ فِيهِ إيمَانٌ وَنِفَاقٌ، فَمَثَلُ الإيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّها (¬2) الْمَاءُ الطَّيِّبُ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كمَثَلِ الْقَرْحَةِ يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ، فَأيُّ الْمُدَّتَيْنِ غَلَبَتْ عَلَى الأُخْرَى، غَلَبَتْ عَلَيْهِ". رواه أحمد (¬3)، والطبراني في الصغير، وَفِي إسناده ليث بن أبي سليم. ¬

_ (¬1) سقطت من (ظ). (¬2) مَدَّ، وأَمَدَّ يستعملان لازمين ومتعدين. ولكننا رجحنا ما جاء في كتاب الله تعالى، فإن ما جاء فيه بهذا المعنى من الرباعي، والله أعلم. (¬3) في المسند 3/ 17 من طريق أبي النضر، حدثنا أبو معاوية. وأخرجه الطبراني في الصغير 2/ 109 - 110 - ومن طريق الطبراني هذه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 385 - من طريق موسى بن عيسى بن المنذر، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما حدثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي، حدثنا ليث بن أبي سليم، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري الطائي، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم. وقال الطبراني: "لم يروه عن شيبان إلا أحمد بن خالد الوهبي، ولا =

226 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلي -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "يَا أَبَا أُمَامَةَ إنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَلِينُ لِي (¬1) قَلْبُهُ". رواه أحمد (¬2)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد". نقول: ليس الأمر كما قال الطبراني، بل إن أبا معاوية تابع أحمد بن خالد عليه كما هو ظاهر. وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عمرو، تفرد به شيبان عن ليث. وحدث به الإمام أَحمد بن حنبل، عز أبي النضر، عن شيبان -كذا فيه- مثله. ورواه جرير، عن الأعمش، فخالف ليثًا ففال: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة. عن أبي البختري. عن حذيفة، وأرسله". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 244 برقم (1226) إلى أحمد، والطبراني في الأوسط، وقال: "وصحح". وانظر "نوادر الأصول" ص (309). (¬1) هكذا جاءت في جميع أصولنا، وعند أحمد أيضاً. ولكنها عند الطبراني "له". (¬2) في المسند 5/ 267، والطبراني في الكبير 8/ 122، 177 برقم (7499، 7655) من طرق: حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا محمد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحبراني -سقطت (أبو) من إسناد الرواية الأولى عند الطبراني- عن أبي أمامة ... وهذا إسناد صحيح، بقية نعم مدلس ولكنه صرح بالتحديث فانتفت شبهة التدليس. ونسبه المتقي الهندي في كنز العمال 1/ 167 برقم (837) إلى =

36 - (باب زيادة إيمان بعض المؤمنين على بعض)

36 - (باب زيادة إيمان بعض المؤمنين على بعض) 227 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْمُؤْمِنُونَ في الدُّنْيَا عَلَى ثَلاَثَةِ أَجْزَاء: الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ في سَبِيلِ الله، وَالَّذِي يَأمَنُهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَأَنْفُسِهِمْ. ثُمَّ الَّذِي إذَا أَشْرَفَ لَهُ طَمَعٌ، تَرَكَهُ لله عَزَّ وَجَلَّ". رواه أحمد (¬1)، وفيه دراج، وثقه ابن معين، وضعفه آخرون. 228 - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ نَعْلَمُ شَيْئاً خَيْرًا مِنْ مِئَةٍ مِثْلِهِ إلاَّ الرَّجُلُ الْمُؤمِنُ". رواه أحمد (¬2)، والطبراني، في الأوسط، والصغير، (مص: ¬

_ = أحمد، والطبراني، وتمّام. وروايته هنا مثل رواية أحمد. ثم أورده في 15/ 612 برقم (37565) بمثل رواية الطبراني ونسبه إلى ابن عساكر. ورواية الطبراني ستأتي في الزهد، باب: فيمن تلين لهم القلوب، وهناك قال: "رواه الطبراني ورجاله وثقوا". (¬1) تقدم برقم (162) فانظره. (¬2) في المسند 2/ 109 من طريق هارون، حدثنا ابن وهب. حدثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر ... وهذا إسناد حسن إذا كان =

37 - (باب في إيمان الملائكة)

91) إلا أن الطبراني قال في الحديث (¬1): "لاَ نَعْلَمُ شَيْئاً خَيْرًا مِنْ أَلْفٍ مِثْلِهِ". وَمَداره على أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف جدًا. 37 - (باب في إيمان الملائكة) 229 - عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا- قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَبُوحُ بِهِ: أَنَّ أَحَدًا عَلَى إيْمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ. رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه الحسن بن أبي جعفر ¬

_ = محمد بن عبد الله سمعه من عبد الله بن دينار. وأسامة الليثي فصلنا القول فيه عند الحديث (7027) في مسند الموصلي. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (12) - وفي الصغير 1/ 147 من طريق أحمد بن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، عن عبد الله بن دينار، بالإسناد السابق. وهذا إسناد منقطع. وقال الطبراني في الأوسط: "لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد". وقال في الصغير: "لم يروه عن عبد الله بن دينار إلا أسامة". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 146 برقم (722)، و12/ 191 برقم (34616) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) سقط من (ظ، ش): "في الحديث". (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (12) - من طريق محمد بن زريق بن جامع، حدثنا يوسف بن الصباح العطار المصري، حدثنا بقية بن =

38 - (باب في الإسراء)

الجفري، وهو متروك لا يحتج به (¬1). 38 - (باب في الإسراء) 230 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ فَظِعْتُ (¬2) ¬

_ = الوليد، عن عمر -تحرفت فيه إلى عمرو- بن المغيرة، عن الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِيّ، عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة ... وهذا إسناد ضعيف، الحسن بن أبي جعفر ضعيف مع عبادته وفضله، وشيخ الطبراني لم أجد له ترجمة وكذلك شيخ شيخه. وعمر بن المغيرة قال البخاري: "منكر الحديث، مجهول". وذكره الذهبي في الميزان 3/ 224، وابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 332: من طريق بقية: حدثني عمر بن المغيرة، بالإسناد السابق. وقال الطبراني: "لم يروه عن أيوب إلا الحسن، ولا عنه إلا عمر، تفرد به بقية". (¬1) على هامش (مص) ما نصه: "بلغ مقابلة على نسخة الأصل، وسماعاً على المؤلف في المجلس الثالث بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر". وعلى هامش (م) ما نصه أيضاً: "بلغ مقابلة وسماعاً على المؤلف بقراءة ابن حجر، وسمع والد كاتبه عبد الله بن إبراهيم". (¬2) في (مص): "فضعت"، وجاء "فظعت" في (ظ، م، ش)، وعند أحمد، والبزار، والبيهقي في "دلائل النبوة"، وقال ابن الأثير في النهاية 3/ 459: "فظعت بأمري: أي اشتد علي وهبته". وانظر مقاييس اللغة 4/ 511.

بِأَمْرِي، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ، فَقَعَدْتُ مُعْتَزِلاً حَزيناً"، فَمَرَّ بِهِ (¬1) عَدُوُّ الله أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَعَمْ". قَالَ: وَمَا هُوَ؟. قَالَ: "إنِّي أُسْرِيَ بِيَ اللَّيْلَةَ". قَالَ: إِلَى (¬2) أَيْنَ؟. قَالَ: "إلى بَيْتِ المَقْدِسِ". قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بْنْ ظَهْرَانِينَا؟. قَالَ: "نَعَمْ". فَلَمْ يُرِهِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إنْ دَعَا قَوْمَهُ إلَيْهِ (¬3)، قَالَ: أَرَأَيْتَ إنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ، أَتُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي؟ قَالَ (¬4): "نَعَمْ". قَالَ: هَيَّا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ حَيَّ. ¬

_ (¬1) في (ظ، م، ش): "قال: فمر بي". والسياقة تقتضي ما جاء في (مص). (¬2) سقطت "إلى" من (ش). (¬3) سقطت "إليه" من (ش). (¬4) في (ظ، م، ش): "قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

قَالَ: فَانْتَفَضَتْ (¬1) (مص: 92) إلَيْهِ المَجَالِسُ وَجَاؤُوا حَتَّى جَلَسُوا إلَيْهِمَا. قَالَ (¬2): حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنِّي أُسْرِي بِي اللَّيْلَةَ". قَالُوا: إلَى أَيْنَ؟ قَالَ: "إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ". قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانِينَا؟! قَال: "نَعَمْ". قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ، وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأسِهِ مُتَعَجِّباً لِلْكَذِبِ -زَعَمَ-. قَالُوا: وَتَسْتَطيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إلَى ذلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ. قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم -: "فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ (¬3) عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ. قَالَ: فَجيءَ بالْمَسجدِ وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عَقِيلٍ -أَوْ عِقَالٍ- فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ. قالَ: وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ". قَالَ: فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَوَالله لَقَدْ أَصَابَ. ¬

_ (¬1) في (ظ): "فانتصب" ولكنها صوبت على هامشها. وانتفض: تحرك واضطرب. (¬2) في (مص): "قالوا" والوجه ما أثبتنا. (¬3) في (مص): "النبيين" وهو تحريف.

رواه أحمد (¬1)، والبزار، والطبراني في الكبير، والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في المسند 1/ 309 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير في التفسير 4/ 363 - ، والنسائي في الكبرى -ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 389 برقم (5230) -، والبزار 1/ 45 - 46 برقم (56)، والطبراني في الكبير 13/ 167 - 168 برقم (12782)، وفي الأوسط مجمع البحرين ص (9 - 10)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 363 - 364 من طرق: حدَّثنا عوف -وفي الأوسط تحرف إلى: عون- عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس ... وهذا إسناد صحيح. وقال البزار: "لا نعلم أحدًا حدث به إلا عوف، عن زرارة". وقال الطبراني: "لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عوف". وعوف الأعرابي ثقه فلا يضر الحديث تفرُّده به. وقال السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 155: "وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والنسائي، والبزار، والطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل، والضياء في المختارة، وابن عساكر بسند صحيح عن ابن عباس .. " وذكر هذا الحديث. نقول: لم نجده في دلائل النبوة لأبي نعيم، وإنما وجدناه في الدلائل عند البيهقي. ونقل ابن كثير عن الحافظ أبي الخطاب من كتابه (التنوير في مولد السراج المنير) أنه قال: "وقد ذكر حديث الإسراء من طريق أنس وتكلم عليه فأجاد وأفاد، ثم قال: وقد تواترت الروايات في حديث الإسراء عن عمر بن الخطاب، وعلي، وابن مسعود، وأبي ذر، ومالك بن صعصعة، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس، وشداد بن أوس، =

231 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي، أَتَيْتُ عَلَى رَائحَةٍ طَيِّبَةٍ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرائِحَةُ؟ (¬1). قَالَ: هذِه رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا. قُلْتُ: وَمَا شَأنُهَا؟ (مص: 9) ". قَالَ: بَيْنَا هِي تَمْشُطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ إذْ سَقَطَ الْمِدْرَى مِنْ يَدِهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ الله. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَونَ: أَبِي؟. قَالَتْ: لاَ، وَلكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ الله. قَالَتْ: أُخْبِرُهُ بِذَا؟. قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ، فَدَعَاهَا، فَقَالَ: (مص: 93) يَا فُلاَنَةُ وَإن لَكِ رَبًّا غَيْرِي؟ ¬

_ = وأبي بن كعب، وعبد الرحمن بن قرط، وأبي حبة، وأبي ليلى، وعبد الله بن عمرو، وجابر، وحذيفة وبريدة، وأبي أيوب، وأبي أمامة، وسمرة بن جندب، وأبي الحمراء، وصهيب الرومي، وأم هانئ، وعائشة وأسماء ابنتي أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين. منهم من ساقه بطوله، ومنهم من اختصره على ما وقع في المسانيد وإن لم تكن رواية بعضهم على شرط الصحة، فحديث الإسراء أجمع عليه المسلمون، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون" {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ والله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8]. (¬1) في (ظ، م، ش) زيادة "الطيبة".

قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ الله. وَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ (¬1) مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيتْ، ثمَّ أَمَرَ أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأوْلاَدُهَا فِيهَا. قَالَتْ لَهُ (¬2): إنَّ لِي إلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ؟. قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ أَوْلاَدِي في ثَوْبِ وَاحِدٍ فَتَدْفُنَنَا جَميعاً. قَالَ: ذلِكَ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ. قَالَ: فَأَمَرَ بِأَوْلَادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ أَيْدِيها وَاحِدًا وَاحِدًا إلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ، كأَنَّها تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ: يَا أُمَّهْ (¬3) اقْتَحِمِي فَإنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ، فاقتَحَمَتْ". ¬

_ (¬1) بقرة- بفتح الباء الموحدة من تحت، والقاف والراء المهملة- قال الحافظ أبو موسى: "الذي يقع لي في معناه أنه لا يريد شيئاً مصوغًا على صورة بقرة، ولكنه ربما كانت له قدرًا كبيرة واسعة فسماها بقرة، مأخوذًا من التبقر: التوسع. أو كان شيئاً يسع بقرة تامة بتوابلها فسميت بذلك". وانظر غريب الحديث 2/ 51 - 52. ورواه بعضهم فقال: بنقرة، وقال ابن الأثير 5/ 105: "النقرة قدر يسخن فيها الماء وغيره. وقيل هو بالباء الموحدة وقد تقدم". (¬2) في (ظ): "فقالت له" وقد سقطت "له" من "ش". (¬3) في (ش): "قال: أمه ... " بحذف أداة النداء.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَكَّلَمَ أَرْبَعُ صِغَارٍ (¬1): عيسَى بْنُ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَصَاحِبُ جُرَيجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْن مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ. رواه أحمد (¬2)، والبزار، والطبراني في الكبير، ¬

_ (¬1) صغار: مضاف إليه، ولكن تقرأ بالرفع على أنها صفة. وانظر الدر المنثور 4/ 270 من أجل المتكلمين صغارًا. (¬2) في المسند 1/ 309 - 310 - ومن طريق أحمد هذه أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 451 برقم (12280) - وابن حبان -في الإحسان 7/ 165 - برقم (2903، 2904)، والطبراني في الكبير أيضاً 11/ 450 - 451 برقم (12279)، والبزار 1/ 37 - 38 برقم (54)، والحاكم 2/ 496، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 385 - ومن طريق البيهقي هذه أورده ابن كثير في التفسير 4/ 263 - وفي "شعب الإيمان" 2/ 243 برقم (1636) من طرق: حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وانظر تعليقنا على الحديث (4364) في مسند الموصلي. وقال ابن كثير: "إسناده لا بأس به ولم يخرجوه". وقال السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 150: "وأخرج أحمد، والنسائي، والبزار، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل بسند صحيح عن ابن عباس ... ". وذكر هذا الحديث. وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ من وجه متصل إلا بهذا الإسناد. وانظر كنز العمال 15/ 164 - 165 برقم (40468).

والأوسط (¬1)، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط. 232 - وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ (¬2) - صلى الله عليه وسلم -. فَفَرجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطِسْتٍ مُمْتَلِىءٍ حِكْمَةً وَإيمَانًا فَأفْرَغَهَا في صَدْري، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ السَّمَاءَ (¬3) الدُّنْيَا فَافْتَتَحَ فَقَالَ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: جِبْريلُ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: هَلْ (¬4) مَعَكَ أَحَدٌ؟. قَالَ: نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ. قَالَ: أُرْسِل إلَيهِ؟. قَالَ: نَعَمْ، فَافْتَتَحَ. فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، إذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ (¬5) وَعَن يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، فَإذَا نَظَرَ، قِبَلَ يَمِينِهِ، (ص: 94) تَبَسَّمَ وَإذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ، بَكَى، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ. ¬

_ (¬1) على هامش (م) ما نصه: "حسنه الحافظ شمس الدين السخاوي". وقال: "الذي في الأوسط، الذي قبله". (¬2) سقطت "جبريل" من (ظ). (¬3) في (ظ): "سماء"، منكرة. (¬4) سقطت أداة الاستفهام "هل" من (ظ). (¬5) أسودة واحدها سواد مثل: جناح وأجنحة والسواد: العدد الكثير. وهو لون معروف.

قَالَ: قُلْتُ لِجبْرِيلَ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ هذَا؟. قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ (¬1) النَّارِ، فَإذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينهِ، ضَحِكَ، وَإذَا نَظَرِ قِبَلَ شِمَالهِ، بَكَى. قَالَ: ثُمَّ (¬2) عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَاءَ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ لِخَازِنِها: اْفْتَحْ. فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَفَتَحَ لَهُ". رواه عبد الله (¬3) من زياداته على أبيه (¬4)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في (ظ، ش): "هم أهل". (¬2) في (ظ): "ثم قال:". (¬3) سقطت "عبد الله" من (ش). (¬4) في المسند 5/ 143 - 144 - ومن طريقه أورده ابن كثير في التفسير 4/ 252 - من طريق محمد بن إسحاق المسيبي، حدثنا أنس بن عياض، عن يونس بن يزيد قال: قال ابن شهاب الزهري: قال أنس: كان أُبي بن كعب يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... وهذا إسناد صحيح، انظر "هدي الساري" ص (455). وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 5/ 122، وأبو يعلى الموصلي 6/ 295 برقم (3614) من طريق محمد بن عباد المكي، حدثنا أبو ضمرة، عن يونس، بالإسناد السابق مختصراً. =

23 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي لَمَّا اَنْتَهَيْنَا إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ فَوْقُ (¬1) - قَالَ عَفَّانُ: فَوْقِي -فَإذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبُروقٍ وَصَواعِقَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ. قُلْتُ: مَنْ هؤْلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هُؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا. فَلَمَّا نَزَلْتُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَنَظَرْتُ أَسْفَلَ مِنِّي فَإِذَا أَنَا بِريحٍ وَأَصْوَاتٍ وَدُخَانٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ شَيَاطِينٌ يُحَرِّفُونَ عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ لَا يَتَفَكَّرُونَ (¬2) في مَلَكُوتِ السَّمَاواتِ وَالأرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَوُا العَجَائِبَ". ¬

_ = وانظر حديث أبي ذر عند مسلم في الإيمان (163) باب: الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 6/ 297 - 298 برقم (3616). وقال ابن كثير 4/ 253: "هكذا رواد عبد الله بن أحمد في مسند أبيه، وليس هو في شيء من الكتب الستة، وقد تقدم في الصحيحين من طريق يونس، عن الزهري، عن أنس عن أبي ذر مثل هذا السياق سواء، والله أعلم". (¬1) ظرف بني على الضم لانقطاعه عن الإضافة. (¬2) في (ظ، م): "لا يتفكروا". والوجه ما عندنا.

رواه أحمد (¬1) - وروى ابن ماجه (¬2) منه قصة أكلة الربا وفيه أبو الصلت لا يعرف ولم يرو عنه غير علي بن زيد. 234 - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ [أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -] (¬3) قَالَ: "رَأَيْتُ (¬4) لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي وَضَعْتُ قَدَمِي حَيث تُوضَعُ (مص: 94) أَقْدَامُ الأنْبِيَاءِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدسِ، فَعُرِضَ عَلَي عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم - فَإذَا أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهاً عُرْوةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعُرِضَ عَلَيَّ مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - فَإذَا رَجُلٌ ضَرَبٌ مِنَ الرجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ. وَعُرِضَ عَلَيَّ ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 353، 363 من طريق الحسن، وعفان، وعبد الصمد بن عبد الوارث، جميعهم: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي الصلت، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف: علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف، وشيخه أبو الصلت مجهول، والله أعلم. وسيأتي في البيوع، باب: ما جاء في الربا، وفي الأدب باب: عجائب المخلوقات. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 11/ 399 - 400 برقم (31861) إلى أحمد. (¬2) في التجارات (2273) باب: التغليظ في الربا، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن موسى، بالإسناد السابق. وقال البوصيري في الزوائد: "في إسناده، علي بن زيد بن جدعان، ضعيف". (¬3) ما بين حاصرتين ساقط من (مص) ولكنه مثبت في (ح) وغيرها. (¬4) "رأيت" ليست في (ظ، م، ش).

إبرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا أَقْرَبُ النَّاسِ (¬1) بِهِ شَبَهاً صَاحِبُكُمْ - صلى الله عليه وسلم -". رواه أحمد (¬2)، وفيه عمر بن أبي سلمة، وثقه أحمد، ويحيى، وابن حبان، وضعفه علي بن المديني، وغيره. 235 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاس- رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: أُسْرِيَ بِالنَّبِي - صلى الله عليه وسلم - إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ، وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَبِعِيرِهِمْ -فَقَالَ نَاسٌ: قال حَسَنٌ: نَحْنُ نُصدِّقُ مُحَمَّداً بِمَا يَقُولُ- فَارْتَدُّوا كُفَاراً، فَضَرَبَ الله أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ. وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ شَجَرَةَ (¬3) الزَّقُّومِ هَاتُوا تَمْراً وَزُبداً فَتَزَقَّمُوا .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. رواه أحمد (¬4)، ورجاله ثقات، إلا أن هلال بن خباب (¬5)، قال يحيى القطان: إنه تغير قبل موته. وقال يحيى بن معين: لم يتغير، ولم يختلط، ثقة مأمون، ¬

_ (¬1) ساقطة من (ظ). (¬2) في المسند 2/ 528 من طريق بكر بن عيسى الراسبي قال: سمعت أبا عوانة، حدثنا عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة. (¬3) في (ش): "بشجرة". (¬4) في المسند 1/ 374، وإسناده صحيح، وهو في مسند الموصلي 5/ 108 برقم (2720) وهناك استوفينا تخريجه وعلقنا عليه. (¬5) في (ظ، م): "حبان" وهو تحريف.

39 - (باب منه في الإسراء)

ورواه أبو يعلى (¬1) وزاد قال: "وَرَأَى الدَّجَّالَ، في صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْن لَيْسَ رُؤْيا مَنَامٍ، وَعِيسَى بْنَ مَرْيَمَ، وَإبْرَاهِيمَ. قَالَ: فَسُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الدَّجَّالِ فَقَالَ: رَأَيْتُهُ فَيْلَمَانياً (¬2) أَقْمَرَ هِجَاناً (¬3)، إحْدَىَ عَيْنَيْهِ قَائِمَةٌ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّي، كَأّنَّ شَعْرَهُ أَغْصَانُ شَجَرَةٍ، وَرَأَيْتُ عِيسَى شَاباً أَبْيَضَ جَعْدَ الرَّأْسِ حَدِيدَ الْبَصَرِ، مُبَطَّنَ (مص: 96) الْخَلْقِ، وَرَأَيْتُ مُوسَى أَسْحَمَ، آَدَمَ، كثِيرَ الشَّعْرِ، شَدِيدَ الْخَلْقِ، وَرَأَيْتُ إبْرَاهِيمَ، فَلاَ أَنْظُرُ إلَى إرْبٍ (¬4) مِنْ آرابِهِ إلاَّ نَظَرْتُ إلَيْهِ كَأَنَهُ صَاحِبُكُمْ. قَالَ: وَقَالَ لِي جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ: سَلَّمْ عَلَى أَبيكَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ". 39 - (باب منه في الإسراء) 236 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِفَرَس يَجْعَلُ كُلَّ خَطْوٍ مِنْهُ أَقْصَى بَصَرِهِ، فَسَارَ وَسَارَ مَعَهُ جِبْرِيلُ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتى عَلَى قَوْم يَزْرَعُونَ في يَوْم وَيحْصُدُونَ في يَوْم، كُلَّمَا حَصَدُوا، عَادَ كَمَا كَانَ. فَقَالَ: "يَا جِبْرِيلُ مَنْ هؤلاَءِ؟ ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 108 برقم (2720) وهناك شرحنا غريبه وعلقنا عليه. (¬2) هذه النسبة إلى "الفيلم" وهو العظيم الجنة. (¬3) الهجان: الأبيض والكريم ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد. (¬4) الإرب -بكسر الهمزة وسكون الراء المهملة، بعدها باء موحدة من تحت-: العضو.

قَالَ: هؤُلاَءِ الْمُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ الله، تَضُاعَفُ لَهُمُ الْحَسَنَةُ بِسَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، وَمَا أَنْفَقُوا مِنْ شَيْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ، ثمَّ أَتَى عَلَى قَوْم تُرْضَخُ (¬1) رُؤُوسُهُمْ بِالصخْرِ، كُلَّمَا رُضِخَتْ، عَادَتْ كَمَا كَانَتْ، وَلاَ يَفْتُرُ عَنْهُمْ مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ. قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هؤُلاَءِ؟ قَالَ: هؤُلاَءِ (¬2) الَّذِينَ تَثَاقَلَتْ رُؤُوسُهُمْ عَنِ الصَّلاَةِ. ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ عَلَى أَدْبَارِهِمْ رِقَاعٌ، وَعَلَى أَقْبَالِهِمْ رِقَاعٌ يَسْرَحُونَ كَمَا تَسْرَحُ، الأَنْعَامُ إِلَى الضَّرِيعِ الزَّقُّومِ (¬3)، وَرَضْفِ (¬4) جهنم. قَالَ: مَا هَؤُلاَءِ (¬5) يَا جِبْرِيلُ. قَالَ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ لاَ يُؤَدُّونَ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ الله وَمَا الله بِظَلاَّم لِلْعَبيدِ. ¬

_ (¬1) يقال: رضخت له -من باب نفع- رضخاً ورضيخاً: أعطيته شيئاً ليس بالكثير. والرضخ أيضاً: الدق والكسر. (¬2) سقطت من (ش). (¬3) الضريع نبت حاد الشوك يقال للرطب منه: الشِّبْرِقُ. والزقوم: شجرة مرة كريهة الرائحة ثمرها طعام أهل النار. قال تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}. وقال تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ}. (¬4) الرضف، واحدها رضفة وهو الحجر المُحمى بالنار أو بالشمس. (¬5) في (ظ): "من هؤلاء؟ ".

ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ لَحْمٌ في قِدْر نَضِيج وَلَحْمٌ آخَرُ نِيءٌ خَبِيثٌ، فَجَعَلُوا يَأكَلُونَ الْخَبِيثَ وَيَدَعُونَ (مص: 97) النَّضِيجَ الطَّيِّبَ. قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هؤُلاَءِ؟ قَالَ: الْرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ يَقُومُ مِنْ عِنْدِ امْرَأَتِهِ حَلاَلاً، فَيَأْتِي الْمَرْأَةَ الْخَبِيثَةَ فَيَبِيتُ مَعَهَا حَتَّى يُصْبحَ، وَالْمَرْأَةُ تَقُومُ مِنْ عِنْدِ زَوْجِهَا حَلاَلاً طَيباً فَتَأتِي الرَّجُلَ الْخَبِيثَ فَتَبِيتُ عِنْدَهُ حَتَّى تُصْبحَ. ثُمَّ أَتَى عَلَى رَجُل قَدْ جَمَعَ حُزْمَةً عَظِيمَةً لاَ يَسْتَطِيعُ حَمْلَهَا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَزِيدَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هذَا رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ عَلَيْهِ أَمَانَةُ النَّاسِ لاَ يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا، وَهُوَ يَزِيدَ عَلَيْهَا. ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ وَأَلْسِنَتُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ حَدِيد كُلَّمَا قُرِضَتْ، عَادَتْ كَمَا كَانَتْ، لاَ يَفْتُرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ. قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: خُطَبَاءُ الْفِتْنَةِ. ثُمَّ أَتَى عَلَى جُحْرٍ صَغِيرٍ يَخْرُجُ مِنْهُ ثَوْرٌ عَظِيمٌ، فَيُرِيدُ الثَّوْرُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ، فَقَالَ: مَا هذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هذَا الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ الْعَظِيمَةِ [فَيَنْدَمُ عَلَيْهَا] (¬1) فَيُرِيدُ أَنْ يَرُدَّهَا، فَلاَ يَسْتَطِيعُ. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (ش).

ثُمَّ أَتَى عَلَى وَادٍ فَوَجَدَ ريحاً طَيِّبَةً، وَوَجَدَ ريحَ مِسْكٍ مَعَ صَوْتٍ، فَقَالَ: مَا هذَا؟ قَالَ: صَوْتُ الْجَنَّة تَقُولُ: يَا رَبِّ ائْتِنِي بِأَهِلِي وَبمَا وَعَدْتَني، فَقَدْ كَثُرَ غَرْسِي وَحَرِيرِي وَسُنْدُسِي وَإسْتَبْرَقِي وَعَبْقَريِّي وَمَرْجَانِي وَقَصَبِي وَذَهَبِي وَأَكْوَابي وصِحَافِي وَأَبَارِيقِي وَفَوَاكِهِي وَعَسَلِي وَثِيَابِي وَلَبَنِي وَخَمْرِي، ائْتِنِي بمَا وَعَدْتَنِي (¬1). قَالَ: لَك ِكُلُّ مُسْلمٍ وَمُسلمَةٍ وَمُؤْمِنٍ وَمُؤْمنَةٍ، وَمَنْ آمَنَ بِي وَبرُسُلِي وَعَمِلَ صَالِحًا: وَلَمْ يُشْرِكَ بِي شَيئاً، وَلَمْ يَتَّخِذَ مِنْ دُونِي أَنْدَاداً (مص: 98)، فَهُوَ آمنٌ. وَمَنْ سأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَنْ أَقْرَضَنِي جَزَيْتُهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيَّ كَفَّيْتُهُ، إنِّي أنَا الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا، لاَ خُلْفَ لِمِيعَادِي، قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمنُونَ، تَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الْخَالقِينَ. فَقَالَتْ: قدْ رَضيتُ. ثُمَّ أتَى عَلَى وَادٍ فَسَمِعَ صَوْتاً مُنْكَراً، فَقَالَ: يَا جبْريلُ، مَا هذَا الصَّوْتُ؟ قَالَ: هذَا صَوْتُ جَهَنَّمَ تَقُولُ: يَا رَبِّ ائْتني بأَهْلِي وبِمَا وَعَدْتَنِي، فَقَدْ كَثُرَ سَلاَسِلِي وَأَغْلاَلِي وَسَعِيرِي وَحَمِيمِي وَغَسَّاقِي وَغِسْلِينِي (¬2)، وَقَدْ بَعُدَ قَعْري، وَاشْتَدَّ حَرِّي، ائْتني بِمَا ¬

_ (¬1) في (ش): "وعدني". (¬2) الغسَّاق -بالتشديد والتخفيف-: ما يسيل من صديد أهل النار =

وَعَدْتَنِي. قَالَ: لَكِ كُلُّ مُشْرِكٍ وَمُشْرِكَةٍ، وَخَبِيثٍ وَخَبِيثَةٍ، وَكُلُّ جَبَّارٍ لاَ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ. قَالْتْ: قَدْ رَضِيتُ. ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَنَزَلَ، ْ فَربَطَ فَرَسَهُ إلَى صَخْرَةٍ فَصَلَّى مَعَ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ، قَالُوا (¬1): يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هذَا مَعَكَ؟. قَالَ: هذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمُ النَّبِيِّينَ. قَالُوا: وَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟. قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ الله (¬2) مِنْ أَخٍ وَخَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الأخُ، وَنِعْمُ الْخَلِيفَةُ. ثُمَّ لَقُواْ أَرْوَاحَ الَأنْبِيَاءِ فَأَثْنَوْا عَلَى رَبِّهِمْ تَعَالَى، فَقَالَ إبْرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم -: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي اتَّخَذَنِي خَلِيلاً وَأَعْطَانِي مُلْكاً عَظِيماً، وَجَعَلَنِي أُمَّةً قَانِتاً، وَاصْطَفَانِي بِرِسَالاَتِهِ، وَأَنْقَذَنِي مِنَ ¬

_ = وغسالتهم. وقيل: ما يسيل من دموعهم، وقيل: هو الزمهرير. - النهاية. والغسلين: هو ما انغسل من لحوم أهل النار وصديدهم. والياء والنون زائدتان. انظر النهاية أيضاً. (¬1) في (ش): "قال". (¬2) في (ظ، م): "حيا الله".

النَّارِ، وَجَعَلَهَا عَلَيَّ (¬1) بَرداً وَسَلاَمًا. ثُمَّ إنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِي كلَّمَنِي تَكْلِيماً، وَاصْطَفَانِي وَأَنزَلَ عَلَيَّ التَّوْرَاةَ، وَجَعَلَ هَلاَكَ فِرْعَوْنَ عَلَى يَدَيَّ، وَنَجَاةَ بَنِي إسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيّ (¬2). ثُمَّ إنَّ دَاوُدَ - صلى الله عليه وسلم - (مص: 99) أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ لِي مُلْكًا. وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الزَّبُورَ، وَأَلاَنَ لِيَ الْحَدِيدَ، وَسَخَّرَ لِيَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ مَعِي وَالطَّيْرَ، وَآتَانِيَ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ. ثُمَّ إنَّ سُلَيْمَانَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فَقَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِي سَخَّرَ لِيَ الرِّيَاحَ وَالْجِنَّ وَالإنْسَ، وَسَخَّرَ لِي الشَّيَاطِينَ يَعْمَلُونَ مَا شِئْتُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوابِي (¬3)، وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ (¬4)، وَعَلَّمَنِي مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وَأَسَالَ لِيَ عَيْنَ الْقِطْرِ، وَأَعْطَانِي مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي. ¬

_ (¬1) سقطت "عليّ" من (ش). (¬2) "على يدي" ساقطة من (ش). (¬3) الجفان - واحدتها جفنة وهي القصعة الكبيرة المعدة للطعام. والجوابي: الحياض، جمع جابية. قال الشاعر: ترُوحُ عَلَى آلِ اْلمُحَلَّقِ جَفْنَةٌ ... كَجَابِيَةِ الشَّيْخِ الْعِرَاقِيِّ تَفْهَقُ (¬4) وقدور راسيات: ثوابت في أماكنها تترك لعظمها ولا تنقل. ويقال: رسا الشيء إذا ثبت. ولذا قيل للجبال: رواس.

ثُمَّ إنَّ عِيسَى - صلى الله عليه وسلم - أَثْنَى عَلَى رَبِّه فَقَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِي عَلَّمَنِيَ اْلتوْرَاةَ، وَالإنْجِيلَ، وَجَعَلَنِي أُبْرِئُ الأَكْمَهَ، وَالأبْرَصَ (¬1)، وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإذْنِهِ، وَرَفَعَنِي وَطَهَّرَنِي مِنَ الَّذِينَ كفَرُوا، وَأَعَاذَنِي وَأُمِّيَ مِنَ الشَيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلَمْ يَجْعَلْ للشَّيْطَانِ عَلَينَا سَبِيلاً. وَإنَّ مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - أثْنَى عَلَى رَبِّهِ فَقَالَ: كُلُّكُمْ أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ وَأَنَا مُثْنٍ عَلَى رَبِّي: الْحَمْدُ لله الَّذِي أَرْسَلَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الْقُرْآنَ (¬2) فِيهِ تَبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ، وَجَعَلَ أُمَّتِي خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَجَعَلَ أُمَّتِي وَسَطاً، وَجَعَلَ أُمَّتِي هُمُ الأَوَّلُونَ، وَهُمُ الآخِرُونَ، وَشَرَحَ لِي صَدْرِي، وَوَضَعَ عَنِّي وِزْرِي، وَرَفَعَ بي ذِكْرِي، وَجَعَلَنِي فَاتِحاً، وَخَاتَمًا. فَقَالَ إبْرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم -: بِهذَا فَضَلَكُمْ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم -. ثُمَّ أُتِيَ بِآنِيَةٍ ثَلاَثَةٍ (¬3) مُغَطَّاةٍ، فَدُفِعَ إلَيْهِ إنَاءٌ فِيهِ مَاءٌ، فَقِيلَ لَهُ: اشْرَبْ ثُمَّ دُفِعَ (مص: 100) إلَيْهِ إنَاءٌ آخَرُ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبَ مِنْهُ حَتَّى رَوِيَ، ثُمَّ دُفِعَ إلِيْهِ إنَاءٌ آخَر فِيهِ خَمْرٌ فَقَالَ: قَدْ رَوِيْتُ، لاَ أَذُوقُهُ. فَقِيْلَ لَهُ: أَصَبْتَ، أَمَا إنَّهَا سَتُحَرَّمُ عَلَى أُمَّتِكَ، وَلَوْ شَرِبْتَهَا، لَمْ يَتْبَعْكَ مِنْ أُمَّتِكَ إلاَّ قَلِيلٌ. ¬

_ (¬1) الأكمه مذكر، والمؤنث كمهاء، وهو الذي يولد أعمى. والبرص: بياض يقع في الجسم لعلة. (¬2) في (ظ، م، ش): "الفرقان". (¬3) في (ش): "ثلاث".

ثُمَّ صَعِدَ بِهِ إلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ هذَا (¬1)؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم -. قَالُوا: وَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟. قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ الله مِنْ أَخٍ وَخَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الأخُ، وَنِعْمَ الْخَلِيفَةُ، وَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَدَخَلَ فَإذَا بِشَيخ جَالِسٍ تَامِّ الخَلْقِ لَمْ يَنْقُصْ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً كمَا يَنْقُصُ مِنْ خَلْقِ الْبَشَرِ، عَنْ يَمِينِهِ بَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِيح طَيِّبَةٌ وَعَنْ شِمَالِهِ بَابٌ تَخْرُجُ مِنْهُ رِيحٌ خَبِيثَةٌ، إذَا نَظَرَ إلَى الْبَابِ الَّذِي عَن يَمِينِهِ، ضَحِكَ. وإذَا نَظَرَ إلَى الْبَابِ الَّذِي عَن يَسَارِهِ، بَكَى وَحَزِنَ، فَقَالَ: يَا جِبريلُ مَنْ هذَا الشَيْخُ؟ وَمَا هذَانِ الْبَابَانِ؟. قَالَ: هذَا أَبُوكَ آدَمُ، وَهذَا الْبَابُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ بَابُ الْجَنَّةِ، إذا رَأَى مَنْ يَدْخُلُهُ (¬2) مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، ضَحِكَ وَاسْتَبْشَرَ. وَإذَا نَظَرَ إلَى الْبَابِ الَّذِي عَنْ شِمَالِهِ: بِابِ جَهَنَّمَ (¬3) مَنْ يَدْخُلُهُ مِنْ ¬

_ (¬1) في (ش): "من هذا يا جبريل". (¬2) في (ش): "يدخل". (¬3) في (ش): "الجنة" وهو خطأ. وفي (ظ) زيادة: "إذا رأى" قبل "من يدخله".

ذُرَيَّتِهِ، بَكَى وَحَزِنَ. ثمَ صَعِدَ إلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ: مَنْ هذَا؟ فَقَالَ: جِبْرِيلُ. قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: محَمَّدٌ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. قَالُوا: وَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟. قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ الله مِنْ أَخٍ وَخَلَيْفةٍ، فَنِعْمَ الأخُ، وَنِعْمَ الْخَلَيْفَةُ، وَنِعْمَ الْمَجيءُ جَاءَ. فَدَخَلَ، فَإذَا هُوَ (¬1) بِشَابَّيْنِ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ: مَا هذَانِ (مص: 101) الشَّابَّانِ؟. قَالَ: هذَا (¬2) عِيسَى، وَيَحْيَى ابْنَا الْخَالَةِ. ثُمَّ صَعِدَ إلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقَالُوا: مَنْ هذَا مَعَكَ؟. قَالَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: وَقَدْ أرْسِلَ إلَيهِ؟. قَالَ: نَعَمْ. ¬

_ (¬1) ليست في (ش). (¬2) ساقطة من (ظ، ش).

قَالُوا: حَيَّاهُ الله (¬1) مِنْ أَخٍ وَخَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الأَخُ، وَنِعْمَ الْخَلِيفةُ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَدَخَلَ. فَإذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ فَضَلَ عَلَى النَّاسِ في الْحُسْنِ كمَا فَضَلَ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكبِ، فَقَالَ: مَنْ هُذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَخُوْكَ يُوسُفُ - صلى الله عليه وسلم -. ثُمَّ صَعِدَ السَّمَاءَ الرابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيْلُ، فَقَالُوا: مَنْ هذَا (¬2) مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم -. قَالُوَا: وَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟. قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ الله مِنْ أخٍ وَخَلِيفَةٍ، وَنِعْمَ المَجِيءَ جَاءَ، فَدَخَلَ. فَإذَا هُوَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هذَا (¬3) الرَّجُلُ الْجَالِسُ؟. قَالَ: هذَا أَخُوكَ إِدْرِيسُ رَفَعَهُ الله مَكَاناً عَلِيًّا. ثُمَّ صَعِدَ بِهِ إلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقَالُوا: مَنْ هذَا مَعَكَ؟. قَالَ: مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) ساقطة من (ش). (¬2) ساقطة من (ظ، ش). (¬3) في (ظ، م، ش): "من هذا".

قَالُوا: وَقَدْ أُرسِلَ إلَيْهِ؟. قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ الله مِنْ أَخٍ وَخَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الَأخُ، وَنِعْمَ الْخَلِيفَةُ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَدَخَلَ. فَإذَا هُوَ بِرَجُل جَالِسٍ يَقُصُّ عَلَيْهِمْ. قَالَ: يَا جِبْرِيل، مَنْ هذَا، وَمَنْ هؤلاَءِ الَّذِينَ حَوْلَهُ؟ قَال. هذَا هارُونُ - صلى الله عليه وسلم - المُخَلَّفُ في قَوْمِهِ، وَهَؤُلاَءِ قَوْمُهُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ. ثمَّ صَعِدَ بِهِ إلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقَالُوا: مَنْ (¬1) هَذَا مَعَكَ (¬2). قَالَ: مُحَمَّدِّ (¬3) - صلى الله عليه وسلم -. قَالُوا: وَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟. قالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ الله مِنْ أَخٍ وَخَلِيفَة (مص: 102)، فَنِعْمَ (¬4) الأخُ، وَنِعْمَ الْخَلِيفَةُ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَدَخَلَ. فَإذَا ¬

_ (¬1) في (ش): "يا جبريل، من هذا ... ". (¬2) ليست في (ش). (¬3) في (ش): "هذا موسى" وهو خطأ. (¬4) في (ش): "فلنعم".

هُوَ بِرَجُلٍ جَالِسٍ فَجَاوَزَهُ، فَبَكَى الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هذَا؟. قَالَ (¬1): مُوسَى - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: مَا يُبْكِيهِ؟ قَالَ: تَزْعُمُ بَنُو إسْرَائِيلَ أَنِّي أَفْضَلُ الْخَلْقِ، وَهذَا قَدْ خَلَفَني، فَلَوْ أَنَّهُ وَحْدَهُ، وَلكِنْ مَعَهُ كُلُّ أُمَّتِهِ!!. ثُمَّ صَعِدَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقَالُوا: مَنْ مَعَكَ. قَالَ: مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم -. قَالُوا: وَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟. قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ الله مِنْ أَخٍ، وَمِنْ خَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الأَخُ، وَنِعْمَ الْخَلِيفَةُ، وَنِعْمَ الْمَجيءُ جَاءَ، فَإذَا هُوَ بِرَجُل أَشْمَطَ جِالِسٍ عَلَى كُرْسِيٍّ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، وَعِنْدَهُ قَوْمٌ جُلُوسٌ في أَلْوَانِهِمْ شَيْءٌ (¬2) -قَالَ: عَيسَى: يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ الرَّازِي: وَسِمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ: سُودُ الْوُجُوهِ- فَقَامَ هؤُلاَء الَّذِينَ في أَلْوَانِهِمْ شَيْءٌ، فَدَخَلُوا (ظ: 10) نَهَراً يُقَالُ لَهُ: نِعْمَةُ الله، ¬

_ (¬1) في (ظ، م، ش) زيادة: "قال: هذا موسى". (¬2) سقطت من (ظ، م، ش).

فَاغْتَسَلُوا فِيهِ، فَخَرَجُوا وَقَدْ خَلَصَ مِنْ أَلْوَانِهِمْ شَيْء، فَدَخَلُوا نَهَراً آخَرَ يُقَالُ لَهُ: رَحْمَةُ الله، فَاغْتَسَلُوا، فَخَرَجُوا وَقَدْ خَلَصَ مِنْ أَلْوانِهِمْ شَيْءٌ، فَدَخَلُوا نَهَراً آخَرَ، فَذلِكَ قَوْلُهُ تَعالَى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: 21] فَخَرجُوا وَقَدْ خَلَصَ أَلْوانُهُمْ مِثْلَ أَلْوَانِ أَصْحَابِهِمْ، فَجَلَسُوا إلَى أَصْحَابِهِمْ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ: مَنْ هذَا الأشْمَطُ (¬1) الجَالِسُ؟ ومَنْ هَؤلاَء البِيضُ الُوُجوُهِ، ومَنْ هَؤلاَءِ الْذينَ في أَلْوَانِهِمْ شَيءْ، فَدَخَلُوا. هذِهِ الَأنْهَارَ فَاغْتَسَلُوا فِيهَا ثُمَّ خَرَجُوا وَقَدْ خلصت أَلْوَانُهُمْ؟ قَالَ: هذَا أَبُوكَ إبْرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم - أَوُل مَنْ شَمَطَ عَلَى الأرْضِ، وَهؤُلاَءِ الْقَوْمُ الْبِيضُ الْوُجُوهِ قَوْمٌ لَمْ يَلْبِسُوا (¬2) إيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، وَهؤُلاَءِ الَّذِين في أَلْوَانِهِمْ (مص: 103) شَيْءٌ قَدْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً تَابُوا فَتَابَ الله عَلَيْهِمْ، ثُمَّ مَضَى إلَى السِّدْرَةِ فَقِيلَ لَهُ: هذِهِ السِّدْرَةُ الْمُنْتَهَى يَنْتَهِي كُلُّ أَحَدٍ (¬3) مِنْ أُمَّتِكَ خَلاَ عَلَى سَبِيلِكَ، وَهِي السِّدْرَةُ الْمُنْتَهَى، يخْرُجُ مِنْ أَصلِهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاء غَيْرِ آسِنٍ، وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَن لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْر لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ، ¬

_ (¬1) الشمط -بفتح الشين المعجمة، والميم أيضاً-: بياض في شعر الرأس يخالط سواده، والرجل أشمط، والمرأة شمطاء. (¬2) لبس -بابه: ضرب- لَبْساً عليه الأمر: خلطه عليه حتى لا تعرف حقيقته. والمراد: لم يخلطوا إيمانهم بشرك. (¬3) في (ش): "واحد".

وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفَّى، وَهِي شَجَرَةٌ يَسِيرُ الراكبُ في ظِلِّهَا سَبْعِينَ عَاماً، وَإنَّ وَرَقَةً مِنْهَا مُظِلَّةٌ (¬1) الْخَلْقَ، فَغَشِيهَا نُورٌ، وَغَشِيَتْها الْمَلاَئِكَةُ، قَال عِيسَى: فَلذَلِكَ قَوْلُهُ: {إِذْ (¬2) يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16]. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ (¬3): سَلْ. فَقَالَ: إنَّكَ اتَّخَذْتَ إبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَأَعْطَيْتَة مُلْكاً عَظِيماً، وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيماً، وَأَعْطَيْتَ دَاودَ مُلْكاً عَظِيماً، وَأَلَنْتَ لَهُ الْحَدِيدَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِبَالَ، وَأَعْطَيْتَ سُلَيْمَانَ مُلْكاً عَظِيماً، وَسَخَّرتَ لَهُ الْجِنَّ وَالإنْسَ وَالشَّيَاطِينَ، والرِّيَاحَ، وَأَعْطَيْتَهُ مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي، لَأحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَعَلَّمْتَ عِيسَى التَّوْرَاةَ وَالإنْجْيلَ، وَجَعَلْتَهُ يُبْرِئُ الأَكمَهَ وَالأَبْرَصَ، وَأَعَذْتَهُ وَأُمَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمَ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيِهَا سَبِيلٌ (¬4)؟. فَقَالَ لَهُ (¬5) رَبُّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالى-: قَدِ اتَّخَذتُكَ خَلِيلاً، وَهُوَ مَكْتُوبٌ في التَوْرَاةِ: مُحَمَّدٌ حَبيبُ الرَّحْمنِ، وَأَرْسَلْتكَ إلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ هُمُ الأَوَّلُونَ، وَهُمُ الآخِرونَ، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ لاَ تَجُوزُ لَهُمْ خُطْبَةٌ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنَّكَ عَبْدِي وَرَسُولِي، ¬

_ (¬1) في (ش): "مطلقة". (¬2) في (ش): "إن". (¬3) ساقطة من (ش). (¬4) في (مص، ش): "سبيلاً" وهو خطأ. (¬5) سقطت من (ش).

وَجَعَلْتُكَ (¬1) أَوَّلَ النَّبيِّينَ خَلْقاً، وَآخِرَهُمْ بَعْثاً، وَأَعْطَيْتُكَ سَبْعاً مِن الْمَثَانِي، وَلَمْ أُعْطِ نَبِياً قَبْلَكَ (مص: 104)، وَأَعْطَيْتُكَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ لَمْ أُعْطِهَا نَبِياً قَبْلَكَ، وَجَعَلْتُكَ فَاتِحاً وَخَاتمًا. وَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: فَضَّلَنِي ربي -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِسِتٍ: قَذَفَ في قُلُوبِ (¬2) عَدُوِّي الرُّعْبَ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ مَسْجداً وَطَهُوراً، وَأُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلاَم وَجَوَامِعَهُ، وَعُرِضَ عَلَيَّ أُمَّتِي فَلَمْ يَخْفَ عَلَيَّ التَابعُ وَالْمَتْبُوعُ (¬3) مِنْهُمْ، وَرَأَيْتُهُمْ أَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ، وَرَأَيْتُهُمْ أَتَوْا عَلَى قَوْمٍ عِرَاضِ الْوُجُوهِ صِغَارِ الأعْيُنِ فَعَرَفْتُهُمْ مَا هُمْ. وَأُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعَ إلَى مُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: بِكَمْ أُمِرْتَ مِنَ الصَّلاَةِ؟. قَالَ: بِخَمْسِينَ صَلاَة. قال: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأمَّتِكَ، فَإن أُمَّتَكَ أَضْعَفُ الأمَمِ وَقَدْ لَقِيتُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ شِدَّة. فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَ الله التَّخْفِيفَ، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْراً، فَرَجَعَ إلَى مُوسَى فَقَالَ لَهُ: بِكَم أُمِرْتَ؟. ¬

_ (¬1) في (ش) زيادة "فاتحاً وخاتماً، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فجعلني ربي". (¬2) في (م): "قلب". (¬3) في (مص): "البائع والمبيوع" وهو تحريف.

قَالَ: بِأَرْبَعِينَ صَلاَةً. قَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ أَضْعَفُ الأمَمِ وَقَدْ لَقِيتُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ شِدَّة. فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ التَّخْفِيفَ، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْراً، فَرَجَعَ إلَى مُوسَى فَقَالَ (¬1): بِكَم أُمِرْتَ؟. قَالَ: بِثَلاَثِينَ؟. قَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ عَنْ أُمَّتِكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ أَضْعَفُ الأمَمِ وَقَدْ لَقِيتُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل شِدَّةً. فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَ رَبَّهُ التَّخْفِيفَ، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْراً (مص: 105)، فَرَجَعَ إلَى مُوسَى فَقالَ لَهُ: بِكَم أُمِرْتَ؟. قالَ: بِعِشرينَ. قَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ عَن أُمَّتِكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ أَضْعَفُ الأمَمِ وَقَدْ لَقِيتُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ شِدَّةَ. فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَ رَبَّهُ التَّخْفِيفَ، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْراً، فَرَجَعَ إلَى مُوسَى فَقَالَ لَهُ: بِكَم أُمِرْتَ؟. قَالَ: بِعَشْرٍ. قَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ عَنْ أُمَّتِكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ أَضْعَفُ الأمَمِ وَقَدْ لَقِيتُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ شِدَّة. فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) في (ظ، م، ش.) زيادة: "له".

فَسَأَلَ رَبَّهُ التَّخْفِيفَ، فَوَضَعَ عَنْهُ خَمْساً، فَرَجَعَ إلَى مُوسَى فَقَالَ لَهُ بِكَم أُمِرْتَ؟. قَالَ (¬1): بِخَمْسٍ. قَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإن أُمَّتَكَ أَضْعَفُ الأُمَمِ وَقَدْ لَقِيتُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ شِدَّة. قَالَ: قَدْ رَجَعْتُ إلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ، وَمَا أَنَا بِرَاجِعٍ إلَيهِ. فَقِيلَ لَهُ: كَمَا صَبَّرْتَ نَفْسَكَ عَلَى الْخَمْسِ، فَإنهُ يُجْزِئُ عَنْكَ بِخَمْسِينَ؟ يُجْزِئُ عَنْكَ كُلَّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا". قَالَ عِيسَى: بَلَغَنَي أَنَّ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كَانَ مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّهُمْ عَلَيَّ أَوَّلاً، وَخَيْرَهُمْ (¬2) آخِراً". رواه البزار (¬3)، ورجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال: عن أبي العالية أو غيره، فتابعيه مجهول. ¬

_ (¬1) في (ظ): "فقال". (¬2) في (ظ، ش) زيادة: "لي". (¬3) في كشف الأستار 1/ 38 - 45 برقم (55)، وابن جرير 15/ 6 - 11، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 397 - 403 من طرق عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية أو غيره، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي حسن الحديث إذا لم يخالف وفيما تفرد به نظر لأنه يهم كثيراً ويخالف كما قال أبو حاتم، وفي إسناده جهالة أيضاً، غير أن البيهقي رواه بدون شك. =

40 - (باب منه في الإسراء)

40 - (باب منه في الإسراء) 237 - عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ أُسْرِيَ بِكَ لَيْلَةَ (مص: 106) أُسْرِيَ بِكَ؟. قَالَ: "صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي صَلاَةَ (¬1) الْعَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتِمَاً، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِدَابَّة بَيْضَاءَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيَّ، فَأَدَارَهَا بِأُذُنِهَا حَتَّى حَمَلَنِي عَلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا، تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إلَى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ، قَالَ: اْنْزِلْ، فَنَزَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: صلِّ. فَصَلَّيتُ. ثُمَّ رَكبْنا. قَالَ لِي تَدْرِي (¬2) أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ ¬

_ = وقال السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 144: "وأخرج البزار، وأبو يعلى، وابن جرير، ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، وابن أبي حاتم، وابن عدي، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن أبي هريرة ... " وساق هذا الحديث. وقال ابن كثير في التفسير 4/ 266: "رواية أبي هريرة وهي مطولة جداً، وفيها غرابة". ثم ساق هذا الحديث وقال 4/ 273: "وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة، وفيه شيء من حديث المنام في رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري، ويشبه أن يكون مجموعاً من أحاديث شتى، أو منام، أو قصة أخرى غير الإسراء". (¬1) ساقطة من (ظ). (¬2) في (ش): "أتدري".

قُلْتُ: الله أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْت بِيَثْرِبَ، صَلَّيْتَ بِطَيبَةَ. ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي، تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ (¬1) طَرْفُهَا حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضاً بَيْضَاءَ، قَالَ لِي انْزِلْ، فَنَزَلْتُ، ثُمَّ قَالَ لِي: صَلِّ فَصَلَّيْت، ثُمَّ رَكبْنَا. قَالَ: تَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: الله أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِمَدْيَنَ، صَلَّيْتَ عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى. ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا تَضَعُ حَافِرهَا -أَوْ يَقَعُ حَافِرُهَا- حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، ثُمَّ ارْتَفَعْنَا. قَالَ: انْزِلْ، فَنَزَلْتُ. فَقَالَ: صلِّ، فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ: تَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟. قُلْتُ: الله أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ انْطَلَقَ بِى حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الثَّامِنِ، فَأَتَى قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ، فَرَبَطَ دَابَّتَهُ وَدَخَلْنَا الْمَسْجدَ مِنْ بَاب فِيهِ تَمْثُلُ (¬2) الشَّمْسُ وَالْقَمَر، ¬

_ (¬1) في أصل (مص): "انتهى" وفوقها إشارة نحو الهامش حيث كتبت "أدرك" وفوقها علامة التصحيح. (¬2) وهكذا هي عند البزار. ولكنها جاءت عند الطبراني، والبيهقي =

فَصَلَّيْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَيْثُ شَاءَ الله -قَالَ ابْنُ زِبْرِيق: ثُمَّ أُتِيتُ بِإنَاءَيْنِ: في أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الآخَرِ عَسَلٌ، أُرْسِلَ إلَيَّ بِهِمَا جَميعاً، فَعَدَلْتُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ هَدَانِي الله فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَشَرِبْتُ حَتَّى قَرَعْتُ بِهِ جَبِينِي (¬1) وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَكِئٌ، فَقَالَ: أَخَذَ صَاحِبُكَ الْفِطْرَةَ -أَوْ قَالَ: بِالْفِطرَةِ- ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ الْوَادِي الَّذِي بِالْمَدِينَةِ فَإذَا جَهَنَّمُ تَنْكَشِفُ عَنْ مِثْلِ الزَّرَابِيّ (¬2) ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ وَجَدْتَهَا؟ قَالَ: "مِثْلَ -وَذكرَ شَيْئاً (¬3) ذَهَبَ عَنِّي (¬4) - ثُمَّ مَرَرنَا (¬5) بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كَذَا، وَكَذَا قَدْ أَضَلُّوا بَعِيراً لَهُمْ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض: هذَا صَوْتُ مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ الصُّبْحِ بِمَكَةَ فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا رَسولَ الله، أَيْنَ ¬

_ = والسيوطي "تميل". (¬1) هكذا جاءت في الأصول (مص، ظ، م، ش)، وعند البيهقي، والطبراني، والسيوطي، وهذا فيما نرى -والله أعلم- كناية عن أنه - صلى الله عليه وسلم - شرب جميع ما فيه حتى طرقت حافة الإناء جبينه الشريف. (¬2) الزرابي: الوسائد تبسط للجلوس عليها، وزرابي النبات: ما بدا فيه اليبس فاحمر أو اصفر وفيه خضرة. واحدتها: زَرْبِيَّة. (¬3) ذكره الطبراني، والبيهقي، والسيوطي في رواياتهم فقالوا: "مثل الحمة السخنة". وفي (ش): "المدباص". (¬4) في (ظ): "مني". (¬5) في (ظ، ش): "مررت".

كُنْتَ اللَّيْلَةَ، فَقَدِ الْتَمَسْتُكَ في مَكَانِكَ فَلَمْ أَجِدْكَ؟ قَالَ: إنِّي. أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إنَّهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فَصِفْهُ لِي. فَفُتِحَ لِي شِرَاكٌ (¬1) كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَيْهِ لاَ يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْء إلاَّ أَنْبَأْتُهُمْ عَنْهُ. فَقَال أَبُو بَكْرٍ: أَشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ الله". فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: انْظُرُوا إلَى ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ؟! قَالَ: "نَعَمْ، وَقَدْ مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ في مَكَانِ (¬2) كَذَا (¬3)، قَدْ أَضَلُّوا بَعيراً لَهُمْ، بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا. وَأَنَا مُسَيِّرُهُمْ لَكُمْ: يَنْزِلُونَ بِكَذَا، ثُمَّ يَأتُونَكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَقْدُمهُمْ جَمَلٌ آدَمُ (¬4) عَلَيْه مِسْحٌ (¬5) أَسْوَدُ وغِرَارَتَانِ (¬6) سَوْدَاوَانِ (¬7) ". ¬

_ (¬1) الشِّراك: الطريق، جمعه: شُرُك. وعند البيهقي والسيوطي: صراط، والصراط: الطريق. وعند الطبراني: مرآة. (¬2) في (ظ، م): "بمكان". (¬3) في (ظ، م) زيادة: "وكذا". (¬4) آدم -مثل أحمر- جمعها أُدْمٌ. والأُدْمَةُ في الإبل: البياض مع سواد المقلتين. يقال: بعير آدم، وناقة أدماء. (¬5) المِسْحُ: الْبَلاَسَ وهو الكساء من الشعر. أي: الثوب الغليظ. (¬6) الغِرارة -بكسر الغين المعجمة وفتح الراءين المهملتين بينهما ألف-: وعاء من الخيش ونحوه يوضع فيه القمح ونحوه. (¬7) في الأصول (مص، ظ، م، ش): "سوداوتان"، والوجه ما أثبتناه.

فَلَمَّا كَانَ ذلِكَ الْيَومِ أَشْرَفَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ حَتَّى كَانَ قَريباً مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، أَقْبَلَتِ الْعِيرُ يَقْدُمُهُمْ ذَلِكَ الْجَمَلُ كَالَّذِي وَصَفَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه البزار (¬1)، والطبراني في الكبير، إلا أن الطبراني قال فيه: "قَدْ أَخَذَ صَاحِبُكَ الْفِطرَةَ، وَإنَّهُ لَمَهْدِيٌّ". ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 35 - 37 برقم (53)، والطبراني في الكبير 7/ 282 - 283 برقم (7142)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 355 - 357 - ومن طريق البيهقي هذه أورده ابن كثير في التفسير 4/ 259 - 261 - من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الزبيدي، حدثنا عمرو بن الحارث، حدثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي محمد بن الوليد بن عامر قال: حدثنا الوليد بن عبد الرحمن، أن جبير بن نفير قال: حدثنا شداد بن أوس ... وقال البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 357 بعد رواية هذا الحديث: "هذا إسناد صحيح، وروي ذلك مفرقاً في أحاديث غيره، ونحن نذكر من ذلك إن شاء الله ما حضرنا ... ". ثم ساق أحاديث كثيرة كالشاهد لهذا الحديث. نقول: إسحاق بن إبراهيم حسن الحديث عندنا إذا لم يخالف، وقد فصلنا الحديث فيه عند الحديث (256) في "موارد الظمآن". ونقل ابن كثير في التفسير 4/ 261 ما قاله البيهقي ثم قال: "وقد روى هذا الحديث عن شداد بن أوس بطوله الإمام أبو محمد بن عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره، عن أبيه، عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، به. =

وَقَالَ في وَصْفِ جَهَنَّمَ: "كَيْفَ وَجَدْتَهَا؟. قَالَ: مِثْلَ الْحُمَةِ (¬1) (مص: 108) السُّخْنَةِ" (¬2). وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء (¬3) وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي. ¬

_ = ولا شك أن هذا الحديث -أعني الحديث المروي عن شداد بن أوس- مشتمل على أشياء، منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي، ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم، وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس، وغير ذلك، والله أعلم". وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن شداد إلا بهذا الإسناد". وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 158: "أخرج ابن أبي حاتم، والبيهقي وصححه، والبزار، والطبراني، وابن مردويه عن شداد بن أوس ... " وذكر هذا الحديث، وانظر كنز العمال 12/ 413 برقم (35452). (¬1) الحمة -بضم الحاء المهملة وفتح الميم مخففة ومشددة-: السم، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة لأن السم منها يخرج وأصلها حُمَوٌ أو حُمَيٌ بوزن صُرَد. والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة أو الياء. (¬2) السخنة -بضم السين المهملة وكسرها أيضاً، وسكون الخاء المعجمة، ثم النون المفتوحة-: الحر، أو الحُمَّى. (¬3) على هامش (م) ما نصه: "إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي كذبه محمد بن عِرْق". وهذا تحريف. وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة المرفوعة" 1/ 36: "إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن زبريق كذبه محمد بن عون" وهذا تحريف أيضاً. صوابه: محمد بن عوف، وهو ابن سفيان الطائي أبو =

238 - وَعَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُود رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُهُ: إذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ ارْتَفَعَتْ رِجْلاَهُ، وَإذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ، فَسَارَ بِنَا في أَرْضٍ غُمَّةٍ (¬1) مُنتِنَةٍ. ثمَّ أَفْضَيْنَا إلَى أَرْض فَيْحَاءَ طَيِّبَة. قَالَ الطَّبَرَانِي: قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ كُنَّا نَسِيرُ في أَرْضٍ غُمَّةٍ نَتِنَةٍ، ثُمَّ إلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ؟. فَقَالَ: تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ، وَهذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ". وقال البزار. "أَحْسَبُهُ: فقَال (¬2) جِبْرِيلُ - صلى الله عليه وسلم - تِلْكَ أَرْضُ أَهْلِ النَّارِ، وَهذِهِ أَرْضُ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَأَتَيتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ مَعَكَ؟. قَالَ: أَخُوكَ مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ. فَقُلْتُ: مَنْ هذَا يَا جِبْرِيلُ؟. قَالَ: هذَا أَخُوكَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم - فسِرْنَا، فَسَمِعْتُ صَوْتاً، عَلَى رَجُل، فَقَالَ: مَنْ هذَا مَعَكَ؟. ¬

_ = جعفر الحمصي الحافظ شيخ أبي داود. وقد تحرف أيضاً في التهذيب 1/ 216 "عوف" إلى "عون". (¬1) غمة -بضم الغين المعجمة، والميم المشددة بالفتح- ضيقة، والغمة أيضاً: الحيرة واللبس. (¬2) في (ظ): "قال".

قَالَ: هذَا أَخوكَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - فسَلَّمَ، وَدَعَا لِي بِالْبَرَكةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ التَّيسِيْرَ. قُلْتُ: مَنْ هذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هذَا أَخُوكَ مُوسَى - صلى الله عليه وسلم -. قُلْتُ: عَلَى مَنْ كَانَ تَذَمُّرُهُ؟. قَالَ: عَلَى رَبِّهِ. قُلْتُ: عَلَى رَبِّهِ؟! قَالَ: نَعَمْ، قَدْ عَرَفَ حِدَّتَهُ، ثُمَّ سِرْنَا، فَرَأَيْت شَيْئاً فَقُلْتُ: مَا هذَا -أَوْ مَا (¬1) هذِهِ- يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إبْرَاهِيمُ، ادْنُ مِنْهَا. قُلْت: نَعَمْ. وَقَالَ الطَّبَرَانِي: قلْتُ: أَدْنُو مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَدَنَوْنَا مِنْهَا، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكةِ. ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرُبِطَتِ الدَّابَّةُ (مص: 109) بِالْحَلقَةِ الَّتِي تَرْبِط بِهَا الأنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَنُشِرَتْ لِيَ الَأنْبِيَاءُ مَنْ سَمَّى الله، وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ. فَصَلَّيْتُ -قَالَ الطَّبَرَانِي: بِهِمْ- ثُمَّ اتَّفَقَا إلاَّ هَؤُلاَءِ الثلاَثَةُ بِإبْرَاهِيمَ، وَمُوَسَى، وَعِيسَى". ¬

_ (¬1) في (ظ، م، ش): "أو مَنْ".

رواه البزار (¬1)، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. 239 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ إذْ جَاءَ جِبْرِيلُ - صلى الله عليه وسلم - فَوَكزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقُمْتُ إلَى شَجَرَة (¬2) فِيهَا كَوَكرَي الطَّيْرِ، فَقَعَدَ في أَحَدِهِمَا وَقَعَدْتُ في الآخَرِ، فَسَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ، وَأَنَا أُقَلِّبُ ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 48 برقم (59)، وأبو يعلى 8/ 449 - 450 برقم (5036) والحاكم 4/ 606 من طرق: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة، عن ابن مسعود ... وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي حمزة وهو ميمون الأعور. وقال الحاكم: "هذا حديث تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور وقد اختلفت أقاويل أئمتنا فيه، وقد أتى بزيادات لم يخرجها الشيخان- رضي الله عنهما- في ذكر المعراج". وتعقبه الذهبي بقوله: "ضعفه أحمد وغيره". ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي. وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 163: "وأخرج البزار، وأبو يعلى، والحارث بن أبي أسامة، والطبراني، وأبو نعيم، وابن عساكر، من طريق علقمة، عن ابن مسعود ... " وذكر هذا الحديث. وقال مثله في "الدر المنثور" 4/ 147. وانظر أيضاً "كنز العمال" 11/ 390 برقم (31841). وأما قول الهيثمي -رحمه الله-: "ورجاله رجال الصحيح" فليس بصحيح. (¬2) من بداية قوله: - صلى الله عليه وسلم - إلى هنا ساقط من (ش).

طَرْفِي، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ، لَمَسَسْتُ. فَالْتَفَتَ إلَيَّ جِبْرِيلُ كَأَنَهُ حِلْسٌ لاَطِئٌ (¬1)، فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ بِالله عَلَيَّ، وَفُتِحَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، وَرَأَيْتُ النُّورَ الأعْظَمَ، وَإذَا دُونَ الْحِجَابِ رَفْرَفَةُ (¬2) الدُّرِّ وَاليَاقُوتِ، فَأَوْحَى إلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يوحِي". رواه البزار (¬3)، والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) الحلس: الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب. والحلس: بساط يبسط في البيت أيضاً. واللاطئ: اللازق. (¬2) في (ش): "رقرقة". وعند البيهقي، والسيوطي "رفرف". (¬3) في كشف الأستار 1/ 47 برقم (58) -ومن طريق البزار هذه أورده ابن كثير في التفسير 4/ 243 - ، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (9) - والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 368 - 369، وفي "شعب الإيمان" 1/ 175 - 176 برقم (155) من طريق سعيد بن منصور، حدثنا الحارث بن عبيد. عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك ... وهذا إسناد ضعيف، الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي فصلنا القول فيه عند الحديث (3366) في مسند الموصلي. وقال الطبراني: "لم يروه عن أبي عمران إلا الحارث". وعلى هامش (م) ما نصه: "قال البزار عقب روايته له: لا نعلم رواه إلا أنس، ولا رواه عن أبي عمران إلا الحارث، وكان بصريًا مشهورًا". وانظر مسند البزار. ثم جاء بعد هذا: "قال الحافظ ابن =

240 - وَعَنْ أُمِّ هَانِئ -رَضِيَ الله عَنْهَا- قَالَتْ: بَاتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ أُسْرِي بِهِ في بَيْتِي، فَفَقَدْتُه مِنَ اللَّيْلِ فَاْمْتَنَعَ مِنِّيَ النَّوْمُ (¬1) مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ عَرَضَ لَهُ بَعْضُ قُرَيْش، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ جِبْرِيلَ- عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَتَانِي فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَخْرَجَنِي، فَإذَا عَلَى الْبَيْتِ دَابَّةٌ دُونَ الْبَعِيرِ (¬2) وَفَوْقَ الْحِمَارِ، فَحَمَلَنِي عَلَيْهِ، ثُمَّ ¬

_ = حجر: قلت: أخرج له الشيخان، وهو مع ذاك له مناكير، هذا منها". نقول: هو من رجال مسلم فقط، ولم يخرج له البخاري في صحيحه. وقال البيهقي: "هكذا رواه الحارث بن عبيد، ورواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد ... " وذكر بعض هذا الحديث مع زيادة. وقال الحافظ ابن كثير في التفسير 4/ 244 بعد أن نقل جميع ما قاله البيهقي: "قلت: وهذا إن صح يقتضي أنها واقعة غير ليلة الإسراء، فإنه لم يذكر فيها بيت المقدس، ولا الصعود إلى السماء، فهي كائنة غير ما نحن فيه والله أعلم". وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 157: "وأخرج ابن سعد، وسعيد بن منصور في سننه، والبزار، والبيهقي، وابن مردويه وابن عساكر من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، عن أنس ... " وذكر هذا الحديث، والجزء الأول مما قاله ابن كثير. (¬1) في (ش): "الليل". (¬2) عند الطبراني "البغل". وهكذا هي في "كنز العمال". وفي "الخصائص الكبرى".

انْطَلَقَ حَتَّى انْتَهَى إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَرَانِي إبْرَاهِيمَ يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقِي وَيُشْبهُ خُلُقِي خُلُقَهُ، وَأَرَانِي مُوسَى آدَمَ، طَوِيلاً، سَبْطَ (مص: 110) الشَّعْرِ، يُشَبَّهُ بِرِجَالِ أَزْدِ شَنُوءَةَ. وَأَرَانِي (¬1) عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رَبْعَةً (¬2) أَبْيَضَ يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرةِ شَبْهْتُهُ بعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِي. وَأَرَانِي الدَّجَّالَ مَمْسُوحَ (¬3) الْعَيْنِ الْيُمْنَى شبَّهْتُهُ بِقَطَنِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأَنَا أُرِيْدُ أَنْ (¬4) أَخْرُجَ إلَى قُرَيْشٍ فَأُخْبِرَهُمْ بِمَا رَأَيْتُ". فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَقُلْتُ: إنِّي أُذَكِّرُكَ الله، إنَّكَ تَأْتِي قَوْماً يُكَذِّبُونَكَ وُينْكِرُونَ مَقَالَتَكَ، فَأَخَافُ أَنْ يَسْطُوا بِكَ، قَالَتْ (¬5): فَضَربَ ثَوْبَهُ مِنْ يَدِي ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِمْ فَإذَا هُمْ جُلُوسٌ فَأَخْبَرَهُمْ مَا أَخْبَرَنِي، فَقَامَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ كُنْتُ شَابَّاً كَمَا كُنْتُ، مَا تَكَلَّمْتَ بِمَا تَكَلَّمْتَ بِهِ وَأَنْتَ بَيْنَ ظَهْرَانِينَا. فَقَالَ رَجُل مِنَ الْقَوْمِ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ مَرَرْتَ بِإبِلٍ لَنَا في مَكَانِ كَذَا وَكَذَا؟. ¬

_ (¬1) في (ش): "وأتي". (¬2) يقال: رجل رَبْعَة، وامرأة رَبْعَة، أي: معتدل. ويحذف الهاء من المذكر، كما أن فتح الباء فيهما لغة أيضاً. (¬3) أي استوى وجهه فلا حاجب ولا عين له نسأل الله السلامة. (¬4) في (م): "وأنا"، وهو خطأ. (¬5) في (مص): "قال" والتصويب من (ظ، م، ش). وانظر مصادر التخريج.

قَالَ: "نَعَمْ، وَالله قَدْ (¬1) وَجَدْتُهُمْ قَدْ أَضَلُّوا (¬2) بَعِيراً لَهمْ، فَهُمْ في طَلَبِهِ". قَالَ: فَهَلْ مَرَرْتَ بِإبِل لِبَنِي فُلاَنٍ؟. قَالَ: "نَعَمْ، وَجَدْتُهُمْ في مَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَدْ انْكَسَرَتْ لَهُمْ نَاقَةٌ حَمْرَاءُ، فَوَجَدْتُهُمْ وَعِنْدَهُمْ قَصْعَةٌ مِنْ مَاء فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا". قَالُوا: أَخْبِرْنَا (¬3) مَا عِدَّتُهَا وَمَا فِيها مِنَ الرُّعَاةِ. قَالَ: "قَدْ كنْتُ عَنْ عِدَّتِهَا مَشْغُولاً". فَقَام فَأُتِيَ بِالإبِلَ، فَعَدَّهَا وَعَلِمَ مَا فِيها مِنَ الرُّعَاةِ، ثُمَّ أَتَى قُرَيْشاً فَقَالَ لَهُمْ: "سَأَلْتُمُونِي عَنْ إبِلِ بَنِي فُلاَنٍ، فَهِيَ كَذَا كَذَا، وَفِيهَا مِنَ الرِّعَاءِ [فُلاَنٌ، وَفُلاَنٌ، وَسَأَلْتُمُونِي عَنْ إبِلِ بَنِي فُلاَن فَهِي كَذَا وَكَذَا، وَفِيهَا مِنَ الرِّعَاءِ] (¬4) ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَفُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، وَهِي مُصَبِّحَتُكُمْ بِالغَدَاةِ عَلَى الثَّنِيَّةِ". قَالَ: فَقَعَدُوا إلَى الثَّنِيَّةِ يَنْظُرُونَ أَصَدَقَهُمْ؟. فَاسْتَقْبَلُوا الإبِلَ، فَسَأَلُوا: هَلْ ضَلَّ لَكُمْ بَعِيرٌ؟. قَالُوا: نَعَمْ. فَسَأَلُوا الآخَرَ: هَلِ انْكَسَرَتْ لَكُمْ نَاقَةٌ حَمْرَاءُ؟. ¬

_ (¬1) سقطت من (ظ، ش). (¬2) في (ظ): "ضلوا". (¬3) في (ش): "فأخبرنا". (¬4) ما بين حاصرتين ليس في (ش).

قَالُوا: نَعَمْ. قَالُوا: فَهَلْ كَانَ عِنْدَكُمْ قَصْعَةٌ؟. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَالله وَضَعْتُهَا، فَمَا شَرِبَهَا (مص: 111) أَحَدٌ، وَلاَ هَرَاقُوهُ في الأرْضِ، وَصَدَّقَهُ أَبُو بَكْر، وَآمَنَ بِهِ فَسُمَّي يَوْمَئِذٍ الصِّدِّيقَ. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور متروك كذاب. 241 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: "إنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا هِي حَقٌّ فَاعْقِلُوهَا: أَتَانِي رَجُل فَأَخَذَ بِيدِي، فَاسَتَتْبَعَنِي حَتَّى أَتَى بِي جَبَلاً طَويلًا وَعْراً، فَقَالَ لِي: ارْقَهُ. فَقُلْتُ: لاَ أَسْتَطِيعُ. فَقَالَ: إنِّي سَأُسَهِّلُهُ لَكَ. فَجَعَلْتُ فَمَا رَقِيَتْ قَدَمِي، ¬

_ (¬1) في الكبير 24/ 432 - 434 برقم (1059) -ومن طريق الطبراني هذه أورده ابن كثير في التفسير 4/ 276 - من طرق: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن أم هانئ ... وهذا إسناد ضعيف عبد الأعلى بن أبي المساور قال ابن معين- سؤالات ابن الجنيد ص (374 - 375) برقم (415) -: "ليس بشيء، كذاب". وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 177: "وأخرج الطبراني، وابن مردويه من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن أم هانئ ... " وذكر هذا الحديث. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 11/ 396 - 397 برقم (13151) إلى الطبراني في الكبير.

وَضعْتُهَا عَلَى دَرَجَةٍ حَتَّى اسْتَوَيْنَا عَلَى سَوَاءِ الْجَبَلِ، فَانْطَلَقْنَا، فَإذَا نَحْنُ بِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هؤُلاَءِ؟ قَالَ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لاَ يَعْلَمُونَ. ثُمَّ انْطَلَقْنَا فَإذَا نَحْنُ بِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ مُسَمَّرَة أَعْيُنُهُمْ وَآذَانُهُمْ. قُلْتُ: مَا هؤُلاَءِ؟ قَالَ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرُونَ أَعْيُنَهُمْ مَا لاَ يَرَوْنَ، وَيُسْمِعُونَ آذَانَهُمْ مَا لا يَسْمَعُونَ. ثُمَّ انْطَلَفْنَا، فَإذَا نَحْنُ بِنِسَاءٍ مُعَلَّقَات بَعَرَاقِيْبِهِنَّ، مُصَوَّبَةٍ رُؤُوسُهُن، تَنْهَشُ ثُدْيَانَهُنَّ الْحَيَّاتُ، قُلْتُ: مَا هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ يَمْنَعُونَ أَوْلاَدَهُنَّ مِنْ أَلَبِانِهِنَّ. ثُمَّ انْطَلَقْنَا فَإذَا نَحْنُ برِجَال ونِسَاء مُعَلَّقَاتٍ بِعَرَاقِيِبِهِنَّ مُصَوَّبَةٍ رُؤُوسُهُن، يَلْحَسْنَ مِنْ مَاءٍ قَلِيلٍ وَحَمأٍ، قُلْتُ: مَا هؤُلاَءِ؟ قَالَ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ. ثُمَّ انْطَلَقْنَا، فَإذَا نَحْنُ بِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ أَقْبَحِ شَيْء مَنْظَراً، وَأَقْبَحِهُ لَبوساً، وَأَنْتَنِهُ رِيحاً، كأَنَّما رِيحُهُمْ الْمَرَاحِيضُ. قُلْتُ: مَا هؤُلاَءِ؟ قَالَ: هؤُلاَءِ الزَّوَانِي (¬1) وَالزُّنَاةُ. ثُمَّ انْطَلَقْنَا، فَإذَا نَحْنُ بِمَوْتَى أَشَدِّ شَيْء انْتِفَاخاً، وَأَنْتَنِهُ رِيحاً، (مص: 112) قُلْتُ: مَا هؤُلاَءِ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ مَوْتَى الْكُفارِ. ¬

_ (¬1) في بعض النسخ: "الزانون" وهو خطأ. والزواني جمع زانية.

ثُمَّ انطَلَقنَا، (ظ: 11) فإذَا نَحْنُ نَرَى دُخَاناً وَنَسْمَعُ عُوَاءً، قُلْتُ: مَا هذَا؟. قَالَ: هذِهِ جَهَنَّمُ، فَدَعْهَا. ثُمَّ انْطَلَقْنَا فَإِذَا نَحْنُ بِرِجَالٍ نِيَامٍ تَحْتَ ظِلاَلِ الشَّجَرِ، قُلْتُ: مَا هؤُلاَءِ؟. قَالَ: هؤُلاَءِ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ. ثُمَ انْطَلَقْنَا فَإذَا نَحْنُ بِجَوَارٍ وَغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ بَيْنَ نَهْرَيْنِ، قُلْتُ: مَا هؤُلاَءِ؟. قال: ذُرِّيةُ الْمُؤْمِنِينَ. ثُمَّ انْطَلَقْنَا، فَإذَا نَحْنُ بِرِجَال أَحْسَنِ شَيْء وَجْهَاً، وَأَحْسَنِهِ لَبُوساً، وَأَطْيَبِهِ رِيحاً، كأَنَ وُجُوهَهُمُ الْقَرَاطِيسُ، قُلْتُ: مَا هَؤْلاَءِ؟. قَالَ: هؤُلاَءِ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالصَّالِحُونَ. ثُمَّ انْطَلَقْنَا فَإذَا نَحْنُ بثَلاَثَةِ نَفَرٍ يَشْرَبُونَ خَمْراً وَيُغَنُونَ، فَقُلْتُ: مَا هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: ذَاكَ زَيْد بْنُ حَارِثَةَ، وَجَعْفَرٌ، وَابْنُ رَوَاحَةَ. فَمِلْتُ قِبَلَهُمْ فَقَالُوا: قَدْ نَالَكَ قَدْ نَالَكَ، ثُمَ رَفَعْتْ رَأَسِي، فَإذَا بِثَلاَثَةِ نَفَرٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، قُلْتُ: مَا هؤُلاَءِ؟. قال: ذَاكَ أَبُوكَ إبْرَاهِيمُ (¬1)، وَمُوسَى وَعِيسَى، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ (¬2) صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) على هامش (ظ): "آدم" وهو خطأ. (¬2) في (ظ): "ينظرونك". (¬3) في الكبير 8/ 182 - 183 برقم (7666) من طريق بكر بن سهل. =

242 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: "أَنَّ جِبْرِيلَ. أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْبُرَاقِ فَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإذَا بَلَغَ مَكَانَاً مُطَأْطِئاً (¬1) طَالَتْ يَدَاهَا وَقَصُرَتْ رِجْلاَهَا حَتَّى تَسْتَوِي بِهِ، وَإذَا بَلَغَ مَكَاناً مُرْتَفِعاً، قَصُرَتْ يَدَاهَا وَطَالَتْ رِجْلاَهَا حَتَّى تَسْتَوِيَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ عَنْ يَمِينِ الطَرِيقِ، فَجَعَلَ يُنَادِيهِ: يَا مُحَمَّدُ إلَيَّ الطَّرِيق -مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: اِمْضِ وَلاَ تَكَلَّمْ (¬2). ثُمَّ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ (مص: 113) فَقَالَ لَهُ: إلَيَّ الطَّرِيقُ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: امْضِ وَلاَ تُكَلِّمْ أَحَداً عَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ جَمْلاَءُ (¬3)، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي عَنْ يَمِينِ الطَّرِيق؟. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: لاَ. ¬

_ = حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر أبي يحيى: حدثنا أبو أمامة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن صالح كاتب الليث. وأخرجه ابن خزيمة 3/ 237 برقم (1986) -ومن طريق ابن خزيمة هذه أخرجه تلميذه ابن حبان في الإحسان 9/ 286 برقم (7448) - من طريقين: حدثنا بشر بن بكر، حدثنا ابن جابر، عن سليم -تحرفت عند ابن خزيمة إلى: سليمان- بن عامر، بالإسناد السابق، وصححه الحاكم 1/ 430 ووافقه الذهبي .. وهو كما قالوا. وانظر كنز العمال 11/ 396 - 397 برقم (31851). (¬1) مطأطئاً: منخفضًا. (¬2) أصلها: لا تتكلم. وفي (ظ): "لا تكلم أحداً". (¬3) في (ظ): "جميلة". والجملاء: الجميلة المليحة، قال ابن الأثير: "ولا (أفعل) لها من لفظها، كديمة هطلاء".

قَالَ: تِلْكَ الْيَهُودُ دَعَتْكَ إلَى دِينِهِمْ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: تَدْرِي (¬1) مِن الرَّجُلُ الَّذي دَعَاكَ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ؟. قَالَ: لاَ قَالَ: تِلْكَ النَّصَارَى دَعَتْكَ إلَى دِينِهِمْ. هَلْ تَدْرِي مَنِ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ الْجَمْلاَءُ؟. قَالَ: تِلْكَ الدُّنْيا دَعَتْكَ (¬2) إلَى نَفْسِهَا. ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَإذَا هُوَ بِنَفَرٍ جُلُوسٍ، فَقَالُوا: مَرْحَباً بِالنَّبِيِّ الأُمِّي، فَإذَا في النَّفَرِ الْجُلُوسِ شَيْخٌ. فَقَالَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ هذَا؟. قَالَ: هذَا أَبُوكَ إبْرَاهِيمُ. ثُمَّ سَأَلَهُ (¬3): مَنْ هذَا؟. قالَ: هذَا مُوسَى. ثُمَّ سَأَلَهُ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: هذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَتَداَفَعُوا حَتَّى قَدَّمُوا مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ أُتُوا بِأَشْرِبَة فَاخْتَارَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - اللَّبَنَ. فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ: قُمْ إلَى رَبِّكَ، فَقَامَ، فَدَخَلَ، ثُمَّ جَاءَ فَقِيلَ لَهُ: مَا صَنَعْتَ؟. فَقَالَ: فُرِضَتْ عَلَى أُمَّتِي خَمْسُونَ صَلاَةً. فَقَالَ لَهُ مُوسَى: ارْجِعْ إلَى رَبَّكَ فَسَلْهُ التَخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ هذَا، فَرَجَعَ. ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: مَاذَا صَنَعْتَ؟. ¬

_ (¬1) في (ظ): "أتدري". (¬2) في (ظ، م، ش): "تدعوك". (¬3) في (ظ، م) زيادة "فقال".

قَالَ: رَدَّهَا إلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاَةً. فَقَالَ لَهُ مُوسَى: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَخْفِيفَ لأمَّتِكَ، فَرَجَعَ. ثُمَّ جَاءَ حَتَّى رَدَّهَا إلَى خَمْسٍ. فَقَالَ لَهُ مُوسَى: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيف لأمَّتِكَ. فَقَالَ: قَدْ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا أَرَاجِعُهُ وَقَدْ قَالَ لِي: لَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ (مص: 114) رُدِدْتَهَا مَسْأَلَةٌ أَعْطِيكَهَا". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط هكذا مرسلاً، وقال: لا يروى عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد، ومع الإرسال فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي وهو ضعيف. 243 - وَعَنْ صُهَيْبِ بْنِ سنَانٍ قَالَ: لَمَّا عُرِضَ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الَْمَاءُ، ثُمَّ الخمْرُ، ثُمَّ اللَّبَنُ، أَخَذَ اللَّبَنَ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (9) - من طريق علي بن سعيد بن بشير الرازي، حدثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي، حدثنا هارون بن المغيرة، حدثنا عنبسة بن سعيد، عن محمد بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن جبريل ... وهذا إسناد ضعيف لإرساله أولاً، ولأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف، وشيخ الطبراني ضعيف أيضاً. وشيخ شيخه ما عرفته والله أعلم. وقال الطبراني: "لا يروى عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد، تفرد به هارون".

"أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، وَبِهَا غُذِّيَتْ كُلُّ دَابَّةٍ، وَلَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ، غَوَيْتَ وَغَوَتْ أُمَّتُكَ، وَكُنْتَ مِنْ أَهْلِ هذِهِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى الْوَادِي الَّذِي يُقَالُ لَهُ وَادِي جَهَنَّمَ، فَنَظَرْتُ إلَيْهِ فَإذَا هُوَ يَتَلَهَّبُ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه ابن لهيعة. 244 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، فَلَمَّا رَجَعَ، كَانَ بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ، فَطَارَا بِهِ حَتَّى بَلَغَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ. فَلَمَّا رجَعَ قَالَ: "سَمِعْتُ تَسْبِيحاً في السَّمَاوَاتِ الْعُلَى مَعَ تَسْبِيحٍ كَثِير سَبَّحَتِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَى مِنْ ذِي الْمَهَابَةِ مُشْفِقَاتٍ لِذِي الْعُلاَ بِمَا عَلاَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى". ¬

_ = وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 171: "وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ... " وذكر هذا الحديث، بهذا الإسناد. (¬1) في الكبير 8/ 46 برقم (7313) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب: أن جعفر بن عبد الله أخبره أنه سمع عبيد بن عمير الليثي يحدث عن صهيب بن سنان ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة. وهو بصورة الموقوف، ولكنه له حكم المرفوع لأن مثله لا يقال بالرأي. وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 159: "أخرج الطبراني، وابن مردويه عن صهيب بن سنان قال: لما عرض ... " وذكر هذا الحديث.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، والأوسط، وفيه مسكين بن ميمون، ذكر له الذهبي هذا الحديث وقال إنه منكر. 245 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاس- رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "لَمَّا أسْرِيَ بِي، انْتَهَيْتُ إلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَإذَا نَبْقُهَا (¬2) أَمْثالُ الْقِلاَلِ". ¬

_ (¬1) في الكبير، وهو في الجزء المفقود من هذا المعجم. وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (9) - ومن طريقه أورده ابن كثير في التفسير 4/ 311 - ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 7، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/ 101، وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 28، من طريق سعيد بن منصور، حدثنا مسكين بن ميمون مؤذن مسجد الرملة، عن عروة بن رويم، عن عبد الرحمن بن قرط: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد ضعيف، مسكين بن ميمون قال الذهبي في الميزان: "لا أعرفه، وخبره منكر" ثم ساق له هذا الحديث، ثم قال: "رواه أبو نعيم في عوالي سعيد وصححه". وقال الحافظ في الإصابة 6/ 317: "روى البخاري، وابن السكن من طريق مسكين المؤذن: حدثني عروة ... " وذكر هذا الحديث. وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 164: "أخرج سعيد بن منصور في سننه، والطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة، عن عبد الرحمن بن قرط ... " وذكر هذا الحديث، وانظر "أسد الغابة" 3/ 490. وكنز العمال 10/ 368 - 369 برقم (29845). (¬2) النبق -بفتح النون، وكسر الباء الموحدة من تحت وقد تسكن-: ثمر السدر. واحدته نَبِقَةٌ. وأشبه شيء به العناب قبل أن تشتد حمرته. =

رواه الطبراني (¬1) في الكبير وفيه زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس (مص: 115)، لم أر من ذكرها. 246 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْلَةَ أُسْرِيَ بَي فَانْتَهَيْتُ إلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤَة يَتَلألأ نوراً، وَأُعْطِيتُ في عَلِيٍّ ثَلاَثًا: إنَّكَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَإمَامُ الْمُتَّقِينَ، ¬

_ = والقِلاَل -واحدتها قُلَّة وهي الحُبُّ- الجرة - العظيم. وسميت قُلَّة لأنها تقل وترفع. (¬1) في الكبير 10/ 349 برقم (10683) من طريق أحمد بن رشدين المصري، حدثنا محمد بن أبان الهاشمي. حدثتنا زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس قالت: حدثني أبي، عن جدي، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف شيخ الطبراني، وباقي رجاله ثقات. زينب بنت سليمان قال الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 434: "كانت من أفاضل النساء" حدث عنها جماعة، وما رأيت فيها جرحاً، فهي على شرط ابن حبان. وأبوها سليمان ترجمه البخاري في الكبير 4/ 25 - 26 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 131 وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 381، وقال الذهبي في كاشفه: "وثق". وقال ابن حجر في تقريبه: "مقبول" وقال أبو زرعة: "كان جوادًا ممدحاً كريماً". وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 161: "وأخرج الطبراني، عن ابن عباس ... " وذكر هذا الحديث. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 11/ 399 برقم (31859) إلى الطبراني في الكبير.

وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجِّلِينَ". رواه البزار (¬1)، وفيه هلال وفيه هلال الصيرفي، عن أبي كثير الأنصاري، لم أر من ذكرهما. ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 49 برقم (60) من طريق عيسى بن موسى بن أبي حرب، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن هلال الصيرفي، حدثنا أبو كثير الأنصاري، حدثنا عبد الله بن سعد بن زرارة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وليس فيه "في علي". نقول: أبو كثير الأنصاري ترجمه البخاري في الكبير 9/ 64 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 429. وهلال الصيرفي ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 75: وقال: "ليس بالوزان" ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 572. وباقي رجاله ثقات. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 174: "روى يحيى بن أبي بكير، عن جعفر الأحمر ... " وذكر الحديث وفيه: "فأوحى الله إلي -أو أمرني في علي". وقال ابن الأثير: "رواه أبو غسان وغير واحد عن جعفر هكذا. وقيل: عن أبي غسان، عن إسرائيل، عن هلال الوزان، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة". ورواه عمرو بن الحصين، عن يحيى بن العلاء، عن هلال الوزان، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه. وقد ذكر الخطيب الاختلاف في سند هذا الحديث في الموضح. قال الخطيب: هكذا رواه أحمد بن المفضل، ويحيى بن أبي بكير الكرماني: =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = عن جعفر الأحمر". وخالفهما نصر بن مزاحم، عن جعفر فزاد في السند: عن أبيه، فصار عن مسند أسعد بن زرارة. وخالف جعفراً المثنى بن قاسم فقال: عن أنس، عن أبي أمامة، رفعه. وقيل: عن المثنى، عن هلال، كرواية نصر بن مزاحم. ورواه أبو معشر الدارمي، عن عمرو بن الحصين بن يحيى بن العلاء، عن حماد بن هلال، عن محمد بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، عن جده. وقال محمد بن أيوب بن الضريس، عن ابن الحصين بهذا السند، مثل رواية نصر بن مزاحم". انتهى كلام الخطيب، نقله الحافظ في الإصابة 6/ 6 - 7 ثم قال: "ويمكن الجمع بأن يكون عبد الله بن أسعد ليس ولداً لأسعد لصلبه، بل هو ابن ابنه، ولعل أباه هو محمد لتوافق نصر، وهذه الرواية الأخيرة، ويكون قوله في رواية المثنى بن القاسم: عن أنس، تصحيفاً، وإنما هي: عن أبيه". وأما أبو أمامة فهو أسعد بن زرارة، هكذا كان يكنى، والله أعلم. ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء، والمتن منكر جدًا". نقول: إذا كان هذا صحيحاً فلماذا إذاً هذا التكلف في الافتراضات؟!. وأخرجه الحاكم 1/ 137 - 138، وابن عدي في الكامل 7/ 2657 من طريق عمرو بن حصين، حدثنا يحيى بن العلاء، حدثنا هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه. وهذا إسناد ضعيف، قال ابن عدي: "وليحيى بن العلاء غير ما ذكرت، والذي ذكرت، مع ما لم أذكر مما لا يتابع عليه. وكلها غير محفوظة، =

247 - وَعَنْ جَابِر قَالَ (¬1): "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِي بِي بِالْمَلأ الأَعْلَى، وَجِبْرِيلُ كَالْحِلْسِ الْبَالِي مِنْ خَشْيَةِ الله". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = ويحيى بن العلاء بين الضعف على روايته وحديثه". وقال الذهبي: "أحسبه موضوعاً، عمرو وشيخه متروكان". وهذا هو الصواب، عمرو بن الحصين فصلنا القول فيه في معجم شيوخ أبي يَعلى برقم (263)، ويحيى بن العلاء بسطنا الكلام فيه عند الحديث (6467) في مسند الموصلي. وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 163. "أخرج البزار، وابن قانع، وابن عدي، عبد الله بن زرارة قال: ... " وذكر هذا الحديث. وليس فيه "في علي". نقول: الذي أخرجه ابن عدي إنما هو عن أسعد بن زرارة، لا عن عبد الله بن أسعد بن زرارة كما تقدم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 11/ 620 برقم (33011) إلى ابن النجار. (¬1) في (ظ، م، ش) زيادة: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (9) - من طريق أبي زريق، حدثنا عمرو بن عثمان (بن سيار)، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكرم، عن عطاء، عن جابر ... وهذا إسناد ضعيف. عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي بسطنا القول فيه عند الحديث (7493) في مسند الموصلي. وباقي رجاله ثقات. عبد الكريم هو ابن مالك الجزري، وعطاء هو ابن أبي رباح. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وقال الطبراني: "لم يروه عن عبد الكريم إلا عبيد الله". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 138 برقم (15163) إلى الطبراني في الأوسط. وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 158: "وأخرج ابن مردويه، والطبراني في الأوسط بسند صحيح عن جابر ... ". ثم ذكر هذا الحديث. وقال الحافظ ابن كثير في التفسير 4/ 276 - 277 بعد أن أورد روايات الإسراء: "وإذا حصل الوقوف على مجموع هذه الأحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها يحل مضمون ما اتفقت عليه من مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى بيت المقدس وأنه مرة واحدة وإن اختلفت عبارات الرواة في أدائه، أو زاد بعضهم فيه، أو نقص منه، فإن الخطأ جائز على من عدا الأنبياء عليهم السلام. ومن جعل من الناس كل رواية خالفت الأخرى مرة على حدة فأثبت إسراءات متعددة فقد أبعد وأغرب، وهرب إلى غير مهرب، ولم يتحصل على مطلب. وقد صرح بعض من المتأخرين بأنه عليه السلام أسري به مرة من مكة إلى بيت المقدس فقط، ومرة من مكة إلى السماء فقط، ومرة إلى بيت المقدس ومنه إلى السماء، وفرح بهذا المسلك، وأنه قد ظفر بشيء يخلص به من الإشكالات، وهذا بعيد جدًا. ولم ينقل هذا عن أحد من السلف. ولو تعدد هذا التعدد، لأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - به أمته، ولنقله الناس على التعدد والتكرار". وانظر بقية كلامه هناك. وانظر "زاد المعاد" 3/ 42.

41 - (باب في الرؤية)

41 - (باب في الرؤية) 248 - عَنِ ابْنِ عَبَّاس- رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ". رواه أحمد (¬1)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في المسند 1/ 285، 290 - ومن طريق أحمد الأولى أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 191 برقم (440)، وأورده ابن كثير في التفسير 6/ 448 - من طريق أسود بن عامر، وعبد الصمد بن كيسان، كلاهما: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس .. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً برقم (433) من طريق فضيل بن سهل، حدثنا عفان، حدثنا عبد الصمد بن كيسان، بالإسناد السابق. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 14/ 488 برقم (39209) إلى أحمد. وقال ابن القيم في "زاد المعاد" 3/ 36 - 37: "واختلف الصحابة: هل رأى محمد ربه الليلة، أم لا؟. فصح عن ابن عباس أنه رأى ربه، وصح عنه أنه قال: "رآه بفؤاده". وصح عن عائشة، وابن مسعود إنكار ذلك وقالا: إن قوله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 13 - 14]. إنما هو جبريل. وصح عن أبي ذر أنه سأله: هل رأيت ربك؟ فقال: نور أَنَّى أراه أي: حال بيني وبين رؤيته النور، كما قال في لفظ آخر (رأيت نورًا). وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الصحابة على أنه لم يره". =

249 - وَعَنْ عِكْرِمَةَ {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60]، قَالَ: شَيْء أُرِيَهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الْيَقَظَةِ، رَآهُ بِعَيْنَيْهِ حِينَ ذُهِبَ بِهِ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. رواه أحمد (¬1) موقوفاً على عكرمة، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس. ¬

_ = وقال الحافظ في الفتح 8/ 608: "وقد اختلف السلف في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه: فذهبت عائشة، وابن مسعود إلى إنكارها، واختلف عن أبي ذر، وذهب جماعة إلى إثباتها ... ثم اختلفوا: هل رآه بعينه أو بقلبه؟ ... قلت: جاءت عن ابن عباس أخبار مطلقة وأخرى مقيدة، فيجب حمل مطلقها على مقيدها ... وعلى هذا فيمكن الجمع بين إثبات ابن عباس، ونفي عائشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر، وإثباته على رؤية القلب ... ". ثم قال: "وقد رجح القرطبي في (المفهم) قول الوقف في هذه المسألة، وعزاه إلى جماعة من المحققين، وقواه بأنه ليس في الباب دليل قاطع، وغاية ما استدل به للطائفتين ظواهر متعارضة قابلة للتأويل. قال: وليست المسألة من العمليات فيكتفى فيها بالأدلة الظنية، وإنما هي من المعتقدات، فلا يكتفى فيها إلا بالدليل القطعي ... ". وانظر بقية كلامه فإنه مفيد، وانظر "الإيمان" لابن مندة 2/ 759 - 777 باب: ذكر اختلاف ألفاظ حديث ابن عباس رضي الله عنه- في الرؤية ليلة المعراج. وصحيح ابن خزيمة 1/ 477 - 547، والأسماء والصفات ص (433 - 447). (¬1) في المسند 1/ 370 من طريق روح، حدثنا زكريا بن إسحاق، حدثنا =

250 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إنَّ مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - رأَى رَبَّه مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِبَصَرِهِ وَمَرَّةً بِفُؤَادِهِ. رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، خلا جمهور (¬2) بن منصور الكوفي، وجمهور (¬3) بن منصور [لم أر من ترجمه وجمهور] (¬4) ذكره ابن حبان في الثقات (مص: 116). ¬

_ = عمرو بن دينار: أنه سمع عكرمة يقول: كان ابن عباس يقول {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا ... } ... وهذا إسناد صحيح، وليس بموقوف على عكرمة كما قال الحافظ الهيثمي، وليس فيه ابن إسحاق. وأخرجه أحمد 1/ 221، والبخاري في التفسير (4716) باب: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً} من طريق سفيان، عن عمرو، بالإسناد السابق. ولفظه: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قال: "هي رؤيا عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلَةً أسري به" وهذا لفظ البخاري. وعند أحمد فقط "رآها" بدل "أريها". (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (10) - من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا جمهور بن منصور، حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي: أن عبد الله بن عباس كان يقول: ... وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. وقال الطبراني: "لم يروه عن مجالد إلا ابنه إسماعيل". (¬2) تحرفت في الأصول جميعها إلى "جهور". (¬3) ساقطة من (ظ، ش)، وهي في (م) ولكن ضرب عليها. (¬4) ما بين حاصرتين مستدرك من (ظ، م، ش)، وهو أيضاً على هامش (مص) وكتب إلى جانبه "صح". وانظر ثقات ابن حبان 8/ 167.

251 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: نَظَرَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - إلَى رَبِّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَالَ عِكْرِمَةُ: فَقُلْتُ لابْنِ عَبَّاس: نَظَرَ مُحَمَّدٌ إلَى رَبِّهِ؟. قَالَ: نَعَمْ، جُعِلَ الْكَلاَمُ لِمُوسَى، وَالْخِلَّةُ لإبْرَاهِيم، وَالنَّظَرُ لِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -. رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه حفص بن عمر الْعَدَنِي (¬2) ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (10) - من طريق الهيثم بن خلف، حدثنا يزيد بن عمرو بن البراء العبدي، حدثني حفص بن عمر العدني، حدثنا موسى بن سعيد -أو سعد-، عن محبوب القناد، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف حفص بن عمر العدني، وشيخ موسى بن سعيد ما عرفته. ويزيد بن عمرو ما وجدت له ترجمة. وأخرجه ابن مندة 2/ 761 برقم (762) في الإيمان، والحاكم 1/ 65 و2/ 469 من طريق معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، بالإسناد السابق. ولفظهما: "أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد - صلى الله عليه وسلم -؟ ". وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وأخرجه ابن خزيمة 1/ 484، 485 برقم (276، 277) من طريقين عن عاصم، عن عكرمة، به. وانظر أيضاً "السنة" لابن أبي عاصم 1/ 189 برقم (436). (¬2) العدني -بفتح العين والدال المهملتين، وفى آخرها نون- نسبة إلى بلدة من اليمن ... وانظر الأنساب 8/ 408، واللباب 2/ 328.

42 - (باب في عظمة الله سبحانه وتعالى)

روى ابن أبي حاتم توثيقه عن أبي عبد الله الطِّهْرَانِي (¬1) وقد ضعفه النسائي وغيره. 42 - (باب في عظمة الله سبحانه وتعالى) 252 - عَنْ أَنَس -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "سأَلْتُ جِبْرِيلَ: هَلْ تَرَى رَبَّكَ". قَالَ: إنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سَبْعِينَ حِجَاباً مِنْ نُور لَوْ رأَيْتُ أَدْنَاهَا، لاَحْتَرَقْتُ. رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه قائد الأعمش، قال أبو داود: عنده أحاديث موضوعة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يَهِم. 253 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ. ¬

_ (¬1) الطهراني -بكسر الطاء المهملة، وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها نون- هذه النسبة إلى طِهْران ... وانظر الأنساب 8/ 271 - 275، واللباب 2/ 290 - 291. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (10) - من طريق محمد بن عمرو، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثنا عمي عمرو بن عثمان، حدثنا أبو مسلم قائد الأعمش، عن الأعمش، عن أنس بن مالك ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عبيد الله بن سعيد الجعفي قائد الأعمش. وشيخ الطبراني ما عرفته، وباقي رجاله ثقات. عمرو بن عثمان هو ابن سعيد الجعفي ترجمه البخاري في الكبير 6/ 354 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أيى حاتم في "الجرح والتعديل" =

254 - وَسهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالاَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "دُوَنَ الله سَبْعُونَ أَلْفَ (¬1) حِجَابٍ مِنْ نُوْر وَظُلْمَة مَا تَسْمَعُ (¬2) نَفْسٌ شَيْئاً مِنْ حِسِّ تِلْكَ الْحُجُبِ إلاَّ زَهَقَتْ نَفْسهَا". رواه أبو يعلى (¬3)، والطبراني في الكبير، عن عبد الله بن عمرو، وسهل أيضاً، وفيه موسى بن عبيدة لا يحتج به. 255 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا محَمَّدُ (مص: 117) هَلِ احْتَجَبَ الله -عَزَ وَجَل- عَنْ خَلْقِهِ بِشَيْء غَيْرِ السَّمَاوات وَالأرْضِ؟. ¬

_ = 6/ 249، وقال ابن حبان في الثقات 8/ 484: "ربما خالف". وقال الطبراني: "لم يروه عن الأعمش إلا أبو مسلم". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 14/ 448 برقم (39210) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) ساقطة من (ش). (¬2) في (ظ): "ما سمع". (¬3) في المسند 13/ 520 برقم (7525)، وفي معجم شيوخه برقم (82)، والعقيلي في الضعفاء 3/ 152 وابن أبي عاصم في السنة برقم (788)، والطبراني في الكبير 6/ 148 برقم (5802) من طريق مكي بن إبراهيم، حدثنا موسى بن عبيدة الربذي، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... وعن أبي حازم، عن سهل بن سعد قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". نقول: حديثان بإسناد واحد، وهو ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، ولتمام التخريج انظر مسند الموصلي.

قَالَ: "نَعَمْ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ سَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ نُور، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ نَار، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ ظُلْمَةٍ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ رَفَارِفِ الإسْتَبْرَقِ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ رَفَارِفِ السُّنْدُسِ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ دُرٍّ أَحْمَرَ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ دُرٍّ أَصْفَرَ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ دُرٍّ أَخْضَرَ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ ضِيَاء اسْتَضَاءَها مِنْ ضَوْءِ النَّارِ وَالنُّورِ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ ثَلْج، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ مَاءٍ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ غَمَام، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ بَرَدٍ، وَسَبْعُونَ حِجَاباً مِنْ عَظَمَةِ الله الَّتِي لاَ تُوصَفُ". قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ مُلْكِ الله الَّذِي (¬1) يَلِيهِ. قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصَدَقَتُ فِيمَا أَخْبَرتُكَ يَا يَهُودِيّ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَإنَّ الْمَلَكَ الَّذِي يَلِيهِ إسْرَافِيل، ثُمَّ جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ صَلَى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه عبد المنعم بن إدريس، كذبه أحمد، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث. ¬

_ (¬1) في (ظ): "الملك الذي يليه". (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (10) - من طريق المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا يوسف بن زياد، عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن جده وهب بن منبه، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف جداً، عبد المنعم بن إدريس قال الذهبي في "ميزان =

43 - (باب)

43 - (باب) 256 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إنَّ لله مَلَكاً لَوْ قِيلَ لَهُ: الْتَقِمِ السَّمَاوَاتِ وَالأرَضِينَ السَّبْعَ بِلُقْمَة لَفَعَلَ، تَسْبِيحُهُ، سُبْحَانَكَ حَيْثُ كُنْتَ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والكبير، وقال: تفرد به ¬

_ = الاعتدال" 2/ 668: "مشهور قصاص ليس يعتمد عليه، تركه غير واحد. وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه ... " وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 157: "يضع الحديث على أبيه، وعلى غيره من الثقات، لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه". وانظر كامل ابن عدي 5/ 1974، وتنزيه الشريعة 1/ 137 برقم (12)، ولسان الميزان 4/ 74. وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أسد". وقال الهيثمي في الأوسط -مجمع البحرين- بعد ذلك: "قلت: وعبد المنعم كذاب. وحديثه باطل". ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 80، والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 18 - 19. ومن طريق أبي نعيم ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 117 وقال: "هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمتهم به عبد المنعم. وقد كذبه أحمد، ويحيى، وقال الدارقطني: هو وأبوه متروكان". (¬1) الطبراني في الكبير 11/ 195 برقم (11476). وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (10) - ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 318 - من طريق محمد بن عبد الله بن عرس- عند أبي =

وهب (¬1) بن رزق. قلت: ولم أر من ذكر له ترجمة (مص: 118). 257 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُذِن لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ رِجْلاَهُ في الأرْضِ السُّفْلَى، وَعَلَى قَرْنِهِ الْعَرْشُ، وَبَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ (¬2) وَعَاتِقِهِ خَفَقَانُ الطَّيْرِ سَبْعَ مِئَةِ سَنَةٍ، يَقُولُ ذَلِكَ الْمَلَكُ: سُبْحَانَكَ حَيْثُ كُنْتَ". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، وقال: تفرد به عبد الله بن المنكدر. قلت: هو وأبوه ضعيفان. ¬

_ = نعيم: عريش- المصري، حدثنا وهب بن رزق -في الأوسط: رزيق- أبو هبيرة، حدثنا بشر بن بكر -تحرف في الأوسط إلى: بكير- حدثنا الأوزاعي، حدثني عطاء، عن عبد الله بن عباس ... وشيخ الطبراني وشيخ شيخه ما وجدت لهما ترجمة، وباقي رجاله ثقات. وقال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر، تفرد به وهب". وقال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث الأوزاعي، عن عطاء، لم نكتبه إلا من حديث بشر بن بكر". (¬1) في (ظ): "وهيب". (¬2) في (ظ): "أذينة". (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (10) - من طريق محمد بن داود بن أسلم، حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده محمد بن المنكدر، عن أنس بن مالك ... وهذا إسناد ضعيف. شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، والمنكدر بن محمد لين =

258 - وَعَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَك مِنْ ملاَئِكَةِ الله، مِنْ حَمَلَهَ الْعَرْشِ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِينَ عَاماً". قلت: رواه أبو داود (¬1)، خلا قوله " سَبْعِينَ عَاماً". ¬

_ = الحديث، وباقي رجاله ثقات. عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر أبو القاسم ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 322 وقال: "سئل أبي عنه فقال: ثقة". وعبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر قال العقيلي في الضعفاء 2/ 303: "عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به". ثم ساق له هذا الحديث "إذا أمتي أبت أن يظلم ظالموها ... ". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 508: "فيه جهالة، وأتى بخبر منكر ساقه العقيلي". نقول: إن تضعيف العقيلي له خاص بحديث أورده، وليس عاماً في كل ما روى، وجهل الذهبي لا يضره ما دام عرفه غيره، وقد ذكره ابن حبان في الثقات 8/ 332. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 136 برقم (15155) إلى الطبراني في الأوسط. وانظر أحاديث الباب. (¬1) في السنة (4727) باب: في الجهمية، والبغدادي في "تاريخ بغداد" 10/ 195. من طريق أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله ... وهذا إسناد صحيح وهو في "مشيخة ابن طهمان" ص (72) برقم (21).

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. 259 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَك قَدْ مَرَقَتْ رِجْلاَهُ الأرْضَ السَّابِعَةَ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنْكَبهِ وَهُوَ يَقُولُ: سبْحَانَكَ أَيْنَ كنْتَ وَأَيْنَ تَكُونُ". رواه أبو يعلى (¬2)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (15) - من طريق عبد الله بن العباس الطيالسي، حدثنا أحمد بن حفص، بإسناد أبي داود السابق، وهذا إسناد صحيح. عبد الله بن العباس الطيالسي ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 36 - 37 وبعد أن ذكر عددًا ممن روى عنهم، وآخرين ممن رووا عنه قال: "وكان ثقة". ولتمام التخريج انظر التعليق السابق. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 158 من طريق عبد الله بن خالد الفقية المكي بن عبدان، حدثنا سعيد بن محمد، حدثنا جعفر بن عمر، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عجلان، عن محمد، عن جابر وابن عباس ... وقال أبو نعيم: "غريب من حديث محمد، عن ابن عباس. لم نكتبه إلا من حديث جعفر، عن ابن عجلان. وحديث جابر قد رواه عن محمد غيره". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 136 برقم (15154) إلى أبي داود، والضياء في المختارة. (¬2) في المسند 11/ 496 برقم (6619)، وإسناده صحيح، وهناك استوفينا تخريجه وشرحنا غريبه، وذكرنا ما يشهد له، وسيأتي في الأدب، باب: عجائب المخلوقات.

260 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَاني مَلَكٌ لَمْ ينْزلْ إلَى الأرْضِ قَبْلَهَا قَطُّ بِرِسَالَة مِنْ رَبِّي فَوَضَعَ رِجْلَهُ فَوقَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَرِجْلُهُ في الأرْضِ يُقِلُّهَا". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه صدقة بن عبد الله التنيسي، والأكثر على تضعيفه، وقد وثقه يحيى بن معين، ودحيم. 261 - وَعَن أَبِي سَعَيد الخُدْرِي -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ (مص: 119) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ في السَّمَاءِ مَلَكاً يُقَالُ لَهُ: إسْمَاعِيلُ، عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلٌّ مِنْهُمْ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَك". ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (10 - 11) - من طريق محمد بن الحسن (بن قتيبة)، حدثنا محمد بن أبي السري، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا صدقة بن عبد الله، حدثنا موسى بن عقبة، عن الأعرج، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة، وباقي رجاله ثقات، محمد بن المتوكل بن أبي السري بسطنا القول فيه عند الحديث (209) في "موارد الظمآن". وأخرجه ابن عدي في كامله 4/ 1392 من طريق الوليد بن مسلم، عن صدقة بن عبد الله، بالإسناد السابق. وقال الطبراني: "لم يروه عن موسى إلا صدقة، تفرد به عمرو". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 136 برقم (15153) إلى الطبراني في الأوسط.

رواه الطبراني (¬1) في الصغير، وفيه أبو هارون، واسمه عمارة بن جوين، وهو ضعيف جدًا. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (11) - وفي الصغير 2/ 70 من طريق محمد بن جعفر بن مَلاَّس الدمشقي، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي، حدثنا عبد الله بن شوذب، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري ... وهذا إسناد ضعيف جداً، أبو هارون العبدي عمارة بن جوين متهم بالكذب. وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن شوذب إلا الوليد، ومحمد بن كثير الصنعاني". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 141 برقم (15173) إلى الطبراني في الأوسط.

تم بحمد الله وحسن توفيقه الجزء الأول من كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ويليه الجزء الثاني وأوله: "باب في التفكر في الله تعالى والكلام".

44 - (باب في التفكر في الله تعالى والكلام)

44 - (باب في التفكر في الله تعالى والكلام) 262 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَفَكَّرُوا (¬1) في آلاَءِ اللهِ، وَلاَ تَفَكَّرُوا في الله". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه الوازع بن نافع، وهو متروك. ¬

_ (¬1) لقد حضَّ البارئ على التفكر، وأثنى على المتفكرين. قال تعالى: {إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}. {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]. فالتفكر في الخلق يثمر العلم الباعث على الخشية {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] هذا العلم الذي يكشف سنن الكون وعن آيات الله في الآفاق وفي الأنفس، فيتجلى الحق الدافع إلى التقوى والموصل إلى جنات النعيم. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (11) - وابن عدي في كامله 7/ 2556، والبيهقي في "شعب الإيمان" 1/ 136 برقم (120) عن الوازع بن نافع العقيلي، حدثنا سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر ... وهذا إسناد ضعيف، الوازع بن نافع قال ابن معين: "ليس بثقة". وقال أحمد: "ليس حديثه بشيء". وقال البخاري: "منكر الحديث". وقال النسائي: "متروك الحديث". وقال الطبراني: "لم يروه عن سالم إلا الوازع، تفرد به علي". =

263 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَقُومُ السَّاعةُ حَتَّى يُكْفَرَ (¬1) بِالله جَهْراً، وذَلِكَ عِنْدَ كَلاَمِهِمْ في رَبهِمْ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا إسماعيل بن يحيى التيمي. ¬

_ = ونسبه المتقي في الكنز 3/ 108 برقم (5707) إلى الطبراني في الأوسط. وإلى ابن عدي، والبيهقي في شعب الإيمان. وقال الحافظ العراقي - هامش الإحياء 4/ 424: "ورواه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب من حديث عبد الله بن عمر وقال: هذا إسناد فيه نظر. قلت: فيه الوازع بن نافع متروك". نقول: ولكن يشهد له حديث عبد الله بن سلام عند أبي نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 66 - 67 من طريق الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد الجليل بن عطية، عن شهر، عن عبد الله بن سلام، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" ... وهذا إسناد حسن، عبد الجليل بن عطية بسطنا القول فيه عند الحديث (1478) في موارد الظمآن، وشهر بن حوشب بينا أنه حسن الحديث عند الحديث (6370) في مسند الموصلي. (¬1) في (ظ): "يكفروا". (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (11) - من طريق علي بن سعيد الرازي، حدثنا إسحاق بن زريق الرازي، حدثنا إسماعيل بن يحيى التيمي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف جداً، شيخ الطبراني ضعيف، وإسماعيل بن يحيى التيمي قال الحافظ أبو علي: "إسماعيل بن =

45 - (باب منزلة المؤمن عند ربه)

قلت: ولم أر من ذكر إسماعيل، ولا الذي روى عنه، وهو إسحاق بن رزيق (¬1). قلت: وتأتي أحاديث بمقلوبها. 45 - (باب منزلة المؤمن عند ربه) 264 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ شَيْء أَكرَمَ عَلَى الله -عَزَّ وَجَلَّ- مِنَ الْمُؤْمِنِ". ¬

_ = يحيى بن عبيد الله التيمي كذاب". وقال الدارقطني: "إسماعيل يحدث عن الثقات بما لا يتابع عليه". وقال علي بن عمر الحافظ: "إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله كوفي الأصل، ضعيف متروك الحديث". وقال ابن عدي في الكامل 1/ 302: "ولإسماعيل بن يحيى أحاديث غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه من الأحاديث بواطيل عن الثقات، وعن الضعفاء". وقال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا إسماعيل". وفي هامش "الفردوس بمأثور الخطاب": إسناد هذا الحديث في (زهر الفردوس) 4/ 204 قال الحاكم: حدثنا أبو سعيد بن أبي كثير بن أبي عثمان أبو الحسين زيد بن يحيى بن الحسين، حدثنا علي بن الحسن الأفطس، حدثنا إسماعيل بن يحيى، بالإسناد السابق. وعلي بن الحسن الأفطس متروك الحديث، وقال الحاكم: "كان شيخ عصرنا ببلدنا". وفي الإسناد أكثر من تحريف كما هو ظاهر. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 237 برقم (1187) إلى الحاكم في تاريخه، والطبراني في الأوسط. (¬1) على هامش (مص) ما نصه: "فائدة: قد ذكر المؤلف في (باب: لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب) أن إسماعيل بن يحيى التيمي كان يضع =

رواه الطبراني (¬1) في الصغير (مص: 120)، والأوسط، وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف جدًا. 265 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ نَظَرَ إلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: "قَدْ شَرَّفَكِ الله وَكَرَّمَكِ وَعَظَّمَكِ، وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنْكِ". ¬

_ = الحديث، وأما الراوي عنه إسحاق، فهو ابن زبريق. وهو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، روى عنه البخاري في (كتاب الأدب المفرد)، واختلف في الاحتجاج به". نقول: لقد جاء إسماعيل بن يحيى التيمي في هذا الباب مرتين: الأولى في إسناد الحديث الآتي برقم (411) وقال الهيثمي في الحكم عليه: وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي، كان يضع الحديث". ثم جاء في إسناد الحديث (412) وقال الهيثمي في الحكم عليه: "وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي، وهو وضاع كما تقدم". وليس فيهما ذكر لشيخ إسماعيل: إسحاق بن زريق. والذي نرجحه أن إسحاق هذا هو ابن زريق الرسعني، والله أعلم وانظر "المؤتلف والمختلف" 2/ 1020 - 1021، والأنساب 6/ 119. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (11 - 12) - وفي الصغير 2/ 47 من طريق محمد بن محمد بن عزرة الأهوازي، حدثنا معمر بن سهل، حدثنا عبيد الله بن تمام، عن يونس، عن الوليد أبي بشر، عن بشر بن شغاف، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن تمام قال أبو حاتم: "ليس بقوي، روى أحاديث منكرة". وقال الساجي: "كذاب، يحدث عن يونس بمناكير". وضعفه الدارقطني، وأبو زرعة. وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وقد أقحم =

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 266 - وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ اسْتَقْبَلَهَا بِوَجْهِهِ وَقَالَ: "أَنْتِ حَرَامٌ، مَا أَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! وَأَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ الله مِنْكِ الْمُؤْمِنُ". ¬

_ = في الإسناد "عن أبيه" بعد بشر بن شغاف، وبشر لم نعرف له رواية عن أبيه، ولم نجد في الرواة من اسمه شغاف. والله أعلم. وقد تحرف عند الطبراني في المعجمين "الوليد أبو بشر" إلى "الوليد بن بشر" والوليد هو ابن مسلم أبو بشر. ويونس هو ابن عبيد بن دينار. وقال الطبراني في الصغير: "لم يروه عن يونس إلا عبيد الله، تفرد به معمر". وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 45 من طريق معمر بن سهل الأهوازي، حدثنا عبيد الله بن تمام، عن خالد الحذاء، عن بشر بن شغاف، بالإسناد السابق. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" 1/ 174، 175 برقم (153، 154) من طريقين عن خالد الحذاء، بالإسناد السابق. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 145 برقم (713) إلى الطبراني في الأوسط، ولكن تحرف اسم الصحابي عنده إلى "ابن عمر". (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (12) - من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا خالد، عن عبد الكريم الجزري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد حسن. وقد فصلنا القول في إسناد عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن =

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط وفيه محمد بن محصن (¬2) وهو كذاب يضع الحديث. 267 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّ الْمَلاَئِكَةَ قَالَتْ: يَا رَبَّنَا أَعْطَيْتَ بَنِي آدَمَ الدُّنْيَا يَأْكُلُونَ فِيهَا، وَيَشْرَبُونَ، وَيَلْبَسُونَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَلاَ نَأْكُلُ، وَلاَ نَلْهُو، فَكَمَا جَعَلْتَ لَهُمُ الدُّنْيَا، فَاجْعَلْ لَنَا الآخِرَةَ. فَقَالَ: لاَ أَجْعَلُ صَالِحَ ذُرِّيَةِ مَنْ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ كمَنْ قُلْتُ لَهُ: كُنْ، فَكَانَ". رواه الطبراني في الكبير (¬3)، والأوسط، وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، وهو كذاب متروك، وفي سند الأوسط طلحة بن زيد، وهو كذاب أيضاً. ¬

_ = جده، في مسند الموصلي عند الحديث (5762). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 164 برقم (817) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (12) - من طريق أحمد بن علي الأبار، حدثنا معلل بن نفيل، حدثنا محمد بن محصن، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر ... وهذا إسناد تالف. محمد بن محصن كذبوه، وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج وهو موصوف بالتدليس. وباقى رجاله ثقات. أحمد بن علي هو ابن مسلم الأبار حافظ ثقة، ومعلل بن نفيل ما رأيت فيه جرحاً. وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 201. (¬2) في (ش): "محيصن" وهو تحريف. (¬3) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. وأخرجه في الأوسط -مجمع =

268 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ شَيْء أَكرَمَ عَلَى الله -جَلَّ ذِكْرُهُ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬1) مِنْ بَنِي (¬2) آدَمَ". قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، ولاَ الْمَلاَئِكَةُ؟. قَالَ: "وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ (مص: 121)، إنَّ الْمَلاَئِكَةَ مَجْبُورُونَ (¬3) بِمَنْزِلَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ". رواه الطبراني (¬4) في الكبير، وفيه عبيد الله بن تمام، وهو ضعيف. ¬

_ = البحرين ص (12) - من طريق محمد بن حنيفة الواسطي. أخبرنا أحمد بن محمد بن ماهان، حدثنا أبي، حدثنا طلحة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" قال: ... وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني ضعيف، وطلحة بن زيد متهم، ومحمد بن ماهان جهله أبو حاتم، ووثقه الدارقطني، وابن حبان. وأحمد بن محمد بن ماهان جهله أبو حاتم وما رأيت من وثقه. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 192 برقم (34619) إلى الطبراني في الكبير. وقال الطبراني: "لم يروه عن صفوان إلا طلحة، وأبو غسان محمد بن مطرف". (¬1) ساقطة من (ش). (¬2) في (ش): "ابن". (¬3) في (ظ): "مجبرون". يقال: جبر فلاناً على أمر وأجبره عليه: قهره وأكرهه عليه. (¬4) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 45 من طريق أبي الحسن بن رزقويه، حدثنا محمد بن =

269 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ الله: عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ بَعْضِ مَلاَئِكَتِي". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيها أبو (¬2) المهزم، وهو ¬

_ = أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن آدم، حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري، حدثنا معمر بن سهل الأهوازي، حدثنا عبيد الله بن تمام، عن خالد الحذاء، عن بشر بن شغاف، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... وهذا إسناد ضعيف عبيد الله بن تمام كذبوه، وانظر تعليقنا على الحديث المتقدم برقم (264). وشعب الإيمان برقم (153). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 192 - 193 برقم (34622) إلى الطبراني، وإلى الخطيب في تاريخه. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (12) - وابن عدي في الكامل 7/ 2721 من طريقين: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو المهزم، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد فيه أبو المهزم يزيد بن سفيان روى عنه شعبة ثم تركه، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: متروك. وانظر "ميزان الاعتدال" 4/ 426. وقال ابن عدي: "ولأبي المهزم عن أبي هريرة من الحديث غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه ليس بمحفوظ". وقال الطبراني: "لم يروه عن حماد إلا الوليد، تفرد به هشام". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 145 برقم (712) الى الطبراني في الأوسط. وانظر "شعب الإيمان" 1/ 174 برقم (152). (¬2) في (ش): "ابن" وهو تحريف، وأبو المهزم هو يزيد بن سفيان.

46 - (باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين)

متروك. وهو عند ابن ماجة (¬1) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُؤْمِنُ أَكرَمُ عَلَى الله مِنْ بَعْضِ مَلاَئِكَتِهِ". 270 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: "إنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَضَنُّ بِمَوْتِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدِكمْ بِكَريمَةِ مَالِهِ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَى فِرَاشِهِ". رواه البزار (¬2)، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، ضعفه أحمد وأكثر الناس، ورجحه بعضهم على ابن لهيعة. 46 - (باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين) 271 - عَنْ كَعْبِ (ظ: 12) بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْنِ". ¬

_ (¬1) في الفتن (3947) باب: المسلمون في ذمة الله. من طريق هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو المهزم، عن أبي هريرة، ولفظه "المؤمن أكرم على الله -عز وجل- من بعض ملائكته". وقال البوصيري في الزوائد: "إسناده ضعيف لضعف يزيد بن سفيان أبي المهزم". (¬2) في كشف الأستار 1/ 31 برقم (42) من طريق سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الله بن يزيد (المقرئ)، حدثنا عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال الحافظ ابن حجر: "والحق فيه أنه ضعيف لكثرة روايته المنكرات وهو أمر يعتري الصالحين".

47 - (باب المؤمن غر كريم (مص: 122))

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه معاوية بن يحيى، أحاديثه مناكير. 47 - (باب المؤمن غِرٌّ كريم (مص: 122)) 272 - عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْفَاجِرُ خَبٌّ لَئِيمٌ". ¬

_ (¬1) في الكبير 19/ 82 برقم (165) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن جده كعب بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -": ... وهذا إسناد ضعيف، معاوية بن يحيى الصدفي فصلنا القول فيه عند الحديث (5868) في مسند الموصلي 10/ 265 - 266. وعلى هامش (مص) ما نصه: "وفيه معاوية بن يحيى أحاديثه مناكير" وإلى جانبه: صح. ويشهد له الحديث الذي أخرجه أحمد 5/ 430 من طريق أبي كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن عبد الملك بن أبي بكر -تحرفت عنده إلى: بكير- بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن بعض أصحاب النبي" قال: "يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع، وأفضل الناس مؤمن بين كريمن" ولم يرفعه. وإسناده صحيح، وله حكم المرفوع لأن مثله لا يقال بالرأي والله أعلم. والمراد: المؤمن بين أبوين مؤمنين. وقيل بين أب وابن مؤمنين، وهو مؤمن بين أصل مؤمن، وفرع مؤمن.

48 - (باب في مثل المؤمن)

رواه الطبراني (¬1) في الكبير وفيه يوسف بن السفر، وهو كذاب. 48 - (باب في مثل المؤمن) 273 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْعَطَّارِ إنْ جَالَسْتَهُ نَفَعَكَ، وَإنْ مَاشَيْتَهُ، نَفَعَكَ، وَإنْ شَارَكتَهُ نَفَعَكَ". ¬

_ (¬1) في الكبير 19/ 82 برقم (166)، وابن عدي في الكامل 7/ 2620 من طريقين: حدثنا هشام بن خالد الأزرق، حدثنا يوسف بن السفر، حدثنا الأوزاعي، عن يونس بن يزيد، عن ابن كعب بن مالك، (سماه ابن عدي وقال: عبد الرحمن بن كعب) عن أبيه كعب بن مالك ... وهذا إسناد ضعيف يوسف بن السفر قال أبو زرعة والنسائي: "متروك الحديث". وقال البخاري: "يوسف بن السفر كان يكذب". وانظر الكامل لابن عدي. ويشهد له حديث أبي هريرة وقد خرجناه في مسند الموصلي 10/ 401، 403 برقم (6007، 6008) وإسناده حسن. وأخرج حديث أبي هريرة أيضاً البيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 270 برقم (8115، 8117) من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ... وقال ابن الأثير في النهاية 3/ 354 - 355: "المؤمن غر ... أي ليس بذي نكر، فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضد الخب ... يريد أن المؤمن المحمود من طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كرم وحسن خلق". وقال الطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 202 - 253: "فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد به ما هو -إن شاء الله- فوجدنا الغر في =

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو (¬2) مدلس. ¬

_ = كلام العرب هو الذي لا غائلة ولا باطن له يخالف ظاهره، ومن كان هذا سبيله (سلم المسلمون) من لسانه ويده، وهي صفة المؤمنين. ووجدنا الفاجر ظاهره خلاف باطنه، لأن باطنه هو ما يكره، وظاهره مخالف لذلك كالمنافق الذي يظهر شيئاً غير مكروه منه وهو الإسلام الذي يحمده أهله عليه، ويبطن خلافه وهو الكفر الذي يذمه المسلمون عليه ... " وانظر بقية كلامه إذا أردت. (¬1) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير، وما وجدته في غيره مسنداً لأحكم عليه. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 147 برقم (726) إلى الطبراني في الكبير. وقال المناوي في "فيض القدير" 5/ 511 برقم (8114): "قال الهيثمي: هذا في الصحيح، ورواه البزار أيضاً ورجاله موثقون". وما وجدت هذا الكلام للهيثمي رحمه الله. ويشهد له حديث أنس عند أبي داود في الأدب (4831) باب: من يؤمر أن يجالس، والحاكم 4/ 280 وصححه الحاكم. ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 7/ 274 برقم (4295). ويشهد له حديث أبي موسى الأشعري المتفق عليه، وقد خرجناه في مسند الموصلي 13/ 253 برقم (7270) وعلقنا عليه تعليقًا نسأل الله أن تكون فيه الفائدة. وانظر حديث أبي موسى الآتي في الأدب، باب: الجليس الصالح أيضاً. (¬2) سقطت من (ش).

274 - وَعَن ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ، مَا أَتَاكَ مِنْهَا نَفَعَكَ". قلت: هو في الصحيح (¬1)، خلا قوله: "مَا أَتَاكَ مَنْهَا نَفَعَكَ". رواه البزار (¬2) ورجاله موثقون، وسفيان بن حسين ضعيف فيما رواه عن الزهري، ولم يرو هذا عن الزهري. قلت: وتأتي أحاديث في مثل المؤمن مثل الخامة وغير ذلك، بعضها في المرض وثوابه في الجنائز، وبَعْضُها في الأدب. ¬

_ (¬1) عند البخاري في العلم (61) باب: قول المحدث: حدثنا، أو أخبرنا، وأنبأنا وأطرافه، ومسلم في المنافقين (2811) باب: مثل المؤمن مثل النخلة. وقد استوفيت تخريجه في صحيح ابن حبان برقم (243). (¬2) في كشف الأستار 1/ 31 برقم (43) من طريق حميد بن مسعدة، حدثنا حصين بن نمير، حدثنا سفيان بن حسين، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر ... وهذا إسناد صحيح، حصين بن نمير فصلنا الكلام فيه عند الحديث (913) في "موارد الظمآن". وقال البزار: "سفيان ثقة واسطي، روى عنه شعبة، وحصين، ويزيد بن هارون، وجماعة. روى عن الحسن، ومحمد بن المنكدر". ونسبه المناوي في فيض القدير 5/ 511 برقم (8145) إلى الطبراني في الكبير، والبزار، وقال: "قال ابن حجر في المختصر: وإسناده صحيح". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 147: "وروى البزار =

49 - (باب إن الله لا ينام (مص: 123))

49 - (باب إن الله لا ينام (مص: 123)) 275 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَحْكِي (¬1) مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: "وَقَعَ في نَفسِهِ. هَلْ يَنَامُ الله -عَزَّ وَجَل-؟ فَأَرْسَلَ الله إلَيْهِ (¬2) مَلَكاً، فَأَرَّقَهُ ثَلاَثاً، ثُمَّ أَعْطَاهُ قَارُورَتَيْنِ في كُلِّ يَدٍ قَارُورَةٌ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِمَا. قَالَ: فَجَعَلَ يَنَامُ وَتَكَادُ يَدَاهُ تَلْتَقِيَانِ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ فَتُحْبَسُ إحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى حَتَّى نَامَ نَوْمَةً، فَاصْطَفَقَتْ يَدَاهُ، فَانْكَسَرَتِ الْقَارُورَتَانِ. قَالَ: فَضَرَبَ الله لَهُ مَثَلَهُ: إنَّ الله -عَزَّ وَجَل- لَوْ كَانَ (¬3) يَنَامُ لَمْ تَسْتَمْسِكِ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ". ¬

_ = أيضاً من طريق سفيان بن حسين ... " وذكر هذا الحديث، بهذا الإسناد ثم قال: "هكذا أورده مختصراً، وإسناده صحيح". وقال القرطبي: "فوقع التشبيه بينهما من جهة أن أصل دين المسلم ثابت، وأن ما يصدر عنه من العلوم والخير قوت للأرواح مستطاب، وأنه لا يزال مستوراً بدينه، وأنه ينتفع بكل ما يصدر عنه حياً وميتاً". وانظر أيضاً "شعب الإيمان" 5/ 58 فقد أورد حديث ابن عمرو ... (¬1) يقال: حكيت فلاناً وحاكيته: فعلت مثل فعله، أو قلت مثل قوله. (¬2) في (ظ): "له". (¬3) سقطت من (ش).

50 - (باب)

رواه أبو يعلى (¬1)، وفيه أمية بن شبل، ذكره الذهبي في الميزان، ولم يذكر أن أحداً ضعفه، وإنما ذكر له هذا الحديث وضعفه به والله أعلم. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات. 50 - (باب) 276 - عَنْ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: ادْعُ اللهَ أَنْ يُدْخِلَنِيَ الْجَنَّةَ. فَعَظَّمَ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقَالَ: "إنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّماوَاتِ وَالأرْضَ، وإنَّ لَهُ أَطِيطاً (¬2) كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ إذَا رُكِبَ مِنْ ثِقَلِهِ". رواه البزار (¬3) ¬

_ (¬1) في المسند 12/ 21 برقم (6669) ورجاله ثقات، ولكن علقنا عليه تعليقاً ينبغي الرجوع إليه. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 371 برقم (29852) إلى أبي يعلى وقال: "وضعفه. ورواه عبد الرزاق في تفسيره عن عكرمة موقوفاً". (¬2) الأطيط: صوت الأقتاب التي توضع على ظهور الجمال. وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها. (¬3) في كشف الأستار 1/ 29 برقم (39)، وابن أبي عاصم في السنة برقم (574). والطبري في التفسير 3/ 11 من طرق، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر ... وهذا إسناد جيد، عبد الله بن خليفة الهمداني ترجمه البخاري في الكبير 5/ 80 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 45 وقد روى عن أكثر من واحد، ووثقه ابن حبان 5/ 28، وقال الحافظ في التقريب: "مقبول". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 414: "تابعي مخضرم، ... ذكره ابن حبان في الثقات، وصحح الضياء حديثهُ في المختارة، وأورد له ابن ماجه ... لا يكاد يعرف". وقال البزار: "وهذا لا نعلم أحداً من الصحابة رفعه إلا عمر. وقد وقفه الثوري على عمر. وعبد الله بن خليفة لم يرو عنه إلا أبو إسحاق، وقد روي عن جبير بن مطعم بغير لفظه". نقول: إن وقفه لا يضر طالما أن من رفعه ثقة، وعبد الله بن خليفة روى عن أبو إسحاق، وروى عن يونس بن أبي إسحاق أيضاً. وأخرجه الطبري في التفسير 3/ 10، 11 من طريق عبيد الله بن موسى، ويحيى بن أبي بكر، وأبي أحمد، جميعهم عن إسرائيل، بالإسناد السابق. وقال ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/ 244 - 245: "وقد روى إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة - أظنه عن عمر ... وقد رواه وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة مرسلاً ليس فيه ذكر عمر لا بيقين ولا بظن، وليس هذا الخبر من شرطنا لأنه غير متصل الإسناد". نقول: لكن الذين رفعوه كثر وهم ثقات. فإرساله ليس بعلة. وذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 20 - 21 ثم قال: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وإسناده مضطرب جداً، وعبد الله بن خليفة ليس من الصحابة ... وتارة يرويه ابن خليفة عن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتارة يقفه على عمر، وتارة يوقف على ابن خليفة ... ". =

ورجاله رجال الصحيح (¬1). 277 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "يَأخُذُ الجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضَهُ بِيَدهِ -وَقَبَضَ يَدَهُ وَجَعَلَ يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا- ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟. أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ". قَالَ: وَيمِيلُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى نَظَرْتُ (مص: 124) إلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْء مِنْهُ حَتَّى إنِّي لَأقُولُ أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟. ¬

_ = وقال ابن كثير في التفسير 1/ 550 - 551: "وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده: حدثنا زهير، حدثنا ابن أبي بكر، حدثنا إسرائيل ... " وذكر الحديث ثم قال: "وقد رواه الحافظ البزار في مسنده المشهور، وعبد بن حميد، وابن جرير في تفسيريهما، والطبراني، وابن أبي عاصم في كتابي السنة لهما، والحافظ الضياء في كتابه المختار من حديث أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن خليفة، وليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر. ثم منهم من يرويه عنه، عن عمر موقوفاً. ومنهم من يرويه عنه مرسلاً، ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة، ومنهم من يحذفها ... وعندي في صحته نظر، والله أعلم". نقول: إن الاضطراب لا يكون إلا إذا روي الحديث من طرق متساوية، أما إذا رجحت إحدى الطرق فإن الحكم للراجحة كما قرر أساطين هذا الفن. (¬1) على هامش (مص) ما نصه: "فائدة: بل فيه عبد الله بن خليفة وهو مجهول". كذا قال، وانظر التعليق السابق.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وقال: هكذا رواه يحيى بن بكير فقال: عن عبد الله بن عمرو. وقال غيره: عن عبد الله بن عمر، ورجاله رجال الصحيح. 278 - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَطْوِي الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- السَّمَاوَاتِ فَيَأْخُذُهُنَّ بِيَمِينِهِ، وَيَطْوِي الأرْضَ فَيَأْخُذُهَا بِيَدِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْمُلُوكُ؟ ". قَالَ عمَرُ (¬2) بْنُ حَمْزَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عِكْرِمَةَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ سَالِمٍ هذَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قلت: رواه البزار هكذا (¬3)، ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وقال ابن كثير في التفسير 6/ 108: "ورواه الإمام الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- وقال: صحيح". وانظر التعليقين التاليين. (¬2) في (ظ): "عمير" وهو خطأ. (¬3) في كشف الأستار 1/ 30 برقم (41) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري. حدثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف، عمر بن حمزة بسطنا القول فيه عند الحديث (5522) في مسند الموصلي. وقال البزار: "قلت: أخرجته لمرسل عكرمة. وأيضاً حديث ابن عمر في الصحيح بغير هذا السياق، والله أعلم". وانظر التعليق التالي.

وحديث ابن عمر (¬1) في الصحيح بغير سياقه، ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في صفات المنافقين (2788) باب: صفة القيامة والجنة والنار، وأبو داود في السنة (4732) باب: في الرد على الجهمية، وأبو يعلى في المسند 9/ 410 - 411 برقم (5558)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص (323) من طرق حدثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، بالإسناد السابق. وأخرجه مسلم (2788) (26)، والطبري في التفسير 24/ 27، والطبراني في الكبير 12/ 355 برقم (13327)، وابن ماجة في الزهد (4275) باب: ذكر البعث، من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبى (سلمة بن دينار)، عن عبيد الله بن مقسم، أنه سمع عبد الله بن عمر ... وأخرجه الطبراني في الكبير أيضاً برقم (13437)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 277 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عمر ... وقال أبو نعيم: "هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه. واختلف على عبد العزيز فيه على ثلاثة أقاويل: فقال القعنبي: عن عبيد بن عمير، عن ابن عمر. وقال يحيى بن بكير: عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. والصحيح ما اختاره مسلم: عن عبد العزيز، عن أبيه، عن عبيد الله بن مقسم، عن عبد الله بن عمر. وتابع عَبْدَ العزيز يعقوبُ بن عبد الرحمن القاريّ، عن أبي حازم. عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر. روى مسلم حديثهما في صحيحه عن سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب، عن =

279 - وَعَنْ نُعَيْمَ بْن هَمَّارٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمنِ (¬1) يَرْفَعُ أَقوَاماً وَيَضَعَ آخَرِينَ". رواه البزار (¬2)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = أبي حازم". وأخرجه أحمد 2/ 72 - وأورده من طريق أحمد هذه ابن كثير في التفسير 6/ 108 - من طريق عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم أنه سمع ابن عمر ... ولتمام التخريج، والإطلاع على التعليق عليه انظر مسند الموصلي. وتفسير ابن كثير 6/ 107 - 109. وسيأتي في البعث، باب: طي السماء ... (¬1) في أصل (ظ)، وفي (ش): "الحق" ولكن أشير فوقها نحو الهامش في (ظ) حيث استدركت "الرحمن". (¬2) في كشف الأستار 1/ 30 برقم (40) من طريقين: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس، عن نعيم بن هَمَّار ... وهذا إسناد صحيح. وأبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وابو إدريس هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني. ونسبه المتقي في الكنز 14/ 381 برقم (39018) إلى البزار. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 407 من طريق محمد بن أحمد بن رزق. حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر بن مروان، حدثنا أبو أيوب الطيالسي، حدثنا روح بن حاتم البزار، حدثنا إسماعيل بن عياش. حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بسر بن =

280 - وَعنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إنَّ الله يَضْحَكُ مِنْ يَأْسِ عِبَادِهِ وَقُنُوطِهِمْ وَقُرْبِ الرَّحْمَةِ مِنْهُمْ". فَقُلْت: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، أَوَ يَضْحَكُ رَبُّنَا؟. قَالَ: "نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُ لَيَضْحَكُ". قُلْتُ: فَلاَ يُعْدِمُنَا خَيْراً إِذَا ضَحِكَ. رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه خارجة بن مصعب، وهو متروك الحديث. ¬

_ = عبيد الله الخولاني، بالإسناد السابق، ولكن الصحابي عنده: النواسي بن سمعان، وفيه زيادة ليست في حديثنا. نقول: هذا إسناد لين، أحمد بن بشر الطيالسي لينه الدارقطني، وقال ابن حجر في "لسان الميزان" 1/ 140: "وكان قليل العلم بالحديث، ولم يطعن فيه بالسماع". ومحمد بن أحمد بن رزق ذكره الخطيب في تاريخه 1/ 302 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وباقي رجاله ثقات، موسى بن إبراهيم بن النضر قال الخطيب في تاريخه 13/ 63: "ما علمت من حاله إلا خيراً". وروح بن حاتم فصلنا القول فيه عند الحديث (2148) في "موارد الظمآن". فإنه لا يعل به الحديث الأول، وهو شاهد له، والله أعلم. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (11) - والبغدادي في "تاريخ بغداد" 13/ 44 من طريقين: حدثنا سلم بن سالم البلخي، حدثنا خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عائشة ... وهذا إسناد فيه خارجة بن مصعب وهو متروك، وفيه سلم بن سالم البلخي، قال أحمد بن حنبل: "ليس بذاك في الحديث". وقال ابن =

281 - وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 125) يَقُولُ: "إنَّ الله تَعَالَى لاَ يُغْلَبُ، وَلاَ يُخْلَبُ (¬1)، وَلاَ يُنَبَّأُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه يزيد بن يوسف الصنعاني وهو ضعيف متروك الحديث. ¬

_ = معين في التاريخ -رواية الدوري- 4/ 356 برقم (4756): "بلخي، ليس بشيء". وقال أبو حاتم -"الجرح والتعديل" 4/ 267 - : "سلم بن سالم ضعيف الحديث" وترك حديثه. وقال أبو زرعة: "لا يكتب حديثه، كان مرجئاً، وكان لا -وأومأ بيده إلى فمه- يعني: لا يصدق". وقال الجوزجاني: "سَلْمٌ غير ثقة". وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 344: "منكر الحديث، يقلب الأخبار ... كان ابن المبارك يكذبه". وانظر تاريخ بغداد 9/ 140 - 145، وكامل ابن عدي 3/ 1173 - 1174. وقال الطبراني: "لم يروه عن زيد إلا خارجة، تفرد به سلم". وقد تحرف فيه "سلم" إلى "مسلم". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 236 برقم (1184) إلى الخطيب. (¬1) يخلب: يخدع، قال ابن فارس في مقاييس اللغة 2/ 205: "الخاء، واللام، والباء أصول ثلاثة: أحدها إمالة الشيء إلى نفسك، والآخر شيء يشمل شيئاً، والثالث فساد في الشيء ... ". (¬2) في الكبير 19/ 369 - 370 برقم (868) من طريق أحمد بن محمد بن صعصعة البغدادي، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا يزيد بن يوسف الصنعاني، عن ثابت بن ثوبان، عن أبي عبد رب قال: سمعت معاوية ... وهذا إسناد ضعيف فيه يزيد بن يوسف تركه كثيرون، وقد =

282 - وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "رَبَّنَا سَمِيعٌ بَصِيرٌ". وَأَشارَ إلَى عَيْنَيْهِ. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وله طرق تأتي في سورة النور، وفي إسناده ابن لهيعة. ¬

_ = فصلنا القول فيه في مسند الموصلي 13/ 472 عند الحديث (7487). وشيخ الطبراني ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 36 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وباقي رجاله ثقات. وأبو عبد رب بسطنا القول فيه عند الحديث (7361) في مسند الموصلي. وأخرجه أيضاً أبو يعلى في المسند 13/ 371 برقم (7381) وإسناده ضعيف. وفيه زيادة، وقد استوفينا تخريجه هناك. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 162 من طريق محمد بن عبدوس بن كامل، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، بالإسناد السابق. وسيأتي أيضاً في العلم من طريق أبي يعلى، باب: فيمن لم يطلب العلم برقم (871). ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في مسند الشاميين برقم (275، 427). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 546 برقم (7827)، و10/ 363 برقم (29826) إلى الطبراني في الكبير. وقال أبو نعيم: "تفرد به ثابت، عن أبي عبد رب". (¬1) في الكبير 17/ 282 برقم (775) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني أبي، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر ... وهذا إسناد فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وأخرج أيضاً بنحوه الطبراني برقم (776) من طريق سعيد بن أبي =

283 - وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى؟. قَالَ: "أَوَمَا مَرَرْتَ بِوَادِي قَوْمِكَ مَحْلاً، ثُمَّ تَمُرُّ بِهِ خَضِرًا، ثُمَّ تَمُرُّ بِهِ مَحْلاً، ثُمَّ تَمُرُّ بِهِ خَضِرًا؟. كذِلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى" (¬1). رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون. 284 - وَعنِ ابْن مَسْعُود (¬2) -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: "إنَّ رَبَّكُمْ تَعَالَى لَيْسَ عَنْدَهُ لَيْل وَلا نَهَارٌ، نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مِنْ نُورِ ¬

_ = مريم، أخبرنا ابن لهيعة، بالإسناد السابق. وقال السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 62: "وأخرج أبو عبيد في فضائله، والطبراني بسند حسن عن عقبة بن عامر ... " وذكر هذا الحديث. (¬1) أخرجه الطيالسي 2/ 225 برقم (2795)، وأحمد 4/ 11، والطبراني في الكبير 19/ 208 من طرق: حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس -عند أحمد: حدس- عن عمه أبي رزين العقيلي ... وهذا إسناد جيد، وكيع بن عدس فصلنا القول فيه عند الحديث (30) في "موارد الظمآن". وصحح الحاكم حديثه 4/ 390، ووافقه الذهبي. وأخرجه نعيم بن حماد في زياداته على الزهد لابن المبارك ص (30 - 31) برقم (121) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن موسى، عن أبي رزين العقيلي ... وهذا إسناد منقطع، سليمان بن موسى الأشدق لم يسمع أبا رزين والله أعلم. (¬2) وفي (مص): "أبي مسعود" وهو خطأ.

وَجْهِهِ، وَإنَّ مِقْدَارَ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ عِنْدَهُ ثِنْتَا (¬1) عَشْرَةَ سَاعَةً، وَتُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُكُمْ بِاَلَأمْسِ أَوَّلَ النَّهَارِ الْيَوْمَ، فَيَنْظُرُ فِيهَا ثَلاَثَ سَاعَاتٍ فَيَطَّلِعُ فِيهَا عَلَى مَا يَكْرَهُ، فَيُغْضِبُهُ ذَلِكَ، فَأَوَّلُ مَنْ يَعْلَمُ غَضَبَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ [يَجِدُونَهُ ثَقُلَ عَلَيْهِمْ، فَتَسْجُدُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَسُرَادِقَاتُ الْعَرْشِ] (¬2)، وَالْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ، وَسَائِرُ الْمَلاَئِكَةِ، ثُمَّ يَنْفُخُ جِبْرِيلُ بِالْقَرْنِ فَلاَ يَبْقَى شَيءٌ إلاَّ سَمِعَ صَوْتَهُ فَيُسَبِّحُونَ الرَّحْمَنَ -عَزَّ وَجَلَّ- ثَلاَثَ سَاعَات، فَذَلِكَ قَوْلُهُ في كَتَابِهِ: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران: 6] {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ (مص: 126) يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49، 50] فَتِلْكَ تِسْعُ سَاعَاتٍ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالأرْزَاقِ فَيَنْظُرُ فِيهَا ثَلاَثَ سَاعَاتٍ، فَذَلِكَ قُوْلَهُ: {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الشورى: 12]، {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29]، قَالَ: هذَا (¬3) مِنْ شَأْنِكُمْ وَشَأْنِ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ". رواه الطبراني (¬4) في الكبير، وفيه أبو عبد السلام قال أبو حاتم ¬

_ (¬1) في (ظ): "باثني". (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ش). (¬3) ساقطة من (ش). (¬4) في الكبير 9/ 200 برقم (8886) من طريق بشر بن موسى، حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عبد السلام، عن عبد الله بن مكرز -أو عبيد الله بن مكرز- قال: قال عبد =

مجهول وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وعبد الله بن مكرز (¬1) -أو عبيد الله- على الشك، [لم أر من ذكره] (¬2). ¬

_ = الله بن مسعود ... موقوفاً. نقول هذا إسناد خطأ، صوابه "حماد بن سلمة، عن أبي عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مكرز قال: قال عبد الله بن مسعود ... ". وهذا إسناد رجاله ثقات غير أنه منقطع، أبو عبد السلام هو الزبير، ترجمه البخاري في الكبير 3/ 413 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 584، وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 333. وأيوب بن عبد الله بن مكرز ترجمه البخاري في الكبير 1/ 419 وقال: "روى عنه الزبير أبو عبد السلام، ويقال إنه مرسل". كما ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 251 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في الثقات 4/ 26، وصحح الحاكم 2/ 85 حديثه، ووافقه الذهبي. وقال الذهبي في المغني 1/ 97: "تابعي، قديم، لا يعرف. قال ابن عدي: له حديث ولا يتابع عليه". نقول: جهل الذهبي له لا يضره، وأما ما نقله عن ابن عدي فلم نجده في كامله، والله أعلم. وقد قال حماد بن سلمة: "أخبرنا الزبير أبو عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مكرز، ولم يسمعه منه" فعلة الحديث الانقطاع والله أعلم. (¬1) هكذا جاءت في جميع الأصول، وانظر التعليق السابق. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ش).

285 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا هذِهِ؟ ". قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "العَنَانُ (¬1) وَرَوَايَا الأرْضِ يَسُوقُهُ الله إلَى مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَلاَ يَدْعُونَهُ أَتَدْرُونَ مَا هذِهِ فَوْقَكُمْ؟ ". قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: "الرَّقِيعُ (¬2) مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسقْفٌ مَحْفوظٌ. أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ ". قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "مَسْيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ". ¬

_ (¬1) العنان -بفتح العين المهملة-: السحاب. وعنان السماء: ما يبدو لك منها إذا نظرت إليها. والعنان من كل شيء: ناحيته. وفي (ش): "العباب" وهو تحريف. (¬2) الرقيع: السماء، والجمع أرقعة. وقيل: الرقيع: اسم سماء الدنيا، فأعطى كل سماء اسمها.

ثُمَّ قَالَ: "أَتَدْرونَ مَا الَّتِي فَوْقَهَا؟ ". قُلْنَا، الله وَرَسُولُهُ أَعْلَم. قَالَ: "سَمَاءٌ أُخْرَى، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ (¬1) ". قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَم. قَالَ: "مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ". حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاواتٍ، ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟ ". قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "الْعَرْشُ. تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ؟ ". قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ". ثُمَّ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هذِهِ تَحْتَكُمْ؟ ". قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (مص: 127). قَالَ: "أَرْضٌ، أَتَدْرُونَ مَا تَحْتَهَا؟ ". قُلْنَا: الله أَعْلَمُ. قَالَ: "أَرْضٌ أُخْرَى، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنهُمَا؟ ". قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "مَسِيرَةُ سَبْعِ مِئَةِ عَامٍ"، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضينَ، ثمَّ ¬

_ (¬1) في (ظ): "كم بينها".

قَالَ: "وَايْمُ الله لَوْ دَلَّيتُمْ بِحَبْلٍ لَهَبَطَ"، ثُمَّ قَرَأَ {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. قُلْتُ: رواه الترمذي (¬1) غير أنه ذكر: بين كلَّ أرض وأرض خمس مئة عام، وهنا سبع مئة عام، وعنده أيضاً "لَوْ دَلَّيْتمْ بِحَبْلٍ لَهبَطَ عَلَى الله"، وهنا لم يذكر الجلالة. رواه أحمد (¬2)، وفيه الحكم بن عبد الملك، وهو متروك الحديث. ¬

_ (¬1) في التفسير (3294) باب: ومن سورة الحديد، من طريق عبد بن حميد وغيره قالوا: أخبرنا يونس بن محمد. أخبرنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة قال: حدث الحسن، عن أبي هريرة ... وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه. ويروى عن أيوب، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة". وقد بسطنا الكلام في أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة عند الحديث (5849) في مسند الموصلي. وقد ذكر ابن كثير هذا الحديث في التفسير 6/ 545 - 546 ونقل ما قاله الترمذي. وانظر بقية كلامه هناك. (¬2) في المسند 2/ 370 من طريق سريج قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة وهذا إسناد فيه الحكم وهو ضعيف، وهو منقطع أيضاً، الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وانظر التعليق السابق. وقال السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 170: "أخرج أحمد، وعبد بن حميد، والترمذي، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي، =

51 - (باب من سرته حسنته فهو مؤمن)

286 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعَودٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: "مَا بَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا، وَالَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سمَاءَيْنِ خَمْسُ مِئَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْكُرْسِيِّ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَالْسَّمَاءِ خَمْسُ مِئَةِ عَامٍ، وَالْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ، وَالله جَلَّ ذِكْرُهُ عَلَى الْعَرْشِ (¬1) يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدم بقية هذا في باب التفكر في الله. 51 - (باب من سَرَّته حسنته فهو مؤمن) 287 - عَن أَبِي مُوسَى -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ عَمِل حَسَنَةً، فَسُرَّ بِهَا وَعمِلَ سَيِّئَةً فَسَاءَتْه، فَهُو مُؤْمِنٌ" (¬3). ¬

_ = وأبو الشيخ في العظمة، عن أبي هريرة ... " وذكر هذا الحديث. وانظر "كنز العمال" 6/ 148 - 149 برقم (5190). (¬1) في (ظ) زيادة "العظيم" وصفاً للعرش، وليس فيها "يعلم". (¬2) في الكبير 9/ 228 برقم (8987) من طريق زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود ... موقوفاً عليه. وإسناده حسن إلى ابن مسعود. ملاحظة: على هامش (م) ما نصه: "قال الحافظ شمس الدين السخاوي: قد رواه الطبراني من وجهته أيضاً". (¬3) أخرجه أحمد 4/ 398، والبزار 1/ 59 برقم (79)، والحاكم 1/ 13، 54 والبيهقي في "شعب الإيمان" 5/ 371 برقم (6993) =

رواه أحمد (مص: 128)، والبزار، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. ما خلا المطلب بن عبد الله فإنه ثقة ولكنه يدلس، ولم يسمع من أبي موسى، فهو منقطع. 288 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا الإيمَانُ؟. قَالَ: "إذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ" (¬1). ¬

_ = من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبي موسى ... وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. نقول: المطلب بن عبد الله ليس من رجال أي من الشيخين، فليس الحديث على شرطهما، ولا على شرط أي منهما والله أعلم. والإسناد ضعيف لانقطاعه، المطلب لم يسمع من أبي موسى. وأخرجه عبد بن حميد برقم (559) من طريق خالد بن مخلد، حدثني سليمان بن بلال، حدثني عمرو بن أبي عمرو، بالإسناد السابق. ولكن يشهد له ولأحاديث الباب أيضاً حديث عمر وقد استوفينا تخريجه في "موارد الظمآن" برقم (2282). وانظر كنز العمال 1/ 144، 161 برقم (700، 806) حيث نسبه إلا أحمد، والطبراني في الكبير. نقول: حديثنا هذا في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. (¬1) إسناده صحيح، ويحيى بن أبي كثير في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين، وقد تساهل كثير من الحفاظ في تدليس هذه الطبقة لأمانتهم أولاً، ولقلة تدليسهم ثانياً. وقد خرج أصحاب الصحيح ليحيى بالعنعنة والله أعلم. =

رواه الطبراني في الكبير. وله في الأوسط (¬1) أيضاً قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: مَا الإثْمُ يَا رَسُولَ الله؟. قَالَ: "مَا حَكَّ في صَدْرِكَ فَدَعْهُ". قَالَ: فَمَا الإيمَانُ؟ قَالَ: "مَنْ سَاءَتْةُ سَيِّئَتُهُ وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ". ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه يحيى بن أبي كثير، وهو مدلس، وإن كان من رجال الصحيح. 289 - وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِن". رواه الطبراني في الأوسط (¬2)، وفيه موسى بن عبيدة، وهو هالك في الضعف. ¬

_ = وأخرجه ابن حبان في صحيحه برقم (106) بتحقيقنا، والبيهقي في "شعب الإيمان" برقم (6990، 6991) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي أمامة؟ ... والحديث استوفينا تخريجه وجمعنا طرقه في "موارد الظمآن" 1/ 207 برقم (103). وفي صحيح ابن حبان برقم (106) نشر مؤسسة الرسالة. وانظر مقدمة الموارد، والمستدرك 1/ 14، و2/ 13. (¬1) في (ظ، م، ش) زيادة "عن أبي أمامة". ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في الأوسط، نسخة أحمد الثالث (16/ 1 - 2). وانظر التعليق السابق. (¬2) وما وجدته في "مجمع البحرين" في مظانة. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 160 برقم (803) إلى الطبراني في الكبير، وإلى الحاكم، وما وجدته في أي منهما.

52 - (باب في النصيحة)

52 - (باب في النصيحة) 290 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "قَالَ الله -عَزَّ وَجَلَّ-: أَحَبُّ مَا يَعْبُدُنِي بِهِ عَبْدِي إلَيَّ النُّصْحُ لِي". رواه أحمد (¬1)، وفيه عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، وكلاهما ضعيف. 291 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ". قَالُوا: لِمَنْ؟ قَالَ "لله وَلِرَسُولِهِ وَلَأئِمَّة الْمُؤْمِنِينَ" (¬2). ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 254 من طريق علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة ... وهو في "الزهد" لابن المبارك ص (67 - 68) برقم (204). وإسناده ضعيف، علي بن يزيد الألهاني بسطنا القول فيه في "معجم شيوخ أبي يعلى" برقم (145). وعبيد الله بن زحر ضعيف أيضاً وقد فصلنا فيه الكلام عند الحديث (2078) في "موارد الظمآن". وانظر أيضاً الحديث (145) في معجم شيوخ أبي يعلى. ونسب هذا الحديث المتقي الهندي في الكنز 3/ 412 برقم (7199) إلى أحمد. وانظر أحاديث الباب. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 108 برقم (11198) من طريق الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا أبو أمية عمرو بن هشام الحراني، =

رواه أحمد، والبزار، والطبراني في (مص: 129) الكبير، وقال: "وَلأئِمَّةِ الْمُسْلمِينَ وَعَامَّتهمْ". قال أحمد: عن عمرو بن دينار: أخبرني من سمع ابن عباس. وقال الطبراني: عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فمقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو، وابن عباس، ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد ضعفه أحمد وقال: أحاديثه مناكير. ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ولفظ أبي يعلى "قَالُوا: لِمَن يَا رَسولَ الله؟. قَالَ: لِكِتَابِ الله، وَلِنَبيِّهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ" (¬1). ¬

_ = حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس ... وهذا إسناد حسن. وهو في مسند الموصلي 4/ 259 برقم (2372) وإسناده صحيح، وهناك خرجناه، وذكرنا ما يشهد له، وعلقنا عليه، فارجع إليه إذا شئت. وانظر أيضاً كنز العمال 3/ 412 برقم (7197) والتاريخ الكبير 6/ 460. ويشهد له حديث تميم الداري، وهو عند مسلم في الإيمان (55) باب: بيان أن الدين النصيحة، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي برقم (7164) وعلقنا عليه تعليقاً ما أحسن الرجوع إليه. (¬1) على هامش (م) ما نصه: "وكذا البزار. قاله الحافظ السخاوي رحمه الله".

292 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَرَنِي جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بِالنُّصْحِ". رواه أبو يعلى (¬1)، وفيه الحسن بن علي الهاشمي، وهو ضعيف. 293 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ". رواه البزار (¬2)، ورجاله رجال الصحيح. 294 - وَعَنْ ثَوْبَانَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "رَأَسُ الدِّينِ النَّصيحَةُ". قَالُوا (¬3): لِمَنْ يَا رَسُولَ الله؟. قَالَ: ¬

_ (¬1) في المسند 11/ 238 برقم (6356)، وإسناده ضعيف، وهناك تم تخريجه. (¬2) في كشف الأستار 1/ 50 برقم (62)، والدارمي في الرقائق 2/ 311 باب: الدين النصيحة، من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم. ونافع، عن ابن عمر ... وهذا إسناد حسن. وقال البزار: "وهذا لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحداً جمع بين زيد، ونافع إلا جعفر بن عون، عن هشام". وقال البخاري في الكبير 6/ 461: "وقال هشام بن سعد ... " بالإسناد السابق، وليس فيه "نافع". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 412 برقم (7196) إلى البزار. (¬3) في (ظ، م، ش): "فقالوا".

"لله -عَزَّ وَجَلَّ (¬1) - وَلأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه أيوب بن سويد، وهو ضعيف لا يُحتجَّ به. 295 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ- رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُصْبحْ وَيُمْسِي نَاصِحاً لله وَلِرَسُولِهِ وَلِكَتابِهِ، وَلإمَامِهِ، وَلِعَامَّةِ الْمُسْلِمينَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، والصغير، وفيه عبد الله بن جعفر الرازي، ضعفه محمد بن حميد، ووثقه أبو حاتم وأبو زرعة، وابن حبان. ¬

_ (¬1) في (ظ): "لنبيه" وفي (م، ش): "لدينه". (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (13) -، والبخاري في الكبير 2/ 10 من طريقين، عن أيوب بن سويد، عن أمية بن يزيد، عن أبي المصبح المقرائي، عن ثوبان ... وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن سويد، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (297) في موارد الظمآن. وباقي رجاله ثقات. أمية بن يزيد القرشي ترجمه البخاري في الكبير 2/ 10 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 302 وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 70 - 71. وقال الطبراني: "لم يرو عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرد به أيوب". (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (13) -، وفي الصغير 2/ 50 من =

296 - وَعَنْ (مص: 130) جَرِيرِ بْن عَبْدِ الله الْبَجلِيّ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ رَجَعْتُ فَدَعَانِي فَقَالَ: "لاَ أَقْبَلُ مِنْكَ حَتَّى تبَايعَ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ". فَبَايَعْتُهُ. قلت: له حديث في الصحيح (¬1) غير هذا. رَوَاهُ الطبراني (¬2) في الصغير، وإسناده حسن. ¬

_ = طريق محمد بن شعيب الأصبهاني، حدثنا أحمد بن إبراهيم الزمعي، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية، عن حذيفة ... وهذا إسناد ضعيف، محمد بن شعيب يروي عن الرازيين بغرائب، وعبد الله بن أبي جعفر الرازي. قال ابن حبان في الثقات 8/ 335: "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه". ومن طريق الطبراني السابقة أخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 252. وقال الطبراني: "لم يروه عن أبي جعفر إلا ابنه، ولا يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد". وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 577 وقال: "رواه الطبراني من رواية عبد الله بن جعفر". (¬1) عند مسلم في الإيمان (56) (99) باب: بيان أن الدين النصيحة، عن جرير قال: "بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة فَلَقَّنَنِي: (فيما استطعت) والنصح لكل مسلم" وهذا لفظ مسلم، والحديث متفق عليه، وقد استوفيت تخريجه في مسند الموصلي 13/ 490، 498 برقم (7503، 7509). (¬2) في الصغير 1/ 189 من طريق عثمان بن عمر الضبي أبي عمرو، حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني، حدثنا إسرائيل، عن شبيب بن =

53 - (باب فيمن حبهم إيمان)

53 - (باب فيمن حبهم إيمانٌ) 297 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يُؤْمِن عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَهْلِي أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ، وَعِتْرَتِي أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ عِتْرَتِهِ، وَذَاتِي أَحَبَّ إلَيْهِ مِن ذَاتِهِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والكبير، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سَيِّء الحفظ لا يحتج به. ¬

_ = غرقدة، عن المستظل بن حصين: سمعت جرير بن عبد الله البجلي- رضي الله عنه، وكان أميراً علينا -يقول: بايعت ... وهذا إسناد رجاله ثقات خلا شيخ الطبراني، فقد ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 13/ 506 فيمن مات سنة (291) هـ-. وما رأيت له ترجمة. والمستظل بن حصين ترجمه البخاري في الكبير 8/ 62 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 429، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 462 - 463. وقال الطبراني: "لم يروه عن المستظل إلا شبيب، ولا عنه إلا إسرائيل، تفرد به ابن رجاء". (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (12) -، من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، حدثنا سعيد بن عمرو بن أبي زهير السكوني، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -": ... وقال: "لم يروه عن الحكم إلا محمد، ولا عنه =

298 - وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يُؤْمِنُ الرَّجُلُ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدهِ وَالنَّاسَ أَجْمَعِينَ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة وغيره، وضعفه يحيى بن معين وغيره. ¬

_ = إلا سعيد- تحرفت فيه إلى: شعبة". نقول: نزعم أن هذا الإسناد خطأ، صوابه: "محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، حدثنا سعيد بن عمرو بن أبي نصر السكوني". وهو على كل حال إسناد ضعيف، محمد عبد الرحمن بن أبي ليلى سيء الحفظ جداً، وإذا كان ما ذهبنا إليه صوابا يكون باقي رجاله ثقات، خلا سعيد بن عمرو بن أبي نصر، فقد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 50 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. فهو على شرط ابن حبان، والله أعلم. ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري في الإيمان (14). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 41 برقم (93) إلى الطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان. وانظر أحاديث الباب. (¬1) قال الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (12) - بعد رواية الحديث السابق: "قلت: أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، من رواية سعيد، عن قتادة، عن أنس". وقد خرجنا حديث أنس هذا وهو حديث متفق عليه في مسند الموصلي 5/ 387 برقم (3049)، وفي صحيح ابن حبان برقم (179) نشر مؤسسة الرسالة. وقد علقنا عليه تعليقاً مفيداً إن شاء الله في مسند الموصلي. =

299 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ قالَ: أَتَى (¬1) الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله (ظ: 13) إنِّي أَتَيْتُ قَوْماً يَتَحَدَّثُونَ، فَلَمَّا رَأَوْنِي، سَكَتُوا، وَمَا ذَاكَ إلاَّ أَنَّهُمُ اسْتَثْقَلُونِي. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَقَدْ فَعَلُوهَا؟. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدهُمْ حَتَّى يُحَبِّكُمْ لَحُبِّي (¬2)، أَيَرْجُونَ (مص: 131) أَنْ يَدْخُلوا الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي وَلاَ يَرْجُوهَا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِب؟ ". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، والصغير، وفيه أصرم بن حوشب، وهو متروك الحديث. ¬

_ = وانظر أيضاً الروايتين (3258، 3895) في مسند الموصلي أيضاً لتمام التخريج. (¬1) في (ش): "أبا" وهو تصحيف. (¬2) في (ظ، م): "بحبي". (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (13) -، وفي الصغير 2/ 96 من طريق محمد بن عون السيرافي بالبصرة. حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام. حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا قرة بن خالد. عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد الله بن جعفر: حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -": "لا يؤمن ... ". وهذا إسناد ضعيف جدًا. فيه أصرم بن حوشب، قال عثمان الدارمي في تاريخه ص (75) برقم (168): "قلت: فأصرم بن حوشب، تعرفه؟ فقال -يعني يحيى بن معين-: كذاب خبيث". وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (5502) في مسند الموصلي. وشيخ الطبراني روى عنه الإسماعيلي وقال: "وكان ينسب إلى التفسير، ولم يكن في الحديث =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = بذاك". انظر لسان الميزان 5/ 332. وأخرجه الحاكم 3/ 568: من طريقين: حدثنا أحمد بن المقدام، حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا إسحاق بن واصل الضبي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، بالإسناد السابق. وقال الذهبي "أظنه موضوعاً، فإسحاق متروك، وأصرم متهم بالكذب". نقول: إسحاق متابع عليه، ومدار الحديث على أصرم بن حوشب الذي بينا حاله. وأخرجه بروايات: أحمد 1/ 207، 207 - 208. و4/ 165، والترمذي المناقب (3762) باب: مناقب العباس، والحاكم 3/ 333 من طرق عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال: دخل العباس ... وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث رواه إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، ويزيد وإن لم يخرجاه، فإنه أحد أركان الحديث في الكوفيين". نقول: مدار الحديث على يزيد بن أبي زياد مولى عبد الله بن الحارث، وهو ضعيف. وأخرجه أحمد 1/ 217. والحاكم 3/ 333 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله إن قريشًا ... ومدار هذا الإسناد أيضاً على يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (140) باب: فضل العباس بن عبد =

300 - وَعَنِ الْمِقْدَادِ بِنْ الَأسْوَدِ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَحَبَّ الله وَرَسُولَهُ صَادِقاً غَيْرَ كَاذِبٍ، وَلَقِيَ الْمُؤمِنِينَ فَأَحَبَّهُمْ وَكَانَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ عِنْدَهُ كَمَنْزِلَةِ نَارٍ أُلْقَيَ فِيهَا، فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الإيمَانِ -أَوْ قَالَ: فَقَدْ (¬1) بَلغ ذرْوَةَ الإيمَانِ- الشَّكُّ مِنْ صَفْوَانَ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه شريح بن عبيد، وهو ثقة مدلس، اختلف في سماعه من الصحابة لتدليسه. ¬

_ = المطلب. من طريق محمد بن طريف، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي سبرة النخعي، عن محمد بن كعب القرظي، عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش ... وهذا إسناد منقطع، محمد بن كعب لم يسمع العباس بن عبد المطلب، والله أعلم. وانظر كنز العمال 12/ 41 برقم (33907). (¬1) في (ظ): "قد". (¬2) في الكبير 20/ 257 برقم (606) من طريقين: حدثنا بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن المقداد بن الأسود ... وهذا إسناد ضعيف، بقية بن الوليد كثير التدليس وقد عنعن، وشريح لم يدرك المقداد، فالإسناد منقطع، والله أعلم. ونسبه الهندي في الكنز 1/ 266 برقم (1335) إلى الطبراني في الكبير.

54 - (باب منه)

54 - (باب منه) 301 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لله -عَزَّ وَجَلَّ- حُرُمَاتٍ ثلاثاً مَنْ حَفِظَهُنَّ حَفِظَ الله لَهُ أَمْرَ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْهُنَّ لَمْ يَحْفَظِ الله له شَيْئاً" [قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال] (¬1): "حُرْمَةُ الإسلاَمِ، وَحرمَتِي، وَحرمَة رَحِمِي". رواه الطبراني في الكبير (¬2)، والأوسط، وفيه إبراهيم بن حماد، وهو ضعيف. ولم أر من وثقه. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين مستدرك من معجم الطبراني الأوسط. (¬2) ما وجدته فيه، وأخرجه الطبراني في الأوسط - مجمع البحرين ص (12 - 13) من طريق أحمد بن محمد بن رشدين، وأورده الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 242 من طريق أحمد بن سهل بن مالك، ومطلب بن شعيب. جميعهم حدثنا إبراهيم بن حماد بن أبي خازم، عن عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد مداره على إبراهيم بن حماد بن أبي خازم، ذكره الدارقطني في الضعفاء، والمتروكين ص (49) برقم (28). وقال الذهبي في الميزان 3/ 242: "تفرد به إبراهيم، ولا أدري من هو، وهو خبر منكر". وقال الطبراني: "لم يروه عن عمران إلا إبراهيم، ولا نعلم لعمران حديثاً مسنداً". وأورده المزي من طريق الطبراني أيضاً وقال: "وليس عند عمران =

302 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، وَجَدَ حَلاَوَةَ الإيمَانِ: أَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدَ لاَ يُحِبُّهُ إلَّاِ للهِ، ¬

_ = سوى هذا الخبر الواهي". وبعد أن أورد ابن حجر في "لسان الميزان" 1/ 50 ما قاله الطبراني، والذهبي قال: "والحديث الذي أخرجه الدارقطني يرد عليهم جميعاً، فإنه حديث مسند. وذكر الدارقطني أنه سكن مصر، وأخرج له في الغرائب ... عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه: (خمسة لا جمعة عليهم ... ) الحديث، وقال: تفرد به إبراهيم وكان ضعيفاً". وعمران بن محمد بن سعيد بن المسيب ترجمه البخاري في الكبير 6/ 426 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 305، وقال ابن حبان في الثقات 8/ 497: "يعتبر حديثه إذا روى عنه الثقات، لأن في رواية الضعفاء عنه مناكير كثيرة". وقال الحافظ في تقريبه: "مقبول". فهو حسن الحديث. وأبو محمد بن سعيد بن المسيب، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 265 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 421، وقال الحافظ في التقريب: "مقبول، فهو جيد الحديث. ونسبه المتقي في الكنز 1/ 77 برقم (308) إلى الطبراني في الكبير، وإلى أبي نعيم في "حلية الأولياء" وما وجدته عند أي منهما، والله أعلم. وسيأتي في المناقب، باب: في فضل أهل البيت، وهناك قال: "وفيه إبراهيم بن حماد وهو ضعيف".

55 - (باب منه)

وَأَنْ يُلْقَى في النَّارِ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ في الْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ". رواه الطبراني (مص: 132) (¬1) في الأوسط، وفيه فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به. 55 - (باب منه) 303 - عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "حُبُّ قُرَيْشٍ إيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ (¬2)، فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ، فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبَغْضَ الْعَرَبَ، فَقَدْ أَبْغَضنِي". رواه البزار (¬3)، والطبراني في الأوسط، وفيه الهيثم بن جماز، ضعفه أحمد، ويحيى بن معين، والبزار. قلت: وتأتي أحاديث من هذا الباب في "المناقب". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (12) - من طريق أبي مسلم، حدثنا محمد بن عرعرة بن البرند، حدثنا فضال بن الزبير -أو جبير- أبو المهند الغداني: سمعت أبا أمامة الباهلي ... وهذا إسناد ضعيف، فضال بن الزبير بينا ضعفه عند الحديث المتقدم برقم (176). وأبو مسلم هو إبراهيم بن عبد الله الكَجِّي، وهو إمام، حافظ، ثقة. (¬2) في الأوسط زيادة "وحب العرب إيمان، وبغضهم كفر". (¬3) في كشف الأستار 1/ 51 برقم (64)، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (13) - والعقيلي في الضعفاء 4/ 355، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 333 من طرق: حدثنا الهيثم بن جماز، حدثنا ثابت، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف، الهيثم بن جماز ضعفه ابن =

56 - (باب من الإيمان الحب لله والبغض لله)

56 - (باب من الإيمان الحب لله والبغض لله) 304 - عَنْ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لاَ يَحِقُّ الْعَبْدُ صَرِيحَ الإيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لله، وَيُبْغِضَ لله، فَإذَا أَحَبَّ لله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَأَبْغَضَ لله، فَقَدْ اسْتَحَقَّ الْوَلاَيَةَ مِنَ الله، إنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي وَأَحِبَّائِي (¬1) مِنْ خَلْقِي الَّذِينَ يُذْكَرُونَ بِذِكْرِي وَأُذْكَرُ بِذِكْرِهِمْ". ¬

_ = معين، وقال أحمد، والنسائي: "ترك حديثه". وقال ابن عدي في الكامل 7/ 2562: "وأحاديثه أفراد غرائب عن ثابت، وفيها ما ليس بالمحفوظ". وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 91: "كان من العباد والبكائين، ممن غفل عن الحديث والحفظ واشتغل بالعبادة حتى كان يروي المعضلات عن الثقات توهماً، فلما ظهر ذلك منه، بطل الاحتجاج به". وانظر أيضاً ميزان الاعتدال 4/ 319 - 320، والمغني 2/ 715، ولسان الميزان 6/ 204 - 205. وقال الطبراني: "لم يروه عن ثابت إلا الهيثم". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث ثابت، عن أنس. تفرد به الهيثم بن جماز". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 44 برقم (33925) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في (م): "وأحبابي".

رواه أحمد (¬1)، وفيه رشدين بن سعد (¬2)، وهو منقطع ضعيف (¬3). 305 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لاَ يَجِدُ الْعَبْدُ صَرِيحَ الإيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لله، وَيُبْغِضَ لله، فَإذَا أَحَبَّ لله، وَأَبْغَضَ لله، فَقَدْ اسْتَحَقَّ الْوَلاَيَةَ، (مص: 133) وَإنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي وَأَحِبَّائِي مِنْ خَلْقِي الَّذِينَ يُذْكَرُونَ بِذِكْرِي وَأُذْكَرُ بِذِكرِهِمْ". ¬

_ (¬1) في المسند 3/ 430، وابنه عبد الله في زوائده على المسند أيضاً في المكان المشار إليه سابقاً. من طريق الهيثم بن خارجة، حدثنا رشدين بن سعد، عن عبد الله بن الوليد، عن أبي منصور مولى الأنصار، عن عمرو بن الجموح ... وهذا إسناد ضعيف، رشدين بن سعد ضعيف. وأبو منصور مولى الأنصار ترجمه البخاري في الكبير 9/ 71، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 441 واتفقا على أنه روى حديثاً مرسلاً، يعني أنه لم يسمع من عمرو بن الجموح. وما وجدت فيه جرحاً ولا تعديلاً. فالإسناد إذاً منقطع والله أعلم. وانظر أيضاً إكمال الحسيني (115/ 2)، وذيل الكاشف ص (346)، وتعجيل المنفعة ص (521). وانظر الحديث التالي. (¬2) في (ظ): "رشيد بن سعيد، وهو خطأ. (¬3) في (مص، م) زيادة "ومرسل". ولكن ضرب عليها في (مص) وفي (م) أيضاً.

رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفيه رشدين (¬2)، وهو ضعيف. 306 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَفْضَلِ الإيمَانِ، قَالَ: "أَنْ تُحِبَّ لله، وَتُبْغِضَ لله، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ في ذِكْرِ الله". قَالَ: وَمَاذَا يَا رَسُولَ الله؟. ¬

_ (¬1) لعله في الجزء المفقود من هذا المعجم، ولكن أخرجه الطبراني في الأوسط 1/ 378 برقم (655) -وهو في مجمع البحرين ص (14) - من طريق أحمد بن علي الأبار، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا رشدين بن سعد -تحرفت في (مجمع البحرين) إلى سعيد- عن عبد الله -تحرفت في المصدرين إلى: عُبيد الله- بن الوليد التجيبي، عن أبي منصور مولى الأنصار، عن عمرو بن الحمق ... وقال الطبراني: "لا يروى عن عمرو بن الحمق إلا بهذا الإسناد، تفرد به رشدين". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 41، 42 برقم (98، 99، 100) إلى الطبراني في الكبير، وإلى الطبراني في الأوسط، وإلى أحمد. نقول: لقد تتبعت حديث عمرو بن الحمق في مسند أحمد 4/ 135 حيث تحرف "عمرو بن الحمق" إلى "عمر الجمعي". و5/ 223، 436 - 437 فما وجدت هذا الحديث. وأبو منصور مولى الأنصار لا يعرف إلا بروايته عن عمرو بن الجموح المرسلة أيضاً كما بينا في الحديث السابق، ورشدين بن سعد قال ابن يونس: "كان صالحاً في دينه، فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث" ولعل انقلاب اسم الصحابي واحدة من تخليطاته، والله أعلم. وانظر تعليقنا على الحديث السابق. (¬2) في (ش): "رشيد" وهو تحريف.

قَالَ: "وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ". وَزَادَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى: "وَأَنْ تَقُولَ خَيْراً أَوْ تَصْمُتَ". وَفِي الُأوْلَى: رشْدِينُ (¬1) بن سعد، وفي الثانية: ابن لهيعة، وكلاهما ضعيف. رواهما أحمد (¬2). 307 - وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبِ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "أَيُّ (¬3) عُرَى الإسْلاَمِ أَوْثَقُ؟ ". قَالُوا (¬4): الصَّلاَةُ. قَالَ: "حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا". قَالُوا: صِيَامُ رَمَضَانَ. قَالَ: "حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ". قَالُوا: الْجِهَادُ. قَالَ: "حَسَنٌ، وَما هُوَ بِهِ". قَال: "إنَّ أَوْثقَ عُرَىَ الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ لله (¬5)، وَتُبْغِض في الله". ¬

_ (¬1) في (ش): "رشيد بن سعد" وهو تحريف أيضاً. (¬2) في المسند 5/ 247، والطبراني في الكبير 20/ 191 برقم (426) من طريق رشدين بن سعد، عن زبان بن فايد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه ... وهذه هي الرواية الأولى وإسنادها ضعيف. وأخرج الرواية الثانية أحمد 3/ 438 من طريق الحسن، حدثنا ابن لهيعة، عن زبان، بالإسناد السابق، وهذا إسناده ضعيف أيضاً. وقد تقدم الحديث برقم (212) فانظره لتمام التخريج. (¬3) سقطت من (ش). (¬4) في (ش): "فقالوا". (¬5) في (ظ، م): "في الله".

رَواهُ أَحْمَدُ (¬1)، وفِيهِ ليث بن أبي سليم، وضعفه الأكثر. 308 - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: خَرَجَ إلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "أتَدْرُونَ أَيُّ الأعْمَالِ أَحَبُّ إلَى الله". [قَالَ قَائِلٌ: الصَّلاَةُ، وَالزَّكَاةُ. وَقَالَ قَائِلٌ: الْجِهَادُ. قَالَ: "إنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إلَى الله] (¬2) -عَزَّ وَجَل- الْحُبُّ لله (¬3) وَالْبُغْضُ لله". قلت: عند أبي داود طرف منه (¬4). ¬

_ (¬1) في المسند 4/ 286 من طريق إسماعيل. حدثنا ليث، عن عمرو بن مرة، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء ... وهذا إسناد ضعيف لضعف الليث بن أبي سليم. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 24 وقال: "رواه أحمد، والبيهقي. كلاهما من رواية ليث بن أبي سليم، ورواه الطبراني من حديث ابن مسعود أخصر منه". (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ش). (¬3) في (ظ، م): "في الله". (¬4) في السنة (4599) باب: مجانبة أحل الأهواء وبغضهم، من طريق مسدد، حدثنا خالد بن عبد الله، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن رجل، عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله". وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زداد ولأن وره رجلاً مجهولاً.

رواه أحمد (¬1)، وفيه رجل لم يسمَّ. 309 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (مص: 134) - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ لله -وَقَالَ هَاشِمٌ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ طَعْمَ الإيمَانِ فَلْيُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ لله- عَزَّ وَجَلَّ" (¬2). رواه أحمد، والبزار، ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 146 من طريق حسين، حدثنا يزيد بن عطاء، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن رجل، عن أبي ذر ... وهذا إسناد ضعيف. انظر التعليق السابق. (¬2) أخرجه الطيالسي 1/ 29 برقم (48) -ومن طريقه هذه أخرجه أحمد 2/ 520، والحاكم 1/ 3 - من طريق شعبة، عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن أبي هريرة ... وهذا إسناد صحيح، أبو بلج يحيى بن سليم -وابن أبي سليم- فصلنا القول فيه عند الحديث (93) في معجم شيوخ أبي يعلى. وأخرجه أحمد 2/ 298، والبزار 1/ 50 برقم (63) من طريق محمد بن جعفر، وهاشم. وأخرجه الحاكم 1/ 3، و4/ 168 من طريق عاصم بن علي، وآدم بن أبي إياس. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب 1/ 270 - 271 من طريق علي بن الجعد. جميعهم عن شعبة، بالإسناد السابق. وصححه الحاكم 4/ 168 ووافقه الذهبي. وتحرف "شعبة" عند البزار إلي "سعيد". وقال الحاكم 1/ 3 - 4: "هذا حديث لم يخرج في الصحيحين، وقد احتجا جميعاً بعمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، واحتج مسلم بأبي بلج، وهو حديث صحيح لا يحفظ له علة". وتعقبه الذهبي بأن مسلماً =

310 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ (¬1) - قَالَ: دَخَلْتُ علَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "يَا ابنَ مَسْعُودٍ، أَيُّ عرَى الإيمَان أَوْثَقُ؟.". قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "أَوْثَقُ عُرَى الإسْلاَمِ الْوِلاَيَةُ في الله، وَالْحُبُّ في الله والْبُغْضُ في الله ... ". فَذَكَر الحديث، وهو بتمامه في العلم (¬2). رواه الطبراني (¬3) في الصغير، وفيه عقيل بن الجعد، قال البخاري: منكر الحديث. ¬

_ = لم يحتج بأبي بلج وقال: "وقد وثق، وقال البخاري: فيه نظر". وانظر معجم شيوخ أبي يعلى برقم (93). وأخرجه البزار 1/ 50 من طريق طليق بن محمد، حدثنا يزيد، عن شعبة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمرو بن ميمون، قال: ... بنحوه. وقال البزار: "لا نعلم أحداً رواه عن شعبة، عن أشعث هكذا إلا يزيد، ولم يتابع عليه، والصواب عندي حديث أبي بلج، عن عمرو، عن أبي هريرة". وانظر "شعب الإيمان" برقم (9020، 9021). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 9/ 10 برقم (24679) إلى أحمد، والحاكم. (¬1) في (م): "عنهما" وهو خطأ. (¬2) باب: أي الناس أعلم؟، برقم (749). (¬3) في الكبير 10/ 271 - 272 برقم (10531)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (21) - وفي الصغير 1/ 223 - 224 من طرق: حدثنا =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = شيبان بن فروخ، حدثنا الصعق بن حزن، أخبرني عقيل الجعدي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن سويد بن غفلة، عن عبد الله بن مسعود ... وهذا إسناد ضعيف، عقيل الجعدي ترجمه البخاري في الكبير 7/ 53 - 54 وقال: منكر الحديث". وقال العقيلي في الضعفاء 3/ 408: "حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به". ثم أورد ما قاله البخاري. وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 192: "منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فبطل الاحتجاج بما روى، وإن وافق فيه الثقات". وانظر الكامل 5/ 2018، وميزان الاعتدال 3/ 88، ولسان الميزان 4/ 180، والمغني 2/ 438. وأخرجه العقيلي 3/ 409 من طريق عارم أبي النعمان. وأخرجه الطبري في التفسير 27/ 239 - 240 - ومن طريقه أورده ابن كثير في التفسير 6/ 568 - من طريق داود بن المحبر. وأخرجه الحاكم 2/ 480 من طريق عبد الرحمن بن المبارك. جميعهم حدثنا الصعق بن حزن، بالإسناد السابق. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: ليس بصحيح، فإن الصعق وإن كان موثقاً، فإن شيخه منكر الحديث. قاله البخاري". وقال العقيلي: "وقد روي بعض هذا الكلام عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب موقوفاً". وأخرجه الطيالسي 1/ 23 برقم (25) من طريق الصعق بن حزن، به مختصرًا. وأخرجه الطبراني في الكبير 10/ 211 - 212 برقم (10357) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني بكير بن معروف، عن مقاتل بن =

311 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ لله، [وَأَبْغَضَ لله] (¬1)، وَأَعْطَى لله، وَمَنَعَ لله، فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الإيمَانَ". ¬

_ = حيان، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود ... نقول: شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، بكير بن معروف ترجمه البخاري في الكبير 2/ 117 وقال: "قال أحمد: ما أرى به بأساً". كما أورد ما قاله أحمد، ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 406. وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال مروان بن محمد الطاطري: "حدثني بكير بن معروف، وكان ثقة". وقال الآجري عن أبي داود: "ليس به بأس". وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 151. وقال ابن عدي في الكامل 2/ 467: "وهو قليل الروايات، وأرجو أنه لا بأس به، وليس حديثه بالمنكر جداً". وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: "ذاهب الحديث". وأورد العقيلي في الضعفاء عن ابن المبارك قال: بكير بن معروف ارم به. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 351: "وثقة بعضهم" ثم أورد ما قاله ابن المبارك، وما قاله ابن عدي. ثم أورد الحديث من طريق الوليد بن مسلم، به ... وانظر المغني 1/ 115. فأقل ما يقال في مثل هذا أنه حسن الحديث والله أعلم. والقاسم بن عبد الرحمن هو ابن مسعود، وقد بينا سماع عبد الرحمن من أبيه عند الحديث (4984) في مسند الموصلي. (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (ش).

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه صدقة بن عبد الله السمين، ضعفه البخاري وأحمد، وغيرهما، وقال أبو حاتم: محله الصدق. 312 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إنَّ مِنَ الإيمَانِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ لاَ يُحِبُّهُ إلا لله. رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفي إسناده إسحاق الدَّبَرِيّ، ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (13) - من طريق مسلمة بن خالد اللخمي، حدثنا منبه بن عثمان، حدثني صدقة (بن عبد الله السمين)، حدثني النعمان بن المنذر، عن مكحول ويحيى بن حرب، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة. وشيخ الطبراني مسلمة بن خالد -في الأوسط- وابن جابر في الصغير، ما وجدت له ترجمة. وأخرجه أبو داود في السنة (4681) باب: الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه. من طريق مؤمل بن الفضل، حدثني محمد بن شعيب بن شابور، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد جيد. ونسبه الهندي في الكنز 9/ 10 برقم (34677) إلى أبي داود، والضياء في المختارة. (¬2) في الكبير 9/ 193 برقم (8860) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِيّ، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود ... وهذا إسناد ضعيف. إسحاق بن إبراهيم الدبري. قال ابن عدي في الكامل 1/ 338: "استصغر في عبد الرزاق ... ". وقال الذهبي في "المغني" 1/ 69 تعليقاً على =

وهو منقطع بين عبد الرزاق، وبين إسحاق (¬1). ¬

_ = هذا: "قلت سمع من عبد الرزاق كتبه، وهو ابن سبع سنين أو نحوها، وروى عنه أحاديث منكرة، فوقع التردد فيها: هل هي من قبيل الدبري وانفرد بها، أو هي محفوظة مما انفرد به عبد الرزاق؟. وقد احتج بالدبري جماعة من الحفاظ كأبي عوانة، وغيره. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 181: "ما كان الرجل صاحب حديث .. ". ثم قال مثل ما قاله في المغني وزيادة. وقال ابن الصلاح في مقدمته ص (169): "وقد وجدت فيما روى عن الطبراني، عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق أحاديث استنكرتها جداً، فأحلت أمرها على ذلك، فإن سماع الدبري منه متأخر جداً". أي سمعها الدبري من عبد الرزاق بعد اختلاطه حين عمي، لأن سماع من سمع منه بعد عماه لا شيء. وقال الحاكم في سؤالاته للدارقطني ص (105 - 106) برقم (62): "وسألت عن إسحاق الدبري؟. فقال: صدوق، ما رأيت فيه خلاف، إنما قيل: لم يكن من رجال هذا الشأن. قلت: ويدخل في الصحيح؟. قال: "أي والله". وقد نقل هذا الذهبي في الميزان أيضاً. فإسحاق الدبري إذاً ثقة في غير عبد الرزاق، والله أعلم. ولم يذكر معمر فيمن سمعوا أبا إسحاق قبل اختلاطه أيضاً. وانظر لسان الميزان 1/ 349 - 350. وهو في مصنف عبد الرزاق 11/ 201 برقم (20323)، وإسناده ضعيف كما تقدم. وسيأتي أيضاً في الزهد، باب: الحب في الله مرفوعاً. وهناك قال الهيثمي: "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات". (¬1) في الأصول كلها "وأبي إسحاق" وهو تحريف، لأن الانقطاع قال به جماعة لم يثبتوا السماع لإسحاق من عبد الرزاق.

313 - وَعَنْ مجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَر قَالَ: قَالَ لِي: أَحِبَّ في الله، وَأَبْغِضْ في الله، وَوَالِ في الله، وَعَادِ في الله، فَإنَّهُ لاَ تُنَالُ وِلاَيَةُ الله، إلاَّ بِذلِكَ، وَلاَ يَجِدُ رَجُلٌ طَعْمَ الإيمَانِ -وإنْ كَثُرَتْ صَلاتُة وَصِيَامُهُ- حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ وَصَارَتْ مُؤاخَاةُ النَّاسِ في أَمْرِ الدُّنْيَا. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه ليث بن أبي سليم (مص: 135) والأكثر على ضعفه. ¬

_ (¬1) في الكبير 12/ 417 برقم (13537) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عَن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وأخرجه -مختصراً- أحمد 2/ 24، والترمذي في الزهد (2334) باب: ما جاء في قصر الأمل. من طريق وكيع، وأبي أحمد، كلاهما حدثنا سفيان، بالإسناد السابق. وانظر ما قاله الترمذي. وأخرجه -مختصراً- أيضاً البخاري في الرقاق (6416) باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، من طريق علي بن عبد الله، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن الأعمش قال: حدثني مجاهد، بالإسناد السابق. وانظر فتح الباري 11/ 234 - 235. وأخرجه -مختصراً- أيضاً ابن عدي في الكامل 2/ 661 من طريق عبد بن محمد بن سلم، حدثنا هارون بن زيد بن أبي الوفاء، حدثني أبي، عن حماد بن شعيب، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، به. وهذا إسناد ضعيف أيضاً.

57 - (باب في المنجيات والمهلكات)

وقد تقدم حديث عمرو بن الحمق (¬1) فيمن يغضب لله، ويرضى لله. 57 - (باب في المنجيات والمهلكات) 314 - عَنِ (¬2) ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ، وَثَلاَثٌ مُنْجِيَاتٌ، وَثَلاَثٌ كفَّاراتٌ، وَثَلاَثٌ دَرَجَاتٌ. فَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ، فَشُحٌّ مَطَاعٌ، وَهَوىً مُتَّبَعٌ، وَإعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ. وَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ، فَالْعَدْلُ في الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدُ (¬3) في الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَخَشْيَةُ الله في السِّر وَالْعَلاَنِيةِ. وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ، فَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، وَإسْبَاغُ الْوُضُوءِ في السَّبَرَاتِ (¬4) وَنَقْلُ الَأقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ. وَأَمَّا الدَّرَجاتُ، فَإطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإفْشَاءُ السَّلاَمِ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلَ وَالنَّاسُ نِيَامٌ". رواه الطبراني (¬5) في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، ومن لا يعرف. ¬

_ (¬1) برقم (193) فانظره. (¬2) في (ظ): "وعن". (¬3) في (ش): "والفضل". (¬4) السبرات. واحدتها سبرة، وهي الغداة الباردة. (¬5) في الأوسط -مجمع البحرين ص (15) - من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا محفوظ بن بحر الأنطاكي، حدثنا الوليد بن عبد =

315 - وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "ثَلاَثٌ كَفَّاراتٌ، وَثَلاَثٌ دَرَجَاتٌ، وَثَلاَثٌ مُنْجِيَاتٌ، وَثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ. فَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ، فإسْبَاغُ الْوُضُوءِ في السَّبَرَاتِ، وَانْتِظَارُ الصَّلوَاتِ بَعْدَ الصَّلوَاتِ، وَنَقْلُ الَأقْدَامِ إلَى الْجُمُعَاتِ (¬1). ¬

_ = الواحد، عن ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، ورواية عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير -صحيفة. وباقي رجاله ثقات. الوليد بن عبد الواحد التيمي، روى عنه أكثر من واحد، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان. ومحفوظ بن بحر الأنطاكي، قال ابن عدي في الكامل 6/ 2433: "سمعت أبا عروبة يقول: كان محفوظ يكذب ... " ثم أورد له حديثاً منكراً وقال: "وليس هذا من قبل محفوظ بن بحر، إلا أن محفوظاً له أحاديث يوصلها، وغيره يرسلها، وأحاديث يرفعها وغيره يوقفها على الثقات". وذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 444 الجزء الأول مما قاله ابن عدي، وأورد حديث (أنا مدينة الحكمة وعلي بابها) واعتبره من بلاياه، وتعقب هذا الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 5/ 19 بقوله: "وهذا الحديث قد رواه غيره عن أبي معاوية، فليس هو من بلاياه". ثم ذكر الجزء الثاني مما قاله ابن عدي، وهذا ميل منه إلى قبوله. وفات الجميع أن ابن حبان ذكره في ثقاته 9/ 204 وقال: "مستقيم الحديث". وقال الطبراني: "لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد". (¬1) في (ش، م) وعلى هامش (ظ): "الجماعات".

وَأَما الدَّرَجاتُ، فَإطْعَامُ الطعَامِ، وَإفْشَاءُ السَّلاَمِ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلَ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. وَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ، فَالْعَدْلُ في الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدُ في الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَخَشْيَةُ الله في السِّرَ وَالْعَلاَنِيةِ. وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ، فَشُحٌّ مَطَاعٌ (مص: 136)، وَهَوىً مُتَّبَعَ، وَإعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ". رواه البزار (¬1)، والطبراني في الأوسط ببعضه، وقال: "إعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ مِنَ الْخُيَلاَءِ". وفيه زائدة بن أبي الرقاد، وزياد النميري، وكلاهما مختلف في الاحتجاج به. ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 59 برقم (80) من طريق أحمد بن مالك القشيري، حدثنا زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس بن مالك ... وهذا إسناد فيه زائدة بن أبي الرقاد وهو متروك الحديث، وفيه أيضاً زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف. وشيخ البزار ما وجدت له ترجمة. وأخرجه الطبيب عمر بن الخضر في "تاريخ دنيسر" ص (125 - 126) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا زائدة بن أبي الرقاد، بالإسناد السابق وهذه متابعة جيدة لشيخ الطبراني. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (15) - من طريق محمد بن محمد الجُذُوعي- انظر الأنساب 3/ 211 - 212 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن عرعرة، حدثنا حميد بن الحكم الجُرَشي -انظر الأنساب 3/ 228 - : سمعت الحسن يحدث عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف، حميد بن الحكم ترجمه البخاري في الكبير 2/ 358 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = 3/ 220. وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 262: "منكر الحديث جداً، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". وباقي رجاله ثقات. ومحمد بن محمد الجذوعي هو ابن إسماعيل بن شداد القاضي، الأنصاري، بصري، سكن بغداد. وكان عالماً فاضلاً ثقة، قوالاً بالحق. ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 205 - 207 وقال: "وكان ثقة". وانظر الأنساب 3/ 212. وأخرجه ابن حبان في المجروحين 1/ 262 - 263، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 611، وابن حجر في لسان الميزان 1/ 363 من طريق داود بن منصور، حدثنا حميد بن الحكم، بالإسناد السابق. وقال الطبراني: "لم يروه عن الحسن إلا حميد، تفرده ابن عرعرة". وأخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 447، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 214 - 215 برقم (325، 326)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 343 من طريق أحمد بن يونس، حدثنا أيوب بن عتبة، حدثنا الفضل بن بكر العبدي، حدثنا قتادة، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن عتبة ضعيف، والفضل بن بكر قال العقيلي: "عن قتادة، ولا يتابع عليه من وجه يثبت" وذكر هذا الحديث. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 349: "لا يعرف، وحديثه منكر"، وساق له هذا الحديث. وتابعه على كل ذلك الحافظ في "لسان الميزان" 4/ 437 ثم ذكر ما قاله العقيلي. وقد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 60 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وباقي رجاله ثقات. أحمد هو ابن عبد الله بن يونس اليربوعي. وأخرجه أيضاً القضاعي 1/ 215 برقم (327) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري. حدثنا الحسن بن محمد، عن أيوب بن عتبة، بالإسناد =

316 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُهْلِكَاتُ ثَلاَثٌ: إعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَشُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوَىً مُتَّبَعٌ". 317 - وَعَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: بِمِثْلِهِ. رواه البزار (¬1) ¬

_ = السابق. وقال البزار: "لم يروه إلا الفضل، عن قتادة، ولا عنه إلا أيوب بن عتبه". وقال العقيلي: "وقد روي عن أنس من غير هذا الوجه، وعن غير أنس بأسانيد فيها لين". (¬1) في كشف الأستار 1/ 60 برقم (82) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن عون الخراساني، عن محمد بن زيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عون متروك الحديث. ومحمد بن زيد قاضي مرو ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 256 وسأل أباه عنه فقال: "لا بأس به، صالح الحديث". وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 425، وقال الذهبي في كاشفه: صدوق، وإسماعيل بن زكريا هو الخلقاني، ومحمد بن سليمان هو لوين، وإبراهيم بن عبد الله ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 6/ 120 وقال: "وكان ثقة". وأخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1882، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 219 من طريق شيبان بن فروخ، حدثنا أبو يحيى =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = عيسى بن ميمون، حدثنا محمد بن كعب: سمعت ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عيسى بن ميمون أبي يحيى. وحتى نعين كُلَّ عيسى بن ميمون ونميزه من غيره لا بد من القول: قال عباس الدوري في روايته تاريخ ابن معين 3/ 159 برقم (618): "سمعت يحيى: سئل عن عيسى بن ميمون من هو؟. فقال: يقال عيسى الجرشي". وقال في 3/ 61 - 62 برقم (237): "سمعت يحيى وسئل عن عيسى بن ميمون من هو؟. فقال: هو مكي، هو الذي يروي عنه أبو عاصم وغيره التفسير، عن أبي نجيح، ويقال له: عيسى الجرشي. قيل ليحيى: فعيسى الآخرة؟. قال: ليس حديثه بشيء"، وقال لي 4/ 181 برقم (3832): "سمعت يحيى بن معين يقول: عيسى بن ميمون الجرشي صاحب أبي عاصم، ليس به بأس". وقال في 4/ 89 برقم (3292): "سمعت يحيى يقول: عيسى بن ميمون ليس بشيء". وقال في 4/ 121 برقم (3471): "سمعت يحيى يقول: عيسى بن ميمون ليس بثقة". وقال في 4/ 181 برقم (3833): " ... وعيسى بن ميمون صاحب القاسم، عن عائشة ليس بشيء". وقال في 4/ 201 برقم (3951): "قال يحيى بن معين: وعيسى الذي يروي: (أعلنوا النكاح) ويروي حديث محمد بن كعب القرظي هو الضعيف، ليس بشيء". وقال ابن الجنيد في سؤالاته ليحيى بن معين ص (303 - 304) برقم (125): "سمعت يحيى بن معين يقول: عيسى بن ميمون الذي يحدث عن القاسم، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أعظم النكاح بركة أيسره =

وفي سند ابن عباس، وابن أبي أوفى (¬1) كلاهما محمد بن عون (¬2) الخراساني، وهو ضعيف جداً. ¬

_ = مؤنة) يقال له ابن تليدان، وهو من آل أبي قحافة، ليس به بأس، وهو الذي يحدث عنه حماد بن سلمة قال: حدثني ابن سخبرة، هو هذا. ولم يرو هذا عن محمد بن كعب القرظي شيئاً". ومن هذا نخلص إلى أن عيسى بن ميمون اسم لثلاثة أشخاص: 1 - عيسى بن ميمون الجرشي صاحب أبي عاصم. 2 - عيسى بن ميمون يروي عن القاسم، عن عائشة، ويروي عن محمد بن كعب القرظي. 3 - عيسى بن ميمون يروي عن القاسم، عن عائشة، ولا يروي عن محمد بن كعب القرظي شيئاً. وقد خلط بينهم الكثير من المؤرخين، وانظر على سبيل المثال كامل ابن عدي 5/ 1881 - 1883، ولتمام الفائدة انظر تعليقنا على الحديث (1255) في "موارد الظمآن". ونسب المتقي الهندي حديث ابن عباس هذا في الكنز 16/ 45 برقم (43866) إلى البزار. (¬1) حديث ابن أبي أوفى هذا أخرجه البزار 1/ 60 برقم (83) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، حدثني محمد بن عون، عن يحيى بن عقيل، عن ابن أبي أوفى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عون متروك الحديث. انظر تعليقنا على الحديث السابق. (¬2) في (ش): "عور" وهو تحريف.

58 - (باب ما جاء في الحياء)

58 - (باب ما جاء في الحياء) 318 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْحَيَاءُ مِنَ الإيمَانِ وَالإيمَانُ في الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ في النَّارِ". رواه أحمد (¬1) وفي الصحيح منه "الحياء من الإيمان" (¬2)، ورجاله رجال الصحيح. 319 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَلام: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْحَيَاءُ مِنَ الإيمَانِ". ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 510 من طريق يزيد، أخبرنا محمد (بن عمرو)، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد حسن. وأخرجه الترمذي في البر والصلة (2010) باب: ما جاء في الحياء، من طريق أبي كريب، حدثنا عبدة بن سليمان، وعبد الرحيم، ومحمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، بالإسناد السابق. وقال الترمذي: "وهذا حديث حسن صحيح". وصححه الحاكم 1/ 52 - 53، وشيخه ابن حبان في صحيحه برقم (608) بتحقيقنا. وقد استوفينا تخريجه في "موارد الظمآن" برقم (1929، 1930)، وانظر كنز العمال 3/ 122 برقم (5764). وهو في "شعب الإيمان" 6/ 133 برقم (7707). وفيه أكثر من شاهد. (¬2) الذي في صحيح مسلم في الإيمان (35) باب: عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها، ولفظه "الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان".

رواه أبو يعلى (¬1)، وفيه هشام بن زياد أبو المقدام، لا يحل الاحتجاج به، ضعفه جماعة، ولم يوثقه أحد. 320 - وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ. 321 - وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالاَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْحَيَاءُ مِنَ الإيمَانِ وَالإيمَانُ في الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ في النَّارِ". قلت: (مص: 137) حديث أبي بكرة رواه ابن ماجه، [ورواه أيضاً الطبراني في الكبير] (¬2). ورواهما جميعاً الطبراني في الأوسط، والصغير (¬3)، وفي سنده عبد الجبار بن عبد الله، عن المأمون، ولم أر من ذكر عبد الجبار. 322 - وَعَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ بِصَاحِبِهِمْ إلَى نَبِيِّ الله فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ الله إنَّ صَاحِبَنَا هذَا قَدْ أَفْسَدَهُ الْحَيَاءُ، ¬

_ (¬1) في المسند 13/ 488 برقم (7501) وإسناده ضعيف. ولكن يشهد له ما تقدم، كما يشهد له حديث ابن عمر الذي خرجناه في مسند الموصلي 9/ 302 برقم (5424)، فانظره مع التعليق عليه. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ، م، ش). وحديث أبي بكرة نفيع بن الحارث في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. (¬3) ما وقعت عليهما في الأوسط، وأخرجهما الطبراني في الصغير 2/ 115 والبيهقي في "شعب الإيمان" برقم (7710)، من طريق مسيح بن حاتم =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = العتكي البصري، حدثنا عبد الجبار بن عبد الله البصري قال: خطب المأمون فذكر الحياء فأكثر، ثم قال: حدثنا هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، عن أبي بكرة، وعمران بن حصين ... وهذا إسناد ضعيف، شيخ الطبراني، وشيخ شيخه ما وجدت لهما ترجمة، وعبد الله بن هارون الرشيد من العلماء الأفذاذ ولكنه ليس من أهل الحديث، وهشيم قد عنعن وهو موصوف بالتدليس. والحسن لم يسمع من عمران بن حصين وقد فصلنا ذلك عند الحديث (1270) في موارد الظمآن، ولكنه سمع أبا بكرة وقد بسطنا الكلام في ذلك عند الحديث (2038) في "موارد الظمآن" أيضاً. وقال الطبراني: "لم يروه عن المأمون إلا عبد الجبار بن عبد الله البصري". وأما حديث أبي بكرة فقد أخرجه ابن ماجة في الزهد (4184) باب: في الحياء، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (1314)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 237 - 238، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 338، و6/ 192، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 124 برقم (156)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 60 والبيهقي في "شعب الإيمان" برقم (7708) من طرق عن هشيم، بالإسناد السابق. وصححه الحاكم 1/ 52 ووافقه الذهبي. وقال البوصيري: "رواه ابن حبان في صحيحه، وقول الدارقطني: إن الحسن لم يسمع من أبي بكرة - الجواب عنه أن البخاري احتج في صحيحه برواية الحسن، عن أبي بكرة في أربعة أحاديث. وفي مسند أحمد، ومعجم الطبراني الكبير، التصريح بسماعه من أبي بكرة في عدة أحاديث، والمثبت مقدم على النافي". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأما حديث عمران فقد أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 178 برقم (409) -ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 59 - 60 - . وبحشل في "تاريخ واسط" ص (139) من طريقين: حدثنا هشيم، بالإسناد السابق. وانظر "شعب الإيمان" برقم (7709). وقال أبو نعيم: "هكذا حدث به هشيم ببغداد عن أبي بكرة -رضي الله عنه-، وبواسط عن عمران بن حصين". وأخرجه الطيالسي 2/ 41 برقم (2073) -ومن طريقه هذه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 251 - والبخاري في الأدب (6117) باب: الحياء، ومسلم في الإيمان (37) باب: بيان عدد شعب الإيمان، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (1312)، والطبراني في الكبير 18/ 206 برقم (505)، والبغدادي في "تاريخ بغداد" 11/ 295، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 76 - 77 برقم (71) من طرق: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي السوار: سمع عمران بن حصين يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الحياء لا يأتي إلا بخير" ... وهذا لفظ المرفوع عند مسلم. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (506) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، بالإسناد السابق. وأخرجه الطيالسي 2/ 41 برقم (2074)، والطبراني في الكبير 18/ 205 برقم (501) وبرقم (502، 503، 504)، وفي الصغير 2/ 85، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 76 برقم (70). من طريق خالد بن رباح أبي الفضل، وقرة بن خالد، وأبي أمامة، جميعهم حدثنا أبو السوار العدوي، بالإسناد السابق. ونسبه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 397 إلى مسلم. وانظر كنز العمال 3/ 122 برقم (5763، 5764). وفتح الباري =

فَقَالَ نَبِيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الْحَيَاءَ مِنْ شَرَائِعِ الإسْلاَمِ وإنَّ الْبَذَاءَ مِنْ لُؤْمِ الْمَرْءِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير. ورجاله وثقهم ابن حبان. ¬

_ = 10/ 521 - 523، وحلية الأولياء 6/ 262. (¬1) في الكبير 10/ 263 برقم (10506) من طريق العباس بن حمدان الحنفي الأصبهاني، حدثنا محمد بن عمارة بن صبيح، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا عبد الملك بن عثمان الثقفي، عن محمد بن مالك الهمداني، عن أبيه مالك بن زبيد، عن عبد الله بن مسعود ... وهذا إسناد حسن، العباس بن حمدان ترجمه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 241 وقال: "ثقة، ثبت". ومحمد بن عمارة بن صبيح الكوفي حدث عنه أكثر من واحد، وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 112. وإسماعيل بن أبان هو الوراق. ومحمد بن مالك بن زبيد ترجمه البخاري في الكبير 1/ 228 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 88 - 89، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 389. وعبد الملك بن عثمان الثقفي ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 360 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، والبخاري في الكبير 5/ 427 ولم يورد فيه جرحاً أيضاً. ووثقه ابن حبان 8/ 387. ومالك بن زبيد الهمداني ترجمه البخاري في الكبير 7/ 306 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 209 وقد روى عنه أكثر من واحد، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 390. وأخرجه أيضاً البخاري في الكبير 1/ 228 من طريق إسماعيل بن =

323 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الْحَيَاءَ وَالْعِيَّ (¬1) مِنَ الإيمَانِ وَهُمَا يُقَرِّبَانِ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدَانِ مِنَ النَّارِ، وَالْفُحْشَ وَالْبَذَاءَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَهُمَا يُقَرِّبَانِ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدَانِ مِنَ الْجَنَّةِ". فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ لأبِي أُمَامَةَ: إنَّا لَنَقُولُ في الشِّعْرِ: إنَّ الْعِيَّ مِنَ الْحُمْقِ. فَقَالَ: إنِّي أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَتَجِيئُنِي بِشِعْرِكَ الْمُنْتِنِ؟. رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه محمد بن محصن ¬

_ = أبان، بالإسناد السابق. وأورده أيضاً ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 88 ترجمة محمد بن مالك بن زبيد. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 123 إلى الطبراني في الكبير. (¬1) العِيُّ -بكسر العين المهملة-: العجز عن التعبير اللفظي بما يفيد المعنى المقصود. والمراد هنا: قلة الكلام والله أعلم. (¬2) في الكبير 8/ 114 برقم (4781) من طريق محمد بن عبد الله بن بكر السراج، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجمان، حدثنا محمد بن محصن العكاشي، حدثنا صفوان بن عمرو، عن خالد بن معدان، حدثني أبو أمامة ... وهذا إسناد فيه محمد بن محصن العكاشي، قال ابن حجر: "كذبوه". وباقي رجاله ثقات. وشيخ الطبراني ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 435 وقال: "وكان مستقيم الحديث". وأخرجه أحمد 5/ 269، والترمذي في البر والصلة (2028) باب: =

العُكَّاشِيّ (¬1)، وهو ضعيف لا يحتج به. 324 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْحَيَاءُ وَالإيمَانُ مَقْرُونَانِ لاَ يَفْتَرِقَانِ إلاَّ جَميعاً". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، والصغير، وقال: تفرد به محمد بن عبيدة الْقُومَسِيّ. ¬

_ = ما جاء في العي، والبيهقي في "شعب الإيمان" برقم (7706) من طريق محمد بن مطرف أبي غسان، عن حسان بن عطية، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق". وصححه الحاكم 1/ 9، 52، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث أبي غسان محمد بن مطرف قال: والعِيُّ: قلة الكلام. والبذاء: هو الفحش في الكلام. والبيان: هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيوسعون في الكلام، ويتفصَّحُون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله". ونسبه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 398 إلى الترمذي، وأما المتقي الهندي فقد نسبه في الكنز 3/ 123 برقم (5773) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) العكاشي -بضم العين المهملة، وتشديد الكاف، في آخرها الشين المعجمة- هذه النسبة إلى عكاشة بن محصن ... وانظر الأنساب 9/ 25، واللباب 3/ 350 - 351. (¬2) ما وقعت عليه في مظانه في الأوسط، وأخرجه الطبراني في الصغير 1/ 32 - ومن طريقه هذه أخرجه البغدادي في "تاريخ بغداد" =

325 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ (مص: 138) النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْحَيَاءُ وَالإيمَانُ في قَرَنٍ، فَإذَا سُلِبَ أَحَدُهُمَا، تَبِعَهُ الآخَرُ". رواه الطبراني في الأوسط (¬1)، وفيه يوسف بن خالد السمتي كذاب خبيث. ¬

_ = 10/ 95 - من طريق عبد الله بن محمد بن عبيدة القومسي ببغداد، حدثني أبي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن مالك بن مغول، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى ... وهذا إسناد ضعيف عندي، شيخ الطبراني ترجمه الخطيب في تاريخه 10/ 95 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذلك فعل السمعاني في الأنساب 10/ 262، وأبوه ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 121 برقم (5759) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) ما وقعت عليه فيه في مظانه، وأخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2618 من طريق محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، حدثنا يوسف بن خالد، حدثنا سلم بن بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد فيه يوسف بن خالد متروك، وكذبه ابن معين وغيره، وباقي رجاله ثقات، محمد بن الحسين بن مكرم قال حمزة السهمي في سؤالاته للدارقطني ص (82) برقم (27): "وسألته عن محمد بن الحسن بن مكرم أبي بكر البغدادي بالبصرة؟. فقال: ثقة". وانظر تاريخ بغداد 2/ 233. وسلم بن بشير ترجمه البخاري في الكبير 4/ 157 - 158 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 266 وأورد بإسناده إلى ابن معين قال: "سلم بن بشير بن جحل ليس به =

59 - (باب ما جاء أن الصدق من الإيمان)

59 - (باب ما جاء أن الصدق من الإيمان) 326 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا عَمَلُ الْجَنَّة؟. قَالَ: "الصِّدْقُ، وَإذَا صَدَقَ الْعَبْد، بَرَّ وَإذَا بَرَّ، آمَنَ، وَإذَا آمَنَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ... "، فَذَكَرَ الْحَديثَ. وَيأْتِي بِتَمَامِهِ (¬1). رواه أحمد (¬2)، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. ¬

_ = بأس". وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 420. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 121 برقم (5755) إلى البيهقي في شعب الإيمان. وانظر "الترغيب والترهيب" 3/ 400 للحافظ المنذري. و"شعب الإيمان" برقم (7726) وفيه أكثر من تحريف. ويشهد له حديث ابن عمر أخرجه الحاكم 1/ 22، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 297 من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي، حدثنا جرير بن حازم، عن يعلي بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر ... وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرطهما، فقد احتجا برواته، ولم يخرجاه بهذا اللفظ". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. (¬1) في العلم برقم (614) باب: في ذم الكذب. (¬2) في المسند 2/ 176 من طريق الحسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثني حُيَيّ بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد ضعيف، فيه ابن لهيعة. وباقي رجاله ثقات. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 592 بعد روايته هذا الحديث: "رواه أحمد من رواية ابن لهيعة".

327 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الإيمَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ في الْمُزَاحَةِ، وَالْمِرَاءَ وَإنْ كَانَ صَادِقاً". رواه أحمد (¬1)، والطبراني في الأوسط، وفيه منصور بن أذين (¬2)، ولم أر من ذكره. قلت: وتأتي أحاديث من هذا الباب بعضها في "العلم" وبعضها في "الأدب" إن شاء الله. 328 - وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَبْلُغُ الْعَبْدُ صَرِيحَ الإيمَانِ حَتَّى يَدَع الْمِزَاحَ وَالْكَذِبَ، وَيَدَعَ الْمِرَاءَ وَإنْ كَانَ مُحِقاً". رواه أبو يعلى في الكبير (¬3)، وفيه محمد بن عثمان، عن سليمان بن أبي داود، لم أر من ذكرهما. ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 352، 364 من طريق حجين أبي عمرو وسريج بن النعمان: كلاهما حدثنا عبد العزيز بن سلمة، عن منصور بن زاذان، عن مكحول، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد صحيح. ونسبه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 594 إلى أحمد، والطبراني. كما نسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 624 برقم (8229) إلى أحمد، والطبراني في الأوسط. وما وجدته فيه في مظانه. (¬2) ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 169 - 170 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. (¬3) هو مفقود ولا زلنا نبحث عنه جمعنا الله به. وأخرجه أبو نعيم في "حلية =

29 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلاَلِ كُلِّهَا إلاَّ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ" (مص: 139). رواه أحمد (¬1)، وهو منقطع بين الأعمش وأبي أمامة. ¬

_ = الأولياء" 5/ 176 من طريق الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عمار الموصلي، حدثنا المعافى بن عمران، حدثنا سليمان بن أبي داود، حدثنا رجاء بن حيوة، عن عبد الرحمن بن غنم، عن عمر بن الخطاب ... وهذا إسناد ضعيف جداً، سليمان بن أبي داود هو الحراني قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 116: "ضعيف الحديث جداً". وقال أبو زرعة: "كان لين الحفظ". وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 335: "منكر الحديث جداً يروي عن الأثبات ما يخالف حديث الثقات حتى خرج عن حد الاحتجاج به إلا فيما وافق الأثبات من رواية ابنه عنه". وباقي رجاله ثقات. محمد بن عمار هو محمد بن عبد الله بن عمار الحافظ الثقة وقد نسب إلى جده. وقال أبو نعيم: "رواه خالد بن حيان، ومحمد بن عثمان القرشي، عن سليمان، مثله". وأوره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 594 وقال: "ورواه أبو يعلى من حديث عمر بن الخطاب ... وفي أسانيدهم من لا يحضرني حاله". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 646 برقم (8317) إلى أبي يعلى. (¬1) في المسند 5/ 252، وابن أبي عاصم في السنة برقم (114). وابن أبي شيبة في "الإيمان" برقم (82)، من طريق وكيع قال: سمعت =

330 - وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ خِلَّةٍ غَيْرَ الْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ". رواه البزار (¬1)، وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = الأعمش قال: حُدِّثْت عن أبي أمامة قال: قال رسول الله .. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. وانظر ما بعده. ونسبه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 595، والمتقي الهندي في الكنز 1/ 166 برقم (833) إلى أحمد. (¬1) في كشف الأستار 1/ 69 برقم (102)، وأبو يعلى في المسند 2/ 67 - 68 برقم (711)، والبيهقي في الشهادات 10/ 197 باب: من كان منكشف الكذب مظهره، وابن عدي في الكامل 1/ 44، وابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 706 برقم (1175)، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 345 برقم (591) والبيهقي في "شعب الإيمان" برقم (4809). من طريق داود بن رشيد. وأخرجه أحمد بن إبراهيم الدورقي في مسند سعد ص (121) برقم (65) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله. كلاهما: حدثنا علي بن هاشم بن البريد قال: سمعت الأعمش يذكره عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وقال ابن عدي: "وهذا الحديث عن الأعمش، عن أبي إسحاق غريب، لا أعلمه رواه عن الأعمش غير علي بن هاشم، ولا عن علي غير داود". وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 328 - 329 برقم (2506): "سئل أبو زرعة عن حديث رواه علي بن هاشم بن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = البريد ... " وذكر هذا الحديث ثم قال: "قال أبو زرعة: هذا يروى عن سعد موقوف". هكذا. وقال البزّار: "روي عن سعد من غير وجه موقوفاً، ولا نعلم أسنده إلا علي بن هاشم". وأخرجه ابن المبارك في الزهد 11/ 18 برقم (10388)، والبيهقي في الشهادات 10/ 197 من طريق شعبة. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 18 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان. كلاهما عن سلمة بن كهيل، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد قال: طبع المؤمن ... وقال البيهقي: "هذا موقوف، وهو الصحيح، وقد روى مرفوعاً". وقال الدارقطني وقد سئل عن هذا الحديث: "يرويه الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مصعب، عن أبيه -قاله داود بن رشيد، عن علي بن هاشم، عن الأعمش. وخالفه حمزة الزيات فرواه عن الأعمش، عن مصعب، ولم يذكر أبا إسحاق. ورواه سلمة بن كهيل، عن مصعب فرفعه أبو شيبة، عن سلمة. وخالفه الثوري، وشعبة فروياه عن سلمة موقوفاً غير مرفوع. وقيل: عن الثوري، عن سلمة مرفوعاً، ولا يثبت، والموقوف أشبه بالصواب". وقال السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص (315) بعد أن ذكر هذا الحديث في جملة من الآثار: "وأمثلها حديث سعد، لكن ضعف البيهقي رفعه، وقال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب. ومع ذلك =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = فهو مما يحكم له بالرفع على الصحيح لكونه مما لا مجال للرأي فيه". وقال المنذري 3/ 595 بعد ذكر هذا الحديث: "رواه البزار، وأبو يعلى، ورواته رواة الصحيح، وذكره الدارقطني في العلل مرفوعاً وموقوفاً، وقال: الموقوف أشبه بالصواب". نقول: إن الرفع زيادة، والزيادة من الثقة مقبولة، فهل بلغ علي بن هاشم رتبة الثقة التي تقبل زيادته؟. قال الدوري في روايته تاريخ ابن معين 3/ 272 برقم (1292): "سمعت يحيى يقول: علي بن هاشم بن البريد، ثقة، وقال أحمد: "ليس به بأس"، وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 208 قول علي بن المديني: "كان صدوقاً"، وعن أبيه قال: "كان يتشيع، يكتب حديثه". وعن أبي زرعة قال. "صدوق". وقال يعقوب بن شيبة: "ثقة". وقال عيسى بن يونس: "أهل بيت تشيع، وليس ثم كذب، وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال ابن سعد: "كان صالح الحديث، صدوقاً". وقال ابن عدي في الكامل 5/ 1829: "وقد حدث عنه جماعة من الأئمة، وهو إن شاء الله صدوق في روايته". وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (351): "علي بن هاشم بن البريد العائذي، ثقة". وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (141، 142): "وقال علي بن المديني: كان علي بن هاشم صدوقاً في الحديث ... وعلي بن هاشم بن البريد، ثقة". وقال أيضاً فيه ص (143): "وعلي بن هاشم ما أرى به بأساً". وذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/ 110، كما ذكره في الثقات 7/ 213 - 214 وقال: "وكان يتشيع". وضعفه الدارقطني. =

331 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ خُلُقٍ لَيْسَ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عبيد الله بن الوليد، وهو ضعيف. 332 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لاَ يَجْتَمِعُ الْكُفْرُ وَالإيمَانُ في قَلْبِ امْرِئٍ، وَلاَ يَجتْمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَميعاً، وَلاَ تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالَأمَانَةُ جَميعاً". رواه أحمد (¬2)، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. ¬

_ = وبتدبر ما تقدم يتبين لنا أنه من الثقات الذين تقبل زياداتهم والله أعلم. وانظر سابقه ولاحقه. (¬1) هو في الجزء المفقود من المعجم الكبير. وأخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1630، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 344 برقم (590) والبيهقي في "شعب الإيمان" برقم (4810)، من طريق هشام بن عمار، حدثنا سعيد بن يحيى. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم (115) من طريق خالد بن محمد بن أبي مخلد الواسطي، حدثنا قرة بن عيسى. كلاهما حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر ... وهذا إسناد فيه عبيد الله بن الوليد قال ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة: "ضعيف". وقال النسائي، وعمرو بن علي: "متروك الحديث" .. (¬2) في المسند 2/ 349 من طريق الحسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة. =

333 - وَعَن عَبْدِ الله -يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ- قَالَ: كُلُّ الْخِلاَلِ يُطْوَى (¬1) عَلَيْها الْمُؤْمِنُ، إلاَّ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ. رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ورجاله ثقات. 334 - وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإنَهُ يَهْدِي إلَى الْبِرِّ وَهُمَا في الْجَنَّةِ، وَإيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإنَّهُ يَهْدِي إلَى الْفُجُورِ وَهُمَا في النَّارِ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وإسناده حسن. ¬

_ = وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 595 وقال: "رواه أحمد من رواية ابن لهيعة". (¬1) في (ظ): "يطبع". (¬2) في الكبير 9/ 207 برقم (8909) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود قال: كل الخلال .... موقوفاً. وإسناده صحيح. مالك بن الحارث هو السلمي الرقي، وعبد الرحمن بن يزيد هو النخعي. وعلي بن عبد العزيز هو أبو الحسن البغوي. (¬3) في الكبير 19/ 381 برقم (894) من طريق أبي زرعة: عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، حدثنا محمد بن عمر الطائي، حدثنا ثابت بن سعد قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد جيد، ثابت بن سعد ترجمه البخاري في الكبير 2/ 163 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 452 وذكره ابن حبان في الثقات =

335 - وَعَنْ مَازِنِ بْنِ الْغَضُوبَةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإنَّهُ يَهْدِي إلَى الْجَنَّةِ". رواه الطبراني في الأوسط (¬1)، وفيه يحيى بن كثير وهو متروك. ¬

_ = 4/ 92 - 93. قال أبو زرعة في تاريخه 1/ 605 برقم (1716): "وثابت بن سعد من شيوخ أهل الشام، ويحدث عن معاوية وغيره من الكبراء" تحرف هذا في تهذيب التهذيب إلى "من شيوخ أهل الشام من الكبراء". وحسن المنذري حديثه. وذكره المنذري فى "الترغيب والترهيب" 3/ 592 وقال: "رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 346 برقم (6863) إلى الطبراني في الكبير. ويشهد له حديث أبي بكر عند أبي يعلى برقم (122) وإسناده صحيح. (¬1) ما وجدته فيه، ولكن أخرجه الطبراني في الكبير 20/ 337 برقم (798) من طريق محمد بن عاصم الأصبهاني (الفقيه)، حدثنا علي بن حرب، حدثنا حصين بن كثير، حدثني جدي كثير بن يحيى -أظنه انقلب صوابه يحيى بن كثير- عن عبد الرحمن بن نجدة الحمصي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه صالح بن المتوكل قال: سمعت مازن بن الغضوبة ... وهذا إسناد مسلسل بالمجاهيل. وقال الحافظ في الإصابة 9/ 30 بعد أن روى لمازن هذا حديثاً طويلاً: "وله حديث آخر أخرجه ابن السكن، ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في نوادر الأخبار، وابن مندة، وأبو نعيم من طريق الحسن بن كثير، عن يحيى بن أبي كثير: عن أبيه، سمعت مازن بن =

60 - (باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم)

60 - (باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم) 336 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إنِّي لَتَحْتَ رَاحِلَةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ قَوْلاً حَسَنَاً جَميلاً. فَكَانَ فِيمَا قَالَ: "مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (¬1)، فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَهُ مَا لَنَا وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْمُشْرِكينَ، فَلَهُ أَجْرُهُ، وَلَهُ مَا لَنَا وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا". رواه أحمد (¬2)، والطبراني في الكبير، وفيه القاسم أبو عبد الرحمن، وقد ضعفه أحمد وغيره. ¬

_ = الغضوبة ... " وذكر هذا الحديث ثم قال: "قال ابن مندة غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد". نقول: الحسن بن كثير، وأبو كثير مجهولان أيضاً. (¬1) عند الطبراني، وأحمد "من أهل الكتابين". (¬2) في المسند 5/ 259 من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني، حدثنا ابن لهيعة. وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 224 - 225 برقم (7786) من طريق مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث. كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن أبي أمامة ... وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف، وفي إسناد الطبراني عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد وهو كثير الغلط، وباقي رجالهما ثقات. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 96 برقم (426) إلى أحمد، والطبراني في الكبير، وانظر نصب الراية 3/ 447.

61 - (باب الإسلام بالنسب (مص: 140))

61 - (باب الإسلام بالنسب (مص: 140)) 337 - قال الطبراني (¬1) في الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا الزبير بن بكار، قال: فَوُلِدَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الْقَاسِمُ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، ثُمَّ زَيْنَبُ وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَلِياً وَأُمَامَةَ، وَكَانَ عَلِيٌّ مُسْتَرْضَعاً في بَنِي غَاضِرَةَ، فَافْتَصلَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأَبُوهُ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ وَقَالَ (ظ: 14): "مَنْ شَارَكَنِي في شَيْءٍ، فَأَنَا أَحَقُّ بِهِ، وَأيُّمَا كَافِرٍ شَارَكَ مُسْلِمًا في شَيْءٍ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ - فذَكَرَ الْحَديث وَهُوَ مُنْقَطِعٌ كمَا تَرَى.". 62 - (باب فيمن أسلم على يديه أحد) 338 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ". رواه الطبراني (¬2) ¬

_ (¬1) في الكبير 22/ 424 - 425 برقم (1046) وإسناده معضل، وسيأتي كاملاً في المناقب، باب: ما جاء في فضل زينب. (¬2) في الكبير 17/ 285 برقم (786)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (17) - وفي الصغير 1/ 157 من طريق خلف بن عمرو العكبري، حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري، حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن =

63 - (باب فيمن عمل خيرا ثم أسلم (مص: 141))

في الثلاثة (¬1)، وفيه محمد بن معاوية النيسابوري، وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس. قال يحيى بن معين: كذاب. قلت: وتأتي أحاديث هذا الباب في "الجهاد" إنْ شَاءَ الله، وحديث عائشة فيمن ربَّى صَغيراً حتَى يَقُولَ: لاَ إله إلا الله في "البر والصلة". 63 - (باب فيمن عمل خيراً ثم أسلم (مص: 141)) 93 - عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ أَنَّهُ كَانَ يُشَارِكُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ الإسْلاَمِ في التِّجَارَةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ جَاءَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَرْحَباً بِأَخِي وَشَرِيكي، كَانَ لاَ يُدَارِي وَلاَ يُمَارِي. ¬

_ = أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة ... وهذا إسناد فيه محمد بن معاوية متروك الحديث وقد اتهم بالكذب. وباقي رجاله ثقات، خلف بن عمرو العكبري إمام، حافظ، ثقة وثقه الدارقطني وغيره، وأبو الخير هو مرثد بن عبد الله اليزني. وسيأتي هذا الحديث في الجهاد، باب: فيمن يسلم على يديه رجل. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 4/ 306 برقم (10629) إلى الطبراني في الكبير. ومن طريق الطبراني أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 137 باب: ثواب من أسلم على يديه رجل، والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 45. (¬1) في (مص، م) زيادة "معاجيم" ولكنه ضرب عليها في (مص).

يَا سَائِبُ، قَدْ كنْتَ تَعْمَلُ أَعْمَالاً في الْجَاهِلِيةِ لاَ تُقْبَلُ مِنْكَ وَهِيَ الْيَوْمَ تُقْبَلُ مِنْكَ"، وَكَانَ ذَا سَلَفٍ وَصِلَةٍ. قلت: رَوَى أَبو دَاوُد (¬1) وَغَيرهُ بَعْضَهُ، وله طريق تأتي في "البر والصلة". رواه أحمد (¬2)، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في الأدب (4836) باب: في كراهية المراء، والطبراني في الكبير 7/ 140 برقم (6620) من طريق مسدد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري. حدثني إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب ... وانظر التعليق التالي. (¬2) في المسند 3/ 425، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (312)، والطبراني في الكبير 7/ 139 برقم (6618) من طرق: حدثنا وهيب، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن السائب بن أبي السائب ... وأخرجه أحمد 3/ 425، من طريق أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، بالإسناد السابق. وأخرجه أحمد 3/ 425، وابن ماجة في التجارات (2287) باب: الشركة والمضاربة، والطبراني في الكبير برقم (6619) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان الثوري، بإسناد أبي داود في التعليق السابق. وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 1/ 126 - 127 برقم (350): "سألت أبي عن حديث رواه أصحاب مجاهد، عن مجاهد =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = قال: كان شريكاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية، فحكى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يماري ولا يداري، فمن هذا الشريك؟. قال أبي: رواه محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، عن مجاهد، عن قيس بن السائب قال: كنت شريكاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه سيف بن أبي سليمان، عن مجاهد قال: كان السائب بن أبي السائب شريكاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -. ورواه ابن أبي ليلى، ومحمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا زالت الشمس صَلَّى. ورواه منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب قال: كنت شريكاً. وروى هلال بن حبان، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب في كذا. ورواه إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مولاه السائب، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم. قال أبي: من قال: عن عبد الله بن السائب، فهو ابن السائب بن أبي السائب. ومن قال: عن قيس بن السائب، فكأنه يعني أخا عبد الله بن السائب. ومن قال السائب بن أبي السائب فكأنه أراد والد عبد الله بن السائب، وهؤلاء الثلاثة موالي مجاهد من فوق. قلت لأبي: فحديث الشركة ما الصحيح منها؟. قال أبي: عبد الله بن السائب ليس بالقديم، وكان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثاً، والشركة بأبيه أشبه، والله أعلم". =

340 - وَعَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ الْمُجَاشِعِي وَهُوَ جَدُّ الْفَرَزْدَقِ بْنِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَعَرَضَ عَلَيَّ الإسْلاَمَ فَأَسْلَمْتُ، وَعَلَّمَني آياً (¬1) مِنَ الْقُرْآنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنِّي عَمِلْتُ أَعْمَالاً في الْجَاهِلَيةِ، فَهَلْ لِي فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ: "وَمَا عَمِلْتَ؟ ". ¬

_ = واختلف أيضاً في إسلام السائب بن أبي السائب فذكر ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافراً، وقال ابن هشام في السيرة 1/ 711 - 712: "السائب بن أبي السائب شريك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم الشريك السائب لا يشاري ولا يماري، وكان أسلم فحسن إسلامه -فيما بلغنا- والله أعلم". وتعقب هذا ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 113 فقال: "هذا أولى ما عول عليه في هذا الباب. وقد ذكرنا أن هذا الحديث فيمن كان شريك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء مضطرب جداً: منهم من يجعل الشركة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للسائب بن أبي السائب. ومنهم من يجعلها لأبي السائب كما ذكرنا عن الزبير ها هنا. ومنهم من يجعلها لقيس بن السائب، ومنهم من يجعلها لعبد الله بن السائب، وهذا اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة. والسائب بن أبي السائب من جملة المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم ... ". وانظر "أسد الغابة" 2/ 315 - 316، والإصابة 4/ 111، وتهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب ترجمة السائب بن أبي السائب، وجامع الأصول 5/ 162. وسيأتي الحديث ثانية في الأدب، باب: مكارم الأخلاق والعفو عمن ظلم. (¬1) في (ظ)، وعند البزار: "آيات".

فَقُلْتُ: إنِّي أَضْلَلْتُ لِي نَاقَتَيْنِ عَشْرَاوينِ، فَخَرَجْتُ أَتْبَعُهُما (¬1) عَلَى جَمَلٍ لِي، فَرُفِعَ لِي بَيْتَانِ في فَضَاءٍ مِنَ الَأرْضِ فَقَصَدْتُ قصْدَهُمَا، فوَجَدْتُ في أَحَدِهِمَا (¬2) شَيْخَاً كَبِيراً فَقُلْتُ: هَلْ أَحْسَسْتَ نَاقَتيْنِ عَشْرَاوينِ؟. قَالَ: مَا نَارَاهُمَا (¬3)؟. قُلْتُ: مَيْسَمُ بَنِي دَارِمٍ. قَالَ: قَدْ أَصَبْنَا نَاقَتَيْكَ وَنَتَجْنَاهُمَا فَظَأَرْنَاهُمَا (¬4) وقَدْ نَعَشَ الله بِهِمَا أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ قَوْمِكَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَرَ. فَبَيْنَا (¬5) هُوَ يُخَاطِبُنِي إذْ نَادَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْبَيْتِ الآخَرِ: وَلَدَتْ. قَالَ: وَمَا وَلَدَتْ؟ إنْ كَانَ غُلاَماً، فَقَدْ شَرَكَنَا في قَوْمِنَا -وَقَالَ الْبَزَارُ: فَقَدْ تَبَارَكْنَا في قَوْمِنَا- وإِنْ كَانَتْ جَارِيَةً فَادْفُنَاها (¬6). فَقَالَتْ: جَارِيَةٌ. فَقُلْتُ: وَمَا (مص: 142) هذِهِ الْمَوْؤُودَةُ؟!. ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "ابتغيهما". (¬2) "في أحدهما" سقطت من (ظ). (¬3) ما ناراهما: ما سمتهما التي وسمتا بها، وسميت السمة ناراً لأنها تكوى بالنار، والسمة: العلامة. يقال: نار الشيء: جعل عليه علامة تميزه. (¬4) يقال: ظأر الناقة يظأَرُها، وأظأرها إذا عطفها على غير ولدها. (¬5) في (ظ): "قال: فبينا". (¬6) في (ش): "قال فنادهما" وهو خطأ.

قَالَ: ابْنَةٌ لي. فقُلْتُ: إنِّي أَشْتَرِيهَا مِنْكَ. قَالَ: يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ، أَتَقُولُ: أَتَبِيعُ ابْنَتَكَ، وَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنِّي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَر؟ فَقُلْتُ: إنِّي لاَ أَشْتَرِي مِنْكَ رَقَبَتَها، إنمَّا أَشْتَرِي رُوحَهَا: أَنْ لاَ تَقْتُلَهَا. قَالَ: بِمَ تَشْتَرِيهَا؟. قُلْتُ: بِنَاقَتيَّ هَاتَيْنِ وَوَلَدَيْهِمَا. قَالَ: وَتَزِيدُنِي بَعِيرَكَ هذَا. قُلْتُ: نَعَمْ، عَلَى أَن تُرْسِلَ مَعِي رَسُولاً، فَإِذَا بَلَغْتْ إلى أَهْلِي رَدَدْتُ إلَيْكَ الْبَعِيرَ، فَفَعَلَ. فَلَمَّا بَلَغْتُ أَهِلِي، رَدَدْتُ إلَيْهِ الْبَعِيرَ، فَلَمَّا كَانَ في بَعْضَ اللَّيْلِ، فَكَّرْتُ في نَفْسِي أَنَّ هذِهِ مَكْرُمَةٌ مَا سَبَقَنِي إلَيْهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَرَب، وَظَهَرَ الإسْلاَمُ، وَقَدْ أَحْيَيْتُ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسِتِّينَ مَوْؤُودَةً أَشْتَرِي كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِنَاقَتَيْنِ عَشْرَاوينِ وَجَمَلٍ، فَهَلْ لِي في ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَكَ أَجْرٌ إذْ مَنَّ الله عَلَيْكَ بِالإسْلاَمِ". قَالَ عَبَّادٌ: وَمِصْدَاقُ قَوْلِ صَعْصَعَةَ، قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ ... فَأَحْيَا الْوَثِيدَ فَلَمْ يُوْءَدِ (¬1) ¬

_ (¬1) البيت هو التاسع من نقيضة في النقائض ص 789 مع اختلاف في الرواية.

رَوَاهُ الطبراني (¬1) في الكبير، والبزار، وفيه الطفيل بن عمرو التميمي، قال البخاري: لا يصح حديثه. وقال العقيلي: لا يتابع عليه. ¬

_ (¬1) في الكبير 8/ 91 - 92 برقم (7412)، والبزار 1/ 55 - 56 برقم (72) والعقيلي في الضعفاء 2/ 228 من طرق: حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك أبي سوية، حدثنا عباد بن كسيب أبو الحساب العنبري، حدثنا الطفيل بن عمرو الربعي، عن صعصعة بن ناجية ... وهذا إسناد ضعيف، فيه علاء بن الفضل المنقري وهو ضعيف، وعباد بن كسيب ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 84 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال البخارى فى الكبير 6/ 40: "روى عنه العلاء بن الفضل، لا يصح". وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 158، وقال الذهبي في الميزان 2/ 375: "قال البخاري: لا يصح حديثه" كذا قال. وتابعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 3/ 235. وفي المغني مثل ما جاء في الميزان. والطفيل بن عمرو ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 490 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال البخاري في الكبير 4/ 364: "روى عنه عباد بن كسيب قال محمد: لم يصح حديثه". وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 494، وقال العقيلي في الضعفاء 3/ 228: "لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به". وقال ابن عدي في الكامل 4/ 1441: "طفيل عن -تحرفت فيه إلى: بن- صعصعة بن ناجية"، ثم ذكر ما قاله البخاري، ثم قال: لا أعرف له غير ما ذكره". يعني: البخاري. وقال الذهبي في الميزان 2/ 337: "لا يعرف" ثم أورد ما قاله =

64 - (باب فيمن أحسن بعد إسلامه أو أساء)

64 - (باب فيمن أحسن بعد إسلامه أو أساء) 341 - عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَنُؤَاخَذُ بمَا عَمِلْنَا في الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: "مَنْ أَحْسَنَ في الإسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ في الْجَاهِلِيَّةِ، (مص: 143) وَمَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ في الإسْلاَمِ، أُخِذَ بِمَا عَمِلَ في الْجَاهِلِيَّةِ وَالإسْلاَمِ" (¬1). ¬

_ = العقيلي، والبخاري، ثم قال: "قلت: رواه العلاء بن الفضل المنقري، حدثنا عباد بن كسيب ... " وذكر هذا الحديث. وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 3/ 309 - 310، ولم يزد الذهبي في المغني على قوله: "لا يعرف" شيئاً. نقول: إن قول الإمام البخاري: "لا يصح، لا يصح حديثه" في عباد وشيخه، وذكر من ترجم لهما بعد البخاري من الشيوخ دون إضافة شيء، لا ينفي الصحة الطلقة عن حديثهما، وإنما ينفيها وفق شروط البخاري، وهذا لا يمنع أن يكون حديثهما حسناً مقبولاً، والله أعلم. (¬1) قال المهلب: "معنى حديث الباب -يعني حديث ابن مسعود الشاهد لهذا الحديث-: من أحسن في الإسلام بالتمادي على محافظته والقيام بشرائطه لم يؤخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام -أي: في عقده بترك التوحيد أخذ بكل ما أسلفه". وقال ابن بطال: "فعرضته على جماعة من العلماء فقالوا: لا معنى لهذا الحديث غير هذا ... ". وانظر فتح الباري 12/ 266 - 267، وشعب الإيمان 1/ 57 - 58.

65 - (باب لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

رواه البزار (¬1)، وفيه أسيد بن زيد وهو كذاب (¬2). 65 - (باب لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) 342 - عَنْ أَنَسٍ: كُنْتُ جَالِساً وَرَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لَأخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ". ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 56 برقم (73) من طريق حميد بن الربيع، حدثنا أسيد بن زيد، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر ... وهذا إسناد ضعيف أسيد بن زيد تركه النسائي، وكذبه ابن معين، وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث. غير أن متن الحديث صحيح فقد أخرجه الشيخان من حديث ابن مسعود. وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 9/ 6 برقم (5071) وانظر فتح الباري 12/ 266 ففيه ما ليس في غيره. وقال البزار: "لم يتابع أسيد، عن شريك على هذا، وإنما يرويه الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود". وذكره المتقي الهندي في الكنز 1/ 97 برقم (430) ونسبه إلى الطبراني في الأوسط. (¬2) ملاحظة: 1 - على هامش (مص) ما نصه: "بلغ مقابلة على نسخة الأصل، وسماعاً على مؤلفه في الرابع بقراءة الحافظ شهاب الدين ابن حجر". 2 - على هامش (م) ما نصه: "بلغ مقابلة على نسخة الأصل، وسماعاً على مؤلفه في الرابع بقراءة ابن حجر، وسماع والد كاتبه عبد الله بن إبراهيم".

قَالَ أَنَسٌ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَالرَّجُلُ إلَى السُّوقِ فَإذَا سِلْعَةٌ تُبَاعُ فَسَاوَمْتُهُ، فَقَال: بِثَلاَثِينَ. فَنَظَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ: قَدْ أَخَذْتُهَا بِأَرْبَعِينَ. فَقَالَ صَاحِبُهَا: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هذَا وَأَنَا أُعْطِيكَهَا بِأَقَلَّ مِنْ هذَا؟. ثُمَّ نَظَرَ أَيْضاً فَقَالَ: قَدْ أَخَذْتُهَا بِخَمْسِينَ. فَقَالَ صَاحِبُهَا: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هذَا وَأَنَا أُعْطِيكَهَا بِأَقَلَّ مِنْ هذَا؟. قَالَ: إنِّي سَمِعتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبُّ لَأخِيِهِ مَا يُحِبُّ لِنفْسِهِ" وَأَنَا أَرَى أَنَّهُ صَالِحٌ (¬1) بِخَمْسِينَ. قلت فى الصحيح طرف منه عن أنس (¬2) وحده. رواه البزار (¬3) ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في (مص، ش): "صالحًا" والوجه ما أثبتناه. (¬2) خرجناه في مسند الموصلي 5/ 268 برقم (2887) وعلقنا عليه تعليقاً تحسن العودة إليه. (¬3) في كشف الأستار 1/ 52 - 53 برقم (68) من طريق أحمد بن عثمان بن حكيم، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسماعيل قال: سمعت أنس بن مالك ... وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن سلمان الأزرق. وباقي رجاله ثقات. وإسماعيل ليس من رجال الصحيح كما زعم الهيثمي. وجل من لا يسهو. وانظر كنز العمال 1/ 41.

66 - (باب لا إيمان لمن لا أمانة له)

66 - (باب لا إيمان لمن لا أمانة له) 343 - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ قَالَ: "لاَ إيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ". رواه أحمد (¬1)، وأبو يعلى، والبزار (مص: 144) والطبراني في الأوسط، وفيه أبو هلال، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. ¬

_ (¬1) في المسند 3/ 135، 154، 210، وابن أبي شيبة في المصنف 11/ 11 برقم (10369)، وابن عدي في الكامل 6/ 2221، والبزار 1/ 68 برقم (100)، وأبو يعلى في المسند 5/ 246 - 247 برقم (2863)، والطبراني في الأوسط 3/ 289 برقم (2627)، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 43 برقم (849، 850)، والبيهقي في الوديعة 6/ 288 باب: ما جاء في الترغيب في أداء الأمانات، والبغوي في "شرح السنة" 1/ 75 برقم (38)، من طرق: حدثنا أبو هلال الراسبي، عن قتادة، عن أنس ... وهذا إسناد حسن، أبو هلال محمد بن سليم فصلنا القول فيه عند الحديث (2863) في مسند الموصلي. والحديث عند البيهقي في "شعب الإيمان" 4/ 78 برقم (4354). وقال البغوي: "هذا حديث حسن". وصححه ابن حبان في صحيحه برقم (194) وبرقم (47) موارد كلاهما بتحقيقنا. وأخرجه أحمد 3/ 251، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 43 برقم (848) من طريق عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا المغيرة بن زياد الثقفي، سمع أنس بن مالك ... نقول: المغيرة بن زياد الثقفي ما وجدت له ترجمة، وقال الحافظ في =

344 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ إيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وله في رواية أخرى عنه: "لاَ ¬

_ = "تعجيل المنفعة" ص (410): "وقع ذكره في أواخر مسند أحمد من طريق حماد بن سلمة، حدثنا المغيرة بن زياد الثقفي أنه سمع أنس بن مالك، فذكر حديث (لا إيمان لمن لا أمانة له) ولم أر له ذكراً في رجال الكتب الستة، ولا عند الحسيني ومن تبعه، ولا ذكر له في تاريخ البخاري، ولا من تبعه، ولا في ثقات ابن حبان، وإنما عندهم المغيرة بن زياد الموصلي وكنيته أبو هاشم -وقيل: أبو هشام- ونسبوه بجلياً، وقد ذكره ابن حبان في الضعفاء، وهو موثق عند جماعة. ولم يذكر ابن عساكر روايته عن أنس مع استيعابه، ولا في الرواة عنه حمادَ بْنَ سلمة ... ". فإن كان الثقفي هو البجلي يكن الإسناد حسناً، والله أعلم. ويشهد له أحاديث الباب، وحديث ابن عمر الآتي برقم (1637) أيضاً. وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1192 من طريق ابن سلم، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد الكندي، عن أنس بن مالك ... وسنان بن سعد ويقال: سعد بن سنان ضعيف وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (4251) في مسند الموصلي. وانظر كنز العمال 3/ 63 برقم (5500)، وفيض القدير 6/ 381، ومسند الموصلي أيضاً. (¬1) أخرج الرواية الأولى في 8/ 230 برقم (7798) من طريق أحمد بن =

دِينَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ". وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف عند الأكثرين. 345 - وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ إيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ ... ". فذكر الحديث، وقد تقدم (¬1) وفيه حصين بن مذعور، عن قريش التميمي، ولم أر من ذكرهما (¬2). ¬

_ = الحسن بن مدرك القصري يقصد: ابن هبيرة، حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي، حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد، حدثنا ابن ثوبان، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد فيه سليمان بن إسحاق الواسطي كذبه يحيى، وضعفه النسائي، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي: هو عندي ممن يسرق الحديث، وكذبه أيضاً صالح جزرة ووثقه ابن حبان. وباقي رجاله ثقات. شيخ الطبراني ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 96 وقال: "وكان ثقة". وأخرج الطبراني الرواية الثانية 8/ 296 برقم (7972) من طريق محمد بن يونس، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد القاهر بن شعيب، حدثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد فيه جعفر بن الزبير وهو صالح في نفسه لكنه متروك الحديث. وشيخ الطبراني، وشيخ شيخه ما وجدت لهما ترجمة. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 64 برقم (5501) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) برقم (188) فانظره. (¬2) في (م) زيادة "والله أعلم".

67 - (باب لا يفتك مؤمن)

67 - (باب لا يفتك مؤمن) 346 - عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى الزُّبَيْرِ فَقَالَ: أَلاَ أَقْتُلُ لَكَ عَلِيّاً؟ قَالَ: لاَ، وَكَيْفَ تَقْتُلُهُ وَمَعَهُ الْجُنُودُ؟. قَالَ: أَلْحَقُ بِهِ فَأَفْتِكُ بِهِ. فَقَال: لاَ، إنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّ الإيمَانَ قَيْدُ الْفَتْكِ (¬1)، لاَ يَفْتِكُ (¬2) مُؤْمِن". رواه أحمد (¬3)، وفيه مبارك بن فضالة، وهو ثقة ولكنه مدلس، ولكنه قال: حدثنا الحسن. ¬

_ (¬1) الفتك: أن يأتي الرجل صاحبه وهو غَارٌ غافل، فيشد عليه، فيقتله. والغِيلَةُ: أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي. (¬2) في (م): "ولا". (¬3) أخرجه أحمد 1/ 166 من طريق عفان، ويزيد بن هارون: حدثنا مبارك: حدثنا الحسن قال: جاء رجل ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير أنه منقطع، فالحسن لم يسمع الزبير. وأخرجه أحمد 1/ 167 من طريق إسماعيل، حدثنا أيوب، عن الحسن، بالإسناد السابق. وأيوب متابع جيد لمبارك. وأخرجه عبد الرزاق 5/ 298 - 299 برقم (9676) من طريق ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن مسلم قال: -حسبت أنه- عن الحسن: أن رجلاً جاء إلى الزبير. وانظر أحاديث الباب. وسير أعلام النبلاء 1/ 57 - 58 بتحقيقي والزميل الفاضل شعيب أرناؤوط. =

347 - وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيبِ: أَنَّ مُعَاوَيةَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا- فَقَالَتْ لَهُ: أَمَا خِفْتَ أَنْ أُقْعِدَ لَكَ رَجُلاً (مص: 145) فَيَقْتُلَكَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتِ لِتَفْعَلِي وَأنَا في بَيْتِ أَمَانٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ يعني-: "الإيمَانُ قَيْدُ الْفَتْكِ". كَيْفَ أَنَا في الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكِ، وَفِي حَوَائِجِكِ؟. قَالَتْ: صَالِحٌ. قَال: فَدَعِينَا وَإِيَّاهُمْ حَتَّى نَلْقَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ. رواه أحمد (¬1)، والطبراني في الكبير إلا أن الطبراني قال: عن سعيد بن المسيب، عن مروان، قال: دخلت مع معاوية على عائشة، وفيه علي بن زيد وهو ضعيف. ¬

_ = والمراد: أن الإيمان يمنع القتل، كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيدًا. ومنه: قيد الأوابد: أي يلحقها بسرعة فكأنها أمامه مقيدة لا تعدو لأن سرعتها ضئيلة أمام سرعته الكبيرة. (¬1) في المسند 4/ 92، والطبراني في الكبير 19/ 319 برقم (723) من طريق عفان، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب؛ أن معاوية دخل على عائشة ... وعند الطبراني: "عن سعيد، عن مروان بن الحكم قال: دخلت مع معاوية على عائشة". وصححه الحاكم 4/ 352 - 353 وسكت عنه الذهبي. نقول: فيه علي بن زيد وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني أيصاً برقم (723)، والقضاعي في مسند الشهاب =

68 - (باب فيمن خالف كمال الإيمان)

68 - (باب فيمن خالف كمال الإيمان) 348 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مُسْتَكْمِلِ الإيمَانِ مَنْ لَمْ يَعُدَّ الْبَلاَءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةَ". قالُوا: كَيْفَ يَا رَسُول الله؟. قَال: "لَأنَّ (¬1) الْبَلاَءَ لاَ يَتْبَعُهُ إلاَّ الرَّخَاءُ، وَكَذلِكَ الرَّخَاءُ لاَ يَتْبَعُهُ إلاَّ الْبَلاَءُ وَالْمُصِيبَةُ. وَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مُسْتَكْمِلِ الإيمَانِ مَنْ لَمْ يُكِنْ [في غَمِّ مَا لَمْ يَكُنْ] (¬2) في صَلاَةٍ؟ ". ¬

_ = 2/ 50 - 51 برقم (863)، من طريق سعيد بن سليمان النشيطي. وأخرجه الحاكم 4/ 352 - 353 من طريق عمرو بن عاصم. كلاهما حدثنا حماد بن سلمة، بالإسناد السابق. وانظر كنز العمال 1/ 93، 143 برقم (405، 696). ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي داود في الجهاد (2769) باب: في العدو يؤتى على غرة ويتشبه بهم، والبخاري في التاريخ 1/ 403، والحاكم 4/ 352 والبغدادي في "تاريخ بغداد" 10/ 387 من طريق أسباط الهمداني، عن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي على شرط مسلم. نقول: إسناد حسن، وعبد الرحمن بن أبي كريمة والد السدي ليس من رجال الصحيح. (¬1) في (ظ): "إن". (¬2) ما بين حاصرتين زيادة من الطبراني، وكنز العمال.

69 - (باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان (*))

قَالُوا: وَلِمَ يَا رَسُولَ الله؟. قَالَ: "لأَنَّ الْمُصَلَّي يُنَاجِي رَبَّهُ، وإذَا كَانَ في غَيْرِ صَلاَةٍ إِنَّمَا يُنَاجِي ابْنَ آدَمَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني، قال البخاري: كان يضع الحديث. 69 - (باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان (*)) 349 - عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ (مص: 146) بِالْطعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ وَلاَ الْفَاحِشِ وَلاَ الْبَذِيءِ" (¬2). رواه البزار (¬3)، وفيه عبد الرحمن بن مغراء، وثقه أبو زرعة وجماعة، وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في الكبير 11/ 32 برقم (10949) من طريق محمد بن علي الصائغ المكي، حدثنا عبد العزيز بن يحيى المدني، حدثنا عبد الله بن وهب، عن سليمان بن عيسى، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس ... وهذا إسناد فيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو متروك، واتهمه بعضهم، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وفيه سليمان بن عيسى فإن كان السنجري فهو وضاع وإلا فما عرفته. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 166 برقم (729)، و3/ 335 برقم (6810) إلى الطبراني في الكبير. (*) في (ظ): "باللعان". (¬2) على هامش (مص) ما نصه: "هذا أخرجوه. وقد ضرب عليه الشيخ في الأصل". (¬3) في كشف الأستار 1/ 68 برقم (101) من طريق يوسف بن موسى، =

70 - (باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه)

70 - (باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه) 350 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كفْرٌ ¬

_ = حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، حدثنا الحسن بن عمرو، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله ... وهذا إسناد صحيح. الحسن بن عمرو هو الفقيمي. ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد هو النخعي. وقال البزار: "رواه عن الحسن: أبو بكر بن عياش، وعبد الرحمن بن مغراء". وهذا عند البيهقي في "شعب الإيمان" 4/ 293 برقم (5149). وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (312) وأبو يعلى في المسند 9/ 20 برقم (5088) من طريق أبي بكر بن عياش، حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي، بالإسناد السابق. وأخرجه أحمد 1/ 405، والترمذي في البر (1978) باب: ما جاء في اللعنة، وابن أبي شبية في المصنف 11/ 18، والبغوي في شرح السنة 13/ 134 برقم (3555)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 339، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 235، و5/ 58. والبيهقي في الشهادات 10/ 243 باب: الشاعر يشبب بامرأة بعينها، من طريق محمد بن سابق، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود ... وصححه ابن حبان برقم (192) بتحقيقنا، وتلميذه الحاكم 1/ 12 وأقره الذهبي، وهو كما قالوا. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقد شرحنا غريبه في المسند. وانظر أيضاً موارد الظمآن برقم (48) بتحقيقنا. وجامع الأصول 10/ 757. وصححه الحاكم 1/ 12 ووافقه الذهبي.

تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإنْ دَقَّ (¬1)، وَإِدِّعَاءُ نَسَبٍ لاَ يُعْرَفُ". رواه أحمد (¬2)، والطبراني في الصغير، والأوسط إلا أنه قال: "كُفْرٌ بِامْرِئٍ"، وهو من رواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 351 - وَعَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: قَالَ: "مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإيمَانِ مِنْ عُنُقِهِ". ¬

_ (¬1) سقطت كلمة "دق" من (ش). (¬2) في المسند 2/ 215 من طريق علي بن عاصم، عن المثنى بن الصباح. وأخرجه ابن ماجة في الفرائض (2744) باب: من أنكر ولده، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (14) - وفي الصغير 2/ 108 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري. كلاهما عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص ... وهذا إسناد حسن. وقال الطبراني: "لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا أنس بن عياض". وقال البوصيري: "هذا الحديث في بعض النسخ دون بعض، ولم يذكره المزي في الأطراف، وإسناده صحيح. وأظنه من زيادات ابن القطان". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 191 برقم (15301) إلى ابن ماجة.

رواه أحمد (¬1)، رواه عن جابر خالدُ بن أبي (¬2) حيان، وثقه أبو زرعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: ويأتي هذا الحديث وغيره "فيمن تولى غير مواليه" في "الفرائض". 352 - وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ادَّعَى نَسَباً لاَ يُعْرَفُ، كفَرَ بِالله، وَانْتِفَاءٌ مِنْ نَسَبٍ -وَإنْ دَقَّ- كُفْرٌ بِالله". ¬

_ (¬1) في المسند 3/ 332 من طريق أبي عامر، حدثنا يعقوب بن محمد بن طحلاء، حدثنا خالد بن أبي حيان، عن جابر ... وهذا إسناد صحيح، خالد بن أبي حيان ترجمه البخاري في الكبير 1/ 143 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 324: "سئل أبو زرعة عنه فقال: مديني، ثقة". وذكره ابن حبان في الثقات 4/ 199 - 200. وترجمه الحسيني في الإكمال (25/ 1)، وأبو زرعة في ذيل الكاشف فقالا: خالد بن حيان، وانظر ما قاله ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص (111). وأخرجه البخاري في الكبير 3/ 143 من طريق إسماعيل، عن يعقوب بن محمد بن طحلاء، بالإسناد السابق. وسيأتي أيضاً في "الفرائض، باب: فيمن تولى غير مواليه". وهناك قال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، خلا خالد بن أبي حيان وهو ثقة". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 324 برقم (29627) إلى أحمد. (¬2) في (ش): "بن" وهو تحريف.

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف (¬2). ورواه البزار (¬3) وفيه السريّ بن إسماعيل، وهو متروك. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (14) - وابن عدي في الكامل 5/ 1710 من طريق عمر بن موسى الحادي، حدثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطاة. وأخرجه الدارمي في الفرائض 2/ 343 من طريق محمد بن يوسف، حدثنا سفيان. كلاهما عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن أبي بكر الصديق ... نقول: إسناد أحمد ضعيف جدًا فيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف، وعمر بن موسى الحادي قال ابن عدي في الكامل 5/ 1710: "ولعمر بن موسى غير ما ذكرت من الأحاديث: الذي سرقه، والذي رفعه، والذي خالف في أسانيده، والضعف بين في رواياته". وانظر لسان الميزان 4/ 334. وأما إسناد الدارمي ففيه محمد بن يوسف الفريابي يقال أخطأ في شيء من حديث الثوري، وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق". وباقي رجاله ثقات، ولتمام تخريجه انظر التعليق التالي. (¬2) على هامش (م) ما نصه: "وكذا هو عند الطبراني في الأوسط من حديثه أيضاً. كذا كتبه على الهامش الحافظ السخاوي". (¬3) في كشف الأستار 1/ 70 برقم (104)، والدارمي أيضاً 2/ 343، والطبراني في الأوسط، من طريقين: عن السري بن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... =

353 - وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ (¬1) عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ: أَنَّ مَمْلُوكاً كَانَ يُقالُ لَهُ كَيْسَانُ، فَسَمَّى نَفْسَهُ قَيْساً، وَادَّعَى إلَى مَولاَهُ، وَلَحِقَ بِالْكُوفَةِ، فَرَكِبَ أَبُوُهُ إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (مص: 147)، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ابْنِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِي ثُمَّ رَغِبَ عَنِّي، وَادَّعَى إلَى مَوْلاَي وَمَوْلاَهُ؟. فَقَالَ عُمَرُ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّا كُنَّا نَقْرَأُ: لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ؟. فَقَالَ زَيْدٌ: بَلَى. فقالَ عُمَرُ بْن الخَطَّاب: انطَلِقْ فَاقرِنِ ابْنَكَ إلَى بَعِيرِكَ ثُمَّ انْطَلِقْ فَاضْرِبْ بَعِيرَكَ سَوْطًا (¬2) وَابْنَكَ سَوْطًا حَتَّى تَأْتِي بِهِ أَهْلَكَ. ¬

_ = والسري بن إسماعيل متروك الحديث. وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عن أبي بكر، إلا بهذا الإسناد. ورواه أبو معمر، عن أبي بكر موقوفاً. والذي أسنده ليس بالحجة. والسري ليس بالقوي وقد حدث عنه جماعة". وتعقبه الهيثمي فقال: "قوله: لا نعلم إلا عن أبي بكر، فقد رواه عن سعد، وأبي بكرة". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 195 برقم (15319) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في (مص، ش): "بن" وهو تحريف. (¬2) في (ش): "وسوطاً" وهو خطأ.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وأيوب، عن (¬2) عدي، وأبوه، أو عمه لم أر من ذكرهما (¬3). 354 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ ادَّعَى إلَى غَيْرِ أَبِيهِ لَمْ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وإنَّ رِيحَها ليُوجَدُ مِنْ قَدْرِ سَبْعِينَ عَاماً -أَوْ مِنْ مَسِيَرةِ سَبْعِينَ عَاماً". قلت: رواه ابن ماجه (¬4)، إلا أنه قال: "مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ ¬

_ (¬1) في الكبير 5/ 121 برقم (4807) من طريق إسحاق الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن عدي بن عدي، عن أبيه -أو عمه- أن مملوكًا ... وإسحاق الدبري استصغر في عبد الرزاق كما قلنا. والحديث في مصنف عبد الرزاق 9/ 51 - 52 برقم (16318). وإسناده صحيح، والشك في الصحابي ليس علة، فالحديث سواء كان حديث عدي بن عميرة، أو حديث أخيه العرس بن عميرة فهو صحيح الإسناد. (¬2) في (مص، ش): "بن" وهو خطأ. (¬3) في (ظ، م): "ذكرهم". (¬4) في الحدود (2611) باب: من دعي إلى غير أبيه، من طريق محمد بن الصباح، أنبأنا سفيان، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد صحيح، محمد بن الصباح هو الجرجرائي، وسفيان هو ابن عيينة، وعبد الكريم هو ابن مالك الجزري. وقال البوصيري: "إسناده صحيح لأن محمد بن الصباح هو أبو جعفر الجرجرائي التاجر، قال فيه ابن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: =

71 - (باب ما جاء في الكبر)

مِئَةِ عَامٍ". رواه أحمد (¬1)، ورجاله رجال الصحيح. 71 - (باب ما جاء في الكبر) 355 - عَنْ أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: الْتَقَى عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ الله بْنُ عَمْرو (¬2) بْنِ الْعَاصِ عَلَى الْمَرْوَةِ فَتَحَدَّثَا، ثُمَّ مَضَى عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو، وَبَقَيَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟. قَالَ: هذَا -يَعْنِي عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو- زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله ¬

_ = صالح الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد لا يسأل عنهم لشهرتهم". (¬1) في المسند 2/ 171، 194، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 347 من طريق وهب بن جرير ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد صحيح. وقد تحرف عند أحمد "وهب" إلى "وهيب". والرواية الثانية عنده: "من مسيرة سبعين عاماً لما دون شك. والصحابي عند الخطيب" عبد الله بن عمر". وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 74 ثم قال: "رواه أحمد، وابن ماجة ... ورجاله رجال الصحيح. وعبد الكريم هو الجزري، احتج به الشيخان وغيرهما ولا يلتفت إلى ما قيل فيه". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 194 برقم (15316) إلى أحمد، والطبراني في الكبير، والبغدادي. (¬2) في (ش): "عمر" وهو تحريف.

- صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، كَبَّهُ الله لِوَجْهِهِ في النَّارِ". رواه (مص: 148) أحمد (¬1)، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. وفي رواية أخرى عند أحمد (¬2) صحيحة: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إنْسَانٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ". 356 - وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كبْرٍ تَحِلُّ لَهُ الْجَنَّةُ أَنْ يُرِيحَ رِيحَهَا، وَلاَ يَرَاهَا". ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 215 من طريق مروان بن شجاع الجزري، حدثني إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ... وهذا إسناد صحيح. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 566 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" ثم ذكر الرواية التالية فانظرها لتمام التخريج. (¬2) في المسند 2/ 264 من طريق يعلي بن عبيد، حدثنا أبو حيان، عن أبيه قال: التقى عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ... وهذا إسناد صحيح. أبو حيان هو يحيى بن سعيد، وأبوه هو سعيد بن حيان. وانظر كنز العمال 3/ 534.

فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو رَيْحَانَةَ: يَا رَسُولَ الله إنِّي لأُحِبُّ الْجَمَالَ وَأَشْتَهِيهِ حَتَّى إنِّي لأُحِبُّهُ في عِلاَقَةِ (¬1) سَوْطِي، وَفِي شِرَاكِ نَعْلِي؟ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ ذَاكَ الْكِبْرَ، إنَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- جَميلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَلكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ (¬2) وَغَمَصَ النَّاسَ (¬3) بِعَيْنَيْهِ". رواه أحمد (¬4)، وفي إسناده شهر، عن رجل لم يسم. 357 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ تَعَظَّمَ في نَفْسِهِ، أَوِ اخْتَالَ في مِشْيَتِهِ، لَقِيَ الله -تَبَارَكَ ¬

_ (¬1) العلاقة -بكسر العين المهملة-: حمالة السيف. وبفتحها: الرابطة، الصداقة، والمناسبة بين المعنى الأصلي والمعنى المراد في المجاز. (¬2) ساقطة من (م). وسفه الحق: جهله، والسَّفَهُ: نقص في العقل. (¬3) غمص الناس -من باب: شرب-: أي احتقرهم ولم يَرَهم شيئاً. وغمط الناس أيضاً استهانهم واحتقرهم وهو مثل الغمص تقريبًا ويقال غَمِطَ من بابي: شرب، وضرب. (¬4) في المسند 4/ 151 من طريق هاشم، حدثنا عبد الحميد، عن شهر بن حوشب قال: سمعت رجلاً يحدث عن عقبة بن عامر ... وهذا إسناد فيه جَهالة. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 566 بعد ذكر هذا الحديث: "رواه أحمد من رواية شهر بن حوشب، عن رجل لم يسم، عنه". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 533 برقم (7769) إلى أحمد.

وَتَعَالَى- وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ". رواه أحمد (¬1)، ورجاله رجال الصحيح. 358 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ". رواه البزار (¬2)، والطبراني في الكبير، وفيه محمد بن كثير المصيصي شديد الضعف. ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 118، والبخاري في "الأدب المفرد" 2/ 7 - 8 برقم (549)، والحاكم 1/ 60 من طرق: حدثنا يونس بن القاسم الحنفي اليمامي، سمعت عكرمة بن خالد المخزومي يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي أنه على شرط مسلم وحده. نقول: هو على شرط البخاري وحده. يونس بن القاسم من رجال البخاري، ولم يخرج له مسلم في صحيحه. والله أعلم. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 569: "رواه الطبراني في الكبير. واللفظ له، ورواته محتج بهم في الصحيح، والحاكم بنحوه وقال: صحيح على شرط مسلم". وانظر ما قاله الحاكم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 527 برقم (7746) إلى أحمد. وقال الحافظ العراقي -إحياء علوم الدين 3/ 339 - : "أخرجه أحمد، والطبراني، والحاكم، والبيهقي في الشعب من حديث ابن عمر". (¬2) في كشف الأستار 1/ 70 برقم (104)، والطبراني في الكبير =

359 - وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيد، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ (مص: 149) حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ". قَالُوا: يَا رَسَولَ الله، هَلَكْنَا. وَكَيْفَ لَنَا أَنْ نَعْلَمَ مَا في قُلُوبِنَا مِنْ ذَاتِ الْكِبْرِ؟ وَأَيْنَ هُوَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ أَوْ حَلَبَ الشَّاةَ أَوْ أَكَلَ مَعَ مَا مَلَكَتْ يَمينُهُ، فَلَيْسَ في قَلْبِهِ -إنْ شَاءَ الله- الْكِبْرُ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، منكر الحديث جداً. ¬

_ = 11/ 435 برقم (12235) من طريق محمد بن كثير المصيصي، حدثنا هارون بن حيان، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد فيه محمد بن كثير المصيصي وهو كثير الغلط، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (6708) في مسند الموصلي. وباقي رجاله ثقات. خصيف بن عبد الرحمن بينا أنه حسن الحديث في مسند الموصلي عند الحديث (5785). وعند الطبراني الفقرة الأول من الحديث. وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 524 برقم (7775) إلى البزار. (¬1) في الكبير 7/ 153 برقم (6668) من طريق محمد بن نصر الصائغ، حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن يزيد بن خصيفة أن أباه أخبره، عن السائب بن يزيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد ضعيف، وشيخ الطبراني ما رأيت فيه جرحاً ولا تعديلاً. =

360 - وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله -عَزَّ وجَلَّ- يقُولُ: العِزُّ إزَارِي، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائي، فَمَنْ نَازَعَنِي فِيهِمَا، عَذَّبْتُهُ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والصغير، وفيه عبد الله بن الزبير والد أبي أحمد، ضعفه أبو زرعة وغيره. ¬

_ = ويشهد للفقرة الأولى من الحديث حديث ابن مسعود في الصحيح، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 8/ 430 برقم (5013). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 534 برقم (7772) إلى الطبراني في الكبير. وعند البيهقي في "شعب الإيمان" 5/ 153 أكثر من شاهد. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (15) -، وفي الصغير 1/ 119 من طريق جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، حدثنا محمد بن مروان القطان، حدثنا عبد الله بن الزبير الأسدي والد أبي أحمد، عن زياد بن المنذر، عن حبيب بن يسار، عن زاذان، عن علي قال: ... وهذا إسناد ضعيف جداً، زياد بن المنذر كذبه يحيى بن معين، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (7440) في مسند الموصلي. وعبد الله بن الزبير والد أبي أحمد: قال أبو زرعة: "ضعيف الحديث"، وقال أبو حاتم: "هو لين الحديث". وضعفه أبو نعيم، ووثقه ابن حبان. وقال الطبراني: "لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن الزبير أبو أبي أحمد الزبيري". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 534 برقم (7776، 7777) إلى الطبراني في الأوسط.

361 - وَعَنْ فَضَالَة بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "ثَلاَثَةٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ الله رِدَاءَهُ، فَإنَّ (ظ: 15) رِدَاءَهُ الْكِبْرُ، وَإزَارَهُ الْعِزُّ، وَرَجُلٌ في شَكٍّ مِنْ أَمْرِ الله، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَتِهِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير هكذا. ورواه (¬2) البزار مطولاً ويأتي في "باب الكبائر" ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) في الكبير 18/ 356 برقم (788، 789، 790)، وأحمد 6/ 19، والبزار 1/ 61 برقم (84). وابن حبان في الإحسان 7/ 44 برقم (4541)، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (590)، وابن أبي عاصم في السنة برقم (89) من طريق أبي هانئ الخولاني: أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي حدثه عن فضالة بن عبيد ... وصححه الحاكم 1/ 119 على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وهو في "شعب الإيمان" 6/ 165 برقم (7797). نقول: إسناده صحيح نعم، وأما على شرط أي منها فلا، عمرو بن مالك الجنبي لم يخرج له أي منهما في صحيحه والله أعلم. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 28 وقد أورد هذا الحديث مطولاً: "رواه ابن حبان في صحيحه، وروى الحاكم، والطبراني شطره الأول ... وقال -الحاكم-: صحيح على شرطهما ولا أعلم له علة". وسيأتي مطولاً برقم (401). ونسبه المتقي الهندي في كنز العمال 16/ 30 برقم (43799، 43800) إلى البخاري في الأدب المفرد، وأبي يعلى، والطبراني في الكبير، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان، وسيأتي في الكبائر برقم (401)، وفي الخلافة، باب: لزوم الجماعة وطاعة الأئمة. (¬2) في (ش): "رواه".

362 - وَعَنْ (¬1) عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمِ أَنَّهُ مَرَّ في السُّوقِ وَعَلَيْهِ حُزْمَةٌ مِنْ حَطَبٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هذَا وَقدْ أَغْنَاكَ الله عَنْ هذَا؟. قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَدْمَغَ الْكِبْرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ مِنْ كِبْرٍ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وإسناده حسن. ¬

_ (¬1) في (ش) خطفت عين الناسخ "أبي موسى أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -" من الحديث التالي. (¬2) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه الحاكم 3/ 416 من طريق محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا سالم بن إبراهيم صاحب المصاحف، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا محمد بن القاسم، عن عبد الله بن حنظلة: أن عبد الله بن سلام مرَّ في السوق ... وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "سالم واهٍ". نقول: شيخ الحاكم، وشيخ شيخه ما عرفتهما، وما وجدت ترجمة لسالم هذا أيضاً، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 291 - 292 برقم (8199) من طريق علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد، حدثنا تمتام، حدثنا سلم بن إبراهيم، بالإسناد السابق، وعنده أكثر من تحريف. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 566: "رواه الطبراني بإسناد حسن، والأصبهاني إلا أنه قال: مثقال ذرة من كبر". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 534 برقم (7774) إلى أبي يعلى، والطبراني في الكبير، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان.

363 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ نَبِيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 150) كَانَ آخِذاً بِيَدِ أَبِي مُوسَى في بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَأَتَى عَلَى سَائِلَةٍ في الطَّرِيقِ تُسْفِي الرِّيَاحُ في وَجْهِهَا. فَقَالَ لَهَا أَبُو مُوسَى تَنَحَّيْ عَنْ سَنَنِ (¬1) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَتْ لَهُ: هذَا الطَّرِيقُ لَهُ مُعَرَّضَاً فَلْيَأْخُذْ حَيْثُ (¬2) شَاءَ. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَبِي مُوسَى حَتَّى كَبَا (¬3) لِذَلِكَ، وَعَرَفَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذلِكَ في وَجْهِهِ فَقَالَ: "يَا أَبَا مُوسَى اشْتَدَّ عَلَيْكَ مَا قَالَتْ هذِهِ السَّائِلَةُ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، لَقَدْ شقَّ عَلَيَّ حِينَ اسْتَخَفَّتْ بِمَا قُلْتُ لَهَا مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللِّه - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ: "لاَ تُكَلِّمْهَا فَإنَّهَا جَبَّارَةٌ". فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا هذِهِ فَتَكونَ جَبَّارَةً؟. فَقَالَ: "إنْ لاَ يَكُنْ (¬4) ذلِكَ في قُدْرَتِهَا، فَإنَّهُ في قَلْبِهَا. رواه الطبراني (¬5) في الكبير، وفيه بلال بن أبي بردة. ¬

_ (¬1) السنن -بفتح السين المهملة، والنون-: الطريقة والمثال والنهج. (¬2) في (ظ): "كيف". (¬3) يقال: كبا وجهه أو لونه: تغير من غيظ، أو من تراب. (¬4) في (ظ): "إن لا يكون". (¬5) في الجزء المفقود من معجمه الكبير، وما وجدته مسندًا في غيره. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 400 ص برقم (45103) إلى =

364 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في طَرِيقٍ، وَمَرَّتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ لَهَا رَجُل: الطَّرِيقَ!. فَقَالَتْ: الطَّرِيقُ ثُمَّ. فَقَال النَّبِيُّ: "دَعُوهَا، فَإنَّهَا جَبَّارَة". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وأبو يعلى، وفيه يحيى الحماني ضعفه أحمد ورماه بالكذب، ورواه البزار وضعفه بِرَاوٍ آخر. 365 - وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مَسِيرٍ لَهُ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ يَنْظُرُ: هَلْ في الطَّرِيقِ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَيُمِيطُهُ، فَإذَا هُوَ بِإمْرَأَةٍ عَجُوزٍ. ¬

_ = الطبراني في الكبير. وانظر الحديث التالي. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (16) - وأبو يعلى في المسند 6/ 34 برقم (3276)، والبزار 4/ 222 برقم (3579)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 291 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، عن أنس ... وهذا إسناد حسن، يحيى بن عبد الحميد بسطنا القول فيه عند الحديث (4765) في مسند الموصلي وبينا أنه حسن الحديث. وقال البزار: "سهيل بن أبي حزم لا يتابع على حديثه". وليس في إسناده من يحمل هذا الاسم. وقال الطبراني: "لم يروه عن ثابت إلا جعفر". وجعفر ثقة لا يضر الحديث إذا تفرد به، وهو من رجال مسلم.

72 - (باب في قوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ونحو هذا)

قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قلت: ذكر هذا في ترجمة أبي الطفيل (¬1)، والذي قبله في ترجمة أبي موسى، فلا أدري أحاله على أي شيء والله أعلم (مص: 151). 72 - (باب في قوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ونحو هذا) 366 - عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ [وَلاَ يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ] (¬2)، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ -أَوْ سَرَفٍ (¬3) - وَهُوَ مُؤْمِن". رواه أحمد (¬4)، والطبراني في الكبير، والبزار وفيه مدرك بن ¬

_ (¬1) المشهور بهذه الكنية من الصحابة عامر بن واثلة، ومسنده في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرج البخاري في الكبير 6/ 446 قوله: "أدركت ثماني سنين من حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". والذي نذهب إليه أنه روى هذه الحادثة عن غيره من الصحابة الذين رووها: أبو موسى، أو أنس بن مالك، والله أعلم. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (م). (¬3) كتب فوقها في (مص، ش): كذا استغرابًا. وأزعم أنها من الإسراف والإكثار والله أعلم. (¬4) في المسند 4/ 352 - 353، والبزار 1/ 73 برقم (111) من طريقين: حدثنا شعبة، عن فراس، عن مدرك بن عمارة، عن ابن أبي =

عمارة، ذكره ابن حبان في "الثقات" وبقية رجاله رجال الصحيح. 367 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِق حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتِهَبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ (¬1) وَهُوَ مُؤْمِنٌ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، بطوله، والبزار. وروى أحمد منه "لاَ يَزْنِي الزاني، وَلاَ يَسْرِقُ" فقط، وفي إسناد أحمدَ، ابنُ لهيعة، وفي إسناد الطبراني معلي بن مهدي، قال أبو حاتم: يحدث أحياناً بالحديث المنكر، وذكره ابن حبان في "الثقات". ¬

_ = أوفى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... وهذا إسناد جيد، مدرك بن عمارة ترجمه البخاري في الكبير 8/ 2 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 327 وما رأيت فيه جرحاً، وقد روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان 5/ 445. وقال البزار: "لا نعلم له طريقاً عن ابن أبي أوفى إلا هذا الطريق". وسيأتي أيضاً في الأشربة، باب: ما جاء في الخمر ومن يشربها. وهناك قال الهيثمي: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا مدرك بن عمارة وهو ثقة". والحديث في "شعب الإيمان" برقم (5497) وفيه أكثر من تحريف. (¬1) في (ظ): "سرف". (¬2) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وأخرجه البزار 1/ 74 برقم (115) من طريق محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا عبيد الله بن موسى، =

368 - وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنْهَا- أَنَّهُ مُرَّ بِرَجُلٍ قَد ضُرِبَ في الْخَمْرِ عَلَى بَابِهَا، فَقَالَتْ: أَيُّ شَيْءٍ هذَا؟. قُلْتُ: رَجُلٌ أُخِذَ (¬1) سَكْرَانَ فَضُرِبَ. فَقَالَتْ: سُبْحَانَ الله، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "لاَ يَشْرَبُ الشَّارِبُ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ -يَعْنِي الْخَمْرَ- وَلاَ يَزْنِيْ الزَّانِي [حِينَ يَزْنِي] (¬2) وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، (مص: 152) وَلاَ يَنْتِهَبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إلَيْهِ فِيها أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَإيَّاكُمْ وَإيَّاكُمْ". رواه أحمد (¬3)، والبزار ببعضه، والطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات، إلا أن ابن إسحاق مدلس، ورجال البزار رجال الصحيح. ¬

_ = حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف فيه جابر بن يزيد الجعفي. وأخرجه أحمد 3/ 346 من طريق موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال: سألت جابراً أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يزني الزاني ... ؟ قال جابر: لم أسمعه، وأخبرني ابن عمر، وأنه قد سمعه ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة. ولتمام التخريج انظر الحديث الآتي برقم (372، 373، 374). (¬1) في (م): "وجد". (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (م). (¬3) في المسند 6/ 139 من طريق يزيد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن =

369 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُغَفَّلٍ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَزْني الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُو مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، [وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِن] (¬2)، وَلاَ يَنْتِهَبُ نُهْبَةً تُشْرِفُ النَّاسَ إلَيْه وَهُوَ مُؤْمِنٌ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة وغيره، وضعفه أحمد، ويحيى بن معين. 370 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن ابن إسحاق قد عنعن وهو موصوف بالتدليس. وهو ليس من رجال الصحيح إلا متابعة والله أعلم. وأخرجه البزار 1/ 73 برقم (112)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 256 من طريقين عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ... وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الطبراني في الأوسط 2/ 134 برقم (1253)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 223 من طريق يحيى، ومحاضر، كلاهما عن هشام، بالإسناد السابق. ويشهد لأحاديث الباب حديث أبي هريرة الذي خرجناه في مسند الموصلي 11/ 188، 191 برقم (6299، 6300) وعلقنا عليه تعليقاً يحسن الرجوع إليه. وانظر كنز العمال 3/ 264. (¬1) في (ظ): "معقل". (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ش). (¬3) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وما وجدته في غيره حتى أحكم على إسناده.

"لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ يَكُونُ ذلِكَ؟. قَالَ: "يَخْرُجُ الإيمَانُ مِنْهُ، فَإنْ تَابَ رَجَعَ إلَيْهِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والبزار وفي إسناد الطبراني محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وثقه العجلي، وضعفه أحمد وغيره لسوء حفظه. ¬

_ (¬1) في الأوسط 1/ 324 - 325 برقم (538) من طريق أحمد بن القاسم قال: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى، عن أبي حمزة، عن الحسن، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وميمون الأعور. وهما ضعيفان، وفيه الحسن البصري وقد عنعن. وباقي رجاله ثقات، عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ترجمه البخاري في الكبير 6/ 426 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 305، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 496، وقال الحافظ في تقريبه: "مقبول". وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي حمزة إلا ابن أبي ليلى. تفرد به ولده عنه". وأخرجه البزار 1/ 74 برقم (114) من طريق محمد بن الليث الهدادي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد فيه شيخ البزار ما وجدت له ترجمة. وباقي رجاله ثقات، أبو صالح هو السمان. وقال البزار: "لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا أبو بكر بن عياش".

371 - وَعَنْ شَرِيكٍ رَجُلٍ (¬1) مِنَ الصَّحَابَةِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ زَنَى، خَرَجَ مِنْه الإيمَانُ، [وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ غَيْرَ مُكْرَهٍ وَلاَ مُضْطَرٍّ، خَرَجَ مِنْهُ الإيمَانُ، وَمَنْ انْتَهَبَ نُهْبَةً يَسْتَشْرِفُهَا (¬2) النَّاسُ خَرَجَ مِنْهُ الإيمَان] (¬3) فإنْ تَابَ، تَابَ الله عَلَيهِ". رواه الطبراني (¬4) في الكبير، وفيه جماعة لم أعرفهم. ¬

_ (¬1) في (مص، ظ): "شريك، عن رجل من الصحابة" وهو خطأ. (¬2) تحرفت عند الطبراني إلى "يستسمر فيها" واستشرف للشيء: تعرض، واستشرف الشيء: رفع بصره ينظر إليه. (¬3) ليس ما بين حاصرتين في أصولنا، ولكنه عند الطبراني. (¬4) في الكبير 7/ 310 برقم (7224) من طريق محمد بن شعيب الأصبهاني، حدثنا حفص بن عمر المهرقاني، حدثنا عامر بن إبراهيم، عن يعقوب القمي، عن عنبسة، عن عيسى بن جارية، عن شريك -رجل من الصحابة- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد فيه محمد بن شعيب الأصبهاني وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات، عنبسة هو ابن سعيد قاضي الري، وعامر بن إبراهيم هو الأصبهاني. وعيسى بن جارية بينا أنه حسن الحديث في الموارد برقم (428)، وقد جود الحافظ إسناده في الفتح 12/ 61، وقضى بكونه ثقة في الإصابة 5/ 78. وأخرجه ابن شاهين، وابن السكن، وابن مندة من طريق يعقوب القمي، عن عيسى بن جارية -بالجيم-، عن شريك -رجل من الصحابة. وفي رواية ابن مندة: عن شريك رجل له صحبة- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من زنى خرج من الإيمان ... الحديث، رجاله ثقات". قاله الحافظ في الإصابة 5/ 78. وانظر "الترغيب والترهيب" 3/ 274، وأسد الغابة 2/ 524.

ْ372 - وَعَنْ (مص: 153) ابْنِ عَبَّاسٍ، 373 - وَأَبِي هُرَيْرَةَ، 374 - وَابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ". رواه البزار (¬1) والطبراني في الكبير. قلت: حديث ابن عباس في الصحيح وغيره باختصار، وحديث أبي هريرة كذلك. 375 - وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِياً -رَضِيَ الله ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 74 برقم (115)، والطبراني في الكبير 12/ 346 برقم (13304) من طريقين عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة ... ثلاثة أحاديث بإسناد واحد فيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وحديث ابن عباس أخرجه أحمد 2/ 376، 386، 479، والبخاري في الحدود (6782) باب: السارق حين يسرق، وفيه أيضاً (6809) باب: إثم الزناة، والنسائي في القسامة 8/ 63 - 64 باب: ما جاء في القصاص. وحديث أبي هريرة خرجناه وعلقنا عليه في مسند الموصلي برقم (6299، 6300، 6301، 6364، 6443). ولتمام تخريجه انظر مصنف عبد الرزاق 7/ 415 - 417، ومسند أبي عوانة 1/ 18، وحلية الأولياء 8/ 257، و9/ 248، وتاريخ بغداد 2/ 142، =

عَنْهُ- عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إلَيْهَا أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الرَّجُلُ الْخَمْرَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ". فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ زَنَى فَقَدْ كَفَر؟. فَقَالَ عَلِيٌّ: إنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نُبْهِمَ أَحَادِيثَ الرُّخَصِ، لاَ يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ أَنَّ ذَلِكَ الزِّنَى لَهُ حَلاَلٌ، فَإنْ آمَنَ بِهِ أَنَّهُ لَهُ حَلاَلٌ، فَقَدْ كَفَرَ، وَلاَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِتِلْكَ (¬1) السَّرِقَةِ أَنَّهَا لَهُ حَلاَلٌ، فَإنْ آمَنَ بِهَا أَنَّهَا لَهُ حَلاَلٌ، فَقَدْ كَفَرَ. وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ أَنَّهَا لَهُ حَلاَلٌ فإنْ شَرِبَهَا وَهُو مُؤْمِنٌ أَنَّهَا لَهُ حَلاَلٌ، فَقَدْ كَفَرَ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ أَنَّهَا لَهُ حَلاَلٌ، فَإنِ انْتَهَبَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ أَنَّهَا لَهُ حَلاَلٌ. فَقَدْ كَفَرَ. رواه الطبراني (¬2) في الصغير، وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كذاب، لا تحل الرواية عنه. ¬

_ = و10/ 456، وصحيفة همام ص (396) برقم (90)، والمعجم الأوسط 3/ 174 برقم (2353)، والتوحيد لابن مندة 2/ 595 - 600، والحديث الآتي برقم (376). وأما حديث ابن عمر فقد تقدم برقم (367). (¬1) في (م): "فتلك". (¬2) في الصغير 2/ 49 - 50، وابن عدي في الكامل 1/ 298 من =

376 - وَعَنْ (مص: 154) أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمَ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "لاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، الإيمَانُ أَكرَمُ عَلَى الله مِنْ ذلِكَ". قُلْتُ: هُوَ في الصحيح (¬1) خلا قوله "الإيمَانُ أَكرَمُ عَلَى الله مِنْ ذَلِكَ". رواه البزار (¬2)، ¬

_ = طريقين: حدثنا إسماعيل بن يحيى التيمي، حدثنا شعبة بن الحجاج، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس قال: رأيت عليًا ... وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن يحيى التيمي ضعيف، وقد اتهم. وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2707 من طريق يحيى بن هاشم السمسار قال: وأظنه شعبة، بالإسناد السابق، ويحيى بن هاشم متهم أيضاً. (¬1) عند البخاري في المظالم (2475)، وفي الحدود (6772)، وفي الأشربة (5578)، وعند مسلم في الإيمان (57) (102) باب: بيان نقصان الإيمان بالمعاصي، وقد استوفيت تخريجه في صحيح ابن حبان برقم (186). وانظر تعليقنا على الحديث السابق برقم (372). (¬2) في كشف الأستار 1/ 75 برقم (116) من طريق الفضل بن سهل، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل -تحرفت فيه إلى: أبو إسرائيل- عن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد حسن. وعبد الرحمن بن أبي كريمة والد السدي فصلنا القول فيه عند الحديث (777) في موارد الظمآن. وانظر كنز العمال 1/ 261 - 262 برقم (1309، 1310، 1311).

وفيه إسرائيل (¬1) الملائي، وثقه يحيى بن معين في رواية، وضعفه الناس. قلت: ويأتي لأبي هريرة حديث في "الفتن". 377 - وَعَنِ الْفَضْلِ (¬2) بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ -وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ". فَأدَارَ دَارَةً وَاسِعَةً في الأرْضِ، ثُمَّ أَدَارَ في وَسَطِ الدَّارَةِ دَارَةً، فَقَال: الدَّارَةُ الأُولَى الإسْلاَمُ، وَالدَّارَةُ الَّتِي في وَسَطِ (¬3) الدَّارَةِ الإيمَانُ، فَإذَا (¬4) زَنَى، خَرَجَ مِنَ الإيمَانِ إلَى الإسْلاَمِ، وَلاَ يُخْرِجُهُ مِنَ الإسْلاَمِ إلاَّ الشِّرْكُ. رواه البزار (¬5)، وفيه الفضل بن يسار ضعفه العقيلي. ¬

_ (¬1) في (ظ، م، ش): "أبو إسرائيل" وهو تحريف. (¬2) في (مص، ش): "فضيل" وهو تحريف. (¬3) في (ش): "والدارة والتي في وسطها كدارة الإيمان". (¬4) في (ظ، ش): "فإن". (¬5) في كشف الأستار 1/ 75 - 67 برقم (117) من طريق عبد الله بن عبد الله بن أسيد الباهلي، حدثنا عباد بن عباد المهلبي، حدثنا الفضل بن يسار قال: سمعت محمد بن علي -وسئل عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد فيه شيخ البزار ما وجدت له ترجمة. والفضل بن يسار ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 69 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال العقيلي في الضعفاء 3/ 447: "الفضل بن يسار، عن غالب =

73 - (باب ما جاء في الرياء)

73 - (باب ما جاء في الرياء) 378 - عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيدٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأصْغَرُ". قَالَ: وَمَا الشِّرْكُ الأصْغَرُ يَا رَسُولَ الله؟. قَالَ: "الرِّيَاءُ (مص: 155)، يَقُولُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- إذَا جُزِيَ (¬1) النَّاسُ بأَعْمَالِهِمُ (¬2): اذْهَبُوا إلَى الَّذِينَ كنْتُمْ تُرَاؤُونَ في الدُّنْيَا، [فَانْظُرُوا] (¬3) هَلْ تَجدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاء؟ ". رواه أحمد (¬4)، ورجاله رجال الصحيح. قلت: وتأتي بقية أحاديث الرياء في "الزهد" ونحوه. ¬

_ = القطان، فلا يتابع من وجه يثبت"، ثم أورد له حديثاً عن أنس، وأورد الذهبي في الميزان 3/ 360، والمغني 2/ 514 ما قاله العقيلي، وتابعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 4/ 452. (¬1) في (ش): "جزا"، وهو خطأ. (¬2) في (ش): "بأعمالكم"، وهو خطأ. (¬3) ليست في (مص) وهي في (ظ، م، ش). (¬4) في المسند 5/ 428 من طريق يونس، حدثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو، عن محمود بن لبيد ... وهذا إسناد صحيح. يونس هو ابن محمد المؤدب، والليث هو ابن سعد، وعمرو هو ابن أبي عمرو مولى المطلب. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه أحمد 5/ 428، وابنه عبد الله وجادة 5/ 429، والبغوي في شرح السنة برقم (4137) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد ... وهذا إسناد حسن. عبد الرحمن بن أبي الزناد بسطنا فيه القول عند الحديث (2352) في "موارد الظمآن". وأخرجه الطبراني في الكبير 4/ 253 برقم (4301) من طريق محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج ... وهذا إسناد ضعيف قال الذهبي في الميزان 2/ 438 عن عبد الله بن شبيب: "أخباري، علامة، لكنه واهٍ. قال أبو أحمد الحاكم: واهي الحديث" وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 3/ 299. وانظر كامل ابن عدي 4/ 1574 - 1575. وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 47: "يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات". وباقي رجاله ثقات، شيخ الطبراني ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 336 وقال: "وكان ثقة". وانظر كنز العمال 3/ 479 وقد نسب رواية رافع بن خديج إلى الطبراني في الكبير. وهو في "شعب الإيمان" برقم (6831) وفيه أكثر من تحريف. ويشهد له حديث شداد بن أوس عند أحمد 4/ 124، 125 - 126، وابن ماجة في الزهد (4205) باب: الرياء والسمعة. وأبي نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 268، 269.

74 - (باب الشح يمحق الإسلام)

74 - (باب الشح يمحق الإسلام) 379 - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مَحَقَ الإسْلاَمَ مَحْقَ الشُّحِّ شَيْءٌ". رواه أبو يعلى (¬1)، وفيه علي بن أبي سارة، وهو ضعيف. 75 - (باب في الحقد وغير ذلك) 380 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ النَّمِيمَةَ وَالْحِقْدَ في النَّارِ لاَ يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ مُسْلِم". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه عفير بن معدان، أجمعوا على ضعفه. ¬

_ (¬1) في المسند 6/ 209 برقم (3488)، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (487) - من طريق عمرو بن الحصين، حدثنا علي بن أبي سارة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف. ولتمام تخريجه والإطلاع على التعليق عليه انظر مسند الموصلي، وكنز العمال 3/ 448 برقم (7386). (¬2) ما وجدته في الأوسط في مَظَانِّه. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 23 برقم (43768) إلى الطبراني في الأوسط. وذكر المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 497 الحديث =

76 - (باب في المكر والخديعة)

76 - (باب في المكر والخديعة) 381 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ في النَّارِ". رواه البزار (¬1)، وفيه عبيد الله بن أبي حميد، أجمعوا على ضعفه (مص: 156). ¬

_ = "النميمة، والشتيمة، والحمية في النار" وهو عند الطبراني في الكبير 12/ 445 برقم (13615)، ثم قال: "وفي لفظ: إن النميمة والحقد في النار، لا يجتمعان في قلب مسلم" ونسبه إلى الطبراني. وأخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 2018 من طريق أبي عروبة، حدثنا ابن مصنع، حدثنا بقية، حدثنا أبو عائذ المؤذن عفير بن معدان، عن عطاء بن أبي رباح: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن النميمة -وهو الكذب- والشتيمة، والحقينة في النار، لا يجتمعان في صدر مسلم" ... وهذا إسناد ضعيف، عفير بن معدان قال ابن معين: "ليس بثقة، ليس بشيء". وقال أحمد: "منكر الحديث ضعيف". وقال أبو داود: "شيخ صالح، ضعيف الحديث". وقال النسائي في الضعفاء ص (80) برقم (443): "عفير -تحرفت فيه إلى: هفير- بن معدان ليس بثقة". وقال ابن عدي في الكامل 5/ 2018: "وعامة رواياته غير محفوظة". وبقية بن الوليد قد صرح بالتحديث فانتفت شبهة التدليس، وأبو عروبة هو الحسين بن محمد الحراني، وأما ابن مصنع فهو محرف عن "ابن مصفى". وفي الإسناد والمتن في الكامل أكثر من تحريف. (¬1) في كشف الأستار 1/ 69 برقم (103)، وابن عدي في الكامل =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = 4/ 1634 من طريق مكي بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد فيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (165) في معجم شيوخ أبي يعلى. وقال البزار: "عبيد الله ليس بالحافظ ولم يشاركه غيره في هذا". وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 1/ 209 من طريق محمد بن جعفر، حدثنا أحمد بن الحسين، حدثنا إسماعيل بن يزيد، حدثنا هشام بن عبيد الله، حدثنا حكيم بن نافع، عن عطاء الخراساني، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد منقطع، عطاء الخراساني لم يسمع أبا هريرة. وحكيم بن نافع ترجمه البخاري في الكبير 3/ 18 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو حاتم -الجرح والتعديل 3/ 207 - : "هو ضعيف الحديث، منكر الحديث عن الثقات". وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "سمعت أبا زرعة يقول: حكيم بن نافع ليس بشيء". وقال ابن عدي في الكامل 2/ 640: "ولحكيم هذا غير ما ذكرت من الحديث وهو ممن يكتب حديثه". وقال ابن الجنيد في سؤالاته ليحيى ص (320) برقم (191): "وسألت يحيى بن معين عن حكيم بن نافع القرشي الرقي؟ فقال: لا بأس به، وإيش عنده؟ ". وقال ابن معين -في رواية الهيثم بن طهمان ص (99) برقم (301) -: "ضعيف الحديث". وقال ابن معين أيضاً -رواية الدوري، برقم (5312) -: "ليس به بأس ... ". وذكره ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (72) برقم (284). وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 248: "كان يقلب الأسانيد =

77 - (باب في الكبائر)

77 - (باب في الكبائر) 382 - عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَه - صلى الله عليه وسلم -: "اجْتَنِبُوا الْكَبَائِرَ". رواه أحمد (¬1)، وفيه ابن لهيعة. ¬

_ = ويرفع المراسيل، لا يحتج به فيما يرويه منفرداً، ضعفه يحيى بن معين". وذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 586 قول أبي زرعة، وقال: "وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: ثقة ... قلت: ساق له ابن عدي أحاديث ما هي بالمنكرة جداً، وجاء عن ابن معين تليينه". وقال الساجي: "عنده مناكير". ويشهد له حديث قيس بن سعد عند ابن عدي في الكامل 2/ 584، وحديث أنس بن مالك عند الحاكم 4/ 607. وقال الحافظ في "فتح الباري" 4/ 356: "وأما حديث (الخديعة في النار) فرويناه في الكامل لابن عدي من حديث في بن سعد بن عبادة قال: ... وإسناده لا بأس به. وأخرجه الطبراني في الصغير من حديث ابن مسعود، والحاكم في المستدرك من حديث أنس، وإسحاق بن راهويه من حديث أبي هريرة، وفي إسناد كل منهما مقال، لكن مجموعها يدل على أن للمتن أصلاً ... ". وانظر "شعب الإيمان" 5/ 367. (¬1) في المسند 3/ 394 من طريق الحسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجتنبوا الكبائر، وسددوا وأبشروا". وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة. ولكن المتن صحيح، وانظر أحاديث الباب.

383 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَقِيَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، مُحْتَسِباً، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ: دَخَلَ الجَنَّةَ. وَخَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارةٌ: الشِّرْكُ بِالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَبُهْتُ (¬1) مُؤْمِنٍ، أَو الْفِرَارُ (¬2) مِنَ الزَّحْفِ، أَوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ (¬3) يَقْتِطَعُ بِهَا مَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ". ¬

_ (¬1) البهت: الكذب والافتراء. (¬2) في المكانين "أو" وهي تفيد الجمع المطلق -كالواو- كما قال الكوفيون، والأخفش، والجرمي، واحتجوا لذلك بأقوال منها: قَوْمٌ إذَا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رَأَيْتَهُمْ ... مَا بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَوْ سَافِعِ وقال ابن هشام في "مغني اللبيب" 1/ 67 بعد أن أورد معاني "أو" والشواهد لذلك: "التحقيق أن (أو) موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء، وهو الذي يقوله المتقدمون. وقد تخرج إلى معنى بل، وإلى معنى الواو، وأما بقية المعاني فمستفادة من غيرها ... ". (¬3) قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 255: "يمين الصبر وهو أن يحبس السلطان الرجل على اليمين حتى يحلف بها. ولو حلف إنسان من غير إحلاف ما قيل: حلف صبراً". وأَصل الصبر: الحبس. وجاءت باسم الفاعل: لأنها تصبر صاحبها، وقيل: مصبورة اسم المفعول والمراد به اسم الفاعل، والله أعلم.

رواه أحمد (¬1)، وفيه بقية، وهو مدلس (¬2)، وقد عنعنه. 384 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَعَنَ الله مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ الله، وَلَعَنَ الله مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأرْضِ (¬3)، وَلَعَنَ الله مَنْ ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 361 - 362 من طريق زكريا بن عدي، أنبأنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي المتوكل، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن بقية بن الوليد قد عنعن وهو مدلس. وذكر المنذري الجزء الأول من الحديث في "الترغيب والترهيب" 2/ 302 - 303 وقال: "رواه أحمد وفيه بقية بن الوليد". وذكر الجزء الثاني منه في "الترغيب والترهيب" أيضاً 3/ 516 وقال: "رواه أحمد من طريق بقية، وهو قطعة من حديث". ونسب المتقي الهندي الجزء الأول منه في الكنز 1/ 81 برقم (331) إلى أحمد، بينما نسب الثاني فيه 16/ 79 برقم (44007) إلى أحمد، وأبي الشيخ في التوبيخ". (¬2) في (ظ، م): "وهو ضعيف مدلس"، نقول: هو ليس ضعيفاً بل هو ثقة إذا صرح بالتحديث. (¬3) تخوم الأرض: معالمها وحدودها، واحدها تَخْم وزان فَلْس. وقال ابن الأعرابي، وابن السكيت: الواحد تَخُوم، والجمع تُخُم، مثل رسول ورسل. وقال ابن الأثير في النهاية 1/ 184: "وقيل: أراد بها حدود الحرم، وقيل: هو عام في جميع الأرض، وأراد المعالم التي يهتدى بها في الطرق، وقيل: هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلماً". وأرى -والله أعلم- أنها عامة في كل ما تقدم.

كمَّهَ أَعْمَى (¬1) عَنِ السَّبِيلِ، وَلَعَنَ الله مَنْ يَسُبُّ وَالِدَيْهِ، وَلَعَن الله مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيِه". رواه أحمد (¬2) ورجاله رجال الصحيح. 385 - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْكَبَائِرُ أَوَّلُهُنَّ الإشْرَاكُ بِالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَفِرَارٌ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَاتِ، وَالانْتِقَالُ إلَى الأعْرَابِ بَعْدَ هِجْرَتِهِ". رواه البزار (¬3)، ¬

_ (¬1) كَمَّهَ الأعمى: جعله يتحير في وجهته، ولم يرشده إلى ما يريد بل أضله. (¬2) في المسند 1/ 217، 309، 317، والطبراني في الكبير 11/ 218 برقم (1546)، وابن حبان في "موارد الظمآن" برقم (53) بتحقيقنا، والحاكم 4/ 356، والبيهقي في الحدود 8/ 231 باب: ما جاء في تحريم اللواط من طرق: عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد صحيح. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي (2521، 2539)، وكنز العمال 16/ 91 برقم (542، 544). وشعب الإيمان برقم (5373). (¬3) في كشف الأستار 1/ 72 برقم (109) من طريق خالد بن يوسف بن خالد، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد فيه خالد بن يوسف السمتي، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 648: "أما أبوه فهالك، وأما هو فضعيف". وتابعة على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 2/ 49 وأضاف "وذكره ابن حبان في الثقات ... ". =

وفيه (مص: 157) عمر (¬1) بن أبي سلمة، ضعفه شعبة وغيره (¬2)، وثقه أبو حاتم، وابن حبان، وغيرهما. 386 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟. الإشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ". وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَبِياً فَحَلَّ حَبْوَتَهُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِطَرَفِ لِسَانِهِ وَقَالَ (¬3): "أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ". رواه الطبراني (¬4) في الكبير، وفيه عمر بن المساور، وهو ¬

_ = وأورد له ابن عدي في الكامل 3/ 915 حديث وجوب الحج والعمرة على كل فرد، ثم قال: "وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل". وفي إسناد الموقوف، والمرفوع عنعنة ابن جريج. ثم قال: "وكل ما ذكرت من رواية خالد بن يوسف هذا فلعل البلاء فيه من أبيه يوسف بن خالد فإنه ضعيف". وقال الذهبي في المغني: "فيه تضعيف، وأبوه ساقط". وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 226 وقال: "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه"، فالإسناد حسن إن شاء الله. وانظر الأنساب 7/ 132 - 133 ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 543 برقم (7811) إلى البزار. (¬1) في (ظ، ش): "عمرو" وهو تحريف. (¬2) في (ظ): "وعروة" وهو تحريف. (¬3) في (ظ، م). "فقال". (¬4) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. واحتبى: جلس على أَلْيَتَيْهِ وضمّ فخذيه وساقيه إلى بطنه بذراعيه ليستند.

منكر الحديث. 387 - وَعَنْ عِمْرَانَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَرَأَيْتُمُ الزَّانِيَ، وَالسَّارِقَ، وَشَارِبَ الْخَمْرِ، مَا تَقُولُونَ فِيهِمْ؟ ". قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "هُنَّ فَوَاحِشُ وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ. أَلاَ أُنَبِّئكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ الإشْرَاكُ بِالله ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48]، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ قَرَأَ: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ (¬1) إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14] وَكَانَ مُتَّكِئاً فَاحْتَفَزَ (¬2) وَقَالَ (¬3): أَلاَ وَقَوْلُ الزُّوِرِ". وقال ابن عباس: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة. رواه الطبراني (¬4) في الكبير، ورجاله ثقات إلا أن الحسن مدلس وعنعنه. ¬

_ (¬1) في (ظ): "ولوالدي" وهو خطأ شنيع. (¬2) احتفز: تضامَّ وتجمع، وقال ابن الأثير في النهاية 1/ 407: "أي: قلق وشخص به، وقيل: استوى جالساً على وركيه كأنه ينهض". (¬3) في (ظ): "فقال". (¬4) في الكبير 18/ 140 برقم (293)، وابن مردويه -ذكره ابن كثير في التفسير 2/ 313 - من طريقين: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن لم يسمع من عمران وقد فصلنا ذلك عند الحديث =

388 - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ أبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "اجْتَنِبوا الْكَبَائِرَ السَّبْعَ". فَسَكَتَ النَّاسُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلاَ تسْأَلُونِي عَنْهُنَّ؟. الشِّرْكُ بِالله، وَقَتْل النَّفْسِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه ابن لهيعة. ¬

_ = (1270) في "موارد الظمآن". وسعيد بن بشير هو الأزدي وليس بذاك. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 832 برقم (8886) إلى أبي سعيد النقاش في القضاة. (¬1) في الكبير 6/ 103 برقم (5636) من طريق أحمد بن رشدين، حدثنا عمرو بن خالد الحراني، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه سهل قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا الحديث من مسند سهل، وليس من مسند أبيه كما جاء عندنا. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 540 برقم (7801) إلى الطبراني في الكبير من حديث سهل بن أبي حثمة أيضاً وليس من حديث أبيه. نقول: وإسناده فيه ضعيفان: شيخ الطبراني، وابن لهيعة. وانظر حديث أبي هريرة المتقدم برقم (385). وقال ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 182: "وللطبراني من حديث سهل بن أبي حثمة -تحرفت إلى: خيثمة- عن علي رفعه: اجتنب الكبائر السبع". كذا قال والله أعلم.

389 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو (مص: 158) قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ الله (¬1) - صلى الله عليه وسلم - المِنْبَرَ فَقَالَ: "لاَ أُقْسِمُ لاَ أُقْسِمُ" ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: "أَبْشِرُوا، أَبْشِرُوا، مَنْ صَلَّى الصَّلَواتِ الْخَمْسَ، وَاجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوابِ الْجَنَّةِ شَاءَ". قَالَ الْمُطَّلِبُ: سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْأَلُ عَبْدَ الله بْنَ عَمْروٍ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يذْكُرُهُنَّ؟. قَالَ: نَعَمْ: "عُقُوقُ الْوَالِدَينِ، وَالشِّرْكُ بِالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَقَذْفُ المُحْصنَاتِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَأَكلُ الرِّبَا". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه مسلم بن الوليد بن ¬

_ (¬1) في (م): "النبي - صلى الله عليه وسلم -". (¬2) في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 182: "ولإسماعيل القاضي (في أحكام القرآن) من طريق الطلب بن عبد الله بن حَنْطب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: صعد ... " وذكر هذا الحديث. وهذا إسناد منقطع، المطلب لم يسمع من عمرو شيئاً والله أعلم. وذكره المنذرى في "الترغيب والترهيب" 2/ 303 وقال: "رواه الطبراني وفي إسناده مسلم بن الوليد بن العباس لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل". ونسبه المتقي في الكنز 3/ 544 برقم (7817) إلى الطبراني في الكبير، غير أن الصحابي عنده "ابن عمر".

العباس، ولم أر من ذكره. 390 - وَعَنْ ثَوْبَان، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْفَعُ مَعَهُنَّ عَمَلٌ: الشِّرْكُ بِالله، وعُقُوقُ الْوَالِدَينِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير (¬2)، وفيه يزيد بن ربيعة، ضعيف جداً. 391 - وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّمَا هِي أَرْبَعٌ". فَمَا أَنَا الْيَوْمَ بِأَشَحَّ عَلَيْهِنَ مِنِّي يَوْمَ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلاَ لاَ تُشْرِكُوا (ظ: 16) بِالله شَيْئاً، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ التِي حَرَّمَ الله إلاَّ بِالْحَقِّ، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَسْرِقُوا". ¬

_ (¬1) في الكبير 2/ 95 برقم (1420) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر، حدثنا يزيد بن ربيعة، حدثنا أبو الأشعث، عن ثوبان ... وهذا إسناد ضعيف جدًا يزيد بن ربيعة الدمشقي قال أبو حاتم -الجرح والتعديل 9/ 261 - : "ضعيف الحديث، منكر الحديث، واهي الحديث، وفي روايته عن أبي الأشعث، عن ثوبان تخليط كثير". وقال دحيم: "لَيِّنٌ، لا شيء" وأنكر أحاديثه. وشيخ الطبراني له عن أبيه مناكير، وقال أبو أحمد الحاكم فيه نظر، وقال أبو الجهم: "قد كان كبر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 302: "رواه الطبراني في الكبير". ونسبه المتقي في الكنز 16/ 35، 60 برقم (3824، 43937) إلى الطبراني في الكبير. (¬2) سقطت من (ظ).

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله ثقات. 392 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاَثٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ، فَإنَّ الله يَغْفِرُ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ: مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِراً يَتَّبعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيه". رواه الطبراني (¬2) (مص: 159) في الكبير، والأوسط، وفيه ليث بن أبي سليم. ¬

_ (¬1) في الكبير 7/ 39 برقم (6317)، والنسائي في الكبرى -قاله المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 51 - من طريقين: حدثنا أبو الأحوص وجرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس ... وهذا إسناد صحيح، منصور هو ابن المعتمر، وجرير هو ابن عبد الحميد. وأبو الأحوص هو سلام بن سليم. (¬2) في الكبير 12/ 243 - 244 برقم (13004)، وفي الأوسط 1/ 501 برقم (921) -وهو في مجمع البحرين ص (14) - من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا سعيد بن سليمان، عن أبي شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، ... وهذا إسناد ضعيف فيه ليث بن أبي سليم. وباقي رجاله ثقات. أبو فزارة هو راشد بن كيسان، وسعيد بن سليمان هو الواسطي. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 461: "رواه الطبراني في الكبير، والأوسط من رواية ليث بن أبي سليم". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 839 - 840 برقم (43337) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى ابن النجار.

393 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْكَبَائِرُ سَبْعٌ: الإشْرَاكُ بِالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ الله إلاَّ بِالْحَقِّ، وَقَذْفُ (¬1) المُحْصَنَةِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالرجُوعُ إلَى الأعْرَابِيَّةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ". رواه الطبراني في الأوسط (¬2) وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف. 394 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: "الشِّرْكُ بِالله، وَالإيَاسُ مِنْ رَوْحِ الله، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله". رواه البزار (¬3)، والطبراني في الأوسط، ورجاله موثقون. 395 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: الْكَبَائِرُ: الإشْرَاكُ بِالله، وَالأمْنُ مَنِ مَكْرِ الله، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ (¬4) ¬

_ (¬1) في (مص): "قتل" وهو خطأ. (¬2) ما وقعت عليه في مجمع البحرين، في مظانه. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 541 برقم (7805) إلى الطبراني في الأوسط. وانظر فتح الباري 12/ 182. (¬3) في كشف الأستار 1/ 71 برقم (106) من طريق عبد الله بن إسحاق العطار، حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد رجاله ثقات خلا شيخ البزار فما وجدت له ترجمة، وشبيب بن بشر فصلنا القول فيه عند الحديث (272) في معجم شيوخ أبي يعلى. وما وقعت عليه في "مجمع البحرين" في مظانه. وانظر كنز العمال 3/ 832 برقم (8885). (¬4) على هامش (مص) ما نصه: "رواه الطبراني في الكبير صح" بخط =

الله (¬1). وفي رواية "أَكبَرُ الْكَبَائِرِ" (¬2)، وإسناده صحيح. 396 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لَأصْحَابِهِ: "أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكوا بِالله شَيْئاً، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ ¬

_ = الناسخ، ثم بعده بخط مغاير: "وهو ساقط من خطه فلعله سها". وعلى هامش (م) ما نصه: "عن الحافظ السخاوي: رواه الطبراني في الكبير". والقنوط درجة أشد من اليأس. ويقال: قَنِطَ، يَقْنِطُ. (¬1) أخرجه عبد الرزاق 10/ 459 - 460 برقم (19701) -ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه الطبراني في الكبير 9/ 171 برقم (8784) - من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن وبرة، عن عامر بن الطفيل، عن ابن مسعود ... موقوفاً عليه، وإسناده ضعيف، معمر لم يذكر في الرواة عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. ووبرة هو ابن عبد الرحمن. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (8783) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن وبرة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن أبي العقيل، بالإسناد السابق. وهذا إسناد صحيح. ومسعر هو ابن كدام. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (8785) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا عارم أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود موقوفاً عليه. وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وعارم هو محمد بن الفضل السدوسي. (¬2) قال الحافظ في الفتح 12/ 182 - 183: "وعند عبد الرزاق، والطبراني عن ابن مسعود: أكبر الكبائر ... وهو موقوف".

الله إلاَّ بِالْحَقِّ، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَشْرَبوا مُسْكِراً فَمَنْ فَعَلَ مِنْ ذلِكَ شَيْئاً فَأُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّهُ، فَهوَ كَفَّارةٌ (¬1) وَمَن سَتَرَ الله عَلَيْهِ فَحِسَابُهُ عَلَى الله -عَزَّ وَجَلَّ- وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ مِنْ لِكَ شَيْئاً، ضَمِنْتُ لَهُ عَلَى الله الْجَنَّةَ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، ورجاله موثقون إلا أنه من رواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 397 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (مص: 160) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تُطْفَأُ نَارُهُ، وَلاَ تَمُوتُ دِيدَانُهُ، وَلاَ يُخَفَّفُ عَذَابُهُ: الَّذِي يُشْرِكُ بِالله -عَزَّ وَجَل- وَرَجُلٌ جَرَّ رَجُلاً إلَى سُلْطَانٍ بِغَيْرِ ذَنْبٍ فَقَتَلَهُ، وَرَجُلٌ عَقَّ وَالِدَيْهِ". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط وفيه العلاء بن سنان ضعفه أحمد. ¬

_ (¬1) في (ظ): "فهو كفارة ذلك". (¬2) في الأوسط 1/ 503 - 504 برقم (927)، وابن عدي في الكامل 6/ 2200 - 2201 من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن أيوب السختياني، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد حسن، عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فصلنا القول فيه عند الحديث (5762) في مسند الموصلي، وبينا أن الطفاوي ثقة عند الحديث (1179) في "موارد الظمآن". وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا الطفاوي، تفرد به عمرو. وهو ثقة ولا يضر تفرده بالحديث إن شاء الله. (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (14) - من طريق محمد بن عمران الناقط البصري، حدثنا الحسن بن يحيى الأزدي، حدثنا عاصم بن مِهْجَع، =

398 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَني، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِالله واَلْيَمِينُ الْغَمُوسُ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وهو بتمامه في "الأَيمان ¬

_ = حدثنا ماهان بن سراج أبو خالد، حدثني العلاء بن برد، عن أنس بن مالك ... وهذا إسناد فيه محمد بن عمران الناقط، وماهان بن سراج ما وجدت لهما ترجمة. وعاصم بن مهجع ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 350 وقال: "سألت أبا زرعة عنه فقال: ثقة". وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 506. والعلاء بن برد هو ابن سنان، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 353 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 502. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 97، والمغني 2/ 439: "ضعفه أحمد بن حنبل". وأضاف ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 183: "وذكره ابن حبان في الثقات، وقال محمود بن غيلان: ضرب أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة عليه وأسقطوه. ولم أر له ذكراً في تاريخ البخاري، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا. وقال الأزدي: العلاء بن برد البصري أبو عبد الله ضعيف مجهول. فهو ضعيف والله أعلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 43 برقم (43852) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (14) - وأحمد 3/ 495، والترمذي في التفسير (3023) باب: ومن سورة النساء، من طريق الليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن أبي =

والنذور"، ورجاله موثقون (¬1). 399 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أتَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، عَلِّمْنِي عَمَلاً إذَا أَنَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: "لاَ تُشْرِكْ بِالله وإنْ عُذِّبْتَ وَحُرِّقْتَ. أَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإنْ أَخْرَجَاكَ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ لَكَ. لاَ تَتْرُكِ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّداً، فَإنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّداً، بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله. لاَ تَشْرَبِ الْخَمْرَ، فَإنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ. لاَ تُنَازعِ الأمْرَ أَهلَهُ وَإنْ رَأَيْتَ أَنَّهُ لَكَ. ¬

_ = أمامة البلوي -تحرفت في مجمع البحرين إلى: الباهلي- الأنصاري، عن عبد الله بن أنيس الجهني ... وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وأبو أمامة الأنصاري هو ابن ثعلبة ... ". وصححه الحاكم 4/ 256 ووافقه الذهبي. نقول: إسناده حسن، هشام بن سعد فصلنا القول فيه عند الحديث (5601) في مسند الموصلي. وانظر كنز العمال 3/ 541 - 542 برقم (7809). (¬1) في هامش (مص) ما نصه: "فائدة: قال شيخنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العراقي: حديث عبد الله بن أنيس رواه الترمذي في التفسير وفيه مع ذلك: وعقوق الوالدين". وعلى هامش (م) أيضاً مثل هذه العبارة تمامًا.

أَنْفِقْ مِنْ طَوْلِكَ عَلَى أَهْلِكَ وَلاَ تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ، أَخِفْهُمْ في الله". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه عمرو بن واقد ضعفه البخاري، وجماعة وقال الصوري: كان صدوقًا. ¬

_ (¬1) في الكبير 20/ 82 برقم (156)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (14) - من طريق موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، حدثنا محمد بن المبارك الصوري، حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل ... وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن واقد أبو حفص متروك الحديث. وباقي رجاله ثقات، خلا شيح الطبراني موسى بن عيسى، كتب عنه النسائي وقال: "حمصي لا أحدث عنه شيئاً، ليس هو شيئاً". ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في "معجم الشاميين" برقم (2204). وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 306 من طريق الطبراني السابقة، وقد تحرف فيه "عمرو بن واقد" إلى "هارون بن واقد". وأخرجه أحمد 5/ 238 من طريق أبي اليمان، أنبأنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن معاذ قال: أوصاني رسول الله ... وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش. قال أحمد، والبخاري وغيرهما: "ما روى عن الشاميين صحيح ... ". وهذا من روايته عنهم، صفوان بن عمرو هو السكسكي الحمصي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 94 برقم (44048) إلى أحمد، والطبراني في الكبير، وأبي نعيم في حلية الأولياء. وسيأتي مختصراً برقم =

400 - وَعَنْ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إنَّ أَكبَرَ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوق الوَالِدَيْنِ، وَمَنْعُ فَضْلِ الْمَاءِ، وَمَنْعُ الْفَحْلَ". رواه البزار (¬1)، وفيه (مص: 161) صالح بن حيان (¬2) وهو ضعيف، ولم يوثقه أحد. 401 - وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلاَثَةٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِياً، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ سَيِّدِهِ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَقَدْ كفَاهَا أَمْرَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ. ¬

_ = (1658) فانظره لتمام التخريج، وفي الوصايا أيضاً باب: وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (¬1) في كشف الأستار 1/ 71 برقم (107) من طريق عمرو بن مالك الشرعبي، حدثنا عمر بن علي المقدمي، حدثنا صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة ... وهذا إسناده ضعيف، صالح بن حيان القرشي ضعيف، وكذلك عمر بن علي المقدمي، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (1917) موارد الظمآن. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 541 برقم (7803) إلى البزار. وانظر فتح الباري 12/ 182 - 184 فقد أورد الكثير من هذه الأحاديث للوصول إلى حصر الكبائر وتعريفها، وقد جمع الكثير المفيد فعد إليه إن كنت تبغي الفائدة. (¬2) في (ظ، ش): "حبان" بالموحدة من تحت وهو تصحيف.

وَثَلاَثَةٌ لا يَسْأَلُ الله (¬1) عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ الله رِدَاءَهُ، فَإنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ (¬2)، وَإزَارَهُ الْعِزُّ، وَرَجُلٌ كَانَ في شَكٍّ مِنْ أَمْرِ الله، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله". رواه البزار (¬3)، والطبراني في الكبير، فجعلهما حديثين (¬4) ورجاله ثقات. 402 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَزَالُ الْمَرْأَةُ تَلْعَنُهَا الْمَلاَئِكَةُ، وَيَلْعَنُهَا الله وَمَلائِكَتُهُ وَخُزَّانُ الرَّحْمَةِ، وَخُزَّانُ الْعَذَابِ مَا انْتَهَكَتْ مِنْ مَعَاصِي الله شَيْئاً". رواه البزار (¬5)، وفيه عبيد (¬6) بن سلمان الأغر، وثقه ابن ¬

_ (¬1) في (ظ، ش، م): "لا يسأل عنهم". (¬2) في (ظ، ش، م): "الكبر". (¬3) وغيره، والحديث صحيح وقد تقدم برقم (361). وسيأتي أيضاً في الخلافة، باب: لزوم الجماعة وطاعة الأئمة والنهي عن قتالهم. (¬4) جملة "والطبراني في الكبير فجعلهما حديثين" كتبت على هامش (مص). وفوقها ما نصه: "هذه الزيادة بخط شيخنا الحافظ عبد الرحيم العراقي، هكذا وجدتها بخطه في حاشية الأصل". (¬5) في كشف الأستار 1/ 73 برقم (110) من طريق حمدان، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا فضيل بن سليمان، أنبأنا موسى بن عقبة، عن عبيد بن سلمان الأغرّ، عن أبيه، عن معاذ بن جبل ... وهذا إسناد رجاله ثقات ما خلا حمدان فإنني ما عرفته. ونسبه المتقي في الكنز 16/ 401 برقم (45107) إلى البزار وقال: "وحسن". (¬6) في (ظ): "عبيد الله" وهو تحريف.

حبان، وذكره البخاري في الضعفاء، وقال أبو حاتم: يُحوَّل من كتاب الضعفاء: لم أر له حديثاً منكراً. 403 - وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلَكَ الْمُتَقَذِّرُونَ (1) ". قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ في "النِّهَايَةِ": الْمُتَقَذِّرُونُ (¬1): الَّذِين يَأْتُونَ الْقَاذُورَاتِ. رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه عبد الله بن سعيد ¬

_ (¬1) في (ش): "المقتدرون" في المكانين وهو خطأ. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (457) - من طريق محمد بن الحسن، حدثنا يزيد بن موهب الرملي، حدثنا ابن وهب، حدثنا إبراهيم بن سَعْدٍ، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عائشة ... وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري متروك الحديث، وباقي رجاله ثقات، وإبراهيم بن سعد -تحرفت في مجمع البحرين إلى سعيد- هو الزهري. وقال الطبراني: "لم يرو عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب". ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 379 من طريق أحمد بن محمد بن يوسف (بن دوست). حدثنا أحمد بن أبي عوف -تحرفت إلى عون- (البزوري) حدثنا عمرو الناقد، حدثنا وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هلك المتقذرون". وهذا إسناد جيد. وقال أبو نعيم: "تفرد به عبد الله بن سعيد، عن أبيه". ولا يضر تفرده بالحديث وهو من رجال الشيخين.

78 - (باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب)

المقبري (¬1)، وهو ضعيف جداً. 404 - وَعَنْ أَبِي سَعيدٍ -يَعْنِي: الْخُدْرِيّ- قَالَ: إنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أعَمْالاً هِي أَدَقُّ في (مص: 162) أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمُوبِقَاتِ (¬2). رواه البزار (¬3)، وفيه عباد بن راشد وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود وغيره. قلت: ويأتي لهذا الحديث طرق في التوبة إن شاء الله. 78 - (باب لا يُكَفَّر أحد من أهل القبلة بذنب) 405 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُفُّوا عَنْ ¬

_ (¬1) في (ظ): "المقرئ " وهو تحريف. (¬2) الموبقات: الكبائر من الذنوب، وسميت بذلك لأنها تهلك مرتكبها. يقال: وَبِقَ، يَبِقُ ويوبق: هلك. (¬3) في كشف الأستار 1/ 72 برقم (108)، وأحمد 3/ 3 من طريق أبي عامر العقدي، حدثنا عباد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد صحيح. وقد سقط من إسناد البزار "حدثنا" بين أبي عامر، وبين عباد بن راشد. كما تحرف "عباد" في المسند إلى "عمار". وقال المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 313: "رواه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح". ويشهد له حديث أنس عند أحمد 3/ 157، 285، والبخاري في الرقاق (6492) باب: ما يُتَّقى من محقرات الذنوب، وانظر فتح الباري 10/ 329 - 330. =

أَهْلِ لاَ إلَهَ إلاَّ الله، لاَ تُكَفِّروهُمْ بِذَنْبٍ. مَنْ أَكْفَرَ (¬1) أَهْلَ لاَ إلَه إلاَّ الله، فَهُوَ إلَى الَكُفْرِ أَقْرَبُ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه الضحاك بن حُمْرَةَ (¬3)، عن علي بن زيد، وقد اختلف في الاحتجاج بهما. 406 - 407 - 408 - 409 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَع وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَتَمَارَى في شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إلَى أَنْ قَالَ: "إنَّ الإسْلاَمَ بَدَأَ غَرَيباً وَسَيَعُودُ غَريباً". قَالُوا: يَا رَسُولَ الله: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: "الَّذِين يُصْلِحُونَ إذَا أَفْسَدَ النَّاسُ، وَلَمْ يُمَارُوا في دِينِ الله، وَلاَ يُكَفِّرُونَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ بِذَنْبٍ ... ". ¬

_ = وقال العراقي -هامش الإحياء 4/ 18 - : "أخرجه أحمد، والبزار بسند صحيح". ولتمام الفائدة انظر إحياء علوم الدين 4/ 17 - 18 فقد ذكر العراقي الكثير من الأحاديث التي مرت مع كثير مما يحسن الإطلاع عليه. (¬1) في (ظ): "كفر". وأكفر فلاناً: نسبه إلى الكفر. وكذلك كَفَّر. (¬2) في الكبير 12/ 272 برقم (13089) من طريق أحمد بن داود المكي، حدثنا عثمان بن عبد الله بن عثمان الشامي، حدثنا الضحاك بن حُمْرَةَ -تصحفت فيه إلى حمزة-، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر ... وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 635 برقم (8270) إلى الطبراني في الكبير. (¬3) في (ش): "حمزة" وهو تصحيف.

قلت: ويأتي بتمامه (¬1) أخرجه الطبراني (¬2) في الكبير وفيه كثير بن مروان كذّبه يحيى والدارقطني. 410 - وعن علي، 411 - وجابر قالا: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (مص: 163): "بُنِي الإسْلاَمُ عَلَى ثَلاَثَةٍ: أَهْلُ لاَ إِلَه إلاَّ الله لاَ تُكَفِّرُوهُمْ بِذَنْبٍ، وَلاَ تَشْهَدُوا عَلَيْهِمْ بِشِرْكٍ، وَمَعْرِفِةُ الْمَقَادِيرِ خَيْرِهَا وَشَرِّهَا مِنَ الله، وَالْجِهَادُ مَاضٍ إلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ مُذْ بَعَثَ الله مُحَمَّداً - صلى الله عليه وسلم - إلَى آخِرِ عِصَابَةٍ مِنَ (¬3) الْمُسْلِمِينَ لاَ يَنْقُضُ ذَلِكَ جَوْرُ جَائِرٍ وَلاَ عَدْلُ عَادِلٍ". رواه الطبراني (¬4) في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كان يضع الحديث. ¬

_ (¬1) في العلم برقم (709). (¬2) في الكبير 8/ 78 برقم (7659) من طريق محمود بن محمد الواسطي، حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، حدثنا كثير بن مروان الفلسطيني، عن عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي قال: حدثني أبو الدرداء ... وهي أربعة أحاديث بإسناد واحد وهو إسناد ضعيف جداً، كثير بن مروان الفلسطيني قال ابن حبان: منكر الحديث، وضعفه يحيى، والسعدي، والدارقطني. وقال النسائي: "ليس حديثه بشيء". واتهمه يحيى. وشيخه عبد الله بن يزيد بن آدم قال أحمد: "أحاديثه موضوعة". ونسبه المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 131، والمتقي الهندي في الكنز 3/ 644 - 645 برقم (8312) إلى الطبراني في الكبير. (¬3) ساقطة من (ظ). (¬4) في الأوسط -مجمع البحرين ص (17) - من طريق عبد الرحمن بن خلاد =

412 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَنْ يَخْرُجَ أَحَدٌ مِنَ الإيمَان إلاَّ بِجُحُودِ مَا دَخَلَ فِيهِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه إسماعيل بن يحيى ¬

_ = الدورقي، حدثنا سعدان بن زكريا الدورقي، حدثنا إسماعيل بن يحيى التيمي: عن سفيان بن سعيد، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي ... وعن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن المسيب، عن علي ... وعن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن يحيى التيمي ضعيف، واتهم. وفي إسناد جابر أيضاً عنعنة ابن جريج، وأما الحارث فهو ابن عبد الله الأعور فهو عندنا حسن الحديث وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (1154) في "موارد الظمآن". وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وكذلك شيخ شيخه. وقال الطبراني: "لم يروه عن الثوري، وابن جريج، والأوزاعي إلا إسماعيل". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 277 برقم (1370) إلى الطبراني في الأوسط. وقد سقط من إسناده "جابر". (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (17) - من طريق محمد بن حرب النشَّائي، حدثنا إسماعيل بن يحيى التيمي، عن مسعر بن كدام، عن عطية، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد فيه عطية العوفي، وهو ضعيف وإسماعيل بن يحيى ضعيف واتهم. وقال الطبراني: "لم يروه عن مسعر إلا إسماعيل، تفرد به محمد". ونسبه المتقي في الكنز 1/ 91 برقم (389) إلى الطبراني في الأوسط.

التيمي، وهو وضاع كما تقدم. 413 - وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لاَ تَكُفِّرُوا أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِذَنْب وَإنْ عَمِلُوا بِالْكَبَائِرِ، وَصَلُّوا مَعَ كُلِّ إمَامٍ، وَجَاهِدُوا مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه علي بن أبي سارة، وهو ضعيف متروك الحديث. 414 - وَعَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ إنَّ نَاساً يَشْهَدُونَ عَلَيْنَا بِالْكفْرِ وَالشِّرْكِ؟. قَالَ أَنَسٍ. أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (17) - من طريق عبد الكبير بن محمد الأنصاري البصري بمصر حدثنا سليمان بن داود، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ... وهذا إسناد ضعيف جداً سليمان بن داود هو الشاذكوني رماه ابن معين بالكذب، وقال البخاري. فيه نظر. وقد فصلت القول فيه عند الحديث (6719) في مسند الموصلي. وعبد الكبير بن محمد شيخه متهم أيضاً. وقال الطبراني: "لم يروه عن علي بن زيد إلا علي بن أبي سارة، تفرد به عمرو". وليس في الإسناد علي بن زيد، ولا علي بن أبي سارة كما تقدم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 215 برقم (1078) إلى الطبراني في الأوسط. ويشهد له حديث علي عند إسحاق، ذكره الحافظ في المطالب العالية 3/ 73 برقم (2912).

رواه أبو يعلى (¬1)، وفيه يزيد الرقاشي وقد ضعفه الأكثر، ووثقه أبو أحمد بن عدي وقال: عنده أحاديث صالحة عن أنس، وأرجو أنه لا بأس به (مص: 164). 415 - وَعَنْ أَبِي سُفْيَان قَالَ: سَأَلْتُ جَابِراً وَهُوَ مُجَاوِرٌ بِمكَّةَ وَهُوَ نَازِلٌ في بَنِي فِهْرٍ فَسَألَهُ رَجُلٌ: هَلْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ القِبْلَة مُشرِكاً؟. قَالَ: مَعَاذَ الله، فَفَزعَ لِذلِكَ. قَالَ: هَلْ كُنْتُمْ (¬2) تَدْعُونَ أَحَداً مِنْهُمْ كَافِراً؟. قَالَ: لاَ. رواه أبو يعلى (¬3)، والطبراني في الكبير (¬4)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في الكبير وهو مفقود نسأل الله أن يجمعنا به. وذكره الحافظ في "المطالب العالية" 3/ 95 برقم (2977) ونسبه إلى أبي يعلى. ونقل الشيخ حبيب الرحمن عن البوصيري قوله: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف يزيد الرقاشي ... ". (¬2) ساقطة من (ظ). (¬3) في المسند 4/ 207 برقم (2317) من طريق ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان قال: سألت جابراً وهذا إسناد صحيح. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي. (¬4) قرأت مسند جابر بن عبد الله في المعجم الكبير حديثاً حديثاً وما وجدته فيه، فالله أعلم، وعلى هامش (م) "بخط الحافظ السخاوي، بل في الأوسط".

79 - (باب في ضعف اليقين)

79 - (باب في ضعف اليقين) 416 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إلاَّ ضَعْفَ الْيَقِينِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ورجاله ثقات. 417 - وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِهِ: إنَّ الْبَلِيَّةَ كُلَّ الْبَلِيَّةِ أَنْ تَعْمَلَ أَعْمَالَ السُّوءِ في إيمَانِ السَّوءِ. رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) ما وقعت عليه في مجمع البحرين، وأخرجه البخاري في الكبير 5/ 264 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن بزرج: سمع أبا هريرة ... وهذا إسناد جيد، عبد الرحمن بن بزرج ترجمه البخاري في الكبير 5/ 264 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 216 وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 5/ 95. وهو في الفردوس 4/ 94 برقم (6294). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 437 برقم (7332) إلى الطبراني في الأوسط، والبيهقي في شعب الإيمان 1/ 63 - 64 برقم (30، 31). (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (16) - من طريق أحمد بن محمد بن نافع، حدثنا مؤمل بن إهاب، حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي، عن أبيه، عن النعمان بن بشير، موقوفاً. وهذا إسناد ضعيف أحمد بن محمد بن نافع اتهمه ابن الجوزي، وجهله الذهبي. وباقي رجاله ثقات. مؤمل بن إهاب بينا أنه ثقة في معجم شيوخ أبي يعلى عند الحديث (204)، وعبد =

80 - (باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين)

80 - (باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين) 418 - عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّ لِلْمُنَافِقِينَ عَلاَمَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا: تَحْيَّتُهُمْ لَعْنَةٌ، وَطَعَامُهُمْ نُهْبَةٌ، وَغَنِيمَتُهُمْ غُلُولٌ، لاَ يَقْرَبُونَ الْمَسَاجِدَ إلاَّ هَجْراً، وَلاَ يَأْتونَ الصَّلاَةَ إلاَّ دَبْراً، مُسْتَكْبِرِينَ (¬1) (مص: 165) لاَ يَأْلَفُونَ وَلاَ يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بِاللَّيْلِ، صُخُبٌ بِالنَّهَارِ (¬2) "، وَقَالَ يَزيدُ مَرَّةً: "سُخُبٌ بِالنَّهَارِ". رواه أحمد (¬3)، والبزار، وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره. ¬

_ = الرحمن بن عرق ترجمه البخاري في الكبير 5/ 336 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 270 وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 100، وما رأيت فيه جرحاً، وقال الذهبي في كاشفه: "وثق". وقال ابن حجر في التقريب: "مقبول". وقال الطبراني: "لا يروى عن النعمان إلا بهذا الإسناد". (¬1) في (ظ) زيادة: "إلا بالقول". (¬2) الصخب -والسخب كذلك-: الضجة واضطراب الأصوات للخصام. يقال: صَخِبَ الجمع صَخَباً: علت فيه الأصوات. واختلطت فهو صاخب، وصَخِبٌ. (¬3) في المسند 2/ 293، والبزار 1/ 61 - 62 برقم (85) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي، حدثنا إسحاق بن بكر، عن سعيد بن أبي =

419 - وَعَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ = سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة ... نقول: "إسحاق بن بكر" هكذا جاء عند البزار، ولكنه جاء في "تهذيب الكمال" وفروعه جميعها "إسحاق بن أبي الفرات واسمه بكر، المدني". وهكذا جاءت تسميته فيمن رووا عن سعيد المقبري. ظناً بأن أبا الفرات هو بكر. وأما في رواية أحمد فقد جاء "إسحاق بن بكر بن أبي الفرات" وهذا هو الصواب، فقد جاء هكذا في شيوخ عبد الملك بن قدامة في "تهذيب الكمال" 2/ 859 مصورة دار المأمون للتراث. وقد جاء هكذا أيضاً في كامل ابن عدي 5/ 1946 ولكن محققه حرفه فقال: "إسحاق بن بكر بن أبي العراد" فقد حرف "الفرات" إلى "العراد". وجاء أيضاً في المستدرك 4/ 465 - ومصورة إحسان الله المعروف بصاحب اللواء ص (677) - هكذا: "إسحاق بن بكر بن الفرات" مما يدل على أن لفظة "أبي" قد سقطت سهواً منه. ولذلك فإننا نزعم أن إسحاق هو ابن بكر بن أبي الفرات، وقد نسبه صاحب التهذيب إلى جده، والله أعلم. وما رأيت فيه جرحاً فهو على شرط ابن حبان وما وقعت عليه في الثقات، غير أن البوصيري قال بعد الحديث (4036) في سنن ابن ماجة: "في إسناده إسحاق بن أبي الفرات قال الذهبي في الكاشف: مجهول، وقيل: منكر، وذكره ابن حبان في الثقات وصحح حديثه الحاكم 4/ 465 - 466 ووافقه الذهبي، فالإسناد عندنا حسن إن شاء الله. وقال البزار: "لا نعرفه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد. وإسحاق بن بكر لا نعلم حدث عنه إلا عبد الملك".

يَقُولُ: "ثَلاَثٌ مِنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإنْ صَامَ وصَلَّى وَحَجَّ واعْتَمَرَ وقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ: إِذَا حَدَّثَ، كذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ". رواه أبو يعلى (¬1)، وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. 420 - وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "في الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ". رواه البزار (¬2)، والطبراني في الأوسط، وفيه يوسف بن الخطاب، وهو مجهول. ¬

_ (¬1) في المسند 7/ 136 برقم (4098) وإسناده ضعيف، وهناك خرجناه وذكرنا ما يشهد له. وقال المنذري بعد أن أورده في "الترغيب والترهيب" 3/ 594: "رواه أبو يعلى من رواية الرقاشي، وقد وثق، ولا بأس به في المتابعات". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 169، 171 برقم (855، 895) إلى رسته في الإيمان، وإلى أبي الشيخ في "التوبيخ" وإلى ابن النجار. (¬2) في كشف الأستار 1/ 62 - 63 برقم (87)، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (16) - والبخاري في الكبير 8/ 385 - 386، من طريق شبابة بن سوار، عن يوسف بن الخطاب، عن عبادة بن الوليد، عن جابر ... وهذا إسناد جيد، يوسف بن الخطاب ترجمه البخاري في الكبير 8/ 385 - 386 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو حاتم في =

421 - وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "آيَاتُ الْمُنَافِقِ: إذَا حَدَّثَ، كذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه زَنْفَلٌ الْعَرَفِيّ (¬2) كذاب. ¬

_ = الجرح والتعديل" 9/ 221: "هو مجهول"، وقال "الحطاب" بالحاء المهملة. وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 638. وقال البزار: "وهذا لا نعلمه يروى عن جابر إلا من هذا الوجه، ويوسف مجهول". نقول: ليس بمجهول إلا للبعض، وقد عرفه آخرون ووثقه إمام من أئمة هذا الشأن. وقال الطبراني: "لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به شبابة". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 169 برقم (851) إلى البزار. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (15) - من طريق موسى بن هارون، حدثنا سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي، حدثنا زنفل بن شداد - (ويقال بن عبد الله) - العرفي من أهل عرفة: سمعت (عبد الله بن عبيد الله) بن أبي مليكة، عن عائشة، عن أبي بكر ... وهذا إسناد ضعيف فيه زنفل بن شداد وهو ضعيف. وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 168 برقم (843) إلى الطبراني في الأوسط. (¬2) العرفي -بفتح العين والراء المهملتين، وبعد الراء فاء-: هذه النسبة إلى عرفات ... وانظر الأنساب 8/ 431، واللباب 2/ 335.

422 - وَعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ خِلاَلِ المُنَافِقِ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ". فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُمَا ثَقِيلاَنِ فَرَأَيتُهُمَا (¬1) (مص: 166) فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَاكُمَا ثَقِيلَيْنِ؟ فَقَالاَ: حَدِيثاً سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مِنْ خِلاَلِ الْمُنَافِقِ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤتُمِنَ، خَانَ". قَالَ: أَوَلاَ سَأَلْتُمَاهُ؟. قَالاَ: هِبْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: لكِنِّي سَأَسْأَلُهُ. فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- وَهُمَا ثَقِيلاَنِ، وَذَكَرْتُ مَا قَالاَ، فَقَالَ: "قَدْ حَدَّثْتُهُمَا وَلَمْ أَضَعْهُ عَلَى الْمَوْضِع الَّذِي يَضَعَانِهِ، وَلكِنَّ الْمُنَافِقَ إذَا حَدَّثَ بِحَدِيث وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَنَّهُ يَكْذِبُ، وإذَا وَعَدَ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَنَّهُ يُخْلِفُ، وَإذَا اؤْتُمِنَ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَنَّهُ يَخُونُ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ¬

_ (¬1) في (ظ، م، ش): "فلقيتهما". (¬2) في الكبير 6/ 270 برقم (6186) من طريق أحمد بن زهير التستري، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا مهران بن أبي عمر، حدثنا =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = علي بن عبد الأعلى، عن أبي النعمان: حدثني أبو الوقاص، حدثني سلمان الفارسي ... وهذا إسناد ضعيف. أبو الوقاص مجهول، وأحمد بن زهير التستري هو أحمد بن يحيى بن زهير المحدث الثقة البارع، وقد نسب إلى جده. وانظر الأنساب للسمعاني 3/ 55. ومهران بن أبي عمر قال البخاري: "فيه اضطراب". وقال ابن معين: "كان شيخاً مسلماً كتبت عنه، وكان عنده غلط كثير في حديث سفيان". وقال أيضاً: "ثقة". وقال النسائي: "ليس بالقوي". وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالمتين عندهم". وقال العقيلي: "روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها". وقال أبو حاتم: "ثقة، صالح الحديث"، ووثقه ابن حبان، وقال الدارقطني: "لا بأس به". وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات". ص (234) برقم (1432): "صدرق، إلا أن أكثر روايته عن سفيان خطأ". نقول: إذا تدبرنا ما تقدم نخلص إلى أن مهران بن أبي عمر جيد الحديث عامة، ضعيف في حديث الثوري، والله أعلم. وأبو النعمان ترجمه البخاري في الكبير 9/ 76 ولم يورد فيه جرحاً، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 449: "مجهول". "وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 7/ 664. ولفهم المدلول لكلمة "مجهول" عند أبي حاتم انظر تعليقنا على الحديث (6784) في مسند الموصلي. وعلى هامش (م) ما نصه: "أبو النعمان، عن أبي وقاص مجهولان، قاله الترمذي". وذلك بعد الحديث (2635) باب: ما جاء في علامات المنافق. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 171 برقم (867) إلى الطبراني في الكبير. وانظر فتح الباري 1/ 89 - 91.

وفيه أبو النعمان (¬1)، عن أبي وقاص، وكلاهما مجهول -قاله الترمذي- وبقية رجاله موثقون. 423 - وَعَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلاَثٌ منْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإنْ كَانَ (¬2) فِيهِ خَصْلَةٌ، فَفِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ". رواه البزار (¬3)، ورجاله رجال الصحيح. 424 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: اعْتَبِرُوا الْمُنَافِقِينَ بِثَلاَثٍ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ، غَدَرَ. وَأَنْزَلَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- تَصدِيقَ ذلِكَ في كِتَابِهِ {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 75] إلَى آخِرِ الاَيَةِ (¬4). ¬

_ (¬1) في (ظ، ش): "العجان" وهو تحريف. (¬2) في (ظ): "وإذا". (¬3) في كشف الأستار 1/ 62 برقم (86) من طريق عمرو بن علي، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... وهذا إسناد صحيح. وقال البزار: "وهذا لا نعلم أسنده إلا أبو داود بهذا الإسناد، وغيره يرويه موقوفاً". نقول. أبو داود الطيالسي ثقة، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم. (¬4) لقد ذكر بعض المفسرين أن سبب نزول هذه الآية الكريمة في ثعلبة بن حاطب الأنصاري، وأوردوا في ذلك حديثاً أخرجه الطبري في التفسير =

رَوَاهُ الطَّبرانِي (¬1) في الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. 425 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ أَعْلاَمِ الْمُنَافِقِ (مص: 167): إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا ائْتَمَنْتَهُ، خَانَكَ". ¬

_ = 10/ 189 - 190، وابن أبي حاتم في التفسير -ذكره ابن كثير في التفسير أيضاً 3/ 428 - ، والواحدي في أسباب النزول ص (189 - 191) وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 284 من طريق معاذ بن رفاعة السلمي، عن أبي عبد الملك علي بن يزيد الألهاني أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي. عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله، -وعند الواحدي عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم- ... وهذا إسناد ضعيف، علي بن يزيد ضعفه أحمد وأبو زرعة، وأبو حاتم، والترمذي، والبخاري وقال: "منكر الحديث ضعيف"، كما ضعفه النسائي، والحاكم أبو أحمد، وابن يونس، وقال الأزدي، والدارقطني، والبرقي: "متروك الحديث". وقال يحيى بن معين: "علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، ضعاف كلها". وقد اتفق مؤرخو الصحابة على أن ثعلبة بن حاطب بدري، وقال ابن حجر في الإصابة 2/ 20: "وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يدخل النار أحد شهد بدراً والحديبية)، وحكى - صلى الله عليه وسلم - عن ربه أنه قال لأهل بدر: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، فمن يكون بهذه المثابة كيف يُعْقبه الله نفاقاً في قلبه وينزل فيه ما نزل؟ ". وانظر ما قاله ابن الأثير في أسد الغابة أيضاً. (¬1) في الكبير 9/ 252 برقم (9075) من طريق محمد بن علي الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن =

81 - (باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما (*))

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، "هو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. 81 - (باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما (*)) 426 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَعَمَلُ الْمُنَافِقِ خَيْرٌ مِنْ نِيَّتِهِ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى نِيَّتِهِ، فَإذَا عَمِلَ الْمُؤْمِنُ عَمَلاً، نَارَ في قَلْبِهِ نُورٌ". ¬

_ = عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله، موقوفاً. وهذا إسناد صحيح إلى عبد الله بن مسعود. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 3/ 261 إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبي الشيخ، وابن مردويه. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (15) - من طريق إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي، حدثنا محمد بن أبان الواسطي، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (7526) في مسند الموصلي، وإبراهيم بن أحمد بن مروان قال الدارقطني في "سؤالات الحاكم النيسابوري" ص (101) برقم (46): "إبراهيم بن أحمد بن مروان ليس بالقوي". وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد". (*) على هامش (م) ما نصه: "قال السخاوي: تكرر هذا الباب، فإنه مضى قبل الإسراء بخمسة أبواب". انظر الباب رقم (32).

82 - (باب منه في المنافقين (*))

رواه الطبراني (¬1)، وفيه حاتم بن عباد بن دينار، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 82 - (باب منه في المنافقين (*)) 427 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عَبْدِ الله بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ وَهُوَ في ظِلٍّ فَقَالَ: قَدْ غَبَّرَ عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ!. فَقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ الله: والَّذِي أَكْرَمَكَ وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، لِئَنْ شِئْتَ لآتِيَنَّكَ بِرَأْسِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ، ولكِنْ بِرَّ أَبَاكَ، وَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط: وقال: تفرد به زيد بن بشر الحضرمي. قلت: وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات. 428 - وَعَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ (ظ: 17) قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: كَيْفَ عَرَفْتَ أَمْرَ الْمُنَافِقِينَ وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وَلاَ أَبُو بَكْرٍ، وَلاَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُم؟ قَالَ: إنِّي كُنْتُ أَسِيرُ خَلْفَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَنَامَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَسَمِعْتُ نَاساً مِنْهُمْ يَقُولُونَ: لَوْ طَرَحْنَاهُ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهُ فَاسْتَرَحْنَا مِنْهُ، فَسِرْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَجَعَلْتُ أَقْرأُ وَأَرْفَعُ صَوْتِي، ¬

_ (¬1) تقدم برقم (213) فعد إليه إذا أردت. (*) في (ظ): "باب منه، في المنافق". (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (16) - من طريق أحمد بن رشدين، =

فَانْتَبَهَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مَنْ هذَا؟ "فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ. فَقَالَ (¬1): "مَنْ هؤُلاَءِ؟ ". قُلْتُ: فُلاَنٌ، وَفُلاَنٌ حَتَّى (مص: 168) عَدَدْتُهُمْ. قَالَ: "وَسَمِعْتَ مَا قَالُوا؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ، وَلذَلِكَ سِرْتُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ. قَالَ: "فَإنَّ هؤُلاَءِ فُلاَناً وفلاَناً حَتَّى عَدَّ أَسْمَاءَهُمْ مُنَافِقُونَ لاَ تُخْبِرَنَّ أَحَداً". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ¬

_ = حدثنا زيد بن بشر الحضرمي، حدثنا شبيب بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف شيخ الطبراني، وشبيب جيد الحديث إذا لم يرو عنه ابن وهب، وقد بسطنا القول فيه في "موارد الظمآن" عند الحديث (2029). وزيد بن بشر الحضرمي ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 557 وقال: "سئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة، رجل صالح عاقل خرج إلى المغرب فمات هناك". وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 251 وقال: "يغرب". وقال الطبراني: "لم يروه عن محمد بن عمرو إلا شبيب، تفرد به زيد". نقول: لا يضره هذا التفرد وقد بينا أن زيدًا ثقة. (¬1) في (ش، ظ، م): "قال". (¬2) في الكبير 3/ 164 برقم (3010) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا عبيدة بن أسود. =

وفيه مجالد (¬1) بن سعيد، وقد اختلط، وضعفه جماعة. 429 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ آخِذاً (¬2) بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَقُودُ، وَعَمَّارٌ يَسُوقُ -أَوْ عَمَّارٌ يَقُودُ- وَأَنَا أَسُوقُ بِهِ، إذِ اسْتَقْبَلَنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً مُتَلَثِّمِينَ، قَالَ: "هؤُلاَءِ الْمُنَافِقُونَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَلاَ تَبْعَثُ إلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَتَقْتُلَهُ؟. فَقَالَ: "أَكرَهُ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ، وَعَسَى أن يَكْفِيَنِيهِمُ (¬3) الدُّبَيْلَةُ". قُلْنَا: وما الدُّبيْلَةُ؟. قالَ: "شِهَابٌ مِنْ نَارٍ يَوضَعَ عَلَى نِيَاطِ قَلْبِ أَحَدِهِمْ فَيَقْتُلُهُ". قلت: في الصَّحيح (¬4) بَعْضُهُ. رَوَاهُ الطَّبَرانِي (¬5) في ¬

_ = وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (3015) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا مصرف بن عمرو اليامي، حدثنا أبو أسامة. كلاهما: حدثنا مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن صلة بن زفر قال: ... وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. (¬1) في (ظ): "مجاهد" وهو تحريف. (¬2) في (ظ، ش): "آخذ". والوجه ما عندنا. (¬3) في (ظ، م): "تكفيهم". (¬4) عند مسلم في صفات المنافقين (2779). (¬5) في الأوسط -مجمع البحرين ص (16) - من طريق موسى بن هارون، حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر بن =

الأوْسَط، وفيه عبد الله بن سلمة، وثقه جماعة. وقال البخاري: لا يتابع على حديثه. 430 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَطْنَ الْوَادِي، وَأَخَذَ النَّاسُ الْعَقَبَةَ فَجَاءَ سَبْعَةُ نَفَرٍ مُتَلَثِّمُونَ، فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ حُذَيْفَةُ (¬1) الْقَائِدَ، وَعَمَّارٌ السَّائِقَ. قَالَ: شُدُّوا مَا بَيْنَكُمَا، فَلَمْ يَصْنَعُوا شَيْئاً فَنَظَرَ إلَيْهِمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "يَا حُنَيْفَةُ، هَلْ تَدْرِي مَنِ الْقَوْمُ؟ ". قُلْتُ: مَا أَعْرِفُ مِنْهُمُ إلاَّ صَاحِبَ الْجَمَلِ الَأحْمَرِ، فَإنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ فُلاَنٌ ¬

_ = عياش، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن حذيفة بن اليمان ... وهذا إسناد حسن، أبو بكر بن عياش فيه كلام ولكن لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن، وعبد الله بن سلمة فصلنا القول فيه عند الحديث (192) في "موارد الظمآن". وقد حسن الحافظ حديثه في فتح الباري 1/ 408. وقال الطبراني: "لم يروه عن الأعمش إلا أبو بكر". نقول: لم ينفرد به أبو بكر، بل تابعه عليه محمد بن إسحاق عند البيهقي. فقد أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 50/ 260 - 261 من طريق عبد العزيز بن يحيى الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة بن اليمان .... وانظر أيضاً "دلائل النبوة" 5/ 256 - 262، ومغازي الواقدي 3/ 1042 - 1043، وتفسير ابن كثير 3/ 425. (¬1) في (ش): "حذبحه" وهو تحريف.

قلت: له حديث في الصحيح (¬1) بغير هذا السياق رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، (مص: 169) وفيه تليد (¬3) بن سليمان، وثقه العجلي وقال: لا بأس به، كان يتشيع ويدلس، وضعفه جماعة. 431 - وَعَنْ جِابِرٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَوَدِيعَةَ بْنِ ثَابتٍ (¬4) كَلاَمٌ، فَقَالَ وَدِيعَةُ لِعَمَّارٍ: [إنَّمَا أَنْتَ عَبْدُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ مَا أَعْتَقَكَ بَعْدُ. قَالَ عَمَّارٌ:] (¬5) كَمْ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ؟ قَالَ: الله أَعْلَمُ، قَالَ: أَخْبَرْنِي عَنْ عِلْمِكَ، فَسَكَتَ وَدِيعَةُ. قَالَ (¬6) مَنْ حَضَرَهُ: أَخْبِرُهُ، وَإنَّمَا أَرَادَ عَمَّارٌ أَن يُخْبِرَهُ أَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ. ¬

_ (¬1) انظر مسلم - صفات المنافقين (2779) (9، 10، 11). (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (16) - من طريق علي بن سعيد الرازي، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، حدثنا تليد بن سليمان، عن أبي الجَحاف، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن حذيفة ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: شيخ الطبراني، وتليد بن سليمان. وباقي رجاله ثقات. وأبو الجحاف هو داود بن أبي عوف. وانظر الحديث السابق. (¬3) في (ش): "قليد" وهو تحريف. (¬4) في أصولنا جميعها "ثابت بن وديعة" وهو خطأ، والصواب ما جاء عند الطبراني وقد أثبتناه. وانظر أسد الغابة 1/ 379، ومغازي الواقدي 3/ 1003، 1004، 1066 - 1068، والإصابة 2/ 16 - 17. (¬5) ما بين حاصرتين ساقط من (ش). (¬6) في (ظ، م، ش): "فقال".

قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ. فَقَالَ عَمَّارٌ: فَإِنْ كنْتَ فِيهِمْ فَإنَّهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ. فَقَالَ وَدَيعَةُ: مَهْلاً يَا أَبَا الْيَقْظَانِ أَنْشُدُكَ الله أَنْ تَفْضَحَنِي الْيَوْمَ. فَقَالَ عَمَّارٌ: مَا سَمَّيْتُ أَحَداً وَلاَ اُسَمِّيهِ أَبَداً، وَلكِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ الْخَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلاً اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً مِنْهُمْ حَرْبٌ لله وَرَسُولِهِ (¬1) في الْحَيَاةِ الدُنْيَا وَيوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ. رواه الطبراني (¬2) في الكبير وفي الصحيح (¬3) طرف منه وفيه الواقدي، وهو ضعيف. 432 - وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَانْتَهَى إلَى عَقَبَةٍ، فَأَمَرَ مُنَادِيَهِ فَنَادَى: لاَ يَأْخُذَنَّ الْعَقَبَةَ أَحَدٌ، فَإنَّ رَسُولَ الله يَأْخُذُهَا، وَكَان رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَسِيرُ، وَحُذَيْفَةُ يَقُودُهُ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَسُوقُهُ، فَأَقْبَلَ رَهْطٌ مُتَلَثِّمِينَ عَلَى الرَّوَاحِلِ ¬

_ (¬1) في (ش): "ولرسوله". (¬2) في الكبير 3/ 165 - 166 برقم (3016) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه قال: كان بين عمار ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: محمد بن عمر الواقدي، وشيخه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة. وانظر التعليق التالي، والحديث الذي يليه. (¬3) صحيح مسلم في صفات المنافقين (2780).

حَتَّى غَشُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَجَعَ عَمَّارٌ، فَضَرَبَ وُجُوهَ الرَّوَاحِلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لحُذَيْفَة: "قُدْ، قُدْ". فَلَحِقَهُ عَمَّارٌ فَقَالَ: سُقْ، سُقْ، حَتَّى أَنَاخَ، فَقَالَ لِعَمَّارٍ: "هَلْ (مص: 170) تَعْرِفُ الْقَوْمَ؟ ". فَقَالَ: لاَ، كَانُوا مُتَلَثِّمِينَ، وَقَدْ عَرَفْتُ عَامَّةَ الرَّوَاحِلِ. قَالَ: "أَتَدْرِي مَا أَرَادُوا بِرَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ". قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "أَرَادُوا أَنْ يُنَفِّرُوا بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَيَطْرَحُوهُ مِنَ الْعَقَبَةِ". فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذلِكَ، نَزَعَ بَيْنَ عَمَّارٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِمّا (¬1) يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِالله، كَمْ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ الَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قَالَ: نَرَى أَنَهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ. قَالَ: فَإنْ كُنْتَ فِيهِمْ فَكَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ. وَيشْهَدُ عَمَّارٌ أَنَّ اثْنَي عَشَرَ حَرْبٌ لله وَرَسُولِهِ (¬2) في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ. رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) في (ش): "ما". (¬2) في (ش): "ولرسوله". (¬3) هو في الجزء المفقود من المعجم الكبير له. =

433 - قَالَ الطَّبَرانِي: حَدّثَنَا عَلِي بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: تَسْمِيَةُ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ: مُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرٍ بْنِ مُلَيْلٍ (¬1) مِنْ بَنِي عَمْرو بْن عَوْفٍ، شَهِدَ بَدْراً وَهُوَ الَّذِي قَالَ: يَعدُنَا مُحَمَّدٌ كُنُوزَ كِسْرَىَ وَقَيْصَرَ، وَأَحَدُنَا لاَ يَأْمَنُ عَلَى خَلاَئِهِ. وَهُوَ الَّذِي قَالَ: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران: 154]. قَالَ الزُّبَيْرُ: وَهُوَ الَّذِي شَهِدَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ بِهذَا الْكَلاَمِ، وَوَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَمْرِو بْن عَوْفٍ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} [التوبة: 65] وَهُوَ الَّذِي قَالَ: مَا لِي أَرَى قُرَّاءَنَا هؤُلاَءِ أَرْغَبَنَا بُطُوناً وَأَجْبَنَنَا عِنْدَ اللِّقَاءِ. وَجَدُّ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نَبْتَلِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ هَذَا الَأسْوَدُ، كَثِيرُ الشَّعْرِ، عَيْنَاهُ كَأَنَّهُمَا قِدْرانِ مِنْ صُفْرٍ (مص: 171) يَنْظُرُ بِعَيْنَي شَيْطَانٍ، وَكَبِدُهُ كَبِدُ حِمَارٍ، يُخْبِرُ الْمُنَافِقِينَ (¬2)، بِخَبَرِكَ وَهُوَ الْمُخْبِرُ بِخَبَرِهِ. ¬

_ = وأخرجه أحمد 5/ 453 - 454، ومسلم -مختصراً- في صفات المنافقين (2779) (11) من طريقين: حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع، حدثنا أبو الطفيل (عامر بن واثلة) قال: ... وهذا إسناد صحيح. وعند أحمد زيادة ليست هنا. وانظر الحديثين السابقين. (¬1) في (ش): "مليك". (¬2) في (مص): "المنافقون" والوجه ما جاء في (ظ، م، ش).

وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ (¬1) الطَّائِيّ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ الَّذِي سبَقَ إلَى الْوَشَلِ -يَعْنِي: الْبِئْرَ الَّتِي نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَسْبِقَهُ أَحَدٌ- فَاسْتَقَى مِنْهُ. وَأَوْسُ بْنُ قَيْظِيّ، وَهُوَ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ: {إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ}، وَهُوَ جَدُّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ. وَالْجُلاَّسُ بْنُ سُويدِ بْنِ الصَّامِتِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَمْرو بْنِ عَوْفٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ تَابَ بَعْدَ ذَلِكَ. وَسَعْدُ بْنُ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ الْمُدَخِّنُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ سِناً -وَأَخْبَثُهُمْ. وَسُوَيْدٌ، وَرَاعِشٌ، وَهُمَا مِنْ بَلْحُبْلى. وَهُمَا مِمَّنْ جَهَّزَ ابْنُ أُبَيّ في غَزْوَةِ تَبُوكَ يُخَذِّلاَنِ النَّاس (¬2). وَقَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ فَهْدٍ. وَزَيْدُ بْنُ اللُّصَيْبِ، وَكَانَ مِنْ يَهُودِ قَيْنُقَاعَ، فَأَظْهَرَ الإسلاَمَ وَفِيهِ غِشُّ الْيَهُودِ، وَنِفَاقُ مَنْ نَافَقَ. وَسُلاَلَةُ بْنُ الْحِمَامِ، مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَأَظْهَرَ الإسلاَمَ. رواه الطبراني (¬3) في الكبير من قول الزبير بن بكار كما ترى. ¬

_ (¬1) في (ش): "زيد" وهو تحريف. (¬2) على هامش مص ما نصه: "لعله وهما مِمَّنْ جهر بقول من أتى غزوة تبوك، يخذلان الناس". بخط المؤلف. (¬3) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وإسناده معضل. وانظر مغازي =

434 - وَعَنْ أَبِي الطفَيْلِ قَالَ: لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ نَادَىَ مُنَادِي النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْمَاءَ قَلِيلٌ، فَلاَ يَسْبِقْنِي إلَيْهِ أَحَدٌ". فَأَتَى اْلمَاءَ، وَقَدْ سَبَقَهُ أَقْوَامٌ فَلَعَنَهُمْ. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه يحيى بن محمد بن السكن، عن بكر بن بكار، ولم أر من ترجمهما. 435 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْن عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ (¬2) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الطُّفَيْل فَوَجَدْتُهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَقُلْتُ: لَأغْتَنِمَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، النَّفَرُ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ رَسُولُ الله (مص: 172) - صلى الله عليه وسلم - مَنْ بَيْنَهُمْ؟ سَمِّهِمْ مَنْ هُمْ. قَالَ: فَهَمَّ أَنْ يُخْبِرَنِيِ بِهِمْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ سَوْدَةُ: مَهْ يَا أَبَا الطفَيْلِ. أَمَا بَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "اللَّهُمَّ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ دَعَوْتُ عَلَيْهِ بِدَعْوَةٍ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكاةً وَرَحْمَةً؟ ". ¬

_ = الواقدي 3/ 1003 - 1005، والسيرة لابن هشام 1/ 519 - 527. وأسباب النزول للواحدي ص (188)، وابن كثير 2/ 139، و3/ 416 - 417. (¬1) هو جزء من الحديث المتقدم برقم (432) وهو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. ويحيى بن محمد بن السكن أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي، وبكر بن بكار ضعيف وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (5713) في مسند الموصلي. (¬2) في (ظ): "خيثم" وهو تصحيف.

رواه أحمد (¬1)، ورجاله ثقات. 436 - وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ. قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خُطْبَةً فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " [إنَّ مِنْكُمْ مُنَافِقِينَ، فَمَنْ سَمَّيْتُ فَلْيَقُمْ] " (¬2). ثُمَّ قَالَ: "قُمْ يَا فُلاَنُ، قُمْ يَا فُلاَنُ، قُمْ يَا فُلاَنُ"، حَتَّى سَمَّى سِتَّةً وَثَلاَثِينَ رَجُلاً. ثُمَّ قَالَ: "إنَّ فِيكُمْ -أَوْ مِنْكُمْ- فَاتَّقُوا الله". قَالَ: فَمَرَّ عُمَرُ عَلَى رَجُلٍ مِمَّنْ سَمَّى مُقَنَّعٍ قَدْ (¬3) كَانَ يَعْرِفُهُ. قَال: مَالَكَ؟. قَالَ: فَحَدَّثَهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ بُعْدًا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمَ ... ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 454 والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (315) - من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني، حدثنا رباح بن زيد، حدثني عمر بن حبيب، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال: دخلت على أبي الطفيل ... وهذا إسناد صحيح. عمر بن حبيب هو المكي، ورباح بن زيد هو الصنعاني. وقال الطبراني: "لا يروى عن سودة امرأة أبي الطفيل إلا بهذا الإسناد. تفرد به عمر بن حبيب". نقول: هذا التفرد ليس بعلة لأن عمر بن حبيب المكي ثقة. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 159: "قال عبد الله بن عثمان بن خثيم: دخلت على أبي الطفيل ... " وذكر هذا الحديث. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ش). (¬3) ساقطة من (م).

رواه أحمد (¬1)، والطبراني في الكبير، وفيه عياض بن عياض، عن أبيه، ولم أر من ترجمهما. ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 273، والطبراني في الكبير 17/ 246 برقم (687)، والبخاري في الكبير 7/ 23 من طريق أبي نعيم، حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن رجل، عن أبيه -قال سفيان: أراه عياض بن أبي عياض- عن أبي مسعود ... وأخرجه أحمد 5/ 273 - ومن طريقه أورده ابن كثير في التفسير 6/ 323 - من طريق وكيع، حدثنا سفيان، عن سلمة، عن عياض، عن أبيه، عن أبي مسعود ... وقد سقط من إسناد الطبراني "عن أبيه". وأخرجه البخاري في الكبير 7/ 22 - 23 من طريق موسى بن مسعود، عن سلمة بن كهيل، بالإسناد السابق. والصحابي عنده "ابن مسعود". نقول: عياض بن عياض هو أبو قيلة، ترجمة البخاري في الكبير 7/ 22 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 409 وقد روى عنه جماعة، وما رأيت فيه جرحاً فهو على شرط ابن حبان. وقد خلط الحسيني بينه وبين أبيه، فذكر ترجمة عياض هذا ثم قال: وثقه ابن حبان. وتبعه على ذلك أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف" ص (219)، وابن حجر العسقلاني في "تعجيل المنفعة" ص (326). فابن حبان لم يوثق عياض بن عياض أبا قيلة الابن، وإنما وثق أباه الراوي عن أبي مسعود. قال في الثقات 5/ 267: "عياض بن عياض يروي عن أبي مسعود الأنصاري، روى عنه الثوري، وابنه عياض بن عياض بن عياض". =

437 - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لاَ أَرَاهُ وَلاَ يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أَمُوتَ أَبَداً". قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَأَتَاهَا يَشْتَدُّ -أَوْ يُسْرعُ- فَقَالَ: أَنْشُدُكِ بِالله أَنَا مِنْهُمْ؟. قَالَتْ: لاَ، وَلاَ أُبَرِّئُ بَعْدَكَ أَحَداً أَبَداً. رواه أحمد (¬1)، وأبو يعلى، والطبراني في الكبير. ¬

_ = وقال ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص (326) بعد أن ذكر ما قاله ابن حبان: "وفيه نظر، والذي في المسند، وفي تاريخ البخاري: عن أبي نعيم، عن سفيان، عن سلمة، عن رجل -قال سفيان. أراه عياضاً- عن أبيه. ثم أخرجه أحمد عن موسى بن مسعود، عن سفيان، ولم يشك. وعن قبيصة، عن سفيان". كذا قال. وما وجدت ذلك في المسند، وإنما تقدمت رواية موسى بن مسعود عند البخاري. ورواية قبيصة أيضاً أخرجها البخاري في التاريخ الكبير 7/ 22 بقوله: "وقال قبيصة: عياض بن عياض، عن ابن مسعود". (¬1) في المسند 6/ 298، والطبراني في الكبير 23/ 317 - 318 برقم (719) من طريقين حدثنا شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم سلمة ... وهذا إسناد حسن، شريك بن عبد الله بسطنا القول فيه عند الحديث (1701) في "موارد الظمآن". ولم ينفرد به بل توبع عليه كما يلي: وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (720، 721) من طريق عمرو بن قيس، وإسرائيل، عن عاصم، بالإسناد السابق. ولعل هذه الرواية في مسند الموصلي الكبير، إذ لم نجدها في المسند الذي حققناه. وانظر =

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لأبِي يَعْلَى (¬1)، وَأَحْمَدَ عَنْهَا (¬2): دَخَلَ علَيْهَا عبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْف قَالَ: فَقَالَ: يَا أُمَّهْ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالاً. ¬

_ = التعليق التالي لتمام التخريج. (¬1) في المسند 12/ 436 برقم (7003)، وعند أحمد 6/ 290، والبزار 3/ 172 برقم (2496) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، حدثنا الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن أم سلمة ... وهذا إسناد صحيح. وأخرجه أحمد 6/ 307، 317 من طريق سفيان، ومحمد بن عبيد. وأخرجه ابن طهمان في مشيخته برقم (143) من طريق الحسن بن عمارة. وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (724) من طريق عثمان، حدثنا جرير. جميعهم عن الأعمش، بالإسناد السابق. وليس عند الطبراني سوى المرفوع. كما أخرج المرفوع منه: الطبراني في الكبير 23/ 329 برقم (755) من طرق: حدثنا الحكم بن مروان الضرير، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن أم سلمة ... ولتمام التخريج انظر الحديث السابق، ومسند الموصلي، وكنز العمال 11/ 270 برقم (31491). (¬2) في (ظ) زيادة: "أي: عن أم سلمة".

قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أَنْفِقْ فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إنَّ مِنْ (مص: 173) أَصْحَابِي مَنْ لاَ يَرانِي (¬1) بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ ... " فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَفِيهِ عَاصمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ يُخْطِئُ. 438 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ ذَهَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصي يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لَيلْحَقَنِي، فَقَالَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: "لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ"، فَوَالله مَا زِلْتُ وَجِلاً أَتَشَوَّفُ (¬2) خَارجاً وَدَاخِلاً حَتَّى دَخَلَ فُلاَنٌ يَعْنِي: الْحَكَمَ. رواه أحمد (¬3)، ورجاله رجال الصحيح. 439 - وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوِلُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيَطْلِعَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ يُبْعَثُ يَومَ الْقِيامَةِ عَلَى غَيْرِ سُنَّتِي -أَوْ: عَلَى (¬4) غَيْرِ مِلَّتِي". وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي في الْمَنْزِلِ، فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ هُوَ. فاطَّلَعَ رَجُلٌ غَيْرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هُوَ هذَا". ¬

_ (¬1) في (ظ، م، ش): "من لم يرني". (¬2) في (ش): "أتشرف". يقال: تَشَوَّفَ للشيء: طمح بصره إليه. (¬3) في المسند 2/ 163، والبزار 2/ 247 برقم (1625)، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (216) - من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد صحيح، ورجاله رجال الصحيح. وقال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو، بهذا الإسناد". (¬4) ليست في (ظ، م).

رواه الطبراني في الكبير (¬1)، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن فيه رجلاً لم يسم. 440 - وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ هذَا الفَجِّ مِنْ أَهْلِ النَّارِ"، وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي يَتَوضَّأُ فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ هُوَ، فَاطَّلَعَ غَيْرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هُوَ هذَا (¬2) ". وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصحيح. 441 - وَعَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ مَنْ يَطْلُعُ مِنْ هذَا الْبَابِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَطَلَعَ فُلاَنٌ. رواه الطبراني في الكبير (¬3)، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. 442 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَقُولُ أَحَدُهُمْ: أَبي صَحِبَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 174) وَكَانَ مَعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلَنَعْلٌ (¬4) خَلَقٌ خَيْرٌ مِنْ أَبِيهِ. رواه البزار (¬5)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم، وما وقعت عليه في غيره. وانظر الحديث التالي. (¬2) هو في الجزء المفقود أيضاً من معجم الطبراني الكبير، وانظر الحديث المتقدم برقم (438)، والحديث السابق. (¬3) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني هذا، وما وقعت عليه في غيره. (¬4) في (ش): "ولعل" وهو خطأ. (¬5) في كشف الأستار 1/ 63 برقم (88) من طريق أبي موسى، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن عدي بن ثابت، =

443 - وَعَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ لأبِي الأعْوَرِ السُّلَمِيّ: ويحَكَ، أَلَمْ يَلْعَنْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رِعْلاً وَذكْوَانَ، وَعَمْرَو بْنَ سُفْيَانَ؟. رواه أبو يعلى (¬1)، ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الرحمن بن أبي عوف، وهو ثقة. وذكر (¬2) سنداً آخر إلى الحسن قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْتَ فَاطِمَةَ، قَالَ: وذكر الحديث، وكتبناه في أحاديث ابن نُمير، في الإمْلاَء. 444 - وَعَنْ سَفِينَة (¬3): أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ جَالساً فَمَرَّ رَجُلٌ عَلَى بَعيرٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ قَائِدٌ وَخَلْفَهُ سَائِقٌ، فَقَالَ: "لَعَنَ الله القَائِدَ وَالسَّائِقَ، وَالرَّاكِبَ". ¬

_ = عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً. وإسناده صحيح، أبو موسى هو محمد بن المثنى، ويحيى بن حماد هو ختن أبي عوانة، وأبو عوانة هو الوضاح اليشكري، وسليمان هو الأعمش. والْخَلَقُ: البالي، المقطع. يقال: خَلُق الثوب: بليَ وتقطع. (¬1) في المسند 12/ 138 - 139 برقم (6769) وإسناده صحيح. ولتمام التخريج انظر مسند الوصلي، والحديث التالي. (¬2) أبو يعلى الموصلي في المسند 12/ 139 برقم (6770) وفيه عنعنة ابن إسحاق. وانظر الحديث السابق. (¬3) هو مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل: مولى أم سلمة. اختلف في اسمه، وسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفينة لأنه كان معه في سفر، وكلما أعيى بعض القوم حمل عنه متاعه حتى حمل الشيء الكثير، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنت سفينة.

رواه البزار (¬1) ورجاله ثقات. 445 - وَعَنِ المُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَلاَثَةً عَلَى بَعِيرٍ فَقَالَ: "الثَّالِثُ مَلْعُونٌ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ورجاله ثقات. 446 - وَعَنْ سَعْدِ (¬3) بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ -وَذَكَرَ أَمْرَهُمْ وَأَمْرَ الصُّلْحِ- فَقَاْلَ: وَالله مَا أَسْلَمُوا، وَلكِنِ ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 63 برقم (90) من طريق السكن بن سعيد، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي (ح). وحدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينته ... وهذا إسناد فيه شيخ البزار ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. عبد الصمد هو ابن عبد الوارث. وسعيد بن جمهان فصلنا القول فيه عند الحديث (1873) في "موارد الظمآن". (¬2) في الكبير 20/ 330 برقم (782) من طريق المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن المهاجر بن قنفذ قال: .... وهذا إسناد ضعيف فيه عنعنة الحسن البصري، وإسماعيل بن مسلم هو المكي البصري، وهو ضعيف، وشيخ الطبراني قال النسائي في الكنى: "ليس بثقة". وقال الدارقطني: "ضعيف" وقال ابن يونس: "تكلموا فيه". وقال محمد بن يوسف الكندي: "كان فقيهاً، مفتياً، ولم يكن محموداً في الرواية". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 9/ 66 برقم (24972) إلى الطبراني في الكبير. (¬3) في (ش): "مهاجر" وهو خطأ.

اسْتَسْلَمُوا وَأَسَرُّوا الْكُفْرَ، فَلَمَّا رَأَوْا عَلَيْهِ أَعْوَاناً أَظْهَرُوهُ. رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وسعد بن حذيفة لم أر من ترجمه. 447 - وعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: يَؤُذِّنُ الْمُؤَذِّنُ وُيقِيمُ الصَّلاَةَ قَوْمٌ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. رواه الطبراني في الكبير (¬2)، وفيه رجل لم يسمَّ. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود منه. وسعد بن حذيفة هو ابن اليمان العبسي، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 54 لم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 81، وذكره ابن حبان في الثقات 4/ 294. (¬2) هو في الجزء المفقود منه، ولكن أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 123 من طريق الطبراني، قال: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج قال: حدثنا علي بن سليمان أبو الرقاع قال: حدثنا أبو الفضل القرشي، عن ولد عقبة بن أبي معيط قال: حدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً. وقال أبو نعيم: "غريب من حديث الأعمش، لم نكتبه إلا من هذا الوجه". نقول: إسناده ضعيف، فيه جهالة، وفيه أبو الفضل القرشي ما عرفته، وعلي بن سليمان بن أبي الرقاع ترجمه السمعاني في الأنساب 1/ 155 - 156 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 132 عن الحافظ عبد الغني بن سعيد أنه قال: "روى أباطيل عن عبد الرزاق". وتابعه على ذلك ابن حجر في لسان =

83 - (باب تحشر كل نفس على هواها)

448 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمنِ (مص: 175) بْنَ عوْفٍ أَتَخْشَى أَنْ يتْرُكَ النَّاسُ الإسْلاَمَ ويخْرُجُونَ مِنْهُ؟. قُلْتُ: لاَ، إنْ شَاءَ الله، وَكَيْفَ يَتْرُكُونَه وَفِيهِمْ كِتَابُ الله وَسُنَنُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟. فَقَالَ: لَئِنْ كَانَ مِنْ ذلِكَ شَيْء لَيَكُونَنَّ بَنُو فُلاَنٍ. رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. 83 - (باب تحشر كل نفس على هواها) 449 - عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ نَفْسٍ تُحْشَرُ عَلَى هَوَاهَا: فَمَنْ هَوِيَ الْكُفْرَ، فَهُوَ مَعَ الكَفَرَةِ وَلاَ يَنْفَعُهُ عَمَلُهُ شَيْئاً". ¬

_ = الميزان 4/ 234. وجاء عن الذهبي مثل هذا في "المغني" 2/ 449. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 11/ 176 برقم (31110) إلى الطبراني في الكبير، وإلى أبي نعيم في "حلية الأولياء". (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (16) - من طريق إبراهيم (بن يحيى) بن زهير، حدثنا أبو كريب، حدثنا سويد بن عمرو الكلبي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف قال: ... وهذا إسناد جيد. أبو كريب هو محمد بن العلاء، وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.

قلت: له في الصحيح (¬1) "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ". فَقَطْ. رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. 450 - وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أنَهُ قَالَ: "مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هذِهِ الْمَرَاتِبِ، بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ورجاله ثقات في أحد السندين. ¬

_ (¬1) عند مسلم في الجنة (2878) باب: الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، وقد استوفيت تخريجه في مسند الموصلي 3/ 415 برقم (1901)، وانظر أيضاً الحديث (2269) في المسند المذكور. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (16، 462، 488) - من طريق المقدام، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش المصري: سمعت جابراً يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: المقدام بن داود، وعبد الله بن لهيعة. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 9/ 44 برقم (24852) إلى الطبراني في الأوسط. وسيأتي في الزهد، باب: فيمن أحب أهل الشرك، وفي البعث، باب: يبعث الناس على نياتهم. (¬3) في الكبير 18/ 305 برقم (784، 785)، وأحمد 6/ 19، 20 والحاكم 2/ 144 من طريق حيوة بن شريح وابن وهب -وعند الطبراني في الأولى: وابن لهيعة- حدثنا أبو هانئ الخولاني: أن أبا علي =

84 - (باب البراءة من النفاق)

84 - (باب البراءة من النفاق) 451 - قَال رَجُلٌ لِعَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ: إنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ مُنَافِقًا. قَالَ: لَوْ كُنْتَ مُنَافِقاً مَا خِفْتَ ذَلِكَ. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وهو منقطع (مص: 176). 85 - (باب في إبليس وجنوده) 452 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ إبْلِيسُ لَرَبِّهِ: يَا رَبِّ أَهْبَطْت آدَمَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ كِتَابٌ وَرُسُلٌ (¬2) فَمَا كِتَابُهُمْ وَرُسُلُهُمْ؟. قالَ: رُسُلُهُم المَلاَئكَةُ والنَّبِيُّونَ مِنْهُمْ، وَكُتُبُهُم التَوْراَةُ ¬

_ = الجنبي (عمرو بن مالك) سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا إسناد صحيح. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وانظر المستدرك 2/ 79. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 4/ 325 برقم (10727) إلى الطبراني في الكبير. ويشهد له أيضاً حديث جابر عند أحمد 3/ 314، والحاكم 4/ 313 وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. (¬1) في الكبير 9/ 201 برقم (8891) من طريق أبي مسلم، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا المسعودي، عن عون قال: قال رجل لعبد الله: ... وهذا إسناد فيه المسعودي وهو ضعيف، وهو منقطع أيضاً. (¬2) في (م، ش): "رجل فأرسل" وهو خطأ.

والإنْجِيلُ وَالزَّبُورُ وَالفُرْقَانُ. قَالَ: فَمَا كِتَابِي؟. قَالَ: كِتَابُكَ الوَشْمُ، وَقِرَاءَتُكَ الشِّعْرُ، وَرسُلُكَ الْكَهَنَةُ، وَطَعَامُكَ مَا لا يُذْكَرُ اسْمُ الله عَلَيْهِ، وَشَرَابُكَ كُلُّ مُسْكِرٍ، وَصِدْقُكَ الْكِذْبُ، وَبَيْتُكَ الْحَمَّامُ، وَمَصَايِدُكَ النِّسَاءُ، وَمُؤَذِّنُكَ الْمِزْمَارُ، وَمَسْجِدُكَ الَأسْوَاقُ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه يحيى بن صالح الأيلي، ضعفه العقيلي. قلت: ويأتي حديث أبي أمامة في أواخر الأدب (¬2)، في "الشعر" مثل هذا أو أتم إن شاء الله. ¬

_ (¬1) في الكبير 11/ 103 - 104 برقم (11181) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف يحيى بن صالح الأيلي "عن إسماعيل بن أبي أمية، عن عطاء. أحاديثه مناكير ... " قاله العقيلي في الضعفاء 4/ 409. وقال ابن عدي في كامله 7/ 2700 بعد أن ذكر له حديثين من طريق يحيى بن عثمان، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني يحيى بن صالح ... وقد روى عن يحيى بن بكير، عن يحيى بن صالح الأيلي غير ما ذكرت، وكلها غير محفوظة". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 98 برقم (44056) إلى الطبراني في الكبير. (¬2) باب: ما جاء في الشعر والشعراء.

453 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِي، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إذَا أَصْبَحَ إبْلِيسُ، بَعَثَ جُنُودَهُ فَيقُولُ: مَنْ أَضَلَّ اليَومَ مُسْلِمًا (ظ: 18) أَلْبَسْتُهُ التَّاجَ. فَيَجِيئُونَ فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طَلَّقَ امْرَأَتَهُ. فَيقُول: يُوشِكُ أَنْ يَتَزَوَّج. وَيَجِيءُ هذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى عَقَّ وَالِدَيْهِ، فَيَقُولُ: يُوشِكُ أَنْ يَبَرَّ. وَيَجِيءُ لهذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَشْرَكَ. فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفيه عطاء بن السائب (مص: 177)، وبقية رجاله ثقات. 454 - وَعَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَيَتَشَبَّه بِالله عَزَّ وَجَلَّ وَدُونَهُ الْحُجُبُ، فَيَنْدُبُ جُنُودَهُ فَيَقُولُ: مَنْ لِفُلاَنٍ الآدَمِيّ؟. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. وأخرجه الحاكم 4/ 350 من طريقين: حدثنا أبو أحمد الزبيري -تحرفت فيه إلى الزهري- حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن أبي موسى .. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. سفيان هو الثوري وقد روى عن عطاء قبل اختلاطه، وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن حبيب السلمي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 257 برقم (1289) إلى الطبراني في الكبير، والحاكم.

86 - (باب فيمن يغويهم الشيطان)

فَيَقُوْمُ اثْنَانِ، فَيَقُولُ: قَدْ أَجَّلْتُكُمَا سَنَةً، فَإنْ أَغْوَيْتُمَاهُ وَضَعْتُ عَنْكُمَا الْبَعْثَ وَإلاَّ صَلَبْتُكُمَا. قَالَ: فَكَانَ يُقَالُ لَأبِي رَيْحَانَةَ: لَقَدْ صُلِبَ فِيكَ كَثِيرٌ". رواه الطبراني في الكبير (¬1) وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات. 86 - (باب فيمن يغويهم الشيطان) 455 - عَنْ مُعَاوَيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي نُريدُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا كُنَّا ببَعْضَ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِحَيٍّ، فَبِتْنَا فِيهِ، فَإِذَا الرَّاعِي قَدْ جَاءَ إلَى أَهْلِ الحَيِّ يَسْعَى، يَقُولُ: لَسْتُ أَرْعَى لَكُمْ، فَإنَّ الذِّئْبَ يَجِيءُ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَأْخُذُ شَاةً مِنْ الْغَنَمَ، وَالصَّنَمُ يَنْظُرُ لاَ يُنْكِرُ وَلاَ يُغَيِّرُ. فَقَالُوا: أَقِمْ عَلَيْنَا -أَحْسَبُهُ قَالَ:- حَتَّى نَأتِيَهُ. فَأَتَوْهُ، فَتَكَلَّمُوا حَوْلَهُ. قَالَ لِلرَّاعِي: أَقِمَ اللَّيْلَةَ. قَالَ: إنِّي أُقِيمُ اللَّيْلَةَ حَتَّى نَنْظُرَ. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وما وجدته بإسناده في غيره من المصادر التي طالتها يدي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 257 برقم (1290) إلى الطبراني في الكبير، وابن عساكر. ويشهد له حديث جابر عند أحمد 3/ 314، ومسلم في صفات المنافقين (2813) (67) باب: تحريش الشيطان.

قَالَ: فَبِتْنَا لَيْلَتَنَا. فَلَمَّا كَانَ صَلاَةُ الْغَدَاةِ. إذَا الرَّاعِي يَشْتَدُّ إِلَى أَهْلِ القَرْيَةِ، يَقُولُ لَهُمُ البُشْرَى. أَلاَ تَرَوْنَ الذِّئْبَ مَرْبُوطًا بَيْنَ يَدَي الْغَنَمِ بِغَيْرِ وِثَاقٍ؟. فَجَاؤُوا وَجِئْنَا مَعَهُمْ. قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، هكَذَا فَاصْنَعْ. فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثَهُ أَبي الْحَدِيثَ، فَقَالَ (مص: 178): "يَتَلَعَّبُ بِهِمُ الشَّيْطَانُ". رواه البزار (¬1)، ومداره على أزهر بن سنان، ضعفه ابن معين، وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة ليست بالمنكرة جدًا. ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 67 برقم (98) من طريق محمد بن المثنى، وعبد القدوس بن محمد قالا: حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا الأزهر بن سنان، عن شبيب بن محمد بن واسع، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال .... وهذا إسناد ضعيف في أزهر بن سنان وقد بسطنا القول فيه في مسند الموصلي عند الحديث (7249). وشبيب بن محمد بن واسع ترجمه البخاري في الكبير 4/ 234 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال: "شبيب بن محمد بن واسع، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: كنت مع أبي نريد -تصحفت فيه إلى: يزيد- رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. روى عنه الأزهر". وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 314 في ترجمة أزهر بن سنان وهو يذكر شيوخه. وقال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 2/ 326 ترجمة أزهر أيضاً: "روى عن شبيب بن محمد بن واسع، وقيل: عن محمد بن واسع نفسه". وانظر تهذيب الكمال -مصورة دار المأمون للتراث- 3/ 1282 =

456 - وَعَنْهُ أَيْضاً قَالَ: ذَهَبْتُ لأُسْلِمَ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَرَدْتُ (¬1) أَنْ أَدْخُلَ مَعَ رَجُلَيْن أَوْ ثَلاَثَةٍ في الإسْلاَمِ، فَأَتَيْتُ الْمَاءَ حَيْثُ يَجْتَمِعُ النَّاسُ فَإذَا أَنَا بِرَاعِي الْقَرْيَةِ الَّذِي يَرْعَى أَغْنَامَهُمْ (¬2)، فَقَالَ: لاَ أَرْعَى لَكُمْ أَغْنَامَكُمْ. قَالُوا: لِمَ؟ قَالَ: يجِيءُ الذِّئْبُ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَأْخُذُ شَاةً وَصَنَمُنَا هذَا (¬3) قَائِمٌ لاَ يَضُرُّ وَلاَ يَنْفَعُ وَلاَ يُغَيِّرُ وَلاَ يُنْكِرُ. قَالَ: فَرَجَعُوا وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُسْلِمُوا. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، جَاءَ الرَّاعِي يَشْتَدُّ: ما الْبُشْرَى، مَا الْبُشْرى (¬4). قَدْ جِيء بِالذِّئْب فَهُوَ بَيْنَ يدي الْغَنَمِ مقْمُوطًا (¬5). فَذَهَبْتُ مَعَهُمْ فَقَبَّلُوهُ وَسَجَدُوا لَهُ وَقَالُوا: هَكَذَا فَاصْنَعْ، فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثْتُهُ بِهذَا ¬

_ = ترجمة محمد بن واسع. وقال البزار: "ليس له إلا هذا الطريق، والأزهر حدث عنه يزيد بن هارون، ومحمد بن جهضم". (¬1) في (ش): "فأمرت"، وفي (م): "فأموت"، وفي الحلية: "لعلي أدخل رجلين". (¬2) في (ظ، م، ش): "أغنامها". (¬3) ساقطة من (م). (¬4) في (ظ، م): "ما السراء، ما السراء". (¬5) اسم مفعول من قمط. يقال: قمط -بابه ضرب- الشيء: شده برباط، وقمط المولود: ضم أعضاءه ولفّه بالقماط. وقمط الأسير: جمع يديه ورجليه بحبل. وهي في (م، ش): "مقموصاً"، وهو تحريف.

الْحَدِيثِ فَقَالَ: "عَبَثَ بِهِمُ الشَّيْطَان". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وقد تقدم الكلام عليه قبله. 457 - وَعَنِ السَّائِبِ قَالَ: بَعَثَ مَعِي أَهْلِي بِقَدَحِ لَبَنٍ وَزُبْدٍ إلَى آلِهَتِهِمْ، فَذَهَبْتُ بِهِ، فَلَقَدْ خِفْتُ أَن آكُلَ مِنْهُ شَيْئاً، فَوَضعْتُهُ إذْ جَاءَ الْكَلْبُ فَشَرِبَ اللَّبَنَ وَأكَلَ الزُّبْدَ وَبَالَ عَلَى الصَّنَمِ. رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ورجاله ثقات. 458 - وَعَنْهُ أَيْضاً أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَنَى الْكَعْبَةَ في الْجَاهلِيَّةِ، قَالَ: وَلي حَجَرٌ أَنَا نَحَتُّهُ بِيَدَيَّ أَعْبُدُهُ مِنْ دُونِ الله تَعَالى، وَأَجِيءُ ¬

_ (¬1) في الكبير 19/ 31 - 32 برقم (67)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 303 من طريقين: حدثنا محمد بن جهضم، عن الأزهر بن سنان، عن شبيب بن محمد بن واسع، عن معاوية بن قرة، عن أبيه ... وهذا هو إسناد الحديث السابق فانظره. وقال أبو نعيم: "هذا حديث غريب لم نكتبه إلا من حديث شبيب بن محمد، وتفرد به عنه الأزهر". (¬2) في الكبير 7/ 139 برقم (6617)، والدارمي في المقدمة 1/ 4 باب: ما كان عليه الناس قبل مبعثه، من طريق إبراهيم بن سليمان أبي إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن مجاهد: حدثني مولاي السائب بن أبي السائب ... وهذا إسناد صحيح إذا كان مجاهد سمعه من السائب، فقد قال المزي في "تهذيب الكمال" 10/ 188 في ترجمة السائب: "حديثه عند مجاهد بن جبر المكي، عن قائد السائب، عن السائب. وقيل: عن مجاهد، عن السائب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

87 - (باب في شيطان المؤمن)

بِاللَّبَنِ الْخَاثِرِ الَّذِي أَنْفَسُهُ عَلَى نَفْسِي فَأصُبُّهُ عَلَيْهِ فَيَجِيء الْكَلْبُ فَيَلْحَسُهُ، ثُمَّ يَشْغَرُ (¬1) فَيَبُولُ ... (مص: 179) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَهُوَ بِتَمَامِهِ في بِنَاءِ الْكَعْبَةِ (¬2). رواه أحمد (¬3)، ورجاله رجال الصحيح. 87 - (باب في شيطان المؤمن) 459 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إنَّ الْمُؤْمِنُ لَيُنْضِي (¬4) شَيَاطِينَهُ كمَا يُنْضِي أَحَدُكُمْ بَعِيرَهُ في السَّفَرِ". رواه أحمد (¬5)، وفيه ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) شغر، يشغر -بابه: نفع-: رفع إحدى رجليه ليبول. (¬2) في الحج، باب: ما جاء في الكعبة. (¬3) في المسند 3/ 425 من طريق عبد الصمد، حدثنا ثابت أبو زيد، حدثنا هلال بن خباب، عن مجاهد، عن مولاه (السائب بن أبي السائب) أنه حدثه: أنه كان فيمن بنى الكعبة ... وهذا إسناد صحيح إن كان مجاهد سمعه من مولاه، وثابت هو ابن يزيد الأحول، وانظر تعليقنا على الحديث السابق. وسيأتي كاملاً في الحج، باب: ما جاء في الكعبة. (¬4) في (مص): "لينصئ". وعلى هامشها ما نصه: "بالصاد المهملة، قال أبو زيد: نَصَأْتُ الناقة: زجرتها" وتحته بخط ابن حجر: "قلت: صوابه بالمعجمة -كما في النهاية- أي: يهزل". يقال: أنضى بعيره: جعده نضواً، والنضو: الدابة التي أهزلتها الأسفار. (¬5) في المسند 2/ 380 من طريق قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن لهيعة. =

88 - (باب في أهل الجاهلية)

88 - (باب في أهل الجاهلية) 460 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إن أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ (¬1) وَعَبَدَ الأصْنَامَ أَبُو خُزَاعَةَ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، وَإنِّي رَأَيْتُهُ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ في النَّارِ". رواه أحمد (¬2) ¬

_ = ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 145 برقم (706) إلى أحمد، والحكيم، وابن أبي الدنيا في "مكايد الشيطان". (¬1) قال ابن الأثير في النهاية 2/ 431: "كان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر، أو برءٍ من مرض، أو غير ذلك قال: ناقتي سائبة، فلا تمنع من ماء، ولا مرعى، ولا تحلب، ولا تركب ... وأصله من تسييب الدواب وهو إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت". وهذا شيء أبطله الإسلام، وانظر السيرة لابن هشام 1/ 89. (¬2) في المسند 1/ 446 من طريقين عن إبراهيم بن مسلم أبي إسحاق الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم الهجري. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 82 برقم (34089) إلى أحمد. وأخرجه الطبراني في الأوائل ص (46) برقم (19) من طريق مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ... وهذا شاهد لحديثنا. ويشهد للحديثين معاً حديث عائشة عند البخاري في التفسير (4624) باب: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ}. وانظر فتح الباري 8/ 283 - 285 ففيه كثير من الفوائد. وسيرة ابن هشام 1/ 76.

وفيه إبراهيم الهجري (¬1)، وهو ضعيف. 461 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ مَنْ غَيَّرَ دِينَ إبْرَاهِيمَ عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ (¬2) بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدَفٍ أَبُو خُزَاعَةَ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، والأوسط، وفيه صالح مولى التوأمة وضعفه بسبب اختلاطه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه. 462 - وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ عَائِشَةَ، فَدَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَتْ (مص: 180) أَنْتَ الَّذِي تُحَدِّثُ (¬4) أَنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ في ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "البحري"، وهو تحريف. (¬2) في (ظ، م، ش): "يحيى" وهو تحريف. (¬3) في الكبير 10/ 398 برقم (10808)، وفي الأوسط 1/ 161 برقم (203) -وهو في مجمع البحرين ص (17) - من طريق أحمد بن المعلى الدمشقي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الله بن يزيد البكري، عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن يزيد البكري ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 201 وقال: "سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، ذاهب الحديث". وقال الطبراني: "لم يروه عن صالح إلا ابن أبي ذئب، ولا عنه إلا عبد الله تفرد به هشام". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 83 برقم (34096) إلى الطبراني في الكبير، وانظر السيرة لابن هشام 1/ 76. وفتح الباري 8/ 284 - 285. (¬4) في (ش): "يحدث".

هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا؟. فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ -يَعْنِي: النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَتْ (¬1): هَلْ تَدْرِي مَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ؟ إنَّ الْمَرْأَةَ مَعَ مَا فَعَلَتْ كَانَت كَافِرَةً، وَإنَّ الْمُؤْمِنَ أَكْرَمُ عَلَى الله -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ أَنْ يُعَذِّبَهُ في هِرَّةٍ. فَإذَا حَدَّثْتَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فانْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ. رواه أحمد (¬2) ورجاله رجال الصحيح. 463 - وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ (¬3)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: "أُمُّكَ في النَّارِ". قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ مَنْ مَضَى مِن أَهْلِكَ؟ قَالَ: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ مَعَ أُمِّي؟ ". رواه أحمد (¬4)، والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) في (مص). "فقال" والصواب ما في النسخ الأخرى. (¬2) في المسند 2/ 519 من طريق سليمان بن داود الطيالسي، حدثنا صالح بن رستم أبو عامر الخزاز، عن سيار أبي الحكم، عن الشعبي، عن علقمة ... وهو عند الطيالسي 2/ 40 برقم (2067)، وإسناده حسن. (¬3) في (ظ) زيادة: "العقيلي". (¬4) في المسند 4/ 11، والطبراني في الكبير 19/ 208 برقم (471) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلي بن عطاء، عن وكيع بن حدس -قال أحمد: الصواب: حدس- عن أبي رزين ... وهذا إسناد جيد، وكيع بن حدس وثقه ابن حبان، وصحح الحاكم حديثه 4/ 390 ووافقه الذهبي. وقد بسطنا الكلام فيه عند الحديث =

464 - وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَنَزَلَ وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ (¬1) رَاكِبِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقَبْلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، فَقَامَ إلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَفَدَاهُ بِالأُمِّ وَالأبِ يَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، مَالَكَ؟. قَالَ: "إنِّي سَأَلْتُ (¬2) رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ- في الاسْتِغْفَارِ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ". رواه أحمد (¬3) ورجاله رجال الصحيح. 465 - وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إذَا كُنَّا ¬

_ = (30) في "موارد الظمآن". (¬1) في (ش): "ألفا" وهو خطأ. (¬2) ساقطة من (ش). (¬3) في المسند 5/ 355 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير في التفسير 3/ 460 - والحاكم 1/ 376 من طرق: حدثنا زهير، حدثنا زبيد بن الحارث اليامي، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه بريدة ... وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. نقول: أما صحيح، فنعم، وليس على شرط أي منهما، قال البزار: "حيث روى علقمة بن مرثد، ومحارب، ومحمد بن جحادة عن ابن بريدة فسليمان -وأضاف ابن حجر إلى هؤلاء: الأعمش-. وأما من عداهم فهو عبد الله". وسليمان ليس من رجال البخاري، وعبد الله بن محمد النفيلي ليس من رجال مسلم. وانظر كنز العمال 11/ 472 - 473.

بِوَدَّانِ (¬1) أَوْ بِالْقُبُورِ سَأَلَ الشَفَاعَةَ لِأُمِّهِ -أَحْسَبُهُ قَالَ: فَضرَبَ جِبْرِيلُ - صلى الله عليه وسلم - صَدْرَهُ وَقَالَ: "لاَ تَسْتَغْفِرْ (¬2) لِمَنْ مَاتَ مُشْرِكاً". رواه البزار (¬3)، وقال: لم يروه بهذا (مص: 181) الإسناد إلا محمد بن جابر، عن سماك بن حرب. قلت: ولم أر من ذكر محمد بن جابر هذا (¬4). 466 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا أَقْبَلَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَاعْتَمَرَ، فَلَمَّا هَبَطَ مِنْ ثَنِيَّةِ عُسْفَانَ، أَمَرَ أَصْحَابَهُ: "أَنِ اسْتَنِدُوا (¬5) إلَى الْعَقَبَةِ حَتَّى أَرْجِعَ إلَيْكُمْ". فَذَهَبَ، فَنَزَلَ عَلَى قَبْرِ ¬

_ (¬1) وَدَّان -بفتح أوله وتشديد ثانيه- قرية من أمهات القرى بين مكة والمدينة، تبعد عن الأخيرة (250) كيلاً. وانظر معجم ما استعجم 2/ 1374، ومعجم البلدان 5/ 365، والمعالم الأثيرة للأستاذ محمد شراب ص (296). (¬2) في (ظ): "لا تستغفرن". (¬3) في كشف الأستار 1/ 66 برقم (96) من طريق سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الله بن الوزير الطائفي، حدثنا محمد بن جابر، عن سماك بن حرب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة، عن أبيه بريدة قال: ... وهذا إسناد ضعيف محمد بن جابر هو اليمامي الحنفي، وقد بسطنا فيه القول عند الحديث (645) في "موارد الظمآن". وعبد الله بن الوزير الطائفي ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. (¬4) على هامش (مص) ما نصه: "فائدة: محمد بن جابر هذا هو اليمامي، ضعفه أحمد بن حنبل وغيره". (¬5) في (مص): "يستسندوا". وفي (ش): "يستنسدوا"، وفي (ظ، م): "يستندوا" والذي أثبتناه هو ما يقتضيه السياق، والله أعلم.

أُمِّهِ فَنَاجَى رَبَّهُ طَوِيلاً، ثُمَّ إنَّهُ بَكَى فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، وَبَكَى هؤُلاَءِ لِبُكَائِهِ، وَقَالُوا: مَا بَكَى نَبِي الله - صلى الله عليه وسلم - بِهذَا الْمَكَانِ إلاَّ وَقَدْ حَدَثَ في أُمَّتِهِ شَيْءٌ (1) لاَ تُطِيقُهُ، فَلَمَّا بَكَى هؤُلاَءِ، قَامَ فَرَجعَ إلَيْهِمْ. فَقَالَ: "مَا يُبْكِيكُمْ؟ ". قَالُوا: يَا نَبيَّ الله، بَكَيْنَا لِبُكائِكَ. قُلْنَا: لَعَلَّهُ حَدَثَ في أُمَّتِكَ شَيْءٌ (¬1) لاَ تُطِيقُهُ؟. قَالَ: "لا، وَقَدْ كَانَ بَعْضُهُ، وَلكِنْ نَزَلْتُ عَلَى قَبْرِ أُمِّي (¬2) فَدَعَوْتُ الله أَنْ يَأْذَنَ لِي في شَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَبَى الله أَنْ يَأْذَنَ لِي، فَرَحِمْتُهَا، وَهِيَ أُمِّي، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ جَاءَنِي جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فَقَالَ: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 114] فَتَبَرَّأْ مِنْ أُمِّكَ كَمَا تَبَرَّأَ إبْرَاهِيمُ مِنْ أَبِيه، فَرَحِمْتُهَا وَهِي أُمِّي، فَدَعُوْتُ رَبِّي أَنْ يَرْفَعَ عَنْ أُمَّتِي أَرْبَعاً (¬3)، فَرَفَعَ عَنْهُمْ اثْنَتَيْنِ [وَأَبَى أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمْ اثْنَتَيْنِ] (¬4): دَعَوْتُ رَبِّي أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمُ الرَّجْمَ مِنَ السَّمَاءِ، وَالْغَرَقَ مِنَ الأرْضِ، وَأَنْ لاَ يُلْبِسَهُمْ شيعَاً، وَأَنْ لاَ يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَرَفَعَ عَنْهُمْ الرَّجْمَ مِنَ السَّمَاءِ، وَالْغَرَقَ مِنَ الأَرْضِ، وَأَبَى الله أَنْ تُرْفَعَ عَنْهُمُ اثْنَتَانِ: الْقَتْلُ، وَالْهَرْجُ". ¬

_ (¬1) في جميع الأصول: "شيئاً" ولكنها صوت على هامش (ظ). (¬2) لفظ "أمي" ساقط من (ش). (¬3) في جميع أصولنا: "أربع". (¬4) ما بين حاصرتين ساقط من (ش).

وَإنّمَا عَدَلَ إلَى (¬1) قَبْرِ أُمِّهِ لأنَّهَا مَدْفُوَنَةٌ تَحْتَ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ عسْفَانُ (¬2) لَهُمْ. رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وفيه أبو الدرداء، وعبد (مص: 182) ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "عن". (¬2) عسفان -بضم العين وسكون السين المهملتين-: بلدة جامعة كانت لبني المصطلق، كثيرة الآبار والحياض، تبعد عن مكة ثمانين كيلاً على طريق المدينة. روى أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى صلاة الخوف بين عسفان وضجنان. انظر معجم ما استعجم للبكري 2/ 942 - 943، ومعجم البلدان 4/ 121 - 122 وفيه: وقال أعرابي: لَقَدْ ذَكَرَتْنِي عَنْ حُبَاب حَمَامَةٌ .... بِعُسْفَانَ أَهْلِي فَالفُؤَادُ حَزِينُ فَوَيْحَكِ كَمْ ذَكَرْتِني الْيَوْمَ أَرْضَنَا!! ... لَعَلَّ حِمَامِي بِالْحِجَازِ يَكُونُ فَوَالله لاَ أَنْسَاكِ مَا هَبَّتِ الصِّبَا ... وَمَا اخْضَرَّ مَنْ عُودِ الأرَاكِ فُنُونُ (¬3) في الكبير 11/ 374 - 375 برقم (12049) -ومن طريق الطبراني هذه أورده ابن كثير في التفسير 3/ 461 - من طريق محمد بن علي المروزي، حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، إسحاق بن عبد الله لينه أبو أحمد الحاكم، وقال البخاري في الكبير 5/ 178 ترجمة عبد الله بن كيسان: "وله ابن يسمى إسحاق، منكر ليس من أهل الحديث". وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 143 ترجمة عبد الله بن كيسان: "وإسحاق ابنٌ لعبد الله بن كيسان، سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث". وأبوه عبد الله بن كيسان المروزي ترجمه البخاري في الكبير 5/ 178 =

العزيز (¬1) بن المنيب (¬2)، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبيه، عن عكرمة، ومن عدا عكرمة لم أعرفهم، ولم أر من ذكرهم. 467 - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ أَبَاهُ الْحُصَيْنَ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً كَانَ يَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ مَاتَ قَبْلَكَ وَهُوَ أَبُوكَ؟. فَقَالَ: "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ، وَأَنتَ في النَّار" فَمَاتَ حُصَيْنٌ مُشْرِكًا. رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 143، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 33 وقال: "يُتَّقى حديثه من رواية ابنه عنه". وقد تصحف فيه "يتقى" إلى "يبقى". وباقي رجاله ثقات، عبد العزيز بن منيب فصلنا القول فيه عند الحديث (2107) في "موارد الظمآن". ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 3/ 283 إلى الطبراني، وإلى ابن مردويه. وقال ابن كثير: "هذا حديث غريب، وسياق عجيب ... " وانظر بقية كلامه هناك. (¬1) في أصولنا جميعها "عبد الغفار" وهو خطأ. (¬2) في (م، ظ): "المسيب" وهو خطأ. (¬3) في الكبير 18/ 220 برقم (548، 549) من ثلاثة طرق: حدثنا داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن، عن عمران بن الحصين ... وهذا إسناد فيه عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، =

468 - وَعَنْ سَعْدٍ -يَعْني: ابن أبي وقاص- أَنَّ أَعْرَابِياً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: "في النَّارِ". قَالَ: فَأَيْنَ (¬1) أَبُوكَ؟ قَالَ: "حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقبْرِ (¬2) كَافِرٍ، فَبَشَرْهُ بِالنَّارِ". رواه البزار (¬3)، والطبراني في الكبير وزاد "فَأَسْلَمَ الأعْرَابِيُّ ¬

_ = ترجمه البخاري في الكبير 7/ 5 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 211، وما رأيت فيه جرحاً، فهو على شرط ابن حبان. وانظر تاريخ دمشق لأبي زرعة 1/ 143 - 144، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 251 وقد تحرف في الأخير "عن كندير" إلى "بن كندير". وقد صحح الحاكم حديثه على شرط مسلم في المستدرك 2/ 603 - 604 ووافقه الذهبي، والحال ليس كما قالا. ولكن ربما رفع هذا شأن عباس فيصبح حديثه حسنًا. وأما قول الهيثمي "ورجاله رجال الصحيح" فليس بصحيح. (¬1) سقطت من (م). (¬2) سقطت من (م). (¬3) في كشف الأستار 1/ 64 - 65 برقم (93)، والطبراني -في الكبير 1/ 145 - 146 برقم (326)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 191 - 192، وابن السنيّ في "عمل اليوم والليلة" بدون رقم بعد الحديث (595) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص ... وهذا إسناد صحيح. وقال البزار: "لا نعلم روى هذا إلا سعد، ولا عن إبراهيم إلا =

بَعْدُ فَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تعَبَاً (¬1): مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إلاَّ بَشَرْتُهُ بِالنَّار". ورجاله رجال الصحيح. 469 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ (¬2): أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيَأخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَيُقَطِّعَنَّهُ نَاراً يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ. قَالَ: فَيُنَادَى: إنَّ الْجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ. إنَّ الله قَدْ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ مُشْركٍ. قَال: فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَبِي؟ قَالَ: فَيَتَحَوَّلُ في صُورَةٍ قَبيحَةٍ، وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ، فَيَتْرُكُهُ". قَالَ: فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 183) يَرَوْنَ أنَّهُ إبْرَاهِيمُ، وَلَمْ يَزِدْهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى ذلِكَ (¬3). رواه أبو يعلى، والبزار، ورجالهما رجال الصحيح. ¬

_ = يزيد" يعني: ابن هارون. نقول: لقد تابع يزيد غير واحد، وانظر مصادر التخريج. (¬1) في (ظ، م): "لعنا" وهو خطأ. (¬2) في (ظ) زيادة: "الخدري". (¬3) هو في مسند الموصلي 2/ 315 برقم (1049) وإسناده صحيح. وهناك استوفينا تخريجه وذكرنا ما يشهد له أيضاً. وقد خرجناه أيضاً في صحيح ابن حبان برقم (252)، وفي موارد الظمآن برقم (69). وانظر أيضاً فتح الباري 8/ 499، وكنز العمال 11/ 488 برقم (32303).

470 - وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَلْقَى رَجُلٌ أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا أَبَتِ، هَلْ أَنْتَ مُطِيعِيَ الْيَوْمَ، وَهَلْ أَنْتَ تَابِعِيَ الْيَومَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَأْخُذُ بيَدهِ فَيَنْطَلِقُ به حَتَّى يَأَتِيَ به الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَهُوَ يَعْرِضُ الخَلْقَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، إنَّكَ وَعَدْتَني أَنْ لا تُخْزِيَني، فَيُعْرِضُ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالى- عَنْهُ، ثُمَّ يَقُولُ: مِثْلَ ذلِكَ فَيَمْسَخُ الله أَبَاهُ ضَبُعاناً فَيَهْوِي في النَّارِ فَيَقُولُ: أَبُوكَ! فَيَقُولُ: لاَ أَعْرِفُكَ". رواه البزار (¬1)، ورجاله ثقات. 471 - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إنَّكَ تَحُثُّ عَلَى صِلَةِ الرَّحِمِ وَالإحْسَانِ إلَى الْجَارِ، وَإيوَاءِ (¬2) اليَتِيمِ، ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 66 برقم (97)، والحاكم في المستدرك 4/ 589 من طريق آدم بن أبي إياس، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة ... وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. نقول: ليس هو على شرط أي من الشيخين: آدم بن أبي إياس من رجال البخاري وليس من رجال مسلم، وحماد بن سلمة لم يخرج له البخاري في صحيحه، وأما من بقي فرجال الشيخين. وانظر كنز العمال 11/ 489 برقم (32305). (¬2) في (م): "وإلى" وهو خطأ.

وَإطْعَامِ الضَّيْفِ، وَإطْعَامِ الْمِسْكِينِ، وَكُلُّ هذَا كَانَ يَفْعَلُهُ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَمَا ظَنُّكَ بِهِ يَا رَسُولَ الله؟. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ قَبْرٍ (¬1) لاَ يَشْهَدُ صَاحِبُهُ أَنْ لاَ إِلَه إلاَّ الله، فَهُوَ جَذْوَةٌ مِن النَّارِ، وَقَدْ وَجَدْتُ عَمِّي أَبَا طَالِبٍ في طَمْطَامٍ مِنَ النَّارِ فَأَخْرَجَهُ الله لِمَكانِهِ مِنِّي وَإحْسَانِهِ إلَيَّ فَجَعَلهُ في ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط والكبير، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو منكر الحديث، لا يحتجون بحديثه، وقد وثق. 472 - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ عَمِّي ¬

_ (¬1) في (م، ظ) زيادة "قبر قبر". (¬2) في الكبير 23/ 405 برقم (972)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (16 - 17) - من طريقين: حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا عمرو -تحرفت في الكبير إلى: عمر- بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أم سلمة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن ثابت وهو ابن أبي المقدام، وأما عبد الله بن محمد بن عقيل فهو حسن الحديث كما قال الهيثمي غير مرة. وقال الطبراني الأوسط: "لم يرو عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 151 برقم (34436) إلى الطبراني في الكبير.

هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَلَوْ أَدْرَكَكَ (مص: 184) أَسْلَمَ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ يُعْطِي لِلدُّنْيَا وَحَمْدِهَا وَذِكرِهَا، وَمَا قَالَ يَوْماً قَط اللَّهُمّ اغْفِرْ لِي (¬1) يَوْمَ الدِّين". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وأبو يعلى. ورجاله رجال الصحيح. 473 - وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الجُعْفِيِّ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله إنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كَانَتْ تَصِلُ (¬3) الرَّحِمَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. هَلَكَتْ في الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذلِكَ نَافِعُهَا (¬4) شَيْئاً؟. قَالَ: "لاَ". قَالَ: فَإنَّهَا كَانَتْ وَأَدَّتْ أُخْتاً لَنَا، فَهَلْ ذلِكَ نَافِعُهَا شيْئاً؟ قَالَ: "الْوَائِدَةُ وَالْمَوْؤُودَةُ في النَّارِ، إلاَّ أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ ¬

_ (¬1) في (ظ، م) زيادة: "قبر" إلى الأولى. (¬2) في الكبير 23/ 391 برقم (932)، وأبو يعلى في المسند 12/ 401 - 402 برقم (6965) من طريقين: عن منصور، عن مجاهد، عن أم سلمة ... وهذا إسناد صحيح. وقد بينا صحة سماع مجاهد من أم سلمة عند الحديث (6959) في المسند المذكور. ولتمام التخريج انظر مسند الموصلي. (¬3) في (ش): "كان يصل" وهو خطأ. (¬4) في (ظ): "نفعها".

الإسْلاَمَ لِيَعْفُوَ (¬1) الله عَنْهَا" (¬2). رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، والطبراني في الكبير، بنحوه. 474 - وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتَمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيفْعَلُ كَذَا وَكَذَا؟. قَالَ: "إنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْراً فَأَدْرَكهُ - يَعْنِي: الذِّكْرَ". رواه أحمد (¬3)، ورجاله ثقات، والطبراني في الكبير. ¬

_ (¬1) في (م): "ليغفر". (¬2) أخرجه النسائي في التفسير -ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 55 برقم (4564) -والطبراني في الكبير 7/ 139 - 140 برقم (16319) من طرق عن حجاج بن منهال. وأخرجه البخاري في الكبير 4/ 72 - 73 من طريق مسدد بن مسرهد. كلاهما حدثنا: معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة بن قيس، عن سلمة بن يزيد الجعفي ... وهذا إسناد صحيح. وأخرجه أحمد 3/ 478 من طريق ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، بالإسناد السابق. وانظر كنز العمال 1/ 72 برقم (281)، و15/ 25 - 26 برقم (39913). (¬3) في المسند 4/ 258، والطبراني في الكبير 17/ 104 برقم (250) من طريقين: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت مري بن قطري يحدث عن عدي بن حاتم قال: ... وإسناده حسن، ومري بن =

475 - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ حَاتَمٍ أَتَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُول الله إنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيحْمِلُ الْكَلَّ، وُيطْعِمُ الطَّعَامَ؟. قَالَ (¬1): "فَهَلْ أَدْرَكَ الإسْلاَمَ؟ ". قَالَ: لاَ، قَالَ: "فَإنَّ أَبَاكَ كَان يحِبُّ أَن يُذكَرَ، فَذُكِرَ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه رشدين بن سعد، وهو متروك الحديث. 476 - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ (¬3) قَالَ: ذُكِرَ حَاتَمٌ عِنْدَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "ذَاكَ رَجُلٌ أَرَادَ أَمْراً فَأَدْرَكَهُ". ¬

_ = قطري فصلنا القول في توثيقه عند الحديث (1715) في "موارد الظمآن". نشر دار الثقافة العربية. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 451 برقم (16495) إلى أحمد، والطبراني في الكبير. (¬1) ساقطة من (ش). (¬2) في الكبير 6/ 197 برقم (5687) من طريق أحمد بن رشدين المصري: حدثني أبي: محمد بن الحجاج بن رشدين، عن أبيه، عن جده رشدين، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال: أن أبا حازم أخبره: أن سهل بن سعد الساعدي حدثه: أن عدي بن حاتم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد فيه ثلاثة ضعفاء: شيخ الطبراني، وأبوه، وجد أبيه. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 451 برقم (16496) إلى الطبراني في الكبير. (¬3) سقط "ابن عمر" من (م، ش).

رواه البزار (¬1)، وفيه عبيد بن واقد (¬2) القيسي، ضعفه أبو حاتم. 477 - وَعَنْ سَلْمَان (¬3) بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (مص: 185) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَفِي بِالذِّمَّةِ؟ قَالَ: "وَلَمْ يُدْرِكْ الإسْلاَمَ؟ ". قَالَ: لاَ. فَلَمَّا وَلَّيْتُ، قَالَ: "عَلَيَّ بِالشَّيْخِ". قَالَ: "يَكُونُ لِكَ في عَقِبِكَ (¬4)، فَلَنْ يَذِلُّوا (¬5) أَبَداً، وَلَنْ يَتَفَرَّقُوا (¬6) أَبَداً". ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 64 برقم (92) من طريق محمد بن معمر، حدثنا عبيد بن واقد القيسي: حدثنا أبو مضر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عبيد بن واقد، وشيخه أبو مضر هو شيبة الناجي ما وجدت من ذكره غير المزي في شيوخ عبيد بن واقد. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 14/ 35 برقم (37867) إلى الدارقطني في الأفراد، وإلى ابن عساكر. (¬2) في (م): "واحد" وهو خطأ. (¬3) في أصولنا كلها "سلمة" وليس في الصحابة من سمي بسلمة بن عامر الضبي. وانظر أسد الغابة 2/ 416، والإصابة 4/ 222، والاستيعاب 4/ 220 على هامش الإصابة. والتاريخ الكبير للبخاري 4/ 136. (¬4) في (م، ش): "عقيل" وهو تحريف. (¬5) في أصولنا جميعها "يزلوا". وانظر الطبراني، والفسوي. (¬6) عند الطبراني "يفقروا". وعند الفسوي "يفتقروا".

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله موثقون. 478 - وَعَنْ عَفِيفٍ الْكنْديِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذْ أَقْبَلَ وَفْدٌ مِنَ الْيَمَنِ فَذَكَرُوا امْرأَ الْقَيْسِ بْنَ حُجْرٍ الْكِنْدِيِّ، وَذَكَروا بيتَينِ مِن شِعْرِهِ، فِيهِمَا ذِكْرْ ضَارِجٍ (¬2) ماءٍ مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ. فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَاكَ رَجُلٌ مَذْكُورٌ في الدُّنْيَا، مَنْسِيٌّ في الآخِرَةِ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ، يَقُودُهُمْ إلَى النَّارِ". ¬

_ (¬1) في الكبير 6/ 276 برقم (6213)، والبخاري في الكبير 4/ 136، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 321 من طرق: حدثنا أبو عاصم، حدثنا أبو نعامة العدوي، حدثنا عبد العزيز بن بُشَيْر، عن سلمان بن عامر الضبي ... وهذا إسناد جيد، عبد العزيز بن بُشير -انقلب عند الطبراني إلى: بُشَيْر بن عبد العزيز- ترجمه البخاري في "الكبير 6/ 23 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 378 بإسناده إلى علي بن المديني أنه قال: "عبد العزيز بن بُشَيْر بن كعب مجهول لا نعرفه". ولكن ذكره ابن حبان في الثقات 5/ 125. (¬2) ضارج -وزان فاعل من ضرجه إذا شقه-: قال اليزيدي، وأبو زيد الضرير: ضارج: ماء لعبس ... وقال الطوسي: ضارج: موضع باليمن، وروى إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أشياخه أنه أقبل قوم من اليمن يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم - فضلوا الطريق ... إذ أقبل راكب ينشد: وَلمَّا رَأَتْ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَمُّها ... وَأَنَّ اْلَبَيَاضَ مِنْ فَرَائِصِهَا دَام تَيَمَّمَتِ اْلَعَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِيءُ عَلَيْها الظِّلُّ، عَرْمَضُهَا طَام وانظر معجم ما استعجم 2/ 852 - 853، ومعجم البلدان =

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، من طريق سعيد بن فروة بن عفيف، عن أبيه، عن جده، ولم أر من ترجمهم. ... ¬

_ = 3/ 450، ولسان العرب، وتاج العروس -ضرج- وتاريخ بغداد 2/ 373 - 374 ورواية البيت الأول عنده: وَلمَّا رَأَتْ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَمُّها ... وَأَنَّ بَيَاضًا مِنْ فَرَائِصِهَا كَام (¬1) في الكبير 18/ 100 برقم (180)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 373 - 374 من طريقين: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي: حدثني سعيد بن فروة بن عفيف بن معدي كرب، عن أبيه، عن جده قال: بينا نحن ... وهذا إسناد تالف. هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال الدارقطني وغيره: متروك. وعفيف -مصغراً- بن معدي كرب ترجمه البخاري في الكبير 7/ 75، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 29، وابن حبان في الثقات 5/ 283 في التابعين وقالوا: "يروي عن عمر، روى عنه هارون بن عبد الله" ومكان من روى عنه خال في "الجرح والتعديل". وقال الحافظ في الإصابة 7/ 19: "عُفيف -بالتصغير- بن معدي كرب الكندي، فرق البغوي بينه وبين الأول -يعني ابن عم الأشعث- وكذا ابن أبي حاتم إلا أنه لم يذكر في هذا أنه صحابي، بل قال: روى عن عمر.

كتاب العلم

"كتاب العلم" بسم الله الرحمن الرحيم (*) 1 - (باب في طلب العلم) 479 - عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَريضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ". ¬

_ = وأشار إلى ذلك ابن عبد البر، وفرق بينهما أيضاً ابن ماكولا فضبط هذا بالتصغير، وذكر الأول في الجادة. وروى البغوي، والطبراني، وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي في (كتاب الشعراء) من طريق هشام بن الكلبي، عن سعيد بن فروة -وفي رواية أبي زرعة: عن فروة بن سعيد -بن عفيف بن معدي كرب، عن أبيه ... ". وذكر هذا الحديث. وسعيد بن فروة، وأبوه فروة بن عفيف ما وجدت لهما ترجمة. ونسبه المتقي في الكنز 12/ 154 برقم (34449) إلى الخطيب، والطبراني في الكبير، وابن عساكر. وانظر الكنز أيضاً 14/ 37. (*) البسملة ليست في (ظ، م، ش).

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، والأوسط، وفيه عثمان بن عبد الرحمن (¬2) القرشي، عن حماد بن أبي سليمان، وعثمان هذا (مص 186) قال البخاري: مجهول ولا (¬3) يقبل من حديث حماد إلا ما رواه عنه القدماء: شعبة، وسفيان الثوري، والدستوائي، ومن عدا هؤلاء رووا عنه بعد الاختلاط (¬4). 480 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) في الكبير 10/ 240 برقم (10439)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (18) - وأبو يعلى الموصلي في معجم شيوخه برقم (320)، وابن عدي في الكامل 5/ 1810 من طريق الهذيل بن إبراهيم الجُمَّاني -تحرفت عند ابن عدي إلى الحماني. انظر اللباب 3/ 298 - 299 - حدثنا عثمان بن عبد الرحمن القرشي، عن حماد بن أبي سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود ... وإسناده ضعيف. ولتمام تخريجه انظر معجم شيوخ أبي يعلى. وكنز العمال 10/ 130 - 131. وقال الطبراني في الأوسط: "لم يروه عن حماد إلا عثمان، تفرد به الهذيل". (¬2) في (ظ، م، ش) زيادة "بن عثمان". (¬3) في (ظ): "لم". (¬4) لم أقع على هذا الكلام فيما لدي من مصادر، وحماد بن أبي سليمان لم يرم بالاختلاط، ولكن البخاري قال مثل هذا الكلام تقريباً في أبي إسحاق السبيعي والله أعلم. ملحوظة: على هامش (مص) ما نصه: "بلغ مقابلة على نسخة الأصل، وسماعاً على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر في الخامس".

"طَلَبُ الْعِلْمِ فَريضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه يحيى بن هاشم السمسار كذاب. 481 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَريضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ". ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (18) - والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 427 من طريق يحيى بن هاشم السمسار، حدثنا مسعر بن كدام، ما عطية، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد فيه عطية العوفي وهو ضعيف، ويحيى بن هاشم السمسار، قال النسائي وغيره: "متروك". وقال ابن عدي في الكامل 7/ 2707، 2708: "كان ببغداد، ويضع الحديث ويسرقه" ... وليحيى بن هاشم عن هشام بن عروة .. وغيرهم بالمناكير يضعها عليهم، ويسرق حديث الثقات، وهو متهم في نفسه أنه لم يلق هؤلاء. وعامة حديثه عن هؤلاء وغيرهم إنما هو مناكير وموضوعات، ومسروقات، وهو في عداد من يضع الحديث". وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب 1/ 135 - 136 برقم (174) -ومن طريق القضاعي هذه أورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 72 - من طريق ... إسماعيل بن عمرو البجلي، عن مسعر، بالإسناد السابق. وإسماعيل بن عمرو البجلي ضعيف. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 130 - 131 برقم (28651) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى البيهقي في شعب الإيمان. وهو فيه برقم (1667) وقد تحرف فيه "مسعر" إلى "شهر".

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه عبد الله بن عبد العزيز بن ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (18) - من طريق علي بن سعيد الرازي، حدثنا حفص بن عمر المِهْرِقَاني -انظر اللباب 3/ 274 - عن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أيوب بن عائذ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن ابن عباس ... وهذا إسناد فيه عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 104. "فنظرت في بعض حديثه فرأيت أحاديثه أحاديث منكرة، ولم أكتب عنه، ولم يكن محله عندي الصدق". وقال ابن أبي حاتم أيضاً بإسناده إلى علي بن الحسين، وقد سئل عنه فقال: "لا يسوى فلساً يحدث بأحاديث كذب". وقال العقيلي في الضعفاء 2/ 279: "عن أبيه، أحاديثه مناكير غير محفوظة، ليس ممن يقيم الحديث". وقال ابن حبان في الثقات 8/ 347 - 348: "يعتبر حديثه إذا روى عن غير أبيه. وفي روايته عن إبراهيم بن طهمان بعض المناكير. وقال ابن عدي في الكامل 4/ 1518 بعد أن أورد له ثلاثة أحاديث من رواية أبيه، عن نافع، عن ابن عمر التي لا يتابعه عليها أحد: "له غير ما ذكرت، أحاديث لم يتابعه أحد عليها. ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً، والمتقدمون قد تكلموا فيمن هو أصدق من عبد الله بن عبد العزيز، وإنما ذكرته لما شرطت في أول هذا الكتاب". وانظر الكامل 1/ 15 - 16. وإذا تدبرنا ما تقدم نخلص إلى أن ما يجب تركه من حديثه ما رواه عن أبيه بكامله، وبعض ما رواه عن ابن طهمان. وما بقي من روايته فهو حسن والله أعلم. وانظر الضعفاء 3/ 410. وأخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 410 - ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 66 - من طريق محمد بن موسى، =

أبي رواد (¬1)، ضعيف جدًا. 482 - وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَريضةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ". رواه الطبراني (¬2) في الصغير، وفيه عبد العزيز بن أبي ثابت، ضعيف جداً. ¬

_ = حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، حدثنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد قال: حدثنا عائذ بن أيوب -رجل من أهل طوس- حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، بالإسناد السابق. وقال العقيلي: "حدثنا موسى بن إسحاق، حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن عائذ، عن الشعبي، قال: ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق. هذا هو الحديث، وعبد الله بن عبد العزيز أخطأ في الإسناد والمتن، وقلب اسم أيوب. نقول: لقد رواه عبد الله بن عبد العزيز على الوجه الصحيح كما تقدم. وأيوب بن عائذ طائي كوفي ولم يذكر أحد من الذين ترجموه أنه رجل من أهل طوس كما ذكر العقيلي، مما يوحي بأنه أشبه ما يكون بالمستور، وبأنه غير أيوب هذا الذي هو من رجال البخاري ومسلم. والترمذي والنسائي. والله أعلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 131 برقم (28651) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في (ظ، م): "داود" وهو تحريف. (¬2) في الأوسط 3/ 31 برقم (2051) -وهو في مجمع البحرين ص (17 - 18) - وفي الصغير 1/ 29 من طريق أحمد بن يحيى بن أبي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = العباس الخوارزمي ببغداد، حدثنا سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت المديني، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين، عن علي بن الحسن بن علي، عن أبيه الحسين بن علي قال: ... وهذا إسناد ضعيف: عبد العزيز بن أبي ثابت متروك الحديث، وابنه سليمان ما وجدت له ترجمة، وشيخه محمد بن عبد الله بن الحسين، ما عرفته. ومن طريق الطبراني أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 64 - 65، والصحابي عنده علي. وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن الحسين بن علي إلا بهذا الإسناد". وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 407 - 408 - ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 64 - من طريق جعفر بن محمد قال: حدثنا سليمان بن عبد العزيز بن عمران- تحرفت عند البغدادي إلى: مروان- قال: حدثني أبي، عن محمد بن عبد الله بن الحسن، عن علي بن الحسين: أن علياً عليه السلام قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ويشهد لهذه الأحاديث حديث أنس، وقد خرجناه في مسند الموصلي 5/ 223 برقم (2837) وعلقنا عليه ولتمام الفائدة انظر المعجم الأوسط 1/ 33 برقم (9)، والمعجم الصغير 1/ 16، ومسند الشهاب 1/ 136 برقم (157)، والعلل المتناهية 1/ 67 - 71 فقد أورد لحديث أنس أربعة عشر طريقاً، وجامع بيان العلم وفضله 1/ 7 - 13، والمجروحين لابن حبان 1/ 382، ولسان الميزان 1/ 64، وإحياء علوم الدين 1/ 2، وتاريخ وأسط ص (65، 70)، وحلية الأولياء 8/ 323، ومعجم شيوخ ابن جميع برقم (345)، وتنزيه الشريعة 1/ 258، والفوائد الجموعة ص (272)، =

2 - (باب في فضل العلم)

483 - وَعَنْ وَاثِلَةَ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَتَفَقَّهَ في الدِّينِ. ورواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه بكار بن تميم، وهو مجهول. 2 - (باب في فضل العلم) 484 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "قَلِيلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ. وَكَفَى بِالْمَرْءِ فِقْهَاً إذَا عَبَدَ الله، وَكفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً إذَا أُعْجِبَ (¬2) بِرَأَيْهِ. إنَّما النَّاسُ رَجُلاَنِ: مُؤْمِنٌ ¬

_ = والموضوعات لابن الجوزي 1/ 215 - 216، واللآلئ المصنوعة 1/ 193، 209 والمقاصد الحسنة ص (275 - 267). وتذكرة الموضوعات ص (17 - 18). وشعب الإيمان 2/ 254. (¬1) في الكبير 22/ 61 برقم (147) من طريق الوليد بن حماد، حدثنا سليمان، حدثنا بشر بن عون، حدثنا بكار بن تميم، عن مكحول، عن واثلة قال: ... وهذا إسناد تالف. بكار بن تميم. وبشر بن عون قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 408: "مجهولان". وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 190: "بشر بن عون الشامي، يروي عن بكار بن تميم، عن مكحول. روى عنه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. وروى عن بكار بن تميم، عن مكحول، عن واثلة نسخة فيها ست مئة حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج فيه بحال". وانظر ميزان الاعتدال 1/ 321 - 322، ولسان الميزان 2/ 28. (¬2) في (ظ، ش): "عجب".

وَجَاهِلٌ، فَلَاَ تؤْذُوا الْمؤْمِنَ وَلاَ تجَاوِرُوا الْجَاهِلَ". رواه الطبراني (¬1)، في الأوسط والكبير، وفيه إسحاق بن ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) -، والبخاري في الكبير 1/ 381، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/ 21 من طريق الليث بن سعد، عن إسحاق بن أسيد، عن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... وهذا إسناد ضعيف عندي. والد رجاء حيوة الكندي ما وجدت له ترجمة. وأما إسحاق بن أسيد فقد ترجمه البخاري 1/ 381 ولم يورد فيه جرحاً، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 213: "شيخ خراساني ليس بالمشهور، ولا يشتغل به": وليس له ذكر في الكامل. وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 50 وقال: "يخطئ". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 184 بعد أن أورد ما قاله أبو حاتم: "قلت: حدث عنه يحيى بن أيوب، والليث، وهو جائز الحديث". وقال في الكاشف: "ضُعِّف". وأورد في المغني الجزء الأخير مما قاله أبو حاتم. وقال الحافظ في التقريب: "فيه ضعف". وتدبر ما يلي. وأخرجه البخاري في الكبير 1/ 381، و 8/ 331 من طريق معاذ بن فضالة، وابن أبي مريم، ويحيى بن إسحاق قالوا: حدثنا يحيى بن أيوب، عن إسحاق بن أسيد، عن يزيد بن رجاء -وفي الروايتين الأوليين: عن ابن رجاء- بن حيوة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 11/ 93 وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده إسحاق بن أسيد وفيه توثيق ليّن، ورفع هذا الحديث غريب. وانظر "شعب الإيمان" برقم (1705). قال البيهقي في شعب الإيمان برقم (1704): ورويناه صحيحاً من =

أسيد (¬1) قال أبو حاتم: لا يشتغل به. 485 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ لِي (مص: 187) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضلُ الْعِلْمِ خَيرٌ مِن فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، والبزار وفيه عبد الله بن عبد القدوس، وثقه البخاري وابن حبان، وضعفه ابن معين وجماعة. ¬

_ = قول مطرف بن عبد الله بن الشخير، ثم ذكره، والله أعلم". وانظر جامع بيان العلم 1/ 24 نشر دار الفتح. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 155 برقم (28794) إلى الطبراني في الكبير، والصحابي عنده "ابن عمر". وهو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير، والله أعلم. (¬1) في (ظ): "أسد" وهو تحريف. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - والبزار 1/ 85 برقم (139)، والحاكم 1/ 92 - 93 من طريق عباد بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن القدوس، عن الأعمش، عن مطرف بن الشخير، عن حذيفة .... وقد سقط من إسناد الحاكم: "قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وهي في مصورة الأصل الذي عندنا ص (76). وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. نقول: إسناده حسن من أجل عبد الله بن عبد القدوس، قال البخاري: "هو في الأصل صدوق إلا أنه يروي عن أقوام ضعاف". وقال الحافظ في التقريب: "صدوق، رمي بالرفض، وكان يخطئ". فهو حسن الحديث فيما لم يخطئ فيه، وقد حسن المنذري =

486 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "أَفْضَلُ العِبَادَةِ الْفِقْهُ، وَأَفْضَلُ الدِّينِ الوَرَعُ". رواه الطبراني (¬1) في الثلاثة، وفيه محمد بن أبي ليلى، ضعفوه لسوء حفظه. ¬

_ = حديثه، وصححه الحاكم كما تقدم، والله أعلم. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 93 وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، والبزار بإسناد حسن". وقد قال هكذا أيضاً في الترغيب 2/ 560، وانظر كنز العمال 10/ 156 برقم (28798). (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير، وأخرجه في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - وفي الصغير 2/ 123 - 124 من طريق الوليد بن حماد الرملي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا خالد بن أبي خالد الأزرق، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الشعبي، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى. وباقي رجاله ثقات الوليد بن حماد الرملي ترجمه الحافظ في لسان الميزان 6/ 221 - 222 ولم يورد فيه جرحاً، وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 14/ 78: "كان ربانياً، لا أعلم فيه مغمزاً". وخالد بن أبي خالد الأزرق ما رأيت فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 222. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 93، و2/ 560: "رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، وفي إسناده محمد بن أبي ليلى". ونسبه المتقي في الكنز 10/ 150 برقم (28763) إلى الطبراني في الكبير. وانظر "شعب الإيمان" برقم (1703).

487 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَضْلُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنَ الْعِبَاةِ، وَمِلاَكُ (¬1) الدينِ الْوَرَعُ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير وفيه سوار بن مصعب، ضعيف جدًا. 488 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم -: "يَسِيرُ الْفِقْهِ خَيرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادةِ، وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمْ أَيْسَرُهَا". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وفيه خارجة بن مصعب، وهو ضعيف جداً. ¬

_ (¬1) مِلاك -بفتح الميم وكسرها: قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه. (¬2) في الكبير 11/ 38 برقم (10969)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 23 من طريق سوار بن مصعب، حدثنا ليث، عن طاووس، عن ابن عباس ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: سوار بن مصعب، وشيخه ليث بن أبي سليم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 175 برقم (28916) إلى الطبراني في الكبير. (¬3) في الكبير 1/ 135 - 136 برقم (286) من طريق علي بن سعيد الرازي، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي، حدثني أبي، عن أبيه، عن خارجة بن مصعب، عن عبد الله بن عطاء بن يسار، عن محمد بن زيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف ... وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني وهو ضعيف، ومصعب بن خارجة وهو متروك، وعبد الله بن عطاء ما وجدت له ترجمة. =

489 - وَعَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا جُمِعُ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ عِلْمٍ إلَى حِلْمٍ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والصغير، من رواية (¬2) حفص بن بشر، عن حسن بن الحسين بن زيد (¬3) العلوي، عن أبيه، ولم أر من ذكر أحداً منهم. 490 - وَعَنْ عُمَرَ -يَعْنِي ابْنَ الْخَطَّابِ، -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا اكتَسَبَ مُكْتَسِبٌ مِثْلَ فَضْلِ عِلْمٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إلَى هُدًى، أَوْ يَرُدُّهُ عَنْ رَدًى، وَمَا اسْتَقامَ دِينُهُ (مص: 188) حَتَّى يَسْتَقِيمَ عَمَلُهُ". ¬

_ = ونسبه المتقي في الكنز 10/ 177 برقم (28921) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - وفي الصغير 1/ 250 - 251 من طريق عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي، حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمذاني، حدثنا حفص بن بشر الأسدي، حدثنا حسن بن الحسين بن زيد العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي. عن أبيه علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب ... وهذا إسناد ضعيف عندنا فيه شيخ الطبراني، وشيخ أبي كريب، وشيخ شيخ أبي كريب ما عرفتهم. وقال الطبراني: "لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو كريب، ولم نكتبه إلا عن ابن رواحة". (¬2) في (م، ش): "رواه" وهو خطأ. (¬3) في (مص، ظ، م، ش): "يزيد" وهو خطأ. وانظر كتب الرجال.

3 - (باب منه)

رواه الطبراني (¬1) في الصغير، والأوسط، وقال: فيه "حَتَّى يَسْتَقِيمَ عَقْلُهُ" بدل (¬2) "عَمَلُهُ". وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف. 3 - (باب منه) 491 - عن واثلة بن الأسقع، قال: أَمَرَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ ¬

_ (¬1) في الصغير 1/ 241، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - من طريق عبد الرحمن بن حاتم المرادي أبي زيد، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده عمر بن الخطاب ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: عبد الرحمن بن حاتم قال ابن الجوزي: "متروك" وتعقبة الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 554 فقال: "قلت: هذا من شيوخ الطبراني، ما علمت به بأساً". وقال ابن يونس في "تاريخ مصر": "تكلموا فيه". وقال مسلمة بن القاسم: "ليس عندهم بثقة". وانظر لسان الميزان 3/ 408 - 409. والثاني هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (7526) في مسند الموصلي. وقد سقطت "عن" قبل "عمر" في المعجم الصغير. وفي المعجمين: "حتى يستقيم عمله". وقال الطبراني: "لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أصبغ". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 157 برقم (28808) إلى الطبراني في الأوسط. (¬2) في (ش): "بدى" وهو تحريف.

نتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ. رواه الطبراني في الكبير (¬1) وفيه بكار بن تميم وهو مجهول. 492 - وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْراً، يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. 493 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْراً، يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ". رواه الطبراني (¬3) في الصغير، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) تقدم برقم (483). (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 281، والبخاري في الكبير 6/ 38، وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم 1/ 19 من طريق ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، كلاهما حدثنا عباد بن سالم، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب ... وهذا إسناد جيد. ابن لهيعة متابع عليه. وعباد بن سالم ترجمه البخاري في الكبير 6/ 38 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 80 وقد روى عنه أكثر من واحد، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 7/ 159 - 160. وقال الطبراني: "لم يروه عن سالم إلا عباد، ولا عنه إلا ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث". وهذا ليس بضار للحديث. (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - وفي الصغير 2/ 18، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 280، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 19 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد صحيح. وقال الطبراني: "لم يروه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب إلا معمر، تفرد به عبد الواحد بن زياد". نقول: لم ينفرد به عبد الواحد بن زياد، بل تابعه عليه عبد الأعلى، فقد أخرجه ابن ماجه في المقدمة (220) باب: فضل العلماء والحث على طلب العلم، من طريق بكر بن خلف، حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، بالإسناد السابق. وأخرجه النسائي في العلم -ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 31 - 32 برقم (15185) - من طريق محمد بن يحيى بن عبد الله، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ... وقال: "خالفه يونس، رواه عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة ... ". وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 30: "هذا إسناد ظاهر الصحة، ولكن اختلف فيه على الزهري: فرواه النسائي. من حديث شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقال: الصواب: رواية الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية كما في الصحيحين". نقول: إن الزهري جمّاعة، وليس من الغريب أن يكون له أكثر من شيخ في حديث والله أعلم. وانظر كنز العمال 10/ 140 برقم =

494 - وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَا عُبِدَ الله بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ في دِينٍ، وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ، وَعِمَادُ هذَا الدِّينِ الْفِقْهُ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه يزيد بن عياض، وهو كذاب. 495 - وَعَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا أَرَادَ الله بِعَبْدٍ خَيْراً، فَقَّهَهُ في الدِّينِ وَأَلْهَمَهُ رُشْدَهُ" (¬2). ¬

_ = (28705). ولتمام التخريج انظر مسند الموصلي 10/ 238 برقم (5855). ويشهد لأحاديث الباب حديث معاوية وهو في الصحيح، وقد استوفيت تخريجه في مسند الموصلي برقم (7381). (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - من طريق محمد بن حنيفة الواسطي، حدثنا محمد بن موسى الحرشي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا يزيد بن عياض، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد فيه محمد بن حنيفة وهو ضعيف، ويزيد بن عياض وهو متهم. وهو في "شعب الإيمان" برقم (1712، 1713). وقال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 26: "وروى يزيد بن هارون ... " وذكر هذا الحديث، بهذا الإسناد. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 147 - 148 برقم (28752) إلى البيهقي في شعب الإيمان، وإلى الطبراني في الكبير. (¬2) سقطت من (م، ش) كلمة "رشده".

رواه البزّار (¬1)، والطبراني في الكبير، ورجاله موثقون (مص: 189). ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 84 برقم (137)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص (161) -ومن طريق عبد الله هذه أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 242 برقم (10445) - من طريق أحمد بن محمد بن أيوب. حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله ... وهذا إسناد حسن، أحمد بن محمد بن أيوب قال ابن معين: "لا أعرفه"، وقال أيضاً: "لص كذاب، ما سمع هذه الكتب". سؤالات ابن الجنيد برقم (369، 863). وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 70 يإسناده إلى أحمد أنه قال: "لا بأس به". وقيل لأبي حاتم: ثقة هو؟ فقال: "روى عن أبي بكر بن عياش أحاديث منكرة". وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: "ما أعلم أحداً يدفعه بحجة". وقال عثمان الدارمي: "كان أحمد وعلي بن المديني يحسنان القول فيه". وقال إبراهيم الحربي: "كان وراقاً لو قيل له: اكذب، لم يحسن". وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 31. وقال الذهبي في الكاشف: "وثق"، وقال في "ميزان الاعتدال" 1/ 132: "صدوق، حدث عنه أبو داود والناس. لينه يحيى، وأثنى عليه أحمد، وعلي، وله ما ينكر". وقال ابن عدي في الكامل 1/ 179 بعد أن ذكر له حديثين: "وأحمد بن محمد هذا أثنى عليه أحمد، وعلي، وتكلم فيه يحيى، وهو مع هذا كله صالح الحديث، ليس بمتروك". وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 107 من طريق الطبراني السابقة، وقال: "غريب من حديث الأعمش، تفرد به عنه أبو بكر بن عياش ... ". =

4 - (باب في فضل العالم والمتعلم)

4 - (باب في فضل العالم والمتعلم) 496 - عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِك قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ في الأرْضِ كمَثَلِ النُّجُومِ في السَّمَاءِ يُهْتَدىَ بِهَا في ظُلُمَاتِ الْبَر وَالبَحْرِ، فَإذا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ، أَوشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ". رواه أحمد (¬1)، وفيه رشدين بن سعد، واختلف في الاحتجاج به، وأبو حفص صاحب أنس مجهول، والله أعلم. 497 - وَعَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "النَّاسُ مَعَادِنُ، فَخِيَارُهُمْ في الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلاَمِ إذَا فَقُهوُا". ¬

_ = وأخرجه أحمد في الزهد ص (159)، والطبراني في الكبير 9/ 164 برقم (8756) من طريقين عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: من يرد الله ... موقوفاً عليه. وهذا إسناد منقطع. (¬1) في المسند 3/ 157 من طريق هيثم بن خارجة، حدثنا رشدين بن سعد، عن عبد الله بن الوليد، عن أبي حفص. حدثه أنه سمع أنس بن مالك، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد. وأبو حفص ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 361 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً وقال: "روى رشدين بن سعد، عن عبد الله بن الوليد ... " وذكر هذا الحديث. وانظر إكمال الحسيني (107/ 1 - 2)، وتعجيل المنفعة ص (477). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 151 برقم (28769) إلى الطبراني في الكبير، وما وجدته فيه، والله أعلم.

رواه أحمد (¬1) ورجاله رجال الصحيح. 498 - وَعَن عَبْدِ الله -يَعْنِي: ابْن مَسْعُودٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "النَّاسُ رَجُلاَنِ: عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ هُمَا في الأجْرِ سَوَاءٌ، وَلاَ خَيْرَ فِيمَا بَيْنَهُمَا مِنَ النَّاسِ". رواه الطبراني (¬2) في الأوْسَط، والكبير، وفي سند الأوسط نهشل بن سعيد، وفي الآخر الربيع بن بدر وهما كذابان. ¬

_ (¬1) في المسند 3/ 367، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 18 من طريق سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر ... وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 24 برقم (33801) إلى العسكري في الأمثال. (¬2) في الكبير 10/ 247 برقم (10461) من طريق إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا سليمان بن داود الشاذكوني، حدثنا الربيع بن بدر، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود ... وهذا إسناد فيه الشاذكوني وقد اتهم. وأخرجه الطبراني أيضاً في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - من طريق محمد بن إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن جدي، عن نهشل، عن الضحاك، عن أبي الأحوص، عن عبد الله ... وهذا إسناد فيه نهشل بن سعيد وهو متروك، وشيخ الطبراني وأبوه، ما وجدت فيهما جرحاً ولا تعديلاً. وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة، والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي. وقال الطبراني في الأوسط: "لم يروه عن الضحاك هكذا إلا نهشل، =

499 - وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَيْضاً قَالَ: قالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدُّنيَا مَلعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إلاَّ عَالِمٌ، وَذِكْرِ الله وَمَا وَالاَهُ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وقال: لم يروه عن ابن ثوبان، عن عبدة، إلاَّ أبو المطرف المغيرة بن مطرف. قلت: لم أر من ذكره. ¬

_ = تفرد به عامر". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 140 برقم (28712) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - من طريق- علي بن سعيد، حدثنا بشر بن معاذ، حدثنا أبو المطرف: المغيرة بن مطرف، حدثنا ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة -تحرفت فيه إلى: ليلى- عن أبي وائل، عن ابن مسعود ... وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبو المطرف ما وجدت له ترجمة عندي. والله أعلم. وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن ثوبان إلا أبو المطرف، تفرد به بشير. ورواه غيره عن ابن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة، عن أبي هريرة". وفيه أكثر من تحريف، وانظر "كنز العمال" 3/ 188 برقم (6084). نقول: حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي في الزهد (2323) باب: الدنيا ملعون ما فيها إلا ذكر الله وعالم أو متعلم، من طريق علي بن ثابت. وأخرجه ابن ماجه في الزهد (4112) باب: مثل الدنيا، من طريق علي بن ميمون الرقي، حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد كلاهما: حدثنا ابن =

500 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "العَالِمُ (مص: 190) وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ في الْخَيْرِ وَسَائِرُ النَّاسِ لاَ خَيْرَ فِيهِ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفيه معاوية بن يحيى الصَّدَفي، قَالَ ابن معين: هالك ليس بشيء. ¬

_ = ثوبان، قال: سمعت عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة السلولي قال: سمعت أبا هريرة ... وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وهو كما قال. ورواية الترمذي: "إلا ذكر الله وما والاه، وعالمٌ أو متعلم" هكذا بالرفع. وأما رواية ابن ماجة فهي: "إلا ذكر الله وما والاه، وعالماً أو متعلماً" بالنصب. نقول: ورواية الرفع قد تُكلَّف لها تأويل يسوغها. قالوا: كأنه قيل: الدنيا مذمومة لا يحمد فيها إلا ذكر الله، وعالم، أو متعلم. (¬1) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم، ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 134 برقم (28672) إلى الطبراني في الكبير. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 28 من طريق خلف بن قاسم، حدثنا ابن شعبان، حدثنا عيسى بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن مروان، حدثنا بشر بن ثابت البزار، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد فيه محمد بن القاسم ين شعبان القرطبي ضعفه ابن حزم، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/ 14: "وهاه أبو محمد بن حزم ما أدري =

501 - وَعَنْ عَبْدِ الله قَالَ: اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً، وَلاَ تَغْدُ بَيْنَ ذَلِكَ، فَإنْ لَمْ تَفْعَلْ، فَأَحِبَّ الْعُلَمَاءَ وَلاَ تُبْغِضْهُمْ. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله رجال الصحيح، إلاَّ أن عبد الملك بن عمير لم يدرك ابن مسعود. ¬

_ = لماذا؟ ". وانظر شجرة النور الزكية ص (80) برقم (144)، وسير أعلام النبلاء 16/ 78 - 79 وفيه بقية مصادر ترجمت لهذا العلم. وفيه أيضاً عيسى بن أحمد ما وجدت له ترجمة عندي، وقال ابن حجر في تهذيبه 3/ 433: "وقال أبو حاتم: أدرك -يعني: سالم بن أبي الجعد- أبا أمامة ولم يدرك عمرو بن عبسة ولا أبا الدرداء، ولا ثوبان". فإذا كان الحال هكذا فالإسناد منقطع أيضاً. ولكنني لم أقع على قول أبي حاتم عند غير الحافظ ابن حجر. والله أعلم. (¬1) في الكبير 9/ 163 برقم (8752) من طريق محمد بن النضر الأزدي، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن مسعود، موقوفاً عليه. وهذا إسناد ضعيف، لانقطاعه، عبد الملك بن عمير قال ابن حبان في الثقات 5/ 117: "ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، ومات سنة ست وثلاثين ومئة، وكان مدلساً". أي أنه ولد حوالي سنة (32) للهجرة وفي هذه السنة توفي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والله أعلم. وباقي رجاله ثقات، شيخ الطبراني هو محمد بن أحمد بن النضر، ثقة لا بأس به، وانظر تاريخ بغداد 1/ 364. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 28، 29 من طريق الحسن، وعبد الله، ويعقوب، وابن نمير، ووكيع، والأعمش، جميعهم عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله ... وهذا =

502 - وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً أَوْ مُسْتَمِعاً، أَوْ مُحِباً، وَلاَ تَكُنِ الْخَامِسَةَ فَتَهْلِكَ". قَالَ عَطَاءٌ ": قَالَ لِي مِسْعَرٌ: زِدْتَنَا خَامِسَةً لَمْ تَكُنْ عِنْدَنَا، وَالْخَامِسَةُ: "أَنْ تُبْغِضَ الْعِلْمَ وَأَهْلَهُ. رواه الطبراني (¬1) في الثلاثة، والبزار، ورجاله موثقون. ¬

_ = إسناد ضعيف لانقطاعه أيضاً، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله، والله أعلم. وأخرجه أيضاً -مع زيادة- ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 29 من طريق ... عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، قال: حدثني هارون بن رئاب قال: كان ابن مسعود يقول ... وهذا إسناد منقطع أيضاً، هارون لم يدرك عبد الله. وأخرجه ابن عبد البر أيضاً 1/ 29 من طريق ... الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عاصم، عن زيد قال: قال عبد الله ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه أيضاً زيد بن محمد بن زيد لم يدرك عبد الله بن مسعود، وعاصم هو ابن محمد بن زيد العمري. وأخرجه الدارمي في المقدمة 1/ 79 باب: في ذهاب العلم، من طريق قبيصة، أنبأنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن الحسن، عن عبد الله بن مسعود قال: اُغد عالماً، أو متعلماً، أو مستمعاً، ولا تكن الرابع فتهلك. (¬1) هو في الجزء المفقود من المعجم الكبير. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (18) - والبزار 1/ 83 برقم (134)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 237، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" =

503 - وَعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيّ فَقَالَ: مَا غَدَا بِكَ يَا زِرّ؟. قُلْتُ: أَلْتَمِسُ الْعِلْمَ. قَالَ: اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً، وَلاَ تَغْدُ بَيْنَ ذلِكَ. ¬

_ = 1/ 30 من طريق عبيد بن جناد -تحرفت عند أبي نعيم إلى: خالد- حدثنا عطاء بن مسلم -تحرفت عند الطبراني إلى: عطاء بن أبي مسلم، عن خالد الحذّاء- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه .... وهذا إسناد ضعيف لضعف عطاء بن مسلم، وباقي رجاله ثقات، وعبيد بن جناد بينا أنه ثقة عند الحديث (236) في معجم شيوخ أبي يعلى. وأخرجه الطبراني في الصغير 2/ 9 من طريق محمد بن الحسين الأنماطي، حدثنا عبيد بن جناد، عن عطاء بن مسلم الخفاف، حدثنا مسعر، عن خالد الحذاء، بالإسناد السابق. وهذا إسناد ضعيف. وقال البزار: "لا نعلمه يروى من وجه من الوجوه إلا عن أبي بكرة، وعطاء ليس به بأس، ولم يتابع عليه". وقال الطبراني: "لم يروه عن خالد إلا عطاء، ولم يروه أيضاً عن مسعر إلا عطاء، تفرد به عبيد بن جناد -تحرفت فيه إلى: عباد-". وقال أبو نعيم: "رواه عبد الله بن المغيرة، عن مسعر، نحوه". وما وقعت على هذه الرواية. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 143 برقم (28730) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى البزار. ونقل الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 294 - 295 عن أبي عبيد محمد بن علي الآجري قوله: "سألت أبا داود عن عطاء بن مسلم الحلبي؟. قال: ضعيف، روى عن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اُغد عالماً) وليس بشيء".

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه حفص بن سلمان، وثقه أحمد وضعفه جماعة كثيرون. 504 - وَعَنْ أَبِي الرُّدَيْنِ (¬2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ عَلَى كتَابِ الله يَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ إلاَّ كَانُوا أَضْيَافاً لله، وَإلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يَقُومُوا، أَوْ يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ. وَمَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ في طَلَبِ عِلْمٍ مَخَافَةَ أَنْ يَمُوتَ أَوْ انْتِسَاخِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَدْرُسَ، إلاَّ كَانَ كَالْغَادِي الرَّائِحِ في سبِيلِ الله، وَمَنْ يُبْطِئُ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ". ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (18) - من طريق أحمد بن عبد الوهاب، حدثنا علي بن عَياش الحمصي، حدثنا حفص بن سليمان، حدثني عاصم، عن زر بن حبيش قال: غدوت على صفوان ... وهذا إسناد ضعيف، حفص بن سليمان الأسدي الكوفي متروك الحديث مع إمامته في القراءة. نقول: أخرجه الطبراني بروايات ليست هذه الرواية منها -في الكبير 1/ 66 - 80 بالأرقام (7315 - 7388)، وقد خرجنا بعض أطرافه في "موارد الظمآن" بالأرقام (79، 179، 180) فانظره لتمام التخريج، وانظر جامع بيان العلم 1/ 32 - 33، والحديث الآتي برقم (508)، وتلخيص الحبير 1/ 157 - 158، ونصب الراية 1/ 164. (¬2) في "أسد الغابة" 6/ 109: "أبو الرديني، غير منسوب، ذكر في الصحابة، روى إسماعيل بن عياش، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، =

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه إسماعيل بن عياش، وهو مختلف في الاحتجاج به (مص: 191). 505 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فُضِّلَ الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ بِسَبْعِينَ دَرَجَةً، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ". ¬

_ = عن أبي الرديني ... وذكر هذا الحديث". وقال الحافظ في الإصابة 11/ 131: "أبو الردين، غير منسوب، ذكره البغوي ولم يخرج له شيئاً. وقال ابن مندة: له ذكر في الصحابة. ولم يثبت. وأخرج حديثه الحارث بن أبي أسامة، والطبراني في (مسند الشاميين) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن أبي الردين ... ". وذكر هذا الحديث. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 369 - 370: "أبو الردين، شامي، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". وذكر له هذا الحديث من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي الردين. وانظر ما يلي. (¬1) في الكبير 22/ 337 برقم (844) من طريق أبي محمد إبراهيم النحوي الصوري، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي الردين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد ضعيف عندي، شيخ الطبراني، وشيخ إسماعيل بن عياش، ومن فوقه أيضاً ما عرفتهم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 543 - 544 برقم (2435) إلى الطبراني في الكبير. وقد تحرفت فيه "الردين" إلى "الرزين".

رواه أبو يعلى (¬1)، وفيه الخليل بن مرة، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: لم أر لَهُ حديثاً منكراً، وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس هو بمتروك. 506 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ غَدَا إلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُرِيدُ إلاَّ أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ يُعَلِّمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامّ (¬2) حَجُّهُ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ورجاله موثقون كلهم. ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 163 برقم (856) وإسناده فيه محمد بن عمر بن عبد الله الرومي، والخليل بن مرة وهما ضعيفان، وفيه مبشر بن عبيد الحمصي القرشي الكوفي وهو متروك الحديث. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 155 برقم (28796) إلى أبي يعلى. (¬2) في أصولنا جميعها، وعند الطبراني في الكبير "تاماً"، وفي الحلية ما أثبتناه وهو الوجه، وفي كنز العمال "تام الحجة". وأما رواية الحاكم فهي "له أجر معتمر تام العمرة". (¬3) في الكبير 8/ 111 - 112 برقم (7473)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 97 من طريق هشام بن عمار، حدثنا محمد بن شعيب، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد حسن. وصححه الحاكم 1/ 97 على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي فجعله على شرط البخاري وحده. نقول: ما ذهب إليه الذهبي هو الصواب، ثور بن يزيد من رجال =

507 - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (¬1) عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ دَخَلَ مَسْجِدِي هذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ يُعَلِّمَهُ، كانَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجاهِدِ في سَبِيلَ الله. وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحَادِيثِ النَّاسِ، كَانَ بِمَنْزِلَةِ الَّذي يَرَى مَا يُعْجِبُهُ، وَهُوَ شَيْءٌ لِغَيْرِهِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب، وثقه البخاري، وابن حبان، وضعفه النسائي وغيره، ولم يستندوا في ضعفه إلا إلى أنه محدود، وسماعه صحيح. 508 - وَعَنْ صفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيّ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَإنَ الْمَلاَئِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِلْمُتَعَلِّمِ وَالْعَالِمِ. ¬

_ = البخاري وحده ولم يخرج له مسلم في صحيحه. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 166 برقم (28859) إلى الطبراني في الكبير، وإلى الحاكم، وأبي نعيم، وابن عساكر. ويشهد له حديث أبي هريرة عند الحاكم 1/ 97 وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي وقال: "ولا أعلم له علة". (¬1) في (م): "سعيد" وهو تحريف. (¬2) في الكبير 6/ 175 برقم (5911) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... وهذا إسناد قوي، يعقوب بن حميد بن كاسب المدني فصلنا القول فيه عند الحديث (2466) في موارد الظمآن.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وهو عند الترمذي (¬2)، خلا ذكر العالم (¬3)، وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف. 509 - وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الَأسْقَعَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ طَلَبَ عِلْمَاً فَأَدْرَكَهُ، كَتَبَ الله لَهُ كفْلَيْنِ مِنَ الَأجْرِ، (مص: 192) وَمَنْ طَلَبَ عِلْماً فَلَمْ يُدْرِكْهُ، كَتَبَ الله لَهُ كِفْلاً، مِنَ الَأجْرِ". رواه الطبراني (¬4) في الكبير، ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) في الكبير 8/ 65 - 66 برقم (7350) من طريق عبيد العجلي، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا علي عبد الله العامري الرازي قال: قرأت على عبد الكريم بن أبي المخارق قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، عن زر بن حبيش الأسدي أنه أتى صفوان بن عسال المرادي ... موقوفًا عليه. وهذا إسناد ضعيف. وانظر الحديث المتقدم برقم (503). (¬2) في الدعوات مطولاً برقم (3529، 3530) باب: ما جاء في فضل التوبة والاستغفار. (¬3) في (م): "العلم" وهو تحريف. (¬4) في الكبير 22/ 68 برقم (165)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 44 - 45 من طريقين عن إسحاق بن إبراهيم أبي النضر، حدثنا ربيعة بن يزيد -في جامع بيان العلم: هرمز- الرحبي، عن واثلة بن الأسقع ... وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكنني أراه منقطعاً بين إبراهيم، وبين ربيعة والله أعلم. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (165) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، حدثنا يحيى بن صالح، الوحاظي، حدثنا =

510 - وَعَنْ سَخْبَرَةَ قَالَ: مَرَّ رَجُلاَنِ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ جَالِسٌ، وَهُوَ يَذْكُرُ، فَقَالَ: "اجْلِسَا، فَإنَّكُمَا عَلَى خَيْرٍ". فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، فَقَامَا، فَقَالاَ: يَا رَسُولَ الله، إنَّكَ قُلْتَ لَنَا: "اجْلِسَا، فَإنَّكُمَا عَلَى خَيْرٍ". أَلَنَا خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟. فَقَالَ (¬1): "مَا مِنْ عَبْدٍ يَطْلُبُ الْعِلْمَ إلاَّ كَانَ كفَّارَةَ مَا تَقَدَّمَ". قلت: عند الترمذي (¬2) منه: "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ، كَانَ كفَّارَةً لِمَا مَضَى" فَقَطْ. ¬

_ = ربيعة بن يزيد، بالإسناد السابق. وهذا إسناد صحيح إن كان يحيى سمعه من ربيعة. ولتمام تخريجه انظر كنز العمال 10/ 162 برقم (28838). (¬1) في (م، ش): "قال". (¬2) في العلم (2650) باب: فضل طلب العلم، من طريق محمد بن حميد الرازي، حدثنا محمد بن المعلى، حدثنا زياد بن خيثمة، عن أبي داود، عن عبد الله بن سخبرة، عن أبيه سخبرة ... وقال الترمذي: "هذا حديث ضعيف الإسناد. أبو داود يضعف ولا نعرف لعبد الله بن سخبرة كبير شيء، ولا لأبيه واسم أبي داود: نُفيع الأعمى، تكلم فيه قتادة وغير واحد من أهل العلم". نقول: فيه شيخ الترمذي وهو حافظ غير أنه ضعيف، وأبو داود متروك الحديث وقد كذبه ابن معين. وقال البخاري في الكبير 4/ 210: "سخبرة الأزدي، له صحبة، روى عنه ابنه عبد الله حديثه ليس من وجه صحيح".

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه أبو داود الأعمى، وهو كذاب. 511 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ جَاءَهُ أَجَلُهُ وَهُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ، لَقِيَ الله وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِييْنَ إلاَّ دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه محمد بن الجعد وهو متروك. ¬

_ (¬1) في الكبير 7/ 138 برقم (6615) من طريق الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا علي بن بحر، حدثنا محمد بن معلّى، بإسناد الترمذي السابق. ولكن سقط من إسناد الطبراني "عبد الله بن سخبرة". وانظر التعليق السابق. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (19) - من طريق يعقوب بن إسحاق المخرمي، حدثنا العباس بن بكار أبو الوليد الضبي، حدثنا محمد بن الجعد القرشي، عن الزهري، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال: ... وهذا إسناد فيه محمد بن الجعد القرشي قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 223: "هو شيخ بصري ليس بمشهور". وسماه الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 502 - 503 "محمد بن أبي الجعد". ونقل عن الأزدي قوله: "متروك"، ثم ساق له هذا الحديث. وسمى الراوي عنه "عيسى بن بكار". وتابعه على ذلك الحافظ في "لسان الميزان" 5/ 103. وفيه العباس بن بكار أبو الوليد الضبي. قال الدارقطني: "كذاب" وعلي بن زيد بن جدعان. وهو ضعيف. وانظر لسان الميزان 3/ 237. =

512 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا أَهْلَ (¬1) السُّوقِ مَا أَعْجَزَكُمْ! قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يُقْسَمُ (¬2)، وَأَنْتُمْ ها هنا؟. أَلاَ تَذْهَبُونَ فَتَأْخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ؟. قَالُوا: وَأيْنَ هُوَ؟. قَالَ: في الْمَسْجِدِ. فَخَرَجُوا سِرَاعاً، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ؟. قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فقد (¬3) أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ فَدخَلْنَا، فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئاً يُقسَمُ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَمَا رَأَيْتُمْ في الْمَسْجِدِ أَحَداً؟. قَالُوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْماً يُصَلُّونَ، وَقُوْماً يَقْرَؤُونَ الْقُرآنَ، وَقَوْماً يَتَذَاكَرُونَ (مص: 193) الْحَلاَلَ وَالْحَرَامَ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: ويحَكُمْ، فَذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ الله (¬4) - صلى الله عليه وسلم -. رواه الطبراني (¬5) في الأوسط، وإسناده حسن. ¬

_ = وقال الطبراني: "لم يروه عن الزهري إلا محمد بن الجعد، تفرد به العباس". (¬1) في (ش): "أهل" بإسقاط أداة النداء. (¬2) سقطت من (م، ش). (¬3) في (ظ): "قد". (¬4) في (ظ، م، ش): "محمد". (¬5) في الأوسط -مجمع البحرين ص (21) - من طريق أحمد هو ابن (محمد بن صدقة البغدادي)، حدثنا علي بن محمد بن أبي المضاء، =

513 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا نَاشِئٍ نَشَأَ في الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ حَتَّى يَكْبُرَ، أَعْطَاهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ صِدِّيقاً". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه يوسف بن عطية، وهو متروك الحديث. ¬

_ = قال: كتبت من كتاب خلف بن تميم، عن علي بن مسعدة، حدثنا عبد الله الرومي، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف عندي، شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وعبد الله الرومي مجهول، والله أعلم. وقال الطبراني: "لم يروه عن عبد الله الرومي إلا علي بن مسعدة". (¬1) في الكبير 8/ 152 برقم (8589) من طريق الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي سنان الشامي، عن مكحول، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد ضعيف أبو سنان عيسى بن سنان فصلنا القول فيه عند الحديث (712) في "موارد الظمآن". وباقي رجاله ثقات، يحيى بن عبد الحميد الحماني بينا أنه حسن الحديث في مسند الموصلي عند الحديث (4765). وأخرجه الطبراني أيضاً 8/ 153 برقم (8590)، ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 82 من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني، حدثنا يوسف بن عطية، حدثنا مرزوق -تحرف عند ابن عبد البر إلى: مروان- أبو عبد الله الحمصي، عن مكحول، بالإسناد السابق. وهذا إسناد ضعيف، يوسف بن عطية الصفار متروك الحديث. وباقي رجاله ثقات. محمد بن المتوكل بن أبي السري بينا أنه حسن الحديث عند الحديث (209) في "موارد الظمآن". =

5 - (باب منه)

5 - (باب منه) 514 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأبِي ذَرٍّ قَالاَ: لَبَابٌ مِنَ الْعِلْمِ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ أَحَبُّ إلَيَ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعًا. وَقَالاَ: "قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إذَا جَاءَ الْمَوْتُ لِطَالِبِ الْعِلْم وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ، مَاتَ وَهُوَ شَهِيدٌ". رواه البزار (¬1) وفيه هلال بن عبد الرحمن الحنفي وهو متروك. ¬

_ = المتوكل بن أبي السري بينا أنه حسن الحديث عند الحديث (209) في "موارد الظمآن". ومرزوق أبو عبد الله الحمصي ترجمه البخاري في الكبير 7/ 382 - 383 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 265، وأورد الحافظ ابن حجر في تهذيبه عن ابن معين أنه قال: "أبو عبد الله الشامي ليس به بأس". وأورد قولَ ابن معين هذا ابنُ شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (226)، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 487. وقال الذهبي في كاشفة: "صدوق". ومع كل هذا قال الحافظ ابن حجر في تقريبه: "لا بأس به". نقول: وهذا متابع جيد لأبي سنان في الرواية السابقة، وبهذه المتابعة يصبح الإسناد حسناً إن شاء الله. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 151، 161 برقم (28773، 28836) إلى الطبراني في الكبير. وسيرد أيضاً برقم (522). (¬1) في كشف الأستار 1/ 84 برقم (138)، -وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 44 من طريق هلال بن عبد الرحمن الحنفي، عن عطاء بن =

515 - وَعَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ تَبْسُطُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ أَجْنِحَتَهَا، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُ". رواه البزار (¬1)، وفيه محمد بن عبد الملك، وهو كذاب. ¬

_ = أبي ميمونة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة وأبي ذر ... وهذا إسناد ضعيف هلال بن عبد الرحمن الحنفي قال العقيلي في الضعفاء 4/ 350: "منكر الحديث" ثم أورد له ثلاثة أحاديث، حديثنا واحد منها. ثم قال: "كل هذه مناكير لا أصول لها ولا يتابع عليها". ونقل الذهبي في الميزان 4/ 315 تضعيف العقيلي له ثم قال: "الضعف لائح على أحاديثه فليترك". وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 202، وانظر المغني 2/ 714. وقال البزار: "لا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أبو هريرة، وأبو ذر، بهذا الإسناد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 137 برقم (28693) إلى البزار. (¬1) في كشف الأستار 1/ 83 برقم (135) من طريق سلمة، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا محمد بن عبد الملك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ... وهذا إسناد فيه محمد بن عبد الملك الأنصاري اتهمه أحمد بالكذب، وانظر الحديث التالي والكامل 6/ 2166 - 2170، ولسان الميزان 5/ 265 - 266. وقال البزار: "محمد بن عبد الملك حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وهذا منها". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 146 برقم (28745) إلى البزار.

516 - وَعَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ في الْبَحْرِ (¬1) ". رواه البزار (¬2)، وفيه محمد بن عبد الملك، وهو كذاب أيضاً (¬3). 517 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ (مص: 194) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. "عُلَمَاءُ هذِهِ الُأمَّةِ رَجُلاَنِ: رَجُلٌ آتَاهُ الله عِلْماً فَبَذَلَهُ لِلنَّاسِ وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَلَمْ يَشْرِ (¬4) بِهِ ثَمَناً، فَذلِكَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ حِيتَانُ الْبَحْرِ، وَدَوابُّ الْبَرِّ، وَالْطيْرُ في جَوِّ السَّمَاءِ، وَيَقْدُمُ عَلَى الله سَيِّداً شَريفاً حَتَّى يُرَافِقَ الْمُرْسَلِينَ. ¬

_ (¬1) في (ش): "البحور". (¬2) في كشف الأستار 1/ 82 - 83 برقم (133) من طري سلمة بن شبيب، حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. حدثنا محمد بن عبد الملك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ... وهذا إسناد فيه محمد بن عبد الملك الأنصاري اتهمه أحمد، وانظر تعليقنا على الإسناد السابق. ويشهد له حديث جابر الآتي برقم (518). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 145 برقم (28739) إلى البزار. (¬3) ساقطة من (م، ظ). (¬4) شرى -يشري- المتاع: إذا أخذه بثمن، أو أعطاه بثمن. فهو من الأضداد، والذي سوغه أن يكون منها هو أن المتبايعين تبايعا الثمن والمثمن، فكل من العوضين مبيع من جانب ومشري من جانب. ويمد =

وَرَجُلٌ آتَاهُ الله عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ الله وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَشَرَى بِهِ ثمَناً، فَذَاكَ يُلْجَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: هذَا الَّذِي آتَاه الله عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ الله، وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَاشْتَرَى بِهِ ثَمَناً، وَذلِكَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنَ الْحِسَابِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه عبد الله بن خراش، ضعفه البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن عدي، ووثقه ابن حبان. 518 - وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الحِيتَانُ في البِحَارِ". ¬

_ = الشراء ويقصر. وإذا نسبت إلى المقصور قلبت الياء واواً وتبقى الشين على كسرها فتقول: شِرَوي كما يقال: حِمَوِيّ. وإذا نسبت إلى المدود فلا تغير شيئاً. وانظر الأضداد ص (72 - 73) الفقرة رقم (36). (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (21) - من طريق محمد بن محمويه الجوهري، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدثنا عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس قال: ... وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن خراش فصلنا القول فيه عند الحديث (1379) في "موارد الظمآن". وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة. وقال الطبراني: "لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 206 برقم (29090) إلى الطبراني في الأوسط.

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، وثقه ابن حبان وقال الأزدي: منكر الحديث، ولا يلتفت إلى قول الأزدي في مثله، وبقية رجاله رجال الصحيح. 519 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ في الْبَحْرِ، يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وثقه البخاري، وضعفه أحمد (مص: 195). ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20 - 21) من طريق محمد بن علي الصائغ، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: ... وهذا إسناد صحيح. وقال الطبراني: "لم يروه عن الأعمش إلا الفزاري". نقول: هذا التفرد ليس بعلة لأن أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري ثقة. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 145 برقم (28739) إلى الطبراني في الأوسط. وانظر حديث عائشة المتقدم برقم (516). (¬2) في الكبير 8/ 278 برقم (7912)، والترمذي في العلم (2686) باب: ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 38 من طريق سلمة بن رجاء، حدثنا الوليد بن جميل، حدثنا القاسم أبو عبد الرحمن، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد جيد. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب". =

6 - (باب الخير كثير ومن يعمل به قليل)

6 - (باب الخير كثير ومن يعمل به قليل) 520 - عَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي: ابْنَا عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْخَيْرُ كَثِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِ قَلِيلٌ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه الحسين (¬2) بن عبد الأول، وهو ضعيف. 7 - (باب حث الشباب على طلب العلم) 521 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ في صِغَرِهِ كَالنَّقْشِ عَلَى الْحَجَرِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ ¬

_ = ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 145 برقم (28736) إلى الطبراني في الكبير، وإلى الضياء في المختارة. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (19) - من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا الحسين بن عبد الأول، حدثنا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد ضعيف، الحسان بن عبد الأول قال أبو زرعة: "لا أحدث عنه". وقال أبو حاتم: "تكلم فيه الناس". وكذبه ابن معين. وإسماعيل بن أبي خالد لم يذكر فيمن رووا عن عطاء قبل الاختلاط، والله أعلم. وقال الطبراني: "لم يروه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا خالد، ولا عنه إلا الحسين -تحرفت فيه إلى: الحسن- وأسد بن موسى". وهو في "شعب الإيمان" برقم (7700، 11265). (¬2) في (ظ، م، ش): "الحسن" وهو تحريف.

الْعِلْمَ في كِبَرِهِ (ظ: 20) كَالَّذِي يَكْتُبُ عَلَى الْمَاءِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه مروان بن سالم الشامي، ضعفه البخاري، ومسلم، وأبو حاتم. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. ولكن أخرجه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 196 - 197 من طريق الطبراني، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي -تحرفت فيه إلى: الحزرمي- حدثنا ضرار بن صرد أبو نعيم، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، حدثنا مروان بن سالم الشامي الجزري، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد فيه مروان بن سالم وهو متروك وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (6780) في مسند الموصلي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 249 برقم (29336) إلى الطبراني في الكبير. ويشهد له حديث أبي هريرة عند ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 218، وفي اللآلئ المصنوعة 1/ 196 من طريق محمد بن عبد الباقي البزار قال: أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الفارسي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البلخي، قال: حدثنا محمد بن خالد بن يزيد، قال: حدثنا عطية، قال: حدثنا أبي: بقيةُ بن الوليد، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مثله. وهذا إسناد ضعيف. وأخرجه أيضاً ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 82 من طريق خلف بن القاسم قال: حدثني سعيد بن أحمد بن جعفر الفهري بمصر، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا عمرو بن أبي سلمة قال: حدثنا صدقة بن عبد الله، عن طلحة بن =

522 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا نَاشِئٍ نَشَأَ في الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ حَتَّى يَكْبُرَ، أَعْطَاهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ صِدِّيقاً". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفيه يوسف بن عطية، وهو متروك الحديث. 523 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا بَعَثَ الله نَبِياً إلاَّ وَهُوَ شَابٌّ، وَلاَ أُوتِيَ عَالمٌ عِلْماً (¬2) إلاَّ وَهُوَ شَابٌّ. رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، وفيه قابوس بن أبي ظبيان، ¬

_ = زيد، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد فيه طلحة بن زيد وهو متروك، وصدقة بن عبد الله، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم. وهما ضعيفان، وسعيد بن أحمد بن جعفر الفهري ما عرفته. وانظر تنزيه الشريعة 1/ 259. (¬1) قد تقدم برقم (513). (¬2) ساقطة من (م). (¬3) في الأوسط - مجمع البحرين ص (22)، والخطيب "الفقيه والمتفقه" 2/ 89 من طريق جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس، موقوفاً عليه. وهذا إسناد حسن، قابوس فصلنا القول فيه عند الحديث (57) في معجم شيوخ أبي يعلى. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 11/ 475 برقم (32233) إلى ابن مردويه، وإلى الضياء في المختارة.

8 - (باب في فضل العلماء ومجالستهم)

وثقه يحيى بن معين في رواية، وضعفه في أخرى، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وضعفه أحمد (مص: 196). 8 - (باب في فضل العلماء ومجالستهم) 524 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لُقْمَانَ قَالَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِمُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ، وَاسْمَعْ كَلاَمَ الْحُكَمَاءِ، فَإنَّ الله يُحْيِي الْقَلْبَ الْمَيْتَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ، كمَا يُحْيي الَأرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ الْمَطَرِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عبيد (¬2) الله بن زحر، عن ¬

_ (¬1) في الكبير 8/ 235 - 236 برقم (7810) من طريق الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي المهلب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة ... وفيه عبيد الله بن زحر -فصلنا القول فيه عند الحديث (2078) في "موارد الظمان"- وعلي بن يزيد الألهاني وهما ضعيفان. وأبو المهلب هو مطرح بن يزيد وهو ضعيف أيضاً، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (145) في معجم شيوخ أبي يعلى. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 106 من طريق ... ابن وهب، قال: حدثنا السري بن يحيى، عن سليمان التيمي قال: قال لقمان: ... وهذا إسناد معضل. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 170 برقم (28881) إلى الطبراني في الكبير، والرامهرمزي في الأمثال، وقال: "وسنده ضعيف". (¬2) في (ظ، م): "عبد" وهو تحريف.

علي بن يزيد، وكلاهما ضعيف لا يحتج به. 525 - وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "جَالِسُوا الْكُبَرَاءَ، وَسَائِلُوا الْعُلَمَاءَ، وَخَالِطُوا الْحُكَمَاءَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، من طريقين: أحدهما هذه، والأخرى موقوفة، وفيه عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي، وهو منكر الحديث، والموقوف صحيح الإسناد. 526 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ، وَالْفُقَهَاءُ قَادَةٌ، وَمُجَالَسَتُهمْ زِيَادَةٌ. قلت: ذكر هذا في حديث طويل، رواه الطبراني (¬2) في الكبير ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) في الكبير 22/ 125 برقم (333، 324) من طريق عبد الملك بن حسين أبي مالك، عن سلمة بن كهيل، عن أبي جحيفة ... وهذا إسناد فيه أبو مالك عبد الملك بن حسين وهو متروك الحديث. وأخرجه الطبراني أيضاً 22/ 133 برقم (354) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا سهل، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائده، عن أبيه، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة وهذا إسناد صحيح. وفي الرواية الأولى: "جالسوا العلماء" وفي الأخريين: "جالسوا الكبراء". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 9/ 177 برقم (25583) إلا العسكري. (¬2) في الكبير 9/ 110 برقم (8553)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" =

527 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ، فارْتَعُوا" (¬1). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: "مَجَالِسُ الْعِلْمَ" (¬2). رواه الطبراني (¬3)، في الكبير، وفيه رجل لم يسم. ¬

_ = 1/ 133 - 134 من طريق بشر بن موسى، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، حدثنا عبد الله بن الوليد قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة يحدث عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود ... موقوفاً عليه. وهذا إسناد حسن، عبد الله بن الوليد التجيبي فصلنا القول فيه عند الحديث (2359) في "موارد الظمآن". وقد سقط من إسناد الطبراني، وأبي نعيم "عبد الله بن". قبل "عبد الرحمن بن حجيرة". وانظر كتب الرجال. وسيأتي الحديث بتمامه في الصلاة، باب: الخطبة والقراءة فيها. (¬1) في (ظ، م، ش): "فارتعوا فيها". (¬2) ساقطة من (م). (¬3) في الكبير 11/ 95 برقم (11158) من طريق الحسن بن علي المَعْمَرِيّ، حدثنا أحمد بن العباس صاحب الشامة، حدثنا الحارث بن عطية، حدثنا بعض أصحابنا، عن (عبد الله) بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، فيه جهالة، وأحمد بن العباس ما وجدت له ترجمة. ويشهد له حديث أنس الذي خرجناه في مسند الموصلي برقم (3432) وحديث أبي هريرة عند الترمذي في الدعوات (3504) وإسناداهما ضعيفان. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 112 وقال: "رواه الطبراني في الكبير وفيه راوٍ لم يسمَّ". =

528 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، [عَنْ عَلِيّ] (¬1) قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِي". قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، وَمَنْ خُلَفَاؤُكَ؟ قَالَ: "الَّذِينَ يَأتُونَ مِنْ بَعْدِي، يَرْوُون (مص: 197) أَحَادِيثِي وَيُعَلِّمُونَهَا النَّاسَ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه أحمد بن عيسى الهاشمي، قال الدارقطني: كذاب. ¬

_ = ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 138 برقم (28695) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من المعجم الأوسط، وانظر مصادر التخريج. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (21) - والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" برقم (2)، من طريق محمد بن الحسين أبي حصين الوادعي، حدثنا أحمد بن عيسى بن عبد الله العلوي، حدثنا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، عن علي ... وهذا إسناد فيه أحمد بن عيسى بن عبد الله الهاشمي العلوي، قال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" ص (53): "كذاب". وقد أورده الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 126 - 127 وقال: "هذا خبر باطل". وتابعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 1/ 241، وانظر حاشية المحدث الفاصل بتحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب. وقال الطبراني: "لم يروه عن زيد إلا هشام، ولا عنه إلا ابن أبي فديك، تفرد به أحمد". وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 110 وقال: "رواه الطبراني في الأوسط". وليس في إسناده "علي".

529 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْعُلَمَاءُ خُلَفاءُ الأنْبِياءِ". قلت: له في السنن "الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ" (¬1). رواه البزار (¬2) ورجاله موثقون. 530 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ (¬3): "إنِّي لأعْرِفُ نَاساً مَا هُمْ أَنْبِيَاءُ وَلاَ شُهَدَاءُ، يَغْبِطُهُمُ الأنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَنْزِلَتِهِمْ (¬4) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِين [يُحِبُّونَ الله وَيُحَبِّبُونَهُ إلَى خَلْقِهِ، يَأمُرُونَهُمْ بِطَاعَةِ الله، فَإذَا أَطَاعُوا الله] (¬5) أَحَبَّهُمُ الله". رواه البزار (¬6)، وفيه سعيد بن سلام العطار، وهو كذاب. ¬

_ (¬1) استوفينا تخريجه في "موارد الظمآن" برقم (80) فارجع إليه إن شئت. (¬2) في كشف الأستار 1/ 83 - 84 برقم (136) من طريق نصر بن علي، حدثنا عبد الله بن داود -ح- وحدثنا إبراهيم التيمي، حدثنا أبو داود، حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد حسن إن شاء الله. ويتقوى بما قبله، وقد أطلنا الحديث عنه في موارد الظمآن عند الحديث (80). (¬3) سقطت من (م). (¬4) في (ش): "لمنزلتهم". (¬5) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ، م، ش). (¬6) في كشف الأستار 1/ 85 برقم (140) من طريق سليمان بن سيف الحراني، حدثنا سعيد بن سلام، حدثنا عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد فيه =

531 - وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْسٍ قَالَ: كنْتُ أَمْشِي مَعَ سَلْمَانَ عَلَى شَطَّ دِجْلَةَ فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ انْزِلْ فَاشْرَبْ، فشَرِبْتُ. ثُمَّ قَالَ: اشْرَبْ، فَشَرِبْتُ. فَقَالَ: مَا نَقَصَ شُرْبُكَ مِنْ دِجْلَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا نَقَصَ (¬1). قَالَ: فَإنَّ الْعِلْمَ كَذلِكَ يُؤْخَذُ مِنْهُ وَلاَ يَنْقُصُ. فذكر الحديث وهو بطوله في الزهد (¬2) في عيش السلف. رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وفيه رجل لم يسم. ¬

_ = سعيد بن سلام بن أبي الهيفاء العطار قال أحمد، وابن نمير: "كذاب". وقال البخاري: "يذكر بوضع الحديث". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث جداً". وانظر ميزان الاعتدال 2/ 141، ولسان الميزان 3/ 31 - 32. وقال البزار: "لم يتابع سعيد على هذا". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 77 برقم (5566) إلى البزار، وقال: "وضعف". (¬1) عند الطبراني: "ما عسى أن ينقص؟ ". (¬2) باب: في عيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والسلف. (¬3) في الكبير 6/ 265 برقم (6173) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن رجل من بني عبس قال: كنت أسير مع سلمان ... وهذا إسناد ضعيف فيه جهالة، وعبد السلام بن حرب لم يذكر فيمن رووا عن عطاء قبل الاختلاط. وقد سقط من إسناد الطبراني "حدثنا" بين "أبو نعيم" وبين "عبد السلام بن حرب".

532 - وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ، وَقَبْضهُ ذَهَابُ أَهْلِهِ. وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ فَإنَ (¬1) أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَتَى يَفْتِقَرُ إلَى مَا عِنْدَهُ. وَعَلْيْكُمْ بِالْعِلْمِ، وَإيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالتَعَمُّقَ. وَعَلَيْكُمْ بالْعَتِيقِ (¬2)، فَإنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ الله يَنْبِذُوَنَهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ. رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وأبو قلابة لم يسمع من ابن مسعود. ¬

_ (¬1) في (ظ، م): "وإن". (¬2) أي: عليكم بالأمر القديم الأول. ويجمع على عتاق مثل: شريف وشراف. (¬3) في الكبير 9/ 189 برقم (8845) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود قال: ... موقوفًا عليه. والدبري هو إسحاق بن إبراهيم استصغر في عبد الرزاق. وهو في مصنف عبد الرزاق 11/ 252 برقم (20465) وإسناده منقطع، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، لم يسمع من عبد الله بن مسعود، والله أعلم. وأخرجه الدارمي في المقدمة 1/ 54 باب: من هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع، من طريق سليمان بن حرب وأبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن أيوب، بالإسناد السابق.

533 - وَعَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُولُ الله (مص: 198) عَزَّ وَجَلَّ لِلْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذَا قَعَدَ عَلَى كُرْسِيِّهِ لِفَصْلِ (¬1) عِبَادِهِ: إنِّي لَمْ أَجْعَل عِلْمِي وَحِلْمِي فِيكُمْ إلاَّ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ (¬2) أَغْفِرَ لَكُمْ عَلَى مَا كَانَ فِيكُمْ وَلاَ أُبَالِي". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ورجاله موثقون. 534 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَبْعَثُ الله الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَمِيزُ الْعُلَمَاءَ فَيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ، إنِّي لَمْ أَضَعْ فيكُمْ عِلْمِي لأعَذِّبَكُمُ، اذْهَبُوا فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ". ¬

_ (¬1) عند الطبراني: "لقضاء عباده". (¬2) سقطت من (ظ). (¬3) في الكبير 2/ 84 برقم (1381) من طريق أحمد بن زهير التستري، حدثنا العلاء بن مسلمة، حدثنا إبراهيم الطالقاني، حدثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم قال: ... وهذا إسناد فيه العلاء بن مسلمة الرواس متروك الحديث، ورمي بالوضع. وقد سقط من إسناد الطبراني "عن سماك" بعد "سفيان، فجاء الإسناد هكذا: "سفيان بن حرب". وهو خطأ. وانظر كتب الرجال. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 101 وقال: "رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 172 برقم (28895) إلى الطبراني، وإلى أبي نعيم وقال: "وحسن".

9 - (باب)

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. 9 - (باب) 535 - وَعَنْ حِزَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ في زَمَانٍ كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ (¬2) قَلِيلٍ خُطبَاؤُهُ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ، قَلِيلٍ سُؤَالُهُ. الْعَمَلُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ، وَسَيَأْتِي زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ وَكثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، وَكَثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ، الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنْ الْعَمَلِ". ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. ولكن أخرجه الطبراني في الصغير 1/ 213 من طريق عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي، حدثنا صدقة بن عبد الله، عن طلحة بن زيد، عن موسى بن عبيدة، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري ... وهذا إسناد فيه طلحة بن زيد القرشي وهو متروك، وموسى بن عبيدة الربذي، وصدقة بن عبد الله السمين، وشيخ الطبراني، وهم ضعفاء. ونسبه المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 101 إلى الطبراني في الكبير. وأما المتقي الهندي فقد نسبه في الكنز 10/ 173 برقم (28900) إلى ابن منصور. وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن أبي سلمة". (¬2) في (ش): "وماؤه" وهو تحريف.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي (¬2)، وهو ثقة، إلا أنه قيل فيه: يروي عن الضعفاء، ¬

_ (¬1) في الكبير 3/ 197 برقم (3111) من طريق الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا عمرو بن هشام أبو أمية الحراني، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن صدقة، عن زيد بن واقد، عن العلاء بن الحارث. عن حزام بن حكيم بن حزام، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد فيه حزام بن حكيم بن حزام، ترجمه البخاري في الكبير 3/ 116 - 117 وقال: "أنكر مصعب أن يكون لحكيم ابن يقال له حزام". وقال الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/ 456: "وأنكر الزبيري بن حزام بن حكيم بن حزام هو وغيره من علماء بين أسد أشد الإنكار، وقالوا: لم يكن لحكيم ابن يقال له حزام صغير ولا كبير". ولم يذكر أحد من الذين ترجموا له أن العلاء بن الحارث روى عنه، وإنما ذكروا العلاء هذا في الرواة عن حرام بن حكيم بن سعد. وانظر الجرح والتعديل 3/ 282، 298، والمؤتلف والمختلف للدارقطني 2/ 572، 576 - 577، والإكمال 2/ 415، والمشتبه 1/ 224، وتبصير المنتبه 1/ 425، وتصحيفات المحدثين 2/ 553، 554، والتاريخ الكبير 3/ 102 وعلى هامشه تعليق مفيد، تهذيب الكمال وفروعه، وثقات ابن حبان 4/ 188. وانظر الحديث الآتي برقم (537). نقول: وأما إذا كان العلاء بن الحارث سمعه من حزام بن حكيم بن حزام، وحزام هذا سمعه من أبيه، فإن الإسناد يكون حسناً. (¬2) الطرائفي عرف بهذا اللقب لأنه كان يتتبع طرائف الأحاديث ويطلبها. وانظر الأنساب 8/ 227، واللباب 2/ 278.

وهذا من روايته عن صدقة بن خالد (¬1)، وهو من رجال الصحيح. 536 - وَعَنْ أَبِي ذَرِّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إنَّكُمْ في زَمَانٍ عُلَمَاؤُهُ كَثِيرٌ، خُطَبَاؤُهُ قَلِيلٌ، مَنْ تَرَكَ فِيهِ عُشَيْرَ مَا يَعْلَمُ، هَوَى، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاس زَمَانٌ يَقِلُّ عُلَمَاؤُهُ، وَيَكْثُرُ خُطَبَاؤُهُ، مَنْ تَمَسَّكَ فِيهِ بِعشرِ (¬2) مَا يَعْلمُ، نجَا". رواه أحمد (¬3)، وفيه رجل لم يسم. 537 - وَعَنْ حِزَامِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "أَصْبَحْتُمْ في زَمَانٍ كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ (مص: 199)، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ، قَلِيلٍ سُؤَّالُهُ. الْعَمَلُ فِيهِ خَيْرُ مِنَ الْعِلْمِ، وَسَيَأْتِي زَمَانٌ قَلِيل فُقَهَاؤُهُ كثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، كثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ، الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنْ الْعَمَلِ". ¬

_ (¬1) على هامش (مص) ما نصه: "فائدة: بل صدقة المذكور في إسناده هو ابن عبد الله السمين، وهو ضعيف جداً". نقول: عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي لم نعرف له رواية عن صدقة بن عبد الله، والمعروف أنه روى عن صدقة بن خالد. والله أعلم. (¬2) في (م): "به". (¬3) في المسند 5/ 155 من طريق مؤمل، حدثنا حماد، حدثنا حجاج الأسود -قال مؤمل: وكان رجلاً صالحاً- قال: سمعت أبا الصديق يحدث ثابتاً البناني، عن رجل، عن أبي ذر ... وهذا إسناد ضعيف فيه جهالة، ومؤمل بن إسماعيل ضعيف، وحماد هو ابن سلمة. ونسبه المتقي في الكنز 14/ 255 برقم (38629) إلى أحمد.

10 - (باب في معرفة حق العالم)

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه صدقة بن عبد الله السمين، وهو ضعيف منكر الحديث. 10 - (باب في معرفة حق العالم) 538 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا". رواه أحمد (¬2)، والطبراني في الكبير، وإسناده حسن. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 23، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 110 من طريق عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا عمرو بن أبي سلمه التنيسي، حدثني صدقة بن عبد الله، عن زيد بن واقد، عن حَرَام بن حكيم، عن عمه عبد الله بن سعد ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: ابن أبي مريم، وصدقة بن عبد الله. وانظر الحديث المتقدم برقم (535). (¬2) في المسند 5/ 323، وابنه أحمد في زوائده على المسند أيضاً، والحاكم 1/ 122 من طريقين: حدثنا هارون، حدثنا ابن وهب، حدثني مالك بن الخير الزبادي، عن أبي قبيل، عن عبادة بن الصامت ... وهذا إسناد صحيح، مالك بن خير الزيادي، ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 312 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 208، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 460. وقال ابن القطان: "لم تثبت عدالته". وتعقبه أبو زرعة العراقي فقال: "أي: لم ينص أحد على توثيقه وهو مردود". وقال الحاكم في المستدرك 1/ 122: "ومالك بن خير الزبادي مصري ثقة،. وتابعه الذهبي على ذلك. وأبو قبيل هو حُيَي بن هانئ. =

539 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " ثَلاَثَةٌ لاَ يَسْتَخِفُّ بِهِمْ إلاَّ مُنَافِقٌ: ذُو الشَّيْبَةِ في الإسْلاَمِ، وَذُو الْعِلْمِ، وَإمَامٌ مُقْسِطٌ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، من رواية عبيد (¬2) الله بن زحر، ¬

_ = وقال البخاري في الكبير: "روى -يعني: مالك بن خير- عن أبي قبيل، عن عبادة بن الصامت ... ". وذكر هذا الحديث. وهو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 167 برقم (5980) إلى أحمد، وإلى الحاكم. ويشهد له حديث أنس خرجناه في مسند الموصلي برقم (3476، 4241، 4242). وحديث ابن عباس خرجناه في "موارد الظمآن". برقم (1913). وعند البيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 458، 459 شواهد أخرى. (¬1) في الكبير 8/ 238 برقم (7819) من طريق الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا إسماعيل بن عياش، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء: علي بن يزيد الألهاني، وعبيد الله بن زحر، ومطرح بن يزيد ضعفاء، وإسماعيل بن عياش روى عن بصري، وروايته عن غير الشاميين ضعيفة. ونسبه المتقي في الكنز 16/ 32 برقم (43810) إلى الطبراني في الكبير. (¬2) في (م): "عبد" وهو تحريف.

عن علي بن يزيد، وكلاهما ضعيف. 540 - وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الَأشْعَريّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله يَقُولُ: "لاَ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إلاَّ ثَلاَثَ خِلاَلٍ: أَنْ يُكْثَرَ لَهَمْ مِنَ الدُّنْيَا فَيَتَحَاسَدُوا (¬1)، وَأَنْ يُفْتَحَ لَهُمُ الْكِتَابُ يَأْخُذُهُ الْمُؤْمِنُ يَبْتَغِي تَأَوِيلَهُ وَلَيْسَ يَعْلَمُ تَأْوِيَلَهُ إلاَّ الله وَالرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ يَقُولُونَ: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُوا الَألْبَابِ، وَأَنْ يَرَوْا ذَا عِلْمِهِمْ فَيُضَيِّعونَهُ وَلاَ يُبَالُونَ عَلَيهِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه (مص: 200) محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، ولم يسمع من أبيه. ¬

_ (¬1) في (مص): "فيتحاسدون". والوجه ما جاء في غيرها من الأصول. (¬2) في الكبير 3/ 293 برقم (3443) من طريق هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري ... وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 190: "سألت أبي عنه فقال: لم يسمع من أبيه، حملوه على أن يحدث عنه فحدث". وقال الآجري: "سئل أبو داود عنه فقال: لم يكن بذاك، قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حيّ، وسألت عمرو بن عثمان عنه، فذمه". وأورد الذهبي في المغني ما قاله أبو حاتم، وما قاله أبو داود. ونسبه السلفي إلى الطبراني في مسند الشاميين برقم (1664). وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 115: "رواه الطبراني في الكبير". =

11 - (باب فيمن سمع شيئا فحدث بشره)

541 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي. قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ علَّمَ عَبْداً آيَةً مِنْ كِتَابِ الله، فَهُوَ مَوْلاَهُ لاَ يَنْبَغِي أَن يَخْذُلَهُ، وَلاَ يَسْتَأثِرَ عَلَيْهِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عبيد بن رزين اللاذقي (¬2)، ولم أر من ذكره. 11 - (باب فيمن سمع شيئاً فحدث بشره) 542 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ الَّذِي يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ فَيُحَدِّثُ بِشَرِّ مَا يَسْمَعُ، مَثَلُ رَجُلٍ أَتَى رَاعِياً فَقَالَ: ¬

_ = ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 200 برقم (29051) إلى ابن جرير، والطبراني في الكبير. (¬1) في الكبير 8/ 131 - 132 برقم (7528)، وابن عدي في الكامل 1/ 292 من طريق أبي عقيل أنس بن سلم الخولاني، حدثنا عبيد بن رزين اللاذقي قال: سمعت إسماعيل بن عياش يقول: حدثنيه محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي .... وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني، وعبيد بن رزين اللاذقي ما وجدت لهما ترجمة. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 8/ 532 برقم (2384) إلى ابن عدي، والطبراني في الكبير، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن النجار. (¬2) اللاذقي -بكسر الذال والقاف- هذه النسبة إلى اللاذقية، وهي المرفأ الهام للجمهورية العربية السورية، تقع في أقصى شمال الساحل السوري. وانظر اللباب 3/ 398.

12 - (باب العلم بالتعلم)

يَا رَاعِي أَجْزِرْنِي (¬1) شاةً [مِنْ غَنَمِكَ] (¬2) فَقَالَ: اذْهَبْ، فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا شَاةً. فَذهَبَ، فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ". رواه أبو يعلى (¬3)، وفيه علي بن زيد (¬4)، وهو ضعيف واختلف في الاحتجاج به. 12 - (باب العلم بالتعلم) 543 - عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمَ وَالْفِقْه بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْراً يُفَقِّههُ في الدِّين، وَإنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ". رواه الطبراني (¬5)، في الكبير، وفيه رجل لم يسم، وعتبة بن أبي حكيم، وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة وابن حبان، وضعفه (مص: 201) جماعة. ¬

_ (¬1) جاء في "تهذيب إصلاح المنطق" ص (666): "وقد أجزرته شاة، أي: أعطيته شاة يذبحها، نعجة، أو كبشاً أو عنزاً، وهي الجَزَرَةُ إذا كانت سمينة، والجمع جَزَر، ولا تكون الجزرة إلا من الغنم. لا يقال: أجْزرته ناقة". وانظر النهاية 1/ 267. (¬2) ما بين حاصرتين زيادة من (ظ، م)، وهي عند أبي يعلى أيضاً، وعند أحمد في الروايتين، وعند ابن ماجه. (¬3) في المسند 11/ 275 - 276 برقم (3688) وإسناده ضعيف، وانظره لتمام التخريج. وهو في "شعب الإيمان" برقم (1722). (¬4) في (ظ، م، ش): "يزيد" وهو تحريف. (¬5) في الكبير 19/ 395 برقم (929) من طريق أحمد بن المعلى الدمشقي، =

544 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ. مَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ، يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ. ثَلاَثٌ مَنْ كنَّ فِيهِ لَمْ يَسْكُنِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى، وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ الْجَنَّةَ: مَنْ تَكَهَّنَ، أَوِ اسْتَقْسَمَ، أَوْ رَدَّهُ مَنْ سَفَرِهِ تَطَيَّرٌ". رواه الطبراني (¬1) في الأَوْسط، وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد، وهو كذاب. ¬

_ = حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عتبة بن أبي حكيم، عمن حدثه، عن معاوية ... وهذا إسناد ضعيف، فيه جهالة. وعتبة بن أبي حكيم فصلنا القول فيه عند الحديث (1850) في مسند الموصلي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 14/ 45 برقم (37890) إلى ابن عساكر. ولتمام تخريحه والاطلاع على رواياته انظر مسند الموصلي 13/ 371 - 372 برقم (7381) فقد أطلنا في تخريجه، وانظر أيضاً "جامع بيان العلم" 1/ 20، ومشكل الآثار للطحاوي 2/ 279، 280. وموارد الظمآن برقم (82) مع التعليق عليه. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (18) - من طريق إبراهيم (بن أحمد بن عمر الوكيعي)، حدثنا إسحاق بن عمر المؤدب، حدثنا محمد بن أبي يزيد الهمداني، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عيسى، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء ... وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني وهو ضعيف، ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو متهم. وقال الطبراني: "لم يروه عن سفيان إلا محمد".

13 - (باب المجالس ثلاثة)

545 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: فَعَلَيْكُمْ بِهذَا الْقُرْآنِ، فَإنَّهُ مَأْدُبَةُ الله، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَأْدُبَةِ الله، فَلْيَفْعَلْ، فَإنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ. رواه البزار (¬1) في حديث طويل، ورجاله موثقون. 13 - (باب المجالس ثلاثة) 546 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -يَعْنِي: الْخُدْرِيّ- عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّ الْمَجَالِسَ ثَلاَثَةُ: سَالِمٌ، وَغَانِمٌ، وَشَاجِبٌ (¬2) ". ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 92 برقم (158) من طريق محمد بن حرب الواسطي، حدثنا عبيدة بن حميد حدثنا أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، موقوفاً عليه، وإسناده صحيح. وأخرجه الدارمي في الوصايا 2/ 429 باب: في فضل من يقرأ القرآن والحاكم في المستدرك 1/ 555 من طريق جعفر بن عون، وصالح بن عمر، كلاهما حدثنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بصالح بن عمر". وتعقبه الذهبي فقال: "قلت: صالح ثقة خرّج له مسلم. ولكن إبراهيم بن مسلم ضعيف". وما قاله الذهبي هو الصواب، والله أعلم. وانظر "الترغيب والترهيب" 2/ 354 حيث أورد ما قاله الحاكم، وانظر أيضاً كنز العمال 1/ 526 برقم (2356)، وسنن الدارمي 2/ 429. (¬2) في (م): "شاحب"، وأزعم أنه تصحيف.

14 - (باب في أدب العالم)

رواه أحمد، وأبو يعلى (¬1)، وله في الطبراني الكبير (¬2): "النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: سَالِمٌ، وَغَانِمٌ، وَشَاجِبٌ". وفيه (¬3) ابن لهيعة وهو ضعيف. 14 - (باب في أدب العالم) 547 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا". ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 325 برقم (1062) وإسناده ضعيف، وهناك استوفينا تخريجه. وقد خرجناه في صحيح ابن حبان برقم (585)، وفي "موارد الظمآن" 1/ 181 برقم (83) بتحقيقنا. وانظر إحياء علوم الدين 3/ 110. (¬2) ما وقعت عليه فيه، وقد قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 4/ 455 - 457: "في حديث الحسن: المجالس ثلاثة: فسالم، وغانم، وشاجب. فالسالم: الذي لم يغنم شيئاً ولم يأثم، والغانم: الذي قد غنم من الأجر، والشاجب: الآثم الهالك. يقال منه: قد شَجَبَ الرجل يَشْجُبُ، شَجْباً وشجوباً إذا عطب وهلك في دين أو دنيا ... وقد روي هذا الحديث عن غير الحسن، سمعت أبا النضر يحدثه عن شيبان، عن آدم بن علي قال: سمعت أخا بلال مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: الناس ثلاثة أثلاث: فسالم، وغانم، وشاجب. فالسالم: الساكت: والغانم: الذي يأمر بالخير وينهى عن المنكر، والشاجب: الناطق بالخنا والمعين على الظلم". (¬3) في (ش): "ففيه".

رواه أحمد (¬1)، وهو بتمامه في الأدب، وفيه (مص: 202) ليث بن أبي سليم، هو مدلس. 548 - وَعَن أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ فَتىً مِنْ قُرَيْشٍ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله ائْذَنْ لِي في الزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ وَزجْرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ، مَهْ! فَقَالَ: "ادْنُهْ" فَدَنَا مِنْهُ قَرِيباً، فَقَالَ: "أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟ ". قَالَ: لاَ، وَالله، جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ. قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأمَّهَاتِهِمْ". قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ؟ ". قَالَ: لاَ وَالله، يَا رَسُولَ الله، جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ. قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ". ¬

_ (¬1) في المسند 1/ 283، 365، والبخاري في الأدب المفرد برقم (245، 1320)، والطبراني في الكبير 11/ 33 برقم (10951، 10952)، والبزار 1/ 90 برقم (152، 153)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 125، 128 من طريق سفيان، وشعبة، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الله بن إدريس، وجرير، وعبد الله بن هارون البجلي، جميعهم عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وهو في "شعب الإيمان" برقم (8287). وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، إلا حديثاً اختلفوا في إسناده، وليث بن أبي سليم كوفي متعبد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 249 برقم (29330) إلى أحمد، وإلى البخاري في الأدب المفرد.

قَال: "أَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ". قَالَ: لاَ، وَالله، يَا رَسُولَ الله، جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ. قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ". قَالَ: "أَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ ". قَالَ: لاَ، وَالله، يَا رَسُولَ الله، جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ. قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ". قَالَ: "أَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ ". قَالَ: لاَ، وَالله، يَا رَسُولَ الله، جَعَلَنِيَ الله فِدَاكَ. قَالَ: "وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ". قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ". قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ ذلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِت إلَى شَيْءٍ ... رواه أحمد (¬1)، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في المسند 5/ 256 - 257، 257، والطبراني في الكبير 8/ 190 برقم (7679) والبيهقي في "شعب الإيمان" 5/ 362 برقم (5415) من طريق يزيد بن هارون، وأبي المغيرة، والحكم بن نافع، جميعهم حدثنا حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الصحيح. وقد تحرفت عند أحمد، والبيهقي "حريز" إلى "جرير". وأخرجه أيضاً الطبراني في الكبير 8/ 215 برقم (7759) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عائذ، حدثنا الهيثم بن حميد، =

15 - (باب أدب الطالب)

549 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إذَا تَكَلَّمَ، تَكَلَّمَ ثَلاَثاً لِكَيْ يُفْهَمَ عَنْهُ. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وإسناده حسن. 15 - (باب أدب الطالب) 550 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ، وَتَعَلَّمُوا للْعِلْمِ السَّكِيْنَةَ وَالْوَقَارَ، وَتَواضَعُوا لِمَنْ تَعَلَّمُونَ مِنه". رواه الطبراني (¬2) في (مص: 203) الأوسط، وفيه عباد بن كثير وهو متروك الحديث. ¬

_ = عن العلاء بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف شيخ الطبراني. (¬1) في الكبير 8/ 342 برقم (8095) من طريق زيد بن المهتدي المرُّوذي، حدثنا علي بن خشرم، حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسن بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني ترجمه البغدادي في "تاريخ بغداد" 8/ 448 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وحسن حديثه الهيثمي، فهو على شرط ابن حبان روى عنه جمع وما رأيت فيه جرحاً، وباقي رجاله ثقات. ويشهد له حديث أنس عند البخاري في العلم (94، 95) باب: من أعاد الحديث ثلاثاً ليفهم عنه، والترمذي في المناقب (3644) باب: كان - صلى الله عليه وسلم - يعيد الكلمة ثلاثاً. (¬2) في الأوسط - مجمع البحرين ص (18 - 19)، وابن عدي في الكامل 4/ 1642 من طريق أحمد بن محمد بن ماهان، حدثنا أبي، حدثنا =

551 - وَعَنْ جَمِيلَةَ أُمِّ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَتْ: كَانَ ثَابِتٌ إذَا أَتَى أَنَساً قَالَ: يَا جَارَيةُ هَاتِي لِي (¬1) طيباً أَمْسَحْ يَدِي، فَإنَ ابْنَ أُمِّ ¬

_ = عباد بن كثير، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد فيه عباد بن كثير وهو متروك، وكذبه الإمام أحمد. وأحمد بن محمد بن ماهان وأبوه مجهولان. وأخرجه ابن عدي أيضاً في الكامل 4/ 1643 من طرق: حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عباد بن كثير، حدثني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة ... وعباد بن كثير متروك كما قدمنا، متهم بالكذب. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 141 برقم (28717) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى ابن عدي. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 114 بصيغة التمريض. وقال: "رواه الطبراني في الأوسط". وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 125 وإسناده فيه متهم وأكثر من ضعيف. وعن عمر عند أبي نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 342 من طريق محمد بن المظفر، حدثنا أيوب بن يوسف بن أيوب، حدثنا حبوش بن رزق الله، حدثنا عبد المنعم بن بشير، عن مالك وعبد الرحمن بن زيد، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وفيه عبد المنعم بن بشير جرحه ابن معين واتهمه غيره، وحبوش بن رزق الله ما وجدت له ترجمة، والله أعلم. وقال أبو نعيم: "غريب من حديث مالك، عن زيد. لم نكتبه إلا من حديث حبوش، عن عبد المنعم". (¬1) في (ظ، م، ش): "لنا".

16 - (باب وصية أهل العلم)

ثَابِتٍ لاَ يَرْضَى حَتَّى يُقَبِّلَ يَدِي. رواه أبو يعلى (¬1)، وجميلة هذه لم أر من ترجمها. 16 - (باب وصية أهل العلم) 552 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الخْطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ أَخِي مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا رَبِّ أَرِنِيَ الَّذِي كنْتَ أَرَيْتَنِي في السَّفِينَةِ. فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ: يَا مُوَسَى إنَّكَ سَتَرَاهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ إلاَّ يَسِيراً حَتَّى أَتَاهُ الْخَضِرُ في طِيبِ رِيحٍ، وَحُسْنِ ثِيابِ الْبَيَاضِ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، إنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَرَحْمَةَ الله. فَقَالَ مُوسَى: هُوَ السَّلاَمُ، وَمِنْهُ السَّلاَمُ، ْ وَإلَيْهِ السَّلاَمُ، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِيَ لاَ أُحْصِي نِعَمَهُ، وَلاَ أَقْدِرُ عَلى شُكْرِهِ إلاَّ بِمَعُونَتِهِ. ثُمَّ (¬2) قَالَ مُوسَى: إنِّي أُرِيدُ أَنْ تُوصِيَنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي الله بِهَا بَعْدَكَ. قَالَ الْخَضِرُ: يَا طَالِبَ الْعِلْم إنَّ الْقَائِلَ أَقَلُّ مَلاَلَةً مِنَ الْمُسْتَمِعِ فَلاَ تُمِلَّ (¬3) جُلَسَاءَكَ إذَا حَدَّثْتَهُمْ. وَاعْلَمْ أَنَّ قَلْبَكَ وِعِاءٌ، فَانْظُرْ ¬

_ (¬1) في المسند 6/ 212 برقم (3493)، وإسناده ضعيف. ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي. (¬2) سقطت "ثم" من (ظ، م، ش). (¬3) أَمَلَّهُ -وأَمَلَّ عليه-: أبرمه وأكثر عليه في الطلب حتى يشق عليه.

مَاذَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ وَاعْرِفِ الدُّنْيَا وَانْبِذْهَا وَرَاءَكَ، فَإنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ بِدَارٍ، وَلاَ لَكَ فِيهَا مَحَلُّ قَرَارٍ، وإنَّهَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا لِلْمَعَادِ. وَيَا مُوسَى وَطِّنْ نَفْسَكَ علَى الصَّبْرِ، تَلْقَ الْحِلْمَ، وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ التَّقْوَى، تَنَلِ الْعِلْمِ، وَرَضِّ نَفْسَكَ عَلَى الصَّبْرِ، تَخْلُصْ مِنَ الإثْمِ (مص: 204). يَا مُوسَى تَفَرَّغْ لِلْعِلْمِ إنْ كنْتَ تُرِيدُهُ، فإنَّمَا الْعِلْمُ لِمَنْ تَفَرَّغَ لَهُ. وَلاَ تَكُونَنَّ مِكْثَاراً بِالْمَنْطِقِ مِهْذَاراً، فإن كثْرَةَ الْمَنْطِقِ تَشِينُ الْعُلَمَاءَ، وَتُبْدِي مَسَاوِئَ السُّخَفَاءِ، وَلكِنْ عَلَيْكَ بِذِي اقْتِصَادٍ فإنَّ ذلِكَ مِنَ التَوْفِيقِ وَالسَّدَادِ. وَأَعْرِضْ عَنِ الْجُهَّالِ، وَاحْلُمْ عَنِ السُّفَهَاءِ، فَإنَّ لِكَ فَضْلُ الْحُكَمَاءِ، وَزَيْنُ الْعُلَمَاءَ. وَإذَا شَتَمَكَ الْجَاهِلُ، فَاسْكُتْ عَنْهُ سِلْماً، وَجَانِبْهُ حَزْماً، فَإنَّ مَا لَقِيَ (¬1) مِنْ جَهْلِهِ عَلَيْكَ وَشتْمِهِ إيَّاكَ، أَعْظَمُ وَأَكْثَرُ. يَا ابْنَ عِمْرَانَ، لاَ تَفْتَحَنَّ بَاباً لاَ تَدْرِي مَا غَلْقُهُ، وَلاَ تَغْلِقَنَّ بَاباً لاَ تَدْرِي مَا فَتْحُهُ (ظ: 21) يَا ابْنَ عِمْرَانَ مَنْ لاَ تَنْتَهِي مِنَ الدُّنْيَا نَهْمَتُهُ وَلاَ تَنْقَضِي فِيهَا رَغْبَتُهُ، كَيْفَ يَكُونُ عَابِداً؟. مَنْ يَحْقِرُ حَالَهُ وَيَتَّهِمُ الله بِمَا قَضَى لَهُ، كَيْفَ يَكُونُ زَاهِداً؟. هَلْ يَكُفُّ عَنِ الشَهَوَاتِ مَنْ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ هَوَاهُ، وَيَنْفَعُهُ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْجَهْلُ قَدْ حَوَّلَهُ، لأَنَّ سَفَرَهُ إلَى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ. ¬

_ (¬1) في (مص، ش): "بقي".

يَا مُوسَى، تَعَلَّمْ مَا تَعَلَّمُ (¬1) لِتَعْمَلَ بِهِ، وَلاَ تَعَلَّمْهُ لِتُحَدِّث بِهِ، فَيَكُونَ عَلَيْكَ بَوْرُهُ (¬2)، وَيَكُونُ لِغَيْرِكَ نُورُهُ. يَا ابْنَ عِمْرَانَ اجْعَلْ الزُّهْدَ وَالتَّقْوَى لِبَاسَكَ، وَالْعِلْمَ وَالذِّكْرَ كَلاَمَكَ، وَأَكْثِرْ مِنَ الْحَسَنَاتِ، فَإنَّكَ مُصِيبٌ السَّيِّئَاتِ وَزَعْزعْ بِالْخَوْفِ قَلْبَكَ، فَإنَّ ذلِكَ يُرْضِي رَبَّكَ، وَاعْمَلْ خَيْراً، فَإنَّكَ لاَ بُدَّ عَامِلٌ سِوَاهُ (¬3) قَدْ وَعَظْتُ إنْ حَفِظْتَ. فَتَوَلَّى الْخَضِرُ، وَبَقِيَ مُوسَى حَزِيناً مَكْرُوباً". رواه الطبراني (¬4) في الأوسط، وفيه زكريا بن يحيى ¬

_ (¬1) في (ش): "تعلمت". (¬2) قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 1/ 316 - 317: "الباء، والواو، والراء أصلان: أحدهما هلاك الشيء وما يشبهه من تعطله وخلوه. والآخر: ابتلاء الشيء وامتحانه. فأما الأول: فقال الخليل: البوار: الهلاك. تقول: باروا وهم بور، أي: ضالون، هلكى. وأبارهم فلان. وقد يقال للواحد، والجميع، والنساء، والذكور: بور، قال تعالى {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} ... والأصل الثاني التجربة والاختبار، تقول: بُرْتُ فلاناً وبُرْتُ ما عنده: جربته ... ". (¬3) في (ش): "ووسواه". وهو خطأ ناسخ. (¬4) في الأوسط -مجمع البحرين ص (500) - من طريق محمد بن المعافى، حدثنا زكريا بن يحيى الوقار قال: قرئ على عبد الله بن وهب وأنا أسمع: قال الثوري: قال مجاهد: قال أبو الوداك، قال أبو سعيد: قال عمر بن الخطاب ... وهذا إسناد فيه زكريا بن يحيى الوقار قال ابن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = عدي في الكامل 3/ 1071: "مصري، يضع الحديث، ويوصلها، وأخبرني بعض أصحابنا عن صالح جزرة أنه قال: حدثنا أبو يحيى الوقار، وهو من الكذابين الكبار". ثم أورد له ثمانية أحاديث، ثم قال: "سمعت مشايخ أهل مصر يثنون عليه في باب العبادة والاجتهاد والفضل، وله حديث كثير، بعضها مستقيمة، وبعضها ما ذكرت، وغير ما ذكرت موضوعات، وكان يتهم الوقار بوضعها لأنه يروي عن قوم ثقات أحاديث موضوعات. والصالحون قد وسموا بهذا الوسم: أن يرووا في فضائل الأعمال موضوعة بواطيل، وبينهم جماعة منهم تضعها". وقال ابن حبان في الثقات 8/ 253 - 254: "يخطئ ويخالف، أخطأ في حديث موسى حيث قال: عن مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد، عن عمر. إنما هو: الثوري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال أخي موسى: يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة ... ". وقال العقيلي في الضعفاء 2/ 87: "حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى قال: حدثنا أبو يحيى الوقار -تحرفت فيه إلى: الوقاد- قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا سفيان الثوري: قال مجالد، قال أبو الوداك، قال أبو سعيد الخدري قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: التقى آدم وموسى عليه السلام ... فذكر الحديث. قال أبو يحيى: ونظرت إليه في أصل ابن وهب: قال سفيان الثوري: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: التقى آدم وموسى ... وقال أبو جعفر: وهذا الحديث يروى بأسانيد جياد من غير هذا الوجه". نقول: الأشبه أن العقيلي وهم في ذكر الحديث، وأن المراد هو ما =

17 - (باب في قوله: علموا ويسروا)

الوقار (¬1)، قال ابن عدي: كان يضع الحديث (مص: 205). 17 - (باب في قوله: عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا) 553 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَإذَا غَضِبْتَ، فَاسْكُتْ (¬2)، وَإذَا غَضِبْتَ، فَاسْكُتْ، وَإذَا غَضِبْتَ، فَاسْكُتْ" (¬3). رواه أحمد، والبزار، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. ¬

_ = أورده الحافظ ابن حبان، والله أعلم. وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1072 من طريق الحسن بن سفيان، ومحمد بن هارون بن حسان، وأحمد بن منيع قالوا: حدثنا أبو يحيى الوقار، بالإسناد السابق -إسناد الطبراني- ثم قال: أخبرناه محمد بن نصر الخواص، أخبرنا الحارث بن مسكين وأبو الطاهر قالا: حدثنا ابن وهب، عن الثوري، عن مجالد، الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر هذه القصة". وهذا دليل آخر على ما ذهبنا إليه، والله أعلم. وانظر ميزان الاعتدال 2/ 77 - 78، ولسان الميزان 2/ 485 - 488، والباعث الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ص (120)، والجرح والتعديل 3/ 601، وتنزيه الشريعة المرفوعة 1/ 61. وكنز العمال 16/ 143 - 145 برقم (44176). (¬1) الوقار -بفتح الواو، والقاف المخففة بعدها ألف- اشتهر بهذه الصفة أبو يحيى زكريا بن يحيى بن إبراهيم الوقار مولى قريش، إنما قيل له ذلك لسكونه وثباته. قاله ابن الأثير في اللباب 3/ 370. (¬2) هنا ينتهي الحديث في (م، ش). (¬3) تقدم برقم (547)، وإسناده ضعيف.

18 - (باب في طالب العلم وإظهار البشر له)

18 - (باب في طالب العلم وإظهار الْبِشْرِ له) 554 - عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: كَاْنَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لاَ يُحَدِّثُ حَديثاً إلاَّ تَبَسَّمَ فِيه. فَقُلْتُ لَهُ: إنِّي أَخْشَى أَنْ يُحَمِّقَكَ النَّاسُ، فَقَالَ: (¬1): كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لاَ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إلاَّ تَبَسَّمَ لَهُ (¬2). رواه أحمد (¬3)، والطبراني في الكبير، وفيه حبيب بن ¬

_ (¬1) في (ش): "يقال" وهو تحريف. (¬2) ليست في (ش). (¬3) في المسند 5/ 198 من طريق زكريا بن عدي، أنبأنا بقية، عن حبيب بن عمر الأنصاري. عن شيخ يكنى أبا عبد الصمد قال: سمعت أم الدرداء تقول: كان أبو الدرداء ... وهذا إسناد ضعيف، بقية بن الوليد مدلس، وقد عنعن. وأبو عبد الصمد ترجمه البخاري في الكبير 9/ 53 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 406. ونقل الحسيني في الإكمال (111/ 2) عن أبي حاتم أنه قال: "مجهول". وتبعه على ذلك أبو زرعة العراقي، والحافظ ابن حجر، وما وقعت على قول أبي حاتم هذا، والله أعلم. وما رأيت فيه جرحاً، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 668. وحبيب بن عمر الأنصاري ترجمه البخاري 2/ 322 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 105: "وهو ضعيف الحديث، مجهول، لم يرو عنه غير بقية". وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 183. وقد جعل الحافظ ابن حجر عمر هذا، وعمر بن أبي العالية واحداً، وقد فرق بينهما البخاري، وابن أبي حاتم. وابن حبان. =

عمر (¬1)، قال الدارقطني: مجهول. 555 - وَعَنْ صَفْوانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِيَ الْمَسْجِدِ مُتَّكِئٌ عَلَى بُرْدٍ (¬2) أَحْمَرَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ الله، إنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَقَالَ: "مَرْحَباً بِطَالِبِ الْعِلْمِ، إنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ مَحَبَّتِهِمْ لِمَا يَطْلُبُ". قلت: له حديث عند أبي داود (¬3) وغيره، غَيْرُ هذا. رواه الطبراني (¬4) في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = وأخرجه الدولابي في الكنى 2/ 72 من طريق القاسم بن يونس الحمصي قال: حدثنا عصام بن خالد، قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن حبيب بن عمر الأنصاري، بالإسناد السابق. وهو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. (¬1) في أصولنا جميعها "عمرو" وهو تحريف. (¬2) في (ش) زيادة "له". (¬3) في (ش): "الدرداء" وهو خطأ. (¬4) في الكبير 8/ 63 - 64 برقم (7347)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 82، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 32 من طريق الصعق بن حزن، حدثنا علي بن الحكم البناني، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال ... وقد أقحم في إسناد الطبراني "عبد الله بن مسعود" بن "زر" وبين "صفوان". وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الصحيح. وقد نسب هذه الرواية: المتقي الهندي في الكنز 10/ 160 برقم =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = (28827) إلى الطبراني، وإلى البغوي. وأخرجه بروايات: عبد الرزاق 1/ 205 - 206 برقم (795) -ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه أحمد 4/ 239 - 240، وابن ماجه في المقدمة (226) باب: فضل العلماء والحث على طلب العلم، والطبراني في الكبير 8/ 66 برقم (7352)، وابن خزيمة في صحيحه 1/ 97 برقم (193)، وابن حبان برقم (85) بتحقيقنا، والدارقطني 1/ 197 برقم (15)، والبيهقي في الطهارة 1/ 282 باب: رخصة المسح لمن لبس الخفين على الطهارة- من طريق معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، به. وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود. وأخرجه عبد الرزاق أيضاً برقم (795)، والحمدي برقم (881)، وأحمد 4/ 240 من طريق سفيان بن عيينة. وأخرجه النسائي في الطهارة 1/ 98 باب: الوضوء من الغائط، من طريق شعبة. وأخرجه أحمد 4/ 239، 240، والطبراني في الكبير برقم (7359)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 82، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 32 من طريق حماد بن سلمة. وأخرجه أحمد 4/ 241، والطبراني في الكبير برقم (7360)، والطحاوي 1/ 82 من طريق حماد بن زيد. وأخرجه الطبراني برقم (7365، 7366، 7367، 7368، 7371، 7373، 7379، 7382، 7388) من طريق أبي عوانة، ومسعر بن كدام، ويزيد بن أبي زياد، ومبارك بن فضالة، وخالد بن كثير الهمداني، وصالح بن صالح، وأبي جناب الكلبي، وزياد بن الربيع اليحمري. =

19 - (باب البكور في طلب العلم)

556 - وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 206) قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ: "إنَّ الله أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكَ وَلاَ أَجْفُوَكَ، وَأَنْ أُدْنِيَكَ وَلاَ أُقْصِيَكَ، فَحَق عَلَيَّ أَنْ أُعَلِّمَكَ، وَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَعِيَ". رواه البزار (¬1)، وفيه محمد بن عبيد (¬2) الله بن أبي رافع، وهو منكر الحديث، وعباد بن يعقوب رافضي. 19 - (باب البكور في طلب العلم) 557 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اغْدُوا في طَلَبِ الْعِلْمِ، فَإنِّي سأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُبَارِكَ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا، وَيَجْعَلَ ذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيسَ". ¬

_ = جميعهم عن عاصم بن أبي النجود، بالإسناد السابق. وصححه الحاكم 1/ 100 ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني برقم (7395) من طريق ... يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، "عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زر بن حبيش، به. وانظر نصب الراية 1/ 164. (¬1) في كشف الأستار 1/ 91 برقم (155) من طريق عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن عبد الرحمن بن جابر، قال محمد: وحدثني أبي، وعبد الله يعني: عمه، وعبيد الله عن أبيهما، عن أبي رافع ... وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عُبيد الله بن أبي رافع. (¬2) في (ظ، م) "عبد" مكبرًا وهو خطأ.

20 - (باب الجلوس عند العالم)

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه أيوب بن سويد، وهو يسرق الحديث. 20 - (باب الجلوس عند العالم) 558 - عَنْ قُرَّةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إذَا جَلَسَ، جَلَسَ إلَيْهِ أَصْحَابُهُ حِلَقاً حِلَقًا. رواه البزار (¬2)، وفيه سعيد بن سلام، كذبه أحمد. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (18) - من طريق محمد بن الفضل السقطي - (انظر الأنساب 7/ 91) - حدثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري، حدثنا محمد بن أيوب بن سويد، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عائشة ... وهذا إسناد فيه أيوب بن سويد الرملي وهو ضعيف، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (297) في "موارد الظمآن". وفيه ابنه محمد بن أيوب الرملي، متهم، ومحمد بن المغيرة الشهرزوري، قال ابن عدي في الكامل 6/ 2286: "يسرق الحديث، وهو عندي ممن يضع الحديث". وباقي رجاله ثقات، محمد بن الفضل هو ابن جابر بن شاذان ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 153 وقال: "وكان ثقة. وذكره الدارقطني فقال: صدوق". وقال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا أيوب، تفرد به ابنه". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 250 برقم (29341) إلى الطبراني في الأوسط. (¬2) في كشف الأستار 1/ 92 برقم (157) من طريق محمد بن صالح بن =

21 - (باب فيمن يخرج في طلب العلم والخير (مص: 207))

559 - وَعَنْ يَزِيدَ الرَّقاشِيّ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ مَمَّا يَقُولُ لَنَا إذَا حَدَّثَنَا هذَا الْحَدِيثَ: إنَّهُ وَالله مَا هُوَ بِالَّذِي تَصْنَعُ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ - يَعْنِي: يَقْعُدُ أَحَدُكُمْ فَيَجْتَمِعُونَ حَوْلَهُ فَيَخْطُبُ، إنَّمَا كَانُوا إذَا صَلُّوا الْغَدَاةَ، قَعَدُوا حِلَقَاً حِلَقَاً يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيتَعَلَّمُونَ الْفَرَائِضَ وَالسُّنَنَ (¬1). ويزيد الرقاشي ضعيف. 21 - (باب فيمن يخرج في طلب العلم والخير (مص: 207)) 560 - عَنْ قَبيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لِي: "يَا قَبيصَةُ مَا جَاءَ بِكَ؟ ". قُلْتُ: كَبِرَتْ سِنِّي وَرَقَّ عَظْمِي فَأَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مَا يَنْفَعُنِيَ الله بِهِ. ¬

_ = العوام، حدثنا سعيد بن سلام، عن خالد بن ميسرة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قرة ... وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن سلام هو العطار كذبه ابن نمير وغيره، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 32: "سعيد بن سلام منكر الحديث جدًا". وقال البخاري في الكبير 3/ 482: "منكر الحديث". وانظر ميزان الاعتدال 2/ 141، وتاريخ بغداد 9/ 80 - 81، ولسان الميزان 3/ 31 - 32. وشيخ الطبراني ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 361 - 362 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وباقي رجاله ثقات. (¬1) أخرجه أبو يعلى في المسند 7/ 129 برقم (4088)، وإسناده ضعيف، وهناك استوفينا تخريجه.

قَالَ: "يَا قَبِيصةُ، مَا مَرَرْتَ بِحَجَرٍ وَلاَ شَجَرٍ وَلاَ مَدَرٍ إلاَّ اسْتَغْفرَ لكَ. يَا قَبِيصَةُ إذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُل (¬1) ثَلاَثاً: سُبْحَانَ الله الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، تُعَافَ (¬2) مِن الْعَمَى وَالْجُذَامِ وَالْفَالِجِ. يَا قَبِيصَةُ، قُل: اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِمَّا عِنْدَكَ وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ". رواه أحمد (¬3)، وفيه رجل لم يسم. ¬

_ (¬1) في (ش): "فقال". (¬2) في (ش): "تعفى". (¬3) في المسند 5/ 60 من طريق يزيد بن هارون، عن الحسن، عن أبي كريمة، حدثني رجل من أهل البصرة، عن قبيصة بن المخارق ... وهذا إسناد فيه جهالة، والحسن هو البصري وقد عنعن، ويزيد بن هارون لم يسمع من الحسن البصري. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 104 برقم (3) ثم قال: "رواه أحمد، وفي إسناده راوٍ لم يُسَمَّ". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 11/ 743 برقم (33630) إلى أحمد. وانظر "تعجيل المنفعة" ص (516). وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (132) من حديث ابن عباس، من طريق محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا رزق الله بن سلام المرُّوذي، حدثنا محمد بن خالد الحبطي، حدثنا عبد الله بن العلاء البصري، عن نافع بن عبد الله السلمي، عن عطاء، عن ابن عباس قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل شيخ يقال له قبيصة ... وهذا إسناد ضعيف. ولكن نصه أطول وأوضح من السابق. وانظر كنز العمال 2/ 145.

561 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إلاَّ بِبَابِهِ رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شيْطَانٍ، فَإنْ خرَجَ لِمَا يُحِبُّ الله، اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بَرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إلَى بَيْتِهِ. وَإنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إلَى بَيْتِهِ". رواه أحمد (¬1)، والطبراني في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وثقه مالك، وضعفه أحمد، ويحيى في رواية. 562 - وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا انْتَعلَ عَبْدٌ قَطُّ، وَلاَ تَخَفَّفَ، وَلاَ لَبِسَ ثَوباً في طَلَبَ عِلْمٍ، إلاَّ غَفَرَ الله لَهُ ذُنُوبَهُ حَيْثُ يَخْطُو عَتَبَةَ بَابِهِ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه إسماعيل بن يحيى ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 323، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (19) - من طريق أبي عامر العقدي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد حسن من أجل عثمان بن محمد الأخنسي، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (4438) في مسند الموصلي. وليس في إسناده عبد الرحمن بن أبي الزناد كما قال الهيثمي رحمه الله، وعبد الرحمن هذا فصلنا القول فيه عند الحديث (2352) في "موارد الظمآن" وبينا أنه حسن الحديث، وقد حسن الحافظ حديثه في "فتح الباري" 10/ 368. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (19) - من طريق محمد بن عبد الله =

التيمي، وهو كذاب. 563 - وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتهِ يَطْلُبُ عِلْماً، إلاَّ سَهَّلَ الله لَهُ طَريقًا إلَى الْجَنَّةِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه هاشم بن عيسى، وهو مجهول، وحديثه منكر (مص: 208). ¬

_ = الحضرمي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سَلاَّم، حدثنا إسماعيل بن يحيى التيمي، حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عن علي ... وهذا إسناد فيه إسماعيل بن يحيى التيمي، وقد اتهم، وباقي رجاله ثقات، عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 283: "شيخ". وقال النسائي: "ثقة". وقال مرة: "لا بأس به". وقال الدارقطني: "طرسوسي، ثقة". وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 383 وقال: "ربما خالف". وقال الطبراني: "لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 105 بعد أن ذكر هذا الحديث بصيغة التمريض: "رواه الطبراني في الأوسط". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 264 برقم (29392) إلى ابن عساكر وقال: وإسماعيل متروك، متهم. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (19) - من طريق محمد بن الحسين الأنماطي، حدثنا مسلم بن قادم، حدثنا هاشم بن عيسى اليزني، عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن عائشة ... وهذا إسناد ضعيف هاشم بن عيسى قال العقيلي في الضعفاء 4/ 343: "منكر الحديث، وهو وأبوه مجهولان بالنقل". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" =

22 - (باب المشي في الطاعة)

22 - (باب المشي في الطاعة) 564 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَمَرَّتْ جَنَازَةٌ، فَقَامَ، فَقُمْنَا، ثُمَّ صَلَّيْنَا، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - خلَعْتَ نَعْلَيْكَ حِينَ يَلْبَسُ النَّاسُ نِعَالَهُمْ؟! فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ مَشَى حَافِياً في طَاعَةِ الله، لَمْ يَسْأَلْهُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ الْقَيَامَةِ عَمَّا افْتَرَضَ عَلَيْهِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وقال: تفرد به محمد بن عبد الله بن معاوية الحذاء. ¬

_ = 4/ 289: "لا يعرف"، ثم نقل ما قاله العقيلي. وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 184. ومسلم بن قادم ما عرفته، وباقي رجاله ثقات. محمد بن الحسين هو ابن عبد الرحمن أبو العباس الأنماطي، ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 227 - 228 وقال: "وكان ثقة". وقد نقل عنه الناس لثقته وصلاحه. وقال الطبراني: "تفرد به مسلم بن قادم". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 157 برقم (28810) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (19) - من طريق محمد بن حنيفة الواسطي، حدثنا محمد بن عبد الله بن معاوية الحذاء، حدثنا عبد =

قلت: محمد هذا، وشيخه عبد الله بن إبراهيم، لم أر من ذكرهما. 565 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا تَسَارَعْتُمْ (¬1) إلَى الْخَيْرِ فَامْشُوا حُفَاةً، فَإن الله يُضَاعِفُ أَجْرَهُ عَلَى الْمُنْتَعِلَ" (¬2). رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، وفيه سليمان بن عيسى ¬

_ = الله بن إبراهيم، حدثنا ابن المبارك، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، شيخ الطبراني ضعيف، وعبد الله بن إبراهيم ما عرفته، وابن جريج قد عنعن وهو موصوف بالتدليس، وباقي رجاله ثقات، محمد بن عبد الله الحذاء ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 413 - 414 وقال: "وكان ثقة". وقال السمعاني في الأنساب 4/ 87 - 88: "وكان ثقة صدوقاً". وانظر اللآلئ المصنوعة 1/ 194 - 195 فقد أورده السيوطي من طريق الطبراني، وقال ما قاله الهيثمي، و"تنزيه الشريعة المرفوعة" 1/ 251، والموضوعات 1/ 216 - 217، والحديث التالي. وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن الحذاء". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 793 برقم (43143) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في (ظ، م، ش): "سارعتم". وتسارع، وسارع، وتسرع: بادر، أقبل بسرعة. (¬2) في (ظ، م): "المتنعل". وَانْتَعَلَ، وَتَنَعَّلَ: لبس النعل. (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (19) - من طريق علي بن الحسن بن =

23 - (باب الرحلة في طلب العلم)

العطار، كذاب. 23 - (باب الرحلة في طلب العلم) 566 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ حَدِيثٌ سَمِعَهُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاشْتَرَيْتُ بَعيراً ثُمَّ شَدَدْتُ رَحْلِي فَسِرتُ إلَيْهِ شَهْراً (¬1) حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَإذَا عَبْدُ الله بْنُ أُنَيْسٍ، فَقُلْتُ (مص: 209) لِلْبَوَّابِ: قُلْ لَهُ: جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ: ابْنُ عَبْدِ الله؟. ¬

_ = سهل البلخي، حدثنا يوسف بن عبد الله العطار البلخي، حدثنا سليمان بن عيسى السجزي، حدثنا سفيان الثوري، عن كثير، عن طاووس، عن ابن عباس ... وهذا إسناد فيه سليمان بن عيسى السجزي، قال أبو حاتم، والسعدي، والجوزجاني: "كذاب". وقال ابن عدي في الكامل 3/ 1138: "ليس له حديث صالح، وأحاديثه كلها أو عامتها موضوعة، وهو في الدرجة الذي يضع الحديث". كذا قال. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 378، وابن الجوزي في الموضوعات 1/ 217، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 194 من طريق الطبراني السابقة. وقال الطبراني: "تفرد به يوسف". وانظر الموضوعات 1/ 216 - 217، واللآلئ المصنوعة 1/ 194 - 195، وتنزيه الشريعة 1/ 251، وتعليقنا على الحديث السابق. (¬1) سقطت من (ظ، م، ش).

قُلْتُ: نَعَمْ. فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْتُهُ (¬1)، فَقُلْتُ: حَدِيثٌ (¬2) بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في الْقِصَاصِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "يَحْشُرُ الله النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ -أَوْ قَالَ: الْعِبَادَ- عُرَاةً غُرْلاً، بُهْماً". قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْماً؟، قَالَ: "لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الدَّيَّان، أنَا الْمَلِكُ، لاَ يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِن أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ (¬3) مِنْهُ، وَلاَ يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلأحِدٍ مِن أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةَ". قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ هذَا، وإنَّمَا نَأْتِي عُرَاةً غُرْلاً (¬4) بُهْماً؟. قَالَ: "الْحَسَنَاتُ وَالسَّيئَاتُ". رواه أحمد (¬5)، والطبراني في الكبير، وعبد الله بن محمد ضعيف. ¬

_ (¬1) في (م، ش) "فاعتنقته". (¬2) في (ش): "حديثاً". (¬3) يقال: أقصه الحاكم، يُقصه، إذا مكنه من أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله: من قتل، أو قطع، أو ضرب، أو جرح. والقصاصُ: الاسمُ. (¬4) الغُرلُ: جمع الأغرل، وهو الأقلف، الغرلة: القلفة، وهي الجلدة التي يقطعها المطهر عند الختان. (¬5) في المسند 3/ 495، والحاكم 2/ 437 - 438 من طريق يزيد بن =

567 - وَعَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّ عُقْبَةَ (¬1) بْنَ عَامِرٍ أَتَى مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ -وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَوَّابِ شَيْءٌ- فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: إنِّي لَمْ آتِكَ زَائِراً، جِئْتُكَ لِحَاجَةٍ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ عَلِمَ مِنْ أَخِيهِ سَيئَةً، فَسَتَرَهَا، سَتَرَ الله عَلَيْهِ (¬2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لِهذَا جِئْتُ. رواه الطبراني (¬3) في الكبير هكذا، وفي الأوسط عن محمد بن ¬

_ = هارون قال: أنبأنا همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أنه سمع جابر بن عبد الله ... وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. نقول: أما حسن، فنعم، وأما صحيح فإن القاسم وشيخه عبد الله لا يرقى حديثهما إلى مرتبة الصحيح، والله أعلم. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 178: "روى عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر ... ". وذكر هذا الحديث. وقال ابن حجر في "الإصابة" 6/ 16: "وحديث جابر عند أحمد وغيره، من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل ... ". وذكر هذا الحديث. والحديث في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وانظر كنز العمال 14/ 364 - 365 برقم (38953). (¬1) تحرفت في (ش) إلى مكحول بن عقبة. (¬2) في (ش): "فسيرها سَيَّر الله عليه". (¬3) في الكبير 19/ 439 - 440 برقم (1067) من طريق عبد الله بن =

سيرين قال: خرج عقبة بن عامر، فذكره مختصراً ورجال الكبير (¬1) رجال الصحيح. 568 - وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُنِيبِ (¬2)، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: بَلَغَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ رَجُلٍ مِن أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (مص: 210) أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ سَتَر أَخَاهُ ¬

_ = أحمد بن حنبل، حدثني أبي، عن عباد بن عباد الهلبي، عن ابن عون، عن مكحول: أن عقبة بن عامر أتى مسلمة بن مخلد ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مكحول لم يسمع من عقبة بن عامر، والله أعلم. وأخرجه أحمد 4/ 104 من طريق عباد بن عباد وابن أبي عدي، عن ابن عون، بالإسناد السابق. ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في مسند الشاميين برقم (3506). وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 239: "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (22) - من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف، حدثنا هلال بن حِقّ، عن ابن عون وهشام أبي حسان، عن محمد بن سيرين قال: خرج عقبة بن عامر إلى مسلمة بن مخلد وهو على مصر ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير أننا ما عرفنا رواية لحمد بن سيرين، عن عقبة فيما نعلم، والله أعلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 252 برقم (6392)، وانظر أيضاً كنز العمال 3/ 252. (¬1) في (ش): "ورجاله رجال الصحيح" ولم يذكر الكبير. (¬2) في (ش): "منبت" وهو تصحيف.

الْمُسْلِمَ في الدُّنْيَا، سَتَرَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ". وَرَحَلَ إلَيْهِ. وَهُوَ بِمِصْرَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ سَتَر أَخَاهُ الْمُسْلِمَ في الدُّنْيَا، سَتَرَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قَالَ: فَقَالَ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه أحمد (¬1)، ومنيب هذا إن كان ابْنَ عبد الله، فقد وثقه ابن حبان، وإن كان غيره، فإني لم أر من ذكره. 569 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَرَكِبَ أَبُو أَيُّوبٍ إلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ¬

_ (¬1) في المسند 4/ 62، و5/ 375 من طريق مؤمل بن إسماعيل أبي عبد الرحمن قال: حدثنا حماد قال: حدثنا عبد الله بن عمير، عن منيب -في الرواية الأولى: مسبب. وفي الرواية الثانية: هبيب- عن عمه قال: ... وهذا إسناد ضعيف. مؤمل بن إسماعيل ضعيف، ومنيب قال الحسيني في الإكمال (91/ 2): "منيب، عن عمه، وعنه عبد الملك بن عمير، لا يعرف". وتابعه على ذلك أبو زرعة العراقي في ذيل الكاشف ص (287)، وابن حجر في "تعجيل المنفعة". ص (412 - 413). ولكن ابن عساكر قال في "ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند" ص (154): "مسبب، عن عمه، عن رجل". وما وقعت له على ترجمة، والله أعلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 250 برقم (6382)، و15/ 774 برقم (43044) إلى أحمد. =

إلَى مِصْرَ، قَالَ: إنِّي سَائِلُكَ (¬1) عَنْ أَمْرٍ لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ حَضَرَهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ أَنَا وَأَنْتَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ في سَتْرِ الْمُسْلِمِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ سَتَر مُؤْمِناً في الدُّنْيَا عَلَى عَوْرَةٍ (¬2)، سَتَرَهُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ". فَرَجَعَ إلَى الْمَدِينَةِ فَمَا حَلَّ رَحْلَهُ حَتَّى تَحَدَّثَ بِهذَا (¬3) الْحَدِيثِ. رواه أحمد (¬4) هكذا منقطع الإسناد. 570 - وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا عَلَى مِصْرَ إذْ أَتَى البَوَّابُ فَقَالَ: إنَّ أَعْرَابِياً عَلَى الْبَابِ عَلَى بَعيرٍ يَسْتَأْذِنُ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله الأنْصَارِيّ. قَالَ: فَأَشْرَفْتُ عَلَيْهِ، فَقَلْتُ: أَنْزِلُ إلَيْكَ أَوْ تَصْعَدُ؟. فَقَالَ: لاَ تَنْزِلُ وَلاَ أَصْعَدُ، حَدِيث بَلَغَنِي أَنَّكَ تَرْوِيهِ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في سَتْرِ الْمُؤْمِنِ جِئْتُ أَسْمَعُهُ. ¬

_ (¬1) في (ظ): "إني أسألك". (¬2) قوله: "على عورة" ساقط من (ش). (¬3) في (ش): "هذا". (¬4) في المسند 4/ 159 من طريق محمد بن بكر قال: قال ابن جريج: وركب أبو أيوب ... وهذا إسناد منقطع. وأخرجه البغدادي في "تاريخ بغداد" 13/ 155 - 156 من طريقين: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، أخبرنا محمد بن بكي =

قُلْتُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللِّه - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ سَتَرَ عَلَى مُؤْمِنٍ عَوْرَةً، فَكَأَنَّمَا أَحْيَا مَوْؤُدَوةً". فَضَرَبَ بَعِيرَهُ رَاجِعًا. رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ...... ¬

_ = البرساني، عن ابن جريج، عن ابن المنكدر، عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة. ومن فك عن مكروب، فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته". وهذا إسناد منقطع أيضاً ابن المنكدر لم يسمع من أبي أيوب، وفيه عنعنة ابن جريج أيضاً. وأخرجه أحمد 4/ 153 من طريق سفيان، عن ابن جريج قال: سمعت أبا سعيد -ويقال: أبا سعد- يحدث عطاء قال: رحل أبو أيوب إلى عقبة بن عامر ... مختصرًا. وأبو سعد الأعمى ما رأيت فيه جرحاً ولا توثيقاً، فهو على شرط ابن حبان. وأخرجه الحميدي 1/ 189 برقم (384) - ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث". برقم (34) - من طريق سفيان، بالإسناد السابق. وانظر تعجيل المنفعة ص (488). (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (22) -من طريق موسى بن هارون، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عُبَيْد الله بن محمد- يعني: ابن عائشة، حدثنا يحيى بن أبي الحجاج، عن أبي سنان، عن رجاء بن حيوة ... وهذا إسناد ضعيف: عيسى بن سنان أو سنان بينا ضعفه عند الحديث (712) في موارد الظمآن، ويحيى بن أبي الحجاج لين الحديث أيضاً، وقد بسطنا القول فيه عند الحديث (2198) في "موارد =

وفيه أبو سنان القسملي (¬1) وثقه (مص: 211) ابن حبان، وابن خراش في رواية، وضعفه أحمد، والبخاري، ويحيى بن معين. 571 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى (¬2) الأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْرُجُ النَّاسُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ في طَلَبِ الْعِلْمِ فَلاَ يَجِدُونَ عَالمِاً أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ، أَوْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينةِ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ضعيف عند الأكثرين. ¬

_ = الظمآن" أيضاً. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 239 وقال: "رواه الطبراني في الأوسط من رواية أبي سنان القسملي". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 251 برقم (6385) إلى الطبراني في الأوسط. وانظر الحديث (1493) في "موارد الظمآن" بتحقيقنا، وهو في صحيح ابن حبان أيضاً برقم (517) بتحقيقنا أيضاً. (¬1) القسملي -بفتح القاف، وسكون السين المهملة، وفتح الميم بعدها اللام-: هذه النسبة إلى القساملة، وهي قبيلة من الأزد نزلت البصرة فنسبت الخطة والمحلة إليهم. وانظر الأنساب 10/ 148 - 150، واللباب 3/ 37. (¬2) في (ش): "وعن رجاء بن حيوة قال: أبي موسى". وظاهر أن "رجاء بن حيوة قال". مقحمة إقحامًا هنا. (¬3) في الجزء المفقود من المعجم الكبير. وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 8/ 51 من طريق معن بن عيسى، عن أبي المنذر زهير التميمي قال: قال عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري ... وهذا إسناد منقطع، =

24 - (باب أخذ كل علم من أهله)

24 - (باب أَخْذ كل علم من أهله) 572 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهما- قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسِ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْقُرْآنِ، فَلْيَأْتِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ، فَلْيَأْتِ زَيدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ، فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْمَالِ، فَلْيَأْتِنِي، فَإنَّ الله جَعَلَنِي لَهُ (¬1) وَالِياً وَقَاسِمًا. رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه سليمان بن داود بن الحصين، لم أر من ذكره. ¬

_ = سعيد بن أبي هند قال أبو حاتم في "المراسيل" ص (75): "لم يلق سعيد بن أبي هند أبا موسى الأشعري". وانظر "جامع التحصيل". للعلائي ص (224). ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 85 برقم (34100) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) سقطت "له" من (ظ، م، ش). (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (22) - من طريق علي بن سراج المصري، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي مسلم النجار، حدثنا عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري، حدثنا سليمان بن داود بن الحصين، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، قال علي بن المديني: "ما روى داود بن الحصين، عن عكرمة فمنكر". وقال أبو داود نحو هذا. =

573 - وَعَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الْجُمَحِي: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ السَّاعَةِ فَقَالَ: "مِنْ أَشْرَاطِهَا ثَلاَثٌ: وَإحْدَاهُنَّ الْتِمَاسُ الْعِلْمِ عِنْدَ الَأصَاغِرِ". ¬

_ = وسليمان بن داود ترجمة ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 111 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وعبد الله بن محمد بن عمارة المعروف بابن القداح. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 489: "مستور، ما وثق ولا ضعف، وقل ما روى". وكان عالماً بالنسب، وانظر لسان الميزان 3/ 336 - 337، وتاريخ بغداد 10/ 62. وعبد الله بن محمد بن أبي مسلم النجار ما وجدت له ترجمة فيما لدي من مصادر. وعلي بن سراج، قال السهمي في سؤالاته للدارقطني ص (223) برقم (306): "سمعت محمد بن المظفر الحافظ يقول: رأيت علي بن سراج المصري سكران على ظهر رجل يحمله من ماخور. وسألت عنه الدارقطني فقال: هو صالح الحديث. وقيل إنه ربما تناول الشراب وسكر". وقال ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 231 تعلقاً على ما سبق: "هذا ينبغي احتمال كونه كان يشرب النبيذ المختلف فيه". وجاء في سؤالات السهمي: "وسألته عن علي بن سراج المصري؟ فقال: كان يعرف ويفهم، ولم يكن بذاك فإنه كان يشرب المسكر ويسكر". وقال الخطيب: "كان حافظاً، عارفاً بأيام الناس وأحوالهم". وقال الطبراني: "لم يروه عن داود إلا ابنه، تفرد به عبد الله محمد بن عمارة".

قال موسى: يُقَالُ: إنَّ الأَصاغِرَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ. رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والكبير، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. 574 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لاَ يَزَالُ النَّاسُ صَالِحينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم - (مص: 212) وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ. فَإذا أَتَاهُمْ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا (¬2). رواه الطبراني (¬3) في الكبير، والأوسط، ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (27) - من طريق موسى بن هارون، حدثنا كامل بن طلحة الجحدري وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 75، 158 من طريق عفيف بن سالم، وابن المبارك جميعهم: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا بكر بن سوادة، عن أبي أمية الجمحي ... وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي أمية إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة". (¬2) في (م): "هكذا"، وهو تحريف. (¬3) في الكبير 9/ 120، 121 برقم (8589، 8591، 8592)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق سفيان، وشعبة، وزيد بن حبان، وحمزة الزيات، جميعهم عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول ... موقوفاً عليه، وإسناه صحيح. وأخرجه عبد الرزاق 11/ 249، 257 برقم (20446، 20483) -ومن طريقه أخرجه الطبراني برقم (8590) - من طريق معمر، عن أبي إسحاق، بالإسناد السابق. =

25 - (باب معرفة معنى الحديث بلغة قريش)

25 - (باب معرفة معنى الحديث بلغة قريش) 575 - عَنْ عَلِيّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْحَدِيثُ عَلَى مَا تَعْرِفونَ". رواه الطبراني (¬1)، في الأوسط، وفيه روح بن صلاح، وثقه حبان، والحاكم، وضعفه ابن عدي، وبقية رجاله ثقات. ¬

_ = وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 159 من طريق المغيرة بن مسلم، وقطن بن خليفة، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وشريك، والمسعودي، وإسرائيل، وأبي بكر بن عياش، جميعهم عن أبي إسحاق السبيعي، بالإسناد السابق. وعنده طرق أخرى. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 273 برقم (29427) إلى ابن عساكر. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (30) - من طريق أحمد بن رشدين، حدثنا روح بن صلاح، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن سعيد بن المسيب، عن علي ... وهذا إسناد فيه أحمد بن رشدين شيخ الطبراني وهو ضعيف. وفيه روح بن صلاح، قال ابن عدي في الكامل 3/ 1006 بعد أن أورد له حديثين: "وهذان الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين، ولعل البلاء فيه من عيسى بن صالح هذا فإنه ليس بمعروف. ولروح بن سيابة أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة، والليث بن سعد، وسعيد بن أبي أيوب، ويحيى بن أيوب، وحيوة، وغيرهم، وفي بعض حديثه نكرة". وهذا ليس تضعيفاً عاماً لروح، وليست النكرة ضعفاً في كل أحوالها. وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 244.

26 - (باب منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا)

26 - (باب منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا) 576 - عَنِ عَبْدِ الله يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعُ طَالِبُهُمَا: طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ الدُّنْيَا". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ....... ¬

_ = وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 58: "ضعفه ابن عدي، يكنى أبا الحارث، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم: ثقة مأمون". وانظر "لسان الميزان" 2/ 465 - 466. وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 85 - 86. وقال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1377: "روح بن صلاح بن سيابة، يروي عن ابن لهيعة، وعن الثوري وغيرهما، كان ضعيفاً في الحديث، سكن مصر". وقال ابن ماكولا في الإكمال 5/ 15: "ضعفوه في الحديث". وإذا استقام لنا أن الذين ضعفوه. ضعفوه للنقل بتصرف عن ابن عدي، نزعم أنه حسن الحديث والله أعلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 222 برقم (29173) إلى الفردوس، ونسبه في الكنز أيضاً 10/ 236 برقم (29250) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في الكبير 10/ 223 برقم (10388)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 22، وابن عدي في الكامل 4/ 1457، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 212 برقم 322، من طرق حدثنا عمرو بن عون الواسطي، حدثنا أبو بكر الداهري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال: ... وهذا إسناد فيه عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري ضعفه أحمد، وابن المديني، وابن =

وفيه أبو بكر الداهري (¬1)، وهو ضعيف. 577 - وَعَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَحْسَبُهُ رَفَعُهُ إِلِى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْهُومَانِ لاَ تَنْقَضِي نَهْمَتُهُمْ: مَنْهومٌ في طَلَبِ الْعِلْمِ لاَ تَنْقَضِي نَهْمَتُهُ، وَمَنْهُومٌ في طَلَبِ الدُّنْيَا لاَ تَنْقَضِي نَهْمَتُهُ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، والكبير، والبزار، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. ¬

_ = معين، وقال الجوزجاني: "كذاب". وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 21: "كان يضع الحديث على الثقات، ويروي عن مالك، والثوري، ومسعر، ما ليس من أحاديثهم، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه". ونقل هذا السمعاني في الأنساب 5/ 265 وانظر لسان الميزان 3/ 277 - 278، والكامل لابن عدي 4/ 1456 - 1459. والحديث التالي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 197 برقم (28932) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في (ش): "الداهدي" وهو تحريف، والداهري - بفتح الدال المهملة، وكسر الهاء والراء: هذه النسبة إلى داهر. وانظر الأنساب 5/ 265، واللباب 1/ 488. (¬2) في الكبير 11/ 76 - 77 برقم (11095)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (19) - والبزار 1/ 95 برقم (163) من طريقين عن جرير، عن ليث، عن مجاهد، -عند البزار: عن طاووس أو مجاهد- عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وقال البزار: "وليث أصابه شبه الاختلاط، فيبقى في حديثه لين، ولا نعلمه يروى من وجه أحسن من هذا".

578 - وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَرْبَعٌ لاَ يَشْبَعْنَ مِنْ أُرْبَعٍ: عَيْنٌ مِنْ نَظَرٍ، وَأَرْضٌ مِنْ مَطَرٍ، وَأُنْثَى (مص: 213) مِنْ ذَكَرٍ، وَعَالِمٌ مِنْ عِلْمٍ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه عبد السلام بن عبد القدوس، وهو ضعيف لا يحتج به. ¬

_ = وقال الطبراني في الأوسط: "لم يروه عن ليث إلا جرير، تفرد به أبو بهز". يعني: إسحاق بن أيوب. وأخرجه الدارمي في المقدمة 1/ 96 باب: فضل العلم والعالم، من طريق إسماعيل بن أبان، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس موقوفاً. ونسبه المتقي في الكنز 10/ 179 برقم (28933) إلى الطبراني في الكبير. كما نسبه في الكنز أيضاً 10/ 248 برقم (39328) إلى البزار. ويشهد للحديثين السابقين حديث أنس عند الحاكم 1/ 91 - 92 من طريق أحمد بن نصر المقرئ، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولم أجد له علة". وأقره الذهبي. نقول: إسناده صحيح، نعم، وأما على شرط الشيخين فلا، فإن أحمد بن نصر، وشيخه ليسا من رجالهما ولا من رجال أي منهما، والله أعلم. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (19 - 20) -، وابن عدي في الكامل 5/ 1967 - ومن طريق ابن عدي هذه أورده ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 237، والسيوطى في اللآلئ المصنوعة 1/ 210 - =

27 - (باب الزيادة من العلم والعمل به)

27 - (باب الزيادة من العلم والعمل به) 579 - عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ مَعَادِنِ التَّقْوى تَعَلُّمُكَ إلَى مَا عَلِمْتَ مَا لَمْ تَعْلَمْ، وَالنَّقْصُ فِيمَا قَدْ عَلِمْتَ قِلَّةُ (¬1) الزِّيَادَةِ فِيهِ، وَإنَّمَا يُزَهِّدُ الرَّجُلَ في عِلْمِ مَا لَمْ يَعْلَمْ، قِلَّةُ الانْتِفَاعِ بِمِا قَدْ عَلِمَ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه ياسين الزيات، وهو منكر الحديث. ¬

_ = وابن حبان في "المجروحين" 2/ 151 من طريقين: حدثنا عبد السلام بن عبد القدوس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ... وهذا إسناد فيه عبد السلام قال ابن حبان: "شيخ يروي عن هشام بن عروة، وابن أبي عبلة الأشياء الموضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال". وضعفه أبو حاتم وغيره، وانظر لسان الميزان 4/ 14 - 15، والكامل لابن عدي 5/ 1967، وتنزيه الشريعة 1/ 262 - 263، والمقاصد الحسنة ص (47)، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 236 - 238، واللآلئ المصنوعة 1/ 210 - 211. وقال الطبراني: "لم يروه عن هشام إلا عبد السلام، تفرد به أبو بقي". يعني: هشام بن عبد الملك الحمصي، وليس هذا بصحيح فقد تابعه عليه عباس بن الوليد الخلال عند ابن عدي، والله أعلم. وفي الباب عن أبي هريرة، وفي إسناده متهم، وانظر مصادر التخريج والكتب التي أشرنا إليها ضمن هذا التعليق وانظر كنز العمال 16/ 113 برقم (44092) وحلية الأولياء 2/ 281. (¬1) في (ش): "قلت" وهو خطأ. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (20) - من طريق أبي مسلم المسور بن =

28 - (باب فيمن مر عليه يوم لا يزداد فيه من العلم)

28 - (باب فيمن مرّ عليه يوم لا يزداد فيه من العلم) 580 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لا أَزْدَادُ فِيهِ عِلْماً، فَلاَ بُورِكَ لِي في طُلُوعِ شَمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمَ". رواه الطبراني في (¬1) الأوسط، ¬

_ = عيسى، حدثنا القاسم بن يحيى، عن ياسين بن معاذ الزيات، عن أبي الزبير، عن جابر ... وهذا إسناد فيه ياسين بن معاذ قال البخاري في الكبير 8/ 429: "يتكلمون فيه، منكر الحديث". وقال ابن معين: "ضعيف". وقال: "ليس حديثه بشيء". وقال: "ليس بثقة". وقال النسائي: "متروك الحديث". وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 142: "وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، ويتفرد بالمعضلات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال ... ". وانظر بقية كلامه هناك. وقال الطبراني: "لم يروه عن أبي الزبير إلا ياسين، وفي الباب حديث مذكور في الزهد". (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (19) -، ومن طريق الطبراني هذه أورده السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 209 وابن عدي في الكامل 2/ 511، والخطيب في "تاريخ بغداد " 6/ 100، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 61، وابن الجوزي في الموضوعات 1/ 223، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 188 من طريق الحكم بن عبد الله، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة ... وهذا إسناد فيه الحكم بن عبد الله، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 121: "ذاهب، متروك الحديث، لا يكتب =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = حديثه، كان يكذب". وقال أبو زرعة: "ضعيف لا يحدث عنه. اضربوا عليه". وقال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" ص (77) برقم (161) وفي السنن 2/ 9: "متروك". وقال أحمد: "أحاديثه كلها موضوعة". وانظر كامل ابن عدي 2/ 620 - 622، والمغني 1/ 183، وميزان الاعتدال 1/ 572، ولسان الميزان 2/ 332 - 334، والمجروحين لابن حبان 1/ 248. والموضوعات 1/ 233 - 234. وكنز العمال 10/ 136. وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يرويه عن الزهري غير الحكم هذا، والحكم هذا هو الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي، وله عن الزهريَ بهذا الإسناد أحاديث بواطيل، وهذا حدث به بقية وغيره، وهذا حديث منكر المتن، وهو عن الزهري منكر لا يرويه عنه غير الحكم". وقال العراقي -هامش إحياء علوم الدين 1/ 6 - : "أخرجه الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الحلية، وابن عبد البر في العلم من حديث عائشة بإسناد ضعيف". وانظر " تنزيه الشريعة" لابن عراق 2/ 289 وفيه زيادة على هذا. وقال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 209 - 210: "وأخرجه أبو علي الحسين بن محمد بن حبيش المقرئ في جزئه، حدثنا أحمد بن عمير، أنبأنا أبو أمية محمد بن إبراهيم النفيلي، حدثنا بقية بن الوليد، عن أبي سلمة الحمصي، عن الزهري، بالإسناد السابق. وقال ابن عمير: ليس أبو سلمة هذا سليمان بن سلم، هذا رجل آخر، والله أعلم". نقول أبو سلمة هذا هو العاملي، ومن قال هو الحكم بن عبد الله بن سعد بن خطاف فقد وهم، فهذا معروف بكنيته، مشكوك باسمه، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وكنية الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي أبو عبد الله. قال البخاري في الضعفاء ص (31): "الحكم بن عبد الله بن سعد ... القرشي الأيلي ... ". وقال النسائي في الضعفاء ص (30): "الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي، متروك الحديث". وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 120: "الحكم بن عبد الله، أبو عبد الله الأيلي، وهو ابن سعد". وقال ابن عدي في الكامل 2/ 620: "الحكم بن عبد الله بن سعد بن عبد الله الأيلي ... ". ثم قال: "الحكم بن عبد الله بن خطاف الأزدي" في ترجمة واحدة، موحداً بينهما. والصواب التفرقة، قال المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 1611. "أبو سلمة العاملي، الشامي، ويقال: الأردني: قيل: اسمه الحكم بن عبد الله بن خطاف، وقيل: عبد الله بن سعد ... "، وتابعه على ذلك الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 12/ 118. وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 2/ 333: "والصواب عندي التفرقة بين الأيلي، وأبي سلمة العاملي. وقد فرق أيضاً بينهما: ابن عساكر في تاريخه، وذكر أن ابن عدي جمع بينهما ووهم في ذلك، وهما اثنان بلا شك. قلت -القائل ابن حجر-: ويؤيد ذلك رواية الليث وغيره من المصريين، وأهل أيلة عن هذا -يعني الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي- بخلاف ابن خطاف فما لهم عنه رواية، وابن خطاف إنما يجيء في الغالب بكنيته بخلاف هذا". نقول: وقد فرق بينهما أيضاً الذهبي فترجم لكل واحد منهما منفرداً، ونقل محققه على الهامش أن في النسخة التي رمز لها بالحرف (ل): "وهما =

29 - (باب في من كتب بقلم خيرا أو غيره)

وفيه الحكم بن عبد (¬1) الله، قال أبو حاتم: كذاب. 29 - (باب في من كتب بقلم خيراً أو غيره) 581 - عَنْ عَطَاءِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ (¬2)، مَا تَقُولُ فِيَّ؟. قَالَ: وَمَا عَسَى أَنْ أَقُولَ فِيكَ؟. فَقَالَ: إنِّي عَامِلٌ بِقَلَمٍ؟. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولِ الله (مص: 214) - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "يُؤْتَى بِصاحِبِ الْقَلَمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ في تَابوتٍ مِنْ نَارٍ مُقْفَلٍ عَلَيْهِ بِأَقْفَالٍ مِنْ ¬

_ = اثنان بلا شك". ثم ترجم أبا سلمة العاملي في الكنى. وأما ابن أبي حاتم فلم يذكره في الأسماء، وإنما ذكره في الكنى 9/ 383 فقال: "أبو سلمة العاملي، شامي، روى عن الزهري، روى هشام بن عمار، عن عبد الملك بن محمد الصنعاني، عنه. حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عنه فقال: كذاب متروك الحديث. والحديث الذي رواه باطل". وانظر أيضاً ميزان الاعتدال 1/ 572، والمغني 1/ 183، ولسان الميزان 2/ 332، والإكمال لابن ماكولا 1/ 127، 138 والكنى للدولابي 1/ 191، وتحفة الأشراف 1/ 401. ونقل الذهبي عن الدارقطني أنه قال في العاملي: "كان يضع الحديث". انظر ميزان الاعتدال 1/ 572، ووازن هذا مع ما قاله في الأيلي تزدد ثقة على أنهما اثنان وليسا واحداً والله أعلم. (¬1) في (ظ، ش): "عُبيد" مصغراً وهو تحريف. (¬2) في (ش): "يا ابن عباس".

نَارٍ، فَإنْ كَانَ أَجْرَاهُ في طَاعَةِ الله وَرِضْوَانِهِ، فُكَّ عَنْهُ التَّابُوتُ، وَإنْ كَانَ أَجْرَاهُ في مَعْصِيَةِ الله، هَوَى بِهِ التَّابُوتُ سَبْعِينَ خَرِيفاً، حَتَّى بَارِي الْقَلَمَ وَلأَئِقُ الدَّوَاةِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والكبير، وفيه أبو يوسف (¬2) الجيزي (¬3) (ظ: 22) عن إسماعيل بن عياش، والظاهر أن آفة هذا الحديث الجيزي، لأن الطبراني قال في الأوسط: تفرد به الجيزي. ¬

_ (¬1) في الكبير 11/ 188 برقم (11450)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (24) - من طريق أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري، حدثنا أبو يوسف -تحرفت في الأوسط إلى أبي أيوب- الجيزي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ابن جريح، عن عطاء قال: كنت عند ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف. وقال الطبراني في الأوسط: "لم يروه عن ابن جريج إلا إسماعيل، تفرد به أبو أيوب -هكذا-؟ ". وانظر التعليق التالي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 36 برقم (14957) إلى الطبراني في الكبير. (¬2) في أصولنا جميعها "أبو أيوب". وهو خطأ. وأبو يوسف هو يعقوب بن إسحاق. وانظر التعليق التالي. (¬3) الجيزة: هذه النسبة إلى بلد على النيل قبالة الفسطاط، وهي اليوم إحدى محافظات القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية. وانظر الأنساب 3/ 411، واللباب 1/ 323، والإكمال 3/ 45 - 49 مع استدراك ابن نقطة. والمشتبه 1/ 185، وتبصير المنتبه 1/ 364، ومعجم البلدان 2/ 200، والمؤتلف والمختلف 2/ 955.

30 - (باب كتابة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، والصلاة عليه لمن ذكره أو ذكر عنده)

30 - (باب كتابة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، والصلاة عليه لمن ذكره أو ذكر عنده) 582 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ في كِتَابٍ، لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي في ذَلِكَ الْكِتَابِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (24)، ومن طريق الطبراني هذه أورده السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 204 - ، وابن الجوزي في الموضوعات 1/ 228 من طريقين: حدثنا إسحاق بن وهب العَلَاَّف، حدثنا بشر بن عبيد الدارمي، حدثنا حازم بن بكر، عن يزيد بن عياض، عن الأعرج، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد فيه يزيد بن عياض وقد كذبه مالك وغيره، وبشر بن عبيد الدارمي ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 362 وكتب عنه أبو حاتم، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. ووثقه ابن حبان 8/ 141 - 142. وقال ابن عدي في الكامل 2/ 447، 448: "منكر الحديث عن الأئمة". ثم أورد له عدداً من الأحاديث، ثم قال: "وبشر بن عبيد الدارمي هذا هو بَيِّن الضعف أيضاً، ولم أجد للمتقدمين فيه كلاماً، ومع ضعفه أقل جرحاً من بشر بن إبراهيم، لأن بشر بن إبراهيم إذا روى عن ثقات الأئمة أحاديث موضوعة يضعها عليهم، وبشر بن عبيد إذا روى إنما يروى عن ضعيف مثله، أو مجهول، أو محتمل، أو يروى عمن يرويه أمثالهم". نقول: إن ما قاله ابن عدي لا يؤدي إلى الاطمئنان بالحكم بالضعف =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = على بشر بن عبيد، فابن عدي لم يطلع على ما قاله القدماء فيه، ولم يسبقه أحد إلى تضعيفه، وكلامه الأخير كأنه يفيد أن هناك رجلين من الرواة يحمل كلاً منهما هنا الإسم حتى قاده ذلك إلى القول: "وبشر بن عبيد الدارمي هذا هو بين الضعف أيضاً". والله أعلم. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 320: "كذبه الأزدي" ثم أورد كلام ابن عدي، ثم قال: "وله عن يزيد بن عياض، عن الأعرج ... " وذكر هذا الحديث وقال: "وهذا موضوع". وأورد الحافظ ابن حجر ما قاله الذهبي في "لسان الميزان" 2/ 26 ثم أورد ما قاله ابن حبان في ثقاته. نقول: إن اتهام الأزدي له ما دام لم يسبق إليه. ولم يتابع عليه، لا يضع من قيمة المجروح، ومن ذلك نخرج إلى أن بشر بن عُبيد الدارسي حسن الحديث والله أعلم. وانظر من تابعه عليه عند السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 204، وتنزيه الشريعة المرفوعة 1/ 260 - 261. وحازم بن بكر ما وقعت له ترجمة. وقال محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي في "جلاء الأفهام" ص (410): "ورواه إسحاق بن وهب العلاف، عن بشر بن عبيد، عن حازم بن بكر، عن يزيد بن عياض، عن الأعرج. ويروى من غير هذين الوجهين أيضاً عن الأعرج". وأخرجه الزرعي أيضاً من طريق أسيد بن عاصم، حدثنا بشر بن عبيد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن الأعرج، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف. محمد بن عبد الرحمن القرشي ضعيف، وشيخه ما عرفته. وقال: "قال أبو موسى: رواه غير واحد عن أسيد كذلك". وقال: "وفي الباب عن أبي بكر الصديق، وابن عباس، =

وفيه بشر بن عبيد الدارسي (¬1) كذبه الأزدي وغيره. 583 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ذَكرَنِي، فَلْيُصلِّ عَلَيَّ". رواه أبو يعلى (¬2)، وفيه الأزرق بن علي، وثقه ابن حبان وقال: يغرب، وبقية رجاله رجال الصحيح. 584 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ ذُكِرتُ عِنْدَهُ، فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ". رواه أبو يعلى (¬3)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = وعائشة". ثم ساق حديث ابن عباس وهو لا يصلح شاهداً لأن في إسناده كذابين. وانظر "اللآلئ المصنوعة" 1/ 204 - 205. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 507 برقم (2243) إلى الطبراني في الأوسط. وقال العجلوني في "كشف الخفاء" 2/ 257: "رواه الطبراني في الأوسط، وابن أبي شيبة، والمستغفري في الدعوات بسند ضعيف". وانظر "جلاء الأفهام" ص (410 - 413). (¬1) الدارسي- بفتح الدال المهملة، وكسر الراء والسن المهملتين-: هذه النسبة إلى درس العلم، والمشهور بهذه النسبة أبو علي بشر بن عبيد ... وانظر الأنساب 5/ 244، واللباب 1/ 482. (¬2) في المسند 6/ 354 برقم (3681)، وهو حديث صحيح، وهناك استوفينا تخريجه بما أعاننا الله عليه، وعلقنا عليه تعليقاً حبذا لو عدت إليه، كما ذكرنا ما يشهد له هناك أيضاً. وانظر الحديث التالي. (¬3) في المسند 7/ 75 برقم (4002) وهناك خرجناه، وانظر سابقه. وجلاء الأفهام ص (383).

585 - وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ (مص: 215) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ذُكرْتُ عِنْدَهُ فَخَطِئَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ، خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ¬

_ (¬1) في الكبير 3/ 128 برقم (2887) من طريق يوسف بن الحكم الضبي، حدثنا محمد بن بشير الكندي، حدثنا عبيدة بن حميد، حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي جعفر بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده حسين بن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد ضعيف قال ابن الجنيد في سؤالاته لابن معين ص (353) برقم (327): "سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن بشير القاص ليس بثقة". وقال الدارقطني: "ليس بالقوي في حديثه". وانظر تاريخ بغداد 2/ 98 - 99، وميزان الاعتدال 3/ 491، ولسان الميزان 5/ 94. وباقي رجاله ثقات، شيخ الطبراني يوسف بن الحكم هو ابن سعيد الضبي الخياط، ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 312 ونقل عن الدارقطني أنه قال: "صدوق". وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 508 وقال: "رواه الطبراني، وروي مرسلاً عن محمد بن الحنفية". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 491 برقم (2158) إلى الطبراني في الكبير. وانظر "جلاء الأفهام" ص (382 - 445) وسيأتي هذا الحديث أيضاً في الأدعية، باب: فيمن ذكر عنده فلم يصل عليه. وانظر أيضاً "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -"، ص (44 - 46). وقوله: "خطئ" قال ابن الأثير في النهاية 2/ 44: "يقال: خطئ في دينه إذا أثم فيه ... وأخطأ، يُخطئ إذا سلك سبيل الخطأ =

31 - (باب في سماع الحديث وتبليغه)

وفيه بشير بن محمد الكندي (¬1) -أو بشر- فإن كان بشيراً، فقد ضعفه ابن المبارك، ويحيى بن معين (¬2)، والدارقطني، وإن كان بشراً فلم أر من ذكره. قلت: والأحاديث في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - تأتي في الأدعية. 31 - (باب في سماع الحديث وتبليغه) 586 - عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَسْمَعُونَ، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ". ثُمَّ قَالَ: "يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ قَبْلَ أنْ يُستَشْهَدُوا". رواه البزار (¬3)، والطبراني في الكبير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من ثابت بن قيس. ¬

_ = عمداً أو سهوًا. ويقال: خطئ بمعنى: أخطأ أيضاً. وقيل: خطئ إذا تعمد، وأخطأ إذا لم يتعمد، ويقال لمن أراد شيئاً ففعل غيره -أو فعل غير الصواب-: أخطأ". (¬1) هكذا في أصولنا جميعها وهو خطأ، وقد تقدم أنه ليس في الإسناد من اسمه بشير بن محمد الكندي بل انقلب "محمد بن بشر الكندي" على الهيثمي رحمه الله. الذي ضعفه ابن المبارك، ويحيى بن معين، والدارقطني إنما هو محمد بن بشير الكندي، وانظر التعليق السابق. (¬2) جملة "إن" بشرطها وجوابه، إلى هذا المكان تكررت في (ش). (¬3) البزار 1/ 87 - 88 برقم (146)، والطبراني في الكبير 2/ 71 برقم (132)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (206) برقم (91) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، =

587 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ قَالَ في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "نَضَّرَ الله امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فَقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ: ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ: إخْلاَصُ الْعَمَلِ لله، وَالْمُنَاصَحَةُ لَأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإنَّ دُعَاءَهُمْ يُحِيطُ مِنْ وَرَائهم". رواه البزار (¬1)، ورجاله موثقون إلا أن يكون شيخ سليمان بن ¬

_ = عن عيسى أخيه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ثابت بن قيس بن شماس ... وهذا إسناد ضعيف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو منقطع أيضاً، عبد الرحمن لم يدرك ثابت بن قيس والله أعلم. ولكن يشهد له حديث ابن عباس عند ابن حبان -موارد الظمآن- برقم (77) بتحقيقنا، وعند الرامهرمزي برقم (92)، وفي "جامع بيان العلم" 1/ 43، وصححه الحاكم 1/ 95 ووافقه الذهبي، وقد استوفيت تخريجه في صحيح ابن حبان برقم (62) نشر مؤسسة الرسالة. وانظر مقدمتي لموارد الظمآن. وقال الحاكم: "وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن مسعود. وثابت بن قيس بن شماس". (¬1) في كشف الأستار 1/ 86 - 87 برقم (141) من طريق سليمان بن سيف الحراني، حدثنا سعيد بن سلام، حدثنا عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبِي سعيد الخدري ... وهذا إسناد فيه سعيد بن سلام العطار، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وضعفه النسائي، والدولابي، والساجي، والعقيلي، وابن السكن، وابن =

سيف سعيد بن بزيع، فإني لم أر أحداً ذكره، وإن كان سعيد بن الربيع، فهو من رجال الصحيح فإنه روى عنهما والله أعلم (¬1). 588 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (مص: 216) قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "نَضَّرَ الله امْرَأً سَمِعَ مقَالَتِي هذِهِ فَبَلَّغَها (¬2) فَرُبَّ حَامِلِ فَقْهٍ (¬3) إلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ (¬4): ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إخْلاَصُ الْعَمَلِ لله، وَالْنَّصِيحَةُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإن دُعَاءَهُمْ ¬

_ = الجارود، وكذبه ابن نمير، وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث، وانظر لسان الميزان 3/ 31 - 32. وقال البزار: "سعيد وعمر لم يتابعا على حديثهما". وعمر هو ابن محمد بن زيد العمري. (¬1) على هامش (مص) ما نصه: "شيخ سليمان هو سعيد بن سلام، فإن البزار رواه بالإسناد الذي روى به حديث أبي سعيد التقدم. وقد تقدم أن الشيخ نقل أن أحمد كذب سعيداً". نقول: تقدم الحديث المشار إليه برقم (530). وعلى هامش (ظ) ما نصه: "قال الحافظ ابن حجر: قلت: بل هو سعيد بن سلام العطار. وتقدم حديثه في باب: فضل العلماء". وأخرجه البزار أيضاً. برقم (142) - ومن طريق البزار هذه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 105. (¬2) في (م): "فوعاها". (¬3) في (م) زيادة "لا فقه له". (¬4) في (ش): "فقه "وهو خطأ.

يُحِيطَ مِنْ وَرَائِهِمْ" (¬1). رواه الطبراني في الكبير (¬2)، ومداره على عبد الرحمن بن زبيد (¬3)، وهو منكر الحديث، قاله البخاري. 589 - وَعَنْ عُبَيْدِ (¬4) بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬5): أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) في (ش): "روايه" وهو خطأ. والمعنى: "تحدق بهم من جميع جوانبهم، يقال: حاطه، وأحاط به" قاله ابن الأثير في النهاية 1/ 461. (¬2) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم، وأخرجه الدارمي في المقدمة 1/ 75 - 76 باب: الاقتداء بالعلماء، من طريق يحيى بن موسى، حدثنا عمرو بن محمد القرشي، حدثنا إسرائيل عن عبد الرحمن بن زبيد اليامي، عن أبي العجلان، عن أبي الدرداء، قال: خطبنا ... وهذا إسناد ضعيف عندي، أبو العجلان المحاربي ما عرفت له رواية عن أبي الدرداء، وما رأيت أحداً وثقه، وقد نقل الحافظ في "تهذيب التهذيب" 12/ 166 عن العجلي قال: "أبو العجلان المحاربي شامي، تابعي، ثقة". وما وجدت ذلك في "تاريخ الثقات" للعجلي، والله أعلم. وباقي رجاله ثقات، عبد الرحمن بن زبيد اليامي ترجمه البخاري في الكبير 5/ 286، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 235 ووثقه الحافظ ابن حبان 7/ 67 وانظر مقدمتنا لموارد الظمآن، وأحاديث الباب، والمحدث الفاصل برقم (3، 4، 5، 6، 7، 8، 9) وجامع بيان العلم 1/ 38 - 42. (¬3) في (ش): "زيد" وهو خطأ. (¬4) في (ظ): "عبيدة" وهو خطأ. (¬5) في أصولنا جميعها زيادة "عن أبيه" وهي مقحمة إقحاماً، وانظر التعليق التالي.

خَطَبَهُمْ، قَالَ: "نَضَّرَ الله امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لاَ فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله موثقون، إلا أني لم أر من ذكر محمد بن نصر شيخ الطبراني في الأوسط. 590 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَضَّرَ الله عَبْداً سَمِعَ كَلاَمِي ثُمَّ لَمْ يَزِدْ فِيهِ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ (¬2) أَوْعَى مِنْهُ: ثَلاَثٌ لاَ يَغِلَّ عَلَيهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إخْلاَصُ الْعَمَلِ لله، وَالْمُنَاصَحَةُ لأولِي الأَمْرِ، وَالاعْتِصَامُ (¬3) بِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإنَّ دَعْوَتُهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ". رواه الطبراني (¬4) في الكبير، والأوسط، إلا أنه قال في ¬

_ (¬1) في الكبير برقم، 17/ 49 برقم (106)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق محمد بن نصر العطار الهمداني، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا شهاب بن خراش الحوشبي، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطبهم ... وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. وقال الطبراني: "لا يروى عن عمير بن قتادة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام". وانظر هامش الإحياء 3/ 398، وأحاديث الباب. (¬2) سقط من (ظ، ش): "من هو". (¬3) في (ش): "والاعتقاد". (¬4) في الكبير 20/ 82 برقم (155)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 307 - 308 برقم (1422) =

الأوسط: "رُبَّ حَامِلِ كَلِمَةٍ" بَدَلَ "فِقْهٍ"، وفيه عمرو بن واقد رمي بالكذب، وهو منكر الحديث. 591 - وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّهُ قَالَ في خُطْبَةٍ خَطَبَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَقَالَ: "نَضَّرَ الله وَجْهَ عَبْدٍ (¬1) سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَمَلهَا، رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقْيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ: ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إخْلاَصُ الْعَمَلِ لله، (مص: 217) وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإنَّ دَعوَتُهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ". ¬

_ = من طريق هشام بن عمار، حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل ... وهذا إسناد فيه عمرو بن واقد وهو متروك، واتهمه بعضهم. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 308 من طريق ... محمد بن المبارك، حدثنا عمرو بن واقد، بالإسناد السابق. وقال الطبراني: "لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو". ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في مسند الشاميين برقم (2210). كما نسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 228 برقم (29201)، وفي 10/ 288 برقم (29466) إلى الطبراني في الكبير، وإلى أبي نعيم في "حلية الأولياء"، وإلى ابن عساكر. وانظر أحاديث الباب. (¬1) ساقطة من (ش).

رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفيه عيسى الخياط وهو متروك الحديث. 592 - وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "رَحِمَ الله عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي َفحَفِظَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقْيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ: ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إخْلاَصُ الْعَمَلِ لله، ¬

_ (¬1) في الجزء المفقود من هذا المعجم. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (168) برقم (11) من طريق موسى بن زكريا، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا أبو أمية بن يعلى، حدثنا عيسى بن أبي عيسى الخياط، عن الشعبي قال: خطبنا النعمان بن بشير ... وهذا إسناد فيه متروكان: أبو أمية إسماعيل بن يعلى، وشيخه عيسى (الحناط، الخياط، والخباط)، -قال ابن سعد: كان يقول: أنا خباط، وحناط، وخياط، وكلاً قد عالجت-، وفيه أيضاً موسى بن زكريا، قال الدارقطني: "متروك". قال ذلك في سؤالات الحاكم برقم (227). ونقل ذلك عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال"، والمغني، وتبعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان". وأخرجه الحاكم 1/ 88 من طريق محمد بن يعقوب أبي العباس، حدثنا إبراهيم بن بكر المروزي، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير ... وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وقال الحاكم: "وقد روي عن الشعبي، ومجاهد، عن النعمان بن بشير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه محمد بن كثير الكوفي ضعفه البخاري وغيره، ومشاه ابن معين. ¬

_ (¬1) في الكبير 2/ 41 برقم (1224)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 287، وابن عدي في الكامل 6/ 2257 من طريق عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا محمد بن كثير الكوفي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، عن أبيه ... وهذا إسناد فيه محمد بن كثير الكوفي. قال البخاري: "منكر الحديث". وضعفه أحمد، وابن المديني، وابن عدي 6/ 2257، وقال ابن معين "شيعي ولم يكن به بأس". وقال ابن الجنيد في سؤالاته برقم (887). "قلت ليحيى: محمد بن كثير الكوفي؟ قال: ما كان به بأس ... قلت: إنه روى أحاديث منكرات؟ قال: ما هي؟ قلت: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، يرفعه: نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغ بها. وبهذا الإسناد مرفوعاً: اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه. فقال: من روى عنه هذا؟. فقلت: رجل من أصحابنا ... فقال: هذا عسى سمعه من السندي ابن شاهك، وإن كان الشيخ روى هذا فهو كذاب، وإلا فإني رأيت حديث الشيخ مستقيماً". وقال ابن عدي: "وهذا يرويه محمد بن كثير، عن إسماعيل بن أبي خالد، فهو غريب من وجهين: أحدهما: من حديث ابن أبي خالد. والثاني: حيث قال: عن النعمان بن بشير، عن أبيه". =

593 - وعَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ (¬1) جَنْدَرَةَ بْنِ خَيْشَنُةَ قَالَ: قالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَضَّرَ الله امْرأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ عِلْمٍ إلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ: ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ القَلْبُ: إخْلاَصُ الْعَمَلِ، وَمُنَاصَحَةُ الوُلاَةِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ". قالَ (¬2): وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْناً لأبِي قرْصَافَةَ أَسَرَتْهُ الرُّومُ فَكَانَ أَبُو قِرْصَافَةَ يُنَادِيهِ مِنْ سُورِ عَسْقَلاَنَ في وَقْتِ كُلِّ صَلاَةٍ: يَا فُلاَنُ، الصَّلاَةَ: فَيَسْمَعُهُ، فَيُجِيبُهُ، وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ (¬3) البَحْرِ". ¬

_ = ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 228، 288 برقم (29202، 29464) إلى الطبراني في الكبير، وإلى ابن قانع، وأبي نعيم، وابن عساكر. (¬1) في (ش): "قرناصة" وهو تحريف. وقد جاءت هكذا محرفة في الأماكن كلها في هذا الحديث. وقد ضبطت في (مص) بضم القاف، وهو خطأ، وانظر "المغني في ضبط أسماء الرجال" ص (202). (¬2) القائل هو: الطبراني، وفي الصغير: "قال أبو القاسم". (¬3) العُرْض -بضم العين المهملة، وسكون الراء المهملة أيضاً-: الناحية والجانب، وبفتح العين وسكون الراء: المتاع وكل شيء سوى الدراهم والدنانير. وخلاف الطول، والجبل، والجيش العظيم. والعرض -بكسر العين وسكون الراء المهملتين-، البدن والنفس، وما يمدح ويذم من الإنسان. والعَرَض -بفتح العين والراء المهملتين-: ما يطرأ على الإنسان ويزول كالمرض وغيره.

رواه الطبراني في الأوسط (¬1)، والصغير، وإسناده (¬2) لم أر من ذكر أحداً منهم. 594 - وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَضَّرَ الله امْرأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُم بَلَّغَهَا، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ: ثَلاَثٌ (¬3) لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إخْلاَصُ الْعَمَل لله (¬4)، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ" (ص: 218). ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (23) -، وفي الصغير 1/ 109 من طريق بشير بن موسى الغزي، حدثنا أيوب بن علي بن الهيصم، حدثنا زياد بن سيار، عن عزة بنت عياض، عن جدها أبي قرصافة جندرة بن خيشنة ... وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وأيوب بن علي بن أبي هيصم روى عنه أكثر من واحد -منهم أبو حاتم الرازي- وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 252: "سئل أبي عنه فقال: شيخ". وما وجدت فيه جرحاً فهو على شرط ابن حبان. وفيه زياد بن سيار الكناني ترجمه البخاري في الكبير 3/ 357 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 534، وذكره ابن حبان في الثقات 4/ 255. وعزة بنت عياض ترجمها ابن حبان في الثقات 5/ 289 ونسبها إلى جدها، وما رأيت من جرحها، وانظر " أعلام النساء" 3/ 275. (¬2) في (ش): "والسناده" وهو خطأ. (¬3) سقطت من (ش). (¬4) سقطت من (ش).

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه محمد بن موسى البربري، قال الدارقطني: ليس بالقوى. 595 - وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَضَّرَ الله امْرأً (¬2) سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَهُو غَيْرُ فَقْيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق محمد بن موسى البربري، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي. وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 239 من طريقين: حدثنا محمد ابن عبيدة بن يزيد أبي عبد الله، حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد. كلاهما عن يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر ... وهذا إسناد ضعيف محمد بن موسى بن حماد البربري قال الدارقطني: "ليس بالقوي". سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني، وانظر تاريخ بغداد 3/ 343، وميزان الاعتدال 4/ 51، ولسان الميزان 5/ 400. وفيه أيضاً ابن جريج وقد عنعن، وهو موصوف بالتدليس. وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن جريج إلا يحيى، تفرد به عبد الرحمن". (¬2) في (ظ، م، ش): "عبداً". (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق محمد بن حماد الجوزجاني، حدثنا سعيد بن عبد الله أبو صالح الهمذاني، حدثنا أبو معاوية النحوي، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار: -لا =

وفيه سعيد بن عبد (¬1) الله، لم أر من ذكره. 596 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِمِسْجِدِ الْخَيْفِ مِنْ مِنًى، فَقَالَ: "نَضَّرَ الله امْرأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا، ثُمَّ ذَهَبَ بِهَا إلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقْيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ: ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ (¬2): إخْلاَصُ الْعَمَلِ لله، وَالنُّصْحُ لِمَنْ وَلَاَّهُ (¬3) الله عَلَيْكُمْ الَأمْرَ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ". رواه الطبراني (¬4) في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف. ¬

_ = أعلمه إلا عن عامر بن سعد، عن أبيه (سعد) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني، وشيخ شيخه ما وجدت لهما ترجمة، وباقي رجاله ثقات، وانظر "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 254. وقال الطبراني: "لا يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو معاوية". (¬1) في (ش): "عبيد". (¬2) سقطت من (ظ). (¬3) في (ش): "والاَّه"، وهو خطأ. (¬4) في الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق يعقوب بن إسحاق، حدثنا مخلد بن مالك، حدثنا عطاف بن خالد المخزومي، حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد، وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة فيما =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = طالته يدي من المصادر. وقال الطبراني: "لم يروه عن زيد إلا ابنه تفرد به عطاف ومحمد بن شعيب بن شابور". وأخرجه أحمد 3/ 225، وابن ماجه في المقدمة (236) باب: من بلغ علماً، وابن عبد البر في جامع بيان العلم" 10/ 42 من طرق عن معان -تحرفت في جامع بيان العلم إلى: معاذ بن رفاعة قال: حدثني عبد الوهاب بن بخت المكي، عن أنس بن مالك ... وهذا إسناد فيه معان بن رفاعة السلامي، ترجمه البخاري في الكبير 8/ 70 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 422: "يكتب حديثه ولا يحتج به". ونقل ابن عدي في الكامل 6/ 2329 عن الدوري، عن ابن معين قال: "معان بن رفاعة ضعيف". وما وجدت ذلك في تاريخ ابن معين رواية الدوري، والله أعلم. وانظر الضعفاء الكبير للعقيلي 4/ 256. وقال الجوزجاني: "ليس بحجة". وقال النسوي في "المعرفة والتاريخ " 2/ 451: "لين الحديث". وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 36: "منكر الحديث، يروي مراسيل كثيرة، ويحدث عن أقوام مجاهيل، لا يشبه حديثه حديث الأثبات، فلما صار الغالب على روايته ما تنكر القلوب، استحق ترك الاحتجاج به". وقال ابن عدي في كامله 6/ 2330: "ومعان بن رفاعة عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وله غير ما ذكرت من رواية الشاميين عنه: مثل الوليد بن مسلم، وأبو حيوة شريح بن يزيد، ومبشر بن إسماعيل، وبقية، وغيرهم". وليس الوصف بالتفرد دليلاً على الضعف في كل =

597 - وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: "إنِّي مُحَدِّثُكُمُ الْحَدِيثَ، فَلْيُحَدِّثِ الْحَاضِرُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله موثقون. ¬

_ = الأحوال. قال السيوطي في "تدريب الراوي" 1/ 332: "قد ينفرد بالحديث راو واحد، فلو لم يقبل، لفات على أهل الإسلام تلك المصلحة". وقال أبو الفتح الأزدي: "لا يحتج به". وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 422: "قيل لأحمد: معان بن رفاعة؟. فقال: لم يكن به بأس". وذلك من طريق محمد بن عوف، ونقله ابن حجر في تهذيب التهذيب، كما نقل عن مهنا، عن أحمد أنه قال: لا بأس به. وقال ابن المديني: "ثقة وقد روى عنه الناس". وقال عثمان الدارمي عن دحيم: "ثقة". وقال الآجري عن أبي داود: "ليس به بأس". وقال الذهبي في "المغني" 2/ 665: "معروف، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن المديني". وأما في الكاشف فقد أورد قول أبي حاتم، وتضعيف يحيى، وتوثيق دحيم. وأضاف في الميزان 2/ 134 قوله: "وهو صاحب حديث ليس بمتقن". وأزعم بعد الاطلاع على ما تقدم أنه من الواجب علينا أن نقول إنه حسن الحديث إن شاء الله. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 220، 226 برقم (29163، 29194) إلى أحمد، الى ابن ماجه، وابن عساكر. (¬1) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (171) برقم (14) من طريق جعفر بن محمد =

598 - وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ بِالْخَيْفِ: خَيْفِ مِنًى: "نَضَّرَ الله عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا وَبَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لاَ فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفَقْهُ مِنْهُ: ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إخْلاَصُ الْعَمَلِ لله، وَالنَّصِيحَةُ لأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإن دَعْوَتَهُمْ تَحفظ (¬1) مَنْ وَرَاءَهمْ". قلت: (مص: 219) رواه ابن ماجه باختصار (¬2). رواه ¬

_ = الفريابي، حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني أبو محمد عيسى بن موسى، عن إسماعيل بن الحارث المذحجي. أنه سمع عبادة بن الصامت ... وهذا إسناد فيه سقط، صوابه عندنا -والله أعلم-: "حدثني ... أبو محمد عيسى بن موسى، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، حدثنا قيس بن الحارث أنه سمع عبادة بن الصامت ... ". وهذا إسناد صحيح. ورواية الرامهرمزي: "إني أحدثكم الحديث". وانظر مسند الفردوس 1/ 77 برقم (232). ونسبه المتقي الهندي في "كنز العمال" 10/ 224، 229 برقم (29181، 29207) إلى الطبراني في الكبير، والديلمي في الفردوس. (¬1) هكذا جاءت في (مص) وفوقها "صح"، وهكذا هي في (ش)، ولكنها في (ظ، م) وعند الطبراني، وابن ماجه: "تحيط". وعند أبي يعلى، والطبراني (1543): "تكون من ورائهم". (¬2) في المقدمة برقم (231) باب: من بلغ علماً، ولكن أخرجه كاملاً في المناسك (3056) باب: الخطبة يوم النحر. وقال البوصيري في =

الطبراني (¬1) في الكبير، وأحمد، وفي إسناده ابن إسحاق، عن الزهري، وهو مدلس، وله طريق عن صالح بن كيسان، عن الزهري، ورجالها موثقون. ¬

_ = الزوائد: "هذا إسناد فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة، والمتن على حاله صحيح". وانظر التعليق التالي. (¬1) في الكبير 2/ 126 - 127 برقم (1541)، والدارمي في المقدمة 1/ 74 باب: الاقتداء بالعلماء، وابن عبد البر في جامع بيان العلم" 1/ 41 من طرق عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن محمد بن جبير ابن مطعم، عن أبيه ... وهذا إسناد فيه ابن إسحاق وقد عنعن. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (1544) من طريق نعيم بن حماد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 41، 42 من طريقين عن مالك. كلاهما عن الزهري بالإسناد السابق. وهذا إسناد صحيح. ولتمام تخريجه والإطلاع على ما يشهد له أيضاً انظر مسند الموصلي 13/ 408 برقم (7413)، وكنز العمال 10/ 220 - 221، والطبراني في الكبير برقم (1542، 1543، 1544). وقال الرامهرمزي: "قوله - صلى الله عليه وسلم -: (نضر الله أمرأ) مخفف، وأكثر المحدثين يقوله بالتثقيل إلا من ضبط منهم، والصواب التخفيف، ويحتمل معناه وجهين: أحدهما: يكون في معنى: ألبسه الله النضرة، وهي الحسن وخلوص اللون. فيكون تقديره: جَمَّله الله وَزيَّنَه. والوجه الثاني: أن يكون: أوصله الله إلى نضرة الجنة، وهي نعمتها ونضارتها. قال الله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ =

599 - وَعَنْ وَابِصَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يخْطُبُ في حُجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: "لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه طلحة بن زيد وقد اتهم ¬

_ = النَّعِيمِ} [المطففين: 24]، وقال: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11]، وفيه لغتان: تقول: نضر وجه فلان ... ونَضَرَ الله وجهه، وأنضره لغتان ... وقال ابن الأثير في النهاية 5/ 71: "نَضَرَهُ، ونَضَّرَهُ، وأنضره، أي: نَعَّمَهُ. ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة، وهي في الأصل: حسن الوجه، والبريق ... ". وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 5/ 439: "النون، والضاد، والراء أصل صحيح يدل على حسن وجمال وخلوص: منه النضرة: حسن اللون، ونضُر، يَنْضُرُ، ونَضَّر الله وجهه: حَسَّنه ونوره، وفي الحديث نَضَّر الله ... ". (¬1) في الكبير 22/ 147 برقم (401) من طريق الحسن بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا عبد الله بن عثمان بن عطاء، حدثنا طلحة بن زيد، عن راشد بن أبي راشد، عن وابصة بن معبد ... وهذا إسناد فيه طلحة بن زيد القرشي، قال أحمد، وعلي بن المديني، وأبو داود: "كان يضع الحديث". وراشد مجهول. وباقي رجاله ثقات، شيخ الطبراني حافظ جليل القدر، وإبراهيم بن محمد هو ابن يوسف الفريابي، وعبد الله بن عثمان بن عطاء الخراساني ترجمه البخاري في الكبير 5/ 146 - 147 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 113: "سئل أبي عن عبد الله بن عثمان بن عطاء، فقال: صالح". ولم يدخله أحد في الضعفاء فيما نعلم، وذكره =

بوضع الحديث، وقد رواه البزار مطولاً بإسناد أحسن من هذا، يأتي (¬1). 600 - وَعَنْ وَابِصَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ لِلنَّاسِ بِالرَّقَةِ في الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ (¬2) يَوْمَ الْفِطْرِ وَيوْمَ النَّحْرِ، فَقَال: إنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في حَجَّةِ الوَدَاعِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ شَهرٍ أَحْرَمُ؟ ". قَالُوا: هذَا. قَال: "أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ؟ ". قَالُوا: هذَا. قَالَ: "فَإنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ محَرَمَةٌ عَلَيْكُمْ كحُرمَةِ يَوْمِكُمْ هذَا، في شَهْرِكُمْ هذَا، في بِلَدِكُمْ هذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَونَ رَبَّكُمْ. هَلْ بَلَّغْتُ؟ ". قَالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فَرَفَعَ يَدَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "الَّلهُمَّ اشْهَدْ". ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ" فَادْنُوا نُبَلِّغْكُمْ كَمَا قَالَ لَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه البزار (¬3)، ورجاله موثقون. ¬

_ = ابن حبان في الثقات 8/ 347 وقال: "يعتبر حديثه إذا روى عن غير الضعفاء". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 101 برقم (451) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) ليست في (ش). (¬2) في (ش): "الجامع الأعظم". (¬3) في كشف الأستار 1/ 87 برقم (145) من طريقين: حدثنا عبد =

601 - وَعَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبيبِ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ بِحِمْصَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ: إنَّ مَجْلِسَكُمْ هَذَا مِنْ بَلاَغِ الله لَكُمْ وَاحْتِجَاجِهِ عَلَيْكُمْ، وَإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 220) قَدْ بَلَّغَ، فَبَلِّغُوا. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفِي رِوَايةٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إلَى أَبِي أُمَامَةَ فَيُحَدِّثُنَا حَديثاً كَثِيراً عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإذَا سَكَتَ، قَالَ: أَعَقَلْتُمْ؟. بَلِّغُوا كَمَا بُلِّغْتُمْ. ¬

_ = السلام بن عبد الرحمن الأسدي، حدثني أبي، عن جعفر بن برقان، حدثني شداد مولى عياض، عن وابصة بن معبد ... وهذا إسناد حسن، شداد مولى عياض ترجمه البخاري في الكبير 4/ 226 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 329، ووثقه ابن حبان 4/ 358. وعبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر أحسن أحمد القول فيه وقال: "ما بلغني عنه إلا خير". ووثقه ابن حبان 8/ 428. وأبوه عبد الرحمن ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 246 ولم يورد فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 8/ 376. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 5/ 129 - 130 برقم (12355) إلى البزار. وفيه أكثر من شاهد. (¬1) في الكبير 8/ 159 برقم (7614) من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا محمد بن المبارك الصوري، حدثنا الهيثم بن حميد، عن حفص بن غيلان، عن مكحول ... وهذا إسناد جيد. =

رواهما الطبراني (¬1) في الكبير، وإسنادهما حسن. 602 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: في أَوَّلِ هذِهِ الأُمَّةِ يَسْمَعُ صِغَارُهُمْ مِنْ كِبَارِهِمْ، وَفِي آخِرِهِمْ يَسْمَعُ كِبَارُهُمْ مِنْ صِغَارِهِمْ. قِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: وَلمَ ذلِكَ؟. (¬2) قَالَ: لأنَّ الصِّغَارَ سَمِعُوا، وَلَمْ يَسْمَعِ الْكِبَارُ (¬3). رواه الطبراني (¬4) في الكبير، وفيه النضر أبو عمر وهو متروك. ¬

_ = وأخرج الطبراني أيضاً هذه الفقرة ضمن حديث طويل رقمه (7493) من طريق بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: خرجت غازياً، فلما مررت بحمص ... نفرت إلى ثابت بن معبد، وابن أبي زكريا، ومكحول، ثم قالوا: نريد أبا أمامة الباهلي ... فدخلنا عليه ... وكان أول ما حدثنا أن قال: إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم ... وهذا إسناد ضعيف. وانظر كنز العمال 5/ 129 - 130. (¬1) في الكبير 8/ 187 برقم (7673) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر قال: كنا نجلس ... وهذا إسناد جيد، إسماعيل بن عياش قال أحمد والبخاري وغيرهما: "ما روى عن الشاميين صحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح". وهذا من روايته عن شامي. (¬2) في (ظ): "ذاك". (¬3) هذا الأثر بكامله ساقط من (ش). (¬4) في الكبير 11/ 256 برقم (11662) من طريق جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، حدثنا المطلب بن زياد، =

32 - (باب أخذ الحديث من الثقات)

32 - (باب أخذ الحديث من الثقات) 603 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّهُ لَمَّا حَضرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: يَا بَنِيَّ إنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ فَاحْتَفِظُوا بِهَا: لاَ تَقْبَلُوا الْحَدِيثَ عَنْ (¬1) رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ مِنْ ثِقَةٍ، وَلاَ تَدَيَّنُوا وَلَو لَبِسْتُمُ الْعَبَاءَ. وَلاَ تَكْتُبُوا شِعْراً تَشْغَلُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ عَنِ الْقُرْآنِ. رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفي إسناده ابن لهيعة، ويحتمل في هذا على ضعفه. ¬

_ = عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس، موقوفاً عليه. وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، والنضر أبو عمر نزعم أنه ابن عربي لأننا لا نعرف رواية للمطلب بن زياد عن النضر بن عبد الرحمن الخزار الكوفي. وأزعم أيضاً السبب الذي جعل البعض يذهب إلى أنه الخزار هو أن المطلب والخزار كوفيان، والله أعلم. وإذا صح ما ذهبنا إليه يكون الإسناد رجاله ثقات ما عدا شيخ الطبراني. ملاحظة: على هامش الأصل (مص) ما نصه: "بالضاد المعجمة، الخزاز الكوفي". (¬1) في الطبراني: "من" وهو تحريف. (¬2) في الكبير 17/ 268 برقم (737) والخطيب في "تلخيص المتشابه بالرسم" 2/ 647 برقم (1082) من طريق بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا شعيب بن يحيى، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن عمار -تحرفت فيه إلى عمارة- بن سعد التجيبي: أن عقبة بن عامر لما حضرته الوفاة قال: يا بني ... وهذا إسناد فيه ضعيفان: شيخ الطبراني، وعبد الله بن لهيعة. =

604 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يُوشِكُ أَنْ تَظْهَرَ فِيكُمْ شَيَاطِينُ كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَوْثَقَهَا في الْبَحْرِ يُصَلُّونَ مَعَكُمْ في مَسَاجِدِكُمْ، وَيَقْرَؤُونَ مَعَكُمْ الْقُرْآنَ، وَيُجَادِلُونَكُمْ في الدِّينَ، وإنَّهُمْ لَشَيَاطِينُ في صُورَةِ الإنْسَانِ". قلت: رواه مسلم موقوفاً (¬1)، وهذا مرفوع. رواه الطبراني (¬2) في الكبير وفيه محمد بن خالد الواسطي نسبه ابن معين إلى (مص: 221) الكذب. 605 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ¬

_ = وأخرجه الخطيب في الكفاية ص (31، 32) من طريقين عن زيد بن الحباب، قال: حدثنا ابن لهيعة، بالإسناد السابق. (¬1) لعله يعني الحديث الذي أخرجه مسلم في الفتن (2940) باب: في خروج الدجال ومكثه في الأرض. وهذا الحديث أوله موقوف فقط، والله أعلم. (¬2) في الجزء المفقود من معجمه الكبير. ولكن أخرجه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 250 من طريق الطبراني قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، حدثنا أبي، عن ليث، عن طاووس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... وهذا إسناد فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، ومحمد بن خالد الواسطي وقد رماه ابن معين بالكذب. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 213 برقم (29126) إلى ابن عمرو.

606 - وَعَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ رَفَعَهُ قَالَ: "يَحْمِلُ هذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ: يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ". رواه البزار (¬1)، وفيه عمرو (¬2) بن خالد القرشي، كذبه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، ونسبه إلى الوضع. ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 86 برقم (143)، والعقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 9 - 10 من طريقين: حدثنا خالد بن عمرو القرشي السعيديّ، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي قبيل، عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد فيه خالد بن عمرو القرشي قال أحمد وغيره: "ليس بثقة". وقال جزرة: "يضع الحديث". وقال البزار: "خالد بن عدي منكر الحديث، قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وهذا منها". وانظر الحديث السابق، وكنز العمال 10/ 176 برقم (28918). وأخرج حديث ابن عمر وحده: ابن عدي في كامله 3/ 902، وابن حجر في زهر الفردوس 4/ 403 - نقله السيد سعيد بن بسيوني زغلول على هامش مسند الفردوس للديلمي- من طريقين: حدثنا حاجب بن سليمان، حدثنا خالد بن عمرو، عن سالم، عن ابن عمر ... وانظر مسند الفردوس 5/ 483، 537 برقم (8832، 9012). وقال ابن عدي في كامله 3/ 902: "وهذه الأحاديث التي رواها خالد، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب كلها باطلة، وعندي أن خالد بن عمرو وضعها على الليث ... ". (¬2) في (ش): "عمر" وفوقها كتب "عمرو. نسخة".

607 - وَعَنِ الْمُنَقَّعِ (¬1) قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِصَدَقَةِ إبِلِنَا، فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ، فَقُلْتُ: إنَّ فَيهَا نَاقَتَيْنِ هَدِيَّةً لَكَ، فَأَمَرَ بِعَزْلِ الْهَدِيَّةِ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَمَكَثْتُ أَيَّاماً، وَخَاضَ النَّاسُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إلَى رَقِيقِ مِصْرَ -أَوْ قَالَ: مُضَرَ شَكَّ أَبُو غَسَّانَ- يُصَدِّقُهُمْ فَقُلْتُ: وَالله إنَّ لَنَا وَمَا عِنْدَ أَهْلِنَا مِنْ مَالٍ وَلأُصَدِّقَنَّهُمْ هَا هُنَا (¬2)، فَأَتَيْتُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَهُ بِرَأْسِ (¬3) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما رَأَيْتُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ فَلَمَّا دَنَوتُ، كَأنَّه أَهْوَى إلَيَّ، فَكَفَّهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: إنَّ ¬

_ (¬1) في أصولنا جميعها "المقنع" وهو تحريف. قال ابن ماكولا في الإكمال 7/ 297: "أما مُنَقَّع -بضم الميم، وفتح النون. وتشديد القاف- فهو ... ". وقال ابن حجر في "تبصير المنتبه" 4/ 1324: "مُنَقَّع -بنون وقاف، وزن محمد- صحابي غير منسوب، روى عنه الفزع. كذا ذكر الأمير، وتعقبه ابن نقطة بأن المحفوظ فيه سكون النون وتخفيف القاف". وانظر المؤتلف والمختلف للدارقطني 4/ 1818، 2124، والإكمال 7/ 64، وطبقات ابن سعد 7/ 1/ 43 - 44، وتاريخ البخاري الكبير 8/ 53، والجرح والتعديل 4/ 426، وأسد الغابة 5/ 274، والإصابة 9/ 292، وثقات ابن حبان 7/ 326. وطبقات الأسماء المفردة للبرديجي ص (70) برقم (80) بتحقيق الأستاذ عبده علي كوشك، والاستيعاب 10/ 271 - 272 على هامش الإصابة. (¬2) في طبقات ابن سعد زيادة: "قبل أن أقدم عليهم". (¬3) في (ظ): "رأس".

النَّاسَ خَاضوا في كَذَا وَكَذَا، فَرَفَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ حَتَّى نَظَرْتُ إلَى بَيَاضِ إبْطَيْهِ. وَقَالَ: "الَّلهُمَّ إنِّي (¬1) لاَ أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ". قَالَ الْمُنَقَّعُ (¬2): فَلَمْ أُحَدِّثْ عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - إلا حَدِيثاً نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ أَوْجَرَتْ بِهِ سُنَّةُ. يُكْذَبُ عَلَيْهِ في حَيَاتِهِ فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ؟. رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ¬

_ (¬1) سقطت من (ظ، م). (¬2) في أصولنا كلها "المقنع" وانظر التعليق الأسبق. (¬3) في الكبير 20/ 300 برقم (712)، وابن سعد في الطبقات 7/ 1/ 43 - 44، والبخاري في الكبير 8/ 53 من طريق سيف بن هارون البرجمي، حدثنا عصمة بن بشر -تحرفت عند الطبراني إلى: بشر- البرجمي، أخبرني الفَزَع -تحرفت عند الطبراني إلى: المفزع- قال سيف: أظنه قد شهد القادسية، عن المَنَقَّع قال: ... وهذا إسناد ضعيف لضعف سيف بن هارون، وفزع ترجمه البخاري في الكبير 7/ 136 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 93. وقال ابن حبان في الثقات 7/ 327: "فزع شهد القادسية، يروي عن المقنع -كذا- وقد قيل: إن للمقنع صحبة. ولست أعرف فزعاً، ولا مقنعاً، ولا أعرف بلدهما، ولا أعرف لهما أباً، وإنما ذكرتهما للمعرفة لا للاعتماد على ما يرويانه". وأما عصمة بن بشير فقد ترجمه البخاري في الكبير 7/ 63، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 20. وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 298. =

وفيه سيف (¬1) بن هارون البرجمي (¬2)، وهو متروك. 608 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "هَلاَكُ أُمَّتِي في الْعَصَبِيَّةِ، وَالْقَدَرِيَّةِ، وَالرِّوَايَةِ مِنْ غَيْرِ ثَبَتٍ" (¬3). رواه البزار، وفيه هارون بن هارون، وهو منكر الحديث (مص: 222). ¬

_ = وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 67: "عصمة بن بشير، عن الفزع، قال الدارقطني: مجهولان، والخبر منكر". وتبعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 4/ 168 وأضاف أن ابن حبان قد ذكر عصمة في الثقات. وانظر المغني 2/ 433، والاستيعاب 10/ 271 - 272، والإصابة 9/ 292 والمطالب العالية برقم (1082). (¬1) في (مص): "يوسف" وهو خطأ. وفي (ظ): "رشيد" وهو خطأ أيضاً. (¬2) البرجمي -بضم الموحدة من تحت، وسكون الراء المهملة، وضم الجيم-: هذه النسبة إلى البراجم، وهي قبيلة من تميم بن مر، وهي حلقب لخمسة بطون ... وانظر الأنساب 2/ 128، واللباب 1/ 133. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 89 - 90 برقم (11142)، والعقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 359 - ومن طريق العقيلي هذه أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 277، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 263 - من طريق جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال: حدثني =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = هارون بن هارون، عن مجاهد، عن ابن عباس ... وأخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2587 من طريق الوليد بن حماد بن جابر، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، بالإسناد السابق. وأخرجه البزار 1/ 107 برقم (191)، وابن أبي عاصم في السنة برقم (326، 950) من طريق عمر بن يونس، عن سعيد الحمصي، عن هارون بن هارون، بالإسناد السابق. نقول: هارون بن هارون ترجمه البخاري في الكبير 8/ 226 فقال: "هارون بن هارون، وليس بذاك". وروى ذلك عنه ابن عدي، والعقيلي. وقال ابن حبان في المجروحين 3/ 94: "هارون بن هارون بن عبد الله بن محرز بن الهدير التيمي القرشي ... ". وكما نسبه ابن حبان نسبه ابن عدي في الكامل 7/ 2586، والمزي في "تهذيب الكمال" وتبعه على ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب. والذهبي في ميزان الاعتدال 4/ 287. غير أن ابن حجر قال في "لسان الميزان" 6/ 182 - 183: "هارون بن هارون الأزدي أبو العلاء ... وقد أخرج ابن ماجه من رواية هارون بن هارون في السنن حديثاً من روايته عن الأعرج، وترجم المزي لهارون بن هارون التيمي. وكلام العقيلي، والمزي يوهم أنهما واحد. وليس كذلك لاختلاف نسبهما وطبقتهما". وقد سبق ابن حجر إلى التمييز بينهما ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 98 إذ ترجم "هارون بن هارون بن عبد الله التيمي الهديري ... "، ثم قال بعده: "هارون بن هارون، روى عن مجاهد، روى عنه محمد بن شعيب بن شابور. حدثنا عبد الرحمن قال: =

609 - وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَلاَكُ أُمَّتِي في ثَلاَثٍ: الْعَصَبِيَّةِ، وَالْقَدَرِيَّةِ، وَالرِّوَايَةٍ مِنْ غيْرِ ثَبَتٍ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ¬

_ = سئل أبو زرعة عنه فقال: لا أعرفه". والذي يقوي ما ذهب إليه ابن أبي حاتم، أن البزار قال أيضاً: "لا نعلمه بهذا اللفظ من وجه صحيح، وإنما ذكرناه إذ لا يحفظ من وجه أحسن من هذا. وهارون ليس بالمعروف بالنقل". وانظر أيضاً ما يلي، فقد سماه العقيلي بالاسم الذي ترجمه به ابن حجر في لسان الميزان. وأخرجه العقيلي أيضاً 4/ 359 من طريق يوسف بن موسى، حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا هارون بن هارون أبو العلاء الأزدي، عن عبد الله بن زيا، عن مجاهد، بالإسناد السابق. وقال: "هذا أشبه لأن عبد الله بن زياد بن سمعان يحتمل". نقول: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان متروك الحديث، وقد اتهمه أبو داود وغيره بالكذب. وانظر "الموضوعات" 1/ 277 - 278، واللآلئ المصنوعة 1/ 263. وميزان الاعتدال 4/ 287. وقد نسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 64 برقم (43952) إلى البزار. وابن أبي عاصم -تحرفت فيه إلى: حاتم- في السنة، والعقيلي. والطبراني في الكبير. وقال: "وضعف". وعند الطبراني "تَثَبُّتٍ". (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (29) - وفي الصغير 1/ 157 - 158 - ومن طريق الطبراني هذه أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 263 من طريق خلف -تحرفت في الأوسط إلى: خلد- بن الحسن الواسطي، =

33 - (باب النصح في العلم)

والصغير (¬1)، وفيه سويد بن عبد العزيز، وقد أجمعوا على ضعفه. 33 - (باب النصح في العلم) 610 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "نَاصِحُوا (¬2) في ¬

_ = حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي، حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه ... وهذا إسناد فيه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي منكر الحديث، وشيخه سويد بن سعيد ضعيف وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (1008) في "موارد الظمآن". وباقي رجاله ثقات، خلف بن الحسن هو ابن جوان الواسطي، قال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" ص (116) برقم (97): "لا بأس به". ونقل ذلك عنه الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 331. وقال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا سويد، تفرد به محمد بن إبراهيم". وأخرجه الطبراني أيضاً في الصغير 1/ 158 من طريق عبدان بن أحمد، حدثنا عبد القدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب، عن محمد بن إبراهيم الشامي، بالإسناد السابق. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 64 برقم (43952) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) ساقطة من (ظ). (¬2) يقال: ناصح فلاناً إذا نصح كل منهما الآخر أي: إذا أرشده إلى ما فيه صلاحه.

الْعِلْمِ، فَإنَّ خِيَانَةَ أَحَدِكُمْ في عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ في مَالِهِ، وَإنَّ الله مُسَائِلُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ¬

_ (¬1) في الكبير 11/ 270 برقم (11701)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 43 من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا مصعب بن سلام، عن أبي سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وأبو سعد البقال هو سعيد بن المرزبان ضعيف مدلس. وأورد الخطيب في تاريخه 3/ 43 عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي أنه سأل محمد بن عثمان بن أبي شيبة: "ما هذا الاختلاف الذي وقع بينكما؟ -بينه وبين محمد بن عبد الله الحضرمي مطين- قال: روى مطين، عن عبيد بن يعيش ... ". وذكر هذا الحديث، ثم قال: "فقال: غلط فيه مطين، وإنما هو مصعب بن سلام، عن أبي سعيد، وليس هو أبا سعد. قال: وإنما رواه مطين فقال: عن أبي سعد يريد البقال. ورويت أنا فقلت: عن أبي سعيد عبد القدوس بن حبيب. فقلت له: عَمّن رويت؟ فقال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا مصعب بن سلام قال: حدثنا عبد القدوس بن حبيب الدمشقي أبو سعيد الدمشقي، عن عكرمة ... وذكر الحديث، ثم ذكر فيها: "حدثنا عمار بن رجاء قال: حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا مصعب بن سلام، عن أبي سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس ... وحدثنا مطين، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا مصعب بن سلام، عن أبي سعيد، عن عكرمة، فذكر مثله. قال أبو نعيم: وقلت: إن الصواب فيما رواه محمد بن عثمان، وإنه لم =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = يغلط فيما رد على مطين من روايته عن عبيد بن يعيش. قال أبو نعيم: وهذا سماعي قديماً، ثم سمعت من مطين الحضرمي هذا الحديث بعد ذلك بعشرين سنة في فوائد الحاج قال: حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا مصعب بن سلام. عن أبي سعد -قال أبو جعفر الحضرمي: يعني عبد القدوس بن حبيب الدمشقي- عن عكرمة، عن ابن عباس. كأن الحضرمي ينبه بذلك وقال: -يعني عبد القدوس- ولم يقل عن أبي سعيد. وقال: عن أبي سعد، فأقر سعداً على حاله، ولم يقر الاسم". وعبد الملك بن محمد هو الاستراباذي، قال الخطيب في تاريخه 10/ 428: "وكان أحد أئمة المسلمين، ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتورع، وضبط وتيقظ ... ". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 643: "إسحاق بن أبي إسرائيل وغيره قالا: حدثنا عبد القدوس، عن عكرمة ... " وذكر هذا الحديث. وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 46. وعبد القدوس بن حبيب لم يفصح ابن المبارك بقوله: كذاب إلا لعبد القدوس. وقال الفلاس: "أجمعوا على ترك حديثه". وقال ابن عدي في كامله 5/ 1981: "أحاديثه منكرة الإسناد والمتن". وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 20 من طريق الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي، حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري، حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا الحسن بن زياد، عن يحيى بن سعيد الحمصي، عن إبراهيم بن محمد، عن الضحاك، عن ابن عباس ... وهذا إسناد تالف. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 242 برقم (29285، 29286) إلى الطبراني في الكبير، وإلى أبي نعيم في "حلية الأولياء" وعندهم "تناصحوا".

34 - (باب الاحتراز في رواية الحديث)

وفيه أبو سعد (¬1) البقال، قال أبو زرعة: لين الحديث مدلس. قيل: هو صدوق. قَالَ: نعم. كان لا يكذب، وقال أبو هشام الرفاعي: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا أبو سعد (¬2) البقال، وكان ثقة، وضعفه شعبة لتدليسه، والبخاري، ويحيى بن معين، وبقية رجاله (ظ: 23) موثقون. 34 - (باب الاحتراز في رواية الحديث) 611 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَحَادِيثَ سَمِعْتُهَا وَحَفِظْتُهَا، مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ بِهَا إلاَّ أَنَّ أَصْحَابِي يُخَالِفُونِي فِيهَا. رواه الطبراني (¬3) في الكبير، ورجاله موثقون. 612 - وَعَنْ أَبِي إِدْرِيسٍ الْخَوْلاَنِي قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ إذَا فَرَغَ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: هذَا، أَوْ نَحْوُهُ. أَوْ شَكْلُهُ. ¬

_ (¬1) في (ظ): "سعيد". (¬2) في (ظ): "سعيد". (¬3) في الكبير 8/ 105 برقم (195) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا أبو هلال، عن حميد بن هلال، عن عمران بن حصين ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حميد بن هلال لم يسمع عمران بن حصين والله أعلم. وأبو هلال هو محمد بن سليم الراسبي.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله ثقات. 613 - وَعَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ (¬2). أَيْ مُطرِّفُ، وَالله إنْ كنْتُ لأرَى أَنِّي لَوْ شِئْتُ حَدَّثتُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَيْنِ (مص: 223) مُتَتَابِعَيْنِ لاَ أُعِيدُ حَدِيثاً، ثُمَّ لَقَدْ زَادَنِي بُطْئاً عَنْ ذلِكَ وَكَرَاهِيَةً لَهُ أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، أَوْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - شَهِدْتُ كَمَا شَهِدُوا، وَسَمِعْتُ كَمَا سَمِعُوا ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. ولكن أخرجه الخطيب في الكفاية ص (205 - 206) من طريق الحسين بن علي بن محمد بن أحمد بن بشار السابوري بالبصرة، قال: حدثنا محمد بن أحمد محمويه العسكري، قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن أبي منصور السكوني قال: حدثنا محمد بن الوزير وعمرو بن عثمان قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء، عن بُسْر بن عُبَيْد الله، عن أبي إدريس الخولاني ... وهذا إسناد ضعيف عندي، فيه من لم أعرفه، وفيه عنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس. وأخرجه الخطيب أيضاً في الكفاية ص (205) من طريق عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزار قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، قال: حدثنا علي بن شعيب، قال: حدثنا معن قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي الدرداء أنه كان إذا حدث الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم فرغ منه قال: الله إلا هكذا، فكشكله. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لانقطاعه: ربيعة بن يزيد لم يسمع أبا الدرداء، وفيه من لم أجد له ترجمة. (¬2) في (ظ): "حصين".

يُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ [مَا هِيَ كَمَا يَقُولُونَ، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَأْلُونَ عَنِ الْخَيْرِ فَأَخَافُ أَنْ يُشَبَّهَ لِي كَمَا] (¬1) شُبِّهَ لَهُمْ، فَكَانَ أَحْيَاناً يَقُولُ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ صَدَقْتُ. وَأَحْيَاناً يَعْزِمُ يَقُولُ: سمِعْتُ نَبِيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا. رواه أحمد (¬2)، وفيه أبو هارون الغنوي لم أر من ترجمه. قلت: ويأتي حديث عمر في باب فيمن كذب عليه - صلى الله عليه وسلم - (¬3). ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين زيادة من أحمد لتمام المعنى. (¬2) في المسند 4/ 433 من طريق إسماعيل، حدثنا أبو هارون الغنوي، عن مطرف قال: ... وهذا إسناد صحيح، أبو هارون الغنوي هو إبراهيم بن العلاء وثقه أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن معين، وأبو داود، والعجلي، والنسائي، والفلاس ... وانظر "الجرح والتعديل" 2/ 120، والكنى لمسلم ص (193)، والكنى للدولابي 2/ 151، 152، وتعجيل المنفعة ص (523 - 524). وإسماعيل هو ابن علية. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 4/ 433 من طريق نصر بن عليّ، حدثنا بشر بن المفضل، عن أبي هارون الغنوي قال: حدثني هانئ الأعور، عن مطرف، عن عمران، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه، وقال: "فحدثت به أبي -رحمه الله- فاستحسنه وقال: زاد فيه رجلاً". وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. هانئ الأعور ما رأيت فيه جرحًا. ووثقة ابن حبان 7/ 582 وانظر تعجيل المنفعة ص (429). (¬3) في (م) زيادة "وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ".

35 - (باب في ذم الكذب)

35 - (باب في ذم الكذب) 614 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا عَمَلُ الْجَنَّة؟ قَالَ: "الصِّدْقُ، إذَا (¬1) صَدَقَ الْعَبْدُ، بَرَّ، وَإذَا بَرَّ، آمَنَ، وَإذَا آمَنَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ". قَالَ: يَا رَسُولَ الله (¬2) مَا عَمَلُ النَّار؟. قَالَ: "الْكَذِبُ، إذَا الْعَبْدُ، فَجَرَ، وإذَا فَجَرَ، كفَرَ، وَإذَا كفَرَ، دَخَلَ -يَعْنِي: النَّارَ". رواه أحمد (¬3)، وفيه ابن لهيعة. 615 - وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ مِنْ خُلُقٍ أَبْغَضَ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - منَ الْكَذِبِ، وَمَا اطَّلَعَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ فَيَخْرُجُ مِنْ قَلْبِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ تَوْبَةً. رواه البزار (¬4)، وأحمد بنحوه، وفي رواية "لَمْ يَكُنْ مِنْ خُلُقٍ ¬

_ (¬1) في (ظ): "إذا". (¬2) سقط لفظ الجلالة من (ش). (¬3) في المسند 2/ 176 من طريق حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة. (¬4) في كشف الأستار 1/ 108 برقم (193)، وهو ليس على شرط الهيثمي. =

أَبْغَضَ إلَى أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ... ". رواه البزار (¬1) أيضاً، وإسناده صحيح. 616 - وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: فَقلت (¬2): يَا رَسُولَ الله، إنْ قَالَتْ إحْدَانَا لِشَيْءٍ تَشْتَهِيهِ (مص: 224): لاَ أَشْتَهِيهِ، يُعَدُّ ذَلِكَ كَذِباً؟. قَالَ: "إنَّ الْكَذِبَ يُكْتَبُ كَذِباً حَتَّى تُكْتَبَ الْكُذَيْبَةُ كُذَيْبَةً". رواه أحمد (¬3)، والطبراني في الكبير، في حديث طويل، ¬

_ = والحديث عند عبد الرزاق 11/ 158 برقم (20195) من طريق معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة -أو غيره- عن عائشة قالت: ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكذب. ولقد كان الرجل يكذب عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكذبة فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أنه أحدث منها توبة. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 6/ 152، والترمذي في البر والصلة (1974) باب: ما جاء في الصدق والكذب، والبزار 1/ 108 برقم (193) وليس عندهم شك. وإسنادهم صحيح. وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن". وانظر التعليق التالي. (¬1) في كشف الأستار 1/ 108 بعد الحديث ذي الرقم (193). وانظر التعليق السابق. (¬2) في (ظ): "قلت". (¬3) في المسند 6/ 452، 453، 458، 459، وابن ماجه في الأطعمة (3298)، والطبراني في الكبير 24/ 171 - 172 برقم (434، 435) =

وفي إسناده أبو شداد، عن مجاهد، قال في الميزان: لم يرو عنه سوى ابن جريج. قلت: قد روى عنه يونس بن يزيد الأيلي في هذا الحديث في المسند، فارتفعت الجهالة. 617 - وَعَنْ نَوَّاس (¬1) بن سَمْعَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثاً هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ، وَأَنْتَ بِهِ كَاذِبٌ". ¬

_ = من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت عميس ... بروايات، وهذا إسناد حسن، شهر بن حوشب فصلنا القول فيه عند الحديث (6370) في مسند الموصلي. وقال البوصيري في الزوائد: "إسناده حسن لأن شهراً مختلف فيه". وأخرجه أحمد 6/ 438، والطبراني في الكبير 24/ 155 - 156 برقم (400) من طريق عثمان بن عمر بن فارس، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال: حدثنا أبو شداد -عند أحمد: شداد- عن مجاهد، عن أسماء بنت عميس ... نقول: هذا حديث منكر لا يروى إلا من طريق أبي شداد. وهو خطأ لأن أسماء بنت عميس كانت وقت عرس عائشة في الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب. والإسناد منقطع فإننا لا نعرف لمجاهد رواية عن أسماء بنت عميس والله أعلم. وقد وهم الهيثمي رحمه الله فساق بالإسناد الثاني الحديث الأول، حديث أسماء بنت يزيد كما تقدم. (¬1) في (ش): "يونس" وهو تحريف.

رواه أحمد (¬1). عن شيخه عمر بن هارون، وقد وثقه قتيبة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. 618 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ لِصَبيٍّ: تَعَالَ هَاكَ، ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ، فَهِي (¬2) كَذْبَةٌ". رواه أحمد (¬3) من رواية الزهري، عن أبي هريرة، ولم يسمعه منه. ¬

_ (¬1) في المسند 4/ 183 من طريق ضمر بن هارون، عن ثور بن يزيد، عن شريح، عن جبير بن نفير الحضرمي، عن النواس بن سمعان ... وهذا إسناد فيه عمر بن هارون وهو متروك الحديث. وشريح هو ابن عبيد. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 620 برقم (8210) إلى أحمد، والطبراني في الكبير. فهو إذاً في الجزء المفقود من هذا المعجم. ويشهد لحديثنا حديث سفيان بن أسيد عند أبي داود في الأدب (4971) باب: في المعاريض، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (393)، وابن عدي في الكامل 4/ 1422 من طريق بقية بن الوليد، عن ضبارة بن مالك الحضرمي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن سفيان بن أسيد الحضرمي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: بمثله. وإسناده ضعيف. (¬2) في (ش): "فهو". (¬3) في المسند 2/ 452 من طريق حجاج، حدثنا ليث، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يدرك أبا هريرة. وحجاج هو ابن محمد، والليث هو ابن سعد، وعُقَيل هو ابن خالد.

619 - وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنتِ يَزِيدَ أَنَّهَا سَمِعْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَايَعُوا في الْكَذِبِ كَمَا يَتَتَايَعُ الْفَرَاشُ في النَّارِ؟ ". رواه أحمد (¬1)، وفيه شهر بن حوشب، وهو مختلف فيه. ¬

_ (¬1) في المسند 6/ 454، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 22 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا داود بن عبد الرحمن، عن ابن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد ... وعنده زيادة: "كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال: رجل كذب على امرأته ليرضيها، أو رجل كذب في خديعة حرب، أو رجل كذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما". وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب فهو عندنا حسن الحديث كما قدمنا. والتتايع: الوقوع في الشر من غير فكرة ولا روية، والمتابعة عليه، ولا يكون في الخير. وأخرجه الطبراني في الكبير 24/ 166 برقم (422) من طريق سعيد بن أبي مريم، حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، به. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (419، 420، 421) من طريق يحيى بن سليم، وسفيان، وزهير، جميعهم حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، بالإسناد السابق. ورواية سفيان مقتصرة على الزيادة التي تقدمت في مسند أحمد: وقد أخرج الزيادة المذكورة: ابن أبي شيبة 9/ 84 - 85، وأحمد 6/ 459، 460 - 461، والترمذي في البر والصلة (1940) باب: ما جاء في إصلاح ذات البين. وانظر كنز العمال 3/ 634 برقم (8265) حيث نسبه إلى أحمد، وإلى ابن جرير، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان.

36 - (باب فيمن كذب على رسول الله)

36 - (باب فيمن كذب على رسول الله) 620 - عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، أَوْ رَدَّ شَيْئاً أَمَرْتُ بِهِ، فَلْيَتَبَوَّأ بَيْتاً في جَهَنَمَ". رواه أبو يعلى (¬1)، والطبراني في الأوسط، وفيه جارية بن هرم ¬

_ (¬1) في المسند 1/ 74 - 75 برقم (73)، وفي معجم شيوخه برقم (265)، والطبراني في الأوسط 3/ 400 برقم (859) -وهو في مجمع البحرين ص (29) - وابن عدي في الكامل 2/ 597 من طريق عمرو بن مالك الراسبي. وأخرجه العقيلي في الضعفاء 1/ 203 من طريق محمد بن زنجويه. حدثنا يحيى بن بسطام المصفر. وأخرجه ابن عدي في كامله 2/ 597، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 51 من طريق علي بن قرين، وموسى بن هارون. جميعهم حدثنا جارية بن هرم الفقيمي قال: حدثنا عبد الله بن بسر الحبراني -تحرفت في الأوسط إلى: الحرَّاني- قال: سمعت أبا كبشة الأنماري يحدث عن أبي بكر الصديق ... وجارية متروك الحديث، وشيخه عبد الله بن بسر الحبراني ضعيف. وقد أقحم في إسناد الموصلي -في المسند- "عبد الله بن دارم". وأورده الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 386 من طريق أبي يعلى في المسند وفي إسناده "حدثنا عبد الله (بن دارم، حدثنا عبد الله) بن بسر الجبراني ... " وقال المحقق عما بين حاصرتين: "زيادة من (ل) ". وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 2/ 92. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 234 برقم (29236) إلى أبي يعلى. =

الفقيمي (¬1)، وهو متروك الحديث. 621 - وَعَنْ دُجَيْنٍ أَبِي الْغُصْنِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ أَسْلَمَ مَوْلَى (مص: 225) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ عُمَرَ. فَقَالَ: لاَ أَسْتَطِيعُ أَخَافُ أَنْ أَزِيدَ أَوْ أَنْقُصَ. كُنَّا إذَا قُلْنَا لِعُمَرَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَخَافُ أَنْ أَزِيدَ حَرْفاً أَوْ أَنْتَقِصَ (¬2)، أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَهُوَ في النَّارِ". رواه أحمد (¬3)، وأبو يعلى، إلا إنه قال: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ في النَّارِ". وفيه دُجَين بن ثابت أبو الغصن، وهو ضعيف ليس بشيء. ¬

_ = وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 543 من طريقين: حدثنا عمار بن هارون أبو ياسر، حدثنا القاسم بن عبد الله العمري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن أبي بكر الصديق ... وهذا إسناد ضعيف. (¬1) الفقيمي -بضم الفاء، وفتح القاف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحت-: هذه النسبة إلى بني فُقَيم ... وانظر الأنساب 9/ 324؛ واللباب 2/ 437 - 438. (¬2) في (ظ، ش): "أنقص" وفي (ظ) زيادة "حرفاً". (¬3) في المسند 1/ 47 - وهي الرواية الأولى- من طريق أبي سعيد. وأخرجها العقيلي في الضعفاء 2/ 46، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 107، وابن عدي في الكامل 3/ 972 - 973، من طريق مسلم ابن إبراهيم. =

622 - وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لاَ أَكُونَ أَوْعَى أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَلكِنِّي أَشْهَدَ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَعْنِي: قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَالَ عَلَيَّ كَذِباً، فَلْيَتَبَوَّأُ بَيْتاً (¬1) في النَّارِ". رواهما أحمد، وأبو يعلى، والبزار. وفي رواية البزار: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ ¬

_ = وأخرجها الخطيب أيضاً في "تاريخ بغداد" 7/ 54 - 55 من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا بشر بن محمد بن أبان. جميعهم حدثنا دجين بن ثابث أبو الغصن البصري قال: دخلت المدينة ... وهذا إسناد ضعيف، دجين وهَّاه ابن معين، وقال النسائي: "ليس بثقة". وضعفه أبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبان. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 627 برقم (8239) إلى أحمد، وانظر الحديث (8238) فيه من أجل عدد الصحابة الذين رووا هذا الحديث. وأخرج الرواية الثانية أبو يعلى في المسند 1/ 221، 222 برقم (259، 260) والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 330 برقم (563)، وإسنادها ضعيف، ولتمام التخريج انظر المسند المذكور. وانظر "المطالب العالية" 3/ 136 برقم (3086). (¬1) في (ش): "مقعداً".

مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (¬1). وكذلك أبو يعلى، وهو حديث رجاله رجال الصحيح، والطريق الأول فيها عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ضعيف وقد وثق. ¬

_ (¬1) أخرج الرواية الأولى: الطيالسي 1/ 38 برقم (92)، وأحمد 1/ 65، والبزار 1/ 113 برقم (205)، وابن عدي في كامله 1/ 17 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت عثمان بن عفان ... وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد بينا أنه حسن الحديث عند الرقم (2352) في موارد الظمآن. وقال البزار: "رواه عن عثمان: عامر، ومحمود بن لبيد". ورواية محمود هي الرواية الثالثة. وأخرج الرواية الثانية: أحمد 1/ 70 من طريق عبد الكبير بن عبد المجيد أبي بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تعمد علي كذباً، فليتبوأ بيتاً من النار". وهذا إسناد صحيح. وأما رواية أبي يعلى فهي في الكبير، وهو مفقود. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 221 من طريق إسحاق بن راهوية، أنبأنا أبو جعفر الحنفي، أنبأنا عبد الحميد، بالإسناد السابق. وأخرج الرواية الثالثة: البزار 1/ 113 برقم (206) من طريق محمد بن المثنى، حدثنا أبو بكر الحنفي، بإسناد أحمد السابق. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب 1/ 329 برقم (562) من طريق محمد بن الحسن النيسابوري، حدثنا القاضي محمد بن أحمد أبو طاهر، حدثنا محمد بن عبدوس. أخبرنا ابن حميد، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا أبو مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان ابن عثمان قال: ... وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي.

623 - وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَؤَأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". قُلْتُ: له في الصحيح: "لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ (¬1) عَلَيَّ، يَلِجِ النَّارَ" (¬2). رواه الطبراني (¬3) في الصغير، وفيه الربيع بن بدر، وقد أجمعوا على ضعفه. ¬

_ (¬1) في (ظ): "كذب". (¬2) أخرجه الطيالسي 1/ 38 برقم (93)، وأحمد 1/ 83، 123، 150، والبخاري في العلم (106) باب: إثم من كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومسلم في المقدمة (1) باب: تغليظ الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأبو يعلى برقم (513، 627)، وانظرهما لتمام التخريج. والترمذي في العلم (2662) باب: ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وابن ماجه في المقدمة (31) باب: التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 115، والبيهقي في "شعب الإيمان" 4/ 211 برقم (4826). (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (28) - وفي الصغير 2/ 55 - ومن طريق الطبراني هذه أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 118 - من طريق محمد بن محبوب العسكري الزعفراني، حدثنا قيس بن حفص الدارمي، حدثنا الربيع بن بدر، عن راشد أبي محمد الحماني، عن الحسن، عن قيس بن عُبَاد، عن علي ... وهذا إسناد فيه الربيع بن بدر، وهو متروك، وشيخ الطبراني ذكر أمام الدراقطني فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. انظر سؤالات الحاكم للدارقطني ص (147) برقم (204). =

624 - وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". ¬

_ = وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 117 من طريق مهدي بن عيسى الواسطي، حدثنا الربيع بن بدر، بالإسناد السابق. وقال الطبراني: "لم يروه عن قيس بن عباد إلا الحسن، ولا عنه إلا راشد، تفرد به قيس بن حفص عن الربيع بن بدر". وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 1/ 130، والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 326 برقم (553) من طريق عبد الأعلي بن حماد النرسي، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي ... وهذا إسناد ضعيف، عبد الأعلي بن عامر الثعلبي ضعيف، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (2338) في مسند الموصلي. وأخرجه أحمد 1/ 78، وأبو يعلى في المسند 1/ 383 برقم (496) من طريق محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحماني، عن علي ... وهذا إسناد جيد. وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 536 من طريق أحمد بن الحسين بن عبد الصمد، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن الأجلح، عن الأعمش، بالإسناد السابق. وأخرجه ابن ماجه في المقدمة (31)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 115 من طريق شريك وسليمان بن قرم الضبي، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن علي ... ورواية ابن ماجه: "لا تكذبوا علي فإن الكذب عليَّ يولج النار". وهذا إسناد حسن أيضاً. وانظر التعليق السابق لتمام التخريج.

رواه أبو يعلى، وفيه الفضل بن سُكَيْن، كذبه يحيى بن معين (¬1)، والطبراني (¬2) (مص: 226) في الكبير، وإسناده حسن. ¬

_ (¬1) من قوله: "وفيه الفضل". إلى هنا جاءت في (ظ، ش) بعد قوله "والطبراني في الكبير" ومعها زيادة: "وله عندهما إسنادان وأحدهما رجاله موثقون". وهذه العبارة ستأتي في التعليق على حديث سعيد بن زيد القادم. وقد أخرج هذا الحديث أبو يعلى 2/ 7 برقم (631) -ومن طريق أبي يعلى هذه أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1133 - من طريق الفضل بن سُكَينْ بن سُخَيْت، حدثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدثني أبي، عن جدي قال: حدثني موسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد الله ... وهذا إسناد تالف الفضل بن سكين كذبه ابن معين وقد فصلنا القول فيه في معجم شيوخ أبي يعلى برقم (283). وأيوب بن سليمان بن عيسى ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 248 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وما رأيت فيه جرحاً، فهو على شرط ابن حبان، وقد حسن الهيثمي حديثه. وسليمان بن عيسى ما وجدت له ترجمة. وانظر الطريق التالي. (¬2) في الكبير 1/ 114 برقم (204) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة ... وهذا إسناد فيه من لم أجد له ترجمة. وانظر الإسناد السابق. وعند الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 25 طريق مسلسل بالآباء، وفيه من لم أجد له ترجمة.

625 - وَعَن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ كَذِباً عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ. مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ في النَّارِ". رواه البزار (¬1)، وأبو يعلى (¬2)، وله عندهما إسنادان: أحدهما رجاله موثقون (¬3). 626 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّ الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ، يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ في النَّارِ". رواه أحمد (¬4)، والبزار، والطبراني في الكبير، ورجال ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 114 برقم (208) وأبو يعلى في المسند 2/ 257 برقم (966) من طريق عبد الواحد -تحرفت عند البزار إلى: عبد الرحمن- بن زياد، حدثنا صدقة بن المثنى النخعي، حدثني جدي رياح بن الحارث، عن سعيد بن زيد ... وهذا إسناد صحيح. ونسبه المتقي في الكنز 3/ 625 برقم (8233) إلى أبي يعلى. (¬2) في (ظ، ش) زيادة "وإسناده حسن". وهي مقحمة هنا خطأ. (¬3) من قوله: "وله عندهما" إلى هنا ساقطة من (ش، ظ). (¬4) في المسند 2/ 103، 144، والبزار 1/ 114 برقم (210)، وأبو يعلى في المسند 9/ 333 برقم (5444) من طريق محمد بن عبيد، حدثنا =

أحمد (¬1) رجال الصحيح. وَلَهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِي (¬2) في الْكَبِير، والأوْسَطِ أَيْضاً، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، بَنَى الله لَهُ بَيْتاً مِنَ النَّارِ". وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ. ¬

_ = عبيد الله بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمر ... وهذا إسناد صحيح، محمد بن عبيد هو الطنافسي. وعبيد الله بن عمر هو العمري. وأخرجه أحمد 2/ 22، والطبراني في الكبير 12/ 293 برقم (13154) من طريق أبي أسامة، حدثنا عبيد الله بن عمر، بالإسناد السابق. وانظر الطريق التالي. (¬1) في (ظ): "ورجاله رجال الصحيح". (¬2) في الكبير 12/ 293 برقم (13153)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (29) -، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 138 من طريق قتيبة بن سعيد، حدثنا فضيل بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، بالإسناد السابق. وأخرجه الشافعي في الرسالة برقم (1092)، والخطيب في تاريخ بغداد 3/ 238 من طريق يحيى بن سليم، وسعيد بن سلام البصري، كلاهما حدثنا عبيد الله بن عمر العمري -عند الخطيب: عبد الله- بالإسناد السابق. وعند الخطيب 7/ 418 طريق أخرى. وانظر كنز العمال 3/ 626 برقم (8237) حيث نسب إلى أحمد. =

627 - وَعَنْ مُعَاوِيةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه أحمد (¬1)، والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. 628 - وَعَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ: أَنَّهُ قَالَ لِلْمُختَارِ: هذَا رَجُلٌ كَذَّابٌ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه أحمد (¬2)، وأبو يعلى، ولفظه عند البزار: "مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". ¬

_ = وقال الطبراني: "لم يروه عن فضيل إلا قتيبة". (¬1) في المسند 4/ 100 - ومن طريق أحمد هذه أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 392 - 393 برقم (922) - والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 130، و7/ 19، و8/ 402 من طريق روح، حدثنا شعبة، عن أبي الفيض، عن معاوية بن أبي سفيان ... وهذا إسناد صحيح، روح هو ابن عبادة، وأبو الفيض هو موسى بن أيوب الشامي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 626 برقم (8238) إلى أحمد. (¬2) في المسند 5/ 292، وأبو يعلى في المسند أيضاً 12/ 283 برقم (6868)، والبزار 1/ 116 برقم (213)، والطبراني في الكبير 4/ 189 برقم (4100)، والخطيب في "تاريخ بغداد " 8/ 68 وابن عدي في الكامل 3/ 893 من طريق محمد بن بشر، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة، عن مسلم مولى خالد بن عرفطة، عن =

رواه الطبراني في الكبير، نحو أحمد، وفيه مسلم مولى خالد بن عرفطة، لم يرو عنه إلا خالد بن سلمة. 629 - وَعَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ: أَنَّ أَبَا مُوسَى الْغَافِقِيّ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِّي يُحَدِّثَ عَلَى الْمِنْبَرِ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أحَادِيثَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إنَّ صَاحِبَكُمْ هذَا لَحَافِظُ أَوْ هَالِكٌ إنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ آخِرَ مَا عَهِدَ إلَيْنَا أَنْ قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ الله، وَسَتَرْجِعُونَ إلَى قَوْمٍ (¬1) يُحِبُّونَ الْحَدِيثَ عَنِّي فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ في النَّارِ، وَمَنْ حَفِظَ شَيْئاً، فَلْيُحَدِّثْ بِه". [رواه أحمد (¬2) والبزار، والطبراني في الكبير (مص: 227)، ¬

_ = خالد بن عرفطة ... وهذا إسناد جيد. وقد تحرف "مسلم" عند البزار إلى "موسى". كما سقط من إسناد الخطيب "عن خالد بن عرفطة". ولتمام التخريج انظر مسند الموصلي. وطبقات خليفة ص (122). ورواية الطبراني مثل رواية أحمد. (¬1) في (ش): "يوم" وهو تحريف. (¬2) في المسند 4/ 334 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 308 - وابن الضريس في "فضائل القرآن" ص (45 - 46) برقم (57) من طريق قتيبة بن سعيد. وأخرجه الطبراني في الكبير 19/ 295 - 296 برقم (675) من طريق روح بن الفرج، حدثنا يحيى بن بكير. كلاهما: حدثنا الليث بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحضرمي الغافقي -تحرف (ميمون) عند أحمد إلى =

ورجاله ثقات] (¬1). 630 - وَعَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي رُقَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَمَالَكُمْ في الْعَصْبِ وَالْكَتَّانِ مَا يُغْنِيكُمْ عَنِ الْحَرَيرِ؟ وَهذَا رَجُلٌ فِيكُمْ يُخْبِرُكُمْ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قُمْ يَا عُقْبَةُ. فَقَامَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ (¬2) فَقَالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ ¬

_ = (معين) - أن أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر الجهني ... وهذا إسناد صحيح إن كان يحيى بن ميمون سمعه من أبي موسى. وأخرجه البزار 1/ 117 برقم (216) من طريق عمرو بن حفص الشيباني، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، بالإسناد السابق. وقال البزار: "لا نعلم لهذا الحديث إلا هذا الإسناد، ولأبي موسى الغافقي حديث آخر لم يصح عندي فأمسكت عنه". وحديث أبي موسى أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 113 من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن يحيى بن ميمون الحضرمي أخبره عن أبي موسى الغافقي قال: آخر ما عهد إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثله. وهذا إسناد صحيح أيضاً إن كان يحيى بن ميمون سمعه من أبي موسى والله أعلم. وانظر الاستيعاب 12/ 160، وأسد الغابة 5/ 30، والإصابة 12/ 35، وكنز العمال 1/ 197 برقم (995). (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (ش). (¬2) سقط من (ظ): "فقام عقبة بن عامر".

مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ في الدُّنْيَا حَرَمَهُ أَنْ يَلْبَسَهُ في الآخِرَةِ". رواه أحمد (¬1)، والطبراني في الكبير، وأبو يعلى، ورجالهم ثقات. ¬

_ (¬1) في المسند 4/ 156، وأبو يعلى في المسند 3/ 289 - 290 برقم (1751) من طريق هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن هشام بن أبي رقية قال: ... وهذا إسناد جيد، هشام بن أبي رقية فصلنا القول فيه عن الحديث (1461) في "موارد الظمآن". وقد استوفينا تخريجه في "موارد الظمآن" برقم (1461). وأخرجه الطبراني في الكبير 17/ 327 برقم (904) من طريق أبي يزيد القراطيسي، حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا ابن وهب، بالإسناد السابق. وانظر أيضاً الحديث (832، 843) في المعجم المذكور. وأخرج الجزء الأخير منه: الطبراني في الكبير 17/ 328 برقم (905)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (402) - من طريق زيد بن يحيى بن عبيد، والفريابي، عند عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبي مريم: أنه سمع هشام بن أبي رقية ... ويشهد له حديث عبد الله بن الزبير في الصحيح، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي برقم (6815، 6817)، وحديث أنس، وقد خرجناه أيضاً في المسند المذكور برقم (3930)، وحديث الخدري وقد استوفينا تخريجه في "موارد الظمآن" برقم (1462). =

631 - وَعَنْ أَبِي حَيَّان التَّيْمِي، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَم، فَلَمَّا جَلَسْنَا إلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً. قَالَ يَزِيدُ: ابْنُ حَيَّان: حَدَّثَنَا زَيْدُ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ قَالَ: بَعَثَ إلَيَّ عُبَيْدُ الله بْنُ زِيادٍ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا أَحَادِيث تَحُدِّثُ بِهَا وَتَرْوِيهَا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لاَ نَجِدُهَا في كِتَابِ الله؟. تُحَدِّثُ أَنَّ لَهُ حَوْضاً في الْجنَّةِ؟. قَالَ: قَدْ (¬1) حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَوَعَدَنَاهُ. فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَلكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ. قَالَ: إنِّي قَدْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وَمَا كَذَبْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه أحمد (¬2)، والطبراني في الكبير، ¬

_ = والعَصْبُ: برود يمينة يجمع غزلها ويشد ثم يصبغ وينسج فيأتي مَوْشياً لبقاء ما عصب منه أبيض لم يأخذه صبغ. ويقال: بردٌ عصبٌ، وبردُ عصب بالتنوين والإضافة. وقيل: هي برود مخططة. والعَصْب: الفتل، والعصاب: الغَزَال. (¬1) سقطت من (ظ). (¬2) في المسند 4/ 367 - ومن طريق أحمد هذه أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 181 برقم (5108) - من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي =

والبزار (¬1)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = حيان، عن عمه ... وهذا إسناد صحيح، أبو حيان هو يحيى بن سعيد بن حيان، وعمه هو يزيد بن حيان. وأخرجه البزار 1/ 117 برقم (217)، والطبراني برقم (5021) من طريق جرير بن عبد الحميد، حدثنا أبو حيان التيمي، به. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (5019، 5022) من طريق مسدد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيان، به. وهذا إسناد صحيح أيضاً. وأخرجه الطبراني برقم (5020) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يعلي بن عبيد، عن أبي حيان التيمي، به. وإسناده صحيح. وأخرجه الحاكم 1/ 77 من طريق ... محمد بن عبد الوهاب، حدثنا جعفر بن عون، أنبأنا أبو حيان، به. وصححه على شرط مسلم، وأقره الذهبي. وليس الحال كذلك، محمد بن عبد الوهاب هو أبو أحمد العبدي الفراء ليس من رجال أي من الشيخين. روى له النسائي، وهو ثقة. وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (5055)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (29) - من طريق موسى بن عثمان الحضرمي. عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم ... وهذا إسناد ضعيف، موسى بن عثمان الحضرمي قال أبو حاتم: "متروك". وقال ابن عدي في الكامل 6/ 2348: "حديثه ليس بالمحفوظ". وانظر لسان الميزان 6/ 125. (¬1) سقطت من (ظ).

632 - وَعَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الأنْصَارِيّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ [كَذْبَةً] (¬1) مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأُ مَضْجَعاً مِنَ النَّارِ (مص: 228) أَوْ بَيْتًا في جَهَنَّمَ". رواه أحمد (¬2)، وفيه ابن لهيعة، ورجل لم يسم. 633 - وَعَنْ عَبْدِ الله، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه البزار (¬3)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) ما بين حاصرتين من مسند أحمد. (¬2) في المسند 3/ 422، وأبو يعلى في المسند 3/ 26 برقم (1436) من طريق ابن لهيعة قال: حدثنيه ابن هبيرة، قال سمعت شيخاً من حمير يحدث أبا تميم الجيشاني أنه سمع قيس بن سعد بن عبادة ... وهذا إسناد ضعيف، فيه ابن لهيعة، وفيه أيضاً جهالة الشيخ الحميري. (¬3) في كشف الأستار 1/ 114 برقم (209)، والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 339 برقم (560) وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 147 من طريق يونس بن بكير، حدثنا الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله ... وهذا إسناد صحيح. وفي إسناد أبي نعيم "أبي عمار" شيخاً لطلحة بن مصرف. وهو عريب بن حميد، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه الطيالسي 1/ 38 برقم (94)، والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 324 برقم (561) من طريق شعبة، أخبرني سماك قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه عبد الله ... وهذا إسناد جيد، عبد الرحمن بينا أنه سمع من أبيه عند الحديث =

قلت: وهو عند الترمذي، والنسائي (¬1)، دون قوله: "لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ". 634 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ أَفْرَى الْفِرَى مَنْ أَرَى عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ. وَمِنْ أَفْرَى الْفِرَى مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ". قلت: في الصحيح (¬2) طرف من أوله. رواه البزار (¬3)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = (4984) في مسند الموصلي. وأخرجه الخطيب 3/ 50 من طريق عباد بن يعقوب الرواجني، أخبرنا شريك، عن سماك، بالإسناد السابق. وأخرجه القضاعي برقم (547)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 263 من طريقين: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله ... وهذا إسناد ضعيف. وعند الخطيب 13/ 439 طريق أخرى. وانظر التعليق التالي لتمام التخريج. وقال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث طلحة، والأعمش، لم يروه مجوداً مرفوعاً إلا يونس بن بكير". (¬1) وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 9/ 162 برقم (5251)، وفي موارد الظمآن برقم (1844). (¬2) عند البخاري في التعبير (7043) باب: من كذب في حلمه. (¬3) في كشف الأستار 1/ 115 برقم (211) من طريق محمد بن مسكين، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا نافع بن يزيد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر ... =

635 - وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ في رِوَايَةِ حَدِيثٍ، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". قلت: هو في الصحيح (¬1) خلا قوله: "في رِوَايَةِ حَدِيثٍ". رواه البزار (¬2)، وفيه عائذ بن شريح وهو ضعيف. ¬

_ = وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الصحيح ما قال الهيثمي. والوليد بن أبي الوليد فصلنا القول فيه عند الحديث (685) في "موارد الظمآن". ونسبه المتقي في كنز العمال 15/ 377 برقم (41456) إلى أحمد. وأفرى اسم تفضيل على وزن أفعل، أي: أعظم الكذبات، والفرى -بكسر الفاء والقصر-: جمع فرية، وهي الكذبة العظيمة التي يتعجب منها، ونسبة الكذبات إلى الكذب للمبالغة مثل قولهم: ليل أليل. (¬1) عند البخاري في العلم (108) باب: إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعند مسلم في المقدمة (2) باب: تغليظ الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 5/ 288 برقم (2909) فارجع إليه إن كنت ممن يحبون الإطالة، وانظر أيضاً الطيالسي 1/ 38 برقم (97)، والطبراني في الأوسط 2/ 534، 555 برقم (1918، 1951)، ومسند الشهاب 1/ 325، 330 برقم (548، 564). وانظر حاشية الإحياء 1/ 38، "والموضح بين الجمع والتفريق" 1/ 388 - 389، و2/ 259، ومعجم الشيوخ للذهبي 1/ 384 برقم (432). (¬2) في كشف الأستار 1/ 115 برقم (212) من طريق أحمد بن عمرو بن عبيدة القصري، حدثنا بكر بن بكار، حدثنا عائذ بن شريح، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف بكر بن بكار وشيخه ضعيفان، وشيخ البزار ... ما وجدت له ترجمة. وانظر التعليق السابق.

636 - وَعَنْ عِمْرَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه البزار (¬1)، وفيه عبد المؤمن بن سالم، ولم يرو عنه غير مطرف بن محمد. ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 116 برقم (215)، والعقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 93 من طريق عبد المؤمن بن سالم، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد، عن عمران بن حصين ... وهذا إسناد ضعيف، عبد المؤمن بن سالم ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 66 وقال: "سئل عنه أبو زرعة فلم يعرفه. وذكر له حديثاً رواه عن هشام بن حسان فقال: باطل". وقال العقيلي في الضعفاء 3/ 93: "بصري لا يتابع على حديثه، ثم ساق له هذا الحديث وقال: "لا يحفظ هذا الحديث عن عمران بن حصين إلا عن هذا الشيخ. فأما متن الحديث ففيه عن جماعة من الصحابة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسانيد صحاح". ونقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 670 ما قاله العقيلي في البداية، وتابعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 75. وقال البزار: "لا نعلمه عن عمران إلا من هذا الوجه، ولم يحدث عن عبد المؤمن إلا مطرف". يعني: ابن محمد السكري. نقول: بل روى عنه أيضاً مطر بن محمد بن الضحاك كما جاء عند العقيلي، والله أعلم. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 224 - 225 من طريق محمد بن مكي المروزي، أخبرنا ابن المبارك، عن أبي هلال محمد بن سليم، عن حميد بن هلال، عن عمران بن حصين ... وهذا إسناد =

637 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إلَى [صِهْرٍ لَنَا مِنْ أَسْلَمَ مِنْ أَصْحَابِ] (¬1) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلاَلُ، الصَّلاَةَ". قَالَ: قُلْتُ: أَسَمِعْتَ ذَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟. فَغَضِبَ وَأَقْبَلَ يُحَدِّثُهُمْ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رَجُلاً إلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ، قَالَ: لَهُمْ: إنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنِي أَنْ أَحْكُمَ في نِسَائِكُمْ بِمَا شِئْتُ. فقالوا: سَمْعًا وَطَاعَةً لأَمْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَبَعَثُوا رَجُلاً إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إنَّ فُلاَناً جَاءَنَا فَقَالَ: إنَّ النَّبِيَّ (¬2) - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنِي أَنْ أَحْكُمَ في نِسَائِكُمْ فَإنْ كَانَ عَنْ أَمْرك، فَسَمْعاً (¬3) وَطَاعَةً، (مص: 229) وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذلِكَ فَأَحْبَبْنَا أَنْ نُعْلِمَكَ. فَغَضَبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَبَعَثَ رَجُلاً مِنَ الأنْصَارِ وَقَالَ: "اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ وَأَحْرِقْهُ بِالنَّارِ". ¬

_ = حسن من أجل أبي هلال الراسبي، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (2863) في مسند الموصلي، ومحمد بن مكي المروزي روى عنه جماعة، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 9/ 78، 91 وقال في المكان الأول: "مستقيم الأمر في الحديث". (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (ش). (¬2) في (ش): "رسول الله". (¬3) في (ظ): "سمعاً".

فَانْتَهَى إلَيْهِ وَقَدْ مَاتَ وَقُبِرَ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُبِشَ، ثُمَّ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". فَقَالَ: تُرَانِي كَذَبْتُ عَلَى رَسُولِ الله بَعْدَ هذَا؟ قلت: روى أبو داود (¬1) منه "أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلاَلُ" رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه أبو حمزة الثمالي (¬3)، وهو ضعيف، واهي الحديث. ¬

_ (¬1) في الأدب (4985) باب: في صلاة العتمة، وأحمد أيضاً 5/ 364 من طريق وكيع، حدثنا مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رجل: -عند أبي داود: أراه من خزاعة. وعند أحمد: عن رجل من أسلم- ليتني صليت فاسترحت. فكأنهم عابوا عليه ذلك، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا بلال، أقم الصلاة، أرحنا بها". وليس عند أحمد سوى المرفوع ولفظه: "يا بلال، أرحنا بالصلاة". وإسناده صحيح، وجهل الصحابة غير ضار لأن الصحابة كلهم عدول. (¬2) في الكبير 6/ 277 برقم (6215) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية، حدثني سالم بن أبي الجعد، حدثني عبد الله بن محمد بن الحنفية ... وهذا إسناد ضعيف لضعف ثابت بن أبي صفية. وأخرجه -مختصراً- أحمد 5/ 371 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، بالإسناد السابق. (¬3) الثمالي -بضم الثاء المثلثة من فوق، وفتح الميم، وفي آخرها لام-: هذه =

638 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ: أَنَّ رَجُلاً لَبِسَ حُلَّةً مِثْلَ حُلَّةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ أَتَى أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: إنَّ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنِي (¬1) أَيَّ أَهْل بَيْتٍ شِئْتُ اسْتطْلَعْتُ؟. فَقَالُوا: عَهْدُنا بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لاَ يَأْمُرُ بِالْفَوَاحِشِ؟ قَالَ: فَأَعَدُّوا لَهُ بَيْتاً وَأَرْسَلُوا رَسُولاً إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: لأبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: "انْطَلِقَا إلَيْهِ فَإنْ وَجَدْتُمَاهُ حَياً فَاقْتُلاَهُ، ثُمَّ حَرَقَاهُ بِالنَّارِ، وَإنْ وَجَدْتُمَاهُ مَيْتَاً (¬2) فَقَدْ كُفِيتُمَاهُ، وَلاَ أَرَاكمَا إلاَّ قَدْ كفِيتُمَاهُ، فَحَرِّقَاهُ". فَأَتَيَاهُ فَوَجَدَاهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ اللَّيْلِ يَبُولُ فَلَدَغَتْهُ حَيَّةٌ أَفْعَى فَمَاتَ، فَحَرَّقَاهُ بِالنَّارِ، ثُمَّ رَجَعَا إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَاهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. ¬

_ = النسبة إلى ثمالة قبيلة من الأزد ... وانظر اللباب 1/ 241 - 242، والأنساب 3/ 140 - 141. وقد تحرفت في (ش) إلى "اليماني". (¬1) في (ش): "أين" وهو تحريف. (¬2) ساقطة من (ظ، م). (¬3) في الأوسط 3/ 59 برقم (2112) -وهو في مجمع البحرين ص (28) - من طريق أحمد (بن زهير)، حدثنا أبو طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا وهيب بن خالد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن

[وأخرج البخاري والترمذي منه "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ" (¬1) ¬

_ = عمرو ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن وهيباً لم يذكر فيمن رووا عن عطاء قبل الاختلاط. ملاحظة: على هامش (مص) ما نصه: "رواه عن عطاء بن السائب، وهيب بن خالد، وقد ذكر أبو داود أنه سمع منه بعد اختلاطه. وفي صحيح البخاري طرف من هذا الحديث دون القصة". وانظر التعليق التالي. (¬1) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (3461) باب: ما ذكر عن بني إسرائيل. والترمذي في العلم (2671) باب: ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل، بلفظ: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار". وهذا لفظ البخاري. وقال الحافظ في "فتح الباري" 1/ 203: "وقد أخرج البخاري حديث (من كذب عليَّ) أيضاً من حديث المغيرة. وهو في الجنائز، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. وهو في أخبار بني إسرائيل، ومن حديث واثلة بن الأسقع، وهو في مناقب قريش ... وصح أيضاً في غير الصحيحين من حديث عثمان بن عفان، وابن مسعود، وابن عمر، وأبي قتادة، وجابر، وزيد بن أرقم. وورد بأسانيد حسان من حديث طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد، وأبي عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، ومعاذ بن جبل، وعقبة بن عامر، وعمران بن حصين، وابن عباس، وسلمان الفارسي، ومعاوية بن أبي سفيان، ورافع بن خديج، وطارق الأشجعي، والسائب بن يزيد، وخالد بن عرفطة، وأبي أمامة، وأبي قرصافة، وأبي موسى الغافقي، وعائشة ... =

الحديث (¬1)]. 639 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ 640 - وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (مص: 230). رواه الطبراني (¬2) (ظ: 25) في الأوسط، وقال: لم يروه عن أبي إسحاق إلا موسى بن عثمان (¬3) الحضرمي. ¬

_ = وورد أيضاً عن نحو من خمسين غيرهم بأسانيد ضعيفة، وعن نحو عشرين آخرين بأسانيد ساقطة". وانظر "نظم المتناثر في الحديث المتواتر". ص (20 - 24). (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (م). (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (39) - من طريق موسى بن هارون، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا موسى بن عمران الحضرمي، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، والبراء بن غارب ... وهما حديثان بإسناد واحد، وهو إسناد ضعيف موسى بن عثمان الحضرمي قال أبو حاتم: "متروك". وقال ابن عدي: "حديثه ليس بالمحفوظ". وانظر لسان الميزان 6/ 125. وحديث زيد بن أرقم تقدم مطولاً برقم (631). وحديث البراء أخرجه ابن عدي في الكامل 1/ 19 من طريق محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا محمد بن مسلمة الحراني، عن الفزاري، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب ... والفزاري هو محمد بن عبيد الله بن سليمان العزرمي وهو متروك الحديث. (¬3) في (مص): "عمران" وهو خطأ.

قلت: وهو شيعي متروك. 641 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى -يَعْنِي: الأشْعَرِيِّ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والكبير، وفيه خالد بن نافع الأشعري، ضعفه أبو زرعة وغيره. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (29) - والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 449 من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أحمد بن يحيى الأحول، حدثنا خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى ... وهذا إسناد فيه ضعيفان أحمد بن يحيى الأحول وشيخه خالد بن نافع الأشعري، وخالد بن نافع فصلنا القول فيه عند الحديث (7279) في مسند الموصلي. وأحمد بن يحيى الكوفي الأحول ذكره ابن حبان في الثقات 8/ 24 وقال: "يخطئ ويخالف". وذكره الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين". ص (52) برقم (46). وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 162: "أحمد بن يحيى الكوفي الأحول، عن مالك بن أنس. قال الدارقطني: ضعيف. قلت: هو أحمد بن يحيى بن المنذر، شيخ موسى بن إسحاق، ومطين، ليس بشيء". وانظر المغني 1/ 62. نقول لقد وهم الحافظ الذهبي فوحد بين أحمد بن يحيى الكوفي الأحول الذي ذكرنا عنه ما ذكرنا، وبين "أحمد بن يحيى بن المنذر المديني، روى عن مالك بن أنس حديثاً منكراً. روى عنه موسى بن إسحاق الأنصاري، ويحيى بن محمد بن يحيى النيسابوري". قاله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 81.

642 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ كذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن الطبراني قال: حدثنا أحمد، حدثنا أبي، ولا أعرفهما (¬2). 643 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ = وقال الدارقطني في "سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني" ص (85) برقم (4): "أحمد بن يحيى بن المنذر المارني أبو عبد الله الكوفي، صدوق. وأبوه يحيى بن المنذر ... ". وهذا غير الأول والله أعلم. (¬1) في الأوسط 2/ 117 برقم (1224) -وهو في مجمع البحرين ص (28) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 378 - 379 من طريق عبيد -في الأوسط: (عبد) وهو تحريف- الله بن جرير بن جبلة، حدثنا أبو زيد الهروي سعيد بن الربيع، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: قال معاذ ... وهذا إسناد حسن، عبيد الله بن جرير بن جبلة ما رأيت فيه جرحًا. ووثقه ابن حبان 8/ 428، وانظر التعليق التالي. وعبد الله بن سلمة فصلنا القول فيه عند الحديث (192) في "موارد الظمآن". وقال الطبراني: "لم يروه عن شعبة إلا أبو زيد، تفرد به عبيد الله بن جرير". وهذا لا يضر حديثاً ما دام المتفرد به ثقة. (¬2) هو أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة العتكي، شيخ الطبراني وأبوه. وعلى هامش (مص) ما نصه: "فائدة -قلت: هو أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة. وعبيد الله ثقة، ولم يتفرد به ابنه عنه، فقد رواه عنه أيضاً أحمد بن زهير التستري أحد الثقات، عن عبيد الله، مثله".

يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، والكبير، وفيه الهيثم بن عدي، قال البخاري وغيره: كذاب. 644 - وَعَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ قَالَ (¬2): قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬3) في الصغير، وشيخه أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط كذبه صاحب الميزان، وبقية إسناده لم أر من ذكر أحداً منهم إلا الصحابي. ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (28) - من طريق طاهر بن علي الطبراني، حدثنا إبراهيم بن الوليد الطبراني، حدثنا الهيثم بن عدي، حدثنا الضحاك بن زمل، عن أبي أسماء السكسكي، عن عمرو بن مرة ... وهذا إسناد تالف، الهيثم بن عدي قال ابن معين، والبخاري: "ليس بثقة، كان يكذب". وقال النسائي "وغيره متروك الحديث" وانظر لسان الميزان 6/ 209 - 211. والضحاك بن زمل هو ابن عمرو السكسكي، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 461 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وجاء في الكامل في التاريخ لابن الأثير 6/ 131 "الضحاك بن رمل السكسكي". وما وجدت له ترجمة أوفي مكان آخر، وشيخه أبو أسماء ما عرفته، وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمته أيضاً. والله أعلم. وقال الطبراني: "تفرد به الهيثم بن عدي". (¬2) في (م): "وقال". (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (29) - وفي الصغير 1/ 30 من طريق =

645 - وَعَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ لأَبِي مُوسَى: أَنْشُدُكَ الله، أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ؟ ". فَسَكَتَ أَبُو مُوسَى وَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه علي بن الْحَزَوَّر، ضعفه البخاري وغيره. ويقال له: علي بن أبي فاطمة. ¬

_ = أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي -في الأوسط: المجاشعي بمصر، في جيزتها- حدثنا أبي إسحاق بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم، عن أبيه نبيط بن شريط ... وهذا إسناد تالف، أحمد بن إسحاق قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 82 - 83: "عن أبيه، عن جده بنسخة فيها بلايا ... سمعناها من طريق أبي نعيم، عن اللُّكِّيّ، عنه، لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب". وتابعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 1/ 136. وقال الذهبي في المغني 1/ 34: "شيخ الطبراني، ساقط ذو أوابد". وإسحاق بن إبراهيم، وابراهيم بن نبيط ما وجدت لهما ترجمة. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 331 برقم (566) من طريقين عن الطبراني، بالإسناد السابق. وقال الطبراني في الصغير: "لا تروى هذه الأحاديث عن نبيط إلا بهذا الإسناد، تفرد بها ولده عنه". (¬1) في الجزء المفقود من معجمه الكبير، وأخرجه أبو يعلى في المسند 3/ 203 - 204 برقم (1636) -ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1832 والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" =

646 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير وإسناده حسن. ¬

_ = 2/ 304 - من طريق عقبة بن مكرم، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا علي بن أبي فاطمة، عن أبي مريم قال: سمعت عمار بن ياسر ... وهذا إسناد ضعيف فيه علي بن الحزور وهو ابن أبي فاطمة متروك الحديث. قال البخاري. "عند عجائب، منكر الحديث". وأبو مريم هو الأسدي. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 83 - 84، والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 327 برقم (555)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" / 304 من طريق علي بن هاشم، ويونس بن بكير، بالإسناد السابق. وانظر الأنساب 4/ 132. (¬1) في الجزء المفقود من معجمه الكبير. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 626 إلى الطبراني في الكبير. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب 1/ 328 برقم (559) من طريق أبي الحسن، أنبأنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد، حدثنا موسى بن هارون الحافظ، حدثنا أبو غسان مالك بن عبد الواحد، حدثنا عون بن كهمس، حدثنا محمد بن أبي النوار، عن بُرَيْد بن أبي مريم، عن عدي بن أرطاة، عن عمرو بن عبسة ... وهذا إسناد حسن، وأبو الحسن هو علي بن عمر الدارقطني. ومحمد بن أبي النوار ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 111 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، ووثقه ابن حبان 7/ 433 وقد فرقا بين محمد بن أبي النوار الذي يروي عن ابن أبي بكرة، وبن الذي يروى عن حبان السلمي، =

647 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ كَذَبَ (مص: 231) عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ، فَلْيَتبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف. 648 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه عبد الأعلي بن عامر، والأكثر على تضعيفه. ¬

_ = ووحد بينهما البخاري فجعلهما واحداً. انظر التاريخ الكبير 1/ 251 - 252. وانظر لسان الميزان 5/ 408. ومحمد بن أحمد أبو الطاهر القاضي ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 313 - 314 وقال: "وكان ثقة". وقال محمد بن علي الصوري: "وكان فاضلاً، ذكياً، متقناً لما حدث به". (¬1) في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وما وقعت عليه في مكان آخر بإسناده. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 233 برقم (29227، 29228) إلى الطبراني في الكبير. ويشهد لهذه الرواية حديث عبد الله بن مسعود المتقدم برقم (633). (¬2) في الكبير 12/ 35 - 36 برقم (12393)، وأحمد 1/ 293، 323، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 27 برقم (554) من طرق: حدثنا أبو عوانة الوضاح اليشكري. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (12394) من طريق ... سيف بن =

649 - وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه محمد بن زكريا ¬

_ = محمد، حدثنا سفيان. كلاهما عن عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، عبد الأعلي بن عامر الثعلبي فصلنا القول فيه عند الحديث (2338) في مسند الموصلي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 626 برقم (8238) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في الكبير 17/ 117 برقم (288) من طريق محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة -تحرفت فيه إلى: نضلة-، حدثنا عمر بن الفضل السلمي، حدثنا غزوان بن عتبة بن غزوان، عن أبيه عتبة بن غزوان ... وهذا إسناد فيه محمد بن زكريا الغلابي قال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" ص (155) برقم (484): "بصري، يضع". وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 154 وقال: "كان صاحب حكايات وأخبار، يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات، لأنه في روايته عن المجاهيل بعض المناكير". وقال ابن منده: "تكلم فيه". وقال الحاكم في تاريخه وقد أورد حديثاً في إسناده محمد بن زكريا: "رواته ثقات إلا محمد بن زكريا وهو الغلابي المذكور، فهو آفته". وقال الذهبي في الميزان 3/ 550 بعد حديث أورده من طريقه: "فهذا كذب من الغلابي". وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 267 وقال: "سألت أبي عنه، فقال: كتبت عنه =

الغلابي (¬1)، وثقه ابن حبان، وقال الدارقطني: يضع الحديث. 650 - وَعَنِ الْعُرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه أحمد بن علي الأفطح، عن يحيى بن زهدم بن الحارث، قال ابن عدي: لا أدري البلاء منه، أو من شيخه. ¬

_ = بالبصرة وكان يكذب، فضربت على حديثه". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 315 بعد أن أورد حديثاً من طريقه: "قلت: هذا باطل، والآفة من عبد الرحمن، فإنه كذاب". وتابعه عليه ابن حجر في لسان الميزان 2/ 21. وباقي رجاله ثقات، غزوان بن عتبة بن غزوان ترجمه البخاري في الكبير 7/ 108 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 55، وما رأيت فيه جرحاً ووثقه ابن حبان 5/ 292. وقال ابن حجر في الإصابة 6/ 379: "وأخرج الطبراني في طرق: (من كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده ... ) من طريق غزوان بن عتبة، عن أبيه ... وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك". (¬1) الغَلابي -بفتح العين المعجمة، واللام ألف المخففة، وفي آخرها الباء الموحدة- هذه النسبة إلى غلاب وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه ... انظر الأنساب 9/ 113 واللباب 2/ 395. (¬2) في الكبير 17/ 139 برقم (346)، وابن عدي في الكامل 7/ 2696 من طرق: حدثنا أحمد بن علي الأفْطَح، حدثنا يحيى بن زهدم، حدثنا أبي زهدم بن الحارث، عن العرس بن عميرة ... وعند ابن عدي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = "يحيى بن زهدم، حدثني أبي، عن أبيه". وهذا إسناد فيه زهدم بن الحارث الغفاري ترجمه البخاري في الكبير 3/ 448 - 449 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 617، وما رأيت فيه جرحًا. ووثقه ابن حبان 4/ 269 فهو جيد الحديث. وفيه يحيى بن زهدم بن الحارث ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 146 - 147 وقال: "سألت أبي عنه، فقال: شيخ، أرجو أن يكون صدوقاً". وقال ابن عدي في كامله 7/ 2697: "ويحيى بن زهدم عامة ماله من الحديث قد ذكرته، وهو من أهل المغرب، وقد روى عنه ابنه يحيى، وعن يحيى بن أحمد بن علي بن الأفطح ومحمد بن عزيز وغيرهما، فأرجو أنه لا بأس به". وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 114: "روى عنه أحمد بن علي بن الأفطح والمصريون: عنه، عن أبيه، عن العرس بن عميرة نسخة موضوعة لا يحل كتابتها إلا على وجه التعجب ... ". وقال الذهبي في الميزان 4/ 376: "يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري، قال ابن حبان: روى عن أبيه نسخة موضوعة. قلت: روى عنه محمد بن عُزَيْز الأيلي، وأحمد بن علي الأفطح" ثم أورد ما قاله ابن عدي، وأورد له حديث (لا تكرهوا أربعة فإنها لأربعة)، وقال: "هذا باطل". وأتبع ابن حجر في لسان الميزان 6/ 255 ما قاله الذهبي بقوله: "وبقية كلام ابن حبان: من أهل مصر، روى عنه أحمد بن علي الأفطح والمصريون -تحرفت عنده إلى: البصريون-: عنه، عن أبيه. عن العرس بن عمير نسخة موضوعة لا تصح أرجو أن يكون صدوقاً. =

651 - وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ علَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني في الكبير (¬1)، وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى، وهو متروك الحديث. 652 - وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأشْجَعِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". ¬

_ = قلت: وكأن الآفة من شيخه". وازن هذا مع ما جاء في المجروحين. وفيه أيضاً أحمد بن علي بن الأفطح، قال ابن حبان في الثقات 8/ 50: "يروي عن يحيى بن زهدم، عن أبيه، عن العرس بن عمير بنسخة مقلوبة، البلية فيها من يحيى بن زهدم. وأما هو في نفسه إذا حدث عن الثقات فصدوق". وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 1/ 123: "أحمد بن علي بن الأفطح، عن يحيى بن زهدم بطامات. وقال ابن عدي: لا أدري البلاء منه أو من شيخه. وتابعه على ذلك الحافظ في لسان الميزان 1/ 233 ثم اتبعه بما قاله الحافظ ابن حبان. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 626 برقم (2838) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في الكبير 22/ 262 - 263 برقم (675)، والعقيلي في الضعفاء 3/ 177، والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 328 برقم (557) من طريق سهل بن زنجلة قال: حدثنا الصباح بن محارب، عن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة، عن أبيه، عن جده يعلي بن مرة الثقفي ... وهذا إسناد فيه عمر بن عبد الله بن يعلى وهو ضعيف، وأبو عبد الله بن يعلى ضعفه غير واحد.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، والبزار، وفيه خلف بن خليفة، وثقه يحيى بن معين. وغيره، وضعفه بعضهم. 653 - وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ بَيْتاً في النَّارِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وإسناده من قَبْلِ هلال الوزان لم (مص: 232) أجد من ذكرهم، وكذلك الحديث الآتي. 654 - وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ بَيْتاً في النَّارِ، وَمَنْ رَدَّ حَدِيثاً بَلَغَهُ عَنِّي فَأنَا مُخَاصِمُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَإذَا بَلَغَكُمْ عنِّي حَدِيثٌ (¬3) فَلَمْ تَعْرِفُوهُ، فقَولُوا: الله أَعْلَمُ". رواه الطبراني (¬4) في الكبير. ¬

_ (¬1) في الكبير 8/ 379 برقم (8181)، والبزار 1/ 112 - 113 برقم (204) من طريقين: حدثنا خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه قال: ... وهذا إسناد صحيح. أبو مالك هو سعد بن طارق، وأبوه صحابي الحديث هو طارق بن أشيم. (¬2) ما وجدت هذه الرواية في معجم الطبراني الكبير. ولقد أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 339 من طريق محمد بن عمران، عن ابن أبي ليلى، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن سلمان ... وهذا إسناد ضعيف، وانظر الحديث التالي. (¬3) في (ش): "حديثاً" وهو خطأ. (¬4) في الكبير 6/ 262 برقم (6163) من طريق بكر بن محمد القزاز =

655 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَكِيلِ زُبَيْرِ بْنِ شُعيْبِ الْبَصْرِيّ أَنَّ بَنِي صهَيْبٍ قَالُوا لِصُهَيْبٍ: يَا أَبَانَا إنَّ أَبْنَاءَ أَصْحَاَبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُونَ عَنْ آَبَائِهِمْ؟. فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ... ". فذكر الحديث. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، وهو متروك الحديث. 656 - وَعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ورجاله موثقون. ¬

_ = البصري، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن غالب السلمي، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو بكر العبدي، عن إسحاق بن يونس بن سعد، عن هلال الوزان، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان ... وهذا إسناد مسلسل بالمجاهيل. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 236 برقم (29249) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في الكبير 8/ 40 برقم (7302) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، حدثنا عمرو بن دينار وكيل الزبير بن شعيب البصري: أن بني صهيب قالوا: ... وهذا إسناد فيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف الحديث مع عبادته وفضله. وشيخه عمرو ضعيف أيضاً. (¬2) في الكبير 7/ 156 برقم (6679) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، =

657 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثاً كَذِباً مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه شهر بن حوشب، وهو مختلف فيه. 658 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ". فَشَقَّ ذلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، نُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ نَزِيدُ وَنَنْقُصُ؟. قَالَ: "لَيْسَ أَعْنِيكُمْ، إنَّمَا أَعْنِي الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ مُتَحَدِّثاً طلُبُ بِهِ شَيْنَ الإسْلاَمِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ الله إنَّكَ قُلْتَ: "بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ"، وَهَلْ لِجهَنَّمَ عَيْنَانِ؟. قَالَ: "نَعَمْ، أَمَا سَمِعْتُمُ الله تَعَالَى يَقُولُ: {إِذَا رَأَتْهُمْ ¬

_ = حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، عن السائب ... وهذا إسناد حسن، نعيم بن حماد فصلنا القول فيه عند الحديث (1820) في موارد الظمآن. ومحمد بن يوسف هو الكندي، الأعرج. (¬1) في الكبير 8/ 143 - 144 برقم (7557) من طريق الحسن بن علي الحلواني، حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد، حدثنا سلم بن زَرِير، حدثنا بُرَيْد بن أبي مريم السلولي، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد رجاله ثقات، خلا شيخ الطبراني فإنني ما وجدت له ترجمة. وشهر بن حوشب فصلنا القول فيه الحديث (6370) في مسند الموصلي.

(مص: 233) مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} [الفرقان: 12] فَهَلْ تَرَاهُمْ إلاَّ بِعَيْنَيْنِ؟ ". رواه الطبراني (¬1) [في الكبير] (¬2)، وفيه الأحوص بن حكيم، ضعفه النسائي وغيره، ووثقه العجلي، ويحيى بن سعيد القطان في رواية، وراويه (¬3) عن الأحوص محمد بن الفضل بن عطية ضعيف. ¬

_ (¬1) في الكبير 8/ 155 برقم (8599) من طريق القاسم الدلال، حدثنا أسيد بن زيد، حدثنا محمد بن الفضل، عن الأخوص بن حكيم، عن مكحول، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء: أسيد بن زيد، وشيخه، وشيخ شيخه. وأما القاسم الدلال فهو ابن محمد بن حماد فقد ترجمة ابن حبان في ثقاته 9/ 19 وقال: "كتب عنه أصحابنا". وذكره الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" برقم (442). وقال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" ص (133) برقم (160): "ضعيف". ونقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 378، وفي المغني 2/ 521 تضعيف الدارقطني له. وأتبع الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 465 ما قاله الذهبي بقوله: "وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له الحاكم في المستدرك". وهذا مصير منه إلى تحسين حديثه والله أعلم. وعلى هامش (مص) ما نصه: "والرواي عن محمد بن الفضل أسيد بن زيد" كذبه يحيى، وقال غيره: متروك. قاله الذهبي". ونسبه السيوطي في الدر المنثور 5/ 64 إلى الطبراني، وابن مردويه. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (ظ). (¬3) في (ش): "رواية" وهو خطأ.

659 - وَعَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "حَدِّثُوا (¬1) عَنِّي بِمَا تَسْمَعُونَ، وَلاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ، فَمَنْ كذَبَ عَلَيَّ أَوْ قَالَ عَلَيَّ غَيْرَ مَا قُلْتُ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ في جَهَنَّمَ يَرْتَعُ فِيهِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وإسناده لم أر من ترجمهم. 660 - وَعَنْ رَافِعَ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإنَّهُ لَيْسَ كَذِبٌ عَلَيَّ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وفيه رفاعة بن الهدير، ضعفه ابن حبان غيره. ¬

_ (¬1) في (ظ، م، ش): "خذوا". (¬2) في الكبير 3/ 18 برقم (2516) من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا أيوب بن علي بن الهيصم، حدثنا زياد بن سيار، عن عزة قالت: سمعت أبا قرصافة قال: ... وهذا إسناد رجاله ثقات خلا أيوب بن علي بن الهيصم، فقد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 252 وقال: "سئل أبي عنه فقال: شيخ". وما رأيت فيه جرحاً، فهو على شرط ابن حبان. وأبو قرصافة هو جندرة بن خيشنة. (¬3) في الكبير 4/ 268 برقم (4377) من طريق زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف. حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا رفاعة بن الهرير، حدثني عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن أبيه (رافع بن خديج) قال: ... وهذا إسناد ضعيف، رفاعة بن هرير ترجمه البخاري في الكبير 3/ 324 وقال: "فيه نظر". ونقل ذلك عن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = البخاري: ابن عدي في الكامل 3/ 1022، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 2/ 65. وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 304: "كان مِمَّنْ يخطئ، وينفرد عن جده بأشياء ليست بمحفوظة ... ". وانظر ميزان الاعتدال 2/ 53، ولسان الميزان 2/ 462. ويعقوب بن محمد الزهري ضعيف أيضاً وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (1339) في "موارد الظمآن". وباقي رجاله ثقات، عبد الرحمن بن رافع ترجمه البخاري في الكبير 5/ 280 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 232 وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 5/ 76. وأخرجه الطبراني في الكبير 4/ 276 برقم (4410)، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 327 - 328 برقم (556) من طريق موسى بن هارون، حدثنا عطية بن بقية (بن الوليد) قال: حدثني أبي، حدثني ابن ثوبان قال: حدثني أبو مدرك، حدثني عَبَاية (بن رفاعة)، عن رافع بن خديج ... وهذا إسناد ضعيف، أبو مدرك قال الدارقطني: "متروك". نقله عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/ 571، والمغني 2/ 807، وتابعه عليه ابن حجر في "لسان الميزان" 7/ 104. وباقي رجاله ثقات، عطية بن بقية بن الوليد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 381 وقال: "كتبت عنه، ومحله الصدق، وكانت فيه غفلة". وقال ابن حبان في الثقات 8/ 527: "يخطئ، ويغرب، يعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة". وانظر لسان الميزان 4/ 175. وأخرجه الطبراني أيضاً 4/ 276 برقم (4410) من طريق محمد بن =

661 - وَعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَى نَبِيِّهِ، أَوْ عَلَى عَيْنَيْهِ، أَوْ عَلَى وَالِدَيْهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنّةِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وإسناده حسن. ¬

_ = عمرو بن حنان الحمصي، ومحمد بن مصفى قالا: حدثنا الوليد بن بقية، بالإسناد السابق. ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في "مسند الشاميين" برقم (227). (¬1) في الكبير 1/ 217 برقم (591)، والقضاعي ما مسند الشهاب 1/ 328 برقم 558 من طريق موسى بن هارون، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز، عن أبيه، عن أوس بن أوس ... وهذا إسناد جيد، إسماعيل بن عياش، قال أحمد، والبخاري وغيرهما: "ما روى عن الشاميين صحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح". وهذا من روايته عن الشاميين. وعبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز ترجمه البخاري في الكبير 5/ 314، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 252، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 78. وأخرجه البخاري في الكبير 5/ 314 من طريق سعيد بن سليمان. وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 24 من طريق بيان بن أحمد بن علوبة القطان، حدثنا داود بن رشيد. كلاهما حدثنا إسماعيل بن عياش، بالإسناد السابق. =

662 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ إن الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ لَجَريءٌ". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه أبو بلال الأشعري، ضعفه الدارقطني. 663 - وَعَنْ أَبِي خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُوناً الْكُرْدِيّ وَهُوَ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ. فَقَالَ لَهُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ مَا لِلشَيْخِ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، فَإنِّ أَبَاكَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَسَمِعَ مِنْهُ؟. فَقَالَ: كَانَ أَبِي لاَ يُحَدِّثُنَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَخَافَةَ أَنْ يَزِيدُ أَوْ يَنْقُصَ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ كذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (مص: 234). ¬

_ = وأخرجه ابن عدي أيضاً من طريق صدقة بن عبد الله السمين، حدثني محمد بن راشد، عن النعمان بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وهذا إسناد ضعيف. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (28) - من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو بلال الأشعري، حدثنا شريك، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة ... وهذا إسناد لين، أبو بلال الأشعري -سماه ابن حبان: مرادس بن محمد بن الحارث، ذكره ابن حبان في الثقات 9/ 199 وقال: "يغرب ويتفرد". وقال الدارقطني في سننه 1/ 220 بعد الحديث (71). "أبو بلال الأشعري هذا ضعيف". ونقل تضعيف الدارقطني له الذهبي في الميزان 4/ 507، وفي المغني 2/ 775، وتابعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 7/ 22 وأضاف ما قاله ابن حبان. وأما شريك فقد بينا الحكم فيه عند الحديث (1701) في موارد الظمآن.

رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وإسناده حسن إن شاء الله. 664 - وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَريحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةَ: رَجُلٌ ادَّعَى إلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَرَجُلٌ كَذَبَ عَلَى نَبِيِّهِ، وَرَجُلٌ كَذَبَ عَلَى عَيْنَيْهِ. رواه البزار (¬2)، وفيه عبد الرزاق بن عمر ضعيف لم يوثقه أحد (¬3). ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (29) - من طريق محمد بن علي الصائغ، حدثنا أحمد بن عمرو العلاف الرازي، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم -تحرفت فيه إلى: قاسم- عن أبي خلدة قال: سمعت ميموناً الكردي ... وهذا إسناد فيه أحمد بن عمرو العلاف الرازي ما وجدت له ترجمة. وباقي رجاله ثقات، أبو سعيد هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وأبو خلدة هو خالد بن دينار، وميمون الكردي فصلنا القول فيه عند الحديث (334) في معجم شيوخ أبي يعلى الموصلي. وقال الطبراني: "لا يروى عن ميمون إلا بهذا الإسناد". (¬2) في كشف الأستار 1/ 116 برقم (214) من طريق محمد بن مسكين، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا عبد الرزاق بن عمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد فيه عبد الرزاق بن عمر وهو متروك الحديث في الزهري. وقال البزار: "لا نعلم هذا اللفظ يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرزاق بن عمر وهو دمشقي. وقال بعض من روى عنه: أيلي. وقد حدث عن عبد الرزاق بن عمر عبد الغفار بن داود، ويحيى بن حسان". (¬3) ملاحظة: على هامش (مص) ما نصه: "بلغ سماعاً على مؤلفه، ومقابلة =

37 - (باب فيمن كذب بما صح من الحديث)

37 - (باب فيمن كذب بما صح من الحديث) 665 - عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بَلَغَهُ عَنِّي حَدِيثٌ (¬1) فَكَذَّبَ بِهِ، فَقَدْ كَذَّبَ ثَلاَثَةً: الله، وَرَسُولَهُ، وَالَّذِي حَدَثَ بِهِ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه محفوظ بن مِسْوَرٍ ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ¬

_ = على نسخة الأصل في السادس بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر". وعلى هامش (م) ما نصه: "بلغت السماع والمقابلة، بقراءة أبي الفضل ابن حجر - في السادس، وسمعه والدي". (¬1) في (ظ): "حديثاً" وهو خطأ. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (29) - من طريق محمد بن أحمد بن الوليد، حدثنا سعيد بن عمرو السكوني، حدثنا بقية بن الوليد، عن محفوظ بن مسور، عن محمد بن المنكدر، عن جابر ... وهذا إسناد ضعيف، محفوظ بن مِسْوَر الفهري، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 444: "عن ابن النكدر بخبرٍ منكر، وعنه بقية بصيغة: عَنْ، لا يدرى من ذا". وتابعه على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 5/ 19 وفيه أكثر من تحريف. وباقي رجاله ثقات. محمد بن أحمد بن الوليد هو الأنطاكي، قال الدراقطني في "سؤالات الحاكم النيسابوري" ص (152) برقم (217): "صدوق". ونقل هذا البغدادي في تاريخه 1/ 368، وابن الجوزي في المنتظم 5/ 121 بصيغة "ثقة". غير أن بقية مدلس وقد عنعن. =

38 - (باب في الكلام في الرواة)

666 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بَلَغَهُ عَنِ الله فَضِيَلَةٌ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا، لَمْ يَنَلْهَا (¬1) ". رواه أبو يعلى (¬2)، والطبراني في الأوسط، وفيه بزيع أبو الخليل وهو ضعيف. 38 - (باب في الكلام في الرواة) 667 - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ قَالَ: خَطَبَهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "حَتَّى مَتَى تَرْعَوُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ؟! اهْتِكُوهُ حَتَّى يَحْذَرَهُ النَّاسُ". ¬

_ = وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن المنكدر إلا محفوظ، تفرد به بقية". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 209 برقم (1047) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى ابن عساكر. (¬1) في (ش): "يقلها" وهو خطأ. (¬2) في المسند 6/ 163 برقم (3443)، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (24) - من طريق محمد بن بكار، وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 493 من طريقين: حدثنا يحيى بن سعيد العطار. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 199 من طريق أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا الهيثم بن خارجه. جميعهم حدثنا بزيع أبو الخليل، عن ثابت، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف. ونسبه ابن حجر في "المطالب العالية" 3/ 111 برقم (3019) إلى أبي يعلى وقال: "وفيه ضعف جداً". كما نسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 262 برقم (1317) إلى الطبراني في الأوسط.

رواه الطبراني (¬1) في الثلاثة، وإسناد الأوسط والصغير حسن، رجاله موثقون، واختلف في بعضهم اختلافاً لا يضر. ¬

_ (¬1) في الكبير 19/ 418 برقم (1010)، وابن عدي في الكامل 2/ 595، والعقيلي في الضعفاء 1/ 202، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 220، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 382، و3/ 188، و7/ 262، وفي الكفاية ص (42)، والبيهقي في الشهادات 10/ 210 باب: الرجل من أهل الفقه يسأل عن الرجل من أهل الحديث، يقول: كُفُّوا عن حديثه، وفي شعب الإيمان 7/ 109 برقم (9666، 9667) باب: الستر على أصحاب القروف، وابن الأثير في أسد الغابة 5/ 209 من طرق عن الجارود بن يزيد، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية بن حيدة ... وهذا إسناد ضعيف، الجارود بن يزيد كذبه أبو أسامة، وأبو حاتم، وضعفه علي، ويحيى، وأبو داود، وقال النسائي والدارقطني: "متروك". ونقل البيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 109 قول الحاكم: "فهذا حديث يعد في أفراد الجارود بن يزيد، عن بهز، وقد روي عن غيره، وليس بشيء. وهو إن صح إنما أراد به فاجراً معلنا بفجوره، أو فاجراً يأتي بشهادة، أو يعتمد عليه في أمانة، فيحتاج إلى بيان حاله لئلا يقع الاعتماد عليه، وبالله التوفيق". وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (29) -، وفي الصغير 1/ 214 - 215 من طريق عبد الله بن محمد بن أبي السري العسقلاني، حدثني أبي، حدثني عبد الوهاب بن همام أخو عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن بهز بن حكيم، بالإسناد السابق. =

668 - وَعَنْ مُعَاوَيةَ بْنِ حَيْدَةَ أَيْضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 235) - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ لِفَاسِقٍ غَيْبَةٌ" (¬1). ¬

_ = وقال ابن حبان: "والخبر في أصله باطل، وهذه الطرق كلها بواطيل لا أصل لها". وقال العقيلي: "ليس له من حديث بهز أصل، ولا من حديث غيره، ولا يتابع عليه. وقال الطبراني: "لم يروه عن معمر إلا عبد الوهاب". وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 262: "فقد روي أيضاً عن سفيان الثوري، والنضر بن شميل، ويزيد بن أبي حكيم، عن بهز. ولا يثبت عن واحد منهم ذلك. والمحفوظ أن الجارود تفرد برواية هذا الحديث". وقال البيهقي في السنن 10/ 210: "فهذا حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري، وأنكره عليه أهل العلم بالحديث ... وقد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم، ولم يصح فيه شيء". وأخرجه ابن عدي أيضاً في الكامل 5/ 1784 من طريق عمرو بن الأزهر الواسطي، عن بهز بن حكيم، به. وقال ابن عدي: وهذا يعرف بالجارود بن يزيد وقد رواه عمرو بن الأزهر وغيره عن بهز بن حكيم ... وروي عن الثوري من رواية ضعيف عنه. وكل من روى هذا الحديث فهو ضعيف". وانظر تعليقنا على الحديث التالي. وانظر "العلل المتناهية" 2/ 778 - 781 فقد جمع هذه الطرق وبين الاختلاف فيه. وانظر إحياء علوم الدين 3/ 153. (¬1) في (مص): "نمنية" وهو تصحيف.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه العلاء بن بشر، ضعفه الأزدي. ¬

_ (¬1) في الكبير 19/ 418 برقم (1011)، والبغدادي في الكفاية ص (42)، والقضاعي في "مسند الشهاب" 2/ 202 برقم (1185)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 109 برقم (9665) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا جعدية بن يحيى الليثي، حدثنا العلاء بن بشر، حدثنا سفيان بن عيينة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية بن حيدة ... وقال الدارقطني: "هذا حديث الجارود، عن بهز، وضعه عليه، وسرقه منه عمرو بن الأزهر، فحدث به عن بهز. وعمرو كذاب. وسرقه منه سليمان بن عيسى، وكان دجالاً، فرواه عن الثوري، عن بهز. وسرقه شيخ يعرف بالعلاء بن بشر فرواه عن سفيان بن عيينة، عن بهز. وابن عيينة لم يسمع من بهز شيئاً، وغير لفظه وأتى بمعناه فقال: ليس للفاسق غيبة". وقال ابن عدي في الكامل 5/ 1863: "وهذا معروف بالعلاء بن بشر، ومنهم من قال: عن العلاء بن بشر، عن سفيان الثوري، عن بهز، وإنما هو ابن عيينة. فلو كان ما رواه الجارود بن يزيد، عن بهز بن حكيم (أترعوون عن ذكر الفاجر)، ولو كان حقاً لكنت أقول: إن العلاء بن بشر في هذه الرواية أراد به حديث الجارود ولفظ حديث الجارود". نقول: العلاء بن بشر العبشمي لم يضعفه إلا أبو الفتح الأزدي. وقال ابن عدي في الكامل 5/ 1863: "والعلاء بن بشر هذا لا أعرفه، له تمام خمسة أحاديث، ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه". وقال ابن حبان في الثقات 8/ 504: "العلاء بن بشر شيخ يروي =

669 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: جَلَسَ عُمَرُ مَجْلِساً كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَجْلِسُهُ تَمُرُّ عَلَيْهِ الْجَنَائِزُ، قَالَ: فَمَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا خَيْراً، فَقَالَ: "وَجَبَتْ" (¬1). ثُمَّ مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَقَالُوا: هذَا كَانَ أَكْذَبَ النَّاسِ. فَقَالَ: "إنَّ كذَبَ النَّاسِ أَكْذَبُهُمْ عَلَى الله، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ مَنْ كَذَبَ عَلَى رُوحِهِ في جَسَدِهِ ... " فذكر الحديث. رواه أحمد (¬2) وفيه عمر بن الوليد ¬

_ = عن ابن عيينة، روى عنه جعدية بن يحيى المناكير". وانظر "ميزان الاعتدال" 3/ 97، و"لسان الميزان" 4/ 183. وقال البيهقي: "قال أبو عبد الله -يعني الحاكم-: هذا حديث غير صحيح، ولا معتمد". وأخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1863 - ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 781 - من طريق العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرقي، وعلي بن أحمد بن علي بن عمران، قالا: حدثنا جعدبة -هكذا بالباء الموحدة- ابن يحيى، بالإسناد السابق. وعند ابن الجوزي "معاوية بن يحيى" وهو تحريف. وانظر لسان الميزان 2/ 105. (¬1) تكررت جملة "فمروا ... " إلى هنا عند أحمد ثلاث مرات. (¬2) في المسند 1/ 54 من طريق وكيع، حدثنا عمر بن الوليد الشني، عن عبد الله بن بريدة ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن بريدة لم يدرك عمر بن الخطاب. وتمام الحديث: "قال: قالوا: أرأيت إذا شهد أربعة؟. قال: (وجبت). قالوا: أو ثلاثة؟. قال: (وثلاثة وجبت). قالوا: =

39 - (باب الإمساك عن بعض الحديث)

الشَّنِّي (¬1)، ضعفه النسائي ويحيى القطان. 670 - وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: لَقِيتُ سَلَمَةَ بْنَ عَلْقَمَةَ فَحَدَّثَنِي بِهِ فَرَجَعَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ: إذَا أَرَدْتَ أَنْ تُكَذِّبَ صَاحِبَكَ، فَلَقِّنْهُ. رواه أبو يعلى (¬2)، ورجاله ثقات. 39 - (باب الإمساك عن بعض الحديث) 671 - عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الأنْصَارِيِّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: مَا هذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُكْثِرُونَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟. ¬

_ = واثنين؟. قال: (وجبت). ولأن أكون قلت: واحداً، أحب إليّ من حمر النعم. قال: فقيل لعمر: هذا شيء تقوله برأيك، أم شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قال: لا. بل سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". نقول: لكن أصل الحديث صحيح، فقد أورده أحمد 1/ 22 - 23، 31، 46 - 47 من طرق عن داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الديلي، عن عمر بن الخطاب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد صحيح. (¬1) الشني -بفتح الشين المعجمة، وكسر النون المشددة-: هذه النسبة إلى "شَنّ" وهو بطن من عبد القيس. وانظر الأنساب 7/ 399 - 400، واللباب 2، 212. (¬2) في المسند 5/ 55 برقم (2645). وهو أثر رجاله ثقات، ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي.

فَحَبَسَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ. [رواه الطبراني (¬1). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (9) -، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (553) برقم (745) من طريق معن بن عيسى، حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن إدريس. عن شعبة بن الحجاج، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ... وهذا إسناد صحيح إن كان إبراهيم بن عبد الرحمن سمعه من عمر. فقد قال البيهقي في سننه: "لم يثبت له سماع من عمر". وقال ابن سعد في الطبقات 5/ 40: "قال محمد بن عمر. ولا نعلم أحداً من ولد عبد الرحمن بن عوف روى عن عمر سماعاً غيره". وانظر "تهذيب التهذيب" 1/ 139 - 140. نقول: إن الذي نميل إليه أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد أجع من ترجموا إبراهيم أنه توفي سنة (95) أو (96) للهجرة عن عمر بلغ (75) عامًا. وبعملية حسابية بسيطة نخلص إلى أن ميلاده كان سنة (20) أو (21) للهجرة، وإذا علمنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشهد في ذي الحجة سنة (23) للهجرة، أدركنا أن عمره كان عند وفاة عمر سنتين أو ثلاث سنوات، وهذا عمر لا يمكن معه السماع، والله أعلم. وأخرجه ابن حزم في "الإحكام في أصول الأحكام" 2/ 316 فصل: في فضل الإكثار من الرواية للسنن، من طريق غندر، حدثنا شعبة، بالإسناد السابق. وقال ابن حزم: "هذا مرسل، ومشكوك فيه من شعبة فلا يصح، ولا يجوز الاحتجاج به: ثم هو في نفسه ظاهر الكذب والتوليد، لأنه لا يخلو عمر من أن يكون اتهم الصحابة وفي هذا ما فيه، أو أن يكون نهى =

في الأوسط، (¬1). ¬

_ = عن نفس الحديث، وعن تبليغ سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسلمين، وألزمهم كتمانها وجحدها وأن لا يذكروها لأحد، فهذا خروج عن الإسلام، وقد أعاذ الله أمير المؤمنين من كل ذلك. ولئن كان سائر الصحابة متهمين بالكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - فما عمر إلا واحداً منهم، وهذا قول لا يقوله مسلم أصلاً. وإن كان حبسهم وهم غير متهمين -محرفة في الأصل- فلقد ظلمهم. فليختر المحتج لمذهبه الفاسد بمثل هذه الروايات الملعونة أي الطريقين الخبيثين شاء، ولا بد له من أحدهما. وإنما معنى نهي عمر -رضي الله عنه- عن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو صح، فهو بين في الحديث الذي أوردناه من طريق قرظة -انظر الإحكام 2/ 315 - ، وإنما نهى عن الحديث بالإخبار عمن سلف من الأمم وعما أشبه. وأما بالسنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن النهي عن ذلك هو مجرد. وهذا ما يحل لمسلم أن يظنه بمن دون عمر من عامة المسلمين. فكيف بعمر رضي الله عنه-؟ ... ". وانظر بقية كلامه هناك. وقال أبو عبد الله بن البري: "يعني: منعهم الحديث، ولم يكن لعمر حبس". وقال ابن كثير في البداية 8/ 106: "وهذا محمول من عمر على أنه خشي من الأحاديث التي قد يضعها الناس على غير مواضعها، وأنهم يتكلمون على ما فيها من أحاديث الرخص، وأن الرجل إذا أكثر من الحديث ربما وقع في أحاديثه بعض الغلط أو الخطا فيحملها الناس عنه ... ". وانظر بقية كلامه هناك. (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (م).

40 - (باب معرفة أهل الحديث بصحيحه وضعيفه (مص: 236))

قلت: هذا أثر منقطع، وإبراهيم ولد سنة عشرين ولم يدرك من حياة عمر إلا ثلاث سنين وابن مسعود كان بالكوفة، ولا يصح هذا عن عمر (¬1). قلت: ويأتي باب التثبت والإمساك عن بعض الحديث. 40 - (باب معرفة أهل الحديث بصحيحه وضعيفه (مص: 236)) 672 - عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ، فَأَنَا أَوْلاَكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَترَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ". رواه أحمد (¬2)، والبزار، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) على هامش (مص) ما نصه: "بل هذا صحيح عن عمر من وجوه كثيرة، وكان عمر شديداً في الحديث". (¬2) في المسند 3/ 497، و5/ 425، والبزار 1/ 105 - 106 برقم (187) من طريق أبي عامر، حدثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان ... وعند أحمد 5/ 425: "وشك فيهما عبيد بن أبي قرة فقال: عن أبي حميد، أو أبي أسيد. وذكره ابن كثير في التفسير 3/ 572 من طريق أحمد وقال: "إسناده =

673 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا حَدَّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثاً فَوَافَقَ الْحَقَّ، فَأَنَا قُلْتُهُ". رواه البزار (¬1)، ¬

_ = صحيح". وهو كما قال. وقد استوفينا تخريجه في "صحيح ابن حبان" برقم (63)، وفي "موارد الظمآن" برقم (92)، فانظره مع التعليق عليه تجد ما يفيد بعون الله. وقال البزار: "لا نعلمه يروى من وجه أحسن من هذا". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 179 برقم (902) إلى أحمد، وأبي يعلى. (¬1) في كشف الأستار 1/ 106 برقم (188)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 1/ 207 والعقيلي في الضعفاء 1/ 32 - 33، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 263 من طريق محمد بن عون أبي عون الزيادي، حدثنا أشعب بن بَرَاز، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة ... وقال الدارقطني: "لا يصح هذا عن قتادة". نقول: إسناده ضعيف، أشعب بن براز الهجيمي ترجمه البخاري في الكبير 1/ 428 وقال: "كان يوهنه يحيى بن يحيى". وقال ابن معين: "ليس بشيء". وقال عمرو بن علي: "ضعيف جداً". وقال النسائي: "متروك الحديث". وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 270: "سألت أبي عن أشعث بن براز فقال: ضعيف الحديث. سمعت أبا زرعة يقول: أشعث بن براز ضعيف الحديث". وباقي =

41 - (باب: طلب الإسناد ممن أرسل)

وفيه أشعث بن بَرَازٍ (¬1)، ولم أر من ذكره. 41 - (باب: طلب الإسناد مِمَّن أرسل) 674 - عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ قَالَ: قَامَ إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمُ -أَوْ إبْرَاهِيمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ- إلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ تُحَدِّثُ بِهَا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْنِدْهَا لَنَا، فَقَالَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ. فَقَالَ: حَدِيثُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - في قِيامِ السَّاعَةِ؟. فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ = رجاله ثقات، محمد بن عون الزيادي -قيل له ذلك لأنه من موالي زياد، وانظر الأنساب 6/ 336 - ترجمه البخاري في الكبير 1/ 196 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 48: "سألت أبي عنه فقال: ثقة". ووثقه ابن حبان 9/ 90. وقال العقيلي. "وليس لهذا اللفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إسناد يصح، ولأشعث هذا غير حديث منكر". وقال الذهبي في الميزان بعد أن أورده: "منكر جداً". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 230 برقم (29212) إلى البزار وقال: "وضعف". وانظر الكامل 1/ 26. (¬1) في (مص، ظ، ش): "نزار" وهو تصحيف. وعلى هامش مص: "قلت: هو الهجيمي، قال البخاري: منكر الحديث، وضعفه جماعة. وأبوه بالباء الموحدة، ثم الراء، ثم الألف، ثم الزاي". وعلى هامش (م) حاشية ابن حجر "قلت: هو معروف بالضعف، قال البخاري، منكر الحديث".

42 - (باب كتابة العلم (*))

وَحَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ قدَامَةَ -وَكَانَ امْرَأَ صدْقٍ- عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: ... فَقَامُوا وَقَالُوا: كِدْنَا نُغْلَبُ عَلَى هذَا الشَيْخِ. رواه البزار (¬1) هكذا، وفي إسناده مبارك بن فضالة، وهو ثقة مدلس (مص: 237). 42 - (باب كتابة العلم (*)) 675 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ قَالاَ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 105 برقم (186) من طريق عبدة بن عبد الله القسملي، أنبأنا عبد الصمد بن عبد الوراث، حدثنا مبارك بن فضالة قال: ... وهذه أسانيد ضعيفة، لانقطاعها، وفيها جميعها عبدة بن عبدة القسملي ما وجدت له ترجمة، وأزعم أنه الصفار، والله أعلم، ومبارك بن فضالة معروف بالتدليس. (*) قال الحافظ في "فتح الباري" 1/ 204: "قوله: (باب: كتابة العلم)، طريقة البخاري في الأحكام التي يقع فيها الاختلاف أن لا يجزم فيها بشيء، بل يوردها على الاحتمال. وهذه الترجمة من ذلك، لأن السلف اختلفوا في ذلك عملاً وتركاً، وإن كان الأمر استقر، والإجماع انعقد على جواز كتابة العلم، بل على استحبابه، بل لا يبعد وجوبه على من خشي النسيان ممن يتعين عليه تبليغ العلم". وقال ابن حجر في الفتح 1/ 208 أيضاً: وهو يشرح حديث أبي هريرة: "ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد أكثر حديثاً عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه يكتب ولا أكتب": "ويستفاد منه، ومن =

مَعْصُوباً رَأْسُهُ فَرَقِيَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: "مَا هذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي يَبْلُغُنِي (¬1) ¬

_ = حديث علي المتقدم -يعني برقم (111) - ومن قصة أبي شاة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن في كتابة الحديث عنه. وهو يعارض حديث أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن ... ) رواه مسلم. والجمع بينهما أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن في غير ذلك الوقت. أو أن النهي خاص بكتابه غير القرآن في شيء واحد، والإذن في تفريقهما. أو النهي متقدم والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس وهو أقربهما، ولا ينافيهما. وقيل: النهي خاص بمن خُشي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ، والإذن لمن أمن منه ذلك. ومنهم من أَعَلَّ حديث أبى سعيد وقال: الصواب وقفه على أبي سعيد، قاله البخاري وغيره. قال العلماء: كره جماعة من العلماء والتابعين كتابة الحديث، واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظاً كما أخذوا حفظاً، لكن لما قصرت الهمم، وخشي الأئمة ضياع العلم دونوه. وأول من دون الحديث ابن شهاب الزهري على رأس المئة، بأمر عمر بن عبد العزيز، ثم كثر التدوين، ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير، فَلِلَّه الحمد". وانظر "المحدث الفاصل" ص (363 - 402)، وجامع بيان العلم 1/ 63 - 77، وألفية السيوطي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر ص (145 - 147). وفتح المغيث في شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي ص (230 - 231). (¬1) في (مص، ظ، م): "تبلغوني".

أَنَّكُمْ تَكتُبُونَهَا؟ أكِتَابٌ مَعَ كتَابِ (¬1) الله؟ يُوشِكُ أَنْ يَغْضَبَ الله لِكِتَابِهِ فَيَسْرِي عَلَيْهِ لَيْلاً، فَلاَ يَتْرُكُ في وَرَقَةٍ وَلاَ في قَلْبٍ مِنْهُ حَرْفاً إلاَّ ذَهَبَ بِهِ". فَقَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ الْمَجْلِسَ: فَكَيْفَ يَا رَسُولَ الله بِالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؟ قَالَ: "مَنْ أَرَادَ الله بِهِ خَيْراً، أَبْقَى في قَلْبِهِ لاَ إِلَه إلاَّ الله". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه عيسى بن ميمون الواسطي، وهو متروك، وقد وثقه حماد بن سلمة. 676 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ بَنِي إسْرَائِيلَ كتَبُوا كِتَاباً فَاتَّبَعُوهُ، وَتَرَكُوا التَّوْرَاةَ". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، وفيه محمد بن عثمان بن أبي ¬

_ (¬1) سقط من (ش): "مع كتاب". (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (27 - 28) - من طريق محمد بن عبد الله بن رسته، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس ... وعن زيد بن أسلم، عن ابن عمر قالا: ... وهذا إسناد ضعيف، عيسى بن ميمون هو المدني، قال البخاري في الكبير 6/ 401 - 402: "منكر الحديث". وانظر كامل ابن عدي 5/ 1881 - 1883. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 199 برقم (1003) إلى الطبراني في الأوسط. (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (32) - من طريق محمد بن عثمان بن أبي =

شيبة، وهو ثقة، وقد ضعفه غير واحد. 677 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ (¬1) -يَعْنِي الْخُدْرِيّ- قَالَ: كُنَّا قُعُوداً نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: "مَا هذَا ¬

_ = شيبة، حدثنا جندل بن والق، عن عُبَيْد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى ... وهذا إسناد حسن، محمد بن عثمان بن أبي شيبة بينا أنه حسن الرواية عند الحديث المتقدم برقم (134). وعبد الملك بن عمير فصلنا القول فيه عند الحديث (1998) في موارد الظمآن. وجندل بن والق ترجمه البخاري في الكبير 2/ 246 ولم يورد فيه جرحاً، ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 167، وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (100): "كوفي، لا بأس به ... أدركته ولم أكتب عنه". وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 535 وقال: "روى عنه أبي، وأبو زرعة، سئل أبي عنه فقال: صدوق". وأبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة. وقال البزار: "ليس بالقوي". وقال الطبراني: "لم يروه عن عبد الملك إلا عبيد الله". وهذا لا يضر الحديث لأن عبيد الله ثقة. وقد تحرف عند الطبراني: "عبيد الله" إلى "عبد الله". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 177، 218 برقم (893، 1089) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) تقدم هذا الحديث في (م) على الحديثين السابقين. وعلى هامش (ظ) الأسفل ما نصه: "في النسخة المسموعة على المؤلف بقراءة أبي الفضل بن حجر حديث أبي سعيد مقدم على حديث ابن عباس، وحديث أبي موسى".

تَكْتُبُونَ؟ ". فَقُلْنَا: مَا نَسْمَعُ مِنْكَ. فَقَالَ: "أكَتَابٌ مَعَ كتَابِ الله امْحَضُوا (¬1) كِتَابَ الله وَأَخْلِصُوهُ (¬2) ". قَالَ: فَجَمَعْنَا مَا كَتَبْنَاهُ في صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ، فَقُلْنَا: أَيْ رَسُولَ الله، أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ؟. قَالَ: "نَعَم، تَحَدَّثُوا عَنِّي وَلاَ حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ (ظ: 26) مُتَعَمِّداً، فَلَيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". قَالَ: قُلْنَا: أَيْ رَسُولَ الله، أَنَتَحَدَّثُ عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي (مص: 238) إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجٌ، فَإنَّكُمْ لاَ تُحَدِّثُونَ عَنْهُمْ بِشَيْءٍ إلاَّ وَقَدْ كَانَ فِيهِمْ أَعْجَبُ مِنه". قلت: له حديث في الصحيح (¬3) بغير هذا السياق. رواه ¬

_ (¬1) في (ش): "امحصوه". (¬2) عند أحمد "أو خلصوه". (¬3) عند مسلم في الزهد (3004) باب: التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم، وقد استوفيت تخريجه وعلقت عليه في مسند الموصلي 2/ 416 - 417 برقم (1209). وقال القاضي: "كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم، فكرهها كثيرون منهم، وأجازها أكثرهم، ثم أجمع المسلمون على جوازها، وزال ذلك الخلاف ... ". =

أحمد (¬1)، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح. 678 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي إلاَّ الْقُرْآنَ، فَمَنْ كتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ، فَلْيَمْحُهُ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَج ... ". فذكر الحديث. رواه البزار (¬2)، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف. ¬

_ = وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 848 بعد أن أورد عدداً من أحاديث الإباحة: "وقيل: إن حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن، فلما أمن ذلك، أذن في الكتابة. وقيل: إنما نهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة والله أعلم". "جامع الأصول" 8/ 33. (¬1) في المسند 3/ 12 - 13 من طريق إسحاق بن عيسى، حدثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة ... وليس عن أبي سعيد. وما وجدته بهذا اللفظ عن أبي سعيد، فلعل الحافظ الهيثمي ظن أنه عن أبي سعيد لأنه جاء ضمن مسنده. وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 231 برقم (29217) إلى أحمد، والصحابي عنده أبو هريرة أيضاً. (¬2) في كشف الأستار 1/ 108 - 109 برقم (194) من طريق محمد بن =

679 - وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَتَبْتُ عَنْ أَبِي (¬1) كِتَاباً فَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ فِيهِ كِتَابَ الله، لأحْرَقتُهُ، ثُمَّ دَعَا بِمِرْكَنٍ -أَوْ بِإجَّانَةٍ (¬2) - فَغَسَلَهَا ثُمَّ قَالَ: عِ عَنِّي مَا سَمِعْتَ مِني. وَلاَ تَكْتُبْ عَنِّي فإنِّي لَمْ أَكتُبْ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كِتَاباً، كِدْتَ أَنْ تُهْلِكَ أَبَاكَ. رواه الطبراني في الكبير (¬3)، والبزار بنحوه إلا أن البزار قال: "احْفَظْ كَمَا حَفِظْنَا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -". ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ = معمر، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة ... وإسناده ضعيف. وانظر الحديث السابق. وتمامه: "ومن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار". وقال البزار: "رواه همام، عن زيد، عن عطاء، عن أبي سعيد. وعبد الرحمن بن زيد قد أجمع أهل العلم بالنقل. على تضعيف أخباره. وليس هو بحجة فيما ينفرد به". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 199 - 200 برقم (1005) إلى البزار. ويشهد له حديث أبي سعيد عند أحمد 3/ 12، ومسلم في الزهد (3004)، والحاكم 1/ 127. (¬1) في (ش): "عني" وهو تحريف. (¬2) اْلمِرْكَن -بكسر الميم وسكون الراء المهملة، وفتح الكاف-: الإجَّانة، وهي الوعاء الذي تغسل فيه الثياب. (¬3) هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. وأخرجه البزار 1/ 109 برقم =

680 - وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ أيْضاً قَالَ: كُنت إذَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِي حَدِيثاً كَتَبْتُهُ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟. قُلْتُ: إنِّي (¬1) أَكْتُبُ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْكَ. قَالَ: فَأتِنِي بِهِ، فقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: نَعَمْ هكَذا سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلكِنِّي أَخَافُ أَنْ تَزِيدَ أَوْ تَنْقُصَ ... رواه البزار (¬2)، وهذه الطريق فيها خالد بن نافع، ضعفه النسائي، وأبو زرعة وغيرهما. ¬

_ = (195) من طريق نصر بن علي، أنبأنا أبي، حدثنا شداد بن سعيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة ... وهذا إسناد صحيح. وقال البزار: "لا نعلم رواه هكذا إلا شداد، وقد رواه خالد بن سلمة موقوفاً". ثم أخرجه البزار أيضاً برقم (196) من طريق نصر بن علي، أنبأنا أبي، عن زياد بن الربيع، عن خالد بن سلمة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال ... ولم يرفعه. وهذا إسناد صحيح أيضاً. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (381) برقم (369)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 66 من طريقين: عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، به. وانظر الحديث التالي. (¬1) في (ش): "أين" وهو تحريف. (¬2) في كشف الأستار 1/ 110 برقم (197) من طريق عبد الله بن سعيد الكندي، حدثنا خالد بن نافع، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه أبي بردة ... وهذا إسناد ضعيف خالد بن نافع فصلنا القول فيه عند الحديث (7279) في مسند الموصلي. وانظر الحديث السابق.

681 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي إلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ الله بْن عَمْروٍ، فَإنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ وَيعِيهِ بِقَلْبِهِ، وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي وَلاَ أَكْتُبُ بِيَدِي. وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في الْكِتَابَةِ عَنْهُ (مص: 239)، فَأَذِنَ لَهُ. رواه أحمد (¬1)، في الصحيح (¬2) بعضه بغير سياقه، خلا استئذانه في الكتابة وغير ذلك، وهو من رواية ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، وابن إسحاق مدلس، وعمرو فيه كلام. ¬

_ (¬1) في المسند 2/ 403 من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني قال: حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن مجاهد والمغيرة قالا: سمعنا أبا هريرة يقول: ما كان ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن ابن إسحاق قد عنعن. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" برقم (329) من طريق ... عبد الأعلى، حدثنا محمد بن إسحاق، بالإسناد السابق. وانظر التعليق التالي. (¬2) عند البخاري في العلم (113) باب: كتابة العلم، بلفظ "ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد أكثر حديثاً مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب". وانظر المحدث الفاصل برقم (328)، وجامع بيان العلم 1/ 70. وقال الحافظ في الفتح 1/ 207 وهو يشرح هذا الحديث: "وروى أحمد، والبيهقي في (المدخل) من طريق عمرو بن شعيب، عن مجاهد والمغيرة ... " وذكر حديثنا ثم قال: "إسناده حسن". وانظر تعليقنا على الحديث السابق برقم (677).

682 - وَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: خَرَجَ عَلْينَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "تَحَدَّثُوا، وَلَيَتَبُوَّأْ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ فَنَكْتُبُهَا؟. قَالَ: "اكْتُبُوا وَلاَ حَرَجَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه أبو مدرك روى عن رفاعة بن رافع، وعنه بقية، ولم أر من ذكره. 683 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَأَنَا مَعَهُمْ -وَأَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ- فَقَالَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". فَلَمَّا خَرَجَ الْقَوْمَ، قُلْتُ: كَيفَ تُحَدِّثُونَ عَن رَسَولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ سمِعْتُمْ مَا قَالَ، وَأَنْتُمْ تَنْهَمِكُونَ في الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟. فَضَحِكُوا، فَقَالُوا: يَا ابْنَ أَخِينَا، إنَّ كُلَّ مَا سَمِعْنَا مِنْهُ ¬

_ (¬1) في الكبير 4/ 276 برقم (4410)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (369) برقم (331) من طرق: حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا ابن ثوبان، حدثنا أبو مدرك، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج قال: خرج علينا ... وهذا إسناد فيه أبو مدرك سماه المزي في "تهذيب الكمال" ترجمة عباية فقال: "عبد الله بن مدرك الأزدي" وما وجدت له ترجمة. وباقي رجاله ثقات. ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/ 215، وأبي داود في العلم (3646) باب: في كتابة العلم، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" برقم (316، 317، 319، 320، 321) من طرق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهذا إسناد حسن.

عِنْدَنَا في كِتَابٍ. رواه الطبراني (¬1) في الكبير، فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو متروك الحديث. 684 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أُقَيدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: وَمَا تَقْييدُهُ؟. قَالَ: "الْكِتَابُ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، والأوسط، وفيه عبد الله بن المؤمل، وثقه ابن معين، وابن حبان، وقال ابن سعد: ثقة، قليل الحديث. وقال الإمام أحمد: أحاديثه مناكير. ¬

_ (¬1) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (378) برقم (361) من طريق محمد بن يحيى المروزي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد ضعيف، فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو ضعيف. (¬2) هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير، وأخرجه الطبراني في الأوسط 1/ 46 برقم (852) -وهو في مجمع البحرين ص (28) - والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (364) برقم (315) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا سعيد بن سليمان، عن عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريح -وليس في إسناد الأوسط: ابن جريج- عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله. بن المؤمل، وفيه =

685 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ (مص: 240) قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَيِّدِ الْعِلْمَ". قُلْت: وَمَا تَقْيِيدهُ؟. قَالَ: "الْكِتَابُ". رواه الطبراني في الأوسط (¬1)، وفيه عبد الله بن المؤمل، وقد تقدم الكلام فيه قبل هذا الحديث تراه. 686 - وَعَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: قَالَ لَنَا أَنَسٌ: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ. ¬

_ = أيضاً عنعنة ابن جريج. وسعيد بن سليمان هو أبو عثمان الواسطي، وعطاء هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 73 من طريق ... أحمد بن زهير، أخبرنا سعيد بن سليمان، بالإسناد السابق. وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبد الله بن المؤمل". (¬1) في (مص، ش): "الكبير". ولعله في الكبير، ولكنه في الجزء المفقود منه، وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين (28) - والحاكم في المستدرك 1/ 106، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 73 من طرق، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، قال: حدثني عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو ... وهذا إسناد فيه علتان: عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف، وعنعنة ابن جريج. وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن جريج إلا ابن المؤمل". وصححه الحاكم، وقال الذهبي: "قلت: ابن المؤمل ضعيف. وانظر الحديث السابق. وكنز العمال 10/ 249 برقم (29332) والصحابي عنده "ابن عمر" وهو تحريف.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. 687 - وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سُوءَ الْحِفْظِ فَقَالَ: "اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، وفيه إسماعيل بن سيف، وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) في الكبير 1/ 246 برقم (700) من طريق محمد بن علي بن شعيب السمسار، حدثنا خالد بن خداش. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (368) برقم (327)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 72 من طريقين: حدثنا محمد بن سليمان بن لوين قال: حدثنا عبد الحميد بن سليمان. كلاهما: حدثنا عبد الله بن المثنى الأنصاري، حدثني عمي ثمامة قال: ... وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (3493) في مسند الموصلي. وعبد الحميد بن سليمان هو الخزاعي ضعيف، ولكن تابعه عليه خالد بن خداش، وهو من رجال الصحيح. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (28) - من طريق إسماعيل بن سيف، حدثنا محمد بن عبد الواحد بن أخي حزم القطعي، حدثنا الخصيب بن جحدر، عن عبد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس ... وهذا إسناد ضعيف جداً، فيه الخصيب بن جحدر ضعفوه، بل اتهم، وفيه أيضاً إسماعيل بن سيف بينا أنه ضعيف في معجم شيوخ أبي يعلى برقم (112). وعبد الله بن أبي بكر بن أنس ما وجدت له ترجمة، وأخشى أن يكون محرفاً عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، والله أعلم. وانظر الحديث التالي.

688 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً شَكَا إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سُوءَ الْحِفْظِ فَقَالَ: "اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ عَلَى حِفْظِكَ". رواه البزار (¬1)، وفيه الخصيب بن جحدر، وهو كذاب (¬2). ¬

_ (¬1) ما وجدته في كشف الأستار، وأخرجه الترمذي في العلم (2668) باب: ما جاء في الرخصة فيه - يعني: في كتابة العلم، من طريق قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن الخليل بن مرة، عن يحيى بن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: ... وقال الترمذي: "هذا حديث إسناده ليس بذاك القائم، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: الخليل بن مرة منكر الحديث". نقال: إسناده ضعيف لضعف الخليل بن مرة، وباق رجاله ثقات. يحيى بن أبي صالح، ترجمه البخاري في الكبير 8/ 282 وقال "عن أبي هريرة" ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأما ابن أبي حاتم فقال في "الجرح والتعديل" 9/ 158: "روى عن أبي هريرة ... ". ونقل عن أبيه أنه قال: "شيخ مجهول، لا أعرفه". وقال ابن حيان في "يروي عن أبي هريرة ... ". وقال المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 1504 مصورة دار المأمون للتراث: "عن أبي هريرة، وقيل: عن أبيه، عن أبي هريرة". (¬2) ملاحظة: "على هامش (مص) ما نصه: هذا ضرب الشيخ عليه في الأصل، فكأنه ليس بزائد". وعلى هامش (ظ، م) ما نصه: "والخصيب بن جحدر في حديث الطبراني عن أنس في الأوسط". وزاد في (م) التعريف بأن كاتب هذا هو الحافظ ابن حجر. ويشهد لهذين الحديثين حديث رافع بن خديج المتقدم برقم (682)، =

43 - (باب عرض الكتاب بعد إملائه)

43 - (باب عرض الكتاب بعد إملائه) 689 - عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ إذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، أَخَذَتْهُ (¬1) بُرَحَاءُ شَدِيدَةٌ وَعَرِقَ عَرَقاً شَدِيداً مِثْلَ الْجُمَانِ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ بِقِطعَةِ الْكَتِفِ أَوْ كِسْرَةٍ فَأَكْتُبُ وَهُوَ يُمْلِيَ عَلَيَّ، فَمَا أَفْرُغُ، حَتَّى تَكَادَ رِجْلِي تَنْكَسِرُ مِنْ ثِقْلِ الْقُرْآنِ حَتَّى أَقُولَ: لاَ أَمْشي عَلَى رِجْلِي أَبَداً، فَإذَا فَرَغْتُ، قَالَ: "اقْرَأْ". فَأَقْرَؤهُ، فَإنْ (¬2) كَانَ فِيهِ سَقَطٌ، أَقَامَهُ، ثُمَّ أَخْرُجُ بِهِ إلَى النَّاسَ. رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، ورجاله موثقون، إلا أن فيه: وَجَدْتُ في كِتَابِ خَالِي، فَهُو وِجَادَةٌ (مص: 241). ¬

_ = وحديث ابن عمرو بن العاص الذي ذكرناه شاهداً لحديث رافع هذا. وانظر كنز العمال 10/ 245 برقم (29305) ورقم (29333). (¬1) في (ظ): "أخذه". (¬2) في (ظ، ش): "فإذا". (¬3) في الكبير 5/ 142 برقم (4889)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (24) - من طريق أحمد بن محمد بن نافع، حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال: وجدت في كتاب خالي: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن سليمان، عن أبيه سليمان بن زيد، عن زيد بن أرقم ... وهذا إسناد فيه أحمد بن محمد بن نافع شيخ الطبراني جهله الذهبي، واتهمه ابن الجوزي، وانظر لسان الميزان 1/ 285، وباقي رجاله ثقات، سليمان بن زيد بن ثابت ترجمه البخاري في الكبير 4/ 14 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً وما رأيت فيه جرحاً، وذكره ابن =

44 - (باب عرض الكتاب على من أمر به)

44 - (باب عرض الكتاب على من أمر به) 690 - عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُتِبَ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كتَابٌ فَقَالَ لِعَبْدِ الله بْنِ الأَرْقَمِ: "أَجِبْ هؤُلاَءِ". فَأَخَذَهُ عَبْدُ الله بْنُ الَأرْقَم فَكَتَبَهُ. ثُمَّ جَاءَ بِالْكِتَابِ فَعَرَضَهُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "أَحْسَنْتَ". فَمَا زَالَ ذلِكَ في نَفْسِي حَتَّى وَليتُ (¬1)، فَجَعَلْتُهُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ. رواه البزار (¬2)، وفيه محمد بن صدقة الْفَدَكِيّ (¬3)، قال في الميزان: حديثه منكر. ¬

_ = حبان في الثقات 4/ 315، وقال الحافظ في التقريب: "مقبول". وانطر الحديث (4787) عند الطبراني في الكبير 5/ 115. (¬1) وَليَ الشيءَ -وَوَليَ على الشيء: ملك أمره وقام به. وَوَلِيَ البلد: تسلط عليه فهو والٍ. (¬2) في كشف الأستار 1/ 104 برقم (185) من طريق عمر بن الخطاب السجستاني، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن صدقة الفدكي، حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عَن أبيه، عن عمر قال: ... وهذا إسناد جيد إبراهيم بن المنذر هو الحزامي، ومحمد بن صدقة ترجمه البخاري في الكبير 1/ 117 - 118 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن حبان في الثقات 9/ 67: "يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته ... ". وقال الدارقطني في (العلل): "ليس بالمشهور، ولكن ليس به بأس". وانظر لسان الميزان 5/ 205 - 206. وقال الطبراني: "لا نعلم رواه هكذا إلا مالك". (¬3) الفدكي -بفتح الفاء، والدال المهملة، بعدها كاف-: هذه النسبة إلى فَدَكَ وهي بلدة عامرة كثيرة النخل والزرع والسكان، تقع بين خيبر =

45 - (باب في كتاب الوحي)

45 - (باب في كُتّاب الوحي) 691 - عَن عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَكْتَبَ عَبْدَ الله بْنَ الأرْقَمِ، فَكَانَ يَكْتُبُ إلَى الْمُلُوكِ، فَبَلَغَ مِنْ أَمَانَتِهِ عِنْدَهُ أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ إلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ فَيَكْتُبُ، ثُمَّ يَأَمُرُ بِهِ أَنْ يَطِينَهُ (¬1)، ثُمَّ يَخْتِمُ لاَ يَقْرَأُ لأمَانِتِهِ عِنْدَهُ. وَاسْتَكْتَبَ أَيْضاً زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَكَانَ يَكْتُبُ، وَيكْتُبُ إلَى الْمُلُوكِ أَيْضاً، فَكَانَ إذَا غَابَ عَبْدُ الله بْنُ الأرْقَمِ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَاحْتَاجَ أَنْ يَكْتُبَ لإنْسَانٍ كِتَابَاً يُقْطِعُهُ، أَمَرَ مَنْ حَضَرَ أَنْ يَكْتُبَ. وَقَدْ كَتَبَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وُعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَمُعَاوِيةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاص، وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ قَدْ سَمَّى مِنَ الْعَرَبِ (مص: 242). رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه سلمة بن الفضل الأبرش، ¬

_ = والمدينة، أفاءها الله على رسوله سنة سبع صلحاً، وقصتها في التاريخ قصة تطول. وانظر الأنساب 9/ 242، واللباب 2/ 412، والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة للأستاذ محمد شراب، والسيرة لابن هشام 2/ 353، ومعجم ما استعجم للبكري 2/ 1015 - 1016 وعيون الأثر 2/ 144، 190. (¬1) يقال: طَانَ الكتاب أو الرسالة أو الخطاب، يَطينُهُ، طَيْناً: ختمه بالطين كما يختم بالشمع، وطانه، وأطانه بمعنى، وَطَيَّنَهُ: مبالغة في طانة. (¬2) في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وانظر عيون الأثر =

46 - (باب في الخبر والمعاينة)

ضعفه البخاري، وابن المديني، وأبو زرعة، ووثقه ابن معين، وأبو حاتم. 46 - (باب في الخبر والمعاينة) 692 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ، إنَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- أَخْبَرَ مُوَسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ في الْعِجْلِ، فَلَمْ يُلْقِ الألْوَاحَ، فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا، أَلْقَى الأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ". رواه أحمد (¬2)، والبزار، والطبراني في الكبير، والأوسط، ورجاله رجال الصحيح، وأبي حبان. ¬

_ = 2/ 395 - 396. (¬1) في (مص، ش): "ابن عمر" وهو خطأ. (¬2) في المسند 1/ 271، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (28) - والحاكم 2/ 321 من طريق هشيم وأخرجه البزار 1/ 111 برقم (200)، والطبراني في الكبير 12/ 54 برقم (12451)، وابن حبان -في الإحسان 8/ 33 - برقم (6181) من طريق أبي عوانة. كلاهما عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ... وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وأبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 16 برقم (44111) إلى أحمد، والطبراني في الأوسط، والحاكم. وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 8/ 12 من طريق ... شعبة، عن أبي بشر، بالإسناد السابق. =

47 - (باب في الأمر يشهده أربعون)

693 - وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ (¬1): "لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، ورجاله ثقات. 47 - (باب في الأمر يشهده (¬3) أربعون) 694 - عَنْ أُسَامَة الْهُذَلِيّ، عْنْ نَبِيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إذَا شَهِدَتْ أُمَّةٌ مِنَ الأمَمِ، وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلاً فَصَاعِداً، أَجَازَ الله شَهَادَتَهُمْ". رواه الطبراني (¬4) في الأوسط، والكبير، وقال فيه: "أَوْ ¬

_ = وأخرجه الخطيب أيضاً 8/ 28 من طريق ... مالك بن أنس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ... وهذا شاهد لحديثنا. وانظر الحديث التالي. (¬1) سقطت "قال" من (م). (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (28) - من طريق محمد بن علي المروزي، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أبي، عن ثمامة، عن أنس بن مالك ... وهذا إسناد ضعيف فيه محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري، كذبوه. وقال الطبراني: "لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد". وانظر الحديث السابق. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 200 من طريق محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن مرزوق الباهلي، بالإسناد السابق. (¬3) في (ظ، ش): "يشهد فيه". (¬4) في الكبير 1/ 190 برقم (502)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص =

48 - (باب لا تضر الجهالة بالصحابة، لأنهم عدول)

قَالَ: صَدَّقَ الله شَهَادَتَمْ". وفيه صالح بن هلال، وهو مجهول على قاعدة ابن أبي حاتم (مص: 243). 48 - (باب لا تضر الجهالة بالصحابة، لأنهم عدول) 695 - عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: وَالله مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمْ (¬1) عَنْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، وَلكِنْ لَمْ يَكُنْ يَكْذِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا. ¬

_ = (28) - من طريق إبراهيم بن عمر الوكيعي، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا سوادة بن أبي الأسود، حدثنا صالح بن هلال، عن أبي المليح بن أسامة الهذلي، حدثني أبي (أسامة الهذلي)، عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد جيد، إبراهيم هو ابن أحمد بن عمر الوكيعي نسب إلى جده، ترجمه البغدادي في "تاريخ بغداد" 6/ 6 وأورد بإسناده إلى عبد الله بن أحمد أنه سأل أباه عن إبراهيم هذا فقال: "فأحسن القول فيه". ونقل عن الدراقطني أنه قال: "إبراهيم بن عمر الوكيعي، ثقة". ولكن الذي جاء في "سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني" ص (101) برقم (45) أنه قال: "إبراهيم بن أحمد ... ثقة، مأمون، كان مكفوفاً، وأبوه ثقة". وصالح بن هلال ترجمه البخاري في الكبير 4/ 292 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 419: "سئل أبي عنه فقال: شيخ". وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 465. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 679 برقم (42709) إلى الطبراني، والضياء في المختارة. (¬1) في (ظ، م): "أحدثكم".

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. 696 - وَعَنِ الْبَرَاءِ قالَ: مَا كُلُّ الْحَدِيثِ سَمِعْنَاهُ عِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُحَدِّثُنَا أَصْحَابُنَا عَنْهُ. كَانَتْ تَشْغَلُنَا عَنْهُ رِعْيَةُ الإبِلِ. رواه أحمد (¬2)، ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) في الكبير 1/ 246 برقم (699) من طريق يوسف (بن يعقوب بن إسماعيل) القاضي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا أبو شهاب الحناط (عبد ربه بن نافع)، عن حميد قال: ... وهذا إسناد صحيح، شيخ الطبراني بينا أنه ثقة عند الحديث المتقدم برقم (174)، وأبو الربيع الزهراني هو سليمان بن داود. وأخرجه الحاكم 3/ 575 من طريق ... السري بن خزيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حجاج، أنبأنا حميد، بالإسناد السابق. (¬2) في المسند 4/ 283 من طريقين عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء ... وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الخطيب في "الكفاية" ص (385) من طريق ... أبي كريب قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق بالإسناد السابق. وانظر الكفاية (385، 386) فقد قال الخطيب: "وقال آخرون: مراسيل الصحابة كلهم مقبولة لكون جميعهم عدولاً مرضيين، وأن الظاهر فيما أرسله الصحابي ولم يبين السماع فيه أنه سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو من صحابي سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأما من روى منهم عن غير الصحابة فقد بين في روايته ممن سمعه، وهو أيضاً قليل نادر، فلا اعتبار به، وهذا هو الأشبه بالصواب عندنا".

49 - (باب فيمن حدث حديثا كذب فيه غيره)

49 - (باب فيمن حدث حديثاً كذب فيه غيره) 697 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ حَدَّثَ حَدِيثاً كمَا سَمِعَ، فَإنْ كَانَ بِراً وَصِدْقاً، فَلَكَ وَلَهُ، وَإنْ كَانَ كذِبًا فَعَلَى مَنْ بَدَأَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه جعفر بن الزبير، وهو كذاب. 50 - (باب رواية الحديث بالمعنى) 698 - عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ الَّليْثِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَا لَهُ: بِآبَائِنَا وَأمَّهَاتِنَا يَا رَسُولَ الله، إنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ، فَلاَ نَقْدِرُ أَنْ نُؤَدِّيَهُ كَمَا سَمِعْنَا (¬2). ¬

_ (¬1) في الكبير 8/ 293 برقم (7961) من طريق علان بن عبد الصمد، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن، حدثنا أبي. حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد فيه جعفر بن الزبير متروك الحديث، وإن كان صالحاً في نفسه، وشيخ الطبراني ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 428 وقال: "وكان ثقة". وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء". 13/ 429: "الشيخ، المحدث، الحافظ ... ". ومحمد بن الحسن بن الزبير بينا أنه حسن الرواية عند الحديث (6052) في مسند الموصلي. ونسبه المتقي الهندي في "كنز العمال" 10/ 235 برقم (19244) إلى الطبراني في الكبير. (¬2) في (م): "سمعناه".

قَالَ: "إذَا لَمْ تُحِلُّوا حَرَاماً، وَلَمْ تُحَرِّمُوا (مص: 244) حَلاَلاً، وَأَصَبْتُم الْمَعْنَى، فَلاَ بَأسَ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ولم أر من ذكر يعقوب، ولا أباه. ¬

_ (¬1) في الكبير 7/ 100 برقم (6491)، والخطيب في "الكفاية" ص (199) من طريق الوليد بن سلمة الفلسطيني قال: أخبرني يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي ... وهذا إسناد فيه الوليد بن سلمة اتهم بالكذب ووضع الحديث. ويعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة مختلف فيه، وانظر ما يلي. وأخرجه الخطيب في "الكفاية" أيضاً ص (200) من طريق ... عبد الرحمن بن مساور، حدثنا الوليد بن سلمة، حدثني يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أكيمة الليثي، عن أبيه، به. وقال ابن حجر في الإصابة 4/ 244 - 245: "روى الطبراني من طريق الوليد بن سلمة، حدثني يعقوب بن عبد الله بن سُلَيْم بن أكيمة، عن أبيه، عن جده ... ورواه من وجه آخر عنه فقال: سليمان) بدل (سُلَيْم) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، واتهم به الوليد بن سلمة، وليس كما زعم، فقد أخرجه ابن منده، من طريق عمر بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق بن سُلَيْم بن أكيمة، عن أبيه، عن جده. ولكن عمر في زمن الوليد. وأخرجه ابن مندة من طريق أخرى فقال: عن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن سليم، (زاد في نسبه؛ عبد الله)، ثم أورده في ترجمة عبد الله بهذا السند. وأخرجه أبو القاسم بن مندة، في كتاب الوصية من وجهين إلى =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = الوليد بن سلمة فقال: عن إسحاق بن يعقوب بن عبد الله بن أكيمة، عن أبيه، عن جده. وفيه اختلاف آخر يأتي في ترجمة محمد بن عبد الله بن سُلَيْم بن أكيمة إن شاء الله". وقال الحافظ في "الإصابة" 10/ 71 - 72 وهو يترجم محمد بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي: "ذكره ابن قانع في الصحابة، وأخرج من طريق أحمد بن مصعب، عن عمر بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن جده محمد بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي ... وعمر مذكور بوضع الحديث. وقد اضطرب في تسمية آبائه في هذا الحديث: فأخرجه ابن مندة من طريق عمر بن إبراهيم فقال: عن محمد بن سليم بن أكيمة، وأروده في حرف السين في سُلَيْم وليس في آخر الاسم ألف ولا نون. ثم أورده من طريق أخرى عن عمر فقال: عن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن سليم، وزاد في النسب (عبد الله). فأورد كذلك في حرف العين. وهذا يمكن الجمع بينه وبين الذي قبله بأن يكون الضمير في قوله: عن جده، يعود على إسحاق، فيكون سُلَيْمُ هو الصحابي. وأورده أبو موسى في الذيل من طريق عبدان المروزي، ثم من روايته عن عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن محمد بن إسحاق ابن أكيمة، وأورده كذلك في الألف. وكذا أخرجه ابن مردويه في كتاب العلم من الطريق التي أوردها عبدان ... وجاء فيه اختلاف آخر من غير رواية عمر بن إبراهيم، فأخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن عبد الله بن سُلَيْم بن أكيمة، عن أبيه، عن جده، وأورده في سليم من حرف السين. =

51 - (باب في الناسخ والمنسوخ)

51 - (باب في الناسخ والمنسوخ) 699 - عَنْ شَدَّادٍ قالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فيهِ الشِّدَّةُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إلَى قَوْمِهِ يُسَلِّمُ، [لَعَلَّهُ يُشَدِّدُ] (¬1) عَلَيْهِمْ. ثُمَّ إنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُرَخِّصُ فِيهِ بَعْدُ، فَلَمْ يَسْمَعْهُ أَبُو ذَرٍّ، فَيَتَعَلَّقُ أَبُو ذَرٍّ بِالأمْرِ الشَّدِيدِ. رواه أحمد (¬2) وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، ورواه الطبراني في الكبير. ¬

_ = ورواه الطبراني من طريق الوليد بن سلمة، عن إسحاق بن يعقوب بن عبد الله بن أكيمة، عن أبيه، عن جده. وكل هذه الطرق لا توافق رواية ابن قانع بوجه من الوجوه، والذي أظنه أنه وقع فيه تقديم وتأخير، وأنه كان عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن سليم بن أكيمة، عن أبيه، عن جده، فتقدم قوله: عن أبيه، عن جده على قوله: ابن عبد الله بن سليم، فخرج منه هذا الوهم، والله أعلم". وانظر أيضاً "أسد الغابة" 1/ 135، و2/ 443، 448، والإصابة 1/ 97. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 230 برقم (29215) إلى الطبراني في الكبير، والحكيم الترمذي، وابن عساكر، وانظر "المحدث الفاصل ص (533 - 537). (¬1) ما بين حاصرتين زيادة من مسند أحمد لتوضيح المعنى. (¬2) في المسند 4/ 125، والطبراني في الكبير 7/ 290 برقم (7166) من طريقين عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، عن يعلي بن شداد بن أوس، عن أبيه شداد بن أوس ... وهذا إسناد ضعيف.

700 - وَعَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمِ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ بِقَاصٍ فَرَكَلَهُ (¬1) بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي (¬2) مَا النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ؟ قَالَ: ومَا النَّاسِخُ (¬3) وَالْمَنْسُوخُ؟ قَالَ: وَمَا تَدْرِي مَا النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ؟. قَالَ: لاَ. قَالَ: هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ. رواه الطبراني (¬4) في الكبير، وفيه أبو راشد مولى بني عامر، ولم أر من ذكره. ¬

_ (¬1) ركله، يرْكُلُهُ -من باب: شكر-: رفسه. (¬2) في (ش): "تدري". (¬3) في (م): "فما". (¬4) في الكبير 10/ 316 برقم (10603)، والزهري في الناسخ والمنسوخ ص (313)، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ص (6)، والحازمي في الاعتبار ص (21) من طريق أبي نعيم، حدثنا سلمة بن نبيط، حدثنا الضحاك بن مزاحم قال: مرّ ابن عبَّاس ... وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الضحاك بن مزاحم، قال ابن حبان في الثقات 6/ 480: "لقي جماعة من التابعين، ولم يشافه أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن زعم أنه لقي ابن عباس فقد وهم". وأروده ابن الجوزي في "ناسخ القرآن ومنسوخه" ص (135) بتحقيقنا من طريق عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، عن سلمة بن نبيط، بالإسناد السابق. وليس في إسناده أبو راشد كما زعم الهيثمي رحمه الله، وإنما هي خطفة عين من إسناد الحديث السابق له في معجم الطبراني الكبير، والله أعلم.

52 - (باب الأدب مع الحديث)

52 - (باب الأدب مع الحديث) 701 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً مِنْكُمْ أَتَاهُ عَنِّي حَدِيثٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ في أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ: اتْلُوا عَلَيَّ بِهِ قُرْآناً، مَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ خَيْرٍ، قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَأَنَا أَقُولُهُ. وَمَا أَتَاكُمْ مِنْ شَرِّ، فَإنِّي لاَ أَقُولُ الشَّرَّ". قلت: رواه ابن ماجه (¬1) باختصار، وهو بتمامه عند أحمد (¬2)، والبزار، وفيه أبو معشر نجيح ضعفه أحمد وغِيره وقد وثق. ¬

_ (¬1) في المقدمة (21) باب: تعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتغليظ على من عارضه، من طريق علي بن المنذر، حدثنا محمد بن الفضيل، حدثنا المقبري، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا أعرفنّ ما يحدث أحدكم عني الحديث وهو مُتَّكِئٌ على أريكته فيقول: اقرأ، تُراه ما قيل من قول حسن فأنا قلته". وهذا إسناد فيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك الحديث. (¬2) في المسند 2/ 367، 483 من طريق خلف وسريج. وأخرجه البزار 1/ 80 برقم (126) من طريق عمرو، عن جابر بن إسحاق. جميعهم: حدثنا أبو معشر نجيح، عن سعيد، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر نجيح. وعند أحمد في الروايتين "لأعرفن" وهو خطأ. وقال البزار: "لا نعرفه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 195 برقم (985) إلى أحمد. =

702 - وَعَنْ (مص: 245) جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ["عَسَى أَنْ يُكَذِّبَنِي رَجُلٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي فَيَقُولُ: مَا قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -] (¬1)، دَعْ هذَا، وَهَاتِ مَا في الْقُرْآنِ". رواه أبو يعلى (¬2)، وفيه يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف. 703 - وَعَنْ أَبِي حَازِم، عَنْ سَهْلٍ أَنَّهُ كَانَ في مَجْلِسِ قَوْمِهِ وَهُوَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَبَعْضُهُمْ يُقْبِلُ عَلَى بَعْضٍ يَتَحَدَّثُونَ. فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ إلَيْهِمْ، أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَمَّا رَأَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَبَعْضُهُمْ يَقْبَلُ عَلَى بَعْضٍ؟. أَمَا والله لأَخْرُجنَّ مِنْ بَينِ أَظْهِركُمْ ولاَ أَرْجِعُ إلَيكُمْ أَبدًا. قُلْتُ لَهُ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟. قَالَ: أَذْهَبُ فَأُجَاهِدُ في سَبِيلِ الله. قُلْتُ: مَالَكَ جِهَادٌ، وَمَا تَسْتَمْسِكُ عَلَى الْفَرَسِ، وَمَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَضْرِبَ بِالسَّيْفِ، وَمَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَطْعَنَ بِالرُّمْحِ. ¬

_ = ولكن يشهد له حديث أبي رافع الذي خرجناه برقم (98) في موارد الظمآن، وانظر تعليقنا عليه أيضاً. (¬1) ما بين حاصرتين ساقط من (ش). (¬2) في المسند 3/ 346 - 347 برقم (1813، 1814) وإسناده ضعيف، وهناك استوفينا تخريجه، وذكرنا ما يشهد له أيضاً. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 194 برقم (983) إلى أبي نصر السجزي في الإبانة.

قَالَ: يَا أَبَا حَازِمٍ (¬1)، اذْهَبُ فَأَكُونُ في الصَّفِّ، فَيَأْتِينِي سَهْمٌ عَائِرٌ (¬2) و (¬3) حَجَرٌ فَيَرْزُقُنِي الله الشَّهَادَةَ. رواه الطبراني (¬4) في الكبير، وفيه عبد الحميد بن سليمان، وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) في (ش): "أما أنا حارم" وهو تحريف. (¬2) السهم العائر: السهم الذي لا يدرى من رماه. (¬3) عند الطبراني (أو). وقد قال ابن هشام في "مغني اللبيب" 2/ 357 - 358: "تنبيه -زعم قوم أن الواو تخرج عن إفادة مطلق الجمع، وذلك على أوجه: أحدها: أن تستعمل بمعنى أو وذلك على ثلاثة أقسام: أحدها أن تكون بمعناها في التقسيم ... والثاني: أن تكون بمعنى أو في الإباحة قاله الزمخشري ... والثالث: أن تكون بمعناها في التخيير قاله بعضهم في قوله: وَقَالُوا: نَأَتْ فَاخترْ لَهَا الصَّبْرَ وَالْبُكَا فَقلْت: الْبُكَا أَشْفَى إذاً لِغَلِيلي ... (¬4) في الكبير 6/ 108 برقم (5656) من طريق عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني، حدثنا محمد بن سليمان لوين، حدثنا عبد الحميد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد ... وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الحميد بن سليمان المدني. وعبد الله بن محمد بن العباس إن كان ابن بيّان الكوفي، ففيه نظر، وَإلاَّ ما عرفته، والله أعلم. وأخرجه الطبراني أيضًا -مختصرًا- في الكبير 6/ 164 من طريق أحمد بن عمرو الخلال المكي، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا وهب بن عثمان، عن أبي حازم قال: كنا مع سعد في جنازة فحدثهم ثم =

704 - وَعَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا خَالِدُ، أَذِّنْ في النَّاسِ: الصَّلاَةُ (¬1) جَامِعَةٌ، لاَ يَدْخُلُ (¬2) الْجَنَّةَ إلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ" ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى بِالْهَاجِرَةِ (¬3)، ثُمَّ قَامَ في النَّاسِ فَقَالَ: "مَا أُحِلُّ أَمْوَالَ الْمُعَاهَدينَ بِغَيْرِ حَقِّهَا، عَسَى الرَّجُلُ مِنْكُمْ يَقُولُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ: مَا وَجَدْنَا في كِتَابِ الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حَلاَلٍ أَحْلَلْنَاهُ. وَمَا وَجَدْنَا (¬4) مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلاَ وَإنِّي أُحَرِّمُ عَلَيْكُمْ أَمْوَالَ الْمُعَاهَدِينَ بِغَيْرِ حَقِّهَا". رواه الطبراني (¬5) في الكبير، ¬

_ = قال: ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير شيخ الطبراني فإني ما وجدت له ترجمه. ووهب بن عثمان ترجمه البخاري في الكبير 8/ 170 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 28، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 557. وقال البخاري في الكبير 8/ 170: "قال إبراهيم بن حمزة، حدثنا وهب بن عثمان ... " وذكر هذا الحديث. بهذا الإسناد وهذا إسناد جيد. (¬1) في (ظ): "بالصلاة". (¬2) في (ظ): "لا يدخلن". (¬3) في (ظ): "الهاجرة". (¬4) في (م): "وجدناه". (¬5) في الكبير 4/ 111 برقم (3829) من طريق موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب، عن أبيه، عن =

53 - (باب في المعضلات والمشكلات)

وروى أبو داود (¬1) طرفاً (مص: 246) منه، وفيه بقية وهو ضعيف. 53 - (باب في المعضلات والمشكلات) 705 - عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِي أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ مُشْكِلٍ حَرَامٌ، وَلَيْسَ في الدِّينِ إشْكَالٌ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير: وفيه الحسين بن عبد الله بن ¬

_ = جده: أنه سمع خالد بن الوليد ... وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عيسى بن المنذر، وفيه يحيى بن المقدام وهو لين، وبقية مدلس وقد عنعن. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (3827) من طريق إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، حدثنا عمرو بن عثمان، عن محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سليم، عن صالح بن يحيى بن المقدام، بالإسناد السابق. وهذا إسناد لين أيضاً، وفيه شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (3828) من طريق إبراهيم بن محمد بن عرق، حدثنا عمرو بن عثمان (بن كثير بن دينار)، حدثنا الحارث بن عبيدة قال: سمعت سعيد بن غزوان يحدث، عن صالح بن يحيى بن المقدام، بالإسناد السابق. (¬1) في الأطعمة (3806) باب: النهي عن أكل السباع، من طريق عمرو بن عثمان، حدثنا محمد بن حرب، حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم، عن صالح بن يحيى بن المقدام، به. وهذا إسناد لين. وانظر الحديث (3198) عند ابن ماجة في الذبائح، باب: لحوم البغال، وعند النسائي في الصيد 7/ 202 باب: أكل لحوم الخيل. (¬2) في الكبير 2/ 52 برقم (1259)، وابن حبان في "المجروحين" =

ضميرة، وهو مجمع على ضعفه. 706 - وَعَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "سَيَكُونُ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَتَعَاطَوْنَ فُقَهَاؤُهُمْ (¬1) عُضْلَ الْمَسَائِلِ، أُولَئِكَ شرَارُ (¬2) أُمَتِي". ¬

_ = 1/ 244، وابن عدي في الكامل 2/ 767، والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 151 - 152 برقم (208) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن تميم الداري ... وهذا إسناد فيه حسين بن عبد الله بن ضميرة وهو متروك الحديث، وعبد الله بن ضميرة ما وجدت له ترجمة، وانظر التاريخ الكبير للبخاري 2/ 388، وأسد الغابة 3/ 64 - 65، والإصابة 5/ 200 - 201. ونسبه المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 429 برقم (7298) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في فيض القدير 4/ 127: "يتعاطى فقهاؤهم". وتخريج روايتنا على أن "فقهاءهم" بدل من واو الجماعة في الفعل "يتعاطون". ولمزيد من الإطلاع على مثل هذا انظر "إعراب القرآن" للنحاس 3/ 64 والتعاطي: التناول والجراءة على الشيء. وقال المناوي في "فيض القدير" 4/ 127 عند شرحه "أولئك شرار أمتي": "أي من شرارهم، فخيارهم من يستعمل سهولة الإلقاء بنصح وتلطف، ومزيد بيان، وساطع برهان، ويبذل جهده لتقريب المعنى لفهم الطالب، ولا يَفْجَؤُهُ بالمسائل الصعبة، بل يقرر له ما يحتمله ذهنه، ويضبطه حفظه ... " وانظر بقية كلامه فإنه مفيد. (¬2) في (ظ): "شرّ".

رواه الطبراني (¬1) (ظ: 26) في الكبير، وفيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك. 707 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ نجْرَانَ حِجَاباً"، مِنْ شِدَّةِ مَا كَانُوا يُجَادِلُونَهُ. رواه البزار (¬2)، والطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن. ¬

_ (¬1) في الكبير 2/ 98 برقم (1431) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن ربيعة، حدثنا أبو الأشعث، عن ثوبان، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن ربيعة الرحبي، قال البخاري: "أحاديثه مناكير". وقال النسائي: "متروك". وقال أبو حاتم وغيره: "ضعيف". أبو الأشعث هو شراحيل بن آدة. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 211 برقم (29115) إلى سمويه، وفيه أكثر من تحريف. (¬2) في كشف الأستار 1/ 98 برقم (171) من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا أبو الأسود، حدثنا ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث بن جزء: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... وهذا إسناد ضعيف، فيه ابن لهيعة، ومحمد بن إسحاق هو الصغاني، وأبو الأسود هو النضر بن عبد الجبار. والحديث في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير.

54 - (باب السؤال عما يشك فيه)

54 - (باب السؤال عما يشك فيه) 708 - عَنِ الْمِقْدَادِ -يَعْنِي: ابْنَ الأسْوَدِ- قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: شَيْءٌ سمِعْتُهُ مِنْكَ شَكَكْتُ فِيهِ؟. قَالَ: "إذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ في الأمْرِ، فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ". قَالَ: قَوْلُكَ في أَزْوَاجِكَ: "إنِّي لأرْجُو لَهُنَّ مِنْ بَعْدِي الصِّدِّيقِينَ". قَالَ: "وَمَنْ تَعُدُّونَ الصِّدِّيقِينَ؟ ". فَقُلْنَا: أَوْلاَدَنَا الَّذِينَ يَهْلِكُونَ صِغَارًا. قَالَ: "لا، الصِّدِّيقُون (مص: 247) هُمُ المُتَصَدِّقُوِنَ ثَلاَثاً". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله ثقات كلهم إلا أن قُرَيْبَةَ قال الذهبي: تفرد عنها ابن أخيها موسى بن يعقوب الزمعي. قلت: وتأتي أحاديث في هذا المعنى في باب السؤال عن الفقه. ¬

_ (¬1) في الكبير 20/ 261 برقم (613) من طريقين: حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا موسى بن يعقوب: حدثتني عمتي قُرَيْبَةُ بنت عبد الله بن وهب، عن أمها كريمة بنت المقداد، عن صُبَاعَةَ بنت الزبير بن عبد المطلب -وكانت تحت المقداد- عن المقداد قال: ... وهذا إسناد حسن، موسى بن يعقوب الزمعي فصلنا القول فيه عند الحديث (5011) في مسند الموصلي. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 238 برقم (29259) إلى ابن جرير، والطبراني في الكبير.

55 - (باب ما جاء في المراء)

55 - (باب ما جاء في المراء) 709 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، 710 - وَأَبِي أُمَامَةَ، 711 - وَوَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَع، 712 - وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْماً وَنَحْنُ نَتَمَارَى (¬1) في شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ، فَغَضِبَ غَضَبَاً شَدِيداً لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ، ثُمَّ انْتَهَرَنَا فَقَالَ: "مَهْلاً يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، إنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهذَا، ذَرُوا الْمِرَاءَ لِقِلَّةِ (¬2) خَيْرِهِ، ذَرُواْ الْمِرَاءَ، فَإنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يُمَارِي، ذَرُوا الْمِرَاءَ، فَإنَّ الْمُمَارِي قَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ، ذَرُوا الْمِرَاءَ فَكَفَى الْمُمَارِي (¬3) إثْماً أَنْ لاَ يَزَالَ مُمَارِياً، ¬

_ (¬1) المراء: الجدال. والتماري، والمماراة: المجادلة على مذهب الشك والريبة. وقال أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 11: "وجه الحديث -يعني قوله - صلى الله عليه وسلم -: مراء في القرآن كفر- ليس على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ، على أن يقرأ الرجل على حرف فيقول له الآخر: ليس هكذا ولكنه كذا على خلافه، وقد أنزلهما الله جميعاً ... فإذا جحد هذان الرجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه، لم يؤمن -أو قال: يَقْمَنْ- أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى". (¬2) في أصولنا جميعها: "لعله خيرة" وهو تحريف. (¬3) ليست في (ش).

ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإنَّ الْمُمَارِي لاَ أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة، ذَرُوا الْمِرَاءَ؟ فَأَنَا زَعِيمٌ بِثَلاَثَةِ أَبْيَاتٍ في الْجَنَّةَ: في رِبَاضِهَا (¬1)، وَوَسَطِهَا (¬2)، وَأَعْلاَهَا لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ صَادِقٌ. ذَرُوا الْمِرَاءَ، فَإن أَوَّلَ مَا نَهَانِي عَنْهُ رَبِّي بَعْدَ عِبَادَةِ الأوْثَانِ الْمِرَاءَ، فَإنَّ بَنِي إسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، والنَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهُمْ عَلَى الضَّلاَلَةِ إلاََّ السَّوادَ الأَعْظَمَ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا السَّوَادُ الَأعْظَمُ؟ قَالَ: "مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي. مَنْ لَمْ يُمَارِ في دِينِ الله، وَلَمْ يُكَفِّرْ أحَدًا مِنْ أهْلِ التَّوْحِيدِ بِذَنْبٍ، غُفِرَ لَهُ" (مص: 248). ثُمَّ قَالَ: "إنَّ الإسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً". قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟. قَالَ: "الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَلاَ يُمَارُونَ في دِينِ الله، وَلاَ يُكَفِّرُونَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ بِذَنْبٍ". رواه الطبراني (¬3) في الكبير، وفيه كثير بن مروان، وهو ضعيف جداً. ¬

_ (¬1) ربض الجنة: ما حولها خارجاً عنها، تشبيهاً بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع. (¬2) في (ظ): "أوسطها". (¬3) أربعة أحاديث بإسناد واحد، وهو إسناد ضعيف، وقد تقدم تخريجها =

713 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كنَّا جُلُوساً عِنْدَ بَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نَتَذَاكَرُ: يَنْزعُ هذَا بِآيةٍ، وَينْزعُ هذَا بِآيَةٍ. فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَأَنَّمَا يُفْقَأ في وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: "يَا هؤلاءِ، بِهذَا بُعِثْتُمْ، أَمْ بِهذَا أُمِرْتُمْ؟: لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكمْ رِقَابَ بَعْضٍ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، والأوسط، والبزار. ¬

_ = برقم (406، 407، 408، 409). وانظر الترغيب والترهيب 1/ 131. (¬1) في الكبير 6/ 37 برقم (5442) من طريق العباس بن الفضل الأسفاطي. وأخرجه الطبراني أيضاً في الأوسط -مجمع البحرين ص (25) - من طريق معاذ أبو المثنى. وأخرجه البزار 1/ 101 برقم (179) من طريق محمد بن المثنى. جميعهم حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي، حدثنا سويد أبو حاتم، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ... وهذا إسناد حسن. سويد بن إبراهيم أبو حاتم فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (194)، وأبو نضرة هو مالك بن قطعة العبدي. وقال الطبراني: "لم يروه عن قتادة إلا سويد، تفرد به عبد الرحمن". نقول: عبد الرحمن بن المبارك من الثقات الذين لا يضر الحديث تفردهم. وانظر الترغيب والترهيب 1/ 132. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 192 برقم (969) إلى البزار، =

714 - وَعَنْ أَنَسٍ مِثْلُهُ. رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، ورجاله ثقات أثبات، وفي الأول (¬2) سويد أبو حاتم، ضعفه النسائي، وابن معين في رواية، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، حديثه حديث أهل الصدق. 715 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ في أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإنْ كَانَ مُحِقاً، وَتَرَكَ الْكَذِبَ وَإنْ كَانَ مَازِحاً، وَحَسَّنَ خُلُقَهُ". ¬

_ = وابن الضريس، والطبراني في الأوسط. ويشهد له حديث أنس برقم (3946)، وحديث عبد الله بن عمر برقم (5586، 5592)، وحديث عبد الله بن مسعود برقم (5326) جميعها خرجناها في مسند الموصلي. وانظر الحديث التالي. (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (25) - من طريق معاذ، حدثنا أبي، حدثنا بشر بن المفضل، عن حميد، عن أنس، بمثل الحديث السابق. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه البزار 1/ 102 برقم (180) من طريق محمد بن المثنى، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا سويد أبو حاتم، عن قتادة، عن أنس، بمثل الحديث السابق. وهذا إسناد حسن. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 191 برقم (967) إلى الدارقطني في الأفراد، وإلى الشيرازي في الألقاب، وانظر الحديث السابق. (¬2) ساقطة من (ش).

رواه الطبراني (¬1) في الثلاثة، ويأتي حديث ابن عباس (¬2) في حسن الخلق، وإسناده حسن إن شاء الله. 716 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ ¬

_ (¬1) في الكبير 20/ 110 - 111 برقم (217)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (263) - وفي الصغير 2/ 16 من طريق محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا محمد بن الحسين -تحرف في الكبير والأوسط إلى: الحصين- حدثنا عيسى بن شعيب، عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل ... وهذا إسناد ضعيف عندي، محمد بن الحسين القصاص ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات. وشيخ الطبراني حافظ، عارف، فهم. انظر تاريخ بغداد 1/ 303 - 304. وقال الطبراني: "لم يروه عن روح إلا عيسى، تفرد به ابن الحسين - تحرف عنده إلى: الحصين". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 644 برقم (8309) إلى الطبراني في الكبير. وسيأتي هذا الحديث ثانية في الأدب، باب: ما جاء في حسن الخلق، وهناك قال الهيثمي: "وفي إسناد الطبراني محمد بن الحصين، ولم أعرفه، والظاهر أنه التميمي وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات". نقول: محمد بن الحصين التميمي من طبقة متقدمة جداً على هذا، والحصين محرفة عن "الحسين" والله أعلم. (¬2) في كتاب الأدب: باب: ما جاء في حسن الخلق. وهناك أكثر من شاهد لهذا الحديث.

الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ مَازِحٌ، وَبِبَيْتٍ في أَعْلَى الْجَنَّةِ لمن حَسُنَتْ سَرِيرَتُهُ" (مص: 249). رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه عقبة بن علي، وهو ضعيف. 717 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، (¬2): "مِرَاءٌ (¬3) في الْقُرْآنِ كُفْرٌ". ¬

_ (¬1) في الأوسط 1/ 484 برقم (882) -وهو في مجمع البحرين ص (25) - من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا عتيق بن يعقوب الزبيري، حدثنا عقبة بن علي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع -ليست في الأوسط- عن ابن عمر ... وهذا إسناد فيه عقبة بنا علي، قال العقيلي في الضعفاء 3/ 352: "ولا يتابع على حديثه، وربما حدث بالمنكر عن الثقات". ونقل ذلك الذهبي عنه في "ميزان الاعتدال" 3/ 87، وتابعه عليه ابن حجر في لسان الميزان 4/ 179. وباقي رجاله ثقات، عبد الله بن عمر بن حفص بينا أنه حسن الرواية عند الحديث (1641) في موارد الظمآن. وشيخ الطبراني تقدم توثيقه عند الحديث (31). وعتيق بن يعقوب الزبيري ترجمه البخاري في الكبير 7/ 98 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 46، ووثقه ابن حبان 8/ 527. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 644 برقم (8310) إلى الطبراني في الأوسط. (¬2) ما بين حاصرتين ساقط من (مص). (¬3) قال ابن الأثير في النهاية 4/ 322: "والتنكير في المراء إيذان بأن شيئاً منه كفر، فضلاً عما زاد عليه".

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف جداً. 718 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ الله- قَالَ: "لاَ تُمَارُوا في الْقُرْآنِ، فَإنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) في الجزء المفقود من معجمه الكبير. وما رأيته بهذا النص مسندًا في غيره. وأخرجه الطيالسي 2/ 7 برقم (1907) من طريق فليح بن سليمان، عن سالم مولى أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عمرو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجادلوا في القرآن، فإن جدالاً فيه كفر". وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أننا ما علمنا رواية لسليمان بن يسار عن عبد الله بن عمرو فيما نعلم، والله أعلم. وإن كان له منه سماع فالإسناد حسن. ويشهد للفظ حديثنا حديث أبي هريرة، وقد استوفينا تخريجه وعلقنا عليه في مسند الموصلي برقم (5897)، وانظر أيضاً الحديث (59، 1780) في موارد الظمآن. (¬2) في الكبير 5/ 152 برقم (4916) من طريقين: حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن موهب، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن زيد بن ثابت ... وأزعم أن هذا الإسناد خطأ صوابه: حدثنا ابن أبي فديك، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن زيد بن ثابت. ولئن كان ما ذهبنا إليه صواباً، وهو ما نرجح أنه الصواب، لأن محمد بن إسماعيل بن فديك معروف بالرواية عن عبد الله بن عبد الرحمن، وهذا معروف بالرواية عن عبد الله بن عبد الله. نقول: لئن كان ما ذهبنا إليه صحيحاً، يكن الإسناد منقطعاً، لأن =

56 - (باب في الاختلاف) (*)

56 - (باب في الاختلاف) (*) 719 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إلاََّ ظَهَرَ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا". رواه الطبراني (¬1) في الأوسط، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. 57 - (باب الأمور ثلاثة) 720 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ ¬

_ = عبيد الله بن عبد الله بن موهب لم نعرف له رواية عن زيد بن ثابت، وهو لم يدركه، والله أعلم. وانظر أحاديث الباب. (*) في (ش) زيادة "في الأمور الثلاثة". وحديث ابن عمر بكامله مع قول الهيثمي فيه ساقط من (ش). (¬1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (25) - من طريق محمد بن يعقوب، حدثنا إسحاق بن الضيق، حدثنا منصور بن أبي نويرة، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر ... وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي. وباقي رجاله ثقات، منصور بن أبي نويرة ترجمه البخاري في الكبير 7/ 349 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 179، وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 172 وقال: "مستقيم الحديث". وذكره المتقي الهندي في الكنز 1/ 183 برقم (929) وجعله من مسند عمر، وهو خطأ.

58 - (باب في كثرة السؤال (مص: 250))

عِيسَى بْنِ مَرْيمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمَ- قَالَ: "إنَّمَا الأمُورُ ثَلاَثَةٌ: أَمْرٌ تَبَيَّنَ لَكَ رُشْدُهُ، فَاتَّبِعْهُ، وَأَمْرٌ تَبَيَّنَ لَكَ غَيُّهُ، فَاجْتَنِبْهُ، وَأَمْرٌ اخْتَلِفَ فِيهِ، فَرُدَّهُ إلَى عَالِمِهِ". رواه الطبراني (¬1) في الكبير، ورجاله موثقون. 58 - (باب في كثرة السؤال (مص: 250)) 721 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَبْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إنَّ الله يَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ: قِيلَ وَقَالَ، وَكثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإضَاعَةِ الْمَالَ". رواه الطبراني (¬2) في الأوسط، والكبير، والبزار، وفيه عبد ¬

_ (¬1) في الكبير 10/ 386 - 387 برقم (10774) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن عمار الموصلي، حدثنا المعافى بن عمران، حدثنا موسى بن خلف العمي، عن أبي المقدام، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس ... وهذا إسناد فيه أبو المقدام هشام بن زياد وهو متروك الحديث. ومحمد بن عمار هو محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي نسبه إلى جده. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 855 برقم (43403) إلى الطبراني في الكبير، وإلى أبي نصر السجزي في الإبانة. (¬2) في الأوسط -مجمع البحرين ص (25) - والبزار 1/ 102 برقم (181)، وأبو يعلى في معجم شيوخه برقم (17) بتحقيقنا، وابن سعد في الطبقات 7/ 40، والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 27 من طرق: حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا عبد الله بن نُسَيْب، حدثني مسلم بن =

الله بن نُسَيْب (¬1)، وهو ضعيف جداً. ¬

_ = عبد الله بن سبرة، عن أبيه عبد الله بن سبرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا إسناد رجاله ثقات غير مسلم بن عبد الله بن سبرة فما وجدت له ترجمة، والإسناد متصل. وقال الطبراني: "لا يروى عن عبد الله بن سبرة إلا بهذا الإسناد". وقد سقط من إسناده "عبد الله بن نسيب". والحديث في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة 6/ 66: "روى أبو يعلى، وبقي بن مخلد، والبخاري في التاريخ، وابن حبان، والطبراني، وابن منده من طريق عبد الله بن نسيب، عن مسلم -تحرفت فيه إلى: سلمة- بن عبد الله ... ". وذكر هذا الحديث. ونقل كلام الطبراني السابق ثم قال: "وقال ابن السكن: تفرد به معتمر، وفي إسناده نظر". ولتمام تخريجه انظر معجم شيوخ أبي يعلى. وأسد الغابة 3/ 255، والاستيعاب 6/ 216. وانظر أحاديث الباب. (¬1) في الأصول جميعها "شبيب" وهو تحريف. وقد جاز هذا الوهم على الحافظ ابن حجر، فقال في حاشيته على هامش (م): "عبد الله بن شبيب الذي في هذه الرواية ليس هو الضعيف، ذاك متأخر الطبقة عن هذا. وقد أخرج هذا الحديث الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة، ومقتضاه أن الحديث عنده صحيح أو حسن، وقد وثق رواية عبد الله بن شبيب". وقد نقلت هذه الحاشية على هامش (ظ) أيضاً. نقول: في الرواة ثلاثة كل منهم اسمه عبد الله بن شبيب، ولكن الثلاثة متأخرون عن هذه الطبقة، وليس للحافظ حجة على ما ذهب إليه غير أنه رآه في المختارة، ولعله صحف فيها أيضاً. فانظر تاريخ بغداد 9/ 474، 475، وتلخيص المتشابه في الرسم 2/ 683، 684.

722 - وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله كرِهَ لَكُمْ، قِيلَ وَقَالَ (¬1)، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإضَاعَةَ الْمَالِ". رواه الطبراني (¬2) في الكبير، والأوسط، وفيه عمران القطان، ضعفه ابن معين، وأبو داود والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات. وقلت: وتأتي أحاديث من نحو هذا في العقوق. 723 - وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ -رَضيَ الله عَنْهُ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: "دَعْ قِيلَ وَقَالَ، وَكثْرَةَ السُّؤَالِ". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، وفيه السري بن إسماعيل، وهو متروك. ¬

_ (¬1) سقطت لفظة "وقال" من (م). (¬2) في الكبير 20/ 224 برقم (522)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (25) - من طريقين: حدثنا سَلْم بن قتيبة، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أبي عبد الله الجسري، عن معقل بن يسار ... وهذا إسناد حسن، وأبو عد الله الجسري هو حميري بن بشير. وأخرجه الطبراني أيضاً في الكبير (527) من طريق محمد بن علي بن شعيب، حدثنا الحسن بن بشير العجلي، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، بالإسناد السابق. وهذا إسناد ضعيف. نسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 46 برقم (43871) وبرقم (44028) إلى الطبراني في الكبير. (¬3) في الأوسط 1/ 316 برقم (522) -وهو في مجمع البحرين ص (25) - =

724 - وعن عمار بن ياسر، 725 - وَعَنِ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله كَرِهَ لَكُمْ، قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَمَنْعَ وَهَاتِ، وَوَأدَ الْبَنَاتِ، وَعُقُوقَ الأمَّهَاتِ". قلت (¬1): حديث المغيرة (¬2) في الصحيح. ¬

_ = من طريق أحمد بن القاسم، حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا محمد بن كثير الكوفي، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود قال: ... وهذا إسناد ضعيف فيه السري بن إسماعيل وهو متروك، ومحمد بن كثير الكوفي وهو ضعيف أيضاً. (¬1) لفظة "قلت" ساقطة من (ش). (¬2) أخرجه البخاري في الزكاة (1477) باب: قوله تعالى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}، وفي الاستقراض (2408) باب: ما ينهى عن إضاعة المال، وفي الرقاق. (6473) باب: ما يكره من قيل وقال، ومسلم في الأقضية (593) (12، 13) باب: النهي عن المسائل من غير حاجة، والطبراني في الكبير 20/ 383 وبرقم (900، 901، 903، 904)، والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 156 برقم (1089) من طرق: عن الشعبي، عن وَرَّاد كاتب المغيرة، عن المغيرة ... وأخرجه البخاري في الأذان (844) باب: الذكر بعد الصلاة، وفي الأدب (5975) باب: عقوق الوالدين من الكبائر، وفي الدعوات (6330) باب: الدعاء بعد الصلاة، وفي الاعتصام (7292) باب: ما يكره من كثرة السؤال، والطبراني في الكبير برقم (909، 910، 913، 919، 920) من طريق عبد الملك بن عمير، والمسيب بن رافع. =

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه يحيى بن كثير صاحب البصري، لا يحل الاحتجاج بما انفرد به. ¬

_ = كلاهما عن وَرَّاد، بالإسناد السابق. وأخرجه مسلم (593) (14)، والطبراني برقم (942، 943) من طريق أبي عون، عن محمد بن عون الثقفي، عن وَرَّاد، بالإسناد السابق. وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (930) من طريق ... حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن وراد، بالإسناد السابق. (¬1) حديثان بإسناد واحد، وهما في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجهما القضاعي في مسند الشهاب 2/ 156 برقم (1090) من طريق محمد بن الحسين النيسابوري، أنبأنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد، أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبدوس، أنبأنا محمد بن عبد الله الأرزي، حدثنا عبيد الله بن عمرو الحنفي جار خالد بن الحارث، أنبأنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، والمغيرة بن شعبة ... وهذا إسناد ضعيف عندي، عبيد الله بن عمرو الحنفي ما وجدت له ترجمة، ولم يذكر فيمن سمعوا عطاء قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات: محمد بن الحسين النيسابوري هو المحدث الإمام الثقة المعروف بابن الطفال، قال السلفي: "كان بمصر من مشاهير الرواة، ومن الثقات الأثبات". ومحمد بن أحمد أبو الطاهر القاضي بينا أنه ثقة عند الحديث المتقدم برقم (646). ومحمد بن عبدوس هو ابن كامل السراج، كان من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس عنه لثقته وضبطه، وكان =

726 - وَقَالَ عَبْدُ الله -يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ- يَوْماً وَأَكَثُروا عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا حَارِ (¬1) بْنَ قَيْسٍ -لِلْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ-: مَا تَرَاهُمْ يُرِيدُونَ إلَى مَا يَسْأَلُونَ؟. قَالَ: لَيَتَعَلَّمُوهُ، ثُمَّ يَتْرُكُوهُ. قَالَ: صَدَقْتَ والَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ. رواه الطبراني (¬2) في الكبير، ورجاله موثقون. 727 - وَعَنْهُ قَالَ: يَجِيءُ قَوْمٌ يَشْرَبُونَ الْعِلْمَ شُرْبًا. رواه الطبراني (¬3) (مص: 251) في الكبير، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط. ¬

_ = حسن الحديث ثبتاً فيه. ونسبهما المتقي الهندي في الكنز 16/ 86 - 87 برقم (44028) إلى الطبراني في الكبير. (¬1) في (ش): "يا حماد". وفي ظ "يا حمار" وهو تحريف، وحارِ: منادى مرخم على لغة من ينتظر. (¬2) في الكبير 9/ 166 برقم (8762) من طريق محمد بن النضر الأزدي، حدثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن الأعمش قال: زعم خيثمة قال: قال عبد الله يومًا ... وهذا إسناد منقطع خيثمة بن عبد الرحمن قال أحمد، وأبو حاتم الرازي: "لم يسمع من عبد الله بن مسعود شيئاً" -وانظر "المراسيل" ص (54 - 55) - ورجاله ثقات، شيخ الطبراني هو محمد بن أحمد بن النضر تقدم توثيقه عند الحديث (501)، ومعاوية بن عمرو هو ابن المهلب المعروف بابن الكرماني، ونهاية الحديث في (ش): "لا إله إلا هو". (¬3) في الكبير 9/ 166 برقم (8761) من طريق محمد بن عثمان بن أبي =

59 - (باب سبب النهي عن كثرة السؤال)

59 - (باب سبب النهي عن كثرة السؤال) 728 - عَنْ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُون (¬1) عَنِ الشَّيْءِ مِنْ أَمْرِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَ (¬2) رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ حَلاَلٌ فَلاَ يَزَالُونَ يَسْأَلُونَ فِيهِ حَتَّى يُحَرَّمَ عَلَيْهِمْ. رواه البزار (¬3)، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة، وسفيان، وضعفه أحمد، ويحيى بن معين، وغيرهما. ¬

_ = شيبة، حدثنا فضالة بن الفضل، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن قال: قال عبد الله: ... وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن مهران الأعمش لم يذكر فيمن سمعوا عطاء قبل الاختلاط. وقد فصلنا القول في أن أبا عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب سمع عبد الله بن مسعود في مسند الموصلي 8/ 411 - 412 في تعليقنا على الحديث (4994). وهذا الحديث بكامله ساقط من (ش). (¬1) في (ش، ظ): "يسألون". (¬2) عند البزار: "أو يسألون". (¬3) في كشف الأستار 1/ 110 برقم (198) من طريق علي بن المثنى الطُّهَوِيّ، حدثنا الوضاح بن يحيى، حدثنا قيس، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد ... وهذا إسناد ضعيف لضعف قيس بن الربيع الأسدي، ولضعف الوضاح بن يحيى أيضاً. وباقي رجاله ثقات، علي بن المثنى روى عنه جمع، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان. وقال الطبراني: "تفرد به قيس، عن المقدام".

729 - وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا نَزَلَتْ آيَةُ التَّلاَعُنِ إلاَّ لِكَثْرَةِ السُّؤَالَ. رواه البزار (¬1)، ورجاله ثقات. 730 - وَعَنِ الْمُغِيَرَةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ شَيْءٍ (¬2) فأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتهُوا". رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، وفيه من لم أعرفه. ¬

_ (¬1) في كشف الأستار 1/ 110 برقم (199) من طريقين: حدثنا أبو أسامة، حدثنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر ... وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. وأبو أسامة هو حماد بن أسامة. (¬2) في (ش): "ما أمرتكم بشيء". (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (26) - من طريق محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا الحسين بن منصور الزبيدي، حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن منصور، عن الشعبي، عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة ... وهذا إسناد جيد، محمد بن الحسن بن مكرم قال السَّهمي: وسألته -يعني: الدارقطني- عن محمد بن الحسن بن مكرم أبي بكر البغدادي بالبصرة؟ فقال: ثقة". سؤالات السهمي للدارقطني برقم (27). وقال إبراهيم بن فهد: "ما قدم علينا من بغداد أحد أعلم بالحديث من ابن مكرم". وحسين بن منصور هو الرقي، وما رأيت من قال فيه "الزبيدي" غير =

731 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإنَّمَا هَلَكَ (¬1) مَنْ كَانَ قَبْلَكمْ اخْتِلاَفُهمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإذَا أَمَرْتُكمْ بِشَيْءٍ فأتُوهُ، وإذا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ". قلت: هو في الصحيح (¬2) بعكس هذا. رواه الطبراني (¬3) في الأوسط، ورجاله ثقات. ¬

_ = الطبراني. وأبو الجواب هو أحوص بن جواب. وقال الطبراني: "لم يروه عن منصور إلا عمار، تفرد به أبو الجواب". نقول: تفرد أبي الجواب به لا يضره، لأن أبا الجواب وثقه ابن معين في رواية، وأبو حاتم، وابن حبان، وهو من رجال مسلم. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 192 برقم (973) إلى الطبراني في الأوسط. (¬1) في (ظ، م): "أهلك". ويقال: هلكه -من باب. ضرب- بمعنى أهلكه، وذلك في لغة تميم. (¬2) عند البخاري في الاعتصام (7288) باب: الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعند مسلم في الحج (1337) باب: فرض الحج مرة واحدة. ولفظ البخاري: "دعوني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء، فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم". وقد استوفينا تخريجه، وعلقنا عليه بما يفيد إن شاء الله في مسند الموصلي 11/ 195 برقم (6305). وانظر فتح الباري 13/ 262 أيضاً. (¬3) في الأوسط -مجمع البحرين ص (26) من طريق إبراهيم هو ابن ... ، =

60 - (باب السؤال للانتفاع وإن كثر (مص: 252))

60 - (باب السؤال للانتفاع وإن كثر (مص: 252)) 732 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْماً خَيْراً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا سَأَلُوهُ إلاَّ عَنْ ثَلاَثَ (¬1) عَشْرَةَ مَسْأَلَةً حَتَّى قُبِضَ، كُلُّهُنَّ في الْقُرْآنِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 217] وَ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [البقرة: 219] وَ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} [البقرة: 220] وَ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] وَ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ} [الأنفال: 1] وَ {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} [البقرة: 219]، مَا كَانُوا يَسْأَلُونَ إلاَّ عَمَّا يَنْفَعُهُمْ. قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ طَافَ بِالْبَيتِ الْملاَئِكَةُ، وَأَنَّ مَا بَيْنَ الْحِجرِ إلَي الرُّكْنِ الْيَمَانِي لَقُبُورٌ مِنْ قُبُورِ الأنْبِيَاءِ، كَانَ النَّبِيُّ إِذَا آذَاهُ قُوْمُهُ، خَرَجَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ يَعْبُدُ الله فِيهَا حَتَّى يَمُوتَ. ¬

_ = حدثنا علي بن عثمان اللاحقي، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب وهشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد صحيح إن كان شيخ الطبراني ثقة، فإني ما عرفته. علي بن عثمان اللاحقي وثقه أبو حاتم، وابن حبان، وانظر الثقات 8/ 465، ولسان الميزان 4/ 243. وقال الطبراني: "لم يروه عن أيوب إلا حماد، ولا عنه إلا علي". ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 192 برقم (972) إلى الطبراني في الأوسط. وهذا الحديث شاذ إن كان إبراهيم ثقة، وإذا كان ضعيفاً كان الحديث منكراً، وانظر التعليق السابق. (¬1) في الأصول "ثلاثة عشرة" والوجه ما أثبتناه.

رواه الطبراني (¬1) في الكبير، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات. 733 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذَا صَلَّى الْفَجْرَ، انْحَرَفْنَا إلَيْهِ، فَمِنَّا مَنْ يَسْأَلُهُ عِنِ الْقُرْآنِ، وَمِنَّا مَنْ يَسْأَلُهُ عَنِ الْفَرَائِضِ، وَمِنَّا مَنْ يَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤْيَا. رواه الطبراني (¬2) في الكبير، وفيه محمد بن عمر الرُّومِيّ، ضعفه أبو داود، وأبو زرعة، ووثقه ابن حبان. 734 - وَعَنِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: كَانَ النَبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الْمَسْجِدِ جَالِساً وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ ينَزَّلُ عَلَيْهِ (¬3) فَأَقْصَرُوا عَنْهُ حَتَّى جَاءَ أَبُو ذَرٍّ، فَاقْتَحَمَ، فَجَلَسَ إَلِيهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ صَلَّيْتَ الْيَوْمَ؟ ". قَالَ: لاَ. قَالَ: "قُمْ فَصَلِّ". فَلَمَّا صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتِ الضُّحَى، أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، تَعَوَّذْ بِالله مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجنِّ وَالإنْسِ؟ ". ¬

_ (¬1) في الكبير 11/ 454 برقم (12288) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... وهذا إسناد ضعيف، محمد بن فضيل متأخر السماع من عطاء. (¬2) هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني في الكبير، وما وجدته في سواه لأحكم على إسناده. (¬3) في (ش): "نزل عليه".

قَالَ: يَا نَبِيَّ الله، وَللإنْسِ شَيَاطِينٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} " [الأنعام: 112] ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ ". قُلْتُ: بَلَى، جَعَلَنِي الله فدَاءَكَ (مص: 253). قَالَ: "قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِالله" (¬1). قُلْتُ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِالله. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ عَنِّي فَاسْتَبْطَأْتُ كَلاَمَهُ. قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، إنَا كُنَّا أَهْلَ جَاهِلِيَّةِ وَعِبَادَةِ أَوْثَانٍ، بَعَثَكَ الله رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، أَرَأَيْتَ الصَّلاَةً، مَا هِي؟. قَالَ: "خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، مَنْ شَاءَ استَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيْت الصِّيامَ، مَا هُو؟ قَالَ: "فَرْضٌ مَجْزِيٌّ". قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبيَّ الله، أَرَأَيْتَ الصَّدَقَةَ، مَا هِي؟ قَالَ: "أَضْعَافٌ (¬2) مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ الله الْمَزِيدُ". قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "سِرٌّ إلَى فَقِيرٍ، وَجَهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ". قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، أَيُّ مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟. ¬

_ (¬1) في (م) زيادة "العلي العظيم". (¬2) في (ش): "فرض" وهو خطأ.

قَالَ: " {الله لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُومُ}، آيَةُ الْكُرْسِيِّ" [البقرة: 255]. قُلْتُ (¬1): يَا نَبِيَّ الله، أَيُّ الشُهَدَاءِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "مَنْ سُفِكَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ". قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "أَغْلاَهَا ثَمَناً، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا". قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، أَيُّ الأنْبِياءِ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ: "آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ". قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ. الله، وَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟. قَالَ: "نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ (¬2)، خَلَقَهُ الله بِيدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا آدَمُ قِبَلاً" (¬3). قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، كَمْ عَدَدُ الأنْبِيَاءَ؟. قَالَ: "مِئَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ، الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَخمْسَةَ عَشَرَ جَماً غَفِيرًا". رواه أحمد (¬4)، والطبراني في الكبير، وقال: "كَمْ عَدَدُ ¬

_ (¬1) من هنا إلى قوله "عقر جواده" ساقط من (ش). (¬2) في (ش): "منكم" وهو خطأ. (¬3) أي: عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب، ومن غير أن يولي أمره أو كلامه أحداً من ملائكته. (¬4) في المسند 5/ 265 - 266، والطبراني في الكبير 8/ 258 - 259 برقم =

الأنْبِياءِ؟ قَالَ: مِئَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً". ومداره على (¬1) عليِّ بن يزيد وهو ضعيف. 735 - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ في الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ صَلَّيْتَ؟ ". قُلْتُ: لاَ. قَالَ: "قُمْ فَصَلِّ". قَالَ: فَقُمْت فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ، فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، تَعَوَّذْ بِالله مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الإنْسِ وَالْجنِّ؟ ". قَالَ: قلْتُ: يَا رَسُولَ الله (مص: 254)، وَللإنْسِ شَيَاطِينٌ؟. قَالَ: "نَعَمْ". قلْتُ: يَا رسُولَ الله، الصَّلاَةُ؟. قَالَ: "خَيْرُ مَوْضوعٌ، مَنْ شَاءَ أَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله فَالصَّوْمُ؟ قَالَ: "فَرْضٌ مَجْزِيٌّ وَعِنْدَ الله مَزِيدٌ". ¬

_ = (7871) من طريق أبي المغيرة، حدثنا معان بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة ... وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني. وباقي رجاله ثقات، معان بن رفاعة بينا أنه حسن الحديث عند الحديث المتقدم برقم (596) وأبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج وانظر الحديث التالي. (¬1) سقطت "على" من (ش).

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَالصَّدَقَةُ؟ قَالَ: "أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَأَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: "جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ أَوْ سِرٌّ إلَى فَقِيرٍ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الأنْبِيَاءَ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ: "آدَمُ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله وَنَبِيٌّ كَانَ (¬1)؟ قَالَ: "نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله كَمِ الْمُرْسَلُونَ؟. قَالَ: "ثَلاَثُ مِئَةٍ وَبضْعَةَ عَشَرَ جَماً غَفِيراً أو قال مرة: خَمْسَةَ عَشرَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، آدَمُ، نَبِيٌّ كَانَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، مُكَلَّمٌ". قَالَ: قُلْتُ (¬2): يَا رَسُولَ الله، أَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: "آيَةُ الْكُرْسِيّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ". رواه أحمد (¬3)، والبزار، والطبراني في الأوسط، بنحوه، وعند النسائي طرف منه، وفيه المسعودي وهو ثقة، ولكنه اختلط، ¬

_ (¬1) في (ش) زيادة "آدم". (¬2) في (ش): "فقلت". (¬3) في المسند 5/ 178، 179، والطيالسي 2/ 31 برقم (2013)، والبزار 1/ 39 برقم (160) من طرق عن المسعودي، عن أبي عمرو الشامي -في رواية أحمد الأولى: أبو عمر الدمشقي- عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر ... وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي عمر =

وفي طريق الطبراني زيادة تأتي في باب التاريخ (¬1). ¬

_ = -ويقال: أبو عمرو- الدمشقي. وأما المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي فمن سمع منه بالكوفة والبصرة قبل أن يقدم بغداد، فهو مقبول الرواية، ومن هؤلاء جعفر بن عون في إحدى روايتي أحمد. وانظر الكواكب النيرات ص (293)، والاغتباط ص (75). وعبيد بن الخشخاش ترجمه البخاري في الكبير 15/ 447 ولم يورد فيه جرحاً، وذكر طرفاً من هذا الحديث وقال: "لم يذكر سماعاً من أبي ذر". وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 406 ولم يورد فيه جرحاً، وروى عنه جمع، ووثقه ابن حبان 5/ 136. ونقل الحافظ عن الدارقطني أنه ضعفه. وقال الحافظ في التقريب: "لين". فهو حسن الحديث إن شاء الله. وأخرجه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (30) - من طريق عبد الرحمن بن معاوية العتبي، حدثنا عمرو بن خالد الحزامي، حدثنا ابن لهيعة، حدثني خالد بن يزيد، عن صفوان بن سليم، عن أبي صالح السمان، عن أبي ذر ... وهذا إسناد ضعيف. وقال الطبراني: "لم يروه عن صفوان إلا خالد، تفرد به ابن لهيعة، والقصة في السنن، ومقصود الباب منه هو الزوائد". ولتمام تخريجه انظر موارد الظمآن برقم (94، 2339) بتحقيقنا، وعمل اليوم والليلة للنسائي برقم (14، 43)، ومسند الحميدي 1/ 72 برقم (130)، ومسند أحمد 5/ 156، وابن ماجه في الأدب (3825) باب: ما جاء في لا حول ولا قوة إلا بالله. والمطالب العالية 3/ 112 - 114 برقم (3023)، وكنز العمال 16/ 131 - 134 برقم (44158). (¬1) برقم (969) إن شاء الله.

تم بحمد الله وحسن توفيقه الجزء الثاني من كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ويليه الجزء الثالث وأوله: "باب في حسن السؤال والتودد". ثناء الله خان تم وصف الكتب في مركز المأمون للصف الطباعي الإلكتروني

§1/1